مثالب النواصب
لمحدث المتتبع والفقیه المحقق
رشید الدین ابي جعفر محمد بن علي ابن شهر آشوب المازندراني (طاب ثراه)
(488 - 588 ه_)
الجزء الحادي عشر
صححه وأخرج نصوصیه وعلق علیه
الشیخ عبد المهدي الإثنا عشري
المؤلِّف : محمّدبن عليّ بن شهر آشوب المازندراني (488 - 588 ه_)
المحقّق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة : الأولى - 1445 ه / 2024 م
عدد الأجزاء : 12 مجلّداً
محرر رقمي : محمد علی ملک محمد
ص: 1
المؤلَّف : مثالب النواصب / ج 11
المؤلِّف : محمّدبن عليّ بن شهر آشوب المازندراني (488 - 588 ه_)
المحقّق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة : الأولى - 1445 ه / 2024 م
عدد الأجزاء : 12 مجلّداً
يمنع شرعاً و قانوناً نشر الموسوعة أو تكثيرها أو تصويرها بدون إذن محققها وبإجازة كتبية لتحصيل الموسوعة، يرجى الاتصال عبر :
البريد الإلكتروني : almasaleb@gmail.com
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
سورة النساء (4) : 115
ص: 3
ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه:
إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، ويتولّى عليها رجال رجالاً على غیر دین الله ، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ، ولو أنّ الحقّ خلص من الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين.. ولكن يؤخذ من هذا ضعت ومن هذا ضغث فيخرجان !
فهنالك يستولى الشيطان على أولياءه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى.
نهج البلاغة : 95 برقم 49 [ وفي طبعة : 88 برقم 50 ] .
و راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 240/3، وقريب منه - وبألفاظ مقاربة - جاء في كتاب سليم ابن قيس 768/2 ، وأُصول الكافي 54/1، والروضة من الكافي 58/8 ذيل حديث ،21 ، وكذا في المحاسن للبرقي 208/1 ( باب 6) حديث 74 ، وصفحة : 218 (باب 9) حديث 114 .. وغيرها .
ص: 4
من الا دعاء الإمام علي بن الحسين عليهما السلام (1) في يوم الغدير وصلاته :
«.. اللهم فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلي على محمّد وآل محمّد وأن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا به (2) وذكرتنا فيه عهدك وميثاقك، وأكملت ديننا وأتممت علينا نعمتك ، وجعلتنا - بمنك - من أهل الإجابة والبراءة من أعدائك وأعداء أولياءك المكذبين بيوم الدين ... وجعلنا من البرءآء من الذين هم دعاة النار الذين هم دعاة النار ويوم القيامة هم من المقبوحين ، وأحيينا على ذلك ما أحييتنا واجعل لنا مع الرسول سبيلاً ..»(3).
ص: 5
ممّا ينسب للإمام علي بن الحسين السجاد عليهماالسلام :
لا تطمعوا أن تهينونا فنكرمكم *** وإن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
والله يعلم إنّال لا تحبّكم *** ولا نلومكم أن لا تحبونا
المناقب لابن شهر آشوب 173/4
وعنه في بحار الأنوار 175/45 (باب 39) ذیل حدیث 22
ص: 6
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم وأخر .. من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاءٍ أسداها، و تمام منن والاها ..
والصلاة والسلام على سيّد العرب والعجم، وعلى آله سادات الأُمم .. خاصة سيّد أوصيائه، وإمام أوليائه، ومجمع علومه وآلائه، وشاهد شريعته، والمخصوص بكرامته .. وعلى زوجته البتول وبنيها صلوات الله عليهم أجمعين، خاصة خاتم الأوصياء .. إمام زماننا، والقائم بأمرنا، ووليّ أمرنا .. أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ..
