مثالب النواصب ( ابن شهر آشوب ) المجلد 7
هوية الكتاب
مَثالِبُ النَّواصِب
للمحدِّث المُتَتبّع وَالفقیه المحقق
رشید الدین ابي جعفر محمّد بن علي
ابن شهرآشوب المازندراني (طاب ثراه)
( 488 - 588 ه )
الجزء السابع
صحّحه و أخرج نصوصه وَعَلَّق عَلَيْة
الشّیخ عبد المهدي الأثنا عَشري
المؤلّف : مثالب النواصب / ج 7
المؤلّف : محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( 488 - 588 ه)
المحقق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة : الأولى - 1445 ه- / 2024 م
عدد الأجزاء : 12 مجدّداً
ص: 1
اشارة
هوية الكتاب :
المؤلّف : مثالب النواصب / ج 7
المؤلّف : محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( 488 - 588 ه)
المحقق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة : الأولى - 1445 ه- / 2024 م
عدد الأجزاء : 12 مجدّداً
يمنع شرعاً و قانوناً نشر الموسوعة أو تكثيرها أو تصويرها بدون إذن محققها وبإجازة كتبية
لتحصيل الموسوعة ، يرجى الاتصال عبر :
البريد الإلكتروني : almasaleb@gmail.com
ص: 2
آیة .. روایة ... ابتهال ... شعر
قال الله عزّ وجلّ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةٌ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِنَ الْمَقْبُوحِينَ﴾
سورة القصص (28): 41 - 42 .
ص: 3
روی محمّد بن يعقوب الكليني - طاب رمسه - بإسناده ... عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عنهما ...
فقال : « يا أبا الفضل ! ما تسألني عنهما ..؟! فوالله ما مات منّاميّت قطّ الّا ساخطاً عليهما ، وما منّا اليوم إلا ساخطاً عليهما .. يوصي بذلك الكبير منّا الصغير .. إنّهما ظلمانا حقّنا ، ومنعانا فيئنا، وكانا أوّل من ركب أعناقنا ، وبثقا علينا بثقاً في الإسلام لا يسكر أبداً حتى يقوم قائمنا ، أو يتكلّم متكلّمنا » .
ثم قال (علیه السّلام) : «أما والله ! لو قد قام قائمنا أو تكلّم متكلّمنا لأبدى من أمورهما ما كان يكتم ، ولكتم من أمورهما ما كان يظهر ، والله ما أسّست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسّسا أوّلها، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » .
الكافي الشريف ( الروضة ) 245/8 حديث 340
وعنه في بحار الأنوار 269/30 (باب (20) حدیث 138
ص: 4
«.. اللهم وابعث بقائم آل محمّد (علیه السّلام) للنصر لدينك (1)، وإظهار حجّتك ، والقيام بأمرك ، وتطهير أرضك من أرجاسها .. برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم إني أعوذ بك أن أوالى لك عدواً أو أعادي لك ولياً . أو أسخط لك رضاً ، أو أرضى لك سخطاً ، أو أقول لحقِّ : هذا باطل ، أو أقول لباطل : هذا حق ، وأقول : ﴿ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً )
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد و (.. آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا .. ) برحمتك ﴿ عَذَابَ النَّارِ ﴾ .
كتاب الإقبال : 385 ( من دعاء يوم عرفة )،
وقريب منه في : 225 ( دعاء اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة )،
وعن الإقبال في بحار الأنوار 255/98، وقريب منه في 255/87.
ص: 5
1- كذا؛ ولعلّه : لنصر دينك .
البشنوي : [من الكامل ]
حُبّي لآلِ محمّدٍ فَرْضُ *** وجزاء مَنْ عاداهُم بُغْضُ
فعلائق الإيمان أوثَقُها *** الحبُّ في الرَّحمنِ والبُغْضُ
إن كان هذا الرفضَ عندكم *** فيما تَرَوْنَ فَدِينِيَ الرَّفْضُ
قدّمتُم تَيْماً برأيكُمُ *** ولهاشِمَ الإبرام والنقضُ
یا أُمّةً ضلت ببِدعَتِها أتكون فوقَ سَمَائِها الأرضُ ؟ !(1)
ص: 6
1- جاءت هذه الأبيات في أعيان الشيعة 11/9 - 12 منسوبة إلى أبي عبد الله الحسين بن داود البشنوي الكردي ( المتوفى سنة 370ه) ، فراجع ، وقد نقلها من مجموعة محمّد بن علي بن الحسن الجباعي.
نماذج من نسختي الکتاب- المبدأ و المنتهی-
الصّورة
خاتمة الجزء السادس و بدایة هذا الجزء من نسخة الف
ص: 7
الصّورة
نموذج من تغيير خط الكتاب في هذا الجزء من نسخة ألف
2570
ص: 8
الصّورة
خاتمة الجزء السادس وبداية هذا الجزء من نسخة ب
ص: 9
الصّورة
نموذج مما جاء في هذا الجزء من نسخة ب
ص: 10
مسرد المجلد السابع
مسرد المجلد السابع
آية .. رواية .. ابتهال .. شعر ... 3
نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى- ... 7
مسرد هذا المجلد ... 11
القسم الثاني في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين تتمة باب أبي المعازف (207 - 13 )
الفصل الرابع : كبائر قرمان ... 13
الفصل الخامس : في بدع العجل ... 61
الفصل السادس : في كفر اللعين ...95
الفصل السابع : في معان شتى في الثالث ... 125
الفصل الثامن : في سبب قتل حمال الخطايا ... 157
الفصل التاسع : في رد الأخبار المكذبة في نسر ... 181
ص: 11
القسم الثالث
في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين [والخاذلين وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (علیهم السّلام) ]
باب في الناكثين (211 - 494 )
الفصل الأول : جامع فيهم. ..211
الفصل الثاني : في أُم الشرور ... 221
الفصل الثالث : في معاداة الحميراء لأهل البيت(علیهم السّلام) ... 257
الفصل الرابع : في بغي بنت أُمّ رومان على أمير المؤمنين (علیه السّلام) ... 279
الفصل الخامس : في المتظاهرتين ... 319
الفصل السادس : في المفردات ... 351
الفصل السابع : في فعلة ... 361
الفصل الثامن : في الفعيل بن العوام ... 415
الفصل التاسع : في مروان بن الحكم بن [أبي ] العاص بن عبد شمس ... 451
المحتوى - الفهرست التفصيلي ... 459
ص: 12
القسم الثاني : في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين تتمة باب أبي المعازف
الفصل الرابع : كبائر قرمان
[ في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين ]
[باب ]
[ في أبي المعازف ]
[فصل 4]
[ في كبائر قرمان ]
ص: 13
فصل
في كبائر قرمان (1)
الباقر (علیه السّلام): في قوله تعالى(2) : (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ اللا وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبى .. ) (3): « فاطمة والحسن والحسين (علیهم السّلام) ؛ ﴿ وَيَنهى عن
ص: 15
1- رمز لعثمان بن عفّان . وفي نسخة (ألف) : فرمان ، وكلاهما مصطلح ، ذكرهما صاحب كتاب الأسرار وفقه الله وأحسن عاقبته في كتابه الرائع 84/3، وصفحة : 129. هذا ؛ وقد قرّر المصنف (رحمه الله) هذا الرمز في ديباجة كتابه في الباب الثالث المختص بالثالث ، ولا نعرف من تابعه عليه فعلاً ، نعم ورد في الاقتصاد للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 230: قرمان رجل من أهل النار . وجاء له رمز - أيضاً - فرمان، وقد تكرّر وروده كذلك خلال صفحات كتابنا هذا، ومثله : فعلان على وزان ،عثمان و ثعبان و ... أقول : القرم : شدة شهوة اللحم .. أي اشتهيته ، كما في كتاب العين 159/5، وقرمت إلى اللحم، وجاء في كتاب المحيط في اللغة 414/5: القرم : شدة شهوة ، باز قرم، و قرمت إلى اللحم، وهو قرم وقرمان .. وله معان أخرى راجعها في المعاجم اللغوية . لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 84/3، و 129/3.
2- لا يوجد : تعالى .. في نسخة (ب).
3- سورة النحل (16): 90 .
الفَحْشاءِ(1) وَالمُنْكَرِ وَالبَغْى )(2) الأول والثاني وابن أروى (3)».
فإنّه أوّل من سيّر في الإسلام وسنّه ؛ سيّر أبا ذرّ إلى الربذة كما ذكرناه وسير عبد الرحمن بن حنبل (4) الجمحي من المدينة ، ثم حبسه في خيبر(5)، وسيّر عامر ابن عبد القيس من البصرة إلى الشام(6) ، وسيّر هند [ بن عمرو ] الجملي من (7) المدينة إلى الشام .
وسير من الكوفة جماعة كما ذكر في كتاب الأغاني (8) : أنه استعمل عثمان
ص: 16
1- لا توجد في نسخة (ألف) جملة : وينهى عن الفحشاء، وقد جاءت في هامش نسخة (ب) .
2- سورة النحل (16): 90 .
3- انظر : تفسير الفرات : 236 - 237 حدیث 319، وحدیث 321، وفيه : تأويل للقسم الأوّل من الآية الكريمة، وتفسير العياشي 267/2 - 268 حديث 62 ، وفيه : (الفَحْشاء ) الأوّل ، و ( المُنْكَر ) الثاني ، (والبَغْي ) الثالث ، وعنه في البرهان 381/2.
4- الاسم مشوّش ، في نسخة (ب) قد يقرأ : خيبل ، وفي نسخة (ألف) يقرأ : خبيل، والصحيح ما أثبتناه.
5- كما جاء في الإصابة 252/4 . وانظر : تاریخ دمشق 322/3، والغدير 58/9 عن عدة مصادر .
6- كما في الإصابة 60/5، وانظر: الغدير 54/9 ، ففيه جملة من المصادر .
7- في نسختي الأصل (ألف) و (ب) : إلى.
8- الأغاني 367/12 [ دار إحياء التراث العربي ] بتصرف واختصار ونقل موضع الحاجة منه [ 168/12 - 169 من دار الكتب العلمية ] .
سعيد بن العاص على الكوفة ، فقال يوماً : السواد بستان قريش ، فما شئنا أخذنا [ منه ] وما شئنا تركنا ! ..
فقال له عبد الرحمن بن حبيش [ وكان على شرطة سعيد ]: صدق الأمير . فوثب عليه (1) أهل القرى (2) فضربوه ، وقالوا له : يا عدوّ الله ! يقول الباطل و تصدّقه ؟ ! فقال سعيد : اخرجوا من داري ..
وكتب إلى عثمان بذلك : وكان قبلي قوم يدعون القراء وهم السفهاء ! وثبوا على شرطتي فضربوه واستخفّوا بي ، ومنهم ]: عمرو بن زرارة، وكميل بن زياد، ومالك الأشتر ، وحرقوص بن هبيرة ، وشريح(3) بن أوفى ، ويزيد بن المكفّف، وزيد بن صوحان (4) ، وأخوه صعصعة ، وجندب بن عبد د الله ..
فكتب عثمان إليهم يأمرهم أن يخرجوا إلى الشام ويغزوا (5) مغازيهم (6).
وكتب إلى سعيد : قد كفيتك الّذي أردت ..
ص: 17
1- في نسختي الأصل (ألف) و (ب): على .
2- كذا ؛ وفي الأغاني : القرّاء ، بدل : أهل القرى .. وهو الصواب.
3- في نسختي الأصل (ألف) و (ب): جريح .
4- في نسخة (ب) : صيحان، وقد جاءت نسخة بدل على نسخة (ألف) .
5- في نسخة (ب): يعروا، وفي نسخة (ألف): يعزوا.
6- جاء الخبر بألفاظ مقاربة في تاريخ المدينة لابن شبة النميري 1141/3. راجع : شرح النهج لابن أبي الحديد 129/2 - 131، وأنساب الأشراف للبلاذري 529/5 ، وتاريخ الطبري 365/3.. وغيرها .
فخرجوا إلى دمشق ، فقال لهم معاوية : إنّكم قدمتم إلى بلد لا يعرف أهله إلّا الطاعة ، فلا تجادلوهم فتدخلوا (1)الشكّ قلوبهم .
فقال له الأشتر : إنّ الله قد أخذ من (2) العلماء في علمهم ميثاقاً أن يُبيّنوه (3) للناس ولا يكتموه (4) .. فأمر معاوية بحبسهم .
فقال له زيد بن صوحان : ما هذا ؟ ] إنّ الذين أشخصونا إليك [من بلادنا ](5) لم يعجزوا عن حبسنا لو أرادوا (6) بنا ذلك ، فأحسنوا جوارنا ، فإن كُنا ظالمين فنستغفر الله ، وإن كنا مظلومين فنسأل الله العافية ...
قال : فأطلقهم ، ثمّ أشخصهم إلى حمص ؛ فكانوا بها إلى وقت إشخاص سعيد من الكوفة (7).
ص: 18
1- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : فتدخل .
2- في المصدر : (على) بدلاً من : من ، وهو الظاهر .
3- في نسختي الأصل : ينبؤنه ، وفي نسخة : ينبئوه ، والمثبت عن المصدر، وفي تاريخ المدينة : أن يبينوا علمهم للناس.
4- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : يكتمونه .
5- ما جاء بين المعكوفين ورد في بعض المصادر الناقلة لكلام الأغاني.
6- كذا في المصدر ، وفي نسختي الأصل : أرادوه .
7- إلى هنا ينتهي ما في الأغاني، ولاحظ بهذه المضامين وبألفاظ مقاربة : تاريخ الطبري 85/5 - 90 ، الكامل لابن الأثير 52/3 - 55 ، البداية والنهاية لابن كثير (سنة 33 - 34 ه-) .. وغيرها . راجع : الغدير 31/9 - 34 ، وما عليه من مصادر وروايات متقاربة.
وفي كتاب ذمّ الملاهي(1) ، عن أبي بكر بن أبي الدنيا : روى [المبارك بن ] فضالة ، عن الحسن قال : شهدت عثمان يخطب ، وهو يأمر بذبح الحمام وقتل الكلاب (2).
وفي رواية الواقدي والزهري ، عن سعيد بن المسيّب (3): أنّه أمر بذبح الحمام وقال : إن الحمام قد كثروا (4) في بيوتكم حتى كثر الرمي ونالنا بعضه !
البخاري في الصحيح (5)، والزمخشري في الفائق (6) : أنّ الثالث فَرَّ يوم أُحد (7)، وتغيب عن بدر ، وتخلّف عن بيعة الرضوان .
ص: 19
1- كتاب ذم الملاهي : 91 برقم 117. وراجع: شعب الإيمان للبيهقي 245/5 ، والبداية والنهاية 239/7 ، والدر المنثور 320/2، وسير أعلام النبلاء 568/4 ..
2- في نسخة (ألف) : الكلام .
3- كما جاء في أنساب الأشراف 125/5.. وغيره.
4- كذا ؛ وفي المصدر : كثر .
5- كتاب البخاري (1084 ، ( باب (14) ، وكذا فيه 18/5 - 19 ( باب 5 ) مناقب عثمان بن عفّان ، في دفاع عبد الله بن عمر عن عثمان . وفيه 125/5 - 126، ( باب 16).
6- الفائق للزمخشري 154/1 ، في سؤال الرجل من ابن عمر عن عثمان .
7- قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 20/15.. أقول : لعن التدليس والدجل مع أنه غاب عن المدينة ثلاثة أيام ، قلت : قد اختلف في عمر بن الخطاب هل ثبت يومئذٍ أم لا ؟ مع اتفاق الرواة كافة على أنّ عثمان لم يثبت ..
وفى معارف ابن قتيبة (1) : أنه لم يحضر في بيعة الرضوان ، وحضر أحد وانهزم [ ومضى إلى الغابة (2) ، مسيرة ثلاثة أيام ، ففيه وفي أصحابه ] ، نزل (3) : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوا مِنْكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ .. ))(4) .. الآية .
وروى (5) زيد (6) بن وهب ، قال : قلت لابن مسعود : انهزم الناس [عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق معه ] يوم أُحد إلا عليّ ، وأبو دُجانة ، وسهل بن حنيف ؟ !
قال : انهزموا إلّا عليّاً (علیه السّلام)وحده ، وثاب (7) إليه أربعة عشر :
ص: 20
1- المعارف لابن قتيبة : 193 - 194 ، نقلاً بالمعنى .
2- الغابة : موضع قرب المدينة من ناحية الشام. راجع : معجم البلدان 182/4 رسم (غابة).
3- في نسختي الأصل : فنزل، وحذفنا الفاء ليستقيم الكلام بعد ما أضفناه من المصدر بين المعكوفين.
4- سورة آل عمران (3) : 155 .
5- راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2015 - 21 ، وعنه في بحار الأنوار 138/20 ( باب 11 ، غزوة أحد) ذيل حديث 50 .. وما بعدها .
6- وقد تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : يزيد ، أو بريد - حيث هي غير منقوطة - والصحيح ما أثبتناه . راجع : بحار الأنوار 84/20 ( باب 11، غزوة أُحد) ذيل حديث 3، نقلاً عن إرشاد الشيخ المفيد (رحمه الله).
7- في نسختي الأصل (ألف) و (ب) وتاب، ولا معنى لها ، ولعلّها : آب . قال الشيخ المفيد(رحمه الله) في الإرشاد 82/1 وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلاً، منهم : طلحة بن عبيد الله ، وعاصم بن ثابت .. وصعد الباقون الجبل ..
فلان ، وفلان ، وفلان.
قلت : فأين كان أبو بكر وعمر ؟
قال : كانا ممّن تنحّى .
قلت : فأين كان (1) عثمان ؟
قال: جاء بعد ثلاث من الوقعة، فقال له النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « لقد ذهبت فيها عريضة » (2).
فقلت : [ من ] حدثك بهذا ؟ !
قال : عاصم وسهل (3) .
و في تاريخ الطبري (4) : أن عثمان ، وعقبة بن عثمان(5) ، وسعد(6) بن عثمان .. ورجالاً من الأنصار فرّوا حتى بلغوا الجَلْعَب (7)-
ص: 21
1- لا توجد : كان .. في نسخة (ألف).
2- بمعنى واسعة، كما في النهاية لابن الأثير 210/3 قال : وفي حديث أحد قال للمنهزمين : لقد ذهبتم فيها عريضة .. أي واسعة.
3- في نسختي الأصل : عاصم بن سهل، وما في الإرشاد : عاصم وسهل بن حنيف .
4- تاريخ الطبري 522/2 باختلاف يسير أشرنا لبعضه [ وفي طبعة الأعلمي 202/2] .
5- في نسختي الأصل : عقبة بن عقبة ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر .
6- في نسختي الأصل : سعيد ، والصحيح ما ذكرناه .
7- في نسختي الأصل : الحطب ، أو : الخطب ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر . وقد اشتهر هذا الجبل وما جرى فيه يوم أحد، حتى قال البكري في كتابه : معجم ما استعجم 389/25 - 390 : .. وإليه مضى الذين تولوا يوم التقى الجمعان، ولم يدخل منهم المدينة أحد! ولاحظ : مراصد الاطلاع 474/1 .. وغيره .
جبل (1) بناحية المدينة ممّا يلي الأعراض (2) - فأقاموا به ثلاثاً ، ثم رجعوا إلى النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)(3).
فقال النبي (عليه و آله السلام) : «لقد ذهبتم فيها عريضة » .
وفي حديث أبي وائل (4) السعدي : أنّه أنفذ سعيد بن العاص من بين يدي
ص: 22
1- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : محل .
2- كذا؛ وفي المصدر : الأعوص ، ولعلّ ما هنا أصح، حيث قال في مراصد الاطلاع 94/1 : جمع عرض قرى من الحجاز واليمن والسراة، وأخصبت أعراض المدينة، وهي قراها التي في أوديتها ، وهي بطون سوادها حيث الزرع والنخل، وإلا فإنّ الأعوض شعب لهذيل بتهامة . وقال في مراصد الاطلاع 96/1: أعوص - بفتح الواو والصاد المهملة موضع قرب المدينة على أميال منها يسيرة، وأعوص واد في ديار باهلة . وراجع : معجم البلدان ،223/1 ، وتاج العروس 314/9.. وغيرهما. وذكر الطريحي له في مجمع البحرين 175/4 : الأعوص والأعراض.
3- راجع : تفسير الطبري 330/7 حديث عدّهم من الذين استزلّهم الشيطان ، وكذا في تفسير ابن أبي حاتم 797/3 ، وجاء في المغازي للواقدي 277/1 - 278، وسيرة ابن إسحاق 311/3، ودلائل النبوة 310/3 ، وأنساب الأشراف 326/1 . وغيرها .
4- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : أبي وابل السعدي، والظاهر أنّه : أبو وائل ، شقيق ابن سلمة الأسدي . وراجع ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 161/46 برقم 59 .
عثمان إلى أمير المؤمنين هدايا إلى المدينة ، وكتب إليه : إني لم أبعث إلى أحد بأكثر مما بعثت به إليك .. [ من ] الأشياء (1) في خزائن أمير المؤمنين(2) ..
فقال أمير المؤمنين [(علیه السّلام)]: « لَشَدَّ (3) ما يحظر بنو أمية تراث محمّد(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، والله (4) إن بقيت لأنفضنّها نفض (5) الوذام التربة (6)» (7) ، ذكره الزمخشري
ص: 23
1- في الأغاني : إلّا شيئاً في .
2- العبارة صحيحة ، والمقصود بأمير المؤمنين في كلام سعيد بن العاص هو : عثمان .
3- الكلمة غير معجمة في نسختي الأصل ، وقد تقرأ : أسد - بغير إعجام - ، ولعلّها : أشد ، والمثبت عن المصادر التي ذكرتها ، وفي شرح النهج : لشد ما يحظر عليَّ بنو ..
4- لا يوجد القسم في نسخة (ألف).
5- في نسخة ( ألف ) : بعض ، بدلاً من : نفض .. والعبارة كلّاً غير منقوطة في نسختي الأصل، أُثبت منها ما استظهر .
6- الكلمة في نسختي الأصل مصحفة، قد تقرأ : البرية .
7- كذا؛ والعبارة مشوشة، وقد جاء نص العبارة في الفائق هكذا: «لئن وليتُ بني لأنفضنَّهُم نَفضَ القصاب التراب والوذمة » . ثم قال : التراب : جمع ترب تخفيف ترب. الوذمة : المنقطعة الأوذام، وهي المعاليق .. والمعنى كما ينفض اللحوم أو البطون التي تعفّرت بسقوطها على الأرض لانقطاع معاليقها، وقيل: هذا من غلط النقلة وأنّه مقلوب، والصواب : الوذام التربة، وفسّرت الوذام بأنّها جمع وذمة، وهي الحزَّة من الكرش أو الكبد والكرش نفسها، والوجه ما ذكرت . أقول : جاء في نهج البلاغة 126/1 [ طبعة محمّد عبده - مصر ] ، وصفحة : 104 خطبة 77 [ طبعة صبحي صالح - بيروت ] من كلام له (علیه السّلام): «إنّ بني أمية ليفوقونني تراث محمّد (صلّی الله علیه و آله و سلّم) تفويقاً ، والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم نفض اللحام الوذام التربة ». قال السيّد : ويروى : التراب الوذمة ، وهو على القلب . وقال : قوله (علیه السّلام): « ليفوقونني.. » أي يعطونني من المال قليلاً كفواق الناقة ، وهو الحلبة الواحدة من لبنها . ثم قال : والوذام جمع : وذمة ، وهي الحزّة من الكرش أو الكبد تقع في التراب فتنقض .. ولاحظ ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج 174/6، وابن ميثم في شرحه على نهج البلاغة أيضاً 212/2 ، ومنهاج البراعة لقطب الراوندي (رحمه الله) 309/1.. وغيرها نقلاً عن هامش الموسوعة الرائعة بحار الأنوار للعلامة المجلسي (رحمه الله) 469/31.
في الفائق (1).
الواقدي (2) : أنّه كتب قرمان (3) لمروان إلى زيد بن أرقم : بمائة ألف درهم ..
ص: 24
1- الفائق 150/1 . وراجع الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني 368/12، والمصنف لابن أبي شيبة 469/7 حديث 37404 ، و تاريخ دمشق لابن عساکر 122/21 - 123، وتهذيب اللغة للأزهري 22/15 ، وغريب الحديث لابن الجوزي 461/2 ، وجمهرة الأمثال 165/1، ونثر الدر للآبي 208/1 ، وأمالي المحاملي : 154.. وغيرها.
2- کتاب الواقدي ؛ ولم نعثر عليه في كتب الواقدي المطبوعة .
3- في نسخة (ألف): فرمان . وقد تكرّر من المصنّف طاب ثراه تكنية عثمان ب: قرمان خلال موسوعته هذه، وأشار إليه في ديباجة كتابه فيما قرّره من رموز وعلامات، وهو يوافق اسمه وزناً، وقد مرّ معناه في بداية الفصل. لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 84/3.
فأبى زيد أن يقبل وصار إلى المسجد، وعلّق (1) المفاتيح على منبر رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، ثم قال : أنا كنت أحسب أنّي (2) خازن (3) للّه ولرسوله وللمسلمين .. فأما القرمان فلا .. فجعل (4) مكانه : كثير بن الصلت الكندي (5) .
وسمع عمّار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) : « ألا لا ترجعوا كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض » .. فقال عمّار : إنّ نعثلاً هذا يفعل ويفعل بعينه(7) ....(8).
ص: 25
1- تقرأ في نسختي الأصل وعلوا.
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : إنّ.
3- في نسختي الأصل : خازناً .. أو تكون ( أن ) زائدة.
4- في نسخة ( ب ) : نجعل، وهي غير معجمة في نسخة (ألف)، وقد تكون : يجعل .
5- وقريب منه ما رواه الشيخ المفید (رحمه الله) في أماليه : 69 - 72 ( المجلس الثامن) حديث 5، وعنه في بحار الأنوار 481/31 - 483 ( باب 30) حديث 6. وانظر : الغدير 242/8 ، وصفحة : 271 - 272 ، وأنساب الأشراف 518/5، وتاريخ اليعقوبي 168/2 [145/2]، وشرح النهج 36/3 - 37، والشافي في الإمامة 273/4 - 274 . وراجع : أنساب الأشراف للبلاذري 28/5.. وغيره.
6- في المعارف لابن قتيبة : 257 [ وفي طبعة : 148 ] ، قال : حدثني أبو الغادية قال : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم).
7- كذا ؛ والظاهر : يعيبه ، كما في المعارف.
8- راجع : الطبقات الكبرى 260/3 ، تاريخ دمشق 475/43 ، أنساب الأشراف 172/1.. وغيرها.
صعد المنبر ، قام مقام النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، وكان الأول قام دون مقام النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)،والثاني قام [دون ] مقام الأوّل (1).. فقال أهل المدينة : اليوم الشرّ (2) .
وعطّل دم الهرمزان وجفينة (3)، وقد قتلا ظلماً ، وقد كان عمر أوصى (4) : أنّ من ولي الأمر بعدي أن لا يقيدهما (5).
وفي تاريخ الطبري (6)، وفائق الزمخشري (7): أنّه لما قُتل عمر قتل عبيد الله ابن [ عمر ] جُفينة والهرمزان وابنة أبى لؤلؤة ، وكان يقول : والله لأقتلنّ رجالاً (8).
ص: 26
1- في نسختي الأصل : النبي ، بدل : الأول، وهي محرفة عن المثبت.
2- في تاريخ اليعقوبي 163/2 ، وفيه : اليوم ولد الشرّ . انظر : ربيع الأبرار ،64/2 ، والسيرة الحلبية 374/2.
3- هي : جفينة بنت أبي لؤلؤة.
4- انظر : وصية عمر بذلك فيما ذكره العلامة الأمینی (رحمه الله) في الغدير 132/8 - 134، بعنوان: تعطيل الخليفة القصاص.
5- الظاهر أن الصواب : أن يقيده بهما ، ففى السنن الكبرى 61/8 قول عمر : إذا أنا مت فاسألوا عبيد الله البينة على الهرمزان هو قتلني ؟ فإن أقام البينة فدمه بدمي، وإن لم يقم البينة فأقيدوا عبيد الله من الهرمزان ؛ انتهى موضع الحاجة. وهذا يعني أنّ عثمان لم يلتزم حتى بما أوصى به سيده عمر . وسيأتي بعد قليل قول أمير المؤمنين لعثمان : وقد حكم الوالي الذي قتلا في إمارته بقتله .
6- تاريخ الطبري 239/4 ، بتقديم وتأخير ونقل بالمعنى [ طبعة الأعلمي 302/3].
7- الفائق 311/2 - 312 باختلاف وسنذكر عبارته .
8- في نسختي الأصل : رجلاً، والصحيح ما أثبتناه من المصدر.
ممّن شرك في دم أبي يُعرّض(1) بالمهاجرين والأنصار -.
فقام إليه سعد بن أبي وقّاص .. فنزع السيف من يده وجذبه بشعره ، حتى أضجعه إلى الأرض وحبسه في دار .. فلما ولي عثمان قال : أشيروا عليّ في هذا الذي فتق في الإسلام ما فتق . فقال علي : « أرى (2) أن يقتل » ، فقال بعضهم : عمر يقتل بالأمس ويقتل ابنه اليوم ؟ ! وقال عمرو بن العاص : [إنّ الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث كان ولك على المسلمين سلطان ] ، إنما كان هذا الحدث (3) ولا سلطان لك .
فقال عثمان : وأنا وليّهم ، وقد جعلتها دية ، واحتملتها في مالي (4).
وفي رواية الحسن بن شاذان القمي ، بإسناده ... عن محمود بن لبيد (5)
ص: 27
1- في نسختي الأصل : يعترض، والمثبت عن المصدر.
2- في نسختي الأصل : أوى .
3- في نسختي الأصل : الحديث، والمثبت عن المصدر.
4- قال الزمخشري في الفائق 311/2 - 312 : لما قتل... خرج عبيدالله ابنه فقتل الهرمزان وابنة لأبي لؤلؤة وابنة له صغيرة ثم أتى جفينة، فلما أشرف له علاه بالسيف فصَلبَ بين عينيه [ أي صارت ضربته كالصليب ] ، وأنكر عثمان قتله النفر، فثار إلي-ه فتناصيا [ أي أخذ كلّ بناصية الآخر ] حجز الناس بينهما .. ثمّ ثار إليه سعد بن أبي وقاص فتناصيا .. إلى أن قال : لا أدع أعجمياً إلّا قتلته ، فأراد على [علیه السلّام ] قتله بمن قتل ، فهرب إلى معاوية ، وشهد معه صفين فقتل ..
5- وجاءت هذه الرواية عنه بطريق آخر في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) : 320/2 - 321 [الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 709 - 710 حدیث 1513] لكن باختلاف ليس بالمهم، ومثله عنه في بحار الأنوار 225/31 - 226 في الطعن التاسع لعثمان .
أنّه : [ الناس كلّموا عثمان في أمر عبيد الله بن عمر وقتله الهرمزان ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه و ] خطب ..
فقال : أيها الناس ! قد أكثرتم في أمر عبيد الله بن عمر والهرمزان، فإنّما قتله عبيد الله تهمة بدم أبيه ، فإنّ أولى الناس بدم الهرمزان : الله ، ثمّ الخليفة ، ألا وإنّي قد وهبت دمه لعبيد الله !!
فقام المقداد ، وقال : ما كان الله كان الله أملك به منك ، وليس لك أن تهب ما الله أملك به منك .
فقال : ننظر و تنظرون (1) .. !!
وروى القناد (2) ، عن الحسين بن عيسى بن زيد ..
ص: 28
1- وجاء بعده فيما رواه الشيخ (رحمه الله) في الأمالي ... فبلغ قول عثمان عليّاً (علیه السّلام)، فقال : « والله ! لئن ملكت لأقتلنّ عبيد الله بالهرمزان»، فبلغ ذلك عبيد الله ، فقال : والله ! لئن ملك لفعل . ونقله عنه العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 226/31 ( الطعن التاسع ) وراجع تمام الطعن بما فيه من روايات هناك .
2- في نسختي الأصل : العباد، والصحيح ما أثبتناه ، كما جاء في الشافي للسيد المرتضى (رحمه الله) 304/4 - 305 ، وعنه في بحار الأنوار 225/31 (الطعن التاسع) باختلاف يسير ، وفيه : القباد، وهو عمرو بن حماد بن طلحة القناد . وكذا مثله في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 61/3.
.. عن أبيه (1) : أنّ المسلمين - لمّا قال عثمان : قد عفوت عن عبيد الله (2) بن عمر - قالوا : إنّه ليس لك أن تعفو عنه .
قال : بلى، إنه ليس لجفينة (3) ولا الهرمزان قرابة من أهل الإسلام، وأنا وليّ أمر المسلمين ، فأنا أولى بهما ..(4)
فقال علي (علیه السّلام)(5) : « [ إنّه ليس ] (6) كما تقول : وإنما أنت (7) من أمرهما بمنزلة أقصى المسلمين ، وإنما كان قتلهما في إمرة غيرك ، وقد حكم الوالي - الذي قُتلا في إمارته - بقتله ، ولو [كان ] قتلهما في إمارته (8) لم يكن لك العفو عنه ،
ص: 29
1- في الشافي وشرح النهج : عن الحسن بن عيسى بن زيد، عن أبيه ، وفي بحار الأنوار: عن الحسن بن عيسى، عن زيد ..
2- في نسختي الأصل سهواً : عبد الله .
3- تقرأ في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : لحنيفة - مع تشويش في الإعجام - والصحيح ما أثبتناه، وقد جاء في الشافي، وشرح النهج كذلك .
4- وذكر السيد المرتضى (رحمه الله) في كتابه : الشافي ، وابن أبي الحديد في شرحه على النهج : وأنا وليّ أمر المسلمين ، وأنا أولى بهما ، وقد عفوت .. وفي البحار : أولى بهما لأنتي وليّ أمر المسلمين ، وقد عفوت .
5- لا توجد في نسخة (ألف) : علي (علیه السّلام).
6- في نسختي الأصل هنا فراغ بمقدار ثلاث كلمات، وما بين المعكوفين من المصادر كشرح النهج .
7- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : الله .
8- في الشافي : إمارتك .
فاتَّقِ (1) الله ! فإنّ الله يسألك عن هذا » ..
فأرسله إلى الكوفة، وأقطعه بها داراً وأرضاً ، وهي التي يقال لها: كويفة ابن عمر(2).
وعاتبه ابن مالك بن ......(3) - وكان بدرياً - على ذلك ، فقال عثمان : إنّ العفو خير من القتل .. وقد عفوت ! قال : [ ابن ] ما لك ! ما جعل الله لك هذا ، إنّما هذا إلى وليّه ، ثمّ نادى : يا محمّد ! اليوم (4).... (5).
وفي تاريخ الطبري (6) أنه : كان رجل من الأنصار يقال له : ] زياد بن لبيد البياضي الأنصاري إذا (7) رأى عبيد الله (8) بن عمر قال : [من الطويل ]
ص: 30
1- في نسختي الأصل : فأنقق.
2- راجع عنها : معجم البلدان 304/7.
3- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة.
4- ولاحظ ما أورده شيخنا الشيخ المفيد الله في كتابه : الجمل والنصرة : 175 - 176 ، وفيه : في تعطيل عثمان الحدّ عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب .. ففيه زيادة .
5- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة .
6- تاريخ الطبري 239/4 - 240 [ طبعة مصر تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، وفي طبعة الأعلمي - بيروت 302/3].
7- في نسخة (ألف) : أنّه إذا .
8- في نسختي الأصل : عبد الله .
أَلا يَا عُبَيْدَ اللَّهِ (1) ما لَكَ مَهْرَبٌ *** ولا مَلْجَأٌ مِنْ إِبْنِ أَزْوَىٰ وَمَا خَفَرْ
أَصَبْتَ دماً واللهِ في غَيْرِ حِلِّهِ (2) *** حَراماً وقَتْلُ الهُرْمُزانِ لَه خَطَرْ
[عَلَىٰ غَيْرِ شَيْءٍ غَيرَ أَنْ قَالَ قَائِلٌ : *** أَتَتَّهِمُونَ الهُرْمُرانَ عَلَى عُمَرُ ؟ !
فَقال سَفِية - والحَوادِتُ جَمَّةٌ - : *** نَعَمْ أَنَّهُمْهُ قَدْ أَشارَ وَقَدْ أَمَرْ
وكان سلاحُ العَبْدِ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ *** يُقلبها والأَمْرُ بالأَمْرِ يُعْتَبَر] (3)
فشكا عبيد الله بن عمر ] إلى عثمان [ زياد بن لبيد وشعره ]، فدعا عثمان زياداً ، فنهاه عنه .
قال : فأنشأ زياد (4) يقول في عثمان :
ص: 31
1- في نسخة (ألف) هنا ( بن) زائدة ولا معنى لها .
2- في نسخة (ألف) : حاله .
3- الأبيات الثلاثة التي جاءت ما بين المعكوفين مزيدة من المصدر ؛ إذ لا يتم النفع من القصيدة إلّا بإلحاقها .
4- جملة : (قال : فأنشأ زياد أخذت من المصدر ، وفي نسختي الأصل : نافئاً !!.
[ من الوافر ]
أبا عَمْرُو عُبَيْدُ اللهِ رَهْنَّ *** فَلا تَشْكُك (1) بِقَتْلِ الهُرْمُزَانِ
فَإِنَّكَ إِنْ عَفَوْتَ (2) الجُرْمَ عَنْهُ *** وأَسْبَابَ الخَطا فَرَسا رِهانِ
أَتَعْفُو إِذْ عَفَوْتَ بِغَيْرِ حَقٌّ*** فَما لَكَ بِالَّذِي تَحْكِي يَدَانِ(3)
قال : فسأل عثمان وأنّه (4) من طلحة بئر أريس(5)، وعرضه (6) عنها ، ثمّ أنفق عليها ألف ألف درهم وعرسها (7) ، واستعمل إبل الصدقة في ذلك .
ص: 32
1- في نسختي الأصل مشوّشة ، لعلها تقرأ : تشكل ، أو شكل .
2- في المصدر : غفرت .. وهو الظاهر لما سيأتي من البيت الآتي.
3- في نسخة (ألف) : بذان ، وفي المصدر : يدان، وهو الظاهر . ثم قال في التاريخ : فدعا عثمان زياد بن لبيد فنهاه وشدّ به . أقول : تعرّض أكثر من واحد من المؤرخين لهذه الواقعة، لاحظ ما ذكره في فتوح البلدان : 460 [ وفي الطبعة الأولى : 374] في قتل عبيد الله بن عمر لجفينة العبادي، وكيفية قتله بعد مقتل عمر .
4- الظاهر كون : (وأنّه) زائدة .
5- الكلمتان مشوشتان وغير منقوطتين في نسختي الأصل، أثبت منها ما استظهرناه، وهو غير تام. وبئر أريس، كما في النهاية في غريب الحديث 39/1 - بفتح الهمزة وتخفيف الراء - بئر معروفة قريباً من مسجد قبا عند المدينة . ولاحظ : معجم البلدان 354/1.
6- لا توجد : عرضه في نسخة (ألف)، والظاهر : وعوّضه.
7- الظاهر : وغرسها .
ففيه يقول الأنصاري : [من البسيط ]
وأَلْفُ أَلْفٍ جَناها (1) فِي خَرائِطِها (2) *** مِنْ قَومِهِ مِنْ (3) ذَوِي سَبْقٍ وَإِيمَانِ
فِي غَرْسِ أَرِيسَ (4) [بِئرِ ] غَيْرِ طَيِّبَةٍ *** بِها النُّفُوسُ جِهاراً غَيْرَ كِتْمَانِ
وكان .......(5) جالساً على بئر أريس ، ففلت خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقط [ال]خاتم في البئر ، فلم يخرجه (6) .
ص: 33
1- في نسخة (ألف) : جمعلها، ولا معنى لها ، وفي (ب) : جمعها ، وما هنا استظهار منّا .
2- الخرائط : جمع خريطة ، وهي كيس المال، وفي العين 216/4: مثل الكيس مشرح من أدم أو خرق لكتب العمّال ، وفي لسان العرب 286/7 ، وفيه : هنة مثل الكيس تكون من الخرف والأدم تشرج على ما فيها . وراجع : مجمع البحرين 245/4..
3- في ( ب ) : من قوم ، وفي (ألف) زيادة كلمة : في ، والظاهر أنّها : من ، بدلاً منها .
4- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، والصحيح ما أثبتناه وزدنا عليه ما بين المعكوفين تتميماً للوزن والمعنى .
5- في نسخة (ب) بياض بمقدار كلمة، لعلّها : عثمان ، والكلام متصل في نسخة (ألف).
6- خبر سقوط خاتم النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من يد عثمان في بئر أريس روته مصادر كثيرة للعامة . كما جاء في كتاب البخاري ،54/7 ، والمعجم الأوسط 114/7، وشعب الإيمان للبيهقي 1975 ، والرياض النضرة 232/19 ، والطبقات الكبرى 474/1، وصفحة : 477 ، وتاريخ الطبري 334/3 - 335. قال الطبري في تاريخه 281/4: وفي هذه السنة - أعني سنة ثلاثين - سقط خاتم رسول الله [ صلّی الله علیه و آله و سلّم] من يد عثمان في بئر أريس وهي على ميلين من المدينة، وكانت من أقل الآبار ماء.. إلى آخره.
أبو صادق - في خبر - : قال ابن عبّاس لعثمان : أعطنا - يا عثمان ! - البحرين وفدك ، قال : ما كنت لأترك ما صنع صاحباي من قبل .
قال : فقال ابن عبّاس : إنّ صاحبيك (1).. وأنت ممن قال الله : ﴿ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ) (2) .
وفي الفائق (3)، وسرّ الأدب (4) : أنّ قرمان نظر إلى صبيح (5) مليح (6) ، فقال : دسّموا نُونَتَه (7) . . أي (8) سودوها .. وذلك أنه اشترى(9) الغلمان ومال إليهم .
ص: 34
1- في نسخة (ب): صاحبك .
2- سورة الأنبياء (21): 98 .
3- الفائق 424/1 .
4- أقول : كتاب سرّ الأدب هو مقدّمة لكتاب فقه اللغة، فهو نفسه : فقه اللغة وسر الأدب، راجع مقدمة الكتاب، وقد عبّر ابن شهر آشوب في مناقبه أيضاً ب: سرّ الأدب ، في موردين هما موجودان في فقه اللغة وسرّ الأدب [ أو : سرّ العربية ] . راجع : فقه اللغة : 73[ وفي طبعة : 87] ، وصفحة : 199 [ وفي طبعة: 260].
5- في نسخة (ألف) : صليح ، ولا معنى لها ، وفي المصادر : صبي .
6- في الفائق : عثمان ؛ رأى صبياً تأخذه العين جمالاً . راجع : تفسير القرطبي 329/11 .. وغيره .
7- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، كذا جاءت نوسه ، أو : نويبه - غير معجمة - كما في نسخة (ألف)، وما هنا من الفائق .
8- في نسختي الأصل : لئن ، وفي الفائق : أي سوّدوا النّقرة التي في ذقنه ليردّ العين .
9- كذا ؛ ولعلّها : اشتهى .
وحكى أبو القاسم البلخي (1) ، ووكيع بن جرّاح، ويوسف بن موسى القطّان، وسفيان الثوري ، والكلبي ، والشدّي ، وأبو صالح في تفاسيرهم ، عن ابن عبّاس : أنه كان بين علي (علیه السّلام) وبينه منازعة في أرض اشتراها من أمير المؤمنين (علیه السّلام)؛ فخرجت فيها أحجار ، وأراد ردّها بالعيب ولم يأخذها ..
فقال [ (علیه السّلام)] : « بيني وبينك رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] » .
فقال الحكم بن أبي العاص : إن حاكمته إلى ابن عمه يحكم له ، فلا تحاكمه إليه ! ! فنزلت: ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ .. ) (2) إلى ستّ آيات (3).
الباقر والصادق (علیهما السّلام): « إنما نزلت في علي (علیه السّلام) وفي الثالث (4) وذلك أنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أقطعهما (5) أرضاً أعلاها (6) للثالث ، وأسفلها لعلي (علیه السّلام) ،
ص: 35
1- حكى شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله مقامه عن البلخي في تفسيره : التبيان 450/7، والطبرسي (رحمه الله) في تفسيره : مجمع البيان 262/7 ، ثمّ قال : وهو المروي عن أبي جعفر (علیه السّلام) أو قريب منه .
2- سورة النور (24): 47 - 52 .
3- راجع ما ذكره العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 129/9، و 46/22 - 47 ( باب (37) ، نقلاً عن الطبرسي (رحمه الله) في مجمع البيان 151/7.
4- في نسختي الأصل : الثاني، والظاهر : الثالث ؛ لأنّ الحديث عنه ولما سيأتي .
5- في نسختي الأصل: قطعها ، وهي محرّفة عن المثبت.
6- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، تقرأ : كلاها أو يكلأها بدون نقط ، أو : ينكلاها بدون نقط .
وأنّ علياً قال له : « أرضك لا تصلح إلا بأرضي(1)، فإما أن تبيعني وإما أن تشتري مني » ، قال الثالث : بل [أبيعك ف] اشترى .....(2) منه أمير المؤمنين (علیه السّلام)ووعده بقبض المال ، فجاءت بنو أمية إلى الثالث ، فقالوا : لِمَ بعتَ عليّاً أرضك ولا تصلح أرضه إلا بأرضك ؟ ! ولو امتنعت(3) ما أخذت أرضه إلّا برس(4).
فجاء علي (علیه السّلام) ومعه المال ، فقال : « قبضني واقبض مالك»، فأنكر الثالث وقال : لم أبعك ، فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): ليس ذلك لك(5)، قد أصنى (6)»، قال : اجعل بيني وبينك رجلاً . قال « نعم ، رسول الله بيني وبينك » .
ص: 36
1- في البحار : إن أرضي لا تصلح إلا بأرضك.
2- هنا بياض في نسختي الأصل، والكلام في المصدر متصل .
3- في البحار : ولو أمسكت عن الماء ما أنبتت أرضه شيئاً حتى يبيعك بحكمك .
4- عن كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات في بحار الأنوار 363/24، والرواية عن ابن عبّاس مع اختلاف في اللفظ ، وتأويل الآيات الظاهرة 367/1 حديث 18، وقريب منه حديث 19 ، وهو عن الإمام الباقر (علیه السّلام). وراجع : عين العبرة : 32 - 33 ، ونهج الحق : 305.. وغيرهما .
5- وجاء في بحار الأنوار : بعت ورضيت ، وليس ذلك لك .
6- الصنو من النخل : أن يكون نخلتين أو ثلاثاً أصلهنّ واحد كما قاله في المحيط في اللغة 192/8 - ونقل عن أبي حنيفة : إذا ثبتت الشجرتان من أصل واحد فكل واحدة منها صنو الأُخرى، كما جاء في لسان العرب 470/14. وأما قولهم : أصنى النخل : إذا أنبتت الصنوان ، كما قاله ابن القطاع في كتاب الأفعال 262/2 ، وعنه في تاج العروس 447/38 . . وغيره .
فقال الثالث : ذلك ابن عمك بجانبك !!
فقال له أصحابه : لا تخاصمه إلى رسول الله ! ! فقال : انطلق أخاصمك إلى أبي بكر أو عمر أيما شئت ! فقال له عليّ (علیه السّلام): لا ... (1) ولا نعمة ولكن النبي بيني وبينك»، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه ؛ قال : ( أفي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ .. ﴾(2)«يقول : كَفَر » . قال : فقال الثالث : يا رسول الله ! لو أمرتنا أن نخرج من أموالنا لفعلنا ..
فأنزل الله تعالى : ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ .. )(3) وأنزل الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلُ المُؤْمِنِينَ .. ) (4) الآية ، وفي رواية : أنه نزل ﴿ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ) (5) .
وفي تفسير الثعلبي (6) : أنّه خاصم الثالث مع يهودي في قضيّة بينهما ، فقال اليهودي : بيني وبينك محمّد الأمين .
ص: 37
1- بياض في نسختي الأصل، والظاهر : لا كرامة .
2- سورة النور (24) : 50 ، وهذه الكلمات المباركات كرّرت في عدة آيات أُخر .
3- سورة النور (24) : 53 .
4- سورة النور (24) : 51 .
5- سورة النور (24) : 49.
6- تفسير الثعلبي 337/3 ، وفيه : نزلت في رجل من المنافقين ، يقال له : بسر ، كان بينه وبين يهودي خصومة . وكذا رواه فيه 113/7 ، ونسب الحكاية إلى مخاصمة منافق مع يهودي !
فقال الثالث : [ بل إلى ] (1) كعب ابن الأشرف !! .. فتحاكما إلى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فقضى لليهوديّ (2) عليه ، فغضب الثالث (3) .. فنزل :
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ .. ) (4) الآية .
ابن عبّاس ، والسدي ، والكلبي ، وابن المسيب ، وابن زيد ، وشريك : أنّه نزل قوله: ﴿ فَلا تُرَكُوا أَنْفُسَكُمْ.. ) (5) إلى سبع آيات في الثالث (6) ، وذلك أنّه أكثر الصدقة (7) ، فقال أخوه من قبل أُمه - وهو عبد الله بن أبي سرح : أسرفت في خرجك فتفتقر ! فقال : إنّ ذنوبي كثرت ، وهي كفّارة لها ! (8)
ص: 38
1- هنا بياض في نسختي الأصل، وعلى نسخة (ألف) رمز السقط ( .. ) ، والمثبت عن المصدر، ولعله : نتقاسم إلى .. أو : بيني وبينك .
2- في نسختي الأصل : اليهودي .
3- راجع : معاني القرآن للنحاس 125/2 ، وتفسير ابن كثير 531/1 ، لترى سترهما على خليفتهم عثمان .
4- سور سورة النساء (4) 65.
5- سورة النجم (53) : 32 - 38.
6- راجع عن هذه الآية وسبب نزولها ومعناها في معاني الأخبار : 243 ، وعلل الشرائع 610/2 .. وغيرهما .
7- في نسختي الأصل : الصدّيقة .
8- رواه السيد ابن طاوس له في عين العبرة : 35 ، نقلاً عن تفسير الثعلبي 150/9 ، وفيه : قال ابن عباس ، والسدي ، والكلبي ، والمسيب بن شريك : نزلت في عثمان بن عفان .. وراجع عن الآية ما جمعه جماع الحديث ومحققه العلامة المجلسي (رحمه الله )بحار الأنوار 158/9، و 55/22 . وأيضاً ؛ راجع : تفسير الكشاف للزمخشري 33/4، وتفسير القرطبي 111/17..
قال : فأعطني هذه الإبل بآلاتها لأرفع جميع ذنوبك .. ! فأعطى [إبله ](1) على ذلك ، وأمسك (2) من الصدقة والنفقة ! ! (3)
وقد رواه الواحدي في أسباب نزول القرآن(4) ، ثم زاد في الرواية أنّه نزل :
﴿ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى .. ) (5) الآيات .
وفي كتاب الأغاني (6) ، روى عن الزهري أنّه [قال: خرج رهط من أهل الكوفة إليه في أمر(7) الوليد ، فقال : إذا (8) غضب [رجل منكم ](9) علی
ص: 39
1- بياض في نسختي الأصل ، وما أثبتناه منّا .
2- في نسختي الأصل : مسك .
3- وأنت ترى أنها أسطورة جميلة ، وسفسطة فارغة جهد واص-فها ومفتعلها بربطها بالرجل !
4- أسباب نزول الآيات للواحدي : 267 [ وفي طبعة دار الكتب العلمية : 416].
5- سورة النجم (53) : 33 - 34 .
6- الأغاني 143/5 [ دار الكتب العلمية ، و 89/5 من طبعة دار إحياء التراث ] بتصرّف غير مخلّ .
7- في نسختي ( ألف ) و ( ب ) : سرّ من .
8- في الأغاني : أكلّما ..
9- قوله : رجل منكم .. أخذ من المصدر ، وفي نسختي الأصل بياض هنا .
أميره (1) رماه بالباطل ! لئن أصبحت فيكم لأنكل (2) بكم ، فاستجاروا بعائشة ، وأصبح عثمان فسمع من حجرتها [صوتاً و] كلاماً [فيه بعض الغلظة ].
قال : أما يَجد (3) مرّاق(4) العرب(5) [ وفسّاقهم ] (6)ملجأ إلا بيت عائشة ؟ !
[فسمعت ] فرفعت نعل رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ، فقالت : تركت سنّة صاحب [هذه ] النعل ..
فاجتمع الناس ووقعت الفتنة (7) .. وأمر بإقامة الحد جهراً .. فنهى سرّاً (8).
ص: 40
1- في نسختي الأصل : امرأة.
2- قد تقرأ في نسخة (ألف) : لأتكلنّ ، وما هنا من المصدر.
3- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : (تجد) في نسخة (ب)، و(بخل) في نسخة (ألف).
4- في نسختي الأصل : مزاق، والظاهر ما أُثبت وهو جمع المارق، فراجع.
5- في المصدر : أهل العراق .
6- هنا بياض في نسختي الأصل، ولم يرد من الكلمة إلا : .. قهم !!
7- ما جاء في ذيل الخبر هو حاصل ما ذكره الإصفهاني في الأغاني .. ولاحظ هناك خبر الوليد وشربه الخمر وغير ذلك في 130/5 - 168 [ دار الكتب العلمية ، و 84/5 - 105 ، وفي طبعة دار إحياء التراث ] .
8- أي أمر عثمان جهراً وأمام الناس بإقامة الحدّ على الوليد بن عقبة ، ولكنّه نهى في السرّ عن إقامته عليه . راجع ما ذكره المصنف (رحمه الله) في مناقبه 409/1 [148/2]، وعنه أخذ العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 199/79 باب (81) حديث 9.
وذكر الطبري في تاريخه (1) ، وأبو يعلى في مسنده (2) : أنه أحضر عثمان أبا زينب وأبا مورّع ؛ فقال : يم تشهدان ؟ أتشهدان أنّكما (3) رأيتماه يشرب ؟ فقالا : لا ، [وخافا ، قال : ] فكيف ؟ قالا : اعتصرناها من لحيته وهو يقيءُ الخمر .
وفي رواية الواقدي ومطر الورّاق ... أنّه ضرب الشاهد ، فقال الناس : عطّلت الحدود وضربت الشهود .. ! فعزله (4).
ص: 41
1- تاريخ الطبري 277/4 [ طبعة الأعلمي - بيروت 330/3].
2- مسند أبي يعلى الموصلي 388/1 - 389 حديث 504 ، نقلاً بالمعنى دون اللفظ مع اختلاف، وقال في الحاشية : إسناده صحيح . وأوردها أحمد بن حنبل في مسنده 82/1، وصفحة : 140، وصفحة : 144- 145، ومسلم بن الحجاج في كتابه 1331/3 (كتاب الحدود) حديث 1707، وأبو داود السجستاني في سننه 163/4 (كتاب الحدود) حديث 4480 ، وابن ماجة القزويني في سننه 858/2 حديث 2571 ( باب حدّ السكران ) ، والدارمي في . سننه في الحدود 175/2 . . وغيرهم .
3- في نسخة (ألف) : كما ، بدلاً عن : أنّكما .
4- راجع : السقيفة وفدك للجوهري : 125 ، وشرح النهج 233/17، عن أبي الفرج، وفي الأغانى 89/5 [178/4 ] .. وغيرها . وجاء فيها عنهم، عنهم ، قال : قدم رجل من أهل الكوفة إلى المدينة، فقال لعثمان : إنّي صليت صلاة الغداة خلف الوليد، فالتفت في الصلاة إلى الناس ، فقال : أأزيدكم ؟ ! فإنّي أجد اليوم نشاطاً ؟ وشمّمنا منه رائحة الخمر ، فضرب عثمان الرجل ، فقال الناس : عطلت الحدود وضربت الشهود.
فشهد عليه(1) جماعة بشرب الخمر ؛ منهم : أبو زينب الأسدي ، وأبو مورع ، وجندب الأزدي ، وسعد (2) بن مالك الأشعري ، وعبد الله [ بن ] خنيس (3) الأزدي ، (2) وعلقمة بن زيد البكري (4) ..
وفي رواية الواقدي : أنّ الشهود [ لمّا ] شهدوا (5) عليه وأراد عثمان أن يحدّه .. ألبسه جبّة [ حبر ] خزّ وأدخله [ بيتاً ، فجعل ] (6) إذا بعث إليه رجلاً من قريش ليضربه ، قال له الوليد : أنشدك الله أن تقطع(7) رحمي وتُغضب أمير المؤمنين [ عليك ] ، فيكفُّ (8).
ص: 42
1- في نسختي الأصل : على .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل سعيد .
3- الاسم مشوش في نسختي الأصل ، وقد تقرأ الكلمة : الحبس، أو : الخنس ، والصحيح ما أثبتناه ، إلا أنّ الخطيب رجّح في تلخيص المتشابه 409/1 كونه : عبد الله [عبد الرحمن ] بن خنبش .
4- ذكر هؤلاء الأربعة الإصفهاني في الأغاني 89/5 ، وذكر الاثنين الآخرين المصنّف في المناقب 148/2409/1 ] ، وعنه في بحار الأنوار 99/79( باب 81) حدیث 9.
5- في نسختي الأصل : اشهدوا، والصواب ما أثبتناه.
6- هنا بياض بمقدار كلمتين في نسختي الأصل ، وما أُثبت أُخذ من أنساب الأشراف .
7- في نسختي الأصل : يقطع ؛ والصحيح ما نقل من المصدر.
8- كما رواه السيد المرتضى الله في الشافي ،254/4 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 20/3، والبلاذري في أنساب الأشراف 522/5 - 523 ، وبتفصيل أكثر ذكره في الغدير 120/8 - 125 ، وأثبت له جملة مصادر .
وفي رواية الزهري ويقطر (1)..... (2) : أنّه لما رأى علي (علیه السّلام) أنه يدرأعنه الحدّ [قام ] - والحسن معه - ليضربه ، فقال الوليد : نشدتك بالله وبالقرابة ، فقال : « اسكت أبا وهب ! فإنّما هلكت بنو إسرائيل بتعطيلهم الحدود ..» فضربه . فقال : « لتدعوني قريش بعد هذا : جلّادها » (3).
وفي روايات أخر : أنّ عائشة قالت : تركتَ سنّة صاحب القميص يا نعثل (4) !
وفي رواية شريك [ ابن عبد الله ](5) : أنّ عائشة وحفصة قالتا : يا نعثل ! والله ما شَبَّهَكَ (6) رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إلّا بنعثل اليهودي ..
ص: 43
1- في نسخة (ب) : تقطر ، والظاهر : مطر ، أي مطر الورّاق.
2- هنا بياض في نسختي الأصل .
3- نقل الخبر - باختلاف يسير - المصنف (رحمه الله) في المناقب 147/2 - 148 [ وفي طبعة 409/1] ، وعنه في بحار الأنوار 99/79 ( باب 81) حدیث 9. راجع : تاريخ المدينة لابن شبة النميري ،975/3 ، والوافي بالوفيات 278/27.
4- نعثل : اسم رجل كان طويل اللحية ، وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شُبّه به لطول لحيته ، لاحظ : الفتوح لابن أعثم 225/2 ، وتاريخ مختصر الدول : 105.. وقد أسلفنا الحديث عنه . لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 366/3 - 369 ويقال له : نعثل قريش، أيضاً، وفي السقيفة وفدك للجوهري : 124: تركت سنّة صاحب هذا النعل، والمعنى واحد ، وكذا جاء مثله في شرح النهج 232/17 .
5- كما جاء في الإيضاح : 257 .
6- في نسختي الأصل : سرك ، والمثبت عن الإيضاح للفضل بن شاذان : 262.
.. الحديث (1) .
وفي الفتوح (2)، عن ابن ] الأعثم الكوفي - في حديث أُم سلمة : أن عائشة سمّته : نعثلاً .
وفي روايات كثيرة : أنّها قالت : اقتلوا نعثلاً ! ! فقد كفر (3) .
وأكثر (4) أبو عبيد حديث: اقتلوا نعثلاً، في (5) غريب الحديث (6) .
قال [ابن الكلبي ](7) : إنّما قيل له : نَعْثَل (8) ؛ تشبيهاً برجل لحيانيّ
ص: 44
1- وبألفاظ مقاربة وزيادة جاء في أمالي المفيد(رحمه الله) : 125 - 126 (المجلس الخامس عشر ) حدیث 3.
2- الفتوح 421/2 ، وفيه : وكانت عائشة تحرّض على قتل عثمان جهدها وطاقتها وتقول : أيها الناس ! هذا قميص رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يبل وبليت سنته ، اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً .
3- كما في الغدير 80/9 عن الطبري .. وغيره، وفي لفظ ابن قتيبة : فقد فجر .. وهما عندنا واحد، والأوّل أولى .
4- كذا ؛ ولعلّها : وذكر .
5- في نسختي الأصل : من .
6- قال في غريب الحديث 426/3 نقلاً عن ابن الكلبي : إنما قيل له : نعثل ؛ لأنه كان يشبه برجل من أهل مصر ، اسمه : نعثل ، وكان طويل اللحية، فكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بذلك الرجل لطول لحيته ثم قال : لم يكونوا يجدون عيباً غير هذا !!
7- هنا بياض في نسختي الأصل ، والمثبت عن الصراط المستقيم.
8- في نسختي الأصل والصراط : نعثلاً .
من أهل مصر ، ويقال : إنّ نعثلاً كان من خراسان (1) .
وقال الواقدي (2) : وسمّي نعثلاً لكثرة شعر جسده ، وطول لحيته ، تشبيهاً بالضبع، والنعثل : الذكر من الضباع وقالوا : إنّما شُبه بالضبع : لأنّه [إذا ] صاد صيداً قاربه ثمّ أكله(3) .
وأتي بامرأة وجب عليها الحدّ، فقالت بها (4) ثم أمر برجمها .
ويقال : النعثل(5) : التيس العظيم اللحية (6). . شبّهوه به .
..... ... وصفعنا ....... لنعثل بالتواسيم (7) والذكر وقال أمير المؤمنين (علیه السلام) : مضى الرجلان (8) وقام الثالث كالغراب ؛ همّته
ص: 45
1- وفي غريب الحديث 426/3 : وقال بعضهم : إنّ نعثلاً من أهل إصبهان، ثمّ قال : ويقال في نعثل : إنه الذكر من الضباع ..
2- لم نجده في كتب الواقدي المطبوعة .
3- وقال الزمخشري في الفائق 154/3 : النعثل : الضبعان والشيخ الأحمق، ومنه النعثلة وهي مشية الشيخ، والنقثلة مثلها .
4- كذا في نسختي الأصل ؛ ولا معنى لها ، وأحتمل أن يكون : فقاربها ثم .. كما جاء في الصراط المستقيم 30/3.
5- لاحظ ما جاء في معناه لغة واصطلاحاً في الأسرار 366/3.
6- راجع النص في الصراط المستقيم 30/3 باختلاف يسير .
7- في نسخة (ألف) : بالبواسيم ، وهذا كل ما أبقاه لنا الزمن من البيت، وكلماته مشوشة .
8- في الخطبة : سبق الرجلان ، كما في الإرشاد والعقد الفريد .
بطنه .. ويله (1) ! لو قُصّ جناحه (2) وقطع رأسه لكان خيراً [له].. (3).
محمّد بن ربيعة ، قال : رأيتُ على عثمان مطرف [خَزٍّ ثمنه ] (4) ثمانمائة دينار(5).
وفي كتاب الإبانة (6) : أنه اشترى (7)عثمان من سعد بن أبي وقاص ملكاً بأربعين ألف دينار.
ص: 46
1- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : وبله .
2- في الخطبة : جناحاه .
3- لاحظ هذه الخطبة الشريفة في الإرشاد للشيخ المفيد(رحمه الله) 239/1 - 240، وعليها جملة مصادر منها : البيان والتبيين 65/2 ، وكذا ما جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 275/1 - 276 ، وعيون الأخبار لابن قتيبة 236/2، ونثر الدرّ للآبي 270/1 .. وغيرها . وحكاها العلامة المجلسي الله في بحار الأنوار 636/29 حديث 52 عن العقد الفريد 66/4[157/4 ] . . وغيرها . وقد قيل : هي أول خطبة خطبها أمير المؤمنين (علیه السلام) بالمدينة في مبدأ خلافته .
4- هنا بياض بمقدار كلمة أو كلمتين ، وفي المصادر : خز، لاحظ : الغدير 285/8، وجاء في الطبقات لابن سعد 58/3 .. وغيرها . وفي بعض المصادر : ثمنه مائتي درهم .. أو ثمنه مائة دينار.
5- وفي أنساب الأشراف 102/6 ، ومثله في الطبقات الكبرى 58/3.. وغيرهما عن سليم أبي عامر : رأيت على عثمان برداً ثمنه مائة دينار.
6- لم نعثر على الخبر في المقدار المطبوع من الكتاب ، وهذه الكلمة مطموسة في (ب).
7- هنا زيادة كلمة (من) في نسختي الأصل وهي زائدة، لا نعرف وجهها.
أبو عبد الله (عليه السلام) : «كان رسول الله وعلي - عليهما وآلهما السلام - وعمّار يعملون مسجداً ، فمرّ الثالث في بزّته (1)يخطر (2)، فقال أمير المؤمنين :
«ارجز به » .
فقال عمّار : [من الرجز ]
لَا يَسْتَوِي مَنْ يَعْمُرُ المَسَاجِدَا *** يَظَلُّ فِيه (3) قائِماً وقَاعِدَا
وَمَنْ تَراهُ عائِداً (4) مُعانِدا (5) *** عَنِ الغُبارِ لا يَزالُ حائِدا (6).
قال : فأتى النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، فقال : ما أسلمنا لتشتم أعراضنا وأنفسنا !
فقال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « أفتحبّ أن تُقالَ ؟ ! » (7) فنزل : ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ !
ص: 47
1- في نسخة (ألف) : بزيّة .
2- في نسخة (ب) : يخاطر ، وفي اختيار معرفة الرجال : في بزّة له يخطر .
3- كذا ؛ والظاهر : فيها ، وفي بعض المصادر : يدأب فيه ، وفي العقد : يدأب فيه راكعاً وساجدا، وفي المصدر : يظلّ فيها راكعاً وساجدا.
4- في نسخة ( ألف ) : عابداً.
5- قد تقرأ في سائر النسخ كذلك ، وفي نسخة (ب): معابدا .
6- جاء البيت في المجموع اللفيف عجزاً فقط : [ من الرجز ] ومن يُرى عن الغبار حائداً .................... والبيت الثاني في العقد هكذا : وقائماً طوراً وطوراً قاعدا *** ومن يرى عن التراب حائدا
7- في نسختي الأصل : تقاتل، والمثبت عن المصدر.
أَنْ أَسْلَمُوا .. ﴾ (1) ، ثم قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لعليّ (علیه السلام): « اكتب هذا في صاحبك » [ثم قال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «اكتب هذه الآية ] : ﴿ إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا .. » (2).
وقد رواه المدائني بإسناده ... عن أُمّ سلمة.
وفي كتاب البلاذري(3): عن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، قال له : «هذه مطاياك .. إذا شئت أن ترحل فارتحل » .
وقد كتمه البخاري وأشار إلى ما يدلّ على صحته ، وذلك أنه روى (4) عن عكرمة ، عن ابن عبّاس - في حديث بناء المسجد - فقال : . . كُنّا نحملُ (5)
ص: 48
1- سورة الحجرات (49): 17 . رجال الكشي (رحمه الله) 138/1 - 140 حديث 59 بنصه [ وفي اختيار الرجال : 31]. و راجع : تفسير القمي 322/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة الحجرية : 6421، والطبعة المحققة 1002/3 ] ، وعنه في بحار الأنوار 238/9 (باب (1) حدیث 136، و 243/20 ) باب (17) حدیث 7 و 173/30 باب (20) حدیث 30، و 599/31 ( تتميم ) حديث 34 .
2- سورة النور (24) : 62 ، وسورة الحجرات (49) : 15 .
3- لم نعثر على هذا الخبر في كتابي البلاذري المطبوعين، ولعله في غيرهما، بل لعله في أصل أنساب الأشراف ؛ فإنّ المطبوع منه : جُمَل من أنساب الأشراف .
4- کتاب البخاري 121/1 - 122 ، وقريب منه في 25/4(باب 17) كتاب الجهاد والسير .
5- في نسختى الأصل : ذا يحمل ، والمثبت عن المصدر.
لبنة لبنة وعمّار لبنتين ، فرآه النبي عليه و آله السلام) فنفض التراب عنه ، وقال : «ويح ! عمّار [ تقتله الفئة الباغية ]؛ يدعوهم إلى الجنّة (1) ، و(2) يدعونه إلى النار ..» . قال : ويقول عمّار : أعوذ بالله من الفتن (3) .
الصدقة تبطل بالمنّ (4): قوله تعالى : ( لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ . : )(5) .. فالإيمان لا يبطل (6) ؟ !
قوله : ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا .. ) (7) الآية .
وقال أهل البيت : ( لا نُريدُ مِنْكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً ) (8) .
وقال لنعثل : ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ ..)(9) . وقال الثاني : هو كَلِفٌ بأقاربه(10).
ص: 49
1- في كتاب البخاري كتاب الجهاد : عمار يدعوهم إلى الله ..
2- لا توجد الواو في نسختي الأصل.
3- راجع : رجال الكشي ( اختيار معرفة الرجال): 31 - 32 حدیث 59 .. وعنه رواه العلامة المجلسي الله في بحار الأنوار 238/30 - 239 حديث 106 فيما جرى بين عمّار وعثمان .
4- في نسختي الأصل : للمنّ .
5- سورة البقرة (2) : 264 .
6- كذا في المصدر ؛ وفي نسختي الأصل : لا تبطل .
7- سورة الحجرات (49): 17 .
8- سورة الإنسان (76): 9 .
9- سورة الحجرات (49): 17 .
10- وقد سلفت مفصلاً مصادره.
فقال له : إذا وَلِيتَ هذا الأمر فلا تسلّط بني معيط على رقاب الناس .. فلمّا [ولي ] ولى عبد الله بن أبي سرح مصر وإفريقية والمغرب كلّه ؛ لأنّه رضيعه .
وروى عكرمة ، ومجاهد، والسدي ، والفرّاء ، والزجّاج ، والجبّائي ، وابن عبّاس ، وأبو جعفر (1) في قوله : ﴿ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ الله .. ﴾(2): نزل فيه (3)، فإنّه كان يكتب الوحي للنبي (عليه و آله السلام)، فكان يغيّره ويكتب موضع (غفور [رحيم ] ) : ( سميع عليم ) وموضع ( سميع عليم ) : ( عزیز حکیم ) (4) وارتدّ ولحق بمكة .. وقال : إنّى سأنزل مِثْلَ ما أنزل الله .
قال الزجاج (5) : هذا جواب لقولهم : لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا .. (6) ؛
ص: 50
1- كذا في نسختي الأصل، والظاهر أنّه : أبو جعفر الطبري ؛ صاحب التفسير . راجع : تفسير الطبري 533/11 - 534 .
2- سورة الأنعام (6) : 93 .
3- الضمير يعود لعبد الله بن أبي سرح .
4- وقد جاء في تاريخ اليعقوبي 59/2 أيضاً ، وقال : فآواه عثمان - وكان أخاه من الرضاع - وأتى به إلى رسول الله [ صلّی الله علیه و آله و سلّم] فجعل يكلمه فيه ورسول الله [صلّی الله علیه و آله و سلّم ] ساکت . ثمّ قال لأصحابه : «هلا قتلتموه؟!» فقالوا : انتظرنا أن تومئ .. إلى آخره . وراجع : تاريخ الطبري ،59/3 ، والمجموع للنووي 143/16.. وغيرهما.
5- معاني القرآن للزجاج 272/2، ونقله الطبرسيه في مجمع البيان 112/4 ، وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 178/17.
6- سورة الأنفال (8): 31.
فأمر النبي بقتله يوم فتح مكّة (1).
وقال الطبري (2) ... فجاء به الثالث - وقد أخذ بيده ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد - فقال له : اعف عنه .. فسكت النبي ، ثم أعاد الأصحابه ] .. فسكت ، ثمّ أعاد ، فقال : « هو لك » . فلما مضى قال (عليه وآله السلام) : «ألم أقل : من رآه يقتله ؟ ! » فقال عباد بن بشر : كانت عيني إليك - يا رسول الله - أن تشير إليّ فأقتله .. فقال (عليه وآله السلام) : «الأنبياء لا يقتلون بالإشارة».
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن مات لم تقبله الأرض».
فقال أبو طلحة الأنصاري : فقصدت ،قبره ، فرأيته مثبوراً على وجه الأرض،
ص: 51
1- انظر : تفسير القمي 210/1 - 211 [ الطبعة الحروفية ، وفي المحققة 309/1 - 310 (سورة الأنعام ) حديث 22 ]، وفيه : في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ ) [سورة الأنعام (6): 93]، والتبيان 202/4، ومجمع البيان 4 / 111 - 112 [ 307/4] ، وبحار الأنوار 34/22 عن مجمع البيان، والسيرة الحلبية 36/3. وراجع : تفسير النسفي 335/1 ، و 118/3 ، والكشاف 35/2، والتنبيه والإشراف : 232 - 233 . . وغيرها .
2- تفسير الطبري 76/14 نقلاً ،بالمعنى ، ورواه - أيضاً - كذلك في تاريخه 59/3 منه [طبعة الأعلمي - بيروت 335/2]، فقد جاء هذا بنصه في مجمع البيان 112/4، وما جاء في تفسير القمي 211/1 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 310/1 ذيل حدیث 22] ، وعنه في بحار الأنوار 35/92 حديث 1 ، وتفسير البرهان 453/2 حدیث ،2 ، ونور الثقلين 374/2 حديث 181.
فسألت قومه عن حاله ، فقالوا : ندفنه كلّ يوم فينبذ (1) .
فمال عثمان إليه بالرضاعة ، كما مال إلى عبد الله بن عامر بن كريز للخؤولة (2) فولّاه البصرة وما والاها من فارس وكرمان ، وهو غلام غرّ حدث يلبس أقبية الديباج ، ويطوّق كلابه بالذهب والفضة والجلاجل ، وابن أحمق قريش .
وكما مال إلى الوليد بن عقبة بالأخوّة، فولاه الكوفة وما والاها من الجبل والري وخراسان حتى ظهر فسقه وحده أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ثم قلّده صدقات كلب وبني القين (3) ، فلمّا تقدّم (4) بها. قال ........ (5) لك .
وكما مال إلى معاوية - لعنه الله - بالنسب ، فولّاه (6) الشامات ، ووطّى له الأمر (7) حتى ادّعى الخلافة وغلب عليها ، ووطّى لبنى أُميّة ما وطّی.
وأذن للحكم بن العاص .. فأدخله المدينة وأعطاه مائة ألف درهم من بيت
ص: 52
1- الكلمة غير منقوطة ومشوّشة في نسختي الأصل، أثبت ما استظهر منها .
2- في نسخة (ألف) : الحروله ، وتقرأ في نسخة (ب): الحزولة، وهما مصحفتان عن المثبت .
3- تقرأ في نسخة (ألف) : العين ، وهي غير معجمة في نسخة (ب). وفي تاريخ اليعقوبي 165/2 : ثمّ بعث به عثمان على صدقات كلب وبلقين .
4- كذا ؛ والظاهر : قدم .
5- لم يرد هذا البياض في نسخة (ألف): وجاء الكلام متّصلاً.
6- في نسختي الأصل : فولاها ، وهي محرّفة عن المثبت.
7- هذا فعل الخليفة الثاني لا الثالث ، وهو الذي قال له : أنت كسرى العرب !!
مال المسلمين ؛ فولاه صدقات قضاعة (1) ، وبلغت ثلاثمائة ألف ، فوهبها [له] حين (2) أتاه بها (3).
قال أبو مخنف : قدم عليه عبد الله بن خالد بن أبي العيص فزوجه بابنته ، وأمر له بأربعمائة ألف دينار(4).
وزوّج مروان بن الحكم ابنته وأمر له بخمس إفريقية - أربعين ألف دينار (5)- وأقطعه فدك (6) .
وروى الكلبي (7) [ عنه أبيه ] ، عن أبي مخنف : أن مروان ابتاع خمس إفريقية بمائة ألف أو بمائتي ألف دينار.
ص: 53
1- في نسختي الأصل : فضاعت .
2- في نسختي الأصل : حتى .
3- لاحظ : الغدير 241/8 - 242 نقلاً عن عدة مصادر . وراجع : الأنساب للبلاذري ،28/5 ، وتاريخ اليعقوبي 41/2، والعقد الفريد 261/2 ، ومرآة الجنان 85/1.. وغيرها .
4- راجع ما أورده العلامة الأميني (رحمه الله) في الغدير 276/8 - 277 ( هبة الخليفة لعبد الله من مال المسلمين ) نقلاً من عدة مصادر .
5- انظر : الغدير 257/8 - 260 ( أيادي الخليفة عند مروان ) عن مصادر جمة .
6- روى إقطاعه أبو الفداء في تاريخه 168/1. ولاحظ ما جاء في الغدير 236/8 - 237 .. وغيره .
7- كما قاله ابن أبي الحديد في شرح النهج 37/3 عنه ، والشافي في الإمامة 276/4، وأنساب الأشراف 514/5 - 515 .
وروى الواقدي (1)، عن عبد الله بن الزبير، عن المسور : أنه أعطاه أكثر من ذلك (2).
وأَقْطَعَ (3) مهزور (4) - موضع سوق المدينة - الحارث بن الحكم أخا مروان ، وكان تصدّق (5) به النبي (عليه وآله السلام) على المسلمين (6) .
وأعطى عبد الله بن خالد بن أسيد أربعمائة ألف درهم من بيت المال .
وفي كتاب الكافي (7) : أنّه دفع عمر إلى الحكم بن عمير الغفاري خمسمائة بعير من إبل الصدقة - وكانت ترعى بأراك الصفراء - فلم يزل حتى ولي عثمان فولاها الوليد بن عقبة .
ص: 54
1- لم نجده فعلاً في كتب الواقدي المطبوعة.
2- رواه - عن الواقدي، عن عبد الله بن جعفر ، عن أُم بكر بنت المسور ، عن أبيها - البلاذري في أنساب الأشراف 515/5. وانظر : الشافي في الإمامة 275/4 - 276 .
3- في نسختي الأصل : وأقطعه، وهي محرفة عن المثبت.
4- راجع عنها : معجم البلدان 234/5. وانظر : مجمع البحرين 518/3 ، والنهاية لابن الأثير 262/5 .. وغيرهما .
5- في نسختي الأصل : يصدق .
6- راجع : أنساب للبلاذري 28/5 و 52 ، والعقد الفريد 261/2، والسيرة الحلبية 87/2.. وراجع : الغدير 267/8 - 269 ( إقطاع الخليفة وعطية الحارث).
7- الكافي : كذا ؛ ولم يكن في الكافي للكليني ولا كتاب أبي الصلاح .. ولا غيرهما .
وفي كتاب الوزراء(1) ، عن الصولي : أنّه أقطع (2) قرية هرمز (3) النهرين . وغير ذلك (4) .
وفي كتاب البلاذري (5): أنّه أقطع القطائع بالسواد ؛ فأقطع الزبير وطلحة وسعداً (6) .. ولم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الأوّلان.
ص: 55
1- كتاب الوزراء للصولى ؛ لم يصل إلينا بعد .
2- كذا ؛ ولعلّه : أقطعه .
3- راجع عبارة معجم البلدان 402/5 ، وفيه : وهرمز مدينة في البحر، إليها خور، وهي ) على ضفة ذلك البحر، وهي على برّ فارس، وهي فرضة كرمان، إليها ترفأ المراكب، ومنها تنقل أمتعة الهند إلى كرمان وسجستان وخراسان . ولاحظ : مراصد الاطلاع 1457/3 ، بعنوان : هرمز.
4- أقول : لقد أقطع الخليفة قرية : هرمز سعد بن أبي وقاص، كما وأقطع عبد الله بن مسعود [ أرض ] النهرين ، وأقطع عمّار بن ياسر استينيا، وأقطع خباباً صعنبي [صعنبا ] .. إلى آخره، كما صرح بذلك ابن شبة النميري في تاريخ المدينة 1020/3، ومثله البلاذري في فتوح البلدان 335/2 .
5- لم نعثر على هذا النص في كتب البلاذري ،المطبوعة ، ولكن الذي جاء في فتوح البلدان له : 381 – 382، بإسناده .. عن موسى بن طلحة ، أنه قال : إنّ عثمان بن عفان أقطع خمسة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؛ منهم : عبد الله وسعد بن مالك الزهري، والزبير بن العوام، وخباب بن الأرت، وأسامة بن زيد .. إلى آخره .. ثم روى عنه ، أنه قال : أوّل من أقطع العراق عثمان بن عفان .. فأقطع طلحة النشاستج .
6- قال الخطيب البغدادي في تاريخه 48/1 ، قال أبو عبيد : وقد احتج قوم من أهل الرخصة بإقطاع عثمان من أقطع من أصحاب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بالسواد ..
الواقدي (1). ، قال : أعطى عثمان طلحة في خلافته مائتي ألف دينار (2) .
وروي (3). : أنّه دفع إلى أربعة أنفس من قريش - زوجهم بناته - أربعمائة ألف دينار من بيت المال .
الواقدي (4) : أنّه قدمت إبل من [إبل ] الصدقة على عثمان ، فوهبها للحارث ابن الحكم بن أبي العاص .
أبو مخنف ، والواقدي الواقدي(5) : أنّه أعطى لسعيد بن العاص مائة ألف ،
ص: 56
1- راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد 158/3 [ طبعة ليدن ] في الأعلام، ومروج الذهب للمسعودي 434/1 في التاريخ .. وغيرهما
2- نقله عن الواقدي البلاذري في أنساب الأشراف 490/5.
3- ذكره البياضي (رحمه الله ) في الصراط المستقيم ،32/3 ، وابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 51/3 [33/3] ، وكذا جاء في السيرة الحلبية 78/2، والعقد الفريد لابن عبد البر 263/4 .. وغيرهما
4- لم نجده في كتب الواقدي المطبوعة. نعم ؛ راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 35/3 عن الواقدي، وكذا ما ذكره البلاذري في أنساب الأشراف 515/5 ، والطبري في تاريخه 399/3، وفيه: قدمت إبل من إبل الصدقة على عثمان فوهبها لبعض بني الحكم .. وله مصادر أُخرى.
5- وقد رواه عنهما البلاذري في أنساب الأشراف 515/5، وابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 35/3 .. وغيرهما .
فكلّمه أمير المؤمنين (علیه السّلام)، والزبير ، وطلحة ، وسعد - أو عبد الرحمن - في ذلك ، فقال : إنّ له قرابة ورحماً ! قالوا : فما كان لأبي بكر وعمر قرابة ؟ ! فقال : إنّ أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما ، وأنا أحتسب [في إ]عطاء قرابتي .
ابن حمّاد (1) : [ من الطويل ]
فَأَفْضَتْ إلى عُثْمَانَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ *** فَأَوْغَلَ فِي نَقْضِ (2) الشَّرِيعَةِ والهَدْمِ
وآوی طَرِيدَ المُصْطَفَى وعَدُوَّهُ *** وَأَقْصَى أَبا ذَرَّ النَقِيَّ بِلا جُرْمِ
وله : [ من الرجز ]
آوی طَرِيدَ المُصْطَفَى مَرْوَانَ لا *** زَالَ قَرِينَ رُوحِهِ مَرْوانُهُ
ثُمَّ نَفَى البَرَّ أَبا ذَرِّ وقَدْ *** شاهَدَ عُظْمَ فَضْلِهِ إِيقانُهُ (3).
ص: 57
1- سبق أن تحدثنا عن هذه الأبيات التي هي من قصيدة في الباب، ولعلّ هذا مطلعها .
2- في نسخة (ألف) : نقص ، وفي نسخة (ب) : النقض .
3- الكلمة مشوّشة وغير منقوطة في الأصل، ولعلّها : إتقانه ، أو إيمانه .. وما شابه ذلك
العوني (1):[ من الرمل ]
إِنَّ ثُعْبانَ(2) عَلَيْهِ لَعْنَةٌ *** مِنْ إِلهِي وعَذابٌ وَبَلا (3)
فَلَقَدْ أَسْرَفَ فى الكُفْرِ ولَمْ *** يَأْلُ (4) حَتَّى صَارَ فِيهِ الخَبَلا(5)
جَذَبَ المالَ اعْتِداءٌ وطَغَى *** فَبَدا بِالعُجْبِ يَمْشِي خُيَلا (6)
خطیب منبج(7) : [ من الوافر ]
فَلَمَّا أَحْدَثَ الأَحْداث فيها *** أبو عَمْرو وأَدْنى المُبْعَدِينا
وَرَدَّ إِلَى المَدِينَةِ بَعْدَ نَفْيِ *** وَتَشْرِيد لَهُ الحَكَمَ اللَّعِينا
وشَرَّدَ مِنْ أَبِي ذَرِّزَكِيّاً (8) *** تَقِياً مِنْ خِيارِ المُؤْمِنِينا
ص: 58
1- لم ترد هذه الأبيات فيما لدينا من مصادر ناقلة لشعر العوني الذي أعدمت شعره الأيادي الأثيمة المجرمة ، لاحظ ترجمته في المقدّمة.
2- نسخة (ألف) ؛ نعثل ، بدلاً من : ثعبان .. وهما رمز لواحد .
3- الكلمة مخفّفة : بلاء .
4- كذا استظهاراً، وفي نسختي الأصل : يأت.
5- في نسخة (ب) : الخيلا ..
6- الكلمة مخففة : خيلاء.
7- في المناقب : منهج ؛ وهو تصحيف ، والصواب : منبج كما تقرأ في نسختي الأصل - الذي مرّت ترجمته في المقدمة ، كما مرّ الحديث عن هذه القصيدة .
8- كذا استظهاراً ؛ وفي (ألف) : وكياً ، وفي نسخة (ب) : وكنّا ..
أَجازَ (1) إِلَيْهِ لِلأَلْفِ (2) الَّتِي لَمْ *** تُسَوَّغ قَبْلُ لِلْمُسْتَخْلَفِينا
فَقُدِّمَ عِنْدَهُ ابنُ أَبِي مُعَيْطٍ *** فَأُكْرِمَ، وَابْنُ مَسْعُودٍ أُهِينا
وَزادَ بَنِي أُمَيَّةَ في العطايا *** وَقَلَّدَهُمْ رِقَابَ المُسْلِمِينا
***
ص: 59
1- في نسخة (ألف): وجاز، وفي (ب) : وحاز .
2- في نسختي الأصل : الألف .
[ القسم الثاني ]
الفصل الخامس : في بدع العجل
[باب ] [ في أبي المعازف ]
[فصل 5]
[ في بدع العجل ]
ص: 61
فصل
في بدع العجل (1)
الباقر (علیه السّلام) (2) : في قوله عزّ وجلّ : ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا ..) (3) الآية : « نزلت في عتيق ، وابن صُهاك ، ونعثل ، لمّا قام النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بالولاية لأمير المؤمنين (علیه السّلام) أظهروا الإيمان والرضا بذلك ، فلما خلوا [إلى ] أعداء أمير المؤمنين (علیه السّلام): ﴿ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ )(4) .
ورويتم (5): أنّ عثمان كان يخطب إذ رفعت عائشة قميص النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) على
ص: 63
1- اشتهر إطلاق هذه الكنية على الثالث ، وإن كانت قد أطلقت على غيره نادراً، إلّا أنّ المصنف قد أقرها وقرّرها في ديباجة كتابه هذا في الباب الثالث المختص بالثالث. ويقال له : عجل الأُمة ، عجل بني أُمية ، عجل هذه الأُمة. لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 513/2 - 515 .
2- رواه عن المصنف (رحمه الله) السيد هاشم البحراني (رحمه الله) في تفسير البرهان 145/1.
3- سورة البقرة (2) : 14 .
4- سورة البقرة (2) : 14 .
5- انظر : الجمل للمفيد (رحمه الله) : 75 - 76 [ وفي طبعة مؤتمر الشيخ المفيد (رحمه الله) : 147 - 148]، وتقريب المعارف : 286 - 287 ( نكير عائشة ) ، وكشف الغمة 108/2.. وغيرها . وراجع : تاريخ اليعقوبي 175/2 ، والمحصول للرازي 343/4 - 344، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9/3.. وغيرها .
قصبة أو جريدة .. فقالت : يا عثمان ! هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم [لم ] يَبْلَ وقد غيّرت سنّته .. ! فقال : اسكتي (1) ، إنما مَثَلكِ مَثَل ( امْرَأَةَ نُوحٍ وامرأة لوط) .. (2) الآية !
أبو العالية ؛ سمعت أبا ذر (رحمه الله) يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أوّل من يبدّل سنّتي رجل من بني أُمية »(3).
وقد استخرجه شيرويه الديلمي في الفردوس (4) إلا أنه قال : «أوّل من يبدل ديني(5) . . » .
وفي تاريخ بغداد (6) : أنّه روى زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس ، قال : ألا أُريكم كيف كان يتوضأ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ؟ ! .. فتوضا مرّة .. مرّة .
ص: 64
1- في نسختي الأصل: أسكني .
2- سورة التحريم (66) : 10 .
3- انظر : شرح الأخبار 156/2 ، والمصنف لابن أبي شيبة 341/8، وكتاب الأوائل لابن أبي عاصم : 33 ، والبداية والنهاية 256/6 ، و 253/8.. وغيرها.
4- فردوس الأخبار ، ولم نعثر على الرواية في المقدار المطبوع منه .
5- رواه عنه القندوزي في ينابيع المودة 75/2.
6- بنصه في تاريخ بغداد 39/7 .
مسند أحمد (1) ؛ في مسند ابن عباس ، قال الأوزاعي [ عن المطلب بن عبد الله ابن حنطب ، قال : ] في خبر كان ابن عباس يتوضّأ [مرة ]؛ فرفعه (2) : إلى النبي(صلّی الله علیه و آله و سلّم) .
البخاري (3)، عن ابن عباس ، قال : توضاً النبي (عليه وآله السلام) مرة .. مرة .
وعن البخاري (4)، عن عطاء بن يزيد (5) ، عن حمران مولى عثمان : أنّه رأى عثمان دعا بإناء ، فيه ماء ، فأفرغ على كفّيه ثلاث مرات ، فغسلهما ، ثم أدخل يمينه في الإناء فتمضمض واستنشق ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات ، ثم مسح برأسه ، ثمّ غسل رجليه ثلاث مرّات إلى الكعبين .. الخبر .
ثم قال : رأيت النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يعمل كذلك ؛ فالمدعي يحتاج إلى البينة .
ص: 65
1- مسند أحمد بن حنبل 372/1 و 28/2 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 107/2 حدیث 4803] .
2- كذا ؛ وفي المسند : يرفعه ، وهو الظاهر .
3- كتاب البخاري 46/1 كتاب الوضوء ، ( باب ما جاء في الوضوء ..)، وانظر أحاديث الباب في باب الوضوء مرة مرة من كتاب البخاري 51/1 ( باب 22).
4- كتاب البخاري 51/1 كتاب الوضوء (باب (24)، و 52/1 كتاب 28، وجاء أيضاً في كتاب الصوم 40/3 ( باب (27) السواك الرطب واليابس للصائم، وكذا جاء في كتاب مسلم 204/1 - 205 ( باب صفة الوضوء وكماله ) حديث 266 ، وبألفاظ مقاربة.
5- في نسختي الأصل : عبد الله بن زيد ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر .
البخاري (1) في حديث نافع ، عن عبد الله [بن عمر أخبره ] : أن المسجد كان على عهد رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] وسلّم مبنياً باللبن ، وسقفه الجريدة (2)، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً ، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] باللبن والجريدة (3) وأعاد خشباً ، ثمّ غيّره عثمان وزاد فيه زيادة كثيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة بالذهب والفضّة (4) ، وجعل عمده من حجارة منقوشة [و] سقفه بالساج.
وهو الذي غيّر الخطبة في العيدين وجعلها قبل الصلاة ، وذلك أنه لما أحدث أحداثه التي قتل بها ؛ كان إذا صلّى (5) تفرق الناس عنه ، وقالوا : ما نصنع (6)بخطبته وقد أحدث .. فجعلها قبل الصلاة (7).
ص: 66
1- كتاب البخاري 121/1 [ وفي طبعة 115/1] (باب 60 ، بنيان المسجد ) حديث 446 ، باختلاف يسير غير مهم .
2- الكلمة مطموسة في نسخة (ب) ، وتقرأ : الجريد في نسخة (ألف).
3- في نسختي الأصل : الجريد .
4- في البخاري : الحجارة المنقوشة والقصّة .
5- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : صلت ، والظاهر ما أثبتناه، كما في المقنعة.
6- في نسختي الأصل : تصنع ، والظاهر : نصنع ، كما في المقنعة .
7- انظر : المقنعة للشيخ المفيد (رحمه الله) : 202 - 203 ، وعنه رواه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 372/90 ( باب 104) حديث 24 ، والوسائل 110/5 ( باب 11، من أبواب صلاة العيد ) حديث 2.
وذكر الشافعي في المسند (1) : كان يخطب جالساً من غير علّة ، وكان النبي يخطب قائماً ويجلس الجلسة بين الخطبتين ، وكذلك العُمرَان .
فقال موسى بن طلحة : رأيت عثمان على المنبر يوم الجمعة ، والمؤذّنون يؤذّنون ، وهو يحدّث الناس ويستخبرهم عن أشعارهم (2) وأخبارهم (3).
أبو عبد الله : « أوّل من جعل مُدَّيْنِ من البر عدل صاع من التمر : الثالث (4)» .
ويروى : أنّه ضرب بالسياط ، وضرب [مَنْ ] قبله (5) بالدرّة (6) .
واستبد بأموال الخراج - التي تُؤخذ من الناس ظلماً - مع أهل بيته من بني أُميّة دون المسلمين ، ومال الخراج ظاهر تحريمه ، ولن يستحلّه إلا من كان غير معتقد
ص: 67
1- مسند الشافعي ؛ ولم نعثر عليه بهذه الألفاظ في المسند المطبوع للشافعي ، وقد ورد ما يقاربه فيه 144/1 [ طبعة دار الكتب العلمية ] . وقد نسب فيه الجلوس عند الخطبة إلى معاوية .
2- في المصادر : أسعارهم .
3- انظر : المصنف للصنعاني 215/3 ، وأنساب الأشراف 485/5، وتاريخ المدينة لابن شبة 962/3.
4- راجع : علل الشرائع 390/2 ، والاستبصار ،48/2 ، وتهذيب الأحكام 83/4.. وغيرها .
5- أي : عمر بن الخطاب.
6- انظر : الإمامة والسياسة 35/1 [ تحقيق الزيني، وفي تحقيق الشيري 50/1].
للإسلام ، أو جاهلاً بالأحكام.
ومنع المراعي وحماها ، وأرعى فيها حاشيته وأهله ، ثمّ أخذ عليها مالاً باعها [به] من المسلمين .
وروى الواقدي (1) : أنه قد كان عثمان يحمي الربذة والشرف(2) والنقيع (3) بالسيوف (4)، لإبله - وكانت ألف بعير - ولإبل الحكم، ويحمي الربذة لإبل الصدقة ، ويحمي البقيع لخيل المسلمين وخيله (5)..
فلا يخلو الجبال والأودية إمّا أن تكون له أو للمسلمين ، فإن كانت له فعذر (6) بين .. وعلى مدعي ذلك الدليل، وإن كانت للمسلمين شرعاً ؛ فما له استحلّ أن يمنعهم من شيء هو لهم حتى يصانعهم عليه ؟ ! فصار ذلك في بعض المواضع
ص: 68
1- لم نعثر عليه فيما طبع من كتب الواقدي .
2- في نسختي الأصل : السرق ، وما أثبتناه جاء في المصادر .
3- في نسخة (ب) : البقيع ، وهي غير معجمة في نسخة (ألف).
4- لم ترد كلمة (بالسيوف) في المصادر، وفيها : فكان يحمي الشرف لإبله ..
5- وقد ناقش سيدنا المرتضى - أعلى الله مقامه - ذلك بما لا مزيد عليه في كتابه الشافي 277/4 - 278 ، وحكاه عنه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 39/3 - 40 ، وعنه أخذ العلّامة المجلسي (رحمه الله ) في بحار الأنوار 227/31 - 230 ( الطعن العاشر ). ونسب ابن سعد في الطبقات الكبرى 305/3 هذا إلى عمر بن الخطاب. ولاحظ ما ذكره العلّامة الأميني (رحمه الله ) في الغدير 234/8 - 236 برقم 28، تحت عنوان : اتخاذ الخليفة الحمى له ولذويه.
6- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، وقد أثبتنا ما استظهرناه منها .
بدعة يستعملونها، وقال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُم مَا أَنزَلَ اللهُ لَكُم مِن رِزْقٍ فَجَعلتُم مِنْهُ حَرَاماً وَحَلَالاً .. ) الآية (1) .
الشاعر : [من الخفيف ]
وَاسْتَراحَ الأعْرابُ مِنْهُ وَقَدْ كانَ *** ن يَحُوطُ الحِمَى عَلى الأَعْراب
ابن حمّاد (2): [ من الطويل ]
وَأَقْطَعَ مَرْعَى المُسْلِمِينَ أُمَيَّةٌ *** وَحَرَّمَ مَرْعاهُ عَلَى كُلِّ ذِي صِرَمْ (3)
وعمد (4) إلى صلاة الفجر ، فنقلها من أوّل وقتها - وأوّل وقتها حين طلوع الفجر - فجعلها بعد الإسفار (5) وظهور ضياء النهار ، وزعموا أنه فعل ذلك إشفاقاً منه على نفسه في خروجه إلى المسجد مسدفاً أن يقتل في غَلَس الفجر
ص: 69
1- سورة يونس (10): 59 .
2- سبق الحديث عن هذا البيت الذي هو جزء قصيدة ظاهراً .
3- الصرمة : القطعة من الإبل ، والجمع : صِرَم. أقول : ويصح أيضاً ضبطها : صِرْمِ. راجع عنها : لسان العرب ،337/12 ، والعين ،121/7 ، ومجمع البحرين 101/6.
4- في نسخة (ألف) : وعهد .
5- في نسختي الأصل : الاصفار، ويقال : ألسفر الصبح [ويقال : أسفر الصبح ]: أضاء، وخرجوا في السفر : في بياض الفجر ، كما جاء في أساس البلاغة : 298.. وغيره .
كما قتل عمر (1) ، فعطّل وقت فريضة الله تعالى ، وحمل الناس على صلاتها في غير وقتها ، وقال الله تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ..)(2) الآية ، والفجر هو أوّل ما يبدو من المشرق في الظلمة ، وعنده يجب الفجر (3)، وإذا علا في السماء وانبسط الضياء وزالت الشمس (4) صار صبحاً لا فجراً ، وعند ذلك آخر وقت الصَّلاة، ثمّ [ تخرص (5) بنو أمية أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم غلس بالفجر وأسفَر (6) بها .
ص: 70
1- وزاد هنا في بحار الأنوار قوله : وذلك أنّ عمر قد جعل لنفسه سرباً تحت الأرض من بيته إلى المسجد ، فقعد أبو لؤلؤة في السرب لؤلؤة في السرب فضربه بخنجر في بطنه، فلما ولي عثمان أخر صلاة الفجر إلى الإسفار .
2- سورة الإسراء (17) 78. وجاء بعده في بحار الأنوار: يعني ظلمته، ثم قال : ﴿ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾ [سورة الإسراء (17): 78].
3- كذا ؛ ولعلها : تجب صلاة الفجر ، وفي بحار الأنوار: وعنده تجب الصلاة، وهو الصواب.
4- كذا ؛ والصحيح : زالت الظلمة، وجاء في بحار الأنوار.
5- كذا؛ وفي نسخة (ألف) : حرص، وهو غلط ، والصحيح : تخرص .
6- في نسختي الأصل : واستقرّ ، وهي مصحفة عن المثبت. قال في بحار الأنوار - بعد ذلك - : وقال للناس : أسفروا بها أعظم لأجركم، ثم قال : فصار المصلي للفجر في وقتها من طلوع الفجر عند كثير من أوليائهم مبتدعاً ، ومن اتبع بدعة عثمان فهو على السنّة ! وقد حكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 374/30 ذيل حديث 164 نقلاً، عن إرشاد القلوب، ولم نجده في القسم المطبوع منه ، وقد جاء أيضاً في كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة للكوفي (رحمه الله) 60/1.
وذكر (1) ابن ماجة في السنن (2) ، عن أبي هريرة ، عن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): ( إِنَّ قُرآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ) (3) وقال : تشهده (4) ملائكة الليل والنهار .
ثمّ روى (5) عن عائشة ، أنّها قالت : كانت النساء المسلمات يصلّين مع النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) صلاة الصبح ، ثمّ يرجعن إلى أهلهنّ فلا يعرفهنّ (6) أحد - تعني من التغليس (7)-.
وروى (8) عن الأوزاعي ، عن [نهيك بن يَريم الأوزاعي ، عن ] مغيث بن سُمي ، قال : صليت مع عبد الله بن الزبير الصبح بغلس (9) ، فلمّا سلّم أقبلت (10) على عبد الله بن عمر ، قلت : ما هذه [الصلاة] ؟ قال : هذه صلاتنا كانت مع رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وأبي بكر وعمر ، فلمّا طُعن عمر أسفَر بها عثمان .
ص: 71
1- في نسختي الأصل : وذكره، والهاء زائدة .
2- سنن ابن ماجة 220/1 حديث 670 نقلاً بالمعنى لصدره.
3- سورة الإسراء (17): 78 .
4- في نسختي الأصل : يشهد .
5- سنن ابن ماجة 220/1 حديث 669 باختلاف يسير غير مهم .
6- في نسخة (ألف): يعرفن .
7- في المصدر : الغلس .
8- سنن ابن ماجة 221/1 حدیث 671 بتصرف غير مخلّ.
9- في نسخة (ب) : نغلس .
10- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: قبلت ، والصحيح ما أثبتناه من المصدر.
مسند أحمد (1) ، وموطّأ مالك (2) : أنه جرى تأخير صلاة الصبح عند ند أنس ، فقال : سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)يقول : « تلك صلاة المنافقين».. أربع مرّات (3)، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس فكانت ] قرني الشيطان ؛ قام فنقر أربعاً .. لا يذكر الله عزّ وجلّ فيها إلا قليلاً (4).
وفي الموطأ (5)- أيضاً - : أنّه قال [ابن ] أبي سليط (6) : كنا نصلي الجمعة
ص: 72
1- مسند أحمد بن حنبل 149/3 باختلاف أشرنا للمهم منه [طبعة دار الإحياء 618/3 حدیث 12100 ] ، و 185/3 [ طبعة دار الإحياء 32/4 برقم 12518 ]، وقريب منه عن أنس فيه 103/3 [ طبعة دار الإحياء 538/3 حدیث 11588] فلاحظ . وعن أنس أيضاً كما في مسند أحمد بن حنبل 184/3 [طبعة الاحياء 30/4 حدیث 12501 ] قال : كان النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يصلّي العصر والشمس بيضاء محلقة، فأرجع إلى أهلي وعشيرتي في ناحية المدينة فأقول : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قد صلّى فقوموا فصلّوا. وقريب منه روي عن أبي برزة الأسلمي كما في مسند البصريين من أحمد حدیث 18931 و 18959.
2- الموطّأ 220/1 [ تحقيق عبد الباقي ] مع اختلاف يسير غير مهم .
3- في مسند أحمد : ثلاث مرّات.
4- وقريب منه ما جاء عن سعيد بن المسيب كما قاله مالك في الموطأ : 94 برقم 289 - عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أنّه قال : « بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والصبح ، لا يستطيعونهما».
5- الموطأ 286/1 برقم 15 [ طبعة دار التأصيل ]، برواية أبي مصعب .
6- في نسختي الأصل : أبو سليطة ، والصحيح ما أثبتناه من المصدر.
مع عثمان ، ثمّ ننصرف (1) وما للجدار ظلّ (2).
وفي مسند أحمد (3) ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى العصر ، فيذهب الناس إلى العوالي (4).. وهي أربعة أميال .
ونقل الخطبة من يوم النحر بمكة إلى يوم عرفة ، فجعل عيدَ (5) الناس بمكّة أشرف بلاد الله وأشرف الأيام يوم التاسع من ذي الحجة ، وجعله النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) العاشر بغير خلاف ، وهكذا في سائر الأمصار ، فلو جاز أن ينقل من العاشر إلى التاسع لوجب أن يكون الناس في جميع البلدان تبعاً لمن هو بمكة ، ألا ترى أنّ النحر بمكة [يوم ] العاشر ، ومن نحر قبل ذلك لم يجز عنه ما نحر ؟!
ص: 73
1- في نسخة (ألف) : ينصرف، وهي غير معجمة في نسخة (ب)، وما أثبتناه من المصدر.
2- رواه عن مالك بنصه ابن حزم في المحلى ،43/5 ، وابن حجر في تعجيل المنفعة : 223.
3- مسند أحمد بن حنبل - مسند أنس بن مالك - 214/3 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 80/4 حديث 12823 ] نقلاً بالمعنى، وفيها فيأتيها والشمس مرتفعة. ومثله 217/3 طبعة الاحياء 85/4 - 86 حديث 12859 ] ، وكذا في 223/3 [ طبعة الاحياء 95/4 حدیث 12918] .. وموارد أخر . والظاهر أن عبارة (وهي أربعة أميال) ليست من الحديث، بل زيدت من المصنف طاب ثراه توضيحاً . جاء الحديث في 161/3 ، وبعده : قال الزهري والعوالي على ميلين من المدينة وثلاثة وأربعة ، وأحسبه قال ...
4- في نسختي الأصل : الغوالي ، وهو سهو .
5- في نسخة (ألف): عند .
وكذلك هو في جميع الأمصار مَنْ نَحَرَ قبل يوم العاشر وذبح لم يعتد بذلك النحر ، وكذلك (1) [ يلزم في ] الخطبة لمن خَطَبَ ] في يوم عرفة [وجعل عيده في عرفة ] لم يكن متعبّداً .
