مثالب النواصب ( ابن شهر آشوب ) المجلد 10

هوية الكتاب :

المؤلَّف : مثالب النواصب / ج 10

المؤلِّف : محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (488 - 588 ھ)

المحقق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري

الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف

الطبعة : الأُولى - 1445 ھ / 2024 م

عدد الأجزاء : 12 مجلّداً

يمنع شرعاً و قانوناً نشر الموسوعة أو تكثيرها أو تصويرها بدون إذن محققها وبإجازة كتبية لتحصيل الموسوعة يرجى الاتصال عبر :

البريد الإلكتروني :

almasaleb@gmail.com

مثالب النواصب

للمحدث المتتبع والفقیه المحقق

رشید الدین أبي جعفر محمد بن علي ابن شهر آشوب المازندراني (طاب ثراه)

(488 – 588 ھ)

الجزء العاشر

صححه وأخرج نصوصه و علّق علیه الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري

محرر الرقمي: هادي میرزائي

ص: 1

اشارة

ص: 2

آية .. ابتهال .. رواية .. شعر ...

قال عزّ من قال :

«وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا»

سورة النساء (4): 115

ص: 3

عن ابن أبي يعفور ، قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السلام): رجل يتولاكم، ويبرأ من عدوّكم، ويحلّل حلالكم ، ويحرّم حرامكم، ويزعم أنّ الأمر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم.. إلا أنه يقول : إنّهم قد اختلفوا فيما بينهم، وهم الأئمة القادة ! - وإذا اجتمعوا على رجل فقالوا هذا.. قلنا : هذا..!! فقال (علیه السلام) :

«إن مات على هذا فقد مات ميتة جاهلية».

غيبة النعماني : 66 - 65 [وفي طبعة : 133 حديث 16] ، ومثله الحديث الذي بعده ، وعنه في بحار الأنوار 23 / 79 (باب 3) حدیث 12.

ص: 4

ابتهال

من دعاء سجدة الشكر للإمام أبي الحسن الرضا (علیه السلام) :

«.. اللهم العن اللذين بدلا دينك، وغيّرا نعمتك، واتهما رسولك (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) وخالفا ملتك ، وصدّا عن سبيلك ، وكفرا آلاءك ، وردّا عليك كلامك ، واستهزءا برسولك ، وقتلا ابن نبيّك ، وحرفا كتابك ، وجحدا آياتك ، وسخرا بآياتك ، واستكبرا عن عبادتك ، وقتلا أولياءك ، وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق ، وحملا الناس على أكتاف آل محمد عليهم الصلوات والسلام.

اللهم العنهما لعناً يتلو بعضه بعضاً، واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم زرقاً ، اللهم إنا نتقرب إليك باللعنة عليهما والبراءة منهما في الدنيا والآخرة.

اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، اللهم زدهما عذاباً فوق عذاب ، وهواناً فوق هوان، وذلاً فوق ذلّ، وخزياً فوق خزي ، اللهم دعهما في النار دعاً ، وأركسهما في أليم عقابك ركساً ، اللهم احشرهما وأتباعهما إلى جهنم زمراً».

مهج الدعوات : 257 - 258 [طبعة طهران ، وفي الحجرية : 320 - 321]، وحكاه عنه وعن البلد الامين في بحار الأنوار 86 / 223 - 224

ص: 5

ابن حماد : [من الوافر]

مقال العدل والتوحيد ديني *** وحبُّ أئمتي عقدي وَزِيي

هُمُ أهل النبوة والمثاني *** وآل المجد والشرف العلي

سَمَوا فَوْقَ السَّماءِ عُلاً ومَجْداً ***وفاقُوا الخَلْقَ بالنَّسبِ السَّنِي

سلالة أحمد خير البرايا *** إذا ذُكِرُوا وأكْرَمِ آدَمِيّ

وألعن ظالِمِيهمْ كُلَّ وقتٍ *** على رَغْمِ الكَفُورِ النَّاصِبي

فإن سُمِّيتُ فيهم رافضيّاً *** فَقَدْ أَرْضَى بِقَولِ الرافضي

ص: 6

نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى - ... 9

الصورة

خاتمة الجزء التاسع وبداية هذا الجزء من نسخة ألف

ص: 7

الصورة

الصفحة الأخیرة من مجلدي الكتاب من نسخة الف

ص: 8

الصورة

خاتمة الجزء التاسع وبداية هذا الجزء من نسخة ب

ص: 9

الصورة

الصفحة الأخيرة من مجلدي الكتاب من نسخة ب وفيها التصريح باسم الكاتب ونسبه

ص: 10

مسرد المجلد العاشر

آية.. رواية.. ابتهال.. شعر... 3

نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى... 7

مسرد هذا المجلد... 11

تتمة القسم الرابع :

في مساوي الفقهاء الضالين المكذبين

تتمة باب رؤساء المذاهب الأربعة

باب في المحدثين

(13 – 110)

الفصل الأول : في المحدثين [من العامة]... 13

الفصل الثاني : في الرواة وأصحاب الحديث... 47

الصوفية... 100

العدول... 105

القسم الخامس :

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

باب في الأديان والملل

(111 – 453)

الفصل الأول : في الكفار... 113

ص: 11

الفصل الثاني : في المشركين... 169

الفصل الثالث : في المذاهب والفرق... 179

الفصل الرابع : في المعتزلة والعدلية... 199

الفصل الخامس : في المرجئة... 215

الفصل السادس : في القدرية... 233

الفصل السابع : في المجبرة والجبرية... 249

الفصل الثامن : في أصحاب الحديث... 261

الفصل التاسع : في الجهمية... 279

الفصل العاشر : في المشبهة... 291

الفصل الحادي عشر : في الخوارج... 309

الفصل الثاني عشر : في النواصب... 339

الفصل الثالث عشر : في الغلاة... 345

الفصل الرابع عشر : في الزيدية... 385

الفصل الخامس عشر : في الإمامية... 405

التتمة... 455

تذييل : درج بعض الكنى والرموز المتداولة في هذا الكتاب... 457

المحتوى - الفهرست التفصيلي... 503

ص: 12

[تتمة القسم الرابع ] : [في المحدثين]

[باب] : [بعض أئمتهم في الحديث]

[فصل 1] : [في المحدثين من العامة]

ص: 13

ص: 14

باب في المحدّثين

ما رأيت منهم عند العامة أكثر صيتاً (1) ، ولا أعلى درجة من محمّد بن إسماعيل البخاري.. ولا غرو؛ فإنّ البحر يعلو بالجيف (2) ، والبدر يغشاه (3) الكلف، بل هو غش الذهب ، وعقدة الذنب ، وحمّالة الحطب ، أقلّهم خيراً ، وأكثرهم شرّاً ؛ لكتمانه الحق ، وإظهاره الباطل (4).

قال الحاكم ابن البيع في معرفة أُصول الحديث (5) : إنّ البخاري قد احتج بأكثر من مائة رجل من المجهولين (6).

ص: 15


1- كذا في الصراط المستقيم ونسخة (ألف)، وهو الظاهر، والكلمة مطموسة في نسخة (ب).
2- في نسختي الأصل : بالحيف، والظاهر ما أثبتناه.
3- من قوله : يعلو.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
4- من قوله : خيراً.. إلى هنا مطموس كلاً في نسخة (ب). قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم :3 / 226؛ فكأنّه جيفة علت ، أو : كلفة غشت بدراً ، كتم الحق وأقصاه، وأظهر الباطل وأدناه.
5- معرفة أصول الحديث : 106 ، وعنه في الصراط المستقيم 3 / 226.
6- أقول : قد يكون قد غفل شيخنا المصنّف طاب ثراه هنا ، أو تكون نسخة معرفة علوم الحديث المطبوعة عنده محرّفة، حيث جاء فيها :هكذا :.. وعيسى بن موسى التيمي البخاري الملقب ب- : غنجار، شيخ في نفسه ثقة مقبول، قد احتج به محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح - غير أنه يحدّث عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين لا يعرفون - بأحاديث مناكير، وربّما توهّم طالب هذا العلم أنه يجرح فيه.. وليس كذلك.. وفيه ما لا يخفى، وليلاحظ عود الضمير.

وقد صح عند العلماء بالأحاديث أنه روى عن ألف ومائتي رجل من الخوارج (1) ؛ مثل : عروة بن الزبير ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي إسحاق السبيعي، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وشبابة بن سوار (2) ، ومسروق القثّار، ومسروق بن الأجدع الهمداني ، والنعمان بن بشير الأنصاري ، وحريز (3) بن عثمان ، ومرّة الهمداني ، وجابر بن زيد أبي الشعثاء ، وعكرمة المفسّر ، وأبي الوليد الجهضمى (4) ، والأسود بن يزيد ، وأبي وائل،

ص: 16


1- قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 2 / 226 (فصل في البخاري ) : وصح عند العلماء أنه روى عن ألف ومائتين من الخوارج الملعونين.. ثم قال : وقال له ابن حنبل : سمّيت كتابك صحيحاً وأكثر رواته خوارج ؛ فقرّر مع الغريري [كذا ؛ والصحيح الفربري كما سيأتي] سماع كل كراس بدانق ، فلهذا لم ترفع روايته إلا عن الغريري.
2- الاسم مشوش في نسختي الأصل، يقرأ : سابة بن سواد، والصحيح ما أثبتناه.
3- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : جرير.
4- كذا ؛ والظاهر أنّ الصحيح هو : أبو لبيد الجهضمي، واسمه : لمازة بن زبار، وكان بصريّاً ناصبياً شتاماً لأمير المؤمنين (علیه السلام) ، وحضر وقعة الجمل مع أم الفتن والشرور ، إلّا أنه لم يكن من رواة البخاري، بل من رواة أبي داود والترمذي وابن ماجة. راجع عنه : تاريخ الإسلام للذهبي 3 / 146، وتهذيب الكمال للمزي 4/ 250 – 252..وغيرهما.

[و] سلمة بن سفيان ، وأبي بردة ابن أبي موسى ، وحمّاد بن أبي سليمان ، وجعفر ابن عون ، وأبي مسلم الخولاني ، وكعب بن شور ، والليث بن سعد ، وسويد بن غفلة ، وعمر بن الخطاب ، وبسر بن أرطاة..

ولا نحتاج إلى ذكرهم ؛ لأنه تُفرّق في مواضعها من هذا الكتاب (1).

ثم أنه جاء إلى بغداد ، فقال له أحمد بن حنبل : لم سمّيت كتابك : الصحيح ، ورواته أكثرهم خوارج ؟ فلم يسمع أحد منه.. فقرّر مع الفربري سماع كلّ كرّاس بدانق ، فلهذا لم ترفع روايته إلا عن الفربري (2).

ثمّ إنّ قاضي بخارا (3) قال [له] : لم رويت عن الخوارج ؟! قال : لأنهم ثقات

ص: 17


1- قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 3 / 226 - بعد نقله لكلام الحاكم النيسابوري وأنه روي عن ألف ومائتين رجل من الخوارج الملعونين - : ذكر منهم صاحب المصالت جماعة.. ويشير بذلك إلى كلام شيخنا ابن شهر آشوب في كتابنا هذا، ويظهر منه أنه يعبّر عن المثالب ب- : المصالت.. وقد مرّ في المقدمة أنه أحد أسماء الكتاب.
2- في نسخة (ألف) وفي الصراط : الغريري، والصحيح ما أُثبت، كما يظهر من نسخة (ب). والفربري هو : محمد بن يوسف ، حكي عنه ، أنه قال : سمع كتاب الصحيح - لمحمد ابن إسماعيل - تسعون ألف رجل ! فما بقي أحد يرويه غيري !! راجع عنه : سير أعلام النبلاء 12 / 398.. وغيره. أقول : نقل ذلك مجملاً البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 3 / 226.
3- في الصراط 3 / 226 : وحبسه قاضي بخارا أيام حياته لما قال له:...

لا يكذبون !! فحبسه أيام حياته.

وإنما شاع كتابه ، واشتهر (1) ذكره ؛ لأنه جاهر بالعداوة لأهل البيت (علیهم السلام)، مثل ما روى عن الكرابيسي (2) المشبهي (3) ؛ أن النبي (عليه و آله السلام ) خطب ، فقال : ألا إنّ بني المغيرة يريدون أن يزوجوا بنتهم من علي [علیه السلام].. الخبر (4) ، ولو كان ذلك صحيحاً لكانت بنو أمية شنّعوا على علي (علیه السلام).

والنبي (عليه وآله السلام) موصوف بحسن الأخلاق ، وشكايته على رؤس الأشهاد ينافي ذلك..

وهب ؛ أنّه تأذى (5) من ذلك ، أفلا يعاتب عليه سراً، أو يرسل إليه معتمداً ، وكيف يتأذى (6) من الحلال ؟ ! - إن فعل ذلك -.

وكتم مناقبهم التي قد رواها أصحابه؛ مثل خبر الغدير [مع بلوغه في الاشتهار إلى حد لا يمكن فيه الإنكار] (7).

ص: 18


1- الكلمة في نسختي الأصل : وشهر.
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : الكربيسي، والظاهر ما أثبت.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وفي نسخة (ألف) تقرأ : المنتهي.
4- راجع : كتاب البخاري 7 / 37 حديث 5230.
5- في نسخة (ب) : ينادى.
6- في نسخة (ب) : ينادي.
7- الزيادة من الصراط المستقيم 3 / 226 ، ولم يذكر ما جاء بعده. وعبارة المصنّف (رحمه الله) في المناقب 3 / 25 - 26 - وعنه في بحار الأنوار 37 / 156 (الباب 52) حديث 39 في قصة يوم الغدير - هكذا : العلماء مطبّقون على قبول هذا الخبر، وإنّما وقع الخلاف في تأويله ، ذكره محمّد بن إسحاق.. وعدد ضعف ما هنا.

وقد رواه أبو يعلى الموصلي (1) - رفيقه في مجلسه [عن] أبيه من عدة طرق ، وابن بطة من ثلاثة وعشرين طريقاً ، وأحمد بن حنبل من أربعين طريقاً (2) ، وابن جرير الطبري من نيف (3) وسبعين طريقاً (4) ، وابن عقدة من مائة وخمس طرق ، وأبو بكر الجعابي من مائة وخمسة وعشرين طريقاً (5).

ص: 19


1- مسند أبي يعلى الموصلي 11 / 307 - 308 حديث 6423 عن أبي هريرة، ولاحظ ما جاء في هامشه حيث ذكر له عدة طرق وجمع من المصادر. و راجع : مجمع الزوائد 9 / 105 - 106 ، والمطالب العالية 4 / 60 حديث 3958، ومسند أحمد بن حنبل 1 / 84 ، وصفحة : 119 ، وصفحة : 152 ، و 5 / 336. وقد استشهد به سلام الله عليه كما جاء في مسند أبي يعلى الموصلي 1 / 428 – 429 حديث 567.. وغيره.
2- مسند أحمد بن حنبل 1 / 84 ، و 88، و 119، و 152، و 331، و 4 / 104، و 106، و 370 ، و 5 / 336.. وغيره.
3- من قوله : وابن جرير.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
4- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 14 / 227: جمع طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته وجزمت بوقوع ذلك !
5- ثم قال المصنف (رحمه الله) في المناقب 3 / 25 : وقد صنّف علي بن هلال المهلبي كتاب : الغدير، وأحمد بن محمد بن سعد كتاب من روی غدیر خم، ومسعود الشجري كتاباً فيه رواة هذا الخبر وطرقها ، واستخرج منصور اللاتي [كذا ؛ والصحيح : للآبي] الرازي في كتابه أسماء رواتها على حروف المعجم، وعنه في بحار الأنوار 37 / 157 (باب 52) حديث 40.

وقال أبو العلاء العطّار الهمداني (1) : أروي هذا الحديث على (2) مائتي وخمسين طريقا ً (3).

وقد رواه (4) مسلم بن الحجاج النيشابوري (5) ، وأبو الحسن الدارقطني (6) ، وحاكم ابن البيع في (صحاحهم) (7)..

ص: 20


1- هو : الحافظ شيخ الإسلام ، أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني (488 - 569 ھ ). راجع عنه : سير أعلام النبلاء 21 / 40 - 46.
2- في مصائب النواصب للتستري : عن ، وهو الصواب.
3- حكاه القاضي نور الله التستري (رحمه الله) عن المصنف (رحمه الله) في كتابه : مصائب النواصب 2 / 102 ، وقال : ونقل عن الفقيه أبي جعفر ابن شهر آشوب ، أنّه قال.. إلى آخر ما هنا.
4- حكاه المصنف (رحمه الله) عن جمع كثير - وفيهم من ذكرهم هنا - في مناقبه 3 / 25 [طبعة قم، وفي طبعة النجف الأشرف 2 / 228].
5- لم نعثر على حديث الغدير في كتاب مسلم ، ولكن جاء حديث الثقلين فيه 4 / 1873.
6- لم نعثر على خبر الغدير في سنن الدارقطني ، ولعلّ مصنّفنا (رحمه الله) قد أخذه من كتاب آخر للدارقطني. راجع : انتقاء الدارقطني لأحاديث أبي الطاهر الهذلي ، المعروف ب- : جزء أبي الطاهر : 50 - 51 حديث 151 و 152 ، وكذا كتاب العلل له 3 / 224 حدیث 375.. وغيرهما.
7- المستدرك على الصحيحين 3 / 109 - 110 ، وصفحة : 132 - 133.

.. وأبو إسحاق الثعلبي (1) ، وأبو القاسم البلخي (2) في تفسيرهما ، وأحمد البلاذري في تاريخه (3) ، وأبو نعيم الإصفهاني في حليته (4) ، وابن شاهين المروزي (5) ، وابن ماجة القزويني (6) ، وابن عبد ربّه المغربي (7) ، وابن الثلّاج (8) ، وأبو سعيد (9) الخركوشي (10) ، وأبو المظفّر السمعاني (11) ، وأبو بكر ابن

ص: 21


1- تفسير الثعلبي 4 / 92 ، و 10 / 35.
2- تفسير البلخي، ولا نعرف له نسخة ؛ فضلاً أن يكون مطبوعاً.
3- تاريخ البلاذري 2 / 106 ، وصفحة : 108 ، وصفحة : 110 ، وصفحة : 112.
4- حلية الأولياء 4 / 21 عن بريدة ، ويشهد له 5 / 26 - 27.
5- في نسختي الأصل : المرودي، وما أُثبت استظهار منّا، ولم يكن ابن شاهين مروزياً، بل هو بغدادي. راجع : شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين : 103.
6- سنن ابن ماجة 1 / 45 حديث 121 بإسناد صحيح.
7- العقد الفريد 1 / 43 حديث 116، في قوله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم): «من كنت مولاه فعلي مولاه»، ولاحظ منه : 4 / 311، و 5 / 99 - 100.
8- الظاهر أنّه : أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغدادي، المعروف ب- : ابن الثلاج. وقد عنونه الذهبي في موسوعته سیر أعلام النبلاء 16 / 461، وقد جاء في هامشه مصادر جمة، فراجعها.
9- كذا ؛ والظاهر : سعد.
10- هو : أبو سعد ؛ عبد الملك بن محمد الخركوشي النيشابوري، وله تفسير كبير ، وكتاب : دلائل النبوة.
11- السمعاني في فضائل الصحابة، ولم نسمع بطبعه، ولا نعرف له نسخة الآن.

[أبي] شيبة (1) ، ومحمد بن إسحاق ، وعلي بن الجعد (2) ، وشعبة ، والأعمش ، والشعبي، والزهري.. ممّا يكثر تعداده (3) ، حتى جمع في روايته ومعرفة طرقه أكثر من ألف مجلد !

واجتمعت الأمة على أن قوله : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ..» الآيات (4) ، نزلت

ص: 22


1- راجع : كتاب المصنف (رحمه الله) 6 / 365 و 366 و 368 و 372 و 374.
2- هو : علي بن الجعد البغدادي (المتوفي سنة 230 ھ ) ، صاحب المسند المعروف إلا أننا لم نعثر على الرواية في مسنده.
3- وجاء - أيضاً - في صحيح ابن حبان 15 / 375 - 376 حديث 6931. وله مصادر جمة راجع منها : تاریخ بغداد 7 / 377 ، حيث رواه عن جمع من الصحابة، وكذا في 12 / 344 ، و 14 / 236 ، ومجمع الزوائد 9 / 103 - 109 باب قوله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم): «من كنت مولاه فعلي مولاه»، وزوائد المسند 1 / 118، حيث صححوا هذا الحديث. وراجع روايات : العمدة : 119 - 126 (الفصل الخامس عشر)، وصفحة : 449 – 450 حدیث 938 ، وكشف الغمّة 1 / 116 ، 309 ، 315 ، وكشف اليقين : 98 ، إرشاد القلوب 2 / 220 ، الأمثال : 526 ، الصراط المستقيم 1 / 259.. وغيرها في حديث : «من كنت مولاه فعلي مولاه».
4- سورة المائدة (5 ) : 55 - 57. قاله المصنف (رحمه الله) في المناقب 3 / 2 - 3 [وفي طبعة النجف الأشرف 2 / 208] ثم قال : لا خلاف بين المفسّرين في ذلك.. ثم ذكر جمع كبير منهم. ولاحظ ذيل آية : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ..» في شأن أمير المؤمنين (علیه السلام) الواردة في الطرائف 1 / 47 - 49.

في علي (علیه السلام)، رواه أبو مسلم الإصفهاني (1) ، وأبو إسحاق الثعلبي (2) ، والقاضي الماوردي (3) ، وأبو القاسم القشيري ، وأبو يوسف المعتزلي (4).. بل سائر المفسّرين في تفاسيرهم ؛ عن أبي ذر (5) وابن عبّاس (6) ، ومجاهد (7) ، والحسن ، والسدي (8) ، والأعمش ، وعباية بن ربعي ، وقيس بن الربيع ، وعتبة بن أبي حكيم (9) ، وعبد الله بن غالب.. (10)

ص: 23


1- هو : أبو مسلم محمد بن بحر الإصفهاني ، صاحب كتاب : جامع التأويل لمحكم التنزيل، في أربعة عشر مجلداً على مذهب المعتزلة. راجع عنه : سلم الوصول 3 / 111.
2- كما في تفسيره 4 / 75، وصفحة : 79 - 80.
3- تفسير الماوردي (النكت والعيون ) 2 / 49.
4- هو : الشيخ أبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المعتزلي، شيخ المعتزلة ومن أكابر مفسّريهم. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 18 / 616، وعليه مصادر جمة.
5- راجع : تفسير الثعلبي 4 / 80 - 81.
6- راجع : تفسير السمرقندي 1 / 445.
7- راجع : : تفسير الطبري 10 / 425 ، وتفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162.
8- راجع : تفسير البغوي 3 / 73.
9- راجع : تفسير الطبري 10 / 426.
10- وجاء - أيضاً - عن السيوطي في أسباب النزول 1 / 429 - 430 [وفي طبعة : 104]، وفي كتاب الحاوي للفتاوي : 119 [وفي طبعة 1 / 89 - 90] ، والحافظ أبو نعيم الإصفهاني في نزول القرآن ، كما حكاه التستري (رحمه الله) في إحقاق الحق 14 / 12، والحسكاني في شواهد التنزيل 1 / 181 [1 / 161 - 169 الطبعة الأولى] حديث 216 إلى 230.. وغيرهما. وكذا رواه الجصاص في أحكام القرآن 2 / 625.

ذکر [ه] ابن البيع في معرفة أُصول الحديث (1) ، عن [عیسی بن] (2) عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب (علیه السلام).

والواحدي في أسباب النزول (3) ، عن الكلبي (4) ، عن أبي صالح، عن ابن عباس..

والسمعاني في فضائل الصحابة (5) ، عن حميد الطويل ، عن أنس..

وسليمان بن أحمد في المعجم الأوسط (6) ، عن عمار..

وأبو بكر البيهقي [في المصنّف] (7) ، عن محمد بن الحنفية ، وعبد الله بن

ص: 24


1- معرفة أُصول الحديث : 102.
2- ما بين المعكوفين لم يرد في نسختي الأصل والمناقب.
3- أسباب النزول للواحدي : 133 - 134 [وفي طبعة : 199 – 200]، وفيه عدّة روايات بأسانيد مختلفة.
4- في نسختي الأصل : الثعلبي ، وهو سهو ، والصحيح ما أُثبت ، حيث إنّ في أسباب النزول هكذا : عن محمد السائب، وهو الذي صح في المناقب للمصنف (رحمه الله) 3 / 3.
5- فضائل الصحابة للسمعاني ، ولا نعرف بطبعه ولا بنسخة له.
6- راجع : المعجم الأوسط 6 / 218 وغيره.
7- المصنّف لأبي بكر البيهقي، وما حصر بالمعكوفين أُخذ من المناقب.

أبي رافع ، وعبد الله بن عبّاس ، وأبي صالح، والشعبي..

وعن زرارة بن أعين (1) ، عن محمد بن علي الباقر (علیهما السلام)..

والنطنزي في الخصائص (2) ، عن ابن عباس..

والفلكي المفسّر في الإبانة، عن جابر الأنصاري، وناصح التميمي وابن عباس ، والكلبي.

وأبو بكر الشيرازي في : ما نزل من القرآن [في] شأن أمير المؤمنين (علیه السلام) (3)..فيما يكثر ذكره.

وهذا الشيخ (4) قد روى رواية شاذة ، أنّها نزلت في عبد الله بن سلام !

[و] في كرامات الوصي أنّه : روى عالم من الناس : أنّ عبد الله بن سلام روى أنّها نزلت في علي (علیه السلام).

وكتم حديث الطير [مع كونه مشهوراً في الخاص والعام على مرور الأيام] (5) ، وقد رواه خمسة وثلاثون رجلاً من الصحابة

ص: 25


1- رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عنه في الكافي الشريف 1 / 289 حديث 4.
2- الخصائص للنطنزي ، ولا نعلم بطبعه ، بل لا نعرف له نسخة.
3- كتاب : ما نزل من القرآن في شأن أمير المؤمنين (علیه السلام).. ولا نعرف له نسخة فضلاً من أن يكون مطبوعاً.
4- هنا زيادة (واو ) في نسختي الأصل، ولا وجه لها.
5- ما بين المعكوفين زيادة من الصراط المستقيم 3 / 227 ، ولم يورد ما جاء بعده.

عن أنس (1) ، وعشرة رجال عن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم).

وقد رواه ابن بطة في الإبانة (2) بطريقين ، والخطيب في تاريخ بغداد (3) من سبعة طرق (4).

وقد صنّف أحمد بن محمد بن سعيد (5) كتاب الطير (6)..

ورواه الترمذي في جامعه (7) ، والبلاذري في تاريخه (8) ، وابن البيع في

ص: 26


1- قال الحاكم النيشابوري في مستدركه 3 / 142:.. وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً ، ثم صحت الرواية عن علي [علیه السلام]، وأبي سعيد الخدري، وسفينة.
2- الإبانة ، ولم نعثر على الرواية في المقدار المطبوع من هذا الكتاب.
3- تاریخ بغداد 4 / 171 ، و 9 / 369، و 11 / 376..
4- قال المصنف (رحمه الله) في المناقب 2 / 282 : وروى حديث الطير جماعة منهم : الترمذي في جامعه ، وأبو نعيم في حلية الأولياء، والخركوشي في شرف المصطفى، والسمعاني في فضائل الصحابة، والطبري في الولاية، وابن البيع في الصحيح، وأبو يعلى في المسند، وأحمد في الفضائل والنطنزي فى الاختصاص.. ثم عد نحو خمسة عشر راويا رواه عن جمع من الصحابة.
5- كذا ؛ وفي نسختي الأصل : سعد.
6- كما قاله المولوي محمد أنور شاه الكشميري في العرف الشذي 5 / 39.
7- سنن الترمذي (الجامع الصحيح ) 5 / 636 - 637 حديث 3721، ولاحظ : حدیث 3723 ، وكذا ما جاء فى كتاب المناقب حديث 3655. وراجع : عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي 13 / 170.. وغيره.
8- تاريخ البلاذري 2 / 142.

صحيحه (1) ، وأبو يعلى في مسنده (2) ، وأحمد في فضائله (3) ، وأبو نعيم في حليته (4) ، والنطنزي (5) في خصائصه (6) ، والسمعاني في رسالته (7) ، وابن جرير في ولايته (8) ، والخركوشي في شرف النبي (عليه وآله والسلام ) (9).

وقد رواه محمد بن إسحاق ، ومحمد بن يحيى الأزدي ، وعلي بن إبراهيم ، وأبو حاتم الرازي (10) ، وابن شاهين (11).

ص: 27


1- كما أورده الحاكم النيشابوري في كتابه : المستدرك على الصحيحين 3 / 130 - 131، وصححه، وأخرجه مطولاً في 3 / 131 - 132 من طريقين.
2- مسند أبي يعلى الموصلي 7 / 105 - 106 حديث 4052 ، عن أنس.
3- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 2 / 560.
4- حلية الأولياء 6 / 339.
5- في نسختي الأصل : والطبري، والصواب ما أثبتناه.
6- الخصائص للطبري ، ولم نسمع بطبعه ، كما لا نعرف له نسخة فعلاً.
7- نحتمل أنه كتاب : الرسائل والوسائل لأبي سعد السمعاني، ولم نعثر عليه.
8- لم نعثر على هذا الكتاب ، ولا نعرف له نسخة خطية فضلاً عن مطبوعه. أقول : كان للطبري التاريخي كتاب جمع فيه طرق حديث الطير، كما نص عليه ابن كثير في البداية والنهاية 11 / 167.. وغيره في غيرها.
9- شرف المصطفى (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) للخركوشي 5 / 498 حديث 2478.
10- جاء عنه بطريق صحيح في البداية والنهاية 7 / 351.
11- راجع : شرح مذاهب أهل السنة : 160 - 161 ، وقال : تفرّد علي [علیه السلام] بهذه الفضيلة لم يشاركه فيها أحد.

.. والسدّي (1) ، وأبو بكر البيهقي (2) ، ومالك ، وإسحاق (3) ، وعبد الملك بن عمير (4) ، ومسعر بن كدام ، وداود بن علي [بن] عبد الله بن عباس (5) ، وأُم أيمن..

وقال القاضي عبد الجبار (6) : قد صح عندي حديث الطير وما هو لي (7) لفظه ، ووافقه أبو علي الجبائي ، وأبو عبد الله البصري (8).

ص: 28


1- راجع : تاريخ مدينة دمشق 42 / 254، مسند أبي يعلى الموصلي 7 / 105، وفي كليهما رواه السدي عن أنس بن مالك.
2- كما رواه أبو الفرج ابن الجوزي عن أبي بكر البيهقي في العلل المتناهية 1 / 231.
3- في المناقب : وإسحاق بن عبد العزيز بن طلحة.
4- رواه الطبراني بإسناده عنه ، عن أنس بن مالك في المعجم الكبير 1 / 253 حديث 730.
5- في نسختي الأصل : وعبد الله بن عباس ، والصحيح ما أثبتناه، كما جاء في المناقب، حيث قال : داود بن علي بن عبد الله بن عباس، وأبو حاتم الرازي بأسانيدهم عن أنس، وابن عباس، وأم أيمن. انظر : رواية داود بن علي في المعجم الكبير للطبراني 10 / 343 حديث 10667.
6- قال المصنف (رحمه الله) في المناقب 2 / 282 : القاضي أحمد : قد صح عندي حديث الطير وما لي [كذا ؛ والصحيح وما في] لفظه. ثم قال : وقال أبو عبد الله البصري : إنّ طريقة أبي عبد الله الجبائي في تصحيح الأخبار يقتضي القول بصحة هذا الخبر لإيراده (علیه السلام) يوم الشورى فلم ينكر. راجع : المغني للقاضي عبد الجبار 20 / 122 (القسم الثاني).
7- كذا ؛ والصحيح : وما هو في..
8- كلمة (البصري ) مشوشة في نسخة (ب) وكتبت بخط مغاير ، وهي بياض في نسخة (ألف).

وكتم آية التطهير ؛ وقد أجمع المفسّرون والمحدّثون [على] أنّها نزلت في أهل البيت (علیهم السلام)، ولم يخالف في ذلك أحد إلا عكرمة الخارجي (1) ، والكلبي الكذاب (2) ، وقد صار هذا ثالثاً (3) !

وقد اقتضوا (4) بمقتضى الآية وإعرابها ومخالفة الإجماع ، وكان مراده إطفاء نور الأطهار الأبرار ، وإظهار فضائل الأغيار (5) ، مثل ما روى الطبري (6) ، والبلاذري (7) ، وأحمد (8)..

ص: 29


1- تفسير القرآن لابن أبي حاتم 9 / 3132.
2- التفسير البسيط للواحدي 18 / 240.
3- أي البخاري، وبألفاظ مقاربة في الصراط المستقيم 3 / 227.
4- كذا ؛ والظاهر وقوع سقط في الكلام، والعبارة مشوّشة مشوّهة.
5- في الصراط المستقيم 3 / 277 ، قال : ولم ينقل في حديث الراية أوله [أي صدر الحديث] بل قال : «لأعطينّ الراية رجلاً..» ، وترك أوّله : ان النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) بعث أبا بكر فرجع يؤنب أصحابه ويؤنبونه ، ثم بعث عمر فرجع يجبنّ أصحابه ويجبنونه حتى ساء النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) فقال : «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله ، كراراً غیر فرار»، روى ذلك أحمد والطبري.. ثم ذكر ما هنا بتقديم وتأخير.
6- تاريخ الطبري 3 / 12 - 13 [طبعة الأعلمي - بيروت 2 / 300] نقلاً لمضمون ما هناك مختصراً.
7- أنساب الأشراف 2 / 93 - 94.
8- مسند أحمد بن حنبل 1 / 330 - 331 [طبعة دار إحياء التراث العربي 1 / 544 - 545 حديث 3052] ، و 3 / 259 [طبعة الإحياء 4 / 157 حديث 13317 عن مسند أنس بن مالك] ، و 3 / 285 [طبعة الإحياء 4 / 202 حديث 13626]، و 4 / 107 [طبعة الإحياء 5 / 79 حديث 16540 عن واثلة بن الأسقع] ، و 6 / 292 [طبعة الإحياء 7 / 415 - 416 حديث 25969 عن أُم سلمة]، و 1 / 158 [طبعة الإحياء 1 / 301 - 302 حديث 1611].. وموارد متعددة أُخرى لاحظها في مسند العشرة حدیث 739 ، وحديث 1522 ، ومسند بني هاشم حديث 2903 ، وباقي مسند المكثرين حديث 13431 ، وحديث 13529 ، ومسند المدنيين حديث 15941، ومسند الشاميين حديث 16276 ، وباقي مسند الأنصار حديث 25300.. وغيرها.

.. والترمذي (1) ، وابن بطة (2) ، والبيهقي (3) ، وابن ماجة (4) ، والثعلبي (5) ، وأبو يعلى (6) ، والواحدي (7) : أن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أنفذ أبا بكر ابن أبيه (8) مع المهاجرين

ص: 30


1- سنن الترمذي (الجامع الصحيح ) 5 / 636 - 638 (باب 21) حدیث 3721 - 3724 (كتاب المناقب حديث 3658) عن سعد بن أبي وقاص. وانظر : كتاب عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي 13 / 171 - 172.
2- لم نعثر على نص الرواية في الإبانة ، بل الذي وجدناه فيه 8 / 425 قول ابن بطة في توصيف أمير المؤمنين (علیه السلام) ب-:.. مقام عظيم ، يحبّه الله ورسوله ، ويحبّ الله ورسوله.
3- سنن البيهقي 588 / 588 ، و 9 / 180 و 221 ، وفي دلائل النبوة له 4 / 206 و 208 - 209.
4- سنن ابن ماجة 1 / 43 - 44 حدیث 117 (المقدمة : 118) ، و 1 / 43 حدیث 121.
5- تفسير الثعلبي 9 / 50.
6- مسند أبي يعلى الموصلي 1 / 291 - 292 حديث 354 ، وكذا 13 / 522 - 523 حديث 7527.. وغيرهما.
7- أسباب النزول للواحدي : 239 - 240، وذكر جمعاً أُخر في الصراط.
8- كذا، والكلمة في نسختي الأصل مشوشة وغير منقوطة، لعله تقرأ : استه، وفي الصراط المستقيم - كما سلف - : بعث أبا بكر فرجع.

في راية بيضاء ، فجاء يؤنّب أصحابه ويؤنبونه..

ثم بعث عمر من غده ، فرجع يجبّن أصحابه [ويجبنونه] (1) ، حتى ساء (2) النبی (علیه و آله السلام ) ذلك ، فقال : «لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله..» الخبر ، فترك هذا الشيخ (3) أوّل الخبر ، وروى من قوله : «لأعطين الراية غداً..».

وروى أن علياً قال لعمر : «أما علمت أن القلم رفع عن [ثلاثة] : المجنون حتى يفيق ، وعن الصبي حتى يدرك (4) ، وعن النائم حتى يستيقظ ؟ !» فروى هذا القدر (5).

ص: 31


1- الكلمة منّا ، والذي في نسختي الأصل بياض بدلاً منها. راجع : المستدرك للحاكم 3 / 37 [طبعة دار المعرفة].
2- في نسختي الأصل : ساءل.
3- كذا جاء في كتاب البخاري 4 / 54 [3 / 51] (باب ما قيل في لواء النبي ) حديث 2976 ، وكذا فيه ، صفحة : 60 حديث 3009 ، وهكذا في باب مناقب علي بن أبي طالب [علیه السلام] 5 / 18 [2 / 299] حدیث 33702، وأيضاً جاء فيه 5 / 134 (باب غزوة خيبر ) حديث 4210.. وغيرها. وفي كل المواضع لم يذكر صدر الحديث.. أغار الله صدره وغواه
4- في بعض الروايات : يحتلم.
5- لاحظ : كتاب البخاري 7 / 46 ، و 8 / 165 ، وبنصه رواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 1/ 3.. وغيرهما.

وقد روى خلق - لا يحصى كثرة (1) - : أن عمر بن الخطاب همF أن يقيم الحدّ على مجنونة زنت ، فقال علي (علیه السّلام): «أما علمت أن القلم رفع عن [ثلاثة] : المجنون حتى يفيق ، وعن الصبي [حتى] يدرك (2) ، وعن النائم حتى يستيقظ ؟!».

فقال عمر: قد كدت أهلك بحدّ هذه المجنونة.. وإنه ألقى (3) أوّل الحديث وآخره !!

ومن ذلك ما روى من سد الأبواب لأبي بكر (4) ، وقد رواه ثلاثون رجلاً من

ص: 32


1- راجع : سنن أبي داود 4 / 140 حديث 4399 وما بعده، والسنن الكبرى للبيهقي 4/ 269 ، و 8 / 264.. وغيرهما. وقد سلف منا له مصادر جمّة في مطاعن الثاني، ونزيد ما هناك مراجعة الخصال 1 / 93 [1 / 46، و 83]، - وعنه في بحار الأنوار 5 / 303 (باب 14) حديث 13 - ، بل يلاحظ كل روايات ذلك الباب، قال فيه : أُتي عمر بامرأة مجنونة قد فجرت، فأمر برجمها فمروا بها [على] علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقال : «ما هذه ؟» قالوا: مجنونة فجرت، فأمر بها عمر أن تُرجم. قال : «لا تعجلوا». فأتى عمر فقال له :.. إلى آخره. ومثله عن الخصال في بحار الأنوار 79 / 87 (باب 77) حديث 40. وراجع : الخصال أيضاً 1 / 93 ، و 1 / 175 ، وكذا ما جاء في بحار الأنوار 79 / 121 (باب 77) حديث 19 عن المناقب.
2- في بعض الروايات : يحتلم.
3- بمعنى أسقط وحذف.
4- وهو الخبر المكذوب الموسوم ب-: خبر الخوخة ، وقد رواه البخاري في كتابه 1 /100 - 101 حديث 467 ، و 5 /57 - 58 حديث 3904.

أصحابه (1) لعلي (علیه السلام) (2) ، منهم : سعد بن أبي وقاص (3) ، وعبد الله بن عبّاس (4) ، وجابر الأنصاري (5) ، وزيد بن أرقم (6) ، وأبو سعيد الخدري (7) ، وحذيفة بن أسيد ، ومعاذ بن جبل ، وعبد الله بن عمر (8) ، وبريدة الأسلمي ، وأبو رافع (9) ، وأم سلمة (10)

ص: 33


1- كذا ؛ ولعلّه : الصحابة.
2- قد ذكره المصنف (رحمه الله) في مناقبه 2 / 189 [طبعة قم] - وعنه في بحار الأنوار 39 / 27 (باب 72) حدیث 10 - بزيادة كثيرة. راجع : الصراط المستقيم 3 / 227 - 228 بألفاظ مقاربة وزيادة.
3- مسند أبي يعلي 2 / 61، وتاريخ دمشق 42 / 138 – 139.. وغيرهما.
4- كما جاء في سنن الترمذي 5 / 641 حديث 3732، وتاريخ دمشق 42 / 138.. وغيرهما.
5- رواه عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق 42 / 139 - 140.
6- انظر روايته في المصنّف لابن أبي شيبة 6 / 369، وتاريخ دمشق لابن عساكر42 / 137 – 138.. وغيرهما.
7- سنن الترمذي 5 / 639.
8- فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 567.
9- لاحظ : تاريخ مدينة دمشق 42 / 141 - 142.
10- راجع : المعجم الكبير 23 / 372 ، وتاريخ دمشق 42 / 141.. وغيرهما. وزاد المصنف (رحمه الله)في المناقب : وأبو الطفيل عن حذيفة بن أُسيد الغفاري، وأبو حازم، عن ابن عباس ، والعلاء ، عن ابن عمر ، وشعبة، عن زيد بن علي عن أخيه الباقر عن جابر ، وعلي بن موسى الرضا.. وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض. راجع : الصراط المستقيم 3 / 227 - 228.

ذكره أبو يعلى في المسند (1) ، وأبو نعيم في الحلية (2) ، والخطيب في التاريخ (3) ، والترمذي في الجامع (4) ، والبلاذري في تاريخ الأشراف (5) ، وابن بطة في الإبانة (6) ، وأحمد في الفضائل (7)..

ص: 34


1- مسند أبي يعلى الموصلي 2 / 61 - 62 حديث 703، وفيه : فقال الناس في ذلك ، فقال [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم]: «ما أنا فتحته ولكن الله فتحه».
2- حلية الأولياء 4 / 153.
3- تاريخ بغداد 7 / 205 عن جابر بن عبد الله ، والكلمة في الصراط : تاريخه.
4- سنن الترمذي (الجامع الصحيح ) 5 / 641 ) (باب 21) حدیث 3732 (كتاب المناقب حديث 3665)، عن ابن عباس، ولاحظ كتاب عارضة الأحوذي في شرح صحيح الترمذي 13 / 176.
5- أنساب الأشراف 2 / 106.
6- أقول : لم نعثر على خبر سدّ الأبواب الصحيح في الإبانة لابن بطة ، بل الموجود فيه 9 / 785 هو الخبر المكذوب المسمّى عندهم ب-: خبر خوخة أبي بكر ، وقد وضعوا وجعلوا الخبر معارضة لما روي في حق أمير المؤمنين (علیه السلام) مستفيضاً !
7- فضائل أحمد بن حنبل 2 / 567. ولاحظ حديث سد الأبواب في مجمع الزوائد 9 / 43 ، وشرح نهج البلاغة 9 / 173، والبداية والنهاية 7 / 279 ، ومسند المكثرين من الصحابة 8 / 175 حدیث 1429، وحديث 3566.. وغيرها.

.. والخركوشي في شرف النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) (1) ، والنطنزي في الخصائص (2) ، وعمرو ابن ميمون في الإملاء (3) ، وشعبة في الأمالي ، والبيهقي في كتابه (4).. وقد أجمع أهل البيت على صحته ، وإجماعهم حجة (5).

ص: 35


1- راجع : شرف المصطفى 2 / 449 حديث 649.
2- عبّر عنه البياضي (رحمه الله) في الصراط : الطبري في خصائصه.
3- كذا ، لعله : ابن ميمونة ، كما في الصراط.
4- راجع ما يرتبط بسد الأبواب في السنن الكبرى للبيهقي 7 / 104 (باب دخوله المسجد جنباً). وقد جاءت أسماء الصحابة وعناوين الكتب في الصراط المستقيم 3 / 228. أقول : ورد هذا في أكثر من مصدر - عدا ما ذكره المصنف (رحمه الله) - منه : مجمع الزوائد 9 / 114 ، وقال : إسناده حسن والحافظ ابن حجر في فتح الباري 7 / 14 ، وقال : إسناده قوي، والحاكم في المستدرك 3 / 116 - 117 وصححه ، وكذا فيه 3 / 125. وأطال ابن حجر الحديث عنه في كتابه : القول المسدد 6 / 16 - 20 ، وجاء في مسند الترمذي في المناقب حديث 3733.. وغيرهم كثیر. لاحظ : بحار الأنوار 40 / 85 (الباب 91) حديث 114 نقلاً عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 / 677 [الطبعة الأولى، وفى طبعة 9 / 173، و 11 / 48]. ولا يمكن حصر مصادر الخاصة عن هذا الحديث ؛ لأنّه عندهم متواتر معناً ونقلاً.
5- إلى هنا بألفاظ مقاربة في الصراط المستقيم 3 / 227 - 228. وحدیث سدّ الأبواب مما تظافرت عليه نقل الخاصة إن لم نقل بتواتره المعنوي. لاحظ من مصادرنا : إعلام الورى: 160 [وفي المحققة 1 / 319 - 320]، وعنه في بحار الأنوار 38 / 190 (باب 62) ضمن حديث 1، الإقبال : 296 ، الأمالي للشيخ الطوسي (رحمه الله): 598 حديث 1243 في حديث سعد بن أبي وقاص.. وعنه في بحار الأنوار 33 / 217 - 219 (باب 17) حدیث 507 ، تفسير المنسوب للإمام العسكري (علیه السلام) : 17 - 21 حدیث 4 ، دعائم الإسلام 1 / 16 ، الصراط المستقيم 1 / 231 (فصل الحادي والعشرون)، العمدة لابن بطريق الفصل (20 ) : 175، عوالي اللئالي 4 / 89 ، كشف الغمّة 1 / 330 [وفي الطبعة المترجمة 1 / 451] في ذكر سد الأبواب، کشف اليقين : 309 (المبحث الرابع) ، المناقب 2 / 191 ، وعنه في بحار الأنوار 39 / 28 (باب 72) حدیث 10 ، بل لاحظ جميع روايات (الباب 72) 39 / 19 - 35 حيث إنّ الباب هو معقود لهذا الحديث وأشباهه.

وإنه قد روى عن رجل مدنّس (1).

وكيف يروي ما رواه أبو [إسحاق] الثعلبي (2) ، وأبو القاسم البلخي، وأبو القاسم القشيري، والنقاش، وابن بطة ، والجاحظ ، والنظام.. وغيرهم من المخلصين ؛ أنّه قال أبو بكر : أية سماء تظلّني ، وأية أرض تقلنى ولا أعرف آية من كتاب الله.. ؟! أمّا (الفَاكِهَة ) فأعرفها ، وأما (الأب ) فالله أعلم !!.. (3)

ص: 36


1- كذا ؛ ولعلّه : مدلّس.
2- تفسير الثعلبي 10 / 134.
3- فضائل القرآن للقاسم بن سلام 2 / 253، والمصنّف لابن أبي شيبة 6 / 136 ، والمحلّى لابن حزم 1 / 61.. وغيرها.

وحديث الكلالة ؛ الذي ذكره الغزالي في الإحياء (1) ، والنظام في الفتيا (2).. بل ناقله سائر الناقلين، قوله : أقول فيها برأيي ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمنّي ومن الشيطان.. الكلالة ما دون الولد والوالد !!

وخطبة الاستقالة (3) ؛ التي ذكرها الطبري (4) ، والبلاذري (5) ، وأبو عبيد (6) والسمعاني (7).. وسائر الأمة (8) : (وليت أمركم ، ولست بخيركم (9) ؛ فإن أصبت (10)

ص: 37


1- حياء علوم الدين ، ولم نجد الكلام فيه، وجاء قريب منه في كتابه الآخر : المستصفى : 289.
2- كتاب الفتيا للنظام، ولا نعرف له نسخة.
3- كذا استظهاراً ، وإلا ففى نسختي الأصل : الاستفادة.
4- تاريخ الطبري 3 / 224 [طبعة الأعلمي - بيروت 2 / 460].
5- أنساب الأشراف 1 / 590 - 591.
6- الأموال للقاسم بن سلام : 12 ، والخطب والمواعظ له : 186 - 187.. وغيرهما.
7- في نسختي الأصل : السامعان. راجع : تفسير السمعاني 4 / 130.
8- ويحتمل قراءتها في نسختي الأصل : الأئمة.. وهو أولى. لاحظ : الغدير 6 / 127 - 131 ، و 7 / 104 - 105 ، نقلاً عن عدة مصادر من العامة. و راجع كذلك : مجمع الزوائد 5 / 183 ، وطبقات ابن سعد 3 / 212، ومسند أحمد 1 / 188 ، والمعيار والموازنة : 39 و 61 و 321، والمعجم الأوسط 8 / 267.. ومصادر جمة منه.
9- الصراط المستقيم 2 / 294 وفيه : «وعلي فيكم».
10- في نسختي الأصل : أمتهت - بدون إعجام -.

فاتبعوني ، وإن زغت فقوموني (1) ، وأن لي شيطاناً يعتريني !

ولم يرو ما روته العلماء في كتبهم (2) ؛ مثل : ابن النقاش، وابن بطة ، وابن الأنباري ، والغزالي.. وغيرهم، أنّه : سأل عمر صبيغ (3) - الشكّ من الراوي - عن الذاريات، وعن النازعات ، وعن المرسلات.. فعلاه بدّرته وحبسه ، وكان كل يوم يضربه خمسين جريدة حتى ضربها أربعمائه.. ثم نفاه إلى البصرة ونهى عن مبايعته ومكالمته (4).

وما نقله الرواة ؛ نحو الفضل بن شاذان (5) ، وأبي القاسم الراغب (6) ، وعمرو بن

ص: 38


1- كذا في المناقب 1 / 312 ، وقد ورد في دعائم الإسلام 1 / 85: فإن جهلت فقوموني، وفي الفصول زيادة : 25 : وإن اعوجت فقوموني ، وكذا جاء في عيون أخبار الرضا (علیه السلام) 2/ 256، الإيضاح : 129 ، المسترشد : 24 ، الاحتجاج 2 / 235 ، وغيرها كثير. أقول : وإليك نص ما جاء به الطبري في تاريخه 3 / 224 لما فيه من اختلاف كثير مع ما هنا ، قال :.. فإن استقمت فتابعوني، وإن زغت فقوموني، وإنّ رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قبض وليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة ضربة سوط فما دونها ، ألا وإنّ لي شيطاناً يعتريني، فإذا أتاني فاجتنبوني..!!
2- حكاه المصنف (رحمه الله) في مناقبه 1 / 312 [طبعة النجف الأشرف، وفي طبعة قم 2 / 33].
3- جاء في نسختي الأصل : صنع ، والصحيح ما أثبتناه.
4- لاحظ الحكاية في سنن الدارمي 1 / 252 ، الجامع للمعمر بن راشد 11 / 426، مسند البزار 1 / 423.. وغيرهم.
5- راجع : الإيضاح : 194 - 195.
6- راجع : محاضرات الأدباء 1 / 101، و 2 / 231.

بحر الجاحظ (1) ، وأبي المظفر السمعاني ، وأبي حامد (2) الغزالي في جماعة.. أنه قال عمر : ما هذه الصدقات (3) ؟ ! استَكْتَرَها ، فقامت امرأة فقالت : إن الله تعالى يقول: «وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا» (4)

فقال : لا تتعجبون من إمام أخطأ وامرأة أصابت ؟ ! ناضلت أميركم فنضلته (5).

والمسألة المشهورة ب-: الحمارية (6) ، والمشتركة (7) التي أجمعوا عليها.

ولم يرو صنايع (8) عثمان ، وحديث كلاب الحوأب.. وغير ذلك ، فصار من

ص: 39


1- راجع : العثمانية : 230.
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : عابد، وهو سهو ، والصحيح ما أُثبت، وذلك في ما جاء في كتابه : إحياء علوم الدين 1 / 44.
3- كذا، والظاهر : الصداقات.
4- سورة النساء (4): 20.
5- في نسخ الأصل تقرأ : قيطنة، وقد تقرأ : فطنته ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر، والكلمة غير منقوطة، والمناضله هي المجادلة والمخاصمة. لاحظ : نثر الدر 2 / 25.
6- راجع : الصراط المستقيم 1 / 220 ، وأشار المصنف (رحمه الله) لها في مناقبه 2 / 32، وعنه في بحار الأنوار 40 / 148 - 149 (باب 93) حديث 54.
7- في نسخة (ألف) : المشركة.
8- في نسختي الأصل : يزور صنائع.. وما هنا استظهار.. أي تبعة عثمان وعماله.. ولا زال الكلام في مثالب البخاري بصحيحه. وجاء في الصراط المستقيم 3 / 228 ، ولم يذكر ما نقلته رواتهم من قول الأول : أي سماء تظلّني.. الحديث، ولا خبر الكلالة، ولا خطبة الاستقالة، ولا بدايع عثمان، ولا حديث ماء الحوأب ، ثم قال : ولما لم يخش من تلك التمويهات صدق عليه «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ..» [سورة البقرة (2): 159]..

أهل هذه الآية : «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى..» (1) الآية. [من الكامل]

.......... (2)

إِنَّ البُخارِيَّ الكَذُوبَ كَمَا الَّذِي *** فيما رواه مِنَ الحَدِيثِ قَدِ افْتَرَى

فَسَدَ العَوامَ (3) بِجَمْعِهِ لِصَحِيحِهِ *** وَرَماهُمُ بالكذب في بَحْرِ الخَرا (4)

ص: 40


1- سورة البقرة (2) : 159.
2- جاء اسم الشاعر بياض في نسختي الأصل، ولعله ابن الحجاج ؛ لأنه أقرب من روايته ورويته ، إلّا أنا لم نجدهما في ديوانه.
3- تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : القوام.
4- أقول : قال الطبري في المسترشد : 186 - 191 - نقلاً عن علماء السير وفقهاء الحديث - : إنّ عامة من تعلّق به الحديث مبتدعة.. ثم قال : فذكروا من قدرية أهل المدينة ؛ محمد بن إسحاق بن يسار القرشي - صاحب السير - وعبد الرحمن بن إسحاق، ومحمد بن عبد الرحمن القرشي ، وإبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وشريك بن عبد الله ، وعطاء بن يسار.. وقد تعلّق حديث المدينة بهؤلاء. ومن أهل مكة ؛ عبد الله بن أبي نجيح ، وهشام بن حجير، وإبراهيم بن نافع.. ومن أهل الشام ؛ مكحول، وثور بن زيد، وغيلان.. ومن أهل البصرة ؛ قتادة بن دعامة السدوسي، ومعبد الجهني، وعوف بن أبي جميلة الأعرابي، ويزيد الرقاشي، وسعيد بن أبي عروبة ، وعمرو بن عبيد، وهشام بن الدستواني، وهمام بن يحيى، وعباد بن منصور - من بني سامة بن لوي - وأبان بن أبي عياش ، وعباد بن الميسرة المنقري، وزكريا بن الحكيم الحبطي، وهارون الأعور، وحماد الأبح، وعمر الأبح، وعطاء بن أبي ميمونة، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي، وصالح المزني، وصالح الناجي، والربيع بن صبيح، والأشعث بن سعيد السمان، وأبو الربيع عبد الواحد بن زيد، وعنبسة بن سعيد القطان [الواسطي البصري]، وعثمان ابن مقسم، وأبو عبيدة الناجي، وعبد الوارث بن سعيد النسوي، وسفيان بن حبيب، وأبو قطن مهدي بن هلال، وعباد بن صهيب ، والمنهال بن الجراح، وعبد الله بن غالب.. فهؤلاء فقهاء البصرة، ورواة حديثهم وأخبارهم، وكلّها معلّقة بهم، وقد قذفوهم بالبدعة والضلال.. وممن نُسب من أهل الكوفة إلى الترفض، وذكروا أنهم اقتدوا بجماعة من جلّة أصحاب النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، مثل : سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري.. وذكر جماعة نحو (18 ) من الصحابة وذكر من اقتدى بهم (11) من التابعين، ثم قال في صفحة : 193: ذكروا أنّ هؤلاء من جلّة الرافضة ، واقتدوا بهم.. وذكر نحو (165) رجلاً.. ثم قال في صفحة : 206 : فهؤلاء رواة الحديث من أهل الكوفة ورافضة عندهم ، وحديث العوام متعلّق بهم. وقال صفحة : 208 : وممّن ينسب إلى الرفض من أهل البصرة.. وعدد منهم (12) رجلاً. ثم ذكر من ينسب للحمل على علي (علیه السلام) من أهل البصرة وأهل مصر والشام.. ومن ينسب إلى الإرجاء من أهل مكة ، ومن مرجئة الكوفة ، ومن يقول بقول الخوارج، وممن خرج من البصرة مع ابن الأشعث، ثم عد من خرج مع المختار، ثم قال : فهؤلاء جملة فقهائنا وفقهائهم، ولا نعلم أحد من سلم من عندهم، أو كانوا مع بني أمية يأخذون منهم ويدخلون معهم فيما كانوا فيه ، وإما مبتدع ضال قدري ، أو رافضي، أو مرجي، أو ثاري [كذا]، ثم قال في صفحة : 212 : فليت شعري بمن تقتدي يا معشر أصحاب الحديث ؛ فإنكم تقتدون في حاله ، وتطعنون في حاله ، فبأي أمركم نأخذ ؟ ! وذهب البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 3 / 232 - 236 (فصل 5 ) إلى أنّه : كتم البخاري ومسلم أخباراً جمّة في فضائل أهل البيت [علیهم السلام] ، صحيحة على شرطهما ، ذكر بعضها الشيخ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في الجزء الثامن من كتاب بغية الطالبين في مناقب الخلفاء الراشدين ، وقال : وسأذكر منها ما يليق وضعه بما نقدمه لا يخفى به حال هذين الإمامين عند من يفهمه : 1 - زيد بن أرقم : «علي أوّل من أسلم»، أخرجه ابن حنبل في المناقب [2 / 590] والترمذي في الجامع [5 / 642] ، والجاحظ والحاكم في المستدرك [3 / 147]، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. 2 - أخرج الحاكم في المستدرك [3 / 120] قوله (علیه السلام) : «أنا الصديق الأكبر، صليت قبل الناس سبع سنين لا يقولها بعدي إلّا كاذب». قال : وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. 3 - أخرج في المستدرك [3 / 140] قوله (علیه السلام): «أنا الهادي والنبي المنذر». قال: وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. 4 - أخرج في المستدرك [3 / 141] حديث الفرخ المشوي، وقال : صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. 5 - قول النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) لسلمان : «من أحبّ علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني». وقال [3 / 141]: صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. 6 - أخرج [في المستدرك 3 / 139] قول النبي : «من أراد أن يحيى حياتي، ويموت موتتي، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربّي ، فليتول علي بن أبي طالب (علیه السلام) ؛ فإنّه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة». وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. 7 - أخرج [3 / 104] قول النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : «أنت وليي في الدنيا والآخرة». وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. 8 - أخرج حديث الغدير [3 / 118 - 119 و 126 و 419 و 613]، وقال : صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. 9 - أخرج [3 / 119] قول بريدة الأسلمي : تنقصت علياً عند النبي [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] فغضب النبي وقال : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟» قلت : بلى. قال : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه». قال : وهذا صحيح الإسناد على شرطيهما ولم يخرجاه. 10 - أخرج الترمذي [سنن الترمذي 5 / 632] وأبو حاتم، وابن حنبل [المسند 4 / 437، فضائل الصحابة 2 / 684] قول النبي [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم]: «علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي». وأخرجه في المستدرك [3 / 143 - 144]، وقال : صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجه. 11 - أخرج ابن حنبل حديث سد الأبواب غير باب علي [علیه السلام] [فضائل الصحابة [2 /684] ، وأخرجه في المستدرك [3 / 135] ، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. 12 - أخرج الحاكم في المستدرك [3 / 133 - 134] قول النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : «علي سيد العرب». قال : وهو صحيح الإسناد ولم يخرجاه. 13 - عبد الله بن أسعد [عن أبيه] : قال النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : «أُوحي إلي ثلاثاً في على : إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين». قال في المستدرك [3 / 148] : صحيح الإسناد. 14 - روى جماعة. منهم أبوبكر، والخجندي ، وعمر بن مرة ، وابن مسعود، وعمرو بن العاص والأسدي، وعمر بن الحصين ، ومعاذ ، وأبو هريرة ، وابن الفرات، وعائشة.. من طرق عدة قول النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم): «النظر إلى وجه علي عبادة». قال في المستدرك [3 / 152 - 153] : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. 15 - قال النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) لفاطمة : «أما ترضين أنّ الله اطلع إلى الأرض فاختار منها رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك». أخرجه في المستدرك [3 / 140 ، ولم يرد فيه تصحيح الحديث] ، وقال : صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. 16 - لف النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) علياً وزوجته وولداه عند نزول آية التطهير، وقال: «هؤلاء أهل بيتي». أخرجه الترمذي [5 / 351 و 663] ، والقزويني، والحاكم في المستدرك [2 / 451 ، و 3 / 117 و 158 - 159] ، وقال : صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجه. 17 - [قوله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) :] «أنا مدينة العلم وعلي بابها». أخرجه في المستدرك [3 /137 – 138] وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ثم قال (رحمه الله): وهنا أخبار أخر لم يصرح الكنجي بأنهما لم يذكراها، منقولة من كتب القوم أعرضنا عنها. فهذه الأحاديث إن كانت لم تصل إلى الشيخين - مع شهرتها - فهو دليل قصورهما، فكيف يرجحون كتابيهما ، ويلهجون بذكرهما على غيرهما ؟ ! وإن وصلت إليهما فتركا روايتها ونقلها كان ذلك من أكبر أبواب التهمة والانحراف ، والرجوع عن السبيل الواضح إلى الاعتساف. وهذا الكنجي وغيره قد أخرج ذلك، وبين الطريق الرافع لاعتذار السالك، والجاذب لمن تبصر به إلى النور عن الضلال الحالك ، والمنجي لمن تمسّك به من عظيم المهالك.. ونحن نسأل الله الكريم الرحيم أن يثبت أقدامنا على الصراط المستقيم، ويجعلنا من ورثة جنة النعيم، فضلاً من ربّك ذلك هو الفوز العظيم. [الهي آمين لا أرضى بواحدة حتى أضم إليها ألف آمينا] ثم قال (رحمه الله) [3 / 235 – 236]: تذنيب عابونا بترك مخالطتهم ، والإركان إليهم.. وما ذلك إلا بما علمنا من ظلمهم وضلالهم لقوله [سبحانه]: «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّار»ُ [سورة هود (11): 113] «وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا» [سورة الكهف (18): 51]. وقد ذكر أحمد بن محمد الجرجاني في مختصر المعارف، والغزالي في الإحياء أنّ مالك بن أنس ترك المسجد والجمعة حتى مات. وفي الإحياء [2 / 222] أنّ سعداً وسعيداً لزما بيوتهما ولم يأتيا المدينة لجمعة ولا غيرها. وفيه [2 / 152]: قيل لأحمد بن حنبل : ما حجتك في ترك الخروج إلى الصلاة ؟ فقال : حجتي الحسن البصري وإبراهيم التميمي ! فهلا وسعنا عذرهم لأئمتهم مع أنا أعذر منهم حيث يقرؤون لجليسهم أنّ الله يعذب من غير ذنب ! ويسهلون المعاصي، بقولهم : ما قدر الله كان وما لم [يقدّر] فلا! ولأنّهم طرحوا أحاديث العترة. ففي أوّل الجزء الأول من كتاب مسلم [1 / 20]، قال الجرّاح بن مليح يقول : سمعت جابراً يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر [علیه السلام] عن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم).. قال جرير : فلم أكتب عنه لأنه كان يؤمن بالرجعة !!.. فتركوا الانتفاع بتلك الأحاديث لأجل قول جاء القرآن به في : «الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ..» [سورة البقرة (2 ) : 243].. وغيرهم، وجاءت أخبار بحياة أصحاب الكهف.

ص: 41

ص: 42

ص: 43

ص: 44

ص: 45

ص: 46

[تتمة القسم الرابع]

[في المحدثين]

[باب]

[بعض أئمتهم في الحديث]

[فصل 2] : [في الرواة وأصحاب الحديث والصوفية والعدول]

اشارة

ص: 47

ص: 48

فصل

في الرواة، وأصحاب الحديث، والصوفية، والعدول

كيف ترون (1) على علمائكم التشنيع ، وتَتَسَمَّوْن بأنهم [أهل] السنة والجماعة ، وهم أولياء أبي بكر وعمر وعثمان (2) ، وهم بين مقاتل لعلي [علیه السلام] والحسين [علیه السلام] وزيد ، ولاعن لعلي (علیه السلام) ، ومعين لمعاوية ويزيد وبني امية على ظلم آل محمّد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ، وقتلهم ، والسعي في الأرض بالفساد ، ومستبيح لحرم الله وحرم رسوله في وقعة الحرّة ، ومحرق لبيت الله الحرام.. ثمّ (3) أنتم تعتمدون على روايتهم ؟ !

ومنهم : الحسن البصري (4) ؛

خرج مع (5) ابن الأشعث ، وتخلف عن الحسين ، ثم خرج في جند الحجاج

ص: 49


1- في نسخة (ب) : يرون، والظاهر : تروون.
2- قوله (وعثمان) وضع في النسختين بعد قوله (لعلي)، والصحيح وضعه هنا.
3- في نسخة (ألف) : بم.
4- لاحظ الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 4 / 70 - 73.
5- في نسختي الأصل: من، وهو غلط.

إلى خراسان مع قتيبة (1).

وكان يكتب لربيع بن زياد الحارثي (2) ، ولي عهد زياد بن أبيه لما خرج إلى حرب خراسان (3).

وهو القائل فى أمر عثمان : قتله الكفّار، وخذله المنافقون (4).

فقال ابن عباس :.. مَرّ علي (علیه السلام) عليه وهو يتوضأ، فقال: «يا حسن! أسبغ الوضوء !».

فقال :.. لقد قتلت بالأمس أناماً (5) يظهرون الشهادتين (6) ، ويصلّون الخمس، ويسبغون الوضوء !

ص: 50


1- كما نص عليه في الصراط المستقيم 3 / 243 ، ولعلّه أخذه من هنا.
2- كان والياً لمعاوية على خراسان مات عندما سمع بقتل معاوية لحجر بن عدي. راجع عنه : تاريخ الإسلام للذهبي 2 / 487 ، وتهذيب الكمال للمزي 9 / 78 – 79.
3- الكلمه مشوشة في الأصل ، وقد تقرأ : هبالان ، أو : هسالان، وما أُثبت استظهار منّا. قال ابن حجر في الإصابة 2 / 457 :.. وكان الحسن البصري كاتبه ، ولي خراسان لزياد إلى أن مات.
4- قوله : الكفار وخذلة المنافقون مطموس في نسخة (ب). وزاد في الصراط المستقيم 3 / 245 فيه قوله : فنسب جميع المهاجرين والأنصار إلى النفاق. وكل ما هنا جاء في المسترشد : 156 - 157 برقم 24.
5- كذا ؛ والمشهور : أُناساً.
6- في المصادر : يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله..

فقال [له] أمير المؤمنين (علیه السلام): «قد كان ما رأيت، فما منعك أن تعين علينا عدونا ؟!».

قال [والله ! لَأَصْدُقَنَّكَ (1) يا أمير المؤمنين !]: لقد خرجت ثلاثة أيام متواليات ، وكنت أغتسل وأتحنط (2) وأصبٌ عَلَيَّ سلاحي (3) وأنا لا أشكّ في أنّ التخلّف عن أُمّ المؤمنين عائشة هو الكفر ! فلما أنتهيت إلى موضع من الخريبة نوديت : يا حسن ! إلى أين ؟ ارجع ؛ فإنّ القاتل والمقتول في النار [فرجعت ذعراً وجلست في بيتي].

فقال علي (علیه السلام) : «صدقت ! أفتدري من ذاك المنادي ؟» قال : لا.

قال : «ذاك أخوك إبليس ، صَدَقك : أنّ القاتل والمقتول منهم في النار» (4).

ص: 51


1- أي : لأُحَدِّثَنَّكَ بالصدقِ.
2- في نسخة (ب) : الخيط ، وفي نسخة (ألف) : الحنط.
3- هذا نقلاً بالمعنى مع اختصار في اللفظ
4- جاء الحديث كلاً في الاحتجاج 1 / 171 [وفي طبعة: 92، وفي طبعة 1 / 250 - 251] ، وعليه صححنا المتن مع الإشارة لبعض الاختلافات ، مع أنه قد جاء أوّله نقلاً بالمعنى مع حذف صدر الحديث. كما رواه بألفاظ مقاربة في الخرائج والجرائح 2 / 547، وعيون أخبار الرضا (علیه السلام) 2 / 159 حديث 24 ، ولاحظ ما فصله العلامة المامقاني في تنقيح المقال 1 / 269 [الطبعة الحجرية، وفي المحققة 19 / 7 - 17 برقم 5022]، والشيخ القمي في سفينة البحار 1 / 262 [الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 2 / 208 - 209]. وجاءت قطعة منه في بحار الأنوار 32 / 225 - 226 (باب 4) حديث 175 عن الاحتجاج ، و 41 / 302 (الباب 114) حديث 33 ، عن الجرائح، و 42 / 141 (باب 33) حديث 1 عن الاحتجاج ، وصفحة : 143 حديث 5 عن الخرائج والجرائح. ولاحظ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 4 / 95.

وروي ؛ أنّه [علیه السلام] دعا عليه بالبكاء ، فصار بكّاء (1).

وروى أبو يحيى الواسطي (2) : أن علياً رآه يوم فتح البصرة - وهو يكتب القافلة (3) - فقال : «إنّ لكلّ قوم سامريّاً، وهذا سامري هذه الأمة.. أما أنّه [لا] (4) يقول : «لاَ مِسَاسَ» ، ولكنّه يقول : لا قتال» (5).

ص: 52


1- وسيأتي قول المصنف (رحمه الله) قريباً : وكان الحسن البصري قاضي البصرة، والشعبي قاضي الكوفة ؛ فشكاهما الناس فعزلوهما.
2- هو: سهيل بن زياد الواسطي ، له كتاب، لقي الإمام العسكري ، أُمه ابنة مؤمن الطاق (رحمه الله). راجع عن ترجمته : تنقيح المقال 34 / 243 - 246 برقم 10565.
3- كذا ؛ ولعلّها : المقاتلة ، أو : القائلة.. أي الجماعات التي تقول وتتكلّم بالخطب والأشعار وغيرها.
4- ما بين المعكوفين مزيد عن الاحتجاج.
5- كما جاء في الاحتجاج 1 / 171 [1 / 251، وفي المحققة 1 / 401]، ورواه عنه في بحار الأنوار 42 / 141 - 142 (باب 123) حدیث 2 قال : لما افتتح أمير المؤمنين (علیه السلام) [البصرة] اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح - فكان كلما لفظ أمير المؤمنين (علیه السلام) بكلمة كتبها ، فقال له أمير المؤمنين - بأعلى صوته : «ما تصنع ؟ !» فقال : نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم ، فقال (علیه السلام).. إلى آخره. ولاحظ ما ذكره العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 28 / 157. وما جاء في : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 4 / 70 - 73.

ومنهم : كعب الأحبار (1) ؛

الذي قام إليه أبو ذر - بين يدي عثمان - فضربه بمِحْجَنِه فشجّه ، وقال : يابن اليهودي ! متى كان مثلك يتكلّم في الدين ؟ ! فوالله ما خرجَتِ اليهودية من قلبك (2).

ص: 53


1- انظر : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 4 / 197 – 199.
2- في نسختي الأصل : فيك ، والصواب ما أثبتناه أخذاً من المصادر. أقول : نص عليه علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله) في تفسيره 1 / 51، وفيه: يابن اليهودية الكافرة ! ما أنت والنظر في أحكام المسلمين.. وعنه في بحار الأنوار 22 / 426 (باب 12) حديث 36 ، وفي مستدرك الوسائل 7 / 36 حديث 7586. قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم :3 / 251: ضربه أبو ذر بمحجنه فشجّه، وقال له : ما خرجت اليهودية من قلبك. إلّا أنّ ما ذكره القطب الراوندي (رحمه الله) في قصص الأنبياء (علیهم السلام): 306 هو أنّه قال : قال أبو ذر (رحمه الله) : يابن اليهودية ! ما أنت والنظر في أحكام المسلمين ؟ ! فقال عثمان : لولا صحبتك لقتلتك.. ! ثم سيّره إلى الربذة. ورواه عنه في بحار الأنوار 22 / 432 (باب كيفية إسلام أبي ذر ) حديث 42، وفي مستدرك الوسائل 7 / 37 (باب 7) حديث 7587 ، ومثله في مجموعة ورام 1 / 176. وفي نهج الحق : 398 ذيل الحديث : فقال عثمان : قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي ! الحق بالشام.. فأخرجه إليها. بل قال عنه الخليفة الثاني : اسكت يابن اليهودية ! فوالله إنّك لكثيرالتحرّض بالكذب.. وراجع المسترشد : 177 ، وأمالي المفيد : 164، والتعجب : 153.. وغيرها.

وكان عثمانياً يبغض عليّاً ، وكان يبشّر معاوية أنه يقتل أولاد محمد [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] ، فلما ملك معاوية وأظهر كعب الإسلام كان يأخذ منه الأموال ويذكره البشارة (1).

***

ومنهم : إبراهيم بن يزيد النخعي (2) ؛

تخلّف عن الحسين (علیه السلام)، وخرج مع ابن الأشعث في جيش ابن زياد إلى خراسان (3) ، وكان يقول : لا خير (4) في النبيذ إلا في الصلب (5).

ص: 54


1- قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 47/3:.. وكان هو [معاوية] مع أقاربه أعداء للنبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ولأقاربه ، أسلم طمعاً في الملك لما سمع من كعب الأحبار..
2- عده الطبري في المسترشد : 196، من جلّة الرافضة في الكوفة ، لاحظ عنه : تهذيب الكمال 233/2 برقم 265.
3- إلى هنا ما ذكر البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 251/3.
4- في نسختي الأصل : الأخير، ولا معنى لها.
5- كذا ؛ والذي جاء في المناقب للمصنّف (رحمه الله) 5/2 [طبعة قم] - وعنه في بحار الأنوار 229/38 (باب 65) ضمن حديث 35 - ومثله عنه (رحمه الله) في كتابه : متشابه القرآن 70/2 قوله : لا خير إلا في النبيذ الصلب. والذي جاء في المسترشد : 180 هو :.. وهو الذي يقول : لا خير في النبيذ إلا في ثلاثة أيام، وجاء في المحلّى لابن حزم 505/7 عنه : لا خير في النبيذ إذا كان حلواً.

وكان يروي عن علي (علیه السلام) : [مع] أنّه [قد] ولد في سنة سبع وثلاثين ، وتوفّي أمير المؤمنين في سنة أربعين !

***

ومنهم : سفيان الثوري (1) ؛

وكان في شرطة هشام [بن عبد الملك] (2) ، وهو ممن شهد قتل زید (3) ؛ فلا يخلو أن يكون ممن قتله أو ممن خذله (4).

ورويتم ؛ أنّه قيل له : كيف تروي عن أبي مريم وأنت تعلم (5) أنه يشرب الخمر في الدساكر (6) ، ويمرّ بك وهو سكران ؟!

ص: 55


1- انظر عن سفيان الثوري حصيلة كتاب : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 98/4.
2- كما قاله البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 243/3.
3- كذا ، والذي يظهر ممّا رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه : علل الشرائع 214/2 خلاف ذلك ، فتدبر.
4- جاء بنصه في المسترشد : 148 - 149.
5- من قوله : تروي.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
6- الدساكر : جمع الدسكرة، وهي بناء كالقصر، حوله بيوت للأعاجم، يكون فيها الشراب والملاهي ، كما نص عليه في لسان العرب 286/4.