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم وظالميهم وغاصبي حقوقهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين ..
آمين رب العالمين .
ص: 7
وبعد ؛
لا أحسبني بحاجة إلى بسط القول فيما للفهارس(1) عامة، وللتخصصية منها خاصة من دور مهم في البحث والتحقيق في أُمهات المصادر - سواء في المجاميع الرجالية أو الموسوعات الحديثية (2) - وذلك لما لها من أهمية قصوى وفائدة عظمى لأبناء التحقيق، ورواد المعرفة .. إذ بها يكون الكتاب المنثور ميسر الإفادة، سهل التناول، قريب من يد الباحث المحقق ..
كما - ولا ريب - أنّ الفهارس تختلف - سعةً وضيقاً ، وإطناباً واختصاراً - بحسب موضوع الكتاب وأهميته، بل لعلّ لكل فن ولكلّ سفرٍ ولكل موضوع
ص: 8
فهارسه المختصة به ، لم ترد اعتباطاً أو ابتداعاً ، بل تمليها - غالباً - الحاجة الماسة وضرورة البحث (1) .. بل ما يستوجبه موضوعه .
ففهرس القوافي ضروري في كتب الأدب، ودواوين الشعر ، كما وأنّ في كتب التاريخ هناك ضرورة لفهرست الحوادث، ومثل ذلك في كتاب اللغة والبلدان، والنسب والأديان .. وهكذا دواليك ، كما ثمّة هناك فهارس موضوعية وأُخرى توصيفية .. ولهم فيها مباحث وتفصيلات .. لا غرض لنا في الخوض فيها ، إذ إنتها - بحق فنّ لا يجيده إلا القليل وإن مارسه الكثير .. ! !
هذا شريطة عدم الإسراف في خلق عناوين لا ثمرة علمية فيها قطعاً، أو تكرار ما يمكن صيده من غيره حتماً .. ولا نرى ضرورة ثمّة لوضع فهارس لكتب ثقافية عامة، أو مواضيع سطحية لمؤلّفين متأخرين .. بل عقيدتي لزوم ذلك - أوّلاً وبالذات - لأُمهات الكتب والمصادر الأولية، ومن ثمّ لما نقل عنها مع فقد الأصل أو عدم ضبطه، دون المؤلّفات النقالة والكتب المُجمعة !!
والفهارس - بعد - فن دقيق عويص ، سهل ممتنع ، ندر مَن وُفِّق فيه ، وكان علماؤنا رضوان الله عليهم خاصة وعلماء الإسلام عامة من كونهم سبّاقين في
ص: 9
هذا المضمار بحسب مقتضيات زمانهم ، وما يسعهم وتُمليه عليه ظروفهم .. وما ترتيب الأعلام والرجال في كتب التراجم على حروف الهجاء، واللغات على المخارج أو الحروف - أوّلها وآخرها - في كتب اللغة والتاريخ ع-ل-ى ال-ح-وادث والأيام، والتفاسير على السور والآيات .. وأعلام التراجم على الطبقات .. وهكذا ، إلا محاولة من روّاد الفن للأخذ بيد الباحث المحقق إلى منهله المطلوب، ومساعدة العالم في الوصول إلى هدفه .. فكانوا قد سبقوا الأمم في فنّ المعاجم والقواميس، تأليفاً واستعمالاً .. لا كما يقوله بعض المتغربين - المغرورين بالمستشرقين - بما لا يليق نقله .. !
ولا يخفى أنّ عملهم ذاك كان والمطابع لم توجد بَعْدُ كي تضبط الصفحات والمجلدات والطبعات .. والمواضيع لم تنقّح كما ينبغي، والكتب لم تجمع ..
ولا أود البسط في هذا الموضوع أكثر ، فلعل لنا عودة إليه في مقام آخر .
والذي يهمنا في المقام الحديث عن المبادرات الرائدة يومذاك فيما بذله المتقدمون من جهدٍ كبيرٍ لإرشاد الباحثين والمحققين للعثور على الأحاديث من مظانّها في الموسوعات الحديثية شاهداً ونموذجاً لما نحن فيه .. وهو حديث - بحق ذو شجون، واسع الأطراف، لا يسعنا الإحاطة به - لو أمكن ذلك - إلا أن الملاحظ وجود محاولات قديمة لنوع من الفهارس التي كانت
