الثوية بقيع الكوفة
أ.د صلاح مهدي الفرطوسي
الطبعة الأولى 2015
القياس: 17 x 24
إخراج: أحمد جابر
عدد الصفحات: 382
ISBN 978-614-441-041-7
نشر وتوزيع
شركة العارف للأعمال ش.م.م.
العارف للمطبوعات
بيروت - لبنان
839503 70 009641
العراق - النجف الأشرف
7801327828 00964
Trl: www.alaref.net
التوزيع في الجزائر والمغرب العربي:
دار الأبحاث للطباعة للنشر والتوزيع
الجزائر - هاتف: 744281 - 21 (00213)
البريد الإلكتروني: www.alabhaath@.com
التوزيع في الأردن
دار المناهج للنشر والتوزيع
الأردن - هاتف / اكس 4650624 00962
البريد الإلكتروني info@daralmanahej.com
جميع حقوق النشر محفوظة للمؤلف، ولا يحق لأي شخص أو مؤسسة أو جهة إعادة إصدار هذا الكتاب أو جزء منه، أو نقله بأي شكل أو واسطة من وسائط نقل المعلومات، سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكية بما في ذلك النسخ أو التسجيل أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطّي من أصحاب الحقوق.
All rights reserved. No part of this book may be reproduced, or transmitted in any form or by any means, electronic or me- chanical, including photocopyings, re- cording or by any information storage retrieval system, without the prior permis- sion in writing of the publisher.
محرّر الرقمي: محمد رادمرد
ص: 1
ص: 2
الثوية بقيع الكوفة
أ.د صلاح مهدي الفرطوسي
كلية التربية الأساسية-جامعة الكوفة
الجزء الثاني
العارف للمطبوعات
ص: 3
الثوية بقيع الكوفة
ص: 4
كوفي، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وكان من الفتيان النجباء من أصحاب مالك الأشتر في معركة صفين، وفي أحد أيامها قرر مالك مبارزة أبي الأعور السلمي، وكان على مقدمة معاوية، فطلب من سنان أن يذهب إليه يطلبه للمبارزة فظن سنان أنه يطلب منه مبارزته فقال : (واللّه لو أمرتني أن أعترض صفهم بسيفي ما رجعت أبدًا حتى أضرب بسيفي بصفهم، فقال له الأشتر : يا ابن أخي أطال اللّه بقاءك ! قد واللّه ازددت رغبة فيك)، ثم ذهب إلى أبي الأعور، فأبلغه طلب مالك، ولكنه رفض. ولم أقف له على خبر من بعد.
* وقعة صفين 155، تاريخ الطبري 74/3، رجال الطوسي 67 / 24 الكامل3/ 282-283 نقد الرجال 377/2.
كوفي، روى عن أبي سعيد الخدري، وعنه عبد اللّه بن شريك.
روى البخاري بسنده عن عبد اللّه بن شريك عن سهم بن حصين الأسدي قال: (قدمت مكة أنا وعبد اللّه بن علقمة - قال ابن شريك : وكان ابن علقمة سبّابًا لعلي- فقلت هل لك في هذا ؟ -يعني أبا سعيد الخدري فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : نعم، فإذا حدثتك فسل المهاجرين والأنصار وقريشًا. قام النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم غدير خم، فأبلغ فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ أدن ياعلي! فدنا، فرفع يده، ورفع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يده حتى نظرت بياض أبطيه ؛ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه سمعته بأذني. قال ابن شريك : فقدم
ص: 5
عبد اللّه بن علقمة، وسهم، فلما صلينا الفجر قام ابن علقمة وقال: أتوب إلى اللّه من سبِّ علي. قال أبو عبد اللّه: وسهم مجهول ولا يدري-كذا). والرواية السابقة تريك مدى تأثير الإعلام الأموي في تشويه صورة أمير المؤمنين..
* التاريخ الكبير 4/ 193 برقم 2458، الثقات 344/4.
كذا ذكره البخاري وابن حبان وقالا : روى عن ابن عباس، وعنه يحيى بن أبي كثير.
* التاريخ الكبير 167/4 برقم 2350 الثقات 338/4.
كوفيّ، من الطبقة الأولى عند ابن حبان، وقال: يروي المراسيل. قيل: كان من لقات الكوفة وفيه تشيع ورجح البخاري أن يكون من همدان وقال: عه سلمة بن كهيل. وروى الشيخ المفيد أنه حدث عن رافع مولى عائشة أن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه قال في علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «قاتل من يقاتلك، وعادى اللّه من عاداك» ؛ فقالت السيدة عائشة : من يقاتله ويعاديه؟ فقال لها : أنت ومن معك وللحديث مناسبة فيه. وذكره عنه ابن الأثير أيضا، ولكن من دون مناسبة وفيه : كنت غلامًا أخدم عائشة إذا كان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) عندها، وإنه قال : «عادى اللّه من عادى عليا». وذكر ابن حجر أنه روى عن مسلم بن صفوان، والمسيب بن نجبة، وعنه سلمة بن كهيل، وكثير النواء وغيرهما، وروى الحديث السابق عن ابن مندة من طريق أبي إدريس عن رافع، وقال ابن مندة : (هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا).
* التاريخ الكبير 4/ 169 برقم 2361، الثقات 4/ 338 الجمل 427 أسد الغابة 154/2 الإصابة 2/ 368 برقم 2560، تهذيب التهذيب 7/12 برقم 8254.
ص: 6
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية وقال: روى عن أبيه، روايته عنه تضعه الطبقة الأولى وقال : كان أميرًا على عمان كخير الأمراء.
* الطبقات 6/ 296.
كوفي ذكره ابن سعد وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وليس بمعروف، وقد رووا عنه كذا قال وحصر روايته بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) أيضًا البخاري وابن حبان وقالا: عنه سالم بن أبي الجعد، وعبد الملك بن ميسرة.
* الطبقات 230/6 التاريخ الكبير 144/4 برقم 2263، الثقات 4/ 323.
كوفي من الطبقة الأولى، ذكر البخاري وابن حبان أنه روى عن أبي ذر الغفاري وعنه عمر بن مرة.
* التاريخ الكبير 4/ 143 برقم 2257، الثقات 4/ 322.
من بني سعد سكن الكوفة ؛ ومعروف أن غالبية السعديين من سكنة البصرة، وهي من القبائل التي اعتزلت غالبيتها الجمل، ثم انحازت من بعد إلى صف أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومنهم الأحنف بن قيس، وجارية بن قدامة. ولا شك أن سويدًا كان منهم ؛ ولكن سوء عاقبته جعلته يتخذ طريقًا آخر بعد استشهاد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فكان في ولاية زياد بن أبيه من وجوه مجلسه، وهو أحد شهوده على حجر بن عدي وجماعته..
وبعد هلاك يزيد بن معاوية أصبح من وجوه مجلسي عبد اللّه بن يزيد
ص: 7
لخطمي والي عبد اللّه بن الزبير على الكوفة وإبراهيم بن محمد بن طلحة الذي بعثه ابن الزبير مع عبد اللّه على الخراج.
وحين قرر سليمان بن الصرد الخروج لقتال عبيد اللّه بن زياد وعسكر بالنخيلة رأى الخطمي وإبراهيم أن يتفقا معه لاشتراكهم في عداوة ابن زياد فبعثا إليه سويد بن عبد الرحمن يعلمه برغبتهما بلقائه، وعلى الرغم من اللقاء الذي تم بينهم فإن سليمان لم يستجب لرغبتهما، وقرر المسير بأصحابه لمقاتلة ابن زیاد.
وبقي سويد على ولائه لآل الزبير في أثناء قيام المختار، وكان من قادة جيش عبد اللّه بن مطيع والي عبد اللّه بن الزبير بعد الخطمي السابق الذكر، وحين بدنه خروج إبراهيم بن الأشتر إلى جبانة أثير - موضع بالكوفة - قدر أن باستطاعة الانتصار على إبراهيم وجماعته فيحظى بذلك عند ابن مطيع، ولكن إبراهيم شدّ عليه وعلى جماعته فضربهم حتى أخرجهم إلى الصحراء، فولُّوا منهزمين بركب بعضهم بعضًا.
ولا نقف له على خبر بعد هذا إلى حين مجيء الحجاج والياً على الكوفة، ولا يدرى كيف أصبح من بعد من زبانيته ومن قادة جيشه أيضًا، فقد أرسله لنتال شبيب الخارجي في ألفي مقاتل وطلب منه عدم ملاحقته إن استطرد فلما عسكر بلغه أن شبيبًا قد أتاه فنزل ونزل معه جلَّ أصحابه وقد ركبهم الخوف، ثم أخبر بأن شبيبًا قد تركه، وعبر الفرات.
وبعثه الحجاج سنة سبع وسبعين واليا على حلوان وماسبذان ولما خرج مطرف بن مغيرة على الحجاج وأقبل نحو إمارة سويد، عرف سويد أنه إن رفق في أمره أو داهن لا يقبل ذلك منه الحجاج، فخرج إليه وهو يحب أن يسلم قتاله، وأن يعافى من الحجاج وأرسل أحد أتباعه إليه يعلمه بعدم رغبته من بقتاله، وطلب منه مغادرة أرضه فغادرها.
*تاريخ الطبري 3/ 227، 410،441، 566، 595، 596، الكامل 4/ 404، 435.
ص: 8
كوفيٌّ، من مذحج، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى، أدرك النبي، ووفد عليه، فوصل بعد رحيله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). ونقل الشيخ الغروي عن الطبرسي خطبة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) عن سويد.
وروى ابن حبان أن مصدِّق النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حينما أتاهم جلس إليه سويد وتحدثت معه. قال ابن سعد وغيره: صحب أبا بكر وعمر وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
كان يقول بحسب ابن قتيبة: أنا لدة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولدتُ في عام الفيل. وروى البخاري أنه قال : أنا أصغر منه بسنتين.
كان من جند الفتح، وشهد اليرموك، والظاهر أنه شهد مشاهد أخر، فقد كتب الخليفة عمر بن الخطاب إلى عثمان بن حنيف يطلب منه أن يقطع سويدًا من خمس ما فاء اللّه ؛ والقطائع مازاد على الفريضة والواجبة. والطلب يعني أنه كانت لسويد وقائع تحسب له في الحرب.
وروى ابن أبي الحديد عن سويد أنه قال : (دخلت على عليٍّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالكوفة، فإذا بين يديه قَعب لبن أجد ريحه من شدَّة حموضته، وفي يده رغيف، ترى قُشار الشعير على وجهه وهو يكسره ويستعين أحيانًا بركبته، وإذا جاريته فضّة قائمة على رأسه فقلت يا فضَّة، أما تتقون اللّه في هذا الشيخ! ألا نخلتم دقيقه؟ فقالت : إنا نكره أن يؤجر ونأثم، " نحن قد أخذ علينا ألا ننخُل له دقيقا ما صَحِبناه - قال : وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا يسمع ما تقول - فالتفت إليها فقال : ما تقولين؟ قالت سله فقال لي ما قلت لها ؟ قال : فقلت إني قلت لها : لو نخلتم دقيقه فبكى ثم قال بأبي وأمي من لم يشبع ثلاثا متوالية من خبز برّ حتى فارق الدنيا، ولم ينخل دقيقه ! قال : يعني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )).
عده ابن حبان من مشاهير علماء الكوفة، وذكره الشيخ المفيد مع أولياء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وإلى ذلك ذهب ابن داود، وممن روى عنه عند الشيخ الطوسي، وذكره أيضًا مع أصحاب الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ). عرف بالزهد والتواضع، وكان إذا قيل له : (أعطي فلان، وولّي فلان قال : حسبي كسرتي وملحي).
ص: 9
شهد صفين مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وكان من خاصَّة أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد روى المفيد بسنده عن الإصبغ بن نباتة أنه قال: (لما ضرب بن ملجم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) غدونا عليه في نفر ممن أصحابنا : أنا والحارث بن عبد اللّه وسويد بن غفلة ومعنا جماعة آخرون).
وثمّ اقف له على خبر أثناء الأحداث التي جرت بعدها لحين ولاية الحجاج، فقد روي أنه أذَّن بالهاجرة فسمعه الحجاج وهو بالدير، فقال: ائتوني هذا المؤذن فأتى بسويد فقال : ما حملك على الصلاة بالهاجرة؟ - نصف النهار أو شدة الحر - فقال : صليتها مع أبي بكر وعمر. فقال: لا تؤذن لقومك ولا تؤمهم وروي أنه قال: اطرحوه عن الآذان وعن الإمامة فتوارى أيام الحجاج، وللحديث رواية أخرى عند الذهبي تقرب منها، وهي أنه حينما سأله الحجاج قال : (صليتها مع أبي بكر وعمر وعثمان، فلما ذكر عثمان جلس وكان مضطجعًا، فقال: أصليتها مع عثمان؟ قال : نعم. قال: لا تؤمن قومك، وإذا رجعت إليهم فسبَّ عليًّا...). ذكره اليعقوبي مع فقهاء زمانه. روى عن أبي ذر بسند قال عنه الذهبي : متصل الإسناد صحيح أن النبي قال: «من مات لا يشرك باللّه شيئًا دخل الجنَّة قلت يا رسول اللّه، وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق ثلاث مرات»، وقد ورد الحديث في الصحيحين.
قيل : تزوج بكرًا وهو ابن مائة وست عشرة، وقيل : ابن مائة وعشرين، ولم ير محتبيًا ولا متساندًا. وقد اختلف في عمره وتاريخ وفاته ؛ فقيل : توفي بالكوفة سنة ثمانين أو إحدى أو اثنتين وثمانين في ولاية عبد الملك بن مروان، وهو ابن ثمان وعشرين ومائة سنة، وذكر ابن الأثير غير تاريخ لوفاته، فقال : توفي سنة سبع وعشرين وقيل سنة إحدى وثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين وعمره مائة وعشرون سنة، وحدد ابن حبان وفاته بسنة اثنتين وثمانين قال : وهو ابن سبع وعشرين ومائة. وروى البخاري عن أبي نعيم أنه مات سنة ثمانين.
* الطبقات 6/ 68-70، التاريخ الكبير 4/ 142 برقم 2255،
ص: 10
تاريخ اليعقوبي 2 /153، المعارف،427، تاريخ الطبري 2/ 438، الثقات 4/ 321 مشاهير علماء الأمصار 161 برقم 739 الاختصاص،3 رجال الطوسي 4/66، 4/ 94، شرح النهج 2/ 398، الكامل 4/ 456 تهذيب التهذيب 244/4 برقم 488، سیر أعلام النبلاء 4/ 69 برقم 18، رجال ابن داود 107 برقم 740، نقد الرجال 2/ 380 موسوعة التاريخ الإسلامي 4/ 144، 5/ 424.
من أوائل سكّان الكوفة، قال ابن سعد كان عابدًا مجتهدا، ومن (أصحاب الخطط الذين اختطوا بالكوفة أيام عمر بن الخطاب، وكان كبيراً، ولم يرو عن عمر شيئًا). وقال ابن الأثير : إن سويدًا أدرك الجاهلية وولد في عام الفيل وأسلم قبل أن يرى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وأدى صدقته، ووفد عليه، ولكنه وصل المدينة في يوم دفنه صلوات اللّه وسلامه عليه.
وهو من جند الفتح الشجعان وشهد القادسية وخرج فيها أسد على المسلمين، فخرج إليه سويد فقتله بسيفه. وهو من الذين اشتركوا في قتال الهرمزان، فلما كاد يتمكن منه جيش المسلمين طلب منهم قبل استسلامه أن يضع يده بأيديهم يرسلونه إلى الخليفة عمر يصنع به ما يشاء.
وفي سنة اثنتين وثلاثين توجّه إلى الحجِّ رفقة نفر من العراقيين، فمروا بالربذة، واشتركوا في دفن أبي ذر الغفاري رضوان اللّه عليه، وذكر أيضًا أنه شهد صفين مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعاش بالكوفة إلى زمن الحَجّاج، وكان كبيرًا عابدًا مجتهدا. مات سنة ثمانين، وقيل : سنة إحدى أو اثنتين، وله من العمر ثمان وعشرين ومائة سنة، وقيل سبع وعشرين.
* الطبقات 6/ 160 تاريخ الطبري 2/ 501، 631، أسد الغابة 380/2.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وسمع عمر بن
ص: 11
الخطاب، وعنه سماك بن حرب ونسبه البخاري إلى بني مازن، وعن أبي نعيم: هو ابن معرور بالمهملة وهو من كندة عنده.
* الطبقات 6/ 148 التاريخ الكبير 4/ 159 برقم 2325، الثقات 334/4.
كوفيٌّ، من بني يربوع بن حنظلة ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين. روى عن أمير المؤمنين عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليهما حديثًا في التسبيح والتكبير، ذكره المزي حول ذهاب الزهراء بطلب من علي إلى رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين كي يعطيهم خادمًا يعينهم على أعمالهم فذهبت مرتين، ولكن الحياء منعها من الطلب، وفي الثالثة ذهبت مع زوجها (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فأخبرا النبي بحاجتهما، فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): («هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم؟» قال علي : نعم يا رسول اللّه قال : «تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدان أن تناما تبيتان على ألف حسنة ومثلها حين تصبحان فتقومان على ألف حسنة قال علي: فما فاتني منذ سمعتها من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلا ليلة صفين فإني ذكرتها آخر الليل فقلتها).
وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه أيضًا، وقال: (رجع إلى الخوارج)، ولكن الذهبي قال : (كان ممن خرج على علي وأنكر عليه التحكيم ثم تاب وأناب).
لم أقف على خبر إسلامه ولا على إسلام أبيه، ولكن الطبري وغيره ذكروه مع من ارتدَّ في الجزيرة العربية وذكر أنه كان مؤذن سجاح، وروى الطبري أيضًا أنها حين تزوجت مسيلمة الكذاب، طلبت منه صداقًا، فسألها عن مؤذنها، فقالت شبث؛ فقال : علي به فجاء، فقال: (ناد في أصحابك أن مسيلمة بن حبيب رسول اللّه قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد: صلاة العشاء الآخرة، وصلاة الفجر).
ص: 12
في سنة ثلاث عشرة قدم أبوه ربعي في ناس من بني حنظلة على الخليفة عمر بن الخطاب فأمره عليهم وسرَّحهم إلى المثنى بن حارثة الشيباني، فقدموا عليه فنحى أباه وأمره عليهم، ولم أقف على سببٍ تأميره.
وذكر ابن حجر أنه ممن أعان على عثمان ولكن مجريات الحوادث لا تدلل على ذلك، فحين قدم الحسن بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) رفقة عمار بن ياسر إلى الكوفة لحثهم على الالتحاق بأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بذي قار، صادف وصولهما وصول زيد بن صوحان ومعه كتاب من السيدة عائشة إلى أبي موسى وآخر لعامة الكوفيين تطلب فيهما تثبيط الكوفيين والجلوس في بيوتهم إلا عن قتلة عثمان، فقام زيد بن صوحان فقال : (أمِرت بأمر وأمرنا بأمر ؛ أمرت أن تقرّ في بيتها وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة فأمرتنا بما أمِرت به)، فقام إليه شبث بن ربعي فقال له : يا عمانيٌّ (سرقت بجلولاء فقطعك اللّه، وعصيت أم المؤمنين فقتلك اللّه ما أمرت إلا بما أمر اللّه عز وجل به بالإصلاح بين الناس). ولكن السيدة عائشة يوم كتبت لزيد خاطبته بقولها : (كان أبوك رأسًا في الجاهلية، وسيدا في الإسلام).
ولم أقف لشبث على ذكر في معركة الجمل ولكنه كان من فرسان جند الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) الشجعان ومن قادة جيشه في معركة صفين وأمره فيها على عمرو وحنظلة الكوفة، وله شعر فيها يصف فيه بطولاتهم وشجاعتهم.
وكان الأشعث بن قيس، ومالك الأشتر في مقدمة من استطاع طرد أصحاب معاوية من شريعة الماء والاستيلاء عليها وكان لشبث في ذلك اليوم صولات مذكورة.
وهو من أشد رسل الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى معاوية، وأثقلهم عليه قبل التحام القتال بصفين، وقد روى نصر غير محاورة له مع معاوية.
وشارك في معركة النهروان وذكر الطبري أنه كان على ميسرة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيها سنة ثمان وثلاثين.
ص: 13
روي عنه أنه قال: أنا أول من حرر الحرورية فقال رجل : ما في هذا مدح وروى اليعقوبي أنه حين صارت الخوارج إلى قرية حروراء، وهي على نصف فرسخ من الكوفة كان رئيسهم فيها عبد اللّه بن وهب الراسبي، وابن الكواء، وشبث بن ربعي، ويبدو أنه رجع من بعد مع من رجع من الخوارج. ويبدو أنه لم ينحز إلى معاوية لحين ولاية زياد على الكوفة فقد نقل الغروي أنه في ولاية المغيرة بن شعبة عليها كتب معاوية إلى المغيرة يطلب منه أن يأخذ زيدًا وسليمان بن صرد الخزاعي وحجر بن عدي وشبث بن ربعي وغيرهم إلى الجماعة معه.
وتلاحظ أن الرجل بدأ بالانزلاق نحو الهاوية في أخريات أيام صفين، ثم تردَّى فيها بعد تولي زياد بن سمية إمارة الكوفة، فقد كان أحد شهوده على حجر بن عدي وجماعته.
وحين هلك معاوية ورأى انحياز الكوفيين إلى الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كتب هو وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي رسالة إلى أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ذكرها الطبري وابن الأثير وهي: (أما بعد فقد اخضرَّ الجناب، وأينعت الثمار، وطمَّت الجمام، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة)، ولكن سوء عاقبته جعلته ينحاز من بعد كلية إلى عبيد اللّه بن زياد، فشارك في قتال مسلم بن عقيل رضوان اللّه عليه عشية سار إلى قصر ابن زياد ثم كان من بعد هو وأصحابه من قادة جيش عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي توجه لقتال أبي عبد اللّه وقد ناداهم في ساحة المعركة وذكرهم بما كتبوه فأنكروا ذلك.
وحين عجزت خيل ابن سعد من التصدي لخيل أصحاب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهم اثنان وثلاثون فارسًا لا غير، رأى عزرة بن قيس، وكان على الخيل - ستأتي ترجمته - أنه لا طاقة لفرسانه على تلك الكوكبة، فأرسل إلى ابن سعد يستنجده بالرجَّالة، فطلب من شبث أن ينجده، فقال : (سبحان اللّه! أتعمد إلى
ص: 14
شیخ مضر، وأهل المصر عامة تبعثه في الرماة ألم تجد من تندب لهذا ويجزي عنك غيري ! قال وما زالوا يرون من شبث الكراهة لقتاله).
بعد هلاك يزيد بن معاوية لعنة اللّه عليه بايع أهل الكوفة عبد اللّه بن الزبير سنة أربع وستين، فأرسل عبد اللّه بن يزيد الأنصاري الخطمي واليّا عليها، وإبراهيم بن محمد بن طلحة على خراجها، فكان شبث بن ربعي من وجهاء أهل الكوفة الذين عرفهم مجلس الخطمي، ومن المناصرين له، وحينما حاول الخطمي ثني عزيمة سليمان بن الصرد وجماعته من الخروج، ودعاهم إلى الاتحاد لقتال ابن زياد عدوهم المشترك اتهمه إبراهيم بن محمد بن طلحة بالمداهنة، وأقسم أن يكتب لعبد اللّه بن الزبير وكان شبث حاضرًا فأخبر عبد اللّه بذلك، فركب معه ودخل على إبراهيم وحلف له بأنه أراد العافية وإصلاح ذات البين ووحدة الكلمة.
وبعد أن أعفي الخطمي من ولاية الكوفة زمن ابن الزبير، وتولية عبد اللّه بن مطيع مكانه قامت ثورة المختار سنة ست وستين، وفي أثنائها كان شبث في صف ابن مطيع ومن أشرس القادة المدافعين عنه، وكانت له مواقع ما بين مد وجزر أثناء الثورة، وبعد هزيمة ابن مطيع ومن معه، تحصن في قصر الإمارة مع من تحصَّن به فحاصرهم جيش المختار حصارًا شديدًا، فتشاور ابن مطيع مع أصحابه في التسلل من القصر، فحسنوا رأيه، فتسلل وهرب إلى البصرة والتحق بمصعب بن الزبير، ولم يشأ العودة إلى مكة بعد هزيمته حياء من عبد اللّه بن الزبير.
ثم استسلم من بالقصر بعد أن أعطاهم المختار الأمان، فبايعوه بما فيهم شبث بن ربعي، وما إن أرسل المختار إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد اللّه بن زياد حتى اجتمع رأي أهل الكوفة من أعداء المختار على قتاله ثانية، وكان شبث في مقدمة قادة ذلك الجمع، فقاتلوه قتالاً شرسا في جموعهم مما اضطر المختار إلى أن يكتب لإبراهيم بن الأشتر يأمره بالعودة إلى الكوفة، فعاد مسرعًا، وقاتل من خرج على المختار قتالاً شديدًا، وفي مقدمتهم شبث
ص: 15
الذي اضطر من بعد إلى الهزيمة الماحقة والتحق بمن معه من فلول الكوفيين بمصعب بن الزبير بالبصرة. ويبدو أنه لم يكن في نية مصعب الاشتباك مع المختار، ولكن إلحاح الكوفيين وفي مقدمتهم محمد بن الأشعث وشبث بن ربعي اضطره إلى التجهز لقتاله لأن ابن ربعي حينما قدم على مصعب قدم على بغلة قطع ذنبها وقطع طرف أذنها وشق قباءه- ثوبه- وهو ينادي يا غوثاه يا غوثاه، فلما أعلم مصعب بوضعيته قال لهم : هذا شبث وأمر بإدخاله فحدثه بما جرى واشترك بالحديث معه من انهزم إليه من أهل الكوفة.
ولم أقف على الأطوار الباقية من حياته ولكن ما رواه أبو زهير العبسي ينئبك بما كان يعتلج في نفسه قال : (لقد سمعت شبث يقول في إمارة مصعب : (لا يعطي اللّه أهل هذا المصر خيرًا أبدًا، ولا يسددهم لرشد، ألا تعجبون أنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين، ثم عدونا على ابنه وهو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية ضلال يا لك من ضلال).
نقل الشيخ المظفر عن ابن الكلبي أنه (صار مع الخوارج، ثم تاب ورجع،، ثم حضر قتل الحسين)، ونقل عن الدارقطني أنه أول من أعان على قتل عثمان وأعان على قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فبئس العمر الذي قضاه، ويا لسوء عاقبته انتقاله من صحبة الإمام إلى خروج عليه وتوبة يضع فيها يده من بعد بيد ابن سمية، فيشهد على حجر وجماعته، ثم يضعها من بعد بيد عبيد اللّه بن زياد كي يلغ بدم أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)!
روی ابن سعد عن الأعمش قال : شهدت جنازة شبث فأقاموا العبيد على حدة والجواري على حدة والخيل على حدة، والبخت على حدة والنوق على حدة. وذكر الأصناف، ورأيتهم ينوحون عليه يلتدمون. وحقَّ لهم النوح، فهم يعرفون إلى أين سيذهب!
وقعة صفين 187، 195، 197-199، 205، 294، الطبقات، 6/ 216 التاريخ الكبير 4/ 266 برقم 2755، تاریخ
ص: 16
اليعقوبي 92/2 تاريخ الطبري 2/ 271، 371، 26/3، 75، 76، 79، 121، 226، 278، 294، 319، 397، 454 0 457،470، 482، المعارف،405 الثقات 4 / 371 رجال الطوسي 6/ 68 الكامل، 2/ 356، وقد نقل ابن الأثير في كامله غالبية الأحداث من تاريخ الطبري في الأجزاء 2، 3،،4، تهذيب الكمال 12/ 351 برقم 2686، تقريب التهذيب 411/1 برقم 2743، سير أعلام النبلاء 4/ 150 برقم 51، الإفصاح،2752، موسوعة التاريخ الإسلامي 496/5.
من أهل الكوفة، روى عن عبد اللّه بن مسعود، وعنه الأسود بن قيس، كان من شجعان معركة القادسية على الرغم من قصره، روى عنه الأسود أنه قال : بارزت رجلا يوم القادسية فقتلته، فبلغ سلبه اثني عشر ألفًا فنفلنيه سعد بن أبي وقاص.
* التاريخ الكبير 267/4 برقم،2757، الثقات 371/4 الكامل 2/ 478.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه بن مسعود، ومما رواه عنه قوله : (إن الرجل ليدخل على السلطان ومعه دينه فيخرج وما معه دينه. فقال رجل : كيف ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ :قال : يرضيه بما يسخط اللّه فيه).
قال البخاري : رأى عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) في إزار ورداء في شدة البرد. ورؤيته (عَلَيهِ السَّلَامُ)بتلك الصورة استجابة لدعوة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يذهب عنه الحر والبرد.
* الطبقات 6 / 208، التاريخ الكبير 269/4 برقم 2765.
كوفيٌّ، من بجيلة ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال:
ص: 17
روی عن عمر بن الخطاب، وعنه إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت شبيل يقول: (ما غبَّرت نعلي في طلب دنيا، ولا جلست في مجلس قط إلا لحاجة أو انتظار جنازة، وما قبَّحت رجلاً قط). وكان ثقة قليل الحديث، وللخبر رواية عند المزي في معناه.
وذكر ابن حبان أنه أدرك الجاهلية، وشهد القادسية مع سعد، وعداده في أهل الكوفة، وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وقال أيضًا: هو من قدماء مشايخ الكوفيين.
وذكر المزي أنه روى عن عمر وبن جبيرة وأبي هريرة، وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وحبيب بن عبد اللّه الأزدي، ووثقه ابن معين.
* الطبقات 6 / 152 التاريخ الكبير 4/ 258 برقم 2728، الثقات، 4 / 368 مشاهير علماء الأمصار 170 برقم 739، تهذيب الكمال 375/12 برقم،2697 تهذيب التهذيب 273/4 برقم 541.
كوفي روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه بن مسعود، وحفصة، وغيرهم، و لأبيه، صحبة، وقد روى عنه ومرت ترجمته. ووثق ابن حبّان روايته عن أمير المؤمنين وذكره أيضًا مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: هو من جلة من صحب عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه وذكره الشيخ الطوسي أيضًا، وقال: (قال سعد: شبير)، ونقل التفرشي عن البرقي أنه من خواصه. ولكن لم أقف له على ذكر في مشاهده.
قال ابن سعد : (كان ثقة قليل الحديث)، ووثقه أيضًا النسائي والعجلي. توفي بالكوفة زمن مصعب بن الزبير، وحدد وفاته ابن الأثير في سنة إحدى وسبعين.
* الطبقات 6 / 181 التاريخ الكبير 264/4، 265 برقم 2749، 2750 الثقات 4 / 370، مشاهير علماء الأمصار 168
ص: 18
برقم 777، رجال الطوسي 68 / 3 كامل 4 / 341، تهذيب التهذيب، 4 / 274، برقم 542 نقد الرجال 391/2.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عنه ولده بديل، وشهد صفين. ووقفت على غير شخصية باسم شداد، ولكن ليس بينهم أبو بديل.
* الثقات 3594
ذكره ابن سعد وقال روى عن عبد اللّه بن مسعود، وهو وأخوه الحارث ومن أشراف أهل الكوفة، ولم تصح أخوته للحارث عند البخاري. ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). روى ابن سعد أنه توفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان وكان ثقة قليل الحديث ولم أقف له على مشاركة في أحداث عصره.
* الطبقات 6/ 169 التاريخ الكبير 225/4 برقم 2597، الثقات 4 /358 رجال الطوسي 68 / 2 تهذيب الكمال 12/ 403 برقم 2709، نقد الرجال 2/ 3392.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وابن مسعود، وروي أنه كان ثقة قليل الأحاديث، وذكره البخاري وابن حبان أيضًا، روى عنه عبد العزيز بن رفيع والمسيب بن رافع.
* الطبقات 6 / 177، 79، 4 / 225 برقم 2595، التاريخ الكبير 224/4 برقم 2595 الثقات، 4/ 357، تهذيب الكمال 12/ 403 برقم 2709 تهذيب التهذيب 279/4 برقم 555.
ص: 19
من سكنة الكوفة، ويدعى ابن بزيعة وهو أحد شهود زیاد على حجر بن عدي وجماعته، وذكر الطبري أن زيادًا لما نظر في الشهود قال: ما لهذا أب ينسب إليه القوا هذا من الشهود، فقيل له : هو أخو الحصين وهو ابن المنذر؛ فقال: انسبوه لأبيه، فنسب لأبيه، فلما بلغت شدادًا قال: (ويلي على ابن الزانية أوليست أمه أعرف من أبيه واللّه ما ينسب إلا إلى سمية).
* تاريخ الطبري 226/3
من سكنة الكوفة، كان صاحب شرطة زياد وقد بعثه كي يأتيه بحجر، فسبه أصحابه، فرجع هو وجماعته فأخبروا زيادًا بذلك، وقد أشهده زياد مع من أشهد على حجر وجماعته.
* تاريخ الطبري 2273، الكامل 474/3.
كوفي، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحذيفة، وعائشة، وعنه ابنه عبد اللّه، وعلقمة بن قيس وإبراهيم النخعي وقال البخاري: (ليس له كبير حديث)، وإلى ذلك ذهب أبو حاتم الرازي فقال : (ليس له كثير رواية)..
* التاريخ الكبير 4 / 299 برقم 2613، الجرح والتعديل 4/ 334 برقم 1461، الثقات 4 / 361، تهذيب الكمال 12 / 559 برقم 2772 تهذيب التهذيب 287/4 برقم 573.
أبو أمية، وقيل : أبو عبد الرحمن من كندة ويقال: هو من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن. ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ). أسلم في حياة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وانتقل إلى المدينة زمن الخليفة أبي بكر.
ص: 20
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال هو وغيره ممن ترجم له : إنه كان قائفًا، وشاعرًا، وقاضيًا.
روى عن (زيد بن ثابت وعبد اللّه بن مسعود، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب)، وروى عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مرسلا، وعنه جمهور منهم إبراهيم النخعي وأنس بن سيرين، وتميم بن وتميم بن سلمة، وغيرهم.
أما سبب توليته قضاء الكوفة فقد روي أن الخليفة عمر ساوم رجلاً على فرس، فركبه كي يجربه فعطب فقال للرجل : خذ فرسك. فقال الرجل: لا. قال : اجعل بيني وبينك حكمًا، فتحاكما إلى شريح؛ فقال: (حز ما ابتعت أو رد كما أخذت. فقال عمر: وهل القضاء إلا هكذا؟ سِر إلى الكوفة. فبعثه قاضيًا عليها)، وهو أول يوم عرفه فيه، وقد استقضاه سنة ثماني عشرة، ولم يزل قاضيًا فيها خمسًا وسبعين سنة.
وذكر المزي قريبًا من الرواية السابقة، وروى أخرى في سبب خروجه من المدينة تذهب إلى أن (أمه تزوجت بعد أبيه فاستحيا من ذلك، فخرج).
كان طلسًا، أي لا ينت الشعر في وجهه، وروى الطبري أنه من جملة الداعين بالكوفة إلى النهوض لنصرة عثمان أيام الفتنة، واستمر قاضيًا في خلافة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). روى الشعبي (وجد علي درعًا عند نصراني فأقبل به إلى شريح، وجلس إلى جانبه ؛ وقال : لو كان خصمي مسلمًا لساويته، وقال: هذه درعي ! فقال النصراني: ما هي إلا درعي، ولم يكذب أمير المؤمنين؟ فقال شريح لعلي : ألك بيّنة؟ قال : لا وهو يضحك، فأخذ النصراني الدرع ومشى يسيرًا ثم عاد وقال : أشهد أن هذه أحكام الأنبياء، وأمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه ثم أسلم واعترف أن الدرع سقطت من علي عند مسيره إلى صفين ففرح علي بإسلامه ووهب له الدرع وفرسًا، وشهد معه قتال الخوارج).
وجاء في النهج، أنه اشترى دارًا فقال له الإمام: (بلغني أنك ابتعت دارًا
ص: 21
بثمانين دينارًا، وكتبت لها كتابًا، وأشهدت فيه شهودًا، فقال له شريح: قد كان ذلك، يا أمير المؤمنين، فنظر إليه نظر مغضب ثم قال له: يا شُرَيْحُ، أما إنَّه سيأتبك من لا ينظرُ في كتابك ولا يسألك عن بَنِيَّتِكَ حتى يخرجُك منها شاخِصًا، ويُسْلِمُكَ إلى قبرك خالِصًا، فانظر يا شُرَيحُ لا تكونُ ابتعتَ هذه الدار من غير مالك، أو أنقدْتَ الثَّمن من غير حلالك! فإذا أنت قد خسرت دار الدنيا ودار الآخرة! أما إنَّك لو كنت أتيتني عند شرائك ما اشتريت لكتبتُ لك كتابا على هذه النسخة، فلم ترغب في شراء هذه الدار بدرهم فما فوق)، ولك أن تنظر في النهج ما أراد أن يكتب له الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) على نسخة الشراء.
ويبدو من نصٍّ سيأتي أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أقصاه عن القضاء، وروي أن معاوية أعاده عليه سنة إحدى وأربعين وروى ابن خلكان : (إن عليّاً (رضي اللّه عنه) قال : اجمعوا لي القراء، فاجتمعوا في رحبة المسجد، فقال : إني أوشك أن أفارقكم فجعل يسألهم : ما تقولون في كذا؟ ما تقولون في كذا؟ وشريح ساكت ثم سأله فلما فرغ منهم قال : اذهب فأنت من أفضل الناس أو من أفضل العرب)، والرواية عند المزي وابن حجر، وفيها (اذهب فأنت أقضى العرب)، ولا شك أن روايتهما إن صحت فهي الأصوب.
تحكى عنه بعض الطرائف قال له :أعرابي ممن أنت فقال: أنا ممن أنعم اللّه عليه بالإسلام فخرج الأعرابي وهو يقول: واللّه ما رأيت قاضيكم هذا يدري ممن هو. وروي عنه أيضًا أن رجلاً سأل عنه فدُلَّ عليه فقال له : ممن أنت با أبا عبد اللّه؟ فقال: أنا ممن أنعم اللّه عليه بالإسلام وديواني في كندة، فرجع ؛ فقال : رحمكم اللّه دللتموني على رجل من الموالي ؛ فقيل له : كلنا ممن أنعم اللّه عليه بالإسلام، وذاك صاحبك الذي أردت.
وروي أن عدي بن أرطأة دخل عليه ؛ فقال له : (أين أنت أصلحك اللّه؟ قال : بينك وبين الحائط، قال : استمع منّي قال : أسمع، قال: إني رجل من أهل الشام قال : مكان سحيق. قال : تزوجت عندكم. قال: بالرفاء والبنين.
ص: 22
قال : وأردت أن أرحلها قال الرجل أحق بأهله قال : وشرطت لها دارها. قال : الشرط أملك قال : فاحكم الآن بيننا. قال: قد فعلت. قال: فعلى من حکمت؟ قال : على ابن أمك. قال : بشهادة من ؟ قال : بشهادة ابن أخت خالتك. وهناك أخر مما يروى عنه ذكرتها بعض كتب التراث.
روي أنه إذا جاع أو غضب قام وعينه زياد قاضيًا على البصرة سنة، فقال الجعد بن ذكوان : لم يقض فينا مثله قبله ولا بعده، وروي أنه كان يقبل الهدية ويكافئ بمثلها.
أدخله زياد ضمن من شهد على حجر فأرسل رسالة لمعاوية ذكرها ابن الأثير وهي : (بلغني أن زيادًا كتب شهادتي، وإن شهادتي، على حجر أنه ممن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، حرام الدم والمال فإن شئت فاقتله، وإن شئت فدعه).
وكان على قضاء الكوفة يوم سلط اللّه على زياد طاعونة خرجت في إصبعه، فنُصح بقطع يده أو إصبعه، فدعاه واستشاره بقطعها؛ فقال شريح: (أخشى أن يكون الجراح على يدك، والألم على قلبك، وأن يكون الأجل قد دنا، فتلقى اللّه عز وجل أجذم، وقد قطعت يدك كراهية لقائه، أو أن يكون في الأجل تأخير، وقد قطعت يدك ؛ فتعيش أجذم وتعير ولدك. فتركها ؛ وخرج شریح فسألوه، فأخبرهم بما أشار به، فلاموه، وقالوا :
هلا أشرت عليه بقطعها ! فقال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «المؤمن مؤتمن».
كان في مجلس عبيد اللّه بن زياد حينما حبس هانئ بن عروة، وحينما تجمعت مذحج بباب القصر طلب منه ابن زياد أن يخرج ويعلمهم أنه حبسه ليسأله، ومر أثناء خروجه بهانئ؛ فقال له : (اتق اللّه يا شريح فإنه قاتلي فخرج شريح، وأخبر المذحجيين وقال لهم : لا بأس عليه إنما حبسه الأمير ليسأله وبعد أن قتله عبيد اللّه بن زياد جاءت خيل مذحج وعليها عمرو بن الحجاج، فطلب عبيد اللّه من شريح، أن يدخل حجرة بحجة النظر إلى هانئ، ثم يخرج من بعد فيخبرهم أنه بخير لم يقتل ؛ وقد نجد له عذرًا على الرغم
ص: 23
من بشاعة فعلته، بسبب الرعب الذي أحاط به عبيد اللّه الكوفة في تلك الفترة، ولا شك أنه لو لم يمتثل لأمره لألحقه به، ولا أدل على ذلك من أن هانئ بن عروة ذبح وسط سوق الكوفة أمام ملأ من الخلق، من عشيرته ومن غيرهم فلم يستطع أحد منهم أن يحرك ساكناً.
استعفى من القضاء مرتين الأولى : في زمن ابن الزبير سنة أربع وستين، ولكنه عاد إليه زمن مصعب بن الزبير سنة تسع وستين. واستقضاه المختار سنة ست وستين فقضى أيامًا ثم خاف لأنهم كانوا يقولون: هو (عثماني، وإنه ممن شهد على حجر، وإنه لم يبلغ عن هانئ بن عروة ما أرسله به، وقد كان علي بن أبي طالب عزله عن القضاء)، فتمارض والثانية : في ولاية الحجاج سنة تسع وسبعين. وله أخبار أخر مبثوثة في كتب التاريخ والحديث.
أوصى حين حضرت منيته أن يصلى عليه في الجبانة وأن لا يؤذن به أحد، ولا تتبعه صائحة، وأن لا يجعل على قبره ثوب، وأن يسرع به السير، وأن يلحد له، وقد اختلف في سنة وفاته ؛ فقيل : توفي سنة ست وسبعين، وقيل سنة ثمان وسبعين، وإلى ذلك ذهب ابن حبان، وقال: وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل : سنة تسع وسبعين، وقيل: سنة ثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين. وذكر السائح الهروي أنه دفن بالثوية.
* الطبقات 6 / 131-145، التاريخ الكبير 4/ 228 برقم 2611، المعارف،433 تاريخ الطبري 510/2، 654، 3/ 173، 227، 239، 276، 286، 407، 499، 515، 615، الثقات 4 / 352 مشاهير علماء الأمصار 160 برقم 736، نهج البلاغة 540، الكامل 3 / 401 تهذيب الكمال 435/12 برقم 2725 وفيات الأعيان 460463/2، تهذيب التهذيب 4 / 287 برقم 587 سير أعلام النبلاء 100/4 برقم 32 الزيارات / الاعتدال 4 / 221 معجم رجال الحديث 10/ 20 برقم 5710.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكره السيد
ص: 24
الخوئي عن رجال الشيخ وما يرجح كوفيته أن بني سليم من القبائل التي استوطن بعض رجالها الكوفة عند تخطيطها.
* رجال الطوسي 68 / 5 معجم رجال الحديث 20/10 برقم 5712، الكوفة وأهلها 315.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وإلى ذلك ذهب البخاري، والشيخ الطوسي وابن حبان وابن حجر في روايته روايته عنه، وذكر ابن سعد أنه كان قليل الحديث.
روى عنه ولده سعد، وسعيد بن عمرو، وأبو إسحاق السبيعي، وقال: كان رجل صدق. وسأل أبو حاتم أباه عنه فقال : لا يحتج بحديثه، شبه مجهول.
طبقات 6 / 222، التاريخ الكبير 4/ 229 برقم 2614، الجرح والتعديل 4 / 333، 1460، الثقات 353/4 رجال الطوسي 168، تهذيب التهذيب 218/4 برقم 577 نقد الرجال 2/ 394، الإفصاح 282/2.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه، وروى عنه أهل الكوفة.
* الثقات 364/4.
كان من قادة جند الفتح، استعمله عبد اللّه بن عامر سنة إحدى وثلاثين على أصطخر، فبنى بها مسجدها كان شيعيًّا، وروي أنه كان على خمس البصرة في الجيش الذي توجه منها رفقة ابن عباس حين قدم على أمير
ص: 25
المؤمنين للتوجه إلى صفين وكان شريك فيه على أهل العالية، وشهد صفين وكان فيها قريباً من عمار.
حين دخل البصرة ابن الحضرمي لأخذ البيعة لمعاوية بعثه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع جارية بن قدامة إلى البصرة، أو التقاه فيها فالتحق به، وقد قاتل جارية ابن الحضرمي وجماعته، ثم حاصره في دار تميميّ، وأضرم عليهم النار فأحرقهم فيها.
في ولاية ابن عامر على البصرة سنة ثلاث وأربعين مثل الخوارج خطرًا على البصرة بقيادة المستورد واجتمعوا بالمذار - بين واسط والعمارة - فاستدعى شريك بن الأعور، وانتخب معه ثلاثة آلاف فارس من الشيعة أكثرهم من ربيعة لقتاله، فلما وصل المذار خرج منها المستورد.
كان واليا على كرمان لعبيد اللّه بن زياد سنة تسع وخمسين، ويبدو أن ولايته عليها لم تدم طويلاً، ففي سنة ستين للّهجرة خرج عبيد اللّه بن زياد من البصرة وانتخب منها خمسمائة فيهم عبد اللّه بن نوفل، (وشريك بن الأعور، وكان من شيعة علي فكان أول من سقط من الناس شريك، فيقال: تساقط غمرة ومعه ناس، ثم سقط عبد اللّه بن الحارث، وسقط معه ناس، ورجوا أن يلوي عليهم عبيد اللّه ويسبقه الحسين إلى الكوفة)؛ ولكن عبيد اللّه لم يلتفت لى من سقط، ومضى إلى الكوفة.
وتذهب رواية إلى أن شريكًا بعد وصوله الكوفة مرض مرضًا شديدًا، ونزل على هانئ بن عروة المرادي، وحين أخبر أن ابن زیاد سيزوره، طلب من مسلم بن عقيل قتله في بيت هانئ في رواية ذكرناها في ترجمة هانئ، ولكن هانا قال : (لا أحب أن يقتل في داري)، ففوّت فرصة كانت ستقلب مجريات الأحداث بالكوفة، ولاسيما أن شريكًا تعهد لمسلم بن عقيل بأخذ البصرة. ولكنه قضاء اللّه، ولا راد له.
وذكر الطبري أن شريكًا لبث ثلاثة أيام ثم مات، فخرج ابن زیاد فصلی عليه وأعلم من بعد بموقفه وبتحريضه مسلم بن عقيل على قتله؛ فقال:
ص: 26
(واللّه لا أصلي على جنازة رجل من أهل العراق أبدا، وواللّه لولا أن قبر زیاد فيهم لنبشت شريكًا)، وفي الرواية دلالة على أنه دفن بالثوية، لأن زيادًا قبر فيها.
* وقعة صفين 117، الطبري 625/2، 3/ 137، 248، 259، 281، 282، 283، 285، رجال الطوسي 7/68، الكامل 3/ 124، 363، 433، 525، 24/4، 26، 27 نقد الرجال 395/2.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ووثق البخاري وابن حبان روايته عنه، وقال: عنه أبو إسحاق وعمرو بن تميم، كان معروفًا قليل الحديث، وإلى ذلك ذهب المزي، وقال: روى عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) مرسلاً. وذكر البخاري أن بعضهم قال: إنه ابن شرحبيل.
* الطبقات 6 / 236، 81، التاريخ الكبير 237/4 برقم 2648، الثقات 4 / 360، تهذيب الكمال 12/ 459 برقم 2734، الإصابة 2/ 149.
كوفي، هو ابن نملة عند البخاري، وذكر أنه من بني عوف، ثم من بني جسر بن محارب بن خصفة من قيس عيلان من مضر.
قال ابن حبان وقيل ابن نملة، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وابن عمر، وعنه أهل الكوفة، وقال المزي: روى عن علي وعمر وعنه ابنه حكيم، وحفيده الصعب، وحاجز بن عبد اللّه وروى البخاري أنه قال : (استعملني علي على الصدقة).
* التاريخ الكبير 4 / 238 برقم 2649، الجرح والتعديل 4/ 364 يرقم 1594، الثقات 4 / 360، تهذيب الكمال 477/12 برقم 2738.
ص: 27
ذكره ابن سعد بكنيته مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ثم عاد فذكره باسمه مع الطبقة الأولى من التابعين، أدرك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهو غلام، ولم يره. وذكرت رواية عنه أنه رآه. ولكنها لم تثبت.
ويبدو أن رهطه ارتدوا بعد رحيل النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، فقد روی ابن سعد وتابعه البغدادي عن سليمان الأعمش أن أبا وائل قال له : (يا سليمان لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاحة، فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي، فلو مت يومئذ كانت النار)، قال الأعمش : وسمعته يقول : كنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة.
وشتميق من جند القادسية، روى ابن سعد عنه قوله : جاءنا كتاب أبي ونحن بالنادسية. وكان أيضًا مع الخليفة عمر حين توجه إلى الشام.
شهد صفين و روى عنه نصر قوله في يوم رفع المصاحف : (جاءت عصابة من القراء قد سلّوا سيوفهم واضعيها على عواتقهم فقالوا: يا أمير المؤمنين ما تنتظر بهؤلاء القوم نمشي إليهم بأسيافنا حتى يحكم اللّه بيننا وبينهم بالحق، فقال لهم علي : قد جعلنا حكم القرآن بيننا وبينهم، ولا يحل قتالهم حتى ننظر بم يحكم القرآن)، وروى عنه أيضًا أن الأشعث بن قيس خرج بكتاب التحكيم فقرأه على الناس.
وكان أبو وائل مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لحين ورد المدائن لقتال الخوارج. وذكره ابن حبان مع مشاهير علماء التابعين بالكوفة وإلى ذلك ذهب البغدادي وقال : روى قصة المخدج.
والظاهر أنه كان من الذين يفضلون عثمان على علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو أنه لم يكرمه اللّه بمحبة أمير المؤمنين على الرغم من شهادته صفين والنهروان، فقد روى عاصم أن زرا كان يحبُّ عليًّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان أبو وائل يحب عثمان، وكانا يتجالسان (فما سمعتهما ينتاثيان شيئًا قط)، وقد يدل على ذلك ما رواه ابن
ص: 28
سعد عن الأعمش عن أبي وائل، إذ قيل له شهدت صفين؟ قال: نعم، وبئست الصفّون كانت !
نقل ابن الأثير عنه الرسالة التي بعثها يزيد بن معاوية لابن عباس بسبب امتناعه من بيعة ابن الزبير وجواب ابن عباس عليها.
ذكر ابن سعد أن أبا وائل كانت بينه وبين زياد معرفة، فلما جمعت له البصرة والكوفة قال له: (اصحبني كيما تصيب مني)، قال: فأتيت علقمة فسألته، فقال : (إنك لن تصيب منهم شيئًا إلا أصابوا منك أفضل منه)، وقال أيضًا : إن زيادًا ولّى أبا وائل بيت المال ثم عزله.
روى ابن سعد وابن قتيبة عن عاصم بن أبي النجود قال : أدركت أقوامًا يتخذون الليل جملاً وإن كانوا ليشربون الجر - أي نبيذ الجر- ويلبسون المعصفر لا يرون بذلك بأسًا، منهم أبو وائل ورجل آخر، والآخر عند ابن قتيبة زر بن حبيش.
ذكر ابن سعد أن الحجاج في ولايته أراد أن يستعمله فاستطاع الاعتذار بما لم يغضبه، وذلك بسبب شيخوخته وخوفه من الوقوع بما يغضبه، وقال حين أعفاه: (فخرجت من عنده وعدلت من الطريق عمدًا كأني لا أنظر، فقال الحجاج : أرشدوا الشيخ أرشدوا الشيخ، حتى جاء إنسان فأخذ بيدي فأخرجني، فلم أعد إليه بعد).
سمع عمر وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وغيرهم. وروى عنه جمهور من الكوفيين وغيرهم.
وروي عن سعيد بن صالح قوله : إن أبا وائل كان يؤم جنائزنا وهو ابن خمسين ومائة سنة وهذا بعيد وقيل : توفي في زمن الحجاج بعد الجماجم. سنة ثلاث وثمانين، وكان مولده في السنة الأولى من الهجرة.
* وقعة صفين، 497، 512، الطبقات 96/6-102، 180، المعارف،449 الثقات، 4 / 354 مشاهير علماء الأمصار 159 برقم،732 تاریخ بغداد 9/ 269 برقم 4834 وفيات الأعيان
ص: 29
2/ 476، الكامل 126/ 4، 477، 497، تهذيب التهذيب 4317 برقم 619، سير أعلام النبلاء 4/ 161 برقم 59، نقد الرجال 2/ 399.
من أهل الكوفة، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال البخاري : ويقال : الأسدي، روى عن ابن عمر، وعنه الزبير بن عدي.
* التاريخ الكبير 4 / 246 برقم 2685، الثقات 4/ 355.
أما أبوه فقد مررنا على سيرته وعرفنا كيف أكرمه النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) حين وفد عليه بعد معركة بدر وعرض عليه الإسلام ولكنه أبى، وكيف كان ندمه بعد فتح مكة، لأنه لم يسلم في حينها طمعًا بما يمكن أن يكسبه من وراء إسلامه ولا يدري متى سكن الكوفة، وقد لاحظنا أنه من سكنتها.
وأما شمر فلا نقف له على خبر قبل معركة صفين، وقد رأيناه فيها من فرسان جيش الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقد جرح بها روی نصر بسنده عن مسلم قال: (خرج أدهم بن محرز من أصحاب معاوية بصفين إلى شمر بن ذي الجوشن فاختلفا ضربتين، فضربه أدهم على جبينه فأسرع فيه السيف حتى خالط العظم، ويا لسعده لو مات فيها، ويا لسوء عاقبته يوم نجا منها، وضربه شمر فلم يصنع سيفه شيئًا، فرجع إلى عسكره فشرب الماء، وأخذ رمحًا.. ثم حمل على أدهم وهو يعرف وجهه وأدهم ثابت له لم ينصرف، فطعنه فوقع عن فرسه، و حال أصحابه دونه فانصرف فقال شمر هذه بتلك)، وذكر مثل هذا ابن الأثير في كامله. وليت كانت تلك الضربة قاضية، ولو كانت لتخلص المسلمون من رجل مازالت نفسه الشريرة تدفعه إلى معصية الرحمان إلى أن ذهب بخطى ثابتة إلى قعر الجحيم.
ولم أقف له على خبر بعد صفين، ولا يدري متى انحاز إلى معسكر بني
ص: 30
أمية، ولكن رأيناه في مجلس زياد سنة إحدى وخمسين أحد شهوده على حجر بن عدي وجماعته.
ويوم دخل عبيد اللّه بن زياد الكوفة سنة ستين بعد وصول مسلم بن عقيل (رضوان اللّه عليه) إليها، كان شمر من رجاله البارزين، ومن ومن المشاركين في فشل مشروع مسلم وتقريب نهايته فقد أرسله عبيد اللّه لتثبيط الناس عن مسلم، فقام بدوره على أكمل وجه.
وبقي مع عبيد اللّه بعد تحرك جيش عمر بن سعد، وحين حاصر أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) كي ينزل على حكم ابن زياد قال له (عَلَيهِ السَّلَامُ): (اختاروا مني خصلاً ثلاثًا: إما أن أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه، وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيرى فيما بيني وبينه رأيه، وإما أن تسيروني إلى أي ثغر من ثغور المسلمين شئتم فأكون رجلاً من أهله، لي ما لهم، وعلي ما عليهم). فكتب بذلك عمر بن سعد رسالة رأى أنها سترضي ابن زياد، وتنهي الإشكال، وختمها بقوله: (وفي هذا لكم رضىً، وللأمة صلاح)، فاقتنع ابن زیاد بحسب الطبري برسالته، وقال: (هذا كتاب رجل ناصح لأميره، مشفق على قومه؛ نعم قد قبلت)، ولكن شمر بن ذي الجوشن المتعطش للولوغ بدم أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) تعجَّل في حجز مقعده من النار ؛ فقال: (أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك إلى جنبك! واللّه لئن رحل من بلدك، ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعزة ولتكونن أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت فأنت ولي العقوبة وإن غفرت كان ذلك لك، واللّه لقد بلغني أن حسينًا وعمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل، فقال له ابن زیاد نعم ما رأيت الرأي رأيك)؛ وكأنه يطلب ابن بنت رسول اللّه بثأر من قبل؛ فحمله ابن زياد رسالة بهذا المعنى إلى عمر بن سعد، وبلغه إن امتنع ابن سعد من قتال الحسين أن يضرب عنقه ويكون هو الأمير، وإن قاتل فالإمرة له، وكان ما كان فقد انصاع عمر الرسالة ابن زياد.
ص: 31
وحين عبّاً جيشه وضع شمر بن ذي الجوشن على ميسرته، وخطب أبو عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) خطبة بليغة في العسكر ذكرهم بنسبه من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وما قال بحقه واستشهد بمن يعرفه من الصحابة؛ فقال له شمر : (هو يعبد اللّه على حرف - على وجه واحد - إن كان يدري ما يقول! فقال له حبيب بن مظاهر : واللّه إني أراك تعبد اللّه على سبعين حرفًا، وإن اللّه قد طبع على قلبك فلا تدري ما تقول).
و خرج زهير بن القين فخطب بجيش ابن سعد خطبة عصماء ذكرهم فيها بما فعله بني أمية وزياد وولده عبيد اللّه بهم ثم بين لهم أن نصر ابن بنت رسول اللّه أحق من نصر ابن زياد وإن يزيد يرضى من طاعتهم بدون قتل الحسين، فخرج له شمر ورماه بسهم، وقال: (اسكت أسكت اللّه نأمتك - أماتك -، أبرمتنا بكثرة كلامك. فقال له زهير يا ابن البوال على عقبيه! ما إياك أخاطب إنما أنت بهيمة واللّه ما أظنك تحكم من كتاب اللّه آيتين فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم...).
وأنت واقف على صفحات في تاريخ الطبري ومثلها عند ابن الأثير سودت وجه هذا الرجل في الدارين مما يصعب سرده لبشاعة موقفه من الحسين وآل بيت رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليهم، منها حين التحم الفرسان حمل شمر حتى بلغ فسطاط أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ونادى: علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله وكاد لولا نهي شبث بن ربعي بحسب رواية، ثم أقبل من بعد في عشرة من أصحابه نحو منزله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فحالوا بينه وبين رحله فقال لهم: (ويلكم إن لم يكن لكم دين ولا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارًا ذوي أحساب، امنعوا رحلي وأهلي من طغاتكم وجهَّالكم. فقالوا : ذلك لك يا ابن فاطمة). وروى الذهبي أنه قال غير واحد أن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أصيب بسهم في حنكه، فسقط عن فرسه (فنزل شمر بن ذي الجوشن، وقيل : غبره فاحتزَّ رأسه)، وتذهب رواية إلى أنه كان مع من داس بفرسه جسد الحسين بعد مصرعه.
ص: 32
ومما زاد في سواد وجه هوازن وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن أنهم دخلوا على ابن زياد وهم يحملون على أطراف رماحهم عشرين رأسًا من رؤوس أهل بيت النبوة وصحابتهم رضوان اللّه عليهم، وروي أنه لما قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خَوَلَى بن يزيد، وحميد بن مسلم، وقيل: بل الذي حمل الرؤوس كان شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث، وعمرو بن الحجاج، وعروة بن قيس.
ولا أدري كيف سولت له نفسه أن يندفع ذلك الاندفاع الرهيب لهدر دم الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بهذه القسوة وتلك الدموية على الرغم من معرفته به وبمكانته من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؛ لا شك أنها سوء العاقبة التي حازت له مكانا ما حازته من قبل لأحد من القتلة أو الجبارين، فنال جزاء فعلته خزّيًا في الدنيا مشمولاً بقضاء اللّه العادل قبل الآخرة. وروى الشيخ المفيد أن ابن زياد سرحه مع مجفر بن ثعلبة العائذي بعيال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى يزيد لعنة اللّه عليهم وعلى من شارك في قتال أبي عبد اللّه.
ومن غريب ما ذكره ابن أبي إسحاق السبيعي أنه قال : إن شمرًا كان يصلي معنا ثم يقول : (اللّهم إنك تعلم أني شريف فاغفر لي). قال: فقلت له : (كيف يغفر اللّه لك، وقد أعنت على قتل ابن بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). قال : ويحك ! فكيف أصنع؟ إن أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم، ولو خالفناهم كنَّا شرًا من هذه الحمر السقاة. قلت : إن هذا العذر القبيح، فإنما الطاعة في المعروف). ولا أظن كلامًا مثل هذا يستحق التعقيب، لأن اللعين لم يؤمر، وإنما سبب وشارك في قتل سيد شباب أهل الجنة.
أما ابن سعد فقد أرسل رسالة عبيد اللّه بن زياد التي أمره فيها بقتال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى المدينة ظنا منه أنها ستغسل العار الذي لطخ به تاريخ بيت أبي وقاص، فلما طالبه بها عبيد اللّه بن زياد ظنّا منه أنه يستطيع إخفاء جريمته كي يُحمِّل وزرها غيره قال : (تُرِكتْ واللّه تقرأ على عجائز قريش اعتذارًا إليهن بالمدينة، أما واللّه لقد نصحتك في حسين نصيحة لو نصحتها أبي سعد بن
ص: 33
أبي وقاص كنت أديت حقه، قال عثمان بن زياد أخو عبيد اللّه : صدق واللّه، لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خِزامة إلى يوم القيامة وأن حسينا لم يقتل!).
وروى الطبري أن عبيد اللّه بن زیاد سرح نساء بيت النبوة وصبيانهم، وعلي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) رفقة محفّز بن ثعلبة العائذي، وشمر بن ذي الجوشن إلى يزيد في أسوأ حال ولم تفصح المصادر التي وقفت عليها عن الجائزة التي قبضها شمر من ابن زياد أو من يزيد على أنها صرحت أن محفّزا حين دخل على يزيد نادى بأعلى صوته جئنا برأس أحمق الناس والأمهم؛ فقال يزيد بن معاوية: (ما ولدت أم محفّز ألأم وأحمق، ولكنه قاطع ظالم)، ولم ينل زحر غير خزي يبقى لعنة عليه إلى يوم الدين.
وما إن رحل يزيد بن معاوية إلى قعر الجحيم حتى انقلب شمر على البيت الأموي، وأصبح من بطانة والي ابن الزبير على الكوفة عبد اللّه بن مطيع العامري، فقد رأيناه إبان ثورة المختار مقاتل تصدى بهم لأصحاب المختار، فتصدى له سعيد بن منقد الهمداني أحد رجال المختار یقود ألفيالأشداء فواقعه.
وبعد بيعة ابن الزبير، ونجاح ثورة المختار أرسل مروان بن الحكم جيشًا بقيادة عبيد اللّه بن زياد في ثمانين ألف وجعل له ما غلب عليه وأمره أن ينهب الكوفة ثلاثًا إذا هو ظفر بأهلها، فمر بأرض الجزيرة، وفيها قيس عيلان وهو من المؤيدين لابن الزبير، وكان قد أصيب في معركة مرج راهط لأنه كان مع الضحاك بن قيس الذي انحاز لابن الزبير أيضًا فانشغل بهم ابن زياد سنة بكاملها، وكان على الموصل عبد الرحمان بن سعيد بن قيس والياً للمختار، فلما علم بتوجه ابن زياد إلى الموصل انسحب منها إلى تكريت، وكتب للمختار ذلك، فكتب له المختار بعدم ترك مكانه لحين وصول أمره، وطلب من يزيد بن أنس أن يخرج إلى الموصل فينزل في أدناها، معه ثلاثة وسرح آلاف فارس انتخبهم يزيد ؛ وعلى الرغم من مرضه الشديد استطاع أن يحقق
ص: 34
انتصارات باهرة سنة ست وستين، فقد بعث له عبيد اللّه بن زياد جيشًا بقيادة ربيعة بن مخارق في ستة آلاف مقاتل، فسحقهم جيش يزيد بن أنس وانهزم من سلم منهم هزيمة منكرة وقتل ابن مخارق قتله عبد اللّه بن ورقاء الأسدي، وعبد اللّه بن ضمرة العذري وكر المنهزمون مع عبد اللّه بن حملة، فقاتلهم يزيد بن أنس على الرغم من شدة مرضه وهزمهم هزيمة منكرة انتهت بهم إلى عبيد اللّه بن زياد، وأسروا منهم ثلثمائة أسير أمر يزيد بن أنس بقتلهم جميعًا، وفي مساء ذلك اليوم اشتد المرض على ذلك القائد المغوار، فمات حتف أنفه، وكان قد أوصى بقيادة الجيش إلى ورقاء بن عازب الأسدي، وبعد تلك الهزائم الماحقة التي منِّيت بها فرق من جيش ابن زياد توجه إلى ورقاء بن عازب قائده الجديد بثمانين ألف مقاتل، فانعقد عزم ورقاء على العودة إلى الكوفة ليرى المختار رأيه. فانتدب المختار إبراهيم بن الأشتر لقتال ابن زياد، فخرج في جيش ضم خيرة فرسان المختار ومقاتليه وما إن خرج إبراهيم حتى رأى شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن، وعبد الرحمن بن الأشعث، وهم رؤوس المصر من أعداء المختار أن الفرصة سانحة لهم لقتاله بعد أن أشيع في الوسط الكوفي أن يزيد بن أنس قد قتل ولم يمت، وأن الجيش الذي قد عاد عاد منهزما، وأن إبراهيم قد خرج بصفوة المقاتلين، وأنه من السهل في هذه الحالة الانتصار على المختار والقضاء عليه، فاجتمع هو وشمر ومحمد بن الأشعث ومن سار في ركابهم في بيت شبث فتشاوروا، وذهبوا إلى كعب بن أبي كعب الخثعمي، وأخبروه باجتماع رأيهم على قتال المختار بحجة تأمره عليهم من غير رضاهم وإطماعه مواليهم فيهم، وأخذه عبيدهم وقر قرارهم أن يذهب شبث ليراجع المختار فيما نقموه عليه، فراجعه فأبدى استعداده لتلبية طلباتهم شريطة أن يقاتلوا بجنبه بني مروان ولكن شبئًا خرج بحجة مراجعة جماعته، ولم يعد.
ولما خرج بعث المختار رسولاً إلى إبراهيم يطلب منه العودة إلى الكوفة في أسرع وقت فرجع وكانت مواقع انهزمت فيها فلول الناقمين على المختار وهرب شمر إلى قرية تسمى الكلتانية يغلب على الظن أنها في
ص: 35
والصيمرة بحسب ياقوت، وكتب رسالة إلى مصعب بن الزبير أرسلها مع أحد العلوج بعد أن ضربه ضرباً مبرحاً، فتوقف العلج بقرية فيها مسلحة للمختار فيما بينه وبين أهل البصرة، كان أميرها رجلاً يدعى أبا عمرة، فعلم منه برسالة شمر، فأسرع بمن معه من الرجال، وأحاط به وبمن معه من كل جانب. حدث مسلم بن عبد اللّه، وهو من أصحاب شمر وكان معه أنه مرَّ عليه، وهو مؤتزر ببرد محقق (وكان أبرص، فكأني أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البرد فإنه ليطاعنهم بالرمح، قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه فمضينا وتركناه قال : فما هو إلا أن أمعنت ساعة، إذ سمعت : اللّه أكبر قتل اللّه الخبيث) فقد تمكن منه عبد الرحمن بن أبي الكنود فقتله، فهوى شمر إلى حيث لا رحمة من اللّه، وهرب جمع من أشراف أهل الكوفة فالتحقوا بمصعب بن الزبير.
وبعد انتصار المختار على تلك الفلول عاد إبراهيم بن الأشتر بجيشه إلى عبيد اللّه بن زياد واستطاع أن يقتله ويمزق جيشه.
ولقد صدقت مرجانة حين قالت لولدها عبيد اللّه: (يا خبيث قتلت ابن بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، واللّه لا ترى الجنة أبدًا). راجع ترجمة أبيه أيضًا.
وكان لزامًا بحسب خطة الكتاب عدم إدخاله فيه، لأن هلاكه لم يكن بالكوفة، ولكن رأيت إدخاله لأنه يمثل صفحة سوداء من تاريخها هو ومن شارك مع، في قتال أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لابد من ذكرها.
* وقعة صفين 267 - 268 المعارف،401 تاريخ الطبري 91/3، 227، 287، 313، 342، 454-451، 461-458، الإرشاد 2/ 52، 119، وانظر صفحات أخر فيه معجم البلدان 476/4، الكامل 3 / 303، 31/4، 55، 60، 62، 63، 69، 76، 81، 83، 91، 217، 224، 231، 237-236، تاریخ الإسلام، 5 / 14 میزان الاعتدال 2/ 280 برقم 3742 تهذيب التهذيب 2 / 308 برقم 615 البداية والنهاية 186/8-222.
ص: 36
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). ولم أقف له على ترجمة، ووضعناه مع من توفي بالكوفة لأن الكوفة منزل آل الأشعث كما هو معروف. وقد ذكره السيد الخوئي في معجمه ولكن لم يضف شيئًا إلى ما ذكره الشيخ الطوسي، واعتمد عليه.
* رجال الطوسي 69 / 5 نقد الرجال 2 / 402 معجم رجال الحديث 10 / 53 برقم 5785.
ذكره ابن سعد مع طبقة الأولى من الكوفيين وقال: روى عن عمر، وهو صبيٌّ عند البخاري وأيد روايته عنه أيضًا، وذكره ابن حبان مع أهل الكوفة أيضًا، وأيد روايته عن عمر وقال عنه أبو وائل ومجاهد. وذكره ابن حجر يروي عن غيره أيضًا، ويروي عنه غير من ذكر، وقال: هو تغلبي كوفي، وهو عند مسلمة بن قاسم تابعي ثقة رأى عامة أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وليس له من دور يذكر.
* الطبقات 6 / 145 التاريخ الكبير 327/4 برقم 3004، الثقات 384/4 تهذيب التهذيب 359/4 برقم 714.
وصوحان بن حجر بن الحارث العبدي من ربيعة ولا نغالي إذا وضعنا الرجل في مقدمة الشخصيات التي شاركت في أحداث القرن الأول الهجري، ولاسيما العقدين الرابع والخامس منه، وغالبية من تعرض لسيرة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وضعه في مقدمة أصحابه، وإذا كانت نسبة ليست بالقليلة ممن روى عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أو عد من أصحابه أو شهد مشاهده في خلافته قد انحرف عن جادته، وطوحت به الأهواء والمطامع، فإن صعصعة بقي مخلصا لولائه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.
ص: 37
كان أبوه رأسًا في الجاهلية، وسيدًا في الإسلام وقد نوهت السيدة عائشة مكانة أبيه في الجاهلية والإسلام في رسالة بعثتها لأخيه زيد.
لم يجرِّحه أحد من المؤرخين، ولا استطاع خدش سيرته، وكان (رضوان اللّه عليه) فارسا شجاعًا من بيت فرسان ميامين، وخطيبًا من أبرز خطباء القرن الأول الهجري، وشاعرًا مجيدًا، وولائيًا مخلصًا، يذكره محبو أهل البيت بكل تقدير واحترام.
نزل الكوفة قديمًا، فقد ذكر ابن سعد أنه كان من أصحاب الخطط فيها، وهذا يعني أنه كان في جيش سعد وشارك في فتوحه. ويبدو أنه كان من أسرة خطابة، فقد كان أخوه سيحان خطيبًا قبله وذكر ابن حجر أن الشعبي قال: كنت أتعلم منه الخطب.
وثقه ابن سعد، وقال: وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه بن عباس. وذكر ابن حجر أنه كان مسلمًا في عهد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولكنه لم يره، وقال: له رواية عن عثمان وله مواقف من معاوية، وسنشير إلى بعضها.
ولاشك أن الكوفة في سنيات الخليفة عثمان الأخيرة بدأت تضيق بولاته و سیاسته المالية، ولاسيما من كان منهم من أقربائه وخاصته، بسبب ما اقترفوه من أعمال، وهي في مقدمة الأمصار الإسلامية التي تمردت عليه، فتخلصت من والي الوليد بن عقبة الذي استبدله عثمان بسعيد بن العاص، وكان مجلسه بالكوفة يغص بوجوهها سواء أكانوا من بطانته أم من المعارضين، وتذهب رواية إلى أنه في أحد الأيام كان في مجلسه عبد الرحمن بن خنيس وأبوه نوقع كلام بشأن سواد العراق؛ فتمنى عبد الرحمن أن ما كان لآل كسرى يكون لابن العاص فاعترضته جماعة وقالت له : لا فض اللّه فاك! واللّه لقد هممنا بك، فاعتذر أبوه بأنه غلام لا يؤخذ بكلامه، ولكنهم اتهموه بأنه هو الذي حرضه على قول ما قال وكأن الكلام دسيسة من سعيد، وثار على عبد الرحمن وأبيه خنيس الأشتر وابن ذي حبكة، وجندب، وصعصعة، وابن الكواء، وكميل ابن زياد وعمير بن ضابئ وقاموا لهما وضربوهما
ص: 38
حتى غشي عليهما، ولا شك أن هذا التمني لا يتناسب مع موقف الجماعة وشدته، ولابد أن وراء الأمر ما لم تبينه الرواية على حقيقته، ولعلها كانت تمهيدًا لنية مبطنة يستولي من خلالها سعيد ولو على قسم من السواد، وعلى كل حال فقد دفع هذا الموقف - بحسب الطبري - أشراف أهل الكوفة إلى الكتابة للخليفة في تلك المجموعة يطلبون منه إخراجهم منها، ولا شك أن أولئك الأشراف هم من بطانة سعيد؛ فأمر الخليفة بتسييرهم إلى الشام، وطلب من معاوية أن يروعهم لأنهم خلقوا للفتنة بزعمه، فلما قدموا عليه رحب بهم، وأسكنهم وأجرى عليهم ما كان يجرى عليهم بالعراق، وجالسهم، ثم ذكرهم بفضل قريش عليهم، وأنهم جُنَّة لهم، وليس بخاف على اللبيب أن غالبية الأمصار بدأت تضيق بقريش التي تمثلت بولاة الخليفة عثمان وبالأموال الطائلة والضياع التي غنموها والقصور التي بنوها في تلك الديار، فقال له أحدهم: (أما ما ذكرت من قريش فإنها لم تكن أكثر العرب ولا أمنعها في الجاهلية فتخوفنا، وأما ما ذكرت من الجنة، فإن الجنة إذا اخترقت خُلِص إلينا) فسفههم معاوية لأن قريشًا أعزها اللّه بالإسلام، وأنهم الأكمل في الجاهلية والإسلام وبرسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه وصحابته الذين كان خيارهم من قريش (وجعل هذه الخلافة عليهم ولا يصلح ذلك إلا عليهم...)، ثم عرض بالمتكلم، وانتقل إلى صعصعة فقال له: (أما أنت يا صعصعة فإن قريتك شر قرى عربية أنتنها نبتا، وأعمقها واديًا، وأعرفها بالشر، وألأمها جيرانًا، لم يسكنها شريف قط، ولا وضيع إلا سبّ بها، وكانت عليه هجنة، ثم كانوا أقبح العرب ألقابًا، وألأمهم أصهارا، نزاع الأمم، وأنتم جيران الخط، وفعلة فارس حتى أصابتكم دعوة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ونكبتك دعوته، وأنت نزيع شطير في عمان لم تسكن البحرين فتشركهم في دعوة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فأنت شر قومك، حتى إذا أبرزك الإسلام وخلطك بالناس، وحملك على الأمم التي كانت عليك أقبلت تبغي دين اللّه عوجاً، وتنزع إلى اللامة والذلَّة، ولا يضع ذلك قريشًا ولن يضرهم، ولن يمنعهم من تأدية ما عليهم ؛ إن الشيطان عنكم غير غافل، قد عرفكم بالشر من بين أمتكم، فأغرى بكم الناس، وهو صارعكم. لقد علم أنه لا يستطيع أن يرد بكم قضاء قضاه
ص: 39
اللّه ولا تدركون بالشر أمرًا أبدًا إلا فتح اللّه عليكم شرا منه وأخزى)، ثم قام، وأذن لهم من بعد أن يذهبوا حيث يشاؤون بعد أن قرعهم وكتب لعثمان بذلك، فخرجوا من دمشق، وعز عليهم بحسب رواية أن يعودوا إلى الكوفة خوفًا من الشماتة بزعم الطبري الذي ذكر للأمر رواية أخرى؛ فذهبوا إلى الجزيرة وعليها عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فالتقاهم بأغلظ وجه وأذلهم فكان يركب وهم يمشون وقال لصعصعة : (واللّه لئن بلغني يا صعصعة بن ذلّ أن أحدًا ممن معي دقَّ أنفك ثم أمصَّك لأطيرن بك طيرة بعيدة المهوى)، وأقامهم شهرًا، وكلما مر به صعصعة قال له : (يا ابن الخطيئة، أعلمت أن من لم يصلحه الخير أصلحه الشرمالك لا تقول كما كان يبلغني أنك تقول لسعيد ومعاوية)، فيقول ويقولون : نتوب إلى اللّه أقلنا أقالك اللّه فمازالوا به حتى قال : (تاب اللّه عليكم) وفي الطبري رواية أخرى ليس فيها ما يشير إلى ذهابهم إلى الجزيرة والرواية بمجملها تحتاج إلى إنعام نظر، إذ لا يعقل أن تتصرف الجماعة ذلك التصرف في مجلس عام بسبب ما قاله عبد الرحمن بن خنيس، ولا يعقل أيضًا أن يتم إبعادهم من الكوفة لذلك السبب، ثم يهجم معاوية عليهم ذلك الهجوم ويحمقهم ويسفههم، ثم يخص صعصعة بكل ما يشين الرجل وأهله وبكونه أحمق جماعته، وقد ذكر ابن الأثير رواية أخرى تذهب إلى أن جماعة صعصعة بعد أن سفههم معاوية وثبوا عليه وأخذوا رأسه ولحيته، فقال معاوية : (مه إن هذه ليست بأرض الكوفة، واللّه لو رأى أهل الشام ما صنعتم بي ما ملكت أن أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم)، وكتب إلى عثمان، فأمره أن يردهم إلى سعيد بن العاص فردهم فأطلقوا ألسنتهم، فكتب إليه فطلب إن يسرحهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وهم (الأشتر وثابت بن قيس الهمداني وكميل بن زياد وزيد بن صوحان وأخاه صعصعة، وجندب بن زهير الغامدي، وجندب بن كعب الأزدي، وعروة بن الجعد، وعمرو بن الحمق الخزاعي وابن الكواء)، ولابد أن هناك حلقة مفقودة ترجمتها قابلات الأحداث التي أدت من بعد إلى مصرع عثمان في شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للّهجرة.
ص: 40
ويوم وفدت الوفود إلى المدينة توقفوا بذي خشب، وهي على مسافة منها، لكي تشكو عمال الخليفة، وتطلب منه تغييرهم، وإعادة النظر في سياسته، وكان صعصعة مع غيره من أهل الكوفة وأهل مصر كما ذكر الشيخ المفيد، وحين وقع المحذور كان صعصعة مع الشخصيات الكبيرة التي بايعت الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بحسب الشيخ المفيد.
ولا أدري هل بقي بالمدينة بعد بيعة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أو عاد إلى الكوفة، والتحق به من بعد حين نزل ذي قار ؛ وقد بعثه منها إلى طلحة والزبير وعائشة يخوفهم ما أقدموا عليه، ويذكرهم بما ارتكبوه.
وفي معركة الجمل كان هو وأخوته من أصدق فرسان أمير المؤمنين فيها، فقد حمل الراية أخوه سيحان فلما سقط حملها أخوه زيد، وهو شقيقه، وحين سقط أخذها صعصعة، وكاد يسقط، وقد حمل منها وبه رمق.
ولم تفل فجيعته من عضده واستمر على النهج الذي انتهجه في نصرة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فكان في مقدمة مرافقيه إلى صفين، وحين وصلها وجد معاوية وأصحابه قد استولوا على شريعة نهر الفرات وقرروا حرمان جيش الإمام منه، فبعثه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) برسالة إلى معاوية، وكان له موقف في مجلسه، فقد شتم زبانية معاوية الذين سوغوا له التمسك بالماء كي يقتل جيش الإمام عطشًا كما قتل عثمان بزعمهم.
وله مواقف مذكورة في معركة صفين ذكرها نصر، وروى عنه جملة من أخبارها وبطولات أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأشتر فيها.
والظاهر أن أمير المؤمنين كتب وصيته الأولى بخط يده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين، وكان صعصعة أحد شهوده عليها، وفيها تفصيلات كثيرة حول تصدقه بجميع ما كان يملكه (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وبقي بجانب أمير المؤمنين وحين استشهد كان مع خاصَّة أهله فشارك بتشييعه، وأبنه بقوله : (هنيئًا لك يا أبا الحسن، فقد طاب مولدك، وقوي صبرك وعظم جهادك، وظفرت برأيك، وربحت تجارتك، وقدمت
ص: 41
على خالقك، فتلقاك اللّه ببشارته وحفتك ملائكته، واستقررت في جوار المصطفى، فأكرمك اللّه بجواره، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى، وشربت بكأسه الأوفى فأسأل اللّه أن يمن علينا باقتفائنا أثرك، والعمل بسيرتك، والموالاة لأوليائك، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد..)، وقد ذكرنا الروايات التي أشارت إلى مشاركته أهل البيت في دفن الإمام بمرقده (عَلَيهِ السَّلَامُ) في كتابنا مرقد الإمام علي وضريحه».
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي أحاطت بشيعة أمير المؤمنين بالكوفة خاصة بقي صعصعة ملتزمًا بالنهج الذي سار عليه، فمازال يعلن فضائل أمير المؤمنين على الملأ الكوفي من دون خوف أو وجل، وكان ينتهز الفرصة للقصاص من الخوارج، وفي ولاية المغيرة بن شعبة خرج المستورد بن علفة الخارجي، فطلب معقل بن قيس من المغير أن يخرج للمستورد، ثم قام صعصعة فطلب منه أن يتولى أمر الخروج فقال له اجلس فإنما أنت خطيب، فكان أحفظه ذلك، وإنما قال ذلك - أي المغيرة - لأنه بلغه أنه يعيب عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، ويكثر ذكر علي ويفضله، وقد كان دعاه أي المغيرة فقال : إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان عند أحد من الناس وإياك أن يبلغني عنك أنك تظهر شيئًا من فضل علي علانية، فإنك لست بذاكر من فضل علي شيئًا، أجهله بل أنا أعلم بذلك ولكن هذا السلطان قد ظهر، وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع كثيرًا مما أمرنا به، ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بدا ندفع به هؤلاء القوم عن بدا ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا،تقية، فإن كنت ذاكرًا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك، وفي منازلكم سرّا، وأما علانية في المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا، ولا يعذرنا به، فكان يقول له : أفعل، ثم يبلغه أنه عاد) فلما قال له : إنك خطيب قال صعصعة: (أوما أنا إلا خطيب فقط! أجل واللّه إني للخطيب الصليب، أما واللّه لو شهدتني تحت راية عبد قيس يوم الجمل حيث اختلفت القنا، فشؤون تفرى، وهامة تختلى، لعلمت أني أنا الليث الهزبر) فقال له : مروان حسبك.
ونقرأ له موقف مع قبيلته فيه حكمة وسداد رأي، فقد تغلغل الخوارج
ص: 42
بالكوفة، ولاسيما أصحاب المستورد بن علفة الخارجي، فدعا المغيرة بن شعبة رؤساء القبائل وتحدث معهم بين الترغيب والترهيب، وقال من بين ما قال لهم : (ليكفني كل رجل قومه وإلا فواللّه لأتحولن عما تعرفون إلى ما تنكرون، وعما تحبون إلى ما تكرهون). فقاموا إلى قبائلهم، وذهب صعصعة إلى عبد قيس، وكره أن يؤخذ أحد منهم، فوقف فيهم، ومن بين ما قاله بعد أن ذكر اختلاف الناس: (وقلتم أنتم : لا نريد إلا أهل بيت نبينا الذين ابتدأنا اللّه عز وجل من قبلهم بالكرامة تسديدا من اللّه عز وجل لكم وتوفيقا، فلم تزالوا على الحق لازمين له آخذين به حتى أهلك اللّه بكم وبمن كان على مثل هديكم الناكثين يوم الجمل والمارقين يوم النهر ؛ وسكت عن ذكر أهل الشام لأن السلطان لهم، فلا قوم أعدى للّه ولكم ولأهل بيت نبيكم من هذه المارقة الخاطئة الذين فارقوا إمامنا واستحلوا دماءنا وشهدوا علينا بالكفر، فإياكم أن تأووهم في دوركم..)
كان من أخطب الناس بحسب ابن قتيبة وغيره، وعده مع الشيعة، وذكر ابن سعد أنه كان ثقة قليل الحديث. وكان له موقف في مجلس معاوية بعد رحيل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ذكرناه في ترجمة موسعة عنه في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة».
وتوفي (رضوان اللّه عليه) بالكوفة في أيام معاوية، بحسب ابن سعد وابن حجر وغيرهما وقال البخاري: (أدرك خلافة يزيد بن معاوية)، ونقل التفرشي عن الكشي بسنده عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : (ما كان مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه).
وذكر ابن حجر رواية عن العلائي في أخبار زياد تذهب إلى أن المغيرة بن شعبة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو البحرين، وقيل: إلى جزيرة ابن كافان فمات بها، ولم تجد هذه الرواية تأييد يذكر.
* وقعة صفين،160، 162، 174، 206، 315-316، 480، 481 الطبقات 6 / 221، التاريخ الكبير 4/ 319 برقم 2979، المعارف،402، 624 تاريخ الطبري 2/ 634-637، 638،
ص: 43
640، 3/ 43- 44، 76، 182-180/3، الكافي 49/7، مروج الذهب 3 / 46 – 55، الجمل، 108، 137، 313 – 314، رجال الطوسي 69 / 1 الكامل 138/3، 143-144، 144، 248، 283، 437، 448، الإصابة 373/3 برقم 4150 نقد الرجال 2 / 420 ترجمنا له في كتابنا رجال من ثوية الكوفة وفيها زيادات كثيرة.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد وقال : روى عن عبد اللّه وحذيفة وعمار وكان ثقة وله أحاديث وذكر ابن حجر، وقيل : يكنى أيضًا أبا بكر، وأضاف لمن ذكرهم ابن سعد ممن روى عنهم علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وابن عباس، قال عنه أبو وائل، وكان أكبر منه، وهو ممن روى عنه : (كان ما علمت برّاً)، وروى عنه أيضًا ربعي بن خراش، وهو من أقرانه، ووثقه وكما وثقه الخطيب، وابن سعید، وابن معين، والعجلي، وشعبة: وقال: قلبه من الذهب، وذكره ابن حبان في الثقات. وروى البخاري عن أبي إسحاق عنه أنه قال: (قاتل اللّه الكذاب! أي حديث أفسد وأي شيعة شان)، وكأن مراده المختار.
روى الشيخ المفيد عنه قوله : (رأيت طلحة والزبير يرفلان في أدرعهما في قتل عثمان، ثم جاءا من بعد إلى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فبايعاه طائعين غير مكرهين، ثم صنعا ما صنعا)، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : (صاحب عمر). توفي بالكوفة زمن مصعب بن الزبير، وإلى ذلك ذهب أيضًا ابن حبان، وابن حجر في زمان وفاته.
* الطبقات 6 / 195، التاريخ الكبير 4/ 321 برقم 2986، الثقات، 4 / 383 مشاهير علماء الأمصار 169 برقم 778، الجمل،14 رجال الطوسي، 69 / 3 تهذيب التهذيب 384/4 برقم 767 نقد الرجال 2/ 424.
كوفي، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين، وذكره
ص: 44
أيضًا : مع أصحاب علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ). وذكر السيد الخوئي أنه روی خبرصلب ميثم التمار صاحب أمير المؤمنين عيه السلام وكان أحد سبعة حملوا جنازته ودفنوه.
* رجال الطوسي 69 / 7، 116 / 5، معجم رجال الحديث 10 / 154 برقم 5947. نقد الرجال 425/2.
كوفي، من أصحاب أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وله حكاية جديرة بالذكر، فقد قدم من الكوفة هو ومالك بن النضر الأرحبي للسلام على أبي عبد اللّه، فلما سألهما عن الناس أخبراه باجتماعهم على حربه فقال :حسبي اللّه ونعم الوكيل ولما سألهما عما يمنعهما من نصرته اعتذرا بأن عليهما دينًا، ولهما عيال وقال له الضحاك إذا جعلتني في حل من الانصراف (إذا لم أجد مقاتلاً قاتلت عنك ما كان لك نافعًا وعنك دافعًا! قال: فأنت في حلّ ؛ فأقمت معه)، فلما أقبل الليل : قال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) هذا الليل قد غشيكم؛ فاتخذوه جملاً، ثم ليأخذ كل رجل بيد رجل من أهل بيتي تفرقوا في سوادكم حتى يفرِّج اللّه فإن القوم يطلبوني، ولو قد أصابوني لهو عن طلب غيري، فقالوا جميعًا لا أرانا اللّه ذلك أبدًا، وامتنعوا عن الاستجابة لطلبه كما امتنع صحابته جميعهم.