قال : إنّه لا يكذب في الحديث ! (1)

***

ومنهم : ابن الشهاب الزهري ؛

وهو الناقل لجلّ (2) أخباركم ، وكان من شُرَط عبد الملك ، والوليد ، وسليمان ، وهشام، وكان يلعن علياً (علیه السلام) (3).

وروى سفيان بن عيينة ؛ أنّه عزّر غلاماً ، فمات تحت يده (4) ، فقنط حتى

ص: 56


1- جملة : إنّه لا يكذب في الحديث.. مطموس في نسخة (ب). قال في الصراط المستقيم 253/3 : روي أنه قيل له : كيف تروي عن أبي مريم وهو يسكر ؟ ! فقال : لأنه لا يكذب في الحديث. ولاحظ كتاب الأربعين للشيرازي : 306. ثم إنّه قد ذكر في كتاب المعرفة والتاريخ 806/2 مسنداً : أن سفيان الثوري كان يقول : أبو بكر، وعمر، وعثمان.. ثم يسكت ! وجاء فيه - أيضاً - 727/1 أنّه : كان يرخّص شرب النبيذ.
2- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل.
3- قاله في المسترشد : 149. وقال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 243/3 : قال سفيان بن وكيع : إنه كان يضع الأحاديث لبني مروان، وكان مع عبد الملك يلعن عليّاً. وروى الشاذكوني - بطريقين - أنّه قتل غلاماً له.
4- قاله الطبري في المسترشد : 150 - 151 : قتل انساناً. وحكي أنّ الزهري، كما ذكره أحمد بن حنبل في مسنده 73/4 عن الزنجي ، قالا : رأيت الزهري صابغاً رأسه بالسواد. وفي المصنّف للصنعاني 155/11 : يخلف بالسواد وكان قصيراً. وروي عن عبيد الله بن عمر ؛ قال : رأيت الزهري يؤتى بالكتاب من كتبه ، فيقال له : يا أبا بكر كتابك وحديثك نرويه منك ؟ فيقول : نعم. راجع : سير أعلام النبلاء 338/5 ، وتاريخ الإسلام (120 - 121) : 245. وقال الحاكم في معرفة الحديث : 110 : إنّ الزهري دفع إليه صحيفة ، وقال : اروها عني.

[أتى] علي بن الحسين (علیهما السلام)، فقال (علیه السلام): «قنوطك أعظم من ذنبك» (1).

وفي البخاري (2) : أنّه قال معمر (3) : رأيت الزهري يلبس من ثياب اليمن ما صبغ بالبول (4).

ص: 57


1- قال الطبري في المسترشد : 151 ، وكذا المصنف (رحمه الله) في المناقب 159/4 - ورواه عنه في المستدرك 222/18 حديث 22563 ، ومثله عنه في بحار الأنوار 132/46 حديث 22 ، قال : كان الزهري عاملاً لبني أمية فعاقب رجلاً فمات الرجل في العقوبة.. وقال : وحجّ علي بن الحسين [علیهما السلام] فأتاه الزهري، فقال له علي بن الحسين (علیهما السلام) «إني أخاف عليك في قنوطك ما لا أخافه عليك من ذنبك ، فابعث بدية مسلمة إلى أهله».. وجاء قريب منه في كشف الغمّة 105/2.
2- كتاب البخاري 95/1 [81/1] ، ومثله في عمدة القاري 70/4 ، والمصنّف للصنعاني 383/1.. وغيرها.
3- تقرأ في نسختي الأصل : معحر ، والصحيح ما أُثبت من المصدر.
4- تقرأ في نسختي (ألف) و (ب) : بالمول، ولا معنى لها ، والصحيح ما أُثبت من المصدر. روى في كتاب المعرفة والتاريخ 806/2 عن معمر ، أنه قال : سألت الزهري عن عثمان وعلي [علیه السلام] : أيهما أفضل ؟ ! فقال : الدم.. الدم ! عثمان أفضلهما !! وقال : وكان يقول : أبو بكر وعمر.. ويسكت !

ومنهم : عامر الشعبي ؛

روى الشاذكوني بإسناده.. قلت لأبي إسحاق السبيعي : إنّ الشعبي يقع في الحارث الأعور (1) ، فقال : من (2) هو ؟ من رجاله ؟

ولقد دخل الشعبي بيت المال فسرق في خفّه مائة درهم (3).

وكان الشعبي من أكذبهم على علي (علیه السلام)، كلما (4) أراد أن يخرج كذبةً له يقول : قال علي..!

ص: 58


1- ولعلّ ذاك لما رواه هو وجماعة من أصحابنا عن الحارث الأعور ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنه قال : «ولا يموت عبد يحبّني إلّا رآني حيث يحبّ ، ولا يموت عبد يبغضني إلا رآني حيث يكره» ، كما رواه أبو نعيم ، وعنه في بحار الأنوار 191/1 (باب 4) حدیث 38. ولاحظ ما رواه عنه في الأمالي للشيخ الصدوق، واختيار معرفة الرجال: 88 - 89 حديث 142 ، ومثله رواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 223/3.
2- لم يرد (من) في المسترشد.
3- قال الكراجكي (رحمه الله) في كتابه : التعجب : 153 - وقريب منه في الصوارم المهرقة : 335 - وأخبار عامر الشعبي، الذي تخلف عن الحسين ، وخرج مع عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث، وقال له الحجاج : أنت المعين علينا ؟ فقال : نعم، ما كنا فيها ببررة أتقياء ولا فجرة أشقياء.. وهو الذي دخل بيت المال فسرق في خفّه مائتي درهم.. والظاهر أنّ المصنّف (رحمه الله) أخذ ما هنا - كغالب ما نقله - عن المسترشد : 183.
4- في نسختي الأصل: كما ، والظاهر ما أُثبت.

وقبض أمير المؤمنين وهو ابن أربع سنين.

ودخل رجل على الشعبي - وفي البيت امرأة - فقال : أيكما الشعبي ؟ ! فقال : هذه ! (1)

ورؤي الشعبي على فرد رِجْلٍ - وهو قائم في الشمس - وفي فيه بيدق (2) يلوكه قد قمر بالشطرنج (3).

وكان الحسن البصري قاضي البصرة ، والشعبي قاضي الكوفة (4) ؛ فشكاهما الناس (5) فعزلوهما (6).

ص: 59


1- المعارف لابن قتيبة 450/1 ، ونثر الدر 106/2 ، ووفيات الأعيان 15/3.. وغيرها.
2- بيدق ، وقيل : بيذق - بالذال المعجمة - : آلة من آلات الشطرنج. قيل : هو الجندي من المشاة من آلات الشطرنج. راجع : المعجم الوسيط 78/1.
3- في نسختي الأصل : الشطرنج، والظاهر ما أُثبت. أقول : جاء في الفصول المختارة : 216 - نقلاً عن المغيرة - أنه قال : مررت بالشعبي - وإذا هو قائم في الشمس - على فرد رجل ، وفي فمه بيذق ، فقال : هذا جزاء من قومر !.. أي قامر به.
4- كان قاضي عبد الملك عليها ، كما صرّح ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على نهج البلاغة 66/17.
5- كذا استظهاراً ، والكلمة مشوشة في النسختين ، تقرأ : إلينا ، أو : النساء.
6- قال الزمخشري في ربيع الأبرار 560/2 : دخل الشعبي وليمة فأقبل على أهلها ، فقال : ما لكم ؟ كأنّكم اجتمعتم على جنازة ؟ ! أين الغناء ؟ ! أين الدف.. ؟ ! قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في الفصول المختارة : 216:... ولو لم يحتج في إبطال هذه الرواية بإضافتها إلى الشعبي لكفى، وذلك لأنّ الشعبي كان مشهوراً بالنصب لعلي (علیه السلام) ولشيعته وذريته ، وكان معروفاً بالكذب، سكيراً ، خميراً ، مقامراً ، عياراً. وكان معلماً لولد عبد الملك بن مروان، وسميراً للحجاج. وعدّه الطبري (رحمه الله) في المسترشد : 211 ممن خرج من أهل الكوفة ، وعدة من الخوارج.

ومنهم : محمد بن سيرين (1) ؛

وهو من جملة قرائكم (2).. يسمع الحجّاج يلعن علياً (علیه السلام) فلا ينكر عليه ، ثم سمع [من] يلعن الحجاج فخرج من (3) المسجد ، وقال : لا أطيق أن أسمع بشتم (4) أبي محمد ! ! (5)

ص: 60


1- سيكرر هذا العنوان قريباً ، وينقل إباءه وامتناعه عن شتم الحجاج.
2- كذا استظهاراً ؛ وإلا فإنّ في نسختي الأصل تقرأ : فقرائكم - بلا إعجام - والظاهر : فقهائكم ، كما في المسترشد : 155
3- في نسختي الأصل : في.
4- في المسترشد : لا أستطيع أن أسمع يُشتم.
5- وقد ذكر ذلك ابن أبي شيبة في كتابه المعروف ب-: المصنّف 191/6 برقم 30585 [103/11 برقم 10634] : إنّه قد سمع ابن سيرين رجلاً يسبّ الحجاج. فقال ابن سيرين : إن الله حكم عدل ، يأخذ للحجاج ممّن ظلمه، كما يأخذ لمن ظلم من الحجاج ! وقاله البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 243/3 ، ولعله أخذه من هنا.

وكان كاتب أنس بن مالك على فارس، استعمله (1) زیاد بن عبید.

وفي الأغاني (2) : أنّه أَنْشَدَ (شعراً): [من المتقارب]

كأَنَّ المُدامَةَ والزَّنْجَبِيلَ *** وَرِيحَ الخُزامى (3) وذَوْبَ العَسَل

يُعَلُّ (4) بِهِ بَرْدُ أَنْيابِها *** إذا ما صَغا الكَوْكَبُ المُعْتَدِل (5)

ثم قال : الله أكبر ، ودخل في الصلاة !

ص: 61


1- كذا ؛ استظهاراً من نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف) : استعمل.
2- الأغاني 430/6 [طبعة دار إحياء التراث العربي، و 220/4 طبعة دارالكتب العلمية] باختلاف أشرنا له.
3- في نسخه (ألف) : الحراجي، وفي نسخة (ب) : الحرامي ، وما أُثبت من المصدر.
4- الكلمة مشوشة غير منقوطه ، ويحتمل قراءتها بشكل آخر.
5- جاء عجز البيت في الأغاني : إذا النجم وسط السماء اعتدل.. وقريب منه ما رواه الأصمعي كما في بلاغات النساء : 209 - عن زوجة أعرابي كندية ، قالت : [من المتقارب] كأنّي جَنَى النَّحلِ والزَّنجبيل *** وَصَفْوُ المُدامة والسلسبيل يَزِينُ سنا الوجه لي مَبْسَم *** كمثل اللئالي وعَيْنٌ كَحِيل

ومنهم : شريح القاضي (1) ؛

وكان أوّل من سعى بحجر بن عدي وأصحابه ، وشهد عليهم حتى قتلهم معاوية ، وكان - أيضاً - شهد على هاني بن العروة أنّه في عافية عن (2) الأمير عبيد الله بن زياد ، وحبسه حتى انصرفت الغوغاء (3).

ومنهم : عطاء بن [أبي] رباح (4) ؛

الذي شكّ في المسح على الخفّين (5) ، وقد شك عندهم في سنة (6) النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)،

ص: 62


1- انظر عنه : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 103/4 - 105.
2- أي : شهد عن أمر عبيد الله بن زياد بأنّ هانئاً في عافية.
3- كما نص عليه المصنف (رحمه الله) في مناقبه 92/4 - 93 ، والسيد ابن طاوس (رحمه الله) في اللهوف : 52 - 53 ، والشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد 50/2 ، وعنه في بحار الأنوار 348/44 (باب 37) ذیل حدیث 2 ، قال :.. فلما سمع كلامه شريح خرج إليهم، فقال لهم : إنّ الأمير لما بلغه كلامكم ومقالتكم في صاحبكم أمرني بالدخول إليه، فأتيته فنظرت إليه ، فأمرني أن ألقاكم وأعرفكم أنّه حيّ ، وأنّ الذي بلغكم من قتله باطل..!!
4- اسم أبي رباح : أسلم، وهو القرشي الفهري ، أبو محمد المكي (المتوفى 115 ھ، أو 114ھ، وقيل هذا صحيح). راجع عنه : تهذيب الكمال 69/2 برقم 3933، وتذكرة الحفاظ 92/1، وميزان الاعتدال 2/ 197 ، وحلية الأولياء 310/3.. وغيرها.
5- راجع : المحلّي لابن حزم 89/2.
6- من قوله : وقد شك.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).

رواه هشام [بن عبيد الله] (1) عن عبد الواسع [بن أبي طيبة] (2) ، عن محمد بن عبيد الله ، عنه (3).

***

ومنهم : سفيان بن عيينة ؛

وكان من شرطة هشام [بن عبد الملك] (4).

***

ومنهم : عروة [بن] الزبير (5) ؛

وما يأخذه من الزمع (6) عند ذكر علي (علیه السلام) فيسبه ، ويضرب بإحدى يديه على

ص: 63


1- وهو : العرزمي الفزاري أبو عبد الرحمن الكوفي. راجع : تهذيب الكمال 41/26 برقم 5434.. وغيره.
2- وهو : الجرجاني.. لاحظ : الجرح والتعديل 76/6 برقم 390.. وغيره.
3- راجع : المصنّف للصنعاني 198/1 ، وشرح فتح القدير 126/1، والمحلى لابن حزم 85/2، والسنن الكبرى للبيهقي 281/1 ، وصحيح ابن حبّان 147/4، كل ذلك نقلاً عن هامش المسترشد : 179.
4- كما نص عليه البياضي أيضاً في الصراط المستقيم 243/3.
5- انظر عنه : الحصيلة من الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 161/4 - 162.
6- كذا جاءت الكلمة نسخة ؛ وهي الرعدة ، وفي نسختي الأصل : الزيغ. قال ابن منظور في لسان العرب 144/8 : الزمع : رعدة تعتري الإنسان إذا هم بأمر. وقيل : الزمع : الدهش ، وقيل : القلق.

الأُخرى ، ويقول : ما يغني (1) وقد ألجم الناس أنّه لم يخالف إلى ما نهى عنه (2).

ص: 64


1- في نسختي الأصل : ما يعني ، وما هنا أُخذ من شرح النهج.
2- قال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 69/4 : وقد تظاهرت الروايات عن عروة بن الزبير أنّه كان يأخذه الزمع عند ذكر علي (علیه السلام) فيسبه، ويضرب بإحدى يديه على الأخرى ويقول : وما يغني إنّه لم يخالف إلى ما نهي عنه ، وقد أراق دماء المسلمين ما أراق ؟ ! قال الثقفي في الغارات 569/2 : وكان بالحجاز [من مبغضيه (علیه السلام)]: أبو هريرة ، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير وزيد بن ثابت وقبيصة بن ذؤيب ، وعروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب ، ثم قال : وكانت قريش كلّها على خلافه مع بني أُميّة ! وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 102/4 عن ولده يحيى : روى عن أبيه أنّه قال له : يا بني ! والله ما أحجم الناس عنه إلّا طلباً للدنيا... قال يحيى : فكنت أعجب من وصفه إياه بما وصف به ومن عيبه له وانحرافه عنه. قال الشيخ عبد الله نعمة في روح التشيع : 126 : ولا يعرف حديث عائشة في العباس وأمير المؤمنين (علیه السلام) من ما وضعوه على رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) من قوله : يا عائشة ! إنّ هذين يموتان على غير ملّتي! أو قال : ديني..!! وفي حديث آخر عنها أنه قال لها : يا عائشة ! إنّ سرّك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا.. فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب... وهذا ما لا يعرف إلّا منه عن خالته.. كما رواها ابن أبي الحديد في شرح النهج 63/4 - 64. وقال في شرح نهج البلاغة 147/20 : عن المسعودي أنه قال : وكان عروة يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم، ويقول : إنما أراد بذلك أن لا تنتشر الكلمة ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة فتكون الكلمة واحدة، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لمّا تأخروا عن بيعة أبي بكر ؛ فإنّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار !!

ومنهم : عبد الله [بن] الزبير (1) ؛

وكان يقول : كتمت عداوة بني هاشم أربعين سنة (2) حتى ظفرت بما ظفرت !!

ص: 65


1- انظر : الحصيلة من الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 130/4 - 133. قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 123/68: وابن الزبير هو عبد الله ، وكان أعدى عدو أهل البيت (علیهم السلام)، وهو صار سبباً لعدول الزبير عن ناحية أمير المؤمنين (علیه السلام) ، حيث قال (علیه السلام) : «لا زال الزبير معنا حتّى أدرك فرخه». والمشهور أنه بويع له بالخلافة بعد شهادة الحسين صلوات الله عليه لسبع بقين من رجب سنة أربع وستين في أيام يزيد ، وقيل : لما استشهد الحسين (علیه السلام) في سنة ستين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكة إلى نفسه، وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور فبايعه أهل تهامة والحجاز ، فلما بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع، وضمّ إلى كل واحد جيشاً ، واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة وجعله أمير الأمراء ، ولمّا ودعهم قال : يا مسلم ! لا ترد أهل الشام عن شيء يريدونه لعدوهم واجعل طريقك على المدينة ، فإن حاربوك فحاربهم ، فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثاً. فسار مسلم حتى نزل الحرّة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة، فدعاهم مسلم ثلاثاً فلم يجيبوا فقاتلهم فغلب أهل الشام قتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار ، ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيام ، ثم شخص بالجيش إلى مكة ، وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة، ومات مسلم لعنه الله في الطريق.
2- قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 61/4 - 62 : قال ابن الزبير : إنّي لأكتم بغضكم أهل البيت منذ أربعين سنة.

وكان يخطب ، ولا يصلّي على النبي (عليه و آله السلام) ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن له أهل سوء ؛ أنا أكره أن أترنّم (1) بالصلاة عليه !! (2)

ثم أدخل محمد بن الحنفية ومن كان معه في الشعب ، وأراد أن يحرقهم بالنار ، ومحمد بن الحنفية ومن معه يناشدونه بالله والقرابة ، فيأبى ، حتى وجه المختار إليه أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف معدّين فأخرجهم (3)

ص: 66


1- ما أُثبت استظهار، وإلّا فالكلمة مشوشة غير معجمة في نسختي الأصل.
2- كما نص عليه البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 238/3. راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 21/8، ووقعة صفين : 340، وتاريخ اليعقوبي 261/2.. وغيرها. قال المعتزلي في شرحه على النهج 127/20 - 128: قطع عبد الله بن الزبير في الخطبة ذكر رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) و وجمعاً كثيرة ، فاستعظم الناس ذلك ، فقال : إنّي لا أرغب عن ذكره ، ولكن له أهيل سوء، إذا ذكرته أتلعوا أعناقهم.. فأنا أحب أن أكبتهم. ثم قال : لما كاشف عبد الله بن الزبير بني هاشم وأظهر بغضهم وعابهم، وهم بما هم به في أمرهم، ولم يذكر رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في خطبة لا يوم الجمعة ولا غيرها.. عاتبه على ذلك قوم من خاصته تشاءموا بذلك منه ، وخافوا عاقبته ، فقال : والله ما تركت ذلك علانية إلا وأنا أقوله سراً وأكثر منه.. ولكني رأيت بني هاشم إذا سمعوا ذكره أشرأبوا، ؛ واحمرت ألوانهم، وطالت رقابهم ، والله ما كنت لآتي لهم سروراً وأنا أقدر عليه ، والله لقد هممت أن أحظر لهم حضيرة ثم أضرمها عليهم ناراً ، فإنّي لا أقتل منهم إلّا آثماً كفّاراً سحاراً ! لا إنّما هم [أي لا أكثر عدوهم] الله ولا بارك عليهم.. بيت سوء لا أوّل لهم ولا آخر.. ! ! إلى آخره.
3- قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 123/20 - 124 : جمع عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس في سبعة عشر رجلاً من بني هاشم منهم : الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، وحصرهم في شعب مكة يعرف ب-: شعب عارم ، وقال : لا تمضي الجمعة حتى تبايعوا إليّ أو أضرب أعناقكم ، أو أحرقكم بالنار.. ثم نهض إليهم قبل الجمعة يريد إحراقهم بالنار.. وقد بعث المختار بن أبي عبيد من الكوفة أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف ، فلما نزلوا ذات عرق تعجّل منهم سبعون على رواحلهم حتى وافوا مكة صبيحة الجمعة.. إلى آخره. وقد قاله المسعودي في مروج الذهب : 85 - 86.. وغيره. بل حدثنا المسعودي في تاريخه 85/3 - وعنه السيد الأمين في أعيان الشيعة 262/5 [262/23] - وقبله ابن أبي الحديد في شرحه 146/20.. وغيرهما - أنه حبس الحسن بن محمد بن الحنفية في الحبس المعروف ب-: حبس عارم، وهو حبس موحش مظلم، وأراد قتله، فعمل الحيلة حتى تخلّص من السجن وتعسّف الطريق على الجبال حتى أتى منى وبها أبوه محمّد بن الحنفية.. وفي شرح النووي 297/20 أنه عبد الله [بن] الزبير سجن محمد بن الحنفية في سجن عارم. قال المبرد في الكامل 195/2 ما نصه : وكان عبد الله بن الزبير يدعى : العائد ؛ لأنه عاذ بالبيت، ففي ذلك يقول ابن الرقيات يذكر مصعباً : [من الخفيف] بلد تأمن الحمامة فيه *** حيثُ عاذَ الخليفة المظلوم وكان عبد الله يدعى : المحلّ ؛ لإحلاله القتال في الحَرَم. وفي ذلك يقول رجل في رملة بنت الزبير : [من المتقارب] ألا من لقلب معنّى غَزل *** بذكر المُحِلَّةِ أُخْتِ المُحل وكان عبد الله بن الزبير يظهر البغض لابن الحنفية إلى بغض أهله، وكان يحسده على أَيْدِهِ. قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 125/68 :.. ولما قتل مصعب انهزم أصحابه، فاستدعى بهم عبد الملك فبايعوه، وسار إلى الكوفة ودخلها، واستقر له الأمر بالعراق والشام ومصر ، ثم جهز الحجاج في سنة ثلاث وسبعين إلى عبد الله بن الزبير، فحصره بمكة ورمى البيت بالمنجنيق، ثم ظفر به وقتله، واجتز الحجاج رأسه وصلبه منكساً ، ثم أنزله ودفنه في مقابر اليهود، وكانت خلافته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين وعشرين يوماً ، وله من العمر ثلاث وسبعون سنة ، وقيل : اثنتان وسبعون سنة، كانت أُمه أسماء بنت أبي بكر.

ص: 67

ومنهم : عبد الله بن عمرو بن العاص ؛

الذي كان يقاتل علياً (علیه السلام) في صفين برايته ، وقد تقلّد بسيفين [يقول : هذا عن نفسي وهذا عن أبي] ، رواه جرير بن عبد الحميد (1) الضبي (2) ، وقد قال له النبي [عليه وآله السلام) ما قال (3).

ص: 68


1- في نسختي الأصل والمسترشد: عبد الله ، والصواب ما أُثبت كما جاء في الصراط المستقيم ؛ وكانت كنيته أبا عبد الله.
2- كما نص عليه البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 238/3. وراجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 21/8 ، ووقعة صفين : 340.. وغيرهما.
3- يعني حديث : عمار تقتله الفئة الباغية، ففي المستدرك علي الصحيحين 387/3 بسنده عن عبد الرحمن السلمي قال : شهدنا صفين.. فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه : عمرو : قد قتلنا هذا الرجل ، وقد قال رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) فيه ما قال. قال : أي الرجل ؟ قال عمار بن ياسر ، أما تذكر يوم بنى رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) المسجد.. إلى آخره. ويحتمل أن يقصد ما رواه لعنه الله عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أنه قال : «سمعت رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) يقول : «يكون خليفتي اثنا عشر خليفة» ، كما في العدد القوية : 84، أو حديث افتراق الأمر إلى ثلاث وسبعين المروي عنه كما في عوالي اللئالي 83/1، أو ما جاء في غيبة الشيخ الطوسي (رحمه الله) : 185 حديث 144 في أمير المؤمنين (علیه السلام)، وخروج المهدي (علیه السلام) ، أو ما رواه المصنف (رحمه الله) في المناقب 73/4 عنه في حق الإمام الحسين (علیه السلام).. أو غيرها. راجع كتاب صفين لنصر بن مزاحم المنقري : 482 ، والمعيار والموازنة للإسكافي : 174 و 189.. وغيرهما.

ومنهم : أبو إسحاق (1) السبيعي؛

أخرج بديلاً (2) ضمن [من] يقاتل الحسين (علیه السلام)، وقال له الحجاج : أنت المعين علينا ؟! قال : نعم ، ما كنا فيه بررة أتقياء ، ولا فجرة أقوياء (3).

***

ومنهم : حمّاد بن زيد (4) ؛

الذي روى فقهاؤكم عنه : إنا لنرى علياً بمنزلة العجل الذي اتخذوه

ص: 69


1- في نسختي الأصل : الحسن ، وهو مصحف عما أثبت.
2- في نسخة (ب) : بذيلاً.
3- أقول : قد سلف قريباً نسبة هذا القول إلى عامر الشعبي نقلاً عن الصوارم المهرقة 335.. وغيره.
4- في نسختي الأصل يزيد، والصواب ما أثبت وهو : ابن درهم الأزدي، أبو إسماعيل البصرى، وكان من ولاة عثمان بن عفّان ، لاحظ : تهذيب الكمال 350/7.

بنو إسرائيل (1) ، وأن أصحابه (2) من أصحاب العجل !

***

ومنهم مسروق (3) بن الأجدع (4) الهمداني ؛ :

رغب عن الخروج مع علي (علیه السلام)، وكان يلى الخيل بالبصرة لابن زياد ، وأوصى أن يدفن في مقابر (5) اليهود ، ويزعم أنه يخرج من قبره وليس هناك من يؤمن بالله ورسوله غيره !

ص: 70


1- إلى هنا ذكره البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 253/3 قال : ورووا فقهاؤهم مثل حماد بن زيد.. وغيره. قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 103/4: وروى المحدّثون عن حماد بن زيد أنّه قال : أرى أن أصحاب علي أشدّ حباً له من العجل لعجلهم...!! ثم قال : وهذا كلام شنيع.. ومثله قاله الطبري في المسترشد : 185 وقال : هؤلاء الذين رووا المنكرات : أنّ النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قال : ما ابطأ عني جبرئيل قط إلا ظننته بدأ بعمر !
2- في نسختي الأصل أصحاب.
3- في نسختي الأصل : مروان ، والصحيح ما أُثبت.
4- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل بالمعجمة : الأجذع، والصحيح هو : مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني. لاحظ : المسترشد : 157 ، قال : أوصى أن يدفن في مقابر اليهود.. وله كلام مفصل، وقد خرج إلى قزوين ومات فيها.
5- في نسختي الأصل : مقابل.

وقد وردت الروايات أن اللعنة تنزل عليهم (1).

وقد نهى عن إحراق قبورهم مخافة نزول اللعنة.

***

ومنهم : خالد بن عبد الله الواسطي (2) ؛

[روى :] (3) أن الجنة والنار يخربان (4).

***

ومنهم : يزيد بن هارون الواسطى (5) ؛

ص: 71


1- كما روى ذلك في دعائم الإسلام 381/1 - ونقل عنه الميرزا النوري (رحمه الله) في مستدرك وسائل الشيعة 374/8 - 375 (باب 43) حديث 4 (9716) - عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنه قال : إن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) نهى عن النزول على أهل الكنائس في كنائسهم. وقال : «إنّ اللعنة تنزل عليهم».
2- عده الطبري في المسترشد : 210 من مرجئة الكوفة ، وفيه الطحان.
3- الزيادة أُخذت من المسترشد والصراط.
4- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، وما أُثبت من المسترشد. كما جاء في الصراط المستقيم 247/3 أيضاً.
5- راجع عنه : تاریخ بغداد 403/7 ، وطبقات ابن سعد 388/1 ، والجرح والتعديل 295/9 برقم 1257.. وغيرها.

وكان في قهرمة (1) الحسن (2) [بن قحطبة] وطيّه (3).

***

ومنهم : هشام السنّي (4) ؛

الذي زعم أن شرب النبيذ سُنّة ، وتركه مروءة (5) ، وزعم أن (6) الروح الذي في عيسى ليس بمخلوقة ، فأراد سلمة بن الأوس (7) - قاضي الري -

ص: 72


1- الظاهر أنّ قهرمة هي جمع قهرمان، وقهرمان من أُمناء الملك وخاصته ، وقيل : ھو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده ، والقائم بأمور الرجل - بلغة الفارسية - كما جاء في النهاية 129/4 ، ولسان العرب 416/12.. وغيرهما.
2- تقرأ في نسخة (ألف) : تهزمة الحسين، وهي مطموسة في نسخة (ب)، وما أُثبت من المصادر.
3- وقد روي عنه وعن سفيان بن عيينة ، أنّهما قالا : نُحر إبل الحسين (علیه السلام) فإذا لحمه يتوقد ناراً ، كما في بحار الأنوار 302/45 (باب 46) حديث 3 عن المناقب للمصنف (رحمه الله).
4- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة، ويحتمل فيها غير ما أثبتناه، وفي المسترشد : 147 : هشام البغي، وما هنا من الصراط المستقيم 245/3 ، والصحيح كما وهو الظاهر، حيث نحتمل كونه هو هشام بن عبيد الله الرازي السنّي، من فقهاء الحنفية. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 446/10 ، تاريخ الإسلام 719/5.
5- وزاد في المسترشد قوله : فجعل ترك السنة مروءَةً !
6- من قوله : وتركه.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
7- في نسخة (ب) : الأوجره، ولا يوجد اسمه في الصراط ، وجاء اسمه في المسترشد : سلمة بن [الفضل] (المتوفى سنة 191 ھ)، وهو الصواب، ولعل كلمة (الأُوس) مصحف عن الأبرش ، وهو الظاهر. انظر عنه : تهذيب التهذيب 153/4 برقم 265 ، تاريخ الإسلام 205/13 برقم 116، تهذيب الكمال 305/11 برقم 2464 ، طبقات ابن سعد 381/7 عن ھامش المسترشد للطبري : 147.

[أن] يُنكل (1) به (2) ، فهرب إلى خراسان.

***

ومنهم : منصور بن المعتمر (3) ؛

وكان شرطياً لهشام (4).

***

ومنهم : محمد بن سيرين (5) ؛

وكان مؤدباً لولد الحجاج (6).

ص: 73


1- في نسختي الأصل : ينتكل، والمثبت عن المصدر.
2- إلى هنا جاء في الصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله) 245/3.
3- في نسختي الأصل : المغنم، وما هنا من المسترشد والصراط وهو الصواب ، وهو أبو عتاب السلمي ، لاحظ عنه : الجرح والتعديل 177/8.. وغيره.
4- في نسختي الأصل لهاشم، والصواب ما أثبتناه، كما في المسترشد، وزاد فيه : ابن عبد الملك ، انظر : الصراط المستقيم 247/3.
5- في نسختي الأصل : السدير ، وسلف هذا العنوان وما فيه قريباً.
6- لاحظ : المسترشد : 148 وعدة من رواة القوم وفقهاءهم.

[وكان يسمعه يلعن علياً فلا ينكر عليه ، فلمّا لعن الناسُ الحجاج خرج من المسجد ، وقال : لا أطيق أسمع شتمه ! !] (1).

***

ومنهم : النعمان بن بشير الأنصاري (2) ؛

كان مع معاوية يقاتل علياً (علیه السلام) (3).

ص: 74


1- الزيادة من الصراط المستقيم 245/3 وقد سلفت هذه العبارة تحت اسم محمد بن سيرين قريباً.
2- وهو الذي أخذ أصابع نائلة - امرأة عثمان - التي قطعت ، وقميص عثمان - الذي قتل فيه - وهرب به ، فلحق بالشام، فكان معاوية يعلّق قميص عثمان وفيه الأصابع، فإذا رأوا ذلك أهل الشام ازدادوا غيضاً وجداً في أمرهم، كما قاله ابن الأثير في الكامل 192/3 ، وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 7/32 (باب 2) حدیث 2، وكذا نقله ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 45/1 ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد 64/1.. ولذا استحق أن يكون والياً لمعاوية على الكوفة وأقرّه يزيد عليها ، كما في الإرشاد للشيخ المفيد (رحمه الله) 40/2 ، وإعلام الورى : 223 ، وروضة الواعظين 173/1.. وغيرهم. لاحظ عنه التاريخ الكبير للبخاري 75/11 برقم 2223.
3- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 77/4 : وكان النعمان بن بشير الأنصاري منحرفاً عنه [أي أمير المؤمنين] وعدواً له ، وخاض الدماء مع معاوية خوضاً ، وكان من أمراء يزيد ابنه حتى قتل وهو على حاله.. بل لم يكن من الأنصار مع معاوية غيره وغير مسلمة بن مخلد الأنصاري ، كما قاله ابن أبي الحديد في شرح النهج 84/8.. وقد غزى هذا أيام أمير المؤمنين (علیه السلام) من قبل معاوية عين التمر.. وجاءت له (علیه السلام) خطبة في ذلك أوردها في نهج البلاغة : 81(خطبة 39).

ومنهم : عبيدة السلماني (1) ؛ (2)

وكان عريفاً (3)..

ص: 75


1- راجع عنه : تهذيب الكمال 266/19 برقم 3756، وسير أعلام النبلاء 40/4، والمسترشد : 193.. وغيرها.
2- قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 219/1:... وقد أفصح ابن سيرين بأخذه عن عبيدة السلماني، وهو أخص الناس بعلي [علیه السلام] ، وفي المناقب 259/1 - وعنه في بحار الأنوار 158/40 (الباب 93) ضمن حديث 54 - قال : وابن سيرين يفصح بأنه أخذ عن الكوفيين وعن عبيدة السلماني وهو أخص الناس بعلي [علیه السلام]. وهناك روايات عدة أنّ عبيدة السلماني من أصحاب عبد الله بن مسعود الذين أتوا أمير المؤمنين (علیه السلام) في صفّين وقالوا له : إنّا نخرج معكم ولا تنزل عسكركم ونعسكر على حدة حتى ننظر في أمركم وأمر أهل الشام ، فمن رأيناه أراد ما لا يحل له أو بدا لنا منه بغي كنّا عليه. ولاحظ شرح نهج البلاغة 186/3 وعنه في بحار الأنوار 407/32 ذيل حديث 366 ، ولاحظ صفحة 449 منه ودوره وأصحابه بين أمير المؤمنين ومعاوية، وانظر: شرح نهج البلاغة 16/4. وهو الذي استحلف أمير المؤمنين (علیه السلام) ثلاثاً على حديث، كما رواه الإربلي (رحمه الله) في كشف الغمّة 128/1، وجاء في بحار الأنوار 330/33 (باب 22) حديث 574.
3- يقال : عريف القوم : سيّدهم ، كما في لسان العرب 238/9 ، وفي مجمع البحرين 98/5 : هو القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرّف الغير منهم أحوالهم وهو دون الرئيس. سبق أن تكلّمنا عن هذه اللفظ لغة واصطلاحاً وقيمتها اعتباراً في مستدركات مقباس الهداية. وله جملة روايات في طرقنا رواها عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ، كما في بصائر الدرجات: 196 (الجزء الرابع ، باب 7) حدیث 9. روى عنه مولى سلمان، ومثله في التهذيب 295/6 حديث 823، وعنه في وسائل الشيعة 26/27 - 27 (الباب 4) حديث 33118.. وغيرهما.

.. وقد رويتم (1) ؛ أنّ العريف في النار.

***

ومنهم : حريز (2) بن عثمان ؛

وكان يشتم علياً على المنابر - برواية جرير بن عبد الحميد -. (3)

ص: 76


1- كما جاء في المصنّف لابن أبي شيبة 342/5 حديث 26713 ، ومسند أبي يعلى 57/3 حديث 1481 ، وصحيح الجامع الصغير للألباني 1206/2 حديث 7185.. وغيرهما. وجاء في مستدرك الوسائل 110/13 (باب 23) حدیث 14916 عن الجعفريات مسنداً عن أمير المؤمنين (علیه السلام) أنه قال : «لا بد من العريف، والعريف في النار..».
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : جرير، والصحيح ما أثبتناه، كما جاء اسمه كذلك في التراجم والسير.
3- حكى المصنف (رحمه الله) في المناقب - وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 261/35 (الباب 87) حدیث 33 عن تاريخ الخطيب وعدّة ، وفيه : أن جرير بن عثمان كان يبغض علي بن أبي طالب (علیه السلام).. فهو عنه يبغض رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) كما رووه هم عنه : «من أحبّ عليّاً فقد أحبّني ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني..» وغيرها. وانظر : تهذيب الكمال 576/5.

ومنهم : الليث بن سعدا (1) ؛

ممن عدى البيت حتى هدموه (2).

***

ومنهم : قبيصة (3) بن ذؤيب ؛

وكان على ديوان الخاتم لعبد الملك (4).

ص: 77


1- وهو ابن عبد الرحمن الفهمي، لاحظ : تهذيب الكمال 255/24 ، والغارات 383/2 - 390.. وغيرهما.
2- كذا، ولم أفهم مراده ولعلّ عبارته مصحفة أو فيها سقط.
3- الكلمة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل ، تقرأ : فسحة ، والصحيح ما أثبتناه، ولعل ما جاء في كتابي الشيخ الطوسي (رحمه الله) التهذيب 314/9، والاستبصار 163/4 ب-: قصبة ، أو : قبيضة.. سهو. حيث هو كان عند عبد الملك ، كما في الجعفريات : 116، وعنه في مستدرك الوسائل 343/15 (باب 26) حديث 18448. راجع : تنبيه الخواطر المعروف ب-: مجموعة ورّام 44/2.. وانظر : العقد الفريد 154/4 و 156 ، وتاريخ مدينة دمشق 259/49 ، والمحبّر لأبي جعفر البغدادي : 379.. وغيرهم.
4- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 282/4 :.. وكان على الختم والبريد للخليفة عبد الملك ، وقد أصيبت عينه يوم الحرّة. راجع : الطبقات الكبرى 176/5 و 447/7 ، والمعارف لابن قتيبة : 447، والاستيعاب 1273/3.. وغيرها.

ومنهم : الحجاج بن أرطاة (1) ؛

وكان صاحب شرطة أبي (2) جعفر وغيره.

***

ومنهم: يزيد بن زريع (3) ؛

قال : لو أدركت علياً لبلت على رايته !

وقال بعضهم : إنّما قال : لبصقت على رأسه !

***

ومنهم : خالد الحذاء ؛

أوّل من وضع العشور (4).. والنبي (عليه و آله السلام ) قال : «إنما العشور على

ص: 78


1- أقول : الظاهر تغاير هذا مع ما رواه الإربلي (رحمه الله) في كشف الغمة 333/2[121/2]، وعنه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 184/78 - 185 (باب 22) حدیث 12، وراجع : المسائل الصاغانية : 84.. وغيره.
2- في نسختي الأصل : بن ، بدلاً من : أبي. راجع عنه : الطبقات الكبرى 359/6 ، تاریخ بغداد 225/8.. وغيرهما.
3- لاحظ ترجمته في سير أعلام النبلاء 296/8 ، وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى 289/7 :.. وكان عثمانياً.
4- العشور جمع عشر ، يعني ما كان من أموالهم للتجارات دون الصدقات والذي يلزمهم في ذلك، كما في لسان العرب 570/4 ، أو ما كان الملوك يأخذونه ، ويأتي بمعنى النقصان. أو هو من يأخذ العشر على الطريق ، قال في المصباح 411/2: عشرت المال عشراً... وعشوراً أُخذت عشرة، واسم الفاعل عاشر وعشّار.. قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 254/3 : روى عنه أبو عاصم النيلي أنّه أول من وضع العشور.

اليهود والنصارى ، وليس على المسلمين عشور» (1).

***

ومنهم : شبابة بن سوار (2) ؛

قال (3) : ذكر عنده ولد علي (علیه السلام) وطلبهم (4) الخلافة..

فقال : والله لا يصلون إليها أبداً ، والله ما استقامت لعلي ولا فرح بها أبوه (5) ، فكيف تصير إلى ولده ؟ ! هيهات هيهات ؛ لا [والله ، لا] يذوق طعم الخلافة من رضي بقتل عثمان !!

ص: 79


1- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 474/3 بألفاظ مقاربة، وصفحة : 322، وسنن أبي داود 44/2 حديث 3046 ، و 3048 ، و 3049، وسنن الترمذي 73/2 حديث 629 ، والسنن الكبرى 199/9.. وغيرها.
2- هو : شبابة بن سوار الفزاري، أصله من خراسان ، قيل اسمه : مروان. انظر : تهذيب التهذيب 200/4 برقم 518، وجاء في اسناد الشيخ المفيد (رحمه الله) فيأماليه : 315 (المجلس السابع والثلاثون ) حديث 6 ، ولعله غيره.
3- جاء بنصه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 103/4.
4- كذا في المصدر ، وهو الظاهر ، وفي النسختين : طلبتم.
5- كذا ؛ وفي المصدر : يوماً ، بدلاً من : أبوه.

ومنهم : رجاء بن حيوة (1) ،

وكان كاتب سليمان بن عبد الملك (2).

***

ومنهم مرّة الهمداني (3) ، ومسروق [بن الأجدع] (4) ؛

وكانا لا يؤمران علي بن أبي طالب (علیه السلام) ويميلان إلى بني أمية ، ورغبا عن الخروج معه ، وأخذا عطاءه وخرجا إلى قزوين (5).

ص: 80


1- في نسختي الأصل : جبوة، وجاء في عوالي اللئالي 66/1: بن حبوة ، ومثله جاء في العقد الفريد 111/6 ، وتفسير الثعلبي 87/8.. وغيرهما. والصحيح ما أثبتناه ، كما جاء في المصادر الرجالية ؛ كما في سير أعلام النبلاء 557/4 ، وتاريخ الإسلام 234/3.. وغيرهما.
2- كما صرح بمراودته مع القوم ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 253/15.
3- لاحظ ترجمته في تهذيب الكمال 379/37 برقم 5865.
4- عدهما الطبري (رحمه الله) في المسترشد : 207 ، ممن كان يطعن في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه ولعنة الله على أعداءه ). في الصراط المستقيم 256/3 : وممن كان يطعن على علي [علیه السلام] من أهل الكوفة مسروق ومرة الهمدانيان. لاحظ عنه : تهذيب التهذيب 109/10 برقم 205.
5- قال الطبري (رحمه الله) في المسترشد : 157 : ومن فقهائكم : مسروق بن الأجدع ومرة الهمدانيان، رغبا عن الخروج مع علي بن أبي طالب (علیه السلام) إلى صفين ، وأخذا عطاءهما مع علي (علیه السلام) وخرجا إلى قزوين - وكان مسروق يلي الخيل لعبيد الله بن زياد، ومات عاشراً، وأوصى أن يدفن في مقابر اليهود، وقد روت الرواة أن اللعنة تنزل عليهم.. قال في الصراط المستقيم 247/3 : ومنهم مسروق بن الجذع [كذا] ومرة الهمدانيان ، لم يخرجا مع علي [علیه السلام] إلى صفين بل أخذا عطاءهما منه وهربا إلى قزوين. قال في الغارات 383/2[558/2 - 561] : كان بالكوفة من فقهائها أهل عداوة له [أي أمير المؤمنين (علیه السلام)] وبغض، وخذلوا عنه، وخرجوا من طاعته مع غلبة التشيع على الكوفة ، فمنهم : مرّة الهمداني، ومسروق بن الأجدع... وكان مرة يقول : أما علي ؛ فسبقنا بحسناته وابتلينا نحن بسيئاته ! وقال أيضاً في 387/2 [562/2 - 563] مسنداً : قال : كان الأسود [بن يزيد] ومسروق [بن الأجدع] يمشيان إلى عائشة ، فيقعان عندها في علي (علیه السلام) ، فأما الأسود ؛ فمات على ذلك، وأما مسروق ؛ فلم يمت حتى صلّى على علي [علیه السلام] في زوايا بيته. ثم نقل قصة أُخرى عن زوجة مسروق (قمير ) تفيد توبته بعد ذلك. وحكى بعض ما ذكرناه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 96/4 - 97، وعنه في بحار الأنوار 295/34..

ومنهم : عبيدة ، والأسود (1) ، وعلقمة (2) ، وسويد بن غفلة..؛

ص: 81


1- ولعله : الأسود بن يزيد النخعي الذي كان من أهل الكوفة ويطعن في مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام) كما في المسترشد : 207.. وغيره، وفي المسترشد : 192 : أنّه ممّن نسب من أهل الكوفة إلى الترفّض. لاحظ : تهذيب الكمال 265/12 برقم 2647.
2- ولعلّه : علقمة بن قيس النخعي، لاحظ المسترشد : 193، ومعرفة الثقات للعجلي 145/2 برقم 1273 ، الجرح والتعديل 404/6 برقم 2258.

كانوا مع الذين خرجوا على أمير المؤمنين (علیه السلام) يوم الحكمين ، وحكموا وعصوا علياً [صلوات الله عليه] وأرادوا قتله !

[ومنهم :] سويد بن غفلة ؛ معروف بمنادمة بني أُمية ، ووضع الأخبار الكاذبة لهم (1).. وقال سفيان الثوري (2) : أربعة أكذب الناس : زياد بن علاقة ، وهشام بن عروة ، وعروة (3) أبوه ، وعكرمة.

ص: 82


1- أقول : لسويد هذا روايات كثيرة عن أمير المؤمنين (علیه السلام) في باب الأحكام ؛ كالمواريث ، والسفر، والصيام والمواعظ.. وغيرها. قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 377/10 ذیل حدیث 9: روى عنه الفضل بن شاذان في حديث فيه سويد بن غفلة ، قال:... وقد أجمع أهل الآثار على أنّه كان كثير الغلط.. راجع : الفصول المختارة : 167 ، ومثله في الصراط المستقيم 152/3.. وغيرهما. إلا أنّه عد من أولياءه (علیه السلام) ، كما في بحار الأنوار 271/34 - 272 (باب 34) حديث 1011 ، أخذاً من الاختصاص : 2. وراجع : رجال البرقي : 4 [طبعة الجامعة، وفي الطبعة المحققة : 37 برقم 22] بإضافة لقب : الجعفي من أصحاب مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام)، وكذا جاء في رجال الشيخ (رحمه الله) : 66 برقم 589 [طبعة جماعة المدرسين ، وفي الطبعة الحيدرية : 43 برقم 4] من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام)، وصفحة : 94 برقم 937 [طبعة جماعة المدرسين، وفي الطبعة الحيدرية : 69 برقم 4] من أصحاب الإمام الحسن (علیه السلام) ، ورجال العلامة : 84 (الباب التاسع ) برقم 1.
2- العبارة مطموسة في نسخة (ب).
3- لا توجد في نسخة (ألف): وعروة.

ورأى علقمة مسروقاً (1) ، وشريحاً ، وسوار بن عبد الله ، وابن أبي ليلى يلبسون السواد (2).

***

وكان من المرجئة ؛

جریر بن عبد الله الهمداني (3) ، وأبو يحيى الحماني (4) ، ومسعر بن كدام (5) ، وأبو معاوية الضرير (6) ، وحمّاد بن أبي حنيفة (7) ، وأبو يوسف القاضي (8) ،

ص: 83


1- من قوله : وعكرمة.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
2- أقول : هذا المقطع والذي قبله لا ربط له بالعنوان موضوعاً ومصداقاً ، فلاحظ.
3- كذا ، إلّا أنّ في المسترشد : 210، ذكر من مرجئة الكوفة : ذر بن عبد الله الهمداني، وقد نص عليه في تهذيب الكمال 512/8.
4- وأورده في المسترشد : 210 في عداد مرجئة الكوفة.
5- هو الهلالي ، وعده في المسترشد : 210 من مرجئة الكوفة.
6- يعد من مرجئة الكوفة ، كما قاله الطبري في المسترشد : 210 ، وفيه : محمد بن خازم أبو معاوية الضرير.
7- قاله الطبري (رحمه الله) في المسترشد: 210 إنّه من مرجئة الكوفة. وذهب المصنف (رحمه الله) في كتابه : مناقب آل أبي طالب 216/3 إلى عد نفس أبي حنيفة منهم.
8- يعدّ من مرجئة الكوفة ، كما نص عليه الطبري (رحمه الله) في المسترشد : 210 ، وراجع : المناقب 216/3.

ومحمد بن الحسن (1) ، وعبد العزيز بن أبي روّاد (2) ، وعبد المجيد (3) بن عبد العزيز ، وطلق بن حبيب (4).

***

ص: 84


1- في نسخة (ألف) : الحسين ، وهو مصحف. وقد ذكره الطبري (رحمه الله) في المسترشد: 210 من مرجئة الكوفة، وزاد عليه : صاحب أبي حنيفة.
2- هو : عبد العزيز بن أبي روّاد الأزدي، مولى المهلب بن أبي صفرة. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 184/7.
3- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : عبد الحميد ، والصحيح ما أُثبت ، وھو ابن عبد العزيز بن أبي روّاد المكي. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 434/9.
4- عد الطبري (رحمه الله) هؤلاء الثلاثة من مرجئة أهل مكة في المسترشد : 210. أقول : وقد زاد عليهم في المسترشد : 210 - غير ما مرّ -: عمر بن ذر الهمداني ، و حماد بن أبي سليمان الأشعري، ومالك بن مغول البجلي، وعمرو بن مرة الجملي، وأبا حنيفة الفقيه، وزهير بن معاوية الجعفي، ويحيى بن أبي يحيى الحماني، وخالد بن عبد الله الواسطي الطحان، وزاد في المناقب عليهم : بشر المريسي. ثم قال في صفحة: 211: وممّن خرج من أهل الكوفة منهم [أي من المرجئة]: أبو البحر الطائي، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن شداد بن الهاد الليثي، وعبدالرحمن بن أبي ليلى ، ومحمد بن سعيد بن مالك ، وسعيد بن جبير، وعامر الشعبي، وإبراهيم النخعي.

ومن الخوارج ؛

عكرمة (1) ، وجابر بن زيد (2) أبو الشعثاء (3) ، وأبو لبيد (4) الجهضمي ، وقيس ابن أبي حازم.. (5)

وقيس هو القائل : رأيت علي بن أبي طالب (علیه السلام) على منبر الكوفة ، وهو يقول : [انفروا] إلى بقية الأحزاب..» فبغضته [حتى اليوم] في قلبي (6) ! !..

ص: 85


1- روى الفسوي في المعرفة والتاريخ 12/2 عن عكرمة هذا من أنه : كان يرى رأي البياضية [كذا ، والصحيح : الاباضية] ، وفيه أيضاً 5/2 أنّه كان يكذب على ابن عباس. وقيل : إن الخوارج بالمغرب أخذوا عنه، وكان يرى رأى الصفرية ، كما نص عليه في تهذيب الكمال 277/20 - 278.
2- في نسختي الأصل يزيد والصحيح ما أثبتناه.
3- كما جاء في المسترشد : 210.
4- في نسختي الأصل الوليد، والصحيح ما أثبت، واسمه : لمازة بن زيار الأزدي ، حضر وقعة الجمل مع عائشة ، وكان شتّاماً لأمير المؤمنين (علیه السلام). قال الذهبي عنه في تاريخ الإسلام 146/3 : ما يلام الشيعي على بغض هذا الناص اليزيدي، الذي ينال من علي، ويروي مناقب يزيد !!
5- لم يرد اسمه في المسترشد ، وهو : قيس بن أبي حازم البجلي الأحمسي ، وكان كوفياً عثمانياً ! كما قاله الذهبي في تاريخ الإسلام 1159/2.
6- قال في تنزيه الأنبياء: 12 : إنّ قيس بن أبي حازم كان مشهوراً بالنصب والمعاداة لأمير المؤمنين عليه صلوات الله وسلامه ، والانحراف عنه، وهو الذي قال.. إلى غير ذلك من تصريحاته بالمناصبة والمعاداة.. وحكى القصة ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 194/2، وعلّق : ومن يبغض علياً (علیه السلام) لا تقبل روايته. وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج 101/4 أيضاً عنه، أنه قال : أتيت علياً [علیه السلام] ليكلّم لي عثمان في حاجة، فأبى فأبغضته، ثم قال : قلت : وشيوخنا المتكلّمون يسقطون روايته عن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، ويقولون : إنه كان يبغض علياً (علیه السلام) فكان فاسقاً.. ثم أورد هذه القصة بألفاظ مقاربة. انظر : السنّة لعبد الله بن أحمد بن حنبل 565/2.

ثم خولط في آخر عمره (1).

ومنهم : من كانوا عند علي وعثمان (2) ؛

نحو: سفيان الثوري ، وأبي بكر ابن عيّاش ، ويعلى بن محمد (3) وعبيد وهشيم ابني بشير (4) ، وخالد الواسطي (5) ، وعباد بن العوام ،

ص: 86


1- كما وقد جاء اسمه في كتاب المختلطين للعلائي : 99.
2- بدل البياضي (رحمه الله) في الصراط 255/3 العبارة هكذا ، فقال : ونسبوا من أهل الكوفة قوماً إلى البدعة ، منهم : سفيان.. إلى آخره، والترتيب والألفاظ واحدة، مع اختلاف سنذكره. إلّا أنّ الطبري في المسترشد : 206 - 207 هكذا : وقد نسبوا جماعة من أهل الكوفة إلى البدعة من أجل عثمان لا من أجل علي (علیه السلام).. وعد من ذكره المصنف (رحمه الله).
3- الصراط : ويعلى بن عمر.. وفي المسترشد : يعلي بن عبيد وهو الظاهر.. ثم زاد : ويحيى بن اليمان.
4- قال في الصراط : ومن واسط ؛ عشيم بن بشير ، وفي المسترشد : ومن أهل واسط : هيثم ابن بشير.
5- في المسترشد والصراط : خالد بن عبد الله. وقد سلف قريباً خالد بن عبد الله الواسطي، وترجمناه هناك، فراجع.

ومحمد بن الحسن (1) ، والأصبغ ابن زيد (2) ، وجعفر بن زياد (3) ، وعمران بن أبي عطاء (4) ، وسيار (5) أبى الحكم (6) ، ويعلى بن مسلم ، وأيوب بن مسكين (7) ، وسفيان بن الحسين (8) ، ويحيى بن سعيد القطان (9) ، وأبي إسماعيل المعلم ، والقاسم بن معن.

ص: 87


1- في الصراط : محمد بن يزيد، ومحمد بن الحسن، وجعفر بن أياس.. ومثله جاء في المسترشد.
2- في المصدر السالف : الأصبغ بن يزيد. راجع عنه : الطبقات الكبرى 312/7 ، وتهذيب الكمال 301/3.
3- لم يرد هذا الاسم في المسترشد.
4- كذا، ولعلّه هو : أبو حمزة عمران بن أبي عطاء الأسدي، القصاب الواسطي، وجاءت ترجمته في تهذيب الكمال 342/22 برقم 4497. أقول : وفي المسترشد : عثمان بن عطاء، والظاهر أنه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، راجع عنه : تاريخ الإسلام 149/4.
5- في نسخة (ألف) : يشار ، وفي نسخة (ب) : بشّار ، والصحيح ما أثبتناه.
6- في الصراط : ابن أبي عطاء ، وأبو الحكم.. وفي المسترشد : وأبو الحكم سيار.
7- في المسترشد : وأيوب ابن أبي مسكين ، وكلاهما صحيح. راجع : سير أعلام النبلاء 143/6.
8- هو : سفيان بن حسين بن الحسن ، أبو محمّد الواسطى. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 302/7.
9- في المصدر السابق: ومن البصرة ؛ يحيى بن سعيد القطان.. ولم يذكر ما بعده ، وفي المسترشد : ومن أهل البصرة.. إلى آخره.

ومنهم : من كانوا يطعنون في علي (علیه السلام) [من أهل الكوفة] (1) :

نحو : مسروق البشار (2) ، وأبي عبد الله السلمي (3) ، والأسود بن يزيد ، وعامر بن شراحيل (4) ، وعبد الله بن عبيد (5) ، وهشام بن الحرث النخعي (6) ، وأبي وائل شقيق ابن سلمة ، وعبد الله الجهني (7) ، وعبد الله الأنصاري (8) ، ويزيد بن شريك التيمي ، وأبي بردة ابن أبي موسى ، وأخيه : أبي بكر ، وإبراهيم بن يزيد التيمي (9) ،

ص: 88


1- زيادة من المسترشد : قاله فيه : 207 - 208.
2- في المسترشد : مسروق بن الأجدع الهمداني.
3- كذا ، والظاهر أنه : أبو عبد الرحمن السلمي ، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 100/4 عن الغارات 559/2 ، وكذا عنه رواه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 295/34 (باب 34) حديث 1068 ، وكذا جاء في المسترشد : وعبد الله بن حبيب، وهو أبو عبد الرحمن الأسلمي.
4- في نسختي الأصل : عمر بن شرحبل ، والصحيح ما أثبت. كما جاء في المسترشد، وهو أبو عمرو الشعبي، من ثقاتهم المشهورين، وجاء بعده في المصدر، ومرة [بن شراحيل] الهمداني.
5- في المسترشد بدلاً منه : عبد الله بن عقبة.
6- في المسترشد : عبد الله بن الحارث النخعي.
7- في المسترشد زيادة بعده : وسويد بن أبي حازم، وعلي بن عبد الله.
8- في المسترشد : عبد الله بن يزيد الأنصاري.
9- لم يرد في المسترشد من قوله : أبو بردة.. إلى هنا.

وعون (1) بن عبد الله بن عتبة (2) ، وقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود (3) ، ومعن بن عبد الرحمن (4) ، وطلحة بن مُصرّف [اليامي] (5) ، والمغيرة بن مقسم [الضبي] (6) ، وحمّاد بن أبي سليمان ، وأبي حنيفة [النعمان بن ثابت] (7) الكوفي (8) ، وعبد الملك بن ميسرة (9) ، وإسماعيل بن أبي خالد [البجلي] (10) ، و شهاب بن خراش [الشيباني] (11) ، والعوام بن حوشب (12) ، وزائدة

ص: 89


1- في نسختي الأصل : عوف، والصحيح ما أثبتناه.
2- في المسترشد : ومنهم : طبقة أخرى يحملون على علي (علیه السلام) ، منهم : عون بن عبد الله ابن عتبة.
3- راجع عنه : سير أعلام النبلاء 195/5 - 196.
4- من قوله : بن عبد الله.. إلى هنا لا يوجد في المسترشد.
5- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 191/5.
6- ترجمه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10/6 ، والمزّي في تهذيب الكمال 397/28.
7- ما بين المعكوفين فى الموارد الثلاثة مزيد من المسترشد.
8- هنا زيادة جاءت في المسترشد، وهي : وذر بن عبد الله الهمداني ، وعمرو بن مرة الجملي ، ومالك بن مغول البجلي، وعمر بن ذر الهمداني.
9- زاد في المسترشد : ومحمّد بن سوقة الغنوي، والمسعودي.
10- هذا وما يليه ما بين المعكوفين مزيد من المسترشد.
11- راجع عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 284/8.
12- في نسختي الأصل : خوشب، والصحيح : حوشب - بالمهملة - كما جاء في المسترشد، وزاد فيه : والقاسم بن معن بن عبد الرحمن ، وأبو إسماعيل المعلم. أقول : الظاهر أنّ أبو إسماعيل المعلم هو : إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي أبو اسماعيل المؤدب ، كما جاء في هامش المسترشد. وانظر : تهذيب الكمال 99/2 برقم 178.

ابن قدامة (1) ، وأبي الأحوص (2) بن سليمان ، وعبد الله بن إدريس [الأودي الكوفي] (3) ، وأبي معاوية بن سلمة (4) ، وجعفر بن عون (5) ، وأحمد بن عبيد [الله] (6) بن يونس [التيمي اليربوعي] (7) ، وإسحاق بن منصور (8) [بن حيان الأسدي] ، ومصعب بن المقدام [الخثعمي

ص: 90


1- في نسختي الأصل : زياد بن قدامة، وفي المسترشد : وزائدة قدامة [كذا] الثقفي الكوفي، والصحيح ما أُثبت.
2- في نسخة (ألف): الأحوض ، وفي نسخة (ب) : الأخوص، وفي المسترشد : أبو الأحوص بن سليم، وهو الصواب. والظاهر هو : سلام بن سليم الحنفي مولاهم أبو الأحوص الكوفي، كما في تهذيب التهذيب 282/4 برقم 486.
3- ما بين المعكوفين مزيد من المسترشد.
4- في المسترشد : أبو معاوية الضرير ؛ وهو : محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ، كما في الجرح والتعديل 246/7 برقم 1360. أقول : زاد في المسترشد هنا : وحماد بن سلمة.
5- جاء بعده في المسترشد : ومحمد بن عبيد الطنافسي ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.
6- ما بين المعكوفين مزيد من المسترشد.
7- هذا والذي يليه وقبله ما بين المعكوفين مزيد من المسترشد
8- الاسم مطموس كلاً في نسخة (ب).

الكوفي] (1) ، وأبي النضر هاشم بن القاسم (2).

ومنهم من كانوا يعادون علياً (علیه السلام) (3) ؛ نحو :

أبي مسلم الخولاني ، وأبي يحيى الغساني (4) ، وكعب بن سور وعمیرة (5) الضبي ، وأبي لبيد الجهضمي (6) ، وعُلَيّ بن رباح ،

ص: 91


1- ما بين المعكوفين مزيد من المسترشد.
2- لا يوجد هذا الاسم الأخير في المسترشد، وجاء بدلاً منه : حماد بن أُسامة ؛ هذا مع أنّه قد سلف ذكره قبل ذلك بستة أسماء ، ولم ينبه عليه محقق المسترشد! وقد جاء في الصراط المستقيم 256/3 (الفصل الثالث ) : وممن كان يطعن علي علي [علیه السلام] من أهل الكوفة مسروق ومرّة الهمدانيان ، وعمر بن بشر الحنبلي ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الله بن عقبة ، وهمام النخعي، وسعيد بن حازم ، وأبو وائل الأسدي، وعبد الله الجهني، وعلي بن عبد الله ، وأبو بكر وأبو بردة ابنا أبي موسى. ثم قال : ثم عد الطبري جماعة ، أعرضنا عن ذكرها ؛ خوف الإطالة بها.
3- من أول قوله (ومنهم) إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
4- عد الطبري في المسترشد : 209 - 210 جمع من أهل مصر والشام ممن كان يحمل على أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال : مشرح بن هاعان، وعلي بن رباح، وجرائيل بن هاعان، وأبو راشد ، و [أبو] مسلم الخولاني، وأبو يحيى الغساني..
5- الكلمة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل، قد تقراً : عنزة، أو غبرة.. أو ما شابههما ، وفي المسترشد : 209 : عمير ، وما أُثبت استظهار منّا ، ولعله : عبيدة.
6- في نسختي الأصل : الجهنمي ، كما جاء في المسترشد للطبري : 209، انظر عنه : الجرح والتعديل 182/7 برقم 1033.. وغيره. وهو : لمازة بن زياد. قال في المسترشد : 209 ، وممن ينسب للحمل [كذا] على علي (علیه السلام) من أهل البصرة طبقة أُخرى. منهم : أبو لبيد الجهضمي، وعمير الضبي، وكعب بن سور.. من أزد عمان.

[و] أبي راشد (1).

وقال شعبة (2) : أخذت من أربعمائه شيخ ؛ ثلاثمائة [وثمانية] وتسعون

ص: 92


1- وقد ذكر البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 256/3 - 257 طوائف أُخر ، فقال : ونسب إلى الإرجاء من أهل مكة : طلق بن حبيب ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد المجيد. ومن أهل الكوفة ؛ ذرّ الهمداني ، ومسور الهلالي، وحمّاد الأشعري، ومالك البجلي، وعمر الجملي، وأبو جحيفة، وزهير الجعفي، ومحمد الضرير ، وأبو يحيى الحماني ، وحماد، وأبو يوسف القاضي، وخالد الطحان ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة. ومن الخوارج ؛ أبو الشعثاء، وأبو لبيد. ومن البصرة؛ محمد بن الأشعث، ومسلم بن بشار ، وأبو الحوراء السعدي، والحسن وسعيد ابنا أبي الحسن.. وجماعة أخرى. ثم قال : فهؤلاء جلّة علماءهم وفقهاءهم من أهل الأمصار ، لا نعلم أحداً سلم من عيبهم إما داخل مع بني أمية، أو مبتدع، أو قدري، أو رافضي، أو مرجي، أو مارقي.. فكيف يقتدون بمن فيهم يطعنون وقد اقتدوا في بيعة أبي بكر بمن حلّ عقدة عثمان وحصره وقتله.. ؟ !
2- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 197/5 : وروى معاذ بن معاذ ، عن شعبة ، قال : ما رأيت أحداً من أصحاب الحديث إلا يدلّس ، إلّا عمرو بن مرة، وابن عون. وكذا مثله في تهذيب الكمال 235/22. كما أورده الطبري في المسترشد : 216 برقم 59 هكذا : وروى أبو أيوب الشاذكوني أيضاً قال : حدثنا معاذ بن الأغضف ، قال : سمعت شعبة.. إلى آخره. وقال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 257/3 : وأسند الشاذكوني أن شعبة قال : أخذت من أربعمائة شيخ ثلاثمائة وثمانية وتسعين يدلّسون إلّا رجلين أبو عون وعمر بن مرة..

يدلسون إلا رجلين لا يدلّسان : أبو عون (1) ، وعمرو بن مرة.

الشاذكوني (2) : سئل سفيان عن إبراهيم بن المهاجر ، فقال : ضعيف ، وسئل عن عطاء ، فقال : ضعيف ، وسئل عن سماك بن حرب ، فقال : ضعيف.. [وسئل عن طارق ، فقال : ضعيف] ثم قال : لو سألتموني عن عامة الذين أخذتم منھم ما زكيت (3) منهم أحداً (4).

وقال أبو وائل : لا تسألوا عنهم ؛ فما ماتوا حتى لم تعلموا منهم مقبلين منهم (5)

ص: 93


1- في نسختي الأصل : أبو عمرو، والصحيح ما أثبتناه.
2- كما جاء في المسترشد للطبري: 216 - 217 برقم 60.
3- في نسختي الأصل : ركبت، والصحيح ما أُثبت ، كما في المسترشد ، وفيه : ما زكيت كذا وكذا منهم.
4- قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم :257/3 : وروي أن سفيان الثوري سئل عن ابن المهاجر ، فقال : ضعيف، وعن سماك بن حرب ، فقال : ضعيف، وعن طارق. فقال : ضعيف.. ثم قال : لو سألتموني عن عامة الذين أخذتم عنهم ما زكيت كذا وكذا منهم.
5- كذا ؛ والظاهر زيادة (منهم) هنا.

أو مدبرين.. يعني الصحابة (1).

وقال عبد الله بن المبارك [على رؤوس الأشهاد]: دعوا حديث عمرو بن ثابت ؛ فإنّه (2) كان يسب السلف (3).

وسئل ابن عون عن شهر - وھو قائم على أُسكفّة (4) الباب - فقال : إنّ شهراً تركوه.

وكان ابن المبارك إذا ذكر عباد بن كثير يأتي عليه (5) دينه ، وقال : لا تأخذوا عنه.

وقال سفيان : إنه كذاب.

ص: 94


1- كما رواه الثقفي في تاريخه، وحكاه عنه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 284/31 عن الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي وائل : حدثنا ، فقد أدركت ما لم ندرك ؟ فقال : اتهموا القوم على دينكم ، فوالله ما ماتوا حتى خلطوا. ثم قال : لقد قال حذيفة في عثمان : أنّه دخل حفرته وهو فاجر.. إلى آخره.
2- في نسختي الأصل : فإن.
3- كذا في المصدر ، وهو الظاهر، وفي نسختي الأصل : بسبب التلف. انظر: کتاب مسلم 16/1 ، تحفة الأشراف 260/13 ، الطرائف 189/1.
4- قال في مجمع البحرين :72/5 واسكفة الباب - بالضم - عتبته العليا، وقد تستعمل في السفلى ويقال له : الاسكوفة كما في لسان العرب 156/9 ، قال : الاسكفة والاسكوفة : عتبة الباب التي يوطأ عليها ، والساكف اعلاه الذي يدور فيه الصائر، والصائر اسفل طرف الباب الذي يدور اعلاه.
5- في نسختي الأصل : غلبة.

وقال يونس بن عبيد : كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث.

وذكر فرقد عند أيوب ، فقال : [إنّ] فرقداً ليس (1) صاحب حدیث (2).

وذكر أبو الحسن المدائني في المثالب (3) - في باب المحدودين - قدامة (4) بن مظعون ، والوليد بن عقبة ، والمسور بن مخرمة ، و......... (5) هاشم (6) ، وعبد الله ابن عروة بن الزبير ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأخا [ه] عاصماً، وعبد الرحمن [بن] (7) هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، وعبد الله بن السائب ، وخالد بن عتاب، وإسماعيل بن محمد بن الأشعث.

وقال مسلم بن الحجاج (8) : والمتهمون في حديثهم ؛ كعبد الله بن

ص: 95


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، فقرأ : الحبس، أو : الحسن، والظاهر ما أُثبت.
2- راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد 243/7 ، كتاب مسلم بن الحجاج 27/1 ، الجرح والتعديل للرازي 81/7.. وغيرهم في غيرها.
3- كتاب المثالب للمدائني ، لم نطلع على مخطوطه له فضلاً عن مطبوعه.
4- تقرأ في نسختي الأصل أمية، والصحيح ما أُثبت راجع : علل الشرائع 539/2 حديث 7.
5- بياض بمقدار كلمة في نسخة (ب) دون (ألف).
6- كذا ؛ ولعلّه هشام بن عروة بن الزبير، أخو عبد الله.
7- في نسختي الأصل هنا (واو) بدلاً ممّا في المتن، والظاهر ما أُثبت.
8- كتاب مسلم 7/1 ، قال فيه : فأما ما كان منها عن قوم ، هم عند أهل الحديث متهمون، أو عند الأكثر منهم ، فلا نتشاغل بتخريج حديثهم.. إلى آخر كلامه.

مسور أبي جعفر المدائني ، وعمرو بن خالد (1) ، وعبد القدوس الشامي، ومحمّد ابن سعيد المصلوب ، وغياث بن إبراهيم ، وسليمان بن عمر و أبي (2) داود النخعي ، وعبد الله بن محرّر ، ويحيى بن أبي] أنيسة ، والجراح بن منهال أبي العطوف، وعباد بن كثير ، وحسين (3) بن عبد الله بن ضميرة ، وعمر بن صهبان..

ولهم كتاب الجرح والتعديل ، وقد ذكر ابن البيع الحاكم النيسابوري في تضعيف (4).

ص: 96


1- في نسختي الأصل : عمر بن أبي خالد، وأثبتناه من المصدر.
2- في نسختي الأصل : وأبو ، والصحيح ما أثبت كما في المصدر.
3- في نسختي الأصل : سفيان ، وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه من المصدر.
4- كذا، وقد تقرأ : تصنيف ، والظاهر بدل في : فيه. قال في الصراط المستقيم 254/3 - 255 :.. وقد ذكر علماؤهم : أن عامة من تعلّق بهم علم الحديث مبتدعة ، فقالوا : من قدرية المدينة ؛ محمّد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن إسحاق، ومحمد بن أبي ذؤيب ، وإبراهيم الأسلمي، وشريك بن عبد الله ، وعطاء بن يسار. ومن مكة ؛ عبد الله بن أبي نجيح ، وهشام بن حجير ، وإبراهيم بن نافع. ومن الشام ؛ مكحول ، وثور، وغيلان. ومن البصرة ؛ قتادة، ومعبد، وعون، وسعيد، وعمرو بن عبيد ، وهشام، وهمام، وعباد بن منصور، وعباد بن أبي ميسرة ، والحسن بن واصل، ويزيد الرقاشي، وهارون الأعور، وحماد الأبح، وروح ، وأبو هليل، وصالح التاحي، والربيع، والسمان، وعبد الواحد ، وعتبة ، وعثمان، وأبو عبيدة ، وعبد الوارث، وسقيف، وأبو فطف، وعباد ابن صهيب ، والمنهال، وابن غالب.. فهؤلاء رواة حديثهم وقد رموهم بالبدعة والضلالة. أقول : قال الطبري في آخر كلامه في المسترشد : 212 فهؤلاء جملة فقهائنا وفقهائهم، ولا نعلم أحداً من سلم من عنتهم ، إمّا كانوا مع بني أُمية يأخذون منهم ويدخلون معهم فيما كانوا فيه ، وإما مبتدع ضال قدري، أو رافضي ، أو مرجي ، أو ثاري! ثم قال : فليت شعري بمن نقتدي يا معشر أصحاب الحديث ؟ ! فإنّكم تقتدون في حالة وتطعنون في حالة أُخرى ، فبأي أمركم نأخذ ؟ !

ولقد أحسن من قال : [من البسيط]

إِنَّا بَلَوْنَا بَنِي الدُّنْيا فَصَحَ لَنا *** أَنَّ الجَمِيعَ يَرَوْنَ المَغْنَمَ الشِّبَعا (1)

مِثلُ البَهائِمِ في قاع مُسَيَّبَةٍ (2) *** لا..... إِنْ تَرَىٰ رَبِعا (3)

إنا سَبَرْنا بَنِي الدُّنْيا فَكُلُّهُمُ *** كانُوا سَواسِيَةً فِي لُؤْمِهِمْ شَرَعا

ص: 97


1- في نسخة (ب) : الشيب.
2- في نسختي الأصل : مسبّبة.
3- العجز كلاً مشوش وغير منقوط مع سقط أوله، ويحتمل فيه غير ما أثبتناه، وقد كتب في حاشية نسخة (ب).

الشَّرُّ طَبْعُهُمُ والنُّوْمُ أَصْلُهُمُ *** أَنْ يمسحوا طَمَعاً أو بدلوا.........

عزتاً بینهم حیف...... (1) *** مثل الذئاب (2) يرين الخيل (3) والجشعا (4)

قَامُوا وحارُوا (5) جَمِيعاً في عمايَتِهِمْ *** فَمَنْ يُخالِفُهُمْ سَمَّوْهُ : مُبْتَدِعا (6)

ص: 98


1- كذا جاء صدر البيت في نسختي الأصل ، ولم استطع استظهار ما يناسب السياق ، ولعلّها : غرابا بليتهم حيف..
2- في نسختي الأصل : الدباب ، ولعلّها : الذباب.
3- الكلمة مشوشة وغير منقوطة ، ويحتمل فيها غير ما اثبتناه، وكذا ما قبلها.
4- الجشع : هو أشد الحرص على الأكل ، وقيل : هو أن تأخذ نصيبك ، وتطمع في نصيب غيرك. وقيل : الجشع : الجزع لفراق الإلف ، كما جاء في لسان العرب 49/8.
5- في نسختي الأصل : حادوا.
6- قال الشيخ البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 259/3 - 260 قال : وما أحسن ما قال عامر البصري في عروض نظم السلوك في قبيل آخر من الشناعة فيهم شعراً : [من الطويل] قضاتهم في حُكمِها تقبلُ الرُّشا *** حراماً ترى مِن أخذها ما استحلَّتِ وعالمهم من جهلِهِ غيرُ عامل *** وفاضلهُمْ من نَقْصِهِ في غباوة لرغبتِهِمْ في جَذْبِ مالٍ وزُخْرُفٍ *** تمسك منهم كُلُّ قوم ببدعة فمنهم رئيس بالتفلسف مُولَعٌ *** بديعُ إشاراتٍ ، لَطِيفُ عبارة وآخر منھم في الأصولين ناظر *** يناظر عن وهم بلج وجُرأة ومنهم بتقرير الخِلافِ مُسَفسِطٌ *** يُغالط في ألفاظه الجدلِيَّةِ وآخرُ منهم قد رأى صرف عُمْرِهِ *** بتصريف صيغاتٍ بفعل وفِعْلَة ومنهُمْ أَخُو طمرين وقف تصوّف *** يدلّسُ تهنيقاً بصمتٍ وخلوة ومنهم فقيه ليسَ يفقه ما الذي *** یراد به من نُسكِ حج وعُمْرَةِ وآخَرُ منهم بالقراءة قد بلي *** مُعَنِّى بقول الشاطبي وحمزة وكلهم قفر من العلم باطناً *** وإن أصبَحُوا في ظاهر أهل تَزوَة تجافَوا عَنِ القرآنِ واتَّبعوا الهَوَى *** ومالوا إلى الدنيا بحرص وشَهْوَة

ص: 99

الصوفية ؛

في مسند أحمد (1) ؛ أبو ذر : قال النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : «إن أُناساً من أُمتي سيماهم التحليق (2) ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم ، يمرقون من الدين كما يمرقُ

ص: 100


1- مسند أحمد بن حنبل 176/5 باختلاف أشرنا له، وبإسناد صحيح عندهم [طبعة دار التراث العربي 223/6 حديث 21021].
2- نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 340/33 - 341 حديث 585 ھذه الرواية - وقال بعد ذلك - : وفي رواية أُخرى : قيل : ما سيماهم ؟ قال : «سيماهم التحليق» ، أو قال : «التسبيد» ، «فإذا رأيتموهم فأينموهم».. أي اقتلوهم، وفي حديث الخوارج : التسبيد فيهم فاش.. ويراد منه الحلق واستيصال الشعر ، وقيل : ھو ترك الترهي وغسل الرأس. روى العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 123/12 - 124 (باب 11) ذیل حدیث 34، عن إعلام الورى : 32 ، عن قوله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في الخوارج : «سيكون في أُمتي فرقة يحسنون القول، ويسيؤون الفعل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لا يرجعون إليه حتى يرتد على فوقه، هم شر الخلق والخليقة ، طوبى لمن قتلوه، طوبى لمن قتلهم، ومن قتلهم كان أولى بالله منهم !!» قالوا: يا رسول الله ! فما سيماهم ؟ قال : «التحليق»، رواه أنس بن مالك ، راجع : مسند أحمد بن حنبل 224/3.

السهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ (1) ، هم شر الخلق والخليقة» (2).

الزاهي (3) : [من الطويل]

أَرَىٰ فِرَقاً مِنْ كُلِّ فَجَ وُرُودُها (4) *** على الحج والأَوْصابِ والمَنْهَلِ (5) العَسْرِ

إِذا اخْتَبَلَتْ (6) في وَرْطَةٍ بعدَ وَرْطَةٍ *** تراجع- [ها] الأَرْباحُ (7) فيها إلى الحَشْرِ

أَصَرَّتْ فَوَيْلٌ (8) في دُجَى (9) الغَيِّ قادها

هَوى يَنْطِفُ الإِيقانَ بالحِس والسَّيْرِ *** هوی ینطف الأیقان بالحسّ والسیر

ذئابٌ تَمَشَّى في ثِيابِ وإِنَّها *** لَفِي حِبْرَةٍ بالوُزْرِ تَأْوِي إِلى الوِزْرِ

ص: 101


1- كذا في المسند ؛ وفي نسختي الأصل : كما تمرق البهم من الرهبة.
2- راجع عنه : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 343/2 - 344.
3- لا أعرف مصدراً لهذه الأبيات.
4- في نسخة (ألف): وزودها.
5- في نسخة (ألف) : المهل.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : اختبلت ، أو اختبصت، ولعلّها : اختلفت.
7- الكلمة مشوشة، وقد تقرأ : الاماح، أو الاباح.
8- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل، ولعله : أصري فلو بل..
9- في نسخة (ألف) : وحى، وفي نسخة (ب) : دحى.

مُشَهِّرَةٌ حَلْقَ الرُّؤوس إذا بَدَتْ *** تَبَخْتَرُ لَلْعُدْوانِ بالعُجب والكبر

وَقَدْ خَضَبَتْ أَذْقانَها بِأَكُفِّها *** وأَوْفَتْ عَلَى شَرِّ الأَبالِس بالشَّرِّ

عِراضُ اللَّحَى غُبْرُ (1) الوُجُوهِ أَراجِس *** تَصُولُ على الطُّغْيانِ بالفِسْقِ والكُفْرِ

إذا أَظْهَرَتْ حَدَّ الشَّوارِبِ أَظْهَرَتْ *** نِفاقاً بِحَجْبِ الفيء في باطِنِ السِّر

تُيُوس (2) إِذَ اسْتَنْطَقتَها عَنْ مسائل *** تَؤُولُ على نَقْصِ العُقُولِ إِلى الهَذرِ

طَوائِفُ شَتَّى كَالْبَهَائِمِ رُتَّع *** مُحَكَّمَةِ الأَذْنابِ مَصْبُوبَةِ الوَفْر (3)

فَطَوْراً تَراها فِى التَّعَسُّفِ خُشعاً *** وَطَوْراً بِأَكْلِ السُّحْتِ (4) تَمْرَحُ في سَيْرِ

ص: 102


1- في نسخة (ب) : عير.
2- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة ومشوشة في نسخة (ألف)، تقرأ : يوس، وما هنا استظهار منا.
3- في نسختي الأصل : الوعر.
4- في نسختي الأصل : السحد.

غَدَتْ هَمَجا (1) مِنْ كُلّ أَجْوَفَ نَاهِقٍ *** يُرافِقُ عَنْ نُصْح ويُطرِقُ عَنْ غَدْرِ

يُرَدُّدُ رَدَّ البَيْنِ (2) سِراً وإِنْ بَدَتْ *** يُحَنِّقُ بالذَّرِّ الخَفِيّ إِلَى الخَيْرِ (3)

عمر :.........

[من المنسرح]

صَحِبْتُ قَوْماً يَقُولُ قَائِلُهُمْ: *** نَحْنُ عَلَى ذِي الجَلالِ مُتَّكِلَة (4)

الرَّقْصُ والمُرْدُ والطريقة وال- *** إطراق (5) والحالُ عِنْدَهُمْ مَسَلَة (6)

فَلَمْ أَزَل خادِماً لَهُمْ زَمَناً *** حَتَّى تَحَقَّقْتُ أَنَّهُمْ أَكَلَة (7)

ص: 103


1- هذا استظهار، وإلّا ففي نسختي الأصل : هسجاً.
2- في نسخة (ألف) : يردرد سنن. وفي نسخة (ب) : يرد رد البنين.. وما أُثبت استظهار.
3- في نسخ الأصل : أبي الحبر.
4- في نسخة (ألف) : متكلمة. ويراد منه هنا هي الجماعة المتكلة على الله سبحانه. وهذا البيت والثالث باختلاف جاء في كتاب تلبيس إبليس 332/1، وانظر ذيل : تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 139/2، و تاريخ دمشق 108/5، وثمار القلوب : 176.. وغيرها.
5- في نسختي الأصل : ما لطريقة والأطرق.
6- في نسخة (ألف): مسلمة.
7- في نسخة (ألف) : اكلمه.

غيره: [من الوافر]

أَيا جيلَ التَّصَرُّفِ شَرَّ جِيلِ *** لَقَدْ جِئْتُمْ بِشَيْءٍ مُسْتَحِيل

أفِي التَّنْزِيلِ قالَ لَكُمْ إِلٰهي : *** كُلُوا أَكْلَ البَهَائِمِ وارقُصُوا لي (1) ؟ !

وَنِيكُوا المُرْدَ والنِّسوانَ جَهْراً *** وَغُرُوهُمْ بِتَقْصِيرِ الذُّیُول (2) ؟!

وتَدْلِيكِ الجِباءِ بِحَكِّ ثُومٍ *** وتخفِيفِ الشَّوارِبِ كالعُدُولِ ؟!

وأَنْتُمْ أَفَسَقُ الثَّقَلَيْنِ طُرّاً *** وَأَوْلاهُمْ بِنُقْصانِ العُقُولِ (3)

ص: 104


1- العجز مطموس كلاً في نسخة (ب). أقول : البيتان في معجم الأدباء 118/1 [309/1] منسوبان لأبي العلاء المعري، ونسبهما في 488/1 [1414/3] إلى شداد بن إبراهيم بن حسن، أبي النجيب ، الملقب ب-: الطاهر الجزري، من شعراء عضد الدولة البويهي. وراجع : الصراط المستقيم 158/1.
2- في نسختي الأصل : الذبول.
3- قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 259/3 :.. وأنا أسأل الله خالقي، بعظيم ثواب الشريف الفارقي، حيث قال شعراً : [من البسيط] أ َبو حنيفة عند القوم متَّبَع *** وباقِرُ العلم فيھم ليسَ يُتَّبَعُ ! وجعفر عندهُم في الصِّدقِ متَّهَمُ *** والشافعي إمام صادِقٌ وَرِعُ ! ومالك مالِكٌ للأمر عندَهُمُ *** مُصدَّقُ قوله في الفقهِ مُتَّبَعُ ! وكُلُّ ما جاءَهُمْ عن أحمدٍ قَبِلُوا *** فيما يقول وما يأتي وما يَدَعُ هذا يحلّلُ ما هذا يحرِّمُهُ *** وذاكَ يرفَعُ فِي الفَتْوَى وذا يَضَعُ وكلُّ مُخْطٍ مُصِيبٌ عِندَهُمْ أَبداً *** هذا لعمرك بئس المذهب الشَّنَعُ ويَتْرُكُونَ المصابيح التي عُرِفَتْ *** بها الشرائع والأعياد والجُمَعُ
العدول ؛

القاضي أبو حامد المروزي (1) في كتاب أدب القاضي (2) : ابن شهاب (3) ؛ إنّ الشهادة كانت شائعة بين المسلمين ، ولم تكن مقصورة على ناس معروفين قد اتخذوا العدالة حبالة ، ونصبوها شركاً ومحالة.

وكان الثوري يقول : الناس عدول [إلّا العدول !] وكان بعض (4) البصريين

ص: 105


1- في البصائر والذخائر : المروروذي. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 166/16.
2- لم نعثر على كتاب بهذا العنوان. ثم وجدنا العبارة منقولاً عنه في البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي 89/1، وكلّ ما جاء بين المعكوفين وكذا التصحيحات أخذناه منه.
3- في نسختي الأصل : ان الشهاب، بدلاً من : ابن، ولم يرد في المصدر.
4- في نسختي الأصل : بون، وما أُثبت من المصدر.

يكره أن يقول : العدول ، وهو يقول : هؤلاء المعدّلون..

وأوّل من أظهر وضع العدول : إسماعيل بن إسحاق القاضي، صاحب المبسوط على مذهب مالك (1).

ص: 106


1- قال الشيخ البياضي (رحمه الله) في كتابه : الصراط المستقيم 230/3 – 231 تحت عنوان : فضيحة : من عجيب روايتهم في الرابع والأربعين من الجمع بين الصحيحين [216/4] أن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) سب رجلين ، وقال : إنّي شارطت ربّي أن أي المسلمين لعنته فاجعله له زكاة وأجراً..! وهذا بهت ؛ إذ كيف يكون سباب النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) لمسلم، ويكون مصلحة له. فعلى هذا يحسن أن يسأل الله لهم ويسألوه أيضاً لأنفسهم، أن يوفق نبيه لسبّهم ويلهمه لعنهم ! وفي الرابع عشر منه [275/2] : أن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ذبح على النصب، فلم يأكل منه زيد ابن نقيل...! فكان أعرف بالله منه ! وقد جاء في كتبهم أن الله تولى تربيته وتأديبه ! ومن العجب أنهم يرمون نبيهم وباقي الأنبياء بما ذكرناه ونحوه وينزهون صحابته ونساءهم عن مثله. قال عبد الله الهروي منهم في كتاب الاعتقاد الصحابة كلهم عدول ونساؤهم؛ فمن تكلّم فيهم بتهمة أو تكذيب فقد توثب على الإسلام بالإبطال. وفي الأصل التاسع من الإحياء للغزالي [115/1]: اعتقاد أهل السنة تزكية جميع الصحابة. قلنا : كيف ذلك ؛ وقد قال لهم النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم): «لتسلكن سنن من كان قبلكم» ؟ ! فبعداً لقوم زكوا من أخبر النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) عن ضلالهم ، وأخرجوا رسل الله عن خلالهم. وفي الجمع بين الصحيحين [365/1] - من المتفق عليه - : «إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار». وقد أمر النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) علياً بقتل الفرق الثلاث ، وقد أسلفنا ما أحدث المشايخ الأخباث من الأنكاث. وأهل السنة يفضّلون أهل الذمة، مع علمهم بأنّهم يطعنون على نبيهم، وجميع صحابته وأتباعه حتى لو أنّ لهم سيفاً أفنوا الجميع به ، ويقدمونهم على طائفة مسلمة تسمى الرافضة حيث طعنوا في بعضهم بما ثبت صدوره عنهم وقد شهد نبيّهم على أحداثم. ففي الثامن والعشرين من الجمع بين الصحيحين [556/1]: «ليردن على أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم»، وفي رواية الخدري : «فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟ ! فأقول : سحقاً لمن بدل بعدي». ومنه في الحديث الستين من المتفق عليه [50/2 - 51]: «لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم». ومنه في الحادي والثلاثين بعد المائة نحو ذلك. ومنه في السابع والستين بعد المائتين نحو ذلك من مسند أبي هريرة من عدة طرق [194/3 - 195] ، ومن مسند عائشة ، وأسماء بنت أبي بكر ، وأم سلمة ، وابن المسيب. وابن مسعود [229/1]، وحذيفة. ولولا عظم ضلالهم ، ما قال [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] فيهم : «سحقاً لمن بدل بعدي»، لما بلغوا إلى حد لا تقبل شفاعته فيهم. ومنه في الحديث الأوّل من كتاب البخاري [131/1] : قال أبو الدرداء : ما أعرف من أمة محمّد شيئاً إلّا أنهم يصلّون جميعاً ! ومنه في الحديث الأوّل من كتاب البخاري [112/1]، قال الزهري : دخلت على أنس وهو يبكي ، قلت : ما يبكيك ؟ قال : لا أعرف شيئاً مما أدركت إلّا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعت ! وفي حديث [كتاب البخاري 112/1]: ما أعرف شيئاً مما كان على عهد رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم).. قيل : فالصلاة ؟ قال : أليس قد صنعتم ما صنعتم ؟! [وفي البخاري : أليس قد ضيّعتم ما ضيّعتم ؟] فكيف ذمّوا الرافضة، ورفضوهم بالطعن على بعض الصحابة بشيء زكوهم فيه ، ونقلوا ما هو أعظم منه ! أقول : ها هو الذهبي في ميزان الاعتدال 242/3 حكى في ترجمة : عمران بن مسلم الفزاري الكوفي عن أبي أحمد الزبيدي، أنه قال : رافضي كأنّه جرو كلب ! ثم قال : قلت : خراء الكلاب كالرافضي ! ثم قال شيخنا البياضي (رحمه الله) - قبل ذلك - في كتابه الصراط المستقيم 229/3: إن قيل : إنه لم يجوّز [ذلك] ذكر ما يصنع تلك إلا وضع تلك الأولياء. قلنا : فما بال البخاري ومسلم تصدّيا لذكر معايب الأنبياء ؟ ! ففي الحديث التاسع والثمانين بعد المائة من المتفق عليه من الجمع بين الصحيحين [139/3 - 140] عن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أن موسى لطم ملك الموت على عينه فقلعها... لما جاء لقبض روحه. وفي الحادي عشر منه بعد المائتين [165/3] أنّ إبراهيم لما يطلب الخلق منه الشفاعة يقول : كذبت ثلاث كذبات.. اذهبوا إلى غيري !.. ونحوه في السابع والعشرين بعد المائتين. ولو أن أحداً نقل عن شيخهم كذباً لطعنوا في روايته ، وسارعوا إلى تكذيبه، أفماكان للأنبياء المختارين أُسوة بالشيخين ؟ ! وقد نهى النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) عن الاغتياب وذم الدواب، فكيف يصح عنه ذلك فيمن ذكاهم ومدحهم ؟! وفي الرابع والأربعين منه [33/3]: لعبت الحبشة عند النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) فحصبهم عمر فنهاه النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)! وفي الإحياء [277/2 - 278] : غنّت جوار عنده ، فدخل عمر ، فأشار النبي بالسكوت فخرج ، فقال : عدن ! فدخل فأشار بالسكوت فخرج، فقلن : من هذا ؟ قال : عمر وهو لا يؤثر سماع الباطل !! وفي المجلد الأول من كتاب مسلم سبعة أحاديث تتضمّن نحو ذلك.. ثم قال طاب مضجعه : فقبّح الله من أضاف النقص إلى نبيه ، والكمال إلى بعض رعيته ، ولا مدح لتابع مع ذمّ المتبوع. ثم قال : وفي الخامس والأربعين منه [الجمع بين الصحيحين 182/3 - 183] أنّ النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) سهى عن العصر عن ركعتين حتى نبّهه ذو اليدين ، فرجع فأتم بركعتين ، وفي الحديث الأول منه. وفي الثاني من أفراد البخاري والثاني أيضاً من أفراد مسلم [458/1 - 460، و 265/3] أنّه نام عن الصلاة. حتى طلعت الشمس، فأيقظه عمر ! وهذا يناقض ما رووه من أنّه : «تنام عيناه ولا ينام قلبه»، أي نومه لا يمنعه من معرفة الأحوال. وفي الخامس منه أنّه ترك صلاة العصر يوم الأحزاب ! وقال (رحمه الله) في الصراط المستقيم - أيضاً - 259/3:.. وقد أجازوا المعاصي على أنبياءهم وأوّلوا خطايا علمائهم ، فقد صنّف ابن الفراء الحنبلي كتاب تنزيه معاوية ! وصنّف الجاحظ كتاب دراء الحد عن اللائط... ثم قال : وكيف ضاق التأويل عن الأنبياء واتسع للأشقياء..

ص: 107

ص: 108

ص: 109

ص: 110

باب القسم (1) الخامس

في الأديان والملل

[فى مخازى أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

ص: 111


1- كذا ؛ وقد ألحقت هذه الكلمة على الباب، ولا نعلم هل هي نسخة بدل عن الباب أم زيادة على الأصل.. والظاهر أنّها لا وجه لها إلا على نحو البدل ، والصحيح (الباب الخامس) أو (باب القسم الخامس).

ص: 112

[القسم الخامس] : [في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب] : [في الأديان والملل]

[فصل 1] : [في الكفّار]

ص: 113

ص: 114

فصل

في الكفار (1)

[قوله تعالى]

«إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا..» (2)

ص: 115


1- هذا الفصل ويليه فصلان في المذاهب والفرق والأديان ، والذي يظهر من المجموع هو نوع تداخل وتصحيف، وتقديم وتأخير.. أشبه بالتجميع منه بالتصنيف والتأليف، حاولت قدر الإمكان تنظيمه ونضده وتكميله، خصوصاً فكّ تصحيفه أو تحريفه ، مع ما فيه من تداخل في المذاهب ؛ بل وحتى في الأديان وعدم تنسيق وتنظيم - كما عودنا عليه طاب ثراه في كتابه هذا ! خصوصاً هذا القسم الأخير - ممّا يؤيّد ما ذهبنا إليه في المقدمة من كون كتابنا هذا كان في دور المسودة ، ولم يَحْظَ بمراجعة المصنف (رحمه الله) ولا تبويبه ولا تنظيمه، إذ لم يُمهله الأجل - طاب ثراه - كما بين. هذا ؛ وما ادعيناه من عدم وجداننا من الأديان والمذاهب المعنونة هنا لعلّه جاء من تصحيف الكلمة، أو وجود سقط في الكلام، مع عدم حصولنا إلا على خمسة من المصادر العشرة التي اعتمدها (رحمه الله) في هذا الباب كما سيصرح بذلك في آخر الكتاب -. و على كلّ ؛ فإنّ لكلّ من أصحاب كتب الأديان والفرق طريقته الخاصة في مقام بيان المذاهب والأديان وتقسيمها. ولعلّ المصنف (رحمه الله) في هذا المقام في صدد بيان ما كان عليه أرباب المذاهب والأديان القائلون بأوّل العالم وقدمه من الملحدين ، ومن قال بحدوث العالم، ومن قال بغير ذلك ، وسواء ما كان منها سماوي إلهي ، أو شيطاني أرضي.
2- سورة فصلت (41): 40.

«ولَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً» (1)

المكلّفون نوعان : كفّار، ومسلمون.

فالكفّار ثلاث فرق : [كفّار ملّة ، و] كفار ذمة ، وكافر أصلي.

فالأوّل : يكون في الإسلام..... (2) [و] الغلاة ، والمشبهة ، والملاحدة، والخوارج.

وكافر الذمة ثلاثة : اليهود والنصارى ، والمجوس.

***

ص: 116


1- سورة المائدة (5): 77.
2- بياض في نسختي الأصل، ولعله كلمة : المجبرة، لما سيأتي.

*واليهود (1) :

الذي هوّد اليهود (2) ، وحقيقة اليهودي المعترفُ بنبوة موسى [على نبينا وآله وعليه السلام] و [ال-] توراة وأسفار [ه] (3) [كذا] ، والجاحد نبوة من بعده..

ص: 117


1- ويقال لهم : الموسوية ، أو : الكليمية. قال ابن حزم في كتاب الفصل 82/1: أما اليهود ؛ فإنّهم افترقوا على خمس فرق، وهي: السامرية ، لهم توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود، وسيأتي الحديث عنهم. انظر عن اليهود : الملل والنحل للشهرستاني 210/1 - 219 ، شرح الأصول الخمسة : 576.. وما يليه ، الحور العين للحميري: 144 ، تبصرة العوام : 22، الملل والنحل للحميري : 5 ، موسوعة المورد للبعلبكي 14/6 – 22.. وغيرها.
2- هذا التعبير (هود اليهود ) مقتبس من بعض الروايات ، كما في تفسير القمي (رحمه الله) : 743 - 744 [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 449/2، وفي المحققة 1191/3]، في تفسير سورة الفلق، وعنه في بحار الأنوار 296/8 (باب 24) حديث 46 ، وفي بعضها : «الذي علم اليهود».. كما في كامل الزيارات : 326 - 327 (باب 108) حديث 2 [وفي طبعة دار الفقاهة : 539 - 544 حديث 2]، وكذا في الخصال 398/2 حديث 106 - وعنه في بحار الأنوار 310/8 (باب 24) حدیث 77 - وثواب الأعمال : 215.. وغيرها ، والمراد به هو من أفسد دينهم وحرفه وأبدع فيه ، كما فعل الأول والثاني في دين محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، ومثله : من نصر النصارى ؛ حيث أبدع الشرك وكَوْنَ عيسى ابن الله ، وقال بالاقانيم الثلاثة.. وغير ذلك ، واسم الأوّل : يهودا، واسم الثاني : بولس.
3- أقول : قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35 [أُوفست ليدن]: السفر : الصحيفة، ولكلّ نبي من أنبياء بني إسرائيل صحيفة ، وهي أربع وعشرون سفراً، منها خمسة للتوراة وسائرها للأنبياء بعد موسى (علیه السلام) ينسب كلّ سفر إلى الذي جاء به.

وهم طبقات (1) :

منهم : العنانية (2) ؛ منسوبون إلى : عاني (3).

ص: 118


1- كذا ، والظاهر : وهم فرق.. وقد ذكرهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34 [أُوفست ليدن]، وذكر أوصافهم ، وقال : إنهم كثرة.. وعدّ منهم جمعاً.
2- تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : الغتانية ، وفي نسخة (ب) : الغنائية ؛ والكل سهو، إذ غالب حروفها في الأصل - أعم من الخطية والحجرية - معجمة ، والعنانية ؛ كما أُثبت من الحور العين : 145 ، ومفاتيح العلوم للخوارزمي : 37.. وغيرهما. قال في مفاتيح العلوم : 37:.. المنسوبة إلى عاني من اليهود. أقول : قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34 [أوفست ليدن] سمّاهم بهذا الاسم، وعدهم من أصناف اليهود، ثم قال : وهم ينسبون إلى عاني، كما قيل لأصحاب ماني : المنانية.
3- كذا استظهاراً ، وفي نسخة (ألف) : غاتي، وفي نسخة (ب) : غاني ، وفي الفصل لابن حزم عانان، والصواب عنان بن داود رأس الجالوت، وهو يخالف سائر اليهود في السبت والأعياد، وعقائدهم الخاصة.. انظر عنهم مفصلاً ما جاء في : الملل والنحل للشهرستاني 215/1، بيان الأديان : 14 ، وصفحة : 308 ، نفائس الفنون 266/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 570/10، الحور العين : 145.. وغيرها. قال الأخير : هم أصحاب عنان ، قالوا بالتوحيد ونفي التشبيه ،.. وغيرهما. وعدهم ابن حزم في كتابه الفصل 99/1 ، الفرقة الثالثة من اليهود، وقولهم : لا يتعدّون شرائع التوراة وما جاء في كتب الأنبياء (علیهم السلام) ويتبرؤون من قول الأحبار.

[ومنهم :] العيسوية (1) ،

و (2) الإصفهانية ؛ منسوبة إلى عيسى الإصفهاني (3).

ص: 119


1- أقول : هناك فرقة باسم : العيسوية - من دون إضافة - ويراد منهم فرقة من اليهود ولھم عقائد خاصة، راجع عنهم : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 263، وشرح المواقف للإيجي 261/4 (جزء 7).. وغيرهما. وفي تفسير الرازي 80/10 (جزء 19) ، قال : وزعم طائفة من اليهود يقال لهم : العيسوية؛ أنّ محمداً رسول الله لكلّ العرب.. وتمسكوا بهذه الآية: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ» [سورة إبراهيم (14) : 4]. وأخرى بهذا الاسم تعدّ من فرق المسيحية : لاحظ : مقارنة الأديان المسيحية للشلبي : 177 - 178، وصفحة : 233. انظر عن العيسوية : دائرة المعارف لفريد وجدي 570/10 ، بيان الأديان : 310 (بعنوان إصفهانية ) ، الفصل لابن حزم 118/1 ، نفائس الفنون 266/2 ، الحور العين : 145 ، وقالوا بالتشبيه.. وغيرها.
2- لا توجد الواو في (ألف)، وعليه فتكون العيسوية لقب مركب منه ومن الإصفهانية.
3- كذا في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 34 [أوفست ليدن] ، وزاد عليه : وكان أتم النبوة في يهود إصفهان ، وكان من نصيبين. وعبّر عنه في دائرة المعارف بزرگ اسلامی (فارسية ) 81/6: ب-: أبي عيسى الإصفهاني، وانظر أيضاً : الحور العين : 145. وفي الملل والنحل للشهرستاني : 215/1 - 216، نسبوا إلى أبي عيسى إسحاق بن يعقوب الإصفهاني ، ثم بعد ذلك ذكر عقائدهم وأدلتها.

[ومنهم :] الراعية ؛ [وهم المنسوبون] إلى راعي ؛ ادّعى النبوة (1).

[ومنهم :] القرعية ؛ قوم أكثر طعامهم القرع (2) !

[ومنهم :] السامرية ؛ [وهم منسوبون] إلى بلد من أهل الشام (3) ،

ص: 120


1- لم أعرف عنها الكثير ، ولا أعلم كيف تتلائم مع اليهودية وصاحبها يدعي النبوة! إلّا أن يكون بنحو مكمل النبوة. انظر : بيان الأديان : 14. قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34 - بعد أن عدّهم من أصناف اليهود - منسوبون إلى واحد تنبّأ فيهم، وكان يسمّى : الراعي. ولعلّ وجه اشتراك اليهود والراعية هو كون نبي هؤلاء راعياً نظير موسى (علیه السلام) وبه تشبّه !! ومنه تتشعب.. !
2- أقول : لم أجد فرقة بهذا الاسم من اليهودية وغيرها، وھو شيء غريب جداً علماً وعملاً.. نعم هناك فرقة باسم : قرائية أو قرائيم، جاء اسمها في دائرة المعارف مصاحب 2021/2 ، وموسوعة المورد 37/6.. إلّا أنّه لا يتلائم اسمها مع أكل القرع !! نعم ؛ وجدتُ بعد ذلك عنوانهم في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 34 [أُوفست فست لیدن] ، عدهم من أصناف اليهود ، وقال : أكثر طعامهم البقول والقرع، وأكثر أوانيهم القرع !
3- ومثله قاله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34 [أُوفست ليدن] ، وقال : وفيه قوم السامري ، سمّوا بمدينة بالشام، تسمي : سامرية. قال ابن حزم في كتابه الفصل 82/1 : أما اليهود ؛ فإنّهم افترقوا على خمس فرق، ثم قال : السامرية ؛ لهم توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود، ويبطلون كل نبوة كانت في بني إسرائيل بعد موسى (علیه السلام) وبعد يوشع (علیه السلام)، ولا يقرون بالبعث ألبتة.. ! وسيأتي باقي كلامه.

وحقيقة السامري هو : المتمسّك بنبوّة موسى وتوراته ، الجاحد بالأسفار وبنبوة من بعده (1).

ص: 121


1- انظر عن السامرية : الملل والنحل للشهرستاني 218/1 ، وقد ذكر فرقهم في : بيان الأديان : 13 و 307 [تحقيق هاشم الرضي] ، دائرة المعارف لفريد وجدي 572/10، دائرة المعارف الإسلامية 88/11، الحور العين للحميري : 145، نفائس الفنون 267/2 ، الملل والنحل للحميري الزيدي : 5 ، موسوعة المورد للبعلبكي 197/8 (السامريون ).. وغيرها. أقول : لكلّ من الرسل والأنبياء صلوات الله عليهم شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلّان الناس بعده ، وأن صاحبا موسى هما : السامري ومرعقيبا كما جاء في تفسير القمي : 422 [الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 2/ 63 - 64 ، وفي المحققة 316/1، و 647/2] ، والتفسير المنسوب للإمام العسكري (علیه السلام) : 99 - 100 ، وتوحيد الشيخ الصدوق (رحمه الله) : 44 و 46 ، والخصال 66/2.. وكذا لاحظ ما جاء في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 53/2 - 54 ، وغيره. وعلى كلّ ؛ قيل : هو الذي صاغ لقوم موسى من حليّهم عجلاً فخار، وقد شبّهة هذه الأُمة بهم، حيث ترك بنو إسرائيل هارون - وهم يعلمون أنّه خليفة موسى فيهم - واتبعوا السامري ، كما جاء في المصادر السالفة. ويظهر من رواية الخصال 65/2 ، وكتاب اليقين في امرة أمير المؤمنين (علیه السلام): 76.. وغيرهما في حديث الرايات - والذي جاء في بحار الأنوار 342/37 (باب 55) ذيل حديث 1 - أنّ : السامري كناية عن أبي موسى عبد الله بن قيس ؛ لأنه قال كما قال سامري قوم موسى : «لَا مِسَاسَ» [سورة طه (20) : 97].. أي لا قتال، وهذا معنى تنزيلي.

ومنهم : [الجالوتية ؛ المنسوبون إلى] رأس الجالوت (1) ؛ وذلك اسم رئيسهم من ولد داود ، ويقولون : علامته (2) أن تجاوز (3) يداه فخذيه ! (4)

وأكثرهم مجبرة مشبهة (5) ؛ يزعمون أنّ إلههم شيخ كبير أبيض الرأس واللحية (6) ، ويكفكفون في صلواتهم ، وقد جمع لهم رجل ثمانين

ص: 122


1- مع كل بحثي عن هذه الفرقة لم أجد ما يشفي الغليل عنها، بل لم أجد بهذا الاسم فرقة ! وقد عرف جمع من أحبار اليهود ب-: رأس الجالوت. وليس معنى هذا أنّها فرقة، نعم يظهر من كتاب الحور العين : 144: أنّ هناك فرقة باسم : الجالوتية ، كما ويظهر من كتابي الشيخ الصدوق (رحمه الله): التوحيد : 428 - 457 ، وعيون أخبار الرضا (علیه السلام): 87 - 100 في مناظرات الإمام الرضا (علیه السلام) مع أرباب الملل المختلفة ، والأديان المتشتة ؛ أن رأس الجالوت هو اسم لنوع من أرباب المذاهب كالجاثليق ؛ لمتقدّم الأساقفة والقساوسة.
2- في نسختي الأصل : علامة ، وهو سهو.
3- في نسختي الأصل : تجاور ، والصحيح ما أثبتناه بقرينة قول الخوارزمي : تبلغ أنامل يديه ركبتيه.
4- عد الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34 - 35 [أُوفست ليدن] الجالوتية من أصناف اليهود، وقال : هو رئيسهم، والجالوت هو الجالية ؛ أعني الذين جلوا عن أوطانهم بيت المقدس ، ثم قال : ويكون الجالوت من ولد داود (علیه السلام)، وتزعم عامتهم أنه لا يرأس حتى يكون طويل الباع تبلغ أنامل يديه ركبتيه إذا مدهما..!
5- أقول : هناك فرقة منهم باسم : المقاربة ، يخالفون جمهور اليهود في نفي التشبيه ، ذكرهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34.. وغيره.
6- قال الحميري في الحور العين : 144 - 145 : وذلك أنهم ادعوا أن معبودهم أبيض الرأس واللحية.. إلى آخر كلامه.

خبراً (1) من مواضع شتى ، وأمرهم بكتب التوراة ، ثم قابل النسخ.

وعن توراة الثمانين (2) فيحلفون علوّ النسخة.

***

ص: 123


1- كذا ؛ والظاهر أنّ الصحيح : جزءاً.
2- هنا في نسختي الأصل سقط وتشويش ، أثبتنا ما استظهرنا منهما، ولم نحرز معناه. أقول : توراة الثمانين ، ويقال : السبعين ، وقيل هي التي ترجمها ثمانون جداً لبعض ملوك الروم؛ وذلك أنه أفردهم وفرّق بينهم وأمرهم بترجمة التوراة؛ ليأمن تواطئهم على تغيير شيء منها ففعلوه ، وهي أصح تراجم التوارة ، كما قاله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35.

*النصارى ؛

وحقيقة النصراني ؛ هو القائل بنبوّة عيسى وموسى ، الجاحد بنبوة محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، والذي نصر النصارى بولس (1) ، يزعم أن المسيح أرسله ، وأنّ المسيح صار إنساناً ، وأنه إنسان صار إلها ، فأحال في اللفظ وناقض المعنى (2)..

وهم فرق (3) :

منهم : الملكية (4) ؛ منسوبة إلى : ملكا (5) ، وهم أهل الروم (6) ،

ص: 124


1- انظر : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 53/2.
2- انظر عن النصرانية - ويقال لها : المسيحية ، والعيسوية - دائرة المعارف لفريد وجدي 197/1، الملل والنحل للحميري : 5 ، موسوعة المورد للبعلبكي 27/2 ، و 14/3 (انظر : عمار ومعمورية ) ، وقد ذكرهم الشهرستاني في الملل والنحل 220/1 - 228، وعدّ لهم فرقاً.. وغيره وغيرها كثير.
3- ذكر الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 33 [أُوفست ليدن] النصارى وذكر من أصنافهم الثلاثة الأول فقط.
4- كذا، والأظهر الملكانية ، ويقال لها : مليكية ، أو : ملكانية. وفي مفاتيح العلوم الملكائية.
5- وزاد الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 33 ، قوله : وهم أقدمهم ، وقال : أهل الروم كلّهم ملكائية.
6- قال الشهرستاني في الملل والنحل 222/1 :.. ومعظم الروم ملكانية، وقد قالوا : الله أقنوم واحد، وله أسماء ثلاثة.

وأكثر النصارى [منهم] (1).

[ومنهم :] النسطورية (2) ؛ منسوبة إلى نسطور (3) الإسكندراني ، ومن قولهم : إن الاتحاد هو (4) الممازجة ؛ حتى صار بينهما شيئاً ثالثاً ، كما يمزج النار بالفحم ، فتصير فيها جمراً ليس النار ولا [ال-] -فحم (5).

ص: 125


1- انظر عن الملكانية : الملل والنحل للشهرستاني 222/1 - 224 ، الحور العين للحميري: 146 ، نفائس الفنون 267/2 ، الملل والنحل للحميري : 5 (مليكية)، موسوعة المورد للبعلبكي 7/7 بعنوان : الملكيون.. وغيرها.
2- ويقال لهم : الناظرة أيضاً. وهي القائلة بأن المسيح (علیه السلام) ابن الله ، مقابل اليعقوبية القائلة فيه : إنه الله ! والإسرائيلية القائلة هو ثالث ثلاثة ، كما صرح بذلك المصنف (رحمه الله) في المناقب 259/3 [طبعة قم] ، وعنه في بحار الأنوار 74/39 (باب 73) حديث 1، والبياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 103/1، وحكاه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 79/9 - 80 (باب 1)، عن الطبرسي (رحمه الله) في مجمع البيان 173/2 ، ولاحظ ما جاء في هامشه.
3- سمّاه الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 33: نسطورس، ثم قال : وكان أحدث رأياً فنفوه عن مملكة الروم فليس بها أحد منهم. وقيل : هو نسطوريوس ؛ بطريك القسطنطنية المتولد في 428 من الميلاد. وقال الشهرستاني في الملل والنحل 205/1 - 206 : أصحاب نسطور الحكيم، الذي ظهر في زمان المأمون، وتصرف في الإنجيل بحكم رأيه.
4- في نسختي الأصل : هم، بدلاً من : هو ، وهو سهو.
5- أي إلى حلول الكلمة في بدن المسيح (علیه السلام) كحلول السواد في الجسم، كما قاله ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 232/3.

وقال بعضهم : إن الناسوت (1) صار لاهوتاً (2) ، وإن ما ليس بإله صار إلهاً ، والحديث صار قديماً ! (3)

[ومنهم :] اليعقوبية (4) منسوبة إلى..

ص: 126


1- الناسوت : لفظة مشتقة من الناس كالرحمون من الرحمة، قاله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34 [أوفست لیدن].. وغيره.
2- وقيل : بل أنّ اللاهوت حلّ في الناسوت وتدرّع به ، وهو قول النسطورية من النصارى. انظر: مجموعة الرسائل لابن تيمية 2 / ج 4 / 24. قالوا : كان فينا ابن الله ثم رفعه الله إليه..!
3- انظر عن النسطورية : الملل والنحل للشهرستاني 224/1 - 225 [وفي طبعة أُخرى 203/1]، وقد فصل عقائدهم، وكذا لاحظ بيان الأديان 346/5 [تحقيق رضي]، شرح الأصول الخمسة : 292، دائرة المعارف لفريد وجدي 183/10 ، الحور العين للحميري : 146 ، نفائس الفنون 268/2 تبصرة العوام : 24 ، الملل والنحل للحميري : 5.. وغيرها.
4- ويقال لهم : اليعاقبة ، وهم فرق.. وهم القائلون بأنّ المسيح (علیه السلام) هو الله ، كما سلف مقابل اليعقوبية ، ويقال لها : الملكانية، وهم الروم. راجع عنهم ما ذكره المصنف (رحمه الله) في كتابه : المناقب 259/3، وعنه في بحار الأنوار 74/39 (باب )73 ذيل حديث 14.. وغيره. وهؤلاء لا يثبتون الحلول ؛ وأنّما يثبتون الاتحاد بين الجوهر الإلهي والجوهر الجسماني وهو اشد بعداً من الحلول ، وقالوا : إنّ الكلمة اتحدت بعيسى [علیه السلام] فصارت جوهر من جوهرين، أحدهما إلهي والآخر جسماني. انظر : اللوامع الإلهية : 157 - 158.

.. يعقوب (1) شاعرهم ، ويقال : إلى لاوي بن يعقوب (2).

[ومنهم :] المريمية ؛ يعتقدون في مريم [علیها السلام] أنها إلٰهة (3).

ص: 127


1- في مفاتيح العلوم : 33: مار يعقوب ، ثم قال : وهم قليل..
2- ذهب الدكتور البدوي في مذاهب الإسلاميين : 480 إلى أنهم : ينسبون إلى أبي إسحاق يعقوب الإصفهاني، وكان من زمن الخليفة المنصور العباسي. وقيل : ينسبون إلى يعقوب البردعي، أسقف الرها. انظر عن اليعقوبية وعقائدهم : الملل والنحل للشهرستاني 225/1 - 226، الملل والنحل للزيدي : 5 ، الحور العين للحميري : 145 ، بيان الأديان : 340، تبصرة العوام : 24 ، نفائس الفنون 267/2 ، موسوعة المورد 220/5 ، وكذا في فتح القدير للشوكاني 87/2، وقد ذكر بعض عقائدهم، صبح الأعشى للقلقشندي 275/13، المغني لابن قدامة 568/10 ، التسامح لمحمد الفزائي : 82... وغيرها. وكذا جاءت في تفاسير العامة ؛ كتفسير ابن كثير 910/1 - 911، والتفسير الكبير لابن تيمية 56/4.. وغيرهما من التفاسير، بل في تفاسيرنا أيضاً ؛ كما في مجمع البيان للطبرسي (رحمه الله) 391/3.. وغيره. أقول : إنّ الطوائف المسيحية الثلاث التي كانت تختلف فيما بينها في : الأب، والسيد المسيح ، وروح القدس، هي عبارة عن : الملكانية، والنسطورية، واليعقوبية، إلّا أنّها تشترك في عبادة المسيح، إما مستقلاً أو منضماً ، وهم القائلون : «إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ» [سورة المائدة (5) : 73] كما نص عليه غالب المفسّرين، بل هو مذهب جمهور النصارى. وفي نهج الإيمان : 662 قال :.. واختلفت الأمة في عيسى ، قالت اليعقوبية : هو الله تعالى، وقالت النسطورية : هو ابن الله ، وقالت الإسرائيلية : هو ثالث ثلاثة.
3- لم أجد اسماً لهذه الفرقة فيما عندي من مصادر الأديان والمذاهب، وكذا الذي بعده (اللاهوتية ) ، كمذهب أو طريقة مسيحية ، وإن كانت هي فكرة فلسفية معروفة، وكذا لم نجد شيئاً عن (السقالبة ) الآتية ، فراجع. نعم ؛ ذكر الشيخ الطوسي (رحمه الله) في التبيان 67/4، وعنه الآلوسي في روح المعاني 65/7 حكاية عن أبي جعفر الإمامي عن بعض النصارى أنّه : كان فيما مضى قوم يقال لهم : المريمية.. إلى آخره. وحكاه عنه في تفسير الميزان للطباطبائي 242/6، وقبله في مجمع البيان للطبرسي 456/2.. وغيرهما. وفي متشابه القرآن 138/2 ، قال : قالت المريمية من النصارى : المسيح ابن الله كانوا يعتقدون أنّها آلهة. لاحظ : بحار الأنوار 237/14 (باب 18) ذیل حدیث 14.. وغيره.

و [منهم :]

اللاهوتية (1) ؛ تزعم أن عيسى كلمة الله وروحه ، ثم نزل في بطن مريم لينقذ الناس؛ فاتخذ من لحمها هيكلاً ، فصارت الكلمة لحماً ودماً ! (2)

[ومنهم :]

السقالبة ؛ يقرّون بالخالق (3) ويسمّونه ب- : عمّ ، ويزعمون أنه كان له ولد ، فغرقت الدنيا ولم يبق إلا ابن الله !

ص: 128


1- قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 34 [أو فست ليدن]: إنّه مشتق من اسم الله تعالى.
2- جعل الشهرستاني من هؤلاء : اليعقوبية ، أو اليعاقبة ، وأنهم قالوا : بالأقانيم الثلاثة، إلّا أنّهم قالوا : انقلبت الكلمة لحماً ودماً فصار الإله هو المسيح وهو الظاهر بجسده ! بل هو هو !!
3- في نسختي الأصل : بالخلق ، والظاهر ما أُثبت.

وأصل مذهب النصارى أنّ الباري جوهر ثالث - يعنون بالجوهر الثلاثة أقانيم (1) - يعني ثلاث صفات : الوجود، والعلم ، والحياة ، كقول أصحاب الصفات.. ويعنون بالوجود الأم ، والعلم : الولد ، والحياة : روح القدس.

ويقبلون (2) أُمّاً ، وولداً ، وقدساً ، والإله يشتمل على جميع ذلك.

***

ص: 129


1- قال في مفاتيح العلوم : 33 في تعريف الأقنوم : الصفة عندهم، ويزعمون أن الأب والابن وروح القدس ثلاثة أقانيم... تبارك وتعالى عما يصفون ويقولون..
2- في نسخة (ب) : يقتلون.

المجوس (1)

[وهم : أ] تباع زرادشت واسمه : فریدون - ومعنی زرادشت : صاحب کانون الذهب - وإنّه ادعى النبوّة ، وزعم أنّ الله طالت وحدته فاستوحش، وكثرت فكرته فتولّد إبليس من فكرته ! وأنّ الله لا يقدر على إماتته ! فلذلك (2) أنظره وضرب له أجلاً ، وله كتاب : زند و پازند وأوستا (3) ، وهم أصناف (4) :

منهم : البه آفريده ؛ وهم أصحاب (به آفرید) (5) ، زعم أنه نقل

ص: 130


1- يقال عن المجوسية : الدين الأكبر ، والملة العظمى وأثبتوا أصلين اثنين مدبرين : النور : أزلي، والظلمة : محدثة. وعندهم المبدأ الأوّل في الأشخاص : كيومرث ، وربّما يقولون : زروان الكبیر، والنبي الثاني : زردشت.. إلى آخره.
2- في نسختي الأصل فكذلك.
3- في نسختي الأصل واستا ، والظاهر أنّه : زند أوستا.
4- انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 230/1 و 233.. وما بعدها. وراجع ما جاء في دائرة المعارف لفريد وجدي 446/8، والحور العين للحميري: 142 ، والخطط للمقريزي 344/2 (الثنوية ) ، وتبصرة العوام : 13 ، ومفاتيح العلوم للخوارزمي : 38.. وغيرها.
5- قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 38 : البهافريدية : جنس من المجوس ينسبون إلى رجل كان يسمى : به آفريد بن فروردینان، خرج برستاق خواف من رساتيق نيسابور بقصبة سراوند بعد ظهور الإسلام في أيام أبي مسلم ، وجاء بكتاب وخالف المجوس في كثير من شرائعهم وتبعه خلق منهم ، وخالفه جمهورهم.

إلى الناووس ، - وهو (1) حي - وصبر أياماً فجاءهم بعد (2) مدة ، وأخبرهم أنّه نشر وبعث معه خلق ، فقتله أبو مسلم في نيشابور (3)

[ومنهم :] الهرابذة (4) ؛ وهم عبدة النار ، واحدهم هربذة (5)....... (6)

ص: 131


1- في نسختي الأصل : وهي ، والصحيح ما أثبتناه.
2- في نسخة (ألف) : بعده ، وهي مطموسة في نسخة (ب).
3- يعد مذهب (به آفريد) من الأديان الإيرانية القديمة. أقول : فصل عن مذهبهم وعقائدهم في كتاب : فرهنگ معین 302/5، وكذا لغتنامه دهخدا.. وغيرهما. قال الشهرستاني في الملل والنحل 238/1 - 239... للبهافريدية رئيس يقال له : سیسان بن رستاق نیسابور، خرج أيام أبي مسلم صاحب الدولة، وكان زمزمياً في الأصل يعبد النيران ، ثم دعا إلى المجوس..
4- الكلمة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل، قد تقرأ : العرائدة، أو : الفرائدة، والظاهر ما أُثبت. وعلى كل ؛ فلم أجد لها مصدراً ولا أعرف له شارحاً ومعرفاً، وكذا ما بعدها من المذاهب. نعم ؛ جاء في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 38 : الهرابذة ؛ هم عبدة النيران، واحدهم: هربذ. والظاهر أنّ هؤلاء هم. راجع : بيان الأديان : 32 تاج العروس 500/9 (مادة هربذ)، الفصل لابن حزم 134/1 - 135 ، الحور العين : 142 - 143.. وغيرها.
5- في نسخة (ألف) : هريدة ، وهي غير منقوطة في نسخة (ب).
6- هنا بياض في نسختي الأصل، وكذا ما يأتي بعده.

قالوا : أصل العالم هو النور ، غير أنه مسخ بعضه بعضاً (1) فاستحال ظلمة ، والعالم اليوم ظلمة ونور.

[ومنهم :] الروداسية (2) ؛ زعمت أن العالم جوهره الظلمة والنور غير محسا (3) ، وزعموا أن الثلاثين يوماً كل واحد اسم ملك إلا هرمزد ؛ فإنّه.......... (4) الله (5) ، زعمت تعظيم النار ؛ لأنّها من جنس النور ، وأن العذاب في الجحيم البرد ، وأنّ الفأرة من خلق الله (6) ! وأنّ الهرة من خلق الشيطان ! وأنّ سنّوراً لو بال في البحر لقتل عشرة آلاف سمكة !!

ص: 132


1- الكلمتان مطموستان في نسخة (ب).
2- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): الزوواسية، ولا نعرف الصحيح منها ، ولعلّها : زردانية التي هي من فرق المجوس. لاحظ : نفائس الفنون 268/2.. وغيره. وقد تكون : الزردشتية ؛ وهم أصحاب زردشت بن يورشب ، وقد فصل مذهبهم الشهرستاني في الملل والنحل 236/2 - 244.. وغيره.
3- كذا ؛ وسيأتي في مذهب المانوية أنهم يعتقدون ويقولون ب-: قدم النور والظلمة، وكونهما أصلي العالم، وهما حيان حسّاسان ، وقول أبي شاكر الديصاني : فالنور حسّاس والظلمة موات.
4- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة ، ولعلّها : ابن ، أو غير ذلك.
5- هنا سقط في نسختي الأصل من المتن بمقدار كلمة ، أو كلمتين.
6- لا توجد الكلمة الجلالة في نسخة (ألف).

[ومنهم :] الحروية (1) ؛ [وهم] يتوضّؤون ببول البقر ! وينكحون البنات والأخوات والأمهات.....!! (2)

وأصل المجوسي الذي يقول بإلهين ؛ أحدهما قديم ، وهو الذي يسمونه : يزدان (3) ، والآخر ؛ الذي تولّد (4) عن فكرة القديم، وهو الذي يسمونه : أهرمن (5).. أي إبليس (6).

ص: 133


1- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، وقطعاً هناك طائفة من المجوس كذلك.
2- أقول : هذه من عقائد الصابئة ، كما سيأتي. لاحظ : محاضرات الأدباء للراغب الإصفهاني 407/2.. وغيرها، ولا منافات لتداخل شعب الشرك والضلال في الانحراف ؛ لاشتراكهم من كون معلمهم واحد، وهو إبليس لعنه الله.
3- یزدان : هو خالق الخير بزعم المجوسي ، قاله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 38.. و تابعه جمع كما سيأتي.
4- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : توكّد.
5- أهرمن : هو خالق الشرّ بزعم المجوس ، كما قاله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 38. وقد يقال له : أهرمان، ويسمونه زردان، كما في تاريخ اليعقوبي 174/1.
6- انظر : الملل والنحل للشهرستاني 213/1 ، ويعنون به ملكاً وشيطاناً. راجع عنهم ما جاء في كتاب : شرح التجريد : 396، وكذا نقد المحصل : 190، ومجمع البيان 125/4.. وغيرهما. أقول : التفريق بين المجوس وأصحاب الاثنيين والمانوية - مع تقارب عقائدهم وأفكارهم - مشكل ، ولا يسعنا - كما لا ينفعنا - التفريق بينها ، فراجعها في مظانّها ، وإن كان يشكل ضبطها هناك أيضاً. إلّا أنّ من الواضح جداً أن هناك خلطاً عجيباً بين الموحدين والمشركين ، وبين الفرق والأديان والمذاهب لكل واحد منھا مختاره وانحرافه وشذوذه ، والكفر ملة واحدة، فتدبّر جداً، ولا نود الدخول في التفصيلات.

المعري (1) : [من الوافر]

برَمْزِ

لقد كَذبَ الذين طغوا فقالوا: *** أتى مِن رَبَّنا أَمرٌ (2) برمز

وشر الناس معروف لديهم *** بِقَوْلٍ في مثالبهم ولَمْزِ

................. (3) فهو الذي نعم الله ويعطيها (4) بكده (5).

وهم فرقتان : معطّلة (6)...

ص: 134


1- انظر ديوان المعري : اللزوميات (لزوم ما لا يلزم ) 529/1 قطعة (خمسة عشر ) ضمن قصيدة ذات ثمان أبيات، جاء البيتان فيها في (5 و 6) معكوساً.
2- في نسختي الأصل : أمن ، بدلاً من أمر.
3- بياض في نسختي الأصل بمقدار ثلاث كلمات.
4- الكلمة مشوشة في النسختين ، وقد تقرأ في نسخة (ألف): يعظيها، وجاء في نسخة (ب) : يغطيها.
5- انظر عنهم : تاريخ العرب القديم : 610 ، تاريخ الطبري 92/2 - 93 ، الكامل لابن الأثير 512/1 - 515 ، المفصل في تاريخ العرب 333/3.. وغيرها.
6- ويقال للمعطلة : المعطلية ، قالوا : كان العالم وسيكون ولا يكون أبداً ما لا يكون ! والدار هذا العالم ولولاه لكان الله معطلاً وليس في الدار غيرنا ديار ؛ قيل : اعتقادهم ضدّ اعتقادات المشبهة ، ويدعى الباطنية بهذا الاسم في الأعم الأغلب. إلا أنّ الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35 [أوفست ليدن] ذهب إلى أنّ المعطلة هم الذين لا يثبتون الباري عزّ وجل.. وله وجه لو أخذنا بلوازم كلماتهم. وقد عد للمعطلة فرق متعددة ذكرها ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 118/1 ، وعدّهم من العرب ؛ الذين كانوا أصنافاً شتى، فمنهم المعطلة ومنهم غير معطلة. انظر عنهم : بيان الأديان للرضي : 11 و 236، القاموس الإسلامي 478/1 (عطل)، نفائس الفنون 283/2 ، معرفة المذاهب : 13 ، تبصرة العوام : 86، معجم الفرق الإسلامية : 229 (انظر : عطل ، وجهم)، موسوعة الفرق الإسلامية : 477 - 478 ، عن عدة مصادر.. وغيرها.

ومشركون..... (1) هم:

الدهرية (2) ؛ فنسب إليها أبو الحسين الراوندي (3) ، وأبو عيسى الوراق (4).

ص: 135


1- هنا بياض بمقدار كلمة، ولعلّها : ثنوية.
2- الدهرية - مأخوذة من الدهر - أي الزمان الدائم الذي لا يفنى، وهم جماعة من الماديين المعتقدين بسرمدية الدهر وأبديته.. وأنّه لا أوّل له ولا آخر، وقد فصل أقوالهم الشيخ الكراجكي (رحمه الله) في كنز الفوائد 33/1 - 34 إلى صفحة : 48 ، وكذا العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بيان له في بحار الأنوار 69/57 (باب 1) ذیل حديث 45، وكذا جاء في: 72 /100 - 102 (باب 98) حديث 30 من بحار الأنوار نقلاً عن تفسير النعماني. قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 163/92 (باب في مقالات المنكرين للنبوات) : اعلم ان المنكرين للنبوات فرقتان : ملحدة، ودهرية. ثم قال : وموحدة البراهمة والفلاسفة عندنا من جهة الدهرية والملحدة أيضاً، وقد أجمعوا على إبطال النبوات وانكار المعجزات.. إلى آخر، ومثله قاله القطب الراوندي (رحمه الله) في الخرائج والجرائح 1044/3. قيل : هم ينكرون المعقولات ولا يعترفون إلا بالمحسوسات، وھم قوم يقولون لا ربّ ولا جنّة ولا نار ويقولون ما يهلكنا إلّا الدهر ، قال الطريحي في المجمع 305/3 : وهو دين وصفوه لأنفسهم بالإستحسان منهم على غير تثبت والدهري - بالفتح - الملحد. وعرفهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35 ، بقوله.. الذين يقولون بقدم الدهر. وفي الحديث : إنّ الزنادقة هم الدهرية الذين يقولون لا ربّ ولا جنة ولا نار.. وما يهلكنا إلّا الدهر ، كما في مجمع البحرين 178/5 ، وله كلام مفصل هناك. ويقال للدهرية : المعطلة أيضاً ، وهم مختلفون في قبول الربّ - جل اسمه - وعدمه. راجع - غير ما مر - : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 118/1، والتنبيه والردّ للملطي : 24 ، والمواقف للقاضي الجرجاني : 389 [333].. وغيرها.
3- ويعرف ب-: ابن الراوندي أحمد بن يحيى الراوندي متكلّم مشهور ، اتهم من المعتزلة بالزندقة ؛ لأنه كتب كتاب فضيحة المعتزلة ، توفي سنة 245 أو 250 ھ. راجع عنه : معاهد التنصيص 155/1 ، والمنتظم لابن الجوزي 59/6.. وغيرهما. وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 233/57 :.. وكان من قديم الزمان لا ينسب القول بالقدم إلا إلى الدهرية والملاحدة والفلاسفة المنكرين لجميع الأديان، وقالوا : الدهر : سرمدي لا أوّل له ولا آخر. وفي أصول الكافي 2 /389 - 391 حدیث 1 عدّهم صنف من الزنادقة ، وهم الذين يقولون : «وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ» [سورة الجاثية (45) : 24].
4- كذا؛ وفي نسخة (ب) : الفراق - بدون إعجام - وفي نسخة (ألف) : العراق ، وأثبتنا ما استظهرناه، ولعله : العراقي ، كما جاء في كتاب الشافي للسيد المرتضى 89/1، و 208/2.. وغيره. واسم أبو عيسى الوراق : محمد بن هارون، وهو من أجلة المتكلمين من أصحابنا وعلماء الشيعة ، له كتاب الإمامة ، وكتاب السقيفة ، وكتاب المقالات. لاحظ : الرواشح السماوية : 93 - 94. وعده ابن حجر في لسان الميزان 412/5 من المعتزلة، مات سنة سبع وأربعين ومائتين.

ص: 136

وذكر المرتضی في كتاب الشافي (1) : أنّ المعتزلة نسبوهما إلى ذلك ؛ لأنّهما أوردا عليهم الكلام المتعلق (2).

[ومنهم :] السوفسطائية (3) ؛ لا يرون لشيء..

ص: 137


1- قال السيد المرتضى في كتاب الشافي 89/1 - 90 : فأما أبو عيسى الوراق ؛ فإنّ التثنية لما رماه بها المعتزلة ، وتقدّمهم في قذفه بها : ابن الراوندي، لعداوة كانت بينهما، وكانت شبهته في ذلك ولشبهة غيره تأكيد أبي عيسى لمقالة الثنوية. وراجع : حقائق التأويل : 361.. وغيره.
2- انظر عنهم : بيان الأديان للرضي : 239 ، القاموس الإسلامي 397/2، كشاف اصطلاحات الفنون 480/1 ، الحور العين للحميري : 143 ، دائرة المعارف الإسلامية 326/9 - 340 المقالات والفرق للأشعري : 64 - 194 (الفقرة: 127)، موسوعة المورد للبعلبكي 146/3، موسوعة الفرق الإسلامية : 247 - 248.. وغيرها.
3- وهي كلمة يونانية مركبة ، والسوفسطائيون هم الذين لا يثبتون حقائق الأشياء، كما عرفهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 39. ويقال لهم : اللاأدرية، كما في فتح الأبواب : 303 (الباب الرابع والعشرون ) ، وقيل : أفضل السوفسطائية اللاأدرية : القائلون بالتوقف ، ومن رؤساءهم : حارث البلخي. ومنهم من يسمون ب- : أصحاب العنود ؛ في نفيهم العلم بشيء من الأشياء ونسبتهم ذلك كله إلى الظن والحسبان. ومنهم : اللا أدرية ؛ القائلون ببطلان الحسيات لا بنفي حقائق الموجودات.. وهناك قول مشهور ذكر هنا وفي بيان الفرق من أنّ السوفسطائية ذهبوا إلى نفي حقائق الأشياء ليس بتام على إطلاقه.. نعم يصحّ خاصة في العنادية منهم. وقيل : كل منكر للضرورة فهو السوفسطائي.. وصحيح أنهم يشككون في الحقائق المحسوسة وهو تشبيه وتنزيل، وكذا قولهم أنهم ليس نحلة.

.. حقيقة (1).

[ومنهم :] أصحاب الهيولا ؛ يقولون : أصل العالم الهيولا (2).

ص: 138


1- الكلمة في نسخة (ب) : حقية ، وهي مشوشة في نسخة (ألف). وكلّ ما هناك ما هو إلا خيالات ، وليس لها صفات ولا حالات متغايرات.. ولا منطق إلا السفسطات والمغالطات.. وغير ذلك. و على كلّ : لا يمكن عدّهم فرقة أو مذهباً وإنّما هي نوع فلسفة وحركة فكرية في تحليل الأُمور العقلية. وانظر عن السوفسطائية : بيان الأديان : 22 و 452 [تحقيق رضي] ، القاموس الإسلامي 567/3 ، الحور العين : 139.. وغيرها.
2- يصعب عدّ فكرة الهيولاء وأصحابها كفكرة تدينية ، أو مذهباً عقائدياً ، بل ما ھي إلّا تحليل عقلىّ فلسفى ؛ لبعض الظواهر الطبيعة. وأصحاب الهيولاء قائلون بقدم أصل العالم بعينه. انظر : ما جاء عن أصحاب الهيولاء في كتاب تبصرة العوام : 6.. وغيره. ومثلها فكرة : الطباعية، أو الطبايعية، فهى أفكار فلسفية تحليلية، ولا ربط لها بالأديان والمذاهب ، ومثل هذا يقال في الفلسفة والفلاسفة.. بل فيها وفيهم أولى.

[ومنهم :] الطبايعية (1) : [وهم القائلون] أن أُصول الأشياء من أربعة عناصر... وهم فرق.. قال بعضهم : العالم جوهرة قديمة - وهي ذاتها - واحدة لا اختلاف فيها ، ولكنّها تختلف على قدر الالتقاء والمماسة ، وعلى قدر الحركات، فتصير رطوبة ويبوسة ، وحرارة وبرودة.. على قدر الحركات والالتقاء (2).

[ومنهم :] الفلاسفة ؛ نسب إلى أبي قيس [كذا] ، وهو اسم مركب في لغة يونان من الحكمة ومحبّها ؛ ف-: فيلوا المحبّ ، وسوفيا : الحكمة ، فقالوا : فيلوسوفيا.. أي محبّ الحكمة ، وعُرّب فقالوا : فيلسوف (3).

يعتقدون بقدم العالم والصانع ، وبعضهم بقدم العالم ونفي الصانع ، وبعضهم بطبيعة خامسة ، وبعضهم يثبتون الصانع وهم اليونانية ، وبعضهم يثبتون أشياء كثيرة.. ثم يسمون واحداً منها : ملك الأملاك ، وربّ الأرباب ، وإله الآلهة.. ويجعلونه رأساً عالياً على جميع ما يعبدون.

ص: 139


1- وفي نسخة (ألف): الطباعية ، ويقال لهم : الطبائعيين ، كما في بحار الأنوار 254/11 (باب 6) ذيل حديث 6.. وغيره.
2- لاحظ : كتاب المصنف (رحمه الله) : متشابه القرآن 25/1، و 132/2.
3- خلط في الحور العين : 138 بين الفلاسفة والطبايعية - السالفة - فلاحظ.

[ومنهم :] القرامطة ؛ [وهم] قوم حمدان بن قرمط الخارج بالبحرين واليمامة، وهو ابن أبي سعيد الجناني ، وكان يزعم أنه يعلم الغيب. ولا يعتقد مذهباً (1).

[ومنهم :] المانوية (2) ؛..

ص: 140


1- المشهور أنّ القرامطة ؛ ما هى إلا فرقة متفرعة عن الإسماعيلية وتنسب إلى رجل يدعى : حمدان قرمطة، كما وتعدّ من فرق المسلمين لا غيره، ولشيخنا الكليني (رحمه الله). كتاب في الردّ عليهم. وستأتي هذه الفرقة في الفصل القادم إن شاء الله مع مصادرها، ولا ربط لها بهذا الفصل. راجع عنها : الفصول المختارة : 305 - 306 - وعنه في بحار الأنوار 9/37 - 10 (باب 49) - ومزيد عنهم وعقائدهم في : البحار 61/3 (باب 4)، و 212/3 - 215 (باب 6) بيان ، إعلام الورى : 294 [وفي الطبعة المحققة 8/2].. وغيرها.
2- فرقة من الثنوية ، ويقال لهم : المانية، نسبة إلى ماني بن بابك من حكماء الفرس، كان في عصر سابور بن أردشير وقتله بهرام بن هرمز ، وقد أخذ ديناً بين المجوسية والنصرانية ، وزعم أنّ العالم مصنوع من أصلين قديمين ؛ أحدهما : نور، والآخر : ظلمة، وأنهما أزليان. وقيل : إنّ المانوية هم أصحاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير ، وقتله بهرام بن هرمز ، ودينه بين المجوسية والنصرانية ، وقال بنبوة عيسى دون موسی (علیهما السلام). ومزيداً عن بعض أقوالهم في شرح النهج لابن أبي الحديد 160/5 - 162، وعنه في البحار 61/3 (باب 4) (بيان) ، وصفحة : 211 (باب 6). وعلى كل ؛ هم فرقة من الثنوية ، قيل : هم أنكروا الألم والوجع، وتعرّض العلامة المجلسي (رحمه الله) لبعض عقائدهم في بحار الأنوار 213/3 (باب 6) بيان ، وتوجيه عقائدهم فيه 217/3.

.. أتباع ماني بن بيك (1) - وهو مصوّر - ادعى النبوة ، وزعم أن الشمس تدور خلف...... (2) على وجه أرضنا هذه، وأنّ السماء من جلود الشياطين ، وأنّ الأرض لا نهاية لها من جهة السفل، ويعتقدون قدم النور والظلمة ، وكونهما أصْلَي العالم ؛ وهما حيان حساسان دراكان ، فأدرك أحدهما الخير وأدرك الآخر الشر، وألف في ذلك كتباً ، فقتله شابور (3) بن أردشير (4).

[ومنهم :] النعمانية (5) ؛..

ص: 141


1- كذا تقرأ في نسختي الأصل، ولعلّها : بابك ، والمشهور : فاتك.
2- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة ، ولعلّها : الأرض ، أو القمر.
3- في نسخة (ب) : سابور.
4- انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 233/1 [70/1] ، وصفحة : 244 - 249 ، نشأة الفكر الفلسفي (نشار ) 207/1، دائرة المعارف لفريد وجدي 426/8، بيان الأديان [رضي] : 17 وصفحة : 412 ، الحور العين للحميري : 139، تبصرة العوام : 15 و 19 ، الكامل لابن الأثير 388/1 - 390 ، و 105/6.. وغيرها.
5- أقول : المعروف أنّ النعمانية ؛ هم من فرق الشيعة الإمامية، وهم قوم محمد بن النعمان، المعروف ب-: مؤمن الطاق. ويقال لهم : الشيطانية ، ولعلّه باعتبار أن العامة كانت تقول لابن النعمان : شيطان الطاق، وقد عدّهم البعض من الغلاة. وعلى كل ؛ فلا ربط لهم بهذا الفصل ، وبما نحن فيه كما لا يخفى.

.. أصحاب نعمان الثوري (1) قتله المهدي (2).

[ومنهم :] الديصانية (3) ؛ أصحاب أبي شاكر الديصاني (4)..

ص: 142


1- لم أعرف ترجمة عن نعمان الثوري هذا، فراجع.
2- انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 186/1 ، وكذا كتاب : بيان الأديان : 28 و 481، وترجمة الفرق بين الفرق : 26 ، ونفائس الفنون 280/2 ، ودائرة المعارف لفريد وجدي 316/10 ، ومعجم الفرق الإسلامية : 252 ، عن مقباس الهداية وهامشها 395/2 [الطبعة المحققة الأولى].
3- كذا في نسخة (ب) : وهي مشوشة غير منقوطة في نسخة (ألف)، تقرأ : البصحانية.
4- قال الخوارزمي : الديصانية، منسوبون إلى ابن ديصان. ثم قال : وهم ثنوية. كما في مفاتيح العلوم : 37. وقال ابن النديم في الفهرست : 402 : الديصانية إنّما سمّي صاحبهم ب-: ديصان ؛ باسم نهر ولد عليه ، وهو قبل ماني.. وقيل : معناها : ابن النهر. وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 211/3 : وهم أصحاب ديصان ، وهم أثبتوا أصلين ؛ نوراً وظلاماً ، فالنور يفعل الخير قصداً أو اختياراً والظلام يفعل الشر طبعاً واضطراراً.. إلى آخره. وقد جاء مثل ذلك في الملل والنحل. انظر : التنبيه والإشراف : 113. وقيل عنهم : إنّهم أشدّ الزنادقة قولاً ، وأهملهم [أمهنهم] مثلاً، وھم قسم من أصحاب الاثنينية. راجع عنهم كتاب : الانتصار للخياط : 40 - 41 ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 43.. وغيرهما. وأيضاً ؛ ما ذكره العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 211/3 - 212، و 215، وقال فيه 209/3: الديصانية أشد الزنادقة قولاً وأهملهم [في الاحتجاج : أمهنهم].. ثم ذكر حجته من أقوالهم عن الاحتجاج 345/2.

وكان يسأل جعفر الصادق [علیه السلام] ، ومن قوله : إن النور والظلمة قديمان ، فالنور حسّاس والظلمة موات جاهلية عمياء صمّاء ، وبدو (1) المزاج من النور بخلاف مقال المانوية ؛ فإنّهم قالوا : بدو المزاج من الظلمة ، واتفقا في النور والظلمة [أنّهما] امتزجا بعد أن لم يكونا ممتزجين (2).

[ومنهم :] الناسخيّة (3) ؛ يعتقدون أن الأرواح تتناسخ في أربعة أجناس :

ص: 143


1- في نسختي الأصل : بدر.
2- انظر عن الديصانية : الملل والنحل للشهرستاني 250/1 - 251، وقد فصل عقائدهم، شرح أصول الخمسة : 278 وما يليها ، نشأة الفكر الفلسفي (نشار) 205/1، فهرست النديم : 402 ، دائرة المعارف الإسلامية 163/1 (ابن ديصان)، دائرة المعارف لفريد وجدي 454/8 ، الحور العين للحميري : 140 ، خطط المقريزي 344/2 (بيصانية = مجوس ) ، نفائس الفنون 269/2 ، تبصرة العوام : 14 - 19.. وغيرها.
3- أقول : الناسخية أو التناسخية ، ويقال لهم : الحلولية ، كما سيذكره المصنف (رحمه الله). كما يقال لهم : أصحاب التناسخ ، كما نص عليه الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35 - 36، ثم قال : وهم الذين يقولون بتناسخ الأرواح في الأجساد، كما ينسخ الكتاب من واحد إلى آخر..! وعلى كلّ ؛ فهي فكرة ذهبت إليها بعض الأديان والفرق، ولا نعرف ديناً أو مذهباً بهذا الاسم. نعم ؛ يتعرّض لها ضمن بعض الفرق التي كانت من عقائدها فكرة الحلول والتناسخ، وعندهم أن البعث مجاز ، فلاحظ. قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في أوائل المقالات : 170 : هم الغلاة الذين لا صلة لهم أصلاً بمذهب المسلمين من الشيعة وأهل السنة وإنّما كانوا يتسترون أنفسهم تحت ستار التشيّع وغيره، تمويهاً وترويجاً لأغراضهم الفاسدة. وراجع : تصحيح الاعتقاد : 83 ، الاقتصاد للشيخ الطوسي : 83 و وصفحة : 87 - 88، ومعجم الفرق : 70.. وغيرها.

نسوخ ، و منسوخ ، ومسوخ ، ورسوخ.

فالنسخ (1) ؛ ما ينسخ في أجناس الآدميين ، روح ينقل من بدن إنسان إلى آخر، فمن كان محسناً يدخل من بعد موته في عيشه، ومن كان مسيئاً يسقى (2) بعيشه (3).

والمنسوخ ؛ ما ينقل من أرواح الآدميين في البهائم والسباع والطير !

والمسوخ (4) ؛ ما يمسخ في دواب الأرض والماء.

والرسوخ ؛ ما يمسخ في الشجر والنبات.

ص: 144


1- كذا ؛ والظاهر : فالنسوخ.
2- كذا ؛ والظاهر : يبقى.
3- كذا ؛ والجملة كلاً مشوشة اللفظ والمعنى ، فلاحظ.
4- في نسخة (ألف) : المنسوخ.

وزعموا أن الناس يمسخون على قدر مراتبهم ، ولا يزالون يكرّرون من جسد إلى جسد ، حتى يذوقوا وبال ما اكتسبوا في هذا (1) البدن الآدمي ، ولا دار غير هذه الدار ، والقيامة خروج الروح ، والمنعمون في الأبدان الحسنة الإنسية ، والمعذبون في الأجسام الرديّة من الكلاب والحيّات.. وغيرها ، وأن الأجساد بمنزلة الثياب ؛ تبل فتطرح (2).. !!

ولهم ألقاب ؛

فيسمون ببلاد إصفهان : الخُرّمية (3)..

ص: 145


1- في نسختي الأصل : هذه.
2- انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 253/1 ، و 2 / 255 (1 / 88)، خطط المقريزي 344/2 - 354 ، تبصرة العوام 87 ، نفائس الفنون 284/2 ، الحور العين : 146 ، الملل والنحل للحميري : 5 الفرق بين الفرق : 270 وتاليه، المقالات والفرق : 43 و 48 و 183 (الفقرات 87 - 98) ، خلاصة الأديان : 30 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 457/8 ، و 172/10 ، دائرة المعارف الإسلامية 486/5 - 487 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 178 - 179.. وغيرها.
3- الخرمية : ويقال لها : الخرمدينية كلمة مركب من خرّم ، ودين - قيل : نسبة إلى خُرّم.. فارسية ، بمعنى المرح والإباحة المتوخى للملذات، وقد أباحوا اللذات، وهي عدة فرق ظهرت بعد مقتل أبي مسلم الخراساني. وقيل : الخرمية ؛ أتباع بابك الخرمي ، وقد استباحوا المحرّمات وقتلوا المسلمين في الجبال بناحية آذربايجان.. كما جاء في فرق الشيعة : 46 - 47 [طبعة النجف الأشرف، سنة 1355 ھ].. وغيره. وقيل : إنّ الخرمدينية - ويقال لهم : الخرمية - فرقتان : بابكية، ومازيارية ، وكلتاهما معروفة ب-: المحمّرة. كما وقد قيل : إن بداية عملها سنة 192 ھ، وهي فكرة سياسية ضد العباسية أكثر من كونها دينية مذهبية، وقد قيل : إنه قد لقب الأنصار لهم أولاً : المحمرة، إلّا أنّ الأشعري في كتابه المقالات والفرق : 48 - 50 : عدّ الخرمدينية والمزدكية فرقة واحدة، واعتبرهم من غلاة الشيعة كما وأنّ النوبختي في كتابه فرق الشيعة [لاحظ : 41 - 42، وكذا : 32] عدّهما والكيسانية والعباسية والحارثية واحدة، وجعلهم من غلاة الشيعة ، وقال جميعهم يعتقدون بالتناسخ، وقول بدور الأرواح في الأبدان ! وقد ذكر بعض مقالاتهم في مقالات الإسلاميين للأشعري 438/1، والفرق بين الفرق : 239.. وغيرهما. وقال في الصراط 62/1: وقالت الخرمية : بعده [أي بعد خاتم النبيين (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)] أنبياء ؛ لقوله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ..» [سورة الأعراف (7) : 35]. راجع : الخرائج و الجرائح 882/2.. وغيره. وعلى كل ؛ عدّت الخرمية من أصحاب الإباحات أو الإباحية بل هم صنفان ؛ صنف كانوا قبل دول الإسلام كالمزدكية الذين استباحوا المحرمات وزعموا أن الناس شركاء في الأموال والنساء، والصنف الثاني : الخرمدينية ؛ وهم فرقتان : بابكية ، ومازيارية ، كما جاء في الفرق بين الفرق للبغدادي : 239 ، وتاريخ ابن الأثير 352/3.. وغيرهما. انظر عنهم : فرق الشيعة : 36 و 41 و 47 و 51 ، المقالات والفرق : 64 و 186 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 230 - 233 عن عدة مصادر ، بيان الأديان (تحقيق هاشم رضي ) : 22 ، وصفحة : 445 ، تبصرة العوام : 179 و 180 و 181، القاموس الإسلامي 241/1 ، و 570 ، و 228/2 فهرست ابن النديم : 610.. وغيرها.