وأعجب (2) في الظهر ، وأسقطها من (3) يوم النحر ، وأسقط صلاة الأضحى من هذا العيد في يوم عرفة وفي يوم النحر جميعاً ، فعطّل سنّة [ سنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم ] في أفضل الأيام وأشرف البلدان ، فصارت هذه البدعة سنّة إلى يومنا هذا ، فأفسد(4) حجهم عليهم بتعطيل سنّة رسول الله ( عليه وآله السلام ) من غير علّة .
ذلك : أنّه جعل الخطبة - أيضاً - يوم عرفة وقت [صلاة ]
وروي : أنّ عثمان قال لأمير المؤمنين في سنة من سنينه (5):تحجّ بالنَّاس ؟! قال : « لا يصلح لي ذلك » ، قال : فَلِمَ ؟ قال : «لأنتي إن حججت بالناس خطبت كما خطب (6) رسول الله ، وفعلت مثل ما فعل .. فبعث عثمان بغيره (7) .
ص: 74
1- في نسختي الأصل : ولذلك، والمثبت عن الاستغاثة.
2- في نسختي الأصل : والعجب، والمثبت عن الاستغاثة.
3- في نسخة (ب) : في ، بدلاً من : من .
4- في نسختى الأصل ففسد .
5- في نسختي الأصل تقرأ الكلمة : سنتيه ، والظاهر ما أثبتناه .
6- في نسخة (ألف) : خطبه .
7- الظاهر أن المصنف (رحمه الله) أخذ كل ما أورده هنا من كتاب الاستغاثة : 97 - 99، فراجع .
وفي الفائق (1) : أنّ عثمان غطّى وجهه بقطيفة حمراء أُرْجُوان (2) وهو محرم .. والأرجوان : شديد الحمرة .
وروى الكلبي : أنّ عثمان هدم بناء غُمْدان (3) كما هدم آطام (4) المدينة .
وزعمتم : أنّه جمع القرآن؛
وقال الله تعالى : ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَه وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرآنَهُ ﴾ (5) على أن لفظة القرآن تدلّ على خطائه (6) ؛ لأن القرآن هو المجموع من الأمثال والحكم ، والوعد والوعيد .. وأمثالها .
ص: 75
1- الفائق للزمخشري 24/2.
2- في نسختي الأصل : أُرجواني، والمثبت عن المصدر.
3- في نسختي الأصل : عهدان، وهي مصحفة عن المثبت. وغُمْدان هو - كما قال هشام بن محمّد بن السائب الكلبي - قصر بناه يشرح بن يحصب، وقال قوم: بناه سليمان بن داود عليه السلام لبلقيس، وقد هدمه عثمان ، فقيل له : إنّ كُهّان اليمن يزعمون أنّ الذي يهدمه يُقتل، فأمر بإعادة بنائه ، فقيل له : لو أنفقت عليه خرج الأرض ما أعدته كما كان ، فتركه . انظر : معجم البلدان 210/4 - 211 رسم (غُمْدان).
4- في نسختي الأصل لطام، وهي محرّفة عن المثبت ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هدم آطام المدينة ، وقال : إنّها زينة . انظر: عمدة القاري ،229/10 ، وتحفة الأحوذي 292/10.. وغيرهما.
5- سورة القيامة (75) : 17 - 18 .
6- في نسختي الأصل : خطابه ، وهي مصحفة عن المثبت.
وفي الإحياء (1) : أنه مات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرين ألفاً من الصحابة لم يحفظ القرآن منهم إلا ستّة .. اختلف منهم في اثنين .
البخاري (2): قال أنس: جمع القرآن على عهد النبي أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وأبو زيد ، وزيد بن ثابت ].
ورويتم : أنه لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء ، وكيف يجمع من لم يحفظ ؟ ! أو يحفظ غير مجموع ؟! وكيف قدّمتم أبا بكر وعمر على عثمان ، وهو أقرأ منهما ؟!
والنبيُّ ( عليه و آله السلام ) قال : « يؤم بالقوم أقرؤهم ؟!»
تم إن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أنعم (3) كُلَّ أمر قبل خروجه من الدنيا - ولم يكن مثله مهمّ - وفَضْلَ كلّ سورة وقارئها ..
وقد ثبت أنه قرأ القرآن وحصره وأمر بكتبه (4) على هذا الوجه ، وكان يقرأ
ص: 76
1- إحياء علوم الدين 520/3 - 521 ، وحكاه عن الإحياء في حواشي الشيرواني 147/3، وقال في إحياء علوم الدين أيضاً :23/1 فلقد قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن آلاف من الصحابة رضي الله عنهم كلهم علماء بالله !
2- كتاب البخاري 45/5 ( باب 17 مناقب زید بن ثابت ) ، ومثله جاء في كتاب فضائل القرآن 230/6 ( باب 8 القراء من أصحاب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)) .
3- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل وبدون تنقيط ، وقد تقرأ : نعم أكل، والظاهر ما أثبتناه ، أو : أَتَمَّ كُلّ أَمْرٍ .
4- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : بكتيبه أو ما شاكلها ، أو لعلّها : بكتابته .
على(1) جبرئيل كلّ سنة مرّة إلا السنة التي قبض فيها ؛ فإنّه قرأ عليه مرّتين ، وما (2) يمكن قراءة ما ليس بمجموع مؤلّف مرتب ..
ثمّ إنّكم تروون : أنّه جمعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعبد الرحمن ، وزيد ابن ثابت ، وعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) .. فأي روايتكم نقبل .. ؟!
روي في البخاري (3)، والترمذي (4) ، وغريب الحديث (5) - في خبر طويل - : أن أبا بكر وعمر أمرا زيد بن ثابت أن يجمع القرآن .
قال زيد : فقمت فتتبعت القرآن ؛ أجمعه من الرقاع (6) ، والأكتاف ، والعسب (7)،
ص: 77
1- الظاهر : عليه .
2- (ما) هنا نافية ، أي وليس يمكن .
3- كتاب البخاري 89/6 - 90 كتاب تفسير القرآن، وكذا فيه 225/6 - 227 من كتاب فضائل القرآن ، و 92/9 ( باب 37 يستحب للكاتب أن يكون أميناً).. وغيرها، كما في كتاب التوحيد حديث 6875 ، وقد سلف هذا الحديث قريباً .
4- سنن الترمذي : 283/5 - 284 ( باب (10) حدیث 3103 نقلاً بالمعنى مع اختصار، ولاحظ شرح الجامع الصحيح لابن العربي المالكي 258/12 - 261.
5- غريب الحديث 155/4 - 156 ، وأورده الزمخشري في الفائق 624/3.
6- الكلمة مشوّشة وهي : الوع.. كذا تقرأ في نسخة (ب)، وقد تقرأ في نسخة (ألف): الفرع، إلّا أنّ في كتاب البخاري، وغريب الحديث : الرقاع، وكذا في سنن الترمذي، وهو يكون من الجلد أو الورق أو الكاغذ أو غيره .
7- العسب من السعف ، فديق الكرب لم يثبت عليه الخوص، وما نبت عليه الخوص فهو السعف . كما جاء في لسان العرب 599/1 . ولاحظ : كتاب العين ،342/1، ومجمع البحرين 121/2.. وغيرهما. وقيل : العسيب جريدة من النخل مستقيمة دقيقه يكشط خوصها . وعلى كل ؛ العُسب ؛ واحدها : عَسيب وهو سعف النخل، وأهل الحجاز يسمونه الجريد أيضاً . إلّا أنّ في الجامع الصحيح : النجاف ، وقال : ويروى : النحاف ، وهو الصحيح . والنجاف : ما ارتفع من الأرض .
واللخاف (1) ، وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين (2) مع خزيمة ابن ثابت ، لم أجدهما مع أحد غيره : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ .. ) (3).
وفي الفائق (4) : أنّه قال زيد : لما دعاني أبو بكر إلى جمع القرآن [دخلت عليه ] وعمر مُحْزَئِلٌ(5) في المجلس .. أي مستوفز (6).
ص: 78
1- فسرت هذه الكلمة في نسخة (ب) تحتها ب : يعني الحجارة، وورد هذا التفسير في سنن الترمذي. أقول : اللخاف واحدتها لخفة ، وهي حجارة بيض رقاق، قاله في اللسان 315/9 .
2- في سنن الترمذي : فوجدت آخر سورة براءة مع ..
3- سورة التوبة (9) : 128 - 129.
4- الفائق للزمخشري 279/1 .
5- الكلمة مشوّشة في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل، وقد تقرأ : محرمكم أو محرقكم، وما هنا من المصدر.
6- ومن قولهم : احزالت الآكام إذا زهاها السراب، واحزالت الإبل في السير إذا ارتفعت فيه .. ثمّ قال في الفائق : وكان عمر ينكر ذلك ، ويقول : كيف نصنع شيئاً لم يصنعه رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ؟ ! ثم وافقه بعد .
وفي الإحياء (1): أنّه أشار عمر إلى أبي بكر بكتابة (2) القرآن ؛ خوفاً من تخاذل(3) الناس وتكاسلهم، وحذراً من أن يقع نزاع ] وأن لا يوجد له أصل .. [يرجع إليه في كلمة أو قراءة من المتشابهات].
وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حتى توفاه الله ، ثمّ عند حفصة .. (4)
والعجب : أنّها لم تكن عند عائشة وهي أفضل من حفصة ! وأبوها خير من أبي حفصة ! وكيف لا يكون عندها وتروون أن عندها ثلث العلم ؟ !
ورويتم : أنّ عبد الرحمن بن عوف وعمر كانا وضعا صحيفة فيها القرآن ليكتباها ، فجاءت شاة فأكلت الصحيفة التي كان فيها القرآن .. فذهب (5) !!
ورويتم : أنّ عمر قال : لولا أنتي أخاف أن يقول الناس : زاد عمر في القرآن،
ص: 79
1- إحياء علوم الدين 79/1 باختلاف يسير .
2- في نسختي الأصل : بكتبة .. ولعله لوحدة إملائهما كتبا هكذا، وفي المصدر : بكتب .
3- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : حرفاً من تجادل ..
4- كما جاء في كتاب البخاري، وهو تتمة حديث أنس المتقدم.
5- وجاء في الإيضاح للفضل بن شاذان النيشابوري الله : 211 ، وفيه : عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف.
لأثبتّ (1) هذه الآية فيه ، فقد كنّا نقرأها على عهد رسول الله : « الشيخ والشيخة إذا زنيا .. إلى آخره (2) !!
وفي صحيح الترمذي (3)، والبخاري (4): أنّ حذيفة قدم على عثمان ، فقال : .. أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى !! فأرسل إلى حفصة : أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها [ في المصاحف ] ثمّ نردّها إليكِ ، فأرسلت [ حفصة إلى عثمان ] بالصحف ، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الله بن الزبير، أن انسخوا الصحف في المصاحف ، وقال للرهط القرشيين(5) الثلاثة : ما اختلفتم
ص: 80
1- في نسختي الأصل : لا يثبت .
2- في النسخ الأصل : الآية ، ولها وجه عندهم. وراجع : كتاب الموطأ لمالك 824/2 حديث 10، والسنن الكبرى للبيهقي 213/8 ، والأحكام للآمدي 154/3 .. وغيرها .
3- سنن الترمذي 284/5 - 285 ( باب (10) حديث 3104 ( الجامع الصحيح ) نقلاً بالمعنى مع اختصار في اللفظ . ولاحظ : شرح سنن الترمذي أعني كتاب عارضة الأحوذي 261/12 - 269.
4- كتاب البخاري 226/6 ( باب 3 جمع القرآن ) ، وقريب منه فيه 224/6 [حديث 4601] ، ولاحظ فيه 219/4 ( باب 3 نزل القرآن بلسان قريش)، وفيه : عن أنس : إنّ عثمان دعا زيد بن ثابت و عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث ابن هشام فنسخوها في المصاحف .. إلى آخره .
5- في نسختي الأصل : الرهط ... والباقي بياض ، وما هنا أخذ من الجامع الصحيح .
[فيه] أنتم وزيد بن ثابت فاکتبوه بلسان قریش (1) ..
وروي في أخبار أهل البيت (علیهم السّلام) ... أنّه وكل بتأليف المصحف مروان بن الحكم ، وزياد بن سميّة !(2)
قال الزهري(3) : أخبرني عبيد الله بن عبد الله : أن عبد الله بن مسعود ذكر(4) الزيد [بن ثابت ] نسخ المصاحف . وقال : يا معشر المسلمين ! أعزل عن (5)نسخ كتابة المصاحف ويتولاها (6) رجل ؟! والله لقد أسلمت وإنّه لفى صلب [ رجل ] کافر (7) ؛ يريد زيد (8) بن ثابت .. فلذلك قال ابن مسعود : يا أهل العراق (9) ! اكتُمُوا المصاحف التي عندكم وغُلُّوها ، والله تعالى يقول :
ص: 81
1- للحديث وما بعده تتمة حَرِيّة بالملاحظة.
2- انظر : الاستغاثة 52/1 .
3- كما أورده الترمذي في سننه 348/4، وأحكام القرآن لابن العربي 608/2، وتفسير القرطبي 52/1 - 53 ، وبنصه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 487/1 .. وغيرها .
4- كذا ؛ وفي المصدر : كره .
5- في نسخة (ب) : من ، بدلاً من : عن .
6- في سير أعلام النبلاء : ويولّاها .
7- في بعض المصادر : صلب أبيه كافر .
8- في نسختي الأصل : يزيد بن يزيد بن ثابت، وهو سهو وغلط، والصحيح ما أثبتناه من المصادر .
9- في سير أعلام النبلاء أهل الكوفة.
وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيمة .. ) (1) فالقوا الله بالمصاحف .. (2)
وقد ذكرنا : أنّ في البخاري (3) ، والموطّأ (4)، ومسلم(5)، والإحياء (6)، ومسند أحمد (7) : أن: « من سره(8) أن يقرأ القرآن غضّاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أُمّ عبد »(9) ، عبد » (9) ، وإذا كان كذلك فما معنى التماس عثمان عن ابن مسعود مصحفه ليحرقه ، فلما أبى عليه دق ضلعيه (10) ؟ !
ص: 82
1- سورة آل عمران (3): 161 .
2- لاحظ : فتح الباري 17/9 ، وعن جملة المصادر في سير أعلام النبلاء 487/1، والصحيح فيه : يريد زيد بن ثابت .
3- التاريخ الكبير للبخاري ،360/1 ، وقد سلف عن البخاري نظائر له .
4- الموطّاً ، وقد بحثنا فى أكثر من نسخة منه، وبرواية يحيى بن يحيى الليثي وغیره، فلم نجد هذه الرواية في الموطأ المطبوع ، ولعله ممّا حذف منه !
5- كتاب مسلم ، ولم نجده فيه ، نعم له فيه نظائر سلف أن ذكرناها .
6- إحياء علوم الدين 280/1.
7- مسند أحمد بن حنبل 7/1 بنصه [ طبعة دار إحياء التراث العربي 15/1 حديث 36، وكذا ما بعده ] ، وانظر أيضاً مسند أحمد 26/1 [ دار التراث 44/1 حديث 176]، و 38/1 [ دار التراث 63/1 حديث 267] ، وأيضاً 454/1 [ دار التراث 37/2 حديث 4328].
8- في الإحياء: من أراد .
9- وقد نص عليه النسائي في سننه من حديث عمر ،71/5 ، والترمذي في سننه ، وقال عنه : حسن صحيح ، وكذا جاء في سنن ابن ماجة من حديث ابن مسعود 49/1.
10- راجع : الاستغاثة 51/1.
ثم رويتم : أن النبي قال : « أُبيّ أَقْرَؤُكُمْ »(1).
فما أمره عثمان بتأليفه ولا أخذ بقراءته ، وأمر بترك قراءة ابن مسعود وأُبي بن كعب .. ثم أمر الناس بقراءة زيد ، فهي في أيدي الناس إلى يومنا هذا ؛ خلافاً لقول النبي (عليه وآله السلام) .
أو ليس عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام) عديل القرآن لقوله (عليه وآله السلام) : «كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. » ؟ ! فلِمَ تركتم ما جمعه (2) عليّ بن أبي طالب من القرآن بروايتكم (3) : أن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أمر علياً (علیه السّلام) بتأليف القرآن ، فألّفه وكتبه ، وإنّما كان إبطا[و]ه على أبي بكر بالبيعة كما زعمتم - لتأليف القرآن !
وروى صاحب الحلية (4) ، عن السدي ، عن عبد خير ، عن علي (علیه السّلام)، قال : « لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسمت - أو حلفت أن لا أضع ردائي [ عن ظهري ] حتى أجمع ما بين اللوحتين (5) ، فما وضعت ردائي عن ظهري
ص: 83
1- هذا الحديث سبق تخريجه عن عدة مصادر جاءت في الجزء الأوّل من هذه الموسوعة ، وقد جاء الحديث في غالب مجاميع الحديث عند العامة ، وقد سلف بعضها .
2- في نسختي الأصل تقرأ : بأجمعه ، والظاهر ما أثبتناه .
3- رواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 320/1 [ وفي طبعة قم 41/2]، وفيه : عن أبي العلاء العطار والموفق الخوارزمي في كتابيهما ، وعنه في بحار الأنوار 155/40 ( باب 93) ذيل حديث 54 .
4- حلية الأولياء 67/1 .
5- في الحلية : اللوحين .
حتى جمعت القرآن .. » .
فأين ذهب ما ألفه علي (علیه السّلام) حتى صاروا يجمعونه من (1) أفواه الرجال ومن صحف كانت عند حفصة - فيما زعمتم ؟ !!
وروى ابن جرير الطبري (2) : أنّه كان يأخذ آية أو سورة بقول (3) شاهدان أنّه سمع[ها ] من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلو كان عالماً بالقرآن لما احتاج إلى الشاهد، ومن لم يعرف شيئاً كيف يجمعه ؟!
ثمّ إنّه لم يعرف جميعه حتى أرسل إلى حفصة ، فأرسلت إليه بالصحف فتقدم إلى زيد ومن معه فجمعوه .. فينبغي أن يكون الجامع إنما هو زيد والثلاثة الذين كانوا معه ، ولا ينسب إلى عثمان ، كما يقال : الرَّصد (4) المأموني ، والزيج (5) الحبشي (6).. ولو ضاعت تلك الصحف من المرأة المذكورة لبقي الناس
ص: 84
1- في نسختي الأصل : في .. وما أثبت هو الظاهر .
2- لم نعثر على هذا النص في كتب الطبري المطبوعة ، لكن قضية طلب الشاهدين على إثبات آية من كتاب الله في عهد أبي بكر وعمر مذكورة في كتب القوم ، رواها ابن أبي داود في كتاب المصاحف : 51 ، وعنه ابن كثير في كتاب فضائل القرآن : 27، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري 14/9 - 15 .. وغيرهم في غيرها .
3- في نسختي الأصل : يقول، وهي مصحفة عن المثبت.
4- في نسختي الأصل : الرصدّي، والمثبت هو الصحيح.
5- في نسخة (ألف) الزنج.
6- ما ذكر هنا تأييد لا نقض ، فتأمّل.
بلا قرآن ، أو (1) كان يَضِيعُ منه جزء كثير .. ولا غرو ؛ فإنّه قال ابن عمر (2) : لقد قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرؤون القرآن قرآناً كثيراً لا يقرأه غيرهم .. فذهب (3).
ورويتم (4) : عن عائشة [و] عن (5) عثمان (6) : أنّ في القرآن غلطاً ستقيمه العرب بألسنتها .. ! !
فكيف يجمعه من اعتقد هذا ؟!
الترمذي (7) : أنّه سأل ابن عباس عثمان [عن ] سبب الجمع بين
ص: 85
1- في نسخة (ألف) : و.
2- رواه ابن شاذان في الإيضاح : 215 - 216 عن عمر .
3- أخرج أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن : 320 بسند صحيح ، عن ابن عمر ، أنّه قال : لا يقولن أحدكم : قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ماكله؟! قد ذهب منه قرآن كثير !! وروى الصنعاني في المصنّف 330/7 عن الثوري ، قال : وبلغنا أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ] وسلم كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة ، فذهبت حروف من القرآن !!
4- كما جاء في كنز العمال 586/2 حديث 4784 ، زاد المسير لابن الجوزي 221/2، والدر المنثور 246/2 .. وغيرها .
5- الظاهر : وعن ، فقد روي عنهما معاً . وانظر : تفسير الرازي 106/11 .
6- كما جاء في كتاب المصاحف لابن أبي داود : 120 ، وصفحة : 122.. وغيرهما وغيره.
7- كتاب الترمذي : 272/5 ( باب (10) حديث 3086 نقلاً بالمعنى . وراجع : شرح صحيح الترمذي عارضة الأحوذي 224/11 - 227. وجاء السؤال هكذا : ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال - وهي من المثاني - وإلى براءة - وهي من المئين - فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر ( بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك ؟
الأنفال وبراءة، وترك البسملة ، فقال - بعد كلام : فكانت الأنفال [من ] أوائل ما نزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فظننت أنّها منها ، فقبض رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ولم يبين لنا أنّها منها (1).
فهذا خليفة المسلمين (2)يقرّ على نفسه بأنه رتب كتاب الله بالظن ، فقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (3)، وأنّه اشتبهت عليه القصص ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يبيّن لأمته الترتيب ، فإن كان الأمر على ما رويتم لقد ذهب عامة القرآن وارتفعت الثقة ، فلو سمعت اليهود أو الزنادقة هذه الأخبار لكان لهم الشَّبَه التي تروون (4) بها على الإسلام .
ص: 86
1- ثم قال: فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) فوضعتها في السبع الطوال . قال أبو عيسى [ الترمذي ] : هذا حديث حسن !
2- في نسخة (ألف) : رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم).
3- سورة الحجرات (49) : 12 . ولو استدل المصنف بقوله تعالى : ( وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئاً ﴾ [ النجم (53): 28]، لكان أنسب وأجدر بالمقام، والله العالم.
4- لعلّها محرّفة عن : يَرُدُّونَ.
وفي كتاب التحريش (1) : أنه قيل للحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السّلام): إنّ نعثلاً زاد في القرآن ونقص منه .. يا أبا عبد الله ! زدت ألف حرف في كتاب الله ونقصت ألف حرف .. !!
فقال الحسين (علیه السّلام): «أنا مؤمن، بما (2) نقصت .. کافر بما زدت .. »(3) ، فاستحيى ، وقال : إنّما (4) غريبة (5).
فقال الحسين (علیه السّلام): « تباً لقوم ولوك الأمر».
وقال الصادق (علیه السّلام) (6) : «قال أبي : «ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلّا كفر »
ص: 87
1- كتاب التحريش ؛ لا نعرف مؤلفه ، فضلاً عن نسخة منه . نعم ؛ ذكر ابن النديم في فهرسته : 214 كتاب باسم : التحريش والأعزاء [كذا، والظاهر : الإغراء ] الضرار بن عمر، وهو غير هذا موضوعاً .
2- كذا استظهاراً ، وفي نسخة (ألف) و (ب): ولا .
3- وجاء الحديث عن متشابه القرآن 77/2 للمؤلف طاب ثراه، وفيه: «أؤمن بما نقص وأكفر بما زاد » .
4- لعلّها : إنها .
5- الكلمة مشوّشة وغير منقوطة ، استظهرنا ما أثبتناه .. ولا معنى لها ، وقد تقرأ : غرسه .
6- كما ذكره الشيخ الكليني (رحمه الله) في كتابه : أصول الكافي الشريف 632/2 (كتاب فضل القرآن حديث 17 ، وبإسناد آخر فيه 633/2 حديث 25 ، ومثله في ثواب الأعمال: 280 . وغيرها . وقد ذكر الشيخ الصدوق (رحمه الله) معناه في معاني الأخبار : 190 حديث 1..
وسبب الشبهة في ذلك : أنّه كانت العرب تأخذ السورة أو السورتين ، وكانوا بعد النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يزيدون وينقصون فيه ، فجمعها وأمر بمقابلتها بصحف المدينة ودفن الباقى(1).
وفي رواية : أنّه مزقها وأغلاها على النار !!
عبدالملك بن أبي ذرّ الغفاري : بعثني(2)أمير المؤمنين (علیه السّلام) يوم مزّق الثالث المصاحف ، فقال : «ادع أباك ..» فجاء أبي إليه مسرعاً ، فقال: «یا أبا ذر ! أتى اليوم في الإسلام أمر عظيم ، مزّق كتاب الله ووضع فيه الحديد، وحق [على] الله أن يسلّط الحديد على من مزّق كتابه بالحديد .. » الخبر (3).
ولمّا رأى أبو ذر أَمْرَ عثمان بالمصاحف أن تحرق ، قال له : يا عثمان إلا تكن أوّل من حَرّق كتاب الله فيكون دمك أوّل دم يهراق (4) .
وكان الذي تولّى ذلك خالد بن عرفطة حليف بني زهرة.
ص: 88
1- في نسخة (ألف) : الثاني، بدلاً من : الباقي، ولا معنى لها ، وما أثبت قد استظهر من نسخة (ب).
2- في نسختي الأصل : عشي، والمثبت من المصدر .
3- انظر : اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) 108/1 حديث 50 ، وعنه في بحار الأنوار 407/22 حديث 24.
4- انظر : تقريب المعارف : 263 ، وعنه في بحار الأنوار 270/31 .
وفي المحاضرات (1) : أن عثمان أحرق مصحف ابن مسعود .. وأن مروان أحرق مصحف عمر .
وقد ذكر الغزالي ذلك في الإحياء (2) ، إلا أنه اعتذر له ، فقال : وقد حرّق عثمان مصحفين ، ثمّ قال : لكثرة القراءة فيهما (3).
فإن كان فيهما زيادة على ما في أيدي الناس فقصد لذهابه لقد (4) قصد إلى إبطال بعض كتاب الله ، وتعطيل بعض شريعته ، وحق عليه قوله : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الحَيَوةِ الدُّنْيا .. (5) الآية ..
ويلزمه - أيضاً - أنّه يطرحه تعمّداً لما قد كرهه ، ومن كره لما أنزل الله حبط عمله ، لقوله : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ الله .. ) (6) الآية (7).
ص: 89
1- المحاضرات 433/4 ، نقلاً بالمعنى .
2- إحياء علوم الدين 508/3 ، لكن فيه : خرق ، وكذا في ربيع الأبرار 264/2، وقوت القلوب 116/1.
3- في المصدر : لكثرة قراءته منها .
4- كذا ؛ والظاهر : فقصد بذهابه .. أو فقصد ذهابه .. مع حذف (لقد) منه .
5- سورة البقرة (2): 85 .
6- سورة محمّد (صلّی الله علیه و آله و سلّم) (47): 9 .
7- انظر : الاستغاثة 53/1 .
وأنشد الحجاج بن عمرو بن غزيَّة (1) الأنصاري (2) : [ من الطويل ]
أَتَيْتَ بِتَحْرِيقِ القُرانِ عَظِيمَةً *** تَعَرَّضْتَ فِيها للرَّدَى (3) والمَهالِكِ
أَأَخْرَقْتَهُ مِنْ بَعْدِ مَا نَزَلَتْ بِهِ *** مَصُوناً ومَحْفُوظاً كرامُ المَلائِكِ ؟ ! (4)
ص: 90
1- الاسم مشوش جداً في نسختي الأصل، والصحيح ما أثبتناه .
2- كذا ؛ وقد جاء في المناقب 188/3: الحجاج بن عمر الأنصاري .. وذكر له أبياتاً ارتجزها في حرب الجمل يحرّض بها الأنصار . وهو نفسه : الحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري - ويعبّر عنه اختصاراً : بالحجاج ابن عمرو، أو بالحجاج بن غزية ؛ الذي له مواقف عظيمة ضد المد الأموي المتمثل بالخليفة الثالث ومروان، وقد هجم عليهم وضرب مروان بن الحكم. وانظر ما ذكره البلاذري في الأنساب 78/5 و 90، وابن حجر في الإصابة 313/1، وحكى قصة حمله على مروان و ضربه له يوم الدار في الغدير .200/9 . وله مواقف مجللة في تجهيز عثمان ودفنه له ، لاحظها في الغدير 210/9 و 216 .. وغيرها . وعلى كل؛ فلم أجد هذين البيتين في الكتب السالفة، ولعلّي أقف لهما في كتب التاريخ والسير على مصدر.
3- في نسختي الأصل : الردي.
4- أقول : الحجاج بن عمرو بن غزية بن ثعلبة الأنصاري المازني الخزرجي المدني، صحابي، وفّق لأن يشهد الجمل وصفين مع سيد الوصيين ، له شعر في الجمل ورثاء لعمار بن ياسر يوم صفين. انظر عنه : وقعة صفين : 448 ، حلية الأولياء 357/1 - 358، الوافي بالوفيات 305/11 ، تهذيب الكمال 160/4 - 161 ، البداية والنهاية 246/7. وراجع : تنقيح المقال 255/1 [ الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 28/18 - 29 برقم 14709 ] ، طبقات ابن سعد 267/5 .. وغيرهما . وجاء أيضاً في : مشاهير شعراء الشيعة 332/1.
عبد الله الغفاري(1) : [ من الطويل ]
أَلَيْسَ الَّذِي شَقَّ القُرآنَ بِكُفْرِهِ *** واذى رَسُولَ اللهِ فِيمَنْ يُناسِبُهُ (2)؟ !
ابن حماد (3) : [ من الطويل ]
وأحْرَقَ بالنَّارِ المَصاحِفَ جُرْأَةً *** عَلَى اللهِ والمَبْعُوتِ واسِعَةُ السُّرْمِ (4)
ص: 91
1- لم أعرف شاعراً أو غيره بهذا الاسم، إلّا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، وهو مدلّس يضع الحديث، كما في ميزان الاعتدال ،21/2، وخلاصة التهذيب : 161.. ولعله أبو محمّد عبد الله الخفاجي الشاعر المعروف ب: ابن سنان ( المتوفى سنة 466 ه) والمترجم في أعيان الشيعة 71/8 - 82، وقد ذكر جملة من شعره، وله ما هو على وزن هذا ورويّه .
2- الكلمة مشوّشة في نسخة (ب)، واستظهرنا ما أثبتنا من نسخة (ألف).
3- سلف منا الحديث عن هذا البيت لكونه من قصيدة في المقام، فراجع.
4- كذا؛ ولعلّ العبارة والسيد القرم، بدلاً من واسعة السرم ، فيكون صفة لرسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم). وأما : واسع السرم ، فيكون فاعلاً ل: أحرق .
وَفازَ بِأَكْلِ الفَيْءِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ *** وَأَمْعَنَ في أَكْلِ المساحل (1) والخَضْمِ (2)
الناشي (3): [ من الرجز ]
جَامِعُ وَحْيِ اللَّهِ إِذْ فَرَّقَهُ *** مَنْ رَامَ جَمْعَ آيَةٍ فَمَا ضَبَطْ
أَشْكَلَهُ لِشَكْلِهِ بِجَهْلِهِ *** فَاسْتُعْجِمَتْ أَحْرُفُهُ حِينَ نَقَطْ
کشواذ (4) : [ من الرجز ]
وَحِينَ مَا قَلَّدْتُمُ عُثمانا *** أَحْرَقَ مِنْ إِدْبارِهِ القُرْآنا
العوني (5): [ من الرجز ]
ص: 92
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، والظاهر أنّها : المناحل .
2- في نسخة (ألف) : الحضم ، ولعلّه هنا إشارة إلى قول أمير المؤمنين (علیه السّلام)« يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ».
3- جاء هذان البيتان بعينهما في المناقب ،51/2 ، وهما من قصيدة طويلة في مدح أمير الموحدين وسيّد المؤمنين سلام الله عليه وآله وكذا آل محمّد (علیهم السّلام)، وجاءت تتمة المناقب 308/1 - 309 (5) أبيات، و 265/2 (3) أبيات، و 270/2 بیتان، و 120/3 بيتان .. ولم نحظ بمصدر آخر لها .
4- الظاهر أنّ البيت من أرجوزة الشاعرنا الله سبق منها أبيات، وتحدّثنا عنها سابقاً.
5- لم يرد هذا البيت فى المناقب ولا الغدير ولا غيرهما، ولا نعرف له مصدراً، وسلف الحديث عن شاعرنا في المقدمة.
إِبْتَدَعَ التَّحْرِيقَ لِلْمَصَاحِفِ *** إِلَىٰ أُمورٍ فُقْنَ (1) وَصْفَ الوَاصِفِ
عبد الرحمن بن حنبل (2) : [ من الوافر ]
[و] حَرَّقْتَ المَصَاحِفَ يَابْنَ أَرْوَى *** وواليتَ الجَبابِرَ وأغدر بما (3)
ص: 93
1- كذا ظاهراً ؛ وفي نسختي الأصل : قفن .
2- كذا في نسخة (ألف)، وقد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : جبل ، والظاهر هو كونه: عبد الرحمن بن حنبل الجمحي الذي سيأتي قريباً بعض شعره، ولم أجد له هذا البيت في المجاميع الشعرية . أقول : هو : عبد الرحمن بن حنبل :[ وقيل: حسل، وقيل: خثيل، وقيل: ختيل، وقيل: جثيل ] الجعفي كذا ؛ والظاهر الجمحي ] (المتوفى سنة 37 ه-) صحابي ، وقد هجا عثمان بن عفان - لما ولي الخلافة - فحبسه بخيبر ، فكلّمه أمير المؤمنين (علیه السّلام) بشأنه فأطلقه عثمان ، وشهد مع أمير المؤمنين (علیه السّلام) وقعة الجمل وصفين وقتل فيها (علیه السّلام). وهو من الصحابة الذي سيّرهم عثمان إلى القموس، عثمان إلى القموس، كما قاله اليعقوبي في تاريخه 150/2 حيث هجاه، راجع ترجمته في الغدير 58/9 - 60 .. وغيرها .
3- كذا جاء العجز ؛ وهو مشوّش في نسختي الأصل، ولا معنى مناسب له ، ولعلّ القافية : أجمعينا، أو : واليهودا.
الفصل السادس : في كفر اللعين
[ القسم الثاني ]
[ في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين ]
[باب ]
في أبي المعازف ]
[ فصل 6]
[ في كفر اللعين ]
ص: 95
فصل
في كفر اللعين (1)
محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه ، في قوله : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ .. ) (2) ممّن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض ؛ اللعين .
قال الباقر (علیه السّلام) في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ ...) : « في الأوّل والثاني والثالث» أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ .. ) (3) الآية :
ص: 97
1- هذا مما قرّره المصنف (رحمه الله) في مدخل موسوعته هذه رمزاً لعثمان ؛ وذلك في الباب الثالث الذي عدّ فيه رموز الثالث ، واللفظة أعم قطعاً، وتشمل وتصدق على كل ظالمي آل محمّد السلام (علیهم السّلام) خاصة . بل قد أطلقت في رواياتنا على جمع خاص منهم ، وقد فصل الكلام فيها صاحب الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 193/3 - 201.. - أعطاه الله كتابه بيمينه ، وحشره مع مواليه - حيث عرّف اللعن وذكر بعض من أطلق عليه، وذكر بعض معاني الكلمة ، ومشتقاتها ، ومصاديقها ، لا غرض لنا بها فعلاً.
2- سورة البقرة ( 2 ) : 85 .
3- سورة النساء (4) : 144 .
«علي بن أبي طالب(علیه السّلام) » أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً ) (1) (إنَّ المُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ .. )(2) الآية : « نزلت فيهم».
وعنه :( وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإثم ..(3) الآية: «نزلت في الثالث » .
كان محمّد بن مسلمة فيمن أعان على نعمان (4) ، فجاء إلى بني الأشهل ، فقيل : ما الخبر ؟ فقال : اليوم استنشقت رائحة بدر .
الواقدي وغيره (5) : أنّ عائشة تهيّأت للخروج إلى الحج - وقد حصر وا عثمان -
ص: 98
1- سورة النساء (4) : 144 . وجاء في المناقب 240/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 9/2، وفي طبعة النجف 293/1 ] ، وعنه في بحار الأنوار 233/38 ( باب (65) ذیل حدیث 35.
2- سورة النساء (4) : 145. وفي تفسير القمّي 157/1 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 230/1] ذيل الآية الشريفة ، قال : نزلت في عبد الله بن أُبَيّ، وجرت في كلّ منافق ومشرك. ومثله في تفسير التبيان ،589/2 ، و 368/3 . . وغيرهما .
3- سورة المائدة (5) : 62 .
4- نعمان رمز لعثمان، وقد قرّره المصنف (رحمه الله) في مدخل كتابه هذا ، قال : وربّما يجيء في الشعر : نعمان، وثعبان ، من الألفاظ التي جاءت على وزان عثمان . وقد تكرّرت هذه اللفظة في كتابنا هذا، وقد جاءت شعراً ونثراً.
5- رواه عن الواقدي ابن أبي الحديد في شرح النهج 7/3 - 8 مع اختلاف في الألفاظ ، وانظر : تاريخ اليعقوبي 175/2 - 176 ، والفتوح 421/2 - 422 .. وغيرهما . وفي مصادر الخاصة : قرب الإسناد : 26 - 27 ، مستطرفات السرائر : 625 [ الطبعة الحجرية ] ، الجمل للمفيد : 76-77 ، والشافي للسيّد المرتضى له 241/4، وأورده مجملاً أبو محمّد الفضل بن شاذان (رحمه الله) في الإيضاح : 264.
فأتاها مروان، وزید بن ثابت ، وعبد الرحمن بن عتاب، وقالوا : يا أُمّ المؤمنين ! لو (1) أقمت ولم تحجي.. [و] دَفَعْتِ عن هذا الرجل. فقالت: يا مروان العلك ترى أنتى فى شك من صاحبك ؟! والله لوددت أنّه في بعض غرائري(2) هذه وأنتي طوقتُ حمله فحملته حتَّى أُلقيه في البحر ، ثمّ خَرَجَتْ إِلى مكة ..
فلما قتل عثمان فرحت وقالت : أبعده الله ! ذلك بما قدمت يداه ..
فلما سمعت أنه بايع الناس عليّاً ، قالت : قتل عثمان مظلوماً !!
ص: 99
1- في نسختي الأصل : أو .. بدلاً من : لو .
2- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، والظاهر ما أثبتناه، وفي الإيضاح : غرائري فقذفته في البحر، ثم خرجت إلى مكة، وهما واحد . جاء في أنساب الأشراف 565/5 : في غرارة من غرائري هذه . وراجع : الغدير 77/9. والغرائر جمع : الغرارة ، وهي الجوالق - بفتح اللام وكسرها - وعاء من الأوعية معروف معرب ، واحدة الغرائر التي للتبن . راجع : صحاح اللغة 768/2 - 769 ، ولسان العرب 18/5 ، والقاموس المحيط 101/2 .. وغيرها .
ثم خرجت تطلب بدمه (1) .
ص: 100
1- قال العلامة الأميني(رحمه الله) في الغدير 80/9 - 81 برقم 9 : أخرج الطبري في تاريخه 458/4 - 459 من طريقين : إنّ عائشة .. لما انتهت إلى سرف راجعة في طريقها إلى مكة ، لقيها عبد بن أُم كلاب - وهو عبد بن أبي سلمة ، ينسب إلى أُمّه - فقالت له : مهيم ؟ قال : قتلوا ،عثمان ، فمكثوا ثمانياً . قالت : ثم صنعوا ماذا ؟ قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأُمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب، فقالت : والله ليت أنّ هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك .. ردّوني ردّوني ! فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل - والله ! - عثمان مظلوماً ، والله لأطلبنّ بدمه . فقال لها ابن أم كلاب : ولم ؟ فوالله إنّ أوّل من أمال حرفه لأنت، ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر . قالت : إنّهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل .. فقال لها ابن أُم كلاب : [ من المتقارب ] فمنك البداء ومنك الغِيَر *** ومنكِ الرّياحُ ومنكِ المَطَرْ وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام *** وقلت لنا: إنّه قد كَفَرْ فَهَبْنا أَطَعْناكِ في قَتْلِهِ *** وقاتله عندنا مَنْ أَمَرْ ولم يَسْقُط السقفُ من فوقنا *** ولم ينكسف شمسنا والقَمَرْ وقد بايع الناسُ ذا تَدْرُءٍ *** يُزِيلُ الشَّبا ويُقِيمُ الصَّعَرْ ويَلْبَسُ للحرب أثوابها *** وما مَنْ وَفي مِثْلُ مَنْ قد غَدَرْ فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد، فقصدت للحجر فسترت، واجتمع إليها الناس، فقالت : يا أيها الناس إنّ عثمان قتل مظلوماً ، والله لأطلبن بدمه !
وقال عمّار بن ياسر على منبر الكوفة (1) . . . فثلاث (2) يشهدون على عثمان [ أنّه كافر ] وأنا الرابع ، [ وأنا أسمّي الأربعة .. ثم قرأ هؤلاء الآيات في المائدة]: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (3)، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ﴾ (4)، ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ) (5) .. ثم قال : اشهدوا ... وأشهد (6) أنّه كان ظالماً ، فاسقاً ، كافراً .
وروى أبيّ (7) ؛ أنّه قال (8) : قال عمّار : ما كان لعثمان اسم من أقوام الناس (9) إلّا (الكافر) حتى [ولي ] (10) معاوية .
ص: 101
1- كما جاء في تفسير العياشي 323/1 حديث 123 ، بألفاظ مقاربة نقلاً عن بعض أصحابه، ولم يرد في العياشي المطبوع ذيله ( ثم قال :...)، وعنه في بحار الأنوار 266/104 باب (5 حديث 16 ، وتفسير البرهان 476/1 .. وغيرهما.
2- في التفسير : ثلاثة .
3- سورة المائدة (5) : 45 .
4- سورة المائدة (5) : 44 .
5- سورة المائدة (5) : 47 .
6- في نسختي الأصل : شهد .. وقد تقرأ: أشهد.. وأشهد ، كما في نسخة (ألف).
7- وقد رواه البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 36/3 عن أبي وائل ، وكتاب الأربعين للقمي الشيرازي (رحمه الله) : 591 .
8- في نسخة (ب) : قال : إنه قال ..
9- كذا ؛ ولعلّه : في أفواه الناس، وهو الموجود في الصراط والأربعين.
10- زيادة من الصراط المستقيم والأربعين .
روى حذيفة بن اليمان ، أنّه قال : لا يموت رجل وهو يرى أن ابن عفّان قتل مظلوماً إلّا لقي الله يوم القيامة يحمل من الأوزار أكثر ممّا يحمل أوزار(1) أصحاب العجل ، كلّما خار خورة(2) سجدوا له سجدة .
وعن حذيفة ؛ أنه قال : ولينا الأوّل .. فطعن في الإسلام طعنة ، وولينا الثاني .. فحلّ الإزار ، وولينا الثالث .. فخرج منها عرياناً(3) .
وسأله رجل عن عثمان ، فقال : دخل حفرته وهو ظالم لنفسه(4) ، قال : وأیُّنا يدخل إلا وهو ظالم لنفسه ؟! قال : دخلها والله كافراً .
وسأله أهل المدائن عن قتله ، فقال : إنّ عثمان قتل بعمله .. في كلام له .
وروي (5) : أن يحيى بن جعدة دخل على زيد بن أرقم بعرفة (6) ، فقال له :
ص: 102
1- لا توجد في نسخة (ب) : أوزار ، وكذا في الصراط المستقيم 36/3.
2- الكلمتان غير معجمتين في نسختي الأصل . وخار يخور ، إذا ضعفت قوته ووهت ، كما في النهاية 87/2.. وليس بمقصود هنا . ولاحظ : لسان العرب 261/4 ، وفيه الخوار: صوت الثور، وما اشتدّ من صوت البقرة والعجل ، وتأتي بمعنى : صاح، وهذا هو المراد منها هنا . ولاحظ : مجمع البحرين 710/1 [ وفي الحروفية 293/3]، وفي العين 303/4.
3- تقريب المعارف : 277 ، وانظر : بحار الأنوار 284/31.
4- وفي تقريب المعارف : 277 عنه : إنّه دخل حفرته وهو فاجر ، وعنه رواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 284/31 .
5- تقريب المعارف : 295 ، بحار الأنوار 309/31 ( تتميم).
6- الكلمة في نسخة (ألف) من الأصل : يعرفه .
وروى أهل السير كلّهم (1) ؛ أنه قال ابن مسعود ... وددت أني ونعمان (2) برمل عالج، يحثو أحدنا على صاحبه حتى يموت الأعجز منا، فيريح الله المسلمين منه .
و (3)روى شعبة بن الحجاج عن الأعمش، عن إبراهيم بن علقمة ، عن ابن مسعود (4) : أنّ بهمان (5) عند الله (6)لا يَزِنُ جناح بعوضة (7).
ص: 103
1- رسائل السيد المرتضى علم الهدى (رحمه الله) 283/3 ، المسترشد : 163 - 164 ، الصراط المستقيم ،238/3 ، بحار الأنوار 187/31 و 281 و 282، شرح النهج 41/3، كتاب الفتوح ،393/2 ، الشافي ،279/4، تقريب المعارف : 275.
2- سلف الحديث قريباً عن هذه الكنية . لاحظ : ما جاء في الكتاب الرائع الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 370/3 .
3- لا توجد الواو في نسخة (ب).
4- كما في المسترشد : 165 رقم 33 ، الصراط المستقيم 239/3، بحار الأنوار 188/31 ( الطعن الخامس ) ، وصفحة : 282 ( تذييل ) .
5- رمز لعثمان ، وهذا مما نص عليه المصنف (رحمه الله) في ديباجة كتابنا هذا، وهو من الألفاظ التي جاءت على وزان عثمان ، ولا نعرف من تابع المصنّف (رحمه الله) عليه أو أخذه هو منه لاحظ الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 52/2 .
6- كذا في المصدر ، وفي نسختي الأصل : عندان .
7- وكأنّه فسر قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) الذي جاء في المعجم الأوسط للطبراني 69/1 ، وكذا ما جاء في شعب الإيمان 329/7 فقال: «يأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن جناح بعوضة » .. وغيره.
وروى خالد بن حمّاد، عن شريك، عن أبي الأسود(1)، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن أبي عبيدة(2) ، عن ابن مسعود، عن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : أنه قال : «يدخل عليّ (3) رجل من أهل النار ..» فدخل الثالث .
ورويتم (4) : أن ابن مسعود صلّى الظهر والعصر في بيت علقمة بن الأسود، ثمّ قال : صلاتنا هذه هي (5) الفريضة ، وصلاتنا معهم سبحة (6).. وذلك في زمن عثمان ، والوليد بن عقبة بالكوفة من قبل عثمان .
وروى شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، قال : قال ابن مسعود : إنّ بهمان (7) جيفة على الصراط (8).
ص: 104
1- في المسترشد : ومنصور ، بدلاً من : عن أبي الأسود.
2- لم يرد عن أبي عبيدة في المسترشد، وورد بدلاً منه : عن عبيد الله .
3- في بعض المصادر ، كالمسترشد والصراط : عليكم ، وهو الصواب.
4- راجع : تحفة الأحوذي للمباركفوري ،311/2، والإيضاح للفضل بن شاذان : 301.
5- في نسختي الأصل : هي هذه، والظاهر ما أثبتناه، كما جاء في الإيضاح .
6- الكلمة غير منقوطة وغير معجمة في نسختي الأصل، والمثبت عن الإيضاح. والسبحة بمعنى التسبيح، وبمعنى النافلة . راجع : النهاية لابن الأثير 331/2 مادة (سبح) ، ولسان العرب 473/2، ومجمع البحرين 366/2 .. وغيرها .
7- بهمان رمز لعثمان ، وقد سلف قريباً .
8- كما جاء في المسترشد : 165 برقم 31 ، وانظر ما قبله في الصراط المستقيم 238/2. وقد روي ذلك - أيضاً - عن عائشة ، كما في الإيضاح : 517، وشرح النهج 22/20، وعن الحسين لا والنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، كما في بحار الأنوار 308/31، وجاء في تقريب المعارف للحلبي (رحمه الله ) : 295.. وغيره .
البرقي(1): [ من البسيط ]
أَمَّا ابنُ عفّانَ ذُو النُّورَينِ (2) عندكُمُ *** ومَنْ لَهُ عِنْدَكُمْ شَأْنُ مِنَ الشَانِ
لَجِيفَةٌ (3) لِصِراطِ اللَّهِ يَعْذُرُها(4) *** أَهل الكبائر من إنس ومِنْ جانِ
أَلم يَكُنْ منهُ ما [قَدْ ] كانَ مِنْ حَدَثٍ *** وَغَابَ عَن (5) بيعةٍ حُفَّتْ بِرِضْوانِ
يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن ابن عباس ، قال : سمّى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عثمان : حمّال الخطايا (6) .
ص: 105
1- نحتمل كون هذه الأبيات جزء من قصيدة قد سلف الحديث عنها في تعاليقنا السابقة في هذا المجلد وما سلف، فراجع .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : ذي الناس، والصواب ما أثبتناه .
3- الكلمة في نسختى الأصل غير منقوطة .. ولعلّها : بخيفة، أو فجيفة .
4- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، وغير معجمة إلّا الدال في نسخة (ألف).
5- في نسختي الأصل : من ، بدلاً من : عن .
6- راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 144/2 - 145. أقول : وردت تسميته بذلك عن الإمام الحسين (علیه السّلام)، كما في أمالي الطوسی (رحمه الله) : 160 ضمن حديث 267 [ طبعة مؤسسة البعثة ] قال : « وهو - والله - أحق من حمّال الخطايا ، مسير أبي ذر (رحمه الله)... ». انظر : بحار الأنوار 152/44 ( باب (22) بشارة المصطفى : 418 ذیل حدیث 22، كما وردت عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)كما في بحار الأنوار 267/31 - 268 ، وفي شرح النهج 17/9 مسنداً عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : جاء رجل إلى علي (علیه السّلام) يستشفع به إلى عثمان ، فقال : « حمال الخطايا ! لا والله لا أعود إليه أبداً»، فآيسه منه . ولاحظ : تقريب المعارف : 261.
الأحنف بن قيس: بن قيس ، عن ابن عباس ، قال : قلت لعلي (علیه السّلام) - حين سمّى ابنه عثمان - : كيف سمّيته باسم الشيخ الكافر ؟ (1) قال : «إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون» (2).
الحميري (3): [من البسيط ]
ألم یُسمِّ بِعُثمانٍ أَبُو حَسَنٍ *** إبْنا (4) لَهُ ؟ ! فَأَجَبْناهُمْ : لَقَدْ كَانَا
بَلْ بِابْنِ مَظْعُونِ المَرغُوسِ (5) صاحِبِهِ *** عُثْمَانَ سَمَّاهُ إِذْ سَمَّاهُ عُثمانا
ص: 106
1- لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 369/2، وما عليه من المصادر .
2- ذكره الحلبی (رحمه الله) في تقريب المعارف : 294 بطريق آخر . انظر : بحار الأنوار (307/31) (تذييل).
3- لم نجد البيتين في الديوان المجموع للسيد (رحمه الله) ، ولا نعرف لهما مصدراً آخر ، فراجع .
4- قطع الهمزة من ضرائر الشعر ، وذلك يكثر فى أوائل الصدور والأعجاز.
5- في نسختي الأصل : المرعوس، والظاهر ما أثبتناه، ورجل مرغوس : كثير الخير . راجع : كتاب العين ،376/4 ، ولسان العرب 100/6.. وغيرهما.
سليم [ بن ] قيس (1) ، قال : مَرّ معاوية بحلقة من قريش ، فلما رأوه قاموا [له] غير ابن عباس ، فقال له : يابن عباس ! ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة [ في نفسك عَلَى ] أنتي قاتلتكم بصفّين (2) ! فلا تجد من ذلك يا بن عباس .. إنّ ابن عمّي (3) نعمان قتل مظلوماً !
قال له ابن عباس ]: فزفر (4) قتل مظلوماً أيضاً ! [أفسلمتم الأمر إلى ولده وهذا ابنه ؟ ] قال : إنّ زفر قتله كافر (5)، قال :[ابن عباس ] : فمن قتل نعمان ؟ قال : قتله المسلمون .. قال : فذلك أدحض لحجتك (6) [ وأحل لدمه ، إن كان
ص: 107
1- کتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله) : 202 [ وفي الطبعة المحققة 782/2 الحديث السادس والعشرون ]، وهناك اختلاف بين ما هنا، وبين بعض طبعات کتاب سلیم، بل بين نفس الطبعات ، وليس بمهم، وقد أدرجنا مهمه .
2- في كتاب سليم : بقتالي إيّاكم يوم صفين .
3- العبارة في نسختي الأصل مشوشة جداً، جاءت هكذا : فأذن ابن عمر !
4- في المصادر : فعمر بن الخطاب.
5- في بعض المصادر : مشرك .
6- وقد جاء في بحار الأنوار 178/33 حديث 456 ، والدرر النجفية للبحراني (رحمه الله) : 281، والاحتجاج 15/2 [وفي طبعة مشهد 294/2]، وروى عنه شطراً في بحار الأنوار - أيضاً - 124/44 ( باب (21) حديث (16.. وغيرها مما أفاده في تخريج الحديث في کتاب سلیم بن قیس (رحمه الله) 988/3، ونقله عن سليم بن قيس جمع .. وسيأتي صدر الحديث هذا فيما يأتي ، ولا بأس بملاحظة ما بعده. انظر : الغدير 326/10 عن مستدرك الحاكم .
المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلا بحق ] (1) ..
وفي العقد (2) : أنه شتم ثابت بن عبد الله بن الزبير عنده أهل الشام (3) ، فقال له سعيد [ بن خالد ] بن عمرو بن عثمان ] .. (4) : تبغضهم ؛ لأنهم قتلوا أباك ، قال : إنتهم قتلوا أبي ظلماً ، ولكنّ الشنئان (5) فيمن قتل أباه المهاجرون والأنصار .(6). وقد رويتم : لا تجتمع أمتي على الضلالة ... وقد أجمع أصحابه جميعاً وحاصروه ومنعوه (7) الماء حتى قتلوه ، فلا يخلو أحد من الأصحاب من أحد
ص: 108
1- وقريب منه ما جاء في شرح الأخبار ،66/2 ، ومستدرك الحاكم 467/3، وكشف الغمة 53/2 [ 425/1] .. وغيرها.
2- العقد الفريد 25/4 - 26 باختلاف كثير .
3- كذا ؛ وجاءت العبارة في المصدر : نظر ثابت بن عبد الله بن الزبير إلى أهل الشام، فقال: إنِّي لأبغض هذه الوجوه .
4- جاء الاسم في نسختي الأصل هكذا : سعد بن عمرو بن ..... وجاء في العقد الفريد : قال له سعيد بن عثمان ؛ وأثبتنا ما في المتن لما جاء أنساب الأشراف 350/6 ، و 134/7 ، وجاء في نثر الدر للآبي 116/2: فقال له سعيد بن خالد بن عثمان بن عفان .
5- كذا؛ ولعلّها محرّفة عن : الشأن.
6- في العقد : صدقت ، ولكنّ الأنصار والمهاجرون قتلوا أباك .. وراجع : أنساب الأشراف 350/6 ، و 134/7، نثر الدر 116/2 ، الامتاع والمؤانسة 485/1 ، التذكرة الحمدونية 207/7.. وغيرها .
7- في نسخة (ألف): ومنعوا.
أمرين : إما أن يكون خاذلاً أو قاتلاً.
الأعمش ؛ سأل إبراهيم النخعي ، قال : وجدتم بعثمان ريبة أن يقتل وأصحاب النبي حضور لا يُغَيِّرُون ؟ !
وفي ذلك يقول الهاشمي (1) يجيب الوليد بن عقبة ( شعر ) : [من الطويل ]
فَلَو رَأَتِ الأَنْصَارُ ظُلْمَ أُميّةٍ *** بِزَعْمِكُمُ كَانُوا لَهُ حاضِرِي البَقَرِ
كَفَى ذالك عاراً أَن يُشِيرُوا بِقَتْلِهِ *** وَأَنْ يُسْلِمُوهُ لِلَّذِي جاءَ مِنْ مِصْر (2)
ص: 109
1- الهاشمي : هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب، أو الفضل اللهبي، والأصح كون الشعر له .
2- هذان البيتان من قصيدة طويلة للفضل اللهبي يردّ فيها على قصيدة الوليد بن عقبة التي اتّهم فيها بني هاشم بقتل عثمان ، والتي مطلعها : [من الطويل ] ألا إن خير الناس بعد ثلاثة *** قتيل التجيبي الذي جاءَ من مِصْرِ أقول : الفضل اللهبي هو : الفضل بن عتبة بن أبي لهب . وجاء في تاريخ الطبري، كما جاء في ذيل الغارات للثقفي 805/2، والغدير 156/9 ، وفيه : [من الطويل ] فلو رأتِ الأنصارُ ظُلم ابنِ عمكُمْ *** لكانوا له من ظُلْمِهِ حاضِرِي النَّصْرِ كَفَى ذاك عيباً أن يُشيروا بقَتْلِهِ *** وأن يُسْلِمُوهُ للأحابِيشِ مِنْ مِصْرِ
وتكلّم الناس في قتلة عثمان.. فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): « لا تقولوا : قتله فلان وفلان ، بل الله قتل عثمان وأنا معه » أي مع الله (1).
وقال دفعة أُخرى : « والله والله! لئن لم يدخل الجنة إلا من قتل عثمان لا أدخلها ، ولئن لم يدخل النار إلّا من قتل عثمان لم أدخلها ، والله ما قتلت عثمان ولا أمرت في قتله ولا نهيت..»(2).
ص: 110
1- روى ابن أبي شيبة في مصنفه 518/7 برقم 37679 عن محمد ، قال : خطب علي [علیه السلام] بالبصرة ، فقال : « والله ما قتلته، ولا مالات على قتله»، فلما نزل ، قال له بعض أصحابه : أي شيء صنعت ؟! الآن يتفرّق عنك أصحابك ! فلما عاد إلى الخبر، قال : « من كان سائلاً عن دم عثمان .. فإنّ الله قتله وأنا معه». راجع : تاريخ ابن شبة 1258/4 - 1259 ، وعيون الأخبار 225/2، ومجمع الزوائد 98/9 ، والمعجم الكبير 80/1 ، وتاريخ مدينة دمشق 458/39.. وغيرها.
2- راجع : الفصول المختارة : 229، والجمل والنصرة للشيخ المفید (رحمه الله) : 202، وأمالي شیخ الطائفة الطوسي (رحمه الله) : 269 حديث 498 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 200/1 .. وغيرها .
يا عم ! لِمَ كفّرتم عثمان ؟!
قال : بتحريقه (1) كتاب الله ، وأنّه جعل المال دولة بين الأغنياء، وأنزل المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] بمنزلة من حارب الله ورسوله.
وروي : أنّه وقع بينه وبين طلحة كلام حتى تنازعا (2) ، فقال له طلحة : ألست القائل يوم أحد حين هُزم المسلمون: ما توقفنا (3)..؟! ألا نلحق (4) يقومنا موقفاً (5) ؟ !
فقال له عثمان (6) : إيَّاي تعنى يا طلحة ؟! ألستَ خطبت يهودية فأبت أن تَزَوَّجَكَ حتّى تهوّدت ، فأنت أوّل صحابي (7) تهود.
ص: 111
1- ولعلّه هنا : بتحريفه ، وكلاهما محتمل .
2- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، قد تقرأ: تناثا ، والمثبت أُخذ من تقريب المعارف للحلبی (رحمه الله) : 358. أقول : النث : نشر الحديث ، وقيل : هو نشر الحديث الذي كتمه أحق من نشره، كما قاله ابن منظور في لسان العرب 194/2.
3- الكلمة في نسخة (ألف): توفّقنا .
4- في نسختي الأصل : (الحق) بدل (ألا نلحق والمثبت نقلاً عن تقريب عن تقريب المعارف.
5- المعنى واضح والألفاظ مشوشة.
6- قاله البياضي في الصراط المستقيم 239/3 - 240 .
7- في نسخة (ألف) : أصحابي .
أمير المؤمنين (علیه السّلام) في بعض خطبه : «.. واعلموا علماً يقيناً أنّكم لن توفوا(1) بميثاق الكتاب حتى تعلموا الّذي نقضه ، ولن تمسكوا بالكتاب حتى تعلموا الذي نبذه ، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته حتى تعلموا الذي حرّقه (2)، ولن تعرفوا الضلال (3) حتى تعرفوا الهدى ، ولن تعرفوا الهدى حتى تعرفوا من تعدى (4) . . » (5) .
وقال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)(6) : « من أحدث حدثاً ، أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله » .
ص: 112
1- في الروضة : لم تأخذوا بميثاق الكتاب.
2- كذا ؛ ولعلّه : حرّفه ، وكلاهما محتمل ، والثاني جاء في الروضة من الكافي.
3- في الروضة : الضلالة .
4- في الكافي : « ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي تعدى».
5- راجع : نهج البلاغة ،32/2 ، الكافي (الروضة ) 390/8) ضمن حديث 586 ، وعنه في بحار الأنوار 365/77 - 370 (باب (14) حديث 34 ، و 233/34 (باب 33) حدیث 997 ، وقريب منه في تحف العقول لابن شعبة الحراني : 227، وعنه في بحار الأنوار 104/78 ( باب 16 ) حديث 3. وجاء في ينابيع المودة 85/1 - 86، و 294/3، وصفحة : 451.
6- جاء فيما عهد به رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) ، رواه مفصلاً البخاري في كتابه 69/4، وابن حزم في المحلّى 353/10، وأحمد بن حنبل في مسنده 119/1، وأبو داود في سننه 452/1 حديث 2034.. وغيرها . وجاء الحديث بألفاظ مقاربة في مجاميعنا الحديثية، كما في المحاسن للبرقي (رحمه الله)18/1 حديث 49 ، وقرب الإسناد للحميري (رحمه الله): 103 حديث 348، والكافي الشريف للکلینی (رحمه الله) 274/7 حديث 3، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق (رحمه الله) 94/4 حديث 5158 .. وغيرها .
وقال أمير المؤمنين (علیه السّلام)- في حديث جرى معه -: «.. بلى قد سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يلعنك (1) ، ثم لم يستغفر الله لك [ مذ لعنك ](2) ..» .
وفي تهذيب الأحكام (3) : شمع أبو عبد الله (علیه السّلام) وهو يذكر (4) في دبر كل صلاة مكتوبة أربعة (5) من الرجال وأربعاً من النساء : (ب) (م) (ث) (ع) (ي) (ف) (6) وهند وأُمّ الحكم أُخت معاوية .
ص: 113
1- في نسختي الأصل : يلعنكم ، والصحيح ما أثبتناه، كما جاء في الاحتجاج.
2- الزيادة جاءت في الاحتجاج 113/1 [ وفي طبعة مشهد 86/1]، وللحديث تفسير في كتاب سليم بن قیس الهلالی (رحمه الله) : 162 [ وفي الطبعة المحققة 598/2]، فراجعه .
3- تهذيب الأحكام (321/2 باب (15) حديث 169، وجاء في الكافي 342/3 حديث 10 ، وعنهما في وسائل الشيعة 462/6 ( باب 19) ، وعن الأول في بحار الأنوار 397/30 ( باب (20) حدیث (170 ، وعن الثاني في بحار الأنوار 128/22 (باب 37) حديث 101 ، وعنهما في بحار الأنوار 58/86 حديث 63.
4- في المصدر: يلعن.
5- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : أربعاً .
6- في التهذيب: التيمي والعدوي وفعلان ومعاوية.. ويسمّيهم، وفلانة وفلانة.. إلّا أنّ ف--ي الكافي الشريف: فلان وفلان وفلان.. بدل الثلاثة الأول ، والمراد هنا من رمز (ب): أبو بكر ، ومن رمز ( م ) : عمر ، ومن رمز (ث) : عثمان ، ومن رمز (ع ) : معاوية ، ومن رمز ( ي ) : عائشة ، ومن رمز ( ف ) : حفصة . انظرها في : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار مفصلاً في المجلد الثاني والثالث.
شاعر:
[ من الوافر ]
فَلَعْنَةُ ذِي الجَلالِ عَلَى ابنِ سَلْمَى (1) *** وَنَعْثَلَ وابْنِ آكِلَةِ الكُبُودِ
هُمُ أَكَلُوا تُراثَ بَنِي عَليَّ *** بِإِظهارِ الصَّغائِنِ والعُقُودِ
وروى الأعمش وغيره ، عن يحيى بن الجزّار (2) مولى بني بجيلة - أنّه روى: أنّ قرمان (3) قتل ابنة رسول الله ( عليه و آله السلام)، ولما انصرف الناس عن أحد خبّى(4) معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن ] أمية - وهو الذي ادعى أنه جدع (5) أنف حمزة ، وأنّه رمى النبي ( عليه وآله السلام) فأدماه، فضرب الله عليه الإسدار (6) حتى أدخل المدينة ، فصار إلى عثمان - وهو ابن عمه - فخبأه وأنفذ رسول الله في طلبه أمير المؤمنين (علیه السّلام) وزيد بن حارثة ، فوجداه في بيت عثمان، فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان معه ، فجعل عثمان يكلّم
ص: 114
1- سلمى : أم أبي بكر بن أبي قحافة .
2- تقرأ في نسختي الأصل : الحران ، والصحيح ما أثبتناه .
3- في نسختي الأصل : فرمان، والظاهر ما أثبتناه ، وقد مرّ معناه في بداية الفصل. وقد تكرّر هذا الرمز في خلال كتابنا هذا، ويراد منه : عثمان بن عفان . لاحظ الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 84/3.
4- الكلمة مشوّشة ، وقد تقرأ : يخبر - بدون نقطة - والظاهر بحكم السياق ما أثبتناه .
5- كما في شرح النهج 46/15 - 47 ، وأنساب الأشراف 337/1، و 479/5، والكامل 165/2 ، والبداية والنهاية ،77/9 ، والنزاع والتخاصم للمقريزي : 60 .
6- كذا ؛ والسدر : تحيّر البصر، والسادر : المتحيّر .
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض عنه ، ثمّ صفح له عنه وشرط عليه : أنّه إن وجد بعد ثلاث قتله .. فأخذه عثمان وانطلق ..
فقال رسول الله : « لعن الله من يَحْذُوه (1) أو يحمله أو يزوّده ...».
فأدخله عثمان منزله ، فَحَذَاهُ (2) وحمله وزوّده وأعطاه سيفاً .. فخرج فنقبت (3) به راحلته.. فنزل عنها فمشى ، فانبثقت (4) نعلاه وطرحهما ومشى ، فسقطت رجلاه ، فجثا على ركبتيه فانتقبتا ، فصار إلى أصل شجرة؛ فاستكن تحتها ، فأنفذ رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] زيداً وعماراً فقتلاه .
فجاء عثمان إلى رقيّة؛ فقال لها : أنتِ أعلمت أباكِ بخروج معاوية ..! فضربها.. فأتت رسول الله تشكو إليه ..
فقال : « إنّي لأكره للحرّة أن تشكو زوجها (5) كلّ يوم ..».
ص: 115
1- في نسختي الأصل : يحدوه - بالدال - وهي مصحفة عن المثبت، وحذاهُ نَعْلاً : حَمَلَهُ على النعل . راجع : لسان العرب 170/14 مادة (حذا).
2- في نسخة (ألف): فحداه، والمثبت عن نسخة (ب).
3- الكلمة مشوّشة ، وقد تقرأ في نسختي الأصل : فعنث، والمثبت عن الخرائج والجرائح .
4- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، كذا استظهرناها .
5- روى العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 159/22 حديث 20، عن السرائر ، بإسناده .. عن ثعلبة بن ميمون ، عن محمّد بن قيس الأسدي ، قال : قال أبو جعفر (علیه السّلام) : «إن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)زوج منافقين : أبا العاص بن ربيع ..» وسكت عن الآخر . راجع : خاتمة السرائر : 471 [ الطبعة الحجرية ، وفي مستطرفات السرائر : 41 - 42 حديث 10]، من كتاب أبان بن تغلب، وجاء في وسائل الشيعة 434/14 حديث 2، وكذا في بحار الأنوار 378/103 حدیث 12.
فقالت : والله لا أشكوه إليك يا رسول الله .. وانصرفت .
فقال لها عثمان : شكوتني .. ! ثم ضربها ضرباً مبرحاً ..
فشكته إلى فاطمة (علیها السّلام) ، فقالت : إن عثمان قد ضربني وإني لما بي.. فأعلمت ذلك (1) رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم).. فبعث إليها فاحتملها ، فلما أتي بها نظر إليها على نطع . فقال : « قتلها .. قتله الله ! » وماتت بعد يومين .
فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): يا رسول الله ! [ أ ] فلا تقتله ؟ » فقال : « دعه لشرّ يوم له ، أما والله ليضربن إليه أكباد المطىّ (2) حتى يقتل » (3).
ص: 116
1- كذا ؛ والظاهر : بذلك .
2- في نسختي الأصل : المبطي، وهي مصحفة عن المثبت .
3- أقول : لاحظ الواقعة مفصلة فيما رواه القطب الراوندي في الخرائج والجرائح 94/1 - 96 حديث 156 ، وعنه في بحار الأنوار 158/22 - 159 ( باب 1) حديث 19، و 201/30 حديث 66 ، وكذا عنه فيه 1391/81 - 392 (باب 53) قال : روی محمّد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن يزيد بن خليفة، قال: كنت عند أبي عبد الله لا قاعداً ، فسأله رجل من القميين [قال]: أتصلي النساء على الجنائز ؟ فقال : «إنّ المغيرة بن أبي العاص ادعى أنّه رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسر رباعيته ، وشق شفتيه .. وكذب، وادّعى أنّه قتل حمزة .. وكذب .. فلمّا كان يوم الخندق ضرب على أُذنيه ، فنام فلم يستيقظ حتى أصبح ، فخشي أن يؤخذ، فتنكر وتقنّع بثوبه وجاء إلى منزل عثمان يطلبه، وتسمّى باسم رجل من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن .. فجاء عثمان .. فأدخله منزله ، وقال : ويحك ! ما صنعت ؟ ادعيت أنتك رمیت رسول الله .. وادعيت أنتك شققت شفتيه .. وكسرت رباعيته .. وادعيت أنتك قتلت حمزة .. وأخبره بما لقي .. وأنّه ضرب على أذنه ، فلما سمعت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم بما صنع بأبيها وعمها صاحت، فأسكتها عثمان ، ثم خرج عثمان إلى رسول الله - وهو جالس في المسجد - فاستقبله بوجهه ، وقال : يا رسول الله ! إنك آمنت المغيرة .. عمي وكذب .. فصرف عنه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وجهه ، ثم استقبله من الجانب الآخر ، فقال : يا رسول الله ! إنك آمنت عمي المغيرة .. وكذب .. فصرف [عنه ] رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وجهه ، ثم قال : «قد آمنّاه وأجّلناه ثلاثاً ، فلعن الله من أعطاه راحلة ، أو رحلاً، أو قتباً ، أو سقاء، أو قربة ، أو دلواً ، أو خفّاً ، أو نعلاً، أو زاداً ، أو ماء ..». قال عاصم : هذه عشرة أشياء فأعطاها كلّها إياه عثمان !!.. راجع : الكافي الشريف 251/3 - 253 حديث 57 .
وروي : أن رقية بنت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)[جاءته ] (1) تشكو إليه عثمان ، فقال : « اللهم أدخل على عثمان الذلّ في بيته » .
وروي (2) : أنه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لمّا خرج برقية إلى القبر لعن عثمان خمس مرات إلى : ن بلغ القبر ، وقال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « لا يتبعنا أحد ألم بجاريته البارحة - أو بأهله ...» ، فرجع أناس كثير من الأنصار وغيرهم، وكان عثمان تلك الليلة مع جارية لرقية ، فلمّا سمع كلام النبي ( عليه و آله السلام ) جعل يتوكأ على غلام
ص: 117
1- زيادة منا ليتم المعنى .
2- بألفاظ مقاربة واختصار جاء في الصراط المستقيم 34/3.
له ، واستأذن رسول الله في الرجوع ، وشكا (1) مغصاً (2) يجده (3) ، فأذن له ، فقال من رجع من ا من الأنصار : لعن الله عثمان كما حَرَمَنا (4) الصلاة على بنت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) .
رواه أحمد في مسند أنس (5) ، وأبو يوسف الفسوي (6) في كتاب المعرفة والتواريخ (7) ، عن أنس ؛ قال : لما ماتت رقية بنت رسول الله(صلّی الله علیه و آله و سلّم)، قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : لا يدخل القبر أحد قارب (8) أهله البارحة ..
ص: 118
1- في نسخة (ألف): ويتكي ، والمثبت عن نسخة (ب).
2- في نسختي الأصل : بعصا ، مصحفة وهي عن المثبت .
3- في نسخة (ألف) : يحدّه ، والعبارة في الصراط المستقيم : شكا عثمان بطنه .
4- في نسختي الأصل : أحرمنا، وهي محرفة عن المثبت .
5- مسند أحمد بن حنبل 270/3 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 175/4 حديث 13441] باختلاف أشرنا له . وانظر : مسند أحمد أيضاً 229/3 [ طبعة دار الإحياء 106/4 حديث 12985].
6- في نسختي الأصل : البشنوي، وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه، وهو أبو يوسف يعقوب ابن سفيان الفسوي .
7- المعرفة والتاريخ 163/3 .
8- في مصادر الحديث : قارف .
فتَنَحَّى(1) عثمان بن عفّان .. إلا أنهما لم يرويا اللعن.
أنشد عند (2) الصادق (علیه السّلام) كلمة أبي هريرة العجلي (3) ، حتى أتى إلى قوله :
[ من الكامل ]
وَالعِجْلُ عِجلُ بَني أُمَيَّةَ إِنَّهُ *** دَرَكُ الشَّقا فِيهِ [وَكَانَ] عَمِيًّا
فقال: «رحمه الله ! أما علم أن العجل ما اجتمعت عليه الأمة بأسرها ؟!».
الحميري (4): [من البسيط ]
[شَرُّ ] البَرِيَّةِ نُعْمان (5) وشِيعَتُهُ *** وَمَنْ تَخَطَّى إِلَيْهِمْ شَرُّ أَشْرارِ
ص: 119
1- في نسخة (ألف) : فنحى ، وفي نسخة (ب) : فيحيى - غير منقوطة - ، وكلاهما مصحفتان عن المثبت .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : عن ، بدلاً من : عند .
3- أقول : هو أبو هريرة العجلي البصري (المتوفى سنة نيف وخمسين ومأة )، وهو من الأدباء والنساك ، وكان محدّثاً ، صحب الصادقين (علیهما السّلام) ومدحهم، وقد استحق بذلك ترحم الإمام الصادق (علیه السّلام) عليه ، وقال فيه : «ما ذنب إلّا ويغفره الله تعالى لولا بغض علي (علیه السّلام)» ، له أبيات معروفة في رثاء الإمام الصادق (علیه السّلام) بعد شهادته . راجع : الكنى والألقاب للقمي (رحمه الله) 181/1 .
4- لم نحصل على هذا البيت في ما جمع من قصائد السيد (رحمه الله) ، ولا نعرف من نقله عنه غير مصنفنا طاب ثراه.
5- رمز لعثمان، جاء على وزانه ، وقد سلف الحديث عنه .
هشام بن ولید : [من الطويل ]
لِساني طَوِيلٌ فَاحْتَرِسُ مِنْ شِدَادِهِ *** عَلَيْكَ وَسَيْفِي مِن لِسانِي أَطْوَلُ (1)
الرضى (2): [ من البسيط ]
كانَتْ مَنابِرُهُمْ (3) فُرْسَ الضَّلَالِ إِذا *** قامُوا بِها وَمَطايا (4)الزُّورِ و (5) الكَذِبِ
البشنوي (6): [ من الطويل ]
ص: 120
1- لا أعلم وجه وجه إقحام هذا البيت هنا ، ولعل له تتمة قد سقطت ترتبط بما نحن فيه .. ثم إنّ البيت جاء في ضمن أبيات لهشام بن الوليد في عثمان ، كما في الغدير ، والإصابة ، كذا ما جاء بعده . وقد نقله العلّامة الأميني (رحمه الله) في الغدير 149/9 ، عن ابن حجر في الإصابة 606/3 [427/6] ، نقلاً عن المرزباني في معجم الشعراء . راجع : أنساب الأشراف 48/5 وغيره.
2- لم نجد هذا البيت في الديوان المطبوع للسيد الشريف الرضي (رحمه الله) ، فراجع.
3- في نسخة (ألف) : منايرهم .
4- الكلمة مشوّشة جداً ، بل مطموسة في نسخة (ب)، وكذا في نسخة (ألف) .
5- لا توجد (الواو) في نسخة (ألف).
6- مرّت ترجمته في المقدمة، كما وله بيت على هذه القافية والوزن مرّ منه قريباً ، كما له بيت آخر لعله من هذه القصيدة جاء في المناقب 183/1 ، وهو قوله [ من الطويل ] وكيف تحرقني نار الجحيم إذا *** كان القسيم لها مولاي ذا الحسب
أُحِبُّ بَني (1) الزهراءِ حُبّاً لجَدِّهِمْ *** مَحَبَّةَ سَلمانَ الزَّكِي وجُنْدَبِ
بَرِئتُ إِلَيْهِمْ مِن مُغَصِّصِ أُمِّهِمْ *** عَلى فَدَكِ بِالرِّيقِ (2) تَغْصِيص مُذنب
فَإن كانَتِ النُّصَّابُ فِيهِمْ تَلُومُني *** فلي أُسْوَةٌ في كُلِّ بَرٌ وطَيِّبِ
بعَمَّارٍ المَفْتُوقِ بِالدَّوْسِ بَطنُهُ *** وَجُنْدَبِ المَطْرُودِ عَنْ (3) أَرْضِ يَثْرِبِ
وَبِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ رُضٌ بِالسَّوطِ محمّر (4) *** وَطُلَّ أُبَيُّ في الشَّامِ كَجُنْدُبِ
ص: 121
1- في نسختي الأصل : بين .
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل جداً ، تقرأ : بالزنق ، والصحيح ما أثبتناه ، يقال : غص بريقه ، وأغصه بريقه ..
3- العبارة مشوّشة في نسختي الأصل، وكتبت : المطرد دعي .
4- كذا ؛ ولعلّها مثلاً : رُضٌ بالضرب ضِلْعُهُ.
بَعِيداً عَن (1) الأوطانِ مِنْ بَعدِ ما قَرا *** عَلَيهِ رَسُولُ اللهِ مِثْلَ مُذَبْذَب
غداة (2) فراق الذِّكْرِ آلِ مُحَمَّدٍ *** كَما أَنَّ إِبْرَاهِيمَ صَفْوَةٌ مُجْتَبِي
لَقَدْ شَتَتَّوا الأَبْرَارَ فِي كُلِّ مَشْرِقٍ *** عَلَىٰ حُبِّ ذِي الْقُرْبَى وَفي كُلِّ مَغْرِبِ
وَكُلُّ طَرِيدٍ قَرَّبُوهُ وفاسِقٍ *** وَمَنْ قَرَّبَ الفُسَّاقَ مِثْلُ المُقَرَّب (3)
لبعض أهل الكرخ : [ من السريع ]
شَتَّانَ ما مَدْحُ بَني المُصْطَفَى *** وصِفَةُ الشُّيَيْخِ نُعْمانِ (4)
ص: 122
1- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : على، بدلاً من : عن .
2- في نسخة (ألف) : فداة.
3- هذا استظهار .. أي إنّ من قرّب الفُسّاق فهو مثلهم، والكلمة في نسختي الأصل مشوشة جداً، تقرأ : المغرب .
4- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : وصفعة الشيخ ، وهي محرفة عن المثبت، أو عن : وصفقة الشَّيَيْخ .
کشواذ (1): [ من الرجز ]
قُلتُ : أَيا قاتِلَ أُخْتِ فاطِمَةَ (2) *** لَكَ الجَحِيمُ والسَّعِيرُ الحَاطِمَة
ص: 123
1- الظاهر أنّ البيت من أُرجوزة الشاعرنا الله سبق منها أبيات متفرقة، وتحدثنا عنها سالفاً ، فلاحظ .
2- هذا كناية، إذ يراد من قاتل أخت فاطمة (علیها السّلام) عثمان ؛ لأنّه قاتل رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ورضي الله عنها .
الفصل السابع : في معانٍ شتّى في الثالث
[ القسم الثاني ]
[ في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين ]
[باب ]
[ في أبي المعازف ]
[ فصل 7]
[ في معانٍ شتّى في الثالث ]
ص: 125
فصل
في معانٍ شتّى في الثالث (1)
حذيفة اليمان ؛ قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : ﴿ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ .. (2) الآية ، مَنْ هذا الفوج ؟ قال : «بنو أمية وبنو مروان ، يتبع بعضهم بعضاً .. حتى يتوافقوا في النار ، هم أشدّ أهل النار عذاباً ، منهم رجل يسدّ الله به ثلمة من النار ..».
ص: 127
1- رمز متسالم عليه لعثمان في أخبارنا وكلمات أعلامنا - رضوان الله عليهم - وكفاه قوله (علیه السّلام) : « .. وقام الثالث كالغراب ، همته بطنه » . كما وإنّ المصنف (رحمه الله) قد قرّره من الرموز الخاصة بالثالث في الباب الثالث ، وقد سلف كلامه عنه في الديباجة. ولاحظ ما أورده في كتاب الأسرار 73/2 - 74. انظر تفسيرها معنىً - لا لفظاً - وبطريق آخر في تفسير القمي 242/2 - 243 [ الطبعة الحروفية ، وفي المحققة 887/2 - 888 حديث ]، وكذا جاء في تأويل الآيات 506/2 حديث 6 [ الطبعة الأولى، وفي الثانية 495/2].
2- سورة ص (38): 59 .
وقال - في آخر الخبر : « فإذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الثالث وأتباعه ؟ وأين معاوية وأتباعه ؟ وأين بنو مرداس(1) وأتباعهم ؟ وأين بنو مروان وأتباعهم ؟ .. فلا يبقى مَنْ لاق لهم دواة ، ولا من برى لهم قلماً ، ولا (2) من ناولهم كتاباً (3) .. إلا قام ، فيخرج عنق من النار فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحبّ من وجه الأرض ، ثمّ ينطوي بهم في نار جهنّم».
أبو جعفر وأبو عبد الله (علیهما السّلام): في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ الله وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )(4) : « الأول والثاني والثالث (5)» .
ص: 128
1- في نسختي الأصل : ابن مرداس، والظاهر ما أثبتناه. وهي إشارة إلى بني العباس، والشاهد ضمير الجمع فيه .
2- في نسخة (ألف): وإلى.
3- في نسختي الأصل : كتب، وهي محرّفة عن المثبت .
4- سورة محمّد(صلّی الله علیه و آله و سلّم) (47) : 28.. بل روي مسنداً في كنز جامع الفوائد : 302 عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) أنه قال : « .. سورة محمّد آية فينا وآية في بني امية » ، وعنه في بحار الأنوار 394/23 ( باب 22) حديث 84.
5- تفسير القمي (رحمه الله) : 631 [ الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 309/2، وفي المحققة 983/4 - 984 سورة محمّد (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ، وعنه في بحار الأنوار 92/24 ( باب 34) حديث 3، قال : يعني موالاة فلان وفلان ظالمي أمير المؤمنين (علیه السّلام). ورواه المصنف في المناقب 575/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة النجف 295/2، وفي طبعة قم 308/2]، وعنه في بحار الأنوار 102/36 ( باب 39) حديث 45. وذلك عن الإمام الباقر (علیه السّلام) قال : «كرهوا عليّاً ، وكان أمر الله بولايته يوم بدر وحنين، ويوم بطن نخلة ، ويوم التروية ، ويوم عرفة .. نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صُدّ فيها رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عن المسجد الحرام بالجحفة وخم». ونقل العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 385/23 ( باب 22) حدیث 87، عن كنز جامع الفوائد : 303 بسنده ... عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) أنه قال : قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللهُ ﴾ «في علي (علیه السّلام)» ﴿ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [ سورة محمّد(صلّی الله علیه و آله و سلّم) (47) : 9]
ابن عباس في قوله تعالى(1): ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا .. ) (2) الاثنان (3) وبنو عبد شمس .
وقال عثمان يوماً لأمير المؤمنين (علیه السّلام)- بحضرة من الناس - : لا تحبّكم قريش أبداً بعد سبعين رجلاً قتلتم منهم يوم بدر ، ترد عرانينهم (4) الماء قبل
ص: 129
1- لفظ ( تعالى ) في نسخة (ألف)، ولم يرد في نسخة (ب).
2- سورة الحج (22) : 40 . هنا كلمة مشوشة جداً - رسماً وتنقيطاً - في نسختي الأصل، وقد تقرأ : البنات ، أو ما يشابهها ، وهي غير معجمة ، وما استظهرنا منها شيئاً .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ : البنات ، أو ما شابهها ، وهي غير معجمة . والظاهر أنّها مصحفة عن المثبت، وفي تأويل الآيات الظاهرة 340/1 حديث 18 روي عن الإمام الكاظم (علیه السّلام)، عن أبيه (علیه السّلام)، قال : نزلت فينا خاصة، في أمير المؤمنين وذريته (علیهم السّلام)، وما ارتكب من أمر فاطمة (علیها السّلام).. »، فالمراد هنا أنّ الذين أُخْرِجُوا أهل البيت هم الاثنان وبنو عبد الشمس.
4- عرانين الناس : وجوههم، قال في مجمع البحرين 282/6 : العرنين - فعلين بكسر الفاء - من كل شيء : أوّله ، ومنه : عرنين ومنه : عرنين الأنف لأوّله، وهو ما تحت مجتمع الحاجبين وهو موضع الشم، والمراد هنا الشَّمَم، وهو طول الأنف. راجع : ترتيب إصلاح المنطق : 216.
شفاههم (1) ؛ كأنّهم (2) شنوف (3) الذهب (4) .
وقال يوماً آخر - في شيء جرى بينهما - : أبيت والله ! - يا أبا الحسن ! -
ص: 130
1- وفي رواية : يسرع أنفهم قبل شفاههم. وذهب إلى ذلك الطبري (رحمه الله) في المسترشد : 384 قال : حتى قال قائل منهم : كيف تهجع قريش وقد قتلت منهم سبعين رجلاً تشرب آنافهم الماء قبل شفاههم.
2- الجمل للشيخ المفید (رحمه الله) : 99 ، الأربعين للقمي الشيرازي (رحمه الله) : 202، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 22/9 - 23 ، وفيه : كأنّ وجوههم شنوف الذهب، تصرع آنفهم قبل شفاههم !
3- الشَّنف - وبالضم لحن - القرط الأعلى أو معلاق في قوف الأُذن أو ما علّق في أعلاها، قاله في القاموس المحيط 160/3 ، والشنف من حليّ الأُذن ، وقيل : ما يعلّق في أعلاها، كما في مجمع البحرين 76/5 .. وغيره . و راجع : شرح نهج البلاغة 23/9.
4- روى المصنّف (رحمه الله) في المناقب 220/3 - 221 - وعنه في بحار الأنوار 482/29 باب (14) حديث 4 - قال ابن عمر لعلي (علیه السّلام) : كيف تحبّك قريش وقد قتلت في يوم بدر وأحد من ساداتهم سبعين سيّداً، تشرب أنوفهم الماء قبل شفاههم ؟ ! وقال أمير المؤمنين (علیه السّلام) : [ من الرجز ] راجع : كتاب الأربعين : 202 . ما تركت بدر لنا مَذيقا *** ولا لنا من خلفنا طريقا
إلا حبّاً للولاية ، والله لا نلتها أنت ولا أحد من ولدك .. !
ثم التفت إلى من حوله ، فقال : إنا نوقد ناراً لغيرك ضوؤها.
ابن كادش (1) في : تكذيب العصابة العلويّة (2) ؛ قال محمّد بن المكندر(3):
ص: 131
1- هو الشيخ أبو العزّ، أحمد بن عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد العكبري، المعروف ب-: ابن كادش ، أخو المحدّث أبي ياسر محمّد، ولد في صفر (سنة 432 ه ) ، سمع عن جمع ، وسمع خلق عنه كثير . قيل: كان ضعيفاً في الرواية، مخلّطاً ، كذاباً ، لا يحتج به ، وللأئمة فيه مقال مات سنة 556 ه. وهو صاحب كتاب تكذيب العصابة العلوية في ادعائهم الإمامة النبوية. انظر : سير أعلام النبلاء 558/19 برقم 324 ، میزان الاعتدال 118/1 .. وغيرهما . وكذا راجع الغدير 214/5 .
2- جاء عنوان الكتاب في نسختي الأصل : كتاب تكلّب العصابة الطوية )، والصحيح هو : تكذيب العصابة العلوية في ادّعائهم الإمامة النبوية ، كما صرح بذلك المصنف (رحمه الله) في مناقبه في أكثر من موطن، منها في 300/3 - وعنه الميرزا النوري له في مستدرك وسائل الشيعة 248/3 ( باب (10) حديث 3501 - قال : حدثني ابن كادش في تكذيب العصابة العلوية .. ومثله عنه في بحار الأنوار 529/31 ( باب 31) حديث 34 عن المناقب لابن شهر آشوب. وفي بحار الأنوار 132/47 ( باب (27) حدیث (181، عن المناقب 355/3، قال : ابن كادش العكبري في مقاتل العصابة العلوية ..
3- كذا ؛ هو : أبو عبد الله المدني، وقد قال : إنّ علياً (علیه السّلام) أول من أسلم، كما قاله في تاريخ الطبري 213/2.. وغيره ، وفي الكامل لابن الأثير 22/2. أقول : روى الرواية هذه ابن شبة النميري في كتابه تاريخ المدينة 1128/3، بإسناده ... عن علي بن محمّد، عن أبي عمرو ، عن محمّد بن المنكدر ، قال : نزل المصريون بذي خشب، فبعث عثمان ... رجلاً من المهاجرين إليهم ، وقال : أعطهم ما سألوك ، فقال رجل من بني مخزوم : إنّي لا آمن الذي بعثت ، فإن أذنت لي اتبعته .. فأذن له ... فرجع المخزومي إلى عثمان فأخبره ، فقال : إنّه لحريص ، لا بارك الله له فيما يؤمل على ما يبلغنا ، وقد سمع النبي صلّى الله عليه [وآله ] وسلّم ، يقول : « لا ينالها أبداً».
إن عثمان قال : إنّه لحريص .. لا بارك الله له فيما توصل ، عَلامَ يتغامز (1) وقد سمع النبي ( عليه و آله السلام) يقول: « لا ينالها أبداً ولا أحد من ولده ؟!..».
وحبس الثالث ضابي (2) بن الحارث ، فعزم على قتله فغيّره،
ص: 132
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل . قال الزبيدي في تاج العروس 263/15 : ومن المجاز : التغامز : أن يشير بعضهم إلى بعض بأعينهم ... طلباً إلى ما فيه معاب ونقص ... ومن المجاز : اغتمزه : طعن عليه .
2- الاسم تارة بدون نقطة الصاد وأُخرى معها، وسيأتي ضابي وصابي، والصحيح هو ما سيأتي . أقول : ضابي بن الحارث بن أرطاة التميمي البرجمي (المتوفّى نحو سنة 30 ه)، شاعر ، قيل : هو خبيث اللسان كثير الشرّ ، عاش في المدينة إلى أيام عثمان ، وكان مولعاً بالصيد، سجنه عثمان بن عفان لقتله صبياً بدابته ، وله وقائع كثيرة، ولعلّ مشاركته في قتل عثمان ألحقت به كلّ ما قالوه فيه من كلمات قادحة ، فتدبر . انظر : الأعلام ،305/3 ، الشعر والشعراء : 226 ، خزانة الأدب 80/4، طبقات الشعراء لا بن سلام : 40 .. وغيرها .
فخلّده السجن ، ففي ذلك يقول(1):
[ من الطويل ]
وقائلة : إن مَاتَ فِي السِّجْنِ ضَابِيٌّ *** لَنِعْمَ الفَتَى تَخْلُو [به و] تداخله(2)
وقائلة : لا يُبعد الله ذا الفتى *** وَلا تَبْعُدَنْ (3) ، أَخْلاقُهُ وَشَمائِلُهُ
وقائلة : لا يُبعدِ الله ضابئاً *** إذا الكَبْش (4) لَم يُوجَدْ لَهُ مَن يُنازِلُه (5)
وقائلة : لا يُبعدِ الله ضابئاً *** إذا الخَصْمُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ من يُقاوِلُة
ص: 133
1- جاءت أبياته في تاريخ المدينة لابن شبة 1024/3 ، وتاريخ الطبري 402/4 - 403، والكامل للمبرد 303/1 - 304 ، وكتاب المنتظم لابن الجوزي 162/6 مع اختلاف كثير في الكلمات وترتيب الأبيات، فراجعها .
2- العجز مشوش في نسختي الأصل، وما أُثبت استظهار من المعنى، وإلا ففي نسختي الأصل يقرأ : يخلو ، أو تخلو وناصله .. ولا نعرف له معنى.
3- تقرأ هذه الكلمة في نسختي الأصل : يتعدّى .
4- في نسختي الأصل : الكيس، والمثبت عن المصادر .
5- في نسخة (ألف) : يُباذِله.
هَمَمْتُ َولَمْ أَفْعَلْ فَكِدْتُ وَلَيْتَنِي *** تَرَكْتُ (1) عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حلائِلُة
وروي (2) ؛ أنّ الوليد بن عقبة (3) كَتَبَ (4)إلى الطالبيين أبياتاً(5).
منها : [ من الطويل ]
بَنِي هَاشِمٍ ! رُدُّوا سِلَاحَ ابْنِ أُختِكم (6) *** وَلَا تَنهَبُوهُ،(7) لَا تَحِلُّ مَنَاهِبُهُ
ص: 134
1- في نسختي الأصل : نزلت، بدلاً من : تركت .
2- كما جاء في أنساب الأشراف 598/5 ، والاستيعاب 1577/4، وتاريخ دمشق 541/39 ، والأغاني 82/5، ومروج الذهب ،347/2، وشرح نهج البلاغة لا بن أبي الحديد 90/1.. وغيرها.
3- في نسختي الأصل : عتبة . ووقع مثل هذا التصحيف في مناقب آل أبي طالب المطبوع، والمثبت هو ما أطبقت عليه جميع مصادر التاريخ والأدب. وهو : الوليد بن عقبة بن أبي معيط ؛ أخو عثمان لأُمّه .
4- في نسختي الأصل : يكتب، والصواب ما أثبتناه.
5- يذكر في هذه الأبيات قبض أمير المؤمنين (عليه السلام) نجائب عثمان وسيفه وسلاحه .
6- في نسخة (ب) : ابن احسا، وفي نسخة (ألف): من أحبنا، والظاهر: ابن أختنا ، وما هنا من المصدر.
7- في نسخة (ألف): يتهبوه، وفي نسخة (ب): نتهبوه .
بنِي هَاشِمٍ كَيفَ التَّوَاصُلُ(1) بَينَنَا *** وَعِندَ عَلى سَيفُهُ (2) ونَجَائبة ؟!
[بَنِي هَاشِمٍ ! كَيفَ التَّوَدُّدُ مِنكُمُ ؟ *** وَبزُّ ابنِ أَروَى فِيكُمُ وَحَرَائبة ]
[ بَنِي هَاشِمٍ إِلَّا تَرُدُّوا فَإِنَّنَا *** سِوَاءٌ عَلَيْنَا قَاتِلَاهُ وَسَالبُهُ ]
بَنِي هَاشِمٍ إِنَّا وَمَا كَان مِنكُمُ *** كصَدْعِ الصَّفا لَا يَسْعَبُ الصَّدْعَ شَاعِبُة ](3)
هُمُ قَتَلُوهُ كَى يَكُونُوا مَكَانَهُ (4) *** كَمَا غَدَرَتْ يَوْماً بِكَسرَى مَرَازِبُه (5)
ص: 135
1- في شرح النهج: كيف الهوادة .
2- في المصدر: درعه، بدلاً من سيفه.
3- الأبيات الثلاثة زيدت من شرح النهج لابن أبي الحديد ؛ وبها يتم المراد.
4- في شرح النهج : قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه .
5- في نسختي الأصل : مرارته ، وما هنا من المصدر. فأجابه عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بأبيات طويلة - حكاها شيخنا الأمینی (رحمه الله) في غديره 288/8 وغيره عن شرح النهج لابن أبي الحديد وغيره - من جملتها: [ من الطويل ] فلا تسألونا سيفَكُم ، إِنَّ سيفَكُمْ *** أُضيعَ، وألقاه لدى الرَّوعِ صاحِبُهْ و شبهته کسری ، وقد كان مثله *** شبيهاً بكسرى، هديه وضرائبة أقول : هذه الأبيات السالفة نسبها المسعودي في مروج الذهب 443/1 إلى الفضل ابن العباس [ بن عتبة ] بن أبي لهب ، وأورد لها تتمة، فراجع ما هناك.
فأجابه فضل بن عباس (1): [ من الطويل ]
سَلُوا أهلَ مِصرٍ عَن سلاح ابنِ أُختنا (2) *** فهُمْ سَلبُوهُ؛ سَيفهُ وحَرَائِبُهُ (3)
ص: 136
1- في نسختي الأصل : عياض، والصواب الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ، كما سلف، وقاله المسعودي في مروج الذهب 443/1. وقيل : نسب إلى الفضل بن العباس بن عبد المطلب، فلاحظ .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : بن حكم !
3- في نسختي الأصل : جرايبه . أقول : لم يرد في مروج الذهب سوى هذا البيت، وجاء بعده قوله: [ من الطويل ] وكان ولي العهد بعد محمّد *** علي، وفي كل المواطن صاحبة علي ولي الله أظهر دينه *** وأنت مع الأشقين فيما تحاربة وأنت امرؤ من أهل صَفُورَ نازح *** فما لك فينا من حَمِيمٍ تعاتبه وقد أنزل الرحمن أنك فاسِقُ *** فما لك في الإسلام سهم تطالبه أقول : أهلِ صَفُورَ ؛ هو الصحيح، وروي : من أهل صفواء [ في الأصل : أهل صنور، والصحيح ما أثبتناه ]، وفي شعر آخر الفضل اللهبي ردّ فیه على الوليد بن عقبة بن أبي معيط : [من الطويل ] أتطلب ثاراً لست منه ولا لَهُ *** وأين ابن ذكوان الصَّفُورِيُّ من عَمْرِو
وَلَا تَسألُونَا سَيفَهُ إِنَّ سَيفه (1) *** أُضِيعَ وأَلْقَاهُ لَدَى البَابِ حَاجِبُهُ
وَشَبَّهتَهُ كَسرَى وَقَد كَانَ مِثلُه *** شَبِها بِكَسرَى ، هَدْبُهُ وَضَرَائِبُهُ
وَلَا تَذكُرَنْ نُعَمَانَ وَاذْكُرْ فِعَالَهُ *** فَإِنَّ إِلَة النَّاسِ لَابُدَّ سَائِلُه
ص: 137
1- كذا استظهرنا ، وفي نسختي الأصل : صيفه ، ولعلّه إشارة إلى المثل المشهور : ( في الصيف ضيعت اللبن ) .
ونفى النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)و الحكم بن أبي العاص(1) - عمّ عثمان - عن المدينة ، ولعنه وطرده من جواره، وسُمّي : طريد رسول الله(2) ، فردّه الثالث و آواه (3)،
ص: 138
1- أقول : الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي ، والد مروان ابن الحكم ، وعمّ عثمان بن عفان، أسلم يوم الفتح وسكن المدينة ، ونفاه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إلى الطائف. وأعيد إلى المدينة في خلافة عثمان، وهو طريد رسول الله بالاتفاق، ومات فيها سنة 32 ه- بعد أن كفّ بصره مثل بصيرته ، وقيل : سنة 31ه. راجع عنه : الإصابة 28/2 - 29 [345/1 - 346] ، تاريخ الإسلام 95/2، الأعلام 295/2 ، السيرة النبوية 25/3 ، أُسد الغابة 34/2.. وغيرها. انظر ترجمته في حصيلة الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 283/4 - 285، فقد أدّى المطلوب إلى حد ما . وكذا جاءت الواقعة في الغدير 242/8 - 250 ، بعنوان : الحكم وما أدراك ما الحكم، وكفاه كونه من الشجرة الملعونة .
2- جاء ذلك مكرّراً في الأخبار وأقوال العلماء، انظر مصادره في كتاب الأسرار فيما وعُرف به الأشرار ،457/2 - 458 ، وذكر له جملة مصادر . يقال له : طريد النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، كما يقال له ولولده مروان : طريدا رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)كما يقال لهما : الطريدان .
3- لا يمكن حصر مصادر العامة فضلاً عن الخاصة في إيواء لعين رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)وطريده من قبل مدعي خلافته وصنوه ومثيله، حتى إنّ مثل أبي بكر وعمر لم يردّاه ، ولم يفعلا فعلته . وقد جاء في السيرة الحلبية :85/2: كان يقال له : طريد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ،و لعينه ، وقد كان (صلّی الله علیه و آله و سلّم) طرده إلى الطائف، ومكث بها مدة رسول الله ومدة أبي بكر . وفي بعض المصادر : زيادة : وقالا : لا نحلّ عقدة عقدها رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم). راجع : أنساب الأشراف للبلاذري 27/5 ، وأسد الغابة لابن الأثير 35/2، والإصابة لابن حجر 345/1 ، ومثله فى السيرة الحلبية ،337/1 ، والرياض النضرة 143/2..
وجعل مروان كاتبه وصاحب تدبيره في داره ..(1)
فهذا خلاف على (2) النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، ولا يستجيزه إلّا خارجي ؛ لقوله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ .. )(3) .
ص: 139
1- ثم الخليفة يدّعي أنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)وعده ردّ الحكم بعد أن فاوضه في ذلك ! إن كان هذا الوعد صحيحاً فلم لم يعلم به أحد غيره ؟ ! ولا عرفه الشيخان قبله . وهلا رواه لهما حين كلّمهما في ردّه فجبهاه بما عرفت ؟ ! أو أنّهما لم يثقا بتلك الرواية ؟ فهذه مشكلة أخرى. أو أنّهما صدقاه ؟ غير أنهما رأيا أن [ النبي ] (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وعده أن يرده هو (صلّی الله علیه و آله و سلّم)ولم يردّه ، ولعلّ المصلحة الواقعية أو الظروف لم تساعده على إنجاز الوعد حتى قضى نحبه ، فمن أين عرف الترخيص له في ردّه ؟! ولو كانت هناك شبهة رخصة لعمل بها الشيخان حين فاوضهما هو في ذلك .. لكنّهما ما عرفا ،الشبهة ، ولا علما تلميحاً للرخصة ، بل رأياه عقدة لرسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لا تنحل، كما في الغدير 257/8. وراجع ما جاء في مرآة الجنان لليافعي 85/1، والصواعق المحرقة : 68، والسيرة الحلبية 86/2.. وغيرها .
2- في نسختي الأصل : عن .
3- سورة المجادلة (58) : 22 .
وفي كلمة عبد الرحمن بن حنبل الجمحي (1) : ( شعر ) [ من المتقارب ]
دَعَوْتَ الطَّرِيدَ فَأَدْنَيْتَهُ *** خِلافاً لِسُنَّةِ مَنْ قَدْ مَضَى (2)
وفي حديث عمّار : أنه ضرب [ه] وداس بطنه .. والنبي ( عليه وآله السلام) ، قال بالإجماع : « عمّار مع الحق والحق مع عمّار ، يدور معه حيثما دار(3)».. فصح بقول النبي ( عليه وآله السلام ) : أن عماراً مع الحق ،
ص: 140
1- في نسختي الأصل : بن جبل الجعفي، وهو تصحيف ، وهو الكندي، وقد سلفت ترجمته قريباً. وقيل : حسل، صحابي، وقد هجا عثمان بن عفان - لمّا ولي الخلافة - فحبسه بخيبر ، فكلّمه أمير المؤمنين (علیه السّلام) بشأنه فأطلقه عثمان ، وشهد مع أمير المؤمنين (علیه السّلام) وقعة الجمل وصفّين وقتل فيها . انظر عنه : أسد الغابة ،288/2 ، الكامل لابن الأثير 125/3، منهج المقال : 192 [ الطبعة الحجرية ] ، الأعلام 76/4-77.. وغيرها .
2- هي قصيدة مفصلة يخاطب فيها عثمان مطلعها: [ من المتقارب ] سأحلف بالله جهد اليم *** ين ما ترك اللهُ أَمْراً سُدَى وجاء هذا البيت خامساً، وسادسه : وأعطيتَ مروانَ خُمْسَ العبا *** دِ ظُلْمَا لَهُمْ وَحَمَيْتَ الحِمى وقد رواها ابن قتيبة في المعارف : 84 ، وأبو الفداء في تاريخه 168/1، والبلاذري في الأنساب 38/5، وقد نسبها هناك إلى أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي الخزرجي الذي منع أن يدفن عثمان بالبقيع، وذكرها ابن عبد ربه في العقد الفريد 261/2، كما أفاده العلامة الأمینی (رحمه الله) في الغدير 258/8.
3- كما جاء فيما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في علل الشرائع 223/1 ضمن (باب 160، في السبب الداعي للحسن صلوات الله عليه إلى موادعة معاوية)، وبألفاظ مقاربة في رجال الکشی (رحمه الله) 127/1 حدیث 57 ، وفي اختيار معرفة الرجال : 30 حديث 57 ، وجاء في الجامع الصغير : 66 عنه و أنّه قال: «عمار يزول مع الحق حيث يزول».
فمن لا يكون مع الحق يكون مع الباطل.. وإذكره الثالث الحق فقد كره كتاب الله ؛ لقوله تعالى(1) : ﴿ وَبِالحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَل .. )(2) وإذا كره(3).
ونفيه أبا ذر .. وزر عظيم ؛ لأنّ النبي ( عليه و آله السلام ) قال بالإجماع ما أقلّت الغبراء ، وما أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ » (4) ،
ص: 141
1- لم ترد ( تعالى ) في نسخة (ب).
2- (2) سورة الإسراء (17): 105 .
3- كذا ؛ والظاهر أنّ العبارة مكرّرة زائدة، ويحتمل أنها جملة ثانية ، لكن جواب ( إذا ) قد سقط . وجاء بألفاظ مقاربة في الاستغاثة 54/1 ، وفيه : وإذا كره كتاب الله كان ممن قال الله فيه : ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [سورة محمّد (47): 9].