وخبَّأ الضحاك فرسه في فسطاط بين الخيام وقاتل راجلاً قال: (فقتلت يومئذ بين يدي الحسين رجلين وقطعت يد آخر وقال لي الحسين يومئذ مرارا لا تُشلل، ولا يقطع اللّه يدك، وجزاك عن أهل بيت نبيك خيرًا)، قال : ولما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا، وخلص إليه وإلى أهل بيته، ولم يبق معه غير سويد بن عمرو وبشير بن عمرو الحضرمي، قلت له: أنا الآن في حل من الانصراف؛ فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ) كيف لك بالنجاء؟ إن قدرت على ذلك فأنت في حلّ، قال : (فأخرجت فرسي من الفسطاط، ثم استويت على متنها، ثم ضربتها حتى إذا قامت على السنابك رميت بها في عرض القوم
ص: 45
فأفرجوا لي، وأتبعني منهم خمسة عشر رجلاً حتى انتهيت إلى قرية من قرى شاطئ الفرات تسمى شفية، فلما لحقوني عطفت عليهم، فعرفني كثير بن عبد اللّه الشعبي، وأيوب بن مشرح الخيواني وقيس الصائدي، فقالوا هذا ابن عمنا، فنجاني اللّه).
ذكره الشيخ الطوسي مع أصحاب علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).
* تاريخ الطبري 315/3، 329-333، رجال الطوسي 1/116، الكامل 4 / 73، البداية والنهاية 8 / 191.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن عبد اللّه بن مسعود قوله : (قسم الشره عشرة أعشار فجُعل بالشام واحد)، وهو ليس ضرار بن الأزور الأسدي.
وذكره الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني مع الصحابة باسم (ضرار بن مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن ودان بن أسد بن خزيمة الأسدي)، وقال: سكن الكوفة ومات بها واختلف في سنة وفاته، وأحال على كتاب الإصابة 2 / 2082، ولم أقف عليه في الطبعة التي أرجع إليها لا في الموضع الذي ذكره، ولا في غيره.
* الطبقات 6 / 201 من دفن في النجف من صحابة الرسول 143.
كوفي، كان من خواص أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومن خلَّص أصحابه وصفه بكلمات خالدات تشهد له بشديد محبته لإمامه، وبشجاعة ورباطة جأش، وإخلاص لا نظير له في مجلس أشد الناس عداوة وبغضًا لأمير المؤمنين، فما خاف ولا اتقى في ذلك المجلس الذي يطير فيه قلب الشجاع ؛ ذكر المسعودى وابن عساكر أنه (دخل على معاوية وافدًا، فقال له :
ص: 46
صف لي عليًّا :قال : أعفني يا أمير المؤمنين قال معاوية: لابد من ذلك. فقال : (أما إذا كان لابد من ذلك فإنه كان واللّه بعديد المدى شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يعجبه من الطعام ما خشن ومن اللباس ما قصر، وكان واللّه يجيبنا إذا دعوناه، ويعطينا إذا سألناه، وكنَّا واللّه على تقريبه لنا، وقربه منَّا، لا نكلمه هيبة له، ولا نبتدئه لعظمته في نفوسنا، يبسم عن ثغر كاللؤلؤ المنظوم، يعظِّم أهل الدين ويرحم المساكين، ويطعم في المسغبة يتيمًا ذا مقربة، أو مسكينًا ذا متربة، يكسو العريان، وينصر اللّهفان ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل وظلمته، وكأنّي به وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وهو في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول يا دنيا غرِي غيري، إليَّ تعرَّضتِ أم إليَّ تشوفت، هيهات هيهات لا حان حينك، قد أبنتك ثلاثًا لا رجعة لي فيك، عمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك يسير، آه من قلَّة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق، فقال له معاوية : زدني شيئًا من كلامه فقال :ضرار كان يقول: أعجب ما في الإنسان قلبه، وله مواد من الحكمة، وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أماله الطمع، وإن مال به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه القنوط، قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتدَّ به الغيظ وإن أسعده الرضا، نسي التحفظ، وإن ناله الخوف فضحه الجزع، وإن أفاد مالاً، أطغاه الغنى، وإن عضًته فاقة فضحه الفقر، وإن أجهده الجوع أقعده الضعف، وإن أفرط به الشبع كفَّته البطنة، فكل تقصير به مضر، وكلُّ إفراط له مفسد. فقال له معاوية : زدني كلما وعيته من كلامه قال: هيهات آتي على جميع ما سمعته منه، ثم قال : سمعته يوصي كميل بن زياد ذات يوم فقال له : يا كميل : ذبّ عن المؤمن فإن ظهره حمى اللّه ونفسه كريمة على اللّه، وظالمه خصم اللّه، وأحذركم من ليس له ناصر إلا اللّه قال : وسمعته يقول ذات يوم: إن هذه الدنيا إذا أقبلت على قوم أعارتهم محاسن غيرهم، وإذا أدبرت عنهم سلبتهم محاسن أنفسهم قال وسمعته يقول : بطر الغنى يمنع من عزّ الصبر. قال:
ص: 47
وسمعته يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون نظره عبرة، وسكوته فكرة، وكلامه حكمة).
وسأله معاوية عن حزنه على أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقال: (حزن من ذبح ولدها على صدرها فما ترقاً عبرتها، ولا يسكن حزنها).
والرواية عند ابن عساكر من طريقين: عن أبي صالح، وعن محمد بن غسان الكندي، وقال الكندي في روايته: فانهملت دموع معاوية على خديه حتى كفكفها بكمه، واختنق القوم جميعًا بالبكاء، وقال معاوية : (رحم اللّه أبا الحسن، فلقد كان كذلك، وقال : لكن أصحابي لو سئلوا عني بعد موتي ما أخبروا بشيء مثل هذا). وشتان فأين الثرى من الثريا !!
* مروج الذهب 2 /433-434 تاریخ دمشق 401/24 برقم 2933.
كوفي، كان من سوء عاقبته بحسب رواية أنه رافق زحر بن قيس العبدي وأبا بردة بن عوف الأزدي بحمل رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ورؤوس أصحابه (رضوان اللّه عليهم) حين أرسله عبيد اللّه بن زياد إلى يزيد بن معاوية، وذكر الطبري أن زحر بن قبس حينما دخل على يزيد لم يصله بشيء، ولا شك أنه لم يصل صاحبيه أيضًا؛ فعادوا ولا بخفي حنين يحملون على ظهرهم خزي الدهر. وعار الأباء، وعقاب الآخرة، وإنه لشديد إلا أن ابن الأثير ذكر روايتين يرد فيهما اسم طارق، الأولى تذهب إلى أن ابن زياد أرسل رأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد مع زحر ومعه جماعة لم يسمهم، واتفق مع الطبري في أنه لم يصله بشيء، والثانية تذهب إلى أنه دعا محفّر بن ثعلبة، وشمر بن ذي الجوشن وسيرهما بالثقل والرأس، وأيا كان طارق، فلابد أن يكون مع تلك الزمرة الخائبة طالما حشر اسمه معها.
* تاريخ الطبري 3383، الكامل 84/4.
ص: 48
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومما رواه عنه ابن سعد قوله : (خرجنا مع علي إلى الخوارج. ثم ذكر حديث الخوارج). ولم يذكر ابن سعد الحديث. ووثق روايته البخاري عنه ؛ وقال : روى عنه إبراهيم بن عبد الأعلى، ولم يضف ابن حجر شيئًا على ما ذكراه.
* الطبقات 6 / 233 التاريخ الكبير 354/4 برقم 3119، تهذيب التهذيب 5 / 3 برقم 3.
كان معدودًا في العلماء، وذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عنه قيس بن مسلم الجدلي قوله : رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وغزوت في خلافة أبي بكر، وزاد يحيى بن عباد في الرواية: وغزوت في خلافة عمر بضعًا وأربعين ما بين غزوة وسرية، وقد ذكر مثل هذا البخاري. وعن قيس بن مسلم الجدلي في الاستيعاب غزوت في خلافة أبي بكر وعمر ثلاثا وثلاثين أو أربعًا وثلاثين غزوة وسرية.
ويبدو أنه كان من جند فتوح الشام إذ كان في جيش أبي عبيد حين وقع الوباء، والظاهر أنه حضر وفاته، وروى أيضًا قصة قدوم الخليفة عمر الشام.
ذكر أنه روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وا بن مسعود، وخالد بن الوليد، وحذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي، وأبي موسى الأشعري، وأبي سعيد الخدري، وأخيه أبي عزرة، وكان أكبر منه، وغيرهم، وكان يكثر ذكر سلمان، وروى عنه قيس بن مسلم الجدلي، ومخارق بن عبد اللّه، وإسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم.
روي عنه أن رجلاً سأل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد وضع رجله في الغرز، أي الجهاد أفضل؟ قال : «كلمة حقّ عند سلطان جائر»، وروى عنه قوله صلوات اللّه وسلامه عليه : «ما أنزل اللّه عز وجل داء إلا وله دواء، فعليكم بألبان البقر فإنها ترمّ من كل الشجر».
ص: 49
ذكره الشيخ الطوسي باسمه وكنيته وكوفيته وعده مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولم يذكره مع الصحابة، وقال ابن حجر: سأل القاسم بن معن آل بي مالك هل روى أبوهم من النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) شيئا؟ قالوا : لا، وقال: قال الخطيب في كتاب القنوت: في صحبة طارق نظر.
روي ابن أبي الحديد في شرح النهج أن طارقًا وهو من أصحاب أمير المؤمنين وشيعته، فخرج يستقبله في الربذه وهو في طريقه إلى البصرة، فسأل عنه قبل أن يلقاه فقيل له خالفه طلحة والزبير وعائشة ؛ قال طارق : (فقلت في نفسي إنها الحرب)، ثم أتى الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسلم عليه، فحدثه بخروج القوم، وصلى بهم الظهر، قال: (ثم جاء الحسن ابنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فبكى بين يديه، فقال: ما بالك؟ قال: أبكي لقتلك غدًا بمضيعة ولا ناصر لك، أما إني أمرتك فعصيتني ! فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): لاتزال تخنُّ خنين الأمة! ما الذي أمرتني فعصيتك! قال : أمرتك حين أحاط الناس بعثمان أن تعتزل، فإن الناس إذا قتلوه طلبوك أينما كنت حتى يبايعوك فلم تفعل ثم أمرتك لما قتل عثمان، ألا توافقهم على البيعة حتى يجتمع الناس وتأتيك وفود العرب فلم تفعل، ثم خالفك هؤلاء القوم، فأمرتك ألا تخرج من المدينة، وأن تدعهم وشأنهم، فإن اجتمعت عليك الأمة فذاك، وإلا رضيت بقضاء اللّه. فقال : واللّه لا أكون كالضبع تنم على اللدم حتى يدخل إليها طالبها فيعلّق الحبل برجلها، ويقول لها دبابِ دبابِ، حتى يقطع عروقها.. فكان طارق بن شهاب يبكي إذا ذكر هذا الحديث). والرواية تحتاج إلى تأمل ونظر ؛ ولم أقف له على دور يذكر في خلافة.
أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في كتابي الجمل ووقعة صفين، أو في غيرهما.
توفي طارق سنة إحدى وثمانين وقيل : سنة اثنتين وثمانين.
* الطبقات 6 / 66 التاريخ الكبير 4 / 353 برقم 3114، الثقات 589/5، رجال الطوسي 69 / 1، الاستيعاب 755/2 برقم 1267، تاريخ مدينة دمشق 422/24 برقم 2939 شرح نهج البلاغة، 1 / 173، تهذيب التهذيب 4/5 برقم 5 سير أعلام
ص: 50
النبلاء /4863 برقم 109 نقد الرجال 2 / 430 معجم رجال الحديث 167/10.
كوفي من أحمس، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى، يروي عن ابن أبي أوفى، روى عنه الثوري وشعبة، وذكره المزي، وقال: روى أيضًا عن الحكم بن عتيبة، وزاذان الكندي، وسعيد بن جبر، وغيرهم، وعنه سفيان الثوري، وسليمان الأعمش، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم، وذكر من وثق روايته، ومن ضعَّفها. ذكره البخاري، وروى عنه عن حكيم بن جابر عن ابن مسعود قوله : (لكل شيء آفة، وآفة العلم النسيان).
* التاريخ الكبير 4 / 353 برقم 3115، الثقات 395/4، تهذيب الكمال 13 / 345 برقم 2952، تهذيب التهذيب 5/5 برقم 8.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : كان من رسله إلى معاوية ولكن لم أقف له على ذكر في كتاب ابن مزاحم لا مع رسل الإمام إلى معاوية ولا مع غيرهم، ولم أقف له على ذكر في كتاب الجمل، وعاد الشيخ الطوسي فذكره مع أصحاب أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقد أشار الطبري وتابعه ابن الأثير إلى صحبته لأبي عبد اللّه؛ فذكر أنه التحق بركب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) على فرسه دليلا لأربعة من أهل الكوفة يجنبون فرسًا لنافع بن هلال يقال له الكامل ودليلهم الطرماح قال :
يا ناقتي لا تذعري من زجري***وشمّري قبل طلوع الفجر
بخیر رکبان وخير سَفر***حتى تحلّي ب_ك_ري_م ال_ن_ج_ر
الماجد الحر رحيب الصدر***أتى به اللّه ل__خ__ي__ر أم__ر
ثمَّت أبقاه بقاء الدهر
ص: 51
فلمّا انتهى الركب إلى أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنشدوه الأبيات، فقال عليه السلام: (أما واللّه إني لأرجو أن يكون خيرًا ما أراد اللّه بنا، قتلنا أم ظفرنا)، ثم سألهم عن خبر الناس فقال مجمع بن عبد اللّه العائدي، وهو أحد الأربعة : (أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم، وملئت غرائرهم.. فهم ألب واحد عليك، وأما سائر الناس بعد، فإن أفئدتهم تهوي إليك، وغدًا سيوفهم شهورة عليك)، ثم سألهم عن رسوله قيس بن مسهر الصيداوي، وقد ذكرنا ما جرى عليه أثناء ترجمته.
ثم دنا الطرماح من الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : (واللّه إني لأنظر فما أرى معك أحدًا، ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازمتك -يعني جماعة الحر الرياحي - لكان كفي بهم، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر عيني في صعيد واحد جمعا أكثر منه، فسألت عنهم فقيل : اجتمعوا ليُعرضوا ثم يسرحون إلى الحسين، فأنشدك اللّه إن قدرت على ألا تقدم عليهم شبرًا إِلَّا فعلت) ثم عرض عليه النزول في جبل أجأ لمناعته إلى أن يأتيه بعشرين ألفًا من رجال طيئ، فجزاه الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) خيرًا، ثم ودَّعه لاضطراره إلى العودة إلى الكوفة لأنه امتار لأهله، ووعده أن يعود لنصرته في أسرع وقت. ولما وصل إلى أهله أوصاهم، وخبرهم بوجهته، وفي أثناء عودته للالتحاق به (عَلَيهِ السَّلَامُ) استقبله سماعة بن بدر فنعاه إليه فعاد أدراجه.
* تاريخ الطبري 307/3-308، رجال الطوسي 3/70، 102 / 1، الكامل 3 / 49-50 البداية والنهاية 187/8، نقد الرجال 432/2.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال : كان على بيت مال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى عن ولده موسى أن أباه قال : (إن عليًّا شرب نبيذ جرة خضراء)، ولا أدري ما أرد بنبيذ الجرة الخضراء هذه، ولا أدري أي طريف هذا الذي لم أقف عليه في الكتب التي تعرضت لذكر خلافة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وبيت ماله.
ص: 52
وذكر البخاري طريفًا راوية عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: عنه ولده موسى الأسدي. عنده مراسيل.
* طبقات 6 / 245، التاريخ الكبير 356/4 برقم 3128.
مرَّت ترجمة أبيه مع الصحابة وستأتي ترجمة أخويه عبد اللّه ويحيى، وقد رويت حكاية نسبها الطبري لطفيل وهي مما يحتاج إلى إنعام النظر ؛ قال بسنده عن معبد بن خالد قال حدثني طفيل قال : (أعدمت مرة من الورق، فإني لكذلك إذ خرجت يومًا، فإذا زيَّات جار لي له كرسي قد ركبه وسخ شديد.. فأرسلت إلى الزيات أرسل إلي الكرسي فأتيت المختار، فقلت : (إني أكتمك شيئًا ولم أستحل ذلك، فقد بدا لي أن أذكره لك، قال : وما هو ؟ قلت كرسي كان الجعدة بن هبيرة يجلس عليه كأنه يرى فيه إثرة من علم قال سبحان اللّه ! فأخرت هذا إلى اليوم! ابعث إليه، قال: وقد غسل وخرج عود نُصَارٍ - كذا - وقد تشرب الزيت فخرج يبصُّ فجيء به وقد غشي فأمر لي باثني عشر ألفًا ثم دعا : الصلاة جامعة)، وللكرسي رواية أخرى مفادها أن المختار طلب من آل جعدة كرسَّي علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فلما أنكروا ملكيتهم أو معرفتهم به ألح عليهم فجاءوا بكرسي فقالوا : هو هذا، وكان أول سدنة الكرسي بعد أن عصب بالحرير والديباج موسى بن أبي موسى الأشعري. وقد ذكر ابن الأثير الطبري الروايتين. وليس بغريب أن نجد مثل هذا ينسب للمختار وعهده، فما أكثر الروايات التي اتهم بها المختار في عهد حاصره به آل الزبير، وآل مروان، ومن شايعهما، ومن ناصبه العداوة من أهل البصرة والكوفة. ولعل للأمر وجه لم أقف عليه يدخل من باب استدرار عطف شيعة أمير المؤمنين بشيء يخص أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويذكرهم به، ولكن ليس بالصورة التي ذكر بها، فلم يعرف عن أمير المؤمنين أنه كان يجلس على كرسي، وليس أهل الكوفة بهذه الغفلة بحيث تنطلي عليهم هذه الحكاية، وقد عاصروا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعايشوه.
* تاريخ الطبري 3 / 476 - 477، الكامل 258/4-259.
ص: 53
كوفيٌّ، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين لروايته عن بعض الصحابة، ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثالثة. روى عن أنس، وابن أبي أوفى ؛ وروي أنه سأله هل أوصى رسول اللّه؟ قال: لا. قلت: فلم كتب على الناس الوصية؟ قال : أوصى بكتاب اللّه !. ولا شك أن روايته هذه مدفوعة لأن حديث الوصية روته أمة من الصحابة والتابعين، وإنما أنكرها لأنه من الذين يفضلون عثمان على علي، روى عنه السبيعي، وإسماعيل بن أبي خالد، وزبيد بن الحارث، وهم من أقرانه بحسب بن حجر، وروى عنه غيرهم. قيل : كان عثماني الهوى توفي في أيام الحجاج بعد الجماجم، وقد خرج فيها، أنه روي كان من كبار قراء الكوفة، بل قال ابن حجر: هو أقرأ أهل الكوفة، وقال: وثقه أبو حاتم والعجلي وأثنى عليه الأعمش، وروى أنه أدرك أنسًا وما ثبت له سماع منه. توفي سنة اثنتي عشرة مائة، وقيل ثلاث عشرة.
* الطبقات 6 / 309 معرفة الثقات 1 / 458 برقم 797، الثقات 393/4، مشاهير علماء الأمصار 177 برقم 841، تهذيب التهذيب 5 / 23 برقم،44 ذیل تاريخ بغداد 2/ 130.
كوفي، ذكره ابن سعد مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وإلى ذلك ذهب البخاري وابن حبان والشيخ الطوسي، وعنه سويد أبو قطبة.
وكان في جيش الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) في معركة صفين، وهو فتى حديث السن، ولكنه كان شجاعًا وقتل فيها عبد اللّه بن المنذر التنوخي الذي قيل : إنه فارس أهل الشام، وشارك في قتال جيش معاوية الذي استولى على شريعة الفرات، وهو يقول :
مالك يا ظبيان من بقاء***في سمن الأرض بغير ماء
لا، وإله الأرض والسماء***فاضرب وجوه الغُدُر الأعداء
ص: 54
بالسيف عند حَمَس الوغاء***حتى يجيبوك إلى السواء
قال ظبيان: فضربناهم واللّه حتى خلونا وإياه، أي: الماء.
وكان مع جارية بن قدامة السعدي حين أرسله الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى ابن الحضرمي حين دخل البصرة داعيًا لمعاوية وهو رسوله إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد أن أحرق على ابن الحضرمي وجماعته دار ابن سُنْبَل التي تجمعوا فيها.
ذكر ابن سعد أنه روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : (أتى عليًّا ناس من عكل برجل وامرأة وجدوهما في لحاف وعندهما شراب وريحان، فقال علي: خبيثان مُخبثان، قال فجلدهما دون الحد).
وبقي طبيان على وفائه بعد رحيل أمير المؤمنين، وكان من أنصار الحسن الزكي، ولعله كان من قادة جيشه الذي اتجه لقتال معاوية، ويبدو أنه كان قريبا من الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين جرحه الجراح بن سنان فقد أكب عليه ظبيان فقطع أنفه.
وحين تجهز الحسن للعودة إلى المدينة دخل عليه ظبيان رفقة المسيب بن نجبة الفزاري لوداعه بحضور الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وقد ابتلي ظبيان بما ابتلي به غيره ممن خذل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فكان من جماعة سليمان بن الصرد في أثناء التحضير لثورتهم وروي أن سليمان بن الصرد كتب رسالة إلى المثنى بن مخربة العبدي وهو من شيعة البصرة، وبعثها مع ظبيان. والظاهر أنه ممن نجا من معركة عين الوردة.
ولما قتل المختار عمر بن سعد وابنه أرسل برأسيهما إلى محمد بن الحنفية رضوان اللّه عليه مع ظبيان ومسافر بن سعيد بن نمران الناعطي.
وروي أن عبد اللّه بن الزبير حبس محمد بن الحنفية وأصحابه بزمزم بعد أن استولى المختار على الكوفة، وصارت الشيعة تدعو لابن الحنفية، خوفا من تداعي الناس إلى الرضا به وتوعده بالقتل والحرق، وأعطى اللّه عهدًا إن
ص: 55
لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به وضرب لهم أجلاً، فكتب محمد إلى المختار يعلمه بذلك، فأرسل ظبيانًا على رأس أربعمائة مقاتل لحماية ابن الحنفية من تهديد عبد اللّه بن الزبير، وبعث معه أربعمائة ألف درهم لابن الحنفية بحسب الرواية.
* وقعة صفين 155، 172، الطبقات 229/6، التاريخ الكبير 4/ 368 برقم 3176، مقاتل الطالبيين 72 تاريخ الطبري 3 / 73، 75، 137، 393، 473، 465، الثقات 4 /400 رجال الطوسي 3/55، نقد الرجال 2 / 435 موسوعة التاريخ الإسلامي 475/5.
من مذحج كوفي ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكر المزي أنه (روى عن حذيفة بن اليمان، وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب وعائشة)، وقيل: كان ثقة له أحاديث، وذكره ابن حبان مع ثقاته وعده الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال ابن حجر: وثقه النسائي أيضًا، وروى عنه أولاده عبد الرحمن وإبراهيم وابنته أسماء، وعنه أيضًا أبو إسحاق السبيعي وإبراهيم النخعي وغيرهم.
* الطبقات 1226، التاريخ الكبير 7/ 80 برقم 367، الثقات 285، رجال الطوسي 87 / 120 تهذيب الكمال 472/13 برقم 3001، تهذيب التهذيب 45 / 3 برقم 65، سير أعلام النبلاء 4 / 179 برقم 69، نقد لرجال 5/3.
كوفي، ذكره ابن سعد وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وإلى ذلك ذهب ابن حبان، وقال: يروي عنه الزبيدي، ولم يسمه وهو عند البخاري والرازي أبو بكر الزبيدي، قال : وحديثه عند الكوفيين. وقال الرازي: أبو بكر الزبيدي خال عبثر !، وهو مجهول عنده.
ص: 56
* الطبقات 237/6، التاريخ الكبير 480/6 برقم 3045، الجرح والتعديل 6 / 345 برقم 1907، الثقات 239/5.
من قيس عيلان كوفي ذكره ابن سعد، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي. وذكر السبيعي وهو ممن روى عنه، أنه ما حدثه بحديث قط إلا عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وذكر ابن سعد وتابعه المزي من وثقه ومن ضعَّفه من أصحاب الحديث، وكان الجوزجاني ممن ضعفه فعلق ابن حجر بقوله: (إن تعصب الجوزجاني على أصحاب علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) معروف). أما البخاري فذكر عن سفيان قوله: (كنا نعرف فضل حديث عاصم على حديث الحارث)، ويعني به الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين، وذكر ذلك أبو حاتم الرازي أيضًا.
وعلى الرغم من اتفاق من ترجم له على روايته عن أمير المؤمنين. (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إلا أني لم أقف له على ذكر أو دور في مشاهده.
ذكر ابن سعد وتابعه المزي وابن حجر أنه توفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان وحدد وفاته المزي وابن حجر بسنة أربع وسبعين.
* الطبقات 6 / 222 التاريخ الكبير 482/6 برقم 3052، الجرح والتعديل 6 / 345 برقم 1910، رجال الطوسي 19/71، تهذيب الكمال 13 / 496 برقم 3012، تهذيب التهذيب 40/5 برقم،77 رجال ابن داود 113 برقم 799، نقد الرجال 7/3، 10، الإفصاح 2/ 349.
كوفي ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن ابن عباس وعنه ابنه إسماعيل.
* الثقات 239/5.
ص: 57
من أصحاب حجر بن عدي الذين أرسلهم زياد إلى معاوية بن أبي سفيان ليقتلهم لسبهم الخليفة ونزعهم بيعته وغير ذلك مما شهد عليه شهوده. استوهبه من معاوية يزيد بن أسد البجلي، وكان جرير بن عبد اللّه البجلي قد كتب فيه، وفي آخر يزكيهما ويشهد لهما بالبراءة مما شهد عليهما. فأطلقهما معاوية. ولم أقف له على خبر من بعد.
* تاريخ الطبري 3/ 229، 231 الكامل 483/4-484.
هو من الطبقة الأولى عند ابن حبان، وذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين، ولي قضاء الكوفة بعد شريح، أمه طينة بنت دمون تزوجها أبوه حين كان واليّا على البصرة وكساه أحدهم بردتين، فكناه أبوه أبا بردة.
كان من المبغضين لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومن المعادين لشيعته، ووصلت به الكراهيا بحسب ابن أبي الحديد أنه قال لأبي عادية الجهني لعنة اللّه عليه قاتل عمار بن ياسر رضوان اللّه عليه : (أأنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال نعم. قال : ناولني يدك فقبلها وقال : لا تمسك النار أبدًا).
كان على ربع الكوفة زمن زياد بن سمية، وأحد رؤساء الأرباع الذين شهدوا على حجر بن عدي وهو الذي كتب الشهادة التي وقع عليها سبعون رجلاً من وجوه مجلس زياد وأشرافه بطلب من زياد وهي : (باسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى للّه رب العالمين؛ شهد أن حُجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة وجمع الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة، وخلع أمير المؤمنين معاوية، وكفر باللّه عز وجل كفرة صلعاء). وإذا كان قد صدق في غالب رسالته فحاشا للّه أن يكفر حجر وجماعته.
ص: 58
وكان في الجيش الذي أرسله الحجاج لقتال شبيب الخارجي، فانتصر عليهم انتصارًا ساحقا، ودخل جوسقاً عظيمًا - لم يسمه الطبري- ودعا الناس لبيعته، فجاء أبو بردة فبايعه فعرفه شبيب وقال له : ألست أبا برد؟ فقال : بلى. فقال لأصحابه : أبو هذا أحد الحكمين فقالوا : ألا نقتل هذا؟ فقال: إن هذا لا ذنب له فيما صنع أبوه. وفي سنة تسع وسبعين استعفى شريح القاضي من القضاء، فأعفاه الحجاج وولى أبا بردة. وكان ولده بلالاً قاضيًا على البصرة أيضًا، لذا يقال في حقهم : ثلاثة قضاة في نسق. وكان بلال أحد نواب خالد بن عبد اللّه القسري، فلما عزل، وولي مكانه يوسف بن عمر الثقفي، حاسب خالدًا ونوابه فمات خالد وبلال من شدة العذاب، فلم يذهب دم حجر وأصحابه هدرًا إذ انتقم اللّه لهم في الدنيا وحساب الآخرة عظيم. توفي بالكوفة سنة ثلاث ومائة وذكر ابن حبان أن وفاته كانت سنة أربع ومائة، وقد نيف على الثمانين.
* الطبقات 6 / 269 التاريخ الكبير 447/6 برقم 2949 المعارف 589، تاريخ الطبري، 3 / 226، 572، 615، الثقات 5/ 188 مشاهير علماء الأمصار 167 برقم 776، شرح نهج البلاغة 4 / 308 وفيات الأعيان 10/3-12 وانظر بهامشه مصادر أخر لترجمته.
كوفي، من أصحاب الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال الشيخ الطوسي، وتابعه ابن داود: هو من رسله إلى معاوية ولم يذكره ابن مزاحم.
* رجال الطوسي 76 / 99 رجال ابن داود 113 برقم 801، نقد الرجال 3 / 8.
كوفي، روى عن جرير بن عبد اللّه والبراء بن عازب، وثابت بن وديعة الأنصاري وسعيد بن نمران، وغيرهم، وعنه إبراهيم بن عامر، والعيزار
ص: 59
السبيعي. ذكره البخاري وابن حبان وقال المزي: روى له مسلم وأبو دواد، والترمذي والنسائي.
* التاريخ الكبير 450/6 برقم 2957، الثقات 189/5، تهذيب الكمال 14 /23 برقم 3039 تهذيب التهذيب 57/5 برقم 107.
من حمير وعداده في همدان، وأمه من سبي جلولاء. ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين وهو من الثانية عند ابن سعد ولد لست سنين خلت من خلافة عثمان، وقيل : ولد سنة عشرين للّهجرة، وقيل: إحدى وثلاثين، وروي عنه أنه قال : ولدت سنة جلولاء، وكانت في سنة تسع عشرة، وذهب قتادة إلى أنه ولد لأربع سنين بقين من خلافة عمر، وقيل: غير هذا.
احتفى به أهل الحديث احتفاء كبيرًا، وروى البخاري بسنده عنه قوله : (أدركت خمسمائة من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقولون: علي وطلحة والزبير في الجنة)، وروى عن ابن عنبسة أنه قال كان ثلاثة في الناس بعد أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج أن الشعبي قال: (دخلت الرحبة بالكوفة - أنا غلام - في غلمان؛ فإذا أنا بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) قائمًا على صبرتين –كومتين - من ذهب وفضَّة، ومعه مخفقة - سوط- وهو يطرد الناس بمخفقته ثم يرجع إلى المال فيقسمه بين الناس؛ حتى لم يبق منه شيء، ثم انصرف ولم يحمل إلى بيته قليلاً ولا كثيرًا. فرجعت إلى أبي فقلت له : لقد رأيت اليوم خير الناس أو أحمق الناس، قال: من هو يا بني، قلت: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، رأيته يصنع كذا، فقصصت عليه فبكى وقال: يا بني رأيت خير الناس!).
كان ضئيلاً نحيفا، ولما سئل قال : (زوحمت في الرحم، وكان قد ولد وأخ آخر في بطن، وأقام في البطن سنتين)، وكان حكيمًا حليما يحب
ص: 60
المزاح. كلم يومًا عمر بن هبيرة الفزاري، وكان أميرا على الكوفة والبصرة في قوم حبسهم، وقال: (أيها الأمير، إن حبستهم بالباطل فالحق يخرجهم، وإن حبستهم بالحق فالعفو يسعهم، فأطلقهم)، وقد نسب هذا القول في غير وفيات الأعيان للأحنف بن قيس قاله بالبصرة في مجلس مصعب بن الزبير.
روى ابن خلكان أن الشعبي قال: أنا شهدت خطبة الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين سلم الأمر إلى معاوية، وذكر الخطبة. ورويت عنه روايات أخر في كتبالتراث.
كان مع المختار في ثورته، فقد روى الطبري عنه أنه قال : (كنت أنا وأبي أول من أجاب المختار)، وهو عنده أيضًا ضمن المجموعة التي شهدت أن (محمد بن علي ابن الحنفية - كتب إلى إبراهيم بن الأشتر يأمره بمؤازرة المختار ومظاهرته على قتال المحلّين، والطلب بدماء أهل البيت)؛ وكان المختار قد دفع إليه رسالة نسبت لابن الحنفية فلما دخلوا على إبراهيم طلب منه أن يدفع له الرسالة فدفعها.
وقال له الحجاج : كم عطاءك ؟ فلحن معه الشعبي فقال: ألفين فالتفت الحجاج إلى لحنه فأعاد معربًا : كم عطاؤك ؟ قال : ألفان، فلما سأله ؛ قال : لحن الأمير فلحنت فلما أعرب أعربت فاستحسن جوابه وأجازه ومما روي من مزاحه أنه كان في البيت مع امرأة فدخل رجل وقال: أيكما الشعبي؟ فقال : هذه.
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: روى عن خمسين ومائة من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). وذكر ابن خلكان أنه يقال : أدرك خمسمائة من أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعده الزهري أحد أربعة علماء في زمانه روي عن ابن عمر أنه رآه يحدث في المغازي، فقال شهدت القوم، وهو أعلم بها منّي، وذكر أنه رأى الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ووصفه.
كان مع ابن الأشعث في ثورته، فلما قضي عليها جيء بالشعبي أمام الحجاج فسلم عليه بالإمرة وقال: (أيها الأمير إن الناس قد أمروني أن أعتذر
ص: 61
إليك لغير ما يعلم اللّه أنه الحق ؛ وأيم اللّه لا أقول في هذا لمقام إلا حقًا: قد واللّه خرجنا عليك وجهدنا كل الجهد فما كنَّا بالفجرة الأقوياء ولا البررة الأتقياء. وقد نصرك اللّه علينا وأظفرك بنا، فإن سطوت فبذنوبنا، وما جرَّت إليه أيدينا، وإن عفوت عنّا فبحلمك وبعد، فالحجة لك علينا. فقال الحجاج: أنت واللّه أحب إلي ممن يدخل علي يقطر سيفه من دمائنا ثم يقول : ما فعلت وما شهدت قد أمنت عندنا يا شعبي فانصرف).
حكي أن عبد الملك بن مروان أنفذه إلى ملك الروم، فسأله عن مسائل فأجابه أحسن جواب، فحبسه ولم يأذن له بالانصراف فلما ألح صرفه، وكتب معه رسالة إلى عبد الملك، فلما أدى الرسالة سأله عبد الملك إن كان قد اطلع عليها، فلما أجاب بالنفي. قال : كتب : (عجبت لقوم فيهم مثل هذا كيف ملكوا غيره) أراد إغراء عبد الملك بقتله. وكان قد حمل إلى عبد الملك لمنادمته، فأوصاه وصايا هي من أدب منادمة الملوك.
روى ابن سعد بسنده عن الوصافي أن الشعبي قال : (أحِبَّ صالح المؤمنين، وصالح بني هاشم ولا تكن شيعيًّا، وارج ما لا تعلم، ولا تكن مرجئًّا، واعلم أن الحسنة من اللّه والسيئة من نفسك، ولا تكن قدريًا واحبب من رأيته بعمل بالخير، وإن كان أخرم سنديًا).
ترجم له ابن حجر ترجمة مطولة ذكر فيها غالبية ما ذكرته كتب الرجال عنه، ونقل عن ابن مكحول قوله : ما رأيت أفقه منه وقال ابن عيينة : كانت الناس تقول بعد الصحابة ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه، وذكر توثيق جماعة لما يرويه، وتوهين آخرين.
وكما اختلف في ولادته اختلف في سنة وفاته فقيل : توفي بالكوفة سنة أربع، وقيل : سنة خمس، وقيل : سنة ست وقيل : سنة ومائة، وكانت وفاته بالكوفة فجأة، وحدد البخاري وفاته بسنة أربع ومائة، وقال: بلغ اثنتين وثمانين سنة.
نقل الشيخ المظفر عن ابن أبي حاتم قال : (سئل أبي عن الفرائض التي
ص: 62
رواها الشعبي عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : هذا عندي ما قاسه الشعبي على قول علي)، ونقل عن الحاكم أنه لم يسمع من عائشة، وابن مسعود وأسامة بن زيد، ولا من علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إنما رآه رؤية، ولا من معاذ بن جبل، ولا من زيد بن ثابت قال المظفر: فعلى هذا يكون مدلسًا بروايته عنهم، بل روايته عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الفرائض من التدليس ؛ لأنها من القياس على قوله كما ذكره أبو حاتم).
* الطبقات 246/6-256، التاريخ الكبير 450/6 برقم 2961، معارف،449-451 تاريخ الطبري 437/3-439، الثقات 5 / 185 مشاهير علماء الأمصار 163 برقم 749، شرح النهج،2، 396 تهذيب الكمال 29/14 برقم 3042 تهذيب التهذيب 60/5 برقم 110 وفيات الأعيان 66/2، 3/ 15-12، الزيارات الاعتدال /2214، الإفصاح 2/ 3.
يغلب على الظن أنه من الصحابة فإن لم يكن منهم فقد أدرك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولم يره، ففي سنة إحدى عشرة للّهجرة كان ممن حارب أهل الردة في البحرين فقد أرسل له العلاء بن الحضرمي بلزوم ما هو عليه (والقعود لأهل الردة بكل سبيل).
ذكره الطبري من رؤساء أهل الكوفة في وقعة تستر، سنة سبع عشرة. ولم أقف له على ذكر عنده إلى أن جاءت سنة إحدى وخمسين فنراه عنده من أصحاب زياد بن سمية، وقد أرسله رفقة عتبة بن الأخنس وسعيد بن نمران، إلى معاوية ليلحقهما بجماعة حجر بن عدي، فلما وصل الشام دخل على معاوية وأخبره بأمرهما. وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* تاريخ الطبري 2/ 289 501، 3/ 229 رجال الطوسي 77 / 112، نقد الرجال 10/3.
ص: 63
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وإلى ذلك ذهب البخاري، وروى عن عبد اللّه بن مسعود وعنه المسيب بن رافع وشهد القادسية. وقال ابن حجر عبدة بفتح الباء وقيل بسكونها، وثقه ابن معين، وابن عبد البر وغيرهما.
* الطبقات 6 / 195 التاريخ الكبير 452/6 برقم 2963 الثقات 5 / 189 تهذيب التهذيب 68/5 برقم 125، تهذيب الكمال 68/14 برقم 3056.
كوفيّ، ذكره ابن سعد. وهو من جند الفتح، شارك سنة إحدى وعشرين في معركة نهاوند، وكان ضمن أربعة عشر رجلاً من كبار فرسان الفتح وأشرافهم من الكوفيين سارعوا لبناء فسطاط للنعمان بن مقرن. وروى عن عمر وعبد اللّه وحذيفة وكان قليل الحديث.
من الذين سارعوا للالتحاق بأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين سار إلى البصرة، ونزل بفيد، وهي بليدة في نصف الطريق بين مكة والكوفة، فسأله عن أبي موسى، فقال : إن أردت الصلح فأبو موسى صاحبه وإن أردت القتال فليس بصاحبه؛ فقال عليه السلام: (واللّه ما أريد إلَّا الصلح حتى يُردَّ علينا). ولم أقف له على ذكر بعد التحاقه به.
* الطبقات 6 / 121 تاريخ الطبري 522/2 الكامل 225/3.
أمه الخوصاء بنت خصفة اللّه بن تیم بن ثعلبة، كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكبه اللّه على وجهه في نار جهنم بقتله محمد بن عبد اللّه بن جعفر رضوان اللّه عليه.
* تاريخ الطبري 3 / 331، 343، مقاتل الطالبيين 96، الإرشاد 2/ 107، الكامل 92/4.
ص: 64
كوفي، ذكر البخاري والرازي أنه روى عن عدي بن حاتم، وعنه السماك بن حرب، قال ابن حجر: له عنده حديث عن إسلام عدي، وجهله ابن القطان.
* التاريخ الكبير 6 / 32 برقم 1598 الجرح والتعديل 78/6 برقم 401 الثقات 5 / 142 تهذيب التهذيب 15280/5.
كوفي، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كان إمام بجيلة، وعند البخاري والرازي (من أئمة نخيلة)، وهي قرية قرب الكوفة بحسب ياقوت.
* التاريخ الكبير 6 / 35 برقم 1603، الجرح والتعديل 79/6 برقم 404 الثقات 1425 معجم البلدان 278/5.
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه وله أحاديث، وأيد البخاري، والرازي، ابن حبان وابن حجر روايته عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه المنهال بن عمرو ؛ وقال البخاري : فيه نظر، وعن ابن المدني ضعيف وعن ابن الجوزي ضرب أحمد بن حنبل على حديثه عن علي: (أنا الصديق الأكبر)، وقال هو منكر، ولم أقف على موضع يستدعي الإنكار. وعن ابن حزم: هو مجهول. قال الشيخ المظفر: وثقه ابن حبان، وضعفه آخرون من أهل الحديث، وروي عنه في الميزان قول أمير المؤمنين عليه السلام: (أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه، وأنا الصديق الأكبر، ما قالها أحد قبلي ولا يقولها إلَّا كاذب مفتر، ولقد أسلمت وصليت قبل الناس سبع سنين. قال الشيخ المظفر : قال صاحب الميزان: هكذا كذب على علي. ولا أدري أين وجه الكذب فيه، إلا أنه التعصب الذي استشرى في نفوس بعضهم من دون تبصر، وعلق الشيخ المظفر بقوله : (هو صدق صحيح مؤيد بروايات عديدة لا وجه لتكذيبه...).
ص: 65
وروى البخاري عنه ما ذكره أمير المؤمنين حين نزلت (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشُّعَرَاء : 214].
* الطبقات 6 / 179، التاريخ الكبير 432/6 برقم 1594، الجرح والتعديل 82/6 برقم 420 الثقات 5 / 141، تهذيب
التهذيب 86/5 برقم 165 الإفصاح 369/2-317.
كوفي، عقد له مسلم بن عقيل على ربع الكوفة، حين تمكن عبيد اللّه بن زياد من هانئ بن عروة، وروي عنه أنه قال: (خرجنا مع ابن عقيل أربعة آلاف، فما بلغنا القصر إلا ونحن ثلاثمائة ثم إن الناس تداعوا إلينا واجتمعوا فواللّه ما لبثنا قليلاً إلا امتلأ المسجد من الناس والسوق ومازالوا يثوبون حتى المساء، فضاق بعبيد اللّه،ذرعه وكان أكبر أمره أن يمسك بباب القصر، وليس معه إلا ثلاثون رجلاً من الشرط وعشرون رجلاً من أشراف الناس وأهل بيته ومواليه)، فدعا كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي، وأمره أن يخرج مع من أطاعه ليثبط الناس، ويخوفهم الحرب، وأمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه وينصب راية الأمان، وأخرج غيرهما كشمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وطلب من بقية وجوه مجلسه من الذين كانوا معه في القصر أن يشرفوا على الناس يثبطونهم، ويمنون أهل الطاعة منهم، ويعلمونهم بقدوم أهل الشام بجيش يزيد؛ فمازال الناس يتفرقون حتى إذا أمسى المساء وأرد الخروج لم يجد معه إلا ثلاثين رجلاً فخرج متوجها نحو أبواب كندة، وبلغ الأبواب ومعه عشرة رجال ولما خرج من الأبواب لم يجد معه أحدًا يدله على الطريق، فمضى على ووجهه حتى انتهى إلى باب امرأة يقال لها طوعة فسلم عليها مسلم، وطلب منها ماء كي يشرب، فشرب ولم يغادر باب دارها، فطلبت منه ثلاثًا أن يذهب إلى أهله، فأخبرها بأمره، فأدخلته بينا في دارها، ووسعت عليه وأرادت أن تقدم له العشاء فأبى أن يأكل. ولا شك أن عباسًا راوي الخبر ممن تخلى عن مسلم.
ص: 66
ويوم أعلن المختار ثورته كان عباس من أنصاره، وقد أرسله رفقة شرحبيل بن ورس الهمداني في جيش وطلب منه المسير إلى المدينة حتى يأتيه أمره، فلما علم ابن الزبير بجيش شرحبيل ظن أنه مكيدة به، فارسل عباس بن سهل، ليستطلع أمره في جيش، فلما علم العباس بقصده وفطن لما يسعى إليه سايره، وجمع له ألفا من أصحابه وهجم عليه في غفلة فقتله، وأمن من نجا من أصحابه إلا ثلاثمائة منهم فيهم سليمان بن حمير الهمداني وعباس بن جعدة الجدلي فقتل منهم ابن سهل نحو مائتين وأفلت الباقون فرجعوا فمات أكثرهم في الطريق، ولم يذكر ابن الأثير شيئًا عن ابن جعدة، هل كان من القتلى أو مات في الطريق.
وذكر في تاريخ الكوفة غير هذا ومفاده: لما تخاذل الناس عن مسلم بن عقيل بعث ابن زياد محمد بن الأشعث فقبض عليه وسلمه إلى ابن زياد، فحبسه، ولما قتل ابن عقيل أخرجه وقال له : أنت العباس بن جعدة الذي عقد لك ابن عقيل على ربع المدينة؟ قال : نعم. قال: انطلقوا به إلى الجبانة فاضربوا عنقه، فانطلقوا به وضربت عنقه.
وقد تكون هذه الرواية أقرب إلى الواقع إذ ليس من المعقول أن يترك ابن زیاد رجلاً مثله كان بالأمس على ربع جيش ابن عقيل حرًا من دون عقوبة.
* الطبري، 3 / 286 مقاتل الطالبيين،103، الكامل 30/4، 248، تاريخ الكوفة 335.
كانت لأبيه صحبة، وروى ابن قتيبة أن النبي قال : «نعم الرجل ربيعة لو قصر شعره، وشمَّر ثوبه»، وكان شريك عثمان في التجارة. ذكر ابن قتيبة أن ولده العباس كان له قدر، وأقطعه عثمان دارًا بالبصرة، وأعطاه مائة ألف درهم. وكانت تحته أم فراس بنت حسان بن ثابت، فولدت له أولادًا، وعقبه كثير ؛ وذكر الطبري أنه قال لعثمان : اكتب لي إلى ابن عامر يسلفني مائة ألف ؛ فكتب، فأعطاه مائة ألف وصله بها وأقطعه داره دار العباس بن ربيعة اليوم..
ص: 67
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وشهد صفين معه، وكان من فرسانه و من قادة جيشه روى المسعودي في مروجه رواية بسندها عن أبي الأغر التيمي جديرة بالذكر قال : (بينا أنا واقف بصفين إذ مرَّ بي العباس بن ربيعة مغفّرًا بالسلاح وعيناه تبصَّان من تحت المغفر كأنهما شعلتا نار أو عينا أرقم، وبيده صفيحة له يمانية يقلبها، والمنايا تلوح في شفرتها، وهو على فرس صعب، فبينا هو يبعثه ويمنعه ويلين من عريكته إذ هتف هاتف يقال له عرار بن أدهم من أهل الشام يا عباس، هلم إلى النزال، قال : فالنزول إذًا، فإنه أيأس من الحياة، فنزل الشامي، وهو يقول:
إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا***أو تنزلون فإنا معشر نزل
وثنى العباس وركه وهو يقول :
اللّه يعلم أنا لا نحبكم***ولا نلومكم أن لا تحبونا
ثم عصر فضلات درعه في محزمه يريد منطقته ودفع فرسه إلى غلام له أسود كأني واللّه أنظر إلى فلافل شعره ثم زحف، وكف الفريقان أعنة الخيول ينظرون ما يكون من الرجلين فتكافحا بسيفيهما مليا من نهارهما لا يصل واحد منهما إلى صاحبه لكمال لأمته، إلى أن لحظ العباس وهنا في درع الشامي فأهوى إليه بيده وهتكه إلى تندوته، ثم عاد المجاولة، وقد أفرج له مفتق الدرع فضربه العباس ضربة انتظم بها جوانح صدره، فخر الشامي لوجهه فكبر الناس تكبيرة ارتجّت لها الأرض من تحتهم وانساب العباس في الناس فإذا قائل يقول من ورائي : ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّه بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ ویَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ [التّوبَة : 14] فالتفتُ فإذا بعلي رضي اللّه عنه، فقال : يا ابن الأغر من المبارز لعدونا؟ قلت: ابن أخيكم العباس بن ربيعة، قال : وإنه لهو العباس بن ربيعة؟ قلت نعم فقال : يا عباس، ألم أنهك وعبد اللّه بن عباس أن تحلا أن تحلا بمركز أو تبارزا أحدًا ؟ قال : إن ذلك كما قلت قال علي فما عدا مما بدا؟ قال أفأدعى إلى البراز فلا أجيب؟ قال : طاعة إمامك أولى بك من إجابة عدوك، وتغيظ واستطار، ثم تطامن وسكن
ص: 68
ورفع يديه مبتهلاً، فقال: اللّهم اشكر للعباس مقامه، واغفر ذنبه، اللّهم إني قد غفرت له فاغفر له..) وللرواية بقية.
وإن كان من سكنة البصرة فلا شك أنه فارقها إلى الكوفة، وأن لم أقف له على خبر وقد يكون انتقل إلى مكة من بعد.
* المعارف 128 مروج الذهب 3 / 27 – 28، تاريخ الطبري 2 / 683 رجال الطوسي 77/75، نقد الرجال 20/3.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، (وكان قليل الحديث رحمة اللّه عليه وبركاته) كذا ترحم عليه. وتابعه الشيخ، وعده أيضًا مع أصحاب الإمام الحسن الزكي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
نسبه الذهبي، وقال: عن علي، عنه موسى بن طريف وكلاهما من غلاة الشيعة عنده ولا أدري كيف يكون من الغلاة، وهو يروي عن عمر أيضًا، وقد ترحم عليه ابن سعد. وذكر أن ورقاء قال: انطلقت أنا ومسعر إلى الأعمش نعاتبه في حديثين (أنا قسيم الجنة والنار) وحديث آخر (كذا وكذا على الصراط)، فقال ما رويت هذا قط. وذكر أيضًا : قال الخريبي: كنا عند الأعمش، فجاءنا يومًا، وهو مغضب فقال : ألا تعجبون من موسى بن طريف يحدث عن عباية عن علي قال: (أنا قسيم النار).
وروى أيضًا أن العلاء قال : سمعت ابن عياش يقول : قلت للأعمش : أنت حين تحدث عن موسى بن عباية فذكره أي الحديث؛ فقال: واللّه ما رويته إلا على وجه الاستهزاء. قال: حمله عنك الناس في الصحف. وقد دفع إنكار من أنكر الحديث المذكور توثيق كاظم عبود الفتلاوي الحديث من ثمانية وثلاثين مصدرًا، فأين العجب !!. ونسب لعباية أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : (واللّه لأقتلنّ ثم لأبعثنَّ ثم لأقتلنَّ).
ص: 69
وليس غريبًا أن ينسب الغلو والكذب والضعف إلى رواة الشيعة ومثل هذا كثير عنهم في كتب الذهبي وغيره.
* الطبقات 6/ 127، الجرح والتعديل 29/7 برقم 155 رجال الطوسي 71 / 18، 1 / 95 ترجمة الإمام في كتاب تاريخ دمشق 2 /243 - 253 میزان الاعتدال 2 / 387 برقم 4188، نقد الرجال، 3/ 27، الإفصاح 4 / 266 - 267، الكشاف المنتقى 185.
كوفيّ، ذكره ابن سعد وقال روى عن عمر، وسمعه يقول : (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وشيء معها فقال له رجل: فإن كنت خلف الإمام؟ قال : فاقرأ بنفسك). قال البخاري: روى عنه محمد بن المنتشر، وقال: قال خيثمة وسلمة بن كهيل: عباية بن ربعي وكأنهما واحد. وهما اثنان عند الرازي.
* الطبقات 6 / 147 التاريخ الكبير 72/7 برقم 333، 28/7 برقم 153 الجرح والتعديل 28/7 برقم 153.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، قال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولعله عبد الأعلى الكلبي الذي روى الطبري أنه لبس سلاحه وخرج يريد مسلم بن عقيل رضوان اللّه عليه في بني فتيان، فأخذه كثير بن شهاب إلى عبيد اللّه بن زياد، وأراد أن يدفع عن نفسه؛ فقال لعبيد اللّه: إنما أردت الخروج إليك، ولما قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة دعا به ابن زياد، فأتي به، فقال له أخبرني بأمرك ؛ فقال : أصلحك اللّه! خرجت لأنظر ما يصنع الناس، فأخذني كثير بن شهاب؛ فقال له : (فعليك وعليك من الأيمان المغلظة، إن كان أخرجك إلا ما زعمت فأبى أن يحلف، فقال عبيد اللّه: انطلقوا بهذا إلى جبانة السبيع فاضربوا عنقه بها، فانطلق به فضربت عنقه).
* الطبقات 6/ 235، تاريخ الطبري 3/ 287، 292.
ص: 70
وهو من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بل هو عند ابن حجر من كبار أصحابه ؛ وقال : ذكره ابن حنبل في الأثبات عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ووثقه ابن معين، والنسائي، وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين. وذكره العجلي باسمه من دون نسبة، وقال: كوفي تابعي ثقة.
وروى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وشهد معه صفين، وبارز فيها وقَتَلَ له احتجاج في كتاب الجمل على أبي موسى الأشعري لتثبيطه الناس عن نصرة علي، سبقه إليه الطبري، وهو (يا أبا موسى هل كان هذان الرجلان - يعني طلحة والزبير - ممَّن بايع عليًّا ؟ قال نعم : قل : هل أحدث حدثًا يحل به نقض بيعته؟ قال : لا أدري قال : لا دريت، فإنا تاركوك حتى تدري يا أبا موسى، هل تعلم أحدًا خارجًا من الفتنة التي تزعم أنها هي الفتنة؟ إنما بقي أربع فرق : علي بظهر الكوفة، وطلحة والزبير بالبصرة، ومعاوية بالشام، وفرقة أخرى بالحجاز ؛ لا يجبى بها فيء ولا يقاتل بها عدو؛ فقال أبو موسى: أولئك خير الناس، وهي الفتنة؛ فقال له عبد خير يا أبا موسى غلب عليك غشك)، وقام رجل من شعراء بجيلة فقال :
وحاجَّك عبد خير يابن قيسٍ***فأنت اليوم كالشاة الربيض
روي عنه أنه قال : (نظرت إلى عمار بن ياسر يومًا من أيام صفين، رمي رمية فأغمي عليه ولم يصلي الظهر، ولا العصر، ولا المغرب، ولا العشاء، ولا الفجر، ثم أفاق فقضاهن جميعًا، يبدأ بأول شيء فاته، ثم بالتي تليها).
روی نصر بسنده عنه قال : (كنت أسير في أرض بابل مع علي، قال : فحضرت صلاة العصر، قال: فجعلنا لا نأتي على مكان إلا رأيناه أفيح من الآخر. حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا قال فنزل علي ونزلت معه. قال: فدعا اللّه فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر. قال: فصلينا العصر، ثم غابت الشمس ثم خرج حتى أتى دير كعب ثم خرج منها فبات بساباط فأتاه دهاقينها يعرضون عليه النزل والطعام. فقال : لا ليس ذلك لنا عليكم).
ص: 71
ذکره ابن حبان وتابعه ابن حجر وقال : أدرك الجاهلية، وروى عن علي وابن مسعود وزيد وعائشة وعنه ابنه المسيب وأبو إسحاق السبيعي، وعامر الشعبي وغيرهم، وسأله عبد الملك بن سلع عن عمره؟ فقال: عشرون ومائة سنة، وكنت غلامًا فجاءنا كتاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد ذكر ذلك البخاري من قبل، ولم يشر إلى صحبته أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولا إلى شهادته حروبه..
* وقعة صفين 136، 342، الطبقات 6/ 221، التاريخ الكبير 6/ 133 برقم 1939 معرفة الثقات 70/2 برقم 1012 تاريخ الطبري 283 الثقات 5 / 127، 130، 144، الجمل 249، رجال الطوسي 122/78 الكامل 229/3، الإصابة 79/5 برقم 6380، تهذيب التهذيب 6 / 113 برقم 260 نقد الرجال 38/3.
هو وأخوه عبد الرحمن كانا من أصحاب المختار، قتلهما مصعب بن الزبير صبرًا مع آلاف معهما في يوم واحد على الرغم من استسلامهم، وتوسلات بعضهم، وذلك بعد مصرع المختار وأصحابه.
* الكامل 280/4.
من أهل الكوفة، كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وممن نهب شيئًا من متاعه، اشترك هو ومسلم بن عبد اللّه الضّبابي في قتل مسلم بن عوسجة أول شهيد من أصحاب أبي عبد اللّه ذكر الطبري، أنه حين صرع مشى إليه أبو عبد اللّه، فوجده به رمق، فقال له : (رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة وتلا عليه قوله تعالى ﴿فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب (23])، ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال : (عزَّ علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة، فقال له مسلم قولاً ضعيفًا : بشرك اللّه بخير! فقال حبيب: لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك
ص: 72
من ساعتي لأحببت أن توصيني بكل ما همك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين ؛ قال : بل أنا أوصيك بهذا رحمك اللّه وأهوى بيده إلى الحسين - أن تموت دونه، قال : أفعل ورب الكعبة)؛ ثم مات رضوان اللّه عليه فصاحت جاريته وا عوسجتاه، وا سیداه، فتنادى أصحاب عمرو بن الحجاج - وهو ممن كتب لأبي عبد اللّه يستعجله، انظر ترجمته - قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي، فقال شبث بن ربعي لمن حوله من أصحابه: (ثكلتكم أمهاتكم إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة! أما والذي أسلمت له لربَّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم لقد رأيته يوم سَلَق أذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تنام خيول المسلمين أفيقتل منكم وتفرحون).
وكان من انتقام اللّه عز وجل وقصاصه أن تمكن المختار من ابن أبي خشكارة فأمر بقتله سنة ست وستين.
* تاريخ الطبري 3 / 324-325، 463 الكامل 4 / 68، 24.
كوفي، ذكره ابن حبَّان، وقال : روى عن أبي هريرة، وعنه ابنه إسماعيل.
* الثقات 5 / 108.
من وجوه الكوفة الشقيَّة، أشقاه اللّه بشهادته على حجر بن عدي إرضاء لزياد، وكبه على وجهه بالنار في مشاركته من بعد في قتال أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إذ كان في جيش ابن سعد على ربع مذحج وأسد. وكان مع شمر حين حرض رجالته على قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وهو ليس عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الصحابي الذي روى البخاري بسنده عن الشعبي أنه قال: (كنت مع أبي حين أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )،
ص: 73
وبايعه وبايعته) وقد مرت ترجمة أبيه، كما مرت ترجمة ولده خيثمة.
* تاريخ الطبري 3 / 227، 317، 333، الكامل 60/4، أسد الغابة 3 / 297.
كوفي، روى نصر عنه قوله : إن سليمان بن صرد الخزاعي دخل على أمير المؤمنين بعد رجعته من البصرة فعاتبه وعذله لعدم التحاقه به في معركة الجمل، وروى عنه أيضا دعوة الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) المهاجرين والأنصار للتشاور معهم في المسير إلى أهل الشام وما قاله وجوههم في ذلك المجلس؛ هشام بن عتبة المرقال وعمار بن ياسر وقيس بن عبادة وسهل بن حنيف. وروى أيضًا خطبة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لما أراد المسير من النخيلة، وحين تعاقبت الرسل بين أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومعاوية وروى ما تحدث به حبيب بن مسلمة، وهو أحد رسل معاوية. وحدث أيضًا عن شدة جزع أهل الشام على قتلاهم.
والظاهر أن ابن أبي الكنود قد التقى عقيلاً بمكة بعد غارة الضحاك، فبعث معه، رسالة إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) خبره فيها باستعداده بالتحول إليه مع أبنائه واستعداده للموت معه، وقد أشرت للرسالة وردّ الإمام عليها في كتابنا (وما أدراك ما علي).
وقد يكون عبد الرحمن ممن التحق بجيش جارية بن قدامة السعدي الذي أرسله الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) لقتال بسر بن أرطأة فقد نقل الغروي عن كتاب الغارات أن أمير المؤمنين أملى على كاتبه كتابًا إلى جارية، ودعا عبد الرحمن بن أبي الكنود وبعثه به إليه.
ویوم قامت ثورة المختار كان عبد الرحمن أحد رجاله الأشداء، ولا شك أن أعظم ما قام به تمكنه من قتل شمر بن ذي الجوشن عليه اللعنة، ورمى جثتا للكلاب.
* وقعة صفين 6، 92، 131، 200، 454، 268، تاریخ الطبري 3 / 460، الكامل 4 / 236-237 موسوعة التاريخ الإسلامي 395/5.
ص: 74
ذكره البخاري، وهو عند ابن حبان من عبَّاد أهل الكوفة الذين يصبرون على الجوع، وقال: روى عن أبي هريرة وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وروى عنه زرارة بن أوفى، والفضل بن غزوان.
ومن عجيب ما رواه ابن حبان قوله : أخذه الحجاج ليقتله، وأدخله بيتا مظلمًا، وسدَّ عليه الباب خمسة عشر يوما، ثم فُتِحَ للحجاج كي يُخرج ويدفن، فوجده قائمًا يصلي، فأطلقه.
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة أيضًا، وقال: وتوفي في آخر ولاية عبد الملك بن مروان.
* التاريخ الكبير /356/5 برقم 1130، الثقات 112/5 مشاهير علماء الأمصار 165 برقم 759.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، لروايته عن بعض الصحابة، وذكره ابن سعد الطبقة الثانية لروايته عن المتأخرين منهم. وروي أنه كان ينقع رجليه بالماء وهو صائم، وكان من خلقه إذا مرَّ على يهودي أو نصراني سلّم عليه، وحين سئل عن ذلك قال : إن السلام سيماء المسلم فأحببت أن يعلموا أني مسلم وروى عنه قوله: (كنت أدخل على عائشة بغير إذن، حتى إذا كان عام احتلمت، سلمت واستأذنت، فعرفت صوتي، فقالت هي : يا عدي نفسه فعلتها ؟ قلت نعم يا أمتاه. قالت: ادخل أي بني. قال : فأقبلت علي فسألتني عن أبي وأصحابه فأخبرتها. ثم سألتها عما أرسلوني به إليها)، وروى أنه كان يتأنق في ملبسه ومركبه، ورؤي يلبس الخز، وتحدث عن عبادته وذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: روى عن عائشة وابن أبي أوفى وروي أنه روى عن أبيه، وأدرك الخليفة عمر بن الخطاب، وتابع المزي ابن سعد فروى أشياء كثيرة مما ذكرها عنه، وأطال
ص: 75
الحديث حول عبادته وزهده وتقواه، وذكر من روى عنهم ورووا عنه ووثقه العجلي.
مات سنة تسع وتسعين في ولاية خالد بن عبد اللّه، وصلى عليه خالد بن عبد اللّه وكان سنه سن إبراهيم النخعي.
* الطبقات 6/ 289، معرفة الثقات 2/ 73 برقم 1020، الثقات 5/ 78، مشاهير علماء الأمصار 163 برقم 759، تهذيب الكمال 533/16 برقم 3758، تهذيب التهذيب 6 / 127 برقم 288.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد. روى عن عبد اللّه بن مسعود وأبي مسعود. وكان قليل الحديث. وذكر ابن حجر أنه روى أيضًا عن أبي هريرة، وأبي سعيد وخباب بن الأرت، وعنه إبراهيم النخعي ومحمد بن سيرين وغيرهما. ذكر البخاري أنه كانت له قرية فزاره بعض الصحابة.
* الطبقات 6 / 205، التاريخ الكبير 5 / 261 برقم 844، تهذيب التهذيب 132/6 برقم 297.
كوفي، سمع من ابن أبي أوفى، وعنه الكوفيون. وذكر البخاري أنه سمع علقمة، وعمرو بن ميمون وهزيلاً، وغيرهم ذكرهم المزي وابن حجر، وعنه الثوري، وسفيان وأبو نعيم، وغيرهم ذكرهم المزي وابن حجر أيضًا، وذُكِرَ أنه ثقة عند ابن معين. وهو ثقة ثبت عند العجلي، وليس بقوي عند أصحاب أبي حاتم، مات سنة عشرين ومائة.
* التاريخ الكبير 265/5 برقم 855، معرفة الثقات 2 / 74 برقم 1025، الجرح والتعديل 218/5 برقم 1028، الثقات 96/5، تهذيب الكمال /2017 برقم 3778 تهذيب التهذيب 6/ 138 برقم 309.
ص: 76
كوفيٌّ، من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كان في جيشه بصفين، ووصف طريق عودته (عَلَيهِ السَّلَامُ)، منها إلى الكوفة وروى دعاءه عند عودته، وخطبة لعمار بصفين.
ونقل الشيخ الغروي عن شرح النهج بسنده عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه أن المقداد قال يوم بويع عثمان قال: (واللّه ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت. فقال له ابن عوف يا مقداد، ما أنت وذاك؟ فقال : إني واللّه أحبهم لحبّ رسول اللّه...).
روى البخاري عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن جندب أن أباه قال : (مررت على طلحة يوم الجمل).
* وقعة صفين 208، 377، التاريخ الكبير 268/5 برقم 865،. رجال الطوسي 74/75، معجم رجال الحديث 342/10 برقم 6369 نقد الرجال 3 / 45 موسوعة التاريخ الإسلامي 318/4.
من خيار شيعة الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالكوفة، قتله مصعب بن الزبير صبرًا بعد انتصاره على المختار ومن خرج معه من أصحابه، كما قتل أخوه عبد الرب، وذكر ابن قتيبة أنه قتل عبد الرحمن وعبيد اللّه ابني حجر، ولم يذكر عبد الرب.
* المعارف 334، الكامل 280/4.
من بني هميم، أرسله زياد مع جماعة حجر إلى معاوية بعد أن أشهد عليهم، ذكر الطبري أنه قال حينما حبسوا بمرج عذراء: (اللّهم اجعلني ممن يكرم بهوانهم وأنت عنّي راض ؛ فطالما عرَّضت نفسي للقتل، فأبى اللّه لا ما أراه!). ذكر ابن الأثير أنه بعد قتل حجر بن عدي مع ستة آخرين معه، طلب
ص: 77
عبد الرحمن، وكريم الخثعمي أن يبعثوا بهم إلى معاوية، لأنهما يقولان في علي مثل مقالته، فلما دخلا عليه قال الخثعمي: (اللّه اللّه يا معاوية، فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة، ثم مسؤول عمَّا أردت بقتلنا، وفيم سفکت دماءنا ؛ فقال معاوية : ما تقول في علي ؟ قال : أقول فيه قولك. قال: أتبرأ من دين علي الذي كان يدين اللّه به؟ فسكت وكره معاوية أن يجيبه) ووهبه لشمر بن عبد اللّه من بني قحافة. وحبسه شهرًا ثم سيره إلى الموصل.
وقال معاوية لابن حسان العنزي : (يا أخا ربيعة ما تقول في علي؟ قال: دعني ولا تسألني فهو خير لك. قال : واللّه لا أدعك حتى تخبرني عنه. قال: أشهد أنه كان من الذاكرين اللّه كثيرًا، ومن الأمرين بالحق، والقائمين بالقسط والعافين عن الناس. قال: فما قولك في عثمان؟ قال : هو أول من فتح أبواب الظلم، وأرْتَجَ أبواب الحق قال : قتلت نفسك ! قال : بل إياك قتلت؛ ولا ربيعة بالوادي)، يعني ليشفعوا فيه فرده معاوية إلى زياد وكتب إليه : (أما بعد، فإن هذا العنزي شر من بعثت فعاقبه عقوبته التي هو أهلها، واقتله شر قتلة)؛ فدينه حيًّا رضوان اللّه عليه بقس الناطف وهو موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي، وكانت به وقعة للمسلمين استشهد فيها أبو عبيد الثقفي. وقد فتح زياد بعقوبته تلك الباب على مصراعيه لألوان من القسوة والتنكيل لم تسمع بها، ولم تشهدها الفترات السابقة.
* تاريخ الطبري 3 / 228 – 231، معجم البلدان 349/4، الكامل 3/ 483، 486.
ذكره الشيخ الطوسي هو وأخاه عبد الرحيم مع من روى عن الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكأن عبد الرحمن بن خراش هو الذي قال عنه البخاري (روى عنه يعلى بن عطاء، سمع ابن عمر (رضي اللّه عنهما) قوله).
* التاريخ الكبير 278/5 برقم 903 رجال الطوسي 61/74، معجم رجال الحديث 10 / 354 برقم 6378، نقد الرجال 3 / 48
ص: 78
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر بن الخطاب.
* الطبقات 6/ 166
كوفي، صاحب شرطة سعيد بن العاص كان سببًا في تعجيل شرارة الثورة على عثمان إذ تمنَّى بحضور وجوه الكوفة بمجلس سعيد أن يكون سواد العراق لسعيد وبعد محاورة ذكرت في غير ترجمة قال عبد الرحمن : (أتردون على الأمير مقالته! فقل الأشتر : لا يفوتنكم الرجل! فقاموا إليه وبطحوه ووطئوه حتى غشي عليه وتفرقوا عنه).
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه وقال: رأيت ابن مسعود نظيف الثوب طيب الريح.
* طبقات 209/6، تاريخ الطبري 634/2، 637.
من همدان، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين كان قليل الحديث روى عن علي. وروى البخاري عنه أنه قال: (أتيت عليًّا، وكان جميلاً كثير الشعر، قلت : إني لسيد قومي وعريفهم) قال البخاري (وكان في الفتن في الكوفيين!).
* الطبقات 229/6، التاريخ الكبير 283/5 برقم 919.
ذكره المزي وابن حجر مع الكوفيين وقالا : الخيواني الكوفي. وروى عن أبيه، وعن الشعبي وأبي حازم الأشجعي وعائشة ولم يدركها، وعنه عبد
ص: 79
الملك بن عمير، والأعمش وغيرهما وثقه أبو حاتم، وذكره البخاري وابن حبَّان.
كان من أنصار عبد اللّه بن مطيع والي الكوفة لعبد اللّه بن الزبير، وقاتل معه أبان ثورة المختار، وبعثه إلى جبانة السبيع- وهو موضع بالكوفة- وقال له اكفني قومك، وحين علم بخروج قبيلة شبام وهم حي من همدان للالتحاق بالمختار طلب منهم عدم المرور بجبانة السبيع كي لا يصطدم بهم، فاتخذوا طريقا آخر، ولا شك أن العصبية دفعته إلى عدم قتالهم.
وكان مع ابن مطيع في القصر حينما حاصره المختار، وبعد هروبه منه، فتح المحاصرون الباب بعد أن أمنهم المختار وهو ليس عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الذي بعثه المختار على الموصل.
وذكر الطبري أنه (جاء شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن وعبد الرحمن بن قيس وتحدثوا عن عزمهم على قتال المختار)، ثم شارك في قتاله ثانية إلى أن قتل، وقد اختصم في قتله ثلاثة كل يدعي قتله: سعر بن أبي سعر، وقد مرت ترجمته وأبو الزبير الشبامي، وقد مرت ترجمته أيضًا ورجل ثالث لم يذكر اسمه.
* التاريخ الكبير 288/5 برقم 936 تاريخ الطبري 439، 446، 448، 451، 455، 458، 462، 504 معرفة الثقات 239/5 برقم 1130، الثقات،82/5، تهذيب الكمال 144/17 برقم 3834، الكامل 216/4، 220، 225، 229،227، 229، 213، 239، تهذيب التهذيب 169/6 برقم 378.
ذكره ابن سعد مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الطبقة الأولى من التابعين، وروى ابن سعد عن حبيب بن ثابت أن عبد الرحمن بن سويد قال : قنت علي في هذا المسجد وأنا أسمع وهو يقول: (اللّهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد -نسرع- نرجو رحمتك، ونخشى
ص: 80
عذابك، إن عذابك بالكفار مُلْحِق. اللّهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك).
* الطبقات 241/6.
كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) هو وأخوه عبد اللّه فتمكن منهما المختار وقتلهما في السوق سنة ست وستين وهما في الكامل ابنا صلحت بالتاء المعجمة وقد يكون الاختلاف من أخطاء الطباعة. ولاسيما أن ابن الأثير ينقل عن الطبري حرفًا بحرف من دون ذكر اسمه.
* تاريخ الطبري 463/3 الكامل 240/4.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى، روى عن أبيه، وعن ابن عباس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وكميل بن زياد وغيرهم ذكرهم المزي، وعنه شعبة والثوري وغيرهم ذكرهم المزي أيضًا.
وهو تابعي ثقة عند العجلي، قال ابن حجر وثقه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي والعجلي. وقال مات سنة تسع عشرة ومائة.
معرفة الثقات 80/2 برقم 1050 الثقات 98/5، تهذيب الكمال 193/17 برقم 3859 تهذيب التهذيب 183/6.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن علي(عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه كان ثقة قليل الحديث وقد تكلموا في روايته عن أبيه، وذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: هو من صالحي أهلها.
ص: 81
وقال ابن حجر: إنه روى أيضًا عن الأشعث بن قيس، وأبي بردة بن نيار، وعنه ابناه القاسم ومعن، وسماك بن حرب وغيرهم، وقال العجلي: لم يسمع من أبيه إلا حرفًا واحدًا : (محرِّم الحلال كمستحلِّ الحرام)، ولكن البخاري قال : روى عن أبيه قوله : (إن النبي نزل منزلاً، فأخذ رجل بيضتي حُمَّرة، فجاءته ترفرف على رأس النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال : أيكم فجع هذه ببيضتها؟ قال رجل : أنا أخذت بيضها. قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ):ارددها رحمة بها).
روي أنه قال لأبيه لما حضرته الوفاة أوصني، فقال: (ابك من خطيئتك). وتابع خليفة ابن سعد في تاريخ وفاته فقال: مات مقدم الحجاج سنة تسع وسبعين.
* الطبقات 181/6، التاريخ الكبير 5/ 299 برقم 979 المعارف،249 الثقات،76/5 مشاهیر علماء الأمصار 164 برقم 755، تهذيب الكمال 193/17 برقم 3877، الكامل 4/ 452، تهذيب التهذيب 195/6 برقم 436.
كوفي، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه قنان بن عبد اللّه النهمي
* الثقات 5/ 105.
عبدي عامري كوفي، عده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين روى عن ابن أبي أوفى وأنس، وغيرهم ذكرهم المزي وابن حجر، وعنه الثوري وابن المبارك وغيرهما، ذكرهم المزي وابن حجر أيضًا. وثقه يعقوب بن سفيان.
* الثقات 104/5، تهذيب الكمال /269/17 برقم 3859، تهذيب التهذيب 204/6 برقم 456.
ص: 82
ذكره السيد مثنى الشرع مع من شارك بقتال أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وتمكن منه أصحاب المختار من بعد فقتلوه.
* المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين 314.
كوفي، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو عند أبي الفرج عبد الرحمن بن عزيز الكندي، وقد عقد له مسلم بن عقيل على ربيعة، وطلب منه أن يتقدمه في الخيل حين ظهر بالكوفة، وعبد الرحمن الذي ذكره أبو الفرج عند الطبري عبيد اللّه بن عمرو بن عزيز الكندي.
* تاريخ الطبري 286/3 مقاتل الطالبيين،103 رجال الطوسي 58/74، نقد الرجال 3/ 53.
من سكنة الكوفة، كان أحد شهود زياد على حجر وجماعته.
* تاريخ الطبري 227/3.
كوفي ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وهو عند العجلي : تابعي ثقة من خيار التابعين من أصحاب علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال ابن حجر: روى عن أبيه، وأخيه طليق، وعن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحذيفة، وابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وغيرهم، وعنه ابن عون، وإسماعيل بن أبي خالد وبيان بن بشر وجماعة وثقه ابن معين وروى عنه النسائي، وذكره ابن سعد باسم أبي صالح ماهان الحنفي، وخص روايته بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ). وذكر الذهبي كنيته ولم يضف شيئًا بعدها. وهو من خاصة رجال أمير المؤمنين
ص: 83
(عَلَيهِ السَّلَامُ)، وله رواية ذكرها ابن أبي الحديد حول رؤيا رأى فيها أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). ولم أقف له على دور أو ذكر في كتابي الجمل وصفين، ولا في غيرهما.
* الطبقات 227/6. معرفة الثقات 85/2 برقم 1069، الثقات 103/5 شرح نهج البلاغة 314/4 تهذيب التهذيب 230/6 برقم 511 میزان الاعتدال 4/ 539 برقم 10312.
من فرسان جيش أمير المؤمنين في معركة صفين، روى ابن مزاحم أنه في أحد أيامها برز رجل من أهل الشام يدعو إلى المبارزة، فخرج إليه عبد الرحمن فحمل عليه ولما صرعه نزل كي يأخذ سلبه، فإذا هو عبد أسود فقال : (يا للّه لقد أخطرت نفسي لعبد أسود). وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بعنوان عبد الرحيم بن محرز الكندي.
والظاهر أنه استمر على ولائه لأمير المؤمنين بعد استشهاده، وحين أصحابه أرسل زیاد زبانيته وراء حجر بن عدي قاتل من دونه مع جمع من ذكرهم الطبري، ولكن حجر بن عدي طلب منهم الانصراف خوفًا عليهم.
* وقعة صفين 276، تاريخ الطبري 92/3، 223، رجال الطوسي 111/77.
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى، وقال روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه، وإلى ذلك ذهب ابن حبان وقال ابن سعد وقد تكلموا في روايته عن أبيه، وقالوا : كان صغيرًا.
أيد بن حجر كوفيته، والكلام عن روايته عن أبيه، وروايته عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : روى أيضًا عن ابن عباس وغالب بن أبجر وغيرهما، ولم يشر إلى روايته عن عبد اللّه بن مسعود وقال روى عنه أبو الحسن السوائي،
ص: 84
والبختري بن المختار، وعبد اللّه بن خالد العبسي. من أعمامه عبد الرحمن بن مقرن، وقد مرت ترجمته مع الصحابة أخوه عبد اللّه. ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
* الطبقات 175/6، التاريخ الكبير 5/ 349 برقم 1105، الثقات 5/ 111 تهذيب الكمال 417/7 برقم 3963، تهذيب التهذيب 246/6 برقم 543.
كوفي، روى عن البراء، وابن عباس وزيد بن أرقم وغيرهم، وروى عنه أهل الكوفة، وعمرو بن دينار، وحبيب بن أبي ثابت وغيره. وترجم له ابن حجر، وقال البناني المكي، وهو البناني عند العجلي أيضًا، وقال ابن حجر أيضًا وثقه بن معين والدارقطني، والعجلي، وأبو حاتم، وقال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث قلت: لم أقف عليه في الطبقات، ولعله من الساقط منها. وقال البخاري في تاريخه أثنى عليه ابن عيينة. مات سنة ست ومائة.
* التاريخ الكبير 352/5 برقم 1118 معرفة الثقات 88/2 برقم 1079، الثقات 108/5 تهذيب التهذيب 243/6 برقم 538.
لعنة اللّه عليه قاتل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
كنت قد عرضت بإيجاز رواية استشهاد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في غير مبحث في الجزء الثاني من كتابي الذي صدر بعنوان وما أدراك ما علي، وكان أحد مباحثه بعنوان القاتل.
ورأيت من المناسب ذكره هنا في ترجمة ابن ملجم، وقد ذكره ابن الأثير في کامله 388/3-391، وأشار إليه ابن قتيبة في معارفه 209، وجميع من تعرض لدراسة التاريخ الإسلامي في قرنه الأول.
ص: 85
القاتل :
قنا في غير مناسبة أن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان على بينة من يومه، قبل امتلائه غيظًا وبعده، وقد خَبَّره بذلك المصطفى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) سلّم قبل رحيله في غير مناسبة، إحداها حضرها أنس بن مالك الذي ذكر كما روى ابن عساكر بسنده في ترجمته (عَلَيهِ السَّلَامُ) 324/3 بتاريخه أن المرتضى مرض مرّة مرضًا أشرف فيه على الموت، فعاده أنس وعاده أيضًا أبو بكر وعمر وبينما هم عنده إذ دخل عليه النبي صلوات اللّه وسلامه عليهما، (فقال أبو بكر وعمر : يا نبي اللّه لا نراه إلَّا لما به فقال : «إن هذا لا يموت حتى يملأ غيظًا، ولن يموت إلَّا مقتولاً»، وللرواية رواية أكثر وضوحًا في شرح النهج 312/4 (اشتكى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) شكاة، فعاده أبو بكر وعمر، وخرجا من عنده، فأتيا النبي وسلَّم فسألهما : من أين جئتما ؟ قالا : عُدنا عليًّا، قال: كيف رأيتماه؟ قالا : رأيناه يُخافُ عليه مما به، فقال: «كلَّا لن يموت حتى يُوسَع غدرًا وبغيا، وليكونَنَّ في هذه الأمة عبرةً يعتبر به الناس من بعده»)، وهناك روايات أخر في شرح النهج وفي تاريخ ابن عساكر لا يختلف فيها الخبر عن النبيّ الكريم عمَّا سبق، وكنَّا قد سقنا روابات عدة حول استشهاده (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان ابن عساكر في ترجمته ذكر روايات أخر كثيرة في ترجمته 324 - 361/3 بعضها أخبر بها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وبعضها أخبر بها الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أكتفي منها بذكر خبر فضالة عن أبي فضالة الأنصاري، الذي ذكره ابن عساكر من غير طريق في 344/3-345، وأبو فضالة بدري استشهد مع الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) في واقعة صفين، فقد ذكر أن المرتضى كان بينبع فمرض مرضًا شديدًا فعاده أبو فضالة رفقة ولده، فلما رآه أشفق أن يموت فيها، فقال له: (ما يقيمك بهذا المنزل؟ إن أصابك أجلك وليك أعراب جهينة ارحل إلى منزلك بالمدينة فإن أصابك أجلك وليك إخوانك وصلوا عليك فسمعت عليًّا يقول : إني لست ميتا من وجعي هذا. إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم أخبرني أني لا أموت حتى أومر، ثمَّ تحضّب هذه من دم هذا ؛ يعني لحيته من دم هامته قال فضالة: فصحبه أبي يوم صفين فقتل فيمن قتل، وكان أبو فضالة من أهل بدر).
ص: 86
ولا شكّ أنه يحقُّ لنا أن نتساءل كيف نستطيع التعامل مع أشقى الآخرين؟ أهي إرادة اللّه دفعته دفعًا إلى تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها ؟ لا شك أن اللّه عالم بالسرائر، وإذا كان المصطفى وأخوه صلوات اللّه وسلامه عليهما على معرفة به وبنهايته التي جعلت منه أشقى الآخرين فكيف سيكون الحكم عليه؟، وحاشا للّه أن يظلم عبيده وهو الرحمن الرحيم، نعم نحن نسير بأقدارنا كما قال الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) حينما سُئِلَ عن القضاء والقدر في غير مناسبة مررنا عليها ولكنَّه ذكر أيضًا أن الإنسان على بينة من خير طريقه وشره، فإن اتَّبع الخير حُسِبَ له، وإن اتَّبع الشرَّ احتُسِبَ عليه.
لقد منحنا سبحانه البصر والبصيرة، ولكنَّ الشقيَّ فقد البصر والبصيرة، ومرق من الدين، واتخذ قراره بعقل شيطاني عن ترصد وسابق إصرار وارتكب جريمته فذهب إلى جحيم ليس كمثله جحيم بني البشر.
ومرت أيام بل سنيات، واستطاع الشيطان أن يصور للفئة الباغية أنها هي الحق بعينه، وأن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) قد زاغ عنه يوم وافقهم على التحكيم، وكانت معركة النهروان التي سبقت الإشارة إليها وظن خلق أن الأمور عادت إلى نصابها، ولكنه قدر اللّه واقع ومن يستطيع دفع قدره، وتفرقت شيع من أتباع تلك الطغمة التي ركبها الشيطان ولا تدري أنها لم تناصب الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وإنما ناصبت نفسها كما ناصبت الأمة التمزق والتشتت والانكسار لا ليومها ذاك، وإنما على طول المدى، بعد أن منحت الباطل فرصة ما كان يحلم بها، ومن يومها لم تقم للحقِّ قائمة واستمر الباطل بغيه يعيث فسادًا في الأرض، ولولا الثقل الثاني أهل بيت الرسول (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ما قامت للإسلام قائمة، فقد ذهبوا في سبيل بقائه، وكانوا حصنه على الرغم من الأهوال التي مرُّوا بها روى ابن سعد في طبقاته 35/3-36 واليعقوبي في تاريخه 119/2 وابن عساكر في ترجمته (عَلَيهِ السَّلَامُ)بتاريخه 362/3-36- حكاية اجتماع ثلاثة من الخوارج بعد معركة كة النهروان بمكة، وتعاهدهم على قتل علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، وأعمى الشيطان بصيرتهم وغابت عنهم البصيرة التي تأخذ بيد المسلمين إلى السعادة الأبديَّة فخلطوا كلَّ الحقِّ بكلِّ الباطل،
ص: 87
وهكذا تعهد عبد الرحمن بن ملجم بقتل عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فهو يعرفه كما يعرف راحة ياه، ويعرف أن قتله غيلة ولا أسهل منه فلا عسكر ولا حماية تحيط به في رواحه وغدوه، وهو لا يعرف تحوطات الأمان ولا يعترف بها لأن قدره هو حصنه الحصين الذي تدرّع به وكان يعلم أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا يخوّف بموت أو يهدد به
وتعهد البرك بن عبد اللّه التميمي بقتل معاوية، أما عمرو بن بكير التميمي فقد تعهد بقتل عمرو بن العاص، واتفقوا على تنفيذ فعلتهم ليلة سبع عشرة من شهر رمضان واتجه كلّ منهم إلى مِصْرِ صاحبه.
وكانت الأجواء مهيأة لابن ملجم بالكوفة، فالخوارج مازالت بقيَّة منهم منتشرة بين جميع قبائلها، كما أن أهل قتلاهم فيها وبسبب من سياسة الإمام الماليَّة الصارمة فإن نفرًا غير قليل من رؤساء القبائل استطاع معاوية استمالتهم بذهبه ووعوده وأنصار الباطل تضج بهم طرقات الكوفة وأزقتها ورأس الفتنة الأشعث بن قيس يتربَّص الفرصة للتخلص من الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويوم سأل معاوية الهيثم بن الأسود كما روى ابن أبي الحديد في شرح النهج 4/ 303 عن سبب امتناع الأشعث من اللحاق به قال: (إن الأشعث يكرم نفسه أن يكون رأسًا في الحرب وذنبا في الطمع)، فبئس كرامته تلك التي دفعته إلى كل ذلك الجحيم الذي هوى به.
اتَّجه ابن ملجم إلى الكوفة، وفيها التقى أصحابه من الخوارج، وخبّرهم باجتماع مكَّة وما مكة وما تمَّ فيه، ويبدوا أنه كان يتنقل بين أحيائهم، وقام يوما بزيارة نفر من تيم الرباب ووقعت عينه على قطام بنت شحنة بن عدي من تيم الرباب قتل أبوها وأخوها في معركة النهروان، فخطبها ونزل عند أي مهر تطلبه، فاشترطت عليه مهرًا وقع من نفسه أطيب موقع استجاب له بلا تردد، ثلاثة آلاف وقتل عليّ، فقال لها : واللّه ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل هذا الرجل، وقد أتيتك ما سألت، ورأى أنه لابد له من مساعد لتنفيذ ما عزم عليه فليس مثل بطل الأمة وفارسها يقتل بسهولة ولو غدرًا، فالتقى خارجيًا
ص: 88
من بني أشجع هو شبيب بن بجرة الأشجعي وأعلمه بما عزم عليه، وطلب منه أن يكون معه فاستجاب الرجل لتلك الفعلة الشنيعة، وقد ذكر هذا المبرد في كامله 1120/3 وابن الأثير في أسده 615/3، وابن عساكر في ترجمته (عَلَيهِ السَّلَامُ) في تاريخه 362/3، وغيرهم.
وشحذ عبد الرحمن سيفه وسقاه سما زعافًا، وشعر نفر من أصحاب الإمام من مراد ومن غيرها بما يبيته هذا المجرم فأعلموا الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) مرَّة، وجاءوا به إليه في أخرى، ولكنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال لهم: لم يقتلني بعد.
وجاءت الليلة الموعودة، وقضاها ابن ملجم في بيت الأشعث بن قيس يد الشيطان التي خذلت الحقَّ، وكانت سببًا رئيسًا من أسباب انتصار الباطل، بل كان هو ونسله من أشأم الخلق على الإسلام والمسلمين، ويبدو أنها لم تكن الليلة الأولى التي يقضيها ابن ملجم في بيت الأشعث، وإنما نزل عليه، وأقام في بيته شهرًا بحسب رواية يشحذ سيفه كما ذكر اليعقوبي في تاريخه 2/ 119، وقضى ليلته الأخيرة حتى الصباح يناجي الأشعث والأشعث يناجيه، ولعله هوّن عليه الأمر، وسدد له الرأي، وقرَّب له سبل الفرار والفوز بالزوجة الموعودة، ولعلَّه قبل هذه الليلة زوّده بما يحتاج إليه من مال، وخطط له ما ينبغي عليه فعله كي يفوز بالقدح المعلى، وما كاد فجر تلك الليلة يأذن حتى قال الأشعث لصاحبه : قم لقد فَضَحَكَ الصبح، فقام ولابد أن صاحبه شبيب كان بانتظاره، فاتجها بسيفيهما، وما إن وصلا إلى مقابل المكان الذي يدخل منه الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) حتى جلسا بانتظاره.
ومعلوم أن الأشعث هو من أهم الرؤوس التي دفعت من اندفع وراء خدعة التحكيم، وكان وجوده على الدوام في معسكر الإمام مصدر خطر حقيقي يعرفه ولا يستطيع أن يتَّخذ فيه قرارًا بسبب منهج القضاء الذي التزم به، وقد ألجأه مرَّة إلى الخروج عن طوره بعد أن دفعه دفعًا لذلك، فقد قال (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو على منبره، والأشعث جالس بجانب المنبر على ما ذكر الأصفهاني أغانيه 21 / 20 - 21عن عبد اللّه بن عدي وهو من صحابته المقربين : (أيها
ص: 89
الناس إنكم تزعمون أن عندي من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ما ليس عند الناس، ألا وإنه ليس عندي إلا ما في قرني هذا، ثم نكث كنانته فأخرج منها صحيفة فيها : المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم، من أحدث حدثًا أو آوى محدِثًا فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين)، فردَّ عليه الردَّ الذي سبق ذكره، وإذا كانت أمَّة من المحدثين تنكر حكاية الكنانة هذه، ولاسيما أنَّ ما ورد فيها لا يحتاج من الإمام أن يكتبها ويحفظها في كنانته فهي ليست بذلك الطول الذي يعسر عليه حفظه فسُرَّ رسول اللّه مع علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بدليل قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )$ وسلَّم الذي رواه ابن عساكر في ترجمته (عَلَيهِ السَّلَامُ) بتاريخه 2/ 311 عن بن مالك أنس عن سلمان الفارسي : «صاحب سرِّي علي بن أبي طالب»، فإنها لا تنكر رأيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الأشعث، وليس هذا هو اليوم الأول للأشعث، ولن يكون الأخير له ولذريته، فقد سبقته أيام منها يوم جيء به أسيرًا إلى الخليفة أبي بكر بعد أن سلَّم قبيلته وأنصاره للسيف يحصدهم، ولقد ندم أبو بكر في أيام خلافته الأخيرة على عدم قتله على رِدَّته بعد أن تأكَّد عنده أن الأشعث شرّ كله على الإسلام والمسلمين.
