الثوية بقيع الكوفة
أ.د صلاح مهدي الفرطوسي
الطبعة الأولى 2015
القياس: 17*24
إخراج: أحمد جابر
عدد الصفحات: 400
ISBN 973-614-441-041-7
نشر وتوزيع
شركة العارف للأعمال ش.م.م.
العارف للمطبوعات
بيروت - لبنان
0096170839503
العراق - النجف الأشرف
009647801327828
Trl: www.ala ef.net
التوزيع في الجزائر والمغرب العربي :
دار الأبحاث للطباعة للنشر والتوزيع
الجزائر - هاتف: 74428 - 21 (00213)
البريد الإلكتروني www.alabhaath@.com
التوزيع في الأردن:
دار المناهج للنشر والتوزيع
الأردن - هاتف / فاكس 009624650624
البريد الإلكتروني: info@daralmanahej.com
جميع حقوق النشر محفوظة للمؤلف، ولا يحق لأي شخص أو مؤسسة أو جهة إعادة إصدار هذا الكتاب، أو جزء منه، أو نقله أي شكل أو واسطة من وسائط نقل المعلومات، سواء كانت إلكترونية أو ميكانيكية، بما في ذلك النسب أو التسجيل أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطّي من أصحاب الحقوق.
All rights reserved. No part of this book may be reproduced, or t ansmitted in any form or by any means, electronic or me- chanical, including photocopyings, re- cording or by any information storage retrieval system, without the prior permis- sion in writing of the publisher.
ص: 1
ص: 2
الثوية بقيع الكوفة
أ.د صلاح مهدي الفرطوسي
كلية التربية الأساسية - جامعة الكوفة
الجزء الأول
العارف للمطبوعات
ص: 3
الثوية بقيع الكوفة
ص: 4
بِسمِ اللّه الرَّحمن الرَّحيم
﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَنَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البَقَرَة : 286]
ص: 5
ص: 6
هذا بحث أراد له مؤلفه أن يقدم بمناسبة الاحتفاء باختيار النجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلامية، لتعزيز قدسية الكوفة، وبيان مكانتها في التأسيس للحضارة الإسلامية وقيمها، وأثر دعوة أمير المؤمنين في نشر الوعي الداعي إلى إقامة عدل اللّه في ربوع بلاد المسلمين يوم انتقلت إليها عاصمة الخلافة، والأحداث التي مرَّت بها خلال القرن الأول الهجري، وتربتها التي زاحمت بقيع المدينة المنورة في كثرة من دفن بها من صحابة وتابعين ومن عاصرهم، وقدر للمناسبة أن تتأجل كما تأجل النظر في أمر طبع الكتاب، فعرضت أمره على السيد الجواد الشهرستاني رئيس مؤسسة آل البيت علیهم السلام لتحقيق التراث، فرحب بتكفُّل أمره، فطوقني بيد أخرى تضاف إلى سابق أياديه الكريمة التي كتمتها كي تحسب في ميزان حسناته، أذكرها لسماحته بجميل الشكر وعظيم الامتنان سائلاً المولى عزَّ وجل أن يمن عليه بدوام التوفيق ويسدد خطاه لما فيه الخير والصلاح.
ص: 7
ص: 8
المقدمة
للكوفة بريق يخطف الأبصار عند الكتاب والمفكرين ومحبي تراث الشرق وحضارته، لأنها المدينة العروس التي ترفل بأمجاد الإسلام، فمنها انطلقت جحافل النور والتنوير إلى كلِّ الشرق، وهي إرث الأمة العلمي والثقافي الذي تباهي به عالميّاً، ومن رحمها ولدت مدرسة العقل التي تربت في أحضان إمام المتقين علیه السلام، وفيها عرفت سلطة الحق، وحرية الرأي، وأخوة الدين أو الخلق ومنها تعلمت الأمة لقرون دروس الثورة على القهر والاستبداد.
ومن أخصاصها توجه إلى بغداد سدنة المعرفة، فأتخموها علماً وحكمة وإرثاً حوَّلها إلى مدينة أسطورية في أذهان ملايين من سكان المعمورة قديماً وحديثاً، وترددت أصداء أصوات شعرائها في نواديها بقصيد خالد في شتى فنونه؛ وحق للباحثين التأثر بذلك السحر الذي مازال يخطف الأبصار.
وحقَّ لتربة الكوفة المقدسة مطاولة بقيع المدينة بسبب احتضانها جسد أمير المؤمنين علي علیه السلام، وأجساد آلاف مؤلفة من الصحابة والتابعين.
ولم تكن الكوفة عند تمصيرها بعيدة عن مراكز الحضارة الإنسانية في العراق، فهي في قلبها، لا تبعد عن بابل وأكَّاد ونفَّر والحيرة وغيرها إلا فراسخ معدودات، بل هي جزء منها. وعلى الرغم من انهيار تلك الحضارات قبل أن تختطَّ بقرون، فإن أثرها بقي في تصرفات التجمعات السكانية التي جاورتها، أو انحدرت منها، أو نشأت بها، فأثرت في طريقة معيشتهم، وصناعاتهم ،ومعمارهم ومعارفهم؛ وأصبحت من بعد جزءاً من جميع تلك التجمعات ووعاءً لها.
ص: 9
والكوفة يوم اختطَّت أريد لها أن تكون مقرّاً للجند يستريحون به من وعثاء السفر ومتاعبه، ومحطة تعبئة وإمداد للجيوش المتجهة نحو الشرق خاصَّة، ويبدو أنه بسبب خوف الخليفة عمر بن الخطاب من اختلاط الجيش بغيره من سكان الأنحاء لم يتخذ الحيرة مستقرا لجيش المسلمين على الرغم من أن طبيعتها هي طبيعة أرض الكوفة عينها، إذ تقع على أطراف الصحراء أيضاً، ولا يفصلها عن أرض الجزيرة فاصل يعوق حركة الجيوش.
ووردت في تسميتها آراء عدة ذكرها الأستاذ يعقوب سركيس وغيره، ولكن رجح عنده أنها مأخوذة من الكلمة الآرامية كوبا، ويراد بها الشوك، أو ما يسمى بالعاقول، إلا أن ارتباط التسمية بالشوك أو غيره من نبات الحمض قد لا يكون مقبولاً، وسبق أن رجح عندي ارتباط تسميتها بأثر ديني مازال قائمًا حتى الآن، وهو «كُوْثَى»مدينة إبراهيم علیه السلام التي ولد بها، وفيها مشهده، وأراد الكفر القضاء على دعوته بإحراقه بها، وأفادني أحد الأفاضل أنها تسمى اليوم تل إبراهيم، ولها في القدم إله يسمى (تركال)، وهو إله العالم السفلي عند البابلين. وتقع في وسط الطريق الرابط بين مدينتي الحلة والكفل، وتبعد عن الكوف الحالية قرابة ثلاثين كيلو متراً باتجاه الشمال الشرقي منها. وهي من أرض بابل. وبحسب الطبري وياقوت وغيرهما فإن سعد بن أبي وقاص سار إليها في أخريات سنة خمس عشرة ،ففتحها وأقام بها أياماً، وأتى المكان الذي عاش به سيدنا إبراهيم علیه السلام ، وزار البيت الذي حبس به، ومازال مشهده یزار بها حتى الآن. وحين سئل الإمام عن أصل قريش قال عليه السلام: (نحن نبط من كوثى). وإذا صحت الرواية عنه فهي إشعار بارتباط تلك البقعة المباركة بسب خاتم الرسل وأهل بيته صلوات اللّه وسلامه عليهم.
وقد اكتسبت الكوفة منذ تأسيسها مكانة سامية وقدسية، فقد اختارتها مجموعة من كبار الصحابة كعمار بن ياسر وسلمان وعبد اللّه بن مسعود وحذيفة بن اليمان وغيرهم، وقيل عنها وعن مسجدها ما قيل، فقد روي أن
ص: 10
المقدمة
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لابن مسعود: (لما أسري بي إلى السماء الدنيا أراني جبریل مسجد کوفان، فقلت: يا جبريا ما هذا؟ قال : هذا مسجد مبارك كثير الخير عظيم البركة اختاره اللّه لأهله، وهو يشفع لهم يوم القيامة). والكوفة عند الخليفة عمر بن الخطاب (رمح اللّه، وكنز الإيمان، وجمجمة العرب)، وعند أمير المؤمنين علیه السلام (جمجمة الإسلام، وكنز الإيمان، وسيف اللّه ورمحه يضعه حيث يشاء. والذي نفس علي بيده لينتصرن اللّه بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجارة) وحين التفت إليها سلمان قال : (أرى قبة الإسلام، ما من أخصاص يدفع عنها ما يدفع عن هذه الأخصاص إلَّا أخصاصاً كان فيها محمدعلیه السلام ، ولا تذهب الدنيا حتى يجتمع فيها كل مؤمن، أو هواه فيها).
النجف وريثة الكوفة
ثم ورثت النجف الأشرف الكوفة بعد قرابة ثلاثة قرون من تأسيسها تزيد أو تنقص، وعلى الرغم مما أحاط بها من عوامل أدت إلى إبعادها عن دائرة الضوء، فإنه آن الأوان لها أن تأخذ مكانتها بين عواصم العالم الثقافية بسبب قدسيتها ومكانتها الإسلامية والعالمية، والرعيل المعرفي الذي تخرج فيها، وموقفها من الأحداث التي عصفت بالعراق والأمة في المشرقين، وما يحيط بها من تاريخ ضارب في أعماق الحضارة الإنسانية.
وبعد انفتاح المدينة على غيرها من مدن العالم وبلدانه، وتأسيس مراكز بحثية كثيرة فيها، وحرية الكلمة التي تتمتع بها، وقوتها، أصبح من المناسب فتح باب جديد لدراسة تاريخ المدينتين على أسس من الموضوعية والمنهج العلمي السديد.
وعلى الرغم من انحيازي التام لنهج الإمام علیه السلام، وإيماني المطلق به، وتعاطفي الشديد المخلصين من أصحابه، فإن هذا الانحياز وذلك التعاطف لا يعني طائفية أو تحزباً، إنما هو إيمان جاء بعد تأمل ونظر وقراءة وتمحيص
ص: 11
وتدبر بعيداً عن الإرث العقائدي ومؤثراته وأجوائه. ولا شك أن البصر يزوغ، والفكر يقصر، ولكن النيّة طيّبة والهدف نبيل لا يهدف إلى إبراز أهمية هذه المدينة فحسب، لأنها شامخة بالمجد الخالد مرقد أمير المؤمنين علیه السلام ، وإنما يهدف أيضاً إلى ضرورة تأمل الماضي البعيد منه والقريب بكل أبعاده، واستخلاص عبر حقيقية منه تأخذ بيد الحاكم والمحكوم إلى حياة تسودها العدالة الاجتماعية لكي لا نستمرّ في دفع العجلة إلى الوراء، أو إلى الأمام فتسحق في طريقها البقية الباقية من الأخضر واليابس، ولاسيما أن النفق المظلم ما زال طويلاً يحتاج إلى التراكم العقلاني لإضاءته كلّه.
ولما كان المستقبل هو وريث الماضي بحلوه ومره، ومتصلاً به، كسلسلة ترابطت حلقاتها، كل واحدة تمسك بالأخرى، وتؤثر فيها، وهو بأمس الحاجة إليه للعبرة والاعتبار والتفكُّر ؛ فإن من الضروري تأمل كل صوره بمراحله المختلفة حكمة ورويَّة وتعقل، ومن دون تعصب أو انحياز.
أهمية الانفتاح
ورأیت في خضم الأحداث التي تؤرق العالم وتهزُّه، وتنشر التوجس والخوف من الآخر في أوساطه وتنهش موجات الفقر والتخلف والحرمان في جسده، وتتحكم نخب فاسدة في مقدرات كثير من شعوبه يحق للنجف الأشرف أوحدها أن تحتضن كل الدعوات التي تحث على الحوار من أجل السلام، وتنادي بالوسطية وتدعو إلى حرية الفكر والمعتقد، ومناهضة التطرف، وتؤمن بأن ما بين البشر من قواسم مشتركة كفيل بتضييق المسافات بينهم للعبش في عالم أكثر أمنًا وسلاما وطمأنينة وأقل فقرا وتحكما، فهي وريثة الكوفة التي شهدت في عهد الإمام علیه السلام أعظم دستور إنساني عرفته البشرية في ظل أكبر تجمع للديانات التي كانت سائدة بالعراق. وهي المدينة التي لم يستطع تكالب الأحداث عليها منذ ألف عام ويزيد أن يلوي عودها أو یکسرها، ولم تستطع كل القوى الغاشمة التي حاصرتها أن تثنيها عن نهجها الداعي إلى حرية الفكر على أسسه الإسلامية الصحيحة. وهي لوحدها التي لم
ص: 12
تخضع مؤسستها الدينية لحكم أو حكومة نتيجة استقلالها بمواردها، فتحررت من التبعية والجمود على مرّ العهود. وأرى أنه آن الأوان أيضاً أن يؤسس بها مركز عالمي تتكفل بإنشائه النخبة الواعية من أبناء المدينة في الداخل والخارج، بالتعاون مع مؤسساتها الدينية والبحثية والأكاديمية بعيداً عن كل ما يمكن أن يشارك في إفساده أو انحيازه لتبادل وجهات النظر في كل ما يقض مضجع الإنسانية ويؤرقها ويخيفها، يبحث في الوسائل التي تدعو إلى التعايش، ونبذ العنف، والتقارب، وإشاعة قوانين العدالة الاجتماعية والمحبة والتعاون، ويحاول اكتشاف الجمال اللانهائي عند سيد الخلق الإنسان بعيداً عن كل ما يشوه وجهه ويحوله إلى مخلوق همجي قاتل.
وأستطيع القول بحيادية شديدة : إن التأمل في أحداث تلك المرحلة التي مرَّت عليها كثير من الشخصيات التي ترجمنا لها بما توفره من معلومات، وتأمل أفعالها، ولاسيما التي كان لها دور في مجرياتها سيترجم لنا أشياء كثيرة مما يجري اليوم في بلادنا الإسلامية ودوافعه، وسبل التخلص من السلبية فيه ؛ وأقول أيضاً إن الحوار الموضوعي، في ما يمكن الاقتراب منه سيحقق أشياء في غاية الأهمية لبلداننا وللعالم كله، أما ما يختلف عليه فليس شرطاً أن يدخل في دائرة الحوار، وليس من الموضوعية بمكان أن يدفع إلى التكفير والشقاق والتناحر وتبادل التهم.
ويجب على بلداننا في هذا العصر أن تنفتح على الآخر الذي تتوجس منه ويتوجس منها، من دون أن تجري وراءه، وتتمسح به، وتقدم له فروض الولاء والطاعة لأنها ستتعب ولن تحصد غير الخسران. تنفتح عليه لتستفيد من قوانینه التي تنسجم مع معتقداتنا وقيمنا ومنجزاته المعرفية في الاقتصاد والتجارة والصناعة والعلوم والسياسية ومناهجه التربوية وقوانين مراقبة توزيع الثروة فيه، وكيفية توزيع ميزانيته السنوية على وزاراته، ومرتبات طبقته السياسية الحاكمة، وحقوق الوطن والمواطنة التي تحكمه، والتكافل الاجتماعي الذي يسيره ويحفظه، وطبيعة إشراف الدولة على مؤسساته الصناعية العملاقة التي تدفعها نحو التنافس الذي يقدم الأجود لشعوبها بعيدًا عن الاحتيال والغش
ص: 13
التجاري الذي يسود غالبية مؤسساتنا. وفهم الخطوات التي قطعتها جامعاته في تنوع اختصاصاتها، وديمومة تطور مناهجها وحيويتها داخل المجتمع بكل طبقاته ..
وعلينا أن نقرّ بأن السياسة في أوطاننا لا يمكن أن تبني بقدر ما يمكنها أن تهدم لأنها منحازة على الدوام. وإن الديمقراطيات التي تدعيها غالبية بلداننا الإسلامية من خلال مجالسها النيابية أو إعلامها هي حبر على ورق أدى ويؤدي إلى كوارث حتمية، أفقرت، وتفقر، وخلقت حروباً مدمرة، وتخلق بالحتم، ولنا فيما حدث في العراق وتونس ومصر وليبيا واليمن والجزائر والسودان وسوريا والبحرين وإيران وغيرها خير دليل على صحة ما أقول ؛ لأن الديمقراطية تربية، وتعليم، وسلوك، واقتصاد، وحقوق، وواجبات تؤمن بها. وتخضع لها جميع شرائح المجتمع من دون استثناء. وفق قوانين يشرعها المجتمع ويقرها ويرعاها، ويطبقها بصرامة لا تعرف الحسب والمحسوبية، ولا علاقة لها بتكون وزارة أو غيابها، أو انتخاب مجلس أو رئيس أو غيابهما ؛ وهو أمر يحتاج إلى مناهج تربوية جادة، تبني المجتمع وتثقفه، وتعلمه ما له وما عليه، وهذا يحتاج إلى نكران عال للذات وإلى أمانة، وتضحية، وتأمل وصبر، وإلى جميع أعمدة الحكمة للسير به في طريقه السليم.
جيش الفتح
وإياك أن تتخيل أن غالبية من شارك بجيش الفتح الذي انطلق من جزيرة العرب كان يتمتع بحكمة الإسلام وقيمه، ويتحرك وفق نهجه، ويسعى لتحقيق عدالته، فهو في غالبيته بعيد عنها. أسلم أغرابه ولما يؤمنوا بعد، وارتدَّت كبرى قبائه قبل أن تشارك فيه، وأعادها السيف إلى حظيرة الإسلام وأنوفهم راغمة. وجاءت غالبيته من مجتمع مغرق في البداوة، عاش قروناً يؤمن بالحجر، تحركه عادات وتقاليد سلبية في غالبها، ومن الصعب التخلي عنها بين عشية وضحاها، فالسلب والنهب من مفاخره، والولاء لسيد القبيلة فوق
ص: 14
كل ولاء، وسادة وعبيد، وفقر، وثراء وقيم لا يقرها دين ولا إنسانية، وبينه وبين الآخر ثارات وعداوت وحروب، وروابط واهية، وحتى الزواج من خارج القبيلة إن حدث يكون مدعاة للتقليل من شأن المرأة وأبنائها. وولادة طفلة في أسرة مدعاة لدفعها أحياناً إلى تصرف في غاية الهمجية، وأكاد أذهب إلى أن غلبية الصفات الإنسانية التي حث عليها الإسلام كانت نادرة الوجود في ذلك المجتمع قبل أن يعرف الإسلام. وبسبب بعد المسافة التي تفصله عن الآخر، وكثرة تنقله وراء الماء والكلأ في تلك الصحراء المترامية الأطراف أصبح التأثير والتأثر نادراً فيه.
ويوم تجمع ذلك الجيش كانت قيم البداوة هي التي تتحكم به وفق مزاجها العصبي الصعب في الغالب. لذا كان لزاماً أن يسايره جيش ممن آمن بالإسلام عقيدة وقيماً وسلوكاً كي يحد من جموحه واندفاعه وقسوته، وكثير مُثُلِهِ التي تربَّى عليها ؛ لذا رافقه جمهور من البدريين، وحشد ممن بايع تحت الشجرة كي يحدَّ من اندفاعه. وعلى الرغم من ذلك فقد رأيت بأم عينك أن الأمصار التي مصرت، والمدن التي اختطت قسمت على أساس قبلي صرف، واستمر هذا التقسيم قروناً وليس لعقود.
ومازالت رواسب تلك البداوة تؤثر في سلوك المجتمع العربي عامة، والمجتمع العراقي خاصة خاصة حتى الآن على الرغم من قشور الحضارة التي يتشح بها. وقد تحدث عن كثير من هذا الدكتور علي الوردي في كتابه اللمحات.
مؤسسة الخلافة
وإذا كانت مؤسسة الخلافة قد تعرضت إلى هزات يوم تأسيسها، فإنها تعرضت إلى هزة كبيرة في أخريات سنة ثلاث وعشرين للهجرة يوم اغتال أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة الخليفة عمر بن الخطاب وقد تكون وراء اغتياله مؤامرة لم يكشف التاريخ عنها بعد. وقد فتح قرار الشورى الذي اتخذه الخليفة في سويعاته الأخيرة الباب على مصراعيه أمام شخصيات تطلعت إلى إمرة
ص: 15
المسلمين، وشكلت تيارات ما كان بالإمكان أن تظهر لولا مشاركة ذلك القرار بظهورها، إذ أدى من بعد إلى معارك طاحنة كلفت المسلمين من الخسائر ما يصعب إحصاؤها، وكانت الكوفة قطب الرحى فيها.
ولم يكن قرار الصفوة التي اختارت عثمان للخلافة أو سكتت عن اختياره بالبساطة التي صورتها روايات التاريخ، بدليل أنها أصبحت بعد سنيات تحتل مكانة ليست لها، ولاسيما الأموية التي أحاطت به، والأخرى التي أثرت من ورائه، ثم تخلت عنه، ومهدت لقتله، ثم شهرت السيف في وجه الخلافة الشرعية بعد مصرعه بحجة الثأر من قتلته.
وتكونت بعد سنيات من خلافته من جراء تجاوزه على شروط استخلافه، وسياسته المتراخية أرستقراطية مالية رهيبة انحصرت فيها الأموال بيد جماعة غالبيتهم من طلقاء قريش، وظهرت إقطاعيات كبرى في الأمصار لا تنسجم مع القيم التي نادى بها الإسلام، وبدأ المجتمع الذي كان يطمح بعدالة الإسلام، ومبدأ المساواة الذي نادى به يطَّلع على أرقام مهولة عن ثروة بعض كبار الصحابة، وبعض الطلقاء وغيرهم، وعن سوء تصرف هذا الوالي أو ذاك بفيء المسلمين فبدأت في أوليات العقد الرابع حركات التململ التي تبعتها حركة التمهيد لثورة على مؤسسة الخلافة، وحملت مشاعلها والاعتراض عليها بالكوفة خاصة نخبة من قرائها وشخصياتها الاعتبارية وتبعتها أمصار أخر ولكن بصورة أقل وضوحاً.
ولم يستطع الخليفة السيطرة على الأحداث، فقد جاوز الخامسة والسبعين وأحاطت به زمرة سيرته بالطريق الذي أخذ بيده إلى النهاية، وبدلاً من معالجة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالتشاور الصفوة من الصحابة اندفعت به تلك الزمرة واندفع معها إلى اتخاذ قرارات ابتعدت عن الصواب عصفت به وبخلافته؛ وتعرضت من جرَّاء ذلك فئة من وجوه المسلمين وخيارهم إلى النفي والتنكيل والضرب الشديد لاعتراضهم الصريح على ولاته وسياسته وشاركت شخصيات لها تأثيرها ومكانتها في مجتمع
ص: 16
الصحابة بالمدينة بمقاطعته والاعتراض على سياسته ؛ وشيئاً فشيئاً وجد الخليفة نفسه معزولاً عن مجتمع الصحابة بالمدينة، إلا من الإمام علي علیه السلام الذي وقف بجانبه، ودفع عنه، وبصره بعاقبة الأمور، خوفاً على المجتمع الإسلامي من فتنة تأخذ الإسلام بردائها، وتقضي على قيمه ومبادئه ؛ وما إن يعيد الأمور إلى نصابها، حتى تعود تلك الثلة الأموية إلى محاصرته، فينساق إليها، ويصدر عن رأيها فكانت الطامة الكبرى التي أدَّت إلى فتنة فرَّقت الشمل الإسلامي ومزقته. ولغرض الفوز بمكاسب دنيوية زائلة حمل الأمويون وغيرهم قميص الباطل بكل شراسة ودافعوا عنه دفاعًا مازال يهز العالم الإسلامي.
الكوفة في العقد الرابع الهجري
وقد تكون الكوفة أكثر الأمصار الإسلامية استعداداً للثورة بسبب مجتمعها القبلي الذي تأثر بعدالة الإسلام ورافق صفوة من كبار الصحابة من الذين استوطنوها، وكانوا مثالاً للمسلم الحق، الذي شارك في تحرير العراق وغيره من الاضطهاد الديني والسياسي والطبقي، ولم يظهر بها مكدِّر قوي خلال خلافة عمر بن الخطاب الذي اتبع سياسة صارمة مع حكام الولايات بعامة والكوفة بخاصة، كما لم تظهر أثناء خلافته إقطاعيات وأرستقراطيات مالية كبيرة في المجتمع الإسلامي، فقد منع كثيراً من الصحابة من الانسياح خارج الجزيرة العربية، وراقب مداخيلهم، ولاسيما من كان منهم من قريش خاصة، وحاسب من يعود من عماله أو يستدعى إلى المدينة، وقاسم بعضهم الأموال التي عادوا بها.
وبعد سنيات من خلافة عثمان اصطفت فئة دونما وعي مع الباطل، وتربصت أخرى بكل الوعي فكانت الباطل بعينه، وشاركت كلتا الفئتين بصورة أو بأخرى في ثورة أدت إلى هدر دم الخليفة، وكانت سبباً حقيقيّاً في فتنة لن تنطفئ، وانحراف عن خط العقيدة، واصطفاف أجَّج ما أجَّج في المجتمع الإسلامي. وتبعتها أحداث ورؤى عجزت كل البصائر عن تصويرها قديماً وحديثاً، وستبقى عاجزة لتأثيرها الكبير على المجتمع الإسلامي عامة،
ص: 17
والمجتمع الكوفي الذي انطلقت منه غالبية التيارات الدينية والسياسية والثورية والفكرية والثقافية من بعد خاصة. ولولا نهج إمام المتقين، ودماء أهل البيت التي سكبت على أرض كربلاء لما بقيت للإسلام بقية.
فما إن حل العقد الرابع من القرن الأول الهجري حتى بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الكوفة أخذت في البداية طور الاحتجاج الذي تعرض أصحابه إلى النفي والتنكيل، ثم انتقلت إلى طور الثورة على بيت الخلافة، فخلعت واليه، ونصبت أبا موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان بمكانه.
وحين تجمع الثوار من الكوفة والبصرة ومصر على مشارف المدينة في شوال سنة خمس وثلاثين لم يدر في خلدهم أن الأمر سينتهي إلى مصرع الخليفة، بل لم يدر في خلدهم التفكير بعزله أو تصفيته، وكادت الأمور تعود إلى نصابها بعد أن تدخل الإمام علي علیه السلام لحسمها لصالح الإسلام والمسلمين من ناحية. ولصالح مؤسسة الخلافة المتهالكة من ناحية أخرى. وخوفاً من فتنة عارمة تشوفَّها علیه السلام. ولكن خطة جهنمية كانت تخطها يد دنسة في الخفاء أجهزت على محاولاته، وذلك للاستيلاء من بعد بصورة نهائية على مقدرات المسلمين بحجة المطالبة بالثأر من قتلة عثمان؛ ولا يختلف اثنان من المنصفين في أن ثأر عثمان كان في رقابهم وخاصة معاوية بن أبي سفيان ومن التحق به، إذ كان بإمكانه أن ينصره، ولكنه لم يفعل. وكان بإمكان بطانته أن تترك مجالاً لسلطة العقل والإيمان أن تحسم الخلاف لصالحه، ولكنها لم تفعل أيضاً. وكان بإمكان العصبة التي أثرت من ورائه، ثم تخلت عنه، ومهدت لقتله، أن تنصره وتدفع عنه ولكنها لم تفعل. وخوفاً من أن تحاسب على فعلتها، وبعد يأسها من تحقيق مطامحها، انقلبت على الشرعية، وحملت قميص الباطل إلى مكة، ومنها إلى البصرة بحجة الثأر من قتلته.
مدرسة الإمام علي وأبعادها
بعد مصرع الخليفة عثمان انشطرت الأمَّة شطرين، مثَّل الشطر الأول
ص: 18
غالبيَّة المهاجرين والأنصار ومن تبعهم، ومثل الشطر الثاني غالبية الطلقاء من قريش، وقلَّة من الأنصار؛ زاغ بصرهم بسبب الإمرة التي حرمت منها، والأصفر الرنان الذي يئست من الحصول عليه في ظل الخلافة الجديدة، ومن تبعهم من الذين استطاعت تلك الزمر أن تضللهم، فتبعوها بحماقة من دون وعي أو تفكير.
ويوم بويع الإمام علیه السلام البيعة العامة التي لم يشاركه بمثلها من سبقه، ولا من جاء بعده كان يرى ببصره وبصيرته ما ستؤول إليه الأمور، وتخيل الآتي المرعب، فقال في ذلك الجمع الغفير الذي حضر البيعة بلسان الواثق مما يقول وبصدق ليس للريبة أو الشك محل فيه :( ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بَعَثَ اللّه نبيه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ؛ والذي بعثه بالحق لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً ، ولَتُغَرْبَلُنَّ غربلةً ، ولَتُساطُنَّ سَوْطَ - خلط - القِدْرِ حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم ، ولَيَسْبِقَنَّ سابقون كانوا قَصَّروا ، وليُقَصُّرَنَّ سَبَّاقون كانوا سبقوا، واللّه ما كتمت وَشْمة، ولا كذبتُ كِذبةً، ولقد نُبِّئتُ بهذا المقام وهذا اليوم، ألا وإن الخطايا خيلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عليها أهلها، وخُلِعتْ لُجُمُها فتقحَّمت بهم في النار، ألا وإن التقوى مطايا ذُلُلٌ حُمِلَ عليها أهلها، وأُعطوا أزِمَّتها فأوردتهم الجنَّة. حقٌّ وباطلٌ، ولكل أهل فلئن أمَرَ الباطلُ لقديماً فَعَلَ، ولئن قلَّ الحقُّ فلربما ولعلّ، ولقَلَّما أدبر شيءٌ فأقبلَ)، بهذه الكلمات التي صدرت وكأنها حسرات على مسيرة رحلت برحيل صاحبها و(صلّی اللّه علیه وسلّم) وسلَّم، استقبل مسيرةً أرادها كمسيرته حتى وإن استشهد في سبيلها، وكيف لا يأسف وهو يرى سبَّاقين قد قصَّروا وكيف يستقبلها، وقد تشوَّفها، فبسطها أمام أعينهم، واضطر لقبولها وهي لا تساوي عنده جناح جرادة إلا أن يقيم حقاً أو يدفع باطلاً كما قال علیه السلام.
وكان صارماً في بيانه الأول، إذ وجه لطمة هائلة إلى جميع الطوائف التي استفادت من تصرفات الخليفة عثمان المالية؛ فضرب بعرض الحائط بسیاسته، وخالف مبدأ توزيع الأموال على الأسس التي اتبعها الخليفة عمر بن الخطاب وإن كانت محل قبول مجموعات ليست قليلة وانتهج سياسة لم تكن محل قبول غالبية الفئات المتنفذة في المجتمع الإسلامي.
ص: 19
فقد رأت فئة من قريش وطلقائها ومن تبعها أن الفيء الذي قرره اللّه للأمة هو فيؤها بالدرجة الأولى وليس لغيرها، فهي قريش الحكم والرئاسة والبيت. وبعض قريش يرى أنه من أصحاب السابقة والتضحية فلا يجوز مساواته لغيره، ورأت فئة أنهم رؤوس فكيف تجوز مساواتهم بمواليهم. ولكن الحقَّ قديم عند الإمام لا يزهقه باطل مهما كانت قوته وطغيانه، يتساوى فيه الإمام مع كل الأمة وليس لأحد أن ينال غير حقه من مالها مهما كان، لأنه مال اللّه، ولابد أن يقسم على رعيته بالسوية، أما السابقة أو القربى أو الصحبة أو الفضل أو المكانة، فثواب كل ذلك وجزاؤه عند اللّه؛ والحاكم ملزم أن يعود إلى الحقِّ وإن ثقل عليه، ويعيده إلى نصابه حتى ولو تجاوز عليه من سبقه وتقلبت به الأحوال ؛ فلم تعد بلاد المسلمين بستان قريش كما قال بعض الأمويين تسرح وتمرح فيه، بعد عودة نهج اللّه، والقائم عليه لن يحيد عنه مهما كانت الظروف التي تحيط به عاصفة عصية، وكان من يومه الأول واضحاً وضوح الشمس، إذ قال بلغة غاية في الشفافية تبتعد في بلاغتها عن اللغة المفخَّمة التي عرفناها في خطبه ورسائله، وكأنما أراد علیه السلام أن يقطع كلَّ قالة حول سياسته من دون التفات إلى الوراء، وقد عرفه القوم حاسماً، يعرف لعب السياسة، ولكنه لا يلعبها ولا تنطلي عليه، لذا قال لهم يوم أصرُّوا على استخلافه، ووافقوا على شروطه : (أيها الناس إنما أنا رجل منكم، لي ما لكم، وعليَّ ما عليكم، وإني حاملكم على منهج نبيكم، ومنفذ فيكم ما أمرت به، ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال اللّه، فهو مردود في بيت المال، فإن الحق قديم لا يبطله شيء، ولو وجدته قد تزوجه به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق).
ولكي يكون أكثر وضوحاً قال: (ألا لا يقولنَّ رجال منكم غداً قد غمرتهم الدُّنيا فاتخذوا العقار، وفجَّروا الأنهار ، وركبوا الخيول الفارهة،
واتَّخذوا الوصائف الروقة، فصار ذلك عليهم عاراً وشناراً، إذا ما منعتهم ما كانوا يخرضون فيه، وأصرتُهم إلى حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك،
ص: 20
ويستنكرون ويقولون: حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا ! ألا وأيما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يرى أن الفضل له على من سواه لصحبته، فإن الفضل النَّيّر غداً عند اللّه وثوابه وأجره على اللّه، وأيَّما رجلٍ استجاب للّه وللرسول، فصدَّق ملتنا، ودخل في ديننا، واستقبل قبلتنا، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده، فأنتم عباد اللّه، والمال مال اللّه يقسم بينكم بالسوية، ولا فضل فيه لأحد على أحد، وللمتقين عند اللّه غداً أحسن الجزاء، وأفضل الثواب، لم يجعل اللّه الدنيا للمتقين أجراً ولا ثوابًا، وما عند اللّه خير للأبرار، وإذا كان غداً إن شاء اللّه فاغدوا علينا، فإن عندنا مالاً نقسِّمه فيكم، ولا يتخلفنَّ أحد منكم، عربي ولا عجمي، كان من أهل العطاء أو لم يكن إلّا حضر إذا كان مسلماً حرّاً أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم). فدوَّى في أرجاء المدينة صوت جديد لم تسمعه من قبل، وتجاوزها إلى بقية الأمصار، ولا أشك في أنه لم يكن محل قبول الغالبية العظمى من أصحاب الثروات الطائلة التي نشأت في ظل خلافة عثمان (وإذا كان غداً إن شاء اللّه فاغدوا علينا، فإن عندنا مالاً نقسِّمه فيكم، ولا يتخلفنَّ أحد منكم ،عربي و لاعجمي، كان من أهل العطاء أو لم يكن إلّا حضر إذا كان مسلماً حراً، وهكذا بدأت فئة من أصحاب الثروات والقوى التي كان لها تأثيرها وسطوتها، بالهرب من المدينة وانطلقت تحمل قميص الباطل إلى الشام لتؤازر معاوية للقضاء على مشروع الإمام علیه السلام بكل الوسائل الممكنة. واصطفت فئة أخرى منهم ضده بكل شراسة فتجمعت بمكة، وانحدرت منها إلى البصرة وقاتلته قتالاً شرساً بحجة الثأر لعثمان الذي كانت سبباً آخر لما آل إليه مصيره.
ذلك المشروع العظيم الذي تبناه أمير المؤمنين علیه السلام بكل صرامة بين فئات المجتمع الإسلامي بكل طوائفه وأعراقه كان بصورة أو بأخرى سبباً لما شهدته الكوفة من أحداث فيما بعد، وسبباً في تأسيس مدرستها التي طاولت جميع مدارس الفكر التي عرفتها الإنسانية من بعد.
ص: 21
الكوفة عاصمة الخلافة الإسلامية
يوم حلَّ في ربوع الكوفة إمام الفقهاء والمتقين والزهاد أصبحت وريثاً شرعيّاً لمدينة المنورة، وعاصمة كبرى للخلافة الإسلامية. والحديث عن عنفوانها وشموخها يرتبط بالحديث عن إمام الأئمة أمير المؤمنين علیه السلام وعصره الذي ببركة ذكراه، وعبق ضريحه الطاهر أصبحت القلوب تهفو إليها، واحتلت منزلة سامية في نفوس المسلمين، ونالت قصب السبق بين البقاع الإسلامية في مرويات الصحابة وأهل البيت علیه السلام .
دخل الإمام علیه السلام الكوفة ولما تزل تحت تأثير مراجل الأحداث التي عصفت بخلافة عثمان، ولا شك أن دخوله على الرغم من هيبته، والتأييد العارم الذي لقيه فيها لم يحسم الأحداث لصالحه، لأنه تأييد تنخر فيه مصالح مالية هائة قد ضربت، فلم يرق لها مبدأ المساواة الذي مثله خطاب بيعته وسلوكه علیه السلام ، فكان من بعد سبباً مباشراً في انحياز عدد غير قليل من كبار الشخصيات آنذاك إلى المعسكر الآخر، وقد حاول نفر من خلص أصحابه إقناعه بتقديم المال لرؤساء القوم لشراء ذممهم، فقالوا : (يا أمير المؤمنين، أعطِ هذه الأموال وفضّل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، واستمل من تخاف خلافَه من الناس وفرارَه .... فقال لهم : أتأمرونني أن أطلب النَّصر بالجور! لا واللّه لا أفعل ما طلعت الشمس، وما لاح في السماء نجم، واللّه لو كان المال لي لواسيت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم بتلك العدالة الصارمة التي لن يستطيع أن ينفذ إليها الجور أراد تحقيق مشروعه العظيم في الحكم، وإذا كان هذا المبدأ محل غبطة الغالبية العظمى من سكنة الكوفة والعالم الإسلامي، سواء أكانوا من العرب أم من الموالي ؛ فإنه لم يكن محل قبول من مجاميع أخر كانت لها مكانة وسطوة كبيرة في المجتمع القبلي، وتأثير فيه.
والكوفة يوم شاركت في الثورة لم تكن خالصة للثوار، فقد اصطف نفر غير قليل من شخصياتها ضدهم، وتذهب بعض الروايات إلى أن المعترضين
ص: 22
على عثمان من الكوفيين أرادوا في بداية أمرهم بعد مصرعه تولية الزبير بن العوام. ولم يلتحق غالبية الكوفيين بأمير المؤمنين علیه السلام حين توجه إلى البصرة إلا بعد جهد جهيد، وذهبت أعداد لا تحصى منهم إلى تفضيل عثمان على علي حتى من الذين خرجوا معه إلى صفين، وقد شكلت هذه الفئة خطراً حقيقيًاً على مشروعه بكل أبعاده؛ وشهدت الكوفة أيضاً تسلل عشرات بل مئات من كبار شخصياتها إلى معسكر معاوية بعد أن دخلها أمير المؤمنين علیه السلام.
الإمام أمير المؤمنين
وكما كان القرآن للناس كافة كان فكر أمير المؤمنين علیه السلام ومنهجه صالحاً لي لكل العصور والأزمان، فقد خلَّف دستوراً ولا ككلِّ الدساتير التي شرعتها البشرية في عصرها الحديث وكان محل عناية المتقدمين والمتأخرين، وإذا كان الشريف الرضي قد جمع جانباً من خطبه ورسائله وحكمه، فقد سبقه قديماً الحارث الهمداني أحد أصحاب الإمام علیه السلام. وكانت في أيدي الناس قرابة الخمسمائة خطبة ورسالة قبل أن يؤلف المسعودي مروجه، وقد حفظ ابن نباتة مائة فصل من مواعظه. وحين استشهد سلام اللّه عليه خلَّف من ورائه مدرسة سيبقى تأثيرها إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها. فقد كان بحق إماماً لنظام اقتصادي واجتماعي أساسه إنسانية الإنسان وكرامته، وهو من بعد المؤسس الحقيقي لعلوم لم تعرفها الأمة من قبل، فهو إمام المفسرين والقراء، بل هو مؤسس علم التفسير، وكم من حلقة قراءة انعقدت من حوله وأخذت عنه، وكم من قارئ طاول قراء الأمصار بقراءته عليه؛ ومازال صدى صوته علیه السلام يتردد في آفاق الدنيا من خلال قراءة عاصم بن أبي النجود التي أخذها عن زر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي، وقد روياها عنه، وهو هو لوحده أخذها آية آية غضة نديَّة من فم رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليهما بعد نزولها. ولقد روى ابن سعد في طبقاته عن غير طريق قوله عليه السلام (سلوني عن كتاب اللّه فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار،
ص: 23
في سهل أم في جبل) وقوله : (واللّه ما نزلت آية إلا وقد علمت في ما نزلت وأين نزلت، وعلى من نزلت إن ربي وهب لي قلبًا عقولاً ولساناً طلقاً)، وقال الذهبي: (وأعلى ما وقع لي تلاوة كتاب اللّه... عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي اللّه تعالى عنه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم عن جبريل، عن اللّه عز وجل).
وهو هو إمام الحكماء والمفكرين الذي حلم بالمجتمع الفاضل، وحاول إقامته بكل ما كان يمتلكه من قوة وإصرار، وهو إمام العلماء الذي وضع قواعد العربية ،والفقه، والقضاء ،والإدارة، والاقتصاد، والسياسة النظيفة؛ فسلام عليه وصي المصطفى، ووريثه، وأبي عترته الطاهرة.
وبعد له الذي لا يعرف غير الحق سن قوانين تستمد سلطتها من نور اللّه وشريعته، وبتأمله الكون وأبعاده، والحياة ومشكلاتها فتح آفاقاً لا حدود لها للعقل كي يتأمل ويبدع وبأحاديثه عن خلق اللّه ، وأرضه وسمائه، نوَّر العقول بعلوم فتحت أمام المسلمين آفاقاً كانت مثار زهوهم من بعد.
وكفل حرية الرأي والمعتقد للجميع شريطة عدم الاعتداء على الآخر، فله أن يحاوره، ويختلف معه أو يتفق من دون أن يحرم من حقه في العيش الكريم،و من دون أن يشهر أحدهم سيفه في وجه الآخر؛ وأنت حينما تطالع أخبار سيرته علیه السلام ستقف على صور غاية في البهاء في تعامله مع مخالفيه، وأعدائه، أو مع أبناء الديانات الأخر، ولم يسبقه غيره أو من جاء بعده في مثل وصيته لمالك الأشتر التي أرادها دستوراً يحقق قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية لبني البشر بغض النظر عن ديانتهم أو عرقهم، ولعل من بين أهم فقراتها مخاطبته بقوله : ( ولا تكوننَّ عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلَهم فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)؛ ولم تخل رسالة من رسائله لولاته من توصية خاصة بأبناء الديانات الأخر، فعاشوا في كنف عدله، ومارسوا طقوسهم وحياتهم بكل حرية وأمان. ولقد شهدت مجالسه ألواناً من النقاش الحر في الفكر والعقيدة، وشهدت ساحات قضائه ما شجَّع
ص: 24
كثيراً من أبناء الديانات الأخر على اعتناق الإسلام. ولم يتعرض مخالف أو مناوئ إلى حرمان من حق، أو محاسبة أو ملاحقة مدة خلافته . علیه السلام
والدولة قوانين وأنظمة ومهام أسسها علیه السلام على أفضل الضوابط التي تصب في صالح المجتمع من دون تفريق أو نظر لأي مفرق، فالقضاء الذي هو ميزان العدالة صارم لا يعرف الانحياز؛ لا يظلم، ولا يجور، ويؤدي الحقوق إلى أهلها من دون نقص وخلق اللّه كأسنان المشط، لا فرق بين عربي أو أعجمي أو ذميِّ أو معاهد والقصاص لا يقع من دون فعل، وإن كان الفعل واقع لا محالة؛ ولنا في تصرفه مع ابن ملجم خير دليل على ذلك؛ فقد أخبروه أنه يشحذ سيفه ويسمه لقتله، وعلى الرغم من علمه بذلك، قال لهم : إنه (لم يقتلني بعد)! والمال العام ملك للأمة يوزع عليها بالسوية، لا فضل لأحد على أحد فيه، يتساوى فيه كل من شهد الشهادتين.
وولاة الأمر لا يمكن تعيينهم بسبب عاطفة، أو منَّة، أو أثر، أو قربى، أو حتى شجاعة، أو علم، أو معرفة مقترنة بتقوى، وإنما ينبغي على من يتصدَّى لهذه المهمة أن يكون جديراً بتحملها من دون أن يتهم بأية تهمة تخل بميزان العدل والرحمة ومن دون أن يطمع بغير الكفاف.
والدولة لابد لها من نظام رقابيّ بحيث لا تخفى على الحاكم خافية من تصرفات الولاة ومن يساعدهم أو ينوب عنهم. ولك أن تقرأ صفحات من بهاء سيرة أمير المؤمنين علیه السلام حول كل هذا تجدها منثورة في نهجه.
كان صارماً في نهجه، وأنت تصاب بالعجب والدهشة من شدة محاسبة نفسه، وأهل بيته، وعماله على أبسط الأشياء، ولك في موقفه من أخيه عقيل، وابن أخيه عبد اللّه بن جعفر، وابن عمه عبد اللّه بن عباس ومن صاحبه عثمان بن حنيف، وغيرهم عشرات دلائل أخر على النهج الذي التزم به؛ حتى ظننتُ أنه من الصعب جدّاً أن يجد من يتولَّى له عملاً وهو بتلك الصرامة في تطبيق معايير الحق مهما كانت الصفة التي يتصف بها المقصر، فلم يهادن مقصراً بعمله أو معتدياً على حقّ اللّه في أحلك الظروف
ص: 25
التي مرَّ بها أثناء خلافته، ولنا في موقفه مع النجاشي شاعر أهل العراق ورأس إعلامه في ردّ كيد أعدائه من شعراء الشام وغيرهم، بل هو رأس كبير من رؤوس أنصاره من اليمانية خير دليل أيضاً على صرامته في الحق، إذ جلده ثمانين جلدة، وزاده عشرين لأنه تعدَّى على حدود اللّه في رمضان، ولقد أقام عليه الحدَّ في وقت هو بأمس الحاجة فيه إلى جمع كلمة أنصاره من حوله. وهناك غبر واحد من عماله من حملهم حب الدنيا على مفارقته إلى معاوية، بعد أن ضاقوا بعدله.
وكان علیه السلام مثالاً لن يتكرر للزهد والتقوى، وللبساطة في المأكل، والمشرب، والملبس، وللعدالة بأبهى صورها، وللسماحة ومكارم الأخلاق حتى أصبح مضرب المثل في كل العصور، وكانت سيرته عباءة تشرَّف في تمثلها المتصوفة والنساك. وحتى بعض ظلمة العباد قديماً وحديثاً ممن تحكموا في مصائر شعوبهم رأوا في ادعاء نسبهم إليه درعاً واقياً. ولم يستطع أن يدانيه أحد في علمه وحكمته وعدله، ونظرته إلى الدنيا التي احترب عليها القوم أبشع احتراب. وبسبب ما كان يمتلكه من طاقات علمية هائلة وقدرة على الاجتهاد، والتفكُّر، والتحليل، وإعمال العقل، وقدرة على الفهم والإفهام والإقناع، التفَّ حوله جميع الصحابة والتابعين؛ فأخذ عنه من أحبَّه أو من ناصبه العداوة والبغضاء، ثم أخذ عنهم من بعد نفر لا يحصيه إلا اللّه، وأنت حينما تفنش في كتب الرجال تستطيع أن تصل ببساطة إلى أنه من المستحيل أن يدانيه أحد بكثرة من أخذ عنه، ولا شك أن جميع الصحابة والتابعين الذين اتخذوا من الكوفة وطناً طاولوا الآخرين بروايتهم عنه، كما أخذ عنه أيضاً جميع من عاصرهم بعد رحيل رسول اللّه صلّی اللّه علیه وسلّم.. وستلحظ في بحثنا المتواضع هذا، أو الذي سايره «رجال من ثوية الكوفة» أن الغالبية العظمى من الذين ذكرناهم قد رووا عنه. فكان بحقِّ أسّاً لجميع العلوم التي كونت من بعد حضارة مازالت الإنسانية تتحدث عنها بكل فخر واعتزاز. ولن يستطيع أحد أن يقترب من وهج بهائه بأنواره منذ رحيل رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليهما لأنه رجل الإسلام الحق الذي لا ينازع. وقد وقفنا على قبسات خاطفة
ص: 26
من بهائه علیه السلام في كتابنا الموسوم ب- «وما أدراك ما علي». وعلى الرغم من الأحداث العاصفة التي واكبت خلافته وتلتها، فإنها لم تستطع المساس بالأثر الكبير الذي خلفه في مسيرة الفكر الإسلامي.
الكوفة بعد رحيل الإمام
كان انتصار التيار الذي مثله الأمويون انتصاراً حقيقياً على كل القيم التي أرساها الإسلام، إذ تحول إلى ملك مثل الأرستقراطية العِرقية بأبشع صورها، وكان رحيل الإمام علیه السلام إيذاناً بعهد جديد مرت فيه الكوفة بأحداث كان لها تأثيرها الكبير على العالم الإسلامي، وتطاحنت على أرضها تيارات سياسية وفكرية، وانبثقت منها مذاهب ونحل امتد تأثيرها إلى شرق البلاد الإسلامية وغربها، ومرت بأطوار توحي للناظر من خلالها كأنه وسط أتون لن ينطفئ لهيبه من الثورات والحروب.
وشهدت عقوبات لم تسمع بها من قبل من دفن المخالف وهو حيٌّ في باطن الأرض، ومن تمثيل بجسده قبل قتله، ومن تعليق وتسمير، وشهدت أيضاً تسيير جماعة من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام إلى الشام في مقدمتهم
حجر بن عدي؛ أمر معاوية بقتلهم صبراً، ونشر واليه على الكوفة زياد بن أبيه الرعب فيها، وسلط عليها زبانيته، فأذاقوا أتباعه ومن والاهم فيها سوط العذاب، وقتل وشرَّد ونفى. حتى أعيد تقسيم الكوفة من جديد على أساس الأرباع نتيجة لتخلخل تركيبتها السكانية التي حدثت جراء تهجير أعداد لا حصر لها من أهلها إلى خراسان وغيرها.
وبسبب الانحراف الذي استشرى، والطبقية المقيتة التي كشَّرت عن أنيابها، ومعالم الإسلام التي كادت تعصف بها دولة يزيد بعد أبيه، واستعباد الناس وإذلالهم قاد أبو الأحرار الحسين علیه السلام أول ثورة حقيقية ضد الانحراف لإحياء سنة جده علیه السلام التي رآها بأم عينه تتعرض لخطر محدق يتهدد وجودها، فحقق بدمه ودم أهل بيته وأصحابه رضوان اللّه عليهم أعظم انتصار للدم على
ص: 27
السيف في التاريخ في العاشر من شهر محرم الحرام سنة إحدى وستين للهجرة، وقبل أن تبرد تلك الدماء التي سالت على بطحاء كربلاء أججت ثورة أخرى قادتها مدينة رسول اللّه صلّی اللّه علیه وسلّم، فخلعت یزید بن معاوية سنة ثلاث وستين، وطردت عامله، وهجَّرت من سكنها من الأمويين؛ فجيش لها يزيد جيشاً بقيادة أعتى زبانيته وهو مسلم بن عقبة فاستباحها بوحشية مازال التاريخ يتحدث عنها، وبعد ذلك دعاهم (للبيعة على أنهم خَوَلٌ -عبيد- ليزيد بن معاوية، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما يشاء). واتجه من بعد إلى مكة، وفي الطريق إليها في آخر المحرم من سنة أربع وستين عاجلته منيته فاستقر في قعر الجحيم، وقبل أن يذهب ولَّى حصين بن نمير السكوني بوصية من يزيد؛ فحرق أقدس مقدسات المسلمين بيت اللّه وما هي إلا عقود حتى أخذت ثورة الحسين بيد الدولة الأموية إلى الهاوية.
وشعر شيعة الكوفة بعظم الجرم الذي ارتكبوه في خذلانهم سيد الشهداء علیه السلام ، فأظهروا ندمهم، وقرروا الثأر من أنفسهم، ومن قتلته، ومن الانحراف الذي استشرى، واتخذ قرارهم طابع السرية أولاً، وحين هلك يزيد وبايعت الكوفة عبد اللّه بن الزبير امتنعوا عن بيعته، وأعلنوا نيتهم، وقرروا الخروج لعبيد اللّه بن زياد الذي كان يقود جيشاً من ثمانين ألف مقاتل جهزه له مروان بن الحكم للزحف على الكوفة واستباحتها، فخرج منها أكثر من خمسة آلاف مقاتل في ربيع الآخر من سنة خمس وستين بقيادة الصحابي سليمان بن الصرد، اصطدموا ب-«عين الوردة» وهو موضع بالجزيرة- في جمادى الأولى من تلك السنة بجيش ابن زياد وخاضوا معركة طاحنة، أبدوا فيها بسالة وشجاعة ورغبة في الاستشهاد، ولكن الغلبة كانت في النهاية لجيش ابن زياد الذي فاقهم مرات عدداً وعدَّة، ولم ينج منهم إلا نفر قليل عادوا إلى الكوفة، وأشعلوا ثورة عارمة بها بقيادة المختار الثقفي في ربيع الأول من سنة ست وستين، وقد انحاز إليها جمهور كبير من الموالي نتيجة لظروف القهر المرعبة التي كانوا يمرون بها، وعلى الرغم من انتصارها على والي عبد اللّه بن الزبير وأتباعه، وقضائها على جيش عبيد اللّه بن زياد وقتله بسيف إبراهيم بن مالك
ص: 28
الأشتر، وثأرها من قتلة الحسين من الكوفيين، فإنها اشتبكت في النهاية بحرب طاحنة مع جيش مصعب بن الزبير، ومن تبعه من الكوفيين الذين هربوا منها بعد انتصار المختار عليهم، وكانت هذه الفئة أشد قسوة من ابن الزبير على المحاصرين من أتباع المختار، فقتلتهم بعد استسلامهم عن آخرهم. وتتبعوا كل من تشمُّ فيه رائحة تشيع بالكوفة فقتلوه.
واستطاع الشمل الأموي الذي تجمع ثانية أن يقضي على مصعب وحكم آل الزبير، فعادت الكوفة إلى دائرة الرعب ممثلة بآل مروان لتشهد فيه صوراً مهولة من العسف والاضطهاد والنفي والتشريد على أيدي ولاة ذلك البيت.
وبقي بهاء ضوء علي علیه السلام يتوهج في قلوب الشرفاء والمؤمنين، والفئات المستضعفة من العرب والموالي وغيرهم على الرغم من كل وسائل القهر التي اتبعتها السلطة الحاكمة ضدهم، لا أقلها تفكير معاوية بن أبي سفيان من قبل بقتل شطر الموالي وإبقاء شطر لعمارة الطريق وإقامة السوق بحسب ابن عبد ربه. وبوشم الموالي بسمة تفرقهم عن غيرهم بعد ثورة عبد الرحمن بن الأشعث زمن الحجاج بن يوسف الثقفي.
وقد انحاز هؤلاء وآلاف غيرهم من الناقمين الذين يحلمون بالمدينة الفاضلة إلى المعسكر الشيعي المعارض الذي لم تنطفئ جذوته، وسيبقى بريقه.
وساير تلك الأحداث المروعة ضجيج معرفي في شتى علوم العصر وفنونه وآدابه أججه أمير المؤمنين علیه السلام. والباحث في وسط تلك الأجواء يدور ما بين حلقات في علوم شتى، وقراءة وإقراء، ورواية لغة وشعر وحديث ، وأثر، وتاريخ وضجيج معارك وثورات. وجيوش تخرج منها تحمل ما أخذته معها، وتعود بما اقترضته عند عودتها.
وهنا وهناك ستجد بجوارها أكبر تجمع يهودي مسيحيٍّ بالعراق، وبيعاً، وكنائس، وأديرة لم يكدِّر من يغشاها مكدر، أو ينغص عليه أمنه وحريته، أو يتدخل في طقوس عبادته. أو يعتدي على حقوقه في الموطنة والعيش الكريم،
ص: 29
في فترة حكم الإمام، وكانت توصياته علیه السلام لولاته صارمة في عدم الاعتداء أو المساس بحرية الطوائف الأخر من غير المسلمين، وفي تطبيق مبدأ المساواة في القصاص. وكانت وصاياه لعماله غاية من قيم العدل والرحمة، إذ كان يوصيهم بقوله : (ولا تبيعنَّ للناس في خراج كسوة شتاء ولا صيف، ولا دابة يعملون عليها، ولا عبداً ولا تضربنَّ احداً سوطاً لمكان درهم، ولا تمسنَّ مال أحد من الناس مصلّ ولا معاهد) فقال له أحد ولاته: (إذن أرجع إليك كما ذهبت من عندك، فقال له الإمام : وإن رجعت ويحك ! إنما أمرنا أن نأخذ العفو، بعني الفضل). وقد ذهب غالبية ذلك بذهابه، ولم يبق إلا صداه الذي أجج ما أجج.
والحديث عن ذلك لا يمكن أن تستوعبه هذه العجالة، وهي ليست أكثر من لمحات تسلط خافتاً من ضوء على تلك المرحلة التي نعنى بسيرة بعض رجالها الذين استطعنا معرفة شيء من أخبارهم. عسى أن تُفتح صفحة أخرى فيها عبر واعتبار لم تُقرأ من قبل، وتبصِّر من بعد.
المثلث الحضري
والمنطقة المحصورة ما بين الكوفة والحيرة والنجف، التي اصطلح على تسميتها حديثاً بالمثلث الحضري هي من البقاع المهمة بالنسبة لعصر ما قبل الإسلام وما بعده، وقد تحدث عنها المؤرخون بإسهاب ؛ لوقوعها ضمن منطقة تراكم حضاري عالمي يعود لآلاف السنين قبل أن يستوطنها المهاجرون، وهي منطقة ازدحمت فيها الأعراف والديانات، كما ازدحمت فيها الأحداث، ما قبل التوحيد وما بعده، وتكون فيها أكبر تجمع لديانة الشرك والتوحيد، بل إن أبا الأنبياء إبراهيم علیه السلام ولد في نواحيها، ورحل إليها، وهاجر منها بعد أن بذر أرضها بكل التعاليم التي أباحتها السماء آنذاك وهاجر إليها نصارى جزيرة العرب ويهودها من بعد يحملون معهم موروثهم الثقافي والاجتماعي. ومازالت حتى الآن تعج بالآثار التي تعود إلى عصر ما قبل الإسلام وما بعده، ولاسيما أنها ورثت بابل بعد انهيار حضارتها، وقد نوه التاريخ بكل ذلك، كما نوه
ص: 30
بقصورها وكنائسها وأديرتها وحصونها، وتعرض لتاريخها الاجتماعي والعمراني والسياسي والعسكري والجيولوجي ومعالم كثيرة تذكر ولم يبق من بعضها إلا بعض الأطلال المتناثرة هنا وهناك.
ولم تسع الحكومات المتعاقبة في العراق إلى معرفة دفائنها، لمعرفة قيم مجتمعها وعاداتهم ووسائل عيشهم ومدنيتهم على أسس علمية موضوعية؛ فضاع تاريخ لا يمكن أن نضع له اليوم . خارطة لتعيين عشرات الأماكن التي ذكرتها كتب التاريخ والجغرافيا سواء أكانت عائدة إلى عهد ما قبل تمصير الكوفة أم إلى ما بعده.
وحوى جزء من ذلك المثلث أيضاً أجداث آلاف مؤلفة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ومن تلاهم ممن سكن الكوفة وتوفي بها، ودفن في تلك البقاع منذ سنة سبع وثلاثين للهجرة يوم دفن خبَّاب بن الأرت إلى بدايات القرن الرابع على حدّ التقريب، وقسم كبير منهم شارك في بناء حضارة الإسلام وتاريخه.
وإذا كان تقلب الجديدين على ذلك المثلث قد غالبية آثاره بحرِّه مسح الشديد وبرده القارص، ومزاج مناخه المتقلب، وأحالها إلى جزء من حصبائه ولم يبق منها إلا بعض الأطلال المتناثرة هنا وهناك فإن الوفاء يدعونا إلى محاولة معرفة من رقد به من الصحابة ومن تبعهم لأنهم اللبنة الأولى لحضارة امتدت، وعلوم تأسست، وفرق ومذاهب تعددت، وديانات هاجر أهلها، وسياسات شرقت وغربت، وحروب ووقائع سجلت، وبمعرفتهم ومعرفة سيرهم سنقرأ التاريخ قراءة لا شكَّ أنها تضيف جديداً، ونلم بمجمل أحداثه التي شهدتها المنطقة منذ تأسيس الكوفة ولحين سقوط دولة بني أمية. ونتعرف على ملامح مجتمعها وأسباب تقلب مزاجه الذي اتسم بالثورة والتوتر والإبداع، ومازال يؤثر حتى الآن في سلوك العراقيين خاصة. وبسبب معاصرة كثير من الشخصيات أحداثاً مهمة من تاريخ الإسلام فإنها ستكون فاتحة أيضاً لدراسة أسباب الأحداث ونتائجها. وإني على يقين أن إطلالة واعية ستفتح آفاقاً جديدة على أشياء كثيرة لم تدرس من قبل.
ص: 31
المجتمع الكوفي
لا توجد مدينة تزاحم مكة والمدينة بكثرة ما ورد عنها من روايات حول فضلها إلا الكوفة، وأكتفي هنا بذكر ثلاثة أقوال رواها ابن سعد؛ الأول: عن أمير المؤمنين علیه السلام ، وهو : (الكوفة جمجمة الإسلام، وكنز الإيمان، وسيف اللّه ورمحه يضعه حيث يشاء، وأيْمُ اللّه لَيُنْصَرَنَّ اللّه بأهلها في مشارق الأرض ومغاربها كما انتصر بالحجارة) والثاني: عن سلمان الفارسي، وهو: (ما يُدفع عن أرض بعد أخبية مع محمد، صلّی اللّه علیه وسلّم، ما يدفع عن الكوفة، ولا يريدها أحد خارباً إلا أهلكه اللّه، ولتصيرنَّ يوماً وما من مؤمن إلا بها أو يصير هواه بها). والثالث: عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، وهو : (إن أسعد الناس بالمهدي أهل الكوفة ). ولا شك أن ما ورد في فضلها عن أهل البيت وغيرهم - وهو كثير - لا بد أن تكون من ورائه أسباب جعلتها بتلك المنزلة التي استدعت تكريمها؛ فقد نزلها خاصة الصحابة، من بدريين ومبايعين تحت الشجرة، ومن أرضها انطلقت جيوش الفتح، ومن ساحات مساجدها انطلقت جيوش أخر من علماء وفقهاء واكبوا الجيوش، وساحوا في أرجاء الأرض يحملون السيف والقلم، وتوسدت تربتها جثامين آلاف مؤلفة من العلماء والفقهاء والمفكرين والزهاد من صحابة وتابعين وأولي فضل، كانوا سبباً في بناء المجتمع الإسلامي، وتنويره، والحدّ من بداوته.
وإذا كانت بتلك المنزلة فهي أيضاً ابنة القهر والجور والاضطهاد. وبشخصينها المزدوجة واصطفافها القبلي، وقدرة الأصفر الرنان على تحريك من تسلط على مجتمعها ضيع جمهور من المتنفذين والساعين إلى الثروة والجاه فيها على العالم فرصة لن تتكرر، وذلك بخذلانهم أمير المؤمنين علیه السلام ومحاولتهم ضرب مشروعه العظيم تنفيذاً لمطامحهم الدنيوية.
ولم تكن الكوفة دار سكنى يوم مُصِّرت سنة سبع عشرة للهجرة فحسب، ولا محطة تموين وموقع إمداد يستريح به المقاتلون برهة من الوقت تطول أو تقصر ثم يواصلون مهمتهم ؛ إذ كان بالإمكان نزول الحيرة التي تبعد عنها
ص: 32
فراسخ معدودات كي تقوم بتلك المهمة، ولاسيما أنها تتمتع بالظروف الجغرافية التي تتمتع بها الكوفة نفسها. لاشك أن السبب في تمصيرها بذلك الموقع يعود أيضاً إلى الخوف من حدوث تصادم بين مجتمعين مختلفين قبل أن يستقر الوعي، أو امتزاج يدفع إلى التراخي عن القيام بالمهمة الموكلة لذلك التجمع البشري الكبير، أو انبهار بالمجتمع الزراعي قد يؤدي إلى الرغبة
في الاستقرار.
ولم يعرف مجتمع الكوفة الاستقرار لعقود، إذ كانت طائفة كبيرة تخرج منها، وأخرى تعود إليها، بصورة دورية، وليس شرطاً أن يعود إليها من خرج منها، فقد يستوطن في تلك الأنحاء، أو يستشهد في الحروب التي دارت بها، وقد شارك جميع من سكنها من الصحابة والتابعين في جيوش الفتح بطريقة أو بأخرى، ففقدت عامل الاستقرار لمدة طويلة، وهو من عوامل الانتماء إلى المكان وتطويره.
وكان طبيعيّاً أن ينحسر نفوذها شيئاً فشيئاً بعد استشهاد الإمام علیه السلام بسبب التراكم السياسي الطائفي الذي حاصرها، وشوَّه النظرة إليها، ولكنها أثَّرت في الوسط المعرفي قديماً وحديثاً. وبقيت في ضمير العالم منارة للإشعاع الحضاري، وقاعدة للعلوم والمعرفة التي انتشرت من بعد في أرجاء المعمورة.
وشخصيات كبار الصحابة والتابعين بالكوفة لهم مكانة تاريخية غاية في الأهمية، وكان لمن سكنها منهم ومن غيرهم دورهم الأهم في نشر الإسلام، وفهم ثقافات الشعوب التي اختلطوا بها، فشاركوا في نقلها، ثم حدث من بعد تلاقح ثقافي عجيب انبت مزيجاً حضاريّاً مذهلاً خلال قرنين من الزمن، وأثمر حضارة من بعد مازالت مصدر إلهام لكثير من الباحثين.
وعلى الرغم من المسحة العربية التي اتشحت بها الكوفة، فإنها لم تكن خالصة، فقد اختلط عنصرها العربي بمجاميع هائلة من الموالي، أسلم بعضهم قبل معارك الفتح وفي أثنائها وشارك فيها وأسلم بعضهم بعدها، وأخذ بعضهم رقيقا بعد انكسار جيوشهم، ويمكن أن نقول باطمئنان: إن أعدادهم قاربت ربع سكانها يوم تأسست .
ص: 33
واستوطنت بجوارها قبل تمصيرها وبعده أخلاط مثَّلت أكبر تجمع لليهود والمسيحيين وغيرهم من أتباع الديانات الأخر في العراق كما سبق القول.
والتيار العلوي الذي نشأ بها تعرض لعصف قاصف في أخريات خلافة أمير المؤمنين علیه السلام بسبب الحملة الدعائية التي شنها الأمويون عليه بكل شراسة، وكثرة أعدائه بها من زبيريين وخوارج، ثم تعرض تيار التشيع بعد رحيله علیه السلام إلى هزات هائلة، وأحداث مروعة، ولكنها لم تستطع أن تطوح به، بل رادته قوة وصلابة ورسوخاً وانتشاراً، ولم تستطع السياسة بكل عصور الظلم والاضطهاد التي مارستها عليه أن تتخلص منه، وكلما ازداد الضغط علية كلما ازداد توهجاً وبريقاً في النفوس بسبب اتِّكائه على إرث من الصعب التنازل عنه، وهو مبادئ الحرية والعدل والمساواة التي أشاعها أمير المؤمنين علیه السلام في المجتمع الكوفي، وسقاها أبو عبد اللّه الحسين علیه السلام من بعد بدمه الزكي. وكان من أسباب استمراره وثباته أن من تسلط عليه قديماً وحديثاً لم يستطع أن يترك من ورائه طاقة تؤدي إلى خلق قاعدة قادرة على التأثير والاستمرار.
وقد اتخذ الحكم الأموي سياسة حكيمة للتخلص من ذلك التيار، من خلال تنمويه صورة رمزه العظيم، واتهامه بأبشع التهم، ولعنه على منابر المسلمين وقتل وجوه أتباعه، أو كتم أفواههم، أو تهجيرهم إلى أمصار أخر،أو من خلال البعوث التي كان يبعث بها نحو الشرق، أو من خلال اختيارهم للاصطدم بالخوارج ؛ أو من خلال إشعال نار الطائفية والفرقة والأحقاد في مجتمعهم الذي عوده الذي عوده أمير المؤمنين علیه السلام على الحوار وحرية الرأي وإحكام العقل.
ويوم انتقل منها مركز الحكم أصبح ينظر إليها بعين الريبة بسبب صبغة التشيع الغالبة على سكانها، فسلط الحكام عليها أعتى الولاة وأقساهم، فأخذوا البريء بها بالمذنب، وضجت بأهلها سجون الحكم، وقتلوا أو شرَّدوا أو سجنوا كل من تشم فيه رائحة ولاء أو حبِّ لأهل البيت. ونفذت فيها عقوبات لم يعرفها المسلمون من قبل.
ص: 34
وكانت قسوة العباسيين على أبنائها لا تقل عن قسوة الأمويين وكأن أمير المؤمنين علیه السلام كان ينظر إلى ما سوف تمر به من نكبات من وراء الحجب، فقد خاطبها يوماً بقوله: (كأني بك يا كوفة تُمَدِّين مدَّ الأديم العُكاظيِّ ؛ تعركين بالنوازل، وتُركبين بالزلازل، وإنّي لأعلم أنه ما أراد بك جبَّار سوءاً إلا ابتلاه اللّه بشاغلٍ أو رماه بقاتل). وقد نزلتها نوازل على مرّ الحقب أكتفي بذكر واحدة دفعها اللّه عنها نقلها ابن أبي الحديد عن منتظم ابن الجوزي، وفيه (أن زياداً لما حصبه أهل الكوفة، وهو يخطب على المنبر قطع أيدي ثمانين منهم، وهمَّ أن يخرب دورهم، ويجمِّر نخلهم، فجمعهم بهم المسجد حتى ملأ والرحبة، يعرضهم على البراءة من علي عليه السلام وعلم أنهم سيمتنعون، فيحتجُّ بذلك على استئصالهم، وإخراب بلدهم، قال عبد الرحمن بن السائب الأنصاري، فإني لمع نفر من قومي، والناس يومئذ في أمر عظيم؛ إذ هومت تهويمة، فرأيت شيئاً أقبل، طويل العنق، مثل عنق البعير أهدر أهدل، فقلت: ما أنت؟ قال : أنا النقاد ذو الرقبة، بعثت إلى صاحب هذا القصر! فاستيقظت فزعاً، فقلت لأصحابي : هل رأيتم ما رأيت؟ قالوا: لا ؛ فأخبرتهم. وخرج علينا خارج القصر، فقال: انصرفوا، فإن الأمير يقول لكم : إني عنكم اليوم مشغول، وإذا بالطاعون قد ضربه)، وقد ذكر هذا المسعودي من قبل.
وكتب على الكوفة في ولاية عبيد اللّه بن زياد أن يسوق آلافاً من أبنائها كما الأنعام بسبب الترهيب والترغيب لارتكاب أبشع جريمة عرفتها الإنسانية وأشدها فظاعة وذلك بقتل أبي عبد اللّه الحسين سبط رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم ، وذبحه وقتل أهل بيته وصحابته، وذبحهم وسبي عياله، وتوجتها بنصب رأسه الشريف في قصر الإمارة بالكوفة. وعلى الرغم من بشاعة تلك الجريمة المروعة فقد كان لها أثرها قديماً وحديثاً في إذكاء روح الثورة والتمرد على الاستبداد ليس بالكوفة فحسب، وإنما في غالبية الأمصار الإسلامية. ويوم وقعت أصبحت نذير شؤم على البيت الأموي، ومنطلقاً لثورات أخر اقتلعت ذلك البيت من أساسه، وكانت هاجس خوف ورعب لدولة بني العباس ومن تلاهم على الرغم من كل سطوة الحكم وجبروته وإمكاناته.
ص: 35
وشهدت الكوفة بعد مصرع أبي الأحرار علیه السلام ثورات روَّت تربتها بالدماء في مقدمتها ثورة التوابين وغيرها التي راح ضحيتها آلاف من أتباع تيار أهل البيت.
وعلى الرغم من كل الأحداث التي أرادت أن تطوح بها بقيت محافظة على صبغتها العلوية التي أصبح من المستحيل القضاء عليها. ومما يؤسف عليه أن حملات التشويه التي شنت عليها أثرت تأثيراً سلبيّاً على رؤى كثير من العلماء: فاتخذوا من علماء مدرسة أهل البيت، ورواة أخبارهم مواقف سلبية، وكان لابد للفعل أن يعقبه ردّ فعل أثَّر على الرابطة الإسلامية التي يسعى المخلصون من المسلمين لتقويتها، ورفع الشوائب التي كدَّرتها.
والمدينة التي تربت في أحضان صفوة الصفوة من الصحابة، واتخذت منها غالبية القبائل العربية موطناً كان لعامل الاقتصاد وتركيبة المجتمع القبلي، ومجموعات الموالي التي استوطنتها، والديانات التي جاورتها أثر في صياغة تاريخها الديني والسياسي والاجتماعي والفكري. ومن تلك الأحداث التي كانت الكوفة حبلى بها كان المخاض الذي أنجب الكوفة الأسطورة.
وفي جوارها أيضاً ترى قصوراً وحانات أنشئت من قبل ومن بعد، شهدت ألواناً من اللّهو الحرام في أزمنة أريد للهو والفجور أن يشيع في مجتمعها كي يلهيه عن المطالبة بحقوقه فترددت في جنباتها عيون قصائد شعر الغناء ومقطعاته.
ويوم تأسست بغداد كانت الكوفة النبع الذي يمدها بالعلماء والقراء والمفسرين والمحدثين والمؤرخين والرواة والشعراء وعلماء الأنساب وغيرهم. وملل ونحل وتيارات وفلسفات أنشأت محطات معرفية في المشرقين. وبقيت في ضمير العالم قاعدة للعلوم والمعرفة التي غادرتها.
وقدِّر لتلك الشعلة التي توهجت أن تخفت شيئاً فشيئاً، حتى اضمحلَّت، وما إن حلَّ النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي حتى أصبحت المدينة أطلالاً لم يبق منها إلا مسجدها الجامع، وبعض المراقد التي أحاطت
ص: 36
به؛ فقد حلَّ بها الخراب، بعد أن فارقها أهلها، ولم يبق منهم إلا أسر بعض القائمين على خدمة المراقد المقدسة بها.
من نزل الكوفة من الصحابة وتابعيهم
اتجهت غالبية القبائل التي رافقت سعد بن أبي وقاص من المدائن إلى الكوفة، وحين خُطِّطَ جامعها الكبير سَكَنَت من حوله على أساس الاقتراع فكان جانبها الشرقي من نصيب القبائل اليمنية وجانبها الغربي من نصيب القبائل العدنانية، ثم قسمت القبائل على سبعة أسباع أو خطط تمثل أحياء الكوفة آنذاك، احتوت على قبائل اليمن وهمدان والحجاز ونجد، وشرق الجزيرة. واستمرَّ التقسيم لحين ولاية زياد الذي استحدث نظام الأرباع، بسبب تخلخل تركيبتها السكانية، فقد نقل عدداً كبيراً من أهلها بأسرهم إلى خراسان ليستوطنوها.
وقد اختلف المؤرخون في عدد الخاصَّة من الصحابة الذين رافقوا سعد بن أبي وقاص، فعند ابن سعد ثلاثمائة من أصحاب الشجرة، وسبعون من البدريين، وتفاوت عدد من رافقه من جند الفتح بحسب الطبري وغيره ما بين عشرة آلاف وعشرات وذهب العجلي في كتابه معرفة الثقات إلى أن الكوفة نزلها ألف وخمسمائة صحابي، وذكر غير هذا أيضاً.
ولم يتوقف مدُّ المهاجرين إليها من جزيرة العرب طيلة خلافة عمر وعثمان، فجيوش تخرج منها نحو الشرق، وأخر تدخل، من دون أن يكون من وراء ذلك إحصاء دقيق باستثناء ما يذكر في سجلات المقاتلين التي لم تصل منها إلا بعض الأخبار.
وغادر المدينة المنورة من كبار الصحابة مع أمير المؤمنين علیه السلام بحسب اليعقوبي في تاريخه أربعمائة، والتحق به منهم بعد وصوله أرض أسد وطيّئ ستمائة. وبحسب الطبري في تاريخه سبعمائة وستون وبحسب الشيخ المفيد في الجمل سبعمائة من المهاجرين والأنصار، وبحسب خليفة عن رجل من
ص: 37
أسلم: كان معه (أربعة آلاف من أهل المدينة) وبحسب سعيد بن جبير : كان معة (يوم الجمل ثمانمائة من الأنصار، وأربعمائة ممن شهد بيعة الرضوان). وروى ابن عبد البر في استيعابه أن عبد الرحمن بن أبزى قال: (شهدنا مع علي ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاث وستون منهم عمار)؛ ورافقه بحسب نصر بن مزاحم رواية عن سعيد بن قيس الهمداني سبعون بدريّاً. وبحسب المسعودي شهد (صفين مع علي من أصحاب بدر سبعة وثمانون رجلاً : منهم سبعة عشر من المهاجرين، وسبعون من الأنصار، وممن بايع تحت الشجرة، وهي بيعة الرضوان من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم تسعمائة، وكان جميع من شهد معه من الصحابة ألفين وثمانمائة). وقال الذهبي في ترجمة حبَّة بن الجوين (وهو الذي حدث أن عليّاً كان معه بصفين ثمانون بدريّاً)، وقال : (وهذا محال)، ولا يهمنا ما ذهب إليه الذهبي، ، قدر ما يهمنا كون الرواية وردت من شاهد عيان مشارك في تلك الحرب، ولاشك في أنه حدَّث في مجتمع مشارك فيها، وليس غريباً عنها.
وورد في خطبة لمالك الأشتر ذكرها السيد محمد تقي الحكيم في كتابه عنه أنه كان مع أمير المؤمنين علیه السلام حين خرج إلى صفين قرابة مائة بدري.
ويوم قرر علیه السلام المسير إلى صفين كان بالكوفة أربعون ألف مقاتل ويزيدون، قسم غير قليل منهم من الموالي ؛ وروايات أخر تجدها مبثوثة في وقعة ابن مزاحم، وتاريخ خليفة وطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري، ومروج المسعودي، وجمل الشيخ المفيد واستيعاب ابن عبد البر، وكامل ابن الأثير، وغيرها تذكر أعداداً تتجاوز ما ذكرناه أو تقل عنها وجميعها لم تبن على إحصاء دقبق يمكن الاطمئنان إليه.
من توفي بالكوفة من الصحابة وتابعيهم ومن عاصرهم
ولا يعرف عدد من توفي بالكوفة من الصحابة، وأقدم إشارة وقفت عليها حول عددهم تعود إلى القرن الخامس، وهي لا تغني ولا تسمن من جوع،
ص: 38
ولكنها تؤشر. فقد روي عن أبي الغنائم النرسي أنه قال : دفن بالكوفة ثلاثمائة وثلاثة عشر صحابيّاً لا يتبين قبر أحدهم إلا قبر علي علیه السلام. وهو رقم لا يمثل الواقع، ولا يتماشى مع عدد من سكن الكوفة منهم. أما من توفي فيها من التابعين فلا يوجد إحصاء لأعدادهم، ولا إشارة.
وبعد بحث وتنقيب فيما تيسر بين يدي من مصادر استطعت أن أترجم لمائة وستة وسبعين صحابيّاً رجحت عندي وفاتهم بها، ووقفت على سبعمائة وست وثمانين من الطبقة الأولى من التابعين ومن عاصرهم رجحت عندي وفاتهم بها أيضاً، وقد ترجمت لهم بحسب ما توفر بين يدي من أخبار عنهم. أنفار منهم قد التبس علي أمرهم وأنفار شككت بالتباس اسمه بغيره. وما وقفت عليه يمثل جانباً من الحقيقة، ويراودني يقين أن ما يستدرك على هذا الكتاب قد يتجاوز ضعفه ويزيد، وإن الأمر يحتاج إلى مراجعة متأنية لجميع كتب الرجال التي تناولت بالذكر الصحابة والتابعين، ولجميع كتب الأدب والتاريخ واللغة والطبقات بأنواعها المختلفة، وكل هذا إن تمَّ يمنح مؤشراً مقبولاً، ولكنه لا يقدم حقيقة، إذ إن هناك غيرهم مرَّ عليهم التاريخ من دون أن يلتفت إليهم. كما أن سجلات المقاتلين التي كانت تحتفظ بها الولاية ضاعت في غياهب الزمن الذي لم يعن بها كثيراً. ولم أترجم للصحابيات أو التابعيات لأن عندي وقفة أخرى معهن في قريب عاجل إن شاء اللّه. وعلى كل حال فإنها خطوة على الطريق تفتح باباً.
الجبانات مدافن الكوفة
اتخذت القبائل العربية التي استوطنت الكوفة من مسجدها وقصر الإمارة مركزاً سكنت من حوله يفصلها عنهما قرابة مائة متر، ولا شك أنه كان لكل قبيلة أو مجموعة مسرح لإبلهم وحيواناتهم يقع غالباً في جانبها الغربي، والظاهر أنه بسبب طبيعتها أطلق على تلك المسارح اسم الصحراء كصحراء أثير، وصحراء بني جعفر، وصحراء بردخت ،وغيرها، لأن جانبها الشرقي زراعي لا يصلح لذلك، ويخيل إلي أن القبائل الكبرى اتخذت من بعض
ص: 39
المرتفعات البسيطة مدفناً خاصاً بها بعد أن كانت تدفن في بيوتها، ويغلب على الظن أنه يقع في جانبها الغربي أو باتجاهه وهو لا يبعد عن بيوتها كثيراً، وقد اصطلح على تسميتها ب- «الجبَّانات»، ذكر الطبري منها: جبانة أثير، وجبَّانة سالم، وجبَّانة بشر، وجبَّانة السبيع، وجبانة بني سلول، وجبَّانة الصائدين، وجبَّانة ،عزرم وجبَّانة كندة وجبَّانة مراد وجبانة مخنف، ونحن لا نتوقع أن تكون قريبة من النهر، أو في أماكن منخفضة من المدينة.
ولم تكن القبور في القرن الأول الهجري قد عرفت الشواهد والقباب؛ فليس فوقها أكثر من دالة تدل عليها، لذا شهدت نواحي بعض هذه الجبانات أحداثًا ومعارك أشار إليها الطبري وغيره من المؤرخين، ولو لم تكن أرضها شبه منبسالة لما شهدت ما شهدته. ومنذ سنة سبع وثلاثين للهجرة قلّ الدفن بها، وقد يكون انتقل نهائيًا إلى الثوية التي يغلب على الظن أن تلك الجبانات كانت باتجاهها، وسيأتي الحديث عنها.
النجف الأشرف
والنجف المدينة جزء من نجف أكبر ، أو على حدوده أو بقربه، ضاعت معالمه بعد أن تغلب الجزء عليه، أما الأكبر فهو قديم قدم تكون الأرض، وقد لا تتناسب جميع التفسيرات اللغوية العربية مع حقيقة تسميته، وكأن التسمية تعود إلى العصر البابلي القديم (Nagabu) بمعنى مخزن أو مستودع كما أفادني أحد الأخوة الآثاريين. وبهذا تنسجم مع وضعيتها القديمة يوم كانت بحيرة مترامية الأطراف يلجأ إليها فائض نهر الفرات.
وقد تحدثت بإيجاز عن وضعيتها الجيولوجية والتاريخية قبل الفتح في كتابي «مرقد الإمام علي وضريحه». وهي بقعة مترامية الأطراف شهدت أوليات وقائع فتح العراق، على يد خالد بن الوليد سنة اثنتي عشرة للهجرة، وسعد بن أبي وقاصر سنة أربع عشرة ؛ ولتلك الوقائع أخبار مبثوثة في الجزء الثاني من كتاب الطبري وغيره. ولسنا بصدد سبر أغوار تاريخها أو الحديث عنها، ولكن
ص: 40
المناسبة تقتضي أن نلمِّح إليه للتفريق بينه وبين المدينة التي تأسست من بعد.
والنجف المدينة هضبة تطل على جانب من ذلك المنخفض المترامي الأطراف الذي استوعب الفائض من مياه نهر الفرات وكأنما جرفها نجاف يصد المياه ويمنعها من الانحدار نحو الكوفة.
وهي أيضاً جزء مما يسمى بظهر الكوفة أو لسانها، أو ثويتها ؛ وما قيل في فضل الكوفة هو عين ما قيل في فضلها لأنها جزء منها، وقد فضلتها بمرقد الخالد العظيم أمير المؤمنين علیه السلام، وكنت قد ذكرت في غير هذه المناسبة أن جميع الظروف التي أحاطت بها توحي بعدم قيامها حتى نهاية ثلاثينيات القرن المنصرم، فالأرض صحراء لا ماء فيها ولا شجر، ولا تقاربها عين تسدُّ عطش حيواناتها.
ولعلَّ تربتها الميالة إلى الحمرة هي التي جعلتها تنماز في الربيع بأزهار من خزامى وأقحوان، وشقائق أعجب بها النُّعمان بن المنذر فمنع قطفها أو قلعها مما أدى إلى تسمية المنطقة في الجاهليَّة بخدِّ العذراء. ولقد اعتادت المدينة على تسجيل أعلى درجة حرارة تعرفها الأرض في كثير من السنوات أثناء شهر تموز ؛ أما معدل الأمطار التي تصيبها كل سنة فهو غيض، وأما بحرها فهو ملح أجاج يوم كان، وأما أرضها فإن رملها وحصباءها بالكاد تفرشان غالبية قشرتها، ومن بعدها تأتي أرض رملية الحجر أو كلسيته، ومعروف في الوسط النجفي أنها تصبح بعد مترين أو ثلاثة في غاية القسوة على أدوات الحفر اليدويَّة التي كانت شائعة في القرون الماضية، ومعروف أيضاً في ذلك الوسط أن مياه آبارها التي تغور في أعماق الأرض قرابة العشرين متراً أو تزيد لا تصلح لطعام أو شراب، ولكنها تدفع الموت حينما تحكم الضرورة بذلك.
وإياك أن تغريك أحاديث تاريخ نواحي المدينة فتصدق أنها كانت من جنَّات عدن، فليس فيها غير بعض الحصون والأبنية والأديرة، حصون عسكرية على حدود مملكة الحيرة لصدِّ عدوٍّ وأبنية بناها هذا أو ذاك من ملوك
ص: 41
المناذرة من قبل، والخلفاء أو الولاة أو الموسرين من بعد يستمتعون بها في أيامٍ من لسنة للاسترواح أو الصيد؛ وبيع وأديرة وكنائس انتشرت يوم كانت المسيحيَّة منتشرة فيها .
ولكن قدر اللّه أراد تصديق ما ورد من أقوال في فضل الكوفة، فشاء أن تنشأ بظهرها أو لسانها أو قسم من ثويتها واحدة من أهم المدن المقدسة، وجامعة العلوم الدينية، استوطنها خلق من شرق الأرض وغربها، وقضوا فيها زهرة شبابهم وشيخوختهم علی الرغم من الظروف القاسية التي أحاطت بهم. كل ذلك ببركة أمير المؤمنين الذي شرف جسده تربتها.
فحين عرَّف الإمام الصادق علیه السلام شيعة أهل البيت بموضع مثواه الشريف في أوليات العقد الرابع من القرن الثاني الهجري، أصبح مزاراً، ثم ضريحاً اتسع شيئاً فشيئاً خلال القرون الثاني والثالث والرابع، وجاوره خلق، فتكونت مدينة ورثت مكانة الكوفة ومنزلتها، وتجاوزتها يوم حلَّ بها الشيخ الطوسي «ت 460ه-» في النصف الأول من القرن الخامس الهجري.
وعلى الرغم مما أحاط بها من عوامل أدت إلى إبعادها عن دائرة الضوء، فإنه يحق لها أن تأخذ مكانتها بين عواصم العالم الثقافية لمكانتها الدينية والعلمية والتاريخية.
وقد استطاع جمهور من أبنائها الانتشار في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينيانه في أرجاء العالم، وأثبتوا للداتهم أنهم لا يقلون عنهم معرفة واستيعاباً، واستطاع رعيل منهم حينما كتب عليهم الاغتراب والتشرد مع بقية إخوانهم من العراقيين أن يكونوا مشاعل للنور والتنوير في عدد لا يستهان به من الدول فغذوا جامعاتها، وشاركوا في تكوين مدرسة رفعت من شأن الأستاذ العراقي الجاد الذي يكافح لإيصال علمه إلى طلابه بغض النظر عن جنسية أو دين أو عرق.
ولم تكن المدينة في يوم منغلقة على نفسها ومنصرفة للعلوم الدينية، كما قد يتصور بعض الناس فقد خرَّجت مجالسها وأنديتها وأزقتها التي بالكاد
ص: 42
يدخلها الضوء آلافًا مؤلفة من المثقفين والكتاب والباحثين والعلماء والسياسيين والفنانين.
أما الكوفة التي حل بها الخراب فقد بدأت بالنهوض منذ أخريات القرن التاسع عشر، وبدأت المسافة ما بينها وبين النجف تضيق شيئاً فشيئاً حتى تداخلت المدينتان في أخريات القرن العشرين فما عادت تعرف لهما حدود إدارية منظورة، واختفى جانب كبير من الظهر أو اللسان أو الثوية في زحمة المباني التي وصلت بين المدينتين.
الثوية
الخارج من الكوفة إلى النجف لا يشعر بأن الأرض ترتفع شيئاً فشيئاً من تحت قدميه حتى يصل إلى مرقد أمير المؤمنين علیه السلام ، وما إن يتجاوزه إلى غربه أمتاراً لا تصل إلى الألف حتى يجد نفسه على شفير أو جرف يطل على أرض منبسطة بعمق يتراوح ما بين خمسة وعشرين مترًا إلى خمسين في بعض المواضع، يسافر النظر فيها، وقد تكونت بها بحيرة هائلة من فائض مياه نهر الفرات في غابر الزمان أطلق عليها اسم «بحر النجف»، ومازالت بقاياها ماثلة للعيان.
هنا يدرك الناظر الفارق بين الموضعين؛ ويستطيع أن يقدر أيضاً سبب اتخاذ بقعة منه ما بين كري سعدة الذي مثل الحدود الإدارية للكوفة الحديثة من جهتها الغربية وساحة ثورة العشرين بالنجف الأشرف من جهتها الشرقية مدفناً خلال القرون الثلاثة من الهجرة النبوية المباركة، لأن الأرض كلما قربت من نهر الفرات استحال الدفن بها لكثرة مياهها الجوفية التي لا تسمح بالحفر أكثر من متر واحد، وقد غزا الكوفة فيضان الفرات غير مرة حتى رأى السيد بحر العلوم ضرورة دفن ساحة مسجدها الكبير لوقايته منه.
هذا المدفن الفسيح الذي هو جزء من «ظهر الكوفة»، لوقوعه في جانبها الغربي، أو جزء من «اللسان» لأن الطبري قال: (واللسان: لسان البر الذي
ص: 43
أدلعه في الريف، وعليه الكوفة اليوم، والحيرة قبل اليوم) هو أيضاً جزء من «الثوية»، وقد اختلفت الآراء في سبب تسميتها وأرادوا ربطها بالمعنى اللغوي، فقالوا : الثوية سجن بناه النعمان بن المنذر الذي عرف بطغيانه وجبروته، فمن دخله ثوى به، وهو حديث خرافة إلا إذا كان النعمان قد بنى سجناً ،بها فأخذ اسمها ولم تأخذ اسمه، وهذا ليس ببعيد، لأن الخاص في العادة يأخذ اسم العام، ولأن السجون تبنى غالباً في نواحي المدن. واختلفوا في حدودها حتى اتسعت لتحتوي فضاء المثلث الحضري ما بين الكوفة والحيرة والنجف.
والثوية جزء من هضبة مترامية الأطراف، تمتد من خارج الحيرة والكوفة إلى كربلاء وتتجاوزهما باتجاه الغرب.
ويوم اخترت لتلك البقعة اسم «بقيع الكوفة» لم أبتعد عن الصواب، لأنها لا تختلف كثيراً عن «بقيع المدينة المنورة» ، ولا أشك في أن من ثوى بها من الصحابة والتابعين يعدل من ثوى منهم ببقيع المدينة المنورة مرات.
الثوية بقيع الكوفة
وإذا كان بقيع المدينة يزهو بمراقد أهل البيت علیهم السلام، ومن جاورهم من الصحابة، والتابعين، ويطل عليهم مرقد النبي المصطفى صلوات اللّه وسلامه عليه، فبقيع الكوفة -الثوية - شرفه بطل الإسلام الخالد أبو الأئمة أمير المؤمنين علیه السلام يوم اختار بقعة منه، ونوره يوم رقد به ؛ وهو مرقد الخاصة من أصحابه، وقُبِر فيه خلق لا يحصيه إلا اللّه من صحابة وتابعين، وتابعيهم، ومن جاء بعدهم من أهل الفضل والإيمان ممن أناروا شعلة الإسلام ورفعوها. ومن أسباب اختيار تلك البقعة ما روي عن أمير المؤمنين علیه السلام يوم قال: (سمعت رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يقول : كوفان كوفان، يرد أولها على آخرها يحشر من ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنَّة بغير حساب )كما جاء في فرحة الغري وكان علیه السلام (يأتي النجف ويقول : وادي السلام، ومجمع أرواح المؤمنين،
ص: 44
ونعم المضجع للمؤمن هذا المكان وكان يقول : اللّهم اجعل قبري به)، وقد روى ذلك ابن عساكر بسنده عن محمد بن مسلم.
وقُبِر في تلك البقعة التي أصبحت مقبرة عامة لأهل الكوفة أيضاً جمهور كبير من القتلة والسفاحين والطغاة ممن كان له أكبر الأثر في تشويه وجه الإسلام المشرق، وممن شارك أو سبب في مآسي الإسلام التي مازال المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يعانون من أفعالهم الدنسة.
وقد بدأ الدفن به سنة سبع وثلاثين من الهجرة النبوية المباركة، وتتابع باتجاه النجف، وأكاد أرجح أن الغالبية العظمى ممن ترجمنا لهم قد دفنوا به، لأن وفاتهم كانت بعد رحيل خباب بن الأرت الذي افتتح الدفن في ذلك التاريخ بوصاة منه، وقد يكون قد سمع تلك ما قاله أمير المؤمنين علیه السلام عن البقعة المباركة ؛ وما إن حلَّ النصف الثاني من القرن الأول حتى وقفنا على رواية تذهب إلى أن قبر المغيرة بن شعبة لا يبتعد كثيراً عن مرقد كميل بن زياد النخعي إلا مئات معدودة من الأمتار، وهو بمرمى النظر من ضريح أمير المؤمنين علیه السلام. وهناك دفن أيضاً بحسب ياقوت أبو موسى الأشعري، وزياد بن أبيه، وقد أشرنا إلى كثر غيرهم ممن دفن به، وإذا صحت هذه المعلومة تكون مقابر قريش وثقيف في ذلك الجوار. وقد تحدثنا عن كثير من هذا في كتابنا «مرقد أمير المؤمنين وضريحه.»
وقد طالت يد الإهمال تلك المقبرة، وتقادم الجديدين عليها أبلاها، حتى إذا جاء القرن الخامس اختفت جميع آثار قبور الصحابة والتابعين، وهو أمر طبيعي لأن الدفن في القرن الأول الهجري لم يعرف بناء الشواهد أو القباب على قبور الموتى، كما سبقت الإشارة.
ويغلب على ظنّي أنه مع دخول القرن الثالث بدأ الدفن يتحول منها شيئاً فشيئاً إلى جوار أمير المؤمنين ، وحين أتخم جواره بالأجساد قل الدفن به، وانتقل إلى خارج صحنه الشريف واتخذ من محيطه مدفناً ، ثم انتقل إلى وادي السلام من بعد، وهو جزء من الثوية أيضاً. كي يكون المقبور بين حمى
ص: 45
أمير المؤمنين، وحمى أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام ، بحسب ما يعتقده الشيعة من كرامة لهذه البقعة، فتأسست بها أكبر مقبرة للمسلمين في العالم.
أما مقبرة الثوية فقد اندرست منذ زمن يصعب تحديده، وقد أدركنا أرضها في أوليات منتصف القرن الماضي وهي صحراء ليس فيها غير مسجد عتيق هو مسجد الحنانة، وقبة صغيرة آيلة للسقوط آنذاك لصاحب أمير المؤمنين علیه السلام كميل بن زياد النخعي، أما بقية قبور الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن تلاهم، فقد أصبحت أثراً بعد عين. ومنذ ذلك الوقت بدأت النجف تزحف شيئاً فشيئاً باتجاه الشرق، ثم زاحمتها الكوفة بالزحف باتجاه الغرب فاتصلت المدينتان وغابت منطقة مقبرة الثوية عن الأنظار، وبقيت الأرواح الطاهرة التي سكنتها تسبح في ملكوت اللّه بجوار مرقد أمير المؤمنين علیه السلام أما غيرها ممن ارتكب أصحابها أبشع الجرائم، فقد غادرت المكان واستقرت في قعر الجحيم. وبسبب تأخر تدوين التاريخ الإسلامي، أصبح من الصعب جدّاً أن تقف على ترجمات وافية لشخصيات ذلك العصر، وما رواه، وما روي عنه. وفعلت طائفية الحتكم فعلتها فشوهت كثيراً من الصور وتدخلت العاطفة، فشوهت أخر، وكان للصراع بين العلماء وميولهم وتعصبهم أثره فاتهمت شخصيات مرموقة بالكذب والتدليس. وتنقلت تلك الرؤى جيلاً بعد جيل، وأسست لعلم الجرح والتعديل كي تستطيع تبين الغث من السمين من ذلك الركام المعرفي الذي تناقته الأجيال، ولكن هذا الباب أيضاً لم يسلم من الانحياز الطائفي الذي غيب جوانب مهمة من حقائق التاريخ.
وكانت المصادر تشح أحياناً حتى يكون من الصعب معرفة اسم الصحابي أو التابعي، أو من كان له دور في أحداث العصر، فقد يصدر بابن، أو يكتفى بذكر كنيته أحياناً، وقد يذكر اسمه من دون إشارة إلى دور أو مشاركة، أو يلتبس الاسم بغيره، وقد تسمح بغيره، وقد تسمح أحياناً فتمنح كوة من ضوء تسلط بصيصاً. وضاعت شخصيات لا تحصى في غياهب الزمن بسبب اهتمام كتب الرجال، غالبية مؤرخي العصر بأسماء الرواة، وما أثر عنهم.
ص: 46
أما متابعة من دفن من تابعي التابعين وتابعيهم بالكوفة أو في ثويتها فأمر يحتاج إلى وقت لا تسعه العجالة، وقد يسمح من بعد فنواصل البحث في هذا الطريق.
وقد ضيع المنهج الذي التزمت به على القراء فرصة معرفة آخرين ممن سكن الكوفة ولكنه رحل عنها من بعد، أو استشهد أو توفي في مكان آخر، وقد أعود إليهم إن سمحت الصحة ووجدت في العمر بقية؛ لأهمية أدوار قسم كبير منهم.
والباحث لا يطمح بتقديم فقهاء الكوفة ومحدثيها من الصحابة والجيل الأول من التابعين وإنما يطمح بتقديم جميع من ثوى بتربتها في ذلك العصر وكان له دور يذكر.
ولاشك في أن أي باحث مهما حاول التجرد من ذاته فهو ابن ماضيه الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي والعرقي ومهما حاول الوقوف على الحياد فإنه لابد أن ينحاز بصورة أو بأخرى، على الرغم من محاولاته ارتداء ثوب الاعتدال، لأن الاعتدال وعدم الانحياز هما لون من الانحياز أيضاً.
والتراجم التي سأعرضها من بعد تقدم أحياناً صوراً غاية في البهاء والرونق للشجاعة والإيثار ونكران الذات والتضحية والفداء من أجل المبدأ والعقيدة، ولعلماء أعلام، ونساك وفقهاء وقراء كانوا مثالاً للورع والتقوى والزهد. وأخر لشخصيات قدَّموا أنفسهم رخيصة على مذبح المبدأ والكلمة. وأخر لشخصيات شاركت في قيادة جيوش الفتح، ووصلت بدعوة سيد الكائنات إلى أقصى الشرق.
وتقدم التراجم أيضاً لدارسي علم الاجتماع والسلوك أوليات تاريخ العنف الدموي بالعراق وتضع بين يديهم صوراً لا تتماشى مع قيم الإسلام أو القيم الإنسانية بأي شكل من الأشكال فهي في غاية البشاعة والعدوانية والسلوك النفسي المريض الذي اتسم بالخيانة والتبعية والخسة والدناءة، ويقف الدارس من خلالها أيضاً على شخصيات تملك قدرة هائلة على ارتداء جميع الألوان، لكسب فتات قد لا تفوز به في أغلب الأحيان.
ص: 47
وأخر لشخصيات كان من الممكن أن يخلدها التاريخ في صفحاته البيض، ولكن سوء طالعها جعلها تختار اللون الأسود من بعد. وأخر شاركت مشاركة فاعلة في زرع الفرقة بين المسلمين. وأخر كان من الممكن أن يكون لها دور إيجابي، ولكنها اختارت السلبية فباءت بالخسران. وأخر غاية في الوحشية تستحلي شرب الدماء وقتل الأبرياء بدم بارد لا تعرف شفقة ولا رحمة. وأخر انساقت كما الأنعام، وارتكبت ما ارتكبت، وكانت مطية للقتلة والسفاحين ؛ وقد نقف على انتقام اللّه من بعض هؤلاء في الدنيا، وكلها تمثل المجتمع الإسلامي بخيره وشره على مرّ العهود والأزمان.
واجب الوفاء
ووفاء لتلك الأجداث التي شاركت في صنع التاريخ بكل شهده وعلقمه، رأيت أن الواجب يدعو المسؤولين في المدينة المقدسة إلى تكليف مجموعة من الفنانين والمعماريين لإقامة نصب تذكاري يزين بأسماء صفوة الصحابة والتابعين يرمز إلى تلك الحقبة التي طواها الزمن مع ما طوى على أن يلحق بمركز للدراسات يزين بلوحات تتناول جوانب من سير البارزين من الصحابة والتابعين ومكتبة متخصصة ؛ وإن كان فينبغي أن نفكر جديّاً بإقامة بانوراما تجسد بعض صور ذلك التاريخ، ومركز إعلامٍيّ يقصده الزوار لمعرفة معالم المدينة ومزاراتها ولاسيما أنها مقبلة في قريب عاجل على مزاحمة أهم مدن السياحة الدينية في العالم.
ص: 48
القسم الأول
من توفي من الصحابة بالكوفة
ذكرت في مبحث من نزل الكوفة من الصحابة والتابعين الروايات التي نوهت بأعدادهم، وكان ابن سعد من أوائل المهتمين بمن نزل الأمصار الإسلامية منهم، فترجم لهم، ولمن تبعهم بحسب الأمصار التي نزلوها، واحتلت ترجمات من نزل الكوفة منهم مكان الصدارة عنده، فترجم لمائة وواحد وخمسين صحابيّاً ، بينهم سبعة من البدريين، وهي أكبر نسبة لتراجم الصحابة في كتابه مقارنة بمن نزل منهم ببقية الأمصار. إلا أن قسماً غير قليل ممن ترجم لهم استشهد خارج الكوفة أو هاجر منها إلى مصر آخر من بعد، وبحسب المنهج الذي اتبعته فإني لم أترجم لهذه الفئة. وهو في الغالب لا يصرح أثناء الترجمة بوفاة الصحابي أو استشهاده في خارجها، فإذا قام دليل عندي على وفاته في خارجها أعرضت عن ترجمته.
وهو في الغالب أيضاً لا يذكر مكان وفاة الصحابي في كتابه؛ وكثيراً ما كنتُ أقطع أشواطاً في ترجمة أحدهم ثم أكتشف من بعد أن وفاته كانت في خارجها فأعرض عن ذكره.
وكان السيد حسين البراقي المتوفى سنة 1332ه- قد التفت إلى أهمية التعريف بمن نزل الكوفة من الصحابة فترجم تراجم موجزة في كتابه تاريخ الكوفة لمائة وسبعة وأربعين صحابيّاً منهم وذكر أن جل اعتماده كان على طبقات ابن سعد، ومن ذكرهم جميعهم في ،الطبقات وفاته ذكر غيرهم وردوا فيه إلا أن واحداً وعشرين صحابيا ممن ذكرهم توفي خارج الكوفة؛ فأعرضت عن الترجمة لهم بحسب المنهج الذي التزمت به.
ص: 49
والتفت الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني إلى أهمية معرفة من توفي من الصحابة بالكوفة أيضاً، فنشر في (2/ 237) من موسوعة النجف الأشرف بحثاً بعنوان «من دفن في النجف من صحابة الرسول الأكرم صلّی اللّه علیه وآله وسلّم» ترجم فيه تراجم موجزة لخمسة وثمانين رجلاً عدهم من الصحابة، إلا أن سبعة منهم كانت وفاته خارج الكوفة وعشرين منهم ليسوا من الصحابة، وإنما هم التابعين، وقد ترجمت لهم في مواضعهم. ومن الصحابة الذين ذكرهم عبد اللّه بن أرطأة بن شراحيل وقال : له إدراك، (اعتزل وقومه القتال بالرقة مع علي ومعاوية، وكانوا ثمانين رجلاً، وجاء أنه حين كان بشر بن مروان أمير الكوفة خطب يوماً فتكلم بشيء فقام إليه عبد اللّه فقال : اتق اللّه فإنك ميت ومحاسب، فأمر به فضرب بالسياط فمات)، وأحال على كتاب الإصابة (3/87)، ولم أقف له على ذكر في الطبعة التي أراجعها، ولعله من الساقط منها، ولم تسعفني مصادري بترجمته.
وغالبية المصادر التي رجعت إليها لا تهتم بزمان وفاة الصحابي أو مكانها، ولا تذكر في كثير من الأحيان المصر الذي نزله. فالشيخ الطوسي على سبيل المثال لا الحصر ترجم في رجاله لأربعمائة وثلاثين صحابيّاً ذكر أماكن نزول أو استشهاد أو وفاة قرابة تسعين صحابيّاً منهم، وأهمل الأمر مع بقيتهم، كانت حصة من أشار إلى نزوله الكوفة منهم ثمانية عشر صحابيّاً، بعضهم استشهد، أو مات في خارجها. لذا فإن من ترجمت لهم هم ممن نزل الكوفة فعلاً، ولم يقم عندي دليل على وفاته في خارجها.