ص: 10
متداولة باسم ( الأطراف) (1) من جمع الأحاديث لكل صحابي أو راو لوحده، وترتيب ذلك على الحروف مع تبيين موضوع كلّ حديث من أبواب كل كتاب ..
ولعلّ خلف بن حمدون الواسطي (المتوفّى سنة 401 ه)، والحافظ محمد بن طاهر المقدسي (المتوفى سنة 507 ه) ، وابن عساكر الدمشقي (المتوفى سنة 571 ه) ، يعدّون من روّاد هذا الفنّ .
ثم كانت هناك محاولات أُخرى لترتيب الأحاديث على الحروف، كما فعل ذلك الحافظ جلال الدين السيوطي (المتوفى سنة 911 ه-) في كتابيه ( الجامع الكبير - جمع الجوامع - والجامع الصغير ) ، ولعله كان سبّاقاً في ذلك ..
وكانت هناك مساعي لاحقة لجملة من أصحاب الفن .. من محدثين ورجاليين ومفسّرين ولغويين و .. لا يهمنا - في هذه العجالة - درجها، فضلاً عن بحثها واستقصائها (2) .
ص: 11
هذا - مجملاً - عن الفهرس والفهارس .
***
ومن الطريف التعرّض لتجربتي الأولى في باب كتب المثالب - تحقيقاً وتأليفاً - وذلك في باكورة عملي في الأجزاء الثلاثة من الموسوعة الرائعة لبحار الأنوار - (29) ، (30) ، (31) - وكانت لنا هناك وقفة مجملة عن مؤلّفه ومفهرسه ، ولذا لا نجد ثمة حاجة للحديث عنه أو سبره بعد ما جاء في مقدمة الكتاب ( المجلد التاسع والعشرون ) مجملاً عن الكتاب وكاتبه ؛ إذ فيه - إلى حد ما - غنى ..
وما عسى السواقي والأنهار مُغنية في التحدّث عن البحار والأنوار .. !!
كما لا يخفى لما في مثل هذه المباحث من أهمية .
***
ثم كان - إن شاء ربي سبحانه وتعالى - أن ترى هذه المجلدات الثلاثة من
ص: 12
الموسوعة الرائعة الجامعة (بحار الأنوار) النور بعد أكثر من ربع قرن بل أكثر من الطمس والتعتيم تحت ضغط التيار المتسنّن الداعي إلى الاتحاد من جهة واحدة .. ! (1)
نعم ؛ لقد تكالبت أيد مريضةً طوراً، وبسيطةً أُخرى، ومجرمةً ثالثة .. مع ما كان للسلطة الحاكمة آنذاك من دورٍ قذر ، وجورٍ مستمر، ومحاباة للظالمين والمعاندين .. على منع هذه المجلدات من أن ترى النور وتظهر للساحة .. فكانت دورة البحار بأجزائها المائة وعشرة وياللأسف - مبترّةً عنها واسطه عقدها ، مسلوباً من صَدَفها دُرِّها وجوهرها ..
إلى أن من الله سبحانه وتعالى على الطائفة أن برّزت هذه المجلّدات الثلاثة بأحسن ما يمكن إخراجاً وطباعةً.. وتحقيقاً وضبطاً ، و .. فما هي إلا رشفة من بحار العلامة المجلسي طاب رمسه عسى أن تروي .. ولمحة من أنوار قدسه لعلّها تضييء ..
***
ولقد واجه العمل فيها - ككلّ ما أريد به وجه الله سبحانه - غاية ما يتصوّر من الصعوبات والعقبات .. والمشاكل والاتهامات، مع تهاجم هذا.. وسخرية ذاك .. صاحَبَتها خسائر مالية .. وضغوط اجتماعيّة .. وهزات سياسية ...
ص: 13
والعجب - بعد كل هذا - أن يدعي البعض تحقيق مطاعن بحار الأنوار من قبل فلان تارةً ..! وفلان أخرى، وينسب دعمه المالي للجهة الفلانية طوراً ، أو المرجع الفلاني مرَّة أو الرئيس أُخرى .. وثالثة يُكال تحقيقه إلى جمع، و..
والأدهى من كل ذاك ما حدث في مجلس - كنت فيه - حيث قال أحد الأعلام : يقال : إنّ هذه الأجزاء محرّفة ، أو مُسقَط منها بعض الكلمات، أو .. !!
فبادرت فوراً فقلت : إني أعرف محقق الكتاب وهو مستعد لإعطاء مبلغ كبيرٍ عن كلّ كلمة محرفة في الكتاب، أو محذوفة !