السن
وخرج الإمام على عادته وابن النباح مؤذنه يسير أمامه، وابنه الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) من ورائه - على رواية ابن سعد - يوقظ النَّاس لصلاة الصبح فبرق سيفان صاحبهما نداء حق أريد به كل الباطل الذي عرفته الإنسانيَّة في تاريخها " الحكم للّه يا عليَّ وليس لك "، أما سيف شبيب فقد خانه، واستطاع صاحبه الهرب به، وأما سيف ابن ملجم فقد تمكّن حتى وصل إلى أم رأس الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ويبدو أن ابن عمته جعدة بن هبيرة كان قريبا منه (عَلَيهِ السَّلَامُ) ساعة ضربه ابن ملجم عليه اللعنة فقد ذكر الطبري رواية وإن بدا عليها الغموض تذهب إلى أن ابن ملجم بعد أن ضرب الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) تمكن منه رجل من همدان فأخذ سيفه وضرب رجله، فصرعه، (وتأخَّر علي، ورفع في ظهره جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، فصلى بالناس الغداة). وذكر السيد حسين بحر العلوم أن جعدة صلى الفجر بأمر أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ص: 90
وروي أن أمير المؤمنين أصيب في محرابه وأكمل صلاته وهو جالس إذ لم يكن يقوى على الوقوف، وهناك روايات أخر تدور حول تلك الدقائق الرهيبة التي فجع بها المسلمون.
كان (عَلَيهِ السَّلَامُ) بانتظار تلك الضربة منذ عقود خلت وما إن هشمت هامته الشريفه حتى صاح بالباقي من قوَّته : (فزت وربّ الكعبة) كما روى ابن الأثير في أسده 3/ 617. ولقد فاز فوزًا رآه قبل أن يرحل، فقد دخل عليه عمر ذو مرّ على ما روى ابن الأثير بسنده في أسده 617/3 فقال : (لمَّا أصيب علي بالضربة دخلت عليه وقد عصب رأسه، قال : قلت : يا أمير المؤمنين أرني ضربتك. قال : فحلَّها، فقلت: خدش وليس بشيء. قال : أني مفارقكم، فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب، فقال لها : اسكتي، فلو ترين ما أرى لما بكيت :قال فقلت يا أمير المؤمنين، ماذا ترى؟ قال : هذه الملائكة وفود، والنبيُّون، وهذا محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: يا علي، أبشِر، فما تصير إليه خيرٌ مما أنت فيه).
كانت الضربة قد وصلت إلى أم الدماغ وروى ياقوت في معجم بلدانه 1/ 117، وتابعه ابن عبد البر في استيعابه 3/ 1128 فقال: (جمع الأطباء لعلي بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) لما ضربه بن ملجم لعنه اللّه تعالى، فأخذ أثير ابن عمر السكوني الطبيب الكوفي - وكان أبصر الأطباء بالطب- رئة شاة حارة فتتبَّع عرقًا فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة علي ثمَّ نفخ العرق واستخرجه، فإذا عليه بياض الدماغ، وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه، فقال : يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت) وكان أبو الفرج في مقاتله 51 روی قريبًا من هذا، وروى أيضًا أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) دعا بصحيفة ودواة وكتب وصيَّته، ولو شئت أن تقارن بين ما جاء في خطبة المصطفى في حجة الوداع، وبين وصيته لمَّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) راودك شك أنها استقت من النبع الذي صدر عنه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وسلّم. وقد نشر جراح الدماغ المعروف الدكتور عبد الهادي الخليلي بحثًا جديرًا بالمراجعة حول تلك الضربة التي هزت أركان الإسلام وطوت أبهى صفحاته.
وروى الذهبي في عهده 652 عن هبيرة بن مريم قال : (خطبنا الحسن بن
ص: 91
علي فقال : لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له ما ترك بيضاء ولا صفراء، إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، كان رصدها لخادمِ لأهله).
ورأيت أن أختم هذا المبحث الشجي بما رواه ابن عساكر في ترجمته من كتابه تاریخ دمشق 382/3 حول ما حدث في بيت المقدس صباح رحيله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد روى بسنده أن ابن شهاب قال : (قدمت دمشق وأنا أريد الغزو، فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته في قبة يفوق النائم – كذا – والناس تحته سماطان، فسلَّمت عليه وجلست فقال يا ابن شهاب أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل علي بن أبي طالب؟ قلت : نعم. قال: هلمَّ. فقمت من ورا الناس حتى أتيت خلف القبَّةِ، وحوَّل وجهه وأحنى عليَّ وقال : ما كان؟ فقلت: لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم!! قال: فقال: لم يبق أحدٌ يعلم هذا غيري وغيرك، فلا يسمعن منك. قال : فما تحدّثت به حتى توفّي عبد الملك).
من سكنة الكوفة، وهو أحد شهود زياد على حجر بن عدي وجماعته.
* تاريخ الطبري 226/3.
كوفي، من مذحج أخو الأسود بن قيس، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال روى عن عمر وعبد اللّه ومما رواه قوله : (أتينا عمر نريد أن نسأله عن المسح على الخفين؛ فقام فبال ثم توضأ ومسح على خفيه. فقلنا : إنما أتيناك لنسألك عن المسح على الخفين. فقال: إنما صنعت هذا لأجلكم)، وقد روي قريب من هذا عن حصين بن جندب، ونسبه إلى
ص: 92
أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكرنا ما يدفع روايته في ترجمته، ولك أن تنظر صفة وضوء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )التي أوردها الكليني من غير طريق عن محمد الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)
وعبد الرحمن عند ابن سعد ثقة له أحاديث وقد اختلف في تاريخ وفاته قبل معركة الجماجم أو فيها أو بعدها.
وأيد كوفيته ابن حبان، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحذيفة، وعنه أبو إسحاق السبيعي. وذكر أنه روى عن أخيه الأسود، وذكر المزي أنه روى عن عمه علقمة، وعن حذيفة، وعثمان، وابن مسعود، وسليمان، والأشتر النخعي، وغيرهم وعنه ابنه محمد، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وعمارة بن عمیر، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم وقال: وثقه ابن معين والعجلي والدارقطني، وقد اختلف في مكان وفاته وزمانها، نقل المزي عن يحيى بن بكير أنه مات سنة ثلاث وسبعين، وعن عمرو بن علي مات في الجماجم سنة ثلاث وثمانين، وذهب ابن سعد والمزي إلى أنه توفي بالكوفة في ولاية الحجاج قبل واقعة دير الجماجم وذكر المزي وابن حجر، أيضًا أن يحيى بن بكير قال : توفي سنة ثلاث وسبعين، وقال محمد بن علي : توفي في الجماجم سنة ثلاث وثمانين وقال ابن حبان قتل فيها.
* الطبقات 121/6، الكافي 24/3، الثقات 865، تهذيب الكمال 12/18 برقم 3994، سير أعلام النبلاء 78/4 برقم 24، تهذيب التهذيب 267/6 برقم 583، وانظر أيضًا في بطلان رواية المسح على الخفين وضوء عبد اللّه بن عباس 56-58.
قال ابن قتيبة : إنهم يذكرون أن أبا يسار من سبايا عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى أبي بكر بالمدينة وله ولدان هما موسى وعبد الرحمن، يروى عنهما.
وعده الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وترجم له ابن
ص: 93
حجر، وقال : هو أخو أبي الحباب سعيد بن يسار، روى عن أبي هريرة في حب الحسن، وعنه ابنه معاوية، وقال: وأبو مزود (من كنيته كذا أبو المسارر، وأبو مسعود).
* المعارف 492، رجال الطوسي 87/76، تهذيب التهذيب 210/12 برقم 8704 نقد الرجال 57/3.
كوفي من الطبقة الأولى من التابعين، روى عن ابن عمر، وعنه الثوري وإسرائيل، مات بعد الثلاثين والمائة وهو الذي يقال له : ابن أم حكيم.
* التاريخ الكبير 6/ 11 برقم 1522، الثقات 125/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : وروى عن أبي بن كعب. وإلى ذلك ذهب البخاري وتابعه ابن حجر، وقال: وعنه أبو إسحاق السبيعي، ولا يعرف له راو غيره، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان.
* الطبقات 215/6، التاريخ الكبير 50/5 برقم 108، معرفة الثقات 22/2 برقم 858 تهذيب التهذيب 141/5 برقم 275.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي ثلاثة أحاديث. ووثق البخاري وابن حبان روايته عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ). وعنه السبعي وأهل الكوفة، وذكر ابن حجر أنه عبد اللّه بن الخليل، ويقال: ابن أبي خليل، ويقال : عبد اللّه بن خليل بن أبي خليل الكوفي، روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وابن عباس، وزيد بن أرقم، وعنه أبو إسحاق السبيعي، وعامر الشعبي، والأعمش وغيرهم، وقال : فرق ابن حبان بينه وبين عبد اللّه بن خليل الحضرمي، وكذا فرق بينهما البخاري.
ص: 94
* الطبقات 244/6، التاريخ الكبير 79/5 برقم 216، الثقات 29/5 تهذيب التهذيب 174/5 برقم 344.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وذكره التفرشي باسم عبد اللّه بن أبي سجيلة -بالجيم- ومن دون نسبة، وأحال على الرجال، وقال: وفيه سخيلة، ولا أدري لم اختار سجيلة. والظاهر أن روايته عنه كانت بالكوفة لوجود الموالي فيها، وإن لم يقم عليها دليل عندي.
رجال الطوسى 126/78، نقد الرجال 81/3.
وأبو السفر اسمه سعيد وقد مرت،ترجمته كوفي، كذا ذكره الرازي وابن حجر، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو عنده عبد اللّه بن أبي السفر الهمداني، وقال ابن حجر: روى عن أبيه وأبي بردة بن أبي موسى وعامر الشعبي، ومات في حكم مروان بن محمد، ولم يذكر الرازي وابن حجر روايته عن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال : هو ثقة عند أحمد وابن معين والنسائي والعجلي والرازي، وذكره ابن حبان.
* الجرح والتعديل 71/5 برقم 337، رجال الطوسي 78/ 125 تهذيب التهذيب 211/5 برقم 416.
ذكره ابن سعد مع من روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)@ خاصة، وروى عنه أنه مرَّ بخسف بابل فلم يصل فيه حتى جاوزه، وروى ذلك البخاري أيضًا، والظاهر أنه كان برفقته في صفين عمته أم البنين ابنة حزام كانت عند علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقد ولدت له العباس وعبد اللّه وجعفر وعثمان استشهدوا رضوان اللّه عليهم مع أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ص: 95
ولكن سوء عاقبته جعلته ينحاز من بعد إلى عبيد اللّه بن زياد فقد ذكر الطبري، وتابعه ابن الأثير أنه كان برفقة شمر بن ذي الجوشن يوم خرج برسالة ابن زياد إلى عمر بن سعد يطلب فيها منه أن يأمر الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالنزول عند حكمه، فإن أبى فإن عليه أن يزحف على الحسين وأنصاره حتى يقتلهم، ويمثل بهم، وإن قتل الحسين فعليه أن يوطئ الخيل صدره، وطلب من شمر إن امتنع ابن سعد أن يضرب عنقه ويبعث برأسه، ويستلم القيادة مكانه، وإن مضى لأمره فإنه سيجازى ويكافاً.
وقبل أن يخرج عبد اللّه مع شمر قال لابن زياد: (إن ابني أختنا مع الحسين، فإن رأيت أن تكتب لهم أمانًا فعلت، ظنا منه أن أبناء أمير المؤمنين كتلكم الوجوه الكالحة التي بايعت أبا عبد اللّه وانقلبت عليه وشاركت بقتاله فتبوأت مقاعدها في قعر الجحيم؛ فأمر ابن زياد كاتبه فكتب لهم أمانًا، فبعثه ابن أبي المحل مع مولى له يقال له كزمان، فلما قدم عليهم سلمهم الأمان فقالت له تلك الكوكبة التي نعمت بمجد الدنيا ونعيم الآخرة: (أقرئ خالنا السلام، وقل له: أن لا حاجة لنا في أمانكم، أمان اللّه خير من أمان أبن سمية). ولم أقف له على خبر من بعد.
* الطبقات 243/6، التاريخ الكبير 210/5 برقم 672، تاریخ الطبري 313/3 الكامل 564 تهذيب التهذيب 337/5 برقم 664.
كوفي، نعته الذهبي بقوله : (القدوة العابد الإمام)، ذكره ابن سعد التابعين الذين رووا عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه بن مسعود وغيرهم وسكنوا الكوفة، روى عن الحكم عن عبد اللّه قال: (دفع إلى أهل الكوفة مسائل أسأل عنها ابن عباس، فسئل عما في كتابي كلّه) وقال وله أحاديث؟، وما روي عنه في الطبقات أيضًا قوله : (رأيت عليّا عليه قميص رازي إذا مدَّ كمه بلغ الظفر، فإذا أرخاه، قال: يعلى: بلغ نصف
ص: 96
ساعده). وثق ابن حبان عداده في أهلها وحصر روايته بعمر وابن مسعود، وقال : روى عنه أبو سنان، وأبو فروة حصر البخاري روايته بابن مسعود وأبي، وأما الرازي فحصرها بابن مسعود ذكر الذهبي آخرون ممن روى عنهم منهم عمار بن ياسر، وروى عنه قول النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) «تقتلك الفئة الباغية»، وروى عن أبي التياح قوله عنه: (ما رأيته إلا وكأنه مذهول)، وروي عنه قوله: (إني لأتكلم حتى أخشى اللّه وأسكت حتى أخشى اللّه).
* الطبقات 27/3، 115/6-116، التاريخ الكبير 222/5 برقم 727 الجرح والتعديل 196/5 برقم 908 الثقات 5 / 49، سير أعلام النبلاء 170/4 برقم 61.
ممن شارك في قتال الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وتمكن منه المختار بعد نجاح ثورته، فقتله، ونفذ القصاص فيه عبد اللّه بن كامل سنة ست وستين.
* تاريخ الطبري 3 / 462 - 463، الكامل 239/4-240.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والظاهر أنه من وجوه قبيلة كنانة التي استوطنت الكوفة، لأن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) دفع له راية كنانة يوم خرج من الكوفة إلى صفين. ولم أقف له على ذكر عند نصر بن مزاحم.
* رجال الطوسي 40/88 نقد الرجال 90/3.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين وقال: هو مولى الزبير، قيل : كان ثقة قليل الأحاديث سمع ابن عمر وابن الزبير وعائشة، عنه يزيد بن أبي يزيد، وأبو إسحاق.
* الطبقات 299/6، التاريخ الكبير 56/5 برقم 124.
ص: 97
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن أبيه، ومرت ترجمته، كما مرت ترجمة أخيه إبراهيم. روى عنه يزيد بن أبي زياد.
* التاريخ الكبير 63/5 برقم 153 الثقات 22/5.
أبره جعدة ابن عمة الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقد مرت ترجمته مع الصحابة، كما مرت ترجمة أخيه طفيل وستأتي ترجمة أخيه يحيى.
كان عبد اللّه من قواد المختار، وأكرم خلق اللّه عليه بحسب الطبري لقرابته من أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فكلمه عمر بن سعد بعد أن أمن المختار الناس، أن يطلب له منه أمانًا، (ففعل، وكتب له المختار أمانًا، وشرط فيه ألا يحدث، وعنى بالحدث دخول الخلاء)، ويبدو أنه أخبر ابن سعد بأنه رأى الأمان وقرأه، وقد ذكر الأمان الطبري، وغريب أن يطلب ابن سعد من عبد اللّه بعد جريمته في قتال الحسين، وأغرب منه أن يستجيب عبد اللّه لابن سعد!
كان مع المختار في قتاله مصعب بن الزبير فحمل بمن في إزائه من أهل العالية فكشفهم حتى انتهوا إلى مصعب (فجثا على ركبتيه، وبرك الناس عنده فقاتلوا ساعةً وتحاجزوا)، وكان مع المختار حينما حوصر بقصر الإمارة، فلما أرد الخروج بمن معه ليقاتل تدلى ابن جعدة بحبل من القصر ولحق ببعض إخوانه فاختبأ عندهم بحسب الطبري وابن الأثير.
خرج مع عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث زمن الحجاج، وحين انهزم ابن الأشعث انهزم. ومعه أناس من أهل بيته حتى إذا حاذوا قرية بني جعدة عند الفلوجة طلبوا معبرًا فعبروا فيه. ولم أقف له على خبر من بعد، ويغلب على ظنّي أنه عاد إلى الكوفة من بعد، وكانت وفاته فيها.
* تاريخ الطبري 464/3، 487، 491، 638، الكامل 4/ 241، 271، 272.
ص: 98
من أهل الكوفة، روى عن ابن عمر، وعنه عمرو بن مرة. ترجم له المزي، وقال الزبيدي النجراني، وذكر أن زائدة البكري، وأبو العباس بن عقدة قالا : القيسي من بني قيس بن ثعلبة روى عن جندب بن عبد اللّه، وحبيب بن حجار، وزهير بن الأقمر، وعبد اللّه بن مسعود وغيرهم، وعنه حميد بن عطاء، والأعرج، وغيرهما. والظاهر أنه من الموالي، أو من موالي نجران، فقد قال البخاري في نسبه الزبيدي المكتب الكوفي).
* التاريخ الكبير 64/5 برقم 156، الثقات،24/5 تهذيب الكمال 402/14 برقم 3219.
من أهل الكوفة، روى عن جماعة من الصحابة، وعنه الكوفيون منهم عبد اللّه بن الحارث، عده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين؛ وقال ابن سعد : كان معلمًا لا يأخذ أجرًا وعده من الطبقة الثانية.
* الطبقات 305/6 الثقات 65/5.
هو أخو التابعي الجليل مالك الأشتر صاحب أمير المؤمنين. وهو ممن روى عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بحسب الشيخ الطوسي. من وجوه الشيعة بالكوفة، دخل عليه حجر بن عدي حين طاردته شرطة زياد فأحسن استقباله، وحين علم حجر أن زبانية ابن زياد يطلبونه في النخع خرج من داره وأتى الأزد واختفى عند ربيعة بن ناجد، وقد مرت ترجمته قال البخاري هو ابن أخي الأشتر ويصعب أن يصح مثل هذا، وقال : كوفي روى عنه إبراهيم النخعي ولم أقف له على ذكر في كتابي الجمل وصفين.
ص: 99
وحين خلصت الكوفة للمختار، كان عبد اللّه أول رجل عقد له المختار على إرمينية.
* التاريخ الكبير 65/5 برقم 160 تاريخ الطبري 448/3، رجال الطوسي 70 / 7، الكامل،4763 معجم رجال الحديث 164/11.
من كبار القراء، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه وعثمان وقيل : لم يسمع من عثمان ولا من عبد من عبد اللّه، أن وروي الذي أجلسه للقراءة سماعه عن عثمان قول النبي صلوات اللّه وسلامه عليه : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وروي عنه أنه قال : أخذت القراءة عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). وهو من أصحابه، وشهد صفين معه، وروي أنه صار عثمانيًا من بعد بحسب ابن حجر. وهو من الفقهاء وذكره ابن حبان وقال : هو من قراء القرآن وأهل الورع في السر والإعلان.
قيل : كان يقرئ القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج، وقال السبيعي : أقرأ القرآن في المسجد أربعين سنة.
بعث له عمرو بن حريث بهدية لأنه علم ولده القرآن، فردها وقال: إنا لا نأخذ على كتاب اللّه أجرًا روى عنه القراءة عاصم بن أبي النجود.
كف بصره، وتوفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان في خلافة عبد الملك بن مروان وقيل كان ثقة كثير الحديث ذكر الشيخ المظفر أن ابن حجر قال في التهذيب أن شعبة قال : لم يسمع من ابن مسعود ولا من عثمان وقال ابن معين لم يسمع من عمر، وعلق المظفر بقوله : فهو يدلس عن هؤلاء، قال : وفي التهذيب أيضًا عن الواقدي: شهد مع علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) صفين ثم صار عثمانيا، علق الشيخ المظفر بقوله : يشهد بكونه عثمانيا ما في مسند أحمد صفحة 105 من الجزء الأول : (عن سعد بن عبيدة قال : تنازع عبد الرحمن السلمي وحبان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبان قد علمت ما
ص: 100
الذي جرَّاً صاحبك - يعني عليًّا - قال : فما هو لا أبا لك؟ قال: قول سمعته من علي... وذكر قصة حاطب).
ذكر التفرشي أن بعض الرواة يطعن فيه من خواص علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من مضر) وأحال على الخلاصة... مات سنة أربع وسبعين.
ذكر المزي اختلاف الأقوال في تاريخ وفاته، فقيل: مات سنة اثنتين وسبعين وقيل توفي في ولاية بشر بن مروان على الكوفة سنة أربع وسبعين، سنة اثنتين وتسعين وقيل : سنة خمس ومائة وهو ابن تسعين سنة.
* الطبقات 172/6-175، 182، التاريخ الكبير 73/5 برقم 188، المعارف 528،530، 547، 588، الثقات 9/5 مشاهير علماء الأمصار 164 برقم 753، أسد الغابة 46/4، تهذيب الكمال 409/14 برقم،3022، تهذيب التهذيب 161/5 برقم 317، الإفصاح 393/2-395 وفي هوامشه مصادر أخر.
كوفي، من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أمره حين خرج إلى صفين على لهازم الكوفة.
* وقعة صفين،205، نقد الرجال 96/3.
ذكر الشيخ المفيد أن عداده في بجيلة، وروى عن حميد بن مسلم. أنه كان في جيش عمر بن سعد، وقد نادى بأعلى صوته (يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء واللّه لا تذوقون منه قطرة واحدة حتى تموتوا عطشًا فقال الحسين عليه السلام اللّهم اقتله عطشًا، ولا تغفر له أبدا)، قال: عدته في مرضه، فواللّه الذي لا إله غيره لقد زرته في مرضه من بعد فرأيته (يشرب الماء حتى يبغر - يكثر - ثم يقيئه ويصيح العطش العطش، ثم يعود فيشرب الماء حتى يبغر ثم يقيئه، وتلظَّى عطشًا فما زال ذلك دأبه حتى لفظ نفسه).
ص: 101
ذكر الطبري أن عبد اللّه بن أبي الحصين الأزدي كان في جيش أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بصفين، وخرج في القراء الذين مع عمار بن ياسر فأصيب معه. ولا أظنا الذي ذكره الشيخ المفيد.
* تاريخ الطبري 90/3-91 الإرشاد 87/2.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). ولعله عبد اللّه بن حكيم التميمي الذي ذهب إلى طلحة وذكره موقفه من عثمان وبيعته الإمام. وذكر الشيخ أباه حكيم بن جبلة مع من روى عن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) أيضًا. وكان أحد أربعة وجوه في وفد المعترضين على سياسة عثمان ممن طرق المدينة سنة خمس وثلاثين للّهجرة، وهم حكيم بن جبلة العبدي، وذريح بن عباد العبدي، وبشر بن شريح الحُطَم بن ضُبيعة القيسي، وابن المحرّش بن عبد بن عمرو الحنفي). ولا يبعا، أن يكون عبد اللّه من أصحاب أمير المؤمنين من البصريين.
* تاريخ الطبري،652/2 الجمل 305، رجال الطوسي 61 / 21، 79/75 نقد الرجال 100/3.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه، وكان قليل الحديث أيد البخاري روايته عن ابن مسعود، ومما رواه عنه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قوله : «إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله».
* الطبقات 204/6، التاريخ الكبير 96/5 برقم 171.
كوفي، كان من أصحاب حجر بن عدي الأشداء، ومن النفر الذين أشهد عليهم زياد وبعثهم إلى معاوية رفقة صاحبهم حجر، فشفع له حبيب بن مسلمة، فتركه معاوية له ولم أقف له على خبر من بعد ومن قبل.
* تاريخ الطبري 228/3، 231 الكامل 483/3-484.
ص: 102
كوفي، ذكره ابن سعد، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان قليل الحديث، وروى عن زيد بن أرقم بحسب ابن حبان، وعنه الشعبي. وقال المزي: ويقال ابن أبي الخليل، وذكر آخرين ممن روى عنهم ورووا عنه، وقال روى له الأربعة أما البخاري فيبدو أن أمره التبس عليه؛ فقال عنه : روى عن زيد بن أرقم عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في القرعة. يعد في الكوفيين ولا يتابع عليه، ثم ترجم بعده لعبد اللّه بن أبي خليل من دون فاصل، وقال: سمع عليا، وروى عنه أبو إسحاق وقال : وأحسبه قال بعضهم: ابن الخليل.
* الطبقات 230/6، التاريخ الكبير 79/5 برقم 215، 216، الثقات 13/5 تهذيب الكمال 457/14 برقم 3247.
كوفي، روى عن ابن مسعود، وعنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي.
* التاريخ الكبير 83/5 برقم 228، الثقات 21/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين بالكوفة، وقال: روى عن ابن مسعود، وهو خال عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي، وكان ثقة قليل الحديث، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال الذهبي: قيل له صحبة، وحدث أيضًا عن ابن عباس، وعبيد بن خالد الأسلمي، وحدث عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن ميمون، والمنصور بن المعتمر وغيرهم، وتوفي بعد الثمانين.
* الطبقات 196/6، التاريخ الكبير 86/5 برقم 236 رجال الطوسي 25/72، سير أعلام النبلاء 3/ 504 برقم 116، نقد الرجال 104/3.
ص: 103
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين قال: روى عن عمار بن ياسر، وسمعه يقول وهو راكع (لا حول ولا قوة إلا باللّه). وروى عنه أشعث بن سليم، وأبو حصين وسعد بن كدام ونقل ابن حجر عن ابن ماكولا ترجمة أبي مريم الكوفي، وهو عبد اللّه بن سنان وقال : روى عن أمير. المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه بن مسعود، وضرار بن الأزور. ذكر المزي أنه روى أيضًا عن الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وأن البخاري والترمذي روى عنه حديثا واحدًا وهو كوفي تابعي ثقة عند العجلي ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
* الطبقات 197/6، معرفة الثقات 889/3/2، الثقات 5/ 58 تهذيب الكمال 492/14 برقم 3277 تهذيب التهذيب 209/12 برقم 8701.
كوفي،ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ونرجم له المزي وقال قال البخاري ويقال: ابن سبيع. وحصر المزي روايته بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولم يذكر غيره معه وقال عنه سالم بن أبي الجعد، ومما رواه بسنده ووقع عنده عاليًا وهو في مسند علي عند النسائي قوله (سمعت عليًّا على المنبر يقول : ما ينتظر الأشقى؟ عهد إلي من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): لتخضين هذه من هذا قالوا يا أمير المؤمنين، ألا تخبرنا به فنبين عترته؟ قال : أنشد اللّه امرءًا قتل بي غير قاتلي). ولم أقف له على ذكر في كتابي الجمل ووقعة صفين.
كان مع من اجتمع في منزل سليمان بن الصرد وكتبوا لأبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يستعجلونه المجيء إلى الكوفة، وذكر الطبري أنه كان رسولهم إليه رفقة عبد اللّه بن وال وقدما عليه بمكة لعشر مضين من شهر رمضان.
ص: 104
وقد يكون هو أو شخصية أخرى - وهو الراجح - باسم عبد اللّه بن سبيع انحازت ضد المختار بعد نجاح ثورته وعفوه عن جماعة والي الكوفة لعبد اللّه بن الزبير عبد اللّه بن مطيع الذي هرب إلى البصرة والتحق بمصعب؛ فقد ذكر ابن الأثير أنه بعد نجاح المختار في الاستيلاء على الكوفة، وبعث إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد اللّه بن زياد اغتنم أشراف الكوفة ممن منَّ عليهم المختار بالعفو كشبث بن ربعي ومحمد بن الأشعث وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم، وطلبوا من المختار اعتزالهم ومغادرة الكوفة بحجة أن محمد بن الحنفية لم يكتب له، وأنه سلط عبيدهم عليهم، فبعث المختار لابن الأشتر يستعجله العودة، وحاول تأجيل الاصطدام بهم، وطلب من أصحابه أن يكفوا عنهم بعد أن أخذوا عليهم أفواه السكك بحسب ابن الأثير ولكن عبد اللّه بن سبيع خرج في الميدان فقاتله بنو شاكر قتالاً شديدًا، فجاءه عقبة بن طارق الجشمي فقاتل معه ساعة حتى ردهم عنه، ثم أقبل عقبة فنزل مع شمر في جبانة سلول، ونزل عبد اللّه بن سبيع مع بن سبيع مع أهل اليمن في جبَّانة السبيع.
ذكره ابن حبان وقال ويقال : عبد اللّه بن السبيع، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه سالم بن أبي الجعد.
* الطبقات 234/6، التاريخ الكبير 985 تاريخ الطبري 3 / 277، الثقات 22/5 تهذيب الكمال 5/15 برقم 3290، الكامل 232/4.
ذكره ابن سعد مع تابعي الطبقة الأولى وقال : وروى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه بن حباب وأبي مسعود وعلقمة، وغيرهم. كان ثقة، له أحاديث، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو عنده ابن سخبر ويكنى أبا معمر. وثقه ابن معين توفي بالكوفة في ولاية عبيد اللّه بن زياد وروى الذهبي أنه كان يلحن بالحديث اقتداء بالذي سمع وقال: ولد في حياة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وتوفي في ولاية عبيد اللّه بن زياد، وذلك في
ص: 105
دولة يزيد سنة نيف وستين.
* الطبقات 103/6، التاريخ الكبير 97/5 برقم 280، الثقات 4/ 25، رجال الطوسي 123/78 تهذيب الكمال 61/5 برم 3291، سیر أعلام النبلاء 133/4 برقم 40، نقد الرجال 109/3.
كوفي، أخوه عبد الملك، وهو مولى والبة الأسدي، وسمع منه أيوب السختياني قتل في أثناء ثورة المختار، ولم يكن معه.
* التاريخ الكبير 103/5 برقم 299، كامل 235/4.
من مراد، ذكره ابن سعد مع تابعي الطبقة الأولى الذين سكنوا الكوفة، روى عن عمر وعلي وعبد اللّه بن مسعود، وسعد وعمار وسلمان وروي عن عروة بن مرة، أنه (كبر فكان يحدث فنعرف وننكر)، روى عنه السبيعي وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : (الذي قال له: ما يسرني إني لم أشهد صفين ولوددت أن كل مشهد شهده علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) شهدته) ولم يذكر الشيخ لمن قال.
ذکر المزي من روى عنه ورووا عنه وذكر اختلاف أصحاب الحديث فيه ما بين موثق ومضعف، فيعقوب بن شيبة قال عنه : يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة وقال البخاري وقد كبر، ولا يتابع في حديثه.
* الطبقات 116/6، التاريخ الكبير 99/5 برقم 285، الثقات 31/5 تهذيب الكمال 51/15 برقم 3313 رجال الطوسي 128/78، نقد الرجال 3/ 111.
ذكر الطبري رواية في إسلامه جديرة بالذكر، وهي أنه كانت لكسرى
ص: 106
مرابطة في قصر بني مقاتل قرب عين التمر والقطقطانة عليها النعمان بن قبيصة ابن عم قبيصة بن إياس بن حية الطائي صاحب الحيرة، فلما سمع بسعد بن أبي وقاص سأل عنه أبا سنان فذكر له أنه رجل من قريش فاستهان به وبقريش وقال: لأجاهدنه؛ إنما قريش عبيد من غلب، فغضب أبو سنان، ودخل عليه وهو نائم فوضع رمحه بين كتفيه وقتله، ولحق بسعد، وأسلم، وقال في قتل النعمان :
لقد غادر الأقوام ليلة أدلجوا***بقصر العبادي ذا الفعال مجدَّلا
ذلفت له تحت العجاج بطعنة***فأصبح منها في النجيع مرمَّلا
أقول له والرمح في نُغْضِ كتفه***أبا عامر عنك اليمين تحللا
سقيتُ بها النعمان كأسًا رويَّة***وعاطيته بالرمح سمَّا مُثَمَّلا
ولكن لم أقف له على مشاركة في أحداث الكوفة. ذكره ابن سعد مع تابعي الطبقة الأولى، وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه، والمغيرة بن شعبة، توفي أيام الحجاج قبل الجماجم وقال : كان ثقة وله أحاديث.
* الطبقات 178/6 تاريخ الطبري 429/2، الثقات 10/5.
من دون نسبة روى عنه نصر قوله (خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام) فبعث إليهما الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقال لهما : (كرهت لكم أن تكونوا لعَّانين شتامين، تشتمون وتتبرءون، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا، ومن عملهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، ولو قلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم : اللّهم احقن دماءنا ودماءهم واصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوي عن الغي
ص: 107
والعدوان من لهج به كان هذا أحب إلي وخيرًا لكم)، وروى عنه أيضًا أن الناس أما توافوا بالنخيلة قام رجال ممن كان سيّر عثمان فتكلموا ؛ فقام جندب بن زهير والحارث الأعور، ويزيد بن قيس الأرحبي، فقال جندب: قد آن الذين أخرجوا من ديارهم، وهو إشارة إلى قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللّه عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرُ﴾ [الحج : 39]، أراد أن لهم أن يقاتلوا.
وهو عند المزي العامري الكوفي، قال روى عن بشر بن غالب وجندب الأزدي قاتل الساحر، وعبد اللّه بن عباس، وعبد اللّه بن عمر، ومحمد الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وغيرهم وعنه الأجلح والسفيانان الثوري وابن عيينة، وغيرهم كثر، وروى المديني عن سفيان قوله : (جالسنا عبد اللّه بن شريك، وكان ابن مائة سنة، وكان ممن جاء محمد بن الحنفية، عليهم أبو عبد اللّه الجدلي). وذكر من وثقه ومن ضعفه لأنه كان مختاريًا بزعمهم.
وذكر ابن سعد في الطبقة الثالثة من الكوفيين عبد اللّه بن شريك العامري، ولكن من دون أن يذكر أي شيء عنه ولا أدري لماذا عدَّه مع الثالثة على الرغم من روايته عن غير واحد من الصحابة.
وورد في تاريخ الطبري والكامل أن عبد اللّه بن شريك العامري النهدي من كبار أصحاب المختار وفي أثناء الوقائع استخرج للمختار خمسمائة أسير تي بهم مكتفين فكان عبد اللّه لا يخلو بعربي منهم إلا أطلق سراحه، فالتفت مولى للمختار يسمى درهم فأخبره فقال : اعرضهم علي واقتلوا كل من اشترك منهم في قتال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقتل منهم قبل أن يخرج ثمانية وأربعين ومائتي رجل. وروى ابن الأثير أن عبد اللّه بن شريك قال : (أدركت أصحاب الأردية المعلمة وأصحاب البرانس السود من أصحاب السواري - كذا، ولم أعرفهم، ولعلهم الذين يجلسون إلى سواري المسجد للعبادة - إذا مرَّ بهم عمر بن سعد قالوا هذا قاتل الحسين وذلك قبل أن يقتله)، وباتجاه الرواية قال ابن سيرين بحسب ابن الأثير : (قال علي لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاما تخيَّر فيه بين الجنة والنار فتختار النار!).
ص: 108
وذكره الشيخ الطوسي مع أصحاب الباقر والصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وقال الشيخ المظفر : إن أحمد، وابن معين وثقاه، وقال الجوزجاني: كذاب، وهو نهجه مع رواة الشيعة، وفي التهذيب وثقه أبو زرعة وعند النسائي ليس بقوي، وقال ثانية: لا بأس به، وقال أيضًا ليس بذاك وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في الضعفاء كان غاليا في التشيع، يروي عن الأثبات ما لا يشبه الثقات وقال الأزدي: من أصحاب المختار لا يكتب حديثه، وقال يعقوب : ثقة من كبار أهل الكوفة يميل إلى التشيع. قال المظفر: (بل هو شيعي محض بر، ولا اعتبار بمن طعن فيه ولا ذنب له إلا التشيع. لكن مراتب القوم في النصب مختلفة، فكان أشدهم نصبًا وأقلهم إنصافا هوالجوزجاني، قال في التقريب : صدوق يتشيع أفرط الجوزجاني فكذَّبه).
ذكر ابن حبان عبد اللّه بن شريك، ولكن من دون نسبة أيضًا، وقال: روى عن ابن عمر ونسبه البخاري فقال العامري، ولم يذكر غير ابن عمر ممن روى عنهم وقال عنه الثوري قال : وقال ابن عيينه : سمعت عبد اللّه وهو ابن مائة سنة.
* وقعة صفين 103، 121، الطبقات 324/6، التاريخ الكبير 115/5 برقم 341، رجال الطوسي 4/139، 702/265، تاريخ الطبري 457/3-459، 489، الثقات 22/5 الكامل 234/4 تهذيب الكمال 87/15 برقم 3332، الإفصاح 2/ 413 - 414 وراجع مصادره.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر بن الخطاب، وروى عنه أنه قال : (شهدت عمر بن الخطاب وأتاه رجل وامرأة في خلع فأجازه، وقال : إنما طلَّقتك بمالك). وذكر المزي أنه روى عن السيدة عائشة أيضًا، وعنه خيثمة الجعفي، وشبيب وعامر الشعبي، وروى له مسلم حديثا واحدا.
* الطبقات،153/6 التاريخ الكبير 116/5 برقم 344، تهذيب الكمال 93/15 برقم 3334.
ص: 109
كوفي، شارك هو وأخوه عبد الرحمن في قتال أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فتمكن منه المختار وأمر بقتله في السوق سنة ست وستين، وهو في الكامل عبد اللّه الصلخت.
* الكامل 240/4 تاريخ الطبري 3/ 463.
بنو البكاء من قبائل ربيعة التي استوطنت الكوفة وعبد اللّه أحد أبنائها، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ولا شك أنه من أشراف الكوفة وشجعانها، فقد ذكر نصر أنه كان سيد بني عامر، وحين كتب الكتائب أمير المؤمنين في معركة الجمل وضع عبد اللّه على خيل قيس عيلان الكوفة.
وذكر ابن مزاحم أنه كان من أصحاب الألوية في معركة صفين أيضًا، فقد أعطاه الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) لواء تقدَّم به على بني عبد قيس الكوفة، وروى أنه حمل يوم الأحد بجماعة هوازن وهو يقول :
قد ضاربت في حربها هوازن***أولاك قوم لهم محاسن
حُبي لهم حَرْمٌ وجاشي ساكن***طعنُ مداريك وضرب واهن
هذا وهذا كل يوم كائن***لم يُخبروا عنا ولكن عاينوا
وحنين اشتد القتال بينهم حتى الليل، (انصرف عبد اللّه بن طفيل فقال : يا أمير المؤمنين أبشر فإنّ الناس نَقَمَةٌ، لقيت واللّه بقومي أعدادهم من عدوهم، فما ثنوا أعنتهم حتى طعنوا في عدوهم، ثم رجعوا إلي فاستكرهوني على الرجوع إليهم، واستكرهتهم على الانصراف إليك، فأبوا ثم عادوا فاقتتلوا. فأثنى علي عليهم خيرًا).
والظاهر أن جيش معاوية لم يخل من الميالين لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذين يتمنون
ص: 110
انتصار العراقيين على أهل الشام منهم معاوية بن الضحاك بن سفيان صاحب راية بني سليم في جيش معاوية، وكان يراسل عبد اللّه بن طفيل بأخبار معاوية وجيشه، ولم يكن متهمًا عنده ؛ وذكر ابن مزاحم أن أمير المؤمنين قرر أن يصبِّح معاوية ويناجزه، وما إن وصل الخبر إلى معاوية حتى فزع أهل الشام، وكان ابن الضحاك شاعرًا، فكتب رسالة إلى عبد اللّه يعلمه فيها أنه سيقول قصيدة في تلك الليلة يسمعها أصحابه كي يبث الذعر في نفوس الشاميين ویكسر شوكتهم ؛ منها :
ألا ليت هذا لليل أطبق سرمدًا***علينا وأنَّا لا نرى بعده غدا
ويا ليته إن جاءنا بصباحه وجدنا ***إلى مجرى الكواكب مصعدا
حذار عليَّا إنه غير مخلف***مدى الدهر، ما لبّى الملبون موعدا
وللأبيات بقية جديرة بالمراجعة فلما سمع أهل الشام شعره أتوا به معاوية فهم بقتله، ولكنه خاف قومه فاكتفى بطرده من الشام، فلحق بمصر، وندم معاوية على عدم قتله، وكان يقول : (لقول السلمي أشد على أهل الشام من لقاء علي).
وبعد استحكام مؤامرة التحكيم كان عبد اللّه أحد شهود وثيقته عن جماعة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). ولم أقف له على ذكر من بعد.
* وقعة صفين 206، 277، 309، 311، 312، 468-469، 511، تاريخ الطبري 91/3، 104 الجمل 321، رجال الطوسي 77/ 110، الكامل 3/ 305، 321، نقد الرجال 3/ 116.
ذكره البخاري وقال : مولى خزاعة كوفي يروي عن أبيه، ولم يدرك عليَّا.
* التاريخ الكبير 132/5 برقم 390.
ص: 111
كوفيّ، عمه عبد اللّه بن مسعود وولداه عبيد اللّه، وعون ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وكان أحد قضاتها، قضى فيها للمختار ومصعب بن الزبير، وكتب له سعيد بن جبير، وكان ثقة فقيها كثير الحديث والفتيا بحسب ابن قتيبة.
ذكر المزي أنه أدرك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وهو ابن خمس أو ست، وذكر من روى عنهم، ومن رووا عنه.
قال ابن حبان: روى عن عمر وعنه حصين بن عبد الرحمن وحميد بن عبد الرحمن، وكان يؤم الناس بالكوفة.
ذكر الشيخ الطوسي عبد اللّه بن عتبة من دون ذكر لاسم جد أو نسبة مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وورد عبد اللّه مجردًا من ذكر اسم الأب والجد والنسبة في جيش القراء الذي رافق الإمام إلى صفين، صفين، والظاهر أنه هو.
وبعد نجاح المختار في ثورته عزل شريحًا عن القضاء بعد أن اتهم بميله لعثمان سنة ست وستين وولّى مكانه عبد اللّه واستمر قاضيًا بالكوفة أثناء ولاية مصعب بن الزبير توفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان سنة أربع وسبعين.
* وقعة صفين 188 الطبقات 120/6، التاريخ الكبير 157/5 برقم 485، تاريخ الطبري 449/3، 497 المعارف 250، 445، الثقات 17/5 تهذيب الكمال /15/ 269 برقم 3412.
ذكره السيد مثنى الشرع مع من شارك في قتال أبي عبد اللّه، وروي عنه أنه قال رميت فيهم باثني عشر سهمًا، وطعنت بعضهم وجرحت فيهم وما قتلت منهم أحدًا، تمكن منه المختار فطعن بالرماح حتى مات لعنة اللّه عليه.
* المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين 313.
ص: 112
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) النجباء، ومن فرسانه الشجعان، شهيد الكلمة الحق الجريئة في وجه أعتى ولاة بني أمية بالكوفة وأكثرهم شراسة وجرمًا عبيد اللّه بن زیاد.
ذكر الطبري وتابعه ابن الأثير أنه من شيعة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ذهبت عينه اليسرى يوم الجمل وضرب بصفين ضربة على رأسه وأخرى على حاجبه فذهبت عينه اليمنى.
كان من زهاد زمانه وعبادهم، وكان لا يفارق المسجد، يصلي فيه إلى الليل ثم ينصرف، ولما جيء برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى الكوفة نادى ابن زياد الصلاة جامعة، وخطب فقال : (الحمد للّه الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته..)، فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتى وثب إليه عبد اللّه بن عفيف فقال : يا بن مرجانة، إن الكذاب بن الكذاب أنت وأبوك والذي ولاك، وأبوه يابن مرجانة أتقتلون أبناء النبيين، وتتكلمون بكلام الصديقين فقال ابن زياد علي به فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه؛ فنادى بشعار الأزد يا مبرور وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي جالس، فقال: ويح غيرك! أهلكت نفسك، وأهلكت قومك، وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمائة مقاتل، فوثب إليه فتية من الأزد فانتزعوه فأتوا به إلى أهله، فأرسل إليه من أتى به، فقتله، وأمر بصلبه في السبخة، فصلب هنالك).
* تاريخ الطبري 3/ 337-338، الإرشاد 2/ 117، الكامل 4/ 83.
كوفي، كان في جيش عمر بن سعد لعنة اللّه عليهما، وروى أبو الفرج والشيخ المفيد أنه قتل أبا بكر بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وقال ابن كثير : رماه بسهم فقتله. وعناه سليمان بن قَتَّة بقوله :
ص: 113
وعند غَنِيٌّ قطرة من دمائنا***وفي أسد أخرى تُعدُّ وتذكر
قال أبو الفرج: وفي حديث عمرو بن شمر عن جابر أبي جعفر: أن عقبة الغنوي هو الذي قتله.
وقد طلبه المختار بعد نجاح ثورته، ففرَّ إلى الجزيرة، فأمر المختار بهدم داره، ولم أقف له على خبر من بعد.
* تاريخ الطبري 466/3 مقاتل الطالبيين 92 الإرشاد 2 / 109 البداية والنهاية 203/8.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، قال: وروى عن عمر وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأدرك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ولم يره، وقال المزي: اختلف في رؤيته صلوات اللّه وسلامه علیه روی ابن سعد أن ابنة عبد اللّه بن عكيم قالت :
(كان عبد اللّه بن عكيم يحب عثمان، وكان ابن أبي ليلى يحب عليًّا، وكانا متواخين. قالت : فما سمعتهما يتذاكران شيئًا قط إلا أني سمعت أبي يقول لعبد الرحمن بن أبي ليلى : لو أن صاحبك صبر أتاه الناس)، روي عنه قال : (لا أعين على دم خليفة أبدًا بعد عثمان فيقال له : يا أبا معبد أو أعنت على دمه؟ فيقول : إني أعدُّ ذكر مساويه عونًا على دمه).
وه_و ممن حث الكوفيين على نصرة عثمان یوم كتب لأهل الأنصار لنصرته. توفي بالكوفة في ولاية الحجاج بن يوسف، وذكر الذهبي قيل : له صحبة، وقد أسلم في حياة النبي، وتوفي سنة ثمان وثمانين.
* الطبقات 113/6-115، تاريخ الطبري 654/2، تهذيب الكمال 317/15 برقم 3432 شرح نهج البلاغة 4/ 308، سیر أعلام النبلاء 512/3 برقم 120.
ص: 114
كوفي، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وذكر نصر أنه كان في جيش الإمام المتجه إلى صفين.، وروي عنه أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) طلب من أهل الرقة أن يضعوا له جسرًا على نهر الفرات لعبور جيشه إلى الضفة الأخرى، فامتنعوا عن تلبية طلبه، فلم يجبرهم، وخرج وخلف الأشتر، فناداهم فقال : (يا أهل هذا الحصن، إني أقسم باللّه لئن مضى أمير المؤمنين ولم تجسروا له عند مدينتكم حتى يعبر منها لأجردن فيكم السيف، ولأقتلن مقاتلتكم، ولأخربنَّ أرضكم، ولآخذنَّ أموالكم... فبعثوا إليه إنا ناصبون لكم جسرًا)، فنصبوه، وعبر الجيش.
من نكد طالعه أنه كان في جيش عمر بن سعد الذي خرج لقتال أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى الطبري أنه عوتب من بعد على خروجه، فقال: (إن لي عند بني هاشم ليدًا، قلنا له: وما يدك عندهم؟ قال : حملت على الحسين بالرمح، فانتهيت إليه فواللّه لو شئت لطعنته، ثم انصرفت عنه غير بعيد، وقلت ما أصنع بأن أتولى قتله! يقتله غيري. قال: فشد عليه رجَّالة ممن عن يمينه وشماله، فحمل على من عن يمينه حتى ابذعرُّوا وعلى من عن شماله حتى ابذعرُّوا، وعليه قميص له من خزّ وهو معتمٌّ ؛ قال : فواللّه ما رأيت مكسورًا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشًا، ولا أمضى جنانًا، ولا أجرأ مقدمًا منه واللّه ما رأيت قبله ولا بعده مثله ؛ إن كانت الرجَّالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا اشتدَّ فيها الذئب ؛ قال : فواللّه إنه لكذلك إذ خرجت زينب ابنة فاطمة أخته وكأني أنظر إلى قرطها يجول بين أذنيها وعاتقها وهي تقول: ليت السماء انطبقت على الأرض! وقد دنا عمر بن سعد من حسین ؛ فقالت یا عمر بن سعد، أيقتل أبو عبد اللّه وأنت تنظر إليه ! قال : فكأني أنظر إلى دموع عمر وهي تسيل على خديه ولحيته؛ وصرف بوجهه عنها)، ويراودني يقين أنه كان أجبن من أن يتمكن من طعن أبي عبد اللّه، بعد الصورة التي قدمها لذلك الهزبر الجريح.
* وقعة صفين 151 تاريخ الطبري 334/3 رجال الطوسي 85/76 البداية والنهاية 204/8 نقد الرجال 126/3.
ص: 115
وقبل ابن عويمر، عداده في أهل الكوفة، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكر خليفة عبد اللّه بن عامر ونسبه إلى بجيلة، وقال: قتل سنة سبع وستين مع المختار، فلعله هو.
* طبقات خليفة 254 الثقات،44/5 تهذيب التهذيب 12 /191 برقم 8668.
من أصحاب أمير المؤمنين وقاتل معه بصفين، ومن شيعته بعد رحيله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحين قام المختار كان من أشد أنصاره ومن قادة جيشه، في وقعته مع مصعب، وحين كشف المهلب أصحاب المختار ثبت وقال: (اللّهم إني على ما كنت عليه بصفين اللّهم أبرأ إليك من عمل هؤلاء، لأصحابه حين انهزموا، وأبرأ إليك من أنفس هؤلاء، يعني أصحاب مصعب، ثم جالد بسيفه حتى قتل)، ولم يكن لوحده في ذلك الجيش، وإنما كان ولده عمرو على خيل المختار، وولده مالك على رجالته.
* تاريخ الطبري،484/3، 487 الكامل 370/4-371.
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومن أعوانه المخلصين، وممن روى عنه ؛ ذكر الشيخ المفيد أنه كان معه بصفين، وقد أصيب فيها، وقال: وهو الذي جهز أمير المؤمنين بمائة ألف درهم في مسيره إلى البصرة.
* الاختصاص،5 رجال الطوسي 56/74، نقد الرجال 3 /127.
من أهل الكوفة، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من تابعيها، روى عن
ص: 116
أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه عوف الأعرابي. وذكر المزي أنه روى له الترمذي، والنسائي في خصائص علي قوله : (قال علي كنت إذا سألت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أعطاني، وذا سكت ابتدأني).
* التاريخ الكبير 468/5 الثقات،21/5 تهذيب الكمال 15 /371 برقم 3457.
عداده في أهل الكوفة، روى عن عمر وحذيفة، والأحنف بن قيس، وعنه سماك بن حرب. وقد يكون عبد اللّه بن عمير الذي ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* التاريخ الكبير 160/5 برقم 495 الثقات 42/5 رجال الطوسي 127/78، تهذيب الكمال 386/15 برقم 3466، تهذيب التهذيب 301/5 برقم 596.
حلفاء كوفي، من بني أمية، حين بلغ النعمان بن بشير الأنصاري والي الكوفة قبل ابن زیاد وصول مسلم بن عقيل، ودخول الناس عليه لمبايعته، خطب يحث الناس إلى عدم الإسراع إلى الفتنة، ويهددهم إن نزعوا الطاعة، ولما نزل قام له عبد للّه واستضعف رأيه، وطلب منه استعمال الشدة مع الكوفيين، ولكنه لم يستجب لطلبه وقال له: (أكون من المستضعفين في طاعة اللّه أحب إلي من أكون مع الأعزين في معصية اللّه)، فكتب إلى يزيد ببيعة الشيعة لمسلم بن عقيل وبضعف النعمان، وكتب إليه أيضًا سعد وعمارة بن عقبة.
وذكر الطبري بين من شهد على حجر في ولاية زياد بن أبيه عبيد اللّه بن مسلم بن شعبة الحضرمي، ويغلب على الظن أنه هو، وستأتي ترجمته.
* تاريخ الطبري 226/3، الإرشاد 42/2.
ص: 117
369. عبد اللّه بن عوف بن الأحمر الأزدي
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وكان من أصحابه وفرسان جيشه الشجعان ومن شعراء معركة صفين.
روى الطبري عن جندب بن عبد اللّه الأزدي أنه حين اشتد القتال على الماء، كان عبد اللّه مع المقاتلين، وذكر أن ابن العاص خرج من معسكر معاوية وأخذ يمد أبا الأعور السلمي بالمقاتلين، وخرج الأشتر من قبل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في جمع عظيم، فلما رأى الأشتر ما يفعله ابن العاص، أمد الأشعث بن قيس، وشبث بن ربعي، فاشتدَّ قتالنا وقتالهم، فما أنسى قول عبد اللّه بن عرف بن الأحمر الأزدي :
خدُّوا لنا ماء الفرت الجاري***أو اثبتوا لجحفل جرار
لكل قوم مستميت شاري***مُط_اعِ_ن ب_رم_ح_ه ك_رار
ضراب هامات العدا مغوار***لم يخش غير الواحد القهار
وتابعه ابن الأثير فيما روى، وزاد البيت الأخير.
وبسبب كراهية شيعة أمير المؤمنين وعداوتهم للخوارج كان بنو أمية يفضلون زجهم في حربهم، وفي سنة إحدى وأربعين اجتمع الخوارج بعد مصرع ابن أبي الحوساء فولوا أمرهم حوثرة بن وداع، فسير معاوية إليهم عبد اللّه بن عوف الأحمر في ألفي مقاتل، وبرز حوثرة لابن عوف فقتله وقتل أصحابه إلا خمسين رجلاً.
وعلى الرغم من شديد ولائه فإنه تخلف عن نصرة أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والظاهر أنه شعر بالندم بعد مصرعه. وحين قرر الشيعة الخروج للثأر من عبيد اللّه بن زياد توجهوا أولاً لزيارة مرقد أبي عبد اللّه بقيادة زعيمهم الصحابي سليمان بن الصرد ولما انصرف سليمان بجيشه من قبر الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولزموا الطريق، (استقدمهم عبد اللّه بن عوف بن الأحمر على فرس له لهوب كميت مربوع، يتأكل تأكُّلاً، وهو يرتجز ويقول:
ص: 118
خرجن يلمعن بنا إرسالا***عوابسًا يحملننا أبطالا
نريد أن نلقى به الأقتالا***القاسطين الغُدُر الضُّلالا
وقد رفضنا الأهل والأموالا***والخفرات البيض والحجالا
نُرضي به ذا ال_نِّ_عَ_م ال_م_ف_ض_الا
وقبل وقوع معركة التوابين بعثه سليمان في مائة وعشرين من أصحابه، كما بعث غيره وأبقى معه مائة مقاتل (ثم قال: انظروا أول من تلقون فأتوني به، فكان أول من لقينا أعرابي يطرد أحمرة وهو يقول:
يا مال لا تعجل إلى صحبي***واسرح فإنك آمن السرب)
وكأن عبد اللّه اسبشر خيرًا فقال لحميد بن مسلم: (أبشر بشرى ورب الكعبة)، ثم سأل الأعرابي ؟ فقال : أنا من تغلب ؛ قال : غلبتم ورب الكعبة إن شاء اللّه فانتهى إلينا المسيب بن نجبة، فأخبرناه بالذي سمعناه من الأعرابي فقال المسيب : هذا هو الفأل الحسن، وقد كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يعجبه الفأل، ثم أعلمهم الأعرابي عن عسكر عبيد اللّه ومن معه. ووقعت معركة، عين الوردة، التي شهدت أمجادًا وبطولات لسليمان وصحبه الميامين، فقضى منم من قضى مثل سليمان بن الصرد، والمسيب بن نجبة، وغيرهما، ولولا الكثرة الهائلة والإمداد الذي لم ينقطع لكان النصر لسليمان وصحبه، وقد استقتل ذلك الجيش حتى كاد يفنى عن آخره، وبعد أن بقيت منهم قلة قليلة، طلبوا من رفاعة بن شداد البجلي أن يتولى القيادة ويحمل رايتهم، فاقترح عليهم الرجوع، عسى أن يجمعهم اللّه ليوم شر أعدائهم إذ لا نصر يرتجى أمام جيش عرم، وهم قلة قليلة أجهدها الكفاح،. وقد استطاع عبد اللّه بن عوف بحكمته وبعد نظره إنقاذ البقية الباقية، إذ قال لرفاعة : لو انصرفنا كتب علينا الهلاك، ومن ينجو منَّا تأخذه الأعراب يتقربون به إليهم، واقترح عليهم الاستمرار في الحرب لحين نزول الظلام، وكان الرأي، فقد استطاعوا نقل جرحاهم من دون أن يشعر بهم عدوهم. وقد نجا اللّه عبد اللّه ومن بقي من صحبه بعد أن صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه.
ص: 119
ترجم ابن سعد لأبي الكنود الأزدي مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : اسمه عبد اللّه بن عوف وقال : وقال بعضهم : عبد اللّه بن عويمر، قال : وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه. وروى بسند عن الحكم أن رجلاً حدثه عن أبي الكنود (أنه صلى خلف علي فسلم تسليمتين السلام عليكم السلام عليكم)، ولا يؤخذ بمثل هذه الرواية عند أهل الحديث من غير دليل على وثاقتها. قال ابن سعد كان ثقة وله أحاديث يسيرة، وقد يكون الأزدي الذي سبق ذكره.
وذكره الشيخ الطوسي في موضعين مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) باسم عبد اللّه بن عوف الأحمر من دون علامة تفرق بينهما، وقد يكون التكرار من أخطاء الطباعة أو النسخ. وذكر في باب الكنى أبو الكنود الوائلي، والظاهر أنه هو.
* الطبقات 6/ 177 تاريخ الطبري 75/3 412، 412، 415-416 – 421، رجال الطوسي 92/76، 102، 38/88، الكامل 285/3، 410، 184/4، نقد الرجال. 129/3، 212/5.
كان في جيش عمر بن سعد، وكبَّه اللّه على وجهه في نار جهنم بقتله عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب رضوان اللّه عليه.
وهو ابن قطنة عند أبي الفرج. ولم أقف له على خبر بعد يوم عاشوراء ذاك.
* تاريخ الطبري 331/3، 343، مقاتل الطالبيين 95، الإرشاد 2/ 107، الكامل 92/4.
كان في جيش عمر بن سعد وشارك في القتال ونهب شيئًا من متاع أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، تمكن منه أبو سعيد الصيقل هو وعبد الرحمن بن
ص: 120
خشكارة، فأدخلهما على المختار فقال لهما كما ذكر الطبري وأبن الأثير : (يا قتلة الصالحين، وقتلة سيد شباب أهل الجنَّة، ألا ترون اللّه قد أقاد منكم اليوم! لقد جاءكم الورس بيوم نحس - وكانوا قد أصابوا من الورس الذي كان مع الحسين - أخرجوهم إلى السوق فاضربوا رقابهم، ففعل بهم ذلك). سنة ست وستين.
* تاريخ الطبري 463/3، الكامل 240/4.
من رؤوس الشيعة بالكوفة وشارك في معركة التوابين بعين الوردة وعاد إلى الكوفة مع سلم منها، وهو من الذين كتب إليهم المختار بعد عودتهم يعزيهم ويعدهم ويطلب نصرهم فوعدوه، وكان رسول جماعته إلى المختار يعلمونه باستعدادهم لإطلاق سراحه من السجن ونصرته وحين خرج من السجن كان من أشد أنصاره ومن قادة أصحابه وذهب رفقة جماعة من أصحابه لإبراهيم بن الأشتر لإقناعه بالخروج معهم، وأخرج له رسالة من محمد بن الحنفية رضوان اللّه عليه إلى إبراهيم يسأله نصرة المختار، فقال إبراهيم : فمن يعلم أن هذا كتاب ابن الحنفية إلي فشهد شهود منهم عبد اللّه بن كامل الذي عينه المختار من بعد على شرطته وكان ممن تتبع قتلة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأخرج منهم من قدر على إخراجه كزياد بن مالك، وعمران بن خالد، وعثمان بن خالد الدهماني، وبشر بن سوط القابضي، وكان بشر وعثمان قد اشتركا في دم عبد الرحمن بن مسلم بن عقيل، فضرب أعناقهم. وكان عبد اللّه على مقدمة جيش المختار الذي بعثه لقتال مصعب بن الزبير بقيادة أحمر ابن شميط فقتل في تلك الواقعة سنة سبع وستين وقد يكون مصرعه في خارج الكوفة، وقد ذكرناه لأهمية دوره في معركة التوابين وثورة المختار.
* تاريخ الطبري،433/3 438، 448، 463، 484، 486 الكامل 211/4.
ص: 121
كوفيٌّ، أرسله الصحابي سليمان بن الصرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وغيرهم برسالة إلى أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يطلبون منه القدوم إلى الكوفة. وثم أقف له من بعد على دور يذكر.
* تاريخ الطبري 277/3.
روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وابن عمر، وعنه أبو إسحاق السبيعي. وذكره المزي وقال : ويقال : الأسدي الكوفي، روى له أبو دواد، والترمذي حديثًا واحدًا في الجمع بين الصلاتين في السفر.
روي أن المختار ولاه قضاء الكوفة سنة 66ه_ بعد عزل شريح القاضي، ثم عزله بناء على طلب أهل الكوفة بسبب شهادته على حجر وجماعته.
* التاريخ الكبير 203/5 برقم 644، الثقات 51/5، تهذيب الكمال 506/15 برقم 3515، قضاة الكوفة 1/ 113.
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، قال: (صليت مع عمر بن الخطاب بجمع المغرب ثلاثا، والعشاء ركعتين). وذكر البخاري رواية تقرب من السابقة، ولكنها في حاجة إلى نظر، وفيه قال عبد اللّه : (شهدت ابن عمر بجمع أقام فصلى المغرب ثم صلَّى العشاء). والظاهر أنه روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) أيضًا فقد وذكره البخاري، وقال: (عن علي في الترك، عنه أبو روق). مات في إمارة خالد.
* الطبقات 155/6، التاريخ الكبير 203/5 برقم 644.
ص: 122
روى عن أبيه، وعنه المسعودي، وعبد الملك بن غنية. وورد اسمه في أثناء سند رواية اعتراف طائفة من قريش بظلمهم عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) ونكثهم بيعته.
* التاريخ الكبير 208/5 برقم 660، الجمل 416.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن عبد اللّه وكان قليل الحديث قال ابن حبان روى عنه أهل الكوفة.
* الطبقات 198/6، الثقات 24/5.
378. عبد اللّه بن مرة الخارفي الهمداني
كوفي، روى عن ابن عمر، والبراء والحارث الأعور الهمداني وغيرهم، وعنه سليمان الأعمش، وأبو إسحاق وغيرهما ثقة عند النسائي، ويحيى بن معين، وأبو زرعة، والرازي، وذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى، وذكره ابن سعد مع الثانية ووثقه وقال له أحاديث صالحة.
* الطبقات 290/6 التاريخ الكبير 192/5 برقم 609، الجرح والتعديل 165/5 برقم 763 الثقات 42/5، تهذيب الكمال 16/ 114 برقم 3558.
عداده کع أهل الكوفة، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه سالم بن أبي حفصة، والأعمش وكثير النواء.
* التاريخ الكبير 192/5 برقم 608، الثقات 43/5.
ناجد الأزدي
روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه أهل الكوفة وهو في مطبوعة الطبقات (ابن
ص: 123
ناجذ) بالمعجمة، وعده الطبقة الثانية من التابعين ولكن ابن حبان عده مع الطبقة الأولى لروايته عن بعض الصحابة. رآه شعيب بن الحبحاب أبيض الرأس واللمحية، وقال أيضًا: (كان أبو صادق لا يتطوع من السنة بصوم يوم ولا يصلي ركعة سوى الفريضة.. وكان به من الورع شيء عجيب، وكان قليل الحديث، وكانوا يتكلمون فيه). ولا أدري بعد أن وصفه بذلك الوصف كيف يتكلمون فيه ؟! ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؛ وترجمنا ترجمة مطولة لأخيه ربيعة في كتابنا رجال من ثوية الكوفة».
* الطبقات 295/6، التاريخ الكبير 278/7 برقم 1176، الثقات 41/5، رجال الطوسي 122/78.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى، روي عنه أن أباه سافر (مع علي بن أبي طالب، فلما حاذوا نينوى - ناحية بسواد الكوفة منها كربلاء - وهو منطلق إلى صفين نادى علي صبرًا أبا عبد اللّه صبرًا أبا عبد اللّه بشط فرات، قلت: من ذا أبا عبد اللّه ؟ قال : دخلت على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعيناه تفيضان. فقلت يا نبي اللّه أغضبك أحد ؟ قال : بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين ينتل بشط فرات وقال : هل أشمك من تربته»؟ قلت : نعم. فمدَّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا). قال المزي (كان أبوه على بطهرة علي)
روى عن أبيه، وعن علي وولده الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وعمار، وعنه جابر الجعفي، والحارث العكلي، وشرحبيل بن مدرك وغيرهم. روى البخاري أن أبا زرعة قال : (فيه نظر)، وكيف لا يخدشه أبو زرعة، وهو من أصحاب أمير المؤمنين، وأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) ! وروى له أبو دواد وابن ماجة، ووثقه النسائي.
* الطبقات 234/6، التاريخ الكبير 241/5 برقم 690، الجرح والتعديل 184/5 برقم 858 الثقات 30/5 معجم البلدان 339/5 تهذيب الكمال 219/16 برقم 3614، میزان الاعتدال 514/2 برقم 4650، تهذيب التهذيب 300/2 برقم 615، الإفصاح 465/2.
ص: 124
كوفي، من كندة ذكره ابن سعد، وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وابن مسعود، وقال : كان ثقة وله أحاديث. وذكر ابن حجر أنه روى عن عمر وابن مسعود، وعنه ابن أخته سلمة بن كهيل وقال المديني : عامة روايته عن ابن مسعود، ولا أعلم روى عنه إلا سلمة، قال العجلي ثقة من كبار التابعين. ولكن البخاري قال : لا يتابع.
* الطبقات 171/6، التاريخ الكبير 97/5 برقم 720، تهذيب الكمال 240/16 برقم،3627 تهذيب التهذيب 56/6 برقم 120.
عداده في الطبقة الأولى من تابعي الكوفيين روى عن سلمان، وعنه أهل الكوفة، وأبو سعيد المقبري. أخوه يزيد بن وديعة.
والظاهر أنه كان مع الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بصفين، ففي طريق عودته منها التقى عبد اللّه بن وديعة، فدنا منه وسأله عن قول الناس، فقال: (منهم المعجب به، ومنهم الكاره له والناس كما قال اللّه تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ ﴾ [هود : 118] فقال له : فما يقول ذوي الرأي) إلى آخر الرواية.
* وقعة صفين 529، التاريخ الكبير 220/5 برقم 717، الثقات 54/5.
كوفي، هو ابن عم الشاعر أعشى همدان من بني عبد؛ كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، تمكن منه المختار، وأمر بقتله في السوق، فقتل سنة ست وستين.
* تاريخ الطبري 463/3 كامل 240/4.
ص: 125
روي أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال له يوم الجمل : (أبشر يا ابن يحيى فإنك وأباك من شرطة الخميس حقًا، لقد أخبرني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس، واللّه سماكم في السماء شرطة الخميس على لسان نبيه محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )). ولا شك أنه من أهل الكوفة ولكن لم أقف له على خبر غير الذي ذكرناه.
* خلاصة الأقوال 191 برقم 8، نقد الرجال 152/3.
موى الزبير، نزل الكوفة وروى عنه الكوفيون كذا عن ابن قتيبة، وقال البخاري وابن حبان هو جهني كوفي، روى عن سليمان بن الصرد، وخالد بن عرفة، وعنه أبو صخرة جامع بن شداد وعده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين.
* التاريخ الكبير 234/5 برقم 771 المعارف 226، الثقات 51/5.
كوفيٌّ، روى عن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعمرو بن حريث، وأبي عبد الرحمن الفهري وعنه يعلى بن عطاء العامري حصر البخاري روايته عن عمرو بن حریث.
* التاريخ الكبير 234/5 برقم 769 الجرح والتعديل 202/5،، برقم 944، الثقات 51/5، تهذيب الكمال 327/16 برقم،3669 میزان الاعتدال 2/ 527 برقم 4706.
ذكره الشيخ الطوسي مع أصحاب أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقيل : هو
ص: 126
أخوه من الرضاعة، سرَّحه (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى مسلم بن عقيل وهو لا يعلم بما جرى له، فتلقته خيل ابن زياد بالقادسية، وأدخلوه عليه، فقال له : اصعد (فوق القصر فالعن الكذاب ابن الكذاب ثم انزل حتى أرى فيك رأيي! فصعد، فلما أشرف على الناس قال : أيها الناس إني رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة ابن سمية الدعي، فأمر به عبيد اللّه فألقي من فوق القصر إلى الأرض فكسرت عظامه، وبقي به رمق)، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه، وستأتي ترجمته؛ ولما عيب عليه ذلك، قال: أردت أن أريحه. وذكر الشيخ الطوسي أن الذي ذبحه عمرو الأزدي، وقال : ويقال : فعل ذلك عبد الملك، وأيَّا كان فاعلها فلعنة اللّه عليه على ذلك الفعل الشنيع.
وقد دفن بالثوية بحسب البراقي.
* تاريخ الطبري،301/3 رجال الطوسي 10/103، تاريخ الكوفة 103، نقد الرجال 154/3.
من لخم لقّب بالقبطي والفرسي، وهو اسم فرس سابق كانت له، وقال ابن خلكان: وأكثر الناس يصحفونه بالقرشي. وهو في الثقات : القرشي. كان قبيحًا، استقضي على الكوفة بعد الشعبي، ثم استعفى الحجاج بعد سنة فأعفاه، روى الحوار الذي دار بين ابن أبي ليلى وعبد الملك بن مروان حول مقتل عثمان وموقف أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) منه - وسبق ذكره - ذكر المزي، وتابعه ابن حجر أنه رأى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى عن الأشعث بن قيس، وجابر بن سمرة والمغيرة بن شعبة، وعبد اللّه بن الزبير، وغيرهم، وقال: روى البخاري عن عبد الملك وقال: له أحاديث كثيرة وقد غلط في كثير منها، وضعفه أحمد جدا، وقال ابن معين: مخلط.
ص: 127
روى الطبري أن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعث أخاه من الرضاعة عبد اللّه بن يقطر - مرت ترجمته - إلى الكوفة كي يعرف أخبار مسلم بن عقيل وهو لا يدريبما جرى له فتلقته عساكر ابن زياد فأمر ابن زياد أن يرمى من فوق القصر، فسقط وفيه رمق، فقام إليه عبد الملك بن عمير، فذبحه ولما عيب عليه ذلك، قال : أردت أن أريحه !!!! ومن عجيب ما ذكره ابن خلكان عنه : (من مشاهير التابعين وثقاتهم، ومن كبار أهل الكوفة!).
روي أنه ولي قضاء الكوفة بعد الشعيبي.
وروى ابن خلكان أنه قال: (كنت عند عبد الملك بن مروان بقصر الكوفة حين جيء برأس مصعب بن الزبير فوضع بين يديه، فرآني قد ارتعدت، فقال لي : مالك؟ فقلت : أعيذك باللّه يا أمير المؤمنين كنت بهذا القصر بهذا الموضع مع عبيد اللّه بن زیاد فرأيت رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) بين يديه في هذا المكان، ثم كنت فيه مع المختار بن أبي عبيد الثقفي، فرأيت رأس عبيد اللّه بن زياد بين يديه ثم كنت مع مصعب بن الزبير هذا، فرأيت رأس المختار بين يديه ثم هذا رأس مصعب بن الزبير بين يديك. قال : فقام عبد الملك من موضعه وأمر بهدم الطاق الذي كنَّا فيه). وإذا صحت الرواية فإنها تخبر عن سبب شهرته فقد استطاع ارتداء كل الألوان، جالس عبيد اللّه بن زیاد وكان من أصحابه، وجالس المختار من دون أن يقتص من فعلته بذبح عبد اللّه بن يقطر، ثم جالس مصعب بن الزبير، وانتقل فجالس عبد الملك بن مروان!
كانت وفاته سنة ثلاثين ومائة في ذي الحجة وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين، وقال ابن حبان مات سنة ست وثلاثين ومائة نقل ابن حجر روايات تتحدث عن وثاقته وذكر ابن حبان أنه كان مدلسًا، وقال : رأى عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والمغيرة بن شعبة، وروى عن جندب، وجابر بن سمرة، وعنه الثوري، وشعبة، وقال : ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة ذكر الشيخ المظفر روايات عدة تتحدث عن ضعفه.
ص: 128
* المعارف 473، 539، تاريخ الطبري 303/3 الثقات 5/ 115، مشاهير علماء الأمصار 177 برقم 838، الجمل 208، تهذيب الكمال 370/18 برقم 3546، وفيات الأعيان 3/ 165-164 تهذيب التهذيب 356/6، الإفصاح 77/3-78، وانظر في هامشه مصادر أخر لترجمته، قضاة الكوفة 2/ 149.
كوفي يروي عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه ابنه عرفجة.
* التاريخ 56/6 برقم 1693 الثقات 128/5،
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن عبد اللّه بن مسعود
* الطبقات 210/6.
من بني نصر بن معاوية اختلف في اسمه، فقيل : يقال عبيدة بن حزن، ويقال: نصر بن حزن روى عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وابن مسعود. ذهب المزي إلى الاختلاف في صحبته. وقال أبو حاتم الرازي روى عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، مرسل. قال: وهو تابعي. روى عنه الحسن بن سعد وحصين بن عبد الرحمن، و مسلم البطين، وغيرهم. روى له البخاري حديثًا، ولم يشر إلى الاختلاف في صحبته، وذكر ابن حجر الاختلاف وقال : ذكره في الصحابة البلاذري وابن زبر، وغيرهما، ولم تصح صحبته عند ابن حبان والبرقي له في المسند حديثان. قال ابن حجر: ذكره بن سعد الطبقة الأولى من التابعين، ولم أقف عليه في طبقاته.
* التاريخ الكبير 112/6 برقم 1876، الجرح والتعديل 86/6، برقم 454 أسد الغابة 336/3 تهذيب الكمال 529/18 برقم 3612 الإصابة 4/ 323 برقم 5298.
ص: 129
من عدوان، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: كان شديد التشيع، ويستضعف في حديثه، ويزعمون أنه كان على شرطة المختار فوجهه إلى عبد اللّه بن الزبير في ثمانمائة من أهل الكوفة ليوقع بهم، ويمنع محمد بن الحنفية مما أراد به ابن الزبير، والرواية عند ابن حجر أكثر وضوحًا وتماسك ؛ قال : دعا ابن الزبير محمد بن الحنفية لبيعته، فأبى، فحصره في الشعب. وأخافه هو ومن معه مدة، فبلغ ذلك المختار، فأرسل إليه جيشًا بقيادة أبي عبد اللّه الجدلي، فأخرجوا محمد بن الحنفية من محبسه، وكفّهم عن القتال في الحرم. وقال: وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وذكره ابن حبان، وذكر أن النسائي قال كان المختار يستخلفه، وذكره ابن قتيبة مع (أسماء الغالية من الرافضة) وكيف لا يضعف عند بعضهم، وهو من رجال الشيعة.
أما الطبري فقال : إنه كان أمير الخشبية سنة ست وستين، وقد وافت الخشبية مكة وهو، أميرهم، ولعله في بداية سنة سبع وستين التقوا بمحمد بن الحنفية مكة، فقد وذكر الطبري أيضًا أن غلاة الشيعة كانوا يجتمعون في بيت هند بنت المتكلفة الناعطية، وليلى بنت قمامة المزنية، فأخبر أبو عبد اللّه الجدلي ويزيد بن شراحيل محمد بن الحنفية بغلوّ المرأتين، وغلو أبي الأحراس المرادي والبطين الليثي وأبي الحارث الكندي، فكتب لشيعة الكوفة يحذرهم من الغلاة.، وإذا صحت الرواية، فمن الغريب أن يتهم الرجل بالغلو.
ذكره الشيخ الطوسي باسم عبيدة بن عبد مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : وكان تحت راية المختار. وذكر الشيخ المفيد بين أولياء أمير المؤمنين أبا عبد اللّه الجدلي.
* الطبقات 228/6، تاريخ الطبري 472/3، 489، المعارف 624، الاختصاص3، رجال الطوسي 12/71، تهذيب
ص: 130
التهذيب 12/ 133 برقم 8540 نقد الرجال 171/3، وفيه عبيد بن عبد.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عنه أنه قال: (لا يشهد علي ليلي بنوم ولا نهاري إلا بصوم أبدًا)؛ فأقسم عليه عمر بن الخطاب أن يفطر يوم الفطر ويوم الأضحى.
* الطبقات 156/6.
كوفيٌّ، من كندة ذكره البخاري، وقال: سمع عليَّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه ابنه محمد قال ابن حجر سمع من علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) قوله : (لعن اللاعنون)، وقال: ذكره ابن حبان.
* التاريخ الكبير 3/6، 1488، تهذيب التهذيب 74/7 برقم 173.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وعده ابن حبان مع الطبقة الأولى، وقال: روى عن جماعة من الصحابة، ولم يذكرهم، قال : وعنه أهل الكوفة وذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية، ولم يورد عنه أي شيء باستثناء أنه أخو سالم وعمران وزياد ومسلم، وقد ذكرهم جميعًا الطبقة الثانية. قال ابن حجر روى عن أخيه زياد وجابر، وعائشة، وعنه ابن أخيه يزيد بن زياد.
* الطبقات 6/ 291-292 التاريخ الكبير 445/5 برقم 1448، الثقات 138/5، رجال الطوسي 20/71، تهذيب الكمال 195/19 برقم 3710، تهذيب التهذيب 57/7 برقم 126 نقد الرجال 169/3.
ص: 131
نسه ابن قتيبة إلى بليّ بن عمرو بن الحاف، من قضاعة، حليف لبني عبد الأشهل، وقال بعضهم هو أوسي، يختلف في اسمه فيقول قوم: عبيد، ويقول آخرون عتيك أخوه مالك كان يخرص النخل لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقال ابن قتيبة أيضًا: وروي أن مالكًا وهو من أصحاب العقبة ومن البدريين شهد صفين مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولا يعرف ذلك أهل العلم ولا يثبتونه، وتوفي في خلافة عمر وليس له عقب باق. ولكن ابن مزاحم ذكره بين من استشهد فيها، وقد رثته أخته أمينة الأنصارية بأبيات ذكرها. وذكر ابن الأثير استشهاده بها أيضًا، وقال وكان أبو الهيثم أول من بايع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليلة العقبة، قال : وقيل : عاش بعدها يسيرًا.
وقال ابن الأثير أيضًا وقتل بها أخوه عبيد بن تهيان، ولكن اسمه لم يظهر في الأبيات التي رثت فيها أخته أمينة أبا التهيان. ولو كان من شهدائها لذكرته، وقد يكون هو الذي جرح ومات من بعد وكان الشيخ الطوسي قد ذكره مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* وقعة صفين 365، المعارف،270 رجال الطوسي 2/70. الكامل 351/3، نقد الرجال 169/3.
عداده في أهل الكوفة، شهد القادسية، روى عنه حصين.
* التاريخ الكبير 445/5 برقم 1449، الثقات 135/5.
كوفي، روى عن ابن أبي أوفى والبراء وعنه الثوري وشعبة وهو الذي يروي عنه الأعمش ويقول : حدثنا أبو الحسن الثعلبي. وروى أيضًا عن عبد الرحمن بن مغفل وعبد الرحمن بن معقل بن مقرن نقل ابن حجر عن ابن
ص: 132
عبد البر قوله : اجمعوا على أنه ثقة حجة. روى عنه البخاري عن ابن عمر أنه كان يسجد في سجود القرآن على غير وضوء.
* التاريخ الكبير 446/5 برقم 1452، الجرح والتعديل 5/ 405 برقم 1873، الثقات 134/5، تهذيب الكمال 195/19 برقم 3911، تهذيب التهذيب 57/7 برقم 128.
كوفيٌّ، قيل: روى عن أبي ذر، ولكن البخاري قال : إنه لم يذكر سماعا عن أبي ذر، وإلا أن الرازي لم يقل مثل هذا قال: روى عن أبي ذر، وعنه المسعودي، وإلى ذلك ذهب المزي، وأضاف عنه الكوفيون، وقال: ويقال: ابن الحسحاس بالمهملتين، وقال ابن حجر: ضعفه الدارقطني.
* التاريخ الكبير 447/5 برقم 1456، الجرح والتعديل 5/ 406 برقم 1879، الثقات،136/5، تهذيب الكمال 19/ 195 برقم 3715 میزان الاعتدال 19/3 برقم 5420، تهذيب التهذيب 59/7 برقم 132.
من همدان ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وقال: وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى عنه أبو إسحاق السَّبعي، وكان معروفًا قليل الحديث. وذكره البخاري، ولم ينسبه.
* الطبقات 223/6، التاريخ الكبير 5/ 453 برقم 1474، ثقات 137/5.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين وقال : وروى عن حذيفة، وهو صاحب أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد. وذكر الرازي أنه روى أن عليًّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) ردَّ شهادة آكل الربا والرواية فيه عن أبي المقدام.
* الطبقات 214/6، الجرح والتعديل 413/5 برقم 1916.
ص: 133
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن ابن مسعود، وعنه أهل الكوفة.
* الثقات 138/5.
روي أنه كان مقرئ أهل الكوفة في زمانه ذكره ابن سعد مع تابعي الطبقة لأولى، روى عن عمر وعبد اللّه وقال : ويقال : قرأ القرآن على ابن مسعود. روى أن الحسن بن صالح قال: (قرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضيلة وقرأ عبيد بن نضيلة على علقمة وقرأ علقمة على عبد اللّه، فأي قراءة أثبت من هذه). أقول : أثبت منها قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). وذكر المزي جمهورًا ممن روى عنهم، ورووا عنه، وقرأ القرآن على علقمة بن قيس وقرأ عليه القرآن حمران بن أعين. هو ابن نضلة أو نضيلة عند ابن حبان وقال روى عن ابن مسعود والمغيرة بن شعبة وعنه إبراهيم النخعي وأشعث بن سليم وغيرهم ذكرهم المزي، ولم يذكر له رواية عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ذكره الشيخ الطوسي باسم عبيد بن نضلة الخزاعي مع من روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، هو ابن نضلة عند البخاري أيضًا، ولكنه لم يذكر له رواية عن علي. توفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان سنة أربع وسبعين، وقيل: كان ثقة كثير الحديث.
* الطبقات 211/6، التاريخ الكبير 5/6 برقم 1498، الثقات 138/5، مشاهير علماء الأمصار 171 برقم 801، رجال الطوسي 23/72 تهذيب الكمال 239/19 برقم 3741، نقد الرجال 174/3.
ص: 134
عداده في أهل الكوفة، وهو من الطبقة الأولى عند ابن حبان. روى عن ابن عباس، وعنه أبو إسحاق السبيعي.
* التاريخ الكبير 373/5 برقم 1184، الثقات 65/5.
كوفيٌّ، أخواه زياد وعبد اللّه، روى عن أبي موسى الأشعري، وعنه ابن سیرین.
التاريخ الكبير 376/5 برقم 1196، الثقات 67/5.
من شيعة أمير المؤمنين بالكوفة، قتله مصعب بن الزبير صبرًا كما قتل أخوته عبد اللّه بن حجر وعبد الرحمن بن حجر، وعبد الرب بن حجر، وقد مرَّ ذكرهم.
* المعارف 334.
كوفي، روى عن عمر بن الخطاب وعنه الزهري. قال البخاري: (رأى الهرمزان مع عمر نعرفه قسله – كذا -) وقال محققه في الهامش: (كذا بلا نقط، ولعله بعرفة قتيله). ولا معنى لاجتهاده وصوابه (بعرفة فسأله).
* التاريخ الكبير 379/5 برقم 1211، الثقات 66/5.
روى عن علي والحسن (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وصفوان بن عسال وعنه سلمان الأعمش، وعطية بن الحارث الهمداني، وغيرهما. وذكر ابن حبان روايته عن
ص: 135
صفوان ولم يذكر غيره. كان قليل الحديث ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: وروى عنه قوله : (كنت مع علي في الرحبة، فبال ثم دعا بماء فغسل يديه ثم قرأ صدرًا من القرآن)! وروايته يكتنفها الغموض، ولا شك أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قد تشطف بعد أن بال والتشطف من البول واجب في مذهب أهل البيت.
ذكر أبو حاتم الرازي والمزي أنه كان على شرطة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). روى له النسائي، وابن ماجة وروى البغدادي عنه أنه قال: (كنا مقدمة الحسن على اثني عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد على قتال أهل الشام، وعلينا أبو العمرطى، فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسر ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قال له رجل منا يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى - قال أبن الفضل سفيان بن الليل - : السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال : فقال : لا تقل ذاك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك).
ذكره الشيخ الطوسي باسم عبد اللّه مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولم يذكره مع أصحاب الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات 240/6 الجرح والتعديل 313/5 برقم 1489، الثقات 68/5، رجال الطوسي 24/72، تاريخ بغداد 304/10 برقم 5454 تهذيب الكمال 31/19 برقم 3630.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه أهل الكوفة ذكره البخاري أيضًا، ولكن لم يشر إلى روايته.
* التاريخ الكبير 152/5 برقم 462، الثقات 68/5.
كوفي، من رهط عبد الملك بن عمير وقد مرت ترجمته روى عن
ص: 136
جابر بن سمرة وأم سلمة، وعنه مسعر، وفرات القزاز، وغيرهما، وعده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين.
* التاريخ الكبير 396/5 برقم 1279 الثقات 74/5،
من سكنة الكوفة، وأحد شهود زياد على حجر وجماعته. ذكر المزي أنه روى عن معاذ وعنه قيس بن مسلم ويحيى بن عبد اللّه التيمي، وقد اختلف في اسمه ما بين عبيد اللّه وعبد اللّه ونسبه ابن عبد البر، وتابعه ابن الأثير وابن حجر إلى قريش أيضًا، وقال : ولا أقف على نسبه فيهم، وقال: مذكور في الصحابة.
* التاريخ الكبير 398/5 برقم 1285، الجرح والتعديل 5/ 322 برقم 1570 تاريخ الطبري 226/3، الاستيعاب 3/ 1031 برقم 1721، أسد الغابة 344/3، تهذيب الكمال 19/ 157 برقم 3686، تهذيب التهذيب 7/ 43 برقم 90.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن عثمان وعبد اللّه بن مسعود وسلمان قال : سمعت عبد اللّه يقول : (أعدَّ للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت). روى عنه الشعبي والسبيعي، ونقل المزي عن ابن ماكولا قوله في المختلف: عبيدة بن ربيعة وقيل : عَبيد، بالفتح بغير هاء.
* الطبقات 199/6، التاريخ الكبير 84/6 برقم 1784، الجرح والتعديل 91/6 برقم 470 الثقات 140/5، تهذيب الكمال 263/19 برقم 3754 تهذيب التهذيب 77/7 برقم 183.
كوفيٌّ، من جماعة حجر بن عدي ذكر الطبري أن زياد بن أبيه طلب
ص: 137
من مذحج وهمدان أن يأتوه بحجر، فلما علم حجر طلب من جماعته الانصراف بسبب ما جهزه زياد من رجال القبائل لأخذهم بما لا طاقة لهم عليه وفيهم عمير بن يزيد وقيس بن يزيد، وعبيدة بن عمرو البدي، وعبد الرحمن بن محرز وغيرهم، وأعلمهم حجر أنه سيأخذ طريقا للّهرب إلى بني حرب، فلما خرجت الجماعة وافتهم أوائل خيل مذحج وهمدان، فقاتلوا عنه ساعة، فجرحوا، وأسر قيس بن يزيد فطلب منهم حجر عدم القتال، وسار حتى انتهى إلى دار رجل يقال له سليم بن زيد.
وفد عير البدي محمد بن الأشعث لخذلانه حجر بقوله :
أسلمت عمك لم تقاتل دونه***فرقًا ولولا أنت كان منيعا
وقتلت وفد آل بيت محمد***وسلبت أسيافا له ودروعا
لو كنت من أسد عرفت كرامتي***ورأيت لي بيت الحُباب شفيعا
وكان عبيدة فارسا شجاعًا من شعراء الكوفة في زمانه، ولا يدرى كيف أفلت من زبانية زياد وولده عبيد اللّه من بعد؛ ويبدو أنه كان ذا مكانة بالكوفة. فيوم عاد المختار إليها من مكة مر على بني بداء، فوجد عبيدة فيهم، فسلم عليهم ثم قال له: (أبشر بالنصر واليسر والفلج إنك أبا عمرو على رأي حسن، لن يدع اللّه لك معه مأثمًا إلا غفره، ولا ذنبًا إلا ستره فلما قال له المختار هذا القول قال له عبيدة: وكان من أشجع الناس، وأشعرهم وأشدهم حبًّا لعلي (رضي اللّه عنه)، وكان لا يصبر عن الشراب، فلما قال له المختار هذا القول قال له عبيدة: بشرك اللّه بخير إنك قد بشرتنا، فهل أنت مفسر لنا ؟ قال : نعم فالقني في الرحل الليلة ثم مضى)، وكان البدي من أوائل مبايعيه ولكن لم أقف له على دور في أحداث ثورته.
* تاريخ الطبري 223/3، 235، 405، الكامل 171/4.