وقد اختلفت مناهج الرجاليين ما بين مترجم يكتفي بذكر اسم الصحابي أو التابعي، وآخر يتوسع فيذكر بعض المعلومات، وما بين مترجم يهتم بجانب واحد من حياة الصحابي، ويهمل بقية الجوانب، وآخر يتوسع بعض الشيء.
وقد يذكر صحابي في كتاب، ويصعب أن تقف له على ذكر في آخر. وغالباً ما بنقل اللاحق عن السابق فلا يأتي بمفيد، أو يأتي بأشياء لا قيمة لها يمكن أن تختصر بجملة واحدة؛ وبسبب تشابه الأسماء فقد يلتبس اسم
ص: 50
الصحابي بغيره ؛ وقد ترجح صحبة أحدهم في مصدر وتابعيته في مصدر آخر، فمن رجحت عندي صحبته ذكرته مع الصحابة ومن لم ترجح ذكرته مع التابعين. لذا فإن الترجمات التي ذكرتها تختلف من حيث ما يرد فيها من معلومات بحسب ما وفرته المصادر.
ونسبة قليلة ممن ترجمت لهم اختلف المؤرخون وأصحاب التراجم في مكان وفاتهم ما بين الكوفة ،وغيرها، فمن رجحت عندي وفاته فيها ذكرته، ومن لم ترجح أهملت ذكره.
ونسبة قليلة جدّاً ممن روى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وعن أمير المؤمنين علیه السلام لم أستطع الجزم بوفاته بالكوفة، أو سكنه بها، إذ لم ينسب إلى إحدى القبائل التي سكنت الكوفة، ولم ترد في ترجمته أية إشارة تساعد على ترجيح وفاته بها، فأعرضت عن ذكرهم.
وبعد بحث وتنقيب استطعت أن أترجم لمائة وستة وسبعين صحابيّاً رجحت عندي وفاتهم بها ولا أشك أن غالبيتهم قد دفنوا بثويتها، لأن وفاة غالبيتهم كانت بعد سنة سبع وثلاثين السنة التي مات فيها خباب بن الأرت وافتتح الدفن بها.
وقد رتبت أسماءهم ترتيباً ألفبائيا، وذيلت كل ترجمة بمصادرها، ورتبتها ترتيباً تاريخيّاً. أما من عرف من الصحابة بكنيته، فوضعته في نهاية البحث. ولم أشأ أن أثقل التراجم بالأرقام التي تشير إلى الهوامش، لأن الهدف من تأليف الكتاب تعريف عامَّة القراء والدارسين بهذه النخبة من الرجال، ومن شاء .
البحث والتوسع أو التوثق من المعلومات ساعدته المصادر وأرقام الصفحات المتعلقة بالموضوع على ذلك.
أما أهم المصادر التي اعتمدت عليها في التراجم فهي: المغازي، ووقعة صفين والسيرة والطبقات، والتاريخ الكبير، ومعرفة الثقات، والمعارف وتاريخ اليعقوبي وتاريخ الطبري، والجرح والتعديل، ومروج
ص: 51
الذهب والثقات ومقاتل الطالبيين، والجمل، والاختصاص، ورجال الطوسي، وأسد الغابة، وكامل ابن الأثير، وشرح نهج البلاغة، وتهذيب الكمال، والإصابة وغيرها ذكرتها في خاتمة البحث.
أما المصادر والمراجع التي وضعتها في نهاية التقديم، فهي ليست جميع مصادر التقديم التي أفدت منها ؛ فهناك أخر ولاسيما ما يتعلق بتاريخ المنطقة وجغرافيتها ذكرتها في غير موضع من كتابي «مرقد أمير المؤمنين وضريحه».
والأجر موصول لأخى العلامة السيد محمد المقدسي الغريفي الذي تكرم علي بمراجعة هذه الطبعة، فحاول تنقيتها من خطأ الطباعة وفوت القلم، وأفدت این ملاحظاته أيما فائدة، ولابن أخي العزيز علي محمد جواد الطريحي الذي كلفته كثيراً من العناء في إخراج الكتاب، والشكر موصول أيضاً لأخنوي الكرمين الدكتور حسن فياض والدكتور ميثم الحمامي.
من مصادر التقديم و مراجعه
- أرض النجف التاريخ والتراث الجيولوجي الدكتور موسى جعفر العطية، بحث منشور في مجلة تراث النجف العدد
- لأول، النجف الأشرف 2009م.
-تاريخ خليفة، خليفة بن خياط «ت240ه-»، تحقيق د. سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت 1993م.
-تاريخ الطبري، محمد بن جرير الطبري «ت310ه-»، ط4، دار لكتب العلمية، بيروت 2008م.
- تاريخ الكوفة، السيد حسين بن أحمد البراقي «ت1332ه-»، تحقيق ماجد أحمد العطية، انتشارات المكتبة الحيدرية 1424ه-
- تاريخ النجف الأشرف، الشيخ محمد حسين حرز الدين، مطبعة نكارش، قم 1427ه-.
- تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي «ت 292»، تحقيق عبد الأمير مهنا، مؤسسة الأعلمي، بيروت 1993م.
ص: 52
-جمهرة أنساب العرب ابن حزم« ت 456ه-»، راجعه عبد المنعم خليل إبراهيم ط5 ، دار الكتب العلمية، بيروت 2009م.
- حولية الكوفة، مجلة تصدرها أمانة مسجد الكوفة، العدد الأول، طبع دار الضياء النجف الأشرف، 2011م.
-الخلافة الأموية د. عبد الأمير عبد الحسين دكسن، دار النهضة العربية، بيروت 1973م.
-الدولة الأموية والمعارضة، د. إبراهيم بيضون، ط2، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت 1985م.
- الديارات والأمكنة النصرانية في الكوفة وضواحيها، محمد سعيد الطريحي، مطبعة المتنبي، بيروت 1981م.
-شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد «ت 656ه-»، قدم له وعلق عليه الشيخ حسين الأعلمي مؤسسة الأعلمي، بيروت 1995م.
- طبقات ابن سعد، ابن سعد «ت 230ه-» ، ط2، دار صادر، بیروت 1998م .
- العصر الإسلامي، د. شوقي ضيف ط18 دار المعارف، القاهرة 1977م .
- قصة الاستبداد، د. فاضل الأنصاري منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق 2004 .م
- قضاة الكوفة، محمد علي آل خليفة دار المتقبن، بيروت 2012م.
- الكامل في التاريخ، ابن الأثير «ت 630 ه-»، ط8، دار صادر، بيروت 2008م.
- كتاب فضل الكوفة وفضل أهلها للعلوي الكوفي، الشيخ محمد حسن آل ياسين، بحث منشور في العدد الأول من مجلة حولية الكوفة، دار الضياء للطباعة النجف الأشرف 2011م
- الكوفة هل هذا الاسم تحريف لكلمة كوبا الآرامية، يعقوب
ص: 53
-سركيس، بحث منشور في العدد الثاني من مجلة حولية الكوفة، دار الضياء للطباعة النجف الأشرف 2012م.
- الكوفة وأهلها في صدر الإسلام د صالح أحمد العلي شركة المطبوعات للنشر والتوزيع، بيروت 2003م.
-لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث د. علي الوردي، مطبعة الإرشاد، بغداد 1971م.
- ماضي النجف ،وحاضرها جعفر باقر محبوبة، ط2، دار الأضواء، بيروت 1986م.
- مالك الأشتر، محمد تقي الحكيم، المؤسسة الدولية للدراسات والنشر، بيروت 2001م.
- مدينتا النجف والكوفة، دراسة تاريخية في تخطيطهما، د. حسن عيسى الحكيم بحث منشور في العدد الثاني من مجلة حولية الكوفة، دار الضياء للطباعة، النجف الأشرف2012م.
- مرقد أمير المؤمنين وضريحه، د صلاح مهدي الفرطوسي، ط2، قسم الشؤون الفكرية والثقافية العتبة العلوية المقدسة، النجف الأشرف 2010م.
- مروج الذهب المسعودي «ت364ه-»، تحقيق محيي الدین عبد الحميد، المكتبة الإسلامية، بيروت.
- لمفصل في تاريخ النجف الأشرف، د حسن الحكيم المكتبة لحيدرية، قم 1427ه-.
- لمعارف، ابن قتيبة «ت 276 ه-»، تحقيق ثروة عكاشة، مكتبة الحيدرية، 1427ه-.
- المعجم البلدان، ياقوت الحموي «ت626 ه-» ، ط3، دار صادر، بيروت 2007م.
ص: 54
- ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري، د. إبراهيم بيضون، دار النهضة العربية، بيروت 1979م .
- الموسوعة العربية هيئة الموسوعة العربية الجمهورية العربية السورية .
- موسوعة التاريخ الإسلامي، الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي، مجمع الفكر الإسلامي، قم 1426ه-.
- النجف قديماً ، د. مصطفى جواد، بحث منشور في موسوعة العتبات المقدسة -قسم النجف - جمعها وعلق عليها جعفر الخليلي، ط2، مؤسسة الأعلمي، بيروت 1987م.
- النجف مرسی سفينة نوح للسيد سامي البدري، بحث منشور في مجلة تراث النجف النجف 2009م.
- نهج البلاغة شرحه وضبط نصوصه الإمام محمد عبده، مؤسسة المعارف للطباعة والنشر، بيروت 1996م.
- نهج البلاغة، تحقيق السيد هاشم الميلاني، نشر العتبة العلوية المقدسة، النجف الأشرف 2010م.
- وما أدراك ما علي، د. صلاح مهدي الفرطوسي، دار المؤرخ العربي، بيروت 2008م.
ص: 55
ص: 56
الفصل الأول
الصحابة
1 -الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام
سيد الوصيين وإمام المتقين، الذي أنار شعلة الكوفة، وبنى مجدها العلمي والمعرفي يوم اتخذها عاصمة للدولة الإسلامية، وأصبح مرقده بها من بعد هادياً، وقد وقفت على جوانب من سيرته العطرة ودرستها في كتاب صدر عن دار المؤرخ العربي ببيروت سنة 2008م في ثلاثة أجزاء بعنوان «وما أدراك ما علي»، الأول : بعنوان «بيت النبوة ومدرستها». الثاني: بعنوان «بعد رحيل الوحي وصاحبه». الثالث: بعنوان «الزهراء في بيت علي». وبحثت الأطوار التاريخية التي مرَّ بها مرقده الشريف، ونوهت بأهم الهدايا التي قدمت له في كتاب أصدرته الدار المذكورة سنة 2008م وأعادت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة طبعه بعنوان «مرقد أمير المؤمنين وضريحه».
2- أسامة بن شريك الثعلبي
من بني ثعلبة بن يربوع، ذكره ابن سعد وغيره مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وقال ابن حبان: أمه من الخيرات، وذكر ابن حجر اختلافاً في نسبه، فهو من بني ثعلبة عند البخاري، وتغلبي عند ابن الأثير في أسد الغابة، ولعله وهم سببه النسخ لتشابه رسم الكلمتين.
وروى حديثه أصحاب السنن وغيرهم وقيل : إنه كان عند النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم (حين جاءت الأعراب يسألونه)، وروي أنه قال: خرجت مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم
ص: 57
في حجة الوداع فجاء قوم فقالوا : (يا رسول اللّه إن بني يربوع قتلونا فقال : لا تجني نفس على أخرى). ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي ونزل الكوفة، روى عنه زياد بن علاقة وعلي بن الأقمر. وهو في نقد الرجال التغلبي ولاشك أنه من تصحيف الطباعة، لأنه نقل عن الشيخ.
ولم أقف له على دور لا في أحداث الفتح، ولا في أحداث الكوفة.
*الطبقات 27/6 ، الثقات 3/3 ، رجال الطوسي 2/21 ،تهذيب الكمال 351/2 برقم 318 ،أسد الغابة 66/1 ، الإصابة 203/1 برقم 90 تنقيح المقال 424/8، نقد الرجال 187/1.
3- الأسود بن ثعلبة اليربوعي
وذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وقال: شهد النبيَّ صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وروي أنه سمعه في حجة الوداع يقول: «لا يجني جانٍ إِلَّا على نفسه»، ولم يضف ابن عبد البر وغيره جديداً على ما ذكره ابن سعد.
*الطبقات 45/6 ،الاستيعاب 1/ 90 ،أسد الغابة 83/1 ، الإصابة 222/1 برقم 151 .
4- أبو محمد، الأشعث بن قيس
ذكر ابن قتيبة أن اسمه معد يكرب بن قيس، وسمي أشعث لغبرة شعر رأسه. ذكره ابن سعد الصحابة الذين نزلوا الكوفة.
والأشعث من زعماء قبائل اليمن الكبار. قتلت قبائل مراد أباه في الجاهلية، فخرج للطلب بثأره ، فأسر، وفدي بثلاثة آلاف بعير.
ووفد على النبي في سبعين رجلاً من كندة، ثم رجع، ولما قبض صلوات اللّه وسلامه عليه ارتدَّ ،ثم أسر، وأما أسره في الإسلام فيعود إلى أن بني وليعة ملَّكوه لما ارتدوا على أن ينصرهم على جيش المسلمين، فارتدَّ معهم، و لما حاصره المسلمون بقيادة زياد بن لبيد البياضي، وشعر بقرب الهزيمة فتح لهم باب الحصن على أن يؤمنوه مع عشرة من أقاربه حتى يأتي
ص: 58
أبا بكر، وهكذا ضحَّى بمن معه، فأخذوه أسيراً إلى الخليفة فمنَّ عليه، وزوّجه بأخته أم فروة وكانت كريمة العين، فأنجبت منه ولده محمداً ولم یکن موضع ترحيب من الخليفة عمر بن الخطاب ولكن الخليفة عثمان ولَّاه على أذربيجان، فعزله أمير المؤمنين علیه السلام في أول خلافته.
وحين بلغ أهل العراق مسير معاوية إلى صفين عزله عن رئاسة كندة وربيعة أيضاً، لشديد معرفته به، ورأَّس مكانه حسان بن مخدوج، فترك ذلك أثراً في نفسه، فتكلم معه بعض أشراف أهل اليمن كعدي بن حاتم، وزحر بن قيس، وهانئ بن عروة فأعادها إليه وجعله على ميمنة جيشه. وحين تناهى خبر عزله إلى معاوية أراد تهييج الأشعث ومن تابعه على الإمام علیه السلام ، فطلب من مالك بن هبيرة، وهو من أصدقاء الأشعث أن يهيجه، فكتب قصيدة منها :
زالت عن الأشعث الكندي رياسته *** واستجمع الأمر حسان بن مخدوج
يا للرجال لعار ليس يغسله *** ماء الفرات وكرب غير مفروج
وحين بلغ الشعر إلى أهل اليمن بصَّر شريح بن هاني اليمنيين بدسيسة معاوية وما يرجوه من وراء ذلك، وأنه يريد التفريق بينهم وبين ربيعة، ومشى حسان بن مخدوج وركز الراية بباب الأشعث، فقال: (هذه الراية عظمت على عليّ، وهو واللّه أخفُّ علي من زِفِّ النعام - ريشه الصغير - ومعاذ اللّه أن يغيرني ذلك لكم)، وشتان؛ ويبدو أن أمير المؤمنين علیه السلام إكراماً لأصحابه من اليمنيين عرض على الأشعث أن يعيد إليه الراية؛ وتذهب رواية إلى أنه أبى وقال: (يا أمير المؤمنين إن يكن أولها شرفاً فليس آخرها بعار، فقال له علي : أنا أشركك فيه. فقال له الأشعث: ذلك إليك. فولاه على ميمنته، وهي ميمنة أهل العراق).
كان الأشعث مصدر قلق وخلاف وتقلب مزاج منذ دخوله الإسلام وأثناء خلافة أمير المؤمنين علیه السلام ، وعلى الرغم من كونه من كبار قادة جيشه، ومن مشاركته في حرب صفين بجانبه وبلائه فيها ومشاركته في حرب النهروان أيضاً، فإنه كان سبباً مهمّاً في فشل مشروع الإمام العظيم بسبب
ص: 59
موقفه من خدعة رفع المصاحف التي أدت إلى قبول التحكيم، وإصراره من بعد على أن يكون الحكم فيها عن أصحاب الإمام علیه السلام أبا موسى الأشعري. وكان أيضاً سبباً في الشقاق الذي وقع في جيش الإمام وتقاعسه في غير مناسبة. وقد احتمله الإمام على مضض بسبب عصبية القوم التي لم يستطع الإسلام بكل قيمه أن يقضي عليها، وقد لعنه وهو على منبر الكوفة، فقد روي أنه خصب علیه السلام مرة، واستشهد في خطبته بقول الرسول الكريم صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: «المسلمون تتكافأ دماءهم ...» ؛ فقال الأشعث: هذه واللّه عليك لا لك. فخفض الإمام بصره وقال : (ما يدريك ما عليَّ مما لي؟ عليك لعنة اللّه ولعنة اللاعنين، حائك ابن حائك، منافق ابن كافر، واللّه لقد أسرك الكفر مرَّة والإسلام أخرى، فما فداك من واحدة منهما مالُك ولا حسبك، وإن امرءاً دلَّ على قومه السيف، وساق إليهم الحتف لحري أن يمقته الأقرب، ولا يأمنه الأبعد). وهي صفعة لا بد أن يكون لها أثرها في نفسه الخبيثة؛ فكان له دور واضح في مصرع أمير المؤمنين علیه السلام ، فقد روي أن امرأة رأته وقد دخل على الإمام فأغلظ له علیه السلام ، فعرَّض الأشعث بأن يفتك به، فقال له: (أبالموت تهددني فواللّه ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي)، وروي أيضاً أن ابن ملجم كان يتردد عليه، وبات ليلة مصرعه علیه السلام عنده.
وقد سار على نهجه في الحقد على أهل البيت علیه السلام ، وشيعتهم ولداه محمد بن الأشعث، وقيس بن الأشعث، ولك أن تنظر تراجم أبنائه لتعرف مواقفهم وللأشعث أخبار مبثوثة لا تشرف صاحبها.
هلك بالكوفة سنة أربعين للهجرة، وذكر بن سعد أن الحسن علیه السلام صلى عليه، وکان زوج ابنته ولزواجه من ابنته قصة تدخل من باب المخادعة ذكرتها بعض المصادر ؛ وقد استطاع معاوية أن يخدعها من بعد بأنه سيزوجها من ولده يزيد على أن تسم الحسن علیه السلام ، وبعث لها بمائة ألف درهم، فقبلت، ولما فعلت فعلتها لعنة اللّه عليها لم يزوجها بيزيد، فتزوجت رجلاً من آل طلحة، فأولدها، فكان إذا وقع أمر بينهم وبين بطون قريش عيروهم بقولهم: (يا بني مُسَمِّمَةِ الأزواج).
ص: 60
وقيل : إنه توفي سنة اثنتين وأربعين، فإن صحَّ القول، فلا صحة لما ذكر من أن الإمام الحسن علیه السلام قد صلَّى عليه.
*وقعة صفين 20 وانظر مواضع مختلفة فيه، السيرة 4/ 150- 151، الطبقات 22/6 ،المعارف 334، تاريخ الطبري 2/ 200 ،وانظر مواضع كثيرة فيه مقاتل أبي الفرج 48، 80، رجال الطوسي ،22/23 نهج البلاغة 129، شرح نهج البلاغة 291/4، وانظر مواضع أخر كثيرة فيه، الكامل 186/3، 403، وموسوعة التاريخ الإسلامي، وتنقيح المقال ففيهما مواضع عدة جديرة بالمراجعة.
5-الأغر بن يسار المزني
كذا ذكره المزي وابن حجر، وقالا : ويقال: الجهني، وهو عند ابن سعد الأغر المزني، ويقال: الجهني، قال : ويقال : سمع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وصحبه وروى عنه حديثاً، وذكره مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وإلى ذلك ذهب ابن حبان أيضاً. وروي أن أبا بردة روى حديثاً عنه في الاستغفار، وروى عنه أيضاً معاوية بن قرة المزني، وعبد اللّه بن عمر. روى له مسلم وأبو دواد، والنسائي من طريق أبي بردة.
*الطبقات 49/6 ،التاريخ الكبير 2/ 43 برقم 1629، الثقات ، 15/3 رجال الطوسي 25/23 تهذيب الكمال 315/3 برقم 542 ،الإصابة 248/1 برقم 223 ، تنقيح المقال 166/11.
6- أبو عقبة أهبان بن الأكوع الأسلمي
ذكره ابن سعد مع الذين أسلموا قبل فتح مكة، وقال هو من الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وابتنى داراً في أسلم، ولكنه لم يذكره حين ترجم لمن نزل الكوفة منهم أخوه سلمة بن الأكوع من الرماة المذكورين. لقب أهبان بمكلم الذئب في رواية عن هشام بن محمد بن السائب، وكان محمد بن الأشعث قال : مكلمه ولده عقبة الذي بعثه الخليفة عثمان على صدقات كلب وبلقين وغسان ؛ وقيل : مكلمه أهبان بن أوس الأسلمي.
ص: 61
صحب أهبان النبيَّ صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وكان يسكن «يين» في بلاد أسلم، وهي من أعراض المدينة، على بريد منها بحسب ياقوت. وقيل : بينما هو يرعى الغنم أخذ ذئب شاة، فلما أراد طرده كلمه فقال : لم تمنع مني رزقاً رزقنيه اللّه؟ فتعجب أهبان، فقال له الذئب : إن أعجب من هذا رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بین هذه النخلات، وأومأ إلى المدينة، فانحدر أهبان إليها، وحدث النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بحكايته مع الذئب، فعجب صلوات اللّه وسلامه عليه منها حسب الرواية، وأمره أن يحدث الصحابة بها بعد صلاة العصر ففعل.
ترجم البخاري والمزي لإهبان بن أوس الأسلمي، ونسبا إليه حكاية تكليم الذئب وقالا : هو ممن بايع تحت الشجرة وصلى القبلتين، وتابع المزي بن سعد في أن وفاته كانت بالكوفة زمن معاوية في ولاية المغيرة بن شعبة. و قدرت وجود سقط في مطبوعة ،الطبقات فراجع تعليقنا في ترجمة هانئ بن أوس الأسلمي.
وأيّاً كان فليس له نشاط يذكر زمن الخلافة، ولا في أيام الفتوح، ولكن نزوله الكوفة يعني أنه كان من جند الفتح.
*الطبقات 4/308-309، التاريخ الكبير 2/ 44 برقم 1633، المعارف 323-424
، معجم البلدان 454/5، أسد الغابة 137/1 ،معجم البلدان 454/5 ،تهذيب الكمال 384/3 برقم572 .
7-أبو عمارة البراء بن عازب بن الحارث الخزرجي الأنصاري
كتبته عند الشيخ الطوسي أبو عامر، صحابي، أستصغر يوم بدر فلم يشهدها، وذكر الواقدي أنه استصغر يوم أحد أيضاً، فرده رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وتابعه الطبري وابن الأثير في ذلك، ولكن ابن الأثير عاد فذكر في أسده أنه شهدها. وغزا معه خمس عشرة غزوة وقيل : ثماني عشرة، وكان في بعث خالد بن الوليد إلى اليمن، وحين بعث النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم علياً علیه السلام من ورائه إلى اليمن، و طلب من خالد العودة لعدم استطاعته تحقيق تقدم فيها انفصل البراء من سريتة، والتحق ببعث الإمام.
ص: 62
روي عن البراء غير حديث، عن رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه في حق علي علیه السلام منها حديث المنزلة، وحديث الولاية.
ويبدو أنه كان يرغب بانتقال الخلافة إلى علي بعد رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليهما، روى ابن أبي الحديد عنه أنه قال : (لم أزل لبني هاشم، فلما قبض رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم خفت أن تتمالاً قريش على إخراج هذا الأمر عنهم، فأخذني ما يأخذ الواله العجول، مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، فكنت أتردد إلى بني هاشم وهم عند النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم في الحجرة، وأتفقد وجوه قريش، فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر، وإذا قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل آخر يقول : بويع أبو بكر، فلم ألبث، وإذا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية، لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدموه فمدوا یده فمسحوها في يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي ،أشتدُّ وخرجت حتى انتهيت إلى بني هاشم، والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة. فقال العباس : تربت أيديكم إلى آخر الدهر، أما إني قد أمرتكم فعصيتموني؛ فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد وسلمان، وأبا ذر، وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم بن التهيان، وحذيفة، وعمار، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين) وللرواية بقية حول السقيفة وما جرى بعد بيعة أبي بكر.
ولم أقف له على دور في خلافة أبي بكر، ولكنه كان في خلافة عمر بن الخطاب من كبار قادة الفتح، وقيل : إنه فتح الريَّ عنوة أو صلحاً، وشهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري، وسيَّره المغيرة في جيش إلى قزوين، وطلب أهلها الصلح منه بعدما قاتلوه، وغزا الديلم حتى أدوا إليه الإتاوة، وغزا أيضاً جيلان والطيَّلسان، وفتح زنجان عنوة.
ويبدو أنه عاد إلى الكوفة أو المدينة بعد سنة اثنتين وعشرين، ولم تظهر له مشاركة أو دور أثناء خلافة عثمان.
ص: 63
ولا يدرى متى نزل الكوفة ثانية، وقد بنى داراً بها بحسب ابن سعد. وعقبه بها، وستأتي ترجمة أبنائه إبراهيم والربيع سويد وعبيد ويزيد مع الطبقة الأولى من التابعين والظاهر أنه كان بالمدينة حين بويع أمير المؤمنين علیه السلام، فقد ذكر مع كبار الصحابة من الأنصار الذين بايعوه.
وهو من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، شهد معه الجمل وصفين والنهرون. وذكر أنه كفَّ بصره من بعد. وتوفي بها أيام مصعب بن الزبير، وكذا قال ابن سعد وقال وقيل صار إلى المدينة فمات بها وتابعه ابن الأثير في ذلك أيضاً. ترجمنا له ترجمة موسعة تحدثنا فيها عن بعض مواقفه وجوانب من حياته في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة»، فراجعها إن شئت.
* المغازي 216/1، 2/ 449 سيرة 3/ 24، 25، وقعة صفين 217-218 الطبقات 3684 ، 17/6، التاريخ الكبير 117/2 برقم 1888 المعارف ،326 ، 587 تاريخ الطبري 2 ،47، 118،61، 197 الجمل ،104 رجال الطوسي 3/27 ، شرح النهج 168/1، الكامل 136/2، 3/ 23-24، 4/ 241 أسد الغابة 172/1 ،الإفصاح عن أحوال رواة الصحاح 134-132/2، تنقيح المقال 80-67/12، المتن والهوامش وما أدراك ما علي 1/ 409-413.
8- أبو قبيصة، برمة بن معاوية بن سفيان بن منقذ
من بني أسد بن خزيمة. ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وقال: «هو أبو قبيصة بن برمة الذي يروى عنه الحديث -كذا)، واكتفى ابن حجر بنقل ما ذكره ابن سعد.
*الطبقات 38/6 ، الإصابة 418/1 برقم 631.
9-بشير بن معبد الأسلمي
كوفي من الصحابة، ذكره أبو حاتم الرازي قال: وعنه ولده بشر صاحب حديث الأشنان. وذكره أيضاً البخاري وابن حبان مع من سكن
ص: 64
الكوفة من الصحابة، باسم بشير الأسلمي وقالا : روى عنه ولده بشر، وإلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي، أما حديث الأشنان فقد روي عن ولده أن أباه (أتى بأشنان يغسل يده، فأخذه بيده اليمنى. قال: إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا). وترجم ابن الأثير لبشير، أبي جميلة وقال : هو من بني سليم، أدرك النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وذكره ابن مندة عن ابن سعد قال : وقال أبو نعيم : صحَّف فيه بعض الناس، يعني ابن مندة فجعله ترجمة، ولم يخرج له شيئاً، وإنما هو سنين أبو جميلة. ولم أقف لسنين أو بشير على ذكر في القسم الذي خصصه ابن سعد في طبقاته لمن نزل الكوفة من الصحابة أو التابعين، والظاهر أنه من الساقط من الطبقات.
*التاريخ الكبير 96/2 برقم 1815 ، الجرح والتعديل 378/2 برقم 1470، الثقات ،343 رجال الطوسي 9/28، أسد الغابة 192/1 تهذيب الكمال 176/4 برقم 726.
10 - بشير بن معبد بن شراحيل بن سبيع
من سدوس شيبان من بكر بن وائل المعروف بابن الخصاصية، وهي أمه، وقيل جدته. تعرف بأم ضبارى، واسمها كبشة ويقال : ماوية بنت عمرو من بني أسد. وبشير من الصحابة الذين سكنوا الكوفة، ذكر ابن حبان والشيخ الطوسي والمزي أن اسمه كان زحماً، فسماه النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بشيرا. وقد روت مثل ذلك زوجته ليلى المعروفة بالجحدمة، ولها صحبة أيضاً. ويقال : هو بشير بن النذير بن معبد كان ضمن وفد بكر بن وائل وذكر المزي وابن الأثير وابن حجر الاختلاف الذي ورد في نسبه ورويت عنه أحاديث، منها أنه حين وفد عليه كي بايعه قال : (على ما تبايعني يا رسول اللّه؟ قال: «تشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتصلي الصلوات الخمس المكتوبة لوقتها، وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وتحج البيت، وتجاهد في سبيل اللّه»، فقلت: يا رسول اللّه كلا لا أطيق الاثنتين؛ أما الزكاة فمالي إلا حمولة أهلي وما يقومون به، وأما الجهاد فإني رجل
ص: 65
جبان أخاف أن تجشع نفسي فأبوء بغضب من اللّه، فقبض رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يدي، ثم قال : «يا بشير لا جهاد ولا صدقة فبكم تدخل الجنة»، فقلت: يا رسول لله ابسط يدك أبايعك، فبايعته عليهن).
ذكر الشيخ اليوسفي أنه ممن شهد حنيناً من بكر بن وائل. وأحال على الطبقات، ولم أقف على الخبر فيه ولكن ابن كثير قال : شهد فتح المدائن، وحمل لخمس للخليفة عمر بن الخطاب.
ذکره البغدادي والمزي، وابن الأثير، مع من نزل البصرة من الصحابة، ولكن ابن سعد ذكره مع من نزل الكوفة، وهو أدرى من غيره بمن نزلها.
*الطبقات 315/1، 50/6 ،الثقات 33/3 ،رجال الطوسي 8/28 تاریخ بغداد 208/1 برقم 33 ، أسد الغابة 193/1، تهذب الكمال 175/4 برقم 726 ، الإصابة 444/1 برقم 704.
11- أبو سعد، ثابت بن وديعة الأنصاري
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وهو بن خِذام من بني عمرو بن عوف، قال المزي، ويقال: ابن يزيد بن وديعة الخزرجي الأنصاری، وإلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي. ونقل ابن حجر عن الترمذي أن وديعة أمه، وبها يعرف، وهو ابن يزيد روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أحاديث، وروى البخاري في تاريخه عنه حديث الضب وامتناع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن أكله، وعدم تحريمه، كما روى عنه حديث منع أكل لحوم الحمر الأهليه يوم ذبحت في خيبر. روى عنه زيد بن وهب الجهني.
وذكر ابن الأثير أن أباه كان من المنافقين، ونقل ابن حجر عن العسكري أنه شهد خيبر، ثم شهد صفين مع علي علیه السلام ، ولم يذكره ابن مزاحم في كتابه وقعة صفين.
*الطبقات، 52/6 ، التاريخ الكبير 2/ 171 برقم 2092 رجال الطوسي 530 أسد الغابة 233/1، تهذيب الكمال 4/ 381 برقم 834 ، الإصابة 514-513/1 برقم 917، برقم 915،
ص: 66
تهذيب التهذيب 16/2 برقم 26 ،نقد الرجال 317/1، تنقيح المقال 347/13 .
12- ثعلبة بن الحكم بن عرفطة الليثي الكناني
أسلم، وشهد حنين وخيبر مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة وروى البخاري أن الصحابة أسروه وهو صغير، وذهب ابن الأثير إلى أنه نزل البصرة، ثم انتقل إلى الكوفة، وروى عنه بسنده أنه قال : كنت غلاماً على عهد النبي. رويت عنه ثلاث روايات حول النهي عن النهبة، قد تبدو الأخيرة هي الأصح ؛ الأولى : قيل : إنه قال : (كنا مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم فانتهب الناس غنماً ، فنهى عنها، فأكفئت القدور) والثانية : قيل : إنه قال: (انتهب الناس الحمر يوم خيبر، فذبحوها فجعلوا يطبخون منها، فأمر النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بالقدور فكفئت) قال : أخرجه الثلاثة. والثالثة : وروى عنه سماك بن حرب، وزناد بن أبي ،زناد عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه في النهي عن النهبة قال أصبنا غنماً ،فانتهبناها فنصبنا ،قدورنا فمر النبي بالقدور، فأمر بها، فأكفئت ثم قال: «إن النهبة لا تحل» مات ما بين السبعين والثمانين.
* الطبقات الكبرى 33/6 ، التاريخ الكبير 2/ 173 برقم 2100 ،رجال الطوسي 9/30 ،أسد الغابة 239/1، تهذيب الكمال 390/4 برقم 840 ،الإصابة 517/1، برقم 932.
13- أبو حكيم، جابر بن أبي طارق الأحمسي
صحابي من بجيلة، ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة، ورووا عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم. وهو أبو حكيم، جابر بن عوف عند ابن حبان. وجابر بن طارق الأحمسي عند الشيخ الطوسي، وقال: (قال البخاري: ابن عوف)، وكذلك هو عنده، قال: له صحبة. وذكر ابن حجر أنه جابر بن طارق بن أبي طارق بن عوف الأحمسي البجلي؛ أما ابن الأثير فقال : إنه جابر بن طارق بن عوف، وقيل : جابر بن عوف بن طارق، وقال المزي: هو ابن طارق، ويقال: بن
ص: 67
أبي طارق، روى عنه ابنه حكيم. وله حديث عند النسائي، وروى عنه أن أعرابيّاً مدح النبي حتى أزبد شدقيه فقال صلوات اللّه وسلامه عليه : «عليكم بقلة الكلام، فإن تشقيق الكلام من شقائق الشيطان».
*الطبقات 36/6، التاريخ الكبير 2/ 207 برقم 2210، الثقات 53/3 رجال الطوسي ،7/32 أسد الغابة 255/1، تهذب الكمال 443/4 برقم 870 ، الإصابة 544/1 برقم 1023، تنقيح المقال 40/14.
14- أبو عبد اللّه، جابر بن سمرة بن جنادة السُوائی
صحابيٌّ ، من بني عامر بن صعصعة، أمه خالدة أخت سعد بن أبي وقاص، وقيل: يكنى أبا خالد أيضاً ،ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة، ووثق الشيخ الطوسي نزوله بها، وروايته عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، ولكنه لم يذكره مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام على الرغم من تأخر وفاته بالكوفة، روي عنه في الصحاح، بل رويت عنه أحاديث كثيرة، وروى البخاري بسنده قوله : (جالست النبي أكثر من مائة مرة)، وأضاف غيره قوله : (وصليت معه أكثر من ألفي مرة) وكان من الذين أجازهم صلوات اللّه وسلامه عليه في معركة أحد، وهو صحابي ابن صحابي.
ولم أقف له على دور في أحداث عصره، ولكنه كان في جيش المسلمين عند فتح المدائن، وروي عنه أنه قال : كنت أنا وأبي منهم فأصبنا من ذلك ألفي درهم. وذكر ابن حجر في تهذيبه أنه روى عن خاله سعد بن أبي وقاص أيضاً، وعن عمر وعلي علیه السلام ، وعن أبيه، وغيرهم، ونزل الكوفة وابتنى بها داراً في حلفائه بني سواءة. ومما روي عنه قول النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم : «بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى»، وقوله في صفته صلوات اللّه وسلامه عليه : كان في مفرق رأسه شعرات بيض إذا دهنه غطاهن الدهن.
توفي بالكوفة سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان على الكوفة، في أول حكم عبد الملك بن مروان وقيل صلى عليه عمرو بن حريث،
ص: 68
وروى ابن الأثير في أسده أنه توفي سنة ست وستين أيام المختار، وكذلك قال في الكامل في حوادث سنة ست وستين، ثم عاد فذكر وفاته في حوادث سنة أربع وسبعين. وذكر ابن حجر في التقريب أن وفاته بالكوفة كانت بعد سنة سبعين وذكر في التهذيب اختلاف المؤرخين في وفاته ما بين سنة ثلاث وسبعين وست وسبعين ورجّح سنة أربع وسبعين لأن بشراً ولي الكوفة في تلك السنة، وإلى ذلك ذهب أغلب المؤرخين، وخلَّف أربعة من الذكور هم: خالد وأبو ثور، ومسلم وأبو جعفر وجبير، والعقب منهم لمسلم وخالد وذكر الذهبي أنه خلَّف خالداً، وطلحة، وسالماً، ولم أقف لأبنائه على دور يذكر.
*الطبقات 24/6 ، التاريخ الكبير 205/2 برقم 2204 ،المعارف 305-306 الثقات 52/3 ،تاريخ الطبري 16/1، رجال الطوسي 8/32 ،تاریخ بغداد 197/1 برقم 24 ،الكامل 14/1، 151/2، 306 ، 260/4 ، 373 ، الإصابة 543/2 برقم 1019 ،أسد الغابة 254/1 ، الكامل 14/1، 151/2، 306/2 ،373 تهذیب التهذيب 352 برقم 63 تقریب التهذيب 1521 برقم 869 الإكمال ،34، تنقيح المقال 14/ 36-33 معجم رجال الحديث 329/4 برقم 2020.
15- أبو نمران، جارية بن ظفر اليمامي الحنفي
كوفي، صحابي من اليمامة، سكن الكوفة وعداده بها، وحديثه عند ولده نمران ومولاه عقيل بن دینار، وروى عنه من الصحابة زيد بن معبد وله في سنن ابن ماجة حديثان. روى ابن حجر عن هانئ بن يزيد بن معبد أن أخاه قيس بن معبد، وجارية بن ظفر اقتتلا في مرعى كان بينهما، فضربه قيس ضربة أبان ،يده وضربه جارية فاختصما إلى النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، فقال لجارية : هب لي يدك فأبى وقال لقيس : هب لي ضربة أخيك فقال : هي لك يا رسول اللّه فدعا له بالرزق ،والولد وقضى لجارية بدية يده.
وروى ابن الأثير عنه رواية حول حظيرة كانت لرجلين، فلما ماتا اختلف عليها عقباهما، فقضى فيها حذيفة بن اليمان قضاء ارتضاه النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم. وذكره
ص: 69
الشيخ اللموسي أيضاً مع من روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، وقال: سكن الكوفة، أصله من اليمامة.
*التاريخ الكبير 237/2 برقم 2310 ، رجال الطوسي 34 /26 ،أسد الغابة 262/1 تهذيب الكمال 4/ 479 برقم 885، الإصابة 555/1 ، 528/6 ،تهذيب التهذيب 47/2 برقم 83 ،نقد الرجال 328/1 ، تنقيح المقال 14/ 179-181.
16- جبة بن ثعلبة البياضي الخزرجي الأنصاري
وقد يكون البياضي نسبة إلى حصن باليمن قرب صنعاء، أو موضع باليمامة كما ذكر ياقوت ؛ والبياضي نسبة إلى بياضة بن عامر بن زريق، وهم بطن من الخزرج.
ذكره ابن الأثير مع من شهد معركة بدر ، وقال : (ذكره عبيد اللّه بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه صفين جبلة بن ثعلبة من بني بياضة، أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وقد أخرج أبو نعيم في التاريخ جبلة بن خالد بن ثعلبة بن خالد وهو هذا، أسقط أباه )، وأيد ابن حجر شهادة معركة بدر، بسنده عن مطين مرفوعاً إلى عبيد اللّه بن أبي رافع في تسمية من شهد صفين مع أمير المؤمنين علیه السلام من البدريين، وقال: أورده الطبراني وأبو نعيم وغيرهما ، ونسب إلى ابن حبان أن جبلة بن ثعلبة من بياضة ،بدري، ولم أقف على مثل هذا عنده، ونقل عن ابن الأثير أن جبلة صوابه بن خالد، فأسقطت الراء، وصحف، ونسب إلى جده. قال ابن حجر: قلت : ويحتمل أن يكون غيره نعم الذي شهد بدرًا هو رخيلة، وقال أيضاً : (وقد تكرر لنا أن الإسناد إلى أبي عبيدة بن أبي رافع ضعيف جدّاً)، ومثل هذا ليس بغريب عنده .
ويبدو أن الأمر قد التبس على ابن حجر، لأن ما ذكره عن ابن الأثير لم يرد لا في ترجمة جبلة، ولا في ترجمة رخيلة، أما ابن حبان فحين ذكر من شهد بدراً من بني بياضة ذكر رخيلة بن ثعلبة بن عامر بن بياضة.
ص: 70
ولم أقف لجبلة على ذكر في سيرة ابن هشام، أو مغازي الواقدي، أو رجال الطوسي، أو وقعة صفين، ولم أقف له أيضاً على ذكر في فتوح العراق، إلا أن مسيره مع أمير المؤمنين إلى صفين يوثق سكنه الكوفة.
*جمهرة أنساب العرب 471 ،معجم البلدان 518/1 ، أسد الغابة 267/1 ، الإصابة 565/1 برقم 1075.
17- الجحدمة
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة روي عنه أنه قال: رأيت رسول اللّه صلّی الله علیه وآله وسلّم، خرج إلى الصلاة وبرأسه ردع الحناء)، ونسب ابن الأثير الحديث إلى جهدمة وقال : إن ابن عبدان ذكر أن اسم الجهدمة أبو رمثة التيمي، وقال ابن حجر: إن الجحدمة غير منسوب.
*الطبقات 65/6 أسد الغابة 310/1، الإصابة 574/1برقم 1107.
18 -أبو عمرو، جرير بن عبد اللّه البجلي
سيِّد بجيلة، ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وفيه يقول الراجز :
لولا جرير هلكت بجيلة *** نعم الفتى وبئست القبيلة
كان طويلاً جداً، وجميلاً ، وروي وروي أن الخليفة عمر قد انبهر بحسنه، وقيل : كانت نعله ذراعاً.
أنه قدم على النبي صلّی الله علیه وآله وسلّم وأسلم سنة عشر في رمضان في السنة التي توفي بها، وقيل غير هذا وبعثه إلى ذي الخلصة فهدمه، وبعثه إلى ذي ظليم أيضاً، وإلى ذي الكلاع بن ناكور من تبع، وإلى ذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام، فأسلما وأسلمت ضُريبة بنت إبرهة بن صباح امرأة ذي الكلاع ،وتوفي النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، وجرير عندهم فعاد إلى المدينة.
ص: 71
شارك أثناء خلافة أبي بكر في حروب الردة، وبعثه إلى نجران، وهو من أبرز قادة بجيلة في فتوح الشرق، وكان مع خالد بن الوليد أثناء فتح العراق، وأورد الطبري رسالة بعثها خالد إلى صلوبيا صاحب قس الناطف، وهو موضع قريب من الكوفة شهد عليها من بين من شهد جرير كما شهد على غيرها من رسائل خالد.
في خلافة عمر بن الخطاب أصبح أميراً على بجيلة كلها، ووجهه الخليفة بهم إلى العراق مدداً للمثنى، وأعطاه ربع خمس ما فاء اللّه عليهم في غزاتهم له ولمن اجتمع إليه منهم ، وكان سنة أربع عشرة على ميمنة خالد بن عرفطة في معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص، وشهد فتح المدائن مع المسلمين، وكان أحد قادة فتح نهاوند قال البغدادي: وله أخبار مأثورة ذكرها أهل السيرة، وكان مع النعمان بن مقرن سنة سبع عشرة حين بعثه الخليفة عمر لينزلوا بإزاء الهرمزان وبعثه الخليفة عثمان بجيش من الكوفة إلى همدان سنة أربع وعرين فافتتحها.
نزل الكوفة، وابتنى بها داراً، وفي سنة اثنتين وعشرين كان بها، ويبدو أنه لم يكن على وئام مع عمار، فقد تلاسنا أمام عمر بحسب الطبري، وقال عنه: (هو واللّه غير كاف، ولا مجزٍ ولا عالم بالسياسة). ذهبت عينه بهمدان، وكان يومها والياً عليها لعثمان، وولاه قرقيسيا من بعد.
حين بويع أمير المؤمنين علیه السلام عزله مع من عزل من ولاة عثمان، فعاد إلى الكوفة.
وويبدو أنه أبدى طاعة وولاء لأمير المؤمنين لأنه حينما أراد علیه السلام أن يرسل رسولاً إلى معاوية طلب جرير منه أن يبعثه إليه، فبعثه برسالة يدعوه إلى بيعته، وقد اعترض الأشتر على إرساله لعدم ثقته به وذكر الطبري أنه عاد من معاوية وأخبره باجتماع أهل الشام مع معاوية لقتاله، فلما استمع الشتر لما جاء به جریر قال للإمام عليه السلام كنت قد نهيتك أن تبعث جريراً، ويبدو أن مالكًا كان واثقاً من سوء نيته إذ قال أيضاً : لو أطاعني فيك أمير المؤمنين
ص: 72
الحبسك وأشباهك في محبس لا تخرجون منه حتى تستقيم الأمور، قال: فخرج جرير إلى قرقيسيا وكتب إلى معاوية فكتب إليه يأمره بالقدوم، وحين خرج لعنه أمير المؤمنين وهدم داره.
ويبدو أنه عاد إلى الكوفة بعد استشهاد أمير المؤمنين علیه السلام، وترجح وفاته بها أيضاً، إذ إنه حينما جاء زياد إلى الكوفة أثناء ولايته على العراق بعد وصول رسالة نائبه عليها عمرو بن حريث بشأن موقف حجر بن عدي وجماعته من حكم معاوية كان جرير بها وأرسله زياد رفقة عدي بن حاتم وغيرهما من أشراف أهل الكوفة إلى حجر لإقناعه على العدول عن نهجه في التعرض لمعاوية، وحينما بعث زياد حجراً وأصحابه إلى معاوية بعد أن أشهد عليهم كتب جرير لمعاوية في اثنين من منهم، فاستجاب لطلبه.
وبحسب ابن سعد فإنه توفي في منتصف سنة إحدى وستين بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة، وقيل مات بقرقيسيا. وبحسب ابن قتيبة أنه اعتزل عليّاً ومعاوية، وتوفي بالشراة، وإلى ذلك ذهبت غالبية المصادر.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّی الله علیه وآله وسلّم ، وقال : سكن الكوفة، وذكره مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام أيضاً.
ذكر ابن حجر أن الطبراني روى بسنده أن الإمام علیه السلام قال : (جرير منا أهل البيت) وذكر البغدادي بسنده عن إبراهيم بن جرير بن عبد اللّه أن أمير المؤمنين علیه السلام قال : (سمعت رسول اللّه صلّی الله علیه وآله وسلّم يقول : «لا تسبوا جرير بن عبد اللّه إن جريراً منَّا أهل البيت»)، والرواية مردودة يصعب قبولها إذ لا توجد مناسبة لها تستدعي ،قوله ولم أقف على ما يؤيدها.
وقد رجحت عندي وفاته بالكوفة ليس بسبب خبر وجوده بها في ولاية زياد بن أبيه فحسب وإنما لأن اثنين من أبنائه، رويا عنه، وذكرناهما مع من توفي بالكوفة. وهما عبد اللّه وعمرو.
*السيرة 69/1 ،77، الطبقات ،265/1 ، 22/6 ، المعارف 292 تاريخ الطبري 71،2 ،226 229، 295، 319
ص: 73
322،352،369-375،430،500،544، 3/70-71،رجال الطوسي 16/33، 8/59 تاريخ بغداد 2001 برقم 28 ،الكامل 1863، أسد الغابة 280/1، الإصابة 582/1 برقم 1138 موسوعة التاريخ الإسلامي 327/4 .
19- جعدة بن هُبَيرة بن أبي وهب المخزومي
ذكر الشيخ الطوسي أنه (ولد في عهد النبي صلّی الله علیه وآله وسلّم ، وليست له صحبة، ونزل الكوفة)، ثم ذكره مع من روى عن أمير المؤمنين، وقال: (ابن أخت أمير المؤمنين أمه أم هانئ بنت أبي طالب) وعلق المامقاني على نفي صحبته بقوله : (نفيه لصحبته ينافي عد ابن عبد البر وابن مندة وأبي نعيم، وابن الأثير إياه من الصحابة)، وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج أنه من الصحابة الذين أدركوا رسول اللّه يوم الفتح، مع أمه أم هانئ بنت أبي طالب. وقال ابن حبان ولا أعلم لصحبته شيئاً صحيحاً فأعتمد عليه فلذلك أدخلناه في التابعين)؛ وذكره البخاري، وقال: روى عن علي علیه السلام ، ولم يشر إلى صحبة أو رواية. ويبدو أن عده مع الصحابة عند بعضهم لإدراكه النبي صلوات اللّه وسلامه عليه يوم الفتح. قيل : كان شريفاً في قريش.
روي أن جده أبا وهب قال عند بناء الكعبة : (يا معشر قريش، لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيباً، ولا تدخلوا فيها مهر بغي، ولا بيع رباً، ولا مظلمة أحد) ولا يدرى متى سكن الكوفة، ولم أقف له على دور في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ولا مشاركة في فتح.
روي أن أمير المؤمنين علیه السلام كان يحبه، وزوجه ابنته أم الحسن. ولم ترد إشارة إلى شهادته الجمل، ولكنه شهد صفين معه، ودارت بها محاورة بينه وبين عتبة بن أبي سفيان، ورد فيها أن عتبة قال الجعدة: (ما أخرجك علينا إلا حبك لخالك، فقال : لو كان لك خال مثله لنسيت أباك)، ثم قاتله جعدة بنفسه، ففرَّ من أمامه.
حین توجه الإمام علیه السلام إلى الكوفة بعث جعدة بن هبيرة والياً إلى
ص: 74
خراسان والياً على خراسان سنة سبع وثلاثين بعد رجوعه من صفين، وحينما وصل إلى أبرشهر وجدهم قد كفروا وامتنعوا، فرجع إلى الكوفة، -هذا هو المشهور، ولكن خليفة ذكر أنه بعث ولده عون بن جعدة - فبعث مكانه خليد بن قرة اليربوعي فحاصر أهلها حتى صالحوه وصالحه أهل مرو. وذكر اليعقوبي أنه بعثه إلى خراسان بعد فراغه من حرب الجمل، وذكر السيد حسين بحر العلوم أن أمير المؤمنين علیه السلام ولاه خراسان بعد مصرع عثمان، أي قبل خروجه إلى البصرة.
ويبدو أنه كان قريباً من الإمام علیه السلام الساعة ضربه ابن ملجم عليه اللعنة، فقد ذكر الطبري رواية وإن بدا عليها الغموض تذهب إلى أن ابن ملجم بعد أن ضرب الإمام علیه السلام تمكن منه رجل من همدان فأخذ سيفه وضرب رجله، فصرعه، (وتأخَّر علي، ورفع في ظهره جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، فصلى بالناس الغداة). وذكر السيد حسين بحر العلوم أن جعدة صلى الفجر بأمر أمير المؤمنين علیه السلام.
ويبدو أنه لم يعد إلى المدينة بعد صلح الحسن وعودته رفقة آل البيت وقال ابن حبان: مات في ولاية معاوية. وكان لأبنائه طفيل، وعبد اللّه، ويحيى مشاركة في أحداث زمانهم فراجعها في ترجماتهم.
*تاريخ اليعقوبي 83/2 ، وقعة صفين 464-465، سيرة 1/ 148، تاريخ خليفة 151 ،التاريخ الكبير 2/ 239 برقم 2315 المعارف ،211 تاريخ اليعقوبي 83/2 ،تاريخ الطبري 3 /109، 125، 157، الثقات 115/4 مشاهير علماء الأمصار 173 برقم 812 رجال الطوسي 24/33 12/59، الكامل 326/3، 390 أسد الغابة 285/1 ، شرح نهج البلاغة 10/ 270 ، تهذيب الكمال 533/4 برقم 929، الإصابة 589/1 برقم 1162 ، تنقيح المقال 351-344/14، الثورة الحسينية 18/3 .
20- أبو عبد اللّه، جندب بن كعب بن عبد اللّه الأزدي الغامدي
وربما نسب إلى جده، وهو جندب الخير، عدَّه ابن حجر مع الصحابة
ص: 75
الذين ولدوا على النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وذكر صحبته ابن حبان، وروى عن لوط بن يحيى أنه قدم على النبي بالمدينة.
روى البخاري، وعنه الطبري وابن حجر بسنده عن أبي عثمان قال : إن الوليد بن عقبة كان عنده (رجل يلعب، فذبح إنساناً، وأبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه فجاء جندب فقتله). وللخبر سند آخر عند البخاري وهو عن عبد الرحمن بن يزيد، وروى الطبري أيضاً: أتي الوليد بساحر، فسأل عبد اللّه بن مسعود عن حدِّه، فقال: اقتله، وكان الرجل قد اعترف عند ابن مسعود بتعاطيه السحر، ويبدو أن جندباً خاف من تعطيل حدِّه بعد أن ثبت تعاطيه السحر والشعوذة، فقتله. فحبسه الوليد، وكتب إلى الخليفة في أمره. ولخبر الساحر روايات أخر ذكرناها في ترجمة جندب في كتابنا «رجال من بقيع الكوفة».
ويبدو أن الأحداث بدأت تضطرب اضطراباً شديداً بالكوفة كما اضطربت في غيرها من الأمصار بسبب استئثار ولاة الخليفة عثمان بفيء المسلمين، بحيث أن أي تصرف كفيل بإثارة النقمة، فقد ذكر الطبري أنه في سنة ثلاث وثلاثين كان الأشتر، وجندب، وصعصعة، وكميل في مجلس سعيد، فحدثت ملاسنة بسبب تمني أحد جلاسه، وهو عبد الرحمن بن حبيش أن يكون سواد العراق لسعيد، فضربوه ضرباً موجعاً وضربوا أباه، وذكر غير هذا أيضاً، وهو أن سعيداً قال : (إنما هذا السواد بستان قریش)، فرد عليه الأشتر بقوله : (أتزعم أن السواد الذي فاءه اللّه علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك، فتكلم عبد الرحمن الأسدي وكان على شرطة سعيد وقال: (أتردون على الأمير مقالته وأغلظ لهم، فضربوه ضرباً مبرحاً حتى أغمي عليه، فكتب سعيد إلى عثمان، فأمره بتسييرهم إلى الشام، فسيرهم.
وذكر الشيخ الطوسي أيضاً جندب بن كعب مع من روى عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ونال: (قاتل أهل الشام، شكٌّ في صحبته).
*التاريخ الكبير 2/ 222 برقم 2268 ، تاريخ الطبري 610/2 -611، 634، 157/3 رجال الطوسي 1/59 الكامل 3/
ص: 76
106، 108، 144-137، 391 أسد الغابة 305/1-306 الإصابة 6131 برقم 1222، 1226، 1229، نقد الرجال 1/374،375
21- جَوْدان، وقیل ابن جودان
كذا ورد من دون نسبة في غالبية المصادر، وهو صحابي سكن الكوفة، وروى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قوله : «من اعتذر إليه أخوه معذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة مكس»، وروى ابن الأثير بسنده عنه ما حدَّث به النبي صلوات اللّه وسلامه عليه وفد عبد القيس حينما سألوه عن النبيذ. وهو جودان العبدي عند ابن حجر، وقال إن ابن أبي حاتم سأل أباه عنه فقال: (جودان مجهول، وليست له صحبة). ذكره المزي أيضاً، وهو عنده غير منسوب، وقال: روی عنه الأشعث بن عمرو، والسائب بن مالك والعباس بن عبد الرحمن، روى له البخاري حديثاً واحداً، وروى له النسائي حديثاً واحدا في مسند علي .علیه السلام.
وهو جودان بالدال المهملة في مطبوعة الرجال، وذكره الشيخ الطوسي فيها مع من روى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وقال : سكن الكوفة، وذكره السيد الخوئي باسم جوذان الكوفي بالذال المعجمة، وأحال على رجال الطوسي، ولظاهر سهو طباعي لأنه فيه بالمهملة. وإلى ذلك ذهب التفرشي، ولكن المحقق قال في الحاشية وفي نسخة جوزان، ولاشك أن الإعجام أو الإهمال وهم من الناسخ، وتابعهما المامقاني فذكره باسم جوذان بالذال المعجمة، ولكنه قال : وقيل بالمهملة والأول أشهر.
رجال الطوسي 30/34 أسد الغابة 312/1، تهذيب الكمال 161/5 برقم 983 ، الإصابة 626/1 برقم 1261، نقد الرجال رجال الحديث 1485 برقم 2413 تنقيح 375/1 ،معجم المقال 310/16 .
22- الحارث بن حسان البكري
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، والظاهر أن إسلامه كان
ص: 77
متأخراً، فقد ورد المدينة أثناء التهيؤ لغزوة ذات السلاسل، وروي أنه دخل المسجد النبوي وهو غاص بالناس فلما سأل قيل له : (هذا رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهاً )، والوجه غزوة السلاسل عند الواقدي وغيره.
واسمه عند الشيخ الطوسي الحارث أيضاً، وقال: وقيل : حريث، وكذا قال المزي، وقال: ويقال الربعي وذكر ابن الأثير أنه الحارث بن حسان بن ربعي البكري الذهلي، وقيل حويرث، وتابع ابن سعد فقال : سكن الكوفة؛ وذكر أن دخوله المسجد كان بسبب خلاف نشب بین تميم وبكر بن وائل، فوفد على النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم لحسمه، وقد مرَّ في طريقه إلى المدينة بالربذة فرأى عجوزاً منقطعة، فطلبت منه بعد أن علمت بوجهته أن يحملها معه، وهو لا يعلم أنها من تميم، وأنها وافدة على النبي للغرض الذي جاء لأجله، ويبدو أن الحارث دخل المسجد والنبي صلوات اللّه وسلامه عليه يجهز سرية إلى بكر بن وائل ، فقال البكري للرسول الكريم : (يا رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، أعوذ باللّه أن أكون كوافد عاد)، وذكر له حكاية عاد حين أصابهم القحط فأرسلوا وافداً يستسقي لهم فنزل على معاوية بن بكر شهراً يشرب خمرا وتغنيه قينتان لمعاوية، ثم روى ابن الأثير ما ذكر من الاختلاف في اسمه وسم أبيه، ونسبه إلى بكري أو ربعي أو ذهلي، وقال: (ويظن هذا اختلاف وليس كذلك)، وإنما كلهم من نسب واحد، وقال : ولولا أن أبا عمر نسبه إلى كلدة لغلب على ظني أنه الحارث بن حسان بن الخوط، فإنه شهد الجمل مع علي، وأخوه بنمر القائل :
أنا ابن حسان بن خوط وأبي *** رسول بكر كلها إلى النبي
وروى المزي وابن حجر أنه تزوج ، (وكان الرجل إذا عرَّس تخدَّر أياماً ، فقيل له في ذلك فقال : واللّه إن امرأة تمنعني صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء).
كانت له مشاركة في جيوش فتح المشرق، فقد روى الطبري أن سعد بن أبي وقاص أرسله إلى يزدجرد من ضمن وجوه عسكره وشجعانهم، وشارك في
ص: 78
معركة جلولاء، وهي من معارك الفتح المهمة، وبعثه سعد رسولاً بالفتح إلى الخليفة عمر. وفي سنة اثنتين وعشرين كان الحارث في جيش الأحنف بن قيس حينما سمح لهم الخليفة عمر بالانسياح في بلاد فارس بمشورة الأحنف، فأرسل حساناً إلى سرخس ... وقال ابن حجر أيضاً : وقفت في كتاب الفتوح أن الأحنف لما فتح خراسان بعث الحارث بن حسان إلى سرخس، فكأنه هو، وخبر إرسال الحارث إلى سرخس ذكره ابن الأثير في كامله أيضاً. وذهب محقق تنقيح المقال إلى أنه ليس الحارث بن حسان البكري، وإنما هو ابن الخوط الذي كان يحمل راية الكوفيين من بكر بن وائل في معركة الجمل واستشهد هو وابنه وخمسة من أخوته بها ولم أقف للحارث البكري أو الحارث الخوطي على ذكر في كتاب الجمل.
وإذا كان المترجم له هو الحرث بن حسان الذهلي، فقد ذكر ابن الأثير في كامله أن راية بكر بن وائل كانت في بني ذهل مع الحرث، وكان مع أمير المؤمنين علیه السلام ، وقد تقدم فيها وقال : (يا معشر بكر لم يكن أحد له من رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، مثل منزلة صاحبكم فانصروه، فتقدم وقاتلهم فقتل ابنه وخمسة من بني أهله وقتل الحرث، فقيل فيه:
أنعى الرئيس الحرث بن حسان *** لآل ذهل ولآل شيبان.
روي عنه إياد بن لقيط، وسماك بن حرب، وشقيق بن سلمة، وعاصم بن بهدلة.
*الطبقات 35/6 ،تاريخ الطبري 389/2، 475، 546، رجال الطوسي 20/36 أسد الغابة 323/1-325، الكامل 4562، 252،333 تهذيب الكمال 222/5 برقم 1014 الإصابة 665/1 برقم 1397 تنقيح المقال 104/17-106
23- أبو قتادة، الحارث بن ربعي الخزرجي الأنصاري
صاحب رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وفارسه ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة وقال : إن عبد اللّه بن محمد الأنصاري، ومحمد بن عمر يذهبان
ص: 79
إلى أن اسمه عمرو بن ربعي وقال الواقدي: اسمه النعمان. شهد أحداً، وقال الباندادي وابن حجر: إن المشهور في اسمه الحارث، قال ابن حجر: وجزم الواقدي وبن القداح وابن الكلبي بأن اسمه النعمان، وقيل عمرو، وأبوه ربعي وأمه كبشة بنت مطهر بن حرام، له من الأولاد بحسب المزي: ثابت، وكنيته أبو مصعب وعبد اللّه. روى عنه جمهور من المحدثين منهم ولداه ثابت وعبد اللّه، وأنس بن مالك، وإياس بن حرملة وسعيد بن المسيب وغيرهم وروي أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة».و ذهب ابن الأثير إلى أنه بدري من فرسان المسلمين، فرسه تسمى حزوة، وأنه فارس رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم. واشترك مع نفر من الخزرج في قتل ابن أبي الحقيق بإذنه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وهو من السابقين إلى النبي في غزوة ذي قرد، وكان مع أبي حدرد حين بعثه الرسول في سرية إلى بطن إضم. ذكر ابن حجر الاختلاف في شهوده ،بدر وروى عن ولده عبد اللّه أن أباه قال: (أدركني رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يوم ذي القرد فنظر إلي فقال : اللّهم بارك في شعره وبشره، وقال: أنلح وجهه. فقلت ووجهك يا رسول اللّه قال ما هذا الذي بوجهك ؟ قلت سهم رمیت .به قال: ادن، فدنوت فبصق عليه فما ضرب علي قط(، ولم أقف على ذكر له في مغازي الواقدي.
وذكر المزي أنه شهد أحداً وما بعدها، ولم يشر إلى شهادته معركة بدر. روي أن أبا قتادة حرس النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ليلة بدر فدعا له، ولكن ابن حجر نفى ذلك وغلَّط من قال به، لأنه لم يشهدها، وأكد البغدادي ذلك. ولرواية الدعاء مناسبة أخرى عنده مفادها أنه كان مع النبي في بعض أسفاره، فمال عن راحلته ودعمه فاستيقظ فدعا له وهو من رواة قول النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم لعمار: «تقتلك الفئة البانية».
شارك أثناء خلافة أبي بكر في حروب الردة، وكان في جيش خالد بن الوليد حين هاجم رهط مالك بن نويرة، فاعترض عليه، وروى الطبري أنه قال له : (هذا عملك، فزبره خالد فغضب ومضى حتى أتى أبا بكر، فغضب عليه أبو بكر؛ حتى کلمه عمر فيه، فلم يرض إلا أن يرجع إليه، فرجع حتى قدم
ص: 80
معه المدينة(، وللحديث رواية أخرى في سير أعلام النبلاء، تبدو أقرب إلى الصواب مفادها أن أبا قتادة تدخل لنفي التهمة عن مالك ورهطه، ولكن خالداً لم يلتفت إليه، فركب فرسه ولحق بأبي بكر، وحلف ألا ، وحلف ألا يسير في جيش وهو تحت لواء خالد، وقال : (ترك قولي، وأخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم).
كان من خيار صحابة أمير المؤمنين علیه السلام ، ومن ثقاته، وروى الطبري بسنده عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه أثناء حديثه عن خروج أصحاب الجمل إلى البصرة. وقبل خروج الإمام علیه السلام من المدينة أن أبا قتادة قال له عليه السلام: (يا أمير المؤمنين، إن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قلَّدني هذا السيف، وقد شمته، فطال شيمه، وقد أنى تجريده على هؤلاء القوم الظالمين الذين لم يألوا الأمة غشّاً، فإن أحببت أن تقدمني فقدمني)، وذكر مثل هذا ابن الأثير في كامله. وقد ولَّاه مكَّة من بعد، ثم ولَّى عليها قثم بن العباس. وشهد أبو قتادة معه مشاهده، وذكر المسعودي أنه كان على نحو ألف فارس في معركة الجمل، وروى الطبري وابن الأثير أنه كان على رجالته في معركة النهروان.
توفي بالكوفة سنة أربعين للهجرة، وروي أن أمير المؤمنين علیه السلام ، كبَّر عليه سبعاً، وروى ابن حجر أنه كبر عليه ستّاً، وقال: إنه بدري. وقال في حوادث سنة أربع وخمسين : (في هذه السنة توفي أبو قتادة الأنصاري وعمره سبعون سنة، وقيل مات سنة أربعين وصلى عليه علي وكبر عليه سبعاً، وشهد مع علي حروبه كلها وهو بدري) - وتكبيرات صلاة الجنازة في مذهب أهل البيت أربع ينصرف المصلي بالخامسة - وعاد فقال : إن الكوفيين يقولون : مات بها سنة ثمان وثلاثين، ونقل عن الواقدي قوله : إنه مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وله اثنتان وسبعون سنة، وروى أن مروان لما كان والياً عليها أرسل إلى أبي قتادة ليريه مواقف النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، والصحابة.. وذكر القصة أيضاً البخاري في تاريخه إلا أنه لم يتعرض كثيراً لسيرته، و روی بسنده عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : »من قال لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه، فذل -أو بذل- بها لسانه واطمأن بها قلبه لم تطأه النار».
ص: 81
ذكر البغدادي أنه شهد مع أمير المؤمنين علیه السلام معركة النهروان، وقال : وزار المدينة رفقة رفقة وزار السيدة عائشة، وحكى لها ما جرى في معركة النهروان، ووقوف أمير المؤمنين علیه السلام وهو على بغلة رسول اللّه على جمع من قتلاهم، وأخبرها بقصة العثور على ذي الثدية، وذكر أن أمير المؤمنين علیه السلام حدثهم بما قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بشأنه، فقالت: (ما يمنعني ما بيني وبين علي أن أقول الحق، سمعت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول: «تفترق أمتي فرقتين تمرق بينهما فرقة محلقون رؤوسهم، محفون شواربهم، أزرهم إلى أنصاف سوقهم، يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، يقتلهم أحبهم إلي، وأحبهم إلى اللّه». قال : فقلت: يا أم المؤمنين أنت تعلمين هذا؟ فلم كان الذي كان منك؟ قالت: یا قتادة، وكان أمر اللّه قدراً مقدورا، وللقدر أسباب). ولم أقف له على ذكر في كتابي وقعة صفين والجمل.
اختلف في وفاته ما بين الكوفة والمدينة، فقال ابن سعد: توفي بالكوفة وعلي علیه السلام بها، إلَّا أن محمد بن عمر أنكر أن تكون وفاته بها، وقال: توفي بالمدينة سنة أربع وخمسين، وهو ابن سبعين سنة. وذكر ابن كثير أن الهيثم بن عدي وغيره زعم أنه توفي بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه علي علیه السلام، قال : وقال الواقدي وغير واحد توفي سنة أربع وخمسين بالمدينة. وأيد الشيخ المامقاني وفاته بالكوفة، ورجحت أيضاً عند محقق التنقيح، ومن مسببات رجحانها أيضاً أن أهل الكوفة أدرى بمن توفي عندهم، ولاسيما إذا كان بمنزلة أبي قتادة.
*سيرة 188/3، 194 ،195، 179/4 ، الطبقات 15/6 ،التاريخ الكبير 258/2 برقم 2387 ، تاريخ الطبري 273/2 ، 3 /121،8،مروج الذهب 368/2 رجال الطوسي 10/35 تاریخ بغداد 170/1 برقم 10 الكامل 3 /345،221، 500، أسد الغابة 1/ 327، تهذيب الكمال 34/ 194 برقم 7574، سیر أعلام النبلاء377/1 ، الإصابة /273/7 برقم 10411 وله ترجمة مهمة في تنقيح المقال 17/ 127-133.
ص: 82
24-الحارث بن زياد الساعدي الخزرجي الأنصاري
صحابي، نزل الكوفة، ذكر ابن سعد أنه ابتنى داراً بها مع الأنصار. وهو أحد بني ساعدة ،بدري، عداده في الكوفيين بحسب المزي وابن حجر، وهو وأبوه من البدريين بحسب ابن الأثير، ولكن الواقدي وابن سعد وابن هشام لم يشيروا إلى مثل هذا، روي أنه أتى النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يوم الخندق وهو يبايع الناس على الهجرة؛ فقال : يا رسول اللّه بايع هذا قال ومن هذا؟ قال: ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط؛ فقال رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: «لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم، والذي نفسي بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى اللّه إلا لقي اللّه وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى اللّه إلا لقي اللّه وهو يبغضه».
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي ، وقال: (سكن المدينة)، وسكنه بها وهو من الأنصار لا يمنع هجرته إلى الكوفة. ولم أقف له على ذكر بعد رحيل النبي . ولكن سكنه الكوفة يوثق مشاركته في جيش الفتح.
* الطبقات 18/6 ،التاريخ الكبير 2/ 259 برقم 2388، رجال الطوسي 1836 أسد الغابة 329/1 ، تهذيب الكمال 228/5 برقم 1018 الإصابة 669/1 برقم 1410، تنقيح المقال 137-136 /17 ،معجم رجال الحديث 170/5 برقم 2479.
25- الحارث بن معاوية السكوني
كوفيٌّ ، ذكره ابن حبان مع الصحابة، وقال مات بها، وصلى عليه الحسن علیه السلام أيام صالح معاوية، ونقل ابن حجر ما رواه ابن حبان. وذكره ابن الأثير باسم الحارث بن معاوية ولم ينسبه، وروى عنه حديثاً.
*الثقات 77/3 ،أسد الغابة 348/1 ، الإصابة 692/1 برقم1489 .
ص: 83
26- حارثة بن وهب الخزاعي
كوفيٌّ ، ذكره ابن سعد والبخاري وابن حبان مع الصحابة، وقال ابن سعد و لمزي: هو أخو عبيد اللّه بن عمر لأمه، وتابعهما ابن الأثير وابن حجر.
وثَّق صحبته الشيخ الطوسي أيضاً وعده مع من روى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وقال : سكن الكوفة.
أمه أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعية، روى عن النبي، وعن جنب الخير الأزدي قاتل الساحر، وحفصة بنت عمر وغيرهم، وعنه أبو إسحاق السبيعي، والمسيب بن رافع، ومعبد بن خالد وغيرهم. وله أربعة أحاديث في الصحيحين.
*الطبقات 26/6 ، التاريخ الكبير 93/3 برقم 324 ،الثقات 79/3 ،رجال الطوسي 36/37 ، أسد الغابة 360/1، تهذيب الكمال 318/5 برقم 1059 الإصابة 708/1 برقم 153، نقد الرجال 394/1 ، تنقيح المقال ،278/17 ، معجم رجال الحديث 190/5 برقم 2542.
27- أبو الجَنوب، حُبشي بن جُنادة بن نصر بن أسامة السلولي
من هوازن، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين سكنوا الكوفة، وقال: أسلم وصحب النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وروى عنه، وشهد حجة الوداع. أخرج حديثه النسائي والترمذي وصححه. وهو من خاصة صحابة أمير المؤمنين علیه السلام ، وشهد معه مشاهده، روی ابن سعد بسنده عن قرة بن عبد اللّه السلولي أن حُبْشاً عاد رجلاً فقال : (ما أتخوَّف عليك إلا مسيرك مع علي. قال : ما من عملي شيء أرجى عندي منه). روى عنه عامر بن شراحيل الشعبي وأبو إسحاق. وأيد ابن حجر عن العسكري أيضاً شهادته مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام. وروي عنه بحسب لمزي بسنده عن أبي إسحاق السبيعي وغيره أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : «علي منّي وأنا من علي، ولا يؤدي عنِّي إلَّا أنا أو هو»، قال: رواه
ص: 84
ابن ماجة، والترمذي والنسائي
كان ابن أخيه عبد اللّه بن ورقاء بن جنادة من أصحاب المختار الأشداء، وشارك في قتال عبيد قتال عبيد اللّه بن زياد، وقتل أحد قادة جيشه.
استدركه محقق التنقيح، ووهم في قوله : (المعنون لم يذكر في المعاجم الرجالية، فهو مهمل)، فقد ذكره السيد الخوئي، وقال : صاحب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، روى عنه ثلاثة أحاديث أحدها : «علي منّي وأنا من علي»، فهو صحابي، ومن أصحاب الإمام علیه السلام بحسب ابن سعد وابن الأثير، ولكن لم أقف له على ذكر في كتابي الجمل وصفين.
ذكر الشيخ الطوسي حبشي بن جنادة من دون كنية أو نسبة، وقال له کتاب رواه أحمد بن الحسن عنه، وقد يكون هو.
*الطبقات 37/6 ،247 ، الجرح والتعديل 313/3 برقم ، 1395، الثقات 96/3 الفهرست 9/120 ، الكامل 263/4 ، أسد الغابة 3671 ، الإصابة 12/2 برقم 1563، تهذيب الكمال 350/5 برقم 1075 ، تنقيح المقال 429/17، معجم رجال الحديث 193/5 برقم 2557
28- حبة بن خالد
ينظر في ترجمته ترجمة أخيه سواء بن خالد، إذ قرن بينهما من ترجم لهما. وقد وثق صحبته ونزوله الكوفة أيضاً المزي وابن حجر.
*تهذيب الكمال 354/5 برقم 1077 ، تقريب التهذيب 1/ 183 برقم 1085.
29- حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي
لم أقف له على ذكر أو دور في حياة رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، ولا في أحداث خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، والظاهر أنه كان من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، ولكن لم أقف له على دور في أحداث خلافته، باستثناء روايته حديث
ص: 85
الموالاة بالكوفة. قال ابن الأثير : أورده ابن عقبة وغيره مع الصحابة، وقال روی حدیثه زر بن حبيش، قال : (خرج علي من القصر فاستقبله ركبان متقلدي السيوف، فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مولانا ورحمة اللّه وبركاته، فقال علي: من هاهنا من أصحاب النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، فقام اثنا عشر رجلاً منهم قيس بن ثابت، وهاشم بن عتبة، وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا أنهم سمعوا النبي يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه»)، وذكر ابن حجر حديث الموالاة عنه وقال : (وروى حديثه ابن عقدة في كتاب الموالاة بإسناد ضعيف من رواية أبي مريم عن زر بن حبيش) وليس مثل هذا بغريب عن ابن حجر.
ترجم البخاري لعبد اللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي، والظاهر أنه. أخوته. وذكر الشيخ الطوسي محمد بن بديل بن ورقاء، ولم أقف له على خبر في غيره.
أخوه أبو عمرو أو عمرو أحد المعترضين على سياسة عثمان كان أحد أربعة طرقوا المدينة على رأس ستمائة رجل أو أكثر من أهل مصر، ونزلوا بذي المروة على مقربة منها بحسب الطبري.
* التاريخ الكبير 56/5 برقم 126 ،تاريخ الطبري 652/2 ،663 ،رجال الطوسي 4/81 ،أسد الغابة 368/1، الإصابة 13/2 برقم 1572 ، تنقيح المقال 362/17 .
30- أبو رمثة، حبيب بن حيان التميمي.
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ولم يزد على ذلك، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه وفي نسبه، فالمذكور ذكره ابن سعد، وقال ابن حبان :هو أبو رمثة، رفاعة اليثربي من تيم الرباب أتى النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ومعه ابنه، وقيل : إن اسم أبي رمثة حبيب بن حيان، وقيل: هو الخشخاش العنبري، وقال ابن حجر اسمه حيَّان التيمي، وقيل حبيب بن حيان، وقيل حسحاس. ونقل ابن الأثير الاختلاف في اسمه عن أبي عمر التميمي فقال : قيل : رفاعة،
ص: 86
وقيل : عمارة، وقيل: خشخاش، وذكر قدومه على النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، مع ولده ؛ فقال: «أما إنك لا تجني عليه، ولا يجني عليك». روى له أصحاب السنن الثلاثة، وصحح حديثه. ولم أقف له على دور يذكر.
*الطبقات الكبرى 51/6 الثقات 126/3 أسد الغابة 369/1 ، الإصابة 7/ 117 برقم 9905 .
31- الحجاج بن عبد اللّه
نقل ابن حجر عن خليفة أنه نزل البصرة ثم انتقل إلى الكوفة، وقال: ويقال : هو ابن عبد، ويقال : ابن عتيك، وقال : ذكر أبو حذيفة في المبتدأ أنه زوج أم جميل الهلالية التي رمي بها المغيرة بن شعبة فهلك عنها، فكان المغيرة يدخل عليها قال وذكر ابن شبة في أخبار البصرة يقال : إن أصل أبيها من ثقيف واسم زوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث الجشمي قدم البصرة في أيام عتبة بن غزوان، ورحل بامرأته إلى الكوفة بعد فعلة المغيرة ثم رجع إليها في إمارة أبي موسى فاستعمله على بعض أعماله.
*الإصابة 2/ 29 برقم 1626.
32- الحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري
أيد صحبة الحجاج جمهور من المؤرخين والمحدثين، وأثر عنه أنه روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه حديثاً حول الحج، ورواه عنه الأربعة، ولكن لا يظهر له دور يذكر في أثناء خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، باستثناء ما تذهب إليه رواية من أنه هو الذي ضرب مروان يوم الدار فأسقطه، وعلى الرغم من عداده مع أهل المدينة، فإن أحداً لم يذكر وفاته بها، ومجريات حياته بعد انتقال أمير المؤمنين إلى الكوفة لا تنبئ عن عودته إلى المدينة، واللّه أعلم.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام . وبرز دور الحجاج بعد توجه أمير المؤمنين إلى البصرة، فقد ذكر الطبري وابن الأثير أن
ص: 87
ولداً لرفاعة لم يسمه قام فقال لما أراد الإمام علیه السلام المسير من الربذة إلى البصرة (يا أمير المؤمنين أيَّ شيء تريد؟ وأين تذهب بنا؟ فقال: أما الذي نريد وننوي فالإصلاح إن قبلوا منَّا وأجابونا إليه. قال: فإن لم يجيبونا إليه؟ قال : ندعهم بعذرهم ونعطيهم الحق ونصبر قال : فإن لم يرضوا؟ قال: ندعهم ما تركونا قال : فإن لم يتركونا؟ قال: امتنعنا منهم. قال : فنعم إذاً)، فقام الحجاج، وقد يكون شارك ابن رفاعة في السؤال، بعد أن استمع جواب أمير المؤمنين علیه السلام وقال : لأرضينك بالفعل كما أرضيتني بالقول، وقال:
دراکها دراكها قبل الفوت *** وانفر بنا واسمُ بنا نحو الصوت
لا وألت نفسي إن هِبت الموت
والرواية تعني أن الرجل كان من الأنصار الذين رافقوا أمير المؤمنين من المدينة إلى البصرة، وشهد الجمل مع من شهدها منهم، بدليل أن الشيخ المفيد ذكر أنه بعد انقضاء الجمل جاءه رجال من أهل البصرة يسألونه عن يوم السبب الذي دعا عائشة بالمظاهرة عليه، فأجابهم، فقالوا : القول ما قلت يا أمير المؤمنين، ونشهد بأنك أولى باللّه ورسوله صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ممن عاداك، فقام الحجاج بن عمرو الأنصاري فمدحه في أبيات لم يذكرها الشيخ.
وكان من وجوه الأنصار في معركة صفين، وروى له الطبري أبياتاً قالها في يوم الهرير يفخر بها، ويذكر من قتلوه من فرسان جيش معاوية، وقد رواها ابن الأثير أيضاً، وحين استشهد عمار بن ياسر رثاه بقصيدة ذكرها المسعودي مطلعها :
يا للرجال لعين دمعها جاري *** قد هاج حزني أبو اليقظان عمَّارُ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال النبي له تقتلك شرذمة *** سيطت لحومهم بالبغي فجَّار
فالیوم يعرف أهل الشام أنهم *** أصحاب تلك وفيها النار والعارُ
وخرج إلى مصر بعد صفين، وبعد استشهاد محمد بن أبي بكر عاد،
ص: 88
وحدث أمير المؤمنين علیه السلام بما جرى لمحمد. ولاشك أنه من خاصة أصحابه من الأنصار.
ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب مع من روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وروي عنه، وذكره معهم أيضاً في الإصابة، وقال روى عنه ضمرة بن سعيد، وعبد اللّه بن رافع وغيرهما، وإلى ذلك ذهب المزي أيضاً، وقال: أما العجلي وابن البرقي وابن سعد فذكروه في التابعين، بل إن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة ولم يصب وقال : توفي وليس له عقب، ولم يشر إلى روايته أو من روى عنه.
ترجم له المامقاني في تنقيح المقال ترجمة وافية، ووثق صحبته، ذكر محققه في الهامش مصادر عدة عنه وتحليلات جديرة بالمراجعة.
*الطبقات 267/5 ،وقعة صفين 448، تاريخ الطبري 24/3، 95 ،134 مروج الذهب 392/2 ، الجمل 412 رجال الطوسي 11/61 ، الاستيعاب 326/1، الكامل 224/3، ،314 ،358 تهذيب الكمال 444/5 برقم 1124 الإصابة /302 برقم 1628 تهذيب التهذيب 1792 برقم 378 ، نقد الرجال 402/1 تنقيح المقال 2935/18
33- أبو سُرَيْحة، حذيفة بن أسِيد خالد بن الأعور الغفاري
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة؛ وهو بكنيته أشهر. كانت الحديبية أول مشاهده مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وهو ممن بايع تحت الشجرة، روى له أبو طفيل حديثاً سمعه بعرفة من النبي، وقال المزي: روى له الجماعة سوى البخاري.
وهو ممن روى أغلب خطبة الغدير بما فيها حديث الولاية، وحديث الثقلين، وروايته هي: «أيها الناس إن اللّه مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، أما حديث الثقلين عنه فهو : «وإني سائلكم حين تردون علي
ص: 89
عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟ الثقل الأكبر كتاب اللّه سب طرفه بيد اللّه، وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلُّوا ولا تبدِّلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض». وذكر البخاري جزءاً من الخطبة عنه، وهو قوله صلوات اللّه وسلامه عليه : «إنكم واردون عليَّ الحوض»، وقال: نزل الكوفة.
وذكر الشيخ اليوسفي أنه من رواة حديث سدِّ الأبواب، وعنه أن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أرسل معاذ بن جبل إلى أبي بكر وعمر وعثمان كي يسدوا أبوابهم.
ونقل الشيخ الغروي عن مصادره أنه كان موفد النبي إلى أشجع فخرج في نفر من أصحابه فوقف عليهم وسألهم عن سبب خروجهم من بلادهم فقام رئيسهم وأعلمه أنهم جاءوا للموادعة رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم.
کان من قادة جيوش الفتح، وشهد مع خالد بن الوليد فتح دمشق، وأغار على عذراء، وولاه الخليفة عمر بن الخطاب مع جابر بن عمرو المزني على ما سقى الفرات، ثم استعفى فأعفاه وكان في معركة فتح الباب على إحدى مجنبتي سراقة بن عمرو سنة اثنتين وعشرين.
قال الشيخ المفيد : إن بشراً العامري وهو في طريقه من المدينة إلى الكوفة قال له عِلْجٌ : (إن كتب صاحبكم صارت تمزق وتلقى في الحشوش، قال : فلقيت حذيفة فأخبرته فقال : قد فعلوا ذلك كأني بهم وقد ساروا بها- أي السيدة عائشة والذي بعث محمدًا بالحق نبيًّا والأزد وضبَّة حفُّوا بها جنَّ اللّه أقدامهم قال فحضرت الوقعة بالبصرة فنظرت إلى الأزد وضبَّة وتميم حول الجمل، ونظرت إلى الأزد وقد تقطعت أقدامهم من العراقيب وأسفل منها)، نزل الكوفة، وتوفي بها سنة اثنتين وأربعين، ووثق نزوله وفاته بها ابن الأثير في أسده، وابن حجر في الإصابة، وصلى عليه زيد بن أرقم. ولكن ابن حبان قال : تو في سنة اثنتين وأربعين بإرمينية.
ونقل المامقاني عن حلية الأولياء أنه من رواة حديث الثقلين. ذكره الشيخ
ص: 90
الطوسي في رجاله من روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، وقال: (صاحب النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم )، وعدَّه هو والشيخ المفيد من أصحاب الحسن علیه السلام)
*الطبقات 24/6 التاريخ الكبير96/3 برقم 333 ،تاریخ الطبري 468/2 ،528 531، 540-541، الثقات 81/3 الجمل 353-352 الاختصاص 7 ،رجال الطوسي 35/6 ،93/2 ، تاريخ مدينة دمشق القسم الخاص بترجمة الإمام 46-452 ، الكامل 5192 أسد الغابة 389/1، تهذيب الكمال /493/5 برقم 1145 ،الإصابة 38/2 برقم 1649 ،تقريب التهذيب /129/1 برقم 1158، تنقيح المقال 107/18 112، البداية والنهاية 463/5 موسوعة التاريخ الإسلامي /3 532 ،535، وما أدراك ما علي 415/1.
34- أبو عبد اللّه، حذيفة بن اليمان
واليمان لقب، وسمه حُسَيل بن جابر، أو حسل وهو عبسي عداده في بني عبد الأشهل.
وروي عن الحسن أن حذيفة كان رجلاً من عبس، فخيره رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم فقال : إن شئت كنت من المهاجرين، وإن شئت كنت من الأنصار؟ فاختار الأنصار ؛ وآخى صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بينه وبين عمار بن ياسر.
واستشهد أبوه خطأ في معركة أحد قتله المسلمون وحذيفة يقول : أبي أبي. وفي السيرة رواية حول استشهاده جديرة بالذكر إذ روي أنه ترك في المدينة هو وثابت بن وقش مع النساء والصبيان فقال أحدهما واللّه ما بقي لواحد منا إلا ظمء حمار، كناية عن قصر الباقي من عمريهما، فأخذا سيفيهما من دون أن يعلم بهما ،أحد فأما ثابت فقد قتله المشركون، وأما اليمان فقد اختلفت عليه أسياف المسلمين وهم لا يعرفونه.
شارك حذيفة في جميع مشاهد النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم إلا معركة بدر، وبشره في معركة الخندق برحيل جيش الأحزاب. وقد أطلعه صلوات اللّه وسلامه عليه على أسماء المنافقين فلقب بصاحب سرّ رسول اللّه فكان إذا مات أحدهم لا يصلي على جنازته المصلين.
ص: 91
ذكره الشيخ المفيد مع خاصة أمير المؤمنين علیه السلام الذين صلُّوا على الزهراء صلوات اللّه عليها، وكان له مع صفوة من الصحابة موقف من بيعة السقيفة، إذ اجتمعوا في مساء يومها لإعادة الأمر شورى بين المهاجرين.
شارك حذيفة في قيادة جيش الفتح، وشهد حرب نهاوند، ولما استشهد فيها النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همدان والري والدينور على يده، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين فتزوج فيها.
استعمله الخليفة عمر بن الخطاب على المدائن، وكتب في عهده (أن اسمعوا له وأطيعوه أعطوه ما سألكم، فلما قدم المدائن استقبله الدهاقين، فلما قرأ عهده، قالوا سلنا ما شئت. قال : أسألكم طعاماً أكله وعلف حماري مادمت فيكم، فأقام فيهم، ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه، فلما بلغ عمر قدومه كمن لا على الطريق) فرآه على الحال التي خرج فيها من عنده فقال له : (أنت أخي وأنا أخوك). وذكر ابن الأثير رواية جديرة بالذكر تدلل على مدى زهد حذيفة وسماحة نفسه، قال: اجتمع نفر عند الخليفة عمر بن الخطاب فتمنوا ملء البيت الذي كانوا فيه أموالاً ينفقونها في سبيل اللّه، فقال عمر: أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان فأستعملهم في طاعة اللّه عز وجل، ثم أرسل مالاً لكل منهم وطلب من مبعوثه أن ينظر ماذا سيفعلون به ؛ فقسم كل منهم المال ولم يستأثر به.
وشارك من بعد في غزو طبرستان والري سنة ثلاثين، واستعمل سنة اثنتين وثلاثين في الغزو على أهل الكوفة.
والظاهر أنه عاد إلى الكوفة، وكان فيها سنة أربع وثلاثين، وروي أنه كان سبباً في كتابة المصحف زمن عثمان بسبب تفضيل الناس قراءة على أخرى. ولم يكن براض عن سياسته وقد عاتبه عثمان بمكة، فاعتذر له، ودفع التهمة عن نفسه بل كان من الناقمين على سياسته، وروى البخاري أن قيس بن رافع سمع حذيفة قال : (كيف لا يضيع أمر أمَّة محمد صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، إذا ملك أمرهم من لا يزن عند اللّه جناح بعوضة). وحين ولَّى مالك الأشتر أبا موسي
ص: 92
الأشعري عند احتدام الأحداث جعل حذيفة على سواد الكوفة، وقد أقرهما الخليفة عثمان .
وأيد الشيخ اليوسفي توليته خراج السواد بعد عودة الأشتر من المدينة إلى الكوفة، ولكنه عاد فقال في موضع آخر من موسوعته أن أمير المؤمنين علیه السلام أبقى حذيفة على المدائن كما كان، وكتب إليه بعهده، كما كتب لأهل المدائن، وأشار في الهامش إلى مصدره، وهو إرشاد القلوب للديلمي.
ولكن من الصعب أن نأخذ برواية الديلمي، وهو من علماء القرن الثامن الهجري، لأن غالبية من ترجم لحذيفة حصر وفاته بعد بيعة الإمام علیه السلام ما بين سبعة أيام وأربعين يوماً، فيكون من الصعب جدّاً وصول عهده إلى حذيفة إن كان فيها في المدة التي حددتها الروايات لوفاته. ولم اقف على مصدر يشير إلى أنه كان من ولاة الخليفة عثمان على المدائن واللّه أعلم. ولعل ما يشر على وفاته أن عثمان يوم قتل كان أبو موسى الأشعري على صلاة الكوفة، وكان على خراج سوادها جابر بن عمرو المزني وسماك الأنصاري بحسب الطبري.
وإلى مثل ما ذهب إليه الشيخ اليوسفي ذهب الشيخ محمد حرز الدين من قبل، ولكنه لم يذكر مصدراً لما ذهب إليه.
وذكر المسعودي أن حذيفة كان عليلاً بالكوفة سنة ست وثلاثين؛ وحين أتاه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي قال: (أخرجوني وادعوا الصلاة جامعة، فوضع على المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلى على النبي وعلى آله، ثم قال: أيها الناس، إن الناس قد بايعوا عليّاً فعليكم بتقوى اللّه وانصروا عليّاً و وازروه؛ فواللّه إنه لعلى الحق آخراً وأولاً، وإنه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقى إلى يوم القيامة، ثم أطبق يمينه على يساره ثم قال: اللّهم اشهد إني قد بايعت ،عليّاً وقال الحمد لله الذي أبقاني إلى هذا اليوم، وقال لابنيه صفوان وسعد: أحلاني وكونا معه، فستكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس، فاجتهدا أن تستشهدا معه، فإنه واللّه على حق، ومن خالفه على
ص: 93
باطل، ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام، وقيل بأربعين يوماً)، وذكر ابن الأثير في كامله أن وفاته كانت سنة ست وثلاثين قال : وقيل سنة خمس وثلاثين، والأول أصح وقال: (وقتل ابناه صفوان وسعيد مع علي بصفين بوصية من أبيهما). ولم أقف لصفوان على خبر في مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام، وستأتي ترجمة أبنائه سعد وعمران، وأبي عبيدة مع التابعين.
وقال حبة بن الجوين العرني : (قلت لحذيفة بن اليمان : حدثنا فإنَّا نخاف الفتن فقال : عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : فقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق، وإن آخر رزقه ضياح من لبن، قال حبة فشهدته يوم قتل وهو يقول : ائتوني بآخر رزق لي في الدنيا، فأتي بضياح من لبن في قدح أروح له حلقة حمراء)، وروى نصر بسنده عن أبي الزبير قال : (أتى حذيفة بن اليمان رهط من جهينة فقالوا : إن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم استجار من أن تصطلم أمته فأجير من ذلك، واستجار من أن يذوق بعضها بأس بعض فمنع من ذلك. قال حذيفة: إني سمعت رسول اللّه يقول: «إن ابن سمية لم يخيَّر بين أمرين إلا اختار أرشدهما يعني عماراً- فالزموا سمته».
اختلف في وفاته ما بين الكوفة والمدائن، ورجحت الكوفة عندي، وذكر الشيخ محمد حرز الدين أن مرقده بالمدائن قرب مرقد الصحابي الكبير سلمان الفارسي، وذكر الشيخ محمد حسين حرز الدين نقلاً عن كتاب فيضانات بغداد، أنه بسبب تآكل ضفة النهر نقلت الحكومة العراقية سنة 1931م رفاته ورفات الصحابي عبد اللّه الأنصاري إلى مشهد سلمان الفارسي، وبنت لهما رسم قبرين وقد ترجمنا له ترجمة موسعة بحسب ما أمدتنا المصادر من معلومات عنه في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة».
*وقعة صفين 343 ،سيرة 94/2 ،40/3 ، الطبقات 15/6، ومواضع أخر فيه التاريخ الكبير 149/7 برقم 664، المعارف 263 تاريخ الطبري 6442 ، وانظر مواضع أخر فيه، 98/3 ، مروج الذهب /394/2 الاختصاص ،5 رجال الطوسي 35 /5 الكامل 287/3، 310 ، أسد الغابة 390/1-392، الكامل 287/3، 310، وانظر مواضع أخر فيه، شرح نهج البلاغة 2/
ص: 94
294، الإصابة 392 برقم 1651، وانظر فيه ترجمة أبيه برقم 1725، تهذيب التهذيب 1932 برقم 405، مراقد المعارف /2391 المتن والحاشية 241 موسوعة التاريخ الإسلامي 4 /400، 457، توجد ترجمة مهمة له في تنقيح المقال 134/18- 162، وجزم محققه أن المصادر اتفقت على موته بالمدائن، وفي ذلك خلاف بيناه في كتاب رجال من بقيع الكوفة.
35- أبو عمرو، حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد اللّه المخزومي
من قريش، والد عمرو وسعيد ولكل صحبة، روي أنه حمل ولده عمراً إلى النبي صلوات اللّه وسلامه عليه فدعا له، وروى حديثه حول الكمأة وفوائدها، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وقال : هو كوفي. وستأتي ترجمة ولديه عمرو سعيد في موضعها.
*رجال الطوسي 39/37، أسد الغابة 1/ 399، الإصابة 2/ 48 برقم 1685، نقد الرجال 410/1 تنقيح المقال 196/18.
36 -خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان العذري
من قضاعة، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ومما رواه قوله صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: «من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».
كان من قادة جند الفتح، وولاه سعد القتال يوم القادسية، وذكر ابن حجر أنه كان معه في فتوح العراق، وكتب الخليفة عمر إلى سعد يطلب منه ،توليته فاستخلفه على الكوفة.
وروى ابن الأثير وابن حجر عن الشيخ المفيد بسنده في كتابه مناقب علي، وهي في شرح النهج أيضاً، قال: جاء رجل إلى علي فقال: إني مررت بوادي القرى فرأيت خالد بن عرفطة بها قد مات، فاستغفر له فقال : إنه لم يمت، ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، ويكون صاحب لوائه حبيب بن جماز فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين إني لك محبٌّ، وأنا حبيب بن جماز. فقال : لتحملنها، وتدخل بها من هذا الباب وأشار إلى باب المقبل،
ص: 95
فاتفق من ابن زياد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي فجعل خالداً على مقدمته، وحبيب بن حمار صاحب رايته، فدخل بها المسجد من باب المقبل). والظاهر أنه التحق بمعاوية من بعد، فقد روى البغدادي أن أم حكيم الجدلية قالت: (لما قدم معاوية -يعني الكوفة - فنزل النخيلة دخل من باب الفيل، وخالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد).
ولما دخل معاوية الكوفة خرج عليه عبد اللّه بن الحوساء بالنخيله، فوجه إليه خالداً فقتله.
كان سنة إحدى وخمسين على ربع تميم وهمدان بالكوفة، ويبدو أن سوء العاقبة رافقه بعد ولاية زياد بن أبيه على العراق لمعاوية، فقد كان أحد رؤوس الأرباع الذين شهدوا في مجلسه على أن (حجر بن عدي جمع على الخليفة معاوية ،الجموع، وأظهر شتمه ودعا إلى حربه، وزعم أن هذا الأمر لا يصلح إلَّا في آل أبي طالب، ووثب بالمصر، وأخرج عامل أمير المؤمنين، وأظهر عذر أبي تراب والترحم عليه). وقيل : هو الذي قتل شبيب بن بجرة الذي كان مع ابن ملجم أرسله المغيرة بن شعبة حينما كان على الكوفة لقتاله.
ولم يشر ابن الأثير إلى أن عمر بن سعد جعله على مقدمته حينما توجه لقتال الحسين علیه السلام ، وذكر الشيخ محي المامقاني محقق تنقيح المقال في الهامش (لا ينبغي التأمل في ضعف الرجل وعدم اعتبار روايته)، ولم يشر المامقيان المؤلف والمحقق إلى دوره في قتال أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام ، ولا إلى ما روي عن الإمام علي علیه السلام بحقه.
ابتنى داراً بالكوفة وقبر بها سنة إحدى وستين، وقيل سنة ستين، وله عقب وبقية فيها. وذكر ابن الأثير أنه هلك (سنة ستين وقيل سنة إحدى وستين عام قتل الحسين بن علي).
*الطبقات 21/6 ،تاريخ الطبري 385/2، 433، 455، 3/ 226 وانظر مواضع أخر فيه الكامل 412/3، 483، 4/ 101 ، ، الاستيعاب 104/1 برقم 388 تاريخ بغداد 213/1 برقم 39 أسد الغابة 87/2 ، 390 شرح نهج البلاغة 2
ص: 96
454 الإصابة 209/2 برقم 1864 تهذيب التهذيب 93/3 برقم 200 تنقيح المقال 222/25
37- أبو عبد اللّه، أو أبو محمد، خباب بن الأرَتّ بن جندلة
من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، مولى لأم أنمار الخزاعية، وقال ابن سعد أيضاً : سمعت من يذكر أنه سبي فاشترته أم أنمار، وأعتقته. كان يمتهن صناعة السيوف في الجاهلية، وقد اختلف في نسبه.
روي أنه أسلم سادس ستة ، وقيل : هو أول من أظهر إسلامه في رواية؛ ولقي من عذاب كفار قريش ما تقشعر منه الأبدان، وكان إسلامه قبل دخول النبي صلوات اللّه وسلامه عليه دار الأرقم، وبعد هجرته شهد مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم جميع مشاهده .
وروي أنه مرض مرضاً شديداً طويلاً، بحيث كان يتمنى الموت من شدَّته، ولعل ذلك من آثار التعذيب الذي لقيه من قريش قبل هجرته.
وروى ابن الأثير أنه شهد صفين مع أمير المؤمنين علیه السلام ، وذكر أنه شهد النهروان أيضاً، وقال وقيل لم يشهدها بل الغالب أنه لم يشهدها، لأنه كان مريضًا، ولأن أمير المؤمنين استحل قتال الخوارج وغيرهم بحسب ابن قتيبة وغيره بسبب قتلهم، وأيد نصر عبد اللّه بن خبَّاب وبقرهم بطن زوجته وقتلها، اشتراكه ،بصفين وقال : إنه من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام الذين شهدوا على وثيقة التحكيم.
روی ابن قتيبة عن الواقدي أن خباب بن الأرت : (مات بالكوفة سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهو أول من قبره علي بالكوفة وصلى اللّه عليه منصرفه من صفين). وإلى ذلك ذهب البخاري، وتابعهما ابن الأثير، ولكنه قال :أيضاً إن وفاته كانت سنة ست وثلاثين وقيل كانت وفاته سنة تسع وثلاثين وإلى ذلك ذهب المامقاني في التنقيح.
روى ابن سعد بسنده عن ابن خبَّاب أنه لما ثقل أبوه قال له: (أي بني
ص: 97
إذا مت فادْفِنّي بهذا الظهر فإنك لو دفنتني بالظهر قيل دفن بالظهر رجل من أصحاب رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم له فدفن الناس موتاهم، فلما مات خبَّاب رحمه اللّه، دفن بالظهر فكان أول مدفون بظهر الكوفة خبَّاب)، ترحم أمير المؤمنين علیه السلام على خباب فقال : (يرحم اللّه خبَّاب بن الأرت، فلقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وقنع بالكفاف، ورضي عن اللّه وعاش مجاهداً، وطوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف، ورضي اللّه عنه. وروى ابن الأثير في أسده أيضاً عن أبي عمرو قال: (مات خبَّاب سنة سبع وثلاثين، بعدما شهد صفين مع علي رضي اللّه عنه والنهروان وصلى عليه علي، وكان عمره إذ مات ثلاثاً وسبعين سنة، وقيل مات سنة تسع عشرة، وصلى عليه عمر رضي اللّه عنه)، قال أيضاً : قلت : الصحيح مات سنة سبع وثلاثين، وأنه لم يشهد سفين بسبب طول ،مرضه، أما الخباب الذي مات سنة تسع عشرة فهو مولى عتبة بن غزوان ذكره أبو عمر وابن مندة وأبو نعيم.
وذكر الشيخ محمد حسين حرز الدين أن خبَّابًا أصيب بسهم، فلما أحس بقرب منيته أوصى ولده أن يدفنه بظهر الكوفة. ويغلب على الظن أن إصابته بصفين إن كانت ،وقعت ولم يشر الشيخ إلى مصدر، ولم أقف على مثل هذا، ولا يمنع أن يكون قد حمل إلى الكوفة قبل أن يدخلها الإمام علیه السلام ، وأنه دفن بحسب وصيته بظاهرها.
ترجمنا له ترجمة مطولة في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة».
*وقعة صفین 506 ، 530 ، سيرة 17/2 ، 227 ،الطبقات 3/ 167-164، 14/6 التاريخ الكبير 693 برقم 730، المعارف 317 ، تاريخ الطبري 108/3 ،نهج البلاغة 691، وقارن بطبعة علي أنصاريان 487 ،رجال الطوسي 3/388، معجم البلدان 1/ 176 أسد الغابة 982-100 ، الكامل 68/2 324/3 الإصابة 2212 برقم 2215 الزيارات الاعتدال 2214 الفوائد الرجالية 3342-340 تنقيح المقال 234/25 وبهامشها مصادر كثر وتحقيقات جديرة بالمراجعة تاريخ الكوفة ،103، وما أدراك ما علي 150/1.
ص: 98
38- دكين بن سعيد الخثعمي
كوفيٌّ ، ذكره ابن سعد مع الصحابة وقال : وبعضهم يقول : ابن سُعيد، وقال المزي : ويقال : ابن سيِّد، ويقال: بن سعد، وقال ابن حجر: ابن سعيد أو سعد الخثعمي، ويقال: المزني، روى عنه قيس بن أبي حازم، وأبو إسحاق السبيعي، وقيل: إنه قدم مع نفر من مزينة على رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، ويبدو أن قدومهم بحسب ابن سعد كان في رجب سنة خمس، وجعل النبي صلوات اللّه وسلامه عليه هجرتهم إلى ديارهم وقال : أنتم مهاجرون حيث كنتم فارجعوا إلى أموالكم، فرجعوا إلى بلادهم. وروى أيضاً قدوم عشرة من مزينة منهم خزاعي بن عبد نهم ؛ فبايعه على قومه مزينة وكان فيهم دكين بن سعيد. وروى ابن الأثير والمزي وغيرهما أنه قال : أتينا رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام، فأمر عمر أن يعطينا فقال عمر : ما عندي إلا ما يكفيني أنا والصبية لهذا القيظ فأعاد عليه فقام إلى غرفة فيها تمر، فقال: شأنكم، فأخذنا كفايتنا، وكنت آخرهم، فنظرت فكأنا لم نأخذ منه تمرة).
وكان لواء مزينة مع خزاعي يوم الفتح وهم في ألف مقاتل. ووثق صحبة دكين ونزوله الكوفة ابن حبان أيضاً، وعده ابن حجر من أهلها. ولم أقف له على دور يذكر.
*الطبقات 291/1-292 ،38/6 ، الثقات 118/3، أسد الغابة 133/2، تهذيب الكمال 492/8 برقم 1801، الإصابة 2/ 326 برقم 2406 تهذيب التهذيب 3/ 184 برقم 401.
39- الرُسيم العبدي الهجري
صحابيٌّ نزل الكوفة، وذكره ابن الأثير مصغَّراً ومكبَّراً. ذكره ابن سعد، ولم يذكر اسم أبيه، ولم ينسبه. وهو عند ابن ماكولا بوزن عظيم.
روي عن ابنه أن أباه قال : وفدنا على رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم (فسألناه عن الأشربة في الظروف فنهانا عنها ، قال : ثم رجعنا إليه، فقلنا : يا رسول اللّه إن أرضنا أرض وخمة. قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : «اشربوا فيم شئتم، من شاء
ص: 99
أوكاً سناءه على إثم»)، وهو عند ابن الأثير رسيم الهجري، وللحديث فيه رواية تبعد عن الرواية المذكورة. قال المامقاني : وكان فقيهاً، وحاله مجهول.