ص: 146

والكوذيّة (1).

وبالري : المزادكة (2) والسباذية (3).

ص: 147


1- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ب): الكودية. وهناك فرقة باسم : الكودية تعدّ من الغلاة ذكرهم في معجم الفرق الإسلامية : 200.. وغيره ، وأخرى فرقة باسم : كوزية، تعد من فرق الخوارج لها عقائد مضحكة ، انظرها في الفرق المفترقة : 18 ، وموسوعة الفرق الإسلامية : 428.. وغيرهما. وعلى كل ؛ لا أعرف أيهما تقول بالناسخية ، وإن كان الظاهر أن هذه غيرهما. أقول : الصواب أن تكون الفرقة هي : الكوذكية، كما صرح بذلك غير واحد، ويقال له : الكوذكية، أو الكوذية. راجع : ترجمة فرق الشيعة النوبختي : 116 ، وصفحة : 282.. وغيرهما، وفي الملل والنحل للشهرستاني 174/1 : الكوذية [وفي طبعة دار المعرفة 204/1: الكوذكية].
2- كذا ؛ والصواب : المزدكية، حيث قيل : إنّ أكثر مذهبهم انبثق عن أفكار مزدك ، ولذا عدّت الخرمدينية هي المزدكية ، كما نص عليه في موسوعة الفرق الإسلامية : 232. وعلى كل ؛ المزدكية هم أهل الإباحة من المجوس، الذين ظهروا أيام قباد بن كسرى أنوشيروان.. وستأتي مصادرهم قريباً. لاحظ : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 43.. وغيره.
3- في نسخة (ألف) : السبادية ، وهي مطموسة في نسخة (ب) ، والصحيح ما أثبت. هم أتباع سنباذ المجوسي الذي خرج أيام المنصور، وهم من فرق الأبي مسلمية.. كذا قيل ، ولا أعلم هل هم واقعاً تناسخية ، أم مجرد حركة سياسية لأخذ النار لأبي مسلم الخراساني. وفي بعض النسخ : السنبادية - بالدال المهملة -. انظر عنهم : تبصرة العوام : 180 ، الملل والنحل 174/1 ، معجم الفرق الإسلامية : 136 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 289.. وغيرها.

و........ (1) المحمّرة (2)..

وبآذربيجان : الدقولة (3)..

ص: 148


1- بياض في نسخة (ب)، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : الحائين، أو : الهائين، والظاهر : وفي ماهین (ماه نهاوند و ماه دینور ) ، كما سلفت في عبارة موسوعة الفرق الإسلامية، وفي عبارته الأُخرى : وأماكن : المحمرة. وفي بعض المصادر هنا : وبموضع : المحمرة.. كما في الملل والنحل 174/1.
2- ستأتي فرقة المحمرة قريباً؛ وقيل : سمّوا بذلك ؛ لأنهم صبغوا ثيابهم بالحمرة في أيام بابك الخرمي ولبسوها. انظر : النجوم الزاهرة للأتابكي 139/1.. وغيره.
3- كذا؛ ولا نعرف فرقة بهذا الاسم ، ولم نجد لهم مصدراً، ولعل الصحيح : القولية. أقول : قيل : إنّهم : الذقولية ، كما صرّح بذلك غير واحد، وفي بعض النسخ كما في الملل والنحل للشهرستاني 174/1 [155/1] - : الدقولية - بالمهملة -. وقيل : الذاقولية ؛ وهم من غلاة الشيعة عاشوا في آذربايجان وسموهم أيضاً ب-: القولية ، أو ب-: القواية. انظر عنهم : تبصرة العوام : 423 ، معجم الفرق الإسلامية : 116 (دقولية ) ، موسوعة الفرق الإسلامية : 249.. وغيرها. والقولية : يقال لهم : المجردة أيضاً، حيث ذهبوا إلى أن الإيمان مجرد القول ولا حاجة إلى النية ولا الاعتقاد. انظر عنهم بهذا العنوان : تبصرة العوام: 181 ترجمة فرق الشيعة النوبختي : 182 ، و 205 - 211، معجم الفرق الإسلامية : 116 (دقولية)، فرهنگ فرق إسلامي (مشكور ) : 197 ، الفرق المفترقة : 79 موسوعة الفرق الإسلامية : 418 - 419.

وهم الحلولية (1)..

ص: 149


1- قال في موسوعة الفرق الإسلامية : 453 ذيل عنوان : المحمرة - بعد أن عدّهم من الغلاة والحلولية - : لهم في كلّ مكان لقب ، ففي إصفهان : الخرمية ، وفي قزوين والري : المزدكية ، والسنباذية ، وفي ماهين (ماه نهاوند ، و ماه دينور ) : المحمرة ، وفي آذربایجان : القولية.. والعبارة الأصح ما ذكرها هو في صفحة : 178 قال : ففي إصفهان : الخرمية والكودكية، وفي الري: المزدكية والسنباذية، وفي آذربايجان : الذقولية ، و [في] أماكن : المحمرة ، وفي ما وراء النهر : المبيضة ! إلا أن الشهرستاني في الملل والنحل 1/ 174 [1 /155] قال بأنّ بدع الغلاة محصورة في أربع : التشبيه، والبدأ، والرجعة، والتناسخ. ثم قال : ولهم بكلّ بلد لقب ؛ فيقال باصبهان : الخرمية والكوذية، وبالري : المزدكية والسنباذية، وبآذربايجان : الدقولية، وبموضع المحمرة ، وبماوراء النهر : المبيضة.. وهم أحد عشر صنفاً ، وتفرقوا إلى أربع وعشرين فرقة. أقول : ذهبت الحلولية إلى أنّه تعالى يحلّ في بعض الأجسام دون بعض كما يشاء سبحانه ، وإلى هذا القول ذهب أكثر الغلاة في أمير المؤمنين (علیه السلام)، ومنهم من قال بانتقاله من أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى أولاده، ومنهم من قال بانتقاله من أولاده إلى قوم من شيعته وأوليائه، واتبعهم على هذه المقالة قوم من المتصوفة كالحلاجية والبسطامية.. وغيرهم، قاله ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 232/3، ولاحظ منه 164/5.

[ومنهم :] المزدكية (1) ؛ أصحاب مزدك الذي شرح زند - وهو كتاب المجوس ، وأصلها : زنده ، ثم عرب فصار : زندقية - ظهر في أيام قباد فأباح الزنا وغصب الأموال ، فقبل قباد دينه ، ثم تبرأ منه ، ووثب عليه أنوشروان فقتله.

ويقال : أخذ بها (2) المجوس بمشاورة بابك والأفشين ، وداعيهم : عبد الله بن ميمون القداح وكان ثنوياً.

ومن مقالتهم : أنه لا يوصف الباري ، و أنّه خلق الأول ، والأوّل خلق الثاني ، ثم خلق الثاني العالم (3).

ص: 150


1- قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 37 - 38 : المزدكية ؛ يسمون : المانوية، ومزدك هو الذي ظهر في أيام قباد وكان موبدان موبد.. أي قاضي القضاة للمجوس ، وزعم أنّ الأموال والحرم مشتركة ، وأظهر كتاباً سمّاه : زند، وزعم أن فيه تأويل الايستا (أوستا ) ، وهو كتاب المجوس الذي جاء به زرادشت، الذي يزعمون أنّه نبيّهم فنسب أصحاب مزدك إلى زنده، فقيل : زندي، واعربت الكلمة فقيل الواحد : زنديق ، والجماعة : زنادقة. قال الشهرستاني في الملل والنحل 2/1 : التناسخ مقالة لفرقة من كل أمة تلقوها من المجوس المزدكية والبرهمية ، ومذهبهم أنّ الله تعالى قائم بكل مكان ، ناطق بكل لسان ، ظاهر بشخص من أشخاص البصر.. وذلك معنى الحلول.
2- تقرأ في نسخة (ألف) : أخذتهما ، وفي نسخة (ب) : أحدثهما ، أو : أحدثها.
3- انظر عن المزدكية : الملل والنحل للشهرستاني 249/1، بيان الأديان (رضي): 17، وصفحة : 404، تبصرة العوام : 18 ، وصفحة : 180 ، نشأة الفكر الفلسفي 210/1، الحور العين للحميري : 140 (الذيل ) ، الخطط للمقريزي 344/2 (مجوس)، نفائس الفنون 269/2.. وغيرها.

[ومنهم :] الثنوية (1) ؛ قالت بالنور والظلمة (2).

ص: 151


1- في نسختي الأصل : السنوية ، والصحيح ما أثبت. أقول : الثنوية من الفرق التي تقول بمبدأ الخير والشر ؛ كالمجوس ، والمانوية ، والديصانية.. وفي الإسلام قالوا : الخير من الله والشر من إبليس [و] من أنفسنا.. ودخلت فكرة الثنوية في بعض الفرق الغالية من الشيعة كالبيانية.. كذا قيل، وحديث الشيخ الصدوق (رحمه الله) في التوحيد نصّ على خلاف ذلك ، إذا الثنوية والبيانية ليسوا محسوبين من الشيعة فضلاً عن الإمامية ، فتدبر. وقد عقد (رحمه الله) في كتابه التوحيد : 243 - 270 (باب 26) فصلاً في الردّ على الثنوية والزنادقة. انظر عن الثنوية : الانتصار للخياط : 40 - 41 ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 43 - 44 ، تاريخ المذاهب الإسلامية : 120 ، القاموس الإسلامي 543/1، كشاف اصطلاحات الفنون 179/1 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 770/2، دائرة المعارف الإسلامية 211/6 ، الملل والنحل للشهرستاني 244/1 ، الحور العين للحميري : 139، خطط المقريزي 344/2 تحت عنوان (المجوس ) ، دائرة المعارف الإسلامية 216/6 - 221 ، موسوعة الفرق الإسلامي : 185 ، الملل والنحل للزيدي : 2، معجم الفرق الإسلامية : 75 وغيرها. وكذا لاحظ ما جاء في شرح التجريد : 16 في بيان الفرق بين المجوس والثنوية، وكذا ما ذكره الشهرستاني في كتابه الملل والنحل 72/1 [طبعة مصر].. وغيرهما.
2- وأنّهما هما المدبران ، وجاء ردّهما على لسان رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في حديث مفصل جاء في الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله) 22/1 - 28 [14/1 - 24] ، وكذا في التفسير المنسوب للإمام العسكري (علیه السلام). لاحظ ما جاء في بحار الأنوار 262/9 - 263 (باب 1) ذیل حدیث 1، و 339/63 (باب 3 باب ذكر إبليس وقصصه ) تحت عنوان : بيان.. وغيرها.

وإنّ النور خمسة أجناس : الضياء ، والنسيم ، والنار ، والروح ، والماء.

والظلمة خمسة أجناس : الدخان ، والحريق ، والظلمة ، والسموم ، والضباب..

فخالط الدخان النسيم، وخالط الحريق النار ، وخالط النور الظلمة ، وخالط الضباب الماء [وخالط السموم الروح] ؛ فما كان محموداً من هذه الأشياء فمن النور ، وما كان مذموماً فمن الظلمة (1).

[ومنهم :] الصابئون (2) ؛ [وهم] المرتدون من النصرانية..

ص: 152


1- راجع عن عقيدتهم هذه: المغني للقاضي عبد الجبّار 10/5 - 11 ، وكذا الملل والنحل للشهرستاني 243/1 ، وأصول الإيمان للبغدادي : 48 - 49 ، وراجع : بحار الأنوار 3/ 213 - 214 (باب 6 ).. وغيره.
2- قال الشيخ القمي (رحمه الله) في تفسيره 48/1 [الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 79/1 - 80] ذيل الآية الكريمة من سورة البقرة (2) : 62 ، قال : الصابئون قوم لا مجوس ولا يهود ولا نصارى ولا مسلمين ، وهم يعبدون الكواكب والنجوم.. وعنه في بحار الأنوار 29/67 (باب 1) تحت عنوان : بیان. وكذا ما جاء في تفسير البرهان 1 /230 حدیث 11، ونور الثقلين 107/1 حديث 222.. وغيرهما، ومثله ما جاء في كشف الغمة 407/1.. وغيره. نقل الشيخ الطريحي (رحمه الله) في مجمع البحرين 572/2 [وجاء في إلزام الناصب 222/2] : وفي حديث الإمام الصادق (علیه السلام) - كما رواه المفضل بن عمر - وجاء في بحار الأنوار (5/53 (باب 25) بعد سؤال المفضّل عنه (علیه السلام) : قال : قلت يا مولاي فلِمَ سمي الصابئون : الصابئين ؟ قال : لأنهم صبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل والملل والشرائع، وقالوا : كلّما جاؤوا به باطل، فجحدوا توحيد الله تعالى، ونبوة الأنبياء، ورسالة المرسلين، ووصية الأوصياء، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول، وهم معطلة العالم...». وحكي عن الشيخ المفيد (رحمه الله) : وأما الصابئون فمنفردون بمذاهبهم ممن عددناه ؛ لأنّ جمهورهم توحد الصانع في الأزل، ومنهم من يجعل له هيولى توحد الصانع في الأزل، ومنهم من يجعل له هيولى في القدم ، صنع منها العالم فكانت عندهم الأصل.. وراجع : المقنعة : 78 ، وبحار الأنوار 241/57 (المقصد الثاني). وعلى كل ؛ فالأقوال في تفسير الصابئة كثيرة ، ومنهم من قال : إنّهم عبدة الملائكة، كما جاء في اعتقادات الصدوق (رحمه الله): 65 ، وكذا اعتقادات المفيد (رحمه الله) : 90.. وغيرهما. وقيل : هم أصحاب الروحانيات. راجع الأقوال فيهم وعنهم في : تفسير الدر المنثور 74/1، و 347/2، و 208/4، وفتح القدير للشوكاني 379/3 ، وعمدة القاري للعيني 33/2 (جزء ثالث ).. وغيرها.

وهم عبدة الكواكب.. زعموا أن الفلك حي ناطق لما في العالم ، وأنّ النجوم السبعة آلهة تستحق العبادة ؛ لأنّها تضرّ وتنفع ، وبعضهم اعتقدوا الصانع في الأزل وهيولا (1).

ص: 153


1- انظر عن الصابئيين : بيان الأديان (تحقيق الرضي ) : 21 و 431 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 426/5 ، الملل والنحل للشهرستاني 5/2 - 9 ، دائرة المعارف الإسلامية 83/14 - 89 ، الحور العين للحميري : 141 ، خطط المقريزي 344/2، نفائس الفنون 280/2 ، تبصرة العوام : 26.. وغيرها.

و [منهم :] الملاحدة.. (1)

و [منهم :] البواطنة.. (2)

ص: 154


1- أقول : الملاحدة من ألقاب الإسماعيلية، ويقصد به الرجوع عن الحق والكفر واللادينية وهم : الصباحية أيضاً. انظر عنهم : ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 143 وتاليه ، وصفحة : 246 (إسماعيلية ) ، فرهنگ فرق إسلامي : 426، وما سنذكره تحت عنوان : الإسماعيلية، وعليها عدة مصادر. وهناك الفرقة الصباحية من الزيدية منسوبة إلى أبي محمد الصباح بن يحيى بن محمد المزني الكوفي من ثقات محدثي الزيدية. قال الأشعري : ومن الزيدية فرقة تسمى : الصباحية ، وهم أصحاب الصباح المزني، وأمرهم أن يعلنوا البراءة من أبي بكر وعمر، وأن يقروا بالرجعة.
2- الباطنية ؛ أُطلقت على الإسماعيلية، كما أُطلقت على بعض الشيعة القائلين بأن لكل شيء ظاهراً وباطناً ، ويلزم تأويل الآيات والأحاديث ولا يعتنى بظاهرها. وحكم عليهم البعض أنهم دهرية زنادقة ، ويقولون بقدم العالم وينكرون الرسل..! ولم يثبت. وعدّ منهم القرامطة والخرمدينية - كما عبّر عنهم في العراق - وهم الذين يسمون في خراسان وحواليها ب-: التعليمية، والملحدة. انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 170/1 - 178، القاموس الإسلامي 256/1 ، دائرة المعارف لفريد وجدى 242/2 تبصرة العوام: 181 - 182 ، دائرة المعارف الإسلامية 3/ 190 [290] ، نفائس الفنون 277/2، موسوعة الفرق الإسلامية 148 - 150 ، الملل والنحل : 9 ، الفرق بين الفرق : 22 و 281 [169 - 188].. وغيرها.

و [منهم :] السبعية التعلمية.. (1)

و [منهم :] الإسماعيلية (2) ؛ من أصحاب الحسن الصباح ومن كان قبله ،

ص: 155


1- السبعية ؛ فرقة من غلاة الإسماعيلية القائلين بحياة أمير المؤمنين (علیه السلام) ، و أنّه الربّ، و أنّه موجود في السحاب والرعد صوتاً.. إلى آخره. وقيل : السبعية : هم الإسماعيلية الذين ساقوا الإمامة إلى ولد الإمام الصادق (علیه السلام) : إسماعيل، والأئمة عندهم سبعة. أقول : في المناقب للمصنّف (رحمه الله) 265/1 - 268 باباً في الردّ على السبعية، ولاحظ عنه في بحار الأنوار 253/47 - 255 (باب 30) حديث 24. انظر عن السبعية : الفرق بين الفرق : 71 و 144 ، الفرق المفترقة : 37، الحور العين : 154 - 155 ، کشاف اصطلاحات الفنون 669/1 ، فرهنگ علوم : 297 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 26/5 ، دائرة المعارف الإسلامية 245/11 ، القاموس الإسلامي 23/1 (انظر في اثناعشرية ) ، تبصرة العوام : 181 موسوعة الفرق الإسلامية : 278 ، معجم الفرق الإسلامية : 133.. وغيرها. وراجع : مقباس الهداية وهوامشه 321/2 - 322 [الطبعة المحققة الأُولى]، وما جاء عليه من المصادر.
2- سيأتي ذكر الإسماعيلية مفصلاً مع عد فرقهم وذكر مصادر دراستهم. ولذا سنرجع للحديث عنهم تبعاً للمصنف (رحمه الله) قريباً ، ولاحظ ما ذكره العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 9/27 - 11 (باب 49).

ومن مقالهم : أنّ الله يُعرف بالنبي ، وإذا مات النبي فلا تجب المعرفة ، ويستبيحون أموال المسلمين ودماءهم.

[ومنهم :] الحلّاجية (1) ؛ [وهم المنسوبون] لمنصور الحلاج (2) الصوفي :

ص: 156


1- جاء عنهم تحقيق في كتاب : اعتقادات الشيخ الصدوق (رحمه الله): 109 - 111، وكذا تصحيح الإعتقاد : 131.. وغيرهما. وعن الأول ؛ في بحار الأنوار 344/25 (باب 9) ذيل حديث 25 ، قال (رحمه الله): الحلّاجية من الغلاة قالوا بدعوى التجلي بالعبادة مع تركهم الصلاة وجميع الفرائض، ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى ، ودعوى انطباق الحق لهم.. إلى آخره، ثم قال صفحة : 325 : والحلّاجية حزب من أصحاب التصوف، وهم أصحاب الإباحة والقول بالحلول، وكان الحلّاج يتخصص بإظهار التشيع - وإن كان ظاهر أمره التصوف - وهم قوم ملحدة زنادقة.. إلى آخره.
2- كذا، والظاهر : أتباع الحسين بن منصور الحلاج (نحو 244 - 309 ھ)، الذي له كتب عجيبة، وأقاويل غريبة ، لعن على لسان بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم، ولا غرض لنا في الحديث عنه أو عنهم. انظر عن الحلاجية وعقائدهم : دائرة المعارف الإسلامية 17/8 - 19، خاندان نوبختي: 111 - 116 ، تاریخ بغداد 124/8 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 215 - 217، القاموس الإسلامي 130/2 ، تبصرة العوام : 122 و 123 و 163، الفرق بين الفرق : 254 و 260 ، معجم الفرق الإسلامية : 101 (أخبار حلاج ماسينون ).. وغيرها. وكذا ما جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 261 - 262.. وغيره من كتب الأخبار والعقائد. وقد ذكر بعض معتقداتهم شيخنا الصدوق (رحمه الله) في الاعتقادات : 76 [وفي سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد (رحمه الله) المجلد الخامس : 101] ، وبعض علاماتهم ، قال : وعلامة الحلّاجية من الغلاه دعوى التجلي بالعبادة مع تدينهم بترك الصلاة وجميع الفرائض، ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى ودعوى إتباع الجن لهم. وإن الولي إذا خلص وعرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياء (علیهم السلام) !! وكذا ذكر مثل هذا شيخنا المفيد (رحمه الله) في الاعتقادات : 10 [سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد (رحمه الله) 134/5 - 135] ، قال : الحلّاجية، ضرب من أصحاب التصوف، وهم أصحاب الإباحة والقول بالحلول، ولم يكن الحلاج يتخصص بإظهار التشيع وإن كان ظاهر أمره التصوف ، وهم قوم ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم. ويدعون للحلّاج الأباطيل، ويجرون في ذلك مجرى المجوس في دعواهم لزرداشت المعجزات، ومجرى النصارى في دعواهم لرهبانهم الآيات البينات، ثم قال : والمجوس والنصارى أقرب إلى العمل بالعبادات منهم، وهم أبعد من الشرائع والعمل بھا من النصارى والمجوس]. ولاحظ ما ذكره السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي 118/2، وكذا الشيخ الحر العاملي (رحمه الله) في الاثناعشرية : 113.. وغيرهما في غيرها.

ضرب من أصحاب الصوفية ، وهم الإباحية..

وكان الحلّاج محتالاً ؛ ذكرتُ حيله في المخزون المكنون (1).

ص: 157


1- المخزون المكنون ؛ من مؤلفات المصنّف طاب ثراه ؛ سبق الحديث عنه في المقدمة ، ولا نعلم بطبعه ، وعندنا نسخة خطية منه ، وقيل بطبعه أخيراً.

[ومنهم :]...... (1) قولهم يقرب من النصرانية لأصلهم في التثليث ، وإن كان أكثره لأهل الدهر.

[ومنهم :] الماهانيه (2) ؛ [وهم] أقرب إلى النصرانية ؛ لقولهم في الروح والكلمة والابن بقول النصارى ، وإن كانوا يوافقون الثنوية في أصول آخر (3).

[ومنهم :] البراهمة (4) ؛ منهم من قال بقدم العالم ، وقال : المدبر أبهى النجوم،

ص: 158


1- بياض في نسختي الأصل، وظاهره اسم فرقة ، والصحيح أنها : الكينونية، لاحظ : المقنعة للشيخ المفيد (رحمه الله) 271/1.. وغيره. وفي نسخة : الكيثونية ، كما في تذكرة الفقهاء 9/ 284 ، وانظر عقيدتهم في أبكار الأفكار للآمدي 278/2.
2- الماهانية ؛ أصحاب ماهان ، وهو فارسي الأصل، وتشبه مقالتهم مقالة المرقيونية، ووافق المانية في كراهية النكاح والذبائح.
3- انظر عنهم : الفهرست للنديم : 489 ، الحور العين للحميري : 141 ، الملل والنحل للزيدي : 2.. وغيرها، ولاحظ : المقنعة : 27.. وغيرها. قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 249/57 (باب 1) بيان في المقصد الثاني -نقلاً عن العلّامة الحلّي (رحمه الله) في شرح التجريد - في ثالث الوجوه من أن يكون العالم قديم الذات محدث الصفات، وهو قول من تقدّم أرسطو بالزمان.. وعدّ جمع. ثمّ قال : وجميع الثنوية كالمانوية ، والديصانية ، والمرقوبية، والماهانية.. ثم ذكر أقسامهم وامتيازتهم..
4- يقال لهم : البرهمانية. قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 36 - 37 : البراهمة ؛ عباد الهند، واحدهم: برهمن. ثم قال : ولا يقولون بالنبوة. وقال الشهرستاني في الملل والنحل 258/2: إنّ الهند أُمة كبيرة وملة عظيمة، وآراؤهم مختلفة ، فمنهم : البراهمة، وهم المنكرون للنبوات أصلاً، ومنهم من يميل إلى الدهر.. إلى آخر ما ذكره. راجع : الشافي للسيد المرتضى (رحمه الله) 88/1 ، كفاية الأثر للخزاز : 201 - 202 [طبعة بيدار ، وفي الطبعة المحققة : 459 - 460].. وغيرهما. وقد ذكر الحميري في الحور العين : 143 - 144 : للبراهمة ثلاث أصناف ، ومن قال بقدم العالم وبعض بحدوثه.. وقد جاء ذكر فرقة البراهمة مع الصابئية في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 234 - 235 ، وصفحة : 333. وراجع للاطلاع على عقائدهم تفصيلاً : أُصول الإيمان للبغدادي : 255.. وغيره.

وفيهم من قال بحدوثه عبّر (1)...... (2) النبوات (3).

ص: 159


1- كذا، وهي غير منقوطة في النسختين، ولعلّها : غير.
2- بياض في نسختي الأصل.
3- في نسخة (ألف) مصحفاً : البنوات. راجع عنهم : القاموس الإسلامي 295/1 ، کشاف اصطلاحات الفنون 149/1، نفائس الفنون 283/2 - 285 تبصرة العوام : 27 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 154/2 ، دائرة المعارف الإسلامية 498/3 ، الملل والنحل للشهرستاني 9/2 [250/2 - 252] ، الحور العين للحميري : 143، شرح الأصول الخمسة : 563 ، خطط المقريزي 344/2.. وغيرها. ولاحظ - أيضاً - : كشف المراد : 217 ، شرح التجريد : 358.. وغيرهما.

[ومنهم :] المبيضة (1) : [سكنوا] في ماوراء النهر ، [وهم] قوم المقنّع القصار المروزي (2).

ص: 160


1- في نسخة (ألف) : المبيضية. وهم مقابل المسودة ، للبسهم السواد. وقد عدّهم الخوارزمي في كتابه مفاتيح العلوم : 28 [أوفست ليدن] ، أحد الفرق الثلاثة عشر من المشبهة ، وقال أصحاب المقنع هاشم بن حكم المروزي. ثم قال : سموا بذلك لتبييضهم ثيابهم مخالفة للمسودة من أصحاب الدولة العباسية. أقول : المبيضة، ويقال لهم : المقنّعة ، وهم جمع خرجوا في بلاد ماوراء النهرين بزعامة هشام أو هاشم بن الحكيم، مطالبين بدم أبي مسلم ، وكانوا يضعون القناع أو البرقع على وجوههم. ويقال للمبيضة : الاسبيد (الاسپيذ) جامكية (فارسية، بمعنى أصحاب اللباس الأبيض). قال في الفرق بين الفرق : 243 :.. وكان زعيمهم المعروف ب-: المقنّع ؛ رجلاً أعور.. إلى آخره. انظر عنهم : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 284/3 ، وذلك نقلاً عن جملة مصادر ، وكذا جاء عنهم في : الأخبار الطوال : 339 ، ودلائل الإمامة : 111 [الطبعة المحققة : 245] ، والعدد القوية : 148.. وغيرها.
2- انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 155/1 ، الفرق بين الفرق : 226 ، وصفحة : 254 ، وصفحة : 257 ، تبصرة العوام : 179 - 184 ، تاريخ أدبيات (للصفا ) 62/1، و 177/2 (تحت عنوان سپیدجامگان)، معجم الفرق الإسلامية : 211، بيان الأديان (رضي ) : 28 و 477 ، فرهنگ فرق اسلامی (مشکور ) : 386 (المبعوضية ) ، موسوعة الفرق الإسلامية : 100 ، وصفحة : 445 ، وصفحة : 484 - 485.. وغيرها. وعلى كل؛ لا أعلم ما ربط هذه الفرقة بهذا الفصل ، ولماذا أدرجهم المصنف (رحمه الله) هنا ؟ !

[ومنهم :] الحشيشية (1) ؛ [وهم] قوم في الشام يزعمون الناس مثل الحشيش ينبت ويحصد ! (2)

[ومنهم :] العبرية (3) ؛ من قولهم : محال أن يبعث رسولاً منهم ، وكان محمد [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] حكيماً انتسخ (4) هذا الكتاب من آثار الأوائل ، ويجوزون التزويج بأربعين امرأة !

ص: 161


1- أقول : الحشيشة : قيل : إنّ هذه الكلمة مرادفة لكلمة : الإسماعيلية، حيث أنهم كانوا مدمنين على تعاطي هذه النبتة منذ القرن الثالث الهجري ! وقيل : إن أصل الكلمة : الأساسية من كلمة (أساس ) حيث أن الإسماعيلية جعلوا أساس الدين : الاعتقاد بالإمام الحي وإطاعة أوامره. كما وقد قيل لهم : أهل الأساس ، كما وقد أطلق على أهل السنة ؛ لأنّ مبدؤهم كما يدعون - الأساس ، ولم أجد إطلاق هذا المصطلح على الإسماعيلية خاصة. وعلى كل ؛ فلم أجد فيما عندنا من كتب الفرق ما ذكره المصنف (رحمه الله) لمعنى الحشيشة حتى في الفرق غير الإسلامية ، وقد جاء اسمهم في الملل والنحل للشهرستاني 62/2.
2- انظر عنهم المصادر التالية : موسوعة الفرق الإسلامية : 213 - 214 ، دائرة المعارف الإسلامية 434/7 (الحشاشون)، معجم الفرق الإسلامية : 96 تحت عنوان (الحشاشون)، موسوعة المورد للبعلبكي 1 /193 ، فرهنگ فرق اسلامي (فارسي): 159.. وغيرها.
3- لم أجد فرقة بهذا الاسم ، ولعلّ الكلمة مصحفة ، فلاحظ.
4- كذا ؛ ولعلّها : استنسخ.

[ومنهم :] الروندية (1) ؛ زعموا أنّ أبا مسلم نبي ، وأن أبا جعفر المنصور هو المعبود ؛ نسبوا إلى : عبد الله [بن] الراوندي (2).

[ومنهم :] اليزيدية (3) ؛

ص: 162


1- كذا ؛ إلّا أنّ الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 30 عبّر عنهم ب-: الراوندية، وعدهم أحد فرق العباسية التي ھي من فرق الشيعة الخمسة عندهم، وقال : أصحاب القاسم بن راوند.
2- جاء ما ذكر بألفاظ مقاربة في كتاب المقالات والفرق للأشعري : 69 ، فرق الشيعة للنوبختي : 51 و 271.. وغيرهما ، وسيتعرّض المصنف (رحمه الله) فيما بعد لها ، وعندها سنذكر هناك مصادر عنها وعن عقائدها.
3- قال في الحور العين : 175 :.. إن الله تعالى سيبعث رجلاً من العجم وينزل عليهم كتاباً من السماء.. فيترك شريعة محمد [] ويأتي بشريعة أُخرى غيرها.. إلى آخره. والغريب أنّها قد عدّت من الخوارج الأباضية ، وقال الحميري في آخر كلامه الثالث :.. فبرئ منه جلّ الأباضية..! وذكرهم القاضي الجرجاني في شرح المواقف : 394، وصنفهم ضمن فرقة الأباضية. وهناك فرقة يزيدية، غلت بيزيد بن معاوية !! ومنهم قوم بهذا الاسم القائلين بالوهية إبليس !! وعدهم في مفاتيح العلوم : 35 : أحد الفرق الأربعة عشر من الخوارج وغيرها. وهناك فرقة بهذا الاسم تعد من غلاة العددية، جاءت في معجم الفرق الإسلامية : 272 ، وموسوعة المورد 183/10.. وغيرهما. وعلى كل ؛ فلا وجه لدرجها هنا ، وكذا ما بعدها ؛ إذ محلها في الفصل الآتي كما هو واضح ، إلّا أنّ قولهم بالتناسخ - لو قالوا به - صحح درجهم هنا في الجملة ، فتأمل.

[منسوبون] ليزيد [بن] أنيسة (1) ، يقولون : نسخ الشرائع نبي من العجم (2).

[ومنهم :] الشمراخية (3) ؛ [وهم المنسوبون] لعبد الله بن شمراخ (4) ،

ص: 163


1- كذا، والكلمة غير منقوطة ومشوشة في نسختي الأصل، والظاهر أنّها إشارة إلى أنّ إمامهم : يزيد بن أبي أنيسة ، وقيل : يزيد بن نيسته. وفي الملل والنحل للشهرستاني 182/1 : نيسة ، وفي بعض المصادر : يزيد بن أنس الخارجي، وفي تطهير الجنان لابن حجر : 4 ، قال : ينسبون إلى يزيد بن أبي آنية [كذا].
2- انظر عنهم : الملل والنحل 136/1 ، و 33/2، التبصرة : 41 و 99، بیان الأديان : 27 وصفحة : 557 ، ترجمة الفرق بين الفرق : 41 و 64 و 170 و 200 ، الحور العين : 175، نفائس الفنون 275/2 ، کشاف اصطلاحات الفنون 614/1 ، فرهنگ معین 1165/5، خطط الشام 355/2، مقالات الإسلاميين 170/1 [103/1]، عن مقباس الهداية وهامشه 390/2 - 391 [الطبعة المحققة الأُولى]. وانظر - أيضاً - عنهم : تبصرة العوام : 41 ، وأبكار الأفكار للآمدي 79/5، والفرق بين الفرق : 24 ، و 73 ، و 104 ، و 279 ، ومعجم الفرق الإسلامية : 271..
3- تعدّ الشمراخية من فرق الخوارج ؛ أتباع عبد الله بن شمراخ، ولقبوا ب-: الحبّية، وعدّهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35 أحد الفرق الأربعة عشر من الخوارج، وهم يصلّون خلف كل من صلّى إلى القبلة، ولو كان يهودياً أو نصرانياً، ينافق بصلاته ! كما قاله الحور العين : 177، ولهم عقائد عجيبة أخرى.
4- وفي كتاب الاثني عشرية للحر العاملي (رحمه الله) : 23 قال :.. ابن الشمراخية. ومن أقوالهم : إذا عرف العبد الله سبحانه يرفع الأمر والنهي عنه بسماع الدف والطبل والمزمار.. إلى آخره. ومن أقوالهم : إن قتل الأبوين حلال!

والنساء عندهم بمنزلة الرياحين يشمّهن من شاء.. ! (1) وهم : الإباحية (2).

[ومنهم :] اللوزية (3) ؛ قالت لا يمس أحد آخر ؛ لأنّه من الطاهر والنجس، ويقولون في الكون [كذا] ويتخذون لكبيرهم هذا : لوزاً (4) !

ص: 164


1- انظر عنهم : بيان الأديان : 27 و 558 (تحقيق هاشم رضي ) ، کشاف اصطلاحات الفنون 735/1، مقالات الإسلاميين للأشعري 184/1 (الخوارج)، خطط المقريزي 355/2 ، الفرق المفترقة : 20 ، الفرق بين الفرق : 72 ، معجم الفرق الإسلامية : 147، تبصرة العوام : 43 ، الحور العين : 177 و 274، موسوعة الفرق الإسلامية : 314 - 315.. وغيرها.
2- أقول : الإباحية عنوان عام أُطلق على بعض من فرق الغلاة والصوفية ، ويراد منه التساهل في الشريعة ، بل إباحة ما هو محظور شرعاً أو عرفاً. انظر عنهم : المقالات والفرق : 42 و 181 (الفقرة 84) ، معجم الفرق الإسلامية (شريف يحيى ) : 13 ، موسوعة الفرق الإسلامية 59 - 60 ، وكذا راجع مصادر الفرقة التناسخية التي مرّت قريباً.
3- قيل : إنّما يقال لهم : اللوزية ؛ لأنهم قالوا : أنّ اللوز، والجوز ، والفستق ، والبندق، كل هذه الأشياء متساوية قدراً لا تختلف طعماً ولباً ! وأهل الشرك أعيان النجسة بخلاف أهل الإيمان وإن اتحدوا في الصورة فيلزم اجتناب الجميع إذ لا مائز !!
4- كذا، والعبارة مشوشة لفظاً ومعنىً. انظر عنهم : موسوعة الفرق الإسلامية : 436 نقلاً عن كتاب هفتاد و سه ملت (فارسي): 51 ، فرهنگ فرق اسلامی (فارسي) : 378.. وغيرهما.

[ومنهم :] السُّمَنِيَّة (1) ؛ قالت : لم تزل الأشياء منتقلة كانتقال البيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة ، وهم كفّار الهند والصين والعرب ؛ لقولها في التوحيد للباري وتعظيماً فيما زعموا عن عبادة الخلق له (2)

[ومنهم :] المرقوبية (3) ؛ نوع منهم.

ص: 165


1- قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 36 : السمنية ؛ هم أصحاب سُمن، وهم عبدة يقولون بقدم الدهر وبتناسخ الأرواح، وأنّ الأرض تهوي سفلاً أبداً، وكان الناس على وجه الدهر : سمنيين ، وكلانيين، فالسمنيون هم عبدة الأوثان... وبقايا السمنية بالهند والصين. أقول : السمنية ؛ أصلهم جمع من دهرية الهند ، كانوا يقولون بالتناسخ، وينكرون العلم عن طريق الإخبار وحصروا طريق العلم بالحس.. قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في المقنعة : 270 : وأما السمنية ؛ فتدخل في جملة مشركي العرب وتضارع مذاهبها ؛ لقولها في التوحيد للباري وعبادتهم سواه ؛ تقرباً إليه وتعظيماً فيما زعموا عن عبادة الخالق له. ثم قال : وقد حكي عنهم ما يدخلهم في جملة الثنوية.
2- انظر عنهم : الفهرست للنديم. : 498 ، کشاف اصطلاحات الفنون 703/1 ، الحور العين : للحميري : 139 ، الملل والنحل للحميري الزيدي: 9 ، الفرق بين الفرق : 270، موسوعة الفرق الإسلامية : 287 ، وشرح المواقف للقاضي الجرجاني : 105.. وغيرها.
3- كذا ؛ وقيل : الصواب : المرقونية ؛ وهم أصحاب يعقوب بن مرقيون.. قالوا : ثلاث أشياء قديمة، ويثبتون متوسطاً بين النور والظلمة ، ويسمون ذلك المتوسط : العدل. وعبّر عنهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 37 ب-: المرقيونية ، وقال : ينسبون إلى مرقيون، وهم ثنوية أيضاً. قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في المقنعة 271/1 : فأما المرقونية والماھانية ؛ فإنّهم إلى النصرانية أقرب من المجوسية. وفصل الحديث عنهم العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 215/3 - 216، وكذا الأسترآبادي في البراهين القاطعة 338/2.. وغيرهما.

[ومنهم :] الثنوية ؛ يثبتون (1) الصانع ومعه النور والظلمة ، ويزدان وأهر من، والإله والشيطان.

وأصل الثنوي من يقول بالهين اثنين قديمين (2).

[ومنهم :] الزنادقة (3) ؛ من قولهم : ليس لأحد أن يثبت لنفسه ربّاً ، وينكر

ص: 166


1- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، ولعلّها تقرأ : يلبثون.
2- انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 252/1 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 455/8 ، الحور العين للحميري : 140 - 141 ، الخطط للمقريزي 344/2 وفيه : (فرقونية = مجوس ) ، نفائس الفنون 269/2 ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني 43.. وغيرها.
3- قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 37 :.. هم المانوية ، وكانت المزدكية تسمى بذلك. أقول : الزنادقة مفردها : الزنديق ، وهو - اصطلاحاً - كل مسلم ملحد يأوّل النصوص الشرعية - القرآنية والحديثية - إلى ما يوجب إضلال المسلمين، وأصلها زنديك ، بمعنى مفسّر كتاب الأوستا للزرداشت، وهم يقولون غالباً بالإلحاد أو الثنوية والإباحة، والشك في الدين ، وبنوع من التحرر الفكري ، وكان منهم قديماً قوم من المانوية القائلين بالأصلين القديمين : النور ، والظلمة.

إلا الإدراك بالحواس، وما لا يدرك فليس بإله.

ومن الزنادقة ما ذكرهم المرتضى في الغرر والدرر (1) : الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وعبد الكريم بن أبي العوجاء ، وعبد الله بن المقفع ، وحماد بن أبي ليلى الراوية ، وحمّاد بن الزبرقان ، وحماد عجرد ، وبشار بن برد، ومطيع بن أياس ، ويحيى بن زياد الحارثي، وصالح بن عبد الله القدوس (2) ، وعلي بن الخليل الشيباني (3) ، ووالبة بن الحباب الشاعر ، وأبان اللاحقي ، وعمار[ة] بن حمزة [بن] الميمون ، ويونس بن أبي فروة ، ومنقذ بن زياد الهلالي (4).

ص: 167


1- كذا ؛ واسمه : غرر الفوائد ودرر القلائد للسيد المرتضى (رحمه الله). راجع عنه : أمالي السيد المرتضى 128/1 - 129، وكذا صفحة : 131، والذريعة 42/16 برقم 173 ، وغيرهما.
2- كذا ؛ وفي المصدر : صالح بن عبد القدوس الأزدي. وقد قتله المهدي العبّاسي على الزندقة ، كما جاء في تاريخ الإسلام 411/4.
3- راجع عنه : لسان الميزان 538/5 برقم 5390.
4- وعدّ منهم الحر العاملي (رحمه الله) في الاثنی عشرية : 15 :.. الحسن البصري، وسفيان الثوري. قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد 169/2 [الطبعة المحققة الإرشاد 169/2 [الطبعة المحققة، وفي الطبعة الأولى: 300] (فصل مناظرة نفر من الزنادقة ) بإسناده قال : إنّ ابن أبي العوجاء، وابن طالوت، وابن الأعمى وابن المقفع.. في نفر من الزنادقه كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام.. وعنه مثله في بحار الأنوار 209/10 (باب 13) حدیث 11. وأخرجه الكراجكي (رحمه الله) في كنز الفوائد : 200 [الحجرية، وفي الحروفية 75/2]، ومثله في كشف الغمّة 175/2 ، والاحتجاج 335/3 ، واعلام الورى : 289 [المحققة 542/1 - 543].. وغيرها. انظر عنهم : المقالات والفرق للأشعري : 64 و 193 (فقرة 127)، معجم الفرق الإسلامية : 126 ، الحور العين : 189 - 192 ، الانتصار للسيد المرتضى (رحمه الله) : 68، وصفحة : 81 ، دائرة المعارف الإسلامية 440/10 - 446 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 263 - 235.. وغيرها.

ص: 168

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 2] : [في المشركين]

ص: 169

ص: 170

[فصل]

*وأما المشركون؛

[فهم الذين] يعتقدون مع الله شريكاً.

وفي العرف : كلّ من خالف ملة الإسلام جاحداً للنبي (عليه و آله السلام).

وهم أنواع ؛ فيهم من عبد العجل والحجر في زمن موسى (علیه السلام) (1).

قال ابن عباس (2) : كان رجل بسوق عكّاظ يَلتُ (3) السويق والسمن عند صخرة ، فإذا باعهما (4) صبّ على الصخرة ، ثم يَلتُ.. فلمّا (5) مات الرجل عبد[ت] ثقیف تلك الصخرة إعظاماً لها.

ص: 171


1- من قوله : عبد.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
2- كما ذكره البغوي في تفسيره 249/4 ، من دون أن ينسبه، وبألفاظ مقاربة. راجع غالب كتب التفسير ، كما في تفسير الطبري 526/11 - 527 ، تفسير الثعلبي 145/9 ، تفسير البيضاوى 256/5.. وغيرها.
3- قال في مجمع البحرين 218/2، يقال : لَتَتُ السويق بالزيت، إذا بَسَسْتَه به وخلطت بعضه في بعض. وراجع : لسان العرب 83/2 ، وكتاب العين 107/8.. وغيرهما.
4- أي السويق والسمن.
5- الكلمة مشوشة جداً، قد تقراً في نسختي الأصل : فما فما.

وعبدوا الشجر في زمن نبينا (عليه و آله السلام ) وقبله.

قال مجاهد (1) : العزّى ؛ كانت اسْمَ (2) سَمُرَةٍ - شجرة عظيمة - لغطفان يعبدونها ، فبعث النبي (عليه و آله السلام ) إليها خالد بن الوليد (3) فقطعها ، وقال :

[من الرجز]

يا عُزُّ كُفرانَكِ لَا سُبحَانَكِ *** إِنِّي رَأَيْتُ اللهَ قَد أَهَانَكِ (4)

ص: 172


1- تفسير الثعلبي 145/9.
2- في نسختي الأصل : أم ، وهي محرفة عن المثبت. ففي كتاب الحجة في القرائات السبع : 309: فاللات اسم صنم كان لثقيف، والعزّى اسم سَمُرة كانت لغطفان، ومناة اسم صخرة كان لخزاعة.
3- هو : خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي أبو سليمان، أسلم قبل فتح مكة مع عمرو بن العاص (السنة السابعة من الهجرة ) ، تصدّى للقضاء على مناوئي الخليفة الأوّل المسمون ب- : أهل الردّة ، وسار إلى العراق وعزله عمر عن قيادة الجيوش بالشام لما كان بينهما في الجاهلية ! ومات بحمص ، وقيل : بالمدينة 21 ھ، قالوا عنه : أنّه كان يشبه عمر بن الخطاب في خلقه وصفته ! راجع : الإصابة 413/1 ، تاريخ الخميس 247/2 ، صفوة الصفوة 268/1، الأعلام 341/2 - 342.. وغيرها. وكذا راجع ما جاء في حصيلة الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 78/4 - 80، إذ له هناك ترجمة لائقة بحاله.
4- كما جاء ذيل قوله عزّ اسمه : «أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى» [سورة النجم (53 ) : 19 - 20] ، في التفاسير. انظر من باب المثال : مجمع البيان 176/9 - 177 ، [292/9 - 293] ، الكشاف للزمخشري 422/4 - 423 ، تفسير الفخر الرازي 296/28 ، وكذا : عمدة القاري للعيني 178/12.. وغيرها. وراجع : سيرة ابن إسحاق 173/4 ، مصنف ابن أبي شيبة 408/7، أخبار مكة للأزرقى : 127 - 128.. وغيرها. وحكى العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 145/21 عن الكازروني بأبسط ممّا هناك ، بل فصل الكلام فيه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 157/9. راجع : الفتح السماوي للمناوي 1012/3 ، وعمدة القاري 284/14.. غيرهما.

وعبدوا الشمس والقمر في زمن إبراهيم (علیه السلام)، فلهذا قال تعجباً : «هذا ربي» ! (1)

وعبدوا النجوم ؛ كالجوزاء ، والشِّعْرَى ، وأوّل من عبدها أبو كبشة ، أحد أجداد النبي (عليه و آله السلام) من قبل أمه ، وتبعته خزاعة.

وعبدوا الملائكة ؛ وكانوا يسمونها : بنات الله ، قال الله تعالى: «لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى» (2).

وعبدوا الإنسان ؛ مثل : جمشید ، و نمرود ، وفرعون ، قال الله تعالى - حكاية عن فرعون - : «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى» (3).

ص: 173


1- سورة الأنعام (6) : 76 و 77 و 78.
2- سورة النجم (53) : 27.
3- سورة النازعات (79) : 24.

وعبدوا الأصنام ؛ في الهند ، والصين ، والترك ، وعامة العرب (1).

قوله «وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً..» (2) الآية.

ود ؛ لبني كلب ، بدومة الجندل.

وشواع : لهذيل، ولذي الكلاع ، وخزاعة (3).

ويَغُوث ؛ المذحج ، ولطي ، ولبني غُطّيف ، ولقبائل اليمن ، وموضعه :

ص: 174


1- راجع عن أسامي أصنام العرب ومن عبدها جملة مصادر منھا : مفاتيح العلوم : 26 - 27 ، والكشاف 621/4 ، والملل والنحل للشهرستاني 237/2.. وغيرها.
2- سورة نوح (71): 23. وانظر تفسير هذه الآية الكريمة وتفسير الآيات من سورة النجم (53) : 19 - 23.. وغيرهما في كتب التفاسير. راجع : تفسير القمي 387/2 [الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 1104/3] حيث قال : كانت ودّ صنماً لكلب، وكانت سواع لهذيل، وكانت يغوث لمراد، وكانت يعوق لهمدان، وكانت نسر لحصين. ولاحظ : علل الشرائع 3/1 - 4 (باب 3 العلة التي من أجلها عبدت الأصنام)، وشرح النهج لابن أبي الحديد 119/1 - 120.. وغيرهما، وجاء بعضها في بحار الأنوار 248/3 - 249 (باب 7) حدیث 2 ، عن تفسير القمي.. وغيرها في روايات الباب هناك ، وكذا عنه في البحار 243/9 (ذيل باب 1) حديث 146..
3- حكى الطبري في تاريخه 66/3 (سنة 8 ھ ) عن الواقدي أنه قال : وفيها هدم سواع، وكان برهاط لهذيل.. وراجع : السيرة النبوية للشامي 458/9.. وغيرها.

دومة الجندل (1).

ويَعُوق (2) ؛ لهمدان، ورثوه عن كهلان (3).

ونَشر ؛ لكلاع (4) ، وخثعم ، بموضع حمير.

ولات ؛ لثقيف بالطائف ، ولسليم، وغطفان ، ونصر ، وسعد بن بكر.

وعُزّى ؛ لقريش ، ولكنانة (5).

ومناة ؛ للأوس والخزرج ، وغسّان (6) ، وقديد بين مكة والمدينة (7).

ص: 175


1- في كتاب البخاري 199/6 حديث 4920: وأمّا يغوث ؛ فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ.
2- في شرح النهج لابن أبي الحديد : ويغوث.
3- انظر : روض الجنان 433/19.
4- كذا استظهاراً ، وهي مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : لطلاع ، أو : لصلاع. جاء في تفسير القمي (رحمه الله) ذيل الآية الكريمة : إنّ يغوث لمراد... وأن نسر لحصين. وفي تاريخ الكامل... ونسر لذي الكلاع بأرض حمير.. وهو الصحيح، ومثله في رسائل الشريف المرتضى 228/3 ، وفي كتاب البخاري، عن ابن عباس : وأما نسر ؛ فكانت لحمير لآل ذي الكلاع. وفي شرح النهج 120/1 : ونسر لحمير.
5- في تاريخ ابن الأثير : والعزى لقريش وجميع بني كنانة وقوم من بني سليم.. وفي رسائل السيد المرتضى (رحمه الله) وسدنتها من بني سليم.
6- في شرح نهج البلاغة : ومناة لغسّان والأوس والخزرج.
7- في رسائل السيد المرتضى (رحمه الله) : وكانت بالمسلك. راجع : تفسير البحر المحيط للأندلسي 159/8، ثم قال : كانت أعظم هذه الأوثان قدراً وأكثرها عدداً. قال : مناة.. وعن ابن عباس : لثقيف ، وقيل : بالمشكك [في تفسير ابن كثير : المشلل] من قديد بين مكة والمدينة.

وأساف (1) ، ونائلة ؛ على الصفا والمروة، ووضعهما سعد بن مالك (2).

وهبل : أعظمها في الكعبة (3) ، وطوله ثمانية عشر جزءاً ، والجزء أكبر من الذراع (4).

ص: 176


1- في نسختي الأصل أسياف والصحيح ما أُثبت.
2- في رسائل السيد المرتضي (رحمه الله) 229/3 :.. ووضعهما عمرو بن يحيى، فكان يذبح عليهما تجاه الكعبة. وقد أشار لبعض ما هنا في كتاب البخاري 199/6 [93/2] (باب بناء المساجد على القبر ).
3- في المصادر : على ظهر الكعبة، أو على سطحها.
4- كما في الكامل في التاريخ 65/2 ، ورسائل السيّد المرتضى (رحمه الله) 228/3 ، ومجمع البيان للطبرسي (رحمه الله) 137/10 - 138.. وغيرها. أقول : روى الشيخ الكليني (رحمه الله) في الكافي الشريف 542/4 حديث 11 عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه قال : «وكان يغوث قبال الباب.. وكان يعوق عن يمين الكعبة ونسر عن يسارها». ولاحظ : بحار الأنوار 253/3 (باب 7) حدیث 11. وفي الرواية أيضاً : أن هبل كان على سطح الكعبة وأساف ونائلة على الصفا والمروة.

الواقدي (1) : كان ودّ على صورة رجل ، وسواع على صورة امرأة ، ويغوث على صورة جمل (2) ، ويعوق على صورة فرس ، ونسر على صورة نسر (3).

قال محمد بن کعب : كان لآدم خمس بنين أسماؤهم هذه ، وكانوا عباداً ، فمات منهم واحد فحزنوا عليه ، فأتاهم الشيطان [فقال لهم :] إن أردتم صورته لأصوّر [ها] لكم وتضعوها في قبلتكم إذا صليتم ، فقالوا : ما نريد في قبلتنا (4) صورة ، فقال : في مؤخّر المسجد.. فصوّر صورة من الآنكِ - وهو الرصاص -.. ثم مات آخر ، فصوّر صورة أُخرى إلى تمام الخمسة، ثم أتى الشيطان إلى أولادهم ، فقال : ألا تعبدون ما كان يعبد آباؤكم.. ؟! فعبدوها ، فلما أتاهم نوح قال: «وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا» (5).

ص: 177


1- حكاه ابن حجر عن الواقدي في فتح الباري 513/8 ، وعنه في مجمع البيان 138/10 ، وتفسير الثعلبي 47/10 ، والكشاف 621/4 - 622.. وغيرها، والغالب نقله عن الواقدي بتّا أو على نحو القيل.
2- كذا ؛ وفي المصادر : صورة أسد.
3- كذا - على نحو القيل - في تفسير الكشاف 164/4، وجاء في فتح الباري 513/8: طائر ، ثم علّق عليه فقال : هذا شاذ والمشهور أنهم كانوا على صورة البشر ، وھو مقتضى ما تقدم في الآثار في سبب عبادتهم.
4- من قوله : فقالوا.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
5- سورة نوح (71): 23.

الكلبى ؛ اشتقوا لها اسماً من أسماء الله تعالى : اللات ؛ من الله ، والعزّى ؛ تأنيث الأعز.

.......... (1) [من البسيط]

لا تَنْصُروا (2) اللاتَ إِنَّ اللهَ مُهلكها *** وَكَيفَ يَنصُرُكُم مَنْ لَيسَ يَنتَصرُ ؟ ! (3)

***

ص: 178


1- في نسختي الأصل هنا بياض بمقدار كلمتين ، وهو اسم الشاعر. هذا ؛ وإنّ البيت لشداد بن عارض الجشمي من جملة أبيات قالها حين هدمت اللات والأنصاب ، قالها ينهى ثقيفاً من العود إليها. انظر : معجم البلدان 5/5. أقول : روى السيوطي في الدر المنثور 149/3 عن ابن عباس، ذیل قوله سبحانه : «وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ..» [سورة الأعراف (7): 181] قال : اشتقوا العزّى من العزيز، واشتقوا اللات من الله.. وقريب منه في فتح القدير للشوكاني 372/2، ومجمع البيان للطبرسي 292/9 - 293 ، وزاد فيه : 399/4 :.. ومناة من المنان.
2- في نسختي الأصل : لا تنظر ، والمثبت عن معجم البلدان 5/5، وسيرة ابن هشام 919/4 ، وسيرة ابن كثير 654/3.. وغيرها، وهو الصواب.
3- راجع عن ذلك : كتاب الأصنام للكلبي : 31 - 33 ، والسيرة النبوية لابن هشام 149/5، والإصابة لابن حجر 261/3.. غيرها ، وقد جاء البيت هناك هكذا : [من البسيط] لا تنصروا اللات إنّ الله مهلكها *** وكيف ينصر من هو ليس ينتصر

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 3] : [في المذاهب والفرق]

ص: 179

ص: 180

فصل

في المذاهب والفرق

«وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» (1).

النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم): «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلّا فرقة واحدة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلّا فرقة واحدة، وستفترق (2) هذه الأُمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلّا فرقة» (3).

ص: 181


1- سورة الأنعام (6) : 153.
2- في نسختي الأصل : ستفرق.
3- حيث كان محور هذا الفصل وما يليه هذا الحديث الشريف ؛ لذا نسهب في عد بعض مصادره - وما أكثرها - إذ جاء بشكل مستفيض وبألفاظ مختلفة ومعانٍ مقاربة في كتب القوم ، بل كاد أن يكون متواتراً معنوياً بل لفظياً عندهم، فضلاً عما ورد من طرقنا. منها : ما جاء سنن أبي داود 198/4 و 199 (كتاب السنة حديث 4596 و 4597، باب شرح السنة ) ، سنن ابن ماجة 1321/2 و 1322 حديث 3991 - 3993، سنن الترمذي 25/5 و 26 (کتاب الفتن ) حدیث 3991، وباب افتراق الأُمم (كتاب الإيمان ) حديث 2642 ، سنن الدارمي 241/2 (حديث 2406 في السير ) ، باب افتراق هذه الأمة ، مسند أحمد بن حنبل 32/2 ، وصفحة : 48 و 332، و 120/3 وصفحة : 145، و 102/4 ، ومستدرك الحاكم النيسابوري 6/1 و 128 و 20/2 - 21 ، صحیح ابن حبان حديث 1824 ، كما في ترتيبه الإحسان 258/8 ، كتاب السنة لابن أبي عاصم 7/1، وصفحة : 25 ، و 32 و 33 ، الجامع الصغير للسيوطي 184/1 ، الدر المنثور له 289/2 ، السنن الكبرى للبيهقي 208/10 ، شرح السنة للبغوي 213/1، مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي 61/1 ، المطالب العالية لابن حجر 3 / 86 – 87، مجمع الزوائد 257/7 - 258 ، و 260 ، المقاصد الحسنة للسخاوي : 158 ، العقد الفريد لابن عبدربه 404/2 ، إحياء علوم الدين للغزالي 230/3 ، المعجم الكبير للطبراني 70/18، كنز العمال للهندي 114/11 (باب الفتن والهرج ) ، سنن البيهقي 208/10، مسند الطيالسي 211/2 حديث 2754 ، المطالب العالية 295/6 ، وصفحة : 342 ذيل حديث 3668 عن عدة مصادر ، و 317/10 و 381 و 502 ، اليواقيت والجواهر 123/2 ، كشف الخفاء 169/1 ، و 369 ، وحلية الأولياء 52/3 - 53 ، وكذا في صفحة : 226 - 227 ذيل حديث ذي الثدية ، فردوس الأخبار 63/2 ، و 98 - 99 حديث 2176 ، و 2177 ، و 2179 ، وصريح جداً فيه هو حديث 2180، ولاحظ ما جاء في مسند أبي يعلى الموصلي 342/4 حديث 3668، و 32/7 حديث 3938، و 36/7 حديث 3944 - 3945.. وغيرها وغيرهم كثير. وقد صححه غالب من أدرجه وأخرجه كالذهبي، والسيوطي، والترمذي.. وغيرهم، بل ادعى السيوطي تواتره ، كما جاء في فيض القدير 21/2 ، والكتاني في نظم المتناثر : 57.. وغيرهما. وراجع - أيضاً - : كتاب الفرق بين الفرق : 4 ، وكتاب المعرفة والتاريخ للفسوي 331/2.. وغيرهما. وقد أورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 307/13 بإسناده عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أنه قال : «تفترق أمتى على بضعة وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أُمتي قوم يقيسون أُمور برأيهم ؛ فيحلون الحرام ويحرمون الحلال».. وكرّره بأسانيد متعددة في صفحة : 308 - 310، وفي مجلداته الأخر ، كما جاء في تاريخ بغداد - أيضاً - وكذا في 216/11 عن علي (علیه السلام) أنه قال : «مما عھد إلي النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنّ الأُمة ستغدر بك من بعدي».. وحلية الأولياء للإصفهاني 52/3 - 53 و 226 - 227 ، وانظر ما ذكره السيوطي في كتابه الكنز المدفون والفلك المشحون : 39 - 41 حول الحديث ، وكيف فسّر فيه الفرقة الناجية ! وجاء في مصادرنا كثيراً، مثل أمالي الشيخ الطوسي 137/2 [الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 523 - 524 ، حدیث 1159]، والاحتجاج 391/1، والخصال للشيخ الصدوق (رحمه الله) 581/2(أبواب السبعين ) 70 حديث 11.. وغيرها. وعن كتاب سليم بن قيس في الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 140، والصراط المستقيم 37/2 ، وكفاية الأثر : 155 [طبعة بيدار ، وفي الطبعة المحققة : 383 - 385 حديث 8 (95)] ، إحقاق الحق 186/7 ، نفحات اللاهوت : 141.. وعنها وعن غيرها في بحار الأنوار 4/28 - 5 (باب 1) حديث 5.. وغيرها. وراجع : كمال الدين 240/1 حديث 63 ، وأصول الكافي 191/1 حديث 5 ، وجاء في مواطن أخرى من بحار الأنوار ، كما في 343/23 (باب 20) حديث 29 عن البصائر، و 250/26 (باب 3) حدیث 21 ، و 14/28 (باب 1) حدیث 22، و 287/68 288 (باب 24) حديث 46 عن كتاب سليم.. وغيرها نقلاً عن ھامش كتاب إلزام النواصب [تحقيق الشيخ عبد الرضا النجفي وفقه الله] مع زيادات مصدرية منا. بل يعد الخبر من الروايات المستفيضة عند الفريقين، بل المتواترة ، كما سلف، ولم نجد من خدش فيه سنداً مع وضوح دلالته، وصراحة عبارته. قال في المذاهب الإسلامية : 14 :.. روايات كثيرة يعضد بعضها بعضاً ؛ بحيث لا تبقى ريبة في حاصل معناه وغيرهما. أقول : لا بأس بنقل النص من طرقنا من أقدم ما وصل إلينا من مصنفات الأصحاب، حيث جاء في كتاب سليم بن قيس، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، أنّه قال : «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ؛ سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت يوشع بن النون وصي موسى (علیه السلام) ، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى (علیه السلام)،و تفترق هذه الأمة عن ثلاث وسبعين فرقة ؛ اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصي محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)». ثم قال : «ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلّها تنتهي المودة وحبّ [واحدة منها في الجنة] واثنتا عشرة منها في النار». لاحظ : كتاب سليم بن قيس 803/2 (الحديث الثاني والثلاثون من الطبعة المحققة ) ، وحكاه عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) فيه 913/2 - 914 (الحديث الخامس والستون ). وقد فسّر الاثنين والسبعين فرقة بقوله (علیه السلام) في 607/2 من كتاب سليم بن قيس ضمن الحديث السابع، حيث قال : «.. إنما عنى رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ب-: الثلاث وسبعين فرقة : الباغين الناصبين الذين قد شهروا أنفسهم ودعوا إلى دينهم.. ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان، وتتولى على قبولها وتتبرأ من خالفها..».

ص: 182

ص: 183

ص: 184

«وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ» (1).

فهذه التي تنجو.

وروي (2) عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله ، أنهما قالا: «نحن هم» (3).

ص: 185


1- سورة الأعراف (7): 181.
2- كما في مجمع البيان 503/2 [400/4].. وغيره.
3- كذا نقله المصنف (رحمه الله) في مناقب آل أبي طالب 567/1 [الطبعة الأُولى، وفي طبعة قم 73/3]، وجاء أيضاً في تفسير العياشي 42/2 حديث 120 و 121، وفي كشف الغمة : 95: «وهم أنا وشيعتي»، وفي بصائر الدرجات: 11 حديث 8 [الطبعة الأولى، وفي طبعة نشر كتاب : 36 (الجزء الأول باب 17) حديث 8 ، وفي الطبعة المحققة 84/1 حديث 149]، قال: «هم الأئمة (علیهم السلام)». ومثله في تفسير العياشي 43/2، وأُصول الكافي 414/1 حديث 13.. وغيرهما. قال العياشي في تفسيره - وعنه في مجمع البيان 503/4 - : «يعني أمة محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)». وروى العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 144/24 (باب 45) حديث 6 عن العياشي ، قال : وقال محمد بن عجلان، عنه [الظاهر : أبو جعفر (علیه السلام)].. «نحن هم». أقول : نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 144/24 (باب 45) حديث 10، قال : وروى العياشي بإسناده عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام) أنه قال : «والذي نفسي بيده ليفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّهم في النار إلا فرقة [واحدة]: «وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ» [سورة الأعراف (7): 181]، فهذه التي تنجو». ومثله في كنز الفوائد للكراجكي : 96، عنه (علیه السلام)، وجاء في آخره: «وھم أنا وشيعتي» ، ومثله عن الكنز في بحار الأنوار 146/24 (باب 45) حديث 18. لاحظ : تأويل الآيات الظاهرة 195/1 [الطبعة الثانية، وفي الأُولى 189/1]. وكذا ورد في المناقب للخوارزمي الحنفي : 331 برقم 351.. وغيره. كما وقد أورده في تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله) 249/1 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 362/1 ذيل حديث 19] ذيل الآية الشريفة ، قال : فهذه الآية لآل محمد (علیهم السلام) وأتباعهم.. وكذا جاء في غاية المرام 300/4، وعوالي اللآلي 83/1 حديث 7.. وغيرهما.

شرف الدولة (1) :

ص: 186


1- أقول : لعلّه هو : شرف الدولة ابن فخر الملك عمّار بن محمد.. من حكام طرابلس الشام ، ولا يعلم هل أنّ (شرف الدولة ) اسم له أم لقب، وقد مدحه جمع ، منهم : ابن الخياط (المتوفى سنة 517 ھ ).. وغيره. أو هو : شرف الدولة ابن عضد الدولة البويهي (المتوفى سنة 379 ھ) الذي مدحه ابن الحجاج.. وغيره. انظر : أعيان الشيعة 336/7. وعلى كل ؛ لا يعرف من هؤلاء من هو شاعر ، كما لا نعرف من شعرهم شيء، فراجع عنهم قد تهتدي إلى ما غفلنا عنه. ولم يرد له من الشعر بهذا الاسم - هنا وفي المناقب - سوى هذه الأبيات التي هي بين يديك. وقد أوردها المصنف (رحمه الله) في المناقب 89/3، فلاحظ.

[من الطويل]

إِذْ افْتَرَقتْ فِي الدِّينِ سَبعونَ فِرقَةً *** وَنَيْفٍ كما [قد] جَاء في سائر (1) النقل

وَلَيسَ بِنَاجٍ مِنهُمُ (2) غَيرُ فِرقَةٍ *** فَمَاذَا تَرَىٰ يَا ذَا البَصِيرَةِ وَالعَقْل ؟ ! (3)

أفِي الفِرقَةِ الهُلاكِ آلُ مُحَمّدٍ *** أَمْ الفِرقَةِ اللَّاتِي نَجَت مِنْهُمُ ؟! قُلْ لِي

إذَا كَانَ مَولَى القَومِ مِنْهُمْ فَإِنَّني *** رَضِيتُ بِهم لازالَ فِي ظِلّهم ظلى] (4)

ص: 187


1- في المناقب : سالف ، بدلاً من سائر ، وفي إلزام النواصب : محكم.. بدلاً من سائر.. وفي العبقات : واضح..
2- في الإلزام ولم يك ناج منهم.
3- لا يوجد هذا البيت في المناقب، وجاء العجز في الإلزام : فقل لي بها يا ذا الرجاحة والعقل.
4- ما بين المعكوفين بيت مزيد من مناقب آل أبي طالب. وجاء قبل هذا البيت في إلزام النواصب : [من الطويل] فإن قلت في الناجين، فالقول واحد *** وإن قلتَ في الهلاكِ حِدْتَ عَنِ العدل

فَخَل عَليّاً لِي إِمَامَاً وهَادِيَا (1) *** وأنتَ مِن البَاقِينَ فِي أُوسع الحِل (2)

ص: 188


1- في المناقب : وآله ، بدلاً من وهاديا. وفي الإلزام ونسله ، وفي العبقات : رضيت علياً.
2- أقول : أورد هذه الأبيات ضمن قصيدة مفصلة في مقدّمة كتاب إلزام النواصب للشيخ مفلح بن راشد : 6 ، نقلاً عن الشافعي، مطلعها : ولما رأيت الناس قد ذھبت بھم *** مذاهبهم في أبھر الغي والجهل .. إلى آخر الأبيات. ولاحظ بعضها - مع اختلاف يسير - في رشفة الصادي : 24 ، وعنه في الغدير 301/2 ، وتقوية الإيمان للسيد محمد بن عقيل : 27.. وغيرهما.

إعلم : أنا وجدنا أُصول المذاهب تنقص عن سبع (1) وسبعين ، وفروعها تزيد على ذلك، فقلنا : إنّ العرب تبالغ بالسبعة ، ولهذا قيل للأسد : السبع ؛ لأنّهم تأوّلوا فيه لقوته ؛ إنما ضوعفت له سبع مرات، وفي القرآن : «إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً» (2) وقوله : «سَبْعُونَ ذراعاً» (3) ، وقد عُلم من فحوى ذلك أنّه...... (4) على ذلك لا يغفر أيضاً ، وأنّ [ال-] تهويل بما فوق السبعين أهول !

وأوّل خلاف وقع بعد النبي (عليه و آله السلام) خلاف عمر في ادعائه حياة النبي (عليه و آله السلام ) بعد موته (5) ؛ فسموا : المحمدية (6)..

ص: 189


1- كذا، والظاهر : ثلاث.
2- سورة التوبة (9): 80.
3- سورة الحاقة (69) : 32.
4- هنا بياض في نسختي الأصل.
5- فصل الكلام في هذا الخلاف ومنشأه وهدفه جلّ علماء الطائفة وأصحاب كتب العقائد والكلام، ومنهم السيد المرتضى (رحمه الله) في الفصول المختارة : 240 - 244.
6- في نسخة (ألف) : الحمدية. قال في الفصول المختارة : 314 :.. المحمدية النافية لموت رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) المتدينة بحياته..! وهذه قطعاً غير ما في المتن ! ولم يرد اسم (المحمدية ) بهذا المعنى الذي ذكره طاب ثراه في كتب الأديان والفرق - حسب بحثنا -. نعم ؛ هناك فرقة من شيعة الجارودية بهذا الاسم ، اتبعوا محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن الحسين أبو جعفر صاحب طالقان، وأُخرى من أتباع النفس الزكية المعروف ب-: الأرقط ، وقد يعبّر عن المغيرية ب- : المحمدية ، وهناك محمدية قالوا بإمامة السيد محمد ابن الإمام علي الهادي (علیه السلام) ، وستأتي بهذا الاسم - أيضاً - فرقة من الغلاة.

ثم خلاف يوم السقيفة وهم : السقيفة وهم : البكرية (1)..

ص: 190


1- أقول : لا أعرف فرقة بهذا الاسم ، وإن كان العامة على هذا الوصف - عملاً لا اسماً -. نعم ؛ هناك فرقة بكرية، أتباع بكر بن زياد ابن أخت عبد الواحد بن يزيد، المعاصر لواصل بن عطاء (80 - 130 ھ ) ، وصفوان بن الجهم (المتوفى سنة 128 ھ).. له أفكار خاصة وعقائد سخيفة. انظر عنها في : الفرق بين الفرق : 129 - 130 ، ومقالات الإسلاميين 317/1، وفرق الشيعة للنوبختي : 21 ، والمقالات والفرق للأشعري : 12 ، وصفحة : 151.. وغيرها. وكذا جاء في كتاب الاقتصاد للشيخ الطوسي (رحمه الله): 87 - 88 ، وشرح التجريد للعلامة (رحمه الله) : 356 - 357.. وغيرهما. نعم ؛ صرّح باسمهم السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي 7/1 مع العباسية والإمامية القائلين بالنص.. وأنه نص على أبي بكر ، قال : وهم جماعة من الحنابلة وأصحاب الحديث وبعض الخوارج، ولاحظ : الشافي 92/2.. وموارد أُخر ، وعقد لهم الكراجكي (رحمه الله) فصلاً في أغلاطهم في كتابه التعجب : 76، وجاء في الاقتصاد للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 207.. وغيره. وذكر فرقهم مع الإمامية السيد المرتضى (رحمه الله) في الذخيرة : 471 ، إلّا أنّ كل هذا حدث بعد السقيفة بزمن ولم يقل بالنص آنذاك أحد.. ولا عرف بهذا الاسم فرد آنذاك سوى سيد الوصيين وإمام المتقين صلوات الله عليه وآله أجمعين ؛ ولو كان لنقل لنا ، إلّا أنّهم انقرضوا نظير بعض العباسية القائلين بالنص على العباس، فهو قول حدث أيام خلافتهم ومات قبل موتهم. وقد نصّ جمع كبير من العامة - مثل ابن الجوزي في الموضوعات 303/1، وابن أبي الحديد في شرحه على النهج 49/11 [17/3].. وغيرهما - أنّ النص الذي ادعوه لا أصل له. وهناك فرقة باسم : العمرية ؛ قائلون بأنّ عمر أفضل من أبي بكر ، وعبّر عنهم بأنهم طائفة عظيمة من المسلمين يقال إنّ عبد الله بن مسعود منهم ! كما في شرح النهج لابن أبي الحديد 174/17. نعم؛ هو وصف آخر للعامة التي اتخذت من أبي بكر إماماً ، ويقال لهم أيضاً : العمرية.. كما نتشرف نحن بأنا علوية اثنا عشرية.

ثمّ الخلاف من فرقة اعتزلت عن أبي بكر ، وقالوا : لا نؤدي [الزكاة] (1) إليه حتى يصح عندنا الخليفة ، فقتلهم أبو بكر

وسماهم : أهل الردة (2)..

ص: 191


1- هنا بياض بمقدار كلمة أو كلمتين في نسختي الأصل، وما أُثبت من المصادر. أقول : جاء في فرق الشيعة للنوبختي : 5 ، وكذا المقالات والفرق للأشعري : 4 قولهم : وقد كانت فرقة اعتزلت عن أبي بكر ، فقالت : لا نؤدي [خ. ل : تؤدى] الزكاة إليه حتى يصح عندنا لمن الأمر.. إلى آخره.
2- أقول : من المشكل عد أهل الردة - ويقال لهم : المرتدة - فرقة أو مذهباً. انظر عنهم : المقالات والفرق للأشعري : 4 و 122 و 1123 و 124، وكذا موسوعة المورد للبعلبكي 151/8 تحت عنوان : الردة.. وغيرهما من كتب الفرق ، وخاصة كتب التاريخ والسير.

ثمّ الخلاف في أمر عثمان ، وهم : العثمانية (1).

ثم لما بويع علي (علیه السلام) ؛ سموا (2) : الجماعة.

فافترقوا ثلاث فرق ؛ فرقة أقاموا على ولايته ، وهم : (الشيعة) (3).

ص: 192


1- الحق أنّ العثمانية لم يختلفوا في عثمان ، بل فضّلوه على أمير المؤمنين (علیه السلام)، وهم قوم من النواصب تواجدوا في سجستان، بل قيل : إنّ أهل البصرة شيعة عثمان ، بل قيل : إنّ من العثمانية من فضّله على الأولين ، وفصل الحديث عنهم الجاحظ في كتابه : العثمانية. انظر عنهم : ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 54 - 56 و 67 و 69 ، الخطط للمقريزي 351/2، فرهنگ فرق اسلامی : 331 معجم الفرق الإسلامية : 385 - 386 عن عدة مصادر.. وغيره.
2- من قوله : العثمانية.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
3- الشيعة - في اللغة : تعني الأتباع والأنصار أو أتباع شخص معين، وبما أن الشيعة يعتقدون بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ويسيرون على نهجه وخطه، لذلك عرفوا ب-: شيعة علي.. أي أتباعه. ونتيجة لكثرة استعمال، حذف المضاف إليه - وهو علي (علیه السلام) - فعرفوا ب-: الشيعة ، وقد سبق منا أن ذكرنا مراحل خمسة لهذه اللفظة في سيرها التاريخي من يوم رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) إلى يومك هذا. انظر عن الشيعة - مع كثرة ما هناك من مصادر - : موسوعة الفرق الإسلامية : 322 - 339، دائرة المعارف الإسلامية 57/14 - 81 ، سيرة ابن هشام : 248 - 252 ، کشاف اصطلاحات الفنون 764/1 ، دائرة المعارف الإسلامية 57/14 ، المقالات والفرق : 11 - 12 ، و 15 ، و 102 ، و 152 ، و 154 - 155 ، و 156 - 158 ، و 250 (الفقرات : 38 ، و 43 ، و 50 - 51 ، و 202)، معجم الفرق الإسلامية : 151.. وغيرها. ولاحظ أيضاً ما جاء في كتاب : مقباس الهداية وهامشه 168/1، و393/2 [الطبعة المحققة الأُولى] عن عدة مصادر.. وغيره. وانظر عن الاثنا عشرية - عدا ما سلف -: القاموس الإسلامي 176/1، كشاف اصطلاحات الفنون 93/1 ، بيان الأديان [تحقيق هاشم رضي ) : 40 ، الحور العين للحميري : 157 و 272 ، دائرة المعارف الإسلامية 234/1 ، خطط المقريزي 276/3 ، نفائس الفنون 276/3 ، الفرق بين الفرق : 23 - 53 (إمامية)، موسوعة الفرق الإسلامية : 78 - 89 عن عدة مصادر، فلاحظ.