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة وقال من أصحاب عليّ، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ص: 138
روى عنه إبراهيم النخعي، والشعبي، وابن سيرين، وغيرهم. روى ابن قتيبة عن ابن سيرين أن عبيدة قال: (أسلمت قبل وفاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بسنتین، فصليت ولم ألق رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )).
هاجر زمن عمر، وقيل: روى عنه وعن علي وعبد اللّه، وكان عريف قومه، ويبدو أنه أصيب بالصمم، وفقد إحدى عينيه. وذكر نصر أن أصحاب عبد اللّه بن مسعود أتوا عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وفيهم عبيدة السلماني وأصحابه؛ فقالوا له : (إنا نخرج معكم، ولا ننزل عسكركم، ونعسكر على حدة حتى ننظر في أمركم وأمر أهل الشام فمن رأيناه أراد ما لا يحل له، أو بدا منه بغي، كنا عليه، فقال علي: مرحبًا وأهلاً هذا هو الفقه في الدين، والعلم بالسنة، من لم يرض بهذا فهو جائر خائن)، وكان في معسكر القراء ممن مشى بين الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومعاوية، وروى ابن سعد أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: (يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني). وقال الشعبي أنه كان يوازي شريحًا بالقضاء، وكان فقيهًا، وهو عند الذهبي عبيدة بن عمرو. وكأنه عبيدة بن عمرو السلماني الذي ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال عنه : صلى قبل وفاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بسنتين.
روي عن أيوب السختياني عن محمد أن عبيدة قال: (ذكر علي (رضي اللّه عنه) أهل النهروان فقال : فيهم رجل مودن اليد أو مخدج اليد - ناقصة الخلق قصيرة - لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما وعد اللّه الذين يقتلونه على لسان محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ))
.(
والخبر عنه قد يدلل على أنه شهد النهروان مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
روي أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولاه القضاء بعد عزل سعيد بن نمران الهمداني، ثم عزله، وأعاد شريحًا.
وذكره ابن حبان، وقال: أوصى أن يصلي عليه الأسود بن يزيد، فصلى عليه وقيل : إن اسمه عبيدة بن عمرو بن قيس بن مراد ذكره ابن داود الحلي، وقال عنه : ثقة.
ص: 139
وظاهر أنه من قدماء المؤلفين، فقد الروي أنه دعا بكتبه عند موته فمحاها وقال : (أخشى أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها). قال ابن قتيبة : مات سنة اثنتين وسبعين وحدد ابن الأثير وفاته بسنة إحدى وسبعين.
* وقعة صفين 115، 188، الطبقات 93/6-95، المعارف 425، 579، تاريخ اليعقوبي 2/ 153، الثقات 139/5، مشاهير علماء الأمصار 160 برقم 735، الكامل 347/4، رجال ابن داود 132 برقم 985، سير أعلام النبلاء 40/4 برقم 9 نقد الرجال 187/3، قضاة الكوفة 92/1.
من سعد بن بكر هو من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويوم قرر المضي إلى أهل الشام بعد التحكيم أرسله أمير المؤمنين إلى ابن عباس واليه على البصرة وهي (أما بعد، فإنا قد خرجنا إلى معسكرنا بالنخيلة، وقد أجمعنا على المسير إلى عدونا من أهل المغرب، فاشخص بالناس حتى يأتيك رسولي، وأقم حتى يأتيك أمري).
وفد بقي على ولائه لأمير المؤمنين إذ كان من أصحاب حجر وجماعته، وقد ألحقه زياد بن سمية مع سعيد بن نمران الهمداني الناعطي، بحجر وأصحابه الذين بعثهم إلى معاوية، وأرسل معهما عامر بن الأسود العجلي، فشفع له عند معاوية أبو الأعور السلمي، فتركه له ولم أقف له من بعد على خبر.
* تاريخ الطبري 117/3، 228-231، الكامل 483/4 – 484.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، قال
ص: 140
ابن سعد والبخاري وابن حبان روى عن عبد اللّه بن مسعود، وقال ابن حبان روى عنه أهل الكوفة.
* الطبقات 196/6، التاريخ الكبير 88/7 برقم 397، الثقات 285/5.
مر ذكره في أثناء ترجمة بشر بن سوط، إذ كان معه في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال أبي عبد اللّه واشترك معه في قتل عبد الرحمن وعبد اللّه الأكبر بني عقيل رضوان اللّه عليه وبعد نجاح ثورة المختار أرسل إليه عبد اللّه بن كامل كي يأتيه به فذهب إلى مسجد بني دهمان وأقسم إن لم يأتوه به ليذبحنهم جميعًا، فخرجوا على خيولهم، فوجدوهما بالجبانة في طريقهما إلى الهرب إلى الجزيرة فجيء بهما، فقتلهما في موضع بئر الجعد، ورجع إلى المختار فأخبره، ولكنه أمر بإحراقهما قبل دفنهما سنة ست وستين.
* تاريخ الطبري331/3، 463، مقاتل الطالبيين 96، 97، الإرشاد 107/2، الكامل 240/4.
كوفي، روى عن جرير بن عبد اللّه البجلي وعنه إسماعيل بن أبي خالد وعده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين. وقال البخاري: حديثه في الكوفيين.
* التاريخ الكبير 246/6 برقم 2295، الثقات 5/ 15.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه بن مسعود، وإلى ذلك ذهب البخاري. وروى عن سلمة بن كهيل قوله : (كنا إذا خرجنا إلى الحجّ مررنا برجل يقال له عدسة بالربذة).
* الطبقات 202/6، التاريخ الكبير 7/ 89 برقم 401.
ص: 141
421. عدي بن أبي عدي بن جبلة بن عدي بن ربيعة
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: يروي عن جماعة من الصحابة ولم يذكرهم، وعنه الكوفيون.
* الثقات 270/5.
عدده في أهل الكوفة، وهو من مشاهير علمائها بحسب ابن حبان، وقال : كان من خيارهم، وقدماء مشايخهم ونقل عن ابن عبد البر أن جده عبید بن عازب أخو البراء. وجده لأمه عبد اللّه بن يزيد، وقد مرت ترجمتها، روى عن البراء وزر بن حبيش ويزيد بن البراء، وأبي راشد صاحب عمار، وغيرهم، وعنه أهل الكوفة وجمهور من التابعين ذكرهم المزي، وهو بحسبه أيضًا ثقة عند أحمد والعجلي، والنسائي. وقال أبو :حاتم صدوق كان إمام مسجد الشيعة وقاضيهم. وذكر محقق تهذيب الكمال في هامشه عن يحيى بن معين أنه كان يفرط في التشيع، وعن المسعودي :قوله ما رأيت أحدًا أقول بقول الشيعة من عدي بن ثابت ومن طريف تعليقات الذهبي قوله : (ولو كانت الشيعة مثله لقلَّ شرهم)؛ وإنا للّه وإنا إليه راجعون!! توفي في ولاية خالد على العراق وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة.
* التاريخ الكبير 44/7 برقم 196، الثقات 270/5 مشاهير علماء الأمصار 173 برقم 815، تهذيب الكمال 522/19 برقم 3883 میزان الاعتدال 61/3 برقم 5591، تهذيب التهذيب، 7/ 149 برقم 330.
من بني عبيد ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين روي أنه خيَّر امرأته ثلاثًا في مجلس كل ذلك تختار نفسها، فأبانها عليٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات 231/6.
ص: 142
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه وقال : روى عثمان بن المغيرة عنه أنه قال: صليت خلف علي فقنت في الركعتين كلتيهما قبل الركعة ولم أقف على مثل هذا عند غيره. ولعله عرفجة بن أبي بردة الليثي الذي ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات،180/6 رجال الطوسي 64/45، 74/ 49، نقد الرجال 200/3.
من أهل الكوفة: قال البخاري: روى عن أبي بكر، وعنه أبو عون، محمد بن عبيد اللّه، وذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: (يروي عن أبي بكر الصديق إن كان سمع منه، عنه أبو عون الثقفي).
* التاريخ الكبير 65/7 برقم 298، الثقات 274/5.
كوفي، ذكره البخاري وقال : روى عن علي، وعبد اللّه بن مسعود، وعائشة، وأم عبد اللّه، وتابعه ابن حبان، وقال: روى عطاء بن أبي رباح أنه قال: (كان علي بن أبي طالب يأمر الناس بقيام رمضان، ويجعل للرجال إمامًا، وللنساء إمامًا، قال عرفجة فأمرني فكنت إمام النساء).
* التاريخ الكبير 65/7 برقم 295 الثقات 273/5.
كان في جيش عمر بن سعد، وذكر أبو الفرج أنه قتل جعفر بن عقيل بن أبي طالب (رضوان اللّه عليه) والرواية في مقاتله عن أبي جعفر محمد بن علي
ص: 143
(عَلَيهِ السَّلَامُ)، واسمه في تأريخ الطبري عن حميد بن مسلم عبد اللّه بن عزرة الخثعمي وروي أيضًا أن الذي قتله بشر بن سوط، وقد مرت ترجمته.
* تاريخ الطبري 231/3 مقاتل الطالبيين 97.
وقد مرت ترجمة أبيه أخوته عقار وحمزة ويعفور، وطريف؛ ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين، قال: وروى عن أبيه، وروي عنه. وهو من أمراء الكوفة وذكره ابن قتيبة مع الحول وكان خير أهل ذلك البيت بحسب ابن سعد وابن قتيبة وابن حبان.
عدَّ، ابن حبان مع الطبقة الأولى لروايته عن أبيه، وأورد عبارة توقع باللبس إذ قال : (عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي من أفاضل أهل بيته، مات بالكوفة، وكان عاملاً لعلي بن أبي طالب عليها)! ولا شك أنه أما خطأ في النسخة التي حقق عليها كتاب الثقات، أو حدث سقط أثناء الطباعة، أو سهو من المحقق ؛ لأن مثل هذا لا يجوز على مثل ابن حبان، وقد يكون الأصل على الصورة الآتية (مات بالكوفة وكان عاملاً للحجاج عليها).
ذكر الطبري أن زيادًا أراد أن يشهد عروة بن المغيرة بن شعبة، والمختار بن أبي عبيد الثقفي على حجر وجماعته فراغا، ولم يشهدا.
وحول أبناء المغيرة ذكر الطبري بزعمه أنهم كانوا صلحاء نبلاء، أشرافًا بأبدانهم سوى شرف أبيهم ومنزلتهم في قومهم فاستعملهم الحجاج، ومنهم عروة الذي استعمله على الكوفة.
على أن شهادة الطبري في أبناء المغيرة تحتاج إلى نظر كثير، فقد كان عروة وأبوه من أسباب تعجيل بيعة يزيد من بعد إذ إن المغيرة بحسب ابن الأثير النقى يزيد في سنة ست وخمسين وحدثه عن ذهاب أعيان أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وبقاء أبنائهم وقال له أنت من أفضلهم وأعلمهم بالسنة والسياسة، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة، فقال له: (أو
ص: 144
ترى ذلك يتم ؟ قال : تعم)، فبعث معاوية على المغيرة، وسأله عما قال يزيد فسوغ له بيعته وتعهد له بأنه سيكفيه الكوفة ؛ وبعد عودته إليها ذاكر المغيرة من يثق به من أهلها ويعلم أنهم شيعة لبني أمية فاختار منهم عشرة، وقيل أربعين رجلاً، وبعث معهم ولده عروة، فدخلوا على معاوية، وحدثوه عن تقدمه في العمر، وأشاروا عليه بيزيد فقال لهم سننظر بذلك، ثم انفرد بعروة وقال له : (بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال : بأربعمائة دينار. قال : لقد وجد دينهم عندهم رخيصا).
وروى البخاري عن الشعبي أنه كان خير أهل بيته، وكان على الكوفة، وترجم له المزي، وذكر أنه روى عن أبيه وعائشة وعنه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، والحسن البصري، وبكر بن عبد اللّه المزني. ونقل ما رواه البخاري عن الشعبي وقال : ولاه الصلاة فيها الوليد بن عبد الملك سنة خمس وتسعين. وروى أنه قيل : إن عبد الملك بن مروان قال للّهيثم بن الأسود النخعي من سيد ثقيف بالكوفة بحضور الحجاج؟ قال: عروة بن المغيرة. فقال الحجاج ليس هناك ولا كرامة، نحن أعلم بقومنا ؛ فقال الهيثم : أنا أكبر منك سنا، وأعلم بالناس منك.
ويبدو أن عروة كان قريبًا من مصعب أثناء قتاله عبد الملك بن مروان فاستدناه وقال له : (أخبرني عن الحسين بن علي كيف صنع بامتناعه عن النزول على حكم ابن زياد وعزمه على الحرب، فأخبره؛ فقال :
إنَّ الألى بالطف من آل هاشم***تأسُّوا فسنُّوا للكرام التأسيا
قال : عروة فعلمت أنه لا يبرح حتى يقتل).
وفي سنة خمس وسبعين خرج الحجاج من الكوفة إلى البصرة واستخلف عروة بن المغيرة وفي أثناء حربه لشبيب الخارجي جعله في(نحو ثلاثمائة رجل من أهل الشام ردءًا له ولأصحابه لئلا يؤتوا من ورائه).
ويبدو أن علاقة آل المغيرة قد انتهت ببني مروان حين أعلن مطرف بن المغيرة والي الحجاج على المدائن ثورته وخلع الحجاج بن يوسف، وعبد
ص: 145
لملك بن مروان وسار إلى قم وقاشان وأرسل عماله من هناك فأرسل الحجاج عدي بن زياد والبراء بن قبيصه، فقاتلوا مطرفًا وأصحابه فقتلوه.
* الطبقات 269/6 المعارف 295، 584، مشاهير علماء الأمصار 168 برقم 778، تاريخ الطبري 227/3، 551، 585، 593، الكامل 505/3 تهذيب الكمال 37/20 برقم 3913.
كوني، ثقة عند أبي حاتم الرازي، وذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى، وقال : يروي المراسيل وعنه السبيعي والقاسم بن مخيمرة.
وقال المزي: روى عن حذيفة بن اليمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعمار، وقيس بن سعد وعمرو بن شرحبيل، وعنه سليمان الأعمش، وطلحة بن مصرف، وعمارة بن عمير وغيرهم. روى عن قيس بن سعد قوله : (أمرنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة، فلما نزلت لم يأمرنا، ولم ينهنا، ونحن نفعلها).
وقال أيضًا : إن ابن أبي خيثمة قال : سألت أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين عن أبي عمار فقالا : اسمه عريب بن حميد، وهو كوفي ثقة. روى له النسائي، وابن ماجة.
* الجرح والتعديل 32/7 برقم 173، الثقات 2835، تهذيب الكمال 46/20 برقم 3917.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن خالد بن الوليد، وكان معه في فتوح بالشام روى عنه أبو وائل. ولكن لم أقف له على دور يذكر إلى حين ولاية زياد على الكوفة إذ كان أحد شهوده على حجر بن عدي.
ص: 146
وذكر الطبري أنه كتب هو شبث بن ربعي وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي رسالة إلى أبي عبد اللّه بن الحسين وهي: (أما بعد فقد اخضرَّ الجناب، وأينعت الثمار، وطمَّت الجمام، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة).
ولما قدم الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وخرج عمر بن سعد لقتاله كان عزرة على خيله، فبعث عليه ابن سعد، وطلب منه أن يذهب إلى الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ليسأله عن الذي جاء به؟ وماذا يريد؟ ويبدو أنه امتنع من الذهاب حياء لأنه سبق أن كتب إليه، قال الطبري، (وكان عزرة ممن كتب إلى الحسين فاستحيا منه أن يأتيه)، فعرض عمر الأمر على الرؤساء الذين كاتبوا الحسين، فكلهم أبى ذلك وكرهه.
كان أصحاب الحسين بالمرصاد لخيله فكشفوها غير مرة بحسب الطبري مما اضطر عزرة أن يرسل إلى عمر بن سعد كي ينجده، فطلب من شبث أن ينهض بالرجالة فامتنع كونه شيخ مضر، فقال أبو زهير العبسي، فأنا لهذا، وبعث معه الحصين بن تميم معه المجففة كأن المراد عدد كثير من الرجال (وخمسمائة من الرامية)، فرشقوا الحسين وأصحابه بالنبال فعقروا خيولهم، فصاروا رجالة كلهم وحين انجلت المعركة عن استشهاد الحسين وأهل بيته (عَلَيهِم السَّلَامُ) وصحابته (رضوان اللّه عليهم) دخل الكوفة شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث، وعمر بن الحجاج، وعزرة بن قيس، وهم يحملون اثنين وسبعين رأسًا في مقدمتها رأس أبي عبد اللّه الحسين سيد شباب أهل الجنة.
ولم أقف له على خبر بعد فعلته الدنسة تلك.
* الطبقات 212/6 تاريخ الطبري 227/3، 278، 310، 317، 325، 336 البداية والنهاية 192/8.
ص: 147
كوفيٌّ، من جديلة قيس ذكره ابن قتيبة مع الشيعة، وإليهم نسبه المزي أيضًا. وروي عن ولده الحسن بن عطية أن أمير المؤمنين سماه باسمه، وروی ابن سعد أن عطية قال : (لما ولدت أتى بي أبي عليا فأخبره، ففرض لي في مائة، ثم أعطى أبي عطاياي فاشترى أبي منها سمنا وعسلاً).
وه و بحسب ما نقله الشيخ الغروي عن كتاب بلاغات النساء أنه روى خطبة الزهراء عليها السلامعن عبد اللّه بن الحسن (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عن أبيه عن الحسن عن أمه الزهراء.
ذكر المزي أنه روى عن زيد بن أرقم وعبد اللّه بن عمر، وعبد اللّه بن عباس، وذكر من روى عنه، واتهمه غالبية من ذكرهم من المحدثين بالضعف، وكيف لا یرمی به وهو من أصحاب علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وشيعته بالكوفة؟!
كان فقيهاً زمن الحجاج، وخرج مع ابن الأشعث، وهرب إلى فارس بعد هزيمة جيش بن الأشعث، وكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن ادع عطية فإن لعن علي بن أبي طالب وإلا فاضربه أربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج فأبى عطية أن يفعل فضربه أربعمائة سوط، وحلق رأسه ولحيته، فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية إليه، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق، فكتب إليه عطية يسأله الإذن له بالقدوم فقدم الكوفة فلم يزل بها إلى أن توفي سنة إحدى عشرة ومائة، نال ابن سعد كان ثقة، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به وذكره مع الطبقة الثانية من التابعين على الرغم من روايته عن زيد بن أرقم وعبد اللّه بن عباس، وعبد اللّه بن عمر وغيرهم بحسب المزي، وروى عنه جمهور من التابعين منهم : أبان بن تغلب، وإدريس بن يزيد الأودي، وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم كثر ذكرهم المزي.
ذكر الشيخ الطوسي عطية العوفي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال: يعرف بالبكالي بطن من همدان وإذا صحت رواية ابن سعد حول
ص: 148
ولادته، فقد تكون روايته عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أبيه.
* الطبقات 304/6، المعارف 518 رجال الطوسي 84/75، تهذيب الكمال 20/ 145 برقم 3956، 624 تهذيب التهذيب 7/ 200 برقم 414، الإفصاح 155/3 – 156، موسوعة التاريخ الإسلامي 63/4.
كوفيٌّ أعمى، كان من الموالين لعثمان بالكوفة أثناء خلافة أمير المؤمنين، وكان (عَلَيهِ السَّلَامُ) استعمل يزيد بن الحجية التيمي على الري ودستبى، فسرق الخراج فحبسه ويبدو أنه جعل مولاه سعدًا حارسًا عليه، فأفلت في غفلة من حارسه وهرب إلى معاوية، فدعا عليه أمير المؤمنين بقوله : (اللّهم إن يزيد بن حُجيَّة هرب بمال المسلمين ولحق بالقوم الفاسقين، فاكفنا مكره وكيده واجزه جزاء الظالمين)، فرفع القوم أيديهم يؤمنون. وكان عفاق في المسجد فقال : تربت أيديكم أعلى أشرافنا تدعون! فقاموا إليه فضربوه حتى كاد يهلك. فقام زياد بن خصفة - وكان من شيعة علي - فقال : دعوا لي ابن عمي، فقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): دعوا للرجل ابن عمه، فتركه الناس.
وروى ابن أبي الحديد أيضًا أنه كان يمر بالقوم فيقول : اللّهم إني منهم بريء، ولابن عفان ولي، فيقولون: اللّهم إنا لعليّ أولياء، ومن ابن عفان برآء ومنك يا عفاق. ونقل الغروي عن البلاذري أن عفاقًا ممن تسلل إلى معاوية وبايعه.
* شرح نهج البلاغة 298/4 موسوعة التاريخ الإسلامي 5 / 460.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن عمر بن الخطاب. وسمع منه هارون بن عبد اللّه.
* الطبقات 146/6 التاريخ الكبير 75/7 برقم 342.
ص: 149
كوفيٌّ، روى عن أبيه، وقد مرت ترجمته أخوته حمزة، ويعفور، وعروة، وطريف، وقد ترجمنا لمن قبر منهم بالكوفة، وروى العقار عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وهو ثقة عند العجلي، وذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين لروايته عن أبيه وغيره، وقال: روى عنه مجاهد، وحسان بن أبي وجزة. وذكره ابن سعد الطبقة الثانية.
* الطبقات 269/6، الجرح والتعديل 42/7 برقم 236، الثقات،287/5، تهذيب الكمال 186/20 برقم 3969، تهذيب التهذيب 211/7 برقم 428.
كوفيٌّ، لم أقف على اسم أبيه ولا على نسبه، وذكر أنه مولى أدلم بن ناعمة الحضرمي، روى عن الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وعنه عبد الملك بن الحارث، وذكر الشيخ الطوسي بين أصحاب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عقبة بن سمعان، وذكر السيد الخوئي أنه استشهد بين يدي أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: وعن بعض المؤرخين من العامة فرَّ من الموقعة فنجا، وذكر أيضًا علقمة مجردًا، وقال روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* التاريخ الكبير 436/6 رقم 2907، الثقات 5/ 229، رجال الطوسي 27/104 معجم رجال الحديث 164/12، 169 برقم 7724، 7763.
كوفي، روى عن ابن عمر وعنه شعبة بن الحجاج والفرات بن الأحنف، قيل عنه : ثقة صدوق.
* التاريخ الكبير 433/6 برقم 2893 الجرح والتعديل 6/ 309 برقم 1723، الثقات 226/5، تهذيب الكمال 20/ 194 برقم 3974.
ص: 150
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كان معه في معركة صفين وهو أحد شهود وثيقة التحكيم من أصحابه وذكره الشيخ الطوسي ولم ينسبه، ولم أقف له على دور أو خبر من بعد.
* وقعة صفين 507، رجال الطوسي 34/72.
كوفي، ذكر أنه روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان معه في معركة الجمل، وروى عنه غير واحد أنه سمعه قال : (طلحة والزبير جاران في الجنة)، وحول الحديث قال المزي: روي لنا من علو. روى عنه النظر بن منصور العنزي وعبد اللّه بن عبد اللّه الرازي. وعقبة ضعيف عندهم بين الضعف، وهو بزعمهم (مثل الأصبغ بن نباتة وأبي سعيد عقيصا، متقاربان في الضعف)، وردد القول ابن حجر والذهبي. وروى الحديث السابق الترمذي عنه.
* الجرح والتعديل 313/6 برقم 1743، تهذيب الكمال 20 / 213 برقم 3983، میزان الاعتدال 87/3 برقم 5693، تهذيب التهذيب 220/7 برقم 446.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروي عنه أنه سمعه يقول : (التاجر فاجر إلا من أخذ الحق وأعطاه). ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه أيضًا، وقال: (دينار، يكنى أبا سعيد ولقبه عقيصا لقب بذلك لشعر قاله). وعاد فذكره مع أصحاب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكره الشيخ المفيد من أصحابه (عَلَيهِم السَّلَامُ) أيضًا.
وروي أنه قال للحسن بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): (يابن رسول اللّه لم
ص: 151
داهنت معاوية وصالحته؟ وقد علمت أن الحقَّ لك من دونه، وأن معاوية ضال باغ) فوضح له ما التبس عليه.
وذكر ابن حبان أنه صاحب الكراش -،كذا وصوابه -خراش وقد قيل : إن اسم أبي سعيد عقيصا دينار.
وقال السيد الخوئي روى عن الحسنين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وذكره العلامة الحلي باسم عقيان، وقال: من بني تيم اللّه بن ثعلبة.
وهو في وقعة صفين أبو سعيد التيمي المعروف بعقيصا، روى عنه نصر قوله : (كنا مع علي في مسيره إلى الشام حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السود عطش الناس واحتاجوا إلى الماء، فانطلق بنا علي حتى أتى بنا على صخرة ضِرس - الأرض الخشنة - من الأرض كأنها ربضة عنز - جثتها إذا برکت - فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء فشرب الناس منه وارتووا، قال: ثم أمرنا فأكنأناها عليه قال وسار الناس حتى إذا مضينا قليلاً قال علي : هل منكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين. قال : فانه للقوا إليه. قال : فانطلق منا رجال ركبانًا ومشاة، فاقتصصنا الطريق إليه حتى انتهينا إلى المكان الذي نرى أنه فيه. قال : فطلبناها فلم نقدر على شيء، حتى إذا عيل علينا انطلقنا إلى دير قريب منا، فسألناهم : أين الماء الذي عندكم؟ قالوا ما قربنا ماء قالوا : بلى، إنا شربنا منه فقالوا : أنتم شربتم من؟ قلنا : نعم. قال صاحب الدير : ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء، وما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي)، ويبدو أنه مولى لتيم. روى نصر أنه قتل بصفين (المسيب بن خداش من تيم الرباب، ودينار عقيصا مولاه).
وضعفه أهل الحديث ونقل الذهبي عن ابن معين قوله: (رشيد الهجري سيئ المذهب، وعقيصا شر منه) ؛ ومثل هذا كثير في كتبهم مع الخاصة من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وتكفي تهمة التشيع لإضعاف الرواية وإسقاطها أحيانًا.
ذكره البخاري وقال : سمع عليًّا وعمارًا وعنه الأعمش ومحمد بن
ص: 152
جحادة وفطر ولم يذكره بسوء كما فعل غيره.
* وقعة صفين 145، 267، الطبقات 240/6. التاريخ الكبير 90/7 برقم 406، الثقات 286/5، الاختصاص 8، رجال الطوسي 1/63، 1/102، میزان الاعتدال 88/3 برقم 5701، خلاصة الأقوال 308، نقد الرجال 227/2 معجم رجال الحديث 22/ 185 موسوعة التاريخ الإسلامي 504/5.
لم أقف على اسم أبيه وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وعقيل، وإن لم يذكره الشيخ مع من سكن الكوفة أو غيرها، فإن الغالب على الظن أنه من أهلها لأن خزاعة قد استوطنتها.
* رجال الطوسي 97/76 نقد الرجال 209/3.
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، روي أنه فارس أهل الكوفة الذي لا ينازع ؛ أمَّره (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حرب الجمل على رجالة أسد، وهو الذي قتل محمد بن طلحة في تلك المعركة، وكان عابدًا ولَسِنا مفوها.
شارك بجانب الأمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) في معركة صفين، وقال له: (يا أمير المؤمنين، إن في أيدينا عهدًا من اللّه لا نحتاج فيه إلى الناس، وقد ظننا بأهل الشام الصبر وظنُّوه بنا فصبرنا وصبروا. وقد عجبت من صبر أهل الدنيا لأهل الآخرة، وصبر أهل الحق على أهل الباطل ورغبة أهل الدنيا، ثم نظرت فإذا أعجب ما يعجبني جهلي بآية من كتاب اللّه : «أَلَمْ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّه الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [الحَجّ : 63]، وأثنى عليه علي خيرًا)، وكان فارس أهل الشام الذي لا ينازع عوف بن مجزأة المرادي الكوفي المكنى أبا أحمر، فخرج يطلب مبارزا في معركة صفين، وكان قد قتل نفرًا من أهل العراق، فبرز إليه العكبر وهو يقول :
ص: 153
الشام محل والعراق تُمطَرُ***بها الإمام والإمام مُعذِر
والشام فيها للإمام مُعْوِرُ***أنا العراقي واسمي العَكَبَرُ
ابن جدیر وأبوه المنذر***ادن فإني للكميّ مُصْحِرُ
فاطًاعنا فصرعه العكبر، وقتله، ومعاوية على تل في ناس من قريش، ولم يكتف العكبر بقتل المرادي وإنما وجه فرسه نحو معاوية، وهو يضربه بالسوط، فقال معاوية: هذا رجل مغلوب على عقله أو مستأمن فاسألوه وحاول رجل أن يسأله فناداه فلم يجبه ومضى مبادرا يطعن في أعراض الخيل حتى انتهى إلى معاوية وهو يرجو أن يفرد له، وقتل رجالاً، وقام القوم من دون معاوية بالسيوف، فلما لم يصل إليه نادى : (أولى لك يا ابن هند، أنا الغلام الأسدي، فرجع إلى علي فقال له: ماذا دعاك إلى ما صنعت يا عكبر، لا تلق نفسك إلى التهلكة. قال أردت غرة من ابن هند، وكان شاعرًا، وله بمناسبة قتل المرادي قصيدة ذكرها نصر).
* وقعة صفين 450 – 453، الجمل 321.
ذكر الطبري أن الخليفة أبا بكر بعث العلاء الحضرمي لقتال أهل الردة بالبحرين، وخرج معه العلاء بن عمرو، وروى حكاية حدثت أثناء مسيرهم في الصحراء تدخل من باب المعجز، حول هروب دواب_ه_م ع_ن_د ن_زول_ه_م، واكتشافهم عين ماء في الصحراء وعودة دوابهم إليهم، واختفاء الماء بعد اكتفائهم منه وخروجهم عنه، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
• تاريخ الطبري 2 / 286 - 287،، رجال الطوسي 68/75، نقد الرجال 213/3.
ص: 154
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين كان حسن الصوت عابدًا فقيهًا، وكان عبد اللّه إذا سمع علقمة يقرأ قال : اقرأ عَلْقَمَ فداك أبي وأمي، وكان يأمره أن يُقرئ بعده، وهو خال إبراهيم النخعي، روى عنه ابن سعد بسنده عن عامر قال : أقمت مع علقمة بمرو سنتين يصلي ركعتين، وشارك في غزو بلنجر. وذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة وقال كان من أشبههم بعبد اللّه بن مسعود هديًا ودلّاً، وغزا خراسان، وأقام بخورزم سنتين، ودخل مرو، وأقام بها مدة يصلي ركعتين. وقد أشاد به من ترجم له إشادة رفعته إلى أعلى مقامات التابعين.
نقل الشيخ الغروي عن أنساب الأشراف أن الأشتر بعد توليته أبي موسى الأشعري على الكوفة وحذيفة بن اليمان على خراج السواد بعث رسالة مع علقمة بن قيس وخارجة بن الصلت البرجمي وغيرهما إلى الخليفة عثمان يطلب منه إن يتوب ويبعد ولاته عنهم ويعلمه بتولية أبي موسى وحذيفة بن اليمان، فلما أبلغوه الكتاب قال : اللّهم إني تائب ثم كتب إلى حذيفة وأبي موسی.
وفي طريقه إلى حج بيت اللّه الحرام مرَّ بالربذة فشارك مع جمع كانوا معه ذكرهم الطبري في دفن أبي ذر الغفاري بالربذة، سنة اثنتين وثلاثين.
ويبدو أن علقمة كان مع الناقمين على سياسة عثمان، فقد نقل الشيخ الغروي عن أنساب البلاذري أن الأشتر حين عاد إلى الكوفة، وولّى عليها أبا موسیالأشعري، وعلى سوادها حذيفة بن اليمان بعث برسالة مع علقمة بن قيس، وخارجة بن الصلت البرجمي، وعبد اللّه بن يزيد الجعفي، ومسروق الأجدع، ويزيد بن قيس الأرحبي إلى الخليفة عثمان يطلب منه تولية الأشعري وحذيفة فلما أبلغوه الكتاب وقرأه قال : (اللّهم إني تائب! ثم كتب إلى حذيفة وأبي موسى إنكما لأهل الكوفة رضا، ولنا ثقة فتوليا أمرهم، وقوما به بالحق، غفر اللّه لنا ولكم).
ص: 155
والظاهر أن علقمة كان بالمدينة حين تأججت الأحداث التي انتهت بمصرع الخليفة عثمان ولم يعد إلى الكوفة من فوره، فقد روى الشيخ المفيد بسنده عن أنه قال : أرسلت أم حبيبة بنت أبي سفيان إلى علي وهو قاعد في المسجد أن أمن لي خاصتي ومن في الدار من أهلي فقال : الناس كلهم آمنون إلا الشقي ابن أبي العاص).
وعلى الرغم من عدم وقوفي على ما يؤيد مشاركته في معركة الجمل فإن مشاركته بها راجحة عندي وقد شهد صفين وقاتل حتى خضب سيفه دما، وروى ابن قتيبة عن الشعبي، أنه قاتل يوم صفين حتى عرج، وقتل أخوه أُبَيُّ بن قيس، وكان مع قراء أهل العراق فيها، وذكر نصر والطبري أن أبا قيس أبيًا أخا علقمة استشهد بها وأن علقمة قطعت رجله فيها، وكان يقول : (ما أحب أن رجلي أصح ما كانت؛ لما أرجو بها من حسن الثواب من ربي). وقد ذكره ابن طاووس بين عشرة من ثقاة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
قال عنه ابن حبان (كان راهب أهل الكوفة عبادة وعلما وفضلاً وفقها وكان من أشبههم بابن مسعود هديًا ودلّاً) وإلى مثل هذا ذهب آخرون ذكرهم ابن حجر. ونقل عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه قال: أدركت ناسا من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يستفتونه.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : قتل بصفين، وأخوه أبي بن قيس والذي استشهد فيها أخوه، وليس هو. توفي بالكوفة اثنتين وستين وله من العمر تسعون سنة وكان ثقة كثير الحديث وقال ابن حبان مات سنة اثنتين وستين، وذكر ابن الأثير أن وفاته كانت سنة إحدى وستين وذكر السائح الهروي أنه مات بالكوفة.
ذكر ابن حجر روايات عدة في سنة وفاته فعن ابن معين وغير واحد توفي سنة اثنتين وستين وقيل ثلاث وقيل خمس، وقيل سنة اثنتين وسبعين، وقيل ثلاث وله تسعون سنة. له ترجمة في كتابنا رجال من ثوية الكوفة.
ص: 156
* الطبقات 86/6-92، المعارف 431، 583 تاريخ الطبري 2/ 628، 630، 93/3، وقعة صفين 188، 287، 509، الثقات 2085، مشاهير علماء الأمصار 161 برقم 741، الجمل،209 رجال الطوسي،119/77، تهذيب التهذيب 7/ 244، برقم 485، كشف المحجة 174 الكامل 132/3، 134، 307، 101/4، الزيارات الاعتدال 221/4 نقد الرجال 216/3 موسوعة التاريخ الإسلامي 400/4.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين؛ سمع أباه، وذكر أبو حاتم الرازي أنه سمع أيضًا المغيرة بن شعبة، وطارق بن زياد، وعنه عبد الملك بن عمير وعنه أيضًا عند المزي إسماعيل بن سالم، وجامع بن مطر، وأخوه عبد الجبار بن وائل، وابن أخيه سعيد بن عبد الجبار، وغيرهم.
ذكره ابن سعد الطبقة الثالثة من التابعين وقال عنه : كان ثقة قليل الحديث.
* الطبقات 4126، التاريخ الكبير 7/ 41 برقم 178، الجرح والتعديل 4506 برقم 2260، الثقات 312/5، تهذيب الكمال 312/20 برقم 4020.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن أبي جحيفة، وعنه منصور والثوري وشعبة وغيرهم ترجم له المزي، وذكر من روى عنهم ورووا عنه وثقه أهل الحديث.
* التاريخ الكبير 261/7 برقم 2345، الثقات 162/5، تهذيب الكمال 323/20 برقم 4026، تهذيب التهذيب 251/7 برقم 494.
ص: 157
أحد بني والبة ذكره ابن سعد ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى، قيل: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وزيد بن أرقم، وعبد اللّه بن عمر، كان ثقة معروفًا. وذكر المزي غيرهم من روى عنهم ورووا عنه. وعدَّه ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: من جلة الكوفيين، وقدماء مشايخهم، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال : كان من العباد. وقد ذكره في موضعين الأول : باسم علي بن ربيعة الوالبي الأسدي والثاني باسم: علي بن ربيعة الأسدي.
ومن طريف ما ورواه ابن أبي الحديد أن أحد أمراء الكوفة ضرب على الناس بعثًا، فقال سهم بن طريف لعلي بن ربيعة وهو من محبي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : اذهب إلى الأمير فكلِّمه في أمري ليعفيني، فأتى ابن ربيعة الأمير وقال له : إن سهمًا أعمى فأعفه قال : قد عفيته فلما التقيا قال : أخبرت الأمير أنك أعمى، وإنما عنيت عمى القلب.
* الطبقات 226/6، التاريخ الكبير 6/ 273 برقم 2385، الثقات 160، مشاهير علماء الأمصار 167 برقم 773، رجال الطوسي 15/71، 75/75، تهذيب الكمال 20 /431 برقم 3068، شرح نهج البلاغة 308/4، تهذيب التهذيب 281/7 برقم 542.
روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وابن مسعود وروى عنه سالم بن أبي الجعد. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأسًا، وقال البخاري : في حديثه نظر وقال ابن حجر ذكره العقيلي وابن الجارود في الضعفاء تبعًا للبخاري.
* التاريخ الكبير 289/6 برقم 2429، الثقات 163/5، تهذيب الكمال 71/21 برقم 4109 تهذيب التهذيب 319/7 برقم 591.
ص: 158
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين مع من وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وإلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي، ويبدو أنه كان معه بصفين، فقد روى نصر عنه أنه قال : (لما كتبت الصحيفة دعي لها الأشتر فقال: لا صحبتني يميني ولا نفعتني بعدها الشمال إن كتب لي في هذه الصحيفة اسم على صلح ولا موادعة). وقال البخاري وروى عنه أنه قال: (خيرني علي (رضي اللّه عنه)، فاخترت أمي، فجعلني معها) والرواية إن صحت، قد تبعد مشاركته بمعركة صفين، أو يكون لها تفسير آخر.
* الطبقات 227/6 وقعة صفين 511، التاريخ الكبير 497/6 برقم 3098، الثقات 242/5 رجال الطوسي 91/76، نقد الرجال 320/3.
من رجال الشيعة الشجعان بالكوفة بايع مسلم بن عقيل، وهو ممن أخذ البيعة للحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيها، وخرج مع مسلم لنصرته، فلما تخاذل الناس عنه، وخرج محمد بن الأشعث تلبية لأمر عبيد اللّه بن زياد ليأتي بمسلم من بيت طوعة، وقف في دور بني عمارة، فخرج عمارة وعليه سلاحه، فتمكن منه ابن الأشعث وبعث به إلى ابن زیاد فحبسه وبعد استشهاد مسلم أحضره، وحين علم أنه من الأزد طلب من جلاوزته أن يضربوا عنقه بين ظهرانيهم.
* تاريخ الطبري 276/4، 285.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال روى عن ابن مسعود، وعنه أهل الكوفة وترجم له في موضع آخر وقال وعنه أيضًا أبو إسحاق السبيعي. ذكره ابن حجر، وقال: روى عن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولم يذكر غيره، وكذلك ذكر البخاري وعنه السبيعي وقال : ولم يرو عنه غيره،
ص: 159
وذكر أبو حاتم الرازي أن الجوزجاني قال عن :أحمد مستقيم الحديث وقال أبو حاتم : سألت أبي عنه فقال : شيخ مجهول لا يحتج بحديثه. ونقل عبارته الذهبي، وقال ابن حجر: ووقع في المستدرك روايته عن حذيفة. وروى عنه وعن هبيرة بن مريم وهانئ بن هانئ أنهم سمعوا عليًّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : أرسلت فاطمة لما أصابها الجهد فقلت : اذهبي إلى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أبيك واسأليه خادمًا، فاستحيت وشق عليها قالت : اذهب معي. فلم تزل بي حتى ذهبت معها ؛ فسألناه خادمًا فقال : «لا بل أعلمكما ما هو خير لكما من خادم نسبحان عند نومكما ثلاثا وثلاثين وتحمدان ثلاثا وثلاثين، وتكبران أربعا وثلاثين فإنهم مائة على اللسان»، قال زهير: وأرى قال: «كذا وكذا في الميزان»، قال علي: فما تركت أن أقولهن عند منامي. قال رجل : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين وللحديث رواية أخرى لا تبتعد عن هذه. ذكره المزي باسم عمارة بن عبد الكوفي، وحصر روايته بأمير المؤمنين أيضًا، وقال عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يرو عنه غيره، روى له النسائي حديثا في (مسند علي). وانظر ترجمة عمارة بن عبد السلولي.
* التاريخ الكبير 501/6 برقم 3113 الجرح والتعديل 6/ 367 برقم 2023، الثقات 241/5، 244، تهذيب الكمال 253/21 برقم 4190 تهذيب التهذيب 7/ 368 برقم 684، ميزان الاعتدال 3/ 177 برقم 6030.
كذا ورد اسم أبيه في الطبقات والكامل ولكن المحقق أشار في الحاشية إلى نسخة فيها عبيد بدلاً من عبد، وهو عبيد عند الطبري. ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وحذيفة.
أحد رسل أهل الكوفة إلى الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)؛ قدم عليه رفقة قيس بن مسهر الصيداوي وقد - مرَّ - وعبد الرحمن بن عبد اللّه الأرحبي - ومرَّ - وحملوا معهم نحوًا من ثلاث وخمسين صحيفة كل صحيفة بلسان رجل أو
ص: 160
رجلين أو أربعة رجال بحسب الطبري، وسبق ذكر رسالتهم التي حملوها إلى الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ). وعاد عمارة رفقة مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه، ومعهما قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد اللّه وكلهم حملوا رسائل أهل الكوفة للحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وذكر الطبري وابن الأثير أن هانئ بن عروة مرض فأتاه عبيد اللّه بن زیاد يزوره (فقال له عمارة بن عبد السلولي : إنما جماعتنا وكيدنا قتل هذا الطاغية وقد أمكنك اللّه فاقتله، فقال هانئ ما أحب أن يقتل في داري).
ولم أقف على ذكر له من بعد ولا أظنه نجا من عبيد اللّه بن زیادوزبانيته.
* الطبقات 227/6 تاريخ الطبري 227/3، 278، 283، الكامل 26/4.
روى عن ابن عمر والأسود بن يزيد وعمرو بن شريح، وشريح بن عبد الرحمن وغيرهم، عنه منصور والأعمش والحكم بن عتيبة، وثقه الرازي.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى لروايته عن ابن عمر، وذكره ابن سعد مع من روى عن ابن عمر وطبقته، ولكنه عده من الطبقة الثانية.
* الطبقات 2886، التاريخ الكبير 499/6 برقم 3105 الجرح والتعديل 366/6 برقم 2022. الثقات 243/5، تهذيب الكمال 256/21 برقم 4193.
كوفيٌّ، روى عن ابن عمر وعنه ابنه حماد وشريك النخعي، وقال أبو حاتم الرازي: هو عمران بن عبد اللّه بن كيسان سمع ابن عمر وسفينة مولى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعنه شريك وابنه حماد.
* التاريخ الكبير 415/6 برقم 2827 الجرح والتعديل 6 / 300 برقم 1664، الثقات 223/5.
ص: 161
454. عمران بن أبي الجعد
ذكر البخاري أنه روى عن ابن مسعود، وابن عمر، وإلى ذلك ذهب الرازي، ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثانية من الكوفيين، أخوته سالم وعبيد وزياد ومسلم، وقد ترجمنا لهم.
* الطبقات 291/6 التاريخ الكبير 414/6 برقم 2826، الجرح والتعديل 6/ 295 برقم 1638.
كوفي، ذكره البخاري وابن حبان وقالا: روى عن ابن عباس، وعنه سلمة بن كهيل وحصين. ترجم له المزي وقال : روى عن عبد اللّه بن الزبير، وعبد اللّه بن عباس، وعبد اللّه بن عمر، وهو صالح الحديث عند أبي حاتم، وروى له مسلم والنسائي.
* التاريخ الكبير 411/6 برقم 2813، الثقات 219/5، تهذيب الكمال 22/ 313 برقم 4483.
أما أبوه فقد مرت ترجمته مع الصحابة، وأما هو فقد ذكره المزي وقال : أحد المجاهيل، روى عنه زياد بن عمرو الجملي، وروى له النسائي حديثًا عن أم المؤمنين ميمونة (أنها كانت تدان دينًا، فقال لها بعض أهلها : لا تفعلي، وأنكر عليها، فقالت: بلى، إني سمعت نبيي وخليلي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : «ما من مسلم يدان ديا يريد أداءه إلا أداه اللّه عنه أداءه إلا أداه اللّه عنه في الدنيا») ورواه ابن ماجة. وذكر الحديث بن حجر، وقال أيضًا ذكره ابن حبان.
قتله مصعب بن الزبير صبرًا بعد مصرع المختار وأصحابه.
* تهذيب الكمال 317/22 برقم 4485، الكامل 280/4، ميزان الاعتدال 235/3 برقم 6276، تهذيب التهذيب 8/ 111 برقم 219.
ص: 162
كوفي، كان ممن شارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين، ونهب بعض متاعه، وبعد نجاح المختار في ثورته تمكن منه فقتله سنة ست وستين.
* الكامل 240/4.
ذكر ابن معين أن ابن سعد ولد (عام مات عمر بن الخطاب)، وقال غيره: ولد في عصر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد يكون ما ذهب إليه ابن معين أقرب إلى الصواب، أبوه سعد بن أبي وقاص، ينسب تمصير الكوفة إليه في خلافة عمر بن الخطاب، سنة سبع عشرة، وهو أول ولاتها وبقي عليها إلى أن عزل سنة عشرين للّهجرة، وكان سبب عزله بحسب الطبري أن أهلها اشتكوه إلى الخليفة عمر، وقالوا: لا لا يحسن أن يصلي. وقد استوطن بعض أبنائه الكوفة منهم محمد، ومصعب، وستأتي ترجمتهما.
ويبدو أنه كان مع من سكنها في خلافة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد روى ابن سيرين بحسب ابن الأثير (قال علي لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار!)، ولكن لا تظهر له مشاركة في الأحداث التي سبقت خلافته (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولا في مشاهده.
وروى الطبري أنه حين جاء موعد اجتماع الحكمين بأذرح كان ابن سعد بالمدينة، وألح على أبيه سعد بن أبي وقاص حتى أحضره إليها حيث اجتمع الحكمان قال فندم أبوه وأحرم من بيت المقدس بعمرة.
وحين قرر زياد بن أبيه تسيير حجر بن عدي وجماعته إلى معاوية أشهد عليهم الشهود، فكان عمر بن سعد أحدهم.
وولا شك أن طمعه بولاية أعمى بصره وبصيرته فحين وصل مسلم بن عقيل في ولاية النعمان بن بشير على الكوفة سفيرًا للحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، لأخذ البيعة
ص: 163
من أهلها، كتب عمر بن سعد ليزيد بن معاوية ينبئه بقدوم مسلم، وبضعف واليها لنعمان بن بشير، وبضرورة استبداله بمن يستطيع مواجهة أمر مسلم. ويغلب على الظن أن فعلته تلك كانت بسبب طمعه في أن يوليه يزيد الكوفة، ولكن اللّه خيَّب ظنه فقد ولى عليها عبيد اللّه بن زیاد.
وبعد أن خلصت الكوفة لعبيد اللّه بن زياد كتب عهد عمر بن سعد على الري وسير معه أربعة آلاف من أهل الكوفة كي يسير بهم إلى دستبى بسبب خروج الديلم وتغلبهم عليها فخرج وعسكر بالناس في حمام أعين - وهو بالكوفة نسبة إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص - فلما علم ابن زياد بقدوم الحسين دعا عمر، وأمره بالمسير إليه، وقال له : إذا فرغنا من أمره سرت إلى عملك ؛ فقال له عمر إن رأيت رحمك اللّه أن تعفني فافعل. فقال له ابن زیاد:
(نعم، على أن ترد لنا عهدنا ؛ فقال له عمر بن سعد: أمهلني اليوم حتى أنظر ؛ فاصرف يستشير نصحاءه، فلم يكن يستشير أحدًا إلا نهاه، وجاء حمزة بن المغيرة بن شعبة -وهو ابن أخته - فقال له : أنشدك اللّه يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربك، وتقطع رحمك ! فواللّه لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلها لو كان لك، خير لك من أن تلقى اللّه بدم الحسين! فقال عمر بن سعد : فإني فاعل إن شاء اللّه)، ولكنه لم يفعل.
ويبدو أن قدرًا أشدّ سوادًا من حنك الغراب رافقه، فقد شاع بين طائفة من الناس أنه قاتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قبل واقعة الطف، فقد روى ابن الأثير والمزي أن عبد اللّه بن شريك قال : (أدركت أصحاب الأردية المعلمة وأصحاب البرانس السود من أصحاب السواري - كذا، ولعلهم الذين اتخذوا من سواري المسجد مكانًا لعبادتهم - إذا مرَّ بهم عمر بن سعد قالوا هذا قاتل الحسين، وذلك قبل أن يقتله)، وباتجاه الرواية قال ابن سيرين عن بعض أصحابه بحسب المزي وابن الأثير أيضًا : (قال علي لعمر بن سعد : كيف أنت إذا قمت مقاما تخيَّر فيه بين الجنة والنار فتختار النار!). وروى المزي أيضًا أن
ص: 164
سفيان حدث عن سالم أنه قال : (قال عمر بن سعد للحسين : إن قوما من السفهاء يزعمون أني أقتلك. فقال الحسين: ليسوا بسفهاء، ولكنهم حلماء. ثم قال : واللّه إنه ليقر بعيني أنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلاً)، وصدق أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فلم يتمتع بولاية وما هي إلا سنيات عاشها في خوف ووجل، إلى أن جاء يومه الموعود.
وحين نزل سعد نينوى وهي من سواد الكوفة وفيها كربلاء، بعث للحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، برسولين يسألان عن سبب قدومه الأول : كثير بن عبد اللّه الشعبي، وذكرنا في ترجمته ما دار من حوار والثاني: قرة بن قيس الحنظلي، فلما أبلغه رسالة عمر قال : كتب إلي أهل مصركم هذا أن أقدم فأما إذا كرهتموني فأنا أنصرف عنهم ؛ فانصرف إلى عمر بن سعد وأخبره، فقال عمر بن سعد: إني لأرجو أن يعافيني اللّه من حربه وقتاله، فكتب إلى بن زياد. وكان لشمر دور آخر – تجده في ترجمته - في وقوع تلك النازلة التي ستبقى تهز الكيان الإسلامي إلى قيام الساعة.
أما ابن سعد فإنه بعد تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها لأجل حطام لم ينله، أرسل رسالة عبيد اللّه بن زياد التي أمره فيها بقتال الحسين إلى المدينة عبيد اللّه بن زیاد ظنّا منه أنها ستغسل العار الذي لطخ به تاريخ بيت أبي وقاص، فلما طالبه بها زياد ظنًا منه أنه يستطيع إخفاء جريمته كي يحملها غيره قال: (تركتْ واللّه تقرأ على عجائز قريش اعتذارًا إليهن بالمدينة، أما واللّه لقد نصحتك في حسين نصيحة لو نصحتها أبي سعد بن أبي وقاص كنت أديت حقه، قال عثمان بن زياد أخو عبيد اللّه صدق واللّه لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خِزامة إلى يوم القيامة وأن حسينًا لم يقتل).
ومما رواه الطبري أن الحر بن يزيد الرياحي سأل عمر بن سعد فقال: أصلحك اللّه مقاتل أنت هذا الرجل؟ فقال : (إي واللّه قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي... ).
وناشد الحسین (عَلَيهِ السَّلَامُ) ابن سعد وزبانيته شمر بن ذي الجوشن، وحصين
ص: 165
بن تميم أن يسيروه إلى يزيد بن معاوية فامتنعوا إلا على نزوله عند حكم ابن زياد، فلما سمعه_ الحر بن يزيد الحنظلي، وكان فيمن بعثه ابن زياد على الخيل، قال لهم : واللّه لو سألكم هذا الترك والديلم ما حل لكم أن تردوه، ولوی عنان جواده وانحاز إلى معسكر الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فنال عزّ الدنيا ونعيم الآخرة، وذاك مرقده يزار من آلاف مؤلفة من المسلمين، أما ابن سعد فقد قبر في بطون ضباع الكوفة وكواسرها.
وذكر الطبري صفحات كلها في مجد أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأصحابه اضطرت ابن سعد أن يرسل أربعمائة رام يرمونهم بالسهام كي يعقروا خيولهم، لأن خيل ابن سعد لم تصبر أمام بسالتهم وشجاعتهم، وصفحات أخر تحدثت بكل الفخر عن بطولات الحسين وأهل بيته وصحابته وبسالتهم.
وروى الطبري أيضًا أن العقيلة زينب (عَلَيهَا السَّلَامُ) خرجت من خدرها حين سقط أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؛ فقالت (ليت السماء تطابقت على الأرض! وقد دنا عمر بن سعد من الحسين ؛ فقالت: يا عمر بن سعد، أيقتل أبو عبد اللّه وأنت تنظر إليه قال الراوي: فكأني أنظر إلى دموع عمر وهي تسيل على خديه ولحيته وانصرف عنها)، فبئس الرجل ذاك الذي حصد خزي الدنيا، واللّه يعلم حجم الجحيم الذي سيشوى به في الآخرة، وهناك صفحات أخر في خزي ذلك الجيش قائدًا ورجالاً الذي لم يكسب من جريمته تلك إلا المذلة والمهانة وعقاب الدارين، وكان من عدل اللّه في قضائه أن تلك الوجوه الدنسة لم يهنأ لها بال بعد مصرع أبي عبد اللّه، وما هي إلا سنيات حتى جاء المختار فاقتص من غالبية من شارك بقتل الحسين وأهل بيته وصحابته.
والرجل الثعلب ماكر سرعان ما تنكر لبني أمية وانحاز بعد موت يزيد إلى آل الزبير، ومن شدة خوفه بعد خروج سليمان بن الصرد وجماعته، كان لا يبيت إلا في قصر الإمارة مع عبد اللّه بن يزيد والي عبد اللّه بن الزبير على الكوفة.
ص: 166
وحين تمكن المختار من الكوفة وفرغ لمن شارك في قتال أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كانت نهايته المخزية فكان من انتقام اللّه سبحانه أن سولت له نفسه البقاء بالكوفة، ولم يهرب مع من نجَّاه الهرب؛ فتمكن منه المختار وأمر بقتله، وجيء برأسه إليه، وكان في مجلسه ابنه حفص، فقتله أيضًا، وأرسل برأسيهما إلى محمد بن الحنفية رضوان اللّه عليه رفقة مسافر بن سعيد الناعطي وظبيان بن عمارة التميمي. تلك كانت وشتان بينها وبين نهاية ولدي عمه عتبة؛ المرقال ونافع، فقد استشهدا مع أمير المؤمنين في أمير المؤمنين في معركة صفين، وكان للمرقال فيها كلَّ المجد، فقد رافق عمار بن ياسر كتفا بكتف إلى أن ذهبا مع كبار الشهداء وأعيانهم، وكان لعمر كل خزي الدهر وعاره، ونار جهنم وبئس المصير.
وعجيب قول العجلي وسكوت المزي عنه : (كان يروي عن أبيه، وهو الذي قتل الحسين وهو تابعي ثقة)!!، وذكر ابن حجر أيضًا أن أبي خيثمة سأل يحيى بن معين عن عمر بن سعد، أثقة هو؟ وكأنه لم يكن على بينة بالجريمة المروعة التي ارتكبها ؛ فأجابه ابن معين (كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!)، وحدث العيزار عن عمر بن سعد، فقام له رجل وقال: (أما تخاف اللّه تروي عن عمر بن سعد فبكى وقال : لا أعود أحدث عنه أبدًا)، وكأنه لم يعرفه من قبل إلا بعد أن نبهه ذلك الرجل الذي يقال : إنه من بني ضبيعة، واسمه موسى.
ومن العجيبات أيضًا أن يذكره العجلي مع ثقاته، ويعتذر له بعذر ما أقبحه ويقول : (مدني ثقة كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى الناس عنه، وهو الذي قتل الحسين قلت كان أمير الجيش، ولم يباشر قتله).
قال خليفة: قتله المختار سنة خمس وستين وقال في موضع آخر سنة ست وستين وعن يحيى بن معين : سنة سبع وستين.
* المعارف 223 - 224 تاريخ الطبري 2/ 477، 516، 3/ 110، 111، 226، 28، 299، 310، 320، 325، 342، 410، 464 – 465، معرفة الثقات 166/2 برقم 1343،
ص: 167
تهذيب الكمال 356/21 برقم 4240 تهذيب التهذيب 396/7 برقم 747، الكامل 239/4-240،242، البداية والنهاية 8 / 186، الإفصاح 234/3-335.
من سكنة الكوفة، كان أحد شهود زياد على حجر بن عدي.
* تاريخ الطبري 227/3.
ذكر الشيخ المفيد أن طلحة والزبير لما كتبا كتائبهما خطب عبد اللّه بن الزبير في معسكرهم بالبصرة؛ فلما بلغ أمير المؤمنين الخبر طلب من ولده الحسن (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) أن يخطب، فخطب، فلما فرغ من كلامه قام رجل يقال له عمر بن محمود فقال شعرًا يمدح الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) على خطبته. وهو عمرو بن أحيحة في شرح النهج، ولاشك أنه شهد الجمل مع علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الجمل 327-328، شرح النهج 116/1. فإن كان هو فانظر ترجمته في موضعها.
كان أخوه عبد الرحمان في صف عبد اللّه بن مطيع العامري والي عبد اللّه بن لزبير، ويبدو أن عمر كان معه فقتل أثناء فقتل أثناء ثورة المختار.
* تاريخ الطبري 458/3، الكامل 235/4.
كر في عن أبي حاتم الرازي وعنده ابن جندب. روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وابن مسعود. وعنه علي بن الأقمر، وأبو إسحاق وهو عمرو بن أبي جندب الهمداني عند ابن حبان، وقال : ويقال : عمر بن جندب أبو عطية الوادعي، وقال : وقيل : اسمه مالك بن أبي جندب كان حيًّا في ولاية مصعب على
ص: 168
العراق. قال ابن حجر الصواب هو غير أبي عطية الوادعي. مات في ولاية مصعب بن الزبير.
* التاريخ الكبير 320/6 برقم 2518، الجرح والتعديل 6/ 224 برقم 1241، الثقات،170/5 تهذيب التهذيب 12/8 برقم 19.
ذكره الشيخ الطوسي في باب الكنى من كتابه، وقال: دفع إليه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) راية هذيل يوم خرج من الكوفة إلى صفين، ولم أقف على خبره في كتاب نصر بن مزاحم.
* رجال الطوسي 40/88 نقد الرجال 322/3.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وذكر المزي أن أبا قرة اسمه سلمة بن معاوية بن وهب وروى عنه أنه قال: (جاءنا كتاب عمر بن الخطاب إن أناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا في سبيل اللّه، ثم يخالفون فلا يجاهدون فمن فعل ذلك منهم فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ) وهو عند أبي حاتم الرازي ليس به باس وأبوه من أصحاب سلمان. وذكر الطبري أنه شريف من بيت قديم، وكان مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، ويبدو من رواية ذكرها الطبري أن الحجاج أمنه، ثم عاد فقتله، فقد ذكر أن الحجاج حين أدخلوا عليه الأسرى أمر بضرب أعناقهم وقتل بقيتهم، وقد كان أمن عمرو... فقال : (يا عمرو كنت تفضي إلي وتحدثني.. أنك ترغب عن ابن الأشعث، وعن الأشعث قبله ثم تبعت عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، واللّه ما بك عن اتباعهم رغبة ولا نعمة عين لك ولا كرامة).
وبحسب المزي فإنه روى عن حذيفة وسلمان وعمر بن الخطاب، وعنه أبو إسحاق الشيباني، وعمر بن قيس الماصر.
ص: 169
ورري أن الخليفة عمر بن الخطاب ولاه قضاء الكوفة سنة 17ه_، وقيل : هو أول قضاتها وإذا صحت الرواية تكون ولادته في حياة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، إلا أن أحدًا لم يذكره مع الصحابة.
* الطبقات 148/6 التاريخ الكبير 364/6 برقم 2651، الجرح والتعديل 235/6 برقم 1303، الثقات 181/5، تاريخ الطبري 3/ 644، تهذيب الكمال 22/ 191 برقم 4432، قضاة الكوفة 1/ 32.
من أصحاب الإمام، وقاتل معه بصفين، وأسره وقاتل معه بصفين، وأسره جيش معاوية، مع عدد من الأسرى. تروى عنه رواية طريفة جديرة بالذكر لدلالتها على ذكائه ؛ فقد قال عمرو بن العاص لمعاوية : اقتلهم. فقامت إليه بنو أود فقالوا : هب لنا أخانا. وقبل أن يتخذ معاوية قرارًا بصدده قام عمرو بن أوس، وقال لمعاوية : إنك خالي فلا تقتلني. فقال معاوية : دعوه فلعمري إن كان صادقًا ليستغنين عن شفاعتكم، وإن كان كاذبًا فإن شفاعتكم لمن ورائه فقال له معاوية : من أين أنا خالك ؟ فما بيننا وبين أود من مصاهرة فقال : فإذا أخبرتك فهو أماني؟ قال : نعم قال : أليست أم حبيبة ابنة أبي سفيان زوجة النبي صلوات اللّه وسلامه عليه وهي أم المؤمنين؟ قال بلى قال : فأنا ابنها، وأنت أخوها فأنت خالي فقال معاوية ما له للّه أبوه، ما كان في هؤلاء الأسرى أحد يفطن لها غيره، وخلى سبيله ذكر الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عمارة بن أوس من دون نسبة فكأنه هو.
* وقعة صفين 518 رجال الطوسي 68/74.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى، وروى عنه أنه قال : (رأيت عليّا بالمدائن أتي ببغلة دهقان فلما وضع يده على قربوس السرج زلّت فقال : ما هذا؟ قالوا : ديباج. فأبى أن يركبها).
* طبقات 244/6، التاريخ الكبير 6 / 316 برقم 2508، الثقات 171/5.
ص: 170
هو من قادة الفتح، استخلف سنة اثنتين وعشرين على الماهين - لعلها المائين، وهي بلدة بنواحي شيراز - وهو من الأنصار الذين بايعوا عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كما ذكر الشيخ المفيد وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقد ترجح كوفيته لسببين؛ الأول : إن غالبية من شارك في جيوش الشرق كان له مقام بالكوفة ولاسيما من سبق منهم الثاني : إن غالبية من خرج مع أمير المؤمنين من المدينة هم من الأنصار.
* تاريخ الطبري 535/2 الجمل 106، رجال الطوسي 74 / 63 معجم البلدان 50/5 نقد الرجال 327/3.
كوفي، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وابن عباس وابن عمر، وعنه أبو إسحاق السبيعي، وعبد اللّه بن المقدام، وروى له المزي حديثًا عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حول بعثه إلى اليمن، ولم يذكره.
ذكره البخاري أيضًا، وقال: روى عن ابن عمر وابن عباس، ولم يشر إلى روايته عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : عنه عبد اللّه بن المقدام.
وقال ابن حبان: وهو الذي يقال له عمرو بن حريش وقال المزي: وقد فرق بينهما غير واحد، وروى النسائي لعمرو في (خصائص علي).
* التاريخ الكبير 322/6 برقم 2526، الثقات 173/5، تهذيب الكمال 356/21 برقم 4343 تهذيب التهذيب 15/8 برقم 24.
كوفيٌّ، وهو أحد شهود زياد على ابن حجر وجماعته. وذكر الطبري أنه بعد بيعة يزيد بن معاوية كتب هو وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم، وعزرة بن قيس، ومحمد بن عمير التميمي رسالة إلى أبي عبد اللّه
ص: 171
بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهي : (أما بعد فقد اخضر الجناب، وأينعت الثمار، وطمَّت، لجمام فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة).
وحين سأله عبيد اللّه بن زياد عن هانئ بن عروة بعد أن انقطع اعتذر عنه بمرضه. وذكر الشيخ المفيد أن ابنة عمرو بن الحجاج رويحة بنت عمر كانت تحت هانئ بن عروة وهي أم ولده يحيى.
ولما بلغه أن هاننا قد قتل أقبل في مذحج وأحاط بقصر الإمارة، ومعه جمع عظيم بحسب الطبري، (ثم نادى : أنا عمرو بن الحجاج، وهذه فرسان مذحج ووجوهها، لم نخلع الطاعة، ولم نفارق الجماعة، وقد بلغهم أن صاحبهم يقتل، فأعظموا ذلك.. فقال ابن زياد لشريح القاضي : ادخل على صاحبهم فانظر إليه ثم اخرج فأعلمهم أنه حي لم يقتل، وأنك قد رأيته). ففعل ما أمره به ابن زياد، وخرج فأخبرهم فرجعوا.
وعجيبة أقدار اللّه سبحانه وتعالى، فمن متقرب إلى بيت النبوة بمكاتبة أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إلى محرض على قتاله ومشارك في قتل أصحابه، واتهامه بالمروق ؛ ويصل الأمر به إلى أبعد من هذا فقد أرسله عمر بن سعد (على خمسمائة فارس، فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء أن يسقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث). وحين عبأ عمر بن سعد جيشه وضعه علی میمنته روى الطبري بسنده، قال الزبيدي: (إنه سمع عمرو بن الحجاج حين دنا من أصحاب الحسين يقول يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين، وخالف الإمام. فقال الحسين : يا عمرو بن الحجاج، أعلي تحرض الناس؟ أنحن مرقنا وأنتم ثبتُم عليه؟ أما واللّه لتعلمنَّ لو قبضت أرواحكم ومتم على أعمالكم أينا مرق من الدين، ومن هو أولى بصلي النار! قال : ثم إن عمرو بن الحجاج حمل على الحسين في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات.
وحينما بدأت المبارزة قبل هجوم جيش ابن سعد لم يبرز منهم فارس إلا قتله أصحاب الحسين (فصاح عمرو بن الحجاج بالناس: أتدرون من
ص: 172
تقاتلون؟ فرسان المصر، قومًا مستميتين لا يبرز منكم أحد فإنهم قليل، وقل ما يبقون واللّه لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم. يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام، فقال عمر بن سعد الرأي ما رأيت ومنع الناس من المبارزة..)، ثم حمل عمرو بن الحجاج على الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فصُرع مسلم بن عوسجة وبه رمق، وانصرف عمرو.
وتعسًا لشمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث، وعمرو بن الحجاج وعزرة بن قيس وهم يحملون اثنين وسبعين رأسًا من رؤوس أهل بيت النبوة وصحابة أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) دخلوا بها على عبيد اللّه بن زیاد.
وحين مات يزيد بن معاوية، انتقل ابن الحجاج إلى صف عبد اللّه بن الزبير، وعندما بدأت ثورة المختار قال لابن مطيع والى عبد اللّه بن الزبير على الكوفة: (أيها الرجل لا يُسقط في خلدك، ولا تلق بيدك، اخرج إلى الناس فاندبهم إلى عدوك فاغزهم، وكلهم معك إلا هذه الطاغية التي خرجت على الناس واللّه مخزيها ومهلكها وأنا أول منتدب، فاندب معي طائفة، ومع غيري طائفة، فندبه في ألفين، ولما انهزم عبد اللّه بن مطيع)، قاتل مع من وقف من أهل الكوفة ضده، وحين انتصر عليهم أطلق المختار جميع الأسرى، واستثنى منهم من (من شرك في دماء آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ))، وذكر الطبري وابن الأثير أن عمرو بن الحجاج (ركب راحلته، ثم ذهب عليها، فأخذ طريق شراف وواقصة فلم ير حتى الساعة) وانظره أيضًا في ترجمة هانئ بن عروة.
* تاريخ الطبري 226/3، 286، 278، 311، 317، 324، 336، 445، 459، الإرشاد،472، 102، الكامل 4 / 21 27، 30، 53، 60، 66، 67، 223، 236، البداية والنهاية 191/8.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وروى عنه أيضًا أنه قال :
ص: 173
(رأيت عابا توضأ ثم أخذ كفا من ماء فصبه على رأسه ثم دلكه).
ذكر البخاري روايته عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولم يذكر معه غيره، وإلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي، وقال البخاري: عنه أبو إسحاق الهمداني وحده. لا يعرف.
* الطبقات 6 / 243، التاريخ الكبير 6/ 329 برقم 2548، رجال الطوسي 28/72.
وفد أبوه مع النخع على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من اليمن، وكان وفدهم آخر الوفود. ذكره الشيخ المفيد مع سائر الشيعة الذين بايعوا الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ). ولم تكن لعمرو وفادة ولا صحبة. وذكره البخاري بعنوان عمرو بن زرارة من دون نسبة. ولم أقف له على مشاركة في مشاهد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). ونقل الشيخ الغروي عن أنساب الأشراف أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أرسله رفقة عمرو بن زرارة إلى معاوية برسالة يدعوه فيها إلى بيعته فرجعا وأخبراه بردّ معاوية.
وذهب ابن عساكر إلى أنه ممن سيره عثمان من الكوفة إلى دمشق، و(كان أول خلق اللّه خلع عثمان بالكوفة وبايع عليًّا)، وإلى ذلك ذهب أيضًا ابن حزم روى عنه ولده سعيد، وأبو إسحاق السبيعي.
* التاريخ الكبير 331/6 برقم 2553، الجرح والتعديل 6 / 233 برقم 1292 جمهرة أنساب العرب 414، الجمل 108، تاریخ دمشق 12/46 برقم 5337، الإصابة 236/5 برقم 6857، موسوعة التاريخ الإسلامي 14/5.
كوفي، كان في جيش عمر بن سعد، وهو عند الشيخ المفيد عمر بن سعيد. روي أن حميد بن مسلم قال : (خرج إلينا غلام كأنه شقة قمر، في يده سيف وعليه قميص وإزار، ونعلان قد انقطع شسع أحدهما، ما أنس أنها
ص: 174
اليسرى، فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي : واللّه لأشدن عليه، فقلت له : سبحان اللّه وما تريد إلى ذلك يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم احتوشوه من كل جانب، قال: واللّه لأشد عليه، فما ولّى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه وصاح يا عماه؛ قال الشيخ المفيد وأبو الفرج: فحمل عليه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فضرب عَمرًا بالسيف، فاتقاه بساعده، فأطنَّها من لدن المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر، ثم تنحَّى عنه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحملت خيل الكوفة لتسنقذه فتوطَّأته بأرجلها حتى مات. وكبَّ اللّه ابن نفيل على وجهه في جهنم بقتله القاسم بن الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو عند ابن الأثير عمرو بن سعد بن نفيل، وقد ذكرته على الرغم من أن هلاكه كان بكربلاء لأبين مدى خسَّة بعض رجال ذلك الجيش التعس.
* مقاتل الطالبيين 93، الإرشاد 107/2، الكامل 75/4.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان شريفاً. وهو رسوله إلى أهل الكوفة بعد انتصاره في معركة الجمل فقد كتب إليهم معه كما ذكر الشيخ المفيد.
ذكره البخاري وابن حبان باسم عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني، وذكرا أن وفاته كانت مع عمرو بن حريث في يوم واحد، وقال: سمع عليًّاوابن مسعود. وذكره ابن حبان أيضًا مع مشاهير علماء الكوفة.
واستعمله (عَلَيهِ السَّلَامُ) على أصبهان بحسب بن الأثير، وقال: (فقدم ومعه مال وزقاق فيها عسل وسمن، فأرسلت أم كلثوم بنت علي إلى عمرو تطلب منه سمنًا وعسلاً، فأرسل إليها ظرف عسل وظرف سمن، فلما كان الغد خرج علي وأحضر المال والعسل والسمن ليقسم فعدَّ الزقاق فنقصت زقين، فسأله عنهما، فكتمه وقال: نحن نحضرهما، فعزم عليه إلا ذكرها له، فأخبره، فأرسل إلى أم كلثوم فأخذ الزقين منها فرآهما قد نقصا فأمر التجار بتقويم ما
ص: 175
نقص منهما، فكان ثلاثة دراهم، فأرسل إليها فأخذها منها ثم قسم الجميع).
وقال ابن سعد : إن الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعثه مع محمد بن الأشعث في الصلح بينه وبين معاوية فأعجب معاوية ما رأى من جهر عمرو وفصاحته وجسمه، فقال: أمضري أنت؟ قال : لا، ثم قال:
إني لمن قوم بنى اللّه مجدهم***على كلِّ بادٍ في الأنام وحاضرِ
أبوَّننا آباء صدق نمی بهم***إلى المجد آباء كرام العناصرِ
وأُمَّتنا أكرم بهِنَّ عجائزا***ورِثنَ العُلا عن كابر بعد كابر
جناهنَّ كافورٌ ومسك وعنبرٌ***وليس ابن هندِ من جناة المغافرِ
أنا امرؤ من همدان، ثم أحد أرحب.
كان ثقة قليل الحديث وحدث عنه الشعبي ويزيد بن أبي زياد، ومات سنة خمس وثمانين، ودفن هو وعمرو بن حريث في يوم واحد وشتان.
* الطبقات 171/6، التاريخ الكبير 6/ 337 برقم 2569، الثقات 172/5 مشاهير علماء الأمصار 165 برقم 761، الجمل،403، الكامل 400/3، أعلام النبلاء 524/3 برقم 131، تهذيب التهذيب 38/8 برقم 68.
ذكر، ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، قال : روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وتحدث وأطال الحديث عن سيرته، ووصيته لأخيه في الإسراع بجنازته، ودفنه من دون إعلام أحد.
روي أن إسرائيل بن يونس قال : (كان أبو ميسرة إذا أخذ عطاءه تصدق منه، فإذا جاء إلى أهله فعدُّوه وجدوه سواء، فقال لبني أخيه : ألا تفعلون مثل هذا؟ فقالوا : لو علمنا أنه لا ينقص لفعلنا. قال أبو ميسرة: إني لا أشترط على اللّه)، وروي أنه أوصى امرأته فقال : إن ولدت غلامًا فسمه الرهين، وإن ولدت جارية فسمها أم الرهين فولدت جارية فسمتها أم الرهين. قال أبو
ص: 176
وائل: (ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة فقيل له: ولا مسروق؟ فقال : ولا مسروق وأسهب ابن حبّان في ذكر زهده وعبادته، وكثرة صلاته، وذكره مع مشاهير علماء الكوفة. وذكره اليعقوبي مع فقهاء زمانه.
كان إمام مسجد بني وداعة وهو من العباد الأولياء بحسب الذهبي وغيره، وري عنه أنه قال : (يطيِّب نفسي أني لا أترك علي دينارًا ولا ولدًا).
وروى نصر بسنده عنه عن رجل من أصحاب النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أنه قال : «لقد ملء عمار إيمانًا إلى مشاشه».
مات في ولاية عبيد اللّه بن زياد.
* الطبقات 106/6-109، تاريخ اليعقوبي 154/2، وقعة صفين 323، التاريخ الكبير 337/6 برقم 2569، الثقات 5 / 168 مشاهير علماء الأمصار 168 برقم 782، تهذيب التهذيب 42/8 برقم 78 سير أعلام النبلاء 135/4 برقم 42.
وهو عند ابن الأثير الصيداوي، كوفي ممن شارك بقتال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، روى الطبري أنه رمى عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بسهم (فوضع كفه على جبهته فأصبح، لا يستطيع أن يحرك كفيه، ثم انتحى له بسهم آخر ففلق قلبه)، وذكر رواية أخرى تذهب إلى أن الذي رماه هو زيد بن الرقاد، وأن عبد اللّه رضوان اللّه عليه قال: (اللّهم إنهم استقلونا وستذلونا، اللّهم فاقتلهم كما قتلونا وأذلهم كما استذلونا)، وذكر أن زيدًا رمى الغلام بسهم آخر فقتله، وكان يقول : (جئته ميتًا فنزعت سهمي الذي قتلته به من جوفه فلم أزل أنضنض السهم من جبهته حتى انتزعته، وبقي النصل في جبهته مثبتا ما قدرت على نزعه). فاية وحشية هذه التي دفعته إلى فعلته تلك! وذكر ابن الأثير أنه قتل أيضًا عبد اللّه بن عقيل.
بعد نجاح ثورة المختار كان انتقام اللّه منه في الدنيا حاضرًا، وحسابه في الآخرة أعظم لبشاعة ما اقترفته يداه، فقد تمكن منه كامل أحد قادة
ص: 177
المختار وقال لمن معه: لا تضربوه بسیف، ولا تطعنوه برمح، ولكن ارموه بالنبل، وارجموه بالحجارة، ففعلوا ذلك به فسقط و به رمق، فأخرجوه فدعا ابن كامل بنار فأحرقه.
أم_ا عمرو فكان يقول كما ذكر الطبري وابن الأثير: طعنت فيهم وجرحت، وما قتلت منهم أحد ؛ واستطاع أصحاب المختار أخذه من فوق سطح داره وأحضر عنده، فحبسه معه في القصر، وفي الصباح جيء به مقيدًا، فأمر بإحضار الرماح فطعن بها حتى مات.
* تاريخ الطبري 331/3، 466، مقاتل الطالبيين 98، الإرشاد 107/2، الكامل 92/4، 244.
كوفي، روى عن أنس بن مالك، وعنه أبو الزناد، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري ومسعر، وشريك وغيرهم. روى عنه البخاري قوله البخاري قوله عن أنس : (كان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يتوضأ عند كل صلاة، وكان أحدنا يكفيه الوضوء ما لم يحدث).
* التاريخ الكبير 356/6 برقم 2624، الجرح والتعديل 6 / 249 برقم 1376، الثقات 182/5، تهذيب الكمال 29/22 برقم 4392 تهذيب التهذيب 8/ 53 برقم 92.
من همدان، كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه بن مسعود ومسروق، وكان ثقة قليل الحديث.
وهو بحسب الطبري عمرو بن الأصم كان رأس من سار من الكوفيين إلى المدينة للاعتراض على سياسة عثمان، ويبدو أن أخاه عبد اللّه بن الأصم كان معه ونسبه الطبري إلى عارم بن صعصعة، وهو أحد أربعة وجوه مثلوا
ص: 178
المعترضين من الكوفيين الذين طرقوا المدينة مع من طرقها من البصريين والمصريين في شوال سنة خمس وثلاثين للّهجرة.
وذكر في كتاب الجمل عمر بن عبد اللّه الأصم، فقد روى الشيخ المفيد أنه لما اجتمع القوم على عيب عثمان بالمدينة مر عليهم (عمر بن عبد اللّه الأصم، وزياد بن النضر، فقالا لهم : إن شئتم بلغنا عنكم أزواج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).. وللخبر بقية في الجمل). ورواية الشيخ نسبها الطبري لعبد اللّه بن الأصم، السابق الذكر.
وذكره الشيخ الطوسي باسم عمرو بن الأصم مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : قدم إلى المدينة فذكر للإمام الحسن ما قال أهل الغلو، فأنكر عليهم.
وقد ذكر ابن الأثير رواية تدلل بما لا يقبل الشك أنه كان مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بصفين وقاتل معه، سنأتي على ذكرها.
وهو من وجوه أهل الكوفة، فقد ذكر الطبري وتابعه ابن الأثير أن عبد اللّه الأصم أحد بني عامر بن صعصعة كان رفقة زيد بن صو صوحان والأشتر النخعي وزياد بن النضر على أهل الكوفة الذين خرجوا إلى المدينة للاعتراض على سياسة الخليفة عثمان.
وهو من أصحاب المختار، وأمَّره على خيله في قتاله مصعب بن الزبير، وكان من أشد المقاتلين وأشجعهم وأكثرهم صبرًا، وحينما كشف المهلب أحد قادة جيش مصعب من معه، وقف صامدًا وقال : (اللّهم إني على ما كنت عليه بصفين، اللّهم أبرأ إليك من فعل هؤلاء لأصحابه حين انهزموا، وأبرأ إليك من نفس هؤلاء يعني أصحاب مصعب، أصحاب مصعب، ثم جالد بسيفه حتى قتل).
* الطبقات 6/ 178، التاريخ الكبير 346/6 برقم 2592، الثقات،180/5 تاريخ الطبري 652/2، الجمل 138، رجال الطوسي 121/78، الكامل 158/3، 159، 4/ 270-271.
ص: 179
السبيعي الكوفي الهمداني، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من
الكوفيين، وعلى الرغم من أن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثالثة من التابعين، فإنه يعد مع الطبقة الأولى، إذ إنه بحسب رواية ابن سعد ولد في خلافة عثمان، وصلى مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في إحدى الجمع بحسب ما روی، وذكر ابن حبان أنه ولد سنة تسع وعشرين وروى عنه أيضًا وصفه للإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقد رآه أبيض اللحية أجلحًا، - وهو انحسار الشعر عن جانبي رأسه - وقال : كان ضحيم اللحية من غير خضاب.
ذكره الشيخ الطوسي مع أصحاب الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : تابعي. وتوجد غیر رواية عنه في كتاب الجمل، كروايته عن بن زفر في دور طلحة والزبير بمصرع عثمان، وبيعتهما غير مكرهين، وما فعلاه من بعد، ومنها روايته حول محاولة بني أمية إخراج الخليفة عثمان من المدينة إلى مكة، ومعرفة الناس بذلك، فجعلوا عليه حرسًا، وكان على الحرس طلحة بن عبيد اللّه، وهو أول من رمى بسهم في دار عثمان، وهو من رواة خطبة الحسن الزكي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد استشهاد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وغيرها من الروايات الجديرة بالنظر المباحث في تاريخ المرحلة. وعده ابن قتيبة من الشيعة، وأحسب أنه أكثر التابعين رواية وقد ورد اسمه راويًا عن عشرات التابعين والصحابة ممن مرَّ، وسبأتي.
ذكر أبو حاتم الرازي أنه روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ورأى المغيرة وأسامة بن زيد، وروى عن ابن عباس، وابن عمر، وعدي بن حاتم، والبراء بن عازب، ورافع بن خديج، والنعمان بن بشير، وجابر بن سمرة وغيرهم كثر وهو ثقة عند يحيى بن معين، وأحفظ من أبي إسحاق ويشبه الزهري في كثرة الرواية. وكان أحسن حديثًا من مجاهد والحسن بن سيرين عند الطيالسي. وذكر المزي آخرين كثر ممن روى عنهم وهو ثقة عند أحمد والنسائي وابن معين، وقال المديني : روى عن سبعين أو ثمانين لم يرو عنهم غيره وأحصينا مشيخته
ص: 180
نجوا من ثلاثمائة شيخ، وقال في موضع آخر : أربعمائة شيخ. وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة من ثمانية وثلاثين من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). وقال أبو سمع حاتم : هو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني. ولم ينج كغيره من تهمة التشيع.
روى الشيخ المفيد عن محمد بن جعفر المؤدب أن أبا إسحاق صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة، وكان يختم القرآن كل ليلة، ولم يكن في زمانه أعبد منه، وكان من ثقات علي بن الحسين وولد في الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين، وقبض وله تسعون سنة، وهو من همدان، ونسب إلى سبيع لأنه نزل فيهم. وقد يكون أكثر التابعين رواية عن غيره.
وروى ابن سعد عن شريك أنه ولد (في سلطان عثمان أحسب شريكًا قال : لثلاث سنين بقين)، وذكر غير رواية عن تاريخ وفاته، منها أنه مات سنة تسع وعشرين ومائة، وأخرى سنة ثمان وعشرين ومائة، وله من العمر مائة سنة أو غير سنة، وذكر ابن الأثير أنه توفي سنة مائة وسبع وعشرين، وقيل سنة ثمان وعشرين وعمره مائة سنة.
* الطبقات 25/3، 6/ 313-315، التاريخ الكبير 347/6 برقم 2594، المعارف 624، مقاتل الطالبيين 62، الجرح والتعديل 243/6 برقم 1347، الثقات 177/5، مشاهير علماء الأمصار 178 برقم 847، الجمل 142، 146، 310، 430، الاختصاص 83، رجال الطوسي 378/248، الكامل 340/5، تهذيب الكمال 102/22 برقم 4400 توجد ترجمة له في الإفصاح 21/3-274 جديرة بالمراجعة.
كوفي، عده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن عمر وسلمان، وعنه ربعي بن حراش، وعاصم الأحول، وحماد بن سليمان.
* التاريخ الكبير 6 / 358 برقم 2628، الثقات 168/5.
ص: 181
كوفي، روى عن عائشة، وعنه السبيعي، وذكر المزي أنه روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، و عن عمار ومالك الأشتر، وقال : روى له الترمذي حديثًا، وروى له النسائي حديثًا آخر، أما ما رواه النسائي فكان عن عمار في رجل وقع بالسيدة عائشة، فزجره، وشهد أنها زوجة رسول اللّه وأما الثاني فحول دخول عمار ومالك الأشتر على السيدة عائشة بعد معركة الجمل، وما دار بينهما من حديث، وحصر البخاري والرازي روايته عن السيدة عائشة، وعنه السبيعي والكوفيون.
* التاريخ الكبير 362/6 برقم 2642، الجرح والتعديل 6 / 253 برقم 1399، الثقات 180/5، تهذيب الكمال 183/22 برقم 4426.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، قال: وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو من السابقين إلى تخطيطها وسكنها.
وذكر الطبري أن بيوت الكوفة والبصرة كانت تبنى يوم اختطت بالقصب، فشب فيهما حريق هائل سنة سابع عشرة أي بعدما سكنت بمدة وجيزة، فأتى على قصبهما، فبعث سعد نفرًا من أهلها إلى الخليفة عمر يستأذنونه في البناء باللبن، فأذن لهم، (فرجع القوم إلى الكوفة بذلك)، ويبدو أن أبا الهياج كان على قدر كبير من المعرفة الهندسية في زمانه فقد كلف بتخطيط محال الكوفة وطرقاتها الرئيسة والثانوية عند تمصيرها.
وقد ذكره الطبري في غير موضع بشأن تخطيط الكوفة، ولكن لم أقف له على دور في في أحداث عصره.
* الطبقات 223/6 تاريخ الطبري 479/2، الكامل 529/2.
ص: 182
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال : أدرك النبي، وروى عن عمر بن الخطاب وعبد اللّه بن مسعود وغيرهم ولم يذكره مع من روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكره الذهبي، وسمع عن معاذ باليمن في حياة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ). وهو عند ابن حبان إمام حجة من مشاهير علماء الكوفة. روى الطبري وابن الأثير قصة الشورى عنه، وروى أن الخليفة عمر حين أصيب قال بشأن من يتولى الخلافة من بعده: (إن يولوها الأجلح - يعني عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) - يسلك بهم الطريق، فقال له ابنه عبد اللّه : فما يمنعك يا أمير المؤمنين من توليته ؟ قال : أكره أن أتحملها حيّا وميّتا.!). وذكر ابن قتيبة أنه حج ستين حجة وعمرة. وقال ابن أبان: سكن الشام، ثم انتقل إلى الكوفة. وذكره اليعقوبي مع فقهاء زمانه.
ذكر المزي أنه من أود بن صعب بن سعد العشرة، من مذحج، ويقال: أبو يحيى الكوفي، وذكر جمهورًا من الصحابة روى عنهم؛ وذكر أيضًا من روى عنه روي عنه أنه لازم معاذ بن جبل، ولم يفارقه حتى واراه التراب بالشام ثم لازم ابن مسعود، وروى عنه أنه قال: (سيلي عليكم ولاة لا يؤدون الصلاة في مواقيتها فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة، وصلوا معهم، فإنها لكم نافلة قال: قلت يا أصحاب محمد ما أدري ما تحدثونا؟ قال : وما ذاك؟ قلت : تأمرني بالجماعة، وتحضني عليها، ثم تقول لي : صل الصلاة وحدك، وهي فريضة، وصل مع الجماعة وهي نافلة قال : يا عمرو بن میمون، قد كنت أظنك من أفقه هذه القرية. تدري ما الجماعة؟ قلت: لا. قال : إن جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة الجماعة ما وافق الحق، وإن كنت وحدك، وفي رواية : قال : ويحك ! إن جمهور الناس فارقوا الجماعة. إن الجماعة ما وافق طاعة اللّه عز وجل).
وهو من المعمرين، أدرك الجاهلية، وقيل: مات في ولاية الحجاج قبل الجماجم، وقيل : سنة أربع أو خمس وسبعين في أول حكم عبد الملك بن مروان.
* الطبقات 117/6 تاريخ اليعقوبي 2/ 153 التاريخ الكبير
ص: 183
367/6 برقم 2659 المعارف 426، تاريخ الطبري 580/2 - 583، الجرح والتعديل 258/6 برقم 1422، الثقات 166/5، مشاهير علماء الأمصار 159 برقم 733، تهذيب الكمال 22/ 335 برقم 1343، الكامل 65-70، 399، تهذيب التهذيب 96/8 برقم 181 سير أعلام النبلاء 4/ 158 برقم 58.
كوفي، روى عن مولاه ابن مسعود، وعنه ولده عمران بن عمير، وحفيده إسحاق بن إبراهيم بن عمير. روى له ابن ماجة حديثًا واحدًا في إسناده خلاف.
* التاريخ الكبير 537/6 برقم 3242 الجرح والتعديل 6/ 380 برقم 2107، الثقات،254 تهذيب الكمال 394/22 برقم 4524 تهذيب التهذيب 135/8 برقم 270.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين وقال : كان معروفًا قليل الحديث، ولكن ابن حبان ذكره مع الطبقة الأولى، وقال البخاري وابن حبان: كوفي، روى عن ابن عباس، وعنه السبيعي.
* الطبقات 300/6 التاريخ الكبير 536/3 برقم 3232، الثقات 254.
كوفيّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه، وعمار وأبي موسى، وأدركه محمد بن جابر الحنفي فروى عنه. توفي سنة خمس عشرة ومائة في ولاية خالد بن عبد اللّه بالكوفة. وذكره ابن حبان وهو عنده من مشاهير علماء الكوفة، وقال: روى عن سعد بن أبي وقاص وعمار، وعنه مطرف بن طريف، ومات سنة سبع ومائة في ولاية عمر بن هبيرة قال : وقيل اسمه عمير بن سعد، وتابعه المزي، ولكنه
ص: 184
نقل أيضًا ما ذكره ابن سعد في أنه مات في ولاية خالد بن عبد اللّه سنة خمس عشرة ومائة. وذكر البخاري أنه ذكر لمطرف ولاة الكوفة من يوم تمصيرها لحين هلاك معاوية.
وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وترجم له المزي، وذكر من روى عنهم ورووا عنه، وقال : روى أيضًا عن الحسن بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). وروى له النسائي حديثًا في (مسند علي) ورواه الباقون سوى الترمذي. وترجم له التفرشي باسم عمير بن سعد، وأشار في الحاشية إلى أنه في رجال الطوسي سعيد، وهو عمير بن سعد عند العجلي بحسب ابن حجر. وقال ابن حبان : ويقال ابن سعد. وذكر ابن حجر أيضًا أن ابن حزم قال: مجهول روى حديثين كلاهما كذب، وقد دافع عنه ابن حجر، ودفع قول ابن حزم فيه.
* الطبقات 170/6، التاريخ الكبير 530/6 برقم 3228 الثقات 252/5، مشاهير علماء الأمصار 170 برقم 796، رجال الطوسي 101/76، الكامل 373/4، تهذيب الكمال 376/22 برقم 4514 تهذيب التهذيب 129/8 برقم 260، الإفصاح 302/3 وانظر مصادره.
كوفيٌّ، عدَّ من أشرافها، وذكر مع الناقمين على الخليفة عثمان، وخرج رفقة من خرج منها إلى المدينة، ويبدو أنه كان في نيته قتل عثمان، ولكنه حين وصل المدينة لم تراجع عن قراره وروي أنه وثب عليه بعد مصرعه فكسر ضلعًا من أضلاعه. وكان السبب في نقمته تلك أن الخليفة قد سجن أباه، ولم يطلقه حتى مات في سجنه. وذكر المسعودي أنه (كان فيمن مال عليه عمير بن ضابئ البرجمي التميمي، وخضخض سيفه في بطنه).
قتله الحجاج، واتخذ من قتله ذريعة لإرهاب أهل الكوفة كي يلتحقوا بالمهلب بحجة التحاق عمير بعد ثلاثة أيام فتسارع الكوفيون وازدحموا فوق الجسر وسقط منهم في النهر من سقط.
ص: 185
ولم أقف له على خبر منذ يومه ذاك، إلى حين تأمير الحجاج على الكوفة، وفي اليوم الثالث من ولايته عليها هدد وتوعد من يتخلف عن بعث المهلب، وكان عمير في عداد بعثه فمر بالحجاج وقال له (أصلح اللّه الأمير ؛ ني شيخ كبير زَمِنٌ عليل ضعيف ولي عدة أولاد، فليتخير أيهم شاء مكاني أشدهم ظهرا، وأكرمهم فرسًا، وأتمهم أداة ؛ فقال الحجاج : لا بأس بشاب مكان شیخ) فلما ذهب أخبر عنبسة بن سعيد ومالك بن أسماء الحجاج بفعلة عمير بعثمان فبعث من ورائه، وسأله فأخبره بسبب فعلته ؛ فقال الحجاج : (أما أمير المؤمنين عثمان فتغزوه بنفسك، وأما الأزارقة فتبعث إليهم البدلاء، أوليس أبوك الذي يقول :
هممتُ ولم أفعل، وكدت وليتني***فعلت وأوليت البكاء حلائله
أما واللّه إن في قتلك أيها الشيخ لصلاح المصرين)، فأمر أحد غلمانه بضرب عنقه، وأنهب ماله.
* تاريخ الطبري 634/2-638، 683، 688، 549/3، 550، مروج الذهب 355/2، 136/3-137، الكامل 3 /138، 179، 4 /378.
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسيد مضر الكوفة، وممن روى عنه. ذكر الشيخ المفيد أنه كان على خيل تميم الكوفة في معركة الجمل، وروى عنه بسند أنه التقى طلحة بن عبيد اللّه وقال له : (يا أبا محمد ما أخرجك إلى هاهنا ؟ ألم تبايع عليًّا غير مكره؟ قال : دعني واللّه ما بايعته إلا واللجُّ في عنقي ؛ فلما التقى الناس يوم الجمل جاءه سهم غرب فقطع نساءه فنزف الدم حتى مات).
وذكر نصر أنه أمره عند توجهه إلى أهل الشام على تميم الكوفة، وأنه غدا في يوم الجمعة بصفين بجماعة منهم ؛ وقال : (يا قوم أتبع آثار أبي طفيل - وكان له يوم الخمس بصفين - وتتبعون آثار كنانة، فتقدم برايته، وهو يقول:
ص: 186
قد ضاربت في حربها تميم***إن تميمًا خطبها عظيم
لها حديث ولها قديم***إن الكريم نسله کریم
إن لم تزرهم رايتي فلوموا***دین قويم وهوى سليم
فطعن برايته حتى خضبها دمًا، وقاتل أصحابه قتالاً شديدًا حتى أمسوا وانصرف إلى علي وعليه سلاحه فقال : يا أمير المؤمنين، قد كان ظني بالناس حسنًا، وقد رأيت منهم فوق ظني بهم قاتلوا من كل جهة، وبلغوا من عفوهم جهد عدوهم وهم لهم إن شاء اللّه) ولم أقف له على ذكر من بعد.
* وقعة صفين 205، 309-311، الجمل 321، 384، رجال الطوسي 98/76، نقد الرجال 377/3.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن عبد اللّه بن مسعود، وهو من مواليه. روي عنه أنه خرج حاجا معه فصلى ركعتين عند قنطرة الحيرة، وروى من وجه آخر عن ولده عمران (وكافت أمُّه - كذا، ولعل الصواب أمة - سُرِّية عبد اللّه عند أبيه، وهي أمّه) أن أباه صلى مع عبد اللّه يوم الجمعة، ثم ركب معه وذهب إلى ضيعة له قبل القادسية، فلما انتهى إلى نهر الحيرة نزل فصلى ركعتين. والظاهر أنه أراد بها صلاة السفر.
* طبقات 209/6.
كوفي، ذكره ابن سعد مع من روى عن متأخري الصحابة، لذا عده مع الطبقة الثانية، وقال: كان معروفًا قليل الحديث وهو عمير بن تميم بن يريم عند ابن حبان، وذكره مع الطبقة الأولى لروايته عن ابن عباس، وعنه السبيعي.
* الطبقات 300/6، الثقات 254/5.
ص: 187
كوفي، روى عن ابن عمر، وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وموسى الصغير.
* التاريخ الكبير 536/6 برقم 3238 الثقات 257/5.
كوفي، روى ابن سعد أنه قال : (كنا مع علي على شاطئ الفرات فمرت سفينة قد رفع شراعها) كذا عنده والرواية بصورتها الكاملة رواها البخاري بثلاثة طرق عنه عن طلحة بن مصرف وعرار بن سويد وعن طلحة من طریق آخر والرواية فيه : إن عميرة بن سعد سمع عليّاً، وقد طلعت سفينة ؛ فقال : ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنَشَئاتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾ [الرحمن: 24]، فوالذي أجراك مجراك ما قتلت عثمان، ولا ماليت على قتله).
أيد ابن حبان روايته عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه طلحة بن مصرف.
وقال المزي: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأنس، وأبي سعيد الخدري، وبضعة عشر رجلاً من أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعنه الزبير بن عدي، وطلحة بن مصرف، وعرار اليمامي. وروى عن علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد القطان قال : لم يكن يعتمد عليه قلت وكيف يعتمد عليه عنده، وهو من رواة حديث الثقلين !
قال المزي: روى له النسائي حديثًا واحدًا في (خصائص علي)، وفي مسنده حديثًا واحدًا. قال : عميرة (سمعت عليا ينشد الناس من سمع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه» إلا قام فشهد فقام ثمانية عشر رجلاً فشهدوا) وقال المزي: وقع لنا من وجه آخر أعلى من هذا بدرجة وفيه تسمية بعض من شهد، قال: (شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، من سمع رسول اللّه يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد ؛ فقام اثنا عشر رجلاً منهم أبو هريرة، وأبو سعيد، وأنس بن مالك فشهدوا أنهم
ص: 188
سمعوا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : (من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه).
* الطبقات 229/6، التاريخ الكبير 68/7 برقم 314، تاریخ الطبري 130/4، 132، 134، الجرح والتعديل 23/7، الثقات 5/ 279 تهذيب الكمال 22/ 396 برقم 4526.
من سكنة الكوفة، وأحد شهود زياد على حجر وجماعته.
* تاريخ الطبري226/3.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن عبد اللّه، كان قليل الحديث
* الطبقات 208/6، التاريخ الكبير 88/7 برقم 396.
من هوازن، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وقال: وروى عن عبد اللّه وحذيفة وأبي مسعود الأنصاري، وأبي موسى الأشعري، وعن أبيه وكانت له صحبة وعن زيد بن صوحان كان ثقة له أحاديث وذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال : هو من جلة علمائهم ومتقنيهم.
وحصر روايته البخاري بابن مسعود وروى عنه قوله : (سباب المسلم فسوق). ذكر المزي من رووا عنه، وروى عنهم وهم كثر، وقال: هو ممن روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : وقيل لم يسمع عنه.
روى عنه أنه قال : كنَّا ثلاثة أخوة، أما أحدهم فقتلته الحرورية، وأما الثاني فقتل يوم كذا وكذا، والثالث، يعني نفسه، لا يدري ما يصنع اللّه به. وروى عن عاصم قوله : كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي فكان يقول : لا
ص: 189
تجالسوا القصاص غير أبي الأحوص.
ذكر ابن قتيبة، وابن حبان وتابعهما ابن الأثير أنه في إمارة الحجاج قتل أبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي الكوفي قتلته الخوارج أصحاب قطري بن الفجاءة.
* الطبقات 181/6-182، التاريخ الكبير 56/7 برقم 258، المعارف 413، الثقات،5274 مشاهير علماء الأمصار 169 برقم 784، الكامل 5904 تهذيب الكمال 445/22 برقم 4548.
واسم أبي جحيفة وهب السوائي، كوفي، روى عن أبيه، وغيره، وعنه الثوري وشعبة وغيرهما ذكرهم المزي، وعده ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: هو من متقنيهم. ومات في ولاية خالد، وهو عنده من الطبقة الأولى. ولكن ذكره ابن سعد مع الطبقة الثالثة من التابعين، من دون إضافة أو تعريف. وروايته عن أبيه وله صحبة تأخذ بيده إلى الطبقة الأولى من التابعين وقد ذكره ابن حبان معهم. وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم، والنسائي.
* الطبقات 319/6، التاريخ الكبير 15/7 برقم 63، الجرح والتعديل 385/6 برقم 2139، الثقات 263/5، مشاهير علماء الأمصار 170 برقم 791 تهذيب الكمال 447/22 برقم 4549.
وبكنى أبا سليم بن حارثة بن جندب كانت راية غطفان العراق معه بصفين. روى نصر أن رجلاً من آل ذي الكلاع من فرسان معاوية خرج يسأل المبارزة، فبرز إليه قائد بن بكير العبسي، فشد عليه الكلاعي فصرعه، فخرج إليه عياش بعد أن أوصى لأشخاص يكونون من بعده على رأس غطفان الأول فالأول ثم مشى نحو الكلاعي فقتله.
ص: 190
ذكره الشيخ الطوسي باسم العباس بن شريك، مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ورجح محقق الرجال أن يكون هو عياش بن شريك، بل الراجح أنه هو، وما حدث تصحيف ولم أقف له من بعد على خبر.
* وقعة صفين 260، رجال الطوسي 105/77، نقد الرجال 20/3.
كوفي، سمع علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعمر بن الخطاب، وعنه محمد بن مسلم، ويعقوب بن عتبة، روى البخاري ونقل عنه المزي أنه سمع علمًا بصفين يقول : (إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة)، وقول البخاري يعني أنه ممن شهد صفين مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، و لكن لم أقف له على ذكر عند ابن مزاحم.
* التاريخ الكبير 20/7 برقم 88 الجرح والتعديل 407/6 برقم 2277، الثقات 264/5، تهذيب الكمال 567/22 برقم 4606 تهذيب التهذيب 8/ 179 برقم 368.
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وروى عنه أن عمر كان يرزق الإماء والحبل وكان قليل الحديث وذكر الطبري أنه كان على الجزيرة وثق الذهبي كوفيته، وقال: شهد اليرموك. قال ابن حبان: قيل له صحبة ولا تصح. ونسبه البخاري ولم يذكر اسم أبيه، وروى أنه كان بالأنبار في يوم عيد.
* الطبقات 1526، التاريخ الكبير 19/7 برقم 87، الجرح والتعديل 4076 برقم 2276، الثقات 264/5 تاريخ الطبري 2 /476، سير أعلام النبلاء 138/4 برقم 45، تهذيب التهذيب 181/8 برقم 374.
ص: 191
كوفي من قدمائهم، روى عن ابن مسعود وعنه ولده الوليد مات في ولاية خالد على العراق.
قال المزي: روى عن الحارث الأعور، والحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وعامر بن سعد البجلي، وعبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن عمر، وعمر بن سعد بن أبي وقاص اللعين، وعنه ولده خالد، والسبيعي، وبدر بن عثمان، وغيرهم وروى عن أبي خيثمة: وثقه يحيى بن معين، والنسائي، هو ثقة أيضًا عند أبي حاتم الرازي، وروى له مسلم وأبو دواد والترمذي مات في ولاية خالد بن عبد اللّه.
وعلى الرغم من روايته عن بعض الصحابة فقد ذكره ابن سعد مع الطبقة الثالثة من التابعين، وقال : كان عريفًا وغريب أن يكون عندهم بهذه الوثاقة، ويسمح لنفسه بمخالطة عمر بن سعد والرواية عنه.
* الطبقات 307/6، الجرح والتعديل 36/7 برقم 196، الثقات 283/5 مشاهير علماء الأمصار 174 برقم 818،تهذيب الكمال 22/ 578 برقم 4614.
كوفي، ذكره نصر مع من تخلف من وجوه أهل الكوفة عن معركة الجمل.
* وقعة صفين 8.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال : روى عن حذيفة، وعنه حلام بن صالح، وابنه بكير وقد سبقت ترجمته.
* الطبقات 215/6، التاريخ الكبير 131/7 برقم 593، الثقات 297/5.
ص: 192
قتل أثناء ثورة المختار، ويبدو أنه كان في صفّ الكوفيين الذين خرجوا على المختار بعد تسيير إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد اللّه بن زياد، ذكر ابن الأثير أن عائشة الجعفية زوجة الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أرسلت إلى المختار تطلب الإذن بدفنه ففعل والفرات هو ابن زحر بن قيس عليه اللعنة الذي أرسله عبيد اللّه بن زياد مع رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)؛ وقد مرت ترجمته.
* تاريخ الطبري 338/3، 458، الكامل 235/4، 236.
عداده في أهل الكوفة، أخوه عبد الرحمن روى عن عائشة، وعنه السبيعي، وذكر المزي أنه روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه مرسلاً، وعن جبلة بن حارثة أخي زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعن أبيه نوفل الأشجعي ظئر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعائشة، وعنه شريك بن طارق، ونصر بن عاصم، وهلال بن يساف والسبيعي، قيل له صحبة.
روي أنه سأل عائشة عن شيء كان يدعو به النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالت كان يدعو فيقول: «اللّهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل». روى له الجماعة سوى البخاري وليس له عند مسلم وابن ماجة غيره.
* التاريخ الكبير 127/7 برقم 570، الثقات 297/5، تهذيب الكمال 178/23 برقم 4722.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى أنه قيل له : إن فلانًا يشتمك قال : (لأغيظنَّ من علمه يعني الشيطان، يغفر اللّه لي وله). وذكر ابن حبان أنه من أهل الكوفة أيضًا، روى عن ابن مسعود، وعنه أبو رزین.
ص: 193
* الطبقات 6/ 217، التاريخ الكبير 119/7 برقم 534، الثقات 295/5.
كوفي، ذكره ابن سعد، وقال: روى عن عبد اللّه بن مسعود، وعنه قاسم بن حسان، وكان قليل الحديث. وأضاف المزي: وعن الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وحذيفة بن اليمان وعنه عثمان بن حسان، وعمرو بن مرة، وخيثمة بن عبد الرحمن روى له النسائي عن ابن مسعود قوله : (نزلت الكتب من باب واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف). وترجم البخاري لفلفلة بن عبد الرحمن الجعفي وقال : روى عن ابن مسعود قوله : (أنزل القرآن على سبعة أحرف على نبيكم).
* الطبقات 204/6، التاريخ الكبير 140/7 برقم 632 الثقات 300/5 تهذيب الكمال 316/23 برقم 4774.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو عند البخاري وابن حبان والمزي ابن أبي مخارق بن سليم، روی عن أم الفضل، وعنه سماك بن حرب.
قال المزي: ويقال ابن المخارق بن سليم الشيباني الكوفي، روى عن أبيه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وروى عن أم الفضل لبابة بن الحارث، وقيل : عن أبيها عنها أنها قالت: (بال الحسن بن علي في حجر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فقالت : اعطني ثوبك والبس ثوباً غيره فقال: «إنما يغسل من بول الأنثى، وينضح من بول الغلام»). رواه أبو داود وروى له حديثًا آخر أيضًا.
* الطبقات 226/6، التاريخ الكبير /193/7 برقم 860، الثقات 327/5، تهذيب الكمال 316/23 برقم 4774.
ص: 194
507. القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين. ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثانية ولي قضاء الكوفة وروي عن محارب بن دثار أنه قال : صحبنا القاسم في سفر فغلبنا بثلاث : بطول الصمت، وكثرة الصلاة وسخاء النفس. روى البخاري عن وكيع بن ذر أنه قال: كان القاسم قاضيًا علينا زمن عمر بن عبد العزيز.
كان يكره الأخذ على أربع على قراءة القرآن، والأذان، والقضاء، والمقاسم روى عن جابر بن سمرة وأبيه توفي بالكوفة في ولاية خالد بن عبد اللّه القسري. ذكر الشيخ الطوسي أبا القاسم بن عبد الرحمن من دون ذكر لاسم جده، مع أصحاب علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقد يكون هو.
* الطبقات 303/6، التاريخ الكبير 158/7 برقم 710، الثقات 303/5 رجال الطوسي 3/119.
من أهل الكوفة، روى عن زيد بن أرقم وابن أبي أوفى، وعنه قتادة، وأيوب والبصريون. قال ابن حبان : (كأنه انتقل إلى البصرة). وذكر المزي أنه من بني مرة بن همام وممن روى عنهم البراء وعبد اللّه بن عمر، وعلي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وغيرهم، وذكر بعض من روى عنه. وروى له حديثًا عن زيد. روى له مسلم والنسائي في (اليوم والليلة) وابن ماجة. قال عنه أبو حاتم: مضطرب الحديث ومحله الصدق. وروى له البخاري حديثًا عن أم سلمة عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ).
* التاريخ الكبير 166/7 برقم 739، الجرح والتعديل 114/7 برقم 659، الثقات 302/5، تهذيب الكمال 399/23 برقم 4805.
ص: 195
كوفي، من بني أسد بن خزيمة ذكر ابن سعد أنه روى عن عبد اللّه بن مسعود، وكان سيدًا شريفا في قومه وعريفهم وكان العطاء يبعث للعريف فيقسمه في أهله.
وذكر المزي أن قبيصة بن برمة الأسدي روى عن المغيرة بن شعبة أيضًا، وعنه ولده عن أمه عنه وابن وابن أخيه برمة بن الليث بن برمة الأسدي، وسليمان التميمي وغيرهم قال أبو حاتم قال بعض ولده له صحبة ولا يصح ذلك. وروى له البخاري حديثًا واحدًا.
* الطبقات 194/6، التاريخ الكبير 174/7 برقم 783، تهذيب الكمال 399/23 برقم 4839.
كوفي، روي أنه صحب عمر بن الخطاب وطلحة وعمرو بن العاص، ومعاوية، وزياد والمغيرة بن شعبة. روى عنه الشعبي وعبد الملك، ومحمد بن قارب. مات في إمارة مصعب بن الزبير.
* التاريخ الكبير 175/7 برقم 785 مشاهير علماء الأنصار 171 برقم 800.
من خزيمة، كوفي، يبدو أنه كان من المعترضين على سياسة عثمان، فقد ذكر المزي أن المدين قال : سمعت سفيان ذكر قبيصة بن جابر فقال: اختاره أهل الكوفة وافدًا على عثمان.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين وقال : وروى عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف، وذكره الشيخ المفيد مع سائر الشيعة الذين بايعوا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وأمَّره في معركة الجمل على خيل أسد، وإلى ذلك ذهب المزي. وذكره من بين من روى عنه.
ص: 196
وشارك في جيش الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)بمعركة صفين وكان من وجوه بني أسد فيها، وله يوم معهم تقدم (برايته، وقال:
قد حافظت في حربها بنو أسد***ما مثلها تحت العجاج من أحد
أقرب من يمن وأنأى من نكد***كأننا ركنا ثبير أو أحد
لسنا بأوباش ولا بيض البلد***لكننا المُيَّة من ولد معد
كما ترانا في العجاج كالأسد***ياليت روحي قد نأى عن الجسد
فقاتل القوم ولم يكونوا على ما يريد في الجهد، فعذلهم على ما يجب فظفر ثم أتى عليا فقال يا أمير المؤمنين إن استهانة النفوس في الحرب أبقى لها، والقتل خير لها في الآخرة).
ذكره المزي، وقال: رضعت أم قبيصة معاوية بن أبي سفيان، فهو أخوه من الرضاعة. وذكر من روى عنهم ورووا عنه، ووثقه وقال : قال العجلي عنه : يعد من الفصحاء، وكان عبد الملك بن عمير إذا ذكر الفصحاء يقول : فصحاء الناس ثلاثة الحسن البصري، وموسى بن طلحة القرشي، وقبيصة بن جابر الأسدي، وقال ابن خراش هو من نبلاء التابعين، وأحاديثه عن ابن مسعود صحاح وعده يعقوب السدوسي من الطبقة الأولى من فقهاء أهل الكوفة بعد الصحابة.
ونقل السيد الخوئي عن مناقب ابن شهر آشوب أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) جعله (على الكمين في حرب صفين مع عمار بن ياسر، وعمرو بن الحمق، وعامر بن واثلة).
ولم أقف له على خبر بعد معركة صفين.
* وقعة صفين 309، 311، الطبقات 145/6، الجمل 108، 321، تهذيب الكمال 472/23 برقم 4840، الإصابة 3 / 268، معجم رجال الحديث 74/15.
ص: 197
512. قبيصة بن شداد الهلالي
من أصحاب الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أمَّره في حرب صفين على قيس البصرة. وقد رجحنا كوفيته لأن بني هلال من سكنتها.
* وقعة صفين 206، رجال الطوسي 10/79، نقد الرجال 4/ 50، الكوفة وأهلها 303.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وذكره ابن سعد مع طبقتهم الثانية، وقال: وفد أبوه إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وسمع منه.
قال المزي: قبيصة بن الهلب واسمه يزيد بن عدي بن قنانة الطائي الكوفي، روى عن أبيه، وعنه سماك بن حرب، وهو مجهول عند المديني والنسائي، وثقة عند اعجلي، وروى له الترمذي وأبو داود (حديثًا واحدًا مقطعًا، وقد وقع لنا بعلو عنه)! مفاده أن أباه صلى مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) (فكان ينصرف على شقيه)، وروى عن أبيه أيضًا حول طعام النصارى.
* الطبقات 295/6، التاريخ الكبير 177/7 برقم 790، الثقات 319/5، تهذيب الكمال 23/ 493 برقم 4846، تهذيب التهذيب 314/8 برقم 635.
ذکر نصر بسنده عن عبد الرحمن بن جندب أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): (مضى حتى جزنا دور بني عوف، فإذا نحن عن أيماننا بقبور سبعة أو ثمانية، فقال أمير المؤمنين : ما هذه القبور؟ فقال قدامة بن عجلان الأزدي: يا أمير المؤمنين، إن خبَّاب بن الأرت، توفي بعد مخرجك، فأوصى أن يدفن في الظهر)، ويبدو أن النص في حاجة إلى إنعام نظر فقدامة فيه يبدو من أصحاب الإمام، ويبدو كأنه كان معه عند عودته من صفين، فكيف علم بموت خبَّاب ويوصيته، وقد يكون ممن لم يخرج، وخرج لاستقباله، أو أنه سبقه إلى الكوفة. وقد رجحنا وفاة خباب بعد عودته من صفين.
ص: 198
كانت له قرية تسمى ديلمايا، وهي من قرى إستان بهرسير إلى جانب دجلة ولم أقف له على دور أو مشاركة واضحة في مشاهد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والظاهر أنه تحول أمويًا بعد رحيل أمير المؤمنين، وكان أحد شهود زياد على حجر بن عدي..
* وقعة صفين 530 تاريخ الطبري 3 / 190، 227.
من سكنة الكوفة، وكان فيها حمَّام يسمى حمام قطن، وهو أحد شهود زياد على حجر وجماعته.
وبعد هلاك يزيد بن معاوية غير قطن ثوبه، وأصبح زبيريا من كبار قواد مصعب، وحين توجه عبد الملك بن مروان لقتال مصعب كان من السهل عليه استمالته مع من مع من استمالهم ووعدهم الوعود بالولاية واستمر على الخيل بجانب مصعب ولكنه خذله في ساعاته الأخيرة، وقد نال جزاء خسته ولو إلى حين فقد ولاه عبد الملك بن مروان الكوفة أربعين يوما، ثم عزله.
* تاريخ الطبري 3/ 226، 457، 519، 520، 524، الكامل 4 / 326، 331، 360.
من سكنة الكوفة، ومن وجوهها وفد على معاوية، ومجلسه غاص بالناس، فقام أحدهم عن مجلسه وأجلسه فيه وأمر معاوية للقعقاع بمائة ألف فوهبها للرجل، وقال له : هو لك بقيامك عن مجلسك. فقال فيه :
وكنت جليس قعقاع بن شور***ولا يشقى لقعقاع جليس
ولاشك أن يكون من وجوه مجلس زياد وهو أحد شهوده على حجر بن عدي، ثم أصبح من بعد من زبانية عبيد اللّه بن زياد الذين أرسلهم لتثبيط الناس من اتِّباع مسلم بن عقيل وأعطاهم راية يقف الناس تحتها ولهم
ص: 199
الأمان، وكان ممن قاتل مسلم بن عقيل وجماعته قتالاً شديدًا.
عده ابن حجر من كبار الأمراء في دولة بني أمية. ولكن لم أقف له على إمارة.
* التاريخ الكبير 188/7 برقم 836 تاريخ الطبري 226/3، 287، 294، 401، الإرشاد 522، الكامل 31/4، 36، تاريخ مدينة دمشق 350/49 برقم 5738، لسان الميزان 4 / 474 برقم 1493.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وهو مولى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومنأصحابه، قال الشيخ الطوسي : (لم نعثر له على رواية).
وعقد له (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين توجه إلى قتال أهل الشام وورد في بيت شعر من قصيدة منسوبة إلى الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) قالها ردًّا على ما صنعه معاوية وعمرو بن العاص، والبيت هو :
إني إذا الموت دنا وحضرا***شمَّرت ثوبي ودعوت قنبرا
قدم لوائي لا تؤخر حذرا***لن يدفع الحِذَار ما قد قُدرا
وورد في بيت شعر من قصيدة منسوبة لعمرو بن العاص قالها في أيام صفين أيضًا وهو:
تعاورتم ضربًا بكلِّ مهنَّدِ***إذا شدَّ وردان تقدَّم قنبرا
وروى ابن الأثير أن معاوية (عقد لواء لعمرو، ولواء لابنيه محمد وعبد اللّه، ولواء لغلامه وردان وعقد علي لواء لغلامه قنبر، فقال عمرو:
هل يغنين وردان عنّي قنبرا***وتغني السكون عنّي حميرا
إذا الكماة لبسوا السِّنَوَّرا***فبلغ ذلك عليَّا فقال:
لأصبحن العاصي ابن العاصي***سبعين ألفًا عاقدي النَّواصي
ص: 200
مجنبين الخيل بالقلاص***مستحقبين حلق الدّلاص
فلما سمع معاوية ذلك قال : ما أرى عليا إلا قد وفى لك).
روى الشيخ المفيد أن قنبر سئل، مولى من أنت؟ فقال: (أنا مولى من ضرب بسيفين وطعن برمحين، وصلى القبلتين وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ولم يكفر باللّه طرفة عين أنا مولى صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وخير الوصيين وأكبر المسلمين، ويعسوب المؤمنين..)؛ وقد صدق رضوان اللّه عليه.
ونقل الشيخ الغروي عن كتاب الغارات أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) اشترى ثوبين أحدهما بدرهمين والثاني بثلاثة فقال لقنبر : خذ الذي بثلاثة، فقال : يا أمير المؤمنين أنت تصعد المنبر وتخطب الناس فأنت أولى به، فقال له يا قنبر أنا أستحي من ربِّي أن أتفضل عليك! فإني سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول : (ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما (تأكلون وأنت شابٌ ولك شرّةُ الشباب).
وهو من خواص أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند الشيخ المفيد. وروي عنه (أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب، فأتقرب إلى اللّه بدمه فقيل له ما نعلم أحدًا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه فبعث في طلبه فأتي به ؛ فقال له : أنت قنبر؟ قال نعم. قال : أبو همدان؟ قال : نعم. قال مولى علي بن أبي طالب؟ قال: اللّه مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي قال ابرأ من دينه. قال: فإذا برأت من دينه تدلني على دين آخر غيره أفضل منه ؟ فقال : إني قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك ؟ قال : قد صيرت ذلك إليك، قال : ولم؟ قال : لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها وقد خبرني أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إن منيتي تكون ذبحًا ظلمًا بغير حقّ، فأمر به الحجاج، فذبح).
ونقل محمد حرز الدين عن أمالي الشيخ الصدوق أن الحجاج بن يوسف أمر بقطع يديه ورجليه وصلبه.
* وقعة صفين 43، 374، الطبقات 237/6 تاريخ الطبري
ص: 201
3/ 71، الإرشاد 328/1 الاختصاص 3، 73، 76، رجال الطوسي 2/79، الكامل 279 مراقد المعارف 2/ 203، نقد الرجال 55/4 موسوعة التاريخ الإسلامي 362/5.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: هو عوف بن عبد الحارث، ولا شك أنه يعني اسم أبيه. وقد اختلف في سمه؛ فذكر المزي أنه حصين بن عوف، وقيل عوف بن عبد الحارث وقيل : الحارث بن عوف روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وغيرهم كثر من الصحابة، وروى عنه جمهور ونوه الذهبي بروايته عن عشرة من الصحابة وتحدث عن موقف المحدثين من الرواية عنه.
أدرك القادسية في يوم عماس. وذكر المزي أنه أدرك الجاهلية، ووفد على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليبايعه، فوجده قد قبض، وقيل: إنه رآه يخطب، ولم يثبت ذلك. قال المزي: ولأبيه صحبة.
وروى الشيخ المفيد عنه أنه قال : (رمي طلحة بسهم في ركبته فجعل يعدو والدم يفور، فإذا أمسكوا رأس الجرح انتفخت ركبته فصاح : دعوه فإنه سهم أرسله اللّه ؛ فلم يزل ينزف حتى مات، وقتل أخوه حازم بن أبي حازم مع علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في معركة صفين. وذكر ابن الأثير أن أباه قتل فيها أيضًا.
عده ابن حبان مع مشاهير علماء الأمصار وقال : اسم أبيه عوف، وقيل عبد عوف، وقال: ويقال : إنه وفد على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) كي يبايعه، فوصل بعد موته، فبايع أبا بكر.
قال المزي: تكلم فيه أصحابنا ؛ فمنهم من رفع قدره، وعظمه، وجعل الحديث عنه من أصح الأسانيد ومنهم من حمل عليه، وقال له أحاديث مناكير، ومن أطراه وقال : مناكيره غرائب.
ويدو أنه متهم في مذهبه، فقد ذكر المزي أن بعضهم لم يحمل عليه في شيء من الحديث (وحمل عليه في مذهبه).
ص: 202
وقال أيضًا وتابعه ابن حجر : كان يحمل على علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان يقدم عثمان؛ لذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه بحسب المزي، وهو قول لا يصح، فما أكثر من قدم عثمان من الكوفيين، وحمل على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيها، إلا أنه لم يتجنّبهم أحد إذا كانوا صادقين في الرواية، ومعتبرين في الحفظ، وذكر ابن أبي الحديد أنه من المبغضين لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى ابن أبي الحديد أن سبب كراهيته يعود إلى أنه طلب منه أن يكلم له عثمان في حاجة فأبى.
وكان اللّه له المرصاد في بغضه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد خرف، وفقد عقله، ووضع في بيت أغلقت بابه عليه، وروي أنه اشتريت له جارية سوداء أعجمية، وجعل في رقبتها قلائد من ودع وأجراس من نحاس، فجعلت معه البيت، فكان يحرك قلادتها ويضحك.
اختلف في سنة وفاته فقيل : مات سنة أربع وثمانين، وقيل: ست وثمانين، وقيل: أربع وتسعين، وقيل : سبع وتسعين أو ثمان وتسعين، وقيل: توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك.
* وقعة صفين 259، الطبقات 67/6، التاريخ الكبير 145/7 برقم 648، تاريخ الطبري 411/2، 417، مشاهير علماء الأمصار 164 برقم 756، الجمل 385، 304/3، برقم 4846، الكامل 304/3 شرح نهج البلاغة 4/ 308، تهذيب الكمال 10/24، تهذيب التهذيب 346/8 برقم 691 سير أعلام النبلاء 198/4 برقم 81، الإفصاح 361/3.
كوفيٌّ، من تلك الشجرة الخبيثة التي ضيَّعت على المسلمين ما ضيَّعت؛ كان على ربع ربيعة وكندة في جيش عمر بن سعد، وهو ممن كاتب أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وبلغت الخسَّة والدناءة منه أن سولت له نفسه بعد استشهاد أبى عبد اللّه
ص: 203
(عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يسلبه قطيفة كان يرتديها فكان يسمى بعد (قيس قطيفة). وبحسب رواية عند الطبري في تاريخه أنه دخل على عبيد اللّه بن زياد بثلاثة عشر رأسًا، من رؤوس أصحاب الحسين وأهل بيته الذين استشهدوا في واقعة الطف، وهو في رواية ممن سرَّحه عبيد اللّه بن زياد إلى الشام برأس الحسين، ورؤوس أهل بيته وأصحابه، وعددهم اثنان وسبعون رأسًا، فما فاز في دنيا، وكان في الآخرة من الخاسرين أخوته محمد ويحيى وعبد الرحمن.
* تاريخ الطبري 317/3، 334، 336، 342، الكامل 4/ 57، 60،62، 81، 91، البداية والنهاية 191/8.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعي الكوفة، روى عن عبد اللّه قوله : (حبذا المكروهان).
وقال المزي: روي أنه نهشلي تميمي قال : ويقال: أسدي، ويقال: الربعي، الكوفي، سكن الجزيرة، وروى عن ابن عباس وابن مسعود، وعنه زفر العجلي، وعبد الكريم بن مالك وغيرهما. قال أبو زرعة ثقة أصله كوفي كان يكون بالجزيرة، وثقه النسائي أيضًا، وذكره ابن حبان وروى له أبو دواد حديثين.
ذكر ابن حجر أنه سكن الجزيرة. وقد لا يعني سكنه الجزيرة موته فيها.
* الطبقات 207/6، التاريخ الكبير 148/7 برقم 657، الثقات 308/5 تهذيب الكمال 17/24 برقم 4897، تهذيب التهذيب 348/8 برقم 692.
عداده في أهل الكوفة، روى عن عمر وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه أهلها. كذا قال ابن حبان وقال ابن حجر : قيل : هو اسم أبي عياض الذي روى عن عبد اللّه بن عمرو، وعنه مجاهد وقيل : هو عمر بن الأسود، ويقال : الحارث بن قيس بن الأسود ويقال ابن عميرة. وقد ذكر البخاري مثل هذا اللبس.
ص: 204
* التاريخ الكبير 150/7 برقم 667 الثقات 311/5، تهذيب التهذيب 351/8 برقم 689.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى أنه أتى الخليفة عمر بن الخطاب وقال له : إن أهلي يريدون الهجرة، فكتب إلى ابن أبي ربيعة أن احملهم وجهزهم قال فحملهم وقال : (سمعت عليا يقول على المنبر : سبق رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وصلَّى أبو بكر، وثلث عمر، ثم لبستنا الفتنة فهو ما شاء اللّه)، روى عنه أبو الجحاف وأبو هاشم الخارفي، والسبيعي، وروى له النسائي حديثًا في مسند علي.
وهو عند البخاري قيس الخارفي سيد الخارفيين روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقدم على عثمان. ترجم له ابن حبان والمزي، وقالا : روى عن عثمان وعلي، وحصر ابن حجر روايته بأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : ذكره الطيب، وقلبه بعضهم، فقال: سعد بن قيس، والأول الصحيح.
* الطبقات 6/ 129- 130، التاريخ الكبير 147/7 برقم 654، الثقات 309/5 تهذيب الكمال 91/24 برقم 4929، تهذيب التهذيب 355/8، 363 برقم 704، 731.
كوفي، ذكره ابن سعد مع من روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه، وأبي ذر، توفي بالكوفة في زمن مصعب كان ثقة له أحاديث. وهو عند البخاري من أصحاب عبد اللّه بن مسعود وعده ابن حبان من مشاهير علماء أهل الكوفة، ومن خيار أهلها.
* الطبقات 1766، التاريخ الكبير 145/7 برقم 649، الثقات 5 / 309 مشاهير علماء الأمصار 166 برقم 767، تهذيب الكمال 24 / 50 برقم 4908 تهذيب التهذيب 355/8 برقم 705.
ص: 205
كوفي، كان زیاد بن أبيه، وقد وصلت به الخسة أنه أخبر زيادًا عن أحد أبناء عمومته؛ واسمه صفي بن فسيل فقال له : إن امرأ منا من بني همام يقال له في من رؤوس أصحاب حجر، وهو أشد الناس عليك، فأتي به، فقال له زياد يا عدو اللّه ما تقول في أبي تراب؟ قال: ما أعرف أبا تراب قال : ما أعرفك به قال ما أعرفه قال : أما تعرف علي بن أبي طالب؟ :قال بلى قال : فذاك أبو تراب، قال كلا ذاك أبو الحسن والحسين، فقال له صاحب الشرطة : يقول لك الأمير : هو أبو تراب، وتقول أنت لا! قال: إن كذب الأمير أتريد أن أكذب وأشهد له على باطل كما شهد! قال له زياد وهذا أيضًا مع ذنبك ! علي بالعصا فأتي بها، فقال: ما قولك بعلي؟ قال: أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد اللّه أقوله في المؤمنين قال : اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض، فضرب حتى لزم الأرض. ثم قال : اقلعوا عنه، إيه ما قولك في علي؟ قال : واللّه لو شرحتني بالمواسي والمدى ما قلت إلا ما سمعت مني ؛ قال : لتلعننَّه أو لأضربنَّ عنقك ؛ قال : إذا تضربها واللّه قبل ذلك، فإن أبيت إلا أن تضربها رضيت باللّه وشقيت أنت ؛ قال : ادفعوا في رقبته، ثم قال : أوقروه حديدًا وألقوه في السجن).
عاش قيس حتى قاتل مع عبد ارحمن بن محمد ابن الأشعث في مواطنه. ثم دخل الكوفة فجلس في بيته، فقال حوشب للحجاج : (إن هنا امرأ صاحب فتن لم تكن فتنة بالعراق إلا وثب فيها، وهو ترابي يلعن عثمان، وقد خرج مع ابن الأشعث حتى هلك، وقد جاء فجلس في بيته، فبعث إليه الحجاج فقتله). فقال بنو أبيه لآل حوشب سعيتم بصاحبنا فقالوا : وأنتم أيضًا سعيتم بصاحبنا صيفي.
ولا شك أنه ليس عباد بن قيس الضبعي الذي يكنى أبا عبد اللّه البصري، وقد ترجم له ابن حجر، وقال: وذكره ابن حبان، وقال اليشكري وكان ممن خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج وكان ثقة كيسًا روى عن
ص: 206
جمهور من الصحابة منهم علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والخليفة عمر بن الخطاب.
* تاريخ الطبري 3 / 225، 233، الكامل 477/3-478، تهذيب التهذيب 357/8 برقم 713.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين في موضعين، الأول : بعنوان قيس بن عبادة البكري والثاني بالعنوان الذي ذكرناه، وقال: ممدوح، وذكره السيد الخوئي عن الشيخ بعنوان قيس بن عباد والتفريق يدل على أنهما شخصيتان وما يرجح كوفيتهما أن قبيلة بكر من أكبر القبائل التي استوطنت غالبيتها الكوفة وما جاورها.
* رجال الطوسي 12/80، 15، معجم رجال الحديث 98/15 برقم 9678، الكوفة وأهلها 374.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، قال : وهو عم عامر بنشراحيل بن عبد الشعبي روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه، وكان قليل الحديث، وهو عند البخاري ابن عبدة.
* الطبقات 179/6، 207، التاريخ الكبير 661/7.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : من جشم بن معاوية بن بكر اسمه ملك. وذكره الطبري وابن الأثير باسم قيس بن العقدية الحُمَيسي وروي عنه أنه قال: إن عثمان بن حنيف حين وصل طلحة والزبير والسيد عائشة إلى البصرة بعد حديث معهم نادى في الناس وأمرهم بلبس السلاح فاجتمعوا في المسجد لينظر ما عندهم (وأمر رجلاً دسه إلى الناس خَدِعًا كوفيا قيسيَّا، فقام فقال : أيها الناس أنا قيس بن العقدية
ص: 207
الحُمَيسي، إن هؤلاء القوم الذين جاءوكم إن كانوا جاءوكم خائفين فقد جاءوا من المكان الذي يأمن فيه الطير، وإن كانوا جاءوا يطلبون بدم عثمان رضي اللّه عنه، فما نحن بقتلة عثمان فأطيعوني في هؤلاء القوم فردوهم من حيث جاءوا، فقام الأسود بن سريع السعدي فقال : أو زعموا أنا قتلة عثمان إنما فزعوا إلينا يستعينون بنا على قتلة عثمان مِنَّا ومن غيرنا، فإن كان القوم أخرجوا من ديارهم كما زعمت فمن يمنعهم من إخراجهم الرجال أو البلدان فحصبه الناس فعرف عثمان أن لهم بالبصرة ناصرا فكسره ذلك).
* تاريخ الطبري 14/3-15 رجال الطوسي 9/79، الكامل 212/3، نقد الرجال 60/4.
كوفي، من فرسان أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأتباعه المخلصين، ذكر الطبري أنه قاتل في معركة صفين وبارز فيها رجلاً من عك، فحمل عليه العكي فضربه قيس واحتمله أصحابه، فقال قيس:
لقد علمت عك بصفين أننا***إذا التقت الخيلان نطعنها شزرا
ونحمل رايات الطعان بحقها***فنوردها بيضًا ونصدرها حمرا
آل عكّ
وللرواية وجه آخر عند الطبري يبدو فيها أن قيسًا هو الذي طعن العكي فقتله، وهي الأنسب مع بيتي الشعر؛ ولها وجه آخر تداخل عند ابن الأثير مع رواية أخرى فتشوه وهو (خرج رجل من من أهل الشام يسأل المبارزة فبرز إليه قيس بن فهدان الكندي فحمل عليه وتجاولا ساعة، ثم طعنه عبد الرحمن فقتله)، فعبد الرحمن هنا ورد في رواية أخرى تسبق الرواية التي ذكر فيها قيس بن فهدان وقد خرج إلى رجل شامي دعا للبراز، فصرعه عبد الرحمان، ولما سلبه وجده حبشيا، فاستعاذ باللّه لأنه عرض نفسه بحسب الرواية لعبد أسود.
وذكر نصر والطبري أنه حث أصحابه على القتال فيها، وقال: (إذا
ص: 208
شددتم فشدُّوا جميعًا)، وغضُّوا الأبصار وأقلوا الكلام واللغط، واعتوروا الأقران، ولا يؤتين من قبلكم العرب).
وحين أراد زياد القضاء على حجر وجماعته كان قيس من مناصريه بلسانه، فقد روى الطبري أن حجرًا حينما انتهى إلى داره مع ثلة من جماعته، خرج قيس بن فهدان الكندي على حمار له يسير في مجالس كندة ويقول :
يا قومَ حجرٍ دافعوا وصاولوا***وعن أخيكم ساعة فقاتلوا
لا يُلفيًا منكم لحُجرِ خاذل***أليس فيكم رامح ونابل
وفارس مستلئم وراجل***وضارب بالسيف لا يزايل
وقد ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* وقعة صفين 276 – 285، 277، تاريخ الطبري 92/3، 222، رجال الطوسي 14/80 الكامل 306/3 نقد الرجال، 61/4 وفيه قهران، بحسب نسختي الرجال.
كوفي، روى عن جده وابيه وعن عدي بن حاتم، وكثير بن شهاب، وعنه ابناه عبد الرحمن وعثمان وعنه السبيعي أيضًا قال الهيثم بن عدي: كان ضرير البصر، وكان يتنسك وذكره البخاري أيضًا من دون أن يذكر خبرًا عنه.
* التاريخ الكبير 152/7 برقم 680 الثقات 315/5 تهذيب التهذيب 359/8 برقم 718.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن عمر بن الخطاب، وهو ممن خرج إلى الجزيرة أيام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان شريفا كريمًا على معاوية، وهو أول من نزل سورا، وهي مدينة السريانيين من أرض بابل، وله يقول الشاعر :
ص: 209
مازلت أسأل عن جعفى وسيدها***حتى دللت على قيس بن مروان
وروی بن حجر بسنده عن خيثمة قال : إن قيس بن مروان أتى عمر فقال: جئت من الكوفة، وتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلبه، يعني ابن مسعود وهو من المخضرمين.
وقال المزي: قيس بن مروان وهو قيس بن أبي قيس الجعفي الكوفي. روى عن عمر بن الخطاب وعنه خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، وعلقمة بن قيس، وعمارة بن عمير وغيرهم روى له النسائي حديثًا حول قراءة ابن مسعود.
* الطبقات 146/6، الثقات 311/5، معجم البلدان 278/3، تهذيب الكمال 79/24 برقم 4919 تهذيب التهذيب 360/8 برقم 712.
بعد هلاك معاوية وامتناع أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من بيعة يزيد، بعث الكوفيون غير رجل إليه حملوه كتبهم يبايعونه فيها ويطلبون منه سرعة القدوم إلى الكونة ومن جملة رسلهم قيس بن مسهر بعثوه رفقة عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الكدن الأرحبي، وعمارة بن عبيد السلولي وحملوا معهم نحوا من ثلاث وخمسين صحيفة الصحيفة تحمل ختم غير رجل. والظاهر أنه بقي مع الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وبعثه بحسب الطبري مع مسلم بن عقيل، وفي أثناء الطريق تاه مسلم وجماعته، وكادوا يموتون من العطش، فلما انتهوا إلى الماء بعث مسلم قيسًا إلى الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يعلمه بما جرى ويخبره أنه تطير من سفره هذا، ويطلب منه أن يعفيه ويرسل غيره، ولكنّ الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) طلب منه أن يمضي لوجهه الذي وجهه إليه.
وقيس أيضًا بحسب الطبري رسول الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأهل الكوفة حين (بلغ الحاجر من بطن الرُّمَّة) - وهو منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة يجتمعون به بحسب ياقوت - يعلمهم بقدومه، فتمكن منه الحصين بن نمير التميمي،
ص: 210
وبعث به لابن زياد، فطلب منه أن يصعد القصر ويسب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فصعد فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : (إن هذا الحسين بن علي خير خلق اللّه، ابن فاطمة بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أنا رسوله إليكم وقد فارقته في الحاجز، فأجيبوه، ثم لعن ابن زياد وأباه، واستغفر لعلي، فأمر به ابن زياد فرمي من أعلى القصر فتقطَّع فمات) سنة أحدى وستين للّهجرة، وقد سأل عنه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مجمع بن عبد اللّه العائذي وهو أحد أربعة رجال التحقوا به من الكوفة، فأخبره بما جرى عليه، (فترقرقت عينا حسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولم يملك دمعه، وقال: ﴿فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ﴾ [الأحزاب: 23] اللّهم اجعل لنا ولهم الجنة منزلاً، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك، ورغائب مذخور ثوابك).
* تاريخ الطبري 277/3، 278-279، 301، 308، الإرشاد 71/2، الكامل 41/4، 50، البداية والنهاية 188/8.
كان على ربع ربيعة وكندة بالكوفة في ولاية زياد بن سمية، وهو أحد الشهود على حجر بن عدي وأصحابه.
* تاريخ الطبري 226/3، الكامل 483/4.
كوفي، روى عن أنس وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي الكنود الأزدي وغيرهم وعنه الثوري، وإسرائيل، وأبو حمزة السكري، وسفيان الثوري وغيرهم. ثقة عند ابن معين والعجلي وهو من الطبقة الأولى عند ابن حبان لروايته عن أنس ومن الثالثة عند ابن سعد وقد اكتفى بذكر اسمه.
* الطبقات 328/6 الجرح والتعديل 7/ 104 برقم 594، الثقات 314/5، تهذيب الكمال 86/24 برقم 4926، تهذيب التهذيب 362/8 برقم 728.
ص: 211
كوفي، روى عن ابن مسعود وعنه ابنه النعمان ومما رواه عن أبيه أنه سمع ابن مسعود يقول : (يوشك من بقي منكم أن يمر على القبر؛ فيقول: طوبى لك لا ترى ما أرى).
* التاريخ الكبير 146/7 برقم 652 الجرح والتعديل 7/ 105 برقم 579، ثقات 310/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: كان يأتي السواد فيبيع ويشتري، فقال أخوه معضد ؛ وقد استشهد في أذربيجان في خلافة عثمان، وكان من العباد قيس خير مني يبيع ويشتري وينفق عليَّ.
* الطبقات 161/6 التاريخ الكبير 146/7 برقم 652.
كوفي، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وزيد بن أرقم، وعنه ولده الحسن.
* التاريخ الكبير 211/7 برقم 916، الثقات 331/5.
كوفي، روى عن ابن عمر وأبي عياض وأبي هريرة، وعنه عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم ومما رواه عن ابن عمر أنه رأى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) بین الصفا والمروة يسعى مرة ويمشي في أخرى. وهو السلمي عند البخاري.
التاريخ الكبير 206/7 برقم 900، الثقات 330/5 تهذيب الكمال 107/24 برقم 4937 تهذيب التهذيب 368/8 برقم 740.
ص: 212
سيد مذحج بالكوفة، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : سمي بذلك لغصة كانت في حلقه. وكان بخيلاً، وروى عن عمر، وقال : سألناه عن الجبن فقال : (سموا عليه وكلوا).
ذكر ابن الأثير أنه شارك بعد القادسية في يوم بابل، وقتل فيومان بسوراء، وهو موضع اختلف فيه، فقيل : هو ببغداد، وقيل: موضع بالجزيرة بحسب ياقوت.
ولم أقف له على ذكر في أحداث الكوفة ولا في خلافة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولكن حين ولي المغيرة بن شعبة الكوفة زمن معاوية استعمله على الري. وفي ولاية زياد كان بالكوفة، وهو أحد شهوده على حجر وجماعته. وقال ابن الأثير : إن زياد بن أبيه دفع حجرًا وأصحابه إلى حُجر الحضرمي وكثير بن شهاب، وأمرهما أن يسيرا بهم إلى الشام.
كان من رجال عبيد اللّه بن زیاد وأمره أن يخرج بمن أطاعه من مذحج كي يخذِّل الناس عن مسلم بن عقيل وسبب قتل جماعة ممن بايعه، فقد أخذهم إلى ابن زياد فحبسهم، منهم عبد الأعلى الكلبي، الذي أخرجه ابن زیاد بعد قتل مسلم وهانئ وسأله عن أمره فقال: خرجت لأنظر ما يصنع الناس، فأخذني كثير بن شهاب فحلفه ابن زیاد فأبى أن يحلف فأمر بقتله.
* الطبقات 149/6، التاريخ الكبير 7/ 206 برقم 903 تاریخ الطبري 3 / 287، 226، 292، الإرشاد 52/2 الكامل 506/2، 3 / 413، 483، 4 / 31.
كوفي، شارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين في جيش ابن سعد، ونعته الطبري بأنه شجاع ليس يرد وجهه شيء. وحين اعتذر من كتب للحسين في جيش ابن سعد عن مواجهته (عَلَيهِ السَّلَامُ)، تبرع لابن سعد حين نزل نينوى في اليوم
ص: 213
الثاني من نزول أبي عبد اللّه فيها - وهي بحسب ياقوت قرية بسواد الكوفة منها كربلاء - أن يذهب إليه، بعد امتناع جميع الرؤساء الذين كاتبوه، وقال: (أنا أذهب إليه، واللّه لئن شئت لأفتكن به فقال عمر بن سعد : ما أريد أن تفتك به، ولكن ائته فسله ما الذي جاء به؟)؛ فلما دنا من فسطاط أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) رآه (أبو ثمامة الصائدي، فقال للحسين : أصلحك اللّه يا أبا عبد اللّه! قد جاءك شر أهل الأرض وأجرؤهم على دم وأفتكه، فقام إليه، فقال: ضع سيفك ؛ قال : لا واللّه ولا كرامة إنما أنا رسول، فإن سمعتم منّي أبلغتكم ما أرسلت به إليكم، وإن أبيتم انصرفت عنكم، فقال له : فإني آخذ بقائم سيفك، ثم تكلم بحاجتك قال : لا واللّه ولا تمسه فقال : أخبرني ما جئت به، وأنا أبلغه عنك، ولا أدعك تدنو منه فإنك فاجر ؛ فتسابًا، ثم انصرف إلى عمر بن سعد، فأخبره الخبر).
روزى كثير هذا كلمة زهير بن القين التي حذر فيها وأنذر أهل الكوفة المتمثلين بالجيش الذي قاده ابن سعد، لأنهم أخوة قبل وقوع القتال، ودعاهم إلى نصرة أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وخذلان عبيد اللّه بن زیاد، ولكن القوم بحسب كثير سبره وأثنوا على عبيد اللّه بن زياد وقالوا له: (لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد اللّه بن زیاد سلمًا)، وروى أيضًا مشادة وقعت بين شمر بن ذي الجوشن وزهير، وهي كلمة جديرة بالمراجعة.
وقاتل زهير قتالاً شديدًا وهو يقول:
أنا زهير وأنا ابن القين***أذودهم بالسيف عن حسين
وضرب على منكب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقال :
أقام هديت هاديًا مهديًا***فاليوم تلقى جدَّك النبيَّا
وحسنًا والمرتضى عليّا***وذا الجناحين الفتى الكميّا
وأسد اللّه الشهيد الحيَّا
ص: 214
فشد عليه كثير بن عبد اللّه الشعبي ومهاجر بن أوس فقتلاه. ولم أقف على انتقام اللّه منه في الدنيا ولا على ما كسبه من وراء فعلته الدنسة.
* تاريخ الطبري 310/3-311، 319-320، 328، الإرشاد 85/2 الكامل 71/4.
كوفي، مولى أبي بكر، ورضيع السيدة عائشة، روى عنها، وعن أبي هريرة، وزيد بن ثابت وعمر بن الخطاب، وأسماء بنت أبي بكر، وعنه أبو العنبس وشعيب بن الحبحاب وغيرهما.
* التاريخ الكبير 206/7 برقم 901، الجرح والتعديل 155/7 برقم 862 الثقات 330/5 تهذيب الكمال 143/24 برقم 4950 تهذيب التهذيب 379/8 برقم 755.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه أيضًا، ولكن اسم أبيه فيه نمير.
* الطبقات 236/6، التاريخ الكبير 7 /207 برقم 906، رجال الطوسي 1/80 نقد الرجال 65/4.
من غطفان كوفي ذكره ابن سعد وقال: روى عن عبد اللّه بن مسعود، وكان قليل الحديث.
وقد اختلف في اسم أبيه ونسبه، فقال أبو حاتم الرازي: كردوس بن عباس التغلبي، ويقال: كردوس بن هانئ ويقال: کردوس بن عمرو الغطفاني، وقال: أما ابن المديني فجعل كردوس بن عمر على حدة، وكردوس بن هانئ آخر على حدة، وكردوس بن عباس آخر على حدة، ونقل
ص: 215
عن يحيى بن معين أنه كردوس التغلبي مشهور وقال : قال أبو زرعة : إنما هو الثعلبي وقال : قال أبي: بالتاء والثاء جميعا ؛ وذكر الشيخ الطوسي بين من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كردوس التغلبي. وهو كردوس بن عباس التغلبي عند البخاري، وروى عن منصور أنه كردوس بن هاني الثعلبي، قال: كان قاص الجماعة يقرأ ويكتب وقد مرت ترجمة داود بن كردوس الثعلبي، وقد يكون ولده، وهو كوفي روى عن عمر بن الخطاب.
قال المزي وابن حجر ويقال كردوس بن عمرو الغطفاني، ويقال: کردوس بن هانئ الثعلبي، ويقال : إنهم ثلاثة.
روي عن الأشعث بن قيس، وحذيفة، وابن مسعود، والمغيرة بن شعبة، وأبن مسعود الأنصاري، وأبي موسى الأشعري، وعائشة، وعنه أشعث بن سور، وأشعث بن أبي الشعثاء والحارث بن سليمان، وغيرهم.
وذكر نصر بين أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كردوس بن هانئ البكري، وهو ومن أنصاره الشجعان، له كلمة بعد رفع المصاحف واختلاف جيش الإمام، وميل كثير منهم إلى الموادعة، قال فيها : (أيها الناس، إنا واللّه ما تولَّينا معاوية منذ تبرأنا منه، ولا تبرأنا من علي منذ توليناه، وإن قتلانا لشهداء، وإن أحياءنا الأبرار، وإن عليا لعلى بينة من ربه، ما أحدث إلا الإنصاف، وكلُّ محقِّ منصف، فمن سلَّم له نجا، ومن خالفه هلك).
* وقعة صفين 484، الطبقات 209/6، التاريخ الكبير 242/7 برقم 1035، الجرح والتعديل 175/7 برقم 996 الثقات 5/ 343-342، رجال الطوسي 80/، تهذيب الكمال 169/24 برقم 4968 تهذيب التهذيب 386/8 برقم 781.
من سكنة الكوفة كان أحد شهود زیاد على حجر بن عدي. وقد مرت ترجمة أبيه في الصحابة.
* تاريخ الطبري 227/3.
ص: 216
كوفي ذكره ابن سعد وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومما رواه عنه الزبرقان بن عبد اللّه العبدي أنه قال: (رأيت عليا قام فبال، ثم توضأ ومسح على جوربيه ونعليه ثم قام فصلى لنا الظهر)؛ والرواية عند البخاري أنه قال : (رأيت عليّا يمسح على جوربيه ونعله). ومما يدل على تهافتها تلك ما يفهم من قول البخاري أيضا : (وقال أبو داود، وكان شعبة لقول عبد اللّه بن كعب وهم فيه كذا). وحاشا أن يكون هذا وضوء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأن (مذهب علي بن أبي طالب وعبد اللّه بن عباس وعائشة هو عدم جواز المسح على الخفين)؛ لأنه هو الراجح في مذهبهم؛ إذ ثبت عن علي وابن عباس قولهما : سبق الكتاب الخفين. وقد روى الكليني صفة وضوء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من غير طريق عن محمد الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فراجعه إن شئت.
ذكر الشيخ الطوسي كعب بن عبد اللّه من دون نسبة مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : كان معه في الجمل وصفين وغيرهما، فلعله الذي ذكره ابن سعد، فإن كان فلا شك أن رواية الوضوء رافقها تشويه فبدت بالصورة التي ذكرها ابن سعد، فلاحظ وذكره ابن حبان أيضًا وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وحذيفة، وعنه الزبرقان.
* الطبقات 232/6، التاريخ الكبير 7/ 224 برقم 963، الجرح 224/7 والتعديل 162/7 برقم 911، الكافي 24/3، الثقات 334/5، رجال الطوسي 9/80 نقد الرجال 67/4، وضوء عبد اللّه بن عباس 58 و بهامشه مصادر جديرة بالمراجعة.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين، وقال: وكان على الرجالة يوم صفين، ولعله كلج بالجيم المعجمة ذكره الطبري وابن الأثير من القواد أهل البلاء في القادسية، وقد فضل في العطاء بخمسمائة رفقة خمسة وعشرين رجلاً، ويذكر مع أوائل من عبر دجلة على فرسه في معركة المدائن.
ص: 217
وذكر ابن الأثير أنه لحق فارسيين على بغلين، فقتلهما وأخذ البغلين ولما سلمهما اكتشف فوقهما سفطان فيهما تاج كسرى وملابسه وكمية من الجواهر.
* تاريخ الطبري 2 / 376، 426، الكامل 483/2، 516، رجال الطوسي 7/80 نقد الرجال 4/ 69.
والد أبي معشر، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: عداده في أهل الكوفة، روى عن عمر عنه ولده أبو معشر، زياد بن كليب.
* الثقات 337/5.
كوفي، ذكره ابن سعد باسم كليب بن شهاب الجرمي من بني قضاعة مع الطبقة الأولى من التابعين وقال وهو أبو عاصم بن كليب، ثقة كثير الحديث، رأيتهم يستحسنون حديثه ويحتجون به.
روي عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ذكره المزي وابن حجر، وقالا: في نسبه خلاف، وروى عن سعد بن أبي وقاص وعبد اللّه بن عباس، وأبي ذر، وغيرهم وعنه ولده عاصم، الذي أشاد النسائي به وإبراهيم بن مهاجر، ذكر أبو حاتم الرازي أنه روى عن النبي مرسلاً ولم يدركه.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين. وقال ابن حبان، وابن الأثير وابن حجر ويقال له صحبة وذكر ابن الأثير وابن حجر أيضًا أن ابن مندة وأبا نعيم ذكرا أنه روي عنه أنه خرج مع جنازة شهدها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ورويا حديثا عنه وذكره ابن عبد البر مع الصحابة أيضًا. ونقل الشيخ المظفر عن التهذيب قول النسائي بأنه ليس بقوي، وقول أبي دواد ليس بشيء.
* الطبقات 123/6، التاريخ الكبير 7/ 229 برقم 986، الجرح والتعديل 167/7 برقم 946، الثقات 337/5 أسد
ص: 218
الغابة 253/4 رجال الطوسي 2/80 نقد الرجال 69/4،، تهذيب التهذيب 400/8 برقم 808، الإفصاح 376/3.
كوفي، روى عن ابن عمر وعنه الثوري والكوفيون، ومما يجدر ذكره ما رواه ابن حبان بسنده عنه أنه قال : (أسأل ابن عمر فلا أقدر عليه، يستقبل الصلاة، ويكره أن يسأل، قال يسألني أحدكم عن القملة والذبابة، وقد قتل ابن فاطمة)، وعده مع الطبقة الأولى من التابعين.
ذكر المزي أنه روى أيضًا عن عمه قيس بن بيحان، وهانئ بن قيس، وزينب بنت أم سلمة، وعنه سفيان الثوري وسنان البرجمي، وسوار بن مصعب، وغيرهم قال : هو ثقة عند ابن معين وليس به بأس عند أبي دواد. وقال الرازي : سئل عنه أبو زرعة فقال : كوفي ثقة قال الذهبي: وثقه يحيى بن معين، وغيره.
* الطبقات 323/6، التاريخ الكبير /229/7 برقم 985، الجرح والتعديل، 167/7 برقم 947، الثقات 338/5 تهذیب الكمال 214/24 برقم 4994 میزان الاعتدال 414/3 برقم 6976،، تهذيب التهذيب 8/ 401 برقم 811.
من مذحج ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة وقال : روى عن عثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه. من كبار معارضي سياسة عثمان، وقد أمر بتسييره من الكوفة إلى الشام مع من سيَّر، وكان بينهم وبين معاوية أخذ ورد أشرنا إليه في ترجمات من سيرهم، فكتب معاوية إلى عثمان يطلب منه إخراجهم من الشام ؛ فأعادهم إلى الكوفة، إلا أنهم استمروا على سجيتهم التي أخرجوا بسببها إلى معاوية فكتب سعيد ثانية إلى عثمان ضاجًا منهم، فطلب منه أن يسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والي حمص، فأخرجوا إليها، وقد ذكرنا رواية أخرى حول ما صدر منهم وما جرى عليهم في أثناء ترجمة صعصعة بن صوحان، فراجعها فيها.
ص: 219
وهو ممن سار إلى المدينة احتجاجا على سياسة عثمان كما روى الطبري والشيخ المفيد، وروى الطبري رواية عن سيف عن المستنير عن أخيه لا يتماشى صدرها مع خاتمتها قال : اجتمع نفر من أهل الكوفة فيهم (الأشتر وزید بن صوحان وكعب بن ذي الحبكة وأبو مورع، وكميل بن زياد، وعمير بن ضابئ؛ فقالوا : لا واللّه لا يرفع رأس مادام عثمان على الناس؛ فقال عمبر بن ضابی وکمیل بن زیاد نحن نقتله فركبا إلى المدينة فأما عمير فإنه نكّل به وأما كميل بن زياد فإنه جسر وثاوره؛ وكان جالسًا يرصده حتى أتى عليه عثمان، فوجاً عثمان وجهه فوقع على أسته، وقال: قد أوجعتني يا أمير المؤمنين قال : أولست بفاتك قال : لا واللّه الذي لا إله إلا هو، فحلف فاجتمع عليه الناس فقالوا : نفتشه يا أمير المؤمنين، قال: لا، قد رزق اللّه العافية ولا أشتهي أن أطلع منه على غير ما قال. وقال: إن كنت كما قلت يا كميل فاقتد مني -وجثا - فواللّه ما حسبتك إلا تريدني وقال : إن كنت صادقًا فأجزل اللّه وإن كنت كاذبًا فأذل اللّه وقعد على قدميه وقال : دونك قال : قد تركت، وبقيا يتناجيان بحسب الرواية حتى أكثر الناس في نجائهما. فلو كان حقًّا يريد قتل الخليفة ما رأيناه يقسم ذلك القسم، وإنما هو نقاش صريح حاد أدى إلى غضب الخليفة فضربه على وجهه، وأسقطه، ولعله شك فيه، فلما أقسم ذلك القسم طلب منه الخليفة أن يقتص منه، ثم من بعد تناجيا طويلاً، ولاشك أنه في أثناء مجلسهما ذاك حدثه عن سياسته وسوء ولاته، وهناك رواية ستأتي فيها إشارة إلى عفوه عن عثمان.
وعلى الرغم من أن ابن حبان ذكر عشرات التابعين ممن رووا عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ونفر كثير منهم لم يكونوا بشهرة كميل في صلته به، فإنه حين ترجم لعميل، لم يذكره مع من روى عنه، واكتفى بالقول: روى عن أبي هريرة، وعنه عبد الرحمن بن عابس ولا أشك في أن سقطا حدث في موضع ترجمته بكتاب الثقات. أما السقط فقد ذكره الذهبي وغيره ممن نقل عنه وهو :قوله : (كان من المفرطين في علي ممن روى عنه المعضلات، منكر الحديث جدًّا تتقى روايته، ولا يحتج به) ولكن الذهبي الذي روى قول ابن حبان ذكر ما ينقضه بقوله : وثقه ابن سعد وابن معين.
ص: 220
ذكره الشيخ المفيد مع من بايع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الشيعة. وشهد معه صفين كما ذكر ابن سعد، وكان شريفا مطاعا في قومه.
روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعض خطبه وأحاديثه، وأدعيته، وفي مقدمتها الدعاء المشهور باسم (دعاء كميل).
ولم أقف لكميل على ذكر بعد رحيل أمير المؤمنين على الرغم من الأحداث المهمة التي مرَّت بها الكوفة كثورة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وثورة المختار، وغيرهما، ويغلب على الظن أنه من الذين أبعدوا إلى بلاد فارس في ولاية زیاد بن أبيه ؛ وقد أشرنا.
إلى تخلخل تركيبتها السكانية في زمانه وأنه أعاد تقسيمها على أساس الأرباع. إذ لا يعقل أن يهمل ذكره إن كان بالكوفة وسط أحداثها العارمة.
وبسبب جور الحجاج وظلمه انحاز كميل إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث في ثورته ولم يبايعه كما انحاز إليها جبلة بن زحر الجعفي وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم كثر، ويغلب على ظنّي أن من انحاز منهم لم يكن انحيازه حبا في ابن الأشعث، وإنما للتخلص من ظلم الحجاج وبني أمية. وعلى الرغم من كبر سنه في تلك الحرب فقد ذكر الطبري أنه كان رجلاً ركينًا وقورًا عند الحرب، له بأس وصوت في الناس، (وكان شجاعًا فاتكًا على كبر سنه)، (وكانت كتيبته تدعى كتيبة القراء يحمل عليهم فلا يكادون يبرحون ويحملون فلا يكذبون فكانوا قد عرفوا بذلك، فخرجوا ذات يوم كما كانوا يخرجون، وخرج الناس)، وحين أصيب جبلة تسلم كميل قيادة كتيبة القراء.
ولما عاد الحجاج إلى الكوفة بعد انتصاره على ابن الأشعث دعا به، وقال: (أنت المقتص من عثمان أمير المؤمنين؟ كنت أحب أن أجد عليك سبيلاً، فقال : واللّه ما أدري على أينا أنت أشد غضبًا؟ عليه حين أقاد من نفسه أم علي حين عفوت عنه؟ ثم قال : أيها الرجل من ثقيف لا تصرف علي أنيابك، ولا تهدم عليَّ تَهَدُّم الكثيب، ولا تكشر كشران الذئب واللّه ما
ص: 221
بقي من عمري إلا ضم حمار فإنه يشرب غدوة ويموت عشية ويشرب عشية ويموت غدوة، اقض ما أنت قاض فإن الموعد اللّه وبعد القتل الحساب. قال الحجاج فإن الحجة عليك قال : إن كان القضاء إليك قال : بلي كنت فيمن قتل عثمان وخلعت أمير المؤمنين اقتلوه. فقدم فقتل، قتله أبو جهم الكلبي من بني عامر بن عوف). ولا أظن أحدا واجه الحجاج بمثل ذلك الحطاب، وذاك قبره يزهو بزواره في الثوية، وأنت تعلم أين قبر الحجاج ومن آزره على ارتكاب تلك الجرائم. وراجع ما أوردناه عنه في ترجمة أسماء بن خارجة. ولكميل ترجمة فيها تفاصيل أخرى ذكرتها في كتابي «رجال من ثوية الكوفة».
* الطبقات 179/6 تاريخ الطبري 2 / 634، 638، 682، 3/ 631، 639، الثقات 341/5، الجمل 108، 137، الإرشاد 327/1، رجال الطوسي 1/95، تهذيب الكمال 218/24 برقم 4996 میزان الاعتدال 415/3 برقم 6978، تهذيب التهذيب 402/8 برقم 813 تاريخ الكوفة 103، نقد الرجال 72/4.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو عنده من أصحاب الحسنين وعلي بن الحسين، والباقر (عَلَيهِم السَّلَامُ). وكأنه أبو صادق بن كليب الجرمي وستأتي ترجمته.
* رجال الطوسي 2/95، 2/104، 1/119، 5/144، نقد الرجال 73/4.
مشهور باسمه وكنيته وهو من أهل البصرة وذكر ابن حبان أنه روى عن عمر وابن عباس وأنس، وغيرهم، وأقام بخراسان مدة قتيبة مع بن مسلم، ومات بالكوفة وكانت وفاته قبل الحسن البصري بقليل سنة عشر ومائة،
ص: 222
وقيل : مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، روي أنه كان إمام حيِّه في رمضان وكان يختم كل سبع.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من تابعي البصرة ووثقه وقال: له أحاديث، ووثق وفاته قبل الحسن وفي خلافة ابن عبد العزيز.
* الطبقات 216/7، الثقات،518/5، أنساب السمعاني 3/ 236. تهذيب الكمال 176/31 برقم 6772.
من سكنة الكوفة، وهو أحد شهود زياد على حجر وجماعته.
تاريخ الطبري 226/3.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين. روى عن عبد اللّه بن مسعود، وعنه القاسم بن عبد الرحمن.
* الطبقات 2086، التاريخ الكبير 249/7 برقم 1062، الثقات 344/5.
كان في جيش عمر بن سعد، وروي أنه قتل محمد بن أبي سعيد بن عقيل. ولم أقف على نهايته.
* تاريخ الطبري 343/3 مقاتل الطالبيين 98 الكامل 93/4.
كوفي، روى عن أبيه، وعن رجل من أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، عنه المسعودي. كان هو وعنبسة بن سعيد سببًا في قتل الحجاج عمير بن ضابئ التميمي، فقد أخبراه أنه وثب على عثمان بعد مصرعه فكسر ضلعا من
ص: 223
أضلاعه وكان الخليفة عثمان قد سجن أباه فمات بالسجن.
* التاريخ الكبير 312/7 برقم 1330 مروج الذهب 136/3 الثقات 389/5.
وهو عند الشيخ المفيد مالك بن النسر، وعند ابن كثير ابن البشير من الذين شاركوا في قتال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كان رسول عبيد اللّه بن زياد إلى الحر يأمره أن يجعجع بأبي عبد اللّه وأمره ألا يفارق الحر، فعرفه أبو الشعثاء الكندي يزيد بن زياد أحد أصحاب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له : (ثكلتك أمك ! ماذا جئت فيه؟ قال: وما جئت فيه! أطعت إمامي ووفيت ببيعتي، فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربك وأطعت إمامك في هلاك نفسك، كسبت العار والنار).
كان أول من تجرأ على ضرب رأس أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بسيفه فأدماه، فامتلأ برنسه دما ؛ فقال له : (لا أكلت بها ولا شربت، وحشرك مع الظالمين، ثم ألقى ذلك البرنس...)؛ فسارع البدي الزنيم إليه فنهبه.
وشاء قد اللّه أن يقتص من هذا الظالم لنفسه في الدنيا، ومن ورائه عذاب الآخرة، فقد كان ممن هرب إلى القادسية، وهو وعبد اللّه بن أسيد بن النزال الجهني، وحمل بن مالك المحاربي دله عليهم عبد دله عليهم عبد اللّه بن دباس فأخذهم وأدخلهم على المختار)، وكان مالك قد نهب قلنسوة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأمر المختار بقطع يديه ورجليه فلم يزل ينزف حتى مات.
* تاريخ الطبري 309/3، 331-332، 463، الإرشاد 2/ 110، الكامل 239/4-240، البداية والنهاية 202/8.
كوفيّ، ذكره ابن سعد مع من روى عن علي(عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى عن حنش بن الحارث عن قابوس بن حصين بن جندب عن أبيه بسنده أنه قال: (رأيت
ص: 224
عليًّا يبول في الرحبة حتى أرغى بوله، ثم يمسح على نعليه ويصلي)، ولا أدري كيف ينسب مثل هذا الباطل لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والثابت عنه، وعن ابن عباس أن الكتاب سابق المسح على الخفين وقد روى الكليني صفة وضوء رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه من غير طريق عن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فراجعه إن شئت.
ومالك هو عند البخاري، مالك بن جوين الحضرمي، وقال: قال خالد بن سعيد: مالك بن جون. وذكره أبو حاتم الرازي باسم مالك بن جوين الحضرمي، قال : ويقال : مالك بن الجون، ويقال : أبو الحجاج الأسلمي، وهو خال سلمة بن كهيل، قال روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه عثمان بن المغيرة الثقفي
* الطبقات 241/6 التاريخ الكبير 306/7 برقم 1302، الجرح والتعديل 207/8 برقم 907، الكافي 24/3-25 وضوء عبد اللّه بن عباس 58، وانظر بهامشه مصادر جديرة بالمراجعة.
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وابن عباس، وعنه محمد بن قيس، وأهل الكوفة ونسبه إلى الرقة وقال: ويقال : الكوفي.
وذكره الرازي وقال : روى عن ابن عباس وعبد الرحمن بن يزيد وأبيه، ولم يذكر روايته عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكذا فعل المزي، ولكنه قال : روى أيضًا عن أبيه، وعن، وعن شقيق بن سلمة، وعبد اللّه بن ربيعة وابن عباس وغيرهم، وعنه إبراهيم النخعي وسليمان الأعمش، وطلحة بن مصرف وغيرهم وثقه ابن معين روى له البخاري ومسلم وأبو دواد. وذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثانية، وقال : كان ثقة له أحاديث صالحة، وعنه الأعمش و روايته عن أي صحابي كان تنقله إلى الطبقة الأولى بحسب المنهج الذي سار عليه ابن حبان
ص: 225
وارتضيناه مات في آخر ولاية الحجاج سنة خمس وتسعين، وقال المزي: سنة خمس وتسعين.
* الطبقات 294/6 التاريخ الكبير 307/7 برقم 1307، الجرح والتعديل 207/8 برقم 909 الثقات 384/5، مشاهير علماء الأمصار 169 برقم 786، تهذيب الكمال 129/27 برقم 5732، تهذيب التهذيب 11/10 برقم 9.
لا يدرى إن كان مالك قد صحب النبي أو شهده، ولم أقف له على دور في خلافة أبي بكر ولكنه كان من قادة جند العراق، في خلافة عمر بن الخطاب، وبعثه سعد بن أبي وقاص إلى هيت على إحدى مجنبتي الحارث بن يزيد العامري سنة ست عشرة. وفي سنة أربع وثلاثين ولاه سعيد بن العاص على «م ه»، وهي بفارس. وكان عليها حين قتل عثمان. ولم أقف على سبب انفصاله أو تنحيته عنها. والظاهر أنه كان بالكوفة حين بويع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). فالتحق به منها، وكان رفقته حين دخل البصرة، وسأله ضمن قوم سألوه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأجابهم، وحين قال له مالك : ما أنت صانع إذا لقيت هؤلاء القوم ؟ : قال : (قد بان لنا ولهم أن الإصلاح هو الكف عن هذا الأمر، فإن بايعونا، فذلك، فإن أبوا وأبينا إلا القتال، فصدع لا يلتئم ؛ قال : فإن ابتلينا، فما بال قتلانا؟ قال من أراد اللّه عز وجلَّ نفعه ذلك ونجاه). ثم أوصى أصحابه بكف ألسنتهم عن أصحاب الجمل لأنهم إخوانهم، وقال : (واصبروا على ما يأتيكم وإياكم أن تسبقونا فإن المخصوم غدًا من خصم اليوم). والظاهر أنه أصبح من أصحابه (عَلَيهِ السَّلَامُ) المقربين ؛ فقد بعثه رفقة حكيم بن سلامة إلى أصحاب الجمل كي يسألهم إن كانوا على الرأي الذي اتفقوا عليه مع القعقاع ولكن ما هو مقدر قد وقع.
وصبح من بعد صاحب شرطته ؛ فقد ذكر نصر أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين دخل الكوفة خطب في أهلها وطلب منهم هجر من تخلف عن الالتحاق
ص: 226
به لعتبه عليهم قال نصر : (فقام إليه صاحب شرطته مالك بن حبيب فقال : (واللّه إني لأرى الهجر وإسماع المكروه لهم قليلاً، واللّه لإن أمرتنا لنقتلنَّهم) فعنفه.
وحين أراد الخروج (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى معاوية دخل عليه نفر بثوب الناصح من غطفان وتميم منهم عبد اللّه بن المعتم وحنظلة بن الربيع؛ فقالوا. وتكلم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقام معقل بن قيس اليربوعي ؛ فقال: (إن هؤلاء ما أتوك بنصح، ولا دخلوا عليك إلا بغش فاحذرهم فإنهم أدنى العدو)، وقال له مالك : (يا أمير المؤمنين : إنه بلغني أن حنظلة هذا يكاتب معاوية، فادفعه إلينا نحبسه حتى تنقضي غزاتك ثم تنصرف)، وإلا أن عدل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا يسمح بمثل هذا.
وطلب منه حين أراد التوجه لمعاوية، أن يحشر الناس إلى المعسكر. وحين أراد المسير أخذ حبيب بعنان دابته وقال : (أتخرج بالمسلمين فيصيبوا أجر الجهاد والقتال، وتخلفني في حشر الرجال؟ فقال له علي: إنهم لن يصيبوا من الأجر شيئا إلا كنت شريكهم فيه، وأنت هاهنا أعظم غناء منك عنهم لو كنت معهم. فقال : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين). وذكر نصر رواية تدعو إلى التأمل مفادها أن مالكًا أخذ رجلاً قد (تخلف عن علي فضرب عنقه فبلغ ذلك قومه ؛ فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى مالك فنستنطقه لعله أن يقر لنا بقتله؛ فإنه رجل أهوج. فجاءوا فقالوا : يا مالك، قتلت الرجل؟ قال: أخبركم أن الناقة ترأم.ولدها. اخرجوا عنّي قبحكم اللّه. أخبرتكم أني قتلته).
ولم أقف له على خبر من بعد أو مشاركة في أحداث عصره.
* وقعة صفين 4، 96، 121، 133، 140 تاريخ الطبري 2 / 475، 641، 3 / 33 - 34، أمالي الشيخ المفيد 127، الكامل 147/3، 187، 238 معجم رجال الحديث 127/15، راجع أيضًا ترجمة القعقاع بن عمرو التميمي.
ص: 227
كوفي، وهو أبو حُمْرة الهمداني ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روى عن عمر وعبد اللّه كان ثقة وله أحاديث عنه خيثمة بن عبد الرحمن وعمارة بن عمير وعلي بن القمر، ومحمد بن سيرين، وحصين قيل : أدرك الجاهلية. توفي بالكوفة في ولاية مصعب.
* الطبقات 121/6، التاريخ الكبير 7/ 305 برقم 1298، الجرح والتعديل 213/8 برقم 549 أسد الغابة 282/4.
من رؤساء أصحاب المختار الشجعان وأحد قادة جيشه، ومن أشد الناس باسًا بحسب الطبري شهد أمام إبراهيم بن مالك الأشتر أن محمد بن الحنفية رضوان اللّه عليه قد كتب إليه يحثه على النهوض مع المختار. وبعثه المختار للقبض على بعض من شارك في قتال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهم : مالك بن نسير البدي صاحب برنس أبي عبد اللّه وسيأتي خبره، وحمل بن مالك، وقد مر، وعبد اللّه بن أسيد بن النزال الجهني، من حرقة، وقد مرَّ.
و حين أقبل مصعب بن الزبير من البصرة لقتال المختار كان مالك على رجالة جيشه، وحين هجم المهلب على جيش المختار، وكان مصعب قصف جيش المختار قصفًا ؛ وقربت فرس مالك كي يركبها، وما إن وضع قدمه في الركاب حتى قال : (ما أصنع بالركوب واللّه لأن أقتل هاهنا أحب إلي من أن أقتل في بيتي أين أهل البصائر ؟ أين أهل الصبر؟ فتاب إليه نحو من خمسين رجلاً، وذلك عند المساء فكر على أصحاب محمد بن الأشعث وكان قد فر من الكوفة إلى البصرة والتحق بمصعب فقُتل محمد بن الأشعث إلى جانبه، هو وعامة أصحابه، فبعض الناس يقول : هو الذي قتل محمد بن الأشعث... وكندة تزعم أن عبد الملك بن مشاءة هو الذي قتله). وقد ذكر فيما أظن سهوًا أو خطأ طباعيًا، أو بسبب انتقال النظر في الكامل باسم مالك بن عبد اللّه.
* تاريخ الطبري 3 / 439، 446، 457، 462، 487، الكامل 4 / 234. 270 – 271.
ص: 228
من شجعان جيش الفتح ومن السابقين إلى عبور نهر دجلة إلى المدائن سنة ست عشرة، ومن وجوه أهل الكوفة، وأشرافها، وكان في مجلس سعيد بن العاص حين حدثت المشادة التي أدت إلى تسيير من سيرهم عثمان إلى معاوية.
وهو من فرسان جيش أمير المؤمنين بصفين، وأحد شهوده على وثيقة التحكيم. وحين وصلت أمير المؤمنين رسالة من محمد بن أبي بكر يستصرخه ويطلب المعونة عندما سار إليه عمرو بن العاص ندب أهل الكوفة فلم يستجب له أحد، فخطب فيهم خطبة ذكرها الطبري فيها تقريع شديد، ومقارنة بينهم وبين الشاميين فقام مالك وقال : (يا أمير المؤمنين اندب الناس فإنه لا عطر بعد عروس؛ لمثل هذا اليوم كنت أدخر نفسي والأجر لا يأتي إلا بالكرَّة. اتقوا اللّه وأجيبوا إمامكم وانصروا دعوته، وقاتلوا عدوه، أنا أسير إليها يا أمير المؤمنين؛ فأمر علي مناديه سعدًا فنادى بالناس: ألا انتدبوا إلى مصر مع مالك بن كعب). وحين علم بما جرى لمحمد بن أبي بكر، وبالسرور الذي عم بلاد الشام أرسل وراء مالك بن كعب من يطلب منه العودة إلى الكوفة.
وكان عامله على مسلحة عين التمر. وذكر ابن الأثير في مواضع آخر من كامله أن مالك بن كعب الذي كان على مسلحة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في عين التمر سنة تسع وثلاثين كتب إلى مخنف بن سليم يستعينه على حرب النعمان بن بشير، وكان قريبًا منه، فوجه له مخنف ولده عبد الرحمن في خمسين رجلاً.
وحين فرَّ مصقلة بن هبيرة إلى معاوية كتب إلى أخيه نعيم بن هبيرة، وهو من شيعة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يعلمه أن معاوية يعده الولاية ويطلب منه أن يقدم عليه، وبعث الرسالة بيد نصراني من تغلب فتمكن منه مالك، وبعث به إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأمر بقطع يده فمات وطالب التغلبيون مصقلة بدية صاحبهم فوداها. وقد كتب نعيم قصيدة بعثها لأخيه فيها تقريع على هروبه إلى معاوية.
ص: 229
روى عن ابن مسعود، وعنه أهل الكوفة، ولم أقف له على خبر من بعد.
تاريخ اليعقوبي 96/2، تاريخ الطبري 460/2، 637، 4/ 104، 134، 149، الثقات 387/5 الكامل 138/3، 371، 375.
لا يدرى متى أسلم المثنى وقد يكون ممن أدرك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وسكنه البصرة بؤكد مشاركته في جيوش الفتح وإن لم يظهر له ذكر فيها. والظاهر أنه كان من أوائل المعترضين على سياسة الخليفة عثمان من البصريين فقد نقل الأميني عن أنساب البلاذري أن ثلاثة من البصرة والكوفة ومصر التقوا قبل مصرع عثمان بسنة في المسجد الحرام، وتذاكروا سيرته، وبسبب عدم التزامه بما تعهد به قرَّ قرارهم على العودة إلى أمصارهم، واتفقوا على قدوم المعترضين في عامهم القادم للقاء الخليفة في بيته فإن اعتذر، وعاد إلى ما عاهد عليه كان المراد وإن لم يعد كان لهم موقف آخر. وقد مثل البصرة في ذلك الاجتماع المثنى بن مخربة العبدي.
وهو من رؤوس شيعة البصرة، وكان مع أمير المؤمنين في معركة الجمل. ونقل الشيخ الغروي عن كتاب الغارات أن ابن الحضرمي حين قرأ رسالة معاوية على وجوه أهل البصرة قام المثنى إليه وقال : (لا والذي لا إله إلا هو لئن لم ترجع إلى مكانك الذي أقبلت منه لنأخذنَّك بأسيافنا وأيدينا ونبالنا وأسنَّة رماحنا ! أنحن ندع ابن عم رنبينا وسيد المسلمين، وندخل في طاعة حزب من الأحزاب طاغ؟ واللّه لا يكون ذلك أبدًا حتى تسير كتيبة إلى كتيبة ونفلق الهام بالسيوف)، إلا أن الأمر حسم على غير ما أراد مخرمة.
ولم أقف له على خبر من بعد في حياة أمير المؤمنين. ولا في أثناء حكم معاوية وابنه يزيد ولا يستبعد أنه من الذين أبعدوا إلى خراسان وغيرها من ولايات الشرق في ولاية زياد ولكنه عاد إلى البصرة بعد هلاك يزيد.
ويوم أزمع التوابون الثورة ؛ كتب إليه قائدهم سليمان بن الصرد كتابًا
ص: 230
أرسله مع ظبيان بن عمارة التميمي، فحمد له عزمه، وأجابه بقوله: (أما بعد، فقد قرأت كتابك وأقرأته إخوانك، فحمدوا رأيك، واستجابوا لك، فنحن موافوك إن شاء اللّه للأجل الذي ضربت وفي الموطن الذي ذكرت؛ والسلام، وكتب في أسفله :
تبصَّر كأني قد أتيتك مُعْلِمًا***على أتلع الهادي أجش هزيم
طويل القرا نهدِ الشَّواة مقلّص***مُلِحّ على فأس اللجام أزوم
ويبدو من رواية ذكرها الطبري بسنده عن أبي صادق أنه وافاه، هو ومن كان معه عند قبر أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فبكوا واستعبروا وتكلم رؤوس الجماعة فأحسنوا القول، (وكان المثنى بن مخربة صاحب أحد الرؤوس والأشراف... فواللّه ما لبث أن تكلم بكلمات ما كنَّ بدون كلام أحد من القوم، فقال: إن اللّه جعل هؤلاء الذين ذكرتم بمكانهم من نبيهم أفضل ممن هو دون نبيهم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وقد قتلهم قوم نحن لهم أعداء، ومنهم براء، وقد خرجنا من الديار والأهلين والأموال إرادة استئصال من قتلهم ؛ فواللّه لو أن القتال فيهم بمغرب الشمس أو بمنقطع التراب يحق علينا طلابه حتى نناله، فإن ذلك هو المغنم، وهي الشهادة التي ثوابها الجنة)، وتذهب رواية ذكرها الطبري إلى أنه (شهد عين الوردة مع سليمان بن الصرد، ثم رجع مع من رجع ممن بقي من التوابين إلى الكوفة، فأقام حتى خرج المختار من السجن فبايعه المثنى سرًّا) وطلب منه المختار الذهاب إلى البصرة.