*الطبقات 57/6-58 ،أسد الغابة 175/2، الإصابة 403/2 برقم 2659 ، تنقيح المقال 266/27
40- أبو عَميرة، رشيد بن مالك السعدي
صحابي، من بني تميم، ذكره بن سعد وابن الأثير وابن حجر. روي عنه أن رجلاً جاء بطبق تمر إلى النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، فسأله إن كان هدية أو صدقة، فقال الرجل بل صدقة، فقدمه إلى القوم، وكان الحسن علیه السلام بين يديه فأخذ تمرة وضعها بفمه، فأدخل النبي إصبعه في فيه وانتزع التمرة منه وقال: «إنا آل محمد لا نأكل الصدقة». قال ابن الأثير : (جعله أبو عمر تميميّاً، وجعله ابن ماكولا مزنيّاً، وجعله أبو أحمد العسكري أسديّاً من أسد خزيمة، وقال: هو جد معروف بن واصل).
*الطبقات 46/6 ، التاريخ الكبير 334/3 برقم 1131، أسد الغابة 176/2 ، الإصابة 450/2 برقم 2664.
41-أبو معاذ، رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان الخزرجي
أنصاريٌّ، بدري، أبوه رافع بن مالك أحد شهود العقبة الأولى، ومن نقبائها الاثني عشر، ولم يشهد بدراً، وروي أنه أول من أسلم من الخزرج، وأن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أبلغه ما أنزل عليه من القرآن في السنوات العشر لني خلت روى عن أبيه أنه قال له: (ما يسرني أني شهدت بدراً بالعقبة). أمه أم مالك أخت عبد اللّه بن أبي سلول.
شارك رفاعة مع أخيه خلاد في معركة بدر، وأسر فيها وهب بن عمير، وشهد جميع المشاهد مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، كما شهدها أخواه خلاد ومالك. ولرفاعة من الولد عبد الرحمن، وعبيد، ومعاذ، وعبيد اللّه ،والنعمان، وغيرهم بنيات، روی عنه ابناه عبيد ،ومعاذ وابن أخيه يحيى بن خلاد، وابنه علي بن يحيى.
ص: 100
ولم أقف له على ذكر أثناء خلافة أبي بكر وعمر، ولا في خلافة عثمان إلا في أيامه الأخيرة، فقد روى الطبري في تاريخه أن نيار بن عياض، وهو من الصحابة، أشرف من أعلى داره ونادى عثمان وهو في بيته، وناشده اللّه أن يعتزل، وبينما هو يراجعه رماه رجل من أصحاب عثمان فقتله، فطالبه المحاصرون بقاتله، فأبى وقال : (لم أكن لأقتل رجلاً نصرني وأنتم تريدون قتلي )،فأحرقوا باب داره، فخرج عليهم مروان بن الحكم وسعيد بن العاص والمغيرة بن الأخنس الثقفي، كل في مجموعة فاقتتلوا قتالاً شديداً، قال الطبري : (وحمل رفاعة بن رافع الأنصاري على مروان بن الحكم فضربه ،فصرعه فنزل عنه وهو يرى أنه قتله).
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم وعاد فذكره مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام . وبايعه، وكان له في بيعته مع رفقة موقف مشهود في إقناعه بقبولها بعد امتناعه عنها، وشهد معه علیه السلام الجمل وصفين، واشترك ابن له فيهما ذكر الطبري أن ولداً لرفاعة لم يسمه قام فقال لما أراد الإمام علیه السلام المسير من الربذة إلى البصرة : (يا أمير المؤمنين أيَّ شيء تريد؟، وأين تذهب بنا؟ فقال: أما الذي نريد وننوي فالإصلاح إن قبلوا منَّا وأجابونا إليه. قال : فإن لم يجيبونا إليه ؟ قال : ندعهم بعذرهم ونعطيهم الحق ونصبر. قال: فإن لم يرضوا ؟ قال : ندعهم ما تركونا قال فإن لم يتركونا؟ قال: امتنعنا
منهم . قال : فنعم إذاً، وذكر غير الطبري أن السائل هو رفاعة وليس ولده. ونسب مثل هذا لغيرهما.
كان رفاعة من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام الذين شهدوا على وثيقة التحكيم.
توفي في أول أيام معاوية بن أبي سفيان سنة إحدى أو اثنتين وأربعين، وقد ترجمنا له ترجمة موسعة في كتابنا رجال من ثوية الكوفة، فراجعها إن شئت .
* المغازي 54،171 ،وقعة صفين 506 ،الطبقات 596/3، 597، 622، 199/4 ، التاريخ الكبير 3/ 319 برقم 1089،
ص: 101
تاريخ الطبري 671/2 ،24/3 الثقات 240/4 الجمل ،106 ،128 رجال الطوسي 339 4/63 ، الاستيعاب 2 /497 برقم 774، الكامل 224/3 ، 44/4، أسد الغابة 2/ 178، الإصابة 379/2، 406-407 برقم 2550، 2670، ونظر ترجمته مع تعليقات عليها في هوامش تنقيح المقال 27/ 311-315.
42- رياح بن الربيع
كوفيٌّ ، ذكره ابن سعد وقال : (روى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، ولم يضف شيئاً آخر، وأضاف ابن حجر أنه ابن صيفي التميمي أو التيمي، أخوه حنظلة، روى حديثاً عن النبي في النهي عن قتل الذرية، وخرج في غزوة غزاها كان على مقدمته خالد بن الوليد فيها، ولم أقف على مثل هذا.في السيرة أو المغازي.
* الطبقات 55/6 ،الإصابة 374/2 برقم 2565.
43- أبو مجزأة، زاهر بن الأسود بن الحجاج بن قيس الأسلمي
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وهو من المبايعين تحت الشجرة. روي عنه نهي رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم عن أكل لحوم الحمير، وذكر مثل ذلك ،الطبراني والمزي، وذهب البخاري إلى أن عداده مع الكوفيين أيضاً، وأيد شهادته بيعة الشجرة، وروى حديثاً عنه، واكتفى ابن حبان بذكر كوفيته وبيعته. ذكره الشيخ الطوسي باسمه وكنيته ونسبه مع من روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه.
وعلى الرغم من أني لم أقف له على دور يذكر في أحداث الفتوح، ولا في خلافة أمير المؤمنين ،فالظاهر أنه كان من أصحابه علیه السلام، ولا أستبعد اشتراكه في مشاهده فقد روى ابن الأثير عن الواقدي أنه كان من أصحاب عمرو بن الحمق.
*الطبقات 32/6 ، التاريخ الكبير 442/3 برقم 1475، الثقات 143/3 رجال الطوسي 6/39، 3/101 ، الاستيعاب 509/2 برقم 805 أسد الغابة 1922 تهذيب الكمال 270/9-272 برقم 1948، الإصابة 452/2 ، نقد الرجال 251/2 .
ص: 102
44-أبو سعد، زيد بن أرقم الخزرجي الأنصاري
اختلف في كنيته فقيل : أبو عمرو، وقيل أبو عامر، وقيل أبو سعد، وقيل أبو سعيد، وقيل أبو أنيسة. استصغر في يوم أحد، وقيل : إن غزوة المريسيع كانت أول مشاهده، وفيها أخبر النبيَّ صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بمقولة عبد اللّه بن أبيّ ، (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأنكر عبد اللّه فنزل قوله تعالى (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَفِقُونَ ﴾ [المنافقون: (1)] بتصديق زيد وتكذيب ابن أبي.
كان يتيماً في حجر عبد اللّه بن رواحة، وكان ردفه في غزوة مؤتة. قيل أيضاً: إن الخندق أول مشاهده وروي أنه غزا مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم سبع عشرة غزوة.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، ومع من روى عن أمير
المؤمنين، وعده مع أصحاب الحسن الزكي أصحاب الحسن الزكي وأبي عبد اللّه الحسين علیه السلام .
وهو من خاصة أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، ومن أشهر رواة حديث الغدير، فقد روي عنه بطرق عدة، ورويت عنه روايات كثيرة في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام منها حديث المنزلة وغيره، وشهد معه صفين. ولكن روى ابن أبي الحديد بسنده عن أبي سليمان المؤذن ( أن عليّاً علیه السلام نشد الناس من سمع رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلی مولاه فشهد قوم، وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد- وكان يعلمها - فدعا علي عليه السلام بذهاب بصره فعمي، فكان يحدث الناس بالحديث بعدما كفَّ بصره). ولا أظن مثل هذه الرواية تصح عن زيد، ولحديث فقد بصره رواية أخرى ذكرناها في ترجمته الموسعة في كتابنا رجال من ثوية الكوفة.
استشهد به الإمام أبو عبد اللّه الحسين علیه السلام فيمن استشهد بهم يوم الطف بأن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قال فيه وفي أخيه الحسن علیه السلام : «أنتما سيدا شباب أهل الجنة. وروى الطبري أنه حينما أدخل رأس الحسين علیه السلام على عبيد اللّه بن زياد نكثه بقضيب بين ثنيتيه، فلما رآه زيد بن أرقم قال: (أعلِ بهذا القضيب عن هاتين الثنيَّتين، فوالذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول اللّه
ص: 103
صلّی اللّه علیه وآله وسلّم على هاتين الشفتين يقبلهما ثم انفضخ الشيخ يبكي، فقال له ابن زياد: أبكى الله عينك! فلولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، قال: فنهض فخرج، فلما خرج سمعت الناس يقولون : واللّه لقد قال زيد بن أرقم قولاً لو سمعه ابن زیاد لقتله ؛ قال : فقلت ماذا قال :قالوا مرَّ بنا وهو يقول : ملَّك عبدٌ عبدًا، فاتَّخذهم تُلداً ؛ أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم؛ قتلتم ابن فاطمة وأمَّرتم ابن مرجانة فهو يقتل خياركم ويستعبد شراركم فرضيتم الذل فبعداً لمن يرضى بالذل)، وروى ابن الأثير مثل هذا.
روى عنه جمهور من التابعين، وروي عنه أنه قال : أول من أسلم علي بن أبي طالب علیه السلام . وكان من جملة مبايعيه من الأنصار بالمدينة، روى نصر بسنده عن جعفر بن محمد علیه السلام قال: (دخل زيد بن أرقم على معاوية، فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير، فلما رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما، فقال له عمرو : أما وجدت لك مجلساً إلَّا أن تقطع بيني وبين أمير المؤمنين؟ فقال زيد: إن رسول اللّه غزا غزوة وأنتما معه، فرآكما مجتمعين فنظر إليكما نظراً شديداً، ثم رآكما في اليوم الثاني واليوم الثالث، كل ذلك يديم النظر إليكما، فقال في اليوم الثالث : «إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففَرِّقوا بينهما ؛ فإنهما لن يجتمعا على خير»).
ورد في معارف ابن قتيبة ما يوحي أنه صلَّى على أبي يوسف القاضي، وهو خطأ بسبب الإخراج الطباعي أو انتقال النظر، فقد ذكر في أثناء ترجمة أبي يوسف أنه يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة، وكان سعد استصغر يوم أحد) بدأ السطر بقوله : (ونزل الكوفة ومات بها وصلى عليه زيد بن أرقم وكبر عليه خمساً)، فبدا من النص أنه صلى على يعقوب، وإنما الصلاة كانت على سعد بن حبتة، بدليل أن أبا يوسف ولي القضاء ببغداد إلى أن مات بها سنة اثنتين وثمانين ومائة بحسب ابن قتيبة.
والظاهر أنه فقد بصره بعد استشهاد أبي عبد اللّه بمدة لا نستطيع تحديدها وقد يكون قد شهد انتقام اللّه من قتلة أبي عبد اللّه علیه السلام، فقد روي
ص: 104
أنه توفي بالكوفة في أيام المختار سنة ست وستين، وقيل: سنة خمس وستين، وقيل: سنة ثمان وستين، وذكر ابن الأثير أن وفاته كانت بعد استشهاد الإمام الحسين بقليل.
وقد توسعنا في ترجمته بحسب ما سمحت به المصادر التي وقفنا عليها كتابنا «رجال من ثوية الكوفة»، فراجعها إن شئت.
*وقعة صفين 218 ، 448 سيرة 200/3، 260 ، الطبقات 2/ 65، 21/3، 24، 350/4، 18/6 ، وغيرها، المعارف ،499 تاريخ الطبري 537/1 110/2، 209/2150، 3/ 319، 336، الجمل ،104 الإرشاد 1152 رجال الطوسي 3/39 ، 64 ، 1/94 1100 الكامل 572 235، 4 62، أسد الغابة 2/ 219-220 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب في تاريخ مدينة دمشق 52-45 ، الإصابة 487/2-488 برقم 2880، تهذيب التهذيب 340/3-341 برقم 727 الفوائد الرجالية (357/2-359، وما أدراك ما علي 1/ 407 -447.
45- أبو عبد الرحمن، زيد بن خالد الجهني
ذكره ابن حجر مع الصحابة، وقال : روى عن النبي ، وعثمان وأبي طلحة وعائشة، وعنه ولداه خالد وأبو حرب وغيرهما، ونقل عن أبي عمر قوله : كان صاحب لواء جهينة يوم الفتح. وقال ابن الأثير : يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل أبا زرعة وقيل أبا طلحة.
روى ابن الأثير بسنده عنه حكاية خصومة رجلين عند رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم زنى ابن أحدهما بزوجة الثاني، فحكم النبي بجلد الزاني مائة جلدة وتغريبه مدة سنة وأمره بسؤال المرأة، فلما اعترفت بجرمها أمر برجمها.
وقال المزي: هو من مشاهير الصحابة، وذكره ابن سعد مع الصحابة الذين كانوا يلازمون النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، روى عنه عبد الرحمن بن أبي عمرة الذي استشهد مع أمير المؤمنين علیه السلام في معركة الجمل وعبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، ولم يذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وذكره
ص: 105
الشيخ الطوسي مع من روى عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وعن الإمام . وروى الواقدي أنه كان مع النبي بالحديبية.
وقال ابن حبان : مات بالمدينة سنة ثمان وسبعين، وقيل : ثمان وستين بالكوفة و روى ابن حجر الاختلاف في مكان وفاته وتاريخه؛ فقال: قال أحمد بن بن البرقي توفي بالمدينة سنة ثمان وسبعين وهو ابن خمس وثمانين سنة، وقال غيره بالكوفة. ذكر ابن الأثير أنه توفي سنة إحدى وخمسين وقيل : سنة ثمان وستين وقيل : سنة ثمان وسبعين، ذكر الاختلاف في مكان وفاته ما بين الكوفة والمدينة وأتى بعبارة في أسده يبدو عليها الإرباك، قال: (توفي بالمدينة، وقتل بمصر، وقيل بالكوفة). قال ابن سعد وآخرون مات في آخر أيام معاوية. وقال البغوي مات سنة ثمان وستين.
*المغازي 2/ 589 ، الطبقات 2 / 376، 83/5 ، 250، المعارف 279، الثقات ،1393 رجال الشيخ 3/39، 64/ ،8 أسد الغابة 228/2 الكامل 2832، 471/3، تهذیب الكمال 64/10 برقم 2104 تهذيب التهذيب 354/3 برقم 748، 449/4.
46- سالم بن عبيد الأشجعي
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ولكنه لم يذكر له سماع أو رؤية. وإنما قال: روى عن أبي بكر في السحور، وعده ابن حبَّان من أصحاب الصفَّة، وهو ممن نزل الكوفة عنده أيضاً، وذكر ابن حجر وغيره أنه (روى له أصحاب السنن حديثين في العطاس ) .
روى ابن الأثير أنه هو الذي أعلم أبا بكر برحيل رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم،وأخبره (أن عمر بن عمر بن الخطاب ليقول : لا أسمع أحداً يذكر وفاته إلا ضربته بسيفي .. الحكاية)، وهو عندهما من أهل لصفة أيضاً. وذكره المزي فقال : روى عن عمر بن الخطاب أيضاً، وروى عنه خالد بن عرفطة أو عرفجة - عند البخاري- ونبيط بن شريط، وهلال بن يساف
ص: 106
*الطبقات 44/6 ،التاريخ الكبير 107/4 برقم 2130 ، الثقات 158/3، أسد الغابة 248/2 تهذيب الكمال 162/10 برقم 2154 ،الإصابة 83 برقم 3052، تهذيب التهذيب 381/3 برقم 812.
47- السائب بن الأقرع الثقفي
مولى ثقيف، قال البخاري: له صحبة، أدرك النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، ومسح برأسه. من سكنة الكوفة، كان كاتباً حاسباً، بعثه الخليفة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين إلى جيش المسلمين في نهاوند كي يقسم بينهم ويخرج الخمس إن انتصر الجيش ؛ وكان حذيفة قد استخلف النعمان بن مقرن بعد استشهاده وطلب منه الهربذ صاحب بيت النار الأمان على أن يخرج لهم ذخيرة لكسرى تركت عنده لنوائب الزمان فأخذ الذخيرة وبعثها حذيفة مع السائب ومعه الأخماس إلى الخليفة عمر.
وعاد ثانية بأمره مسرعاً إلى الكوفة، ويبدو أنه التحق بجيش المسلمين من بعد، وخلَّفه عبد اللّه قائد جيش المسلمين آنذاك على أصفهان حينما كتب له الخليفة عمر يأمره بالالتحاق بكرمان، ثم بعثه أبو موسى حين التحق بالجيش إلى مدينة مهرجان قَذَق، ففتحها صلحاً، ونقل الشيخ الغروي عن تاريخ خليفة عن السائب بن الأقرع أنه لما بلغ الخليفة عمر تلاوم الفرس واجتماعو اجتماعهم بالري طلب مشورة المسلمين فاختلفوا، فشاور عليّاً فأشار عليه أن يبعث ثلث أهل الكوفة مدداً. ويبدو أنه عاد إلى ولاية أصفهان قبل سنة ثلاث وثلاثين بأشهر، فقد ولاه عليها سعيد والي عثمان على الكوفة، ويوم قتل عثمان كان عليها.
ولم أقف له على ذكر في خلافة أمير المؤمنين علي علیه السلام، ولا على مشاركة في مشاهده ولكنه كان بالكوفة في ولاية زياد على العراق، هو أحد شهود مجلسه على حجر بن عدي وجماعته.
*المعارف 91 ،التاريخ الكبير 151/4 برقم 2288، تاریخ الطبري 219/2 252، 523، 66/3، 226، تاريخ بغداد /213/1 برقم 39 الكامل 14/3-19،16، 147، 186.
ص: 107
48- سعد بن بجير بن معاوية البجلي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وقال: حليف لبني عمرو بن عوف، وحلفه في الأنصار، يقال له أيضاً : سعد بن حبتة، وهي أمه، ويعرف بها، واسمها «وَهَى» ابنة مالك بن عمرو لها صحبة، روي جاءت بولدها سعد إلى النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم فدعا له، ومسح على رأسه.
استُصغِر يوم أحد ، وقيل : قاتل قتالاً شديداً في الخندق وروى ابن الأثير عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلوات اللّه عليه نظر إلى سعد بن حبتة يوم الخدق يقاتل، وهو حديث السن فدعاه فقال : (من أنت يا فتى أسعد اللّه جدك ؟ قال : سعد بن حبتة، فقال له النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، اقترب منِّي، فاقترب منه ومسح رأسه). وروى أيضاً عن أبي قتادة قال : (خرجت في طلب سرح رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم فلقيت مسعدة فضربته ضربة أثقلته وأدركه سعد بن حبتة فضربه فخر صريعاً )، قال أبو قتادة: (فاحفظوا ذلك لولد سعد بن حبتة)، وتكملة الرواية عند ابن حجر (وكان ذلك يوم أحد). من ذريته خنيس صاحب «شهارسوج»، وهي محلة بالبصرة ذكرها ياقوت، ومن ذريته أيضاً أبو يوسف القاضي.
ولم أقف له على ذكر في جيوش الفتح، ولا في مشاهد أمير المؤمنين ، وقال ابن سعد، وتابعه ابن الأثير : مات بالكوفة، وصلَّى عليه زيد بن أرقم، فكبر عليه خمساً.
* الطبقات 52/6 ،المعارف 449 ،معجم البلدان 374/3 ،أسد الغابة 270/2 ، الإصابة 40/3 برقم 3137.
49- سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وروى عنه أن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قال: «من باع عقاراً أو داراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه». أخوه عمرو، وستأتي ترجمته، وفيها تفاصيل عن أسرته، وقد مرّت ترجمة أبيهما.
وقال ابن سعد :يقولون شهد فتح مكة وهو ابن خمس عشرة سنة،
ص: 108
ويبدو أنه أكبر من ذلك، فقد روي أنه اشترك مع أبي برزة الأسلمي في قتل عبد اللّه بن خطل بأمر رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم و عند فتحها كما ورد في تاريخ الطبري وكامل ابن الأثير، وأيد ابن الأثير وابن حجر إسلامه قبل الفتح، وقال: ابن سعد وتابعه ابن حجر: ثم تحول فنزل الكوفة مع أخيه عمرو، وهو أقدم منه إسلاما.
شارك في فتوحات المشرق، وغزو خراسان، وقد زوجه عدي بن حاتم ابنته ؛ وستأتي قصة زواجه في ترجمة عدي. نقل ابن الأثير، عن ابن مندة أنه مات بالكوفة وقبره بها، وقال وقيل : (قتل بالحيرة قتله عبيد له -كذا-)، وإلى ذلك ذهب ابن حجر في أمر موته بالكوفة، ولكنه قال أيضاً : وقيل : قتل بالحرة قاله أبو عمر.
* السيرة 14/4 ،الطبقات 23/6 ،معرفة الثقات 396/1 برقم 579، المعارف 293 ،تاريخ الطبري 160/2 ،الكامل 2/ 249 أسد الغابة 304/2 ،تهذيب الكمال 381/10 برقم 2248، الإصابة 843-185 برقم 3262
50- أبو الأعور ، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي
هو ابن عم الخليفة عمر بن الخطاب، وصهره على أخته، وقد تزوج عمر بن الخطاب أخته عاتكة بعد مصرع زوجها عبد اللّه بن أبي بكر روي. أن أباه كان ينكر عبادة الأصنام، وسافر إلى بلاد الشام والتقى ببعض اليهود والنصارى بها، فلم يعجبه دينهم بحسب ابن سعد، فقال له أحد النصارى: (أنت تلتمس دين إبراهيم، فقال زيد: وما دين إبراهيم؟ قال: كان حنيفاً لا يعبد إلا اللّه وحده لا شريك له، وكان يعادي من عبد من دون اللّه شيئاً، ولا يأكل ما ذبح على الأصنام) ؛ فدان بذلك الدين، وتوفي وقريش تبني البيت، وكان ولده سعيد من المسلمين الأول. وأمه فاطمة ابنة بعجة بن أمية الخزاعية.
كان لسعيد من الولد عبد الرحمن، وأمه رملة بنت الخطاب، ولا بقية له، وزيد، ولا بقية له أيضاً، وغيرهما ذكرهم ابن سعد، وله بنيات أيضاً.
ص: 109
وعند هجرته نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي أبي لبابة، وآخى رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بينه وبين رافع بن مالك الزرقي كذا ذكر ابن سعد، ولكن ابن الأثير قال : آخر بينه وبين أبي بن كعب.
ونقل الشيخ الغروي عن المحبر أن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم آخى قبل الهجرة بين أصحابه منهم سعيد بن جبير آخى بينه وبين طلحة بن عبيد اللّه.
وروي أنه لم يشهد بدراً، ولكن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ضرب له بسهم يومها، وذلك بحسب لواقدي لأن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم بعثه هو وطلحة قبل خروجه من المدينة بعشر ليان لإعلامه بخبر عير قريش القادمة من الشام وشهد أحداً وما بعدها، وكان أحد ستة من الفرسان في غزوة بدر الموعد، وفي غزوة الحديبية كان فارساً من بين عشرين فيها، وخرج مع عمرو بن العاص في سرية ذات السلاسل.
له قصة مع أروى بنت أنيس في استجابة الدعاء، فقد روي أنهما اختلفا على حدٍّ، وادَّعت أنه ظلمها، فدعا أن يظهر اللّه صدقه بين المسلمين، وإن يفقدها بصرها، ويوقعها في بئرها إن كانت كاذبة، وشاء سبحانه وتعالى أن يقع سيل في العقيق أظهر الحدَّ الذي اختلفا عليه، وأبان صدق سعيد، ثم فقدت بصرها، وبينما هي تطوف سقطت في بئرها.
وشارك في بعث أسامة بن زيد قبل رحيل النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وبعد رحيله. وشارك في الفتوحات، وشهد اليرموك، وفتح دمشق.
روى ابن حجر وغيره أنه من أفاضل ،الصحابة ومن المبشرين بالجنة، وأسلم قبل دخول النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم دار الأرقم ، وكان إسلامه قبل عمر، وهو زوج أخته. وذكره الشيخ الطوسي مع الذين رووا عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم.
وذکر الشيخ المفيد أنه من الذين بايعوا أمير المؤمنين من المهاجرين، وأنكر رواية الواقدي التي تذهب إلى أنه بايع خائفاً، وذكر أن ما رواه من أن المنذر بن الجهم روى عن سعيد بن المسيب أنه قال : (لقيت سعيد بن زيد بن
ص: 110
نفيل، فقلت: بايعت؟ قال: ما أصنع؟ إن لم أفعل قتلني الأشتر وذووه)، فذكر ما يدفع إلى ببطلانها، والكذب على الراوي ابن المسيب، وعلى المروي عنه سعيد، واستدل على ذلك أن سعيداً لم يذكر شيئاً من إمارات خوفه، ولم يقل أحد أن الأشتر ولا غيره كلموا ممتنعاً في البيعة في الحال. وقال : والرواية عن الواقدي مدفوعة لأنه عثماني الهوى معروف بالميل عن أمير المؤمنين علیه السلام.
ويبدو من بعض الروايات التي ذكرها الطبري أنه كان قريباً إلى الإمام علیه السلام أيام حصار عثمان وخرج معه غير مرة لثني المعترضين عن عزمهم ،وإقناعهم بالعودة إلى أمصارهم.
وعلى الرغم من أني لم أقف له على دور في خلافة أمير المؤمنين علیه السلام، ولا وقفت على من يذكره مع أصحابه، ولا أشك في أنه لم يكن بالكوفة في خلافته، ولو كان فيها لوقفنا على جانب من أخباره؛ ولكنّي استبعد انحرافه، فقد روى المزي عن صدقة بن المثنى عن جده رياح بن الحارث رواية تذهب إلى أنه كان بالكوفة في ولاية المغيرة بن شعبة، وأنه دخل مسجد الكوفة، والمغيرة فيه، فدخل أحدهم فسبَّ عليّاً علیه السلام ، فاستنكر سعيد سبَّ صحابة رسول اللّه من دون أن ينكر المغيرة أو يردع ، وشهد أن عليّاً وجماعة من الصحابة ذكرهم في الجنَّة. وكأن رواية الكوفيين تذهب إلى عودته إليها بعد استشهاد أمير المؤمنين علیه السلام ، ووفاته بها في ولاية المغيرة، وقد ذكر المزي جمهورًا من تابعي أهل الكوفة رووا عنه.
وذكر ابن سعد روايات عدَّة تذهب إلى أن وفاته كانت بالمدينة، وهو الراجح عنده، وعن محمد بن عمر أنه كان بالكوفة، ثم رجع إلى المدينة، وتوفي بالعقيق ونزل في حفرته سعد بن أبي وقاص وابن عمر سنة خمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، قال : وأهل الكوفة يروون أنه مات بالكوفة في أيام معاوية وصلى عليه المغيرة بن شعبة، وإلى مثل هذا ذهب ابن حجر فيما رواه عن الهيثم بن عدي.
ص: 111
*المغازي 19/1، 101، 156، 387، 770،574/2 ، 3/ 1118، 1121 ، الطبقات 3 / 379-385، 136 ، المعارف 246 تاريخ الطبري 658/2، 666 الجمل 112-113 ،رجال الطوسي 340 أسد الغابة 3082، تهذيب الكمال 10/ 446 برقم 2378 ، الإصابة 87/3 برقم 3217 .
51-سلمة بن قيس بن علاثة بن عوف بن الأحوص الأشجعي
كوفي، من غطفان، ذكره ابن سعد والبخاري مع الصحابة، وتابعه ابن حجر وغيره، روى عنه هلال بن يساف وأبو إسحاق السبيعي، ورويت عنه ثلاثة أحاديث، أحدها أن الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه قال: «إذا توضّأت فانتثر، وإذا استجمرت فأوتر»، استعمله عمر بن الخطاب على بعض مغازي فارس، وبعثه على جيش، فسار فلقي جمعاً من الأكراد المشركين، فحاربهم وانتصر عليهم وغنم مغنماً كبيراً. تزوج بإحدى بناته سعيد بن العاص. ولم أقف له على دور غير الذي ذكرناه.
*الطبقات 33/6 ، التاريخ الكبير 70/4 برقم 1989، تاريخ الطبري 559-557/2 الكامل 48/3 ، 128، أسد الغابة 2 /339 ،تهذيب الكمال 309/11 برقم 2465 ،الإصابة 3/ 128، برقم 3404.
52- سلمة بن نُعيم بن مسعود الأشجعي
ذكره ابن سعد وغيره مع من نزل الكوفة من الصحابة، وسمع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم وروى عنه قوله صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: «من لقي اللّه ولم يشرك به شيئاً دخل الجنَّة»، وروى الحديث البخاري وابن الأثير وبن حجر عن أحمد من طريق سالم بن أبي الجعد، وفيه إضافة وهي «وإن زنى وإن سرق» قال ابن حجر والمزي:
ولأبيه صحبة أيضاً. روى عنه سالم بن أبي الجعد، وأبو مالك الأشجعي.
*الطبقات 44/6 ، التاريخ الكبير 71/4 برقم 1991، الثقات 166/3، المعجم الكبير 48/7 أسد الغابة 340/2 ،الاستيعاب 6422 برقم 1029 ، تهذيب الكمال 322/11 برقم 2471 ، الإصابة 129/3 برقم 3411.
ص: 112
53-سلمة بن يزيد بن مَشْجَعة بن المجمع الجعفي
من مذحج، وفد على رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم رفقة أخيه لأمه قيس بن سلمة، من بني مرَّان، وكانت قبيلته جُعفيّ يحرمون أكل القلب في الجاهلية، فلما أسلما قال لهما رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم:« بلغني أنكم لا تأكلون القَلْبَ؟» قالا : نعم، قال: «فإنه لا يكمل إسلامكم إلّا بأكله»، ودعا لهما بقلب فشوي، ثم ناوله سلمة بن زيد، فلما أخذه أرعدت يده فقال له كله فأكله وقال :
على أني أكلت القلب كرهاً *** وترعد حين مسَّته بناني
ذكره ابن سعد ضمن الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وروى له حديثاً ذكره الطبراني مفاده أنه سأل النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم فقال : أرأيت يا رسول اللّه إن كان علينا أمراء من بعدك يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعونا الحق الذي جعله اللّه لنا، نقاتلهم ونعصيهم ، فقال صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم»، ويبدو أنه كان ممن حضر حجة الوداع وروى عنه صلوات اللّه وسلامه عليه قوله : لا تشركوا باللّه شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرَّم اللّه إلا بالحق، ولا تزنوا ولا تسرقوا»، وروى الطبراني وابن الأثير أنه حين وفد رفقة أخيه على النبي صلوات اللّه وسلامه عليه حدثاه عن أمهما مليكة التي كانت تقري الضيف وتصل الرحم ووأدت أختاً لهما، فقال صلّی اللّه علیه وآله وسلّم : «الوائدة والموؤودة في النار إلا أن تدرك الإسلام فتسلم» ولا أدري كيف تكون الموؤودة في النار! وكأن في الحديث سقط أو أمر لم أتبينه. وروى عنه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم له تفسير في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنشَأْنَهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَاباً [الواقعة: 35-37]، قال: «من الثيب وغير الشيب»، ذكر ابن حجر أن ابنه كريب كان شريفاً.
وسلمة شاعر، رثى أخاه الشقيق قيس بن يزيد بقصيدة تعد من عيون شعر الرثاء منها قوله :
ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقياً *** أخي إذ أتى من دون أوصاله القبر
ص: 113
وهوَّن وجدي أنني سوف أقتدي *** على إثره يوماً وإن نفَّس العمر
فتىً كان يدنيه الغنى من صديقه *** إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
وقال ابن عبد البر : إن عداده في الكوفيين، وقد اختلف أصحاب الشعبي وأصحاب سماك في اسمه، فقال بعضهم: سلمة بن يزيد، وقال بعضهم يزيد بن سلمة، ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
*الطبقات 324/1-325، 30/6 ،الثقات 165/3 ، المعجم الكبير 397-40 الاستيعاب 2/ 644 برقم 1033، أسد الغابة 342/2، الإصابة 131/3-132 برقم 3417 .
54- أبوجابر، سمرة بن جنادة
و جنادة هو بن جندب بن حُجير بن رياب بن حبيب بن سُواءة بن عامر بن صعصعة. وذكر سمرة مع الصحابة، وروى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، نزل الكوفة بحسب ابن سعد، وقال: روي أنه تزوج أخت سعد بن أبي وقاص، وهو ليس سمرة بن جندب الذي ستأتي ترجمته، وذكره ابن الأثير عن مصادره.
روى الطبراني أن سمرة قال لرسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: (إنا أهل بادية وماشية، فهل نتوضأ من لحوم الإبل وألبانها؟ فقال: «نعم». قلت فهل نتوضأ من لحوم الغنم وأبانها ؟ قال : «لا»).
قال المزي: روى له البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو دواد، حديث «كلهم من قريش» قال : (يعني الاثني عشر خليفة !).
ذكر ابن حبان والمزي أنه مات بالكوفة في ولاية عبد الملك بن مروان، وإلى ذلك ذهب ابن حجر أيضاً، ولكنه قال :أيضاً قرأت بخط الذهبي أن الذي مات في ولاية عبد الملك ولده جابر، وأما سمرة فقديم، وهو
ص: 114
الصحيح، لأن ابن سعد ذكر ذلك أيضاً. فراجع ترجمة جابر. ولم أقف له على مشاركة في أحداث عصره تستدعي التنويه.
*الطبقات 24/6 ، المعارف ،305 الثقات 175/3 ، المعجم الكبير 270/7 ،أسد الغابة 3542 ،تهذيب الكمال 12/ 130 برقم 2584 ، الإصابة 149/3 برقم 3487 .
55- أبو سليمان، سَمُرة بن جندب بن هلال بن حَريج
من فزارة، حليف الأنصار، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، روي أن النبيَّ صلوات اللّه وسلامه عليه أجازه في بعث على الرغم من صغره بعد أن صرع أحد لداته من الذين أجازهم. وقيل : أجازه في أحد. روى عنه جمهور ذكرهم المزي. وذكر له من الأبناء سعد وسليمان وهما ممن روى عنه ذكرت له بنت تزوجها المختار وأنجب منها ولدين.
كان مشاكساً ،معانداً ، فوت الجنَّة على نفسه بسبب ضيق أفقه، ورداءة معدنه، فقد روى ابن أبي الحديد بسنده عن جعفر بن محمد عن آبائه علیه السلام قال : (كان السمرة بن جندب نخل في بستان رجل من الأنصار، فكان يؤذيه، فشكا الأنصاري ذلك إلى رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، فبعث إلى سمرة، فدعاه فقال له: بع نخلك من هذا، وخذ ثمنه. فقال : لا أفعل. قال: فخذ نخلاً مكان نخلك. قال: لا أفعل. قال : فاشتر منه بستانه. قال : لا أفعل. قال : فاترك لي هذا النخل ولك الجنة. قال: لا أفعل. فقال صلّی اللّه علیه وآله وسلّم للأنصاري : اذهب فاقطع نخله فإنه لا حقَّ له فيه).
روي أن أمه كانت تتمتع بمسحة من الجمال، واشترطت بعد موت أبيه على من يتزوجها أن يكفل ولدها فتزوجها رجل من الأنصار على شرطها. وذكر ابن أبي الحديد (أن معاوية بذل السمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّه لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ )
ص: 115
[ البقرة: 204-205]، وإن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم، وهي قوله تعالى : )وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاء مرضات اللّه واللّه رَءُوف بالعباد اللّه ([البقرة : 207] ، فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل فبذل له أربعمائة ألف فقبل).
استعمله زياد على البصرة حين أصبح والياً على العراق بعد وفاة المغيرة سنة خمسين ؛ فأكثر القتل فيها، وروي عن ابن سيرين أنه قتل ثمانية آلاف في غيبة زياد عنها. واستخلفه على الكوفة فقتل ثمانية آلاف أيضاً ؛ فقال له زياد: هل تخاف أن تكون قتلت أحداً بريئاً ؟ قال : (لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت). قال ابن حجر: كان شديداً على الخوارج، وكانوا يطعنون عليه، وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه؛ فبئس الثناء على رجل قتل ستة عشر ألفاً من المسلمين ثم قال : (لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت).
وروى الطبري أنه حين هلك زياد سنة ثلاث وخمسين كان سمرة على البصرة، فأقره معاوية عليها ثمانية عشر شهراً في رواية، وستة أشهر في أخرى، وروى أنه حين عزل قال : (لعن اللّه معاوية ! واللّه لو أطعت اللّه كما أطعت معاوية ما عذبني أبداً). وكان عزله سنة أربع وخمسين، وولَّى مكانه عبد اللّه بن عمرو بن غيلان، ويقال : إن سمرة من العشرة الذين قال فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «آخركم موتاً بالنار».
وروى ابن أبي الحديد بسنده عن حُجر بن عدي قال : (قدمت المدينة فجلسن إلى أبي هريرة فقال ممن أنت؟ قلت من أهل البصرة؛ قال: ما فعل سمرة بن جندب؟ قلت هو حيٌّ ، قال: ما أحد أحبّ إلي من طول حياته منه. قلت : ولم ذاك؟ قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: «آخركم موتاً في النار»؛ فسبقنا حذيفة؛ وأنا الآن أتمنى أن أسبقه ،قال : فبقي سمرة بن جندب حتى شهد مقتل الحسين)، والمشهور أن حجراً من أهل الكوفة، ونسبته إلى البصرة يقلق الرواية.
وروى أيضاً أن مسعر بن كدام قال : (كان سمرة بن جندب أيام مسير
ص: 116
الحسين علیه السلام إلى الكوفة على شرطة عبيد اللّه بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسين علیه السلام لقتاله).
مات سمرة بالكوفة سنة بضع وستين، وإلى ذلك ذهب أيضاً السائح الهروي، وقال: دفن بالثوية، وكان أحول، وذكر ابن الأثير أن وفاته كانت سنة ثمان وخمسين، أما ابن حجر فقال: مات سنة ثمان أو تسع وخمسين، وقيل : في أول سنة ستين، وروى عن ابن عبد البر أنه قال : سقط في قدر مملوء بالماء الحارّ، إذ كان يغلى له الماء، ويضعون له مجلساً كي يتدفأ ببخاره، فسقط فيه فمات؛ فقيل : كان ذلك تصديقاً لما روي أن النبيَّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سلم قال له ولأبي هريرة ولأبي مخدورة: «آخركم موتاً في النار».
روى ابن سعد عن أبي يزيد المدني أن سمرة بن جندب لما مرض مرضه الذي مات فيه أصابه برد شدید، فأوقدت له نار فجعل كانوناً بين يديه، وكانوناً خلفه وكانوناً عن يمينه وكانوناً عن يساره. فلم ينفعه ذلك، وكان يقول : كيف أصنع بما في جوفي؟ فلم يزل كذلك حتى مات. بل روى الطبري وغيره أنه مات شر ميتة، ولا شك أن ميتته تلك كانت جزاء لتلك الفرية التي افتراها على اللّه ورسوله، وفي حقِّ أمير المؤمنين، وللدماء التي سفكها في البصرة والكوفة، ولدفعه الناس لقتال أبي عبد اللّه الحسين. وقال ابن الأثير إن موته كان بالبصرة، وذهب المزي إلى أنه مات بالكوفة، وقال: وقيل : توفي بالبصرة. ومن غريب ما روي عن البيهقي بعد أن ذكر رواية تذهب إلى اشتراك الثالوث اللعين زياد، وولده عبيد اللّه وسمرة في قتل سبعين ألف رجل في قصر الإمارة قوله : (نرجوا له بصحبته!!!) ، ولا أدري كيف ستشفع صحبة لمثل هذا ؟!.
* المغازي 216/1 ، الطبقات 34/6 ،المعارف 305، 401، 584، تاريخ الطبري 207/3 208 ،240، رجال الطوسي 39،40 ،الاستيعاب 6532 برقم 1063 ،شرح نهج البلاغة 4/ 289-290 293 الكامل 357/2 ، 451/3، 462 520 أسد الغابة 355/2 ،تهذيب الكمال 133/12 برقم 2582 الإصابة 149/3-150 برقم 3488 ، سير أعلام النبلاء 183/3 برقم 35 ،الزيارات الاعتدال 222/4 .
ص: 117
56-سنان بن مقرن بن عائذ
من مزينة، صحابي شهد الخندق، له أخوة وابن أخ، وهم معقل، وسويد ، وعبد الرحمن، وعقيل، وولده عبد الرحمن، ذكرهم ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وعدَّ النعمان بن عمرو بن مقرن من أخوته، وتابعه ابن الأثير، إلا أن هذا يعني أنه ابن أخيه، إلا إذا كان وبقية أخوته أبناء عمرو، ونسبوا لمقرن.
*الطبقات 20-19/6 ، أسد الغابة 19/2، الإصابة 3/ 159 برقم 3524.
57 -سهل بن حُنيف بن واهب الأوسي الأنصاري
كان سهل من الصحابة المقربين إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وروى ابن سعد بسنده عن محمد بن عمر رواية، وإن لم أقف عليها عند غيره مفادها أن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم (آخى بين علي بن أبي طالب وسهل بن حُنيف)، وهي إن صحت أو لم تصح فإنها تدلل على سمو منزلته، وقوة الرابطة التي ربطتهما.
ذكر ابن سعد أنه يكنى أبا سعد، ويقال : أبا عبد اللّه، وقال حين ترجم له مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة: يكنى أبا عدي، وذهب الشيخ الطوسي إلى أن كنيته أبو محمد، وأشار ابن الأثير إلى الاختلاف في كنيته، وقال: يقال : أبو سعيد، وأبو عبد اللّه وأبو الوليد كان وسيماً بهي الطلعة، له من الأبناء سعد، وهو أبو أمامة، وروي أن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه هو الذي سماه، وكناه أبا أمامة باسم جده وكنيته، وكان أبو أمامة ثقة كثير الحديث، وقيل : سمي باسم جده لأمه، وعثمان وأمهما حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وسعد، وأمه أم كلثوم بنت عتبة بن أبي وقاص.
سهل بدري، وهو أحد سبعة من الأنصار ذكرهم الواقدي ثبتوا مع رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه في معركة أحد وبايعه على الموت، وجعل بنضح بالنبل عنه، وروى أيضاً أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «نبِّلوا سهلاً فإنه
ص: 118
سهل»؛ وروى أن الإمام أعطى سيفه لفاطمة علیها السلام بعد انجلاء معركة أحد وقال: (أمسكي هذا السيف غير ذميم ... ولما أبصر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سيف علي علیه السلام مختضباً قال : «إن كنت أحسنت القتال، فقد أحسن عاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وسيف أبي دجانة غير مذموم»). وحينما عباً رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للقتال بوادي القرى دفع راية إلى سهل. وعلى الرغم من مكانته ومواقفه فإنه كان من فقراء المسلمين، ولم يعط النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أحداً من أموال بني النضير إلا سهل بن حنيف وأبا دجانة لفقرهما.
وروى ابن الأثير في كامله أن الإمام علي علیه السلام حينما هاجر رأى امرأة لا زوج لها يأتيها رجل (كل ليلة ويعطيها شيئاً، فسألها عنه فقالت: هو سهل بن حنيف قد علم أني امرأة لا زوج لي، فهو يكسر أصنام قومه ويحملها إلي، ويقول احتطبي بهذه فكان علي يذكر ذلك عن سهل بن حنيف بعد موته).
ذكره الشيخ الطوسي في الفصل الذي عقده عمن روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، من دون إضافة نسبة أو كنية، وإنما اكتفى بذكر اسمه واسم أبيه ، ثم عاد في الفصل الذي خصصه لمن روى عن أمير المؤمنين علیه السلام فقال: (سهل بن حنيف الأنصاري: عربي، وكان واليه علیه السلام على المدينة، يكنى أبا محمد). وكان الخليفة عمر يقول: (ادعوا لي سهلاً غير حزن، يعني سهل بن حنيف). ولكن لم أقف له على دور يذكر في خلافته على العكس من أخيه عثمان الذي بعثه على سواد الكوفة يوم بعث عمار بن ياسر والياً عليها وابن مسعود على بيت مالها، وبعثه أيضاً على الفرات وما سقى والظاهر أنه لم تكن له مشاركة أو دور واضح في خلافة عثمان أيضاً.
وقيل : إن عثمان حينما حصر أقبل مؤذنه إلى الإمام، وسأله من يصلي بالناس؟ فقال : ادع خالد بن زيد، فصلى بالناس، وهو أول يوم عرف فيه أن اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد، قال وقيل: بل أمر سهل بن حنيف.
ص: 119
وهو أحد تسعة وعشرين من كبار شخصيات الأنصار الذين بايعوا الإمام علیه السلام ذكرهم الشيخ المفيد في الجمل. ذكر بيعته ابن سعد أيضاً.
وهو من خيار صحابة أمير المؤمنين علیه السلام، ولاه المدينة، وولى أخوه عثمان البصرة قبل أن يدخلها أصحاب الجمل فلما دخلوها نكَّلوا به، ونتفوا لحيته و أرادوا قتله، ولولا خوفهم من أخيه سهل لقتلوه.
أرسله أمير المؤمنين علیه السلام حين وزع عماله واليّاً على الشام، أول مرة، ولكنه لم يستطع دخولها، وولاه المدينة حين فارقها، ولكنه كتب لأمير المؤمنين علیه السلام يعرب عن رغبته في الالتحاق به فالتحق ولم يفارقه لحين وفاته.
وذكر نصر أن الإمام علیه السلام الاستشار صفوة المهاجرين والأنصار في المسير إلى الشام، ومنهم هاشم بن عتبة، وعمار بن ياسر، وقيس بن عبادة، وسهل بن حنيف، فقال سهل بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه : يا أمير المؤمنين نحن سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ورأينا رأيك، ونحن كف يمينك، وقد رأينا أن تقوم بهذا الأمر في أهل الكوفة، فتأمرهم بالشخوص، وتخبرهم بما صنع اللّه لهم في ذلك من الفضل ؛ فإنهم هم أهل البلد، وهم الناس، فإن استقاموا لك استقام لك الذي تريد ،وتطلب وأما نحن فليس عليك منا خلاف، ومتى أمرتنا أطعناك)، وشهد معه صفين، وكان فيها على خيل البصرة، وجاهد فيها جهادًا مذكوراً.
ولاه الإمام الأهواز أيضاً، والظاهر أن ولايته عليها كانت بعد معركة النهروان، فاجتمعت علوج من أهلها على الخريت الناجي فأخرجوا سهل بن حنيف من فارس .
وهم ابن حجر في قوله : إن الإمام علیه السلام لاستخلفه على البصرة لأنه في حين وقعت معركة الجمل كان والياً على المدينة، والمشهور أنه استخلف عليها عبد اللّه بن عباس.
ص: 120
روى عنه جمهور من التابعين في مقدمتهم ولده أبو أمامة.
توفي سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وصلى عليه الإمام علیه السلام وكبر عليه ستّاً، وقيل : إن الإمام كان يكبر أربعاً بالكوفة، وكبر على سهل خمساً، فلما استغربوا من تكبيره، قال: سهل من أهل بدر. ونقل التفرشي عن رجال الكشي : (كبر أمير المؤمنين علیه السلام على سهل بن حنيف- وكان بدريّا - خمس تكبيرات، ثم مشى به ساعة، ثم وضعه ثم كبر خمس تكبيرات أخر، يصنع ذلك حتى بلغ خمساً وعشرين تكبيرة). وقد دفن بالثوية بحسب البراقي. وذكر البخاري أنه توفي سنة سبع وثلاثين بعد صفين، وروى أن عبد اللّه بن معقل قال : (صليت مع علي على جنازة من أهل بدر- سهل بن حنيف كبَّر عليه ستّاً).
له ترجمة موسعة في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة»، فراجعها إن شئت.
*المغازي 159/1 ،240، 249، 710/2، وقعة صفين 93، 208 ،248 ،506 الطبقات 233 ، 31، 471-473، 5/ 83 156 التاريخ الكبير 97/4 برقم 2090، المعارف 291 ،تاريخ الطبري 571/1 ، 3/3 ،وانظر فيه مواضع أخر الاختصاص 3 ،الجمل 105، 285، 299، رجال الطوسي 540 3/55 ، الكامل 1072، 187/3، 201، 222 ،272 ،294، 367، 389، أسد الغابة 365/2، الإصابة 166/3 برقم 3540 تاريخ الكوفة 103، نقد الرجال 383/2.
58- سواء بن خالد من أسد بن خزيمة
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وروى أنه وأخاه حبة قدما علي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو يبني بناء فأعاناه حتى فرغ منه، فقال لهما : «لا تيأسا من الخير ما تهزهزت رؤوسكما، فإن كل مولود يولد أحمر ليس عليه قشرة، ثم يرزقه اللّه ويعطيه». وقال المزي حين ترجم لهما : إن البخاري وابن ماجة رويا عنه حديثاً واحداً ، قال : وروى عنه أبو شرحبيل. واكتفى البخاري في تاريخه بذكر صحبته، وقال ابن حجر: هو سواء بن خالد الخزاعي
ص: 121
وقيل: العامري، وذكره في أثناء ترجمة أخيه حبَّة، وقال ابن عبد البر : هو سواء بن خالد، من بني عامر بن ربيعة، وقال: وكان وكيع يقول سوار بالراء. وقد مرت ترجمة أخيه، وتقترن ترجمته به.
*الطبقات 33/6 ، التاريخ الكبير 4 / 202 برقم 2495، الثقات 90/2 الاستيعاب 689/2 برقم 1148، أسد الغابة 2/ 373، تهذيب الكمال 2/ 230 برقم 2630 ، الإصابة 2/ 13 برقم 1567، تهذيب التهذيب 233/4 برقم 466.
59- أبو عدي، سويد بن مقرن بن بن منجا المزني
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة قال: شهد الخندق، وروى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، قوله : «من قتل دون ماله فهو شهيد»، وروي عنه أنه قال: كنا سبعة أخوة ما لنا خادم إلا واحدة فلطمها أحدنا، فأمرنا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أن نعتقها، ومناسبة الحديث بحسب ابن عبد البر، أن هلال بن يساف قال : كنَّا نبيع البرَّ في دار سويد، فخرجت جارية وقالت لرجل كلمة فلطمها، فغضب سويد، وذكر الحديث. روى حديثه مسلم وأصحاب السنن عن ولده معاوية ومولاه أبي شعبة هلال بن يساف وغيرهما، كما ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
و لم يرد له دور يذكر في عهد الرسالة، ولكنه يأخذ مكانة متقدمة في جيش المسلمين منذ في السنة الحادية عشرة، ففي أثناء محاولات طليحة الأسدي الهجوم على المدينة، كان له ولأخويه النعمان، وعبد اللّه، دور في الدفاع عنها، وحين خرج الخليفة أبو بكر وضع النعمان على ميمنته، وعبد اللّه على ميسرته وسويداً على ساقة جيش المسلمين، وعقد له من بعد لواء للتوجه إلى تهامة باليمن، وهو من قادة فتح العراق، أمَّره خالد بن الوليد بعد وقعة الثِّني قرب البصرة على الحرز، وطلب منه نزول الحفير، وهو موضع قرب البصرة ذكره ياقوت.
ثم ولاه الخليفة عمر بن الخطاب على ما سقى الفرات، وولى أخاه
ص: 122
النعمان ما سقت دجلة، وكان في وقعة نهاوند على إحدى مجنبتي أخيه النعمان، وأمر الخليفة عمر نعيماً بإرسال سويد بن مقرن وهند بن عمر الجملي وغيرهما إلى قومس، وهي كورة كبيرة قرب طبرستان، فسار سويد إليها وافتتحها سلماً، وأقام بها. وهو وأخوته يروون عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ومسكنهم الكوفة. وبحسب ابن حجر روى عنه ابنه معاوية، ومولاه أبو سعيد، وهلال بن يساف، وغيرهم. ووثق ابن عبد البرِّ سكنه الكوفة ووفاته بها، وقال: روى عنه الكوفيون.
ولم أقف على تاريخ يذكر لوفاته، وكأنه توفي في أوليات خلافة عثمان، إذ لم أقف له على دور أو مشاركة في أثناء خلافته أو في أثناء خلافة أمير المؤمنين علیه السلام.
*طبقات 19/6 ، المعارف 299 ،التاريخ الكبير 140/4 برقم 2251 ، تاريخ الطبري 255/2 257 ، 525 ، 538 وانظر مواضع أخر فيه رجال الطوسي 2340 ، الاستيعاب 680/2 معجم البلدان ،276/2 ، 414/4، أسد الغابة 2/ 381 الكامل 345/2، 346، 387، 519، 10/3، 25،برقم 492 تهذيب الكمال 217/12 برقم 2650.
60- أبو عبد اللّه، شداد بن الهاد الليثي
واسم الهاد أسامة بن عمرو، حكاه مسلم، وهو المشهور، وقال خليفة: اسم شداد أسامة، واسم الهادي عمرو بن عبد اللّه بن جابر، حليف بني هاشم، لقب بالهادي لأنه كان سخيّاً يوقد النار ليلاً للسارين.
روي عنه أنه قال: (خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر، وهو حامل أحد ابني ابنته الحسن أو الحسين، فتقدم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فوضعه عند قدمه اليمنى، ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة فأطالها، فرفعت رأسي من بين الناس، فإذا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ساجد وإذا الصبي على ظهره، فرجعت في سجودي، فلما صلى قيل له: يا رسول
ص: 123
اللّه لقد سجدت سجدة أطلتها، فظننا أنه حدث أمر أو كان يوحى إليك. قال : «كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله»)، شهد الخندق، وسكن المدينة.
روى أيضاً عن ابن مسعود، وروى عنه ابنه عبد اللّه، وعبد الرحمن بن عبد اللّه بن عمار ،وغيرهما، وتحول إلى الكوفة. وروي أنه تزوج سلمى بنت عمیس أخت أسماء بعد استشهاد زوجها حمزة رضوان اللّه عليه، فولدت له عبد اللّه، وهو ابن خالة عبد اللّه بن عباس وخالد بن الوليد، لأن أم عبد اللّه وأم خالد أختان لأسماء وسلمى ابنتي عميس.
ولم أقف له على دور يذكر لا في الأحداث التي شهدتها المدينة في أخريات خلافة عثمان، ولا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علیه السلام. وقد يكون رحيله قبل خلافتهما.
*الطبقات126/6 ، المعارف ،137 ، 282 أسد الغابة 2/ 389، تهذيب الكمال 405/12 برقم 2710، الإصابة 262/3 برقم 3876 ، تهذيب التهذيب 280/4 برقم 556، نقد الرجال113/3 .
61- شرحبيل بن الأعور بن عمر بن معاوية
يعرف باسم ذي الجوشن الضبابي من بني عامر بن صعصعة، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ابنه شمر بن ذي الجوشن لعنة اللّه عليه. وستأتي ترجمته.
روي أن ذا الجوشن قدم على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو مشرك بعد معركة بدر فأهداه فرساً، فلم يقبلها منه، لأنه لا يقبل هدية من مشرك، وعرض عليه أن يشتريا بخيار الأدرع التي غنمها المسلمون ببدر، فامتنع، وعرض عليه الإسلام، فأبى، وسأله عما يمنعه فقال: (رأيت قومك كذَّبوك وأخرجوك وقاتلوك، فأنظر فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك وإن ظهروا عليك لم أتبعك . ثم أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بلالاً أن يأخذ حقيبته ويزوده من العجوة. وحينما
ص: 124
علم بفتح مكة قال : (هبلتني أمي، ولو أسلمت يومئذ ثم أسألته الحيرة لأقطعنيها ). نزل الكوفة، وكان خلفه شمر بئس الخلف.
*وقعة صفين 268 ،الطبقات 84/6 ، الثقات 166/3 ،الإصابة 264/3 برقم 3886.
62- شريك بن طارق بن سفيان الحنظلي
وقيل المحاربي، وقيل الأشجعي، وقال ابن الأثير: والأول أصح ،وقال : يقال : إن له صحبة، ويقال : إن حديثه مرسل ؛ له رواية عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وذكر ابن حجر أن ابن سعد ذكره فيمن نزل الكوفة من الصحابة، وقال ابن الأثير : إن ابن خياط وابن سعد ذكراه فيمن نزل الكوفة من الصحابة. ولم أقف على خبره في الطبقات، والظاهر أنه من الساقط منه ؛ وما أكثر السقط فيه. روى عنه ابن حبان قوله : (قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «ما منكم أحد يدخله عمله الجنة». قالوا : ولا أنت يا رسول اللّه. قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني اللّه برحمة منه»)، وله غير حديث عند البخاري.
*التاريخ الكبير 239/4 برقم 2654 ، الثقات 188/3، أسد الغابة 398/2 إصابة 3/ 279-280 برقم 3920 .
63- أبو شتير، شكل بن حميد العبسي
روى ابن سعد أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : «اللّهم إني أعوذ بك من شر
سمعي ومن شرّ بصري، ومن شرّ مني».
وشكل من رهط حذيفة بن اليمان، ولده شتير يروي عنه، وهو من الصحابة الذين نزلوا الكوفة، روى أصحاب السنن أنه سأل النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أن يعلمه دعاء يتعوذ به. له رواية عن أمير المؤمنين علیه السلام . وذكر الشيخ الطوسي ولده شتير مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وقال : قال سعد: شبير وكأن الصواب ابن سعد، وهو فيه شتير، وستأتي ترجمته مع التابعين ولم يذكر الشيخ الطوسي أباه لا مع من روى عن النبي، ولا مع من
ص: 125
روى عن علي صلوات اللّه وسلامه عليهما. وحصر المزي روايته بولده شتير، وعداد، في أهل الكوفة أيضاً، وقال: روى له البخاري والترمذي، وأبو دواد والنسائي.
*الطبقات 45/6، 181 ،التاريخ الكبير 264/4 برقم 2749 ،رجال الطوسي 3/68 تهذيب الكمال 12/ 559 برقم 2772 الإصابة 285/3 برقم 3936 ،أسد الغابة 3/3 .
64- أبو يحيى، شيبان بن مالك السلمي الأنصاري
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وهو جد أبي هبيرة يحيى بن عباد، روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وروي عنه أنه قال: (جئت فدخلت المسجد فجلست إلى حجرة منها -كذا- ، قال : فسمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تنحنحي، فقال : أبو يحيى؟ فقلت : أبو يحيى قال : «هلم إلى الغداء». فقلت: إني صائم. فقال: «وأنا أريد الصوم، إن مؤذننا أذَّن قبل أن يطلع الفجر وفي عينه سوء أو شيء»)، وقد روى الحديث ابن الأثير بصورة تقرب من رواية ابن سعد ولم أقف له على دور يذكر لا في حياة الرسول الكريم صلوات اللّه وسلامه عليه، ولا بعد رحيله.
*الطبقات 54/6 ،الإصابة 297/3 برقم 3960 ،أسد الغابة 6/3.
65- صفوان بن عسال المرادي
صحابي، من بني الرَّبَض بن زاهر، ذكره ابن سعد، وقال: عداده في جمل، ومراده في بنيهم، وإلى ذلك ذهب المزي. وأيد صحبته البخاري، وروى عنه من طريق زر بن حبيش، وروى له أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة. وحين ذكر ابن حزم ولد مراد بن مالك، قال: ومن بني الحصين الرَّبَض والصُّنابح بطنان؛ (ومن بني الربض: صفوان بن عسال بن الربض بن زاهر، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وقال : في بني مراد (هند الجملي، وهو هند بن عمر بن جندلة بن كعب بن ربيعة بن جمل بن كنانة بن ناجية بن يحابر، وهو مراد، قتل يوم الجمل).
ص: 126
روى عنه أوس بن عبد اللّه الربعي وحذيفة بن أبي حذيفة الأزدي، وزر بن حبيش، وقيل: روى عنه عبد اللّه بن مسعود.
وروي أن زر بن حبيش سأله إن كان قد رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقال : نعم، وغزوت معه ثنتي عشرة غزوة. روى ابن حجر عن أبي حاتم أنه كوفي مشهور، روى عن النبي أحاديث، وروى عنه أيضاً عبد اللّه بن سلمة. قال ابن السكن: حديث صفوان في المسح على الخفين وفضل العلم والتوبة مشهور. وقد ذكر الطبراني الحديث بسنده أن عبد اللّه بن مسعود قال: حدثني صفوان بن عسال المرادي قال : أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهو متكئ في المسجد على برد له، فقلت له : يا رسول اللّه إني جئت أطلب العلم. قال: «مرحباً بطالب العلم، طالب العلم لتحفه الملائكة، وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضه بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من حبهم لما يطلب. فما جئت تطلب؟»، قال صفوان: يا رسول اللّه لا نزال نسافر بين مكة والمدينة فأفتنا عن المسح على الخفين. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم»)!. والمسح على الخفين مردود عند علماء أهل البيت .وقد روى صفة وضوء رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه الشيخ الكليني عن غير سند عن محمد الباقر علیه السلام، فراجعه.
ذكره ابن حبان، وقال: حديثه عند أهل الكوفة. ولم أقف له على دور في أحداث عصره.
*الطبقات 27/6 ، التاريخ الكبير 304/4 برقم 2921 ، الكافي 24/3 ، الثقات 1913 مشاهير علماء الأمصار 80 برقم 297 ، المعجم الكبير ،548 جمهرة أنساب العرب 406 407 ، الاستيعاب 724/2 برقم 1218، أسد الغابة 42/3، تهذيب الكمال 200/13 برقم 2887 ، الإصابة 353/3 برقم 4100.
66 -الصنابح بن الأعسر الأحمسي العجلي
من بجيلة. ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ولم يضف إلى ذلك ما ينبئ عن سيرته. وذكره الطبراني في معجمه الكبير، فتابع بن سعد
ص: 127
في نزول الصنابح الكوفة ، وروى له ثلاثة أحاديث، اثنان عن قيس بن أبي حازم، والثالث عن الحارث بن وهب . وقيل : حديثه عند قيس بن أبي حازم، وذهب ابن حبان وابن الأثير والمزي إلى كوفية الصنابح ورواية قيس بن حازم عنه أيضاً ؛ وقيل : سمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : «ألا إني فرطكم على الحوض، وإني مكاثرٌ بكم الأمم فلا تقتتلوا بعدي». واقتصر ابن حبان على رواية القسم الثاني من الحديث. وأيد البخاري سماعه عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
و لم أقف له على مشاركة في أحداث عصره.
*الطبقات 63/6 ، التاريخ الكبير 4/ 326 برقم 3003 ،الثقات 196/3 ، المعجم الكبير 788 أسد 30/3 تهذيب الكمال 13/235 برقم 2903 الإصابة 363/3 برقم 4121 .
67- أبو سعد، طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي
ذکره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة وروي عنه ولده سعد، وستأتي ترجمته ويكنى أبا مالك وقال : إن أباه سمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول: «من وَحَّد اللّه، وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله ودمه، وحسابه على اللّه». روى أيضاً عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي علیه السلام. قال مسلم: انفرد ابنه بالرواية عنه، وله عنده حديثان، وفي السنن حديث آخر عنه، قال : قلت لأبي (يا أبت قد صلبت الصبح خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي هاهنا بالكوفة نحواً من خمس سنين، أكانوا يقنتون؟ قال: يا بني محدث)! وروى له البخاري عن ولده قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من رآني في المنام فقد رآني». وأيد الشيخ الطوسى روايته عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
وروي عن ولده أن أباه (سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول إذا أتاه إنسان يسأله كيف أقول يا رسول اللّه حين أسأل ربي ؟ قال : «قل : اللّهم اغفر لي، وارحمني، واهدني وارزقني»، ثم قبض أصابعه إلا الإبهام، وقال : «هؤلاء يجمعن لك دنياك وآخرتك». ولم أقف له على دور أو مشاركة في أحداث عصره.
الطبقات 37/6 ، التاريخ الكبير 4/ 352 برقم 3113 الثقات
ص: 128
202/3 ،رجال الطوسي ،241 الاستيعاب 754/2 برقم 1263 أسد الغابة ،483 تهذيب الكمال /333/13 برقم ،2946 الإصابة 412/3 برقم 4241 نقد الرجال 2/ 430، 167/10 معجم رجال الحديث10/167.
68- طارق بن زياد الجعفي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وقيل : اسمه طارق بن سويد، وإلى ذلك ذهب البخاري، وهو حضرمي وذكر حديثه عن النهيه عن عصر الكرم، أما طارق بن زياد فعنده سمع عليّاً ، وعنه إبراهيم ابن عبد الأعلى. روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه حديثاً حول نهيه عن عصر الكرم والتمر حتى للدواء. وذكره ابن حبان في الثقات باسم طارق بن سويد، وروى أنه سأل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم (أنتداوى بالخمر ؟ فقال: «إنها داء وليست بدواء» ونهى عنها)، واختلف في اسمه عند ابن حجر أيضاً، فهو طارق بن سويد الحضرمي أو الجعفي، ويقال: سويد بن طارق، وعن شريك طارق بن زياد أو زياد بن طارق، قال: وجزم وائل في مسنده أنه سويد ابن طارق، وقد انشغل ابن حجر في اسمه ولم يقدم لنا شيئاً ذا بال عن سيرته باستثناء الحديث الذي رواه ابن سعد، ولكنه في تهذيب التهذيب ذكره باسم طارق بن زياد، وعده في الكوفيين، وقال: (روى عن علي قصة المخدج ، وعنه إبراهيم بن عبد الأعلى)، وصرح بذكر ابن حبان له، وختم بقوله : قال ابن خراش: مجهول. وروايته قصة المخدّج عن أمير المؤمنين علیه السلام ، وإن لم تذكر تفاصيل الرواية توحي بمشاركته في معركة النهروان. ترجمته عند المزي بعنوان طارق بن سويد، وقال : ويقال : طارق الحضرمي، ويقال الجعفي، وذكر صحبته، وقال: حديثه عند أهل الكوفة. ولم أقف له على دور أو مشاركة في أحداث عصره.
*الطبقات 64/6 ، التاريخ الكبري 352/4 برقم 3111، 4 /354 برقم 3119 ، الثقات 2023 الاستيعاب 7542 برقم ،1264 تهذيب الكمال 13/ 229 برقم 2949، الإصابة 3 413 برقم 4242، تهذيب التهذيب 3/5 .
ص: 129
69- طارق بن عبد اللّه المحاربي
من محارب خصفة، أحد فروع قبيلة نزار، وهو محارب بن خصفة بن قيس عبلان بن مضر بن نزار، ذكر ابن سعد طارقاً مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وله رواية عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال ابن الأثير : حديثه في الكوفيين، وكذا قال ابن حجر، وروى له حديثين عن البرقي، وقال ابن السكن ثلاثة أحاديث. وروى عنه أبو صخرة جامع بن شداد، وربعي بن حراش، وأبو الشعثاء سليم الأسود المحاربي. ذكره البخاري مع الصحابة، وقال: روى عنه ربعي بن حراش وجامع بن شداد .
و لظاهر أنه شهد النبيَّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بمكة قبل إسلامه، فقد روى ابن سعد بسنده عنه أنه كان بسوق ذي المجاز، فمر عليه شاب عليه جبة من برد أحمر وهو يقول : «قولوا لا إله إلا اللّه تفلحوا»، ورجل خلفه يرميه قد أدمى عرقوبيه وساقيه يقول : إنه كذاب فلا تطيعوه، فقلت من هذا؟ قالوا : غلام من بني هاشم يزعم أنه رسول اللّه، وهذا عمه عبد العزى.
و حدث أيضاً عن ارتحالهم من الربذة إلى المدينة ومعهم ظعينة، بعد هجرة النبي، وعند وصولهم مدخل المدينة التقاهم رجل، فاشترى منهم جملا من دون أن يدفع ثمنه، قال: فقالت المرأة الجالسة في الظعينة: (لقد رأيت رجلاً كأن وجهه شقة القمر ليلة البدر، لا يظلمكم ولا يغدر بكم، وأنا ضامنة لثمن جملكم)، وما إن وصلوا المدينة حتى جاء النبي صلوات اللّه وسلامه عليه فأعطاهم ما اتفق معهم عليه، وأخبرهم أنه النبي، ثم دخلوا المدينة واستمعوا إلى خطابه. وذكر ابن سعد وابن حجر أن طارقاً قدم عليه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وإذا هو قائم على المنبر يخطب قال: فسمعنا من قوله : «تصدَّقوا فإن الصدقة خير لكم، ويد المعطي العليا خير من اليد السفلى وابْدَ بمن تعول أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك».
والطارق هذا كان من صحابة أمير المؤمنين علیه السلام ، وله حكاية ذكرها ابن أبي الحديد جديرة بالمراجعة، مفادها أنه حينما حدَّ أمير المؤمنين النجاشي
ص: 130
لشربه الخمرة في رمضان دخل عليه معاتباً ، فلما خرج أغلظ له مالك الأشتر، فما كان منه إلا أن خرج ليلاً صحبة النجاشي إلى معاوية، فلما دخل عليه استقبله، وذم أمير المؤمنين علیه السلام ، فقام طارق، فقال : يا معاوية إني متكلم فلا يسخطك، ثم قال وهو متكئ على سيفه ... :أما بعد، فإن ما كنّا نوضع فيما أوضعنا فيه بين يدي إمام تقي عادل، مع رجال من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ أتقياء مرشدين مازالوا مناراً للهدى، معالم للدين، خلفاً عن سلف مهتدین، أهل دين لا دنيا، كل الخير فيهم، واتَّبعهم من الناس ملوك وأقيال، وأهل بيوتات وشرف، ليسوا بناكثين ولا قاسطين، فلم يكن رغبة من رغب عنهم وعن صحبتهم إلّا لمرارة الحق حيث جُرِّعوها، ولوعورته حيث سلكوها ؛ وغلبت عليهم دنيا مؤثرة، وهوى متّبع، وكان أمر اللّه قدراً مقدوراً ؛ وقد فارق الإسلام قبلنا جبلة بن الأيهم فراراً من الضيم، وأنفاً من الذلَّة، فلا تفخرنَّ يا معاوية؛ إن شددنا نحوك الرحال، وأوضعنا إليك الركاب، أقول قولي هذا وأستغفر اللّه العظيم لي ولجميع المسلمين. فعظم على معاوية ما سمعه ،وغضب، لكنه أمسك ...). فلما عاتبه وجوه مجلس معاوية على إغضابه، قال: (واللّه ما قمت بما سمعتماه حتى خيِّل إلي أن بطن الأرض خير لي من ظهرها عند سماعي ما أظهر من العيب والنقص لمن هو خير منه في الدنيا والآخرة ...! فلما بلغ عليّاً قوله، قال: (لو قتل النهدي يومئذ لقتل شهيداً).
وحديثه بحسب ابن حبان عند جامع بن شداد، وأيد أيضاً سكنه الكوفة.
*الطبقات 6/ 42-43، التاريخ الكبير 4/ 352 برقم 3112، الثقات 202/3 ،الاستيعاب 756/2 برقم 1268 ،شرح نهج البلاغة 302/4 ،تهذيب الكمال 13/ 343 برقم 2950، الإصابة 414/3 برقم 4246 تهذيب التهذيب 4/5 ، الكوفة وأهلها في صدر الإسلام 307.
70- طارق بن علقمة بن أبي رافع
ذكره ابن الأثير، وروى له بسنده عن ولده عبد الرحمن رواية ظاهر فيها
ص: 131
السقط.
وهي: (إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يأتي مكاناً في داره يصلي فيه ويدعو مستقبل البيت ويخرجن معه يدعون وهن مسلمات).
نقل ابن حجر عن البغوي أنه ممن سكن الكوفة من الصحابة وله رواية، وهو والد عبد الرحمن.
*أسد الغابة 49/3 ،الإصابة 415/3 برقم 4248 .
71- أبو شهر أو أبو الكنوز، عامر بن شهر الهمداني
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وروى بسنده عن الشعبي عن عامر بن شهر قصة إسلامه وإسلام همدان. وذكره البخاري مع الصحابة بعنوان عامر بن شهر، وقال : ويقال : بكيلي. روى عنه الشعبي.
وروي أنه بعد حجة الإسلام مات باذام، أو باذان، وهو آخر ولاة الفرس على اليمن، وقد أسلم وبعث للنبي بإسلامه، فلما مات فرق النبي صلوات اللّه وسلامه عليه عمل اليمن على شهر بن باذام، وعامر بن شهر الهمداني، وغيرهما. وقال ابن حجر: ويقال الناعظي، وهي همدان أيضاً، وروى عنه أيضاً أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كتب إلى عمير ذي مران، وبعث مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن، فأسلم عك ذي خيوان.
وكان عامر أحد عمال النبي صلوات اللّه عليه وسلامه على اليمن، ونقل عن سيف في الفتوح وتابعه ابن عبد البر عن ابن عباس أن عامر بن شهر كان أول من اعترض على الأسود العنسي لما ادَّعى النبوة.
وتابع ابن الأثير ابن سعد، وقال: هو عامر بن شهر الهمداني، ويقال البكيلي، ويقال الناعظي، وكلاهما من همدان. وقال المزي: لم يرو عنه غير الشعبي، وروى له أبو دواد.
ويبدو أنه لم يكن صغيراً حين أسلم أو حين هاجر إلى الكوفة، ولكن لم أقف له على دور كبير في أحداث عصره باستثناء موقفه من الأسود العنسي. ولكن مجرد سكنه الكوفة يعني أن له مشاركة في جيش الفتح.
*الطبقات 28/6-29 التاريخ الكبير 445/6 برقم 2945 ،
ص: 132
تاريخ الطبري 247/2، 249 ،الاستيعاب 792/2 برقم 1330 ،أسد الغابة 833 ،تهذيب الكمال 42/14 رقم 3044 ،تهذيب التهذيب 61/5 برقم 112، الإصابة 427/3 برقم 4412.
72- أبو هلال عامر بن عامر المزني
ذكر اسمه ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، ولم يضف شيئاً. ولعل أبوه من الصحابة أيضاً، قال ابن الأثير : (عامر المزني أبو هلال رأى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو وهم، روى أبو معاوية عن هلال بن عامر المزني عن أبيه :قال رأيت الرسول يخطب بمنى وعليه برد أحمد -كذا، وصوابه أحمر-)، وقال : كذا رواه أبو معاوية.
*الطبقات 48/6، أسد الغابة 95/3 .
73 -عامر بن ليلى الغفاري
قال ابن الأثير، وعنه ابن حجر: إن ابن عقدة أورده عن طريق عمر بن عبد اللّه بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : («من كنت مولاه فعلي مولاه»، فلما قدم علي الكوفة نشد الناس من سمع ذلك من النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فانتشد له سبعة عشر رجلاً فيهم عامر بن ليلى الغفاري).
ولم أقف له على ذكر في كتابي الجمل وصفين، ولم يذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي أو عن أمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليهما.
ذكر الشيخ الأميني رواية عامر عن الإصابة.
*أسد الغابة 93/3 ،الإصابة 484/3 برقم 4440، الغدير 1 /47 برقم 62 .
ص: 133
74-عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي
ذكره البخاري، وأيد صحبته ونزوله الكوفة، وقال: هو من قدماء موالي أهل مكة مولى خزاعة. هو مولى نافع بن عبد الحارث، قال عنه الذهبي : له صحبة، ورواية ،وفقه، وعلم، وقد استخلفه نافع على مكة حين ذهب إلى عسقلان للقاء الخليفة عمر بن الخطاب، فسأله عن خليفته فقال : قال : من ابن أبزى؟ قال : إنه عالم بالفرائض، قارئ للقرآن. فقال : أما إن نبيكم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «إن هذا القرآن يرفع اللّه به أقواماً ويضع آخرين»، وقال في حقه ابن عمر أيضاً: (ابن أبزى ممن رفعه اللّه بالقرآن).
حدث عبد الرحمن أيضاً عن أبي بكر، وعمر، وأبي، وعمار، وعنه ابناه عبد اللّه وسعد والشعبي وعلقمة والسبيعي وغيرهم.
سكن الكوفة، وروي أنه استُعْمِل عليها، وشهد صفين مع أمير المؤمنين علیه السلام، وروى ابن عبد البر في استيعابه أنه قال : (شهدنا مع علي ثمانمائة ممن بايع بيعا الرضوان، قتل منهم ثلاث وستون منهم عمار)، ولم أقف على ذكر له في كتاب وقعة صفين، ولا في رجال الشيخ الطوسي.
ذكر ابن عبد البر أن أمير المؤمنين علیه السلام استعمل عبد الرحمن بن أبزى على خراسان.
اختلف في صحبته، فقال البخاري: له صحبة وذكره غير واحد فيهم، وقال أبو حاتم: أدرك النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وصلى خلفه، ولكن ابن حبَّان ذكره في التابعين. عاش إلى سنة نيف وسبعين بحسب الذهبي.
*التاريخ الكبير 245/5 برقم 800 ،الاستيعاب 2/ 822 برقم 1388، 1136/3 برقم 1863 ترجمة عمار بن ياسر، أسد الغابة 3783 ، تهذيب الكمال 502/16 برقم 3748، سير أعلام النبلاء 2013 برقم 43.
75- عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي
من رهط الحجاج، وفد على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وفد ثقيف، وأناخ ببابه،
ص: 134
قال: (وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه، فما خرجنا حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل دخلنا عليه). ذكره ابن سعد مع من سكن الكوفة من الصحابة وتابعه ابن الأثير، وذكر أنه ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي.
ذكره البخاري، وروى بسنده عنه قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من سره أن يمدَّ في
عمره ويرفع له رزقه فليصل رحمه». ولم أقف له على خبر.
*الطبقات 41/6 ، التاريخ الكبير 250/5 برقم 811 ،أسد الغابة 311/3 ، الإصابة 283/4 برقم 5184.
76- عبد الرحمن بن حسنة الجهني
كذا ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، ولم يضف شيئاً، وهو أخو شرحبيل القائد المعروف، وحسنة أمه بحسب ابن عبد البر وابن الأثير، مولاة لعمر بن حبيب بن جمح.
اختلف في اسم أبيه ونسبه وولائه، روى ابن الأثير بسنده عن زيد بن وهب عنه قال: (غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فنزلنا أرضاً كثيرة الضباب، فأصبناها، فكانت القدور تغلي بها، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: ما هذه ؟ فقلنا : ضباب أصبناها. فقال : إن أمة من بني إسرائيل مسخت فأخشى أن تكون هذه، فأمرنا فألقيناها، وإنا لجياع. ولم يرو عنه غير زيد بن وهب، بحسب ابن عبد البر.
*الطبقات 56/6 ، الاستيعاب 828/2 برقم 1401، أسد الغابة 286/3 ، الإصابة 251/4 برقم 5121.
77-عبد الرحمن بن عقيل بن مقرن
سكن الكوفة مع أخوته. قال محمد بن عمر البكّاؤون بنو مقرن، وهم سبعة، وروي أنهم شهدوا الخندق. ولم أقف له على ذكر في أحداث عصره.
ولا شك أنه من المشاركين في جيوش الفتح.
*الطبقات 20/6 ،الإصابة 282/4 برقم 5183 .
ص: 135
78- عبد الرحمن بن مقرن
كوفيٌّ ، ذكره ابن سعد مع الصحابة. كان اسمه عبد عمرو فغيره النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ،هو وأخوته يروون الحديث، وروي أنهم شهدوا الخندق، وجميعهم سكنوا الكوفة ولم أقف له على ذكر في أحداث عصره.
*الطبقات 19/6، الإصابة 3044 برقم 5225 .
79- أبو معاوية، عبد اللّه بن أبي أوفى السلمي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وقيل: كنيته أبو إبراهيم وقيل : أبو محمد. وأبو أوفى هو علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة من خزاعة.
من أصحاب الشجرة، روى الطبري أنه قال: (كنا يوم الشجرة ألفًا وثلاثمائة، وكانت أسلم ثمن المهجرين)، شهد الحديبية، وخيبر وبقية المشاهد، روى الواقدي أنه حدث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دعا على الأحزاب في غزوة الخندق فقال: «اللّهم مُنْزِلَ الكتاب، سريع الحساب، أهزم الأحزاب، اللّهم اهزمهم»، روي عنه أنه سئل إن كان النبي صلوات اللّه عليه قد دخل البيت في عُمَرِه؟ قال: لا، وروى ابن سعد عن طلحة بن مصرِّف أنه سأل عبد اللّه بن أبي أوفى (أوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ قال : لا ، قلت : فكيف كتب على الناس الوصية وأُمِروا بها ؟ قال : أوصى بكتاب اللّه). ولا شك أن روايتهما مدفوعة لا تساوي فلساً لأن الراوي من الذين يفضلون عثمان على علي علیه السلام، والمروي عنه عثمانيٌّ أيضاً، ذلك أن حديث الوصية، ولا أشهر منه بين المحدثين من أهل الحديث، وبين علماء أهل البيت.
روى الطبري أنه كان من الذين يحثون الكوفيين على نصرة عثمان حينما كتب لأهل الأمصار يطلب النصرة. وذكر ابن سعد أنه تحول إلى الكوفة بعد رحيل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وذهب بصره.
توفي بالكوفة سنة ست وثمانين، وروى بسنده عن قتادة والواقدي أنه
ص: 136
آخر من توفي من الصحابة بها، وقال ابن الأثير في حوادث سنة ثمانين : إن عبد اللّه بن أبي أوفى مات فيها، وعاد في حوادث سنة ست وثمانين فقال: (وفي هذه السنة مات عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، وقيل سنة سبع وثمانين، شهد الحديبية وخيبر). وذكره الشيخ الطوسي مع الذين رووا عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ولم يذكره مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام.
وقد دفن بالثوية بحسب البراقي.
*المغازي 487/2 ، الطبقات ،2 /172، 183/3، 21/6، معرفة الثقات 4581 برقم 797 ، المعارف 341 تاريخ الطبري 2 654 1943، رجال الطوسي 15/42 ،الاستيعاب 8713 برقم 1478 الكامل 4564 ،أسد الغابة 122/3، 525 ، الإصابة 4/ 155 برقم 4850 سير أعلام النبلاء 4283 برقم 76 ،تاريخ الكوفة 103، نقد الرجال 3/ 79.
80- عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي
واسم أبي حدرد سلامة، وقيل: عبيد بن عمير بن أبي سلامة الأسلمي، له ولد اسمه القعقاع يروي عنه، وهو صحابي ولأبيه صحبة. شهد الحديبية وحنين، وأرسله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كي يأتيه بخبر من اجتمع في حنين فأتاه بخبرهم، وأرسله أيضاً في غزوة إلى الغابة، فقتل صاحبها رفاعة بن قيس، وهجم على أصحابه، وغنم مغنماً عظيماً عاد به إلى النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، فأعانه بثلاثة عشر بعيراً تزوج فيها امرأة من قومه، وأرسله أيضاً في غزوة إلى بطن إضَم.
وكان مع خالد بن الوليد في غزوة بني جذيمة التي قتل فيها خالد منهم من قتل وهم من المسلمين، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب علیه السلام، فودَّى لهم الدماء والأموال، وروى عبد اللّه حكاية فتًى قدموه فضربوا عنقه، وما قال من شعر قبل قتله في وداع حبيبته وتسليمه عليها، وردها عليه، وموتها فوق قبره.
ص: 137
روی أنه كان عليه أربعة دراهم ليهودي، فاستعدى عليه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فقال : ادفع إليه حقه. فقال : لا أجد، فأعادها عليه ثلاثاً، فخرج إلى السوق، فنزع عمامته فأتزر بها، ودفع إليه البرد الذي كان مؤتزراً به، فباعه بأربعة دراهم، نمرت عجوز فسألته عن حاله، فأخبرها، فدفعت له برداً كان عليها.
شهد الحديبية وخيبر. قال البرقي : جاءت عنه أربعة أحاديث. والظاهر أنه شهد فتوح الشام، فقد روي أنه كان بالجابية مع الخليفة عمر، وهي قرية قرب الجولان من أعمال دمشق.
ولم أقف له على دور أو خبر في خلافة عثمان، ولا في مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام قال ابن الأثير : في أحداث سنة إحدى وسبعين (وفي إمارة مصعب مات البراء بن عازب بالكوفة، ويزيد بن مفرغ الحميري الشاعر بها أيضاً، وعبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي) وله إحدى وثمانون سنة.
*المغازي ،877 ، سيرة 37/4 ، الطبقات 150/2 التاريخ الكبير 75/5 برقم 198 تاريخ الطبري 2/ 147-148، 167، 209 الاستيعاب /887/3 برقم 1507 ، الكامل 233/2، 4/ 341 ، أسد الغابة 141/3، الإصابة 48/4-50 برقم 4640.
81- عبد اللّه ابن أبي شيخ المحاربي
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الصحابة، حدَّث أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أتاهم فقال: (يا معشر محارب، نصركم اللّه لا تسقوني حلب امرأة)، ولعله الذي ولاه عبد اللّه بن عامر سنة أربع وأربعين على خراسان، نكاية بعد اللّه بن أبي أوفى المعروف بابن الكواء، فقد أساء لابن عامر في مجلس معاوية، واتهمه بالضعف الشديد فأراد ردَّ الإساءة، فسأل عن أشد الناس عداوة لابن الكواء؟ فقيل له : عبد اللّه بن أبي الشيخ فولاه.
*الطبقات 43/6 ،تاريخ الطبري 194/3، الإصابة 235/4 برقم 4774.
ص: 138
82- عبد اللّه بن أبي عقيل الثقفي
ذكره البخاري مع الصحابة، وروى عنه ذكره ابن حجر مع من نزل الكوفة من الصحابة. هو وأخوه عبد الرحمن، كان في وفد ثقيف حين وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .وقد سبقت ترجمته. وهما من أبناء عم الحجاج بن يوسف الثقفي.
وهو أحد الأمراء الأربعة الذين توجهوا من الكوفة في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين للأحنف بمرو ،الشاهجان، فكان عبد اللّه أحدهم في جيش الأحنف بن قيس الذي توجه إلى مرو الروذ. وبعثه زياد على خمسة وعشرين ألفاً من أهل الكوفة إلى خراسان.
وكان المغيرة بن شعبة في ولايته على الكوفة يترحم على عثمان، ويقول: (اللّهم ارحم عثمان بن عفان، وتجاوز عنه، وأجزه بأحسن عمله، فإنه عمل بكتابك . . . ويدعو على قتلته)، فقام حجر بن عدي فقال: (إنك لا تدري بمن تولع في هرمك أيها الإنسان، مر لنا بأرزاقنا وأعطياتنا، فإنك حبستها عنّا وليس ذلك لك ... وقد أصبحت مولعاً بذم أمير المؤمنين، وتقريض المجرمين، فقام، وقام معه أكثر من ثلثي الناس يقولون : صدق واللّه حجر وبر)، فنزل المغيرة، فدخل واستأذن عليه قومه، ولاموه أشد اللوم لسكوته على حجر، وكان أشدهم عليه عبد اللّه بن أبي عقيل.
في ولاية زياد كان عبد اللّه أحد الشهود الذين شهدوا على حجر، وكلاهما من تلك الشجرة التي ما أدراك ما هي.
*التاريخ الكبير 158/5 برقم 489، تاريخ الطبري 2/ 546،506، 219/3، 226 ، الكامل 2/ 554، أسد الغابة 3/ 311 ،الإصابة 154/4 برقم 4874.
83- عبد اللّه بن سيلان
كذا ورد في الثقات، والإصابة، وهو ابن سيلان عند ابن سعد، ولم
ص: 139
يذكر له اسماً، وذكره مع من نزل الكوفة من الصحابة، وسمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : «نباركت ترسل عليهم الفتن»، وذكر ابن حجر أنه لم يأت في الروايات إلا مبهماً ، وروى الحديث الذي ذكره ابن سعد، وقال ابن حبان: له صحبة، ولم يضف شيئاً آخر.
*الطبقات 58/6، الثقات 246/3 ،أسد الغابة 182/3 الإصابة 4/ 109 برقم 4758.
84- أبو عبد الرحمن، عبد اللّه بن عتبة بن مسعود
ابن أخي عبد اللّه بن مسعود ،ذكره الشيخ الطوسي باسم عبد اللّه بن عتبة، مع من روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، والظاهر أنه هو، قيل : كان صغيراً على عهده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال ابن عبد البر : ذكره العقيلي في الصحابة، فغلط، وإنما هو من كبار تابعي الكوفة، وقال: وذكره البخاري في التابعين ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وكان يؤم
الناس فيها.
وتوفي أبوه في حياته، روي عن ابنه حمزة أنه سأل أباه عما يذكره من رسول اللّه. قال : أذكر أنه أخذني وأنا ابن خمس أو ست، فأجلسني في حجره، ومسح على رأسي بيده، ودعا لي ولذريتي، وابنه الآخر عبيد اللّه الفقيه المدني شيخ ابن شهاب، كان عبد اللّه من عمال الخليفة عمر بن الخطاب، ووكله في عام الرمادة مع آخرين لمساعدة الناس وإطعامهم.
تحول إلى الكوفة فنزلها، وكان كثير الحديث والفتيا فقيهاً، وخرج ضمن معسكر القراء الذين عسكروا ناحية بصفين، ومشوا بين علي علیه السلام ومعاوية قبل قيام الحرب.
جعله المختار مكان شريح على القضاء، ثم مرض، ثم عاد إلى قضاء الكوفة ثانية، فكان عليه سنة سبع وستين، وكاتبه سعيد بن جبير، وقال ابن حبان : كان يؤم الناس بالكوفة، وتوفي بها سنة أربع وسبعين للهجرة. وقيل:
ص: 140
سنة ثلاث وتسعين، في أيام عبد الملك بن مروان في ولاية بشر بن مروان على العراق.
*وقعة صفين 188 ،الطبقات 316/3 ، 584-59 ،المعارف 250 ،445 تاريخ الطبري 449/3 497 مشاهير علماء الأمصار 166 برقم 765 رجال الطوسي 14/42، الاستيعاب ، 9453 برقم 1603 ، الكامل 2284، 279، 296، 373، أسد الغابة 203/3 ، الإصابة 1434 برقم 4831، نقد الرجال3/121 .
85 -أبو موسى، عبد اللّه بن قيس الأشعري
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة وسكنوها، وهو من مذحج، أمه الطفية، ومن أولاده أبو بردة، وأخوته: أبو عامر، وأبو بردة، وأبو رهم. ذكر ابن حبان أنهم أسلموا في موضع واحد. قيل: أسلم بمكة، وشهد خيبر مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وولاه بعض نواحي اليمن.
وهو من أشهر قادة فتح العرق والمشرق زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وكان قائداً وأميراً بها. ولاه الخليفة عمر البصرة، ثم عزله عنها، ونزل الكوفة من بعد، وولاه مالك الأشتر على الكوفة، حين منع سعيد بن العاص والي الخليفة عثمان من دخولها، وبعد مصرع عثمان ثبته أمير المؤمنين عليه السلام علیها برجاء مالك الأشتر و مشورته، وحين توجه الإمام إلى البصرة لقتال أصحاب الجمل حث الأشعري الناس على عدم نصرته ، فعزله علیه السلام. وقد ألمحنا إلى
سبب عزله في غير ترجمة في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة».
وخرج إلى صفين مع جيش الإمام، ولم يشارك في القتال، وكأنه كان ينتظر حدوث ما حدث ليكون له دور يشارك فيه في فرقة المسلمين إلى قيام الساعة، إذ أصر الأشعث بن قيس أن يكون أبا موسى أحد الحكمين. فانساق وراء خديعة عمرو بن العاص، إذ منّته نفسه أن يتولى الخلافة زوج ابنته عبد اللّه بن عمر، وقد ألمحنا إلى أسباب موقفه في الجزء الثاني من كتابنا «وما أدراك ما علي». ولأبي موسى أخبار مبثوثة في كتب التاريخ والتراث .
ص: 141
توفي سنة اثنتين وأربعين بالكوفة بحسب ابن سعد، وذكر ابن حبان غير تاريخ لوفاته، فقال: مات سنة أربع وأربعين وهو ابن نيف وستين، وقيل: مات سنة خمسين، ويقال : سنة اثنتين وخمسين. وذكر ابن حجر الاختلاف في تاريخ وفاته، فقال : قال ابن تهیان: توفي سنة خمسين، وقال خليفة: سنة إحدى و خمسين، وقال المدائني : سنة ثلاث وخمسين، وقال أيضاً اختلفوا في موته. فقيل : بالكوفة، وقيل: بمكة، وذكر السائح الهروي أنه دفن في ثوية الكوفة، وإلى ذلك ذهب ياقوت من قبل في معجمه، وقال أثناء حديثه عن الثوية : (وهناك دفن أبو موسى الأشعري سنة خمسين)، وقال: وقيل : قبر أبي موسى بمكة.
*الطبقات 16/6 ، المعارف 266 ،الثقات 221/3 ،معجم البلدان 87/2 ،الإصابة 183/4 ،زيارات الاعتدال 221/4 وما أدراك ما علي 3532-363 .
86- أبو موسى عبد اللّه بن يزيد بن حصن بن عمرو بن ثابت
خصميٌّ أوسي أنصاري، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وقال : روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أحد أدعيته ، وهو : «اللّهم ارزقني حبكف وحب من ينفعني حبه عندك، اللّهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب»، وروى عنه ولده أبو موسى، وسبطه عدي بن ثابت، والشعبي، ومحارب، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم ولأبيه صحبة أيضاً. قيل : روى أيضاً عن زيد بن ثابت، وحذيفة بن اليمان، وغيرهما.
شهد عبد اللّه الحديبية وهو ابن سبع عشرة سنة ثم شهد ما بعدها من مشاهد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
ويبدو أنه خرج مع أول البعوث التي خرجت إلى العراق، وكان من أبطال معركة الجسر التي قادها أبو عبيد الثقفي واستشهد فيها، وكان عبد اللّه (رسول القوم يوم جسر أبي عبيد) إلى الخليفة عمر بن الخطاب بعد أن منع
ص: 142
هزيمة جيش المسلمين، وروى الذهبي عن محمد بن لبيد : (إن الفيل لما برك على أبي عبيد الثقفي يوم الجسر فقتله هرب الناس فسبقهم عبد اللّه بن يزيد فقطع الجسر، وقال: قاتلوا عن أميركم، ثم ساق مسرعاً إلى عمر بالخبر).
ونزل الكوفة من بعد، وابتنى بها داراً، وروي أنه شهد أمير المؤمنين علیه السلام مشاهده، وأمَّره علیه السلام في معركة الجمل على خيل رفاعة وأفناء الناس، وكان معه في معركة صفين، وروى نصر أنه رثى من قتل من أصحابه فيها فقال :
يا عين جودي على قتلى بصفينا *** أضحوا رفاتًا وقد كانوا عرانينا
أنَّى لهم صرف دهر قد أضرَّ بنا *** تبّاً لقاتلهم في اليوم مدفونا
كانوا أعزة قومي قد عرفتهم مأوى *** الضّعاف وهم يعطون ماعونا
أعزز بمصرعهم تبا لقاتلهم *** على النبيِّ وطوبى للمصابينا.
ولا يدرى متى فارق الكوفة إلى مكة ولكنه كان بها زمن ابن الزبير، وانحاز إليه مع من انحاز، وولّاه عليها مدة يسيرة، ثم بعثه على الصلاة بالكوفة، ثم ولّاه من بعد عليها سنة أربع وستين، ويوم دخوله دخلها المختار أيضاً، فلما علم بتحركه سجنه، ثم أطلقه بوساطة عبد اللّه بن عمر زوج أخته. وكان الشعبي كاتبه، وذكر أنه كان كثير الصلاة.
وحاول ثني عزيمة رأس التوابين سليمان بن الصرد الخزاعي من الخروج لقتال عبيد اللّه بن زياد، وجعل له ولأصحابه خراج جُوخي، وكتب له بعد خروجه : (يا قوم إن أيدينا وأيديكم واحدة، وعدونا وعدوكم واحد، ومتى
ص: 143
تجتمع كلمتنا على عدونا نظهر على عدونا، ومتى تختلف تهن شوكتنا على من خالفنا، يا قومنا لا تستغشوا نصحي ولا تخالفوا أمري، وأقبلوا حين يقرأ كتابي عليكم والسلام) فكتب إليه سليمان شاكراً مثنياً، لأنه كان على بينة أنه إن انتصر فعليه أن ينحاز لابن الزبير، وله أخبار تجدها مبثوثة في ترجمات من عاصره أبام ابن الزبير والمختار. عده اليعقوبي من فقهاء زمانه.
ولم تدم ولاية عبد اللّه طويلاً، إذ سرعان ما عزله ابن الزبير سنة ست وستين، ومات بها في زمنه، ولعله لم يعمر كثيراً بعد عزله، إذ لا نقف له على موقت على الرغم من الأحداث التي تسارعت بالكوفة.
*وقعة صفين 364-365 الطبقات 376/2 ، 18/6 ، المعارف 450 ،تاريخ اليعقوبي 2 ،154 تاريخ الطبري 3/ 378، 395، 407 وانظر مواضع أخر فيه الجمل 320 الكامل ،1444 ، 163 ، وانظر مواضع أخر فيه، أسد الغابة 3/ .274 الإصابة 2277/4/2-228 برقم5048 ،سیر أعلام النبلاء 1973 برقم 40.
87 -أبو المغيرة عبد اللّه اليشكري
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة وروي عنه أنه قال : قلت الرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقد رأيته أول مرة بعرفات: (نبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال : وذلك عملك؟ قلت : نعم : قال : فاعقل إذاً، «تعبد اللّه ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتأتي الناس بما تحب أن يؤتى إليك، وتكره للناس ما تكره أن يؤتى إليك»)، ولم يضف شيئاً ابن الأثير لم ذكره ابن سعد. وهو عند ابن حجر أبو المنتفق عبد اللّه بن المنتفق اليشكري، وروى حديثه
*الطبقات 56/6 ،أسد 266/3 ، 275 ، الإصابة 211/4 برقم 4996.
ص: 144
88- عبيد اللّه بن أسلم الهاشمي
ذكر ابن الأثير أن عداده في الكوفيين، وهو مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، روي عنه قول النبي لجعفر بن أبي طالب رضوان اللّه عليه: «أشبهت خَلقي، وخُلقي».
* أسد الغابة 338/3 ، الإصابة 3264 برقم 5307 .
89- أبو عبد اللّه، عبيد بن خالد السلمي
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وقال: روى عنه الكوفيون، ولقبه المزِّي بالكوفي.
ذكر ابن الأثير وابن حجر اختلاف الرواة في اسمه، فقيل: عُبَيد بالتصغير، وقيل : عَبيد مكبَّراً ، وقيل : عبدة، وروي عنه أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم آخى بين رجلين فقتل أحدهما على عهد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ثم مات الآخر، فصلوا عليه، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: ما قلتم؟ قالوا: قلنا: اللّهم ارحمه، اللّهم ألحقه بصاحبه. فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «فأين صلاته بعد صلاته، وأين صيامه وعمله بعد صيامه وعمله، ما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض».
اتفق ابن الأثير وابن حجر على أنه ممن شهد صفين مع علي علیه السلام، ولكن لم أقف له على ذكر في كتاب وقعة صفين ولم يذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي أو عن أمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليهما، روي أنه بقي إلى أيام الحجاج بحسب العسكري.
*الطبقات 42/6 ،الاستيعاب 1016/3 برقم 1728، أسد الغابة 348/3 ، تهذيب الكمال 200/19 برقم 3713 ، الإصابة 340/4 برقم 5348.
90- عُبيد بن عازب بن الحارث بن عدي الخزرجي
ذكره ابن سعد وابن الأثير وغيرهما مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، له من الولد لوط ،وسليمان، ونويرة وعمرة.
ص: 145
وهو أخو البراء، وقد مرت ترجمته، وهو أحد عشرة من الأنصار وجههم الخليفة عمر بن الخطاب مع عمار بن ياسر إلى الكوفة، روى ابن الأثير عن أبي عمر أن عبيداً وأخاه البراء شهدا مع علي علیه السلام مشاهده كلها. وله بقية وعقب بالكوفة. وذكر المزي في أثناء ترجمة عدي بن ثابت أنه شهد جميع مشاهد علي عليه السلام ولم أقف لعبيد على ذكر في كتاب وقعة صفين، وذكر الشيخ المفيد البراء مع من بايع أمير المؤمنين علیه السلام، ولكنه لم يذكر عبيداً معه.
ذكره الشيخ الأميني مع من شهد لأمير المؤمنين علیه السلام في الرحبة بسماعه حديث الغدير.
*الطبقات 369/4 ،17/6 ، الاستيعاب 1017/3 برقم 1733، تهذيب الكمال 52219 برقم 3883، أسد الغابة 3/ 351 ، الإصابة 3444 برقم 5360 ، الغدير 54/1 برقم 82.
91- عبيدة بن خالد المحاربي
ويقال : ابن خلف المحاربي ، وقيل : عَبيدة بفتح أوله وقيل : بضمه وزيادة ماء في آخره. ووافق ابن عبد البر وغيره ابن سعد في عده مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة. أخوه الأسود بن خالد، وهو عم عمَّة الأشعث بن سليم. حدث شعبة عن الأشعث بن سليم أنه سمع عمته تحدث أن عمها عبيدة قال : (بينا أنه أمشي بالمدينة إذا أنا إنسان يقول : «ارفع إزارك، فإنه أبقى لثوبك، وأنقى لربك». قال : فالتفت فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقلت : يا رسول اللّه إنما هي بردة ملحاء. فقال : أما لك أسوة؟ فنظرت إلى إزاره، فإذا إزاره نصف ساقه). ولم أقف لعبيدة على أخبار تذكر في أحداث عصره.
*الطبقات 43/6-44، الاستيعاب 1021/3 برقم 1733 ، أسد الغابة 348/3 ، الإصابة 340/4 برقم 5349.
ص: 146
92- عتاب بن شمير الضبِّي
ذكره ابن سعد الصحابة الذين نزلوا الكوفة، رأى النبي وسمعه، وروى عنه. قال ابن حجر، قيل : ابن نمیر بالنون الضبي، ونقل عن الضبي صحبته وسكنه الكوفة، روى ابنه مجمع أن أباه قال للنبي صلوات اللّه وسلامه عليه : ( إن أبي شيخ كبير، ولي أخوة فأذهب إليهم لعلهم يسلمون فآتيك بهم.؟ فقال: «إن أسلموا فهو خير لهم، وإن أبوه فإن الإسلام عريض»).
* الطبقات 64/6 ،أسد الغابة 359/3 ، الإصابة 3584 برقم5410 .
93- أبو عبد اللّه، عتبة بن فرقد السلمي
وفرقد بن يربوع بن حبيب بن مالك بن سعد السلمي. نزل الكوفة، وكان من أشراف بني سليم، ذكره ابن سعد، وروى أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كتب له : («هذا ما أعطى النبيُّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عتبة بن فرقد، أعطاه موضع دار بمكة يبنيها مما يلي المروة فلا يحاقه فيها أحد ومن حاقه فإنه لا حق له، وحقّه حقٌّ» وكتب معاوية)، ترجم له علي الأحمدي في كتابه مكاتيب الرسول فقال: (كان من أشراف بني سليم، ومن أفاضل أهل الكوفة، وكان بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليه جرب، فتفل عليه فذهب جربه ولم يزل طيب الرائحة إلى أن مات)، والرواية في الاستيعاب أنه قال: (أصابني الشرى -وهي بثور حمر حكَّاكة مؤلمة -على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأقعدني بين يديه، فتجردت وألقيت ثيابي على عورتي، فنفث رسول اللّه في كفه، ثم دلك بها الأخرى، ثم أمرهما على ظهري وبطني فعبق بي ما ترون)، روى ابن عبد البر أيضاً عن زوجته أنها قالت: كان طيب الريح من غير طيب، وكنا عنده ثلاث نسوة نجتهد في الطيب، وما كان يمس الطيب ؛ وقالت: غزا مع النبي صلوات اللّه وسلامه عليه غزوتين. وهو بحسب الأحمدي كان من نساك الكوفة ومن جلة أصحاب ابن مسعود. ويبدو أن الأمر قد التبس على الأحمدي، لأن صاحب ابن مسعود ولده عمرو بن فرقد، وقدر الأحمدي أن إسلامه كان سنة سبع أو
ص: 147
قبلها، لأن بني سليم أسلموا في الفتح وحضروه في ألف، ورجّح أنه أسلم قبل قومه.
روى ابن سعد بسنده عن أبي عثمان النهدي أن الخليفة عمر رأى على عتبة قميصا طويل الكم فأراد قطعه، فقال عتبة : (يا أمير المؤمنين إني أستحي أن تقطعه، أنا أقطعه، فتركه)، وقيل : استعمله عمر على قصد الموصل سنة ست عشرة، وفتحها سنة عشرين (فقاتله أهل نينوى، فأخذ حصنها الشرقي عنوة، وعبر دجلة، فصالحه أهل الحصن الغربي، وهو الموصل على الجزية، ثم فتح المرج وبانذر وباعذرا وحبتون وداسن وجميع معاقل الأكراد، وقردى وبازبدى وجميع أعمال الموصل فصارت للمسلمين .. قيل : كان على الحرب والخراج)، ثم بعثه إلى أذربيجان، وجمع له من بعد أعمال أذربيجان، وفتح حلوان في سنة اثنتين وعشرين، واستمر على أذربيجان إلى أن عزله عثمان عنها، فانقضوا بعد عزله، فغزاهم الوليد والي عثمان على الكوفة، ويقال لقومه الفراقدة.
ولم أقف له على ذكر في أحداث الكوفة ولا أثناء خلافة أمير المؤمنين علیه السلام ، وقد تكون وفاته قبل أن يدركها.