حتى إنِّي أعرف بعض من لا ضمير له ممّن ينتسب إلى اللباس ويدعي العلم والأصالة .. أن قام بتحريك بعض الجهات المسؤولة لغرض تعقيب الموضوع وكشف حدوده وأصحابه .. ولولا أن بعضهم - جزاهم الله ووفقهم - وقف أمام الموضوع بجدّية .. لكان ما لا يحمد عقباه لهم وعليهم .. ولولا حرصي على الكتاب وحجيته وعظمته - لما له عندي من مكانة علمية وورقة شفاعة أُخروية - ولولا ذاك لأودعته في ذمّة التاريخ .. ككلّ الظلامات التي عانتها الطائفة وأئمتها على مد التاريخ ..
هذه تجربتي الأولى أدرجتها لدفع دخل لما أنتظره من محاولاة الآخرين في عملي هذا .. والله المستعان على ما يصفون ..
ص: 14
أما ما يرجع إلى سفرنا الحاضر، الذي قدّر له أن يطمس ذكره خلال نحو من أكثر من تسع قرون ، لم يحظ برؤيته أو الاستفادة منه أو النقل عنه إلّا النادر من أعلام الطائفة، وهؤلاء لم يرووا عنه إلا القليل النادر ، فهو قد غيب من مثل باب الأئمة في الحديث العلّامة المجلسي رحمه الله وشيخ المحدثين الحر العاملي طاب ثراه، والسيد هاشم البحراني قدّس سرّه .. وغيرهم من فحول وأعاظم
أعلام الطائفة في الحديث .
فكان من نصيب العبد الفاني أن تشرف بضبطه وتحقيقه، ومن ثم استدراكه وبعد ذلك إخراجه وبدأ طبعه بما تراه .
ولقد رأينا من الضروري لمثل هذه الموسوعة الرائعة إدراج فهارس مفصلة لها وذلك :
أولاً : ما للفهرسة - بأبعادها - من أهمّية في تسهيل التحقيق والبحث ، مما لا يخفى .
ثانياً : عدم استيعاب البرامج الكامبيوترية لهذه المجلّدات ، إما لعدم إيرادها كلّاً، أو إدخال بعض موادها مع إسقاط ما فى هوامشها من البرامج، أو حذف بعض المقاطع مع ما لذا وذاك من أهمية لا تخفى .
.. فكانت ثمة ضرورة ملحة لمثل هذا العمل الموسوعي الرائع إدراج فهارس مفصلة له للأخذ بيد المحققين والمراجعين في مراجعاتهم العلمية، فبرزت هذه
ص: 15
الفهارس العشرة عمّا في المجلّدات العشرة من هذه الموسوعة وذلك بذكر فهرست للآيات الكريمة، ودليل أسماء الأنبياء والمعصومين عليهم السلام ، وكذا فهرست الأعلام والمصنّفين والقبائل ، مضافاً إلى دليل الكتب والمصادر التي اعتمدها المؤلف رحمه الله يلحقها دليل الكتب الواردة تعليقاً من المحقق، ونزيد عليها أسامي البلدان والأمكنة الجغرافية والوقائع التاريخية، ونضيف عليها دليل المذاهب والملل والنحل ، ونضمّ لها دليل مبدعي الفرق والمذاهب، ونكمل كل ذلك بدليل التكنيات، ونختمه في فصل تحت عنوان : الأسرار المستوحاة من موسوعة مثالب النواصب ..
***
ثمّ إنّا نحسب أن كتابنا هذا يستحق - وبكل جدارة كل عناية ودقة ؛ إذ هو فريد في بابه ، وفرد بين أقرانه وجديد - تقريباً - بين أصحابه .. يحمل معه ثروة عظيمة للباحث والمحقق والقارئ .. كما ويسدُّ لهم فراغاً علمياً وعقديّاً ، لا نعرف له في ذلك ثانياً ولا نظيراً ..
***
ومهما كان ؛ فإنّ مؤلّفات شيخنا - طاب ثراه - تدلّ على أن له باعاً طويلاً في المعرفة والإحاطة، وسعةً فى البحث والتأليف، وتنوّعاً في التصنيف والكتابة، واستقصاء وبحثاً قليل نظيره ..
ص: 16
إذ كان فريد عصره، وواحد دهره .. أحسن الجمع، وجمع الفرد، وبرع في أنواع شتّى من العلوم وفنون كثيرة من المعرفة .. وغلبت عليه علوم القرآن والحديث والرجال، فضلاً عن المناقب والمثالب ..