ولكن رواية أخرى ذكرها الطبري وابن الأثير تذهب إلى أنه وصل متأخرًا عنهم، والتقى بصندوداء -وهي في طريق الشام من العراق بحسب ياقوت- سعد بن حذيفة بن اليمان الذي كان على شيعة المدائن، فأقاموا حتى جاءهم الخبر باقتراب رفاعة فاستقبلوه وبكى بعضهم إلى بعض، وأقاموا يوما وليلة ثم افترقوا كل إلى بلده، (وأقبل أهل الكوفة إلى الكوفة، فإذا المختار محبوس)، ويبدو أن المثنى عاد إلى الكوفة، لأن المختار كتب إلى أصحاب سليمان وهو في السجن، ومنهم المثنى بن مخربة فكتبوا له أنهم حيث
ص: 231
يسره، وأنهم على استعداد لإخراجه من السجن، ولكنه أخبرهم بقرب خروجه، وفي سنة ست وستين بايع المثنى المختار سرا، وحين وصل البصرة دعا له ها، وأجابه رجال من قومه وغيرهم وخرج هو وجماعته واتخذ مسجدًا للدعوة ووثب بالبصرة فوقعت مناوشات شديدة بينه وبين والي عبد اللّه بن الزبير فيها، فقتل أربعون رجلاً من أصحاب المثنى، وتحزب له قومه، وتم الاتفاق قبل أن تقع الحرب فيما بينهم على خروجهم إلى حيث يشاؤون، فخرج المثنى بمن بقي من جماعته وهم قلة فالتحق بالمختار. ولم أقف له على خبر من بعد.
* تاريخ الطبري 54/3، 393، 411-412، 420، 433، 467، 468، 471، الكامل 161/4-162، 185، 211، 244-245، الغدير 1689 عن البلاذري، موسوعة التاريخ الإسلامي 323/5.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، عداده في أهل الكوفة، روى عن ابن أبي أوفى، وعنه شعبة، وإسرائيل. وقال المزي: هو كوفي من موالي قريش، روى أيضًا عن أبيه، وعن إهبان بن أوس، وعطاء النهدي وغيرهم، وعنه أيضًا رقبة بن مصقلة وشريك بن عبد اللّه، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم وثقه أبو حاتم والنسائي، وروى له البخاري ومسلم، والنسائي. وقد مرت ترجمة أبيه مع الصحابة، فلاحظ.
* التاريخ الكبير 8/ 39 برقم 2076، الجرح والتعديل 416/8 برقم 1897، الثقات 457/5، تهذيب الكمال 241/27 برقم 5786، تهذيب التهذيب 42/10 برقم 45.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن حذيفة.
* الطبقات 216/6، التاريخ الكبير 409/7 برقم 1793.
ص: 232
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين اختلف في كنيته، فقيل: أبو دثار، ويقال : أبو مطرف ويقال : أبو النضر، ويقال أبو كردوس. قاضي الكوفة، ووصف بطول لحيته، وروي عنه أنه بكى هو وعياله حين ولي القضاء، ولما عزل عنه بكى وبكى عياله معه أيضًا.
قال ابن سعد : (كان من المرجئة الأولى الذين كانوا يرجون عليّا وعثمان، ولا يشهدون بإيمان ولا كفر). وعده ابن سعد مع الطبقة الثالثة من التابعين، من دون ذكر مسوغ لتأخيره على الرغم من روايته عن الصحابة. روى عن جابر، وابن عمر والأسود بن يزيد النخعي، وعبيد بن البراء بن عازب، وغيرهم. قيل : كان أفرس الناس، وروى عنه الثوري، وشعبة، وحسان بن مسعر، وأنيس بن خالد، وغيرهم ذكرهم المزي، وذكر أيضًا أنه ثقة عند النسائي، ومأمون عند أبي زرعة وصدوق عند أبي حاتم. وقال ابن سعد: له أحاديث ولا يحتجون به.
روى سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه قال: كان أهل الجاهلية إذا كان في الرجل منهم ست خصال سودوه: الحلم والصبر والسخاء والشجاعة، والبيان والتواضع ولا يكملن في الإسلام إلا بالعفاف، وقد كملت في هذا الرجل، يعني محارب بن دثار مات في ولاية خالد سنة ثمان ومائة.
* الطبقات 307/6، التاريخ الكبير 28/8 برقم 2040، الثقات 452/5 مشاهير علماء الأمصار 176 برقم 837، تهذيب الكمال 255/27 برقم 5793.
من سكنة الكوفة، وأحد شهود زياد على حجر وجماعته وذكر ابن الأثير (أن محرز بن حارثة - بالمهملة - بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس له صحبة) قتل يوم الجمل، ولاشك أنه غيره.
* تاريخ الطبري 226/3 الكامل 263/3
ص: 233
من سكنة الكوفة، كان أحد شهود زیاد على حجر وجماعته، ومن جند
عبيد اللّه بن زياد وقد بن زياد، وقد سرحه رفقة شمر بن ذي الجوشن بعيال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصبيانه إلى يزيد بن معاوية، (وأمر بعلي بن الحسين فغل بغل إلى عنقه)، فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع محفز صوته فقال : (هذا محفز بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه يزيد بن معاوية: (ما ولدت أم محفّز ألأم وأحمق، ولكنه قاطع ظالم)، وهو محفر بالمهملة عند ابن الأثير، ولعله من خطأ الطباعة، أو وهم وما فاز بفوز، وعاد بالخسران.
* تاريخ الطبري 227/3، 339 340 الكامل 84/4، تاريخ مدينة دمشق 79/57 برقم 7243.
كان رسول هاشم المرقال من الكوفة إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يعلمه بموقف أبي موسى الأشعري منه بعدما وجهه إلى أهلها كي يحثهم على الالتحاق بركبه المتجه إلى البصرة. ذكره الشيخ الطوسي، وقال: (يروي خبر عدي بن حاتم حين قدم على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ))، وقال المزي: روى عن جده عدي بن حاتم وملحان بن زيان وأبي السمح خادم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وعنه أبو مجاهد الطائي، وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وغيرهم. وقال المزي: هو ثقة عند ابن معين وأبي حاتم والنسائي، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات مع الطبقة الأولى من التابعين وحصر روايته بعدي، وروى البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة. ذكر الشيخ المظفر أن ابن عبد البر قال : ضعيف.
ذكر اسمه واسم أبيه ونسبه ابن سعد من دون إضافة أو إيضاح مع الطبقة الثالثة من التابعين !
* الطبقات 328/6، التاريخ الكبير 20/8 برقم 2203، تاريخ الطبري 36/3، الثقات 453/5، الجمل 243 رجال الطوسي
ص: 234
28/82 الكامل 260/3 تهذيب الكمال 255/27 برقم 5810 نقد الرجال 924، الإفصاح 401/3.
كوفي، روى عن أبي موسى الأشعري قوله: أمانان كانا على عهد رسول اللّه(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، رفع أحدهما، وبقي الآخر : (وَمَا كَانَ اللّه لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّه مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال : 33]. عنه حرملة بن قيس.
* التاريخ الكبير 32/1 يرقم 46 الثقات 362/5.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين سكن الكوفة من أخوته مصعب وستأتي ترجمته وعمر وقد مرت ترجمته لعنة اللّه عليه.
روى الشيخ المفيد عنه أنه قال: (أرسل علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى أبي ليبايع. فقال له : إذا لم يبق غيري بايعتك، فقال علي عليه السلام خلوا سعدًا وأرسل إلى أسامة بن زيد؛ فقال له أسامة: أنا أطوع لك أعصي الخروج بالسيف. فقال له علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) لم أكره أحدًا على بيعتي)، ويبدو أنه كان بالمدينة حين بعث يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة إليها، فقاتل محمد أهلها، فلما انهزم الناس مال على المنهزمين يضربهم وذهب فيمن ذهب من الناس.. وخرج محمد مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فشهد دير الجماجم، وكان على رجالة ابن الأشعث في الواقعة، ثم أتي به الحجاج بعد ذلك فقتله كذا روى ابن سعد، ولكن الطبري قال : إنه كان في الأسر عند يزيد بن المهلب وإنه قال ليزيد (أسألك بدعوة أبي لأبيك فخلى سبيله). ذكر ابن سعد أنه كان ثقة له أحاديث.
* الطبقات 221/6 - 222، المعارف 244، تاريخ الطبري 3 / 357، 631، 640، 643، 644. الجمل 131، تهذيب التهذيب 161/9 برقم 276.
ص: 235
ابن أخي الأسود بن يزيد وقد مرت ترجمته ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى، وذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية. وهي طبقة عنده روى أصحابها عن جمهور من متأخري الصحابة قال ابن حبان: يروي عن جماعة من من الصحابة. وصف بالكيِّس لتلطفه بعبادته وقيل عنه : المرضي وقيل عنه : الرفيق، كانت عنده امرة صالحة يكثر من الدعاء لها. وكان قليل الحديث.
قال ابن حجر ذكره ابن زرعة فقال: كان رفيع القدر من الجلَّة. روی عن أبيه وعمه الأسود، وعم أبيه علقمة، وأرسل عن عائشة، وعنه السبيعي، وسلمة بن كهيل وغيرهما. وثقه ابن عين.
* الطبقات 298/6 الثقات،361/5 تهذيب الكمال 25/ 648 برقم 5412، تهذيب التهذيب 274/9 برقم 811.
كوفي، روى عن جابر بن سمرة وعبد اللّه بن شداد وغيرهما كثر ذكرهم ابن حجر عنه الثوري وشعبة، وشريح القاضي، وغيرهم.. قال ابن حبان كان من المتقين وذكره مع الطبقة الأولى من التابعين مات في ولاية خالد. وقال ابن حجر: وثقه النسائي وأبو زرعة، وابن معين.
* الثقات 380/5، مشاهير علماء الأمصار 175 برقم 830، تهذيب الكمال 38/26 برقم 5433، تهذيب التهذيب 286/9 برقم 534.
سيد بني تميم بالكوفة ولا عقب له. كان في معركة صفين على رأسهم مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولكن سوء عاقبته دفعته بعد صلح الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يكون بمائية زياد بن سمية، فكان أحد شهوده على حجر وجماعته.
ومما سود صحيفته من بعد أيضًا ما ذكره الطبري من أنه كتب هو
ص: 236
وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي رسالة إلى أبي عبد اللّه بن الحسين وهي: (أما بعد فقد اخضرَّ الجناب، وأينعت الثمار وطمَّت الجمام، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة)؛ ولكنه سرعان ما تحول إلى صفٌ بن زياد، وكان من بعد في جيش عمر بن سعد، وقد توجه بالنداء إليهم أبو عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) يذكرهم بما كتبوه فأنكروا ذلك.
وبعد هلاك يزيد بن معاوية وطرد والي ابن زياد على الكوفة عمرو بن حريث سنة أربع وستين وتولية أهل الكوفة عامر بن مسعود، تمرد أهل الري، وكان عليهم الفرَّخان الرازي، فوجه إليهم ابن مسعود محمد بن عمير، فلقيه أهل الري وهزموه فبعث ابن مسعود محمد بن عمير فقاتلهم وقُتل الفرَّخان، ويبدو أنه بايع من بعد عبد اللّه بن الزبير، ولكن سرعان ما انقلب عليه أيضًا، وأصبح بمعية المختار الذي بعثه على أذربيجان بعد انتصاره على والي ابن الزبير بحسب الطبري.
ويبدو أنه لم يكن من المخلصين للمختار فعلى الرغم من أنه ولاه أذربيجان، فقد التحق به (مسكين بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمر بن عدس كان فيمن قاتل المختار فلما انهزم الناس لحق بآذربيجان بمحمد بن عمير بن عطارد). وذلك بعد انتصار المختار على شبث بن ربعي وجماعته.وهناك رواية أخرى ذكرها ابن الأثير تذهب إلى أن ابن عمير كان مع مضر، وعليهم شبث بن ربعي ومحمد بن عمير بن عطارد فأرسل لهم المختار إبراهيم بن الأشتر فقاتلهم وهزمهم.
ولا شك أن شخصية مثل محمد هذا من السهل عليها أن تبدل لونها، فما إن قتل المختار حتى رأيناه مع مصعب بن الزبير حين حاربه عبد الملك بن مروان؛ وقد كاتبه عبد الملك من بين من كاتب من رجال مصعب، ووعدهم الوعود إن تخلوا عن ابن الزبير فكانت نهاية مصعب بعد أن خذله أصحابه من أهل الكوفة.
ص: 237
ويوم دخل الحجاج الكوفة وارتقى منبر مسجدها طال سكوته فتناول محمد بن عمير حصى، وأراد أن يحصبه به، وقال: (قاتله اللّه ما أعياه وأدَّمه، واللّه إني لأحسب خبره كروائه،، فلما تكلم الحجاج جعل الحصى ينتثر من بده لا يعقل به).
ويبدو أنه كان في البصرة سنة خمس وسبعين يوم وثبت على الحجاج بن يوسف الثقفي مما اضطره أن يطلب من عبيد بن كعب النميري أن يمنعه، فقال : أمنعه إن أتى إلي فلم يقبل الحجاج، وبعث إلى محمد بن عمير، فأجابه مثل جواب عبيد بن كعب، وقال: لا ناقتي في هذا الأمر ولا جملي، وبعد انتصار الحجاج على البصريين حبس محمد بن عمير حيث قال للحجاج أنه أخرجه من السجن من بعد فغادر الكوفة إلى الشام، تأتيني أمنعك، ويبدو ويغلب على الظن أنه عاد إليها من بعد.
* المعارف 425 تاريخ الطبري 227/3، 278، 319، 448، 469،456، 519، 548. الكامل 144/3، 277، 233، 234، 384-385، الإصابة 516/3.
من شيوخ أهل الكوفة، روى عن ابن عمر في الرهن، وعن مالك بن الحارث الهمداني، وإبراهيم النخعي وغيرهم وعنه الثوري، وإسرائيل، وقيس بن الربيع وغيرهم. ذكره ابن حبان في ثقاته مع الطبقة الأولى، وقال ابن معين : ثقة، وضعفه غيرهم، وقال أبو حاتم الرازي صالح عند أحمد وثقة عند ابن معين وقال فرق البخاري بين محمد بن قيس المرهبي ومحمد بن قيس الهمداني؛ فقال أبي: هما واحد ولا بأس به؛ ولم ألمس هذا التفريق عند البخاري، غير أنه بعد أن ذكره وذكر روايته عن ابن عمر قال : (وزاد وكيع المرهبي).
*تاريخ الطبري 209/1 برقم 661، الجرح والتعديل 61/8 برقم 275، الثقات 373/5 تهذيب التهذيب 367/9 برقم 678.
ص: 238
576. محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني
كوفي، روى عن عائشة وابن عمر أخوه محمد، وابنه إبراهيم، يروي عنه، وعمه مسروق، ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين، ولكن ابن حبان ذكره مع الطبقة الأولى. وكان ثقة وله أحاديث قليلة، أخوه المغيرة بن المنتشر، وقد روي عنه أيضًا.
* الطبقات 305/6، 306، الثقات 367/5، تهذيب التهذيب 416/9 برقم 766.
جده مسعود لقب بعظيم القريتين والد سعد وأبي عبيد، أما سعد فكان ممن التحق بأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع من التحق به من الكوفة، وهو واليه على المدائن، وعقبه بالكوفة، وأما أبو عبيد والد المختار فهو أول من سيره عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق، انتدبه في اليوم الرابع من خلافته، وأوصاه أن يسمع من أصحاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ويشركهم في الأمر، وفي قس الناطف وهو موضع قرب الكوفة اصطدم ب_ «خُرزاذ» أحد قواد الجيوش الفارسية وهو على فيل، فهجم عليه أبو عبيد وضرب الفيل فوقع عليه فقتله؛ وكانت زوجته دومة أم المختار رأت في عالم الرؤيا أن رجلاً نزل من السماء بإناء فيه شراب، فشرب منه أبو عبيد مع نفر من أصحابه، فأخبرت زوجها، فظنها الشهادة، فعهد للناس إن قتل أن يتولى القيادة جميع من ذكرتهم زوجته قد شربوا من الإناء، الواحد تلو الآخر، ثم يكون بعدهم المثنى. فاستشهدوا جميعًا.
وخلف أبو عبيد المختار، وصفية، وجبرًا، وأسيّدًا، أما صفية فكانت تحت عبد اللّه بن عمر، وأما المختار فسنأتي على وجيز أخباره، ولم أقف على أخبار جبر وأسيِّد.
وروي أن عمه سعد بن مسعود ممن سعى عند الخليفة عمر على عمار
ص: 239
بن ياسر حين كان على الكوفة فعزله، وقد ولاه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) المدائن سنة سبع وثلاثين.
وسعد من الذين التحقوا بأمير المؤمنين في معركة الجمل، وكان المختار مع عمه بالمدائن حين كان واليا عليها لأمير المؤمنين، وبسبب نشاط الخوارج قبل وقوع معركة النهروان خرج سعد في الخيل حذرًا منهم، وخلف ابن أخيه المختار عليها.
أما المختار فكانت ولادته في السنة الأولى من هجرة الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )بحسب رواية الطبري.
وإذا كنَّا لم نقف على نشاط ملحوظ للمختار بجانب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) باستثناء خلافته عمه على المدائن، فإن مجريات حياته توحي أنه كان من أصحابه (عَلَيهِم السَّلَامُ) ومن الموالين له، بدليل ما رواه التفرشي عن الإمامين الباقر والصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في مدحه والترحم عليه.
وتظهر في تاريخ الطبري رواية من دون سند تدعو إلى كثير من التأمل؛ فبعد رحيل أمير المؤمنين واستخلاف ولده الحسن (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) خرج إلى المدائن لقتال معاوية وكان عليها سعد عم المختار حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن، (فقال له المختار وهو غلام هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال : توثق الحسن وتستأمن به معاوية فقال له سعد: عليك لعنة اللّه، أثب على ابن بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فأوثقه ! بئس الرجل أنت). ورواية مثل هذه تحمل دليل رفضها، إذ إن حديثًا مثل هذا لابد أن يكون قد جرى بسريَّة بين المختار وعمه، ويصعب على سعد عم المختار أن ينشره بين الناسوليس كثيرًا على أعداء المختار - وهم كثر - في داخل الكوفة وخارجها اختلاق مثل هذا واتّهام الرجل به وأزعم أن ترحم أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) عليه يدفع مثل هذه الرواية وغيرها.
ولا شك أن من علامات وفاء الرجل أن زياد بن أبيه طلبه للشهادة على حجر بن عدي فراغ عنها ولم يشهد وأمر روغانه عن الشهادة التي شهدها
ص: 240
وجوه قريش ومشاهير رجالات الكوفيين، لابد أن يكون من أصعب الأمور التي قد تعرض صاحبها إلى القتل.
ومن الدليل على وفائه للبيت العلوي نزول مسلم بن عقيل عليه حين وصل الكوفة، في وقت كان والي الكوفة صهره. وعلى الرغم من أني لم أقف على مراسلة للمختار مع من راسل أبا عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من الكوفيين، فإن مجرد نزول مسلم عليه يجعله بمصاف أخلص رجال الشيعة بالكوفة، ومن الذين ليسوا في حاجة إلى مراسلة لإثبات ولائهم.
وبعد وصول عبيد اللّه بن زياد إلى الكوفة واستقراره في قصر الإمارة وأخذه الناس أخذا شديدًا انتقل مسلم بن عقيل رضوان اللّه عليه إلى بيت هانئ بن عروة، ويظهر لي أنه خرج من بيت المختار بعد خروج المختار لحاجة إلى قريته بالخطرانية.
وحين تناهى إلى سمع المختار أن مسلم بن عقيل خرج بالكوفة، ولم یکن خروجه على موعد مع أصحابه، وإنما كان بعد أن حبس هانی بن عروة وضرب أقبل بمواليه ووصل بعد غروب الشمس إلى موضع فيها يقال له باب الفيل، ويسمى أيضًا باب الثعبان، ويبدو أن الأمور سارت بسرعة شديدة باتجاه تمكن ابن زياد من الكوفة، وتخلي أصحاب مسلم رضوان اللّه عليه عنه، بعد أن شاع رعب شديد داخل الكوفة، وقد علم المختار بذلك، وشعر بانحياز الأمور كلية لصالح ابن زياد وخاصة بعد أن مر به هانئ بن حية الوادعي وقال له أظنك قاتل نفسك بوقوفك هذا، مما دفع المختار إلى الموافقة على الوقوف تحت راية عمرو بن حريث الذي عقد له ابن زياد راية على جميع الناس بعد أن أخذ المختار الأمان منه، وبعد أن تعهد يشهد أن لصالحه عند ابن زياد، ولكن وجه ابن أبي معيط كان حاضرا فقد مشى عمارة بن عقبة بن أبي معيط إلى ابن زياد فأعلمه بكل شيء.. فلما دخل المختار على عبيد اللّه بن زياد مع من دخل دعاه وقال له : (أنت المقبل في الجموع لتنصر ابن عقيل!)، فأنكر المختار وادعى أنه نزل تحت راية عمرو بن
ص: 241
حريث، ربات معه وأصبح، وشهد عمرو بذلك، ولكن ابن زياد رفع قضيبا اعترض فيه وجه المختار (فخبط عينه فشترها وقال : أولى لك ! أما واللّه لولا شهادة عمرو لك لضربت عنقك)، ثم أمر بسجنه، وبقي في السجن إلى ما بعد مصرع الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وفي اتجاه حبس المختار روى الطبري عن عيسى بن يزيد أن المختار وعبد اللّه بن الحارث بن نوفل خرجا مع مسلم بن عقيل، خرج المختار براية خضراء، وركزها في باب عمرو بن حريث، فطلبه عبيد اللّه بن زياد وجعل لمن يأتي به جائزة، فجيء به فحبسه ولم يبتعد ابن الأثير عن الطبري في أمر حبسه سنة ستين.
كانت صفية أخت المختار تحت عبد اللّه بن عمر، واستطاع المختار أن يرسل زائدة بن قدامة برسالة إلى ابن عمر يسأله أن يكتب ليزيد كي يطلق ابن زیاد سراحه، فلما علمت صفية بالأمر بكت وأظهرت الجزع فكتب ابن عمر إلى يزيد: (أما بعد فإن عبيد اللّه بن زياد حبس المختار وهو صهري، وأنا أحب أن يعافى ويُصلح من حاله، فإن رأيت رحمنا اللّه وإياك أن تكتب إلى ابن زیاد فتأمره بتخليته فعلت والسلام عليك)، فأمر يزيد ابن زياد أن يخلي سبيله حبن وصول رسالته ففعل وطلب من المختار أن يترك الكوفة خلال ثلاثة أيام، وإن لم يفعل فلا ذمة له، فخرج إلى الحجاز في اليوم الثالث.
وفي اتجاه حبس المختار أيضًا ذكر الشيخ محمد حرز الدين أن ميثم التمار كان محبوسًا معه وقال له : (إنك ستفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فتقتل هذا الذي يريد قتلك.
وفي أثناء خروجه استقبله مولّى لثقيف يقال له ابن عرق، ورحب به وسأله عن عينه فأعلمه أن ابن زياد قد شترها، وقال: (قتلني اللّه إن لم أقطع أنامله وأباجله وأعضاءه إربا إربا ؛ قال : فعجبت لمقالته، وقلت له: ما علمك بذلك رحمك اللّه؟ فقال لي: ما أقول لك فاحفظه عني حتى ترى مصداقه)، ثم تحدثا عن عبد اللّه بن الزبير وقال له: يابن عرق، (إن الفتنة
ص: 242
قد أرعدت وأبرقت وكأن قد انبعثت فوطئت في خطامها، فإذا رأيت ذلك وسمعت به بمكان قد ظهر فيه فقل : إن المختار في عصائبه من المسلمين يطلب بدم المظلوم الشهيد المقتول بالطف وسيد المسلمين، وابن سيدها الحسين بن علي، فوربك لأقتلن عدَّة القتلى التي قتلت على دم يحيى بن زكريا (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال فقلت له : سبحان اللّه! وهذه أعجوبة مع الأحدوثة الأولى، فقال : هو ما أقول فاحفظه عني حتى ترى صدقه، ثم حرك راحلته)، قال ابن العرق: فواللّه ما مت حتى رأيت كل ما قاله، ولا شك أن هاتين النبوءتين تدللان على عظيم همة المختار وإيمانه بما قرره وعزم عليه.
وصل المختار مكة والتقى عبد اللّه بن الزبير فرحب به واستمع منه إلى أخبار الكوفة، وطلب منه أن يقوم بالحجاز، وعرض عليه أن يبايعه ثم خرج ولم يعد إلى مكة سنة بكاملها وقد رئي بالطائف، ثم عاد وطاف بالبيت وصلى والتقى فيه جماعة من معارفه من أهل الطائف. وسلم عليه عباس بن سهل بن سعد وهو من أصحاب ابن الزبير وحين التقى عبد اللّه سأله عن المختار وفي أثناء حديثهما رأيا المختار في المسجد، ووعد عباس أن يأتي ابن الزبير بخبر ه، ه، فذهب إليه وسأله عن أخباره فحدثه أنه كان بالطائف وبغيره، واتفقا على زيارة عبد اللّه بن الزبير وحين أخبر عباس ابن الزبير لم يبد اهتمامًا بالمختار على الرغم من حاجته إليه.
وفي أثناء الزيارة قال المختار : (إني قد جئتك لأبايعك على ألا تقض الأمور دوني، وعلى أن أكون في أول من تأذن له، وإذا ظهرت استعنت بي على أفضل عملك. فقال له ابن الزبير : أبايعك على كتاب اللّه وسنة نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؛ فقال المختار: شر غلماني أنت مبايعه على كتاب اللّه وسنة نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ما لي في هذا الأمر من الحظ ما ليس لأقصى الخلق منك؛ لا ولاه لا أبايعك أبدًا إلّا على هذه الخصال)، قال عباس : فهمست في أذن ابن الزبير، وقلت له : اشتر دينه حتى ترى رأيك، فوافق ابن الزبير على شروط المختار ويوم حاصر جيش يزيد مكة قاتل المختار، فكان أحسن الناس بلاء، وحين اشتد الحصار وقتل من قتل في البيت كان له دور واضح في تعبئة الناس للصمود
ص: 243
أمام جيش يزيد، واتفق الجميع على أن بلاءه خلال الحصار وحريق البيت كان أحسن من بلاء الجميع، وشارك مشاركة فاعلة في عدم سقوط مكة بأيد جند الشام وأقام المختار بمكة خمسة أشهر بعد موت يزيد بن معاوية، وفي أثنائها انفق أهل الكوفة على عامر بن مسعود لحين استتباب الأمور، ثم وصلت يعة أهل الكوفة لابن الزبير.
ولا شك أن ابن الزبير كان في ريبة من المختار، وقد أحس المختار بذلك، ولا سيما أنه لم يستعمله على مصر من الأمصار بحسب اتفاق البيعة.
وبدأ المختار يسأل الكوفيين عن أخبار الكوفة وأوضاعها، ويبدو أنه يمم وجهه نحوها من دون أن يستأذن ابن الزبير، وقد يكون استأذنه، ولا شك أنه على علم بما يمتلكه فيها من قواعد، فمسلم بن عقيل حين دخلها نزل بضيافته، وقد دعا له، فأخلص الدعوة، ولاشك أيضًا أنه بلقائه الكوفيين بمكة تشاور معهم وتشاوروا معه، ولاسيما الشيعة منهم، واتصل في هذه الأثناء بمحمد بن الحنفية، وحدثه بنيته. وما إن وصل إلى ظاهرها حتى لقيه سلمة بن مرثد القابضي الهداني وكان ناسكًا شجاعًا فسأله عن أهل الكوفة فقال له : کغنم ضل راعيها، فقال المختار: فأنا سأحسن رعايتها واقبل المختار فاغتسل من وعثاء السفر ببحر الحيرة يوم الجمعة وتطيب ودخل الكوفة. وكان والي ابن الزبير عليها عبد اللّه بن مطيع وعلى خراجها إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه.
وقل أن يستقر بداره مرَّ من فوره على جملة من محالها ومساجدها يسلم على من يراه ويبشره بقرب النصر، فمر على بني بداء، فسلم عليهم، ووجد عندهم عبيدة بن عمر البدي من كندة وكان من أشجع الناس، وأشعرهم، وأشدهم حبًّا لعلي رضي اللّه عنه، وقد مرت ترجمته، وكان لا يصبر عن الشراب، فقال له : (أبشر بالنصر واليسر والفلج إنك أبا عمرو على رأي حسن، لن يدع اللّه لك معه مأثمًا إلا غفره، ولا ذنبًا إلا ستره، فلما قال له المختار هذا القول قال له عبيدة: بشرك اللّه بخير إنك قد بشرتنا، فهل أنت
ص: 244
مفسر لنا، ؟ قال : نعم فالقني في الرحل الليلة... وبلغ أهل مسجدكم هذا عني، إنهم قوم أخذ اللّه ميثاقهم على طاعته).
ومازال ذلك ديدنه يسأل ويسلم ويعد ويستقصي وعلم أن قلوب الشيعة مع سليمان بن الصرد الذي تهيَّأ للخروج بجماعته ولا يبدو من النصوص التي ذكرها الطبري أنه مر على والي الكوفة عبد اللّه بن مطيع للزيارة أو السلام، ولم أقف له على لقاء بسليمان.
ذكر الطبري أن المختار قدم الكوفة في شهر رمضان من سنة أربع وستين وروى عن النضر بن صالح: (كانت الشيعة تشتم المختار وتُعتبه لما كان منه في أمر الحسن بن علي يوم طعن في مُظلم ساباط، فحمل إلى أبيض في المدائن، حتى إذا كان زمن الحسين وبعث الحسين مسلم بن عقیل نزل دار المختار بالكوفة، فبايعه فيمن بايعه من أهلها، وناصحه، ودعا إليه من أطاعه).
ولا أشك في أن المختار كان يلتقي محمد بن الحنفية رضوان اللّه عليه بمكة، بل إن عدم لقائه به وهو يخطط للذهاب إلى الكوفة يكون مخالفًا لطبيعة الأشياء، وذكرت بعض المصادر أنه دخل عليه قبل سفره وأعلمه بما عزم عليه، فبارك عزمه، وأرسل معه أحد أتباعه من الكوفيين فليس من المعقول أن يحدث الكوفيين أن (المهدي بن الوصي محمد بن علي بعثني إليكم أمينًا ووزيرًا ومنتخبًا وأمريًا وأمرني بقتال الملحدين والطلب بدماء أهل بيته والدفع عن الضعفاء) من دون إن يكون من وراء ذلك سندا يتكئ عليه.
كان سليمان بن الصرد قد أصر على الخروج، وكان المختار يرى رأيا آخر، وأن سليمان بخروجه سيقتل نفسه وأصحابه من دون أن يحقق هدفه، وكان وجود سليمان بن الصرد بالكوفة من عوامل ضعف المختار في تلك الفترة، لأن والي الكوفة يرى أن سليمان لا يرغب أن تدور الحرب بالكوفة، وأنه يرغب بالخروج منها لقتال أهل الشام، لذا فإنه يمثل بالنسبة له ولجماعته عامل قوة لهم في إمكانية انتصاره على جيش أهل الشام الذي مازال مخيمًا بالجزيرة.
ص: 245
وكان والي ابن الزبير ومن دار حوله ممن شارك في قتال الحسين كشمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وعمر بن سعد وغيرهم، أو ممن انحاز كلية لابن الزبير يرون في المختار خطرًا الحقيقيًّا عليهم، لذا قر قرارهم على سجنه، وأخذه بمنتهى الشدة قبل أن يستفحل أمره، وهكذا أخذ إلى السجن بعد أن تمكنوا منه في داره وقد دافع عن نفسه بإنكار دعاواهم في نيته على الثورة، ويبدو أنه لم يكن سجنًا مضيقًا عليه، فقد كان الناس يزورونه في سجنه وكان يبلغ الناس بنيته ويقول لهم: (أما ورب البحار، والنخيل والأشجار، والمهامه والقفار، والملائكة الأبرار، والمصطفين والأخيار، لأقتلن كل جبار، بكل لأن خطَّار، ومهند بتار، في جموع من الأنصار، ليسوا بميل أغیار، ولا بعزل أشرار، حتى إذا أقمت عمود الدين، ورأبت شعب صدع المسلمين، وشفيت غليل صدور المؤمنين، وأدركت بثأر النبيين، ولم يكبر عليَّ زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى)، كان يقول هذا وهو يرسف بالقيود، وقد زاد من عزمه خروج ابن الصرد وجماعته.
بعد عودة من بقي من جماعة سليمان بن الصرد من معركة عين الوردة - وهي بالجزيرة - كاتبهم المختار وعظَّم لهم الأجر، وأعلمهم بنيته، فأعلموه أنهم حيث يسره، وأنهم على استعداد لإخراجه من السجن، فأعلمهم أنه سيخرج فريبا، ويبدو أنه كان على بينة من قرب خروجه؛ فقد كتب ثانية لزوج أخته عباد اللّه بن عمر مع غلام يدعى زربيا، يعلمه فيه أنه سجن مظلومًا ويطلب منه أن يكتب لعبد اللّه بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة فكتب ابن عمر (أما بعد؛ فقد علمتما الذي بيني وبين المختار بن أبي عبيد من الصهر، والذي بيني وبينكما من الود؛ فأقسمت عليكما بحق ما بيني وبينكما لما خليتما سبيله حين تنظران في كتابي هذا والسلام عليكما ورحمة اللّه)، فلما وصلهما كتاب بن عمر طلبا من المختار من يكفله ويضمنه بنفسه، فجاء خلق لكفالته، ولكنهما اكتفيا بكفالة عشرة منهم، وحلفاه (باللّه الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم؛ ألا يبغيهما غائلة، ولا يخرج عليهما ما كان لهما سلطان؛ فإن هو فعل فعليه ألف بدنة ينحرها لدى رتاج
ص: 246
الكعبة ؛ ومماليكه كلهم ذكرهم وأنثاهم أحرار فحلف لهما بذلك، ثم جاء داره فنزلها).
وما إن خرج من السجن حتى بدأ تحركه من فوره، ويبدو أن الشك راود جماعة سليمان بن الصرد الذين بايعوا المختار فاجتمع نفر منهم في بيت سعر -مرت ترجمته - بالكوفة، فتداولوا أمره، وصدق دعوته، وقرروا الخروج إلى محمد بن الحنفية للتأكد من ادِّعائه، ولما قدموا عليه تنحوا معه جانبًا وتكلموا وذكروا له ما ادعاه المختار فقال لهم ابن الحنفية رضوان اللّه عليه : (أما بعد؛ فأما ما ذكرتم مما خصصنا اللّه به من فضل؛ فإن اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم؛ فللّه الحمد، وأما ما ذكرتم من مصيبتنا بحسين ؛ فإن ذلك كان في الذكر الحكيم وهي ملحمة كتبت عليه، وكرامة أهداها اللّه له رفع بما كان منها درجات قوم عنده، ووضع آخرين، وكان أمر اللّه مفعولا وكان أمر اللّه قدرًا مقدورًا، وأما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا ؛ فواللّه لوددت أن اللّه انتصر لنا من عدونا بما شاء من خلقه؛ أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم)، فاعتبروا ذلك إذنًا لهم، وعادوا إلى الكوفة، وقد وطَّنوا أنفسهم على الخروج معه، وكان المختار قد ارتاب من خروجهم بحسب الطبري، فلما عادوا قالوا له: أمرنا بنصرتك، - وكان لذلك وقع مهم في تثبيت دعوة المختار ونصرته، وشعر عبد اللّه بن مطيع، وكان عبد اللّه بن الزبير ولاه على الكوفة بدلاً من عبد اللّه بن يزيد - بشدة خطر المختار فقرر اعتقاله ثانية وأرسل له من يدعوه إلى القصر فادعى المرض ولم يخرج معهم ولاسيما بعد أن لحن له أحدهم بخطورة خروجه إلى القصر.
واستطاع هو وأتباعه إقناع إبراهيم بن مالك الأشتر أن ينحاز لصفه، وهو من أشراف الكوفة وفرسانها الشجعان، (واجتمع رأيهم أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأول سنة ست وستين، ووطن على ذلك شيعتهم ومن أجابهم) ونما إلى عبد اللّه بن مطيع خروج المختار إحدى الليلتين.
ص: 247
ودارت معارك طاحنة بين المختار وأنصاره، وعبد اللّه بن مطيع وأنصاره انتهت بانتصار المختار الساحق، وبخروج ابن مطيع متخفيًّا، وعز عليه أن يرجع مهزوما منخذلاً إلى مكة، فتوجه من فوره إلى البصرة متخفيًا بعد أن اشتد الحصار عليه. وما كان من الجماعة التي كانت محاصرة معه، في القصر إلا الاستسلام، فأنعم عليها المختار بالعفو، فبايعته، وأقسمت على نصرته، وعدم محاربته أو الخروج عليه.
ولي المختار قضاء الكزفة بعد نجاح ثورته إلا أن كثرة مشاغله منعته من الاستمرار، فأعاد شريحًا ثم عزله، وولى غيره.
وبعد تجهيز إبراهيم ابن مالك الأشتر بجيش لقتال عبيد اللّه بن زیاد الذي شارف بجيشه على الموصل اغتنمت الجماعة التي أنعم عليها المختار بالعفو الفرصة لمحاربته من جديد فأرسل يطلب من إبراهيم العودة إلى الكوفة على وجه السرعة، فعاد واستطاع المختار أن يقضي على تحركهم، وقتل منهم من قتل وهربت مجموعة كبيرة منهم إلى البصرة، والتحقت بمصعب بن الزبير وكان في مقدمة من هرب إليها محمد بن الأشعث وشبث بن ربعي.
تفرغ المختار من بعد للاقتصاص ممن شارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين فقتل مئات منهم، وفي مقدمتهم عمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن وغيرهما، واستطاع إبراهيم بن الأشتر أن يهزم جيش عبيد اللّه بن زياد شر هزيمة، وقتل ابن زياد وتجد تلك الوقائع مفصلة في الترجمات السابقة واللاحقة.
كان المختار يشعر بالحصار المفروض عليه والخطر المحدق به، فبعد موت مروان بن الحكم وتولي عبد الملك بن مروان لابد أن يتجه بجيشه إلى الكوفة ولاسيما بعد الهزيمة المنكرة التي حلت بجيش عبيد اللّه بن زياد، كما أن مصعب بن الزبير في البصرة مع وجوه كوفية كثيرة نكبها المختار، سواء أكانوا من الذين شاركوا في قتال الحسين أم من غيرهم تنتظر الفرصة السانحة
ص: 248
على أحر من الجمر للانتقام منه، لذا كان لزامًا عليه أن يقلل من الخطر بمداهنة عبد اللّه بن الزبير ومخادعته فكتب لعبد اللّه بن الزبير بصورة سرية : (أما بعد فقد عرفت مناصحتي إياك وجهدي على أهل عداوتك، وما كنت أعطيني إذا أنا فعلت ذلك من نفسك، فلما وفيت لك، وقضيت الذي لك علي، خست بي، ولم تف بما عاهدتني عليه فإن ترد مراجعتي أراجعك، وإن ترد مناصحتي أنصح لك، وهو يريد بذلك كفه عنه حتى يستجمع له الأمر)، فأراد ابن الزبير أن يعرف حقيقة المختار أسلم له أم حرب عليه، فدعا عمر بن عبد الرحمن بن الحارث وقال له : تجهز إلى الكوفة فقد وليتك عليها، فقال : كيف وبها المختار ؟ فقال : إنه يزعم أنه سامع مطيع، فتجهز بما يزيد على الثلاثين ألف درهم وكان المختار على بينة من الأمر من خلال عيونه بمكة، فدعا زائدة بن قدامة وقال له : احمل معك سبعين ألف درهم، وهي ضعف ما أنفق ابن الحارث، وقال له : القَهُ في المفاوز، واخرج معك مسافر بن سعيد - راجع ترجمته - في خمسمائة فارس دارع ورامح، ثم قل لابن الحارث : خذ هذه النفقة فإنها ضعف نفقتك، فإنه قد بلغنا أنك تجهزت وتكلفت قدر ذلك، فخذها وانصرف فإن فعل، وإلا فأره الخيل، وقل له : إن وراء هؤلاء مثلهم مائة كتيبة، فأخذ المال بعد محاورة ومضى إلى البصرة، وكان واليا عليها آنذاك الحارث بن عبد عبد اللّه بن أبي ربيعة.
ويبدو أنه ما كان في نية مصعب بن الزبير الذي ولاه عبد اللّه على البصرة الاشتباك مع المختار ولكن إلحاح الكوفيين وفي مقدمتهم محمد بن الأشعث وشبث بن ربعي دفعه إلى الخروج، فخرج بعد أن التحق به المهلب بن أبي صفرة فعبأ جيشه وتهيأ المختار حينما علم بخروجه فعبأ جيشه أيضًا، ودارت معارك طاحنة قتل فيها خيار أصحاب المختار وشجعانهم، كما قتل فيها عدد كبير من فرسان جيش مصعب ورجاله بما فيهم محمد بن الأشعث، واضطر المختار في النهاية أن ينسحب إلى القصر، ولم يشأ أن يستسلم أو يتخاذل ولاسيما بعد أن أعلموه أنه لابد أن ينزل عند حكم مصعب وجماعته فهانت عليه نفسه وخاطب أصحابه خطابًا جديرًا بالذكر، إذ قال
ص: 249
لهم : (ويحكم إن الحصار لا يزيدكم إلا ضعفًا، فانزلوا بنا فنقاتل حتى نقتل كرامًا إن نحن قتلنا، فواللّه ما أنا آيس إن صدقتموهم أن ينصركم اللّه فضعفوا ولم يفعلوا فقال لهم : أما أنا فواللّه لا أعطي بيدي، لا أحكمكم في نفسي،، وإذا خرجت وقتلت لم تزدادوا إلا ضعفًا وذلاً، فإن نزلتم على حكمهم وثبت أعداؤكم فقتلوكم وبعضكم ينظر إلى بعض، فتقولون : يا ليتنا أطعنا المختار ولو أنكم خرجتم معي كنتم إن أخطأكم الظفر متُّم كراما)، ولكنه في النهاية خرج في تسعة عشر رجلاً فقاتل قتال الأسود الضواري إلى أن قتل وادعى قتله رجلان من بني حنيفة، وقال المسعودي : إن الذي قتله واحتزّ رأسه من بني حنيفة رجل يقال له عبد الرحمن بن أسد، وقال: فقطعه أهل الكونة وأصحاب مصعب أعضاء، ثم أمر مصعب بالتمثيل به فقد أمر بقطع كفه وتسميرها بمسمار من حديد إلى جنب المسجد، وبقيت إلى أن قدم الحجاج فأمر بنزعها. وكان مصرعه لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة سبع وستين للّهجرة وله من العمر سبع وستين سنة.
أما من بقي في القصر فقد قتلوا جميعًا بعد نزولهم على حكم مصعب ولم تشفع،توسلاتهم، ولا شفاعة من شفع لهم وكان أهل الكوفة ممن التحق بمصعب من أشد الناس عليهم، وكان مما حدث لهم بعد استسلامهم أن نزلوا مكتفين بالأغلال، وممن عُرض على مصعب بحير المسكي فقال: (الحمد للّه الذي ابتلانا بالأسر، وابتلاك بأن تعفو عنا هما :منزلتان: إحداهما رضا اللّه، والأخرى سخطه، من عفا عفا اللّه عنه وزاد عزّا، ومن عاقب لم يأمن القصاص، يا ابن الزبير نحن أهل قبلتكم وعلى ملَّتكم ولسنا تركاً ولا ديلماً، فإن خالفنا إخواننا من أهل مصرنا فإما أن نكون أصبنا وأخطأوا، وإما أن نكون أخطأنا وأصابوا فاقتتلنا بيننا كما اقتتل أهل الشام بينهم ثم، اجتمعوا وكما اقتتل أهل البصرة واصطلحوا واجتمعوا وقد ملكتم فأسجحوا، وقد قدرتم فاعفوا فمازال بهذا القول حتى رق لهم الناس ومصعب أراد أن يخلي سبيلهم). وقال مسافر بن سعيد الناعطي: (ما تقول يا ابن الزبير لربك غدًا، وقد قتلت أمة من المسلمين حكموك في أنفسهم صبرًا؟
ص: 250
اقتلوا منّاً بعدة من قتلنا منكم، ففينا رجال لم يشهدوا موطنا من حربنا يوما واحدًا، كانوا في السواد وجباية الخراج وحفظ الطرق)، واستشار الأحنف بن قيس فقال : أرى أن تعفو فإن العفو أقرب للتقوى فقام من معه من رؤساء الكوفة كمحمد بن سعيد الهمداني وشبث بن ربعي وغيرهما فقالوا: اخترنا أو اخترهم، فأمر بقتلهم فقال الأحنف: (ما أدركتم بقتلهم ثأرا، فليته لا يكون في الآخرة وبالاً).
وأشار المسعودي إلى عظم المجزرة التي وقعت عند انتصار ابن الزبير، فقال: (فكان من جملة من أدركه الإحصاء ممن قتله مصعب المختار سبعة آلاف رجل، كل هؤلاء طالبون بدم الحسين، وقتلة أعدائه، فقتلهم مصعب، وسماهم بالخشبية، وتتبع مصعب الشيعة بالقتل بالكوفة وغيرها، وأتى بحرم المختار، ودعاهن إلى البراءة منه ففعلن إلا حرمتين له إحداهما بنت سمرة بن جندب الفزاري والثانية ابنة النعمان بن بشير الأنصاري وقالتا كيف نتبرأ من رجل يقول : ربي اللّه؟ كان صائم نهاره قائم ليله قد بذل دمه للّه ولرسوله في طلبة قتلة ابن بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأهله وشيعته فأمكنه اللّه منهم حتى شفى النفوس)، فكتب مصعب إلى عبد اللّه بخبرهما، فطلب منه أن يراجعهما فإن تبرأت منه عفا، وإلا فالقتل، أما ابنة جندب فقد تبرأت منه ولعنته وأما ابنة النعمان فقالت : (شهادة أرزقها فأتركها ؛ آتي مع ابن هند فأتبعه وأترك ابن أبي طالب؟ اللّهم اشهد أني متبعة لنبيك وابن بنته وأهل بيته وشيعته ثم قدمها فقتلت صبرًا).
روى التفرشي أن الإمام جعفر الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: (لا تسبوا المختار، فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا، وزوّج أراملنا، وقسَّم فينا المال على العسرة)، وذكر أن الكشي روى أحاديث تدل على مدحه، وأخر تنافي ذلك.. وذكره ابن قتيبة مع (أسماء الغالية من الرافضة!). وقد ترجمنا له ترجمة موسعة في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة».
وقبره يزار بجانب مرقد ضریح مسلم بن عقيل بالكوفة في شرق مسجدها
ص: 251
الجامع. وقال محقق كتاب مراقد المعارف محمد حسين حرز الدين: (وكان قبره سابقًا معفّى، وقد عثر عليه العالم الرباني السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي عند تنقيبه عن آثار المسجد ومحاريبه وقت ما ترجح عند السيد والعلماء الأعلام دفن مسجد الكوفة الأعظم.. فعند إذ ظهر قبر المختار بالتنقيب.. ووجدوا على دكة قبره صخرة منوهة باسمه ولقبه).
المعارف 400 – 401، 624، تاريخ الطبري 11/2، 544، 3 / 116، 227، 293 – 294، 400 – 406، 421، 433 – 434، 436 – 437، 442 – 493، 3 / 4 / 272 – 274، مروج الذهب 3 / 106 - 107، ال_ك_ام_ل 2 / 111، 433، 438، 3 / 22، 35، 36، مراقد المعارف 308/2، 344 نقد الرجال 357/4.
مولى عمرو بن حريث عداده في أهل الكوفة، روى عن أنس، وعنه الثوري وزائدة والناس قال ابن حبان يخطئ كثيرًا، وعدَّه مع الطبقة الأولى من التابعين ووثقه ابن معين وأحمد.
* التاريخ الكبير 385/7 برقم 1670، الجرح والتعديل 8/ 310 برقم 1432، الثقات 429/5 تهذيب الكمال 321/27 برقم 5827.
كوفي، روى عن حذيفة، وعنه أبو روق الهمداني، وقال البخاري: سمع حذيفة في صلاة الخوف وعده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين.
* التاريخ الكبير 65/8 برقم 2175، الثقات 463/5.
كوفيٌّ، من بجيلة ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى، وقال: روى عن عمر بن الخطاب وقال البخاري وابن حبان: روى عنه قيس بن أبي حازم.
* الطبقات 157/6، التاريخ الكبير 2/8 برقم 1918، الجرح والتعديل 327/8 برقم 1509، الثقات 445/5.
ص: 252
عداده في أهل الكوفة، روى عن ابن أبي أوفى، وعنه يونس بن أبي إسحاق.
ذكر الشيخ المفيد أن النعمان بن بشير خطب بالكوفة بعد دخول مسلم بن عقيل يحث الناس على ترك الفتنة وهددهم إن خرجوا على طاعة يزيد، فكتب عمارة بن عقبة إلى يزيد يخبره بما يجري بالكوفة، ويعلمه بضعف النعمان ويغلب على الظن أنه أبو مدرك.
* التاريخ الكبير 2/8 برقم 1917، الجرح والتعديل 327/8 رقم 1511 الثقات 445/5، الإرشاد 42/2.
ذكره الطبري وابن الأثير مع أصحاب أبي عبد اللّه الحسين(عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقالا، والنص للطبري : (إن المرقع بن ثمامة الأسدي كان قد نثر نبله وجثا على ركبته، فقاتل فجاءه نفر من قومه فقالوا له: أنت آمن، اخرج إلينا، فخرج إليهم فلما قدم به عمر ابن سعد على ابن زياد وأخبره خبره سيَّره إلى الرزَّازة)، والزازة اليوم منطقة فيها بحيرة قرب عين التمر، وليس لها ذكر في معجم البلدان..
ذكره الشيخ الطوسي باسم المرقع بن قمامة، مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: وكان كيسانيا.
* تاريخ الطبري 335/3 رجال الطوسي 39/83 الكامل 4 / 80 نقد الرجال 361/4.
كوفي، روى عن عمر بن الخطاب، وسمعه يقول: (لأردنَّ عليكم الصدقة)، وعنه ولده عمرو بن مرة، وعمرو من مشاهير علماء الأمصار بحسب
ص: 253
ابن حبان، وقد مات سنة عشر ومائة.
* التاريخ الكبير 6/8 برقم 1937، الجرح والتعديل 366/8 برقم 1669، الثقات 446/5، مشاهير علماء الأمصار 167 برقم 764.
كوفي ذكره ابن سعد، وقال : هو مُرَّة الخير ومُرَّة الطيب، وقال البخاري: هو مرة بن شراحيل الطيب ويقال مرة الخير. روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان ثقة. وقال ابن حبان كان من عباد أهل الكوفة، وقد سمي بمرة الطيب لكثرة عبادته، وكان يصلي كل يوم ستمائة ركعة، وروي أن مسجده مثل مبرك البعير توفي سنة ست وسبعين قال الرازي: توفي زمن الحجاج بعد الجماجم. ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
* الطبقات 1166، التاريخ الكبير 1934/5/8، الجرح والتعديل 366/8، برقم 1668، الثقات 446/5، مشاهير علماء الكوفة 164 برقم 754 تهذيب الكمال 379/27 برقم 5865.
كانت الراية معه في جيش الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد استشهاد زيد وسيحان ابنا صوحان في معركة الجمل معركة الجمل دفعها إليه أبوه منقذ، ولكن سوء طالعه حوله من نصير لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى محارب لأبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في جيش ابن سعد. وذكر الطبري أن أول قتيل قتل من بيت النبوة هو علي بن الحسين، وكان يشد على الناس، وهو يقول :
أنا علي بن حسين بن علي***نحن ورب البيت أولى بالنبي
تاللّه لا يحكم فينا ابن الدعي
قال الطبري : (ففعل ذلك مرارًا فبصر به مرة بن منقذ بن النعمان العبدي ثم الليثي فقال : عليَّ آثام العرب إن مرَّ بي يفعل مثل ما كان يفعل إن لم
ص: 254
أثكله أباه ؛ فمرَّ يشدُّ على الناس بسيفه فاعترضه مرة بن منقذ، فطعنه، فصرعه واحتوله الناس فقطعوه بأسيافهم).
وروى أبو الفرج بسنده أن حميد بن مسلم قال : (سماع أذني يومئذ الحسين وهو يقول : قتل اللّه قومًا قتلوك يا بني ما أجرأهم على اللّه، وعلى انتهاك حرمة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ثم قال : على الدنيا بعدك العفا. قال حميد: وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي : يا حبيباه، يا ابن أخاه فسألت عنها فقالوا : هذه زينب بنت علي بن أبي طالب؛ ثم جاءت حتى انكبت عليه فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط، وأقبل إلى ابنه وأقبل فتيانه إليه فقال احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه ذلك، ثم جاء به حتى وضعه بين يدي فسطاطه).
ودارت الأيام دورتها حتى إذا جاءت سنة ست وستين للّهجرة، وتمكن المختار من الكوفة، وقتل من قتل ثأرًا لأبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بعث ابن كامل من وراء ابن منقذ في جمع فطوقوا داره فخرج على فرس وبيده رمح، فطعن عبد اللّه بن ناجية الشبامي فصرعه وضربه ابن كامل بسيفه فاتقاه بيده، فجرحه وشلت يده من بعد، ولكنه تمكن من الفرار والتحق بمصعب بن الزبير بالبصرة.
وحدث سقط في كامل ابن الأثير فنسب قتل علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى منقذ العبدي.
* تاريخ الطبري 48/3، 331، 343، 466، مقاتل الطالبيين 115 الإرشاد 106/2، الكامل 92/4.
كوفي، ذكره ابن سعد وقال : روى عن عبد اللّه بن مسعود، وسمعه يقول : (المطل ظلم الغني، ولو كان العيب رجلاً لكان رجل سوء). وذكر البخاري أنه رأى عليًّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه الربيع بن مسلم، وهو من موالي سهم.
ص: 255
* الطبقات 198/6 التاريخ الكبير 359/7 برقم 1581.
من سكنة الكوفة، كان أحد شهود زياد على حجر وجماعته.
* تاريخ الطبري 227/3.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين لروايته عن عدي بن حاتم، أما ابن سعد الذي حصر روايته بعدي أيضًا، وهو من الصحابة، فعده من الطبقة الثالثة وعن عدي عند البخاري، وقال: عنه سماك.
* الطبقات 294/6، التاريخ الكبير 57/8 برقم 2132، الثقات 5/ 459 تهذيب الكمال 27/ 414 برقم 5880.
كان أبوه من صحابة الإمام، وبقي على وفائه بعد استشهاد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو من أصحاب حجر بن عدي، وقد نجاه اللّه من القتل بشفاعة حمرة بن مالك الهمداني أحد وجوه مجلس معاوية بن أبي سفيان، وقد سبقت ترجمته أما ولده سعيد فقد ورث حبّ البيت العلوي الشريف عن أبيه، وقام المختار وحين انتقم اللّه من عمر بن سعد على يده بعث برأسه ورأس ولده حفس مع ظبيان بن عمارة التميمي إلى محمد بن الحنفية، وكتب معه كتابا له.
وأرسل المختار مسافرًا في خمسمائة فارس ودارع مع زائدة بن قدامة ليلتقي عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي الذي أرسله عبد اللّه بن الزبير واليًا على الكوفة بعد مراسلة تمت بينه وبين المختار - راجع ترجمة المختار - ليعطيه ضعف ما أنفق حين جهز نفسه ويذهب حيث يشاء، وبعد حوار دار بينهما، ورؤيته الفرسان بقيادة مسافر أخذ المال والتحق بالبصرة.
ص: 256
وحين أعد المختار جيشه للاصطدام بجيش مصعب بن الزبير بعثه لقتال أزد البصرة ومن التحق بهم وعليهم زياد بن عمرو العتكي.
ولما انسحب المختار إلى القصر وتحصن به كان مسافر معه، ولكنه لم يخرج معه عندما قرر الخروج للقتال حتى الموت، وبقي في القصر مع من بقي فأسر، وقبل أن يقتله مصعب صبرًا قال : (ما تقول يا ابن الزبير لربك غدًا وقد قتلت أمة من المسلمين حكموك في أنفسهم صبرًا؟ اقتلوا منا بعدة من قتل منكم، ففينا رجال لم يشهدوا موطنا من حربنا يومًا واحدًا، كانوا في السواد وجباية الخراج وحفظ الطرق)، فلم يسمع منه بسبب الطغمة الكوفية التي رافقته فأمر بقتله ومن الجدير بالذكر أن مصعبًا لما أراد قتل الأسرى استشار الأحنف بن قيس فقال : أرى أن تعفو فإن العفو أقرب للتقوى...فلما قتلوا قال الأحنف: ما أدركتم بقتلهم ثأرًا، فليته لا يكون في الآخرة وبالاً). وكان مصرعه سنة سبع وستين.
* تاريخ الطبري 465/3، 470 – 471، 478، 493، الكامل 274/4.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومما رواه عن عمر قوله : (قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب، إذا ساس أمرهم من لم يصحب الرسول ولم يعالج أمر الجاهلية)، كان ثقة قليل الحديث روي عنه أنه قال: (توفي رجل منا فأرسلنا إلى علي فأبطأ علينا فصلينا عليه ودفَّناه، فجاء بعدما فرغنا حتى قام على القبر، وجعله أمامه، ثم دعا له). ذكر البخاري أنه روى عن عمرو ولاشك أنه من أخطاء الطباعة قال وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه شبيب بن غرقدة.
* الطبقات 129/6 التاريخ الكبير 62/8 برقم 2158.
ص: 257
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه، وعنه سلمة بن كهيل وأبو حصين، وكان ثقة وله أحاديث.
* الطبقات 195/6، التاريخ الكبير 17/8 برقم 1987، الثقات 451/5.
كذا ذكره ابن سعد والأجدع : هو عبد الرحمن بن مالك بن أمية بن عبد اللّه بن مر بن سليمان من همدان، وقيل يكنى أبا أمية، وكان أبوه شاعرًا. شهد مسروق القادسية، وجرح فيها، وشلت يده وأصابته ضربة في رأسه، وفقد فيها ثلاثة من أخوته.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وفد أبوه على الخليفة عمر بن الخطاب، فقال له من أنت؟ قال: الأجدع. فقال : إنما الأجدع الشيطان. أنت عبد الرحمن، وروي عن دكين أنه وفد على عمر بن الخطاب، فسماه مسرورق بن عبد الرحمن.
ذكره الطبري مع التابعين من أصحاب عبد اللّه بن مسعود الذين يحضضون الكوفيين على إعانة أهل المدينة لنصرة عثمان.
ولكن الشيخ المفيد ذكر مسروقا من دون ذكر اسم أبيه مع من شارك الكوفيين في احتجاجهم على سياسة عثمان، فقد روي عنه أنه قال: (دخلنا المدينة فبدأنا بطلحة فخرج مشتملاً بقطيفة حمراء، فذكرنا له أمر عثمان وأمر القوم، فقال : لقد كاد سفهاؤكم أن يغلبوا عقلائكم ! ثم قال فخذوا هاتين الحزمتين، فاذهبوا إلى بابه فأحرقوه بالنار فخرجنا من عنده وأتينا الزبير فقال مثل قوله فخرجنا حتى أتينا عليَّا عند أحجار الزيت، فذكرنا أمره فقال : استتيبوا الرجل، ولا تعجلوا فإن رجع عما هو عليه، وإلا فانظروا)، والظاهر أنه غيره.
ص: 258
ونقل الشيخ اليوسفي عن كتاب شرح الأخبار رواية تدلل على مشاركته بحروب الإمام عامة وبحرب النهروان خاصَّة وأنه أخبر السيدة عائشة بذلك، ووصف الموضع الذي أصيب فيه الخوارج، وسألته عن ذي الثدية فقال : نعم قد أصبناه رجلاً أسود له يد كثدي المرأة إذا مدَّت امتدَّت، وإذا تركت تقلّصت. وكانت من قبل قد سألت عمرو بن العاص عنه فأخبرها أنه قتله على نيل مصر.
روى عنه أنه زار المدينة بعد استشهاد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأنه قال : دخلت على عائشة (فاستدعت غلامًا باسم عبد الرحمن، فسألتها عنه، فقالت: عبدي. فقلت : كيف سميته بعبد الرحمن؟ قالت حبًا لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي!).
روى ابن سعد عنه روايتين؛ الأولى تذهب إلى أنه لم يشهد مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مشاهده، وكان إذا سئل يعتذر بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكون تجارَةً عَن تَراضِ مِنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29]، والثانية: تذهب إلى أنه أتى صفين فوقف بين الصفين ثم قال: أرأيتم لو أن مناديًا ناداكم من السماء فسمعتم كلامه ورأيتموه فقال : إن اللّه ينهاكم عما أنتم فيه أكنتم مطیعیه؟ قالوا: نعم. قال : فواللّه لقد نزل بذلك جبريل على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، فما زال يأتي من هذا ثم تلا عليهم الآية السابقة الذكر، (ثم انساب في الناس فذهب).
روي أن زياد بن أبيه غستقضاه على الكوفة فبقي قاضيًا سنة واحدة إلى أن رجع شريح من البصرة، فعزله وأعاد شريحًا.
روي أن خالد بن أسيد بعث له بثلاثين ألفًا فأبى أن يقبلها روي عنه أنه (إذا خرج يخرج بلبنة يسجد عليها في السفينة) كان على قضاء الكوفة روي أنه (كان بالسلسلة سنتين يصلي ركعتين يريد بذلك السنة)، والسلسلة بواسط وقد مات بها سنة ثلاث وستين بحسب بعض الروايات.
ص: 259
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء أهل الكوفة وعبادها وقرائها، وقال: (ولاه زياد السياسة )كذا، ولعل المقصود السلسلة. ويغلب على الظن أنه لم يكن له موقف من زياد بن أبيه، ولم يسجل له اعتراض على أفعاله، وإلا لم يكن ليوليه عملاً.
روى البخاري عن ابن سيرين أنه قال : (كان أصحاب ابن مسعود خمسة الذين يؤخذ عنهم، أدركت منهم أربعة وفاتني الحارث، ولم أره، وكان يفضَّل عليهم، وكان أخسَّهم شريح، ويختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل علقمة ومسروق وعبيدة).
ذكر مسروق مع الزهاد الثمانية، وقال التفرشي : كان عشَّارًا لمعاوية، ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال له : الرصافة، وقبره هناك. وذكر ابن سعد أنه مات بالسلسلة بواسط ذكر البخاري أنه مات سنة اثنتين وستين وعلى الرغم من غلبة قول المؤرخين أنه مات بالسلسلة فإن السائح الهروي ذكر أنه دفن بثوية الكوفة، ولم أقف على مصدره.
* الطبقات 76/6-84، التاريخ الكبير 35/8 برقم 2065، المعارف 432، تاريخ الطبري 654/2، الجمل 159، 435، مشاهير علماء الأمصار 162 برقم 746، الزيارات/ الاعتدال 221/4، نقد الرجال 252/1، موسوعة التاريخ الإسلامي 5 / 266 الهامش قضاة الكوفة 96/1.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: أخواه ربعي والآخر الربيع الذي تكلم بعد موته ومات قبل ربعي. وقد مرت ترجمتهما. روى عن عمر وكان قليل الحديث وله صحبة عند البخاري، وقال أبو حاتم الرازي: لم تثبت صحبته وروى عن أبي بردة أنه روى عنه قوله : (بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة؛ وإذا أناس كثير يتبعون إنسانًا فتى موثقًا يده إلى عنقه قلت : ما شأنه؟ قالوا : هذا طلحة بن عبيد اللّه قد صبأ، وامرأة وراءه تسبه وتذمه. قالوا : هذه الصعبة بنت الحضرمي أمه).
ص: 260
ذكر التفرشي مسعود بن خراش بالمعجمة ومن دون نسبة، عن الشيخ الطوسي، هو عنده من خواص أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من مضر.
* الطبقات 149/6 التاريخ الكبير 421/7 برقم 1849، الجرح والتعديل 282/8 برقم 1294، الخلاصة 193، نقد الرجال 370.
كوفيٌّ، من أسد خزيمة، وهو مولى أبو وائل ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى، وقال: (أبو رزين واسمه مسعود مولى أبي وائل). من دون إضافة. وهو مسعود بن مالك عند ابن حبان وقال: (صاحب أبي هريرة من متقني أهل الكوفة)، عنه الأعمش والكوفيون، وهو أكبر من أبي وائل ذكر المزي أنه روى عن عبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن مسعود، وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومعاذ بن جبل، وأبي هريرة وغيرهم. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن سميع، وسليمان الأعمش، وغيرهم، وهو ثقة.
قال أبو حاتم: شهد صفين مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وذكر الشيخ الطوسي بين من روى عنه أبا رزين الأسدي، والغالب أنه هو.
* الطبقات 180/6 الجرح والتعديل 282/8 برقم 1295، الثقات 441/5، رجال الطوسي 30/88 تهذيب الكمال 27/ 477 برقم 5912.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، روى، روى أنه قال : (دخلت مع ابن مسعود على زيد بن خليدة؛ فقال: ليأتين عليكم يوم تود ما تملكه ببعير وقَتَبهِ).
* الطبقات 194/6 الجرح والتعديل 185/8 برقم 807.
ص: 261
من أصحاب الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وروى عنه أنه قال : (دع) علي بشراب فأتيته بقدح من ماء فنفخت فيه، فرده وأبى أن يشربه وقال : اشربه أنت) ولعله مسلم بن هرمز، الذي روى عنه، وعنه ولده هارون
ذكره البخاري تاريخه أيضًا.
ذكره السيد الخوئي، وقال هو من عتائقه، وكان يكتب بين يده. ولده القاسم من أصحاب الإمام جعفر الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات 237/6، التاريخ الكبير 275/7 برقم 1163، معجم رجال الحديث 62/15 برقم 9575، 169/19 برقم 12371.
ذكره ابن سعد مع من روى عن صغار الصحابة وتأخريهم، وهو عنده من الطبانة الثانية له أخوة روي عنهم الحديث وهم عبيد، وعمران وزياد وسالم ذكرهم ابن سعد وابن قتيبة ورويا أن أباهم رزق بستة اثنان منهما يتشيعان واثنان مرجئان واثنان يريا رأي الخوارج، فكان يقول لهم: يا بني لقد خالف اللّه بينكم وقد سبقت ترجمة زياد وسالم وعبيد وعمران.
* الطبقات 292/6، المعارف 452.
كوفي، من الطبقة الأولى من التابعين عند ابن حبان نزل في جهينة، ويقال له الجهني، روى عن عبد اللّه بن عكيم، وابن أبي ليلى، وغيرهما، وعنه الثوري وغيره وذكر البخاري أنه سمع ابن أبي ليلى قال: قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : (لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، فأرسل إلى علي، فدفعها إليه، ففتح علي).
ص: 262
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثالثة من الكوفيين على الرغم من روايته عن بعض الصحابة.
* الطبقات 329/6 التاريخ الكبير 262/7 برقم 1110، الجرح والتعديل 185/8 برقم 808 الثقات 395/5، تهذيب الكمال 515/27 برقم 5927.
ذكره ابن سعد الطبقة الثانية من التابعين وقال: روى عن مسروق، وأصحاب عبد اللّه بن مسعود، وكان ثقة كثير الحديث، وروى عن بعض الصحابة، وقال أبو حاتم الرازي: روى عن ابن عمر، وابن عباس، والنعمان بن بشير، وعلقمة وغيرهم. وقال ابن حبان هو مولى لآل سعيد بن العاص القرشي مات سنة مائة.
* الطبقات : 288/6 الجرح والتعديل 186/8 برقم 815، مشاهير علماء الأمصار 174 برقم 821.
واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، وعقيل ثاني أبنائه رضوان اللّه عليهما، يسبقه طالب ويليه جعفر ثم علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأمهم فاطمة بنت أسد أول المبايعات رضوان اللّه عليها.
لم تسعفني المصادر التي كانت بين يدي في أثناء كتابة ترجمة السفير. فذكرت أنه ولد رضوان عليه سنة اثنتين وعشرين للّهجرة، وراودني شكٍّ في هذا، وبعد اطلاعي على كتاب مسلم بن عقيل لمؤلفه علي إبراهيم الجميلي تبين لي أن شكّي كان في محله، وقد ذكر الباحث الجميلي روايات عدة تذهب الأولى إلى أنه شارك في فتوح البهنسا إحدى مدن صعيد مصر زمن الخليفة عمر بن الخطاب اعتمادًا على ما أورده الواقدي في كتابه فتوح الشام، وقدَّر إن صحت الرواية تكون ولادته في حياة الرسول صلوات اللّه وسلامه
ص: 263
عليه. والثانية تذهب إلى أنه كان في ميمنة جيش الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمعركة صفين اعتمادًا على رواية ذكرها أبن أعثم وغيره أما الثالثة فهي التي راودني الشك فيها، وقد رجح الباحث أن الرواية الأولى هي الأقرب للصواب، واستنتج أنه ناهز الخمسين يوم استشهاده. وكانت ولادته في دار أبيه عقيل بالمدينة المنورة.
وهو أول سعيد من شهداء ثورة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أمه أم ولد يقال لها : (حلية)، وقيل: (عليَّة) اشتراها عقيل من الشام كذا في مقاتل أبي الفرج، وهي في مراقد حرز الدين (عليَّة). وذكر ابن قتيبة أنها نبطية من آل فرزندا. واستبعد الجميلي أن تكون أمه أم ولد لأسباب ذكرها.
وهو زوج رقية بنت الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، رزق منها بعبد اللّه، وعلي، ومسلم، وعبد العزيز.
ويبدو بحسب أبي الفرج أن نسله قد انقطع بسبب استشهاد أبنائه مع أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ). روى البخاري عن عمرو بن شعيب قال : أخبرني من سمع أبا هريرة يقول : (ما رأيت من ولد عبد المطلب أشبه بالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من مسلم بن عقيل)، وأيد ابن حبان الشبه فقال : (كان أشبه ولد عبد المطلب بالنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، أدرك جماعة من أصحاب النبي، وعنه صفوان بن موهب).
التحق به من إخوانه مع أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عبد الرحمن، اشترك في قتله عثمان بن خالد بن أسيد الجهني، وبشير بن حوط القابضي، وقد مرت ترجمتهما، وجعفر، قتله عروة بن عبد اللّه الخثعمي، ومرت ترجمته. والتحق به من أبنائه مع أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) محمد، وأمه أم ولد، وقد اشترك في قتله بحسب أبي الفرج أبو مرهم الأزدي، ولقيط بن إياس الجهني. وعبد اللّه، وأمه رقية بنت أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قتله عمرو بن صبيح. كما التحق بهم غيرهم من ولد أبي طالب في معركة الطف رضوان اللّه عليهم جميعا. وليس له من عقب بعد استشهادهم.
بعد موت معاوية بن أبي سفيان، وتولي ابنه يزيد الحكم في النصف من رجب أو لثمان بقين منه سنة ستين، ألح أهل الكوفة على أبي عبد اللّه
ص: 264
الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كي يقدم عليهم، بعد علمهم بامتناعه عن بيعة يزيد؛ وتوالت رسائلهم عليه، فبعث مسلمًا إليهم ليتبين مدى صدقهم، وبحسب رواية أنه خرج من مكة في النصف من شهر رمضان إلى المدينة، واستأجر منها دليلين فضلا الطريق، فأصابهم عطش شديد فلما انتهوا إلى الماء كتب مسلم مع قيس بن مسهر، وهو أحد رسل أهل الكوفة إلى الحسين - تنظر ترجمته - بما حدث لهم، وطلب منه إعفاءه من مهمته لتطيره منها ؛ ولكن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كتب يحثه على المضي في مهمته بل ذكر ابن حجر أن أحد الدليلين مات عطشًا. وذكر الشيخ المفيد أن كلا الدليلين قد مات من شدة العطش.
فدخل الكوفة لخمس خلون من شوال، وقيل: نزل دار المختار بن أبي عبيد على الرغم من أن زوجته هي ابنة النعمان بن بشير والي الكوفة آنذاك، وقد يكون نزل بداره أولاً، ثم انتقل إلى دار رجل يقال له : عوسجة، أو دخل دار عوسجة أولاً، ولعل المقصود مسلم بن عوسجة، وقيل: انتقل إلى دار سالم بن المسيب، ثم إلى دار هاني بن عروة المرادي. وبدأ الناس يبايعونه، فبايعه اثنا عشر ألف رجل، وقيل : ثمانية عشر ألفًا، وقيل: خمسة وعشرين ألفًا وكان على الكوفة آنذاك النعمان بن بشير كما سبق القول، فأعلمه رجل ممن يهوى يزيد بما يجري من البيعة للحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، واتهمه بالضعف ؛ فقال له النعمان: (أن أكون ضعيفًا، وأنا في طاعة اللّه أحب إلي من أن أكون قويا في معصية اللّه وما كنت لأهتك سترًا ستره اللّه)؛ فكتب بقول النعمان إلى يزيد فاستشار سرجون فيمن،يوليه فاقترح عليه تولية عبيد اللّه بن زياد وكان على البصرة، فولاه الكوفة معها. وأرسل عهده مع مسلم بن عمرو، وطلب منه أن يتوجه إلى الكوفة من غده.
وفي عشية اليوم الذي سبق سفره إلى الكوفة كان الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قد وجه رسوله، وهو أحد مواليه إلى وجوه أهل البصرة برسالة يدعوهم فيها إلى كتاب اللّه وسنة رسوله وان يسمعوا قوله ويطيعوا أمره كي يهديهم إلى سبيل الرشاد لأن (السنَّة قد أميتت وأن البدعة قد أحيت)، فمن قرأ رسالة الحسين منهم كتمها إلا المنذر بن الجارود، فإنه قبض على الرسول، وسلمه لابن
ص: 265
زياد، لأنه خشي بزعمه أن يكون دسيسا، فأمر ابن زياد بضرب عنقه وانتخب خمسمائة رجل من أهل البصرة، وخرج مسرعًا، وكان من بين من اختارهم رجال هواهم مع أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) منهم شريك بن الأعور، والظاهر أنه اختارهم خوفًا من انقلابهم عليه بعد خروجه منها، فتركوه أثناء الطريق، عسى أن يصل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الكوفة قبل أن يصلها ابن زياد ثم سقط مولاه مهران، ووعده بمائة ألف إن استمر معه إلى القصر وفي النهاية دخل الكوفة بمفرده وعليه عمامة سوداء بعد أن تعطر وغير ملابسه، فظنه من رآه في طرقات الكوفة الحسين، فرحبوا به، وحينما وصل باب القصر كان النعمان قد أغلق بابه، فلما ناداه علم الناس أنه عبيد اللّه بن زياد فدخل، وأغلق الباب من ورائه، فدخل الناس حزن شديد.
وما إن استقر حتى نادى أحد جلاوزة عبيد اللّه الصلاة جامعة فلما اجتمع الناس بالمسجد صعد المنبر وقال : (أما بعد، فإن أمير المؤمنين أصلحه اللّه ولاني مصركم وثغركم، وأمرني بإنصاف مظلومكم، وإعطاء محرومكم، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم، وبالشدَّة على مريبكم وعاصيكم وأنا متبع فيكم أمره، ومنفذ فيكم عهده ؛ فأنا لمحسنكم ومطيعكم كالوالد البر، وسوطي وسيفي على من ترك أمري خالف عهدي، فاليُبقِ امرؤ على نفسه. الصدق ينبئ عنك لا الوعيد ؛ ثم نزل)، واستطاع من بعد أن ينشر زبانيته وعرفاءه في طرقات الكوفه يرهبون الناس بقرب وصول جيش الشام، وما سيفعله بمن يخرج عن الطاعة.
وعلم مسلم بما فعله مع الناس والعرفاء ويبدو أنه بسبب سفر المختار- راجع ترجمته - إلى قريته لأمر من أموره، تحول مسلم إلى دار سالم بن النسيب، ثم انتقل إلى دار هاني بن عروة المرادي.
ولا يظهر من نص ذكره الطبري وأبو الفرج الأصفهاني أن هنئًا كان راغبا في نزول مسلم بداره، فإنه حينما طرق الباب عليه بحسب الطبري قال له : (أتينك لتجيرني وتضيفني، قال له : رحمك اللّه لقد كلفتني شططاً، لولا
ص: 266
دخولك داري، وثقتك بي، لأحببت لشأنك أن تنصرف عني، غير أني أخذني من ذلك ذمام، ادخل، فدخل داره)، وهي رواية تريك مدى الرعب الذي بدأ ينتشر بالكوفة بعد دخول ابن زياد.
وكتب مسلم لأبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عبد اللّه الحسين يخبره ببيعة آلاف الكوفيين، ويستعجله القدوم.
كانت المقادير تجري بالطريق الذي رسم لها وشاءت حكمة اللّه أن تقع مذبحة الطف ليعود إلى الإسلام رونقه، ويترسخ في قلوب أجيال من المسلمين، وتكون ثورته، شعارًا للأحرار في تصديهم للطغيان ووقوفهم بوجهه.
وصل شريك بن الأعور وهو مريض إلى الكوفة بعد عبيد اللّه بن زیاد، ونزل على هانئ وأخبر أن عبيد اللّه سيأتي لزيارته، وطلب من مسلم أن يقتله، وجاء عبيد اللّه لزيارته إلا أن مسلمًا لم يقتله - راجع ترجمة هانئ - لكراهية هانئ قتل ابن زياد في داره لحديث سمعه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «إن الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤم»ن؛ ففاتت فرصة أخرى، وذهب هانئ من بعد بسيف جلاد ابن زیاد.
أخذت الشيعة تتردد على بيت هانئ بعد أن انتقل إليه مسلم، وأخبر ابن زياد أن مسلمًا قدم الكوفة قبله، وأنه بناحية منها، فدعا مولّى لبني تميم وأعطاه مالاً وطلب منه أن يقصد أتباع مسلم ويعلمهم أنه من شيعة الحسين بالشام، ومعه مال يرغب بتقديمه لمسلم كي يستعين به، وطلب منه أن يتقصى أخباره فاختلف إلى مسلم بن عوسجة أيامًا حتى أدخله على مسلم بن عقيل، فأخذ بيعته وقبض المال الذي جاء به أبو ثمامة الصائدي.
ولمسلم بن عوسجة الأسدي سيرة جديرة بالتنويه فيبدو أنه كان من جند فتح أذربيجان بحسب رواية ستأتي عن شبث بن ربعي، وكان من أشد أتباع مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه وبعد أن تمكن عبيد اللّه بن زياد من إسكات الكوفة وبث الرعب فيها حين قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ومثل
ص: 267
بجسديهما في الأسواق يبدو أن مسلم بن عوسجة استطاع الإفلات والالتحاق بأبي عبد اللّه الحسين وحين اقترح على أصحابه في الليلة التي سبقت واقعة الطف أن يتخذوا من الليل سترًا وينسحبوا في جنحه لأن القوم يطلبونه، وإن تمكنوا منه فسوف لن يسألوا عن غيره قام مسلم بن عوسجة وقال: (أنحن نخلي عنك ولمَّا نعذر إلى اللّه في أداء حقك! أما واللّه حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك). وكان رضوان اللّه عليه أول شهيد استشهد دفاعا عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحين سقط و به رمق مشى إليه أبو عبد اللّه، وقال : رحمك اللّه يا مسلم بن عوسجة «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ» [الأحزاب: 23]، ودنا منه حبيب بن مظاهر الأسدي وقال: (عز علي مصرعك، أبشر بالجنَّة، ولولا أني أعلم أنني أثرك لاحق بك لأحببت أن توصيني حتى أحفظك بما أنت له أهل فقال : (أوصيك بهذا رحمك اللّه وأومأ بيده نحو الحسين)، وحين تنادى أصحاب عمرو بن الحجاج الذي كان على ميمنة عمر بن سعد : قتلنا مسلم بن عوسجة قال شبث بن ربعي لبعض من حوله من أصحابه: (ثكلتكم أمهاتكم إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذللون أنفسكم لغيركم وتفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة! أما والذي أسلمت له لربَّ موقف له رأيته في المسلمين كريم لقد رأيته يوم سلق أذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون! وقد اشترك في قتله عبد اللّه الضبابي، وعبد الرحمن بن خشكارة، فذهب إلى جنان الخلد وذهبا إلى قعر الجحيم، وانظر ترجمتهما
كان هانئ يتردد على ابن زياد، فلما نزل عليه مسلم بن عقيل انقطع عنه، واستطاع ابن زياد استقدامه إلى القصر ولما أنكر خبر مسلم خرج دسیسته فرآه هانئ فأسقط ما بيده فضربه وحبسه وطلب منه أن يدفع إليه مسلم بن عقيل فلما علم مسلم بما جرى لهانئ ظهر، وتنادى أهل الكوفة، فاجتمع إليه قرابة أربعة آلاف رجل، وكان قد بايعه بحسب الطبري وغيره
ص: 268
ثمانية عشر ألفًا، فعقد مسلم لعبد الرحمن بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة، وطلب منه أن يسير أمامه، وعقد لمسلم بن عوسجة على ربع مذحج وأسد، وقال له: انزل في الرجال فأنت عليهم، وعقد لأبي ثمامة الصائدي على تميم همدان وعقد للعباس بن جعدة الجدلي على أهل المدينة، ثم اقبل نحو القصر، فلما بلغ ابن زياد إقباله تحرز فيه وأغلق أبوابه، وروى الطبري بسنده عن عباس الجدلي قال : (خرجنا مع ابن عقيل أربعة آلاف فما بلغنا القصر إلا ونحن ثلاثمائة ثم إن الناس تداعوا إلينا واجتمعوا فواللّه ما لبثنا قليلاً إلا امتلأ المسجد من الناس والسوق ومازالوا يثوبون حتى المساء. فضاق بعبيد اللّه،ذرعه وكان كبر أمره أن يمسك بباب القصر، وليس معه إلا ثلاثون رجلاً من الشرط وعشرون رجلاً من أشراف الناس وأهل بيته ومواليه)، فدعا كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي وأمره أن يخرج مع من أطاعه لتثبيط الناس، ويخوفهم الحرب، فخرج، وخطب في الناس، وقال: (أيها الناس الحقوا بأهاليكم ولا تعجلوا انتشروا ولا تعرضوا أنفسكم للقتل، فهذه جنود أمير المؤمنين يزيد قد أقبلت، وقد أعطى اللّه الأميرُ عهدًا لئن أتممتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم هذه أن يحرم ذريتكم العطاء، ويفرق مقاتليكم في مغازي الشام على غير طمع ويأخذ البريء بالسقيم والشاهد بالغائب، حتى لا يبقى فيكم بقية من أهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جنت)؛ فلما سمع الناس مقالته ومقالة غيره التي نسجت على ذلك المنوال، بدأ الناس بالتفرق، وإن المرأة كانت تأتي أباها أو أخاها أو ابنها، وتطلب منه الانصراف لأن غيره سيكفيه، وهكذا فعل الرجال.
وأمر عبيد اللّه بن زياد محمد بن الأشعث أن يخرج مع من يخرج مع من أطاعه وينصب راية الأمان وأخرج غيرهما كشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي وطلب من بقية أشرافه الذين كانوا معه بالقصر أن يشرفوا على الناس يثبطونهم ويمنون أهل الطاعة منهم، وبثوا الرعب في نفوسهم بقرب قدوم أهل الشام بجيش يزيد فمازال الناس يتفرقون حتى إذا أمسى المساء وأرد مسلم الخروج لم يجد معه إلا ثلاثين رجلاً فخرج متوجها نحو أبواب كندة،
ص: 269
فلما بلغها لم يجد معه إلا عشرة رجال سرعان ما تبخروا، فلما خرج من الأبواب لم يجد معه أحدًا يدله على الطريق.
فمضى على ووجهه حتى انتهى إلى بيت امرأة يقال لها طوعة كانت واقفة في باب دارها بانتظار ولدها ؛ فسلم عليها مسلم، وطلب منها ماء كي يشرب، فشرب ولم يغادر الباب فطلبت منه ثلاثا أن يذهب إلى أهله، فأخبرها بأمره، فأدخلته غرفة في دارها ووسعت له وقدمت له العشاء فأبى أن يأكل وطوعة أم ولد كانت للأشعث، فأعتقها فتزوجها أسيد، وقد أنجبت منه ولدا اسمه بلال، وكان هو وأبوه بئس الزوج، وبئس الخلف، أما هو فقد عرفنا جريمته، وأما أبوه، فقد مرت،ترجمته وقد شارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين، وقيل: قتل عبد اللّه بن مسلم وقيل الذي قتله عمرو بن صُبيح الصيداوي أو الصائدي وقد مرت ترجمته أيضًا.
أما ابن زياد فإنه حين انجلى اللغط والصياح واستوثق من خلو الطرقات من الناس خرج إلى المسجد، فلم يكن إلا ساعة حتى امتلأ بالناس فخطب فيهم وهدد وتوعد وأعلن براءة الملة من رجل وجد ابن عقيل في داره، وعند لعمر بن حريث راية وأمره على الناس ؛ وللأمر بقية تجدها في ترجمة المختار.
أما مسلم فقد بات ليلته تلك عند تلك العجوز، فكانت تكثر الدخول عليه تسأله حاجته، فدخل ولدها بلال بن أسيد، وكان شريدًا يشرب الخمر مع أصحاب له، فلما رأى كثرة دخولها وخروجها ارتاب منها، ولما ألح عليها أخبرته بضيفها، فاضطجع ونام ولما كان الغد، ودخل الناس على ابن زياد، ومنهم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث؛ وغدا ابن تلك العجوز على عبد الرحمن، وأخبره بمكان مسلم بن عقيل فقام عبد الرحمان إلى والده وكان مع ابن زیاد، فساره، فالتفت ابن زياد وقال له: ماذا قال لك؟ قال : أخبرني أن مسلماً في دار من دورنا، فنخس ابن زیاد محمد بن الأشعث بقضيب، وقال له : ائتني به الساعة، وبعث إلى عمرو بن حريث وهو في المسجد أن
ص: 270
يبعث مع ابن الأشعث ستين أو سبعين رجلاً كلهم من قيس فلما وصلوا الدار التي فيها ابن عقيل، وسمع وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال خرج إليهم بسيفه فاقتحموا عليه فشد عليهم حتى أخرجهم منها، وفعل معهم هذا غير مرة، وفي النهاية اختلف مع بكير بن حمران الأحمري ضربتين، فضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا وأشرع السيف في شفته السفلى فخرجت ثناياه من موضعها فضربه مسلم ضربة منكرة على رأسه، وثنى بأخرى على حبل عاتقه، فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق الدار يضربونه بالحجارة، ويلهبون النار في القصب فخرج إلى السكة فأقبل يقاتلهم وهو يقول:
أقسمت لا أقتل إلا حُرًا***وإن رأيت الموت شيئًا نكرا
کل امرئ يوما ملاق شرًّا***ويُخلط البارد سخنًا مرًا
رُدَّ شعاع الشمس فاستقرّا***أخاف أن أكذب أو أغرًا
فلما أثخن قال له محمد بن الأشعث: إنك لا تكذب ولا تخدع ولا تغر، وطلب منه عدم قتل نفسه وقال له : إن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك، ودنا منه وأعطاه الأمان، وقد أثخن بالجراح، فأركبوه بغلة، ونزعوا سيفه، فدمعت عيناه وقال هذا أول الغدر، ثم بكى فقال له عمرو بن عبيد اللّه: (إن من يطلب الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك، قال: إني واللّه ما لنفسي أبكي، ولا لها من القتل أرثي، وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفًا، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي الحسين وآل حسين، ثم أقبل على محمد بن الأشعث، وقال له : يا عبد اللّه إني أراك واللّه ستعجز عن أماني، فهل عندك خير تستطيع أن تبعث من عندك رجلاً على لساني يبلغ حسينًا، فإني لا أراه إلا قد خرج إليكم اليوم مقبلاً)، فتخبره عن حالي، وتخبره بغدر أهل الكوفة، وتطلب منه الرجوع من حيث أتى، فقال له ابن الأشعث: (واللّه لأفعلن، ولأعلمن ابن زياد أني قد أمنتك)، ثم دعا إياس بن العثل الطائي، وكان شاعرًا وأعطاه راحلة وجهازًا، وقال له: الحق حسينًا وأبلغه رسالة ابن عقيل، فخرج فاستقبله بزبالة لأربع ليال وأخبره برسالة مسلم وما جرى عليه.
ص: 271
كان عمارة بن عقبة بن أبي معيط جالسًا في باب عبيد اللّه بن زياد ينتظر الإذن بالدخول حين جيء بمسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه، فاستند قبل أن يدخل إلى الحائط، فطلب ماء من قلة موضوعة على الباب فقال له مسلم بن عمرو الباهلي، وهو أبو قتيبة بن مسلم : (واللّه لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم من نار جهنم... فقال ابن عقيل : لأمك الشكل ما أجفاك وما أفظك ؛ وأقسى قلبك وأغلظك أنت يا بن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منّي، ثم جلس متساندًا على الحائط)، وذكر الطبري عن ابن مخنف روايتين حول من جاءه بالماء الأولى تذهب إلى أن عمرو بن حريث بعث بغلام له جاءه بالماء، والثانية تذهب إلى أن عقبة بن معيط هو الذي بعث غلامًا له يدعى قيسًا فجاءه بقلة عليها منديل معه قدح (فصب فيه الماء ثم سقاه، فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دمًا، فلما ملأ القدح المرة الثالثة سقطت ثناياه فيه فقال : الحمد للّه لو كان لي من الرزق المقسوم شربته).