4- الحديث متواتر معنىً، متقارب لفظاً، جاءت له عدة مصادر في غالب كتب الحديث والصحاح والتاريخ والسير، لاحظ بعضها في الغدير ، حيث أخرجه على اختلاف ألفاظه ابن سعد والترمذي من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص ، وابن عمر ، وأبي الدرداء ، وأحمد بن حنبل، وابن ماجة ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير، وأبو نعيم .. وغيرهم . وبألفاظ متقاربة .. مثل : «ما أظلّت الخضراء .. »، و «ما تقل الغبراء.. » و « على ذي لهجة » أو «بعد النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) .. » ، « على أصدق من ..» .. وغيرها . راجع : سنن الترمذي ،221/2 ، سنن ابن ماجة 68/1 ، طبقات ابن سعد 167/4 - 168 ، مستدرك الحاكم 342/3 ، مسند أحمد بن حنبل 163/2 و 175 و 223 ، و 480/4 ، صفة الصفوة 240/1 ، الاستيعاب ،84/1، مجمع الزوائد 329/9، الإصابة لابن حجر 622/3، و 64/4.. وغيرها كثير جداً. وعليك بما عقد شيخنا الأمینی (رحمه الله) في غديره 312/8- 313 في صدق أبي ذر .. هذا ؛ فضلاً عن زهده وفضله وعظيم قدره ممّا لا يحصى، حتى إنّه قرن بعيسى بن مريم ، بل هو يباري عيسى في عبادته، وورد أنّه شبه عيسى خلقاً وخُلقاً، وأنّه يشبهه ببره وصدقه وجده .. إلى غير ذلك مما لا ذلك مما لا يحصى . لاحظ بعض مصادره في الغدير 314/8 - 315. وعليك بالبحث المشبع الذي عقده صاحب الغدير - حشره الله مع صاحبه - في غديره 292/8 - 384، فقد أغنى الموضوع دراسةً ومصدراً وبحثاً وتدقيقاً .. و من طريق كميل بن زياد قال : كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذر باللحاق بالشام وكنت بها في العام المقبل حين سيّره إلى الربذة. ومن طريق عبد الرزاق عن معمر ، عن قتادة قال : تكلّم أبو ذر بشيء كرهه عثمان فكذبه ، فقال : ما ظننت أن أحداً يكذبني بعد قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « ما أقلت الغبراء وما أطبقت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر » .. ثم سيره إلى الربذة ، فكان أبو ذر يقول : ما ترك الحق لي صديقاً. فلما سار إلى الربذة ، قال : ردّني عثمان بعد الهجرة أعرابيّاً. انظر : الباب الثاني عشر من تاريخ نبينا (صلّی الله علیه و آله و سلّم)في بحار الأنوار 393/22( باب 12) حديث 1 ، وصفحة : 437 في أحوال أبي ذر ، وفيه روايات كثيرة .
فمن صحّ صدقه بقول النبي صلى الله عليه وسلم فلا يفعل فعلاً يكون فيه كاذباً ، ومن ينسبه إلى كذب أو باطل فقد كذب النبي ( عليه و آله السلام) فيما شهد به
ص: 142
لأبي ذرّ من صدقه بالإجماع، ومن كذب الرسول فهو كافر ..
فثبت أنّه قال صدقاً وفعل حقاً ، كرهه نعمان (1) فنفاه ، و من كره الحق فلا يكون من المحقين (2)، وقد أمرنا الله أن نكون مع الصادقين في قوله تعالى ((3):( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ..) (4) ، فثبت بقول النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أن أبا ذر كان صادقاً .. إلّا أن(5) من نفاه كان كاذباً .
وفي حلية الأولياء (6) : أنّه قال أبو ذر الغفاري : إنّ بني أمية تهددني بالفقر والقتل، ولبطن الأرض أحبّ إلى من ظهرها ، والفقر أحبّ إلى من الغنى.
وفي حديث الهرمزان (7): إنّه كان رئيس فارس قد أسلم على
ص: 143
1- رمز لعثمان ، وقد سلف مكرراً .
2- في نسختي الأصل : المحققين .
3- لا توجد : تعالى، في نسخة (ب).
4- سورة التوبة (9): 119.
5- قد تقرأ في نسخة (ب): فلان ، وفي نسخة (ألف) : فلا ان .
6- حلية الأولياء 162/1 بنصه .
7- انظر القصّة مفصلةً في ما ذكره الطبري في تاريخه 41/5 - 42 ، وابن حجر في الإصابة 619/3 ، والبلاذري في الأنساب 24/5 ، واليعقوبي في تاريخه 141/2، والبيهقي في السنن الكبرى 61/8 ، وابن سعد في الطبقات 8/5 - 10 [ طبعة ليدن ]، والمحبّ الطبري في الرياض النضرة 150/2 . . وغيرهم في غيرها . وقد فصّل الحديث عنه صاحب الغدير فيه 132/8 - 143 ، و 260/9.
يد علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، ثم أعتقه من قسمته من الفيء.. فقتله(1) عبيد الله بن عمر لمّا ضرب أبو لؤلؤة لعمر (2) ، فقيل لعمر : إنّ عبيد الله قد قتل الهرمزان ، فقال : أخطأ ؛ فإنّ الذي ضربني أبو لؤلؤة ، وما كان للهرمزان في أمري صنيع(3) ، وإنّي إن عشت احتجت أن أفديه - أو قال : أقيده - ؛ فإنّ علي بن أبي طالب (علیه السّلام) يقبل منّا الدية (4) وهو مولاه .
ومات عمر واستولى عثمان بعده على الناس، فقال علي اللا لعثمان : «إنّ عبيد الله قتل مولاي الهرمزان بغير حق، وأنا وليه والطالب بدمه ، فسلّمه إليّ لأقيده به » .
فقال عثمان : بالأمس قُتِلَ عمر وأَقْتُلُ اليوم ابنه ؟! أُورِدُ على آل عمر ما لا قوام لهم به ؟ !
ص: 144
1- في نسخة (ألف) : يقتله .
2- كذا ؛ والظاهر زيادة اللام. أقول : لم يقتله فحسب، بل قتل معه جفينة بنت أبي لؤلؤة - وهي صغيرة ! - بل أراد قتل كل سبي بالمدينة ...! وقد أجمع رأي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتل ابن عمر أخذاً بالكتاب والسنة ، وقد ذهب دم أولئك الأبرياء المظلومين هدراً .
3- في بحار الأنوار: صنع .
4- في نسختي الأصل الكلمات غير منقوطة ومشوّشة ، وكتبت مثل : ولا يقبل ما الدين .. وهي مضطربة ، وأثبتنا ما في المتن من البحار .
فامتنع من تسليمه إلى أمير المؤمنين ، شفقة منه - بزعمه - على آل عمر .. ! (1)
فقال علي (علیه السّلام): «أما لئن تمكنت منه لأقتلنه (2) ..» .
فلما رجع الأمر إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) هرب منه عبيد الله إلى الشام ، فصار مع معاوية محارباً فقتل (3) يومئذ .. فالثالث عطّل حدّاً من حدود الله عامداً ، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (4).
وفي حديث ابن مسعود ؛ أنّ الثالث لما جمع ما كان عند الناس من الصحف طالب ابن مسعود بمصحفه فأبى (5) ، فضربه حتى كسر له ضلعين ، وحمل من موضعه ذلك لما به ، فمات بعد يومين ، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فيها .. ) (6) الآية (7).
العوني (8): [من الرجز ]
ص: 145
1- راجع : بحار الأنوار 373/30 (باب 20).
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل لأقتلته .
3- تقرأ في نسختي الأصل : يقتل ، والظاهر ما أثبتناه .
4- سورة البقرة (2): 229 .
5- في نسختي الأصل: فأتى .
6- سورة النساء (4) : 93 .
7- انظر : بحار الأنوار 371/30 ( باب 20).
8- قد سلف الحديث عن القصيدة المذهبة للعوني، وهذه قطعة منها لم ترد في مصادرنا كالغدير وغيره، وهذا تخميس ، ولعلّه لآخر غير أصل الأبيات ، فلاحظ .
هَشَّمَ أَضْلَاعَ ابْنِ أُمِّ عَبْدِ *** ثُمَّ نَفَىٰ جُنْدُبَ نَفْيَ الوَغْدِ(1)
وَجَدَّ فِي تَقْرِيبٍ أَهْلِ البُعْدِ *** وَابْن أبي بكر رَمَى بِحِقْدِ
فانُعَكَسُ الرَّامِي بِها مَرْمِيًّا
وكتب جماعة من مصر يشكون إليه عامله، فوقع فيه : ( فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) (2) ؛ ثمّ شكوه إليه وسألوه أن يصرفه عنهم ، أو يبعث رجلاً ناظراً بينه وبينهم ، فوقع الاختيار (3) على محمّد بن أبي بكر ناظراً، وكان محمّد أحد من ينصر الحق ، وكان أمره يثقل على عثمان ، ويحب أن يُكْفَى أمر محمّد بحيلة ، فلما وقع عليه الاختيار (4) ناظراً (5) بين أهل مصر وعاملهم خرج معهم (6).
وكتب عثمان (7) في عقيب خروجه إلى عامله بمصر - وهو عبد الله بن
ص: 146
1- في نسختي الأصل : الوعد، وهي مصحفة عن المثبت .
2- سورة الشعراء (26) : 216.
3- في نسختي الأصل : الاخبار - بدون نقطة - .
4- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : الاخبار - بدون نقطة - .
5- في نسختي الأصل : ناظماً، وهي محرّفة عن المثبت، فقد تقدم قوله : أو يبعث رجلاً ناظراً.
6- راجع : الاستغاثة : 60.. وغيره.
7- انظر عن كتب الخليفة أيام الحصار ما أورده ابن قتيبة في الإمامة والسياسة لابن قتيبة 32/2 - 33 ، والبلاذري في أنساب الأشراف 71/5 - 72، والطبري في تاريخه 105/5، 115 - 119 ، واليعقوبي في تاريخه 152/2، وابن الأثي-ر ف-ي ك-امله 67/5 - 71، وابن أبي الحديد في شرح النهج 165/1، وابن خلدون في تاريخه 394/2. ولاحظ : الفتنة الكبرى : 226 ، والغدير 189/9 - 197 ، وحكاها وناقش كلمات الخليفة فيها مع كلّ ما فيها .. فراجع .
[أبي ] سرح - يأمره بقتل محمّد إذا صار إليه ، ودفع الكتاب إلى عبد من عبيده ، فركب العبد راحلة لعثمان وسار نحو مصر بالكتاب مسرعاً ؛ ليدخل مصر قبل دخول محمّد إليها ، فقد رأى محمّد أنّ العبد مرّ يركض ، بحيث يسبق القوم الذين مع محمّد ، فبعث محمّد خلفه خيلاً [ ل] يأخذوه ، وارتاب محمّد به ، فلمّا ردّوه إليه وجد الكتاب معه .. ففضّه (1) وقرأه ، وانصرف راجعاً مع القوم والعبد والراحلة معهم ، فنادوا في المدينة باجتماع (2) الناس فاجتمعوا ، فأوقفهم على الكتاب [ والعبد ] والراحلة.. فصاروا إلى الثالث فى ذلك ، فقال : أما العبد فعبدي ، وأمّا الراحلة فراحلتي، وختم الكتاب ختمي ، وليس الكتاب كتابي ولا أمرت به !! وكان الكتاب بخط مروان ، فقيل له : إن كنت صادقاً فادفع إلينا مروان ، فهذا خطّه وهو (3) كاتبك .. فامتنع عليهم ، فحاصروه وكان ذلك سبب قتله (4) .
ص: 147
1- في نسخة (ألف): فقصه .
2- في نسختي الأصل : بإجماع.
3- في نسخة (ألف) : وكان ، بدلاً من : وهو .
4- أقول : قال الزمخشري في ربيع الأبرار 845/2: .. عاتب عثمان علياً (علیه السّلام) و عليّ [(علیه السّلام)] مطرق ، فقال : ما لك لا تقول ؟! [ قال : ] إن قلت : لا أقول إلا ما تكره، وليس لك عندي إلّا ما تحبّ» . وقال - أيضاً - 573/3 : .. دخل عثمان ... على بنته - وهي عند عبد الله بن خالد بن أسيد [الأموي ] - فرآها مهزولة .. فقال : لعلّ بعلك يغيرك ؟ قالت : لا ، فقال لزوجها : لعلك تغيرها ؟ قال : لا . قال : فافعل ! فلغلام يزيده الله في بني أُمية أحبّ إليّ منها . وقد ذكر مثله ابن قتيبة في عيون الأخبار 96/3 باختلاف يسير . وروى الزمخشري في ربيع الأبرار 556/1 أبياتاً نسبها لإهاب بن همام بن صعصعة المجاشعي، وهي : [ من المتقارب ] لَعَمْرُ أَبِيكِ فلا تَجْزَعى *** لقد ذَهَب الخَيرُ إِلَّا قليلا وقد فُتِنَ الناسُ في دينهم *** وخلَّى ابْنُ عَفَّانَ شَرّاً طويلا ومن طرائفه ما أورده الزمخشري - أيضاً - في ربيع الأبرار 687/1 حيث قال : قال المتوكل يوماً : أتعلمون لماذا عتب الناس على عثمان ؟ فقال بعض جلسائه : لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله] قام أبو بكر على المنبر دون مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرقاة ، ثم قام عمر دون مقام أبي بكر بمرقاة، فلما ولي عثمان .. صعد ذروة المنبر فقعد في مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر المسلمون ذلك. فقال عبادة : يا أمير المؤمنين ! ما أحد أعظم منة عليك ولا أسبغ معروفاً من عثمان. قال : كيف ويلك ؟ ! قال : لأنّه صعد ذروة المنبر ، ولولا ذلك لكان كلّما قام خليفة نزل عن مقام من تقدّمه مرقاة ، فكنت أنت تخطبنا من بئر جلولاء ! وذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار 206/2 - 207 بإسناده ، قال : خطبنا علي (علیه السّلام)فقال : .. « لئن لم يدخل الجنة إلا من قتل عثمان لا أدخلها، ولئن لم يدخل النار إلا من قتل عثمان لا أدخلها » [ في العقد : لا دخلتها أبداً ] فقيل له : ما صنعت ؟ فرقت الناس ! فخطبهم فقال : «إنّكم قد أكثرتم في قتل عثمان، ألا وإن الله قتله وأنا معه » . وحكي عن ابن سيرين أنّه قال : كلمة عربية ، لها وجهان : أي وسيقتلني معه .. ومثله في العقد الفريد لابن عبد ربه 270/2.
ابن حمّاد (1) :
[ من الرجز ]
وَرامَ قَتْلَ المُجْتَبى مُحَمَّدٍ (2) *** إِذْ بانَ عَنْ رِفْعَتِهِ نُقْصانُهُ
فَأَنْكَرَ القومُ عَلَيْهِ (3) فِعْلَهُ *** وَكُلُّهُمْ من فِعْلِهِ إِخْوانُهُ (4)
فَأَجْمَعُوا أَنَّ الصَّوابَ قَتْلُهُ *** وَمَا نَعَتْهُمْ دُونَهُ عُبْدانُهُ
ثُمَّ أَتَاهُ حَتْفُهُ مِنْ بَعْدِ أَنْ *** حَصَّنَهُ (5) مِنْ بَأْسِهِمْ جُدْرَانُهُ
فَرُوحُهُ في سَقَرٍ تَهْوِي بِهِ *** وَكَانَ لِلْكَلْبِ قِریً (6) جُثمانُهُ
ص: 149
1- لا أعرف لهذه القصيدة ناقلاً، وقد سلف منا الحديث عنها .
2- المراد منه : محمّد ابن أبي بكر .
3- في نسختي الأصل : على ، ولا يستقيم بها الوزن؛ فهي محرّفة عن المثبت.
4- كذا ؛ والظاهر : خوّانه .
5- في نسختي الأصل : حصَّنَهم .
6- الكلمتان مشوّشتان في نسختي الأصل، وكذا يمكن أن تقرأ، وهو إشارة إلى ما ورد من أن الكلاب ذهبت بفرد رجلي عثمان .
أبو الفتح محمّد البابوري (1):
[من المتقارب ]
إلى اللهِ أَبْرا (2) مِنَ الظَّالِمِينَ *** وَأَبْرا إِلَيْهِ مِنَ الأَدْلَم (3)
وَمِنْ نَعْثَلٍ أَبَداً قَدْ بَرِئتُ *** وَمِنْ ذَنَبِهِ (4) الْأَسْوَدِ الأَظْلَمِ
أبو العلاء السروي (5):
[ من البسيط ]
دَع الطَّواغِيتَ والأَصْنامَ والجَنَفَا *** وَمَنْ دَرَا(6) الحَدَّ عَنْ أَرْبابِهِ ونفى (7)
وَالطَّائِعِينَ لَهُمْ والقَائِلِينَ بِهِمْ *** ومن أَحَبَّهُمُ (8) أَوْ ذِكْرَهُمْ أَلِفا
وَالعَنْهُمُ واذْكُرِ الأَمْرَ الَّذِي سَتَرُوا *** فِي الحَقِّ تُجْزَ بِهِ مِنْ رَبِّكَ (9) الغُرَفا
ص: 150
1- اللقب مشوّش وغير منقوط في نسختي الأصل ، ولعلّه يقرأ : الثابوري ..
2- (أبرا) مخففة (أبرأ).
3- هذا رمز : عمر بن الخطاب، وهو لغة بمعنى الأسود الشديد السواد، أو الأسود الطويل . راجع عنه : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 225/1 - 226.
4- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل ، ولعله يشير إلى مروان بن الحكم.
5- هذه الأبيات من قصيدة مفصلة لشاعرنا مرّ الحديث عنها في أكثر من مورد ، وقلنا إنّ لها تتمة في المناقب ذكرنا مواردها .
6- (درا) مخففة (دراً).
7- في نسختي الأصل تقرأ : وفقا ، ولعلّها : ونفا، فحصل اللفظ .
8- قد نقرأ في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : أحقهم، أو أخفهم، وما هنا استظهار منا.
9- في نسخة (ألف): ربّه.
عبد الرحمن بن حنبل الجمحي (1):
[ من المتقارب ]
أَحْلِفُ (2) بِاللهِ رَبِّ الأَنا *** م ما تَرَك الله أَمْراً شدى
ص: 151
1- تقرأ في نسختي الأصل : جبل الحلّي، وقد تقرأ في نسخة (ألف): الجبلي . وهو : عبد الرحمن بن حنبل [ جعل ] الجمحي الكندي ، حليف بني الجمح ، ولقد سلفت ترجمته قريباً ، وشعره جاء في الغدير 233/3.. وغيره، وله ديوان طبع أخيراً. وهذه الأبيات جاءت في المعارف لابن قتيبة : 84، وتاريخ أبي الفدا 168/1، وفيهما ستة أبيات، والأنساب للبلاذري 28/5 ، وقد نسبها إلى أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي الخزرجي الذي منع أن يدفن عثمان بالبقيع ، وجاء فيه : [ من المتقارب ] أقم بالله ربّ العبا *** دما ترك الله خلقاً شدى دعوت اللعين فأدنيته *** خلافاً لسنة من قد مضى كما وقد أورد الأبيات في الاستيعاب 410/2. وانظر ما جاء في تاريخ الطبري 25/6، وتاريخ اليعقوبي 150/2، والغدير 59/9 - 60 عن غيرها وفي غيرها . حيث جاءت الأبيات هكذا : [ من المتقارب ] وأحلف بالله جهد اليمي *** ن ما ترك الله أمراً سُدَى ولكن جُعِلتَ لنا فتنة *** لكي تبتلى بك أو تُبتلى دعوت الطريد فأدنيته *** خلافاً لسُنَّةِ مَنْ قَدْ مَضى وأعطيت مروان خمس الغني *** مة آثرتَهُ وحَمَيْتَ الحِمى ومالاً أتاك به الأشعري *** من الفيء أعطيته من دَنَا .. إلى آخرها .
2- أقول : في هذا البيت ما يسمّى ب : ( الخرم ) ؛ وهو ذهاب أوّل متحرك من البيت ؛ إذ أن أصل الوزن : ( وأحلف).
وَلكِنْ خَلَفَتْ(1) لَنَا فِتْنَةٌ *** لِكَي نَبْتَلِي بِكَ أو تُبْتَلَى
وَأَعْطَيتَ مَرْوانَ خُمْسَ البِلَادِ (2) *** فَهاتِ تَناوَل مِمَّنْ سَعَى (3)
ص: 152
1- في نسخة (ب) : خُلقت .. ولها وجه .
2- في المصادر : العباد.
3- جاء في المعارف لابن قتيبة ، وتاريخ أبي الفدا .. : العبا ... دِ ظلماً لهم وحميت الحمى . أقول : قال العلامة الأمینی (رحمه الله) في غديره 257/8: أعطى مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن عمه وصهره من ابنته أم أبان خمس غنائم إفريقية، وهو خمسمائة ألف دينار، وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن حنبل الجمحي الكندي مخاطباً الخليفة .. ثم ذكر الأبيات الستة . وقال : هكذا رواه ابن قتيبة في المعارف : 84 ، وأبو الفدا في تاريخه 168/1، والبلاذري في الأنساب 38/5، وقد نسبها هناك إلى أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي الخزرجي الذي منع أن يدفن عثمان بالبقيع . وفي رواية الواقدي كما ذكره ابن كثير - صالحه بطريقها على ألفي ألف دينار وعشرين ألف دينار، فأطلقها كلّها عثمان في يوم واحد لآل الحكم ، ويقال : لآل مروان ! إلى أن قال : وروى البلاذري وابن سعد : إنّ عثمان كتب لمروان بخمس مصر وأعطى أقرباءه المال، وتأوّل في ذلك الصلة التي أمر الله بها، واتخذ الأموال، واستسلف من بيت المال ، وقال : إنّ أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما، وإني أخذته فقسمته في أقربائي .. فأنكر الناس عليه ذلك . وأخرج البلاذري في الأنساب 28/5 من طريق الواقدي، عن أُمّ بكر بنت المسور، قالت : لما بنى مروان داره بالمدينة دعا الناس إلى طعامه - وكان المسور فيمن دعا - فقال مروان - وهو يحدثهم - : والله ! ما أنفقت في داري هذه من مال المسلمين درهماً فما فوقه، فقال المسور : لو أكلت طعامك وسكت لكان خيراً لك .. لقد غزوت معنا إفريقية وإنك لأقلنا مالاً ورقيقاً وأعواناً ، وأخفّنا ثقلاً، فأعطاك ابن عفان خمس إفريقية، وعملت على الصدقات فأخذت أموال المسلمين . فشكاه مروان إلى عروة وقال : يغلظ لي وأنا له مكرم متقٍ !! وذكر ابن قتيبة في المعارف : 84 ، وكذا أبو الفدا في تاريخه 168/1.. وغيرهما أنّ: مما نقم الناس على عثمان قطعه فدك لمروان - وهي صدقة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)- فقال أبو الفدا : وأقطع مروان بن الحكم فدك - وهي صدقة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) التي طلبتها فاطمة [علیها السلام ] ميراثاً ، فروى أبو بكر عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، ولم تزل فدك في يد مروان وبنيه إلى أن تولّى عمر بن عبد العزيز فانتزعها من أهله وردّها صدقة. وذكر ابن عبد ربّه في العقد الفريد 261/2 في عدّ ما نقم الناس على عثمان : أنّه أقطع فدك مروان - وهي صدقة لرسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)- وافتتح إفريقية وأخذ خمسه فوهبه لمروان ..!!
كثير (1): [من الوافر ]
بَرِئتُ إِلَى الإِلَهِ (2) مِنْ ابْنِ (3) أَروى *** وَمِنْ قَوْمِ (4)الخَوَارِجِ أَجْمَعِينا
ص: 153
1- الاسم. اسم غير منقوط في نسختي الأصل ، لاحظ : ديوان كثير عزة: 354 برقم (132).
2- في نسختي الأصل : الله ، ومعها لا يستقيم الوزن والمثبت عن ديوان كثير ، وجميع المصادر الناقلة لهذا الأبيات.
3- في نسختي الأصل : أُمّ أروى ، ووضع في نسخة (ألف) على كلمة (أُمّ) : (ابن).
4- في المصدر: ومن قول، وفي بعض المصادر : ومن دين الخوارج ..
وَمِن زُفَرٍ (1) بَرِئتُ وَمِنْ (2) عَتِيقٍ *** غَدَاةَ (3) دُعِي أميرَ المُؤمِنِينَا
مهیار (4) :
[ من الطويل ]
أَبَا حَسَنٍ! إِن أَنْكَرَ القَوْمُ حَقَّهُ (5) *** عَلَى أَنَّهُ - والله - إِنَّكَارُ عَارِفِ
[ فَالًا سعى للبَيْنِ أَخْمَصُ بازلٍ *** وأَلا سَمَت للنَّعْلِ إصبعُ خاصِفِ ]
وإلَّا فَمَا كُنْتَ ابن عم (6) ووالياً *** وَصِنوا [ وَصِهْراً ] (7) كَان مَنْ لَم يُقَارِفِ (8)
[ أَخَصَّكَ بالتَّفضِيل إِلَّا لِعِلْمِهِ *** بِعَجْزِهِمُ عَن بَعْضِ تِلكَ المَواقِفِ ](9)
ص: 154
1- في الديوان ومن عمر ، وزفر رمز له عند المصنف (رحمه الله).
2- في نسختي الأصل : ففي، وما أثبتناء جاء نسخة بدل في هامش نسخة (ألف).
3- في نسختي الأصل : غلاة، ولا معنى لها، وما أُثبت جاء تصحيحاً في هامش نسخة (ألف).
4- ديوان مهيار الديلمي 261/2 من قصيدة طويلة يرثي فيها أمير المؤمنين (علیه السّلام) وولده ويذكر مناقبهم، وقد جاءت في الديوان في (47) بيتاً ، وهذه الأبيات تحت رقم (26، 32 ،31 ،30 ، 28 ).
5- كذا ؛ والظاهر : حقكم، وجاء صدر البيت في الديوان هكذا : أبا حسن إن أنكروا الحقّ واضحاً .
6- في المصدر: وإلّا كما كنت ابن عمّ .
7- لا توجد كلمة ( صهراً ) في نسختي الأصل ، ومكانها بياض ، وفي الديوان : وصهراً وصنواً .
8- في نسخة (ألف) : يفارق .
9- ما بين المعكوفين من هذا البيت، والذي قبله زيدا من الديوان ليتم المعنى بهما .
تَرَى القُومَ غُدّراً (1) ، فَخانُوكَ بَعْدَهُ *** وَما آنف [في ] الغَدْرِ إِلَّا كَسالِفِ ،
وَهَبْهُمْ سَفاهاً صَجَّفُوا(2) فِيكَ قَوْلَهُ *** وَهَلْ دَفَعُوا مَا عِنْدَكُم (3) في المَصاحِفِ ؟ !
سلام على الإسلامِ بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ *** يَسُومُونَهُ بِالجَوْرِ خُطَّةَ حَاسِفِ
ص: 155
1- في المصدر : نوى الغدر أقوام ..
2- في نسختي الأصل : صفحوا ، وفي الديوان: صححوا ، وصوابها : صحفوا، ولا معنى ل: صححوا ، وإن كانت قد جاءت في الديوان .
3- في المصدر : فهل دفعوا ما عنده.
الفصل الثامن : في سبب قتل حمّال الخطايا
[ القسم الثاني ]
[ في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين ]
[باب ]
[ في أبي المعازف ]
[ فصل 8]
[في سبب قتل حمّال الخطايا ]
ص: 157
فصل
في سبب قتل حمّال الخطايا (1)
الباقر (علیه السّلام) : ﴿ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ .. ) (2) : « يعني الثالث وتوليته معاوية على : رقاب الناس » .
وكان من عظائمه : ما استحلّ به أهل زمانه قتله، حتى ضحوا به يوم العيد ، يتقربون بذلك إلى الله تعالى ؛ فإن كان مظلوماً .. فما أسوأ (3) حال الذين تجمعوا على قتله واستحلّوا قتل إمامهم، وهم (4) المهاجرون والأنصار ، وإن كان ظالماً .. استحق منهم القتل .
ولما اجتمعوا عليه قالوا: إنّ هذا الأمر ليس بميراث ورثته من أبيك فلا يحلّ نزعه منك ، وقد يلي (5) الرجل مال اليتامى فإذا اتُّهِم (6) عليه أُخِذَ منه ووليه غيره ،
ص: 159
1- رمز لخليفتهم الثالث: عثمان .
2- سورة التوبة (9): 12.
3- في نسختي الأصل : استوا.
4- في نسخة (ألف) : فهم .
5- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، ويحتمل غير ما أثبت مثل : بلى.
6- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : فإذا بهم ، وأثبتنا ما استظهرناه .
وإنك قد وليت أمة محمّد (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وذلك أعظم من أموال اليتامى ، وقد اتّهمناك (1) ، فردّ علينا أمرنا (2) هذا ، فإن تك محسناً .. فأنت مأجور ، وإن تك مسيئاً .. كان أقل لإثمك .. فأبى.
وكان عمرو بن العاص [قد] قال لعثمان - حين حصل (3) الحصار الأوّل- : إنّك يا عثمان ! وليت بالناس النهابير (4) فاتّق الله وتب إليه !!
فقال له : يابن النابغة ! وإنّك فيمن تؤلب عليّ الطغام ؛ لأنتي عزلتك عن مصر .. فخرج إلى فلسطين فأقام في ماله هناك ، وجعل يحرّض الناس على قتله حتى رعاة الغنم ، فلما بلغه ،مقتله ، قال : أنا أبو عبد الله ! إذا حَكَكْتُ (5)
ص: 160
1- في نسخة (ألف) : انهماك، وفي نسخة (ب): اتهماك .
2- قد تقرأ في نسخة (ألف) : أمي.
3- كذا ؛ وقد تقرأ : حصر والظاهر : حضر .
4- العبارة مشوشة جداً في نسختي الأصل، وقد تقرأ : وليت بالناس إليهما بين ! ولا معنى مناسباً لها، فأثبتناه من المصادر . والتهابير : المهالك ، كما في لسان العرب 239/5 مادة (نهبر). وفي بحار الأنوار 290/31 : إنك ركبت من هذه الأمة النهابير ، وكذا جاء في تقريب المعارف : 282 . وراجع : تاريخ مدينة دمشق ،356/39 ، وتهذيب الكمال 451/19، وأنساب الأشراف 564/5 .. وغيرها .
5- في نسختي الأصل : حللت، وهي محرفة عن المثبت.
قرحة نكتها (1) .
وكتب إلى معاوية يستمده (2) ..
ص: 161
1- قال ابن عساکر في تاريخه 26/55 : فلما أتاه قتل عثمان ، قال : أنا أبو عبد الله ! إذا أحكّ قرحة نكأتها .. يعني أنتي قتلته بتحريضي عليه .. لاحظ الواقعة في تاريخ الطبري ،392/3 ، والكامل لابن الأثير 284/2، وأنساب الأشراف 70/3، و 192/6. أقول : ذكر الواقدي في تاريخه كما حكاه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 291/31 : أنّ عثمان عزل عمرو بن العاص عن مصر واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فقدم عمرو المدينة، فجعل يأتي عليّاً (علیه السّلام) فيوليه [كذا ؛ والظاهر : فيؤلبه ] على عثمان ، ويأتي الزبير ويأتي طلحة ويلقى الركبان، يخبرهم بأحداث عثمان، فلمّا حصر عثمان الحصار الأوّل ، خرج إلى أرض فلسطين فلم يزل بها حتى جاءه خبر قتله ، فقال : أنا أبو عبد الله ، إنتي إذا أحلّ [الصواب : أحكّ ] قرحة نكأتها ، إنّي كنت لأحرص [ ولعله : لأحرّض عليه .. حتى إني لأحرص الأحرض ] عليه [ من ] الراعي في غنمه . راجع : أنساب الأشراف للبلاذري 74/5 - 87 ، تاریخ ابن کثیر 170/7، تاریخ الطبري 108/5 - 111 ، 224 ، كامل ابن الأثير 68/3 ، تذكرة السبط : 49 ، جمهرة أنساب العرب 388/1، شرح النهج 63/1. وراجع - أيضاً - : الغدير 2//145 - 155 ، و 135/9-216، وهامش بحار الأنوار 290/31 ، في نكير عمرو بن العاص .
2- وأورد نص كتابه إليه لعنهما الله في الغدير 190/9 ، وفيه : فإنّ أهل المدينة قد كفروا ، وأخلفوا الطاعة، ونكثوا البيعة ، فابعث إليَّ من قبلك من مقاتلة أهل الشام على صعب وذلول .
.. فتثبّط (1) معاوية وتباطاً (2) ؛ طمعاً في قتله وأن يموّه .. كما فعل في الطلب بدمه ، فأرسل إليه نجيبه (3) ، فقال لرسوله : ما أصنع ؟ إنّ عثمان غير فغيّر الله به (3)، .. فأستطيع أن أردّ ما غيّر الله (4) ؟ !
ثمّ لمّا كان آخر الأمر .. بعث إليه (5) يزيد بن الأسد اليماني في ثمانية آلاف وبعث إلى ابن عامر يستمده ، فبعث إليه بمائتين من أهل البصرة يمده (6) .
ص: 162
1- في نسختي الأصل : فتبط، وفي نسختي الأصل مشوش جداً ، وفيه : قننط ..
2- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : وتيطاً .
3- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، ولعلّها : يجيبه أو نخبة ، والظاهر : يجيئه .
4- لاحظ الواقعة مفصلة في كتاب الفتوح لابن أعثم 416/2[255/3]، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 57/4[154/16].. وغيرهما.
5- الذي يظهر من بعض النصوص : أنّ معاوية ما بعث أحداً، بل عند ما أبطأ أمره على عثمان كتب إلى يزيد بن أسد بن كرز وإلى أهل الشام يستنفرهم ويعظم حقه عليهم .. فلما قرئ كتابه عليهم ، قام يزيد بن أسد البجلي القسري فعظم حق عثمان وحرّضهم على نصره، وأمرهم بالمسير إليه ، فتابعه ناس كثيرون وساروا معه حتّى إذا كانوا بوادي القرى بلغهم قتل عثمان فرجعوا . ويزيد هذا القول قوّة أنه هو القائل: لو دخلت المدينة وعثمان حيّ ما تركت بها محتلماً الّا قتلته ؛ لأنّ الخاذل والقاتل سوا .
6- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : بمدة . وقد أسلفنا مصادر كتبه ورسائله أيام الحصار، وقد كرّر ما كتبه إلى أهل الشام ، وأهل البصرة، وأهل مكة، ومن حضر من أهل الموسم ؛ بل إلى أهل الأمصار ، وذكر كتبه هذه الطبري .. وغيره .
الواقدي في كتاب الدار ؛ وجماعة من أهل التاريخ : كان المصريون الذين حصروا عثمان ستمائة رجل ، عليهم : محمّد بن [ أبي ] حذيفة ، و(1) عتبة بن ربيعة ، عبد الرحمن بن عديس البلوي (2) ، وكنانة بن بشر التجيبي، وعامر بن عبد القيس، وعبد الله بن سبأ، وسودان بن حمران .
ومن الكوفة ؛ مائتا رجل عليهم : مالك الأشتر النخعي، وزيد بن صوحان العبدي، وسدوس بن عبيس الشني(3).
ومن البصرة ؛ مائة رجل ، عليهم : حكيم بن جبلة العبدي، وبشر بن شريح ، وحرقوص بن زهير .. فكانوا ألفي (4) رجل ..(5)
واجتمع أهل المدينة كلّهم وحاصروه في داره ، فاستغاث إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) فأمره بعهد فكتب : هذا ما كتب الثالث لمن نقم عليه من
ص: 163
1- في نسختي الأصل : في ، بدلاً من الواو .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : البكري، والصحيح ما أثبتناه .
3- الكلمتان مشوّشتان وغیر منقوطتين في نسختي الأصل أثبت هنا الاسم من المعارف : 196.
4- كذا ؛ والظاهر : ألف .. حسب مجموعهم 900 نفر من أهل البصرة والكوفة ومصر .
5- راجع : تاريخ الطبري 348/4 - 349، وتاريخ الإسلام للذهبي 447/3 ، وأنساب الأشراف للبلاذري 219/6 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 27/3 – 29 .. وغيرها . وراجع : الشافي في الإمامة 262/4 - 263 . وقد جاء تفصيل ذلك في طبقات ابن سعد 64/3 - 75 ، في المصريين وحصر عثمان وقتله .
المؤمنين والمسلمين ؛ إنّ لكم عليّ أن أعمل بكتاب الله .. وأن المحروم يعطى ، والخائف يؤمن ، والمنفي يُردّ ، والمبعوث لا يُجَمَّر (1) ، والفيء لا يكون دولة بين الأغنياء، وعليّ بن أبي طالب ضامن للمؤمنين والمسلمين ، وعلى الثالث الوفاء لهم بهذا الكتاب ..
شهد لهم (2) : الزبير، وطلحة، وسعد، وعبد الله بن عمر، وأبو أيوب .. وكتب في ذي قعدة سنة خمس وثلاثين (3) .
وأخذ [ه](4) الناس وانصرفوا ، فوجدوا في ليله (5) غلامه ضمن كتاباً في قارورة إلى عبد الله بن أبي سرح - أمير مصر -: إذا أتاك القوم فاضرب أعناقهم .. فانصرفوا وقالوا في ذلك .. فأنكر الكتاب وحلف عليه ، فقال المصريون : إذا كنت ما كتبته ولا أمرت به ، فأنت ضعيف من حيث تمّ عليك أن يكتب كاتبك ما يختمه بخاتمك ، وينفذ بيد غلامك ، وعلى [ بعيرك ] بغير إذنك ، ومن ثُمّ عليه لا يصلح أن يكون والياً على أمور المسلمين .. فخير وه بين العزل أو القتل ،
ص: 164
1- في نسختي الأصل : تجبر ، وما أثبتناه جاء في المصادر.
2- لا توجد (لهم) في نسخة (ب)، ولعلّها: عليه، أو: له.
3- في نسخة (ألف) : وعشرين ، وهي مطموسة في نسخة (ب)، والصحيح ما أثبتناه. وانظر عن عهده : تاريخ المدينة لابن شبة 1139/3 - 1140.
4- في نسخة (ألف): وأخذوا.
5- نسخة (ب): ليلة ، وفي الأمالي للشيخ الطوسی (رحمه الله) : فلما نزلوا أيلة إذا هم برا : براكب ..
فخرج وعليه قميص من قمص أهل العراق ، وحُلّة تفاحيّة ، فلما دخل المسجد .. جعل الرجل يجذب ثوبه، ثمّ يقول : يا نعثل ! (1) فإذا نظر إليه الثالث تركه ، ثم يجذب آخر فيفعل به مثل ذلك .. فما انتهى إلى المنبر حتى خرقوا عليه ثيابه ، فصعد المنبر ومعه عصا (2) النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فحمد الله تعالى..
ثمّ قال : أيها الناس ! إنّ السامع المطيع له الحجة ولا حجة عليه ، وإنّ المذنب العاصي عليه الحجّة ولا حجّة له ، إن كنتم إنّما نقمتم عليّ في الدينار والدرهم.. فهذه مفاتيح بيت مالكم .. ادفعوها لمن شئتم ، وإن كنتم إنما نقمتم في سربال ألبسنيه الله تعالى فقلتم : انزعه .. ! هذا والله ما لا يكون أبداً ..(3)
ص: 165
1- سبق الحديث عن هذه التكنية . لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 366/3 - 369. قال أبو منصور الثعالبي ( المتوفى سنة 426 ه- ) في كتابه لطائف المعارف : 35: النعثل : وكان عثمان بن عفان .. أشعر .. أي كثير شعر الجسد مع وفور اللحية، فلقبوه : نعثلاً، وربّما كان يدعى : نعثل قريش. النعثل : الطويل اللحية ، وقيل : هو رجل من أهل الكتاب كان طويل اللحية ، وكان يشبه عثمان ، ومن ذلك سمّاه الناس نعثلاً تشبيهاً له بهذا الرجل. ومن المضحك المبكي ما ذكره الثعالبي أيضاً في كتابه لطائف المعارف : 75 تحت عنوان (أحسن زوجين في الإسلام) : عثمان بن عفان ورقية بنت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .. ثم ذكر خبراً موضوعاً غريباً لم نسمع به إلّا من الوضّاعين !
2- في نسخة (ألف): عصاء.
3- بألفاظ مغايرة ومعانٍ متقاربة حكاه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 22/3 - 26 ، عن الشامي 257/4 - 258.
فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري - وهو ابن عم أبي ذرّ : ولا كرامة .. ولكنّا نوثقك في كنك (1) ، ثمّ نحملك على شارف (2) تحريم يتحرّك حتى ينزلك حقّ جبل الدخان (3). فقال : ويل عليك ! ما باطل نصر له(4) ، ثم نزل فعلاه بالعصا ، فاجتذباها وكسراها؛ فهي العصا المضيئة التي [كان ] يخطب بها الخلفاء يوم العيد .. فارتمى (5) الناس بالحصى (6) .
ص: 166
1- ما سلف لم يرد في التقريب ، وفيه : نحملك .
2- الشارف من النوق : هي المسنّة والهرمة ، وقد يقرأ في نسخة (ألف) : شارق . انظر : لسان العرب 173/9، أو الناقة المسنة دون الناب، كما في العين 253/6. وفي التقريب : شارف جرباء فنلحقك بجبل الدخان.
3- هذا السطر كلاً مشوّش اللفظ وتبعاً له المعنى ، وفي بعض المصادر : نحملك على شارف جرباء ونلحقك بجبل الدخان، كما في تاريخ المدينة لابن شبة النميري 1112/3.
4- في نسختي الأصل : باص نصر امه .
5- كذا ؛ ولعلّه : فرماه ..
6- وفي لفظ البلاذري : خطب عثمان في بعض أيامه ، فقال له جهجاه بن سعيد الغفاري : یا عثمان ! انزل ندرّعك عباءة، ونحملك على شارف من الإبل إلى جبل الدخان ، كما سيرت خيار الناس . فقال له عثمان : قبحك الله وقبح ما جئت به . وكان جهجاه متغيظاً على عثمان ، فلمّا كان يوم الدار .. دخل عليه ومعه عصا كان النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يتخصّر بها ، فكسرها على ركبته فوقعت فيها الآكلة .. كما رواه العلامة الأمینی (رحمه الله) في غديره 123/9. 123/9. ونقل جمع كثير من المحدثين والمؤرخين نكير جهجاه بن عمر و الغفاري كالبلاذري في أنساب الأشراف 47/5، والطبري في تاريخه 114/5، وابن عبد البر في الاستيعاب ( المطبوع هامش الإصابة ) في ترجمة جهجاه 252/1، وابن الأثير في الكامل 70/3 ، وابن حجر في الإصابة ،253/1 ، وكذا في تاريخ ابن كثير 175/7، وتاريخ الخميس 260/2 ، والرياض النضرة 123/2، وشرح النهج لابن أبي الحديد 165/1 [ ذات أربعة مجلدات ] .. وغيرها نقلاً عن هامش بحار الأنوار 294/31. ولاحظ : تقريب المعارف : 285 .
وكان الحسن البصري يقول : شهدت يومئذ المسجد، فما كنت أكاد أرى السماء من الحصاة ..
وقام أناس من أهل بيته ، فدفعوا الناس عنه ، حتى دخل الدار فما خرج منها حتى قتل .
فحاصره أهل المدينة في داره ، فأشرف عليهم يكلمهم إذ رمى كثير بن الصلت - خازن عثمان على بيت المال - فقتل نيار(1) بن عياض الأسلمي - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقالوا : ادفع إلينا كثيراً لنقتله ، فامتنع .. فقاتلوه (2).
ص: 167
1- في نسختي الأصل : سنان ، وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه . راجع عنه : عنه : الإصابة لابن حجر 381/6 .
2- راجع : تاريخ الطبري ،382/4 ، والكامل لابن الأثير 174/3 - 175.. وغيرهما من كتب التاريخ.
فكتب إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) : أما بعد ؛ فقد بلغ السيل الزبى ، وبلغ الحزام الطَّبْيَين (1) ، وتجاوز الأمر بي قدره ، وطمع في من لا يَدْفَعُ عن نفسه ، فإنّك لن تفخر عليّ بفاخر ضعيف ، ولم يغلبك مثلُ المُغَلَّب ، ورأيت القوم لا يقصدون دون دمي (2).
[من الطويل ]
ص: 168
1- من الأمثال التي تضرب للأمر إذا بلغ غايته في الشدّة والصعوبة، والطُّبيُ واحد الأطباء وهي حُلمات الضَرْع . قال الزبيدي في تاج العروس 481/38 : وفي حديث عثمان : كتب إلى علي ... قد بلغ السيل الزبا، وجاوز الحزام الطبيين .. أي : اشتدّ الأمر وتفاقم ؛ لأن الحزام إذا انتهى إلى الطبيين فقد انتهى إلى أبعد غاياته ، فكيف إذا جاوز ؟ !
2- قال ابن قتيبة في عيون الأخبار 34/1 (كتاب السلطان) : .. وكتب عثمان إلى علي [(علیه السّلام)] حين أحيط به : أمّا بعد ؛ فإنّه قد جاوز الماء الزبي، وبلغ الحزام الطبيين، وقد تجاوز الأمر بي قدره. ثم قال : [ من الطويل ] فإن كنتُ مأكولاً فكن خَيْرَ أكل *** وإلا فأدركني ولما أُمَزَّق وذكر الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار 415/1: كتب عثمان ... إلى علي (علیه السّلام) يوم الدار : أما بعد ؛ فقد بلغ السيل الزبى ، وبلغ الحزام الطبيين ، فأقبل إليّ ؛ كنت لي أم عليّ . ثم استشهد بقول الممزق العبدي : [من الطويل ] فإن كنتُ مأكولاً فكن خير آكل *** وإلا فأدركني ولما أمزق
إِذَا كُنْتُ مَأْكُولاً فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ *** وَإِلَّا فَأَدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقٍ
فأجابه أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : .. فإنّ الحق أكلك إذ أكلته نفسك ، أفتريد بالباطل أن انبسلك (1) ، كلا وربي ما تبلى ، إنك إذا طعمت (2) حلاوته فأصابك من ذلك مرارته .. فصبراً - أبا عبد الله ! - على حكم الله ، والسلام» .
فأمر بسدّ الأبواب - وهو في ستمائة رجل من أقربائه وخواصه ؛ فيهم مروان وإخوته ، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد . . فجلس سعد بن أبي وقاص في بيته ، وخرج أمیر المؤمنین (علیه السّلام) إلى ينبع .
ثمّ إنّه استغاث بأمير المؤمنين ، فقال لابن عباس - وقد جاءه برسالة يسأله الخروج إلى ماله بينبع ليقل (3) هتف الناس باسمه الخلافة (4)بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل - فقال (علیه السّلام): يا بن عباس ! ما يريد (5) فلان إلّا أن يجعلني جملاً ناضحاً بالغرب ، أقبل وأدبر .. بعث إليّ أن أخرج .. ثمّ بعث إلي أن أقدم .. ثمّ هو الآن يبعث إليّ أن أخرج ، والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً ..».
ص: 169
1- الكلمة مشوّشة وغير منقوطة ، أثبت ما وجد منها .
2- في نسخة (ألف) : طمعت .
3- كذا في نهج البلاغة /233/2: وعنه في بحار الأنوار 473/31، والغدير 69/9، وقد تقرأ في نسختي الأصل : لنقل.
4- في النهج : للخلافة .
5- في نسختي الأصل : تريد .
فدخل عليه - وهو محصور - فقال : « إنّ الناس من ورائي وقد اسْتَسْفَرُوني (1)بينك وبينهم ..» وساق مقالته إلى أن قال : « الله الله في نفسك ، [ فإنك ] والله ما تبصر من عمى ، ولا تعلم من جهل ، فإنّ الطرق لواضحة ، وإن أعلام الهدى قائمة (2) ، واعلم أن أفضل عباد الله إمام عادل هدي وهدى؛ فأقام سنّة متروكة ، وأمات بدعة مأخوذة (3)..» وساق إلى قوله : «فلا تكونن لمروان سَيِّقَةً يَسُوقُكَ (4) حيث شاء ، بعد جلال السن وتقضّي (5) العمر» .
فقال : كلّم الناس في أن يؤجلون[ي](6) حتى أخرج إليهم من مظالمهم .
فقال (علیه السّلام): « ما كان بالمدينة لا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك ..».
وخرج فاستغاث إليه مرة أخرى .. فأنفذ علي الحسن (علیه السّلام).. فصاح القوم وشغبوا (7) ، وقالوا : إنّ أباك قد أفسد الأمر ؛ فإذا خيّرناه تفسد علينا ..
ص: 170
1- في نسختي الأصل : استقروني، والمثبت عن النهج .
2- في الغدير والشرح : أعلام الدين لقائمة.
3- في الغدير عنه : « فأقام سنة معلومة ، وأمات بدعة مجهولة ..». لاحظ : نهج البلاغة 68/22[178/1 ] ، وعنه في بحار الأنوار 488/31 - 489 باب (31) حدیث 9 ، والغدير 74/9 .
4- في نسختي الأصل : يسودك ، والمثبت عن النهج .
5- في نسخة (ألف) : نقض ، ولعلها : نقص .
6- قد تقرأ في نسخة (ألف): يرجلون .
7- في نسختي الأصل : شعبوا.
وهجموا عليه من دار عمرو بن حزام الأنصاري ، يتقدمهم رفاعة بن مالك الأنصاري ، وجبلة بن عمرو الساعدي الأنصاري ، وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، وأخوه محمّد ، وعدي بن حاتم الطائي ، وجماعة العبدي ..(1)
وروي عن ثابت مولى عائشة ، قال : رأيت رفاعة بن رافع البدري ومعه ناس وغلام يحمل حطباً وناراً، فقلت: إلى أين تذهب يا أبا عبيد ؟ قال : إلى دار قرمان (2) أحرق وأهدم .
ص: 171
1- أقول : جاء هذا الخبر باختلاف كثير في عدة مصادر ، منها في الفتوح لابن أعثم 411/2، والأمالي للشيخ الطوسي (رحمه الله) 323/2 - 325 [ الحيدرية، وفي طبعة البعثة : 712 - 715 حدیث 1517 ] ، وعنه في بحار الأنوار 485/31 - 488 ( باب 30) حدیث 8. ثم إن العلامة الأمینی (رحمه الله) قال في الغدير 163/9: .. تعلّمنا هذه الأحاديث المتضافرة الواردة عن آحاد الصحابة من المهاجرين والأنصار أو عامة الفريقين ، أو عن جامعة الصحابة البالغة مائتين حديثاً : أنّه لم يشدّ على النقمة على عثمان منهم أحد ما خلا أربعة ، وهم : زيد بن ثابت ، وحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وأسيد الساعدي . فمن مجهز عليه ، إلى محبّذ لعمله ، إلى محرّض على قتله ، إلى ناشر لأحداثه، إلى مؤلب عليه يسعى في إفساد أمره، إلى متجاسر عليه بالوقيعة فيه، إلى مناقد في فعاله يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ، إلى خاذل له بترك نصرته .. لا يرى هنالك في الناقمين الثائرين عليه منكراً ينهى عنه ، أو في جانب الخليفة حقاً يتحيّز إليه ..
2- في نسخة (ألف): فرمان. وهو رمز لخليفتهم الثالث: عثمان، وهو من الرموز التي تكرّرت من المصنف طاب رمسه في خلال كتابنا هذا ، وأدرجه في مدخل كتابه فيما رمز به للثالث في الباب الثالث ، وقد جاء على وزانه : فعلان، وفرمان. لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 84/2.
وقال حيّان(1) بن صخر : رأيت طلحة يرمي بأسهم وعليه الدرع (2).
وروي: أنّه كان عثمان يقول : اللهم اكفني طلحة (3).. ويكرّر ذلك .
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : رأيت الزبير - عند الزوراء - عليه درع .. متقلّد بالسيف ، فقلت : يا أبا عبد الله ! حيل بين [ أهل ] الدار وبين الماء ؟! ، فقال : بُعداً ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِن قَبْلُ .. ) (4).
وقال الواقدي : إنّ محمّد بن مسلمة كان يؤتى - وعثمان محصور - فيقال له :
ص: 172
1- كذا ؛ والصحيح : جبّار بن صخر ، كما صرح به ابن حجر في الإصابة 187/2 برقم 2132.
2- وعن محمّد بن فضيل بن غزوان، عن زيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : رأيت طلحة يرامى أهل الدار وهو في خرقة وعليه الدرع .. كما في الكافئة في إبطال توبة الخاطئة : 8 - 9 ، وعنه رواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 491/31- 492 حديث 1 .
3- لاحظ : شرح النهج 155/2، و 9/3، الغدير 92/9، تاريخ الطبري 411/3 [122/5 ] ، الكامل 174/3 [73/3].
4- سورة سبأ (34): 54 .
عثمان مقتول ! [ فيقول : هو ] (1) قتل نفسه (2).
قال : فبدر إليه عمار فوجَاه بالمشقص، وأقبل إليه محمد بن أبي بكر .. فجذب بلحيته ، فقال : مهلاً يابن الأخ طالما رأيت أباك يُبجّل هذه الشيبة . فقال له : لو أدركت [أ] بي مدركك لأضجعته مضجعك .
وروى أنه ضربه عمرو بن الحمق تسع ضربات.
وروي ؛ أنّه ضربه رجل على رأسه عموداً (3).
وقال أبو جعفر الطوسي (4): صحت في الرواية : أن قاتله : كنانة بن بشر التجيبي (5)، وسودان بن حمران المرادي (6).
ص: 173
1- الظاهر أنّ هنا سقطاً مثل قوله : فيقول .. أو هو ، وما أثبتناه من شرح النهج، حيث حكاه بنصّه عن الواقدي .
2- في شرح النهج 28/3 : وفي رواية الواقدي : إنّ محمّد بن مسلمة كان يموت وعثمان محصور ، فيقال له : عثمان مقتول ، فيقول : هو قتل نفسه . وانظر : الشافي 265/4.
3- انظر : أنساب الأشراف 591/5.
4- لم نعثر في كتب الشيخ الطوسی (رحمه الله) المطبوعة على هذه العبارة، بل وجدناه بعد الفحص الكثير في الشافي في الإمامة للسيد المرتضى (رحمه الله) 309/4 . لاحظ : الأمالي للشيخ الطوسی (رحمه الله) 323/2 - 325 [ الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 714 حديث 1517 ] ، وعنه في بحار الأنوار 485/30 - 488 ( باب 22) حديث ، وراجع أحاديث الحصار والمحاصرين وما كتب عثمان يومها وقتال يوم الدار في الكتاب الرائع الغدير 185/9 - 204 نقلاً عن جملة مصادر .
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وكذا مختلفة ضبطاً في المصادر .
6- في نسختي الأصل : بكران .
الشاعر (1) : [من الطويل ]
[أَلا أَنَّ خَيرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ ] *** قَتِيلُ التُجِيبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِن مِصْرِ (2)
ولمّا قتلوه (3) أرادوا حَزَّ رأسه، فوقعت عليه أُمّ البنين والنسوة .. فترك لا يُدفن (4) حتى بايع الناس أمير المؤمنين .. فأرسلت أُمّ حبيب بنت أبي سفيان تستأذنه (5) في دفنه - بعد ما تغيّر - فأذن لها .. فأخرجه (6) ثلاثة يحملونه ، والرابعة امرأة ، فأخرجه (7) أبو الجهم بن حذيفة ، وحكيم بن حزام ..
ص: 174
1- نسبت هذه الأشعار إلى الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فانظر : الكامل في التاريخ 553/2 ، ونسبت أيضاً إلى نائلة - امرأة عثمان كما في تاريخ دمشق 137/70.
2- صدر البيت بياض في نسختي الأصل، وأثبتناه من المصادر. انظر: الاشتقاق لابن دريد : 371، الأنساب 98/5 ، تاريخ الطبري 132/5، الغارات 805/2، الفصول المختارة : 268 [ وفي الطبعة الأولى : 51 - 72]، وعنه في بحار الأنوار 275/38 ( باب (65) تتميم ذیل حدیث 29 ، وفيه التجوبي .. وغيرها .
3- هنا كلمة (ما) في نسخة (ألف)، لم نعرف وجهها.
4- راجع : تاريخ الطبري 414/4 ، والبداية والنهاية 188/7 - 189 .. وغيرهما من كتب التاريخ .
5- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : بسيادة، وفي نسخة (ب) : سيادة ، وكلاهما محرّفتان عن المثبت.
6- في نسختي الأصل : فأخرجوه .
7- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : فأخرجوه.
ورجل آخر (1).
وفي رواية شقيق بن سلمة - في خبر طويل تقدّم بعضه - : أنّه أخرجه بالأسل(2) مروان فدفنوه هناك، والصبيان يرمونه بالحجارة ويقولون فيه : [من الهزج ]
أَبا عَمْروِ أَبا عَمْرو *** رماكَ اللهُ بِالجَمْرِ
أيا شَرَّ عِبادِ الل*** ه في البَدْوِ وفي الحَضْرِ
.. في شعر طويل .
فلما انتهوا به إلى البقيع ، قالوا : لا يدفن اليوم في قبور المسلمين، ورُمي بالحجارة.. فانتهي به إلى حُسّ كوكب - حيث تُدفن اليهود - فدفنوه (3).
وقال بعضهم : فادفنوه (4) ولا تُصلّوا (5) عليه .
فقال أبو الجهم : ادفنوه . فقد صلّى الله عليه !! فدفن في ثيابه ولم يُغسل
ص: 175
1- راجع عن الذين تولوا دفن عثمان : طبقات ابن سعد 78/3 - 79، تاريخ الطبري 413/4 .. وغيره.
2- كذا؛ ولعلّه ( بالليل ) .
3- راجع : تاريخ الطبري 412/4 - 415 ، المعجم الكبير للطبراني 78/1 - 79 برقم 109.. وغيرهما.
4- في نسختي الأصل : فدفنوه، والظاهر ما أثبتناه .
5- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل فصلوا، والظاهر ما أُثبت .
ولم يُصلَّ عليه (1) .
وأقبل عمير بن ضابئ (2) البرجمي - وهو موضوع على باب القبر - فكسر ضلعاً من أضلاعه ، وقال : سجنت ضابئاً (3) حتى مات [ في السجن ](4) .. فبقي ثلاثة أيام على ذلك (5).
ص: 176
1- كما صرّح به الطبري في تاريخه 415/4.
2- الكلمة مشوّشة وغير منقوطة في نسختي الأصل، أثبت هنا ما هو الصحيح بحسب المصادر. وذكر العلامة الأمینی (رحمه الله) في الغدير 166/9 : ضمن الناقمين على عثمان : عمير بن ضابئ التميمي البرجمي، وقال في صفحة : 207 من نفس المجلد : وأقبل عمير بن ضابئ عليه فكسر ضلعاً من أضلاعه، وفي الإصابة : لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابئ عليه فكسر ضلعين من أضلاعه .. وقال المسعودي .. إلى آخر ما جاء في الغدير ، فراجع. وفي صفحة : 210 : ثم توطأ عمير بن ضابئ بن الحارث بن أرطاة التميمي ثم البرجمي بطنه ، وجعل يقول : ما رأيت كافراً ألين بطناً منه ، وكان أشد الناس على عثمان فكان يقول .. وانظر : التعجب للكراجكي : 56 .
3- تقرأ العبارة في نسختي الأصل : سخنت صابياً ، والصحيح ما أثبتناه من تاريخ الطبري 414/4 ، وتاريخ ابن الأثير 179/3.. وغيرهما.
4- الزيادة من المصادر .
5- في الغدير 209/9: وأقبل عمير بن ضابي - وعثمان موضوع على باب -فنزا عليه فكسر ضلعاً من أضلاعه وقال : سجنت ضابئاً حتى مات في السجن، وفي شرح النهج 158/2 : وأقبل عمير بن ضابئي البرجمي فوثب عليه فكسر ضلعين من أضلاعه ، وقال له : سجنت أبي حتى مات في السجن . وقد تقدم ما يرجع إلى ضابي.
وفي رواية شقيق بن سلمة : فلمّا حجّ معاوية .. نظر إلى قبره ، فأمر أن يدفنوا موتاهم في موضع قبره إلى جانب جبانة (1) المدينة ؛ لكي يستر أمره .(2)
فلا يخلو أمره من أن يكون على الحق ، فالجهاد أولى به من أن يُلق [ي ](3) بيده إلى التهلكة ، أو أن يكون على باطل ، فالخروج منه كما عرضوا عليه - خير من الإقامة : فإن كان عقد الإمامة بالإجماع جائزاً (4) [كذا ] .
السيّد الحميري (5) :
[ من الخفيف ]
عَجَباً لِلمُهاجرين وللأن *** صار (6) في قَتِيل (7) قائِدِ الأغراب
ص: 177
1- في نسختي الأصل : الجبانة ، والجبانة : المقبرة. انظر : المصباح المنير : 91 مادة (جبن).
2- انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ،158/2 و 7/10، وتاريخ الطبري 412/4 [ وفي طبعة 438/3] ، والبداية والنهاية 191/7.. وغيرها.
3- في نسخة (ألف) : يليق .
4- لعلّ جواب (إن) : فالعزل بالإجماع مثله ، أو ما يؤدّي مؤداها .
5- لم نجد هذه القصيدة في الديوان المجموع للسيد الحميري ، ولا نعرف له-ا مصدراً غير كتابنا الحاضر.
6- في نسختي الأصل : الأنصار .
7- كذا ؛ ولعلّها : قتل .
لَو أَرادوا أن يَمْتَعُوهُ حَمَوْهُ *** مِنْهُمُ بالنعال أو بالثّياب
مِنْ ثَلاثِينَ راكِباً أَقْبَلَ القَو*** مُ إِلَيهِ مِنْ مِصْرَ فَوقَ الرِّكَابِ(1)
وَهُمْ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلفاً *** وَيَزِيدُونَ مِنْ رُواةِ الكِتابِ
لَمْ يَرَوْا نَصْرَهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الحَقِّ *** وَلا دَفْنَهُمْ لَهُ في التُرابِ
يتحامَوْنَهُ ثَلاثةَ أَيا ***مٍ قَتِيلاً مُعَرَّضاً لِلْكِلابِ
وَتَدَاعَى أَهْلُ المَدِينَةِ بِالبُشْ*** رى بِقَتْلِ المُكَذِّبِ الكَذَّابِ
ابن الحجاج (2) : [من البسيط ]
قالَتْ : تُحِبُّ أَبا نَصْرِ؟ فَقُلْتُ لها: *** كَلَّا - وربّ- أَبا بكر (3) وَلا عُمَرا
الدَّافِعَانِ عَليّاً عَن ولايَتِهِ *** وَالفَاعِلانِ بِهِ ضدَّ الَّذي أُمِرَا
قالَتْ : فَنُعمانُ لا تَبكِي لِمَصْرَعِهِ *** إِذْ عَمَّمُوا رَأْسَهُ الصَّمْصَامَةَ الذَّكَرَا ؟
ص: 178
1- في نسخة (ب): التركاب.
2- سبقت ترجمة شاعرنا (رحمه الله) في المقدّمة، ومرّ له شعر كثير، وله أكثر من قصيدة رائية مبثوثة في المناقب، لاحظ منه : 321/1 ، 342 ، و 99/2، 206، 357، و 70/3 ، 165، 265 ، 340 ، 449 . وعلى كلّ؛ فلم أجد لهذه الأبيات أثراً في المناقب والغدير ولا غيرهما، ولعلّها من مختصات مجموعتنا هذه.
3- أقول : الظاهر أن البيت : قالت : تحبُّ أبا بكر فقلت لها .. كلّا ( أي لا أحبّ أبا بكر ) وربّ أبي بكر (قسم بالله ) ، ولا عمراً (أي ولا أحب عمراً).
فَقَلتُ : عَينٌ بَكَتْ عُثمانَ حِينَ تَوَىٰ ذُرَّتْ إِذا رَمِدَت أَجْفانُها بِخَرا
السيد الحميري (1): [ من الخفيف ]
أيُّها السائلي بِنُعْمانَ (2) إِنِّي *** سَيءُ (3) القَوْلِ (4) فِيه لِلسَّائِلِينَا
لَستُ أَخْشَى (5) العِقَابَ فِيهِ مِنَ اللَّ- *** ه ولا ضُرَّ لَوْمَةِ اللأَئِمينَا
إِنَّ نُعَمَانَ شَرُّ مَن وَطِئَ الأَر *** ضَ مِنَ الأولين والآخرينا
إِن نُعمانَ فِيكُمُ مِثلُ عِجْلٍ *** قَدْ عَكَفْتُمْ عَليهِ بِالظَّالِمِينَا )(6) (7)
ص: 179
1- اسم الشاعر في نسخة (ألف) بياض ، ولم نلق هذه الأبيات في ما جمع للسيّد الحميري (رحمه الله) في الديوان المطبوع ، ولا في المجاميع الناقلة لشعره - طاب رمسه - .
2- رمز لعثمان ، كما سلف مكرراً .
3- الكلمة مشوّشة ، أثبت ما استظهر منها .
4- في نسختي الأصل : المقول ، والصواب ما أثبتناه .
5- في نسختي الأصل : للأخشى - بدون نقط - .
6- في نسخة (ألف): أعكفتم.
7- كذا في نسختي الأصل : ولعلّه ( يا ظالمينا ) أو (يا الظالمينا).
كَعُكُوفِ الَّذِينَ كَانُوا يَخِرُّو *** ن إذا خارَ عِجْلُهُمْ ساجِدِينا
[أَ] سَمِعْتُمْ فِي الوَحْي ما أَنزَل الله *** هُ عَلَى عَبْدِهِ مَقالَ اللَّذِينا
كَفَرُوا : رَبَّنا اللَّذَيْنِ أَضَلَّا *** نَا جَمِيعاً أَرِنَاهُمَا (1) لِيَكُونا (2)
تَحْتَ أَقْدَامِنَا فَذلِكَ إِبْلِي ***سٌ (3) وَقَرْمَانُ(4) أَسْفَلَ السَّافِلِينا (5)
ذا من الجن ثُمَّ هذا مِنَ الأن *** س هُمَا الفَاتِنَا الكَافِرِينَ (6)
ص: 180
1- في نسخة (ألف) تقرأ : إنّ ما هم ولعلّها : أرناهم، أو : أَرْناهُمُ ، لكنّها ضرورة قبيحة جداً.
2- ذيل البيت مشوّش اللفظ والمعنى، أثبت ما قرئ منه . ويا حبذا لو كان قد قال : [ من الخفيف ] كفروا أرنا اللذين أضلا *** نا جميعاً يا ربنا ليكونا
3- في نسختي الأصل : ابلين .
4- في نسخة (ب): قرنان .
5- المعنى مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذِيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ ﴾ [سورة فصلت (41) : 29].
6- العجز مشوش في نسختي الأصل، وما هنا إشارة إلى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزْاً ﴾ [سورة مريم (19) : 83] .
الفصل التاسع : في ردّ أخبار المكذّبة في نسر
[ القسم الثاني ]
[ في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين ]
[باب ]
في أبي المعازف ]
[ فصل 9 ]
[ في رد أخبار المكذّبة في نسر ]
ص: 181
فصل
في ردّ أخبار المكذبة في نسر (1)
الباقر (علیه السّلام) :
(يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلِ فَضْلَهُ ) : « يعني عليّاً [ وكذا كان يقرأ ابن مسعود ](2):
﴿ وَإِنْ تَوَلَّوْا ...) يعني : الأوّل ، والثاني ، والثالث .. وأتباعهم (3)
فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) (4) » .
أما التولّي ؛ فمعصية النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بما أمروا به.
ص: 183
1- الكلمة غير معجمة في نسختي الأصل ، أثبت ما استظهر منها ، وهي رمز لعثمان كما أسلفنا . ولقد قرّر المصنف في ديباجة كتابه هذا الرمز للثالث وأدرجه في الباب الثالث، وقد جاء في كلمات أعلامنا رضوان الله عليهم . لاحظ : الكتاب الرائع الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 360/3 - 361.
2- الزيادة من المناقب للمصنّف ل 577/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 98/3 ]، وعنه في بحار الأنوار 424/35 ( باب 22) حديث 5.
3- في المناقب : أعداؤه وأتباعهم.
4- سورة هود (11): 3.
وأَمَّا (عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) فالدخان والصيحة (1).
ورويتم (2) : أن الله تعالى جعل لنسر نورين ..!
فلا يخلو إما أن يكون النوران [ في الدنيا ] ، أو في الآخرة ، أو [نوراً في الدنيا](3) و نوراً في الآخرة ، ولقد جعل لكلّ مؤمن نوراً في الدنيا ونوراً في الآخرة (4).
قوله في حال الدنيا: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً .. ) (5).
وفي الآخرة: انظُرُونَا نَقتَبِسْ مِن نُورِكُمْ..)(6) ، فإذا كان كُلّ ] مؤمن كذلك .. فما فضل نسر على غيره ؟! وأيّ فائدة في مقال النبي (عليه وآله السلام) ؟! وهو أجلّ قدراً من أن يقول قولاً لا فائدة فيه !
ص: 184
1- وقريب منه ما رواه القمی (رحمه الله) في تفسيره : 297 - 298 [ الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 321/1، وفي المحققة 460/2 حديث 1 (سورة محمّد ) ]، وعنه في بحار الأنوار 213/9 - 214 ( ذيل باب (1) ضمن حدیث 92 ، و 68/22 حدیث 15، و 116/36 - 120 حدیث ،26 ، ولاحظ صفحة : 117 باب (39) حديث 64 ، وتفسير البرهان 78/3 حديث 6 ، ونور الثقلين 250/3 حديث 5 . ولاحظ : كشف الغمة : 91 - 96 ، وعنه في بحار الأنوار 116/36 - 120.
2- وهذا جاء بألفاظ مقاربة وبدون كنية في الصراط المستقيم 81/3 - 82.
3- زيادة ما بين المعكوفين منّا .
4- وزاد في الصراط هنا : فكيف يخص دون غيره، وهو عندكم مفضول عن الشيخين .
5- سورة الأنعام (6) : 122، ومن قوله: قوله.. إلى آخر الآية سقط من نسخة (ألف).
6- سورة الحديد (57) : 13 .
ثمّ إنّ أبا بكر وعمر أفضل منه بزعمهم ! فكيف تخصيصه بذلك ؟! فإذن (1) يكون النبي ( عليه وآله السلام) ظَلَمَ الأفضَلَيْن منه .
وإن كان النوران جعلهما الله في الدنيا والآخرة ؛ فالشيخان عنده- [م] أفضل منه ، ولم يجعل لهما ولا لواحد منهما ..!
ورويتم (2) : من يشتري بئر رومة (3) فله الجنّة ..
ص: 185
1- في نسختي الأصل : فإذا.
2- ذكر ابن حجر في فتح الباري 314/5 ، في حديث قال : أرسل عثمان - وهو محصور - إلى علي [عليه السلام] وطلحة والزبير .. وغيرهم ، فقال : احضروا غداً .. فأشرف عليهم وقال : أنشدكم الله - ولا أنشد إلا أصحاب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) - ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من حفر رومة فله الجنة .. ! فحفرتها ؟! مع أنه قد قيل في رواة هذا الحديث ما قيل، أقلّها ما قيل في سيف بن عمر من أنّه : ضعيف، متروك ، ساقط ، وضاع .. إلى آخره .. بل أخّر البخاري في كتاب الوصايا من كتابه 236/4 ( باب إذا وقف أرضاً أو بئراً..). وما أروع قول الشيخ الأمینی (رحمه الله) في غديره 335/9: .. وما أكثر ما بين دفتي هذا الصحيح من سقيم يجب أن يضرب به عرض الحائط. مع أنّه لو ثبت ذلك ؛ للزم الخدشة في سائر العشرة المبشرة عندهم، مع أنّ الشيخين منهم ( أي طلحة والزبير ) باشروا الحصار، وممّا يزيد قائلها عاراً وشناراً عليه .
3- جاء في الحديث الموضوع الذي رواه إمام الحنابلة في مسنده 70/1 ما ناشد به عثمان الصحابة، وجاء فيه قوله : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أتعلمون أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)قال : من يبتاع بئر رومة .. فابتعتها .. بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فقلت : إني قد ابتعتها - يعني بئر رومة - فقال : اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك ، قالوا : نعم .. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 167/6 بنفس الإسناد. وجاء في حلية الأولياء ،58/1 مسنداً عن أبي هريرة أنّه قال : اشترى عثمان بن عفان من رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) الجنة مرتين ، بيع الخلق : حين حفر بئر رومة، وحين جهز جيش العسرة .
فاشتراها نسر (1) من ماله .. (2)
فلو سلمنا له شراءه ، مَنْ يصحح لهم ضمان الرسول ( عليه وآله السلام ) له الجنّة ؟ ! وإذا وجدت أفعاله بخلاف أفعال [أهل ] الجنّة كيف يستحقها (3) ؟ ! كيف يضمن له النبي الجنّة ؟ ! ولو اشترى بئر رومة فهو غير نافع ؛ لأنه لا يُصلح عمل المفسدين ، ولو كان لهذه الدعوى أصل لَنَزَلَ [ الله ] في شأنه آيةً .. كما نَزَلَ في أقراص الشعير سورةً ! (4)
ورويتم : أنه حمل إلى رسول الله (عليه وآله السلام) دنانير كثيرة ،
ص: 186
1- أي عثمان، وقد تعرّض إلى هذا الرمز صاحب الأسرار - رضي الله عنه وأرضاه - في کتابه 360/3 - 361 .
2- ذكره ابن حجر في فتح الباري 314/5[85/8] ، والهيثمي في مجمع الزوائد 191/6، والطبراني في المعجم الكبير 232/18 . . وغيرها . لاحظ : الغدير 334/9 - 335 .
3- كذا استظهرناه من الكلمة المشوّشة ، قد تقرأ في نسخة (ألف) : نسخها ، أو ما يشابهها ، وفي نسخة (ب) : يستحبّها .
4- انظر : الاستغاثة : 199 - 200 .
فجعل النبي ( عليه و آله السلام ) يقلبها بيده ويقول : ما يضرّ نعثل بن عفّان ما فعل بعدها .. ! أو ما أتى بعدها .. ! فقوله : « ما أتى بعدها » ، [ إن كان ] يريد ما عليه لما أتى من أفعال الخير .. فهذا لكلّ إنسان أتى بشيء من أفعال الخير والبر، فذلك له .. لا عليه ، وهذا قول من لا يعقل ، أو أنّه أراد بذلك الأفعال السيئة ؛ فقد أوجبوا أن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قد أباح له ما حرمه الله ورسوله على المسلمين ، أو يكون النبي ( عليه و آله السلام ) من العابثين (1) في مقاله (2) ! !
ورويتم (3) : أن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ما كان يوماً جالساً في منزله مكشوف الفخذين
ص: 187
1- كذا استظهرناه، وقد تقرأ في نسختي الأصل : العاتيين .
2- راجع الرواية في الاستغاثة في بدع الثلاثة : 57 .
3- هذا حاصل ما ورد في بعض الروايات - وما أكثرها في هذا المقام كما جاء في كتاب مسلم 116/7، ومسند أحمد 62/6، ومصابيح السنة 273/2، والرياض النضرة 88/2، وتاريخ ابن كثير 202/7 ، والمستدرك للحاكم 102/3 ، ومجمع الزوائد 85/9 ، والمعجم الأوسط 2912 . . وغيرها . وقد فصلها شيخنا الأميني (طاب ثراه) في غديره 274/9 - 294 ، بما لا مزيد عليه ، ونحن عيال عليه رحمه الله وأرضاه برضوانه . ثم إنه ختم حديثه - بعد سرد عشرات الموارد في نقض مسألة حيائه ، مع أنّه لا دين لمن لا حياء له ، بل ما عرف من وقاحته وجرأته على الله ورسوله والمؤمنين ومخالفته للكتاب والسنّة مع هتكه لأولياء الله المؤمنين، وتسييره لعباد الله الصالحين، ونفيه لخيرة الله الكاملين - بما رواه الحاكم وابن عساكر وغيرهما من طريق محمّد بن يونس الكديمي أبي العباس البصري، عن هارون بن إسماعيل الخزاز أبي الحسن البصري، عن قرّة بن خالد السدوسي البصري ، قال : سمع الحسن البصري، عن قيس بن عباد البصري، قال: شهدت عليّاً رضي الله عنه [علیه السلام ] يوم الجمل يقول كذا ..: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي، وأرادوني على البيعة ، فقلت : والله إنّي لأستحيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة ! وإنّي لأستحيي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد .. فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس إليّ فسألوني البيعة ، فقلت : اللهم إنّي مشفق لما أقدم عليه !! ثم جاءت عزيمة فبايعت ، فلقد قالوا : يا أمير المؤمنين !.. فكأنما صدع قلبي ، فقلت : اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى ! وفي لفظ ابن كثير : فلما قالوا : أمير المؤمنين كان صدع قلبي .. ! وأمسكت .. ! وقد حكاه الشيخ الأميني في الغدير 312/9- 313 عن عدة مصادر. أقول : لمّا وجدوا أنّ التاريخ الصحيح، وما ثبت من سيرة عثمان ينفي عنه ملكة الحياء ويمثله للمجتمع بما يضادّها ، نسجوا له النسج المبرم، وأتوا بالمخازي، ووضعت يد الافتعال فيها ما سمعت من الأفائك، حتى جعلوه أشدّ أمة محمّد حياءً وأحياها وأكرمها، حتى تستحيي منه الملائكة ... فحياء عثمان كشجاعة أبي بكر ! وعلم عمر ! سالبة بإنتفاء موضوعاتها، وهي فيهم تضاهي أمانة معاوية وعلمه الواردين فيما يعزى إليه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من قوله : كاد أن يبعث معاوية نبيّاً من كثرة علمه وائتمانه على كلام ربّي !! وقوله : الأُمناء سبعة : اللوح، والقلم ، وإسرافيل ، وميكائيل، وجبرئيل، و محمّد، ومعاوية ..!!
وأصحابه يدخلون عليه(1) ..
ص: 188
1- في نسختي الأصل : إليه .
.. فلا يغطّيها (1) !! فلما دخل عليه نعثل غطاها !! فقيل له في ذلك ، فقال : ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة !! (2)
ص: 189
1- في نسخة (ألف): يغصها .
2- راجع الرواية في الاستغاثة في بدع الثلاثة : 57 - 58 . قال في المستصفى 1082 : إنه [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] نهى عن كشف العورة، ثمّ كشف فخذه بحضرة أبي بكر وعمر ! ثم دخل عثمان فستره فعجبوا منه، فقال: ألا أستحي ممن تستحي منه ملائكة السماء !! أقول : جاءت هذه الفرية بأنحاء مختلفة جداً ؛ وقد أخرجها جهابذتهم على أنّها مسألة مسلّمة ؛ لا يهم دعاة بني أمية وأبناء الشجرة الملعونة ما يلزم من هذه الواقعةِ من هتك صاحب الرسالة (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، بل وخلفائهم وطواغيتهم ، وقد رويت بطرق متعدّدة، ومضامين متفاوتة، منها ما أورده المصنف (رحمه الله) . ومنها ما أخرجه مسلم في كتابه 117/7 ، وابن حنبل في مسنده 71/1، و 155/6 - 167، وإسحاق بن راهوية في مسنده 1021/3، بطريق أموي الرجال ينتهي إلى سعيد بن العاص - ابن عمّ الخليفة وعائشة ما حاصله : إن أبا بكر أولاً ثم عمر ثانياً - على نحو الترتيب ! - استأذنا على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة .. فأذن لهم وقضى حاجتهما ... وعند ما أراد الثالث الإذن جلس - بعد أن أمر عائشة أن تجمع ثيابها - وقضى حاجته ، وقد أجاب - حين اعترض عليه بزعمهم - بأنّ عثمان رجل حييّ ! وإنّي خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته. بل جاءت بلفظه : والذي نفسي بيده إنّ الملائكة لتستحي من عثمان كما تستحي من الله ورسوله !! راجع : ميزان الاعتدال للذهبي ،250/2 ، وتاريخ ابن كثير 203/7.. وغيرهما. وفي تاريخ ابن كثير : عثمان حيي ؛ تستحيي منه الملائكة ! وفي حلية الأولياء 56/1 - : أشد أمتي حياء عثمان بن عفان ! أو : عثمان أحيى أُمّتي وأكرمها ! وجاء بألفاظ منسوجة ومفتعلة أخر .
ألستم رويتم (1)عن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): «الركبة عورة (2) » ؟!
أو قال: « من العورة (3)» ؟!
ص: 190
1- كما جاء في الاستغاثة في بدع الثلاثة : 58 .
2- الموجود في الروايات ( الفخذ عورة ) كذا في الاستغاثة . انظر : میزان الاعتدال 87/3.
3- أقول : لقد صدعت الشريعة بأن الأفخاذ عورة، وأمرت بسترها .. وقد جاءت في ذلك روايات كثيرة في كتب العامة فضلاً عن الخاصة، كما في مسند أحمد بن حنبل 290/5، أنه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) مر على معمّر بفناء المسجد محتبئاً كاشفاً عن الله طرف فخذه ، فقال له : « خمر فخذك يا معمر ! فإنّ الفخذ عورة»، وفي لفظ : «غطّ فخذك ؛ فإنّ الفخذ عورة» ... وهناك روايات في هذا الباب جمّة في صحاحهم ومسانيدهم لا غرض لنا بنقلها، ونغمض العين عمّا أورده الأصحاب رضوان الله عليهم في كتب حديثنا . وقد أخرج البيهقي في سننه 228/2 ، والحاكم في مستدركه 180/4 وغيرهما عن أمير المؤمنين : « لا تبرز [ لا تكشف ] فخذك [ فخذيك ] ولا تنظر إلى فخذ حي ولاميت». وعن ابن عباس : فخذ الرجل من عورته، كما في سنن الترمذي، ورواه أحمد في مسنده 275/1 ، والبيهقي في سننه 228/2.. وغيرهما. بل جاء ( ما تحت السرة إلى الركبة عورة ) ، و ( ما فوق الركبتين من العورة، وما أسفل من السرّة من العورة ) . وعلى كلّ ؛ فقد اختلفوا في تحديد العورة. لاحظ ما ذكره القسطلاني في إرشاد الساري ،389/1 ، وابن رشد في بداية المجتهد 111/1 ، والشوكاني في نيل الأوطار 49/2 .. وغيرهم في غيرها . ومع هذا ؛ فهم يروون وبكل وقاحة وصلافة - في صحاحهم : أن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عن فخذه وهو جالس مع أصحابه !! وهم يقولون ... إنّه عورة يجب سترها في مكارم الأخلاق ومحاسنها، فلا ينبغي التهاون في المحافل والجماعات عند ذوي الأقدار والهيئات ! قاله ابن رشد في المدوّنة الكبرى 110/1 ، بل قالوا : إنه حلّ إزاره وأصبح عرياناً ! راجع : كتاب البخاري 13/6 ( باب بنيان الكعبة ) ، وكذا كتاب مسلم 184/1.. وغيرهما، والعن كل من خرج عن الصراط المستقيم وانحرف عن أهل بيت العصمة والطهارة مع ما روي عنه (صلّی الله علیه و آله و سلّم)- بل أصبح من ضروريات مذهبنا - من كثرة حيائه صلوات الله عليه وآله حتى طلب ستر العورة وإن كان الإنسان لوحده ، بقوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): «فإنّ الله تبارك وتعالى أحق أن يستحيى منه » ، بل كان يرى عورة الصغير محرّمة ، وهو القائل ( روحي فداه) : « لا ينظر الله إلى كاشف عورة كما في المستدرك للحاكم 257/3 .. وغيره . بل ها هي عائشة تصرّح كما قاله القاضي عياض في الشفاء 91/1 -: ما رأيت فرج رسول الله(صلّی الله علیه و آله و سلّم) قط !
أفيقول هذا .. ثمّ يدع فخذه مكشوفة بين يدي الناس وهي فوق الركبة ؟ ! وهذا من أفعال السفهاء دون الحكماء !!
ثم لو صح ذلك .. لكان فضل نعثل على الأوّل والثاني، إذ ] كان - أيضاً -
ص: 191
تستحي الملائكة منه !! دون الأوّل والثاني (1) .
ثمّ إنّ الملائكة [ هل ] جنت عليه جناية (2) أحسن إليهم نعثل بنعمة .. فأوجبت بذلك على أنفسها تعظيم عثمان والاستحياء منه إجلالاً له ؟ !(3)
وقولكم (4) : إنّه جهّز جيش العسرة ، وهو الجيش الذي خرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وهم خمسة وعشرون ألفاً سوى الأتباع (5)..
ص: 192
1- كذا؛ والعبارة مشوشة اللفظ واضحة المراد ، مع أنه ورد في الثاني هذا، فتدبّر .
2- في نسختي الأصل : حيت على حيائه، والمثبت عن الاستغاثة.
3- في الاستغاثة :201 [58/2] : ومع ذلك فيقال لهم : خبّرونا عن الملائكة ، أي حال أوجبت عليهم أن يستحيوا من عثمان ؟ هل جنت الملائكة عليه جناية فهي تستحي ممّا ارتكبته منه ؟ أو هل أحسن عثمان إلى الملائكة وأفضل عليهم بنعمة، أو بدفع مضرة، أو استجلاب منفعة ، وما شاكل هذا من وجوه الفضل والإنعام، فأوجبت الملائكة على نفسها بذلك تعظيم عثمان والاستحياء منه .. إلى آخره .
4- كما جاء في الاستغاثة في بدع الثلاثة : 55-56 .
5- إنّ كلّ ما جاء في جيش العسرة وتجهيزه، ومقدار ما أنفق فيه ، وما كان منه، فإنّه واهن الإسناد ضعيف الطريق، ومرسل الرجال مع اضطراب شديد في الروايات مما يلزم الحكم عليه بالبطلان في الجميع ، ولا يسعنا فعلاً تفصيل ذلك . قال ابن هشام في سيرته 172/4 : أنفق عثمان بن عفان في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها ، حدثني من أثق به : إنّ عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار ... وقيل : ألف بعير ؛ بأقتابها وأحلاسها ، كما في أسباب النزول للواحدي : 61 ، وقيل : ألف بعير وسبعين فرساً ، وقيل : جهز سبعين ألف ، وقيل : مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ، وقيل : جهّز ثلث ذلك الجيش مؤنتهم . وقيل : كانت ثلاثمائة بعير وألف دينار .. وهناك أقوال أُخر .. نحو عشرين قولاً مختلفة مضموناً جداً ، أدرجها مع تضعيف أسنادها ، وذكر ما فيها شيخنا الأمینی (رحمه الله) في الغدير 329/9 - 343، وما بعد الأميني أمين ولا بعد الغدير غدير ، ولذا لا ترانا نخوض في نقض الواقعة وردّها. وقد حكى البلاذري في الأنساب 10/5 ، مسنداً عن الحسن البصري - المتولد 10/5، لسنتين بقيتا من خلافة عمر ! - إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يجهز هذا الجيش بشفاعة متقبلة ؟ ! فقال عثمان : يا رسول الله بشفاعة متقبّلة ؟ ! قال : نعم ؛ على الله ورسوله ، قال : أنا أجهزهم بسبعين ألفاً ! راجع : الاستغاثة 197 - 198 . . وغيره .
و [ قد ] جدنا في رواياتكم : أن النبي صلى الله عليه وسلم استدعى من الناس تقوية من لا قوّة به من المسلمين، فأعطى عثمان مائتي راحلة.. ففرّقها النبي ( عليه وآله السلام ) على قوم من المسلمين ..
فإذا صح لنسر ذلك .. فإنّما يكون المائتا راحلة لمائتي رجل ، أو لأربعمائة رجل على أصعب الأمور ، فأربعمائة رجل كم هم من خمسة وعشرين ألفاً ؟!
[ أ ] فلا يستحيون أن يقولوا : إنّه جهّز جيش العسرة ؟!! ولو صح ذلك لجهز الضعفاء الذين كانوا راغبين في الجهاد ، ورخّصهم(1) رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] في التخلّف عنه ، وتلك حال الضرورة .. فانصرفوا عنه ، يبكون أسفاً منهم على الجهاد، وقد سماهم الله : البكائين ، فقال :﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ )..
ص: 193
1- في نسختي الأصل : وخصهم .
إلى قوله (يُنْفِقُونَ) (1).
وقلتم (2) : إنّ النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) زوّج من عثمان رقيّة وزينب (3).. التزويج صحيح ،
ص: 194
1- سورة التوبة (9) : 91 - 92 .
2- هذا عودة للبحث عن كونه ذا النورين وقد سبق الحديث عنه مفصلاً.
3- المعروف أن الثانية أُمّ كلثوم، إلا أن تكون هذه كنية لها ويكون اسمها زينب . ولعله من هنا أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 364/12، مسنداً عن أم عياش، أنها قالت: سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يقول : ما زوّجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء ..! مع أنّ في طريقه أحمد بن محمّد بن المفلس الحماني، الذي قال فيه ابن عدي : ما رأيت في الكذابين أقلّ حياء منه .. وحكم عليه ب: أنه يضع الحديث، وليس بثقة، والخطيب نفسه قال عنه : حدّث عن أبي نعيم.. وغيره بأحاديث أكثرها باطلة هو وضعها ، بل كلّ مناقب أبي حنيفة وضعها هذا الدجّال ، كما قاله الدارقطني ولهم فيه كلمات كثيرة لاحظ بعضها في تهذيب التهذيب 372/6، ولسان الميزان 380/4 . . وغيرهما . وحيث كان هذا الحديث ممّا يرفع صنمهم ، ويعظم خليفتهم، لذا لم يشيروا إلى ضعفه حتى من الخطيب نفسه . وبعد ؛ ألم تكن أُمّ كلثوم هذه هي التي ظلمها وضربها، بل قارف ليلة وفاتها ، كما صرّح به البخاري ( في باب الجنائز، باب يعذب الميت ببكاء أهله ) من كتابه المدعو بالصحيح 225/2 و 244 ، ولذا حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من النزول بقبرها مع أنه كان أحق الناس بها ظاهراً . وعليه ؛ فلم يشغله الهمّ بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)عن المقارفة ؟ !
إلا أنّه قد ذكر صاحب كتاب الأنوار (1) : أنّهما كانتا ربيبتي خديجة .
وذكر أبو القاسم الكوفي في كتاب البدع(2) : أنهما ابنتا هالة بنت خويلد ، قد تزوجها رجل من بني تميم .. يقال له : أبو هند ، وكانت (3) هاتان الابنتان المنسوبتان إلى النبي ( عليه وآله السلام) زينب ورقية له(4) من امرأة أُخرى قد ماتت .. ثم مات أبو هند ، وقد بلغ ابنه : هند (5) مبلغ الرجال ، والابنتان طفلتان ، وكان ذلك في حدثان تزويج النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بخديجة ، وكانت هالة فقيرة وخديجة من الأغنياء ، فأمّا هند (6) ابن أبي هند فإنّه لحق بقومه بالبادية ، وبقيت الطفلتان عند أُمه هالة ، فضمت خديجة أختها هالة مع الابنتين إليها وكفلتهنّ جميعهنّ ، وكانت هالة [ هي الرسول ] (7)بين خديجة ورسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] في حال تزويجها ، فلمّا تزوّج النبي ( عليه و آله السلام) خديجة ماتت هالة ،
ص: 195
1- وقد حكى الشيخ البياضي في الصراط المستقيم 83/3 مضمون ما جاء هنا مجملاً، ولعله أخذه من كتابنا هذا كغالب منقولاته .
2- الاستغاثة في بدع الثلاثة : 112 - 115 .
3- في نسختي الأصل : كانتا ، وما أُثبت جاءت في هامش نسخة (ب).
4- لم ترد الكلمة في نسخة (ألف) ، وأثبتناه من هامش نسخة (ب).
5- الظاهر أنّ اسم (هند) زائدة هنا ، وهو ليس في كتاب الاستغاثة .
6- تقرأ في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : صفو ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر .
7- عن الاستغاثة، ونصّه : وكانت هالة أخت خديجة هي الرسول بين خديجة وبين رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)في حال التزويج.
وخلّفت : زينب ورقيّة في حجر خديجة وحجر النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فربّاهما ، و ، ورسم العرب أن من ربّى يتيماً نسب ذلك اليتيم إليه ، وإذا كانت يتيمة لم يستحلّ من ربّاها (1) أن يتزوجها ؛ لأنّها ابنة له ، ولم نزل العرب على هذا الحال إلى أن سئل رسول الله عن تزويج اليتيمة ممّن يربّيها ، فنزل : ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُم فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ في الكِتَابِ فِي يَتَامَى ..(2)) الآية .
هذا حالهما مع النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) .. ثم نسب (3) أخوهما هند إلى خديجة، إذ كان اسمها معروفاً واسم أختها هالة مجهولاً ..
وهند لحق أيّام الحسين (علیه السّلام)، [ فقتل بين يديه ، وهو شيخ ](4)، فقال الناس : قُتِلَ خالُ الحسين : هند بن أبي هند التميمي ، وإنما كان ابن خالة فاطمة الزهراء (علیه السّلام)، وبقي له العقب إلى اليوم ، وينسبون إلى خديجة ، وخديجة لم تتزوّج غير رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، و ذلك أن الخاص والعام أجمعوا على أنه لم يبق من أشراف قريش إلا من خطب خديجة فأبت ، فلمّا تزوّجها النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عذلوها (5) في ذلك .. فكيف يجوز - مع شرفها - أن تتزوّج أعرابي من بني تميم ، ثم تمتنع
ص: 196
1- هذا استظهار وإلّا فالكلمة مشوشة تقرأ فى (ألف) : بنيها - بدون نقط - ولعلّها : تبنّاها .
2- سورة النساء (4): 127 .
3- في نسختي الأصل : فسد ، وما في المتن من المصدر، وهامش نسخة (ب).
4- الزيادة من المصدر.
5- في نسخة (ألف) بالدال ، والعذل بمعنى الملامة، ولاحظ : صحاح اللغة 1767/5، وتاج العروس 478/15 - 419 .
على السادات(1) ؟!
ثم إنّ النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) زوج رقية من عتبة بن أبي لهب ، فطلقها قبل الدخول بها ؛ لمّا نزلت : ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ .. ) (2) وقالت قريش ما قالت .. فزوجها من عثمان ، وزوّج زينب من أبي العاص بن الربيع ، وأسر أبو العاص يوم بدر فردّ عليه قلائد زينب وكانت قد أسلمت ، ثمّ أسلم (3) أبو العاص.. وكان لأبي العاص منها ابن يسمّى : يعلى ، وبنت تسمّى : أمامة ، فمات يعلى حين راهق (4) بالمدينة ، وتزوّج أمير المؤمنين (علیه السّلام) أمامة .. فلما مات أبو العاص وماتت رقية ، زوّج النبي (عليه وآله السلام ) زينب من عثمان (5) .
فلما ثبت تزويجهما في الجاهلية من رجلين كافرين ، ولم(6) يجز أن يزوّج النبي ( عليه وآله السلام) ابنتيه من كافرين من غير ضرورة دعت إلى ذلك.. بطل أن يكونا ابنتيه .
ص: 197
1- في نسختي الأصل : الرادات .. بدلاً من: على السادات .. وجاءت الكلمة على حاشية نسخة (ب): تصحيحاً .
2- سورة المسد (111): 1.
3- تقرأ في نسخة (ألف) : [ و ] لم يسلم .
4- في نسختي الأصل : رافق، وما هنا جاء حاشية على نسخة (ب)، وفي كتاب الاستغاثة.
5- راجع ما جاء بألفاظ مقاربة في الاستغاثه في بدع الثلاثة : 65 - 68 .
6- في نسختي الأصل : فلم ، وما هنا قد جاء على نسخة (ب)، وهو الظاهر بل الصحيح.
فأمّا من قال: إنّهما كانتا ربيبتي رسول الله (1) ، قال : إن نكاح الكافر كان في أوّل الأمر جائزاً ، فلذلك زوّجهما النبي ( عليه وآله السلام) من عتبة ، ومن أبي العاص ، ثمّ من عثمان .
وحين خطبت فاطمة ، ردّ أبا بكر (2) وعمر وعبد الرحمن ، وزوجها ممن كان يثق بدينه ؛ لأنّ المؤمنين كما تكافؤوا في الدماء.. تكافؤوا في الزواج .
ورويتم (3) : لو كان عندنا ثالثة ما عدوناك (4) ..
فلو علموا ما عليهم في ذلك لأقصر وا عن ذكره ، وذلك أنه [إن ] كان تزويج (5) النبي ( عليه وآله السلام) فخراً لمن زوّجه ، ففى (6) ردّه من التزويج نقص وذمّ على الشيخين ؛ لأنكم أجمعتم في (7) رواياتكم : أنهما خطبا الزهراء(علیها السلام) إلى
ص: 198
1- كما نص على ذلك من القدماء أبو القاسم الكوفي في الاستغاثة وصاحب كتاب الأنوار نقلاً عن الصراط المستقيم 83/3.
2- من قوله : وحين.. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ألف).
3- كما في كنز العمال 56/13 حديث 36237 ، وفيه : لزوّجناه، وكذا جاء في إمتاع الأسماع للمقريزي 350/5، وفيه : لزوّجناك. ولاحظ : الاستغاثة 54/2 .
4- وفي بعضها من الحديث الموضوع : لو كنّ عشراً لزوجتهنّ عثمان .. كما جاء في طبقات ابن سعد 38/8 ، وحكاه البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 83/3.
5- في نسختي الأصل : تزوّج، والمثبت عن الاستغاثة .
6- في نسختي الأصل: تزوّجه وفي، والمثبت عن الاستغاثة .
7- في نسختي الأصل : على، والمثبت عن الاستغاثة .
النبي ( عليه وآله السلام ) فمنعهما ذلك (1)، فإذ لم يرهما أهلاً لتزويج ابنته ورأى عثمان موضعاً لذلك وأهلاً، فيكون عثمان أفضل منهما ! وذلك فضيحة لهما ؛ لأنهما قد تقدما عليه ، وإن كان تزويج النبي ( عليه وآله السلام ) إياه ومنعه لهما لا يوجب فضلاً له عليهما ولا ذمّاً في ردّه لهما ، فكذلك لا يجب لعثمان فضل على غيره بذلك .
ثمّ إنّ التزويج لا يدلّ على الفضل ، وإنّما هو مبني على إظهار الشهادتين ، والشريعة أباحت تزويج من أظهرهما ب-لا فضل في ذلك عند الله تعالى - يقطع به (2).
وفي كتاب الأنوار (3) : أن السبب في تزويج عثمان من رقيّة :
ص: 199
1- انظر تفصيل الواقعة في صحيح ابن حبّان 393/15 - 395.
2- قال البياضي في الصراط المستقيم 83/3 : هذا إذ دلّ التزويج على الأفضلية وإلّا سقطت بالكلية .
3- كتاب الأنوار ، ولا نعلم له نسخة كما لا نعرف مؤلفه لاشتراكه بين أكثر من واحد . وحكى هذا المضمون مجملاً البياضي في الصراط المستقيم 83/3 عن الأنوار، ولعله أخذ من كتابنا هذا ، كما هي عادته . أقول : جاء بهذا الإسم عدّة كتب يمكن أن ينقل منها المصنّف طاب ثراه، تعرّض لها شيخنا في الذريعة 411/2 - 414 برقم 1639 - 1649 ، منها : كتاب كافي الكفاة الصاحب بن عباد المتوفى سنة 385، وآخر للتنوخي إسماعيل بن علي، وثالثة للطوسي أبو علي ابن الشيخ، وأيضاً لأبي الحسن علي بن هبة الله الموصلي، ولا بن همام الكاتب الإسكافي ، والمرزباني .. وغيرهم وغيرها .
أن رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] نادى فى أصحابه من حفر بئر أرومة (1) وجهز جيش العسرة وأنفق عليهما من ماله .. ضمنت (2) له على الله بيتاً في الجنّة (3).
ص: 200
1- كذا ؛ والمشهور روايةً : بئر رومة .
2- كذا في نسخة (ألف) ؛ وقد تقرأ في نسخة (ب): خضت، والظاهر ما أثبتناه.
3- وجاءت رواية في كتاب البخاري 202/2.. وغيره. أقول : نعم ما قال شيخنا صاحب الغدير فيه 337/9 من قوله : نعم حقاً يقال : إن سيرة عثمان تصدق هذه الرواية، فإنّها لا تشبه إلا سيرة من رخص بالمآثم، وأذن لاقتحام الطامات والموبقات، وبشّر بغفران هناته وعثراته ، فكان غير مكترث لمغبة فعاله ، ولا مبال بمعرّة مقاله . ثم قال : وهب إنّ الحسنات يذهبن السيئات من غير حقوق الناس ، والكبائر المخرجة عن الدين التي سلفت من الإنسان .. ولكن أي عمل بارّ في الشريعة - ولا أقول من أعمال عثمان فحسب - يُبيح للمكلّف السيئات فيما يأتي من عمره إلى يوم القيامة، ويبشره بالمغفرة فيها جمعاء ؟ ! وليس في ميزان الأعمال ما هو أرجح من الإيمان، ومع ذلك فهو غير ممتاز عما سواه بمغفرة ما يأتي به صاحبه في المستقبل، وإنّما يجب ما قبله : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِن رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [سورة محمّد (47) : 2] وإلّا لبطلت المواعيد والعقوبات المتوجه خطابها إلى المؤمنين أجمع . وإنا لم نجد في أعمال عثمان عملاً باراً يستدعي هذه المغالاة الخارجة عن أُصول الإسلام.. غير فرية دعواه ما أنفقه على جيش العسرة .. إن صح من ذلك شيء، و ما خسره على بئر رومة .. وقد علمت أن جيش العسرة أنفق عليه غيره ما هو أكثر ممّا أنفقه هو ، وما أكثر من حفر الآبار ، وكرى الأنهار ، وسبل مياهها للمسلمين .. فلو كان عمل عثمان هذا يستدعي المغفرة إلى يوم القيامة لوجب أن يغفر لأولئك الأقوام والأمم ذنوبهم إلى ما بعد القيامة بفئام ، لكنّ الحظوظ ساعدت عثمان ولم تساعدهم.. فتبصّر واعجب !! والعن السياسة والانحراف والافتراء.
فأنفق الثالث عليهما ، وصار له البيت في ضمان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، وألقي في قلب الثالث أن يخطب رقيّة ، فخطبها من رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ، فقال له : يا ثالث ! إنّ رقية تقول (1): لا أتزوجك إلّا بتسليم الذي ضَمِنتُه لك عن الله تعالى في الجنّة إليها فهو صداقها ، وأنا أبرأ من ضماني لك إليها ، فقال الثالث : أفعل يا رسول الله .. فزوجها رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] منه ، وأشهد في الوقت على الثالث أنه بريء من ضمانة البيت له ، وصار البيت لرقيّة .. لا رجعة للثالث فيه على النبي (عليه وآله السلام ) .
ثمّ إنّ رقيّة توفّيت ولم يجتمع الثالث بها (2) ولا رآها (3).
ص: 201
1- في نسختي الأصل : لا تقول ، وخطّ على (لا) ظاهراً في نسخة (ب).
2- لا توجد: ( بها ) في نسخة (ألف).
3- في نسخة (ألف) : راما . أقول : هناك موضوعات أُخر في مناقب الخليفة الثالث .. ولا بأس بذكر بعضها بلا تعليق !! فمنها : ما أسندوه له (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من قوله : لكل نبي رفيق في الجنّة، ورفيقي فيها عثمان ابن عفّان . لاحظ : سنن ابن ماجة 53/1 ، وقريب منه في مستدرك الحاكم 97/3، ومسند أحمد بن حنبل 74/1.. وغيرها . ومنها : قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)لعثمان : أنت ولتي في الدنيا والآخرة ! كما جاء في مستدرك الحاكم 97/3، وتاريخ ابن عساكر 65/7.. وغيرهما ، مع أن هناك أكثر من أربعين مصدراً من طرقهم ، إنّ هذا ما قاله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لمولى الموحدين (علیه السلام). (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ﴾ [سورة البقرة ( 2): 59]. ومنها : ما عن أبي هريرة ، إن النبي لا لقي عثمان عند باب المسجد ، فقال : يا عثمان ! هذا جبرئيل أخبرني إن الله قد زوّجك أم كلثوم بمثل صداق رقية على مثل صحبتها !! كما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/39 ، وجاء في تاريخ ابن كثير 211/7. وغيرهما . ومنها : إنّ الله تعالى سيفاً مغموداً في غمده .. مادام عثمان بن عفان حيّاً، فإذا قتل جرد ذلك السيف، فلم يغمد إلى يوم القيامة ! ذكره العلّامة الأميني (رحمه الله) في الغدير 304/9 ، عن ابن عدي وناقشه . ومنها : ما رواه ابن كثير في تاريخه 212/7 عن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، أنّه قال لعثمان : غفر الله لك ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت ، وما كان منك وما هو كائن إلى يوم القيامة ! ومنها : ما عن أبي سعيد ، قال : رأيت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعاً يديه يدعو لعثمان ، يقول : اللهم عثمان رضيت عنه فأرض عنه ..!! كما في تلخيص التبصرة ،179/1 ، وتاریخ ابن کثیر 212/7. ومنها : ما نقله الخطيب البغدادي في تاريخه 19/6، عن أبي هريرة ، أنّه قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : إن لكل نبي خليلاً من أمته ، وإن خليلي عثمان بن عفان! ومنها : ما أورده البلاذري في الأنساب 3/5، عن سعيد بن المسيب، إنّه قال : نظر رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إلى عثمان ، فقال : هذا التقي المؤمن الشهيد ، شبيه إبراهيم !! ومنها : عنه 7/5 - أيضاً - عن عبد الرحمن ، قال : قمت في الحجر ، فقلت : لا يغلبني عليه أحد الليلة، فجاء رجل من خلفي فغمزني، فأبيت أن ألتفت ، ثم غمزني، فأبيت أن ألتفت، ثم غمزني الثالثة فألتفت، فإذا عثمان، فتأخّرت عن الحجر .. فقرأ القرآن في ركعة ! ثم انصرف . وقريب منه في حلية الأولياء 56/1 - 57 . ومنها : ما ذكره الأزدي - مسنداً عنه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) مفترياً عليه - أنّه قال - مخاطباً الثالث : أنت من أصهاري وأنصاري ، وعهد عهده إليّ ربّي أنتك معي في الجنة ! ومنها : ما حكاه الحاكم في مستدركه 103/3 في حديث من ما نسب له (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إنه قال لعثمان : تبعث يوم القيامة أميراً على كلّ مخذول، يغبطك أهل الشرق والغرب، وتشفّع في عدد ربيعة ومضر ! ومنها : ما أخرجه في حلية الأولياء 57/1 عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنت مع رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في حائط من تلك الحوائط، إذ جاء رجل فاستفتح الباب ، فقال : افتح له وبشّره بالجنّة على بلوى تصيبه ، فإذا هو عثمان .. فأخبرته ، فقال : الله المستعان ! ومنها : ما أخرجه - أيضاً - الخطيب البغدادي في تاريخه 157/8، مسنداً عن جابر ، قال : ما صعد النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) المنبر قط إلا قال : عثمان في الجنة !! ومنها : ما عن عائشة ، قالت : ما رأیت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه - حتّى يبدوا ضبعيه - إلا لعثمان بن عفّان إذا دعا له .. جاء في تاريخ ابن كثير 238/7.. وغيره. ومنها : ما نسب له (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من قوله : اللهم لا تنس لعثمان ! ما على عثمان ما عمل بعد هذا .. ! كما جاء في حلية الأولياء 59/1 . ومنها : أنّه كان مع رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بشبير - أو بحراء - فتحرّك الجبل ، حتى تساقطت حجارته إلى الحضيض، فركضه برجله ، فقال : اسكن ! ما عليك إلّا نبي أو صديق أو شهيد، كما قاله البلاذري في الأنساب 55 - 6 ، والبيهقي في السنن الكبرى 158/6 . وعلى كلّ ؛ سيعلم المبطلون .. بل الكافرون غُبّ ما أفرطوا وقصروا في حق صاحب الرسالة، وجنَوا في جنب رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) غلوّاً في فضائل أُناس آخرين، وطواغيت كافرين، لا لشيء إلا حفظاً لماء وجه خلفائهم وأسيادهم، بل أصنامهم وطواغيتهم .. ونعم الحكم الله ، والخصيم محمّد (صلّی الله علیه و آله و سلّم) .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ، والعاقبة للمتقين .