***
هذا ؛ وقد قضيت الليالي الطوال في تنقيح سفرنا هذا تصحيحاً وضبطاً، وأنفقت الأيام الغوالي تحريراً وثبتاً - جاوزت ربع قرن - .. مع ما كان في تحقيقه ومقابلته وتخريجه من مصاعب، وقد جُدْتُ بأوقات كانت لي من أعزّ الأوقات وأنفس الساعات ... إلا أنتها ترخص وتهون بين يدي موالي وسادتي .. الذين هم علة وجودي ولهم غاية مجهودي .. صلوات ربي عليهم ورحمته ورضوانه ..
***
ولا ندعي لعملنا الكمال .. ولا يتصوّر بها الوفاء التام لما يهدف منها ولها .. إلا أنه تعدّ شمّة من عبيق المثالب ، ورشفة من رحيق المطاعن، وبصقة على وجه النواصب لا تشفي - والله - الغليل ولا تبرد القلب المكلوم، ولا تدمل الجرح العميق ؛ إذ كلّ ما يقال فيهم أو قيل ، وكلّ ما يتصور في حقهم من جرم و جناية وخيانة ضئيل .. ما هو إلا قطرة من بحار آثامهم وجرائمهم التي لا تعد ولا تحصى على مد التاريخ وإلى يومك هذا ..
ص: 17
وفق الله العاملين لما فيه مرضاته .. وتقبل الله منا ومنهم وأجزل لهم وسدّد خطاهم .. وأخذ بأيديهم لما يرضيه ...
ونرجو أن نكون قد قطعنا فيه وبه خطوةً صغيرةً في خدمة الحقيقة، ورفع صفحات من دياجيل ظلم الجهالة والتدليس الذي حاكه - حول موالينا وسادتنا سلام الله عليهم .. وتبعاً لهم حول أعلامنا ومفاخرنا .. أعداء آل محمد ..
***
وأخيراً وليس بآخر ؛ فإنّي أحمد الله جل ثناؤه، وعزّت قدرته .. على أن أخذ بيدي وأعانني على إنجاز هذا السفر العظيم، لا كما كنت أود وأشتهيه، ولا كما يستحقه ويبغيه .. إلا أنّ ما لا يدرك كلّه لا يترك كله .. والله المستعان .. راجياً ممن وجد عيباً فيه - ولا يخلو قطعاً - أن يسدّ الخلل، وأن يرشد إن قدر .. وإلا
فلا يؤاخذ إلا بالتي هي أجل وأجمل ..(1)
سائلاً من الله التوفيق في كلّ إصداري وإيرادي وفيما آتي وأذر.. وأن يحسن الختام، ويرشدنا إلى ما فيه الخير والصلاح العام، بحق سادات الأنام عليهم آلاف التحية والسلام.
اللهم إنّي أتقرب إليك بحبّهم وبولايتهم، أتولى آخرهم بما تولیت به
ص: 18
أوّلهم ، وأبرء من كل وليجة دونهم.
اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، واتهموا نبيك ، وجحدوا بآياتك، وسخروا بإمامك، وحملوا الناس على أكتاف آل محمّد .
اللهم إنّي أتقرب إليك باللعنة عليهم والبراءة منهم في الدنيا والآخرة يا رحمن و يا رحيم .
***
نسأل الله سبحانه أن يجمع كلمة المسلمين بالاعتصام بحبل الله - الذي هو مولانا وسيدنا أمير المؤمنين عليه السلام - وأن يؤلّف بين قلوب المؤمنين ، ويوحد صفوفهم، ويجعلهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، جاعلاً بأسهم على عدوهم، وشدتهم على من ناواهم.. تحت راية إمام زمانهم عجل الله تعالى فرجه الشريف، وسهل مخرجه وجعلنا من المستشهدين بين يديه - نحن وذريتنا - إن شاء الله ..
ونسأله سبحانه وتعالى أن يُلهمنا الصواب في القول، والتسديد في القصد ، والإخلاص في العمل.. وأن يجعل عواقب أُمورنا خيراً .
ص: 19
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)
(وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ ..)
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ)
(فِي قُلُوبِنَا غِلَّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ..)
(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ..)
(وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَن الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ..)
العبد الفاني
عبد المهدي الاثناعشري
قم المقدسة - 1444 ه
ص: 20
الصورة