وفرقه اعتزلوا عنه ، وامتنعوا عن محاربته ، والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته ؛ فسمّوا : المعتزلة (1)..

وفرقة خالفت علياً ؛ كأصحاب الجمل ؛ وهم : الناكثة (2).

وأصحاب معاوية ؛ وهم القاسطة (3).

ص: 193


1- هذا معنى خاص في المعتزلة غير ما سيذكره فيما بعد، لم نجد من أطلقه على المعتزلين عن حروب الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) كابن عمر وصحبه.
2- الناكثون ؛ ويقال لفرقتهم : الناكثة ، أو الناكثية، وهم من بايع علياً أمير المؤمنين (علیه السلام) ثم نكث بيعته ، وقد خرجوا عليه في حرب الجمل، وهم أصحاب عائشة وطلحة والزبير. قال في الفرق المفترقة : 58 : وأمّا الناكثية ؛ فهم طائفة يزعمون بأنّ من عاهد إنساناً فإن وفى بما عاهد فحسن، وإن لم يف فلا حرج ولا يكون معاقباً بترك الوفاء ولا يأثم به.. وهذا معنى مغاير لما جاء في العنوان، ومعنى آخر لا يراد هنا. انظر عنهم : موسوعة الفرق الإسلامية : 496.. وغيره.
3- القاسطون ، ويقال لهم : القاسطية ، أو القاسطة، وستأتي بهذه العناوين فيما بعد، فراجع.

وأصحاب ذي الثّديَّة ؛ وهم : المارقة (1) ، والخوارج (2).

ثم ظهر رأي الغلاة (3) ، ثم رأي المشبهة (4) ، والمجبّرة.. ثم لم يزل يزيدون حتى كثرت البدعة !

والأسباب الصادّة عن الحق كثيرة ، منها : الشبهة ، والألف (5) ، والعادة،

ص: 194


1- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل، قد تقرأ هناك : المتبايعة، أو المايعة ، أو : المبايعة ، مع قلة الإعجام في الحروف. ثم إنّ المارقة - ويقال لهم : المارقية - فهي من ألقاب الخوارج، وإنما سموا به ؛ لأنّهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، على حد ما جاء عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في أخبار كثيرة. انظر عنهم : مقالات الإسلاميين 191/1 (خوارج) ، الملل والنحل للزيدي : 10، المقالات والفرق للأشعري : 5 ، و 128 و 129 (الفقرة 13)، الفرق المفترقة : 11، الحور العين : 201 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 439 - 440.. وغيرها.
2- سيأتي الحديث عن الخوارج وفرقهم وعقيدتهم قريباً، فراجع.
3- سنفصل الحديث عن الغلاة وفرقهم في الفصول القادمة.
4- انظر عن المشبهة : الملل والنحل للشهرستاني 103/1 ، القاموس الإسلامي 468/1، نفائس الفنون 273/2 (صفاتية ) ، تبصرة العوام : 75 - 76 ، و 97 - 98 ، و 106 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 363/5 ، خطط المقريزي 348/2 ، كما إنا سنرجع للحديث عنهم فيما بعد، وكذا عن المجبرة.
5- أي من تألفه، ويراد منه الصديق والحميم، وهو اسم من الايتلاف ، وهو الالتيام والاجتماع ، كما في مجمع البحرين 26/5.

والتقليد ، وطلب الرئاسة ، والميل إلى الدنيا ، والعدول إلى السهولة في ترك النظر ، وإيثار البدع، والتعمّد من كُثر من المبتدعة.

ولمّا توفّي النبي (عليه و آله السلام ) افترقت الأمة فرقتان : ناصبة ، وشيعة.

فالناصبة (1) ؛ سمّاها معاوية - لما تم مراده - : أهل السنة والجماعة (2) ، وهم من (3) اجتمعوا على الشيوخ ، وعلى بني أمية ، وبني مروان ، وبني العباس ،

ص: 195


1- الناصبة، أو الناصبية، وأتباعهم : النواصب، ولها عدة معاني، أشهرها من نصب العداء والبغضاء لأمير المؤمنين (علیه السلام)، بل قال البرسي في مشارق الأنوار : 205 : إنّ النواصب هم الذين حاربوا زيد بن علي، وعندهم أنّ الفتى لا يكون سنياً حتى يبغض علياً (علیه السلام) ! وقد مرّ الحديث على القائلين بهذا المعنى من العامة ، فراجع المجلد السالف. انظر عنهم : بيان الأديان (تحقيق الرضي ) : 27 ، وتبصرة العوام : 28 ، و 208 - 209، خطط المقريزي 354/2 معجم الفرق الإسلامية : 243.. وسنرجع للحديث عنهم - أيضاً - فيما بعد مع ذكر مصادر جمّة لهم.
2- انظر عن أهل السنة وأهل الجماعة - على حد قولهم وادعاءهم - : فرهنگ فرق إسلامي : 238 - 239 ، ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 36 و 74 (متن 89)، معجم الفرق الإسلامية : 168.. وغيرها كثير. وجاءت كلمة أهل السنة مقابل أهل البدعة ، كما صرّح بذلك في مستدركات مقباس الهداية 62/6 [الطبعة المحققة الأولى]، فراجع. ولم أجد فرقة باسم : الجماعة أو أهل الجماعة، وإن كان هناك عام الجماعة.. وهو الذي قرره معاوية عليه اللعنة والهاوية بعد صلحه مع الإمام الحسن (علیه السلام).
3- في نسختي الأصل ما والظاهر ما أُثبت.

مجتمعون على طريقة واحدة - وإن اختلفت آراؤهم !...

وكذلك الشيعة ؛ من اتبع عليا (علیه السلام) بعد النبي (عليه وآله السلام ) وإن خالفوا (1) في الديانات.

فأصول مذاهب أهل السنة ثمانية : المعتزلة ، والمرجئة ، والقدرية ، والمجبّرة، والنجارية ، والجهمية ، والمشبهة ، والخوارج (2).

وأُصول مذاهب الشيعة ثلاثة (3) : الإمامية ، والزيدية ، والغالية (4).

ثم تتشعب فرق المبطلين إلى ما علم الله.

***

ص: 196


1- كذا ؛ والظاهر : تخالفوا ، أو اختلفوا.
2- سنأتي لذكرهم ومصادر دراستهم تبعاً للمصنف (رحمه الله) قريباً.
3- عد الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 28 الشيعة المذهب السابع من المذاهب السبعة عنده ، وذكر لهم خمسة فرق : الزيدية ؛ وعدّ لها خمس أصناف، والكيسانية ؛ وذكر لها أربعة فرق، والعباسية ؛ وذكر لهم صنفان ، والغالية ؛ وذكر لهم تسعة أصناف.. ثم الإمامية ؛ وعدّ لها عدة فرق.
4- قال في الحور العين : 147 : فأما المسلمون ؛ وهم ستة فرق : المعتزلة، والمرجئة والشيعة ، والخوارج، والحشوية والعامة.. ثم قال : وهم مجمعون على حدوث العالم ووحدانيته ، ثم اختلفوا بعد ذلك في معبودهم !

المعري (1) :

[من الكامل]

ما أجهل الأُمَمَ الَّذينَ [عَرَفْتُهُمْ] (2) *** ولَعَلَّ سالِفَهُمْ أَضَلُّ وَأبتر (3)

يَدعُونَ فِي جُمَعَاتِهم (4) بسفاهَةٍ *** لأميرهم فَيَكادُ يَبكي المنبر

والشرُّ يَجلِبُه العَلَاءُ وَكَم شَكَا *** نَبَأَ عَلِيٌّ مَا شَكَاهُ قَنْبَرُ

***

ص: 197


1- ديوان المعري - أعني : لزوم ما لا يلزم (اللزوميات ) - 364/1 قطعة رقم 48 [طبعة دار الجيل] ، والأبيات جاءت ضمن قصيدة ذات (16) بيتاً ، وردت هذه في الأبيات (4 ، وصفحة : 5 ، وصفحة : 16).
2- ما أُثبت هنا من الديوان ، وقد جاء في نسختي الأصل بياض.
3- في الديوان : وأتبر.. أي أشدّ هلاكاً وأشقى.
4- في نسختي الأصل : جماعتهم.

ص: 198

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 4] : [فى المعتزلة والعدلية]

ص: 199

ص: 200

فصل

في المعتزلة (1) والعدلية (2)

من اعترف [ب-] الأُصول الخمس على وجه العدل والتوحيد ، وينكرون

ص: 201


1- المعتزلة : انظر : القدرية. قال في مفاتيح العلوم : 24 : ويسمّون ب-: أصحاب العدل والتوحيد.. ثم عدّ لهم ست فرق : الحسنية ، الهذيلية، النظامية، المعمرية، البشرية، الجاحظية. وهناك مصادر لها جاءت في مقباس الهداية وهامشه 365/2، وصفحة : 369، وصفحة : 384 [الطبعة المحققة الأُولى] ، وقد وقع كلام هل أنّ المعتزلة جنس فرده القدرية أم بالعكس ؟ وانظر عنهم : معجم الفرق الإسلامية : 226 ، الملل والنحل 43/1 ، بيان الأديان : 26 ، وصفحة : 503 ، تبصرة العوام 91 و 97 ، فرق الشيعة للنوبختي : 18 ، القاموس الإسلامي 1/ 130 ، کشاف اصطلاحات الفنون 1025/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 423/6 ، التنبيه والرّد : 35 موسوعة الفرق الإسلامية : 474 - 477 ، المقالات والفرق : 263 ، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 24 [أُوفست ليدن] ، الفرق بين الفرق : 67، وصفحة : 120 ، الفصل 146/4.. وغيرها.
2- العدلية ؛ هم المعتزلة أنفسهم ، وذلك لقولهم بالعدل والتوحيد، ويطلق على الشيعة أحياناً لقولهم بذلك، بل أنّ المعتزلة أخذوا فكرة العدلية من الشيعة الإمامية الذين أخذوها عن أئمتهم (علیهم السلام) راجع عن المعتزلة - غير ما مرّ - : الملل والنحل للحميري الزيدي: 11 - 12، فرهنگ فرق اسلامی : 333، موسوعة فرق الإسلامية : 387. ولاحظ : ما جاء في فرق الشيعة : 12.. وغيره.

عذاب القبر والميزان والصراط ، و [يقولون :] إنّ الجنّة والنار لم يخلقا بعد.

[ومنهم :] الحسنية ؛ [نسبة إلى] الحسن البصري (1).

[ومنهم :] الهيذلية (2) ؛ [نسبة] لأبي الهذيل العلاف (3) ، ومن مقاله : أنّه تتناهىٰ مقدورات الله ومعلوماته ، وقوله : إنّ علم الله تعالى هو الله (4) !

ص: 202


1- انظر عنهم : بيان الأديان : 33 - 36 و 505 ، الملل والنحل 46/1 - 47 ، معجم الفرق الإسلامية : 96.. وغيرها. وما جاء في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 70/4 - 73 (الحصيلة) في ترجمة الرجل.
2- راجع عنهم : مشارق أنوار اليقين : 324، وتفسير المحيط الأعظم : 327 و 359، الفرق بين الفرق : 119 ، والأنساب للسمعاني 632/5 ، وھم من فرق القدرية (المعتزلة ) ، وهم أصحاب أبي هذيل العلاف محمد بن الهذيل (135 - 235 ھ ). راجع عنه : سير أعلام النبلاء 542/10 برقم 173.
3- هو : حمدان [أو : محمد] بن الهذيل، شيخ المعتزلة ومقدّمهم ، المتولد في البصرة سنة 135 ھ ، والمتوفی ما بين : 225 - 230 ھ.
4- انظر عن الهذلية : مفاتيح العلوم : 24 ، الملل والنحل للشهرستاني 49/1 [53/1 - 56] بعنوان : الهذيلية ، الفرق بين الفرق : 72 - 73 و 78 - 79 [صفحة : 119 و 138] ، بيان الأديان : 26 و 501 ، المواقف للإيجي 653/3 و 660، وطرائف المقال 282/2، فرهنگ علوم (فارسی) : 598 ، مقالات الإسلاميين 103/1 (في الهامش)، کشاف اصطلاحات الفنون 1532/2 ، خطط المقريزي 346/2 ، التبصرة : 47، دائرة المعارف الإسلامية 416/1، نفائس الفنون 270/2 ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 379.. وغيرها. ولاحظ : موسوعة الفرق الإسلامية : 526 - 527 ، وأمالي السيد المرتضى (رحمه الله) 163/1 - 169 ، وما جاء في مقباس الهداية وهامشه 366/2 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر.

[ومنهم :] النظامية (1) ؛ أصحاب أبي إسحاق إبراهيم النظام (2) ، ومن قوله : إنّ الله تعالى لا يقدر على الظلم.. وحمله (3) ذلك على (4) أن قال : لو أن طفلاً وقف على شفير جهنم لم يصف الله تعالى بالقدرة (5) على إلقائه فيها ، وإن كان يجوز وصف الملائكة الزبانية بذلك. وقوله بالمداخلة والطفرة، و أنّه لا نهاية لأجسام

ص: 203


1- عدّهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم أحد الفرق السبعة للمعتزلة ، وقال : هم أصحاب إبراهيم بن سيّار النظام.
2- أقول : هم أصحاب أبي إسحاق إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام، وهو تلميذ أبي هذيل العلاف وابن أُخته ، متكلم معتزلي ، نشأ بالبصرة وأقام وتوفی ببغداد في سنة 231 ھ، معلم الجاحظ، عارض الفقهاء وانتقد المرجئة والجبرية. انظر عنه : اللباب لابن الأثير 316/3، وتاريخ بغداد للخطيب 97/6، وأمالي السيد المرتضى (رحمه الله) 187/1 - 189.. وغيرها.
3- في نسختي الأصل تقرأ : جملة، والظاهر ما أُثبت.
4- كذا؛ ولعلّها : إلى.
5- أي : لا يقدر الله.

العالم في التجزي ، ونفيه الأعراض، وأنّ الإمامة تصلح لكل من يقوم بالكتاب والسنة ، ومن أطاع الله وأصلح سرائره لا يجب عليه فرض الإمامة ، ويجوز أن يكلّفهم الله معرفته ولم يضع علمه ، فيكلّفهم (1) المحال (2).

[ومنهم :] المعمرية (3) ؛ [نسبة] لمعمر [بن عبّاد] السلمي؛ ومن قوله (4) :

ص: 204


1- في نسختي الأصل : فيكلّمهم.
2- انظر عنهم : الملل والنحل 1 /53[56 - 61] ، الفرق بين الفرق : 72 - 87 [79 - 91]، فرهنگ علوم : 557 ، الحور العين : 152 ، فرق الشيعة : 18 و 20، کشاف اصطلاحات الفنون 1429/2 ، بيان الأديان : 26 و 509 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 309/10، وكذا التبصرة : 48 - 57 ، نفائس الفنون 270/2 ، خطط الشام 346/2 ، الحور العين للحميري : 152 ، مقالات الإسلاميين 39/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 506 - 507 ، وأيضاً جاء في مشارق أنوار اليقين : 324، وسيأتي الحديث عنها قريباً. ولاحظ : مقباس الهداية في علم الدراية وهامشه 366/2 [الطبعة المحققة الأولى].
3- المعمرية ؛ ويقال لها : العمرية. وقد عدت في فرق الخطابية ؛ أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي بالولاء نظير : البزيعية ، والعجلية.. وقد قالوا بنفي الصفات، ونفي القدر خيره وشره من الله تعالى، وتفردت عن المعتزلة بامور منها : إنّ الإنسان ليس الصورة التي نشاهدها.. وغير ذلك.
4- كما حكاه عنه السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي 91/1. وراجع : الفصل في الملل والأهواء والنحل 131/3، وأبكار الأفكار للآمدي 48/5.. وغيرهما.

من زعم أن الله يعلم نفسه فقد أخطأ؛ لأنّ نفسه ليست غيره والمعلوم [غير العالم] ، وأنّ الأمراض والأسقام من فعل (1) غير الله ، وكذلك الألوان والطعوم والروائح التي في العالم (2) ، واعتقاده أن حرب الجمل لم يكن عن قصد (3) من الفريقين ، وإنما اجتمعوا لتقرير الأُمور ، حتى وقع بين الأمرين نفر من الأعراب ! (4)

[ومنهم :] البشرية (5)..

ص: 205


1- في نسختي الأصل : قعر.
2- أي أنّه سبحانه لم يخلق شيئاً من الأعراض.
3- في نسختي الأصل : قصده، والظاهر أنّ الضمير زائد.
4- انظر عنها : الملل والنحل للشهرستاني 65/1 ، الانتصار : 83، لسان الميزان 171/6، بيان الأديان (للرضي) : 26 ، وصفحة : 512 ، الفرق بين الفرق : 24، وصفحة : 91، وصفحة : 94 ، وصفحة : 114 ، وصفحة : 151 ، مفاتيح العلوم : 24، موسوعة الفرق الإسلامية : 478 - 480 ، فرق الشيعة للنوبختي : 21 ، کشاف اصطلاحات الفنون 963/2 ، نفائس الفنون 270/2 ، تبصرة العوام : 52 ، وصفحة : 113، وصفحة : 208، المقالات والفرق : 12 ، وصفحة : 151 (الفقرة 40) شرح المواقف للإيجي : 4 (جزء 7) /382.. وغيرها.
5- البشرية : من فرق القدرية (المعتزلة ) ، وهم أصحاب بشر بن المعتمر الهلالي البغدادي أبو سهل (المتوفى ببغداد سنة 210 ھ) ، وهو الذي أحدث القول بالتوليد.. أي أنّ الإنسان يخلق اللون والطعم والرائحة والسمع والبصر ، كما صرّح بذلك الإيجي في المواقف : 416 ، وشرح المواقف للقاضي الجرجاني : 281، والاعتصام للشاطبي 202/2.. وغيرها.

[نسبة]البشر بن معتمر (1).

[ومنهم :] الجاحظية (2) ؛ [نسبة] لأبي عثمان [عمرو بن بحر] الجاحظ ، ومن اعتقاده استحالة أن يَقْدِرَ الله تعالى على (3) استحالة الأجسام وإفنائها ، وأنّ الله لا يخلّد كافراً في النار ولا يدخله إليها ، وأنّ النار هي التي تُدخل الكفار [إلى] (4)

ص: 206


1- في نسخة (ألف) : معمر ، والصحيح ما أثبتناه، كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء 203/10 برقم 46. انظر عنهم : الملل والنحل 64/1 ، فرق الشيعة : 20 و 83، قاموس إسلامي : 321 و 515 ، مفاتيح العلوم : 24 ، الفرق بين الفرق : 72 ، وصفحة : 107، وصفحة : 115، وصفحة : 156 [صفحة : 17] ، بيان الأديان (رضي ) : 26 و 514، القاموس الإسلامي 321/1 - 515 ، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي ) : 398 و 401، کشاف اصطلاحات الفنون 171/1 ، وصفحة : 120 ، خطط المقريزي 346/2، نفائس الفنون 270/2، تبصرة العوام : 50 ، وصفحة : 177 ، المقالات والفرق : 11، وصفحة : 13، وصفحة : 149 (الفقرة 38 - 44 ).. وغيرها. وكذا جاء في مشارق أنوار اليقين : 324.. وغيره.
2- الجاحظية ؛ وهي من فرق القدرية (المعتزلة ) ، وهم أصحاب عمرو بن بحر الجاحظ (163 - 255 ھ)، وهي أحد الفرق السبعة للمعتزلة عند الخوارزمي وجمع.
3- في نسختي الأصل : عن ، والمثبت عن الشافي في الإمامة 92/1.
4- عن الشافي في الإمامة.

نفسها ، فسأله بعضهم عن معنى هذه الآية: «خَالِدِينَ فِيهَا» (1) فقال : لأنهم عملوا أعمالاً صارت أجسادهم إلى حال لا تمنع النار إذا جازت بها في القيامة من اجتذابها (2) إليها بطباعها.. فإنّه لا يكون إلا من علم كونه كذلك باطل (3).

ومن [رَأَى] كُتُبَهُ - المروانية ، وإقامة المعاذير لمعاوية في حربه وخلع طاعته ، وكتاب الإمامة ، وكتاب العبّاسية ، وكتاب الرافضة والزيدية - رأى من التضاد واختلاف القول ما يدلّ على شكّ عظيم (4) !

ص: 207


1- جاءت الآية الكريمة مكرراً في الكتاب الكريم ، أولها في سورة البقرة (2): 162، وأربعة وثلاثون آية أُخرى متفرقة في القرآن الحكيم.
2- في نسختي الأصل : واجتذابها ، بدل من اجتذابها ، والمثبت عن الشافي في الإمامة.
3- كذا ؛ ولعلّها : فإنّه لا يكون من علم كونه كذلك إلّا باطلاً..
4- أقول : ومن مقالاته : إنّ المعارف كلّها طباع، وهي مع ذلك فعل للعباد ، وليست باختيارهم ، وقوله : باستحالة عدم الأجسام بعد حدوثها ، وأن الله لا يدخل النار أحد !.. وغير ذلك من الخزعبلات والسفاسف. انظر عنهم : مفاتيح العلوم : 24 ، شرح المواقف للإيجي : 4 (ج 7) 383، الملل والنحل 1/ 75 [71 - 72] ، ترجمة الفرق بين الفرق : 24 ، وصفحة : 114 ، وصفحة : 175 [100 - 107] ، بيان الأديان : 26 ، وصفحة : 515 ، فرهنگ علوم : 205 قاموس إسلامي (فارسي) 551/1 ، کشاف اصطلاحات الفنون 329/1 - 330، دائرة المعارف الإسلامية 235/6 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 187 ، نفائس الفنون 270/2، خطط الشام للمقريزي 348/2 ، شرح المواقف للجرجاني 383/1 - 384، شرح المواقف للايجي 4/ج 7 / 383 وغيرها. وراجع : الشافي 80/1 ، ومقباس الهداية وهوامشه 368/2 [الطبعة المحققة الأولى].. وغيرهما.

[ومنهم :] الكعبية (1) ؛ [نسبة] لأبي القاسم البلخي (2).

[ومنهم :] الهشاميّة (3) ؛ أصحاب هشام بن عمرو..

ص: 208


1- الكعبية ؛ وهم فرقة من المعتزلة ؛ أتباع أبي القاسم البلخي المعروف ب-: الكعبي (المتوفى سنة 319 ھ) ، ولهم عقائد خاصة ، وهم يختلفون مع المعتزلة في بعض معتقداتهم.
2- هو : أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الشهير ب-: الكعبي، توفى عام (317، أو : 319 ھ ) - على قول - وهو من زعماء المعتزلة، وتلميذ الخياط.. من مؤلفاته : عيون المسائل والجوابات، ذكره المسعودي في مروج الذهب، وله أقوال شاذة، منها فعل الرب واقع بغير إرادته ، ولا يرى نفسه ولا غيره !! انظر عنه وعنها : الفرق بين الفرق : 12 و 24 و 108 و 110 و 114 و 181 [الطبعة المحققة : 192] ، طبقات المعتزلة : 88 ، الملل والنحل للشهرستاني 72/1 - 73، دائرة المعارف لفريد وجدي 160/8 ، بيان الأديان (رضي): 26، وصفحة : 517، کشاف اصطلاحات الفنون 1245/2 ، خطط المقريزي 348/2، تبصرة العوام : 53 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 426 ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 384، وشرح المواقف للإيجي 4 / ج 7 / 382...وغيرها.
3- الهشامية ؛ وهم من فرق القدرية (المعتزلة ) ، وهناك بهذا الاسم فرقة من المشبهة أصحاب هشام بن الحكم، كما قاله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 27.. وغيره، وسيأتي ذكرها، ولا وجه لتلك النسبة ، كما سيأتي. كما وهناك فرقة باسم : الهشامية - من الغلاة - ستأتي أيضاً. وهؤلاء لهم عقائد خاصة شاذة ؛ منها : أنهم كانوا يرون أن الجنة والنار ليستا بمخلوقتين الآن ؛ إذ لا فائدة في وجودهما وهما خاليتان ممن ينتفع ويتضرر بهما ! وكانوا يجوزون القتل واغتيال المخالفين لمذهبهم وأخذ أموالهم لاعتقادهم بكفرهم.

.. الفوطي (1) ؛ ينفى دلالة الأعراض على (2) الله تعالى ، واعتقاده أن حرب الجمل لم يكن عن قصد من (3) أمير المؤمنين (علیه السلام) وأصحابه ، ولا من عائشة وطلحة والزبير وأصحابهم ولا (4) برضى منهم ، وإنّهم إنما (5) اجتمعوا لتقرير الأُمور وترتيبها حتى وقع بين نفر من الأعراب [من أصحاب الجميع الحرب ، والكُبَراء ساخطون لها] (6) ، وتخطئته من زعم أنّ الله يعلم الأشياء قبل كونها (7).

ص: 209


1- وهو - بضم الفاء وإسكان الواو كما في لسان الميزان 164/6.. وغيره.
2- في نسختي الأصل : عن ، والمثبت عن الشافي في الإمامة 91/1.
3- في نسختي الأصل : لم يكن ولا قصد عن ، والمثبت عن الشافي أيضاً.
4- في نسختي الأصل : (إلّا) بدل (ولا ) ، والمثبت عن الشافي أيضاً.
5- في نسختي الأصل : (لما ) بدل (إنما ) ، والمثبت عن الشافي في الإمامة.
6- عن الشافي في الإمامة.
7- انظر عنهم وعقائدهم : الملل والنحل 172/1 و 184 ، والفرق بين الفرق : 114 و 159، التبصرة : 50 و 171 و 172 ، التبصير في الدين : 23 و 25 و 70 ، الملل والنحل للبغدادي : 110 - 114 ، فرهنگ علوم : 597 ، بيان الأديان : 27 و 471، کشاف اصطلاحات الفنون 1536/2 ، خطط الشام 346/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 529 - 530 ، معجم الفرق الإسلامية : 262.. وغيرها. راجع ما جاء في مقباس الهداية وهوامشه 367/2 [الطبعة المحققة الأُولى].

[ومنهم :] الضرارية (1) ؛ [نسبة] الضرار بن عمرو (2) ، ومن قوله : أنّ الله ماهية (3) ، وأنّ الإمامة تصلح من (4) قريش وفي غيرها (5) ، ويُترك القرشي إذا قَلَّتْ شوكته (6).

ص: 210


1- الضرارية ؛ وهم من فرق الجبرية (المعتزلة ) ، ويقال لهم أيضاً : الجبرية غير الخالصة ؛ لإضافتها نظرية الكسب إلى أفعال العباد، وهم جبرية يقولون بأن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى حقيقة والعبد مكتسبها ، إلّا أنّها وافقت المعتزلة بأن الاستطاعة تحصل من العبد قبل الفعل، ويقول : لا حرّ في النار ولا حلاوة في العسل ! ولا برد في الثلج ! بل كلّها تخلق عند اللمس والذوق ، وهو منكر لعذاب القبر.. وقد تفرّد بأمور شاذة أخرى..
2- وهو : الغطفاني الكوفي، تلميذ واصل بن عطاء ، كان من كبار المعتزلة ثم خالفهم فكفروه وطردوه، صنف نحو ثلاثين كتاباً بعضها في الردّ عليهم وعلى الخوارج، مات نحو سنة 190 ھ، ولا تعرف سنة ولادته إلّا من معاصرته لواصل بن عطاء (المتوفى سنة 131ھ). انظر عنه : سير أعلام النبلاء 544/10 برقم 175 ، فهرست النديم : 214، ميزان الاعتدال 2/ 328 برقم 3953 ، لسان الميزان 203/3.. وغيرها.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وغير معجمة ، تقرأ : مآتية ، والظاهر ما أُثبت. راجع : أصول الإيمان للبغدادي : 266.
4- كذا، والظاهر : في.
5- راجع أصول الإيمان للبغدادي : 218.
6- انظر عن الضرارية : الملل والنحل 90/1 - 91 ، فرق الشيعة : 18 و 21، فرهنگ علوم : 345 ، بيان الأديان : 27 و 463 ، الفرق بين الفرق : 113 و 128 و 155 و [196] و 253 و 376 و 442، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 26 [أُوفست ليدن]، الحور العين : 255، خطط الشام 349/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 650/5 ، مقالات الإسلاميين 313/1 [129] ، التبصير في الدين : 62 ، نفائس الفنون 272/2، موسوعة الفرق الإسلامية : 377 - 378 ، تاريخ الإسلام للذهبي 475/16.. وغيرها. وراجع : مقباس الهداية وهوامشه 385/2 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر..

[ومنهم :] الثمامية (1) ؛ [نسبة] إلى ثمامة بن أشرس [النميري]، ومن قوله : بالمانية (2) ، وذهابه في أنّ المعارف ضرورية (3) إلى أقبح من مذهب الجاحظ ، واعتقاده أنه لا فعل للعباد إلّا الإرادة فقط، وما سوى ذلك فهو حدث لا مُحْدِث له (4).

ص: 211


1- الثمامية - وقيل : التمامية ، ولا وجه له - وهم من فرق القدرية (المعتزلة)، قيل عن رئيسهم أنّه كان جامعاً بين سخافة الدين وخلاعة النفس ، كما في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 383، ونقل عنه كثيراً ولم ينسب له ، وقال عنه الشهرستاني في الملل والنحل :1/ 90 انفرد عن أصحابه بمسائل، منها قوله في تحسين العقل وتقبيحه وإيجاب المعرفة قبل ورود السمع.
2- الكلمة مشوشة في النسختين ، تقرأ : بالميلة، وما أُثبت من الشافي 92/1 - 93.
3- في نسختي الأصل : وضرورة، والمثبت من الشافي.
4- انظر عنهم : أبكار الأفكار 48/5 - 49 ، الملل والنحل 68/1 - 70 [89/1 - 90] ، فرهنگ علوم : 204، قاموس إسلامي 541/1 ، نفائس الفنون 270/2، خطط الشام 347/2، دائرة المعارف لفريد وجدي 765/2 ، کشاف اصطلاحات الفنون 177/1 و 352، وعبّر عنهم ب- : التمامية ، موسوعة الفرق الإسلامية : 184 - 185 ، دائرة المعارف الإسلامية 207/6 ، عن مقباس الهداية وهامشه 367/2 [الطبعة المحققة الأولى] ، ترجمة الفرق بين الفرق : 72 و 73 ، الفرق بين الفرق : 24 ، و 114، و 172 ، و 364 ، التبصرة : 52.. وغيرها.

[ومنهم :] الواصلية (1) ؛ [نسبة] لواصل بن عطاء (2) ، وكان يجعل عليّاً والزبير كالمتلاعنين ، لا يُدْرَى من الصادق منهما ومن الكاذب ! ! وأنّ أحد الفريقين ضالّ لا شك من أهل النار ، وأن علياً (علیه السلام) وطلحة والزبير إن شهد [وا] بعد اقتتالهم على درهم لم يجيزوا شهادتهم (3) ! وإن انفرد أحدهم مع رجل أجازوا شهادتهم ! ! وأنهم يسمونهم باسم الإيمان على الأمر الأوّل ما اجتمعوا ، فإذا انفردوا لم يسمّوا واحداً منهم على الانفراد مؤمناً ! وكان عمر لا يقبل شهادتهما مجتمعين ولا متمزقين (4) ، ولا يفصل بين الولاية والشهادة ، وكان يقول :.. قد أتولّى من

ص: 212


1- الواصلية ؛ وهم من فرق القدرية (المعتزلة ).
2- وهو : البصري الغزال الألثغ أبو حذيفة (المتوفى سنة 131 ھ)، وكان تلميذ الحسن البصري. قيل : أخذ العلم عن أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وخالفه في الإمامة.
3- قال الذهبي عنه في ميزان الاعتدال 329/4: وكان يتوقف في عدالة أهل الجمل ويقول : إحدى الطائفين فسقت لا بعينها ، فلو شهد [كذا] عندي عائشة ، وعلي [علیه السلام] وطلحة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم !
4- ولعلّها : متفرقين.

لا أقبل شهادته (1) !

ص: 213


1- انظر عنهم : الملل والنحل 46/1[50/1] ، نفائس الفنون 270/2، الحور العين : 206 و 208 و 273 ، خطط الشام 345/2 ، وعدّها من المعتزلة، كشاف اصطلاحات الفنون 1506/2 ، الملل والنحل للبغدادي : 50 - 53 ، الفرق بين الفرق 70 - 72 [الطبعة المحققة : 133] شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 374 - 379، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 345/2 ، والفرق بين الفرق للنوبختي : 112، وفرهنگ علوم: 573 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 615/10، وصفحة : 618، وموسوعة الفرق الإسلامية : 513 - 514 ، نفائس الفنون 270/2 وغيرها. وهناك فرقة صوفية تدعى ب- : الواصلية ، كما في التبصرة : 131، وتبصرة العوام: 47 ، والملل والنحل للزيدي : 29.. كما جاء في مقباس الھداية وهوامشه 365/2 - 366 [الطبعة المحققة الأولى] ، فراجع ما عليه من مصادر.

ص: 214

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 5] : [في المرجئة]

ص: 215

ص: 216

[فصل]

وأما المرجئة (1)

فهم الذين اجتمعوا على معاوية بعد وفاة علي (علیه السلام)، سمّوا بذلك ؛ لأنهم تولّوا مختلفين جميعاً ، وزعموا أنّ أهل القبلة كلّهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان ورجوا لهم المغفرة (2).

ص: 217


1- المرجئة ؛ ويقال لهم : المجبرة، وستأتي بعض فرقهم بمصادرها ، كما يقال لها : الجبرية. أقول : ما هنا جاء بألفاظ مقاربة في فرق الشيعة للنوبختي : 6، وعدّ جملة من فرقهم هناك. وكذا ذكرهم الخوارزمي سادس سبع مذاهب الإسلام في مفاتيح العلوم : 28 [أُوفست ليدن] ، وعدّ لهم ست فرق هي : الغيلانية ، والصالحية، وأصحاب الرأي، والشبيتة، والشمرية ، والجحدرية.. ولم يذكر بعضهم هنا.
2- انظر عنهم وعن عقائدهم : الملل والنحل 114/1 ، و 139 و 144 - 146 ، فرق الشيعة : 14 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 195/4 و 723/8 ، الفرق بين الفرق : 19، وصفحة : 25 ، وصفحة : 134 ، وصفحة : 145 ، وصفحة : 146 ، وصفحة : 371، المعارف لابن قتيبة : 625 ، الحور العين 150 - 153 و 203.. وكذا في معين النبيه : 27 [النسخة الخطية] ، توضيح المقال : 45 ، تعليقة الوحيد البهبهاني (رحمه الله) على منهج المقال : 411 الطبعة الحجرية] ، مجمع البحرين 177/1 [الطبعة الحجرية : 35 - 36]، عن مقباس الهداية وهامشها 369/2 - 372 [الطبعة المحققة الأُولى]، وجاء في مستدركاته 207/6.. إنّ المرجي على قسمين.. وقد جاء أيضاً في مقالات الإسلاميين 127/1 و 197، المقالات والفرق : 131 - 132.. وموارد آخرى ، وكذا جاء في كشاف اصطلاحات الفنون 525/1، تبصرة العوام : 91 ، خطط المقريزي 345/2 - 349 و 350 ، الملل والنحل للزيدي : 7 و 11 ، وصفحة : 25 - 28 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 460 - 465 ، موسوعة المورد للبعلبكي 83/5، معجم الفرق الإسلامي : 219.. وغيرها، وأيضاً فرق الشيعة للنوبختي : 140 ، الانتصار : 74.. وغيرهما ، وهم فرق كثيرة، عدت في مواطنها.

وقد روى ابن (1) عمر ، عن النبي (علیه السلام) قال : «صنفان من أُمتي ليس لھما في الإسلام نصيب : المرجئة ، والقدرية» (2).

ص: 218


1- في نسختي الأصل : انّ ، والظاهر ما أُثبت. وقد روى الديلمي هذا الحديث في فردوس الأخبار 557/2 حديث 3596 عن ابن عمر ، وقبله الطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) 656/2 حديث 972. فيكون الصحيح هو (ابن) لا (أن). وروي - أيضاً - عن ابن عباس في سنن ابن ماجة : 62 (المقدمة)، عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) وفيها : «من هذه الأمة..» ، ومثله في كتاب السنة لابن أبي عاصم : 153 حديث 344، وفيه: سهم، بدلاً من: نصيب.
2- وقد جاء الحديث في كتب العامة مطلقاً ؛ فقد رواه البخاري في تاريخه 133/4، وابن ماجة في سننه 24/1 حديث 62 ، وصفحة : 28 حديث 73 ، والخطيب في تاريخه 367/5 ، والطبراني في المعجم الكبير 209/11 ، 297، 316، وشرح الترمذي لابن العربي : 4 (جزء (7) : 297 ، و 316.. وغيرها كثير ، ومثله في الاعتصام للشاطبي 225/2 : «.. لا سهم لهم في الإسلام يوم القيامة». وراجع : حلية الأولياء 254/9 ، وكتاب المجروحين 341/1، ولسان الميزان 150/6 ، تذكرة الحفاظ 423/3.. وغيرها. وأما الخاصة ؛ فقد روي عن الإمام الرضا (علیه السلام) عن آبائه ، عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ، كما في معارج اليقين : 460 حديث 1291 ، والفصول المهمة 234/1 ، وشرح منهاج الكرامة : 376 - 377، وقبله في الخصال 72/1 (باب الاثنين) حديث 110 ، - وعنه في بحار الأنوار 7/5 (باب 1) حديث 7، وقريب منه في ثواب الأعمال: 212 [وفي طبعة : 252 حديث 3] ، وعنه في بحار الأنوار 118/5 (باب 3) حديث 52 - ، وكذا في صحيفة الرضا (علیه السلام) : 278 ، والمحتضر للشيخ حسن بن سليمان : 135، وكنز الفوائد للكراجكي : 51 برقم 14 [الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 125/1]. وفي بعض الأخبار : «المرجي والقدري»، كما في الخصال، والفصول المهمة 232/1 - 233.. وغيرهما. انظر عنهم : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 390/4 - 393، وكذا عن المرجئة والقدرية معاً فيه 393/4 - 395.

حذيفة ؛ عنه (عليه وآله السلام ) : «لعنت المرجئة والقدرية على لسان سبعين نبياً» (1).

ص: 219


1- راجع : الصراط المستقيم 39/1 نقلاً عن الفائق ، وفيه - أيضاً - 64/3. وجاء من طرق العامة ؛ كما في مجمع الزوائد 203/7 - 204، ورواه ابن حبان في كتاب المجروحين 362/1 ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة : 142 حديث 325، وصفحة : 448 حديث 952.. وغيرهما. وفي الطرائف لابن طاوس : 344 عنه (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قال : «لعنت القدرية»، وليس فيه : المرجئة، ومثله في التوحيد للشيخ الصدوق (رحمه الله) : 47. أقول : روى ابن عساكر عن معاذ - في حديث مفصل - عنه (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قال : «إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبياً قبلي إلا كان في أمته من بعده مرجئة وقدرية يشوشون عليه أمر أمته من بعده إلّا أنّ الله عزّ وجلّ لعن المرجئة والقدرية على لسان سبعين نبياً، ألا وأنّ أُمتى هذه لأمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة وإنما عذابها في الدنيا إلا صنفين من أمتي لا يدخلون الجنة : المرجئة ، والقدرية..» ، وقريب منه حكى عن ابن الجوزي في الواهيات، عن أبي هريرة.. ص: 219

وعنه (عليه و آله السلام ) : «المرجئة يهود هذه القبلة» (1).

ص: 220


1- كما في الإيضاح لابن شاذان : 44 ، وقد نسب الكلام إلى سعيد بن جبير في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل 341/1 برقم 723، فراجع. أقول : الأحاديث حول المرجئة كثيرة جداً ، وقد جاء في حديث المعراج المفصل المروي عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قوله : «.. ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم، قال : فقلت : من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال لي : هؤلاء المرجئة ، والقدرية، والحرورية وبنو أُميّة ، والناصب لذريتك العداوة.. هؤلاء الخمسة لا سهم لھم في الإسلام..»، وقد جاء في كتاب اليقين للسيد ابن طاوس : 291 - وعنه في بحار الأنوار 314/37 (باب 54) ذيل حديث 49 ، ومستدرك الوسائل 186/18 (باب 8) حديث 22466 -. وفي مسند علي بن أبي طالب (علیه السلام) 351/1 [طبعة حيدرآباد] - وعنه في شرح إحقاق الحق 371/28 - 372 حدیث 911 - مسنداً عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قال : «صنفان من أُمتي لا تنالهم شفاعتي : المرجئة ، والقدرية، يقولون : لا قدر، وهم مجوس هذه الأُمة».. إلى آخره. ولاحظ : الفصل السادس والعشرون والمائة من معارج اليقين في أصول الدين : 459 ، حيث عقده في المرجئة والقدرية خاصة، فراجع.

سلیمان بن رشید (1).. رفعه إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : «يحشر المرجئة عمياناً ، إمامهم أعمىٰ» (2).

وحقيقة المرجئ هو الذي لا يقطع بوعيد الفسّاق ، وأصل الإرجاء التأخير (3) ، قوله : «أَرْجِهْ وَأَخَاهُ» (4) «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ» (5).

ص: 221


1- رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في ثواب الأعمال وعقابها : 208 (عقاب الناصب ) : عن علي ابن سلیمان بن رشيد يرفعه.. وكذا جاء في علل الشرائع 602/2: علي بن سليمان بن راشد.. ومثله عنه في بحار الأنوار 132/72 (باب 101) حديث 4، والصحيح فيه ما جاء في العلل. وراجع : رجال البرقي : 58 [طبعة الجامعة، وفي المحققة : 358 برقم 23] ، ورجال الشيخ الطوسي (رحمه الله) : 388 برقم 5710 [طبعة جماعة المدرسين ، وفي الطبعة الحيدرية : 417 برقم 8]، وفيه : ابن رشيد البغدادي في عداد أصحاب الإمام الهادي (علیه السلام).
2- أقول : هناك روايات أُخر في هذا الباب كثيرة، مثل ما جاء في أُصول الكافي 31/2 (باب صنوف أهل الخلاف) حديث 2.. أنّه : ذكرت المرجئة والقدرية والحرورية، فقال (علیه السلام) : «لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شيء». وكما وقد رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في علل الشرائع 602/2، وله ذيل ، فراجعه. ورواه الحويزي في نور الثقلين 197/3 عن ثواب الأعمال، وفيه 228/3 عن علل الشرائع.
3- كما في لسان العرب 84/1، وقال : مهموز ، وقال قبل ذلك : إرجاء الأمر : وترك الهمزة. وفي كتاب العين 174/6 : أرجأت الشيء : أخّرته.
4- سورة الأعراف (7) : 111 ، وسورة الشعراء (26) : 36.
5- سورة التوبة (9): 106. وعن ابن الأثير كما في اللسان 84/1 - : هم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنّه لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة. وقال عنهم : يقولون الإيمان قول بلا عمل ، كأنهم قدموا القول وارجؤوا العمل.. أي أخروه ؛ لأنهم يرون أنهم لو لم يصلّوا ولم يصوموا لنجاهم إيمانهم !! لاحظ : تاج العروس 160/1.

وليس لهم أصول ، بعض على أصول الأشعري ، وبعض على أصول المعتزلة وبعض على أصول النّجار.

وهم فرق كثيرة ؛

منها (1) : أصحاب الرأي ؛

كأبي (2) حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، وزفر ، وابن أبي ليلى.. وغيرهم.

والحنفية (3) ؛ أنواع :

ص: 222


1- في نسختي الأصل : فيها.
2- ذكر الخوارزمي : أصحاب الرأي من فرق المرجئة الستة ، وقال : هم أصحاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت البزار.. كما في مفاتيح العلوم : 28.
3- الحنفية ؛ هم أتباع أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن الزوطي بن ماء (80 - 150 ھ) إمام الرأي والقياس والاستحسان، وبذا صار أحد أئمة الضلال الأربعة ، وعد من المرجئة عند أبي الحسن الأشعري وجمع. انظر عنهم : دائرة المعارف الإسلامية 330/1 - 332 (أصحاب الرأي ) ، المقالات والفرق للأشعري : 35 ، و 38 ، و 169 - 170 ، و 177 ، و 178 (فقرات : 65 و 75 و 78)، فرق الشيعة : 10 ، تاريخ المذاهب الإسلامية : 161 - 163 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 215 - 216.. وغيرها.

فحنفية نيشابور وخوارزم.. على مذهب المعتزلة.

وحنفية العراق.. على مذهب النجار.

وحنفية بلخ وما وراء النهر.. على مذهب الأشعري.

الراجئة (1) ؛ [قالوا :] إنّ الله فرض المفروضات ونهى عن المنهيات ، من أطاع فلا تسمه : مطيعاً ، ومن أساء تسمّيه : عاصياً ، ولعلّ الذي هو مطيع هو ممّن يبغضه (2).

الشاكية (3) والشكاك (4) ؛

ص: 223


1- كذا، وجاء اسمها في كتب الفرق ب- (الراجية ) من فرق المرجئة ، قالوا : لا يسمى العبد صالحاً بطاعته ولا عاصياً بمعصيته ؛ لأنّه من الممكن أن يكون خلافاً للاثنين !
2- تعرّض إلى بعض عقائدهم الشيخ المفيد (رحمه الله) في أوائل المقالات : 84، وكذا في المقالات والفرق : 6 ، قال : وفرقة منهم يسمون : الشكاك ، والبترية، وأصحاب الحديث، منهم سفيان... وقد سمّوا : الحشوية. انظر عنهم : معجم الفرق الإسلامية : 119 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 251، عن عدة مصادر ، وبيان الأديان : 85.. وغيرها.
3- في نسخة (ألف) : الناكثة.
4- يقال للشاكية والشكاك : الشاكة أيضاً ، وعدّوا من مشبهة الشيعة، وهم لا يسمون فاعل الطاعات مطيعاً ، كما لا يسمّون فاعل المعاصي عاصياً ؛ لاحتمال موت فاعل المعصية تائباً. وعليه ؛ فلا يسمّى أحد قبل موته عاصياً ولا مطيعاً ! وجاءت بمعنى الذين لا يعرفون إمامة أمير المؤمنين (علیه السلام)، كما في المناقب للمصنّف (رحمه الله) 73/3 - وعنه في بحار الأنوار 364/35 - 365 (باب 16) حديث 5، و 23/82 (باب 23) حدیث 24 - نقلاً عن الاختصاص.

من قولهم : إنّ مرتكب الكبيرة لا (1) كافر ، ولا مؤمن، ولا فاسق ؛ بل منافق ، وأنّ إماطة الأذى من الإيمان.

ومنهم: مالك والشافعي ، وشريك بن عبد الله ، وابن أبي ليلى، وسفيان الثوري..

[قالوا :] الإيمان كله باللسان والأركان (2).

العملية (3) : [قالوا :] إنّ الإيمان يزيد وينقص ؛ لأنه قول وعمل ، وبعضهم يقولون : يزيد ولا ينقص ، واحتجوا : «﴿ لِيَزْدَادُوا إيماناً..» (4).

ص: 224


1- لا توجد كلمة (لا ) في نسخة (ألف).
2- وقيل : هذه الفرقة من المرجئة ، وقيل أنهما اثنان. انظر عنهما : خطط المقريزي 349/2 [170/2] ، معجم الفرق الإسلامية : 143، فرق الشيعة : 7 ، بيان الأديان : 85 ، الفرق المفترقة : 78 ، المقالات والفرق : 6 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 302 عن عدة مصادر.. وغيرها.
3- عدّت العملية فرقة من غلاة المشبهة ، وقيل : من مشبهة الشيعة.
4- سورة الفتح (48) : 4. انظر عنهم : خطط الشام للمقريزي 170/4 ، ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 209، بيان الأديان : 86 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 393.. وغيرها.

المسيبية (1) ؛ من قال أنا مؤمن حقاً ، فقال : إنّي في الجنة ؛ لقوله : «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ [وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ] (2) [فهو مبتدع أو كافر] (3).

[البدعية : وهم] (4) أصحاب يحيى بن أصرم (5) ، من قوله : لا يحل لأحد عصيان الإمام وإن أمره بالمعصية ؛ لأنّ من أنكر على الإمام فعلاً جرّ إلى شق

ص: 225


1- كذا في نسخة (ألف) ، وهي مشوشة في نسخة (ب)، وقد تقرأ : المستيقنة. وعلى كل ؛ لم أجدها فيما عندنا من مصادر الفرق. نعم ؛ هناك فرقة باسم المستبينة، عدّت من فروع فرق المرجئة، انظرها في بيان الأديان : 86.. وغيره. أقول : لم أفهم مذهبهم ومعتقداتهم لعدم التيقن من العنوان وضبطه ، فتدبر، فقد جاء في بعض الكتب المعتبرة عند الحنفية، مثل كتاب شرح الفقه الأكبر للقاري : 238 - 239 ما يناسب هذا الكلام، فراجع.
2- سورة التوبة (9) : 72.
3- انظر : فتاوي السبكي 63/1.
4- أقول : هنا سقط في نسختي الأصل، وقد عرفنا الفرقة من صاحبها ، وھم فرقة من الخوارج أصحاب يحيى بن أصرم، يقطعون بأنّهم من أهل الجنة... ولهم عقائد سخيفة في الأصول والفروع. وقد عدّهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 25 [أُوفست ليدن] أحد الفرق الأربع عشرة من الخوارج، ثم قال : رئيسهم يحيى بن أصرم، سمّوا البدعية ؛ لأنهم أبدعوا قطع الشهادة على أنفسهم أنهم من أهل الجنة.
5- كذا ، وقيل : أصدم بالدال - وكانوا من جملة الثعالبة ، وقطعوا بكونهم من أهل الجنة ولا يقولون : إن شاء الله ؛ إذ ذاك شك في الاعتقاد !!

عصا المسلمين (1).

[الغيلانية : وهم :] (2) أصحاب غيلان بن مروان (3) ، وھم مرجئة من أهل الشام (4).

[الماصِرِيّة : وهم المنسوبون] (5) إلى عمرو بن قيس الماصر ،

ص: 226


1- انظر عنهم : بيان الأديان : 27 - 49 ، الحور العين : 178، خطط المقريزي 349/2، الملل والنحل : 12 ، معجم الفرق الإسلامية 53 - 54 (وهم فرق متعددة)، موسوعة الفرق الإسلامية : 153 عن عدة مصادر.. وغيرها.
2- أقول : هنا بياض في نسختي الأصل، وجاء الاسم في كتاب المقالات والفرق للأشعري ، والظاهر أنّه أبو مروان غيلان بن مسلم الدمشقي (المتوفى سنة 105 ھ)، وقد أفتوا بقتله.. ومن ثمّة قتل. وقد جمع بين القدر والإرجاء، وأن الإيمان لا تفاضل فيه بين الناس ولا يقبل الزيادة والنقيصة.. وغير ذلك. وعدّ الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 28 [أُوفست ليدن] : الغيلانية : أحد الفرق الستة للمرجئة إلّا أنّه قال : وهم أصحاب غيلان بن خرشة الضبي.
3- وهو : أبو مروان الدمشقي.
4- انظر عنه وعنهم : خطط الشام للمقريزي 350/2 ، تبصرة العوام : 47 و 61، مقالات الإسلاميين 136/1 و 150 و 200 ، الانتصار : 241 ، الملل والنحل للزيدي : 29 ، الفرق بين الفرق : 190 و 205 - 206 ، المقالات والفرق : 6 و 8 و 132 (الفقرات : 16 - 28) ، المعارف لابن قتيبة : 484 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 402 - 403 ، معجم الفرق الإسلامية : 183 عن عدة مصادر.. وغيرها.
5- كذا هنا بياض في نسختي الأصل، وهم أتباع أبي بشر عمرو (أو عمر ) بن قيس بن أبي مسلم العجلي الماصري، وهم من مرجئة العراق، ومنهم أبو حنيفة ومن تبعه. انظر عنه وعنهم : فرق الشيعة للنوبختي : 14 ، المقالات والفرق : 6 و 132 (الفقرة 17) اللباب للسمعاني 84/3 ، معجم الفرق الإسلامية : 208، موسوعة الفرق الإسلامية : 441 عن عدة مصادر.. وغيرها.

وهم من حنفية (1) أهل العراق.

[الشبيبية : وهم المنسوبون] (2) لمحمد بن شبيب (3).

الصالحية (4) ؛ [وهم المنسوبون] لصالح بن عبد الله..

ص: 227


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وغير منقوطة، وتقرأ في نسختي الأصل : حنية، ولعلّها : مرجئية ، أو مرجئة ، كما في فرق الشيعة : 7، وزاد : ومنهم أبو حنيفة ونظراؤه.
2- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة ، وهم أصحاب محمد بن شبيب ، كما قاله غير واحد منهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 28 وغيره، وعدّهم من الفرق الستة للمرجئة.
3- أقول : الشبيبية ، هؤلاء ليسوا من الخوارج، ويعد محمد بن [خ. ل : أبي] شبيب البصري - نظير غيلان، وأبي شمر - ممّن قالوا بالإرجاء في الإيمان وما يقدر على مذاهب القدرية المعتزلة، وتشبه أفكارهم الصالحية التي هي من فرق الزيدية ، كما سيأتي ، وليسوا هم من الشبيبية الذين هم من الخوارج من أصحاب شبيب بن يزيد الشيباني ، المكنى ب-: أبي الصحاري. لاحظ عنهم : المحاسن والأضداد للجاحظ 163/1 ، ومعجم الفرق الإسلامية : 144 عن عدة مصادر.. وغيرهما.
4- هناك أكثر من خمس فرق منسوبة إلى الصالحي، وتعرف بهذا الاسم ؛ منها : الزيدي، والخارجي، والبتري والمرجي.. والذي أحتمله هنا أن تكون من فرق المعتزلة، أتباع صالح قبة. ثم إنه قد جاء اسم الصالحية من الزيدية على فرقتين، هما : الزيدية الصالحية ؛ أصحاب الحسن بن صالح بن حي الهمداني الكوفي، الذي كان أوّلاً من أصحاب الإمام الباقر (علیه السلام) - ويعرفون ب-: السرية، يفضّلون علياً ولا يسبون الشيخين ، وأن علياً (علیه السلام) بايعهم بيعة صلاح كقول بعض جهلة الشيعة في زماننا - كما أنّهم حرّموا المتعة والرجعة.. والزيدية غير صالحية، وتعرّض لهم العلامة الحلي (رحمه الله) في كتاب الألفين : 45، والشهرستاني في الملل والنحل 129/1 - 130 و 142.. وغيرهما في غيرها.

المعروف ب-: بنبة (1) وكان متكلّماً (2).

الزعفرانية (3) : [وهم] أصحاب أبي الصباح الزعفراني.

ص: 228


1- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل: الأصل : ببينة ، بشكل غير منقوط ، إلّا أنّ الصحيح : قبة ، كما في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 28.. وغيره، وعدھا أحد الفرق الستة للمرجئة ، فلاحظ.
2- انظر عن الصالحية : كتاب المعتزلة لجار الله : 145 ، وما جاء في كتاب الفرق الإسلامية : 348 ، وشرح المواقف للإيجي 382/4 ، وكتاب الأنساب للسمعاني 512/3.. وغيرها.
3- الزعفرانية : هم فرقة من النجارية ، غالب أتباعها من أهل الري، عاشوا نحو القرن الثالث الهجري. ومن مقالاتهم : إنّ كلام الله غيره، وكلّ ما هو غيره مخلوق، ومن قال : كلام الله غیر مخلوق فهو كافر ؛ كما في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 398، والفرق بين الفرق للنوبختي : 190.. وغيرهما. انظر عنهم : كشاف اصطلاحات الفنون 616/1 ، خطط المقريزي 351/2، الملل والنحل للزيدي : 28 ، معجم الفرق الإسلامية : 126، تبصرة العوام: 62، الفرق بين الفرق : 25 و 126 - 127 و 209 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 262 عن عدة مصادر.. وغيرها.

الجحدريه (1) ؛ [وهم المنسوبون] لجحدر بن محمد التميمى (2).

الشمرية (3) ؛ [وهم المنسوبون] لأبى الشمر (4).

ص: 229


1- الجحدرية ؛ وهم إحدى فرق المرجئة الست كما ذكره الحافظ البرسي في مشارق أنوار اليقين : 205 مع : الدارمية ، والعلانية ، والنسبية ، والصالحية ، والمثمرية. وقد عدّهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 28 سادس ستة من فرق المرجئة، وقد سلف كلامه والحديث عنهم.
2- انظر عنهم : خطط الشام للمقريزي 350/2، معجم الفرق الإسلامية : 81، موسوعة الفرق الإسلامية : 191 عن عدة مصادر.. وغيرها.
3- الشمرية ؛ وهم من فرق المرجئة ، قالوا : الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله تعالى والمحبة والخضوع له بالقلب، وإذا قامت حجّة النبي [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] فالايمان معرفة ما جاء به من عند الله.. وغير ذلك. وقد عدّهم البعض من فرق المرجئة الستة ، كما فعل الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 28.. وغيره.
4- هو : المرجي القدري، من متكلّميهم ، كما قاله السمعاني في الأنساب 455/3، وذكر جملة من دعاويهم، وابن الأثير في اللباب كما في هامشه. انظر عنهم : بيان الأديان : 28 و 494 [تحقيق الرضي] ، مقالات الإسلاميين للأشعري 198/1 - 199 (المرجئة ) ، دبستان المذاهب 97/2 - 98 ، معجم الفرق الإسلامية : 147 و 315 ، تبصرة العوام : 59 ، الفرق بين الفرق : 205 - 206 [190 - 194].. وغيرها. وقيل : هم البشرية ، وهم طائفة من المعتزلة ينسبون إلى بشر بن المعتمر البغدادي.

الشابية (1) ؛ [قالوا :] إنّ الله يثيب خلقه فليعملوا ما شاؤوا ، ولم يفرض عليهم عملاً (2) إلا ينافر [ه] (3) ، وليس له على خلقه أمر ولا نهي من الأعمال ، واحتجوا بقوله : «(اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ» (4).

ص: 230


1- كذا ؛ وقد تقرأ في نسختي الأصل : الشائية ، والظاهر أنّهم الثابية، أو الشانية ؛ وهم من المرجئة ، يقولون : كل من قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] ، واعتقد ذلك فلا ضير عليه بعدها إن أطاع أو عصى. أقول : قد جاءت فرقة بعنوان : السابية ، أو السابئية في کتاب : فرهنگ فرق اسلامي للمشكور (فارسي) : 221 - 222 ، وقد عدّهم المقدسي في البدء والتاريخ 135/5 من الفرق الخوارج، فراجع.
2- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : عمرا، وقد أثبتنا ما استظهرناه.
3- الكلمة مشوشة في النسختين ، كتب ما قرأ منها ، ويمكن أن تقرأ : ولم يفرض عليهم غير الأشياء من شيء.. وعلى كل ؛ الجملة كلاً مشوشة وغير مفهومة.
4- سورة فصلت (41): 40. انظر عنهم : بيان الأديان لإقبال : 85 ، فرهنگ فرق اسلامي (مشکور): 250، موسوعة الفرق الإسلامية : 302.. نقلاً عن دبستان المذاهب 97/2.. وغيرها.

الشاعر : [من الكامل]

ما دينُ مُرْجئ بدين محمَّدٍ ***ما أشبه المُرْجئ باليهودِ

آخر [من الرجز]

..... مرجئ خبيث رامي *** وذاك عم أخويك سام (1)

***

ص: 231


1- لم نجد لهذا البيت ولا الذي قبله مصدراً ولم نعرف لهما قائلاً، ومثله قول الآخر: [من الوافر] إذا المرجئ سرّك أن تراه *** يموت بدائه من قبل مَوْتِه فجدّد عنده ذكرى عليّ *** وصلّ على النبي وأهل بَيْتِه

ص: 232

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 6] : [في القدرية]

ص: 233

ص: 234

[فصل]

وأما القدرية (1) ؛

[فهم] جنس من المجبرة (2) ؛ حيث أثبتوا المعاصي بقدر الله ، وقال قوم يفطر الله (3).

جابر (4) وابن عمر ؛ قال النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : «القدرية مجوس هذه الأُمّة ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوا جنائزهم ، وإن لقيتموهم فلا تسلّموا عليهم، وإنّهم شيعة الدجّال» (5).

ص: 235


1- القدرية ؛ وهم خلاف العدلية ، ويسمّون ب-: المعتزلة أيضاً ، وقد سلفت بعض مصادرهم، وهم فرق مختلفة ، عدّ منها في خطط الشام 345/2 عشرون فرقة.
2- قد سبق الحديث عن المجبرة والجبرية، وذكرنا لهم جملة مصادر، وسيأتي تتمة لذلك ، كما تلصق القدرية على المفوضة المنكرين لقضاء الله وقدره.
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف) ، وكذا ما بعدها ، وبياض في نسخة (ب)، ولا معنى واضح لها ، ولعلّها : وقال قوم: بقضاء الله.
4- كلمة (جابر ) سقطت من نسخة (ب).
5- جملة : وإنّهم شيعة الدجال.. مطموس في نسخة (ب). انظر الحديث في : كنز العمال 121/1 حديث 649 و 677 [طبعة حيدرآباد] مجمع الزوائد للهيثمي 205/7 [وفي طبعة 417/7] عن أبي عمر ، وقال : ورواه الطبراني في المعجم الأوسط 417/7 ، ورواه البيهقي في سننه 202/10، وعقد لهم في كتاب السنة لابن أبي عاصم باباً (73) : 149. راجع : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 378، أحكام القرآن للجصاص 403/2، سنن أبي داود السجستاني 217/4 ، الاعتصام للشاطبي 225/2، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي 167/1 ، ذيل تاريخ بغداد للذهبي 87/18 وغيرها.

وروي : «إذا ذكر المقدّر (1) فامسكوا».. يعني من أن تضيفوا المعاصي إليه.

الصادق (علیه السلام): «إن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قال : صنفان من أُمتي لا نصيب لھم في الإسلام ؛ الغلاة ، والقدرية» (2).

ص: 236


1- كذا ، والصحيح : القدر، رواه الطبراني في المعجم الكبير 243/10 - 244 حديث 10448، وكذا الغزالي في إحياء علوم الدين 29/1 ، وجاء في كنز العمال 178/1، ومجمع الزوائد 202/7.. وغيرهما ، وفى الكل : القدر ، لا المقدر.
2- جاء الحديث بألفاظ مختلفة في روايات مستفيضة ، منها : «القائلين بالقدرة ولا قدرة»، وقد ذكر شيخنا الصدوق عليه الرحمة هذه الرواية وتسع روايات آخر في ذمهم في كتابه ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : 252.. وما بعدها. وجاء - أيضاً - في الفصول المهمة : 224 حديث 219.. وغيره. وروي عن صادق آل محمد (علیهم السلام) مسنداً - كما في التوحيد : 382 حديث 29 - في حديث قال : «إنّ القدرية مجوس هذه الأمة، وهم الذين أرادوا أن يصفوا الله بعدله فأخرجوه من سلطانه..». وروي عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أنه قال: «القدرية [القدري] مجوس هذه الأُمة ، خصماء الرحمن ، وشهداء الزور» ، كما في معارج اليقين : 459 حديث 1289، وجامع الأخبار: 188 - وعنه في مستدرك الوسائل 185/18 (باب 8) حدیث 38. راجع الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 241/3 - 242 ، وذكر هناك جملة روایات بمضامين متقاربة ، وكذا ما جاء في الغدير 42/3. وكذا ما جاء في سنن أبي داود 222/2 حديث 4691 ، ونقله معكوساً تحت رقم 4692 ، وكذا في الملل والنحل 43/1 ، والفصول المهمة : 224 حديث 219.. وغيرها. وروى الكشي في اختيار معرفة الرجال : 56 حديث 106، في ترجمة : عبد الله بن عباس حديثاً طويلاً فيه : «.. إنّ القدرية هم الذين ضاهوا النصارى في دينهم، فقالوا : لا قدر» ، وعنه في بحار الأنوار 152/42 حديث 20. وروي : «أنّ القرآن يخاصم المرجي والقدري والزنديق»، وفسر المرجي ب-: الأشعري ، والقدري ب-: المعتزلي ، كما حكاه في معين النبيه : 27 [المخطوط].. وغيره. قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 62/3 : اشتهر في الحديث : «القدرية مجوس هذه الأمة». قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 303/2: يطلق القدرية على المجبرة والمفوضة ؛ المنكرين لقضائه وقدره. وقال فيه - أيضاً - 67/5: وردّ بأنه صح عن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قوله : «القدرية مجوس امتي». راجع : الغدير 42/3 ، والأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 388/4 - 390، ولهم عدة كنى.

ومما ذكر المرتضى في الملخّص (1) : قال المجبرة : المعصية من صانعين :

ص: 237


1- كتاب الملخص في أُصول الدين ، ولم نعثر على العبارة فيه. راجع عن هذا الكتاب فيما ذكره الشيخ الطهراني (رحمه الله) في الذريعة 210/22 - 211 برقم 6727. أقول : لقد حكى هذا القول - عن المجبرة - عبد الجبار المعتزلي في المغني 330/8.

محمود ؛ وهو الله ، ومذموم ؛ وهو المعاصي (1).

وقالت المجوس (2) : للعالم صانعان : محمود هو الله ، ومذموم هو إبليس (3).

ص: 238


1- كذا : والظاهر أنّ الصحيح : العاصي ، كما في المغني لعبد الجبار 330/8. راجع عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 43/1 ، الملل والنحل للحميري : 10 ، بيان الأديان : 26 و 503 ، قاموس إسلامي 130/1 ، و 650/7، المعارف لابن قتيبة : 625، الملل والنحل للبغدادي : 49 ، شرح المواقف 282/3 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 413 - 414 ، التبصرة : 91 و 97 ، خطط الشام 349/2 و 356، الحور العين : 204، شرح الأصول الخمسة : 288.. وما بعدها ، ترجمة الفرق بين الفرق : 18، و 24، و76، و 80، و 88، و 110، و 119، و 140، و 145، و 147، و 153، و273.. وموارد أُخر، فرهنگ علوم : 511 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 433/6 ، معجم الفرق الإسلامية : 190 عن عدة مصادر.. وغيرها. وراجع - أيضاً - : فرق الشيعة : 18 ، مجمع البحرين 451/3، معين النبيه : 27 [المخطوط] ، توضيح المقال : 45.. وغيرها. وكذا راجع من التفاسير : تفسير القرطبي 53/7 ، والبحر المحيط 196/4..
2- الظاهر أنّ المصنف (رحمه الله) أراد إيجاد مقارنة بين المجوس والقدرية، وذكر بعض وجوه الإتفاق والإفتراق بينهما، وهي أكثر من هذا، فتدبّر. راجع : تفصيل البحث في المغني للمعتزلي 330/8 - 331، والسنن الكبرى للبيهقي 208/10.. وغيرهما.
3- كما قاله الشوكاني في فتح القدير 206/2.

وقالت المجبّرة (1) : يحسن الأمر بالإيمان ، وإن استحال من الكافر الإيمان ومن المؤمن الكفر.

وقالت المجوس : يحسن الأمر [والنهي] (2) ؛ فإن كان جوهر الخير يستحيل أن يقدر (3) على الشر، وجوهر الشر يستحيل أن يقدر على الخير.

وقالت المجوس : إن الله قد أراد كل كائن من القبائح.

وقالت المجوس : إن الله قد أراد القول بأن له ضدّاً ونداً، وأراد تكذيب محمد [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] ، وأراد نكاح الأمهات والأخوات !

ومنهم : الوهمية (4) ؛ يقولون : ليس لكلام الخلق وأفعالهم ذات ، ولا للحسنات [والسيئات] ذات ، ومن زعم أنّ لهنّ ذات فقد زعم [أن] القرآن مخلوق ! (5)

ص: 239


1- كما جاء في المغني 330/8 - 331 ، وفيه : يحسن الأمر والنهي في الكفر والإيمان.
2- ما بين المعكوفين مزيد من المغني.
3- من قوله : المؤمن الكفر.. إلى هنا مطموسة في نسخة (ب) إلّا بعض كلماتها جاءت مشوشة.
4- الوهمية ؛ فرقة من الجبرية، قالوا : لا مكافاة على أفعالنا، وقول وفعل الإنسان عرضان لا بقاء لهما ولا دوام ، وعمل الإنسان وهم ، وتصوّر الثواب والعقاب على الوهم جهل.
5- انظر عنهم : معرفة المذاهب : 12 ، معجم الفرق الإسلامية : 270، بيان الأديان : 83، والجامع لأحكام القرآن 161/4، موسوعة الفرق الإسلامية : 524 عن عدة مصادر..

[ومنهم :] الرُّوَيْدِية (1) ؛ [نسبة إلى] القاسم بن رُوَيْد ، [قالوا :] إنّ كلّ كتاب نزل من السماءِ فالعمل به حق ؛ ناسخاً كان أو منسوخاً ؛ لأنه لا يحسن من الحكيم أن يقول فيندم ! (2)

[ومنهم :] المنيريّة (3) ؛ [قالوا :] إنّ من عصى ربّه ثم يتوب لا تقبل توبته ؛

ص: 240


1- الرويدية ؛ وهم من فرق القدرية، يقولون : لا يتناسخ العالم.. وغير ذلك من الخزعبلات. وجاء اسم المذهب في الجامع لأحكام القرآن 162/4 بعنوان : الزبرية، وقال مذهبهم كذلك هو هذا.
2- انظر عنهم : معرفة المذاهب (حكمت) في ضمن بيان الأديان لإقبال : 83، دبستان المذاهب (فارسي) 95/2 ، رسالة معرفة المذاهب : 12 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 259 عن عدة مصادر.. وغيرها.
3- اسم الفرقة مشوشة جداً في نسختي الأصل وأُثبت ما احتمل في قرائتها. أقول : جاءت فرقة باسم : المنزلية، وهي من القدرية، قالوا: نحن لا نعلم هل هناك سوء تقدير أم لا ؟ ! كما في معرفة المذاهب : 13. راجع : بيان الأديان : 84، و فرهنگ فرق إسلامي : 428، وموسوعة فرق الإسلامية : 487 ، وجاء في الأخير : المنذرية، وهي فرقة بائدة من أهل الفقه والحديث. هذا ؛ ونحتمل قوياً كونها : المبدلية ؛ حيث قال هؤلاء بأنا - نعوذ بالله - ممّن يقع في المعصية وتصدر منه الكبيرة بالخذلان ، فلا تقبل توبته أبداً.. حيث تجاوز حد العبودية لهذا يجب قتله ، والتوبة هي القتل واستدلوا بقوله عزّ اسمه في سورة البقرة (2 ) : 54 : «فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ» ، وقوله عزّ اسمه في سورة آل عمران (3): 85: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ».

لأنّه اجْتَرَأَ على الله بعد ما أطاع، وتأوّلوا : «من بدل دينه فاقتلوه» (1).

[ومنهم : [المنّانية (2) ؛ [قالوا :] عليك بقلبك ، واستعمل ما توسمت منه خيراً ، واجتنب ما توسمت منه شرّاً ، وتأوّلوا : «الخير ما اطمأنت إليه النفس، والشرّ ما جال في الصدر» (3).

ص: 241


1- جاء الحديث مكرراً في كتب الأخبار ؛ كما في دعائم الإسلام 480/2 و 481 ، - وعنه في مستدرك الوسائل 163/18 (باب 1) حديث 22394 ، وصفحة : 167 - 168 (باب 4) حديث 22409 - ، كما وقد جاء في عوالي اللآلي 239/2 (باب الجهاد ) حديث 5.. وغيره. انظر عنهم : موسوعة الفرق الإسلامية : 444 نقلاً عن كتاب هفتاد و سه ملت (فارسي) : 71 ، و دبستان المذاهب (فارسي) 106/2.. وغيرهما.
2- أقول : ويقال للمنانية : المناوية أيضاً ، وهم أصحاب الحكيم الفارسي ماني بن فاتك الذي ظهر في أيام سابور.. ولا غرض لنا به هنا، وهي غير مقصودة، وهناك كتب ورسائل في التعريف بهم أو الردّ عليهم ، وقد تعرّض لبعض أفكارهم الجعفي في كتاب التوحيد 22/10 و 110.. وغيره. انظر عن المنانية : تاريخ أدبي برومن 563/1.. وغيره.
3- لا أعرف مصدراً لهذه المقولة بنصها. نعم ؛ الذي جاء في الجعفريات : 148 (باب معرفة البر) مسنداً عن الإمام الصادق (علیه السلام) عن ابانة ، عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أنه قال : «البرّ ما طابت به النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما جال في النفس وتردد في الصدر». وقد جاء في الكلمات المنسوبة لأمير المؤمنين (علیه السلام) التي أوردها ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 299/20 برقم 415 ، قوله (علیه السلام) : «البرّ ما سكنت إليه نفسك واطمأن إليه قلبك ، والإثم ما جال في نفسك وتردد في صدرك».

[ومنهم :] الحبيبية (1) ؛ [وقد ذهبوا إلى أنّ] من انقطع بحبّه إلى الله سقطت عنه عبادة الأركان ، فيكون الله يناجيه بقلبه (2).

[ومنهم :] الخوفية (3) : [وقد ذهبوا إلى أنّ] من أحبّ الله لا يسعه أن يخافه ،

ص: 242


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل وغير منقوطة في أكثر كلماتها. قال الخوارزمي : سمّوا الحبيبية ؛ لأنهم يعبدون الله حبّاً له ، لا خوفاً ولا طمعاً ! وعليه ؛ فيعتقدون سقوط العبادة عن العبد والأركان !! ولذا عدت من فرق الجبرية. وبهذا الاسم فرق أُخرى ذكر بعضها في دائرة المعارف الإسلامية 182/15، وجاءت في بعض المصادر : حبّية ؛ كما في معجم الفرق الإسلامية : 92، وهما واحد وقد خلط بينهما. وهناك حبيبية تعدّ من الفرق الضالة الاثنا عشر من المتصوفة ، كما ذكرها الشيخ الحر العاملي (رحمه الله) في الاثنا عشرية : 22. وحاصل كلامهم : إنّ العبد يتخذ الله تعالى حبيباً وينقطع عن محبة المخلوقين، ويرفع التكليف عنهم ولا يسترون عوراتهم... وغير ذلك.
2- انظر عنهم : دائرة المعارف الإسلامية 180/15 ، وعدّها من فرق الشاذلية، وفصلها في کتاب هفتاد و سه ملت (فارسي) : 27 - 28 ، نقلاً عن موسوعة الفرق الإسلامية : 203، ومفتاح العلوم : 20 ، والقاموس الإسلامي 34/2.. وغيرها.
3- أقول : قيل : إنّ الخوفية من فرق الجبرية، وقالوا : من كان مؤمناً فلا خوف عليه من الله ، لأنّه ولي، والولي لا يخيف وليه.. مقابل قول العامة : إن أساس الدين على الخوف..

فمن خافه فقد أثبت الجور به (1).

[ومنهم :] الفكرية (2) ؛ [وقد ذهبوا إلى أنّ] من ازداد علماً سقطت عنه - قدر ذلك - العبادة ، ويشرك في أموال الناس ! ومن منعه شيئاً فهو ظالم ، وإنّ التفكر خير [من] العبادة (3).

[ومنهم :] الحسّية (4) ؛ [وقد ذهبوا إلى أنّ] الدنيا بين العباد سواء ، والمنع باطل ، لقوله : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..» (5).