*الطبقات 1 /285 ، 416 تاريخ الطبري 476/2، 531، 539 جمهرة أنساب العرب263 ،الاستيعاب 1029/3 برقم 1765 ، کامل 525-524/2 3 27 ،83،38، أسد الغابة 3 /366 تهذيب الكمال 319/19 برقم 3783، الإصابة 364/4 برقم 5428 مكاتيب الرسول 478/3-479.
94- عثمان بن حنيف الخزرجي الأنصاري
من بني عمرو بن عوف ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو أخو سهل بن حنيف، وقد مرَّت ترجمته.
شهد أحداً، وروى ابن حجر أن الترمذي ذهب لوحده إلى أنه شهد بدراً ، قال غيره : أول مشاهده أحد.
ص: 148
ولكن الطبري ذكر رواية في غاية الغرابة لم أقف عليها عند غيره، وهي أن عاصم بن عمر قال: إن أبا عامر عبد عمرو بن صيفي (خرج إلى مكة مباعداً لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم معه خمسون غلاماً من الأوس؛ منهم عثمان بن حنيف)، وشارك الجمع القرشي في القتال بمعركة أحد. ولعله ابن حنيف آخر، لأن المعروف في كتب الرجال أنه شهد أحداً وما بعدها مع النبي صلوات اللّه وسلامه عليه.
روي عنه دعاء شفاعة برسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه، لقضاء الحاجة، ومفاده أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال: ادع اللّه أن يعافيني، فقال : إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: ادعه. قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويدعو بهذا الدعاء: «اللّهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللّهم فشفعه».
استعمله الخليفة عمر بن الخطاب على سواد العراق، وعلى مساحته، فمسحه، وقسط خراجه، وروى الطبري أن سعداً أرسل (الحارث بن سلمة، ويقال : بل عثمان بن حنيف، أخا بني عمرو بن عوف) ليرتادوا لهم موضعاً لأن البلاد التي اتخذوها لم توافقهم، فارتادوا لهم موضع الكوفة، ولاختيار موضعها روايات أخر.
ولم أقف لعثمان على دور في أثناء خلافة عثمان، ولكنه كان من أكابر أصحاب الإمام علیه السلام ، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه. وهو من صفوة مبايعيه من الأنصار، أرسله والياً على البصرة، وحين دخلها أصحاب الجمل سجنوه ونتفوا شعر وجهه، وقتلوا خمسين رجلاً من أتباعه كانوا على بيت المال وغيره وأطلقوه من بعد خوفاً من أخيه سهل الذي كان والياً على المدينة، والتقى الإمام علیه السلام وهو بتلك الوضعية المزرية، وبقي مريضاً رضوان اللّه عليه إلى أن التحق الكوفيون بالإمام، إلا أن ابن قتيبة قال في معارفه : (ودخل علي البصرة بمن معه، فبايعه أهل البصرة، وأطلق عثمان بن حنيف).
ص: 149
وكنت قد بينت في كتابي الموسوم «وما أدراك ما علي» صعوبة العمل تحت إمرة أمير المؤمنين علیه السلام لشدة محاسبته من يعمل معه، وقد فارقه من فارقه منهم بسبب موقفه الذي لا يقبل مساومة في الحقوق مهما كانت منزلة من يتعامل معه، وهذا عثمان بن حنيف الذي تحدثت كتب الرجال عن مدى علاقته بأمير المؤمنين علیه السلام كتب له رسالة يعاتبه فيها لأنه دعي إلى مائدة قوم فقبل دعوتهم، وتكاد تكون تلك الرسالة دستوراً لسلوك الحاكم من الصعب أن نجد من يستطيع السير على هديها في كل العصور، وهي في النهج منها قوله : (أما بعد، يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها ، تستطاب لك الألوان، وتنقل عليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوٌ، وغنيهم مدعوٌ، فانظر إلى ما تقضمه ، من هذا القضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجهه فنل منه)، وهي طويلة، فيها من العبر ما يستحق التنويه والمراجعة.
ذکر ابن الأثير أنه بقي بالكوفة إلى زمن معاوية، توفي سنة ستين للهجرة. له ترجمة فيها تفصيلات كثيرة في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة» فراجعها إن شئت.
*وقعة صفين 15 ،الطبقات 255/3، 337، 48/5، 8/6، 495/8 تاريخ الطبري 642 ،432 530، 13/3، 25، وانظر مواضع أخر فيه الاختصاص ،3 ، الجمل 105، 272 285 وانظر مواضع أخر فيه رجال الطوسي 10/71، نهج البلاغة ،422 الكامل ،5192 ، 2013 ، 211، 219، 4,/ ،44 أسد الغابة 371/3 ، الإصابة 371/4-372 برقم 5451، تهذيب التهذيب 1037 برقم 241 ، نقد الرجال 191/3.
95- أبو طريف، عدي بن حاتم الطائي
روي أنه كان نصرانياً شديد الكراهية للرسول صلوات اللّه وسلامه عليه، وخرج إلى الشام حينما علم من أحد عيونه بتقدم علي علیه السلام إلى ديار طيِّئ لهدم صنمهم الفلس في ربيع الآخر من سنة تسع للهجرة، وحين تمكن علیه السلام منهم،
ص: 150
وكسر صنمهم عزل أخت عدي مع بعض النسوة، ولما وصل إلى المدينة وضعهن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مكان قرب المسجد، فكلمته بكلام فصيح كي يطلقها من الأسر ، فلم يلتفت إليها، وطلب منها الإمام علیه السلام أن تكلمه ثانية فكلمته، فأطلقها صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأكرمها، وكساها وأعطاها نفقة وحملها، فأسلمت وخرجت مع وفد من قضاعة إلى الشام فقدمت على أخيها، وأشارت عليه أن يفد على بالنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقدم عليه ؛ قال : (فدخلت عليه وهو في مسجده، فسلمت عليه، فقال : من الرجل؟ فقلت: عدي بن حاتم، فقام رسول اللّه ، فانطلق بي إلى بيته، فواللّه إني لعامد بي إليه، إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة، فاستوقفته، فوقف لها طويلاً تكلمه في حاجتها، قال قلت في نفسي: واللّه ما هذا بملك! قال : ثم مضى بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حتى إذا دخل بي بيته، تناول وسادة من أدم محشوة ليفاً، فقذفها إلي، فقال : اجلس على هذه، قال: فقلت: بل أنت فاجلس عليها ؛ فقال : بل أنت، فجلست عليها وجلس رسول اللّه بالأرض. قال: قلت في نفسي: واللّه ما هذا بأمر ملك، .. ثم قال : لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فواللّه ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم، فواللّه ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، وأيم اللّه ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم؛ فأسلمت، ولا شك أن النبيَّ صلوات اللّه وسلامه عليه كان حريصاً على إسلام رجل مثل عدي ويوم أسلم بعثه على طيّئ وصدقاتها، وكأنه جدد له الزعامة على قبيلته وقد أدى صدقاتهم بعد رحيله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. وقد ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه صلوات اللّه وسلامه عليه، كما ذكر ذلك غيره ممن ترجم له وكان موضع تكريمه في غير وفادة وفدها عليه.
شارك في خلافة أبي بكر في حروب الردَّة، وكان سنة اثنتي عشرة للهجرة من قادة الفتح، ووضعه خالد بن الوليد على إحدى فرق جيشه الثلاث، وقتل أحد كبار قادة الفرس، ويدعى قباذ.
ص: 151
ندم على الخليفة عمر بن الخطاب، فكأنه رأى منه جفاء، فقال له : أما تعرفني ؟ قال: بلى، واللّه أعرفك، أكرمك اللّه بأحسن المعرفة : قد أسلمت إذ كفروا وعرفت إذ أنكروا ، ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذ أدبروا. فقال : حسبي يا أمير المؤمنين)، وكان شديداً على عثمان ومن المعترضين على سیاسته .
وهو من خيار أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، ومن كبار مبايعيه من المهاجرين، ومن أشد أنصاره، ومن أسباب التحاق مئات الطائيين بجيشه عند توجهه لأصحاب الجمل، وقد روى عنه أيضاً بحسب الشيخ الطوسي وغيره. وذكره الأميني بين من شهد الأمير المؤمنين علیه السلام بسماعه حديث الغدير.
و حينما خاطبه الإمام علیه السلام بقوله : (يا عدي! أنت شاهد لنا وحاضر معنا وما نحن فيه ؛ فقال عدي: شَهدتُك أو غبتُ عنك فأنا عندما أحببت، هذه خيولنا معدَّة، ورماحنا محدّدة، وسيوفنا مجرَّة؛ فإن رأيت أن نتقدَّم تقدمنا، وإن رأيت أن نُحجم أحجمنا، نحن طوع أمرك، فأمر بما شئت نسارع إلى امتثال أمرك.
و عدي من كبار قادة جيشه علیه السلام، كان على خيل قضاعة ورجَّالتها في معركة الجمل، وقد فقد إحدى عينيه فيها، كما فقد ابنه طريف فيها، وشهد معه صفين أيضاً، وكان على كندة فيها، وقال في أحد أيامها :
أقول لما رأيت المعمعة *** واجتمع الجندان وسط البلقعه
هذا علي والهدى حقًا معه *** يا ربِّ فاحفظه ولا تضيعه
فإنه يخشاك ربي فارفعه *** ومن أراد عیبه فضعضعه
وله فيها مواقع وبطولات وأيام ذكرها نصر في كتابه وقعة صفين. وكان قادة جيشه في معركة النهروان أيضاً ؛ وتذهب روايات إلى أن أحد أبنائه من قد انحاز إلى الخوارج فقتل فيها. وله مواقع أخر وأخبار.
سجنه زياد ابن أبيه بعبد اللّه بن خليفة الطائي، وهو من أصحاب حجر
ص: 152
الأشداء، فامتنع من تسليمه، ونزل عند طلبه بترحيل ابن خليفة عن الكوفة، فطلب منه عدي أن يذهب إلى جبلي طیِّئ، فخرج إليهما.
روى ابن سعد أن زياداً أرسل عدي بن حاتم إلى حُجر بن عدي رفقة مجموعة من وجوه الكوفة ليكف لسانه، فحاولوا معه ولكنه لم يلتفت إليهم (وأتوا زياداً فأخبروه ببعض وخزنوا بعضاً، وحسّنوا ،أمره، وسألوا زياداً الرفق به )، روى عنه جمهور من التابعين.
وقد يكون عديٌّ جاوز المائة حين استشهد أمير المؤمنين، لذا لم نقف له على مشاركة جادة في الأحداث التي تلت استشهاده، باستثناء وفادة أو وفادتين على معاوية لا شك أنه أجبر عليهما وكانت له مواقف فيهما دلت على وفائه لإمامه علیه السلام.
مات زمن المختار الثقفي بالكوفة سنة ثمان وستين وله مائة وعشرون سنة رضوان اللّه عليه. ترجمنا له ترجمة فيها تفصيلات كثيرة جديرة بالمراجعة في كتابنا الموسوم ب- «رجال من ثوية الكوفة » .
* المغازي 987/3-989، وقعة صفين 205، 379-380، سيرة 1464-147 ، الطبقات (3221 ، 164/2، 255/3، 48/5، 218،22/6 ، التاريخ الكبير 7/ 43 برقم 189، المعارف ،313 تاريخ الطبري 273 39، 48، 233،225، الجمل 104 ،270 320 ، 367، وانظر فيه مواضع أخر، رجال الطوسي /2943 3873 شرح نهج البلاغة 1/ 194، الكامل 285/2 301، 345 ، 386،385 ، 230/3 ، وانظر مواضع أخر فيه الغدير 54/1 برقم 83 ، معجم رجال الحديث147/12.
96- عرفجة بن شريح الأشجعي
كوفي، ذكره ابن سعد وقال : ويقال : ابن ضريح بالضاد المعجمة، ولم يضف شيئاً آخر، ووثق صحبته وعده مع من نزل الكوفة، وتابعه ابن حجر، وذكر اختلاف الرواة في اسم أبيه ؛ فقال : قيل : ابن صريح بالصاد المهملة
ص: 153
والمعجمة، وقيل: ابن شريك، وقيل ابن شراحيل، وقيل: ابن ذريح الأشجعي. قال: وحديثه عند مسلم وأبي دواد والنسائي. وأشار المزي وابن عبد البر وابن الأثير إلى ما ورد في اسم أبيه من الاختلاف أيضاً، ومما رواه المزي عن النسائي ومسلم وأبي داود قوله : (سمعت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول: «من خرج على أمتي وهم جميع على رجل يريد أن يشق عصاهم، ويفرق جماعتهم فاقتلو». ولم أقف له على ذكر أو دور في أحداث عصره.
*الطبقات 30/6 ،التاريخ الكبير 64/7 برقم 293، الاستيعاب 3/ 1063 برقم 1797، أسد الغابة 400/3، تهذيب الكمال 555/19 برقم 3899 الإصابة 400/4 برقم 5523 .
97- عروة بن أبي الجعد البارقي الأزدي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وهو عند ابن الأثير ابن الجعد. وبارق : جبل نزله بعض الأزد فنسبوا إليه. وقد اختلف في اسم أبيه، فقيل : الجعد، وقيل: أبو الجعد، روي أن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه دعا له بالبركة، إذ أرسله كي يشتري له شاة للأضحية بدينار، فاشترى به شاتين، باع واحدة بدينار، وجاء بالأخرى مع الدينار إلى النبي، وقال: روي عنه، وله أحاديث عند البخاري وغيره، وذكره الشيخ الطوسي باسم (عروة البارقي) مع من روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. وهو من رواة حديث المصطفى «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» .
كان من قواد فتح العراق، وحضر فتوح الشام، وأرسله القعقاع بن عمرو إلى الخنافس، وهي أرض على أطراف العراق قرب الأنبار. وروي عن الشعبي أنه كان على قضاء الكوفة قبل شريح بل هو أول من قضى فيها.
و هو من المرابطين ببراز الروز، وهي كور في الجانب الشرقي من بغداد، وكان له فيها فرس اشتراه بعشرين ألف درهم. وقيل : كانت عنده نحواً من سبعين فرساً، وقيل ستين فرساً مربوطة في سبيل اللّه.
و روي أن الخليفة عمر بن الخطاب ولاه على قضاء الكوفة قبل أن يستقضي شريحاً، وهو ثاني قضاتها عند بعضهم.
ص: 154
كان من كبار المعترضين على سياسة عثمان بالكوفة، فسيره إلى الشام رفقة جمع فيهم الأشتر، وكميل بن زياد، وصعصعة بن صوحان، وجندب بن زهير، وغيرهم بطلب من سعيد بن العاص وإليه عليها.
ولا يبعد أن يكون من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، وإن لم يذكر له دور في خلافته، فقد كان برفقة مالك الأشتر وجماعته حين نفاهم عثمان. وروى نصر عن مصعب بن سلام عن الأجلح بن عبد اللّه الكندي عن أبي جحيفة قال : (جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب. فسأله وأنا أسمع فقال : حديث حدَّثْتَنيه عن علي بن أبي طالب؟ قال : نعم بعثني مخنف بن سليم إلى علي. فأتيته بكربلاء: فوجدته يشير بيده ويقول: هاهنا ها هنا. فقال له رجل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثَقَلٌ لآل محمد ينزلها هنا فويل لهم منكم، وويل لكم منهم. فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال : ويل لهم منكم : تقتلونهم ؛ وويل لكم منهم : يدخلكم اللّه بقتلهم إلى النار .
*وقعة صفين 141 ،الطبقات 34/6 ، التاريخ الكبير 31/7 برقم 137 ، تاريخ الطبري 3492 رجال الطوسي 30/43، الثقات ،314/3 ، معجم البلدان 2/ 391، تاريخ دمشق 40/ 211 برقم 4681 ، معجم البلدان 364/1، الكامل 369/2، 144/3، أسد الغابة 403/3 ،الإصابة 4/ 403 برقم 5534، تهذيب التهذيب 161/7 برقم 249 معجم رجال الحديث 151/12 برقم 7673، قضاة الكوفة 34/1.
98- عروة بن مضرِّس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي
كان من بيت الرئاسة في قومه، فجده سيدهم، وكذا أبوه، وقد بارى حاتم في رئاسة طيِّئ في زمانه. أسلم وصحب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأدرك الحج معه،وشارك في حروب الردة مع خالد بن الوليد، ويوم أسر خالد عيينة بن حصن أرسله معه إلى الخليفة أبي بكر. ولم أقف له على ذكر أو مشاركة في الفتح وجيوشه، ولا في الأحداث التي شهدتها خلافة أمير المؤمنين علیه السلام ولا في غيرها. ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة.
ص: 155
الطبقات 31/6 ، التاريخ الكبير 31/7 برقم 136، أسد الغابة 407/3 تهذيب الكمال 35/20 برقم 3912، الإصابة 408/4 برقم 5543.
99- عطية القرظي
ذكره المزي، وقال: هو من سبي قريظة، ويوم فتحها حكَّم اليهود سعد بن معاذ فيهم. وروي عنه أنه قال : كانوا ينظرون؛ فمن نبت له شعر قتل، ومن لم ينبت ترك، وكنت فيمن لم ينبت، فتركت ولا يعرف له غير هذا الخبر.
و ذكره ابن عبد البر، فقال: سكن الكوفة، ورواة حديثه أصحاب السنن عن طريق عبد الملك بن عمير، وقال: كنت فيمن حكم عليهم سعد بن معاذ ،فشكُّوا فيَّ فتركوني.
*التاريخ الكبير 8/7 برقم 34 ،تهذيب الكمال 157/20 برقم 3962 ، الإصابة 4224 برقم 5595، تهذيب التهذيب 2017 برقم 422.
100-عفيف الكندي
ذكر المزي أنه ابن عم الأشعث بن قيس، وقيل: أخوه لأمه، وله صحبا، روى عنه ولداه إياس ويحيى، وروى له البخاري والنسائي في (خصائص علي) قصة ذهابه إلى مكة للحج والتجارة ،ومروره على العباس بن عبد المطلب ليبتاع منه، وخروج رسول اللّه وعلي وخديجة صلوات اللّه وسلامه عليهم للصلاة، وحين سأله عفيف عنهم قال له: أما الأول: فهو ابن أخي عبد اللّه، ويدعي النبوة، وأما الثاني: فهو ابن أخي أبو طالب، وأما المرأة فهي زوجته وقال: (ولا واللّه ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة). وكان يتمنى بعد إسلامه أن يكون رابعهم في الصلاة فيكون ثاني المسلمين بعد أمير المؤمنين علیه السلام فيها. وعلق البخاري بقوله: (لا يتابع على هذا) من دون ذكر حجّة.
وقال ابن حجر: قيل هو ابن عم الأشعث بن قيس، وقيل عمه ،وقيل : أخوه. ولم أقف له على دور في في أحداث عصره.
ص: 156
*التاريخ الكبير 74/7 برقم 314 ، الجرح والتعديل 29/7 برقم 157 ،الكامل 572 ،تهذيب الكمال 184/20 برقم 3968، الإصابة 4254 برقم 5602 ،تهذيب التهذيب 7/ 210 برقم 427.
101- أبو الحكيم، عقيل بن مقرن بن عائذ
كوفي، من مزينة، ذكره ابن سعد. قدم على النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، وصحبه، وروى عنه. عده البخاري مع الصحابة أيضاً، له أخوة سبعة كلهم له صحبة، ترجمنا لمن سكن الكوفة منهم، وأخوه النعمان بن مقرن أحد كبار قادة الفتح. ولم أقف لعقيل على دور في أحداث عصره، ولكن الراجح أنه كان من جند الفتح.
*الطبقات 19/6، التاريخ الكبير 52/7 برقم 235 ،الاستيعاب 10793 برقم 1835، أسد الغابة 424/3، الإصابة 439/4 برقم 5645.
102- عمارة بن أوس بن خالد الأنصاري
من بني النجار، صحابيٌّ صلى القبلتين، وله حديث حول تحول القبلة. وهو من أصحاب الإمام علیه السلام ، وممن بايعه من الأنصار. ونزل الكوفة من بعد، ولكن لم يرد له ذكر في أحداثها، ولا في أخبار الفتوح.
*التاريخ الكبير 494/6 برقم 3093 ، الجمل 104 ،رجال الطوسي 65/74 ،أسد الغابة 74/4، نقد الرجال 320/3.
103- أبو زهرة، عمارة بن رويبة الثقفي
من بني جشم بن ثقيف، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وتابعه ابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر وغيرهم، روى عنه ابنه أبو بكر وغيره، ومما رواه له ابن عبد البر سماعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول: «لن يلج النار امرؤ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها»، وحصر ابن حجر روايته بحديثين. وروى عنه مسلم وغيره. وقيل : إن له رواية عن علي علیه السلام ، وخص
ص: 157
المزي وابن حجر روايته عن النبي وعلي صلوات اللّه وسلامه عليهما، وهو عنده أبو زهيرة وإلى ذلك ذهب بن حجر أيضاً، روى عنه ولده أبو بكر، وعبد الملك بن عمير، وأبو إسحاق السبيعي.
وقال ابن حجر أن المزي في التهذيب قال: له رواية عن علي علیه السلام ، فوهم، فإن الراوي عن علي حرمي. قال: (وخيَّره علي بين أبيه وأمه وهو صغیر فافترقا من وجهين).
كان حيّاً في إمارة بشر بن مروان على الكوفة، فقد روى ابن الأثير بسنده عن هشيم أن حصيناً قال : سمعت عمارة بن رويبة وبشر بن مروان يخطب فرفع يديه في الدعاء فقال: (قبح اللّه هاتين اليدين القصيرتين؛ لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يخطب وما يزيد على أن يقول هكذا)، وأشار هشيم بالسبابة. ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أيضاً. ابنه أبو بكر يروي عنه وعنه أهل العراق بحسب ابن حبان.
*الطبقات 406 ، الثقات 563/5 ،رجال الطوسي 69/45، الاستيعاب 1142/3 برقم 1870، أسد الغابة 4/ 49، تهذيب الكمال 242/21 برقم 1835 ،تهذيب التهذيب 364/7 برقم 676، الإصابة 478/4 برقم 5731 ، نقد الرجال 320/3.
104- عُمارة بن عقبة بن أبي معيط
أما أبوه فقد قتله علي علیهالسلام في معركة بدر، وأما هو فقد ذكر الواقدي، وابن هشام والطبري، وتابعهم ابن الأثير أن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط هاجرت بعد صلح الحديبية .
سنة ست للهجرة، فخرج من ورائها أخواها عمارة والوليد؛ وقدما إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يسألانه أن يردها عليهما بالعهد، فلم يفعل.
من سكنة الكوفة، ولما عين الخليفة عثمان أخاه الوليد واليا عليها نزل عنده. وبعد مصرع عثمان قال عمارة بن عقبة أبياتاً يحرض فيها الوليد على الثأر اعثمان وهي:
ص: 158
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة *** قتيل التجيبيِّ الذي جاء من مصر
فإن يك ظنّي بابن أمي صادقاً *** عُمارة لا يُطلب بذَحلٍ ولا وِترِ
يبيت وأوتار بن عفَّان عنده *** مخيمة بين الخورنق والقصر
ولم أقف على ما ينبئ عن مغادرة عمارة الكوفة في خلافة أمير المؤمنين علیه السلام أو التحاقه بمعاوية مع من التحق من أهلها، ولكنه في سنة خمسين للهجرة كان بالكوفة، وهو من أشد أعداء أصحاب الإمام علیه السلام فيها ؛ فبعد قدوم زياد إلى الكوفة أتاه عمارة وقال له :( إن عمرو بن الحمق يجتمع إليه من شيعة أبي تراب، فقال له عمرو بن حريث: ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقَّنه ولا تدري ما عاقبته، فقال زیاد: كلاكما لم يصب، أنت حيث تكلمني في هذا علانية، وعمرو حين يردك على كلامك، قوما إلى عمرو بن الحمق فقولا له : ما هذه الزرافات التي تجتمع عندك من أرادك أو أردت كلامه ففي المسجد)، وعمرو بن الحمق من أصفياء أمير المؤمنين علیه السلام. وحين عزم زياد على التخلص من حجر وجماعته بإرسالهم إلى معاوية كان عمارة أحد شهوده على حجر بن عدي.
وفي أيام يزيد كان النعمان بن بشير على الكوفة، وفي أثناء ولايته دخلها مسلم بن عقيل رضوان اللّه عليه، ولم يكن في مقدوره التصدي له، فقد روى الطبري أن عبد اللّه بن سليم الحضرمي حليف بني أمية كتب ليزيد يعلمه بذلك، ويضعف النعمان بن بشير، وكتب له بمثل ذلك أيضاً عمارة بن عقبة، وعمر بن سعد.
وبعد نزول مسلم بن عقيل في بيت المختار بايعه المختار فيمن بايعه من أهل الكوفة، وناصحه ودعا إليه من أطاعه. ثم ذهب المختار إلى قرية تدعى (لقفا) لقضاء بعض شؤونه، فخرج مسلم رضوان اللّه عليه من داره، وتطورت الأمور لصالح عبيد اللّه بن زياد؛ فقد تمكن من حبس هانئ بن عروة، ولما علم المختار بذلك من بعد خرج في موال له إلى موضع بالكوفة يقال له باب الفيل وكان عبيد اللّه بن زياد قد عقد لعمرو بن حريث راية على جميع
ص: 159
الناس، وأمره أن يقعد لهم في المسجد، ومرَّ على المختار هانئ بن أبي حية الوادعي، فقال له: (ما وقوفك هاهنا لا أنت مع الناس، ولا أنت في رحلك؛ قال : أصبح رأيي مرتجّاً لعظم خطيتكم ؛ فقال له : أظنك قاتلاً نفسك، ثم دخل على عمر بن حريث فأخبره بما دار بينه وبين المختار، فقال له عمرو: (قم إلى ابن عمك وقل له : إن صاحبك لا يدري أين هو فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلاً) ؛ فقال له زائدة بن قدامة بن مسعود :يأتيك على أنه آمن، فقال عمرو، أما منِّي فهو آمن، وإن رقي إلى الأمير فسأشفع عنده، فنوشد المختار، فجاء وسلم وجلس تحت راية عمرو، وسمع عمارة بن عقبة بما دار بينهما ، فذهب إلى عبيد اللّه بن زياد وأخبره خبر المختار، فلما دخل على ابن زياد مع من دخل من الناس، دعاه وقال له: أنت المقبل في الجموع لتنصر ابن عقيل؟ فقال له: لم أفعل، ولكني نزلت تحت راية عمرو، فصدقه عمرو فرفع عبيد اللّه قضيباً شتر به عین المختار، وقال له: أما واللّه لولا شهادة عمرو لك لضربت عنقك.
وكان عقبة جالساً في باب عبيد اللّه بن زياد ينتظر الإذن بالدخول حين جيء بمسلم بن عقيل رضوان اللّه عليه، فاستند قبل أن يدخل إلى الحائط بعد أن أثقلته الجراح، فطلب ماء من قلة موضوعة على الباب فقال له مسلم بن عمرو. وهو أبو قتيبة: (واللّه لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم من نار جهنم . .. فقال ابن عقيل : لأمك الشكل ما أجفاك، وما أفظك؛ وأقسى قلبك وأغلظك أنت يا بن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منِّي، ثم جلس متسانداً على الحائط)، وذكر الطبري عن ابن مخنف روايتين حول من جاءه بالماء الأولى تذهب إلى أن عمرو بن حريث بعث بغلام له جاءه بالماء، والثانية تذهب إلى أن عقبة بن معيط هو الذي بعث غلاماً له يدعى قيساً فجاءه بقلة عليها منديل معه قدح (فصب فيه الماء ثم سقاه، فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دماً ، فلما ملأ القدح المرة الثالثة سقطت ثناياه فيه، فقال: الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم شربته).
و روي أن عبيد اللّه بن زیاد تزوج ابنة عمارة من بعد.
ص: 160
*المغازي 630/2 ،السيرة 226/3 ،تاريخ الطبري 125/2 ،400، 291، 290 .285 .280، 226 ،208 /3 .610، الاختصاص 2 ،الكامل 2062 ، 462، 483، 344
105- أبو سليمان، عمرو بن الأحوص بن جعفر بن كلاب
كوفي، من بني جشم، ذكر ابن سعد أن زوجته أم جندب الأزدية روت عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، (في حصى الجمار مثل حصى الخذف). وذكر ابن عبد البر أنه اختلف في نسبه، وهو ابن الأحوص الذي روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في حجة الإسلام قسماً من خطبته فيها، وفي رمي الجمار، ويقال: شهدها مع أمه وامرأته.
شهد اليرموك زمن الخليفة عمر حين وقع بها الطاعون، وروى المزي أن عمر أتاهم ولم يدخل بسبب الطاعون. ولم أقف له بعد خبر اليرموك على دور أو مشاركة في أحداث عصره.
الطبقات ،60/6 ، الاستيعاب 1161/3 برقم 1887، تاریخ دمشق /40245 برقم 5310 ، تهذيب الكمال 242/21 برقم ،4324 أسد الغابة 83،4، الإصابة 492/4 برقم 5774.
106-عمرو بن بُليل بن أحيحة بن الجلاح
كوفي، من بني عمرو بن عوف، ذكر ابن سعد أنه أخو أبي ليلى بلال بن بليل المتقدم، ذكر ابن حجر أنه من الصحابة الذين شهدوا أحداً وعده البخاري في ترجمته من الكوفيين أيضاً.
وقال ابن الأثير : إنه عمرو بن بلال بن بليل، وقيل : عمرو بن عمير أبو ليلى الأنصاري، وقد اختلف في اسمه فهو داود أو سفيان، أو يسار، أو أوس، أو بلال، وقال شهد أحداً وما بعدها، ويبدو أنه لم يكن له دور يذكر لحين بيعة أمير المؤمنين علیه السلام، فقد ذكره الشيخ المفيد ضمن صفوة الصحابة الذين بايعوه ثم شهد صفين معه، وروي عن ابن الكلبي أيضاً أنه من المهاجرين. وذكره الشيخ الطوسي باسم عمرو بن بلال مع من روى عنه علیه السلام.
ص: 161
وهو في الاستيعاب عن أبي حاتم عمرو بن أحيحة بن حلاج، وعلق ابن عبد البر بقوله : (وهذا لا أدري ما هو، لأن عمرو بن أحيحة هو أخو عبد المطلب بن هاشم لأمه، وذلك أن هاشم بن عبد مناف كانت تحته سلمى بنت يزيد من بني عدي بن النجار، فمات عنها، فخلف عليها أحيحة بن حلاج، فولدت له عمرو بن أحيحة أخو عبد المطلب لأمه) ولاشك في أن سبب اللبس الاختلاف الذي لحظناه في اسمه واسم أبيه، فهو عمرو بن بليل بن أحيحة عند بعضهم، وعمرو بن أحيحة عند آخرين، وغير هذا عند غيرهم. وقال ابن عبد البر أيضاً : (عمرو بن بلال الأنصاري، ويقال : عمرو بن عمير، وقد ذكرنا الاختلاف فيه .. شهد عمرو بن بلال صفين مع علي، وكان من المهاجرين).
*الطبقات 54/6 ،المعارف 130 ،التاريخ الكبير 311/6 برقم 2493 ،الجمل 106 ،رجال الطوسي 63/74 ،الاستيعاب 3/ 1161 برقم 1888، 1165 برقم 1897، أسد الغابة 904 ، تهذيب الكمال 54021 برقم 4325، الإصابة 499/4 برقم 579 نقد الرجال 327/3.
107- عمرو بن الحارث بن المصطلق
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن عبد اللّه بن مسعود، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. أخو جويرية أم المؤمنين عند ابن الأثير، روي عنه أنه قال : قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولم يخلف ديناراً. وروى عنه بسنده أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «من أراد أن يقرأ القرآن غضّاً كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد». وعده ابن حبان مع الصحابة، وهو صحابي ابن صحابي عند المزي، وذكر أن أباه صهر عبد اللّه بن مسعود. ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
الطبقات 196/7 ،الثقات 2م 273 ،رجال الطوسي 49/44، أسد الغابة 964-97 ، تهذيب الكمال 569/21 برقم 4340، نقد الرجال 3283
ص: 162
108- أبو سعيد، عمرو بن حريث المخزومي
ذكره ابن سعد الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وأنكر البخاري أن تكون مع له صحبة، كان أبوه يغني بالعود، وأخوه سعيد سبقت ترجمته، قال ابن قتيبة : إن جده لأمه هشام بن خلف الكناني من أشراف الجاهلية، قيل: إنه بال على رأس النعمان بن المنذر، قال ابن سعد : (وذلك أن النعمان كان على دين العرب، فحج، فلما صار إلى مكة، رآه هشام فقال : أهذا ملك العرب؟ قالوا: نعم. قبال على رأسه ليذلَّ، فتحول عن دين العرب فتنصَّر).
قيل : ولد في أيام بدر، وقبض النبي صلوات اللّه وسلامه عليه وله من العمر اثنتي عشرة سنة، ومثل هذا لا يصح، فقد كانت معركة بدر في رمضان من السنة الثانية للهجرة الشريفة، وكان رحيله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في صفر أو ربيع من السنة الحادية عشرة، وعلى هذا يكون له من العمر تسع سنوات. وعلى كل حال فقد ذكر أنه روى عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وعن أبي بكر وعمر وعلي وغيرهم، وادعى أنه حين ولد ذهب به أبوه إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فمسح رأسه ودعا له بالبركة في صفقته وبيعه.
ذكره البخاري من دون نسبة، وقال: عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مرسل.
ونقل الشيخ الغروي عن الغدير أن ابن حريث هذا كان سبباً في نهي الخليفة عمر عن المتعة، إذ قدم عمرو من الكوفة إلى المدينة فاستمتع بكر من بني سعد ثم جحدها.
شارك في معركة القادسية، ونزل الكوفة وابتنى داراً إلى جانب المسجد، وقيل : هو أول من ابتنى داراً بها من قريش وهي كبيرة مشهورة، اتخذها باعة الخزّ سوقاً كما ذكر ابن سعد، وهو من أصحاب اليسار، فقد روي أن السائب غنم سفطين من بين ما غنم، فبعثهما إلى الخليفة عمر، فأعادهما عليه، فعرضهما في مسجد الكوفة فاشتراهما عمرو بألفي ألف درهم وباعهما في أرض الأعاجم بأربعة آلاف ألف درهم، فكان أكثر الكوفيين مالاً.
استخلفه سعيد بن العاص على الكوفة سنة أربع وثلاثين للهجرة، ولم
ص: 163
أقف له على دور أو ذكر في أحداث خلافة أمير المؤمنين علیه السلام . وحين خلص العراق لزياد بن أبيه في أيام معاوية كان إذا خرج إلى البصرة استخلفه على الكوفة، وكان على ربعها في ولايته وهو أحد الشهود على حجر بن عدي وجماعة.
ویوم دخل عبيد اللّه بن زياد الكوفة بعد علمه بوصول سفير الحسين علیه السلام مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه جعل ابن حريث على الناس.
وبعد أن تمكن جلاوزة ابن زياد من مسلم رضوان اللّه عليه كان قد أنهكه العطش، فطلب ماء، وذكر الطبري عن ابن مخنف روايتين حول من جاءه بالماء، الأولى : تذهب إلى أن عمرو بن حريث بعث بغلام له فجاءه بالماء، والثانية : تذهب إلى أن عقبة بن معيط هو الذي بعث غلاماً له يدعى قيساً فجاءه بقلة عليها منديل معه قدح (فصب فيه الماء ثم سقاه، فأخذ كلما شرب استلأ القدح دما، فلما ملأ القدح المرة الثالثة سقطت ثناياه فيه، فقال: الحمد اللّه لو كان لي من الرزق المقسوم شربته).
وذكر الشيخ المفيد أنه كان في مجلس ابن زياد حين أدخلت عليه السبايا، فأقبل ابن زياد على العقيلة زينب رضوان اللّه عليها، وهي معتزلة مع بعض النسوة، وقال: (الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم. فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وطهرنا من الرجس تطهيرا، وإنما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمد لله؛ فقال ابن زیا: كيف رأيت فعل اللّه بأهل بيتك ؟ قالت كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع اللّه بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده لغضب ابن زیاد، و استشاط، فقال عمرو بن حريث : أيها الأمير إنها امرأة، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها، ولا تذم على خطابها. فقال لها ابن زياد لقد شفى اللّه نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك ...).
كان ابن حريث على ولاية الكوفة عند هلاك يزيد فعزله أهلها، وطردوه، وسرعاد ما انقلب على البيت الأموي، فبايع عبد اللّه بن الزبير، وحين نشبت ثورة المختار خرج إلى البر.
ص: 164
ثم انقلب على البيت الزبيري بعد مصرع مصعب ابن الزبير، فعاد إلى الكوفة، وحين دخلها عبد الملك أصبح مروانيّاً وصنع له مائدة عظيمة، وكافأه بشر بن مروان فكان خليفته على الكوفة عند ذهابه إلى البصرة.
تزوج بنت عدي بن حاتم على حكمه فحكم بأربعمائة درهم، وتزوج أيضاً بنت جرير بن عبد اللّه البجلي.
عده الشيخ الطوسي مع الذين رووا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وعن أمير المؤمنين علیه السلام وقال : (عدو اللّه ملعون)، ويبدو أن لعنه ليس بسبب مساندته آل زیاد فحسب، وإنما لأنه كان سبباً في استشهاد ميثم التمار رضوان اللّه عليه، فقد روي أنه كان خطيباً، ودخل على بن زياد في أمر تغيير أحد الجباة، فأعجبته فصاحته، فقال بن حريث : (أتعرف هذا المتكلم؟ قال: من هو ؟ قال : هذا ميثم التمار الكذاب مولى الكذاب علي بن أبي طالب)، فكان ذلك سبباً في تعجيل قدر ميثم رضوان اللّه عليه الذي حدثه عنه إمامه علیه السلام من قطع يديه ورجليه ولسانه وقد ذكر ذلك السيد الخوئي أيضاً أثناء ترجمة ميثم. بل كان عمرو سبباً في تعجيل رحيل ميثم لأن ابن زياد أراد تكذيب الإمام علیه السلام، فقد قطع يديه ورجليه ثم صلبه فدخل ابن حريث وطلب من ابن زياد أن يقطع لسانه بسبب ما حدَّث وهو على تلك الحال.
وهذا الذي اتهم أمير المؤمنين علیه السلام بالكذب أحد رواة خبر ذكره ابن أبي الحديد، مفاده أن امرأة مخمَّرة وقفت على أمير المؤمنين وهو في جماعة فيهم عمرو بن حريث، فتهمته بقتل الرجال وسفك الدماء وتيتيم الصبيان وترميل النساء، فقال عليه السلام: (وإنها لهي هذه السلقلقة - السليطة – الجلعة- البذيئة اللسان- المجعة، وإنها لهي هذه شبيهة الرجال والنساء التي ما رأت دماً قطُّ ؛ فولت هاربه، فتبعها عمرو بن حريث، وأعلمها أنه سرّ بمقالتها ، وطلب منها أن تدخل داره ليكسوها، فلما دخلت أمر جواريه بتفتيشها، فبكت، وقالت: (أنا واللّه كما قال، لي ركب النساء، وأنثيان كأنثى الرجال، وما رأيت دماً ،قط فتركها وأخرجها ، ثم جاء إلى علي علیه السلام، فأخبره). ومثل هذا
ص: 165
من بعد يتهم أمير المؤمنين بالكذب لعنة اللّه عليه. وذلك مزار ميثم اليوم يقصده آلاف المسلمين كل عام.
أما ابن حريث، فقد مات بالكوفة أيضاً سنة خمس وثمانين في أيام عبد الملك بن مروان وله عقب فيها ولكن أين عقبه، بل أين هو من ميثم رضوان اللّه عليه.
*الطبقات 236 ، 218 ، 247 ، التاريخ الكبير 3216 برقم 2524 المعارف ،293 ،576 تاريخ الطبري 219/3، 226 ، 290، 294، 375، 395، الإرشاد 116/2، رجال الطوسي 67/45، 76/ 90، الاستيعاب 11653 برقم 1906، الكامل.483.331 224 143 132 32/4 473 16/3 516، وغيرها فيه أسد الغابة 974 ، الإصابة 4/ 510 برقم 5824، معجم رجال الحديث 93/14 برقم 8891، 20/ 112-103 برقم 12945.
109- أبر أحيحة، عمرو بن مِحْصَن بن حُرثان بن مرة الأسدي
من السابقين للهجرة إلى المدينة، وقد شهد أحداً. أخوه عكاشة من المبشرين بالجنَّة بحسب حديث عن ابن عباس في أن السبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب من بقيع المدينة، وقد استشهد في قتال طليحة بن وخيلد.
ذكره الشيخ المفيد مع من بايع أمير المؤمنين علیه السلام من المهاجرين. وعدَّه الشيخ الطوسي مع من روى عنه علیه السلام، وقال : يكنى أبا أحيحة أصيب بصفين. وهو الذي جهز أمير المؤمنين علیه السلام بمائة ألف درهم في مسيره إلى الجمل). وردد ما قاله الشيخ الطوسي ابن داود والأردبيلي، ولم يضيفا شيئاً يذكر. وقد يلتبس اسمه بعمرو بن محصن الأنصاري، الذي استشهد ولده أبو عمرة بصفين ولم اقف لأبي أحيحة على خبر في كتاب نصر.
*وقعة صفين 185، 187، 357-359 تاريخ الطبري 2 697، 77-76/3، الجمل ،104 الخلاصة 5 ،رجال الطوسي 3773 ،الكامل 3282 ،رجال ابن داود 146 برقم 1132 ، جامع الرواة 6271 نقد الرجال .3423
ص: 166
110- عمير بن أفلح ذي مُرَّان
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، ويبدو أن إسلامه كان سنة تسع فقد وصل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خبر إسلامه مرجعه من تبوك، وهو ممن كتب إليه قال ابن سعد : (وكتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هذا الكتاب إلى عمير ذي مران)، ولم أقف على الكتاب في طبقاته، وأورده اليعقوبي في تاريخه، هو بخط الإمام علي علیه السلام ، ونصُّه فيه :
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول اللّه إلى عمير ذي مران ومن أسلم من همدان سلمٌ أنتم، فإني أحمد اللّه إليكم، اللّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد ذلك فإنه بلغني إسلامكم مرجعنا من أرض الروم فابشروا فإن اللّه قد هداكم بهداه ، وإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبد اللّه ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة فإن لكم ذمة اللّه وذمة رسوله على دمائكم وأموالكم وأرض البور التي أسلمتم عليها سهلها وجبلها وعيونها وفروعها غير مظلومين ولا مضيق عليكم، وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته إنما هي زكاة تزكُّونها عن أموالكم لفقراء المسلمين، وإن مالك بن مُرارة الرهاوي قد حفظ الغيب وبلِّغ الخبر فآمركم به خيراً فإنه منظور إليه، وكتب علي بن أبي طالب» وقال ابن سعد : هو جدُّ مجالد بن سعيد الهمداني. وقد روى عن التابعين، وهو ضعيف عند غالبية المحدثين.
وحين حدثت رِدَّة أهل اليمن كتب إليه الخليفة أبو بكر يطلب منه ومن بعض الشخصيات التمسك بدينهم، والقيام بأمر اللّه والناس، ويعلمهم بولاية فیروز عليهم، وفيروز من أبناء الفرس، وقد أسلم، ووفد على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وحسن إسلامه، وطلب منهم أن يسمعوا منه.
وهو في كامل ابن الأثير عمر ذي مران، وذكره في موضع آخر أثناء تعرضه لتنبؤ الأسود العنسي، وأمر النبي صلوات اللّه وسلامه عليه المسلمين بقتاله، فقتله فيروز، وبادر ذو مران -كذا من دون ذكر اسمه- فكتب هو وبعض الأذواء يعدونهم بنصرتهم.
ص: 167
ولم أقف له من بعد على خبر يذكر.
*الطبقات 29/6 ،63 تاريخ اليعقوبي 404/1، تاريخ الطبري 296/2 ،الكامل 338/2 ،376 تهذيب الكمال 23/ 322 برقم 4776 219/27 برقم 5780 مكاتيب الرسول 3/397-392 .
111- أبو حازم، عوف بن عبد الحارث بن عوف
من بجيلة، كوفيٌّ ذكره ابن سعد مع الصحابة، وهو أبو قيس بن أبي حازم. وقال ابن عبد البر : هو كوفي اختلف في اسمه، فقيل : عوف بن الحارث، وقيل: عبد عوف بن الحارث ، وقيل حصين بن عوف، وقال: قال خليفة : م أبي حازم والد قيس عوف بن عبد عوف بن خنيس .. الأحمسي، له صحبة، هكذا نسبه خليفة وابن السكن، وخالفا الواقدي في بعض الأسماء.
وأشفق عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مرَّة، فقد رآه يوماً وهو يخطب واقفاً في الشمس فأمره أن يتحول إلى الظل.
ولم أقف له على ذكر في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ولا على مشاركة في الفتوح، ولكنه كان من صحابة أمير المؤمنين علیه السلام ، وقد استشهد ولده حازم في معركة صفين، ويبدو من خبر في كامل ابن الأثير أن عوفاً قد استشهد فيها أيضاً، قال: وكانت راية بجيلة مع أبي شداد قيس بن هبيرة الأحمسي، وهو قيس بن مكشوح .... وقتل حازم أخو قيس بن أبي حازم يومئذ، وقتل أبوه أيضاً له صحبة)، ولكن ابن مزاحم ذكر استشهاد حازم فيها، كما ذكره الطبري أيضاً ولكنهما لم يشرا إلى استشهاد أبيه، وخلط ابن سعد أو وهم المحقق في ترجمة قيس بن أبي حازم فذكر أن اسمه عوف بن عبد الحارث، وإنما هو اسم أبيه.
*وقعة صفين 259 ، الطبقات ،36/6، 67 تاريخ الطبري /3 90 ،الاستيعاب 1174/3 برقم 2000 ، 1626/4 برقم 2904 ، الكامل 304/3 ،أسد الغابة 145/4، الإصابة 4/ 616 برقم 6114 ، نقد الرجال 381/3 .
ص: 168
112- غالب بن أبجر المزني
كوفي، ذكره ابن سعد مع الصحابة، روي عنه أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، أحل لقومه أكل لحم الحمر في سنة شديدة، وروى أنه قال صلوات اللّه وسلامه عليه بخصوص تحريمها أو كراهية ذبحها : «إنما كرهت لكم جوال القرية»، وهو كوفي أيضاً عند ابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر. ويقال فيه: غالب بن ديخ أيضاً، وقال المزي: ويقال : ابن ذريح المزي، و قال ابن عبد البر وغيره : لعل ديخاً جده؛ وفي تهذيب ابن حجر ابن ديج؛ وقال:
إن ابن قانع فرَّق بين غالب بن أبجر، وغالب بن ديج، وقال ابن حزم: غالب بن ديج لا يدرى من هو، ورد عليه ابن حجر بقوله : ذكره في الصحابة غير واحد.
روى عنه خالد بن سعد وعبد اللّه ويقال عبد الرحمن بن مقرن المزني، وله بحسب المزي ذكر في كتاب الطب من صحيح البخاري في حديث ابن أبي عتيق عن عائشة في الحبة السوداء.
روى له البخاري عن عبد الرحمن بن مقرن أنه قال : (ذكرت قيساً عند النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال : «إن قيساً ضرَّاء اللّه في الأرض»، يعني أسد اللّه). ولم أقف له على دور أو مشاركة في أحداث عصره .
*الطبقات 48/6 ،التاريخ الكبير 98/7 برقم 436، الاستيعاب 1252/3 برقم 2057 ، أسد الغابة 4/ 168، الإصابة 2425 برقم 6918 ، تهذيب الكمال 82/23 برقم 4676، تهذيب التهذيب 216/8 برقم 443.
113- الفُجَيع بن عبد اللّه بن الحندج بن البكاء العامري
من بني صعصعة، ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وأيد
نزوله بها أيضاً ابن عبد البر . وفد على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سنة تسع وهي سنة الوفود، وبسبب شديد فقرهم سأله عما يحل لهم من الميتة، فسأله عن طعامهم قال : (نغتبق ونصطبح، فأحل لهم الميتة على هذه الحال)، فسَّره راوي الخبر عقبة
ص: 169
أي: قدح غدوة وقدح عشية. وقال: ذاك وأبي الجوع. روى ابن حجر عن بنت الفُجَيْع كتابًا أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بكتابته لأبيها فيه (هذا كتاب من محمد محمد النبي للفجيع ومن تبعه من أسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع اللّه ورسوله، وأعطى من المغنم خمس اللّه ونصر نبي اللّه وفارق المشركين فهو آمن بأمان اللّه عز وجل وأمان محمد).
لم أقف له على دور يذكر بعد رحيل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
*الطبقات 46/6 ، التاريخ الكبير 137/7 برقم 618، تهذيب الكمال 144/23 برقم 4707 ، الاستيعاب 1268/3 برقم 1088، الإصابة 270/5 برقم 6974 تهذيب التهذيب 8/ 231 برقم ،477 ، مكاتيب الرسول 184/3.
114- فُرات بن حيَّان بن ثعلبة اليشكري
من بني عجل، كان حليفاً لبني سهم، قيل : إنه من أهدى الناس بالطريق وأعرفهم بها أرسلته قريش إلى أبي سفيان يخبره بمسيرها إلى بدر لحرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وكان أيضاً دليلها حينما غيّرت طريق تجارتها إلى العراق. أسره أسامة بن زيد في سريته إلى القَرَدة، أو إلى العيص كما ذكر الواقدي وابن سعد، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثلاث للهجرة؛ وقد أسلم بعدما خير بين القتل أو الإسلام ولم يشر ابن هشام إلى إسلامه أو أسره.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم حنين حين أعطى المؤلفة قلوبهم «إن من الناس أناس نئلهم إلى إيمانهم منهم الفرات بن حيان». ذكر ابن حجر عن المرزباني أنه ممن هجا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ثم مدحه فقبل مديحه، وذكر أنه أقطعه أرضاً باليمامة. وروى ابن عقدة بسنده عن علي قال : (أتي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بفرات بن حيان يوم الخندق وكان عيناً للمشركين فأمر بقتله، فقال: إني مسلم فقال : «إن منكم من أتألفهم على الإسلام وأكله إلى إيمانه منهم فرات بن حيان»، وروى ابن سعد بسنده عن أبي الحويرث أن زيد بن حارثة اعترض في سريا القَرَدة للعير فأصابوها، وأفلت أبو سفيان، وأعيان القوم وأسر
ص: 170
فرات بن حيَّان العجلي، وذكر ابن الأثير فأتوا به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فلم يأمر بقتله، فمر بحليف له من الأنصار وقال له : إني مسلم، فأخبر الأنصاري الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بذلك فقال : «إن فيكم رجالاً .. الحديث »وأطلقه، قال: ولم يزل يغزو مع النبي إلى أن توفي صلوات اللّه وسلامه عليه، وانتقل إلى مكة فنزلها، وقد حسن إسلامه وفقه في الدين بحسب الرواية، وعقبه فيها، وروي أنه كرم على النبي حتى أقطعه أرضاً باليمامة تغل أربعة آلاف.
ونقل الشيخ الغروي أنه بعد ردّة مسيلمة الكذاب قتل رجلاً من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فبعث فرات بن حيَّان إلى ثمامة بن أثال في قتل مسيلمة.
وكان فرات دليل العلاء بن الحضرمي أيضاً حينما ولاه الخليفة أبو بكر البحرين. ورافق المثنى بن حارثة أيضاً، ولما رجع إلى الأنبار سرحه رفقة عتيبة بن النهاس وأمرهما بالغارة على أحياء من تغلب بصفين.
وهو أحد الرسل الذين أوصى الخليفة عمر سعد ابن أبي وقاص بإرسالهم إلى يزدجرد. وكان أحد رجالات الفتح وله فيه مآثر، ولاه الخليفة عمر بن الخطاب على عمل بالشام كان عليه الوليد بن عقبة.
روى عنه حارثة بن مضرب، والحسن البصري، وقيس بن زهير، ولم أقف له على دور أو ذكر في خلافة عثمان ولا في خلافة أمير المؤمنين علیه السلام ، وذكر ابن سعد وغيره أنه نزل الكوفة وابتنى بها داراً في بني عجل، وله عقب فيها.
*المغازي 1 /44، 1976 سيرة 13/3، الطبقات 2/ 13 ، 36، 45/3، 361/4، 40/6، 116، المعارف 97 ، تاريخ الطبري 552 313 ، 475 ، وأنظر مواضع أخر فيه الكامل 2/ 145، 388، 446، 456، 533 أسد الغابة 176/4، تهذيب الكمال 147/23 برقم 4709 ، الإصابة 272/5-273 برقم 6980 مكاتيب الرسول 38/1، موسوعة التاريخ الإسلامي ..6683 .
115- الفَلَتان بن عاصم الجرمي
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وعده البخاري وابن
ص: 171
الأثير معهم، وقال: روى عاصم بن كليب عن أبيه عن الفلتان قال: (كنا قعوداً عد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فرأى رجلاً يمشي في المسجد فقال : فلان. قال: لبيك يا رسول اللّه فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: أتشهد أني رسول اللّه؟ قال: لا. قال: أتقرأ التوراة؟ قال : نعم. قال : والإنجيل ؟ قال : نعم. قال : ثم ناشده هل تجدني في التوراة والإنجيل ؟ قال : سأحدثك : نجد مثل نعتك يخرج مخرجك كنا نرجو أن يكون فينا فلما خرجت نظرنا! فإذا أنت لست به. قال: من أين؟ قال: نجد من أمته سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وأنتم قليلون. فأهل رسول اللّه وكبر، وقال: والذي نفسي بيده لأنا هو. إن من أمتي أكثر من سبعين ألفاً وسبعين ألفا وسبعين ألفًا» قال : أخرجه الثلاثة، وحدث عن النبي بحديثين آخرين أحدهما حول التماس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ولم أقف له على دور في أحداث عصره.
*الطبقات 60.6 ، التاريخ الكبير 137/7 برقم 617 ،الاستيعاب /1270/3 برقم 2095 ،أسد الغابة 184/4، الإصابة 288/5-289 برقم 7021.
116- قرظة بن كعب الخزرجي
هو قرظة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن الإطنابة الخزرجي الأنصاري. ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وإلى ذلك ذهب البخاري أيضاً. أمه خليدة بنت ثابت بن سنان وروي أنها جندبة، وهو أخو عبد اللّه بن أنيس لأمه. شهد أحداً وغيرها.
كان رفقة أحد عشر رجلاً أرسلهم الخليفة عمر بن الخطاب إلى الكوفة، فنزلها وابتنى داراً في الأنصار، روی ابن سعد بسنده عن الشعبي قال: (قال قرظة بن كعب الأنصاري: أردنا الكوفة فشيعنا عمر إلى صرار، فتوضَّأ فغسل مرتين وقال: أتدرون لم شيعتكم؟ فقلنا : نعم نحن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دويٌّ بالقرآن كدوي النحل فلا تصُّدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جرِّدوا القرآن وأقلُّوا الرواية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم
ص: 172
امضوا وأنا شريككم). وقد ذكرنا في ترجمته بكتابنا «رجال من ثوية الكوفة» أثر ذلك الاجتهاد من بعد على رواية الحديث.
شارك في الفتوح، وذكر الطبري أنه قيل : إن فتح الري كان على يديه سنة ثلاث وعشرين.
ولاه الإمام علیه السلام الكوفة بعد عزل أبي موسى الأشعري، وروى الطبري رسالته إلى أبي موسى وفيها أمره بالتنحي بسبب عصيانه أمره، وتحريضه الناس على عدم الالتحاق به، قال : إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد، فقد كنت أرى أن بعدك من هذا الأمر الذي لم يجعل اللّه عز وجل لك منه نصيباً سيمنعك من ردِّ أمري، وقد بعثت الحسن بن علي وعمار بن ياسر يستنفران الناس، وبعثت قرظة بن كعب والياً على المصر، فاعتزل عملنا مذموماً مدحوراً، فإن لم تفعل فإني قد أمرته أن ينابذك فإن نابذته فظفر بك يقطعك إرباً)، فتولى ولاية الكوفة، ولم أقف على هذه الرسالة في النهج، لأن النهج هو مما اختاره الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين علیه السلام . وبعد انتصار الإمام علیه السلام على أصحاب الجمل بعث إليه برسالة جاء في أولها : (من عبد اللّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى قرظة بن كعب ومن قبله من المسلمين) أخبره فيها بانتصاره على الناكثين.
ولما خرج إلى صفين أخذه معه، ودفع إليه راية الأنصار، وولى على الكوفة لأنه لم أبا مسعود الأنصاري، قال ابن الأثير : وشهد مع علي مشاهده وهو وهم يشهد الجمل معه. ثم ولاه البِهْقُباذات وهي كور ببغداد تنسب إلى قباذ بن فيروز والد أنوشروان بن قباذ العادل وكتب إلى الإمام علیه السلام منها يعلمه أن أتباع الخريت بن راشد قد توجهوا إلى نفّر وأنهم قتلوا رجلاً مسلماً من الدهاقين، وقطَّعوه بعد أن كفَّروه لأنه قال لهم حينما سألوه عن قوله في علي : (أقول فيه خيراً، أقول : إنه أمير المؤمنين وسيد البشر) وكان الخريت من أتباع علي علیه السلام خرج مع أتباعه من بني ناجية معه من البصرة وشهدوا معه الجمل وصفين والنهروان وأقاموا معه بالكوفة، وفارقه بعد محاجة بسبب قبوله التحكيم.
ص: 173
یوم مات سهل بن حنيف سنة ثمان وثلاثين للهجرة وصلى عليه أمير المؤمنين وساروا به إلى الجبانة التحق بهم قرظة بن كعب في نفر من الصحابة، فاستأذن الإمام بالصلاة عليه ثانية لأنه لم يشهد الصلاة، فصلوا عليه، وكان إمامهم قرظة.
روى ابن الأثير بسنده عن عامر بن سعد قال : دخلت على أبي مسعود وقرظة، وثابت بن يزيد، وهم في عرس لهم، وجوار يتغنين، فقلت: أتسمعون الغناء وأنتم أصحاب محمد ؟ فقالوا : إنه رخص لنا الغناء في العرس والبكاء على الميت من غير نوح. وقد ذكرت في ترجمته أنها رواية بولغ فيها إذ ليس من المعقول أن يحضرا مجلساً فيه غناء ،وتطريب، إنما هي ليست أكثر من أهازج تقال في العرس فيما أظن.
ونقل ابن الأثير عن علي بن ربيعة أنه أول من نيح عليه بالكوفة، ومات بها في بيته سنة أربعين، وصلى عليه أمير المؤمنين علیه السلام، وقيل : مات في أول أيام ولایة المغيرة على الكوفة قال ابن الأثير والأول أصح. ذكر في نقد الرجال اسم قرطة بالمهملة وقال : دفع إليه أمير المؤمنين راية الأنصار يوم خروجه إلى صفين، وأشار المحقق في الحاشية أنه قرظة بالمعجمة في بعض النسخ، وهو الصواب، فقد اعتمد التفرشي على رجال الطوسي، وفيه قرظة بالمعجمة.
*وقعة صفين 11، الطبقات ،472،3 ، 7/6 ، 17 ، التاريخ الكبير /193/7 برقم 858 تاريخ الطبري 5362، 36/3، 139، الجمل ،265 ،402 ، رجال الطوسي 4/79 4089 معجم البلدان 516/1 ، أسد الغابة 2024 260/3، 365، 403، الكامل، الإصابة 328/5-330 برقم 7113، نقد الرجال 4/ 54.
117- قطة بن مالك الثعلبي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة وهو عم زيد بن علاقة. ويقال : الذبياني، وقد روى عنه ابن أخيه زيد وغيره، ووثَّق المزِّي، وابن عبد
ص: 174
البر، وابن حجر سكنه الكوفة، روي عنه أنه قال: (صليت خلف النبي الصبح فقرأ والنخل باسقات لها طلع نضيد .. الحديث)، قال ابن الأثير : في الركعة الأولى.
*الطبقات 6/ 36 ، التاريخ الكبير 190/7 برقم 848، رجال الطوسي ،5/46 ، الاستيعاب 1283/3 برقم 2119، أسد الغابة 2064 تهذيب الكمال /608/23 برقم 4882، الإصابة 5
340 برقم 7137
118- القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي
من سكنة الكوفة، ولاشك أنه أدرك النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأسلم في حياته، وعلى الرغم من أني لم أقف له على ذكر في مغازي الواقدي ولا في سيرة ابن هشام، ولم أقف له على ذكر في الطبقات مع الصحابة؛ فإن ابن حجر وابن عساكر ذكروه معهم وروي عنه أنه قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لي: («ماذا أعددت للجهاد؟» فقلت له : طاعة اللّه ورسوله والخيل. قال: «تلك الغاية»)، والظاهر أنه كان بصحبة وفد تميم الذي وفد على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولكن اسمه لم يذكر فيه.
والذي يوثق إسلامه في حياة النبي، ويقرب صحبته أنه كان في خلافة أبي بكر من قادة حروب الردة، فقد بعثه أميراً على سرية للغارة على علقمة بن علاثة، وذكر عبد اللّه حسين كاتب مادة القعقاع في الموسوعة العربية أنه (أسلم في السنة التاسعة للهجرة، قدم مع وفد قبيلته تميم إلى المدينة المنورة مبايعاً معلناً إسلامه). وقد يكون شهد وفاة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
حين خرج خالد بن الوليد إلى العراق، أمده الخليفة أبو بكر بالقعقاع بن عمرو التميمي، فقيل له: (أتمد رجلاً قد انفضَّ عنه جنوده برجل! فقال : لا يهزم جيش فيهم مثل هذا). ذكر له الطبري وغيره من المؤرخين مآثر كثيرة في معارك القادسية وفتوح الشام والشرق، وكان من أسباب هزيمة الجيش الفارسي، وذلك بضربه مشفر أحد أفيالهم، وكانت للقعقاع بحسب المسعودي
ص: 175
ثلاثون حملة في اليوم الثاني من أيام القادسية قتل بها ثلاثين فارساً من فرسان الجيش الفارس. وأخوه عاصم من أبطال معركة القادسية الأشاوس أيضاً.
وذكر الطبري أنه حين كتب الخليفة عثمان بن عفان إلى أهل الأمصار يستنجدهم (خرج من أهل الكوفة القعقاع بن عمرو).
ذكره الشيخ الطوسي مع صحابة أمير المؤمنين علیه السلام، وحين أرسل أمير المؤمنين ولده الحسن علیه السلام ، وعمار بن ياسر إلى الكوفة بعد أن ثبط الناس أبو موسى الأشعري، ونشب الخلاف بين مؤيدي أبي موسى، وأصحاب الإمام كان للقعقاع موقف في غاية العقلانية والأهمية في قطع دابر الخلاف، فقد قام وقال بحسب الطبري: (إني لكم ناصح، وعليكم شفيق، أحب أن ترشدوا ولأقولن لكم قولاً هو الحق، أما ما قال الأمير -يعني الأشعري- فهو الأمر لو أن له سبيلاً، وكما قال زيد - يعني زيد بن صوحان- فزيد في الأمر فلا تستنصحوه، فإنه لا أحد ينتزع من الفتنة طعن فيها وجرى إليها ؛ والقول أنه لابد من إمارة تنظم الناس وتنزع الظلم، وتعِزُّ المظلوم، وهذا علي يلي بما ولي وقد أنصف في الدعاء، وإنما يدعو إلى الإصلاح، فانفروا وكونوا من هذا الأمر بمرأى ومسمع)، وكان في مقدمة من خرج من رؤساء الكوفة ووجوهها، فالتحق بأمير المؤمنين علیه السلام بذي قار، وكان رسوله منها إلى السيدة عائشة وطلحة والزبير لمنع نشوب الحرب بين الفريقين ووأد الفتنة التي حدثت بسبب خروجهم، فالتقاهم، وسألهم عن سبب خروجهم، وبصرهم حجم الفتنة التي يسيرون بالمسلمين فيها وقال: لقد قتلتم ستمائة رجل من أهل البصرة غضب لهم ستة آلاف رجل فاعتزلوكم، وخرجوا من بين ظهرانیکم وطلبتم الذي أفلت يعني حرقوص - فمنعه ستة آلاف رجل على رجل واحدة، (فإن تركتموه كنتم تاركين لما تقولون وإن قاتلتموهم والذين اعتزلوكم فأُديلوا عليكم فالذي حذرتم وقربتم به هذا الأمر أعظم مما أراكم تكرهون وأنتم أحميتم مضر وربيعة من هذه البلاد، فاجتمعوا على حربكم وخذلانكم ونصرة هؤلاء كما اجتمع هؤلاء لأهل هذا الحدث العظيم والذنب الكبير. قالت أم المؤمنين فتقول أنت ماذا ؟ قال : أقول هذا الأمر دواؤه
ص: 176
التسكين، وإذا سكن اختُلِجوا، فإن أنتم بايعتمونا فعلامة خير وتباشير رحمة ودركُ ثأر هذا الرجل، وعافية وسلامة لهذه الأمة، وإن أنتم أبيتم إلا مكابرة هذا الأمر واعتسافه كانت علامة شر، وذهاب هذا الثأر، وبعثه في هذه الأمة هز اهزها فآثروا العافية ترزقوا وكونوا مفاتيح الخير كما كنتم تكونون، ولا تعرضونا للبلاء، ولا تعرضوا له فيصرعنا وإياكم وأيم اللّه إني لأقول هذا وأدعكم إليه، وإني لخائف ألَّا يتم حتى يأخذ اللّه عز وجل حاجته من هذه الأمة التي قل متاعها، ونزل بها ما نزل، فإن هذا الأمر الذي حدث أمر ليس يقدَّر، وليس كالأمور ، ولا كقتل الرجل الرجل، ولا النفر الرجل، ولا القبيلة الرجل)، وكاد الإصلاح يقع، ورجع القعقاع إلى أمير المؤمنين فأعجبه رأيه، وبدأت الوفود بين أهل البصرة والكوفة في ذي قار، فجمع علي علیه السلام الناس بحسب الطبري، وخطب فيهم، وجاء في كلامه الذي أورده الطبري: (ألا وإني راحل غداً فارتحلوا، ألا ولا يرتحلن أحد أعان على عثمان بشيء في شيء من أمور الناس وليغن السفهاء عن أنفسهم. فلما وصل علیه السلام البصرة بعث لأصحاب الجمل حكيم بن سلامة، ومالك بن حبيبب : (إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو فكفُّوا وأقرُّونا ننزل وننظر في هذا الأمر)، ولكن الأمر لم يستتب، وانحاز القعقاع إلى صف أمير المؤمنين وشارك في القتال معه، ويبدو أنه مر في نفر بطلحة وهو جريح ويقول : إلي عباد اللّه، الصبر الصبر، فقال له القعقاع: (یا أبا محمد إنك جريح، وإنك عما تريد عليل، فادخل الأبيات، فقال: يا غلام أدخلني وابغني مكاناً). وروى الطبري أنه قال للأشتر (يؤلبه يومئذ : هل لك في العود؟ فلم يجبه فقال : يا أشتر بعضنا أعلم بقتال بعض منك، فحمل القعقاع ، وإن الزمام -زمام الجمل- مع زفر بن الحارث)، فارتجز زفر:
يا أمنا يا عيش لن تراعي *** كلُّ بنيك بطل شجاعُ
ليس بوهّام ولا براعي
وقام القعقاع يرتجز ويقول :
ص: 177
إذا وردنا آجناً جهرناه *** ولا يطاق ورد من منعناه
وزحف القعقاع إلى زفر ، فلم يبق حول الجمل عامري مكتهل إلا أصيب يتسرعون إلى الموت، وقال القعقاع يا بجير بن دُجلة، صح بقومك فليعقروا الجمل قبل أن يصابوا وتصاب أم المؤمنين..)، والرواية في شرح النهج عن حبة العرني أن أمير المؤمنين علیه السلام حمل في جماعة من النخع وهمدان إلى الجمل، فقال لرجل من النخع اسمه بجير: دونك الجمل يا بجير، فضرب عجزه بسیفه، فوقع لجنبه. وروى الطبري أن القعقاع كان أول الداخلين على عائشة، وسألته عن الذي قال :
أعق أمِّ نعلم
فقال: (كذب واللّه، إنك لأبر أم ، ولكن لم تطاعي، فقالت: واللّه لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة، وخرج، وأتى عليّاً فأخبره أن عائشة سألته، فقال : ويحك من الرجلان، ؟ قال : ذلك أبو هالة .. فقال : واللّه لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة)، ولا يبعد أن تكون الرواية قريبة جدّاً إلى الواقع فالسيدة عائشة حق لها أن تندم ذلك الندم، فقد خرجت من دون وجود مسوغ لخروجها، وقد أدى خروجها إلى ما أدى إليه من مصائب، وجرَّ من بعد على الأمة ما جرَّ، وحق للإمام أن يتمنَّى، فقد جاءت الخلافة بعد أن ذهب خيرها، ولا شك أن من ينظر إلى الأحداث بعين المنصف سيعلم أنه أجبر عليها ولقد أراد دفعها ما أمكن ولكن التيار كان أقوى منه ، كما أن واجبه والأمانة استدعته إلى القبول، وهو على يقين مما هو واقع، وقد خرِّ به قبل حينه. وقد أمر أمير المؤمنين علیه السلام القعقاع أن يأتيه برجلين قالا رجزاً أساءا فيه للسيدة عائشة (فضربهما مائة مائة، وأخرجهما من ثيابهما). ولا يذكر الطبري بعد هذا أي خبر عن القعقاع.
وذكر ابن الأثير في أسده أنه شهد جميع مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام، ويبدو من رواية وردت في الكامل عن القعقاع أنه شارك في معركة صفين والظاهر أنه قعقاع آخر إذ لم يرد للقعقاع التميمي ذكر في كتاب ابن مزاحم ؛
ص: 178
قال ابن الأثير : (وقال القعقاع : ما رأيت شيئاً أشبه بشيء من قتال القلب يوم الجمل بقتال ،صفين لقد رأيتُنا ندافعهم بأسنتنا ونتكئ على أزجَّتنا، وهم مثل ذلك، حتى لو أن الرجال مشت عليها لاستقلت بهم)، والقول منسوب في وقعة صفين للقعقاع بن الأبرد الطهوي.
*تاريخ الطبري : 645/2، 264، 309 ، 337-434 ، وانظر مواضع أخر فيه +32،29،263، 34، 43، 51، 57، 58، مروج الذهب /322/2 رجال الطوسي 11/79، الاستيعاب /1302/3 برقم 2121 أسد الغابة 4 / 207، الكامل 2/ 349، 398، 10/3، 14، 238، 243، 253، 257 259 ، وانظر مواضع أخر فيه ولم يضف ابن الأثير شيئاً فقد تابع الطبري فيما رواه تاریخ دمشق 352/49 برقم 5739 الإصابة 342/5 برقم 7142 ، الموسوعة العربية 479/15.
119- قيس بن أبي غرزة الغفاري
ذكر من ترجم له اختلافاً في نسبه، فقيل أيضاً: الجهني، ويقال البجلي، كذا ذكره المزي وابن حجر. وعدَّه ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة باسم قيس بن أبي غرزة الأنصاري، ولم يضف لترجمته شيئاً آخر، وعن البخاري روي عنه قوله : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، قال : «يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة .. الحديث».
*الطبقات 55/6 ، التاريخ الكبير 144/7 برقم 643، الثقات 342/3 ، الاستيعاب /1297/3 برقم 2146، تهذيب الكمال 74/24 برقم 4915 الإصابة 374/5 برقم 7232.
120- قيس بن الحارث الأسدي
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الصحابة، وهو جد قيس بن الربيع الذي روى عنه نصر بسنده شكوى أمير المؤمنين في المنام للنبي ما لقيه من أمته. وهو عند المزي: قيس بن الحارث بن جدار الأسدي، ويقال: الحارث بن قيس بن الأسود، ويقال : ابن عميرة روى عنه حميضة بن
ص: 179
الشمردل. أسلم وعنده ثماني نسوة، فأمره النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أن يختار منهن أربعاً.
*وقعة صفين 218 ،الطبقات 606، الاستيعاب 1284/3 برقم 2124 ،أسد الغابة 210/4 ،تهذيب الكمال 6/24 برقم 4894 ،الإصابة 3495 برقم 7163 ،تهذيب التهذيب 345/8 برقم 689.
121- قيس بن خرشة القيسي
کوفي، من بني قيس بن ثعلبة، صحابي، وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال: (أبايعك على ما جاءك من اللّه، وعلى أن أقول الحق فقال: «عسى أن يكون عليك من لا تقدر أن أن تقوم معه بالحق». فقال قيس : واللّه لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به، فقال النبي «إذا لا يضرك بشر»)، ويبدو من خبر ذكره ابن الأثير أنه نزل الشام فترة أو شارك في بعوثها، أو قاربها، فقد روى أنه اصطحب كعب الأحبار، فلما مرَّا على أرض صفين، وقف كعب وقال : (لا إله إلا اللّه ليهراقن من دماء المسلمين بهذه البقعة شيء لم يهراق ببقعة من الأرض ، قال : فغضب قيس ولما سأله قال : (ما من شبر من هذه الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة)؛ ويهمنا من الخبر وصوله إلى أرض صفين وهي قريبة من الشام.
و لموته بحسب رواية ابن الأثير خبر من العجائب، فقد روى أنه كان شديداً على الولاة قوَّالاً بالحق، وكان يعيب زياداً وابنه، فأرسل إليه عبيد اللّه بن زیاد، فقال : أأنت الذي يفتري على اللّه ورسوله؟ قال: لا واللّه، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على اللّه ورسوله؟ قال : من هو ؟ قال: من ترك العمل بكتاب اللّه وسنة نبيه. قال ومن ذاك؟ قال : أنت وأبوك. قال : وأنت الذي تزعم أنه لا يضرك بشر ؟ قال : نعم. قال : لتعلمن اليوم أنك كذاب، ائتوني بصاحب العذاب قال: فمال قيس فمات قبل أن يستطيع ابن زياد تعذيبه وكانت وفاته سنة أربع وستين.
ص: 180
*الاستيعاب 1286/3 برقم 2129 ، الكامل 174/4، أسد الغابة 212/4 ، الإصابة 353/5 برقم 7178 .
122-أبو كاهل، قيس بن عائذ الأحمسي
من بجيلة، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وإلى ذلك ذهب البخاري وابن عبد البر أيضاً، روي أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يخطب على ناقة، وحبشي ممسك بزمامها. وعده الذهبي مع صغار الصحابة، وقال: هو بكنيته أشهر. وذكره ابن عبد البر وابن حجر في باب الكني، وقالا : اسمه قيس بن عائذ، وقيل: عبد اللّه بن مالك وإلى ذلك ذهب ابن الأثير. قال ابن حجر: و في كنى الدارمي عن إسماعيل قال: رأيت أبا كاهل، وكان إمامنا، وهلك في أيام المختار، ولكن ابن عبد البر ذكر أنه هلك في أيام الحجاج، وكان إمام حيِّه، وقال الذهبي : توفي في حدود سنة ثمانين.
*الطبقات 62/6 ،التاريخ الكبير 142/7 برقم 640، الاستيعاب 3/ 1296 برقم 2141، 1738/4 برقم 3142، أسد الغابة /4/ 221 ، الإصابة 282/7 برقم 10446، أعلام سیر النبلاء 462/3 برقم 94 .
123- كعب بن عمرو
ذكره المزي من دون ذكر كنيته وقال : ويقال عمرو بن كعب بن حجير
بن معاوية جد طلحة بن مصرف. وترجم له ابن سعد من دون ذكر اسمه وإنما اكتفى بالقول: جد طلحة بن مصرف الأيامي، كذا ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة وقال : أخبرنا يزيد بن هارون بسند عن طلحة بن مصرف الأيامي عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مسح رأسه هكذا ووصف ذلك يزيد بيديه جميعاً، فبدأ فمسح مقدم رأسه وجر يديه إلى قفاه حتى أمرهما على سوالفه إلى بطن لحيته، قال يزيد وأنا آخذ بها، كذا ذكر ! ، وذلك لا يتماشى مع وضوء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كما وصف ابن عباس. ولا مع صفة وضوئة التي أوردها الكليني.
ص: 181
و وردت في الطبقات وثقات ابن حبان ترجمة لطلحة بن مصرف بن كعب بن جحدب بن معاوية ... الأيامي، وهو كوفي عندهما أيضاً. والظاهر أنه جده لأمه.
و هو ليس أبو اليسر كعب بن عمرو الذي ذكره الشيخ الطوسي بين من روى عن النبي، فهذا خزرجي أنصاري بدري ، وقد ذكره البخاري أيضاً، وقد مات بالمدينة بحسب ابن الأثير.
*الطبقات 6/ 59، 308 ،التاريخ الكبير 7/ 220 برقم 955، ، الجرح والتعديل 161/7 برقم 905 الثقات 393/4، رجال الطوسي 346 ، 3/80 ، 21/87، أسد الغابة 245/4، تهذيب الكمال 184/24 برقم 4977 نقد الرجال 4/ 68، وللتوسع في معرفة ما ورد عن الوضوء من روايات راجع كتاب وضوء ابن عبد اللّه عباس.
124-أبو عقيل، لبيد بن ربيعة العامري
بعثه عمه أبو البراء بفرس هدية إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فردها وقال: «لا أقبل هدية مشرك ، فقال لبيد : ما كنت أظن أحداً من مضر يرد هدية أبي براء، وطلب لبيد من النبي دواء لعمه، فقيل : أخذ جَبوبةً من الأرض فتفل فيها، ثم ناوله، وقال: دففها بماء ثم اسقها إياه ، وقيل : أرسل له بعكة عسل فلم يزل يلعقها حتى برئ من مرضه، وللبيد أخبار في الجاهلية يمكن مراجعتها بترجمته في كتب المعلقات.
و قدم على النبي رفقة وفد بني كلاب، سنة تسع فأسلم. وهو معدود مع شعراء المعلقات، ولم يقل شعراً في الإسلام. هاجر إلى الكوفة مع أبنائه ، وتوفي بها ليلة نزول معاوية النخيلة للصلح، ذكر ابن سعد أنه دفن في صحراء بني جعفر بن كلاب ورجع بنوه إلى البادية أعراباً، وكذا في المعارف ولكنه قال: (وأقام لبيد- أي بالكوفة - إلى أن توفي بها، فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب وذكر السائح الهروي أن وفاته كانت بالكوفة، وبحسب ياقوت فإن بالكوفة مواضع عدة تعرف بالصحراء. وقيل : كانت وفاته بعد ذلك، وذهب ابن الأثير أنها كانت سنة إحدى وأربعين يوم دخل معاوية الكوفة،
ص: 182
وقيل : كانت في خلافة عثمان ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة.
*المغازي 1/ 300 ، الطبقات 300/1 ، 336 ، التاريخ الكبير 249/7 برقم 1064، المعارف 332، معجم البلدان 394/3 ، الكامل 419/3 ، الزيارات الاعتدال 222/4 .
125- أبو مريم، مالك بن ربيعة السلولي
ويكنى أبا بريد أيضاً، صحابي نزل الكوفة، ذكره ابن سعد، وتابعه ابن عبد البر وابن الأثير.
روي أن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه دعا له أن يبارك له في ولده، فولد له ثمانون رجلاً، روى ولده أبو مريم عنه أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : («اللّهم اغفر للمحلقين، قيل: والمقصرين قال في الثالثة أو الرابعة: والمقصرين»، وأنا يومئذ محلوق، وما يسرني بحلقي حظ عظيم أو حمر النعم)، وشهد الشجرة.
روى البزي بسنده عن ولده أبي مريم أن أباه قال: (كنا مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سفر فنزلنا منزلاً فناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس، فقام النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فأمر بلالاً فأذَّن فصلوا ركعتين، ثم أقام وبال فصلى بنا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثم حدثنا بما هو كائن ويكون إلى يوم القيامة، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه).
وهو ليس بالرجل الذي يطمأنُّ لما يروى عنه، فقد ذكر ابن الأثير أنه من الذين شهدوا أن زياداً هو ابن أبي سفيان، وحين أحضر للشهادة قال لما سئل : (أنا أشهد أن أبا سفيان حضر عندي وطلب منّي بغيّاً فقلت له : ليس عندي إلا سميَّة، فقال: ائتني بها على قذرها ووضرها، فأتيته بها، فخلا بها، ثم خرجت من عنده .. فقال له زياد مهلاً أبا مریم إنما بعثت شاهداً ولم تبعث شاتما)؛ وكان أبو مريم هذا خمّاراً في الجاهلية بالطائف، ولم أقف له على دور أو مشاركة في أحداث عصره غير الذي ذكرناه، فبئس الشاهد، وبئست الشهادة ..
*الطبقات 376 ،2794-280 ، التاريخ الكبير 300/7
ص: 183
برقم 1280 ، الاستيعاب 1352/3 برقم 2267 ، الكامل 3 /445-443 أسد الغابة 280/4 تهذيب الكمال 141/27 برقم 5739 ، الإصابة 536/5 برقم 7647 .
126-مالك بن عبد اللّه الخزاعي
ذکره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة وتابعه ابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر.
قيل : اسمه مالك بن عبيد اللّه، وقيل ابن أبي عبيد اللّه، والأول أكثر. روي أنه قال : غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، و(صليت خلف النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فلم أصل خلف إمام كان أوجز صلاة منه).
*الطبقات 62/6 ، التاريخ الكبير 7/ 303 برقم 1290، الاستيعاب 1354/3 برقم 2276 ، أسد الغابة 284/4، الإصابة 541/5 برقم 7661.
127- مالك بن عمير الحنفي الكوفي
أدرك الجاهلية، وحصر البخاري روايته بعلي علیه السلام، ولكنه قال : روى عنه إسماعيل بن سميع عن النبي ، وكأن في هذا إشارة إلى أنه من الصحابة. وعده من الكوفيين. ولم يضف أبو حاتم الرازي شيئاً على ما ذكره البخاري باستثناء قوله : روى عن النبي مرسلاً . وذكره المزي ولكنه قال : وروى أيضاً عن صعصعة، ووألان العجلي صاحب بن مسعود، وعمار الدهني. روى له أبو داود والنسائي حديث النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن «الدباء والنقير والجعة». وقال ابن حجر: ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة وروى ابن أبي حاتم عن أبي زرعة أن روايته عن علي مرسلة وقال ابن القطان: حاله مجهول، وهو مخضرم.
*التاريخ الكبير 304/7 برقم 1293، الجرح والتعديل 8 212 برقم 943 ،تهذيب الكمال 152/27 برقم 5747 ، تهذيب التهذيب 18/10 برقم 29.
ص: 184
128-أبو صفوان مالك بن عمير الحنفي
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وهو من الصحابة عند البخاري أيضاً؛ قيل : هو أسدي، وقيل من عبد قيس. قدم مكة قبل أن يهاجر الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؛ وروي عنه أنه قال : اشترى منّي رِجلي سراويل فأرجح لي، وأشار المزي وابن الأثير وابن حجر إلى حديثه، وإلى اختلاف الرواة في اسم أبيه ما بين عميرة وعمير، ولكنهم رجّحوا عميرة، وقد روى عن أمير المؤمنين علیه السلام أيضاً بحسب البخاري. وليس له من ذكر في أحداث عصره.
*الطبقات 63/6 ، التاريخ الكبير 7/ 304 برقم 1293، أسد الغابة 287/4، تهذيب الكمال 5748/27 إصابة 550/5 برقم 7687 ، تهذيب التهذيب 10/ 19 برقم 30.
129- مالك بن عوف بن نضلة الجشمي
من هوازن، وقيل: مالك بن نضلة بن خديج، ويقال : جريج بن حبيب بن حدير جشمي من هوازن، وقيل : مالك بن نضلة. وهو صحابي ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولده أبو الأحوص عوف بن مالك صاحب عبد اللّه بن مسعود، حدث عن أبيه فقال: (أتيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأنا قشف الهيئة فقال : ألك مال؟ قلت: نعم، قال : فما مالك؟ قلت : من كل المال، من الخيل والإبل والرقيق والغنم، فقال: «إذا آتاك اللّه مالاً فلير عليك».
ذهب ابن قتيبة إلى أن ولده أبو الأحوص عوف بن مالك صاحب ابن مسعود قتله الخوارج أصحاب قطري، وقد روى أبوه مالك عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
* الطبقات 28/6 ، المعارف 431 ،الكامل 591/4 تهذيب الكمال 27/ 163 برقم 5755 الإصابة 5515-552 برقم.7691
ص: 185
130- مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع الأوسي الأنصاري
من بني عمرو بن عوف، ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، أخواه عبد الرحمن ويزيد وولده يعقوب روى عنه عامر بن ،واثلة وابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد، وابنه يعقوب.
روى له أبو دواد، والترمذي، وابن ماجة، ذكر أن له في السنن ثلاثة أحاديث، روى الواقدي بسنده عنه أنه قال : لما كنا بضجنان راجعين من الحديية رأيت الناس يركضون فإذا هم يقولون: أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قرآن، فركضت مع الناس حتى توافينا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فإذا هو يقرأ (إنا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴾ [الفَتْح: 1] وروي أيضاً أنه شارك خمسة عشر رجلاً بناء مسجد الضرار، وفي السيرة أحد اثني عشر ، وقيل : خمسة عشر رجلاً، وقد ذائرهم الواقدي. وكان إمامهم فيه جارية، وقد أمر النبي عاصم بن عدي العجلاني، ومالك بن الدُّخْشُم السالمي بإحراقه فأحرقاه.
و روي أنه أحد رواة صلاة النبي صلوات اللّه وسلامه عليه على عبد اللّه بن أبي ووقوفه عليه، وقال ابن هشام حين ذكر من اجتمع إلى اليهود من منافقي الأنصار بعد قدوم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مسلم المدينة : (ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: جارية بن عامر بن العطاف، وابناه زيد ومجمع، ابنا جارية، وهم ممن اتخذ مسجد ضرار، وكان مجمعاً غلاماً حَدَثاً قد جمع من القرآن أكثره، وكان يصلي بهم فيه ... وكُلّم عمر بن الخطاب في خلافته بمجمع ليصلي بهم؛ فقال: لا ، أو ليس بإمام المنافقين في مسجد ضرار؟ فقال لعمر: يا أمير المؤمنين، واللّه الذي لا إله إلا هو، ما علمت بشيء من أمرهم ولكني كنت غلاماً قارئاً للقرآن، وكانوا لا قرآن معهم، فقدموني أصلي بهم، وما أرى أمرهم إلّا على أحسن ما ذكروا، فزعموا أن عمر تركه فصلى بقومه).
وقيل : إن الكوفيين رووا أنه جمع القرآن على عهد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلا سورة أو سورتين، وروى ابن سعد (كان ابن مسعود قد أخذ بضعاً وتسعين سورة، وتعلم بقية القرآن من مجمع)، وهي رواية من الصعب الاطمئنان إليها، روى
ص: 186
ابن الأثير عن عامر قال: (جمع القرآن على عهد رسول اللّه ستة كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وأسعد بن عبيد، وأبو زيد وكان بقي على مجمع بن جارية سورة أو سورتان حين توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم )، وهو غريب أيضاً أن تهمل الرواية دور أمير المؤمنين علیه السلام في جمع القرآن وترتيبه بحسب نزوله.
ذكر ابن حجر قصة عودة جارية إلى إمامة قومه زمن عمر بن الخطاب،وقال: (إن عمر بعثه إلى أهل الكوفة يعلمهم القرآن، فتعلم كذا ابن مسعود فعلمه القرآن وحكاية تعلم ابن مسعود القرآن من مجمع فيها نظر كثير.
وذكر أنه توفي في أيام معاوية، وليس له عقب، وأما ابن عبد البر فذكر أنه معدود في أهل المدينة، وعده من أهل المدينة لا يعني عدم وفاته بالكوفة. ولم أقف له على خبر يذكر في أحداث عصره، ولا على مشاركة في جيوش الفتح.
*المغازي 617/2، 1046/3 1047، 1057- 1059، السيرة 105/2 106/4 الطبقات 1 355 526 الاستيعاب 1362/3 برقم 2306 ، أسد الغابة 304/4، تهذيب الكمال 24427 برقم 5788 ، الإصابة 577/5 برقم 7749 .
131- محمد بن أبي كبشة الأنماري
واسم أبي كبشة سعد بن عمر، ويقال عمر بن سعد، وله صحبة، قدم الكوفة، وروى عنه ابنه محمد وختناه سالم بن أبي الجعد، وإسماعيل بن أوسط العجلي.
*الثقات 371/5 .
132- أبو إبراهيم، محمد بن حاطب الجمحي
اختلف في كنيته فقيل : أبو القاسم، وقيل: أبو إبراهيم، ويقال : أبو وهب الكوفي. ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي ، وقال: (عداده في الكوفيين، ولد في الهجرة الأولى بالحبشة).
ص: 187
و روي أن أباه توفي بالحبشة، وجده حبيب من كبار قريش، وأمه من المهاجرات، وهي أم جميل بنت المجلل. ويقال: اسمها فاطمة، وقيل: جويرية، ولداه إبراهيم والحارث، وقد رويا عنه، كما روى عنه غيرهما، وروى له الترمذي والنسائي وابن ماجة.
و الذكر المزي أن أسماء بنت عميس رضعته مع ولدها عبد اللّه بن جعفر، وقال الذهبي : هو أخو عبد اللّه بن جعفر من الرضاعة، قال: وقيل : هو أول من سمي محمداً في الإسلام.
و روي أنه قال : تناولت قدراً فاحترقت يدي، فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس فقالت له : يا رسول اللّه! وأدنتني منه، فجعل ينفث ويتكلم بكلام لا أدري ما هو، فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول ؟ قالت: كان يقول : «أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت»، وذكر أيضاً أنه روى عن أمير المؤمنين علیه السلام.
ذکره الشيخ المفيد مع من التقى أمير المؤمنين بذي قار، وطلب منه علیه السلام أن يوصل رسالتين لقومه فقال له : إن قومي سيسألون عن موقفك من عثمان (فسبَّ عثمان الذين من حوله، فرأيت عليّاً قد كره ذلك حتى رشح جبينه)، وللحديث بقية حول ظن الكوفيين من أنهم سوف لا يقتتلون مع البصريين وأتباعهم، وللرواية وجه يقربها في العقد فقد ذكر محمد بن حاطب الآتي: (قال لي علي يوم الجمل : انطلق إلى قومك فأبلغهم كتبي وقولي، فقلت إن قومي إذا أتيتهم يقولون ما يقول صاحبك في عثمان؟ فقال: أخبرهم أن قولي في عثمان أحسن القول، إن عثمان كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وأحسنوا واللّه يحب المحسنين. )
أبد ابن الأثير ولادته في الحبشة، قال: (وأتي به إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم). ومات سنة أربع وسبعين. ولم أقف له على خبر أو مشاركة في جيوش الفتح، ولا في مشهد أمير المؤمنين علیه السلام.
*العقد الفريد 281/4، الجمل 290 -291 رجال الطوسي
ص: 188
82/48 ،تهذيب الكمال 34/25 برقم 5133، الكامل 4/ 373، نقد الرجال 196/4 سير أعلام النبلاء 435/3 برقم ،79، الإصابة 7/6 برقم 7781 .
133- أبو مرحب، محمد بن صفوان الأوسي الأنصاري
من بني مالك، ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وقال ابن الأثير: (مختلف) في اسمه قيل : صفوان بن محمد، وقيل: عبد اللّه بن صفوان وقيل خالد بن صفوان وقيل ابن صفوان وقال المزي : اسمه (محمد بن صفوان أو صفوان بن محمد بالشك)، وقال أيضاً : وقيل : (محمد بن صفوان ومحمد بن صيفي واحد، إلا أنه لم يرو عنه غير الشعبي، ويقال: إنهما اثنان وهو الأشبه) وذكر ابن عبد البر أن الأكثر في اسمه محمد بن صفوان، وقال: ولم يحدِّث عنه إلا الشعبي، روى عنه أنه اصطاد أرنبين، فذهب إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقال له : (اصطدت هذين الأرنبين، ولم أجد حديدة أذكيهما بها، فدكيتهما بمروة -حجر- فآكلهما؟ قال : كل).
ذكر التفرشي عن رجال الشيخ أن عداده في المدنيين، وعده فيهم لا يعني وفاته ،بها، وقد يكون المراد أن أصله منها.
نقل السيد الخوئي عن مناقب ابن شهر آشوب عن زياد بن كليب قال: كنت جالساً في نفر، فمرَّ بنا محمد بن صفوان مع عبيد اللّه بن زياد، فدخلا المسجد، ثم رجع إلينا وقد ذهبت عينا محمد بن صفوان، فقلنا ما شأنه؟ فقال : إنه قام في المحراب فقال : إنه من لم يسب عليًّا بنيَّة، فإنه يسبه بنيَّته، فطمس بصره).
*الطبقات 616 ، التاريخ الكبير 1/ 115 برقم 333، رجال الطوسي 26/47، الاستيعاب 3/ 1370 برقم 2331، أسد الغابة 320/4 ،تهذيب الكمال 393/25 برقم 5300 ، الإصابة 14/5 برقم 7793 ،معجم رجال الحديث 200/17 برقم11006 .
ص: 189
134-محمد بن صيفي بن سهل بن الحارث الخطمي الأنصاري
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وتابعه ابن حجر، وقال: (عن البخاري وابن حبان : عداده في أهل الكوفة)، ولم أقف على ترجمت في التاريخ الكبير. وروى عن أبي حاتم قال : (إنه مدني كأنه أراد أصله منها)، وذكر السيد الخوئي أن عداده في المدنيين.
قال ابن سعد، وتابعه ابن حجر روى حديثاً في عاشوراء، وإلى ذلك ذهب بن الأثير فقال: ولم يرو عنه غير الشعبي (خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم عاشوراء فقال: «أصمتم يومكم هذا »؟ فقال بعضهم: نعم، وقال بعضهم : لا، قال: «فأتموا بقية يومكم وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا يومهم ذلك»)، ليس له غير هذا الحديث.
*الطبقات 62/6 رجال الطوسي 27/48، الاستيعاب 3/ 1370 برقم 2333 ، أسد الغابة 321/4، تهذيب الكمال 25/402 برقم 5304 ، الإصابة 15/6 برقم 7795، تهذیب التهذيب 207/9 برقم 371 ، معجم رجال الحديث 202/17.
135-محمد بن عمار بن ياسر المخزومي
من أصحاب الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بحسب الشيخ الطوسي، وقال: عداده في الكوفين. وقد عاده النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين أصيب بالبرص، ودعا له، ونقل عنه ذلك التفرشي والسيد الخوئي، ولكن ابن حبان ذكره مع التابعين، وقال: روى عن أبيه، وعنه أبو عبيدة بن محمد ولده وإلى ذلك ذهب ابن الأثير أيضاً فقد ذكره في أثناء ترجمة أبيه عمار رضوان اللّه عليه وقال عنه : تابعي روى عن أبيه.
روى الطبري أن عمرو بن سعيد لما قدم المدينة ولى شرطته عمرو بن الزبير بسبب عداوته لأخيه عبد اللّه، فنظر إلى كل من يهوى هوى ابن الزبير فضربه وكان ممن ضرب محمد بن عمار بن ياسر ثم عاد فروى في أثناء
ص: 190
حديثه عن تجرد المختار لقتلة الحسين رواية عن أبي مخنف رواها عن مالك بن أعين الجهني قال إن عبد اللّه بن دبّاس (وهو الذي قتل محمد بن عمار بن ياسر الذي قال الشاعر :
قتیل ابن دبّاس أصاب قذاله
هو الذي دلَّ المختار على نفر ممن قتل الحسين...).
واكتفى ابن حبان في ترجمته بالقول: (قتله المختار)، وروى الرازي عن أبيه، ونقل عنه المزي وابن حجر في تهذيب التهذيب (قتله المختار، وسأله المختار أن يحدث عن أبيه بكذب، فلم يفعل أبيه بكذب، فلم يفعل فقتله)، ويبدو أن قتل المختار ابن عمار يحتاج إلى كثير من إنعام النظر ، لأن مجريات الأحداث لا يمكن أن تؤيد ذهاب المختار إلى قتله مهما كانت الأسباب في تلك المرحلة.
وذكره البخاري، وقال: يروي عنه ابنه أبو عبيدة، قتله المختار. ونقل ابن حجر عن البخاري أنه قال في الأوسط : مات ما بين الستين إلى السبعين، وما ذكره ابن حجر من عدم توثق البخاري من تاريخ وفاته يدفع ما ذكره في تاريخه، ولا يقطع أن المختار قد قتله، لأنه قتل سنة سبع وستين.
*التاريخ الكبير 185/1 برقم 570 ، الجرح والتعديل 42/8 برقم 195 تاريخ الطبري ،2733 ،462، الثقات 357 ،رجال الطوسي 84/50 أسد الغابة 47/4 ، الكامل 18/4، تهذيب الكمال 166/26 برقم 3549 ،تهذيب التهذيب 319/9 برقم 597 نقد الرجال 283/4 ،معجم رجال الحديث 63/18.
136- أبو رهم، محمد بن قيس الأشعري
أخو أبي موسى، صحابي عداده في الكوفيين هاجر رفقة أخويه وجمع من الأشعريين، ذكره الشيخ الطوسي أيضاً وقال : (ولهما أخ آخر يكنى أبا بردة، وقيل: إن أبا بردة كان ابن أبي موسى وأخوه الآخر يكنى أبا عامر بن قيس)، ولم أقف له على دور يذكر لا في أحداث عصره، ولا في عهد أخيه، ولا في عهد ابن أخيه أبي بردة.
ص: 191
*رجال الطوسي 30/48، أسد الغابة 4/ 329، الإصابة 6/ 26 برقم 7818 ، نقد الرجال 305/4 .
137- بخنف بن سُليم بن الحارث الأزدي
دکره ابن سعد وغيره مع من نزل الكوفة من الصحابة. وروى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، عن علي علیه السلام، وأبي أيوب الأنصاري ، وعنه ولده حبيب، وعامر أبو رملة، وعون بن أبي جحيفة، وغيرهم.
وهو من الذين التحقوا من الكوفة بركب الإمام علیه السلام حينما توجه لأصحاب الجمل، وكان على بجيلة وأنمار وخثعم والأزد، فرحب بهم، وقال لهم من بين ما قال عليه السلام: (وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة، فإن يرجعوا فذاك الذي نريد وإن يلوا داويناهم بالرفق حتى يبدأونا بظلم، ولم ندع أمرًا فيه صلاح إلّا آثرناه على ما فيه فساد إن شاء اللّه)، وروى الطبري وابن الأثير أن مخنفاً كان على بجيلة وأنمار وخثعم والأزد، وكانت راية الأزد معه في حرب الجمل فقتل يومئذ فتناول الراية من أهل بيته الصقعب، وأخوه عبد اللّه بن سليم فقتلوه فأخذها العلاء بن عروة، فكان الفتح، وهي في يده، ويبدو أن الراوي وهم في أمر استشهاده، لأن الطبري في موضع آخر من كتابه ذكره مع المقاتلين في صفين مع أمير المؤمنين علیه السلام . والرواية فيه عن ولده محمد وسنأتي على ذكرها كما ذكره في مواضع أخر سنمر عليها
وروی نصر عن محمد بن مخنف أنه دخل مع أبيه على أمير المؤمنين علیه السلام حين دخل الكوفة، فلما اجتمع عنده المتخلفون أنَّبهم، فاعتذروا له، ونظر الإمام علیه السلام إلى أبيه مخنف وقال: (لكن مخنف بن سليم وقومه لم يتخلفوا ، ولم يكن مَثَلَهم مثل القوم الذين قال اللّه تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّیُبَطِّنَنَّ وَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّه عَلَىَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلُ مِنَ اللّه لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَلَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) [النساء : 72-73]، يضاف إلى هذا أن ابن عبد البر ذكر أن راية
ص: 192
الأزد كانت معه في معركة صفين، بل كان معه أيضاً ولده محمد بن مخنف بحسب الطبري، وذكر أنه كان ابن سبع عشرة سنة، وقد أمره أبوه بعدم مبارحة الرحل، ولكنه لم يصبر حينما رأى المسلمين يذهبون نحو الماء، فأخذ سيفه وخرج يقاتل. وذكر ابن الأثير في مواضع آخر من كامله أن مالك بن كعب الذي كان على مسلحة علي علیه السلام في عين التمر سنة تسع وثلاثين كتب إلى مخنف بن سليم يستعينه على حرب النعمان بن بشير، وكان قريباً منه، فوجَّه له مخنف ولده عبد الرحمن في خمسين رجلاً.
وروى نصر أن الإمام بعثه على أصبهان و همدان، ولكنه روى أيضاً عن الحكم قال : (لما هرب مخنف بالمال قال علیه السلام عذرت القردان فما بال الحَلَم)، ولم أقف على مثل هذا في مصادري، ومما رواه أيضاً أن الإمام علیه السلام كتب إلى مخنف بن سليم حين أزمع الخروج إلى معاوية يطلب منه أن يقبل عليه، ومن كتابه عليه السلام:( فإذا أتيت بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك، وأقبل إلينا لعلك تلقى هذا العدوَّ المحلّ فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتجامع الحق وتباين الباطل؛ فإنه لا غَناء بنا ولا بك عن أجر الجهاد، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم). وكان كاتبه عبد اللّه بن أبي رافع، فاستعمل مخنف على أصبهان الحارث بن أبي الحارث بن الربيع، واستعمل على همدان سعيد بن وهب، وكلاهما من قومه، وأقبل حتى شهد مع علي صفين).
وذكر الطبري وابن الأثير ندب في حرب صفين أزد العراق إلى أزد الشام، فقال مخنف بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه : (إن من الخطب الجليل والبلاء العظيم أنّا صُرِفنا إلى قومنا وصُرِفوا إلينا، واللّه ما هي إلا أيدينا نقطعها بأيدينا، وما هي إلا أجنحتنا نجدها بأسيافنا، فإن نحن لم نؤاس جماعتنا ولم نناصح صاحبنا كفرنا، وإن نحن فعلنا فعزَّنا أبحنا ونارنا أخمدنا)، وكان فيها على الأزد وبجيلة وخثعم والأنصار وخزاعة.
روي عنه أنه كان يساير الإمام علیه السلام ببابل وقد أدرك العصر فقال الإمام:
ص: 193
إن بابل أرضاً قد خُسِف بها، فحرّك دابتك لعلنا نصلي العصر خارجاً منها)، فحرك دابته، فلمَّا جازها نزل فصلى العصر بالناس. روى أيضاً عن سعيد البارقي قال: بعثني مخنف بن سليم إلى علي. فإتيته بكربلاء، فوجدته يشير بيده وبقول: هاهنا هاهنا. فقال له رجل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثَقَل لآل محمد ينزل هاهنا فويل لهم منكم وويل لكم منهم. فقال له رجل: ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال : ويل لهم منكم : تقتلونهم ؛ وويل لكم منهم : يدخلكم اللّه بقتلهم النار).
و لم أقف لمخنف على ذكر في كتاب الجمل، وذكر ابن داود أنه من خواص أمير المؤمنينعلیه السلام. له ثلاثة أخوة عبد شمس قتل يوم النخيلة، والصقب قتل يوم الجمل، وعبد اللّه قتل يوم الجمل أيضاً. ذكر السيد الخوئي أنه ابن خالة عائشة، ونقل ما ذكره عنه الشيخ الطوسي في أنه من صحابة الإمام علیه السلام. من ولده الإخباري المعروف أبو مخنف لوط بن يحيى.
*وقعة صفين 8، 11، 104-105، 117، 135، 141، 263،262، الطبقات 35/6 ، المعارف ،537 ، التاريخ الكبير 528 برقم 2122 تاريخ الطبري 363، 48، 75، 90، 149 رجال الطوسي 1281 ، الاستيعاب 1467/4 برقم 2534 الكامل 232/3، 251، 375، أسد الغابة 339/4 تهذيب الكمال 347/27 برقم 5845، رجال ابن داود 187/ 1543، نقد الرجال ،3584 معجم رجال الحديث 115/19 برقم 12210.
138- درداس بن مالك الأسلمي
ذكره ابن سعد الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وتابعه ابن الأثير وغيره، وهو بحسب البخاري ممن شهد بيعة الشجرة، تفرد بالرواية عنه قيس بن أبي حازم، روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قوله : «يذهب الصالحون أسلافاً أسلافاً الأول فالأول، ويقبض الصالحون أسلافًا أسلافًا حتى تبقى حثالة كحثالة التمر والشعير لا يبالي اللّه عز وجل بهم شيئاً»، قال ابن الأثير : أخرجه الثلاثة.
ص: 194
*الطبقات 55/6 ، التاريخ الكبير 434/7 برقم 1902، أسد الغابة 347/4 ، الإصابة 60/6 برقم ،7911 معجم رجال الحديث 125/19 .
139. أبو عباد، مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد مناف
قيل : إن مسطحاً لقب، واسمه عوف. وأمه ابنة خالة أبي بكر، وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، أسلمت وأسلم أبوها قديماً، وحين هاجر نزل هو ومجموعة من المهاجرين فيهم خبَّاب مولى عتبة بن غزوان - وهو غير خباب بن الأرت على عبد اللّه بن سلمة.
ذكر ابن هشام وغيره أنه أحد أربعة من بني عبد مناف شهدوا بدراً، وشهد بقية المشاهد مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وكان أصحاب بدر يتعاقبون الإبل، وكان له فيها بعير اشتراه من أبي داود المازني، ووثق ابن سعد شهادته المشاهد، وآخى الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بين مسطح وزيد بن المزين.
روى الواقدي وابن هشام وابن قتيبة والطبري وابن الأثير وابن حجر أنه ممن خاضوا مع أهل الإفك على السيدة عائشة، وروى ابن الأثير وابن حجر من طريق عائشة أن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جلده، ولم أقف على مثل هذا عند غيرهما، وبحسب رواية فأن أبا بكر كان يمونه لقرابته، فحلف ألا ينفعه، فلما نزل قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى) [النور: 22]، عاد فأنفق عليه، وقد ثبت ذلك في الصحيحين.
أطعمه النبي صلوات اللّه وسلامه عليه هو وأخته ثلاثين وسقا شعيراً من خیبر وذهب ابن هشام إلى أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمر (لمسطح بن أثاثة وابن إلياس بخمسين وسقاً).