ص: 21
ص: 22
الصورة

ص: 23
ص: 24
الصورة

ص: 25
ص: 26
الصورة

ص: 27
الصورة

ص: 28
الصورة

ص: 29
الصورة

ص: 30
الصورة

ص: 31
الصورة

ص: 32
الصورة

ص: 33
الصورة

ص: 34
الصورة

ص: 35
الصورة

ص: 36
الصورة

ص: 37
الصورة

ص: 38
الصورة

ص: 39
الصورة

ص: 40
الصورة

ص: 41
الصورة

ص: 42
الصورة

ص: 43
الصورة

ص: 44
الصورة

ص: 45
الصورة

ص: 46
الصورة

ص: 47
الصورة

ص: 48
الصورة

ص: 49
الصورة

ص: 50
الصورة

ص: 51
الصورة

ص: 52
الصورة

ص: 53
الصورة

ص: 54
الصورة

ص: 55
الصورة

ص: 56
الصورة

ص: 57
الصورة

ص: 58
الصورة

ص: 59
الصورة

ص: 60
الصورة

ص: 61
الصورة

ص: 62
الصورة

ص: 63
الصورة

ص: 64
الصورة

ص: 65
الصورة

ص: 66
الصورة

ص: 67
الصورة

ص: 68
الصورة

ص: 69
الصورة

ص: 70
الصورة

ص: 71
الصورة

ص: 72
الصورة

ص: 73
الصورة

ص: 74
الصورة

ص: 75
الصورة

ص: 76
الصورة

ص: 77
الصورة

ص: 78
الصورة

ص: 79
الصورة

ص: 80
الصورة

ص: 81
الصورة

ص: 82
الصورة

ص: 83
الصورة

ص: 84
الصورة

ص: 85
الصورة

ص: 86
الصورة

ص: 87
الصورة

ص: 88
الصورة

ص: 89
الصورة

ص: 90
الصورة

ص: 91
الصورة

ص: 92
الصورة

ص: 93
الصورة

ص: 94
الصورة

ص: 95
الصورة

ص: 96
الصورة

ص: 97
الصورة

ص: 98
الصورة

ص: 99
الصورة

ص: 100
الصورة

ص: 101
الصورة

ص: 102
الصورة

ص: 103
الصورة

ص: 104
الصورة

ص: 105
الصورة

ص: 106
الصورة

ص: 107
ص: 108
الصورة

ص: 109
ص: 110
الصورة

ص: 111
الصورة

ص: 112
الصورة

ص: 113
الصورة

ص: 114
الصورة

ص: 115
الصورة

ص: 116
الصورة

ص: 117
الصورة

ص: 118
الصورة

ص: 119
الصورة

ص: 120
الصورة

ص: 121
الصورة

ص: 122
الصورة

ص: 123
الصورة

ص: 124
الصورة

ص: 125
الصورة

ص: 126
الصورة

ص: 127
الصورة

ص: 128
الصورة

ص: 129
الصورة

ص: 130
الصورة

ص: 131
الصورة

ص: 132
الصورة

ص: 133
الصورة

ص: 134
الصورة

ص: 135
الصورة

ص: 136
الصورة

ص: 137
الصورة

ص: 138
الصورة

ص: 139
الصورة

ص: 140
الصورة

ص: 141
الصورة

ص: 142
الصورة

ص: 143
الصورة

ص: 144
الصورة

ص: 145
الصورة

ص: 146
الصورة

ص: 147
الصورة

ص: 148
الصورة

ص: 149
الصورة

ص: 150
الصورة

ص: 151
الصورة

ص: 152
الصورة

ص: 153
الصورة

ص: 154
الصورة

ص: 155
الصورة

ص: 156
الصورة

ص: 157
الصورة

ص: 158
الصورة

ص: 159
الصورة

ص: 160
الصورة

ص: 161
الصورة

ص: 162
الصورة

ص: 163
الصورة

ص: 164
الصورة

ص: 165
الصورة

ص: 166
الصورة

ص: 167
الصورة

ص: 168
الصورة

ص: 169
الصورة

ص: 170
الصورة

ص: 171
الصورة

ص: 172
الصورة

ص: 173
الصورة

ص: 174
الصورة

ص: 175
الصورة

ص: 176
الصورة

ص: 177
الصورة

ص: 178
الصورة

ص: 179
الصورة

ص: 180
الصورة

ص: 181
الصورة

ص: 182
الصورة

ص: 183
الصورة

ص: 184
الصورة

ص: 185
الصورة

ص: 186
الصورة

ص: 187
الصورة

ص: 188
الصورة

ص: 189
الصورة

ص: 190
الصورة

ص: 191
الصورة

ص: 192
الصورة

ص: 193
الصورة

ص: 194
الصورة

ص: 195
الصورة

ص: 196
الصورة

ص: 197
الصورة

ص: 198
الصورة

ص: 199
الصورة

ص: 200