دخل مسلم بن عقيل على ابن زياد من دون أن يسلم عليه، فقال له حرسي ألا تسلم على الأمير فقال مسلم إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه، وإن كان لا يريد فلعمري ليكثرن سلامي عليه، فقال ابن زياد: إنه القتل. فقال مسلم : فدعني أوص إلى بعض قومي ثم نظر إلى جلساء عبيد اللّه فرأى عمر بن سعد بن أبي وقاص، فقال: يا عمر، إن بيني وبينك قرابة، ولي إليك حاجة وهي سر، فأبى ابن سعد أن يسمع منه فقال له عبيد اللّه : (لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابن زیاد فقال له : إن علي بالكوفة دينًا استدنته منذ قدمت الكوفة، سبعمائة درهم فأقضها عنّي، وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد، فوارها، وابعث إلى الحسين من يرده فإني قد كتبت إليه أعلمه أن الناس معه ولا أراه إلا مقبلاً؛ فقال عمر لابن زياد: أتدري.قال لي؟ إنه ذكر كذا وكذا؛ قال له ابن زياد : إنه لا يخونك الأمين، ولكن قد يؤتمن الخائن، أما مالك فهو لك، ولسنا نمنعك أن تصنع فيه ما أحببت؛ وأما حسين فإنه إن لم يردنا لم نرده، وإن أرادنا لم نكف عنه، وأما جثته فإنا لن نشفعك فيها، إنه ليس بأهل منّا
ص: 272
لذلك، قد جاهدنا وخالفنا وجهد على هلاكنا وزعموا أنه قال: أما جثته فإنا لا نبالي إذ قتلناه ما صنع بها) ودار حوار شديد بين مسلم بن عقيل وابن زیاد، قال ابن زياد في نهايته : (قتلني اللّه إن لم أقتلك قتلة لم يُقتلها أحد في الإسلا)م؛ فقال مسلم رضوان اللّه عليه : (أما إنك أحق من أحدث في الإسلام ما لم يكن فيه، أما إنك لا تدع سوء القتلة، وقبح المُثلة، وخبث السيرة، ولؤم الغلبة ولا أحد من الناس أحق بها منك)، فشتمه ابن سمية وشتم الحسين وعليًّا وعقيلاً فلم يجبه مسلم فقال: (اصعدوا به فوق القصر فأضربوا عنقه، ثم أتبعوا جسده رأسه)، فالتفت مسلم لابن الأشعث وقال له : أما واللّه لولا أنك آمنتني ما استسلمت، (قم بسيفك دوني فقد أخفرت ذمتك)، ثم قال ابن زياد أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه وعاتقه، فقال: اصعد فكن أنت الذي تضرب عنقه، فصعد معه ومسلم يسبح ويكبر ويصلي على ملائكة اللّه ورسله وهو يقول: (اللّهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وأذلونا)، وأشرف به فضرب عنقه، وأتبع رأسه جسده في يوم الأربعاء لتسع خلون من ذي الحجة سنة ستين للّهجرة وقيل : استشهد يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة وروي أن الأحمري سأله ابن زياد عن کلمات مسلم الأخيرة فأعاد عليه ما قال وقال فقلت : الحمد للّه الذي أقادني منك، فضربته ضربة لم تغن شيئًا ؛ فقال : أما ترى في خدش تخدشنيه وفاء من دمك أيها العبد فقال ابن زياد أو فخرًا عند الموت قال : ثم ضربته الثانية فقتلته.
وبعث برأسه ورأس هانئ بن عروة مع هانئ بن أبي حية الوادعي، والزبير بن الأروح التميمي إلى يزيد بن معاوية وزودهما برسالة إليه أملاها على عمرو بن نافع.
ذكر ابن سعد أن عبيد اللّه بن زیاد بعد قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة أمر بأن يجرَّ جسديهما في أسواق الكوفة وسككها. و(صلبهما، فلذلك يقول الشاعر :
ص: 273
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري**إلى هانئ في السوق وابن عقيل
تري جسدًا قد غير الموت لونه***ونضح دمِ قد سال کل مسیل
وذكر محمد حرز الدين (قال أرباب السير :... إن مذحجًا استوهبوا جثتيهما، ودفنوهما عند قصر الإمارة بالرحبة وحريم المسجد حيث قبرهما اليوم يزاران كل على حدة خلف الجامع الأعظم شرقًا).
وما زال ضريحه الطاهر يزار بالكوفة بجوار مسجدها الكبير، وكان عدل اللّه، وحسابه الدنيوي أن تكون نهاية ابن زياد على الرغم من كل الدماء التي أهدرها بسيف إبراهيم بن مالك الأشتر ؛ فلم يتمتع بجريمته تلك طويلاً، وكان من عدل اللّه في القصاص أن تنقل رأسه من الجزيرة إلى الكوفة إلى مكة بعد سنيات، كما تنقل راس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من كربلاء إلى الشام. وشتان بين قعر الجحيم الثريا.
* الطبقات42/4، التاريخ الكبير 266/7 برقم 1128، الجرح والتعديل 190/8 برقم 813 المعارف 204 تاريخ الطبري 3 / 274 – 275، 284، 286، 278 – 279، 282 – 283، 287 - 292، 316، 325 مروج الذهب 67/3-70، الثقات 5 / 319، مقاتل الطالبيين،25، 86، 96-98، 100-109، الإرشاد 52/2-63 رجال الطوسي 5/96، 7/105، الكامل 24/4 27، 30، 58، 68-67 تهذيب التهذيب 302/2 برقم 615 نقد الرجال 373/4، 374، مراقد المعارف 2/ 318-307، ولكي يكتمل المشهد لابد من النظر أيضًا لتراجم جميع الشخصيات التي مرَّ ذكرها وشاركت في تلك الأحداث.
هو أبو قتيبة بن مسلم كان بمعية عبيد اللّه بن زياد حين قدم الكوفة بعد وصول مسلم بن عقيل سفيرًا لأبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحين تمكن زبانية
ص: 274
زياد من ابن عقيل رضوان اللّه عليه ووصل إلى باب القصر وهو مضمخ بدمه الشريف طلب ماء قلة من موضوعة على الباب ؛ فقال له مسلم بن عمرو : (واللّه لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم من نار جهنم... فقال ابن عقيل: لأمك الثكل ما أجفاك وما أفظك، وأقسى قلبك وأغلظك. أنت يا بن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منّي، ثم جلس متساندا على الحائط).
وشخصية مثل الباهلي هذا لا يرتجى منها وفاء ولا نصرة، إذ سرعان ما انقلب على بني أمية بعد هلاك يزيد، ورجحان كفة ابن الزبير ؛ فقد أصبح من قادة جند مصعب بن الزبير، وأرسله رفقة الحجاج بن جارية الخثعمي لقتال عبيد اللّه بن الحر، وهو من الخوارج، فهزمهما شر هزيمة وكان في جيشه أثناء قتاله عبد الملك بن مروان فقتل سنة إحدى وسبعين وقتل ابنه قتيبة من بعد، بعد كل ما بذله لآل مروان فذاقا حميم الدنيا، ولهما في الآخرة عذاب عظيم.
* تاريخ الطبري 281/3، 290، 505، 520 مقاتل الطالبيين 99، مروج الذهب 68/3.
قال البخاري: الأعور الملائي، ويقال أيضًا : أبو حمزة. روى عن حبة العرني قصة سقوط جمل السيدة عائشة حينما ضربه رجل من النخع اسمه بجير، فسقط على جنبه وما تبع ذلك. وروى عنه أيضًا دعاء أمير المؤمنين المقاتلة في صلاة العصر بالمدائن صلاة العصر بالمدائن، خطبته (عَلَيهِ السَّلَامُ) بهم، وروى أيضًا حكاية جرح شمر بن ذي الجوشن بصفين.
قال البخاري: عن مجاهد، وأنس يتكلمون فيه. ووقف الشيخ محمد حسن المظفر وقفة تأمل مع من ضعفه، وهم كثر ذكرهم، ولم يقل فيه كلمة غير الدارقطني الذي قال : هو ضعيف، وقال مرة مضبوط الحديث وانتهى إلى أن جرمه عند أهل الحديث أنه من رواة حديث الطير، حتى قال ابن حجر في التهذيب : ومن منكراته حديث الطير؛ علمًا أن الحديث مروي عن أمة من الصحابة ذكرهم ابن عساكر وهو ممن قدم علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) على عثمان.
ص: 275
* وقعة صفين،142، 268، التاريخ الكبير 271/7 برقم 1145 الجمل 382، ترجمة الإمام علي في كتاب تاريخ دمشق 155-105/2، تهذيب التهذيب /122/10 برقم 249 شرح ابن أبي الحديد 1981 وتوجد ترجمة مهمة لمسلم بن كيسان في الإفصاح 24/4.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين وهو مؤذن جامع الكوفة، روى عن ابن عمر، وعنه حفيده محمد بن إبراهيم بن مسلم وأبو جعفر مؤذن مسجد العربان، وقد ذكر الاختلاف في اسمه ونسبه ابن حجر فقال : مسلم بن المثنى ويقال : ابن مهران بن المثنى، ويقال: اسمه مهران وذكر المزي مثل هذا قبله.
* الثقات 329/5، تهذيب الكمال 535/27 برقم 5940، تهذيب التهذيب 123/10 برقم 250.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحذيفة، كان قليل الحديث ويذكرون أنه كان يؤمن بالرجعة. وعنه عند البخاري أبو إسحاق الهمداني، وعياش.
ذكر المزي أنه روى له البخاري والترمذي وابن ماجة.
* الطبقات 228/6 التاريخ الكبير 7/ 273 برقم 1157،، الثقات 398/5 تهذيب الكمال 546/27 برقم 5946، تهذيب التهذيب 126/10 برقم 258.
من بكر بن وائل كوفي ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وسمع عمر بن الخطاب، وروى عنه. أخوه بشر، وقد مرت ترجمته.
* الطبقات 156/6.
ص: 276
عداده في أهل الكوفة، روى عن البراء، وجابر بن سمرة، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم، وعنه الأعمشان، مسروق، وسليمان، وغيرهم، كان أعمى، روي أنه كان يتم القرآن كل ثلاث، ويصبح صائمًا في اليوم الذي يختمه فيه. عده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين وعلى الرغم من روايته عن الصحابة فقد ذكره ابن سعد مع الجيل الثاني من التابعين. توفي سنة خمس ومائة.
* الطبقات 293/6 التاريخ الكبير 407/7 برقم 1787، الثقات 437/5، مشاهير علماء الأمصار 174 برقم 820، تهذيب الكمال 586/27 برقم 5970.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن أبي سعيد الخدري، وعنه ابنه العلاء.
* ثقات 338/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين أمه أم كلثوم بنت الفضل بن عباس بن عبد المطلب روى عن أبيه، وعن عبد اللّه بن عباس، وعنه مقاتل بن بشير العجلي.
وذكر الطبري أنه كان يأتي المختار أول ما جاء ويحف به، لأن أمه أم كلثوم، وذكر أيضًا أنه كان أول سدنة كرسي المختار، فلما عُتِبَ عليه استحيا منه، فدفعه إلى حوشب البرسمي، فكان صاحبه إلى أن هلك المختار. ولا أشك في أن حكاية الكرسي بالصورة التي صوّر بها دسيسة من أعداء المختار، وهم كثر، أو هو أمر بولغ فيه. فلم يكن لأمير المؤمنين كرسي يجلس عليه ولا شك أن مثل هذا يصعب أن يمرّ على الكوفيين من أصحابه
ص: 277
(عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولو كان بالصورة التي قدمتها الروايات لافتضح أمره في يومه. وقد عرضنا أمره في ترجمة المختار.
* الطبقات 269/6 التاريخ الكبير 7/ 287 برقم 1224، تاريخ الطبري 477/3، تهذيب الكمال 155/29 برقم 603.
أوسي، أنصاري،كوفي، أمه بنت حذيفة بن اليمان. ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، ولكن ابن سعد ذكره مع الثانية على الرغم من روايته عن صغار الصحابة ومتأخريهم.
* الطبقات 297/6، التاريخ الكبير 287/7 برقم 1225، الثقات 403/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن أبيه، وعن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وطلحة، وابن عمر، وعنه السبيعي، وعاصم بن بهدلة، وسماك بن حرب. روى له البخاري قوله : (رأيت على طلحة، وسعد، وصهيب خواتم من ذهب). وتوفي بالكوفة سنة ثلاث ومائة.
* الطبقات 222/6، التاريخ الكبير 7/ 350 برقم 1514، المعارف 244، الثقات،411/5، الكامل 106/5.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقد يكون ممن روى عنه بالكوفة، لأن بني الحارث من سكنة نجران، وقد انتقلوا إلى الكوفة. ومنهم زياد بن النضر الحارثي الذي بعثه أمير المؤمنين طليعة حين خرج إلى صفين فراجع ترجمته.
* رجال الطوسي 29/82 جامع الرواة 2/ 229 نقد الرجال، 379/4.
ص: 278
روي عن يحيى بن الأشعث الكندي أن مصعب بن يزيد قال: (استعملني علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) على ربع رساتيق المدائن).
* جامع الرواة 2 / 233 رجال ابن داود 189 برقم 1571، معجم رجال الحديث 191/19.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روت ابنته جبلة أن أباها قال: (قال لي علي: يا أخا بني عامر سلني عما قال اللّه ورسوله، فإنا نحن أهل البيت أعلم بما قال اللّه ورسوله) قال: والحديث طويل. شهد النهروان معه، وروت عنه ابنته جبلة عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (في النهي عن الميثرة - من لوازم السرج - والقسية، وغير ذلك).
* الطبقات 240/6 الجرح والتعديل 430/8 برقم 1964، الثقات 462/5 تهذيب الكمال 46/28 برقم 5991.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). أبوه عمرو بن الحمق من أصحاب حجر، هرب رفقة رفاعة بن شداد البجلي إلى الموصل، فتمكن منه واليها، فسجنه ثُم قتله بأمر معاوية وكان رأسه أول راس حمل من العراق إلى الشام وقد ورد اسمه في بعض التراجم السابقة واللاحقة ولم أقف لولده معاذ على خبر يذكر باستثناء روايته عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولا شك أن روايته عنه كانت بالكوفة.
* رجال الطوسي 22/82، شرح نهج البلاغة 457/2، نقد الرجال 383/4، معجم رجال الحديث 204/19.
ص: 279
لا يخفى على الدارسين حجم دور النخع بقيادة مالك الأشتر في مشاهد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولاسيما في معركة صفين والظاهر أن العصبية دفعت الأشعث في معركة شريعة الماء بصفين أن يكون له دور يتجاوز فيه مالك وقبيلته، وكان معاوية بن الحارث صاحب لوائه فيها ؛ فقال له بحسب ابن مزاحم بعد وصول جيش الإمام إلى صفين وقد سبقهم جيش معاوية واستولى على شريعة الماء: (للّه أنت! ليس النخع بخير من كندة، قدم لواءك فإن الحظ لمن سبق. فتقدم صاحب اللواء وهو يقول :
أنعطش اليوم وفينا الأشعث***والأشعث الخير كليث يعبث
فأبشروا فإنكم لن تلبثوا***أن تشربوا الماء فسبوا وارفثوا
من لا يرده والرجال تلهث
وقد ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* وقعة صفين 108، رجال الطوسي 3082، نقد الرجال 4/ 385.
من بني سواءة بن عامر بن صعصعة كوفي ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، ابتلي بفقد بصره، كان عبد اللّه بن مسعود يقربه ويدنيه، وهو من صحابه وروى عنه، روي عنه أنه قال لعبد اللّه : (يا عبد اللّه إذا ضنوا عليك بالمفلطحة فكل رغيفك واشرب من ماء الفرات، وامسك عليك دينك)، كان قليل الحديث، وذكر ابن حبان أنه قيل أيضًا : هو معاوية بن حصين بن سبرة السوائي، وتوفي سنة ثمان وتسعين.
* الطبقات 193/6، التاريخ الكبير 7/ 329 برقم 1411، المعارف 588، معرفة الثقات 415/2 برقم 2203، الثقات 5 / 413 مشاهير علماء الأمصار 176 برقم 834.
ص: 280
كوفي، ابن أخي النعمان بن مقرن روى عن البراء بن عازب، وعنه الشعبي، وأشعث بن أبي أشعث، وسعيد بن يحمد، وسلمة بن كهيل.
* التاريخ الكبير 330/7 برقم 1412، الثقات 412/5، تهذيب الكمال 181/28 برقم 6056 تقريب التهذيب 196/2 برقم 6784.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين، وقال : هو ابن أخي الأحنف. ولكن ابن قتيبة ذكر أن صعصعة بن معاوية هو عم الأحنف الأصغر، وكان سيد بني تميم في أيام معاوية وفرسه (الطرة) اشتراها بتسعين أنه ابن عمه. وقد يرجح سكنهم البصرة، ولكن السائح ألف درهم وهذا يعني الهروي ذكر أن ابن صعصعة - ولم يسمه- دفن بالثوية.
* المعارف 424، رجال الطوسي 34/83 المزارات / الاعتدال 221/4 نقد الرجال 388/4.
كوفيٌّ، من همدان، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه بن مسعود، وله أحاديث، وقال ابن حبان هو معدي كرب الهمداني العبدي، روى عن ابن مسعود وخباب، وعنه السبيعي. وهو عند البخاري معدي كرب الهمداني قال : ويقال : العبدي.
* الطبقات 181/6، التاريخ الكبير 8/ 41 برقم 2081، الثقات 458/5.
كوفي ذكره ابن سعد وقال : روى عن عمر وعبد اللّه وأبي ذر. عمَّر
ص: 281
حتى بلغ عشرين ومائة سنة. قال أبن قتيبة وابن حبّان ولم يشب شعر رأسه، وروي عن واصل أنه كان يقول: (يا بني أخي تعلموا مني. وكان كثير الحديث). وذكر ابن حبان أيضًا أنه كان من أصحاب عمر، ومن جلة الكوفيين. وهو معرور بن سويد عند البخاري عنه واصل بن حيان والأعمش وإسماعيل بن رجاء وغيرهم. توفي سنة بضع وثمانين بحسب الذهبي.
* الطبقات 118/6 التاريخ الكبير 8/ 39 برقم 2073 المعارف 432، الثقات 457/5، مشاهیر علماء الأمصار 175 برقم 827، تهذيب الكمال 262/28 برقم 6085 سير أعلام النبلاء 174/4 برقم 65.
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن عمر بن الخطاب. وإلى ذلك ذهب البخاري.
* الطبقات 149/6 التاريخ الكبير 393/7 برقم 1707.
ذكر، ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين حدث محمد بن أبي إسماعيل عنه أنه قال : إن عليًّا (بال في الرحبة ثم توضأ ومسح على نعليه). ولم أقف على هذا الجعفي عند غير ابن سعد، وما رواه من ذلك الهراء الذي لا يعقل إلا إذا كان من ورائه هدف لم أقف عليه، أو نسب إليه ما لم يقله، أو أن الرواية حرفت من بعد ويدفعه ما أورده الكليني عن صفة وضوء النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وما ورد عن صفة وضوء ابن عباس.
* الطبقات 6/ 239، الكافي 24/3-25، وضوء عبد اللّه بن عباس 58 وانظر في هامشه مصادر جديرة بالمراجعة.
ذكر، ابن سعد مع الطبقة الثانية، وهم عنده ممن روى عن صغار
ص: 282
الصحابة ومتأخريهم كما سبق القول. ثقة أخوه القاسم، وقد مرت ترجمته، وكان أصغر منه، رويت له أحاديث، وكان ثقة.
* الطبقات 304/6 التاريخ الكبير 390/7 برقم 1701.
كوفي ذكره ابن سعد وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: كنت جالسًا عند علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأتاه رجل من همدان فقال : (يا أمير المؤمنين، إني اشتريت بقرة نتوجا لأضحي بها وإنها ولدت فما ترى فيها وفي ولدها ؟ فقال : لا تحلبها إلا فضلاً عن ولدها، فإذا كان يوم الأضحى فضحّ بها وبولدها عن سبعة من أهلك). ذكر البخاري أنه روى عنه زهير بن أبي ثابت، وأبو الضريس.
ذكر الرازي أنه روى عن حذيفة وعائشة ولم يذكر روايته عن أمير المؤمنين، وقال: قال يحيى بن معين مغيرة بن حذف مشهور.
* الطبقات 6/ 231، التاريخ الكبير 318/7 برقم 1358، الجرح والتعديل 220/8 برقم 988.
ذكره بن سعد مع الطبقة الثانية من الكوفيين وهم عنده ممن روى عن صغار الصحابة وقال : روي عنه. ومرت ترجمة أخيه فراجعها. عمه مسروق، وأخوه محمد، وعنه حجاج بن أرطأة.
* الطبقات 306/6، التاريخ الكبير 319/7 برقم 1368.
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان معه بصفين، وهو شيخ كبير، روى نصر أن ابن مقيدة الحمار الأسدي وهو من أصحاب البأس والشجاعة في جيش معاوية برز في صفين يسأل عن مبارز، فأحجم الناس عنه فقام
ص: 283
المقطع العامري، فأقعده أمير المؤمنين لكبره، ثم نادى الأسدي ثانية، فقام المقطع، فأقعده أمير المؤمنين أيضًا، فنادى الأسدي ثالثة فقام المقطع فقال : (يا أمير المؤمنين واللّه لا تردني إما أن يقتلني فأتعجل إلى الجنة، وأستريح من الحياة الدنيا في الكبر والهرم أو أقتله فأريحك منه. فقال له علي ما اسمك؟ قال: أنا المقطع كنت أدعى هشيمًا فأصابتني جراحة فسميت قطعًا منها. فقال له : اخرج إليه وأقدم عليه، اللّهم انصره، فحمل عليه المقطع، فأجهش ابن مقيدة الحمار، وكان ذكيا مجربًا، فلم يجد شيئًا خيرًا من الهرب، فهرب حتى مرَّ بمضرب معاوية والمقطع على أثره، فجاز معاوية فناداه معاوية : لقد شمص بك العراقي. قال: لقد فعل، ثم رجع المقطع حتى وقف موقفه).
وروى ابن مزاحم عنه رواية تستدعي التأمل والإعجاب من شجاعة هذا الرجل الذي لم تسطع سطوة معاوية أن ترهبه ولم يستطع كل ماله أو جاهه أن يغريه قال نصر : (فلما كان عام الجماعة وبايع الناس معاوية سأل عن المقطع العامري حتى نزل عليه، فدخل عليه، فإذا هو شيخ كبير، فلما رآه قال : أوه لولا أنك في هذه الحال ما أفلتني قال نشدتك اللّه إلا قتلتني وأرحتني من بؤس الحياة، وأدنيتني إلى لقاء اللّه قال : إني لا أقتلك، وإن لي إليك لحاجة. قال : فما حاجتك؟ قال: جئت لأواخيك. قال: إنا وإياكم قد افترقنا في اللّه، أما أنا فأكون على حالي حتى يجمع اللّه بيننا في الآخرة. :قال فزوجني ابنتك قال : قد منعتك ما هو أهون علي من ذلك، قال : فاقبل مني صلة، قال: فلا حاجة لي في ما قبلك. فتركه ولم يقبل منه شيئًا). فأي رجل كان رضوان اللّه عليه ذكر البخاري مقطعًا وقال : (رجل من كلب إن عليًّا مرَّ بسط الفرات-كذا -)، قال : عداده في البصريين، ولا شك أنه ليس هو.
* وقعة صفين 278، التاريخ الكبير 72/8 برقم 2207.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى
ص: 284
عن حذيفة. وهو عند ابن حبان ثروان بن ملحان: روى عن عمار بن ياسر، وقال وزعم أنه ملحان بن ثروان.
* الطبقات 2176، الثقات 100/4.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وهو ليس بابن عمرو، سمع عبد اللّه بن مسعود يقول : (لو أن أحدًا أعلم بالقرآن مني تبلغه المطيّ لأتيته).
* الطبقات 202/6.
كوفي، من موالي أسد خزيمة ذكره الشيخ الطوسي مع أصحاب الحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى بسنده عنه أنه قال : زرت الإمام علي بن الحسين منصرفي من الحج، فسألني عن حرملة فقلت: تركته حيًّا بالكوفة. (فرفع يديه جميعًا وقال : اللّهم أذقه حرَّ الحديد، الهم أذقه حر الحديد)، وصادفت عودته إلى الكوفة بعد تمكن المختار منها، وانصرافه إلى الثأر من قتلة الحسين وأهل بيته (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فما إن قضى المنهال واجباته حتى ذهب إليه، وكان من أصحابه، فوجده خارجًا من داره، فسايره، وعتب عليه المختار، فاعتذر لأنه كان في الحج، واستمرًا في السير إلى أن وصلا الكناسة، فوقف المختار وقوف المنتظر، وكان قد وجه بطلب حرملة بعد أن عرف بمكانه، فأحضر إليه، فحمد اللّه الذي مكنه منه، ودعا بجزار، وأمره أن يقطع يديه ورجليه، وأمر بنار، فلما علا لهيبها قذف به، قال المنهال : (فقلت: سبحان اللّه !) ؛ فالتفت إليه المختار مستفسرًا فحدثه بدعاء علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فخر المختار ساجدًا. وحرملة لعنة اللّه عليه هو الذي قتل عبد اللّه بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال الشيخ الطوسي أيضًا: حرملة: هو الذي حمل رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ص: 285
ذكر المزي وغيره أنه روى عن أنس بن مالك وزر بن حبيش، وابن جبير، وغيرهم، وعنه أيوب الكوفي، والحجاج بن أرطأة، وسلمة بن كهيل وغيرهم.
وهو من القراء، وثقه يحيى بن معين والنسائي، والعجلي، وهو صدوق عند الدار قطني. ومن غريب ما روي أنه اتهم بالغناء فتركه بعضهم.
* التاريخ الكبير 12/8 برقم 1963، معرفة الثقات 300/2 برقم 1800 رجال الطوسي 2/105، 3/119، 61/147، أمالي الشيخ الطوسي 238 - 239، تهذيب الكمال 568/28 برقم 6210،، میزان الاعتدال 192/4 برقم 8807. وعنه روايات أخر أشار إليها السيد الخوئي في معجمه 10/20.
كوفي مولى بني تيم اللّه المعروف بالصائغ، روى عن البراء، وزيد بن وهب الجهني، وشقيق بن سلمة، وعبد اللّه بن عباس، وغيرهم، عنه إسرائيل وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم. قال المزي: وثقه أحمد، وإسحاق بن منصور، ويحيى بن معين، والنسائي، وغيرهم.
* التاريخ الكبير 380/7 برقم 1638، الجرح والتعديل 8/ 260 برقم 1182، الثقات 428/5، تهذيب الكمال 584/28 برقم 6219.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عنه أن عبد اللّه قال : (لما كان ليلة أسري برسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )). كذا، ولم يذكر بقية الخبر. وهو عند البخاري مؤثر بن عفازة الشيباني، وكذا عند المزي، وقال: ويقال العبدي، وعند ابن حبان مؤثر بن غفارة العبدي، وكنيته أبو المثنى، وعند ابن حجر عفازة، وضبطه بفتح المهملة ثم الفاء ثم الزاي. ولا شك أن التصحيف أو النسخ سبب الاختلاف في اسم أبيه.
ص: 286
* الطبقات 6/ 203، التاريخ الكبير 8/ 63 برقم 2164، الثقات 463/5، تهذيب الكمال 15/29 رقم 6231، تقريب التهذيب 219/2 برقم 6965.
مولى آل جعدة بن هبيرة كوفي من الطبقة الأولى من التابعين بحسب ابن حبان، وقال عنه: رأى عمر بن حريث وغيره من الصحابة، وأكثر روايته عن سعيد بن جبير وعبد اللّه بن شداد وعبيد اللّه بن عبد اللّه وعنه الثوري، وشعبة، وزهير بن معاوية روي أنه كان من المجتهدين في العبادة. قال عنه جاره عمرو بن قيس: ما رفعت رأسي بليل قط إلا رأيت موسى قائمًا يصلي طويل القيام وذكره ابن حبان أيضًا مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: سمع عمرو بن حريث، وأكثر روايته عن التابعين، وكان ثبتًا.
* الطبقات 326/6، التاريخ الكبير 7/ 289 برقم 1234، الجرح والتعديل 156/8، برقم 700 الثقات 404/5، مشاهير علماء الأمصار 169 برقم 787، تهذيب الكمال 29/ 90 برقم 6271.
ذكر ابن قتيبة أنه كان من خيار ولد طلحة ،وله قدر ونبل، وكان يشد أسنانه بالذهب، ويخضب بالسواد. وذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقد انتقل إلى الكوفة من المدينة، روى الواقدي عن موسى خطبة للسيدة عائشة يوم الجمل،، وروى عن أبيه، وعنه سماك بن حرب، وطلحة بن يحيى، كان هو وإسحاق وإسماعيل أبناء طلحة من شهود زياد بن سمية على حجر بن عدي وأصحابه.
وإذا كان له قدر فلا أدري من أين يكون له النبل، وكيف يعد مع الخيرين، وقد شهد تلك الشهادة الباطلة التي أدت إلى قتل كوكبة من خيار المسلمين، نعم له قدر ونبل ولكن في مجلس زياد بن سمية، وهذا لا ينكر،
ص: 287
ذكر السائح الهروي أنه مات بالكوفة ودفن بالثوية وذكر ابن حبان أن وفاته كانت سنة أربع ومائة.
* الطبقات 211/6-212، التاريخ الكبير 286/7 برقم 1221، المعارف 23، 233 تاريخ الطبري 226/3 ثقات 401/5، الجمل 309 الكامل 483/3، 117/5 الزيارات /الاعتدال 221/4.
عدَّه الشيخ المفيد مع أصفياء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومع أصحاب الحسنين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ). كان يبيع التمر بالكوفة فاشتهر بالتمار.
ونقل ابن أبي الحديد عن كتاب الغارات والرواية ذكرها الشيخ المفيد، ونقلها السيد الخوئي من بعد مفادها أن ميثم من مواليه، كان عبدًا لامرأة فاشتراه منها وأعتقه ولما سأله عن اسمه ؟ قال : سالم؛ فقال : إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أخبرني أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم «ميثم»؛ فقال: صدق اللّه ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين ؛ فقال : فارجع إلى اسمك، ودع سالمًا، وكناه أبا سالم وأطلعه على علم كثير وأسرار خفية، فكان ميثم يتحدث ببعض ما حدثه به أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فيشك فيه قوم من أهل الكوفة، ويتهمون أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالكذب والإيهام والتدليس، وقال له الإمام يومًا بمحضر خلق كثير من أصحابه فيهم الشاك والمخلص : يا ميثم، (إنك تؤخذ بعدي وتصلب، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دما، حتى تخضب لحيتك، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضى عليك، فانتظر ذللك والموضع الذي تصلب فيه على باب دار عمرو بن حريث، إنك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة -يعني الأرض - ولأرينك النخلة التي تصلب على جذعها ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين)، وكان ميثم يأتي نخلته فيصلي تحتها، ويقول : (بوركت من نخلة لك خُلقت، ولي نبتّ، ولم يزل يتعهدها بعد مقتل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حتى قطعت، فكان
ص: 288
يرصد جذعها ويتردد إليه، وإذا التقى عمرو بن حريث قال له : (إني مجاورك فأحسن جواري) فظنه يريد شراء دارًا بقرب داره. وحجَّ مثم في السنة التي استشهد فيها، فزار (أم سلمة (رضي اللّه عنها)، فقالت له: من أنت! قال : عراقي، فاستنسبته، فذكر لها أنه مولى علي بن أبي طالب، فقالت: أنت هيثم، قال : بل أنا میثم فقالت سبحان اللّه! واللّه لربما سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوصي بك عليًّا في جوف الليل)، وسألها عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأخبرته هو في بستان له، فقال أخبريه أني أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند رب العالمين، فطيبت أم سلمة لحيته بطيب فقال : أما إنها ستخضب بدم، فقالت : من أنبأك ؟ قال : (أنبأني سيدي، فبكت أم سلمة، وقالت له : إنه ليس بسيدك وحدك ؛ هو سيدي وسيد المسلمين، ثم ودعته).
ويبدو أن عودته إلى الكوفة كانت بعد استشهاد مسلم بن عقيل؛ فأخذ، وأدخل على ابن زياد فسجنه أول مرة وكان المختار معه في السجن، فأعلمه بنجاته من ابن مرجانة وبخروجه من السجن ثائرا بدم الحسين، فخرج المختار بوساطة زوج أخته ابن عمر عند يزيد ونفذ ابن زياد في ميثم ما أخبره به أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
أما عمرو بن حريث، فقد عده الشيخ الطوسي مع الذين رووا عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقال : (عدو اللّه ملعون)، ويبدو أن من أسباب لعنه ليس لمساندته عبيد اللّه بن زياد فحسب وإنما ما ذكره السيد أيضًا أثناء ترجمة ميثم التمار رضوان اللّه عليه، فقد كان ميثم خطيبًا، الخوئي ودخل على عبيد اللّه بن زياد في أمر تغيير أحد الجباة، فأعجبته فصاحته فقال بن حريث: (أتعرف هذا المتكلم؟ قال : من هو ؟ قال : هذا ميثم التمار الكذاب مولى الكذاب علي بن أبي طالب)، فكان ذلك سببًا في تعجيل قدر ميثم رضوان اللّه عليه الذي حدثه عنه إمامه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بل كان عمرو سببًا في تعجيل رحيل ميثم لأن ابن زياد أراد تكذيب الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد قطع يديه ورجليه، ثم صلبه فدخل ابن حريث وطلب من ابن زياد أن يقطع لسانه بسبب ما حدَّث وهو على تلك الحال.
وكان قتله قبل قدوم أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى العراق بعشرة أيام.
ص: 289
وترجم لميثم لتمار ابن حجر في الإصابة من دون نسبة، وروى بسنده عن محمد بن حمير الأسدي قال : (إني لشاهد ميثمًا حين أخرجه ابن زياد فقطع يديه، ورجليه ؛ فقال: سلوني أحدثكم، فإن خليلي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أخبرني أنه سيقطع لساني، فما كان إلا وشيكا حتى خرج شرطي فقطع لسانه. ثم ظهر لي أن صاحب الحديث آخر مخضرم، وقوله في هذه الرواية : خليلي يريد علي بن أبي طالب، وكان عادته إذا ذكره أن يصلي عليه).
ونقل الشيخ الغروي رواية عن الكلبي يظهر منها أنه كان لميثم ولدان وقد رويا عن أبيهما خبر فعلة بن ملجم لعنه اللّه. وله حفيد اسمه علي بن إسماعيل بن ميثم ذكره الشيخ الطوسي وقال : هو أول من تكلم على مذهبالإمامية، وله كتاب سماه (الكامل).
* الإرشاد 323/1، الاختصاص،2 رجال الطوسي 81 / 6، 91 / 3، 105 / 1، الفهرست 1/146، شرح نهج البلاغة 458/2 الإصابة 188/6 مراقد المعارف 2/ 340 - 344 نقد الرجال 445/4، معجم رجال الحديث 20/ 103-112، 416/5.
من تميم، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): (فجرت جارية لآل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )) كذا ذكر، ولم يفصح ! ولا شك أن روايته قد حرفت، ولها وجه مقبول سيأتي. وذكر الشيخ الطوسي شخصيتين الأول : ميسرة مولى كندة والثاني باسم ميسرة مجردًا، وكأن الذي ذكره الشيخ الطوسي الذي سيأتي أو كليهما.
قال المزي: صاحب راية علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، روى عنه وعن الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعن عثمان بن عفان، وعنه ولده عبد اللّه، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وعطاء بن السائب، وغيرهم روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) قوله: (أرسلني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى أمة سوداء زنت لأجلدها الحد؛ فوجدتها في دمائها. قال: فأتيت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فأخبرته بذلك ؛ فقال لي : إذا تعافت من نفاسها فاجلدها خمسين)؛
ص: 290
وليس في الرواية ما ينبئ أن الجارية لآل رسول اللّه.
ولم أقف له على ذكر في كتاب وقعة صفين.
* الطبقات 224/6، التاريخ الكبير 374/7 برقم 1607، الجرح والتعديل 252/8 برقم 1143، رجال الطوسي 81 / 10، 37/83، تهذيب الكمال 29/ 149 برقم 6328.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وسويد بن غفلة وله أحاديث وعنه عطاء بن السائب، وهلال بن خباب وما رواه عن سويد عهد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) المصدِّقه : «لا تأخذن من راضع لبن، ولا تجمع بين متفرق، ولا تفرق مجتمع».
كان مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في معركة النهروان روى الخطيب بسنده عن عطاء بن السائب أن ميسرة حدث عن انزعاج أمير المؤمنين حين لم نعثر على ذي الثدية في النهروان وقوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) (صدق رسول اللّه وكذبتم، واللّه إنه لفيهم)، وقد أعاد السؤال عنه مرات يعرق في غير حين عرق من شدة انزعاجه إلى أن عثرنا عليه.
ذكر الشيخ الطوسي ميسرة في موضعين بين من روى عن أمير المؤمنين الأول : باسم ميسرة مولى كندة والثاني : باسم ميسرة مجردًا، وانظر السابق.
* الطبقات 223/6 التاريخ الكبير 7/ 374 برقم 1608، الثقات 426/5، رجال الطوسي 10/81، 37/83، تاریخ بغداد 13/ 222 برقم 7192، تهذيب الكمال 197/29 برقم 6327.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى أن عليًّا (عَلَيهِ السَّلَامُ) مرَّ بقوم يلعبون الشطرنج فقال : (ما هذه التماثيل التي أنتم لها
ص: 291
عاكفون) وذكره البخاري وقال روى عن المنهال بن عمرو، وعنه الثوري وشعبة، ويعد في الكوفيين.
وهر عند الشيخ الطوسي : ميسرة بن حبيب أبو حازم النهدي، وذكره مع أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، ولعله ليس الذي ترجم له ابن سعد. وذكر ميسرة بلا نسبة بين من روى عن أمير المؤمنين فلعله هو. وذكر ابن حبان ميسرة المرادي، يروي عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات 224/6، التاريخ الكبير 376/7، برقم 1617، الثقات 426/5، رجال الطوسى 37/83، 310/ 613، نقد الرجال 447/4.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين وقال : روى عن علي، وروي عنه أنه قال : توفي مولى لي، وترك ابنة، فأتينا عليًّا فأعطاني النصف، وأعطى الابنة النصف. وذكره ابن حبان أيضًا.
ولعله ميسرة مولى كندة الذي ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات 223/6، الثقات 426/5، رجال الطوسي 81 / 10، نقد الرجال 447/4.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). ويغلب على الظن أنه كوفي، وإن لم يقم عندي دليل على ذلك سوى ما ذكره التفرشي من أنه (في آخر الباب الأول من الخلاصة: أنه من خواص علي). وغالبية خواص الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) كانوا معه بالكوفة.
وقد تُرْجِم لميمون بن مهران آخر، وهو كوفيٌّ، غادر الكوفة إلى الجزيرة زمن الحجاج، وكان زمن عمر بن عبد العزيز على خراجها، وكان قاضيا
ص: 292
وشارك في غزو قبرص زمن معاوية بن هشام، ولم تثبت عودته من بعد إلى الكوفة، ومات سنة سبع عشرة ومائة قال عنه البخاري هو مولى بني أسد يعد في أهل الجزيرة حجّ ورأى عبد اللّه بن الزبير، ويغلب على الظن أن من ذكر هو ميمون آخر غير الذي ذكره الشيخ الطوسي.
* رجال الطوسي 9/81، نقد الرجال 4/ 448. وراجع الخلاصة 192، وراجع التاريخ الكبير 338/7 برقم 1455، بشأن ميمون صاحب الخراج المعارف 448، الكامل 141/5، سير أعلام النبلاء 72/5.
ذكره ابن سعد، وقال روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعمار. وذكر البخاري أنه أخو سلمى، عنه أبو إسحاق، وأبو حسان الأعرج.
ومما رواه أو اتهم بروايته أو دسه أحد أعداء أمير المؤمنين ونسبه إليه، ما ادعي أنه حدث به عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه (أتى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )؛ فقال : إن أبا طالب مات؛ فقال له النبي : اذهب فواره؛ فقال مات مشركًا. قال :اذهب فواره قال : فلما واريته ورجعت إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لي: اغتسل)؛ وحاشا للّه أن يدفن أبو طالب رضوان اللّه عليه بهذه الطريقة. وتبوأ مقعده من النار من كذب على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقد وقفت مع هذه الرواية ومثيلاتها في كتابي «وما أدراك ما علي» ففندتها، وبينت تهافتها.
* الطبقات 228/6، التاريخ الكبير 8/ 107 برقم 2364، تهذيب الكمال 254/29 برقم 6352، وما أدراك ما علي 1/ 122.
كوفي، ذكره ابن سعد، وقال: وروى عن عمر بن الخطاب. وهو ابن الجعد الجعفي عند الدارقطني، وقال : الإصبغ يروي عن علي، ونباتة يروي عن عمر، روى عن سويد بن غفلة أيضًا، وكان معلمًا زمن عمر بن الخطاب، عنه إبراهيم النخعي والأسود بن يزيد، وسويد بن غفلة، وغيرهم. وهو نباتة
ص: 293
الوالبي عند البخاري.
* الطبقات 154/6، التاريخ الكبير 121/8 برقم 2420، الثقات 479/5 تهذيب الكمال 254/29 برقم 6376.
الكوفي، ذكره ابن سعد، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان قليل الحديث، عنه ولده عبد اللّه وقد مرت،ترجمته، روى له أبو دواد، والنسائي، وابن ماجة. قال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، ولكن العجلي وثقه. وروى له البخاري عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب».
* الطبقات 6/ 233، التاريخ الكبير 8/ 121 برقم 2422، معرفة الثقات 311/2 برقم 1844، الجرح والتعديل 8/ 503 برقم 2306 الثقات 480/5، تهذيب الكمال 332/29 برقم 6388.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى بسنده عن عبد الملك بن ميسرة أن النزال قال : قال لنا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «إنا وإياكم كنا ندعى بني عبد مناف، فأنتم بنو عبد اللّه، ونحن بنو عبد اللّه»، ولكنه لم يذكره مع الصحابة وقد روى البخاري الحديث أيضًا، وقال: النزل - كذا - بن سبرة (صاحب علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه). قال ابن سعد: وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه بن مسعود، وأبي مسعود الأنصاري، وحذيفة بن اليمان وروى بسنده أيضًا عن الضحاك أن النزال قال له : إذا أدخلتني في قبري فقل : اللّهم بارك في هذا القبر وفي داخله، وكان النزال ثقا له أحاديث.
أيد ابن حبان روايته عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه عبد الملك بن ميسرة. وقال المزي: مختلف في صحبته روى عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وعن سراقة بن مالك وعبد
ص: 294
اللّه بن مسعود وعلي عبيه السلام، وغيرهم، قال: (شهدت عليّا صلى الظهر، ثم قعد في حوائج الناس حتى إذا حضرت العصر أتى بكوز ماء، فأخذ حفنة منه، فمسح على وجهه، ورأسه ويديه، ثم قام فشرب فضله؛ وقال : إن أناسًا يكرهون هذا - يعني الشرب قائمًا - وإني رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) صنع مثل ما صنعت ؛ وقال هذا وضوء من لم يحدث). وللوضوء أحكامه عند أتباع مذهب أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ويمكن أيضًا مراجعة كتاب وضوء عبد اللّه بن عباس لدفع مثل هذا. وذكر الكليني صفة وضوء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من غير طريق عن محمد بن جعفر عليه السلام؛ فراجعه إن شئت.
قال العجلي : كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين، روى عن عبد اللّه.
* الطبقات 84/6، التاريخ الكبير 117/8 برقم 2410، معرفة الثقات، 312/2 برقم 1845، الكافي 24/3-25، الثقات 5/ 482 تهذيب الكمال 344/29 برقم 6391، وضوء عبد اللّه بن عباس 58 وغيرها.
كوفي، مولى بني ثور، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن ابن عمر وبكر بن ماعز وعمرو بن راشد، وعنه الثوري، وإسرائيل، وجرير.
* التاريخ الكبير 138/8 برقم 2480، الثقات 486/5.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكره السيد الخوئي عن رجال الشيخ. وما يرجح كوفيته أن جمهورًا من الجهنيين سكن الكوفة، وشارك بعضهم في جيش الإمام بصفين.
* رجال الطوسي 8/84 معجم رجال الحديث 144/20 برقم 13030، الكوفة وأهلها 333.
ص: 295
كوفي، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، روى عن عمر، وعبد اللّه، وسلمان، وكان قليل الحديث روى عنه سماك، وروى ابن حبان عنه أنه قال: (دخلت على سلمان أنا وخالي، وهو جالس يسف الخوص، فقال : لو نهاني عمر عن هذا ما انتهيت أشتري الخوص بدرهم فأبيعه بثلاث دراهم، فتصدق بدرهم وأنفق على أهلي درهما وأشتري الخوص بدرهم).
* الطبقات 120/6، التاريخ الكبير 8/ 77 برقم 2234، الثقات 473/5.
كوفي، روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وزيد بن أرقم، وعبد الرحمن ابن إسحاق.
* التاريخ الكبير 78/8 برقم 3236، الثقات 472/5.
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان ناسكًا بحسب الطبري وابن الأثير، ويبدو أن داره كانت في البصرة يوم دخلها أصحاب الجمل، وقد لجأ إليها خيران بن عبد اللّه بعد اعتراضه على طلحة فهم به القوم فمنعهم بنو أسد، فخرج فلحق بمنزل النعمان بن صهبان مستخفيًا، وذكر الطوسي في رجاله أن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال يوم الجمل: من دخل دار ابن صهبان فهو آمن. ورافق جيش معقل بن قيس الذي أرسله أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى الخريت بن راشد بن ناجي سنة ثمان وثلاثين ولما وقعت المعركة مع الخريت قتله النعمان.
ويبدو أنه كان من وجوه البصرة حين أتاها موت يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وهرب عبيد اللّه بن زياد منها، وحينما كادت الفتنة تقع فيها
ص: 296
بسبب ابن زياد اجتمع أهل البصرة فقلدوا أمرهم النعمان بن صهبان وقيس بن الهيثم السلمي من مضر، ليختارا لهم رجلاً يولونه عليهم، وكان هوى المضري مع بني أمية، وهوى النعمان في بني هاشم، وحين تشاورا احتال النعمان على المضري فاختار رجل من بني أمية وكان هوى المضري مع الذي اختاره النعمان، فلما خرجا للناس طلب المضري منه أن يسمي لهم من اختاراه، وقال لهم رضيت بالذي رضي به النعمان فقالوا للنعمان: ما تقول: فقال : ما أرى أحدًا غير عبد اللّه بن الحارث ويلقب ببيَّة، فقال المضري : ما هذا الذي سميت لي؟ قال : بلى لعمري أنه هو فرضي به الناس وبايعوه.
انتقل إلى الكوفة في أثناء ثورة المختار، ولعله خرج مع المثنى بن مخربة العبدي الذي دعا للمختار بها فقتل بالكوفة أثناء الأحداث التي حدثت فيها سنة ست وستين.
* تاريخ الطبري 146/3، 368-369، 468، كامل 369/3، 135/4، 235، الجمل 330، نقد الرجال 16/5 رجال الطوسي 5/83.
كوفي، من أبناء عمومته سالم بن أبي الجعد وأبو مالك الأشجعي، وسعد بن طارق. يعد من الطبقة الأولى لروايته عن أبيه وهو من الصحابة، ولكن ابن سعد عده مع الطبقة الثانية من التابعين، وهو ثقة عنده، ووثقه الرازي أيضًا، وله أحاديث. وذكره البخاري وقال : هو نعيم بن النعمان، سمع أباه وأبا وائل وربعي بن خراش، وعنه الشعبي، وأبان البجلي والمغيرة بن مقسم. ويبدو أنه كان ناصبيًا، فقد نقل ابن حجر عن أبي حاتم أنه قال : قيل لسفيان الثوري : مالك لم تسمع من نعیم بن أبي هند ؟ قال : (كان يتناول عليا رضي اللّه عنه). ولم أقف على مثل هذا لا في ترجمة سفيان، ولا في ترجمة نعيم في كتاب الجرح والظاهر انه ورد في غيره. وإن صح فلا أدري كيف يكون ثقة من يتناول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، توفي في ولاية خالد بن عبد اللّه القسري على الكوفة.
ص: 297
* الطبقات 306/6 التاريخ الكبير 96/8 برقم 2313، الجرح والتعديل 460/8 برقم 2109 تهذيب التهذيب 417/10 برقم 846.
كوفي، روى عن عمار، وعنه الركين بن الربيع ذكر المزي وابن حجر ما ورد من اختلاف في اسمه واسم أبيه، فقيل أيضًا النعمان بن حنظلة، والنعمان بن ميسرة والنعمان بن قبيصة بن النعمان على الشك.
قال العجلي : كوفي تابعي ثقة.
* التاريخ الكبير 96/8 برقم 2312 معرفة الثقات 317/2 برقم 1859، الجرح والتعديل 460/8 برقم 2108، الثقات 477/5 تهذيب الكمال 481/29 برقم 6452، تهذيب التهذيب 413/10 برقم 834.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأبي مسعود الأنصاري، وكان قليل الحديث، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين أيضًا، وقال: نعيم بن دجاجة الأسدي، ويقال: نعيم بن خارجة.
روي عن عمر :قوله : (لا هجرة بعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ))، والرواية عند البخاري (لا هجرة بعد الفتح).
* الطبقات 128/6 التاريخ الكبير 8/ 98 برقم 2319، الثقات 478/5، رجال الطوسي 4/83، تهذيب الكمال 29/ 482 برقم 6453 تهذيب التهذيب 413/10 برقم 835، نقد الرجال 17/5.
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وهو
ص: 298
مولى عبد اللّه بن مسعود عنده، وروى عنه ولم يذكر له كنية ولا نسب، وهو ليس أبو بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة.
وترجم الشيخ المظفر لنفيع بن الحارث أبي داود الأعمى الهمداني القاص الكوفي، ولا أظنه هو أيضًا، وذكر البخاري نفيعًا مولى لابن مسعود، روى عن سليمان بن ميناء. وذكر المظفر أن نفيع بن الحارث العقيلي قال: كان شيعيا يغلو في الرفض، وقال البخاري : يتكلمون فيه، وقال النسائي: متروك، وقال ابن معين : ليس بشيء، وزاد في التهذيب : يضع أيضًا، وقال النسائي مرة ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال ابن عدي: هو في جملة الغالية بالكوفة، وقال الدولابي والدارقطني : متروك وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات توهما، لا يجوز الاحتجاج به.
* الطبقات 202/6، التاريخ الكبير 8/ 113 برقم 2389، الإفصاح 99/4-100 وانظر مصادره في الهامش.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). ولا شك أنه من الكوفيين، لأن غالبية الهدانيين من سكنتها.
* رجال الطوسي 11/84، نقد الرجال 18/5.
كوفي، روى عن ابن مسعود، وعنه أبو وائل.
* الثقات 480/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن عمر بن الخطاب.
* الطبقات 157/6.
ص: 299
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي: (إن الشيطان أتى راهبًا في صومعته قد عبد اللّه ستين سنة). وهو ليس نهيك بن عبد اللّه الذي سبقت ترجمته وذكره البخاري، وقال: (سمع حذيفة بن اليمان وعنه أبو إسحاق، يعد في الكوفيين- بال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قائما، قاله أبو نعيم عن يونس)؛ كذا ورد، وقد يكون حدث سقط في مطبوعة التاريخ الكبير إذ كيف يصح مثل هذا. وقال ابن حبان: روى عن حذيفة، وعنه يونس بن أبي إسحاق.
* الطبقات 243/6 التاريخ الكبير 122/8 برقم 2426، الثقات 480/5.
كوفي، روى عن جابر وأبي سعيد وعنه الأسود بن قيس، ومما رواه عن جابر قوله : (كلمت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن يأتينا فأتانا، فذبحنا له عناقًا داجنًا. فقال : أراك علمت حبنا للحم قال : قلت للمرأة أن لا تكلميه. فقالت : يا رسول اللّه صلى على وعلى زوجي -كذا، ولعله صل عليّ وعلى زوجي - فقال : اللّهم صل عليها وعلى زوجها قال: فمازلنا مفترشين حتى مات (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )).
التاريخ الكبير 132/8 برقم 2459، الثقات 484/5.
ذكر، الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: دفع إليه راية المهاجرين يوم خرج من الكوفة إلى صفين. ولم أقف على ذكر له في كتاب وقعة صفين.
رجال الطوسي 40/88 نقد الرجال 19/5.
ص: 300
كان من جند عمر بن سعد، ومن سوء عاقبته أنه اشترك مع بكير بن حي التيمي في قتل عبد اللّه بن عمير الكلبي أحد أنصار الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكر الطبري والشيخ المفيد أنه قتل عبد اللّه بن علي بن أبي طالب شقيق العباس، وشد على جعفر بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وجاء برأسه وأيد أبو الفرج قتله جعفر بن علي، وروى بسند عن المدائني عن حمزة بن بيض قال: (حدثني هانئ بن ثبيت القايضي زمن خالد، قال: كنت ممن شهد الحسين، فإني لواقف على خيول إذ خرج غلام من آل الحسين مذعورًا يلتفت يمينا وشمالاً، فأقبل رجل منا يركض حتى دنا منه، فمال عن فرسه، فضربه فقتله)، وذكر ذلك الطبري أيضًا. ولم أقف على انتقام اللّه منه في الدنيا، ولا شك أنه حاز مكانًا مناسبًا لفعلته في قعر الجحيم.
* تاريخ الطبري،325/3، 332، 343 مقاتل الطالبيين 88، 118، الإرشاد 2/ 109 الكامل 92/4 البداية والنهاية 8/ 202.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن عمر وقال : كنت جالسًا عنده فأتاه رجل فذكر أنه وجد مع امرأته رجلاً فقتلهما، (فكتب عمر إلى عامله في العلانية أن يقاد منه وكتب إليه في السر أن يأخذوا الدية). وذكره البخاري، وقال : هو هاني بن حزام عند وكيع ويحيى بن آدم، وقال : (قال ابن مهدي عن سفيان عن المغيرة بن النعمان عن هانئ بن حرام، قال أحمد وهم ابن مهدي).
* الطبقات 155/6 التاريخ الكبير 231/8 برقم 2824،
من سكنة الكوفة، وهو أحد شهود زياد على حجر بن عدي. ومن
ص: 301
أصحاب عبيد اللّه بن زياد، وكان من أنصاره يوم دخل مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه الكوفة، وقد مرَّ على المختار فلما رآه واقفًا قال له : ما وقوفك هاهنا لا أنت مع الناس، ولا أنت في رحلك، فأجابه المختار (أصبح رأيي مرتجًا لعظم خطيئتكم؛ فقال له : أظنك قاتلاً نفسك)، ثم ذهب إلى عمرو بن حريث الذي ولاه ابن زياد على الناس ونصب له راية يأتون إليها فحدثه بما دار بينه وبين المختار
وبعثه عبيد اللّه بن زياد رفقة الحصين بن نمير السكوني وبعث معهما رأسي مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة رضوان اللّه عليهما إلى يزيد بن معاوية.
والتقاه المختار بعد موت يزيد ومبايعة أهل الكوفة لعبد اللّه بن الزبير بمكة سنة أربع وستين في عمرة رمضان فسأله عن أحوال الناس فيها، فأخبره بصلاحهم وطاعتهم لابن الزبير (إلا أن طائفة من الناس إليهم عدد أهل المصر لو كان لهم رجل يجمعهم على رأيهم أكل بهم الأرض إلى يوم ما يبعثون)، فقال له المختار: أنا أبو إسحاق أنا واللّه لهم.
* تاريخ الطبري 3 / 227، 293، 400، 404 الإرشاد /2 65، الكامل 171/4.
من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومن أشراف أهل الكوفة ووجهائها، روى نصر أنه لما بلغ أهل العراق مسير معاوية إلى صفين، عزل أمير المؤمنين الأشعث بن قيس من رئاسة كندة وربيعة وجعلها في حسان بن مخدوج، فتكلم ناس من أهل اليمن منهم الأشتر، وعدي بن حاتم وزخر بن قيس، وهانئ بن عروة مع الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) واقترحوا عليه إعادة الأشعث للرئاسة.
ولم أقف له على دور يذكر في كتاب وقعة صفين، ولم يترجم له ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة أو مع غيرهم، ولم يذكره الشيخ المفيد في كتاب الجمل ولا الشيخ الطوسي في رجاله.
ص: 302
وذكر الشيخ محمد حرز الدين أن هانئًا كان (صحابيا كأبيه عروة بن نمران، وكان هو وأبوه من وجوه الشيعة المخلصين المتفانين في حبِّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحضرا حروبه الثلاث الجمل وصفين والنهروان)، ولكن من دون إشارة إلى مصدر يمكن مراجعته.
ويقترن ظهوره في بعض المصادر بثورة أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وبتحول مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه إلى داره ذكر ابن سعد أن سفير الحسين مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه نزل عليه فأخذ عبيد اللّه بن زیاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، فقتلهما جميعًا وصلبهما، فلذلك يقول الشاعر :
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري***إلى هانئ في السوق وابن عقيل
تري جسدًا قد غير الموت لونه***ونضح دم قد سال کلَّ مسیلِ
أما سبب تحوله إلى دار هانئ فقد ذكر الطبري غير رواية منها أنه حين قدم عبيد اللّه بن زياد إلى الكوفة علم بوجود مسلم في دار المختار، والشيعة تختلف إليه لمبايعته. وهناك روايات أخر تجدها في ترجمتي مسلم بن عقيل رضوان اللّه عليهما والمختار.
وروي أن هانئ بن عروة كان يتردد على عبيد اللّه بن زياد، فلما نزل مسلم عنده انقطع عن زيارته، واحتج بسبب مرضه، ولكن ابن زياد علم بأمره، وأراد التمكن منه بطريقة لا تثير الريبة، فسأل عن سبب انقطاعه، فخرج إليه محمد بن الأشعث (في ناس من قومه وهو على باب داره، فقالوا : إن الأمير قد ذكرك واستبطأك، فانطلق إليه، فلم يزالوا به حتى ركب معهم وسار حتى دخل على عبيد اللّه وعنده شريح القاضي، فلما نظر إليه قال شريح : أتتك بحائن رجلاه؛ فلما سلم عليه قال: يا هانئ أين مسلم؟ قال : ما
ص: 303
أدري)، وكان عبيد اللّه بن زياد قد دس دسيسا من قبله يعرفه هانئ، ويعرف أن مسلم بن عقيل في بيته، فلما رآه هانئ أسقط ما بيده، وذكر لابن زياد أنه لم يطلب من مسلم بن عقيل أن ينزل عنده وكان في حرج من نزوله عليه، فطلب منه ابن زياد أن يأتيه به، فقال : (واللّه لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه)، فضربه فشجَّ حاجبه، وحاول هانئ أن يستل سيف أحد الشرط فلم يستطع أمر ابن زياد بحبسه في سجن القصر. وذكر الطبري أيضًا أن الذي جلب هانئ لمجلس ابن زياد هو عمرو بن الحجاج الزبيدي، وروى، أن خبر ضربه وسجنه حينما وصل إلى مذحج اجتمعت طائفة منهم في باب القصر، فسمع جلبتهم ابن زیاد فطلب من شريح القاضي أن يخرج إليهم ويعلمهم أنه قد حبسه ليسأله، وبعث معه عينا عليه يسمع ما يقول، فلما مرَّ بهانئ قال له : اتق اللّه يا شريح فإنه قاتلي، فخرج شريح وقال لهم ما طلب منه ابن زياد أن يقوله وللخبر رواية أخرى تلتقي مع خبر العين الذي أرسله ابن زياد، وتذهب إلى أن شريك بن الأعور حينما قدم من البصرة نزل على هانئ أيضًا وهو في شدة المرض، وأخبر أن عبيد اللّه بن زياد سيزوره، فطلب من مسلم بن عقيل أن يقتل عبيد اللّه بن زياد إلا أن مسلمًا لم يفعلها لكراهة هانئ أن يقتل ابن زياد في بيته، ولأنه سمع أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: «إن الإيمان قيد الفتك، ولا يفتك مؤمن»، فلما زاره ابن زياد التفت القائم على رأسه لإشارة شريك فغمز ابن زیاد ليخرج فخرج وطلب من أسماء بن خارجة ومحمد بن الأشعث أن يأتيانه بهانئ وإن طلب أمانًا أن يعطى الأمان، ولم تنجح محاولة هانئ في الإنكار، وضربه ابن زياد على وجهه فكسر أنفه وجبينه، وهنا تلتقي هذه الرواية مع طلب ابن زياد من شريح الخروج فخرج وأخبرهم أن هانئًا حي، وأن الأمير قد عاتبه بضرب لم يبلغ نفسه، وطلب منهم الانصراف، ولرواية استدراج هانئ رواية أخرى ملخصها أن هانئ قد مرض فلما علم الشيعة بعيم ابن زياد على زيارة هانئ أرادوا قتله ولكنه قال لهم : ما أحب أن يقتل بداري، ثم مرض بعد جمعة شريك بن عمرو الذي نزل على هانئ، وكان شديد التشيع، فبعث ابن زياد من يخبره أنه سيزوره العشية، فأعلم
ص: 304
كأنه
مسلمًا، فلما قام مسلم ليقتله قال له هانئ ما أحب أن يقتل ببيتي، استقبح ذلك، إلى آخر الرواية، فلما خرج ابن زياد سأل شريك مسلما عن سبب عدم قتله فقال :خَصلتان: أما أحدهما فكراهة هانئ أن يقتل في داره وأما الأخرى فحديث حدثه الناس عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «إن الإيمان قيد الفتك، ولا يفتك مؤمن»، فقال هانئ (أما واللّه لو قتلته لقتلت فاسقًا فاجرًا كافرًا غادرًا، ولكن كرهت أن يقتل في داري).
وللرواية رواية مغايرة عند اليعقوبي، فقد ذكر فيها أن هنئًا كان صديقًا لابن زياد، وأنه مرض فلما علم ابن زياد بمرضه أرسل يخبره أنه سیعوده، فطلب هنئ من مسلم بن عقيل وأصحابه أن يقتلوه ولم يأت على ذكر موقف مسلم بن عقيل.
ولما رأى أسماء بن خارجة ما فعله ابن زياد بهانئ اعترض عليه لغدره، فما كان منه إلا أن أمر بسجنه، ثم ذكر الطبري التفاف مذحج حول القصر ودخول شريح على هانئ وخروجه منه وما تكلم به أمام مذحج من سلامة هانئ خوفًا من ابن زياد بحسب ما روى مما أدى إلى انصراف قومه. وروى الطبري، أن محمد بن الأشعث قام إلى عبيد اللّه بن زياد، وحدثه عن منزلة هانئ في قومه وبيته في عشيرته، وعلاقته به، و ناشده اللّه في قتله لأنه يكره عداوة قومه وطلب منه أن يهبه له، فوعده أن يفعل، ولكنه بعد أمره بقتل مسلم بن عقيل تلك القتلة التي أقسم أن أحدًا لم يقتل بمثلها من قبل، أمر بإخراج هانئ إلى السوق كي تضرب عنقه فيه ؛ قال الطبري: (فأخرج بهانئ حتى انتهى إلى مكان من السوق تباع فيه الغنم وهو مكتوف، فجعل يقول : وا مذحجاه ولا مذحج لي اليوم! وا مذحجاه! وأين منّي مَذحج! فلما رأى أن أحدًا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف، ثم قال : أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يجاحش به رجل عن نفسه فوثبوا إليه وشدوه وثاقا، ثم قيل له : امدد عنقك فقال : ما أنا بها مجدٍ سخي، وما أنا معينكم على نفسي. قال فضربه مولى لعبيد اللّه بن زياد - تركي يقال له رشيد - بالسيف، فلم يصنع سيفه شيئًا، فقال هانئ إلى اللّه المعاد! اللّهم إلى رحمتك ورضوانك، ثم
ص: 305
ضربه أخرى فقتله) في يوم التورية سنة ستين للّهجرة، وفي الطبري في الصفحات المشار إليها تفاصيل كثيرة حول دور هانئ في تمام بيعة الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في بيته رضوان اللّه عليه تجدها أيضًا في إرشاد الشيخ المفيد.
وبعد أن احتز رأسه ورأس مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليهما، أرسل رأسيهما إلى يزيد بن معاوية مع هانئ بن أبي حيَّة الوادعي، والزبير بن الأروح التميمي، وزودهما برسالة ليزيد أملاها على عمرو بن نافع.
وبعث برأسه ورأس هانئ بن عروة مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي إلى يزيد بن معاوية، وزودهما برسالة إليه أملاها على عمرو بن نافع.
ذكر ابن سعد أن عبيد اللّه بن زياد بعد قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة أمر بأن يجرَّ جسديهما في أسواق الكوفة وسككها. (وصلبهما، فلذلك يقول الشاعر :
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري***إلى هانئ في السوق وابن عقيل
تري جسدًا قد غير الموت لونه***ونضح دمٍ قد سال کلّ مسیل
وذكر محمد حرز الدين (قال أرباب السير... إن مذحجًا استوهبوا جثتيهما، ودفنوهما عند قصر الإمارة بالرحبة وحريم المسجد حيث قبرهما اليوم يزاران كل على حدة خلف الجامع الأعظم شرقًا)، ومرقده اليوم محاذيًا الزاوية المسجد الشمالية الشرقية.
وشاء اللّه سبحانه أن تبقى جثة عبيد اللّه بن زياد تسفوها الرياح بعد أن قتله إبراهيم بن الأشتر وفرق جيشه ومزقه شر ممزق بعد سنيات من واقعة الطف، وذاك مرقد هانئ بن عروة بالكوفة مزارًا لا يستغني عن زيارته جميع زوار مسلم بن عقیل (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* وقعة صفين 137 الطبقات،424 التاريخ الكبير 8/ 231
ص: 306
برقم 2825، تاريخ الطبري 156/2، 275/3-276، 283 - 286، 290، 293، الإرشاد 64/2، الكامل 254-36 مراقد المعارف 2/ 359 - 362، معجم رجال الحديث 278/22.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو من أصحابه، وكان معه بصفين، وعلى الرغم من مرضه بارز رجلاً من جند الشام لم يخرج إليه أحد خوفًا منه فقتله، وكان الشامي من أقاربه.
* وقعة صفين 393، رجال الطوسي 5/85، نقد الرجال 5/ 45.
ذكر الطبري أنه كان ممن أرسلهم سليمان بن الصرد وجماعته إلى أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين كتبوا إليه يستحثونه على قدوم الكوفة وهي: (باسم اللّه الرحمن الرحيم لحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين، أما بعد، فحيهلا فإن الناس ينتظرونك ولا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ؛ والسلام عليك). وكان هانئ وسعيد بن عبد اللّه الحنفي آخر رسل أهل الكوفة، فكتب الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) رسالة لأهلها أرسلها معهما.
* تاريخ الطبري 277/3، 278.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكر أنه كان يتشيع، وهو عنده منكر الحديث. وثق ابن حبان روايته عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : عنه السيعي، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه أيضًا، وشهد معه صفين، وله فيها مبارزة قتل فيها أحد أقاربه من جند الشام.
ص: 307
روى البخاري أنه سمع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : (استأذن عمار على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : «مرحبًا بالطيب المطيَّب»).
* وقعة صفين 323، 393، الطبقات 223/6، التاريخ الكبير 229/8 برقم 2821، الثقات 509/5، مقاتل الطالبيين 100 – 103، رجال الطوسي 68/5، تهذيب الكمال 145/30 برقم 6548، نقد الرجال 45/5.
قال خليفة : ولاه أمير المؤمنين الكوفة حين خرج إلى النهروان، وقال: (فلم يزل بالكوفة حتى قتل علي). ولم أقف على أخباره في بقية مصادري.
* تاريخ خليفة 152.
من همدان، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه بن مسعود وعمار وعنه السبيعي.. وهو مولى الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال ابن سعد أيضًا : وكان معروفًا وليس بشيء.
ذكر الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) هبيرة بن بريم الحميري، وقال عربيٌّ كوفيٌّ. والظاهر أنه هو.
وهو أحد رؤوس الشيعة بالكوفة، وأحد قادة ثورة المختار، وقد استشهد في أثنائها. ذكر البخاري أن أبا نعيم قال : (كان هبيرة يجيز - كذا، والظاهر يجهز - على الجرحى مع المختار). ذكر ابن حبان أنه قتل يوم الجارز، وقال في مشاهيره توفي سنة ست وستين، (وكان مع المختار، وقتل المختار مصعب بن الزبير سنة سبع وستين).
* الطبقات 170/6، التاريخ الكبير 8/ 241 يرقم 2860، الثقات،511/5 مشاهير علماء الأمصار 173 برقم 811، رجال الطوسي 2/85 الكامل 239.
ص: 308
شهد مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) صفين، وروى عنه نصر أنه قال: غزونا مع علي بن أبي طالب غزوة صفين، فلما نزلنا بكربلاء صلى بنا، فلما سلّم رُفعَ إليه من تربتها فشمها ثم قال : واها لك أيتها التربة، ليحشرنَّ منك قوم يدخلون الجنَّة بغير حساب، فلما رجع هرثمة من غزوته قال لامرأته جرداء بنت سمير وكانت من شيعة علي : ألا أعجِّبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلاء رُفع إليه من تربتها فشمَّها وقال واها لك يا تربة، ليحشرنَّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب وما علمه بالغيب؟ فقالت : دعنا منك أيها الرجل ؛ فإن أمير المؤمنين لم يقل إلّا حقًا. فلما بعث عبيد اللّه بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن علي وأصحابه قال كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم، فلما انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا علي فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها والقول الذي قاله فكرهت مسيري، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين، فسلمت عليه، وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل فقال الحسين : معنا أنت أم علينا؟ فقلت يا ابن رسول اللّه لا معك ولا عليك تركت أهلي وولدي، وأخاف عليهم من ابن زياد فقال الحسين : فول هربًا حتى لا ترى لنا مقتلاً ؛ فوالذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله اللّه النار. قال : فأقبلت في الأرض هربًا حتى خفي علي مقتله) والرواية عند ابن حجر، وصاحبها هرثمة بن سلمى
* وقعة صفين 140-141، تهذيب التهذيب 2/ 301 برقم 615.
669 أبو زرعة هرم بن عمرو بن جرير
كوفي، قيل : إن اسمه كنيته، روى عن أبي هريرة، وأبي موسى، وعنه عمارة بن القعقاع، وإبراهيم النخعي وهو عند ابن سعد عمرو بن جرير بن عبد اللّه البجلي. قال: روى عن أبيه وجده.
* الطبقات 297/6 التاريخ الكبير 243/8 برقم 2871، الثقات 513/5.
ص: 309
670. الهزيل بن شرحبيل الأودي
من مذحج، كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : كان ثقة وله أحاديث. وقال البخاري: كوفي أعمى سمع عبد اللّه بن مسعود.
روى أيضًا عن أخيه الأرقم، وسعد بن عبادة، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وغيرهم، وروى عنه جماعة ذكرهم المزي.
* الطبقات 176/6، التاريخ الكبير 8/ 245 برقم 2877، معرفة الثقات 327/2 برقم 1893، تهذيب الكمال 172/30 برقم 6566.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن عمر بن الخطاب.
* الطبقات 158/6، التاريخ الكبير 8/ 206 برقم 2724.
كوني مولى أشجع، أدرك أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروى عن أبي مسعود الأنصاري، ووابصة بن معبد، وعنه منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وسلمة بن كهيل وعده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثانية، وقال: كان ثقة كثير الحديث. وقد وثقه العجلي أيضًا. مات بالكوفة.
* الطبقات 295/6، التاريخ الكبير 8/ 202 برقم 2712، معرفة الثقات 334/2 برقم 1915 الثقات 503/5 مشاهير علماء الأمصار 176 برقم 831.
ص: 310
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن عمر، وعبد اللّه وأبي مسعود الأنصاري، وأبي الدرداء، وعدي بن حاتم. كان من العباد، روي عنه أنه كان يقول في دعائه: (اللّهم اشفني من نومي بيسر، واجعل سهري في طاعتك)، فكان لا ينام إلا هنيهة وهو قاعد.
توفي بالكوفة في ولاية الحجاج، وذكر ابن حبان أن وفاته كانت في إمارة يزيد سنة ثلاث وستين وقال في مشاهيره: سنة خمس وستين، وقيل في إمارة عبد اللّه بن يزيد الأنصاري الخطمي.
* الطبقات 118/6، التاريخ الكبير 236/8 برقم 2848، معرفة الثقات 334/2 برقم 1916، الثقات 510/5 مشاهير علماء الأمصار 172 برقم 810 سير أعلام النبلاء 4/ 283 برقم 104 الزيارات الاعتدال 4 / 221.
لم يكن في نيتي ذكر هند في هذا الكتاب لأن ترجمتها، وغيرها من صحابيات الكوفة سترد في كتاب سنقوم بإتمامه إن شاء اللّه، ولكن لأن أبياتها التي ستأتي تبين جانبًا من مشاعر الناس في تلك الفترة. فهي شاعرة كانت تتشيع وقد رثت حجر بقصيدة منها :
ترفع أيها القمر المنير***تبصر هل ترى حُجرًا يسير.
يسير إلى معاوية بن حرب***ليقتله كما زعم الأمير
تجبّرت الجبابر بعد حجر***وطاب لها الخورنق والسدير
وأصبحت البلاد بها محولاً***كأن لم يحيها مزن مطير
* تاريخ الطبري 232/3، الكامل 487/3.
ص: 311
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين، باسم هياج بن هياج، وقال محقق الرجال في الهامش: كذا في النسخ. ذكره الكليني والشيخ من شهود وصية أمير المؤمنين وفيهما هياج بن أبي هياج والوصية المشار أليها كتبها أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بخط يده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين. وشهد عليها أبو سمر بن برهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبي هياج ويبدو أن ما ورد فيها من وصايا قد التزم بها أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قبل تاريخ كتابتها، إذ قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): (هذا ما قضى به علي في ماله الغد من يوم قدم مَسْكِن)، وهو موضع قريب من نهر أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق.
وعلى الرغم من منزلة أبي الهياج تلك فإني لم أقف له على خبر في مشاهد أمير المؤمنين ولا في غيرها.
* الكافي 49/7 رجال الطوسي 48/5 معجم البلدان 5 / 127، نقد الرجال 54/5.
ذكر السيد مثنى الشرع مع من شارك في قتال أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قتله أصحاب المختار
* المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين 314.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وهو من رجال مذحج، وكان خطيبًا وشاعرًا، وروى عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص شهد أبوه القادسية وقتل فيها ولي ولده العريان الشرط لخالد بن عبد اللّه القسري بالكوفة، وكان العريان من رجال مذحج وأشرافهم المشهورين.
ص: 312
وللّهيثم شعر في صفين بعد التحكيم ذكره نصر وهو :
لما تداركت الوفود بأذرح***وبأشعري لا يحل له الغدر
أدى أمانته وأوفى نذره***وصبا فأصبح غادرًا عمرو
يا عمرو إن تدع القضية***تغترف ذل الحياة وينزع النصر
ترك القُران فما تأول آية***وارتاب إذ جعلت له مصر
- والأبيات منسوبة للأسود بن الهيثم عند ياقوت، وعجز البيت الأول من بحر الطويل، وبقية الأبيات من الكامل -.
ويبدو أن الرجل سرعان ما انتقل بهواه إلى معاوية بن أبي سفيان، بعد أن ملأ غرائره بالأموال فكان من رجال مجلس زياد الذين يعتمد عليهم وهو أحد شهوده على حجر وجماعته، وكتب زياد إلى معاوية بضبطه العراق بيمينه وشماله فارغة، وطلب منه أن يشغلها بالحجاز، وبعث رسالته مع الهيثم، فكتب معاوية عهده على الحجاز معه ذكر الطبري أن نفرًا من أهل الحجاز أتى عبد اللّه بن عمر فذكروا له تولية زياد عليها، فقال: ادعوا اللّه عليه يكفيكموه، (فاستقبل القبلة واستقبلوها فدعوا ودعا، فخرجت طاعونة في إصبعه).. فمات سنة ثلاث وخمسين.
وفي سنة أربع وستين استخلف عبيد اللّه بن زياد مسعود بن عمرو على البصرة بعد هلاك يزيد بن معاوية وفراره منها فامتنعت تميم عن قبول ولايته، وقتل في المسجد، فقال الهيثم شعرًا يرثيه به.
ويبدو أنه من الرجال الذين إذا مالت الريح مال معها فقد رأيناه في مجلس المختار سنة ست وستين فسمعه يقول (لأقتلن رجلاً عظيم القدمين غائر العينين مشرف الحاجبين يسر مقتله المؤمنين والملائكة المقربين)، فوقع في نفس الهيثم أن المقصود عمر بن سعد، فلما خرج أرسل ولده العريان ليحذر سعدًا، فجزى عمر سعدا خيرًا، ولكن اللّه كان بالمرصاد، فلم يجزه بدعوة عمر، وجزى عمر بما يستحق في الدين، وعذابه في الآخرة شديد.
ص: 313
ومن غرائب العجلي أنه قال عنه : كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين، إذ كيف يكون ثقة ممن شهد تلك الشهادة الباطلة على حجر وجماعته...
* وقعة صفين 551، الطبقات 214/6، التاريخ الكبير 211/8 برقم 2753 ثقات العجلي 2/ 335 برقم 1920، تاریخ الطبري3 / 227، 238، 376، 464، تهذيب الكمال 30/ 362 برقم 6639.
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن عبد اللّه بن مسعود، وعنه حصين بن عبد الرحمن وروي عنه أنه وقال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول : (لأن أقعد على رضفتين- الحجارة المحماة - أحب إلي من أن أقعد متربعًا في الصلاة) كان ثقة قليل الحديث.
ذكر الطبري وابن الأثير أنه كان من رؤساء الكوفيين الذين استجابوا لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) والتحقوا به بذي قار.
* الطبقات 198/6، التاريخ الكبير 212/8 برقم 2755 تاريخ الطبري 29/3 الثقات 5075، الكامل 232/3.
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين قال : روى عن (عبد اللّه أنه سأله عن ذبيحة غلام). كذا ورد عند ابن سعد، ولم يذكر الجواب، والرواية عند البخاري عن وألان الحنفي، وفيه (سمع ابن مسعود في ذبيحة الصبي)، قال: قال عبد الواحد شيخ من بني عجل لم يسمه، وقال أبو معاوية وألان لم ينسبه.
وهو ليس وألان العدوي الذي ذكر ابن الأثير رواية عن أمانته تستدعي الذكر قال : وكان من حديث أمانة وألان (أن مسلمًا الباهلى أبا قتيبة قال لوألان إذ عندي مالاً أحب أن أستودعكه، ولا يعلم به أحد قال وألان
ص: 314
ابعث به مع رجل تثق به إلى موضع كذا وكذا، ومُرْه إذا رأى في ذلك الموضع رجلاً أن ي يضع المال وينصرف)، فوضع مسلم المال في خرج ووضعه على بغل، وطلب من مولى له أن يذهب بالبغل إلى الموضع المتفق عليه، ففعل المولى ما أمره به مسلم وانتظر وألان في الموضع، واستبطأ رسول مسلم، وظن أنه قد عدل عن رأيه فانصرف، وصادف مجيء رجل من بني تغلب فجلس في ذلك الموضع فلما وصل مولى مسلم سلم على التغلبي وسلمه البغل وعاد وأخذ التغلبي المال وعاد إلى بيته، وظن مسلم أن المال عند وألان ولم يسأله عنه، فلما احتاج إليه سأله ماله فأنكر استلامه، فكان مسلم يشكو وألان إلى الناس، فشكاه يومًا بحضور التغلبي، فخلا به التغلبي، وسأله فأخبره وألان بقصة المال، فانطلق التغلبي إلى داره وأحضر المال وقص عليه قصة المولى، فأعاد المال إلى مسلم فكان يأتي الناس فيذكر لهم عذر وألان، ويخبرهم خبره.
وكان عبد اللّه بن وألان في جيش قتيبة بن مسلم حين فتح بيكند سنة سبع وثمانين، وغنم منها غنائم كثيرة، فقسم عبد اللّه الغنائم، وكان قتيبة يسميه الأمين بن الأمين. وقد فرق بينهما البخاري.
* الطبقات 6 / 203، التاريخ الكبير 185/8 برقم 2642، تاريخ الطبري 674/3، الكامل 529/4.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين روى عن عبد اللّه : (بُصْرُ كلِّ سماء وأرض خمسمائة عام) كذا، وروى عنه المسيب بن رافع، عن شمر بن عطية قال : دخل زرّ على وائل بن ربيعة وهو دنف فقال: (يا زرُّ كبّر عليَّ كما كبَّرت على أخيك، وكان كبَّر عليه سبعًا). قال عنه العجلي : من أصحاب عبد اللّه ثقة.
* طبقات 204/6، التاريخ الكبير 176/8 برقم 2609 معرفة الثقات 339/2 برقم 1933.
ص: 315
681. وائل بن مهانة الحضرمي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، روى عن عبد اللّه بن مسعود، وعنه ذر الهمداني، وكان قليل الحديث.
وهو وائل بن مهانة التيمي تيم الرباب من أصحاب ابن مسعود عند البخاري والعجلي.
* الطبقات 203/6، التاريخ الكبير 176/8 برقم 2608، معرفة الثقات 340/2 برقم 1934، الثقات 495/5.
كوني، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن ابن عمر، وعنه بيان بن بشر، ومسعر والمسعودي قال عنه العجلي: كوفي تابعي ثقة مات في ولاية بشر.
* التاريخ الكبير 182/8 برقم 2638 معرفة الثقات 340/2 برقم 1935، الثقات 497/5.
من خلّص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام شهد معه حرب صفين، وكان من شهود أهل العراق أصحاب الإمام على وثيقة التحكيم.
بقي على ولائه بعد رحيله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان من خيار أصحاب حجر. تمكن منه زياد وبعثه مع حجر وأصحابه إلى معاوية بشهادة من شهد عليهم من أهل الكوفة، واستوهبه من معاوية يزيد بن أسد البجلي وكان جرير بن عبد اللّه البجلي قد كتب فيه، وفي آخر يزكيهما ويشهد بالبراءة مما شُهد عليهما، فأطلقه معاوية مع صاحبه البجلي المار الذكر ولم أقف له على ذكر من بعد.
* وقعة صفين 511، تاريخ الطبري 104/3، 228-231، الكامل 483/4-484.
ص: 316
كوفي، روى عن ابن أبي أوفى عنه الثوري وشعبة ذكر المزي أنه أدرك المغيرة، وروى عن أنس بن مالك وزياد بن النضر الجعفي وابن عمر وغيرهم عنه إسرائيل وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم، وهو ثقة عند أحمد وابن معين.
وهو عند البخاري وقدأن كذا، وكأنه من أخطا ء الطباعة أبو يعفور العبدي. وترجم ابن سعد لأبي يعفور العبدي، وروى عنه أنه قال: ما بقي بالكوفة رجل أكبر مني. قال محمد بن بشر: رأيت أبا يعفور، واسمه واقد بن وقدان، والظاهر أنه ولده.
* الطبقات 348/6، التاريخ الكبير 190/8 برقم 2658، الجرح والتعديل 48/9 برقم 207، الثقات 499/5، تهذيب الكمال 459/30 برقم 6694.
كوفي، روى عن عمرو بن حريث عنه إسماعيل بن خالد ومسعر بن کدام، وذكر المزي أنه من موالي آل عمرو بن حريث وقد روى أيضًا عن عبد اللّه بن أبي أوفى، وعنه أيضًا خلف بن خليفة، وعبد بن الوليد وغيرهم، وروى له النسائي، ومسلم.
* التاريخ الكبير 144/8 برقم 2502، الثقات 491/5، تهذيب الكمال 14/31 برقم 6705، تهذيب التهذيب 118/11 برقم 222.
من بني خزيمة، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن عبد اللّه بن مسعود عنه أبو إسحاق الهمداني.
* الطبقات 204/6 التاريخ الكبير 145/8 برقم 2508.
ص: 317
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روي أنه قال: (صمنا رمضان على عهد علي ثمانية وعشرين فأمرنا علي بقضاء يوم). وهو ابن عتيبة في التاريخ الكبير، وقال محققه في إحدى نسخه عتبة. سمع عليًّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه حميد الأصم.
* الطبقات 234/6-235، التاريخ الكبير 8/ 149 برقم 2518.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن أبي عمرو الشيباني، وعنه السبيعي قال العجلي: كوفي ثقة.
* التاريخ الكبير 148/8 برقم 2514 معرفة الثقات 343/2 برقم 1945، الثقات 491/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان قليل الحديث، وذكره ابن حبان أيضًا، وخص روايته بعمر، قال: روى عنه الشعبي وهلال بن يساف وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات 127/6، التاريخ الكبير 163/8 برقم 2560، الجرح والتعديل 23/9 برقم 103، الثقات 489/5 رجال الطوسي 4/84 وفيه وهب بن الأجدع بن راشد، تهذيب الكمال 343/31 برقم 6748.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين روى عن عبد اللّه بن عمرو، وعنه السبيعي، وهو الحيواني - بالمهملة- عند البخاري، ولا شك
ص: 318
أن ما ورد عنده تصحيف طباعي. وهو كوفي تابعي ثقة عند العجلي.
* التاريخ الكبير 163/8 برقم 2564، معرفة الثقات 344/2 برقم 1952، الثقات 489/5.
كوفي، ولد في خلافة عثمان، روى عن معاوية بن أبي سفيان وأبيه، روى عن الناس قال الرازي: صالح الحديث عند أحمد. روى البخاري عنه أنه قال: ولدت لسنتين من إمارة عثمان، وصليت مع معاوية.
* التاريخ الكبير 165/8 برقم 2572، الجرح والتعديل 26/9 برقم 118، الثقات488/5، تهذيب الكمال 135/31 برقم 6763.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين سمع يوسف بن عبد اللّه بن سلام والأصبغ بن نباتة، وعنه وكيع، وأبو نعيم.
* التاريخ الكبير 309/8 برقم 3125، الثقات 531/5.
كوفي مولى بجيلة روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه الحكم بن عتيبة ذكر المزي أن لقبه زبان، وقيل: زبان أبوه، روى عن علي والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وعن عبد اللّه بن عباس، وأبي بن كعب عنه حبيب بن أبي ثابت، والحسن العربي، والحكم بن عتيبة وغيرهم. قال الجوزجاني : كان غاليًا مفرطًا، ومثل هذا كثير عند الجوزجاني، وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة، والنسائي. روى له الجماعة. وقال العجلي كوفي ثقة، وكان يتشيع.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الكوفيين، وروى أن الحكم قال : (كان يحيى بن الجزار يتشيع، وكان يغلو، يعني في القول). وقالوا : كان ثقة،
ص: 319
وله أحاديث ذكره البخاري وقال : (كوفي، سمع حسين بن علي، روى عنه الحكم بن عتيبة).
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : (هو اللّه الذي روزي أن عثمان قتل بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، وروى عنه الأعمش وغيره، وكان مستقيما).
* الطبقات 294/6 التاريخ الكبير 8/ 265 برقم 2943، معرفة الثقات 350/2 برقم 1967، الجرح والتعديل 133/9 برقم 561، الثقات 525/5 رجال الطوسي 1/85، تهذيب الكمال 251/31 برقم 6800.
ثقة، روى عن جدته أم هانئ وابن مسعود، وأبي الدرداء، وزيد بن أرقم، وخبَّاب بن الأرت وغيرهم، روى عنه ابن جدعان، وحبيب بن أبي ثابت، وعمر بن دينار وغيرهم. وثقه أبو حاتم والنسائي. وروى له أبو دواد، والترمذي والنسائي وابن ماجة، وقد مرت ترجمة أبيه وأخوته عون، وطفيل، وعبد اللّه.
* التاريخ الكبير 265/8 برقم 2941، الجرح والتعديل 9/ 133 برقم 562، الثقات 520/5 تهذيب الكمال 253/31 برقم 6801، تهذيب التهذيب 169/11 برقم 324.
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عثمان، كان معرونًا قليل الحديث. وقال البخاري : سمع أبا هريرة أيضًا.
* الطبقات 213/6، التاريخ الكبير 8/ 273 برقم 2973.
ص: 320
كوفي، روى عن أنس بن مالك وعنه سليمان التيمي، والسدي مات في ولاية يوسف بن عمر.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين روى عن المسور بن يزيد وله صحبة عنه مروان بن معاوية الفزاري وذكر المزي أنه روى أيضًا عن صالح بن خباب الفزاري قال عنه أبو حاتم شيخ. وقال النسائي: ضعيف.
* التاريخ الكبير 300/8 برقم 3083، الجرح والتعديل 9/ 183 برقم 761، الثقات 527/5، تهذيب الكمال 501/31 برقم 6905.
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وهو مولى بني
أسد كاهل من بني بن خُزيمة، كان ثقة قليل الحديث صاحب قرآن ذكره الشيخ الطوسي أثناء ترجمة عبيد بن نضلة الخزاعي قال: (قال ابن الأعمش لأبيه : على من قرأت القرآن؟ قال : على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضلة كان يقرأ كل يوم آية ففرغ من القرآن في سبع وأربعين سنة - كذا -، ويحيى بن وثاب كان مستقيما، وذكر الأعمش أنه كان إذا صلى كأنه يخاطب أحدًا)..
وذكر ابن الأثير أن يحيى بن وثاب قال : (كان ابن الزبير إذا سجد وقعت العصافير على ظهره تظنه حائطا لسكونه وطول سجوده!).
وله قصة مع الحجاج ذكرها العجلي؛ وكان أمر أن لا يؤم إلا عربي وقد أذن له فأم يوما، ثم امتنع عن الإمامة وقال لقومه : اطلبوا إماما غيري.
ص: 321
توفي بالكوفة سنة ثلاث ومائة في إمارة يزيد بن عبد الملك، وذكر ابن حبان أنه من عباد أهل الكوفة، وولي قضاءها.
* الطبقات 299/6 معرفة الثقات 358/2 برقم 1999 الثقات529/5، رجال الطوسي 23/72، الكامل 359/4، 106/5، تهذيب الكمال 253/31 برقم 6801، نقد الرجال 84/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وراري عنه أنه قال : أتيت عليا في داره فناديت: يا أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين فقال : لبيكاه لبيكاه فقلت: يا أمير المؤمنين إني كنت في منائح لأهلي أرعاها فتردَّى بعير منها فخشيت أن يسبقني بنفسه، فخرقت وبطرتُ، فوجأته بحديدة إما في جنبه وإما في سنامه، وذكرت اسم اللّه، وإني جئت بلحمه مفرقًا على سائر إبلي لأهلي فأبوا أن يأكلوه، وقالوا: لم تذكّه. فقال : ويحتك أهد لي عجزه أهد لي عجزه.
ولا أظنه أبا راشد الذي روى أبو رجاء العطاردي أن رجلاً من بلهجيم كان لهم جارًا (فقال : ما ترون من هذا الفاسق بن الفاسق قتله اللّه يعني الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - قال أبو رشد: فرماه اللّه بكوكبين من السماء فطمس بصره، وأنا رأيته).
* الطبقات 239/6 تاريخ الإسلام 16/5.