روى الطبري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عقد لواء لعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف على رأس ثمانية أشهر من مهاجره في شوال في ستين من المهاجرين ليس فيهم أنصاري، وأمره بالمسير إلى بطن رابغ، وأن لواءه كان مع مسطح.
توفي بحسب ابن سعد والطبري سنة أربع وثلاثين وهو يومئذ ابن ست وخمسين
ص: 195
سنة، وذكر مثل هذا ابن حجر ، وقال : ويقال : عاش إلى خلافة علي علیه السلام، وشهد معه صفين، ومات سنة سبع وثلاثين. وهو عند الشيخ المفيد رابع المهاجرين الذين بايعوا أمير المؤمنين علیه السلام ، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه.
*المغازي 241 ، 153، 429 434، 694 سيرة 75/2 225 ،209 ، 244 ، الطبقات 53/3 المعارف 328 ،تاريخ الطبري ،11،2 ،114 646 ، الجمل 103 ،رجال الطوسي 15/82 ،أسد الغابة 355/4 ، الإصابة 74/6 برقم 7953، نقد الرجال 3674 معجم رجال الحديث 146/19.
140- المسوَّر بن يزيد الأسدي المالكي
ذكره ابن سعد وتابعه ابن الأثير مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، روى عنه ابن سعد والبخاري وتابعه المزي وابن الأثير وابن حجر حكاية رأيتها تدعو إلى كثير من النظر وهي أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قرأ (في الصلاة فترك شيئاً لم يقرأه، فقال رجل: يا رسول اللّه تركت آية كذا وكذا، فقال فهلا أذكرتنيها إذاً). ولم أقف له على ذكر في أحداث عصره
*الطبقات 51/6، 40/8 برقم 2079 ، التاريخ الكبير 40/8 برقم 2079، تهذيب الكمال 27/ 583 برقم 5968، الإصابة 95/6 برقم 8013، أسد الغابة 366/4.
141- أبو سعيد، المسيب بن حزن المخزومي القرشي
كان المسيب يتجر بالزيت، وذكر ابن حجر: زعم الواقدي ومصعب
الزبيري أنه من مسلمة الفتح، وقال: قدم مصر سنة سبع وعشرين لغزو أفريقية. وذكره ابن حبان في التابعين ولا أظنه أصاب.
ذکره الشيخ الطوسي مع من روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وعن أمير المؤمنين، وقال : أوصى إليه علیه السلام، ذكر البخاري وابن حبان أن أباه قتل يوم اليمامة.
* التاريخ الكبير 406/7 برقم 1782 ، المعارف 437، الثقات 6345 ،رجال الطوسي 12/47، 38/83، تهذيب التهذيب 12310 برقم 292، نقد الرجال 376/4.
ص: 196
142- مطر بن عكامس السلمي
كوفي، ذكره البخاري مع الصحابة، وروى عنه قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «إذا أراد اللّه قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة»، وتابعه ابن حبان والمزي، وذكرا الحديث، وقالا: عنه السبيعي. ونقل المزي عن يحيى بن معين قوله: (لا أعلمه، وما يروى عنه إلا هذا الحديث). ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، ولا أظنه أصاب، واكتفى بذكر اسمه واسم أبيه ونسبه من دون أن يضيف شيئاً آخر.
*الطبقات 217/6 ، التاريخ الكبير 7/ 400 برقم 1750، الثقات 391/3 ،تهذيب الكمال 5628 برقم 5996
143- أبو عبد اللّه، معقل بن مقرن بن عائذ
من مزينة، ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وهو أخو القائد الشهير النعمان بن مقرن الذي استشهد في فتح همدان، روی ابن حجر أن بني مقرن سبعة كلهم صحب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. وروى عنه أحاديث، وروى أيضاً عن عبد الرحمن بن معقل بن مقرن أن ولد مقرن عشرة وفيهم نزل قوله تعالى (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [التوبة: 99]، وأشار إلى حكاية لمعقل مع أبي مسعود، ولكنه لم يذكرها.
كان مع خالد بن الوليد، وأرسله إلى الأبلَّة ففتحها، وشارك في فتح همدان مع أخيه النعمان.
قال ابن قتيبة : معقل بن مقرن هو أبو عمرة المزني. وللنعمان بن مقرن أخوان وكلهم يروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ومسكنهم الكوفة وروي أن لهم بقية بها. ولم أقف على تاريخ وفاته، ولا على خبر في أحداث خلافة عثمان، ولا على مشاركة في مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام ، وكأن وفاته كانت قبل تلك الأحداث.
*الطبقات 19/6 ، المعارف 299 ، الطبري 310/2 ،الكامل 2/ 386، 14/3 ،أسد الغابة 398/4 الإصابة 145/6 برقم 8157.
ص: 197
144- المغيرة بن شعبة
قتل قبل إسلامه ثلاثة عشر رجلاً من بني مالك غدراً، وسلبهم مالهم، ولحق بالنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، هرباً بفعلته الدنسة، فلم يخمس المال الذي جاء به، وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «لا أخمسه، هذا غدر».
وروى ابن أبي الحديد بسنده عن جندب بن عبد اللّه قال: (ذكر المغيرة بن شعبة عند علي علیه السلام وجده مع معاوية، قال: وما المغيرة! إنما كان إسلامه لفجرة وغدرة غدرها بنفر من قومه فتك بهم ؛ وركبها منهم، فهرب منهم، فأتى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كالعائد بالإسلام ؛ واللّه ما رأى أحد عليه منذ ادّعى الإسلام خضوعاً ولا ،خشوعاً ألا وإنه يكون من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة يجانبون الحق، ويسعِّرون نيران الحرب ويوازرون الظالمين؛ ألا إن ثقيفاً قوم غدر، لا يوفون بعهد، ويبغضون العرب كأنهم ليسوا منهم؛ ولرب صالح قد كان منهم. فمنهم عروة بن مسعود وأبو عبيدة بن مسعود المستشهد يوم قس الناطف، وإن الصالح في ثقيف الغريب).
أصيبت عينه يوم الطائف، وحضر مع المسلمين قتال الفرس بالعراق، وورد المدائن ولاه الخليفة عمر بن الخطاب البصرة، وعزله عنها، ثم ولاه الكوفة، ثم عزله الخليفة عثمان عنها. ويقترن اسمه أيضاً بفضيحة الزنا التي نجَّاه من حدِّها شهادة زياد بن أبيه.
ذائره الطبري في رواية والمسعودي مع من لم يبايع أمير المؤمنين، ويبدو من رواية أخرى أنه بايعه ؛ فقد روى الطبري وتابعه ابن الجزري وابن الأثير أنه دخل على أمير المؤمنين علیه السلام وقال له : (إن لك حق الطاعة والنصيحة، وإن الراي اليوم تحرز به ما في الغد، وإن الضياع اليوم تضيِّع به ما في الغد، أقرر معاوية على عمله، وأقرر ابن عامر على عمله وأقرر العمال على أعمالهم ، حتى إذا أتتك طاعتهم وبيعة الجنود استبدلت أو تركت)، فلما يئس من باطله جاءه في اليوم الثاني يبين له خطل رأيه وينصحه بعزل عمال عثمان، وظن أنه نصح الإمام نصح الإمام علیه السلام في الأولى وغشه في الثانية، وإذا صحت الرواية
ص: 198
يكون ممن بايع أمير المؤمنين علیه السلام للغاية في نفسه لم تتحقق، لذا سرعان ما التحق من بعد بجيش أصحاب الجمل ، وقيل : إنه حين شعر بقرب انتصار الإمام علیه السلام الالة رمی طلحة بسهم،ثأراً بعثمان فاستمر ينزف حتى مات.
التحق من بعد بمعاوية، وله أخبار في كتب التاريخ والتراث كثير منها يدخل من بابي الدهاء أو الخيانة مات بالكوفة بالطاعون وهو أميرها لمعاوية في شعبان سنة خمسين، ودفن بمقابر ثقيف بالثوية.
*المغازي 5952-597 سيرة 218/3، الطبقات 20/6 ، المعارف ،250-294 تاريخ الطبري 4304 ،مروج مروج الذهب 361/2، تاریخ بغداد 204/1 برقم 30 شرح نهج البلاغة 4/ 249،معجم البلدان 87/2 ، الزيارات 221 ، مراقد المعارف 241/2 ، معجم رجال الحديث 304/19 .
145- نافع بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، أمه زينب بنت خالد الكنانية، وقيل: عاتكة بنت عوف، أخت عبد الرحمن بن عوف روي أنه شهد أحداً مع قريش وأبوه الذي كسر رباعية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ومات قبل الفتح.
أسلم نافع يوم الفتح، روى عنه ابن عمته جابر بن سمرة قوله: كنا في غزوة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فجاءه رجال من قبل المغرب فقمت بينه وبينهم خوفاً عليه فحفظت من كلامه قوله : «تغزون جزيرة العرب فيفتحها اللّه، ثم فارس فيفتحها اللّه ثم تغزون الروم فيفتحها اللّه ثم تغزون الدجال فيفتحه اللّه»؛ قال ابن الأثير : أخرجه الثلاثة، روى له مسلم وابن ماجة.
وذكره الشيخ الطوسي باسم (نافع بن عتبة)، -ولم ينسبه- مع من روى عن رسول اللّه وأمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليهما ؛ وليس ذلك ببعيد فهو أخو هاشم بن عتبة المرقال الذي استشهد مع عمار في معركة صفين، بل إن ابن حبّان ذكر أنه قتل بصفين، ولكن نصراً لم يذكره، وذكر البغدادي أنه
ص: 199
ورد المدائن في صحبة أمير المؤمنين علیه السلام لما سار إلى صفين، ولم يشر إلى مصرعه فيها.
*الطبقات 32/6 ، التاريخ الكبير 818 برقم 2254، الثقات 197/19/84 ،412،3 رجال الطوسي 7/50 ، 984 تاریخ بغداد 197/1 برقم 24 أسد الغابة 10/5 تهذيب الكمال 284/29 برقم 6365 الإصابة 3226 برقم 8681 تهذيب التهذيب 10/ 364، معجم رجال الحديث 135/20 /
146-أبن سلمة، نبيط بن شريط بن مالك بن هلال الأشجعي
ذکره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وإلى ذلك ذهب البخاري، وهو من قيس عيلان، وروى عنه أنه أبيه ،وعمه ورأى حج مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يخطب على جمل أحمر، وروي عنه أنه رآه يخطب على الجمرة فقال: «الحمد اللّه نستعينه ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله أوصيكم بتقوى اللّه، أي يوم أحرم؟ قالوا هذا الشهر. قال: فأي بلد أحرم؟ قالوا : هذا البلد قال : فإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».
حث أباه -وكان قد رأى النبي وسمع منه- فقال: (يا أبه لو غشيت هذا السلطان فأصبت منهم وأصاب قومك في جناحك ، فقال : أي بني إني أخاف أن أجلس منهم مجلساً يدخلني النار. قال : وسمعت أبي يقول : رأيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يخاطب يوم النحر على جمل أحمر) تابع ابن حجر ابن سعد في نزول نبيط الكوفة، وروى أيضاً أن أبناءه سلمة ونعيم وأبو مالك الأشجعي رووا عنه. وذكر المزي أن النبي زوجه الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة فولدت له عبد الملك وكان أبوها قد أوصى النبي صلوات اللّه وسلامه عليه بها وبأذنواتها وقيل : عاش نبيط بعد النبي زماناً، ولكني لم أقف له على ذكر في أحداث عصره.
*الطبقات 30-29/6 ، التاريخ الكبير 137/8 برقم 2476 الثقات 418/3 ،الاستيعاب 14954/4 برقم 2598، أسد 5/
ص: 200
14 تهذيب الكمال 316/29 برقم 6381، الإصابة 332/6 برقم 7804 .
147-أبو هند، النعمان بن أشيم الأشجعي
مشهور بكنيته، وهو والد نعيم بن أبي هند، قال خليفة: اسمه رافع بن أشيم، يعد في الكوفيين، يقال له : نعمان مولى أشجع.
روى عن ابنه نعيم أن أباه عَلَزَ (عند الموت علزاً شديداً، واشتدَّ مزعه، فقال : أي بني إني أخاف أن أكون قد بقي لي أثر، فحول فراشي إلى الزاوية من البيت؛ فحولناه، فقضى رحمه اللّه، وكان أبي قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)، العلز : هلع يصيب المحتضر ..
وثق البخاري وأبو حاتم، وابن السكن، وأبو عمر صحبته، وقيل: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يخطب على جمل أحمر في الحج.
*التاريخ الكبير 76/8 برقم 2225 ، الجرح والتعديل 8/ 444 برقم 2033 ، الإصابة 3456 برقم 8746.
148- أبو بهيسة، نقادة بن عبد اللّه بن خلف الأسدي
روى أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم (بعثه إلى رجل يستمنحه ناقة له، وأن الرجل ردَّه)، وللحديث بقية في أسد الغابة، وهو عند ابن سعد من الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وذكر ابن الأثير وابن حجر اختلافاً في اسم أبيه فقيل : عبد اللّه، وقيل : بن خلف، وقيل بن سعر، وقيل: ابن مالك. وعن البخاري له صحبة أيضاً، وهو معدود في أهل الحجاز، وهو عنده نقادة الأسدي. ونقل عن العسكري أنه نزل البصرة، ويكنى أبا بهيسة، وروى عنه ولده سعر والبراء السليطي. ورواية ابن سعد ترجح على رواية غيره في سكنه الكوفة، إذ إنه انتقل من الحجاز إلى البصرة كما ذكر المزي وابن الأثير، ولا يمنع أن ينتقل إلى الكوفة من بعد فيسكنها.
*الطبقات 61/6 ، التاريخ الكبير 1268 برقم 2444، أسد
ص: 201
الغابة 38/5 ، تهذيب الكمال 17/30 برقم 6469، الإصابة 3696 برقم 8818 تهذيب التهذيب 10421 برقم 852
149- أبو مالك نمير الخزاعي
ذکره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، وروى عنه ولده مالك قال: (رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى يشير بالصلاة بإصبعه)، ومثل هذا يحتاج إلى نظر، إذ كيف استطاع رؤيته وهو مأموم. وذكر الرواية البخاري، وهو عنده نمير الخزاعي الأزدي قال ابن الأثير : أبو مالك نمیر بن أبي نمير واسم أبي نمير مالك الخزاعي، وقيل: الأزدي، سكن البصرة. وإلى ذلك ذهب ابن حجر، وقال أيضاً لم يرو عنه غير عصام بن عن قدامة مالك ولد نمير، ولا يبعد أن يكون الذي انتقل إلى الكوفة هو ولده، لأن ابن حبان قال : حديثه عند الكوفيين ولم أقف له على خبر يذكر في أحداث عصره.
* الطبقات 51/6 ، التاريخ الكبير 116/8 برقم 2407، الثقات 421/3 ،أسد الغابة 41/5 ،تهذيب الكمال 30/.71 برقم 6469 ، الإصابة 373/6 برقم 8830
150- نوفل بن فروة الأشجعي
ذكره ابن سعد، وقال: (نوفل الأشجعي... وهو أبو سحيم) بن نوفل. وستأتي ترجمة سحيم مع التابعين، وهو نوفل بن فروة الأشجعي؛ أولاده فروة، وعبد الرحمن وسحيم، وقد رووا عنه. ذكر ابن سعد والبخاري، وتابعهما ابن الأثير أنه ممن نزل الكوفة. روى عن النبي أنه قال: «إذا أردت النوم فقرأ ﴿قُلْ يَأَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك»، وزعم ابن عبد البر أن الحديث مضطرب، وروي عنه أيضاً قوله صلوات اللّه وسلامه عليه:«من لقي اللّه ولم يشرك به شيئاً دخل الجنة». والظاهر أنه انحاز إلى الخوارج لأن الشيخ الطوسي ذكره مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام ، ولكنه قال: (خارجي ملعون).
ص: 202
ولم أقف له على مشاركة في معركتي الجمل وصفين، وقد يكون ممن شارك بصفين وخرج من بعد مع من خرج، فأهمل ذكره.
*الطبقات 44/6 ،التاريخ الكبير 1088 برقم 2372، رجال الطوسي 7/84 ،أسد الغابة 46/5-47 ، الإصابة 380/6 برقم 8855، نقد الرجال 21/5
151- هانئ بن أوس الأسلمي
ذکر ابن سعد أن هانئ من المبايعين تحت الشجرة، وممن صلى القبلتين، وقال : نزل الكوفة وابتنى بها داراً في أسلم، وقد اشتكى ركبته فكان إذا سجد وضع تحتها وسادة. ونسب المزي ما ذكره ابن سعد لأهبان بن أوس الأسلمي، وقال : ويقال : هو مكلم الذئب، ويقال : مكلمه أهبان بن عياد الخزاعي. ومثله فعل ابن حجر، ونقل رواية عن البخاري، وحديث أهبان موقوف عنده وقيل : إنه مكلم الذئب.
ويبدو لي أن ترجمة هانئ بن أوس، وأهبان بن الأكوع في مخطوطة الطبقات كانت واحدة بعد الأخرى في القسم الخاص لمن نزل بالكوفة من الصحابة، وفي أثناء الطبع، أو بسبب سهو المحقق سقطت من الطبقات ترجمة هانئ، وبقي اسمه، وسقط اسم أهبان منها وبقيت ترجمته تحت اسم هانئ وقد مرت ترجمة أهبان.
توفي هانئ أيام ،معاوية في ولاية المغيرة بن شعبة.
*الطبقات 26/6 ،تهذيب الكمال 384/3 برقم 572 ،الإصابة 289/1 برقم 307، تهذيب التهذيب 332/1، تاريخ الكوفة 435 .
152-أبو بردة هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد من بلي الأنصاري
واحد من كبار صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وممن بايعوه بيعة العقبة الثانية.
وقد غلبت عليه كنيته، وذكر ابن حجر قيل أيضاً : إن اسمه مالك بن هبيرة، والأول أصح. وهو من حلفاء الأنصار.
ص: 203
و هو من الأبطال الشجعان، وروى الواقدي عنه أنه جاء بثلاثة رؤوس في معركة بدر ووضعها بين يدي رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه، وقال: (أما رأسان فقتلتهما، وأما الثالث فإني رأيت رجلاً أبيض ضربه فتدهدى أمامه)، وقد غنم فرساً فيها، وقتل جبَّار بن سفيان، وأسر معبد بن وهب من بني سعد بن ليث، وذكر الواقدي أن عمر بن الخطاب لقيه فأخذ الأسير منه،وضرب عنقه، وقال أيضاً: وقيل : إن أبا بردة هو الذي قتله وهو طائي من حلفاء قريش.
و شهد بقية مشاهد النبي صلوات اللّه وسلامه عليه. وكان أحد فارسين في معركة أحد، واسم فرسه ملاوح، وكأنه الفرس الذي غنمه في معركة بدر، وفي غبار معركة أحد، ودهشة المقاتلين فيها ضرب أسيد حُضيراً، وقال له : خذها، وأنا الغلام الأنصاري، وكرَّ عليه أبا زعنة فضربه ضربتين من دون أن يشعر، فكان إذا لقيه أبو بردة يقول له : (انظر ما صنعت بي)، وقال له رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه:« هو في سبيل اللّه ؛ يا أبا بردة، لك أجره حتى كأنه ضربك أحد المشركين» وكان ممن أسرعوا بالعودة إليه فيها.
و خرج في سرية محمد بن سلمة إلى ذي القصَّة. واشترك مع محيصة بن مسعود في قتل كعب بن يهوذا بأمر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو من عظماء بني قريظة.
وكانت مع هانئ راية بني حارثة في غزوة الفتح، ويبدو أنه كان فقيراً فقد رخَّص النبي صلوات اللّه وسلامه عليه لهانئ أن يذبح جَذَعاً من المعز في الأضاحي، وهو خال الصحابي الشهير البراء بن عازب.
وفي معركة حنين كان قريباً من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأراد أحدهم ضربه، فكان أبو بردة له بالمرصاد، وكاد يقتله، ولكن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه منعه وقال له: «يا أبا بردة، إن اللّه مانعي وحافظي حتى يظهر دينه على الدين کله». ومما رواه عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه مر بطعام، فإذا هو مغشوش أو مختلط فقال : ليس منَّا من غشَّنا».
ص: 204
ويبدو أنه لم يكن له دور يذكر في خلافة أبي بكر، ولكنه في خلافة عمر كان من المشاركين بفتح مصر.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وترحم عليه. ولم يذكره مع من روى عن أمير المؤمنين. وهو من صحابته علیه السلام، وشهد معه حروبه كلها، ولكن اسمه لم يظهر في كتابي الجمل وصفين.
روى عنه جملة من الصحابة والتابعين ذكر بعضهم المزي وابن حجر وغيرهما، منهم البراء بن عازب وجابر وابن أخيه سعيد بن عمير ..
وتوفي في أول أيام معاوية وذكر في الكامل والإصابة وغيرهما أن وفاته كانت سنة اثنتين وأربعين، وقالا : مات .
سنة إحدى، وقيل: اثنتين، وقيل خمس وأربعين، وقد ذهب إلى التاريخ الأخير ابن حبان، وذكر السائح الغروي أن أبا بردة دفن في ثوية الكوفة.
*سيرة 60/2، 231 ، 20/3 ، المغازي 78/1، 103، 105، 151، 233 ، 800/2 892/3، الطبقات 451/3 452 ،التاريخ الكبير 227/8 برقم 2817، الثقات 432/3، تاريخ الطبري ،602 218 رجال الطوسي 1/51 الاستيعاب 4 1609 برقم 2869 ، كامل 151/2، 565، 3/ ،424 454 أسد الغابة 525 تهذيب الكمال 71/33 برقم 7221 ، الإصابة 410/6 برقم 8948، تهذيب التهذيب 18/12 برقم 8283 ، الزيارات الاعتدال 2214 رجال معجم الحديث 275/20
153- أبو شریح، هانئ بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان
ضبابي من بني الحارث بن كعب وقيل : المذحجي، وقد اختلف في نسبه ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة.
قدم على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وفد من أهله، وكان يلقب بينهم بأبي الحكم فسأله النبي،ألك ولد؟ فقال نعم شريح، وعبد اللّه، ومسلم، قال: فأيهم
ص: 205
أكبر ؟ قال: شريح. قال فأنت أبو شريح، فهو والد شريح، وكان من مشهوري صحابة أمير المؤمنين علیه السلام. وهو عند البخاري هانئ بن يزيد أو شريح بن هانئ، وذكر أن النبي كنَّاه بأبي شريح أكبر أولاده.
قال ابن حجر: روي عنه أنه قال : قلت يا رسول اللّه أخبرني بشيء يوجب لي الجنة فقال صلوات اللّه وسلامه عليه : «عليك بحسن الكلام وبذل الطعام» روى حديثه يزيد بن المقدام ابن حفيده، وروى له البخاري، أبو دواد، والنسائي. ولم أقف له على دور يذكر.
*الطبقات 49/6 ، التاريخ الكبير 227/8 برقم 1818، الاستيعاب 4 / 1535 برقم 2671 ، أسد الغابة 53/5 ، تهذيب الكمال 146/30 برقم 6549 الإصابة 411/6 برقم 8933
154- أبو قبيصة، الهلب بن يزيد بن عدي بن قنافة الطائي
صحابيٌّ ، ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة؛ وقال: كان اسمه سلامة، وحين وفد على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان مصاباً بالقرع، فمسح رأسه فنبت شعره فسمي الهلب، روى عنه ولده قبيصة. ذكر ابن حجر أن ابن الكلبي قال وفيه يقول الشاعر :
كان وما في رأسه شعرة *** فأصبح الأقرع وافي الشكير
وذكر المزي قيل : إن اسمه يزيد بن عدي، والهلب لقبه. وأيد سكنه الكوفة. وإلى ذلك ذهب ابن حجر في ترجمته، وأورد ابن الأثير ما ورد في اسمه من اختلاف وذكر ابن عبد البر أن قبيصة ابنه روى عنه أنه (رأى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم واضعاً يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، قال ورأيته ينصرف عن يمينه وعن شماله في الصلاة، قالابن عبد البر: وهو حديث صحيح، ولم يذكر مصدر تصحيحه. ولم اقف له على خبر أو مشاركة في أحداث عصره.
* الطبقات 32/6 ، الجرح والتعديل 120/9 برقم 504، تهذيب الكمال 29530 برقم 6598 ، الاستيعاب 4/ 1549 برقم 2710، أسد الغابة 69/5 ، الإصابة 432/6 برقم 9012 تهذيب التهذيب 58/11 برقم 104
ص: 206
155- أبو هنيدة، وائل بن حُجْر الحضرمي
وحجر هو ابن سعد بن مسروق بن وائل بن صمعج بن ربيعة الحضرمي، صحابي، ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة منهم، وقال: عقبه بها، وروي عنه أنه قال : (أتيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، لي شَعَرٌ ، فقال : ذباب. فذهبت فأخذت من شعري ثم جئته. فقال : لم أخذت من شعرك؟ فقلت: سمعتك تقول ذباب فظننتك تعنيني قال : ما عنيتك، وهذا أحسن)، وذباب كلمة يمانية. وهو عند ابن حجر وائل بن حجر بن يعمر، وقال : ويقال : حجر بن سعد بن مسروق الحضرمي، كان أبوه من أقيال اليمن وفد على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم واستقطعه أرضاً فأقطعه إياها. روى ابن حبان أنه كان ملكاً عظيماً بحضرموت، بلغه ظهور النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فترك ملكه ونهض إلى الرسول فبَشَّرَ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أصحابه بقدومه قبل أن يقدم بثلاثة أيام، فلما وصل قرَّب مجلسه وأدناه، ثم قال: «هذا وائل بن حجر أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعاً غير مكره راغباً في اللّه ورسوله وفي دينه بقية أبناء الملوك، اللّهم بارك في وائل وفي ولده»، واستعمله على الأقيال في حضرموت، ثم أقطعه أرضاً وبعث معه معاوية بن أبي سفيان يسلمها له، وكتب له كتاباً ولأهل بيته بما له ولقومه؛ فخرج معاوية معه ماشياً في الهاجرة، وهو على راحلته، فاشتدت الرمضاء فأوجعته، فقال : أردفني فقال : ما بي ضن -بخل- عن هذه الناقة، ولكن لست ممن يرادف الملوك ، قال : فالق لي حذاءك أتوقى به. قال: لست أضن بالحلتين، ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك، ولكن انتعل ظل الناقة وكفى لك بها شرفاً. وكأن الرواية في حاجة إلى فضل تأمل، إذ يبدو منها أن الأرض التي أقطعها له النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالمدينة؟ ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
نزل الكوفة قبل سنة إحدى وعشرين، إذ إنه كان بها في تلك السنة، والتحق منها رفقة من التحق من وجوه أهلها بالنعمان بن مقرن، ولما رآهم ابن مقرن، كبَّر وكبر جيشه معه. وشارك مع أشرافها من الصحابة والتابعين في بناء فسطاط للنعمان، وكان معهم في معركة نهاوند، وهي من معارك الفتح المهمة.
ص: 207
ولم يظهر له دور في خلافة عثمان، ولا في الأحداث التي مرت بها، ولم أقف له على مشاركة في حرب الجمل، ولكنه كان بصحبة أمير المؤمنين صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حن نزل المدائن، وشهد صفين معه، بحسب البغدادي وابن الأثير ؛ قالا : وكان على راية حضرموت فيها، إلا أني لم أقف له على ذكر في كتاب وقعة صفين ..
ولكن ليس كل من حارب مع أمير المؤمنين علیه السلام في صفين أو في غيرها من مشاهده استمر على ولائه ولم تغيره الأحداث، ومنهم وائل هذا، فيبدو أنه فارق إلى معاوية مع من فارقه، فتلقاه وأقعده على سريره مكانه، ولا شك أنه احتفى به كما كان يحتفي بمن يفارق أمير المؤمنين علیه السلام، وذكَّره بموقفه منه يوم أرسله النبي معه؛ فقال وائل : وددت أني حملته ذلك اليوم بين يدي.
وانحاز إلى الأمويين وولاتهم من بعد وكان زاجراً، يروى أن زياداً دخل الكوفة في ولاية المغيرة بن شعبة، فلما بلغه خبر دخوله أرسل إليه وائل بن حجر ليعرف خبره، فلم يعرف منه أي شيء، فلما خرج رأى غراباً ينعق، فرجع إلى زياد وقال له هذا الغراب يرحِّلك عن الكوفة، فقدم رسول من معاوية في توليته على البصرة.
ولا أدل على انحرافه من شهادته سنة إحدى وخمسين على حجر بن عدي وجماعته، وأمره زياد بحسب رواية هو وكثير بن شهاب الحارثي باصطحابهم إلى معاوية بن أبي سفيان.
قال ابن حبان: (مات وائل في إمارة معاوية وذلك يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من ذي الحجة سنة أربع وأربعين ودفن في الحضارمة).
*الطبقات 26/6 ،تاريخ الطبري 526/2، 1963، 226 ،228 الثقات 425/3 ،رجال الطوسي 4/51 ،تاريخ بغداد /2111 برقم 36 سد الغابة 815 شرح نهج البلاغة 4 304 تهذيب الكمال 419/30 برقم 6674، الإصابة 466/6 برقم 9120 معجم رجال الحديث 208/20
ص: 208
156- وهب بن خنبش الطائي
لم يضف ابن سعد شيئاً فوق هذا. وعده مع الصحابة الكوفيين. وقال ابن حبان، وتابعه المزي وغيره: هو وهب بن خنيش له صحبة وحديثه عند الشعبي، روي عنه أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «عمرة في رمضان تعدل حجة»، وذكر المزي أنه قيل : هو (هرم بن خنبش، ومن قال : وهب أكثر وأحفظ).
*الطبقات 62/6 ، التاريخ الكبير 227/8 برقم 2555، الثقات 426/3 ،أسد الغابة 94/5 ، تهذيب الكمال 128/31 برقم6756 .
157 -أبو جُحيفة، وهب بن عبد اللّه السوائي
من بني سواءة بن عامر بن صعصعة، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وقال: روى عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أحاديث. واختلف في نسبه. وقال محمد بن سعد وتابعه البغدادي: سمعت من يذكر أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قبض ولم يبلغ أبو جحيفة الحلم، ولكنه سمعه وروى عنه، روی عنه ابنه عون وغيره، وذكر ابن حجر أنه قدم على النبي في أواخر عمره وحفظ عنه، وصحب عليًاً بعده وولاه شرطته لما ولي الخلافة)، ذكر أيضاً في الصحيح عنه قال: (رأيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وكان الحسن يشبهه، وأمر لنا بثلاثة عشر ،قلوصاً فمات ولم نقبضها، وكان علي يسميه وهب الخير)، وقال البخاري : ويقال له وهب الخير.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي وعن أمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليهما، وروي أنه كان يقوم تحت منبره علیه السلام ، واستعمله على خمس المتاع الذي كان في خربه -كذا ولعله تصحيف حربه- وشهد مشاهده، وكان على بيت ماله. وروى نصر بسنده عنه عن عروة البارقي حديثه عن أرض كربلاء فراجعه في ترجمة عروة وروي أن أبا جحيفة لم يأكل ملء بطنه حتى مات.
توفي بالكوفة سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان على العراق،
ص: 209
وقال ابن حجر سنة أربع وستين فراجع.
*وقعة صفين 141، الطبقات 63/6 ، التاريخ الكبير 162/8 برقم 2558 ، تاريخ الطبري ،2 ،222 رجال الطوسي 1/50 184 تاريخ بغداد 2131 برقم 38 الكامل 3734 ، أسد الغابة 95/5، 156، تهذيب الكمال 133/31 برقم 6760 الإصابة 490/6 برقم 9187 سير أعلام النبلاء 202/3 برقم 44 نقد الرجال 1295 معجم رجال الحديث 20/229 .
158- يزيد بن طعمة بن لوذان الخطمي الأنصاري
ذكره ابن الأثير، وابن حجر مع الصحابة، وقالا : ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة مع علي. وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه علیه السلام .
رجال الطوسي 3/85، أسد الغابة 115/5، الإصابة 6/ 522 برقم 9300 ، نقد الرجال 91/5.
159- أبو سبرة، يزيد بن مالك بن عبد اللّه بن ذؤيب الجعفي
وهو جد خيثمة -وستأتي ترجمته مع التابعين- بن عبد الرحمن، قال بن حجر : ولده عبد الرحمن بن أبي سبرة. وفد أبو سبرة على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأسلم، مشهور بكنيته. ولم أقف له على دور أو خبر غير ما ذكر.
ونقل محمد سعيد الطريحي عن فتوح ابن أعثم أن أمير المؤمنين علیه السلام لما خرج إلى صفين سار الناس معه، فلما عبر جسر الكوفة نزل فصلى ركعتين في مسجد أبي سبرة، فلعله مسجده، وصلاة أمير المؤمنين به تدلل على أنه
مسجد مبارك.
*الطبقات 49/6 ،أسد الغابة 119/5، الإصابة 141/7 برقم 9989 ، العتبات المقدسة بالكوفة 93.
ص: 210
160- يزيد بن نعامة الضبِّي
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الصحابة، روى أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو، فإنه أوصل للمودة»؛ ذكر ابن حجر اختلافاً في صحبته وقال: وفي الرواة يزيد بن نعامة الضبي تابعي يروي عن أنس، ونقل ابن الأثير الاختلاف في صحبته أيضاً، وعن أبي أحمد العسكري قال : ذكر البخاري أن له صحبة، وغلط، ولم أقف على مثل هذا في التاريخ البخاري ؛ قال:( يزيد بن نعامة الضبي البصري، سمع أنساً، ولم يذكر له صحبة. ونقل ابن الأثير قول أبي حاتم: (يزيد بن نعامة أبو مودود بصري لا صحبة له). وهو أبو مودود البصري عند المزي أيضاً، ونقل الشك في صحبته ولم يشر ابن سعد إلى كنيته، وقد يكون البصري أبا ،مودود فالتبس ولا يستبعد أن يكون عداده في البصريين وسكن الكوفة من بعد أو يكون أبا مودود وهو من التابعين.
*الطبقات 65/6 ، التاريخ الكبير 8/ 363 برقم 3344، أسد الغابة 121/5، تهذيب الكمال 255/32 برقم 8058، الإصابة 530/6 برقم 9338.
161- أبو المرازم، يعلى بن مرة بن وهب بن جابر الثقفي
يقال له : يعلى بن السيابة، وهي أمه أو جدته، وذكره ابن سعد مع الذيننزلوا الكوفة من الصحابة.
نقل الشيخ الغروي رواية عنه أنه ذكر كان مع ارسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين خرج إلى الشام خالد بن أسيد وطليق بن أبي سفيان، وكانا يحكيان أن قوماً من الرهبان بسوق بصرى طلبوا منهم أن يأتيا كبيرهم بكنيسته، ثم ذكر قصَّة لقاء كبيرهم بالنبي وما دار من حديث حول نبوته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
وذكره البخاري والمزي، وهو عندهما أبو المرازم، وقال المزي: عداده في أهل الكوفة، قال وقيل في أهل البصرة، وله بها دار. روي عنه أن الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه رآه متخلقاً فقال له : ألك امرأة؟ قال : لا .
ص: 211
قال : «اغسله ثم اغسله ثم اغسله ثم لا تعد»، شهد بيعة الرضوان وخيبر وفتح مكة، وغزوة الطائف وحنيناً، قال أبو عمر: كان من أفاضل الصحابة (روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعن علي وروى عنه ابناه عبد اللّه، وعثمان، وروى عنه راشد بن سعد) روى البخاري قوله : (خرجنا مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؛ فدعينا لطعام، قال: فإذا الحسين يلعب في الطريق ؛ فأسرع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم و أمام القوم، ثم بسط يديه فجعل حسين يمر من هنا ومرة من هنا والنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يضاحكه حتى أخذه فجعل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه، ثم اعتنقه، وقال: «حسين منّی وأنا منه أحب اللّه من أحبَّ الحسنين. الحسن والحسين سبطان من الأسباط«)؛ والحديث عند ابن قولويه عن يعلى بن مرة أيضاً، وليس فيه ذكر للحسن علیه السلام وفيه : « ... أحب اللّه حسيناً، حسين أحب اللّه حسينا حسين سبط من الأسباط»؛ وليته رأى بعينه صلوات اللّه وسلامه عليه ما فعله بهماعلیه السلام آل زياد وآل معاوية! (ونقل ابن حجر عن ابن سعد قال: (أمره النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أن يقطع أعناب ثقيف فقطعها)، ولم أقف على مثل هذا في الطبقات. ذكر ابن الأثير أنه من أصحاب علي علیه السلام، وقال : سكن الكوفة، وقيل: سكن البصرة. ولم أقف له على ذكر في كتابي الجمل ،وصفين ولا في رجال الطوسي.
*الطبقات 40/6 ، التاريخ الكبير 414/8 برقم 3536، كامل الزيارات 116 برقم 126 أسد الغابة 130/5، تهذيب الكمال 399/32 برقم 7119 ، الإصابة 540/6 برقم 9382، معجم رجال الحديث 168/21 موسوعة التاريخ الإسلامي 267/1
ص: 212
الفصل الثاني
من عرف بكنيته من الصحابة
162- أبو أمية الفزاري
معروف بكنيته ونسبته، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، روي عنه أنه رأى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يحتجم. قال ابن حجر: إنه لم يسم ولم يُنسب، وذكر ذهاب بعض الأخبار إلى أنه أبو ميَّة بغير ألف، ولم يرو عنه غير رؤيته احتجام النبي صلوات اللّه وسلامه عليه.
*الطبقات 51/6 ، الإصابة 3/7 برقم 9496.
163-أبو حريز، أو حريز
كذا عرف، وذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وروى بسنده عنه أنه قال : (انتهيت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهو واقف بمنّى يخطب، فوضعت يدي على ميثرته فإذا مَسْكُ ضأنيَّة). وفي الإصابة على رجله، ولم يضف شيئاً ذا بال لترجمته، وعند ابن الأثير (على رحله)، وقد يكون الأنسب، لأن المراد أنه من جلد الضأن، قال: وأخرجه أبو مسعود في الأفراد فقال : (جرير أو أبو جرير، والأول أصح).
ذكر المزي أنه مولى معاوية بن أبي سفيان، وقد روى عنه.
*الطبقات 57/6 ،أسد الغابة 400/1، تهذيب الكمال 581/5 برقم 1178 241/33 ، الإصابة 50/2 برقم 1693 .
ص: 213
164- أبو الخطاب
و هو أيضاً ممن عرف بكنيته ، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين سكنوا الكوفة، وتابعه ابن الأثير وابن حجر، وذكرا أنه وذكرا أنه روي عنه قوله : سألت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن الوتر فقال :« أحب أن أوتر نصف الليل، إن اللّه يهبط إلى السماء الدنيا فيقول : هل من تائب؟ هل من مستغفر ؟ هل من داع؟ حتى إذا طلع الفجر ارتفع»، ذكر ابن حجر أنه لا يوقف له على اسم، ولم يرو عنه غير حديث الوتر.
*الطبقات 57/6 ،أسد الغابة 181/5 ، الإصابة 91/7 برقم 9843 .
165- أبو خلاد
وهو أيضاً ممن عرف بكنيته، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة. وقال ابن حجر: غير منسوب، وهو صحابي روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قوله : «إذا رأيتم الرجل المؤمن أعطي زهداً في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه، فإنه يلقى الحكمة!»، وذكر التفرشي عن رجال النجاشي، والشيخ أنها كنية لمعمر بن خلاد، وعمر بن حريث، والحكم بن حكيم، وفي الأول أشهر، وترجيح التفرشي لا يرجح لأن معمر بن خلاد الذي ذكره النجاشي بغدادي روى عن الإمام علي بن موسى الرضا علیه السلام ، وأبو خلاد من الصحابة.
*الطبقات 6 /65 ،أسد الغابة 181/5 ، الإصابة 90/7 برقم 9846 ،نقد الرجال 154/5 وانظر رجال النجاشي 421 برقم1128 .
166- أبو زينب بن عوف الأنصاري
معروف بكنيته، وهو ممن سعى عند الخليفة عثمان لعزل الوليد بن عقبة، إذ هجم عليه رفقة جندب بن زهير وغيرهما فوجدوه مضطجعاً على سريره لا يعقل، فأيقظوه فلم يستيقظ ثم تقيَّاً عليهم ما شرب من الخمر،
فانتزعو خاتمه، وخرجوا من فورهم إلى المدينة.
ص: 214
ذكر المزي هو مولى حازم بن حرملة الغفاري، ولا يعرف اسمه، قال ابن حجر: قال أبو موسى: ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة من طريق علي بن الحسن العبدي عن سعد، وهو إسكاف، ذكر ابن الأثير أن الأصبغ بن نباتة قال : (نشد علي الناس من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام، فقال بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيوب بن عوف الأنصاري، وأبو زينب فقالوا : (إنا سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأخذ بيدك يوم غدیر خم فرفعها فقال: «ألستم تشهدون أني قد بلغت ونصحت، قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، قال: ألا إن اللّه عزّ وجلَّ ولي وأنا ولي المؤمنين، فمن كنت مولاه فذا علي مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه ، وأحبَّ من أحبَّه، وأعن من أعانه، وابغض من بغضه)»، قال ابن الأثير : أخرجه أبو موسى. وذكر ترجمة أبي زينب ابن حجر، ولم يضف إليها أي جديد، وذكر الحديث، ولكنه ذكر منه قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: (وأخذ بيدك يوم غدیر خم فرفعها فقال : «ألستم تشهدون أني بلغت؟ قالوا نشهد؟ قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه وعلى خلاف ابن الأثير فإنه قال : (وفي سنده غير واحد من المنسوبين إلى الرفض !!) ، ولم يكتف ببتر الحديث، وإنما اتهم رواته بالرفض للتشكيك في صحته، وكأنما النسبة إلى الرفض تقابل الكذب والتدليس عنده.
مروج الذهب 345/2، أسد الغابة 205/5، تهذيب الكمال 33/ 336 برقم 7379 الإصابة 136/7 برقم 9969 ،
167-أبو سُلمى
وهو أيضاً ممن عرف بكنيته، وقال المزي: قيل اسمه حريث. ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، قال : وهو راعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو عند ابن حجر أبو سلمى الراعي خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ويقال : اسمه حريث. قال ابن الأثير : وقيل شاميُّ ، روى عنه أبو الأسود، وعباد بن عبد الصمد، وروى ابن سعد عن ابن جابر قال: لقيته، أي أبا سلمى في مسجد الكوفة فقال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «بخ بخ ما أثقلهن في الميزان، لا إله إلا
ص: 215
اللّه، واللّه أكبر، والحمد لله، وسبحان اللّه والولد الصالح يتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه»، والحديث عن عباد عند ابن الأثير، والخامسة فيه بدلاً من الولد لصالح «ولا حول ولا قوة إلا باللّه»، وروى ابن حجر حديثاً له في مسجد الكوفة نسب أيضاً إلى أبي ظبية الآتي مفاده أن النبي أخبره أنه سيبقى بعده و فتقر حتى يسأل الناس.
* الطبقات 58/6 ،أسد الغابة 219/5 تهذيب الكمال 33 /336 برقم 7379 ، الإصابة 160/7 برقم 10053.
168-أو شهم
وهو أيضاً ممن عرف بكنيته، ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة. وذكر المزي وابن الأثير أنه قيل : إن اسمه يزيد بن أبي شيبة، وحدث أبن سعد بسنده عن قيس بن أبي خازم قال: كان أبو الشهم رجلاً بطَّالا فمرت به جارية، فأهوى بيده إلى خاصرتها. روي أنه قال : فأتيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم (من العد وهو يبايع الناس، قال : فقبض يده وقال : أصاحب الجُبَيْدَة أمس؟ قال: قلت: يا رسول اللّه لا أعود. قال : فنعم إذاً. قال: فبايعه)، ووثق البغوي في الإصابة سكنه الكوفة، وروى حديثه كما رواه النسائي والمزي. وذكر في الإصابة أيضاً عن ابن السكن أن اسمه زيد أو يزيد بن أبي شيبة. قال : وقيل : إن اسمه عبيد بن كعب.
الطبقات 56/6 ، الثقات 455/3 ،أسد الغابة 227/5 ،تهذيب الكمال 407/33 برقم 7430 ، الإصابة 177/7 برقم 10114 .
169- أبو الضحاك الأنصاري
وهو أيضاً ممن عرف بكنيته، وقال ابن الأثير : هو غير منسوب، وحديثه عند الكوفيين، وحدَّث بسنده عن إبراهيم بن قيس بن أوس الأنصاري عنه أنه قال: (لما سار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى خيبر جعل عليّاً على مقدمته، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «إن جبريل زعم أنه يحبك» فقال : وقد بلغت أن يحبني جبريل؟!
ص: 216
قال: «نعم، ومن هو خير من جبريل ؛ اللّه يحبك»). قال ابن الأثير : أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، والحديث عنه في الإصابة. قال ابن حجر ذكره الحسن بن سفيان في مسنده من طريق إبراهيم بن قيس بن أوس الأنصاري.
*أسد الغابة 2325 ، الإصابة 190/7 برقم 10158
170- أبو طيبة
ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وقال : هو صاحب منحة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وضبطه بالمهملة، وكذا ضبطه ابن الأثير، وقال: الحجام مولى بني حارثة من الأنصار ، قيل : اسمه دينار، وقيل: نافع، وقيل: ميسرة، روى عنه ابن عباس. وعند ابن حجر عن ابن عبد البر اسمه دینار، قال: ولا يصح لأن دينار الحجام تابعي، وروى عن البغوي أن اسمه ميسرة، ويقال: اسمه نافع الحجام. قال وروي بسند ضعيف أنه حجم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأعطاه أجره.
* الطبقات 58/6 ،أسد الغابة 236/5 ، الإصابة 195/7 برقم.10172
171- أبو ظبية
وهو أيضاً ممن عرف بكنيته، ضبطه ابن الأثير وابن حجر بالمعجمة بتقديم الباء على الياء ، «ظبية»، وروى عن أبي سلام مولى قريش، قال: أتيت الكوفة فجلست في مجلس عظيم، فأقبل رجل فسلم وقال: (أنا أبو ظبية صاحب منحة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يخبرني أني سأفتقر بعده، وكنت في العطاء فخاف على المغيرة بن شعبة -كذا -فأنا أسأل فيكم من الجمعة إلى الجمعة. فقال له القوم : حدثنا يا أبا ظبية بشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: بخ بخ .. الحديث، ولم يصل ابن حجر إلى ما يقطع حول اسمه، وقد رجح عنده نسبة كل هذا لأبي سلمى السابق الذكر فلاحظ.
*أسد الغابة 236/5 ، الإصابة 204/7 برقم 10179 -218
ص: 217
172- أبو عامر
و هو أيضا ممن عرف بكنيته. ذكر ابن الأثير أن عداده في الكوفيين، وحدَّث بسنده عنه أنه (كان فيهم شيء فاحتبس عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال: ما حبسك؟ قال: قرأت هذه الآية: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105]، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «لا يضركم من ضلَّ من الكفار إذا اهتديتم»). قال ابن الأثير : أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وذكر ابن حجر أن مطينا ذكره في الصحابة، وقال: روى عنه أهل الكوفة.
ذكر الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أبو عامر، وقال: أو أبو مالك لأشعري، وذكر مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام أبا عامر بن عامر، وكأنه هو، وذكر الغروي أن أبا عامر الأشري هو الذي قدم بخبر مؤتة.
*رجال الطوسي 3/51 ،15/87، أسد الغابة 240/5 ، الإصابة 213/7 برقم 10193 موسوعة التاريخ الإسلامي 155/3.
173- أبو فروة الأشجعي
وهو ممن عرف بكنيته ونسبه، ذكره ابن الأثير، وقال: عداده في الكوفين، وروى بسنده عن أبي إسحاق أن أبا فروة قال : (قدمت المدينة فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقلت : يا رسول اللّه علمني شيئاً أقوله إذا آويت إلى الفراش. قال: «فاقرأ (قُلْ يَأَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] فإنها براءة من الشرك «)؛ وقال ابن حجر: هو نوفل والد فروة. وقال المزي: وقع في بعض نسخ كتاب يوم وليلة للنسائي، وفي نسخة أبي الحسن بن منير فروة الأشجعي، وهو الصواب، وذكر في ترجمة فروة بن نوفل الأشجعي أنه روى عن النبی صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مرسلاً، وعن أبيه نوفل وعن جبلة بن حارثة أي زيد، وعلي بن أبي طالب علیه السلام .
*أسد الغابة 272/5، تهذيب الكمال 182/23 برقم 4723، 18634، الإصابة 7/ 266 برقم 10391.
ص: 218
174-أبو القمراء
وهو ممن عرف بكنيته، ذكره ابن الأثير وقال: عداده في الكوفيين، وقال أيضاً : روى عنه شريك أنه قال : (كنا في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حلقاً، إذ خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من بعض حجره، فنظر إلى الحلق فجلس إلى أصحاب القرآن، وقال: «بهذا المجلس أمرت»)، وروى مثل هذا ابن حجر أيضاً.
*أسد الغابة 277/5 ،الإصابة 276/7 برقم 10427.
175- أبو لبابة الأسلمي
وهو ممن عرف بكنيته ونسبه، ذكره ابن الأثير، وقال : لا يعرف له اسم، حديثه عند الكوفيين ومما روي عنه أنه سرقت له ناقة فوجدها عند رجل من الأنصار فقال له:( يا فتى أنا أقيم عليها البينة عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فأقام الأنصاري البينة أنه اشتراها من ركب من أهل الطائف بثمانية عشر، فتبسم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال : «ما شئت يا أبا ،لبابة إن شئت دفعت إليه الثمانية عشر، وأخذت الراحلة، وإن شئت خليت عنها».
*أسد الغابة 284/5 ، الإصابة 7/ 290 برقم 10473.
176- أبو مرحب
وهو أيضاً ممن عرف بكنيته ذكره ابن سعد مع الصحابة الذين نزلوا الكوفة، وروى الشعبي عنه أنه قال : (لكأني أنظر إلى عبد الرحمن بن عوف رابع أربعة في قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم )، وخبره لا يتابع، ولم يأخذ به أحد من القدماء والمحدثين. قال محمد بن عمر: هذا حديث لا يعرف عندنا، ولا يعرف أبو مرحب، والثبت عند أهل بلدنا .. هم أربعة (العباس وعلي والفضل وشقران)، وذكر ابن حجر أنه مرحب أو أبو مرحب، وقد أخرج حديثه الشعبي عنه على الشك. ومثل هذا كثير في المروي عن الضعفاء. وذكر أن ابن
ص: 219
السكن قال : ويقال هو أبو مرحب سويد بن قيس، وقال ابن الأثير : قيل : ابن مرحب، ويقال: مرحب. أما المزي فقال : هو مرحب، أو أبو مرحب، أو ابن أبي مرحب، ويقال هو سويد بن قيس الأنصاري، له حديث واحد؛ وقد أوردناه.
*الطبقات 59/6 ،أسد الغابة 294/5، تهذيب الكمال 27/ 364 برقم 5854 ،الإصابة 57/6 ، برقم 7897
ص: 220
القسم الثاني
الطبقة الأولى من التابعين ومن عاصرهم
المقدمة
أستطيع أن أقول باطمئنان: إن تراجم هذا القسم تغطي أحداثاً في غاية الأهمية للباحثين والمهتمين بدراسة المجتمع الكوفي من نواحيه المختلفة، فهو يقدم أكبر نسبة من التابعين الذين رووا عن أمير المؤمنين علیه السلام وغيره ممن يغلب على الظن أن وفاتهم كانت بالكوفة، ويترجم أيضاً لغالبية الكوفيين الذين عاصروه وكان لهم دور في أحداث خلافته أو بعد رحيله. ويقدم صوراً لجماعات تأثَّرت بتيارات مختلفة؛ فانصرف بعضهم إلى القراءة والرواية، وانحاز ،آخرون فكانوا حطباً لولاة بني أمية ،وغيرهم، وتأثرت مجموعات بسيرة الإمام علیه السلام، وتطلعت إليها فكانت أيضاً حطباً لمن حكم الكوفة. وتلونت مجموعات، فسارت خلف ولاة بني أمية وآل الزبير وآل مروان من بعد طمعًا بالمكانة والجاه والحطام.
ويقدم أيضاً صوراً لمجموعات جاهدت مع الإمام علیه السلام، فأحسنت الجهاد، وأخلصت في محبته فنال بعضهم الشهادة من بعد على يد جلاوزة السلطة، وتعرض آخرون إلى ألوان من الأذى وانحازت أخر إلى صفه في حياته علیه السلام، ولكن سوء طالعها دفعها إلى الجري وراء مصالح دنيوية فناصرت ولاة بني أمية وغيرهم، وشاركت بجرائم لا تغتفر، فباءت بالخسران ،واحتلت مكاناً خاصَّاً بها في الجحيم.
واندفعت أخر بصورة همجية لا تؤمن بعقيدة، ولا تعرف شفقة ولا
ص: 221
رحمة لقتال أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام ، وأخذت معها أعداداً لا حصر لها أعمى الخوف والإرهاب والطمع بصائرهم، فشاركوا في أبشع جريمة شهدها الإسلام وخرجت آلاف مؤلفة ممن خذله علیه السلام أو دفعته الظروف التي أحاطت الكوفة بالحديد والنار إلى عدم نصرته للثأر قتلته من بعد هلاك يزيد وانحياز الكوفة لآل الزبير فأعلنوا التوبة، واصطدموا في منطقة عين الوردة بالجزيرة بجيش قوامه أكثر من ثمانين ألف مقاتل بقيادة عبيد اللّه بن زياد كان مهيئا لاستباحة الكوفة. وقد نجت فئة قليلة منهم استطاعت الانسحاب والعودة إلى الكوف لتشارك في ثورة عارمة بها قادها المختار الذي استطاع أن يحقق انتصارًا ساحقا على والي عبد اللّه بن الزبير وأنصاره، وتمكن جيشه بقيادة إبراهيم بن الأشتر أن يمزق جموع ابن زياد ويقتله، ويرسل برأسه إلى الكوفة ومنها إلى مكة والمدينة. ونفذ المختار من بعد القصاص بمئات الكوفيين الذين شاركوا في قتال الحسين وأهل بيته وأصحابه رضوان اللّه عليهم.. فترجمت لمن نجا منهم، وفي أثناء ترجماتهم تعرضت إلى ذكر أوليات تكون هذه الحركة، وإلى ذكر أشهر رجالها ودورهم فيها. كما ترجمت لمن وقفت على ذكر له من الشخصيات التي كانت مع المختار أو ضده وكتب عليهم القتل أو الوفاة بالكوفة. ووقفت من خلال بعض الترجمات على المجزرة التي حدثت بالكوف يوم دخلها مصعب بن الزبير، وعلى نهاية المختار وآل الزبير من بعد، ومن ناصرهم وكتب له الموت أو القتل بالكوفة.
و وقفت أيضاً على بعض جرائم الحجاج بن يوسف الثقفي، فترجمت لبعض الشخصيات التي عاصرته.
و البحث بمجمله يقدم مجموعة كوفية خالصة قبرت بها على الأغلب يستحيل على الباحثين العثور عليها مجتمعة في جميع المصادر التي اهتمت بأحداث الكوفة ورجالها في ذلك العصر.
وقد أسعفتني المصادر بالترجمة لسبعمائة وست وثمانين تابعيّاً من الجيل الأول ومن عاصرهم عاشوا بالكوفة، وشهدوا أحداثها، وشارك قسم كبير
ص: 222
بها، ورجحت عندي وفاتهم بها، وقد تفاوتت الترجمات بحسب ما سمحت به المصادر ما بين ترجمة تستغرق ،صفحات وأخرى لا تتجاوز سطراً أو سطرين، ليس فيها ما يستحق الذكر. ولا أشك في أن نفراً ليس بكثير ممن ترجمت لهم قد توفي خارجها، ولكني لم أقف على ما يؤيد ذلك. وأنفار منهم قد التبس علي أمرهم، وأنفار شككت بالتباس اسمه بغيره.
وأزعم أن الكتاب يقدم أيضاً مادة أساسية للمهتمين بالمجتمع الكوفي وأحداثه، تغطِّي أهم مراحل تاريخها. وسيلاحظ الدارسون أن بعض الشخصيات تكاد تكون مترابطة مع الأحداث يكمل بعضها بعضاً، تكوِّن بمجملها صورة واضحة عن العصر الذي تناولته باتجاهاته المختلفة، إذ قد يتكرر الحدث الواحد في غير ترجمة، وبذا يمكن رصد الشخصيات التي شارکت به، ودور كل واحد منهم فيه.
ولا أبرئ نفسي من الانحياز وإن حاولت جاهداً، لأن الأحداث التي مرَّت بها الكوفة تدفع إليه، ولكني لا أتهم نفسي بغلوّ أو تطرف، أو خروج على الموضوعية التي يقتضيها المنهج العلمي. وقد أكون قصرت في مواطن كثيرة، ووقعت في هفوات لا ينبغي أن أقع بمثلها، أتحمل وزرها وأتكئ على سماحة نفوس الأخوة الباحثين للفت نظري إليها كي أتجاوزها.
وليس خافياً أن أهم مصدر تعرض للأحداث التي مرت بها الكوفة هو کتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري (ت 310هآ)، إذ يعد خلاصة لجميع الجهود التي سبقته وجميع من كتب عن الكوفة من بعد كان عيالاً عليه، وجميع من سبقه لم يستدرك عليه شيئاً كثيراً. وقد أفدت منه خاصة واعتمدت عليه، كما أفدت أيضاً من مصادر أخر كثيرة أشرت إليها في هوامش الترجمات وقائمة المصادر والمراجع.
وأهم كتب الرجال التي أفدت منها فائدة واضحة هو كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد (ت 230ه-) الذي قسم الصحابة والتابعين بحسب الأمصار التي نزلوها وقد اتبع منهجاً لم ألتزم به لأنه حصر الطبقة الأولى من
ص: 223
تابعي لكوفة بمن روى منهم عن بعض الصحابة وأهمل آخرين لا يقلون أهمية عنهم، وهم عنده (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد اللّه بن مسعود، و أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وطلحة، والزبير، وحذيفة، وأسامة بن زيد، خالد بن الوليد، وأبو مسعود الأنصاري، وعمرو بن العاص، وعبد اللّه بن عمرو بن العاص) ؛ ثم قسمهم على أقسام هي:
أ - من روى منهم عن الخلفاء الراشدين وعبد اللّه بن مسعود وغيرهم، وهم عشرة تابعيين فيه.
ب - من روى عن عمر وعلي وعبد اللّه بن مسعود وغيرهم، وهم ستة عشر تابعياً فيه.
ج - من روى عن عمر وعبد اللّه بن مسعود ولم يرو عن علي وهم اثنا عشر تابعياً فيه.
د- من روى عن عمر وعلي، وهم أربعة عشر تابعياً فيه.
ه- - من روى عن عمر ولم يرو عن علي وابن مسعود، وهما تابعيان فيه.
و - من روى عن عمر بن الخطاب، وهم خمسة وخمسون تابعياً فيه.
ز - من روى عن علي وعبد اللّه بن مسعود، وهم خمسة وثلاثون تابعياً فيه.
ح - من روى عن عبد اللّه بن مسعود، وهم واحد وسبعون تابعياً فيه.
ط - من روى عن عثمان وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وطلحة والزبير، وحذيفة، وأسامة بن زيد، وخالد بن الوليد، وأبو مسعود الأنصاري، و عمرو بن العاص، وعبد اللّه بن عمرو ،وغيرهم، ولم يرو واحد منهم بن عمر وعلي وعبد اللّه شيئاً، وهم خمسة وعشرون تابعياً فيه.
و - من روى عن علي علیه السلام خاصة، وهم مئة وأربعة من التابعين فيه.
أما من روى عن (عبد اللّه بن عمر، وعبد اللّه بن عباس، وجابر بن عبد اللّه الانصاري، والنعمان بن بشير وأبي هريرة)، وأتبعهم بقوله : وغيرهم، فهم عنده من الطبقة الثانية وعددهم تسعة وستون تابعياً. ويلاحظ على إحصائه الآتي :
ص: 224
أ- حصر رواية الطبقة الأولى من التابعين بخمسة عشر صحابيّاً سبق ذكرهم.
ب- عدد تابعي الطبقة الأولى من الكوفيين عنده ثلاثمائة وأربع وأربعون تابعياً، فإذا أضفنا إليهم من عدَّهم من الطبقة الثانية، وعددهم تسعة وستون ،تابعيّاً فسيكون مجموعهم أربعمائة وثلاثة عشر تابعيا وكل هؤلاء، وإن كانوا قد سكنوا الكوفة أو ولدوا بها، فإن جمهوراً ليس بقليل منهم توفي في خارجها، فقد يكون غادرها إلى غيرها من الأمصار ، أو قتل في أماكن مختلفة أثناء الحروب والثورات التي شهدها العصر، وهي كثيرة. وقد أعرضت عن ذكرهم فلم أترجم لهم.
على الرغم من أن مائة وتسعة وسبعين تابعيّاً ممن ذكرهم مع الطبقة الأولى عنده قد رووا عن أمير المؤمنين علیه السلام ، فإن نسبة كبيرة من الباقين منهم ثبتت روايتهم عنه عند غيره وأستطيع أن أقول باطمئنان : إن جميع من عاصره قد روى عنه، ويستوي في هذا الأمر من كان معه أو انحاز لغيره في حياته وبعد استشهاده علیه السلام .
وإذا أنعمت النظر في تقسيم ابن سعد تجده لا يتماشى مع الواقع، فقد أهمل جمهوراً من كبار الصحابة الذين سكنوا الكوفة، وروى عنهم جمهور من الكوفيين، فلم يذكرهم في تقسيمه كسلمان الفارسي، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن حنيف وعمار بن ياسر وهم من ينسب إليهم تخطيط الكوفة، وغيرهم مثل سهل بن حنيف وخباب بن الأرت والحارث بن ربعي، وقرظة بن كعب وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وغيرهم كثر. وجاء بآخرين لا يتناسب وضعهم ولا مرویاتهم مع من ذكرت، ولاسيما في مجتمع الكوفة ،کخالد بن الوليد، وأسامة بن زيد، وعمرو بن العاص، وولده عبد اللّه، وغيرهم وجميعهم من متأخري الصحابة، ولا علاقة لهم بالكوفة، ولم يدخلوها من قبل ومن بعد.
وأهمل أيضاً عدداً كبيراً ممن تأخر أو تقدم من التابعين على الرغم من روايتهم عن الصحابة وبعضهم من كبار التابعين ولا أشك في أن طبعة
ص: 225
الطبقات التي أصدرتها دار صادر في حاجة إلى إعادة تحقيق فقد سقطت منها تراجم وفقرات أشير إلى بعضها في مصادر لاحقة.
واتبع ابن حبان (ت 354ه-) منهجاً آخر في حصر التابعين، فعدَّ كل من روى عن الصحابة سواء أكان من كبارهم أم من صغارهم أم من متأخريهم مع الطبقة الأولى التابعين، إلا أنه لم يصنفهم بحسب الأمصار، ومن النادر أن يشير إلى سكنهم أو مكان وفاتهم. وقسمهم على حروف المعجم ولكن من دون أن يرتب بقية الحروف ؛ فصعب على الباحث معرفة مواضع ترجمات التابعين في كتابه، إذ قد يضطر إلى استعراض عشرات الأسماء للوصول إلى مبتغاه، وقد لا يصل إليه، وقد فعل مثل هذا في ترجمات الصحابة.
ولم يلتزم بقية الرجاليين منهجاً يساعد على معرفة أمصار التابعين ولا أماكن وفياتهم، ولا تواريخها ؛ فهم يشيرون أحياناً، ويهملون في أحيان كثيرة، ولا ينسبون الراوي إلى طبقته.
وعلى الرغم من أهمية كتاب رجال الطوسي (ت 460ه-) مثلاً، لأنه يعد من أهم مصادر كتب الرجال عند الشيعة الإمامية، ومادة جميع الرجاليين من علمائهم من بعده، فإنه ذكر فيه أربعمائة وثمان وثمانين رجلاً ممن روى عن أمير المؤمنين علیه السلام ، جمهور كبير منهم هم من الصحابة، أما بقيتهم فمن التابعين، إلا أنه لم ينسب غالبيتهم إلى قبائلهم ومن نسبه إلى الكوفة منهم يتجاوزون أطراف الأصابع. واكتفى باسم الراوي واسم أبيه في غالب الأحيار، وقد يكتفي بذكر اسمه أو كنيته لا غير ونسبة ليست قليلة ممن ذكرهم لم يستطع من جاء بعده إضافة شيء لما ذكره فيعيد ذكره من دون إضافة، ويحيل عليه فاضطررت إلى عدم الترجمة لبعضهم لعدم قيام دليل عندي على وفاتهم بالكوفة.
أنا على يقين أن ما يستدرك على هذا الكتاب كثير جدّاً، قد يتجاوز حجمه مرتين أو أكثر، ولكن ما صرفته عليه من جهد خلال سنتين، هو كبير أيضاً، إذ لم تكن لي خلالهما أية علاقة بما يحيط بي، وقد لامني من لا أتهم
ص: 226
مودته، وأقدر محبته على انقطاعي التام لهذا البحث، من دون أن أمنح نفسي أو أسرتي فرصة للترويح، وكان بالإمكان أن يأتي بنتائج أفضل بكثير لو توفرت عندي أو بقربي في هذا المغترب الموحش مكتبة يمكن الاعتماد عليها، أو نخبة من علماء المدينة الأعلام أو أساتذة الجامعة العراقية من أصحابي أستطيع استشارتهم، أو أخرى تساعدني في قراءة ما قمت بطباعته كي تصوب ما سها عنه النظر أو فات القلم من أخطاء الطباعة وغيرها، وكان سبب الإصرار على إخراجه حرصي على تقديم هدية متواضعة للكتاب والباحثين والقراء من زوار مدينة أمير المؤمنين علیه السلام النجف الأشرف بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، ليطلعوا على جانب من إرثها الذي تناثر في بطون الكتب.
ص: 227
1-إبراهيم بن البراء بن عازب
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين بالكوفة، وقال: روى عن
أبيه ، ولنه سلمة بن كهيل. ولم أقف له على أخبار تذكر.
و سبقت ترجمة أبيه الصحابة، وترجمنا له أيضاً ترجمة وافية في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة». أخوته سويد ويزيد وعبيد، والربيع ويحيى، وترد أخبار عن الذين رووا عنهم في الترجمات اللاحقة، وستأتي ترجمة الربيع سويد ويزيد منهم.
* التاريخ الكبير 274/1 برقم 884، الثقات 6/4.
2-إبراهيم بن جرير بن عبد اللّه البجلي
عده ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين وحصر روايته بأبيه على الرغم من ولادته بعد وفاته، وقد عمّر. وذكره ابن سعد الطبقة الثانية، وهم عنده من روى عن صغار الصحابة أو متأخريهم، وسبق ذكرهم ذكره البخاري، وروى له حديثين عن أبيه، الأول: عن داود بن عبد الجبار، وقال عن الراوي : هو منكر الحديث، وإذا كان لابد أن يذكر فهوک( من رأى حية فلم يقتلها خوفاً فليس منَّا)، ولاشك أن مثل هذا لا يصدر عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، والثاني : عن شعبة، عن إبراهيم بن أخي جرير -كذا ، ولا شك أنه من سهو الناسخ، وقد التفت المحقق إليه أن جريراً قال : سمعت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: «من لا يرحم لا يُرحم». ذكر ابن سعد أنه روى عنه عبد الملك بن عمير، وروي عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال : رأيت إبراهيم، وأبان ابني جرير
ص: 228
يخضبون بالحناء والكتم. وكان قد بقي وعمَّر، وولد بعد موت أبيه، بقي حتى لقيه شريك وأسد بن عمرو.
وذكر المزي أنه روى عن أبيه، على الرغم من ولادته بعد موته، وروى أيضاً عن قيس بن أبي حازم، وحميد بن مالك ونقل عن أبي أحمد بن عدي أن أحاديثه مستقيمة وروى له أبو داود، والنسائي وابن ماجة.
ذكر ابن حجر أن حديثه عن أبيه مرسل، وهو مجهول عند بعضهم، وحديثه عن أبيه من طريق داود بن عبد الجبار، وهو ضعيف، ونسبه بعضهم إلى الكذب، وقد مرت ترجمة أبيه، وستأتي ترجمة أخيه عبد اللّه.
،الطبقات 297/6 ، التاريخ الكبير 1/ 278 برقم 893، الثقات 6/4 ،تهذيب الكمال 63/2 برقم 157 ، تهذيب التهذيب 1 /97 برقم 195.
3-أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن الأسود النخعي
الشهير بإبراهيم النخعي، وتعد قبيلة النخع من القبائل اللافتة للنظر في التاريخ الإسلامي، بسبب أدوار أبنائها واختلاف مشاربهم. وقد أشرنا إلى أهمية دراسة هذه القبيلة دراسة موسعة لمعرفة آفاق تأثيرها في القرن الأول. وإبراهيم من مشاهير أبنائها ويقع في دائرة المبرزين منهم. وقد أطال الوقوف معه ابن سعد وترجمته في طبقاته من أطول الترجمات، وهو عنده من الطبقة الثانية من التابعين على الرغم من روايته عن بعض الصحابة.
وقال ابن حبان ومن زعم أنه إبراهيم بن يزيد بن عمرو، فقد نسبه إلى جده لأمه.
أمه مُلَيْكة بنت يزيد بن قيس النخعي، وقيل: هي أخت الأسود وعبد الرحمن، وبنت أخي علقمة وسنان بن عمرو الذي نسب إليه ابن حزم قتل الحسين علیه السلام، والمشهور أن الذي احتز رأسه الشريف علیه السلام اللعين سنان بن أنس، وهو من النخع أيضاً، وستأتي ترجمته في موضعها. وقال ابن حبان: أخت علقمة بن قيس، وعمة الأسود بن يزيد.
ص: 229
روى ابن قتيبة أن أبا سفيان بن العلاء قال : اختلفنا في إبراهيم النخعي؛ فقيل : هو من موالي النخع، وقال أبو عبيدة عن يونس: قد ولدته العرب. وهو مولى عند الشيخ الطوسي، وكان أعور وهو كوفي، من الطبقة الأولى عند ابن حبّان لأنه روى عن المغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك، ومن الثانية عند ابن سعد بحسب منهجه.
وذكر الشيخ الطوسي أنه روى عن أمير المؤمنين، وهو بعيد جدّاً، لأن ولادته كانت سنة خمسين للهجرة أي بعد استشهاده علیه السلام بعشر سنين، إلا إذا كان الذي ذكره الشيخ هو إبراهيم آخر، أو أنه روى عنه بالواسطة. وإلى مثل هذا ذهب الشيخ محي الدين المامقاني محقق تنقيح المقال.
وإبراهيم أحد مشاهير أئمة الكوفة والعراق بحسب ابن سعد وابن حبان والمزي وابن خلكان وغيرهم، روي أن سعيد بن جبير استفتي فقال: اتستفتوي وفيكم إبراهيم! روى عن جمهور من فقهاء عصره ذكرهم المزي وغيره، منهم : خاله الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس النخعي، وخيثمة بن عبد الرحمن، وسويد بن غفلة، وشريح القاضي، وروى عنه أيضاً جمهور آخر منهم : سليمان الأعمش، وإبراهيم بن المهاجر والحارث بن يزيد وغيرهم كثر ذكرهم المزي، وغيره.
انشغل ابن سعد في ترجمته بذكر ملبسه، ومزاجه، وهواه، وخاتمه، ومكانته وقال : كان يفضّل عليّاً علیه السلام على عثمان، وحمل عنه العلم وهو ابن ثماني عشرة، ومات وهو ابن ست وأربعين. وكان مزاحاً. أشاد بعلمه كثير من المحدثين إشادة كبيرة.
و ذكره الشيخ الطوسي ثانية مع أصحاب الإمام علي بن الحسين علیه السلام وقال : هو مولى، وكان أعور. وعده ابن قتيبة مع الشيعة. توفي بالكوفة سنة ست وتسعين في أيام الوليد بن عبد الملك، وإلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي في تاريخ وفاته، وذكر ابن حبان أنه ولد سنة خمسين وتوفي سنة خمس أو ست وتسعين وذكر ابن خلكان أنه بلغ التاسعة والأربعين حين أدركه أجله.
ص: 230
وذكر المظفر أنه أرسل عن جماعة، ونقل عن الميزان أنه أرسل عن ابن مسعود، وذكر أن الشعبي قال عنه : يروي عن مسروق، ولم يسمع منه. وذكر أنه رأى عائشة، ودخل عليها، ولم يثبت له منها سماع. ويصعب أن يحسب على رجال رواة الإمامية، أو على الشيعة عموماً على الرغم من ذهاب ابن قتيبة إلى تشيعه أما ما ذكره ابن سعد من أنه كان يفضل عليّاً علیه السلام على عثمان، فغالبية الكوفيين فضلوا عليّاً على عثمان وليس كل من فضل عليّاً على عثمان في تلك المرحلة هو من الشيعة، أما صحبته الأمام علي بن الحسين التي ذكرها الشيخ الطوسي، فإنها ليست دليلاً على تشيعه أيضاً، فما أكثر محبي الإمام علي بن الحسين من علماء زمانه، وما أكثر من صحبه وأخذ عنه، بل إن جميع علماء المسلمين من غير المنحرفين عن أهل البيت، أو من علماء بني أمية يعدون أنفسهم من المتشرفين بحب آل البيت علیه السلام والرواية عنهم. وليس غريباً أيضاً أن يحسب على الشيعة، ولاسيما أن كثيراً من النخع كانوا من أصحاب أمير المؤمنين ، وفي مقدمتهم مالك الأشتر.
وروي أنه كان يشتم الحجاج، وأنه سجد حين سمع بوفاته، وأنه توارى عنه إلى أن مات. روي عن أبي عون أنه قال : كنت في جنازة إبراهيم فما كان فيها إلا سبعة أنفس، وصلى عليه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، وهو ابن خاله. وروى البخاري عن شعيب أنه مات متوارياً (ليالي الحجاج، فدفن ليلاً، فشهدت الصلاة عليه، وسمعت الشعبي يقول : مات رجل ما ترك بعده مثله، لا بالكوفة، ولا بالبصرة ولا بمكة ولا بالمدينة ولا بالشام وهي رواية على الرغم من شديد مبالغتها فإنها تدلل على منزلته العلمية ومكانته بين علماء زمانه آنذاك.
*الطبقات 270/6-284 ، التاريخ الكبير 1/ 333 برقم 1052، المعارف 463-464، 624، الثقات 8/4، مشاهير علماء الأنصار 163 برقم 748 ،جمهرة أنساب العرب 415، رجال الطوسي 9/57، 16/110، تهذيب الكمال 233/2 برقم 265، وانظر بهامشه مصادر عدَّة وفيات الأعيان 25/1، تنقيح المقال 121/5. الإفصاح 48/1-49.
ص: 231
4- أبو بحر الأحنف بن قيس السعدي التميمي
ولد يتيماً معاقاً، وفقد إحدى عينيه في إحدى المعارك، وأصيب بالجدري فتشوه وجهه، أسلم في عهد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولم يره، وروي عنه أنه دعا له صلوات اللّه وسلامه عليه، لأنه كان سبباً في إسلام رهطه.
كان رأساً في فتوحات الشرق زمن الخليفة عمر، وتنسب إليه غير وقعة فيه، وكان منصوراً في كل المعارك التي خاضها.
وهو من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، وأحد قادة جيشه بصفين، وعده الشيخ الطوسي مع من روى عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولم تثبت له صحبة ولا رؤية، ولكن روي أن النبيَّ صلوات اللّه وسلامه عليه دعا له لأنه كان من أسباب إسلام قيلته. وذكره الشيخ مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام ، وهو عنده من أصحاب الحسن بن عليعلیه السلام أيضاً. مات بالكوفة زمن مصعب بن الزبير، وكان صديقاً له.
وذكر ابن قتيبة أنه دفن بالقرب من قبر زياد بن أبيه في ثوية الكوفة. ولنا كتاب مطبوع عنه أصدرته إدارة العتبة العلوية المقدسة سنة 2009م.
*الطبقات 93/7-97 المعارف 425-423 رجال الطوسي 61/26، 6/57، 1/93، الأحنف بن قيس أعظم المعاقين في الإسلام.
5- أخنس بن مرثد
وهو صورة لأبشع الشخصيات الكوفية وأكثرها خسَّة ودناءة؛ ذكره الشيخ المفيد وقال : كان ممن شارك بنهب الحسين علیه السلام، فأخذ عمامته، وكان رفقة عشرة فيهم لعين يسمى إسحاق بن حياة (حوبة) داسوا جسده الشريف بخيولهم حتى رضوا ظهره. ولم أقف على انتقام اللّه منهما في الدنيا، أما عذا هما في الآخرة فعظيم. ونقل السيد مثنى الأعرجي عن كتاب اللّهوف أن المختار أخذه فربطه وأوطأ الخيل ظهره حتى مات لعنة اللّه عليه.
ص: 232
*الإرشاد 2 / 111، 112، المختار الثقفي وقتلة الأمام الحسين318 .
6- أربد التميمي
كوفيٌّ ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى، وذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي. وهو عند البخاري وابن حبان والمزي أربدة التميمي، وقال: سمع ابن عباس، وسماعه هذا يضعه مع الطبقة الأولى. وقال ابن حبان أصله من البصرة وكان يجالس البراء.
ترجم : له المزي وقال : ويقال: أربد التيمي، وهو عنده بصري أيضاً، وروى عنه أنه قال: ما سمعت بأرض فيها علم إلا أتيتها، وقال أيضاً: صاحب التفسير، وحصر الرواية عنه بأبي إسحاق السبيعي، ومما رواه عنه أن ابن عباس قال : (كنَّا نتحدَّث أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره).وعده مع الكوفيين عند ابن سعد قول ابن حبان كان يجالس البراء، وانفراد أبي إسحاق السبيعي بالرواية عنه يرجح انتقاله إلى الكوفة.
*الطبقات 300/6 ،التاريخ الكبير 2/ 63 برقم 1695 ،الثقات 52/4 ،تهذيب الكمال 310/2 برقم 297 .
7-الأرقم بن شرحبيل الأودي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد وغيره مع من سكن الكوفة، وعلى الرغم من أنه وضعه في طبقة من روى عن علي علیه السلام وأبن مسعود فإنه قال : لا نعلمه روى عن علي ، وروى عنه أخوه هزيل، وستأتي ترجمته كان ثقة قليل الحديث. وهو من أشراف الناس ومن خيارهم بحسب أبي إسحاق السبيعي، ومن خيار أصحاب ابن مسعود وجاء في الجمل أنه روى عن عبد اللّه بن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال في مرضه الذي توفي فيه :(« ابعثوا إلى علي فادعوه»)، فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبي بكر! وقالت حفصة: لو بعثت إلى عمر!
ص: 233
فأمسك النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وبعثتا إلى أبي بكر وعمر ؛ فلما حضرا عنده فتح النبي عينيه فرآهما فقال: «انصرفا، فإن تكن لي حاجة بعثت إليكما»). روى عنه أخوه أبو إسحاق السبيعي، وأبو قيس، وعبد اللّه بن أبي السفر. وثقه جماعة منهم ابن سعد وابن حبان، وأبو زرعة.
وذكر المزي روايته عن ابن مسعود وابن عباس وقال: وصحب ابن عباس إلى الشام. وقال التفرشي عنه : (تابعي فاضل ذكره الشهيد الثاني في درايته وهو حسن عند المامقانيين المؤلف والمحقق.
* الطبقات 177/6 ، التاريخ الكبير 2/ 46 برقم 1637، الثقات 54/4، الجمل 428 تهذيب الكمال 315/2 برقم 299 ،ميزان الاعتدال 171/1 برقم 691 ،تهذيب التهذيب 174/1 برقم 374 ، نقد الرجال 185/1 ،تنقيح المقال 391/8-393، معجم رجال الحديث 3/ 181 برقم 1084.
8- الأرقم بن عبد اللّه الكندي
تابعي من رؤوس شيعة الكوفة، ومن أصحاب حجر الذين أرسلهم زياد إلى معاوية بشهادة شهوده، ليقتلهم لأنهم بحسب شهادة أبي بردة بن أبي موسى الأشعري التي شهد عليها سبعون رجلاً من وجوه مجلس زياد فيهم رؤوس أرباع الكوفة، وهم عمرو بن حريث، وخالد بن عرفطة، وقيس بن الوليد، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري الذي كتب الشهادة التي ذكر فيها أنهم:( خلعوا الطاعة، وفارقوا الجماعة، ولعنوا أمير المؤمنين -معاوية- ودعوا إلى الحرب والفتنة وجمعوا الجموع، ونكثوا البيعة وخلعوا أمير المؤمنين-معاوية - وكفروا باللّه كَفرة صلعاء)؛ فسجنهم معاوية في مرج عذراء، وقتل ستة منهم، ونجا الأرقم بن عبد اللّه بشفاعة وائل بن حجر. ولم أقف له على ذكر في أحداث الكوفة من بعد.
*تاريخ الطبري 228/3 ،229 ،تاریخ مدينة دمشق 21/8 برقم 588 ، الكامل 483/4-484 تنقيح المقال 393/8.
ص: 234
9-أرقم بن يعقوب
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد وقال : روى عن عبد اللّه بن مسعود قوله : (كيف أنتم إذا أُخرِجتم إلى منابت الشيح والقيصوم؟ قلوا: من يخرجنا؟ قال: الترك). وقال ابن حبان تروى عنه المراسيل ذكره البخاري أيضاً، وقال:
روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
*الطبقات 205/6 ، التاريخ الكبير 2/ 46 برقم 1638.الثقات54/4 .
10- إسحاق بن حوبة الحضرمي
نقل السيد مثنى الشرع عن كتاب اللّهوف في قتلى الطفوف أنه ممن شارك في سلب أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام ، فأخذ قميصه، وامتطَّ شعره، وهو ممن داس صدره الشريف بحوافر فرسه، فأخذه المختار، وشدَّ يديه ورجليه وأوطأ الخيل ظهره حتى مات.
*المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين 318.
11- أسق
كذا ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى أبو هلال الطائي أنه قال: (كنت مملوكاً لعمر بن الخطاب وأنا نصراني، فكان يعرض علي الإسلام ويقول : إنك لو أسلمت استعنت بك على أمانتي، فإنه لا يحل لي أن أستعين بك على أمانة المسلمين، ولست على دينهم، فأبيت عليه فقال : لا إكراه في الدين فلما حضرته الوفاة أعتقني وأنا نصراني وقال : اذهب حيث شئت). والظاهر أنه أسلم بعد مصرع الخليفة عمر، ولكن لم أقف على زمان إسلامه ولم أقف له على خبر في غير الطبقات.
*الطبقات 158/6-159
ص: 235
12- أبو حسان، أسماء بن الحكم الفزاري
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد، وقال: روى عن علي علیه السلام، وإلى ذلك ذهب ابن حبان ،والمزي، وابن حجر، وكان قليل الحديث، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. وقال البخاري : روى عنه علي بن ربيعة الوالبي. وذكر المزي وابن حجر في ترجمته وقيل أيضاً : السلمي أبو حسان الكوفي.
كان مع أمير المؤمنين علیه السلام تحت راية عمار بحسب رواية نصر، وروي عنه أن رجلاً جاء يسأل عن عمار فلما عرَّفه بنفسه، أعلمه أنه شكٍّ بهذه الحرب بعد صلاة الناس، فأتى أمير المؤمنين عیه السلام ،فسأله فقال له الق عمَّاراً فانظر ما يقول فاتبعه فقال له عمار:( هل تعرف صاحب الراية السوداء المقابلتي ؟ فإنها راية عمرو بن العاص قاتلتها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثلاث مرات وهذه الرابعة ما هي بخيرهن ولا أبرهن بل هي شرهن وأفجرهن... أما إنهم سيضربوا بأسيافهم حتى يرتاب المبطلون منكم فيقولون: لو لم يكونوا على حقِّ ما طهروا علينا؛ واللّه ما هم من الحق على ما يقذي عين ذباب، واللّه لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر لعرفتُ أنَّا على حق وهم على باطل ...) وللرواية بقية فيه.
*وقعة صفين -321-322 ، الطبقات 225/6 ، التاريخ الكبير 54/2 برقم 1663 معرفة الثقات 223/4 برقم 84 الثقات 59/4 ، تهذيب الكمال 533/2 رقم 409، تهذيب التهذيب 235/1 برقم 504
13- أبو حسان، أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري
اختلف في كنيته، فقيل أيضاً أبو هند وقيل أبو محمد. عمه عيينة بن حصن الفزاري أحد المؤلفة قلوبهم. وهو من سكنة الكوفة، روى عن علي علیه السلام، ولكن لم أقف له على دور أو مشاركة في مشاهده، ولم يذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه.
وروى أسماء أيضاً عن ابن مسعود وعنه ولده مالك، وعلي بن ربيعة.
ص: 236
برز اسمه حين كان زياد بن أبيه والياً على الكوفة، وكان أحد شهوده على حجر وجماعته، ثم احتل مكانة واضحة في مجلس ولده عبيد اللّه بن زياد حين دخل الكوفة بعد وصول مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه لأخذ البيعة من أهلها، وكان لأسماء دوره في استدراج هاني بن عروة رضوان اللّه عليه إلى مجلس بن زياد، فقد أعطاه الأمان قبل أن يصحبه إليه، وحين هشم ابن زياد وجه هانئ اعترض أسماء على ما فعله به وقال : (أرُسُل غدرٍ سائر اليوم! أمرتنا أن نجيئك بالرجل حتى إذا جئناك به، وأدخلناه عليك هشمت وجهه وسیَّلت دمه على لحيته، وزعمت أنك تقتله! فقال له عبيد اللّه: وإنك لها هنا! فأمر به فلُهز، وتعتع به، ثم ترك فحبس)، وهو عند الشيخ المفيد حسان بن أسماء.
ولكن ذلك الدرس لم يمنعه أن يكون من بعد من كبار أعوان الحجاج، وتسبَّب في قتل عمير بن ضبابي، وكميل بن زياد بسيف الحجاج، فقد سأله عن عمير، وقال: (أليس فيمن خرج إلى عثمان؟ قال: بلى، قال: فهل بالكوفة أحد غيره؟ قال: نعم ،كميل قال علي بعمير فضربت عنقه، ودعا بكميل، فهرب)، ثم سلم نفسه بعد أن حاصر الحجاج أهله، فقتله، ولمصرعه رضوان اللّه عليه رواية ذكرناها في ترجمته.
قيل : إنه كان أحد أسخياء الكوفة المعدودين، وروي عنه أنه قال: (ما أحب أن أرد أحداً عن حاجة طلبها، لأنه لا يخلو أن يكون كريماً فأصون له ،عرضه أو لئيماً فأصون عرضي منه)، وعده ابن عبد ربه أحد ثلاثة من أجواد أهل الكوفة في عصر واحد، وهم عتاب بن ورقاء الرياحي، وأسماء، وعكرمة بن ربعي الفياض. وليت ذلك السخاء الذي اتصف به رافقته سيرة طيبة، ولكن نفسه سولت له أن يلغ بدماء الأبرار فتبوأ مقعده من النار.
والظاهر أن الرجل كان يملك قدرة على الروغان، فمن أموي إلى زبيريِّ، ثم إلى مرواني ؛ فبعد هلاك يزيد بن معاوية أصبح من أنصار عبد اللّه بن مطيع والي عبد اللّه بن الزبير أثناء ثورة المختار، وقد حوصر معه في قصر
ص: 237
الإمارة، وكان ممن أيد خروجه من القصر متسللاً، وبعد استسلام من بالقصر، عفا المختار عنهم وفيهم شبث بن ربعي وأسماء بن خارجة وشمر بن ذي الجوشن بعد أن بايعوه وأقسموا على عدم الخروج عليه أو نصرة أعدائه؛ ولكنهم استغلوا فرصة خروج إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد اللّه بن زیاد،فانقلبوا عليه وقاتلوه قتالاً شرسا وانظر تفصيلات ذلك في ترجمة هانئ، والمختار وغيرهما ممن عاصره، وشارك في تلك الأحداث.
كان سيد قومه. وقد مدحه غير شاعر، وقد بولغ بسماحته وكرمه، وحسن صفاته، وتروى عنه قصص جديرة بالذكر، ولكنه ضيع شرفه بمواقفه من شيعة أمير المؤمنين علیه السلام. وعلى الرغم من سيادته فإنه لم يجن من نصرته بني أمية وآل الزبير ما يحسد عليه، فلم يوله أحد ممن انحاز إليهم، ودافع عنهم، وقاتل قالاً شرساً لنصرتهم، لا آل زياد، ولا آل مروان، ولا آل الزبير، ولا الحجاج.
ذکر ابن الأثير أنه في سنة ست وستين مات أسماء بن خارجة، وتابعه خليفة بن خياط بحسب الذهبي، ويبدو أنه وهم في ذكر وفاته لأنه عاد فذكره مع مصائب بن الزبير سنة ثمان وستين في أثناء حربه مع الخوارج، ونراه بالكوفة سنة سبعين وقد أخبر أن بني تغلب قد قتلت عمير بن تغلب قد قتلت عمير بن الحباب، فقال: (لا بأس، إنما قتل الرجل في ديار القوم مقبلاً غير مدبر، ثم قال :
يدي رهن على سليم بغارة *** تشيب لها أصداغ بكر بن وائل
وتترك أولاد الفدوكس عالة *** يتامى أيامى نُهزة للقبائل
والظاهر أن وفاته كانت بعد سنة سبعين أو في أثنائها. ولكن ابن عساكر :قال مات سنة ست وستين وهو ابن تسعين سنة، وقال ابن حبان مات سنة خمس وستين وهو ابن ثمانين سنة، وقال القطامي في رثائه، وقيل: الأخطل
إذا مات ابن خارجة بن حصن *** فلا مطرت على الأرض السماء
ص: 238
ولا رجع البريد بغنم جيش *** ولا حملت على الطهر النساء
وذكر الذهبي أنه كانت له صحبة يسيرة وقال ولا رواية له ولا لعيينة، ولم أقف على مثل هذا عند غيره.
* تاريخ الطبري 683/2، 227/3، 282، 446،286، 501 ، التاريخ الكبير 552 برقم 1664، العقد الفريد 1 156، 249، 314، الثقات 95/4، الإرشاد 50/2 ،تاريخ مدينة دمشق 51/9 برقم 758 وله فيه ترجمة مطولة، الكامل 29-27/4، 225 260 ، 284 ، 317 ، سير أعلام النبلاء 3 /535 برقم 141.
14- أبو قيس الأسود بن قيس العبدي
كوفي، قيل : من بجيلة، روى عن أبيه وأخيه علي. وعن ثعلبة بن عباد العبدي، وجندب بن عبد اللّه البجلي، وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص وغيرهم، وعنه إبراهيم بن طهمان وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشريك بن عبد اللّه النخعي، وغيرهم ذكرهم المزي. وذكر أن ابن المديني :قال روى عن عشرة مجهولين غير معروفين وقال هو ثقة عند العجلي والنسائي وابن معين.
قال عنه العجلي : (كوفي، تابعي ثقة، حسن الحديث، وهو في عداد الشيوخ الكبار من أصحاب سفيان).
وروى ابن حجر أن شريك بن عبد اللّه النخعي قال: (أما واللّه إن كان الصدوق الحديث عظيم الأمانة مكرماً للضيف)، ليس له من دور يذكر.
*التاريخ الكبير448/1 برقم 1432، معرفة الثقات 228/1 برقم 102 الثقات ،324 تهذيب الكمال 229/3 برقم 506 ،تهذيب التهذيب 298/1 برقم 622.
15- الأسود بن قيس المرادي
لم أقف للأسود على ذكر قبل معركة صفين، ولعل قبيلته مراد لم تكن
ص: 239
لها من مشاركة في معركة الجمل. وعلى الرغم من أن غالبية رجالها قد انحازوا إلى علي علیه السلام، وكانوا من شيعته وفي مقدمتهم هاني بن عروة، فإنعبد الرحمن بن ملجم لعنة اللّه عليه كان منهم أيضاً.
ومراد من القبائل التي شاركت في معركة القادسية، واستوطنت الكوفة من بعد، وهي من القبائل الكوفية الجديرة بدراسة موسعة.
وعلى الرغم من أن الأسود بن قيس كان من قادة جيش أمير المؤمنين علیه السلام في معركتي صفين والنهروان، فإني لم أقف له على ذكر قبلهما، إلا رواية رواها عنه عبيد بن حارثة ؛ وهي قوله : (سمعت عثمان وهو يخطب، فأكبَّ الناس ،حوله، فقال: اجلسوا يا أعداء اللّه فصاح به طلحة : إنهم ليسوا بأعداء له ؛ لكنهم عباده ؛ وقد قرأوا كتابه)، وفيها دلالة على أنه كان بالمدينة أثناء اضطراب الأحداث بها.
وذكره نصر والطبري وابن الأثير مع من شهد صفين مع أمير المؤمنين ، وكان من ،فرسانها، وروي أنه قال حين وقف على عبد اللّه بن كعب الكندي وهو يجود بنفسه بعد أن ناداه عزَّ عليَّ واللّه مصرعك، أما واللّه لو شهدتك لآسيتك، ولدافعت عنك، ولو رأيت الذي أشعرك لأحببت ألا يزايلني حتى أقتله أو يلحقني بك، ثم نزل إليه فقال: أما واللّه إن كان جارك ليأمن بوائقك إن كنت لمن الذاكرين اللّه كثيراً، أوصني رحمك اللّه. ثم قال : أوصيك بتقوى اللّه عزّ وجلَّ، وأن تناصح أمير المؤمنين، وتقاتل معه المحلّين حتى يظهر أو تلتحق باللّه وأبلغه عنّي السلام، وقل له: قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك ؛ فإنه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب ثم لم يلبث أن مات فأخبر الأسود أمير المؤمنين بموته فقال عليه السلام:( رحمه اللّه جاهد معنا عدونا في الحياة، ونصح لنا بعد الوفاة).
وكان الأسود في معركة النهروان من قادة جيش الإمام أيضاً، فقد بعثه في ألفي فارس وحين نزل من بقي من الخوارج، حمل عليهم الأسود، (وجاءتهم الخيل من نحو علي فأهمدوا في الساعة.). وروى الطبري أنه بعد
ص: 240
انجلاء المعركة سار عدي بن حاتم صحبة الأسود بن يزيد، والأسود بن قيس المراديان، فالتقاهم العيزار بن الأخنس السدوسي، فعرف المراديان من لهجته أنه من الخوارج فأخبرا أمير المؤمنين بخبره فقال لهما أنه لا يحل قتله، فقال عدي: ادفعه إلي يا أمير المؤمنين وأنا أضمن ألا يأتيك من قبله مكروه، فدفعه إليه.
ويبدو أنه لم يكن له دور يذكر بعد النهروان، ولكن يستشف من رواية ذكرها المجلسي عن مناقب ابن شهر آشوب أنه كان حيّاً يوم استشهد أبي عبد اللّه الحسين، فقد روي عنه أنه قال : لما استشهد أبي عبد اللّه ظهرت حمرة في السماء مدَّة ستة أشهر، ولم أقف له على ذكر في رجال الشيخ الطوسي،
ولا في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي!
*وقعة صفين 457-456 تاريخ الطبري 100/3، 122 ،123، الكامل 314/3 ،346 شرح نهج البلاغة 15/9، تاريخ الإسلام 15/5 ،بحار الأنوار 216/45 برقم 39 ،تهذيب المقال /3811 الكوفة وأهلها في صدر الإسلام 272.
16-أبو سلام، الأسود بن هلال المحاربي
من محارب بن خصفة، كوفيٌّ، روى عن عمر ،خصفة كوفي، روى عن عمر ومعاذ بن جبل وعبد اللّه بن مسعود وغيرهم. ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، ولم يرو عن علي علیه السلام ، ووثق ابن حجر كوفيته أيضاً؛ وعنه أبو إسحاق السبيعي وأشعث بن أبي الشعثاء وغيرهما، روي عنه أنه قال: (هاجرت في زمان عمر بن الخطاب فقدمت المدينة بإبل لي فدخلت المسجد، فإذا عمر بن الخطاب يخطب الناس وهو يقول : أيها الناس حجوا وأهدوا فإن اللّه يحب الهدي، قال : فخرجت وقد تعلق بزمام كل راحلة رجل فساوموني بها فأصبت سوقاً).
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال: كان من خيار أهلها، وقال ابن حجر: وله إدراك. وقال : وثقه النسائي، وذكر العجلي أنه كان جاهليّاً من أصحاب عبد اللّه وكان رجلاً صالحاً. وروى ابن سعد والمزي
ص: 241
وغيره أنه توفي زمن الحجاج بعد وقعة دير الجماجم سنة أربع وثمانين، وإلى ذلك ذهب ابن حبان في تحديد تاريخ وفاته ولكن ابن الأثير قال : توفي بها. ولم أقف له على دور يذكر في
أحداث عصره.
*الطبقات 119/6، التاريخ الكبير 1/ 449 برقم 1436، معرفة الثقات 229/1 برقم ،103 ،مشاهير علماء الأمصار 164 برقم 757 ،أسد الغابة 88/1 ،تهذيب الكمال 231/3 برقم 508 تهذيب التهذيب 299/1 برقم سیر أعلام النبلاء 257/4برقم94.
17-أبو عمرو الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد اللّه النخعي
کوفيٌّ، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، ذكره ابن سعد، وقال: وقيل: كنيته أبو عبد الرحمن، وهو ابنه وأخوه عبد الرحمن أيضاً، وهو خال إبراهيم النخعي، وقد صلى عبد الرحمن ولد الأسود على إبراهيم.
روى عن أبي بكر وعمر وعلي علیه السلام، وعبد اللّه بن مسعود، وسمع من معاذ بن جبل باليمن حين بعثه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. حصر البخاري روايته بأبي بكر وعمر، وروى أنه (كان الأسود صواماً قواماً حجَّاجا) وروى عن الأسود بن يزيد أنه حضر زواجه بأم علقمة بن قيس، والظاهر أنه عمه، فقد روى البخاري عن أبي نعيم : علقمة عم الأسود.
و روى عن سلمان وأبي موسى وعائشة وروي أنها قالت ما بالعراق رجل أكرم علي من الأسود، وروى عنه قولها: (تزوجني رسول اللّه وأما بنت تسع سنين -تريد دخل بي- وكنت عنده تسعاً)، ولم يرو عن عثمان. وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين ، ولكن من دون أن يذكر له نسبة ولا كنية.
ويبدو أنه كان من طلائع جند الفتح فقد ذكر الطبري أنه كان مع سعد بن أبي وقاص سنة أربع عشرة في قتاله رستم بالنجف وروي أيضاً أنه كان النفر الذين شهدوا أبا ذر الغفاري بالربذة، وشاركوا بدفنه.
ص: 242
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة وقال : كان صواماً قوَّاماً فقيها زاهداً. وروى الطبري أنه من أشراف أهل الكوفة الذين اختارهم سعيد بن العاص لمجلسه في ولايته عليها سنة ثلاث وثلاثين ومن الجماعة التي حثت أهل الكوفة على نصرة عثمان حين كتب لأهل الأمصار يطلب نصرتهم.
وعلى الرغم من أني لم أقف له على مشاركة أو ذكر في مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام ، فقد روي أنه ولاه بحسب رواية نصر بعدما نزل الكوفة على المدائن وجوخا كلها.
انحاز بعد هلاك يزيد بن معاوية إلى عبد اللّه بن الزبير، فقد روى ابن سعد أن يونس بن أبي إسحاق حدثه عن أبي إسحاق قال : (كنت أنا والأسود في الشرطة مع عمرو بن حريث ليالي مصعب).
تحدثوا عن كثرة عبادته وأسهبوا، حتى قيل: إنه كان يصلي في اليوم سبعمائة ركعة، ويصوم الدهر، ويختم القرآن في ليلتين في رمضان، وفي غيره في ست ليال، وروي عن أشعث بن أبي الشعثاء قال: رأيت الأسود وعمرو بن ميمون أهلَّا من الكوفة، وهو جائز في النذر، روي أنه كان يصوم في اليوم الشديد الحر حتى يسود لسانه، وكان يصوم في السفر، وقيل: ذهبت إحدى عينيه من الصوم روي أيضاً أنه طاف بالبيت ثمانين ما بين حجة وعمرة، وكان لا يصلي على جنازة موسر لم يحج.
وكل ذلك لن يشفع له إن صحَّ ما روي من أنه كان يقع في أمير المؤمنين علیه السلام، فقد روي عن سلمة بن كهيل أن الأسود بن يزيد ومسروق الأجدع (كانا يمشيان إلى بعض أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فيقعان في علي عليه السلام؛ فأما الأسود فمات على ذلك، وأما مسروق فلم يمت حتى كان لا يصلي لله تعالى صلاة إلا صلى بعدها على علي بن أبي طالب الحديث سمعه من عائشة في فضله).
ذكر ابن سعد والبخاري أن الأسود توفي بالكوفة سنة خمس وسبعين، وإلى ذلك ذهب ابن حبان، وروي أيضاً أن وفاته كانت سنة أربع وسبعين
ص: 243
وقيل : كان ثقة، وله أحاديث صالحة.
*الطبقات 70/6 - 75 ،التاريخ الكبير 1/ 449 برقم 1436، المعارف 134، 432، تاريخ الطبري 397/2، 630، ،637، 654 الثقات 314، مشاهير علماء الأمصار 161 برقم 742 ،رجال الطوسي 11/57 ،الكامل 134/3، 392/4، شرح نهج البلاغة 306/4 ،تهذيب الكمال 233/3 برقم 509 الزيارات الاعتدال 221/4، سير أعلام النبلاء 50/4 برقم 13، تنقيح المقال 44/11.
18- أسيد بن مالك الحضرمي
كوفيٌّ، كان في جيش عمر بن سعد، وهو عند ابن الأثير مالك بن أسيد الحضرمي، وشارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام، وقيل : قتل عبد اللّه بن مسلم، وقيل: الذي قتله عمرو بن صُبَيح الصيداوي أو الصائدي. وستأتي ترجمته .
و ذكر أبو الفرج ! أسيداً هو زوج طوعة، وهي أم ولد كانت للأشعث فأعتقها . وقد أنجبت من أسيد ولداً اسمه ،بلال كانت يوم دخل بيتها مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه في باب دارها تنتظره وقد خرج مع الناس، فكان بئس الخلف لتلك المرأة النجيبة وكان زوجها أيضاً بئس الزوج ..
*تاريخ الطبري 343/3 ،مقاتل الطالبييين 104، الكامل93/4 .
19- أسيم بن حصين العبسي
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن عمر بن الخطاب وحجّ معه.
*الطبقات 157/6 .
ص: 244
20- أبو القاسم، الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو
كوفيٌّ ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وهو تميمي من مجاشع، من خيار أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، بل من خاصة أصحابه المقربين، ذكره النجاشي خامس الطبقة الأولى في رجاله، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه، روي أنه كان صاحب شرطته. وقد اتهم بالضعف في روايته لشدة تشيعه، وعده ابن قتيبة أيضاً منهم وكيف لا يضعف وهو من خاصة أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، ومن غريب ما وقفت عليه عند غالبية علماء مدرسة الحديث أنهم وقفوا موقفًا غاية في السلبية مع الخاصة من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، ولك أن تنظر ما أوردوه عن جميع صحابته علیه السلام ممن ترجمنا لهم، ولاسيما من قتله ولاة بني أمية وآل مروان.. وقد أورد المزي في ترجمته عن أبي بكر بن عياش قوله : (الأصبغ بن نباتة، وميثم، وهؤلاء الكذابين)، وروى عن بن معين أن (الشعبي رأى رشيداً الهجري، وحبَّة العرني، والأصبغ بن نباتة ليس يساوي كلهم شيئاً).
ترجم له المزي، وذكر من روى عنهم ومن رووا عنه، وذكر موقف أصحاب الحديث منه ومن روايته، واتفاقهم على ضعفه، واتفاقهم أيضاً على تشيعه وفتنته بأمير المؤمنين علیه السلام. إلا أن العجلي قال عنه في ثقاته: (كوفي تابعي ثقة)، وقال أحمد بن عدي : (إذا حدث عن الأصبغ ثقة فهو عندي لا بأس بروايته، وإنما أتى الإنكار من جهة من روى عنه لعله يكون ضعيفاً).
نقل الشيخ الغروي رسالة الخليفة عثمان إلى علي عليه السلام حينما حصر، وقد جاء فيها (أما بعد، فقد جاوز الماء الزبي، وبلغ الحزام الطبَّين، وتجاوز الأمر بي قدره، وطمع في من لا يدفع عن نفسه، ثم تمثل شعراً :
فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل *** وإلا فأدركني ولمَّا أمزق).
روى نصر بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال: إن أمير المؤمنين علیه السلام حينما نزل الكوفة لم ينزل بقصر الإمارة، ونزل على جعدة بن هبيرة، و(إن رجلاً سأل عليّاً بالمدائن عن وضوء رسول اللّه عليه الصلاة والسلام، فدعا
ص: 245
بمخضَب من برام -قِدر من حجارة- قد نصفه الماء. قال علي: من السائل عن وضوء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقام الرجل، فتوضأ علي ثلاثًا ثلاثا، ومسح برأسه واحدة ، وقال : هكذا رأيت رسول اللّه يتوضأ) ولاشك أن الطريق إلى الرواية مشوهة لأنها لا تتناسب مع المروي عن ابن عباس حول وضوء النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، ويدفعها ما ذكره الكليني عن صفة وضوء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من غير طريق، وروى أيضاً بسنده عن زرارة عن الإمام الباقر علیه السلام حول الوضوء قوله : (إن اللّه وتر يحب الوتر، فقد يجزئك من الوضوء ثلاث غرفات، واحدة للوجه، واثنتان للذراعين، وتمسح ببلة يمناك ناصيتك، وما بقي من بلة يمينك ظهر قدمك اليمنى وتمسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليسرى. قال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام :سأل رجل أمير المؤمنين علیه السلام عن وضوء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فحكى مثل ذلك).