الصورة

ص: 201
الصورة

ص: 202
الصورة

ص: 203
الصورة

ص: 204
الصورة

ص: 205
الصورة

ص: 206
الصورة

ص: 207
الصورة

ص: 208
الصورة

ص: 209
الصورة

ص: 210
الصورة

ص: 211
الصورة

ص: 212
الصورة

ص: 213
الصورة

ص: 214
الصورة

ص: 215
الصورة

ص: 216
الصورة

ص: 217
الصورة

ص: 218
الصورة

ص: 219
الصورة

ص: 220
الصورة

ص: 221
الصورة

ص: 222
الصورة

ص: 223
الصورة

ص: 224
الصورة

ص: 225
الصورة

ص: 226
الصورة

ص: 227
الصورة

ص: 228
الصورة

ص: 229
الصورة

ص: 230
الصورة

ص: 231
الصورة

ص: 232
الصورة

ص: 233
الصورة

ص: 234
الصورة

ص: 235
الصورة

ص: 236
الصورة

ص: 237
الصورة

ص: 238
الصورة

ص: 239
الصورة

ص: 240
الصورة

ص: 241
الصورة

ص: 242
الصورة

ص: 243
الصورة

ص: 244
الصورة

ص: 245
الصورة

ص: 246
الصورة

ص: 247
الصورة

ص: 248
الصورة

ص: 249
الصورة

ص: 250
الصورة

ص: 251
الصورة

ص: 252
الصورة

ص: 253
الصورة

ص: 254
الصورة

ص: 255
ص: 256
الصورة

ص: 257
الصورة

ص: 258
الصورة

ص: 259
الصورة

ص: 260
الصورة

ص: 261
الصورة

ص: 262
الصورة

ص: 263
الصورة

ص: 264
الصورة

ص: 265
الصورة

ص: 266
الصورة

ص: 267
الصورة

ص: 268
الصورة

ص: 269
الصورة

ص: 270
الصورة

ص: 271
الصورة

ص: 272
الصورة

ص: 273
الصورة

ص: 274
الصورة

ص: 275
الصورة

ص: 276
الصورة

ص: 277
الصورة

ص: 278
الصورة

ص: 279
الصورة

ص: 280
الصورة

ص: 281
الصورة

ص: 282
الصورة

ص: 283
الصورة

ص: 284
الصورة

ص: 285
الصورة

ص: 286
الصورة

ص: 287
الصورة

ص: 288
الصورة

ص: 289
الصورة

ص: 290
الصورة

ص: 291
الصورة

ص: 292
الصورة

ص: 293
الصورة

ص: 294
الصورة

ص: 295
الصورة

ص: 296
الصورة

ص: 297
الصورة

ص: 298
الصورة

ص: 299
الصورة

ص: 300
الصورة

ص: 301
الصورة

ص: 302
الصورة

ص: 303
الصورة

ص: 304
الصورة

ص: 305
الصورة

ص: 306
الصورة

ص: 307
الصورة

ص: 308
الصورة

ص: 309
الصورة

ص: 310
الصورة

ص: 311
الصورة

ص: 312
الصورة

ص: 313
الصورة

ص: 314
الصورة

ص: 315
الصورة

ص: 316
الصورة

ص: 317
الصورة

ص: 318
الصورة

ص: 319
الصورة

ص: 320
الصورة

ص: 321
الصورة

ص: 322
الصورة

ص: 323
الصورة

ص: 324
الصورة

ص: 325
الصورة

ص: 326
الصورة

ص: 327
الصورة

ص: 328
الصورة

ص: 329
الصورة

ص: 330
الصورة

ص: 331
الصورة

ص: 332
الصورة

ص: 333
الصورة

ص: 334
الصورة

ص: 335
الصورة

ص: 336
الصورة

ص: 337
الصورة

ص: 338
الصورة

ص: 339
الصورة

ص: 340
الصورة

ص: 341
الصورة

ص: 342
الصورة

ص: 343
الصورة

ص: 344
الصورة

ص: 345
الصورة

ص: 346
الصورة

ص: 347
الصورة

ص: 348
الصورة

ص: 349
الصورة

ص: 350
الصورة

ص: 351
الصورة

ص: 352
الصورة

ص: 353
الصورة

ص: 354
الصورة

ص: 355
الصورة

ص: 356
الصورة

ص: 357
الصورة

ص: 358
الصورة

ص: 359
الصورة

ص: 360
الصورة

ص: 361
الصورة

ص: 362
الصورة

ص: 363
الصورة

ص: 364
الصورة

ص: 365
الصورة

ص: 366
الصورة

ص: 367
الصورة

ص: 368
الصورة

ص: 369
الصورة

ص: 370
الصورة

ص: 371
الصورة