ص: 243


1- انظر عنهم : خطط المقريزي 349/2 ، معجم الفرق الإسلامية : 114، معرفة المذاهب (حكمت) في ضمن بيان الأديان (إقبال ) : 82، الفرق المفترقة : 69 ، رسالة معرفة المذاهب : 11 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 241 - 242.. وغيرها.
2- الفكرية ؛ فرقة من الجبرية ، قالوا عنهم : إنّ من تعلّم العلم وصار فيه متفكراً ارتفع عنه العمل والخوف، ويجب على جميع الناس أن يحصلوا مراده، وكانت له شركة في أموال أهل الدنيا.. إلى آخر ما ذهبوا إليه من سفاسف.
3- راجع عنهم : خطط المقريزي 349/2 ، نفائس الفنون 284/2 (فكرة )، معجم الفرق الإسلامية : 187 ، الفرق المفترقة : 70 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 410 ، بيان الأديان : 82.. وغيرها.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وما أُثبت هو ما يمكن قرائته منها. وعلى كل ؛ لم أجد فرقة بهذا الاسم والذي أخاله أنّها: الحسبية، الذين قالوا: إنّ أموال الدنيا مشتركة بين الناس ؛ لأنّ آدم عندما مات ترك الدنيا ميراثاً لبنيه ! فلا يمانع شخص شخصاً ؛ إذ ذاك غير جائز !
5- سورة الحجرات (49) : 10. راجع عنهم : موسوعة الفرق الإسلامية : 211 ، الفرق المفترقة : 71، فرهنگ فرق إسلامي : 157.. وغيرها.

[ومنهم :] الناكثية ؛ [وقد ذهبوا إلى] أنّ البيعة حُكمٌ حَكَمَ النبيُّ (عليه وآله السلام ) أصحابه [به] كسائر النوافل ، فرضي م نه كما رضي من أصحاب الاستيجاب (1) ، فمن نكثها فلا يأثم (2)

[ومنهم :] النظامية ؛ [وقد ذهبوا إلى أنّ] من قال : إن الله لا شيء فقد جحده ، ومن زعم أنه [شيء] فقد شبّهه ؛ لأنّ الشيء لا تجري عليه ضرورات الحدث، وأنّ الله خارج عن ذلك (3).

ص: 244


1- أي طلب إيجاب المطلوب والظفر به.
2- أقول : لا يخفى ما في الكلام من اضطراب و تشويش وما في كلامهم من سخف غني عن البيان والتوضيح. ومن الظاهر أنه ليس المراد من الناكثية هنا من بايعوا أمير المؤمنين (علیه السلام) ثم نقضوا بيعته ونكثوها، وخرجوا عليه ؛ بل المراد منه هنا معنى خاصاً ذكره في الفرق المفترقة : 58، وقال: إنهم طائفة يزعمون بأن من عاهد إنساناً فإن وفي بما عاهد فحسن، وإن لم يف فلا حرج، ولا يكون معاقباً بترك الوفاء ولا يأثم به.. راجع عنهم : معجم الفرق الإسلامية : 244 (ناكثية ) ، بيان الأديان : 83 (ناكسية ) ، موسوعة الفرق الإسلامية : 496.. وغيرها ، وقد اشتبه الأخير عليه بين الناكثين والناكثة ، كما أفاده في المعرب ، فلاحظ.
3- سلف مذهبهم ومصادر عقائدهم. وقد قيل : إنّ رئيسهم هو : إبراهيم بن سيار هاني أبو إسحاق البصري أستاذ الجاحظ، وخال أبي الهذيل ، له مؤلفات في الكلام ومقالات مشهورة ، وهم فرقة من المعتزلة. راجع عنه وعنهم : الملل والنحل 56/1 ، تاريخ بغداد 97/6، وأمالي السيد المرتضى 132/1.. وغيرها.

[ومنهم :] القاسطية (1) ؛ [وقد ذهبوا إلى أنّ] نعمة الدنيا [هي] التي أَدَّتِ العبد للآخرة، وجعلوا تسعة أعشار العبادة في طلبها ، وأوجبوا طلبها (2) على كل مسلم ، واحتجوا : «فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ» (3) ، و «كاد الفقر أن يكون كفراً !» (4).

ص: 245


1- أقول : مرّ الحديث عن القاسطة قريباً، وسيأتي الحديث عن القاسطين فيما بعد، وهؤلاء غيرهم ؛ إذ قالوا بأنّ نعم الدنيا راحة وفراغ ، والمراد هو التهافت عليها، وقالوا: الكسب فريضة ، والزهد مذموم ! وإنّ الحرام لا يكون رزقاً.. ثم إنّ هناك فرقة جبرية باسم : القاسطية، انظر عنها : معجم الفرق الإسلامية : 190، بيان الأديان : 83.وغيرهما.
2- في نسختي الأصل : أوجعوا طلباً.
3- سورة الجمعة (62) : 10.
4- أقول : جاء الحديث بأكثر من طريق في مجاميعنا الحديثية - كما في أصول الكافي 307/2 (باب الحسد ) حديث 4، وأمالي الشيخ الصدوق (رحمه الله): 295 (المجلس التاسع والأربعون ) حديث 6 ، والخصال 11/1 - 12 حديث 4 ، وجامع الأخبار : 109، وعوالي اللآلي 1/ 40، 2/ 71 ، وفي ذيله قوله (علیه السلام): «وكاد الحسد أن يغلب القدر».. وغيرها ، وكذا تكرر نقله عنها في الكتب الجامعة. راجع عنهم : معرفة المذاهب : 12 ، الفرق المفترقة : 51 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 411.. وغيرها.

[ومنهم :]....... (1) : [وقد ذهبوا إلى] أنّ الأقلام جارية على العباد ما دام (2) العباد مدركين ، فمن مات منهم جفّ قلمه ، فلا يخلفه خير ولا شرّ.

المعرّي (3) : [من الكامل]

آليت ما الحبر المداد بكاذب *** بل تَكْذِبُ العُلماء والأحبار (4)

وله (5) : [من الطويل]

أتَتْني أَنبَاءٌ كَثِيرٌ شُجُونُها *** لَها طُرُقٌ أَعْيَىٰ عَلَى النَّاسِ خُبْرُها (6)

ص: 246


1- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة، ولعلها اسم الفرقة ، ولم نعرف فرقة بهذا الوصف.
2- في نسختي الأصل : داموا.
3- دیوان لزوم ما لا يلزم (اللزوميات) 376/1 قطعة (63) [دار الجيل] ضمن قصيدة في (12) بيتاً. [وفي طبعة دار الصادر 459/1 بعنوان : تخالف الأهواء].
4- في نسخة (ألف): الأخبار. هذا هو البيت الثاني من القصيدة.
5- ديوان المعري (لزوم ما لا يلزم ) 345/1 - 346 ، قطعة (16) [دار الجيل] ضمن قصيدة ذات (18 ) بيتاً، جاءت هذه الأبيات في (5 و 4 و 7) بشكل مشوش [وفي طبعة دار الصادر 423/1 - 424 تحت عنوان : القدرية والجبرية].
6- في نسخة (ألف) : خيرها ، وفي نسخة (ب): حبرها.

وَهَلْ يَرْتَجِي خَيرَ المَلَابِسِ ظَاعِنٌ (1) *** وَقَد مُزّقَتْ فِي بَاطِنِ الأَرضِ (2) غُبْرُها

وَخَطُوا أَحَادِيثاً لَهُمْ (3) فِي صَحَائِفٍ *** لَقَد ضَاعَتِ الأوراقُ فِيهَا وَحِبْرُها

***

ص: 247


1- في نسختي الأصل : طاعن.
2- في الديوان : غابر الترب..
3- في نسختي الأصل : (أبداً ) بدل (لهم)، والمثبت عن الديوان.

ص: 248

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 7] : [في المجبرة والجبرية]

ص: 249

ص: 250

فصل

وأمَّا المجبّرة والجبرية (1)

ص: 251


1- الجبرية ؛ وهم الأشاعرة ، كما أنّ القدرية هم المعتزلة، ويقال : المجبّرة والمرجئة.. كما يقال لهم : المجبرة والجبرية ، وهما بمعنى واحد ، ولهم فرق كثيرة، عدّ لهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 26 - بعد أن جعلهم رابع المذهب ومن أُصول المذاهب السبعة - عدة فرق ، وهم : الجهمية ، والبطخية ، والنجارية ، والضرارية ، والصباحية.. وهم خلاف القدرية. راجع عنهم : القاموس الإسلامي 577/1 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 24/3، کشاف اصطلاحات الفنون 1/ 200 ، وصفحة : 283 ، شرح المواقف 491/2، خطط المقريزي 349/2 الملل والنحل للشهرستاني 85/1 ، والملل والنحل للبغدادي : 79، دائرة المعارف الإسلامية 282/6 ، مذاهب الإسلاميين 100/1 - 105، موسوعة الفرق الإسلامية : 190 ، تبصرة العوام : 76 ، وصفحة : 91 ، نقلاً عن هامش مقباس الهداية 383/2 - 386 [الطبعة المحققة الأُولى]، وذكر لهم فرقاً متعددة. قال الطريحي في مجمع البحرين 241/3 [الطبعة الحجرية : 236]..: الجبرية خلاف القدرية، وفي عرف أهل الكلام يسمّون : المجبرة والمرجئة ؛ لانهم يؤخّرون أمر الله ويرتكبون الكبائر. ولاحظ : شرح العقيدة الطحاوية للسقاف : 113. ونص عليه في كشاف اصطلاحات الفنون 283/1 ، كما وقد جاء في شرح المواقف 491/2.. وغيره. ويراد من الجبرية في الروايات: الأشاعرة ، ومن القدرية : المعتزلة ؛ لأنهم شهروا أنفسهم بانكار ركن عظيم من الدين، وهو كون الحوادث بقدرة الله تعالى وقضاءه. وقال في لسان العرب 116/4 : بالتحريك خلاف القدرية - وهو بمعنى المسلط والمتكبّر. لاحظ : مجمع البحرين 239/3 - 243 ، وهو خلاف القدر، وهو القول بأنّ الله يجبر عباده على فعل المعاصي.

سميت بذلك ؛ لجورهم (1) عن الحق ، يقال : أجبرته على الأمر.. (2)

والجبري زعم أننا بمنزلة الحجارة ؛ إن حركت تحركت وإن لم تُحرّك [لم] تتحرّك ، وقولنا في الإنسان : فعل.. كقولنا : عاش ، ومات ، وحملت المرأة ، وتحرّكت الشجرة.. إنّما هو مفعول به.. فيحملون ذنبهم على الحكم العدل ! ويزعمون أنّه خلق الظلم في الظالم ، والكفر في الكافر ، والقتل في القاتل ، والزنا في الزاني ؛ لأنّه مفعول به ، وأراده منهم ، ومنع الظالم الإنصاف ، وسلبه قدرته ، ومنع الكافر الإيمان ، ولم يعطه الله القدرة عليه ، وأراد منه الكفر وخلق فيه القدرة الموجبة للكفر ، ثم قال تعالى متعجباً : «كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ..» (3)

ص: 252


1- في نسخة (ألف): بجورهم.
2- والجبر : وهو أن تجبر إنساناً على ما لا يريد وتكرهه، كما في العين 115/6، ويأتي بمعنى القهر والغلبة ، كما في مجمع البحرين 240/3.
3- سورة البقرة (2) : 28.

و أنّه صرفهم (1) عن الإيمان، وقال تعالى: «فَأَنَّى تُصْرَفُونَ» (2) ، و أنّه كلّفهم ما لا يطيقون ، وأمرهم بما عنه يعجزون ، وقال : «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» (3) ، وأنه خاطب : «الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ» (4) وزعموا أنه: «أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» (5) ، و أنّه (6) كلّفهم من طاعته ما لا يطيقون ، وسألهم ما لا يجدون ، وعذبهم على ما لم يكن منهم ولا يكون ، وقد أمرهم (7) أن يتقوه «حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» (8).

وأرسل إليهم رسلاً مبشرين ومنذرين ، فقال لهم : أَسْمِعُوا الصم ، وأحْيُوا الموتى الذين لم يخلق لهم الحياة ، واهدوا من جعلت على قلبه أكنة أن يفقهوه (9) ،

ص: 253


1- في نسختي الأصل : عرفهم.
2- سورة يونس (10) : 32، وسورة الزمر (39) : 6.
3- سورة البقرة (2) : 286.
4- سورة الأنفال (8) : 22.
5- لاحظ : سورة الأعراف (7) : 151 ، وسورة يوسف (12): 46، و 92، وسورة الأنبياء (21) : 83.
6- في نسختي الأصل : أنّهم.
7- من قوله : منهم.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
8- سورة البقرة (2): 102.
9- اقتباس مما جاء في سورة الأنعام (6) : 25 ، وسورة الإسراء (17): 46، وسورة الكهف (18) : 57.

[و] فهموا من صرفت قلبه ، وأعميت عينه عن النظر وأصممت سمعه عن السماع (1) ، وقولوا لهم ما لا يعقلون ، ومنعهم التذكرة ، وقال لهم : فَمَا لَهُمْ عَن التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ» (2).

وزعموا أنه يمكر بأوليائه المحسنين ، وينصر أعداءه المشركين ، وأنه ينتقل (3) أولياءه من ولايته إلى عداوته ! وقال : «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ» (4).

وزعموا ؛ أنّه عدل ولا يقدر على الظلم ، وصفة عدله أنّه يأخذ الطفل الصغير بجرم أبيه العاتي، فيصليه عذاب السعير مخلّداً بين أطباق الجحيم ! ! يُطعم الزقوم، ويسقى من حميم، ويقرن بالشيطان الرجيم، وقد جمعت ناصيته إلى قدمه ، وغلّت يده إلى عنقه ، يضربه الزبانية مع تجديد العذاب ، وتبديل الجلود، غضباً منه سبحانه على أبيه ، وحيفاً على الطفل حيث لم يُطع أبوه..!!

هذا؛ وهو سبحانه يقول: «وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ

ص: 254


1- إشارة إلى قوله تعالى في سورة محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) (47) : 23 : «أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ».
2- سورة المدثر (74) : 49.
3- كذا، والظاهر : ينقل.
4- سورة الرحمن (55) : 60.

وِزْرَ أُخْرَى» (1) «وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» (2).

شاعر (3) : [من المتقارب]

سَألتُ المُخَنَّثَ عَن حَالِهِ : *** لِمَاذَا تَخنَّثتَ يَا وَامِقُ ؟! (4)

فَقَالَ : ابْتَلاني بِدَائي العُضَالِ *** كَمَا قَد تَرَى قَدر سَابِق ! (5)

وَلُمتُ (6) الزُّنَاةَ عَلَى فِعلهمْ *** فَقَالُوا : بِهَذَا قَضَى الخَالِقُ !

ص: 255


1- سورة الأنعام (6): 164.
2- سورة فصلت (41) : 46. وعلى كل ؛ فهما صنفان : متوسط ؛ تثبت للعبد كسباً في الفعل كالأشعرية ، وخالصة ؛ لا تثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل، وهم الجهمية. ومن الجبرية ؛ فرق أُخرى ؛ مثل : النجارية ، والكلامية، والضرارية، والبكرية، والجهمية.. وغيرها.
3- نسبت هذه الأبيات في شرح إحقاق الحق 405/1 إلى شاعر مجهول، وهو أشبه أن يكون لابن الحجاج. أقول : قد روى الأبيات الأربعة الأولى الشيخ الكراجكي (رحمه الله) في كنز الفوائد 116/1 - 117 ، ونشير لبعض الاختلافات المهمة بينهما.
4- جاء البيت في كنز الفوائد هكذا : [من المتقارب] سألت المخنث عن فعله : *** علام تخنثت يا ماذقُ ؟!
5- جاء العجز في كنز الفوائد هكذا : وأسلمني القدر السابق.
6- في نسخة (ب) : لمهت، وكذا في نسخة (ألف)، وجاء ما في المتن هامشاً مصححاً على نسخة (ألف).

وَوبَّخْتُ آكِلَ مَالِ اليَتِيم *** فَقَالَ: هُو الخَالِقُ الرازق ! (1)

فكُلُّ يُحيل إلى ربِّهِ *** ليَسلم عن ذنبه المارق

تَعاليتَ يَا ربّ عَن قولهمْ *** فَمَا فِيهِمُ أَحدٌ صَادقُ (2)

الأشعري (3) :

ص: 256


1- جاء البيت في كنز الفوائد هكذا : [من المتقارب] وقلت لأكل مال اليتيم *** أكلت وأنت امرؤ فاسق ! وجاء بعده : فقال ولجلج في قوله : *** أكلتُ وأطعمني الرازق
2- جاء البيت في شرح الإحقاق هكذا : [من المتقارب] وكل يحيل على ربّه *** وما فيهم واحد صادقُ
3- هو : أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (260 - 324 ھ) من أحفاد أبي موسى الأشعري، تلميذ الجبائي في معرفة أصول المعتزلة وطرق استدلالتها، واعتزل عن الاعتزال سنة 300 ھ، ويُعدّ مؤسس مذهب الأشعري وإليه ينسب.. وله كلام وعقائد لا غرض لنا هنا بهما ، وأصبح مذهبه هذا هو الغالب على المعتزلة والعدلية. كما له جملة مؤلفات قاربت الثلاثمائة. راجع عنه وعن مذهبه : طبقات الشافعية للسبكي 356/3 ، المذاهب الإسلامية لمحمد أبو زهرة : 265.. وما يليها ، نفائس الفنون 272/2 ، تبصرة العوام : 108 - 109 وصفحة : 163 ، مذاهب الإسلاميين للبدوي 478/1.. وما يليها ، موسوعة الفرق الإسلامية : 109 - 113 ، بيان الأديان : 499 [تحقيق هاشم رضي] ، القاموس الإسلامي 117/1 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 400/5 ، خطط المقريزي 358/2.. وما يليها.. وغيرها.

قال أبو زيد المروزى (1) : كنت أقرأ الكلام على الأشعري - أيام حداثتي بالبصرة - فرأيت في المنام كأنني قد فقدت عيني جميعاً ، فاستعبرت حاذقاً بعلم الرؤيا ، فقال [لي]: يدلّ على مفارقة الحق.. (2) فاستوحشت من هذه العبارة وانقبضت عن المجلس ، فسأل عني وجد في تعرّف خبري.. فلم أهتز ، فاجتمعنا في (3) طريق فرحب بي ، ثم قال :..

ص: 257


1- كما حكاه التوحيدي في البصائر والذخائر 105/2 - 106. أقول : هو : عبد العزيز بن مسلم القسلي مولاهم أبو زيد المروزي ، ثم البصري، وتقه القوم. قيل : مات سنة سبع وستين ومائة. راجع عنه : تهذيب التهذيب 317/6 برقم 683 ، لسان الميزان 289/7 برقم 3848.. وغيرهما. وقد يكون : محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد القاشاني (301 - 371 ھ) أبو زيد المروزي الشافعي (المتوفى سنة 376) ، كان محدثاً زاهداً، له جملة مصنّفات في الحديث والتفسير، وصنّف في المذاهب والخلاف وكتابه في الخلاف معتمد عند المالكية. وقيل : توفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة ، وهو تصحيف سبعين. راجع : هدية العارفين 50/2 ، اللباب في تهذيب الأنساب 426/2 ، وفيات الأعيان 208/4 برقم 581 ، تاريخ الإسلام 503/26.. وغيرها.
2- في البصائر والذخائر : فقال لي : لعلّ هذا الرائي قد سلخ دينه، وفارق حقاً كان عليه، فإنّ أوضح دلائل البصر على الدين والعقيدة.
3- من قوله : خبري.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).

.. إن كنت تنفر من (1) مقالتنا التي قد شهدناها ونصرناها فاحضر واقرأ (2) أي مقالة أحببت ، فإنّي أدرسها لك.

قال أبو زيد : فازددت في نفسي نفوراً واشتغلت بالفقه.

وكان أبو الحسن إسماعيل الأشعري وكان [من] تلامذة أبي علي الجبائي ، فأبدوا أحدث (3) أقوالاً لا تعقل ؛

منها : إثبات قدماء مع الله تعالى ، وقد كفر النصارى ، فقال [الله] : «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ» (4) ، بل زاد على النصارى وقال : الله تعالى مرئي، مسموع، مدرك بسائر الحواس !! وإنّ كلامه شيء واحد هو الكتب جميعاً ، وإنّ ما يتلى ليس بكلام، وليس في المصحف قرآن ، ولا في القبر نبي (5) ، ونفى خلق القدرة في الأزل ، وإنّه يرضى الكفر ويحبّه ، ويجوز تكليف ما لا يطاق ، وعذاب الأنبياء ، وخلق الأفعال ، وأنّ الاستطاعة مع الفعل، ولا نعمة له على الكفار ، وقبح القبائح لا يعلم إلا بالسمع، و أنّه لا يفعل إلا لغرض قط ، وأنّ الحسنات

ص: 258


1- في نسختي الأصل : في.
2- من قوله : قد.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
3- كذا ؛ ولو قرءت هكذا فارتد وأحدث.. أو يقال : فبدأ إحداث أقوال.. كان أولى.
4- سورة المائدة (5) : 73.
5- وقد حكى ذلك أيضاً عن ابن الجوزي ، كما في الذيل على طبقات الحنابلة 399/3.

والسيئات... (1) ، وأنّ الله يحتاج في معرفته إلى نبي أرسله ، وقال : بالقضاء الحتم ، وأنّ الأنبياء والأئمه جاز عليهم الذنوب ، وأنّ آبَاءَهُم كفار ، وأن الحرام رزق ، وأبطل الاستثناء في الإيمان ، وقال (2) بتفكير الأجرام ، وإيجاب علم الدليل عليهم.

الصاحب (3) : [من المتقارب]

[و] قَد قَالَ لِي بَعضُ أَصْحَابِنَا *** أُريدُ المَنارةَ فِي مَبْعَرِي

فَقُلتُ لَه : لَم يُطِقْ سَيِّدي ***فأعرض عَن المُبْغَضِ المُنْكَرِ

فَقَالَ (4) : وَتَكلِيفُ مَا لَا يُطاقُ *** يَجُوزُ عَلى مَذهَبِ الأَشعَرِي !

ص: 259


1- الكلام في نسختي الأصل كتب متصلاً ، إلّا أنّ الظاهر أنّ هنا سقطاً، فلاحظ. ولعلّه كلمة : سواء.
2- لا توجد: وقال، في نسخة (ألف).
3- لم نجد هذه الأبيات في ديوان الصاحب بن عباد المطبوع، كما لا نعرف لھا مصدراً فعلاً، فراجع.
4- في نسختي الأصل : فقلت ، والظاهر ما أثبتناه.

ابن الحجاج (1) :

[من مجزوء الكامل]

يَا قَائلاً بِالجَبر مهلا *** أَنْكَرْتَ تَوْحِيداً وعَدْلا

وزَعَمتَ يَا لَلَّهِ (2) في ال- *** حَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ فِعلا

[أ] أبو [ك] شال برجل أُم- *** -كَ ؟ قُل : نَعَم ، أَو لَا فَقُل : لا

***

ص: 260


1- جاءت الأبيات الثلاثة منسوبة لابن الحجّاج النيلي في أعيان الشيعة 443/5.
2- في نسختي الأصل : بالله ، وفي أعيان الشيعة (ما للعبد ) بدل (يا لله ).

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 8] : [في أصحاب الحديث]

ص: 261

ص: 262

[فصل]

أصحاب الحديث (1)

المنطقون (2) بالأحاديث (3)

[منهم :] المالكية ؛ [المنسوبون] لمالك بن أنس (4).

ص: 263


1- عد أصحاب الحديث المذهب الثالث من المذاهب السبعة عند الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 25 - 26 ، وذكر لهم أربعة فرق ، هم : المالكية، والشافعية، والحنبلية، والداودية.
2- كذا؛ والكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : المبطلون في نسخة (ألف)، والمنطلقون في نسخة (ب).
3- انظر عن أصحاب الحديث المصادر التالية : القاموس الإسلامي 120/1 ، بيان الأديان : 493 [تحقيق هاشم رضي]، مقالات الإسلاميين 320/1 (أبو الحسن الأشعري)، نفائس الفنون 380/2، تبصرة العوام : 75 ، شرح أصول الخمسة : 8 ، دائرة المعارف الإسلامية 240/2، الملل والنحل للشهرستاني 206/1، الفرق بين الفرق : 13 ، المقالات والفرق للأشعري : 6 و 134 (فقرة : 18 ).. وغيرها.
4- المالكية ؛ وهم أتباع أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري (93 - 179 ھ). راجع عنه وعنهم : بيان الأديان : 26 و 497 [تحقيق هاشم رضي]، تبصرة العوام : 96 - 97 ، المقالات والفرق للأشعري : 6 و 136 (الفقرة : 18)، معجم الفرق الإسلامية : 209 ، وفيات الأعيان 439/1، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 26، موسوعة الفرق الإسلامية : 441 - 442.. وغيرها كثير.

[ومنهم :] الشفعويّة (1) ؛ [المنسوبون] للشافعي (2).

ص: 264


1- كذا ؛ والمراد منه أصحاب الشافعي استعمال نادر، ذكره مثلاً القطب الراوندي (رحمه الله) في فقه القرآن 272/1، والمشهور : الشافعية. نعم؛ جاءت فرقة بهذا الإسم، إلا أنّها من فرق أهل الذمة ، وقيل : إنّھا من أهل الحديث.. ويظهر من أكثر من مورد في كتاب أحسن التقاسيم : 37 - 38 ، وصفحة : 180 ، وصفحة : 323 ، وصفحة : 365.. كما حكاه في موسوعة الفرق الإسلامية : 308 - 309 إنّها تطلق على الشافعية كذلك. كما أن هناك فرقة بهذا الاسم من الشيعة الإمامية ممن يعتقدون بالشفاعة !! کما قاله فی فرهنگ فرق إسلامي : 257.. وهذا غريب جداً؛ إلا أن يراد من الشيعي ما هو أعم ، كما هو الظاهر.
2- الشافعية ؛ وهم أصحاب أبي عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن الشافع الهاشمي القرشي (150 - 204 ھ ) ، أحد الأئمة الأربعة ، ومذهبه أحد الفرق الأربعة لأصحاب الحديث، وله جملة مؤلفات. راجع عنه وعنهم : بيان الأديان : 26 و 396 [تحقيق هاشم رضي]، دائرة المعارف لفريد وجدي 403/5 تبصرة العوام : 96 - 98 ، دائرة المعارف الإسلامية 1436/2، المقالات والفرق للأشعري : 6 و 135 (فقرة : 18) ، معجم الفرق الإسلامية : 142، مفاتيح العلوم : 26 ، فلسفة التشريع في الإسلام : 41 - 44 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 300 - 302.. وغيرها.

[ومنهم :] الداودية (1) : [المنسوبون] لداود الإصفهاني ، وابن خزيمة (2) ، وهم من أهل الظواهر (3).

[ومنهم :][الصابئة ؛ هم القائلون بالمعاني وتقدمها (4).

ص: 265


1- قد عد في مشارق أنوار اليقين : 224.. وغيره لأصحاب الحديث شعباً ؛ أوّلها هؤلاء..
2- في نسختي الأصل : فابن خزيمة، ولا أعلم وجه درجه ھنا ، فراجع ، مع إنّه مشترك مصداقاً.
3- أقول : الداودية ؛ ويقال لهم : الظاهرية ؛ أصحاب أبي سليمان داود بن علي بن خلف الإصفهاني، الملقب ب-: الظاهري (201 - 270 ھ) ، وكان كاشانياً أو كوفي المولد ، بغدادي الموطن أنتهت إليه الزعامة الفقهية لأهل السنة والجماعة ، له جملة مؤلفات، وقد ادعوا أنهم اكتفوا بظواهر القرآن. راجع عنه وعنهم : بيان الأديان : 26 و 494 [تحقيق هاشم رضي]، تبصرة العوام : 76 وصفحة : 91 ، دائرة المعارف الإسلامية 129/9 - 130 ، وفيات الأعيان 175/1، موسوعة المذاهب الإسلامية : 243 - 244، مفاتيح العلوم للخوارزمي: 26 [أُوفست ليدن].. وغيرها، وله ترجمة مسهبة جداً في سير أعلام النبلاء 109/13 - 116 برقم 56 باسم ولده : محمد ، نقلاً عن جملة مصادر. وهناك فرقة أخرى بهذا الاسم من فرق الإسماعيلية (البهرة ) ، انظر عنها : معجم الفرق الإسلامية : 115.. وغيره.
4- لا وجه ظاهراً في إقحام الصابئة هنا، بعد أن تعرّض لھم في الفصل السابق ، إلا أن تكون الكلمة مصحفة أو يراد منها معنى آخر - لاشتراكهما اللفظي - فهذا ما لا أعرفه فعلاً. راجع : الملل والنحل للشهرستاني 5/2 ، وبعض ما سلف من المصادر.

[ومنهم :] الأثرية (1) : [مالوا] إلى أن (2) الأثر والسنة والقياس باطل ، إنما الدين هو الإسناد ! (3)

[ومنهم :] الأفعالية (4) ؛ [قالوا :] الأفعال كلّها منّا، ولكن الاستطاعة لنا فيه ، وهو كالكلب المَسْجُور (5) في عنقه..

ص: 266


1- قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية 73/1: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية ؛ وإمامهم أحمد بن حنبل.. والأشعرية ؛ وإمامهم أبو الحسن الأشعري.. والماتريدية ؛ وإمامهم أبو منصور الماتريدي.. وذهب إلى أنّ الفرقة الناجية هم الأثرية فقط ؛ أتباع أحمد بن حنبل دون الأشعرية !!
2- في نسختي الأصل : الآن ، والصحيح ما أثبتناه.
3- الأثرية ؛ وهو مذهب يشبه الأخبارية - مقابل مذهب الحنفية - القائل بالقياس، والعامة القائلین به وبالاستحسان والرأي.. وهنا مذهب آخر لزهير الأثري قائل بالرؤية وبحدوث القرآن.. وغير ذلك ، كما تعرّض الأشعري لبعض أقوالهم ومعتقداتهم في مقالات الإسلاميين 326/1. انظر عن الأوّل : معجم الفرق الإسلامية : 19 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 77 - 78، عن رسالة معرفة المذاهب : 15 ، دبستان المذاهب 80/2، بیان الأديان : 86.. وغيرها.
4- الكلمة مشوشة جداً في النسختين، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : الأفعال - بلا تنقيط - وفي نسخة (ب) : ألا يقال !
5- سَجَرَ الكب يَسْجُرُهُ سَجْراً وَضَعَ السَّاجور في عنقه ، والسَّاجور : القلادة أو الخشبة التي توضع في عنق الكلب. انظر : لسان العرب 347/4 مادة (سجر).

ويقاد به جراً...... (1) إنّ منّا الفعل ولكن الاستطاعة مع الفعل.

[ومنهم] المفروغية : [قالوا : إنّ] الأشياء كلّها مفروغ منها إلى يوم القيامة (2).

[ومنهم :] الكيسانيّة (3) ؛ [قالوا :] ليس الثواب والعقاب مما يكسبان (4) ، وهما مقسومان ؛ لا يزيد لمجتهد ولا ينقص لعاجز ؛ لأنّ كلّها مقدور (5).

[ومنهم :] السابقية ؛ [قالوا :] الناس صنفان : شقي وسعيد.. فلا ينفع البرّ ولا تضر الذنوب ، فمن شاء فليعمل ومن شاء فليترك (6).

ص: 267


1- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة أو أكثر ، والكلام أبتر ، والمعنى مظلم.
2- المفروغية ؛ أفكارهم غالباً يهودية، وذهبوا إلى أن خلق الأشياء كلّها في ستة أيام، وقد فرغ الله منها يوم السبت واستراح ! وهو - جلّ وعلا - قد خلق كل ما أراده ولا يخلق من بعده شيئاً !! تبارك الله عما يصفه الجاهلون. راجع عنهم : الفرق المفترقة : 65 ، معجم الفرق الإسلامية : 234، موسوعة الفرق الإسلامية : 482 ، عن كتاب السواد الأعظم : 184 ، وبيان الأديان : 82 وغيرها.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، أثبتنا منها ما استظهرناه، وإلا فھي في نسختي الأصل قد تقرأ : الكسبانية ، وهي تلائم قوله بكسب العقاب والثواب.
4- كذا في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف) : يكسبه ، وهي تصح بتقدير (المكلّف ) مثلاً.
5- سيأتي الحديث مفصلاً عن الكيسانية وعقائدها ومصادر دراستهم قريباً، فراجع. هذا ؛ إذا كانت قراءتنا للعنوان صحيحة.
6- للسابقية شعب وفرق متعددة ومعتقدات فاسدة ككل من لم يركب السفينة، ومن مقالتهم : إنّ السعادة والشقاء قد كتبت من قبل، وليس فيهما ذنب ولا ضرر، وهم من فرق الجبرية. راجع عنهم : معجم الفرق الإسلامية : 131 ، الفرق المفترقة : 68 ، معرفة المذاهب : 11 ، بيان الأديان لإقبال : 82، موسوعة الفرق الإسلامية : 273.. وغيرها.

[ومنهم :] الشريكية [قالوا :] إنّ الحسنات مقدور مخلوق (1) إلا حسنة واحدة وهي الإيمان ، وإن السيئات [مقدّرة] مخلوقة إلا سيئة وهو الكفر (2).

[ومنهم :] الحشوية (3) ؛ [وهم] الذين قبلوا كلّ ما نقله ناقل من الأحاديث،

ص: 268


1- كذا ؛ والظاهر : مقدّرة مخلوقة.
2- قد قيل : إنّ من مقالات الشريكية وعقائدهم الفاسدة أنها تعتقد بأنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) شريك رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في النبوة ، كما كان هارون شريك موسى ، للحديث المشهور بالمنزلة، ولذا فقد عدّت من فرق غلاة الشيعة، وقيست بالإسحاقية والآمرية. راجع عنهم : خطط الشام للمقريزي 177/4 ، الفرق المفترقة : 33، معجم الفرق الإسلامية : 146 ، بيان الأديان : 83 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 307.. وغيرها.
3- أقول : الحشو - في اللغة - هو كل ما يملأ به الوسادة، والحشو : هو ما حشوت به فراشاً وغيره، لاحظ : كتاب العين 260/3 ، ولسان العرب 179/14 - 180 ، ومجمع البحرين 1/ 100.. وغيرها ، والحشو في الكلام الفضل الذي لا يعتمد عليه، والحشو في الناس : من لا يعتد به ، وكذا رذالتهم. واصطلاحاً ، يقال لما كان زائداً لا طائل تحته ، وإنّما سمّوا بذلك لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث النبوية ؛ بأن يدخلونها فيھا وھي لیست منها.. إلى غير ذلك. وأطلق عليهم البعض هذا اللقب للإمتهان والاحتقار، بل هو تعريض بأكثر أهل السنة والحديث، وهم من فرق المجبرة والمشبهة. وهم جماعة من العامة يصفون أنفسهم بأنهم أصحاب الحديث ! وأنهم أهل السنة والجماعة ! ولا مذهب لهم منفرداً.. ولهم عقائد فاسدة كثيرة. راجع عنهم وعن عقائدهم : الملل والنحل : 11 ، الحور العين : 341 [وفي طبعة : 204]، المقالات والفرق للأشعري : 6 - 7 و 12 و 14 و 136 ، المنية والأمل : 114، معرفة المذاهب : 15 ، دائرة المعارف الإسلامية 439/7، تلخيص الشافي للشيخ الطوسي (رحمه الله) 65/1 (الهامش ) ، الملل والنحل للزيدي: 11، فرق الشيعة للنوبختي : 2114 - 22 ، تبصرة العوام : 76 ، القاموس الإسلامي 102/2، كشاف اصطلاحات الفنون 396/1 ، دائرة المعارف الإسلامية 439/7، معجم الفرق الإسلامية : 97.. وغيرها.

وقبلوا كلّ ما سمعوه على الدلالة ، ولا يتميّز الصحيح من الفاسد، ومن مقالهم : تارك السنّة كتارك الفريضة ، واحتجوا : «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى» (1).

وأما : النجارية (2) ؛

ص: 269


1- سورة النجم (53) : 3.
2- أقول : إنّ النجارية من فرق الجبرية (الأشاعرة ) ، وعدّت من المرجئة أصحاب الحسين ابن محمد النجار، وقيل من المعتزلة. راجع عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 81/2 - 82 و 88 - 89، الفرق بين الفرق للبغدادي : 195 - 199 ، و 308 ، و 350 ، وكذا كتاب الملل والنحل له : 142 - 145 ، خطط الشام 350/2 فرهنگ علوم (فارسی) : 549 ، کشاف اصطلاحات الفنون 1682/2 ، مقالات الإسلاميين 199/1 و 315 [وفي طبعة: 135 ، و 137].. وغيرها. وقد عدّها من المرجئة في : الفرق المفترقة : 66 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 498 - 499 ، مذاهب الإسلاميين 616/1 - 618 ، المواقف : 397، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 398، بيان الأديان 27 ، و 461 [تحقيق رضي]، الملل والنحل للزيدي : 11 و 28 ، معجم الفرق الإسلامية : 245 ، التبصرة في الدين : 93 ، وجاءت في مقباس الهداية 385/2 [الطبعة المحققة الأُولى] وعليها عده مصادر.. وغيرها.

[فهم] أصحاب أبي الحسين ابن النجار (1)..

ص: 270


1- ذكر الرسعني في مختصر الفرق أنّه : أبو الحسين النجار المصري. وقال المقريزي في الخطط : الحسن بن محمد بن عبد الله بن النجار، وفي موسوعة الفرق : الحسين بن محمد النجار المصري ، وقال الشهرستاني في الملل والنحل : أبو عبد الله الحسين بن محمد النجار.. ومثله في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 26 ، وعدّها أحد فرق المجبرة الخمسة. وفي مقالات الإسلاميين 283/1 : الحسين بن محمد بن عبد الله الرازي ، وهو المتوفى نحو سنة 230 ھ، له جملة كتب. وفي مشارق أنوار اليقين : 336 : الحسن النجار ، قال : ظهر باليمن سنة 292 ھ، وادعى أنّه الباب. وعلى كل ؛ فهي فرقة من فرق المعتزلة ، ويقال لهم : الحسينية، لها نظرية الكسب، وإنّ الله خالق أفعال العباد كلّها، واختلفت النجارية في خلق القرآن وعدمه. وقد ردّ اعتقاداتهم ونظرياتهم في احتمالات الكسب العلامة الحلى (رحمه الله) في نهج الحق : 125 - 129 ، وكشف المراد : 308.. وغيرهما. ومن هنا ذكروا في عقائدهم أنهم قالوا : إنّ كلام الله تعالى عرض إذا قرئ، وجسم إذا كتب.

[كان يقول بالجبر] (1) وإن كان بنو أمية أحدثوه ، ولكنّه أظهر [ه] هذا الظهور.

قال : القرآن متلوّاً عرض ، [و] مكتوباً جسم (2) ، وإن الله بكل مكان لا على جهة الحلول ، وقولنا : قادر ، عالم.. ليس بصفة ، لكن معناه أنه ليس بجاهل ولا عاجز ، وإنّ أفعال العباد خلق الله كسب للعبد ، وإنّ الاستطاعة مع الفعل، وإنّ الأجسام أبعاض مجتمعة من الأعراض ، وأحدث القول بالبدل ، وقال : لا دوام للجزاء على الأفعال ولكن يديمه (3).

ابن حماد (4) : [من الخفيف]

زَعَمُوا أَنَّ للإله صِفَاتٍ *** مِنْ نَواءٍ مَحدُود [ة] الأقسام

ثُمَّ قَالُوا: هذَا القُرانُ قَدِيماً *** [كان] مَعْ ذِي الجَلالِ وَالإكْرَامِ

ص: 271


1- راجع : الفهرست لابن ندیم: 229.. وغيره. فقد اتفقوا على أنه كان قائلاً بالجبر ومن كبار المجبرة. ولاحظ : عدة الأصول للشيخ (رحمه الله) 271/1.
2- كما حكاه الشهرستاني عنه في الملل والنحل 101/1 حيث قال : إن كلام الباري تعالى إذا قرئ فهو عرض، وإذا كتب فهو جسم !
3- الكلمة مشوشة وغير منقوطة الأوّل ، ولعلها : قديمة.
4- لم أجد هذه الأبيات في مجموعة شعرية ناقلة لشعر ابن حماد (رحمه الله) ، ولا أعرف لھا مصدراً ناقلاً فعلاً.

ثُمَّ قَالُوا بأنه قَالَ : يَا مُو *** سَى وَمُوسَىٰ إِذْ ذَاكَ فِي الأَعدامِ (1)

[ومنهم :] الكلابيه ؛

قوم ابن کلاب (2) ، ومن قوله (3) : إن معنى الكلام غير معنى التكلّم.. كما يقال : فلان مكلّم لفلان.. ولا يصح أن يقول : هو متكلّم لفلان..

ص: 272


1- أقول : لا يصح غير هذا الضبط؛ لأنّ القول بقدم القرآن يستلزم أن الله خاطب موسى بالقرآن مذ كان موسى عدماً في الأعدام.
2- قال عنهم في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 27:... نسبوا إلى محمد بن كلاب.. وعدهم من فرق المشبهة الثلاثة عشر. وقيل : الكلابية ؛ أتباع عبد الله بن سعيد الكلابي القطان البصري (المتوفى سنة 240 ، وقيل : 245 ھ ). ويقال له : ابن كلاب. أقول : الظاهر أن المراد من الكلابية هم أصحاب أبي عبد الله بن كلاب ، وقيل : اسمه : عبد الله ، له مقالات غريبة. وذكر بعض عقائدهم في كتاب : مذاهب الإسلاميين للدكتور بدوي : 165 ، وجاء في مجموعة الرسائل لابن تيمية 30/1.. وغيره. وعلى كل ؛ فقد عدّت الكلابية من فرق المشبهة الحشوية تارة، ومن المجبرة أُخرى. وعدهم البرسي في مشارق أنوار اليقين : 324 ، من الفرق العشرة من المجبرة. وهناك تعليقة جاءت على إلزام النواصب : 97 حول الموضوع حرّية بالملاحظة، مشبعة بالمصادر جزى الله محققها وناشرها خيراً.
3- كما جاء في الفصول المختارة للشيخ المفيد (رحمه الله) : 75.

فيجري مجرى العالم والمعلّم (1) !

[ومنهم :] الحائطية (2).

ص: 273


1- راجع عنها : مقالات الإسلاميين 245/1 - 246 [154/1] ، مذاهب الإسلاميين 165/1 و 473 ، الفصل في الملل والنحل لابن حزم 77/5، بيان الأديان : 27 و468 [تحقيق رضي] ، شرح أصول الخمسة : 183 ، وما يتبعه ، نشأة الفكر الفلسفي 296/1، تبصرة العوام : 108 و 163 ، الملل والنحل للشهرستاني 7 و 11 و 18 ، معجم الفرق الإسلامية : 200، موسوعة الفرق الإسلامية : 427 ، سير أعلام النبلاء للذهبي 174/11 – 175.. وغيرها.
2- أقول : الحائطية ، ويقال لها : الحابطية ، وقيل : هما اثنتان، والثانية من فرق المعتزلة. وعبّر عنهم - أيضاً - ب-: الخابطية ، والحدثية ، كما قيل عنهم : إنهم أصحاب أحمد بن خابط ، من تلامذة النظام. وقيل : اسمه : أحمد بن حائط ، وفرقته : الحائطية. راجع عنه وعنهم : الملل والنحل 61/1 ، وفي كتاب المقريزي المواعظ والاعتبار 345/2 - 347 وقد تعرّض فيه لبعض عقائدهم السخيفة. وكذا انظر عنهم : القاموس الإسلامي 1/2 و 193 ، كشاف اصطلاحات الفنون 310/1، و 54/2 عن مقباس الهداية وهامشها 369/2 [الطبعة المحققة الأُولى]، خطط الشام 347/2 - وعدّ الحائطية من المعتزلة - تبصرة العوام : 51 ، معجم الفرق الإسلامية : 89 ، شرح المواقف 483/2.. وغيرها. وراجع أيضاً : موسوعة الفرق الإسلامية : 401 عن المولى الوحيد البهبهاني (رحمه الله) في حاشيته على منهج المقال [الطبعة الحجرية] ، قال : وقد قال بالغلو كثير من فرق المعتزلة والمرجئة والصوفية والمشبهة.. وعدّ هذه منهم.

[ومنهم :] الحبيّة (1) ؛ [و من دعاويهم :] يعبد الله حُبّاً لا خوفاً ولا رجاءً، وأن الأطفال تلحق بآبائهم في ثواب أو عقاب (2).

[ومنهم :] الكربيّة ؛ [المنسوبون] لأبي كرب الضرير (3).

ص: 274


1- كذا في نسخة (ألف)، وقد تقرأ الكلمة في نسخة (ب) : الحسية ، أو تكون : الحبيبية وما هنا استظهار منا. بل هو الحق ؛ حيث سماهم بذلك في مفاتيح العلوم : 27 - بعد أن عدهم أحد الفرق الثلاثة عشر من المشبهة ، وقال : سمّوا بذلك لزعمهم أنهم لا يعبدون الله خوفاً ولا طمعاً ، وإنهم يعبدونه حُبّاً ! وقد قالوا أنّه من شرب كأس المحبة سقطت عنه العبادة !
2- انظر عنهم : القاموس الإسلامي 34/2، بيان الأديان : 82، فرهنگ فرق إسلامي (مشکور ) : 149 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 203 ، نقلاً عن كتاب هفتاد و سه ملت (فارسي) : 27 - 28 ، مفاتيح العلوم : 20.. وغيرها.
3- الكربية ؛ فرقة من الكيسانية - الأربعة عند الخوارزمي ، وهي فرقة من الفرق الخمسة عند الشيعة - قالوا بأنّ ابن الحنفية حيّ لم يمت، وھو في جبل رضوى وهم ينتظرون ظهوره. قيل : منهم كثير عزّة الشاعر العاشق. راجع عنهم : بيان الأديان : 26 و 523 [تحقيق رضي]، الحور العين للحميري : 157 ، مقالات الإسلاميين : 19 [90/1] ، المقالات والفرق : 26 و 27 و 34 و 170 (الفقرات 65 – 70) ، الفرق بين الفرق : 27 و 39، خطط الشام للمقريزي 352/2، معجم الفرق الإسلامية : 198 (بعنوان : كريبية ) ، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 30، موسوعة الفرق الإسلامية : 424.. وغيرها.

[ومنهم :] الإسحاقية ؛ [المنسوبون] لإسحاق بن عمر (1) بن حرب (2).

ص: 275


1- في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 30 [أوفست ليدن]: عمرو، وجعلهم أحد الفرق الكيسانية الأربعة التي هي من فرق الشيعة الخمسة.
2- أقول : هناك عدة فرق إسلامية بهذا الاسم - أعني (الإسحاقية ) - غالبها من الغالية، ومنها فرق من الكرامية ستأتي قريباً ، وأخرى من الحنفية ، وكذا من فرق الكيسانية ، وقد جاء ذكرهم في بيان الأديان : 26 ، و 45 ، و 524، وموسوعة الفرق الإسلامية : 100.. وغيرهما. وعلى كل ؛ وقد تداخلت هذه الفرقة مع بعض الفرق السالفة أمثال : الإسحاقية، أتباع إسحاق الترك ؛ الذين هم من شيعة العباسيين ، وقد جاء ذكرهم في فهرست النديم : 408 ، وترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 112 - 114 ، وفرهنگ فرق إسلامي : 46، وتبصرة العوام : 18.. وغيرها. أما الإسحاقية الغالية ؛ وهم أتباع إسحاق بن زيد بن الحارث المعتقدون لشركة أمير المؤمنين (علیه السلام) مع رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في النبوة.. وعقائد أخرى سخيفة، فقد ذكر بعضها في القاموس الإسلامي 41/1 - 43 ، وتاريخ بغداد 380/6، ومعجم الفرق الإسلامية : 29 ، وتلبيس إبليس لابن الجوزي : 94.. وغيرها. قال الذهبي في تاريخ الإسلام 302/20: إسحاق بن أحمد بن أحمد بن أبان النخعي أبو يعقوب الكوفي، وكان من غلاة الرافضة الذي نسب إليه الإسحاقية الذين يقولون علي (علیه السلام) هو الله تعالى. راجع: تاریخ بغداد 380/6.. وغيره. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 122/8 : والمقالة المعروفة ب-: الإسحاقية، وهي التي احدثها إسحاق بن زيد بن الحارث ، وكان من أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، كان يقول بالإباحة وإسقاط التكاليف، ويثبت لعلي (علیه السلام) شركة مع رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في النبوة على وجه غير هذا الظاهر الذي يعرفه الناس.. إلى آخره. وقال العلّامة (رحمه الله) في رجاله : 206 برقم 5 [الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة نشر الفقاهة : 318 برقم 1248]، نسب الإسحاقية إلى إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان بن مرار ، المكنّى ب-: أبي يعقوب الأحمر.. وذمه كثيراً. كما وإنّ هناك فرق أخرى بهذا الاسم أيضاً لا غرض لنا في عدها أو حصرها والبحث عنها.

[ومنهم :] الفضولية ؛ [عرفوا باسم رئيس مذهبهم :] أبو يوسف الفضولي (1) ،

ص: 276


1- لم أجد فرقة باسم : الفضولية ، ولعلها : الفضائية.. القائلة بحدوث العالم من قبل الفضاء، وقد افترقوا فرقتين. راجع عنهم : الحور العين : 146 - 147 و 177، موسوعة الفرق الإسلامية : 408.. وغيرهما. وهناك فرقة باسم : الفضلية من الخوارج، قالوا : إنّ كل معصية - صغرت أو كبرت - فهي شرك، وإنّ صغائر المعاصي مثل كبائرها.. وغير ذلك، تعرّض لها في مشارق أنوار اليقين : 211.. وغيره. كما وإنّ هناك فرقة أخرى باسم الفضلية، من المرجئة المعتزلة ؛ أتباع فضل بن عيسى بن أبان الرقاشي. راجع عنهم : المقالات والفرق للأشعري : 80 و 141 (فقرة : 28)، الأعلام للزركلي 357/5، فرق الشيعة للنوبختي : 9 [تحقيق بحر العلوم]، تهذيب التهذيب لابن حجر 283/8 ، البيان والتبيين للجاحظ 290/1، ميزان الاعتدال للذهبي 356/3.. وغير ذلك.

[ومنهم :] محمّرة ؛ [المتواجدون في] طبرستان و آذربيجان (1) !

***

ص: 277


1- سبق قريباً أن عد المصنف (رحمه الله) المحمرة من الناسخية، وهم هؤلاء ظاهراً ، وقيل : هم طائفة من الغلاة، ومن الحلولية ، وقيل : هم من الإباحية.. وقيل غير ذلك.. وإنما قيل لهم ذلك؛ حيث صبغوا ثيابهم بالحمرة أيام بابك الخرمي ولبسوها. انظر: البابكية ، والخرمدينية.. راجع عنهم : الفرق بين الفرق : 266 ، تبصرة :العوام: 180 - 181 ، معجم الفرق الإسلامية : 217.. وغيرها. قال الشهرستاني في الملل والنحل 155/1: وبدع الغلاة محصورة في أربع : التشبيه ، والبداء ، والرجعة، والتناسخ.. ولهم ألقاب بكل بلد لقب ، فيقال لهم بإصبهان : الخرمية ، والكوذية، وبالري: المزكية والسنباذية، وبآذربایجان : الدقولية ، وبموضع المحمرة ، وبماوراء النهر : المبيضة، وهم أحد عشر صنفاً.. إلى آخره. أقول : خلط الرجل - كأسياده - بين الحق والباطل ، فالبداء والرجعة عقائد حقة تبنتها الفرقة الحقة الإمامية وأثبتتها وهي تدين الله بها ، بخلاف التشبيه والتناسخ الذي تتبرأ إلى الله من قائلاً ومعتقدها. وقال الأتابكي في النجوم الزاهرة 139/1: قسم الخرقية إلى صنفين، والثاني إلى فريق ، ثانيها : المازارية ؛ وهم أتباع مازيار الذي أظهر دين المحمرة بجرجان.

ص: 278

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 9] : [في الجهمية]

ص: 279

ص: 280

فصل (1)

أما الجهمية (2)

[فهي فرقة منسوبة إلى : [أبي محرز] جهم بن صفوان [الراسبي السمرقندي (3)] (4) ، ومن مقاله : إن الله تعالى ليس في السماء ، ولا في الأرض، : ولا فيما بينهما ، ولا أين ، ولا مكان ، ولا حد ، ولا حيث، ولا طول ، ولا قصر ولا عرض ، ولا نهاية.. و أنّه الهواء ! فهو عندهم - جلّ جلاله - داخل في كلّ

ص: 281


1- كذا، ولا وجه لهذا العنوان ؛ إذ الموضوع واحد ، خصوصاً وإنّ الجهمية من فرق المجبرة التي سلف الحديث عنها وبعض فرقها.
2- تعد من معارضي المعتزلة ، مع اتفاقهم على نفي الصفات وتأويل الآيات كلّها عن ذات الله تعالى وبخلق القرآن بقية لهم عرفت عنهم إلى القرن الخامس الهجري، وقيل: الجهمية فرقة منشقة من المعتزلة.
3- وهو تلميذ الجعد بن درهم قتله سالم بن أحوز المازني بمرو (سنة 128 ھ). وقيل : قتله خالد بن عبد الله القشيري (سنة 124ھ) وقيل : (سنة 127 ھ) بمرو. راجع عنه وعنهم ما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 426/1 برقم 1584، وقال: الضال المبتدع رأس الجهمية.
4- وزاد على لقبه الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 26: الترمذي، بعد أن عدّها أحد فرق المجبرة الخمسة.

شيء، خارج من كلّ شيء ؛ لا كدخول الشيء في الشيء ، ولا كخروج (1) الشيء من الشيء ، داخل في كل ذي روح وغير ذي روح (2).

ص: 282


1- في نسخة (ألف) : خروج.
2- وزعم أنّ الجنة والنار تفنيان، وأنّ الإيمان هو المعرفة بالله فقط والكفر هو الجهل به، و أنّه لا فعل ولا عمل لأحد غير الله. وقالوا في المعراج : أنّه (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) عرج بروحه دون جسمه على طريق الرؤيا [كذا]، حكاه المصنف في المناقب 177/1 [طبعة قم، وفي الطبعة الأُولى 135/1] عن الجهمية وذكر فيه أقوال أخر ، وعنه في بحار الأنوار (380/18 (باب 3) حديث 86، وحكى في بحار الأنوار 71/27 (باب (3) عن كتاب المغرب جملة من عقائدهم، فراجع. أقول : تعدّ الجهمية من فرق الجبرية (الأشاعرة ) ، وقيل : من فرق المرجئة. قيل : إنّ أوّل طائفة قالت بالجبر هم الجهمية ، وهم مرجئة أهل خراسان. راجع عنهم وعن عقائدهم : الملل والنحل 86/1 [الطبعة الحجرية : 79 - 81] ، بيان الأديان : 28 و 458 ، فرق الشيعة للنوبختي : 14 ، الملل والنحل للبغدادي : 145، فهرست النديم : 489 ، قاموس إسلامي 649/1 ، المقالات والفرق : 6، و 132، فرهنگ علوم : 217 ، دائرة المعارف فريد وجدي 266/3 ، الفرق بين الفرق : 145، و 153، و 244 [وفي طبعة : 128 و 138]، کشاف اصطلاحات الفنون 261/1، و 373، موسوعة الفرق الإسلامية : 198 - 199 ، نفائس الفنون 272/2 ، الحور العين 255 ، تبصرة العوام : 56 ، مقالات الإسلاميين 494/2.. وغيرها، وجاء أيضاً في مقباس الهداية 385/2 [الطبعة المحققة الأُولى]. كما وقد قيل : إنّ هشام بن الحكم كان في ابتداء أمره يذهب مذهب الجهمية ؛ أتباع جهم بن صفوان ، ثم رجع عن تلك الطريقة إلى المذهب الحق، كما صرح بذلك السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي 81/1 ، وجاء في رجال الكشي 166/2 [اختيار معرفة الرجال : 256 حديث 476]. وراجع ترجمته في تنقيح المقال 294/3 - 301 [الطبعة الحجرية].

[منهم :] المعطّلة (1) ؛ [وهم القائلون بأنّ] الموهوم مخلوق ، ومن ادعى

ص: 283


1- المعطلة ؛ ويقال لهم : المعطلية ، قيل لهم اعتقادات ضد اعتقادات المشبهة، ويطلق غالباً هذا الاسم على كل فرقة تنفي الصفات والأسماء عنه سبحانه، وتُدعى الباطنية بهذا الاسم في الأعم الأغلب. وقيل : إنّ المعطلة في مصطلح الأشاعرة هم المعتزلة ؛ لتعطيلهم الذات على التوصيف بالصفات. وقيل : إنّ المعطلة هم الدهرية القائلون ببقاء الدهر، ولا يؤمنون بالحياة الأُخرى، إلا أن التعطيل مذهب قوم من العرب أنكر الخلق والبعث والإعادة؛ فجعلوا الجامع لهم : الطبع والمهلك لهم الدهر.. «وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» [سورة الجاثية (35): 24]. قال في مشارق أنوار اليقين : 324 - 325: أما الجبرية ؛ فهم خمس فرق : الجهمية ؛ وهم أصحاب جهم بن صفوان. والبطحية ؛ وهم أصحاب إسماعيل البطحي. والبخارية ؛ وهم أصحاب حسين بن محمد البخاري. والضرارية ؛ وهم أصحاب ضرار بن عمر. والصياحية ؛ وهم أصحاب صياح بن معمر.. وقد قيل : المعطلة في مصطلح الأشاعرة هم المعتزلة لتعطيلهم الذات عن التوصيف بالصفات.

أنه يقع على الله وهمه فهو كافر ، واللفظ ليس بمخلوق (1).

[ومنهم :] المَرِيسيَّة (2)

[وهم] أصحاب بشر [بن غياث] المريسي.

[قالوا :] أربعة [من] ما وصف الله به نفسه ليس بشيء مخلوق ، وسائر صفاته

ص: 284


1- راجع عن المعطلة : تبصرة العوام : 86 السواد الأعظم : 125، معرفة المذاهب : 13، بيان الأديان : 11 و 236 [تحقيق رضي] ، القاموس الإسلامي 478/1، نفائس الفنون 283/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 477 - 478 ، - معجم الفرق الإسلامية : 229.. وغيرها. وراجع ما جاء في هامش فهرست النديم : 224 ، وبعض عقائدهم في التوحيد للجعفي : 117 ، حيث قالوا : إنّ هناك ما يدرك بالحس وما لا يدرك بالعقل ! قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 117/1 - 118: فأما الأُمة التي بعث محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) فيها فهم العرب ، وكانوا أصنافاً شتى ؛ فمنهم معطلة ، ومنهم غير معطلة. فأما المعطلة منهم ؛ فبعضهم أنكر الخالق والبعث والإعادة... فجعلوا الجامع لهم الطبع ، والمهلك لهم الدهر ، وبعضهم اعترف بالخالق سبحانه وأنكر البعث... ومنهم من أقرّ بالخالق ونوع من الإعادة، وأنكروا الرسل، وعبدوا الأصنام، وزعموا أنّها شفعاء عند الله في الآخرة وحجّوا لها ، ونحروا لها الهدي، وقرّبوا لها القربان، وحلّلوا وحرّموا وهم جمهور العرب.
2- وهم من مرجئة بغداد. أقول : المريسية : فرقة من المرجئة، وهم في الفقه على رأي أبي يوسف القاضي، وقالوا بخلق القرآن ، وقالوا : الإيمان إنّما هو التصديق بالقلب واللسان جميعاً.

وأساميه وأفعاله مخلوقة : العلم ، والقدرة ، والتخليق ، والمشيّة....... (1) ، ليس لله حد ؛ لأنه لا يغيب عن مكان ؛ فإذا قلنا : حُدّ.. فقد قلنا لله خلأ من المكان ، وتأوّلوا : «وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ..» (2) (3).

[ومنهم :] الواردية ؛

[وهم القائلون :] لا يدخل المؤمنون (4) النار ؛ ومن دخلها فلا يخرج منها (5)

[ومنهم :] الحَرْقِيّة ؛

وهم القائلون بأنّ الكافر يحرقه الله بالنار مرة واحدة ، ثم يبقى محرقاً أبداً ،

ص: 285


1- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة.
2- سورة الزخرف (43) : 84.
3- راجع عنهم : خطط الشام للمقريزي 350/2، تبصرة العوام: 60 و 90 ، الفرق بين الفرق : 24 ، و 25 ، و 114 ، و 124 ، و 204 ، الفرق المفترقة : 90 ، المقالات والفرق : 150 (الفقرة : 38) ، ميزان الاعتدال للذهبي 322/1 ، تاريخ الخطيب البغدادي 56/7، معجم البلدان 118/5 (مادة مريسية ) ، موسوعة الفرق الإسلامية : 467، أنساب السمعاني 210/12 ، الأعلام للزركلي 27/2.. وغيرها. وكذا راجع عن عقائدهم : الفرق بين الفرق : 202 [وفي طبعة: 213]، والملل والنحل للشهرستاني 128/1 ، والمحاسن والأضداد للجاحظ 25/1.. وغيرها.
4- في نسختي الأصل : المدفون ، والصواب ما أثبتناه.
5- راجع عن الواردية وعقائدهم : معجم الفرق الإسلامية : 265 ، بيان الأديان : 84، الفرق المفترقة : 90 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 515.. وغيرها.

لا يجد حسّ (1) النار فتحرقه ؛ لأنه كفر مرّة واحدة (2) !

[ومنهم :] المخلوقية (3) ؛ [وهم القائلون بأنّ] القرآن مخلوق (4).

[ومنهم :] الواقفة (5) ؛

ص: 286


1- كذا ؛ ولعلّه : مس النار.
2- الحرقية ؛ وقد تحدث عن عقائدهم مفصلاً في موسوعة الفرق الإسلامية : 205 - 206 ، نقلاً عن الفرق المفترقة : 92 ، وكذا جاء في دبستان المذاهب (فارسي) 89/2، وعدّها فيه من فرق الجهمية. وجاءت في دائرة المعارف الإسلامية 181/15 بعنوان : حرّاقية، وقد عدّت من فرق الصوفية. والظاهر أنّهما اثنتان.
3- حكي عن كتاب البدء والتاريخ 149/5 أنّ المخلوقية يزعمون بأن الإيمان مخلوق ! والنصفية ؛ يزعمون نصفه مخلوق..! واللفظية ؛ أصحاب الحسين الكرابيس ؛ يزعمون أنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق ويعدّون من أصحاب الحديث.. !
4- راجع عنهم : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 129 ، الفرق المفترقة : 88، معرفة المذاهب : 13 ، البدء والتاريخ 149/5 عن موسوعة الفرق الإسلامية : 457 - 458 ، معجم الفرق الإسلامية : 218.. وغيرها.
5- في نسخة (ألف) : الواقفية. أقول : هذه الفرقة غير الواقفة المعروفة، وهي فرقة مقابل المخلوقية واللفظية والنصفية - السالفة -؛ إذ الواقفة اسم عام لكل فرقة تقف في قبول رأي الأغلبية حول مسألة من مسائل الإمامة أو غيرها على خلاف الجمهور. وهذه الفرقة وسط بين من قال بحدوث القرآن وقدمه. وسيأتي الحديث عنها قريباً إن شاء الله.

[وهم قد] اختاروا الوقف (1) في القرآن في أنّه مخلوق أو (2) غير مخلوق.

[ومنهم :] الفانية ؛ [وهم القائلون بأنّ] الجنة والنار تفنيان ؛ لأنه لا يحسن أن يقول : الجنة باق- [-ية].. والله باق (3) !

[ومنهم :] القبريّة ؛ [وهم] المنكرون عذاب القبر ، وأن- [-ه] لا يسع الملكين مع عموديهما [في مقدار] أربعة أذرع ، وهما أعظم من الدنيا (4).

[ومنهم :] اللفظية (5) ؛ [وهم القائلون: بأنّ] الفاعل والمفعول ، والقراءة

ص: 287


1- المراد من الوقف هنا هو التوقف في الحكم بخلق القرآن وعدمه.
2- في نسختي الأصل و، بدلاً من أو.
3- راجع عن فرقة الفانية وعقائدهم : موسوعة الفرق الإسلامية : 406 ، بيان الأديان : 84، فرهنگ فرق إسلامي : 349.. وغيرها.
4- القبرية : طائفة تنكر عذاب القبر، وسؤال منكر ونكير فيه ؛ لشبهة واهية، ذكر بعضها هنا وفصلها آخرون. راجع عنهم : معجم الفرق الإسلامية : 190 ، بيان الأديان : 85، الفرق المفترقة : 90 - 91 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 412.. وغيرها.
5- اللفظية ؛ أصحاب الحسين الكرابيسي، ولهم عقائد خاصة بالقرآن غير ما سلف، وهؤلاء أصحاب الحديث. أقول : هناك (لفظية ) من المعتزلة، وأُخرى من الجهمية، لاحظها في : معجم الفرق الإسلامية : 205 ، وبيان الأديان : 85.. وغيرهما. كما وراجع : الفرق المفترقة : 89 ، وموسوعة الفرق الإسلامية : 435 - 436 نقلاً عن عدة مصادر.

والمقروء، واللفظ والملفوظ.. واحد ، والقرآن هو القرآن ، واللفظ به ھو القرآن (1) !

ومنهم : أبو شمر ، والفضيل الرقاشي (2).

الشاعر (3) : [من مجزو الرّمل]

كُنْتَ مِنْ أَرْفَضِ خَلْقِ [ال- *** -له] مُذْ كُنتَ صَيًّا

فتولَّيْتَ (4) أَبَا بَك- *** -رٍ وأَرْجَيْتَ (5) الوَصيَّا

ص: 288


1- كذا، والظاهر : أنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، أو يزعمون بأن قراءة العبد للقرآن ليست بمخلوقة ، كما أن القرآن ليس بمخلوق. وقيل : إنّ تلفظ القرآن عندهم مخلوق ، ولكنّ كلام الله لا يمكن أن يكون مسموعاً ! وقد قيل إنّ اللفظية شرّ من الجهمية.
2- هو الفضيل بن زيد الرقاشي أبو حسان ، يعد من البصريين ، مات سنة 95 ھ. راجع عنه وعنهم : التاريخ الكبير 119/7 برقم 533 ، الجرح والتعديل 72/7 برقم 412، الثقات لابن حبان 294/5 ، مشاهير علماء الأمصار : 158 برقم 729، الأنساب للسمعاني 81/3، الوافي بالوفيات 59/14.. وغيرها. وقيل : هؤلاء مع أبي مروان غيلان بن مروان الدمشقي ، وموسى بن عمران.. وجمع ذهبوا إلى مذهب الثوبانية ؛ أشياع ثوبان المرجي. راجع : الملل والنحل للشهرستاني 142/1.. وغيره.
3- هو : دعبل الخزاعي (رحمه الله) ، انظر الأبيات الثلاثة (1 و 2 و 3) في ديوانه : 182، و أنّه قالها في هجاء علي بن عيسى الأشعري.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : تسلفت.
5- في نسخة (ب) : ارحبت ، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : أرخيت.

وتَثَلَّبتَ (1) عَلِيّاً *** إِذْ تَسَمَّيْتَ (2) عَلِيّا

يَابنَ جَهم في حِرّ أُمِّ- *** -كَ) (3) وَلَو كُنتَ نَبِيًّا !

ص: 289


1- في نسخة (ب) : تشلبت ، وفي الديوان : وَتَجَنَّبْتَ..
2- تقرأ في نسخة (ألف) : تشملت ، وفي نسخة (ب): تشميت.
3- أثبتنا ما استظهرناه ، وقد تقرأ في النسخ: حرمك.

ص: 290

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 10] : [في المشبّهة]

ص: 291

ص: 292

[فصل]

وأما المشبهة (1) :

ص: 293


1- أقول : لا يقصد باسم (المشبهة ) خصوص فرقة خاصة ، بل عموم الفرق القائلة بالتشبيه في التوحيد ، قيل : إنّ القائلين بأصل التشبيه يسمون ب-: أهل السنة ، ويقال لهم : المجسّمة ؛ وهم يثبتون له جلّ وعزّ كل ما للجسم من أوصاف وخاصة ما في الإنسان. ومن هنا عدهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 27 - 28 المذهب الخامس من المذاهب السبعة الأصلية في الإسلام، وذكر لهم ثلاثة عشرة فرقة ؛ ھم : الكلابية ، والأشعرية ، والكرامية ، والهاشمية ، والجواليقية ، والمقاتلية ، والقضائية ، والحبية ، والبنانية ، والمغيرية ، والزرارية ، والمنهالية ، والمبيضة.. وذكره الأشعري في مقالات الإسلاميين المجلد الأوّل بعد أن حكى عنهم كونه سبحانه و تعالی جسم محدود عريض عميق طويل ، قال : وذكر بعض المجسمة أنّه كان يثبت البارى ملوّناً ويأبى أن يكون ذا طعم ! راجع : تفسير المراغي 2/جزء 9/4.. وغيره. وقيل : إنّ المشبهة فرقة واحدة في الاعتقاد، وسبع فرق في الشرعيات. وقيل : المشبهة صنفان : صنف شبّهوا الباري عزّ اسمه بذات غيره، وصنف شبهوا صفاته بصفات غيره.. ولهم مقولات سخيفة أُخرى. وذهب السقاف في شرح العقيدة الطحاوية : 358 إلى : أن المجسمة هم المشبهة أنفسهم. وعمدة رجالهم والقائلين بمقالتهم : أحمد بن حنبل، وداود الظاهري.. وتعصب لهؤلاء : الذهبي، وابن تيمية والوهابية ادعوا أنه مذهب السلف وأهل السنة !

فبناء مذهبهم [على] أنّ الله جسم محدود، آت وذاهب ، واستقر على الكرسي ، واستوى على العرش، ومن مقالهم (1) في الريح والمطر والثلج والنار.. وغير ذلك فاضح (2).

[ومنهم :] المجسّمة (3) ؛ [وهم الذين قالوا :] إنّه [سبحانه وتعالى] في السماء دون الأرض ، وأنه في السماوات السبع ، وقد وصفه طائفة بالمساحة ، والحدود، والزوال ، والقيام ، والقعود (4).. فجعلوه ذات نهايات وأقطار (5) ،

ص: 294


1- في نسختي الأصل : ومن محالهم، وهو محرّف عن المثبت.
2- راجع عن بعض أقوالهم : التبصير في الدين : 170 ، الفرق بين الفرق : 138، وصفحة : 140، وصفحة : 225 ، خطط الشام 348/2، کشاف اصطلاحات الفنون : 805، دائرة المعارف لفريد وجدي 363/5 ، معجم الفرق الإسلامية : 225، موسوعة الفرق الإسلامية : 470 - 480 ، الملل والنحل للشهرستاني 103/1، الملل والنحل للحميري : 7 ، القاموس الإسلامي 468/1 ، نفائس الفنون 273/2، تبصرة العوام: 75 - 76 ، وصفحة : 85 ، وصفحة : 97 - 98 ، و 106.. وغيرها، وقد عدّهم في بيان الأديان : 86 من فرق المرجئة.
3- لا نعرف فرقة خاصة بهذا الاسم (المجسمة ) ، نعم ؛ يطلق على عامة الفرق التي تقول بالتجسيم ، وهم مثل المشبهة في تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه بما له من مكان على العرش، ومقام على الكرسي ، واليد والرجل.. وغير ذلك مما هو مسطور في كتب الفرق ! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
4- من قوله : طائفة.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
5- في نسختي الأصل : إفطار.

وزعموا أنّه بشبر نفسه تسعة أشبار في مكان دون مكان ، صورته كصورة الإنسان البهيّ ، ويشبه [غُلاماً] أَمْرَدَ أَجْعَدَ قططاً (1).

[ومنهم :] الأحمدية (2)..

ص: 295


1- راجع عنهم : كشاف اصطلاحات الفنون 261/1 ، تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام للسيد مرتضى الرازي : 75 - 76 ، و 86 ، و 106 ، الفرق بين الفرق : 138 - 140، مقالات الإسلاميين للأشعري 257/1.. وما بعدها من الصفحات، الفرق المفترقة : 76، موسوعة الفرق الإسلامية : 449 - 450 ، - نقلاً عن هامش إلزام النواصب : 99 - 100 - ، الخطط للمقريزي 357/2 ، معجم الفرق الإسلامية : 213 ، كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي 261/1 ، وتلخيص المحصل للطوسي : 258 ، و 263 ، و فرهنگ فرق إسلامي لمشكور : 390 (فارسی ).. وغيرها.
2- أقول : هناك فرق بهذا الاسم (الأحمدية ) غير الحنبلية ، أمثال أتباع أحمد بن موسى شاهچراغ من فرق الشيعة الإمامية ، كما جاءت في مقالات الإسلاميين 101/1، ونفائس الفنون 277/2، والمقالات والفرق للأشعري : 87، و 93، و 240، ومعجم الفرق الإسلامية : 20 ، وفرق الشيعة للنوبختي : 87 ، وموسوعة الفرق الإسلامية : 91 - 93 عن عدة مصادر ، بل عدّة هذه من فرق الشيعة الرافضة ، كما في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 32. وقد تعرّض الأشعري في المقالات والفرق : 101 إلى فرقة بهذا الاسم من الشيعة النصيرية النميرية، وأُخرى فرقة صوفية جاءت في دائرة المعارف الإسلامية 465/1، و 178/15 ، القاموس الإسلامي 1 / 40 و 291...وغيرهما. كما وإنّ هناك فرقة أحمدية قاديانية جاءت في غالب الموسوعات، مثل دائرة المعارف الإسلامية 504/1 ، ودائرة المعارف لفؤاد البستاني 312/7.. وغيرهما. هذا؛ ولعلّ ما هنا هو نوع بدل ، بمعني أنّ الأحمدية هم الحنبلية نسبة إلى أحمد ابن حنبل، بل ولم تعرف الحنبلية ب-: الأحمدية، إلا نادراً، فراجع.

والحنبلية (1) ؛ [وهم المنسوبون] لأحمد بن حنبل الشيباني، وهم المشبهة صرفاً.

[ومنهم :] النابتة (2) ؛ [وهم] أصحاب الظواهر ؛ نحو: ابن خزيمة ، والكرابسی (3)..

ص: 296


1- أقول : عدّت هذه الفرقة من الفرق الأربعة - مع المالكية، والشافعية، والداودية أو الحنفية - لأصحاب الحديث ، كما في مفاتيح العلوم : 32.. وغيره. راجع عن الحنبلية المصادر التالية : بيان الأديان : 26 و 498 [تحقيق هاشم رضي]، القاموس الإسلامي 167/2 (مادة ابن حنبل ) ، دائرة المعارف الإسلامية 491/1، تبصرة العوام : 106 ، معجم الفرق الإسلامية : 104 [شريف يحيى].. وغيرها.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : النائبة ، والصحيح ما أثبتناه. و على كل ؛ فإنّ النابتة من فرق الحشوية ، كما قاله في معجم الفرق الإسلامية : 243 ، وبلوغ الأرب : 457.. وغيرهما.
3- كذا، وفي نسخة (ألف) : الكرانسي ، وهي مشوشة في نسخة (ب)، وهو الحسين الكرابيسي رئيس مذهب اللفظية القائلون بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، كما قاله في البدء والتاريخ 149/5.. وغيره ، وقيل : هو مشهور بعداوته لأهل البيت (علیهم السلام) والازراء على فضائلهم. ويقال له : فقيه بغداد، أبو علي الحسين بن علي بن يزيد البغدادي ، مات سنة ثمان وأربعين ، وقيل : خمس وأربعين ومائتين. راجع عنه : تاريخ بغداد 64/8 - 67 ، طبقات الفقهاء للشيرازي : 82، سير أعلام النبلاء 79/12 - 82 برقم 23.

وابن راهويه (1) ، وابن حنبل.. وليس لهم كلام ولا جدال ، وإنّما يأخذون بما يجدون من الأخبار بما فيه من التناقض ، ويقولون : إنّ شرط العدل على العباد أن (2) يملكهم (3) أُمورهم ، ويكفّ عن أفعالهم بمشيته وتخليقه ، ليحيط على العباد في تقديمهم.