وروى نصر عن الأصبغ أيضاً قول أمير المؤمنين عليه السلام: (يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفًا على غُرة الشمس يدخلون الجنة بغير حساب). كان من رسله إلى معاوية، وله في مجلسه موقف دلَّ على شجاعة في قول الحقِّ، وكان معه بصفين، وروى نصر قوله في أحد أيامها : (يا أمير المؤمنين إنك جعلتني على شرطة الخميس، وقدمتني في الثقة من دون الناس، وإنك اليوم ! تفقد لي صبراً ولا نصراً، وأما أهل الشام فقد هدهم ما أصبنا منهم، ونحن ففينا بعض البقية، فاطلب بنا أمرك، وأذن لي في التقدم. فقال له عليعلیه السلام: تقدم باسم اللّه).
عدَّه الشيخ الطوسي أيضاً من أصحاب الإمام الحسن علیه السلام، وقال النجائي: روى عن أمير المؤمنين علیه السلام عهده إلى مالك الأشتر ووصيته إلى ولده محمد، وذكر ذلك الشيخ الطوسي أيضاً، وقال السيد الخوئي: إن الطريق إلى عهد مالك صحيح، ولكنه إلى الوصية ضعيف.
يبدو أنه كان بمغازي خراسان بعد استشهاد أمير المؤمنين علیه السلام، فقد وردت رواية عند المزي بسندها عن يونس بن أبي إسحاق قال: كنت مع أبي
ص: 246
في المغازي بخراسان، فكان يدور تلك الفساطيط ولا يعرض لفسطاط الأصبغ بن نباتة).
ذكره الشيخ المفيد مع شرطة الخميس، وروى عنه غير رواية، وذكره ابن طاووس بين عشرة من ثقاة أمير المؤمنين علیه السلام ، وذكر المزي أن ابن حبان قال: (فتن بحب علي فأتى بالطامات، فاستحق الترك)، فهنيئا له الحب. وانشغل الذهبي بمن اتهمه بالضعف، وروى عنه في الميزان عن أبي أيوب عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : «أمرنا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين»، قلت يا رسول اللّه مع من قال: «مع علي بن أبي طالب»، وكأنه هو لوحده الذي روى، ولم يسبقه إلى روايته غير واحد من كبار الصحابة، روى عنه أيضاً أن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه أخبر عليّاً أنه سيضرب (بسبع عشرة تمضين من ،رمضان وهي الليلة التي مات فيها موسى وأموت لاثنين وعشرين تمضين من رمضان وهي الليلة التي رفع فيها عيسى)، والرواية ليست خاصة بالأصبغ أيضاً، فقد ذكر ابن الأثير أنه علیه السلام كان يعرف تاريخ موته باليوم والليلة. انشغل ابن حجر بمن قال بتضعيفه ولم يأت بشيء. ذكر النجاشي أنه عمَّر بعد استشهاد أمير المؤمنين ولكنه لم يذكر تاريخا لوفاته.
*وقعة صفين 5 ،127، 146، 406 ، الطبقات 225/6 التاريخ الكبير 2 /35 برقم ،1594 معرفة الثقات 234/1 برقم 113 ، المعارف ،624 لمجروحين ،1731، الاختصاص 65 الكافي 243-25 رجال الطوسي 2/57، 2/93، الفهرست 185 كشف المحجة ،174 رجال النجاشي 8 برقم 5 تهذيب الكمال 311-308/3 برقم ،537، تهذيب التهذيب 1/ 316 برقم 658، میزان الاعتدال 1/ 271 برقم 1014، الإفصاح 1/ 153-154، وانظر مصادر أخر في هوامشه، معجم رجال الحديث 1324 برقم 1517 موسوعة التاريخ الإسلامي 4154 ،43،5، وما أدراك ما علي 460/1-461، وضوء عبد اللّه بن عباس 30 وما بعدها.
ص: 247
21- أبو مسلم، الأغر بن سليك
قال ابن سعد: (وفي حديث آخر الأغر بن حنظلة)، وقال: ولعله نسب إلى جده سليك بن حنظلة، وذكره مع الطبقة الأولى من التابعين.
ذكر المزي أن النسائي روى له حديثاً وأحداً عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قوله: «ما من قوم يذكرون اللّه إلا حفَّت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم اللّه في الملأ عنده»، وروى أن أمير المؤمنين علیه السلام، قال : (ثلاثة يبغضهم اللّه : الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المحتال)، وفي رواية أخرى: (إن اللّه يبغض من خلقه الأشمط الزاني، والغني الظلوم والعائل المستكبر).
وذكر ابن حبان والمزي أنه روى عن علي وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم، وعنه السبيعي، وعطاء وعده البخاري مع الكوفيين، وقال: روى عنه سماك بن حرب، وعلي بن الأقمر وقال العجلي كوفي، تابعي ثقة. ولم أقف له على دور في أحداث عصره
*الطبقات 243/6 ، التاريخ الكبير 44/2 برقم 1631، معرفة الثقات 234/1 برقم 115 الثقات 53/4 ، تهذيب الكمال 3/ 314 برقم 540 تهذيب التهذيب 318/1 برقم 661
22- كتل بن شماخ العكلي
كذا ورد اسمه عند ابن سعد بنقطتين، وذكره مع الطبقة الأولى من التابعين. وهو كوفي، كان أحد قادة جند الفتح سنة ثلاث عشرة، وشهد معركة الجسر مع أبي عبيدة بن الجراح، ومن فرسان واقعة النمارق، وأسر فيها قائد إحدى مجنبتي الجيش الفارسي المدعو مردنشاه وقتله، وهو أيضاً من فرسان معركة القادسية، وله فيها آثار محمودة.
روى عن علي علیه السلام، وروي عن عبد اللّه بن نجي، وابن الكلبي أن عليّاً قال:( من سره أن ينظر إلى الفصيح الصبيح فلينظر إلى أكتل بن شماخ)،
ص: 248
وذكر الرواية ابن حجر أيضاً، وعن ابن الكلبي، وقال له إدراك. ونعته الصفدي بالصحابي، ولم يذكره الشيخ الطوسي في رجاله، ولم أقف له على الرواية عند أحد من علماء الرجال عند الإمامية الذين رجعت إليهم، ولا في كتابي الجمل وصفين وهو عند ابن الأثير أكثل بثلاث نقط، وترجم له المامقاني باسم أكثل، بثلاث نقط أيضاً، وقال: عده ابن عبد البر من الصحابة، وقال: لم أستثبت حاله.
*الطبقات 245/6 تاريخ الطبري 363/2، الاستيعاب 1/ 143 الكامل 435/2 ،أسد الغابة 111/1، الإصابة 350/1 برقم 484 الوافي بالوفيات 198/9 تنقيح المقال 283/1.
23-أوس بن ضمعج النخعي الحضرمي
كوفي، وروى عن سلمان وأبي مسعود الأنصاري، والبراء بن عازب، وعائشة. أدرك الجاهلية وقيل: إنه ثقة قليل الحديث. وترجم له البخاري في تاريخه وقال : روى أن أباه أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سمع أكل عند عائشة ثم صلَّى ولم يتوضأ. وحدث عن عروة عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «توضّأوا مما غيرت النار».
وهو نخعي كوفي عند المزي وغيره، وعنه السدي، والسبيعي، وذكر ابن حجر أنه تابعي كبير ثقة، وكان من القراء الأول، وروى له مسلم والأربعة. وذكره ابن الأثير أيضاً مع الكوفيين، وعده من ، وعده من الصحابة في أسده، وهو عنده ابن صمعج بالصاد غير المعجمة، وكذا عند المامقاني، وروى ابن الأثير بسنده عنه أيضاً قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «لا يؤم الرجل في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه»، والحديث المذكور رواه أيضاً عقبة بن عمرو -راجع ترجمته- وقال : توفي سنة ثلاث وسبعين. وكان ابن حبان وغيره قد ذكروه وقالوا : توفي سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
*الطبقات 213/6 ، التاريخ الكبير 17/2 رقم 1543 الثقات
ص: 249
43/4 م،شاهير علماء الأمصار 171 برقم 797، أسد الغابة 147/1 ، الكامل 274/4 تهذيب الكمال 390/3 برقم 579 الإصابة 358/1 برقم 497 تهذيب التهذيب 390/3 برقم 579 تنقيح المقال 287/11 برقم 1174
24- أوس بن عبد اللّه المرادي
من أهل الكوفة ، روى عن عمر بن الخطاب، وروى عنه أهلها بحسب ابن حيان. ولم أقف له على ما يذكر.
* الثقات 43/4 .
25 -أوس بن مِعْلَق الأسدي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن أمير المؤمنين علیه السلام ، وسمعه يقول: (ليكونن بهذه السدَّة دماء تبلغ من الخيل إلى ثُننها)، ويبدو أن التي انفردت بالرواية عنه زوجته نبل بنت بدر؛ ولم أقف له على ما يذكر.
*الطبقات 245/6 .
26- أبو صالح، باذام
و قيل : اسمه باذان، كوفي ذكر المزي أنه روى عن علي علیه السلام، وابن عباس، وأم هانئ بنت أبي طالب، وهو من مواليها، وعده ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين على الرغم من روايته عن علي علیه السلام وابن عباس، وعلى الرغم من قوله : (وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس) الذي رواه عنه محمد بن السائب الكلبي. ذكره البخاري، وضعفه أصحابه. وقال المزي روى عنه السدي، والسفيانان الثوري والأعمش، وجعدة بن أم هانئ، وسمال بن ،حرب وغيرهم، وذكر اختلاف أهل الحديث فيه ما بين موثق ومضعف.
ص: 250
وصف بكبر اللحية، وأنه يخلّلها. ذكر ابن قتيبة أنه كان لا يحسن أن يقرأ القرآن نظراً، وروى أن الشعبي كان يراه فيقعده ويقول له: (تفسر القرآن ولا تحسن أن تقرأ نظراً، وكأن المراد أنه لم يكن يحسن القراءة، جرَّحه جمهور من أهل الحديث ذكرهم الشيخ المظفر.
وهو ليس باذان الذي كان والياً لكسرى على اليمن، وذكر له ابن هشام حكاية، تدخل من باب معاجز رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقد أسلم من بعد هو ومن معه.
*السيرة 67-65/1 ،الطبقات 296/6 التاريخ الكبير 2/ 144 برقم 1988، المعارف ،479 تهذيب الكمال 6/4 برقم 636 ، الخرائج والجرائح 1321 ، الإفصاح 173/1-174، وبها مشهما مصادر أخر.
27- بجدل بن سليم الكلبي
ذكره السيد مثنى الشرع نقلاً عن كتاب اللّهوف مع من شارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين، وقد قطع إصبعه وأخذ خاتمه، فتمكن منه المختار، وأمر بقطع يديه ورجله، وترك حتى مات.
*المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين 312.
28- بجير بن عبد اللّه المسلي
كذا ذكره الطبري في تاريخه، وهو في كامل ابن الأثير بحير بن عبد اللّه المسكي، وفي نسخة منه السلمي كما ذكر محققه.
وهو عندهما من أصحاب المختار، ولكني لم نقف له على دور في ثورته، ولا بين أخباره، إلا أنه يوم خروج المختار من قصر الإمارة مع نفر من أصحابه بعد هزيمة جيشه كان مع المحاصرين الذين امتنعوا من الخروج مع المختار وآثروا الاستسلام، ظنًّا منهم أن مصعب بن الزبير سيعفو عنهم، وهم آلاف، وقد حاول نفر كثير منهم بعد أن نزلوا عند حكمه طلب العفو منه، وحين كاد يرق لهم ويعفو قام النفر الكوفي الذي هرب إلى البصرة من
ص: 251
المختار بعد انتصاره عليهم، وحرَّضه على قتلهم جميعاً وهم مكتفين بالأغلال، وساوموه بين أن يختارهم أو يختار الأسرى، فاختارهم، وقد غدروا به من بعد. وقتل الأسرى جميعاً على الرغم من توسلات بعضهم، وهم قرابه سبعة آلاف رجل بحسب المسعودي. وقد خاطبه بجير قبل أن ينفذ فعلته بقوله: (الحمد لله الذي ابتلانا بالأسر وابتلاك بأن تعفو عنَّا؛ هما منزلتان إحداهما رضا اللّه، والأخرى سخطه، من عفا عفا اللّه عنه وزاد عزّاً، ومن عاقب لم يأمن القصاص، يا ابن الزبير نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم ولسنا تركاً أو ديلماً، فإن خالفنا إخواننا من أهل مصرنا ؛ فإما أن نكون أصبنا وأخطأوا، وإما أن نكون أخطأنا وأصابوا، فاقتتلنا بيننا كما اقتتل أهل الشام بينهم، ثم اجتمعوا، وكما اقتتل أهل البصرة واصطلحوا واجتمعوا وقد ملكتم ،فأسجحوا وقد قدرتم فاعفوا فمازال بهذا القول حتى رق لهم الناس ومصعب، وأراد أن يخلي سبيلهم).
*تاريخ الطبري 491/3 ،الكامل 273/4. وانظر أيضاً ترجمة المختار؛ وستأتي.
29- بحر بن كعب بن عبيد اللّه التيمي
كوفي، كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام، وحين بقي وحيداً يقاتل قتال الأسود الضواري، أقبل غلام من أهله علیه السلام يركض كي يلتحق به، وفي أثنائها هوى بحر بن كعب بسيفه، يريد قتل الإمام عليه السلام؛ (فقال الغلام: يابن الخبيثة، أتقتل عمي! فضربه بالسيف، فاتقاه الغلام بيده فأطنها إلا جلدة، فإذا يده معلقة)؛ فضمه أبو عبد اللّه علیه السلام، وصبَّره، ودعا له. وهو عند أبي افرج أبحر، وعند الشيخ المفيد أبجر.
وكان علیه السلام بحسب الطبري (دعا بسراويل محققة يلمع فيها البصر، يماني محقق ففزره-شقه-، ونكثه لكي لا يسلبه، فقال له بعض أصحابه: لو لبست تحته تُبّاناً! -سراويل يستر العورة قال : ذلك ثوب المذلة، ولا ينبغي لي أن
ص: 252
ألبسه؛ فلما قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه إياه فتركه مجرَّدًا). فأي بشر كان لعنة اللّه عليه. ولم أقف على ما كسبه من عبيد اللّه بن زياد من وراء فعلته الخسيسة تلك. ونقل السيد مثنى الشرع عن كتاب اللّهوف أن المختار تمكن منه فربطه وداست الخيل ظهره حتى مات.
*تاريخ الطبري 333/3 ، مقاتل الطالبيين 116 الإرشاد 2 /110 ،111 ،الكامل 77/4 ، 78 ، المختار وقتلة الإمام الحسين 318 .
30- البراء بن ناجية الكاهلي
كوفي، روى عن عبد اللّه بن مسعود بحسب بن سعد، وتابعه المزي :وقال : ويقال المحاربي، روى عنه ربعي بن حراش عن ابن مسعود حديث «تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين»، وأنكر البخاري: سماعه عن ابن مسعود، وقال الذهبي: لا يعرف البراء إلا بالحديث السابق الذكر، وقال: وفيه جهالة، وتفرد عنه ربعي بن حراش...
* الطبقات 6 /206 ، التاريخ الكبير 118/2 برقم 1891، تهذيب الكمال 40/4 برقم 652 ،میزان الاعتدال /3021 برقم1142 .
31-أبو أسماء بشر بن سوط الهمداني
كوفيٌّ، كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين وكبه اللّه على وجهه في جهنم بقتله عبد الرحمن بن عقيل رضوان اللّه عليه، وروي أن الذي قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني، وروي أنهما اشتركا في قتله:وقيل : إن بشراً قتل أيضاً جعفر بن عقيل بن أبي
طالب.
وروى الطبري أن المختار بعد نجاح ثورته بعث عبد اللّه بن كامل إلى بشر بن سوط، وعثمان بن خالد بن أسير الدهماني، فأحاط عبد اللّه بمسجد بني دهمان، وقال : عليَّ مثل خطايا بني دهمان منذ يوم خلقوا إلى يوم يبعثون
ص: 253
إن لم أوت بعثمان أن أضرب أعناقكم إلى آخركم، فخرجوا مع الخيل في طلبه فوجدوهما جالسين في الجبَّانة يريدان الخروج إلى أرض الجزيرة، فأخذاهما، إلى عبد اللّه فخرج بهما إلى موضع بئر الجعد فضرب أعناقهما، ورجع فأخبر المختار. فأمره أن يرجع إليهما ويحرقهما بالنار. وهو ابن الخوط في كامل ابن الأثير، وقد يكون من أخطاء الطباعة، وهي كثيرة فيه.
*تاريخ الطبري 331/3 ، 343،463 مقاتل الطالبيين 96 الكامل 92/4 .
32-أبو أسماء بشر بن شميط القانصي
ذكره السيد مثنى الشرع مع من شارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين، وشارك في قتل عبد الرحمن بن مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه، فتمكن منه المختار فأمر بقطع عنقه وإحراقه.
*المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين 312
33- بشر بن غالب
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية، ولم يضف أية معلومة تنبئ عن خبره، وجميع من عده من هذه الطبقة روى عن صغار الصحابة ومتأخريهم. وذكره البخاري، وقال: سمع الحسين بن علي علیه السلام، وروى عنه ابن شوع، وهو أخو بشير بن غالب، وحديثه في الكوفيين. وذكره الشيخ الطوسي مع أصحاب الحسين علیه السلام.
*الطبقات 6/ 300 ،التاريخ الكبير 2/ 81 برقم 1761، رجال الطوسي 1/99.
34- بشر بن قحيف العامري
كوفي، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر بن الخطاب، وتابعه أبو نعيم أيضاً. ومما روى له البخاري عن عمر
ص: 254
قوله : (في الأرنب حَمَل، يعني إذا أصابه في الحرم). وذكر ابن الأثير أن أحمد بن سيار المرزوي عدة من الصحابه وقد روى عنه أنه قال: (كنت أشهد الصلاة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فكان ينصرف حيث كان وجهه مرَّة عن يمينه، ومرَّة عن يساره )!، قال ابن الأثير : وقد وهم، فهو ليس من الصحابة، وذكره البخاري في التابعين. ومما رواه عن المغيرة بن شعبة بزعمهما أيضاً أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يتوضأ، ويمسح على خفيه، وهو كلام باطل يدفعه ما ورد عن علي علیه السلام ، وابن عباس، وأنس، وما رواه الكليني في صفة وضوء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
* الطبقات 156/6 ،التاريخ الكبير 822 برقم 1763، الثقات 4/ 69، الكافي 243-25 أسد الغابة 1891، وانظر في وضوء النبي صلوات اللّه وسلامه عليه الكافي 24/3، ووضوء عبد اللّه بن عباس 31، 56-59
35- بشر بن قيس
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، قال: (روى عن عمر في الصيام)، وأيد البخاري وابن حبان روايته عنه، وعنه بشر زيد بن علاقة.
*الطبقات 6/ 147، التاريخ الكبير 2/ 82 برقم 1764، الثقات 67/4 .
36- بشر بن منقذ الشنّي
كوفي، من عبد قيس، شاعر من أتباع أمير المؤمنين علیه السلام، روى نصر أنه بعد أن استقر بالكوفة، قال الشنّي يحرض على حرب معاوية :
قل لهذا الإمام قد خبت الحر *** ب وتمت بذلك النعماء
وفرغنا من حرب من نقض العه *** -د وبالشام حيّة رقطاء
تنفث السمَّ ما لمن نهشته *** فارمها قبل أن تعضَّ، شفاء
وهي قصيدة من أربعة عشر بيتاً جديرة بالمراجعة؛
ص: 255
و روى نصر أن عبد اللّه بن الحارث السكوني قال قصيدة فخر فيها بقومه وانحيازهم ونصرتهم لمعاوية منها قوله :
ستعلم إن جاش بحر العراق *** وأبدى نواجذه في الفتن
ونادى علي وأصحابه ونفسك *** إذ ذاك عند الذقن
فأنا شعارك دون الدثار *** وأنَّا الرماح وأنَّا الجُنن
أنا السيوف وأنَّا الحتوف *** وأنا الدروع وأنَّا المجن
فلما بلغت قصيدته أهل العراق قام الأعور الشنّي إلى علي فقال: (يا أمير المؤمنين، إنا لا نقول لك كما قال أصحاب أهل الشام لمعاوية، ولكنا نقول : زاد اللّه في هداك وسرورك، نظرت بنور اللّه فقدَّمت رجالاً، وأخرت رجالاً ، فعليك أن تقول، وعلينا أن نفعل، أنت الإمام، فإن هلكت فهذان من بعدك -يعني حسناً وحسيناً- وقد قلت شيئاً فاسمعه)، فقال قصيدة مطلعها :
با حسن أنت شمس النهار *** وهذان في الحادثات القمر
قال نصر:( فلم يبق أحد من الناس به طرق أو له ميسرة إلا أهدى للشنّي أو أتحفه).
و ترجم له عبد السلام هارون محقق كتاب وقعة صفين في الهامش فقال : (هو الأعور الشنّي بشر بن منقذ، أحد بني شنّ بن أقصى بن عبد قيس بن أقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. قال الآمدي : شاعر خبيث، وكان مع علي يوم الجمل. وأحال على المؤتلف والمختلف للآمدي 38 ،60)، ولم أقف على وجه الخبثه، إلا أن يكون من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام.
*وقعة صفين 8.
37- بكير بن حمران الأحمري
يوم أصبح زياد بن أبيه والياً على الكوفة كان جلَّ همِّه التخلص من أصحاب أمير المؤمنين فيها، وكان بكير بن حمران من أعوانه، وقد بعثه
ص: 256
ضمن جماعة وراء عبد اللّه بن خليفة الطائي صاحب أمير المؤمنين علیه السلام، وهو من أصحاب حجر بن عدي أيضاً، وقد استطاع عبد اللّه الإفلات منهم. ومن سوء عاقبة بكير أيضاً أنه كان من أعوان عبيد اللّه بن زياد حين دخل الكوفة، وبعثه ضمن الجماعة التي رافقت ابن الأشعث لجلب مسلم بن عقيل، وحين اضطر مسلم بن عقيل إلى الخروج من دار طوعة هجم عليه بكير، فضرب فم مسلم (فقطع السيف شفته العليا، وشرع في السفلى، وضربه مسلم ضربة منكرة على رأسه، ثم ضربه أخرى على حبل العاتق فكاد يصل إلى جوفه، وهو يرتجز ويقول :
أقسم لا أقتل إلا حرَّا *** وإن رأيت الموت شيئاً مُرَّا
کل امرئ يوماً ملاق شرَّا *** أخاف أن أكْذَبَ أو أغرَّا)
وعندما تمكن جلاوزة ابن زياد من مسلم بعد أن أمنوه، أدخلوه على
عبيد اللّه فأمر الأحمري بقتله، وروي أن ابن زیاد سأل الأحمري عن كلمات مسلم الأخيرة، قال: قلت له : (الحمد لله الذي أقادني منك، فضربته ضربة لم تغن شيئاً؛ فقال: أما ترى في خدش تخدشنيه وفاء من دمك أيها العبد، فقال ابن زياد أوفخراً عند الموت! قال الأحمري : ثم ضربته الثانية فقتلته).
ولم أقف لبكير هذا لعنة اللّه عليه من خبر بعد فعلته الدنسة تلك.
*مقاتل الطالبيين 107 تاريخ الطبري 225/3، 292،289 وانظره في ترجمة مسلم بن عقيل رضوان اللّه عليه، وترجمة الطائي المذكور
38- بكير بن فائد العبسي
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين. أخوه حسان، وستأتي ترجمته. وقال: روى عن عمر، وعنه حلام بن صالح، وروى البخاري بسنده عن سعيد بن محمد عن حلام، قال حدث بكير عن أبيه أنه
ص: 257
قال: (دخلت المسجد وابن النباح يؤذن ويهوى بيده، فقال حذيفة: من شاء أن يجعل رزقه في صوته جعله، ثم أقيمت الصلاة فصلَّى) قال أبو عبد اللّه : وسعيد بن محمد هذا يتكلمون فيه.
*الطبقات 154/6، التاريخ الكبير 166/2 برقم 1882.
39- بلَّاز بن عصمة
کوفي، ذكره ابن سعد مع من روى عن عبد اللّه بن مسعود، وكان قليل الحديث، وذكره المزي وابن حجر باسم بلاد، روي عنه أنه سمع عبد اللّه بن مسعود يقول : (إن أصدق القول قول اللّه)، وقال ابن حجر : ضبطه ابن نقطة بالزاي عوض الدال، وذكره ابن حبان في موضعين سماه في أحدهما بلاداً ، وفي الآخر بلالا، والثاني تصحيف، أما الذهبي فقد ذكره باسم بلال، وقال: ما روى عنه سوى أسلم المنقري.
*الثقات 204/6 ،تهذيب الكمال 266/4 برقم 778 ، تهذيب التهذيب 1/ 439 برقم 927 ،میزان الاعتدال 352/1 برقم.1314
40- بلال بن أسيد الحضرمي
كوفي، مرت ترجمة أبيه، أمه طوعة التي آوت مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه، وفاز بخزي الدارين مع أبيه، فقد كان خارج الدار حين آوت أمه مسلماً، وخبّأته، فلما عاد ورآها تكثر من الدخول والخروج سألها وألح عليها، فأخبرته بعد أن حلَّفته بالأيمان المغلَّظة، فنام ليلته، (وأصبح ابن تلك العجوز فغدا إلى عبد الرحمن بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عند أمه؛ فأقبل عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث حتى أتى أباه وهو عند ابن زياد فسارَّه)، فقال ابن زياد لأبي عبد الرحمن محمد بن الأشعث وكان بجانبه :( ما قال لك : قال : أخبرني أن ابن عقيل في دار من دورنا، فنخسه بقضيب في جنب وأمره أن يأتيه به.
الطبقة الأولى من التابعين ومن عاصرهم -
ص: 258
*تاريخ الطبري 289/3 ،مروج الذهب 68/3، مقاتل الطالبيين ،104، 105 ،الكامل 32/4 .
41- بلال بن يحيى العبسي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد باسم بلال العبسي مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روي عنه أن عماراً صلى بهم الجمعة. وذكره البخاري يروي عن حذيفة، وعنه حبيب بن سليم، وسعيد بن أوس. وقال المزي وابن حجر: أن بلالاً روى عن علي علیه السلام أيضاً. وذكره ابن حبان في الثقات.
*الطبقات 213/6 ، التاريخ الكبير 2/ 108 برقم 1860، الثقات 65/4، تهذيب الكمال 300/4 برقم 789، تهذيب التهذيب 1/ 433 برقم 938.
42- أبو سلمة، تميم بن حذلم الضبي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وكان من أصحاب عبد اللّه بن مسعود، روي عنه أنه قال : (دعوهم وصمغة الأرض، وكلوا کسركم واشربوا من هذا الماء، فإنهم إن استطاعوا أذلوكم وأكفروكم)، كان قليل الحديث، وذكر ابن حبان أنه قيل : كنيته أبو حذلم. وقال المزي: أدرك أبا بكر وعمر. وقد يكون أخوه بشر بن حذلم الذي نعى أبا عبد اللّه علیه السلام وأصحابه إلى أهل المدينة عند وصول الركب الهاشمي.
توجد في وقعة صفين روايات عن تميم بن حذيم نسبها عبد السلام هارون عن مصادره لتميم بن حذلم الناجي الضبي وقد وهم. لأن حذلم غير حذيم، وستأتي ترجمته.
ذكره البخاري، وروى عن العلاء بن بدر أن تميم بن حذلم قال: أدركت أبا بكر وعمر وأصحاب محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم (فما رأيت أحداً أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة ولا أحب إلي أن أكون في مسلاخه مثل عبد اللّه بن مسعود).
ص: 259
وقعة صفين 169 554 ،وغيرها طبقات 2066 ، التاريخ الكبير 1522 برقم 2020، الثقات 854، الاختصاص 4، تهذيب الكمال 3284 برقم 801 تهذيب التهذيب 1/ 449 برقم 952 ، وانظر أيضاً تنقيح المقال 176/13.
43-أبو حذيم، تميم بن حذيم الناجي
من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ومن خواصه، وشهد مشاهده، ذكره الشيخ المفيد، والشيخ الطوسي. روى عنه ابن مزاحم روايات عدة عن أحداث وقعت في أيام صفين ،منها طلب حريث مولى معاوية مبارزة أمير المؤمنين علیه السلام وما إن خالطه حتى قده بسيفه نصفين. ومنها دعاء أمير المؤمنين حين يخرج للقتال ومنها تهديد الأشعث بن قيس ابن العاص بخصوص شريعة الماء، ومنها ذكره من أصيب بصفين من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، ومنها حرص معاوية على لقاء عامر بن واثلة بعد أن خلص له الحكم وما دار في مجلسه حول شدة حزن ابن واثلة وحبه لأمير المؤمنين، وغيرها. ذكره البخاري وقال قرأ على ابن مسعود ولم يذكر روايته عن علي علیه السلام . والظاهر أنه كان حيا في زمن معاوية.
*وقعة صفين 169، 230 ، 272، 371، 554، 556، التاريخ الكبير 2/ 152 برقم 2021 ، الاختصاص 4 رجال الطوسي.1/58
44-تميم بن سلمة الخزاعي
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وذكره ابن سعد الطبقة الثانية، التي تروي عن صغار الصحابة ومتأخريهم، قال البخاري : رأى عبد اللّه بن الزبير، ولكن ابن حبان قال: روى عنه. وعنه الأعمش، وكان ثقة، توفي سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
*الطبقات 287/6 ، التاريخ الكبير 2/ 153 برقم 2025 ، الثقات 86/4 ،أسد الغابة 217/1 .
ص: 260
45- تميم بن طرفة الطائي
كوفيٌّ، قيل : كان ثقة قليل الحديث، ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية من التابعين، ولكن ابن حبان ذكره مع الطبقة الأولى منهم لروايته عن بعض الصحابة، وذكر المزي أنه روى عن جابر بن سمرة، والضحاك بن قيس، وعبد اللّه بن أبي أوفى، وعدي بن حاتم.
وثقه النسائي، وروى له مسلم وأبي دواد وابن ماجة والنسائي وابن سعد. وذكره ابن حبان باسم تميم بن طرقة الطائي، ولا شك أنه من خطأ الطباعة، وقال: مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين .وربط وفاته ابن سعد بزمن الحجاج سنة أربع وتسعين. وقيل: خمس وتسعين.
*الطبقات 6/ 288 ، التاريخ الكبير 151/2 برقم 2019، الثقات 85/4 تهذيب الكمال 331/4 برقم 804
46- تميم بن مُشَيْج
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي علیه السلام في اللقيط، وذكره البخاري باسم تميم بن مسيح الغطفاني، وقال: روى عنه ذهل الكوفي وذكره ابن حبان باسم تمیم بن مسيح الذهلي الغطفاني قال : (يروي عن علي روى عنه الناس)، وكلاهما ذكر مسيح بالإهمال.
الطبقات 236/6 ، التاريخ الكبير 2/ 153، الثقات 85/4.
47- ثابت بن قطبة المزني
كوفيٌّ ، ذكر ابن سعد أنه روى عن عبد اللّه بن مسعود، وهو ثقة كثير الحديث عنده، وذكره البخاري وابن حبان، وقالا أيضاً : يروي عنه الشعبي وأبو إسحاق.
وقال محيي الدين المامقاني محقق التنقيح: إن بعض المعاصرين نقل عن الأغاني أنه جالس قوماً من الشراة وقوما من الرجئة، فمال إلى
ص: 261
المرجئة، وأنشد قصيدة في الإرجاء، عرَّض فيها بأمير المؤمنين علیه السلام، وإن صح ما روي عنه فمن العجيبات أن يعده ابن سعد وابن حبان مع الثقات.
*الطبقات 197/6 ، التاريخ الكبير 2/ 168 برقم 2085، الثقات 92/4 ،تنقيح المقال 319/13.
48-ثابت بن قيس الهمداني
أحد عشرة من الكوفيين كانوا نواة الاعتراض بالكوفة على عثمان وواليه عليها سعيد بن العاص فأمر عثمان بتسييرهم من الكوفة بطلب من سعيد إلى حمص في إمارة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بعد أن سيرهم من قبل إلى الشام، فردهم معاوية بعد مماحكة ونقاش في مجلسه إلى الكوفة، وأيد كوفيته البخاري، ولكنه لم ينسبه ، وقال : روى عنه أبو زرعة وإبراهيم النخعي، ولم ينسبه ابن حبان أيضاً، ولكنه ذكر أنه روى عن ابن مسعود. ولم أقف لثابت من بعد على دور في أحداث عصره.
* التاريخ الكبير 168/2 برقم 2086 ، الثقات 89/4 ، الكامل 144/3.
49- ثعلبة بن يزيد الحماني التميمي
كوفيٌّ، ذكر ابن سعد أنه روى عن علي علیه السلام، وكان قليل الحديث، روي عنه أنه ذهب إلى الزبير عند أحجار الزيت، وهو موضع قرب المدينة أو فيها كانوا يقيمون فيه صلاة الاستسقاء، فقال له : ( يا أبا عبد اللّه قد حيل بين أهل الدار وعثمان، فنظر نحوهم وقال : ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ﴾ [سَبَا : 54]).
ذكره المزي، وقال: روى عنه حبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وروى له النسائي في مسند علي، وقال: ثقة. وترجم له البخاري في تاريخه، وروى عنه قول النبي صلوات اللّه وسلامه عليه الأمير المؤمنين علیه السلام« إن الأمة ستغدر بك»، قال البخاري: (ولا يتابع عليه). وإذا كان ذلك رأي البخاري فيه، فإن للنسائي رأياً آخر فقد وثقه، وروى عنه في
ص: 262
مسندعلي). بحسب المزي، ونقل ابن حجر ما ذكره عنه البخاري والنسائي، وقال أيضاً : قال ابن العدوي: لم أر له حديثاً منكراً في مقدار ما يرويه).
وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال : روى عنه حبيب بن ثابت عن علي علیه السلام، وقد روى عنه الشيخ الطوسي بسنده عن حبيب بن ثابت رسالة بعثها أمير المؤمنين علیه السلام إلى معاوية، وأخرى إلى أمراء الأجناد.
ذكره محقق تنقيح المقال في الهامش ، وقال : وثقه جماعة من العامة، وضعفه آخرون، وقالوا : إنه غال في التشيع، وكان على شرطة أمير المؤمنين علیه السلام .
*الطبقات 6/ 237 ، التاريخ الكبير 2/ 174 برقم 2103 الثقات ،984 الجمل ،146 أمالي الطوسي 217 ،معجم البلدان 109/1، تهذيب الكمال 399/4 برقم 849، تهذيب التهذيب 23/2 برقم 42 تنقيح المقال 396/13
50-ثمامة بن عقبة المحملي
عداده في الكوفيين، روى عن زيد بن أرقم ، وعنه الأعمش، وهارون بن سعد، وهو في الطبقة الأولى من ثقات ابن حبان، وهو ثقة عند ابن معين والنسائي بحسب ابن حجر، وقال: روى له البخاري حديثاً واحداً (في أن أهل الجنة يأكلون ويشربون، وحاجتهم عرق يفيض). وذكره البخاري في تاريخه وأيد روايته عن زيد، وروى المزي ما سبق، وذكر بسنده عن زيد بن أرقم، عنه أن رجلاً من أهل الكتاب جاء إلى النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم الذي يأكل ويشرب تكون له حاجة. فقال: «حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده، فإذا بطنه قد ضمر ».
* التاريخ الكبير 2 / 177 برقم 2115 ، الثقات 97/4، تهذيب الكمال 4/ 408 برقم 855 تهذيب التهذيب 26/2 برقم 50.
51-جابر بن يزيد الأودي
ذكره السيد مثنى الشرع مع من شارك في نهب أبي عبد اللّه الحسين، وقيل : أخذ عمامته علیه السلام فلما لبسها صار معتوهاً وكان مع من داس الإمام
ص: 263
بحوافر خيلهم، وتمكن منه المختار فربطه، وأوطأ ظهره بسنابك الخيل حتى مات .
*المختار وقتلة الإمام الحسين 318.
52- أبو الودَّاك، جبر بن نوف بن ربيعة الهمداني
كوفيٌّ، ذكر أنه كان قليل الحديث. وهو عند ابن سعد من الثانية على الرغم من روايته عن بعض الصحابة. وهو عند البخاري جبر بن نوف أبو الوداك لبكيلي، وقيل: أبو الفداك، والأول أصح، وذكر أنه سمع أبا سعيد الخدري ، وعنه أبو التياح، وأبو إسحاق الهداني، ويونس بن أبي إسحاق ذكر. وهو الهمداني البكالي عند المزي، وذكر أنه روى أيضاً عن شريح القاضي.
ونقل اليوسفي الغروي في موسوعته عن كتاب الغارات أن أبا الودَّاك قال : (كنت عند عليّ علیه السلام حين قدم عليه سعيد بن نمران الهمداني في الكوفة، فعتب عليه عدم قتاله بسراً، فقال سعيد : إن ابن عباس أبى أن يقاتل معي وخذلني)، وفي هذا دلالة أيضاً على أنه من الطبقة الأولى من التابعين.
*الطبقات 299/6 ، التاريخ الكبير 2/ 243 برقم 2332 ،تهذيب الكمال 4954 برقم 895 ،موسوعة التاريخ الإسلامي 391/5 الهامش.
53- جروة بن حُمَيْل بن مالك الطائي
ذكره ابن سعد سعد مع الطبقة الثانية وقال كان قليل الحديث ولكن البخاري ذكر أنه روى عن عمر بن الخطاب، وعنه ولده جبير.
*الطبقات 300/6 ، التاريخ الكبير 251/2 برقم 2363.
54- جويرية بن مُسهِر العبدي
كوفي، سمع من أمير المؤمنين علیه السلام قوله : (أحبب محبّ آل محمد ما أحبهم فإذا أبغضهم فابغضه، وابغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، فإذا
ص: 264
أحبهم فاحببه ، وأنا أبشرك وأنا أبشرك)، وذكره الشيخ الطوسي وابن حجر مع من روى عنه علیه السلام.
وترجم له ابن حجر، وقال: ويقال ابن بشر بن مسهر، وروى عنه الحسن بن محبوب، وجابر بن الحر، وقال : ذكره الكشي في رجال الشيعة وقال : كان من خيار التابعين. وهو من السابقين المقربين إلى أمير المؤمنين علیه السلام بحسب الشيخ المفيد.
وقد بلغ جويرية من أمير المؤمنين مبلغًا عظيماً بحسب ابن أبي الحديد، فقد وروى عن حبة العرني أنه قال : (كان جويرية بن مسهر العبدي صالحاً، وكان لعلي بن أبي طالب صديقاً، وكان علي يحبه، ونظر يوماً إليه وهو يمشي، فناداه يا جويرة الحق بي، فإني إذا رأيتك هويتك)، وعن حبة أيضاً :قال (سرنا مع علي علیه السلام يوماً فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيداً، فناداه يا جويرية الحق بي لا أبا لك ألا تعلم أني أهواك وأحبك قال: فركض نحوه، فقال له : إني محدّثك بأمور فاحفظها فقال له إني أعيد الحديث عليك لأحفظه، ثم قال له في آخر ما حدثه إياه يا جويرية أحبب حبيبنا ما أحبنا فإذا أبغضنا فأبغضه، وأبغض بغيضنا ما أبغضنا، فإذا أحبنا فأحبه). وقال: (فكان ناس ممن يشك في أمر علي علیه السلام يقولون: أتراه جعل جويرية وصيه كما يدعي هو من وصية رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ؟ قال : يقولون ذلك لشدَّة اختصاصه له، حتى دخل على علي علیه السلام يوماً وهو مضطجع، وعنده قوم من أصحابه، فناداه جويرية أيها النائم، استيقظ فلتُضربنّ على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك، قال : فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ؛ قال : وأحدثك يا جويرية بأمرك؛ أما والذي نفسي بيده لتُعْتَلَنَّ إلى عتل العُتُلِّ الزنيم، فليقطعنَّ يدك ورجلك، وليصلبنك تحت جذع کافر، قال فواللّه ما مضت الأيام على ذلك حتى أخذ زياد جويرية، فقطع يده ورجله، وصلبه إلى جانب جذع ابن المكعبر، وكان جذعاً طويلاً ؛ فصلبه على جذع قصير إلى جانبه).
وحديث البشارة ذكره المامقاني عن رجال الكشي، وترجم له ترجمة
ص: 265
مطولة في التنقيح، ونقل عن الخرائج والجرائح قول أمير المؤمنين لجويرية: (ليقتلنك العتل الزنيم، وليقطعن يدك ورجلك، ثم ليصلبنَّك)، وقد فعل كل هذا به زياد بن سمية حينما ولي الكوفة لمعاوية. وخلص إلى أنه ممن لا ينبغي الشك فيما يروى عنه بمقتضى شديد حب أمير المؤمنين علیه السلام لهذا التابعي الجليل، وأفاض محققه في ذكر مصادره، وانتهى في منزلته إلى ما انتهى إليه المؤلف في وثاقته. ذكر البراقي أنه دفن بالثوية.
*الاختصاص 7، رجال الطوسي 4/59 ، شرح نهج البلاغة 457/2 ،لسان الميزان 144/2 برقم 634، رجال ابن داود 67 ،جامع الرواة 169/1 ، الخرائج والجرائح 202/1 برقم 44 ،نقد الرجال 375/1، توجد ترجمة مطولة جديرة بالمراجعة غنية بالمصادر لجويرية في تنقيح المقال 325/16-333 تاريخ الكوفة 103، معجم رجال الحديث 151/5 برقم.2420
55- الحارث بن الأزمع بن أبي بثينة الهمداني الوادعي
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، كان هو وأخوه شداد شريفين بالكوفة بحسب ابن سعد، وهما من وجهاء مجلس زياد بالكوفة، وهو من شهوده على حجر بن عدي وجماعته. ولا أدري كيف يكون شريفاً من شهد على صحة تلك الشهادة الباطلة التي ذهب ضحيتها حجر وأصحابه ! سمع الحارث من عمر وعبد اللّه وعمرو بن العاص، وقيل: كان قليل الحديث.
نقل ابن حجر عن ابن عبد البر أنه من الصحابة. ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الطبقة الأولى من التابعين بالكوفة، وقال: مات في آخر ولاية معاوية سنة ستين. وإلى ذلك ذهب ابن سعد وقال توفي بالكوفة في آخر أيام معاوية والنعمان بن بشير يومئذ عليها. ونقل المامقاني عن ابن عبد البر أيضاً أنه من الصحابة وقال هو مجهول الحال.
*الطبقات 6/ 119 تاريخ الطبري 2273 ، التاريخ الكبير 2/
ص: 266
264 برقم 2404 ،مشاهير علماء الأمصار 169 برقم 783 ، الثقات 126/4، أسد الغابة 315/1، الإصابة 133/2 برقم 1920 تنقيح المقال 40/17.
56- الحارث بن توب
كوفي، ذكره ابن سعد مع من روى عن علي علیه السلام، وعنه عباس بن ذريح قال:( صلى بنا علي الجمعة فلما سلم قام ؛ فقال : عباد اللّه أتموا الصلاة، ثم قام فدخل)، وذكره البخاري، وقال : رأى عليّاً علیه السلام.
*الطبقات 242/6 ، التاريخ الكبير 2/ 266، الثقات 4/ 129.
57- أبو كثير، الحارث بن جمهان الزبيدي الكوفي
روى عن علي علیه السلام وابن مسعود، وعنه مسعر وأهل الكوفة، وإلى ذلك ذهب البخاري، وقال: حديثه عند أهلها وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه أيضاً. ولا أظنه الحارث بن جمهان الجعفي الذي ذكره نصر في غير موضع من كتابه وقعة صفين. وترجم له المامقاني في التنقيح، لأن الجعفي كان في مصر مع محمد بن أبي بكر وقد أرسله إلى من اعتزل الإمام من أهل خربتا فقتلوه .
*وقعة صفين 154 ، التاريخ الكبير 2 /266 برقم 2412 ،الثقات 127/4 رجال الطوسي 33/62 تنقيح المقال89/17 .
58- أبو عائشة الحارث بن سويد التيمي
كوفيٌّ، من تيم الرباب، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن علي علیه السلام، وعمر، وعبد اللّه، وحذيفة، وسلمان، وكان كثير الحديث، وذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة: ونعته بالأعور. ممن صحب عليّاً وابن مسعود. وهو عند الذهبي: إمام، ثقة، رفيع المحل، ذكره ابن حنبل فعظم شأنه، ورفع قدره، ووثقه ابن معين، وروى عنه إبراهيم
ص: 267
التيمي، وأشعث بن أبي الشعثاء، وعمارة بن عمير، وغيرهم، وذكره الطبري وابن الأثير مع الركب العراقي الذي شارك بدفن أبي ذر الغفاري.
حدث البخاري عن إبراهيم التيمي : (إن كان الرجل من الحي ليجيء إلى الحارث بن سويد فيسبه فيسكت ويدخل ).
وبحسب ابن أبي الحديد فإنه كان من أصحاب الحسن بن علي علیه السلام أيضاً، نقد بعثه رفقة جندب الأزدي إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، وكتب له، فقال لهما معاوية : ارجعا فليس بيني وبينكم إلا السيف.
وذكر المامقاني أن الحارث كان رسول الأمام علیه السلام إلى معاوية أيام صفين، ولم أقف له على ذكر في كتاب نصر.
توفي بالكوفة في آخر أيام عبد اللّه بن الزبير، وصلى عليه عبد لله بن يزيد الأنصاري.
*الطبقات 6/ 167 ، التاريخ الكبير 2/ 269 برقم 2426، تاريخ الطبري /630/2 الثقات ،127/4 مشاهير علماء الأمصار 168 برقم 779 ، شرح نهج البلاغة 220/16، الكامل 134/3 أسد الغابة331/1 تهذيب الكمال 235/5 برقم 1022، تجريد أسماء الصحابة 101/1 برقم 951 الزيارات الاعتدال 2214 ، الإصابة 134/2 برقم 1925، تهذیب التهذيب 124/2 برقم 244 سير أعلام النبلاء 156/4 برقم 55 تنقيح المقال 153/17
59 -الحارث بن عبد اللّه بن كعب الأعور الهمداني
أقف للحارث على ذكر قبل دخول أمير المؤمنين علیه السلام إلى الكوفة ، وكان فيها شديد القرب منه، ومن ملازميه ،وخاصَّته، وهو من أوليائه عند الشيخ المفيد، وبسبب حبه لأمير المؤمنين علیه السلام انقسم رواة الحديث في تقويم ما يروى عنه، فهو عند بعضهم كذاب وضعيف لا يروى عنه، وعند آخرين ثقة يعاب عليه إفراطه في حب علي علیه السلام، قال ابن حجر: روى عنه النسائي حديثين !! . وقد شارك الشعبي مشاركة فاعلة في إشاعة تهمة الكذب عليه،
ص: 268
فأساء إلى شیخه، فانتشرت فریته بين الرواة، وانتقلت منهم إلى كتب المحدِّثين من بعد، فذكرها البخاري، وروى عن الشعبي قوله : ( حدثنا الحارث، وأشهد أنه من الكذابين). وقد تحدثنا بشيء من التفصيل وفق ما سمحت به المصادر عن سيرته في كتابنا رجال من ثوية الكوفة».
وقال ابن سعد : روى عن علي، حدث علباء بن أحمر أن علي بن أبي طالب علیه السلام خطب الناس فقال : من يشتري علماً بدرهم؟ فاشترى الحارث الأعور صحفاً بدرهم، ثم جاء بها عليّاً فكتب له علماً كثيراً، ثم إن عليّاً خطب الناس بعد فقال : يا أهل الكوفة غلبكم نصف رجل. والذي لا شك فيه أن أمير المؤمنين علیه السلام لم يقل : غلبكم نصف رجل على سبيل التشهير، وإنما أراد معنى التعظيم والتحبيب، وهو من أساليب العربية.
كان الحارث إمام قومه الذي يصلي على جنائزهم. ويبدو أنه كان ضليعاً في الحساب، فقد روي أن الشعبي قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور.
روى ابن قتيبة عن الحارث وصفه لأمير المؤمنين فقال : (كان علي علیه السلام قصيراً، أصلع حادراً، ضخم البطن، أفطس الأنف، دقيق الذراعين، لم يصارع أحداً إلا صرعه، شديد الوثب، قوي الضرب).
وذكر نصر أنه حينما تهيأ أمير المؤمنين للخروج إلى صفين أمر الحارث الأعور ينادي بالناس: أن اخرجوا إلى معسكركم بالنخيلة. وروى أيضاً عن حبة العُرني قال: (أمر علي بن أبي طالب الحارث الأعور فصاح في أهل المدائن ؛ من كان من المقاتلة فليواف أمير المؤمنين صلاة العصر، فوافوه في تلك الساعة، فخطب فيهم عليه السلام). عن الشعبي قال: حدثني الأعور (وكان كذوباً!)، ولا شك انه نقم عليه إفراطه في حب أمير المؤمنين علیه السلام وقد ردَّ فريته ابن حجر، ومعلوم أن كل من يرمى من التابعين بالتشيع أو حبّ عليّ ، أو القرب منه، فهو ضعيف أو كذاب ؛ ونقل ابن حجر عن ابن حبَّان أنه كان( غالياً في التشيع واهياً في الحديث). ولا أدل على وهن أقوالهم ما
ص: 269
ورواه الذهبي أيضاً عن ابن سيرين الذي قال : (أدركت أهل الكوفة وهم يقدمون خمسة؛ من بدأ بالحارث الأعور ، ثنى بعبيدة السليماني، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث، ثم علقمة ثم مسروق، ثم شريح).
ومن غريب ما رواه ابن سعد بسنده عن عامر قوله : (لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث علي)، وذكره ابن قتيبة مع الشيعة.
عدَّه الشيخ الطوسي مع أصحاب الحسن بن علي علیه السلام . وذكر التفرشي أن الكشي روى من طريق فيه الشعبي أنه قال لعلي عليه السلام: أنا أحبك.
قال المسعودي : (صاحب علي علیه السلام، وهو الذي دخل على علي فقال: يا أمير المؤمنين ألا ترى إلى الناس قد أقبلوا على هذه الأحاديث، وتركوا كتاب الله؟ قال : وقد فعلوها! قال: نعم، قال: أما إني سمعت رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يقول : «تكون فتنة»، قلت : فما المخرج منها يا رسول اللّه؟ قال: «كتاب اللّه، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه اللّه، ومن أراد الهدي في غيره أضله اللّه، وهو حبل اللّه المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ عنه العقول، ولا تلتبس به الألسن، ولا تنقضي عجائبه، ولا يعلم علم مثله، وهو الذي لما سمعته الجنُّ قالوا : إنّا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد، من قال به صدق، ومن زال عنه عدا، ومن عمل به أُجر، ومن تمسك به هدي إلى الصراط المستقيم»؛ خذها إليك يا أعور.
و الحارث من أوائل من جمع خطب أمير المؤمنين ووصاياه وحكمه علیه السلام.
وذكر المسعودي أن وفاته كانت سنة ست وستين أيام عبد اللّه بن الزبير، وأوصى أن يصلي عليه عبد اللّه بن يزيد الأنصاري، وكان عاملاً لابن الزبير عليها، وروى ابن حجر عن ابن حبان أن وفاته كانت سنة خمس وستين، وهو الأصح.
ص: 270
ترجمنا له في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة»، وفيها زيادة.
*وقعة صفين 121 ، الطبقات 6/ 169-168، 248، التاريخ الكبير 273/2 برقم 2437 المعارف 210، 624 ،مروج الذهب 104/3 ،الاختصاص 3 ،7 رجال الطوسي 3/94 ، سير أعلام النبلاء 152/4 برقم 54 ،تقريب التهذيب 1/ 175 برقم 1032، تهذيب التهذيب 145/2 برقم 248، ميزان الاعتدال 203/91 نقد الرجال 1/ 381 ، وفي تنقيح 4017 ترجمة وافية عنه نهج البلاغة بتحقيق السيد هاشم المقال الميلاني- المقدمة.
60- الحارث بن عمر الزبيدي
كذا ذكره ابن حبان في ثقاته ابن عمر، وقال: كوفي روى عن جماعة: من الصحابة، روى عنه ابن سيرين وأهل العراق، واسم أبيه في مشاهيره (عمرو)، وقال فيه : هو من قدماء مشايخ الكوفيين، مات في ولاية يزيد بن معاوية.
*الثقات 130/4 ،مشاهير علماء الأمصار 169 برقم 789.
61- الحارث بن عميرة الحارثي الأزدي
عداده في أهل الكوفة، روى عن معاذ بن جبل، وعنه طلحة بن مصرف، وهو عند ابن حجر الزبيدي وقال : أسلم في عهد رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وصحب معاذاً، وقدم معه من اليمن، وحضر وفاته في طاعون عمواس، وروى عنه أن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قال: «لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» قال: ذكره الحاكم، وأبو أحمد. مات في ولاية يزيد بن معاوية، وذكره اليعقوبي مع فقهاء أيام معاوية.
*التاريخ الكبير 275/2 برقم 2442، تاريخ اليعقوبي 153/2، الثقات 132/4 ،الإصابة 135/2 برقم 1928
ص: 271
62- الحارث بن قيس الجعفي
كوفيٌّ، من مذحج، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن علي علیه السلام، وابن مسعود. وإلى ذلك ذهب البخاري، وروى عن ابن خيثمة أن الحارث إذا اجتمع عنده رجلان قام. ذكره ابن حجر، وقال: وعنه خيثمة، ويحيى بن هانئ المرادي وغيرهم. وروى المزي وتابعه ابن حجر عن المديني أنه قال: قتل مع أمير المؤمنين علیه السلام بصفين، وقال في التقريب : وقيل مات بعد علي علیه السلام. وذكر الشيخ الطوسي الحارث بن قيس مرتين، مرة نسبه إلى جعفى، وأخرى لم ينسبه فيها، ولعله ،آخر وقال: قطعت رجله بصفين. ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، ومن خيارهم، وقدماء مشايخهم. ونعته اذهبي بالعابد الفقيه، قال : كان كبير القدر ذا عبادة، يذكر مع علقمة،والأسود. وقال ابن سعد وابن حبان والمزي، وتابعهم الذهبي : مات الحارث في ولاية معاوية وصلى عليه أبو موسى بعدما صُلِّي عليه. ونقل محي الدین المامقاني عن النجوم الزاهرة أن وفاته كانت سنة ثمان وأربعين.
*الطبقات 167/6 ، التاريخ الكبير 2/ 279 برقم 2461 ،الثقات 133/4 ، مشاهير علماء الأمصار 173 برقم 816، رجال الطوسي 8/60 ،6120 تهذيب الكمال 272/5 برقم 1038، تهذيب التهذيب 134/2 برقم 266 تقريب التهذيب 177/1 برقم 1046، سير أعلام البلاء 75/4 برقم 22 نقد الرجال 388/1، تنقيح المقال 200/17.
63-أبو حنش الحارث بن لقيط النخعي
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وقال : روى عن عمر وشهد القادسية، وروى عنه ابنه حنش، وكان قليل الحديث، ذكره الشيخ الطوسي باسم أبي حنش الأزدي، وهو عنده ممن روى عن أمير المؤمنين روي عن ولده حنش أن أباه كان يصفّر لحيته ويضع في إصبته خاتماً من حديد، وكان قليل الحديث، وذكره ابن حجر فقال : (ثقة مخضرم من الثانية).
ص: 272
*الطبقات 151/6 ،التاريخ الكبير 2/ 280 برقم 2464، الثقات 133/4، رجال الطوسي
36/88، تهذيب الكمال 5/ 275 برقم 1039 تقريب التهذيب 17/1 برقم 1047، نقد
الرجال 150/5 .
64- الحارث بن همام الصهباني النخعي
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وقال : صاحب لواء الأشتر يوم صفين، ويبدو أنه كان من الشجعان الميامين، فقد خاطبه مالك الأشتر بعد أن أعطاه لواءه بقوله : يا حارث، لولا أني أعلم أنك تصبر عند الموت لأخذت لوائي منك، ولم أحبُك بكرامتي. قال: واللّه يا مالك لأسرنَّك اليوم أو لأموتنَّ؛ فاتبعني، فتقدم باللواء وهو يقول:
يا أشتر الخير، *** ويا خير النخع
وصاحب النصر*** إذا عمَّ الفزع
وكاشف الأمر *** إذا الأمر وق
ما أنت بالحرب *** العوان بالجذع
ولأبياته بقية.
*وقعة صفين 172-173، رجال الطوسي 25/61 .
65- حارثة بن مضرِّب العبدي
كوفي، ذكره ابن سعد مع من وروى عن عمر وعلي علیه السلام، وخبَّاب، وسلمان، وعمار ،وغيرهم، وعنه أبو إسحاق السبيعي، حصر البخاري روايته عن عمر وعلي، وعنه أبو إسحاق. قال ابن حجر وثقه ابن معين، وابن حبَّان. وذكر الشيخ المظفر أن ابن الجوزي نقل في الضعفاء أن ابن المديني عده من متروكين.
*الطبقات 116/6 ، التاريخ الكبير 94/3 برقم 326، الثقات 182/4، تهذيب التهذيب 145/2 برقم 297، تنقيح المقال 219/17 ، الإفصاح 303/1 وانظر بهامشه مصادر أخر.
ص: 273
66- أبو قدامة، حبَّة بن جُوين بن علي العُرَني
يقف حبَّة في مقدمة الخاصة من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، وقد أجمعت كتب الإمامية على مدحه والإشادة به، ووقفت منه كتب أهل الحديث موقفاً متبايناً في عمومها، ولكنها مالت إلى عدَّه مع الضعفاء، وشنع به بعضهم.
وحبَّة من بجيلة، ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، ونقل المزي عن الطبراني أنه يقال : رأى رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وعده الشيخ المفيد من وجوه الشيعة الذين بايعوا أمير المؤمنين علیه السلام ، كما ذكره الشيخ الطوسي أيضاً مع من روى عنه، وذكر كنيته وكوفيته. قال : وقيل : ابن حوية العرني، وعده أيضاً مع أصحاب الحسن . وقال المزي: إن حبَّة كان من شيعة علي، وشهد مشاهده كلها. وروى ابن قتيبة والمزي عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني يقول : سمعت عليّاً يقول: (أنا أول من صلى مع رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وحول حرب الجمل روى ما ذكر عن سقوط جمل السيدة عائشة بعد أن ضربه رجل على عجزه وسقوطه لجنبه وانقطاع بطان الهودج وانهزام البصريين، وما تبع ذلك. وعنه غير رواية في وقعة صفين.
ونقل الشيخ الغروي عن شرح النهج أن حبَّة العرني ذكر أن أمير المؤمنين علیه السلام قسم بيت مال البصرة بعد معركة الجمل على أصحابه خمسمائة خمسمائة، وأخذ كواحد منهم، فجاءه رجل لم يحضر الواقعة وقال: يا أمير المؤمنين كنت شاهداً معك بقلبي وإن غاب عنك جسمي، فأعطني شيئاً من الفيء، فدفع إليه ما أخذه لنفسه ولم يصب من الفيئء شيئاً.
ذكر البخاري أنه سمع عليّاً وروى عن عبد اللّه بن مسعود، وعنه سلمة بن كهيل، وثابت بن هرمز، وقال:( فيه يذكر عنه سوء مذهب-كذا-)، وفي عبارته نشويه. واتهمه ابن حبان بالضعف، ومن غرائب أموره اتهام حبة بالضعف، والسكوت عن أمثال حجار بن أبجر العجلي وغيره، ممن مرَّت ترجمته أو ستأتي، ومما روي عن سلمة قوله فيه : (ما رأيته قط إلا يقول :
ص: 274
سبحان اللّه والحمد اللّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ؛ إلا أن يصلي أو يحدثنا). وقال ابن حجر: (صدوق، له أغلاط، وكان غالياً في التشيع)، وقوله: صدوق، فهذه شهادة له، وقوله: له أغلاط، فهي شهادة أيضاً، أما الغلو فمدفوع عنه، إذ ليس الغلو من صفات الخلَّص من أصحاب أمير المؤمنين.
وروى عنه نصر أن أحد الرهبان أخبر أمير المؤمنين علیه السلام عند نزوله بمكان يقال له ( بليخ )على جانب نهر الفرات، عن كتاب توارثوه فيه أن اللّه باعث من الأميين رسولا، وفيه : (من أدرك ذلك النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني والجنة، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره؛ فإن القتل معه شهادة، ثم قال له: فأنا صاحبك غير مفارقك حتى يصيبني ما أصابك. قال : فبكى علي...).
وقال الذهبي في ترجمة حبَّة بن الجوين (وهو الذي حدث أن عليّاً كان معه بصفين ثمانون بدريَّاً)، وقال: (وهذا محال)، ولا يهمنا ما ذهب إليه الذهبي، قدر ما يهمنا كون الرواية وردت من شاهد عيان مشارك في تلك الحرب، ولاشك أنه حدث في مجتمع مشارك فيها، وليس غريباً عنها.
وروى البغدادي بسنده عنه أنه قال : لما فرغنا من النهروان قال رجل : واللّه لا يخرج بعد اليوم حروري أبداً، فقال علي : مه، لا تقل هذا. فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنهم لفي أصلاب الرجال، وأرحام النساء، ولا يزالون يخرجون حتى تخرج طائفة منهم بين النهرين، حتى يخرج إليهم رجل من ولدي فيقتلهم فلا يعودون أبداً).
ونقل الشيخ الغروي رواية عن كتاب الغارات وغيره أنه بعد مقتل محمد بن أبي بكر واغتصاب مصر دخل عليه الحارث الهمداني وحبة العرني وحجر بن عدي، وعبد اللّه بن وهب الراسبي غيرهم، وسألوه أن يبين لهم قوله في أبي بكر وعمر فقال لهم أنا مخرج لكم كتاباً فاقرأوه على شيعتي وكونوا أعواناً على الحق. وذكر نسخة الكتاب.
ص: 275
روى الطبري وابن الأثير أن حبَّة قال :( انطلقت أنا وأبو مسعود إلى حذيفة بالمدائن، فدخلنا عليه، فقال مرحباً بكما، ما خلفتما من قبائل العرب أحداً أحب إلي منكما، فأسندته إلى أبي مسعود، فقلنا يا أبا عبد اللّه، حدثنا فإنا نخاف الفتن ؛ فقال : عليكما بالفئة التي فيها ابن سمية، إني سمعت رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يقول : «تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق، وإن آخر رزقه ضيح من لبن قال حبة»، فشهدته يوم صفين وهو يقول: ائتوني بآخر روق لي من الدنيا فأتي بضياح من لبن في قدح أروح له حلقة حمراء، فما أخطأ حذيفة مقياس شعرة»). وروى مثل هذا البغدادي.
عده ابن قتيبة مع الشيعة، وضعفه ابن سعد، وبعض أصحاب الحديث، وقال العجلي: كوفي، تابعي، ثقة. وسبق أن ذكرنا أن أغلب من عُدَّ من الشيعة يتهم بالضعف والغلو عند كثير من أهل الحديث، وخاصة إذا كان من أصحاب أمير المؤمنين..
توفي سنة ست وسبعين في أول أيام عبد الملك، وذكر ابن حجر عن خليفة غيره أنه مات أول ما قدم الحجاج العراق. وإلى ذلك ذهب البغدادي. وقيل : سنة تسع وسبعين. له ترجمة مهمة في تنقيح المقال في هوامشها مصادر كثيرة، واستدراكات قيمة.
*وقعة صفين 143، 147، الطبقات 21/3 ، 177/6 ، التاريخ الكبير /93/3 برقم 322 ،معرفة الثقات 281/1 برقم 256، المعارف 624169 تاريخ الطبري 3/8 98، الثقات 182/4، الجمل 109، 382 رجال الطوسي 9/60، 5/94 تاريخ بغداد 2698 برقم 4375 الكامل 3103، 418/4، تهذيب الكمال 351/5 برقم 1076 رجال ابن داود 69 برقم 375 میزان الاعتدال 450/1، تهذيب التهذيب 154/2 تقريب التهذيب 182/1 برقم 1084 نقد الرجال 396/1، تنقيح المقال /323/17-335 ، موسوعة التاريخ الإسلامي 124/4،631 .
ص: 276
67- أبو يحيى، حبيب بن أبي ثابت الأسدي
مولى بني كاهل، واسم أبي ثابت قيس بن دينار، ويقال: قيس بن هند، كوفيٌّ، ذكره ابن سعد الطبقة الثالثة من التابعين ولكن ابن حبّان عده من الطبقة الأولى، واتهمه بالتدليس، وقال : روى عن ابن عباس وابن عمر، وعنه الأعمش والثوري. وقيل: روى أيضاً عن أبي طفيل، وزيد بن أرقم، وغيرهما، وروى عن ثعلبة بن يزيد الحماني قصة إتيانه الزبير عند أحجار الزيت وقوله له: يا أبا عبد اللّه قد حيل بين أهل الدار - أي دار عثمان- وبين الماء، فنظر نحوهم وقال: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَکٍ مُّرِيبٍ [سَبَا : 54] .
روى عنه نصر أخباراً عن معركة صفين عن أبي سعيد التميمي المعروف بعقيصا، وقد مرت ترجمته، وعن عمار بن ياسر، وعن منذر الثوري، وعن محمد بن الحنفية، وروى حديثاً عن مشاركة عمار ببناء مسجد الرسول صلّی اللّه علیه وآله وسلّم وما بشره به من أن الفئة الباغية تقتله، وروى خبراً يبدو منه أن حبيباً مشاركاً في معركة صفين، قال: (عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال: لما كان قتال صفين والراية مع هاشم بن عتبة -قال- جعل عمار بن ياسر يتناوله بالرمح ويقول : أقدم يا أعور
لا خير في أعورَ لا يأتي الفزع
قال : فجعل يستحي من عمار، وكان عالماً بالحرب، فيتقدم فيركز الراية، فإذا تتامَّت إليه الصفوف قال عمار: أقدم يا أعور
لا خير في أعور لا يأتي الفزع)
فأي رجل كان عمار، وأي رجل كان هاشم رضوان اللّه عليهما !
عده ابن قتيبة مع الشيعة. وأشاد المزي بحبيب، وروى أنه أحد ثلاثة من أصحاب الفتيا كانوا بالكوفة، وهو مفتيها قبل حماد بن سلمة، ونقل عن أبي حاتم أنه صدوق ثقة، وقال ابن معين : إنه ثقة حجة، ووثقه النسائي أيضاً.
ص: 277
وهو مجرح عند بعض المحدِّثين ذكرهم المظفر. مات سنة تسع عشرة ومائة.
*وقعة صفين 144 ، 251، 216، 324، 328، الطبقات 6/ 320، المعارف ،624 الثقات 137/4 ، الجمل 146-147، تهذيب الكمال 358/5 برقم 1079 الإفصاح 306/1-308.
68- أبو كثير، حبيب بن حِماز، أو حَمَّاز
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي علیه السلام. وقال ابن حبان روى عن علي وأبي ذر، وعنه سماك بن حرب، وعنه أيضاً بحسب البخاري عبد اللّه بن الحارث ولم أقف له على مشاركة في أحداث عصره.
*الثقات 139/4، الطبقات 232/6 ، التاريخ الكبير 2/ 315 برقم 2598،
69-حبيب بن سالم الأنصاري
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، هو مولى النعمان بن بشبر، وكاتبه وروى عنه، وروى عنه أبو بشر، وإبراهيم بن المنتشر، وخالد بن عرفطة، والكوفيون، وثقه أبو حاتم، وقال البخاري : فيه نظر.
* التاريخ الكبير 271/2 برقم 2606 ، الجرح والتعديل 3/ 102 برقم 471، الثقات 138/4 ،تهذيب الكمال 374/5 برقم 1085 تهذيب التهذيب 161/2 برقم 332.
70-أبو مالك، حبيب بن صهبان الأسدي
كوفي، ذكره ابن سعد مع من روى عن عمر خاصة، وقيل: كان ثقة معروفاً قليل الحديث، أما ابن حبان فخص روايته عن عمار بن ياسر، وقال: (كنيته أبو مالك الكاهلي) وبنو كاهل فخذ من الأسد، وقال: عنه أبو حصين والأعمش. وهو عند المزي حبيب بن صهبان الأسدي الكاهلي، وقال: روى عن عمر وعمار، وعنه سلمان الأعمش، وعثمان بن عاصم، والمسيب بن
ص: 278
رافع. ولم يظهر له دور يذكر.
*الطبقات 166/6 ، التاريخ الكبير 2/ 321 برقم 2616، الجرح والتعديل /2/ 103 برقم 480 الثقات 138/4، جمهرة أنساب العرب ،190 تهذيب الكمال 382/5 برقم 1092، تهذيب التهذيب 164/2 برقم 341 .
71- أبو مالك، حبيب بن مهران التيمي
كوفي، ذكر البخاري أنه سمع ابن أبي أوفى، وماهان، وسمع منه عبد الواحد، وابن نمير، وقال منقطع، ولم يضف ابن حبان جديداً باستثناء ذكره لكنيته، وعده من الطبقة الأولى، ولم يقل بانقطاعه.
*التاريخ الكبير 324/2 برقم 2631، الثقات 4/ 141.
72- حجار بن أبجر بن عائذ العجلي
ذکره البخاري وقال روى عن علي علیه السلام ، ومعاوية. وهو من شخصيات الكوفة العجيبة التي امتلكت قدرة هائلة على التلون والجري وراء مطامح دنيوية زائلة في تلك الحقبة من تاريخ الكوفة؛ ولكنه لم يحصد من أفعاله غير خزي التاريخ، ومثله كثر. ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين. وكان عثمانيّاً ويبدو أنه كان فيها يوم دخلها أمير المؤمنين، وروى عنه، ولكنه هرب منها مع من هرب والتحق بمعاوية، وقاتل معه بصفين؛ ثم معاد إلى الكوفة بعد استشهاد أمير المؤمنين علیه السلام، وقال ابن سعد: كان شريفا، ولكن شرفه لم يمنعه من المشاركة في قتال أمير المؤمنين مع معاوية، ولم يمنعه أيضاً من أن يكون أحد شهود زياد على حجر وجماعته.
ذكره ابن حبان باسم حجاز، وقال : كوفي روى عن علي ومعاوية، وعنه سماك بن حرب، ونسبه عند البخاري البكري، وقال: (قال وكيع: العجلي، يعد في الكوفيين). روى ابن عساكر بسنده عنه قال : (كنت عند معاوية واختصم إليه رجلان في ثوب؛ فقال أحدهما: هذا ثوبي، وأقام البينة، وقال
ص: 279
الآخر: ثوبي، اشتريته من رجل لا أعرفه ؛ فقال أي معاوية : لو كان لها ابن أبي طالب. فقلت : قد شهدته في مثلها . قال : كيف صنع قلت : قضى بالثوب للذي أقام البينة. فقال الآخر كذا أنت ضيعت مالك).
ولم يكتف حجّار بفعلته تلك إذ سرعان ما انقلب على بني أمية، وكاتب الحسين علیه السلام، فقد ذكر الطبري أنه كتب هو وشبث بن ربعي، ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي رسالة إلى أبي عبد اللّه بن الحسين، وهي : (أما بعد فقد اخضرَّ الجناب، وأينعت الثمار، وطمَّت الجمام، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة)، ولكنه حين وصل عبيد اللّه بن زياد إلى الكوفة كان من وجوه مجلسه وخرج يثبط الناس عن مسلم بن عقيل، واشترك من بعد في جيش عمر ابن سعد، من دون شرف أو حياء ؛ فناداهم الحسين علیه السلام وذكرهم بما كتبوه له، فأنكروا.
وما إن هلك يزيد حتى انقلب ،زبيريّاً، وكان في جيش والي الكوفة لعبد اللّه بن الزبير، ثم تحول فكان في جيش إبراهيم بن الأشتر أثناء ثورة المختار ، ثم هرب من وجه ،قائده وانتقل إلى جيش مصعب بن الزبير.
أرسله مصعب بعد استتباب أمره لقتال عبيد اللّه بن الحر حين خرج عليه، لكنه فرَّ منهزماً من وجه عبيد اللّه وجماعته، فوبخه مصعب وعنفه.
ثم انقلب من بعد مروانيّاً حين توجه عبد الملك لقتال بن الزبير فغدر به، وكانت معه راية فطلب منه مصعب أن يتقدم فأبى، ولما رأى مصعب غدر من معه صاح يا إبراهيم ولا إبراهيم لي اليوم -يعني ابن الأشتر -، وكان قد حذره غدر من غدر به وانحاز حجار هو وجماعة لعبد الملك بعد أن شرطوا عليه ولاية أصفهان ولم ينل من تقلبه ولاية ولا حاز ذكراً، وفاز بالخسران في الدارين.
*الطبقات 231/6 ، التاريخ الكبير 130/3 برقم 438 تاريخ الطبري 227/3 ،278، 319، 441، 506، 519، 920، الثقات 192/4، الإرشاد 52/2 ،تاريخ مدينة دمشق 132/ 205 برقم 1220
ص: 280
73- أبو العنبس، حجر بن عنبس الحضرمي
ويقال : أبو السكن، أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلوات اللّه وسلامه عليه وسكن الكوفة، كان ثقة بزعم رواية، وقيل: روى عن أمير المؤمنين علیه السلام ، وعن وائل بن حجر، وحدث عنه سلمة بن كهيل، وموسى بن المغيرة بن أبي الحر، وذكر البخاري وغيره أنه شرب الدم في الجاهلية. وروى عن شعبة، عن سلمة عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه (أن النبي لما قال آمين، خفض بها صوته)، وعلق بقوله : قال أبو عبد اللّه: خولف في ثلاثة أشياء : قيل : حجر أبو السكن، وقال هو : أبو عنبس، وزاد فيه علقمة، وليس فيه، وقال: خفض، وإنما هو جهر بها !! ولا أدري من أين جاء بالهمس أو الجهر.
ترجم له ابن الأثير، وقال : أسلم في حياة النبي، وروى عنه أن أبا بكر وعمر خطبا فاطمة صلوات اللّه عليها إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال: (هل لك يا علي، ورواه عبد اللّه بن داود الحربي، عن موسى بن قيس داود الحربي، عن موسى بن قيس ؛ فقال حجر بن قيس، وزاد على أن تحسن صحبتها. أخرجه الثلاثة)، وذكر الرواية السابقة ابن حجر، وقال: (اتفقوا على أن حجر بن عنبس لم ير النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فكأنه سمع هذا من بعض الصحابة). وجانب من هذه الرواية لم يرد في أمر خطبتها. وقد تحدثنا عن خطبتها عليها السلام، وما ورد فيها من أحاديث في كتابنا «الزهراء في بيت علي».
وقال : ذكره الطبراني في الصحابة وقال ابن معين : (كوفي ثقة مشهور له رواية عن علي وغيره). شهد مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام الجمل وصفين، وسار معه لقتال الخوارج. وذكر البغدادي أنه صحبه، وروى عنه أنه قال: رجعنا مع علي إلى النهروان، حتى إذا كنا ببابل حضرت صلاة العصر فقلنا الصلاة فسكت فقلنا: الصلاة، فسكت، فلما خرج منها صلى، وقال : ما كنت لأصلي بأرض خسف بها ثلاث مرات).
ولم أقف له على دور في الأحداث التي أعقبت رحيل أمير المؤمنين علیه السلام،
ص: 281
قال عبد اللّه المامقاني: (الظاهر حسن حاله، والعلم عند اللّه)، وهو عند محيي الدين المامقاني (غير معلوم الحال). وأقول : إن ما روي بوساطته من أحاديث تعارضها أحاديث موثقة. ولم أقف له على ذكر في كتابي الجمل وصفين.
*التاريخ الكبير 73/3 برقم 259 ،الثقات 177/2، تاريخ بغداد 268/8 برقم 4374 ،أسد الغابة 386/1، الإصابة 2/ 143 برقم 1962، تنقيح المقال 90/18.
74- حجَيَّة بن عدي الكندي
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي علیه السلام، وكان معروفاً وليس بذاك. وقال أبو حاتم عنه : شيخ لا يحتج بحديثه شبيه بالمجهول. وذكره ابن حجر والذهبي، وأيدا روايته عن علي علیه السلام، وقال ابن حجر : روى عن جابر أيضاً، وعنه الحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل وأبو إسحاق السبيعي، ولكن ابن المديني حصر الرواية عنه بسلمة. ضعفه جماعة، ووثقه آخرون منهم ابن حبان والعجلي.
*الطبقات 225/6 ،الجرح والتعديل 314/3 برقم 1400، معرفة الثقات 281/1 برقم 275 ، الثقات 192/4، تهذيب التهذيب 180/2 برقم 399 میزان الاعتدال 466/1 برقم1759 .
75 - حرملة بن كاهلة الأسدي
كذا ذكره الشيخ الطوسي في أماليه أثناء حديث سنأتي على ذكره، وهو عند الطبري، وابن الأثير حرملة بن كاهن وما ورد في مطبوعتي الطبري وابن الأثير، من خطأ الطباعة أو النسخ، إذ لا وجود لبني كاهن بالكوفة، ولم أقف على شخصية فيها تحمل هذا الاسم، وبنو كاهل فرع من بني أسد، سكنوا الكوفة بعد تخطيطها، وشارك منهم رجال في معركة القادسية.
وإذا كنت تقف في التراث الكوفي على صفحات غاية في الإبهار،
ص: 282
عامرة بالأمجاد والبطولات والموقف النبيلة، فإنك واقف على أُخَر أشد سواداً من حنك الغراب، وكان حرملة هذا من تلك الصحف التي سودت ذلك التراث بجريمة ستبقى ماثلة في أذهان محبي أهل البيت إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها، وإذا كانت صفحة بيضاء تحسب لقبيلته وذلك بتوليها دفن أبي عبد اللّه الحسين وصحابته من بعد، فإن بعض أبنائها قد اقترفوا في حربهم أبي عبد اللّه الحسين ما لا يمحوه الدهر.
شارك حرملة في جيش عمر بن سعد، ومن سوء عاقبته أنه لم يكتف بالمشاركة وإنما قتل عبد اللّه بن الحسن بن علي علیه السلام بحسب الطبري، وذكر ابن الأثير أنه رمى أبا بكر بن الحسن بسهم فقتله.
وشاء قدر اللّه أن ينتقم منه شر انتقام في الدنيا على ما اقترفته يداه، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى، فقد وروى الشيخ الطوسي بسنده عن المنهال بن عمرو الأسدي -وستأتي ترجمته- أنه قال: زرت الإمام علي بن الحسين منصرفي من الحج، فسألني عن حرملة، فقلت : تركته حيّاً بالكوفة. (فرفع يديه جميعاً وقال : اللّهم أذقه حرَّ الحديد، الهم أذقه حر الحديد)، وصادفت عودة المنهال إلى الكوفة بعد تمكن المختار منها وانصرافه إلى الثأر من قتلة الحسين وأهل بيته علیهم السلام، فما إن قضى المنهال واجباته حتى ذهب إليه وكان من أصحابه، فوجده خارجاً من داره، فسايره، وعتب عليه المختار، فاعتذر لأنه كان في الحج، واستمراً في السير إلى أن وصلا الكناسة، فوقف وقوف المنتظر، وكان قد وجه بطلب حرملة بعد أن عرف بمكانه، فأحضر إليه، فحمد اللّه الذي مكنه منه، ودعا بجزار ، وأمره أن يقطع يديه ورجليه، وأمر بنار، فلما علا لهيبها قذف به، قال المنهال: (فقلت: سبحان اللّه!) فالتفت إليه المختار مستفسراً فحدثه بدعاء علي بن الحسين علیه السلام ، فخر المختار ساجداً. وقال الطوسي أيضاً : حرملة : هو الذي حمل رأس الحسين علیه السلام.
*تاريخ الطبري 343/3 ،أمالي الشيخ الطوسي 238-239 الكامل 92/4 موسوعة التاريخ الإسلامي 6/ 404-405، الكوفة وأهلها في صدر الإسلام 347.
ص: 283
76-حريث بن ظهير
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه بن مسعود، وعمار بن ياسر. وحصر البخاري وابن حبان روايته بابن مسعود. ومما رواه عنه قوله : (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلُّوا وذكر أبو حاتم أنه روى عن ابن مسعود وأبي الدرداء، وعنه عمارة بن عمیر.
قال ابن حجر:( قرأت بخط الذهبي لا يعرف، يعني عدالته)، ثم قال : ذكره ابن حبان في الثقات.
*الطبقات 194/6 ، التاريخ الكبير 69/3 برقم 247 ، الجرح والتعديل 262/3 برقم 1171 ، الثقات 174/4، تهذيب التهذيب 205/2 برقم 432.
77-حريث بن مِخَشَ القيسي
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال روى عن علي علیه السلام، وكان معروفاً وليس بذاك، وذكر البخاري أنه روى عن علي والحسن علیه السلام، وشهد الجمل، وعنه سليمان التيمي، وأيد أبو حاتم روايته عنهما، وشهادته معركة الجمل. ولم أقف له على دور آخر، وليس له ذكر في كتابي الجمل وصفين.
*الطبقات 233/6 ، التاريخ الكبير 70/3 برقم 250 ، الجرح والتعديل 262/3 برقم 1173.
78 -حسان بن زيد
من الطبقة الأولى. روى عنه ابن حبان قوله : سمعت علي بن أبي طالب يقول: (أيها الناس إنكم تكثرون في وفي عثمان، إنما مثلي ومثله كما قال اللّه عز وجل (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّنَقَبِلِينَ ﴾ [الحجر: 47]) ؛ قال : رواه محمد بن صباح الجرجاني عن أم عمرة بنت حسان،
ص: 284
قالت: سمعت أبي يقول : دخلت مسجد الكوفة، وعلي بن أبي طالب قائم وهو ينادي بأعلى صوته : أيها الناس.
* الثقات 4/ 165 .
79-حسان بن فائد العبسي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر قوله : (إن الجبن والشجاعة غرائز في الرجال). وعنه أبو إسحاق السبيعي، وإلى ذلك ذهب ابن حبان في روايته.
ولم أقف له على خبر إلى حين دخول عبيد اللّه بن زياد الكوفة، ويوم وردت رسالة عمر بن سعد إلى عبيد اللّه بن زياد يخبره فيها باستعداد الحسين ، أن يعود إلى المدينة أو يذهب إلى يزيد بن معاوية ليرى رأيه كان حسان في مجلسه، وروى ما كتبه لابن سعد.
انحاز حسان بعد هلاك يزيد لابن الزبير وكان من قادة جيش واليه على الكوفة عبد اللّه بن مطيع، وبعثه أثناء ثورة المختار في جيش كثيف فتصدى له إبراهيم بن الأشتر فهزمه هزيمة منكرة، وكاد يقتل لولا خزيمة بن نصر الذي شفع له عند إبراهيم وكان مع المحاصرين في قصر الإمارة إلى أن خرج منه عبد اللّه بن مطيع ففتح من كان معه الباب للمختار وطلبوا منه الأمان فأمَّنهم. وحينما بعث المختار إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد اللّه بن زياد، اتفق مع شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن ومحمد بن الأشعث وجماعتهم على قتال المختار ثانية ظنّاً منهم أن باستطاعتهم الانتصار عليه بعد خروج إبراهيم رفقة صفوة أصحاب المختار من المقاتلين، فقاتل ثانية فجرح جراحة بليغة، وحمل إلى أهله فمات سنة ست وستين في بيته.
*الطبقات 154/6 ، التاريخ الكبير 30/3 برقم 122، تاريخ الطبري 444/3 الثقات ،4 /163 ، الإرشاد 86/2 ، الكامل 222/4، 234 ،تهذيب التهذيب 220/2 برقم 461 -286
ص: 285
80 -أبو العوام، حسان بن المخارق
کوفيٌّ، ذكره ابن سعد وقال : روى عن عمر. وأيد ابن حبان كوفيته، ولكنه وقال : (يروي عن أم سلمة، وروى عنه أبو إسحاق الشيباني)، وذكر البخاري عبارة توقع باللبس، قال : (أراه الشيباني عن سعيد بن جبير، روى عنه جابر بن يزيد بن رفاعة...)، والظاهر أن قوله : (أراه الشيباني)، أفاده من سعيد بن جبير.
*الطبقات 148/6 ،التاريخ الكبير 3/ 33 برقم 136، الثقات163/4 .
81 - حسان بن مخدوج الذُّهلي
يظهر من نص نقله الشيخ الغروي عن أنساب البلاذري أنه من المجموعة التي نقمت على سعيد والي الخليفة عثمان على الكوفة، فقد نقل عن البلاذري أن جماعة من وجوه أهل الكوفة كانت بمجلسه فيهم مالك الأشتر وابني صوحان وجندب بن زهير وعدي بن حاتم وحسان بن مخدوج وغيرهم، فذكرو أرض السواد والجبال، ففضل حسان السواد؛ فتمنّى صاحب شرطة سعيد لفة أن يكون السواد خالصًا لسعيد، ثم ذكر ما دار من ملاسنة أدت إلى أن يكتب سعيد إلى الخليفة عثمان بأمرهم مما أدى إلى نفيهم إلى بلاد الشام، ولكن لم يرد في الخبر اسم حسان بين المنفيين. وهو من صحابة أمير المؤمنين علیه السلام ، وحين عزل الأشعث بن قيس عن رئاسة كندة وربيعة قبل خروج، إلى صفين رأسه مكانه فتدخل جماعة من أصحاب الإمام ليعدل عن رأيه فيهم مالك الأشتر، وزحر بن قيس، وعدي بن حاتم، وهانئ بن عروة، وطلبوا منه إعادتها للأشعث، واستغل معاوية الخبر فطلب من مالك بن هبيرة الكندي أن يكتب أبياتا يهيج بها الأشعث.
و من نبل حسان أنه أخذ الراية فركزها في بيت الأشعث، واستجاب أمير المؤمين علیه السلام للرجاء أصحابه، فأعاد إليه الراية وجعله على ميمنة أهل العراق.
ص: 286
ذكره الشيخ الطوسي باسم حسان بن مخزوم البكري، وقد يكون من أوهام النسخ.
*وقعة صفين 1377-139، رجال الطوسي 36/62، موسوعة التاريخ الإسلامي 394/4
82-الحسن العرني البجلي
كوفي من بجيلة، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام وذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية وهم عنده من روى عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما من صغار الصحابة ومتأخريهم.
*الطبقات 295/6 رجال الطوسي 7/60.
83- الحسين بن نوف الناعطي
ذکره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وقد التبس نسبه ما بين الناعطي بالمهملة والناعظي بالمعجمة، فالمهملة نسبة إلى مخلاف بصنعاء وجبل فيها لقب به ربيعة بن مرثد وبالمعجمة : بطن بحسب الفيروز آبادي.
وبنو ناعط بالمهملة - من سكنة الكوفة، وجلهم عثمانيون، ولكن شارك منهم رجال في جيش الإمام علیه السلام بمعركة صفين وناصر فريق منهم المختار في ثورته.
*رجال الطوسي 35/62، نقد الرجال 123/2 ،معجم رجال الحديث 7/ 119 برقم 3704 ، تنقيح المقال 130/23، وانظر ما ذكر في هامشه الكوفة وأهلها 253 .
84- أبو قلوص، حصين بن أبي حرَّة التيمي
كذا ذكره ابن حجر، وقال أيضاً : هو حصين بن مالك العنبري ؛ وأبو القلوص من رجال الشيعة بالكوفة، ومن أنصار المختار الأشداء رأسته شبام عليها أثناء ثورته.
*الكامل 234/4 ،تهذيب التهذيب 173/12 .
ص: 287
85-أبو ظبيان حصین بن جندب بن عمرو الجنبي
كوفي من مذحج، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وترجم له في موضعين من طبقاته، ذكره في الأول تحت عنوان (أبو ضبيان الجني)، ثم ذكر اسمه ونسبه، وقال روى عن علي علیه السلام، وأبي موسى الأشعري، وأسامة بن زيد، وعبد اللّه بن عباس؛ وله أحاديث، وذكره في الثاني تحت عنوان (حصين بن جندب)، ولم يذكر له نسباً ولا كنية، وقال: روي عن ولده قابوس عن أبيه قال: رأيت عليّاً يبول في الرحبة حتى أرغى بوله، ثم يمسح على نعليه ويصلي)، ولا أدري كيف يؤخذ بما يروي إن صحت نسبة مثل هذا عنه، لعارضه مع النص القرآني والسيرة النبوية ولك أن تنظر في بطلانه ما أورده السيد علي الشهرستاني في كتابه وضوء بن عباس. وما أورده الشيخ المفيد عن صفة وضوء رسول اللّه ء صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وحصر ابن حبان روايته بعلي علیه السلام ،وسلمان، وقال: روى عنه إبراهيم والأعمش.
قال الشيخ المامقاني بشأن روايته : (وقد كذبه مولانا الباقر علیه السلام.. عن أبي الورد قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إن أبا ظبيان حدثني أنه رأى عليّاً علیه السلام أراق الماء ثم مسح على الخفين؟ فقال: كذب أبو ظبيان، أما بلغك قول علي علیه السلام فيكم : سبق الكتاب الخفين؟ فقلت : فهل فيها رخصة؟ فقال: لا إلا من عدو تتقيه أو ثلج تخاف على رجليك). وذكره الشيخ الطوسي مع كنيته، وسكنه الكوفة مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام.
وروى البخاري بسنده عنه حديثا نسبه إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، في إسلام أعرابي سأله كيف أعرف أنك نبي؟ فدعا عثق نخلة فسقط في حجر رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه فأسلم الأعرابي!
ترجم له ابن حجر، وذكر من بين ما ذكر أن أحمد بن حنبل قال : كان شعبة ينكر أن يكون سمع من سلمان وقال أبو حاتم : أدرك ابن مسعود، ولا أظنه سمع منه ولا يثبت له سماع عن علي، وقال ابن حزم: لم يلق معاذاً، ولا أدركه.
ص: 288
قال ابن سعد توفي بالكوفة سنة تسعين، ونقل ابن حجر عن ابن أبي عاصم توفي سنة تسع وثمانين وقال ابن حبان : سنة تسع وتسعين.
*الطبقات 224/6 ،241 ،التاريخ الكبير 3/3 برقم 6 ، الثقات 4/ 156 ،مشاهير علماء الأمصار 171 برقم 802، الكافي 24/3 -25، رجال الطوسي 61/ 10، تهذيب الكمال 6/ 514 برقم 1355، تهذيب التهذيب 327/2 برقم 654 ،نقد الرجال 124/2، تنقيح المقال 23/ 175 المتن والحاشية، وانظر عن وضوء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أيضاً،وضوء عبد اللّه بن عباس 56-57
86- حُصين بن حدير
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى التابعين، وقال: روى عن عمر بن الخطاب. وروى ابن حبان عنه عن عمر قوله : (لا قطع في عذقٍ، ولا في عام سنة يعني مجاعة)، والحديث حول موانع حدِّ السرقة. وذكر الرواية البخاري أيضاً، وفيه عن حسان بن زاهر.
*الطبقات 146/6، التاريخ الكبير 4/3 برقم 10، الثقات 4 /157 .
87- الحصين بن سبرة
كوفيٌّ ذكره ابن سعد وقال : روى عن عمر وعنه بحسب البخاري وابن حبان إبراهيم التيمي.
*الطبقات 148/6 ،التاريخ الكبير 53 برقم 16، الثقات 4 /157 .
88- الحصين بن عبد الرحمن السلمي
كوفي ابن عم منصور بن المعتمر، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام ، عمَّر الرجل فروى عن بعض الصحابة وجمهور من التابعين، فقد ذكر المزي أنه روى عن جابر بن سمرة، وجبير بن محمد،
ص: 289
وإبراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير، وغيرهم كثر، وروى عنه كثر أيضاً؛ وذكر ابن حجر أنه روى عن ثمانية من الصحابة وامرأتين، عن أبي جحيفة وعمرو بن حريث، وابن عمر، وأنس، وعمارة بن رويبة، وجابر بن سمرة وعبيد اللّه بن معلم الحضرمي، وأم عاصم، وامرأة عتبة بن فرقد، وأم طارق مولاة سعد، ولم يذكر عليّاً بين من روى عنهم.
روى الشيخ المفيد بسنده عنه، عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس رواية استشارته طلحة والزبير وعائشة فيمن يبايع واقتراحهم عليه مبايعة على علیه السلام.
وذكر ابن حجر أن عاصم بن علي روى عنه أنه قال: (جاءنا قتل الحسين بن علي، فمكثنا ثلاثاً كأن وجوهنا طليت رمادا. قلت: مثل من أنت يومئذ؟ قال : رجل متأهِّل).
مات سنة ست وثلاثون ومائة، وأتى عليه ثلاث وتسعون سنة. وبحسب ما روي عن عمره يكون من المستحيل أن يروي عن أمير المؤمنين علیه السلام، لأن ولادته تكون بعد استشهاده بثلاث سنوات، إلا أن يكون قد روى عن أصحابه رضوان اللّه عليهم.
*الجمل 143 ،رجال الطوسي 34/62 ، تهذيب الكمال 6/ 519 برقم 1358، تهذيب التهذيب 328/2 برقم 659، نقد الرجال 125/2 تنقيح المقال 184/23، الإفصاح 374/1-375 .
89 -حصين بن عقبة الفزاري
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين بالكوفة ؛ وقال : روى عن عبد اللّه، وسلمان، وذكره المزي؛ وقال : روى عن سلمان وعلي علیه السلام ، وسمرة بن جندب، وعنه صالح بن باب، وابنه مالك بن حصين، ويزيد بن حيان اليمي.
* الطبقات 208/6 ، الثقات 157/4، تهذيب الكمال 530/6 برقم 1366، تهذيب التهذيب 332/2 برقم 670.
ص: 290
90 -حصين بن قبيصة الأسدي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وهو عنده من أسد بني خزيمة وقال : روى عن علي علیه السلام، وعبد اللّه، وسلمان، وقد يكون السابق، أو اللاحق، إذ لم أقف على الأسدي في مصادري.
* طبقات 180/6 .
91-الحصين بن قبيصة الفزاري
كوفي، روى عن علي علیه السلام وابن مسعود وسلمان. ذكر البخاري وابن حبان أنه روى عن عبد اللّه بن مسعود، وعلي علیه السلام ، وعنه القاسم بن عبد الرحمن الركين بن الربيع. وأضاف المزي المغيرة بن شعبة، وعنه، وعبد الملك بن عمير. وقال روى له أبو دواد، والنسائي وابن ماجة
*التاريخ الكبير 5/3 برقم 13 ،الثقات 157/4، تهذيب الكمال 530/6 برقم 1365 تهذيب التهذيب 333/2 برقم671 .
92 -حكيم بن جابر بن أبي طارق الأحمسي
كوفي، من بجيلة، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، أما ابن سعد فذكره مع الطبقة الثانية ووثقه ولم يذكر له رواية ولا راو. وقال: ابن حبان: روى عن عمر وعبد اللّه بن مسعود. وذكره البخاري : وقال : روى عن عمر وأبيه وهو عنده حكيم بن طارق، وهو عند المزي من الصحابة وقال : روى عن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مرسلاً ، وروى له حديثين، وروى عنده أيضاً عن عبد اللّه وعمر وعثمان مات في آخر ولاية الحجاج. ولم يذكر له دور في أحداث عصره.
*الطبقات 288/6 ، التاريخ الكبير 12/3 برقم 47، الثقات 160/4 تهذيب الكمال /7/ 162 برقم 1451 .
ص: 291
93 -أبو يحيى، حكيم بن سعد الحنفي
كوفيٌّ، من أولياء أمير المؤمنين علیه السلام عند الشيخ المفيد، ترجم له المزي وقال : روى عن علي علیه السلام ، وعمار، وأبي موسى، وأبي هريرة، وأم سلمة، وعنه جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري، وسلمان الأعمش، وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم. قال : وثقه العجلي وابن حبان، وقال يحيى بن معين : محله الصدق؛ يكتب حديثه، وروى له البخاري، ومسلم.
ذكر الطبري أنه شهد النهروان مع أمير المؤمنين علیه السلام، وروى بسنده عن حكيم بن سعد حول ما جرى للخوارج فيها ؛ فقال: (ما هو إلا أن لقينا أهل البصرة، فما لبَّثناهم، فكأنما قيل لهم : موتوا ؛ قبل أن تشتدَّ شوكتهم، وتعظم نكايتهم)، ولعل المراد من قوله : أهل البصرة، الخوارج منهم، أو يكون ورود البصرة في النص من أخطاء النسخ.
قال بن حبان: روى عن علي وأم سلمة، وعنه عمران بن ظبيان، والأعمش. وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين أيضاً، وكان من شرطة الخميس وترجمته في التنقيح باسم حكيم بن سعيد وأحال على الرجال، وكذا هو في إحدى نسخ الرجال وأضاف: (في آخر الباب الأول من الخلاصة إنه من أولياء أمير المؤمنين علیه السلام ، وأقول : إني أعتبره حسناً لكونه من الشرطة).
*تاريخ الطبري 122/3 الثقات 182/4، الاختصاص 3 ،رجال الطوسي5/60 تهذيب الكمال 210/7 برقم 1467 ، نقد الرجال 146/2 ، تنقيح المقال 438/23-439 وانظر الحاشية ففيها مصادر أخر، وتوثيق لعدالة الرجل وضعته في أعلى المراتب.
94- حكيم بن طفيل الطائي السنبسي
كوفي، كان في جيش عمر بن سعد، واشترك في قتال أبي عبد اللّه علیه السلام، وتبوَّأ مقعده من النار بتعاونه مع زيد بن الرقاد الجني في قتل أبي
ص: 292
الفضل العباس علیه السلام، وهو من الذين أصابوا ،سلبه ومن غضب اللّه عليه أنه رمى الحسين علیه السلام بسهم أيضاً وزيد عند الشيخ المفيد هو ابن ورقاء الحنفي.
وشاء اللّه سبحانه معاقبته في الدنيا، وعقاب الآخرة أشد؛ فقد نفذ فيه قصاصه العادل، فبعد نجاح ثورة المختار أرسل من ورائه أحد قادة جيشه، وهو عبد اللّه بن كامل، وخوفاً من أن يشفع له عدي بن حاتم بحسب الطبري طلبت الشيعة من ابن كامل الإسراع بقتله، فسلبوه وهو حي بسلبه أبي الفضل العباس، ونصبوه لسهامهم فخر ميتاً وكان ذلك سنة ست وستين.
*تاریخ الطبري 343/3 ، 465 مقاتل الطالبيين 90 ، الكامل242،92/4 .
95-حمزة بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي
أخواه عون، وعبيد اللّه، روي أنه كان من متقني أهل الكوفة، ومن أفاضلهم ومن خيار مشايخهم. ذكره ابن حبان مع الجيل الأول من التابعين، سمع عمرو بن حريث وعبيد اللّه بن عبد اللّه، وأبي عبيدة، وعمر بن عبد العزيز، وعنه عمرو بن أبي عمرو، وأبو العميس وقال أبو حاتم الرازي: روى عن أبيه عن سعد، وعنه شريك، وعبد اللّه بن حبيب. ولكن الذهبي ذكر أنه شيخ للزبير بن بكار، لا يعرف، وحديثه منكر.
*التاريخ الكبير 48/3 برقم 179 ، الثقات 4/ 169، مشاهير علماء الأمصار 176 برقم 836 ميزان الاعتدال 608/1 برقم 2306 ، الجرح والتعديل 213/3 برقم 934 .
96-حمل بن مالك المحاربي
أحد خطباء أهل الشام بعد التحكيم في صفين والظاهر أنه انتقل إلى الكوفة في ولاية معاوية أو يزيد، ومن سوء عاقبته أنه كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام.
ص: 293
تمكن منه المختار بعد نجاح ثورته، فأمر بقتله، ونفذ الأمر فيه سعر بن أبي سعر. سنة ست وستين.
*وقعة صفين 514 تاريخ الطبري 462/3-463، الكامل 4/240-239 .
97 -حَمَلة بن عبد الرحمن
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر بن الخطاب. وأيد البخاري روايته عنه وروى عنه أنه سمعه يقول: (لا صلاة إلا بتشهد).
الطبقات 158/6 ، التاريخ الكبير 131/3 برقم 443.
98-حميد بن عريب
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد، وقال: (روى عن علي وعمار في أمر الرجل الذي وقع في عائشة يوم الجمل)، ولم يأت بتوضيح.
* الطبقات 244/6 .
99- حُميد بن مسلم الأزدي
كان في جيش عمر بن سعد، وسمع أبا عبد اللّه علیه السلام قبل أن يقتل يقول : (وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع ... أعلى قتلي !تحاثون! أما واللّه لا تقتلون بعدي عبداً من عباد اللّه أسخط عليكم لقتله منّي ؛ وأيم اللّه إني لأرجو أن يكرمني اللّه بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون أما واللّه أن لو قتلتموني لقد ألقى اللّه بأسكم بينكم، وسفك دماءكم، ثم لا يرضى لكم حتى يضاعف لكم العذاب الأليم).
وجزَّاه الإمام زين العابدين خيراً على الرغم من مشاركته في جيش عمر بن سعد، إذ كان سبباً في نجاته من القتل، فقد ذكر الطبري أنه انتهى بعد مصرع أبي عبد اللّه إلى (علي بن الحسين بن علي الأصغر وهو منبسط على
ص: 294
فراش له، وهو مريض، وإذا شمر بن ذي الجوشن في رجالة معه يقولون : ألا نقتل هذا ؟ قال : فقلت: سبحان اللّه ! أنقتل الصبيان! إنما هذا صبي، قال: فمازال ذلك دأبي أدفع عنه كل من جاء حتى جاء عمر بن سعد، فقال: ألا لا يدخلن بيت هؤلاء النسوة أحد ولا يعرضن لهذا الغلام المريض...
فقال علي بن الحسين : جزيت من رجل خيراً ! فواللّه لقد دفع اللّه عني بمقالتك شرّاً). على أنه علیه السلام لم يكن صبيّاً آنذاك فقد كان عمره اثنتان وعشرين سنة. وروى ابن الأثير أن عمر بن سعد: (لما قتل الحسين أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خَوَلى بن يزيد، وحميد بن مسلم الأزدي)، وطلب من حميد أن يبشر عائلته بما فتح اللّه عليه، فبئس الفتح الذي سود وجه آل سعد، وقيل: الذي حملها شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث، وعمرو بن الحجاج، وعروة بن قيس.
والظاهر أنه من الذين حشروا حشرًا في جيش عمر بن سعد، وكأن الخوف ركبه فلم يستطع الإفلات، فقد روى مشاهد عدة من واقعة الطف تجدها مبثوثة في تاريخ الطبري ؛ وحين سجن المختار سنة أربع وستين بعد أن خاف والي عبد اللّه بن الزبير من نواياه زاره حميد في السجن، وروى عنه ما أقسم به من الثورة والثأر من قتلة الحسين علیه السلام .
ويبدو أن الندم ركبه فالتحق من بعد بمعسكر التوابين، ونجا من معركة عين الوردة، ثم التحق بالمختار، وقاتل بجانبه يوم خروجه، ويبدو أنه خرجت الأزد ضد المختار خرج معهم عصبية وقاتل دفاعاً عن عبد الرحمن بن مخنف الأزدي. ويبدو أنه حين بعد أن استقرت الأمور للمختار وبدأ بالثأر ممن شارك في قتال أبي عبد اللّه تمكن من عبد اللّه علیه السلام، وعبد الرحمن ابني صلخب الأزدي، وستأتي ترجمتهما، وكان معهما ثالث هو حميد بن مسلم، من دون نسبة ولا أدري إن كان هو، وقد تمكن من الفرار، وكان حيّاً سنة خمس وسبعين إذ رثى عبد الرحمن بن مخنف الذي قتل في حربه مع الأزارقة برامهرمز؛ ولا أظنه هو.
ص: 295
ذکر الشيخ الطوسي حميد بن مسلم الكوفي مع صحابة علي بن الحسين علیه السلام، وقد يكون هو، وذلك بسبب دفعه عنه في معركة الطف. ولكن ما يوقع باللبس ، أنه زار المختار في سجنه، وكان مع التوابين، ثم انحاز إلى المختار، ثم طلبه المختار عندما بدأ بالثأر من قتلة الحسين، فاضطر إلى الهرب وليس ببعيد أن يكون المطلوب غيره كما أسلف القول.
*تاريخ الطبري 335/3 ،406 ، 415 416، 442، 533، الإرشاد 113/2 ،رجال الطوسي 8/112، الكامل 79/4 ،80 ،81، وانظر فيه مواضع أخر، البداية والنهاية 204/8 معجم رجال الحديث 312/7 برقم 4099، تنقيح المقال 24/ 354 موسوعة التاريخ الإسلامي 400/6 ، وانظر فيه مواضع أخر
100-حميل أبو جروة
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: حدث جروة عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : (ليضربنَّ أحدكم بمثل أكلة اللحم، ثم يرى أن لا قَوَدَ عليه واللّه لا يفعل ذلك أحد إلا أقدتُ منه). قال البخاري : رأى عمر وروى عنه ولده جروة.
*الطبقات 154/6 ، التاريخ الكبير 124/3 برقم 415 .
101- أبو المعتمر حنش بن المعتمر الكناني
كر في ويقال ابن ربيعة ذكره ابن سعد، وقال: روى عن علي علیه السلام، وذكر ابن قتيبة أنه روي عنه قوله : (جئت وأبو ذر آخذ بحلقة باب الكعبة، وهو يقول: أنا أبو ذر الغفاري من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا»)، وللخبر تكملة عند الشيخ المفيد، ولكنها عن سليم بن قيس، وقد سمعها بمكة وكان برفقته حبش بن معمر، ولاشك أنه صاحبنا حنش بن المعتمر وهي: (أيها الناس : إني سمعت نبيكم يقول : إني تركت فيكم أمرين
ص: 296
لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ؛ كتاب اللّه وأهل بيتي... إلى آخر الحديث).
أيد المزي روايته عن أمير المؤمنين علیه السلام وأبي ذر وغيرهما، وعنه إسماعيل بن أبي خالد وبكير بن الأخنس، والحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم. وذكر من وثقه وجرحه من المحدثين وإلى ذلك ذهب بن حجر فذكر مصادر ،روایته و من روى عنه واختلاف أهل الحديث فيه ما بين من يراه صالحًا ثقة لا ومن يحتج بما يرويه، وقال الذهبي: في حديثه لين، وذكر في ميزانه من ضعفه وروى له حديثين عن أمير المؤمنين علیه السلام الأول : حول قضائه في من وقع في زبية الأسد باليمن، والثاني: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمره أن يضحي بكبشين.