ص: 372
الصورة

ص: 373
الصورة

ص: 374
الصورة

ص: 375
الصورة

ص: 376
الصورة

ص: 377
الصورة

ص: 378
الصورة

ص: 379
الصورة

ص: 380
الصورة

ص: 381
الصورة

ص: 382
الصورة

ص: 383
الصورة

ص: 384
الصورة

ص: 385
الصورة

ص: 386
الصورة

ص: 387
الصورة

ص: 388
الصورة

ص: 389
الصورة

ص: 390
الصورة

ص: 391
الصورة

ص: 392
الصورة

ص: 393
الصورة

ص: 394
الصورة

ص: 395
الصورة

ص: 396
الصورة

ص: 397
الصورة

ص: 398
الصورة

ص: 399
الصورة

ص: 400
الصورة

ص: 401
الصورة

ص: 402
الصورة

ص: 403
الصورة

ص: 404
الصورة

ص: 405
الصورة

ص: 406
الصورة

ص: 407
الصورة

ص: 408
الصورة

ص: 409
الصورة

ص: 410
الصورة

ص: 411
الصورة

ص: 412
الصورة

ص: 413
الصورة

ص: 414
الصورة

ص: 415
الصورة

ص: 416
الصورة

ص: 417
الصورة

ص: 418
الصورة

ص: 419
الصورة

ص: 420
الصورة

ص: 421
الصورة

ص: 422
الصورة

ص: 423
الصورة

ص: 424
الصورة

ص: 425
الصورة

ص: 426
الصورة

ص: 427
الصورة

ص: 428
الصورة

ص: 429
الصورة

ص: 430
الصورة

ص: 431
الصورة

ص: 432
الصورة

ص: 433
الصورة

ص: 434
الصورة

ص: 435
الصورة

ص: 436
الصورة

ص: 437
الصورة

ص: 438
الصورة

ص: 439
الصورة

ص: 440
الصورة

ص: 441
الصورة

ص: 442
الصورة

ص: 443
الصورة

ص: 444
الصورة

ص: 445
الصورة

ص: 446
الصورة

ص: 447
الصورة

ص: 448
الصورة

ص: 449
الصورة

ص: 450
الصورة

ص: 451
الصورة

ص: 452
الصورة

ص: 453
الصورة

ص: 454
الصورة

ص: 455
الصورة

ص: 456
الصورة

ص: 457
الصورة

ص: 458
الصورة

ص: 459
الصورة

ص: 460
الصورة

ص: 461
الصورة

ص: 462
الصورة

ص: 463
الصورة

ص: 464
الصورة

ص: 465
الصورة

ص: 466
الصورة

ص: 467
الصورة

ص: 468
الصورة

ص: 469
الصورة

ص: 470
الصورة

ص: 471
الصورة

ص: 472
الصورة

ص: 473
الصورة

ص: 474
الصورة

ص: 475
الصورة

ص: 476
الصورة

ص: 477
الصورة

ص: 478
الصورة

ص: 479
الصورة

ص: 480
الصورة

ص: 481
الصورة

ص: 482
الصورة

ص: 483
الصورة

ص: 484
الصورة

ص: 485
الصورة

ص: 486
الصورة

ص: 487
الصورة

ص: 488
الصورة

ص: 489
الصورة

ص: 490
الصورة

ص: 491
الصورة

ص: 492
الصورة

ص: 493
الصورة

ص: 494
الصورة

ص: 495
الصورة

ص: 496
الصورة

ص: 497
الصورة

ص: 498
الصورة

ص: 499
الصورة

ص: 500
الصورة

ص: 501
الصورة

ص: 502
الصورة

ص: 503
الصورة

ص: 504
الصورة

ص: 505
الصورة

ص: 506
الصورة

ص: 507
الصورة

ص: 508
الصورة

ص: 509
الصورة

ص: 510
الصورة

ص: 511
الصورة

ص: 512
الصورة

ص: 513
الصورة

ص: 514
الصورة

ص: 515
الصورة

ص: 516
الصورة

ص: 517
الصورة

ص: 518
الصورة

ص: 519
الصورة

ص: 520
الصورة

ص: 521
الصورة

ص: 522
الصورة

ص: 523
الصورة

ص: 524
الصورة

ص: 525
الصورة

ص: 526
الصورة

ص: 527
الصورة

ص: 528
الصورة

ص: 529
الصورة

ص: 530
الصورة

ص: 531
الصورة

ص: 532
الصورة

ص: 533
الصورة

ص: 534
الصورة

ص: 535
الصورة

ص: 536
الصورة

ص: 537
الصورة

ص: 538
الصورة

ص: 539
الصورة

ص: 540
الصورة

ص: 541
الصورة

ص: 542
الصورة

ص: 543