مهیار (1): [ من المتقارب ]
فَنال (2) ابنُ عفَّانَ ما لَمْ يَكُنْ *** يُظَنُّ وَلَا نَالَ بَلْ نُوِّلا
فَقَرَّ (3) وَأَنْعَمَ عَيْشاً (4) يَكُو*** نُ مِنْ قَبْلِهِ خَشِناً (5) قُلْفُلا
وَقَلَّبها (أَرْدَشِيرِيَّةٌ) *** فَحَرَّقَ فِيها بِما أَشْعَلا
ص: 204
1- ديوان مهيار الديلمي 51/3 ، وهي ضمن قصيدة يمدح بها أهل البيت، وقد جاءت هذه الأبيات في (63، 64 ، (65) سلف قسم منها ، وكرّر فيه البيت الأول ، وجاءت الأبيات في الغدير 250/4 من قصيدة ذات (77) بيتاً هذه منها : 63 و 64 و 65 .
2- في نسختي الأصل : فقال ، بدلاً من : فنال .
3- في نسختي الأصل : ففرّ ، والمثبت عن المصادر هو الصحيح.
4- في المصادر : وأَنْعَمُ عَيْشٍ .
5- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : حسناً .
الكميت(1): [من الطويل ]
حَمِدْتُ عَلى حالٍ أَرادَ انْتِقالَها ***تعيرها الله المزيد بدا لها (2)
عَنِ اللُّعَناءِ النَّاكِثينَ عَنِ الهُدَى *** أُمَيَّةَ حَتَّى غَيَّرَ اللهُ حالَها
أَمُنْتَقِلاها شَرَّاً [ أ ] مَّنْ سَمَالَها *** ليبتزها ؟ بَلْ مَنْ أَرادَ انْتِقَالَهَا
بِأَيْدِيهِما حَالَتْ(3) مركبها فزلّت (4) *** فَأَعْظَمُها وزراً غَداً مَنْ أَزالَها
أَمَاتَ كتابَ اللهِ فِي خَيْرِ أُمَّةٍ *** بتقواهُمُ مَنْ لَا يُبالى اقْتِبالَها (5)
ص: 205
1- لم ترد هذه القصيدة الرائعة في الهاشميات المطبوعة مكرّراً ولا في شروحها المتعددة تأليفاً ولا استدراكاً، ولا كتب التراجم والأدب كالأعيان والغدير .. وغيرهما، ولعلّها من متفردات مجموعتنا هذه، والله العالم .
2- كذا ، ولعلّها : تَخَيَّرها الله المُرِيدُ بذا لَها .
3- في نسخة (ب): حلّت .
4- كذا، ولعلها بتقديم وتأخير : فَزَلَّتْ برَكيها .
5- كذا ؛ والظاهر : اقتتالها .
وأَدْخَلَ بالشَّكُ المُشِتٌ عليهم *** تَلاعُنَها مِن أُمَّةٍ وَجِدالها
أما باعَدُوا لِلدِّين عَنْ مُسْتَقَرِّهِ *** وَعَنْ فِئَةِ الإسلام يرقا حلالها ؟!
هُمُ اسْتَزَعُوا مِن قُبَّةِ (1) الدِّينِ والهُدى *** بأيدي اللَّذَيْنِ (2) استَعْصَبَاهَا (3) جَلالَها
وَلَو خَلَّيا بينَ الكِتابِ وَأَهْلِهِ *** وأُمَّتِهِ يَوْمَ اسْتَهاجا فِحالها
وَلَمْ يَلِيا فيها بِحِقْدٍ وَبِغْضَةٍ *** [مَكانَ ] (4) رَسُولِ اللهِ ، ضَلَّ[تْ ] ضَلالَها
لمانقضا من(5) مُحْكَم الدِّينِ قُوَّةً *** لباغ مَكِيد رام فيه احتبالها
ص: 206
1- في نسخة (ألف) : فيه .
2- قد تقرأ في نسخة (ألف): اللدّي.
3- تقرأ في نسخة (ألف): استحصباها، وهي مشوشة .
4- بياض في النسختين .
5- في نسخة (ب) : في بدلاً من من.
وَلَاقْتَدَحَتْ (1) مِن فَوْقِها خَيْرُ أُمَّةٍ *** وَمِن تَحْتِها عَيْشاً (2) رَخَاءُ (3) أَدالَها
ولكنَّها راغَتْ وصَلَّتْ (4) سُيُوفُها (5) *** لِما تَرَكَتْ مِن نَهْجها إذْ بَدا لَها
ص: 207
1- هذا استظهار منّا ، وإلا فما جاء في نسخة (ب) : ولا اقتلد حبّ ، وفي نسخة (ألف) : لا اقتل .
2- في نسختي الأصل : عيساً .
3- مشوشة في النسختين ، كأنها : رخا .
4- صلَّ السّلاحُ : سُمِعَ له طنين، كما في المنجد : 431 مادة (صلّ). أقول : هذه الرواية لصحيحة ؛ لكن إذا كان هناك نسخة فيها (وَسَلَّتْ) فهي أجود قطعاً ؛ فتكون (وَسَلَّتْ سُيُوفَها) بنصب السيوف لا برفعها .
5- كذا استظهاراً ؛ وفي نسختى الأصل: سلومها .
القسم الثالث : في معایب الناكثين والقاسطين والمارقين [والخاذلين وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت علیهم السّلام و الأُمراء ]
الفصل الاوّل : جامع فيهم
القسم الثالث :
في معائب الناكثين والقاسطين والمارقين (1)
[والخاذلين وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت علیهم السّلام و الأُمراء ]
ص: 209
1- في نسختي الأصل والناكثين - مكرراً – وهو سهو حتماً ، وسيأتي العنوان فيما بعد.
[ القسم الثالث ]
في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[باب ]
[ في الناكثين ]
[فصل 1]
[جامع في الناكثين ]
ص: 211
باب الناكثين
فصل
جامع فيهم (1)
قوله : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (2).
جابر (3) وابن عباس ، قالا : أخبر جبرئيل النبي ( عليه وآله السلام ) : أنّ أُمّتك سيختلفون من بعدك ، فأوحى الله [إلى النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ]: قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ .. ) (4) الآيات . قال : أصحاب الجمل .
ص: 213
1- أقول : سيأتي فصل (جامع في الناكثين ) في آخر هذا الباب، وحبّذا أن يدمج كلا الفصلين، ويرمد به هنا جامع للثلاثة الذين جاؤونا من الثلاثة، لعن الله تلك الثلاثة وهذه الثلاثة.
2- سورة التوبه (9): 12.
3- كما أسنده فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره : 101 [ طبعة النجف، وفي طبعة المحققة : 278 - 290 حديث 379] وعنه في بحار الأنوار 193/32 ( باب 3) حديث 141 مع اختصار في اللفظ .
4- سورة المؤمنون (23) : 93 - 98 .
قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ، فأنزل عليه : ﴿ وَإِنَّا على أَنْ نُرِيكَ مَا نَعِدُهُمْ .. ) (1) الآية .
[ قال : فلما نزلت هذه الآية ] فجعل النبي ( عليه و آله السلام) لا يشكّ أنّه سيرى ذلك .
[ وقال جابر : بينما أنا جالس إلى جنب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] (2)وكان يخطب [ الناس ] في حجة الوداع بمنى [ فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ]: «أيها الناس ! [أليس ] قد بلغتكم ؟ ! . . . . قالوا : بلى ، قال : « ألا ألفينكم (3) ترجعون بعدي كفّاراً ، يضرب بعضكم رقاب (4) بعض ، أما والله لئن فعلتم ذلك لتعرفني في كتيبة (5) أضرب وجوهكم فيها بالسيف .. » .
فكان عمر من خلفه .. .. فالتفت (6).. ثم أقبل علينا ، فقال : « أو عليّ» ثلاثاً ، فنزل : ﴿ [ ﴿ فَإِما نَذْهَبَنَّ ) ] بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنتَقِمُونَ ) (7) بعلي بن أبي طالب (علیه السّلام).
ص: 214
1- سورة المؤمنون (23) : 95 .
2- الزيادة من تفسير فرات الكوفي ، وفيه اختلاف عمّا هنا .
3- كذا تصحيحاً ، وإلا ففي نسختي الأصل : لا ألقينكم .
4- في نسختي الأصل : أرقاب.
5- في نسختي الأصل كتبته في تفسير الفرات: لتعرفنّي في كتيبة ، وفي المجمع : في الكتيبة التي تضاربكم.
6- في المصدر : فكأنه غمز من خلفه، فالتفت ثم أقبل علينا.
7- سورة الزخرف (43) : 41 .
ثم نزل : ( قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ..) إلى قوله : ( هِيَ أَحْسَنُ .. ) (1).
ثم نزل : ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) من أمر على بن أبي طالب، (إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (2) وإنّ عليّاً : لعلم الساعة (3) ﴿ .. لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ )(4) عن محبة عليّ (5).
وفي رواية : « فتأتوني في كتيبة كمجرى السيل الجرار (6) أو عليّ ابن أبي طالب ؛ فإنّه أخي ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن .. كما قاتلت على تنزيله (7) .
ص: 215
1- سورة المؤمنون (23) : 93 - 96 .
2- سورة الزخرف (43) : 43.
3- في أمالي الشيخ : لعلم للساعة و .. وفي مناقب المصنف (رحمه الله) 20/3 : وإن علياً لذكر لك ولقومك .. وفي شواهد التنزيل 216/2 حديث 851: وإن علياً لعلم للساعة وإنه لذكر لك .
4- سورة الزخرف (43) : 44 .
5- وقريب منه في أمالي الشيخ الطوسی (رحمه الله) 373/1 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 363 ( المجلس الثالث عشر ) حدیث 760].
6- في نسختي الأصل : انجراراً، وهي مشوشة كلاً.
7- والذي رواه الشيخ المفید (رحمه الله) في الإرشاد 180/1 : «أيها الناس ! لا ألفينكم بعدي ترجعون كفاراً ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبته كمجر السيل الجرار ، ألا وأنّ علي بن أبي طالب أخي ووصيّي يقاتل بعدي .. وعنه وعن إعلام الورى في بحار الأنوار 466/22 حديث 19. وردت قطعة منه في الطبقات الكبرى ،194/2 ، وتاريخ اليعقوبي 111/2 و 112، وكتاب مسلم 1872/4 ، ومسند أبي يعلى 297/2 و 303، ومستدرك الحاكم 109/3، ومصباح الأنوار: 285 ، نقلاً عن هامش الإرشاد.
وروى ابن جریج (1)، عن مجاهد، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع ، فقال : « لأقتلنّ العمالقة في كتيبة » . فقال له جبرائيل : « أو عليّ بن أبي طالب» (2).
ورواه - أيضاً - عن سلمة بن كهيل ، عن ..... (3)؛ رووا ذلك على اتفاق واجتماع.
ص: 216
1- في نسختي الأصل : شريح، وفي مناقب المصنف (رحمه الله) 19/3 : جريح ، والصحيح ما أثبتناه، وعنه في بحار الأنوار 455/29 ( الباب الثالث عشر) حديث 45، و 114/53 ( باب الرجعة ) حديث 19 عن شاذان بن جبرئيل ، ورواه الحاكم في مستدركه 126/3، والهيثمي في مجمع الزوائد 232/6 ، والطبراني في المعجم الكبير 62/11..
2- روى الطبرسی (رحمه الله) في مجمع البيان 49/9 ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : إنّي لأدناهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى، حتى قال : « لا ألفينّكم ترجعون بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفتني في الكتيبة التي تضاربكم .. ، ثم التفت إلي خلفه فقال : « أو علي .. أو على ثلاث مرّات، فرأينا أن جبرائيل (علیه السّلام) غمزه، فأنزل الله تعالى على أثر ذلك : ﴿ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُنتَقِمُونَ ﴾ [سورة الزخرف (43) : 41] بعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) .
3- بياض في نسختي الأصل بهذا المقدار . وفي المناقب 19/3 - 20 : وعن سلمة بن كهيل عن عبد خير ، ولعلّ الاسم في موضع البياض : مجاهد ؛ لأنّ الطريق المشهور لهذه الرواية، هى طريق سلمة بن كهيل عن مجاهد .
وروي : أنّه لمّا أُري ما تلقى أُمته بعده .. فمازال منقبضاً لم ينبسط ضاحكاً حتّى قبض (1).
قال الحسن : إن الله أكرم نبيه بأن لم يُرِه النقمة .
وذكر القاضي أبو محمّد بن عبادة الكوفي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس (2) : أنّ عليّاً (علیه السّلام) كان يقول في حياة النبي ( عليه و آله السلام ) : «إنّ الله تعالى يقول : أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ .. ) (3) والله لا تنقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، ولئن مات أو قتل (4) لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، والله إنّي لأخوه ، [ ووليه ] ، ووزيره (5) ، وابن عمه ، ووارثه .. فمن أحق [به] مني ؟!». (6)
ص: 217
1- وفي مجمع البيان 49/9 : حتى لقي الله تعالى .
2- وأورده ابن بطريق (رحمه الله) في العمدة : 84، في الفصل (19) [ وفي المحققة : 167 حديث 258 ] ، جاء في موضع آخر منه : 444 حديث 927 ، وعنه في البحار 314/32، وجاء في كتاب فضائل الصحابة لابن حنبل : 166 [ وفي طبعة 652/2 حديث 1110].
3- سورة آل عمران (3) : 144 .
4- ومن قوله : وإليه .. إلى هنا سقط الموضع الأول من العمدة.
5- في العمدة : ( ووليه ) بدلاً من : ( وزيره ) .. ولم ترد في الأمالي.
6- وجاء الحديث مسنداً بإسناد مغاير ينتهى إلى ابن عباس في أمالي الشيخ الطوسی (رحمه الله) 116/2 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 502 حديث 1099]، ومناقب أمير المؤمنين للكوفي 339/1 و 358، الاحتجاج 291/1، المستدرك للحاكم 126/3 ، مجمع الزوائد 134/9 ، السنن الكبرى للنسائي 125/5.. ومصادر أُخرى.
وفي حديث أصبغ بن نباتة (1) : أنّه قال رجل لأمير المؤمنين (علیه السّلام) : هؤلاء القوم الذين تقاتلهم ؛ الدعوة واحدة، والرسول واحد ، والصلاة واحدة ، والحج واحد، فبِمَ نسمّيهم (2)..؟
قال : «سمهم بما سمّاهم الله في كتابه [ فقال : ما كلّ ما في كتاب الله أعلمه ، فقال : « ما سمعت الله يقول في كتابه ]: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ
ص: 218
1- المروي مسنداً في أمالي الشيخ المفيد (رحمه الله) : 67 ( المجلس 12) [ وفي طبعة المحققة : 101 - 102 حدیث 3 باختلاف يسير ] . وأيضاً ؛ رواه الشيخ الطوسی (رحمه الله) في أماليه 200/1 [ الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 197 - 198 حديث 337] ، وتقدّم عن المصنّف (رحمه الله) في كتابه مناقب آل أبي طالب 19/3 [ طبعة النجف الأشرف ، وفي طبعة قم 218/3 - 219] في فصل ظالميه ومقاتليه . وراجع : بشارة المصطفى : 106 ، وعن أمالي الشيخ المفيد والطوسي رحمهما الله في بحار الأنوار (319/32 - 320 باب (8) حدیث 290 و 291 ، وصفحة : 493 ( باب 12) حديث 425، ورواه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 260/2، وقريب منه رواه نصر بن مزاحم في كتابه صفين : 322 - 323 [ طبعة مصر ]، وفيه : « وشاء الله قتالهم فقاتلناهم هدى، بمشيئة الله ربّنا وإرادته » .
2- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : نسختهم، أو نستحقهم، وما هنا جاء في الأمالي .
وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَر ..)(1) فلما وقع الاختلاف .. كنّا نحن أولى بالله عزّ وجلّ [وبدينه ] وبالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبالكتاب ، وبالحق ، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا ، وشاء الله [ مِنَّا ] قتالهم فقاتلناهم] بمشيته [ وأمره ] وإرادته » .
الحميري (2): [من الخفيف ]
مَنْ كانَ مِنْ قَوْلِهِ أَلا لَا تَعُودوا *** بعد مَوْتِي في رِدَّةٍ وَعُنُودِ
تُلْقِحُوا الحَرْبَ بَيْنَكُمْ فَتَصِيرُوا *** في فريقَينِ قائدٍ و مَقُودِ
وَلَئِنْ أَنْتُمُ فُيَنْتُمْ وجُلْتُمْ (3) *** في عمى حائِلٍ وَفي تَرْدِيدِ (4)
لَتَرَوْني وَفي يَدِي السَّيْفُ حَامِلُه (5) *** أَوْ علياً في فلقي كالأُسودِ
(2)
3)
4)
ه
ص: 219
1- سورة البقرة (2) : 253.
2- لم نجد هذه الأبيات في ما جمع من ديوان السيد الحميري (رحمه الله).
3- في المناقب : وحلتم، وهي غير منقوطة في نسخة (ألف)، لعلها تقرأ كذلك، وفي الأعيان : وخلتم .
4- في نسخة (ألف): ترديل [كذا ].
5- استظهار من المعنى ، وقد جاء في نسختي الأصل : صائله أو حائله، في المناقب وأعيان الشيعة صلتاً .
تَحْتَهُ بَغْلَتي ودِرْعِي عَليهِ *** وحسامِي في كَفِّهِ وعَمُودي
فَوقَهُ رايَتي تطيرُ بها الرّي *** حُ عَلَيْكُمْ في يَوْمِ نَحْسٍ مُبِيدِ (1)
1)
ص: 220
1- كذا جاء في المناقب ،203 ، وكذا مثله في الأعيان 422/3.. وغيرهما.
الفصل الثاني : في أمّ الشرور
[ القسم الثالث ]
في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[ باب ]
[في الناكثين ]
[ فصل 2]
[ في أُمّ الشرور ]
ص: 221
فصل
في أمّ الشرور (1)
أكثر اعتمادكم على روايتها ؛ وهي التي تبرّجت تبرج الجاهلية ، وخالفت الله تعالى في قوله : ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) (2).
قال ابن عباس : لما علم الله أنه ستجري (3) حرب الجمل ، قال لأزواج النبي : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى .. ) (4).
ص: 223
1- رمز لعائشة بنت أبي بكر. وهو من الرموز التي قرّرها المصنّف (رحمه الله) في ديباجة كتابه هذا، وذلك في الباب الرابع .. المختصّ بها وبصاحبتها ، ولم نجد من تابعه عليه إلّا الشيخ البياضي له في الصراط المستقيم 161/3 ، ولعله أخذه منه، كما جاء لها رموز أُخرى مثل : ابنة أُمّ رومان، وأم عبد الله .. وغيرهما . لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 334/1.
2- سورة الأحزاب (33) : 33.
3- في نسختي الأصل : سيجري، والمثبت هو الصحيح، كما في مناقب آل أبي طالب للمصنف (رحمه الله) 334/2.
4- سورة الأحزاب (33) : 33 .
وخالفت رسوله ( عليه و آله السلام ) في أخبار قال [ها ] (1) في حرب الجمل .
وفي مسند أحمد (2)، قال ابن عمر : قال النبي في بيت عائشة : « من هنا :
ص: 224
1- ما في المعكوفين من عندنا .
2- مسند أحمد بن حنبل 23/2 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 98/2 حدیث 4737] وفيه: قال: خرج رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] من بيت عائشة، فقال: «رأس الكفر من ههنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان»، وكذا 26/2 [ طبعة الإحياء 105/2 حديث 4787]، وهناك مضامين كثيرة جداً في هذا الباب، حرّفت وحذف منها اسم عائشة وذكر أنه صلوات الله عليه أشار إلى المشرق، أو استقبل مطلع الشمس .. أو غير ذلك . منها : ما جاء في مسند أحمد بن حنبل 72/2[ طبعة الإحياء 187/2 حديث 5387]، وفي كتاب البخاري 189/2 ( في باب ما جاء في بيوت أزواج النبي [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ) ، أنّه أشار إلى بيت عائشة وقال: «من هنا يخرج قرن الشيطان.. من هنا يخرج قرن الشيطان..». وفي رواية : قام النبي خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة ، فقال : « ههنا الفتنة » - ثلاثاً - « من حيث يطلع قرن الشيطان». أقول : روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين : 17 - 18 [ الطبعة الأولى ] - وعنه رواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 367/13 - 368 ( باب 11) حدیث 10، و 512/22 - 513 ( باب 2) حديث 12 - في حديث عن ابن مسعود، إنّه قال : قلت للنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : فمن وصيك يا رسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب» فقلت : كم يعيش بعدك يا رسول الله ؟ قال : « ثلاثين سنة ؛ فإنّ يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء [الصفوراء ] بنت شعيب زوج موسیٰ [(علیه السّلام)] فقالت : أنا أحق بالأمر منك .. فقاتلها ، فقتل مقاتلتها [مقاتليها ] وأسرها فأحسن أسرها .. وإنّ ابنة أبي بكر ستخرج على علي [ علیه السلام] في كذا وكذا ، ألفا من أمتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها [مقاتليها ] ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها أنزل الله تعالى : ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [سورة الأحزاب (33) : 33] يعني صفراء [صفوراء ] بنت شعیب .. والحديث طويل . وقد حكاه العلامة المجلسی (رحمه الله) عن الخصال في بحار الأنوار 280/32 حدیث 227 ، وهو سهو.
تطلع الفتنة ! (1) » .
وعنه (2) ، عن أبي رافع ، قال : «إنّه سيكون بينك (2)، وبين عائشة أمر [قال: أنا يا رسول الله ؟ ! قال : « نعم ». قال : أنا ؟ ! قال : « نعم » .
قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله ؟ قال : « لا ، ولكن إذا كان ذلك فارددها (3) إلى مأمنها» (4) .
ص: 225
1- قد تكرّر الرمز لعائشة ب- الفتنة، وقد استفاض النقل - من الطريقين - بإشارة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إلى بيتها ، وقوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « ههنا الفتنة». لاحظ : الرمز ومعانية واطلاقاته ومصادره في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 69/2 - 70.
2- في نسختي الأصل : ومنه . والمراد مسند أحمد بن حنبل 393/6 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 539/7 حديث 26657 ] بزيادة جعلناها بين معكوفين من المصدر.
3- كذا ؛ وفي نسختي الأصل : فاوردها، وهي محرّفة عن المثبت عن المصدر.
4- كذا؛ وفي نسختي الأصل : ما فيها، وهي مصحفة . عن المثبت عن المصدر.
وروى القاضي أبو الحسن الماوردي في أعلام النبوة (1)، والكياشيرويه في الفردوس(2)، عن ابن عباس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه : « أيتكنّ صاحبة الجمل الأذنب (3)، تخرج فتنبحها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها ويسارها قتلى كثيرة ، وتنجو بعد ما كادت تقتل ؟ ! . . » (4).
فلما وصلت إلى مياه بني عامر نبحتها الكلاب.
ص: 226
1- أعلام النبوة للماوردي : 136.
2- لم نعثر على الرواية في المطبوع من فردوس الأخبار . وجاء في مسند أبي يعلى الموصلي 282/8 حديث 4868، حديث كلاب الحوأب عائشة، ونقله في هامشه عن عدّة مصادر.
3- جاء في رواياتنا وجملة كبيرة في روايات العامة اطلاق : صاحبة الجمل، صاحبة الجدب، صاحبة الجمل الاحدب، صاحبة الجمل الاحمر ، صاحبة الجمل الأدب صاحبة الجمل الأدبب ( الاديب ، الاذنب، الاذيب، الاريب، الازيب) وأيضاً صاحبة الحذر ، وصاحبة كلاب الحوأب ، وصاحبة ماء الحوأب ، وصاحبة الهودج ، كل ذلك على عائشة بنت أبي بكر . لاحظ ما جاء في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُ-نّي وعُرف ب-ه الأشرار 400/2 - 408، من وجوه لهذه الكنية مع ما لها هناك من المصادر . وأيضاً راجع الحصيلة عن عائشة في الكتاب المذكور 115/4 - 118.
4- قريب منه في الفائق للزمخشري 408/1 قال: «ليت شعري أيتكنّ صاحبة الجمل الأدبب، تسير أو تخرج حتى تنبحها كلاب الحواب». ومثله في مسند أحمد ابن حنبل 140/7 .
وذكر أحمد البلاذري (1) في التاريخ (2)، وأبو بكر [بن] مردويه في فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام)(3) ، والموفّق المكي الخطيب الخوارزمي(4) في الأربعين(5)، قال سالم بن أبي الجعد : ذكر النبي ( عليه و آله السلام) خروج بعض نسائه ، فضحكت الحُميراء ، فقال : «انظري يا حميراء ! (6) لا تكونين هي ! » ثم التفت إلى عليّ، فقال: «يا أبا الحسن ! إن وليت من أمرها (7) شيئاً فارفق بها » .
ص: 227
1- في نسختي الأصل : البلاذي .
2- لم نعثر على الرواية في أنساب الأشراف وفتوح البلدان للبلاذري المطبوعان منهما، خاصة الأول ، فهو من جمل من أنساب الأشراف لا كلّه، فلاحظ .
3- مناقب علي بن أبي طالب (علیه السّلام) لابن مردويه : 162 - 163.
4- في نسختي الأصل : الخوارزم .
5- لم نعثر على كتاب الأربعين له . وجاء في مناقبه في باب بيان قتال أهل الجمل : 107 [ وفي طبعة أُخرى : 176 حديث 213]، وأخرجه ابن كثير في تاريخه 212/6 [ البداية والنهاية 237/6]، والسيوطي في خصائصه 136/2 ، والحاكم في مستدركه 119/3، وابن عبد ربّه في العقد الفريد 108/3 ، وابن هشام في السيرة الحلبية 320/3 ، والقسطلاني في المواهب اللدنية 195/2 ، والزرقاني في شرحه 216/7 ، والضامن بن شدقم في الجمل : 42 .. وغيرهم في غيرها.
6- أُطلقت هذه الكنية عليها من صاحب الرسالة كراراً . لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 151/2 - 154 .
7- في نسخة (ألف): أسرها.
وروى (1) أُم سلمة (2)، وميمونة ، وسالم بن أبي الجعد، وابن عباس (3) ، وابن مسعود ، وقتادة ، وحذيفة ، وقيس بن أبي حازم (4) ، وشعبة ، والشعبي (5) وابن جرير الطبري في التاريخ (6)، و [ابن ] أعثم الكوفي في الفتوح (7) ، وأبو الحسن الماوردي في أعلام النبوّة (8) ، وشيرويه الديلمي في الفردوس(9)
ص: 228
1- كذا والظاهر : وروت، أو روي عن ..
2- كما في دلائل النبوة للبيهقي 411/6 .. وغيرها
3- روى الشيخ الصدوق ( رحمه الله) في معاني الأخبار : 290 [ طبعة النجف الأشرف وفي طبعة : 305 حديث 1] مسنداً عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إنّه قال لنسائه : « ليت شعري أيّتكنّ صاحبة الجمل الأذيب [ في المصدر : الأدبب ] التي تنبحها كلاب الحوأب فيقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة، ثم تنجو بعد ما كادت ..» . راجع : الاحتجاج : 104 - 105 [ وفي طبعة مشهد 198/1]، وعنه في بحار الأنوار 348/38 - 359 ( باب 69) حدیث 1. وقد جاءت الرواية عن ابن عباس في مجمع الزوائد 234/7.. وغيره.
4- راجع : المصنف لابن أبي شيبة 536/7 برقم 37771، ومسند إسحاق بن راهويه 3 /891 ، ومسند أحمد بن حنبل 97/6 .. وغيرها .
5- راجع : المعجم الأوسط 233/6 عنه ، عن مسروق، عن عائشة .
6- تاريخ الطبري 469/4 [485/3 - 486].
7- الفتوح لابن أعثم الكوفي 283/2.
8- أعلام النبوة : 136.
9- لم نعثر على الرواية في المطبوع من فردوس الأخبار .
وأحمد بن حنبل في مسند عائشة (1)، وثعلب في المفصح (2) حدیث كلاب الحوأب (3).
وعن الصادق (علیه السّلام): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «لتقاتلينه » ، فقالت : وتكون (4) النساء يقاتلن الرجال ؟ فقال : « يا فلانة ! إنّكِ لتقاتلين عليّاً ويصحبكِ ويدعوك إلى هذا نفر من أصحابي ، يحملونك عليه ، وليكوننّ في قتالك له أمر يتحدّث به في الأولين والآخرين ، وعلامة ذلك أن تركبي (5) الشيطان ، [ثم] تبتلين (6) قبل أن تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك إليه .. فتنبح عليكِ كلاب الحوأب فتسألين الرجوع ، فيشهد عندك
ص: 229
1- مسند أحمد بن حنبل 52/6.
2- المفصح، ولا نعرف كتاباً بهذا الاسم لا لثعلب ولا لغيره في اللغة، والمعروف أن ثعلباً عنده كتاب ( الفصيح ) في اللغة، طبع مع كتاب التلويح في شرح الفصيح لأبي سهل الهروي (سنة 1285 في مصر ) .
3- قال البكري في معجم ما استعجم 472/1 : . . وهو ماء قريب من البصرة - على طريق مكة إليها - وهو الذي جاء فيه الحديث : إنّ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال لعائشة : « لعلّك صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب».
4- هذا على نحو الاستفهام الإنكاري المقدر .
5- في نسختي الأصل : تركبين ، وفي المصادر : أنتك تركبين، والكلّ يصح .
6- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل وغير منقوطة، ولعلّها تقرأ في نسختي الأصل: تثبتين، وما أثبتناه في الاحتجاج .
قسامة - أربعون رجلاً - ما هي كلاب الحوأب » .. الخبر (1).
وفي تاريخ الطبري (2) : أنّها لما سمعت نباح الكلاب ، فقالت : أي ماء هذا ؟ فقالوا : الحوأب.
قالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، إنّي كريهة (3) ، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وعنده نساؤه : ليت شعري أيتكن صاحبة كلاب الحوأب (4) ؟!».
ديك الجنّ (5) :
[ من الرجز ]
أَخْطَاتِ الأُمُّ ولم تُصَوّب *** مَنْ شَكٍّ فَلْيَسْأَلْ كِلابَ الحَوْأَبِ
لأَنَّه قَالَ مِرَاراً جَمَّة(6) *** تعرفُ هذا وتَعِيهِ الأُمَّة:
ص: 230
1- رواه الشيخ لطبرسی (رحمه الله) في الاحتجاج 197/1 - 198 - وعنه رواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار (348/38 - 350 باب (69) حديث 1 - وكذا جاء في إثبات الهداة 358/1 حديث 331 .. وغيره .
2- تاريخ الطبري 469/4 [ طبعة الأعلمي بيروت 485/3].
3- في المصدر: لهيه .
4- راجع ما جاء في الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 406/2 .
5- اسم الشاعر بياض في نسخة (ألف)، ولم ترد هذه الأرجوزة المزدوجة في ديوان شاعرنا ولا ما جمع من شعره أو نثره، ولا في الدراسات المثبتة عن حياته، وهى كما هو واضح - جزء من القصيدة العاملة كما سماها المصنّف - وقد تحدثنا عنها سابقاً، فراجع .
6- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : جملة .
سَتَطَأُ الحَوْأَبَ (1) نَفْسٌ مُخْطِيَة *** جائِحَةُ عَنِ الهُدَى مِنْ أَهْلِيَة
قالَتْ : فمَنْ هِي يا رَسُولَ اللهِ ؟*** فَقالَ: إياكِ فَإِنِّي نَاهِ
وَخائِفٌ أَن لَا يَكُونَ غَيْرَكِ *** فَاجْتَنِبِيهِ إِنَّ فِيهِ خَيْرَكِ (2)
وفي رواية شعبة (3) : أنّها لما أتت على الحوأب سمعت نباح (4) الكلاب ، فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قال : « أيتكن تنبح عليها كلاب الحواب ؟ » . فقال الزبير : لعلّ الله أن يصلح بكِ بين الناس.
وفي رواية حذيفة (5) يقول : والله ! لا بد أن تغزوكم أُمّكم على جمل .
قال الأزرق بن الأزرق : قلت لحذيفة - في أيّام عمر : كادت الحميراء تموت . فقال : ليتها ماتت ! .. ثمّ قال : والله لتأتينّكم على جمل أحمر .. تقتلون حولها على عمى .
ص: 231
1- الكلمتان مشوّشتان في نسختي الأصل، خصوصاً نسخة (ب)، وقد أثبت ما استظهرناه من معناهما ، ومنها تطاء الحرب وقد تقرأ: سبطاء، وما يشبه ذلك .
2- في نسخة (ب): ضيرك .. وكلاهما لهما معنى.
3- راجع : مسند أحمد بن حنبل 97/6 ، مجمع الزوائد 234/7.. وغيرهما.
4- في نسختي الأصل : مناح .
5- في نسختي الأصل : ابن حذيفة ، وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه، كما تقدم قريباً عند ذكر المصنف رواة حديث كلاب الحوأب ، وقد جاء حديثه هذا في مصنف الصنعاني 53/11 ، وكنز العمال ،218/11 ، و 333 . . وغيرهما .
وفي رواية نصر بن مزاحم المنقري، عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي(1)، عن الشعبي: أنّها شاورت أُمّ سلمة في الخروج إلى قتلة عثمان ، فقالت لها : أنتِ بالأمس (2) تشهدين عليه بالكفر ، وهو اليوم [أمير المؤمنين ] قتل مظلوماً ؟!
وما للنساء وقتال(3) الرجال ؟!.. أتخرجين على أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وأنتِ امرأة من بني تيم ، وعثمان من بني أُميّة ؟!.. في كلام لها .
ثم قالت: أتذكرين يوماً قال النبي ( عليه وآله السلام ) : « [ والله !] لا تذهب الأيّام والليالي حتى تتنابَحُ كلاب الحوأب امرأةً [من] نسائي في فئة باغية» ؛ فسقط الإناء من يدي، فرفع رأسه إليّ ] فقال في ذلك : [ « ما بالكِ يا سلمة ؟ ! » فقلت : يا رسول الله ! أ] (4) لا يسقط [ الإناء من يدي ] وأنت تقول ما تقول ؟! ما تؤمنني أن أكون هي [أنا]، فضحكت أنتِ ، فقال : « ممّ تضحكين يا حُميراء الساقين ؟! إِنِّي أَحسَبُكِ هي »(5).
ص: 232
1- في نسختي الأصل : السعيدي ، والصحيح ما أثبتناه من مصادر جمّة .
2- في نسختي الأصل : بالأمن .
3- في نسختي الأصل : فقال ، وما استظهرناه هنا جاء كذلك في حاشية (ب).
4- ما بين المعكوفين جاء في الاحتجاج.
5- باختلاف يسير جاء في الاحتجاج 387/12/19 ، وفي طبعة مشهد 165/1 - 166]، وعنه في بحار الأنوار 149/32 - 150(باب 2) حدیث 124، وقريب منه في رسائل السيد المرتضى (رحمه الله) 67/4. عليك بالباب الثاني - وهو من باب احتجاج أم سلمة على عائشة ، ومنعها من الخروج - في بحار الأنوار 149/32 - 170 حيث أدرج جملة روايات .
وذكر في مناقب علي (علیه السّلام) البخاري (1) : قال أبو بكرة (2) : لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله : أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى ، قال : « لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».
ثمّ إنّها لو خرجت على أبيها أو على الثاني أو على الثالث .. لما استصوبتم (3) ؛ لأنّهم أئمة .. !! وتستصوبون أن تخرج على علي (علیه السّلام)!!
وما أكثر جرأتها على النبي ( عليه وآله السلام)؛ مثل ما روى أبو حامد الغزالي في الإحياء (4) : أنه جرى بين النبي ( عليه وآله السلام ) وبين عائشة كلام .. حتى أدخل النبي ( عليه وآله السلام أبا بكر حَكَماً بينهما ، فاستشهده .
فقال لها رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ]: « تتكلمين أو أتكلم ؟!»
ص: 233
1- كتاب البخاري 10/6 ( باب 176 كتاب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إلى كسرى وقيصر ) . وقد جاء في إحياء العلوم 45/2.. وغيره.
2- في نسختي الأصل : أبو بكر ، والصحيح ما أثبتناه من المصدر.
3- في نسختي الأصل : استصوبتهم ، والصحيح ما أثبتت ، ولعلّها : استصوبتموها.
4- إحياء العلوم 43/2 باختلاف يسير ونقل بالمعنى . ومثله في تاريخ بغداد 240/11 .. وغيرهما .
فقالت : بل تكلّم ولكن لا تقل إلا حقاً .. ! فلطمها الأوّل حتى دَمِىَ فوها، وقال : يا عديّة نفسها ! أيقول غير الحق ؟!
وروى - أيضاً - في الإحياء(1): أنّها قالت للنبي ( عليه و آله السلام ) في كلام غضب (2) عنده - : أنت الذي تزعم أنك نبي الله ؟ ! فتبسم (عليه وآله السلام ) واحتمل ذلك حملاً (3) وكرها (4).
وروى مسلم (5) ، والبخاري (6) ، عن عروة، عنها : أنه كان عندي جاريتان
ص: 234
1- إحياء علوم الدين 43/2 بتصرف.
2- في الإحياء غضبت.
3- كذا ؛ والظاهر : حلماً، كما في المصدر.
4- بهذا المعنى جاء في إحياء علوم الدين ،220/1 ، قال : ولما نزلت براءة عائشة في قصة الإفك، قال أبو بكر: قومي فقبلي رأس رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ؛ فقالت : والله لا أفعل ! ولا أحمد إلا الله !! أقول : جاءت الجملة في إحياء علوم الدين : حَمْلاً وكُرْهاً ، أو : حِلْماً وَكَرَماً . وراجع : تاریخ بغداد 102/11 في عدم طاعتها لرسول الله وعصيانه لها، ولاحظ ما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه 136/4 في حديث الإفك . وكذا في مسند أبي يعلى الموصلي 298/8.. وغيره.
5- كتاب مسلم 609/2 ( باب (4) حديث 19 ، وانظر أحاديث الباب 4: الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه ! في أيام العيد من كتاب مسلم 607/2 حديث 16 – 22 .
6- كتاب البخاري 20/2 ( باب 2 ، باب في العيدين والتجمّل ) بتصرف واختصار أشرنا ،لغالبه، وقريب منه فيه 21/2 باب (3) ، وكذا فيه 29/2. وبهذا المضمون المجعول فيه 2254 ( باب (11) ، وإنّ أبا بكر دخل على عائشة وعندها جاريتان في أيام منى.. إلى آخره. وقريب منه فيه 86/5 ( من باب 45 ، هجرة النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وأصحابه ).
تغنّيان بغناء بعاث(1) ، فاضطجع النبي ( عليه و آله السلام) على الفراش ، ويحوّل (2) وجهه ، فدخل الأوّل فانتهرني ، وقال : مزمار (3) الشيطان عند رسول الله .. ؟ ! فأقبل عليه رسول الله ( عليه و آله السلام ) فقال : «دعهما ..! » فلمّا غفل .. غمزتهما فخرجتا (4) .
ص: 235
1- في نسختي الأصل: بغات، وما هنا من المصدر، وبعاث حرب جاهلية قيلت فيها أشعار وأراجيز .
2- في المصدر : حوّل .
3- في المصدر : مزمارة .. قال ابن حجر في فتح الباري :442/2 مزمارة الشيطان : .. يعني الغناء، أو الدف؛ : لأنّ المزمارة أو المزمار مشتق من الزمير ، وهو الصوت الذي له الصفير .. وإضافتها إلى الشيطان من جهة أنّها تلهي ، فقد تشتغل القلب عن الذكر .
4- ذكر الزمخشري في الفائق 228/3 فقال: دخل أبو بكر.. وعند عائشة قينتان تغنيان في أيام منى والنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) مضطجع .. وروي أنه دخل وعندها جاريتان من الأنصار تغنيان بشعر قيل يوم بعاث. وجاء في كتاب البخاري 46/4 في كتاب الجهاد والسير ( باب 79) حدیث 2901: عن أبي هريرة ، قال : بينا الحبشة يلعبون عند النبي [(صلّی الله علیه و آله و سلّم)] بحرا بهم دخل عمر، فأهوى إلى الحصى [الحصباء ] فحصبهم بها ! فقال: دعهم يا عمر !! وراجع : كتاب مسلم 23/3 ، السنن الكبرى للبيهقي 17/10.. وغيرهما، وكذا جاء في مسند أبي يعلى 247/8 - 248 حديث 4829 .
وكان يوم العيد يلعب السودان بالدرق (1) والحراب ، [فإمّا سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم وإمّا ] ، فقال : تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه (2) .. خَدّي على خدّه ، وهو يقول : دونكم [ يا ] بني أرفدة .. دونكم بني أرفدة (3).. حتّى إذا مللت ، قال : حسبكِ ؟ قلت : نعم . قال : فاذهبي ! ! (4)
ص: 236
1- في نسختي الأصل : بالذرق ، والمراد بالدرق - جمع درقة - وهي: الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب .. راجع : كتاب العين 1655 ، ولسان العرب 95/10 - 96 .. وغيرهما .
2- الجملة في نسختي الأصل مشوشة ، تقرأ : فلقاضي ورآه..!
3- لا يوجد في كتاب البخاري ومسلم (دونكم بني أرفدة) الثانية، والأولى مصحفة أثبتناها من المصدر، والصحيح : ارفدة . أقول : هي بفتح الهمزة واسكان الراء وكسر الفاء وفتح الدال المهملة ، لقب للحبشة .
4- كما رواه البخاري في كتابه (20/2 ( باب الحراب والدرق يوم العيد ) حديث 950، وكذا فيه 47/4 ( باب الدرق ) حدیث 2907 . وبنصه رواه مسلم بن الحجاج في كتابه 609/2 ( باب : الرخصة في اللعب ..) حديث 892.. وغيرها . روى الزمخشري في الفائق 112/2 عن عائشة قالت: قدم وفد الحبشة، فجعلوا يزفنون ويلعبون، والنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قائم ينظر إليهم، فقمت أنا مستترة خلفه، فنظرت حتى أعييت، ثمّ قعدت، ثمّ قمت فنظرت حتى أعييت، ثم قعدت ورسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قائم ينظر .. !! وحكى الغزالي في إحياء علوم الدين 328/2 قصة عائشة مع أهل الحبشة مفصلة، وقبلها في 44/2 ، ثم في : 277 - 278 و 304 و 363. وكذا راجع ما جاء في : مسند أحمد بن حنبل 121/7، 133، 144، 168، 183، 332، والمحلى لابن حزم 92/5 - 93 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 331/6، ودعائم الإسلام 205/2 حديث 750.. وغيرها .
وفي رواية ؛ عن عائشة ، قالت : كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) جالساً .. فسمعنا لغطاً وصوت صبيان ، فقام رسول الله .. فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها ، فقال : يا عائشة ! تعالي .. فانظري ، فجئت ، فوضعت لحيي على منكب رسول الله ، فجعلت أنظر إليها .. فقال لي : أما شبعتِ ؟ أما شبعت ؟ قلت : لا .. لأنظر منزلتي عنده ، إذ طلع عمر ، قال : فانفض الناس عنه (1)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إني لأنظر أن شياطين الجن والإنس قد فرّوا من عمر ! (2) .
ص: 237
1- في تاريخ بغداد 59/13 بإسناده عن أبي مليكة يقول: سمعت عائشة تقول : كانت عندي امرأة تسمعني، فدخل رسول الله وهي على تلك الحال، ثم دخل عمر.. ففرّت، فضحك رسول الله ، فقال عمر : ما يضحكك يا رسول الله ؟ ! فحدّثه ، فقال : والله لا أخرج حتى أسمع ما سمع رسول الله .. فأمرها فأسمعته !! وموضع ضرب الدف عند عائشة ؛ لاحظ في مسند أحمد 51/7، وكذا في 306/7.
2- راجع ما جاء في : سنن الترمذي 284/5 وفيه : قالت : فارفض الناس عنها .. والزيادة بين المعكوفين من الترمذي، ومثله في السنن للنسائي 309/5، وتاريخ دمشق لابن عساكر 82/44. أقول : جاء في كتاب البخاري 14/5 كتاب المناقب، ذيل حديث في فضائل الثاني ) ، وضع على لسان رسول الله مخاطباً عمر بقوله : ما لقيك الشيطان سالكاً فجّاً قط إلا سلك فجاً غير فجك ..!! ولعلّه يكتفي بوجوده عن حضوره وقد سلف مثله .
أبو العر النيلي(1):
[ من السريع ]
مُهَلْهَلُ المِسْكِينُ لَا عَقْلَ لَهُ *** رَوَىٰ بِجَهْلٍ خَبَرَ الدَّهَبَلَه (2)
وَهُوَ لَعَمْرِي خَبَرٌ باطِلٌ *** تَباً لِمَنْ يَرْوِيهِ ما أَجْهَلَهُ
قالَ أَبُو السُّودان (3) يَلْهو *** بها يَوْماً وقَدْ صَارَتْ لَهُ مَبْطَلَهُ (4)
وأَقْبَلَ الطُّهْرُ عَلى كِتفِهِ *** زَوْجَتُهُ عَائِشَةُ المُفْضَلَهُ
ص: 238
1- كذا ؛ والظاهر أن يكون ابن العودي النيلي، الذي مرّت ترجمته في المقدمة، ولا نعرف له ديواناً ولا حتى من جمع شعره، والغريب أنّ شيخنا المصنف لم يورد للنيلي في مناقبه ومثالبه إلّا القصيدة الميمية .. البالغة هناك نحو مائة بيت مبثوثة في طيات المناقب هنا وهناك ، ولم نجد له قصيدة لامية، بل لم يوردها العلّامة الأم ترجمته في الغدير ، ولعلّها لغيره، فراجع. جاءت الأبيات في الصراط المستقيم 52/1 مع اختلاف في بعض الألفاظ .
2- هذا استظهار، ويراد منه المشي الثقيل ، وفي نسخة (ب) : الدملة، وفي نسخة (ألف): الدهله .. أو البحدله ، أو البهدله ، وهما المشي السريع ، ولعل الصواب : الدهبله . إلّا أنّ ما جاء في الصراط هو : خبراً لو ركله .
3- في الصراط : أبو الأسود.
4- قد تقرأ في نسختي الأصل: سبلطه أو بسلطه .
وَقالَ للنَّاسِ : تَنَحُّوا(1) لِكَيْ *** تنْظُرَ ما اللهُ لَها خَوَّلَهُ
إن كَانَ هذا سُنَّةٌ فِيكُمُ *** فَحَقِّقوا عَنْ هذه المسألة
وَاحْتَمِلُوا أَزْواجَكُمْ مِثْلَهُ *** وبَرَّجُوها إِن أَتَتْ ملهله(2)
لَعَلَّ مَنْ كَانَ لَها عاشقاً *** يَغْتَنِمُ الفُرْصَةَ فِي الغَيْطَلَهُ (3)
مسند أحمد (4) عن عائشة ، قالت : خرجت [ مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: تقدموا.. فتقدّموا ، ثمّ قال لي : تعالي حتى أسابقك، فسابقته .. فسبقته، فسكت عنّي ، حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : تقدّموا، فتقدّموا، ثمّ قال: تعالي حتى أسابقك.. فسابقته فسبقني، فجعل يضحك ] ويقول : هذه بتلك . . (5)
ص: 239
1- تقرأ في نسختي الأصل : تنجلوا ، وهي غير منقوطة ، والظاهر : تنخوا، وهو الذي جاء في الصراط المستقيم .
2- كذا ؛ ولعلّها : مسبله .. أي مسبلة الرداء ، أو : مُكْلَه ، وفي الصراط : منهله .
3- في الصراط : العيطله .
4- مسند أحمد بن حنبل 264/6 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 377/7 حديث 25745]، وما بين المعكوفين سقط ! لا يفهم الكلام إلا بدرجه فيه. وجاءت مسألة المسابقة في مسند أحمد بن حنبل مكرراً ، لاحظ مثلاً 60/7 وفي أكثر من رواية، وكذا في 187/7 و 260 و 273 ، وعنه في مجاميعنا ، كما في الصراط المستقيم 52/1.
5- روى ابن قتيبة في عيون الأخبار 315/1 بإسناده عن أبي سلمة ، قال : أخبرتني عائشة ، أنّها سابقت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في سفره فسبقته، وسابقته في سفر آخر فسبقها، وقال : هذه بتلك . وانظر : مسابقة عائشة في غالب مصادر العامة؛ منها : إحياء العلوم للغزالي 44/2، و 129/3.. وغيرهما ، وفي غيره . وعلّق البياضي هنا في الصراط 52/1: وفي الباب الثالث من كتاب النكاح من إحياء العلوم : روي أنه كان يسابقها في العدوّ ..! ثم قال : فيحسن من مقام النبوّة أن يعدو معها برجله كالأطفال والجهال، وكيف ينقل هذا على وجه التصديق به ؟! وفيه تسخيف عقل نبيّه .
الطبري (1) ، والبخاري (2)، روت عائشة أنه: .. دخل عبد الرحمن بن أبي بكر (3) على النبي صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري (4) - [ ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به ، فأبده رسول الله بصره ](5) ، فأخذت السواك فقضمته وقصّه (6) وطيبته .. ثم دفعته إلى النبي فاستن به ، فما رأيت النبي ( عليه و آله
ص: 240
1- تاريخ الطبري 199/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 441/2] باختلاف أشرنا لغالبه .
2- كتاب البخاري 13/6 ، وانظر : 14 - 15 .
3- في التاريخ : فدخل علي رجل من آل أبي بكر، في يده سواك أخضر ، قالت : فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله ] وسلم إلى يده نظراً عرفت أنّه يريده !
4- تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : مسند به ، وما أثبتناه أصح وأنسب ، وفي كتاب البخاري : وأنا . مسندته إلى صدري .. ولا يوجد في التاريخ وأنا مسند به إلى صدري .. وفيه : فاضطجع في حجري .. بتقديم وتأخير.
5- ما بين المعكوفين مزيد من كتاب البخاري، وكذا الذي بعده.
6- كذا ؛ وفي التاريخ : فأخذته فمضغته حتى ألنته .. وفي كتاب البخاري: فقصمتُه ونفضته وطيبته ثم ..
السلام ) يستن استناناً (1) قط أحسن منه .
[ فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ، ثم قال : في الرفيق الأعلى .. ثلاثاً ثم قضى].
قال : وكانت تقول : مات [ورأسه ] بين حاقنتي وذاقنتي(2).
وفي رواية عنها : أنّه توفّي في يومي ، وفي بيتي ، وبين شجري ونحري، وإنّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته ..(3)
ص: 241
1- في نسخة (ألف): استاناً ، وفي التاريخ: فاستن به كأشدّ ما رأيته يستن بسواك قبله، ثمّ وضعه .. وفي كتاب البخاري: استن استناناً ..
2- ما هنا جاء في كتاب البخاري ، وفي نسختي الأصل: مائين حافيتي ودافيتي ..!!
3- قال أحمد بن حنبل في مسنده 32/6[50/7 حديث 23519]: ذكروا عند عائشة أنّ علياً كان وصيّاً .. ! فقالت : متى أوصى إليه ؟! فقد كنت مسندته إلى صدري - أو قالت: في حجري فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه مات.. فمتى أوصى إليه .. ؟ ! وفيه أيضاً 47/6 [ 71/7 حديث 23679] في حديث عن عائشة ... قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)لعبد الرحمن بن أبي بكر : ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه .. فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم ، قال : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر ..! مع أنّهم رووا عنها أنّ أبا بكر لم يكن في المدينة حينذاك ..!! وهي إن كانت لا تدلّ على حضوره، فإنّ قوله : يا أبا بكر .. يصح حتى مع عدم حضوره ، ولكن ينصرف إلى ذلك . أقول : روي في كتاب البخاري 99/4 كتاب فرض الخمس)، وفيه قالت: توفي النبي في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ،ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه .. !! وفيه مثله في 44/7 ( باب 104 إذا استأذن الرجل نساءه)..
وما أعجب رواياتها - مثل ما جاء في البخاري (1) ، وغريب الحديث (2) -: أنّها قالت : كان النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) صائماً وهو يُقبل بعض نسائه .. ثمّ ضحكت !! (3)
ص: 242
1- كتاب البخاري 39/3 ( باب 24 ، القبلة للصائم ) ، وفيه عنها : كان رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم، ثمّ ضحكت . وقريب منه الذي قبله وبعده.
2- إن قصد المؤلف (رحمه الله) غريب الحديث لابن قتيبة الدينوري، فلم نعثر على هذا الكلام في ذلك الكتاب ؛ ولكن روي هذا الخبر في غريب الحديث للقاسم بن سلام الهروي (المتوفى 224ه) 368/5 [ وفي طبعة 335/4 - 336]، وأيضاً في الفائق في غريب الحديث للزمخشري 37/1.
3- جاء في تاريخ بغداد 227/7 بإسناده عنها أنّها قالت : قبل رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم)] بعض نسائه وهو صائم، ثمّ ضحكت . وجاء فيه 30/14 أنّها قالت: ما كان رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم)] يمتنع من شيء من وجهي وهو صائم.. وغير هذه مما يكشف عن ولوعها بذكر هذه الأُمور عن عقدة أو كفر ، ولا أقلّ ينفع في الحطّ من مقام الرسالة ويكشف عن خبث الباطن . وذكر الزمخشري في كتابه الفائق 420/2 قال: سئلت [أي عائشة ] عن العراك ؟ فقالت: كان رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] يتو شحني وينال من رأسي . ثم قال: عركت تعرك عراكاً.. إذا حاضت ، فهي عارك .. التوشح الاعتناق... النيل من الرأس: التقبيل .
وفي مسند أحمد (1): روى مصدع [أبو يحيى ](2) الأنصاري عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلها وهو صائم.. ويمص لسانها !
وفي مسند عائشة ، عن أحمد (3) : قال سعد التيمي : قالت عائشة : أراد رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] أن يقبلني ، فقلت : إني صائمة ، فقال ( عليه و آله السلام ) :
ص: 243
1- مسند أحمد بن حنبل 234/6 [ طبعة الإحياء 333/7 حدیث 25435] بنصه، و 123/6 [ طبعة الإحياء 177/7 حديث 24395] باختلاف يسير، ولاحظ 270/6 [ طبعة الإحياء 384/7 حديث 25788 ] ، وقريب منه ما بعده عن طلحة بن عبيد الله .
2- الزيادة منّا جاءت في المصدر 123/6.
3- مسند أحمد بن حنبل 270/6 [ طبعة دار إحياء التراث 384/7 حديث 25788]. وموضوع التقبيل أفرطت في نقله - وبكل جرأة ووقاحة - عائشة ، فقد جاء بعدة طرق .. تزيد على العشرين في خصوص مسند أحمد عدا ما سواه مثل : 39/6 [ طبعة الإحياء 59/7 حديث 23590 ] ، و 40/6 [ طبعة الإحياء 62/7 حديث 23610]، و 44/6 [ طبعة الإحياء 67/7 حديث 23654] ، و 101/6 [ طبعة الإحياء 146/7 حدیث 24178 ] قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليظل صائماً ثم يقبل ما شاء من وجهي حتى يفطر ! و 134/6 [ طبعة الإحياء 193/7 حديث 24501]، و 156/6 [طبعة الإحياء 224/7 حديث 24702 ] ، و 162/6 [ طبعة الإحياء 232/7 حديث 24762] ، و 176/6 [ طبعة الإحياء 252/7 حدیث 24902] و 179/6 [طبعة دار الإحياء 256/7 حديث 24928] ، و 270/6 [ طبعة الإحياء 384/7 مكرراً ].. وموارد عديدة أُخرى.
وأنا صائم .. وقبّلني (1) !!
وفي غريب الحديث (2) : قالت عائشة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً في شهر رمضان من قراف [من ] غير احتلام ، ثمّ يصوم ! !
قال : من قراف : من جماع (3).
وفي مسند أحمد (4) : روت عائشة : أنه ( عليه وآله السلام) نام وهو جنب حتّى أصبح، ثم اغتسل وصام يومه .
ص: 244
1- في المصدر : ثم قبّلني . أقول : وجاءت جملة روايات عن مصادر عدّة في هذا المعنى كما في مسند أبي يعلى الموصلي 163/8 و 167 و 180 ، و 402/7 ، وكذا في هوامشه ، فراجع .
2- غريب الحديث للقاسم بن سلام 323/4 . وقال الراغب الإصفهاني في محاضراته 458/4 عنها : أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ليصبح جنباً من جماع غير احتلام ... ومثله في كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي 637/3 .
3- ثم قال أبو عبيد : وكل شيء خالطته وواقعته فقد قارفته.
4- مسند أحمد بن حنبل 221/6 [ طبعة الإحياء 315/7 حديث 25326]. وعنها 38/6 [ طبعة دار الإحياء 59/7 حديث 23584] : أن النبي [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] كان يدركه الصبح وهو جنب فيغتسل ويصوم وفي طبعة الإحياء 106/7 حدیث 23908] . وعن عائشة وأمّ سلمة كما في مسند أحمد بن حنبل 36/6 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 55/7 حديث 23554] - : أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام ثم يصوم [ في رمضان ].
[و] في حديث البخاري (1): .. وأيكم يملك إربه كما كان النبي (عليه وآله السلام ) يملك إربه ؟! تعنى المباشرة.
وفي مسند أحمد (2): عن عائشة ، قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله من
ص: 245
1- كتاب البخاري (83/1 ) باب (6) ، ومثله فيه 39/3 ( باب 23 المباشرة للصائم ) .. وجاء في تاريخ بغداد 434/7 عن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله يباشرني في لحافي وأنا حائض، ويدخل معي في اللحاف، ولكنه كان أملككم لإربه .. وقريب منه فيه 384/6.
2- مسند أحمد بن حنبل الشيباني 30/6 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 47/7 حديث 23494] وليس فيه (نغترف منه جميعاً)؛ وفيه (من الجنابة). نعم جاء فيه 231/6 : كنت أغتسل أنا ورسول الله نغتسل من الجنابة من إناء واحد نغترف منه جميعاً. وبعينه عنها في 64/6 [ طبعة الإحياء 94/7 حديث 23828]، ومثله 123/6 [ طبعة الإحياء 177/7 حديث 24394]، وفي ذيله ( يبادرني مبادرة)، وأيضاً 131/6 [ طبعة الإحياء 188/7 حدیث 24470] ، وفيه يغرف قبلها وتغرف قبله)، و 199/6 [طبعة الإحياء 284/7 حديث 25106 ] ، وذيله : (فيه قدر الفرق). و 118/6 [طبعة الإحياء 1707 حديث 24345]، وذيله ( يبادرني وأبادره وأقول: دع لي ودع لي..)، و 161/6 [ طبعة الإحياء 231/7 حديث 24749] وذيله: (وهو بينهما ) . و 170/6 [طبعة الإحياء 244/7 حديث 24841] ، و 171/6 [طبعة الإحياء 245/7 حديث 24852 و 24853 ] ، و 172/6 [ طبعة الإحياء 246/7 حديث 24861 و 24866]، و 189/6 [ طبعة الإحياء 271/7 حدیث 25035] ، و 191/6 [ طبعة الإحياء 274/7 حدیث 25055 و 25065].
إناء واحد ، نغترف منه جميعاً (1).
وفي البخاري (2) : كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ورجلاي في قبلته (3) .. فإذا سجد غمز رجلي.. وإذا قام بسطها (4).
وفي مسند أحمد (5): عن عائشة ، قال : كان رسول الله [ يأمرني ] أن أتزر
ص: 246
1- ذكر الفسوي في تاريخه المعرفة والتاريخ 637/2 بإسناده إلى عائشة ، أنّها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلّى الله عليه وآله] وسلّم من الإناء الواحد كلانا جنب، ويخرج رأسه من المسجد وهو معتكف وأنا حائض.. فأغسله ! ويأمرني فأتزر، ثم يباشرني وأنا حائض !
2- كتاب البخاري 107/1 ( باب 22 الصلاة على الفراش ) ، وقريب منه فيه 136/1 - 137 كتاب الصلاة باب (100) ، وكذا 138/1 (باب) (104 ) .
3- في نسختي الأصل: قبلتها !
4- في المصدر : فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي ، فإذا قام بسطتهما .
5- مسند أحمد بن حنبل 55/6 [ طبعة دار الإحياء التراث العربي 83/7 حديث 23759]، وفيه : كان يأمرني فأتزر وأنا حائض ثم يباشرني، وكنت أغسل رأسه وهو معتكف وأنا حائض ! ومثله جاء في كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي 637/2. وفيه 59/6 [ طبعة دار الإحياء 88/7 حدیث 23793] ، و 113/6 [ طبعة دار الإحياء 164/7 حديث 24303 ] ، وفيه 134/6 [ طبعة دار الإحياء 193/7 حديث 24500 ] قالت : كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يأمر إحدانا إذا حاضت أن تأتزر ثمّ يباشرها . ومثله 143/6 [ طبعة دار الإحياء 206/7 حديث 24580 ] ، وفيه 44/6 [ طبعة دار الإحياء 67/7 حديث 23653] عنها قالت : كنت أبيت أنا ورسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في الشعار الواحد وأنا طامث حائض، قالت: فإن أصابه منّي شيء غسله لم يعد مكانه وصلّى فيه . وفيه 33/6 [ طبعة دار الإحياء 51/7 حديث 23526] عنها : كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)يباشر نساءه فوق الإزار وهنّ حيض . وعنها 42/6 [ طبعة دار الإحياء 65/7 حديث 23634] كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم.. ومثله في 72/6 [طبعة دار الإحياء 106/7 حديث 23908]. ومثله 91/6 [ طبعة دار الإحياء 133/7 حديث 24085]، وأيضاً مثله 160/6 - 161 [ طبعة دار الإحياء 230/7 حدیث 24747 ] ، وقريب منه 171/6 [ طبعة دار الإحياء 244/7 حديث 24847] . وعنها كما في 174/6 [ طبعة دار الإحياء 249/7 حديث 24886] - : أنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) كان يباشر وهو صائم. ونظيره حديث 24888، و 182/6 [ طبعة دار الإحياء 261/7 حديث 24965] ، و 189/6 [ طبعة دار الإحياء 271/7 حديث 25035 ] ، و 204/6 [ طبعة دار الإحياء 291/7 حديث 25156]، و 206/6 [طبعة دار الإحياء 295/7 حديث 25186 وحدیث 25222 و 299/7 من الإحياء ] .. وهي كثيرة جداً ذكرنا هنا ما قارب ألفاظ المتن وغيرها مثلها . وقال الراغب الإصفهاني في المحاضرات 441/4 عنها قالت : كنت إذا حضت يأمرني أن أنزر ثم يباشرني.
وأنا حائض ، ثمّ يباشرني !!
وروى صاحب الحلية (1) ..
ص: 247
1- حلية الأولياء 96/4 ، بنصه . وقريب منه في الحلية 239/4 عن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله يصلّي فوجد قرّاً ! فقال: يا عائشة أرخي عليّ مرطك ! فقلت: إنّي حائض، فقال : علّة وبخلاً ؟! إنّ حيضتك ليست في ثوبك !!
.. وصاحب التاريخ (1) ، وصاحب البخاري (2) : أنّها قالت : ربما فركت المني من ثوب رسول الله وهو قائم يصلّي (3) !!
ص: 248
1- لم أجد نص ما هنا في تاريخ بغداد مع كلّ ما بحثت فيه، نعم جاء فيه 6/6 بإسناده عنها قالت: ربما حتته من ثوب رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وهو يصلّي. وفيه 28/6 عنها قالت : كنت أفرك المنى من ثوب رسول الله .. وقالت : إن كنت لأحكّ المنيّ ، وقالت : بإصبعها في راحتها ، لم تزدنا على هذا شيئاً . وفي 146/8 بإسناده عنها : كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه [ وآله] وسلّم.. وليس فيه ذيله ، وقريب منه في 166/11، وفي 133/4 : عنها: أنّها كانت تحت المني من ثوب رسول الله ، ومثله في 454/7 من تاريخ بغداد . وفي تاريخ بغداد 452/9 بإسناده عن عائشة أنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم من إناء واحد ونحن جنبان !
2- كتاب البخاري 67/1 ( باب 66 غسل المني وفركه ..) وفيه: قالت: كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء في ثوبه .. ولا يوجد نصّه فيه .
3- انظر ما جاء من روايات متضافرة في هذا المعنى أوردها إمامهم الحنبلي في مسنده .215، 232 ،195 ، 191 ، 180 ، 154/7، 65، 99 ، 141، 47 . وجاء عنها - بعدة طرق أوردها أبو نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء 239/4 - أنّها قالت: كنت أفرك الجنابة [ وفي بعض النصوص: المنيّ ] من ثوب رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وجاء في ذيل بعضها ثم يصلي فيه .. وقريب منها ما جاء فيه 309/4. ولكي تعرف مقدار قبحها ووقاحتها لاحظ ما جاء مسنداً في تاريخ الخطيب 231/2 أنّها قالت: إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فعلته أنا والنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)فاغتسلنا !! وقال حجة إسلامهم الغزالي في كتابه المستصفى 219/2 : .. وكذلك الصحابة اختلفوا في الغسل من التقاء الختانين فقالت عائشة : فعلته أنا ورسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فاغتسلنا .. فرجعوا إلى ذلك ... ولاحظ منه 150/1. وهي مع كل هذا تقول كما في تاريخ بغداد 225/4 -: ما رأيت عورة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قط !! فبالله عليك ! هل ترضى مثل هذا أن تقوله زوجتك عنك ! أو امرأة مهما كانت وقيحة ومتهتّكة عن روابطها الخاصة الزوجية ، كل ذلك مع أشرف الخليقة والخلقة .. وهل سمعتها من أحد سوى من بنت أبي بكر ؟ ! لا من سواها من نساء النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، بل والله ! لا نعرف ذلك من امرأة شريفة محترمة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله . وإنّها عقدة فرغتها ولتدنيس الشريعة وصاحبها إذ هي لم تؤمن بها أبداً.
وكانت تستحب أن تدخل [على] النساء في شوّال وتحت عليه ؛ لأن زفافها كان فيه (1) .. فلهذه تكرهه الشيعة .
وروى الزهري (2) ، عن عروة ، عنها قالت : كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي (علیه السلام) ، فقال : يا عائشة ! إنّ هذين يموتان على غير ملّتي أو ديني !!
ص: 249
1- لاحظ : سنن الدارمي 145/2 ، طبقات ابن سعد 60/8 ، السنن الكبرى للبيهقي 290/7 ، المعجم الكبير 28/23 .
2- عقد ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 63/4 - 64 ( فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي [(علیه السّلام) ] ، وجاء هذا الحديث هناك.
وبهذا الإسناد قال : إن سرّكِ أن تنظري إلى رجلين من أهل النار .. فانظري إلى هذين قد طلعا .. فنظرت فإذا العبّاس وعلي ! ! (1)
.. فَقَبَّح الله قوماً يروون مثل هذه الروايات، أو يأخذون ممّن يرويها ؛ لأنّهم ملاعين أولاد ملاعين .. كلاب أولاد كلاب... كفرة ، فجرة ..(2)
و [ من] أظرف الأشياء وأعجبها : أنهم يساوون فاطمة الزهراء المعصومة بنت المعصوم معها .. وهي غير معصومة وابنة غير معصوم ...!!
ويا عجباً ! إنّ النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) - كذي زوجته - لا يساووها مع فاطمة !! بل لا يعرفونها .. !! وكيف يساوي بين الهاشمية والتيميّة ؟! فإن صح مساواتهما صح مساواة أبويهما ، وفاطمة ابنة (3) النبي(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، وهي ابنة أبي بكر التيمي ، ولذلك قالت فاطمة : « لو طلقكِ رسول الله لخرجت إلى أبي بكر .. ولو(4) طلّقني علي اخرجت إلى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) (5) .
ص: 250
1- شرح النهج لابن أبي الحديد 64/4.
2- طبت شيخي وطاب مولدك وأصلك وقدس الله روحك عندما تغضب ، وما قلته فيهم لعنهم الله ما هو إلا قطرة من بحار جرائمهم وعارهم .. لعنهم الله تعالى وأخزاهم ، لقد أثلجت قلبي - والله - بكلامك ودعاءك على هؤلاء الفجرة الكفرة .
3- في نسخة ( ألف ) : بنت .
4- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : أو ، والظاهر ما أثبتناه .
5- قال الكراجكي (رحمه الله) في التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة : 102 - 103: ومن عجيب أمرهم : تفضيلهم عائشة بنت أبي بكر على جميع أزواج النبي [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] وبهجتهم بتسميتها أُمّ المؤمنين بدعواهم أنّها حبيبة رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] وكثرة ترحمهم عليها ، وإظهارهم الخشوع والبكاء عند ذكرها ، ثم لا يذكرون خديجة بنت خويلد .. وفضلها متفق عليه ، وعلو قدرها لا شك فيه وهي أول من آمن برسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم).
وقال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « علي مني وأنا منه » .
وقال : «فاطمة بضعة منّي » .
فعائشة تكون بضعة من أبي بكر ، وفاطمة جوهرة من صدفة .. نفسها [نفس ] رسول الله ، وهي وعاء من نيف وعشرين أوعية ، وصدفة من التسع الباقيات.
وقال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): «إنّ الله تعالى ليرضى برضاك (1) ..) الخبر (2).
وقال الله تعالى مؤدّباً : (تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ..) (3).
ودخل النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) على فاطمة .. فرآها مُنْزَعِجَةً ، فقال لها : « ما بكِ (4) ؟! »
ص: 251
1- كذا ؛ والظاهر : لرضاك .
2- الحديث لم يرد بنصه وإنما جاء هنا نقل بالمعنى له ، إذ هو من الأخبار المستفيضة من الطريقين منها : «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»، كما في أمالي الشيخ المفيد : 93 - 94 حدیث 4 ، ولاحظ : مناقب المصنف (رحمه الله) 106/3 - 107، الله وسبل الهدى والرشاد للصالحي 44/11.. غيرهما .
3- سورة التحريم (66) : 1 .
4- هذا ما رواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 114/3 ( باب (3) ذیل حديث 42 بألفاظ مقاربة، وفي نسختي الأصل : مر بك ، وعنه في بحار الأنوار 43/43.
فقالت : « الحميراء تفخر على أمي أنها لم تعرف رجلاً قبلك ، وأنّ أُمي عرفتها مسنّة » .
فقال ( عليه وآله السلام ) : «إنّ بطن أُمِّكِ كانت للإمامة (1) وعاء» (2).
لو قال النبي لعائشة : أنتِ طالق - برفع - طلقة (3) .. لبانت منه ، ولو قال لفاطمة : أنتِ طالق بألف طلقة ما بانت منه .
وقال الله تعالى : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنكُنَّ .. )(4) فثبت أنّ نساءً خير منهنّ ، فكيف وفاطمة بضعة (5) رسول الله ، ونزل فيها (6): (ونِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ .. ﴾(7).
القشيري في تفسيره (8) ، عن أنس ، وعن ابن عباس : أنّ صفية بنت حیي
ص: 252
1- تقرأ في نسختي الأصل : الإمامة ، والصحيح ما أثبتناه، كما في المناقب.
2- وهي القائلة كما في مسند أحمد بن حنبل 279/6 [396/7 حديث 25855] -: ما غرت على امرأة لرسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ما غرت على خديجة، وذلك بما كنت أسمع من ذكره إياها .
3- كذا ؛ ولعلها طالق، أي طلقة واحدة.
4- سورة التحريم (66) : 5 .
5- في نسخة (ألف) : نفس، بدلاً من : بضعة ؛ وخطّ عليها في نسخة (ب).
6- لم ترد جملة : ونزل فيها .. في نسخة خة (ألف) .
7- سورة آل عمران (3) : 61 .
8- لم نعثر على الرواية في تفسير القشيري المطبوع المسمى ب: لطائف الإشارات وللرجل تفسير آخر كبير المسمى ب : اليسير في التفسير .
ابن أخطب جاءت إلى النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فقال لها : « [ما ] وراك ؟ » قالت : إنّها تُعيّرني وتقول: يهوديّة بنت يهوديين . فقال لها : « هلا قلت لها : أبي هارون ، وعمّي موسیٰ ، وزوجي محمّد » ، فنزل قوله : ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ .. ) (1).
وروى أحمد بن حنبل (2) ، وأبو يعلى الموصلي (3) في مسنديهما ، عن أنس
ص: 253
1- سورة الحجرات (49): 11. أقول : المعروف أن التي قالت الصفية زوجة النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): بنت يهودي - على حدّ تعبير أبي نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء 55/2 - هي حفصة بنت عمر بن الخطاب لا عائشة ، وهنا لم يرد اسمها إلا بنحو الضمير ، إلا أن السياق يقتضي أن تكون هي هي. نعم ؛ جاء في مجمع البيان 227/9 ( في تفسير الآية ) أنّها عائشة ! لاحظ : عمدة القاري ،122/22، وتفسير الثعلبي 81/9، وأسباب النزول للواحدي : 264 ، وتفسير البغوي 215/4.. وغيرها كثير.
2- مسند أحمد بن حنبل 337/6 - 338 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 474/7 - 475 حديث 26325]، وفيه فرق كبير جداً ، ولعله لا يرتبط بما نحن فيه، ولم نجد نص أو ما يقارب ما ذكره المصنّف طاب ثراه ، كما لم نجد ذلك في باقي الكتب التسعة فعلاً. نعم ما جاء فيه 123/3 ، وصفحة : 135 - 136 هو بمعناه ولذا قال المصنف (رحمه الله) إنهما رويا هذا المعنى، وجاء في مسند أحمد بن حنبل 261/6 [ طبعة دار الاحياء 373/7 حديث 25718] عن عائشة : إنّ بعيراً لصفية اعتل .. قالت: أنا أعطي تلك اليهودية ! فتركها ، فغضب رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) شهرين أو ثلاثة حتى .. إلى آخره.
3- لم نجده في مسند أبي يعلى الموصلي ( في مسند أنس )، وقد راجعناه و تتبعنا موارده . نعم؛ جاء في مسند أبي يعلى الموصلي 158/6 حديث 3437 عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت لها: ابنة يهودي، فدخل عليها النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)- وهي تبكي - فقال: «ما يبكيك؟» قالت: قالت لي حفصة: إنّي ابنة يهودي فقال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « إنكِ لابنة نبي ، وإنّ عمّكِ لنبي ، وإنكِ لتحت نبي ، فبم تفخر عليكِ ؟ !» . ثمّ قال: «اتقي الله يا حفصة .. !».
هذا المعنى ، وزادا في الرواية : ثمّ قال (عليه وآله السلام ) : «اتقي الله يا حفصة ! » (1)
وفي رواية الزمخشري في الفائق (2): فقالت لها عائشة : ليس هذا من طِرازك (3).
وقال بعضهم : إنّها تكون مع النبي ( عليه وآله السلام) ، وفاطمة تكون مع علي .. فأجابه آخر : نسيت قوله: ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً ).. (4) الآية .
وقال مخنّث: هي أفضل .. لقوله: ﴿ وَفَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى
ص: 254
1- وراجع : سنن الترمذي 709/5 (كتاب المناقب ) حديث 3894، ومجمع الزوائد للهيثمي 316/4 ، والمصنّف لعبد الرزاق 430/11 - 431 . . وغيرها كثير.
2- الفائق 359/2.
3- الكلمة في نسخة الأصل غير معجمة . والطراز - في الأصل - : المكان الذي ينسج فيه الثياب الجياد، ومنه : تطرّز فلان: إذا تنوّق في الثياب ولا يلبس إلا فاخراً، وهي فارسي معرب ، لاحظ : تاج العروس 88/8، والصحاح 883/3.. وغيرها .
4- سورة التحريم (66) : 10 .
القاعِدِينَ ..) (1) و [فاطمة ] قاعدة في بيتها .
فأجابه آخر : إنّها كانت باغية ؛ لقوله : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ .. )(2) .
... طاغية : لقوله تعالى : ( إِنْ تَتُوبَا إِلى اللهِ .. ) (3).
.. عاصية ؛ لقوله : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ .. ) (4) .
وأيّ مُجاهَدَةٍ لها ، و (5) من تحارب الإمام المعصوم ابن عم رسول الله ؟ !
الصاحب (6) : [من مجزوء الرَّمَل ]
نَاصِبٌ قَالَ وَقَدْ أَصْ *** بَحَ حَقاً ذا قُنُوطُ :(7)
لِمْ لَعَنتُمْ رَبَّةَ الهَوْ *** دَج والأَمْرِ المَحُوط؟
قُلْتُ: إِذْ نَاوَتْ عَلِيّاً *** سَقَطَتْ كُلَّ السُّقوط
قالَ : زَوجُ المُصطفى قُلْ*** تُ: حَكَتْ زَوْجَةَ لُوط
ص: 255
1- سورة النساء (4) : 95 .
2- سورة التوبة (9): 12.
3- سورة التحريم (66): 4.
4- سورة الأحزاب (33) : 33.
5- الظاهر أن الواو هنا زائدة ، بل الظاهر : وهي ، بدلاً من : ومن .
6- لم نجد الأبيات في ديوان الصاحب بن عباد المطبوع، فراجع.
7- البيت في نسختي الأصل مشوش ، وما هنا استظهار منّا حيث جاء هناك : [ من مجزوء الرمل ] ناصب قال وقل *** أصبح حتى ذا قنوط
کشواذ (1):
[ من الرجز ]
قالَ لَها عُثمان(2) : يَا تَنوح! (3) *** مَرْأَةَ لُوطٍ ثُمَّ زَوْج نُوحٍ ! (3)
أَمْثالُ رَبِّي بِهِما مَضْرُوبَةٌ *** وابا معناها أبو مصوبة (4)
***
ص: 256
1- الظاهر أنّ البيتين من أُرجوزة لشاعرنا هذا الله سبق منها أبيات مبثوثة خلال الكتاب، وتحدثنا عنها في المقدمة ، فلاحظ .
2- في نسختي الأصل : العثمن .
3- الكلمة غير معجمة في نسختي الأصل ، وتنوح الشيء تنوحاً : إذا تحرّك وهو متدل، كما في الصحاح 413/1 ، ولا معنى لها ، والظاهر أن الكلمة مصحفة .
4- كذا ؛ والظاهر : منصوبة ، والعجز مشوّش اللفظ والمعنى واضح .
الفصل الثالث : في معاداة الحميراء لأهل البيت (علیهم السّلام)
[ القسم الثالث ]
[ في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[باب ]
[في الناكثين ]
[فصل 3]
[في معاداة الحميراء لأهل البيت ]
ص: 257
فصل
في معاداة الحميراء (1) لأهل البيت (علیهم السّلام)
سعيد بن المسيب، عن وهب بن قرّة ، قال : لمّا أن زفّت فاطمة (علیها السّلام) إلى أمير المؤمنين [قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ]: « .. لا يُحدِثَنَّ أحدكما حتى أجيئكما » ، فأقبلن نسوة الأنصار يقلن : أبوها سيّد الناس ..(2)
فقال رسول الله : « قُلن : وبعلها ذو الشدّة والبأس » .
فلمَّا حَسَّهُنَّ (3) رسول [ الله ](4) لا يذكرن عليّاً (علیه السّلام)، فقال في ذلك ، فقلن : یا رسول الله ! منعتنا عائشة من ذلك .
ص: 259
1- انظر عن الكلمة ومصادرها : كتاب الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 151/2 - 154 ، عن عدة مصادر وقد وردت في جملة روايات .
2- في الصراط : قالت نسوة الأنصار : أبوها .. وليس فيه (لا تحدثن أحدكما حتى أجيئكما ) ، ومثله في الأربعين .
3- كذا؛ هنا كلمة شبه : حين ، ولا معنى لها ، ولعلّها : جئن أو حش ، وفي الصراط : فلم يذكرن علياً، وما أُثبت هو الظاهر .
4- هنا سقط قطعاً ، ولا يوجد لفظ الجلالة في نسختي الأصل.
فقال ( عليه و آله السلام) : « ما تدع عداوتنا(1) أهل البيت (2) ، قُلْنَ على رغمها (3) ما أمر تكنّ » ، ثمّ قال: «اللهمّ اجز فاطمة وارفع بعلها .. الحديث .
وحديث المقداد : أنه دخلت امرأة من خادمات خديجة على النبي ( عليه وآله السلام) فاستعبر رسول الله ، فقالت عائشة في ذلك ، فقال : «استعبرت لفقدها » - يعني خديجة - فقالت : وما استعبارك لحميراء (4) الساقين.. ! عجوز من عجائز في غابر الدهر ؟! فغضب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) و حتی درّ العِرق(5) ، ثم قال : « يا حميراء ! اقصري هذا ، فإنّك تكثرين أن تسوئيني ، كانت أكرم منكِ حسباً ، وأحسن منكِ وجهاً ، وأعلم [ب] ما يجب عليها من حق الزوج [منك ] .. بذلت إلى مالها ، ورُزِقْتُ لي (6) منها الولد الطيب إذ لم ترزَقيه ، ونصرتني وقدّمتني على جميع قومها ، اللهم فآجر [ها ] جنّة عرضها عرض (7) السماوات
ص: 260
1- كذا ظاهراً ، كما في الصراط ، وليس فيه : قلن على.. ومثله جاء في الأربعين للقمي، وفي نسخة (ألف) : عمداً ويا .. أوما ..
2- إلى هنا جاء في الصراط المستقيم 166/3 - 167 ، والأربعين للقمي الشيرازي (رحمه الله) : 622 و 625.
3- في نسخة (ب) : زعمها، وفي نسخة (ألف) : رعمها ، والظاهر ما أثبتناها .
4- في نسخة (ألف) : لحمير .
5- درّ العِرق .. أي امتلأ دماً ، انظر : لسان العرب 280/4 ، وتاج العروس 400/6 ..
6- الظاهر كون : لي، زائدة .
7- في نسختي الأصل تكرّرت قوله : جنّة عرضها، والظاهر ما أثبتناه .
والأرض عن نبيك » (1).
قال : فدخل أبوها - وهي تبكي - فقال : يا بنتاه ! ما يبكيك ؟! فقالت : أما تعجب أن قال لي محمّد لما ذكرت خديجة .. كيت وكيت ، فقال لها أبوها : والله لو شعر بسحر خديجة له لما قال ذلك ! ! فبلغ ذلك النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، فقال : «اللهم إنّ قريشاً استخفّت بمقعد نبيّك .. » ثم دعا عليه .
ص: 261
1- في نسختي الأصل : عن بيتك ، ولا معنى لها ، والصحيح ما أثبتناه. أقول : ورد الحديث بمعنى مقارب مسنداً في تاريخ الخطيب البغدادي 135/12 وفيه : قال: سألت عائشة النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) حاجة فمنعها، فقالت: لو كانت عجوز بني أسد بن عبد العزّى لقضيت حاجتها قال : فغضب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وقال: «أتذكرينها؟! والله لقد آمنت بي حين كفر الناس، وآوتني حين طردني الناس، وأعطتني مالها فأنفقته في سبيل الله.. ورزقني الله تعالى منها الولد وما رزقني من واحدة منكنّ». وأيضاً ؛ في تاريخ بغداد 355/4 بإسناده عن غير واحد قالت: سألت عائشة فقلت: هل كنتن تغرن على نبي الله ؟ فقالت: شديداً ولقد رأيتني يوماً بعثت صفية إليه بإناء فيه طعام - وهو عندي وفي يومي - فما هو إلا أن أبصرت بالإناء قد أقبل حتّى أخذتني رعدة شديدة كادت أن تغلب عليّ، فلما وصل الإناء إلى حيث أنا له صدمته بيدي فكفأته على الأرض .. إلى آخره . وكذا ما جاء في : : مسند أحمد بن حنبل 71/7 حديث 23674 وبغض عائشة لأمير المؤمنين (علیه السّلام). وراجع : كتاب البخاري 231/4 ( باب تزويج النبي(صلّی الله علیه و آله و سلّم) خديجة ) ، وكتاب مسلم 134/7 ( باب في فضل عائشة ) ، ومسند أحمد بن حنبل 154/6، ومستدرك الحاكم 286/4 .. وغيرها .
وروي (1) : أنّه لما ارتحلت عائشة ونزلت ماء يقال له : الصلصل ، وكان الناس بعثوا عبد الله بن عبّاس على الموسم، وعثمان محصور، فأرسلت إليه ، فقالت : يا بن عباس ! إنّ الله قد أعطاك لساناً وعلماً، فأناشدك الله أن تخذل [كذا ] الناس عن قتل هذا الطاغية عثمان .. ثمّ بلغها أنّ عثمان [ قتل ] وأنّ طلحة بويع ، فقالت : إيها! ذا الإصبع .. فلما بلغها بعد ذلك أنّ عليّاً ( صلوات الله عليه ) بويع ، قالت : أهذه - وأشارت إلى السماء - وقعت على هذه - وأشارت إلى الأرض ((2)_!!
وفي خبر : أنّه لمّا بلغ عائشة قتل عثمان .. قالت : أبعده الله ! ذلك بما قدمت يداه ، أيها الناس ! لا يسومنكم [ قتل عثمان ] كما سام أحمر عاد (3) قومه .. عليكم ذا الإصبع - تريد طلحة ..
فلما أتاها أنّ عليّاً (علیه السّلام) وُلّي ، قالت : تعساً .. ! قتلوا عثمان مظلوماً ! وإنّ عليّاً أخذ الأمر بغیر شوری ! والله لنقاتلته .. !
ص: 262
1- كما جاء في شرح النهج 215/6 - 216 [77/2 من طبعة أربعة مجلدات ] ، وقد ذكر له عدة طرق منها عن المدائني في كتاب الجمل.. ومثله جاء في المناقب والمثالب لأبي حنيفة الشيعي : 250 ، وعليه جملة مصادر جاءت في هامشه ، وكذا : بحار الأنوار 137/32 . وانظر : طبقات ابن سعد 25/5 ، الانساب للبلاذري 217/2 - 218 .. وغيرهما .
2- راجع - أيضاً - : شرح الأخبار للقاضي النعمان 343/1، وشرح النهج لابن أبي الحديد 6/10.. وغيرهما .
3- في شرح النهج ثمود والزيادة من شرح النهج.
فقالت أُمّ سلمة : إنّ الناس بايعوا خير الأمة عليّاً ، وإنا قد بايعناه .. فبايعوه.
وقالت : إصبع من أصابع عثمان خير من عليّ (1) !!
بل خير من لحية أبيها ..
ثم قالت : إنّ بني هاشم رهط نُكاد ، إنّ ابن أبي طالب الداء العضال ، ما برح يخفر لعثمان الزيّ(2).
ص: 263
1- راجع : أنساب الأشراف للبلاذري ،218/2 ، والجمل للشيخ المفید (رحمه الله) : 229، والشافي للسيد المرتضى 357/4 - 358 . . وغيرها نقلاً بالمعنى .
2- الكلمة مشوّشة تقرأ في نسخة (ألف) : الذي .. ولا معنى مناسب لها ، بل كل العبارة مشوشة، ولعلّه : يخفر لعثمان الذمة . أقول : وأورد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 262/12، في ترجمة : عكرمة بن إبراهيم الأزدي برقم 6076 ، مسنداً عن موسى بن طلحة بن عبيد الله - في حديث - قال : لقد رأيتها يوم الجمل وثار الناس إليها ، فقالوا : يا أم المؤمنين ! أخبرينا عن عثمان وقتلته، فاستجلست الناس، فحمدت الله وأثنت عليه، ثمّ قالت : أيها الناس ! إنا نقمنا على عثمان خصالاً ثلاثاً : إمرة الفتى، وضربة السوط، وموقع الغمامة المحماة .. حتّى إذا أعتبنا منهنّ مصتموه موص الثوب بالصابون ... والله ؛ لعثمان كان أتقاهم - أو أتقاكم - للربّ ، وأوصلهم للرحم، وأحصنهم فرجاً ... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إلى آخر كلامها ممّا ينقض أوّله آخره . وعليك مراجعة مسند أحمد بن حنبل 71/7 حدیث 23679 لتعرف مقدار بغض الحميراء لمولى الموحدين وأمير المؤمنين (علیه السّلام)وحقارتها، بل لا أعرف والله امرأة في التاريخ أحقر منها حتى بنات الشوارع، حيث تحكي لنا ما كان يفعل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي قالت : إني لم أر عورته ..!!
ديك الجنّ (1) :
[ من الرجز ]
كانَتْ تُسَمِّيهِ زَمَاناً نَعْثَلَا *** فَعَادَ (2) حِبّاً بَعْدَ ما كان قلا
ابن أُم كلاب (3) : [من المتقارب ]
أعايش إلا تَعْجَلِنَّ الخِلافَ *** فَمِنْكِ (4) الرِّياحُ ومِنكِ المَطَرْ
وأَنْتِ أَمَرْتِ بِقَتْلِ الإمام *** وقُلْتِ لَنا إِنَّهُ قَدْ كَفَرْ
ونَحْنُ أَطَعْناكِ في قَتْلِهِ(5) *** وَقاتِلُهُ عِنْدَنا مَنْ أَمَرْ
ص: 264
1- الظاهر أن هذا البيت جزء من الأرجوزة المفصلة لشاعرنا (رحمه الله) ، والتي سماها مصنّفنا طاب ثراه ب-: القصيدة العاملة. وقد سبق وقد سبق الحديث عنها .
2- في نسخة (ب): نعاد .
3- هو عبد (عبيد) بن أبي سلمة الليثي، ينسب إلى أمه ، وهو من الصحابة، وله مواقف مع عائشة ، لاحظ عنه : تاريخ الطبري (172/5 ) حوادث سنة 36)، وتاريخ ابن الأثير 80/3، وكنز العمال 161/3، وابن سعد في الطبقات 88/4، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 215/6 .. وغيرهم ولم يورد له في المناقب شعراً. وحكي في بحار الأنوار 140/32 ( باب (1) حدیث 112 عن الكافئة في إبطال توبة الخاطئة . وجاءت هذه الأبيات في المصادر السالفة وحكاها عنه في الأعيان 134/8 في ستة أبيات مع اختلاف سنذكره .
4- جاء صدر البيت في الأعيان وسائر المصادر هكذا : منكِ البداء ومنكِ الغير ومنكِ...
5- في الأعيان وغيرها جاء صدر البيت هكذا : فهبنا أطعناك في قتله.. إلى آخره.
ومرّ ابن عباس بدار عائشة .. فقالت له عمرة : ألا تدخل على (1) أُمّ المؤمنين ؟ ! قال : ليست لي بأم، وإنِّي لمن المؤمنين .
فخرجت عائشة ، فقالت : يابن عباس ! ما عسيت أن تقول في ؟!
قال : أقول: إنكِ ممّن عصى الله وَهَتَكْتِ (2) حجاباً عليكِ ضربه الله بقوله : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى .. ) (3) وقوله : ( وَمَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ .. )(4) الآية ، وأشهد أنّكِ أتيتِ بذنب لا يغفره الله لكِ بخروجك (5) من بيتك .
قالت له : لقد كنت يومئذ كالثعلب أو كالظِّرِبَان (6) .
قال : فرفع ابن عباس عنزة (7)كانت في يده ، [ وقال : ] لقد هممت أن أضرب بها أُمّ رأسكِ . قال : فقالت له عائشة : ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ ).. (8) .
ص: 265
1- في نسختي الأصل : إلى.
2- في نسختي الأصل : وتسكت، وهي محرفة عن المثبت.
3- سورة الأحزاب (33) : 33.
4- سورة الأحزاب (33): 30.
5- في نسخ الأصل : فخروجك .
6- حيوان معروف بحجم القطة ، له رائحة نتنة . راجع : لسان العرب 570/1 - 571 ، والعين 159/8.. وغيرهما .
7- في نسختي الأصل : غيره، والعنزة.
8- سورة الفتح (48) : 17 ، ولاحظ : سورة النور (24) : 61 .
فقال لها ابن عباس : ليس العَمِيُّ مَن عَمِيَ بصرُهُ ، إِنَّمَا العَمِيُّ من غُشِيت بصيرته !
وقال في تاريخ الطبري (1): إنّه قال جارية بن قدامة السعدي لها : والله لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتكِ على هذا الجمل الملعون عُرضةً للسلاح ...إنّه قد كان لكِ من الله ستر وحرمة ، فهتكت ستركِ، وأبحتِ حرمتكِ ، فإنّه من رأى قتالكِ يرى قتلكِ..
وفي تاريخ الطبري (2)، وتجارب الأمم (3)، عن ابن مسكويه : لما انتهى إلى الحميراء قتل على (علیه السّلام) قالت : [ من الطويل ]
فالقَتْ عَصاها وَاسْتَقَرَّتْ بها النَّوى *** كَما قَرَّعَيْناً بالإياب المُسافِرُ (4)
ص: 266
1- تاريخ الطبري 465/4 [ وفي طبعة الأعلمي بيروت 482/3] باختلاف يسير، وهو نفسه في تاريخ الامم والملوك 150/5 ( في حوادث سنة الأربعين من الهجرة).
2- تاريخ الطبري 150/5 [ طبعة الأعلمي 115/4] وعنه في البحار 340/32 - 341.
3- تجارب الأمم 383/1.
4- نسب البيت إلى عبد ربه السلمي، وقيل: لسليم بن ثمامة الحنفي، أو معقر بن أوس بن حمار البارقي .. كذا نسبه الطبري في تاريخه 648/7[262/6]. وقد حكى العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 265/46 - 266 ( باب 16) حديث 64 عن البارقي أنه قال : فألقت عصاها واستقرّت بها النوى .. قالوا : وأصل هذا أنّ الحاديين يكونان في رفقة ، فإذا أفرقهم الطريق شقا العصا التي معهما، فأخذ هذا نصفها وذا نصفها ، يضرب مثله لكل فرقة. قال الميداني في مجمع الأمثال 332/1 [ طبعة مصر ] : شق فلان عصا المسلمين. إذا فرق جمعهم . قال أبو عبيد : معناه فرّق جماعتهم . قال : والأصل في العصا الإجتماع والإئتلاف ؛ وذلك إنّها لا تُدعى عصاً حتّى تكون جميعاً ، فإذا انشقت لم تدع عصاً ، وفي ذلك قولهم للرجل إذا قام بالمكان واطمأنّ به واجتمع له فيه أمره : قد ألقى عصاه .
ثمّ قالت : من قتله ؟ قالوا : رجل من مراد ، فقالت : [ من الوافر ]
وَإِن يَكُ نائياً (1) فَلَقَدْ نَعَاهُ(2) *** (2) غُلامٌ لَيْسَ فِي فِيهِ التُّرابُ (3)
عبد الله بن أبي مليكة ؛ قال : ما رأت ببابها (4) مصباح علي (علیه السّلام) قالت : طَفّاً اللهُ نُورَكَ ..!! أطفأ الله نورها (5) .
محمّد بن إسحاق (6) ؛ أنّ عائشة لما وصلت إلى المدينة [راجعة من البصرة ]
ص: 267
1- في نسختي الأصل : نائباً .
2- في تجارب الأمم: نعاة ، وفي بحار الأنوار، هي ..
3- ونقل حديث عائشة وسرورها عندما بلغها شهادة أمير المؤمنين (علیه السّلام) جمع من الرواة وعدهم ابن سعد في طبقاته 40/3 [ طبعة بيروت ] في ترجمة مولانا أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فراجعها .. وغيره كثير .
4- الكلمة مشوّشة وغير منقوطة ، لم يمكن استظهار شيء مناسب لها ، إلا بحذف الضمير وتقديم وتأخير.
5- ونور أبيها ، وحزبه، ولعنة الله عليها وعليهم عدد ما أحصى الله في كتابه .
6- الظاهر أنّ المؤلف طاب ثراه أخذ الكلام من الاحتجاج. راجع : الاحتجاج 241/1 ، وعنه في بحار الأنوار 267/32 ( الباب الخامس ) حديث 205 ، والشافي في الإمامة 356/4 ، وعنه في بحار الأنوار 149/28 - 150 .
لم تزل تحرّض الناس على قتل أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وكتبت إلى معاوية وأهل الشام مع الأسود بن البختري تحرّضهم عليه (1)
وروى مسروق ؛ أنّه قال : دخلت على عائشة .. فجلست إليها ، فحدثتني واستدعت غلاماً لها أسود ، يقال له : عبد الرحمن ، حتى وقف ! فقالت : يا مسروق ! أتدري لم سمّيته (2) عبد الرحمن ؟! فقلت : لا ، قالت : حبّاً لعبد الرحمن بن ملجم لعنهم الله(3) .
ابن عباس : لما كان يوم دفن الحسن (علیه السّلام) أقبلت في أربعين راكباً على بغل مُرْحَل ، وهي تقول : ما لي ولكم.. تريدون أن تُدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب (4) .. ؟ !
ص: 268
1- وحكاه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 341/32 ذيل حديث 318 - 326.
2- في نسخة (ألف) : سمّيتك .
3- ذكر هذا والذي قبله السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي 356/4[الحجرية : 466]. وكذا الشيخ (رحمه الله) في تلخيص الشافي 158/4 ، والشيخ المفید (رحمه الله) في الجمل : 84، وغيرها، وجاء في بحار الأنوار 341/32 ( باب (8) ذیل حدیث 318.
4- قال العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 342/32: فأما قصتها في دفن الحسن [(علیه السّلام)] فمشهورة ؛ حتى قال لها عبد الله بن عباس : يوماً على بغل ويوماً على جمل ؟ ! فقالت : أو ما نسيتم يوم الجمل - يا ابن عباس ! - إنكم لذوو أحقاد ؟ ! ولاحظ : الشافي 356/4، وقريب منه في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) : 158 - 161، مناقب المصنف (رحمه الله) 204/3 [45/4] ، بحار الأنوار 151/44 - 153(باب 22) حديث 22، وكذا عن الخرائج : 23 [242/1 - 243]، وعنه في بحار الأنوار 150/28 ( باب (3) ذیل حدیث 23 (بيان).
فقال :
[ من الهزج ]
تَجَمَّلْتِ تَبَغَّلْتِ *** وَلَوْ عِشْتِ تَفَيَّلْتِ
.. القصّة (1) .
فقال بعضهم : فَيَوْماً على بغلٍ ويَوْماً على جَمَلْ(2).
ص: 269
1- ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار 197/4 : أنّ عبد الله الأبرار 197/4 : أنّ عبد الله بن عباس قال في موت الحسن بن علي [(علیه السّلام) ] : أصبح اليوم ابنُ هند آمناً *** ظاهِرَ النَّخْوَةِ إِذ مَاتَ الحَسَنُ ارتع اليوم ابنُ هند قامِصاً *** اِنَّمَا يَقْصُ بالعير السَّمَن أقول : روى البيتين مع بيتين بينهما المصنف (رحمه الله) في مناقبه 203/3، وقد نسب الأبيات للفضل بن عباس ، وقد نقل ذلك عن ربيع الأبرار والعقد الفريد في بحار الأنوار 159/44 ، وله بيان للأبيات . وانظر : عيون الأنباء : 174 ، الفصول المهمة 40/1.
2- في شرح الأخبار 125/3 : وقيل : إنّ بعض الشعراء قال في ذلك شعراً يقول فيه : فيوماً على بغلٍ ويَوْماً على جَمَلْ فهو سطر بيت من الطويل. وانظر : مقاتل الطالبيين : 49 ، وشرح نهج البلاغة 50/16 - 51 ، وإثبات الوصية : 163 ، والإرشاد 18/2 - 19 . . وغيرها كثير.
فسمعت ذلك فقالت : بفيك الأثلب (1) .
وفي رواية المخارقي : أنّ عائشة لحقتهم على بغل ، وهي تقول : لا يدفن فيه (2) ويهتك حجابه !!
وفي رواية محمّد بن مسلم (3)، عن الباقر (علیه السّلام): فقال الحسين (علیه السّلام) لها : « قديماً هتكتِ [ أنتِ وأبوكِ ] حجاب رسول الله(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، وأدخلت بيته من لا يحبّه (4) .. » إلى آخر الكلام .
كيف تقول هذا وقد سمعت قول النبي ( عليه وآله السلام) في الحسن والحسين صلوات الله عليهما : «اللهم إني أحبهما؛ فأحببهما وأحبب من أحبّهما (5) » .
ص: 270
1- الكلمات مشوّشة كلّاً ، اثبت ما استظهر منها ، ومن الأمثال المعروفة : بفيك الأثلب - بكسر الهمزة واللام وفتحهما - بمعنى فتات الحجارة ، والتراب ودقائقه ، وقيل : هو أكبر الحجر، وهنا جاء بمعنى كنائي عن الخيبة، ويراد منه إعابته ونقصه . لاحظ : الصحاح 94/1، و 2244/6 ، والنهاية 23/1 ، ولسان العرب 242/1، 528/13 ، وتاج العروس 339/1.. وغيرها .
2- في نسخ الأصل : زيادة ( فيه ) قبل : ويهتك حجابة .
3- الكافي الشريف 300/1 ( باب الإشارة والنص على الحسين بن علي (علیه السّلام)) حديث 1.
4- في المصدر : لا يحب قربه ..
5- وجاء هذا الحديث مستفيضاً في كتب الخاصة إن لم نقل متواتراً، كما وقد ورد بألفاظ مختلفة جداً ومتقاربة معنىً في كتب العامة مثل : كتاب البخاري 214/4 - 216 [26/5] ( باب مناقب الحسن والحسين [(علیهما السّلام) ] ، وعنه في العمدة لابن بطريق : 396 حديث 797، وأيضاً سنن الترمذي 322/5 حديث 3858، و 327/5 حدیث 3871، وفضائل الصحابة للنسائي : 20 و 21 ، ومستدرك الحاكم 166/3 - 171 . وراجع : ترجمة الإمام الحسن (علیه السّلام) في تاريخ دمشق لابن عساكر : 95 - 97 ، وعنه في العمدة : 406 حديث ،840 ، ولاحظ : المناقب لشيخنا المصنف (رحمه الله) 154/3.. وجاء بمضامين متعدّدة في روايات مستفيضة تعرّض لها شيخنا الأمینی (رحمه الله) في غديره 124/7 - 126 ، وكذا في 265/2 و 5/11 .
وكان له من البيت - بحكم الميراث - أضعاف أضعاف ما لها بما ورثه من أُمّه وأبيه .. المنتقل إليه من الزوجة منها .
الصقر البصري (1) : [من المتقارب ]
وَقَدْ كَانَ [ مِن ] عَزْمِها أَن تَعُو *** دَ (2) حَتَّى مَضَى حَسَنُ وَاحْتُضِرْ
وَهَمَّتْ لِتَرْكَبَ بَغْلاً لها *** وَقَدْ فَعَلَتْ وَهْيَ إِحْدَى الكُبَرُ
فَلَوْ أُمُّ رُومانَ عَاشَتْ رَأَتْ *** عَمَى العَيْنِ في بَيْتِها والعَوَرْ
ص: 271
1- اسم الشاعر هذا لا يوجد في نسخة (ب)، ومرّت ترجمته وشعره في المقدمة، ولم نجد لهذه الأبيات مصدراً غير موسوعتنا هذه.
2- كذا في نسختي الأصل، والظاهر أنّ صوابها : تقود .. أي تقود الجيوش.
الصقر البصري (1) :[ من الهزج ]
وَيومَ الحَسَنِ الهادِي *** عَلَى بَعْلِكِ أَسْرَعْتِ
وَما كَستِ (2) و مانَعْتِ *** وخاصَمْتِ وقاتَلْتِ
وفي بيتِ رَسُولِ الل *** هِ بِالظُّلْم تَحَكَّمْتِ
فَيا وَيْلَكِ قُولي لي *** فَلا قُلْتِ وَلا كُنْتِ : (3)
هل الزَّوجَةُ أولى بال-*** مواريث مِنَ البِنْتِ ؟!
لَكِ التُسْعُ من الثَّمن *** وَبِالكُلِّ تَخَيَّرْتِ (4)
وَلَو كُنْتِ بِأمْثال *** ك في النَّاسِ تَمَثَلْتِ
لَعاشَرْتِ البَلِيَّاتِ(5)*** فَعَزَّلْتِ وبَيَّعْتِ
ص: 272
1- لا يوجد اسم الشاعر في نسخة (ألف) هنا، وهذا ممّا يكشف عن عدم صحة إحدى النسختين، وإلّا فلا وجه للتكرار وإن تغيرت القافية ؛ إذ من عادته أن يقول : وله .. وقد جاءت بعض هذه الأبيات في المناقب 50/4 - 51 ، وذكرنا ما بينهما من فرق .