ذكره البخاري، وهو عنده أبو المعتمر، حنش بن المعتمر الصنعاني،
وقال : سمع عليّاً علیه السلام ، وعنه سماك، والحكم بن عتيبة، قال: (الكوفيون يتكلمون في حديثه). وذكره الطبري مع أصحاب سليمان بن الصرد، وقد شارك في ثورة التوابين وكان في وقعة عين الوردة على مائة وعشرين فارساً. ويبدو أنه من الذين نجوا من الواقعة، فقد ذكره الذهبي في أثناء ترجمة حنش بن عبد اللّه ، وأيد صحبته لأمير المؤمنين علیه السلام، وقال : مات قبل التسعين.
*الطبقات 6/ 225 ، التاريخ الكبير 3/ 99 برقم 342، المعارف 252 ،تاريخ الطبري 415/3، الاحتجاج 228/1، رجال الطوسي 37/62 Tتهذيب الكمال 41/7 برقم 1556، سیر أعلام النبلاء 493/4 برقم 192، ميزان الاعتدال 1/ 619 برقم 2368، تهذیب التهذيب 51/3 برقم 104، نقد الرجال 175/2 ، تنقيح المقال 386/24-388، الإفصاح 429/1، موسوعة التاريخ الإسلامي 358/4 .
102-حنظلة الشيباني، أبو علي بن حنظلة
كذا ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر. وهو حنظلة الشيباني عند البخاري أيضاً، ولم يذكر اسم أبيه، وقال: (سمع
ص: 297
عمر، روى عنه جبلة والشيباني عن علي بن حنظلة عن أبيه).
*الطبقات 147/6 ، التاريخ الكبير 41/3 برقم 159.
103- حنظلة بن خويلد الشيباني
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه، فقال : أشرف عبد اللّه على السدَّة؛ فقال: اللّهم أسألك خيرها وخير أهلها. ولعله حنظلة بن خويلد العنزي الذي روى عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، ويبدو أنه كان كان مع معاوية لجالس في واقعة صفين ؛ قال: (إني عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار كل واحد منهما يقول : أنا قتلته، فقال عبد اللّه بن عمرو: ليطب أحدكما نفساً لصاحبه، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول : «تقتله الفئة الباغية». فقال معاوية : لا تغني مجنونك يا عمرو. فما بالك تقاتل معنا. قال : إني معكم، ولست أقاتل. إن أبي شكاني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال: «أطع أباك ما دام حيّاً ، ولا تعصه»، فأنا معكم، ولست أقاتل وقد وثق المزي حنظلة وترجم له ابن حجر، وقال: روى عن عبد اللّه بن عمرو بن بن عمرو بن العاص.
ترجم لحنظلة بن خويلد البخاري أيضاً، من دون أن ينسبه، وقال: سمع ابن مسعود
*الطبقات 205/6 ، التاريخ الكبير 42/3 برقم 162، تهذيب الكمال 436/7 برقم 1559 Tتهذيب التهذيب 52/3 برقم108 .
104- حوط بن عبد اللّه العبدي
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، ولكنه لم يذكر اسم أبيه، ونال : روى عن عبد اللّه بن مسعود وشريح قال : جعلني عبد اللّه على بيت المال ( لكنت إذا وجدت زائفاً كسرته)، وكان قليل الحديث، وروى البخاري بعض الحديث السابق الذكر، وله رواية عند ابن الأثير عن ابن مسعود لم أتبين مراده فيها
ص: 298
قال : (تظل أذن الدجال سبعين ألفاً ، وغيره واللّه أعلم)، قال: أخرجه أبو موسى. وهو عند أبي حاتم الرازي حوط بن عبد اللّه بن رافع، ويقال: حوط بن رافع العبدي، روى عنه تميم بن سلمة وأبي الشعثاء وعنه الأعمش، وعبد الملك بن ميسرة ،وغيرهما قال : وثقه ابن معين.
*الطبقات 206/6 ، التاريخ الكبير 91/3 برقم 315 ، الجرح والتعديل 288/3 برقم 1286 ،أسد الغابة 64/2، الإصابة 2/ 185 برقم ،2127 تنقيح المقال 418/24
105- أبو دلان، حيَّان بن مَرْثَد
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد، وقال : روى أن عليّاً علیه السلام قال : (من أغلق باباً أو أرخى ستراً فقد وجب عليه الصَّداق)، وروى عن سلمان أيضاً، وعنه حماد بن زيد وهو أبو دلان حيان بن يزيد عند البخاري ولم يذكر له رواية ولا راو. ولم أقف له على دور في أحداث عصره.
*الطبقات 235/6 ، التاريخ الكبير 3/ 59 برقم 217 ، الجرح والتعديل 246/3 برقم 1092.
106- خارجة بن الصلت البرجمي البرجمي التميمي
من فرسان جيش المسلمين، شارك في معركة جلولاء بحسب الطبري، وقد أصاب فيها تمثالاً على شكل ناقة من الذهب أو الفضة موشحة بالدر والياقوت، عليها رجل من الذهب موشح أيضاً فجاء بهما وأداهما، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال ابن حجر: له صحبة، وروى عن عمه وابن مسعود وعنه الشعبي وذكر ابن الأثير، قال: أدرك النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولم يره، أما عمه فإنه (حينما عاد بعد إسلامه مرَّ بمجنون موثق بالحديد، فرقاه بأم الكتاب أياماً فشافاه اللّه ببركتها، فأهداه المريض مائة شاة فرفض أخذها) وذكره ابن حبان في الثقات، وكان قليل الحديث. ترجم له المامقاني باسم خارجة بن الصلت من دون نسبة أو إضافة غير قوله : عده الثلاثة من الصحابة. ولكن من الصعب إثبات صحبته.
ص: 299
*الطبقات 197/6 ،تاريخ الطبري 470/2، الاستيعاب 2/ 419 برقم 594 ،أسد الغابة 74/2 ،تهذيب التهذيب 71/3 برقم 145 ،تنقيح المقال 16/25.
107-خالد بن ربعي بن ربعي الأسدي
كوفي، روى عن ابن مسعود، وعنه عبد الملك بن عمير. وقال أبو حاتم الرازي ولا يروى عنه غير حديث واحد عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «إن صاحبكم خليل اللّه».
*التاريخ الكبير 148/3 برقم 505 ،الجرح والتعديل 3/ 329 برقم 1478، الثقات 4/ 199.
108- خالد بن ربيع العبسي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى، وقال: روى عن حذيفة. وأيد ابن حجر كوفيته وروايته عن حذيفة وعنه أبو وائل ونسبه في الثقات العتكي. ومرض حذيفة بن اليمان بالمدائن، فزاره رفقة أبي مسعود الأنصاري وجماعة من عبس، فوصلوا داره قرب الفجر، فسألهم عن ساعتهم عن ساعتهم فقالوا : آخر الليل. قال : (أعوذ باللّه من صباح إلى النار ثم قال : أجئتم معكم بأكفان؟ قلنا : نعم قال : فلا تغالوا بأكفاني، فإنه إن يكن لصاحبكم عند اللّه خير، فإنه يبدل بكسوته خيرًا منها، وإلا سلب سلباً)، وليس في الرواية ما يدل على أن حذيفة مات في مرضه ذاك، ولا فيها إشارة إلى زمانه
* الطبقات 215/6 ، التاريخ الكبير 148/3 برقم 506، الثقات 199/4، تهذيب الكمال 61/8 برقم 1609، تهذيب التهذيب 78/2 برقم 170 .
109-خالد بن عرعرة
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي علیه السلام ، وأيد ابن حبان والبخاري روايته عنه علیه السلام ، وقال : وعنه سماك بن ،عمرو، والقاسم بن عوف.
ص: 300
وروى الشيخ الطوسي بسنده عن الهيثم بن عوف عنه أنه سمع عليّاً علیه السلام يقول : (إن بالكوفة مساجد مباركة، ومساجد ملعونة، فأما المباركة فمنها مسجد غني، وهو مسجد مبارك، واللّه إن قبلته لقاسطة، ولقد أسسه رجل مؤمن، وإنه لفي سرة الأرض، وإن بقعته لطيبة، ولا تذهب الليالي والأيام حتى تنفجر فيه عيون، ويكون على جنبه جنتان، وإن أهله ملعونون، وهو مسلوب منهم، ومسجد جعفى مسجد مبارك، وربما اجتمع فيه أناس من العرب من أوليائنا فيصلون فيه، ومسجد بني ظفر مسجد مبارك، واللّه إن فيه الصخرة خضراء، وما بعث اللّه نبيّاً إلا فيها تمثال وجهه، وهو مسجد السهلة، ومسجد الحمراء، وهو مسجد يونس بن متى علیه السلام ولتنفجرن فيه عين تظهر على السبخة وما حولها. وأما المساجد الملعونة فمسجد ثقيف، ومسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة).
*الطبقات 232/6 ، التاريخ الكبير 162/3 برقم 557، الثقات 205/4 ،أمالي الشيخ الطوسي 168 برقم 283 ، تنقيح المقال166/25 .
110- خالد بن مضرب العبدي
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن ابن أبي أوفى، عنه أبو إسحاق السبيعي.
*التاريخ الكبير 173/3 برقم 590 ،الثقات 200/4 .
111- خَرَشة بن حبيب السلمي
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن علي في الرجل يجامع امرأته فلا ينزل، قال: (لا يغتسل وإن هزَّها هزّاً ؛ وهو حديث لغو لا يؤخذ به. أخوه عبد الرحمن السلمي، روى عنه هلال بن يساف. وذكره البخاري، وروايته فيه :( إذا لم ينزل فلا يغتسل)، ودفعه البخاري برواية عن زر عن علي عليه السلام: (إذا التقى الختانان وجب
ص: 301
الغسل)، وكذا رواه عن السائب بن زيد.
*الطبقات 238/6، التاريخ الكبير 214/3 برقم 727 ،الثقات 212/4.
112- خرشة بن الحر بن قيس بن حصن الفزاري
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عمر، وحذيفة، وأبي ذر، وعبد اللّه بن سلام. وقال ابن حبان في مشاهيره: كان يتيماً في حجر عمر بن الخطاب.
نوَّه الشيخ الطوسي في أثناء ترجمة سليمان بن مسهر، بخرشة بن الحر الحارثي، فلعله هو، وقال : إن سليمان كان يروي عنه، وكانا مستقيمين.
وثقه ابن حجر عن جماعة منهم ابن حبان والعجلي، وذكر أن بعضهم قال : له صحبة، وقال: ذكره ابن عبد البر، وأبو نعيم، وابن مندة مع الصحابة ، وقال: وقال ابن سعد: مات في ولاية بشر بن مروان، وليس مثل هذا في الطبقات، ولعله من الساقط منه. وقال ابن عبد البر : ثقة باتفاق. وأيَّد ابن حبان وابن عبد البر وفاته في ولايته سنة أربع وسبعين.
الطبقات 147/6، الثقات 212/4 ،مشاهير علماء الأمصار 171 برقم 798 ،رجال الطوسي 28/67، تهذيب التهذيب 3/ 119 برقم 264،سير أعلام النبلاء 4/ 109 برقم 34، نقدالرجال 369/2 .
113- الخشف بن مالك الطائي
كوفي ذكره ابن سعد والبخاري وغيرهما، وقال ابن سعد: روى عن عبد اللّه بن مسعود، وكان قليل الحديث. قال البخاري: سمع عمر وبن مسعود، وذكره ابن حبان في ثقاته. ونقل المزي عن الدارقطني في السنن: مجهول، وتابعه البغوي في المصابيح، وقال الأزدي: ليس بذاك. وأيَّد ابن حجر كوفيته وقال : روى عن أبيه وعمر، وابن مسعود وعنه زيد بن جبير.
ص: 302
وبحسبه أيضاً : وثقه النسائي.
*الطبقات 201/6 ، التاريخ الكبير3/ 226 برقم 759، الثقات 214/4 ، تهذيب الكمال 250/8 برقم 1689، تهذيب التهذيب 222/3 برقم 271 .
114 -خليد الثوري
عداده في أهل الكوفة، روى عن علي علیه السلام ، وعمار، وعنه نسير بن ذعلوق. وإلى ذلك ذهب البخاري، وروى عن نسير عنه أنه قال: (سمعت عماراً يقول : احذفوا هذه الصلاة)، ولم أتبين المراد وكأنه خليد الذي ذكره نصر، وقال بعثه أمير المؤمنين علیه السلام والياً على خراسان بعد وصوله إلى الكوفة، وحين وصل نيسابور بلغه أن أهلها قد كفروا، ونزعوا يدهم من الطاعة، وقدم عليهم عمال كسرى من كابل فقاتل أهل نيسابور، فهزمهم، وحصر أهلها، وبعث إلى أمير المؤمنين بالفتح، والسبي.
*وقعة صفين 12 ،التاريخ الكبير 198/3 برقم 671، الثقات210/4 .
115- خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم المنقري
عداده في أهل الكوفة، روى عن أبيه، وجده قيس بن عاصم، الذي يضرب المثل في حلمه، وعن علي علیه السلام ، وزيد بن أرقم، وأبي الأحوص الجشمي، روى عنه الأغر، ووثقه النسائي. وذكر البخاري روايته عن أبيه، ولم يذكر غيره، وقال: عنه الأغر بن صباح.
*التاريخ الكبير 192/3 برقم 649، الثقات 4/ 209، تهذيب الكمال 3138 برقم 1718، تهذيب التهذيب 138/3 برقم303 .
116-خمير بن مالك الهمداني
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، وقال:
ص: 303
روى عن علي علیه السلام، وعبد اللّه، وله حديثان. وذكره البخاري، وعنه أبو إسحاق روى عن ابن مسعود قوله :( أخذت من في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سبعين سورة، و إن زيد بن ثابت صبي من الصبيان).
*الطبقات 178/6 ، التاريخ الكبير 227/3 برقم 762.
117-خَولي بن يزيد الأصبحي
كوفيٌّ من أصبح، وهي إحدى القبائل القحطانية، والمشهور بهذه النسبة مالك بن أنس الملقب بإمام دار الهجرة المتوفى سنة تسع وتسعين ومائة. والظاهر أنها لم يكن لها عدد بالكوفة، إذ لم يذكرها الدكتور صالح أحمد العلي بين القبائل التي استوطنتها وكان خلفها (خولي) بئس الخلف.
فهو من رؤوس جند عمر بن سعد، صاحب رأس الحسين علیه السلام ، وقاتل عثمان بن علي علیه السلام، ابن أم البنين رضوان اللّه عليها، رماه لعنه اللّه بسهم فقتله، وروى أبو الفرج أن خولي رماه بسهم فأوهطه - أضعفه - وشدَّ عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله، واحتزَّ رأسه ؛ وهو ابن إحدى وعشرين سنة رضوان اللّه عليه.
وکان مع شمر بن ذي الجوشن حين أحاط رجالته بأبي عبد اللّه الحسين علیه السلام، وحمل عليه سنان بن أنس النخعي وستأتي ترجمته فطعنه بالرمح، ونزل إليه فذبحه ودفع الرأس الشريف إلى خولي كي يذهب به إلى عمر بن سعد. وروى الذهبي أن خولي هو الذي احتزَّ الرأس الشريف، فأي وحش كاسر كان هو وصاحبه ! .
روى أبو الفرج عن أبي جعفر محمد بن علي علیه السلام أن خوليّاً لعنة اللّه عليه قتل جعفر بن علي رضوان اللّه عليه.
وذكر رواية عن المدائني مفادها أن الحسين علیه السلام حين قاتل بنفسه (وقد قتل ولده وأخوته، وبنو أخيه، فلم يبق منهم أحد، وحمل عليه ذرعة -كذا، وصوابه زُرْعة بحسب الطبري - بن شريك لعنه اللّه فضرب كتفه اليسرى
ص: 304
بالسيف فسقطت صلوات اللّه عليه، وقتله أبو الجنوب زياد بن عبد الرحمن الجعفي، والقثعم وصالح بن وهب اليزني وخولي بن يزيد كل قد ضربه وشرك فيه ونزل سنان بن أنس النخعي فاحتزَّ رأسه ويقال : إن الذي أجهز عليه شمر بن ذي الجوشن الضبابي وحمل خولي بن يزيد رأسه إلى عبيد اللّه بن زياد ).
وروى ابن الأثير :( لما قتل الحسين أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خَوَلى بن يزيد، وحميد بن مسلم الأزدي، فوجد خولى القصر مغلقاً، فأتى منزله فوضع الرأس تحت إجَّانة في منزله ودخل فراشه، وقال لامرأته النوَّار : جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك بالدار. فقالت : ويلك جاء الناس بالذهب والفضَّة وجئت برأس ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ! واللّه لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً وقامت من الفراش، فخرجت إلى الدار، وقالت: فمازلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة، ورأيت طيراً أبيض يرفرف حولها فلمّا أصبح غدا بالرأس إلى ابن زياد).
وعلى الرغم من عظيم جرمه فإنه بقي بالكوفة يمارس حياته من دون أن يتعرض له أو لغيره من القتلة أحد من شيعتها عامة ومن التوابين خاصة، ولا سيما أنه ليس من القبائل التي كان لها شأن بها، وعلى كل حال فإن اللّه لم يمهله طويلاً، فبعد انتصار المختار أرسل إليه، فاختفى، فدلت عليه امرأته العيوف بنت مالك وكانت قد ناصبته العداوة حين جاء برأس الحسين، فوجدوه قد وضع رأسه في قوصرة -وعاء يحفظ فيه التمر- فأخذ وقتل إلى جانب أهله، وأمر المختار بإحراقه، ووقف عليه إلى أن أصبح رماداً، وكان ذلك سنة ست وستين.
*تاريخ الطبري 333/3 ، 343 ،464 ،مقاتل الطالبيين 88، 89 118 ، الإرشاد 109/2 ،الكامل 80/4-240،81، 92، أسد الغابة 336/4 ، اللباب في تهذيب الأنساب 69/1 ،تاريخ الإسلام 14/5.
ص: 305
118- خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة المذحجي
روی ابن سعد عنه أنه قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هو الذي سمّى أباه عبد الرحمن ، قال : (ولد لجدِّي غلام فسماه جدي عزيزاً، فأتى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال :
ولد لي غلام فقال : ما سميته؟ قال : عزيزاً. قال : بل هو عبد الرحمن). واسم أبي سبرة يزيد بن مالك بن عبد اللّه عده ابن سعد من طبقة التابعين الثانية، ولكنه روى عنه أنه (أدرك ثلاثة عشر رجلاً من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ما منهم أحد غيَّر شيئاً)، جده أبو سبرة من الصحابة الذين نزلوا الكوفة أيضاً.
ونقل الشيخ الغروي عن تفسير الفرات بسنده عن خيثمة (قال: سمعت أبا جعفرعلیه السلام يقول: لما نزلت الآية ﴿وَإِن تَظاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّه هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) [التحريم: 4] قال النبيُّ لعليٍّ : يا علي أنت صالح المؤمنين.) وكأنه هو.
روى عن أبيه، وعلي علیه السلام، وابن عمر وابن عباس والبراء، وعدي بن حاتم، وغيرهم، وعنه زر بن حبيش، والسبيعي، وطلحة بن مصرف وغيرهم.
ويبدو أنه كان مع ابن الأشعث لأن العجلي وابن حجر قالا : لم ينج من فتنة ابن الأشعث إلا هو وإبراهيم.
ووثقه العجلي، وقال: كان رجلاً تابعياً سخيّاً صالحاً ثقة. ويبدو أنه ممن شرك بالفتوح فقد قال الذهبي : إنه كان يركب الخيل ويغزو، وأشار غيره إلى ركوبه الخيل من دون ذكر لغزو.
وذكر الشيخ الطوسي خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي مع أصحاب الإمامين الباقر والصادق علیم السلام ، والغالب على الظن أنه ليس المقصود بترجمته ، لأن ابن أبي سبرة توفي سنة ثمانين أو بعدها بقليل.
ذكره ابن حبان في ثقاته، ومع مشاهير علماء الكوفة، وقال: مات قبل أبي وائل. وخرج في جنازته على حمار يبكي واضعاً يده على رأسه وهو يقول : وا ،عيشاه واعيشاه
ص: 306
*الطبقات 49/6 ،287-286 معرفة الثقات 338/1 برقم 418 ،مشاهير علماء الأمصار 166 برقم 768 الثقات 4/ 213، تهذيب التهذيب 154/3 برقم 338، تقريب التهذيب 254/1 برقم 1779،سير أعلام النبلاء 4/ 320، برقم 115،الإفصاح 46/2.
119- داود بن كردوس الثعلبي
ذكر ابن حبان أن عداده في أهل الكوفة، وقال: روى عن عمر بن الخطاب، وعنه السفاح بن مطر، وإلى ذلك ذهب البخاري.
* التاريخ الكبير 229/3 برقم 772، الثقات 216/4 .
120-دثار بن الشاعر عبيد بن الأبرص
ذكر ابن حبّان أن عداده في أهل الكوفة، وقال: روى عن علي علیه السلام، وعنه سماك بن حرب، ويبدو بحسب ابن حبان أن ولده يزيد بن دثار قد روى عن علي علیه السلام أيضاً. وذكر ابن سعد ولداً لدثار اسمه بدر وعده مع الطبقة الثالثة من الكوفيين.
*الطبقات 330/6 ، التاريخ الكبير 245/3 برقم 864، الثقات538/5، 220/4 .
121-دحية بن عمرو
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، وقال : روى عن عمر.
* الطبقات 6/ 158.
122- دينار الخصي
من أصحاب الإمام علي عليه السلام؛ وثقه المامقاني لقول الصدوق في باب ميراث الخنثى من الفقه : إنه من صالحي أهل الكوفة، وكان أمير
ص: 307
المؤمنین علیه السلام بن يثق به. وله حكاية عن قضائه علیه السلام في خنثى فصَّلها الشيخ
لا الطوسي في كتاب تهذيب الأحكام، ولعله دينار أبو العيزار الذي ذكره ابن حبان، وقال : روى عن علي علیه السلام ، وعنه عبد اللّه بن ميسرة وولده أيوب، وعداده في أهل الكوفة، وقال عنه البخاري أراه سمع عليا. أو دينار آخر ذكره البخاري أيضاً وقال: سمع عليّاً علما علیه السلام ، وسمع منه ابنه أيوب، يعد في الكوفيين.
*التاريخ الكبير 245/3 برقم 841 245/3 برقم 842، الثقات 216/4، تهذيب الأحكام 302/9 برقم 1271، نقد الرجال 227/2 ، تنقيح المقال 26/ 351.
123-أبو المثنى ذريح النخعي
كوفي، روى عن علي ، وعنه الحارث بن جميلة. وذكره البخاري أيضاً، والراوي عنه عنده بن حصيرة.
* التاريخ الكبير 267/3 برقم 914 ،الثقات 224/4 .
124- الذيال بن حرملة الأسدي
كوفي، روى عن جابر بن عبد اللّه، وله رواية عنه لم أتبين مقصده، وهي قوله : (أقبلنا مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم من السفر حتى دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار، فإذا فيه جمل لا يدل الحائط أحد إلا عليه، فذكروا ذلك للنبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، فأتاه فدعاه، فجاء واضعاً مشفره في الأرض حتى برك بين يديه، فقال صلّی اللّه علیه وآله وسلّم :هاتوا خطاماً، وخطمه، ودفعه إلى صاحبه، ثم قال: «ما السماء بين والأرض شيء إلا يعلم أني رسول اللّه إلا عاصي الجن والإنس». وعنه حصين وفطر، والأجلخ.
*التاريخ الكبير 261/3، الثقات 222/4.
ص: 308
125- رافع بن أبي رافع الطائي
وهو رافع بن عمرو، ويقال : ابن عميرة بن جابر بن حارثة من طيِّئ، أدرك النبي ولم يره، وذكر ابن سعد أنه كان يقال له : رافع الخير، وهو عنده من تابعي الطبقة الأولى.
غزا مع عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل حين بعثه إليها رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم وفيها صحب أبا بكر وروى عنه، ورجع إلى بلاد قومه ولم ير النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وحين توجه خالد بن الوليد من العراق إلى الشام ووصل قراقر وهو ماء لكلب كان عليه أن يجتاز مفازة يقطعها المتخفف في خمسة أيام، فالتمس دليلاً فدلُّوه على رافع، فاستطاع قطعها بخطة نجَّت جيش المسلمين من الموت عطشاً، فما إن نفذت المياه التي حملوها حتى وصلوا إلى موضع العلمين، فدلهم على مكان فيه، فحفروا فظهر الماء، وكان رافع قد مر به وهو طفل صغير رفقة أبيه، لذا قيل فيه:
لله در رافعٍ أنَّى اهتدی *** فَوَّز من قراقرٍ إلى سُوى
خمساً إذا سارها الجبس بكي *** ما سارها قبلك من إنسٍ أرى
ثم صار في آخر زمانه عريف قومه. روى عنه طارق بن شهاب. وذكره ابن حبان مع مشاهير علماء الكوفة، وقال واسم أبي رافع عميرة مات في خلافة أبي بكر.
*الطبقات 68/6 فتاريخ الطبري 2/ 309، 342، 346، التاريخ الكبير 302/3 برقم 1029 ، الثقات 235/4 مشاهير علماء الأمصار 168 برقم 780 ، الكامل 409-408/2
126- رافع بن حديج
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، قال: روى عن حذيفة، وعنه الربيع بن سحيم وقال : وقيل رافع بن حديد السوائي، وفرق البخاري بينهما، وقال: رأى حذيفة
ص: 309
وورد بين من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام عند الشيخ الطوسي رافع بن خديج و هو أنصاري مدني كانت وفاته قبل ابن عمر بحسب البخاري.
*التاريخ الكبير 299/3 برقم 1024 ، 3/ 303 برقم 1029، الثقات 235/4 ،رجال الطوسي 5/63 .
127- رفع بن سلمة البجلي
كوفيٌّ ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: سمع عليّاً، وروى عنه وذكر ابن حبان وابن حجر روايته عنه له أيضاً، وعنه بشير بن ربيعة، ويقال : محمد بن ربيعة وهو ليس رافع بن سلمة بن زیاد .
*الطبقات 245/6 ، التاريخ الكبير 306/3 برقم 1040، الثقات 236/4 ،تهذيب الكمال 27/9 برقم 1836، تهذيب التهذيب 3/ 199 برقم 442.
128- أبو الجعد، رافع الغطفاني الأشجعي
ذكره ابن سعد مع من سكن الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين، روى عن عبد اللّه بن مسعود وهو أبو سالم بن أبي الجعد، وذكر ابن حبان أنه كان قارئاً للقرآن يروي عن علي علیه السلام، وابن مسعود، وقال ابن الأثير: إن اسمه رفع مولى الأشجع الكوفي، وحصر روايته عن علي علیه السلام، وابن مسعود.
ينال : أدرك النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم . وعن قتادة أن سالماً حدث عن أبيه عن ابن مسعود في الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوجها. قال: هما زانيان ما اجتمعا. ولكن ورد في ترجمة أبو بكير بن الأخنس أن عبد اللّه بن مسعود سأله رجل عن الرجل يزني بالمرأة فيتزوجها. فقرأ عليه عبد اللّه : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25].
وقيل لسالم : أي رجل كان أبوك ؟ قال : كان قارئاً لكتاب اللّه. وروى ابن الأثیربسنده عن ولده سالم عنه عن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قوله : «البرُّ لا يفنى، والإثم ينسى، والذنب لا يفنى»، وكان قليل الحديث، رزق بستة من البنين، تشيع
ص: 310
اثنان منهم، واثنان من المرجئة، واثنان يريان رأي الخوارج، فكان أبوهم يقول لهم : (يا بني لقد خالف اللّه بينكم.
ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب، وقال: اسمه رافع بن سلمة البصري، ولم يقل بمثل هذا غيره.
*الطبقات 200/6 ، المعارف 452 ،التاريخ الكبير 304/3 برقم 1032 الثقات 235/4 ،أسد الغابة 163/5، الإصابة 64/7 برقم 9712 ، تهذيب التهذيب 48/12.
129-ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو الغطفاني
من بني قيس بن عيلان بن مضر، أخواه مسعود وربيع، روى عن عمر، وعلي علیه السلام ، وحذيفة، وغيرهم. كتب النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم إلى أبيه حراش بن جحش فخرَّق كتابه، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، أدرك أمير المؤمنين علیه السلام وحدَّث عنه.
ذكره ابن حبان مع مشاهير علماء أهل الكوفة، وكان من عبادها، وكان أعور.
ورد المدائن غير مرة في حياة حذيفة وبعده، قال العجلي عنه : كوفي، تابعي، ثقة ؛ يقال إنه لم يكذب قط، وذكر حكايته مع الحجاج، ونقل عنه ابن خلكان..
ومما رواه عن أمير المؤمنين قصة خاصف النعل ومفادها أن سهيلاً وبعض رؤساء المشركين من قريش الذين حضروا الصلح قالوا للنبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم وسلِّم بعد انتهاء كتابة وثيقته : إن بعض أبنائنا وإخواننا وأرقَّائنا خرجوا إليك، من دون رغبة في دين، ولكن لأسباب أخر، وطلبوا منه إعادتهم إلى مكّة، فكان جوابه وساماً من أوسمة الفخار كَرَّمَ به أبا الحسنين علیه السلام في هذه المناسبة، فقد روى الترمذي في سننه أن ربعي بن حراش قال : قال علي بن أبي طالب بالرحبة : (لمَّا كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سُهيل بن
ص: 311
عمرو، وأناس من رؤساء المشركين فقالوا يا رسول اللّه : خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقَّائنا وليس لهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فِراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفَقَّههم؟ فقال النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: «يا معشر قريش لَتَنْتَهُنَّ أو ليَبْعَثَنَّ اللّه عليكم من يضرِبُ رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن اللّه قلوبهم على الإيمان -كذا، وصوابه قلبه كما في تاريخ بغداد-»، قالوا من هو يا رسول اللّه؟ فقال له أبو بكر: من هو يا رسول اللّه؟، وقال عمر : من هو يا رسول اللّه؟ قال : «هو خاصف النعل»، وكان أعطى عليّاً نعله يخصفها، قال ثم التفت إلينا عليٌّ فقال: إن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قال : «من كذب عليَّ متعمِّدا فلْيَتَبَوَّأ مقعده من النار»)، قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي.
وهو من أصحاب حجر، وأراده زياد حين طلب أصحاب حجر، فوجه له صاحب شرطته شداد بن الهيم، فأتاه وربعي في رجال من قومه، وأراد أن يقاتل، فقال له صاحب الشرطة : أنت آمن على دمك ومالك، فلم تقتل نفسك ؟ فقال له أصحابه قد أومنت فعلام تقتلنا وتقتل نفسك؟ فقال: ( ويحكم ! إن هذا الدعي ابن العاهرة واللّه لإن وقعت في يده لا أفلت منه أبدًا أو يقتلني)، واضطر إلى وضع يده بيد صاحب الشرطة فجاء به إلى زياد بن أبيه، فقال له: (واللّه لأجعلن لك شاغلاً عن تلقيح الفتن، والتواثب على الأمراء، وسجنه). وقد ذكر الرواية أيضاً الخطيب البغدادي.
والظاهر أن اللّه نجاه من ظلم زياد، فقد ذكر ابن سعد أنه توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم وليس له عقب، وذكر العجلي وتابعه ابن خلكان (كان له ابنان عاصيان زمن الحجاج، فقيل للحجاج : إن أباهما لا يكذب أرسلت إليه فسألته عنهما، فأرسل إليه فقال له : أين ابناك؟ قال : هما في البيت قال : قد عفونا عنهما لصدقك)، وذكر مثل هذا البغدادي أيضاً. روي أنه أخذ عهدًا على نفسه إن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أم النار. وذكر ابن حبان رواية عن أخيه الأوسط ولم يذكر اسمه- تذهب إلى
ص: 312
أنه أغمي عليه قبل الموت، وقيل قدمات، قال: فبينما نحن جلوس عند رأسه (إذ فتح عينيه ؛ فقلت : سبحان اللّه أبعد الموت. قال : إني لقيت ربي فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان، وكساني ثياباً خضراً من سندس وإستبرق، وإني استأذنت اللّه عز وجل لأبشركم، وأخبركم أن الأمر أهون مما في أنفسكم، ولكن لا تغتروا؛ وإن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم أقسم أن لا أقسم أن لا يبرح حتى أرجع إليه. قال : فكأنها حصاة ألقيت في ماء فرسبت). ولرواية موته رواية أخرى ذكرها ابن سعد عن عبد الملك بن عمير أيضاً لا تبتعد كثيراً عن سابقتها.
حصر ابن حبان روايته بحذيفة وعمر، وقال: من عُبَّاد أهل الكوفة، وذهب إلى أنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة أو إحدى ومائة وصلى عليه عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال ويقال : إنه تكلم بعد الموت.
ولم تظهر لربعي مشاركة في مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام في المصادر التي نظرت فيها، ولا في الأحداث التي زامنت ولاية عبيد اللّه بن زياد، ولا في الأحداث التي تلت هلاك يزيد بن معاوية.
انتهى المامقاني في ترجمته إلى أنه من خواص أمير المؤمنين علیه السلام من مضر، وقال محقق التنقيح في الحاشية: (شهادة الثقة الخبير البرقي، والعلامة الحلي بأن المترجم من خواص أمير المؤمنين يرفعه إلى قمة الوثاقة والجلالة).
* الطبقات 127/6، سنن الترمذي برقم 3799 تاريخ الطبري 225-224/3 ،معرفة الثقات 350/1 برقم 447 ،الثقات 4/ 240- 241 ،مشاهير علماء الأمصار 165 برقم 760 ،تاریخ بغداد 432/8 برقم 4540 ، الكامل 56/5 ،تنقيح المقال 27/ 75-71 وانظر في هوامشه تحقيقات ومصادر أخر.
ص: 313
130- الربيع بن براء بن عازب الأنصاري
أما البراء بن عازب فقد مرت ترجمته مع الكوفيين من الصحابة،وترجمنا له ترجمة موسعة في كتابنا رجال من ثوية الكوفة، وأما ولده الربيع فقد ذكر ابن حبان والبخاري أن عداده في أهل الكوفة، وهو أخو إبراهيم ويحيى روى عن أبيه وعنه أبو إسحاق السبيعي ولم أقف له على دور يذكر.
*التاريخ الكبير 270/3 برقم 920 ،معرفة الثقات 351/1 برقم 450 ،الثقات 226/4 وراجع ترجمة البراء في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة».
131 -الربيع بن حراش
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين الذين رووا عن عمر بن
الخطاب وسكنوا الكوفة ، وقيل : وهو الذي تكلم بعد موته ومات قبل أخيه ربعي، وهو من رواة الحديث أيضاً، روى عن عمر وعلي علیه السلام، ولهما أخ ثالث ذكره ابن سعد مع من روى عن عمر بن الخطاب اسمه مسعود، ولعله الأوسط الذي مر في ترجمة أخيه ربعي، ولرواية موت أخيه رواية أخرى ذكرها بن سعد عن عبد الملك بن عمير أيضاً لا تبتعد كثيراً عن سابقتها. ذكره ابن حبان فقال : من عباد أهل الكوفة وقرائها، وذكر حكايته.
*الطبقات 127/6، 149، 150 ،معرفة الثقات 351/1 برقم 451 ،الثقات 227/4. وانظر أيضاً ترجمة ربعي، وقد مرت، وترجمة مسعود، وستأتي.
132- أبو زيد، الربيع بن خُثَيْم الثوري
ذكره ابن سعد التابعين الذين رووا عن ابن مسعود، وهو من بني ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة أد بن بن طابخة، وكان يقال لثور : نور أطحل وأطحل جبل كان يسكنه ؛ وقد أفاض ابن سعد وغيره في
ص: 314
ذكر زهده وعفته وحسن خلقه، وشفقته على الفقراء والمساكين، ونصحه.
قال عنه ابن حبان: من عباد أهل الكوفة وزهادهم، والموظبين على الورع الخفي والعبادة الدائمة إلى أن مات وحصر روايته بابن مسعود أيضاً.
وروى ابن حبَّان عن مسروق أن الربيع بن الخيثم سرق له جواد، فقيل له ادع على سارقه فقال: (اللّهم إن كان غنيّاً فاغفر له وإن كان فقيراً فأعنه)، وأطال الوقوف على ترجمته ابن عبد البر وتحدث عن زهده وورعه، ولكنه لم يحصر روايته بعبد اللّه، وإنما قال: روى عن عبد اللّه وأبي أيوب الأنصاري، وعمر بن ميمون.
وأشاد به المزي به أيضاً، وتحدث عن زهده، وأطال، وذكر أنه حينما أصيب بالفالج قيل له ألا تتداوى؟ فقال : قد علمت أن الدواء حق، ولكن ذكرت أقواماً كانت فيهم الأوجاع، وكانت لهم الأطباء، فما بقي المداوي ولا المداوى. وأشاد به العجلي أيضاً، وروى أن ابن مسعود قال له: (وبشر المخبتين، أما لو رآك نبينا لأحبك).
وذكره الكشي ضمن أربعة من كبار الزهاد الذين كانوا من خواص أمير المؤمنين علیه السلام ، وهم الربيع بن خثيم وهرم بن حيان وأويس القرني، وعامر بن قيس، وحصر روايته بابن مسعود أيضاً، وذكره ابن قتيبة وقال : يقال إنه كان في بني ثور ثلاثون رجلاً ليس منهم دون الربيع بن خيثم. وهم بالكوفة، وليس بالبصرة منهم أحد.
وذكر نصر أن أمير المؤمنين حينما أراد التوجه إلى صفين أ جماعة من أصحاب عبد اللّه بن مسعود فيهم الربيع بن خيثم فقالوا : (يا أمير المؤمنين إنا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك ولا غناء بنا وبك ولا المسلمين عمَّن يقاتل العدوَّ، فولّنا بعض الثغور نكون به، ثم نقاتل عن أهله، فوجهه علي -أي ربيع بن خيثم- على ثغر الري، فكان أول لواء عقده بالكوفة لواء الربيع بن خيثم).
ص: 315
توجد ترجمة للربيع في كتاب التنقيح، ذكرت فيها تحقيقات مهمة، وروايات عن بعض أقواله منها : (لو كانت الذنوب تفوح ما جلس أحد إلى جنب أحد)، ومنها : (إن العجب من قوم يعملون لدار يبعدون منها كل يوم مرحلة ويتركون العمل لدار يرحلون إليها كل يوم مرحلة).
وقد اختلف المتأخرون من علماء أهل البيت علیهم السلام في الرجل ما بين موثق ومضعف؛ وما يدعو إلى إنعام النظر في سيرته الرواية التي تذهب إلى توقفه عن الخروج مع أمير المؤمنين علیه السلام إلى صفين على الرغم من علمه بفضله ومكانته من النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وما ورد من أحاديث في حقه، وقد يدفعها أيضاً أن أول لواء عقده أمير المؤمنين هو لواء الربيع، وذلك يدل على ثقته به، وعلمه بعدالته، وقد يدفع كل ذلك القيل إن صحَّ ما رواه ابن أعثم من أن أمير المؤمنين علیه السلام حينما كتب إلى عماله حين أراد التوجه إلى صفين كتب إلى الربيع أيضاً فكان آخر من وصل من الري في أربعمائة رجل، والرواية تعني أنه كان من عمال أمير المؤمنين علیه السلام ، وإن ضعفت هذه الرواية، فهناك أخرى ذكرها بن حجر إذ قال : قال منذر والثوري : شهد صفين مع علي علیه السلام.
وقد دفع عنه صاحب التنقيح ما أخذ عليه دفاعاً طيباً ووثقه وحسَّنه. ولكن محقق التنقيح محي الدين المامقاني لم يتفق معه في وثاقة الرجل، فقال بضعفه، ولا أظنه أصاب.
ذكر ابن سعد، وتابعه غيره أنه توفي بالكوفة في ولاية عبيد اللّه بن ،زیاد قال ابن حبان توفي بعد استشهاد أبي عبد اللّه علیه السلام سنة ثلاث وستين، وإلى ذلك ذهب السائح الهروي، ولكن المامقاني ذهب إلى أن وفاته ،بخراسان وقال : إن قبره يبعد فرسخين عن المرقد الرضوي، وقد لا تصح. وقد يكون المدفون هناك الربيع بن زياد بن أنس بن الديان، الذي ذكره الطبري وقال مات بخراسان سنة إحدى أو خمس وستين، وهو على خراسان، وكانت ولايته سنتين وأشهراً.
*وقعة صفين ،115 ، الطبقات 193-182/6، تاريخ اليعقوبي 153/2، المعارف 497، الفتوح 537/2، معرفة الثقات 1 /
ص: 316
351 برقم 421، الثقات 224/4 ،مشاهير علماء الأمصار 160 برقم 736، تهذيب الكمال 70/9 برقم 1859، تهذيب التهذيب 210/3 برقم 467 ، سير أعلام النبلاء 258/4 برقم 95 ، الزيارات/ الاعتدال 221/4 ،نقد الرجال 234/2 ، توجد ترجمة مهمة ومطولة في تنقيح المقال 104/27-128 في متنها وحواشيها تحقيقات مهمة ومصادر مختلفة يمكن مراجعتها.
133-الربيع بن عميلة الفزاري
يبدو أن الرجل أدرك النبي ،وأسلم، ولكنه ارتد من بعد، فقد ذكر البخاري أنه كان في أهل الردة زمان خالد بن الوليد. والظاهر أنه تاب وآب، وأصبح من جند الفتح ولم أقف على ما يؤيد صحبته.
ذكره ابن سعد مع من روى عن علي علیه السلام وعبد اللّه، وكان مع سلمان بن ربيعة ببلنجر، وهي مدينة ببلاد الخزر استشهد فيها سلمان، ولعل الربيع قد استشهد فيها أيضاً، فقد ذكر ياقوت أن سلمان هو وأصحابه قد استشهدوا، وكانوا أربعة آلاف.
كان ثقة له أحاديث. وعده البخاري وابن حبان والمزي في ثقات أهل الكوفة أيضاً، وذكروا روايته عن ابن مسعود ولكنهم لم يذكروا روايته عن علي وعنه ولده ركين. وعمارة بن عمير وذكر المزي أنه روى عن أبيه وأخيه نسير وعن أبي سريحة وحذيفة بن أسيد وابن مسعود، وعمار، وسمرة بن جندب، ولم يذكر له رواية عن علي علیه السلام أيضاً.
*الطبقات 176/6 ، التاريخ الكبير 270/3 برقم 922، الثقات 226/4، معجم البلدان 490/1 ،تهذيب الكمال 96/9 برقم 1867، تهذيب التهذيب 216/3 برقم 476.
134- أبو الجارود، الربيع بن قزيع الغطفاني
عداده في أهل الكوفة، وذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين،
ص: 317
وروى عن ابن عمر وعنه الثوري وشعبة وإلى ذلك ذهب البخاري قبله.
*التاريخ الكبير 270/2 برقم 919، الثقات 4/ 225 ،
135- ربيع بن نضلة أو نضيلة
ذكر البخاري أن اسمه نضلة بحسب يحيى بن سعيد، أو نضيلة بحسب وكيع. وقال : كوفي سمع سلمان، وعنه علي بن ربيعة، وذكره ابن حبان باسم الربيع بن نضيلة، وعده من الطبقة الأولى من تابعي الكوفة، وتابع البخاري في روايته عن سلمان، وعنه علي بن ربيعة.
*التاريخ الكبير 3/ 270 برقم 921 ،الثقات 226/4.
136- ربيعة بن ناجذ بن كثير الأزدي
كوفي، ذكره ابن سعد؛ وقال : روى عن علي علیه السلام، وإلى ذلك ذهب الشيخ الطوسي ؛ وقال: عربي كوفي، وعده البرقي من أوليائه. إلا أني لم أقف له على ذكر في كتابي الجمل ووقعة صفين.
روي أن رجلاً قال لأمير المؤمنين عليه السلام: بم ورثت ابن عمك من دون عمك؟ فأخبره بما فعله النبي صلوات اللّه وسلامه عليه حين نزل عليه قوله تعالى :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشُّعَرَاء : 214] ، وما تلا ذلك من دعوتهم وإطعامهم، وما عرضه عليهم من أن من يبايعه سيكون أخاه وصاحبه ووارثه فامتنعوا وأصر أمير المؤمنين ثلاث مرات على بيعته على الرغم من صغر سنه.
روى البخاري عنه في تاريخه الكبير وتابعه ابن أبي الحديد وغيره أن أمير المؤمنين قال : دعاني النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم فقال : «يا علي إن لك من عيسى مثلاً أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به». وربيعة من شخصيات الكوفة المهمة، فقد لجأ إليه حجر بن عدي واختبأ عنده یوماً وليلة حين طلبه ،زياد ويبدو أن حجرًا لم يشأ أن يثقل عليه أو على غيره، فأرسل إلى محمد بن الأشعث يطلب منه أن يأخذ من زياد أماناً حتى
ص: 318
يبعث به إلى معاوية ليرى رأيه. وثقه علماء الرجال.
*الطبقات 226/6 ، التاريخ الكبير 281/3-282 برقم 966، تاريخ الطبري 543/1، 223/3، الثقات 229/4 ،رجال الطوسي 3/63 ،الكامل 476/3 ، شرح نهج البلاغة 312/4 ، تهذيب التهذيب 228/3 برقم 498 ،الإفصاح 2/ 90-91، نقد الرجال 238/2 ،تنقيح المقال، وفيه ترجمة وافيه في المتن والحاشية.
137- رجاء بن ربيعة الزبيدي
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من تابعي الكوفة، روى عن أبي سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وعنه ابنه إسماعيل، وإلى ذلك ذهب البخاري. وأضاف المزي أنه روى أيضاً عن الحسن بن علي علیه السلام، وزهير بن حزام، وسعد بن مالك. روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة.
*التاريخ الكبير 312/3 برقم 1060 ، الثقات 237/4، تهذيب الكمال 157/9 برقم 1891
138- رُشَيْد الهَجَري
وهجر مدينة بالبحرين، وسمي غير موضع بهذا الاسم، باليمن ونجران والمدينة وغيرها بحسب ياقوت. والظاهر أن رشيد نسبة إلى هجر البحرين لأنها الأشهر. ذكره الشيخ المفيد مع بيعة المنقطعين للعبادة من شيعة أمير المؤمنين، وهو من أصفيائه عنده وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه عليه السلام، وهو عنده من أصحاب الحسنين وعلي بن الحسين علیه السلام، ويبدو أنه من الصعب أن يكون من أصحاب علي بن أصحاب علي بن الحسين لأن لأن الشائع أنه استشهد زمن زياد بن سمية. إلا إذا كان استشهاده زمن عبيد اللّه بن زياد كما ذهب إلى ذلك ابن داود وذكره الشيخ المفيد مع أصحاب الحسين ، ويبدو أنه كان مصاباً بعلة في قدمه أعاقت حركته الطبيعية، فقد ذكره ابن قتيبة مع العرج.
وذكر ابن داود أنه صاحب أمير المؤمنين وكان يسميه (رشيد البلايا).
ص: 319
وقال له: (أنت معي في الدنيا والآخرة)، وأية منزلة تلك أن يكون معه في الدارين !!! وأخبره بما سيفعله به عبید اللّه بن زیاد، ونقل الشيخ الغروي عن تفسیر فرات الكوفي أن رشيد الهجري كان مع أمير المؤمنين علیه السلام فالتفت إليه وقال: (يا رشيد، أنا واللّه صالح المؤمنين). ولكن البخاري قال: يتكلمون في رشيد ولم يشر إلى علاقته بأمير المؤمنين ، واكتفى برواية حديث عنه رواه عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو وهو المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
خبره أمير المؤمنين علیه السلام، بالطريقة البشعة التي سيقتل بها، ونسب ابن أبي الحديد وغيره قتل رشيد لزياد، وليس لولده عبيد اللّه، فقد روى بسنده عن زياد بن النضر الحارثي قال :( كنت عند زياد وقد أتي برشيد الهجري -كان من خواص أصحاب علي عليه السلام- فقال له زياد: ما قال خليلك إنا فاعلون بك ؟ قال : تقطعون يديّ ورجليّ، وتصلبونني، فقال زياد: أما واللّه لأكذبنَّ حديثه ؛ خلّوا سبيله، فلما أراد أن يخرج قال : ردُّوه، لا نجد شيئاً أصلح مما قال لك صاحبك ؛ إنك لا تزال تبغي لنا سوءاً إن بقيت ؛ اقطعوا يديه ورجليه ؛ فقطعوا يديه ورجليه وهو يتكلم ؛ فقال : اصلبوه خنقاً في عنقه، فقال رشيد : قد بقي لي عندكم شيء ما أراكم فعلتموه، فقال زياد: اقطعوا لسانه، فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال : نفّسوا عنّي أتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه، نقال هذا واللّه تصديق خبر أمير المؤمنين أخبرني بقطع لساني فقطعوا لسانه وصلبوه)، والرواية في أمالي الشيخ الطوسي عن أبي حسان العجلي عن ابنة رشيد.
ذكر المامقاني (لا شبهة في جلالة الرجل، وكونه من أهل العلم بالبلايا والمنایا، ولا يعقل أن ينال هذه المرتبة العظمى إلا عدل ثقة امتحن اللّه قلبه بالإيمان).
*المعارف 583 ،التاريخ الكبير 334/3 برقم 1132، الجرح والتعديل 9 ،الجمل 109 ،الاختصاص 3 ، 8 ، رجال الطوسي 1/63، 100/94 ، 1/100، 3/123، أمالي الشيخ الطوسي
ص: 320
165/1 ،شرح نهج البلاغة 459/2-460، معجم البلدان 5 /393 ،رجال ابن داود 95 برقم 615، نقد الرجال 2/ 243 ، تنقيح المقال 276/27-282 ،معجمرجال الحديث 1978 برقم 4598 ،موسوعة التاريخ الإسلامي 400/3.
139- أبو عاصم، رفاعة بن شداد البجلي
كوفيٌّ، من فتيان، وهم بطن من بجيلة بحسب ابن حبّان، وذكر البخاري أنه روى بسنده عن السدي عن رفاعة عن عمرو بن الحمق حديثاً رواه عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، وهو «من أمن رجلاً على دمه فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافراً»، وذكر قريباً من هذا من غير طريق.
قال ابن حجر : روى عن عمرو بن الحمق، وعنه عبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي وأبي عكاشة الهمداني، وغيرهم.
كان من خيار أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام وأصفيائه، وقد ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه، واستعمله على خيل بجيلة في معركة الجمل وعليها في واقعة صفين وله كلمة فيها ذكرها نصر، وهو من الفرسان الشجعان.
وهو أيضاً من أصحاب ولده الحسن علیه السلام . وذكر ابن حبان والبخاري وتابعهما ابن حجر أنه روى عن عمرو بن الحمق، ولم يذكروا له رواية عن غيره .
ورفاعة من خيار أصحاب حجر بن عدي أيضاً. وحينما طلبه زياد مع من طلب خرج هارباً من الكوفة إلى الموصل رفقة عمرو بن الحمق، واستطاع أن ينجو بنفسه من عاملها حينما رفع خبره إليه ولا يدرى متى تمكن من العودة إلى الكوفة، ويغلب على ظنّي أن عودته كانت بعد هلاك زياد.
وهو من شيوخ قراء زمانه ومن رؤساء الشيعة بالكوفة، وممن كتب إلى الحسين من أهلها بعد بلوغهم خبر امتناعه علیه السلام من مبايعة يزيد، وكتب معه سليمان بن الصرد والمسيب بن نجبة وحبيب بن مظاهر الأسدي، فوفّق
ص: 321
حبيب بالالتحاق به، والاستشهاد معه علیه السلام، وتخلف أو عجز ، وتخلف أو عجز غالبية من كتب له.
بعد مصرع أبي عبد اللّه بدأ الندم يقض مضاجع من تخلف عن نجدته وبدأ الصحابي سليمان بن الصرد وجماعته يتداولون في كيفية الثأر لأبي عبد اللّه، ولكن بسرية تامة خوفاً من الطغمة اليزيدية التي كانت تحكم الكوفة بالحديد والنار. وبعد هلاك يزيد وبيعة الكوفة لعبد اللّه بن الزبير كان رفاعة ممن تخلف عن بيعته، وهو أحد خمسة ولُّوا الصحابي سليمان بن الصرد جيش التوابين، وقد بايعه نحو خمسة آلاف على الثأر للحسين علیه السلام .
ولما حمي وطيس معركة التوابين مع جيش عبيد اللّه بن زياد في واقعة عين الوردة واستشهد من استشهد فيها، أصبحت الراية بيد رفاعة بوصاة من سليمان، واستطاع أن ينسحب في سواد الليل خفية، ويعود بالباقين من أصحاب إلى الكوفة، وعند عودته كان المختار في السجن، فناصره أول مرة، ثم تركه ، ظنّا منه أنه لم يكن مخلصاً في دعوته، وقاتل مع أهل الكوفة رفقة یزید بن عمير بن ذي مرَّان الهمداني، فلما نادى يزيد يا لثارات عثمان تركهم وانحاز إلى جيش المختار فقاتل حتى قتل، وهو يقول:
أنا ابن شدادٍ على دين علي *** لست لعثمان بن أروى بولي
لأصلين اليوم فيمن يصطلي *** بحر نار الحرب غير مؤتلي
ويبدو أن أمره قد التبس على ابن حبان فجاء برواية غاية في التشويه قال : ( كان ممن انفلت من عين الوردة حين قتل الحسين بن علي في تسعة آلاف من أصحاب الحسين فتلقاهم عبيد اللّه بن زياد في أهل الشام فقتلهم عن آخرهم). ذكر ابن حجر روايات متعارضة في ترجمته فمرة قال : كان ممن أفلت من عين الوردة، فتلقاهم عبيد اللّه بن زياد -كذا -فقتلهم عن آخرهم، وهي عمارة ابن حبّان، وقد مرَّت، ثم قال : (أرخ خليفة ويعقوب بن سفيان قتله سنة ست وستين وذكر أن المختار هو الذي قتله، وكذا ذكر غير واحد)، ولم أقف على مثل هذا عند غيره، كما لم أقف عليه في تاريخ خليفة.
*وقعة صفين 205، 488 التاريخ الكبير 322/3 رقم
ص: 322
1093، تاريخ الطبري 224/3، 277، 391،390، 414- 421، 433، 458،456، الثقات 241/4، الجمل 320 ، الاختصاص 2 ،رجال الطوسي 6/63، 2/94، الكامل 3/ 245-233، 211 185-180.160-158 20/4 .477 تهذيب التهذيب 243/3 برقم 531 نقد الرجال 245/2 تنقيح المقال 361/27-319.
140- رقيقة المحاربي
كوفيٌّ، ذكره الشيخ الطوسي بهذا الاسم مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، ولعله أبو رقيقة السهمي الذي روى عنه نصر أنه حين قتل الأشتر مبارزة اثنين من شجعان جيش أهل الشام قال : (كان هذا ناراً فصادفت إعصاراً).
قال محقق الرجال : الظاهر أنه ربيعة أو ربيع بن زياد المحاربي، وأحال على تاريخ البخاري وتهذيب ابن حجر، وثقات ابن حبان، ولا أظنه أصاب.
*وقعة صفين 196، التاريخ الكبير268/3 برقم 915، رجال الطوسي 7/63، تهذيب التهذيب 220/3 برقم 484، نقدالرجال 246/2 ، تنقيح المقال 352/27.
141- رياح بن الحارث النخعي
كوفي، ذكره ابن سعد، وقال: روى عن عمر، وعمار بن ياسر، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ولم يرو عن علي بحسبه، ولكن البخاري أيد روايته عنه علیه السلام. حدث عن عمر أنه كان يقضي فيما سَبَت العرب قبل الإسلام وقبل البعث، (إن من عرف أحداً من أهل بيته مملوكًا في حي من أحياء العرب ففداه العبد بالعبدين، والأمة بالأمتين) كذا في الطبقات.
وذكر ابن حبان رياح بن الحارث وقال الكوفي، ولم ينسبه، وقال: روى عن علي علیه السلام، وعنه صدقة بن المثنى، وكذا قال البخاري، وذكر أنه حجَّ مع عمر بن الخطاب حجتين.
وذكر البغدادي أنه سمع من علي والحسن علیهم السلام، وروى عنه أنه قال:
ص: 323
(كنت عند منبر الحسن بن علي، وهو يخطب الناس بالمدائن فقال : ألا إن أمر اللّه واقع، وإن كره الناس، وإني ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد صلّی اللّه علیه وآله وسلّم مثقال حبة يهراق بها محجمة من دم مذ علمت ما ينفعني مما يضرني، فالحقوا بطيتكم).
وذكره في النقد ولم ينسبه، وترجم له مع أخيه عبد اللّه، وقال: إنهما من أصحاب الإمام علیه السلام من ربيعة.
* الطبقات 153/6 ،التاريخ الكبير 3/ 328 برقم 1110، الثقات 238/4 وتاريخ بغداد 418/8 برقم 4527، نقد الرجال 95/3 .
142- الرياش بن ربيعة
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد وقال : روى عن علي علیه السلام ، روي عنه أنه قال: سئل علي عن رجل قال لامرأته : أنت طالق البتّة قال : فجعلها ثلاثاً، ومثل هذا لا یصح في فقه الإمامية.
* الطبقات 232/6 ،رياض المسائل 218/12-219
143- الرياش بن عدي الكندي
كذا ذكره ابن سعد وقال: روى عن علي علیه السلام. وذكره البخاري باسم رياش الطائي وقال : روى عن علي علیه السلام ، وعنه الشعبي، ولا أدري إن كان هو، وذكر الشيخ الطوسي بين من روى عن أمير المؤمنين الرياش بن عدي الطائي، وذُكِرَ في النقد وتهذيب المقال عن رجال الشيخ.
وذكر ابن حبان الرياش بن عمرو الطائي وقال : هو من أهل الكوفة يروي عن علي ، ولعله الذي سيأتي.
* الطبقات 237/6 ، التاريخ الكبير 332/3 برقم 1124، الثقات 242/4 ،رجال الطوسي 2/63 نقد الرجال 2/ ، 249 تهذيب المقال ..391/27 .
ص: 324
144-رياش بن عمرو الطائي
كوفيٌّ ، روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وعنه الشعبي، وقيل: اسمه رياش بن عدي وذكر اسمه البخاري ونسبه ولكنه لم يذكر اسم أبيه، وقال: روى عن علي علیه السلام. وانظر السابق.
*التاريخ الكبير 332/3 برقم 1124، ثقات 242/4 .
145-أبو أسامة، الريان بن صبرة الحنفي
كوفي، ذكره ابن سعد، وقال: روى عن علي علیه السلام، وشهد معه النهروان، وحدَّث أنه قال: كنت فيمن استخرج ذا الثٌّدَيَّة فبشر به أمير المؤمنين قبل أن ينتهي إليه، فانتهينا إليه وهو ساجد فطرحناه، وقال الطبري: إن أمير المؤمنين علیه السلام خرج في طلب ذي الثدية، ومعه سليمان بن ثمامة الحنفي والريان، فوجده الريان في حفرة على شاطئ النهر في أربعين أو خمسين قتيلاً، ولما استُخرج نظر إلى عضده، فإذا لحم مجتمع على منكبه -مجتمع رأس الكتف بالعضد- كثدي المرأة، له لحمة عليها شعيرات، فإذا مدَّت امتدت حتى تحاذي طول يده الأخرى، فلما استخرج قال علي عليه السلام: (اللّه أكبر ما كذبت ولا كُذِّبت...).
ذكره البخاري أيضاً، وقال : روى عن علي علیه السلام، وعنه عيسى بن حطان.
وروى ابن الأثير أنه في سنة تسع وثلاثين سير معاوية يزيد بن شجرة إلى مكة في موسم الحج، وطلب منه إقامته للناس وأخذ البيعة له، ونفي عامل علي منها وكان عليها قثم بن العباس فلما علم دعا الناس إلى حربه فلم يستجيبوا له إلا شيبة بن عثمان العبدري فعزم على الخروج إلى شعب مكة ومكاتبة أمير المؤمنين علیه السلام بالخبر فإن أمده بجيش قاتل الشامييين، فنهاه أبو سعيد الخدري وطلب منه الإقامة والعمل برأيه إن وجد القوة، وقال له : وإلا فالمسير أمامك، فكتب قثم للإمام علیه السلام فأرسل له جيشاً بقيادة الريان بن ضمرة كذا بالمعجمة بن هوذة بن علي الحنفي. فوصل بعد انقضاء موسم
ص: 325
الحج، فتبع جيش ،معاوية وعليه معقل بن قيس، فظفروا بنفر منهم فأخذوهم أسارى ورجعوا بهم ففدى أمير المؤمنين علیه السلام أسرى من أصحابه عند معاوية.
*الطبقات 230/6 ،التاريخ الكبير 333/3 برقم 1128، تاريخ الطبري 122/3-123، الكامل 378/3-379.
146- أبو عمر زاذان
من موالي كندة، ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من التابعين، وقال: إنه كان يبيع الكرابيس، فإذا أتاه المشتري نشر عليه شر الطرفين، وقال: روى عن علي وعبد اللّه وسلمان والبراء بن عازب وعبد اللّه بن عمر، روى ابن سعد عن زُبيد، عن زاذان قال : (رزق علي بن أبي طالب الناس الطلاء فأصاب مولاي منه دنينة كنا نأكل به ونشرب منه). -الطلاء هنا الرب الحلال جاء في اللسان فأما الذي في حديث علي رضي اللّه عنه، فليس من الخمر في شيء، وإنما هو الرب الحلال. وكأن المقصود بالرب المربَّى - قال ابن حبان: يخطئ كثيراً. وذكره بين مشاهير علماء الكوفة، وقال: (كان يهم في الشيء بعد الشيء)، وكأنه أراد أن يشير إلى ما ذكره من خطئه. ووثقه الذهبي، وقال كان ثقة صادقاً، أحد العلماء الكبار، الكوفي الضرير، وكأنه فقد بصره من بعد، وروى عن الزبيدي أنه قال : رأيت زاذان يصلي كأنه جذع. وروي عنه أنه قال: كنت غلاماً حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور، فكنت صاحب لي، وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم فمرَّ ابن مسعود، فدخل فضرب الباطنية -إناء تحفظ فيه الخمرة -وكسر الطنبور، ثم قال : لو كان ما يسمع من حسن سوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت ثم مضى، فقلت لأصحابي: من هذ ؟ قالوا هذا ابن مسعود فألقى في نفسي التوبة، فسعيت أبكي، وأخذت بثوبه، فأقبل علي فاعتنقني وبكى وقال مرحبا بمن أحبه اللّه...). ذكر الراوندي أنه كان مع أمير المؤمنين بصفين.
توفي بالكوفة سنة اثنتين وثمانين أيام الحجاج بعد الجماجم، كان ثقة
ص: 326
قليل الحديث. جاء في نقد الرجال : يكنى أبا عمرة فارسي من أصحاب علي علیه السلام، وذكر المحقق في الحاشية عن كتاب الخرائج (وهو الذي علمه علي صلوات اللّه عليه القرآن بإلقائه في أذنه) وللخبر حكاية في الخرائج.
وقد اختلف في كنيته، فهو عند ابن سعد والذهبي أبو عمر، وأبو عبد اللّه عند البخاري، وأبو عمرو عند الراوندي، وأبو عمرة عند الشيخ الطوسي، وعنه التفرشي.
*الطبقات 178/6 ، التاريخ الكبير 437/3 برقم 1455، الثقات 265/4 ،مشاهير علماء الأمصار 167 برقم 775 ، رجال الطوسي 3/64، تاريخ بغداد 8/ 489 برقم 4603، الكامل 477/4 ، الخرائج والجرائح 176/1، برقم 9، 195 سير أعلام النبلاء 4/ 280 برقم 102 لسان العرب برقم 30، (طلى) نقد الرجال 251/2 .
147-الزبير بن الأروح التميمي
أرسله عبيد اللّه بن زياد رفقة هاني بن أبي حية الوادعي مع رأسي هانئ بن عروة ومسلم بن عقيل رضوان اللّه عليهما إلى يزيد بن معاوية وزودهما برسالة ليزيد يعلمه كيف تم قتلهما .
ثم لا أقف له على خبر إلا حين سرح الحجاج بن يوسف الحارث بن عميرة الهمداني في ثلاثة آلاف من أهل الكوفة فيهم الزبير، فكان على ميسرة الحارث، وقد مني جيشه بهزيمة منكرة.
*الطبري 293/3 ،559 ،الإرشاد 65/2 .
148- زحر بن قيس الجعفي
من شخصيات الكوفة التي كان لها أثرها في أحداثها خلال خلافة أمير المؤمنين علیه السلام، وما تلاها، وقد تقلب معها، فلم يصب إلا خزي الدنيا وعذاب الآخرة، فمن شخصية من فرسان جيش الإمام أمير المؤمنين علیه السلام، إلى منحاز لآل أمية ثم لآل الزبير ثم لآل مروان وليته كسب من تقلبه
ص: 327
جاهاً يحمد عليه، أو عملاً يثاب من ورائه، أو ولاية يتباهى بها ممن كاد يضحي بنفسه من أجلهم.
وذكر الشيخ المفيد في الجمل أن أمير المؤمنين علیه السلام ، بعثه إلى أهل الكوفة منصرفه من وقعة الجمل برسالة جاء في نهايتها: (وقد بعثت إليكم زحر بن قيسر الجُعفي لتسألوه فيخبركم عنا وعنهم وردّهم الحق علينا، وردّهم اللّه وهم كارهون، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته وكتب عبيد اللّه بن رافع في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة).
ذكر نصر أن الإمام علیه السلام كتب إلى العمال في الآفاق، فكتب إلى جرير بن عبد اللّه البجلي وكان عاملاً لعثمان على ثغر همدان برسالة بعثها مع زحر وهي: (أما بعد فإن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد اللّه بقوم سوءًا فلا مردَّ له، وما لهم من دونه من وال وإني أخبرك عن نبأ من سرنا إليه من جموع طلحة والزبير، وعند نكثهم بيعتهم، وما صنعوا بعاملي عثمان من حنيف إني هبطت من المدينة بالمهاجرين والأنصار، حتى إذا كنت بالعذيب بعثت إلى أهل الكوفة بالحسن بن علي وعبد اللّه بن عباس، وعمار بن ياسر، وقيس بن سعد بن عبادة، فاستنفروهم .. وسرت إلى الكوفة، وقد بعثت إليكم زحر بن قيس، فاسأل عما بدا لك، وبعدما قرأ جرير الكتاب، تحدث عن بيعة السابقين الأولين للإمام علیه السلام من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، وسمع ناسه وأطاعوا قام زحر خطيباً، ذكر نصر، أن مما حفظ من کلامه قوله بعد أن حمد اللّه وشهد بنبوة المصطفى صلوات اللّه وسلام عليه:( أيها الناس، إن عليّاً قد كتب إليكم كتاباً لا يقال بعده إلا الرجيع من القول ولكن لابد من رد الكلام. إن الناس بايعوا عليا بالمدينة من غير محاباة له بيعتهم ؛ لعلمه بكتاب اللّه وسنن الحق، وإن طلحة والزبير نقضا بيعته على غير حدث وألبا عليه الناس ثم لم يرضيا حتى نصبا له الحرب، وأخرجا أم المؤمنين، فلقيهما فأعذر في لدعاء، وأحسن في البقية، وحمل الناس على ما يعرفون هذا عيان ما غاب عنكم، ولئن سألتم الزيادة زدناكم، ولا قوة إلا باللّه).
ص: 328
وحين أراد أمير المؤمنين علیه السلام له التوجه إلى صفين عزل الأشعث بن قيس عن رئاسة كندة وربيعة، فكان زحر مع الذين كلموا الإمام علیه السلام لإعادته عليهم.
وهو من كبار فرسان صفين، وله مواقف فيها، وقد مدحه غير شاعر في غير مناسبة، وأشادوا بمنزلته.
ويبدو أنه كان بالمدائن حين أصيب أمير المؤمنين ، فقد فقد روي أنه بعثه في أربعمائة رجل رابطة، وقد جاءهم خبر إصابة أمير المؤمنين فيها، وبعث له الإمام الحسن أن يأخذ البيعة له من بعد.
وشاء قدر اللّه، وسوء تفكيره أن سولت له نفسه أن يختم حياته بأسوأ خاتمة، فقد انحاز إلى بني أمية، وكان من رجال زياد بن أبيه بعد صلح الحسن علیه السلام، وكان أحد شهوده على حجر بن عدي وجماعته، ثم انحاز كلية لولده عبيد اللّه ومن سوء طالعه وحظه العاثر إن صح ما روي من أن بن زیاد دعاه (فسرح معه رأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية، وكان معه أبو بردة بن عوف الأزدي، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي)، وإلى ذلك ذهب الشيخ المفيد. وروى ما ذكره في مجلس يزيد. وقيل أرسل ابن زياد الرأس الشريف مع غيره ذكرناهم في ترجماتهم.
ثم انحاز بعد هلاك يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير، وكان من جند عامله على الكوفة عبد اللّه ابن مطيع أثناء ثورة المختار وبعثه إلى جبانة كندة، وله دور في المعارك التي جرت بالكوفة، وجرح فيها جراحة بالغة وقتل ولده فيها. وكان أيضاً من قادة جيش مصعب بن الزبير ووجهه لابن عمر في ألف مقاتل، ولكنه غدر بابن الزبير وامتنع في الساعات الأخيرة عن مساندته ويبدو أن الرجل اعتاد على سلوك ما يشين الفرسان النجباء، فقد رأيناه أيضاً في جند بشر بن مروان إذ أرسله مع المهلب لقتال الخوارج في رامهرمز، فلما مات بشر ترك المهلب وعاد إلى الكوفة مع من عاد واستأذنوا عمر بن حريث بدخولها فلم يأذن لهم، وطلب منهم العودة إلى المهلب، فلما أمسى المساء دخل زحر الكوفة.
ص: 329
ثم أصبح من بعد من كبار قادة جيش الحجاج، وأرسله لقتال شبيب الخارجي، ولكن شبيباً استطاع الانتصار بجيشه عليه، وصرعه، وظن أنه قتله، ولكنه بعد أن أفاق استطاع العودة إلى مجلس الحجاج وبوجهه بضعة عشر جراحة، فأجلسه الحجاج معه على سريره، وأشاد به.
اكتفى ابن حبان بالقول: (خرج حين أصيب علي إلى المدائن)، وكذا قال البحاري، وأضاف، (فكان أهله بها)، وروى عنه الشعبي.
* وقعة صفين 15-18، 137، 508، التاريخ الكبير 445/3 برقم 1484 تاريخ الطبري 227،38، 338، 439، 458، 519،518، 570، 226/3، الثقات 270/4، الجمل 399 الإرشاد 118/2،رجال الطوسي 15/65، تاریخ بغداد 8/ 489 برقم 4605 الكامل 83/4، 217، 235، 307، 366، 377 ، 408 نقد الرجال 253/2 .
149- أبن مريم، زر بن حبيش الأسدي
روي أن كنيته أبو مطرف، ذكره ابن سعد، وقال روى عن عمر وعلي علیه السلام وغيرهما. كان من أعرب الناس، وقيل: إن عبد أعرب الناس ، وقيل : إن عبد اللّه بن مسعود كان بسأله من العربية، وهو من مشاهير علماء الكوفة عند ابن حبان، وحصر روايته بعمر وعلي علیه السلام، وقال : أدرك الجاهلية.
وقال ابن سعد: (كان زر أكبر من أبي وائل، فكان إذا اجتمعا جميعاً لم يحدث أبو وائل عند زرّ، وكان زرّ يحب عليَّاً، وكان أبو وائل يحب عثمان، وكانا يجلسان معاً فما سمعتهما يتناثان شيئاً قط)،- والنثا : ما أخبرت به عن الرجل من حسن أو سيِّئ-، وزرٌّ من كبار القرَّاء أخذ القراءة عن علي علیه السلام، وغيره، وقرأ عليه عاصم ويحيى بن وثاب وأبو إسحاق، والشعبي وغيرهم، ولكن البخاري حصر روايته بعمر بن الخطاب وقال : روى عنه إبراهيم وعاصم بن بهدلة. وما ذهب إليه غريب لأن المشهور أنه روى عن علي علیه السلام ، وأخذ القراءة عنه.
ص: 330
ذكره ابن طاووس بين عشرة من ثقاة أمير المؤمنين علیه السلام. ولكن العجلي خالفه على غير المشهور فقال : (كان شيخاً قديماً إلا أنه كان فيه بعض الحمل على علي)، ولم أقف على مثل هذا عند غيره!
روی نصر بسنده عن زر بن حبيش عن عبد اللّه بن مسعود قالا : قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: «إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه»، قال نصر : (قال الحسن: فما فعلوا ولا أفلحوا). ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين وقال : كان فاضلاً.
روى الطبري أن عامل معاوية على المدينة إذا أراد أن يبرد بريداً إلى معاوية أمر مناديه فنادى من له حاجة يكتب إلى أمير المؤمنين؛ فكتب زر بن حبيش، أو أيمن بن خريم كتابًا لطيفا ورمى به في الكتب وفيه :
إذا الرجال ولدت أولادها *** واضطربت من كبر أعضادها
وجعلت أسقامها تعتادها *** فهي زروع قد دنا حصادها
فلما وردت الكتب عليه فقرأ هذا الكتاب ؛ قال : نعى إلى نفسي).
ذكر الشيخ المظفر أنه لم يطعن به أحد من القوم. مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، قبل الجماجم وهو ابن اثنتين وعشرين ومائة سنة، وقيل: ابن سبع وعشرين ومائة.
*وقعة صفين 216 ، الطبقات 104/6-105 ،التاريخ الكبير 447/3 برقم 1495، معرفة الثقات 370/1 برقم 800، المعارف ،427 ،530، تاريخ الطبري 2683 الثقات 4/ 269 ،مشاهير علماء الأمصار 161 برقم 740 رجال الطوسي 5/64 ، الكامل ،4974 كشف المحجة ،174 سير أعلام النبلاء 166/4 برقم 60 نقد الرجال 253/2، الإفصاح 2 /113.
150-زرعة بن شريك التميمي
كوفيٌّ، كان في جيش عمر بن سعد وذكر الطبري أنه حينما حملت
ص: 331
الرجالة على أبي عبد اللّه علیه السلام ضربه زرعة بن شريك على كفه اليسرى، ثم ضرِبَ على عاتقه علیه السلام، (ثم انصرفوا وهو ينوء ويكبو، وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي، فطعنه بالرمح فوقع ...)؛ وذكر الشيخ المفيد أنه ضربه على كفه اليسرى فقطعها، وضربه آخر على كتفه. ولا أشك في أن انتقام اللّه من تلك الطغمة الفاسدة في الدنيا كان عظيما، ولقد وقفتُ على بعضه وفاتني الوقوف على بعضه الآخر، ولهم من لعنة اللّه ولعنة اللاعنين ما يخلدهم في قعر الجحيم.
*تاريخ الطبري 334/3 ،مروج الذهب 71/3، الإرشاد 2 / 112، البداية والنهاية 204/8 .
151- زهرة بن حميضة
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد اللّه بن مسعود وغيرهم، وكان قليل الحديث ، وروى عنه أنه قال : (ردفت أبا بكر الصديق فجعل لا يلقاه أحد إلا سلم عليه)، ولعله زهرة بن حوية السعدي الذي قال عنه ابن حبان: روى عن جماعة من الصحابة، وعنه أهل الكوفة.
*الطبقات 85/6، الثقات 269/4 .
152 -أبوكثير، زهير بن الأقمر الزبيدي
كوفيٌّ، حصر ابن حبان روايته عن الحسن بن علي علیه السلام ، وقال : قيل: إنه أبو كثير الزبيدي، وذكر ابن حجر أنه روى عن علي والحسن علیهم السلام، وعن ابن عمر وعنه عبد اللّه بن الحارث الزبيدي المكتب كذا، وقد وثقه العجلي وابن حبان، وذكر ابن حجر أنه اختلف في اسمه فقيل: زهير بن الأقمر، وقال: عبد اللّه بن مالك، وقيل: جهمان، وقيل: إنهما اثنان
*معرفة الثقات 371/1 برقم 502 ، الثقات 264/4، تهذيب التهذيب 12/ 189 برقم 8662 ، 189/12، الإصابة 536/2 برقم 3014.
ص: 332
153- زياد بن أبي مريم
كوفي، ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية، وقال: يروى عنه. وهو بحسب ما ذكره البخاري من الطبقة الأولى، لأنه مولى عثمان بن عفان، وقد زار مروان بالجزيرة رفقة أنس بن مالك، وأبو عبيدة، وروي عنه أنه قال: (إن كان سعيد بن جبير ليستحي أن يحدث وأنا حاضر
*الطبقات 305/6 ، التاريخ الكبير 3/ 373 برقم 1261.
154- أبو المغيرة، زياد بن أبيه
سماه ابن قتيبة زياد بن أبي سفيان، وروى عن أبي اليقظان أن اسم أمه أسماء بنت الأعور ، وقال غيره : أنها سمية بنت أبي بكرة، وهو المشهور، ولد عام الفتح بالطائف.
ولا يدرى متى لمع نجم زياد، ويبدو أنه كان معروفاً قبل شهادته التي أنقذت المغيرة بن شعبة من حد الزنا زمن الخليفة عمر واشتهر من بعدها وفي أثناء ولاية المغيرة كان كاتبه ثم كتب لأبي موسى الأشعري، ولابن عباس من بعد قال ابن قتيبة وكان زياد مع علي علیه السلام، وذكر الشيخ المفيد أن عبد اللّه بن عباس حينما توجه للالتحاق بجيش الإمام المتجه إلى الشام استخلفه على البصرة وضم إليه أبا الأسود الدؤلي، وكان والياً عليها حين دخلها ابن الحضرمي لأخذ بيعتها لمعاوية بن أبي سفيان، فلما قويت شوكته بتميم البصرة كتب إلى أمير المؤمنين علیه السلام، فأرسل إليه جارية بن قدامة السعدي ،فحاربه ثم ،حاصره وأضرم النار عليه وعلى من معه. ثم ولاه الإمام بلاد فارس من بعد باقتراح جارية، ولاشك أنه اكتسب خبرة طويلة خلال سنوات عمله.
بعد رحيل أمير المؤمنين علیه السلام استطاع معاوية بدهائه استمالة زياد إليه، وادَّعاه لأبي سفيان وأشهد شهودًا على ذلك ذلك منه- أبو مريم مالك بن ربيعة السلولي وستأتي ترجمته ، وكان خمّاراً في الجاهلية بالطائف فقد ذكر ابن
ص: 333
الأثير أنه كان ممن أحضر للشهادة فلما سئل قال :( أنا أشهد أن أبا سفيان حضر عندي وطلب منِّي بغيّاً فقلت له : ليس عندي إلا سميَّة، فقال: ائتني بها على قذرها ،ووضرها فأتيته ،بها، فخلا بها ثم خرجت من عنده .. فقال له زياد مهلاً أبا مريم إنما بعثت شاهداً ولم تبعث شاتماً). وادعاء معاوية له مخالف لمشريعة الإسلامية، لأن الولد للفراش وللعاهر الحجر.
أصبح زياد من بعد ذراع معاوية في المشرق، فولاه البصرة، فلما مات المغيرة ولاه العراقين .. ذكره البخاري، وسماه زياد بن أبي سفيان أيضاً، قال : ويقال : زياد بن عبيد -وهو زوج سمية- ويقال : ابن سمية، وسمية أمه. أخو أبي بكرة لأمه، وقال: سمع عمر.
وزباد من خطباء عصره وفصحائهم، صاحب الخطبة البتراء، وكان من أشد الناس على أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام لمعرفته بهم، ومازال مرقد حجر بن عدي وجماعته في بلاد الشام من شهود جرائمه. ونفّذ في بعضهم عقوبات لم يسبقه إليها غيره وفتح للجلادين من بعد أن يتفننوا بها.
هلك بالكوفة في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين بطاعون خرج في إصبع يمينه، واستنصح شريحاً القاضي بقطع يده فلم ينصحه، وأراد قطعها فجزع من النار والمكاوي. دفن بالنُّوية. ولم نشأ التوسع بترجمته لأنه من مشاهير ،عصره، ويرد اسمه أيضاً في غير ترجمة مرت، وستأتي.
*المعارف 346 ، وانظر مواضع كثيرة في تاريخ الطبري الجمل 421 ،مروج الذهب 35/3 ، الكامل 493/4-494، التاريخ الكبير 357/3 برقم 1201 ، وانظر أيضاً ترجمة جارية.
155-زياد بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وقال ابن داود: هو من خواصِّه.
وقال البخاري وابن حبان: إن اسم أبي الجعد رافع. وزياد أخو سالم،
ص: 334
وعبيد، وعمران ،ومسلم ذكرهم ابن سعد وابن قتيبة، ورويا أنهم كانوا ستة أخوة، اثنان منهم يتشيعان، واثنان مرجئان، واثنان يريان رأي الخوارج، فكان أبوهم يقول لهم : أي بني لقد خالف اللّه بينكم. ولم أقف على ما يؤيد تلك الرواية. وذكر البخاري عبد اللّه أيضاً، وقال: سمع زياد من عمرو بن الحارث، وعبد اللّه بن أبي الجعد، ووابصة بن معبد، وحصر ابن حبان روايته بوابصة ولم يذكرا له رواية عن أمير المؤمنين علیه السلام . وترجم له المزي وابن حجر، ولم يذكرا له رواية عن أمير المؤمنين أيضاً، ولم يأتيا بجديد واكتفى ابن سعد بذكر اسمه، وقال: وقد روي عنه.
قال النجاشي عن حفيده رافع بن سلمة الأشجعي: (مولاهم، كوفي، روى عن أبي جعفر، وأبي عبد اللّه علیه السلام، ثقة الا من بيت ثقات).
*الطبقات 6/ 291 ،تاريخ الكبير 347/3 برقم 1177، المعارف 452 ،الثقات 264/4 ، رجال النجاشي 169 برقم 447 ،رجال الطوسي 4/64 ،تهذيب الكمال 444/9 برقم 2031، تهذيب التهذيب 309/3 برقم 660، رجال ابن داود 65/99 نقد الرجال 272/2 .
156- أبو المغيرة زياد بن حدير الأسدي الكوفي
أحد بني مالك، ذكره ابن سعد مع تابعي الطبقة الأولى، وله عقب بها؛ من ولده أبو حوالة إمام مسجد الجماعة بالكوفة، روى عن عمر وعلي علیه السلام وطلحة بن عبيد اللّه وروى إبراهيم بن المهاجر أنه قال : أنا أول من عشَّر - ما يؤخذ من زكاة الأرض التي أسلم أهلها عليها، وهي التي أحياها المسلمون- في الإسلام فقلت : من كنتم تعشرون؟ قال : نصارى بني تغلب.
وعند البخاري روى عن حفص بن حميد يكنى أبا عبد الرحمان، وخص روايته عن عمر.
ذكر ابن حجر أنه يكنى أبا المغيرة، ويقال أبا عبد الرحمن، قال: روى عن عمر وعلي علیه السلام ، وابن معود، والعلاء بن الحضرمي، وعنه إبراهيم
ص: 335
بن المهاجر، وجامع بن شداد، وحبيب بن أبي ثابت، وعامر الشعبي وغيرهم. ذكره ابن حبان، وروى له أبو داود حديثاً واحداً في نصارى تغلب. قال: منكر، وأنكره المزي أيضاً، وروى أن إبراهيم قال : (بعثني إبراهيم النخعي إلى زياد بن حدير ؛ أمير كان على الكوفة -كذا-) ، ولم أقف على ذكر لإمارته عليها .
وهو ثقة عند أبي حاتم ؛ وذكره المزي، وقال: يقال أبو عبد الرحمن الكوفي، وأخوه زيد بن حدير، وذكر روايته عن علي علیه السلام، وابن مسعود وعمر وغيرهم وروى عن حفص بن حميد، أن زياد بن حدير قال له اقرأ علي فإني أجد لقراءتك لذة، (فقرأت عليه ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ [الشرح: 1]، فجعل يبكي كما يبكي الصبي، ويقول : ويل ام زياد أنقص كذا ظهر رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم).
*الطبقات 130/6 ، التاريخ الكبير 349/3 برقم 1180، الجرح والتعديل 529/3 برقم 2390 ،تهذيب الكمال 449/9 برقم 2033 ، تهذيب التهذيب 312/3 برقم 662.
157- زياد بن خصفة التيمي
يغلب على الظن أنه كان من المجموعة الأولى التي نقمت على عامل الخليفة عثمان سعيد بن العاص إذ كان في مجلسه رفقة مالك الأشتر وابني صوحان وجندب بن زهير ،وغيره إلا أني لم أقف على اسمه مع من نفاهم عثمان إلى بلاد الشلام وهو من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، وكان من رسله رفقة عدي بن حاتم وشبث بن ربعي ويزيد بن قيس إلى معاوية أيام الموادعة بصفين، وقال هو وشبث لمعاوية : أتيناك فيما يصلحنا وإياك، فأقبلت تضرب الأمثال لنا، دع ما لا ينفع من القول والفعل، وأجبنا فيما يعمنا نفعه.
بارز وقَتَلَ بصفين، وكان من المخلصين من أصحابه، وقد شكَّ بأحدهم أن يكون ممن يراسله معاوية، فأخبر أمير المؤمنين، فحلَّف الرجل، فحلف له. وكانت راية ربيعة معه في أحد أيام ،صفين فقال له أمير المؤمنين (ألا
ص: 336
تدني رايتك هذه ذراعاً؟ فقلت له : نعم ،واللّه وعشرة أذرع. ثم ملت بها هكذا فأدنيتها، فقال لي حسبك). وقاد حملة على قبائل حمير وفيهم عبيد اللّه بن عمر وذو الكلاع، فقتل فيها ذو الكلاع.
وحين قرر أمير المؤمنين علیه السلام الخروج إلى معاوية ثانية بعد خدعة التحكيم كان زياد من أوائل من استجاب لندائه.
وكان من قادة جيش الإمام في معركة النهروان وقتل أو اشترك في قتل عبد اللّه بن وهب الراسبي.
وحين أراد أمير المؤمنين التوجُّه إلى الشام بعد فعلة بسر بن أرطأة قام رجال من أصحابه المخلصين منهم زياد بن خصفة ووعلة بن مخدوج الذهلي فقالا : (يا أمير المؤمنين نحن شيعتك التي لا تعصيك ولا تخالفك).
ولما فارق الخريت بن راشد أمير المؤمنين علیه السلام قام زياد فقال: (يا أمير المؤمنين، إنه لو لم يكن من مضرة هؤلاء إلا فراقهم إيانا لم يعظم فقدهم فنأسى عليهم، فإنهم قلما يزيدون في عددنا لو أقاموا معنا، وقلما ينقصون من ، عددنا بخروجهم عنا ولكننا نخاف أن يفسدوا علينا جماعة كثيرة ممن يقدمون عليه من أهل طاعتك، فأذن لي في اتباعهم) فأذن له، فخرج بنفر من أصحابه، وتابعهم، وقاتلهم بالمذار قرب البصرة بعد أن حاول إقناعهم بالعدول عن رأيهم، فلما جنَّ عليهم الليل تركوا ،موقعهم، فكتب زياد إلى أمير المؤمنين، فجزاه خيراً وطلب منه العودة، وأرسل خلفهم غيره.
وهو من أصحاب الحسن علیه السلام فحين أمر أهل الكوفة بالمسير إلى معاوية كان ممن أنَّب أهل الكوفة على تقاعصهم من القيام، وكلَّم الإمام بمثل ما کلمه عدي بن حاتم وقيس بن سعد ومعقل بن قيس الرياحي. ولم أقف له على خبر من بعد.
ذكره الشيخ الطوسي باسم زياد بن حفص التميمي، وقد يكون من تصحیفات النسخ أو الطباعة.
ص: 337
*وقعة صفين 197، 199، 261، 288، 297، تاریخ الطبري 77/3 79 ، 118، 139 ، 140، وغيرها، رجال الطوسي ،665 موسوعة التاريخ الإسلامي 394/4، 398/5 المتن والهامش.
158- زیاد بن عبد اللّه النخعي
كوفيٌّ، ذكره البخاري وابن سعد مع الطبقة الأولى، روى عن علي علیه السلام، وقال ابن سعد: روي عنه أنه قال : (كنّا قعوداً عند علي بن أبي طالب فجاءه ابن النباح يؤذنه بصلاة العصر فقال : الصلاة الصلاة، قال: ثم قام بعد ذلك فصلى بنا العصر فجثونا للركب نتبصر الشمس وقد ولّت، وإن عامة الكوفة ومئذ لأخصاص)، وحصر ابن حبان روايته عنه علیه السلام، وروى الشيباني عن شيخ له عنه.
*الطبقات 238/6 ، التاريخ الكبير 360/3 برقم 1219، الثقات 256/4 .
159-زياد بن عياض الأشعري
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى أنه قال: (صلى بنا عمر بن الخطاب العشاء بالجابية فلم أسمعه قرأ فيها، وفي الحديث طول)، وفي رواية أخرى (صلى بنا عمر بن الخطاب المغرب، فلم يقرأ بنا فيها شيئاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنك لم تقرأ).
وقال البخاري: هو ختن أبي موسى الأشعري، وروى عن عامر عن زياد قال : (صلى بنا عمر فلم يقرأ ، فأعاد). وذكر روايته عن عمر ابن حبان، وقال: عنه الشعبي.
*الطبقات 151/6 ، التاريخ الكبير 365/3 برقم 1240 ،الثقات 258/4 .
ص: 338
160- زياد بن كعب بن مرحب
ذكر الشيخ المفيد في الجمل أن زياد بن كعب بن مرة كان على رجالة همدان عند تأمير الإمام علیه السلام كتائب جيشه في حرب الجمل. وعده الشيخ الطوسي مع من روى عنه، وأرسله إلى أذربيجان للقاء الأشعث بن قيس. وذكر الشيخ عبارة تدعو إلى التأمل ؛ قال : (ينظر في أمره ما كان منه في أمر الحسين)، ولم أستوضح قوله في المصادر التي وقفت عليها.
*الجمل 319 ،رجال الطوسي 16/65 ،نقد الرجال 277/2.
161- زياد بن مالك الضُّبعي
كوفي، كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال الحسين علیه السلام ، كما شارك في سلبه لعنة اللّه عليه، وبعد انتصار المختار دله سعر الحنفي عليه وعلى جماعة ممن اشترك معه في تلك الفعلة الخسيسة؛ فأرسل إليهم عبد اللّه بن كامل وأمر بقتلهم في السوق سنة ست وستين.
*تاريخ الطبري 463/3 ، الكامل 240/4.
162- زياد بن معاوية النخعي
كوفيٌّ، كان رفقة ثلاثة عشر رجلاً مع عبد اللّه بن مسعود في ركب حجيج العراق سنة اثنتين وثلاثين، فمروا بالربذة، وشاركوا بدفن أبي ذر الغفاري.
* تاريخ الطبري 630/2، الكامل 134/3 .
163- زياد بن النضر الحارثي
ذكر الطبري أنه خرج من الكوفة رفقة جمع من أهلها إلى المدينة سنة خمس وثلاثين لإقناع الخليفة عثمان على الرجوع عن سياسته أو الاعتزال ؛ وكان أحد أربعة وجوه مثلوا أهل الكوفة. وورد في الجمل أن القوم لما
ص: 339
اجتمعوا على عيب عثمان وشكوا أحداثه التي أنكرها المهاجرون والأنصار مر بهم عمرو بن الأصم، وزياد بن النضر، فقالا لهم : (إن شئتم بلِّغنا عنكم أزواج النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم).
ونقل الشيخ الغروي أن مالكًا الأشترأمر زياد بن النضر أن يلزم القصر، ويصلي بالناس العصر بعد منع سعيد بن العاص من دخول الكوفة.
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام. وروى عنه نصر ما قال تعقيباً على قول يزيد بن قيس الأرحبي الذي صوب رأي الإمام علیه السلام، أبدى القوة والاستعداد في قتال أهل الشام قوله : (لقد نصح لك يا أمير المؤمنين يزيد بن قيس، وقال ما يعرف، فتوكل على اللّه، وثق به، واشخص بنا إلى هذا العدو راشداً معاناً ؛ فإن يرد اللّه بهم خيراً لا يدعوك رغبة عنك إلى من ليس مثلك في السابقة مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، والقَدَم في الإسلام، والقرابة من محمد صلّی اللّه علیه وآله وسلّم. وإلا ينيبوا ويقبلوا ويأبوا إلا حربنا نجد حربهم علينا هينًا، ورجونا أن يصرعه اللّه مصارع إخوانهم بالأمس).
و حين توجه أمير المؤمنين إلى صفين كان معه، وأرسله رفقة شريح بن هانئ طليعة فيها، ويبدو أنهما قد اختلفا فكتبا إليه كل يرغب بعزل صاحبه ولكنه بحسب نصر ثبَّت زياداً على مقدمة الجيش، وكان على مذحج والأشعريين، وحين أمَّره عليهم قال له:( يا زياد، اتق اللّه في كلِّ مُمسى ومُصبَح ، وخف على نفسك الدنيا الغرور، ولا تأمنها على حال من البلاء، واعلم أنك إن لم تَزَع نفسك عن كثيرٍ مما يُحَب مخافة مكروهة، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضر. فكن لنفسك مانعا وازعاً من البغي والظلم والعدوان؛ فإني وليتك هذا الجند، فلا تستطيلنَّ عليهم، وإن خيركم عند اللّه أتقاكم. وتعلَّم من عالمهم، وعلم جاهلهم، واحلُم عن سفيههم؛ فإنك إنما تدرك الخير بالحلم وكف الأذى والجهل)، فقال زياد:( أوصيت يا أمير المؤمنين حافظاً لوصيتك، مؤدَّباً بأدبك، يرى الرشد في نفاذ أمرك، والغي في تضييع بهدك)، وروى عنه أيضاً قوله : (شهدت مع علي صفين، فاقتتلنا ثلاثة أيام وثلاث ليال، حتى تكسرت الرماح، ونفدت السهام، ثم صرنا إلى
ص: 340
المسايفة، فاجتلدنا بها إلى نصف الليل، حتى صرنا نحن وأهل الشام في اليوم الثالث يعانق بعضنا بعضاً، وقد قاتلت ليلتئذ بجميع السلاح، فلم يبق شيء من السلاح إلا قاتلت به، حتى تحاتينا بالتراب، وتكادمنا بالأفواه، حتى صرنا قياماً ينظر بعضنا إلى بعض، ما يستطيع أحد من الفريقين ينهض إلى صاحبه، ولا يقاتل. فلما كنَّا نصف الليل من الليلة الثالثة انحاز معاوية وخيله الصف، وغلب علي علیه السلام على القتلى في تلك الليلة، وأقبل على أصحاب محمد وأصحابه فدفنهم، وقتل كثير منهم وقتل من أصحاب معاوية أكثر، وقتل فيهم تلك الليلة شمر بن إبرهة)، وله أخبار أخر عن معركة صفين ذكرها نصر والطبري منها أنه كان مع عمار فأمره أن يحمل على الخيل، وشد عمار في الرجالة فأزال عمرو بن العاص عن موقفه، وبارز زياد يومئذ أخاً له لأمه، ولما التقيا تواقفا وانصرف كل عن صاحبه، وقد قاتل قتالاً شديداً حتى صرع في أحد أيام صفين، فحُمِلَ من ساحة المعركة.
ولم أقف له على دور أو خبر بعد معركة صفين، ولكنه بحسب ابن أبي الحديد شهد ما فعله ابن زیاد برشيد الهجري من قطع يديه ورجليه ولسانه وقوله قبل قطع لسانه : هذا واللّه تصديق خبر أمير المؤمنين، أخبرني بقطع لساني، فقطعوا لسانه وصلبوه).
*وقعة صفين 101، 117، 121-123، 214، 369 وغيرها، تاريخ الطبري 652/2، 72/3 73 ، 77، 83 87 ، الجمل 138، رجال الطوسي 19/65 ،شرح ابن أبي الحديد 2/ 459 -460 نقد الرجال 280/2 موسوعة التاريخ الإسلامي399/4 .
164- أبو المغيرة زيد بن حدير الأسدي
كوفي، روى عن الخليفة عمر بن الخطاب، وعنه الشعبي، وذكر المزي أنه من قراء مجلس ابن مسعود، وقال : له ذكر في المغازي من صحيح البخاري، أخوه زياد بن حدير، وذهب ابن حجر إلى أنه ليست له رواية في الكتب الستة.
*الثقات 251/4 ،تهذيب الكمال 50/10 برقم 2097 ،تهذيب التهذيب 349/3 برقم 740.
ص: 341
165- زيد بن حصين الأسلمي
ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين. وقال البخاري : روى عن ابن عمر، وعنه المغيرة بن مقسم، وإلى ذلك ذهب ابن حبان، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وقال : من المهاجرين. ولم أقف على ما يشير إلى كوفيته إلا أن مغيرة بن مقسم روى عنه جمهور من الكوفيين، وهو أعمى، وقد تكون روايته عن زيد كانت بالكوفة ولاسيما أن للأسلمين خطة بها.
*التاريخ الكبير 391/3 برقم 1303 ، الثقات 247/4 ،رجال الطوسي 11/64 ،الكوفة وأهلها في صدر الإسلام 325.
166- زيد بن رُقاد الجنبي
كوفيٌّ، كان في جيش عمر بن سعد، وشارك في قتال الحسين علیه السلام. واشترك مع عمرو بن بطار التغلبي في قتل سويد بن عمرو بن أبي المطاع، وروي أن سويداً سمع القوم وهو مثخن بجراحه بين القتلى يقولون: قتل الحسين، فأفاق من صرعته، وقام فقاتل ساعة بسكين كانت معه.
و روي أن زيداً قال:( رميت فتىً منهم بسهم وكفه على جبهته يتقي النبل فأثبتُّ کفه في جبهته، فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته، وكان ذلك الفتى عبد اللّه بن مسلم بن عقيل وإنه قال حين رميته اللّهم إنهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا)، ولم يكتف بذلك وإنما رماه بسهم آخر ومثل بجسده بعدما قتله تمثيلاً يدل على مدى همجيته لعنة اللّه عليه ؛ قال : (جئته وهو ميت فنزعت سهمي الذي قتلته به من جوفهكذا والصواب من جبهته فلم أزل أنضنضه من جبهته حتى أخذته وبقي النصل). فهل رأيت بشاعة، وخسة نفس مثل هذه! وذكر الطبري وأبو الفرج أنه شارك حكيم بن طفيل السنبسي في قتل أبي الفضل العباس علیه السلام . وهو عند الشيخ المفيد زيد بن ورقاء الحنفي.
ص: 342
وبعد هلاك يزيد بن معاوية انتقل بولائه لعبد اللّه بن الزبير، وكان مع واليه بالكوفة في أثناء ثورة المختار، وشاء اللّه سبحانه وتعالى أن ينتقم منه شر انتقام فقد تمكن أصحاب المختار منه ورموه بالنبال والحجارة، فلما سقط أحرقوه حيّاً.
*تاريخ الطبري 335/3 ، 343 ،446 ،مقاتل الطالبيين 90، الإرشاد 110/2 الكامل 4/ 79، 243.
167- زيد بن ظبيان
كوفي، من الطبقة الأولى روى عن أبي ذر الغفاري، وعنه ربعي بن حراش، وإلى ذلك ذهب البخاري والمزي وروى له حديثاً عن النبي صلوات اللّه وسلامه عليه.
*التاريخ الكبير 398/3 برقم 1329 ،الثقات 249/4، تهذيب الكمال 81/10 برقم 2113 .
168- أبو سليمان، زيد بن وهب الجهني
نعته الذهبي بقوله : الإمام الحجة، وذكر البخاري وتابعه الذهبي وابن حجر وغيرهم أنه أسلم وهاجر إلى النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ولم يدركه، ورويت عنه غير رواية عن معركة أحد.
قال البخاري: سمع عمر وعبد اللّه، وهو كوفي، ذكره ابن سعد، وروى عنه أنه قال: (غزونا أذربيجان في إمارة عمر، وفينا يومئذ الزبير بن العوام، فجاءنا كتاب عمر: بلغني أنكم في أرض يخالط طعامها الميتة ولباسها الميتة، فلا تأكلوا إلا ما كان ذكيّاً، ولا تلبسوا إلا ما كان ذكيّاً)، وروى عنه مولاه أنه قال : كان زيد يؤمنا في ثوب متشحاً به، وكان يكبر على الجنائز أربعاً، وهو ثقة كثير الحديث.
من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام، وكان معه بصفين وقد روى خطبته علیه السلام حين خرج إلى الحرب بصفين، ووصفه فقال : كان علي رجلاً دحداحاً
ص: 343
أدعج العينين، كأن وجهه القمر ليللة البدر حسناً، ضخم البطن، عريض المسربة، شئن الكفين، ضخم الكسور، كأن عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا خفاف من خلفه لمنكبيه مُشاش كمُشاش السبع الضاري، إذا مشی تكفَّأ به ومار یه جسده؛ له سنام كسنام الثور، لا تبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجاً ؛ لم يمسك بذراع رجل قطُّ إلا أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفّس. وهو إلى السمرة، أذلف الأنف؛ إذا مشى إلى الحرب هرول، وقد أيده اللّه بالعز والنصر). وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه من أهل الكوفة. وقال ابن داود هو من خواصه. وذكر ابن سعد أنه شهد معه مشاهد وعده ابن حبان مع مشاهير علماء أهل الكوفة. قال: كان يصفر لحيته.
روى عنه نصر دعاء أمير المؤمنين حينما خرج إلى صفين وأشياء أخر من أخباره وخطبة له علیه السلام في حث أصحابه على القتال، وبعض أخبار عمار ومقام بعض أصحابه وشجاعتهم، ونقل عنه أيضاً شعراً لعمرو بن العاص، وخطبة عبد اللّه بن بديل في أصحابه.
وروي عن الأعمش أنه قال : (إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه)، ووثقه ابن سعد وابن معين وابن خراش وابن حبان، وروى عنه أبو منصور الجهني وحبيب بن ثابت وغيرهما. ولم يجرحه عنده سوى يعقوب بن سليمان الذي قال : (في حديثه خلل كثير).
ذکر الشيخ الطوسي أن له كتاب «خطب أمير المؤمنين علیه السلام على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها»، حصر ابن حبان روايته بعمر وعبد اللّه، وقال: مات سنة ست وتسعين وقال ابن سعد: قال أصحابنا : توفي زيد بن وهب في ولاية الحجاج بعد الجماجم وقال الذهبي : توفي سنة ثلاث وثمانين.
* وقعة صفین 232 ،234 ، 243 ، 451 ، الطبقات 102/6- 103، الثقات 250/4 ،مشاهير علماء الأمصار 163 برقم 752 ،الفهرست 4/130 ، رجال الطوسي 6/64، تهذيب التهذيب 368/3 برقم 781 ، سير أعلام النبلاء 1964 برقم
ص: 344
78 ،رجال ابن داود 100 برقم 666 ،نقد الرجال 2/ 291، الإفصاح 143/2 ،موسوعة التاريخ الإسلامي 311،387/2.
169- زيد بن يشيع الهمداني
كوفي من الطبقة الأولى من التابعين، وقيل ابن أثيع ؛ قال ابن سعد: روى عن علي علیه السلام وحذيفة. وكان قليل الحديث، وحصر البخاري وابن حبَّان روايته بعلي علیه السلام، وعنه السبيعي، وأضاف المزي أبا بكر وحذيفة لمن روى عنهم، وهو عند العجلي (كوفي تابعي، ثقة). ووثق الشيخ الطوسي روايته عن الإمام وهو في رجاله زيد بن يتبع وكل ذلك الاختلاف في اسم أبيه من تصحيفات النسخ. ولم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
*الطبقات 222/6 ، التاريخ الكبير 408/3 برقم 1356، معرفة الثقات 380/1 برقم 535 ، الثقات 2514 رجال الطوسي13/64، تهذيب الكمال 115/10 برقم 2132 ، تهذيب التهذيب 369/3 برقم 782 ، نقد الرجال 282/2.
170- أبو أسماء، سالم بن أبي الجعد مولى أشجع
كوفيٌّ ، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، ولكن ابن سعد ذكره مع الثانية على الرغم من روايته عن بعض الصحابة، وأشاد بتقواه وعبادته. وقال: كان ثقة كثير الحديث. ذكر البخاري وابن حبان أن اسم أبي الجعد رافع، وقال ابن سعد وابن قتيبة : كان له أخوة روي عنهم الحديث: عبيد ،وعمران، ومسلم، وزياد، وقد مرت ترجمة زياد، وستأتي ترجمة عبيد، وعروة وعمران ومسلم قال: روي أنه كان له ستة أخوة، اثنان منهم يتشيعان واثنان ،مرجئان واثنان يريان رأي الخوارج فكان أبوهم يقول : (لقد خالف اللّه بينكم) ذكر منهم ابن سعد عبيد ،وعمران وزياد، ومسلم. وقد وقفنا على خمسة منهم وفاتنا السادس ولم أقف في تراجمهم ما يؤيد ما
ذكر عنهم.
وورد سالم بسند ذکره نصر، يحدث بحديث مروي عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم
ص: 345
عن خمسة هم من شر خلق اللّه، وروى بحسب نصر عن عبد اللّه بن عمر قال : (إن تابوت معاوية في النار فوق تابوت فرعون ؛ وذلك بأن فرعون قال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات : 24].
ذكر الشيخ الطوسي سالماً في موضعين الأول باسمه واسم أبيه مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وعده في الثاني مع أصحاب علي بن الحسين علیه السلام، وقال: (سالم بن أبي الجعد الأشجعي، مولاهم، كوفي، يكنى أبا أسماء) وعده ابن قتيبة مع الشيعة.
وقال عنه العجلي: كوفي تابعي ثقة؛ ولكن المظفر ذكر مصادر عدة تتهمه بالكذب والتدليس. وسبقه ابن حجر في ذكر موقف المحدثين من روايته ما بين موثق ومجرح والتجريح هو الغالب.
روى ابن سعد وابن قتيبة وغيرهما أنه توفي سنة مائة، أو إحدى ومائة. وذهب ابن الأثير إلى أنه توفي سنة خمس وتسعين وعاد فذكر وفاته في سنة سبع وتسعين قال واسم أبي الجعد رافع.