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من تابعي الكوفة، وقال: كان أميرًا على عمان. ذكره بن سعد مع الطبقة الثانية، وقال: روى عن أبيه، وعنه عدي بن ثابت قال المزي: روى عنه أيضًا أبو جناب الكلبي، وأبو عائذ السعدي أمير عمان، وأثنى عليه وقال عنه : كان كخير الأمراء. روى له أبو داود
ص: 322
والنسائي. قال عنه قال عنه العجلي: كوفي تابعي ثقة. وذكره البخاري، وقال عنه ما يدعو إلى التأمل : (إن رجلاً من بني تيم تزوج امرأة ابنه أو أبيه، فأرسل إليه رجلاً فقتله. قاله سليمان بن حيان... عن عن الأشعث فقال عن البراء).
* الطبقات 6/ 296 التاريخ الكبير 321/8 برقم 3170، معرفة الثقات 361/2 برقم 2006، الثقات 534/5، تهذيب الكمال 93/32 برقم 6969.
كان بخربتا بمصر، وبعث هو ومن معه إلى قيس بن سعد والي أمير المؤمنين على مصر أنه لا يقاتله وطلبوا منه أن يبعث عماله ويبدو أن هذه المدينة كانت عثمانية، وبقيت معتزلة ولكن قيسًا استطاع تحييدها، فلما بعث الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) محمد بن أبي بكر واليا على مصر، وبعد حدوث حرب صفين التي انتهت إلى التحكيم أصر محمد بن أبي بكر أن يرسل عاملاً عليهم، ولكنهم أبوا عليه فبعث إليهم الحارث بن جهمان الجعفي وهو من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقتلوه، وفيهم يزيد بن الحارث، ثم بعث لهم آخر فقتلوه أيضًا.
ويبدو أن الحارث بن يزيد ترك خربتا وانتقل إلى الكوفة، وبعد هلاك يزيد كتب هو وحجار بن أبجر وشبث بن ربعي وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي رسالة إلى أبي عبد اللّه بن الحسين، وهي: (أما بعد فقد اخضرَّ الجناب، وأينعت الثمار، وطمَّت الجمام، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة. ثم شاركوا من بعد في جيش ابن سعد وقد ناداهم الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وذكرهم بما كتبوه فأنكروا ذلك.
وحين هلك يزيد بن معاوية كان عبيد اللّه بن زياد في البصرة فكتب إلى أهل الكوفة يعلمهم بهلاك يزيد وقال لهم: (إن أمرتموني جبيت لكم فيأكم وقاتلت عدوكم)، وكان خليفته على الكوفة عمرو بن حريث، فقام يزيد بن الحارث فقال : (الحمد للّه الذي أراحنا من ابن سمية! لا ولا كرامة!،
ص: 323
فأمر به عمرو فلبب ومضي به إلى السجن)، فحالت بكر بينه وبينهم، وانطلق يزيد إلى بيته خائفًا، واجتمع الناس في المسجد ليجتمعوا على وال فأجمعوا على عمر بن سعد، فجاءت نساء همدان يبكين الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ورجالهم قد تقلدوا سيوفهم، فولوا عامر بن مسعود بدلاً من ابن سعد. وذكر ابن الأثير أن تلك الفعلة شرفت يزيد بن رويم ورفعته.
وانحاز إلى عبد اللّه بن الزبير وبعد وتوليته عبد اللّه بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة، على الكوفة كان من رجالهما وعند ظهور جماعة سليمان بن الصرد وعزمهم على الخروج، وموقف عبد اللّه بن يزيد العقلاني منهم، اتخذ منه إبراهيم بن محمد بن طلحة موقفًا مخالفًا، وهدد وتوعد، أمام شبث بن ربعي فأخبر شبث عبد اللّه بن يزيد بذلك، فقام معه ومعهم يزيد بن الحارث ودخل على إبراهيم فاسترضاه، وحلف له أنه أراد العافية.
كان من قادة ابن مطيع والي عبد اللّه بن الزبير على الكوفة الذي خلف عبد اللّه بن يزيد، وعند قيام ثورة المختار أرسله في ألفي رجل لقتال جماعة المختار مع من بعث من رؤوس أصحابه، فانهزم في مواجهة مع المختار.
وبعد خروج عبد اللّه بن مطيع، واستسلام من كان معه في القصر، وعودة شبث بن ربعي وجماعته إلى قتال المختار بعد خروج إبراهيم بن الأشتر لقتال ابن زياد خرج يزيد بن الحاث معهم، وحين علم بهزيمة أصحابه قال لجماعته : انصرفوا إلى بيوتكم، ويبدو أنه هرب إلى البصرة مع من هرب من أهل الكونة، وحين انتصر مصعب بن الزبير على المختار كان في الجيش الذي بعثه مصعب لقتال الخوارج، وحينما تحرك عبيد اللّه بن الحر كان يزيد بن الحارث بالمدائن فأمره مصعب بن الزبير بقتاله، فبعث ولده حوشبًا لقتاله، فقتله عبد اللّه بن الحر.
ويبدر أنه خذل مصعبًا في ساعاته الأخيرة وانحاز إلى عبد الملك بن مروان، لأنه في ولاية بشر بن مروان على البصرة استعمل يزيد بن رويم على الري.
* تاريخ الطبري 63/3، 68، 278، 319، 375، 396
ص: 324
397، 443، 445، 459، 501، 506 رجال الطوسي 62/ 33، الكامل 21/4، 132، 217، 221، 284، 293،287، 331.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كان قليل الحديث. وترجم البخاري ليزيد بن خليل النخعي، والظاهر أنه هو.
* الطبقات 230/6، التاريخ الكبير 327/8 برقم 3194.
كوفي روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال ابن حبان: وربما أخطأ، وعنه سماك بن حرب، ويبدو أن سماكًا قد روى عن يزيد وأبيه دثار وقد مرت ترجمته.
* التاريخ الكبير 330/8 برقم 3203 معرفة الثقات 362/2 برقم 2013، الثقات 538/5.
من شيعة الكوفة ذكر الطبري وابن الأثير أنه زار محمد بن الحنفية فلما تذاكرا سيرة المختار قال أبن الحنفية : إن المختار (يزعم أنه شيعة لنا، وقتلة الحسين عنده على الكراسي يحدثونه)؛ فنقل الخبر إلى المختار، فقتل عمر بن سعد وولده وأرسل رأسه ورأس ولده إلى ابن الحنفية، وكتب إليه يعلمه بقتل من قدر عليه ممن شارك في قتال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وأخبر يزيد محمد بن الحنفية ببعض الغلاة من الشيعة بالكوفة وترددهم على بيتي هند بنت المتكلفة الناعطية، وليلى بنت قمامة المزنية، فكتب معه ابن الحنفية للشيعة بالكوفة يحذرهم الغلو.
تاريخ الطبري 465/3، 489، الكامل 242/4.
ص: 325
ذكر ابن سعد مع من نزل الكوفة من تابعي الطبقة الأولى، وقال: روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه بن مسعود، وحذيفة، وأبي مسعود مسعود الأنصاري، وعنه ولده إبراهيم وإبراهيم النخعي، والحكم بن عتيبة، وغيرهم. وثقه ابن معين، و لعجلي. كان كبيرًا له سن عالية ثقة له أحاديث.
* الطبقات 104/6 التاريخ الكبير 340/8 برقم 3239، معرفة الثقات 364/2 برقم 2020، تهذيب الكمال 160/32 برقم 7003.
ذكر ابن سعد مع من نزل الكوفة من تابعي الطبقة الأولى، وهو أبو داود وإدريس قال ابن سعد (وحديثه قال: كنا نجمع مع علي ثم نرجع فنقيل) كذا روى ابن سعد. وبحسب ابن حبان روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأبي هريرة وجعدة بن هبيرة وجابر، وعدي بن حاتم، وعنه ابناه إدريس وداود.
* الطبقات 234/6، التاريخ الكبير 347/8 برقم 3271، الثقات 542/5 تهذيب الكمال 186/32 برقم 7020.
كوفيٌّ، كان عثماني الهوى ويبدو أنه كان مع عبد اللّه الكوفة بن مطيع والي لعبد اللّه بن الزبير، فلما انهزم واستسلم من في القصر، استسلم معهم، وبايع المختار ولما بعث المختار إبراهيم بن الأشتر، انقلب عليه مع من انقلب من أمثال شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن، وجيشوا أصحابهم ضده، وحين نادى أصحاب ابن شميط «يا لثارات الحسين»، نادى «یا لثارات عثمان»، فقتل.
* تاريخ الطبري 458/3، الكامل 235/4.
ص: 326
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وهو من همدان، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن علي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وهو من قادة جند الفتح استخلفه نعيم بن مقرن على همدان سنة اثنتين وعشرين، وعزله عثمان عنها، فنزل الكوفة، وكان مع الجماعة التي انحرفت عنه بحسب الطبري، وشارك في منع سعيد بن العاص من دخول الكوفة يوم أعاده عثمان إليها.
وهو من رؤساء الكوفة السابقين للاستجابة إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إذ التحق به بذي قار حين خرج من المدينة إلى البصرة لتسوية الخلاف مع أصحاب الجمل.
بعثه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين قدم من البصرة إلى الكوفة على المدائن وجوخا كلها ويبدو أنه أبطأ بخراجه مرة فكتب إليه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): (أما بعد، فإنك أبطأت بحمل خراجك وما أدري ما الذي حملك على ذلك. غير أني أوصيك بتقوى اللّه، وأحذرك أن تُحيط أجرك، وتبطل جهادك بخيانة المسلمين، فاتق اللّه، ونزّه نفسك عن الحرام، ولا تجعل لي عليك سبيلاً، فلا أجد بدا من الإيقاع بك، وأعزز المسلمين ولا تظلم المعاهدين، وبتغ فيما آتاك اللّه الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن اللّه إليك لا تبغ الفساد في الأرض، فإن اللّه لا يحب المفسدين). روى عنه نصر بسنده أنه حث الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يشخص بهم إلى عدوهم راشدًا معانًا، ولما وصل (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى الجزيرة استدعى يزيد وقال له: (هؤلاء قومك من طعامهم فأطعم، ومن شرابهم فاشرب).
كان أحد رسله إلى معاوية قبل وقوع الحرب في صفين رفقة عدي بن حاتم وغيره، وله كلمة في مجلسه ذكرها نصر، وقد حرض الناس بصفين، وله كلمة ذكرها نصر أيضًا. وكان قليل الحديث. وولاه الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) على أصفهان وهمدان والري.
ص: 327
ويزيد بن قيس أحد شهود وصية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) التي كتبها بخط يده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين ولم أقف له على خبر بعد رحيل أمير المؤمنين.
* الطبقات 6/ 235 تاريخ اليعقوبي 2/ 104 وقعة صفين 11، 101، 121، 146، 197، 247، الكافي 497 تاريخ الطبري 536/2، 641، 642، 644، 650، 29/3، 79، 87،85، 110، 121 رجال الطوسي 6/86، الكامل 3 148 نقد الرجال 92/5.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، رويأن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (خرج علي بسيف إلى السوق فقال: لو كان عندي ثمن إزار لم أبعه). وهو عند البخاري يزيد بن محجز قال: (رأيت علي بن أبي طالب خرج. كذا قال وكأن المراد الحديث الذي ذكره ابن سعد.
* الطبقات 238/6، التاريخ الكبير 360/8 برقم 3332.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى، روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وروي عنه أنه قال : (رأيت عليَّا أصفر اللحية). قال البخاري: (سمع عليًّا، قال أحمد:كذبته أبو يوسف لا أراه يصح) كذا قال وقال : روى عنه ابنه مسلم، ووهب بن عقبة، والفضل بن يزيد الثمالي.
* الطبقات 26/3، 2356، التاريخ الكبير 356/8 برقم 3316.
ابن عم عبد اللّه بن الطفيل الذي كان مع الإمام في معركة الجمل على خيل قيس عيلان، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)،
ص: 328
وكان معه في معركة صفين، وقد أنقذ ابن عمه عبد اللّه بن طفيل من قيس بن قرة التميمي، وهو رجل من أهل العراق التحق بمعاوية، أراد أن يقتل عبد اللّه برمحه من خلفه في المعركة، فوضع يزيد رمحه بظهره، وتعهد له، إن رفع رمحه عن ابن عمه أن يتركه فرفعه، فتركه وسأله التميمي، فقال يزيد: من بني عامر فقال التميمي : لقد قتلتم اليوم أحد عشر رجلاً من أهل بيتي ورهطي. وبعد عودة يزيد إلى الكوفة عتب على ابن عمه في أمر فقال:
ألم ترني حاميت عنك مناصحًا***بصفين إذ خلاك كلُّ حميم
ونهنهتُ عنك الحنظلي وقد أتى***على سابح ذي مَيْعة وهزيم
ولم أقف له على خبر من بعد.
* وقعة صفين 27/7، تاريخ الطبري /3/ 91، رجال الطوسي 8/86 الكامل 306/3، نقد الرجال 92/5.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وروى عن عبد اللّه، وسمعه يقول : (كيف أنتم إذا رأيتم قومًا أو أتاكم قوم فطح الوجوه). قال البخاري عنه وهب بن عتبة.
وذكر العجلي (يزيد بن معاوية بابة الربيع - كذا، وهو من تحريفات الطباعة - من أصحاب عبد اللّه ثقة).
* الطبقات 205/6 التاريخ الكبير 8/ 355 برقم 3313 معرفة الثقات 368/2 برقم 2036.
من فحول الشعراء لقب أبوه مفرّعًا لأنه راهن على شرب سقاء من لبن فشربه حتى فرغ كان مع عباد بن زیاد بسجستان، فضيق عليهم فقال يزيد :
ألا ليت اللحى كانت حشيشا***فنعلفها خيول المسلمينا
ص: 329
وكان عباد بن زياد عظيم اللحية، فقيل له ما أراد غيرك، فطلبه فهرب، وهجاه قدم البصرة وكان عبيد اللّه بالشام فكتب له عباد فأطلع معاوية على شعره واستأذنه بقتله، فلم يأذن له وأمر بتأديبه ونزل الموصل وتزوج بها، وعاد من بعد إلى البصرة.
ويزيد شاعر يحسن الهجاء المقذع والمديح، وروي أن من مهجوِّيه عبيد اللّه بن زياد فاشتكاه لمعاوية وطلب قتله فلم يأذن له، وطلب منه تأديبه. واستجار زيد بالمنذر بن الجارود أحد رؤوس البصرة، فأتى عبيد اللّه بن زیاد البصرة، ولم يلتفت لجوار المنذر فسقاه مسهلاً وربطه على حمار دار به الأسواق وهو يسلح على نفسه، فقال يذكره بهجائه :
يغسل الماء ما صنعت وشعري***راسخ منك في العظام البوالي
وهو القائل :
العبد يقرع بالعصا***وال_ح_رُّ تكفيه الإشارة
وقال حين قتل عبيد اللّه بن زیاد
إن المنايا إذا ما زرن طاغية***هتكن أستار حجاب وأبواب
أقول بعدًا وسحقا عند مصرعه***لابن الخبيثة وابن الكودن الكابي
ولها تتمة.
قال الذهبي : نقل صاحب المرآة توفي ابن مفرغ سنة تسع وستين. وقال ابن الأثير في أحداث سنة إحدى وسبعين (وفي إمارة مصعب مات البراء بن عازب بالكوفة، ويزيد بن مفرغ الحميري الشاعر بها أيضًا، وعبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي).
*تاريخ الطبري 3 / 257 – 259، الكامل 522/3-523 4 / 265 – 266، 341.
ص: 330
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن أبي هريرة، عنه مسعر بن كدام.
* التاريخ الكبير 360/8 برقم 3331، الثقات 549/5.
كان مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بصفين، وهو من المقاتلين الأشداء على الماء حين سبق عليه جيش معاوية.
وحين رفع جيش الشام المصاحف، ووقع جمهور من جيش الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خدعة التحكيم أرسله إلى الأشتر كي يأتيه به وكان الأشتر قاب قوسين أو أدنى من النصر، فطلب منه أن يمهله فلما أخبر الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بقرب وقوع الفتنة، بعثه ثانية إليه، كي يعلمه أن الفتنة قد وقعت فأبلغه بذلك فاضطر إلى الاستجابة لطلب أمير المؤمنين.
ذكره الشيخ الطوسي باسم زيد - ولعله من خطأ الطباعة - مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)..
* وقعة صفين 184، 490، 491، تاريخ الطبري 101/3 رجال الشيخ 14/65، الكامل 317/3، نقد الرجال 2/ 292.
مولى عمر بن الخطاب : ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عنه الكوفيون، وقال : كان ثقة قليل الحديث وقال البخاري : هو خازن عمر، وروى عنه شقيق بن سلمة، وأبو عاصم الغطفاني.
* الطبقات 145/6 التاريخ الكبير 420/8 برقم 3558.
ص: 331
من بني هند ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وقال: كان عريفًا في زمن الحجاج. روي عنه أنه قال: توفي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) وأنا ابن عشر سنين. كان ثقة قليل الحديث مات في ولاية الحجاج قبل الجماجم.
ترجم الشيخ المظفر ليسير بن عمرو قال : ويقال : ابن أسير، ويقال: ابن جابر وذكر قال في التهذيب قال ابن حزم ليس بقوي، وقال أبو نعيم: كان عريفا زمن الحجاج.
* الطبقات 146/6 الإفصاح 183/4 وانظر مصادره/
ذكر ابن حبان أنه يقال : ولد في حياة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )، ولا صحبة له، وكان عريفًا زمن الحجاج وهو عند المزي يسير بن عمرو ومات سنة خمس وثمانين، وانظر السابق.
* التاريخ الكبير 8/ 422 برقم 3565 مشاهير علماء الأمصار 173 برقم 814، تهذيب الكمال 302/32 برقم 7079.
كوفي، روى عن خريم بن فاتك، وعنه أخوه الربيع، وابن أخيه الركين بن الربيع على خلاف فيه. روى له الترمذي والنسائي روى البخاري بسنده عنه عن خريم بن فاتك الأسدي أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: «من همَّ بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه».
* التاريخ الكبير 423/8 برقم 3568، الثقات 557/5 تهذيب الكمال 305/32 برقم 7080.
ص: 332
كوفي، روى عن أبيه، وقد مرت ترجمته أخوته طريف، وعقار، وحمزة، وعروة، وقد مرت ترجمة عروة وعقار وقال البخاري: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه السدي، وإلى ذلك ذهب ابن حبان وقال : أخوه عقار بن المغيرة. ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثانية.
* الطبقات 270/6 التاريخ الكبير 426/8 برقم 3585، الثقات 559/5.
ص: 333
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، و لم أقف على شيء من أخباره في مصادري.
* الطبقات 236/6.
ورد اسم ابن الكواء غير مرة في تاريخ الطبري مع الذين سيرهم سعيد بن العاص إلى الشام وورد مع الذين رووا عن الإمام عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين روي أن أمير المؤمنين حدث بكلمات علمه إياها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) علمه إياها جبريل (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال : (واللّه ما تركتهن منذ علمنيهن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ))، فقال له ابن الكواء ولا ليلة صفين؟ فقال : قاتلكم اللّه يا أهل العراق، ولا ليلة صفين.
وروى ابن سعد أن عمران بن طلحة جاء إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأجلسه على طنفسته وقال : واللّه إني لأرجو أن أكون أنا وأبو هذا ممن قال اللّه : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّنَقَبِلِينَ﴾ [الحجر: 47]، فقال له ابن الكواء: اللّه أعدل من ذلك، فقام إليه بدرته فضربه وقال : أنت لا أم لك، وأصحابك تنكرون هذا.
روی له نصر قطعة شعرية نظمها في مدح الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) وصحابته، ويصفه بالبدر، والظاهر أنه انحاز إلى الأشعث بن قيس الذي اندفع وراء خديعة التحكيم، فقد ذكر نصر أنه ممن أيد ترشيح أبي موسى الأشعري للحكومة،
ص: 334
وذكر البلاذري أنه (شهد النهروان وكان ممن اعتزل ويقال : إنه اعتزل قبل أن يشهد النهروان)، ولم أستطع معرفة اسمه ولعله ابن الكواء الناسب، وهو عبد اللّه بن عمرو من بني يشكر ذكره ابن قتيبة وقال : كان ناسبًا عالمًا كبيرًا، وقيل لأبيه الكواء لأنه كوى في الجاهلية. وقد يكون أبو معاوية، عبد اللّه بن أبي أوفى السلمي المعروف بابن الكواء، وقد مرت ترجمته. وذكر الشيخ الطوسي في مبحث من روى عن أمير المؤمنين عبد اللّه بن الكوا، وقال عنه : (خارجي ملعون).
▪ وقعة صفين 295، 502، الطبقات 225/3، 25/8 المعارف،535 تاريخ الطبري 2 /635 أنساب الأشراف 375، رجال الطوسي 73/82.
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين ولعله ممن رافق أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من المدينة، فقد قال ابن سعد هو مؤذن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان مكاتبًا، روي عنه أنه جاء إلى الإمام وقال له : (إني كاتبت، فقال: هل عندك شيء؟ فقلت: لا. قال: اجمعوا لأخيكم. قال: فجمعوا لي مكاتبتي وفضلت فضلة فأتيت بها عليًّا فقال : اجعلها في المكاتبين). وذكره ابن حبان باسم عامر النباح قال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه الكوفيون.
ويظهر اسمه فجر اليوم الذي استشهد فيه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد آذنه بصلاة صبيحة ذلك اليوم، وخرج خلفه، وما إن وصل المسجد حتى (اعتوره رجلان أما أحدهما فوقعت ضربته في السُّدَّة، وأما الآخر فأثبتها في رأسه).
* الطبقات 36/3، 233/6، التاريخ الكبير 448/8 برقم 3649، الثقات 188/5 الذهبي في عهده 648، أسد الغابة 615/3.
ص: 335
كوفي، ذكره الرازي وقال : روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه السدي، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه أيضًا. وذكره ابن حبان من دون نسبة.
* الجرح والتعديل 336/9 برقم 1489، الثقات 584 رجال الطوسي 108/6 نقد الرجال 117/5، معجم رجال الحديث 14/22.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وكان في جيش الفتح مع خالد بن الوليد، وشهد صلح الحيرة معه، وروى حديثا عن عمر في الجمعة وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* طبقات 129/6 تهذيب التهذيب 364/8 برقم 733.
ويقال : أبو مية كوفي يبدو أنه كان يكرى في الحج، فسأل عبد اللّه بن عمر إن كان له من حج، فأجابه إن قام بفروضه فهو من الحج.
ذكر البخاري أبو أميمة، روى أن يحيى بن معين قال : أبو أميمة الذي يروي عن ابن عمر ثقة، فكأنه هو.
* التاريخ الكبير 3319/9 برقم 1451 تهذيب الكمال 52/33 برقم 7214.
ذكره نصر مع من تخلف من الكوفيين عن الالتحاق بأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين توجه إلى البصرة لقتال أصحاب الجمل وقال: إنه سأله عن قتلى أصحاب الجمل فبين له سبب قتالهم فقال أبو بردة (فأما الآن فقد عرفت
ص: 336
واستبان لي خطأ القوم، وأنك أنت المهدي المصيب)، وكان أشياخ حيه يذكرون أنه عثماني وعلى الرغم من شهادته صفين مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإنه كان يكاتب معاوية بعدما رجع منها فلما ظهر معاوية أقطعه قطيعة بالفلوجة، وكان كريمًا عليه.
وعلى الرغم من أن الشيخ الطوسي ذكره مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد انحرف كليَّة وانحاز إلى بني أمية ومن بؤس حظه العاثر وسوء عاقبته أيضًا أن عبيد اللّه بن زياد سرحه بعد مصرع أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأصحابه رضوان اللّه عليهم رفقة زحر بن قيس الجعفي وطارق بن أبي ظبيان الأزدي وغيرهما مع رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) رأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية.
* وقعة صفين 4، 8 263، تاريخ الطبري 338/3 رجال الطوسي 11/82.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) حديثا في الاستسقاء.
ذكره الرازي وقال صاحب علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عنه فطر وسفيان بن دينار. وذكر الشيخ الطوسي أبا بشير مع من روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه.
* الطبقات 236/6 الجرح والتعديل 348/9 برقم 1556، رجال الطوسي 2/51.
ذكر ابن سعد أن أبا بكر اسمه وعده من الطبقة الثانية، وقال: هو أسن من أخيه أبي بردة كان قليل الحديث ويستضعف وقال الرازي: روى عن أبيه. وقال ابن حبان اسمه كنيته وهو من الطبقة الأولى عنده لروايته عن أبيه. وذكر المزي أن اسمه عمرو، ويقال: عامر، روی عن الأسود بن هلال،
ص: 337
والبراء بن عازب وجابر بن سمر، وروى عن أبيه ؛ وكان يذهب مذهب أهل الشام. جاه أبو الغادية الجهني قاتل عمار بن ياسر رضوان اللّه عليه، فأجلسه إلى جنبه وقال: مرحبًا بأخي. مات في ولاية خالد مات في ولاية خالد بن عبد اللّه.
* الطبقات 269/6 الجرح والتعديل 340/9 برقم 1512، الثقات 592/5 تهذيب الكمال 144/33 برقم 7256.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية، وقال : روى عنه المسعودي
* الطبقات 3056.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وروى عن عبد اللّه بن مسعود قال : بينا أنا جالس عند عبد اللّه أتاه رجل فسأله عن الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوجها فقرأ عليه عبد اللّه : ﴿وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ، وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
* الطبقات 200/6
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وروي عنه أنه قال : (خرجنا مهلين فوجدت أعرابيا معه ظبي، فابتعته منه فذبحته ولا أذكر إهلالي، فأتيت عمر بن الخطاب فقصصت عليه فقال : ائت بعض إخوانك فليحكموا عليك. فأتيت عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك فحكما عليّ تيساً أعفر).
* الطبقات 1546-155.
ص: 338
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأشجع من أقدم القبائل التي نزلت بالكوفة، مما يرجح روايته عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيها.
رجال الطوسي 27/88، الكوفة وأهلها 329.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : هو الذي عقر الجمل، ولكن نصرًا قال : إن الذي عقره أبو حبة عمرو بن غزية الأنصاري. وكان أبو جند مع أمير المؤمنين بصفين، وروى له قصيدة يذكر فيها هروب معاوية من المعركة.
* وقعة صفين،379 رجال الطوسي 23/87 نقد الرجال 5 / 135، معجم رجال الحديث 108/22.
من التابعين الذين عرفوا بكنيتهم، ذكره ابن الأثير في أثناء ترجمة ابي القاسم مولى الخليفة أبي بكر وروى عنه قوله : (لما فتحت خيبر أكل الناس الثومفقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ): «من أكل هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذوب ريحها).
أسد الغابة 274/5.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : هو صاحب رايته يوم خرج إلى صفين. ولم يذكره نصر.
رجال الطوسي 40/88 نقد الرجال 1365، معجم رجال الحديث 109/22.
ص: 339
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال : روى عن سلمان، وعنه أبو إسحاق السبيعي.
* الطبقات 216/6.
قال ابن حبان: هو والد عبد الأكرم، روى عن سليمان بن الصرد، وعنه ابنه، قال: روى له ابن ماجة ولم يسمه قال : عن عبد الأكرم عن أبيه.
تهذيب التهذيب 71/12.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن عبد اللّه، وسمعه يقول : (إذا رفع أحدكم رأسه من السجود قبل الإمام فسجد ثانية فليتثبت قدر ما رفع رأسه). وهو ليس الذي ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب وقال : اسمه يحيى بن سعيد بن حيان وليس المذكور في الخلاصة الذي ذكره السيد الخوئي.
* الطبقات 199/6، الإصابة 126/2 برقم 1895، تهذيب التهذيب 11/ 189 برقم 357، رجال الحديث 148/22 معجم
من همدان ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روي عنه أنه رأى عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) بال في الرحبة فتوضأ، وروى عنه أنه قال : إذا توضأت فانثر.
وهو عمر بن عبد اللّه الأصم الهداني الكوفي عند ابن حبان، وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب فقال : (أبو حية بن قيس الوادعي الخارفي الهمداني
ص: 340
الكوفي عن علي بن أبي طالب وعن عبد خير عنه)، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، قال الحاكم وأبو زرعة : لا يعرف اسمه وقال ابن ماكولا : يختلف في اسمه فيقال عمرو بن نصر، ويقال : عامر بن الحارث قال ابن حجر : ذكره ابن حبان قال ابن القطان وثقه بعضهم، وصحح حديثه ابن السكن.
* الطبقات 236/6، الثقات 5/ 180، تهذيب التهذيب 12/ 72 برقم 8405.
ووالبة كوفي من بني أسد، ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة، وقال : روى عن عمر وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : (خرجت وافدًا إلى عمر ومعي أهلي فنزلت منزلاً فرفعت صوتي بالقرآن)، وروي عنه أنه قال: (خرج علينا علي بن أبي طالب ونحن قيام ننتظره ليتقدَّم فقال : مالي أراكم سامدين)، أي متحيرين.
وقال ابن حبان: اسمه هرمز، وهو مولى الكوفيين وقال ابن حجر اسمه هرمز، ويقال هرم روى عن ابن عباس وجابر بن سمرة، وأبي هريرة وغيرهم، وعنه الأعمش ومنصور وغيرهما. قال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات.
ويبدو أنه كان أحد كتاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو أنه كان يحسن القراءة، وكان في جيش جارية بن قدامة السعدي، فقرأ عليه عهد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد ذكر اليعقوبي رواية عنه أنه قال : (قرأت عهد علي لجارية بن قدامة : أوصيك يا جارية بتقوى اللّه فإنها جموع الخير، وسر على عون اللّه، فالق عدوّك الذي وجهتك له، ولا تقاتل إلا من قاتلك، ولا تجهز على جريح، ولا تسخّرنَّ دابَّة، وإن مشيت ومشى أصحابك، ولا تستأثر على أهل المياه بمياههم ولا تشربنَّ إلا فضلهم عن طيب نفوسهم، ولا تشتمنَّ مسلما ولا مسلمة فتوجب على نفسك ما لعلك تؤدِّب غيرك عليه، ولا تظلمن معاهدا ولا معاهدة واذكر اللّه ولا تفتر ليلاً أو نهارًا، واحملوا رجالتكم، وتواسوا في ذات أيديكم، واجدد السير، وأجل العدوّ من حيث كان، واقتله
ص: 341
مقبلاً، واردده بغيظه صاغرًا، واسفك الدم في الحق، واحقنه في الحق، ومن تاب فاقبل توبته، وأخبارك في كل حين بكل حال، والصدق الصدق، فلا رأي لكذوب).
قال البخاري : أبو خالد الوالبي الكوفي مولى اسمه هرمز، مات سنة مائة. وقال ابن حبان: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.
* الطبقات 128/6 تاريخ اليعقوبي 102/2-103، التاريخ الكبير 25/18 برقم 2898 مشاهير علماء الأمصار 176 برقم 835 تهذيب التهذيب 74/12.
قيل : اسمه عمر وقيل عمرو بن عمیر روی عن زيد بن وهب الهجري وممدوح الذهلي، وعنه عبد الملك بن أبي غنية، وعلي بن عابس، قال المزي: روى له ابن ماجة وقد كتبنا حديثه في ترجمة محدوج الذهلي. روى له أبو العباس بن عقدة حديثًا في (كتاب الموالاة) بسنده عن عمار بن،ياسر قال : سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم غدير خم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
* الجرح والتعديل 365/9 برقم 1667 تهذيب الكمال 33/ 283 برقم 7345 تهذيب التهذيب 77/12 برقم 8417.
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وإلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي، والرازي أيضًا، وقال: روى عنه أبو إسحاق الهمداني. وقد يكون أبا خليل الذي ذكره ابن حبان، وقال: يروي عن أبي قتادة، روى عنه عطاء بن أبي رباح، وقيل: إن اسمه مجاهد.
* الطبقات 234/6، الجرح والتعديل 366/9 برقم 1675، الثقات 566/5، جال الطوسي 32/88 معجم رجال الحديث 158/22.
ص: 342
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، شهد خطبة حذيفة بالمدائن، وليس من مجموعة من عرف بكنيته التي ذكرها التفرشي.
* الطبقات 2136، نقد الرجال 5/ 155.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين قال: خطبنا عمار بن ياسر فتجوَّز في الخطبة وقال : (نهانا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) أن نطيل الخطب). وهو كوفي ثقة عند العجلي.
وذكره ابن حبان وقال روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وابن ياسر وعنه عدي بن ثابت وذكره الرازي وقال : سمع عليّا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه عبد العزيز بن سياه.
* الطبقات 215/6 معرفة الثقات /2/ 401 برقم 2142، الجرح والتعديل 370/9 برقم 1704، الثقات 587/5، تهذيب الكمال 300/33 برقم 7353.
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وقال: (روى عن عبد اللّه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في الصلاة.
* الطبقات 203/6.
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومما رواه عنه قوله : (إن عليًّا خرج إلى الرحبة بعد طلوع الشمس وليس بها كبير أحد، فسأل عنهم؛ فقال : أين هم؟ فقالوا: في
ص: 343
المسجد يا أمير المؤمنين، فأرسل إليهم فدعاهم فسأل الرجل : ما وجدتهم يصنعون؟ قال: من بين قائم في الصلاة أو جالس في حديث. فلما أتوه قال علي : يا أيها الناس إياكم وصلاة الشيطان، ولكن إذا كانت الشمس قيس رمحين فليقم الرجل فليصل ركعتين فتلك صلاة الأوَّابين). ولعله أبو رملة الأنصاري الذي ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* الطبقات 239/6-240، رجال الطوسي 28/88 نقد 5 / 158.
وشبم حي من همدان بالكوفة كان مع المختار في ثورته، وهو من الذين ادعوا قتل عبد الرحمن بن سعيد الهمداني في أثناء ثورة المختار.
* تاريخ الطبري 462/3، الكامل 239/4
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن عبد اللّه بن مسعود فقال: (رأيت ابن مسعود يقرأ هاهنا خلف الإمام قال أظنه قال في الظهر أو قال في العصر). وذكر الشيخ أبا زيد مولى عمرو بن حريث، وقال (شهد مع علي بن أبي طالب الطوسي (عَلَيهِ السَّلَامُ)) ومولى عمرو بن حريث ذكره ابن حجر في الكنى ونسبه المخزومي عنده وقال : هو مجهول لا يعرف، ولم يوثقه أحد ممن ذكرهم، وهو مجهول أيضًا عند الرازي.
* الطبقات 1996، الجرح والتعديل 373/9 برقم 1721، رجال الطوسي 48/88 تهذيب التهذيب 91/12 برقم 8442.
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وسمع عبد
ص: 344
اللّه يقول : (كنت مع النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) ليلة الجن). كذا في الطبقات، وأبو زيد كنية جماعة.
* الطبقات 203/6.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأشار المحقق في الهامش أنه في بعض النسخ أبو سمرة، وأخذ بهذا الاسم التفرشي، وقال: كان أبو سبرة على مقدمة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم خروجه إلى صفين، وذكر الطبري أنه كان أحد ثلاثة أمَّرهم الخليفة عمر على من توجه إلى العراق من مذحج في الجيش الذي وجهه إلى العراق بعد مصرع أبي عبيد بن مسعود.
* تاريخ الطبري 381/2 رجال الطوسي 41/89، نقد الرجال 166/5.
كوفي، ذكره المزي، وقال: يقال : اسمه عبد اللّه بن عابس، روى عن عمر بن الخطاب وفروة بن مسيك، ومحمد بن كعب القرظي، روى عنه الحسن بن الحكم النخعي، والحسن بن مسافر، وسلمان الأعمش، وذكره ابن حبان، وروى المزي بسنده عنه عن محمد بن كعب عن العباس بن عبد المطلب قال : كنا نلقي النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال : «واللّه لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لقرابتي.
* الجرح والتعديل 385/9 برقم 1802 تهذيب الكمال 33 / 340 برقم 7381.
السلام
ذكره الشيخ الطوسي والرازي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكره المزي وابن حجر في الكنى، وقالا : غير منسوب ولا مسمی روی عن أبي ذر، وسلمان الفارسي،
ص: 345
وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه الخضر بن القواس وفضيل بن مرزوق وغيرهما، ونقل الرازي عن أبي زرعة أنه قال : لا أعرف اسمه.
* الجرح والتعديل 388/9 برقم 1826، رجال الطوسي 89 /4، تهذيب الكمال 341/33 برقم 7382، تهذيب التهذيب 94/12 برقم 8449، نقد 160/5. وذكر في هامش الرجال هو عاصم بن طريف عن رجال البرقي 7.
كذا ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال محقق الرجال: (لعله أبو السفر سعيد بن محمد الهمداني الثوري)، وهو سعيد بن يحمد الهمداني. روى عن عمرو بن العاص وغيره في تهذيب الكمال. وأبو السفر في وقعة صفين من دون ذكر اسم أو نسب، روى عنه نصر بعض أحداث يوم من أيام صفين، وفيه دفع الراية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى هاشم المرقال، وكان عمار بن ياسر بجانبه، والظاهر أن أبا السفن كان معهم وأن الهجوم تركز على الجيش الذي فيه معاوية، قال: (لما التقينا بالقوم في ذلك اليوم وجداهم خمسة صفوف قد قيدوا أنفسهم بالعمائم، فقتلنا صفا صفا، حتى قتلنا ثلاثة صفوف وخلصنا إلى الصف الرابع ما على الأرض شامي ولا عراقي يولي دُبَره...)، وذكر عبد السلام هارون في الهامش أنه سعيد بن يحمد الهمداني الثوري، وأحال على تقريب التهذيب والقاموس.
* وقعة صفين 329 رجال الطوسي 46/89، تهذيب الكمال 360/33.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : (أبو صادق، وهو ابن عاصم بن كليب الجرمي، عربي كوفي)، عد ابن قتيبة أبا صادق من دون ذكر اسمه أو اسم أبيه أو نسبه من الشيعة. ولأبي صادق مجردًا أيضًا خبران في وقعة صفين الأول : نقله عن الحضري الذي قال:
ص: 346
سمعت عليّا حرض في الناس في ثلاثة مواطن: الجمل وصفين والنهروان، وروى قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيها، والثاني : بلوغ علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن عبيد اللّه بن عمر قد توجه ليأته من ورائه ولعله كليب بن شهاب، وقد مرَّت ترجمته.
* وقعة صفين 204، 330، المعارف 624 رجال الطوسي 12/87، نقد 168/5.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال : كوفي. ونقل السيد الخوئي عن البرقي أيضًا أنه من أصحاب علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من اليمن. وبجيلة من القبائل التي استوطنت الكوفة، لذا رجحت كونه من تابعيها
* رجال الطوسي 98/6 نقد الرجال 1815، معجم رجال الحديث 237/22، الكوفة وأهلها 285.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن حذيفة، وقيس بن سعد بن عبادة، وكان ثقة قليل الحديث.
* الطبقات 214/6.
روى عن أبيه، وأبي موسى الأشعري وعدي بن حاتم، وعمته فاطمة، ولها صحبة، وعنه محمد بن سيرين، وحسين بن عبد الرحمن السلمي، وخالد بن أبي أمية. وقد مرت ترجمة أبيه وأخويه سعد وعمران. وهو كوفي تابعي ثقة عند العجلي. ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
* معرفة الثقات 414/2 برقم 2199، الثقات 590/5، تهذيب الكمال 454/34 برقم 7494.
ص: 347
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عطاء عن أبيه السائب قال : دخلت على على فقال : (ألا نسقيك شربة لا تزال منها شبعان بقية يومك ؟ قال : قلت بلى يا أمير المؤمنين فدعا لي بشربة فشربت ثم قال : أتدري ما هي؟ قلت: لا، قال: ثلث لبن وثلث عسل وثلث سمن).
والظاهر أنه كان في جيش أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في معركة صفين فقد نقل عنه نصر خبرين، الأول : حول مبارزة حجر بن عدي ابن عمه الملقب بحجر الشر في صفين، والثاني : عن إصابة أويس القرني في المعركة.
* الطبقات 242/6 وقعة صفين 243، 324.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن عبد اللّه بن مسعود، روي عنه أنه قال : غدوت على عبد اللّه، وسمعته يقول عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) : «إن ليلة القدر في السبع الأواخر».
* الطبقات 197/6، الجرح والتعديل 418/9 برقم 2042.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال : روى عن حذيفة وقيس بن سعد، وكان ثقة قليل الحديث. ولعله أبو عمار سعد بن حميد الهمداني الذي ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأصيبت عينه بصفين. أو أبو عمار، عبد اللّه بن حميد الهمداني الذي ذكره ابن حبان وهو من أهل الكوفة، وروى عن حذيفة وعنه الأعمش.
ولعله أيضًا أبو عمار الذي ذكره الرازي وقال : روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه السدي، وقال: مجهول.
* الطبقات 214/6 الجرح والتعديل 413/9 برقم 2009، الثقات 625، رجال الطوسي 2/68.
ص: 348
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين وقال: روى عن عبد اللّه، وهو مولى عبد اللّه بن مسعود بن عتاقة.
* الطبقات 209/6.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسليم من القبائل التي سكنت الكوفة.
* رجال الطوسي 19/87، نقد الرجال 211/5، معجم رجال الحديث 30/23 برقم 14745، الكوفة وأهلها 313.
واسمه فلان بن سلمة ذكره ابن سعد مع من سكن الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين كان قاضيًا بالكوفة، روى عن عمر وسلمان وحذيفة، وكان معروفًا قليل الحديث وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وحصر روايته بسلمان، وقال القاضي. ذكره ابن حبان أيضًا وقال : يروي عنه أبو إسحاق السبيعي.
* الطبقات 148/6 الثقات،587/5، رجال الطوسي 7/86، معجم رجال الحديث 30/23.
من قضاعة ذكره ابن سعد مع من سكن الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وذكره مع من روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعبد اللّه، وقال: شهد القادسية وهو غلام.
* الطبقات 1806.
ص: 349
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين وقال : روى عن عبد اللّه. وعند الرازي روى عن سعد بن مالك وعبد اللّه وأبي هريرة عنه الشعبي وعبد اللّه بن مرَّة.
* الطبقات 201/6 الجرح والتعديل 431/9 برقم 2139.
ذكر ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين وقال : روى عن عثمان وعبد اللّه وسلمان، روي عنه أنه قال : (شهدت عثمان وهو محصور إذ اطلع عليهم فقال : لا تقتلوني. وفي الحديث طول)، ذكر ابن حجر اختلافًا في اسمه، فقيل : اسمه سلمة بن معاوية وقيل : معاوية بن سلمة، وقيل: سعيد بن أشرف بن سنان الكندي الكوفي، وقيل : مولاهم.
قال العجلي كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين. وقال ابن معين : ثقة مشهور.
ذكر الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أبو ليلى بن حارثة، ولم ينسبه.
* الطبقات 201/6 معرفة الثقات 422/2 برقم 2236، رجال الطوسي 1787، تهذيب التهذيب 12/ 194 برقم 8672.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه بن مسعود.
ذكر ابن حجر أن اسمه عائذ بن نضلة ويقال : أبو ماجدة، وذكره أيضًا العجلي. وقال : قال الدارقطني : مجهول متروك وقال الدريني: له غير حديث منكر، وقال أحمد: مجهول، وقال ابن عدي: ليس به بأس.
* الطبقات 200/6، تهذيب التهذيب 194/12-195 برقم 8674.
ص: 350
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية وقال: صاحب التفسير، وكان قليل الحديث، وقد ذكره مع من روى عن صغار الصحابة وهو غزوان الكوفي عند ابن حجر، روى عن عمار وابن عباس والبراء، وغيرهم، وروايته عنهم تضعه مع طبقة ابن سعد الأولى، وروى عنه سلمة بن كهيل وإسماعيل السدي وحصين بن عبد الرحمن، وغيره، وثقه جماعة ذكرهم ابن حجر.
* الطبقات 295/6، تهذيب التهذيب 220/8 برقم 453، 12/ 196.
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). وذكر السيد الخوئي أبو ماوية وهب بن الأجدع بن راشد، ولم ينسبه : قال : إن البرقي عده من المجهولين من أصحاب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وبنو شيبان من القبائل التي استوطنت الكوفة.
* الطبقات 235/6 معجم رجال الحديث 37/23 برقم 14772، الكوفة وأهلها 374، 384.
كان في جيش عمر بن سعد، وهوى في الجحيم مع لقيط بن إياس لقتلهما محمد بن مسلم بن عقيل.
* مقاتل الطالبيين 97.
كذا ذكره بكنيته لا غير الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وذكر السيد الخوئي ثلاثة كنيتهم أبو مريم ليس بينهم من يروي عن أمير المؤمنين ومر غير رجل كنيته أبو مريم ترجمنا له فلعله منهم.
ص: 351
ونقل ابن حجر عن ابن ماكولا ترجمة أبي مريم الكوفي، وهو عبد اللّه بن سنان وقال : روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعبد اللّه بن مسعود وضرار بن الأزور. وقد مرت ترجمته.
* رجال الشيخ 25/87 تهذيب التهذيب 12/ 209 برقم 8701، نقد الرجال 225/5 معجم رجال الحديث 23/ 54-55.
ذكر الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين، والنصريون من بطون أسد، ممن نزل الكوفة.
* رجال الطوسي 29/88، الكوفة وأهلها 346.
ذكر ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن عبد اللّه سماعًا.
* الطبقات 1966.
ذكر، ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر، وحدث شريك عنه أنه قال : سمعته يقول : (لا إسلام لمن لم يصل قيل لشريك على المنبر ؟ قال : نعم. سمعته على المنبر). ويغلب على الظن أنه عامر بن أسامة، روى عنه أيوب توفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
وذكره ابن حجر باسم أبي مليح بن أسامة الهذلي، قال: قيل : اسمه عامر، وقيل: زيد بن أسامة بن عمير، وذكر غير هذا، وروى عن واثلة بن الأقع، وابن عمر، وبريدة وغيرهم.
* الطبقات 157/6 المعارف 469 تهذيب التهذيب 221/12 برقم 8735.
ص: 352
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وسبق أن ذكرنا أن قبيلته من القبائل التي استوطنت الكوفة وشارك جمهور منهم في جيش الإمام عند خروجه إلى صفين.
* رجال الطوسي 20/78.
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين روى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: خرجت حاجًا فأدركت عليًّا بذي الحُليفة وهو يلبي لبيك بعمرة وحجة قال ابن سعد : وفي الحديث طول.
* الطبقات 238/6.
من أصحاب الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومن فرسان معركة صفين ذكر له نصر رواية حول لقائه بذي الكلاع، وهو من جند الشام في معركة صفين وسؤال ذي الكلاع عن موقف عمار من قتال الشاميين لأنه سمع من عمرو ابن العاص يحدث عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) في خلافة عمر حول لقاء أهل الشام وأهل العراق (وفي إحدى الكتيبتين الحقُّ وإمام الهدى، ومعه عمار بن ياسر)، وحين عرف ذو الكلاع من أبي نوح موقف عمار طلب منه أن يأتي ابن العاص فيخبره بموقفه لعل اللّه يكف الحرب على يديه ثم التقى عمرو بن العاص بعمار ودارت محاورة بينهما انتهت بإصرار عمرو ومن معه على القتال، وفي الرواية تفاصيل كثيرة جديرة بالمراجعة.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
* وقعة صفين333-339، رجال الطوسي 33/88 معجم رجال الحديث 73/23.
ص: 353
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، يكنى أبا وكيع، وروى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). وذكر ابن حجر في باب الكنى عنترة بن عبد الرحمن، قال: كوفي، كنيته أبو وكيع.
* الطبقات 234/6، تهذيب التهذيب 245/12.
ذكره السيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين، وسبق أن ذكرنا أن قبيلة بجيلة قد استوطنت الكوفة.
* رجال الطوسي 37/88.
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روزى عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : (رأيت عليا أدخل يزيد بن مكفف معترضا- كذا -) روی نصر عنه حكاية التحاق شمر بن إبرهة مع مجموعة من قراء الشام بجيش الإمام في معركة صفين، مع التنويه بشدة وقع خبر التحاقهم على معاوية.
ولعله أبو يحيى، عبيد العبسي الذي ذكره ابن حبان، وقال: كوفي، روى عن حذيفة، وعنه ثابت بن هرمز أو أبو يحيى مولى مولى جعدة بن هبيرة الذي ذكره ابن حبان أيضًا، وقال يروي عن أبي هريرة وروى عنه أهل الكوفة. أو أبو يحيى التيمي الكوفي ذكره ابن حجر.
* وقعة صفين 222، 223، الطبقات 242/6، الثقات 5 / 139، 577ت تهذيب التهذيب 248/5.
ص: 354
- الأحنف بن قيس، د. صلاح مهدي الفرطوسي، إدارة العتبة العلوية المقدسة-قسم الشؤون الفكرية، النجف 2009م.
- الاختصاص، الشيخ المفيد ت 413ه_، تصحيح علي أكبر غفاري، منشورات جماعة المدرسين، قم.
- اختيار معرفة أحوال الرجال الشيخ الطوسي، تحقيق مهدي رجائي، نشر مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)قم 1404ه_.
- الاستيعاب ابن عبد البر (ت 463ه_)، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت 1992م.
- أسد الغابة ابن أثير ت 630ه_ طبعة انتشارات اسماعیلیان، طهران.
- الإصابة، لابن حجر العسقلاني (ت 852ه_)، تحقيق عادل عبد الموجود، والشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت 1995م.
- أطلس السيرة النبوية، د. شوقي أبو خليل، ط4، دار الفكر، دمشق 2006م.
- الإفصاح عن أحوال رواة الصحاح الشيخ محمد حسن المظفر (ت 1375ه_)، تحقيق مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، قم 1375ه_.
- إكمال الكمال ابن ماكولا (475) نشر دار الكتاب الإسلامي والفاروق الحديثة للطباعة والنشر، القاهرة.
- الأمالي، الشيخ الطوسي (ت 460ه_)، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، دار الثقافة، قم
1414ه_.
- الإمامة والسياسة ابن قتيبة (276ه_)، تحقيق د. طه محمد الزيني، مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع القاهرة.
- الأنساب، السمعاني (ت 562ه_ تعليق وتقديم عبد اللّه عمر البارودي، دار الجنان، بيروت 1988م.
- أنساب الأشراف البلاذري (ت 279ه_)، تحقيق محمد باقر المحمودي، مؤسسة الأعلمي، بيروت 1974م.
ص: 355
- البداية والنهاية ابن كثير ت (774ه_) تحقيق علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1988م.
- تاج العروس الزبيدي (ت 1205ه_)، تقديم علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 1994م.
- تاريخ الإسلام، الذهبي (ت 748ه_)، تحقيق عمر عبد السلام دار الكاتب العربي، بيروت 1410ه_.
- تاريخ بغدا الخطيب البغدادي (ت 463ه_)، دار الكتب العلمية، بيروت 1993م.
- تاريخ خليفة، خليفة بن خياط العصقري (ت 240ه_)، تحقيق د. سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 1993م.
- تاريخ الطبري، الطبري (ت 310ه_)، دار الكتب العلمية، ط 4، بيروت 2008م.
- التاريخ الكبير، البخاري ت 256ه_، نسخة مصورة على قرص من إنتاج مكتبة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).
- تاريخ الكوفة، السيد أحمد البراقي (ت 1332ه_)، تحقيق ماجد أحمد العطية، المكتبة الحيدرية، قم 1424ه_.
- تاريخ مدينة دمشق ابن عساكر (ت 571ه_)، تحقيق علي شيري، دار الفكر، بيروت 1995م.
- تاريخ اليعنموبي، اليعقوبي (ت 292ه_)، تحقيق عبد الأمير مهنا، مؤسسة الأعلمي، بيروت 1993م.
- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ابن عساکر (ت 571ه_)، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، ط2، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، بيروت 1978م.
- تنقيح المقال في علم الرجال الشيخ عبد اللّه المامقاني (ت 1351ه_)، تحقيق محيي الدينالمامقاني، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم 1423ه_.
- تهذيب الكمال لابن الحجاج يوسف المزي ت 742ه_)، تحقيق د. بشار عواد، ط 4، مؤسسة الرسالة، بيروت 1985م.
- تهذيب التهذيب ابن حجر العسقلاني (ت 852ه_، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، 1984م.
- الثقات، محمد بن حبان التميمي البستي (ت 354ه_)، تحقيق د. محمد عبد المعین خان مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، الهند 1973م.
- الثورة الحسينية السيد الحسين آل بحر العلوم، دار الزهراء، بيروت.
- جامع الرواة، محمد بن علي الأردبيلي (ت 1101ه_)، نسخة مصورة على قرص من إنتاج مكتبة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ). سنة 1426ه_.
ص: 356
- الجرح والتعديل، عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327)، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، الهند 1952م.
- الجمل الشيخ المفيد ت 413ه_، ط2، نشر مكتب الإعلام المركزي، قم 1416ه_.
- جمهرة أنساب العرب، ابن حزم (ت 456ه_)، راجعه عبد المنعم خليل إبراهيم، ط5، دار الكتب العلمية، بيروت 2009م.
- الخرائج والجرائح، قطب الدين الراوندي ت 573ه_ تحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قم المقدسة.
0 خلاصة الأقوال في معرفة الرجال العلامة الحلي (ت 726ه_)، تحقيق الشيخ جواد القيومي، مؤسسة النشر الإسلامي 1417ه_.
- رجال ابن داود الحسن بن علي بن داود الحلي 707ه_ تحقيق محمد صادق آل بحر العوم، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف 1972م.
- رجال السيد بحر العلوم (الفوائد الرجالية)، السيد محمد المهدي بحر العلوم (ت 1212 ه_) تحقيق محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم مكتبة العلمين النجف الأشرف.
- رجال الطوسي، الشيخ الطوسي (ت 460 ه_) تحقيق جواد القيومي الأصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم المقدسة، 1425ه_.
- رجال النجاشي، أبو الحسن العباسي النجاشي (ت 450 ه_)، تحقيق موسى التسبيري الزنجاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم.
- الزيارات السائح الهروي، تحقيق مصطفى جواد فصلة من الكتاب منشورة في العدد الرابع من السنة الرابعة من مجلة الاعتدال، النجف 1937م.
- سیر أعلام النبلاء، الذهبي (ت 748ه_)، ط 9، مؤسسة الرسالة، بيروت 1993م.
- السيرة النبوية ابن هشام (ت 218ه_)، تحقيق د. محمد نبيل طريفي، ط2، دار صادر، بيروت 2005م.
- شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد (ت 656ه_)، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للنشر والتوزيع، بيروت 1995م.
- طبقات خليفة (ت 240ه_)، رواية أبي عمرو خليفة بن خياط تحقيق سهيل زكار دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت 1993م.
- الطبقات الكبرى ابن سعد (ت 230ه_)، تقديم إحسان عباس دار صادر، بيروت 1997م.
- العتبات المقدسة في الكوفة، محمد سعيد الطريحي، ط3، المجمع العلمي الفاطمي، أكاديمية الكوفة 2010م العقد الفريد ابن عبد ربه (ت 328ه_)، تحقيق أحمد أمين وآخرين، دار الكاتب العربي، بيروت.
ص: 357
- الغارات إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي (ت 283) تحقيق السيد جلال الدين أرموي نسخة مصورة على قرص من إنتاج مكتبة أهل البيت. سنة 1426ه_.
- الغدير في الكتاب والسنة والأدب الشيخ عبد الحسين الأميني، ط4، دار الكاتب العربي، بيروت 1977م.
- الفتوح، ابن أعثم ت (314) دار الكتب العلمية، بيروت.
فضائل أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل (ت 241ه_)، تحقيق حسين حميد السنيد نشر المجمع العالمي لأهل البيت، مطبعة ليلى 1425ه_.
- الفهرست، الشيخ الطوسي (ت 460 ه_)، تحقيق جواد القيومي، مؤسسة نشر الفقاهة 1417ه_.
- الكافي أبو جعفر الكليني، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، ط،3، دار الكتب الإسلامية، طهران.
- كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه القمي (ت 368ه_)، تحقيق الشيخ جواد القيومي، مطبعة مؤسسة النشر الإسلامي.
- الكامل في التاريخ عز الدين بن الأثير، ط8، دار صادر، بيروت 2008م.
- الكوفة وأهلها في صدر الإسلام د. صالح أحمد العلي شركة المطبوعات للتوزيع والنشر بيروت، 2003م.
- كشف المحجة لثمرة المهجة السيد ابن طاووس، منشورات المطبعة الحيدرية النجف الأشرف 1950م.
- اللباب في تهذيب الأنساب، عز الدين بن الأثير الجزري (ت 630ه_)، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بیروت.
- لسان الميزان ابن حجر العسقلاني (ت 852ه_) منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت 1971م.
- مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي (ت 548ه_)، نشر مؤسسة الأعلمي، بيروت 1995.
- المحبر، حمد بن حبيب البغدادي (ت 245ه_)، المكتبة التجارية، بيروت.
- المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين السيد مثنى الشرع، بحث منشور في العدد الأول من مجلة حولية الكوفة، دار الضياء النجف الأشرف 2011م.
- مراقد المعارف الشيخ محمد حرز الدين (ت 1365ه_)، تحقيق محمد حسين حرز الدين، مطبع قلم، قم.2007م.
- مرقد أمير المؤمنين وضريحه د صلاح مهدي الفرطوسي، ط2، قسم الشؤون الفكرية والثقافية بالعتبة العلوية المقدسة النجف الأشرف 2010م.
- مروج الذهب، المسعودي (ت 346ه_)، تحقيق محي الدين عبد الحميد، المكتبة الإسلامية، بيروت.
ص: 358
- المزهر السيوطي (ت 911ه_)، حققه محمد جاد المولى وآخرون، منشورات المكتبة العصرية، بيروت 1992م.
- مستدركات علم رجال الحديث الشيخ علي النمازي الشاهرودي (ت 1405ه_)، مطبعة شفق، طهران 1412ه_.
- مشاهير علماء الأمصار لمحمد بن حبان (ت 354ه_)، تحقیق مرزوق علي إبراهيم، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة 1991م.
- المعارف ابن قتيبة (ت 276ه_)، تحقيق ثروة عكاشة وزارة الثقافة والإرشاد القومي، نشرته بالأوفست مكتبة الحيدرية 1427م.
- معجم البلدان ياقوت الحموي (ت 626ه_)، ط3، دار صادر بيروت 2007م.
- معجم رجال الحديث السيد الخوئي، ط 5، 1992م.
- المعجم الكبير الطبراني (ت 360ه_)، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط 2، مكتبة العلوم والحكم، الموصل 1404ه_.
- معرفة الثقات، العجلي (ت 261ه_) نشر مكتبة الدار بالمدينة 1985م.
- المغازي، الواقدي «207ه_»، تحقيق د.مارسدن جونس، ط3، مؤسسة الأعلمي، بيروت 1989م.
- مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني (ت 356ه_)، تحقيق السيد أحمد الصقر، ط3، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1998م.
- مكاتيب الرسول، علي الأحمدي الميانجي، مؤسسة دار الحديث الثقافية، مطبعة دار الحديث 1998م.
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ابن الجوزي (ت 567ه_)، دار صادر، بيروت 1358ه_.
- موسوعة التاريخ الإسلامي، الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي، مجمع الفكر الإسلامي، قم 1420ه_.
- من دفن في النجف من صحابة رسول اللّه الا اللّه، الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني، بحث منشور في موسوعة النجف الأشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي، دار الأضواء بيروت 1993م.
- الموسوعة العربية هيئة الموسوعة العربية، دمشق 1998م..
- میزان الاعتدال الذهبي (ت 748ه_) تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت.
- نقد الرجال، السيد مصطفى الحسيني التفرشي «من أعلام القرن الحادي عشر»، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، مطبعة ستارة، قم 1418ه_.
- نهج البلاغة، الشريف الرضي (ت 404ه_)، تحقيق محمد عبده، مؤسسة المعارف، بيروت 1996. وتحقيق علي أنصاريان ط2، نشر المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق 2008م.
ص: 359
- الوافي بالوفيات الصفدي (ت 764ه_)، تحقيق هلمونت ريتر طبع انتشارات جهان مصورة بالأوفست طهران 1961م.
- وفيات الأعيان ابن خلكان (ت 681ه_)، د. إحسان عباس، ط4 دار صادر، بیروت 2005.
- وقعة صفين نصر بن مزاحم ت 212ه_ تحقيق عبد السلام محمد هارون، ط 3 نشر مكتبة المرعشي، قم 1418ه_.
- وما أدراك ما علي، د. صلاح مهدي الفرطوسي، دار المؤرخ العربي، بيروت 2008م.
- ينابيع المردة القندوزي الحنفي (ت 1294ه_)، تحقيق سيد علي جمال الحسيني، دار الأن سون للطباعة والنشر 1416ه_.
ص: 360
222. سنان بن مالك النخعي...5
223. سهم بن حصين الأسدي...5
224. سوار الكوفي...6
225. أبو إدريس، سوار أو مساور الهمداني المرهبي...6
226. سويد بن البراء بن عازب...7
227. سويد بن جهبل الأشجعي...7
228. سويد بن بن الحارث بن مراد الجهني الجملي...7
229. سويد بن عبد الرحمن التميمي...7
230. أبو أمية، سُوَيد بن غَفْلة بن عوسجة الجعفي...9
231. سويد بن مَثعبة اليربوعي التميمي...11
232. سیار بن مغرور ويقال : ابن معرور...11
228. أبو عبد القدوس، شبث بن ربعي بن حصين التميمي...12
229. شبر بن علقمة العبدي...17
230. شبرمة بن الطفيل الطفيل...17
231. أبو الطفيل، شبيل بن عوف ابن أبي حيَّة الأحمسي 17
232. شُتَيْر بن شكل بن حميد العبسي...18
233. أبو بديل، شداد...19
234. شداد بن الأزمع الهمداني...19
235. شداد بن معقل الأسدي...19
236. شداد بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي...20
ص: 361
237. شداد بن الهيثم الهلالي...20
238. أبو عبد اللّه شريح بن أرطأة الكلابي العامري...20
239. شريح بن الحارث بن قيس القاضي...20
240. شريح بن قدامة السلمي...24
241. شريح بن النعمان الصائدي الهمداني...25
242. شرحبيل بن عوف الأحمسي...25
243. شريك بن الأعور السلمي النخعي...25
244. شريك بن حنبل العبسي...27
245. شريك بن نميلة...27
246. أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي...28
247. شقيق بن العيزار...30
248 أبو سابغة، شمر بن ذي الجوشن...30
249. صادق بن الأشعث...37
250. الصبي بن معبد الجهني...37
251. أبو طلحة صعصعة بن صوحان...37
252. أبو العلاء، صلة بن زفر العبسي...44
253. أبو حكيم، صهيب الصيرفي....44
254. الضحاك بن عبد اللّه المشرقي...45
255. ضرار الأسدي...46
256. ضرار بن ضمرة الكتاني....46
257. طارق بن أبي ظبيان الأزدي...48
258. طارق بن زیاد...49
259. أبو حية، طارق بن شهاب الأحمسي...49
260. طارق بن عبد الرحمن البجلي...51
261. الطرماح بن عدي...51
262. طريف...52
ص: 362
263. طفيل بن جعدة بن هبيرة المخزومي...53
264. أبو عبد اللّه طلحة بن مصرف بن عمرو الهمداني...54
265. ظبيان بن عمارة التميمي...54
266. عابس بن ربيعة النخعي...56
267. عاصم بن شريب الزبيدي...56
268. عاصم بن ضمرة السلولي...57
269. أبو إسماعيل، عاصم بن عاصم...57
270. عاصم بن عوف البجلي...58
271. أبو بردة، عامر بن أبي موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري...58
272. عامر بن الأصقع الزبيدي...59
273. عامر بن سعد البجلي...59
274. أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الشعبي...60
275. عامر بن عبد الأسود...63
276. أبو إياس عامر بن عبدة البجلي...64
277. عامر بن مطر الشيباني...64
278. عامر بن نهشل التيمي...64
279. عباد بن حبيش...65
280. عباد بن الربيع...65
281. عباد بن عبد اللّه الأسدي الكوفي...65
282. عباس بن جعدة الجدلي ...66
283. العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب...67
284. عباية بن ربعي الأسدي...69
285. عباية بن ردّاد...70
286. أبو إبراهيم عبد الأعلى بن عبد الأعلى...70
287. أبو عمارة عبد خير بن يزيد بن محمد الخيواني الهمداني...71
288. عبد الرب بن حجر بن عدي...72
ص: 363
289.عبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي...72
290.عبد الرحمن بن أبي ذئب السدي...73
291. عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي...73
292. عبد الرحمن بن أبي الكنود...74
293. أبو الحكم عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي....75
294. أبو حفص عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي...75
295. عبد الرحمن بن بشر الأزرق الأنصاري....76
296. أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأودي...76
297. عبد الرحمن بن جندب...77
298. عبد الرحمن بن حجر بن عدي...77
299. عبد الرحمن بن حسان العنزي...77
300. عبد الرحمن بن خراش بن الصمة بن الحارث...78
301. أبو غديرة، عبد الرحمن بن خصفة الضبي....79
302. عبد الرحمن بن خنيس الأسدي...79
303. عبد الرحمن بن زيد بن خارف الفائشي...79
304. عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني...79
305. عبد الرحمن بن سويد الكاهلي...80
306. عبد الرحمن بن صلخب...81
307. عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي...81
. 308عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود الهذلي....81
309. عبد الرحمن بن عبيد ...82
310. أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس البكائي...82
311. عبد الرحمن بن عثمان بن أبي زرعة...83
312. عبد الرحمن بن عمرو...83
313. عبد الرحمن بن قيس الأسدي...83
314. أبو صالح عبد الرحمن بن قيس الحنفي...83
ص: 364
315. عبد الرحمن بن محرز الطمحي الكندي...84
316. أبو عاصم عبد الرحمن بن معقل بن مقرن...84
317. أبو المنهال، عبد الرحمن بن مطعم...85
318. عبد الرحمن بن ملجم المرادي...85
319. عبد الرحمن بن هناد...92
320. أبو بكر عبد الرحمن بن يزيد بن قيس بن عبد الملك... 92
321. أبو مزود عبد الرحمن بن يسار...93
322. أبو يحيى، عبد العزيز بن حكيم الحضرمي...94
323. عبد اللّه بن أبي بصير العبدي...94
324. أبو خليل عبد اللّه بن أبي الخليل الهمداني...94
325. عبد اللّه بن أبي سخيلة الخراساني...95
326. عبد اللّه بن أبي السفر بن يحمد أو أحمد الثوري الهمداني... 95
327. عبد اللّه بن أبي المحل العامري...95
328. أبو المغيرة عبد اللّه بن أبي الهذيل العنزي...96
329. عبد اللّه بن أسيد بن النزَّال الجهني...97
330. عبد اللّه بن بكير بن عبد ياليل...97
331. عبد اللّه البهي...97
332. عبد اللّه بن جرير بن عبد اللّه البجلي...98
333. عبد اللّه بن جعدة بن هبيرة المخزومي...98
334. عبد اللّه بن الحارث الزبيدي....99
335. عبد اللّه بن الحارث الشيباني...99
336. عبد اللّه بن الحارث النخعي...99
337. أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن حبيب السلمي...100
338. عبد اللّه بن حَجَل...101
339 عبد اللّه بن الحصين الأزدي...101
340. عبد اللّه بن حكيم بن جبلة...102
ص: 365
341. عبد اللّه بن حلام العبسي...102
342. عبد عبد اللّه بن حوية السعدي التميمي...102
343. أبو خليل عبد اللّه بن خليل الحضرمي...103
344. عبد اللّه بن ذئب...103
345. عبد عبد اللّه بن ربيعة بن فرقد السلمي...103
346. أبو مريم عبد اللّه بن زياد الأسدي...104
347. عبد اللّه بن سبع الهمداني...104
348. أبو معمر عبد اللّه بن سخبرة الأزدي...105
349. عبد اللّه بن سعيد بن جبير...106
350. عبد بن اللّه سَلِمة الجَمَلي...106
351. أبو سنان عبد اللّه بن سنان الأسدي الصيداوي...106
352. عبد اللّه بن شريك...107
353. أبو الجزل عبد اللّه بن شهاب الخولاني...109
354. عبد اللّه بن صَلْخَب...110
355. عبد اللّه بن طفيل بن ثور بن معاوية البكائي...110
356. عبد اللّه بن عبد الرحمن بن إبزي...111
357. أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي...112
358. عبد اللّه بن عروة الخثعمي...112
359. عبد اللّه بن عفيف الأزدي الغامدي...113
360. عبد اللّه بن عقبة الغنوي...113
361. أبو معبد عبد اللّه بن عُكيم الجهني...114
362. عبد اللّه بن عمار بن عبد يغوث...115
363. أبو الكنود عبد اللّه بن عمران الأزدي...116
364. عبد اللّه بن عمرو النهدي...116
365. عبد اللّه بن عمرو بن محصن....116
366. عبد اللّه بن عمرو بن هند الجملي المرادي...116
ص: 366
367. أبو مهاجر عبد اللّه بن عميرة بن حصين القيسي...117
368. عبد اللّه بن مسلم بن ربيعة الحضرمي...117
369. عبد اللّه بن عوف بن الأحمر الأزدي...118
370. عبد اللّه بن قطبة الطائي...120
371. عبد اللّه بن قيس الخولاني...120
372. عبد اللّه بن كامل...121
373 عبد اللّه بن الكدن الأرحبي...122
374. عبد اللّه بن مالك الهمداني...122
375. عبد اللّه بن مالك بن ميسرة الأزدي...122
376. عبد اللّه بن مخارق بن سليم السلمي...123
377. عبد اللّه بن مرداس المحاربي....123
378. عبد اللّه بن مرة الخارفي الهمداني...123
379. عبد اللّه بن مليل...123
380. أبو صادق عبد اللّه بن ناجد الأزدي...123
381. عبد اللّه بن نُجَي الحضرمي...124
382. أبو الزعراء، عبد اللّه بن هانئ الحضرمي...125
383. عبد اللّه بن وديعة بن خدام الأنصاري...125
384. عبد اللّه بن وهب بن عمرو الهمداني....125
385. عبد اللّه بن يحيى الحضرمي...126
386. أبو محمد، عبد اللّه بن يسار...126
387. أبو همام عبد اللّه بن يسار الكوفي...126
388. عبد اللّه بن يقطر الحميري...126
389. أبو عمير، أو أبو عمرو عبد الملك بن عمير بن سويد...127
390. عبد الواحد بن عرفجة...129
391. عبدة النهدي...129
392. أبو الوليد عبدة بن حزن النصري...129
ص: 367
393. أبو عبد اللّه عبدة بن عبد بن عبد اللّه الجَدَلي...130
394. عبدة بن هلال الثقفي...131
395. عبيد...131
396. عبيد بن أبي الجعد...131
397. عبيد بن التهيان...132
398. عبيد بن جحش...132
399. أبو الحسن عبيد بن الحسن المزني...132
400. عبيد بن الخشخاش...133
401. عبيد بن عمرو الخارفي..133
402. أبو يحيى عبيد بن كرب العبسي...133
403. عبيد بن مالك...134
404. أبو معاوية، عبيد بن نُضيلة الخزاعي الأزدي...134
405. عبيد اللّه بن الأعجم...135
406. عبيد اللّه بن جبير بن حبَّة الثقفي...135
407. عبيد اللّه بن حجر بن عدي....135
408. عبيد اللّه بن خليفة الخزاعي....135
409. أبو الغريف، عبيد اللّه بن خليفة الهمداني...135
410. عبيد اللّه بن عمرو الحارثي الهمداني...136
411. عبيد اللّه بن القبطية...136
412. عبيد اللّه بن مسلم بن شعبة الحضرمي....137
413. عبيدة بن ربيعة العبدي....137
414. أبو عمرو، عبيدة بن عمرو البدي الكندي...137
415. عبيدة بن قيس السلماني المرادي....138
416. عتبة بن الأخنس...140
417. عِتْريس بن عرقوب الشيباني...140
418. عثمان بن خالد بن أسير الدهماني الجهني...141
ص: 368
419. عثمان بن قيس...141
420. عدسة الطائي...141
421. عدي بن أبي عدي بن جبلة بن عدي بن ربيعة...142
422. عدي بن ثابت الأنصاري...142
423. عدي بن الفرس...142
424. عرفجة...143
425. عرفجة السلمي...143
426. عرفجة بن عبد اللّه الثقفي...143
427. عروة بن عبد اللّه الخثعمي...143
428. أبو يعفور، عروة بن المغيرة بن شعبة...144
429. أبو عمار عريب بن حميد الدهني الهمداني...146
430. عزرة بن قيس الأحمسي... 146
431. أبو الحسن عطية بن سعد بن جنادة العوفي....148
432. عِفاق بن شرحبيل بن أبي رهم التيمي...149
433. عفيف بن معدي كرب...149
434. العقار بن المغيرة بن شعبة...150
.435 عقبة...150
436. عقبة بن حريث التغلبي...150
437. عقبة بن عامر الجهني...151
438. أبو الجنوب، عقبة بن علقمة اليشكري...151
439. أبو سعيد الثوري، عقيصا...151
440. عقيل الخزاعي...153
441. العكبر بن جدير بن المنذر الأسدي...153
442. علاء بن عمرو...154
443. أبو شبل، علقمة بن قيس بن مالك بن علقمة النخعي...155
444. علقمة بن وائل بن حجر الكندي الحضرمي...157
ص: 369
445. أبو الوزاع، علي بن الأقمر بن عمرو الوادعي الهمداني...157
446. أبو المغيرة، علي بن ربيعة الأزدي...158
447. علي بن علقمة الأنماري الكوفي الأنصاري...158
448. عمارة بن ربيعة الجرمي....159
449. عمارة بن صلخب الأزدي...159
450. عمارة بن عبد...159
451. عمارة بن عبد السلولي...160
452. عمارة بن عمير التيمي...161
453. عمران النخلي...161
454. عمران بن أبي الجعد...162
455. أبو الحكم عمران بن الحارث السلمي...162
456. عمران بن حذيفة بن اليمان...162
457. عمران بن خالد القشيري...163
458. عمر بن سعد بن أبي وقاص...163
459. عمر بن قيس ذي اللحية الوادعي...168
460. عمر بن محمود...168
461. عمر بن مخنف...168
462. أبو عطية عمرو بن أبي جندب الهمداني...168
463. عمرو بن أبي عمر الهذلي...169
464. عمرو بن عمرو بن أبي قرة الكندي....169
465. عمرو بن أوس الأودي...170
466. عمرو بن بعجة البارقي...170
467. عمرو بن بلال بن الحارث الأنصاري...171
468. عمرو بن حبشي الزبيدي...171
469. عمرو بن الحجاج الزبيدي...171
470. عمرو ذو مر الهمداني الكوفي...173
ص: 370
471. عمرو بن زرارة بن قيس النخعي...174
472. عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي...174
473. عمرو بن سلمة بن عميرة بن مقاتل الهمداني...175
474. أبو ميسرة، عمرو بن شُرَحْبيل الهمداني...175
475. عمرو بن صبيح الصدائي...177
476. عمرو بن عامر الأنصاري...178
477. عمرو بن عبد اللّه الأصم الوادعي النهدي....178
478. أبو إسحاق، عمرو بن عبد اللّه بن عبيد...180
479. عمرو بن عطية التيمي بن النمر بن قاسط...181
480. عمرو بن غالب الهمداني...182
481. أبو الهياج عمرو بن مالك الأسدي....182
482. أبو عبد اللّه عمرو بن ميمون الأودي...183
483. عمیر مولی عبد اللّه بن مسعود...184
484. أبو هلال عمير بن تميم التغلبي...184
485. أبو يحيى عمير بن سعيد الصهباني النخعي...184
486. عمير بن عمير بن ضابئ التميمي البرجُمي...185
487. عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي...186
488. عمير أبو عمران بن عمير...187
489. أبو هلال، عمير بن قميم بن يرم التغلبي...187
490. أبو وبرة، عمير بن نمير الهمداني....188
491. أبو السكن عميرة بن سعد اليمامي الهمداني....188
492. عناق بن شرحبيل بن أبي أدهم...189
493. العنبس بن عقبة الحضرمي...189
494. أبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي...189
495. عون بن أبي جحيفة السوائي...190
496. عياش بن شريك...190
ص: 371
497. عياض بن خليفة...191
498. عياض بن عمرو الأشعري...191
499. العيزار بن حريث العبدي...192
500. غريب بن شرحبيل الهمداني... 192
501. فائد بن بكير العبسي... 192
502. الفرات بن زَحْر بن قيس... 193
503. فروة بن نوفل الأشجعي... 193
504. الفضيل بن بزوان.... 193
505. فلفلة بن عبد اللّه الجعفي... 194
506. قابوس بن المخارق... 194
507. القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود...195
508. القاسم بن عوف الشيباني البكري... 195
509. قبيصة بن برمة بن معاوية بن سفيان... 196
510. قبيصة بن جابر الأزدي... 96
511. أبو العلاء قبيصة بن جابر بن وهب بن عميرة... 96
512. قبيصة بن شداد الهلالي... 198
513. قبيصة بن الهلب... 198
514. قدامة بن عجلان الأزدي... 198
515. أبو عثمان قطن بن عبد اللّه بن حصين الحارثي... 199
516. القعقاع بن شور الذهلي... 199
517. قنبر... 200
518. أبو عبد اللّه قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي...202
519. قيس بن الأشعث... 203
520. قيس بن حبتر... 204
521. قيس بن ثعلبة... 204
522. أبو المغيرة، قيس بن سعد الخارفي الهمداني... 204
ص: 372
523. قيس بن السكن الأسدي... 205
524. قيس بن عباد الشيباني... 206
525. قيس بن عبادة بن قيس بن ثعلبة البكري... 207
526. قيس بن عبد الهمداني... 207
527. قيس بن عقدية... 207
528. قيس بن فهدان الكناني البدني... 208
529. قيس بن محمد بن الأشعث....209
530. قيس بن مروان الجعفي... 209
531. قيس بن مسهر الصيداوي... 210
532. قيس بن الوليد بن المغيرة بن عبد شمس...211
533. قيس بن وهب الهمداني... 211
534. قيس بن يزيد الضمري... 212
535. قيس بن يزيد العجلي... 212
536. كثير الأحمسي البجلي... 212
537. كثير بن جمهان الأسلمي أو السلمي... 212
538. كثير بن شهاب بن الحصين ذي الغُصّة... 213
539. كثير بن عبد اللّه الشعبي... 213
540. أبو سعيد كثير بن عبيد التيمي... 215
541. كثير بن نمر الحضرمي... 215
542. كردوس بن عباس الثعلبي... 215
543. كريب بن سلمة بن يزيد الجعفي... 216
544. كعب بن عبد اللّه العبدي... 217
545. كلح الضبي... 217
546. كليب... 218
547. أبو عاصم كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي... 218
548. كليب بن وائل بن بيحان التيمي... 219
ص: 373
549. كميل بن زياد بن نهيك النخعي...219
550. أبو صادق كيسان بن كليب... 222
551. أبو مجلز، لاحق بن عبد الحميد بن شيبة بن خالد السدوسي... 222
552. لبيد بن عطارد التميمي... 223
553. لقيط بن قبيصة الفزاري... 223
554. لقيط بن ياسر الجهني... 223
555. مالك أسماء بن خارجة الفزاري بن الفزاري...223
556. مالك بن نسير البدي الكندي... 224
557. مالك بن الجون... 224
558. أبو موسى، مالك بن الحارث السلمي...225
559. مالك بن حبيب اليربوعي...226
560. أبو عطية مالك بن عامر الوادعي الهمداني... 228
561. أبو نمران، مالك بن عمرو النهدي... 228
562. مالك بن كعب الأزدي الأرحبي...229
563. المثنى بن مُخرِّبة العبدي... 230
564. مجزأة بن زاهر بن الأسود الأسلمي...232
565. أبو الرواع، مجمع الأرحبي...232
566. محارب بن دثار بن كردوس بن قرواش السدوسي... 233
567. محرز بن جارية بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس... 233
568. محفز بن ثعلبة بن مرة العائذي القرشي... 234
.569 المُحِلُّ بن خليفة الطائي...234
570. محمد بن أبي أيوب الأنصاري...235
571. أبو القاسم، محمد بن سعد بن أبي وقاص...235
572. أبو جعفر، محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي...236
573. أبو عون، محمد بن عبيد اللّه بن سعيد الأعور الثقفي... 236
574. محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي...236
ص: 374
575. محمد بن قيس الهمداني...238
576. محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني...239
577. المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي...239
578. مختار بن فلفل القرشي المخزومي...252
579. مخمل بن دماث...252
580. مدرك بن عوف الأحمسي...252
581. مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط القرشي...253
582. المرقع بن ثمامة الأسدي...253
583. مرة الجملي المرادي الجهني...253
584. أبو إسماعيل مرة بن شراحيل الهمداني...254
585. مرَّة بن منقذ بن النعمان العبدي...254
586. أبو عثمان مروان العجلي...255
587. مروان بن الهيثم الهلالي...256
588. مري بن قطري...256
589. مسافر بن سعيد بن نمران الناعطي...256
590. المستظل بن الحصين البارقي الأزدي...257
591. المستورد بن الأحنف الفهري...258
592. أبو عائشة، مسروق بن الأجدع الهمداني...258
593. مسعود بن حراش العبسي...260
594. أبو رزين مسعود بن مالك الأسدي...261
595. أبو سعيد مسلم...261
596. مسلم مولى علي...262
597. مسلم بن أبي الجعد...262
598. أبو فروة، مسلم بن سالم النهدي...262
599. أبو الضحى، مسلم بن صبيح الهمداني...263
600. مسلم بن عقيل بن أبي طالب...263
ص: 375
601. مسلم بن عمرو الباهلي...274
602. أبو عبد اللّه مسلم بن كيسان الأعور الضبي...276
603. أبو المثنى مسلم بن مهران القرشي...276
604. مسلم بن نذير السعدي...276
605. مَسْلَمة بن قحيف... 276
606. أبو العلاء المسيب بن رافع الأسدي...277
607. المسيب بن عبد اللّه ... 277
608. موسى بن أبي موسى الأشعري... 277
609. موسى بن عبد اللّه بن يزيد بن زيد الخطمي...278
610. أبو زرارة مصعب بن سعد بن أبي وقاص...278
611. مصعب الحارثي...278
612. مصعب بن يزيد الأنصاري...279
613. المصفح العامري...279
614. معاذ بن عمرو بن الحمق ...279
615. معاوية بن الحارث...280
616. أبو العُبَيْدين معاوية بن سبرة بن حصين...280
617. أبو سويد معاوية بن سويد بن مقرن المزني...281
618. معاوية بن صعصعة...281
619. معدِي كَرِب المشرفي...281
620. أبو أمية المعرور بن سويد الأسدي...281
621. معقل بن أبي بكر الهلالي...282
622. معقل الجعفي... 282
623. معن بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود...282
624 مغيرة بن الحذف...283
625. المغيرة بن المنتشر بن الأجدع...283
626. المقطع العامري...283
ص: 376
627. ملحان بن ثروان...284
628. المنهال...285
629. المنهال بن عمرو الأسدي...285
630. أبو الحسن مهاجر التيمي...286
631. أبو المثنى، مؤثر بن غفاوة...286
632. موسى بن أبي عائشة الهمداني...287
633. أبو عيسى موسى بن طلحة بن عبيد اللّه....287
634. أبو سالم مِيْثَم بن يحيى التمار الأسدي...288
635. أبو جميلة ميسرة بن يعقوب الطهوي...290
636. أبو صالح، ميسرة مولى كندة...291
637. أبو حازم ميسرة بن حبيب النهدي...291
638. ميسرة بن عزيز الكندي...292
639. میمون بن مهران...292
640. ناجية بن كعب...293
641. نباتة الجعفي...293
642. نجي الحضرمي...294
643. النزال بن سبرة الهلالي...294
644. أبو طعمة، نسير بن ذعلوق...295
645. نشاء بن مالك الجهني...295
646. أبو قدامة النعمان بن حميد البكري...296
647. النعمان بن سعد الأنصاري...296
648. النعمان بن صهبان الجرمي الراسبي...296
649. نعيم بن أبي أبي هند الأشجعي...297
650. نعيم بن حنظلة...298
651. نُعيم بن دِجاجة...298
652. نفيع...298
ص: 377
653. أبو ماوية، نميلة الهمداني...299
654. نهيك بن سنان البجلي...299
655. نهيك بن عبد اللّه....299
656. نهيك بن عبد اللّه السلولي... 300
657. أبو عمرو نبيح بن عبد اللّه العنزي... 300
658. نوح بن الحارث بن عمرو بن عثمان المخزومي... 300
659. هانئ بن ثبيت الحضرمي...301
660. هانئ بن حزام... 301
661. هانئ بن أبي حية الوادعي... 301
662. هانئ بن عروة المرادي...302
663. هانئ بن النمر...307
664. هانئ بن هانئ السبيعي...307
665. هانئ بن هانئ المرادي الهمداني...307
666. هاني بن هوذة النخعي...308
667. هبيرة بن يريم الشّبامي...308
668. هرثمة بن سليم...309
669. أبو زرعة هرم بن عمرو بن جرير...309
670. الهزيل بن شرحبيل الأودي...310
671.. هلال بن عبد اللّه...310
672. أبو الحسن هلال بن يساف...310
673. همام بن الحارث بن قيس النخعي...311
674. هند بنت زيد بن مخرمة الأنصارية...311
675. هياج بن أبي هياج...312
676. الهيباط بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي...312
677. الهيثم بن الأسود النخعي...312
678. الهيثم بن شهاب السلمي...314
ص: 378
679. وألان...314
680. وائل بن ربيعة...315
681. وائل بن مهانة الحضرمي... 316
682. أبو خزيمة وبرة بن عبد الرحمن المسلمي الحارثي...316
683. ورقاء بن سُمي البجلي...316
684. أبو يعفور وقدان بن وقدان العبدي...317
685. الوليد بن سريع...317
686. الوليد بن عبد اللّه البجلي ثم القسري...317
687. الوليد بن عتبة الليثي...318
688. الوليد بن العيزار بن حريث العبدي...318
689. وهب بن الأجدع الهمداني الخارفي...318
690. وهب بن جابر الخيواني...318
691. وهب بن عقبة بن وهب البكائي العجلي...319
692. يحيى بن أبي الهيثم العطار... 319
693. يحيى بن الجزار العرني... 319
694. يحيى بن جعدة بن هبيرة المخزومي...320
695. يحيى بن رافع الثقفي...320
696. أبو هبيرة يحيى بن عباد بن شيبان...321
697. يحيى بن كثير الكاهلي...321
..698 يحيى بن وثَّاب...321
699. أبو راشد يزيد السلماني...322
700. يزيد بن البراء بن عازب...322
701. يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم الشيباني...323
702. يزيد بن حُليل النخعي...325
703. يزيد بن دثار بن عبيد الأبرص...325
704. يزيد بن شراحيل الأنصاري...325
ص: 379
705. أبو إبراهيم يزيد بن شريك التيمي...326
706. أبو داود يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي...326
707. يزيد بن عمير بن ذي مُرَّان بن صُهبان الهداني...326
708. يزيد بن قيس الخارفي الأرحبي...327
709. أبو رجاء، يزيد بن محجن الضبي...328
710. أبو يوسف، يزيد بن مذكور الهمداني...328
711. يزيد بن معاوية البكائي...328
712. يزيد بن معاوية العامري...329
713. يزيد بن مفرغ الحميري...329
714. يزيد بن ملقط الفزاري...331
.715 يزيد بن هاني السبيعي...331
716. يسار بن نمير...331
717. يسير بن عمرو السكوني...332
718. يسير بن عمرو الشيباني...332
719. يسير بن عميلة الفزاري...332
720. يعفور بن المغيرة بن شعبة الثقفي...333
من صدر بابن أو عرف بكنيته من التابعين ومن عاصرهم...334
721. ابن عبيد بن الأبرص الأسدي...334
722. ابن الكواء...334
723. ابن النباح...335
724. أبو أراكة البجلي...336
725. أبو الأسود بن قيس العبدي...336
726. أبو أمامة...336
727. أبو بردة بن عوف الأزدي...336
728. أبو بشير...337
729. أبو بكر بن أبي موسى الأشعري...337
ص: 380
730. أبو بكر بن عمرو بن عتيبة...338
731. أبو بكير بن الأخنس...338
732. أبو جرير البجلي... 338
733. أبو جعدة الأشجعي... 339
734. أبو جند بن عبد عمرو... 339
735. أبو الجهم لكوفي... 339
736. أبو الجوشاء... 339
737. أبو الحجاج الأزدي...340
738. أبو حنيفة الكوفي... 340
739. أبو حيان أبو حيان... 340
740. أبو حية الوادعي... 340
741. أبو خالد الوالبي...341
742. أبو الخطاب الهجري...342
743. أبو خليل...342
744. أبو داود...343
745. أبو راشد...343
746. أبو الرضراض...343
747. أبو رملة...343
748. أبو الزبير الشبامي...344
749. أبو زيد أبو زيد...344
750. أبو زيد...345
751. أبو سبرة بن ذؤيب...345
752. أبو سبرة النخعي...345
753. أبو سخيلة...345
754. أبو السفن...346
755. أبو صادق بن كليب الجرمي...346
ص: 381
756. أبو عبد اللّه البجلي...347
757. أبو عبد اللّه الفائشي الهمداني... 347
758. أبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان... 347
759. أبو عطاء بن السائب... 348
760. أبو عقرب الأسدي... 348
761. أبو عمار الفائشي الهمداني... 348
762. أبو عمران بن عمير... 349
763. أبو قرة السلمي... 349
764. أبو قرة الكندي... 349
765. أبو القعقاع الجرمي... 349
766. أبو كنف...350
767. أبو ليلى الكندي...350
768. أبو ماجد الحنفي...350
769. أبو مالك الغفاري...351
770. أبو ماوية الشيباني...351
771. أبو مرهم الأزدي...351
772. أبو مريم...351
773. أبو معاذ النصري...352
774. أبو المعيز السعدي... 352
775. أبو مليح...352
776. أبو المنذر الجهني...353
777. أبو نصر...353
778. أبو نوح الكلاعي...353
779. أبو هارون بن عنترة...354
780. أبو الوليد البجلي...354
781. أبو يحيى...354
ص: 382