2- في المناقب ومايست، بدلاً من وماكستِ، والميس: التبختر.
3- لا يوجد هذا البيت في المناقب .
4- المشهور على الألسن هنا هو : تصرّفتِ .. ولعلّها : تحيّزت ، وفي المناقب: فبالكل تحكّمت .
5- الكلمة مشوّشة جداً، هكذا تقرأ ، والمعنى غير واضح، ولعلّها : البغيات، وفي نسخة (ألف) تقرأ : البقات . والمراد أنتك لو تشبّهت بباقي الناس لصبرت على البلايا غاية الصبر، فعزّلْتِ وبَيَّعْتِ، وتَقَوَّتٌ بالغزل ، ومن فاضل ما يبقى، ولم تكوني فعلتِ ما فعلت، ولكنّك خالفت ذلك .
وَمِنْ فَاضِلِ ما يَبْقَى *** وَبِالعَزْلِ تَقَوَّيتِ
وَلَكِنَّكِ خالَفْتِ *** فَغَيَّرْتِ وبَدَّلْتِ (1)
وَجَمَّلْتِ وبَغَّلْتِ *** (2) وَلَوْ عِشْتِ تَفَيَّلْتِ
ولَنْ يَغْفِرُ (3) لَكِ اللهُ *** وَلَو كُنْتِ تَقَطَّعْتِ (4)
ابن حماد (5) : [من الخفيف ]
وَأَتَتْ أُمُّهُمُ بِكُلِّ عَظِيمٍ *** ببعير يوماً [و] يوماً (6) ببغل
وروي في خصال الملوك (7)، عن ابن جبير، عن ابن عباس : لما انهزم أصحاب الجمل ، نزلت عائشة في قصر بني خلف (8) بالبصرة، فأرسلني إليها
ص: 273
1- لا توجد الأبيات الأربعة السالفة في المناقب.
2- في المناقب: تجملت تبغلت.
3- من الواضح إنّ الجزم ب: لن ، من باب ضرورة .
4- لا يوجد هذا البيت في المناقب.
5- لا أعرف لهذا البيت مصدراً، وهو من قصيدة قطعاً لم يسعني أن أعرف ما هو من وزانها في المناقب، فلاحظ.
6- هذا ما استظهر ناه ، وفي نسختي الأصل : يو يوم.
7- لم نعثر على هذا الكتاب، بل لا نعرف نسخة خطية له .
8- قال ابن عساكر في تاريخ دمشق 125/63 : وعلى بني خلف نزلت عائشة بالبصرة في القصر المعروف بقصر بني خلف.
أمير المؤمنين (علیه السّلام) فيأمرها بقلّة العرجة (1) بالبصرة، والتهيئة للمسير إلى المدينة، فلما دخلتُ عليها ، قالت : أخطأت السنّة يابن عباس ! دخلت بيتي بغير إذني، وجلست على وسادتي بغير أمري ! (2)
فقلت : نحن علّمناكِ السنّة ، ونحن أعلم بها منكِ وأولى ، فإنّما بيتكِ الذي أجلسكِ فيه الله ورسوله، لقوله: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ .. (3) ، الآية ، فخرجت من بيتكِ : ظالمةً لنفسكِ ، [ غاشية لدينك ](4) ، عاتيةً على ربّكِ ؛ إنّ أمير المؤمنين (علیه السّلام) بعثني إليكِ يأمركِ .. بكذا.
فقالت : رحم الله أمير المؤمنين ! ذاك عمر !
قلت : أما والله لهو [ أمير المؤمنين و] أمس برسول الله رحماً ، وأوجب حقاً ،
ص: 274
1- في نسختي الأصل : الفرجة ، أو الغرجة، والصحيح ما أثبتناه في المتن . وجاء في بحار الأنوار عن الكشي : بتعجيل الرحيل وقلّة العرجة . أقول : التعريج على شيء : الإقامة عليه ، وقولهم : عرّج .. أي حبس المطية على المنزل ، والتعريج - أيضاً - : أن تحبس المطية مقيماً على رفقة أو لحاجة .. كما جاء في تاج العروس 14/6 - 95 .
2- قريب منه في بحار الأنوار 269/32 - 271 ( الباب السادس) حديث 108 ، وبألفاظ مقاربة في اختيار معرفة الرجال : 57 - 60 [ وفي رجال الكشي 277/1 – 279 حديث 10]، تاريخ اليعقوبي 183/2، كما جاء قريب منه في شرح الأخبار 390/1، وشرح ابن أبي الحديد 229/6 ، والفتوح لابن أعثم 486/2 .
3- سورة الأحزاب (33) : 33.
4- الزيادة من رجال الكشي وهي كثيرة والمؤدّى واحد.
وأعلم علماً ، وأحلم حلماً ، وأقدم سلماً من أبيكِ ومن عمر .
قالت : أبيتُ ذلك عليكم يابن عباس .
قلت : أما والله إن كان أمركِ فيه لقصير المدّة ، عظيم التَّبِعَة (1)، ظاهر الشؤم، بين النكد، وما كنتِ فيه إلّا كحلب شاة حتّى صرتِ ما تأخذين ولا تعطين .. ولا تأمرين ولا تنهين ، ولا كنتِ إلّا كما قال أخو بني أسد (2):
( شعر ) [ من الكامل ]
مازالَ إِهْداءُ القَصَائِدِ بَيْنَنَا *** شتم (3) الصِّدِيقِ وَكَثرَةَ الأَلقاب
حَتَّى تُرِكْتَ كَأَنَّ قَوْلَكَ فِيهِمُ *** في كُلِّ مُحْتَفَلٍ طَنِينُ ذُبَابٍ (4)
ص: 275
1- في نسخة (ألف): السبعة، وهي مصحفة عن المثبت ، كما في رجال الكشي، وفي نسخة (ب) مطموسة، وفي رجال الكشي : أما والله إن كان إباؤك فيه لقصير المدة، عظيمة التبعة ، ظاهر الشوم، بين النكد.
2- في الاختيار : كمثل ابن الحضرمي بن نجمان أخي بني أسد، حيث يقول ..
3- الكلمة مشوشة وغير منقوطة ، وكتبت في نسختي الأصل : سم، وقد تقرأ: بتم، ولعلّها : اسم ، وما أثبت أظهر ، وبكليهما وردت الرواية الشعرية .
4- البيت الثاني جاء في رجال الكشي (رحمه الله) : [من الكامل ] حتى تركتهم كأنّ قلوبهم *** في كل مجمعة طنين ذباب
فقالت : أرحل والله عنكم ، أما والله ما في الأرض بلد أبغض إليّ من بلد أراكم فيه يا بني هاشم !
قلت : أما والله ما ذاك ببلائنا عندكِ (1) ، ولا بأثرنا (2) عليكِ ، إنا جعلناكِ أُمّ المؤمنين وإنكِ ابنة رومان(3)، وجعلنا أباكِ صديقاً ، وهو ابن أبي قحافة ، وبنا سُمّيت أم المؤمنين .. لا بتيم ولا عدي ...
قالت : أتمنون عليّ برسول الله يابن عباس ؟!!
قال : ولِمَ لا نمن عليكِ بمن لو كان فيك شعرة منه لمننت به علينا وعلى جميع العالمين ، ونحن لحمه ودمه ، وفينا ميراثه وعلمه، ومنه وإليه .. إنّما أنتِ خشبة من خشبات (4) ؛ ليست بأرسخهنّ عرقاً ، ولا بأصر هن (5) ورقاً ، ولا بأمدهن ظلاً،
ص: 276
1- في شرح الأخبار : والله ما ذلك ببلائنا عندك .
2- قد تقرأ في نسخة (ألف): مآثرنا.
3- رمز لعايشة بنت أبي بكر ، وسيأتي تفصيلها في الفصل القادم ، وفي الكشي : إنا جعلناك للمؤمنين أُمّاً وأنت بنت أُمّ رومان، ولاحظ الكنية في الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 143/1 - 144.
4- الظاهر : حشية من حشيات . وفي الكشي : أنت إلا حشية من تسع حشاياً خلفهن بعده ، لست بأبيضهن لوتاً، ولا بأحسنهن وجهاً ، ولا بأرشحهن عرقاً ، ولا بأنضر هن ورقاً ، ولا بأصراهن أصلاً ..
5- الظاهر : بأنضر هن .
ولا بأحسنهن وجهاً ، ولا بأكرمهنّ حسباً .. فصرت تأمرين وتُطاعين ، وتدعين وتجابين .. فما شكرت نعمانا ..
وكنتِ كما قال أخو بني فهر :
(شعر)
[ من الطويل ]
مَنَنْتُ عَلَى قَوْمٍ(1) فَأَبْدَوا عَداوَةٌ *** فَقُلْتُ لَهُمْ : كُفّوا (2) العَدَاوَةَ والغَدْرَا(3)
ففيهِ الرّضا في مِثْلِهِ لصديقكُم (4) *** وَأَحْجَيْ بِكُمْ أَنْ تَمْنَعُوا (5) البَغْيَ والغدرا (6)
ص: 277
1- كذا في نسختي الأصل : والصحيح : قومي .
2- في نسختي الأصل : لقوا.
3- في رجال الكشي ، وكذا جاء في شرح الأخبار 391/1 - 392: الشكرا.
4- كذا استظهاراً ، وفي نسختي الأصل : لصديكم . والصدر في الكشي : ففيه رضا من مثلكم لصديقه .
5- في شرح الأخبار : أن تظهروا ، وفي رجال الكشي : أن تجمعوا.. وهو الصواب.
6- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة تقرأ : والعندرا، ولعلّها : العذرا، وما أُثبت هو الظاهر . وقد جاء البيتان برواية مختلفة في رجال الكشي : 57 - 60 حديث 108 وفيه : [من الطويل ] مننت على قومي فابدوا عدواة *** فقلت لهم كفوا العداوة والشكرا ففيه رضا من مثلكم لصديقه *** وأحج بكم أن تجمعوا البغي والكفرا
الفصل الرابع : في بغي بنت أم رومان على أمير المؤمنين علیه السلام
[ القسم الثالث ]
[ في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[باب ]
[في الناكثين ]
[ فصل 4]
[في بغي بنت أم رومان على أمير المؤمنين (علیه السّلام)]
ص: 279
فصل
في بغي بنت أُم رومان (1)على أمير المؤمنين (علیه السّلام)
محمود الزمخشري في الفائق (2)، وأبو العباس ابن مهدي في نزهة الأبصار (3):
ص: 281
1- أُطلقت على عائشة في مجاميعنا ورواياتنا عدة رموز وكنى، أحصيت جملة كثيرة منها في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 115/4 - 119 في أكثر من ستين رمزاً . منها : ابنة الأوّل ، أو : ابنة أُمّ رومان ، أو ابنة رومان، ولاحظها بمصادرها في : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 143/1 - 144، كما يقال لها : بنت أم رومان، وبنت الأوّل، كما جاء في الأسرار 28/2. أقول : تعرّض المصنّف (رحمه الله) في ديباجة كتابه هذا إلى التكنية عن عائشة ب: ابنة الأوّل ، وابنة رومان، ولم يذكر غيرهما . والظاهر أن يكون هنا : ابنة أُمّ رومان .
2- الفائق للزمخشري 168/2 - 169 .
3- لم نعثر على هذا الكتاب. قريب منه ما ذكره الشيخ لطبرسی (رحمه الله) في الاحتجاج 167/1، وعنه نقله العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 151/32 - 152 ( باب (2) حديث 126، ومثله رواه الشيخ الصدوق ( رحمه الله) في معاني الأخبار : 375 - 376.
لما عزمت على الخروج ، نهتها أُم سلمة وقالت : إنكِ سُدّة (1) بين رسول الله وبين أُمته (2) ، وحجابه عليكِ مضروبة (3)، وقد جمع القرآن ذيلكِ.. فلا توسّعيه (4) ، وضمّ ضفر (5) لك فلا تنشريه (6)، سكني
ص: 282
1- الشدّة ، لها معانٍ، منها الفناء أو الباب، أو الصُّفّة تكون بين يدي البيت أو الظُّلَّة، تريد أنكِ من رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بمنزلة سدة الدار من أهلها . قال الشيخ الصدوق (رحمه الله) في معاني الأخبار : 376، قولها : إنّك سدة بين رسول الله(صلّی الله علیه و آله و سلّم) .. أي إنك باب بينه وبين أُمته في حريمه وحوزته ، فاستبيح ما حماه ؛ فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك ؛ لتحوجي الناس إلى أن يفعلوا مثل ذلك. قال ابن منظور في لسان العرب 209/3 شارحاً لكلام أُم سلمة رحمها الله : .. أي باب فمتى أصيب ذلك الباب بشيء فقد دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله] وسلم في حريمه وحونته، والتسبيح ما حماه ؛ فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك ، فتحوجي الناس إلى أن يفعلوا مثلك .
2- في نسخة (ب) : أُمية .
3- في المصدر : وحجابك مضروب على حُرمتِه .
4- في نسختي الأصل : توسعه، أو يكون : توسعة . وفي الفائق: فلا تندحيه.. وندح الشيء: فتحه ووسعه ، ومنه : أنا في مندوحة من كذا.
5- الضفر : نسج الشعر وغيره عريضاً ، وقيل : ما شدّدت به البعير من الشعر المضفور، كما جاء في لسان العرب 481/4 - 490 .
6- في الاحتجاج 167/1 : . . وضمّ ظفرك فلا تنشريه .
عقراك (1) فلا تُصْحِرِيها (2) ، إنّ الله من وراء هذه الأمة ، [لو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعهد إليك عهد عُلتِ (3) عُلتِ ؛ بل ] (4) وقد نهاكِ رسول [ الله ] (صلّی الله علیه و آله و سلّم)عن الفرطة (5) في البلاد، إنّ عمود الإسلام لم يتأتّ (6) بالنساء إن مال ، ولا يرأب بهنّ إن انصدع، حماديات (7) [النساء] غض الأطراف، وضمّ الذيول (8) والأعطاف (9) ،
ص: 283
1- في الفائق : وسَكن عُقيراك.. والعُقَيْرَى : كأنها تصغير العُقْرَى ، فُعْلَى ، من عقر ، إذا ما بقي في مكانه لا يتقدم ولا يتأخر فزعاً أو أسفاً أو خجلاً، وأصله من عقرت به : إذا أطلت حبسه ، وفي الاختصاص : سكني عقيراك . لاحظ : لسان العرب 593/4 .
2- أصحر : أي خرج إلى الصحراء ، يقال : أصحر القوم إذا برزوا للصحراء. راجع : لسان العرب 443/4 ، والعين 114/3 ، ومجمع البحرين 362/3 .. وغيرها.
3- علت: أي ملت، ويحتمل فيه غير ذلك، لاحظ : الفائق 169/2 - 170، ولا يوجد في بلاغات النساء : 15: علت علت . ولاحظ : معاني الأخبار : 375 ، والاحتجاج 167/1.. وغيرهما.
4- زيادة جاءت في شرح نهج البلاغة ،219/6 ، وله بيان عليها في صفحة : 221.
5- الفرطة والفروطة : التقدّم ، لاحظ : لسان العرب 366/7 - 370، وراجع : كتاب العين 417/7 ، ومجمع البحرين 264/4.
6- كذا ؛ وفي المصدر : لا يُثاب بمعنى لا يرجع لسان العرب 243/1 .
7- يقال : حُماداك أن تفعل كذا.. أي قصاراك وغاية أمرك الذي تحمد عليه، لسان العرب 157/3 ، ولاحظ : معاني الأخبار : 377.
8- تقرأ في نسختي الأصل : الدلول .
9- لم ترد جملة: ( وضم الذيول والأعطاف..) في الفائق . لاحظ : لسان العرب 249/9.
وخفر الأعراض ، وقصر الوهازة (1) ، ما كنتِ قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضك في بعض هذه الفلوات وأنتِ ناصة (2) ، قلوصا (3) من منهل إلى منهل ، ومنزل إلى منزل (4) .. اجعلي حصنكِ بيتكِ ، ورفاعة الستر (5) قبركِ ..
فلمّا تهيأت أنشأت أُمّ سلمة ( شعراً ) : [ من الطويل ]
نَصَحْتُ ولكِنْ لَيْسَ لِلنُّصْح قابِلُ *** ولَوْ قَبِلَتْ ما عَنّفتها (6) العواذل
ص: 284
1- الوهازة : الخطو، يقال: هو يتوهز ويتوهس، إذا وطئ وطئاً ثقيلاً، كما في الفائق ، وفي شرح النهج 221/6 : الخطوة، تعني بذلك أن تقل خطوهن ، كما قاله الشيخ الصدوق (رحمه الله) في معاني الأخبار : 376.
2- في نسخنا : ناهضة ، والظاهر ما جاء في الفائق : ناصَّة، ونص الناقة : دفعها في السير .
3- في الاحتجاج : قعوداً .
4- لا يوجد في الفائق .. ومنزل إلى منزل ، وفيه : إنّ بعين الله مهواك، وعلى رسوله تردين، قد وجهت سدافته ، وتركت عُهيداه ، لو سرتُ مسيرك هذا ، ثم قيل : ادخلي الفردوس .. لاستحييتُ أن ألقى محمّداً هاتكة حجاباً قد ضربه عليَّ .. إلى آخر كلامها رضوان الله عليها .. ولاحظ : ما أجابتها به اللعينة عائشة هناك .. كي تعرف تفاوت الطينتين وبعد النطفتين .
5- تقرأ في نسختي الأصل : ورفاعة السرّ، وفي الفائق : وقاعة الستر، وفي معاني الأخبار : رباعة الستر، وفي الاحتجاج : وقاعة الستر منزلاً، فأثبتنا الكلمة الصحيحة من مصدره الفائق .
6- في نسختي الأصل : عنقتها.
كأني بها قَدْ ردَّتِ (1) الحَرْبُ رَحْلَها (2) *** وَلَيْسَ لَها إِلَّا التَّرَجُلَ راحِلُ
فلما خرجت قالت : يا أُم سلمة ! ( شعر )
[من البسيط ]
أَيَرحَمُ اللَّهُ أُمَّ المُؤْمِنِينَ وقَدْ *** أَغْرَتْ بِأَوْبَاشِ هَذا الخَلْقِ بِالنَّاسِ
سَيُفْرِغُ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ عُقُولَهُمُ *** حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي يُقْضَى (3) عَلَى الرَّاسِ
فلما انصرفت .. نزلت منزلاً أبطأ عنها، فجعلت تعالج الرحل بنفسها ، وتقول : لله درّ أُمّ سلمة حيث قالت: وليس لها إلّا الترحل راحل ما كان أغناني عن هذا الأمر لولا نفئة الشيطان ، وعجلة الإنسان ! ! (4)
ص: 285
1- في المصادر : ( ردّت).
2- في المصادر، رَحْلها .
3- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة ، ولعلّها : يفضي .
4- أقول : روى الشيخ الصدوق ( رحمه الله) في كتابه معاني الأخبار : 375 - 376 ( باب معنى ما كتبه أُمّ سلمة إلى عائشة لما أرادت الخروج إلى البصرة)؛ كتبت إليها أُمّ سلمة رضي الله عنها زوجة النبي وال : أما بعد ؛ فإنّك سدة بين رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وبين أمته ، وحجابه المضروب على حرمته ، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه ، وسكن عقيراك فلا تصحريها، إن الله من وراء هذه الأمة ، قد علم رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) مكانك لو أراد أن يعهد إليك لفعل، ولقد عهد ، فاحفظي ما عهد ، فلا تخالفي فيخالف بك ، واذكري قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في نباح الكلاب بحو أب ، وقوله : «ما للنساء والغزو»، وقوله : ( انظري يا حميراء ألا تكوني أنت»، علت علت ، بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد، وإنّ عمود الإسلام لن يثاب بالنساء إن مال، ولن يرأب بهنّ إن صدع حماديات النساء غض الأبصار ، وخفر الأعراض، وقصر الوهازة، ما كنت قائلة لو أنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصاً من منهل إلى آخر ؟ إن بعين الله مهواك ، وعلى رسول الله تردین قد وجهت سدافته ، وتركت عهيداه ، لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي : ادخلي الفردوس ؛ لاستحييت أن ألقى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) هاتكة حجاباً قد ضربه عليّ، اجعلي حصنك بيتك، ورباعة الستر قبرك ، حتى تلقيه وأنت على تلك الحال أطوع ما تكونين الله ما لزمته ، وأنصر ما تكونين للدين ما جلست عنه ، لو ذكرتك بقوله تعرفينه لنهشتنی نهش الرقشاء المطرق. فقالت عائشة : ما أقبلني لو عظك ، وما أعرفني بنصحك ؛ وليس الأمر على ما تظنين ، ولنعم المسير مسيراً فزعت إليّ فيه فئتان متشاجرتان ، إن أقعد ففي غير حرج، وإن أنهض فإلى ما لا بدّ من الإزدياد منه. فقالت أم سلمة : [من البسيط ] لو كان معتصماً من زَلَّةٍ أحد *** كانت لعائشة العُتبى على النّاسِ كم سُنَّة لرسول الله دارسة *** وتلو آي من القرآن مِدراس قد يَنزَعُ الله من قوم عُقُولَهُمُ *** حتَّى يكون الذي يُقْضَى على الرأْسِ عن معاني الأخبار في بحار الأنوار 153/32 - 155 ( باب 2) حدیث 127. وقد رواه الشيخ المفید (رحمه الله) في الاختصاص : 116 - 120 باختلاف يسير ، وعليه بيان له، وجاء صدر البيت الأول فيه : لو أن معتصماً من زلة أحد.. وصدر البيت الثاني فيه : كم سنة لرسول الله تاركة .. وزاد عليه بيتان هما : [من البسيط ] قد يَنزَعُ الله مِنْ ناسٍ عُقُولَهُمُ *** حَتَّى يكونَ الذي يُقْضَى على النَّاسِ فيرحم الله أُمَّ المؤمنينَ لَقَدْ *** كانت تبدلُ إيحاشاً بإيناس وعن الاختصاص في بحار الأنوار 162/32 - 164 ( باب 2) حدیث 128، وراجع ما جاء في كتاب الجمل للشيخ المفيد (رحمه الله) : 126 - 127 ، والاحتجاج للطبرسي 244/1 .. وغيرهما . أقول : جاء الحديث بألفاظ مقاربة في أكثر من مصدر من العامة ، كما في بلاغات النساء لأحمد بن أبي طاهر : 7، والعقد الفريد لابن عبد ربه 316/4 - 317، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 219/6 - 220. و راجع : غريب الحديث لابن قتيبة 182/2.. وغيره.
وفي كتاب الباهر (1) : أنّه أخبر الأحنف بمقالها في البصرة: .. اضطرب حبل الدين ، وأخذ [أبي ] بطرفيه ، وربق(2) لكم أثناءه (3)، وأبطل مراسم النفاق ،
ص: 287
1- لم نعثر على هذا الكتاب، ونحتمل فيها : إما أن يكون كتاب الباهر في أخبار شعراء مخضرمي الدولتين لأبي أحمد يحيى بن علي، وإما أن يكون كتاب الباهر لجعفر بن محمّد بن حمدان الموصلي. راجع : كنز العمال ،499/2 ، تاریخ دمشق 390/30 .. وغيرهما.
2- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة ، ولعلّها : رتق ، أو : ربق .. والأخير أظهر ، كنز العمال: ورشق لكم أسلمه ، وفي تاريخ دمشق : وربق لكم أثناءه.
3- في نسخة (ألف) : اسلوا، وفي نسخة (ب) : أشلو ، وما أثبتناه في أكثر المصادر. قال ابن الأثير في النهاية 191/2 في بيان معنى قول عائشة : وربّق لكم أثناءه : تريد لمّا اضطرب الأمر يوم الردّة أحاط به جوانبه ، وضمّه ، فلم يشدّ منهم أحد، ولم يخرج عما جمعهم عليه . وكذا جاء في لسان العرب 113/10.
وأمال دعائم الكفر والشقاق ، وغاض (1) نبع (2) الردّة ، وأطفأ ما حشّت اليهود ..
وساقت الحديث إلى أن قالت : تبرأت إلى الله من كل خطب جمع شمل الفتنة (3)، وقطع حبل السنّة ، وأما (4) نصب للمسألة عن مسيري هذا ..
ألا وإني لم أجرّد إثماً أدرعه ، ولم أقصد ظلماً أتقنعه ، ولم أدلّس فتنة أوطئكموها (5) ، وإنما أقبلت لدم (6) الإمام المظلوم .. إلى آخر الكلام (7).
ص: 288
1- تقرأ في نسختي الأصل بدون التنقيط ، وفي مصادر الخبر القديمة : أغاض، وما أثبتناه من لسان العرب وتاج العروس.
2- في نسخة (ألف) : تبع ، وفي الفائق : وغاض نبغ .
3- تقرأ في نسختي الأصل: السنة، وما أثبتناه من بلاغات النساء، وهو أصح وأنسب.
4- كذا ؛ والظاهر : وَأَنَا ..
5- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل كذا ، وتقرأ : أو مليكموها، ولعلّها : أو ملكتموها . وفي بلاغات النساء ونثر الدر في المحاضرات أوطئكموها.
6- في نسختي الأصل : دم .
7- وجاء حديثها - عاملها الله بعدله ، وحرمها شفاعة نبيّه (صلّی الله علیه و آله و سلّم)- في بلاغات النساء: 5 - 6 ، وجمهرة نسب قريش 589/2 ، وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي (علیه السلام) لابن الدمشقي 9/2 - 10 ، والعقد الفريد لابن عبد ربه 314/4 - 316، ونثر الدر في المحاضرات 10/4.. وغيرها .
فأنشأ الأحنف (1) : [ من الطويل ]
لَشَتَانَ ما بَيْنَ المَقامَيْنِ تارةً *** تَصَابى(2) وطَوْراً غَدْرَةٌ تَسْتَقِيلُها
فَلَو كانَتِ الأَكْنَانُ دُونَكِ لَم تَجِدْ *** عَلَيْكِ مَقَالاً (3) ذُو مَقالِ يَقُولُها
وَقَفْت بمُسْتَنِّ (4) السُّيُول وقَلَّ مَنْ *** تَبَوّا(5) بِها إِلَّا عَلاهُ بَلِيلُها
ص: 289
1- الظاهر أنّه : الأحنف بن قيس بن معاوية السعدي المنقري التميمي أبو بحر ، سيد بني تميم ومن دهاة وفصحاء العرب وشجعانهم، ويضرب به المثل في الحلم، ولد في البصرة في سنة 3 هق ، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ووفد على عمر ، واعتزل الفتنة يوم الجمل ! ثم شهد صفين مع أمير المؤمنين (علیه السلام)، ولما انتظم الأمر لمعاوية .. عاتبه فأغلظ عليه في الجواب، وولي خراسان، توفي سنة 72 ه، وقيل غير ذلك. وقد صرّح المصنف (رحمه الله) في المناقب 148/3 بكونه : الأحنف بن قيس . انظر عنه : طبقات ابن سعد ،66/7، تاريخ الخميس 309/2، وفيات الأعيان 230/1، تهذيب التهذيب 191/1، أخبار إصبهان 224/1، التهذيب لابن عساكر 10/7 ، وكذا أخبار شعراء الشيعة : 58 ، وجاء البيتان الأخيران في المناقب 148/3.
2- كذا ، ولعلّها : تصاق .
3- جاءت العبارة في نسختي الأصل هكذا : مقالاً دواذاه ، أو : وراذاه ..
4- الكلمتان في نسختي الأصل مشوّشتان، والثانية مطموسة، والمعنى غير واضح عليها وما أُثبت من المصادر .
5- في نسختي الأصل : سوى .
مخضتُ سقائی (1) غَدْرَةٌ وَمَلامَةٌ *** وَكِلْتَاهُما كَادَتْ تَعُولُكِ (2) غُولُها
تَقارَعَتَا فاسْتَنْقَذَتْكِ مِنَ الرَّدى *** أقلُّهما وَعْراً عَلَيْكِ سَبِيلُها
أَلَمّا تَرَي أن الأمور بفترة(3) *** من الشر لا يعبا(4) بِلَيْلٍ دَلِيلُها
حِجابُكَ أَخْفى لِلَّتِي تَسْتُرِينَها (5) *** وَصَدْرُكِ أَوْعَيْ لِلَّتِى (6) لا أَقُولُها
فَلا تَسْلُكِنَّ الوَعْرَ ضَيْقاً مَجالُهُ (7) *** فَيَغْبَرَّ (8) من سَحْب المُلاءِ ذيولها
ص: 290
1- تقرأ الكلمة في نسخة (ب) : سفابي، أو سقاني، حيث لم تنقط ، ولعلّها : شقايي، وقبلها : فحقت ، أو : فخفت .. وبعدها : عذره .
2- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): يقولك.
3- صدر البيت في نسختي الأصل : إليها ترى أن الأمور فقيرة ..
4- في نسخة (ألف) : لا يعني .
5- في المناقب : للذي تسترينه .
6- في المناقب : للذي .
7- في المناقب : صعباً محاله .
8- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة ، وفي المناقب: فتغبر ، ولعلّها في (ألف) : منعیر، وتقرأ في (ب) : فيعتبر .
[ و ] في تاريخ الطبري (1): قال سهل بن سعد : إنّ عسكر البصرة لما أخذوا عثمان بن حنيف شاوروا عائشة (2) في أمره، قالت : اقتلوه .
قالت لها امرأة : نشدتك الله - يا أُمّ المؤمنين ! - في عثمان وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ! [ قالت : ردّوا أباناً .. فردّوه ].
فقالت : احبسوه، ولا تقتلوه ..!
[ قال : لو علمت أنكِ تدعينني لهذا لم أرجع .
فقال لهم مجاشع بن مسعود: اضربوه وانتفوا شعر لحيته ] فضربوه [ أربعين سوطاً ] ، ونتفوا شعره [لحيته ورأسه وحاجبيه وأشفار عينيه ] كلّها [وحبسوه ] .
وفي تاريخ الطبري (3): أنّها قالت بنانه (4): ما زال جملي معتدلاً حتى فقدت أصوات [بني ] ضبة .
وروي (5) : أنّها كانت ] تركب [الجمل ] وتحمل السلاح و ترتجز :
[ من الرجز ]
ص: 291
1- تاريخ الطبري 4 / 468 - 469 باختلاف أشرنا له [ وفي طبعة الأعلمي 485/3].
2- جاء في المصدر : لما أخذوا عثمان بن حنيف أرسلوا أبان بن عثمان إلى عائشة يستشيرونها .
3- تاريخ الطبري 518/4 [ طبعة الأعلمي بيروت 527/3].
4- كذا ؛ ولم ترد في المصدر، وهي رمز لعائشة ، كما سلف في أول الكتاب.
5- كما في تاريخ الطبري 527/3 [ طبعة بيروت ].
شَكَوْتُ رأساً قَدْ (1) مَلَلْتُ حَمْلَهُ *** (2) وَقَدْ مَلَلْتُ دَهْنَهُ وغَسْلَهُ
أَلَا (3) فَتَى يَحمِلُ عَنِّي كُلَّهُ (4) ؟ !
وقُطِعَ أربعمائة يد على خطام جملها ، وهي بذلك مسرور[ة].
وروي (5) : أن علياً (علیه السلام) قال : «اقتلوا الجمل ؛ فإنّه شيطان» .
الحسن بن حمّاد(6) : كان سلمان إذا رأى الجمل الذي يقال له : عسكر (7)،
ص: 292
1- العبارة مشوشة في نسختي الأصل ، وقد تقرأ : شكوت لا سافد ، وأثبتنا ما استظهرناه منها .
2- جاء صدر البيت في غالب المصادر : أحمل رأساً قد سئمت حمله ..
3- في نسختي الأصل : لا ، وما أُثبت من المصادر .
4- لعلّ الكلمة : ( كُلَّه ) أو (كَلَّه ) مصحفة ، والمحفوظ ( ثِقْلَهُ) ، وقد جاء الرجز هذا في الأغاني 391/6، التذكرة الحمدونية 447/2، أنساب الأشراف 303/9، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 171/4. وراجع ما ذكره البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 162/3.
5- رسائل السيد المرتضى 63/4 ، والاحتجاج 239/1/164/1 - 240] ، وعنه في بحار الأنوار 201/32.
6- أسند الحديث الكشي (رحمه الله) في رجاله 57/1 - 58 [ الطبعة المحشاة، وفي اختيار معرفة الرجال : 13 ] حديث 30، وعنه في بحار الأنوار 382/22 (باب 11) حدیث 17، و 147/32 ( الباب الأول ) حديث 121 عنه .
7- وقد رمز ب: عسكر عن عائشة ، أو عنها وعن صاحبيها . لاحظ الرمز في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 543 - 542/2 .
يضربه ، فيقال له : يا أبا عبد الله ! ما تريد من هذه البهيمة ؟! فيقول : ما هذه بهيمة ، ولكن هذه عسكر بن كنعان (1) الجنّي ، يا أبا أعرابي(2) ! لا ينفق عليك ههنا ، ولكن اذهب به إلى الحوأب ؛ فإنك تُعطى [به] ما تريد.
وقال السيد الحميري : هو عسكر بن سربال بن قصم بن إبليس ، اشتراه أسديّ وكان أصابه .
ص: 293
1- تقرأ في نسختي الأصل : كنعال ، كما في رجال الكشي. وراجع رمز : عسكر بن هوسر في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 543/2 - 544 . أقول : روى الشيخ لطبرسی (رحمه الله) في الاحتجاج 164/1 [ وفي طبعة دار النعمان النجف الأشرف 2490/1] في احتجاج أمير المؤمنين على الزبير وطلحة - وعنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 201/32 - 202 حديث 154 - قال : روي عن الباقر (علیه السّلام) أنه قال : « لما كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنبل، قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): « والله ما أراني إلا مطلقها ؛ فأنشد الله رجلاً سمع من رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يقول: «يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي»، لما قام فشهد. فقال : فقام ثلاثة عشر رجلاً فيهم بدريان فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)يقول لعلي بن أبي طالب : «يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي». قال : فبكت عائشة عند ذلك حتى سمعوا بكاءها. فقال علي (علیه السّلام) : « لقد أنبأني رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بنبأ ، فقال : إن الله يمدك - يا علي ! - يوم الجمل بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين».
2- كذا ولعلّها : يا باعر إنّي، والظاهر أنّها : يا أعرابي !
قال المرتضى : ورؤي (1) عن هذا الجمل في ذلك اليوم عجب ؛ لأنّه كان كلّما أثبتت (2) منه قائمة من قوائمه يثبت على الأُخرى.
قال (3): وروي أنّ هذا الجمل بقي بعد عقره حولاً.. لا يأكل منه وحش ولا طائر !
أبان بن تغلب ؛ عن جعفر (علیه السّلام) قوله (4): ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلجَ الجَمَلُ فِي سَم الخياط )(5) قال : « هما - والله - الأوّل ، والجمل ؛ جمل شايعته (6)».
ص: 294
1- رسائل الشريف المرتضى 63/4 ، وفيه : وقيل : إنّ اسم هذا الجمل : عسكر، وشوهد من هذا الجمل في ذلك اليوم كلّ عجب .. وهي رواية الاحتجاج 164/1 [ وفي طبعة 239/1 - 240] السالفة ، وفيه : ورؤي منه ذلك اليوم كل عجيب ؛ لأنه كلما بتر منه قائمة من قوائمه ثبت على أخرى.
2- في بحار الأنوار 201/32 عن الاحتجاج : كلما أبين، وفي المصدر : كلّما انْبَتَتْ .
3- رسائل السيد المرتضى 63/4.
4- من قوله : تغلب .. إلى بداية الآية مطموسة كلاً في نسخة (ب).
5- سورة الأعراف (7): 40 .
6- كذا ؛ والظاهر : شايعة ، وهو رمز لعائشة بنت أبي بكر ، لاحظ : الأسرار 330/2. أقول : روى الشيخ القمی (رحمه الله) في تفسيره 230/1 - 231 [ وفي المحققة 338/1 حديث 7]، وعنه في بحار الأنوار 106/32 حديث 76 بإسناده ... عن فضالة، عن أبان بن عثمان ، عن ضريس، عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ .. ﴾ [سورة الأعراف (7) : 40] قال : نزلت في طلحة والزبير والجمل جملهم»، وعنه في تفسير البرهان 542/2 حديث 1 ، ونور الثقلين 457/2 حديث 112.
وقالت أُمّ أفعى(1) العبدية لها : ما تقولين في امرأة قتلت ابنها (2) صغيراً ؟ قالت : وجبت لها النار ، قالت : وما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الكبار سبعين ألفاً (3) في ليلة واحدة ؟! فقالت : خذوا بيد عدوة الله (4) .
وفي الفائق(5) : كانت تضرب اليتيم [ يكون ] في حجرها حتى يُسبط (6).. أي يمتدّ على وجه الأرض.
وسمع بهلول رجلاً يقول : قالت ناحية (7) : لو أدركت ليلة القدر ما سألت ربى
ص: 295
1- كذا في عيون الأخبار ، وكذا ربيع الأبرار ، إلّا أنّ في العقد الفريد : أُمّ أوفي .
2- في المصادر : ابناً لها.
3- في المصادر : عشرين ألفاً.
4- وقد جاء الخبر في أكثر من كتاب، كما في عيون الأخبار لابن قتيبة كتاب الحرب - 202/1، وربيع الأبرار للزمخشري ،681/1 ، والعقد الفريد لابن عبد ربه 79/5..
5- الفائق للزمخشري 152/2 بنصه ، وجاء في صحيح الأدب المفرد للألباني : 76.
6- كذا في المصدر ، وفي الأدب المفرد : ينبسط ، وفي نسختي الأصل : ينبط ، بدون تنقيط .
7- في نسختي الأصل : ناجية، والمراد بها عائشة ، والظاهر إن الصحيح : ناحية ، أو : باحية ، حيث كل منهما محتمل فيما جاء في مدخل هذا الكتاب، حيث عدّه في الباب الرابع المختص بعائشة ، أو هي وصاحباها أو صاحبتها حفصة ، وقد تعرّض لهما في كتاب الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 15/1 و 353/3، وقوّى كونه ناحية ، بمعنى صارفة ، من قولتها المشهورة في دفن جنازة الإمام المجتبى (علیه السلام) : نحّوا ابنكم ...
إلّا العافية ! فقال بهلول : والظفر بعلي يوم الجمل ! (1)
كامل المبرّد (2) : أنّه قال لها عمر و بن العاص : لوددت أنكِ [كنت ] قتلت يوم الجمل ، فقالت : ولم ؛ لا أباً لك ؟! قال : كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنّة ، ونجعلك (3) [أكبر ] التشنيع على على [(علیه السّلام)] .
وجاءها الأشتر - بجمل أنفذه إليها أمير المؤمنين (علیه السّلام)- فقال : يقرئك السلام ويقول : إنّ هذا البعير مكان بعيرك ، فقالت : لا سلّم الله عليه ، أيقتل يعسوب المؤمنين طلحة ويصنع بابن أختي ما صنع .. ؟ ! (4)
فلمّا دخلت دار عبد الله بن خلف غشيها الناس، فجعلت تسأل عن جماعة ممّن كان معها ، فكلّما نُعِي إليها واحد قالت : يرحمه الله ، فقال لها رجل من أصحابها : فكيف ذلك ؟ فقالت : قال رسول الله : فلان في الجنّة (5).
ص: 296
1- نثر الدر في المحاضرات / 180 ، التذكرة الحمدونية 456/9 .. وغيرهما.
2- الكامل للمبرد 156/1 [ طبعة مكتبة المعارف، وفي الطبعة المحققة لمؤسسة الرسالة 346/1]، ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج 322/6، والآبي في نثر الدر في المحاضرات 60/2 ، والطبرسي في الاحتجاج 241/1 ، وعنه في بحار الأنوار 267/32 حديث 206 .
3- في نسختي الأصل : ونجعل ، وهي محرّفة عن المثبت من المصدر.
4- رواه الطبري في تاريخه 545/3 لكن فيه أن مالكاً أنفذ الجمل إليها مع رجل.
5- تاريخ الطبري 542/3 ، الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر الضبي : 177 ، الكامل لابن الأثير 257/3.. وغيرها .
وممّا ذكر الشيخ المفيد في المسألة الكافية في تفسيق فرقة الخاطئة (1): ولمّا حمل محمّد بن أبي بكر هودجها لينزلها إلى الأرض ، قالت له : من أنت ؟
قال : أنا أخوك البرّ .
قالت : بل عقوق !
فقال : كيف رأيت (2) هؤلاء [الضَّلال ] الذين أخرجوك وغروك واستفزوك ؟!
فقالت : ليسوا بضلال ولكنّهم مهتدون .
فقال : حكم الله عليهم (3) .
الواقدي(4) : قال لها عمّار : كيف ضرب بنيك على الحق ؟
ص: 297
1- المسألة الكافية في تفسيق الفرقة الخاطئة [والصحيح : المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة ] : 44 - 45 نقلاً عن كتابنا هذا ! وهذا غريب جداً ، ولم يشر له المحقق له مع تقدم الشيخ المفيد لله على المصنف (رحمه الله) . ذكر المحقق في المقدمة أنّه جمع الكتاب من بحار الأنوار والعوالم ومثالب النواصب ومستدرك الوسائل. وذكر هنا في الهامش ما يدلّ على أنّه أخذه من المثالب .
2- كلمة (رأيت) لم ترد في نسخة (ألف).
3- راجع : الفتنة ووقعة الجمل : 172، تاريخ الطبري 538/3 ، الكامل 254/3 ، إمتاع الأسماع 247/13.. وغيرها.
4- راجع : الاقتصاد للشيخ الطوسي : 228 ، أمالي الشيخ الطوسي : 143 حديث 233، تاريخ الطبري 539/3 ، الكامل 254/3 ، إمتاع الأسماع 247/13، بشارة المصطفى : 434 ، الشافي 355/4، الاحتجاج 240/1.
فقالت : استبصرت - يا عمّار ! - من أجل أنتك غلبت ؟!
فقال : أنا أشدّ استبصاراً من ذلك ، والله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعفات(1) [ هجر ، لعلمنا ] (2) أننا على الحق وأنّکم على الباطل.
الواقدي : قال عمار : يا أُمه !كيف رأيت ضرب بنيك على أدبارهم ؟!
فقالت : لستم لي ببنين .
قال : صدقتِ في ذلك ، أمهاتنا - من نساء النبي - ذوات الحجاب ، المطيعات لله ولرسوله ، وأما أنتِ .. فانظري ،مقامكِ ، وأبصري فعلكِ ..!
فقالت : وما ترى منّي ؟
قال : مخالفة الله ولرسوله (3).
قالت : لولا أنتي سمعت رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ينهى عن شتيمتك (4) وسبّك لسمعتَ مني ..!
فقال: سبحان الله ! لكذى (5) أن يحبّ أن يكون من قاتل إمام الأمة يكون بصيرته يحرمني (6) سبي وشتيمتي ، وتحلين دمي !!
ص: 298
1- في نسخ الأصل : سعاف.
2- موضع ما بين المعكوفين بياض في نسختي الأصل، وأكملنا العبارة من المصادر .
3- كذا ؛ والظاهر : الله ورسوله .
4- تقرأ في نسختي الأصل : شيعتك ، ولا لها ، ولعلها : شتمك .
5- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، ويحتمل كونها : للّذي .
6- كذا ؛ والظاهر: تحرّمين .
أما لما تتحرجين (1) من دم المسلمين الذين هم مع عليّ (علیه السلام)، وقد عرفتِ من (2) رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أنه قال : « عليّ مع الحق والحق مع عليّ [ يدور معه ] كيف ما دار».
ثم تجمعين له الجموع ، هاجمة على قتاله، وتسيرين من المدينة إلى البصرة .. قد تكلّفتِ العدّة والمؤونة ، باغية عليه ، تقصدينه ومن معه باستحلال دمائهم ، طالبة بدم عثمان ، وقد علمت أنه بريء، ولو كان - والعياذ بالله - سقيماً .. ما لكِ وما للطلب (3) بدم عثمان ؟! وهذا أمر ليس إليكِ .
ثمّ قال : ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ .. )(4) الآية ، وأنتِ فهذا قولك . ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) (5) فما فعلتِ ، وهذا مقامكِ . ﴿ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى ﴾ (6) وقد تبرّجت .
وأمّا مخالفتكِ لرسول الله؛ فقد سمعته ورويته عنه أنه قال : «لعنت المرأة المشبهة بالرجال ، ولعن الرجل المتشبّه بالمرأة (7) .. ومقامكِ هذا من أوفى
ص: 299
1- في نسختي الأصل : لا تتحرجين .
2- لا توجد : من، في نسخة (ألف).
3- كذا ؛ والظاهر : والطلب ، بدلاً من وما للطلب .
4- سورة الأحزاب (33) : 32.
5- سورة الأحزاب (33) : 33.
6- سورة الأحزاب (33) : 33.
7- لم نجد لفظ الحديث، وقد ورد بهذا المعنى جملة روايات من الطريقين ، منها : ما جاء في مسند أحمد بن حنبل 134/2، ومجمع الزوائد للهيثمي 273/6، والمصنّف لا بن أبي شيبة 236/6 ، والمعجم الأوسط للطبراني 171/8.. وغيرها كثير.
مقامات الرجال ، على أنّه - صلوات الله عليه - حذرك وأنذرك هذا المقام، وقال: «قد عرّفني ربّي أن واحدة من نسائي تقاتل ابن عمي ، وتخرج من بيتي بغير إذني .. تشنع بإساءَةِ (1) بَغْي (2)، وإنّي لأخشى أن تكوني يا حميراء ! فاحذري».
فقلت : معاذ الله - يا رسول الله ! - أن يكون شيء من ذلك .
فقال : « فإن كان .. فأنا بريء منها كائنة من كانت ، والله منها بريء ، وعلامة البراءة منها - منّى ومن الله لِمَنْ فعله - صياح الجراء من بطون أمهاتها ، في ماء يقال لها : الحوأب ، وهي ظالمة .. » .
وقد نبحت كلاب الحواب عليكِ واتضح الأمر ..
وجاء الحسن بن علي (علیهما السّلام) إليها فقال : «يا أمّه !»
فقالت : لست لك بأمّ !
فقال: «كلا ! أُمّي خير منكِ ؛ أُمّى خديجة الكبرى، التي أطاعت ربها ونبيها، مقيمة على ذيلها، لازمة بيتها ..».
وكان قال أمير المؤمنين للحسن (علیه السّلام): اذهب إلى عائشة ، فقل لها : قال لكِ
ص: 300
1- كذا ظاهراً ، وفي نسختي الأصل : بأساة ، أو : بإساءة .
2- في نسختي الأصل : بمعنى .
أمير المؤمنين : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لئن لم ترحلي (1) الساعة لأبعثن إليكِ بما (2) تعلمين ! (3)
فلما أتاها الحسن وأخبرها بما قال أمير المؤمنين، قامت، ثم قالت :رحّلوني ، فقالت لها امرأة من المهالبة : أتاكِ ابن عباس - شيخ بني هاشم - وحاورتِ معه وخرج من عندكِ مغضباً ، وأتاكِ غلام فأقلعت ؟ !
قالت : هذا - والله - ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فمن أراد أن ينظر إلى مقلتي رسول الله فلينظر إلى هذا الغلام ، وقد بعث إليَّ ما علمتُ ...
قالت : فأسألك بحق رسول الله عليكِ إلّا أخبرتنا بالذي بعث إليكِ ؟
قالت : إنّ رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] جعل طلاق نسائه بید عليّ [(علیه السّلام)] ، فمن طلّقها منه في الدنيا .. بانت في الآخرة.
و [ في رواية: كان النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يقسّم(4) نفلاً (5) في أصحابه ، فسألناه أن يُعطينا ] منه شيئاً وألححنا عليه في ذلك ، فلامنا علي فقال ]: « حسبكنّ ما أضجر تنّ
ص: 301
1- في نسخة (ب) : تدخل، وفي نسخة (ألف) تقرأ الكلمة : ترحل ، والصحيح ما أثبتناه .
2- في نسختي الأصل : ممّا ، والمثبت من المناقب .
3- رواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 397/1 ، وعنه في بحار الأنوار 74/38- 75، ورواه ابن أعثم الكوفي في الفتوح 484/2.
4- تقرأ في نسختي الأصل : يقيم .
5- في نسخة (ألف) : نقلاً ، وعلى كلا النسختين فالكلمة غير منقوطة، والظاهر ما أثبتناه، وفي المناقب : يقسّم نفلاً في .
رسول الله ..» فتهجّمناه (1) ، فغضب النبي ( عليه و آله السلام ) من ذلك وما استقبلنا به عليّاً (علیه السّلام)، فأقبل عليه .. ثمّ قال : « يا عليّ ! إنّي قد جعلت طلاقهنّ إليك ، فمن طلقتها (2) منهنّ .. فهي بائنة ..». ولم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وقتاً في حياة ولا موت .. فهي تلك الكلمة ، فأخاف أن أبين من رسول الله (عليه وآله السلام) .. وخرجت (3).
واستشهد أمير المؤمنين (4) ونشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « يا عليّ ! أمر نسائي بيدك بعدي » لما قام [ فشهد ، فقام ] ثلاثة عشر رجلاً - فيهم بدريان - فشهدوا بذلك .. فبكت ابنة رومان ، فقال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : « لقد أنبأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبأ ، وقال : « إنّ الله ممدّك [ يا علي يوم الجمل ] بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين »(5).
ص: 302
1- كذا جاء في المناقب، وفي نسختي الأصل : فتجهمناه .
2- في نسختي الأصل : طلّقها ، وما أثبتناه هو الصحيح، كما في المناقب .
3- كما جاء في المناقب للمصنف (رحمه الله) 134/2 [397/1] ، وعنه في بحار الأنوار 75/38 ( باب 6) ذيل حديث 1 ، وكذا في الفتوح لابن أعثم 484/2.. وغيره . وراجع : الإيضاح للفضل بن شاذان : 79 - 81.
4- الكلام مبتور، وتمامه في الاحتجاج 240/1 [164/1]، وعنه في بحار الأنوار 201/32 - 202 (الباب الثالث ) حديث 154 .
5- لعله إشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران (3) : 125: ﴿ بَلَى إِنْ تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا ويأتُوكُم مِنْ فَوْرِهم هذا يُمْدِدْكُم رَبُّكُم بِخَمسة آلاف مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ .
وسأل أحمد بن إسحاق صاحب الأمر (علیه السّلام) [ عن ] ذلك ، فقال : « إنّ الله عظم شأن نساء النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فخصهنّ بشرف الأُمهات ، فقال رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)]: يا أبا الحسن ! إنّ هذا شرف باق ما دمن الله تعالى على طاعته ، فأيتهنّ عصت (1) الله بالخروج عليك .. فطلقها من الأزواج، وأسقطها من شرف أُمية (2) المؤمنين (3)» .
ص: 303
1- في نسخة (ألف) : غضب .
2- كذا؛ والظاهر : أمومة .
3- وتمام الخبر كما رواه الشيخ الطبرسی (رحمه الله) في الاحتجاج 271/2 [ وفي طبعة بيروت 462/2] ضمن أجوبة الإمام الحجّة أرواحنا فداه عن مسائل سعد بن عبد الله - وعنه في بحار الأنوار 267/32 - 268 ( باب (5) حدیث 207 - والشيخ الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين 459/2 ( باب 43 ) ذيل حديث 21 - وعنه في بحار الأنوار 38/ 88 - 89 باب (60) حدیث 10 و 82/52 - 83 باب (19) ضمن حديث 1 - والطبري في دلائل الإمامة : 511 - 512 ضمن حدیث 492 - وعنه في مدينة المعاجز 55/8 ضمن حديث 2677 -.. وغيرها باختلاف يسير . وما جاء في كمال الدين هو : فقلت له : مولانا وابن مولانا ! إنا روينا عنكم [ في الاحتجاج : روي لنا ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين (علیه السّلام)، حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة : إنّكِ قد أرهجت [ أدخلت الهلاك ] على الإسلام وأهله بفتنتكِ [ بالغش الذي حصل منكِ ] ، وأوردت بنيكِ حياض الهلاك بجهلك، فإن كففت عنّى غربكِ ، وإلّا طلقتك .. ونساء رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) و قد كان طلاقهن وفاته . قال : « ما الطلاق ؟ » قلت : تخلية السبيل . قال : «فإذا كان طلاقهنّ وفات رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قد خليت لهنّ السبيل، فلِمَ لا يحلّ لهنّ الأزواج ؟! قلت : لأن الله تبارك وتعالى حرّم الأزواج عليهن. قال: «كيف وقد خلّى الموت سبيلهنّ ؟ » . قلت : فأخبرني - يا ابن مولاي - عن معنى الطلاق الذي فوّض رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)حكمه إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) ؟ ! قال: «إنّ الله تقدّس اسمه عظم شأن نساء النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فخصّهن بشرف الأمهات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أبا الحسن ! إنّ هذا الشرف باق لهنّ ما دمن الله على الطاعة، فأيتهنّ عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها [ في الاحتجاج : فطلقها من ] في الأزواج، وأسقطها من شرف أمومة [ في الاحتجاج : أميّة ] المؤمنين». وفي نسخة : « من شرف أمهات المؤمنين ». وجاء الحديث في تفسير الصافي 167/4 و 14/6 .. وغيره.
وقال ابن عباس لأمير المؤمنين (علیه السّلام) (1) - حين أبت (2) الرجوع : دعها في البصرة ولا ترحلها .
فقال (علیه السّلام): «إنّها لا تألوا شرّاً ، ولكنّى أردّها إلى بيتها .. ».
ولما انتهى (علیه السّلام) إليها ، قرع الهودج برمحه ، ثمّ قال : «كيف رأيتِ صنع الله بكِ يا حميرا ؟ ! » . قالت : ملکت فاسجح (3) . قال : قد فعلت » (4).
ص: 304
1- كما في الاحتجاج 241/1 ، وعنه في بحار الأنوار 267/32 ( باب 5 ) حديث 204.
2- في نسخة (ب): أتت ، وفي نسخة (ألف) : أنت ، وما أثبت استظهاراً من السياق .
3- الإسجاح : حسن العفو، ومنها قولهم ملكت ،فاسجح، كما جاء في كتاب العين 70/3، ومعجم مقاييس اللغة 133/3 . . وغيرهما .
4- راجع : الجمل للشيخ المفید (رحمه الله) : 197 ، والمناقب للخوارزمي : 189، والفتوح لابن أعثم 482/2 ، ومعاني الأخبار : 304 ، وأمالي للشيخ المفید (رحمه الله) : 24 ، الفائق للزمخشري 122/2، أنساب الأشراف : 249 - 250 ، تاريخ الطبري 520/3.
فقالت : إنّ معاوية قد خرج في طغام الشام وأجلافها (1) ، فاذْهَبْ بي معك . فإذا نظر أهل الشام إليّ صاروا معك على معاوية ..
فقال (علیه السّلام): « أنا أعتب طلحة والزبير على ما صنعا بك ، إنهما أخرجاك وأجلسا نساء [هما ] المدينة ، إذهبي فاجلسي في بيتكِ فهو خير لكِ » .
فلما خرجت ، بعث معها أمير المؤمنين (علیه السّلام) مائة وستّين رجلاً وستين امرأة ، وألبسهن لباس الرجال الديباج ؛ ليشتبه على الناس ، فلما بلغت المدينة .. شكت من عليّ (علیه السّلام)، وصاحت به : أنّه ما حفظ في رسول الله ، وبعث معي الرجال يزاحمونني !! فقالت امرأة : ويحك يا فلانة ! أما كفاك (2) ما فعلتِ حتى أنكِ تقولين الآن في أبي الحسن ما تقولين ؟! ثم تقدّمن النسوة فسفرن وجوههن .. فاسترجعت .. ! فقالت : ما رأيت من ابن أبي طالب(3) ؟!!
وفي الأغاني (4): أنه قيل لابن عائشة المغنّي : أنت ابن عائشة
ص: 305
1- في نسختي الأصل : وأحلافها، وهي مصحفة عن المثبت.
2- في نسخة (ألف) : نعاك ، وفي نسخة (ب) : لقاك .
3- كذا ؛ ولعلّها : ما ازددت يا ابن أبي طالب إلّا كَرَماً . وراجع : الجمل لابن شدقم : 149 - 150 ، ومروج الذهب للمسعودي 370/2 . . وغيرهما .
4- الأغاني 220/2 [ طبعة دار الكتب العلمية 479/2] ، وله ترجمة هناك لاحظها في . 195/2 - 235 [ 463/2 - 489 ].
أُمّ المؤمنين ؟! قال : لا ، أنا مولى لقريش، وعائشة هي أُمي .. وحسبك هذا [فلا عليك أن تكثر ] !!
وفي العقد (1): أنه قيل لبهلول : أتشتم فاطمة [ (علیه السّلام)] ونعطيك درهماً ؟
قال : لا ، بل أشتم عائشة واعطوني نصف درهم(2).
ص: 306
1- العقد الفريد 151/6 ، نقلاً بالمعنى .
2- وبعد كل هذه الجولة، نحبّذ نقل ما قاله العلّامة المجلسي - طاب رمسه - في بحار الأنوار 149/28 - 152 ( الباب الثالث) ، في ردّ أخبار صلاة أبي بكر ، بعد أن أجاب عنها مجملاً ، قال : وأما على التفصيل ؛ فإنّ أكثر الروايات المذكورة تنتهي إلى عائشة ، وهي امرأة لم تثبت لها العصمة بالاتفاق، وتوثيقها محل الخلاف بيننا وبين المخالفين، وسيأتي في أخبارنا من ذمّها والقدح فيها ، وإنها كانت ممن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيه كفاية للمستبصر ، ومع ذلك يقدح في رواياتها تلك بخصوصها إنّ فيها التهمة من وجهين : أحدهما : بغضها لأمير المؤمنين (علیه السّلام)، كما ستطلع عليه من الأخبار الواردة في ذلك من طرق أصحابنا والمخالفين. وذكر السيد الأجل (رضي الله عنه) في الشافي : إنّ محمّد بن إسحاق روى : إنّ عائشة لمّا وصلت إلى المدينة راجعة من البصرة - لم تزل تحرّض الناس على أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ، وكتبت إلى معاوية وأهل الشام مع الأسود بن أبي البختري تحرّضهم عليه . ثمّ قال : وفي رواية عبيدالله بن عبد الله - التي ذكرناها في هذا المقام - دلالة واضحة لأُولي البصائر على بغضها، حيث سمّت أحد الرجلين اللذين خرج رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) معتمداً عليهما، وتركت تسمية الآخر ، وليس ذلك إلّا إخفاء لقربه هذا من الرسول (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وفضله ، وقد أشعر سؤال ابن عباس بذلك ، فلا تغفل . وبالجملة ؛ بغضها لأمير المؤمنين (علیه السّلام) أوّلاً وآخراً هو أشهر من كفر إبليس، فلا يؤمن عليها التدليس، وكفى حجّة قاطعة عليه قتالها وخروجها عليه ، كما أنّه كافٍ في الدلالة على كفرها ونفاقها المانعين من قبول روايتها مطلقاً . ثمّ قال : وسيأتي في أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام)من الأخبار العامية وغيرها الدالة على كفر مبغضيه (علیه السّلام) ما فيه كفاية ! ولو قبلنا من المخالفين دعواهم الباطل في توبتها ورجوعها، فمن أين لهم إثبات ورود تلك الأخبار بعدها !! فبطل التمسك بها . وثانيهما : جرّ النفع في الروايات المذكورة للفخر بخلافة أبيها ؛ إذ أمر الصلوة كما ستطلع عليه إن شاء الله تعالى كان عمدة أسباب إنعقاد الخلافة لأبيها، كما رووه في أخبارهم .. إلى آخر كلامه (قدس سره).
الصاحب (1) : [من الكامل ]
هَلْ صَيَّرَ اللَّهُ النِّسَاءَ أَئمَّةٌ *** يا أُمَّةً! مِثْلَ النَّعَامِ المُهْمَلِ ؟ !
الحسين الناصر : [من السريع ]
يا رَبَّةَ الهَوْدَجِ يا أُمَّنا *** قَتَلْتِ أَوْلادَكِ ما ذَنْبُنَا !
هَبْكِ رَضِيَناكِ إِمَاماً لَنا *** فَمَنْ إِذَا حِضْتِ يُصَلِّي بِنا ؟ ! (2)
ص: 307
1- جاء البيت في ديوان الصاحب بن عباد 85 ضمن قصيدة طويلة ذات (77) بيت ، وهذا البيت رقمه ( 52 ) هناك .
2- جاء البيتان في العقد النضيد والدر الفريد : 165، وقد نسبهما لمالك الأشتر .
الفضل بن عبّاس (1) : [ من المنسرح ]
آضَتْ أُمُورُ الوَرى إلى امرأةٍ *** وَلَيْتَها لَم تَكُنْ [إذاً] آَضَتْ
مُبَشِّرُ جاءَ [نا] (2) يُبَشِّرُنا *** أَمِيرَةُ المُؤْمِنِينَ قَدْ بِاضَتْ (3)
هَبهَا تُصَلِّي بِنَا إِذا طَهُرَتْ *** فَمَنْ يُصَلِّي بنا إذا حاضَتْ ؟!
السيّد الحميري(4) : [ من السريع ]
جَاءَتْ مَعَ الْأَشْقَيْنِ (5) فِي هَوْدَجِ (6) *** تُزْجِي إلى البصرَةِ أَجْنادَها
كَأَنَّها في فِعْلِها هِرَّةٌ *** تُرِيدُ أَنْ تَأكُلَ أَوْلادَها
عَاصِيةٌ للهِ في فعلها *** مُوقِدَةٌ لِلحَرْبِ إنقادها
ص: 308
1- له شعر في المناقب، ويدور أمرهما بين الفضل بن عباس اللَّهَبي أو الفضل بن عباس بن عتبة ، وكلاهما شاعران مجيدان . أقول : لم أجد هذه الأبيات في الغدير وغيره . نعم جاءت في الصراط المستقيم 163/3 ، ولعله أخذه من كتابنا هذا.
2- ما بين المعكوفين هنا وما فيه مزيدة منّا وقد سقط من نسختنا وورد في الصراط .
3- في نسختي الأصل: أضت، وما هنا استظهاراً.
4- جاء البيتان الأولان في ديوان السيد الحميري : 173 - 174، وقد أوردهما الجاحظ في حياة الحيوان 197/1) في مادة (الهرة)، ولا يوجد باقي الأبيات فيه، ولا نعرف مصدراً لها غير كتابنا لهما . كما وقد جاءت الأبيات الأربعة في الصراط المستقيم 163/3.
5- في نسختي الأصل الكلمة مشوّشة ، وقد تقرأ فيهما : الاسفين غير منقوطة .
6- في الصراط : جحفل .
فَبِئْسَتِ الأُمُّ وَبِئْسَ الهَوَى *** هَوى حَدَاهَا وَهَوى قَادَها(1)
وله (شعر)(2): [ من الوافر ]
أَعَايش مَا دَعاكِ إلى قتال ال*** وَصِيِّ وما عَليهِ تَنْقَمِينا ؟!
أَلَمْ يَعْهَدْ إِلَيْكِ اللهُ أَنْ لا *** تُري أبداً مِنَ المُتَبَرِّجِينا ؟!
وَأَنْ تُرخِي الحِجَابَ وأَنْ تَقَرِّي *** وَلَا تَتَبَرَّجِي(3) للناظرينا ؟ !
وَقالَ لَكِ النَّبيُّ : أَيا حُمَيْرًا *** سَيَبْدُو مِنْكِ فِعْلُ الحَاسِدِينا
وَقالَ : سَتُنْبِحِينَ كِلابَ قَوْمٍ *** من الأعرابِ والمُتَعَربينا (4)
[وَ] قَالَ : سَتَرْكَبِينَ عَلَى خِدَبٍ (5) *** يُسَمَّى : عَشراً فَتُقَاتِلِينا
فَخُنْتِ مُحَمَّداً في أَقْرَبِيهِ *** وَلَمْ تَرْعَى لَه القَوْلَ الرَّصِينا (6)
وَكَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللهِ فِيكُمْ ؟(7) *** وَكَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ اللهِ فِينا (8)؟
ص: 309
1- قوله : وهو قادها ، مطموس في نسخة (ب).
2- جاءت هذه القصيدة في الديوان للسيد الحميري (رحمه الله) : 429 - 435 في ( 52 ) بيتاً .
3- في نسختي الأصل : تتبرّجن ، والظاهر ما أثبت .
4- الكلمة في نسختي الأصل مشوّشة وغير منقوطة ، ولعلّها تقرأ : المنحوبينا ، أو : المبعوثينا ، وما هنا استظهار .
5- وهو - بكسر الخاء وتشديد الباء - الجمل الكامل الخلق الشديد، والكلمة مشوشة، قد تقرأ في نسختي الأصل : جلب، أو : حلب.وهو - بكسر الخاء وتشديد الباء - الجمل الكامل الخلق الشديد، والكلمة مشوشة، قد تقرأ في نسختي الأصل : جلب، أو : حلب.
6- في نسخة (ب) : الرضينا.
7- صدر البيت ساقط من نسخة (ألف).
8- هذا البيت وما يليه لم يردا في ديوان السيد الحميري .
فَلَوْ لَمْ تُبْرِزِي لِلنَّاسِ وَجْهاً *** لَكُنْتِ إذاً مِنَ المُسْتَظهرينا
وله (1) : [ من المتقارب ]
أَعايِشُ إِنَّكِ في المُحْدِثاتِ *** مَعَ المُحْدِثِينَ بِوادِي اليَمَن (2)
وأَقْبَلْتِ تَهْوِينَ(3) في هَوْدَجِ *** عَلى دَوْسَر(4) بارِزِ الفَدَنْ
فَأَضْحَتْ جُمُوعُكِ مِثْلَ الجَرادِ *** نَفَتْهُ الصَّبَا فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ
وَأَضْحَى الزُّبَيْرُ بِهِ طَعْنَةُ *** أَصابَ عُمَيْرُ (5) بِها إِذْ طَعَنْ
أما نالَ طَلْحَةٌ مِنْ باسل (6) *** شَدِيدِ السَّرَىٰ وَالوَسَىٰ وَالعَطَنْ (7)؟
تَنَحَّى لَه فَرَمَى قَلْبَهُ(8) *** بِأَصْغَرَ مِنْ نَبْلِ رامٍ طَبَنُ (9)
ص: 310
1- لم نجد هذه القصيدة في ما جمع من ديوان السيد الحميري طاب ثراه.
2- يعني : وادي برهوت .
3- هذا استظهار، وإلّا فان في نسخة (ألف) : تهونني، وفي (ب): تهويني .
4- جمل دوسر : ضخم الهامة ، كما في العين للفراهيدي 226/7. وفي لسان العرب 285/4 : ضخم شديد مجتمع ذو هامة ومناكب .
5- أراد به : عمر بن جرموز قاتل الزبير .
6- الصدر في نسختي الأصل : ما قال طلحة من بابل ..
7- في نسخة (ب): الفطن .
8- في نسخة (ألف) : قلبه ، والجملة في نسختي الأصل : فرّ من فلتة .
9- فى نسخة (ب) : طين .
وله : [من الخفيف ]
وَالحُمَيْراءُ أُمُّنَا بَيْنَ صَفَّيْ*** نِ عَلَى ظَهْرٍ دَوْسَرٍ (1) دَأَلِيَا (2)
يَتَرامى بها (3) الفَرِيقَانِ كَالبُرْ *** جِ مُنِيفٌ فَمَا بِهِ مِنْ خَفَاءِ
وله (4): [من الكامل ]
أيْنَ التَّطَرُّبُ بالولاء وَبِالهَوى *** أ إلى الكَواذِبِ من بُرُوقِ الخُلَّبِ؟ !(5)
ص: 311
1- الدوسر : الجمل الضخم، كما في الصحاح 657/2.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : دالينا، والظاهر ما أُثبت. قال ابن منظور في لسان العرب 233/11 : أدال دالاً ودألانا : وهي مشية شبيهة بالختل ، ومشي المثقل ، وذكر الأصمعي في صفة مشي الخيل : الدألان : مشي يقارب فيه الخطو ويبغي فيه ، كأنّه مثقل من حمل .. ثم حكى عن ابن سيده : أنّها مشية فيها ضعف وعجلة .
3- الجملة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ : تترى بابها.
4- هذه الأبيات جزء من القصيدة المذهبة المعروفة التي مطلعها : [من الكامل ] هَلًا وقفت على المكان المعشب *** بين الطُّويلع فاللوى من كَبْكَبِ انظر دیوانه : 83 - 114، وهي 113 بيتاً وهذه الأبيات رقمها 13 - 15 .
5- في نسختي الأصل : الحطب .
أَ إِلى أُمَيَّةَ أَمْ إِلَى شِيَع الَّتي *** جاءَتْ عَلى الجَمَلِ الخِدَب الشَّوْقَبِ (1) ؟ !
تَهْوِي إِلى البَلَدِ الحَرام (2) فَنَبَّحَتْ (3) *** بَعْدَ الهُدُوّ كلابَ أَهْلِ الحَوْأَبِ
يَحْدُو الزُّبَيْرُ بها وَطَلْحَةُ عَسْكَراً *** يا للرِّجَالِ لِرَأْيِ أُمُّ مُشْجِبِ
يا للرِّجالِ لِرَأْيِ أُم قادها *** لبان (4) يَلْتَقِيانِها(5) في أَذْؤبِ
ذِئبانِ قَادَ هُما الشقاء وقادها *** لِلحَيْنِ فَاقْتَحما (6) بِها في مَنْشَبِ
فِي وَرْطَةٍ وَلَجا بها فَتَحامَلتْ *** مِنْها على قَتَبٍ بِإِثْمٍ مُحْقَبِ
ص: 312
1- كذا استظهاراً ، فقد تقرأ في نسختي الأصل : الشوب.
2- في نسختي الأصل : الحمام.
3- هذه الرواية أجود ، والذي في هامش الديوان ، ونسختي الأصل : فنبَّهت ، وفي الديوان : فينهت .
4- في نسخة (ألف) : دبيان ، وقد تقرأ : دئبان .
5- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل وغير منقوطة ، أثبت هنا ما استظهرناه منها ، والذي في الديوان ( يكتنفانها ) .
6- في نسختي الأصل : للجبن فافتحه .
أُمُّ تَدبُّ إِلَى ابْنِها وَوَلِيّها *** بِالمُؤذِياتِ لَهُ دَبِيبَ العَقْرَب
وله (1) : [ من الكامل ]
وَجُمُوعُ عَائِشَةَ الَّتِي فَشِلَتْ بِها *** جاءَتْ تَجُوبُ مهامها وقفارا
جَاءَتْ تَحُثُ (2) عَلَى القِتالِ جُموعَها *** ما أَصْدَرَتْ ما أَوْرَدَتْ إِصْدارا
الصقر(3) : [ من الهزج ]
فَلِي شُغْلُ عَنِ العَذْلِ (4) *** فَلَوْ شِئْتِ لَأَقْصَرْتِ
بما حَلَّ بساداتي *** مِنَ الطَّاغُوتِ وَالجِبْتِ
مِنَ الأَوَّلِ والثَّانِي *** والرَّاكِبَةِ البُخْتِي (5)
314
ص: 313
1- البيتان ليسا في ديوان السيد (رحمه الله) وهما قطعاً من قصيدته الطويلة التي مطلعها : [من الكامل ] قف بالديار وحَيِّهِنَّ دِيارا *** واسقِ الرُّسُومَ المَدْمَعَ المِدْرارا
2- في نسختي الأصل : تَحُفُّ .
3- لا أعرف لقصيدته هذه مصدراً سوى كتابنا هذا ، فلاحظ .
4- في نسخة (ألف): العدل .
5- أي راكبة الجمل، وهي عائشة .
وَمِنْ طَلْحَةَ إِذْ أَقْبَ*** لَ فِي المَهْمَهِ والمَرْتِ (1)
) وَما خاضَ زُبَيْرٌ مِنْ *** هُ مِنْ غَدْرٍ وَمِنْ بَهْتِ (2)
وَما جَمَّعَتِ الحَمْرا ءُ *** مِنْ جَيْشِ ذَوِي المَقْتِ
فَلَوْ كُنْتِ بِما وَصَّا *** كِ مَوْلاكِ تَقَبَّلْتِ
لَمَا كُنْتِ عَلَى عَمْدٍ *** عَلَى الخِدَبُ أُخْرِجْتِ (3)
البرقي (4): [ من البسيط ]
وَأَقْبَلَتْ بِبَقَاءِ(5) السَّيفِ يَقْدُمُها *** [ قدماً ] (6) إلى الحَرْبِ شَيْخاها المُضِلَّانِ
يَقُود [ها ] (عَسْكَرٌ) حَتَّىٰ إِذَا قَرُبَتْ *** وَحَلَّلَتْ رَحْلَها فِي قَيْسٍ عَيْلانِ(7)
ص: 314
1- وهي الفلاة ، أو المفازة، أو أرض قفراء لا نبات فيها، كما في لسان العرب 89/2.
2- في نسختي الأصل: يهت.
3- في نسختي الأصل مشوشة تقرأ : الخِدين خرجت .
4- يحتمل أن تكون هذه الأبيات جزء قصيدة لشاعرنا هذا سلف الحديث عنها قريباً، فراجع ، وفي المناقب : غيره .
5- الظاهر : ( بلقاء ) . وجاءت الأبيات - باختلاف - في المناقب 150/3 [337/2] وفيه : وأقبلت في ت في بقايا السيف يقدمها *** إلى الخريبة ........
6- على سبيل المثال، إذ لا بد منها لتصحيح الوزن بكلمة ( قدماً ) .
7- في المناقب : غيلان، وفي نسختي الأصل : غلان ، والصواب ما أثبتناه .
وَنَبَحَتْ أَكْلُبُ بِالحَوْأبِ اذْكَرَتْ (1) *** فَنَادَتِ : الوَيْلُ لي وَالعَوْلُ رُدَّاني
يَا طَلْحُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ خَبَّرني *** بأَنَّ سَيْري هذا سَيْرُ عُدْوانِ
وَأَنَّني لِعَلِيِّ الطُّهر (2) ظالِمة *** وَيا زُبَيْرُ، أَقِيلاني أقيلاني
فَأَقْسَما قَسَماً باللهِ أنَّهما *** قد خَلَّفا الماءَ خَلْفَ المَنْزِلِ الثَّاني
فَطَاطَأت رَأْسَها عَمْداً وقَدْ عَلِمَتْ *** بأنَّ أَحْمَدَ لَمْ يُخْبِرُ بِبُهتان
الزاهي (3) :
[ من المنسرح ]
كَمْ نُهِيَتْ عَنْ تَبَرُّجِ فَعَصَتْ *** وَأَصْبَحَتْ لِلْخِلافِ مُتَّبِعَة ؟!
قَال لَها اللهُ : في البُيُوتِ قَرِي (4) *** فَخالَفَتْهُ العَفِيفَةُ الوَرِعَة (5) !
ص: 315
1- أي تذكرت، فهي إما (اذكرت ) أو ( اذكرت ).
2- في نسختي الأصل : الظهر ، وفي المناقب : لعلّي فيه .
3- قد جاء البيتان بنصهما في المناقب 148/3 [ طبعة قم ، وفي طبعة 174/3 - 175، و 335/2] عن الزاهي، وكذا عنه في الصراط المستقيم 163/3.
4- أصلها : ( قَرّي ) وقد حفّف التشديد للضرورة.
5- ورد في ترجمة أبي القاسم الزاهي في الغدير /390/3، سبعة أبيات على وزان هذين البيتين، وهي ممّا قاله في مدح مولانا أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ولعلّ هذين منها.
البشنوي (1): [من المتقارب ]
وسَلْ عَنْهُ أُمَّكَ أُمَّ الشَّرُو *** رِ إِذْ أَقْبَلَتْ بِبَنِيها (2) زُمَرْ
فَأَما الزُّبَيْرُ أُذِيقَ (3) الرَّدَى *** بِوادِي السّباعِ وَفِيهِ قُبِرْ
[السوسي : ] (4)
وَمَا لِلنِّساءِ وَحَرْبِ الرَّجالِ *** وَهَل غَلَبَتْ فَأُ أُنثى ذَكَرُ ؟!
ولو أنَّها لَزِمَتْ بَيْتَها *** وَمِغْزَلَها لَمْ يَنَلْها بِشَر (5)
فَيا سَفَراً ضَلَّ تَصْحِيفَهُ*** لَها وَهُوَ لَمَّا يَصِحَ السَّقَر (6)
ص: 316
1- الاسم مشوّش جدّاً ، وفي نسخة (ب) التوسي، حيث إنّ الكلمة غير منقوطة، وقد كتب في نسخة (ألف) : الزاهي ، وعليها نسخة بدل : البشنوي، وعلى كلّ لم نجد هذه الأبيات في شعر البشنوي الذي أبقته لنا الأيام ، ولا في شعر الزاهي رحمهما الله ولا في مصدر
2- قد تقرأ في نسخة (ب) : بينها ، وفي (ألف) : منها ، وما أثبت استظهار .
3- المفروض ان تجئ ( فاء ) في جواب ( أما ) وعدم مجيئها من ضرورات الشعر ، فأصلها (فأذيق الردى).
4- أثبتنا اسم الشاعر من المناقب والصراط المستقيم.
5- في المناقب والصراط : لم ينلها ضرر .
6- جاءت الأبيات الثلاثة الأخيرة في الصراط المستقيم للشيخ البياضي (رحمه الله)163/3 - 164 ، وقد نسبها للسوسي، وجاء البيتان الأولان في مناقب المصنف (رحمه الله) 148/3 [ وفي طبعة 335/2].
الصاحب الكافي (1) :
[ من المنسرح ]
يا جَمَل السُّوءِ حِينَ دَبّ لَهُ (2) *** كَيْفَ رَأَيْتَ انْتِصَارَ (3) عَلْياهُ ؟
يا فِرْقةَ النَكْتِ كَيْفَ رَدَّكِ في *** تَوْبِ الرَّدى إِذ سَرَيْتِ مَسْراهُ (4) ؟
يا رَبَّةَ الهَوْدَجِ انتَدَبْتِ (5) لَهُ *** وَقُلْتِ مِنْ بَعْدُ: كانَ إكْراهُ (6)
[يا شَيْخُ قُلْ لِلَّذِي تَقدَّمهُمْ: *** هَلَكْتَ لَوْلا مَكَانُ فَتَواهُ ](7)
لو كانَ في الشَّيْخ بَعْضُ بَأْسِكَ لَمْ *** يَنْكُلْ عَنِ القِرْنِ (8) حينَ ناداه (9)
ص: 317
1- ديوان الصاحب بن عباد (رحمه الله): 63 ضمن قصيدة طويلة، جاء بعض منها في المناقب 396/1.
2- في نسختي الأصل : لها ، بدلاً من : له .
3- في نسختي الأصل : اقتصار .
4- في نسختي الأصل : شئت مراه.
5- الكلمة غير منقوط في نسختي الأصل ، وما أثبتناها من الديوان ، ولعلّها : ابتدأت .
6- في المصدر : ذكراه، والذي هنا أجود بل متعيّن ، أي : أنّ عائشة خرجت طوعاً مبتدئة بالقتال أو منتدبة له ، ثم ادعت أنّها كانت مكرهة !
7- البيت بين معكوفين مزيد من المصدر.
8- بكسر القاف : كفؤك في الشجاعة ، كما في لسان العرب 337/13، ومجمع البحرين 300/6.. وغيرهما .
9- في نسخة (ألف) : هاداه، وفي الديوان: وافاه .
رافع الموسوي (1):
[ من الخفيف ]
رَكِبَتْ أُمُّنا البعير وقالَتْ: *** دُونَكُمْ وَالزِّحَافَ نَحْوَ الزَّكِي
قَاتِلُوا الطَّاهِرَ المُطَهَّر قِدْماً *** وَاضْرِبُوا بِالسُّيُوفِ وَجْهَ عَلِيٍّ
***
ص: 318
1- لم أجد ما يعرف المترجم الشاعر ، ولعلّه هو : محمّد الموسوي المترجم في المقدمة ، وسقط من أوله كلمة (أبو)، فراجع، واحتملت فيه أن يكون السيد الرضي ولم أجده في ديوانه .
الفصل الخامس : في المُتظاهِرَتَين
[ القسم الثالث ]
1 في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
باب ]
[في الناكثين ]
[ فصل 5]
[في المتظاهرتين ]
ص: 319
فصل
في المُتظاهِرَتَين (1)
البخاري (2) ، والترمذي (3)، وأبو يعلى (4) ؛ قال ابن عباس : سألت عمر :
ص: 321
1- صرّح المصنّف (رحمه الله) في مقدمة كتابه هذا بأنّ المتظاهرتين هما : ابنتا الأول والثاني، وهو الله أمر مسلّم عندهم، وقد حكاه في كتاب الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 231/3 عن جملة مصادر، فلاحظها . كما وقد عقد العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 227/22 - 246 ( باب 4 ، في أحوال عائشة وحفصة ) ، وأدرج جملة من الآيات الواردة فيهما والروايات، فراجعها .
2- كتاب البخاري 194/6 - 195 ، و 196/6 حدیث 4533 ، و 197/6 حديث 4534، و 196/7 ( باب 30 ما كان النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يتجوز من اللباس والبسط ) .
3- سنن الترمذي (الجامع الصحيح ) : 420/5 - 423 ( باب 66 ، كتاب تفسير القرآن)، حديث 3318، وهو حديث مفصل حكم الترمذي عليه بالصحة والحسن، وأنّه روي من غير وجه عن ابن عباس . وانظر كتاب عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي 208/12 - 216.
4- مسند أبي يعلى الموصلي 162/1 حديث 178، 149/1 - 153 حديث 163 - 164 في حديث مفصل جداً. ولاحظ مصادره المفصلة في هامشه عن أكثر من عشرين مصدر. ولاحظ من مسند أبي يعلى الموصلي أيضاً 152/1 و 162 و 176 و 437/6 طلاق حفصة .. وغيرها مع ما عليه من مصادر .
من اللتان تظاهرتا على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ؟ فقال : حفصة وعائشة .. القصّة .
أنّه (1) دخل على حفصة ، قال : [فإذا ] هي تبكي ، فقلت : ما يبكيكِ ؟ ألم أكن حذرتكِ ؟ أطلقكنّ رسول الله ؟! قالت : لا أدري ، هو ذا في المشربة .. فخرجت فجئت المشربة التي هو فيها ، فقلت لغلام له أسود : استأذن لعمر .. فدخل ؛ فكلّم النبيّ ( عليه وآله السلام) ، ثمّ خرج ، فقال : ذكرتك له .. فصمت .. فانصرفت ، وجئتُ ثانياً ، واستأذنتُ ، فكان مثل الأوّل ، ثمّ جئت ثالثاً فأذن لي .. القصّة (2).
فقلت : أطلقت (3) نساءك ؟ قال : «لا ، ولكنّي آليت منهنّ شهراً ».
وفي رواية : «ما أنا بداخل عليه شهراً » - من شدّة(4) موجدته (5)-.
ص: 322
1- أي عمر بن الخطاب.
2- انظر : كتاب البخاري 105/3 ، و 148/6 ، ومسند أحمد 33/1 - 34، كتاب مسلم 193/4 - 194 ، سنن البيهقي 37/7 - 38.. ومصادر أُخرى.
3- في نسختي الأصل : أطلّقتك .
4- في نسختي الأصل : شدّته .
5- بمعنى غضبه صلوات الله عليه وآله وسخطه على نسائه ، وقد أرسله الزمخشري الأبرار 469/1 عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أنّه هجر بعض نسائه أربعين يوماً ..! ثمّ قال: ربيع وابن عمر هجر ابناً له إلى أن مات ..!! أقول : ذكر السيوطي في الكنز المدفون : 181 تحت عنوان: فائدة هجر المسلم أخاه .. وقال : إنّ سيدتنا عائشة كانت مهاجرة لسيدتنا حفصة ، وإن سيدتنا عائشة كانت مهاجرة لعلي [(علیه السّلام) ] .. وعثمان بن عفان هجر عبدالرحمن بن عوف حتى مات.. وقاله الغزالي في إحياء علوم الدين . راجع : كتاب البخاري 105/3 - 106 ، و 153/6، والسنن الكبرى للنسائي 137/4.. وغيرهما.
ثمّ إنّه دخل عليهنّ [ في التاسع والعشرين منه. ]
وفي تاريخ البلاذري (1) - في حديث مطعم [ بن ] جبير وفي أسباب النزول(2) عن الواحدي - في حديث أنس - : أنّه طلّق حفصة تطليقة ثمّ راجعها ...
وقول الزجاج : وقيل : هَمَّ بتطليقها (3).
البراء بن عازب - في خبر - أنّه : دخل رسول الله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] على حفصة،
ص: 323
1- أنساب الأشراف 423/1 - 427 ( فصل في أحوال حفصة بنت عمر بن الخطاب). وفي تاريخ بغداد 267/4 عن أنس بن مالك قال : لما طلق رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) حفصة أُمر أن يراجعها فراجعها . وانظر مسند أبي يعلى الموصلي 160/1 في ذلك، وتظاهرها مع عائشة عليه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) .
2- أسباب النزول : 456 (سورة الطلاق ).
3- قال الزجاج في معاني القرآن 192/5 : فقيل : إنّ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم طلّق حفصة تطليقة واحدة، فكان ذلك جزاءها عندها . ونسب هذا القول لمقاتل بن حيان في تفسير الثعلبي 345/9، وتفسير البغوي 364/4، زاد المسير 51/8 .. وغيرها . وانظر : إمتاع الأسماع 51/6.. وغيره.
فقالت : يا رسول الله ! ما الذي أضحكك (1) ؟!.. فذكر : « أنّه رأى خديجة في قصر من الجنّة ، أعلاه ياقوتة حمراء، وأسفله من درّة بيضاء ، وأوسطه من زمرّدة خضراء » .. ووصف وصفاً عظيماً ..
إلى أن قال : « فقلت : يا خديجة ! من أين لك هذا ؟
قالت : هو من عند الله بهبته (2) . . » .
فغضبت حفصة ، وقالت : هذا من بعض هناتك يا محمّد !
فقال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « اذهبي فأنتِ خليّة عنّي ...»
فبلغ ذلك أباها ، فأتاها فقال لها : أطلقها (3) ابن أبي كبشة ؟! أنا والله ما كنت من مناکحه ، لكن هو زمان يرفع الخسيس ويضع الشريف !!
ثم أتى النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فقال : يا رسول الله ! أطلّقت أهلك ؟!
قال : « انطلق عنّي ، أما والله إنّ قلبك لوَغِر ، وإنّ لسانك لغدر (4) ، وإن دينك لعور، ثمّ إنّك مضلّ ذكر (5)، وإنك لمن قوم غدر (6) ، أما - والله - لولا ما أمرنى من
ص: 324
1- في نسختي الأصل: أصحلك .
2- لكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، أثبت ما استظهر منها .
3- كذا ؛ ويحتمل : أطلقكِ ..
4- في نسختي الأصل: تعذر، ولا معنى لها مناسب ، وفي الصراط المستقيم 168/3 : لقذر .
5- في الصراط المستقيم : ثم إنك لأضل مضلّ ذكر ..
6- في نسخة (ألف) مصحفاً : عذر .
تألّف عباده لأبدأت (1) للناس أمرك ، اعزب عنّى ، فوالله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أبيه وأمه وولده وماله !! »
قال : فأنت - والله ! - أحب إلي من نفسي ، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) (2).
البخاري(3)، وأحمد (4) ، والزجّاج (5): روى عبيد بن عمير ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها ، فواطيت أنا وحفصة على أيّتِنا دخل عليها .. فلتقل له : أكلت مغافير (6) ؟
ص: 325
1- في نسخة (ألف) : لأندأت ، والكلمة مشوشة في نسخة (ب) .
2- سورة يوسف (12) : 106 .
3- كتاب البخاري 56/7 - 57 ( باب ،، لم تحرّم ما أحل الله لك )، وفي 175/8 - 176 ( باب 25 ، إذا حرّم طعامه ) ، وأورده مفصلاً وباختلاف في 33/9 - 34( باب 11 ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج ...).
4- مسند أحمد بن حنبل 221/6 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 315/7 حديث 25324 ] .. وغيره . كما وقد جاء في سنن أبي داود 191/2 (باب 11، كتاب الأشربة ).
5- معاني القرآن 191/5.
6- في نسختي الأصل بالعين المهملة . أقول : المغافير : شيء شبيه بالصمغ يكون في الرمث وشجر فيه حلاوة .. لاحظ . انظر : لسان العرب 28/5 وقال : صمغ يسيل من شجر العرفط غير أن رائحته ليست بطيبة .. وله معاني أخرى فراجعها في مظانها .
[إنّي] أجد منك(1) ريح مغافير ! قال : لا ، ولكنّي كنت أشرب عسلاً عند ! : زينب بنت جحش ولن أعود له ، وقد حلفتُ .. لا تخبري بذلك أحداً : ﴿ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) ..(2).
روى أبو عبيد ذلك في غريب الحديث ، إلا أنه قال : أكل في بيت سودة شراباً .. القصّة (3).
وفي رواية عطاء: أنّه أكل في حجرة أُم سلمة .
وفي مسند أبي يعلى (4): عن أم سلمة ؛ أنّه أكل عند بعض نسائه ، فنزل قوله : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ .. ﴾ (5) الآيات .
ص: 326
1- في نسختي الأصل : مسك .
2- سورة التحريم (66) : 1.
3- غريب الحديث لابن سلام 255/2 - 256 . وجاء فيه : في حديث النبي عليه [ وآله] السلام : أنه كان يشرب في بيت سودة شراباً فيه عسل، كانت تعدّه ،له، فتواصت اثنتان من أزواجه : عائشة وحفصة - وفي حديث : فتواصت اثنتان من أزواجه ولم يسمهما - إذا دخل عليهما أن تقولا : ما ريح مغافير ؟ أكلت المغافير ؟ ! قال : فلما قالتا ذلك له .. ترك الشراب الذي كان يشربه . لاحظ ما جاء في النهاية 186/3.
4- مسند أبي يعلى الموصلي، ولم أجد هذه الرواية في المطبوع منه، وانظر فيه 420/12 حديث 6987 بإسناد صحيح قصة مفارقة النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عن أزواجه برواية أم سلمة .
5- سورة التحريم (66) : 3 - 5 .
وفي أخبارنا ؛ عن الباقر (علیه السّلام) : أنّه لمّا نزل قوله : ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ .. ) (1) الآيات .. سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبرئيل عنها ، فقال : « قد آن لك أن تصير إلى ربّك ، وهو يأمرك أن تنصب لأُمتتك بعدك عليّاً لأُمتك بعدك عليّاً .. القصّة (2) .
فدعا عليّاً فخلّا به يومه وليلته (3) ، فاستودعه جميع العلم والحكمة .. القصة .
فعلمت ذلك عائشة .. [ فأخبرت بها حفصة ] فأخبرت حفصة أباها ومضى أبوها إلى الأوّل فأعلمه ذلك ، فلم يستقر الخبر عندهما حتى نزل : ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْض أزواجه ..) (4) الآية (5) .
ص: 327
1- سورة العنكبوت (29) : 1 - 2 .
2- وقريب منه في تفسير العياشي : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران (3) : 128] 197/1 حديث 140 ، وعنه في البحار 12/17 - 13 ( باب 13) حدیث 23 و 24.
3- كذا في نسخة (ألف) : ألمسه ، وهي غير منقوطة في نسخة (ب)، وتقرأ : أمليته ، والصحيح ما أثبتناه .
4- سورة التحريم (66) : 3 - 5 .
5- وجاء في تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبی (رحمه الله) : 248 [ الطبعة المحققة ] وعنه في بحار الأنوار 216/22 حديث 16 عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قوله عزّ وجلّ : ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ 216/22 إِلَىٰ بَعْضٍ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً ﴾ [سورة التحريم (66): 3]. قال : «أسر إليهما أمر القبطية ، وأسر إليهما إنّ أبا بكر وعمر يليان أمر الأمة من بعده ظالمين، فاجرين، غادرين». ولاحظ : مناقب آل أبي طالب للمصنف 102/3، الصراط المستقيم 168/3. وراجع ما أورده العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 95/28 - 97 ( الباب الثالث ) ذیل حدیث 3 عن إرشاد القلوب .
ثمّ إنّهما جمعا المنافقين وقالا : انظروا لأنفسكم الآن أم دعوا .. القصّة.
فأجمع رأيهم أن ينفّروا برسول الله ناقته على عقبة هرشی(1).
وقول آخر : ما ذكر البلاذري في تاريخه (2) وأكثر المفسّرين في قوله : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا .. ) (3) إلى خمس آيات (4)، عن أبي هريرة (5):
ص: 328
1- روى الشيخ الصدوق ( رحمه الله) في الخصال 91/2 [ وفي طبعة 499/2] حديث 6، وعنه في بحار الأنوار 222/21 حديث 5 ، بإسناده عن حذيفة بن اليمان إنّه قال : الذين نفّروا برسول الله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور ، وأبو الدواهي، وأبو المعازف، وأبوه، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة، وأبو الأعور، والمغيرة، وسالم مولى أبي حذيفة، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، وعبدالرحمن بن عوف .. وهم الذين أنزل الله عزّ وجلَّ فيهم : ﴿ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ﴾ [سورة التوبة (9): 74] .
2- أنساب الأشراف 423/1 - 424 باختلاف في الألفاظ .
3- سورة التحريم (66) : 1 - 5 .
4- وقد صرّح بذلك وأكثر الشيخ الطبرسي طيب الله رمسه في مجمع البيان 313/10 - 316 وعنه في بحار الأنوار 228/22 - 233 وما هنا حاصل ما هناك .
5- وجاء بألفاظ متقاربة في أمالي الشيخ الطوسی (رحمه الله) : 93 [ الطبعة الأولى ، وفي طبعة مؤسسة البعثة: 151 حديث 249] روى عن عبيد الله بن عبد الله بن عبّاس، وعنه في بحار الأنوار 241/22 حديث 5 . انظر : المناقب 562/1 [الطبعة الأُولى، وفي طبعة قم 77/3]، وعنه في بحار الأنوار 27/36 حديث 2.
إنّ حفصة وجدت رسول الله في حجرتها مع أُم إبراهيم (1) في يوم عائشة فصاحت ، وقالت : هتكت حرمتي ، وخلوت بها في حجرتي ، لأخبرنّ عائشة .
فقال الرسول - ليطيّب قلبها : « اكتمي ذلك ، قد أعتقتها لرضاكِ (2)، وهي عليّ حرام ! ! » ، فأخبرت عائشة بذلك ، ثمّ بشّرتها بتحريمها على نفسه .
فكانتا متظاهرتين على سائر [ أزواجه ] .. فأعلم الله نبيّه ، فَعَرَّفَ حفصةً أنّها أفشت سره، فقالت له : ( مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي العَلِيمُ الخَبِيرُ )(3) فآلى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من نسائه شهراً ، وطلّق حفصة وأرسلها إلى أبيها .
فقال عمر : لو كان في آل الخطّاب خَيرٌ لما (4) طلقكِ رسول الله ، ونزلت : إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ .. )(5) و جلس النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في مشربة أُم إبراهيم شهراً .. فنزلت
ص: 329
1- في بعض المصادر : جاريته مارية القبطية، وكان قد أهداها له المقوقس .. وقيل : إنّه كان يوم حفصة.
2- لا توجد : (الرضاك) في نسخة (ألف).
3- سورة التحريم (66) : 3.
4- في نسختي الأصل : (لمن) وهو غلط .
5- سورة التحريم (66) : 4 .
1- وهي قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرَّ حْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [سورة الأحزاب (33) : 28 - 29] . وجاء في تفسير القمی (رحمه الله) 192/2 ذيل الآية الكريمة [الطبعة] الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 828/3 ذيل حديث 4] قال : فإنّه كان سبب نزولها أنه لما رجع 828/3 رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من غزاة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قلن أزواجه : أعطنا ما أصبت . فقال لهن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « قسمته بين المسلمين على ما أمر الله » ، فغضبن ذلك وقلن : لعلّك ترى أنتك إن طلّقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا ..!! فأنف الله لرسوله .. فأمره أن يعتزلهن .. فاعتزلهن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فى مشربة أم إبراه تسعة وعشرين يوماً، حتى حضن وطهرن، ثم أنزل الله هذه الآية - وهي آية التخيير - فقال : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ - إلى قوله - أَجْراً عَظِيماً) . فقامت أُمّ سلمة - وهي أول من قامت - : قد اخترت الله ورسوله ، فقمن كلّهنّ فعانقنه وقلن مثل ذلك، فأنزل الله: ﴿ تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ).. الآية . قال الإمام الصادق (علیه السلام): « من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلّق». وقوله : ( تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ.. مع هذه الآية ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ ) إلى آخره، وقد أُخرت عنها في التأليف. ولاحظ الحديث في أمالي الشيخ الطوسی (رحمه الله) 150/1 [الحيدرية ، وفي طبعة البعثة : 151 - 152 ( المجلس السادس ) حديث 249] باختلاف ليس بالقليل . وهناك جملة روايات بألفاظ متقاربة في الكافي 137/6 - 139 ( باب كيف كان أصل الخيار ) ، ويذكر فيه سبب نزول هذه الآية، ومثله في تفسير الصافي 185/4.. راجع : تفسير الثعلبي ،345/9 تفسير البغوي 364/4 . . .وغيرهما .
سئل الباقر (علیه السّلام) عن قوله : ( تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ .. )(1) .. قال : « أرجى برسول الله منهنّ عائشة ، وحفصة، وأم حبيبة ، وزينب بنت جحش ، وسودة بنت (2)زمعة .. » .. ولم يقربهنّ وأراد طلاقهنّ ، فقلن : دعنا في أزواجك واذهب إلى من شئت(3).
ابن زيد : لما نزلت آية التخيير ، أمره [الله] أن خيرهن (4) بين الدنيا والآخرة، ولا ينكحن أبداً ؛ لأنّهنّ أُمهات المؤمنين ، وعلى أن يؤوي من يشاء منهنّ ، ويرضين إن قسم أو لم يقسم ، أو فضل بعضهن على بعض ، وهذا من صنائعه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) (5) .
وقال الحسين بن علوان ، وأبو سليمان الديلمي عن الصادق (علیه السّلام)، و عن قوله : لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْواجِكَ .. ) (6) « يعني حفصة » ،
ص: 331
1- سورة الأحزاب (33) : 51 .
2- سقط ( .. بنت جحش ، وسودة ) من نسخة (ألف).
3- انظر : مجمع البيان 172/8 ، وعنه بحار الأنوار 182/22 ( باب 3).
4- كذا ؛ والظاهر : يخيّرهن .
5- كذا ؛ ولعلّها : من خصائصه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) . وجاء في غالب تفاء العامة، مثل تفسير الواحدي ،1111/2، وتفسير السمعاني 472/5، وتفسير البغوي 364/4، وتفسير الرازي 438/30، وتفسير القرطبي 172/5 . . وغيرها كثير.
6- سورة التحريم (66) : 1 .
(قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ﴾ (1) : « يعني إذا أُعتقت جارية أن تتزوجها ».
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًاً ..)ما أسرّ به إلى حفصة (2) ﴿ فَلَمَّا نَبَّأَتْ بهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عليه عَرَّفَ بَعْضَهُ ... يعنى عرّفها رسول الله بعض الكلام ، (وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضِ )(3): عن ذكر القسم (4).
ص: 332
1- سورة التحريم (66) : 3.
2- كما جاء عن ابن عباس، وأورده الهندي في كنز العمال 532/2 حديث 4666، ومقاتل في تفسيره 376/3 ، والسيوطي في الدرّ المنثور 240/6 .. وغيرها .
3- سورة التحريم (66) : 3.
4- في الغدير 342/5 عن ابن عباس ذيل الآية الكريمة ، قال : أسر إلى حفصة إنّ أبا بكر وليُّ الأمر من بعده ، وأن عمر واليه من بعد أبي بكر .. فأخبرت بذلك عائشة ، رواه البلاذري في تاريخه. وفي نزهة المجالس ،192/2 ، قال ابن عباس : والله ! إنّ إمارة أبي بكر وعمر لفي كتاب الله : ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْوَاجِه حَدِيثاً .. قال لحفصة : أبوك وأبو عائشة أولياء الناس بعدي، فإيّاك أن تخبري به أحداً. وراجع : ميزان الاعتدال 294/1 ، وعده من الأباطيل ! والطريف ما حكاه الشيخ البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 3/3 - 4 ، إنّه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أراد أن يكتب بخلافة أبي بكر إذ أسر الحديث المضمون في الآية إلى حفصة إنّ أبا بكر وأباك يليان أمر أمتي من بعدي . وقال في 100/3 قالوا: أجمع المفسّرون إنه أسرّ إلى حفصة إن أباك وأبا بكر يليان الأمر بعدي. وجاء في غالب التفاسير عندنا، مثل مجمع البيان 313/10 - 315 [ 56/10 - 58 ] - وعنه في بحار الأنوار 231/22 ( مدخل الباب الرابع )، والتبيان للشيخ الطوسی (رحمه الله) 46/10 .. وغيرهما. ومن العامة : معاني القرآن للزجاج 192/5 ، مجمع الزوائد 178/5 و 136/7، وسنن الدارقطني 87/4 ، والمجلد الثاني من المستطرف في كل فن مستظرف الباب (74 ) . . وغيرها .
قال أبو عبد الله (علیه السّلام)(1) : «كفرت في قولها : ﴿ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا..) (2)
و قال الله فيها وفى أختها : ( إن تَتُوبَا إلى الله .. )] ( فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) :
ص: 333
1- جاء في الصراط المستقيم 168/3 - وعنه في بحار الأنوار 246/22 ( باب 4) حديث 17 - في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن الصادق (علیه السّلام) في قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً ﴾ [سورة التحريم (66) : 3] «هي حفصة » . قال الصادق (علیه السّلام)«كفرت في قولها : ﴿ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا » . وقال الله فيها وفي أختها إن تَتُوبَا إِلَى اللهَ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) [ سورة التحريم (66) : 4] .. أي زاغت ، والزيغ : الكفر .. وفي رواية : إنه أعلم حفصة أنّ أباها وأبا بكر يليان الأمر ، فأفشت إلى عائشة ، فأفشت إلى أبيها ، فأفشى إلى صاحبه، فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك على أن يسقياه سمّاً ، فلما أخبره الله بفعلهما ، هم بقتلهما ، فحلفا لهما إنّهما لم يفعلا! فنزل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا اليَوْمَ ﴾ [سورة التحريم (66) : 7]. وانظر ما سلف عن بحار الأنوار 97/28 ( الباب الثالث ) حديث 3 عن إرشاد القلوب.
2- سورة التحريم (66) : 3.
يعني زاغت ، والزيغ هو الكفر ...
(وَإِنْ تَظاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَولُهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ ﴾ (1)عليّ بن أبي طالب .
(عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُن مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ) ... وماكنّ مؤمنات .. وهكذا : ﴿ قَانِتَاتٍ تائِباتِ عابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ) .
ثم قال :( ثَيِّباتٍ وَأبْكاراً ) (2) نيباتٍ : آسية ، وأبكاراً : مريم ابنة عمران ».
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ ..)(3).
قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): « هَمَّ لما خبره الله بأمرهما أن يفتك بهما فنهى أمير المؤمنين عن ذلك .. فأقبلا يحلفان أنّهما لم يفعلا، فنزل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا اليَوْمَ ..)(4)، ثمّ عطف على أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فقال : ﴿ تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) من الفتك ، ﴿ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ .. ) (5) الآية ، ﴿ يَوْمَ لا يُخْزِي الله النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) يعني
ص: 334
1- سورة التحريم (66) : 4.
2- سورة التحريم (66) : 5.
3- سورة التحريم (66) : 6.
4- سورة التحريم (66) : 7.
5- سورة التحريم (66) : 8.
أمير المؤمنين، نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ .. ) (1) : الآية .
وفي رواية أخرى : أنّ حفصة قالت : ما يرضيني هذا ؛ وقد ذهبت بنصيبي ما في يومي وليلتي ، فقال لها : « أنْ أُبشرك ببشارة ؛ إن ضمنتِ كتمانه أخبرتك ..» فضمنت كتمانه ، قال : « اللهم اشهد » ، ثمّ قال : «إنّ أبا بكر يملك بعدي ويملكهم
أبوك من بعده»، فلما خرج النبي ( عليه و آله السلام ) من عندها ، دخلت على عائشة وأفشت عليها ، وأفشت عائشة على أبيها ، وأفشى الأوّل على الثاني ، فاجتمعوا في منزل عائشة وتذاكروا في ذلك ، ثمّ قال : وهل لكما أن تفعلا ما آمركما بتعجل (2) هذا الأمر ؟ تسقيانه بشربة .. فاتفقا على ذلك ، وأنزلت السورة .. إلى قوله : ( وَأبْكاراً ) (3) ؛ فأخبر النبي عليّاً ( عليهما وألهما السلام ) فهم بقتلهما بذلك ، فنزل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ.. )(4) .
وأقبلا إلى النبي ( عليه و آله السلام ) فحلفا له .. الخبر ، فنزل تكذيبهما: يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا .. ) (5) .
ص: 335
1- سورة التحريم (66) : 8.
2- في نسخة (ألف) : يستعجل .
3- سورة التحريم (66) : 5.
4- سورة التحريم (66) : 6.
5- سورة التحريم (66): 7. وبألفاظ مختلفة ومعنى متقاربة في الصراط المستقيم 168/3.
عبد الصمد بن بشير ؛ عن أبي عبد الله (علیه السّلام): «أتدرون مات رسول الله أو قتل ؟ ! فإنّ الله تعالى يقول في كتابه : ﴿ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ .. ) (1) فنسخ القتل الموت .. ! إنّهما (2) سمّتاه وقتلاه (3)، وإنّهما وأبويهما (4) شر خلق الله (5)».
ص: 336
1- سورة آل عمران (3) : 144
2- في نسختي الأصل : إنّما .
3- في نسختي الأصل: قلناه، ولها وجه، والظاهر ما أثبتناه، وفي المصدر : فسم قبل الموت إنّهما سقتاه [ سمتاه ] ، فقلنا إنّهما .