و شار ابن حجر إلى الاختلاف في وفاته فنقل عن مطين أنه مات سنة مائة، وقيل سنة إحدى ومائة، وقال أبو نعيم سنة سبع وتسعين أو ثمان وتسعين، وإلى ذلك ذهب ابن حبان وقال :زفر سنة تسع وتسعين، وله مائة وخمس عشرة سنة كذا قال ولا يصح ولم أقف له على دور أو ذكر في أحداث عصره، ولا على مشارركة في مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام.
*وقعة صفين 217، 219 ، الطبقات 291/6 ،التاريخ الكبير 1074 برقم 2132 ،معرفة الثقات 382/1 برقم 538، المعارف 452 ،624 الثقات 305/4 ،مشاهير علماء الأمصار 172 برقم 809 ،رجال الطوسي 9/66، 7/114، تهذيب التهذيب 374/3 برقم 799 ،نقد الرجال 2/ 293. الإفصاح 147/2.
ص: 346
171- سالم بن أبي مريم
كوفي، روى عن أبي سعيد الخدري، وعنه علي بن أبي جبلة.
*التاريخ الكبير 199/4 برقم 2167، الثقات 308/4 .
172- سالم بن خثيمة الجعفي
ذكره السيد مثنى الشرع مع من شارك في قتال أبي عبد اللّه الحسين، ونقل عن اللّهوف أنه ممن داس جسده الشريف بحوافر الخيل، فربطه المختار وداست خیله جسده حتى مات.
*المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين 318 .
173- السائب بن مالك الأشعري
لم أقف للسائب على دور يذكر قبل خلافة أمير المؤمنين علیه السلام، والظاهر أنه كان من وجوه أهل الكوفة وأنه كان يميل إلى أمير المؤمنين، فقد كتب علیه السلام حين توجه إلى البصرة كتاباً إلى أبي موسى الأشعري بعثه مع هاشم بن عتبة المرقال، فلما قدم بالكتاب ذهب به أبو موسى إلى السائب وقرأه عليه، وقال له : ما ترى؟ (فقال السائب: اتَّبع ما كتب به إليك. فأبى أبو موسى ذلك وكسر الكتاب ومحاه، وبعث إلى هاشم بن عتبة يخوفه ويتوعده السجن! فقال السائب بن مالك : فأتيت هاشماً فأخبرته بأمر أبي موسى، فكتب هاشم إلى علي بن أبي طالب).
ثم لا يظهر للسائب دور يذكر إلى حين بيعة عبد اللّه بن الزبير واستبداله واليه على الكوفة عبد اللّه بن يزيد بعبد اللّه بن مطيع الذي خطب فيهم وأعلمهم أنه سيسير فيهم بسيرة عثمان وبوصية عمر، وأنه لا يأخذ فضل الفيء إلا برضاهم، فقام السائب فقال :( أما أمر ابن الزبير ألا تحمل فضل فيئنا إلا برضانا فإنا نشهد أنا لا نرضى أن تحمل فضل فيئنا عنا؛ وألا يقسم إلا فينا، وألَّا يسار فينا إلا بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا هذه حتى
ص: 347
هلك رحمة اللّه عليه، ولا حاجة لنا في سيرة عثمان في فيئنا ولا في أنفسنا ؛ فإنها كانت إثرة ،وهوى ولا في سيرة عمر بن الخطاب في فيئنا ؛ وإن كانت أهون السيرتين علينا ضرّاً، وقد كان لا يألو الناس خيراً. فقال يزيد بن أنس: صدق السائب بن مالك وبرَّ، رأينا مثل رأيه، وقولنا مثل قوله؛ فقال ابن مطیع : نسير فيكم بكل سيرة أحببتموها وهويتموها، ثم نزل).
وحين بدأ شيعة الكوفة بمبايعة المختار كان من رؤوس أصحابه، وهو خامس خمسة بايعوه، وهو في السجن، وأخذوا البيعة له من الناس.
وكان لابد لثورة المختار كي تنجح من قائد شجاع مسموع الكلمة في الوسط الشيعي الكوفي أن يؤازرها وليس من فارس كإبراهيم بن الأشتر، ولابد من وسيلة لإقناعه بالانحياز إليها فكان السائب من الشهود الذين شهدوا له بأن محمد بن الحنفيه طلب من إبراهيم بن الأشتر أن يؤازر المختار فانحاز إبراهيم من بعد كليَّة إلى المختار ولحديثه بقية تجدها في ترجمة المختار .
أما السائب فقد استخلفه المختار على الكوفة حين خرج إلى ساباط، وبعد تراجع جيشه وانكساره، وتحصن من بقي منهم بقصر الإمارة قرر المختار الخروج لقتال جيش مصعب بن الزبير ؛ وكان السائب ضمن أنفار خرجوا معه بعد تخلي صحابته عنه وفرار بعضهم وبقاء الآخرين محاصرين بالقصر وهم قرابة خمسة آلاف مقاتل فقاتل السائب معه إلى أن قتل، وروى الطبري أن الذي قتله ورقاء النخعي
* التاريخ الكبير 153/4 برقم ،2293 تاريخ الطبري 36، 434، 435، 439، 482، 487، 489، 491، الجمل 242 الكامل 213/4 .
174- أبو عطاء، السائب بن مالك الثقفي
كوفي، ذكره البخاري وقال : روى عن عبد اللّه بن عمرو، وعنه أبو إسحاق الهمداني. وقد اختلف في كنيته، فقيل أيضاً: أبو يحيى، وقيل أبو
ص: 348
كثير بحسب المزي الذي قال أيضاً : قيل : السائب بن يزيد وقيل : ابن زيد وذكر أيضاً أنه روى عن علي ، وسعد بن أبي وقاص، وعمار، والمغيرة. قال عنه العجلي: السائب والد عطاء ثقة وذكره اليعقوبي مع فقهاء زمان معاوية.
*التاريخ الكبير 153/4 برقم 2299 ،معرفة الثقات 387/1 برقم 552 ،تاريخ اليعقوبي 153/2 ،الثقات 327/4 ،تهذيب الكمال 192/10 برقم 2173 ،تهذيب التهذيب 390/3 برقم838 .
175- سبرة بن المسيب بن نجبة الفزاري
كان لأبيه دور كبير في أحداث عصره، فهو من أوائل قادة فتح العراق، سكن الكوفة، وكان فيها من خيار صحابة أمير المؤمنين علیه السلام، ومن أوائل الناهضين لنصرته وقد شهد جميع مشاهده وشارك سليمان بن الصرد القتال في معركة التوابين بعين الوردة، وقد تمكن منه جيش عبيد اللّه بن زیاد، فاستشهد رضوان اللّه عليه، وبعث ابن زياد برأسه إلى مروان بن الحكم فنصبه بالشام. ولنا عنه دراسة لم تنشر بعد، أما ولده سبرة، فلم يظهر له دور يذكر باستثناء روايته عن ابن عباس، وعنه ابنه حنظلة.
*الثقات 341/4
176- سحيم بن نوفل الأشجعي
ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين الذين سكنوا الكوفة، روى عن عبد اللّه بن مسعود وكانت لأبيه ،صحبة وقد مرت ترجمته كان قليل الحديث روى عنه هلال بن يساف.
*الطبقات 198/6 ،التاريخ الكبير 4/ 192 برقم 2452، الثقات 343/4 .
ص: 349
177- سراقة بن مرداس البارقي
من شعراء الكوفة كان من رجال عبد اللّه بن مطيع والي الكوفة لعبد اللّه بن الزبير، وبعد هربه إلى البصرة، أمَّن المختار الناس واستثناه، وسجنه معه في القصر، وخرج، وحين عاد إلى القصر نادى سراقة بأعلى صوته :
أمنن علي اليوم يا خير معد *** وخير من حلَّ بشحرٍ والجند
وخير من حيَّا ولبَّى وسجد
فتركه في السجن ليلة، ثم أرسل إليه فأخرجه، فأقبل إلى المختار ومدحه بأبيات. ولكنه عاد فشارك مع من خرج عليه من أهل الكوفة حين أرسل إبراهيم بن الأشتر لقتال عبيد اللّه بن زياد، ولما تمكن منهم المختار بعد عودة إبراهيم كان سراقة ممن أسر ثانية فقال له : (سراقة بن مرداس يحلف باللّه الذي لا إله إلا هو لقد رأى الملائكة تقاتل على الخيول البلق بين السماء والأرض؛ فقال له المختار فاصعد فأخبرهم بذلك ثم نزل، فخلا به المختار؛ فقال : قد علمت أنك لم تر الملائكة، وإنما أردتَ ما قد عرفتُ ألَّا أقتلك، فاذهب عني حيث أحببت لا تفسد علي أصحابي)، فلحق بعبد الرحمن بن مخنف بالبصرة عند مصعب بن الزبير.
ويبدو أنه كان من الحاقدين على عبيد اللّه بن زياد، فقال يمدح إبراهيم بن الأشتر وأصحابه في قتلهم عبيد اللّه :
أتاكم غلام من عرانين مذحِجٍ *** جريء على الأعداء غيرُ نكولِ
فیابن زیاد بؤ بأعظم مالك وذق *** حد ماضي الشفرتين صقيلِ
جزى اللّه خيراً شرطة اللّه إنهم *** شفوا من عبيد اللّه أمس غليلي
وبقي مخلصاً لعبد الرحمن بن مخنف، وحين قتل هو وجماعته أثناء حربهم الخوارج في ولاية الحجاج رثاهم بقصيدة ذكرها الطبري في أحداث سنة خمس وسبعين.
*تاريخ الطبري 459/3، 482،461-483، 553، الكامل390 266 239-237/4 .
ص: 350
178- السري بن وقاص الحارثي
من سكنة الكوفة، وهو أحد شهود زياد على حجر وجماعته.
*تاريخ الطبري 226/3-227 .
179- سریع المخزومي
كوفيٌّ، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وهو مولى عمر بن حريث المخزومي، روى عن علي علیه السلام، وعمرو بن حريث، وعنه قطري الخشاب، وفطر بن خليفة وغيرهما.
يبدو أنه أصبح من بعد من المقربين إلى يزيد بن المهلب، فقد أوفده إلى سلیمان بن عبد الملك.
*الثقات 345/4، تاريخ مدينة دمشق 163/20 برقم 2404.
180- سعد بن الأخرم
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن عبد اللّه بن مسعود، وقال المزي وابن حجر: إنه مختلف في صحبته، وروى عنه ابنه، وذكره مسلم مع الطبقة الأولى من التابعين والتبس أمره عند ابن حبان، فقد ذكره مرة مع الصحابة وقال حديثه عند ابنه المغيرة، ثم عاد فذكره مع التابعين. وحسنه الترمذي. قال البخاري : يقال : إنه من طيِّئ، وروى عن ابن مسعود قول النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم: «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا».
*الطبقات 200/6، 1503 ،التاريخ الكبير 54/4 برقم 1935، الثقات 150/3، 2954 ،تهذيب الكمال 247/10 برقم 2200، تهذيب التهذيب 3/ 404 برقم 867.
181- أبو عمرو سعد بن إياس الشيباني
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وذكره ابن حبان
ص: 351
مع مشاهير علمائها، وقال: حجّ في الجاهلية حجتين، وكان أيام النبي صبيّاً يعقل، وقوله يدعو إلى النظر، فكيف يحج مرتين في الجاهلية، ويكون صبيّاً أيام النبي؟ وقال : وسمع برسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، ولم يره. روي عنه أنه قال: (بعث النبي وأنا أرعى إبلاً بكاظمة).
حدث عن علي علیه السلام، وابن مسعود وحذيفة وغيرهم، وعنه منصور ،والأعمش، وسليمان التيمي والوليد بن عيزار وغيرهم.
وكان في جيش سعد بن أبي وقاص، وحضر القادسية، وقال: (كنت يوم القادسية ابن أربعين، مات سنة خمس وتسعين، وله من العمر مائة وعشرون سنة، وله أخبار في كتب النحويين واللغويين، وقال ابن حبان: مات سنة إحدى ومائة وله مائة وعشرون سنة، وهو من مشاهير الرواة.
*الطبقات 104/6 ،273 ،مشاهير علماء الأمصار 160 برقم 738 ، المزهر 51/1 ،وانظر مواضع كثيرة فيه، سير أعلام النبلاء 4/ 173 برقم 64.
182-سعد بن حذيفة بن اليمان
كانت ترجمة سعد ضمن «كتابنا رجال من ثوية الكوفة»، وقد ترددت من نشرها فيه لشكي في وفاته بالكوفة، ورأيت أن أنقلها إلى هذا الكتاب من دون إجراء تغيير عليها ، بسبب أهمية أحداث عصره.
انتشر الخوف والرعب بعد رحيل أمير المؤمنين علیه السلام سنة أربعين للهجرة بين شيعته ومحبيه انتشار النار في الهشيم بسبب السياسة التي اتبعها الأمويون وآل مروان معهم، وكانت أشد الأحداث وقعاً عليهم جريمة معاوية بن أبي سفيان في أمره بقتل حجر بن عدي وأصحابه، ثم تلتها الجريمة الكبرى التي اقترفها ولده يزيد وشيعته في قتل أبي عبد اللّه الحسين وآل بيته علیهم السلام، وما تلاها من بعد من استباحة مدينة رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وحصار مكة المكرمة ، وإحراق الكعبة الشريفة.
ص: 352
بعد انتصار مصعب بن الزبير على المختار جاهد هو وأصحابه من الكوفيين على استئصال الشيعة منها وحين تمكنت العصابة المروانية منه فعل جلا وزتها أيضاً الأفاعيل بشيعة آل البيت ومحبيهم.
وعلى الرغم من شديد القسوة التي اتبعها ولاة بني أمية فقد ازداد ولاء المخلصين من الشيعة بعد رحيل أمير المؤمنين علیه السلام، إذ شعروا بالبون الشاسع بين الفرصة الكبرى التي ضيعوها في تقاعسهم عن نصرته، ونصرة ولديه علیه السلام ، وسياسة الدولة الأموية العنصرية التي استولت على مصائر الناس وحقوقهم ؛ وما زاد في طينهم بلَّة شعورهم بحجم الخيبة والمهانة، بسبب عدم نصرة أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام بعد أن كاتبوه ووعدوه، إذ اجتمع نفر من وجهاء الكوفة بعد موت معاوية وتولية يزيد في منزل الصحابي سليمان بن الصرد، وخطب الخطباء منهم وكاتبوا أبا عبد اللّه علیه السلام ، وطلبوا منه القدوم عليهم، ولكن الرعب استولى عليهم فخذلوا سفيره مسلم بن عقیل رضوان اللّه عليه، وتركوه فريسة لابن زياد وزبانيته وبقيت نار تلك الحادثة المروعة تستعر في نفوسهم مع إحساس شديد بالندم على ما اقترفته أيديهم، ورأوا أنه (لا يغسل عارهم والإثم عنهم في مقتله إلا بقتل من قتله أو القتل فيه، ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة؛ إلى سليمان بن صرد الخزاعي، وكانت له صحبة مع النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وإلى المسيب بن نجبة الفزاري، وكان من أصحاب علي وخيارهم وإلى عبد اللّه بن سعد بن نفيل الأزدي، وإلى عبد اللّه بن وال التيمي وإلى رفاعة بن شداد البجلي)، ولعلك واجد لهم بعض العذر بسبب الدهشة التي ركبتم والخوف الذي عقد ألسنته- وأيديهم واستولى عليهم بعد الخطة التي اتبعها عبيد اللّه بن زياد، في تفريق شمل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، وقتلهما تلك القتلة المروعة، والقسوة الشديدة التي مارسوها معهم بالكوفة وغيرها.
وبسبب من تلك المشاعر قرروا أخذ الثأر من تلك الطغمة الفاسدة، أو الاستشهاد، وتبرع الموسرون منهم بأموالهم لتمويل الضعفاء بما يحتاجون إليه من مؤونة وسلاح، ولم يكن قرارهم ابن يومه، وإنما يعود إلى سنة إحدى
ص: 353
وستين، وقد اتسم عملهم هذه المرة بالسرية بادئ ذي بدء، خوفاً من تعرض خطتهم للفشل، وكانت استجابة الشيعة لهم محدودة آنذاك لخوفهم من سطوة السلطة الحاكمة.
و بعد هلاك يزيد بدأت يزيد بدأت دعوتهم تأخذ مداها في عموم العراق، واشتدت، وانحاز إليهم جمهور كبير من الشيعة، وانتقلت إلى طور الإعلان واستقرَّ قرار سليمان على الخروج إلى عبيد اللّه بن زياد رأس العدوان، وكان مروان بن الحكم قد أرسله في آلاف مؤلفة من أهل الشام لاسترجاع العراق من حكم عبد اللّه بن الزبير ولم يبدءوا بقتلة الحسين علیه السلام من الكوفيين لأنهم من رؤسائها، وقد ينقلبون عليهم مع جلاوزتهم ومن يتبعهم من قبائلهم فلا يقدرون عليهم فتفشل خطتهم ؛ وهكذا خرجوا من الكوفة في أربعة آلاف مقاتل يزيدون ولا ينقصون بحسب بعض الروايات؛ فكانت معركة عين الوردة بين ذلك النفر من المؤمنين من الذين أطلق عليهم من بعد لقب التوابين وجيش ابن زیاد .
کان سعد بن حذيفة بن اليمان من وجوه شيعة المدائن، ويبدو أنه استوطنها من بعد هو ونفر من أهل الكوفة فكانوا يذهبون إليها لاستلام عطاياهم وأرزاقهم ثم يعودون، ولعل سعداً كان من الجمع الذي رغب بالابتعاد عنها للتخلص من جور ،ولاتها لأنه من الأسر التي لا يشك في ولائها لآل البيت
أما أبوه حذيفة وجده اليمان فقد وقفنا معهما وقفة سريعة من قبل، تحدثنا فيها عن استشهاد جده في معركة أحد، وعن منزلة أبيه من رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه وعن شهوده مشاهده باستثناء بدر وعن مشاركته في قيادة جيوش الفتح في غير وقعة بعد رحيل رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وعن كيفية مبايعة أمير المؤمنين علیه السلام ، وما أوصى به المسلمين عامة وولديه سعداً وصفواناً خاصة في أن يكونا مع أمير المؤمنين علیه السلام، ويستشهدا بين يديه، وقد ذكر وسيته غير واحد من المؤرخين، ولكن لم أقف لولديه على خبر أو
ص: 354
مشاركة في حروب أمير المؤمنين علیه السلام لا في كتاب ابن مزاحم ولا في غيره.
ويبدو أن المسعودي الذي ذهب إلى استشهاد سعد بن حذيفة بصفين قد ،وهم، فقد عاش بعدها قرابة عقدين أو يزيد، إلا أن المصادر سكتت عن ذكر أخباره، والذي لا شك فيه أنه كان من شيعة الإمام ومحبيه، فقد ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عنه من روى عنه علیه السلام، وذكر الشيخ علي النمازي أنه روى عن أبيه فضائل علي علیه السلام ، وذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة من الطبقة الأولى من التابعين وقال روى عن أبيه، وإلى ذلك ذهب ابن حبان في عداده مع أهل الكوفة وروايته عن أبيه وقال : روى عنه منذر الثوري، وزياد بن علاقة.
ولسعد أخ آخر اسمه عِمران، كان من أصحاب المختار قتله مصعب بن الزبير صبرًا بعد قتل المختار وأصحابه، كما قتل عبد الرحمن وعبد الرب ابني حجر بن عدي.
ولي سعد القضاء في المدائن في فترة لم أقف على زمانها، ولا أستبعد أن تكون بعد هلاك يزيد، إذ من المستبعد أن يتولى رجل من الشيعة أي منصب أثناء الحكم الأموي، والظاهر أنه كان شديد التأثر بقضاء أمير المؤمنين في إحقاق الحق، فقد روى الخطيب أن جعدة بن هبيرة ابن أخت أمير المؤمنين علیه السلام (كلمه في شيء من الحكم، وبين يديه نار، فقال له سعد: ضع إصبعك هذه في هذه النار، قال سبحان اللّه تأمرني أن أحرق بعض جسدي. قال : فأنت تأمرني أن أحرق جسدي كله)، وهذه الرواية تذكرنا بما فعله أمير المؤمنين علیه السلام بأخيه عقيل حينما طلب منه أن يخصه ببعض الفيء بسبب شديد فاقته وحاجته.
ويوم قرر سليمان بن صرد وجماعته الخروج كتب لسعد رسالة بعثها مع عبد اللّه بن مالك الطائي تعد من عيون الأدب المنثور، يعلمه فيها بما عزموا عليه من الثورة، أقتطع منها قوله : (إن أولياء من إخوانكم، وشيعة آل نبيكم نظروا لأنفسهم فيما ابتلوا به من أمر ابن بنت نبيهم الذي دعي فأجاب، ودعا فلم يجب وأراد الرجعة فحبس، وسأل الأمان فمُنع، وترك الناس فلم
ص: 355
يتركوه وعدوا عليه فقتلوه، ثم سلبوه وجرَّدوه ظلماً وعدواناً، وغِرَّة باللّه وجهلاً، وبعين اللّه ما يعلمون وإلى اللّه ما يرجعون...)، فجمع سعد شيعة المدائن، وأطلعهم على رسالته، فأبدوا استعدادهم على الخروج معه، فكتب إلى سليمان..( أما بعد، فقد قرأنا كتابك وفهمنا الذي دعوتنا إليه من الأمر لذي عليه رأي الملأ من إخوانك، فقد هديت لحظك، ويُسرت لرشدك ، ونحن جادُّون مجدُّون، معدُّون مسرجون مُلجِمون ننتظر الأمر، ونستمع الداعي؛ فإذا جاء الصريخ أقبلنا ولم نعرّج إن شاء اللّه والسلام).
ويوم توجَّه سليمان إلى كربلاء لزيارة أبي عبد اللّه علیه السلام رفقة من التحق به من أصحابه، ومنها إلى عين الوردة التي دارت فيها معركة ذلك النفر من المؤمنين مع جيش عبيد اللّه بن زياد لم يكن خروجه على درجة من التنظيم بحيث يستطيع اللحاق به من وعده بالخروج معه من شيعة البصرة بقيادة المثنى بن مخرّبة العبدي، وشيعة المدائن بقيادة سعد بن حذيفة بن اليمان، ولكن سعداً حين علم بخروجه خرج مسرعاً في سبعين ومائة من أهل المدائن، فوصل إلى هيت وأرسل طليعة وصلت بعد استشهاد سليمان، وقبل انتهاء المعركة، وحين أتاه خبر استشهاده مع من سلم من صحبه رجع فلقي المثنى في أهل البصرة ب-«صندوداء»، وهي من مدن غرب العراق، فأقاموا حتى أتاهم رفاعة من بقي من أصحاب سلیمان فاستقبلوه وواسى بعضهم بعضاً وأقاموا يوماً وايلة ثم تفرقوا وسارت كل طائفة إلى بلدها، وعادت طائفة منهم إلى الكوفة.
والظاهر أن سعداً ترك المدائن إلى الكوفة بعد ذلك، إذ كتب المختار قبل أن يعلن ثورته إلى وجوه من سلم من جيش سليمان بالكوفة، وسعد، منهم وجاء في رسالته فإن اللّه أعظم لكم الأجر، وحط عنكم الوزر، بمفارقة القاسطين، وجهاد المحلِّين، إنكم لم تنفقوا نفقة، ولم تقطعوا عقبة، ولم تخطوا خطوة إلا رفع اللّه لكم درجة، وكتب لكم بها حسنة، إلى ما لا يحصيه اللّه من التضعيف؛ فابشروا فإني لو قد خرجت إليكم قد جرَّدت فيما بين المشرق والمغرب في عدوكم السيف بإذن اللّه فجعلتهم بإذن اللّه ركاماً ؛
ص: 356
وقتلتهم فذّاً وتؤاماً ؛ فرحب اللّه بمن قارب منكم واهتدى؛ ولا يبعد اللّه إلا من عصى وأبى ؛ والسلام عليكم يا أهل الهدى)، ووجَّه رسالته من السجن مع سيحان بن عمرو( إلى رفاعة بن شداد بن مخربة العبدي، وسعد بن حذيفة بن اليمان، ويزيد بن أنس، وأحمر بن شميط الأحمسي، وعبد اللّه بن شداد البجلي، وعبد اللّه بن كامل)؛ فلما قرأ عليهم الرسالة بعثوا إليه ابن كامل، وأعلموه أنهم حيث يسره، وهم على استعداد لإخراجه من سجنه، فطلب منهم التريث، وأعلمهم بقرب خروجه، وقد خرج فعلاً بوساطة زوج أخته عبد اللّه بن عمر.
وبعد نجاح ثورة المختار وانقياد الكوفة وتوابعها له عين سعداً والياً على حلوان، وتقع في آخر أرض السواد قرب الجبال، وقد فتحت سنة تسع عشرة للهجرة، وقيل: ست عشرة وهي من كبريات مدن العراق آنذاك، ولاشك أن ولايته لم تدم طويلاً بعد مصرع المختار، وقد يكون عاد من بعد إلى الكوفة، أو إلى غيرها أو قتل في إحدى المعارك، أو مات حتف أنفه. وقد تكون وفاته بالكوفة، فقد ذكر البخاري وابن سعد وابن حبان أن عداده فيها، وروى عن أبيه، وعنه منذر الثوري وزياد بن علاقة وقد استشهد فيها أخوه صبراً.
*الطبقات 215/6 ، التاريخ الكبير 54/4 برقم 1938، تاریخ الطبري 392/3-393، 417-420، 433 ،الثقات 294/4 ،مروج الذهب 394/2 ، رجال الطوسي 27/67 ،تاريخ بغداد 124/9 ،معجم البلدان290/2، 425/3 ، الكامل 161/4، 280، 185،183، 211 ،227 مستدرکات علم الرجال 4/ 28 برقم 6109، نقد الرجال 305/2.
183- سعد بن حميد
كذا ذكره الشيخ الطوسي من دون نسبة، وقال: أصيبت عينه بصفين، وذكره عنه السيد الخوئي، ولم يات بشيء، وشهادته معركة صفين قد ترجح كوفيته.
رجال الطوسي 29/68 ،معجم رجال الحديث 60/9 برقم5032 .
ص: 357
184- أبو مالك، سعد بن طارق بن أشيم
أشجعي عداده في أهل الكوفة ، روى عن أبيه وله صحبة وروى أيضاً عن غيره، وعنه شعبة والثوري وغيرهما. وهو عند العجلي كوفي تابعي ثقة، لأبيه صحبة. وعدَّه ابن حبان أيضاً جلَّة الكوفيين، وكان متقناً ، وذكره البخاري، وروى ابن حجر عن الصريفيني أنه قال : بقي إلى حدود الأربعين ومائة. ولكن لم أقف له على دور يذكر في أحداث عصره.
*التاريخ الكبير 58/4 برقم 1954 ،معرفة الثقات 391/1 برقم 565 ،مشاهير علماء الأمصار 172 برقم 808، الثقات 4 /294 ،تهذيب الكمال 269/10 برقم 2211، تهذيب التهذيب 410/3 برقم 880 .
185- أبو ضمرة، سعد بن عبيدة السلمي
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى، ولكن ابن سعد ذكره مع الطبقة الثانية وقال : توفي بالكوفة في ولاية عمر بن عبد العزيز وكان ثقة كثير الحديث.
وذكر ابن حجر أنه روى عن المغيرة بن شعبة، وابن عمر، والبراء، وغيرهم ممن روي عن رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وروايته عن بعضهم تضعه مع الطبقة الأولى من التابعين على الرغم من روايته عن بعض التابعين كالمستورد بن الأحنف وغيره. وهو أبو حمزة عند البخاري، وقال: هو ختن أبي عبد الرحمن السلمي على ابنته وسمع ابن عمر، وأبا عبد الرحمن، وابن بريدة. وثقه النسائي ، وابن معين وقال عنه العجلي كوفي تابعي ثقة، ولم ينسبه، وهو عند ابن حبان سعد بن عبيد.
ذكر أبو حاتم والمزي أنه كان يرى رأي الخوارج. أما وفاته بحسب ابن حبان وغيرهما فكانت في ولاية عمر بن هبيرة على العراق. وذكر الذهبي رواية عن سعد بن عبيدة من دون نسبة، يظهر منها أنه كان في جيش عمر بن سعد، قال : ( رأيت الحسين وعليه جبة برود، رماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم، فنظرت إلى السهم معلقاً بجنبه).
ص: 358
*الطبقات 298/6، التاريخ الكبير 60/4 برقم 1962، معرفة الثقات 391/1 برقم 568 ،الثقات 298/4 ،تهذيب الكمال 290/10 برقم 2220 ،تاريخ الإسلام 14/5، تهذيب التهذيب 415/3 برقم 889 .
186- أبو البختري، سعد بن عمران
كوفي، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين ، قال : ويقال : سعد بن فيروز مولى. خرج يوم الجماجم مع ابن الأشعث.
*رجال الطوسي 10/66 ،معجم رجال الحديث 91/9 برقم5064 .
187- سعد بن عمرو
ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام؛ ولكن ليس كل من روى عن أمير المؤمنين قد اهتدى بهديه.
وذكر الطبري وابن الأثير أن سعد بن عمرو بن نفيل الأزدي لعنة اللّه عليه كان في جيش عمر بن سعد، وقتل القاسم بن الحسن علیه السلام، وقد لا يكون هو. بل الغالب أن المقصود سعيد بن عمر، وحدث تحريف في نسخ الرجال.
*تاريخ الطبري 343/3 ،رجال الطوسي 15/66، الكامل 4/ 92 ،نقد الرجال 312/2 .
188- سعد بن مالك العبسي
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد، وقال: روى عن عمر وعنه حلام بن صالح العبسي، ولم أقف له على خبر في مصادري.
*الطبقات 166/6 .
ص: 359
189- سعد بن مسعود الثقفي
كان بالكوفة سنة اثنتين وعشرين أثناء ولاية عمار بن ياسر عليها، وروي أن أهلها اعترضوا على ولايته فدعاه الخليفة عمر، فخرج معه سعد، وعمار يظنه معه، ويبدو أن سعداً كان يراه لا يصلح للولاية لعدم علمه بالسياسة. فكان عليه ولم يكن له.
حين خرج أمير المؤمنين إلى أصحاب الجمل وقف علیه السلام بذي قار بانتظار من يلتحق به من أهل الكوفة فكان سعد ممن التحق وهو على سُبع قيس عيلان من أهلها.
و بحسب نصر فإن أمير المؤمنين حين قدم من البصرة إلى الكوفة بعث سعد بن مسعود على «أستان الزوابي»، وحين عزم على علیه السلام الخروج إلى معاوية عاد سعد إلى الكوفة، فقد قال نصر : وأمر الأسباع من أهل الكوفة : (سعد بن مسعود الثقفي على قيس وعبد شمس...)، ولكني لم أقف له على ذكر في معركة صفين، وقد يكون بعثه ذلك الحين والياً على المدائن في أثناء خروجه علیه السلام، إذ كان واليه عليها سنة سبع وثلاثين، وحين أراد الخروج إلى الشام ثانية بعد التحكيم أرسل إليه زياد بن خصفة وطلب منه إشخاص مقاتلة أهل الكوفة الذين كانوا معه ليلتحقوا به.
والظاهر أن طريق الخوارج كان على المدائن فأرسل عدي بن حاتم إلى سعد يحذره منهم فاستخلف ابن أخيه المختار وخرج إليهم في خمسمائة فارس، فعلم بخبره عبد اللّه الراسبي فسار إلى بغداد، ولحقهم سعد عند المساء، فاقتتلوا ساعة، فلما جنَّ عليهم الليل عبر الراسبي دجلة إلى أرض جوخى لم إلى النهروان.
والظاهر أن الإمام الحسن علیه السلام أقره على ولاية المدائن عند استخلافه، وحين بلغه مسير معاوية في أهل الشام تجهز علیه السلام لملاقاته، فوصل المدائن، وجعل قیس بن سعد بن عبادة على مقدمته، فلما نزل علیه السلام المدائن نادى مناد في جيشه (ألا إن قيس بن سعد قد قتل فانفروا. فنفروا بسرادق الحسن فنهبوا
ص: 360
متاعه حتى نازعوه بساطاً كان تحته فازداد لهم بغضاً، ومنهم ذعراً، ودخل المقصورة البيضاء بالمدائن)، وروى الطبري وتابعه ابن الأثير رواية تحتاج إلى كثير من التأمل، فقد ذكرها من دون سند قال : خرج الحسن علیه السلام (حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن، وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملاً على المدائن، وكان اسمه سعد بن مسعود، فقال له المختار وهو غلام: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال : توثق الحسن، وتستأمن به معاوية، فقال له سعد: عليك لعنة اللّه، أثب على ابن بنت رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، فأوثقه ! بئس الرجل أنت)، وقد ناقشتها أثناء ترجمة المختار، ورجحت بطلانها.
ذكره الشيخ الطوسي باسم سعيد بن مسعود الثقفي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام. وهو عم المختار الثقفي، وقد تطرقنا لبعض أخباره في أثناء ترجمة المختار في كتابنا «رجال من ثوية الكوفة» وقال الشيخ في الفهرست: (لجأ إليه الإمام الحسن علیه السلام يوم ساباط). ولم أقف .
له على ذكر من بعد، ويغلب على الظن أن معاوية لما استقر له الحكم أبعده عن ولاية المدائن فعاد إلى الكوفة وتوفي بها.
*وقعة صفين 11، 117 ،تاريخ الطبري 36/3، 71 ، 116، 118، 120، 165 ،رجال الطوسي 23/67، الفهرست 36/ 7 ،نقد الرجال 327/2 ، الكامل 33/3،232، 280، 336، 340، 373، 404 ،موسوعة التاريخ الإسلامي 235/5، 337، الكوفة وأهلها 146.
190- سعد بن معبد الهاشمي
كوفي، قيل : هو مولى الحسن بن علي علیه السلام، وروى عنهما علیهم السلام، وعن عثمان، وعنه ابنه الحسن بن سعد، وذكره ابن حبان باسم سعد القرشي، وقال المزي: إنه مولى علي وقال ويقال : مولى الحسن وذكر الشيخ الطوسي سعدًا مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام ، وقال : مولاه.
*الثقات 296/4 ، رجال الطوسي 7/55، 7/66، تهذيب الكمال 305/10 برقم 2226 ،تهذيب التهذيب 418/3 برقم 798.
ص: 361
191- سعد بن نمران الهمداني الناعطي
من أصحاب حجر بن عدي، تمكن منه زياد بن لأبيه، وألحقه بأصحاب حجر الذين أشهد عليهم وأرسلهم إلى معاوية، فشفع له حمرة بن مالك الهمداني، فوهبه له معاوية. ولم أقف له على دور يذكر من قبل، ومن بعد.
*تاريخ الطبري 228/3-229 ، الكامل 484/3-485.
192- سفر بن أبي سعر الحنفي
كوفيٌّ، ممن خرج مع سعد بن اليمان للالتحاق بسليمان بن الصرد وأرسله طليعة كي يلتحق به، ويشد ظهره، ولكنه وصل بعد استشهاده، وقبل انتهاء المعركة، فعاد إلى الكوفة هو ومن بقي من أصحاب سليمان، وبعض من التحق به.
كان بيته بالكوفة من البيوت التي يجتمع فيها من بقي من أصحاب سليمان وشيعة الكوفة، فاجتمع نفر منهم فيه بعد ظهور المختار، فتداولوا أمره ودعوته، وراودهم الشك فيها ، وقرروا الخروج إلى محمد بن الحنفية رضوان اللّه عليه للتأكد من ادِّعاء المختار بأنه وزيره، وقد دعاه للثورة بالكوفة، ولما قدموا عليه تنحوا معه جانباً وتكلموا ، فقال لهم ابن الحنفية :( أما بعد؛ فأما ما ذكرتم مما خصَّنا اللّه به من فضل ؛ فإن اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم؛ فلله الحمد، وأما ما ذكرتم من مصيبتنا بحسين ؛ فإن ذلك كان في الذكر الحكيم وهي ملحمة كتبت عليه ، وكرامة أهداها اللّه ،له رفع بما كان منها درجات قوم عنده، ووضع آخرين، وكان أمر اللّه مفعولا ، وكان أمر اللّه قدراً مقدوراً، وأما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا ؛ فواللّه لوددت أن اللّه انتصر لنا من عدونا بما شاء من خلقه؛ أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم)، فاعتبروا ذلك إذنًا لهم. فشاركوا بالفعل في الثورة مع المختار.
وأسره شبث بن ربعي في إحدى المصادمات، ثم أطلقه بعد أن قبح رأيه بزعمه في اتباعه جماعة السبئية.
ص: 362
وادعى سعر أنه قتل عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني، أحد قادة جيش والي الكوفة لعبد اللّه بن الزبير في أثناء الثورة. وبعد انتصار المختار دله على رجال ممن شارك في نهب خيام الحسين علیه السلام ، فأحضرهم المختار وقتلهم.
وحينما اقترب ابن زياد بجيشه من الموصل كتب عامل المختار عليها عبد الرحمن بن سعيد يخبره بدنوه منها، وخروجه منها إلى تكريت، فدعا المختار يزيد بن أنس الأسدي وسيره إلى الموصل في ثلاثة آلاف فارس، وكان معه سعر، وحين احتدم القتال كان يزيد في وضع صحي غاية بالسوء مما اضطره إن يخرج إلى المعركة على حمار يسنده الرجال، وحين شعر بدنو أجله قال لهم : (إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي، فإن هلك فأميركم عبد اللّه بن ضمرة العذري فإن هلك فأميركم سعر بن أبي سعر، وكان سعر على ميمنته في المعركة، وأبلى جيش يزيد بلاء حسناً أدى إلى هزيمة الحشود التي بعثها ابن زياد لقتالهم، وهم ضعف جيش يزيد ثم عزز ابن زياد فلول المنهزمين فانهزموا ثانية، واضطر الجيش من بعد إلى الانسحاب بسبب موت قائدهم يزيد بن أنس الأسدي. ولم أقف اسعر على دور من بعد.
*تاريخ الطبري 436/3-437 ،443، 452-453، 462، 463، الكامل 214/4، 220، 229، 239
193- سعيد بن ذي حُدَّان
ذكره ابن سعد مع من نزل الكوفة، وقال: روى عن علي علیه السلام أنه قال : (إن اللّه جعل الحرب خدعة على لسان نبيه)، وروى أيضاً عن ابن عباس. وذكر البخاري أنه روى عن سهل بن حنيف وعلقمة، وعنه أبو إسحاق. وذكره ابن حبان مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام، وسهل بن حنيف أيضاً وقال : (ربما أخطأ)، وردد ابن حجر قوله، وقال : وقيل : سمع عمن سمع عن علي ، ونقل عن ابن المديني قوله : هو رجل مجهول لا أعلم أحداً روى عنه إلا أبو إسحاق.
*الطبقات 244/6 ، التاريخ الكبير 470/3 برقم 1568 ،الثقات 282/4 ،تهذيب الكمال 424/10 برقم 2266، تهذيب التهذيب 22/4 برقم 37.
ص: 363
194- أبوكرِب، سعيد بن ذي لعوة الأصغر الهمداني
ولعوة بن زيد بن سعيد بن الخصيب بن ذي لعوة الأكبر، كوفي ذكره ابن سعد،و قال: روى عن عمر بن الخطاب، وعنه ولده داود. وروی بسنده عن عامرأنه قال : (أشهد على سعيد بن ذي لعوة أنه حدثني عن عمر أنه كان يُنقع له زبيب من زبيب الطائف، فيجعل في سطحيتين، فيمخضه البعير، فإذا أصبح شرب منه وفي الحديث طول).
قال عنه العجلي: كوفي ثقة والبغداديون يضعفونه. وذكره البخاري في تاریخه فقال : (سعيد بن ذي لعوة عن عمر في النبيذ روى عنه الشعبي يخالف الناس في حديثه لا يعرف).
*الطبقات 152/6، 153 ،التاريخ الكبير 3/ 471 برقم 1569، معرفة الثقات 398/1 برقم 587 ، تهذيب التهذيب 23/4 برقم 37 .
195 -أبوفاختة، سعيد بن علاقة الهاشمي
مولى جعدة بن هبيرة المخزومي، ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من التابعين، وروى عن علي علیه السلام ، وعبد اللّه بن مسعود وعبد اللّه بن عمر، وقيل : روى عن أم هانئ أيضاً. وذكر له ابن حبان ولدين هما ثوير وبرد، وقد رويا عنه وحصر البخاري روايته عن علي علیه السلام ، وعنه ولداه ثوير وبرد. وقال ابن عساکر: روى عنه سعيد المقبري وعمرو بن دينار، وسعيد بن عثمان وغيرهم. وروى أيضاً أن سعيداً قال : (عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي، قال: فدخل علي فقال : أعائداً جئت يا أبا موسى أم زائراً؟ قال: فقال : يا أمير المؤمنين لا بل عائداً فقال علي : فإني سمعت رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم يقول: ما عاد مسلم مسلماً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك من حين يصبح إلى حين يمسي، وجعل اللّه له خريفاً في الجنة». قال: فقلنا : يا أمير المؤمنين وما الخريف؟ قال : الساقية التي تسقي النخل). ذكره الشيخ المفيد مع خواص أمير المؤمنين علیه السلام ، وهو ممن روى عنه عند الشيخ الطوسي. وشهد جميع مشاهده علیه السلام.
ص: 364
وذكر ابن عساكر بسنده أيضاً أنه وفد مع الحسنين علیهم السلام إلى معاوية (فأجازهما فقبلا)، ولا شك أنهما اضطرا لزيارته، وهي ليست بجائزة عندهما علیهم السلام، وإنما هي جزء من حقوقهما المغتصبة.
وذكر ابن حجر أنه مولى أم هانئ، وأنه روى عنها وعن عائشة وجعدة وغيرهم، وقد وثقه غير واحد من علماء الحديث.
توفي في إمارة عبد الملك أو الوليد.
* الطبقات 176/6 التاريخ الكبير 503/3 برقم 1673 ، الثقات 288/4 ،رجال النجاشي 118، رجال الطوسي 6/86، تاريخ مدينة دمشق 263/21 برقم 2544 ، تهذيب التهذيب 63/4 برقم 122 ، نقد الرجال 205/5 .
196- سعيد بن قيس بن مرَّة الهمداني
من أشراف أهل الكوفة، وفرسان الفتح الأشداء، قال ابن حبان: روى عن حفصة، وعنه أبو إسحاق السبيعي، وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين .
شارك مع النعمان بن مقرن في فتح نهاوند سنة إحدى وعشرين، وتعد من معارك الفتح الكبرى، وذكره الطبري وتابعه ابن الأثير ضمن أربعة عشر رجلاً فيهم حذيفة بن اليمان بنوا فسطاط النعمان فيها قبل التحام الجيشين.
وروى الطبري وتابعه ابن الأثير أيضاً أن (سعيد بن قيس)، ولاه سعيد بن العاص على الري منذ أواخر سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان، ولا يدري متى عاد إلى الكوفة.
وبحسب الشيخ المفيد فإنه شهد الجمل مع أمير المؤمنين علیه السلام، وأمَّره فيها على خيل همدان، ولكن نصراً ذكر ما يوحي إلى عدم مشاركته فيها، فقد روی بسنده عن الشعبي( أن سعيد بن قيس دخل على علي بن أبي طالب فسلم عليه، فقال له علي: وعليك، وإن كنت من المتربصين، فقال: حاشا اللّه يا
ص: 365
أمير المؤمنين لست من أولئك. قال : فعل اللّه ذلك)، إلا أن بلاءه في معركة صفين، واندفاعه فيها ينفي رواية الشعبي أو يقلل من وثاقتها، كما أن الشعبي وقف من روايته أهل الحديث موقفاً متردداً، ولك أن تنظر في ترجمته، وستأتي.
روى نصر أن الإمام علیه السلام أمره على همدان ومن معهم من حمير حين توجه إلى صفين وعند وصول جيشه إليها كان جيش معاوية قد استولى على شريعة الماء، وبعد محاولات مع معاوية لإباحة الماء باءت بالفشل اضطر الإمام إلى قتالهم وطردهم منه وبعد استيلاء جيشه علیه السلام الأباحه للجيشين، إذ كان يتمنى عدم وقوع الحرب، لذا أرسل رسلاً عدة إلى معاوية منهم سعيد رفقة بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري، وشبث بن ربعي، لعله يثوب إلى رشده، ولكنه لم يثب.
ولسعد خطبة بأصحابه بقناصرين يحثهم فيها على القتال ذكرها نصر، وقد تعد من الوثائق المهمة بسبب ورود إشارة فيها حول عدد البدريين الذين شاركوا في معركة صفين جاء فيها : (إن أصحاب محمد المصطفين الأخيار معنا، وفي حيزنا فواللّه الذي هو بالعباد بصير أن لو كان قائدنا عبداً حبشيّاً مجدَّعاً إلَّا أن معنا من البدريين سبعين رجلاً، لكان ينبغي لنا أن تَحسُن بصائرنا وتطيب أنفسنا، فكيف وإنما رئيسنا ابن عم نبينا، بدريٌ صدق، صلَّى صغيراً، وجاهد مع نبيكم كبيراً ...) قال نصر : ثم قال الشعبي : لعمري لقد صدق بفعله، وبما قاله في خطبته، وكان سعيد ممن خرج في المناوشات التي حدثت قبل اشتداد المعارك بصفين.
وذكر المسعودي أنه كان فارس اليوم السادس من أيام صفين، وقد خرج إليه من جيش معاوية ذي الكلاع واستمر القتال فيها إلى آخر النهار، وأسفرت عن قتلى من الطرفين.
وبعد استشهاد عمار بن ياسر تقدم سعيد في ،همدان، كما تقدم غيره من وجوه قادة جيش علي علیه السلام فخلطوا الجمع بالجمع وكانت وقعة هائلة
ص: 366
استطاعت همدان فيها أن تحطم أهل الشام حتى قذفتهم إلى معاوية بحسب المسعودي وسعيد أحد شهود وثيقة التحكيم من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام.
وفي سنة سبع وثلاثين حين أزمع الإمام الخروج ثانية بعد التحكيم إلى قتال ،معاوية، وخرج إلى النخيلة طلب من رؤساء القبائل أن يكتبوا له أسماء المقاتلين في قبائلهم فكان سعيد أول من استجاب، وقال: (يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة أنا أول الناس أجاب ما طلبت).
ووجه معاوية سنة تسع وثلاثين سفيان بن عوفي في ستة آلاف، فأتى الأنبار وفيها مسلحة لعلي علي السلام لم يبق منهم إلا مائة رجل عليهم أشرس بن حسان البكري، فقاتلوا قتالاً شديداً فقتلوا جميعاً، واحتمل جند معاوية ما كان في الأنبار من أموال وعادوا إلى الشام، فلما علم أمير المؤمنين سرح سعيد بن قيس في أثرهم، فخرج في طلبهم حتى جاز هيت، فلم يستطع اللحاق بهم فرجع.
بقي الرجل على وفائه بعد رحيل أمير المؤمنين علیه السلام، فقد أمَّره الحسن الزكي على جيشه بعد قيس بن سعد، وطلب منه استشارة عبيد اللّه بن عباس، إلا أن معاوية حبك مؤامرته مما اضطر الإمام إلى قبول الصلح ولسعيد ترجمة مطولة في كتابنا (رجال من بقيع ثوية الكوفة).
*وقعة صفين 7، 117 ، 187، 236-237 ، التاريخ الكبير 507/3 برقم 1687 ،تاريخ الطبري 526/2، 693، 76/3 ،.150-149 ،مروج الذهب 389/2 ، 392، الثقات 288/4 ،نسوان في الجمل 319 ،رجال الطوسي 18/67 ، الكامل 10/3، 147، 187، 285، 287، 320 ، 340 نقد الرجال 326/2 .
197 -سعيد بن منقذ الهمداني
كان من رؤوس الشيعة بالكوفة، وحينما ظهر المختار بايعه مع من بايع من شيعتها قبل أن يعلن ثورته. ويبدو أن الشك راود سعيد وجماعته في صحة إرسال محمد بن الحنفية رضوان اللّه عليه المختار إليهم فاجتمع سعيد بهم
ص: 367
فأبدوا حيرتهم، وقرروا السفر للقاء ابن الحنفية والتوثق منه، فسافروا، وكان إمامهم عبد الرحمن بن شريح، وهو من شبام حي من همدان، فلما التقوه بدأ بالكلام عبد الرحمن وأخبروه بقدوم المختار وزعمه بمجيئه من عنده، ودعوته إلى كتاب اللّه وسنة نبيه والطلب بدماء أهل البيت، ثم تكلم بقيتهم،
فحمد اللّه ابن الحنفية، وقال من بين ما قال: (أما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا فواللّه لوددت أن اللّه انتصر لنا شاء من عدونا بمن من خلفه؛ أقول قولي هذا وأستغفر اللّه لي ولكم)، فاعتبروا قوله إذناً لهم بالخروج مع المختار فكان سعيد من أشد أنصاره.
وحين أخبر إبراهيم بن الأشتر المختار بضرورة الخروج في الليلة التي خرجوا فيها، وهي الثلاثاء بسبب قتلهم إياس بن مضارب وكان في جمع من شرطة عبد اللّه بن مطيع والي الكوفة فرح المختار وطلب من سعيد أن يشعل النيران ويعلن الثورة التي كان شعارها «يا منصور أمت»، وهو شعار أهل اليمن، لأن غالبية أصحاب المختار منهم، ثم نادى مناديه «یا لثارات الحسين»، وفي أثناء الثورة بعث والي الكوفة عبد اللّه بن مطيع شمر بن ذي الجوشن في ألفي مقاتل فاصطدم به سعيد.
وحين تقدم مصعب بن الزبير بالبصريين ومن التحق بهم من فلول الكوفيين، ، كان سعيد على ميمنة المختار وولى مصعب بن الزبير على من التحق به من أهل الكوفة محمد بن الأشعث، فنزل ابن الأشعث بين مصعب والمختر. ويبدو أن المختار أرسل كتائب من جيشه لمقابلة رؤوس أخماس أهل البصرة من جيش ابن الزبير وأرسل كتيبة لمقاتلة الكوفيين، وبعث سعيداً لمقاتلة بكر بن وائل، فحمل هو وعبد الرحمن بن شريح عليهم فقاتلا قتالاً شرساً، ووقفا مواقف الشجعان في تلك الواقعة فصبر صبراً جميلاً، إلى أن انكشف أصحابه، وبقي في سبعين رجلاً من قومه وغيرهم، فضارب حتى قتل.
*الطبقات 436/3 ،تاريخ الطبري 436/3-437، 445 487-486 ، الكامل 214/4، 226، 270.
ص: 368
198-سعيد بن ميمون
كوفي، روى عن البراء بن عازب، وعبد اللّه بن عمر وعنه شريك وعبد اللّه بن عصمة، وروى له ابن ماجة حديثاً. ولكن ابن حجر قال: (مجهول و خبره منكر في الحجامة).
روی شريك عنه عن البراء أن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قال: «من غشَّنا فليس منا».
* التاريخ الكبير 513/3 برقم 1704، الثقات 291/4، تهذيب الكمال 8411 برقم 2364 ،تهذيب التهذيب 80/4 برقم 151.
199- سعيد بن نمران الناعطي الهمداني
لا يدرى متى أسلم سعيد، وقد يكون إسلامه في حياة النبي صلوات اللّه وسلامه عليه، ولكنه لم يره، فقد سمع الخليفة أبا بكر بحسب البخاري، وشهد حروب الفتح في بلاد الشام مع هاشم بن عتبة المرقال، وشارك في فتح اليرموك؛ والتحق منها رفقة هاشم في سبعمائة مقاتل بجيش سعد بن أبي وقاص سنة أربع عشرة فتعجّل مع هاشم في سبعين منهم، ووصلها أثناء معركة القادسية في يوم «عمواس»، فدخلوا مع المقاتلين في صفوفهم.
ذكره ابن سعد مع الذين سكنوا الكوفة، والظاهر أنه سكنها من يوم تمصيرها، وقد شارك مع وجهاء أهلها في تسبيع سكَّانها سنة سبع عشرة في ولاية سعد بن أبي وقاص. وهو من وجوه أهلها وأشرافها، ومن نسَّاب العرب وذوي الرأي فيهم. ولكن الذهبي قال في ترجمته : ( عن أبي بكر الصديق، وشهد اليرموك، وكتب لعلي مجهول!)، ولم أقف على مكمن الجهالة عنده.
ذكره ابن سعد مع أصحاب الإمام علیه السلام، وقال : ضمه إلى عبيد اللّه بن عباس حين ولَّاه اليمن، وذهب إلى مثل هذا ابن عساكر، ولكن لا يدري متى كان ذلك، ومتى عاد إلى الكوفة. ونقل الغروي أن عبيد اللّه بن عباس حين كان والياً على اليمن اجتمع بسعيد وقرَّ قرارهما على الكتابة لأمير المؤمنين علیه السلام بموقف العثمانيين من أهل اليمن، فكتب لهم مع رجل من همدان، فقال
ص: 369
لهم الرسول: إني تركت أمير المؤمنين يوجِّه إليكم يزيد بن قيس الأرحبي الهمداني في جيش كثيف، ولم يمنعه إلا انتظار ما يبلغه عنكم! فقالوا نحن سامعون مطيعون إن عزل عنَّا عبيد اللّه وسعيد! فرجع الرسول بذلك وإخبر الإمام بخبرهم وحين زحف بسر بن أرطأة اصطدم بجيشه ولكن الناس تفرَّقوا عنه ولم يبق إلا بقلة قليلة فانصرف إلى عبيد اللّه وألحَّ عليه أن يتحصن لحين مجيء مدد أمير المؤمنين إلا انه لم يفعل وحين عاد إلى الكوفة عاتبه أمير المؤمنين علیه السلام فأخبره بموقف عبيد اللّه بن عباس منه.
وكر الطبري وابن عساكر أن سعيدًا كان من كتاب أمير المؤمنين
وبقي على ولائه لأمير المؤمنين علیه السلام بعد استشهاده، وحين بعث زياد بن أبيه حجراً وأصحابه إلى معاوية ليقتص منهم بشهادة شهوده، اتبعهم برجلين هما عتبة بن الأخنس وسعيد بن نمران، فأصبح عدد من بعثهم أربعة عشر رجلاً، وقد نجاه اللّه من القتل بشفاعة حمرة بن مالك الهمداني، وهو من وجوه مجلس معاوية، كما ذكر الطبري وابن الأثير وابن عساكر وغيرهم، وهو عند ابن الأثير سعد، والظاهر أنه من أخطاء الطباعة أو النسخ.
ذكر ابن عساكر أنه بعد أن كتبت له السلامة من القتل رحل إلى جرجان فسكنها واختطَّ فيها دوراً وضياعاً، وسمى ضياعه بشعب همدان. ويغلب على الظن أنه عاد إلى الكوفة بعد رحيل المختار؛ فقد أن روي مصعب بن الزبير أراد أن يوليه قضاء الكوفة، فكتب إليه عبد اللّه بن الزبير يأمره بعدم توليته لأنه من أصحاب علي علیه السلام، ويبدو أنه ولاه قضاء الكوفة، وكتب له عبد اللّه بن عتبة مسعود، وعبد اللّه بن جبيرة، وعبيد اللّه بن أبي رافع. ثم عزله وولَّى عبد اللّه بن عتبة بن مسعود.
ذكر ابن سعد وابن عساكر أن ابنه مسافر بن سعيد من أصحاب المختار، وستأتي ترجمته.
*الطبقات 84/6 ، التاريخ الكبير 517/3 برقم 1726، تاریخ الطبري 418/2، 481، 228/3، 229، 231، 533،
ص: 370
الكامل 484/3 ،تاريخ مدينة دمشق 21/ 313 برقم 2564، ميزان الاعتدال 2 / 161 برقم 3286، موسوعة التاريخ الإسلامي 383/5، 391.
200 -سعيد بن وهب الهمداني الخيواني
من بني يحمد، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، أدرك النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، ولم يره، وسمع معاذ بن جبل قبل أن يهاجر في حياة الرسول صلّی اللّه علیه وآله وسلّم. وحدث عن معاذ، وعلي علیه السلام، وابن مسعود، وخباب وسلمان، وابن عمر، والقاضي شريح. وعنه أبو إسحاق السبيعي، وولده يونس بن أبي إسحاق، وطائفة، كما حدث عنه ولده عبد الرحمن، ووثقه ابن سعد، ويحيى بن معين، وهو من ثقات ابن حبان.
و ذكره ابن حبان أيضاً مع مشاهير علماء الكوفة، وقال : يقال له : سعيد بن أبي خيرة. وهو عريف قومه. وذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام. وذكره البخاري، ولكنه لم يشر إلى روايته عنه، وحصر روايته بسلمان وابن مسعود وابن عمر، وبذكره قدوم معاذ عليهم ؛ وقال: عنه ولده عبد الرحمن.
استخلفه مخنف علی همدان حينما استدعاه الإمام إلى الكوفة للتهيؤ للمسير إلى الشام، وكان سعيد من كبار أصحابه علیه السلام، ولازمه حتى قيل له القراد للزومه إياه. ولا يدرى متى عاد من همدان إلى الكوفة. ولم أقف على ما يشر إلى مشاركته في مشاهد أمير المؤمنين علیه السلام، وقد تكون عودته من همدان بعد النهروان.
روى عنه أنه قال: (بعثني مخنف بن سليم إلى علي. فأتيته بكربلاء: فوجدته يشير بيده ويقول: ها هنا ها هنا. فقال له رجل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثَقَلٌ لآل محمد ينزل ها هنا فويل لهم منكم، وويل لكم منهم. فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال: ويل منكم : تقتلونهم ؛ وويل لكم منهم : يدخلكم اللّه بقتلهم إلى النار). وهذه
ص: 371
الرواية قد تشير إلى مشاركته في أحد مشاهده، وقد يكون عاد إلى مخنف بن سعيد منها. ولم أقف له على دور أو خبر بعد رحيل أمير المؤمنين علیه السلام .
ذكر الذهبي أنه مات سنة ست وسبعين وقال ابن سعد وابن حبان: مات بالكوفة سنة ست وثمانين في أيام عبد الملك.
*وقعة صفين 105 ،141-142 ،الطبقات 170/6 ،التاريخ الكبير 517 /3 برقم 1731 ، الثقات 291/4، مشاهير علماء الأمصار 166 برقم 770 ،رجال الطوسي سیر أعلام النبلاء 180/4 برقم 70، نقد معجم الرجال 329/2، رجال الحديث 97/9 ، وانظر ترجمة مخنف.
201- أبو السفر، سعيد بن يحمد الثوري الهمداني
ذكره ابن سعد الطبقة الثانية من التابعين، ولكن ابن حبان ذكره مع الطبقة الأولى، وهو عنده سعيد بن عمرو الثوري من همدان، وقال: قيل بن يحمد، كذا ذكره في ثقاته، وذكره في مشاهيره باسم سعيد بن عمرو. وذكره البخاري؛ وقال : روى عن ابن عباس والبراء وناجية، وعنه أبو إسحاق ومطرف وشعبة ويونس بن أبي إسحاق، وقال ابن حجر : هو سعيد بن يحمد، ويقال : أحمد، قال : روى عن ابن عباس وابن عمر، وعبد اللّه بن عمرو بن العاص، والبراء، والحارث الأعور وغيرهم، وعنه ولده عبد اللّه، وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهما. وذكر ابن حجر أيضاً قال يعقوب بن سفيان: هو وابنه عبد اللّه ثقتان، وقال ابن عبد البر : أجمعوا على أنه ثقة فيما روى وحمل، ووثقه ابن معين. وقال: كوفي ثقة.
وهو من شجعان جند الإمام في معركة صفين، روى نصر بسنده عنه أنه قال : (لما التقينا بالقوم في ذلك اليوم وجدناهم خمسة صفوف قد قيدوا أنفسهم بالعمائم فقتلنا صفّاً صفّاً، حتى قتلنا ثلاثة صفوف، وخلصنا إلى الصف الرابع ما على الأرض شامي ولا عراقي يولي دبره).
ص: 372
قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث توفي في ولاية عبد اللّه القسري على الكوفة .
وإلى ذلك ذهب ابن حبّان. ونقل ابن حجر عن أبي حاتم قال: صدوق، مات سنة اثنتي عشرة ومائة وقال في التقريب مات سنة اثنتي عشرة ومائة أو بعدها بسنة.
*وقعة صفين 329 ، الطبقات 299/6 ،التاريخ الكبير 519/3 برقم 1737، الثقات 293/4 ،مشاهير علماء الأمصار 170 برقم 795 ،تهذيب التهذيب 85/4 برقم 162، تقريب التهذيب 367/1 برقم 2420.
202 -سفيان بن ليل
من رجال الشيعة بالكوفة، ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام. وحين أعلن المختار الثورة سنة ست وستين كان من أصحابه، وهو أول من نادى «يا لثارات الحسين».
ذكره ابن حبان وهو عنده سفيان بن الليل وقال : يروي عن علي علیه السلام، وعنه عطية بن الحارث أبو روق.
ذكره التفرشي باسم سفيان بن أكيل، وهو ابن أكيل في بعض نسخ الرجال كما أشار المحقق.
*تاريخ الطبري 441/3 ،الثقات 319/4، رجال الطوسي 19/67، الكامل 218/4 ، نقد الرجال 332/2 .
203- سلامة
كذا ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: (رأى عمر بن الخطاب أتى على صاحب الحوض فضربه وقال : اجعل حوضاً للرجال وحوضاً للنساء)، ولعله سلامة بن روح، وله خبر في كامل بن الأثير بعد مقتل عثمان إذ قال لعمرو بن العاص : (يا معشر قريش كان بينكم وبين العرب باب
ص: 373
فكسرتموه ! فقال : أردنا أن نخرج الحق من خاصرة الباطل ليكون الناس في الحق شرعاً سواء)، ولعله سلامة بن سيار أو ابن سنان التيمي الذي كان بالموصل، ويبدو أنه من الخوارج، إذ التقى شبيب الخارجي فدعاه للخروج معه كما ذكر الطبري وابن الأثير، ولعله غيرهما واللّه أعلم.
* الطبقات 165/6 ،تاريخ الطبري 559/3 ، الكامل 397/4 .
204- أبو حازم، سلمان الأشجعي
كوفي، مولى عزّة الأشجعية، روى عن أبي هريرة، قيل : كان ثقة، وله أحاديث صالحة، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. وذكر المزي أنه روى عن الحسنين علیهم السلام ، وسعيد بن العاص، وابن الزبير وابن عمر، وغيرهم وروى عنه كثر ذكرهم المزي، ووثقه وهو ثقة عند ابن سعد، ولكنه ذكره مع الطبقة الثانية على الرغم من أنه ذكر أنه روى عن أبي هريرة.
* الطبقات 294/6 ، الجرح والتعديل 297/4 برقم 1293، تهذيب الكمال 259/11 برقم 2440.
205 -سمة بن سَبرة
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد، روى عن سلمان وعنه أبو وائل، وشقيق بن سلمة. قال عنه العجلي: كوفي تابعي ثقة. وقال البخاري:( عن معاذ، روي عنه أبو وائل. منقطع).
*الطبقات 212/6 ، التاريخ الكبير 78/4 برقم 2014، معرفة الثقات 421/1 برقم 642، الثقات 317.
206- أبو حذيفة، سلمة بن صهيبة الأرحبي
كوفي من أصحاب عبد اللّه بن مسعود، وعنه أبو إسحاق السبيعي. ذكره ابن حبان بالاسم المذكور في ثقاته، وذكره في مشاهيره باسم سلمة بن صهيب. وروى أن أبا إسحاق السبيعي رآه بسجستان، وكان قد خرج في جيش
ص: 374
أبي بكرة، وسأله عن صلاة السفر فقال : صل ركعتين حتى تعود إلى أهلك، والقول عند البخاري : (ركعتين ركعتين حتى يرجع هكذا كان عبد اللّه يقوله كذا) وذكر أيضاً اختلافاً في اسم أبيه، فهو ابن صهيب، ويقال: ابن صهيبة، وابن صهبة وابن صهبان، وزاد المزي: ابن أصيهب الهمداني الأرحبي، أبو حذيفة الكوفي، روى عن حذيفة، وعبد اللّه وعلي علیه السلام، وعائشة، وعنه خيثمة بن عبد الرحمن وأبو إسحاق السبيعي وعبد الرحمن الأقمر وغيرهم. وروى المزي له بعض الأحاديث قال ابن حبان: مات بالكوفة على فضل فيه.
*الطبقات 209/6 ، التاريخ الكبير 73/4 برقم 1996، الثقات 317/4 ،مشاهير علماء الأمصار 176 برقم 833، تهذيب الكمال 11/ 294 برقم 2458.
207- سلمة بن عثمان
كوفي ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: عداده في أهل الكوفة، وهو خال مسعر بن كدام روى عن ابن مسعود وأبي موسى، وعنه مسعر بن كدام.
*التاريخ الكبير 77/4 برقم 2012 ، الثقات 318/4.
208-أبو المغيرة، سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي
كوفي، ذكره ابن حبان مع الطبقة الأولى من التابعين. ترجم له المزي، وقال : هو أبو يحيى الكوفي النتعي، ونتعة بطن من حضرموت. ذكره الشيخ الطوسي مع من روى عن أمير المؤمنين علیه السلام . وروى نصر عنه عن مجاهد أن النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم قال: «ما لهم ولعمار، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. وذاك الأشقياء الفجار».
عده ابن سعد مع الطبقة الثالثة، وكذا فعل ابن حجر في عده.
وقال ابن حبان: سلمة بن كهيل الحضرمي: عداده في أهل الكوفة، روى عن أبي جحيفة وجندب، وعنه الثوري، والأعمش، وذكر المزي
ص: 375
غيرهم ممن روى عنهم ورووا عنه ونقل عن غير واحد من أصحاب الحديث أنه ثقة ،متقن، ثبت.
وروى ابن الأثير أن زيد بن علي بن الحسين حينما خرج مغاضباً من الشام إلى الكوفة، واختلفت الشيعة إليه، كان سلمة كهيل ممن بايعه فيها، وروى أيضاً أن زيداً خرج من الكوفة حين ألح عليه واليها يوسف بن عمر، فتبعه أهلها، وأقنعوه بالعودة فلما عاد أتاه سلمة بن كهيل وقال له : (نشدتك اللّه كم بايعك؟ قال : أربعون ألفاً ، قال : فكم بايع جدك؟ قال: ثمانون ألفاً. قال : فكم حصل معه؟ قال : ثلاثمائة. قال : نشدتك اللّه أنت خير أم جدّك؟ قال : جدِّي. قال : فهذا القرن خير أم ذلك القرن؟ قال : ذلك القرن. قال: أفتطمع أن يفي لك هؤلاء وقد غدر أولئك بجدك؟ قال: قد بايعوني ووجبت البيعة في عنقي وأعناقهم. قال : أفتأذن لي أن أخرج من هذا البلد؟ فلا آمن أن يحدث حدث فلا أملك نفسي، فأذن له فخرج إلى اليمامة. وذكر مثل هذا ابن حجر في التهذيب.
قال ابن سعد: (توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة حين قتل زيد بن علي بالكوفة)، وقال ابن حبان سنة إحدى وعشرين ومائة. وروى المزي عن ولده أنه قال : ولد أبي سنة سبع وأربعين ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة وقيل : سنة اثنتين وعشرين ومائة، وكذا قال غيره. وقال هارون بن حاتم مات سنة ثلاث وعشرين. وهذا لا ينسجم مع ما ذكره الشيخ الطوسي من أنه روى عن أمير المؤمنين. والظاهر أن روايته عنه بالواسطة، ومما رواه عنه علیه السلام
عن أبي وائل، خطب الناس بعد تحكيم الحكمين قال: (انفروا إلى عدوكم، قالوا : الشتاء. قال : إنه يصيبكم من الشتاء مثلما يصيبهم، فخفوا معه حتى إذا كانوا بمكان سماه قال : حدثني النبي صلّی اللّه علیه وآله وسلّم أني أسير هذا المسير، وأنزل هذا المنزل).
سمع جندباً وأبا جحيفة، وقال البخاري: حدثني ابن أبي الأسود عن ابن مهدي :( لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور، وأبو حصين، وسلمة بن كهيل، وعمرو بن مرَّة).
ص: 376
ذكر ابن قتيبة سلمة بن كهبل وعده من الشيعة والظاهر أنه تصحيف طباعي. علق الشيخ المظفر بقوله : ذكره أصحابنا وقالوا : إنه من البترية، وهي فرقة توالي عليّاً والشيخين، وتبغض عثمان وطلحة والزبير وعائشة.
*وقعة صفين 323 ، الطبقات 316/6 ، التاريخ الكبير 74/4 برقم 1997 المعارف 624 ،الثقات 317/4 ،مشاهير علماء الأمصار 177 برقم 839 ، رجال الطوسي 8/66، تهذيب الكمال 313/11 برقم 2467 ، نقد الرجال 352/2 ، الإفصاح226-225/2 .
209- سليك بن مسحل العبسي
ذكره ابن سعد مع الذين نزلوا الكوفة وقال: وروى عن عمر بن الخطاب حديثاً في النبيذ، وكان قليل الحديث وذكره البخاري، وقال: سمع حذيفة وروى عن عمر، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، وعنه بلال بن يحيى، وحلام بن صالح. وذكر ابن حبان باسم سليم بن مسحل من دون نسبة، وقال : روى عن أبن عمر ، وعنه سعد بن طارق.
*الطبقات 151/6 ،التاريخ الكبير 206/4 برقم 2514، الثقات 331/4 .
210- أبو الشعثاء، سُليم بن الأسود المحاربي
كوفي، ذكره ابن سعد، وعده مع من روى عن عبد اللّه بن مسعود. أما الذهبي فقال عنه : الفقيه الكوفي صاحب علي علیه السلام، روى عنه، وشهد مشاهده وقال أيضاً وروى عن حذيفة، وأبي ذر، وأبي أيوب الأنصاري، والأشعري وأبي هريرة، وابن عمر، وعائشة، وطائفة. وإلى مثل هذا ذهب المزي قبله، ونقل ابن حجر عن الواقدي شهادته مشاهد أمير المؤمنين أيضاً، وبعض من روى عنهم، وعنه ولده الأشعث، وإبراهيم النخعي والسبيعي، وغيرهم. متفق على توثيقه، وسئل عنه أبو حاتم فقال : لا يسأل عن مثله. وكان في جيش مع سلمان، وروى عنه
ص: 377
ووثقه ابن معين والعجلي والنسائي وغيرهم، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة، وقال الذهبي قيل: إن أبا الشعثاء قتل يوم الزاوية مع ابن الأشعث سنة اثنتين وثمانين ولم يقل بمثل هذا غيره. وذُكِرَ عن الواقدي أنه مات في أيام عبد الملك أو الوليد، وقال ابن سعد: توفي بالكوفة زمن الحجاج بن يوسف بعد الجماجم وأرخه ابن قانع سنة خمس وثمانين.
وذهب خليفة إلى أن وفاته كانت بعد الجماجم سنة اثنتين وثمانين، قال ابن حجر : وقعة الجماجم كانت سنة ثلاث وثمانين، فلعل خليفة قال : بعد الجماجم، كذا قال، وكأن الصواب:( فلعل خليفة قال: قبل الجماجم)، وأرخ وفاته ابن قانع سنة خمس وثمانين، وهو أشبه.
* الطبقات 195/6 ، التاريخ الكبير 4/ 120 برقم 2176، معرفة الثقات 425/1 برقم 659، الجرح والتعديل 212/4 برقم 910، ثقات 328/4 ،مشاهير علماء الأمصار 176 برقم 832، تهذيب الكمال 294/11 برقم 2484، تهذيب التهذيب 145/4 برقم 287 ، سير أعلام النبلاء 4/ 179 برقم 68.
211- سليم بن حنظلة البكري
كوفيٌّ، ذكره ابن سعد مع تابعي الطبقة الأولى، وروى عن عمر، وعبد اللّه، وأبي بن كعب. وعنه هارون بن عنترة وعياش العامري ونسبه أبو حاتم الرازي إلى البكري السعدي .
*الطبقات 120، التاريخ الكبير 4 / 122 برقم 2181 ، الجرح والتعديل 212/4 برقم 914، الثقات 332/4 .
212- سُليم بن حنظلة السعدي
ذكره ابن حبان في الكوفيين، وقال روى عن ابن مسعود وعنه أبو إسحاق السبيعي، ونسبه أبو حاتم الرازي إلى البكري السعدي، وانظر الذي سبقه، وقد فرق بينهما البخاري وابن حبان.
* التاريخ الكبير 124/4 برقم 2184 ، الجرح والتعديل 4/ 212 برقم 914 ، الثقات 331/4
ص: 378
213-سليم بن عبد السلولي
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، روى عن حذيفة. وعنه أبو إسحاق السبيعي، قال ابن حبان: شهد غزوة طبرستان، وذكر العجلي أنه كوفي، تابعي، ثقة.
*الطبقات 215/6 ، التاريخ الكبير 126/4 برقم 2193 ،معرفة الثقات 424/1 برقم 657 ، الجرح والتعديل 212/4 برقم 915، الثقات 330/4.
214- سُليم بن يزيد الكندي :
من وجوه شيعة الكوفة، وشجعانهم. وحين اضطر حجر بن عدي إلى الهرب حين طلبه زياد ابن أبيه اختبأ في بيت سليم، فلما أدركه الطلب امتشق سيفه ليقاتل من دون حجر، وأقسم أنه لن يؤخذ من داره أسيراً أو قتيلاً وهو حيٌّ، ولكن حجراً لم يوافقه، وخرج من كوة في الدار وهرب إلى دار عبد اللّهبن الحارث أخي الأشتر.
ولما قام المختار بالكوفة كان من رجاله الشجعان، وحين قدم مصعب بجيشه من البصرة جعله المختار على ميمنة جيشه. وذكر الطبري أن مصعباً قسم جيشه، وجعل على من التحق به من أهل الكوفة محمد بن الأشعث الذي نزل بين مصعب والمختار، فلما رأى المختار ذلك أخرج كتائب من جيشه، وبعث بها إلى أخماس أهل البصرة من جيش مصعب، أما سليم بن يزيد قائد ميمنته فقد بعثه إلى تميم، وعليها الأحنف بن قيس ووقف.
المختار ببقية جيشه. وقد قاتل سليم قتال الأبطال بسبعين رجلاً بقوا معه من قومه إلى أن قتل.
*تاريخ الطبري 486/3 ،الجرح والتعديل 2134 برقم 919 ،الكامل 475/3 ، 270/4
ص: 379
215-سليمان بن شهاب العبسي
ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى من التابعين، وقال: روى عن عبد اللّه، وروى عنه حصين وحلّام بن صالح حديثاً في الدجال طويلاً، وقال محمد: هو ابن معتم ممن شهد القادسية، ويروون أن له صحبة.
*الطبقات 202/6 ، التاريخ الكبير 4/ 19 برقم 1823.
216- سليمان بن مسهر
ذكره ابن سعد مع الطبقة الثانية، وقال: روى عنه الأعمش، ولكن البخاري ذكر أنه سمع خرشة بن الحر، وعنه إبراهيم النخعي، والأعمش. وهو ثقة عند أبي حاتم الرازي.
*الطبقات 306/6 ، التاريخ الكبير 36/4 برقم 1881، الجرح والتعديل 144/4 برقم 624 ،تهذيب التهذيب 4/ 192 برقم379 .
217- أبو المغيرة، سماك بن حرب البكري
من أهل الكوفة، روى عن جابر بن سمرة، والنعمان بن بشیر، قال ابن حبان خطئ كثيراً ، روى عنه الثوري وشعبة وروي عنه أنه قال : أدركت ثمانين من أصحاب النبي، وقال : فقدت بصري، فدعوت اللّه فردَّ علي. مات في آخر ولاية هشام بن عبد الملك حين ولي يوسف بن عمر العراق.
*التاريخ الكبير 173/4 برقم 2382، الثقات 339/4 ،مشاهير علماء الأمصار 177 برقم 840، تهذيب التهذيب 4/ 204 برقم 405 .
218- سماك بن سلمة الضبي
كوفي، روى عن ابن عباس، وابن عمر ،وغيرهما، وعنه المغيرة بن مقسم، وأبو نهيك، قيل عنه : ثقة رجل صالح.
ص: 380
التاريخ الكبير 173/4 برقم 2383 ، الثقات 340/4، تهذيب التهذيب 205/4 برقم 406 .
219- أبو زميل سماك بن الوليد الحنفي اليمامي
كوفيٌّ، ذكره البخاري، وابن حبان، وقال المزي وابن حجر: روى عن ابن عباس، وابن عمر، وعروة بن الزبير، وعنه ابنه زميل، وسبطه عبد ربه بن بارق، وشعبة، ومسعر، وعكرمة. وقالا : قال النسائي : ليس به بأس، وذكر ابن حجر أن ابن عبد البر قال : أجمعوا على أنه ثقة.
*التاريخ الكبير 173/4 برقم 2384 ، الثقات 340/4، تهذيب الكمال 127/4 برقم 2583 ،تهذيب التهذيب 206/4 برقم409 .
220- سميع أبو سالم السلولي
كوفي، روى عن الحسن بن علي علیه السلام، وعنه غالب أبو الهذيل.
*التاريخ الكبير 189/4 برقم 2440، الثقات 341/4 .
221- سنان بن أنس الأصبحي النخعي
كوفي، ذكر الطبري وابن الأثير أنه كان في جيش عمر بن سعدمع شمر بن ذي الجوشن، وقد نفر شمر في جماعة منهم سنان وأقبلوا نحو خيمة أبي عبد اللّه علیه السلام، فقال لهم :( ويلكم إن لم يكن لكم دين ولا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً ذوي أحساب، امنعوا رحلي وأهلي من طغاتكم وجُهَّالكم ، فقالوا : ذلك لك يا ابن فاطمة؛ وأقدم عليه شمر بالرجَّالة منهم : أبو الجنوب، واسمه عبد الرحمن الجعفي، والقشعم بن نذير، وصالح بن وهب اليَزَّني، وسنان بن أنس النخعي، وخَوَليُّ بن يزيد الأصبحي، وجعل شمر يحرضهم على الحسين، وهو يحمل عليهم فينكشفون... وحمل الناس عليه عن يمينه وشماله، فحمل على الذين عن يمينه فتفرَّقوا، وحمل على الذين عن يساره فتفرَّقوا، فما رئي مكسور قطُّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشاً
ص: 381
منه، ولا أمضى جَناناً، ولا أجرأ مقدماً منه وإن كانت الرجَّالة لتنكشفَ عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا اشتدَّ فيها الذئب)، وذكر الطبري أن سناناً حمل على أبي عبد اللّه علیه السلام وكان ينوء بجراحه فطعنه بالرمح، وقال لخولي بن يزيد الأصبحي: احتزّ رأسه، فأراد أن يفعل فضعف وأرعد، فقال له سنان: قتَّ اللّه عضديك، وأبان يديك! فنزل إليه فذبحه، واحتزّ رأسه) وروى الذهبي أنه (طعنه في ترقوته، ثم انتزع الرمح، وطعن في بواني صدره، واحتز رأسه خولي الأصبحي)، فهل رأيت أو سمعت بمثل بشاعة هؤلاء.
وروى الطبري عن جعفر بن محمد الصادق علیه السلام قال: (وجد بالحسين علیه السلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة؛ قال: وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلا شد عليه مخافة أن يغلب على رأسه، حتى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولي). وقال له الناس: (قتلت الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم لو قتلت أعظم العرب خطراً؛ جاء إلى هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم، فأت أمراءك فاطلب ثوابك منهم، ولو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلاً)، وكان شجاعاً شاعراً، وكانت به لوثة، فأقبل حتى وقف على فسطاط عمر بن سعد ثم نادى بأعلى صوته :
أوفر ركابي فضة وذهبا *** أنا قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أماً وأبا *** وخيرهم إذ ينسبون نسبا
(فقال عمر بن سعد : اشهد إنك لمجنون ما صححت قط، ادخلوه علي، فلما دخل حذفه بالقضيب، ثم قال: يا مجنون أتتكلم بهذا الكلام! أما واللّه لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك).
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام حين قال سلوني في أحد الأيام، قام رجل فقال : أخبرني بما في رأسي ولحيتي من طاقة شعر، فقال له: (واللّه لقد حدثني خليلي أن على كل طاقة شعر في رأسك ملكاً يلعنك، وأن على كل طاقة من شعر لحيتك شيطانا يغويك ؛ وأن في بيتك سخلاً يقتل ابن بنت
ص: 382
رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم ، وكان ابنه قاتل الحسين علیه السلام يومئذ طفلاً يحبو، وهو سنان بن أنس النخعي).
وطلبه المختار حين قام بالكوفة، فانهزم إلى البصرة والتحق بابن الزبير، فهدم المختار داره. وانقطع خبره إلى أن رأيناه في مجلس الحجاج، فقد روى ابن الأثير أن الحجاج قال يوماً :( من كان له بلاء فليقم فنعطيه على بلائه، فقام رجل فقال : أعطني على بلائي قال : وما بلاؤك ؟ قال : قتلت الحسين. قال : فكيف قتلته؟ قال: دسرته بالرمح ،دسراً وهبرته بالسيف هبراً، وما أشركت معي في قتله أحداً. قال: فإنك لا تجتمع أنت وهو في وهو في مكان واحد. وقال : اخرج ولم يعطه شيئاً، فلم يجن من فعلته الدنسة شيئاً في الدنيا، وعجيب أن يقيم بالكوفة تلك السنوات من دون أن يثأر لأبي عبد اللّه الحسين لا أحد من شيعته بعد فعلته البشعة تلك! وويل له من هول يوم عذاب آت لا محالة ينتقم اللّه فيه من تلك اليد الدنسة التي ذبح بها ابن بنت رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليهما وهو عند ابن قتيبة سنان بن أبي أنس. وعند ابن كثير سنان بن أبي عمر بن أنس النخعي.
ونقل السيد مثنى الشرع عن كتاب حكاية المختار في أخذ الثار إن المختار طلبه وأن إبراهيم بن الأشتر قبض عليه، وقال له: (يا ويلك أصدقني ما فعلت يوم الطفّ؟ فقال : ما فعلت شيئاً غير أني أخذت تكة الحسين من سرواله! فبكى ابن الأشتر عندما سمع ذلك، وجعل يشرح لحم أفخاذه ويشويها على نصف نضجها، ويطعمه إياه، وكلما امتنع من الأكل ينخره بالخنجر، فلما أشرف على الموت ذبحه وأحرقه بالنار)، قال: وروي أن المختار أخذه فقطع أنامله، ثم قطع يديه ورجليه، وأغلى له قدراً فيها زيت، فرماه فيها وهو يضطرب.
*المعارف 213 ،تاريخ الطبري 334/3 ،335، 343، 466، مروج الذهب 71/3 ،الكامل 77/4، 79، 92، تاريخ الإسلام 14/5 ،البداية والنهاية 204/8، المختار الثقفي وقتلة الإمام الحسين.
ص: 383
فهرس المحتويات
شكر وتقادير ...7
المقدمة ...9
النجف وريثة الكوفة ...11
أهمية الانفتاح ...12
جيش الفتح ...14
مؤسسة الخلافة ...15
الكوفة في العقد الرابع الهجري ...17
مدرسة الإمام علي وأبعادها ...18
الكوفة عاصمة الخلافة الإسلامية ...22
الإمام أمير المؤمنين ...23
الكوفة بعد رحيل الإمام ...27
المثلث الحضري...30
المجتمع الكوفي ...32
من نزل لكوفة من الصحابة وتابعيهم ...37
من توفي بالكوفة من الصحابة وتابعيهم ومن عاصرهم ...38
الجبَّانات مدافن الكوفة ...39
النجف الأشرف ...40
الثوية...43
الثوية بقيع الكوفة ...44
واجب الوفاء ...48
القسم الأول: من توفي من الصحابة بالكوفة ...49
الفصل الأول : الصحابة ...57
ص: 384
1-الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام...57
2-أسامة بن شريك الثعلبي ...57
3-الأسود بن ثعلبة اليربوعي...58
4-أبو محمد الأشعث بن قيس ...58
5-الأغر بن يسار المزني. ..61
6-أبو عقبة، أهبان بن الأكوع الأسلمي ...61
7-أبو عمارة، البراء بن عازب بن الحارث الخزرجي الأنصاري ...62
8-أبو قبيصة، برمة بن معاوية بن سفيان بن منقذ ...64
9-بشير بن معبد الأسلمي ...64
10-بشير بن معبد بن شراحيل بن سبيع ...65
11-أبو سعد، ثابت بن وديعة الأنصاري ...66
12-ثعلبة بن الحكم بن عرفطة الليثي الكناني ...67
13-أبو حكيم، جابر بن أبي طارق الأحمسي...68
14-أبو عبد اللّه، جابر بن سمرة بن جنادة السوائي...68
15-أبو نمران، جارية بن ظفر اليمامي الحنفي...69
16-جبلة بن ثعلبة البياضي الخزرجي الأنصاري...70
17-الجحدمة ...71
18-أبو عمرو، جرير بن عبد اللّه البجلي ...71
19-جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي ...74
20-أبو عبد اللّه، جندب بن كعب بن عبد اللّه الأزدي الغامدي ... 75
21-جَوْدان وقيل : ابن جودان ...77
22-الحارث بن حسان البكري
23-أبو قتادة، الحارث بن ربعي الخزرجي الأنصاري ...79
24-الحارث بن زياد الساعدي الخزرجي الأنصاري ...83
25-الحارث بن معاوية السكوني ...83
26-حارثة بن وهب الخزاعي ...84
ص: 385
27-أبو الجَنوب، حُبشي بن جُنادة بن نصر بن أسامة السلولي ...84
28-حبة بن خالد ...85
29-حبيب بن بدیل بن ورقاء الخزاعي...85
30-أبو رمثة، حبيب بن حيان التميمي. ..86
31-الحجاج بن عبد اللّه ...87
32-الحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري ...87
33-أبو سُرَيْحة، حذيفة بن أسيد بن خالد الأعور الغفاري ...89
34-أبو عبد اللّه، حذيفة بن اليمان ...91
35-أبو عمرو، حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد اللّه المخزومي ...95
36-خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان العذري...95
37-أبو عبد اللّه أو أبو محمد، خباب بن الأرت بن جندلة ... 97
38-دكين بن سعيد الخثعمي ...99
39-الرُسيم العبدي الهجري ...99
40-أبو عميرة، رشيد بن مالك السعدي ...100
41-أبو معاذ، رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان الخزرجي ...100
42-رياح بن الربيع ...102
43-أبو مجزأة، زاهر بن الأسود بن الحجاج بن قيس الأسلمي... 102
44-أبو سعد، زيد بن أرقم الخزرجي الأنصاري ...103
45-أبو عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني ...105
46-سالم بن عبيد الأشجعي ...106
47-السائب بن الأقرع الثقفي ...107
48-سعد بن بجير بن معاوية البجلي ...108
49-سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي...108
50-أبو الأعور، سعید بن زید بن عمرو بن نفيل العدوي ...109
51-سلمة بن قيس بن علاثة بن عوف بن الأحوص الأشجعي الأشجعي ... 112
52-سلمة بن نُعيم بن مسعود الأشجعي ...112
ص: 386
53-سلمة بن يزيد بن مَشْجَعة بن المجمَّع الجعفي…113
54-أبو جابر، سمرة بن جنادة ...114
55- أبو سليمان، سَمرة بن جندب بن هلال بن حَريج ...115
56- سنان بن مقرن بن عائد...118
57-سهل بن حنيف بن واهب الأوسي الأنصاري ...118
58-سواء بن خالد من أسد بن خزيمة ...121
59-أبو عدي، سويد بن مقرن بن عائد بن منجا المزني ...122
60-أبو عبد اللّه، شداد بن الهاد الليثي ...123
61-شرحبيل بن الأعور بن عمر بن معاوية ...124
62-شريك بن طارق بن سفيان الحنظلي ...125
63-أبو شتير، شكل بن حميد العبسي ...125
64-أبو يحيى، شيبان بن مالك السلمي الأنصاري...126
65-صفوان بن عسال المرادي ...126
66-الصنابح بن الأعسر الأحمسي العجلي...127
67-أبو سعد، طارق بن أشْيَم بن مسعود الأشجعي ...128
68-طارق بن زياد الجعفي...129
69-طارق بن عبد اللّه المحاربي ...130
70-طارق بن علقمة بن أبي رافع ...131
71-أبو شهر أو أبو الكنوز ، عامر بن شهر الهمداني ...132
72- أبو هلال، عامر بن عامر المزني ...133
73-عامر بن ليلى الغفاري ...133
74-عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي ...134
75-عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي ...134
76-عبد الرحمن بن حسنة الجهني ...135
77-عبد الرحمن بن عقيل بن مقرن ...135
78-عبد الرحمن بن مقرن ...136
ص: 387
79-أبو معاوية، عبد اللّه بن أبي أوفى السلمي...136
80-عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي ...137
81-عبد اللّه ابن أبي شيخ المحاربي ...138
82-عبد اللّه بن أبي عقيل الثقفي ...139
83-عبد اللّه بن سيلان...139
84-أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود...140
85-أبو موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري ...141
86-أبو موسى عبد اللّه بن يزيد بن حصن بن عمرو بن ثابت... 142
87-أبو المغيرة، عبد اللّه اليشكري ...144
88-عبيد اللّه بن أسلم الهاشمي ...145
89-أبو عبد اللّه عبيد بن خالد السلمي ...145
90-عُبيد بن عازب بن الحارث بن عدي الخزرجي ...145
91-عبيدة بن خالد المحاربي ...146
92-عتاب بن شمير الضبي ...147
93-أبو عبد اللّه عتبة بن فرقد السلمي ...147
94-عثمان بن حنيف الخزرجي الأنصاري ...148
95-أبو طريف، عدي بن حاتم الطائي ...150
96-عرفجة بن شريح الأشجعي...153
97-عروة بن أبي الجعد البارقي الأزدي ...154
98-عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي ...155
99-عطية القرظي ...156
100- عفيف الكندي ...156
101-أبو الحكيم، عقيل بن مقرن بن عائذ ...157
102-عمارة بن أوس بن خالد الأنصاري ...157
103- أبو زهرة عمارة بن رويبة الثقفي ...157
104 -عُمارة بن عقبة بن أبي معيط ...158
ص: 388
105-أبو سليمان، عمرو بن الأحوص بن جعفر بن كلاب...161
106- عمرو بن بليل بن أحيحة بن الجلاح. ..161
107- عمرو بن الحارث بن المصطلق ...162
108- أبو سعيد عمرو بن حريث المخزومي...163
109- أبو أحيحة، عمرو بن مِحْصَن بن حرثان بن مرة الأسدي ...166
110- عمير بن أفلح ذي مُرَّان ...167
111-أبو حازم عوف بن عبد الحارث بن عوف ...168
112 -غالب بن أبجر المزني ...169
113- الفُجَيع بن عبد اللّه بن الحندج بن البكاء العامري ...169
114-فرات بن حيَّان حيان بن ثعلبة اليشكري...170
115- الفَلَتان بن عاصم الجرمي ...171
116- قَرَظة بن كعب الخزرجي ...172
117- قطبة بن مالك الثعلبي ...174
118-القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي...175
119- قيس بن أبي غرزة الغفاري ...179
120- قيس بن الحارث الأسدي...179
121-قيس بن خرشة القيسي ...180
122- أبو كاهل قيس بن عائذ الأحمسي...181
123- كعب بن عمرو...181
124- أبو عقيل، لبيد بن ربيعة العامري...182
125-أبو مریم ،مالك بن ربيعة السلولي ...183
126-مالك بن عبد اللّه الخزاعي...184
127- مالك بن عمير الحنفي الكوفي...184
128- أبو صفوان مالك بن عمير الحنفي ...185
129- مالك بن عوف بن نضلة الجشمي...185
130- مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع الأوسي الأنصاري...186
ص: 389
131- محمد بن أبي كبشة الأنماري ...187
132- أبو إبراهيم، محمد بن حاطب الجمحي ...187
133-أبو مرحب، محمد بن صفوان الأوسي الأنصاري ...189
134- محمد بن صيفي بن سهل بن الحارث الخطمي الأنصاري ...190
135-محمد بن عمار بن ياسر المخزومي ...190
136- أبو رهم، محمد بن قيس الأشعري...191
137- مخنف بن سليم بن الحارث الأزدي...192
138-مرداس بن مالك الأسلمي ...194
139-أبو عباد، مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد مناف ...195
140- المسوَّر بن يزيد الأسدي المالكي ...196
141- أبو سعيد، المسيب بن حزن المخزومي القرشي ...196
142 -مطر بن عكامس السلمي ...197
143- أبو عبد اللّه، معقل بن مقرن بن عائد بن ميجا...197
144 -المغيرة بن شعبة ...198
145- نافع بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ... 199
146- أبو سلمة، نبيط بن شريط بن مالك بن هلال الأشجعي ...200
147 -أبو هند، النعمان بن أشيم الأشجعي ...201
148 -أبو بهيسة، نقادة بن عبد اللّه بن خلف الأسدي...201
149- أبو مالك، نمير الخزاعي ...202
150- نوفل بن فروة الأشجعي ...202
151- هانئ بن أوس الأسلمي ...203
152 -أبو بردة، هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد من بلي الأنصاري ...203
153 -أبو شريح، هانئ بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان ...205
154-أبو قبيصة، الهلب بن يزيد بن عدي بن قنافة الطائي ...206
155 -أبو هنيدة، وائل بن حُجْر الحضرمي ...207
156- وهب بن خنبش الطائي ...209
ص: 390
157-أبو جُحيفة وهب بن عبد اللّه السوائي...209
158-يزيد بن طعمة بن لوذان الخطمي الأنصاري ...210
159- أبو سبرة، يزيد بن مالك بن عبد اللّه بن ذؤيب الجعفي ...210
160 -يزيد بن نعامة الضبي ...211
161- أبو المرازم يعلى بن مرة بن وهب بن جابر الثقفي ...211
الفصل الثاني : من عرف بكنيته من الصحابة ...213
162- أبو أمية الفزاري...213
163- أبو حريز، أو حريز ...213
164- أبو الخطاب ...214
165- أبو خلاد ...214
166- أبو زينب بن عوف الأنصاري ...214
167- أبو سلمى ...215
168- أبو شهم ...216
169-أبو الضحاك الأنصاري ...216
170-أبو طيبة ...217
171- أبو ظبية ...217
172- أبو عامر ...218
173- أبو فروة الأشجعي ...218
174- أبو القمراء ...219
175- أبو لبابة الأسلمي ...219
176- أبو مرحب ...219
القسم الثاني : الطبقة الأولى من التابعين ومن عاصرهم...221
المقدمة ...221
إبراهيم بن البراء بن عازب ...228
إبراهيم بن جرير بن عبد اللّه البجلي...228
أبو عمران، إبراهيم بن يزيد بن الأسود النخعي ...229
ص: 391
4-أبو بحر، الأحنف بن قيس السعدي التميمي ...232
5-أخنس بن مرثد ...232
6-أربد التميمي ...233
7-الأرقم بن شرحبيل الأودي ...233
8-الأرقم بن عبد اللّه الكندي ...234
9-أرقم بن يعقوب ...235
10-إسحاق بن حوبة الحضرمي ...235
11-أسق ...235
12-أبو حسان، أسماء بن الحكم الفزاري ...236
13-أبو حسان، أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري ...236
14-أبو قيس، الأسود بن قيس العبدي ...239
15-الأسود بن قيس المرادي ...239
16-أبو سلام، الأسود بن هلال المحاربي ...241
17-أبو عمرو، الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد اللّه النخعي ...242
18-أسيد بن مالك الحضرمي ...244
19-أُسيم بن حصين العبسي ...244
20-أبو القاسم الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو ...245
21-أبو مسلم، الأغر بن سليك ...248
22-أكتل بن شماخ العكلي ...248
23-أوس بن ضمعج النخعي الحضرمي ...249
24-أوس بن عبد اللّه المرادي ...250
25-أوس بن مِعْلَق الأسدي ...250
26-أبو صالح، باذام ...250
27-بجدل بن سليم الكلبي ...251
28-بجير بن عبد اللّه المسلي ...251
29-بحر بن كعب بن عبيد اللّه التيمي ...252
ص: 392
30-البراء بن ناجية الكاهلي ...253
31-أبو أسماء، بشر بن سوط الهمداني ...253
32-أبو أسماء، بشر بن شميط القانصي...254
33-بشر بن غالب ...254
34-بشر بن قحيف العامري ...254
35-بشر بن قيس ...255
36-بشر بن منقذ الشنِّي ...255
37-بكير بن حمران الأحمري ...256
38-بكير بن فائد العبسي ...257
39-بلاز بن عِصمة ...258
40-بلال بن أسيد الحضرمي ...258
41-بلال بن يحيى العبسي ...259
42-أبو سلمة، تميم بن حذلم الضبي ...259
43-أبو حذيم، تميم بن حذيم الناجي ...260
44-تميم بن سلمة الخزاعي ...260
45-تميم بن طرفة الطائي ...261
46-تميم بن مُشَيْج ...261
47-ثابت بن قطبة المزني ...261
48-ثابت بن قيس الهمداني ...262
49-ثعلبة بن يزيد الحماني التميمي ...262
50-ثمامة بن عقبة المحملي ...263
51-جابر بن يزيد الأودي ...263
52-أبو الودَّاك، جبر بن نوف بن ربيعة الهمداني ...264
53-جروة بن حُمَيْل بن مالك الطائي ...264
54-جويرية بن مسهر العبدي ...264
55-الحارث بن الأزمع بن أبي بثينة الهمداني الوادعي ...266
ص: 393
56-الحارث بن ثوب ...267
57-أبو كثير، الحارث بن جمهان الزبيدي الكوفي ...267
58-أبو عائشة، الحارث بن سويد التيمي ...267
59-الحارث بن عبد اللّه بن كعب الأعور الهمداني ...268
60-الحارث بن عمر الزبيدي ...271
61-الحارث بن عميرة الحارثي الأزدي ...271
62-الحارث بن قيس الجعفي ...272
63-أبو حنش، الحارث بن لقيط النخعي ...272
64-الحارث بن همام الصهباني النخعي ...273
65-حارثة بن مضرب العبدي ...273
66-أبو قدامة، حبَّة بن جُوين بن علي العُرَني ...274
67-أبو يحيى، حبيب بن أبي ثابت الأسدي ...277
68-أبو كثير، حبيب بن حِماز، أو حَمَّاز ...278
69-حبيب بن سالم الأنصاري ...278
70-أبو مالك، حبيب بن صهبان الأسدي ...278
71-أبو مالك، حببيب بن مهران التيمي ...279
72-حجار بن أبجر بن عائد العجلي ...279
73-أبو العنبس، حجر بن عنبس الحضرمي ...281
74-حُجَيَّة بن عدي الكندي ...282
75-حرملة بن كاهلة الأسدي ...282
76-حريث بن ظهير ...284
77-حريث بن مِخَش القيسي ...284
78-حسان بن زید ...284
79-حسان بن فائد العبسي ...285
80-أبو العوام، حسان بن المخارق ...286
81-حسان بن مخدوج الذهلي ...286
ص: 394
82-الحسن العرني البجلي ...287
83- الحسين بن نوف الناعطي ...287
84-أبو قلوص، حصين بن أبي حرَّة التيمي ...287
85-أبو ظبيان، حصین بن جندب بن عمرو الجنبي ...288
86-حُصين بن حُدير ...289
87-الحصين بن سبرة ...289
88-الحصين بن عبد الرحمن السلمي ...289
89-حصين بن عقبة الفزاري ...290
90-حصين بن قبيصة الأسدي ...291
91-الحصين بن قبيصة الفزاري ...291
92-حكيم بن جابر بن أبي طارق الأحمسي...291
93 -أبو يحيى، حكيم بن سعد الحنفي ...292
94-حكيم بن طفيل الطائي السنبسي ...292
95-حمزة بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي ...293
96-حمل بن مالك المحاربي ...293
97-حَمَلة بن عبد الرحمن ...294
98-حميد بن عريب ...294
99-حميد بن مسلم الأزدي ...294
100- حميل أبو جروة ...296
101- أبو المعتمر، حنش بن المعتمر الكناني...296
102 -حنظلة الشيباني، أبو علي بن حنظلة ...297
103- حنظلة بن خويلد الشيباني ...298
104- حوط بن عبد اللّه العبدي ...298
105- أبو دلان، حيَّان بن مَرْثَد ...299
106- خارجة بن الصلت البرجمي التميمي...299
107 -خالد بن ربعي الأسدي ...300
ص: 395
108-خالد بن ربيع العبسي ...300
109 -خالد بن عرعرة ...300
110- خالد بن مضرب العبدي ...301
111- خَرَشة بن حبيب السلمي ...301
112 -خرشة بن الحر بن قيس بن حصن الفزاري ...302
113- الخشف بن مالك الطائي ...302
114 -خليد الثوري ...303
115- خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم المنقري ...303
116 -خمير بن مالك الهمداني ...303
117- خَوَلي بن يزيد الأصبحي ...304
118- خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة المذحجي ...306
119- داود بن كردوس الثعلبي ...307
120- دثار بن الشاعر عبيد بن الأبرص...307
121- دحية بن عمرو ...307
122- دينار الخصي ...307
123- أبو المثنى، ذريح النخعي ...308
124 -الذيال بن حرملة الأسدي ...308
125 -رافع بن أبي رافع الطائي ...309
126 -رافع بن حديج ...309
127- رافع بن سلمة البجلي ...310
128- أبو الجعد، رافع الغطفاني الأشجعي...310
129-ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو الغطفاني ...311
130- الربيع بن براء بن عازب الأنصاري ...314
131- الربيع بن حراش ...314
132- أبو زيد، الربيع بن خُثيم الثوري ...314
133- الربيع بن عميلة الفزاري ...317
ص: 396
134- أبو الجارود، الربيع بن قزيع الغطفاني ...317
135-ربيع بن نضلة أو نضيلة ...318
136 -ربيعة ناجد بن بن كثير كثير الأزدي ...318
137- رجاء بن ربيعة الزبيدي ...319
138-رُشَيْد الهَجَري ...319
139- أبو عاصم، رفاعة بن شداد البجلي ...321
140-رقيقة المحاربي ...323
141-رياح بن الحارث النخعي...323
142- الرياش بن ربيعة ...324
143- الرياش بن عدي الكندي...324
144-رياش بن عمرو الطائي ...325
145- أبو أسامة، الريان بن صبرة الحنفي ...325
146- أبو عمر زاذان...326
147 -الزبير بن الأروح التميمي ...327
149- زحر بن قيس الجعفي...327
149 -أبو مريم، زر بن حبيش الأسدي ...330
150- زرعة بن شريك التميمي ...331
151- زهرة بن حميضة ...332
152- أبو كثير، زهير بن الأقمر الزبيدي ...332
153- زياد بن أبي مريم ...333
154-أبو المغيرة، زياد بن أبيه ...333
155- زياد بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي ...334
156- أبو المغيرة، زياد بن حدير الأسدي الكوفي ...335
157- زياد بن خصفة التيمي...336
158 -زیاد بن عبد اللّه النخعي...338
159 -زیاد بن عياض الأشعري ...338
ص: 397
160- زياد بن كعب بن مرحب...339
161 -زياد بن مالك الضبعي...339
162- زیاد بن معاوية النخعي...339
163 -زياد بن النضر الحارثي ...339
164- أبو المغيرة، زيد بن حدير الأسدي...341
165-زيد بن حصين الأسلمي ...342
166- زيد بن رقاد الجنبي ...342
167-زید بن ظبيان ...343
168- أبو سليمان، زيد بن وهب الجهني ...343
169 -زيد بن يُثيع الهمداني ...345
170- أبو أسماء، سالم بن أبي الجعد مولى أشجع ...345
171- سالم بن أبي مريم ...347
172- سالم بن خثيمة الجعفي ...347
173- السائب بن مالك الأشعري...347
174- أبو عطاء، السائب بن مالك الثقفي...348
175 -سبرة بن المسيب بن نجبة الفزاري ...349
176-سحيم بن نوفل الأشجعي ...349
177- سراقة بن مرداس البارقي ...350
178-السري بن وقاص الحارثي...351
179-سریع المخزومي ...351
180- سعد بن الأخرم ...351
181- أبو عمرو، سعد بن إياس الشيباني ...351
182- سعد بن حذيفة بن اليمان ...352
183-سعد بن حميد ...357
184- أبو مالك، سعد بن طارق بن أشيم ...358
185- أبو ضمرة، سعد بن عبيدة السلمي ...358
ص: 398
186- أبو البختري، سعد بن عمران ...359
187-سعد بن عمرو ...359
188 -سعد بن مالك العبسي ...359
189- سعد سعد بن مسعود الثقفي ...360
190- سعد بن معبد الهاشمي ...361
191- سعد بن نمران الهمداني الناعطي ...362
192- سعر بن أبي سعر الحنفي...362
193 -سعيد بن ذي حُدَّان ...363
194- أبو كرب، سعيد بن ذي لعوة الأصغر الهمداني ...364
195 -أبو فاختة، سعيد بن علاقة الهاشمي ...364
196- سعيد بن قيس بن مرَّة الهمداني ...365
197- سعيد بن منقذ الهمداني...367
198 -سعيد بن ميمون ...369
199- سعيد بن نمران الناعطي الهمداني...369
200 -سعيد بن وهب الهمداني الخيواني...371
201 -أبو السفر، سعيد بن يحمد الثوري الهمداني ...372
202- سفيان بن ليل ...373
203- سلامة ... 373
204- أبو حازم، سلمان الأشجعي ...374
205-سلمة بن سَبرة ...374
206- أبو حذيفة، سلمة بن صهيبة الأرحبي...374
207- سلمة بن عثمان ...375
208- أبو المغيرة، سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي ...375
209- سليك بن مسحل العبسي ...377
210 -أبو الشعثاء، سُليم بن الأسود المحاربي ...377
211-سليم بن حنظلة البكري ...378
ص: 399
212- سليم بن حنظلة السعدي...378
213 -سليم بن عبد السلولي ...379
214- سُليم بن يزيد الكندي ...379
215- سليمان بن شهاب العبسي ...380
216-سلیمان بن مسهر ...380
217- أبو المغيرة ، سماك بن حرب البكري ...380
218- سماك بن سلمة الضبي ...380
219- أبو زميل، سماك بن الوليد الحنفي اليمامي ...381
220- سميع أبو سالم السلولي ...381
221- سنان بن أنس الأصبحي النخعي ...381
ص: 400