[ومنهم :] الكرامية (4) ؛ [وهم المنسوبون] لأبي عبد الله بن محمد بن كرام (5)

ص: 297


1- ويقال له : إسحاق بن راهويه ، وهو : إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم التميمي الحنظلي، أبو يعقوب المروزي (161 - 238 ھ).
2- في نسختي الأصل : العبادات.
3- قد تقرأ في نسخة (ب): بتملكهم.
4- وهي؛ إما بفتح الكاف، وتشديد الراء ، أو بكسر الكاف ، وتخفيف الميم ؛ فرقة من المجسمة ظهرت في القرن الثالث الهجري، ومن أقوالهم : إن الله - تعالى عن ذلك - في جهة فوق، وإنّه على العرش من جهة العلو !.. وغير ذلك. راجع : الملل والنحل للشهرستاني 159/1.. وغيرها.
5- هو : محمد بن كرام بن عراق بن حزابة السجستاني أبو عبد الله (المتوفي سنة 255 ھ). وفي مفاتيح العلوم للخوارزمي : 27 : نسبوا إلى محمد بن كرام السجستاني، وقد جلّل وعظم ابن حجر زعيمهم. راجع : النكت لابن حجر : 363 ، سير أعلام النبلاء 523/11 برقم 146، وعليه عدة مصادر ، وذكر بعض أعلامهم وعقائدهم، وكذا ما جاء في ميزان الاعتدال 21/4 برقم 8103 ، ولسان الميزان 353/5 برقم 1158.. وغيرهما وغيرهم. وعدهم أحد الفرق الثلاثة عشر من المشبهة، وفي الفرق بين الفرق : 22 و 131، وكذا في الملل والنحل 108/1 : أنّه بلغ عددهم إلى اثني عشر فرقة. وراجع عنه وعنهم : نخبة اللآلي للحلبي : 97 ، وشرح المواقف للقاضي الجرجاني : 22 ، و 86 ، و 92 ، و 142.. وموارد آخر. ومن أقوالهم : أنّ الإيمان هو مجرد الإقرار باللسان لا غير. وتعرّض العلامة المجلسي (رحمه الله) إلى بعض عقائدهم في بحار الأنوار 58/4 و 150، و 52/7 ، و 91/40.. وغيرها. و راجع : شرح نهج البلاغة 58/1 ، و 78، و 226/3 ، و 229، و 231.. وغيرها من صفحات الكتاب.

السجستاني ، أحدثه أيام الطاهرية (1) ، وكان مغموراً بالجهل فتبعه أقوام (2) تقليداً ، وقالوا : الله جسم، وأنه لا يتناهى من خمس جهات ويتناهى من الجهة السفلى كما هو مذهب الثنوية - وإنّه قد نُوّر ، وإنه لم يزل خالقاً رازقاً ، وجوّزوا أن يُخرج الله الكفار من النار ! (3)

ص: 298


1- في نسختي الأصل : الظاهرية، والصحيح ما أثبتناه، وقد حبسه محمد بن عبد الله بن طاهر ، كما صرح به الذهبي في تاريخ الإسلام 189/6.
2- في نسختي الأصل: قوام، ولعلها : قوم.
3- راجع عن الكرامية وعقائدهم : الفرق بين الفرق : 130 - 137، وفصل الحديث فيه وفيهم وعنهم ، وكذا في التبصير في الدين : 65 ، وتلبيس إبليس : 84، ومقالات الإسلاميين للأشعري : 505 ، والملل والنحل للشهرستاني 108/1 - 113، وموسوعة الفرق الإسلامية : 421 - 424 ، ودائرة المعارف لفريد وجدي 160/8 ، وتبصرة العوام : 14 ، و 64، و 91، وبيان الأديان : 27 و 368 [تحقيق رضي]، وكشاف اصطلاحات الفنون 1266/2 ، ومقالات الإسلاميين 205/1 (المرجئة ) ، وخطط الشام للمقريزي 349/2 - 357 (المجسمة ).. وغيرها.

ثم هم (1) فرق :

[منهم :] الحيدية (2) ؛

نسب- [-ة] إلى : حيد (3).

ص: 299


1- في نسختي الأصل : هو ، بدلاً من : هم ، وهو سهو. قال الشهرستاني في الملل والنحل 124/1 [107/1] : وهم طوائف، بلغ عددهم إلى اثنتي عشرة فرقة ، وأصولها ستة : العابدية، والتونية، والزرينية، والإسحاقية، والواحدية، وأقربهم : الهيصمية.
2- قد تقرأ في نسختي الأصل : الجيدية ؛ نسبة إلى جيد.
3- لم أجد فرقة بهذا الاسم، ولا ما يقاربه من الأسماء، كما لم أتعرّف على مبدعها، مع ملاحظتي لغالب الفرق، خاصة الكرامية وفرقها. ثم وجدنا الإشارة إليهم في كتاب : بلوغ الأرب للشهاري الصنعاني : 455 حيث قال : وافترقوا فرقاً ، ومنهم : الحيدية ؛ ينتسبون إلى حيد بن يوسف [خ. ل : سيف]. ثم قال : ومن خرافاتهم ما يروون ، قالوا : سمّي جيد بن يوسف ؛ لأنه أمر بقطع رأسه ، فضُرب عنقه، فأخذ برأسه وألصقه بيده فالتصق ، فسمّي : جيد بن يوسف !

[ومنهم : المهاجرية] (1) ؛ [وهم المنسوبون] إلى ابن مهاجر (2)

[ومنهم :] الشورمنية : [وهم المنسوبون] إلى شورمني (3).

[ومنهم :] الزرينية (4).

ص: 300


1- بياض في نسخة (ب) بمقدار كلمة أو أكثر، والظاهر ما أثبتناه.
2- أقول : المهاجرية ؛ فرقة من فرق المجسمة، وتعدّ من فروع الكرامية ، كما صرّح بذلك في الفرق بين الفرق: 132 ، وأرجعها إلى إبراهيم بن المهاجر ، وكانوا يعيشون في نيسابور، وجوزوا صدور الكبيرة من الأنبياء ! و.. راجع عنه وعنهم : موسوعة الفرق الإسلامية : 492، فرهنگ فرق إسلامي : 432.. وغيرهما.
3- لم أعرف فرقة بهذا الاسم من فرق الكرامية ولا من غيرهم ، ولعلّ ھنا نوع من التصحيف ، فلاحظ. أقول : قد عدّ الفخر الرازي في كتابه : اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : 65: فرقة (السورمية) [بالسين المهملة] من فرق الكرامية، ولا ندري أي الضبطين للكلمة هو الأصح ؟ !
4- قد تقرأ في نسخة (ألف) : الرنيبة ، وفي نسخة (ب) الزريبة، والنقط كلاً مشوشة في النسختين والمعروف ما أُثبت. وفي بلوغ الأرب: الرزينية. وعلى كل ؛ فإنّ الزرينية تعدّ من فرق الكرامية ، بل أقربهم ، وليست هي واحدة من الثلاث السالفة ، فتدبر. راجع عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 108/1 ، معجم الفرق الإسلامية : 126.. وغيرهما.

و [منهم :] الإسحاقية (1)............ (2)

و [منهم :] الهيصمية ؛ [وهم المنسوبون] إلى ابن هيصم ، وھو رَجُلُ (3) القومِ (4).

ص: 301


1- في نسخة (ألف) : الإلحاقية، ولا نعرف فرقة ولا طائفة بهذا الاسم. أقول : الإسحاقية ؛ وهي كما سلف قريباً عدة فرق ، وقد جاء ذكر ماكان منها من فرق الكرامية المجسمة في الملل والنحل 108/1 ، والفرق بين الفرق : 25 و 215، وخطط الشام للمقريزي 349/2 و 354، ومعجم الفرق الإسلامية : 29 ، وموسوعة الفرق الإسلامية :. 100.. وغيرها. هذا؛ ومن الإسحاقية من كان يعد من غلاة الروافض القائلين بألوهية أمير المؤمنين (علیه السلام)، كما ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام 302/20، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 380/6. وغيرهما.
2- هنا بياض في نسخة (ب) بمقدار ثلاث كلمات أو أكثر.
3- في بلوغ الأرب : 456 :.. وهو وجه هذه الطائفة.
4- الهيصمية ؛ قالوا : هم فرقة من الكرامية المجسمة، أتباع محمد بن الهيصم ، كما صرح بذلك في موسوعة الفرق الإسلامية : 530 ، نقلاً عن اعتقادات الفخر الرازي : 67. راجع عنه وعنهم : معجم الفرق الإسلامية : 263 ، فرهنگ فرق إسلامي (فارسي): 467.. وغيرهما. قال الشهرستاني في الملل والنحل 108/1 - بعد أن عد فرق الكرامية اثني عشرة، وأُصولها خمسة - قال : وأقربهم : الهيصمية. ومن أقوالهم : إنّ الباري - جلّ وعلا - فوق العرش في جهة لا نهاية لها ! وبينه وبين العرش غير متناه كما في قواعد المرام : 71 ، وبعضهم على العرش بلا فصل - كما زعمه المجسمة - وصرّح بذلك في كتاب النافع يوم الحشر : 51 ، وقد عدّت الهيصمية من فرق الكرامية ، كما في كتاب السلوك للمقريزي 144/1. وغيره

ومن المشبهة :

المقاتلية : [وهم المنسوبون] لمقاتل بن سليمان (1).

[ومنهم :] البنانية ؛ [وهم المنسوبون] لبنان بن إسماعيل (2).

ص: 302


1- ومن مقالة المقاتلية : إنّ الله - عزّ اسمه وجلّ وصفه - لحم ودم وله صورة كصورة الإنسان وهي فرقة جبرية مجسمة من فرق المرجئة. راجع عنهم : بيان الأديان : 28 و 476 [تحقيق رضي]، نشأة الفكر الفلسفي 637/1 ، الملل والنحل للزيدي : 29 ، الحور العين : 149 ، معجم الفرق الإسلامية : 235، البدء والتاريخ 141/5، نقلاً عن موسوعة الفرق الإسلامية : 484 ، إلّا أنّ الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 27 عدّهم من فرق المشبهة الثلاثة عشر.
2- البنانية ، ويقال لهم : البيانية، وهم بهذا الاسم فرق ، فمنهم : أتباع بنان التبان ، قالوا بالتناسخ والرجعة ، واعتبر رئيسهم نفسه وصي أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية. أقول : هناك فرقة بهذا الاسم من فرق المعتزلة ؛ أتباع بيان بن سمعان التميمي. راجع عنهم : الشافي في الإمامة للسيد المرتضي 118/2.. وغيره، وفي الملل والنحل للشهرستاني 205/1 قال : إنّه مدعي الحلولية. وقيل : هم والبيانية واحد ، والظاهر التعدّد، ومن هنا كانت مصادرهم غالباً موحدة ؛ حيث خلط بينهما. انظر عنهما : اعتقادات فرق المسلمين للرازي : 46 ، الملل والنحل 152/1 ، فرق الشيعة : 28 و 39 ، الفرق بين الفرق : 145 - 146 ، و 165 ، و 170، و 173، و 314، و 387 ، الملل والنحل للبغدادي : 136 ، التبصرة : 169 ، شرح المواقف 484/2، كشاف اصطلاحات الفنون 153/1 و 219.. وغيرها. ومنهم : أتباع بيان بن سمعان، وهم من الغلاة ، كما في المقالات الإسلامية 66/1 وصفحة : 95 ، وعدّهم من غلاة فرق الشيعة ، وانظر : دائرة المعارف الإسلامية 361/4، نفائس الفنون 276/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 161 و 166 - 167، معجم الفرق الإسلامية : 61 ، مقباس الهداية 359/2 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيرها.

[ومنهم :] الجوالقية ؛ [وهم المنسوبون] لهشام بن عمر و الجوالقي (1)

ص: 303


1- كذا في بعض المصادر ، كما في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 27.. وغيره، وعدهم من الفرق الثلاثة عشر من المشبهة. أقول : الظاهر أنّ المراد منه هو : هشام بن سالم الجواليقي، وهو من موالي الكوفة، ومن أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (علیهما السلام) وذكر السبكي في السيف الصقيل : 5 : إنّ الجواليقية هم أتباع هشام بن سالم الجواليقي الرافضي. هذا ؛ وقد نسب له - أهل الضلال والغواية - ولهشام بن الحكم آراء شاذة ومنحرفة، والقول بالتجسيم ، ومما نسبوا له - وهو الحق - أنّ الإمام بعد الصادق (علیه السلام) ولده الإمام موسى الكاظم (علیه السلام)، وجوزوا المتعة بشرط دفع أجرة المرأة ! راجع عن هذه الفرقة : الحور العين للحميري : 149 و 164 و 258، مقالات الإسلاميين للأشعري 113/1 ، خطط المقريزي 348/2، وعدهم من المشبهة ، الفرق بين الفرق : 68 و 139 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 197 - 198 ، المقالات والفرق للأشعري : 88 و 225 (فقرة : 168) ، معجم الفرق الإسلامية : 88 (تحت عنوان : جولقية ).. وغيرهم.

[ومنهم :] الهشامية (1) ؛ [وهم المنسوبون] لهشام بن الحكم (2).

ص: 304


1- ويقال لهم : الحكمية، ونسبت لهم جملة عقائد غريبة، وممّا قيل من أقوالهم : أنّ الله سبحانه وتعالى كنور السبيكة الصافية يتلألؤ من جوانبه ! راجع عنهم : المواعظ والاعتبار للمقريزي 348/2 ، وقيل : هما فرقتان ثانيهما المنسوبة إلى هشام بن سالم الجواليقي السالف ، كما في الفرق بين الفرق : 71 ، وانظر: شرح المواقف للإيجي 387/4.. وغيره. وفي الأنساب للسمعاني 463/5 ، جعل الهشامية جماعة من غلاة الشيعة، وعدّها أولى وأخرى..
2- الهشامية ؛ قيل : هم من فرق الغلاة، وعدّهم في خطط الشام من المشبهة من أصحاب هشام بن سالم وهشام بن الحكم ، وقد قلنا أنهم فرق. وقد عدّهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 27 من فرق المشبهة الثلاثة عشر من أصحاب هشام بن الحكم. راجع عنهم : التبصرة : 76 و 171 - 174 ، مقالات الإسلاميين 102/1، و 107، و 109 - 111 ، الفرق بين الفرق : 23 ، و 36 ، و 53 ، و 65 ، و 227 ، خطط الشام 348/2 و 353 ، الملل والنحل للشهرستاني : 154 و 164 - 165 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 528 - 529 ، المقالات والفرق : 231 ، نفائس الفنون 972/2، معجم الفرق الإسلامية : 260 ، بيان الأديان : 471 [تحقيق رضي]، کشاف اصطلاحات الفنون 2 /1539 ، الملل والنحل للشهرستاني 184/1 ، تنقيح المقال 301/3 - 302 و 294 - 301 [الطبعة الحجرية] ، مقباس الهداية 394/2 - 395 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيرها. وهناك فرقة بهذا الاسم أيضاً ، إمامهم هشام بن عمرو الفوطي (المتوفى سنة 226 ھ ) من المعتزلة، وكان يرى أنّ الجنة والنار ليستا بمخلوقتين، ولهم عقائد فاسدة لاحظها في : الملل والنحل 97/1 [طبعة مصر ، وفي طبعة 72/1]، وقد خلط هناك بين كلا الفرقتين، بل قال الشهرستاني في الملل والنحل 107/1 عن الهشامية : أنّهم أصحاب الهشامين، ولاحظ : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 381 - 382، ومثله عن الفوطي في لسان الميزان 164/6 ، وفي المواعظ والاعتبار للمقريزي 346/2 ، وعبّر عنه ب- : الفوشي. أقول : إنّ نسبة هذا المذهب إلى هشام بن الحكم (رضي الله عنه) اختلاق وتزوير للحط من مقام هذا العظيم ، كما نسب للزرارة بن أعين : الزرارية - الآتية -.. وغيرها ، وكلّ ما كتب عنهم إنما ذكروه خصومهم، ولم يسند إليهم بحال ، وقد سلف أن تحدثنا عنهم، وعن سرّ النسبة والاتهام. وقد جاء في ترجمة : هشام بن الحكم في رجال الكشي (رحمه الله) (اختيار معرفة الرجال): 265 - 266 [وفي الطبعة المحشاة 542/2] حديث 479، وعنه في بحار الأنوار 195/48 – 196 (باب 42) حديث 3 ، أن ابن المقعد (المفضل ) كتب كتاباً للمهدي العباسي (158 - 169 ھ ) صنوف الفرق صنفاً صنفاً، ثم قرأ الكتاب على الناس.. إلى أن قال ، حتى قال في كتابه : وفرقة منهم يقال لهم : الزرارية. وفرقة منهم يقال لهم : العمارية ؛ أصحاب عمّار الساباطي. وفرقة يقال لهم : اليعفورية، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الأقطع، وفرقة يقال لها: الجواليقة. راجع مقالات الإسلاميين 31/1 و 104 ، وشرح المواقف للجرجاني : 387.. وغيرهما، وأيضاً جاء في معجم رجال الحديث 305/20.

[ومنهم :] الزرارية (1) ؛ [وهم المنسوبون] لزرارة بن أعين (2).

ص: 305


1- قيل عنها : إنّها أحد الفرق الثلاثة عشر من المشبهة ، أصحاب زرارة بن أعين بن أبي زرارة، كما قاله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 28.. وغيره. والغريب ما ذكره النوبختي في الفرق بين الفرق : 71: إنّ زرارة كان على مذهب الأفطحية القائلين بإمامة عبد الله بن جعفر ، ثم انتقل إلى مذهب الموسوية.. وغير ذلك. وذهب النوبختي فيه - أيضاً - إلى عدّهم من الرافضة، وذكر جملة من المفتريات المنسوبة لهم ، ولاحظ : شرح المواقف للإيجي 387/4.
2- ويقال للزرارية : التميمية ، قيل : هم من الغلاة المشبهة، من أتباع زرارة بن أعين الشيباني (المتوفى سنة 150 ھ)، وقد لصقوا به طاب ثراه هذا المذهب مع أقوال شاذة غريبة ، منها : قوله بحدوث صفات الله سبحانه ، ودعوى أن الله جل وعلا مصمت.. كما وقد نسب لهذه الفرقة القول بحدوث الصفات لله قبل حدوثها له، فلا يكون حياً ولا عالماً.. إلى آخره، كما ذكره القاضي الجرجاني في شرح المواقف : 387.. وغيرها. وقد دافع عنه - بما لا مزيد عليه - العلامة المامقاني (رحمه الله) في تنقيح المقال في علم الرجال 438/1 - 446 [الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 88/28 - 149 برقم 8393]. كما أن هناك مقالة رائعة لمحقق هذا السفر ؛ مقارنة بين الحكيمين ؛ ابن سالم وابن الحكم، جاء جواباً لسؤال ورد لمركز العقائد في قم المشرفة باسم الشيخ عبد الله النجفي، لعله حري بالملاحظة. راجع عنهم : بيان الأديان : 28 و 476 [تحقيق هاشم رضي]، کشاف اصطلاحات الفنون 615/1 ، الحور العين للحميري : 164 ، الملل والنحل للزيدي : 26 ، القاموس الإسلامي 47/3 - 48 ، مقالات الإسلاميين للأشعري 100/1، و 106، و 112، خطط المقريزي 349/2 - 351، و 353 (في المشبهة ) ، خاندان نوبختي : 253 عن موسوعة الفرق الإسلامية : 262 ، تبصرة العوام : 173 ، الفرق بين الفرق : 23، و 53 ، و 70، و 230.. وغيرها وفي غيرها. وهناك فرقة باسم : التميمية ؛ القائلون بأنّ الصادق (علیه السلام) أوصى بها إلى عبد الله بن سعد التميمي.

ص: 306

[ومنهم :] المنهالية ؛

[وهم المنسوبون] لمنهال بن ميمون العجلي (1).

[ومنهم :] القضائية (2).

[وهم] جماعة يقولون : إنّ [الله] قضى بذاته، وبناء مذهبهم [على] أنّ معبودهم شابّ أمرد ، من صفته كذا وكذا ، وأنه ينزل كل ليلة جمعة إلى الأرض (3).

ص: 307


1- أقول : تعدّ المنهالية من فرق المشبهة الشيعية ، بل قيل : هي أحد الفرق الثلاثة عشر من فرق المشبهة ، كما في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 28. انظر عنهم : بيان الأديان : 28 و 477 [تحقیق رضي] ، معجم الفرق الإسلامية : 240 ، خطط الشام للمقريزي 349/2 ، و 169/4.. وغيرها.
2- في نسخة (ب): القضابية. وقد عدّهم في مفاتيح العلوم : 27 أحد الفرق الثلاثة عشر من المشبهة، وقال عنهم : نسبوا إلى ذلك ؛ لزعمهم أنّ الله - تبارك وتعالى عمّا يقولون علواً كبيراً - هو القضاء. وهم من أصحاب الحديث، ومن فرق المشبهة ، وقالوا : إنّ الله تبارك وتعالى ھو القضاء والقدر.
3- راجع عن القضائية : مفاتيح العلوم : 27 [وفي طبعة : 47] ، معجم الفرق الإسلامية : 193 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 418.. وغيرها.

الصاحب (1) : [من الرجز]

إِنْ كَانَ مَعْبُودُكَ أَضحَى أَمْرَدَا *** وَكَانَ مَعشُوقُكَ أيضاً أَمرَدًا

فَبَيِّن الأَمْرَ الَّذي بينَهُما *** وَمَا تَفضِيلَ فِيه أبدا (2)

أوْ لَا فأنتَ عَابدٌ لِصنَمٍ *** لا الواحد الفرد القديمَ الصَّمَدا

وله (3) : [من مجزوء الخفيف]

قُلْتُ قولاً وأُمُّ (4) مَنْ *** لامَني فِيهِ فَاعِلَة: (5)

فِي حِر [أُ] مّ ابْنِ حَنْبَلٍ *** وَحِرٍ [أُ] م الحنابِلَة

ص: 308


1- لم نظفر بهذه الأبيات في ديوان الصاحب بن عباد الله (رحمه الله) المطبوع، ولسنا نعرف لھا مصدراً فعلاً.
2- البيت غامض معنى ومضطرب وزناً ، ولعلّه : وما [هو ال-] -تفضيل فيهما بَدَا.
3- لم يرد هذان البيتان في الديوان المنسوب للصاحب بن عباد أيضاً، فراجع.
4- هذا هو الصحيح الموجود في نسخة (ب)، وما في نسخة الأخرى (دام) محرفة عنه.
5- .. أي زانية.

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 11] : [في الخوارج]

ص: 309

ص: 310

[فصل]

وأما الخوارج (1) ؛

فإنّهم يقولون [بإمامة] أبي بكر وعمر وعثمان ، ويقولون بإمامة علي [علیه السلام] قبل التحكيم.

عبد الله بن أو فى ؛ قال النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : «الخوارج كلاب أهل النار» (2).

ص: 311


1- البحث عن الخوارج - منشأ ومبدأ، ثم تطوّراً وتفرّعاً ، وعقيدة وعملاً - بحث طويل الباع لسنا بصدده فعلاً، كما وإن من المقطوع به عدم انحصار أقوالهم أو فرقهم بما ذكره المصنّف طاب ثراه هنا. وللتوسعة في كل ذلك لاحظ المصادر التالية : القاموس الإسلامي 292/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 691/3 ، التنبيه والردّ : 47، مقالات الإسلاميين للأشعري 156/1 و 191 ، الفرق بين الفرق : 45 و 67 ، الملل والنحل : 105 وصفحة : 124 ، الحور العين : 170 و 200 - 202 و 256 ، دائرة المعارف الإسلامية 469/8 (الخوارج ) ، موسوعة الفرق الإسلامية : 238 - 240، خطط المقريزي 354/2 - 355 (نواصب حرورية ) ، فرق الشيعة : 10 و 15.. وغيرها، عدا ما هناك من كتب ورسائل مخصّصة للدراسة عنهم.
2- جاء هذا الحديث بنصه في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) 101/2 - 102 [الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 487 حديث 1069]، عن عبد الله بن أوفى ، عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم).. كما وقد ورد فيما كتبه الإمام الرضا (علیه السلام) للمأمون من محض الإسلام تعميمه لعنوان (كلاب أهل النار ) لكلّ المخالفين والناصبين والمعاندين. راجع : عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 265 - 269.. وغيره قال ابن سعد في طبقاته : 70 (في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام)) : وقد صح عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) من وجوه كثيرة أنه قال : «الخوارج كلاب أهل النار»، أخرجه الحفّاظ بطرق كثيرة ؛ منهم : أبو داود الطيالسي في مسنده [163/2 حديث 860، وصفحة : 455 حديث 1232]، وابن أبي شيبة في المصنّف [553/7 حديث 37884] ، وأحمد في المسند [355/4 و 382 و 250/5 و 253.. وغيرها]، وابن ماجة في السنن [61/1 حديث 173، وصفحة : 62 حديث 176]، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول [219/1 و 221]، والطبري في تهذيب الآثار، والطبراني في المعجم الكبير [322/8 حديث 8036، وصفحة : 324 حديث 8041 و 8042] ، والحاكم في المستدرك [163/2 حديث 2654].. وغيرهم كلهم عن عبد الله بن أبي أوفى.. كما وقد أخرج ابن خزيمة في صحيحه، كما حكاه عنه ابن حجر في إتحاف المهرة 229/6 حديث 6396] ، وجاء الضياء المقدسي في المختار [110/13 - 111 حدیث 180 و 181].. كلّهم عن أبي أمامة الباهلي، وعنهم جميعاً السيوطي في جمع الجوامع 410/1 ، وفي الجامع الصغير 19/2 ، وجعل عليه (صح)؛ رمزاً للحديث الصحيح. وراجع : الملاحم والفتن لابن طاوس : 169 ، ومعجم قبائل العرب : 1225، وكتاب السنة لابن أبي عاصم : 424 حديث 904 و 905 ، وتطهير الجنان لابن حجر : 59..

وقال (1) : «يا علي ! إنّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم ؛ أحبته النصارى حتى

ص: 312


1- وأيضاً ؛ راجع عنه : أمالي الشيخ الطوسي 261/1 - 262 [الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسه البعثة : 256 حديث 462] ، والغارات للثقفي (رحمه الله) 402/2.. وغيرهما. وروى العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 219/14 (باب 17) حدیث 27، نقلاً عن أمالي الشيخ الصدوق (رحمه الله) ، والظاهر أنه سهو، ، والصحيح ھو عن أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله). وكذا راجع : مسند أحمد 160/1 ، التاريخ الكبير للبخاري 281/3، المستدرك للحاكم 132/3 حديث 4622 ، وقال عنه : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. كما وقد جاء هذا الخبر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين علي (علیه السلام) من تاريخ دمشق 234/2 - 239 [طبعة بيروت، وفي طبعة دار الفكر 292/42 - 296] حيث رواه بعدة أسانيد، وعنه في شرح إحقاق الحق 258/17، وقد أورده المغازلي في مناقبه : 190 – 195 حدیث 225 - 232 عن الأعمش.

أنزلوه بمنزلة ليس بها ، وأبغضته اليهود حتى بهتوا (1) أُمه» (2).

ص: 313


1- تقرأ في نسخة (ب): سبوا.
2- جاء في بعض الأخبار عنه (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أنه قال : «فيك شبهاً من عيسى بن مريم»، ثم قال : «لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ؛ لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة». قال : فغضب الأعرابيان، والمغيرة بن شعبة ، وعدّة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم ؟! فأنزل الله على نبيه (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، قوله : «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا ءَ آلِهَتِمَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَلاَئِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ» [سورة الزخرف (43): 57 - 60]، وقد جاء في ذيله أخبار أُخر. وقد أسنده في غاية المرام 193/4 و 292 عن الشيخ الكليني (رحمه الله) في الروضة من الكافي 57/8 - 58 حديث 18 ، ومثله في مدينة المعاجز 265/2.. وغيرهما. أقول : لعلّ عمدة ما في المشابهة بين الإمام المرتضى صلوات الله عليه وعلى آله وبين عيسى (علیه السلام) في ثمانية أُمور ؛ أولها : الإذعان لله الكبير المتعال، وثانيها : علمه بالكتاب طفلاً ولم يبلغ مبلغ الرجال، وثالثها : علمه بالكتابة والخطابة، ورابعها : هلاك الفريقين فيه من أهل الضلال ، وخامسها : الزهد في الدنيا ، وسادسها : الكرم والإفضال، وسابعها : الإخبار عن الكوائن [في إمتاع الأسماع 230/4 : المغيبات] في المستقبل، وثامنها : الكفاءة.. كما يظهر ذلك مما جاء به الحافظ أحمد بن محمد العاصمي في كتابه زين الفتى في شرح سورة هل أتى ، وحكاه عنه شيخنا الأميني طاب ثراه في غديره 358/3.. وفيه وجوه أُخر.

ومذهبهم حديث عند الحكمين ، أحدثه جماعة أنكروا الحكمين ونادوا لا حكم إلا لله.. وفارقوا أمير المؤمنين (علیه السلام)، وخرج رجل من بني يشكر ، وقال : ألا وإني قد خلعت عليّاً ومعاوية وبرئت من حكمهما ، ولا حكم إلا الله ولو كره المشركون.. وحمل مرة على أصحاب معاوية ومرة على أصحاب علي (علیه السلام) (1).

ويقال : أوّل من حَكَّم : عروة بن حرير، أو عروة بن أديه (2) ،

ص: 314


1- كما صرح به البغدادي في الفرق بين الفرق : 56 (في ذكر المحكمة الأُولى ) من الخوارج.
2- هو : عروة بن حدير بن عمرو التميمي ، وكان اسم جدته : أدية ، ولذا نسب إليها. راجع عنه : الكامل للمبرد 133/3 ، نثر الدر 148/5 ، وصفحة : 153.. وغيرهما.

وأسعد المحاربي (1) ، أو الحجاج بن عبد الله السعدي - الملقب ب- : البرك (2) ، وهو الذي ضرب معاوية على إليته - وأوّل من بايعوه بإمرة المؤمنين عبد الله بن وهب الراسبي ، أو عبد الله ابن الكواء (3).

ومن أمرائهم : أبو نعامة (4) قطري (5) بن فجاءة المازني.

ص: 315


1- كذا ؛ وفي بعض المصادر كالفرق بين الفرق : 56 - : يزيد بن عاصم المحاربي.
2- وفي نسخة (ألف) : الترك، والصحيح ما أثبتناه، كما في العدد القوية : 239، وراجع : شرح إحقاق الحق 598/32.. وغيره. أقول : هو رجل من بني تميم من بني سعد ثم من بني صريم، كما صرح به المبرد في كتابه : الكامل. لاحظ : تاريخ الطبري (حوادث سنة 40 ھ ) ، وكذا الكامل لابن الأثير ، وفي بعض المصادر : الحجاج بن عبد الله الصريمي ، ويقال له : البرك بن عبد الله التميمي أيضاً. وراجع أيضاً : الكامل للمبرد 139/3، وصفحة : 149 [1122/3] ، مروج الذهب 464/2 ، الإمامة والسياسة 139/1.. وغيرها.
3- راجع عن تفاصيل ما جاء هنا : الملل والنحل للشهرستاني 114/1 [136/1 - 137].. وغيره مما سلف من مصادره.
4- كذا كنيته في الحرب ، ونعامة فرسه ، كما جاء في لسان العرب 590/12.. وغيره.
5- وهو : قطري (أبو نعامة) بن فجاءة الكناني المازني التميمي (المتوفى سنة 78 ھ ) ، من رؤساء الأزارقة وأبطالهم. راجع : أنساب الأشراف 171/7 و 417 ، و 41/13، وتاريخ الإسلام للذهبي 875/2 - 876 ، وسير أعلام النبلاء 151/4.. وغيرها.

وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى منهم (1).

ومن رؤسائهم : معدان الإيادي ، فسمعوه يقول (شعر ) :

[من الطويل]

سَلَا [م] عَلَى [مَن] بَايَعَ اللَّهَ شَارِياً *** وَلَيسَ عَلَى الحِزْبِ القُعُودِ (2) سَلَام

فبرئت الصفريّة (3) منه ، وقالوا : خالفت إذ برئت من القَعَدَة (4).

وقال أبو خالد الخارجي (5) :

ص: 316


1- كما جاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء 446/9 وعليه عدة مصادر.. وغيره.
2- في المصدر : المقيم.
3- في نسخة (ألف) : الصقرية.
4- كل ذلك منقول عمّا جاء في الكامل للمبرد 142/2 [122/3].
5- أقول : المراد به هو : عتبان الحروري ابن أصيلة، ويقال : وصيلة ، وهي أُمه ، وھي من بني محلم، وهو من بني شيبان من شراة الجزيرة، كان يرى رأي الخوارج، وهذه قصيدة في مدح شبيب الخارجي أبو الضحاك الشيباني ؛ الذي ترجمه ابن خلكان في وفيات الأعيان 454/2 ، وذكر من أبياتها هناك : [من الطويل] فإن يك منكم كان مروان وابنه *** وعمرو ومنكم هاشم وحَبِيبُ فمنا حُصِين والبُطَيْنُ وَقَعْنَبٌ *** ومنَّا أَمِيرُ المؤمنينَ شَبِيبُ وعندما أنكر عليه عبد الملك بن مروان - بعد أن قبض عليه - قال : لم أقل كذا يا أمير المؤمنين ، وإنّما قلت : ومنا أمير المؤمنين شبيب. فاستحسن قوله وأمر بتخلية سبيله. وعليه ؛ إن كان (أمير ) مرفوعاً كان مبتدأ ويحكم عليه ، وإن كان منصوباً فيصبح منادى حذف منه حرف النداء ، فيكون خطاباً لعبد الملك. وراجع : جمهرة النسب لابن الكلبي 231/2 – 232 (الهامش)، وأنساب الأشراف 9/9، وحياة الحيوان 252/5 ، والمحاسن والأضداد للجاحظ : 126 - 127، وربيع الأبرار 64/4 - 65.. وغيرها.

[من الطويل]

ومنا سُوَيْدٌ والبُطَيْنُ وقَعْنَبُ *** ومنا أميرُ المُؤمنينَ شَبِيبُ

ومنا سنانُ الموتِ وابنُ عُوَيْمِرٍ *** ومُرَّةُ فَانْظُرْ أى ذاك (1) تَعِيبُ (2)

ص: 317


1- و تصح (أي ماذا) باختلاس الألف الأخيرة أو حذفها.
2- هذه الأبيات مع قصتها قد سلفت من المصنّف طاب ثراه في المجلد الأوّل من موسوعتنا، وقد علّقنا عليها هناك، فراجع.

[والخوارج هم فرق :] (1)

[منهم :] الصفرية (2) - بكسر الصاد -؛ نسبوا إلى : عبد الله بن الصفار،

ص: 318


1- قيل الخوارج عشرون، وقيل أكثر من هذا، وفي عمدة القاري للعيني 300/2 : إنّ فرق الحرورية ستة عدّ هؤلاء منهم. قيل : لم تكن للخوارج - آنذاك - قطّ فرقة أكثر عدداً ولا أشدّ منهم شوكة.. وللأزارقة فرق ، منه : الفضيلية أتباع فضل بن عبد الله. كما وقد عد الخوارج من المذاهب السبعة الأُمّ للمسلمين ، وذكر لهم فرقاً كثيراً عدّ منها الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 24 - 25 أربعة عشر فرقة، وللعلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 434/33 ، بيان على حديث 641 : وكبارها - أي الخوارج - ستة : الأزارقة ؛ أصحاب نافع بن الأزرق، وهم أكبر الفرق، غلبوا على الأهواز وبعض بلاد فارس وكرمان في أيام عبد الله بن الزبير. والنجدات ؛ ورئيسهم : نجدة بن عامر الحنفي. والبيهسية ؛ أصحاب أبي بيهس - هيصم بن جابر - وكان بالحجاز، وقتل في زمن الوليد. والعجاردة ؛ أصحاب عبد الكريم بن عجرد. والأباضية ؛ أصحاب عبد الله بن أباض ، قتل في أيام مروان بن محمد. والثعالبة ؛ أصحاب ثعلبة بن عامر.. ثم قال : وتفصيل خرافاتهم مذكورة في كتب المقالات. كما وقد عدّ ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 76/5 - 77 جمعاً ممن كان يرى رأي الخوارج. وراجع : الكامل للمبرد 202/2.. وغيره.
2- ويقال لها أيضاً : أصفرية ، كما صرّح بذلك في نفائس الفنون 275/2 ، كما يقال لهم : الصفرية الزيادية.

وقيل : إلى : زياد (1) بن الأصفر (2).

[ومنهم :] الصفرية (3) - بضم الصاد - (4) ؛ [وهم] أصحاب زياد [بن] الأصفر (5).

وقيل : [سموا بذلك ؛] لأنهم نهكتهم العبادة ، فاصفرت وجوههم (6) ،

ص: 319


1- الكلمات الثلاثة الأخيرة مشوشة جداً في النسختين ، وقد كتب في نسخة (ألف): وقبل ادرادورين ! وفي نسخة (ب): وقتا ادراوردين !! وما أُثبت استظهار منّا.
2- وقد جوّزوا التقية وفرق بين الكبائر ، ولا يكفّروا الذين قعدوا عن القتال، كما في تاريخ الإسلام لحسن إبراهيم 393/1، كما ولهم أقوال شاذة أُخرى.
3- ويقال لها أيضاً : أصفرية، كما صرح بذلك في نفائس الفنون 275/2، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين : 31 ، كما يقال لهم : الصفرية الزيادية.
4- وقع خلط هنا غالباً بين الفرقتين - بالضم والكسر - من غالب المتأخرين ، بل المتقدمين أيضاً ، بل لم أجد من فرّق بينهما بما ذكره المصنّف هنا قدس سره.. لفظاً ، وإن كان الفرق في ذلك اعتقاداً.
5- عدّهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 25 من الفرق الأربعة عشر من الخوارج، بل قيل : هم من غلاة الخوارج، ويشبه قولهم قول الأزارقة، وصاروا ثلاث فرق، وهم يوالون عبد الله بن وهب الراسبي ، وحرقوص بن زهير.. وأتباعهما ، وقالوا : إن أصحاب الذنوب مشركون ، وكلّ ذنب ليس فيه حدّ ، وإنّ المؤمن المذنب يفقد اسم الإيمان. راجع عنهم : تاريخ ابن الأثير 96/3 ، ومختصر تاریخ دمشق لابن منظور 14 / ج 27/ 16.. وغيرهما.
6- قال المبرد في الكامل :202/2 : واختلفوا في تسميتهم، فقال قوم: سمّوا ب-: ابن صفار، وقال آخرون - وأكثر المتكلمين عليه - هم قوم نهكتهم العبادة فاصفرت وجوههم.

ومنهم شعراء ؛ مثل : عمر [ان] بن حطان (1) (2).

[ومنهم :] الإباضية (3) ؛ وفيهم خطباء ونساك..

ص: 320


1- أقول : وكفى في خبثه أنه رثى عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليهما في أبيات مشهورة لا أُنجس كتابي بها.
2- راجع عن الفرقتين : كشاف اصطلاحات الفنون 829/1 ، مقالات الإسلاميين 169/1 [وفي طبعة : 101]، وقد حكاه عن تبصرة العوام ، الحور العين للحميري : 177، الملل والنحل للزيدي : 10 و 26 ، الملل والنحل للشهرستاني 137/1 [123/1]، وهامش الفصل من الملل والنحل 68/4 ، بيان الأديان : 27 و 552 ، الفرق بين الفرق : 24 ، و 41 ، و 53 ، و 54 ، و 72 ، و 75 ، و 90 ، و 202 ، و 335.. دائرة المعارف الإسلامية 229/14 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 522/5 ، الكامل لابن الأثير 173/3 ، خطط الشام 354/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 254 - 255 ، مقباس الهداية 391/2 [الطبعة المحققة الأُولى] ، معجم الفرق الإسلامية : 127، والثلاثة الأخيرة عن عدة مصادر..
3- وهم بكسر الهمزة، وقد عدّوهم من الفرق الأربعة عشر للخوارج، كما صرح بذلك الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 25.. وغيره وفي كتاب العين :7 /71: والإباضية قوم من الحرورية، لهم رأي وهوى، ومثله ما جاء في لسان العرب 111/7 ، تاج العروس 3/10.. وغيرهما. قال المبرد في الكامل 202/2... ومن ههنا افترقت الخوارج، فصارت على أربعة أحزب : الأباضية ؛ وهم أصحاب عبد الله بن أباض. والصفرية ؛ واختلفوا في تسميتهم. ومنهم البيهسية ؛ وهم أصحاب بيهس. ومنهم الأزارقة ؛ وهم أصحاب نافع بن الأزرق الحنفي.. قال الجاحظ في البيان والتبيين 83/2: دخل أبو حمزة الخارجي مكة - وهو أحد نساك الإباضية وخطبائهم - واسمه : يحيى بن المختار.. إلى آخر كلامه. أقول : وهم قوم من الحرورية ، زعموا أن مخالفهم كافر ، وكفّروا علياً [صلوات الله وسلامه عليه] ، قيل : هم من غلاة الخوارج.. ولم يبق من الخوارج إلا هذه الفرقة الأخيرة - حسب علمنا - وهي المعتدلة من فرق الخوارج اليوم ، وهم يتبرؤون من تسميتهم بالخوارج، كما لا يتظاهرون بالتبري من أمير المؤمنين (علیه السلام) وعثمان ، ويكفرون أصحاب الكبائر، ويرون الخروج على الإمام إذ خالف السنة حقاً واجباً. انظر عنهم مثلاً : الملل والنحل 114/1 - 115. وقال في كشاف اصطلاحات الفنون 113/1 - 114 : افترقوا أربع فرق : : الحفصية، اليزيدية ، الحارثية ، العبادلة.

ومنهم : أبو حمزة (1) الخارجى واسمه : يحيى بن المختار (2) ، وهؤلاء أصحاب عبد الله بن إباض التميمي (3).

ص: 321


1- في نسختي الأصل : ابن حمزة ، والصحيح ما أُثبت.
2- وهو الذي خرج أيام مروان بن محمد الحمار.
3- في نسختي الأصل : التيمي، والصحيح ما أُثبت. انظر عن الأباضية : الملل والنحل 134/1 ، الفرق بين الفرق : 24 ، و 72 و 80، و 107، ترجمة الفرق بين الفرق : 61 ، و 63 ، و 67 ، القاموس الإسلامي 6/1، و 251/2 ، الحور العين : 173 و 203 ، الكامل للمبرد 202/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 25/1 ، مقالات الإسلاميين 170/1 مذاهب الإسلاميين 89/1، و 126/2، و 145/3.. وكل ذلك جاء عن هامش مقباس الهداية 389/2 - 390 [الطبعة المحققة الأُولى]. ولاحظ : معجم الفرق الإسلامية : 13.. وغيره. وانظر عن العلياوية : خطط المقريزي 355/2 ، تبصرة العوام : 38 و 42 ، نفائس الفنون 275/2 ، بيان الأديان : 553 [تحقيق رضي].. وغيرها. وقد تفرعت منها فرق كالوهبية، والحارثية، والطريفية. انظر : دائرة المعارف فؤاد البستاني 27/2 موسوعة الفرق الإسلامية : 60 - 63، کشاف اصطلاحات الفنون 78/1 ، الملل والنحل للزيدي : 10 و 28.. وغيرها. وكذا : أعلام الزركلي 184/4 ، و 289 ، وأعيان الشيعة 149/12، والغدير 231/2.. وغيرها.

[ومنهم :] الأزارقة (1) ؛ [وهم المنسوبون] لنافع بن الأزرق الحنفي (2) ،

ص: 322


1- عدهم البرسي في مشارق أنوار اليقين : 325 من الخمسة عشر فرقة من الخوارج، إلّا أنّه قال فيه : 326: وأما الخوارج - وهم المارقون من الدين -، وهم تسعة فرق.. وعدّ هذه أوّلها ، وقال : نافع الأزرق ، وهو الذي حرّم التقية، وقد جوّزوا الذنب على الأنبياء، وعندهم كل ذنب كفر ، وجوّز سبي النساء وقتل الأطفال من الكفار.
2- وهو المتوفى سنة 65 ھ، وله كلام مع الإمام الحسين (علیه السلام)، خرج هو وأصحابه من البصرة إلى الأهواز ، فغلبوا عليها وعلى كورها وما وراءها إلى فارس وكرمان أيام ابن الزبير. قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 136/4 : ومنهم : نافع بن الأزرق الحنفي، وكان شجاعاً مقدماً في فقه الخوارج، وإليه تنسب الأزارقة، وكان يفتي بأنّ الدار دار كفر ، وأنهم جميعاً في النار.. إلى آخره.

وكان شجاعاً فقيهاً (1) !

وذكر الأصمعي في كتاب الاختيار (2) : أنّ واصلاً وعمرو [بن عبيد كانا من الخوارج] (3) (4).

ص: 323


1- انظر عنهم : شرح إحقاق الحق 200/2 ، و 418/19 ، والملل والنحل 114/1 - 115 ،و 164/1 - 179 وعد بدع الأزارقة ثمانية !، الفرق بين الفرق: 101 [صفحة : 94]، وفرق الشيعة للنوبختي : 87، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 264 و 393 - 394، مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري 86/1 ، شرح المواقف للإيجي 4 /جزء 7 / 263، الفتوح لابن أعثم 3/6، الاعتصام للشاطبي 214/2، المعارف لابن قتيبة : 622 ، حياة الحيوان للدميري 517/2.. وغيرها.
2- الاختيار، ولا نعلم هل الكتاب له أو ينقل عنه ، وعلى كلا الحالين لم نجده فعلاً، ولعله كتاب (الاجناس ) الذي ذكره النديم في فهرسته ، فراجع.
3- من عقائد الخوارج القول بتخليد مرتكب الكبيرة في النار ، مع قولهم إنّه ليس بكافر، والمعتزلة وافقت الخوارج في هذا، ومن أشهر علماء المعتزلة الذين ذهبوا إلى هذه العقيدة واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد.. ولهذه العقيدة أطلق عليهم البعض اسم : الخوارج.
4- انظر عن الأزارقة : مفاتيح العلوم للخوارزمي : 24 [أُوفست ليدن]، الفرق بين الفرق : 24 ، و 47 ، و 72، و 82 (من الخوارج) ، بيان الأديان : 27 و 547 ، القاموس الإسلامي 75/1 ، الحور العين : 177 ، مقاتل الطالبيين : 170 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 553/4 ، دائرة المعارف الإسلامية 32/2 [544/1]، کشاف اصطلاحات الفنون 617/1 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 97 - 98 ، الكامل لابن الأثير 443/4 ، كما جاءت بعض هذه المصادر في هامش مقباس الهداية 386/2 [الطبعة المحققة الأُولى]. ولاحظ أيضاً : الكامل للمبرد 202/2 وله كلام هناك، وأيضاً صفحة : 217، تبصرة العوام : 38 ، خطط المقريزي 345/2 و 354 ، نفائس الفنون 273/2، الملل والنحل للزيدي : 10 و 26 ، المقالات والفرق : 85 و 222 (الفقرة: 161)، وصفحة : 218 ، معجم الفرق الإسلامية : 26 ، موسوعة المورد للبعلبكي 228/1..

[ومنهم :] الشراة (1) ؛ [سمّوا بذلك ؛] لأنهم شَرَوا أنفسهم من الله.. أي باعوا، وأوّل من شریٰ رجل من بنى يشكر (2).

[ومنهم :] الحرورية ؛ سمّاهم أمير المؤمنين (علیه السلام) بذلك (3) ؛ لاجتماعهم

ص: 324


1- أقول : الشراة ؛ هو لقب للخوارج مطلقاً ، لا خصوص فرقة منهم ؛ سموا أنفسهم بذلك لأنهم يدعون أنهم شروا [أي باعوا] أنفسهم في سبيل الله ، وأنهم يضحون بأرواحهم من أجل ثواب الله سبحانه.. ولا أحسبهم فرقة خاصة منهم. وفي الملل والنحل 136/1 قال الأشعري : وأما أهل النهر فهم الشراة المارقون عن الدين بخبر النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، وعنه حكاه في شرح إحقاق الحق 231/30.
2- راجع عن الشراة : التنبيه والردّ : 47 ، الحور العين للحميري : 200 ، خطط المقريزي 354/2 - 355 (الخوارج ) ، الملل والنحل للحميري الزيدي: 10، الفرق بين الفرق : 74 ، معجم الفرق الإسلامية : 144.. وغيرها. وانظر: الوافي بالوفيات 136/20 ، والفتوح لابن أعثم 89/4، ومجمع البحرين 245/1.. وغيرها.
3- أقول : صرح بذلك غالب من كتب عنهم مما سيأتي من مصادر، حيث رجعوا من صفّين إلى الكوفة ، وكانوا يومئذ اثني عشر ألفاً. وحروراء بلدة قرب الكوفة على ميلين منها ، وزعيمهم يومذاك عبد الله بن الكواء، وشبث بن ربعي، اللذين يعدون أساس الخوارج وأسهم، لعنة الله عليهما وعليهم وعلى أساسهم وأُسهم.

بحر وراء في أول أمرهم (1).

[ومنهم :] الحكمية (2) ؛

ص: 325


1- انظر عن هذه الفرقة : خطط المقريزي 350/2 - 354 ، ترجمة الفرق بين الفرق : 43 - 46 ، و 328 ، و 343 الفرق بين الفرق : 75 ، قاموس اسلامی 682/2، المقالات والفرق : 1285 و 129 و 130 (فقرة : 13)، الحور العين : 200 ، مقالات الإسلاميين 1 /191 ، توضيح المقال : 45 ، معين النبيه : 27 [النسخة الخطية] موسوعة الفرق الإسلامية : 206 ، بيان الأديان : 27 ، معجم الفرق الإسلامية : 94، مقباس الهداية 359/2 - 361 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيرها.
2- يقال لهم : المحكّمة ، قاله في اللسان وغيره ، وهو المشهور، وقيل إنّما عرفوا بذلك ؛ لإنكارهم أمر الحكمين ، وقولهم : لا حكم إلا لله ! وهم مطلق الخوارج لا فرقة منهم كما سلف ، وقد أطلق على الخوارج المحكمة ، كما في وقعة صفين لا بن مزاحم : 558.. وغيره. وقال في كتاب الحور العين : 201 [طبعة مصر 1948 م] : ومن أسمائهم - يعني الخوارج -: المحكمة ، سمّوا بذلك ؛ لإنكارهم التحكيم في صفين، وقالوا : لا حكم إلا لله ، ومن أسمائهم : المارقة ، وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرضون بسائر الأسماء. إلا أنه يظهر من الشهرستاني في الملل والنحل 115/1 : إنّ المحكمة أو الحكمية فرقة مستقلة من الخوارج. وعلى كل حال ؛ فإنّ الحكمية لها عدة معانٍ ستأتي قريباً، ومنها هذه التي هي فرقة من الخوارج.

[سموا بذلك ؛[لقولهم : لا حكم إلا لله (1).

[ومنهم :] النجدية (2) ؛ [وهم المنسوبون] لنجدة بن عويمر (3) الحنفي (4) ،

ص: 326


1- انظر - عدا ما سلف - عنها : معجم الفرق الإسلامية : 100 ، خطط الشام للمقريزي 354/2.. وغيرهما.
2- ويقال لهم : النجدية ، كما يقال لهم : النجدات.. ولذا عنونهم الشهرستاني في الملل والنحل : 56 [طبعة ايران، وفي المحققة 114/1 - 115]، تحت عنوان : النجدات العاذرية ؛ أصحاب نجدة بن عامر الحنفي.. والظاهر أنّ عنوان الحرورية إن أطلق فيراد منه مطلق الخوارج ، وهم المارقون وأهل النهروان، وهم بعد مقاتلة أمير المؤمنين (علیه السلام) لهم سموا : الحرورية ؛ لوقعة حروراء.. كما يظهر من كتب الفرق ، لا أن لهم عقائد خاصة يمتازون بها عن سائر الخوارج. وعلى كل ؛ هؤلاء والحكمية والمحكمة الآتية واحد أيضاً مبدأ، مع فروق بينهم قليلة اعتقاداً ، وإن كانوا من ملة واحدة. وراجع: رواية لأبي سعد الخدري في كتاب السنة لابن أبي عاصم : 442 حديث 935 ، حيث عبّر عن المارقة ب- : الحرورية على لسان رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، وخصائص النسائي : 139 و 147.. وغيرهما.
3- كذا جاء في بعض المصادر ، والصواب : عامر ، وقد ترجم في أكثر من مصدر ، كما في تاريخ الإسلام 88/3 ، ولسان الميزان 148/6 ، وشذرات الذهب 76/1.. وغيرها.
4- ويقال له : نجدة الحروري ، كما يقال له : النجدي، بايعه أصحابه وسموه : أمير المؤمنين ! ثم نقموا عليه فقتلوه سنة 69 ھ، وھم من اليمامة وتميم ، ومنهم أصحاب عبد الله بن ناصر ، وقيل : تفرّقوا إلى ثلاث فرق. وقيل : هم نجدة الحروري وأصحابه، قال الزبيدي :.. بلدة بالكوفة على ميلين منها ، نزل بها جماعة خالفوا علياً رضي الله عنه [علیه السلام] من الخوارج.

وربّما قالوا : النجدات (1).

[ومنهم :] القَعَدَة (2) ؛ [سمّوا بذلك ؛] لقعودهم عن القتال.

ص: 327


1- في نسختي الأصل : النجدان ، وهو مصحف عمّا أُثبت ، كما في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 24 ، وعدّهم من الفرق الأربعة عشر من الخوارج. راجع عن النجدية : الملل والنحل للشهرستاني 122/1 ، والملل والنحل للبغدادي : 110 - 112 ، الحور العين : 170 ، الفصل لابن حزم 2/ 190 ، خطط الشام للمقريزي 354/2 ، الأخبار الطوال : 313، تاريخ الطبري 401/2 - 402 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 499 - 501 عن عدة مصادر ، كشاف اصطلاحات الفنون 1381/2، نفائس الفنون 373/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 54/10 ، مقالات الإسلاميين 162/1 (الخوارج).. وغيرها. وانظر عن النجدات - أيضاً - : الفرق بين الفرق : 66 ، والملل والنحل للشهرستاني 155/1 ، [الطبعة المحققة] ، ومروج الذهب 236/3 ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 293 و 395 ، والفرق بين الفرق للبغدادي : 87 - 90 ، ومقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري 86/1، وشرح إحقاق الحق 525/32، ولهم كلام في نصب الإمام ، لاحظه في إرشاد الطالبيين : 327، بل قالوا بعدم وجوب الإمام مطلقاً ، كما في الملل والنحل : 96 [طبعة ايران]، وخالفوا الخوارج كلاً إنّ ليس كل كبيرة كفر ، وإنّه لا يعذب الله أصحاب الكبائر دائماً ، وأجازوا التقية.
2- لم تذكر المصادر فرقة بهذا العنوان من الخوارج المشهورة؛ بل هذا عنوان عام لجماعة من الخوارج الذين قعدوا عن النهوض والقتال مع سائر فرقهم، فسمّوا بهذا الاسم. قال البغدادي في الفرق بين الفرق : 62 - 63:.. وكانت المحكمة الأُولى يقولون : إنّهم [أي الذين خالفوهم من المسلمين] كفرة لا مشركون ، ومنها : قولهم : إن القعدة - ممن كان على رأسهم - عن الهجرة إليهم مشركون - وإن كانوا على رأيهم ! - وكانت المحكمة الأُولى لا يكفرون القعدة عنهم إذا كانوا على رأيهم. ثم إنّ هناك جماعة تبرأ نافع بن الأزرق - رئيس الأزارقة - منهم لما أظهر البراءة من القعدة بعد أن كانوا على رأيه ، وسمّاهم مشركين، كما نص عليه غير واحد ؛ منهم البغدادي في الفرق بين الفرق : 66.. وغيره. أقول : ويظهر من كتب الفرق : أنّ كل من خرج عن فرقة وقعد عنهم وخالفهم عدّ عندهم قعدة. وفي مقاتل الطالبيين : 555 أنّ محمد بن جعفر بن محمد... مرّ بقوم من قعدة الخوارج فقتلوه. وانظر : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 393 - 394.. وغيره. ثم إنه تحتمل العبارة أن تكون هكذا : من فرق الخوارج النجدية، وهم أتباع نجدة ابن عامر الحنفي الذي أجاز التقية وأسقط حدّ الخمر وجوّزوا القعود عن القتال.. كما هو نص كلام بعضهم ، لاحظ : تاريخ الإسلام لحسن إبراهيم 1/ 390.

[ومنهم :] العجارد [ة] (1) ؛ [وهم المنسوبون] لعبد الكريم..

ص: 328


1- العجاردة ؛ من فرق الخوارج، ويقال لهم أيضاً : العجردية ، وقيل : هم من عطوية الخوارج، كما في مقالات الإسلاميين ، أصحاب عبد الكريم بن عجرد. وجاء في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 25 : إنّ العجردة أحد الفرق الأربعة عشر من الخوارج. وهم فرق كثيرة ، كما قاله غير واحد بل عدّهم آخرون عشرة فرق ، وقيل : ثمانية. وراجع : الملل والنحل 114/1 - 115 [148/1] حيث عدّهم من فرق الخوارج، وهم لا يقولون بلزوم نصب الإمام ، وقد وافقوا النجدات في بدعهم، وهم يتولون القعدة إذا عرفوهم بالديانة !.. وغير ذلك. راجع عنهم : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 394 - 396، والفرق بين الفرق : 111، وما نقلناه عن العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 434/33 في أوّل هذا الفصل.. وغيرها.

ابن عجرد (1).

[ومنهم :] الحازمية (2) ؛ [وهم المنسوبون] لشعيب بن حازم.

ص: 329


1- انظر عنهم - أيضاً - : الملل والنحل للشهرستاني 128/1، التبصرة : 38، بيان الأديان : 27، وصفحة : 550 ، فرهنگ علوم : 366 ، نفائس الفنون 273/2، الملل والنحل للبغدادي : 115 ، وعدّ في كشاف اصطلاحات الفنون 356/1 المجهولية من العجاردة، بل عدّت عشرة فرق منهم في بعض المفصلات من كتب الأديان، وكذا فيه 949/2، وجاء كذلك في الملل والنحل للزيدي : 27 ، وموسوعة الفرق الإسلامية : 386 - 387، ومعجم الفرق الإسلامية : 169 ، والفرق بين الفرق : 24 ، و 72 ، و 93 ، و 96 (ترجمة : 41 ، و 55 ، و 57 ، و 200 ، و 336) ، الحور العين : 171 ، خطط الشام 354/2، مقالات الإسلاميين 164/1 ، التبصير في الدين : 32 ، وكذا لاحظ ما جاء في هامش مقباس الهداية 2/ 386 - 387 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر.. وغيرها.
2- كذا في الملل والنحل 118/1 بالحاء المهملة ، وفي الفرق بين الفرق : 73، إلّا أنّ العنوان جاء في الحور العين : 171: الخازمية. ولاحظ : هامش كتاب الفصل للشهرستاني 1/ جزء 1 / 176. أقول : الحازمية ، وقيل : الخازمية ، وقيل : الجازمية من فرق الخوارج ، وقيل : هما واحد ، وقيل : فرقتان من فروع العجاردة.. أصحاب حازم (خازم ) بن علي. وقيل : حازم (جازم ) بن عاصم ، وقيل : شعیب بن خازم. انظر عنهم : مفاتيح العلوم : 25 [أُوفست ليدن] ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 395، نفائس الفنون 274/2 ، خطط الشام 355/3 ، الفرق بين الفرق : 56 - 57 ، فرهنگ علوم : 219 ، الملل والنحل للبغدادي : 70 ، كشاف اصطلاحات الفنون 131/2 و 370 ، وقال : إنهم أصحاب حازم بن عاصم. وكذا لاحظ ما جاء في شرح المواقف 490/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 228، الملل والنحل للزيدي : 27 ، معجم الفرق الإسلامية : 91، الشافي للسيد المرتضى (رحمه الله)17/4.. وما بعدها. وقد جاء في هامش مقباس الهداية 388/2 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن مصادر.. وغيرها.

[ومنهم :] الثعلبية (1) ؛ [وهم المنسوبون] لثعلب بن عدي (2).

ص: 330


1- الاسم المشهور للثعلبية هو : الثعالبة ، أصحاب ثعلبة (ثعلب) بن مشكان [في الخطط : ثعلبة بن عامر] ، ولا نعرف : ثعلب بن عدي ، فراجع. وقد عبّر عنهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 25 ب-: الثعالبة ؛ ولم ينسبهم، وعدّهم من الفرق أربعة عشر للخوارج.
2- كذا، وفي نسخة (ألف) قد تقرأ : غيري ، وقد طمست الكلمة في نسخة (ب). راجع عنهم : الملل والنحل 131/1 ، بيان الأديان : 27 وصفحة : 551 ، الملل والنحل للبغدادي: 118 ، الفرق بين الفرق : 60 و 61 و 100 و 339، الحور العين : 172، نفائس الفنون 274/2 ، خطط الشام للمقريزي 355/2 ، فرهنگ علوم : 203 ، قاموس إسلامي 537/1 ، كشاف اصطلاحات الفنون 171/1 و 245 ، مقالات الإسلاميين 167/1 (عجاردة من الخوارج ) ، موسوعة الفرق الإسلامية : 183 - 184 ، معجم الفرق الإسلامية : 73 ، وكذا ما جاء في هامش مقباس الهداية 388/2 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر.. وغيرها.

[ومنهم :] الحفصية ؛

[وهم المنسوبون] لحفص بن المقداد (1).

ص: 331


1- كذا، وفي مفاتيح العلوم : حفص بن المقدام ، والصواب : حفص (أبي حفص ) بن أبي المقدام ، وقيل : أبو حفص بن أبي المقدام. وهم من فرق الخوارج، وعدّهم في مقالات الإسلاميين من أباضية الخوارج. وقد زادوا في عقائدهم على الأباضية إنّ بين الإيمان والشرك معرفة الله تعالى.. ولهم عقائد سخيفة أُخرى، أورد بعضها القاضي الجرجاني في شرح المواقف : 394. وقيل : إنّ الأباضية تنقسم إلى ثلاث شعب ؛ هي : الحفصية، والحارثية، واليزيدية، ولاحظ : مقالات الإسلاميين للأشعري 102/1. انظر عنهم : الملل والنحل 135/1 ، بيان الأديان : 24 ، و 27 ، و 554 ، نفائس الفنون 275/2، مقالات الإسلاميين 170/1 [وفي طبعة : 102] ، الفرق بين الفرق : 41، و 63، و 64، و 73، و 104 ، و 340 ، قاموس اسلامي 118/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 214 - 215 ، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 25 [أُوفست ليدن]، دائرة المعارف لفريد وجدي 462/3، کشاف اصطلاحات الفنون 275/2 [682/1] ، الحور العين : 175، خطط الشام 355/2 ، الملل والنحل للبغدادي : 77 ، الملل والنحل للزيدي : 27 ، معجم الفرق الإسلامية : 99.. وغيرها ، وكذا ما جاء في هامش مقباس الھداية 390/2 [الطبعة المحققة الأولى] نقلاً عن عدة مصادر.

[ومنهم :] الفضيلية (1) ؛

[وهم المنسوبون] لفضيل (2) بن عبد الله (3).

[ومنهم :] الضحاكية (4) ؛

ص: 332


1- وقيل : هم الفضلية ؛ وهم فرقة من الخوارج الصفرية ، وقيل : هم من فرق الأزارقة من الخوارج، كما نص عليه الرازي في أربعينه [طبعة حيدرآباد، نقلاً عن هامش شرح إحقاق الحق 207/2] ، وقيل هم من الصفرية ، كما في التفسير الكبير لابن سجنه 225/4.. وغيره. ومن أقوالهم عدم تعقل كون الحجة الخبر عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) إلا بتقليد أهل الثقة من العلماء الصالحين..! وذكر البياضي (رحمه الله) بعض عقائد الفضيلية في الصراط المستقيم 50/1 - 51 و 207 - 271 ، وفيه 271/2 في قولهم بالإمامة ، ولاحظ : شرح إحقاق الحق 207/2، وعصمة الأنبياء للفخر الرازي 7.. وغيرهما.
2- كذا، والصحيح : فضل.
3- انظر عنهم : بيان الأديان : 27 ، و 48 - 49 ، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 25 [أُوفست ليدن] ، الحور العين : 177 و 273 ، دبستان المذاهب 102/2 (فارسي)، موسوعة الفرق الإسلامية : 408 ، مقالات الإسلاميين للأشعري 183/1 [وفي طبعة : 118] ، خطط المقريزي 355/2 ، التنبيه والردّ (ملطي ) : 179، معجم الفرق الإسلامية : 186.. وغيرها.
4- يقال للضحاكية : : الضاحكية، ويعدون من الخوارج الأباضية ، وقيل : إنّ الضحاك هذا هو آخر من ظهر من خوارج بين النهرين، ووجه جيشاً إلى الكوفة، وهزم عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز فاستولى على الكوفة، وقتل في مواجهته مع مروان بن محمد في كفرتوثا.

[وهم المنسوبون] للضحاك بن قيس الشاري (1).

[ومنهم :] الوضينية (2) ؛ [وهم المنسوبون] لعبد الله بن الوضين (3).

[ومنهم :] العطوية ؛ [وهم المنسوبون] لعطية بن الأسود...... (4)

ص: 333


1- كذا جاء في بعض المصادر ، كما في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 25، وعدّهم من الفرق الأربعة عشر من الخوارج، والصواب : الشيباني الخارجي. انظر عنهم وعن الضحاك : بيان الأديان : 27 و 558 [تحقيق هاشم رضي] ، مقالات الإسلاميين للأشعري 176/1 (الخوارج)، الحور العين : 176، تبصرة العوام : 42، معجم الفرق الإسلامية : 161 و 377 ، خطط المقريزي 355/2 الفرق بين الفرق : 108 ، المعارف لابن قتيبة : 181 ، مشارق الأنوار : 205.. وغيرها.
2- في نسختي الأصل : الوصيلية، والظاهر ما أثبتناه.
3- راجع عنها وعنه : دائرة المعارف الإسلامية 185/15.. وغيرها.
4- هنا بياض في نسخة (ب)، وعلامة سقط (..) في نسخة (ألف)، والظاهر أن يكون : الحنفي، وهو اليشكري. وقد جاء في الأنساب للسمعاني 211/4 ، وكذا في اللباب في تهذيب الأنساب 325/2، وصفحة : 347: الحنفي، وفي تاريخ الطبري 517/2: عطية بن الأسود اليشكري، وفي الأخبار الطوال للدينوري : 279... إنه كان من أصحاب نجدة بن عامر الحنفي.. مات سنة 75 ھ. وقد عدّهم في شرح إحقاق الحق 524/32 من الخوارج، نقلاً عن طريق الحق للجيلاني : 395 [طبعة بغداد].

الذين يجيزون نكاح البنات (1).

[ومنهم :] الكاملية (2) ؛ [وهم] الذين يقولون بتكفير الصحابة

ص: 334


1- انظر عن العطوية : التنبيه والردّ : 180 ، الحور العين للحميري: 170، مقالات الإسلاميين للأشعري 164/1 (الخوارج ) [وفي طبعة : 92]، تبصرة العوام : 43 ، الملل والنحل 143/1 [123/1] ، الفرق بين الفرق : 88، معجم الفرق الإسلامية : 172..
2- أقول : ويظهر من مجموع المصادر أنّ هناك فرقة أخرى باسم الكاملية من فرق الشيعة بل عدّت من الرافضة الخمسة عشر ، كما في الفرق بين الفرق : 72 - 73. وراجع : اعتقادات فرق المسلمين : 60 ، مقالات الإسلاميين للأشعري 17/1، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 385 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 254/5.. وغيرها. والظاهر أنّ هؤلاء من الإمامية يتبعون رجلاً كان يعرف ب-: ابن كامل.. وقيده الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 30 - 31 ، ب- : الثاني، وعدّهم من فرق الغلاة. والتحقيق أنهما واحد، حيث عمدة عقائدهم موحدة، وهم كانوا إمامية أو غلاة وصاروا خوارج..!! وقد عد الشهرستاني في الملل والنحل 160/1 ، وغيره.. يحيى بن كامل من الأباضية، ومن متأخري الخوارج. والغريب من ابن ميثم البحراني (رحمه الله) في كتابه النجاة في القيامة : 171 عد الكاملية من الشيعة القائلين : إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كان مستحقاً للخلافة ، ثم أنكروا إمامته ! وزعموا أن الصحابة كفرت لمخالفتها النص الجلي ، وأن علي [علیه السلام] كفر بترك القتال معهم، وقال : هم أصحاب أبي كامل معاد بن الحصين. وراجع : الصوارم المهرقة للتستري : 193 حيث قال - ردّاً على الشهرستاني - : لا يخفى أنّ هذه فرية على الكاملية من الشيعة ؛ لأنّ نسبة تكفير علي (علیه السلام) إليهم - كما هو مخالف لمفهوم تلقيبهم ب-: الشيعة - مخالف أيضاً لكلام من تقدمه من الأئمة المعتبرين المعتنين بتحقيق هذه الشأن.. إلى آخره. وقال : وشتان بين مفهوم الطعن ومفهوم التكفير.

وأمير المؤمنين (علیه السلام)، يرفعون [ذلك] عن يحيى بن كامل (1).

[ومنهم :] الخلفيّة (2) [وهم المنسوبون] لخلف بن عبد الصمد ، يرون البيعة

ص: 335


1- في المواقف للإيجي 679/3 : الكاملية : قال أبو كامل بكفر الصحابة بترك بيعة علي، وبكفر علي بترك طلب الحق. وكذلك جاء في باقي المصادر حيث نسبوهم إلى (أبي كامل) لا إلى (يحيى بن كامل)، فراجع. انظر عن الكاملية : دائرة المعارف لفريد وجدي 192/8، الملل والنحل للشهرستاني 174/1 ، بيان الأديان : 27 و 527 [تحقيق رضي]، کشاف اصطلاحات الفنون 1266/2 ، الحور العين للحميري : 155 ، الخطط للمقريزي 352/2، الفرق بين الفرق : 23 و 53 - 54 ، اعتقادات فرق المسلمين : 51.. وغيرها.
2- في نسخة (ألف) : الحليفية - بدون نقط - لحلف.. إلى آخره. أقول : هناك فرقة باسم : الخلفية من فرق الخوارج، وهم أتباع خلف الذي كان من الميمونية، وهم أحد الفرق الخمسة للزيدية التي هي من الفرق الخمسة للشيعة عند الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 29 ، بل قيل : إنّه كان رئيس خوارج كرمان و مکران ، ولعلّ اسمه كان : مسعود بن قيس. وقد قيل : إنّ الخلفية هم أتباع خلف الذي قاتل حمزة الخارجي ، ويرون القتال مع إمام منهم خاصة، وذهبت مذهب الأزارقة أو العجاردة، كما أشار إلى ذلك البغدادي في الفرق بين الفرق : 75.. وغيره. وهناك خبط في أقوالهم واختلاف في انتسابهم.

والجهاد للنساء ، وأن المؤمن لا يكون إلا غالباً ! (1)

[ومنهم :] البيهسية (2) ) [وهم المنسوبون] لأبي بيهس (3) ، من بنى سعد ،

ص: 336


1- انظر عن الاثنين ومذهبهم : التبصير في الدين : 46 ، الفرق بين الفرق : 67 و 96، معجم الفرق الإسلامية : 111 ، الملل والنحل : 117 ، بيان الأديان : 26 و 521 [تحقيق رضي]، القاموس الإسلامي 274/2 ، کشاف اصطلاحات الفنون 441/1 ، مقالات الإسلاميين للأشعري 165/1 (عجاردة ) ، اعتقادات فرق المسلمين : 25، موسوعة الفرق الإسلامية : 236 ، خطط المقريزي 354/2 ، نفائس الفنون 274/2، توضيح الملل 13/1 و 164 - 165.. وغيرها.
2- هم من فرق الخوارج، أصحاب أبي بيهس [أو : بيهش] الهيصم بن جابر ، لاحظ ما نقلناه عن العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 434/33 أوّل هذا الفصل. قال المبرد في الكامل 202/2 ، ومنهم [أي الخوارج]: البيهسية ، وهم أصحاب أبي بيهس.. وانظر منه : 217/2. وفي مفاتيح العلوم للخوارزمي : 25 قال : نسبوا إلى أبي بيهس الهيصم بن جابر.. وعدهم من الفرق الأربعة عشر من الخوارج. وراجع : الملل والنحل 114/1 - 115 ، وعدّهم من فرق الخوارج ، وقيل : هم فرقة من الصفرية. وقد ذكر بعض عقائدهم في شرح إحقاق الحق 525/32 - 526.
3- في الأصل لأبيهس، والصحيح ما أثبتناه، و أنّه كان بالحجاز، وقتل في زمن الوليد.

واسمه : هيصم بن جابر (1)] (2) ، قال : الإيمان هو العلم ، وكل من لا يعلم الحق من الباطل ، والحلال من الحرام ، أو المفروضات من السنن.. فهو كافر ؛ لأنه لا يعلم من المحلل والمحرم والفارض (3) !

ولما بايع أهل الجزيرة معاوية سمّاهم : العثمانية، واستمر ذلك إلى أيام السفّاح ، فقال سموهم......... (4)

ص: 337


1- خ. ل : عامر.
2- إلّا أنّ ما جاء في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 392 هو : بيهس بن الھيصم بن جابر.. ثم ذكر جملة من عقائده ، وفي المعارف لابن قتيبة : 622 قال : ينسبون إلى أبي بيهس، واسمه : هيصم بن جابر ، قال : وكان عثمان بن حيان والي المدينة قطع رجليه ويديه.
3- انظر عنهم : الملل والنحل 125/1 ، بيان الأديان : 27 و 555 ، الفرق بين الفرق : 54 و 67 و 68 و 341 [64] ، مقالات الإسلاميين 177/1 ، المقالات والفرق : 85 و 221 (فقرة : 161) ، وكذا في صفحات : 218 - 222 ، المعارف لابن قتيبة : 622 [وفي طبعة : 276] ، الحور العين : 176 ، خطط الشام 355/2 ، المقالات والفرق : 221، الملل والنحل للزيدي : 10 و 28 ، كشاف اصطلاحات الفنون 177/11 ، دائرة المعارف الإسلامية 316/1، قاموس اسلامي 415/1 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 167، تبصرة العوام : 42 ، معجم الفرق الإسلامية : 67.. وغيرها ، وكذا ما جاء في هامش مقباس الهداية 386/2 [الطبعة المحققة الأولى] نقلاً عن عدة مصادر.
4- في نسخة (ألف) هنا كلمة مشوشة، قد تقرأ : السبعة ، وجاء في نسخة (ب) بياض بدلاً منها ، ويحتمل أن تكون الكلمة : الشيعة ، ولا معنى للتكرار.

وسمّوا الشيعة (1) : الرافضة ، وكان الجاحظ عثمانياً (2).

***

ص: 338


1- هنا بياض في نسخة (ألف)، وما أُثبت قد يقرأ في نسخة (ب).
2- العبارة كلاً غير موزونة ألفاظها ولا معجمة حروفها ، وقد سلفت الجاحظية وبعض عقائدها قريباً ، بل قد ألف الجاحظ كتابه العثمانية عنهم. راجع عنهم : إحقاق الحق : 208 ، والإمام الصادق (علیه السلام) والمذاهب الأربعة لأسد حیدر 93/2.. وغيرهما.

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 12] : [في النواصب]

ص: 339

ص: 340

[فصل]

والناصبي ؛

[وهم] عبارة عن الذين نصبوا العداوة لأهل البيت (علیهم السلام).

وقال النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) لعلي (علیه السلام) : «تقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين» (1).

وقوله (علیه السلام): «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة» (2).