4- في نسختي الأصل : وأبوهما .
5- انظر : تفسير العياشي 1/ 200 ، وفيه : « وأبوهما شرّ مَ-نْ خلق الله»، وعنه في بحار الأنوار 516/22 ) باب (2) حديث 23 ، وكذا عنه فيه 20/28 - 21 حدیث 28 ، وحكي عنه في تفسير البرهان 320/1، وتفسير الصافي 305/1 .. وغيرهما . أقول : روى الشيخ الصفار (رحمه الله) في بصائر الدرجات : 148 [ وفي طبعة نشر كتاب : 503 ( الجزء العاشر باب (17) حدیث 5 ، وفي الطبعة المحققة 896/2 حديث 1764]، وعنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 405/17 ( باب ( 5 ) حديث 26 ، و 516/22 ( باب 2) حدیث 22 مسنداً عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : «سمت اليهودية النبي في ذراع»، قال : وكان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يحب الذراع والكتف . مَلَ اللهُ عَلَيَّه إلى أن قال : « وما زال ينتقض به سمه حتى مات (صلّی الله علیه و آله و سلّم)» . وللعلامة المجلسی (رحمه الله) هنا بيان على كلتا الروايتين ، قال : يحتمل أن يكون كلا السمّين دخيلين في شهادته (صلّی الله علیه و آله و سلّم). روى العياشي - أيضاً - في تفسيره 200/1 حديث 153 عن الحسين بن منذر ، قال : سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قوله : ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [ سورة آل عمران (3) : 144] القتل أم الموت ؟ قال : « يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا». وهو جواب عن ما هو أهم من السؤال ، وهو الانقلاب على الأعقاب. انظر : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 340/2 - 342، حيث أطلق على غيرهم، ولم يتعرّض لهذا هناك، فراجع .
الناشي (1): [من الخفيف ]
إذ اسرّ النَّبيُّ فِيهِ حَدِيثاً *** عِندَ بَعْضِ الأَزْواجِ مِمَّنْ يَلِيهِ(2)
نَبَّأتها به وأَظْهَرَهُ الل *** هُ عَلَيْهِ فَجَاءَ مَنْ قِيلَ (3) فِيهِ
يَسْأَلُ المَصْطَفَى فَعَرَّفَ(4) بَعْضاً *** بَعْدَ (5) إِبْطَانِ بَعْضِهِ يَسْتَحِيهِ
ص: 337
1- لقد مرّ الحديث عن شاعرنا هذا في المقدمة، وكذا عن قصيدته هذه مفصلاً فيما سلف، وقد أوردها المصنّف (رحمه الله) أيضاً في المناقب 94/3، وجاءت في الصراط 168/3.
2- في الصراط : تليه .
3- في نسختي الأصل: قبل ، والقيل هنا بمعنى القول .. أي ( قول فيه ) وما هنا (قبل) والمناقب تصحيف ، والظاهر : فجاء مَنْ قيل فيه يسأل .. ف ( من ) موصولة ، وقيل فعل ماضٍ مبني للمجهول.
4- في المناقب : فيعرف ، وما عندنا أفضل.
5- كذا في المناقب، وفي نسختي الأصل والصراط : بعض ، ولا وجه له .
وغدا يَعْتِبُ اللَّتَيْنِ بِقَصْدِ (1) *** أبدَيا سرّه (2) إلى حاسِدِيهِ
وأتى الوَحْيُ : إِنْ تَتُوبا إلى الل *** ه (3) فَقَدْ صَاغَ (4)قَلْبُ مَنْ يَتَّقِيهِ
أَوْ تُجِنَّا(5) تظاهراً فَهُوَ مَوْلا *** ه وَجِبْرِيلُ نَاصِرٌ في (6) ذَوِيهِ
ثُمَّ خَيْرُ الوَرَى أَخُوهُ عَلِيٌّ *** صالِحُ(7) المُؤْمِنِينَ مِنْ ناصِرِيهِ
ص: 338
1- نسخة (ألف) : يقصدا ، وفي الصراط : بفضل .
2- كذا ؛ في المناقب للمصنف (رحمه الله) . وفي نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : أبداً باسره ! وفي الصراط : أبدأنا سرّه، والظاهر أنّها : أبدتا .
3- جاء صدر البيت في المناقب هكذا : فأبى الله أن يتوبا إلى الله .
4- صاغ : مقلوب صغا ؛ بمعنى : مال .
5- في نسختي الأصل : إذ ، وفي المناقب : أو تحيا ، وفي الصراط المستقيم : أو تحبّا، والأجود التلفيق ( أو تُجِنَّا ) فان أو هنا بمعنى ( أو أن ) فلذلك نصبت ( تجنا ) واما ( إذ ) فلا تعمل النصب .
6- في نسختي الأصل (واو) بدلاً من : في .
7- في المناقب : ناصر ، بدلاً من صالح، وما عندنا مطابق للقرآن .
الحميري (1): [ من المتقارب ]
وأَنتِ وَعَيْشَةُ مَجْمُوعَتَان *** خَلِيَّةَ بَيْنِكُمَا فِي (2) قَرَنْ
تَظاهَرْتُما بِالأَذِى وَالخَنا *** على الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ المُؤْتَمَنْ
وَقَدْ كِدْتُمَا رَهْطَهُ بَعْدَهُ *** بَنِي هاشم كَيْدَ (3) أهل الإحن
فَأَصْبَحْتُما اليَوْمَ مَلْعُونَتَيْن *** لَدَى اللَّهِ ذِي العَرْشِ فِيمَنْ لَعَنْ
الغرانية (4) : [ من الطويل ]
لقد خانتاه إِذْ تَظاهَرَتا معاً *** عَلَيْهِ فَبِئْسَ الفَخْرُ خَائِنَتَانِ
وَقَد نابَذا مِنْ سُوءٍ [ما ] أَخْفَتَا بِهِ (5) *** فَكِلْتاهما في ذاكَ عاصِيَتَانِ
ص: 339
1- لم نجد هذه الأبيات في الديوان المجموع للسيد الحميري، ولا نعرف لها مصدراً ناقلاً، ولعلّها وماسلف عنه طاب رمسه قريباً : [ من المتقارب ] أعايشُ إِنَّكَ فِي المُحْدَثاتِ *** مع المُحْدِثِينَ بوادي اليَمَنْ .. من قصيدة واحدة .
2- هذه معين اما تعنيه يقال : ( هما في قَرَن) و(لُذَّا فِي قَرَن).
3- في نسخة (ألف) : كهد، بدلاً من : كيد .
4- كذا ؛ ولعلّها تقرأ : القرآنية ، ولا نعرف شاعراً بهذا الاسم أو ما يقاربه .. وقد احتملنا سابقاً أن تكون الكلمة اسماً للقصيدة المحبرة لشاعر أهل البيت (علیهم السّلام) ابن علوية الإصفهاني ، فلاحظ .
5- في نسختي الأصل : أخفا به، وما أُثبت استظهار منا، وقد يكون : سوء ما تخفيانه .
فإنْ لا تَكُونَا تائباً (1) ولينا (2) *** فإِنَّهُما مِنْهُ مِنْهُ مُطَلَّقَتانِ
البشنوي (3) : [ من المنسرح ]
وَأَفْضَتْ السِّرَّ سِرَّ سَيِّدِنَا *** يَأْتِي إِلَى الذِّكْرِ وَالَّذِي سَمِعَهُ
قَبَّضَهَا(4) بِالطَّلاقِ هَدَّدَها *** فَلَيْتَها بَعْدَ ذاكَ مُرْتَدِعَهُ
قوله : ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ ) وهي : واعلة(5): ﴿ وَامْرَأَةَ لوط ) (6) وهى : واهلة (7).
ص: 340
1- الكلمتان غير منقوطتين في نسختي الأصل، ولعلّهما : تابتا ، أو : بانَنَا وتَوَلَّتَا ، أو : تابَتَا وتَوَلَّتا .. ويحتمل غير ذلك .
2- لعلّها : وتَوَلَّنَا ، أو : وليتا .
3- قد سلفت ترجمة شاعرنا البشنوي (رحمه الله) ، والظاهر أنّها قصيدة مفصلة، وذكرنا عدم حصولنا على أكثر أبياتها.
4- في نسخة (ألف): قبضتها .
5- لعلّ : واعلة رمز لعائشة ، وواهلة رمز لحفصة ، وكذا : والغة ووالهة. واسم امرأة لوط واهلة ، وقيل : والغة ، واسم امرأة نوح واغلة ، أو : واعلة .
6- سورة التحريم (66) : 10 .
7- قيل : إنّ اسم امرأة نوح واغلة ، واسم امرأة لوط : واهلة . راجع : مجمع البيان 64/10 ، وعنه في بحار الأنوار 309/11 (مدخل باب 3)، و 147/12 - 149 ( باب (7) حدیث 1. وانظر : تفسير البغوي 368/4 ، وفيه أنّ اسم امرأة نوح واعلة ، وفي قول مقاتل : والعة .
وقال مقاتل (1) : والغة ووالهة .
عرض أصحاب الجمل ... فزادوا على ثلاثين ألف رجل ، ونقص عسكر أمير المؤمنين(علیه السّلام) عن عشرين [ألف ] رجل ؛ فأظهرت حفصة الشماتة على أُمّ كلثوم بنت علي [(علیه السّلام)] .. [ وكانت كتبت لها من ] (2) قبل عائشة بذلك (3)، فقالت : على رسلكِ يا حفصة ! فإنّكما تظاهر تما على رسول الله ، وكان الله مولاه وجبرئيل وعليّ والملائكة بعد ذلك ظهير .
وقالت حفصة : أعوذ بالله من شَرِّكِ ! فقالت : وكيف يعيذك من شَرّي وقد غصبتِ (4) مرتين (5) ، ميراثي من أُمّي فاطمة بنت رسول الله ( عليهما وآلهما السلام) ، والثاني من أبيكِ عمر (6) .
وكانت كتبت قبل ذلك إلى حفصة : أما بعد ؛ فإنّ عليّاً قد نزل بذي قار (7) ،
ص: 341
1- تفسير مقاتل 380/3 .
2- بالمعنى عمّا سيأتي بعد قليل.
3- كذا ؛ والمعنى واضح .
4- لا توجد : غصبت، في نسخة (ألف).
5- كذا ؛ وفي الفتوح لابن أعثم 464/2: ظلمتني حقي مرّتين .
6- لا توجد في نسخة (ب) والثاني من أبيك عمر . راجع : الفتوح لابن أعثم الكوفي 464/2.. وغيره .
7- كذا ؛ استظهاراً ، في نسخة (ألف): بديرفان - بدون نقط - وقريب منه في نسخة (ب) وتقراً : يديرقان.
فهو بمنزلة الأشقر : إِنْ تَقَدَّمَ نُحِرَ ، وَإِنْ تَأخَّرَ (1) عُقِرَ .
فلما وصل إلى حفصة ، جمعت النساء وجعلن يضر بن بالمزامير ويقلن :
ما الخَبَرُ ما الخَبَرُ *** عَلِيٌّ فِي سَفَرْ
إِنْ تَقَدَّمْ نُحِرْ *** وَإِنْ تَأَخَّرْ عُقِرُ (2)
فدخلت أم سلمة عليهن (3) ، وقالت : إن تظاهر تما عليه فقد تظاهر تما على أخيه من قبله (4) .
ص: 342
1- الرواية الأجود ( أو تأخَّرَ عُقِرْ ) ، أجود من حيث الوزن وهو من أمثال العرب (كالأشقر إن تقدم نحره وإن تأخر عقر ) فالملعونات أخذن يهزجن ويغنين به، وإلا فهو في الأصل ليس شعراً ؛ فالأفضل أن توضع بينهما نجوم.
2- هذا - على وَجْهِ من إنشاءه - وليس شعراً، وعلى وجه آخر من إنشاده يكون من مجزوء المتدارك ، وهكذا يكون شعراً بسكون (الخبر) و (تقدّم) و (تأخر)، وتخفيف ياء (علي)، ووصل الهمزة في (وأن).
3- في نسختي الأصل : إليهن .
4- في نسختي الأصل : قبيله . أقول : قال الشيخ المفید (رحمه الله) في كتابه الجمل : 276 - 277 [المطبوعة ضمن سلسلة مصنفات الشيخ المفيد، المجلد الأول ، وفي طبعة : 149]: .. ولما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين (علیه السّلام) بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر : أما بعد ؛ فإنّا نزلنا البصرة ونزل على بذي قار، والله داق عنقه كدق البيضة على الصفا ! إنه بذي قار بمنزلة الأشقر، إن تقدم نحر و إن تأخر عقر. فلمّا وصل الكتاب إلى حفصة، استبشرت بذلك، ودعت صبيان بني تيم وعدي، وأعطت جواريها دفوفاً ، وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن : ما الخبر ما الخبر ؟ على كالأشقر ، إن تقدّم نحر ، و إن تأخّر عقر . فبلغ أُمّ سلمة رضي الله عنها اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سبّ أمير المؤمنين والمسرّة بالكتاب الوارد عليهنّ من عائشة، فبكت وقالت : اعطوني الا ثيابي حتى أخرج إليهنَّ وأقع بهنّ. فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (علیه السّلام): أنا أنوب عنك ؛ فإنّني أعرف منك ؛ فلبست ثيابها ، وتنكّرت وتخفّرت و استصحبت جواريها متخفّرات، وجاءت حتى دخلت عليهن كأنّها من النظارة ، فلما رأت ما هنّ فيه من العبث والسفه ، كشفت نقابها وأبرزت لهنّ وجهها ، ثم قالت لحفصة : إن تظاهرت أنت وأختك على أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل، فأنزل الله عزّ وجلّ فيكما ما أنزل،والله من وراء حربكما .. فانكسرت حفصة وأظهرت خجلاً ، وقالت : إنّهنّ فعلن هذا بجهل .. وفرّقتهن في الحال، فانصر فن من المكان . انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13/14، وبحار الأنوار 90/32 - 91 ( باب 2) ذیل حديث 58 .. وغيرهما .
وفي كتاب إعلام الورى (1) : أنه تزوّج النبي ( عليه وآله السلام) بامرأة من
ص: 343
1- إعلام الورى: 150 ، [ الطبعة الثانية ، وفي الأولى : 88، وفي المحققة 274/1 - 280] الفصل الأول في ذكر أزواج رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وأولاده، وعنه في بحار الأنوار 20/4/22 - 205 باب (2) ذیل حدیث 20. وفي صفحة : 279 منه قال : وتزوّج سنى بنت الصلت فمات قبل أن تدخل عليه وتزوّج مليكة الليثية، فلما دخل عليها قال لها : « هبي لي نفسكِ»، فقالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة ؟ فأهوى (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بيده ليضعها [ في بحار الأنوار: يضعها ] فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال : « لقد عدت بمعاذ فسرّحها ومتعها . وراجع : بحار الأنوار 388/16 في خصائصه صلوات الله عليه وآله ، وكذا في 204/22 ( باب (2) حديث 36 عن الكافي . وانظر : المناقب 139/1 ، ونوادر الأشعري : 103.. وغيرهما .
بني كندة يقال :[لها ] : سناة ، وسلّمها إلى عائشة وحفصة ، وقال لهما : «أصلحاها » .. فلما فرغتا .. قالت إحداهما : إنّه يعجبه(1) أن تقول له المرأة : أعوذ بالله منك ، فقالت له ذلك ، فقال لها (عليه وآله السلام ) : «لقد عُذْتِ بعظيم » .. ثمّ ألحقها بأهلها فماتت .. !! (2)
ص: 344
1- في نسخة (ب) : يعجبنه ، وفي نسخة (ألف) : يعجبيه .. وكلاهما لا معنى لهما .
2- لقد ذكر أكثر المؤرّخين أنّه في السنة الثامنة من الهجرة تزوّج رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فيها بفاطمة بنت الضحاك الكلابية ؛ فلما دخلت على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)ودنا منها ، قالت : أعوذ بالله منك . فقال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « عدت بعظيم .. الحقي بأهلك»، كما جاء في المنتقى في مولد المصطفى، وعنه في بحار الأنوار 46/21 - 47 ( باب 23) ذیل حدیث 2. وجاء في المناقب للمصنف (رحمه الله) 139/1 [ الطبعة الأولى ]، وعنه في بحار الأن-وار 192/22 حديث 5 في زوجاته (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قال : وأسماء بنت النعمان لما دخلت عليه قالت : أعوذ بالله ، فقال : « أعذتك ، الحقي بأهلك»، وكان بعض أزواجه علّمتها، وقالت : إنك تحظين عنده ! راجع مستدرك الحاكم 37/4 ، الاستيعاب 1785/4 - 1786 ، طبقات ابن سعد 145/8 - 146 ، الإصابة 19/8 - 20 . . وغيرها كثير .
......(1) سهلب الأحمشي ، عن علي (علیه السّلام) أنّه ذكرهما ، فقال : « لقد أوبقتا لا أنفسهما في نار جهنّم».
الثعلبي في تفسيره (2) ، والواحدي في أسباب نزول القرآن (3)؛ روى أنس : أنّ أُمّ سلمة ربطت حقويها (4) بسفلة (5)، وسدلت طرفها ...! فقالت عائشة لحفصة : انظري ما تجر خلفها ، كأنّه لسان كلب، فأنزل الله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ .. ﴾ (6) الآية(7) .
وقال أصحابنا في قوله تعالى: ﴿ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )(8) : المراد يرجع إلى حرمة العقد عليهن لا غير ؛ لأنّه لم يثبت شيء من أحكام الأُمومة بين المؤمنين
ص: 345
1- هنا فراغ بمقدار كلمة في نسختي الأصل ، ولم أجد للحديث ولا الراوي مصدراً أدرجه .
2- تفسير الثعلبي 81/9.
3- أسباب النزول : 263 - 264 .
4- في تفسير الثعلبي : ربطت خصريها .
5- الكلمة مشوّشة ، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : بسعلتيه، وجاء في تفسير الثعلبي : بسبيبة .
6- سورة الحجرات (49) : 11.
7- وانظر : مجمع البيان ،224/9 ، وعنه في بحار الأنوار 228/22 ( باب 4)، وكذا تفسير الكشاف 566/3 ، وتفسير الآلوسى 152/26 . . وغيرهما .
8- سورة الأحزاب (33) : 6 .
وبينهن سوى هذه الواحدة؛ من الرؤية ، والميراث ، والطاعة ، والنفقة ، والتربية (1).
وقال الشافعي (2): ﴿ أُمَّهَاتُهُمْ ) في معنى دون معنى؛ إنما أراد ذلك..! حكى عنه الغزالي في المستصفى (3) .
وقال الله : ﴿ يَا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاء .. )(4): أبان لهنّ التفضيل بشرائط ذكر فيها ، وسوّاهنّ في الاحترام ؛ فلا تفاضل لواحدة منهن إلا بدليل ، مثل ما ثبت لخديجة ، وأم سلمة ، وزينب ابنة جحش .. فإنّهنّ هاشميات .
ثم إنه ثبت لخديجة أنّها أكرم نسباً ، وأسبق إسلاماً ، وأوّل متوضئة ومصلية، وأوّل أزواجه، وأم أولاده، وعقّب النبي صلى الله عليه وسلم منها ، ورأت المعجزة أولاً مثل السحابة والغراسة (5)، وأتى جبرئيل أوّلاً في دارها ، وأنفقت عليه بالمال العظيم
ص: 346
1- ولاحظ الأقوال في كتب التفسير ، وكذا ما جاء في إعلام الورى 328/1 - 329.
2- كتاب الأُمّ 151/5 ، نقلاً بالمعنى، ولفظه : يعني في معنى دون معنى ؛ وذلك أنّه لا يحلّ لهم نكاحهن بحال ، ولا يحرم عليهم نكاح بنات لو كنّ لهنّ ، كما يحرم عليهم نكاح بنات أمهاتهم اللآتي ولدنهم أو أرضعنهم .
3- المستصفى المطبوع ، وقد راجعته مكرّراً من أوله إلى آخره وبدقّة . ثمّ راجعت الطبعة الجديدة المفهرسة له في أربعة مجلدات ولم يكن لما ذكره هناك أثر ، ولعلّه صحف أو حرّف عند الطبع ، كما هو متعارف عندهم !!
4- سورة الأحزاب (33) : 32.
5- الكلمة مصحفة وغير منقوطة في نسختي الأصل ، والصحيح : الغِراسة ؛ فإنّ النبي [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] كان يظله السحاب، وإذا جلس تحت شجرة يابسة اخضرت، وإذا غرس شيئاً بيده المباركة كبر وأينع .. وهذه كلّها مسطورة في معاجزه صلوات الله عليه وآله .
في زمان الشعب وغيرها ، وقامت بأمره حتى كفته أمر دنياه.
وأمّا أُمّ سلمة ؛ فكانت تخدم فاطمة وأولادها إلا في يومها : تقرباً إلى الله تعالى وإلى نبيه ( عليه وآله السلام ) .
وأما زينب ؛ لقوله : ﴿ زَوَّجْنَاكَها )(1).
قال الشعبي : فَاخَرَت حفصة زينب ، فقالت زينب : إنّي لأُدلُّ عليك بثلاث : جدّي وجده واحد ، وأنكحنيه الله منه ، وأن السفير جبرئيل .(2)
فمن أخلّت بشيء من هذه الخصال .. خرجت من حكم هذه الآية ؛ لأنّها مشروطة بلفظ ( إن ) (3) في قوله : ( إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ) (4) ، كما أن في قوله :
ص: 347
1- سورة الأحزاب (33): 37.
2- نقل كلامها عن الشعبي .. الطبري في تفسيره 14/22 ، الثعلبي ف-ي ت-فسيره 49/8، وابن كثير في البداية والنهاية 146/4 ، السيوطي في الدر المنثور 613/6 ، المقريزي في إمتاع الأسماع 241/10 على أنه كلام قالته للنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : إني لأدلّ عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهنّ : أن جدي وجدك واحد ... وكذا قاله البغوي في تفسيره 532/3 ، والشيخ الطبرسي (رحمه الله) في مجمع البيان 164/8 .. وغيرهما .
3- في نسخة (ألف) : بلفظان .
4- سورة الأحزاب (33) : 32.
إنْ تَتُوبا إلى الله .. ) (1) مشروطة بلفظ ( إن )(2).. فقد اجتمع أهل التاويل [على] أنّ الخطاب بقوله : ( إنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ... عائشة وحفصة ، فالذي معلوم بفحوى الآية ، [أنّ ] التوبة (3)مشروطة بلفظ ( إن ) ولا طريق لنا إلى ثبوت التوبة ؛ بل علمنا عداوتها (4) ؛ وهي خروجها على الإمام المعصوم .
ثمّ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ﴾ (5)لما علم الله في (6) حالهما ، فإنّ الله وجبرئيل وعليّاً والملائكة له ظهير.
ثم قال : ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ .. ) (7) الآية (8).
ص: 348
1- سورة التحريم (66) : 4.
2- في نسخة (ألف) : بلفظان .
3- في نسختي الأصل : والتوبة، وهي مصحفة عن المثبت.
4- في نسختي الأصل : عداوة، وهي مصحفة عن المثبت.
5- سورة التحريم (66) : 4.
6- كذا ؛ والظاهر : من، بدلاً من : في .
7- سورة التحريم (66) : 5.
8- أقول : روى الشيخ الطوسي (رحمه الله) في أماليه : 302 [ الطبعة الأُولى، وفي الطبعة الحيدرية : 89 - 90 ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 475 - 476 حديث 1038]، وعنه في بحار الأنوار 243/22 ( باب (4) حديث 9: .. عن أُم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : حجّ رسول الله عام حجة الوداع بأزواجه ، فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهنّ وهو حرام - يبتغي بذلك العدل بينهن . قالت : فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها ، خلا رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بعلي بن أبي طالب يناجيه وهما يسيران، فأطال مناجاته ، فشق ذلك على عائشة ، فقالت : إني أُريد أن أذهب إلى علي فأناله - أو قالت : أتناوله - بلساني في حبسه رسول الله عنّي، فنهيتها، فنصت ناقتها في السير ، ثم إنها رجعت إليّ وهي تبكي ، فقلت : ما لك ؟ فقالت : إنّي أتيت النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)فقلت : يا بن أبي طالب ما تزال تحبس عني رسول الله ! فقال رسول الله : « لا تحولي بيني وبين عليّ ، إنّه لا يخافه في أحد، وإنّه لا يبغضه - والذي نفسي بيده - مؤمن ولا يحبّه كافر ، ألا إنّ الحق بعدي مع علي، يميل معه حيثما مال، لا يفترقان جميعاً حتى يردا علي الحوض». قالت أُمّ سلمة : فقلت لها : قد كنت نهيتك فأبيت إلا ما صنعت ..
ولنا :
[ من الوافر ]
نِساءَ المُصْطَفَى مَنْ يَأْتِ مِنْكُنْ *** بِقَوْلِ اللَّهِ مِن نَجْوَى عَظِيمًا
بِفاحِشَةٍ مُبَيَّنَةٍ يُضاعَفْ *** لَها التَّعْذِيبُ تَضْعِيفاً عَظِيما
وَمَنْ يَقْنُتْ لنا بِالخَيْرِ يُؤْجَرْ *** وَأَعْتَدْنَا لَهُ أَجْراً عَظِيما
الحميري(1): [ من الكامل ]
إحْدَاهُما إِمْراةُ نُوحٍ شِبهها *** وَامْرَاةُ (2) لُوْطٍ شُبِّهَتْ أُخْرَاهُما
ص: 349
1- لم أجد هذه الأبيات فيما جمع للسيد الحميري (رحمه الله) في ديوان، ولا نعرف لها مصدراً آخر ، نعم جاء البيت الثاني في ديوانه : 386، من جملة قصيدة للسيد ، وسنذكره .
2- لابد من عدم همزة الألف الوسطية وتخفيفها في كلا الموردين ليستقيم الوزن.
أُولاهُما نَمَّتْ عَلَيْهِ حَدِيثَهُ *** وَفَشَتْ عَلَيْهِ بِسِرِّهِ إحْدَاهُما (1)
لَمْ تَنْصَحَا لِمُحَمّدٍ بَلْ غَشَّتا *** وَكَذاكَ غَشَ وَصِيَّهُ أَبَواهُما
افَهُما اللَّتَانِ سَمِعْتَ رَبُّ مُحَمّدٍ *** فِي الذِّكْرِ قَصَّ عَلَى العِبادِ نَبَاهُمَا ](2)
***
ص: 350
1- في ديوان السيد (رحمه الله) : 386: [من الكامل ] إحداهما نمت عليه حديثه *** وبغت عليه نفسه إحداهما كما وقد جاء هذا البيت والذي يليه في الصراط المستقيم 100/3 وعجزه : وبغت عليه بفشها..أخراهما .
2- ما بين المعكوفين مزيد من الديوان .
الفصل السادس : في المفردات
[ القسم الثالث ]
في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[باب ]
[في الناكثين ]
[فصل 6]
[ في المفردات ]
ص: 351
فصل
في المفردات
في مبسوط الشيخ أبي جعفر (1)؛ في تفسير قوله تعالى : ﴿ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ .. (2): إن الحميراء قالت اللنبي صلى الله عليه وسلم لما أنزلت إحلال النساء : ] ما أرى ربي إلا يسارع في هواك !!
مجمع [البيان ] (3) : في تفسير قوله تعالى: ﴿وَامْرَأَةٌ مُؤْمِنَةٌ .. )(4) الآية .
[ قيل : إنّها (5) لما وهبت نفسها للنبي ، قالت عائشة : ] ما بال النساء
ص: 353
1- المبسوط للشيخ الطوسی (رحمه الله) 158/4 .
2- سورة الأحزاب (33) : 50 .
3- بياض في نسختي الأصل، وهو مجمع البيان 364/8 - 365 [ وفي طبعة 571/8]، بعد أن ذكر الاختلاف فيمن وهبت نفسها للنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، قال : قالت عائشة : ما بال النساء.. إلى آخره، وعنه في بحار الأنوار 181/22 ( باب 2) في مدخل الباب .
4- سورة الأحزاب (33) : 50 .
5- الضمير يعود للواهبة نفسها، وهي كما في مجمع البيان - : ميمونة بنت الحارث ، أو زينب بنت خزيمة امرأة من الأنصار، أو أم شريك بنت جابر امرأة من بني أسد، أو خولة بنت حكيم .
يبذلن أنفسهن بلا مهر ؟! فنزلت الآية ، فقالت [عائشة ]: ما أرى الله إلا يسارع في هواك (1) !
الخركوشي في الانتباه (2)، وفي الإبانة (3) - أيضاً - : خالد بن أسيد ؛ أنفذ إليها عشرة آلاف درهم، وعبد الله بن الزبير في عهده مائة وثمانين [ألف ] درهم، ومعاوية في عهده مائة ألف درهم(4) .
وفي الإبانة (5)، عن ابن بطة ، قال عطاء : قدمت عائشة مكة فأرسل إليها معاوية بطوق قيمته مائة ألف درهم .. فقبلته (6) .
ص: 354
1- فقال (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « وإنك إن أطعت الله سارع في هواك». وراجع : بحار الأنوار 395/16 ( باب (11)، وليس هنا محل تفصيله . وانظر : تفسير مجاهد ،519/2 ، سيرة ابن إسحاق 250/5 ، الطبقات الكبرى 156/8 ، مسند أحمد بن حنبل 134/6 و 158 و 261، کتاب مسلم 1085/2، سنن ابن ماجة 644/1 .. وغيرهم في غيرها .
2- الانتباه للخركوشي : ولا نعرف له نسخة بل هو كتاب مفقود حسب علمنا .
3- في نسختي الأصل (الإنابة) وهي غلط ، والصحيح : الإبانة .
4- انظر : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي : 216.
5- لم نعثر على الخبر في الجزء المطبوع من الإبانة، بل جاء في معجم ابن الأعرابي 236/5 ، تاریخ دمشق 192/59.
6- وقال الزمخشري في المحاضرات 43/4 : .. بعث معاوية إلى عائشة طوقاً من ذهب فيه جوهر بمائة ألف .. راجع : تاريخ مدينة دمشق 192/59 ، البداية والنهاية 146/8.
أبو جعفر ابن بابويه (1)؛ بالإسناد عن الصادق (علیه السّلام)، والجاحظ (2) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء(3)، بالإسناد عن محمّد بن الحنفيّة ، عن علي (علیه السّلام) - واللفظ لابن بابويه - أنّه قال - في آخر احتجاجه على أبي بكر بثلاث وأربعين خصلة - قال : « نشد تكم بالله هل علمتم أنّ عائشة قالت لرسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): إن إبراهيم ليس منك .. وإنّه ابن فلان القبطى (4) ؟! فقال : « يا عليّ ! اذهب فاقتله...! »
فقلت : « یا رسول الله ! لئن (5) بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوَبَر (6) لما امرتني (7).. أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ » .
ص: 355
1- روى الشيخ الصدوق ( رحمه الله) في الخصال 125/2 - 126 [ وفي طبعة: 563] وعنه في بحار الأنوار 154/22 ( باب (1) حديث 10 ، وذكره المصنف (رحمه الله) في المناقب 393/1 - 394 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة النجف 65/2]، وعنه في بحار الأنوار 302/38 ( باب 67) حديث 4 .
2- راجعنا بعض كتب الجاحظ في أكثر من مورد وفهرست ، فلم نحصل على ما أثبت هنا، فلاحظ ، علماً بأن كثيراً من كتبه - لا غفر الله له - لم تطبع .
3- حلية الأولياء 177/3 - 178، و 92/7 - 93.
4- في نسختي الأصل : البسطي، والظاهر أنّها : السبطي .
5- في الخصال وبحار الأنوار : وإذا .
6- كذا في الخصال وبحار الأنوار في الوبر ؛ فإنّهم كانوا يسمون بميسم، وهو شبه السمار، وفي نسختي الأصل : الوتر .
7- كذا؛ في نسخة (ألف) والمناقب، وفي (ب) قد تقرأ : اخترتني ، وإلى هنا جاء في المناقب، كان قد ذكر الخبر كاملاً عن أبي نعيم، وقال بعده والمعنى سواء .
فقال : «بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» (1) ..
فذهبت ؛ فلما نظر إليّ .. استند إلى حائط فطرح نفسه فيه ، فطرحت نفسي على أثره ، فصعد إلى (2) نخل وصعدت خلفه ، فلما رآني قد صعدت خلفه (3) رمى بإزاره ، فإذا ليس له شيء مما يكون للرجال ، فجئت فأخبرت رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] . فقال : « الحمد لله الذي صرف عنا [السوء ] أهل البيت » (4) ..
فقال كثير من المفسّرين (5) : فنزل قوله : ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَا .. ) (6) الآية .
وفي تاريخ البلاذري (7) : أنّه وقع بين حيّين (8) منازعة، فقالت:
ص: 356
1- في الخصال - وتبعاً له في البحار : « في الوبر أو أتثبت ؟ » قال : « لا بل تثبت » فذهبت ..
2- في الخصال وبحار الأنوار: على .
3- لم ترد في الخصال وبحار الأنوار : خلفه .
4- وانظر من مصادرهم أيضاً : كتاب مسلم 2139/4 حدیث 2771، مسند البزار 237/2 حديث 634، والأحاديث المختارة 353/2 - 354 ، وتاريخ دمشق 236/3 - 237 ..
5- راجع : تفسير القمی (رحمه الله) 318/2 - 319 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 996/3 - 997] ، وعنه في بحار الأنوار 153/22 حديث 8، وكذا في مجمع البحرين 22/9 ، وتفسير البرهان 103/5 حديث ،2 نور الثقلين 89/7 حديث .. وغيرها .
6- سورة الحجرات (49) : 6 .
7- أنساب الأشراف 421/1، و 106/10 باختلاف كثير في أصل الحكاية والألفاظ .
8- في نسختي الأصل: حنين الأصل : حنين ، والصحيح ما أثبتناه، كما في وفيات الأعيان لابن خلكان 17/3 . وانظر : تاريخ اليعقوبي 225/2 ، والوافي بالوفيات 184/3، وكتاب البغال للجاحظ : 26 ، ونثر الدر في المحاضرات 177/7 .. وغيرها .
أسرجوا إليَّ بَغْلاً (1).
فقال ابن أبي عتيق : قرّي في بيتك رحمك الله .. ما غسلنا (2) رؤوسنا من يوم الجمل ، فكيف توقعينا في شغل يوم البغل ؟!
وقال ناصبيّ [لشيعي ] : يا متشيّع ! ألا تحبّ أُمّ المؤمنين نباتة (3) ؟
قال : لا والله .
قال : ولم ذلك ؟
قال : أوّل ما في هذا .. أن يقول لي النبي ( عليه و آله السلام ) يوم القيامة : يا بغيض ! لم تجد امرأة غير امرأتي تحبّها (4)؟ !
ص: 357
1- كذا ؛ والسرج للخيل لا البغال ..
2- في نسختي الأصل : (عبلنا) بدون نقط ، ولم أجد لها معنى مناسباً .
3- العبارة مشوشة في نسختي الأصل، ويمكن قراءتها هكذا : ما يتّسع إلا تحبّ أُم المؤمنين نباتة ؟ قال في الأسرار فيما كُنّى وعُرف به الأشرار 359/3 ذيل هذا الاسم : كذا رمز له شيخنا السروي المازندراني في مقدمة كتابه مثالب النواصب ، ومرّ نصه في ديباجة كتابنا هذا ، ولا نعرف وجهاً لإطلاقه، كما لا نعرف من تابعه عليه .
4- أدمج هذه الواقعة والتي تليها في بحار الأنوار 249/22 ( باب 4) ذيل حديث 17 نقلاً عن الصراط المستقيم 169/3، بعنوان : ملحة ؛ قال : قال ناصبي لشيعي : أتحبّ أُمّ المؤمنين ؟ ! قال : لا ، قال : ولم ؟ قال : لئلا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لم تجد امرأة غير امرأتي تحبّها ؟ ! مالي ولزوجة النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)؟ ! أفترضى أن أحب امرأتك ؟ !
وقال آخر : أتحب ناحية بنت [أمّ] رومان (1) ؟
فقال : ما لي ولزوجة النبي (عليه وآله السلام) ؟! هل ترضى أن أحبّ امرأتك ؟! (2)
ص: 358
1- في نسختي الأصل : بنت رومان، والظاهر إنّ الصحيح : بنت أم رومان ، كما خاطبها بذلك ابن عباس في ما رواه الکشی (رحمه الله) في رجاله 278/1 [ اختيار معرفة الرجال : 57 - 59 حديث 108 ] ، ونقله عنه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 270/32 ( الباب السادس ) حديث 210 ، قال لها .. والله ! ماذا بلاؤنا عندك .. إنا جعناك للمؤمنين أُمّاً ، وأنتِ بنتِ أُمّ رومان .. وقريب منه في أخبار الدولة العباسية : 126. راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 28/2 نقلاً عن جملة مصادر، وسلف: ابنة أم رومان في الأسرار 143/1 .
2- أقول : وبعد كل هذا فها هي عائشة كما حدثنا الزمخشري في ربيع الأبرار 345/4- جزعت حين احتضرت فقيل لها فقالت : اعترض في حلقي يوم الجمل. وروى في تاريخ بغداد 184/9 ، مسنداً قال : ما ذكرت عائشة مسيرها [ في وقعة الجمل ] قطّ إلا بكت حتى تبل خمارها، وتقول : يا ليتني كنت نسياً منسياً . قال سفيان : النسي المنسي : الحيضة الملقاة . ونقل الإصفهاني في حلية الأولياء 45/2 ، عنها إنّها قالت - عند الاحتضار - : لوددت أنتي كنت نسياً منسياً .. أي حيضة ، ومثله في مسند أبي يعلى الموصلي 57/5، وإحياء علوم الدين 363/3، ومثله فيه 183/4. ثمّ ها هي عائشة تعترف والفضل ما شهدت به الأعداء كما في الكنز المدفون للسيوطي: 94 حين سئلت عن علي بن أبي طالب [(علیه السّلام)] فأنشدت : [ من الوافر ] إذا ما التبرُ حُكَ على محكّ *** تبيّن غشّه من غير شك وبان الزيف والذهب المصفّى *** عليّ بينا شبه المحكّ
خطیب منبج (1) : [ من الوافر ]
وجاءَتْ فَوْقَ بَغْلَتِها إِلَيْهِمْ *** مُغاضِبَةٌ (2) مَجِيءَ المُرْهَقِينا (3)
تُسَعرُ فِتْنَةٌ وتَشُبُّ حَرْبَاً *** تُسَلُّ بِها سُيُوفُ المُفْتَنِينا (4)
وَقالَتْ: لَيْسَ يُدْفَنُ عِنْدَ بَعْلِي *** وَلا أُكْرُومَةً لِلدَّافِنِينا
ص: 359
1- في نسختي الأصل : منهج ، وفي المناقب - في أكثر من (25) مورداً - منيح ، والكل تصحيف ، والحديث عن قصيدته هذه سلف كراراً، فراجع .
2- في نسخة (ب) : فعاصبة ، وفي (ألف) : بعاصية .
3- أي إشارة إلى قوله تعالى : ﴿ وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ﴾ [سورة يونس (10): 27].
4- في نسخة (ألف) : المقنينا .
وَقَدْ(1) كانَ الزَّكِيُّ السَّبْطُ أَوْصى (2) *** أقارِبَهِ وَأَقْصَى الأَبْعَدِينا:
بِأَنْ لَا يُشْرِعُوا رُمْحاً وَأَن لا *** يَكُونُوا للسُّيُوفِ مُجَرِّدِينا
ابن حماد(3) : [ من الكامل ]
[أو] لَيْسَ عايش حَرَّضَتْ فِي قَتْلِهِ *** وَدَعَتْ عَلَيْهِ وَأَجْلَبَتْ أَعْوانا (4)؟!
حَتَّىٰ إِذَا قَتَلُوهُ [ مَرْميّاً ](5) عَلَى *** حُشِّ (6) اليَهُودِ يُباشِرُ (7) العقبانا
***
ص: 360
1- في نسختي الأصل : ولون ، والظاهر زيادة النون .. ومع هذا لا معنى مستقيم لها .
2- في نسختي الأصل : أولى .
3- قد سلف الحديث عن هذه الأبيات سابقاً وتجده بين المعكوفين أُضيف من هناك.
4- كذا ؛ سلف البيت حيث جاء هذا البيت هناك، وجاءت هنا كلمة : (إعلانا) في نسختي الأصل بدلاً من : أعواناً .
5- هنا كان بياض في نسختي الأصل، وما بين المعكوفين مزيد منا.
6- في نسختي الأصل : حس .
7- في نسخة (ألف) تقرأ : يناشي.
الفصل السابع : في فَعلَة
[ القسم الثالث ]
في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[باب ]
[ في الناكثين ]
[ فصل 7]
[في فعلة ]
ص: 361
فصل
في فعلة (1)
ابن عباس : في قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً .. ) (2) الآية . فَعْلَة والفُعَيْل .
الباقر(علیه السّلام) في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ) :
« يعني فعلة والفعيل » فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمِ .. ) الآيات (3) :
ص: 363
1- وهو رمز الطلحة، ولقد تفرّد مصنّفنا طاب ثراه - حسب علمنا - في اطلاق هذه التكنية عليه، ولا نعرف من تابعه عليه ، وقد سلفت في ديباجة كتابه الإشارة إليه ، وغالباً ما أردفها بقوله : فعيل ، تكنية عن صاحبه الزبير ، ولم يصرح بذلك في مدخل كتابه . لاحظ : الأسرار فيما كُني وعُرف به الأشرار 89/3 - 91. وذكر ابن قتيبة في المعارف : 575 تحت عنوان ( صناعات الأشراف ) : أنَّ أبا بكر وعثمان وطلحة كانوا بزازين . كما وقد ذكر الغزالي في إحياء العلوم 252/3 بعض أموال طلحة وما كان يملكه .. وللرجل ترجمة ضافية مخزية في الأسرار 111/4 ، وكذا في الغدير 283/8 ..
2- سورة الكهف (18) : 103 .
3- سورة المائدة (5) : 54 - 56 .
« يعني أمیر المؤمنین (علیه السّلام) » (1).
ينقل (2) الزبيري، عن إبراهيم النخعي: أنّ فعلة والفعيل كتبا إلى عَظِيمَينِ من عظماء اليهود : إن حدث بمحمّد حدث فنأتيكما (3)، فأنزل الله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِياء .. ) (4) من دون الله ، الآية .
هو : . . ابن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد التيمي ، قتل وهو ابن سبعين .
الكلبي (5) : أمه صعبة بنت الحضرمي ، كانت شهيرة ] بلواء (6) الفاحشة :
ص: 364
1- وجاء في العمدة لابن بطريق: 151 بإسناده عن الثعلبي في قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قال : علي بن أبي طالب (علیه السّلام).. وحكاه عنه في بحار الأنوار 32/36 ( باب (30) حدیث 1.
2- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، ولعلّها : يعمل .
3- تقرأ في نسختى الأصل فتأتيكما.
4- سورة المائدة (5): 51 . ولاحظ ما ذكره الطبرسي في مجمع البيان 206/3 ، وعنه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 151/19 - 152 ( باب (8) أوّل الباب، وذكر وجوه فيه .
5- كما جاء في كتاب مثالب العرب : 179 - 180 [ تحقيق الدرويش ] مع اختلاف يسير .
6- الكلمة غير منقوطة في نسخة (ب)، وأثبتنا ما جاء من نسخة (ألف)، والزيادة بين المعكوفين منا .
بمكة (1)... فوقع عليها أبو سفيان وعبيد الله ، وجاءت بفعلة لستة أشهر، فاختصما فيه إليها .. فألحقته بعبيد الله الأقطع .
وفيه يقول حسّان :
[ من الطويل ]
فَواعَجَباً مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ وَتَرْكِها *** أخاها ذُنابي بعد ريش القوادم (2)
وتزوّج فعلة ابنة (3) أبي سفيان لنفي (4) القالة ، فكان الناس يقولون : الحرام لا يحرم الحلال .
و [قال عمر و التيمي ] لبني طلحة يقين(5) .
ص: 365
1- كذا استظهاراً ، وفي نسختي الأصل : يمكنه . وفي مصادر عديدة نقلت عن الكلبي : كانت لها راية بمكة . راجع : الطرائف ،495/2 ، وكذا ما جاء في نهج الحق : 356، وعنه في بحار الأنوار 21/32 - 219 الباب الثالث .. وغيرها .
2- هذا هو الصحيح المحفوظ المقارب لرسم ما في النسخ من المصادر ، وفي نسخ الأصل: لبغاها وتابا بعد ريس القوائم .
3- في نسختي الأصل : ابنت .
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : لنعي، وأُثبت ما احتملناها ، ويحتمل قراءتها : (البغي) كما هو ظاهر .
5- الكلمة غير معجمة ، ولعلّها تقرأ : (يعني) بمعنى يقصد .
شاعر : [من الرمل ]
أَنْتُمُ جَوْهَرَةٌ لَوْلا الَّذِي *** نالَكُمْ مِنْ لَطْخَ [بِنْتِ الحَضْرَمي ](1)
مِسْكَةٌ مَعْجُونَةٌ فِي (2) جِيفَةٍ *** غَلَبَ النَّتْنُ عَلَى المِسْكِ الذَّكِى
[ فَاصْدُقُونا قَوْمَنَا أَنسابَكُمْ *** وَأَقِيمُونَا عَلَى الأَمْرِ الجَلِي ]
لِعُبَيدِ اللَّهِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ *** أَمْ أَبِي سُفْيانَ ذاكَ الأُموي ؟ ! (3)
وفي الأغاني(4): أنّه كانت عائشة بنت طلحة لا تستر وجهها من أحد(5)، فعاتبها مصعب في ذلك ، فقالت : إنّ الله [ تبارك وتعالى ] وسمني بمیسم (6) جمال أحببت (7) أن يراه الناس ، ويعرفوا فضلي (8) عليهم .. فما كنت لأستره أبداً .. !
ونازع إبراهيم بن محمّد بن طلحة بعض ولد الحسين بن علي (علیهما السّلام) .
ص: 366
1- ما بين المعكوفين مزيد من المصدر ، وفي نسختي الأصل جاءت : أبي المغربي !!
2- في نسختي الأصل : من .
3- مثالب العرب : 181 - 183.
4- الأغاني 180/11 [طبعة دار الكتب العلمية، وفي طبعة دار إحياء التراث العربي 120/11].
5- في نسختي الأصل : لا نتزوجها عن أحد !
6- تقرأ في نسختي الأصل : وسمني بهيم ، والكلمتان غير منقوطتان في نسختي الأصل .
7- في نسختي الأصل : أجبت ، ولا معنى لها .
8- في نسختي الأصل: فعمل.
فقال إبراهيم : الله يعلم أنتى أبغضك !
فقال ولد الحسين : صادق والله يحبّ الصادقين ، وما يمنعك من ذلك وقد قتل جدّي أباك (1) وجدك ، ونال (2) عمّي أمك..! (3) يعني : الحسن بن علي (علیه السّلام): كان تَزَوَّجَ (4) مُليكَةَ المُرَّيَّة (5) بعد طلحة .
ص: 367
1- في نسختي الأصل : إياك .
2- نُقلت القضية عن الأغاني 505/23 ، وفي المصدر الناقل : وناك ، وهو الظاهر .
3- ذكر ابن قتيبة في المعارف : 112 ، في زواج خولة بنت منظور من الحسن بن علي (علیه السّلام) قال : فولدت له الحسن بن الحسن ، ثم خلف عليها بعده : محمّد بن طلحة ابن عبيدالله فجاءت بإبراهيم بن محمّد، وهو الأعرج. ولاحظ : صفحة : 232 منه . وعد إيّاه من العرجان في صفحة : 583 ، فراجع . وأورد الواقعة محمّد بن خلف بن المرزبان في كتابه ذم الثقلاء : 37، وأسنده ، وقال : إنّ إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيدالله قال لأبي هاشم بن محمّد بن الحنفية : أما والله إنّي لأبغضك ! قال : ما أحقك بذلك ، ولم لا تبغضني وقد قتل جدّي أباك وجدك، ونكح عمّي أُمّك ... !
4- تقرأ في نسختي الأصل : مروج، ويحتمل أن تكون : متزوجاً ، والظاهر : تزوّج .
5- الظاهر أنّه اسم المرأة، فليراجع. وفي نسختي الأصل : مزوج ملائكة المزينة، والمثبت عن الأغاني 407/12 - 408 . جاء في الأغاني 407/12 - 408 : إنّ منظور بن زبان تزوّج امرأة أبيه، وهي مليكة بنت سنان بن أبي حارثة المُرّي، فولدت له هاشماً وعبد الجبار وخولة، ولم تزل معه إلى خلافة عمر .. وفرّق بينهما ، فتزوجها محمّد بن طلحة ... قال أبو الفرج : أخطأ ابن الكلبي في هذا ، وإنّما طلحة بن عبيد الله الذي تزوجها، فأمّا محمّد تزوّج خولة بنت منظور .. ثم قُتل عنها يوم الجمل فتزوجها الحسن بن علي (علیهما السّلام) .
وذكر القتيبي في المعارف (1) : أنه لم يحضر بدراً (2) .
ابن عباس ، ومقاتل(3)، والباقر (علیه السّلام) ، أنّه لمّا حضر (4) الحجاب على أزواج
ص: 368
1- المعارف لابن قتيبة : 154 ، وهو نقل بالمعنى .
2- حيث عدّه تحت عنوان : أسماء المتخلفين في بدر ، وقال : وطلحة بن عبيد الله ، كان بالشام فتخلّف عن بدر، وقدم بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليه [وآله ] وسلّم فضرب له بسهم ، ولاحظ صفحة : 228.
3- راجع : تفسير مقاتل 53/3 .. وغيره . وانظر: الدر المنثور 214/5 ، إمتاع الأسماع 257/10، معاني القرآن للنحاس 373/5، التبيان 358/8 ، زاد المسير 213/6 ، تفسير القرطبي 228/14 ، الطبقات الكبرى ،201/8 تخريج الأحاديث والآثار 127/3 - 128. وروي : أنه لما توفي أبو سلمة وخيس بن حذيفة وتزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأتيهما أُم سلمة وحفصة ، قال طلحة وعثمان : أينكح محمّد نساءنا إذا متنا ولا ننكح نساءه إذا مات ؟! والله لو قد مات لقد أجلبنا على نسائه بالسهام، وكان طلحة يريد عائشة ، وعثمان يريد أُم سلمة ، فأنزل الله : (ومَا كَانَ لَكُمْ ... ) . راجع : نهج الحق للعلامة : 304 .. وغيره.
4- كذا ؛ والظاهر : ضرب أو ما يؤدي معناها .
رسول الله ، قالوا : يمنعنا أن ندخل (1) [على] بنات عمنا ! ! لو قد مات نكحناهنَّ ، فأنزل الله : ( وما كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ ..) (2) الآية .
وفي رواية ابن عباس ومقاتل ... (3): كان إحداهما عائشة. والأُخرى أُمّ سلمة .
وذكر الواحدي في الوسيط (4) ، في تفسير قوله : ( إِنْ تُبْدُوا شَيئاً .. ) : يعني طلحة .
وذكر (5) لما نزلت آية الحجاب ، قال : يمنعنا محمّد من الدخول على بنات عمّنا ؟ ! ثم قال : وقوله : ( أوْ تُخْفُوهُ. . ) يعني طلحة، وذلك أنّ نفسه حدثته بتزويج عائشة ، فذلك قوله : ﴿ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيءٍ من السرّ والعلانية (عليماً ) (6) .
ص: 369
1- في نسختي الأصل : يدخل، وما أثبت من تفسير مقاتل.
2- سورة الأحزاب (33) : 53 .
3- هنا بياض في نسختي الاصل .
4- التفسير الوسيط 480/3 .
5- المصدر السابق .
6- سورة الأحزاب (33) : 54 . أقول : قال علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله) في تفسيره : 533 534 [ وفي الحروفية 195/2 - 196 ، وفي المحققة 832/3 - 833 ذيل حديث 3] ، وعنه رواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار (19022 ( باب (2) حدیث 2، و27/17 ( باب 14) ذيل حديث 2 ، والمحدّث البحراني (رحمه الله) في تفسير البرهان 333/3، ذيل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ قال : وحرم الله نساء النبي على المسلمين ، غضب طلحة فقال : يحرّم محمّد علينا نساءه ويتزوّج هو نسائنا ؟ ! لئن أمات الله محمّداً لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا !! فأنزل الله : ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ .. الآية. ثم رخص لقوم معروفين الدخول عليهنّ بغير إذن فقال : ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ) .. الآية .
وقال بعض شيوخ المعتزلة : والله لو ظفر طلحة يوم البصرة لَتَزَوَّجَ (1) عائشة . وكنا معشر المعتزلة نتصدّر في المجالس ونقول(2) : إن قوله تعالى: ﴿ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً )(3) خاص ليس بعام ، والدليل على ذلك : أن طلحة تزوّج (4) عائشة ولم ينكره منكر ..!
وفي لوامع الخركوشي (5): أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قاتلني في الأُولى
ص: 370
1- في نسختي الأصل : ليتزوج، وهي مصحفة عن المثبت.
2- في نسختي الأصل : يتصدّر في المجالس ويقول .. إلى آخره.
3- سورة الأحزاب (33) : 53 .
4- في نسختي الأصل هنا كلمة (على) وهي زائدة .
5- لوامع الخركوشي ؛ من الكتب المفقودة.
وقاتل أهل بيتى فى الثانية .. فأولئك شيعة الدجّال »(1) .
وقال علي (علیه السّلام) (2)- وقد قالا له : نبايعك على أنّنا شركاؤك في هذا
ص: 371
1- روى الشيخ الکشی (رحمه الله) في رجاله : 18 ، [ وفي اختيار معرفة الرجال : 26 - 27 حديث 52]، وعنه في بحار الأنوار 408/22 حديث 25، بإسناده:.. عن حذيفة بن أسيد، قال : سمعت أبا ذر يقول : - وهو متعلق بحلقة باب الكعبة : أنا جندب بن جنادة لمن عرفني ، وأنا أبو ذر لمن لم يعرفني ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : «من قاتلني في الأولى وفي الثانية فهو في الثالثة من شيعة الدجّال .. إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح ». وعلّق عليه العلامة المجلسی (رحمه الله) بقوله : لعلّ المراد بالثانية : الخروج على أمير المؤمنين (علیه السّلام). وبعينه جاء في أمالي الشيخ الطوسی (رحمه الله) : 293 [ الطبعة الاولى، وفي الطبعة الحيدرية 74/2 - 75 ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 459 حديث 1026]، وفيه: «في الثانية فهو من شيعة الدجال .. لا فأولئك».. وعنه في بحار الأنوار 120/23 - 121 باب (7) حديث 42 ثم ذكر حديث السفينة . وأيضاً ؛ جاء من أمالي الشيخ الطوسی (رحمه الله) : 37 - 38 [الطبعة الأولى، وفي الطبعة الحيدرية ،75/2 ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 459 حديث 1026]، وعنه في بحار الأنوار 119/23 - 120 ( باب (7) حدیث 40 . ومثله في بشارة المصطفى : 106 [ وفي طبعة المحققة : 145 حديث 97 ] ، وعنه في بحار الأنوار 105/23 ( باب (7) حدیث 3، وفيه قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): «من قاتلني في الأُولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله في الثالثة مع الدجال ..». ولاحظ : المناقب /18 [ وفي طبعة قم 217/3] ، الأسرار 383/2 - 384 .
2- كما في نهج البلاغة 198/3 ، في كلماته المختارة (202) [طبعة مصر - عبده ]. وعلّق عليه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 22/19 - وعنه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار (48/32 ( باب (1) حدیث 31 :.. أي إذا قوي أمر الإسلام بي قويتما أنتما أيضاً ، والإستعانة هنا الفوز والظفر .. ( وعونان على العجز والأود) أي العوج . ثم روى ابن أبي الحديد إنه قال (علیه السّلام) في جوابهما : « أما المشاركة في الخلافة ؛ فكيف يكون ذلك ؟ وهل يصح أن يدبر أمر الرعية إمامان ، وهل يجمع السيفان - ويحك ! - في غمد ؟!».
الأمر - فقال : « لا ، ولكنّكما شريكان في القوة والاستعانة ، وعونان على العجز والأود».
عبيد الله بن الحسين، عن آبائه، عن علي (علیه السّلام)، أنّه قبل [له]: إنهما يقولان : إنما بايعناه بأيدينا ولم نبايعه بقلوبنا .. فقرأ : إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله .. ) (1) الآية ، فأنزل السكينة على من علم منه الوفاء (2).
البلاذري في تاريخ الأشراف (3) : لما بلغ عليّاً (علیه السّلام) - قول طلحة والزبير : ما بايعناه إلّا مكرهين من تحت السيف ! - قال : « أبعدهما الله إلى أقصى الدار
ص: 372
1- سورة الفتح (48): 10.
2- انظر : الكافئة للشيخ المفيد (رحمه الله) : 15 ، والجمل له : 437 ، وشرح الأخبار 487/1، وفي بحار الأنوار 33/32 (باب (1) حدیث 18 .
3- رواه البلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السّلام) في أنساب الأشراف 222/2 [ الطبعة الاولى ] ، وعنه في بحار الأنوار 12032 ( الباب الأول ) ذيل حديث 94، عن المناقب 152/3 [ طبعة قم، وفي الطبعة الأولى 338/2].
وأحرّ (1) النار (2) » .
ص: 373
1- في نسخة (ب): آخر. وجاءت في أنساب الأشراف: إلى أقصى دار وأحر نار ، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 232/1، وعنه في بحار الأنوار 5/32 - 6 (باب 1) حدیث 1: وأعزب دارهما .
2- ذكر ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 232/1 - 233 [ طبعة مصر ، وفي طبعة بيروت 190/1 ] وعنه في بحار الأنوار 6/32 ( باب 1 ) ذيل حديث 1 - في قصة بيعة أمير المؤمنين (علیه السّلام) ونكث الناكثين لها ، قال : .. لما خرج الزبير وطلحة من المدينة إلى مكة .. لم يلقيا أحداً إلا وقالا له : ليس لعلي في أعناقنا بيعة، وإنما بايعناه مكرهين ..!! فبلغ عليّاً (علیه السّلام) قولهما فقال : «أبعدهما الله ! وأغرب دارهما ! أما - والله ! - لقد علمت أنّهما سيقتلان أنفسهما أخبث مقتل ، ويأتيان من وردا عليه بأشأم يوم ، والله ! ما العمرة يريدان، ولقد أتياني بوجهي فاجرين ، ورجعا بوجهي غادرين ناكثين، والله ! لا يلقيانني - بعد اليوم - إلا في كتيبة خشناء، يقتلان فيها أنفسهما . فبعداً لهما وسحقاً ..». وجاء في الكافئة في إبطال توبة الخاطئة للشيخ المفید (رحمه الله) : 15 [سلسلة مؤلفات الشيخ المفید (رحمه الله) : 6] - وعنه في بحار الأنوار 33/32 ( باب 1) ذیل حدیث 18 : عن أُمّ راشد مولاة أُمّ هاني : إنّ طلحة والزبير دخلا على علي (علیه السّلام) فاستأذناه في العمرة ، فأذن لهما ، فلمّا وليا ونزلا من عنده سمعتهما يقولان : لا والله ! ما بايعناه بقلوبنا ، إنما بايعناه بأيدينا !! [ قالت : ] فأخبرت عليّاً (علیه السّلام) بمقالتهما .. فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَن أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [سورة الفتح (48) : 10]. وروى ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 572/3 عن الطبري في تاريخه 3076/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة بيروت 434/4] في أوائل حوادث سنة 35ه-، وعنه في بحار الأنوار 24/32 - 25 ذيل حدیث 8 ، قال : فقام محمّد طلحة فأتاهما بن ولم يعد إليه، وتأخّرا عنه أياماً ، ثم جاءاه فاستأذناه في الخروج إلى مكة للعمرة، فأذن لهما بعد أن أحلفهما : أن لا ينقضا بيعته ولا يغدرا به، ولا يشقا عصا المسلمين، ولا يوقعا الفرقة بينهم، وأن يعودا بعد العمرة إلى بيوتهما بالمدينة ، فحلفا على ذلك كلّه ، ثم خرجا ففعلا ما فعلا ..! قال : فلما خرجا، قال علي (علیه السّلام) لأصحابه : « والله ما يريدان العمرة، وإنما يريدان الغدرة» ، ﴿ .. فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُتُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَن أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [سورة الفتح (48): 10]. وروي عن الطبري في تاريخه 432/4 : أنّه لما بايع الناس علياً [(علیه السّلام) ] ، جاء على إلى الزبير .. فاستأذن عليه . [ قال أبو حبيبة - مولى الزبير ] : فأعلمته به ، فسلّ السيف ووضعه تحت فراشه . ثمّ قال : ائذن له، فأذنت له ، فدخل فسلّم على الزبير - وهو واقف بنحره - ثم خرج . فقال الزبير : لقد دخل المرء ما أقصاه، قم في مقامه ، وانظر هل ترى من السيف شيئاً ؟ فقمت في مقامه، فرأيت ذباب السيف ، فأخبرته ، فقال : ذلك أعجل الرجل .. وروی العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 112/32 - 113 ( باب 1) حدیث 88 عن الإرشاد للشيخ المفيد (رحمه الله): 132 (الفصل (19) [ وفي الطبعة المحققة 246/1 - 247] قال : لما اتّصل بأمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير عائشة وطلحة والزبير من مكة إلى البصرة ، حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « .. قد سارت عائشة وطلحة والزبير كلّ منهما يدعى الخلافة دون صاحبه ، ولا يدعي طلحة الخلافة إلّا أنّه ابن عمّ عائشة ، ولا يدعيها الزبير إلا أنّه صهر أبيها ، والله لئن ظفرا بما يريدان ، ليضر بنّ الزبير عنق طلحة ، وليضر بن طلحة عنق الزبير ، ينازع هذا على الملك هذا ، وقد علمت - والله - أنّ الراكبة الجمل لا تحلّ عقدة، ولا تسير عقبة ، ولا تنزل منزلة إلّا إلى معصية الله حتى تورد نفسها ومن معها مورداً يقتل ثلثهم ، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم. والله ! إنّ طلحة والزبير ليعلمان أنهما مخطئان وما يجهلان ، ولربّ عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه .. والله ! لتنبحنّها كلاب الحوأب ، فهل يعتبر معتبر ، ويتفكر متفكر ؟ لقد قامت الفئة الباغية .. فأين المحسنون ؟ ..». وروي فيما جاء في كتاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) لمعاوية عليه الهاوية ، كما رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين : 27 [ طبعة مصر ]، وكذا ابن أبي الحديد في شرح النهج 554/1 [ طبعة بيروت ]، وعنه في بحار الأنوار 368/32 حديث 341، وقاله ابن میثم في شرحه : في كتاب كتبه لمعاوية مع جرير بن عبد الله البجلي ، وأورد العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 77/33 ( باب (16) ذیل حديث 400 ، وفيه: «.. وإنّ طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي، فكان نقضها كردّتهما .. فجاهدتهما على ذلك حَتَّى جَاءَ الحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [سورة التوبة (9): 48]، فادخل [ يا معاوية ! ] فيما دخل فيه المسلمون، فإنّ أحبّ الأُمور إلي فيك العاقبة .. إلا أن تتعرّض للبلاء ؛ فإن تعرّضت له قاتلتك واستعنت بالله عليك ..» . أقول : روى الشيخ القمی (رحمه الله) في تفسيره تفسيره 210/2 [ الطبعة الحروفية، وفي المحققة 852/3] ، وعنه نقل العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحاره 107/32 حدیث 78، والمحدّث البحراني (رحمه الله) في تفسير الآية في البرهان 366/3 [ الطبعة الثالثة ] .. وغيرهما فيما أورده عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) في كتابه الذي كتبه إلى شيعته ويذكر فيه خروج عائشة إلى البصرة ، وعظم خطأ طلحة والزبير ، فقال : « وأيّ خطيئة أعظم ممّا أتيا .. أخرجا زوجة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من بيتها ، وكشفا عنها حجاباً ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما .. ما أنصفا - لا لله ولا لرسوله - من أنفسهما .. ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله : البغي، والمكر ، والنكث » . قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم ﴾ [سورة يونس (10): 23]. وقال [سبحانه وتعالى ] : ﴿ فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُتُ عَلَى نَفْسِهِ ﴾ [الفتح (48): 10 ] . وقال [جلّ وعلا]: ﴿ وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [سورة فاطر (35): 43]، وقد بغيا علينا ، ونكثا بيعتي ومكرا بي ... ». وكذا عنه في تفسير البرهان 555/4 حديث 3 ، وكذا تفسير نور الثقلين 157/6 حدیث 121 . . وغيرهما . وروى الشيخ الكليني (رحمه الله) في الكافي الشريف 535 - 54 ( من الباب 25 من كتاب الجهاد ) حديث 4 ، وعنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 193/32 - 194 ( باب 3) ذيل حديث 142 في حديث عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال : « واعجباً لطلحة ! ألبّ الناس على ابن عفان حتى إذا قتل ، أعطاني صفقته بيمينه طائعاً ، ثم نكث بيعتي .. اللهم خذه ولا تمهله ، وإنّ الزبير نكث بيعتي وقطع رحمي، وظاهر عليّ عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت. ولاحظ : نهج البلاغة 74/4 [ وفي طبعة دار الهجرة: 530 برقم 311] قال (علیه السّلام) لأنس بن مالك ، وقد كان بعثه إلى طلحة والزبير .. إلى آخره. وروي؛ أن أنساً كان في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لطلحة والزبير : «إنّكما تحاربان علياً وأنتما له ظالمان» . كما في هامش نهج البلاغة 74/4 لشيخ محمّد عبده .
الحميري (1) :
[ من الوافر ]
وَبَيْعَةَ ظاهر بايَعْتُمُوهُ (2) *** على الإِسْلامِ ثُمَّ نَقَضْتُمُوها
وَقَدْ قَالَ الإِلهُ لَهُنَّ : قَرْنَ (3) *** فَما قَرَّتْ وَلا أَقْرَرْتُمُوها
يَسُوقُ بِها (4) البَعِيرَ أَبُو خَبِيثٍ (5) *** لِحَيْنِ (6) أَبِيهِ إِذْ سَيَّرْتُمُوها
ص: 377
1- ديوان السيد الحميري : 455 برقم 196، قالها مخاطباً من خرج لقتال أمير المؤمنين (علیه السّلام) في واقعة الجمل ، وقد أوردها المصنّف - طاب ثراه - في مناقبه 153/3 [ وفي طبعة النجف 339/2]، ونقلها السيد الأمين في أعيان الشيعة 273/12 .. وغيره.
2- في الديوان والمناقب: بايعتموها .
3- في المصدر : قرنا .
4- في المناقب والأعيان : لها .
5- في الديوان والأعيان : أبو خبيب ، وتقرأ في نسختي الأصل : أبو حبيب .
6- كذا ؛ والكلمة غير منقوطة في النسختي - عدا النون - وهي بمعنى الهلاك والموت.
وفي تاريخ الطبري (1) : قال أمير المؤمنين - في خبر -: «ومن العجب انقيادهما (2) لأبي بكر وعمر وخلافهما عليَّ ، والله إنّهما ليعلمان أنتي لست بدون رجل ممن قد مضى ، اللهم فاحلل ما عقدا ، ولا تبرم ما أحكما في أنفسهما ، وأرِهما المساءة فيما قد عملا » (3).
ص: 378
1- تاريخ الطبري 480/4 [ طبعة الأعلمي بيروت 496/3].
2- في نسختي الأصل : ابعادهما، ولا معنى لها ، وما هنا من المصدر وغيره .
3- ونقل هذا المصنف (رحمه الله) بنصه عن الطبري في تاريخه في مناقب آل أبي طالب 433/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 279/2] وعنه في بحار الأنوار 206/41 حديث 23. قال الشيخ المفید (رحمه الله) في الإرشاد : 133 (الفصل 22 من مختار كلام أمير المؤمنين (علیه السّلام)) [ وفي المحققة 249/1 - 250] روی عبدالحميد بن عمران العجلي ، عن سلمة بن كهيل ، قال : لمّا التقى أهل الكوفة وأمير المؤمنين صلوات الله عليه - بذي قار .. رحبّوا به ، وقالوا : الحمد لله الذي خصنا بجوارك ، وأكرمنا بنصرتك .. فقام أمير المؤمنين (علیه السّلام) فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه .. ثم قال : « يا أهل الكوفة ! إنّكم من أكرم المسلمين وأقصدهم تقويماً وأعدلهم سنةً، وأفضلهم سهماً في الإسلام، وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً .. أنتم أشدّ العرب ودّاً للنبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ولأهل بيته . وإنما جئتكم ثقة - بعد الله - بكم للذي بذلتم من أنفسكم عند نقض طلحة والزبير ، وخلفهما [خ . ل : خلعهما ] طاعتي ، وإقبالهما بعائشة للفتنة، وإخراجهما إياها من بيتها حتى أقدماها البصرة، فاستغووا طغامها وغوغاءها، مع إنّه قد بلغني أن أهل الفضل منهم وخيارهم في الدين قد اعتزلوا وكرهوا ما صنع طلحة والزبير .. ثم سكت (علیه السّلام) . فقال أهل الكوفة : نحن أنصارك وأعوانك على عدوّك ، ولو دعوتنا إلى أضعافهم من الناس إحتسبنا في ذلك الخير ورجوناه .. فدعا لهم أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وأثنى عليهم . ثمّ قال : «لقد علمتم معاشر المسلمين - إنّ طلحة والزبير بايعاني طائعين [ غير مكرهين ] راغبين ، ثمّ إستأذناني في العمرة فأذنت لهما، فسارا إلى البصرة فقتلا المسلمين ، وفعلا المنكر .. اللهم إنّهما قطعاني وظلماني [ وجنياني ] ونكثا بيعتي، وألبا الناس عليّ ؛ فاحلل ما عقدا ولا تحكم ما أبرما ، وأرهما المساءة فيما عملا .. !!». وجاء الحديث باختلاف يسير في كتاب الجمل للشيخ المفید (رحمه الله) : 143، ورواه العلامة المجلسی (رحمه الله) عنه في بحار الأنوار 115/32.
زيد بن علي (علیه السّلام): استأذن فعلة والفعيل عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام) في العمرة ، فقال : « الله أعلم بعمر تكما ، انطلقا حيث شئتما .. ! » ، فانطلقا خارجين إلى مكة ودخلا على نباتة (1) وأغرياها .. !
وقال (علیه السّلام): « لقد دخلا بوجه فاجر وخرجا بعقب غادر ، ولا ألقاهما إلا في كتيبة ، وأخلق بهما أن يقتلا» (2) .
ص: 379
1- كذا ؛ رمز لعائشة ، كما سلف .
2- روى الطبرسي في الاحتجاج 230/1 [ في طبعة النجف 235/1، وفي طبعة مشهد 161/1 ، وفي طبعة بيروت: 161] - وعنه في بحار الأنوار 97/32 - 98 (باب 1) حديث 68 - قال : روي عن ابن عباس أنه قال : كنت قاعداً عند علي (علیه السّلام) حين دخل عليه طلحة والزبير فاستأذناه في العمرة، فأبى أن يأذن لهما ، وقال : «قد اعتمرتما» فأعادا عليه الكلام فأذن لهما ، ثمّ إلتفت إليّ فقال : « والله ! ما يريدان العمرة، وإنّما يريدان الغدرة» ، قلت : فلا تأذن لهما.. فردّهما ، ثمّ قال لهما : « والله ! ما تريدان العمرة، وما تريدان إلّا نكثاً لبيعتكما ، وإلّا فرقة لأُمّتكما ..» فحلفا له ! فأذن لهما . ثم إلتفت الي فقال : «والله ! ما يريدان العمرة» قلت : فلم أذنت لهما ؟ ! قال : « حلفا لي بالله » ، قال : فخرجا إلى مكة فدخلا على عائشة فلم يزالا حتى أخرجاها ..!! وجاء في الخرائج و الجرائح 199/1 - وعنه في بحار الأنوار 299/41 ( باب 114) حديث 29 - ما قاله لا لطلحة والزبير - حين بير - حين استأذناه في الخروج إلى العمرة : «لا والله ما تريدان العمرة ولكن تريدان البصرة ..» فكان كما قال . وذكر المصنف (رحمه الله) في مناقبه 421/1 [ الطبعة الاولى ، وفي طبعة قم 262/2، وفي طبعة النجف 98/2 ] وعنه في بحار الأنوار 310/41 ( باب 114) ضمن حديث 39۔ إنه قال (علیه السّلام) لطلحة والزبير - وقد استأذناه في الخروج إلى العمرة : « والله ما تريدان العمرة، وإنّما تريدان البصرة »، وفي رواية: «إنما تريدان الفتنة». وقال (علیه السّلام): «لقد دخلا بوجه فاجر ، وخرجا بوجه غادر ، ولا ألقاهما إلا في كتيبة، وأخلق [أخاف ] بهما أن يقتلا». وفي رواية أبي الهيثم ابن التيهان ، وعبد الله بن [أبي ] رافع : «.. ولقد أنبئت بأمركما وأريت مصارعكما ...». فانطلقا ، وهو يقول - وهما يسمعان : ﴿ فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ .. ﴾ [سورة الفتح (48) : 10] .
ابن الطباطبا (1) : [من الخفيف ]
ص: 380
1- ابن طباطبا ؛ هو : أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا، من أسباط الإمام الحسن المجتبى (علیه السّلام) ( المتوفى سنة 322ه)، شاعر قوي، ومؤلّف قدير. لاحظ ترجمته : في معجم الأدباء 143/17 ، وفهرست ابن النديم : 196 ، والغدير 340/3 - 346 وعن مصادر جمّة .. وغيرها . أقول : ليس له غير هذه الأبيات في هذه الموسوعة كما ليس له شعر في المناقب إلّا في 351/4، ولم ترد أبياته هذه في المجامع الشعرية المعروفة عندنا.
مَنْ عَذِيري (1) مِنْ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ ال*** لّلهِ حَرْبِ الوَصِيِّ مِنْ قَبْلُ بَعْدُ ؟ !
سَامَنِي مِنْ أَذاهُ [ما] سامَ جَدّي (2) *** والذي بيننا (3) إخاء و ود
[و] بدا مِنْهُ يَوْمَ تبيق (4) شَيءٌ *** مِثل ما كانَ يَوْمَ صِفِّينَ يَبْدُو
وقال لابن عبّاس (5)- وهو يخبره عن استئذانهما (6) في العمرة : « إني أذنت لهما مع علمي بما قد انطويا عليه من الغدر ، واستظهرت بالله عليهما ، وإنّ الله [ تعالی ] سیرد كيدهما ويُظفِرُني بهما »(7).
ص: 381
1- في نسختي الأصل : غديري .
2- في نسختي الأصل : ساقني، وهي مصحّفة عن المثبت .
3- الكلمة غير منقوطة، ويحتمل قراءتها بغير هذا، وعجز البيت في نسختي الأصل: والذي بنينا أخاه ودّ.
4- كذا ؛ وقد تقرأ الكلمة : ينبق، أو نبيق .. أو غير ذلك ، حيث هناك تشوّش في التنقيط .
5- وقد جاء في الإرشاد 315/1 ، وذكره المفید (رحمه الله) في الجمل : 89، وفي الخرائج والجرائح 1991 حدیث 39 ، وعنه في بحار الأنوار 299/41 ( باب 114) حديث 29 ، بل قد جاء في أكثر من مصدر.
6- في نسختي الأصل : استيلائهما .
7- راجع : الإرشاد للمفيد (رحمه الله) 315/1، كشف اليقين : 76، الخرائج والجرائح للقطب الراوندي (رحمه الله) 199/1 ، وعنه في البحار (299/41 ( باب (114) حديث 29.. وغيرها.
البرقي (1): [ من الكامل ]
خلفا له بِاللهِ حِلْفَةَ فاجِرٍ *** أَنّا نُرِيدُ الحَجَّ والبطحاءا
أتيا المَدِينَةَ فَاسْتَخَفًا أَهْلَها *** وَأَتَوا بأُمّهما تُقادُ عَواء (2)
وَحَبِيسُ أَحْمَدَ في الخُرَيْبَةِ (3) بَعْدَما *** عَصَتِ الإِلهَ وأَغْوَتِ الطُّلَقاءا
النَّاكِثِينَ الغادِرِينَ بِعَهْدِهِمْ *** أهْلَ الضَّلالة والعدى السُّفَهَاءا
في الفائق (4) ؛ أنّه قام إلى طلحة [رجل بالبصرة]، فقال: إنا أناس بهذه الأمصار ، وإنّه أتانا قتل أمير المؤمنين [وتأمير آخر ] (5) ، وأتتنا بيعتك وبيعة
ص: 382
1- سبق أن علّقنا على الشاعر والشعر فيما سلف، فراجع.
2- كذا ؛ ولعلّ الكلمة : غواءا ؛ إذ لا تعتمد على تنقيط الأصل وعدمه.
3- قد تقرأ في نسختي الأصل : الحريبة أو الحربية، وهي غير منقوطة، وما أثبت هو الصحيح ؛ لأنّ الخريبة في البصرة وبها وقعت معركة الجمل. انظر : معجم البلدان 362/2 - 363 ، ومراصد الاطلاع 463/2 ، ثم قال : وقد قيل بالزاي، وهو غلط ظاهر .
4- الفائق للزمخشري 431/3 .
5- في نسختي الأصل : بعد أمير المؤمنين عمر ، وهذا غلط قطعاً، وما بين المعكوفين أثبتناه من المصدر، وبه تتم المعنى.
أصحابك ، فأنشدك الله لا تكن أوّل من غدر ..
عبد الله بن الحكيم التميمي (1):
[ من المتقارب ]
دَعَانَا الفُعَيلَ إلى بَيْعَةٍ *** وَفَعْلَةٌ مِنْ بَعْدِ ما أَنْفَلا (2)
فَقُلْنَا : صَفَقْنا (3) بِأَيْمانِنا *** فَإِنْ شِئْتُمَا فَخُذا الأَشْمُلا
نَكَثتُمْ عَلِيّاً عَلَى بَيْعَةٍ *** وَإِسْلامُهُ فِيكُمُ أَوَّلا
وفي مداخل ابن فارس (4): أنّه لما طلع فعيل ، قالت (5) بنية (6) لأعرابي : من هذا الذي كأنّ عينيه عينا أرقم يتلمَّظ (7) ؟! قال : هذا فعيل ، قالت : هذا الذي
ص: 383
1- وقد أورد له العلّامة الأمینی (رحمه الله) في غديره 233/3 هذه الأبيات ذيل ( باب رأي الصحابة والتابعين في أوّل من أسلم). جاءت الأبيات في الفصول المختارة : 270 ، وعنه في بحار الأنوار 276/38.
2- سلف في المقدّمة أنّ الفعيل : رمز للزبير، وفعلة رمز : للطلحة، والبيت في الغدير : دعانا الزبير إلى بيعة *** وطلحة من بعد أن أثقلا
3- كذا في الغدير ، وفي نسختي الأصل : صففنا، ولا معنى لها .
4- لم نعثر على كتاب بهذا العنوان، بل بحثنا في جميع كتب ابن فارس (صاحب مقاييس اللغة ) ولم نجده له .
5- في نسختي الأصل : قال ، وقد تقرأ في نسخة (ب) كذلك .
6- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل وقد تقرأ: بيئة أو بتببة ، وهي - على كل - غير منقوطة .
7- قال الزمخشري في أساس البلاغة 180/2 : یلمظ الرجل .. يلمظ وتلمّظ : إذا تتبع بلسانه بقية الطعام بعد الأكل ، أو مسح به شفتيه ، واسم تلك البقية اللماظة.
يردي (1) الفوارس منه .
ثم طلع فَعْلَة ، فقالت : من هذا الذي كأن وجهه الدينار الهرقلي ؟ ! فقال : هذا طلحة ، فقالت : لقد طلح العيون بحسنه ..
ثمّ طلع أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، فقالت : من هذا الذي كأنّه أسد كُسِرَ فَجُبِرَ (2)؟ ! فقال : هذا عليّ (علیه السّلام)، فقالت : لقد عملت يداه ، وسعد من والاه، ما أحريق على الرجلين منه . . ! (3)
فقال فعلة حين توجّه [إلى ] القتال : والله إنا في ضلالة ، [لا ] ندري أَوَ نقدّم أو نتأخّر!
روی الواقدي وابن إسحاق : أنّه كان فعلة يوم الجمل ينادي : عباد الله ! الصبر ؛ فإنّ مع الصبر النصر والأجر .
ص: 384
1- الكلمة مشوشة وغير منقوطة ، وقد تقرأ : يريني، والصحيح ما أثبتناه. قال ابن الأثير في النهاية 217/2:.. يقال : ردى الفرس يردي ردياً : إذا أسرع بين العدو والمشي الشديد.
2- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسختي الأصل، قد تقرأ : محبر ، وما يشابهها .
3- جاء في أنساب الأشراف 251/2 : عن قتادة ، قال : رأت امرأة من أهل البصرة علياً، فقالت : كأنّه قد كسر ، ثم جبر ، ورأت طلحة ، فقالت : كأنّ وجهه دينار هرقلي، ورأت الزبير، فقالت : كأنه أرقم يتلمّظ . انظر عنه : عيون الأخبار 25/4 ، كتاب الحيوان 252/4، التشبيهات لا بن أبي عون : 68 .
وقال عبد الله بن خالد بن أسيد لجماعة : أين تريدون ؟ قالوا : نطلب بدم عثمان .. فقال : ابدوا (1) بفعلة والفعيل ؛ فإنّهما قتلاه .
وقال سعيد بن العاص : لو كنت طالباً بدم عثمان ما أخذت به غير فعلة والفعيل (2).
سفيان بن عيينة ، عن أبي موسى : سمعت الحسن (3) ، قال : جاء طلحة والزبير إلى البصرة، [فقال لهم الناس : ] ما جاء بِكُمْ ؟ قالوا : جئنا نطلب بدم عثمان ! فقال الحسن ] : يا سبحان الله ! أما كان للقوم عقول أن يقولوا: والله ما قتله غيركم (4) ؟
ص: 385
1- كذا ؛ والظاهر : ابدأوا .
2- في تاريخ الطبري 472/3 : لقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم بذات عرق فقال : أين تذهبون؟ وثأركم على أعجاز الإبل، اقتلوهم ثم ارجعوا إلى منازلكم ، لا تقتلوا أنفسكم . قالوا : بل نسير ، فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعاً .. فخلا سعيد بطلحة والزبير ، فقال : إن ظفرتما لمن تجعلان الأمر أصدقائي ؟ قالا : لأحدنا أينا اختاره .. فرجع ورجع عبد الله بن خالد بن أُسيد . ومثله جاء في الكامل لابن الأثير 209/3.
3- يراد منه : الحسن البصري .
4- رواه الحاكم في مستدركه 118/3 [ وفي طبعة 128/3] ، وما بين المعكوفين أثبتناه من المستدرك ، وحكاه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 121/32(باب 1)، عن تاريخ الطبري والبلاذري بألفاظ مقاربة. ونقله المصنف (رحمه الله) في المناقب 339/2، والمجلسي ينقله عنه .
وقال يونس النحوي (1) : فكرت في أمر علي (علیه السّلام) وفعلة والفعيل .. إن كانا صادقين أن عليّاً قتل عثمان [فعثمان] هالك ، وإن كذبا عليه .. فهما هالكان .
وقد أورد الطبري أكثر ذلك في تاريخه (2).
المدايني ؛ عن ابن جعدبة (3) قال : مَرّ علي (علیه السّلام) بدار [ بعض ](4) آل أبي سفيان فسمع بعض بناته تضرب بدفّ ..
و تقول (5) :
[من المتقارب ]
ص: 386
1- كما صرح بذلك الطبري في تاريخه كما سيأتي - وتعرّض له العلامة المجلسي (رحمه الله) فيبحاره 122/32 باب (1) ذیل حدیث 94 .
2- تاريخ الطبري (455/4 - 555 [ طبعة الأعلمي بيروت 473/3 - 548].
3- تقرأ الكلمة في نسخة (ب) : أبي جغدية ، وفي (ألف) : جعدية ، وهو كما استظهرناه : يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي .
4- الزيادة من الغدير .
5- انظر ما ذكره العلامة الأمینی (رحمه الله) في الغدير 104/9 نقلاً عن أنساب الأشراف 600/5 [ وفي طبعة دار الفكر 229/6]، وجاء في غيره. وفي الفتوح لابن أعثم 450/2: ثم خرج علي [(علیه السّلام)] ذات ليلة من منزله لحاجة، فمر بباب زينب بنت أبي سفيان ، فسمع صوت دف ينقر ، وصاحبته تقول أبياتاً مطلعها : [ من المتقارب ] ظلامة عثمان عند الزبير *** وأظلم منه لنا طَلْحَة ثم قال .. إلى آخرها .
ظُلامَةُ عُثمانَ عِندَ الرُّبَير *** وَأَوْتَرُ (1) مِنْهُ لَنا طَلْحَة (2)
هُما [سَعّراها ] (3) بأجذالها (4) *** وكانا حَقِيقَين بالفَضْحَةُ
يَهرَانِ شَرَّاً (5) هَرِيرَ الكِلاب*** وَلَو أَعْلَنا كانَتِ النَّبْحَة (6)
فقال عليّ (علیه السّلام): «قاتلها الله !! فما أعلمها بموقع ثارها» (7).
ص: 387
1- تقرأ في نسختي الأصل: آتر.
2- في الصراط المستقيم 170/3 : وأوثر منه بها طلحة ..
3- هناك موضع المعكوفين بياض في نسختي الأصل ، وما أثبتنا أخذناه من الصراط المستقيم وأنساب الأشراف.
4- في نسختي الأصل : بأخلالها .
5- كذا ؛ وفي المصدر : شر ، ولعلّ الأصح والأنسب : سِرّاً .
6- هذا البيت لم يرد في الغدير .
7- أقول : روى الشيخ الکلینی (رحمه الله) في الكافي الشريف 343/1 - 345 (كتاب الحجة ، باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة ) حديث 1، وعنه في بحار الأنوار 128/32 - 130 (باب 1) حدیث 105 جاء في آخره ما أجاب به أمير المؤمنين (علیه السّلام) خداش من عبد القيس مبعوث طلحة والزبير .. إلى أن قال في آخره: «اللهم اقعص الزبير بشر قتلة، واسفك دمه على ضلالة، وعرّف طلحة المذلّة، وادّخر لهما في الآخرة شراً من ذلك .. إن كانا ظلماني ، وافتريا علي، وكتما شهادتهما، وعصياك [ وعصياني ] وعصيا رسولك في .. قل : آمين». قال خداش : آمين . ثم قال خدّاش لنفسه: والله ! ما رأيت لحية قط أبين خطأ منك، حامل حجة ينقض بعضها بعضاً ، لم يجعل الله لها مساكا [سماكاً ] ، أنا أبرأ إلى الله منهما . [ ثم ] قال علي (علیه السّلام): ارجع إليهما وأعلمهما ما قلت». قال : لا والله ! حتى تسأل الله أن يردّني إليك عاجلاً، وأن يوفقني لرضاه فيك ! ففعل ؛ فلم يلبث أن انصرف وقتل الله معه يوم الجمل.
وفي رواية أبي بكر، أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، عن عمر بن شبة النميري : أنّ عثمان حصر وعلي (علیه السّلام) بخيبر(1) .
فكتب إليه (2) : ألا تخلّ بين ابن الحضرمية (3) .
ص: 388
1- كما جاء في كتب التاريخ والسير . لاحظ : تاريخ الطبري 430/4 [154/6 ] ، وتاريخ الكامل لابن الأثير 167/3 [70/3] .. وغيرهما ، وعن الطبري في الغدير 93/9 - 94 ، وهناك ثمة روايات تدلّ على أنّه كان بينبع.
2- وفي تاريخ المدينة لابن شبة النميري 1199/4 : أرسل عثمان إلى علي [(علیه السّلام) ] وهو محصور : إن كنت مأكولاً فكن خير آكل، ولا تخلّ بينها وبين ابن فلانة يريد طلحة . وانظر فيما كتبه عثمان أمیر المؤمنین (علیه السّلام). راجع : الفائق 76/2[ وفي طبعة دار الفكر 102/2]، تاریخ دمشق 361/39 - 362، تاريخ الإسلام 448/3.. ومصادر عديدة .
3- في نسختي الأصل : ابن الحضرمة ، وهو تصحيف، ويراد منه طلحة بن عبيد الله ، انظر مفصلاً في ما جاء في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 74/1.
.. وبين مراده في ؟ ! يريد(1)فعلة(2): [من الطويل ]
فَإِنْ كُنتَ مَأكُولاً ، تَكُنْ (3) خَيْرَ آكِلِ *** [وَإِلَّا فَأدركني وَلَمَّا أُمَزَّقُ ]
البيت (4).
ص: 389
1- تقرأ في نسختي الأصل : بريد، وهو تصحيف قطعاً.
2- ويراد منه ،طلحة، وهي كنية تفرد بها المصنّف (رحمه الله) في ديباجة كتابه هذا، لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 85/3 - 90 .
3- كذا ؛ والظاهر : فكن .
4- روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) في معاني الأخبار : 357 - 358 ( معنى الزبي والطيبين ) حديث ( مسنداً عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كتب عثمان بن عفان - حين أحيط به - أي علي بن أبي طالب [(علیه السّلام)] : أما بعد ؛ فإنّه قد جاوز الماء الزبي، وبلغ الحزام الطيبين، وتجاوز الأمر بي قدره، وطمع في من لا يدفع عن نفسه: [من الطويل ] فإن كنتُ مأكولاً فكن خَيْرَ أكل *** وإلّا فأدركني ولما أُمَزَّقٍ والحديث رواه الشيخ (رحمه الله) في أماليه 323/2 - 325 [ الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 712 - 715 حدیث 1517] بطريق مغاير ، ينتهي إلى أبي جعفر (علیه السّلام) ، عن عبد الرحمن بن أبي عجرة الأنصاري ، قال : لما نزل المصريون بعثمان بن عفان في مرّتهم الثانية وفيه أنّه كتب له (علیه السّلام) : سلام عليكم أما بعد؛ فإنّه قد جاز السيل الزبا .. إلى آخره. وراجع ما جاء في الغدير 96/9 عن الأنساب 77/5. أقول : البيت هذا للممزق العبدي تشابه لها ابن الأسود وبه سمي : الممزق .
فلما قدم علي (علیه السّلام) اشتدّ على فعلة (1) ، فدخل على عثمان ، فقال : جئتك تائباً . فقال عثمان : لا والله ؛ بل مغلوباً ، الله حسبك يا فعلة !
وروي(2)؛ أنّ فعلة لما قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال ، وقال : إنّه أخذها وهو محصور ؛ لأنّ عثمان كان قد منع بني تيم العطاء سنتين ، فكان فعلة (3) يعطيهم ويجتمع عليه الناس.
ص: 390
1- الكلام هنا أبتر ؛ والذي جاء في تاريخ الطبري 430/4 ( في حوادث سنة 35) [453/3]، وعنه مختصراً حكاه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 57/32 - 58 (باب (1) ذیل حدیث 40 ، هو : فانصرف علي (علیه السّلام) إلى بيت المال فأمر بفتحه ، فلم يجدوا المفتاح ، فكسر الباب وفرّق ما فيه على الناس، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده ، فسّر عثمان بذلك ، وجاء طلحة إلى عثمان ، فقال له : يا أمير المؤمنين ! إني أردت أمراً فحال الله بيني وبينه وقد جئتك تائباً ، فقال : والله ما جئت تائباً، ولكن جئت مغلوباً .. الله حسيبك يا طلحة ! وانظر : الجمل لابن شدقم : 17 . وراجع ما ذكره العلامة الأمینی (رحمه الله) في الغدير 93/9 - 94 ، وله عليه تعليق مهم ، وكذا جاء في شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة 148/2، و 8/10، تاريخ المدينة لا بن شبة 4/ 1198 - 1199 .. وله مصادر كثيرة .
2- وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 407/2 [ طبعة بيروت ] المختار (79) كلامه (علیه السّلام) في ذمّ النساء، وجاءت قطعة منه في بحار الأنوار 137/32 باب (1) حدیث 112.
3- في نسختي الأصل : زيادة واو .
وقال سعد بن العاص لهما : إن ظفرتما من يقعد في الأمر ؟ قالا : أحدنا (1) .
واختصما وقت الصلاة في المقدّم ؛ فحكمت عائشة أن يصلّي عبد الله بن الزبير [ يوماً ] ، و(2) يصلّي محمّد بن طلحة يوماً (3).
وقال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) - وقد ذكر عنده(4) عثمان (5) : « وكان فعلة والفعيل أهون سيرهما فيه الوجيف ، وأرفق حدائهما العنيف .. » ، أراد أنهما كانا يجدّان
ص: 391
1- تقرأ في نسختي الأصل : أخذنا . راجع : تاريخ الطبري 472/3 ، الكامل لابن الأثير 209/3، إمتاع الأسماع 231/13 - 232 .. وغيرها .
2- في نسختي الأصل : بدل واو : أو .
3- انظر : الجمل للمفيد : 152 ، الجمل لابن شدقم : 40 ، تاريخ اليعقوبي 181/2، الطبقات الكبرى 54/5 . وغيرها .
4- في نسختي الأصل : عندهم .
5- الظاهر إن هذا من كتاب له (علیه السّلام) إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة .. وجاء في نهج البلاغة في باب الكتب ( الباب الثاني ) من النهج : 363( ومن كتاب له (علیه السّلام) إلى أهل الكوفة (1)، وعنه في بحار الأنوار 84/32( باب 1) حديث 56 ، وفيه : «أمّا عد، فإنّي أخبركم في [ عن ] أمر عثمان حتى يكون سمعه كعيانه ؛ إنّ الناس طعنوا عليه ، فكنت رجلاً من المهاجرين أكثر استعتابه وأقلّ عتابه، وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف، وأرفق حدائهما العنيف». ثمّ قال : « وكان من عائشة فيه فلتة غضب فأتيح له قوم قتلوه ..»، ولاحظ : شرحه في شرح ابن أبي الحديد 6/14.
في عداوته (1).
وفي خطبة أمير المؤمنين (علیه السّلام) (2):
«.. فَخَرَجُوا يَجرُّونَ حُرْمَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا تُجرُّ الأمّة عِندَ شِرائِهَا ، متوجهين بِهَا إِلى البَصَرَة..! فَحَبَسا نِساءَهُما في بيوتهما ، وبرّزا (3)
ص: 392
1- واحد أدوار طلحة في قتل عثمان ما رواه الطبري - أيضا كما في تاريخه 405/4 ( حوادث سنة 35) ، وعنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 58/32 ( باب 1) ذيل حديث 40 - إنه كان لعثمان على طلحة خمسون ألفاً ، فخرج عثمان يوماً إلى المسجد، فقال له طلحة : قد تهيّأ مالك فأقبضه .. فقال : هو لك معونة على مروءتك .. فلما حصر عثمان ، قال على (علیه السّلام) لطلحة : « أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان» فقال : لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها ! فكان علي (علیه السّلام) بعد ذلك - يقول: «لحا الله ابن الصعبة أعطاه عثمان مثل ما أعطاه وفعل به ما فعل ؟ ! . . » . ثمّ قال : وروي أنّ الزبير لما برز لعلى (علیه السّلام) يوم الجمل قال له : «ما حملك - يا أبا عبد الله ! - على ما صنعت ؟» . قال : أطلب بدم عثمان ..!! فقال له : « أنت وطلحة وليتماه، وإنّما توبتك من ذلك أن تقدّم [ في شرح النهج : ان تقيد به ] نفسك وتسلّمها إلى ورثته » . وقد جاء في جملة من المصادر عند العامة منها : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 167/2.
2- نهج البلاغة 85/2 خطبة برقم 172 [ محمّد عبده، وفي تحقيق صبحي صالح : 247].
3- في نهج البلاغة : وَأبرزا.
حبيس (1) رسول الله[(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، لهما ] ولغيرهما (2) في جَيشِ مَا مِنْهُم رَجل إلا وقد أعطاني الطَّاعَةَ ، وَسَمَحَ لِي بِالبَيْعَةِ ، طَائِعاً غَيْرِ مُكْرَهِ ..».
وفي تاريخ الطبري (3)؛ أنّه قال رجل من بني سعد (4):
(شعر) [من الكامل ]
صُنْتُمْ حَلائِلَكُمْ (5) وقُدْتُمْ أُمَّكُمْ *** هذا لَعَمْرُكَ قِلَّةُ الإِنْصافِ
أُمِرَتْ بِجَرِّ ذُيولها في بيتها *** فَغَدَتْ (6) تَشُقُ البيد بالإيجاف
ص: 393
1- تقرأ في نسختي الأصل : حبس، والظاهر ما أثبتناه، وهي كذلك في النهج، وهي فعيل بمعنى مفعول، حيث كانت عائشة محبوسة لرسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في حياته وبعد مماته، بمعني قيمومته صلوات الله عليها وأخذه التعهد منها ، وإلزامها بما ألزمت به نفسها.
2- في نسخة (ألف): وأخيرهما.
3- تاريخ الطبري 465/4 باختلاف أشرنا له [ طبعة الأعلمي بيروت 482/3]، وعنه في بحار الأنوار 122/32 ( باب (1) ذیل حدیث 94 .
4- كذا جاء في بحار الأنوار ، وفي تاريخ الطبري : وقال السعدي في ذلك.
5- هذا استظهار، وإلا فالكلمة تقرأ في نسخة (ألف) : حلا ما بكم، وفي نسخة (ب): حلاياتكم ، و ...
6- في المصدر وبحار الأنوار : فهوت.
غَرَضاً يُقاتِلُ دُونَها أَبْناؤُها *** بِالنَّيْلِ والخَطَّيِّ وَالأَشياف (1)
[ هُتِكَتْ بِطَلْحَةَ والزبير سُتُورُها *** هذا المُخَبَّرُ عَنْهُمُ والكَافِي ]
خطیب منبج (2) : [ من الوافر ]
فَسارُوا في ضَلالِهِمُ وَنادوا *** بِأَشياع لَهُمْ مُتَنَاكِلِينَا (3)
وَقَدْ سَتَرُوا نِساءَهُمْ وَكَانُوا *** لِعُرْسِ مُحَمَّدٍ لا سَاتِرينا
أطاعَتْهُمْ بِغِرَّتِها فَسارَتْ *** وَصارُوا لِلْوَصِيِّ مُنابِدينا
وَكانَ جُلُوسُها فِي البَيْتِ(4) أَوْلَى *** بِها مِنْ أَنْ تُرَى في ناظرينا (5)
أَقاموها لَهُمْ عَلَماً فَحَفّوا *** بِهَودَجِها المُظَلَّلِ دائِرِينا
وَآوَوها عَلى جَمَلٍ تَراها *** لَواحِظُ أَعْيُنِ المُتلاحِظِينا
وَآياتُ الحِجاب بِغَيْرِ هذا *** قَضَتْ لَوْ أَنَّ قَوْماً عارفينا
ص: 394
1- إلى هنا جاء في بحار الأنوار، وبعده زيد من المصدر.
2- قد مرّ الحديث عن القصيدة هذه وما حوته سابقاً ، كما سبقها الحديث عن الشاعر (رحمه الله) : في المقدّمة .
3- في نسختي الأصل : مناكلينا .
4- في نسخة (ب) : النقب.
5- الكلمة مطموسة في نسخة (ب).
ولنا : [من الكامل ]
اسْتَخْرَجا زَوْجَ النَّبِيِّ وَمَا رَعَوا *** فِي أُمِّهِمْ حَقَّ النَّبِيِّ المُرْسَلِ
صَانُوا نِسَاءَهُمْ وَرَامُوا بَذْلَها *** في الجَيْشِ يَوْمَ الحَرْبِ شَرَّ تَبَذُّلِ
ورووا (1) : أنّه كان [ أوّل ] (2) من بايع عليّاً (علیه السّلام): طلحة ، فقال عبيد بن ذويب : يد شلّاء وبيعة لا تتم (3).. وكان قد أصابها الرمح في أُحد (4) .
ص: 395
1- كما جاء في تاريخ الطبري 427/4 [طبعة بيروت ] تحت عنوان : خلافة أمير المؤمنين (علیه السّلام) ( في حواث سنة (35ه ، ومثله البلاذري في أنساب الأشراف 205/2 [ في بيعة علي بن أبي طالب (علیه السّلام)] ، وكذا ابن الأثير في الكامل 194/3. وحكاه عنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 7/32( باب 1) حدیث 2. ولاحظ : البدء والتاريخ 209/5 ، وتاريخ اليعقوبي 178/2.
2- الزيادة ما بين المعكوفين مزيدة من المصادر .
3- في نسخة (ب) : يتم، وهي مشوّشة في نسخة (ألف). وقد نقل العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار نقلاً عن الكامل ... فنظر إليه حبيب بن ذويب، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون، أوّل بدأ بالبيعة من الناس يدء شلاء..! لا يتمّ هذا الأمر .
4- ونقل المصنّف الله هذا المقدار في كتابه المناقب 375/2 [ طبعة الغري ]، قضايا الحكمين الخوارج، وعنه في بحار الأنوار 34/32 ( باب 1) حدیث 20 - 22، وأنساب الأشراف 206/2 ، إنّه قال الشعبي - في خبر - : لما قتل عثمان أقبل الناس إلى عليّ ليبايعوه، ومالوا إليه فمدّوا يده فكفّها ، وبسطوها فقبضها حتى بايعوه... ثم قال : وفي سائر التواريخ: إنّ أوّل من بايعه طلحة بن عبيد الله - وكانت إصبعه أُصيبت يوم أحد فشلّت - فبصر بها أعرابي - حين بايع - فقال : ابتداء هذا الأمر يد شلاء .. لا يتم .. ثم بايعه الناس في المسجد. ويروي أنّ الرجل كان عبيد بن ذؤيب ، فقال : يد شلّاء وبيعة لا تتمّ. وإلى هذا عنى البرقي في شعره .. ثم ذكر البيت . ولاحظ نهج البلاغة 74/4 قال (علیه السّلام) لأنس بن مالك وقد كان بعثه إلى طلحة والزبير .. وروي : أن أنساً كان في حضرة النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وهو يقول لطلحة والزبير : « إنكما تحاربان عليّاً وأنتما له ظالمان»، كما في هامش نهج البلاغة 74/4 لشيخ محمّد عبده.
البرقى (1) : [ من الكامل ]
وَلَقَدْ تَيَقَّنَ مَن تَيَقَّنَ غَدْرَهُمْ *** إِذْ مَدَّ أَوَّلُهُمْ يَداً شَلَّاءا
وجاء قيس بن سعد بن عبادة وابن الكواء إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فقالا : أخبرنا عن قتال طلحة والزبير ، وهما شريكاك في المشورة .. ! فقال : «إنّهما بايعاني بالحجاز، وخلعاني بالعراق (2) ؛ فاستحللت قتالهما لنكثهما بيعتي ..»(3).
ص: 396
1- قد سلف الحديث حول الشعر والشاعر في تعاليقنا السالفة ، فراجعها .
2- جاء هذا في فتح الباري 46/13 وفيه : بايعاني بالمدينة وخالفاني بالبصرة .. انظر : كنز العمال ،329/11، تاریخ دمشق 441/42 و 444. وفي هذا المصادر قيس بن عباد ، كما في مناقب المصنف (رحمه الله) .
3- ونقله المصنّف الله بألفاظ متقاربة في كتابه المناقب 338/2 [ طبعة النجف، وفي طبعة قم 152/3] ما ظهر منه (علیه السّلام) في حرب جمل، باختلاف يسير ونقلاً بالمعنى . ونقله العلّامة المجلسی (رحمه الله) في موسوعته بحار الأنوار 121/32 (باب 1) ذيل حديث 94 . راجع : الإمامة والسياسة لابن قتيبة 99/1.. وغيره.
الورّاق(1) القمّي (2) : [ من الطويل ]
عَلِيٌّ [لَهُ] قَالَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ *** مَقالَةَ مَخْصُوصِ بِذاكَ مُقَدَّمِ (3)
[ عَلِيٌّ ] عَلَى التَّأْوِيلِ لَا شَكَ قَاتِلُ *** كَقَتْلِي عَلَى التَنْزِيل (4) كُلَّ مُجْرِم (5)
ص: 397
1- في نسختي الأصل : الوداق، والصواب ما أثبتناه .
2- سبق الحديث عن الشاعر وشعره في المقدمة، وإنّ كل ما حصل عليه . من شعره المناسب في المقام هي قصيدته الميميّة هذه، وكلّها تبدأ بكلمة على (علیه السّلام). يذكر فيها مواقفه (علیه السّلام)ومناقبه ومثالب أعدائه - لعنهم الله - وسيأتي لها تتمة في كتابنا هذا إن شاء الله .
3- أقول : الظاهر على تنزيله كلَّ مُجرم، أو على التنزيل كُلَّ مُجَرَّم، والرواية الأولى أصح.
4- الذي أثبته المصنف في المناقب 22/3 [19/3] هو : تنزيله .
5- أقول : الظاهر : على تنزيله كُلَّ مُجرم .. أو على التنزيل كُلَّ مُجرم .. والرواية الأُولى أصح.
عَلِيٌّ أَبَادَ(1) النَّاكِثِينَ وَلَمْ يَدَعْ *** لِمارِقَة في الدِّينِ لو[اءَ] صِلْدَمِ (2)
العوني :[من الرمل ]
وَالعَنِ الرِجْسَيْنِ أَعْنِي فَعْلَةً *** وَفُعَيْلاً ثُمَّ كُنْ(3) مُحْتَفِلا
بَايَعَا مَوْلاهُما حَتَّى إِذا *** بَايَعَاهُ نَكَنَا وَاسْتَبْدَلا
أَخْرَجا شايِعَةً (4) مِنْ خِدْرِها*** شُهْرَةً قَدْ أَرْدَفَاهَا (5) جَمَلا
زَعَما أَنْ يَنْصُرا الدِّينَ فَلَم *** يَلْبَتِ الشَّيْحَانِ حَتَّى جُدِّلا
لغيره :
بَا يَعْتموهُ فَلَمْ تُوْفُوا بِبَيعَتِهِ *** طَوْعاً وأَعطَيْتُمُوهُ أَيَّ أحزَانٍ (6)
ص: 398
1- في نسختي الأصل : أباذ .
2- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل، وأثبتنا ما استظهرناه . قال الزبيدي في تاج العروس 511/32 : الصلدم كزبرج - : الأسد لقوته ، وأيضاً : الصلب والشديد من الحافر .. وقال الجوهري : فرس صلدم - بالكسر - : صلب شديد . لم ترد هذه الأبيات في المناقب ولا الغدير ولا غيرهما من مجاميعنا الشعرية، ولا نعرف لها مصدراً غير كتابنا هذا بعد أن أحرق شعر شاعرنا - طاب ثراه - من أحرقهم الله في الدنيا قبل الآخرة إن شاء الله .
3- في نسختي الأصل : إن ، بدلاً من : كن .
4- رمز عائشة . راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 330/2.
5- في نسختي الأصل : أردناها .
6- في نسخة (ألف) : اصران ، وفي نسخة (ب) تقرأ : اصرار .
مِن آلِ أَحْمَدَ خَيرِ النَّاسِ كُلِّهِمُ *** مُوَفَّقُ الرَأَي ذَا نَقص وامران (1)
وقرأ أمير المؤمنين يوم البصرة (2) : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ لا عَهْدِهِمْ .. ﴾ (3) الآية . ثمّ قال : « [أما ] والله لقد عهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال [ لي]: يا عليّ التقاتلنّ الفئة الناكثة، والفئة الباغية ، والفئة المارقة (4) ، إنّهم لا أيمان لهم .. »(5) .
ص: 399
1- عجز البيت جاء هكذا ، فلا معنى مناسباً لها ، وليحتمل فيها غير ما أثبتناه .
2- روى العياشي (رحمه الله) في تفسيره 78/2 حدیث 25 ذيل الآية (12) من سورة التوبة ، وعنه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 232/32 - 233 ( باب 4) حديث 183، وكذا المحدث البحراني (رحمه الله) في تفسير البرهان 107/2 [ الطبعة الثانية ] وغيره، عن الحسن البصري ، قال : خطبنا عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام) على هذا المنبر - وذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة - صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ثمّ قال : « .. أيّها الناس ! والله ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلا بآية تركتها في كتاب الله ؛ إنّ الله يقول .. » ، ثم ذكر الآية المباركة .
3- سورة التوبة (9): 12.
4- إلى هنا جاء في تفسير العياشي بتقديم الباغية على الناكثة، وماهنا أولى.
5- أورده المصنف (رحمه الله) في مناقبه 334/2 ( ما ظهر منه الا في حرب الجمل)، وعنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 282/32 - 283 ( باب 6) حدیث 232 . ولاحظ : بحار الأنوار 271/21 ( باب 31).. وما بعدها أقول : روي في هذا المعنى كلمات كثيرة عن مولى الموحدين أمیر المؤمنین (علیه السّلام). منها ما ذكره الشيخ المفید (رحمه الله) في الإرشاد : 133 [ طبعة النجف، وفي الطبعة المحققة 249/1 فصل 21 ( ممّا اختاره من كلم أمير المؤمنين (علیه السّلام)) ]، وعنه في بحار الأنوار 114/32 - 115 ( باب (1 حدیث 91 . ثمّ قال : «قد جرت أمور صبرنا فيها وفي أعيننا القذى ؛ تسليماً لأمر الله تعالى فيما امتحننا به رجاء الثواب على ذلك ، وكان الصبر عليها أمثل من أن يتفرّق المسلمون ونسفك دماؤهم .. نحن أهل البيت [ في الإرشاد : نحن أهل بيت النبوة .. ] [ وعترة الرسول] وأحق الخلق بسلطان الرسالة، ومعدن الكرامة التي إبتدأ الله بها هذه الأمة ، وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل النبوّة ، ولا من ذرّيّة الرسول حين رأيا أنّ الله قد ردّ علينا حقنا بعد أعصر ، لم يصبرا حولاً واحداً ولا شهراً كاملاً حتى وثبا على دأب الماضين قبلهما ؛ ليذهبا بحقي ويفرّقا جماعة المسلمين عنّي ..»، ثم دعا عليهما . وروى الشيخ المفيد (رحمه الله) - أيضاً - في أماليه : 53 ( المجلس 8) [طبعة النجف، وفي المحققة : 72 - 73]، وعنه في بحار الأنوار 124/32 ( باب 1) حديث 100، وقريب منه في أمالي الشيخ الطوسي 130/1 - 131 [ الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 131 حديث 207 وفيه : عن بكير بن عبد الله الطويل وعمار بن أبي معاوية ، قال : حدثنا أبو عثمان البجلي مؤذن بني أفصى أو أقصى .. ] حديث 5. وعنهما في تفسير البرهان 107/2 [ الطبعة الثالثة ] وغيرهما، بإسناده عن عمار الدهني، عن أبي عثمان مؤذن بني أفصى ، قال : سمعت عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام) -حين خرج طلحة والزبير لقتاله - يقول : « عذيري من طلحة والزبير، بايعاني طائعين غير مكرهين ، ثمّ نكثا بيعتي من غير حدث .. » ثم تلا هذه الآية : ﴿ وَإِن نَكَثُوا أَيْمَانَهُم مِن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴾ [سورة التوبة (9): 12]. وروى العياشي (رحمه الله) في تفسيره 78/2، تفسير الآية (12) في سورة التوبة، وذكر جملة روايات، ومثله عنه وعن غيره في تفسير البرهان 107/2، وجاء - أيضاً - في بحار الأنوار 233/32 حديث 185 . . وغيرها كثير.
وتمثّل (علیه السّلام) لما رآه محارباً ( شعر )(1): [ من الطويل ]
فَتىً كَانَ يُدنِيهِ الغِنَى (2) مِنْ صَدِيقِهِ *** إذا [ما ] هُوَ اسْتَغْنَى وَيُبْعِدُهُ الفَقْرُ (3)
وفي رواية الواقدي (4): أنه لما رأى مروان حت طلحة على الحرب،
ص: 401
1- البيت لسلمة بن يزيد بن مشجعة الجعفي، من كلمة له يرثي فيها أخاه لأُمّه قيس بن سلمة ، كما جاء في أمالي القالي 73/2. راجع : الكامل 255/3 ، البداية والنهاية 273/7.. وغيرهما.
2- في نسخة (ب): الفق، وهي تقرأ من (ألف).
3- قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 49/2 : قال عبد الله بن عباس : فلمّا كان يوم الجمل عرضت له - وقد قتل ،طلحة، وقد أكثر أهل الكوفة في سبّه وغمصه - فقال علي(علیه السّلام) : « أما والله لئن قالوا ذلك ، لقد كان كما قال أخو جعفي ..» . ثم قال (علیه السّلام): « والله لكأنّ عمّي كان ينظر من وراء ستر رقيق ، والله ما نلت من هذا الأمر شيئاً إلا بعد شر لا خير معه » .
4- وأشار ابن سعد وابن عساكر، كما في الغدير 96/9 - 97 بألفاظ مقاربة لذلك . راجع الفتوح لابن أعثم 478/2 ، المصنف لا بن أبي شيبة 256/7، شرح النهج 114/9، الطبقات الكبرى 223/3.. ومصادر أُخرى.
قال : يا غلام ! والله إنّي لأعلم أنّه ما حرّض(1) على قتل عثمان يوم الدار أحد كتحريض (2) طلحة ، ولا قتله سواه ، ولكن استرني وأنت حر .. فستره الغلام ، ورماه مروان بسهم مسموم (3) فأصاب طلحة ، فسقط مغشياً عليه ، ثم أفاق فقال :( إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ ﴾ (4)، أظنّ - والله ! - أنا عُنينا بقوله: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ ... ﴾(5) الآية ، فقال لغلامه : ويحك ! اطلب لي مكاناً أدخله ؛ فأكون فيه .. فلم يجد ، فقال : والله ما رأيت كاليوم دم قرشيّ أضْيَعَ من دمي ، وما أظنّ هذا السهم إلا سهماً أرسله الله : ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً ) (6)؛ فلم يزل يقول ذلك حتى مات ، ودفن بموضع يقال له : السبخة .. ولم يصلّ عليه أحد .
ومستفيضة عن أمير المؤمنين [ (علیه السّلام)] ؛ أنّه مرّ به - وهو قتيل - فقال لأصحابه : « أجلسوا فعلة » ، فأجلسوه.
فقال : « وجدت ما وعد ربّك حقاً ؟ ! فقد وجدتُ ما وعد ربي حقاً».
ثمّ قال : « أضجعوا فعلة » (7).
ص: 402
1- في نسخة (ألف): حرّص .
2- في نسخة (ألف): كتحريص .
3- تقرأ في نسختي الأصل: قسموه .
4- سورة البقرة (2) : 156 .
5- سورة الأنفال (8) : 25.
6- سورة الأحزاب (33): 38.
7- وجاء في كتاب الاحتجاج 162/1 [ طبعة بيروت ، وفي طبعة النجف 239/1]، وعنه في بحار الأنوار 200/32 - 201 ( باب 3، في باب احتجاج أمير المؤمنين (علیه السّلام) على الزبير وطلحة ) حديث 150 - 152 ، ومثله رواه الشيخ المفید (رحمه الله) في الكافئة في إبطال توبة الخاطئة : 25 - 26 حديث 25 و 26 . وجاء في الإرشاد: 135 [ وفي المحققة 256/1] الفصل 26 ممّا اختاره من كلام أمير المؤمنين (علیه السّلام)، قال : .. ومرّ على طلحة بن عبيدالله ، .. ومرّ على طلحة بن عبيد الله ، فقال : « هذا الناكث بيعتي، والمنشئ الفتنة في الأمة ، والمجلب عليّ ، الداعي إلى قتلي وقتل عترتي .. أجلسوا طلحة » . فأجلس . فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): « يا طلحة بن عبيد الله ! قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فهل وجدت ما وعد ربّك حقاً ؟ ! » ثمّ قال: «أضجعوا طلحة» وسار ، وعنه في بحار الأنوار 209/32 ( باب 3) ذیل حدیث 163. ولاحظ : بحار الأنوار 255/6 ، نقلاً عن تصحيح الاعتقاد. وقريب منه في كتاب الشيخ المفید (رحمه الله) الآخر ؛ الجمل : 210 [ طبعة النجف، وفي المحققة ضمن سلسلة مؤلفات المفيد (1): 392]، فراجع .
وفي تلخيص الشافي (1) ... ثمّ مَرّ بكعب بن سور مٌ مَرٌ بكعب بن سور (2) [قتيلاً ، فقال : « أجلسا كعباً»، فأجلساه ..
فقال : « يا كعب ، هل وجدت ما وعدك ربّك حقاً ؟!» ثمّ قال : «خلّیا عن كعب.. » ] وفعل .. فقيل له في ذلك (3) .
ص: 403
1- تلخيص الشافي 149/4 - 150 باختلاف يسير . وراجع : الشافي 344/4.. وغيره .
2- في نسختي الأصل : مرّ ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر.
3- في تلخيص الشافي : فقال بعض من كان معه : وهل يعلمان شيئاً مما تقول أو يسمعانه ؟ فقال : «نعم» . .
فقال : « والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنّهما ليسمعان ما أقول كما سمع أهل القليب ما قال لهم رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)» .
وقال (علیه السّلام) في موضع آخر - وقد مرّ به : « لقد كان لك برسول الله صحبة (1) ، ولكن دخل الشيطان منخريك فأوردك النار(2).
وكتب (علیه السّلام) إلى [عماله في الآفاق ] (3)بالفتح ، فكان فيه : .. « إنّ الله قتل فعلة والفعيل على شقاقهما وبغيهما ونكثهما ، وهزم جمعهما ، وردّ شايعة (4) خاسرة (5) . . » .. في كلام طويل (6) .
ولا يخالف ذلك ما رواه المبرّد في الكامل (7): أن أمير المؤمنين (علیه السّلام)
ص: 404
1- في الفصول المختارة: 141 - 142 ، والشافي 344/4 وفيه: «لقد كانت لك سابقة، ولكن ..».
2- لاحظ : الاحتجاج 239/1 ، وعنه بحار الأنوار 200/32 حديث 150.
3- بياض في نسختي الأصل، وما بين المعكوفين أثبتناه من المصادر.
4- رمز لعائشة بنت أبي بكر ، وقد سلفت
5- في نسختي الأصل : حاسرة، وما في المتن من المصدر.
6- انظر : الفصول المختارة : 142 ، والإرشاد 258/1 - 259 في كتابه (علیه السّلام) إلى أهل الكوفة ، وباختلاف لفظاً وتقارب معنى.
7- الكامل للمبرّد 12/6/1 [ وفي الطبعة المحققة 174/1] باختلاف أشرنا له. ومثله في ربيع الأبرار للزمخشري 180/4 قال: خرج علي (علیه السّلام) في ليلة يوم الجمل ومعه شعلة من نار يتصفّح وجوه القتلى، فعثر على طلحة فقال ..
لمّا وقف عليه ، فقال : « عَزّ (1) عليّ - أبا محمّد - أن أراك معفّراً (2) تحت نجوم السماء [و] في بطون الأودية ، شفيت (3) نفسي ، وقتلت معشري .. إلى الله أشكو عُجَرِي ويُجري » (4).
وقال الشيخ المفيد في المسألة الكافية (5) :
لقد قُتلا وهما مصمّمان على الحرب ، مقيمان على الفسق ، ومن ادّعى - باطلاً (6) - غيرها فقد ادعى علم الغيب .
وقال غيره : لو كانا تائبين لكانت توبتهما أن يقوما في القوم منادِيَيْنِ(7)
ص: 405
1- في الكامل : أعزز، وكذا في ربيع الأبرار .
2- معفّراً ... أي ملصق الوجه بالتراب ، ويقال للتراب العَفَر والعَفْر . يقال : ما مشى على عفر التراب مثل فلان لاحظ : لسان العرب 583/4 .
3- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : سفيت، وهي غير معجمة ، وما هنا من المصدر.
4- يمكن قراءتها في نسختي الأصل : عجزي ونحري، ولا معنى مناسباً لها، وفي كامل المبرد وربيع الزمخشري : عُجري وبجري، وهو من أمثال العرب يقول : إلى الله أشكو همومي وأحزاني وغمومي، كما في لسان العرب 40/4 مادة (بجر). لاحظ : مجمع الأمثال 2371 ، وجمهرة الأمثال 448/1.
5- المسألة الكافية [الكافئة في إبطال توبة الخاطئة ] : 44 ، نقلاً عن كتابنا هذا تحت عنوان خاتمة !
6- في نسختي الأصل : باصلنا.
7- أو : يناديان .
بظلمهما واعتدائهما ، وظلم من كان معهما على رأيهما ، ثم يصيرا بعد ذلك إلى إمامهما ؛ فيضعا يديهما في يده ، وينصرفا (1) بين أمره ونهيه .
وكان الزبير في أول أمره محارباً ، وفي آخر أمره خاذلاً .
وحكم (2) طلحة أشدّ ؛ لأنه قتله مروان اغتيالاً في المعركة وهو مُصرّ على قتال الإمام .
وروي عنه : ما رأيتُ مصرعَ شيخ أضيع من مصرعي .. يدلّ على الإصرار وفقد التوبة (3).
وأصابهما دعاء النبي ( عليه و آله السلام ) :
« اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » .
ص: 406
1- كذا ، والظاهر : ويتصرّفا .
2- في نسخة (ب) : حلم .
3- لاحظ : الاستغاثة : 205. وفي الاقتصاد للشيخ الطوسی (رحمه الله) : 228 : وروي عنه أنه قال حين يجود بنفسه : ما رأيت مصرع شيخ أضيع من مصرعي، وذلك دليل الإصرار . وراجع ما ذكره الشيخ المفيد (رحمه الله) في كتابه : الجمل : 200 ، وصفحة : 205، وكذا سيدنا المرتضى (رحمه الله) في كتابه : الشافي في الإمامة 342/4 .. وغيرهما من الأصحاب. وكذا ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 113/9، والبلاذري في كتابه أنساب الأشراف : 246 ، وصفحة : 247 .. وغيرهما .
مهیار: [ من الرجز ]
[ف] احْتَجَّ (1) قَوْمٌ بَعْدَ ذاكَ لَهُمْ *** بِفَاضِحَاتِ رَبِّها (2) يَومَ الجَدَل (3)
فَقِيلَ (4): مِنْهُمْ (5) مَنْ لَوَى نَدامَةٌ *** عِنانَهُ عَنِ المصاع (6) فَاعْتَزَلْ (7)
وَانْتَزَعَ العامِلَ مِنْ قَناتِهِ (8) *** فَرُدَّ بِالكُرْهِ وكَرَّ وَحَمَلْ (9)
[ وَالحَالُ تُنْبِى أَنْ ذَاكَ لَم يَكُنْ *** عَن تَوبَةٍ وإِنَّمَا كَانَ فَشَلْ] (10)
ص: 407
1- جاءت الأبيات في الغدير 255/4، وفيه : واحتج قوم، وقد ذكر معها أبياتاً كثيرة قبلها وبعدها نحو ( 115) بيتاً ، وهذه بين 85 90 ، وجاءت في المناقب 347/2[ وفي طبعة قم 163/3].
2- كذا في الديوان والغدير والمناقب ونسختي الأصل ، ولعلّها : دسها ، وله وجه ، كما لا يخفى .
3- في المناقب : الجمل، وفي الغدير : الجدل.
4- في الديوان والغدير : ( فقل ) .
5- في المناقب : فيهم .
6- كذا في الديوان والغدير ، وفي المناقب : المضاع. قال ابن الأثير في النهاية 337/4: الممصاعة ، والمصاع : المجالدة والمضاربة.
7- في نسختي الأصل : فاعزل .
8- تقرأ في نسختي الأصل : فتانة .
9- في الغدير : فشدّ فحمل . وفي المناقب : [من الرجز ] فأسرع العامل في قناته *** فرد بالكرة كر وحمل
10- البيت مزيد من الغدير .
وَمِنْهُمُ مَنْ تابَ بَعْدَ مَوْتِهِ *** وَلَيْسَ بَعْدَ المَوْتِ لِلْمَرْءِ عَمَلْ
الحميري (1) : [ من البسيط ]
وَاخْتَلّ مِنْ طَلْحَةَ المَزْهُو حُشَّتَهُ (2) *** سهم بِكَفْ قَديمِ الكُفْرِ غَدَّارِ
و [ ال]ضرب(3) فِي كَفَّ مَرْوانَ اللعين أَرى *** رَهْطَ المُلُوكِ مُلُوكاً غَيْرَ أَخيار (4)
ص: 408
1- ديوان السيد الحميري : 247 - 248 برقم 97 ، قال : وله ذاكراً فيه مقتل طلحة بن عبيد الله في يوم الجمل .. وأوردهما المصنّف - طاب ثراه - في المناقب 157/3-158، والسيد الأمين في أعيان الشيعة 252/12.. وغيرهما .
2- في نسختي الأصل : المرهو حشته ! أقول : في ديوان السيد الحميري والمناقب : حبَّتَهُ ، وهى حبة القلب، ولعلّها هنا : جبته ؛ لأنّها كناية عن الطعنة القاتلة ، كقول الأشتر : فشككت بالرمح الأصمّ قميصه أو ثيابة .. وفي هامش الديوان : حُسّته ، بمعنى الحشاشة أيضاً صحيحة.
3- لا يستقيم الوزن إلّا أن يكون : ( والضَّرْب ) ، وفي ديوان الحميري والمناقب : في كف مروان مروان اللعين أرى .
4- كذا ؛ والكلمتان مشوّشتان وغير منقوطتين، وتقرأ فيهما : لو كسخر، وجاء البيت في الديوان هكذا : [من البسيط ] في كف مروان مروان اللعين أَرى *** رَهْطُ المُلُوكِ مُلُوكاً غَيرَ أَخْيَارِ
وله(1) : [من الكامل ]
وَاغْتَرَ فَعْلَةَ (2) عِنْدَ مُخْتَلَفِ القَنا *** عَبْلُ الذِّراع شَدِيدُ أَصْلِ المَنْكِبِ
فَاخْتَلَّ حَبَّةَ قَلْبِهِ بِمُذَلَقٍ *** رَيَّانَ مِنْ دَم جَوْفِهِ المُتَصَبِّبِ
فِي مَارِقِينَ مِنَ الجَمَاعَةِ فَارَقُوا *** بابَ الهُدى (3) وَحَيا الرَّبِيعِ المُخْصِب(4)
ص: 409
1- جاءت هذه الأبيات ضمن قصيدة طويلة في مدح مولانا أمیر المؤمنین (علیه السّلام) مسماة: المذهبة، في (113) بيتاً ، والأبيات رقمها (26 ، 27، 28 ) ، ومطلع القصيدة في الديوان : 83 - 114 برقم 19: [من الكامل ] هلا وقفت على المَكانِ المُعْشِبِ *** بينَ الطَّوَيْلِعِ فَاللُّوىٰ مِن كَبْكَبِ ونقلها أيضاً عن أعيان الشيعة 222/12 - 236 ، والغدير 193/2، والكنى والألقاب 308/2 ، والمناقب 192/2 و 194 ، و 149/3 - 150 ، وطبقات الشعراء: 35 192/2 والحيوان للجاحظ 209/2 .. وغيرها . وانظرها مع تفسير بعض كلماتها في رسائل السيد المرتضى له 75/4-76.
2- جاء في المصدر الاسم الصريح، وفي نسختي الأصل : اعتر .
3- جاء على الأصل نسخة بدل : الحيدي .
4- كذا في المصدر ، وفي نسختي الأصل : المخشب، ولا معنى له .
وله (1) : [من الكامل ]
وَأَماتَ فَعْلَةَ وَالفُعِيلَ أَمامَهُ *** غَدْراً فَزادَهُمُ المَلِيكُ خَسَارًا
والقاسِطُونَ جَنَى عَلَيْهِمْ بَغْيُهُمْ *** إذْ حَارَبُوهُ مَذَلَّةٌ وصَغَارًا
وله (2) : [من البسيط ]
وَاغْتَر فَعْلَةَ إِذْ حانَتْ مَنِيَّتُهُ *** وَجالَتِ الخَيْلُ رَامٍ غَيْرُ خَوَّارِ
رمى بِأَسْمَرَ مُغْشِ (3) طَلَّ مِنْ دَمِهِ *** رَيَّانَ مُخْتَضِباً (4) مِنْ مُعْجَلٍ جارِي
في الحلية (5) : أنّه كانت غلّة طلحة كلّ يوم ألفاً وافياً .
وكان عمر بن عبد العزيز يقع في فعلة ؛ فعارضه عبيد الله بن عبد الله الهذلي بقوله : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤمِنِينَ .. )(6) الآية ، وهو ممّن بايعه.. فعلمت أنّ الله
ص: 410
1- لم نجد هذين البيتين في الديوان المجموع للسيد الحميري(رحمه الله) .
2- هذان البيتان لم نجدهما كاللذين مرّا - فيما جمع للسيّد الحمیری طاب ثراه من أبيات، ولا نعرف لهما مصدراً ناقلاً عدا مؤلّفنا هذا.
3- في نسختي الأصل : زمى بأصفر معشر .
4- تقرأ في نسختى الأصل : مختصما .
5- حلية الأولياء 88/1 بنصه .
6- سورة الفتح (48) : 18.
غضب عليه بعد أن رضي عنه ؟ !
فقال عمر : إنّما كان حجّة لو قال : لقد رضي الله عن جميع من با يعك تحت الشجرة ، ولم يخص بقوله : ( المُؤْمِنِينَ ) وقد كان فيمن بايعه أبو عامر المنافق، وجد بن قيس ؛ أفهذان مؤمنان ؟!!
الناشئ (1) : *** [ من المتقارب ]
أَلا يَا خَلِيفَةً خَيْرِ الوَرَى *** لَقَدْ كَفَرَ القَوْمُ إِذْ خَالَفُوكا
أَدَلُّ دَلِيل (2) عَلى أَنَّهُمْ *** أَبُوكَ ، وَما (3) سَمِعُوا النَّصَّ فِيكا
خِلافُهُمُ بَعْدَ دَعْوَاهُمُ (4) *** وَنَكْتُهُمْ بَعْدَ ما با يَعُوكا
طَغَوا بالخُرَيْبَةِ (5) واسْتَنْجَدُوا *** بِصِفَّين والنهر إذ صافَقُوكا (6)
أُناسٌ هُمُ حاصَرُوا نَعْثَلاً *** وَنَالُوهُ بِالقَتْلِ مَا اسْتَأْذَنُوكا
ص: 411
1- لقد مرّ الحديث عن هذه القصيدة مفصلاً، وقد جاءت هذه الأبيات أيضاً في المناقب 180/3 [ وفي طبعة قم 153/3]، وأورد البيتان الأولان العلّامة الأمینی (رحمه الله) في غديره 25/4 ضمن قصيدة مفصلة جداً.
2- في المناقب : الدليل .
3- في المناقب والغدير : وقد .
4- في نسخة (ألف) : دعوه لهم .
5- كذا في المناقب، وفي نسختي الأصل غير منقوطة .
6- جاء عجز البيت في المناقب هكذا : بصفين والنهر إذ صالتوكا، وهو الظاهر، وفي نسختي الأصل : بصفين إذ النهر أرضاً فقوكا ..
فَيا عَجَباً مِنْهُمُ إذ جَنَوا *** دَماً وَبِشاراتِهِ طالبوكا(1)
ابن حمّاد (2) :
[ من الكامل ]
ثم انتنوا نَحْوَ الوَصِي بِبَيْعَةٍ *** لَمْ يَصْدُقُوا فِي عَقْدِها الأَيْمَانَا (3)
خانُوا إِمامَهُمُ وَأَغْوَوا أُمَّهُمْ *** وأتوا بها تَتَعَشَفُ البُلْدَانَا
يَبْغُونَ تَارَ مَنِ اسْتَحَلُّوا قَتْلَهُ *** وَرَوَوا(4) عَلَيْهِ الفِسْقَ وَالكُفْرَانَا(5)
حَتَّى إذا نَبَحَتْ عَلَيْها أَكْلُبُ *** بِالحَوْابِ اذْكَرَتْ بِها النِّسْيانا
ص: 412
1- لم ترد هذا الأبيات في ما عدا المناقب .
2- سلف الحديث عن نونيات ابن حماد كراراً من هذا الكتاب، ولم نحصل على ناقل لهذه الأبيات كسالفه .
3- أيمان : جمع يمين .
4- كذا ؛ ويحتمل كونه : رأوا .
5- لم يرد إلا هذا البيت في المناقب 153/3.
شاعر:
[ من مجزوء الكامل ]
إِنْ كُنْتُ خُنْتُكَ (1) في الهَوَى *** فَبَرِثْتُ مِنْ آلِ النَّبِيُّ
وَشَهِدْتُ أَنَّ دَمَ الحُسَيْ ***نِ مُحَلَّلٌ لِبَنِي الدَّعِي
وَأَعَنْتُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْ *** رَ عَلَى مُحارَبَةِ الوِصي
***
ص: 413
1- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل، وما أثبتناه هو الأقرب.
الفصل الثامن : في الفُعَيل بن العوام
[ القسم الثالث ]
[ في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[باب ]
[ في الناكثين ]
[ فصل 8]
[ في الفعيل بن العوام ]
ص: 415
فصل في الفُعَيْلِ (1)
[ الزبير ] ابن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرّة الأسدي ، وهو ابن ست [و] ستّين (2) في قول الواقدي (3).
ابن عباس : في قوله : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا .. ) (4) الآية ، هم :
ص: 417
1- رمز للزبير، وقد سلف في الفصل السابق إنّه كثيراً ما يقرن بصاحبه ، ( فعلة ) في كتابنا هذا ، وقد أشار له المصنّف (رحمه الله) في مدخل كتابه هذا ، وقد أقرّه له في مطاوي كلماته . لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 91/3.
2- في نسخة (ألف) : سنين ، ولم تنقط الكلمة في نسخة (ب).
3- لاحظ : عن سنّه حين قتل سير أعلام النبلاء 64/1 ، والإصابة لابن حجر 460/2، والاستيعاب 2/ 516 . . وغيرها . قال الثعالبي في لطائف المعارف : 127 : إنّ الزبير كان جزاراً ، وكذا عمرو بن العاص وعامر بن كريز . وقال ابن قتيبة في المعارف : 585 : وفي بعض الروايات إنّ الزبير بن العوام كان أزرق . راجع : المعرفة والتاريخ 415/2 ، ومسند أبي يعلى الموصلي 30/2.. وغيرهما.
4- سورة الأنفال (8) : 25 .
فَعْلَة والفُعَيل (1).
وروی (2) داود بن أبي هند ، ويونس بن عبيد ، عن الحسن : أنّها نزلت في عليّ وعمّار ، وطلحة والزبير .
وروي [عن ] أبي الطفيل، عن عليّ (علیه السّلام) في هذه الآية . قال : «هم أصحاب الجمل (3) ».
في مسند أحمد (4)؛ أنّه قال الحسن ، ومطرف أيضاً مثله .. فقال الفعيل : لقد قرأناها وما علمنا أهلها ، فإذا نحن المعنيون بها .
السدي ؛ نزلت في أهل بدر ، فأصابتهم يوم الجمل فاقتلوا (5).
ص: 418
1- راجع : تفسير العياشي 53/2 ، تفسير القمي ،271/1، مجمع البيان 452/4، وفيه الأقوال في المعنى بالآية ، تفسير مقاتل 12/2، تفسير الثوري : 118، شواهد التنزيل 272/1 - 275.
2- كما جاءت في جامع البيان ( تفسير الطبري ) 287/9 - 288 ، وفيها : نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير ، وفيه عدة روايات أُخرى. وانظر : تفسير الثعلبي 344/4..
3- انظر : تفسير العياشي 78/2 حديث 24 .
4- مسند أحمد بن حنبل 165/1 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 267/1 - 268 حديث 1417 عن مطرف ] ، وفي 167/1 - 168 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 272/1 حديث 1441 عن الحسن ] ، وفيه اختلاف عمّا في المتن ، وفي الأول : لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت ..!
5- راجع : تفسير الثعلبي ،344/4 ، وشواهد التنزيل ،273/1 ، وتفسير ابن كثير 311/2، والدر المنثور 177/3 .. وغيرها .
الصادق (علیه السّلام) شمع علي (علیه السّلام) يوم الجمل يقول : ﴿ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ .. )(1) الآية ، ثم حلف حين قرأها أنّها ما قوتل أهلها مذ نزلت حتى اليوم(2).
وقال أصحاب النسب : إنّ أباه كان علجاً من الروم ، وكان طبيباً ، وإنّ صفية أصابها مرض ، لم يكن لهم بعلاجها سبيل .. إلا بأن زوجوها بذلك العلج ؛ فأولدها الزبير.
وقيل - أيضاً - : إنه كان من القبط ، وكان غوّاصاً - وهو العوام في اللغة (3) - وكان العوام عند خويلد بن أسد ، فتبنّاه ولحق بنسبه ، ونازعه عثمان ، فقال : أنا ابن صفية .. فقال عثمان : هي أدنَتْكَ (4) من الظل ، ولولاها (5) كنت ضاحياً .. (6) وذلك أنّه كان لعبد المطّلب ولأولاده مجلس في ظلّ الكعبة
ص: 419
1- سورة التوبة (9): 12 .
2- انظر : أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) : 131 حدیث 207 [ طبعة مؤسسة البعثة، وفي الطبعة الحيدرية 170/1] ، عنه بحار الأنوار 203/32 ، تفسير العياشي 78/2 - 79 ذيل حدیث 25 و 26 و 27 و 28 ، شواهد التنزيل 275/1 حديث 285 ، بشارة المصطفى : 10 4 - 411 ( الجزء العاشر ) حديث 5 [ طبعة جماعة المدرسين ، وفي الطبعة الحيدرية : 267].
3- العوم : السباحة، ومنها : عام في الماء عوما : سبح ، ورجل عوام : ماهر بالسباحة، كما جاء في لسان العرب 433/12 .
4- في نسختي الأصل : أذنتك .
5- في نسختي الأصل : ولاها .
6- روى البلاذري في أنساب الأشراف 488/5 عن ابن عباس ، قال : تداراً عثمان والزبير في شيء، فقال الزبير : أنا ابن صفيّة ، فقال عثمان : هي أدنتك من الظل، ولولا هي كنت ضاحياً .
دون غيرهم (1) ، فتشفّعت صفيّة أن يهبوا لابنها مجلساً معهم .. فأعطوه (2).
ابن الزّبَعْرَى (3) :
[ من الطويل ]
ص: 420
1- جاء في السيرة النبوية لابن هشام ،306/1 نقلاً عن ابن اسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم مع جده ؛ عبد المطلب بن هاشم ، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظلّ الكعبة .. فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس عليه أحد من بنيه .. إجلالاً له ..
2- روى العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 194/9 ( باب 1) حدیث 38، عن تفسير القمّي 129 - 130 [ الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 141/1 - 142 ، وفي المحققة 208/1 حدیث 15] ذيل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ .. نزلت في الزبير بن العوام؛ فإنّه نازع رجلاً من اليهود في حديقة ، فقال الزبير : ترضى بابن شيبة اليهودي ؟ وقال اليهودي : ترضى بمحمّد [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ؟ وأنزل الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) إلى قوله : ﴿ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً ) وهم أعداء آل محمّد - صلوات الله عليهم كلهم جرت فيهم هذه الآية ، وعنه في تفسير البرهان 117/2 حدیث 2.
3- هو : عبد : عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي ، وهو أحد شعراء قريش المعدودين، وكان يهجو المسلمين ويحرّض عليهم كفار قريش في شعره ، ثم أسلم بعد ذلك ، فقبل النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) إسلامه وأمَّنَهُ يوم الفتح . راجع الأغاني 121/15، معرفة الصحابة لأبي نعيم 154/3 ، الاستيعاب 901/3 .. وغيرها .
تَرَقَّيْتَ (1) في طَوْدَي مَنافٍ فَلَمْ تَجِدْ (1) *** لرجلَيْكَ في طَوْدَي مَنافٍ مَراقِيا
فِيَّةٌ أُمُّ قَدَّمَ اللَّهُ فَضْلَها *** فَأَدْنَتْكَ في ظِلُّ وَقَدْ كُنْتَ صَاحِيا (2)
لا يروي الزبير خبراً ، فيقولون ويعتذرون : إنّه خاف من الكذب !
سلمان (3) ؛ قال : كان ابن الكاهلية (4) ينازع في الإمامة عليّاً (علیه السّلام) ، فقال عثمان :
ص: 421
1- في نسخة (ب) : ترفيت. وقد يقرأ في نسخة (ألف): ترقبت أو ترتبت .
2- لم نعثر على مصدر لشعر شاعرنا ، ولعلّ الأبيات من متفردات موسوعتنا هذه، وجاء هذا المضمون في أنساب الأشراف للبلاذري :78/5 : قال عبد الله بن الزبير لمعاوية : لقد أعظم الناس ولادة صفيه إيانا ، حتى كأنه لم تلدنا حرّة غيرها ، فقال معاوية : هي - والله - أدنتك من الظل، ولولا ذلك كنت ضاحياً ، ويحك ! هل ولدك مثلها ، أو تجد مثلها إلّا أُختها أو عمتها ؟!.. إلى آخر الخبر .
3- جاء هذا المضمون وبألفاظ مقاربة في كتاب سليم بن قيس 598/2 [ الطبعة المحققة الحديث الرابع ، وفي طبعة : 91 - 92 ، وفي مختصره : 596]، وللحديث تخاريج ومصادر جمّة جاءت فى المجلد الثالث من الكتاب : 965 - 966 ، وعنه أخذ العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 280/28 - 282 ( باب 4 ) ذيل حديث 45، ومثله في الاحتجاج 105/1 [ وفي طبعة 86/1].. وغيرهما.
4- سلف الحديث عن هذا الرمز ، وأنه جاء في أكثر من مصدر رمزاً للزبير ، الذي كانت إحدى أُمهاته : الكاهلية : أُمّ خويلد بن أسد بن عبد العزى ، واسمها : زهرة. لاحظ عنها : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 149/20.. وغيره. وغالباً ما يراد منه : عبد الله ولده . انظر : الأسرار 116/1 - 117.
فوالله لقد سمعت رسول الله يقول : «إنّ ابن الكاهليّة يُقتل مرتداً عن الإسلام». فقال لي علي - فيما بيني وبينه -: «صدق عثمان .. وذلك أنه يبايعني بعد قتل عثمان ، ثمّ ينكث بيعتي فيقتل مرتداً » .
وفي حلية الأولياء(1)، أنّه : كان للزبير ألف مملوك يردون (2) الخراج .. ما يدخل (3) بيته من خراجهم درهماً .. (4)
وكان له أربع نسوة ؛ فأصاب كلّ امرأة ألف ألف ومائتا ألف من تركته(5) ! !
وفي كتاب المجاوبة (6) : قال الشعبي : قال ابن الزبير لابن عبّاس : قاتلت
ص: 422
1- حلية الأولياء 90/1 ، وانظر الحديث الذي قبله ، إذ هو مقارب له .
2- في الحلية : يؤدون إليه ، وهو الظاهر.
3- في نسختي الأصل : يدخله، وهو خلاف الظاهر .
4- ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار 830/1 عن الأوزاعي ، أنه قال : كان للزبير ألف مملوك يؤدون الضريبة، لا يدخل بيت ماله منها درهم.. وباع داراً له بستمائة ألف درهم.. ثم قال : جاء عمرو بن جرموز بسيفه إلى علي رضي الله عنه [(علیه السّلام)] فأخذه، وقال : « أما والله لربّ كربة وكربة فرّجها صاحب هذا السيف عن وجه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) .
5- جاء أيضاً في حلية الأولياء 91/1 بإسناد آخر ، ولا يوجد ذيله ( من تركته ).
6- جاء اسم الكتاب في نسخة (ب) : المحاوبة ، وفي نسخة (ألف) : المجاوبة ، ولا نعرفه عنه شيئاً كما لم تضبط حروفه، ولعلّه كتاب المحاربة ؛ لمحمّد بن أحمد بن إبراهيم الصابوني.
أُمّ المؤمنين وحواري رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ؟ ! قال : فأما أُم المؤمنين .. فأنتَ أخرجتها وأبوك وخالك ! وبنا سمّيت أُمّ المؤمنين ، وكُنا لها خير بنين ، وقاتلت أنت وأبوك عليّاً (علیه السّلام)، فإن كان على مؤمناً .. فقد ضللتم (1) بقتالكم المؤمن ، وإن كان كافراً .. فقد بؤتم بسخط من الله بفراركم من الزحف (2).
وفي الفائق (3): أنّ الزبير كان يَقْعَص الخيل قعصاً بالرمح يوم الجمل، حتّى نَوَّه [ به ] (4) على صلوات الله عليه
يقعص [ يقال : قعصه ، وأقعصه ] .. أي قتله ذريعاً ..(5)
ص: 423
1- في نسختي الأصل : ظللتم، ولعلّها : ظلمتم ، وما أُثبت جاء في المصادر، وهو قد يكون موافقاً لما يقرأ في نسختي الأصل.
2- جاء الخبر في كشف الغمة 427/1 [ الطبعة القديمة، وفي الطبعة المترجمة 2/ 10 - 91 ] ، وكشف اليقين للعلامة الحلي له : 473 - 474 ، وهما نقلا الخبر عن الزبير بن بكار ، ونقل الخبر عن الشعبي في العقد الفريد 13/4 - 14 [ وفي طبعة دار الكتب العلمية ،98/4 ، وكذا 161/5 - 162]، ومروج الذهب 89/3 - 90 .. وغيرها .
3- الفائق 113/3. وراجع : غريب الحديث لابن قتيبة 447/2 ، والعقد الفريد 71/5[طبعة دار الكتب العلمية ] ، والنهاية لابن الأثير 88/4.. وغيرها .
4- في نسختي الأصل : بَوَهَ - بدون به - ویراد به شهره وعرفه .
5- وفي لسان العرب 78/7 القعص : القتل المعجل ، والقعص : الموت الوحي، ويأتي بمعنى القتل ، كما في كتاب العين 127/1.
نوّه [به ] (1).. أي عرفه (2).
وتظاهرت الروايات : أنه لمّا بارز ، دعاه أمير المؤمنين (علیه السّلام) وقال له : ما تذكر يوماً كنت مقبلاً بالمدينة تحدّثني ، إذ خرج رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فرآك معي وأنت تبسم إلي - فقال لك : « يا فعيل ! أتحبّ عليّاً ؟» فقلت : وكيف لا أحبّه وبيني وبينه من النسب والمودة في الله ما ليس لغيره ؟ !
فقال [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ]: « إنك ستقاتله وأنت ظلام له ! » ، فقلت : أعوذ بالله من ذلك (3) .
ص: 424
1- في نسختي الأصل : بوه .
2- مجمع البحرين 181/4 جاء في الحديث : اللهم اقعص الزبير بشر قتلة .. أي أمته بشر ميتة ، من القعص - بالفتح فالسكون : الموت الوحي، ومنه من مات قعصاً .. أي أصابته ضربة فمات.
3- نقل المصنّف (رحمه الله) في المناقب 340/2 [ وفي طبعة قم 154/3] وعنه في بحار الأنوار 172/32 - 173 ( باب 3) حدیث 132. قال : روى ابن مردويه في كتاب الفضائل من ثمانية طرق أن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قال للزبير : «أما تذكر يوماً ..» إلى آخر ما هنا ، ثم قال : وقد تظاهرت الروايات أنه قال (علیه السّلام) : «إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لك : يا زبير ! تقاتله ظلماً»، وضرب كتفك . قال : اللهم نعم ، قال : « أفجئت تقاتلني ؟ ! » . فقال : أعوذ بالله من ذلك .. ! ثم قال أمير المؤمنين (علیه السّلام) : دع هذا ! بايعتني طائعاً ، ثم جئت محارباً ، فما عدا مما بدا ؟ ! » . . فقال : لا جرم والله لا قاتلتك ..! أقول : روى الشيخ الطوسى (رحمه الله) في أماليه : 147 ( الجزء الخامس ) [ وفي الطبعة الحيدرية 136/1 - 137 ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 137 حديث 223]، وعنه في بحار الأنوار 204/32 - 205 ( باب (3) حدیث 158 ، باسناده: .. عن بكر بن عيسى . قال : لما اصطفّ الناس للحرب بالبصرة، خرج طلحة والزبير في صفّ أصحابهما، فنادئ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام) الزبير بن العوام ، فقال له : « يا أبا عبد الله ! ادْنُ منّي لأفضي إليك بسرّ عندي ..». فدنا منه حتى اختلفت أعناق فرسيهما ، فقال له أمير المؤمنين ا(علیه السلام) : « نشدتك الله ! إن ذكرتك شيئاً فذكرته أما تعترف به ؟!» . فقال : نعم . فقال: «أما تذكر يوماً كنتَ مقبلاً عليّ بالمدينة تحدّثني، إذ خرج رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فرآك معي وأنت تبتسم إليّ ، فقال لك : « يا زبير ! أتحب عليّاً ؟» فقلت : وكيف لا أحبّه وبيني وبينه من النسب والمودّة في الله ما ليس لغيره ؟ ! فقال : « إنك ستقاتله وأنت له ظالم». فقلتَ : أعوذ بالله من ذلك ..». فنكس الزبير رأسه، ثم قال : إنّي أُنْسِيتُ هذا المقام . فقال له أمير المؤمنين (علیه السّلام) : «دع هذا ؛ أفلست بايعتني طائعاً ؟!» . قال : بلى . قال : «أفوجدت منّي حدثاً يوجب مفارقتي ؟ » فسكت . ثم قال : لا جرم والله لا قاتلتك .. ورجع متوجهاً نحو البصرة ..
رواه الحافظ ابن مردويه في كتاب فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام) (1) من (2) ثمانمائة (3) طرق منها : عن قيس بن أبي حازم ، وابن عباس ..
ص: 425
1- هذا الكتاب مفقود بحسب علمنا ، وما طبع أخيراً بعنوانه ليس إلّا تجميعاً مما روي عن ذلك الكتاب .
2- كذا ؛ ولعله : عن ، بدلاً من : من .
3- كذا ؛ والظاهر : ثمانية ، كما في المناقب، ويشهد به لفظ ( طرق ).
ثم قال أمير المؤمنين : «دع هذا ؛ با يعتني طائعاً ثم جئتَ محارباً ..!! فما عدا ممّا بدا (1) ..؟!» . فقال : لا جرم - والله - لا أقا تلنّك(2).. ورجع متوجهاً نحو البصرة .
وفي حلية الأولياء (3) ، والواقدي(4)، وأبي مخنف (5) ، والطبري (6) ، والبلاذري (7) ...
ص: 426
1- الذي يقال : فما عدا عما بدا، انظر : نهج البلاغة 77/1، وفي مجمع الأمثال 296/1: مثل مشهور يضرب لكلّ من عرف الحق وانحاز لغيره. وانظر : بحار الأنوار 75/32.
2- كذا؛ والظاهر : أقاتلك .
3- حلية الأولياء ،91/1 ، وعن الحلية نقله المصنّف الله فى المناقب 340/2 [ طبعة النجف الأشرف ] ، وعنه في بحار الأنوار 173/32 ذیل حدیث 132.
4- لم نعثر على كتاب للواقدي نقل هذا المطلب .
5- لعله قصد كتاب الجمل لأبي مخنف وجاء فيه : 127 - 130.
6- تاريخ الطبري 509/4 [ طبعة الأعلمي 519/3 - 520 ] ، وقريب منه في تاريخ ابن الأثير 240/3. و راجع تاريخ دمشق 411/18 ، تهذیب ابن عساكر 364/5.. وغيرهما .
7- أنساب الأشراف 255/2 - 259 ، وفيه : فانصرف عنه [ أي أمير المؤمنين (علیه السّلام)] الزبير وقال : فإنّي لا أقاتلك ، ورجع إلى ابنه عبد الله بن الزبير . فقال : ما لي في هذا الحرب (من) بصيرة ، فقال : لا ولكنك جنبت عن لقاء علي ، حين رأيت راياته، فعرفت أن تحتها الموت [ وفي الكامل الموت الأحمر]. قال : إنّي قد حلفت له ألا أقاتله . قال : فكفر عن يمينك بعتق غلامك سرجس، فأعتقه ، وقام في الصف معهم .. إلى آخره .
.. قال عبد الرحمن بن أبي ليلى (1) : انصرف الزبير يوم الجمل عن علي (علیه السّلام) فلقيه ابنه عبد الله ، فقال : جُبناً .. جبناً .. !!
قال : يا بني ! قد علم الناس أنتي لست بجبان ، ولكن ذكرني على شيئاً سمعته من رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فحلفت أن لا أقاتله .
فقال : دونك غلامك (2) فلاناً ؛ فقد أعطيت ثمنه (3) ألفاً ، كفّارةً عن يمينك .. وكان اسمه : سرجس (4).
قال : فولّى (5) الزبير وهو يقول (6) :
[من البسيط ]
ص: 427
1- في نسختي الأصل أبي يعلى .
2- فى المناقب : غلامك فلان اعتقه كفارة ليمينك ..
3- في نسختي الأصل : سمه .. وأثبتنا ما احتملناه. وفي تاريخ دمشق 411/18: فلقد أعطيت له عشرين ألفاً كفارة ..
4- الكلمة غير منقوط في نسختي الأصل، وما أُثبت من المصادر .
5- في نسختي الأصل : قول.
6- ولاحظ : بحار الأنوار 198/32 ، وزاد عليه ستة أبيات، وباختلاف يسير في شرح نهج البلاغة 234/1، وزاد عليها بيت، وأيضاً في سير أعلام النبلاء 60/1، والبداية والنهاية 269/7 .. وغيرهما .
تركُ الأُمورِ الَّتِي أَحْشَى عَوَاقِبَها *** فِي اللَّهِ أَحْسَنُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الدِّينِ(1)
وفي رواية الواقدي (2) : أنه قالت أم الشرور : لا - والله - ولكنّك (3) خِفْتَ سيوف ابن أبي طالب ، أما إنها طوال حداد، تحملها سواعدُ (4) أنجاد، ولئن خفتها .. فلقد خافها الرجال من قبلك (5) .
ص: 428
1- ورواه السيد هاشم البحراني (رحمه الله) في حلية الأبرار 352/2 وفيه : [من البسيط ] ترك الأمور التي نخشى عواقبها *** لله أجمل في الدنيا وفي الدين راجع: تاریخ دمشق 411/18 ، تاريخ الإسلام 490/3 .. وغيرهما .
2- وقد أرسلها المصنّف (رحمه الله) في مناقبه 240/2 [ طبعة النجف ] ، وعنه في بحار الأنوار 174/32 ضمن حديث 132، ولاحظ : الإمامة والسياسة 92/1، والفتوح لابن أعثم 470/2 .. وغيرها .
3- في المناقب : بل ، بدلاً من : لكنّك .
4- كذا في المناقب، وفي نسختي الأصل : سواد، ولا معنى لها ، ولعلّها : سوار .
5- روى الشيخ لطبرسی (رحمه الله) في الاحتجاج 162/1 - 163 [ طبعة مشهد ]، وعنه في بحار الأنوار (198/32 (باب (3) ضمن حديث 148 ، قال : فاقبل الزبير على عائشة فقال : يا أمة ! ما لي في هذا بصيرة وإنتي منصرف .. فقالت عائشة : يا أبا عبد الله ! أفررت من سيوف ابن أبي طالب ؟ فقال : إنها - والله - طوال حداد، تحملها فتية أنجاد . وجاء كلام عائشة في شرح نهج البلاغة 167/2 هكذا : يا أبا عبد الله ! أظنّك فرقت سيوف ابن أبي طالب ، إنّها - والله - سيوف حداد ، معدّة للجلّاد ، تحملها فئة أنجاد، ولئن فرقتها .. لقد فرقها الرجال قبلك .. إلى آخره.
وقال عبد الله ابنه : لا والله ! ولكنّك رأيت الموت الأحمر (1) تحت رايات [ابن ] أبي طالب (2)..
قصرفه فعلة ، وأُمّ الشرور ، وعبد الله ابنه .
وفي رواية الطبري (3)..
ص: 429
1- في بحار الأنوار 249/3 ) باب (4) - : إنّ الموت الأحمر كناية عن الوباء. ثم قال : وقيل : الموت الأحمر إشارة إلى قتلهم بالسيف .. وهو المراد به هنا ومنهم من فسّره بالغرق، كما قاله العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 260/32، وقال: ويعبّر عنه غالباً عن القتل بالسيف وإراقة الدماء، بل سمّي الكفار أمير المؤمنين (علیه السّلام) يوم بدر ب: الموت الأحمر ؛ لعظم بلائه ونكايته ، وعن النهاية : هو القتل .
2- وفي رواية أمالي الشيخ الطوسی (رحمه الله) : 138 ذیل حدیث 223 [ طبعة مؤسسة البعثة، وفي الطبعة الحيدرية 137/1 ] ، وعنه في بحار الأنوار 205/32 ( باب 3) ذیل حدیث 158 جاء فيه : فقال له عبد الله : يا أبة ! جئت بهذين العسكرين العظيمين حتى إذا اصطفا للحرب قلت : أتركهما وأنصرف، فما تقول قريش غداً بالمدينة ؟ ! الله الله يا أبت ! لا تشمت الأعداء ، ولا تشين نفسك بالهزيمة قبل القتل . قال : يا بني ! ما اصنع وقد حلفت له بالله لا أقاتله ؟ قاله له : فكفّر عن يمينك ولا تفسد أمرنا . فقال الزبير : عبدي مكحول حرّ لوجه الله كفارة ليميني . ثم عاد معهم للقتال !! وراجع : شرح نهج البلاغة للمعتزلي ،166/2 ، بشارة المصطفى : 379 - 381 ( الجزء الثامن ) حديث 22 [ طبعة جماعة المدرسين ، وفي الطبعة الحيدرية : 232] .
3- تاريخ الطبري 502/4 [ طبعة الأعلمي بيروت 514/4] نقلاً بالمعنى مختصراً . وفيه : فدعا بغلام له يقال له : محكول، فأعتقه .
والواقدي : وقال : أعتقت عبدي(1) مكحولاً لوجه الله كفّارةً ليميني .. ثمّ عاد معهم إلى القتال ..
فقال همّام الثقفي ( شعر ) (2) :[ من الطويل ]
أَيَعْتِقُ مَكْحُولاً ويَعْصِي نَبِيَّه *** لَقَدْ تاهَ عَن قَصدِ (3) الهُدَى ثَمَّ عَوَّقُ (4)
أَيَنْوِي بِهذا الصِّدْقَ والبِرَّ والتُّقَى *** سَيَعْلَمُ يَوْماً مَنْ يَبَرُّ وَيَصْدُقُ
لشتّا [ نَ] ما بَيْنَ الضَّلالَةِ والهُدَى *** وَسِيَّانِ (5) مَنْ يَعْصِى الإله (6) ويُعْتِقُ
ص: 430
1- في نسختي الأصل تقديم وتأخير في العبارة؛ إذ جاء فيها : عبدي عتقت ..
2- جاء في الأمالي للشیخ (رحمه الله) 137/1 - 138 [الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 137 ذيل حديث 223 ]، وعنه في بحار الأنوار 204/32 - 205 حديث 158 ، كما جاء في بشارة المصطفى : 380 حدیث 22 [ طبعة جماعة المدرسين ، وفي الحيدرية : 232 ]. وروى المصنف (رحمه الله) في المناقب 182/3 بيتين من هذه القصيدة - الأول والثالث - عن كتاب نزهة الأبصار ، عن ابن مهدي .. وعنه في بحار الأنوار 173/32 ( باب 3) حدیث 132.
3- تقرأ في نسخة (ب): فصل .
4- في نسختي الأصل : ثمَّ عرقوا.
5- في المناقب والأمالي : وشتان، بدلاً من : وسيان .
6- في البشارة والأمالي : النبي.
[وَمَن هُوَ فِي ذَاتِ الإلَهِ مُشمّر *** يُكَبِّرُ بَراً رَبَّه ويُصَدِّقُ ](1)
أَفِي الحَقِّ أَن يَعْصِي النَّبِيَّ سَفَاهَةٌ *** وَيَعْتِقُ عَنْ عِصْيانِهِ وَيُطَلِّقُ ؟
کدافِق (2) ماءٍ لِلسَّرابِ يَؤُمُّهُ *** ألا في ضَلالٍ ما يُصَبُّ ويُدْفَقُ
وقال عبد الرحمن بن سليمان التيمي (3): [من الرجز ]
لَمْ أَرَ كَاليَوْمِ (4) أَخا (5) إِخْوانِ *** أَعْجَبَ مِن مُكَفِّرِ الأَيْمَانِ (6)
بالعِتْقِ فِي مَعْصِيَةِ الرَّحْمَنِ
وقال آخر : [ من الرجز ]
ص: 431
1- البيت مزيد من أمالي الشيخ (رحمه الله) .
2- الكلمة مشوّشة في نسخة (ب) تقرأ : لدافق ، وفي نسخة (ألف) : كذافق .
3- كما جاء في تاريخ الطبري 502/4 ، والكامل في التاريخ 240/3 ، والأغاني 60/18 [ وفي طبعة 297/18 - 298 ] .. وغيرها .
4- في نسختي الأصل : كالنوم، ولا معنى له .
5- في نسختي الأصل : أبا ، وماهنا هو الصحيح .
6- في نسختي الأصل : يكفر بالإيمان .
يا عَجَباً مِنَ الفُعَيْلِ (1) دِينِهِ (2) *** كَفَّارةً للهِ عَنْ يَمِينِهِ
والنَّكْتُ قَدْ لَاحَ عَلَى جَبِينِهِ
وفي خبر ؛ أنّه قال لعلي (علیه السّلام): كيف أرجع الآن ؟ إنه لهو العار ! قال : «ارجع بالعار قبل أن يجتمع عليك العار والنار » (3).
ص: 432
1- في نسخة (ألف) : الفضيل، وهو غلط ، ويراد منه الكناية عن الزبير . انظر: الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 90/3 - 91.
2- قد جاء صدر البيت في تاريخ الطبري 502/4 هكذا : يعتق مكحولاً لصون دينه .
3- جاء في نهج البلاغة 11/3 - 112 المختار (52) من باب الكتب، وعنه في بحار الأنوار 135/32 - 136 ( باب (1) حدیث 111 : ومن كتاب له (علیه السّلام) إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعي، ذكره أبو جعفر الإسكافي في كتاب المقامات : « أما بعد ؛ فقد علمتما - وإن كتمتما - إنّي لم أرد الناس حتى أرادوني ، ولم أبا يعهم حتى بايعوني، وإنكما ممّن أرادني وبايعني ، وإنّ العامة لم تبايعني لسلطان غالب، ولا لحرص حاضر ؛ فإن كنتما بايعتماني طائعين .. فارجعا وتوبا إلى الله من قريب، وإن كنتما بايعتماني كارهين .. فقد جعلتما لي عليكما السبيل بإظهار كما الطاعة وإسراركما المعصية ، ولعمري ما كنتما بأحق المهاجرين بالتقيّة والكتمان ، وإن دفعكما هذا الأمر قبل أن تدخلا فيه كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقراركما به .. وقد زعمتما أنتي قتلت عثمان .. فبيني وبينكما من تخلف عني وعنكما من أهل المدينة ، ثمّ يلزم كل امرئ بقدر ما احتمل .. فارجعا - أيها الشيخان ! - عن رأيكما، فإنّ الآن أعظم أمركما العار من قبل أن يجتمع العار والنار، والسلام». ولاحظ ما جاء في نهج البلاغة في المختار (6) من كلام له (علیه السّلام) لما أشير عليه بأن لا يتبع طلحة والزبير ولا يرصد [خ . ل : يصدر ] لهما القتال، وعنه في بحار الأنوار 135/32 ( باب 1) حدیث 110 .
قال : كيف أدخل النار وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم [لى] بالجنة !! [قال: «متى ؟ » قال : ] رواه عثمان ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عشرة في الجنّة .. حتى عد تسعة ، قال : « فمن العاشر ؟ » قال : أنت ! قال: «أمّا أنت(1) فقد شهدت(2) لي بالجنّة ، وأما أنا فلك ولأصحابك من الجاحدين .. ولقد حدثني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي : « تسعة (3) ممن ذكرتم في تابوت من النار في الدرك الأسفل من الجحيم، على ذلك التابوت صخرة ، إذا أراد الله عذاب أهل الجحيم رفعت تلك الصخرة ..»
قال : فرجع الفعيل [وهو يبكي ](4) ، وهو يقول (5):
[من البسيط ]
ص: 433
1- في نسختي الأصل أنتم .
2- ولعلّها : أما أنتم فقد شهدتم ..
3- في الكفاية : سبعة ، وفي الاحتجاج : والله إنّ بعض من سمّيته ..
4- ما بين المعكوفين من الاحتجاج.
5- كما جاء في كفاية الأثر : 115 - 116 [ وفي الطبعة المحققة : 314 - 315]، وعنه في بحار الأنوار 324/36 - 326 ( باب (41) حدیث 182 - حيث قد أورد القصة كاملة مع اختصار في اللفظ مع الأبيات، وباختلاف كثير جاءت الواقعة والأبيات في الاحتجاج 162/1 [طبعة النجف ( النعمان) 237/1]، وعنه في بحار الأنوار 197/32 - 199 ( باب 3) حديث 147 و 148، وسنتعرّض لبعض الفروق.
تَرْكُ الأُمور التي تُخْشَى عَواقِبُها *** للَّهِ أَجمَلُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الدِّينِ] (1)
نادَى عَلِيُّ بِأَمْرٍ لَسْتُ أُنْكِرُه (2) *** قَدْ كانَ عَمْر أَبيكَ الخَيْرَ مُذْ حِينِ (3)
فَقُلْتُ : حَسْبُكَ مِن لَوْمِي (4) أَبا حَسَنٍ *** فَدُونَ ما قُلْتَ عَنْهُ (5) اليَوْمَ يَكْفِينِي
ص: 434
1- هذا البيت مزيد من الاحتجاج ولم يرد في كفاية الأثر ولا غيره . وقد جاء البيت - والأربعة التي بعده - في الوافي بالوفيات 122/14 مع اختلاف يسير، وجاء البيت وحده في الفتوح 471/2 ، وجاء الأبيات عدا الثالث والخامس في مناقب الخوارزمي : 180 ، وجاء الأول والرابع في الشافي 323/4.
2- في كفاية الأثر للخزاز القمي (رحمه الله) وبحار الأنوار: أجهله، بدلاً من أنكره، وفي 2 بحار الأنوار عن الاحتجاج وفي بعض طبعاته أذكره، وما جاء في الاحتجاج : بأمر كنت أعرفه .
3- كذا تقرأ الكلمتان في نسخة (ألف)، وهي مطموسة في نسخة (ب)، ولا نعرف لها معنى مناسباً، وقد تقرأ: الخير مذحين، وفي بحار الأنوار عن كفاية الأثر : قد كان عمر أبيك الحق مذ [ من ] حين ، وفي الاحتجاج : إذ كان عمر أبيك الخير .
4- في الاحتجاج وعنه بحار الأنوار : من عذل .
5- في بحار الأنوار عن الكفاية : فبعض ما قلته اليوم يكفيني، وعليه نسخة بدل : فإنَّ بعض الذي قد قلت يكفيني .. وقد جاء في بعض طبعات الاحتجاج : بعض الذي قلت هذا اليوم يكفيني ، وعنه في بحار الأنوار : فبعض ما قلته ذا اليوم يكفيني .
فَاخْتَرْتُ عاراً (1) على نارٍ مُؤَجَّجَةٍ *** أَنَّى يَقُومُ بِها (2) خَلْقَ مِنَ الطِّينِ ؟
فَاليَوْمَ أَرْجِعُ مِنْ غَيٌّ إِلَى رَشَدٍ *** وَمِنْ مُغالَظة البغضا إلى اللّين (3)
نُبِّئت (4) فَعْلَةَ وَسُطَ النَّقْعِ مُنْجَدِلا (5)*** مأوى الضُّيُوفِ (6) وَمَأْوَىٰ كُلِّ مِسْكِين (7)
ص: 435
1- في نسختي الأصل : ناراً ، والمثبت هو الصواب، عن بحار الأنوار والكفاية والاحتجاج.
2- في الاحتجاج وعنه بحار الأنوار : ما أن يقوم لها، وفي بعض طبعات الاحتجاج : أنتى يقوم لها خلق .. وعنه في بحار الأنوار : ما إن يقوم لها خلق .. وفي الكفاية المحققه : أنّى يقوم لها خلق من الطين .
3- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : الدين، وفي بحار الأنوار عن كفاية الأثر للخزاز القمي (رحمه الله) : اللين، بدلاً من : الدين، وفي الطبعة القديمة من الكفاية : ومن مغالطة البغضا إلى اللين، ولم يذكر في الكفاية وعنه في بحار الأنوار ثلاث من هذه الأبيات الأربعة، ولم يرد هذا البيت في الاحتجاج وبحار الأنوار، وأثبتنا البيت مطابقاً لما جاء في الكفاية المحققة.
4- تقرأ في نسختي الأصل : ست ، ويحتمل كونها : بينت ، وأثبت أحد محتملات قراءتها .
5- في نسختي الأصل : منخذلا .
6- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : لصوف .
7- كذا في المصدر، إلّا أنّ في بعض طبعات الاحتجاج البيت، وعنه في البحار هكذا : [من البسيط ] أخاك طلحة وسط القوم منجدلاً *** ركن الضعيف ومأوى كل مسكين والظاهر أنّها : أخال طلحة ..
قَدْ كُنْتُ أَنْصُرُهُ يَوْماً ويَنْصُرُني (1) *** فى النَّائِباتِ وَيُرمى مَن يُراميني(2)
حَتَّىٰ قُتِلْنَا بِأَمْرٍ ضَاقَ مَصْدَرُهُ (3) *** فَأَصْبَحَ اليَوْمَ ما يَعْنِيهِ يَعْنِيني
وروي (4) أنه قيل لأمير المؤمنين(علیه السّلام) : إنّه قد رجع .. فقال : «دعوه ؛ فإنّ الشيخ محمول عليه » ..(5)
ثم حمل علي (علیه السّلام) على بني ضبة ، فما رأيتهم إِلَّا ( كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ .. ﴾ (6).
ص: 436
1- صدر البيت في بحار الأنوار عن الاحتجاج : قد كنت أنصر أحياناً وينصرني ..
2- الكلمات الثلاث مشوّشة في نسختي الأصل، تقرأ ويومي من نياميني ، وجاء العجز في الاحتجاج : في النائبات ويرمي من يراميني .
3- كذا ؛ ولعلّها : بلينا ، وقد جاءت الكلمة في الاحتجاج وبحار الأنوار : ابتلينا .
4- وأورده المصنف (رحمه الله) في مناقبه 341/2 [ طبعة النجف ] ( ما ظهر منه (علیه السّلام) في حرب الجمل) ، وعنه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحاره 174/32 ( باب 3) ذیل حدیث 132.
5- قال في تاريخ اليعقوبي :183/2 : وأخذ الرمح وحمل على أصحاب علي، فقال علي: «أخرجوا للشيخ، إنه منحرج».
6- سورة إبراهيم (14) : 18 .. ورواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 343/2 [ طبعة النجف ]، وعنه في بحار الأنوار (178/32 ( باب (3) ذیل حدیث 132، ولاحظ صفحات : 336 - 337 من ذلك المجلد . وجاء أيضاً في كفاية الأثر : 116.. وغيره.
ثم انصرف الزبير ، فتبعه عمرو بن جرموز ، وقتله وحزّ رأسه (1) ، وجاء إلى باب أمير المؤمنين (علیه السّلام) فأخبر بذلك ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ يقول :] بَشِّر قاتل ابن صفية بالنار » ، فلما سمع الرجل ذلك رمى بالرأس قائلاً (2):
[ من المتقارب ]
أَتيتُ عَلِيّاً بِرَأْسِ (3) الزُّبَيْرِ *** وَكُنْتُ أُرَبِّي بِهِ الزُّلْفَة
فَبَشَّرَ بِالنَّارِ قَبْلَ العِيانِ *** فَبِثْسَتْ بِشَارَةُ ذِي التَّحْفَة (4)
فَسِيَّانِ عِنْدِيَ قَتْلُ الزُّبَيْرِ *** وضَرْطَةُ عَنْزِ بِذِي (5) الجُحْفَةٌ (6)
ص: 437
1- في المناقب وبحار الأنوار : وجزّ رأسه وأتى به إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام).
2- لاحظ : الجمل لابن شدقم : 136 - 138، وعمدة القاري للعيني 50/15 ، وكتاب الأوائل للطبراني : 54 ، الاستيعاب لابن عبد البر 515/2 - 516 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 235/1 - 236.. وغيرها.
3- في نسختي الأصل : برامي .
4- في نسختي الأصل السخعة .
5- في نسختي الأصل : غزيدي.
6- وقريب ممّا هنا جاء في هامش الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 167/5 - 169 (باب 31) ذیل حدیث 41 ، فراجع . أقول : وروى نصر بن مزاحم كما حكاه الشيخ الطبرسي (رحمه الله) في الاحتجاج 238/1 - 239 [ طبعة النجف ، وفي طبعة دار النعمان 163/1]، وعنه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار (19932 ( باب (3) ذيل حديث 148 :.. ثم خرج [الزبير ] راجعاً ، فمرّ بوادي السباع - وفيه الأحنف بن قيس قد اعتزل في بني تميم فأخبر الأحنف بانصرافه ، فقال : ما أصنع به إن كان الزبير لفّ بين غارين [ألقى بين غارتين ] من المسلمين ، وقتل أحدهما بالآخر، ثمّ هو يريد اللحاق بأهله ... فسمعه ابن جرموز، فخرج هو ورجلان معه - وقد كان لحق بالزبير رجل من كلب [كليب ] ومعه غلامه - فلمّا أشرف ابن جرموز و صاحباه على الزبير، حرّك الرجلان رواحلهما وخلّفا الزبير وحده ، فقال لهما الزبير : ما لكما ؟ هم ثلاثة ونحن ثلاثة .. فلما أقبل ابن جرموز ، قال له الزبير : إليك عنّي .. فقال ابن جرموز : يا أبا عبد الله ! إنني جئتك أسألك [لأسألك ] عن أمور الناس ، قال : تركت الناس [ على الركب ] يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف ، قال : ابن جرموز : [ يا أبا عبد الله ] أخبرني عن أشياء أسألك عنها ، قال : هات . قال : أخبرني عن خذلك عثمان، وعن بيعتك عليّاً، بيعتك عليّاً ، وعن نقضك بيعته ، وعن إخراجك أُمّ المؤمنين ، وعن صلاتك خلف ابنك ، وعن هذه الحرب الذي جنيتها، وعن لحوقك بأهلك. قال : أما خذلي عثمان ؛ فأمر قدّم الله فيه الخطيئة وأخر فيه التوبة ...! وأمّا بيعتي عليّاً ؛ فلم أجد منها بداً ؛ إذ بايعه المهاجرون والأنصار .. وأما نقضي بيعته ؛ فإنّما بايعته بيدي دون قلبي. وأما إخراجي أُمّ المؤمنين ؛ فأردنا أمراً وأراد الله [ أمراً ] غيره . وأما صلاتي خلف ابني ؛ فإنّ خالته قدّمته ! فتنحى ابن جرموز ، وقال : قتلني الله إن لم أقتلك . وقال السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي 331/4 - ونقله عنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحاره 334/32 - 335 - : وقد روى الواقدي : أنّ ابن جرموز لما قتل الزبير نزل فاجتز رأسه ، وأخذ سيفه، ثمّ أقبل حتى وقف على باب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وقال : أنا رسول الأحنف .. فتلا عليه هذه الآية: ﴿ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ .. ﴾ [سورة النساء (4): 141] فقال : هذا رأس الزبير وسيفه وأنا قاتله . فتناول أمیر المؤمنین (علیه السّلام) سيفه ، وقال : «طالما جلا به الكرب عن وجه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، ولكن الحين والمصارع السوء». ولو كان تائباً ما كان مصرعه مصرع سوء لا سيما وقد قتله غادراً به .. وهذه شهادة لو كان تائباً مقلعاً عما كان عليه . وراجع : تنزيه الأنبياء (علیهم السّلام): 158 ، وشرح نهج البلاغة 235/1 - 236.. وغيرهما.
قال علماؤنا (1) : للخبر تأويل كثير ؛ وذلك أنه لم يكن قتله له تديناً ،
ص: 439
1- قال في الفصول المختارة : 145 : ثم انحدر به إلى أمیر المؤمنین (علیه السّلام) متقرباً به إليه صلوات الله عليه، يريد الخروج بذلك عما صنع في قتاله وقتل أصحابه، ولم يك قتله تديناً ، ولا على بصيرة من أمره ، وكان ذلك معلوماً لأمير المؤمنين (علیه السّلام) بما أنبأه به الرسول (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ؛ فلأجل ذلك خبر بأنّه من أهل النار .. إلى آخره. وقبل هذا جاء فيه - صفحة : 144 - : على أنّ قصة ابن جرموز في قتل الزبير والمعنى الذي وجب له به النار معروف عند من سمع الأخبار، غیر مختلف فيه بيننقلة السير والآثار .. وذلك أنّ ابن جرموز كان يوم الجمل مع عائشة في نفر من بني سعد، فقتل من أصحاب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) جماعة ، فلما رأى الدائرة على أصحاب الجمل لحق بالأحنف بن قيس - وهو بالجلحاء على فرسخين من البصرة - معتزلاً للقتال، فجاء رجل إلى الأحنف فأسر إليه .. إلى آخره.
ولا على بصيرة من آخرة (1) ، وكان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) أمر أن لا يتبعوا مدبراً، ولا يجهزوا على جريح (2).. ويمكن أن يعلم شقاوة قاتله في قتله ، لا على أن (3) قتله ، وأنّه كان من أصحاب الجمل .. فلما رأى الدائرة عليهم .. لحق بالأحنف معتزلاً (4)للقتال، فجاء [رجل ف] أَسَرَّه(5) إلى الأحنف أن الفعيل بوادي السباع ..
فقال الأحنف رافعاً صوته : ما عسيت أن أصنع بالفعيل إن كان بوادي السباع .. ؟! ثمّ إنّه خرج على [أمير] المؤمنين (صلوات الله عليه وآله ) مع الخوارج (6)، فقتل .
ص: 440
1- كذا ؛ ولعلّه : من آخرته ، أو أمره.
2- الكلمة فى نسختي الأصل مصحفة : ولا يجيزوا على صريح .
3- كذا ؛ والظاهر : أنّه .
4- كذا ؛ والظاهر : أنّه .
5- في نسخة (ألف): أسي .
6- جاء في احتجاجات الإمام أبي الحسن علي الهادي النقي صلوات الله عليه في مسائل يحيى بن أكثم، وهي مفصلة أوردها في تحف العقول : 476 - 481 ، ومثله في الاختصاص : 91 ، ورواه عنهما العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 386/10 - 390 ( باب 23) حدیث 1. ومن مسائله مسألته عن قول علي (علیه السّلام) لابن جرموز : «بشّر قاتل ابن صفية بالنار». فلم لم يقتله وهو امام ؟ ! قال : وأخبرني عن علي (علیه السّلام) لم قتل أهل صفّين وأمر بذلك مقبلين ومدبرين، وأجاز على الجرحى، وكان حكمه يوم الجمل أنه لم يقتل مولّياً، ولم يجز على جريح ، ولم يأمر بذلك ، وقال : « من دخل داره فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن» لم فعل ذلك ؟ ! فإن كان الحكم الأوّل صواباً فالثاني خطأ. وأجاب عنه (علیه السّلام)- كما في بحار الأنوار 390/10 ( باب 23) ذیل حدیث 1 - بقوله : « وأما قول علي (علیه السّلام): « بشر قاتل ابن صفية بالنار» فهو لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن خرج يوم النهر [النهروان ] فلم يقتله أمير المؤمنين (علیه السّلام) بالبصرة ؛ لأنه علم أنّه يقتل في فتنة النهروان . وأما قولك : إنّ عليّاً [ (علیه السّلام)] قتل أهل صفين مقبلين ومدبرين وأجاز على جريحهم، وإنّه يوم الجمل لم يتبع مولّياً ولم يجز على جريح، ومن ألقى سلاحه آمنه ، ومن دخل داره آمنه .. فإنّ أهل الجمل قتل إمامهم ، ولم تكن لهم فئة يرجعون إليها ، وإنما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين، رضوا بالكفّ عنه [ عنهم ] فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم والكفّ عن أذاهم ؛ إذ لم يطلبوا عليه أعواناً ... وأهل صفّين ؛ كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة، وإمام يجمع لهم السلاح والدروع والرماح والسيوف .. ويُسني لهم العطاء ، ويهيّىء لهم الأنزال، ويعود مريضهم، ويجبر كسيرهم، ويداوي جريحهم ، ويحمل ،راجلهم ، ويكسو حاسرهم ، ويردّهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم ؛ فلم يساو بين الفريقين من الحكم لما عرف الحكم في قتال أهل التوحيد، لكنّه شرح ذلك لهم، فمن رغب عرض على السيف أو يتوب من ذلك ...».
وإن حاله حال قزمان (1) ؛ قتل في يوم أحد سبعة من المشركين (2)، وأثبتته الجراح ، فأُخبر بذلك رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] .. ومَدَحُوهُ، فقال: «إنّه من أهل النار..»، فكان الناس يبشرونه بالجنّة ، فقال : بِمَ تبشرونني ؟! والله ما قاتلتُ إلا [لأ ] حساب قومي .. فلما اشتدّ عليه الألم حبا (3) إلى كنانته ، فأخذ منها مشقصاً فقتل نفسه (4).
ص: 442
1- تقرأ في نسختي الأصل : خاله خال قرمان، ولا شك في وقوع التصحيف في هذه العبارة.
2- تقرأ في نسختي الأصل : ببيعة من المشركين، ولا يخفى ما فيها من الغلط والتصحيف .
3- تقرأ في نسختي الأصل : حبسا .
4- وحاصل الواقعة ما أورده لطبرسی (رحمه الله) في أعلام الورى : 53 [الطبعة الاولى، وفي طبعة : 84 - 85 ، وفي الطبعة المحققة 182/1 - 183] ، وعنه في بحار الأنوار 98/20 ( باب 12 غزوة أُحد) ذيل حديث 28 عن إعلام الورى . قال أبان : وحدثني أبو بصير ، عن أبي جعفر قال : ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه يقال له : قُزمان ؛ بحسن معونته لإخوانه، وذكوه ، فقال (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « إنه من أهل النار» فأتى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وقيل : أنّ قزمان استشهد ! فقال : « يفعل الله ما يشاء»، ، ثمّ أتي فقيل : إنّه قتل نفسه ، فقال : « أشهد أني رسول الله » . قال : وكان قزمان قاتل قتالاً شديداً ، وقتل من المشركين ستة أو سبعة ، فأثبتته الجراح فاحتمل إلى دور بني ظفر فقال له المسلمون : أبشر يا قزمان فقد أبليت اليوم .. فقال : بم تبشروني ؟ فوالله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي ، ولولا ذلك ما قاتلت ... فلمّا اشتدت عليه الجراحة جاء إلى كنانته فأخذ منها مشقصاً فقتل به نفسه .. ! راجع : الفصول المختارة : 145 - 146 ، الشافي في الإمامة 349/4 - 350، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 260/14 - 261 ، الإصابة لابن حجر العسقلاني 335/5 - 336 .. وغيرها .
البلاذري في تاريخه (1) ؛ عن جويرية بن أسماء ، قال : لما ولى الزبير ، اعترضه عمار بن ياسر [قائلاً : ] إلى أين يا أبا عبد الله ..؟! والله ما أنت بجبان ولكنني أحسبك (2) شككتَ ، فقال : هو ذاك .
الشكّ يدلّ على خلاف التوبة ، وإن كان تائباً لقال : ما شككت ..(3)
ص: 443
1- أنساب الأشراف 259/2 باختلاف يسير عما جاء في المتن ، وعنه حكاه في بحار الأنوار 335/32 - 336 ( الباب الثامن ( حديث 338، بإسناده ... عن جويرية بن أسماء أنّه قال : بلغني إنّ الزبير حين ولّى ولم يكن بسط يده بسيف ، اعترضه عمّار بن ياسر بالرمح، وقال: أين يا أبا عبد الله ؟ ! والله ما أنت بجبان .. ولكنّي أحسبك شككت ! قال : هو ذلك .. ومضى حتى نزل بوادي السباع، فقتله ابن جرموز .. إلى هنا ما نقله البلاذري .
2- في نسختي الأصل : أحسب ، والصحيح ما أثبت ، كما في المصادر .
3- قال السيد المرتضى (رحمه الله) فى الشافي 332/4 - 333 ، ونقله العلامة المجلسی (رحمه الله) : واعترافه بالشك يدلّ على خلاف التوبة ؛ لأنّه لو كان تائباً لقال له في الجواب : ما شككت ؛ بل تحققت إنّك وصاحبك على الحق وأنا على الباطل، وقد ندمت على ما كان مني .. وأي توبة لشاك غير متحقق ؟! فهذه الأخبار وما شاكلها تعارض أخبارهم - لو كان لها ظاهر يشهد بالتوبة - وإذا تعارضت الأخبار في التوبة والإصرار سقط الجميع ، وتمسكنا بما كنا عليه من [ الكلام في ] أحكام فسقهم وعظيم ذنبهم . وليس لهم أن يقولوا : إنّ كلّ ما رويتموه من طريق الآحاد ؛ وذلك أنّ جميع أخبارهم بهذه المثابة ، وكثير ممّا رويناه أظهر ممّا رووه وأفشى ، فإن كان من طريق الآحاد فالأمران سيّان . وأما توبة طلحة ؛ فالأمر فيها أضيق على المخالف من الكلام في توبة الزبير، لأنّ طلحة قتل بين الصفّين وهو مباشر للحرب، مجتهد فيها، ولم يرجع عنها حتى أصابه السهم وأتى على نفسه .. وادّعاء توبة مثل هذا مكابرة .. وراجع : الاقتصاد للشيخ الطوسی (رحمه الله) : 361 ، والذخيرة في علم الكلام : 497 ..
البلاذري في كتابه (1) : أن معاوية كاتب الزبير : أن أقبل إلى حتى أبا يعك ومن يحضرني !!
قال المرتضى : فإنه رجع بعد اليأس (2) من الظفر لأجل هذا (3).
وجرى عند معاوية ذكر علي (علیه السّلام) والزبير، فترحم على الزبير، فقال أبو سعيد بن عقيل : دع عنك عليّاً والزبير .. ! إنّ عليّاً دعا إلى أمر .. فاتبع وكان فيه رأساً ، ودعا الزبير إلى أمر كان الرأس فيه امرأة ، فلما تراءت الفئتان نكص الزبير على عقبيه وأدبر منهزماً - قبل أن يظهر الحق فيأخذه،
ص: 444
1- أنساب الأشراف 257/2 حدیث 321 ، وعنه في الشافي 334/4.
2- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل، أثبتنا ما استظهرناه منها، ولعلّها تقرأ : النكس .
3- في الشافي : فلعله رجع لهذا ولأنّه أيس من الظفر .
أو يدحض (1) الباطل فيتركه - فأدركه [ رجل ] مثل بعض أعضائه ، فضرب (2) عنقه ، وأخذ سلبه وجاء برأسه ، ومضى علي (علیه السّلام) قدماً كعادته مع ابن عمه ونبيّه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) (3)...
ص: 445
1- الكلمة مشوّشة ، وتقرأ في نسختي الأصل : يترخّص .
2- كذا ؛ وفي شرح نهج البلاغة 19/11 : فأدركه رجل لو قيس ببعض أعضائه لكان أصغر ، فضرب.
3- يحلو لي هنا أن أختم هذا الفصل بما أورده ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على النهج 178/5 253/17 - 256 ] ، وقد حكاه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 92/33 - 9 ( الباب السابع عشر ) ذیل حدیث 402 ، وفيه سقط ! حيث قال - بعد أن أجمل (علیه السّلام) في الجواب - : فأما الجواب المفصل، فإن يقال : إنّ طلحة والزبير قتلا أنفسهما ببغيهما ونكثهما ، ولو استقاما على الطريقة لسلما، ومن قتله الحق فدمه هدر.. ثم قال : وأما الوعد لهما بالجنّة ؛ فمشروط بسلامة العاقبة، والكلام في سلامتهما، وإذا ثبت توبتهما فقد صح الوعد لهما وتحقق . و [ أما ] قوله : «بشّر قاتل ابن صفية بالنار» فقد أُختلف فيه ؛ فقال قوم من أرباب السير وعلماء الحديث : هو كلام أمير المؤمنين [(علیه السّلام) ] غير مرفوع، وقوم منهم جعلوه مرفوعاً. وعلى كل حال ؛ فهو حق ؛ لأنّ ابن جرموز قتله مولّياً خارجاً من الصف، مفارقاً للحرب، فقد قتله على توبة وإنابة ورجوع عن الباطل، وقاتل مَنْ هذه حاله فاسق مستحق للنار .. وأما عائشة ... والذي جرى لها كان خطأ منها ؛ فأي ذنب لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) في ذلك ..؟! ولو أقامت في منزلها لم تبتذل بين الأعراب وأهل الكوفة .. على أن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) أكرمها وصانها وعظم من شأنها ... ولو كانت فعلت بعمر ما فعلت وشقت عصا الأمة عليه، ثمّ ظفر بها .. لقتلها ومزّقها إربا إرباً .. ولكن عليّاً (علیه السّلام) كان حليماً كريماً . وأما قوله : لو عاش رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) - فبربّك - هل كان يرضى لك أن تؤذى حليلته ..؟ فلعلي (علیه السّلام) أن يقلب الكلام عليه ، فيقول : أفتراه لو عاش ، أكان يرضى لحليلته أن تؤذي أخاه ووصيه .. ؟ ! وأيضاً ؛ أتراه لو عاش ، أكان يرضي لك -يا ابن أبي سفيان ! - أن تنازع عليّاً الخلافة وتفرّق جماعة هذه الأمة .. ؟ ! وأيضاً ؛ أتراه لو عاش ، أكان يرضي لطلحة والزبير أن يبايعا ، ثم ينكثا لا لسبب، بل قالا : جئنا نطلب الدراهم، فقد قيل لنا إنّ بالبصرة أموالاً كثيرة ... هذا كلام يقوله مثلهما . فأما قوله : تركت دار الهجرة .. فلا عيب عليه ؛ إذا انتقضت عليه أطراف الإسلام بالبغي والفساد أن يخرج من المدينة إليها ويهذب أهلها ، وليس كلّ من خرج من المدينة خبيثاً [ خبثاً ] ، فقد خرج عنها عمر مراراً إلى الشام . ثم لعلي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أن يقلب عليه الكلام فيقول له : وأنت يا معاوية ! فقد نفتك المدينة أيضاً عنها ، فأنت إذاً خبيت [ خبيث ] وكذلك طلحة والزبير وعائشة الذين تتعصب لهم وتحتجّ على الناس بهم .. ! وقد خرج عن المدينة الصالحون ؛ كابن مسعود، وأبي ذر .. وغيرهما وماتوا في بلاد نائية عنها . وأما قوله : بعدت عن حرمة [ بركة ] الحرمين ومجاورة قبر رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) .. فكلام إقناعي ضعيف، والواجب على الإمام أن يقدّم الأهم فالأهم من مصالح الإسلام، وتقديم قتال أهل البغي على المقام بين [في ] الحرمين أولى. فأما ما ذكره من خذلانه عثمان ، وشماتته به ، ودعائه [ وإكراه ] الناس بعد قتله إلى نفسه ، وإكراهه طلحة والزبير وغيرهما على بيعته .. ؛ فكله دعوى، والأمر بخلافها، ومن نظر كتب السير عرف إنّه قد بهته وادعى عليه ما لم يقع منه . وأما قوله : التويت على أبي بكر وعمر وقعدت عنهما، وحاولت الخلافة بعد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ؛ فإن عليّاً (علیه السّلام) لم يكن يجحد ذلك ولا ينكره، ولا ريب أنه كان يدعي الأمر بعد وفاة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لنفسه على الجملة ؛ إما للنصّ ؛ كما تقوله الشيعة ، أو لأمر آخر كما يقوله أصحابنا . فأما قوله : لو وليتها حينئذ لفسد الأمر واضطرب الإسلام .. فهذا علم غيب لا يعلمه إلا الله ! ولعله لو وليها حينئذٍ لاستقام الأمر وصلح الإسلام وتمهد ؛ فإنّه ما وقع الإضطراب عند ولايته بعد عثمان إلا لأنّ أمره هان عندهم بتأخره عن الخلافة، وتقدّم غيره عليه، فصغر شأنه في النفوس، وقرّر من تقدمه في قلوب الناس : إنّه لا يصلح لها كلّ الصلاحية .. والناس على ما يحصل في نفوسهم ، ولو كان وليها ابتداءً -وهو على تلك الحالة التي كان عليها أيّام حياة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، وتلك المنزلة الرفيعة، والاختصاص الذي كان له لكان الأمر غير الذي رأيناه عند ولايته بعد عثمان . وأما قوله : لأنك الشامخ بأنفه الذاهب بنفسه .. فقد أسرف في وصفه بما وصفه به ، ولا شكّ أنّ عليّاً (علیه السّلام)كان عنده زهو ، ولكن (علیه السّلام) هكذا ..! وكان لا مع زهوه ألطف الناس خلقاً .
الحميري : [من البسيط ]
طَارَ الفُعَيْلُ (1) عَلى إستاهِ (2) ذِي (3) خُصَلٍ (4) *** عَبْلِ الشَّوَى لاحِقِ المَثْنَيْنِ مِحْضار (5)
حَتَّى أَتى وادياً لاقى (6) الحِمامَ به *** في كلِّ مُحْتَبِس (7) كَالسِّيدِ (8) مِغوار
وله (9) :
ص: 448
1- في المناقب وبحار الأنوار الزبير .
2- في مناقب ابن شهر آشوب : احصار ، وفي نسختي الأصل : أختاه ختاه .
3- الكلمة غير منقوطة ولا واضحة في الأصل ، ولعلّها : اجناه ذي .. أو : أخباه ذي .
4- في نسخة (ب) والمناقب وبحار الأنوار : ( خضل ) وما هنا عندنا هو الصحيح .
5- في المناقب وبحار الأنوار : ( محصار ) والمتعين ما عندنا .
6- في نسختي الأصل : لا في .
7- كذا في المناقب وبحار الأنوار أيضاً ولعلّها : مُخْتَلِسٍ.
8- السيد : الذئب وما في المناقب وبحار الأنوار (كالصيد ) تصحيف .
9- جاءت هذه الأبيات في ما جمع للسيّد (رحمه الله) في أبيات تحت عنوان دیوان : ضمن قصيدته المعروفة بالمذهبة التي سلف الحديث منها ، وقد جاءت في الديوان : 86 برقم 23 - 25 ، ولا نعرف لها مصدراً آخر ناقلاً، فراجع . البيتان الأوّلان في بحار الأنوار 178/32) ( الباب الثالث ) ذيل حديث 132 نقلاً عن مناقب المصنف (رحمه الله) 343/2 ، لكنهما منسوبان فيه إلى غير السيد، حيث قال : وقال غيره .
[من الكامل ]
أَمّا الفُعَيْلُ فَحَاصَ (1) حِينَ بَدَتْ لَهُ *** جأواهُ تَبْرُقُ (2) في الحَديدِ الأَشْهَب
حَتَّى إِذا أَمِنَ الحُتُوفَ وَتَحْتَهُ *** عارِي النَّواهِقِ ذُو نَجاءٍ (3) مُلْهب(4)
أَلْوَىٰ (5) ابنُ جُرْمُوزِ عُمَيْرٌ شِلْوَهُ *** بالقاعِ مُنْعَفِراً كَشِلْوِ التَّولَبِ (6)
ص: 449
1- كذا ؛ وفي المناقب والبحار: فحاص . قال السيد المرتضى (رحمه الله) في رسائله 70/4: ويروى : حاض، أيضاً، ومعنى حاص : وحاض واحد ؛ لأنه مأخوذ من العدول عن الشيء والانحياز عنه .
2- في المناقب وبحار الأنوار : بِبَرق .
3- الكلمة في نسختي الأصل بلا تنقيط ولا همزة، وفي الديوان : اما الزبير .
4- في المناقب : صلهب ، وكذا جاء في بحار الأنوار عنه ، وانظر معنى البيت في رسائل السيد المرتضی (رحمه الله) 74/4.
5- في رسائل المرتضى : أَثْوَى ، وقد ذكر معناه، وكذا في المناقب والأعيان.
6- في نسختي الأصل : الثوكب، ليس عندنا في اللغة كلمة ( ثوكب ) أصلاً وأثبتناها من الديوان .
وله (1) :
[من البسيط ]
أَمَّا فُعَيْلُ بنُ عَوَامٍ فَطَارَ عَلَى *** نَهْدِ المَرَاكِلِ مِثْلِ السِّيدِ مِحْضَارِ
حَتَّى إذا ظَنَّ والأَقْدَارُ غالِبَةٌ *** أَنْ قَدْ نَجى ساقَهُ حَيْنُ لِمِقْدارِ
حَتَّى حَباهُ بِكَفِّي رَامِحَ ذَلِقٍ *** طَعْناً وأَضْحَى صَرِيعا بَيْنَ أَحْجَارِ
أَضْحَتْ لَهُ عُوَّدٌ يَنْقُبْنَ (2) لَبَّتَهُ *** عَنْ جَوْفِهِ بِمَناقِيرَ وأَظْفارِ (3)
ولغيره(4):
[ من الوافر ]
بَرِثْتُ إِلَى الْمَلِيكِ مِن ابْنِ أَرْوَى *** وَمِنْ قَوْمِ الخَوارِجِ أَجْمَعِينا
وَمِنْ زُفَرٍ بَرِثْتُ وَمِنْ عَتِيقٍ *** غَداةَ دُعِي أَمِيرَ المُؤْمِنِينَا
وَفَعْلَةُ والفُعَيْلُ بَرِثْتُ مِنْهُمْ *** وَقَوْمِ بِالمَدِينَةِ مُلْحِدِينا
***
ص: 450
1- هذا كسابقه لم نجده - كأكثر أبيات السيد الحميري المنقولة هنا - في ما جمع له تحت عنوان ديوان، ولا نعرف لها مصدراً ناقلاً آخر، كما أنّ الأبيات مشوشة لفظاً ومعنى في كل النسخ.
2- كذا ؛ الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل ، ولا تنقيط فيها ، وأثبت ما استظهر منها . وتقرأ : (يتيقن) من دون نقط ، والظاهر ( يقرين ) أو ( ينفين ) أو ( ينقين ) ، والأخير أولى .
3- في نسختي الأصل : أطوار.
4- كذا ؛ والظاهر أنّ هذه الأبيات للسيد الحميري (رحمه الله) حيث جاءت في ديوانه : 427.
الفصل التاسع : في مروان بن الحكم
[ القسم الثالث ]
في معايب الناكثين والقاسطين والمارقين ]
[باب ]
[في الناكثين ]
[فصل 9 ]
[ في مروان بن الحكم ]
ص: 451
فصل
في مروان بن الحكم (1)
ابن العاص بن عبد الشمس (2)
ص: 453
1- مروان بن الحكم ( 2 - 65 ه) : ابن أبي العاص بن أمية ، أبو عبد الملك، ولد بمكة ونشأ بالطائف، وسكن المدينة، وهو أوّل من ملك من بني الحكم، وإليه تنسب الدولة المروانية ، وأصبح من خواص عثمان، وطالب بدمه يوم الجمل، وشهد صفّين مع معاوية ، ثمّ أمّنه أمير المؤمنين (علیه السّلام) فبايعه، وسكن المدينة، ثم تولاها من قبل معاوية ( سنة 42 - 49 ه) ، وحكم تسعة أشهر و 18 يوماً، وكان يلقب : خيط باطل ، لطول قامته واضطراب خلقه ! وفي تاريخ الخميس 306/2 قال : هو قاتل طلحة بن عبيد الله .. يقال له : ابن الطريد ؛ لأنّ النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لطرد أباه الحكم إلى بطن وج بالطائف، إذ كان يغمز عليه ويفشي سره فقال : « لا يساكنني». وجاء في معجم الشعراء للمرزباني : 396 قطعتان من شعره . انظر عنه : أُسد الغابة 348/4 ، تاريخ الطبري 34/7 وصفحة : 83، والبدء والتاريخ 19/6 .. وغيرها . ولاحظ ترجمته في حصيلة الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 258/4 - 263.
2- روى أبو يعلى الموصلي في مسنده 289/2 حدیث 1009 مسنداً قال : أخرج مروان المنبر وبدأ بالخطبة قبل الصلاة ، فقام رجل ، فقال : [ يا زندیق ! ] يا مروان! خالفت السنّة ، أخرجت المنبر ولم يكن يخرج، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة ..
الباقر (علیه السّلام)(1) : في قوله : ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ.. ) (2): « الأول والثاني وأولياؤهم(3) ، ومن كان يهزأ بأمير المؤمنين (علیه السّلام) من سائر قريش ، وهم الذين قالوا : هذا صفي (4) محمّد من بين أهله .. !! وكانوا يتغامزون بأمير المؤمنين (علیه السّلام) .. ! فأنزل الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بمَا يَقُولُونَ ) (5) .
أبو جعفر وأبو عبد الله (علیهما السّلام): ﴿ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ ) « يا محمّد ! من مكة إلى المدينة ( فَإِنَّا.. ) رادوك إليها و ﴿ مُنتَقِمُونَ ﴾ (6) منهم بعليّ (7)» .
ص: 454
1- وقريب منه ما رواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 7/2 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 8/3]، وعنه في بحار الأنوار (260/39 ( باب (87 ذيل حديث 33 باختلاف يسير .
2- سورة الحجر (15) : 95 .
3- في المناقب : أعداؤه وأولياؤه.
4- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : صلّي، ولا معنى لها ، وما أثبتناه من المناقب، كما جاء في المناقب للمصنف (رحمه الله)8/3 [ وفي طبعة قم 205/3]. أقول : الصفي في القرآن : المصلي، وهو من ذلك ؛ لأنّ الناس يصطفون هناك ، كما في لسان العرب ،194/9 ، وصفي الإنسان هو الذي يصافيه المودة، كما في العين 163/7، وأيضاً هو ما يصطفيه لنفسه ، كما في غريب الحديث 88/3.
5- سورة الحجر (15): 97 .
6- سورة الزخرف (43) : 41 .
7- جاء في تفسير فرات الكوفي (رحمه الله): 101 [ طبعة النجف : 353، وفي المحققة : 402 - 403 حديث 537 ] بألفاظ مقاربة عن ابن عباس في آخر سورة الحج ، ذيل الآية الشريفة ، وعنه في بحار الأنوار 193/32 ( باب (3) حديث 141، و 23/36 (باب 28) حديث 6، عن جابر عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : وهي واقعة الجمل. ورواه بنصه الشيخ القمی (رحمه الله) في تفسيره 284/2 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 949/3 حديث 4 ، وفي الحجرية : 610] أقول : للحديث مصادر جمة وأسانيد كثيرة ، جاء بعضها في هامش كتاب شواهد التنزيل 251/2. وقد رواه الطبرسی (رحمه الله) في تفسير الآية (42) من سورة الزخرف في تفسيره مجمع البيان ،83/9 ، وعنه رواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 150/9، و 290/32 ( باب 7) حدیث 242 ، وفيه : ثم التفت إلى خلفه ثمّ قال: «أو علي أو علي ..» ثلاث مرّات . بل رواه الشيخ الطوسی (رحمه الله) في أماليه 373/1 حديث 10 [طبعة بيروت، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 363 حديث 760 ، وفي الطبعة الحيدرية 373/1]، وعنه في بحار الأنوار 21/32 ( باب 7) حدیث 244. وفي الكنز وتأويل الآيات الظاهرة ، وعنهما في بحار الأنوار 313/32 (باب الثامن ) حديث 280 و 281 .. وغيره. وفيه عن أبي عبد الله (علیه السّلام) : « الله انتقم بعلي (علیه السّلام) يوم البصرة ، وهو الذي وعد الله رسوله ..». ورواه السمعاني في فضائل الصحابة كما في بحار الأنوار 317/32( باب 7) حدیث 288 - والسيد ابن طاوس (رحمه الله) في الطرائف : 33 [ وفي طبعة أُخرى : 142 - 143 حدیث 217 ]، عن ابن المغازلي في كتاب المناقب ، وعنه - أيضاً - في بحار الأنوار 183/37 ( باب (52) حدیث 68، وحكاه عن فردوس الأخبار في بحار الأنوار 77/40 ( باب (91) ذیل حدیث 113 ، عن جابر ، عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أن الآية : « نزلت في علي بن أبي طالب (علیه السّلام) إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي». وجاء في تفسير القمي : 612 [ الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 286/2 ، وفي الطبعة المحققة 952/3 حديث ] ، وعنه في بحار الأنوار 368/35 ( باب (16) حديث 11 : ثم قال الله لنبيه : ﴿ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي العُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُنتَقِمُونَ ﴾ يعني من فلان وفلان. ثم أوحى الله إلى نبيه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ﴾ فِي عليّ ﴿ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعني إنك على ولاية علي [(علیه السّلام) ] ، وعلي [(علیه السّلام)] هو الصراط المستقيم .
وكان الكلبي [ يقول : ] يعني حرب الجمل (1).
الحسين بن علي (علیهما السّلام)، قال : « يقول الله تعالى : ﴿ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرآنِ .. ) (2) الآية ، وأنت - يا مروان - وذريّتك الشجرة الملعونة (3)
ص: 456
1- وجاء مثله في مناقب ابن شهر آشوب 334/2 ، ( ما ظهر منه (علیه السّلام) في حرب الجمل ) ، وعنه في بحار الأنوار (282/32 - 283 ( باب (6) حديث 232، وأسنده، ثم نال : وفي تفسير الكلبي : يعني [في ] حرب الجمل .
2- سورة الإسراء (17): 60.
3- ولاحظ عن الشجرة الملعونة ورواياتها، وما يراد منها، سواء أُريد بها عموم بني أُميّة أو خصوص الأفجران من قريش ومن بني أمية ، أو الحكم بن أبي العاص وولده، أو مروان ابن الحكم وذريته، أو هم وكلّ الغاصبين .. الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُني وعُرف به الأشرار 332/22 - 334 ، وكذا ما جاء بعنوان : الشجرة الهزماء.
القرآن . [ وذلك ] عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) (1) ، [ عن جبرئيل ،
ص: 457
1- جاء في بحار الأنوار 156/33 - 157 ( باب (20) ذیل حدیث 421 عن كتاب سليم بن قيس، وذلك أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) رأى اثنى عشر إماماً من أئمة الضلالة على منبره يردّون الناس على أدبارهم القهقرى، رجلان من قريش وعشرة من بني أمية أمية ، أول العشرة صاحبك الذي تطلب بدمه، وأنت وابنك وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص ، أولهم مروان، وقد لعنه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وطرده وما ولد حين أسمع نبينا رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) . وجاء في هامش البحار من المصنف (رحمه الله) ما نصه : في النسخ هنا تصحيف واشتباه، فخلفاء بني أمية على المشهور - أربعة عشر : عثمان ، ومعاوية، ويزيد، ومروان بن الحكم ، وابنه عبد الملك ، وسليمان بن عبد الملك ، وهشام بن عبد الملك ، والوليد بن يزيد بن عبد الملك ، ويزيد بن وليد الناقص ، وإبراهيم بن الوليد، ومروان بن محمّد . ثم قال : وعلى بعض النسخ لعله أسقط بعضهم ؛ لقلّة ملكهم، وعدم استقرار أمرهم كما يظهر من التواريخ، منه (رحمه الله) . راجع : بحار الأنوار 207/33 - 208 ( باب (17) حديث 492، عن ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 174/15. وقال العلامة المجلسی (رحمه الله) - أيضاً - في بحاره 174/15 – 175 : وكان ممن عانده وكذبه وحاربه من عشيرته العدد الكثير ، والسواد الأعظم، يتلقونه بالضرر والتثريب، ويقصدونه بالأذى والتخويف، وينابذونه بالعداوة، وينصبون له المحاربة، ويصدّون عن قصده، وينالون بالتعذيب من اتبعه .. وكان أشدّهم في ذلك عداوة ، وأعظمهم له مخالفة ، وأولهم في كل حرب ومناصبة، ورأسهم في كلّ إجلاب وفتنة، لا يرفع على الإسلام راية إلّا كان صاحبها وقائدها ورئيسها أبا سفيان بن حرب ؛ صاحب أحد والخندق وغيرهما وأشياعه من بني أُمية ، الملعونين في كتاب الله ، ثمّ الملعونين على لسان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في مواطن عدّه ؛ لسابق علم الله فيهم، وماضي حكمه في أمرهم ، وكفرهم ونفاقهم ، فلم يزل - لعنه الله - يحارب مجاهداً، اً، ويدافع مكايداً ، ويجلب منابذاً حتّى قهره السيف، وعلا أمر الله وهم كارهون، فتعوّذ بالإسلام غير منطو عليه ، وأسر الكفر غير مقلع عنه، فقبله وقبل ولده على علم منه بحاله وحالهم، ثمّ أنزل الله تعالى كتاباً فيما أنزله على رسوله [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] يذكر فيه شأنهم، وهو قوله: ﴿ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ﴾ [سورة الإسراء (17): 60] ولا خلاف بين أحد إنه تبارك وتعالى أراد بها بني أُمية .. وعليك بالبحث الشيّق الذي تعرّض له العلّامة الأمینی (رحمه الله) في غديره 288/8 - 292 ، تحت عنوان : الخليفة والشجرة الملعونة في القرآن، فإنّه يغنيك عن كل مقال . ولاحظ : مجمع البيان 423/6 - 424 ، وعنه بحار الأنوار 119/9 - 120 ( باب 1 ) . وحكى ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 103/4 عن شيخه أبي جعفر الإسكافي - وعنه في بحار الأنوار 297/34 - أنّه قال : كان أهل البصرة كلّهم يبغضونه [أي أمير المؤمنين (علیه السّلام)] ، وكثير من أهل الكوفة ، وكثير من أهل المدينة، وأما أهل مكة فكلّهم كانوا يبغضونه قاطبة ، وكانت قريش كلّها على خلافه .. وكان جمهور الخلق مع بني أُمية عليه !!.. ثم عدّد مجموعة كبيرة من الروايات في تظلمه (علیه السّلام) وشكواه .. فلتراجع .
عن الله عزّ وجلّ ](1) .
ص: 458
1- كما زيد هذا من الاحتجاج. وقد جاء هذا النص في الاحتجاج 416/1 عن الإمام الحسن المجتبى (علیه السّلام) ، وعنه في بحار الأنوار 86/44 ( باب 20) حديث 1.
قال مروان للحسين (علیه السّلام)(1) : لولا فخركم بفاطمة بمَ كنتم تفخرون علينا ..؟! فوثب الحسين (علیه السّلام) - وكان شديد القبضة - فقبض على حلقه فعصره، ولوى عمامته في عنقه حتى غشي عليه ، ثم تركه ، ثمّ قال - في آخر كلامه - : «والله ! ما [كان ] بين جابرس وجابلق رجلان ممّن ينتحل الإسلام أعدى الله ولرسوله ولأهل بيته منك ومن أبيك - إذ(2) كان ! - وعلامة قولي(3) فيك : أنتك إذا ! غضبت سقط رداؤك عن منكبيك » .
قال : والله ما قام مروان عن مجلسه حتى غضب ، فانتفض(4) وسقط رداوه عن عاتقه (5).
ص: 459
1- كما رواه الطبرسی (رحمه الله) في الاحتجاج 23/2 [ 299/2] ، ولاحظ : المناقب للمصنّف (رحمه الله) 209/3 [ وفي طبعة قم 51/4] ، وعنه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 206/44 ( باب 27) حدیث 2.
2- في الدر النظيم : إن كان ...
3- تقرأ في نسختي الأصل : قول ، وما أثبتناه من المصادر .
4- تقرأ في نسختي الأصل : فانتقص ، وفي البحار : فانتقض ، وما أُثبت من الاحتجاج .
5- كما جاء في الاحتجاج 24/2 [ وفي طبعة قم: 299] ، ومناقب ابن شهر آشوب ه 210/3 ، وعنه وعن الاحتجاج في بحار الأنوار 205/44 ( باب 27) حدیث 2 ، وعنه في مدينة المعاجز 497/3 - 499 حدیث 1011 و 1013. ورواه العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 94/44 ضمن حديث 20، عن الشيخ الصدوق (رحمه الله) في علل الشرائع 200/1 : فإن قال : هذا حديث ابن سيرين، يرويه محمّد ابن إسحاق بن خزيمة ، قال : حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن أنس بن سيرين، قال : حدثنا الحسن بن علي [(علیهما السّلام) ] يوم كلّم ، فقال : « ما بين جابرس وجابلق رجل جده نبي غيري وغير أخي، وإنّي رأيت أن أصلح بين أُمة محمّد ، وكنت أحقهم بذلك، فإنّا بايعنا معاوية ولعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين ..». فقال مروان : أنت - يا حسن ! - السبّاب لرجال قريش . فقال له الحسن : « وما الذي أردت ؟!» فقال مروان : والله ! لأسبنك وأباك وأهل بيتك سباً تتغنّى به الإماء والعبيد !! فقال الحسن (علیه السّلام): « أما أنت يا مروان فلست أنا سببتك ولا سببت أباك ؛ ولكن الله عزّ وجلّ لعنك ولعن أباك وأهل بيتك وذريتك ، وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيامة على لسان نبيه محمّد [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] . والله يا مروان ! ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لك لأبيك من قبلك ، وما زادك الله - يا مروان ! - بما خوّفك إلا طغياناً كبيراً ؛ صدق الله وصدق رسوله، يقول الله تبارك وتعالى : ﴿ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرآنِ .. ﴾ [سورة الإسراء (17): 60]، وأنت - يا مروان ! - وذريتك الشجرة الملعونة في القرآن، وذلك عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عن جبرئيل عن الله عزّ وجلّ »... فوثب معاوية .. فوضع يده على فم الحسن [ (علیه السّلام)] وقال : يا أبا محمّد ! ما كنت فحاشاً ولا طيّاشاً ! فنفض الحسن (علیه السّلام) ثوبه وقام فخرج، فتقرّق القوم عن المجلس بغيظ وحزن وسواد الوجوه في الدنيا والآخرة ..! راجع : الاحتجاج : 137 - 143 ، وكذا تذكرة الخواص : 114 - 116 .. وغيرهما .
وقال مروان للحسن (1) بن علي : أظنّك أَحْمَقَ !!
ص: 460
1- في نسخة (ألف) : الحسين، وهو خلاف الظاهر ؛ حيث كان يهابه ويستغل حلم الإمام المجتبى (علیه السّلام) ، والصحيح : حبيش بن دلجة ، بذا صرّح المدائني ، وابن قتيبة الدينوري، وذكر القصة كاملة ابن عساكر في تاریخ دمشق 87/12-88.
فقال الحسن (علیه السّلام) : « ظنّ أم يقين ؟ ! » .
فقال : ظنّ .
قال الحسن [(علیه السّلام)] : « أحمق (1) ما يكون الشيخ إذا أعمل (2) ظنّه (3)».
في مسند الموصلي (4) ؛ عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى ، قال : كان الحسين (علیه السّلام) و مروان يتسابّان (5)
فجعل الحسن [(علیه السّلام)] يكف الحسين [(علیه السّلام)].
فقال مروان : أهل بيت ملعونون !!
فغضب الحسن ؛ فقال : « أقلت : أهل بيت ملعونون ..؟!! فوالله لقد لعنك الله على لسان نبيه [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] وأنت في صلب أبيك » (6) .
ص: 461
1- في نسختي الأصل : فاتق ، بدلاً مما جاء في المصدر : أحمق .
2- في رواية : استعمل، وفي أُخرى : أعجب، وفي ثالثة : عمل .
3- هذا ما ذكره البلاذري في أنساب الأشراف للبلاذري 261/6 ، ومثله في تصحيفات المحدثين للعسكري ،998/3، وعيون الأخبار 94/1 ، والمحاسن والمساوي 432/1 .. وغيرها .
4- مسند أبي يعلى الموصلي 135/12 حديث 6764 بنصه مع ما ذكرناه .
5- في المصدر هكذا كنت بين الحسين والحسن ومروان يتشاتمان .
6- وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 240/5 و 72/10 ، وأيضاً الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 329/4 حديث 4521.
قال : صرع محمّد بن الحنفيّة (1) مروان يوم الجمل وجلس على صدره، ثم قام عنه ..
فدخل ابن الحنفية على عبد الملك ، فقال له : أتذكر يوماً جلستَ على صدر مروان ؟
فقال محمّد : اقتدِ بالعفو .. فنكس عبد الملك حياءً منه ، وقال : إنك لحليم شجاع .
وطعنه الأشتر يوم الجمل ، وقال لعمرو بن الحمق : شُدّ [على] طريد رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ..
فلقي الحسن (2) بن علي (علیهما السّلام). فقال : الأمان يابن رسول الله ! فتكلّم فيه الحسن والحسين [ (علیهما السّلام)] فخلّى سبيله (3).
ص: 462
1- راجع : تاریخ دمشق 319/54، سير أعلام النبلاء 111/4 ضمن ترجمة ابن الحنفية برقم 36 بألفاظ مقاربة ، وتاريخ الإسلام 182/6.. وغيره.
2- في نسخة (ألف) : الحسين .
3- الذي جاء في نهج البلاغة 134/1 [ في طبعة أُخرى 123/1 - 124]، رواه السيد في المختار (71) - وعنه رواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 234/32 - 235 ( الباب الخامس ) حديث 187 ، و 355/41 - 356 ( باب 114) حديث 63 - وقالوا : أُخذ مروان بن الحكم أسيراً يوم الجمل ؛ فاستشفع الحسن [ بالحسن ] والحسين [(علیه السّلام) ] إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) فكلماه فيه ، فخلي سبيله، فقالا له : « يبايعك .. » . لاحظ : أنساب الأشراف 263/5 ، والجمل لضامن بن شدقم : 149 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 146/6 [53/2].. وغيرها.
فقالا له (1): « يبايعك يا أمير المؤمنين ».
فقال [(علیه السّلام)]: « أو لم يبايعني بعد قتل عثمان ؟! لا حاجة لي في بيعته ؛ إنّها لكفّ يهوديّة (2).. ! لو (3) بايعني بيده لغدر باسته (4) ، أما إنّ له إمرة كلعقة
ص: 463
1- في نسختي الأصل: فقال لا له، ولعلّه : فقال لأبيه . قال الزمخشري في ربيع الأبرار 242/4 هكذا : أسر مروان بن الحكم يوم الجمل، فكلّم فيه الحسن والحسين [(علیهما السّلام) ]، فخلاه علي [(علیه السّلام)]، فقالا له : يبايعك ..
2- في النهج وعنه في بحار الأنوار : كف يهودية . قال العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 235/32 ( باب 4) ذيل الحديث 187: والنسبة إلى اليهود لشيوع الغدر فيهم . وقال -- أيضاً - في بحاره 356/41 في بيانه ... أي من شأنها الغدر والمكر ؛ فإنه من شأنهم. وفي شرح النهج لابن أبي الحديد 147/6 قال :.. أي غادرة، واليهود تنسب إلى الغدر والخبث . و على كلّ ؛ فقد جاء هذا المضمون بأنحاء مختلفة ، منها ما أورده القطب الراوندي (رحمه الله) في الخرائج و الجرائح 197/1 - 198 ، وفيه : « .. لو بايعني بيده عشرين مرّة لنكث باستِهِ » . وأيضاً ؛ جاء هذا في مصادر أخرى أوردها في الأسرار فيما كُني وعُرف به الأشرار 171/3 - 172 ، فراجع . روى القطب الراوندي في الخرائج و الجرائح وعنه المولى المجلسي بحار الأنوار 229/32 - 230 حدیث 181 وله عليه بيان - قال : روي عن أبي بصير، عن رجل من مراد : قال : كنت واقفاً على رأس أمیر المؤمنین (علیه السّلام) يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعد القتال ، فقال : إنّ لي [إليك ] حاجة . فقال (علیه السّلام) : « ما أعرفنى بالحاجة التي جئت فيها ، تطلب الأمان لابن الحكم ؟ » قال : نعم، أُريد أن تؤمنه . قال : « آمنته ولكن اذهب إليه وجئني به ولا تجئني به إلّا رديفا ؛ فإنّه اذل له». فجاء به ابن عباس ردفاً خلفه، فكأنه قرد ، فقال له أمير المؤمنين (علیه السّلام): «أتبايع ؟ قال : نعم ، وفي النفس ما فيها . قال : «الله أعلم بما في القلوب» فلمّا بسط يده ليبايعه ، أخذ كفّه عن كفّ مروان فترها . فقال : « لا حاجة لي فيها ، إنّها كفّ يهوديّة .. لو بايعني بيده عشرين مرة لنكث باسته». ثم قال : «هيه يابن الحكم ! خفت على رأسك أن تقع في هذه المعمعة ؟ ! كلا والله حتى يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الأمة خسفاً ، ويسقونه كأساً مصبّرة ..».
3- كذا في ربيع الأبرار ونهج البلاغة ، وفي نسختي الأصل : أو، وهو سهو .
4- في ربيع الأبرار : لغدر بسيفه، وفي بحار الأنوار عن النهج : لغدرني [ وفي نسخة : لغدر ] بسبته - قيل بفتح السين وقيل بضمها - والمراد منه : الاست ، أي : لو بايع في الظاهر لغدر الباطن ، وذكر السبة إهانة له . وقد جاء في حديث مفصل في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه لله) 120/2 - 121 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 506 - 507 حديث 1109 ] وهو حديث 16 من جزء الثامن . وجاء في كتاب الجمل للشيخ المفيد (رحمه لله) : 222 [ طبعة النجف، وفي المحققة 222] وجاء في آخره قوله (علیه السّلام) : «كذلك أقول : يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، مع أن فيكم رجلاً لو بايعني بيده لنكث بإسته » ، يعني مروان . ومثله عنه ما رواه الشيخ الحر العاملي (رحمه لله) في كتابه : إثبات الهداة 4/5 حديث 343.
الكلب أنفه (1) ، وهو أبو (2) الأكبش الأربعة (3)، وستلقى الأمة [منه] ومن ولده
ص: 465
1- التشبيه لملكه بلعقة الكلب أنفه .. للتنبيه على قصر أمدها ، وكانت مدة إمرته أربعة أشهر وعشراً، وروي ستة أشهر . وقيل : إنّه حكم تسعة أشهر ، كما في شرح نهج البلاغة ، وقيل بزيادة ( 18 ) يوماً .
2- في نسختي الأصل : إلى، بدلاً من أبو ، وهو تصحيف .
3- الأكبش الأربعة ؛ أربعة ذكور لصلبه ، وهم : عبد الملك وولي الخلافة، وعبد العزيز وولي ،مصر ، وبشر وولي العراق، ومحمّد وولي الجزيرة . قاله في البحار 356/41. وقال : ويحتمل أن يريد بالأربعة أولاد عبد الملك وهم : الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام لعنهم الله [ وأباهم وأصلهم وفصلهم ] بل كلّهم، ولي الخلافة، ولم يلها أربعة إخوة إلّا هم . ومثله فيه 235/32 ( باب 4 حديث 187 ، قال :.. وفسّر الأكثر الكبش [كذا، والظاهر : الأكبش ] ب: بني عبد الملك .. وقيل هم بنو مروان لصلبه .. لاحظ : مجمع البحرين 152/4.. وغيره. هناك بحث مسهب في المراد من : الأكبش الأربعة ومصاديقهم، وقد ذكر مصادر الحديث في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 322/1، فراجعه .
موتاً (1) أحمراً».
وفي رواية هاشم بن شاهق (2): أن نفراً من قريش أرادوا الاعتذار من عليّ ، فقال : «أنصتوا أكفكم ! إنّما أنا رجل منكم ، فإن قلت حقاً فصدقوني، وإن قلت غير ذلك فردّوه عليّ ، أنشدكم الله ! أتعلمون أنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قبض وأنا أولى الناس برسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) [ و ] بالناس ؟ قالوا : اللهم نعم .. فذكر قصة الثلاثة، حتى قال : « ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم - فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر وعمر وعثمان .. فما حملكم على أن تقوموا (3) ببيعتكم ، ولم (4) تقوموا (5) لي ببيعتي ؟ ! » فقالوا : قُل كما قال العبد الصالح : لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ .. الآية .
فقال: «كذلك أقول : ﴿ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (6) مع أن فيكم رجلاً لو با يعني بيده لنكث باشته » - يعني مروان (7) .
ص: 466
1- في النهج وعنه في بحار الأنوار: يوماً، بدلاً من : موتاً.
2- كذا ؛ وفي المصادر : هشام - أو : هاشم - بن مساحق .
3- وضع في نسختي الأصل على الكلمة نسخة بدل : تقولوا، وفي المصادر : تفوا .
4- في نسختي الأصل : ولو ، والصحيح ما أثبتناه.
5- في نسختي الأصل : تقولوا، والظاهر ما أثبت بلحاظ السياق .
6- سورة يوسف (12): 92 .
7- روى العلّامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 262/32 - 263 ( الباب الخامس ) حديث 200 ، عن الأمالي للشيخ الطوسی (رحمه الله) 323/1 [ الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 506 - 507 حدیث 1109] ... بإسناده عن هاشم بن مساحق، عن أبيه ، أنّه شهد يوم الجمل ، وأنّ النّاس لما انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش -فيهم مروان - ، فقال بعضهم لبعض : والله لقد ظلمنا هذا الرجل ، ونكثنا بيعته على غير حدث كان منه، ثمّ لقد ظهر علينا فما رأينا رجلاً [ قطّ ] كان أكرم سيرة ولا أحسن عفواً بعد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) - منه ، فتعالوا فندخل عليه ولنعتدّرنّ ممّا صنعنا . قال : فدخلنا عليه .. فلما ذهب متكلّمنا يتكلّم ، قال : « أنصتوا ! أكفكم ، إنّما أنا رجل منكم ، فإن قلت حقاً فصدقوني ، وإن قلت غير ذلك فردّوه على ، أنشدكم بالله ! أتعلمون إنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قبض وأنا أولى الناس به وبالناس ؟ » . قالوا : اللهم نعم . قال: فبايعتم أبا بكر وعدلتم عنّى، فبايعت أبا بكر كما بايعتموه، وكرهت أن أشق عصا المسلمين ، وأن أفرّق بين جماعتهم .. ثمّ إنّ أبا بكر جعلها لعمر من بعده، وأنتم تعلمون أنتي أولى الناس برسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وبالناس من بعده، فبايعت عمر كما بايعتموه، فوفيت له ببيعته ، حتى لما قتل جعلني سادس ستة، فدخلت حيث أدخلني ، وكرهت أن أفرّق جماعة المسلمين وأشق عصاهم، فبايعتم عثمان فبايعته، ثمّ طعنتم على عثمان فقتلتموه، وأنا جالس في بيتي ، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر وعمر وعثمان ، فما جعلكم أحق أن تفوا لأبي بكر وعمر وعثمان ببيعتهم منكم ببيعتي ؟ ! » . قالوا : يا أمير المؤمنين ! كن كما قال العبد الصالح : لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [سورة يوسف (12): 92]. فقال (علیه السّلام): «كذلك أقول : ﴿ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ .. مع أن فيكم رجلاً لو بايعني بيده لنكث باسته ... يعني مروان . وقد رواه الشيخ المفید (رحمه الله) بألفاظ مقاربة في كتابه الجمل : 222 [ وفي طبعة : 416 - 417] . وكذا رماه القاضي المغربي في شرح الأخبار 392/1 - 393.. وغيره.
وكان مروان يلقب (1) : خيط باطل (2) ؛ لدقته وطوله (3)، وضرب يوم الدار على قفاه .
الشاعر (4) : [ من الطويل ]
لعَمْرُكَ ما أَدْرِي وَإِنِّي لَسائِلٌ *** حليلةَ مَضْرُوبِ القَفا كَيْفَ يَصْنَعُ ؟
لحا اللهُ قَوْماً أَمَّرُوا خَيْطَ بِاطِلٍ *** عَلَى النَّاسِ يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ (5)
ص: 468
1- وقد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : ملقب .
2- انظر معنى الكلمة وموارد استعمالها واطلاقها ومصادرها في الكتاب الرائع الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 187/2 - 188.
3- قاله البلاذري في الأنساب 126/5 وزاد : شبه الخيط الأبيض الذي يرى في الشمس .
4- قيل هو : عبدالرحمن بن الحكم أخو مروان ، قاله في الأنساب 126/5، وحكاه عنه في الغدير 261/8 ، وجاء وما قبله في أسد الغابة لابن الأثير 348/4.
5- وجاءت الأبيات في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 151/6 هكذا : [ من الطويل ] فوالله ما أدري وإنّي سائل *** حليلة مضروب القفا كيف تصنعُ الحار الله قوما أمروا خيط باطل *** على الناس يعطي ما يشاء ويمنع
وذكر البلاذري (1)؛ أنّ عمرو بن مرة الجهني (2) قال : استأذن الحكم بن
ص: 469
1- أنساب الأشراف 136/5 [ وفي طبعة دارالفكر 256/6]. أقول : ذكر البلاذري في الأنساب 144/5 ، في مقتل عمرو بن سعيد الأشدق - الذي قتله عبد الملك بن مروان - ليحيى بن سعيد الأشدق أخي الأشدق ، قوله: [الطويل] غدرتم بعمرو يا بني خيط باطل *** ومثلُكُم يبنى البيوت على الغدرِ كما وقد ذكر ابن أبي الحديد في شرحه 55/2 لعبد الرحمن بن الحكم في أخيه قوله : [من الطويل ] وهبتُ نصيبي منك يا مروكلّه *** لعمرو ومروان الطويل وخالد وربّ ابنِ أُم زائد غير ناقص *** وأنت ابن أُمِّ ناقص غير زائدِ ومن شعر مالك الريب المترجم في الشعر والشعراء لابن قتيبة - يهجو به مروان قوله : [ من الطويل ] لعمرك ما مروان يقضي أمورنا *** ولكنّما تقضي لنا بنتُ جعفر فياليتها كانت علينا أميرةً *** وليتك - يا مروان - أمسيت ذا ولاحظ : الغدير 261/8 - 262 .
2- في نسخة (ب) : الجهمي .
أبي العاص على النبي ( عليه و آله السلام ) ، فقال : « ائذنوا له ، لعنة الله عليه وعلیٰ من يخرج من صلبه إلا المؤمن .. وقليل ما هم .»(1).
ص: 470
1- وورد في بعض الأخبار زيادة عليه قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): .. ذو مكر وخديعة، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق». لاحظ : حياة الحيوان للدميري 299/2 ، والصواعق المحرقة : 108 ، وجمع الجوامع كما في الترتيب للسيوطي 90/6 ، وكذا مستدرك الحاكم 481/4، والسيرة الحلبية 337/1 .. وغيرها .
[ ومنهم : ]
الحكم بن أبي العاص : ] (1)
الصادق (علیه السّلام)(2) : خرج رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من حجرته والحكم بن العاص ومروان ابنه - يستمعان إلى حديثه ، فقال لهما : « الوزغ ابن الوزغ »(3).
ص: 471
1- وعليك بالبحث الرائع للعلامة البارع، أمين الشيوخ، وشيخ الأُمناء في غديره 242/8 - 257، تحت عنوان : ( الحكم وما أدراك ما الحكم)، وعنوان : ( الحكم في القرآن ) ، فقد حاكم الرجل فوق كل بيان .
2- وقريب منه ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) في الكافي الشريف (الروضة ) 238/8 حدیث 323، ولاحظ الحديث الذي بعده. وسيأتي عنه في بحار الأنوار 228/65 - 229 ( باب 5) حدیث 12، وفيه : «ومروان وأبوه يستمعان ..» ، أي يسمعان ما يقوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لأزواجه وأهل بيته ليخبرا به المنافقين .
3- جاء في السيرة الحلبية 447/1 : اطلع [الحكم ] على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من باب بيته - وهو عند بعض نسائه بالمدينة - فخرج إليه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بالعنزة - وقيل : بمدرى في يده ، والمدرى كالمسلة ؛ يفرّق به شعر الرأس - وقال : « من عذيري من هذه الوزغة، لو أدركته لفقأت عينه » ، ولعنه وما ولد .. وقد ذكره ابن الأثير في أُسد الغابة 34/2، ولاحظ : الغدير 244/8. أقول : العنزة : كهيئة العصا في طرفها الأعلى زج يتوكأ عليها الشيخ، كما في كتاب العين 356/1، وقيل : هي أطول من العصا وأقصر من الرمح ، كما في مجمع البحرين 28/4. والمدرى - بالدال المهملة كما في مجمع البحرين 479/3 - شيء كالميل يتخذ من قرن أو فضة تخلل به المرأة شعرها ، ومنها المدرية رماح كانت تركب فيها القرون المحدرة مكان أسنة ، كما في لسان العرب 163/5. وراجع : الكتاب الرائع الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 389/3 - 390، نقلاً عن عدة مصادر ، وزاد في الغدير 149/5 : «الملعون ابن الملعون».
قال أبو عبد الله (علیه السّلام): «فمن ثُمَّ يرون (1) أن الوزغ يستمع (2) الحديث .
حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (3)، وإذا رأيتم الحكم بن أبي العاص تحت أستار الكعبة فاقتلوه » (3) .
وعن الباقر (علیه السّلام) (4) : « [ لمّا ] وُلد مروان بن الحكم عرضوه ليدعو له
ص: 472
1- خ. ل : ثُمَّ يومئذٍ يرون .
2- في الكافي : يسمع .
3- راجع : الأصول الستة عشر : 19 [ وفي الطبعة المحققة : 145 حديث 53]، وشرح الأخبار 151/2 حديث 464 ، وعن أصل عبّاد العصفري في بحار الأنوار 196/33 باب (17) حدیث 481.
4- كما في الروضة من الكافي 238/8 حديث 324 ، وعنه في بحار الأنوار 533/31 باب (32) حدیث 39.
رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، فأبى أن يدعو له (1) ، فأرسلوه إلى عائشة لتسأله أن يدعو له (2).
فلما قربته إليه قال لها : أخرجي عنّي الوزغ ابن الوزغ» .
الواقدي (3) ، قبض النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)و مروان ابن ثمان سنين ، ومات بدمشق سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين سنة .
هشام بن [محمّد] الكلبي (4) : كانت ولاية مروان سنة وشهرين (5).
حذيفة بن اليمان ؛ قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (6)، وإذا رأيتم الحكم بن العاص تحت أستار الكعبة فاقتلوه ».
ص: 473
1- في نسختي الأصل : إليه .
2- في نسختي الأصل : إليه .
3- انظر : تاريخ دمشق لابن عساکر 232/57 ، والطبقات الكبرى 226/5، والمعارف لابن قتيبة 354/1 .. وغيرهما عن الواقدي.
4- الاسم مشوش في نسختي الأصل، وقد يقرأ : مسلم بن الكلبي ، وما أثبتناه من أنساب الأشراف.
5- أنساب الأشراف 299/6 ، وجاء في كتاب تاريخ خليفة لابن خياط : 330، قال: كانت ولاية مروان خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. لاحظ : كتاب الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 258/4 - 263.
6- وجاءت له جملة روايات وبعدة مصادر أدرج غالبها العلامة الأمینی (رحمه الله) في الغدير 27/10، 142 - 144.. وموارد أخرى فيه وفي غيره، وجاء بعدة طرق في سير أعلام النبلاء 149/3 - 150 ، وما ورد فيه من تحريف، وحكى تكذيبه في 105/6، وميزان الإعتدال 577/1 ، 380/7 و 613 . . وغيرها فيه وفي غيره . وقد سلف هذا الحديث قريباً بمصادره.
يحيى بن حبيب (1)؛ بإسناده عن عبد الله بن عمر - في خبر - : أنّه أق-بل علي الا بالحكم بن أبي العاص - وقد أخذ بأذنه ولهازمه يجره [حتى ] أقعده (2) بين يدي رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)- فلعنه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ثلاثاً ، ثم قال : «إنّ هذا سيخرج (3) من صلبه فتن تبلغ السماء » ، فقالوا : يا رسول الله ! هو أذلّ وأهون من أن يكون ذلك منه ! فقال : « بلى ! وبعضكم (4) يومئذ من شيعته » ، ثم أمر به فسيّر إلى الدهلك (5) .
ص: 474
1- كما في شرح الأخبار للقاضي النعمان 283/2 برقم 596 ، والأصول الستة عشر : 19. .
2- كذا ؛ والظاهر : فأقعده، وفي شرح الأخبار : يجرّه حتى أقعده
3- في نسختي الأصل : سيخرجه .
4- في نسختي الأصل : ويعميكم، وهي غير منقوطة بل مشوشة، وفي شرح الأخبار : ويحكم، وما أثبت استظهار .
5- انظر : المعجم الكبير 336/12 ، مجمع الزوائد 242/5 ، تاريخ دمشق 267/57. وفي شرح الأخبار للقاضي النعمان : الدهلك، وهي أرض من أرض الحبشة ، وقيل : جزيرة بين اليمن وأرض الحبشة ، أو واحد الدهالك ، وقيل : دهلك . وقد أخرج الطبراني وابن عساكر والدارقطني في الأفراد من طريق عبد الله بن عمر ، قال : هجرت الرواح إلى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) . فجاء أبو الحسن [(علیه السّلام)] فقال له رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : ( ادن» فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنيه ، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يساره إذ رفع رأسه كالفزع. فقال : قرع الخبيث يسمعه الباب [ وفي تاريخ دمشق : قرع بسيفه الباب ، أو : قرعه الباب ] . فقال لعلي (علیه السّلام) : « اذهب فَقُدْه كما تقاد الشاة إلى حالبها»، فإذا عليّ [(علیه السّلام)] يدخل الحكم بن أبي العاص آخذاً بأذنه وله زنمة حتى أوقفه بين يدي النبي ، فلعنه نبي صلى الله عليه وسلم اول ثلاثاً . ثم قال: «أجله ناحية حتى راح إليه قوم من المهاجرين والأنصار ، ثمّ دعا به فلعنه . ثم قال : «إنّ هذا سيخالف كتاب الله وسنّة نبيّه ، وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء» ، فقال ناس من القوم : هو أقلّ وأذلّ من أن يكون هذا منه ، قال : « بلى ؛ وبعضكم يومئذ شيعته » . راجع : كنز العمال 39/6 :وصفحة : 90 ، والغدير 245/8 .. وما عليه من مصادر .
الرضي(1):
[ من البسيط ]
أَرَى مَثَارٍ غُبَارٍ لَا يُسَكِّنُهُ *** إِلَّا رَشَاشُ دَمٍ مِنْ آلِ مَرْوانِ
ثمّ إنّه استأذن عثمان في ردّ مروان.. فلم يأذن له، ولم يردّه أبو بكر ولا عمر فردّه عثمان ، وزوجه ابنته واستكتبه (2) .. فكان الملعون هو المفتتح أوّل
ص: 475
1- لم نجد هذا البيت في ديوان السيد الرضي الله مع البحث فيه أكثر من مرة، ولعلّ الكلمة مصحفة .
2- قال الجاحظ في رسائله 189/2، وحكاه الراغب الإصفهاني عنه في كتابه : محاضرات الأدباء 98/1 - : .. ثم استكتب [ أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ] معاوية فكان أوّل من غدر، وحاول نقض عرى الإسلام في الرسائل الإيمان ] في أيامه .. وكتب لعثمان مروان بن الحكم، فخانه في خاتمه وأشعل حرباً في مملكته.
الفتن ، المحتقب لكلّ المسلمين .
وهو : أبو الجبابرة الفراعنة الطواغيت ، المنتهكين المحارم ، المستحلّين العظائم .
تاريخ البلاذري (1) ، ونهج الهذلي (2)؛ أنه منع الحسن بن علي (علیهما السّلام) أن يدفن مع النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، وجاء في سبعين راكباً وهو يقول : [ من الرجز ]
يا رُبَّ هَيْجا هِيَ خَيْرٌ مِنْ دَعَه (3)
ص: 476
1- أنساب الأشراف 60/3 - 62 ، وفيه اختلاف كثير مع ما ورد في المتن .
2- لا نعرف كتاباً بهذا العنوان ؛ ولعلّ مراد المصنف (رحمه الله) من الهذلي : هو علي بن الحسین المسعودي الهذلي.
3- وفصّل الحديث عن شهادته صلوات الله عليه وعلى آبائه في دلائل الإمامة : 160 – 162 حديث 72 ، وروضة الواعظين للفتال النيشابوري له 167/1 - 169، والمناقب لابن شهر آشوب(رحمه الله) 204/3 [ وفي طبعة قم 42/4 - 43]. لاحظ الخبر مفصلاً في الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيدية 183/1. وقال الزمخشري في ربيع الأبرار 209/4 - 210 : وقال [ الإمام الحسن (علیه السّلام) ] لأخيه الحسين [(علیه السّلام)] : «إذا أنا مت فادفني مع رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] إن وجدت إلى ذلك سبيلاً، وإن منعوك فادفني في بقيع القرقد...»، فلبس الحسين [(علیه السّلام)] ومواليه السلاح، وخرجوا ليدفنوه مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله] وسلّم، فخرج مروان في موالي بني أُميّة فمنعوه من دفنه مع رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) . أقول : نقل الشيخ المفید (رحمه الله) في الإرشاد : 174 - 176 [ وفي الطبعة المحققة 18/2] وكذا في المناقب للمصنف 29/4 ، و 42 - 44 ، وعنه في بحار الأنوار 156/44 - 157 ( باب (22) حديث 25 كيفية تجهيز الإمام الحسين (علیه السّلام) لأخيه الإمام الحسن (علیه السّلام) ، قال ... فلمّا توجّه به الحسين بن علي (علیه السّلام) إلى قبر جده رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ليجدّد به عهداً ، أقبلوا إليهم في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل، وهي تقول : ما لي ولكم ؟! تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب ..!! وجعل مروان يقول : يا ربّ هيجا هي خير من دعة .. أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن [(علیه السّلام) ] مع النبي [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ؟ ! لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف. ثم قال : وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم وبني أمية . فبادر ابن عباس (رحمه الله) إلى مروان فقال له : ارجع يا مروان - من حيث جئت ، فإنّا ما نريد أن ندفن صاحبنا عند رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ؛ لكنا نريد أن نجدد به عهداً بزيارته، ثمّ نردّه إلى جدته فاطمة [ (علیها السّلام)] فندفنه عندها بوصيّته بذلك، ولو كان وصّى [أوصى ] بدفنه مع النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لعلمت إنك أقصر باعاً من ردّنا عن ذلك ، لكنّه (علیه السّلام) كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدماً كما طرق ذلك غيره، ودخل بيته بغير إذنه .. !! ثم أقبل على عائشة ، وقال لها : واسوأتاه ! يوماً على بغل ويوماً على جمل ! تريدين أن تطفئي نور الله وتقاتلي أولياء الله ؟ ! إرجعي فقد كفيت الذي تخافين ، وبلغت ما تحبّين ، والله تعالى منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين .. وهذا ما روته العامة والخاصة باختلاف يسير في الألفاظ واختصار في المدلول أو تفصيل . راجع : مقاتل الطالبيين : 74 [ وفي طبعة : 49] ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 49/16 - 51 ، والخرائج والجرائح 242/1 حديث 8.. وغيرها .
وكان مروان أشار إلى معاوية في نبش قبر على (علیه السّلام)، وتمثّل بقول الأول :
[ من الطويل ]
أَجَنُّوا أَخاهُمْ فِي الحَفِيرِ وَوَسَّدُوا *** وَأَلْقَوا أَخَانَا عَامِراً لَمْ يُوَسَّدِ (1)
يحرّضه بذلك على نبش قبر علي (علیه السّلام) ويذكره قتلی(2) بدر ، فاستشار معاوية عبد الله بن عامر بن كريز ، فقال له : ما أحبّ أن يعلم مكان قبر عليّ ، ولا أن نسائل عنه ، ولا أحبّ أن تكون هذه العقوبة بيننا وبين قومنا .. فاستصوب معاوية رأيه .
وروي (3): أنّه [ يوم الجمل كان يرمي السهام في العسكرين [معاً ]، ويقول: من أصبتُ منهما فهو فتح .. لقلة دينه (4).
ص: 478
1- راجع : شرح الأخبار 161/3 .
2- في نسختي الأصل: قتل ، وما أُثبت موافق لما جاء في شرح الأخبار .
3- كما رواه الطبرسی (رحمه الله) في الاحتجاج 164/1 [ وفي طبعة النجف 239/1] وعنه في بحار الأنوار 201/32 (الباب الثالث ) حديث 153.. وغيره .
4- الكلمتان مشوّشتان في نسختي الأصل، وقد تقرأ : لقاودينه، وأثبتناه من المصادر وفي الاحتجاج : لقلة دينه و تهمته للجميع .. وجاء في رسائل المرتضى (رحمه الله) 75/4.
وذكر القتيبي في المعارف (1): أنه قتل مروان طلحة يوم الجمل [فرماه بسهم ] فأصاب ساقه.
الأصمعي : رمى مروان طلحة بسهم ، وقال : لا أطلب ثاري من عثمان بعد اليوم.. فمات طلحة منها (2) .
وقال عبد الملك للحجاج (3) : ما هذا البسط .. ؟ وإلى متى هذا القتل ؟!
قال : مادام بالعراق رجل يشهد أن أباك يشرب الخمر ، ويسمع الزمر ويلعب القمار (4) .
ولمّا قال مروان على المنبر : فقلنا (5) لكم .... وبنينا لكم مسجداً ،
ص: 479
1- المعارف لابن قتيبة : 229 ، وعنه في المناقب 343/2 ( فيما ظهر منه (علیه السّلام) في . الجمل ) - وعنه في بحار الأنوار 177/32 ( الباب الثالث ) ذیل حدیث 132. وصرّح به جمع من أعلام العامة ؛ كالحاكم في مستدركه 371/3، وابن أبي الحديد في شرحه على النهج 113/9، وابن سعد في الطبقات 223/3 ، والمزي في تهذيب الكمال 422/13 . . وغيرها .
2- راجع : الجمل للمفيد (رحمه الله) : 205 ، والإصابة لابن حجر 432/3، وأنساب الأشراف 246/2 ، و 127/10 ، وتاريخ الإسلام 486/3.. وغيرها .
3- في نسخة (ب): الحجاج .
4- في نسختي الأصل : القمر . راجع : نثر الدر للآبي 1120/2، وعين العبرة في غبن العترة لابن طاوس (رحمه الله) : 72 - 73 ، والكامل لابن الأثير 587/4 .. وغيرهما .
5- الكلمة مشوّشة وغير منقوطة في نسختي الأصل، وقد تقراً : قتلنا أو نلنا ، والظاهر : مهّلنا لكم كما تقرأ في نسختي (ألف) - بمعنى : مهّدنا لكم .
فقال قائل : قتل الحسين (علیه السّلام) كفر ، وبناء مثل (1) هذا بدعة .
الوليد بن سلمة القتيبي - بإسناد - قال : لما بعث يزيد لعنه الله برأس الحسين [(علیه السّلام) ] إلى مروان ، نادى مروان : الصلاة الجامعة ، فاجتمع أهل المدينة في المسجد ، فخرج وصعد المنبر - وقد حمل الرأس على يديه - وهو يقول : [ من الرجز ]
يَا حَبَّذا بَرْدُه باليَدَيْنِ *** وَجَمْرَةٌ (2) تَجْرِي عَلَى الخَدَّيْنِ
سقيتُ (3) نَفْسِي مِنْ دَمِ الحُسَيْنِ *** كَأَنما لُثّ بِعَسْجَدَيْنِ (4)
ثم رمى الرأس ، وقال : يا محمّد ! يوماً (5) بيوم بدر !!
ص: 480
1- في نسختي الأصل : وبنا نعثل .
2- كذا ؛ والظاهر : وحمرة، وفي بحار الأنوار : ولونك الأحمر .
3- كذا ؛ والظاهر - بل الصحيح - شفيت .
4- عجز البيت مشوش في نسختي الأصل ، قد يقرأ : بث بمسجدين ، أو : نث بعسجدين . والبيت في بحار الأنوار : [ من الرجز ] كأنه بات بمجسرين *** شفيت منك النفس يا حسين ! والأبيات في شرح النهج لابن أبي الحديد هكذا : [ من الرجز ] يا حبذا بردك في اليدين *** وحمرة تجرى على الخدين كأنما بت بمسجدين
5- كذا ؛ والظاهر : يوم . راجع : أنساب الأشراف 217/3 ، وشرح النهج للمعتزلي 71/4 - 72، وشرح الأخبار 159/3 - 161 ، ومثير الأحزان لابن نما (رحمه الله) : 75، وعنه بحار الأنوار 124/45 ( باب (39) عن بعض الكتب الأربعة .
وقال مروان لحويطب بن عبد العزى (1) - وكان مسنّاً كبيراً - : أيها الشيخ ! تأخّر إسلامك حتى سبقك الأحداث.
فقال : الله المستعان ؛ والله لقد هممت بالإسلام غير مرّة ، كل ذلك يعوقني أبوك وينهاني ، ويقول : تضع(2) من قدرك ، و تترك دين آبائك لدين محدث ، وتصير تابعاً ؟ ! ! (3)
ص: 481
1- تقرأ في نسختي الأصل : خويطب بن عبدالعزيز ، والصحيح ما أُثبتت في المتن . جاءت هذه الواقعة بألفاظ مختلفة ومعان متقاربة ، كما في أسد الغابة 67/2، ومستدرك الحاكم 492/3 ، وتهذيب الكمال 468/7 ، والاستيعاب 399/1، والوافي بالوفيات 135/13 ، والبداية والنهاية 76/8.. وغيرها .
2- في نسختي الأصل تقرأ : تصنع ، والظاهر وقوع سهو في الإعجام ، وفي بعض المصادر : تدع .
3- جاء في تاريخ ابن كثير 70/8 [ وفي طبعة 76/8] - وقال العلامة الأمینی (رحمه الله) في غدیره ، 247/8 - : .. وكان الحكم مع ذلك كله يدعو الناس إلى الضلال ويمنعهم عن الإسلام، اجتمع حويطب بمروان يوماً ، فسأله مروان عن عمره فأخبره، فقال له : تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث ! فقال حويطب : الله المستعان، والله ! لقد هممت بالإسلام غير مرّة ، كلّ ذلك يعوقني أبوك ، يقول : تضع شرفك ، وتدع دين آبائك لدين محدث ؟ وتصير تابعاً .. ؟ ! فسكت مروان وندم على ما كان قال له . وروى الزمخشري في ربيع الأبرار 367/1 عن بكر بن عبد الله المزني : إنّ يهودياً أسلم - وكان يقال له : يوسف وقد قرأ الكتب - فمر بدار مروان بن الحكم ، فقال : ويل لأُمّة محمّد من مد من هذه الدار .. ثلاثاً .
وفي العقد(1) : أنّه قال عبد الملك لثابت بن عبد الله بن الزبير : كان أبوك أعلم بك حيث [كان ] يشتمك .
قال : يا أمير المؤمنين ! إنما كان يشتمني لأني كنت أنهاه أن يقاتل أهل المدينة وأهل مكة ؛ فإنّ الله لا ينصر بهما ، أما أهل مكة ؛ فأخرجوا النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم وأخافوه ، ثمّ جاؤوا إلى المدينة ؛ فآذوه حتى سيرهم - يُعرّض بالحكم (2) بن أبي العاص ، طريد النبي [ (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] - وأما أهل المدينة ؛ فخذلوا عثمان حتى قتل بين أظهرهم ، لم يدفعوا عنه - يُعرّض بأبيه (3)- فقال [له]: عليك لعنة الله .
محمّد بن زیاد ؛ قال : كتب معاوية إلى مروان أن يأخذ بيعة الناس لابنه يزيد ، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : أيريد معاوية أن يجعلها كسرويّة وهر قليّة بالميراث(4) ؟ !
ص: 482
1- العقد الفريد 33/4 - 34 ، باختلاف يسير ، وجاء في تاريخ دمشق 130/11 . . وغيره.
2- في نسختي الأصل : الحكم .
3- في نسختي الأصل : لغرض بأنّه، وهي كلّاً مشوّشة، ولا يوجد في العقد : يعرّض بأبيه .
4- في بحار الأنوار: سنة هرقل وقيصر .
فقال مروان : صه ! أنت الذي نزلت فيك : ﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ .. ) (1) الآية (2) ، أحيوا لي (3) عبد الله بن جدعان ، وعامر بن كعب ، ومشايخ قريش لأسألهم عن أهل هذا ، فقالت عائشة: لقد لعن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أباك وأنت في ظهره، فأنت نتيجة لعنة رسول الله [(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ](4) .
ص: 483
1- سورة الأحقاف (46): 17.
2- وقد جاءت القصة في العقد الفريد 370/4 - 371، وأجاب عبدالرحمن بن أبي بكر بشكل آخر ، وذلك بعد أن دعا مروان إلى بيعة يزيد وأنّها سنة أبي بكر الهادية المهدية .. وجاء في آخرها بعد الآية قول عبدالرحمن : يابن الزرقاء !! أفينا تتأوّل القرآن ؟! راجع : المستدرك على الصحيحين 481/4 ، وسنن البيهقي 458/6 حديث 11491، وتفسير ابن كثير 171/4 - 172 ، والدر المنثور 41/6، وغيرها من مصادر العامة ، وكذا لاحظ : شرح الأخبار 158/2.. وغيره.
3- الكلمة مشوشة في نسختى الأصل، تقرأ : أسرال ، وما أثبت من المصادر .
4- كما وقد جاء في تفسير الثعلبي 13/9 : [ أنّ عبد الرحمن ] قال له أبواه : أسلم ، وألا عليه في دعائه للإيمان . فقال : أحيوا لي عبد الله بن جدعان وعامر بن كعب ومشايخ قريش حتى أسألهم عما يقولون . قال محمّد بن زياد كتب معاوية .. وعنه رواه السيد ابن طاوس (رحمه الله) في بناء المقالة الفاطمية : 251 ، وكذا عين العبرة : 51 - 52 .. فراجع . ورواه العلامة المجلسی (رحمه الله) في بحار الأنوار 237/62 (باب 5)، نقلاً عن حياة الحيوان 288/2 [ وفي طبعة دار الكتب العلمية 545/2]. ولاحظ : شرح الأخبار 158/2 برقم 487 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 150/6 ، الغدير 246/8 - 247 ، وقد ذكر عدة مصادر للحديث وله (رحمه الله) عليه تعليقة .
أبو عقيل (1) ؛ [كنت عند منبر النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) و ] أتى مروان بحبال وفعلة (2) يريد أن يزيد درجات على منبر النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وذلك بأمر معاوية ، فزلزلت الأرض، وخسفت الشمس ، وبدت النجوم (3) ، وانطلقت (4) القناديل .
وفي ابن ماجة (5)، وقوت القلوب (6) ، عن المكيّ: أنّه أحدث (7) المنبر في صلاة العيد عند المصلّى ] ، فقال أبو سعيد الخدري : أيش هذه البدعة !؟ والله لا صليت من وراك أبداً (8) .
ص: 484
1- لعلّه : أبو عقيل مولى عمر بن الخطاب الذي روى عن عائشة وسفيان الثوري .. وغيرهما ، كما قاله في تهذيب التهذيب 172/12 .. وغيره . وجاءت القصّة في كتاب ربيع الأبرار ونصوص الأخبار للزمخشري 116/3.. وغيره.
2- في نسختي الأصل : يحتال وفعيلة ... والمثبت عن المصدر : الفَعَلَة يعني العُمّال .
3- وقد تقرأ في نسخة (ب) : ثبت .
4- في ربيع الأبرار واصطفقت .. وهو الظاهر بحكم وجود الزلزلة .
5- سنن ابن ماجة 406/1 ، ولاحظ : كتاب البخاري ،111/2، كتاب مسلم 242/1، سنن أبي داود 178/1، سنن البيهقي 297/3.. وغيرها .
6- قوت القلوب 286/1، وجاء فيه : أنّ مروان لما أحدث المنبر في صلاة العيد عند المصلّى ، قام إليه أبو سعيد الخدري ، فقال : يا مروان ! ما هذه البدعة ؟ ! فقال : إنها ليست بدعة، هي خير مما تعلم إن الناس قد كثروا .. فأردت أن يبلغهم الصوت ، قال أبو سعيد : ولا تأتون بخير مما أعلم أبداً ، والله لا صليت وراءك اليوم .. فانصرف .
7- تقرأ في نسختى الأصل أحدأت .
8- انظر : بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث : 242 ، ولاحظ : الغدير 165/8.
البخاري (1)؛ أنّه أحدث المنبر في الصلاة، فقال أبو سعيد الخدري : غيّرتم والله .
ويقال : إنه كتب أربعمائة صحف ، فيها : ( إنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ ﴾ (2) .
البخاري (3)؛ قال أبو سعيد الخدري : كُنا فى جنازة .. فأخذ أبو هريرة بيد مروان ، فجلسا قبل [ أن ] توضع .. فجاء أبو سعيد فأخذ بيد مروان ، فقال : قم (4) فوالله لقد علم هذا أن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) نهانا عن ذلك .
قال أبو هريرة : صدق .
ابن الكلبي ؛ كان يقول : إنّ عقيلاً [ قال : ] طالما حلق رأس مروان بكف من دقيق .
الزرقاء ؛ مارية الكندية ، وهي من أُمهات مروان ويُعَيِّرُونَ بها (5).
ص: 485
1- کتاب البخاري 22/2 (كتاب الجمعة ، باب الخروج إلى المصلّى بغير منبر ) في حديث طويل، فراجعه .
2- سورة آل عمران (3) : 33.
3- كتاب البخاري 107/2 بنصّه .
4- في نسخة (ألف) و (ب): بم، ولا أعرف لها معنى، ولعلّها مصحفة .
5- تقرأ في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : يعترون، وما أثبتناه أصح؛ لأن بني مروان معروفون ببني الزرقاء. أقول : لو كانت ( يَعْتَزُون) أي ينتسبون لقال : ( يعتزون لها)، فلمّا عُدِّي الفعل بالباء علمنا أن الفعل (يُعيّرونَ بها ) . راجع : كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 35/2 - 36.
دعبل (1) : [من الوافر ]
وَمَا مَرْوانُ إِذْ مَنَعَتْهُ كَلْبٌ *** وَإِنْ تَرَكَتْهُ (2) لَعْقَة لَاعِقِينا
وَمَرْوانُ لَصِيقُ بَنِي البغايا *** وَمَرْوانُ طَرِيدُ المُرْسَلِينا
وقال دعبل : خاصم فراد بن كعب الكروس بن زيد الطائي إلى قارون(3)، فقال الكروس (4) : ( شعر )
[من الطويل ]
قَضَىٰ بَيْنَنَا مَرْوانُ أَمْسِ قَضيَّةً *** فما زادَنا مَرْوانُ إِلَّا تَمادِيا (5)
ص: 486
1- لم نجد البيتين في ما جمع من أبيات دعبل الخزاعي الله باسم ديوان ، ولا نعرف لهما مصدراً ناقلاً سوى كتابنا هذا.
2- في نسختي الأصل : يركبه .
3- رمز لمعاوية على المشهور ، كما سلف ، إلّا أنّ المناسب هنا أن يكون المراد به : مروان .
4- هو الكروس بن زيد بن حصن الطائي، توفّي نحو سنة 70 ه- من أهل الكوفة ، شاعر إسلامي، وقد حبسه مروان بن الحكم . انظر : الأعلام 78/6 عن عدة مصادر .
5- في شرح الحماسة والأعلام : تنائيا .
فَلَوْ كُنْتُ بِالْأَرْضِ الفَضاءِ (1) لَعِفْتُها *** وَلَكِنْ أَبَتْ أَبْوَابُهُ (2) مِنْ وَرَائِيا (3)
عبد الرحمن بن حسان (4) :
[ من الكامل ]
ص: 487
1- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، وقد تقرأ فيها : القضاء، وهنا بمعنى الواسعة.
2- في نسختي الأصل : أبوايه ، وما أُثبت من شرح الديوان.
3- جاء البيت الأول في الأعلام ، كما وقد وردت الأبيات في شرح ديوان الحماسة للتبريزي ،118/1 ، وما في المتن موافق لما جاء فيه .
4- أقول : عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام الأنصاري، أبو محمّد ( ويقال : أبو سعيد ) المدني، الذي جاء ذكره في تهذيب التهذيب 162/6 وغيره، وأورد له المصنّف الله في المناقب 150/1 بيتين هما : [ من الوافر ] ألا أبلغ معاوية بن صخر *** أمير المؤمنين نبا كلامي فإنّا صابرون ومنظر وكم *** إلى يوم التغابن والخصام وقيل : البيتان لعبد الرحمن بن حسّان بن ثابت ، وجاء في شرح النهج لابن أبي الحديد 150/6، وأسد الغابة 34/2 ، والنزاع والتخاصم : 53 ، إمتاع الأسماع 334/14.. وغيرها . وفي الغدير 260/1 عن ابن عبد البر في الاستيعاب ( هامش الإصابة ) 218/1 [255/1]، وكذا في تاريخ ابن عساكر ،213/7 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي : 134، وانظر 282/10 ، كما وردا في ديوانه أيضاً. ولم أجد مصدراً لهذين البيتين، ولم يرد في الغدير سوى حسّان بن عبدالرحمن العنزي الكوفي مكرراً ولا يُعد من الشعراء، بل هو من أصحاب حجر رضوان الله عليه . وقد روى في الإكليل في النسب 267/2 - 268 عن يزيد بن زياد، أنّه قال : [ من الوافر ] ألا أبلغ معاوية بن صخر *** مغلغلة عن [من ] الرجل اليماني أتغضب أن يقال : أبوك عفُّ *** وترضى أن يقال : أبوك زان؟! فأشهد أن آلك من زيادٍ *** كآل العير من ولد الإتان وأشهد أنّها حملت زياداً *** وصخراً من شمية غير داني قيل : هذه الأبيات لعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص ، وقيل : ليزيد بن ربيعة الشاعر ، كما في الأغاني 51/17 - 73. كما وقد قيل : الأبيات ليزيد بن مفرغ الحميري الذي استشهد الحسين [(علیه السّلام)] بشعره : [ من الخفيف ] لا ذعرت السوامَ في فَلَقِ الصب *** ح مغيراً ولا دُعِيتُ يزيداً يوم أعطي مخافة الموت ضيماً *** والمنايا يرصدنني أن أُحيداً كما أورده القاضي النعمان المغربي في المناقب والمثالب 144/3 ذيل حدیث 1085 و حدیث 1086 . وبألفاظ مقاربة أورده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 204/14، والبلاذري في أنساب الأشراف 156/3 و 303/5، والأغاني ،424/18، والطبري في تاريخه 342/5 [253/4]، والمسعودي في مروج الذهب 54/3 ، وابن عبد البر في الاستيعاب 360/1 .. وغيرها . وجاء مع بيت آخر في شرح ابن أبي الحديد على النهج 348/3 بعد أن نسبه إلى يزيد بن مفرغ الحميري، وقبله : [ من الخفيف ] لا ذعرت السوام في فلق الصب*** ح مغيراً ولا دُعِيتُ يَزِيدا وقريب منه في مثير الأحزان : 38. وغيره. وحكاه في الغدير 220/10 عن عبد الرحمن بن الحكم.
إِنَّ اللَّعِينَ أَبَاكَ فَارْمِ عِظامَهُ *** إِنْ يُرْمَ(1) يُرمَ مُخَلَّجاً (2) مَجْنُونا
يُضْحي (3) خَمِيصَ البَطْنِ مِنْ عَمَلِ التَّقَى *** وَيَظَلُّ مِنْ عَمَل الخَبِيثِ بَطِينا
ابن الحجّاج (4) : [من الهزج ]
ص: 489
1- والمشهور على الألسن : إن تَوْمِ تَرْمِ.
2- عجز البيت مشوّش اللفظ والمعنى، والكلمة غير معجمة في نسختي الأصل.
3- في بعض المصادر : يمسي ، وفي بعضها : يمشي .
4- لم ترد هذه الأبيات فيما شاهدنا لابن الحجاج من شعر أو نثر، ولعلها من متفردات كتابنا هذا. ولم نسمع إلى اليوم أنّ شعره قد جمع ، مع أنه قد قيل : إنّ ديوانه كان في أربعة مجلدات ، كل مجلد فيه حوالي عشرين ألف بيت ، وقيل : يوجد جزء واحد من شعره في مصر . وقد طبع حديثاً من شعره : درة التاج في شعر ابن الحجاج، كما وأنّ هناك كتاب : تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج . أقول : طبع حديثاً ديوان الحسين بن الحجاج في أربعة مجلدات أو خمسة، ولكنّه جمعٌ وليس عن نسخة خطية .
هِيَ الخَمْرُ الَّتِي كَانَ *** لَهَا يَرْقُصُ (1) مَرْوانُ
طَرِيدُ اللهِ في الأَرْضِ ال*** ذي آواهُ عُثْمَانُ
إذا مَا أَسحَفَه الشُّربَ *** مِن عَقْل وَهُوَ سَكْرانُ (2)
وَمَنْ أَغْضَبَهُ قَوْلِى *** فَذاكَ النَّيْسُ قَرْمان (3)
سديف (4):
[من الخفيف ]
ص: 490
1- تقرأ الكلمة في نسخة (ب) : يَرفُضُ ، ولها معنى.
2- البيت مختل الوزن وغير واضح المعنى .
3- كذا؛ ولعلّها : قرنان .
4- سديف بن مهران بن ميمون المكي ( المقتول سنة 147ه-) على المشهور، ويقال له : سديف بن ميمون ، مولى الإمام زين العابدين (علیه السّلام) ، كما قاله المصنف (رحمه الله) في معالم العلماء : 51 [ وفي طبعة أُخرى : 185] من المقتصدين من الشعراء.. وغيره . وقيل : سديف بن إسماعيل بن ميمون مولى بني هاشم، وكان متعصباً لهم، وقيل غير ذلك كما في الأعيان 188/7. وقد عدّه الأوّل من شعراء أهل البيت (علیهم السّلام) المقتصدين ، استشهد - كما اتفق عليه المؤرخون - لمدحه آل علي ا ا ، وهجوه حكّام الجور من أمويين وعباسيين . وقد عدّ الشيخ (رحمه الله) في رجاله : 137 برقم 1441 [ طبعة جماعة المدرسين ، وفي الطبعة الحيدرية : 125 برقم 14] من أصحاب الإمام الباقر (علیه السّلام). ولاحظ ترجمته المفصلة في تنقيح المقال 169/30 - 179 برقم ( 9084) [ الطبعة المحققة ]، تهذیب ابن عساكر 6/6 ، الشعر والشعراء : 293 ، الأعلام 126/3، والأغاني 456/14 .. وغيرها، ولم يرد له شعر في الغدير حسب بحثنا فيه إلا قوله (رحمه الله) من قصيدة في هذا الباب مطلعها : [ من الخفيف ] لا تُقِيلَنَّ عَبْدَ شمسٍ عِثاراً *** واقطَعُوا كُلَّ نَخْلَةٍ وغراسِ كما جاء في الغدير 71/3. وكنت أعتقد ذلك في المناقب، حيث لم يرد اسمه، إلّا أنتي وجدت له أبياتاً في المناقب 47/4[وفي طبعة قم 41/4] وهي:[ من الخفيف ] أنتم يا بني علي ذوو الحق *** وأهلوه والفعال الزكي بكمُ يُهْتَدَى من الغي والن *** اس جميعاً سواكُم أَهلُ غي منكم يعرفُ الإمام وفيكم *** لا أخو تيمِها ولا من عديّ
لَعَنَ اللهُ مُلْكَ (1) مَرْوانَ وَالعَا *** ص فَقَدْ صَارَ [ا] لِلرَّسُولِ عَصِيّا (2)
ص: 491
1- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، ولعلّها في نسخة (ب): لملك، وفي نسخة (ألف): كمل أو كمال.
2- أقول : البيت مشوّش صدراً وذيلاً وكأنّ فيه سقط ، وله (رحمه الله) عدة قصائد يهجو بها بني امية عليهم اللعنة والهاوية .. ذكر منها في الأعيان 189/7 قصيدة - وكذا غيره - وقد جاء على وزان هذا البيت قصيدة حكاها لنا غير واحد ، منهم : ابن الأثير في الكامل 168/5 حيث قال : لما ولي السفاح الخلافة حضر عنده سليمان بن هشام بن عبد الملك ، فأكرمه وأعطاه يده فقبلها ، فلما رأى ذلك سديف مولى السفاح أقبل عليه وقال : [من الخفيف ] لا يغرنك ما ترى من رجال*** إن تحت الضلوع داء دويّا فضع السيف وارفع السوط حتى *** لا ترى فوق ظهرها أمويّا والظاهر أنّ هذه الأبيات من قصيدة في هجا بني أمية حيث هي على وزان وقافية واحدة .
أبو (1) دَهْبَل الجُمَحِي(2): [من البسيط ]
يَدْعُونَ مَرْوانَ كَيْمَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ *** وَعِنْدَ مَرْوانَ حالَ (3) القَوْمُ إِذْ (4) رَقَدُوا
قَدْ كَانَ في قَوْمٍ مُوسَىٰ قَبْلَهُم جَسَدٌ *** عِجْلٌ إذا خارَ فِيهِمْ خَوْرَةً سَجَدُوا
ص: 492
1- في نسختي الأصل : ابن ، والصحيح ما أُثبتت .
2- في نسختي الأصل : الحجي . أقول : أبو دهبل هو : وهب بن ربيعة (زمعة) بن أسيد بن أميمة [أحيحة ] الجمحي القرشي المكي ( 20 - 63 وقيل : (96) ، من الشعراء المعروفين ، خرج مع التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ، كما في الأعيان 281/10 ، وقد تولّى لابن الزبير بعض أعمال اليمن ، له ديوان شعر وفيه : رثاء للإمام الحسين (علیه السّلام). وله قصيدة قالها لما وقف على قبر الحسين (علیه السّلام)جاء منها ( 39) بيتاً في الأعيان - ولم ترد هذه هناك .. انظر عنه : أعيان الشيعة 281/10 ، معالم العلماء : 152 [ الطبعة الحيدرية، وفي طبعة أخرى : 186] في عدد الشعراء المتقين ، وفيه : أبو ذهيل الجمحي وعده من الشعراء المتقين . وراجع : أمالي السيد المرتضى 78/1 - 81 ، والأغاني 154/6 - 170 ، والبداية والنهاية ،169/5 ، والشعر والشعراء : 144 ، ونسب قريش : 393، وخزانة الأدب 280/3 .. وغيرها، ولاحظ كتاب البيان في ديوان أبي دهبل الجمحي :
3- في ديوان أبي دهبل : خار ، وفي بعض المصادر : حار ، وكلُّ صحيح .
4- في الديوان : ( أو ) .
الحميري (1): [ من البسيط ]
مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَجْلَتُهُ (2)عَشِيرَتُهُ *** عَنْها فَيَأْوِي إِلى حِرْزِ وَأَمْصَارِ
لَهُ حَلُوتُ (3) فَمِنْها جُلُّ عِيشَتِهِ (4)*** فقالَ : أَيُّ لَكُمْ في أَخْذها شارِي ؟
واسْتَلَّ مِلْحَفَةٌ (5) في جَوْفِ حُجْرَتِهِ *** فَازْدادَ رِجْسَيْنِ وِقْراً فَوْقَ أَوْقار (6)
***
ص: 493
1- لا توجد هذه الأبيات في الديوان المطبوع للسيّد الحميري، وهي من متفردات كتابنا هذا حسب تتبعنا .
2- كذا تقرأ في نسختي الأصل، ولعلّها : أحلته ، أو أجلبته، وفي أخبار القضاة : خلته عشيرته .
3- الظاهر أنّ الكلمة مأخوذة من حلوته .. أحلوه .. حلواناً ، والحلوان مصدر ، وهو ما يعطى من الأجر والرشوة، وقد نهى النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عن حلوان الكاهن ، كما جاء في النهاية لابن الأثير 435/1 .. وغيره.
4- الكلمتان مشوّشتان وغير منقوطتين في نسختي الأصل، تقرأ : حَلَّ عنبسه .
5- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : ملحقة، وفي نسخة (ب): وسلحفة .
6- انظر البيتين الأولين منسوبين للسيد الحميري (رحمه الله) ضمن عدة أبيات في كتاب أخبار القضاة لوكيع 71/2، وعنه في هامش إكمال الكمال لابن ماكولا 296/6، إلا أنّ في كتاب أخبار القضاة في أكثر (12 بيتاً ) ، ومنها البيت الثالث هنا، وقد جاء هكذا : [من البسيط ] واستل ملحفةً من جوف حجرته *** فازداد خبثاً ووقراً بعد أوقار
المحتوى - الفهرست التفصيلي
ص: 495
المحتوى للجزء السابع من مثالب النواصب
آية .. ابتهال .. رواية .. شعر ... 3
نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى ... 9
مسرد هذا المجلد .... 11
تتمة باب أبي المعازف الفصل الرابع في كبائر قرمان (13 - 59 )
ما روى في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) ... 15
أوّل من سير في الإسلام : عثمان ؛ وجعلها سنة حيث سيّر أبا ذر إلى الربذة وغيره ..... 16
تسير عثمان جماعة من الكوفة إلى الشام وحمص ... 16
إبعاد القراء من الكوفة إلى الشام ثم إلى الحمص ... 17
أمر الخليفة الثالث بذبح الحمام وقتل الكلاب ! .. 19
فرار الثالث يوم أُحد وتغيبه عن بدر كما تخلّف عن بيعة الرضوان . ... 19
ص: 497
من نص على فراره وجمع يوم أُحد حتى بلغ الجعلب ... 20
إرسال الخليفة بهدايا إلى أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وما قاله صلوات الله عليه في ذلك ....... 22
رفض زيد بن أرقم ما بعثه عثمان له وإرجاع مفاتيح بيت المال له ... 24
ما قاله عمار في حق الخليفة ... 25
قعود عثمان في مقعد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) على المنبر خلافاً لسيرة شيخیه ... 26
عطّل دم الهرمزان وجفينه ... 26
قتل عبيد الله بن عمر جفينة والهرمزان عدواناً ولم يحاسب .. 27
ما قاله الخليفة في جناية عبيد الله وما ردّ عليه الصحابة ... 28
ما قاله أمیر المؤمنین (علیه السّلام) فيما حكم به الثالث ... 29
ما قاله زیاد بن لبيد البياض في عبيد الله بن عمر من الشعر (5) ... 30
ما قاله زياد في حق عثمان بن عفان (3). ... 32
بيتان للأنصاري في عثمان .. ... 33
قول ابن عباس فيه : ﴿ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴾ .. 34
شراء الخليفة الغلمان وميله إليهم ... 34
منازعة عثمان مع أمير المؤمنين (علیه السّلام)في أرض اشتراها وطلبه (علیه السّلام) حكومة رسول الله ورفض الخبيث لذلك ...35
في سبب نزول قوله سبحانه: ﴿ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهَ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ إلى ستة آيات ... 35
مخاصمة عثمان مع يهودي في قضية بينهما ، ووجه نزول : ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) ... 37
ص: 498
نزول قوله عزّ اسمه : ﴿ فَلَا تُرَكُوا أَنفُسَكُمْ ﴾ إلى سبع آيات في عثمان ... 38
نزول قوله عزّ وجل : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى ) ... 39
خروج رهط من أهل الكوفة في أمر الوليد وتهديد الخليفة لهم ... 39
التجاء أهل الكوفة لعائشة بعد طرد الخليفة لهم ومنازعتها مع عثمان ... 40
ما فعله الخليفة مع الشهود على الخمر ... 41
ضرب الخليفة الشهود بعد أن عطل حدود الله. ... 41
كيفية إقامة الخليفة الحدّ على الوليد ... 42
اجراء أمیر المؤمنین (علیه السّلام) الحدّ على الوليد ... 43
قول عائشة له : تركت سنة صاحب القميص يا نعثل . ... 43
تسمية عائشة له ب- : نعثل ، وقيل : رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم). ... 44
سبب تسمية الخليفة ب-: نعثل ... 44
كلام أمير المؤمنين عن (علیه السّلام) الخليفة في خطبته الشقشقية .. 45
لبس عثمان مطرف خز ثمنه ثمانمائة دينار .. 46
اشترى عثمان من سعد بن أبي وقاص ملكاً بأربعين ألف دينار. ... 46
كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وأمیر المؤمنین (علیه السّلام) وعمار يعملون مسجداً فمرّ الثالث متبختراً ... 47
رجز عمار له وهو يعمل في بناء مسجد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)(2). ...47
سبب نزول قوله سبحانه: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا .. وطرده صلّی الله علیه و آله و سلّم) (2) ... 48
موقف الخليفة حين بناء مسجد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)ودور عمار في ذلك ... 49
كان عثمان كلفاً بأقاربه ... 49
وجه نزول قوله عزّ اسمه : ﴿ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ ) ... 50
ص: 499
توسط عثمان لعبد الله بن ابي سرح الملعون عند رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ... 51
مال عثمان لعبد الله بن أبي سرح وعبد الله بن عامر بن كريز والوليد بن عقبة ومعاوية ووطي لبني أُمية ما وطي، وقلّدهم المناصب مع علمه بفسقهم وفجورهم ....52
تقريب الخليفة عشيرته وتوليتهم للبلدان. ... 52
إذن للحكم بن العاص فأدخله المدينة وأعطاه مائة ألف درهم من بيت المال المسلمين 52
تزویج عبد الله بن خالد بن أبي العيص ابنته وأعطاه أربعمائة ألف دينار ... 53
تزویج مروان وإعطاه خُمس أفريقية .. 53
أقطع موضع من سوق المدينة للحارث أخو مروان بن الحكم .. 54
أعطى عبد الله بن خالد بن أسيد أربعمائة ألف درهم من بيت المال . ... 54
أعطى عمر تولية الخليفة للوليد بن عقبة إبل الصدقة تبعاً لعمر ... 54
خمسمائة بعير من إبل الصدقة إلى الحكم بن عمير الغفاري ... 54
أقطع قطاع بالسواد للزبير وطلحة وسعداً ... 55
أعطى عثمان طلحة مائتي ألف دينار .. ... 56
وهب الخليفة للحارث بن الحكم إبل من الصدقة. ... 57
أعطى سعيد بن العاص مائة ألف ... 57
بیتان لابن حماد. ... 57
بیتان آخران لابن حماد ... 57
أبيات العوني(3) .. 58
أبيات خطيب منبج (6) . ... 58
ص: 500
الفصل الخامس في بدع العجل (61 - 93 )
شأن نزول قوله عزّ اسمه : ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوْا قَالُوا آمَنَّا) .. .. 63
بعض ما قالته عائشة في عثمان ... 63
ما روي عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أنه قال : « أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية » ..... 64
كيفية وضوء ابن عباس ومحاكاته لوضوء رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ... 64
كيفية وضوء عثمان ... 65
زاد في مسجد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) و نقشه بالذهب والفضة وغير فيه ... 66
غيّر خطبة العيدين وجعلها قبل الصلاة. ... 66
كان يخطب جالساً من غير علة خلافاً لرسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ... 67
أوّل من جعل مُدين من البرّ عدل صاع من التمر. ... 67
ضربه بالسياط بدلاً من الدرّة التي كانت من قبله ... 67
استبداده بأموال الخراج المأخوذة من الناس له ولأهل بيته دون المسلمين. ... 67
اختصاص المراعي وحماها به وبعشيرته ... 68
بيت لشاعر . ... 69
بيت لابن حماد ... 69
نقل وقت صلاة الفجر من أوّل وقتها وجعلها بعد ظهور الضياء وسبب ذلك ذلك ..........69
قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لتأخير صلاة الصبح : « تلك صلاة المنافقين» ... 72
نقل وقت الخطبة يوم النحر بمكة إلى يوم عرفة ... 73
ص: 501
جعل الخطبة يوم عرفة وقت الظهر واسقطها في يوم النحر ... 74
غطى عثمان وجهه بقطيفة حمراء أرجوانية وهو محرم ... 75
فرية أنّ عثمان هو الذي جمع القرآن ومناقشة ذلك ... 75
مات رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)عن عشرين ألف من الصحابة لم يحفظ القرآن منهم إلا ستة ..... 76
جمع القرآن على عهد النبی (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لأربعة كلهم من الأنصار . .. 76
لم يحفظ أحد من الخلفاء القرآن، ولم قدم الشيخين على عثمان في القراءة ؟ ! ....... 76
ثبت أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)ما قرأ القرآن وحصره وأمر بكتبه على هذا الوجه........76
تهافت روايتهم في من جمع القرآن. ... 77
قالوا : إن أبا بكر وعمر أمرا زيد بن ثابت أن يجمع القرآن .... 77
قيل : أشار عمر على أبي بكر بكتابة القرآن. ... 79
إن عمر وعبد الرحمن بن عوف كانا قد وصفا صحيفة فيها القرآن ليكتباها ..........79
قول عمر : لولا أني أخاف أن يقول الناس زاد عمر في القرآن لأثبت هذه الآية فيه .... 79
إرسال حفصة صحف القرآن ونسخها عثمان بواسط جمع ... 80
حديث : من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» ... 82
حديث : « أُبي أقراءكم» . ... 83
ترك قراءة ابن مسعود وأبي وقرآن أمير المؤمنين(علیه السّلام) ... 83
قوله (علیه السّلام): « .. أقسمت - أو حلفت - أن لا أضع ردائي حتى أجمع ما بين اللوحتين»، وجمعه له ... 83
جامع القرآن هو زيد وثلاثة معه ... 84
قولهم : إنّ في القرآن غلطاً ستقيمه العرب بألسنه ... 85
ص: 502
سبب الجمع بين سورتي الانفال وبراءة وترك البسملة ... 85
إقرار الخليفة أنّه رتب كتاب الله بالظن ... 86
قول الحسين (علیه السّلام): « تباً لقوم ولوك الأمر » ... 87
غشي على أمير المؤمنين (علیه السّلام) يوم سمع إن عثمان مزق القرآن ... 87
أمر عثمان بالمصاحف أن تحرق أو تمزق .... 88
حرق عثمان مصحف ابن مسعود وأن مروان أحرق مصحف عمر ... 89
بيتان للحجاج بن عمرو الأنصاري. ... 91
بيت لعبد الله الغفاري ... 91
بیتان لابن حماد ... 91
بيتان للناشئ ... 92
بيت لكشواذ ... 92
بيت للعوني ... 92
بيت لعبد الرحمن بن حنبل ... 93
الفصل السادس في كفر اللعين (95-123 )
عثمان مصداق قوله سبحانه: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) ... 97
الثلاثة مصداق قوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ .. المُؤْمِنِينَ .. ﴾ .97
وجه قوله عزّ اسمه : ﴿ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً ﴾ ...98
ص: 503
المراد من قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ المُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النّارِ ).. . 98
وجه قوله تعالى: ﴿ وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ ..)... 98
حدیث خروج عائشة للحج وما قالته لمروان وأصحاب عثمان ... 98
فرح عائشة بقتل عثمان ، ثم خروجها للطلب بدمه ! .. 99
قول عمار بن ياسر على منبر الكوفة إن ثلاثة يشهدون على كفر عثمان ، وأنا الرابع .. 101
قول عمار: إنّ عثمان كان يعرف ب-: الكافر ... 101
قول حذيفة : إنّه لا يموت رجل وهو يرى أن ابن عفان قتل مظلوماً إلا وحمل أوزار أكثر من أصحاب العجل ... 102
قول حذيفة: ولينا الأول فطعن في الإسلام، والثاني فحل الإزار ، والثالث خرج منها عرياناً ... 102
قيل : إن عثمان دخل حفرته وهو ظالم لنفسه، ودخلها والله كافر .. 102
قيل لأهل المدائن : إن عثمان قتل بعمله ... 102
قول زيد بن أرقم عن سبب تكفير عثمان .... 102
ما جرى في نزاع بين عثمان وطلحة وما قاله كل للآخر ... 103
قول ابن مسعود وددت أني وعثمان برمل عالج عتوا أحدنا على صاحبه حتى يموت ... 104
قول ابن مسعود إنّ عثمان عند الله لا يزن جناح بعوضة ... 104
روى ابن مسعود عن النبي أنه قال : « يدخل علي رجل من أهل النار»، فدخل عثمان.. . 105
عدم صلاة ابن مسعود مع القوم وانفراده بصلاته . ... 105
قول ابن مسعود : إن عثمان جيفة على الصراط ... 105
ص: 504
أبيات البرقي(3) ... 106
عن ابن عباس أنّه سمی رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)عثمان : «حمال الخطايا .....106
سئل أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن سبب تسميته لولده باسم : الشيخ الكافر ، فقال : إنه سماه باسم عثمان بن مظعون ... 107
بيتان للسيد الحميري ... 107
حوار معاوية مع ابن عباس... 108
ما قاله ثابت بن عبد الله بن الزبير عند شتم أهل الشام له . ... 109
الجمع ما عن ما روي عنه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : لا تجتمع أمتي على الضلالة .. مع قتل عثمان ..... 109
جواب إبراهيم النخعي حين سئل عن قتل عثمان وأصحاب النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) حضور ... 110
بيتان للهاشمي يجيب بها الوليد بن عقبة ... 110
قولة أمير المؤمنين (علیه السّلام): « لا تقولوا قتله فلان وفلان ؛ بل الله قتله، وأنا معه ... ...... 111
قوله (علیه السّلام): « والله والله لئن لم يدخل الجنة إلا من قتل عثمان لا أدخلها ولئن لم يدخل النار ... 111
من خطبة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : « واعلموا علماً يقيناً أنّکم لن توفوا بميثاق الكتاب حتى تعلموا الذي نقضه» ... 112
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)« من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله » ... 112
قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) لعثمان: «.. بلى قد سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)يلعنكم ثم لم يستغفر الله لك » ... 113
دعاء الإمام الصادق (علیه السّلام) في دبر كل صلاة مكتوبة على أربع من الرجال وأربعاً من النساء .. ... 113
ص: 505
بيتان الشاعر . ... 114
قتل عثمان لبنت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)وخيانته في إخفاء معاوية بن المغيرة ابن أبي العاص في بيته ... 114
شکوى رقية بنت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عثمان عنده (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ... 115
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عن عثمان : قتلها قتله الله. .. 116
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): «اللهم ادخل على عثمان الذلّ في بيته». ... 117
لعن عثمان خسمة مرات لما خرج برقية إلى القبر ... 117
ما قاله رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)لما ماتت لرقية بنت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)... 118
بيت أبي هريرة العجلي ... 119
بيت السيد الحميري ...119
بیت هشام بن ولید . 120
بيت السيد الرضي ... 120
أبيات البشنوي(9) ... 120
بيت لبعض أهل الكرخ ... 122
بيت لكشواذ ... 122
الفصل السابع في معان شتى في الثالث (100_190)
سؤال حذيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سبحانه : (هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ).. . ......127
ص: 506
روى : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الثالث وأتباعه ... 128
عن الصادقين في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) ... 128
ابن عباس في قوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا ) ... 129
قولة عثمان لأميرالمؤمنين (علیه السّلام) : لا تحبكم قريش أبداً ....... 129
قولة عثمان لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) : أبيت - والله ! - يا أبا الحسن إلّا حبّاً للولاية . ... 130
قولة عثمان لأمير المؤمنين (علیه السّلام) : إنه لحريص ...131
حبس عثمان للضاني (الضابي) بن الحارث ... 132
أبيات الضابي التميمي في عثمان(5) .... 133
أبيات الوليد بن عقبة (6) ... 134
جواب الفضل بن عباس له (4) . ... 136
نفي رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)الحكم بن أبي العاص وردّ عثمان له ... 137
بيت شعر لعبد الرحمن بن حنبل الجمحي ... 140
ضرب عثمان لعمار بن ياسر وداس بطنه. ... 140
نفر عثمان لأبي ذر. ... 141
قول أبي ذر : إنّ بني أمية تهددني بالفقر والقتل ... 143
حديث الهرمزان وقتل عبيد الله بن عمر .... 143
تعطيل عثمان لحد من حدود الله ... 144
حديث ابن مسعود عن جمع المصاحف وضرب عندما لم يسلم مصحفه وكسر له ضلعين.... 145
ص: 507
تخميس أبيات العوني ... 145
جوابه لأهل مصر على شكواهم لعامله ... 146
أمر عثمان لعامله على مصر عبد الله بن أبي سرح لقتل محمّد بن أبي بكر ... 146
وقوع کتاب عثمان بيد المصريين ومحاصرتهم لعثمان ... 147
أبيات ابن حماد (5) . . ... 148
بيتان لأبي الفتح محمّد البابوري .. 149
أبيات لأبي العلاء السروي(3). .... 150
أبيات عبد الرحمن بن حنبل الجمحي(3) ... 151
بيتان لكثير . ... 153
أبيات مهيار (7) . ... 154
الفصل الثامن في سبب قتل حمال الخطايا (181-157)
بيان الإمام الباقر (علیه السّلام) المراد من قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ) هو عثمان، وتوليته معاوية على رقاب الناس ... 159
اعتراض عمرو بن العاص على عثمان في فعاله ... 160
تباطأ معاوية بعد أن استمده منه عثمان لنصرته. ... 161
من جاء لنصرة عثمان من الشام والبصرة .... 162
بعض أسماء المصريين الذين حاصروا عثمان وكانوا ستمائة رجل . ... 163
ص: 508
بعض أسماء الكوفيين الذين حاصروا عثمان وكانوا مائتين رجل ... 163
بعض أسماء البصريين الذين حاصروا عثمان وكانوا مائة رجل ... 163
استنجاد عثمان بأمیر المؤمنین (علیه السّلام) وما كتبه من العهد للمؤمنين والمسلمين .. 164
شهود ما تعهد به عثمان للمؤمنين ... 164
كتاب عثمان لواليه على مصر عبد الله بن أبي سرح بقتل من أقبل عليه من مصر .... 164
خطبة عثمان في المسجد بعد نقمة الأصحاب عليه ... 165
إنكار المسلمين على عثمان كتابة الكتاب وخطبته بعد ذاك ... 165
ردّ الصحابة عليه ورمي بعضهم له بالحصى ...166
قتل كثير بن الصلت خازن عثمان على بيت المال لتيار بن عياض الأسلمي من الصحابة، ولم يسلموا قاتله فقاتلوه ... 167
كتاب عثمان لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) بعد الحصار : أما بعد فقد بلغ السيل الزبا .... 168
جواب أمير المؤمنين (علیه السّلام) لعثمان على ما كتبه ... 169
سد عثمان أبواب داره عن ستمائة رجل من أقرباءه وخواصه. ... 169
جلوس سعد بن أبي وقاص في داره قبل قتل عثمان. ... 169
خروج أمیر المؤمنین (علیه السّلام) إلى ينبع قبل الهجوم على عثمان. ... 169
ردّ الإمام أمير المؤمنين (علیه السّلام) على ابن عباس حين أخبره بطلب عثمان بالرجوع ..... 169
كلام مولانا أمير المؤمنين (علیه السّلام) عثمان ونصحه له ... 170
إرسال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) الإمام الحسن (علیه السّلام) إلى عثمان . ... 170
أسماء من هجم على عثمان لقتله ... 171
دور طلحة والزبير في مقتل عثمان .... 172
ص: 509
دور عمار بن ياسر ومحمّد بن أبي بكر في قتل عثمان ومن شاركهم.... 173
بيت لشاعر ... 174
أرادوا جز رأسه فمنعهم النسوة وترك لا يدفن حتى بويع الأمیر المؤمنین (علیه السّلام). ... 174
هزج الصبيان حين دفن عثمان ... 175
منع الصحابة دفن عثمان في قبور المسلمين ورمي بالحجارة ودفن في حشّ كوكب مقبرة اليهود... 175
لم يغسل عثمان ولم يصلى عليه ... 175
بقاء جثمان عثمان ثلاثة أيام لم يدفن... 176
أبيات السيد الحميري (7) ... 177
أبيات ابن الحجاج(4) . ... 178
أبيات السيد الحميري(8) ... 179
الفصل التاسع في ردّ الأخبار المكذبة في نسر (207 - 181 )
في قول الإمام الباقر (علیه السّلام) في قوله تعالى: ﴿ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) ... 183
وَإِنْ تَوَلَّوْا .. يعني : الأوّل ، والثاني، والثالث .. وأتباعهم ... 183
في قوله سبحانه : ( فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ ... 183
معنى التولى والعذاب. ... 183
روايتهم : إن الله تعالى جعل لنسر نورين ! ومعناه ... 184
ص: 510
روايتهم : من يشتري بئر دومة فله الجنة .. 185
روايتهم : إنّ عثمان حمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير كثيرة ... 186
روايتهم : إن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) كان جالساً في منزله مكشوف الفخذين فغطاها عند دخول عثمان ... 187
روايتهم : إنّ عثمان تستحي منه الملائكة..... 189
روايتهم : إنّ عثمان جهز جيش العسرة وردّ ذلك ... 192
روايتهم : إنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)زوج من عثمان رقية وخديجة ، وهما ربيبتا رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ... 194
ترجمة رقية وخديجة ربيبتا رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)وكذا هند بن أبي هالة ... 195
روايتهم : إن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)قال : لو كان عندنا ثالثة ما عدوناك ... 198
دعوى سبب تزويج عثمان من رقية .... 199 و 201
افتراء هم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نادي في أصحابه : من حفر بئر أُرومة ضمنت له على الله بيتاً في الجنة ...200
أبيات مهيار (3) ...204
أبيات الكميت (12). ...205
ص: 511
القسم الثالث في معائب الناكثين والقاسطين والمارقين والخاذلين وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (علیهم السّلام) والأمراء ]
الفصل الأول جامع في الناكثين (220 - 211 )
قوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) . ... 213
وجه قوله تعالى: ﴿ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ) ... أصحاب الجمل ... 213
وجه قوله جل وعلا: ﴿ وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ) ... 214
قطعة من خطبة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يوم الغدیر ... 214
قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): « ألا لألفينّكم ترجعون بعدي كفاراً ..» ... 214
في قوله عزّ اسمه : ﴿ فَإِما نَذْهَبَنَّ .. بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنتَقِمُونَ ﴾ بعلي (علیه السّلام). ... 214
قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): «.. علي بن أبي طالب ؛ فإنّه أخي ووصي يقاتل بعدي على تأويل القرآن » ... 215
رواية ابن عباس لخطبة الغدير ... 216
في بيان أمیر المؤمنین (علیه السّلام) قوله تعالى: ﴿ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ .. ...217
رواية الأصبغ بن نباتة عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) أن من قاتله (علیه السّلام) من الكافرين ........218
أبيات السيد الحميري (6) ... 219
ص: 512
الفصل الثاني في أُم الشرور (221 - 256 )
في قوله سبحانه: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ .. وما قاله ابن عباس .. 223
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عن بيت عائشة : « من هنا تطلع الفتنة ..» ... 224
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لأمير المؤمنين : «سيكون بينك وبين عائشة أمر. » ... 225
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)لنساءه : « أيتكنّ صاحبة الجمل الأذنب» .... 226
في قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لعائشة - في خروج بعض نسائه - : «انظري یا حميراء لا تكونين هي» ... 228
طرق حديث كلاب الحوأب ... 229
قوله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « يا فلانة ! إنك لتقاتلين علياً .. » ... 229
قولة عائشة عندما سمعت نباح كلاب الحوأب .. 230
أبيات ديك الجن(5) ... 230
رواية شعبة في سماع عائشة نباح الكلاب ... 231
كلام حذيفة عن عائشة .وفتنتها . ... 231
كلام أُمّ سلمة رضي الله عنها مع عائشة ... 231
رواية أم سلمة عن كلاب الحوأب وتذكيرها بكلام رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)... 232
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» ... 233
دخول أبو بكر حكماً بين عائشة ورسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)فيما جرى بينهما ... 233
قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت الذي تزعم أنك نبي الله ؟ ! .... 234
ص: 513
رواية عائشة عن دخول النبى (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عليها وعندها جاريتان تغنّيان. ... 234
رواية عائشة أنّه يوم عيد يلعب السوران بالدرق والحراب ... 236
فرار شياطين الجن والإنس من عمر ... 237
أبيات أبو العزّ النيلي(8) ... 238
افتراء عائشة على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في مسابقته إياه. ... 239
افتراء عائشة في سواك رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بسواكها ... 240
افتراء عائشة أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) و مات ورأسه بين حاقنتي وذاقنتي....241
افتراء عائشة أنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) كان صائماً ويقبل نسائه. ... 242
افتراء عائشة أنّ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) كان صائماً ويمص بلسانها ... 243
افتراء عائشة أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يصبح جنباً جنباً وهو وهو صائم ........ 244
افتراء عائشة على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : حيث قالت : كنت اغتسل أنا ورسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) من إناء واحد . ... 245
دعوى عائشة أنها كانت تنام ورجلاها في قبلة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم).. 246
دعوى عائشة أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) كان يباشرها وهي حائض ... 246
دعوى عائشة أنها ربّما فركت المني من ثوب رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وهو يصلي ... 245
حث عائشة على الزواج في شوال لأنّ زفافها كان فيه ... 245
افتراء عائشة على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وعند رؤية أمير المؤمنين والعباس أنه قال : يموتان على غير ملتي أو ديني ... 249
افتراء عائشة على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) قوله : إن سرك أن تنظر إلى رجلين من أهل النار ... 250
ص: 514
جناية مقايسة الزهراء البتول ببنت تيم والجبت. .. 250
قول النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « علي مني وأنا منه » .... 251
قول النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «فاطمة بضعة مني » ... 251
قول النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) للزهراء البتول (علیها السّلام) : «إنّ الله تعالى ليرضى برضاك » ... 251
في قوله سبحانه: ﴿ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ).... 251
إيذاء عائشة لفاطمة (علیها السلام) في خديجة وقوله : « إن بطن أمك كانت للإمامة وعاء» . . .. 251
في قوله عزّ اسمه : ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنكُنَّ .. . ..........252
وجوه تفضيل فاطمة الزهراء على عائشة الغبراء ... 252
قول عائشة لصفية أنّها يهودية بنت يهوديين .. ونزول قوله سبحانه : (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )... 253
محاورة مخنث وآخر حول تفضيل عائشة بخروجها وحكم الآخر ببغيها .. . 254
إن عائشة : باغية، طاغية، عاصية ... 255
أبيات الصاحب(4) ... 255
بيتان لكشواذ ... 256
الفصل الثالث معاداة الحميراء لأهل البيت الاسلام (علیهم السّلام)(257 - 278 )
منع عائشة نساء الأنصار في الهتاف باسم أمير المؤمنين في زواجه. .. .259
ص: 515
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « ما تدع عداوتنا أهل البيت. ... 260
استعبار رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عند ذكر خديجة ووجوه تفضيلها على عائشة وغيرها .... 260
دعاء رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) على أبي بكر .. .. 261
خروج عائشة وطلبها من ابن عباس أن يحرض الناس على قتل الطاغية عثمان .... 262
ما قالته عندما بلغها قتل عثمان ... 262
ما قالته عائشة حين سمعت ببيعة أميرا سمعت ببيعة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) بعد عثمان . .. 262
تحريض عائشة على البيعة لطلحة ... 262
قولة الخبيثة : اصبع من أصابع عثمان ..... من علي (علیه السّلام) .... 263
قولة اللعينة : إنّ ابن أبي طالب الداء العضال ... 263
بيت ديك الجن. .... 264
أبيات ابن أُمّ كلاب(3)..... 264
قول ابن عباس عن عائشة : لست لي بأم وإنِّي لمن المؤمنين ... 265
محاكمة ابن عباس لعائشة ... 265
قول جارية بن قدامة السعدي لعائشة : والله لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك ... 266
قولة الزنديقة عندما قتل أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ... 266
قولة المجرمة عندما رأت بباب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) مصباح : طفى الله نورك ... 267
كانت عائشة تحرّض الناس على قتال أمیر المؤمنین (علیه السّلام) بعد رجوعها من البصرة ... 267
تسمية عائشة غلامها بعبد الرحمن حبّاً بابن ملجم ... 268
ص: 516
قول ابن عباس لعائشة حين منعت من دفن الإمام الحسن (علیه السّلام) ... 268
قول الإمام الحسين (علیه السّلام) لها : « قديماً هتكت حجاب رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)وأدخلت عليه من لا يحبّه » ... 270
مخالفة عائشة مع قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)للحسنين : « اللهم إنّي أحبّ فاحببهما وأحبب من أحبّهما» ... 270
أبيات الصقر البصري (3) .... 271
أبيات أُخر لصقر البصري(12) .... 272
بيت ابن حماد ... 273
دخول ابن عباس على عائشة من البصرة ومحاورته إيّاه ورده لها وإفحامها .. 273
بيتان لأخي بني أسد ... 275
بيتان لأخي بني فهر ... 277
الفصل الرابع في بغي بنت أم رومان على أمير المؤمنين (علیه السّلام) (318 - 279 )
نهي أمّ سلمة لعائشة في خروجها وما قالته لها .. 281
بيتان لأُمّ سلمة عند خروج عائشة ... 284
بيتان لعائشة ... 285
ما قاله الأحنف فيما قالته عائشة في البصرة ... 287
أبيات الأحنف (8) . ... .289
ص: 517
ما قالته عائشة في عثمان بن حنيف وأمرها بقتله ... 291
رجز عائشة يوم الجمل ... 292
قطع أربعمائة يد على خطام جملها ... 292
قول أمیر المؤمنین (علیه السّلام) : « اقتلوا الجمل ؛ فإنّه شيطان» ... 292
ضرب سلمان لجمل عائشة : عسكر ... 292
قول السيد الحميري : إنّ الجمل من أبناء إبليس : عسكر ابن سربال بن قصم بن إبليس ... 293
قول السيد المرتضى : إنّه كلما أبين من الجمل قائمة يثبت على أخری ... 294
تأويل قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا ..) .. . 294
مقالة أُمّ أفعى العبدية لعائشة ... 295
ضرب عائشة لليتيم حتى يمتد على الأرض.... 295
مقالة بهلول لمن حكى عن عائشة : لو أدركت ليلة القدر ما سألت ربي إلّا العافية ...295
ما قاله عمرو بن العاص لعائشة ... 296
ما قالته عائشة بعد قتل طلحة ... 296
ما دار بين عائشة ومحمّد بن أبي بكر ... 297
ما دار بين عائشة وعمار ... 297
ما قالته عائشة للإمام الحسن (علیه السّلام) ... 300
ما قاله أمیر المؤمنین (علیه السّلام) عن عائشة بواسطة الإمام الحسن (علیه السّلام) وتهديدها بالطلاق...301
ما قاله رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)لا لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) في طلاق نساءه ... 302
مناشدة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أمر نسائي بيدك بعدي»... 303
ص: 518
ما روى عن الإمام الحجة (علیه السّلام) في أمر نساء النبي وإسقاطهن من شرف أمية المؤمنين ... 303
طلب ابن عباس ترك عائشة في البصرة ورفض أمیر المؤمنین (علیه السّلام) لذلك .... 304
طلب عائشة أن يذهب بها أمیر المؤمنین (علیه السّلام) لمعاوية كي ينتصر بها ... 304
كيفية إرجاع أمير المؤمنين (علیه السّلام) الخبيثة إلى المدينة وما قالته. ... 305
بيت الصاحب بن عباد. ... 307
بيتان لأبي الحسين الناصر . ... 307
أبيات الفضل بن عباس(3) ... 308
أبيات السيد الحميري في عدة مجاميع شعرية (4) و (9) و (6) و (2) و (8) و (2) ...... 308
أبيات الصقر (8) . ... 313
أبيات البرقي(7) ... 315
بيتان للزاهي ... 316
بيتان للبشنوي. ... 316
أبيات السوسي(3). ... 316
أبيات الصاحب الكافي(5) ... 317
بيتان لرافع الموسوي ... 318
ص: 519
الفصل الخامس في المتظاهرتين (319 - 350)
إقرار عمر بكون المتظاهرتين هما عائشة وحفصة. ... 321
مفارقة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لبعض نساءه شهراً ... 322
تطليق حفصة تطليق ثم راجعها ...323
وقاحة حفصة مع رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ...323
وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ ... 324
حيلة عائشة وحفصة على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لإبعاده عن زينب بنت جحش ... 325
قيل : إنه أكل في بيت سودة ، وقيل : في حجرة أُمّ سلمة ... 3226
وجه نزول قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضٍ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا ﴾... 326 و 327
وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ الَم أَحَسِبَ النَّاسُ . * .. .. 327
وجه نزول قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما) ..... 328
وجه قوله جلّ وعلا : ( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِي العَلِيمُ الخَبِيرُ . .. 329
وجه نزول قوله عزّ اسمه : إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ )... 329
وجه نزول قوله تعالى: ﴿ تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ) ...330
نزول آية التخيير لنساء النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) بین الدنيا والآخرة ... 331
بین وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْواجِكَ. .. 3331
من المراد من قوله عزّ من قائل : ﴿ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ﴾ ...332
وجه نزول قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضٍ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً ). ... 332
ص: 520
وجه نزول قوله جلّ وعلا : ﴿ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي العَلِيمُ الخَبِيرُ ﴾ ... 333
وجه نزول قوله تعالى: ﴿ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهَ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ). ... 333
وجه نزول قوله تعالى : ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنكُن) ... 334
في قوله عزّ من قائل: ﴿ وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ) ... 334
وجه نزول قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ) .... 334
قوله سبحانه: ﴿ تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾ ... 334
المراد من نزول قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) ...334
إخبار رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)الحفصة بحكومة أبي بكر وعمر من بعده .. 335
في وجه نزول قوله تعالى: ﴿ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ .. وإنهما سمّتاه . 336
أبيات الناشي(7) ... 3337
أبيات السيد الحميري (4) ... 339
أبيات الغرانية(3) ... 339
بيتان للبشنوي ... 340
في قوله تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ ...) .. 340
شماتة حفصة على أُم كلثوم بأن جيش عائشة ثلاثون ألف وجيش أمير المؤمنين (علیه السّلام) عشرون ... 340
تظاهر عائشة وحفصة على رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) . ... 341
رجز حفصة بعدما أخبرتها عائشة بنزول أمیر المؤمنین (علیه السّلام) بذي قار. ... 341
كيد عائشة وحفصة في زوجة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم). سناة . ... 343
في وجه نزول قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ ). ... 345
ص: 521
في وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) ... 345
في وجه نزول قوله عزّ وجلّ : يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاء...)... 346
في وجه نزول قوله عزّ من قائل : إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهَ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) ... 348
في وجه نزول قوله جل وعلا: ﴿ وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ..)... ..348
في وجه نزول قوله تعالى: ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ...) ... 348
أبيات ابن شهر آشوبرحمه الله ) (3) ... 349
أبيات السيد الحميري (رحمه الله ) . ... 349
الفصل السادس في المفردات (351 - 360 )
ما قالته عائشة عند نزول قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْواجَكَ .. ) .. 353
معنى قوله تعالى : ﴿ وَامْرأَةً مُؤمِنَةً ... ) ... 353
ما أرسله لعائشة خالد بن أُسيد وعبد الله بن الزبير ومعاوية ... 354
إرسال معاوية لعائشة بطابوق قيمته مائة ألف درهم ... 354
في مناشدة أميرالمؤمنين (علیه السّلام) عند أبي بكر في قول عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبراهيم ليس منه ... 355
وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاً .. .. 356
ما قاله ابن أبي عتيق لعائشة أن لا توقعهم من يوم البغل ... 356
أبيات خطيب منبج (5) .... 359
بیتان لابن حماد ... 360
ص: 522
الفصل السابع في فعلة (طلحة) ( 361 - 413 )
في وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً .. ) طلحة والزبير ... 363
في وجه نزول قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ﴾ ... 363
في وجه نزول قوله جلّ وعلا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِياء ... )... 364
مولد طلحة وإنّ أمّه كانت فاحشة وجاء بطلحة لستة أشهر ... 364
بيت حسان في طلحة ... 365
مقولة عمرو التيمي لبني طلحة ... 366
أبيات لشاعر (4) ... 366
عدم ستر عائشة بنت طلحة وجهها من أحد وتتباها بجمالها ... 366
قول إبراهيم بن محمّد بن طلحة لبعض ولد الإمام الحسين (علیه السّلام) : الله يعلم أنّي أبغضك ... 367
قال ابن قتيبة : إنّ طلحة والزبير لم يحضرا بدراً ... 368
وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ وما كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ .. ) ... 369
وجه نزول قوله تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا شَيئاً ..) أي طلحة ...369
وجه نزول قوله عزّ وجلّ : ﴿ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ). .. 369
في وجه نزول قوله عزّ من قائل: ( وما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً .. ) 370
ص: 523
في قوله النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : « من قاتلني من الأوّل وقاتل أهل بيتي في الثانية . .. 370
ما قاله أمير المؤمنين (علیه السّلام) لطلحة والزبير بعد قولهم : نبايعك على أننا شركاؤك في هذا الأمر ... 371
في قولها : إنّهما بايعاه بأيديهما لا بقلوبهما ... 372
قولها : ما بايعنا إلّا مكرهين من تحت السيف .. 372
أبيات السيد الحميري(3) ... 377
في قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) : « ومن العجب ! انقيادها لأبي بكر وعمر ، وخلافهما علي» ... 378
في استأذانه طلحة والزبير على أمیر المؤمنین (علیه السّلام)لها في العمرة . ... 379
في قوله (علیه السّلام) : « لقد دخلا بوجه فاجر وخرجا بعقب غادر » ... 379
أبيات ابن الطباطبا (3) ... 380
في قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) لابن عباس : «إنّي أذنت لهما مع علمي بما قد انطويا من الغدر ...381
وجه إذن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) للخبيثين بالعمرة .. 381
أبيات البرقي(4) ... 382
ما قاله رجل من أهل البصرة لطلحة . ... 382
أبيات عبد الله بن الحكيم التميمي(3) ... 383
ما وصفت امرأة لأعرابي طلحة والزبير ... 383
ما قاله عبد الله بن خالد بن أُسيد اسيد وسعيد بن العاص والحسن البصري وإن قتلة عثمان هما طلحة والزبير .... 385
ص: 524
ما قالته بنات آل أبي سفيان عن مظلومية عثمان وما قاله أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ... 386
أبيات في مظلومية عثمان ! ... 376
ما كتبه عثمان لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) عندما حوصر في حق طلحة. ... 389
اختلاف طلحة والزبير في إمامة الصلاة وحكومة عائشة في ذلك . ... 391
ما روي عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام) وقد ذكر عنده عثمان ... 391
من خطبة لأمير المؤمنين (علیه السّلام) في ما فعله طلحة والزبير . ... 392
أبيات رجل من بني سعد( 4) ... 393
أبيات خطيب منبج (7) ... 394
بيتان للمصنف(رحمه الله) ... 395
أول ما بايع أمیر المؤمنین (علیه السّلام) طلحة وكانت يده شلاء ... 395
بيت البرقي ... 396
ما أجاب به أميرالمؤمنين (علیه السّلام) قيس بن سعد بن عبادة وابن الكواء في وجه قتاله لطلحة والزبير ... 396
أبيات الوراق القمي(3) ... 397
أبيات العوني(4) ... 398
بیتان لغيره ... 398
في قول أمیر المؤمنین (علیه السّلام) في البصرة: «أما والله لقد عهد إلى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وقال : يا على التقاتلنّ الفئة الناكثة والفئة الباغية والفئة المارقة »...399
قتل مروان لطلحة وما قاله في آخر حياته ولم يصلّ عليه أحد ... 401
ما خاطب به أمیر المؤمنین (علیه السّلام) لطلحة بعد موته. ...402
ص: 525
ما خاطب أمير المؤمنين (علیه السّلام) كعب بن مرة ... 403
بعد موته خطاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) لطلحة بعد ما قتل ... 404
ما قاله الشيخ المفيد وغيره ردّاً على القول بتوبتهما. ... 405
أبيات مهيار (5) . ... 407
بيتان للسيد الحميري ... 408
أبيات السيد الحميري (3) ... 409
بیتان آخران للسيد الحميري(2) و(2) ... 410
احتجاج عمر بن عبد العزيز من قال برضى الله مطلقاً عن الصحابة ومنهم طلحة .... 410
أبيات الناشي(6). ... 411
أبيات ابن حماد (4) ... 412
أبيات شاعر (3). ... 413
الفصل الثامن في الفعيل بن العوام ( 415 - 450 )
نسب الزبير بن العوام ... 417
في قول ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا .. ) ... 417
وقيل : نزلت في علي وعمار وطلحة والزبير . .. 418
وقيل : المراد من الآية أصحاب الجمل ... 418
إقرار طلحة بأنّ المراد من هذه الآية هو صحبه ... 418
ص: 526
فيما ذهب إليه أمیر المؤمنین (علیه السّلام) في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) .. ما قوتل أهلها مذ نزلت حتى اليوم .... 419
إنّ أبا الزبير كان علجاً زوجوها صفية لأنّها كانت مريضة .... 419
قيل : إنّه كان من القبط وكان غواصاً وهو العوام. ... 419
بيتان لابن الزبعرى ... 420
لم يرو عن الزبير خبر ولا رواية. ... 421
عن سلمان أن ابن الكاهلية كان ينازع في الإمامة علياً (علیه السّلام) ... 421
قيل : كان للزبير ألف مملوك يردون الخراج. ... 422
كان للزبير أربعة نسوة أصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف من تركته ... 422
محاجة ابن عباس لابن الزبير ... 422
ما ذكر به أمیر المؤمنین (علیه السّلام) الزبير عندما برز للقتال. .. 424
ما قاله عبد الله بن الزبير لأبيه عندما انصرف من القتال يوم الجمل ... 426
ما أنشده الزبير حين تركه القتال ... 427
شماتة عائشة وعبد الله ولده بالزبير.... 428
أبيات همام الثقفي (6). .. 430
رجز عبد الرحمن بن سليمان التيمي ... 431
رجز غيره بذلك ... 431
قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) : «ارجع بالعار قبل أن يجتمع عليك العار والنار» ... 432
ما أنشده الزبير حين رجوعه عن القتال(8) ... 433
قتل عمرو بن جرموز للزبير وما قاله أمیر المؤمنین (علیه السّلام). ... 437
ص: 527
ما أنشده ابن جرموز (3) ... 437
عاقبة ابن جرموز أنّه كان من الخوارج ... 440
لما انصرف الزبير اعترضه عمار وقال : شککت ... 442
ترحم معاوية على الزبير ورد أبو سعيد بن عقيل له . ... 444
أبيات السيد الحميري عدة قصائد (2) و (3) و (4) ... 448
أبيات غير السيد الحميري (3 ) . ... 450
الفصل التاسع في مروان بن الحكم (451 - 493 )
في وجه قوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ..)... 453
في وجه قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ.. ) ... 454
في وجه قوله عزّ وجلّ : ﴿ فَإِما نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنتَقِمُونَ ﴾... 454
في وجه قوله جلّ وعلا: ﴿ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرآنِ ..)... 456
ملاحاة مروان بن الحكم للإمام الحسين (علیه السّلام) . ... 456
وقاحة مروان بن الحكم مع الإمام الحسين (علیه السّلام) ... 456
مقولة الزنديق مروان في أهل البيت (علیهم السّلام) ... 460
صرع محمّد بن الحنفية مروان يوم الجمل، وما قاله عبد الملك له .. ...462
طعن الأشتر مروان يوم الجمل والتجأ إلى الحسنين (علیهما السّلام) منه ... 462
ما قاله أمیر المؤمنین (علیه السّلام) في بني مروان . .. 463
ص: 528
مناشدة أمیر المؤمنین (علیه السّلام) لنفر من قريش أرادوا الاعتذار منه .. 466
تلقیب مروان ب خیط باطل ... 468
بيتان الشاعر ... 468
ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما استأذنه الحكم بن أبي العاص ... 49
ما ورد في الحكم بن أبي العاص ... 471
عبّر عنه رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)وعن ولده ب: «الوزغ بن الوزغ» ... 471
قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» ... 472
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا رأيتم الحكم بن أبي العاص تحت أستار الكعبة فاقتلوه» ... 472
ما قاله رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)عند ولادة مروان .. 472
قبض النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ومروان ابن ثمان سنين، ومات بدمشق سنة خمس وستين وهو ابن ثلاثة وستين سنة... 473
كانت ولاية مروان سنة وشهرين ... 473
أقبل أمیر المؤمنین (علیه السّلام) بالحكم بن أبي العاص إلى رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)فلعنه .......... 474
بيت للسيد الرضي ... 475
ردّ عثمان لمروان بعد طرد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وعدم ردّ أبو بكر وعمر ... 475
هو الذي منع أن يدفن الإمام الحسن (علیه السّلام) مع النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ... 476
طلب مروان بن الحكم من معاوية بنبش قبر أمیر المؤمنین (علیه السّلام) . ... 478
كان مروان يوم الجمل يرمي السهام في العسكرين ويقول : من أصبت منهما فهو فتح. 478
رمي مروان طلحة بسهم يوم الجمل فقتله ... 479
ما قاله مروان حين بعث يزيد برأس الحسين (علیه السّلام) إلى المدينة ... 480
ص: 529
أنشد أبياتاً وقال : يا محمّد ! يوم بيوم بدر ... 480
نهى الحكم لحويطب بن عبد العزيز عن اعتناق الإسلام . .. 481
ما قاله عبد الملك لثابت بن عبد الله بن الزبير وردّه له ... 182
ما كتبه معاوية لمروان أن يأخذ بيعة الناس لابنه يزيد ... 482
أمر معاوية مروان أن يزيد في منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فزلزلت الأرض .. 484
إن مروان أحدث المنبر في صلاة العيد عند المصلى ... 184
إن مروان كتب أربعمائة صحف ... 485
جلوس مروان تبعاً لأبي هريرة حيث كانوا في جنازة قبل أن توضع الزرقاء مارية الكندية وهي من أُمهات مروان ... 485
بيتان لدعبل ... 486
بيتان الكروس . ... 486
بیتان عبدالرحمن بن حسان... 487
أبيات ابن الحجاج (4) ... 489
بيت لسديف ... 490
بيتان لأبي دهبل الجحمي ... 492
أبيات السيد الحميري(رحمه الله) (3).... 493
المحتوى ... 495
ص: 530