ص: 341


1- أسانيد هذا الحديث كثيرة جداً، ونقله مستفيض ، وألفاظه متقاربة، وقد سلفت بعض مصادره.
2- هذا الخبر قد استفاض نقله أيضاً ، بل تواتر من الطريقين ، ولا حاجة لإحصاء طرقه بل نذكر نزراً من مصادره.. فمن طريق العامة ؛ كتاب البخاري 137/4 حديث 3344 ، وصفحة : 200 - 201 حديث 3610، و 3611، 197/6 حدیث 5057 ، و 5058.. وغيرها، وكتاب مسلم 740/2 - 750 (باب 47 : ذكر الخوارج وصفاتهم، وباب 48: التحريض على قتل الخوارج، وباب 49: الخوارج شرّ الخلق والخليقة)، وسنن أبي داود 243/4 - 244 [وفي طبعة 42/5 حديث 4137] (باب في قتال الخوارج)، وسنن الترمذي 481/4 (باب في صفة المارقة ) حديث 2188 ، وسنن ابن ماجة 59/1 - 62 (باب في ذكر الخوارج)، وسنن النسائي 87/5 حديث 2578 ، و 118/7 - 120 من حديث 4101 - 4103 ، ومسند أحمد بن حنبل 219/2 ، 56/3 ، و 224 ، و 422/4 ، و 424، البداية والنهاية 301/7 ، سنن البيهقي 171/5 ، مصابيح السنة للبغوي 252/2 - 253 ، الدر المنثور 250/3 ، تاريخ الطبري 92/3 ، أسد الغابة 2/ 139 - 140 ، النهاية لابن الأثير 320/4 - 321 مادة (مرق ).. وغيرها. ومن طريق الخاصة ؛ إرشاد الشيخ المفيد (رحمه الله) 148/1، والملاحم والفتن لابن طاوس (رحمه الله): 109 ، وكذا بناء المقالة الفاطمية : 94 ، وهامش الإيضاح : 49 [المحققة ، عن عدة مصادر] ، وإلزام النواصب : 139 ، وفي إعلام الورى للطبرسي (رحمه الله): 127 - 128 [وفي المحققة 388/1]، وأيضاً في الصراط المستقيم 91/3.. وغيرها. وراجع : الغدير 53/10 - 55 نقلاً عن جملة مصادر ، وكذا شرح إحقاق الحق 101/3، و 486/8.. وغيرهما.

فالناكثون ؛ أصحاب الجمل.

والقاسطون : أصحاب (1) صفين.

والمارقون ؛ أهل النهروان.

وسمّوهم أجمع : خوارج ؛ لخروجهم عن الحق ، وبناء مذهبهم على تكفير أمير المؤمنين [صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم] (2).

وذكر المبرد في الكامل (3)..

ص: 342


1- في نسخة (ب) أهل.
2- وهذا معنى آخر للخوارج أُريد منه المعنى اللغوي لا الاصطلاحي. راجع : كتاب الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 363/4 - 365.
3- الكامل للمبرد 158/2 - 159 [مكتبة المعارف، وقد جاء في الطبعة المحققة.[1136/3 - 1137].

أنّه ينسب مالك الفقيه (1) ، وعكرمة ، والحسن البصري ، والمنذر بن الجارود ، وغيلان بن خرشة.. إليهم ، ولا فرقة في الأمة أكثر اختلافاً وتفريجاً (2) منهم.

وقال الصلتان (3) العبدى (4) : [من المتقارب]

أَرَى أُمّةً شَهرَتْ سَيفَها *** وَقَدْ زِيدَ فِي سَوْطِهَا الْأَصْبَحِي

نَجْدِيَّةٍ وَحَرُورِيَّةٍ *** وَأَزرق يَدعُو إِلَى أَزْرَقِي

فَملتنا أننا مُسلِمونَ *** عَلى دين صديقنا والنَّبِي

ص: 343


1- واحتمل البعض كما في بعض هوامش الكامل - أن المراد من مالك هنا هو مالك بن أنس بن مالك بن مسمع البكري ثم البصري، أحد رؤساء أهل البصرة لا إمام المذهب عندهم. واستدلّ فيما لا طائل فيه ، ويكفي ردّه إطلاق الكلام وظهوره والإنصراف إليه، وتصريح الصلتان العبدي بأنه : الأصبحي، وھو : مالك بن أنس الأصبحي، ولعلّه خارجي بالمعنى الأعم ، ناصبي بالمعنى الأخص.
2- كذا : ولعلّها تقرأ : تفريقاً.
3- جاء ما بين المعكوفين بياض بمقدار كلمة في نسخة (ب)، ولا يوجد ذلك في نسخة (ألف).
4- البيت الأول جاء في الكامل للمبرد 159/1 [164/1]، كما وقد جاءت الأبيات الثلاثة فيه 135/3 [155/2 - 156] ، وقد حكاها ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 133/4 حيث نسبها إلى الصلتان العبدي ، كما وقد حكاها في هامش شرح النهج عن ديوان الحماسة 191/3 [بشرح التبريزي] ، ونقلت في معاهد التنصيص 73/1 - 74.. وغيرها.

المفجع (1) : [من الخفيف]

وأبادَ الشُّراة طعناً وضرباً *** والشَّقِيَّ الذي استناط الرَّبَّا (2)

***

ص: 344


1- وفي نسختي الأصل : الميخع، والصحيح ما أثبتناه.
2- أقول : لم يورد المصنّف طاب ثراه في هذه المجموعة لشاعر أهل البيت (علیهم السلام) المفجع إلا هذا البيت ، مع أنّه قد أورد الكثير من شعره في المناقب. وهو : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب النحوي المصري (المتوفى سنة 327 ھ) ، من رجالات العلم والحديث، وأئمة اللغة والأدب ، له كتاب المنقذ من الإيمان ، وقصيدة في أهل البيت.. وغيرهما. وقد ترجمه العلامة الأميني طاب رمسه في الغدير 353/3 - 366، وذكر جملة من شعره، ولم يرد هذا البيت في المناقب، ولا الغدير.. ولا غيرهما.

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 13] : [في الغلاة]

ص: 345

ص: 346

فصل

وأما الغلاة (1)

فهم الذين أفرطوا في حبّ مخلوق حتى كفروا (2)..

ص: 347


1- كذا ؛ وقد سلف اصطلاح الغلاة والحديث عنهم في موضعين من هذا الكتاب ، ويقال لهم : الغالية ، وأهل الارتفاع ، والمرتفعة.. وغيرها. لاحظ : الحصيلة من كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 377/4 - 388.
2- أقول : عدّت الغالية من فرق الشيعة الخمسة عند الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35، وذكر لها أصناف تسعة هم : الكاملية ، والسبائية ، والغرابية ، والطيارية ، والبزيعية ، واليعفورية ، والغمامية ، والإسماعيلية (الباطنية ). انظر عن الغلاة لغة واصطلاحاً ، مبدأ وعقيدة ، وفرقاً ورجالاً.. المصادر التالية : الملل والنحل للشهرستاني 173/1 - 190 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 398 - 401 عن عدة مصادر ، فرق الشيعة للنوبختي : 44 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 83/7، مقالات الإسلاميين 114/1 ، نفائس الفنون 275/2، الفرق بين الفرق : 21 - 23 ، المقالات والفرق : 37 و 39 و 62 و 179 و 193 و 292 ، معجم الفرق الإسلامية : 180 ، الملل والنحل للشهرستاني 173/1 (غلاة من الشيعة الخطابية)، المقالات والفرق : 83 و 218 (غلاة من تابعي البيانية ) ، ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 59 و 82 (غلاة من الحارثية ).. وغيرها. وكذا ما جاء في هامش مقباس الهداية 393/2 - 417 (بحث الغلو ورواياته )، و 399/2، و 258/3 (حول الارتفاع) [الطبعة المحققة الأُولى]. أقول : اختلفوا في تعريف الغلو وموارد استعماله وإطلاقاته سعة وضيقاً، وتوسعة ومصداقاً ، ولغة واصطلاحاً ، ولعلّ خير من عرفه المصنف (رحمه الله) ؛ إذ هو أعم وأشمل. وقيل كما قاله الشهرستاني في الملل والنحل 173/1 - هم الذين غلوا في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقة ، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية. وقيل - كما جاء في مقباس الهداية 397/2 - 402 ، ومستدركها 213/6 [الطبعة المحققة الأولى] - ترك العبادة اعتماداً على ولايتهم (علیهم السلام) ، ومثله قوله فيه 369/2 عن الغلاة بأنهم : الذين يقولون في أهل البيت (علیهم السلام) ما لا يلتزمون به ، وهو غلو بالمعنى الأخص ، كما لا يخفى. وعلى كل ؛ فإنّ الغلو - لغة - هو التجاوز عن الحد ، كما عرّفه غير واحد منهم، وهو ممقوت لا محالة أينما كان.. ومن أي مصدر ونسب.. ولا سيّما في الدين. وعن مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام): «دين الله بين المقصر والغالي، فعليكم بالنمرقة الوسطى، فبها يلحق المقصّر ويرجع إليها الغالي»، كما حكي عن الزمخشري في ربيع الأبرار 247/2 ، ولا أذكر محله. وهذا المضمون جاء مكرراً وبأنحاء مختلفة ومضامين متقاربة عن أهل بيت العصمة والطهارة (علیهم السلام) في رواياتنا، وأخبرنا عن ساداتنا وموالينا، ففي الكافي الشريف 75/2 (باب الطاعة والتقوى ) حديث 6 ، عن أبي جعفر (علیه السلام) أنه قال : «يا معشر الشيعة ؛ شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى، يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي» ثم فسر (علیه السلام) الغالي والقالي.. وعنه في بحار الأنوار 101/70 (باب 47) حديث 6، وعن أمير المؤمنين (علیه السلام) - كما في نهج البلاغة : 488 [وفي طبعة محمد عبده 176/3] حدیث 109 - «نحن النمرقة الوسطى بها يلحق [في شرح النهج : التي يلحق بها] التالي و [إليها] يرجع الغالي» ، وعنه في بحار الأنوار 341/34 (باب 35) حديث 1159، وشرح النهج 273/18 برقم 106 ، غرر الحكم : 166 حديث 2009.. وغيرها. وأيضاً ؛ قال (علیه السلام): «هلك في رجلان ؛ محب غال ومبغض قال»، كما في نهج البلاغة : 489 برقم 117، وكذا صفحة : 558 ، وشرحه لابن أبي الحديد 282/18 برقم 113 ، وغرر الحكم : 118 حديث 2054 ، وجاء بمضامين متعددة في أخبار عندنا مستفيضة معناً متواتر بعضها لفظاً. ولا كلام في هذا ، إنّما الكلام في حده حتى لا يلزم منه الكذب تارة، والإغراء بالجهل أُخرى.. لا أنّ صرف نقل الروايات في المناقب أو ثلب أعداء آل محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) - وذلك عن صحاحهم والمسانيد - يسوغ مثل هذا القذف.. انظر ما ذكره شيخنا الأميني (رحمه الله) في غديره 65/5، و 69/7.

ص: 348

قال الله تعالى: «لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ..» (1).

معقل بن يسار (2) ؛ عن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : «رجلان من أُمتي لا تنالهما شفاعتي ؛

ص: 349


1- سورة النساء (4) : 171 ، ومثله في سورة المائدة (5 ) : 77.
2- جاء هذا الحديث بإسناد آخر عن مسعدة بن صدقة ، ، عن الصادقين (علیهما السلام) - في قرب الإسناد : 64 - عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) أنّه قال : «صنفان لا تنالها شفاعتي : سلطان غشوم عسوف ، وغال في الدين مارق منه ، غير تائب ولا نازع». ومثله كما في الخصال : 63 (باب الإثنين ) حديث 93 - مرفوعة عن محمد بن عبد الجبار إلى رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ، إنه قال فيه : «صاحب سلطان عسوف غشوم، وغال في الدين مارق..» ، وعنه في بحار الأنوار 269/25 (باب 10) حديث 3 و 336/75 (باب 81) حدیث 3 ، ورواه الكوفي في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) 330/2.. وغيرها. وقريب منه ما جاء في كتب العامة ؛ ككتاب السنة لابن أبي عاصم 20/1 حديث 35 ، وصفحة : 184 - 185 حدیث 423. أقول : الذي روي عن معقل بن يسار في كتب العامة ككتاب السنة لابن أبي عاصم : 23 حدیث 41 - متن يختلف عمّا هنا، وقد جاء عنه ، عن رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قال : «رجلان ما تنالهما شفاعتي : امام ظلوم غشوم و آخر غال في الدين مارق منه». وقريب منه في تاريخ اليعقوبي 96/2 ، وفيه : «.. رجلان لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة : أمير ظلوم ، ورجل غال في الدين ، مارق منه». نعم ؛ جاءت عدّة أخبار في مجمع الزوائد للهيثمي 235/5 - 236 ، بأسانيد متعددة ، ومتنه هكذا: «صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي : امام (سلطان ) ظلوم غشوم، وكل [وآخر] غال [في الدين] مارق [منه]»، وفيه متن آخر ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير والأوسط بإسنادين آخرين. راجع عنهم - أيضاً - : المعجم الكبير 337/8 حديث 8079 ، والأوسط 200/1 حديث 640 ، والصغير 100/2 حديث 5043 كلها للطبراني ، وكنز العمّال للهندي 21/6 حديث 14661.. وغيرها

إمامٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ (1) وغال (2) في الدين مارق منهم» (3).

ص: 350


1- في نسختي الأصل زيادة وإمام ظلوم ، وهي تكرار من النساخ.
2- في نسختي الأصل : قال.
3- الذي رواه المصنّف طاب ثراه في المناقب 226/1 [وفي طبعة قم 263/1] بنفس الإسناد هو : «رجلان من أُمّتي لا تنالهما شفاعتي : امام ظلوم غشوم، وغال في الدين مارق منه» ، وكذا جاء في مجموعة ورام : 39.. وغيرها.

الأصبغ بن نباتة ؛ قال أمير المؤمنين علي (علیه السلام): «إنّي بريء من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى. اللهم اخذلهم أبداً ، ولا تنصر منهم أحداً» (1).

الصادق (علیه السلام) (2) : «الغلاة شرّ خلق الله ؛ يصغرون عظمة الله ، ويدعون الربوبية لعباد الله ، والله إنّ الغلاة أشرّ (3) من اليهود، والنصارى ، والمجوس والذين أشركوا» (4).

النظام (5) : علي بن أبي طالب (علیه السلام) محنة على المتكلم ؛ إن وفى حقه غلا ،

ص: 351


1- جاء هذا الحديث في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) 2 / 264 [الطبعة الحيدرية، وفي الطبعة مؤسسة البعثة : 650 حديث 1350 ، وفي الطبعة الاولى : 54]، وعنه في بحار الأنوار 266/25 (باب 10 نفي الغلو ) حديث 7 ، وقد رواه المصنف (رحمه الله) في مناقبه 263/1. وجاء قريب منه في عيون أخبار الرضا (علیه السلام) 201/2 حدیث 1.
2- جاء بنصه في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) 264/2 [الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 650 حديث 1349] ، وكذا حكاه المصنف (رحمه الله) في المناقب 263/1، وعن الأمالي نقله في بحار الأنوار 265/25 (باب 10) حديث 6. وراجع أيضاً : التوحيد للشيخ الصدوق (رحمه الله) : 363 - 364 حديث 12، وعيون أخبار الرضا (علیه السلام) 142/1 - 143 حديث 45 ، والاحتجاج 414/2 - 415.. وغيرها.
3- في المشارق : شرّ ، وكذا في بعض نسخ الأمالي.
4- وبألفاظ مقاربة جاء في مشارق أنوار اليقين : 101.
5- كما حكاه عنه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في الأمالي : 588 برقم 1218 [طبعة مؤسسة : البعثة] ، وعن الأمالي في بحار الأنوار 125/40 (باب 92) حدیث 15، والمصنف (رحمه الله) في مناقبه 214/3 - 215 [طبعة قم ، وفي طبعة النجف 16/3].

وإن بخسه (1) حقه أساء ، والمنزلة الوسطى ؛ دقيقة الوزن ، حادّة اللسان، صعبة الترقي إلّا على الحاذق الذكيّ (2).

وأوّل من غلا عبد الله بن سبأ (3) ؛ فقال : علي ربّ العالمين.. فنفاه عن الكوفة ، ثم أحرقه وأصحابه.. ثم صاروا فرقاً شتى ، وهم المنكرة لوفاة أمير المؤمنين (علیه السلام)، قالوا : لم يقتل ولم يمت..! وإنّه سيعود ويسوق العرب بعصاه (4)..

وأصحابه : السبائية (5) ؛ ومن مقالته : إنّ الثاني إبليس الأبالسة ، وإنّه قديم

ص: 352


1- هذا استظهار منّا للكلمة - وقد جاءت كذلك في المصادر - وإلا فإنّها مشوشة في نسختي الأصل.
2- في نسختي الأصل : الزكي.
3- ويقال له : عبد الله بن السوداء، وابن السوداء، وابن سبأ.. ومنهم : : عبد الله بن وهب السبئي رأس الخوارج. انظر عنها : الحصيلة من كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 377/4 - 388، و 398 - 400.
4- قال السيد المرتضى (رحمه الله) في الفصول المختارة : 314 عن السبئية أنهم : المنكرة لوفاة أمير المؤمنين (علیه السلام) المدعية حياته. وراجع عن مقالتهم هذه : فرق الشيعة للنوبختي : 21 - 22 ، والمقالات والفرق للأشعري : 19 - 21.. وغيرهما.
5- ويقال لهم : السبئية، كما يقال لهم أيضاً : السّابية، وكانوا يسبون عمر وأبي بكر ، وهم أتباع عبد الله بن سبأ، ولهم عقائد خاصة مفصلة في محلها. وقد عدّت هذه الفرقة من الفرق الغالية للشيعة ؛ كما فعله الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 31 [وفي الطبعة الأولى : 22]. انظر عنهم : خاندان نوبختي (إقبال ، فارسي) : 155، أحكام القرآن للجصاص 10/2 ، الأنساب للسمعاني 24/7 ، المعارف لابن قتيبة : 267، العقد الفريد لابن عبد البر 405/2 ، أحوال الرجال للجوزجاني : 38 ، الطبقات الكبرى لابن سعد 39/3.. وغيرها.

لم يزل مع علي (علیه السلام).. ! (1)

وأصحاب يزيد بن الحثينة (2) على هذا القول..

ص: 353


1- انظر عن السبئية - عدا ما مرّ - : الملل والنحل للشهرستاني 174/1 ، الفرق بين الفرق : 47 ، و 212، و 225 ، و 233 و 255 ، و 271.. وموارد متعددة أُخرى، ترجمة الفرق بين الفرق : 165 و 170 و 171 و 194 ، مقالات الإسلاميين 85/1، الحور العين : 154، التبصرة : 167 ، الملل والنحل للحميري: 91 ، کشاف اصطلاحات الفنون 625/1، الفرق المفترقة : 81 ، خطط الشام 352/2 - 357 ، و 4 / 170، موسوعة الفرق الإسلامية : 273 - 274 ، نفائس الفنون 276/2 - 278 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 17/5 ، فرهنگ معین 728/5 ، معجم الفرق الإسلامية : 132، الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 117.. وغيرها. وكذا ما جاء في هامش مقباس الهداية 395/2 - 396 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر.
2- الاسم غير منقوط بل مشوش في نسختي الأصل، ويحتمل فيه غير ما أثبتناه ، مثل : الحبيبة أو الحنفية.. أو غيرهما.

وهم : المحمدية (1) ؛ وهم المتدينة بحياة النبي (عليه وآله السلام ) النافية لموته ، كما تقدّم (2).

[ومنهم :] الميمية ؛ [وهم] الذين قالوا بإلهية محمد و (3) علي ، ويفضّلون محمداً (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) على علي (علیه السلام) (4).

ص: 354


1- أقول : المحمدية : اسم جماعة من غلاة الشيعة يعتقدون بأن رسول الله محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) إله ! ومن زعماء هؤلاء اثنان هما : بهنكي، وفياض بن علي. وهناك فرقة شيعية غالية تعتقد بحياة النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن، وهم : المغيرية الآتية. قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم :65/1 : أنّه قد اختلف الناس بعد النبي المختار ، فقالت طائفة شاذة - يقال لها : المحمدية - : إنّه لم يمت.. إلى آخره. ولاحظ منه: 274/2. قال :... فأنكرت المحمدية موت النبي (علیه السلام)، والسبأية موت علي [علیه السلام]، والكيسانية موت محمّد بن الحنفية، والمفوضة قتل الحسين [علیه السلام]، والناووسية موت الصادق [علیه السلام].. وللفضل بن شاذان النيشابوري كتاب في الردّ على الغالية المحمدية ، وهم هؤلاء.
2- انظر عنهم : : الفصل لابن حزم 142/4 [وصفحة : 186]، وتاریخ شیعه و فرقه های اسلام لمشكور : 182 (فارسي) ، عن موسوعة الفرق الإسلامية : 452.. وغيرها.
3- في نسختي الأصل : بن ، بدل الواو، وهو سهو.
4- هم فرقة من غلاة الشيعة ؛ وهم يفضلون النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) على أمير المؤمنين (علیه السلام) في الإلهية ! بخلاف العينية حيث يفضلون أمير المؤمنين (علیه السلام) على رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في الإلهية ! ولاحظ ما جاء في الملل والنحل للبغدادي : 134 ، معرفة المذاهب : 11، مقالات الإسلاميين 13/1 ، مذاهب الإسلاميين 69/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 494، خطط الشام 353/2 ، المقالات والفرق : 52 ، و 57 ، و 59 ، و 61، نفائس الفنون 278/2، معجم الفرق الإسلامية : 242، موسوعة الفرق الإسلامية : 281 - 286.. وغيرها كثير. وبهذا الاسم فرق من الخوارج، وأُخرى من الإسماعيلية، راجعها في مظانها.

[ومنهم :] النصيرية (1) ؛ [وھم] أصحاب محمد (2) بن نصير البصري النميري (3) ؛ زعم أن الله لا يظهر إلا..

ص: 355


1- ويقال لهم : النميرية أيضاً. أقول : النصيرية ؛ ويقال لهم : الأنصارية ، وكذا : العلوية، وهم غير العلي اللهية من فرق الغلاة، اختلطت عقائدهم بالمسيحية والفرس، واعتقدوا بأنّ الذات الأحدية مركب من ثلاث أصول لا تتجزء ! وقالوا بالتناسخ.. وغير ذلك.
2- في نسختي الأصل : لمحمد.
3- وهو الفهري ، كان من أصحاب الإمام العسكري (علیه السلام)، فلما استشهد ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان، وقد تبرأ منه ، وكان يقول بالتناسخ، وإباحة المحارم، و تحليل اللواط ، ويزعم أنه من التواضع وهم من أتباع الشريعي. انظر عنهم : المقالات والفرق للقمي : 100 - 101 برقم 195 ، وقيل : هم من غلاة السبائية ، وقد نقل ابن حزم في الفصل 142/4 ، والشهرستاني في الملل والنحل 22/2.. وغيرهم في غيرها، حيث ذكروا بعض عقائدهم، وأضاف في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 30 إلى النصيرية ، الإسحاقية ، ولاحظ صفحة : 308 منه. قال في العمدة : 213، أما الطائفة التي أفرطت في حبّه ؛ منهم : النصيرية ، وهم الذين يعتقدون أنه إله الخلق الذي يحيي ويميت ويرزق.. وقد جاء في رجال الكشي (رحمه الله) 805/2 [وفي اختيار معرفة الرجال : 520 - 521] حدیث 999 و 1000 ، وفيه : إنّه ادعى أنه نبي رسول ، وأن علي بن محمد العسكري (علیه السلام) أرسله ، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن (علیه السلام)، ويقول فيه بالربوبية، ويقول بإباحة المحارم، ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم، ويقول إنّه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيبات !! وإنّ الله لم يحرّم شيئاً من ذلك.. إلى آخر هذه الترهات.

.. في هذا العصر (1) ، و أنّه علي [علیه السلام] وحده (2).

ص: 356


1- جاء في مشارق أنوار اليقين : 334:.. إلا في علي..
2- انظر عنهم : الملل والنحل للشهرستاني 188/1 - 189 ، الملل والنحل للبغدادي : 154 - 169، کشاف اصطلاحات الفنون 1385/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 249/10 ، مذاهب الإسلاميين 62/2، وصفحة : 425 ، و 459 - 460.. وموارد أُخر. وكذا ما جاء في : فرهنگ علوم : 556 ، نفائس الفنون 280/2، التبصرة : 180، موسوعة الفرق الإسلامية : 503 - 505 ، المقالات والفرق : 100 ، و 246 - 248 ، معجم الفرق الإسلامية : 249.. وغيرها. وكذا لاحظ ما جاء في رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال): 521 حديث 999 وحديث 1000 ، رجال العلامة : 257 ، تعليقة الوحيد البهبهاني (رحمه الله) على منهج المقال: 308 ، وصفحة : 406 [الطبعة الحجرية] ، منهج المقال : 327 [الطبعة الحجرية] توضيح المقال : 46 ، وهامش مقباس الهداية 374/2 - 375 ، و 379 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر.

[ومنهم :] العلائية (1) ؛ [وهي] نسب- [-ة] إلى علاء بن ذراع (2) الدوسي

ص: 357


1- في نسخة (ب) : العلانية ، وهى مصحفة قطعاً. أقول : العلياوية ، ويقال لها : العلبائية ، كما قيل لها : علبانية ، وهم أتباع علياء أو علباء ابن ذراع الدوسي أو الأسدي، كذا قيل. ويقال لها : العليائية ، وقيل : هي العليانية ، كما في الفرق بين الفرق : 161، وليس بصحيح، ويظهر من هامش رجال الكشي أنّ الصحيح : العلباوية. وقد قيل : إنّ العلائية من فرق المرجئة. راجع : موسوعة الفرق الإسلامية : 390. وقد نسب إليهم القول بإلهية محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)و علي (علیه السلام). وسمي العلبائية الذمية ؛ وذلك بسبب ذمّهم النبي محمداً (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) !! وهم كالمخمسة والمحمدية - في القول بالإباحة والتناسخ والتعطيل ، مع اختلافات في الفكر وقلق في الاعتقادات ، مع اتفاقهم في الضلال والإضلال والانحراف. وقال الكشي (رحمه الله) في رجاله : 399 - 400 حول العلياوية، ذيل ترجمة بشار الشعيري ذيل حديث 744 [وفي الطبعة المحشاة 2 /701]، وعنه في بحار الأنوار 304/25 - 305 حدیث 71 ، قال : ومقالة بشار هي مقالة العلياوية، يقولون أنّ عليا (علیه السلام) هرب، وظهر بالعلوية الهاشمية، وأظهروا به [خ. ل : وأظهر أنّه] أنّه عبده، رسوله بالمحمدية، فوافق أصحاب ابن الخطاب في أربعة أشخاص : علي، وفاطمة، والحسن والحسين (علیهم السلام) ، وإن معنى الأشخاص الثلاثة - فاطمة والحسن والحسين - تلبيس... وأقاموا محمداً مقام ما أقامت المخمسة سلمان، وجعلوه رسولاً لمحمد صلوات الله عليه ، فوافقوهم في الإباحات والتعطيل والتناسخ. ثم قال : والعليائية سمتها المخمسة : العليائية [كذا ولعلّها : العلبائية].
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، فقد تقرأ : خراح ، أو : جراح، والصحيح ما أثبتناه.

الأسدي (1) وكان يفضل علياً (علیه السلام) على النبي عليه وآله السلام (2).

ص: 358


1- كذا في نسختي الأصل ، والظاهر وقوع التصحيف في اسمه هنا، حيث جاء اسمه في الملل والنحل للشهرستاني : العلباء بن ذراع الدوسي، وقال قوم: هو الأسدي، وفي نسخة : دراع الأسدي، أو العليا بن دراع الدوسي، وقيل : عليان بن أبي ذراع.
2- راجع عنهم : خطط الشام 175/1 ، و 353/2، الفصل لابن حزم 142/4، وصفحة : 186 ، المقالات والفرق : 56 ، و 59 ، و 63 ، و 190 ، معجم الفرق الإسلامية : 173 وصفحة : 175 (علبائية ) ، نفائس الفنون 278/20 (من فرق الغلاة) ، فرق الشيعة : 196 و 199 و 201، فرهنگ معین 120/5 ، الملل والنحل للشهرستاني 175/1 – 176، الملل والنحل للبغدادي : 156.. وغيرها. ولاحظ في أحوال بشار الشعيري: رجال الكشي 701/2 - 704 [وفي اختيار معرفة الرجال : 398 - 401] ، وعنه في بحار الأنوار 304/25 - 308 (باب 9) حدیث 71 ، وحديث 73 ، وحديث 75. وجاء فيه أنه : شيطان بن شيطان، كما في رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال ) : 400 حديث 745، وعنه في بحار الأنوار 306/25 - 307 (باب 10) حدیث 72. وقوله (علیه السلام) : «أخرج عنّي لعنك الله..» ، كما في بحار الأنوار 307/25 (باب 10) حدیث 73. وكذا راجع ما جاء في مقباس الهداية وهامشها 362/2 - 364 [الطبعة المحققة الأُولى] عن عدة مصادر. وقال الكشي (رحمه الله) في اختيار معرفة الرجال : 479 - 480 ذیل حدیث 907: وزعمت هذه الفرقة [البشيرية] والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب : إن كل من انتسب إلى أنه من آل محمّد فهو مبطل في نسبه ، مفتر على الله كاذب.. ثم تعرّض لمذهب الخطابية ، العلياوية.

[ومنهم :] المخمسية (1) ؛ [وهم] الذين زعموا : أنّ محمداً ، وعلياً ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين [صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين] خمستهم شيء واحد ، فالروح حالة (2) فيهم بالسوية ، لا فضل لواحد على الآخر (3).

ص: 359


1- كذا ؛ والظاهر : المخمسة. أقول : المخمسة ؛ هم من فرق الغلاة، أصحاب أبي الخطاب ، وقولهم : إنّ الله عزّ اسمه وجل هو محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ، وإنه كان في خمسة أشباح وخمسة صور مختلفة، في صورة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين [صلوات الله عليهم]، وزعموا أن أربعة من هؤلاء الخمسة تلتبس لا حقيقة لها؛ والمعنى شخص محمد (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) وصورته ، ولهم عقائد سخيفة أُخرى جداً، لاحظها في مظانها. وهناك مخمسة أُخرى من غلاة الشيعة ، قالوا : إنّ سلمان، والمقداد، وأبو ذر ، وعمرو ابن أمية الضمري مكلّفون وموكلون من قبل الله بإدارة مصالح العالم، وسلمان رئيسهم، وقد سلف الحديث عنهم.
2- الكلمة قد تقرأ في نسختي الأصل : حيالة.
3- كما أشار إلى عقيدتهم الكفرية هذه : الآمدي في أبكار الأفكار 57/5، والشهرستاني في الملل والنحل 1 /207 [174 - 175].. وغيرها في غيرها. وانظر عنهم : المقالات والفرق : 56 - 59 ، و 60 ، و 63 ، و 192 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 458 ، معجم الفرق الإسلامية : 218 (من غلات الخطابية)، فرهنگ فرق اسلامي (فارسي) : 400 ، وترجمة فرق الشيعة : 29 و 195 ، و 209 ، و 213 ، وكذا ما جاء في مقباس الهداية وهامشه 361/2 - 362 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن جملة مصادر ، وكذا في مستدركه 255/6. ولاحظ : اختيار معرفة الرجال : 400 - 401 [وفي الطبعة المحشاة 286/2] حديث 746، ورجال ابن داود : 480 برقم 318 في ترجمة : علي بن أحمد أبو القاسم الكوفي، وذكر هذا غير واحد منهم : الزركلي في الأعلام 57/5 في ترجمة أبي القاسم الكوفي علي بن أحمد العلوي ، قال : من غلاة الشيعة من أهل الكوفة كان من بدايته على طريقة الإمامية.. وعلى كلّ فهو من شيوخهم، وجاء في رجال ابن داود : 259، وطرائف المقال 243/2.. وغيرهما.

[ومنهم :] العمّيّة ؛ [وهم] أصحاب إسماعيل بن علي البصري العمّي [قالوا:] إن الأئمة جميعهم أمير المؤمنين ، فمتى رأينا الأول فقد رأينا الآخر (1).

[ومنهم :] الغرابية (2) ؛ [وهم المنسوبون] إلى رجل قال : كان [علي (علیه السلام)] أشبه الناس بالنبي من الغراب [بالغراب ! والذباب بالذباب !] فغلط جبرئيل ؛ حيث بُعِثَ إلى علي (علیه السلام) (3) ، وأدىٰ الوَحْي..

ص: 360


1- لم أحصل على مصادر لهذه الفرقة لو صح ضبط الكلمة، ولعلّها مصحفة، كما لم أعرف لإسماعيل هذا ترجمة.
2- عدّها الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 31 [طبعة ليدن] ، أحد الفرق التسعة للغالية التي هي من فرق الشيعة الخمسة.. ثم ذكر بعض ما ذكر هنا، ولاحظ : الفصل في الملل والنحل لابن حزم 183/4. وقيل : هم فرقة من الغلاة الخطابية.
3- وبمثل هذا ذكر الآمدي في أبكار الأفكار 57/5 ، والقاضي الجرجاني في شرح المواقف : 387 ، وزاد : قال شاعرهم : (غلط الأمين فجازها عن حيدره ! ). لاحظ : خطط الشام لمحمد كرد علي 3 / ج 5 / 252.. وغيره.

إلى محمد (عليه وآله السلام) (1) [لأنه كان يشبهه] ، وهم : الجناحية (2).

ص: 361


1- انظر عنهم : بيان الأديان : 27 و 530 [تحقيق هاشم رضي]، کشاف اصطلاحات الفنون 1089/2 ، معارف ابن قتيبة : 623 ، الفرق بين الفرق : 152 و 250 ، الحور العين 155 ، ترجمة فرق الشيعة نوبختي : 210 (وقيل : إنّ الغرابية والذبابية فرقة واحدة)، وكذا في خطط الشام للمقريزي 353/2، موسوعة الفرق الإسلامية : 397 - 398 ، تبصرة العوام: 171 ، الملل والنحل للحميري : 25.. وغيرها.
2- قال البغدادي في الفرق بين الفرق : 263 [وفي طبعة: 221]، عن الجناحية : هؤلاء أتباع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قيل : إنّ عبد الله هذا زعم أنّه الربّ واستحلوا المحارم وأسقطوا وجوب العبادات، وزعم أتباعه أنّه حيّ بعد أن قتله أبو مسلم الخراساني.. وانظر بعض عقائدهم في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 386 ، وكذا ما جاء في شرح المواقف للإيجي 4 / ج 7 / 386.. وغيره. ويقال لهم : الريشية - أيضاً - قالوا بلعن صاحب الريش ؛ يعنون جبرئيل (علیه السلام)؛ لأنّه غلط ، كما يلعنون صاحب الرسالة.. لعنة الله عليهم وعلى أتباعهم ومن قال بمقالتهم. وقيل : إنّما قيل لهم الجناحية حيث هم أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين، والظاهر تعددهما ، فراجع. وعلى كلّ ؛ فهم والغرابية والريشية.. وأشباه ذلك متغايرون لا أنهم فرقة واحدة. راجع عنهم : القاموس الإسلامي 638/1 ، کشاف اصطلاحات الفنون 192/1 و 273 ، شرح المواقف 484/3 ، الفرق بين الفرق : 23 و 245 و 255 و 272 - 273، خطط الشام للمقريزي 353/2 و 176/4 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 195 - 196 ، مقالات الإسلاميين 67/1 ، الملل والنحل للزيدي : 25 ، معجم الفرق الإسلامية : 84، المقالات والفرق : 39 و 40 و 42 و 48 و 178 ، مقاتل الطالبيين : 161 - 169 ، كامل ابن الأثير 324/5 و 327 و 370 و 373.. وغيرها. ولاحظ : مقباس الھداية وهامشه 396/2 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر.

[ومنهم :] المغيرية (1) ؛ [وهم المنسوبون] للمغيرة بن سعيد [العجلي]

ص: 362


1- وقد عدّت هذه الفرقة من الفرق الثلاثة عشر للمشبهة ، كما هي عند الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 27.. وغيره. وعلى كل ؛ فإنّ المغيرية ؛ نسبة إلى أبي عبد الله المغيرة بن سعيد العجلي الكوفي (المتوفى سنة 119 ھ ) ، من فرق الغلاة. وقيل : يسمون هؤلاء ب-: البترية. وقيل : هم من البترية الزيدية. وقيل : إنه يقول بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن ، بعد الإمام الباقر (علیه السلام)، ثم ادعى الإمامة لنفسه ، ثم النبوة واستحلّ المحارم، وغلى في حق أمير المؤمنين (علیه السلام). وقد قيل : إنّهم والتبرية والأبترية واحدة. وقيل بتغايرهما ، وهو الحق، وقد اختلف أصحاب المغيرة بعده ؛ فمنهم من قال بانتظاره ورجعته، ومنهم من قال بانتظار إمامة محمد. ولاحظ ما جاء في بيان العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 250/46 - 251 (باب 16) ذیل حدیث 43 ، و 16/59 - 17 ذيل الفائدة الثالثة. وراجع : الحيوان للجاحظ 322/4 ، والملل والنحل للشهرستاني 1/ ج 130/2.. وعبّر عنهم البغدادي في الفرق بين الفرق : 253 - 257 ب-: المحمدية وقد قال المغيرة بإمامة الباقر (علیه السلام) ثم غلا فيه ، وقال بالهيته ! وقد قال فيه : انتظروه فإنه يرجع.. إلى آخر أقوالهم السخيفة. ويظهر من رواية أوردها النعماني في كتابه الغيبة : 235 : إنّ بعض المغيرية كان يزعم أنّ محمد بن عبد الله بن الحسن هو القائم لكون اسمه اسم رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) واسم أبيه اسم أب النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم). راجع كمال الدين 106/1 ، والصراط المستقيم 182/2 ، وكشف الغمة 355/2.. وغيرها.

الكوفي مولى بجيلة ، وكان يقول : لو شاء عليٌّ لأحيى عاداً وثموداً ! صلبه خالد ابن عبد الله (1) بواسط عند قنطرة الأسي (2).

ص: 363


1- في نسختي الأصل : عبد الله بن خالد ، وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه.
2- كذا في نسختي الأصل، وهي كلمة مشوشة، وفي المعارف لابن قتيبة : 623، والعقد الفريد 2/ 231 [2/ 246] : قنطرة العاشر. انظر أقوالهم السخيفة وما جاء عنهم في : كشاف اصطلاحات الفنون 1092/2، الملل والنحل للشهرستاني 176/1 ، فرق الشيعة للنوبختي : 46 و 59 و 63 - 66 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 94/7 ، خطط الشام للمقريزي 349/2 - 353، نفائس الفنون 278/2، تبصرة العوام : 170 و 777 ، مقالات الإسلاميين 68/1 و 95 ، الملل والنحل للزيدي : 9 و 25 ، الفرق بين الفرق : 22 ، و 58 ، و 165 ، و 170 ، و 174، و177، و178، و 226 ، و 238 ، و 240 ، و 322، و 388.. وعدّهم من غلاة فرق الشيعة، والمقالات والفرق : 77 و 184 ، تعليقة الوحيد البهبهاني (رحمه الله) على منهج المقال : 340 - 341 [الطبعة الحجرية] ، تاريخ الطبري 1619/2 ، ميزان الاعتدال 191/3، موسوعة الفرق الإسلامية : 481 - 482 ، الحور العين : 168 ، معجم الفرق الإسلامية : 232 ، التبصير : 109 ، الكامل لابن الأثير 207/5 وغيرها. ولاحظ ما جاء في مقباس الهداية وهامشه 372/2 - 374 نقلاً عن عدة مصادر.

[ومنهم :] الأميرية (1) ؛

[وهم القائلون :] إنّ علياً (علیه السلام) شريك محمد [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] في النبوة (2).

[ومنهم : الرجعية :] (3)

[قالوا :] إنّ عليّاً وأصحابه يرجعون إلى الدنيا وينتقمون من أعدائهم.

ص: 364


1- ويقال لهم : الأمرية - أيضاً - وهو مذهب يشابه مذهب : الشريكية، في أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) كان شريكاً لرسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) نظير هارون وموسى (علیهما السلام) بنص الكتاب ، وهذا بحديث المنزلة المتواتر نقلاً.
2- انظر عنهم : خطط الشام للمقريزي 354/2، ، معجم الفرق الإسلامية : 44 ، هفتاد و سه ملت (فارسي) : 61 ، تحفة اثنى عشرية : 12 ، دبستان مذاهب 83/2، عن موسوعة الفرق الإسلامية : 130.. وغيرها.
3- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة ، وما أثبتنا بين المعكوفين هو المتعين. أقول : هم من غلاة الشيعة ، يقولون برجعة علي (علیه السلام)، معتقدين أن صوت الرعد ھو صوته ! وإنّ البرق اللامع هو من نار حوافر جواده ! وهذا لا ينافي اعتقاد الإمامية برجعة بعض الأئمة خاصة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) والإمام الحسين (علیه السلام) وكذا بعض الصالحين لأخذ الثار ، و.. وهم نظير : السبئية التي ذهبت إلى أن البرق صوت علي (علیه السلام) والرعد سوطه ! بل ذكر الفيّاض في تاريخ الإمامية : 101 : إنّ ابن الجوزي يطلق على الغلاة القائلين بالرجعة المنسوبة لابن سبأ اسم : الرجعية. راجع : تلبيس إبليس لابن الجوزي: 32 [وفي طبعة: 22].

[ومنهم :] الغمامية (1) ؛

[قالوا :] إنّه ينزل كل وقت في غمام (2).

[ومنهم :] المفوّضة (3) ؛ :

[وهم قد] اعترفوا بحدوث الأئمة وأفاضوا التخليق والترزيق إليهم ،

ص: 365


1- ذكر الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين : 336 : إن الغمامية يقولون بأنّ عليا [علیه السلام] ينزل في الغمام في كل صيف، وإنّ الرعد صوت علي (علیه السلام).. وأفكارهم تشبه السبئية. أقول : يقال للغمامية السحابية، وكذا : ربيعة أو الربيعية، واليعقوبية، وهم فرقة من غلاة الشيعة ، وذهبوا بنزول الباري عزّ وجلّ إلى الأرض في فصل الربيع في حجاب من السحب، فيطوف في الدنيا ثم يصعد إلى السماء ! ولعلهم والسبئية أو السحابية واحد، وإن كان الكل اشترك في الحماقة والكفر ، واختلف في الاسم والرسم. انظر عن : السحابية ؛ موسوعة الفرق الإسلامية : 254 - 255 ، ومعجم الفرق الإسلامية : 121.. وغيرهما.
2- انظر عن الغمامية : مفاتيح العلوم : 22 [أُوفست لیدن : 31]، الفصل لابن حزم : 180/4، موسوعة الفرق الإسلامية : 401 ، ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 206 و 210 و 216 ، فرهنگ فرق إسلامي (مشکور ) (فارسي): 347.. وغيرها.
3- المفوضة ؛ ويقال لها : المفوضية كما تقرأ في نسخة (ألف) هكذا - فرق متعددة، عدت بعضها من غلاة الشيعة مطلقاً، وفي ذلك كلام راجعه في مقباس الهداية 376/2 - 382 [الطبعة المحققة الأولى] ، كما وهناك معنى آخر للمفوضة ذكره السيد المرتضى طاب ثراه في الفصول المختارة : 314 ، فقال : المنكرة لوفاة أبي عبد الله (علیه السلام) الدافعة لقتله..

ودعواهم : أنّ الله تفرّد بخلقهم خاصه ، وفوّض إليهم خلق العالم بما فيه ، وجميع الأفعال التي تظهر من الحيوان والجماد (1).

وممن أظهر ذلك : فارس بن ماهَوَيْه ، وهم الدافعة (2) لقتل الحسين (علیه السلام) المنكرة لوفاته (3).

ص: 366


1- قيل : شعب المفوضة كثيرة ، وفرقة متعددة، وقد قيل : عشرون فرقة ، كما في مشارق أنوار اليقين : 335 ، ويقال لها أيضاً : مذهب السلف مقابل الخلف، ومذهب المتوسطين. ولهم أقوال شاذة وعقائد منحرفة ، ومشهور قولهم هو : أنّ مشيئة الله سبحانه وتعالى غير متعلقة بأفعال العباد، وهم قائلون بالجبر ونفي القدر. وقيل : أنهم زعموا أنّ الله تبارك وتعالى فوّض خلق العالم وتدبيره لرسوله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) و علي (علیه السلام) والأئمة فخلقوا الأرضين والسماوات. وانظر بعض أقوالهم ومعتقداتهم في الاعتقادات للشيخ الصدوق (رحمه الله) : 75 - 76، وأوائل المقالات للشيخ المفيد : 213 [الطبعة الأولى : 67]، واعتقادات الشيخ المفيد (رحمه الله) : 101.. وغيرها، وقد جاءت في بحار الأنوار 344/25 - 345 (باب 10) ذیل حدیث 25.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : الدانعة، ولا معنى لها ، كما لا يعرف ما نسبه لهم من القول بعدم شهادة سيد الشهداء (علیه السلام).
3- راجع عنهم : الفرق بين الفرق : 170 ، و 182 ، و 240 ، و 251 [وفي طبعة: 238] و 397.. وموارد أُخر ، مقالات الإسلاميين 86/1، عمدة القاري للعيني 10 / ج 19 /143 ، و 188 - 200 ، النقض للرازي 540/1 ، كشاف اصطلاحات الفنون 1128/2 ، دائرة المعارف الإسلامية 322/1 ، المقالات والفرق : 60، و 192، و238، الفرق المفترقة : 251 ، تبصرة العوام : 76 و 176 ، دائرة المعارف فؤاد 322/1، خطط المقريزي 351/2 الملل والنحل للحميري : 26 ، معجم الفرق الإسلامية : 235 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 484.. وغيرها من كتب العامة. و راجع : كتاب الدلالات ، نصوص المفوضين ، الصادر من مركز المصطفى (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم). وجاء في كتب الخاصة ؛ كما في تصحيح الاعتقاد : 64 ، ومنهج المقال : 298 [الطبعة الحجرية] تعليقة الوحيد البهبهاني (رحمه الله) على منهج المقال : 8 (الهامش ) [وفي الطبعة المحققة من منهج المقال 130/1 - 132] ، وصفحة : 410، وذيل رجال الخاقاني : 39، وتوضيح المقال : 46 ، وكذا في بحار الأنوار 328/25(باب 10 في بيان التفويض ومعانيه ) حديث 1 ، وصفحة : 347 - 350 (باب 10) في بيانه (رحمه الله) عن جملة مصادر ، ومجمع البحرين 438/2 (مادة فوض ).. وغيرها. وراجع : مقباس الهداية وهامشها 376/2 - 383 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن جملة مصادر ، كما وقد ذكر أقسامها ومعانيها.

[ومنهم :] الخطابية (1) ؛ [المنسوبون] لأبي الخطاب [محمد بن] مقلاص

ص: 367


1- أقول : الخطابية ؛ منسوبة إلى : أبي الخطاب محمد بن وهب الأسدي الأجدع. وقيل : محمد بن مقلاص بن راشد المنقري البزاز البراد الكوفي أبو إسماعيل أو أبو طالب. وقيل : هم أصحاب أبي الخطّاب (لا خطاب ) الأسدي، كما صرح بذلك في كشاف اصطلاحات الفنون 178/2 ، وشرح المواقف 184/2 - 185.. وغيرهما. قال العلّامة المامقاني (رحمه الله) في مقباس الهداية 356/2 [الطبعة المحققة الأُولى]: يظهر للخطابية إطلاقان : أحدهما: المنسوبون إلى محمد بن وهب، والآخر : المنسوبون إلى أبي الخطاب، وفيهم ورد لعن كثير.

البراد الأجدع الأسدي (1) ، وكان يأمر أصحابه أن يشهدوا على من خالفهم ويبيح أموالهم ، وكان يقول بإلهية جعفر الصادق ! [صلوات الله وسلامه عليه وآله] (2).

ص: 368


1- وهو : محمد بن أبي زينب الأسدي بالولاء ، ويقال له : أبي الخطاب الكاهلي، كما يقال له : أبو الخطاب الأسدي. وقد لعنه الإمام الصادق (علیه السلام) هو وأصحابه، وهم قائلون بالهية الإمام الصادق (علیه السلام) ! وإلهية آبائه ! وهم فرق عديدة. وقد ادعى النبوة، ثم الرسالة ، ثم ادعى أنّه من الملائكة، ثم الحجة على كل الأرض ! وهم يستعملون الكذب ، كما قاله الخطيب في الكفاية في علم الرواية : 126، وشرح مسلم للنووي 60/1 ، و 248/9.. وغيرهما.
2- انظر: اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) : 224 حديث 401، وصفحة : 290 - 291 حدیث 509 - 511 ، و 516 - 526 ، و 531 ، و 544 - 545 ، و 588.. وراجع عنهم : تبصرة العوام : 170 - 171 و 177 ، فرق الشيعة : 42 ، و 43، و 47 ، و 69، و 70، و 71 ، المقالات والفرق : 50 ، و 56 ، و 81 ، و 85 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 234 - 235 ، الملل والنحل 179/1 [159/1] ، الحور العين : 166 ، كشاف اصطلاحات الفنون 430/1 ، شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 339 و 386، شرح المواقف للإيجي 386/4، عيون الأخبار لابن قتيبة 145/2 ، الفرق بين الفرق : 23، و 151 ، و 165 ، و 170 ، و 180 ، و 182 ، و 226 ، و 247 ، و 255، و 271، و 273، [265 - 267].. وغيرها ، دائرة المعارف لفريد وجدي 720/3، دائرة المعارف الإسلامية 368/8 ، القاموس الإسلامي 279/2 ، المعارف لابن قتيبة : 623 ، مقالات الإسلاميين 75/1 ، الخطط للمقريزي 352/2 معجم الفرق الإسلامية : 110 ، نقلاً عن مقباس الهداية وهامشه 355/2 - 357 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيره وغيرها.

[ومنهم :] المتربصية (1) ؛

الذين ينصبون إليه الأمر ، ويقولون : مهدي هذه الأمة (2).

[ومنهم :] المنصورية ؛

[المنسوبون لأبي] المنصور العجلي (3).

ص: 369


1- ويقال للمتربصية : المترابصية.. أي المنتظرون لخروج الحجة (علیه السلام) المتربصون له ، وكانوا يختارون في هذا الانتظار شخصاً واحداً لولاية الأمر في كل عصر ، ويزعمون أنّه المهدي.. ويجيز هؤلاء الخروج على ملوك المسلمين ولا يحرمونه.. وقيل هم من فرق الجهمية.
2- انظر عنهم : خطط الشام للمقريزي 108/4 ، معرفة المذاهب : 8 تلبيس إبليس : 22، بيان الأديان : 84 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 446.. وغيرها.
3- أقول : هناك خلط بين فرق ثلاثة هي : المنصورية ، ويقال لها : العجلية، كما يقال لها : الكسفية، واختلف هل هي واحدة أم اثنان أم ثلاثة.. إذ قيل إنّ العجلية من فرق الخطابية ، وكلاهما من الغلاة، كما في الملل والنحل 17/1. كما وعدوا بعضها من مشبهة الشيعة، وذهب الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 31 [أُوفست ليدن] إلى أنّها أحد الفرق التسعة الغالية، التي هي فرقة من فرق الشيعة الخمسة عندهم. هذا ؛ ولهم عقائد عجيبة، وأفكار سخيفة.. ساقهم لها شيطانهم ووسوستها لهم أنفسهم ؛ لابتعادهم عن الصراط المستقيم وبيت الوحي والرسالة (علیهم السلام).

[ومنهم :] الكشف ؛ وسمّي : كسفاً (1) ؛ لأنّه قال : «وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ» (2) وهو في السحاب (3).

ص: 370


1- كذا، ولعلّه : الكسف ، وسمي : كسفاً ، ومن هنا جاءت تسمية هذه الفرقة ب-: الكسفیة أيضاً ، وقد تقرأ : الكشفية. وراجع : الفصل في الملل والأهواء والنحل 185/4. أقول : الحق إنما ذكره الشهرستاني في الملل والنحل 158/1: من أنّ أبي منصور زعم أن علياً (علیه السلام) هو الكسف الساقط من السماء. وراجع : أبكار الأفكار 55/5 الفرق بين الفرق : 261، فرق الشيعة للنوبختي : 38.. وغيرهما.
2- سورة الطور (52): 44.
3- هذا ؛ وقال : الكسف من الآية الكريمة هو بعد ذلك حيث زعموا أنه عرج إلى السماء ومسح الله رأسه بيده ، وقال : يا بني ! اذهب فبلّغ عني.. ! كما في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 386، والفرق بين الفرق : 207.. وغيرهما. وقد استحلوا خنق مخالفيهم كما في عيون الأخبار لابن قتيبة 147/2، والفرق بين الفرق : 222.. وغيرهما. انظر عنهم و وعنها : بيان الأديان : 27 و 529 [تحقیق رضي]، الملل والنحل للشهرستاني 178/1 ، نفائس الفنون 279/2 ، تبصرة العوام : 170 ، الحور العين : 168 - 169 ، مفاتيح العلوم للخوارزمي: 31 [أوفست ليدن] ، فرق الشيعة : 38 - 39 [طبعة النجف الأشرف ، وفي طبعة: 43] ، المقالات والفرق : 47 و 48 و 188 ، مشارق الأنوار: 211، موسوعة الفرق الإسلامية : 487 - 488 ، كشاف اصطلاحات الفنون 1385/2 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 259/10، المعارف لابن قتيبة : 623.. وغيرها.

قال الشاعر (1) : [من الوافر]

[بَرِئتُ مِن الخَوَارِج لَسْتُ مِنهُمْ *** من الغزال منهم وابن باب] (2)

وَمِنْ قَومٍ إِذَا ذَكَرُوا عَلياً *** يَردُّونَ السَّلام على السَّحابِ

[ومنهم :] الطيارية (3) والعبدلية (4) ؛ نسبوا إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله

ص: 371


1- جاء البيت منسوباً لإسحاق بن سويد العدوي في البيان والتبيين للجاحظ 43/1، وكذا في الفرق بين الفرق: 117.. وغيرهما، كما وقد نسب إلى الأصمعي ، كما في الكامل للمبرد 162/2، وقد جاء منسوباً إلى شاعر مجهول في الحور العين: 154، ومقالات الإسلاميين : 16 ، وتبصرة العوام : 168.. وغيرها.
2- البيت مزيد من المصادر ، ولا يتمّ المعنى واللفظ إلا به.
3- الطيارية أو الطيارة ؛ نسبة إلى جعفر الطيار رضوان الله عليه ، من فرق الغلاة ، قالوا بالتناسخ والرجعة ، وإنّ روح القدس كانت في رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، ثم انتقلت إلى الأئمة (علیهم السلام) واحداً بعد واحد. انظر عنهم : فرهنگ فرق إسلامي : 327 ، مفاتيح العلوم : 22 [طبعة أوفست ليدن: 31] ، معجم الفرق الإسلامية : 164 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 381، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي ) : 323 - 325 حديث 588 ، وصفحة : 363 - 364 حديث 673 ، وصفحة : 407 - 408 حديث 766.. وغيرها. راجع : مقباس الهداية وهامشه 396/2 [الطبعة المحققة الأولى] نقلاً عن عدة مصادر.. وغيرها.
4- لم نعثر على فرقة بهذا الاسم في مصادر الفرق والمذاهب ، لكن هناك فرقة بعنوان : العبيدية، وهم من فرق الخوارج من أصحاب عبيد المكبت ، وقد عدّها في نفائس الفنون 275/2 من فرق المرجئة، وهؤلاء لا ربط لهم بما جاء في المتن. راجع عن العبيدية : الملل والنحل 140/1 ، کشاف اصطلاحات الفنون 949/2، نفائس الفنون 275/2 ، الفرق بين الفرق : 20 ، المقالات والفرق : 10 و 145 ، فرهنگ فرق إسلامي : 331 (عبدلية ) ، عن مقباس الهداية وهامشها 390/2 - 391 [الطبعة المحققة الأولى].. وغيرها. نعم ؛ هناك فرقة بهذا الاسم يقرّون لأمير المؤمنين (علیه السلام) بالإلهية ! ويعدون من الغلاة.

ابن جعفر الطيار (1).

[ومنهم :] السلمانية (2) ؛ [وهم] من قال بنبوة سلمان أو بإلهيته ! وتأوّل قوله :

ص: 372


1- مات في شهر رجب من سنة 183 ھ، وهو أبو معاوية... الهاشمي الكوفي المعروف ب-: الطائي، عرف بسوء السيرة والسريرة ، رموه بالزندقة وسفك الدماء. أمر أبو مسلم بقتله خنقاً بعد أن سجنه بهراة (سنة 129 ھ، وقيل : سنة 130 ھ ). أقول : هناك فرقة تنسب إليه تدعى ب-: المعاورية والجناحية ؛ نسبة له أو لجده جعفر ذي الجناحين ، كانوا يعتقدون أنه حي لم يمت ! راجع عنهم : مقاتل الطالبيين : 16، الأغاني 68/11، ذكر أخبار إصبهان 42/2، المقالات والفرق : 39، 42، 44 ، 178 ، فرق الشيعة : 32، 34 - 35، 39، الفخري في أنساب الطالبين : 192، المجدي في أنساب الطالبين : 297، مقالات الإسلاميين 67/1، الفرق بين الفرق : 15 ، المعارف لابن قتيبة : 90 ، الملل والنحل 26/1 ، طبقات المحدثين 422/1، وغيرها.
2- السلمانية ؛ نسبت نفسها إلى سلمان الفارسي رضوان الله عليه، وقد تشبثت به رضوان الله عليه أكثر من فرقة، ولم تتضح لنا أفكارهم بعد، وقد أطلقت عليه رضوان الله عليه النصيرية : الأقنوم الثالث، مقابل أمير المؤمنين (علیه السلام): الأقنوم الأوّل، ورسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) : الأقنوم الثاني ! وراجع عن السلمانية : الملل والنحل للبغدادي : 134 ، معرفة المذاهب : 11، مقالات الإسلاميين 13/1 مذاهب الإسلاميين 69/2 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 494 ، خطط الشام 353/2 ، المقالات والفرق : 52، 57، 59، 61، نفائس الفنون 278/2 ، معجم الفرق الإسلامية : 242 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 281 - 286.. وغيرها.

«وَسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ..» (1) أنّه إنما كانت الكتابة في المصحف بلا ألف (2) ، وهو سلمان (3).

[ومنهم :] البزيعية (4) ؛

ص: 373


1- سورة الزخرف (43) : 45.
2- أي : وسلمان أرسلنا من قبلك.. أي ادعوا أن قوله تعالى : ﴿ «وَسْئَلْ مَنْ.. ) ، كما في المصحف : وسلمن.. وهو سلمان.
3- انظر عنهم : مقالات الإسلاميين 13/1 ، المقالات والفرق : 52 و 57 و 59 و 61 ، معجم الفرق الإسلامية : 135 ، ترجمة فرق الشيعة : 207، موسوعة فرق الإسلامية : 281 - 286 ، فرهنگ فرق إسلامي (مشكور) : 232 - 234 (فارسي).. وغيرها.
4- كذا ؛ والمشهور ، بل الصواب : البزيغية. وقد عدّت البزيعية ، من فرق الزيدية، ويقال لها : البزيغية.. ومنشأ الاختلاف في كون رأسهم هل هو بزيع أو بزيغ.. وقيل : إنّها من فرق الصالحية. وقيل : من الخطابية. وقيل : من الفرق التسعة الغالية التي هي من الفرق الخمسة للشيعة ، كما في مفاتيح العلوم للخوارزمي: 31. ولعلّ ما هنا غير هذه الفرق.

[نسبة إلى] البزيع (1) بن يوسف (2) ، وكان يلبّي ويقول : يا جعفر ! لبيك ، وكان أحل المحارم (3) !

ص: 374


1- في نسختي الأصل : البريعية : البريع.. والظاهر : لبزيغ.
2- كذا، والظاهر: بزيع بن موسى الحائك الكوفي ، وفي مفاتيح العلوم : 42 [طبعة دار المناهل] ، وبيان الأديان : 52 إنّ اسمه : بزيع بن يونس، وفي مقالات الإسلاميين إنّه : بزيع بن موسى، وعد نفسه رسولاً عن الصادق (علیه السلام) ! بعد تأليهه له ! بل زعم بزيغ كما قاله الشهرستاني في الملل والنحل 16/2 - إنّ من أصحابه من هو أفضل من جبرئيل وميكائيل..!
3- انظر عنهم : مقالات الإسلاميين 77/1 وعدّهم من غلاة الشيعة ، بيان الأديان : 27 و 36 و 530 ، فرق الشيعة : 29 ، خطط المقريزي 352/2 ، الفرق بين الفرق : 284 ، المقالات والفرق : 52 و 54 - 55 و 189 ، مفاتيح العلوم : 31 [أُوفست ليدن]، الملل والنحل للشهرستاني : 160 ، معجم الفرق الإسلامية : 55 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 154 - 155.. وغيرها. وكذا لاحظ ما جاء في تعليقة الوحيد البهبهاني (رحمه الله) على منهج المقال : 411 [الطبعة الحجرية]، وتوضيح المقال : 44، وريحانة الأدب 160/1، و258، وكذا لاحظ ما جاء في مقباس الهداية للمامقاني (رحمه الله) وهامشه 357/2 - 358 [الطبعة المحققة الأُولى] نقلاً عن عدة مصادر.

[ومنهم :] اليعفورية (1) ؛ [وهم المنسوبون] لمحمد بن يعفور (2).

ص: 375


1- في نسختي الأصل : اليغفورية. أقول : جاء العنوان كذلك في مفاتيح العلوم للخوارزمي : 31، وعدهم من الفرق التسعة الغالية التي هي من الفرق الخمسة للشيعة ، والظاهر أنهم : اليعقوبية التي ھي فرقة من الغلاة، وأصحاب محمد بن يعقوب (لا يعفور ) ، وقالوا : ولد علي (علیه السلام) بين السحاب، كما في بيان الأديان : 158 ، وإلا فإنّ هناك عدة فرق بهذا الاسم من اليعفورية أصحاب سليمان الأقطع المعاصر لهشام بن الحكم، وهم من فرق الإمامية ، لهم مقالات خاصة منحرفة كما في اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي ) : 265 - 266 حدیث 479 ، ومقالات الإسلاميين : 49.. وغيرهما. وهناك يعفورية ؛ أتباع عبد الله بن أبي يعفور ، ذكرهم الأشعري في مقالات الإسلاميين 116/1 ، والمقالات والفرق : 227.. وغيرهما. كما وإنّ هناك فرقة بهذا الاسم (اليعفورية ) ؛ تعدّ من شيعة يعفور الخزار، كما جاء في معجم الفرق الإسلامية : 273. وأيضاً هناك فرقة باسم : يعقوبية ؛ من الزيدية أتباع يعقوب بن عدي، الذين أنكروا الرجعة ، ولم يؤمنوا بها ولم يتبرؤا ممّن أقرّ بها. راجع عنهم : مقالات الإسلاميين للأشعري 140/1 - 145. كما وتوجد فرقة باسم : اليعقوبية، تعد من فرق الزيدية، وأُخرى من فرق الواقفة، وثالثة من الخوارج.. ولا غرض لنا بها.
2- لم أجد ترجمة للمعنون في مجاميعنا وكتب العامة ممن هو صاحب مذهب ، فراجع. قيل : إنّ ابن المفضل [ابن المقعد] ألف للخليفة المهدي العباسي كتاباً في الفرق، اخترع فيه فرقاً من عند نفسه ونسبها لأولئك الذين يريد المهدي أن يتتبعهم ويقضي عليهم مع أنّهم لم يكونوا بأصحاب فرق أصلاً؛ كزرارة ، وعمار الساباطي، وابن أبي يعفور و.. فاخترع فرقة فسماها : الزرارية ؛ نسبة لزرارة، وفرقة سماها العمارية ؛ نسبة لعمار، وفرقة سماها اليعفورية، وأخرى سمّاها : الجواليقية، وأصحاب سليمان الأقطع.. وهكذا، كما في رجال الكشي : 27 [الطبعة الأولى، وفي اختيار معرفة الرجال : 265 - 266 حديث 479]. وراجع : بحار الأنوار 195/48 - 196 (باب 42) حديث 3، وتنقيح المقال 26/3 [الطبعة الحجرية] في ترجمة : هشام بن الحكم.. وغيرهما، وهذه فائدة عامة تنفع في غالب هذه الفرق المنسوبة ، فتدبّر.

[ومنهم :] النهدية (1) ؛

[وهم المنسوبون] لناهدة.

[ومنهم :] المعمّرية (2) ؛

ص: 376


1- النهدية ؛ لهم أقوال شاذة وعقائد فاسدة كثيرة - عدا ما ذكره المصنّف طاب ثراه - منها : القول بقدم العالم وما فيه من السماوات والأرض.. وغيرهما. انظر عنهم : معجم الفرق الإسلامية : 256 ، الفرق المفترقة : 98 ، وموسوعة الفرق الإسلامية : 514.. وغيرها.
2- المعمرية ؛ تعدّ هذه من فرق غلاة الشيعة ، كما وقد عدّت من فرق الخطابية، ودانوا بما قالوا واستحلوا المحارم وتركوا الواجبات كالصلاة..! كما وهناك معمريّة ؛ أتباع معمر بن عبد الله ، رئيس فرقة من المعتزلة بهذا الاسم وقيل : هو معمر بن عباد السلمي ، ولهم عقائدهم الخاصة. انظر عنها : الملل والنحل للشهرستاني 65/1 ، شرح المواقف للإيجي 4 /جزء 7/ 382.. وغيرهما. وقال البغدادي في الفرق بين الفرق : 166 : كان رأساً للملحدة وذنباً للقدرية.

[وهم المنسوبون] لمعمّر (1) ، قال : إنّ جعفراً هو الله - تعالى عن ذلك - إنما هو نور ، يدخل في أبدان الأوصياء فيحل فيها ، فكان ذلك النور ، ثم [حل في] جعفر ، ثم خرج منه فدخل في أبي الخطاب ، وصار أبو الخطاب من الملائكة ، فمعمّر هو الله عزّ وجلّ.. ! وأحلّ الشهوات كلّها ! (2)

[ومنهم] الأبامسلمية (3) ؛ قالوا بإمامة أبي مسلم [الخراساني]، و أنّه حي

ص: 377


1- هو : معمر بن خيثم الذي زعم أنه وصي أبي الخطاب وادعى النبوة بعده.
2- راجع عنهم : الملل والنحل 65/1 و 180 ، بيان الأديان : 26 ، فرهنگ علوم : 513، المقالات والفرق : 53 - 54 ، فرق الشيعة للنوبختي : 43 - 45 ، کشاف اصطلاحات الفنون 963/2 ، الفرق بين الفرق : 248 ، الحور العين : 167 و 253 و 259، نفائس الفنون 270/2 ، التبصرة : 52 ، خطط الشام 347/2 و 351 - 352 ، مقالات الإسلاميين 77/1 (وعدّها من غلاة الشيعة ) ، معجم الفرق الإسلامية : 231.. وغيرها. ولاحظ : مقباس الهداية وهامشه 366/2 - 367 [الطبعة المحققة الأولى].
3- قد تقرأ في نسخة (ألف) : الأباسلمية ، والصحيح ما أثبتناه. أقول : الأبامسلمية ؛ مجموعة فرق كثيرة أكثرها من طوائف الحلولية، والإسحاقية، والراوندية، والسنباذية.. وغيرها. وكان لأبي مسلم علاقة مع الكيسانية والمغيرية ؛ لذا دخلته بعض أفكارهم، وأثرت فيه أفكار تناسخية. انظر عن عقائدهم : فرق الشيعة : 46 - 47 [طبعة النجف الأشرف]، وعدوهم من شيعة العباسية، وقالوا بالإباحات وترك الفرائض ، وقيل : إنّ منهم كان بدء الغلو في القول، وقالوا : إنّ الأئمة آلهة، كما ذكره الشهرستاني في الملل والنحل 154/1. وراجع عنهم : تبصرة العوام: 178 ، مروج الذهب للمسعودي 294/3، دائرة المعارف لفؤاد البستاني 122/5 ، كشاف اصطلاحات الفنون 78/1، الحور العين : 160 ، مقالات الإسلاميين 94/1 (وعدّها من فرق الشيعة الإمامية ) ، المعارف لابن قتيبة : 370 ، الفرق بين الفرق : 257 ، و 276 (وعدّهم من الفرق الحلولية والتناسخية ) ، المقالات والفرق للأشعري : 64 ، و 182، و 195، معجم الفرق الإسلامية : 19 ، و 224 ، الفصل في الملل والأهواء والنحل 77/1، موسوعة الفرق الإسلامية : 73 و 77 عن عدة مصادر.. وغيرها.

لم يمت ، وقالوا بالإباحات ، فسمّوا ب- : الخرمدينية (1).

[ومنهم :] الرزامية (2) : [وهم] أصحاب رزام (3) ؛ يعتقدون ولاية أبي مسلم

ص: 378


1- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، ومشوشة جداً غير منقوطة في نسخة (ألف)، وقد تقرأ بصعوبة : الحرمدهيه !! وما أُثبت من فرق الشيعة : 47 ، وقال بعده : وإلى أصلهم رجعت فرقة الخرمية.
2- الرزامية ؛ وهم من فرق الكيسانية الراوندية، غالوا في الولاء لأبي مسلم الخراسان وقالوا بحلول الله في أئمتهم ، وبعض منهم أنكروا موت أبي مسلم ، وقالوا بحلول الله فيه ! وقيل : إنّ هذه الفرقة هي الفرقة الأبومسلمية نفسها، والتي تفرّع منها فرقة المقنعة، والمبيضة.. وغيرهما ، كما وقد قيل : إنّ الأبومسلمية من فروعها.
3- في نسختي الأصل : الزرامية، أصحاب زرام.. إلى آخره، وقال الشهرستاني بأن هذه الفرقة من أتباع رجل يدعى رزام بن رزم. وهؤلاء قالوا : الإمامة بعد الإمام علي أمير المؤمنين (علیه السلام) لولده محمد بن الحنفية ، ثم ابنه : عبد الله ، ثم علي بن عبد الله بن عباس.. ثم أولاده إلى المنصور، ثم حلّ الإله في أبي مسلم ، وإنّه لم يقتل، واستحلوا المحارم، وتركوا الفرائض..! إلى آخره. كما في شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 388 ، وشرح المواقف للإيجي 4 / ج 7 / 389.. وغيرهما.

سراً ، ويقيمون على ولاية أسلافها (1).

[ومنهم :] الهريرية ؛ وهم العبّاسية الخلّص ، الذين (2) أثبتوا الإمامة بعد النبي [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] للعباس، وثبتوا على ولاية أسلافها سراً (3) ، نسبوا إلى رئيس يقال له : أبو هريرة الدمشقي [الراوندي].

ص: 379


1- انظر عنهم وعن عقائدهم : الملل والنحل للشهرستاني : 136 - 137 [153/1]، فرق الشيعة : 47 و 51 ، تاريخ الطبري 132/10 ، و 164 ، و 194 عن موسوعة الفرق الإسلامية : 255 ، بيان الأديان : 28 [تحقيق رضي] ، القاموس الإسلامي 515/2 ، مقالات الإسلاميين 94/1، خطط الشام للمقريزي 353/2 نفائس الفنون 276/2 ، الملل والنحل للزيدي : 9 و 26 ، الفرق بين الفرق 254 و 256 ، المقالات والفرق : 64 ، و 195، معجم الفرق الإسلامية : 123.. وغيرها.
2- في نسختي الأصل : الديني ، بدلاً من : الذين.
3- جملة : وثبتوا على ولاية أسلافها سرّاً.. مطموس كلاً في نسخة (ب). أقول : قد ثبتت هذه الفرقة على ولاية أسلافها الأوّل سراً، وكرهوا أن يشهدوا على أسلافهم بالكفر، وهم مع ذلك يتولون أبا مسلم ويعظمونه، كما نص عليه الأشعري في المقالات والفرق : 65.

وإنّما وضع ذلك الجاحظ تقرباً به إلى المأمون ؛ لأنه عمه وعصبته ، وحاز (1) الإمامة بالميراث ، فلمّا مات الجاحظ بطلت هذه المقالة (2).

ومنهم : الرونديّة ؛ وهم الغلاة (3).

منهم : الهاشمية ؛

وهم أصحاب أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، قالت : إنّ الإمام [عالم ، يعلم كل شيء وهو] بمنزلة النبي في جميع أُموره ، [ومن لم يعرفه

ص: 380


1- في نسختي الأصل : جاز ، ولها وجه، وما أُثبت من المصدر.
2- انظر عنهم : تبصرة العوام : 179 - 180 ، خطط الشام للمقريزي 173/4، فرق الشيعة : 47 - 48 ، المقالات والفرق : 65 و 195 (الفقرة : 130) ، معجم الفرق الإسلامية : 359، موسوعة الفرق الإسلامية : 527.. وغيرها. قال الشيخ الجليل السد آبادي (رحمه الله) في كتابه المقنع : 52 - 53 : وأظهر الجاحظ - في سنة عشرة ومائتين من الهجرة - ذكر فرقة أخرى، وسماها ب-: الراوندية، وسمّاها أيضاً العباسية ؛ تقرباً إلى المأمون ! ثم قال : وحكي عن هذه الفرقة أنّها تقول : إنّ الإمام بعد رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) العباس بن عبد المطلب... لأنّه عمّه وعصبته، و أنّه حاز الإمامة بالميراث ! ولما هلك الجاحظ في سنة خمس وخمسين ومائتين بطلت هذه المقالة، وهلك من كان يقول بها.
3- قد سلفت هذه الفرقة قريباً ، وقد فصل الحديث عن الروندية ومذهبهم الأشعري في كتابه : المقالات والفرق : 40 ، وقال في صفحة : 64: ثم إن الشيعة العباسية افترقت ثلاث فرق : وهي الروندية.. ومثله في : فرق الشيعة : 46.. فهم إذا من فرق العباسية.

لم يعرف الله وليس بمؤمن ، بل هو كافر مشرك] (1) ، وقادوا الإمامة عن أبي هاشم إلى ولد العباس.

وفرقة قالت : الإمام هو الله - تعالى عن ذلك.. ! يحيي ويميت ، وأبو مسلم نبي مرسل [يعلم الغيب ، أرسله أبو جعفر المنصور] ، وشهدوا أن المنصور هو الله عز وجل !! (2)

ص: 381


1- ما بين المعكوفين مزيد من فرق الشيعة : 51 - 52 ، وقد جاء كذلك في المقالات والفرق : 69.. وغيره.
2- هذا ما جاء في فرق الشيعة : 51 - 52 ، والمقالات والفرق : 69، بألفاظ مقاربة، مع ما أضفناه عليه.. وغيرهما. وقد افترقت شيعة أبي هاشم بعده إلى خمس فرق فرقة قالت بموته ووصيته لمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، حتى صارت إلى إبراهيم الإمام، وأخيه السفاح أوّل خلفاء العباسيين ، وقيل : الخلافة لابن أخي هاشم بعده الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية، وقالت فرقة : إنّ أبا هاشم أوصى لأخيه علي بن محمد، وھو إلى ابنه الحسن.. فالإمامة في ولد بني الحنفية. وفرقة قالت : إنّ الوصية من أبي ھاشم إلى عبد الله عمرو الكندي. وخامسة الفرق قالت بإمامة عبد الله بن معاوية بن عبد الله. راجع عنهم : المقالات والفرق : 138 و 177 ، الفرق المفترقة : 55، نفائس الفنون 276/2 ، الحور العين : 159 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 525 - 526 ، فرق الشيعة للنوبختي : 27 و 46 ، الملل والنحل للبغدادي : 134 - 135 ، الملل والنحل للشهرستاني 150/1.. وغيرها. وسيأتي الحديث عن هذه الفرقة فيما بعد.

[ومنهم :] التناسخية (1) ؛ مقالهم قد تقدّم (2).

وجميع الغلاة يرون الأشياء كلّها لهم (3) مباح- [-ة] ، وما حرم (4) عليهم إلا موالاة الأضداد.

ص: 382


1- هؤلاء فرق متعددة ولهم عقائد متفاوتة، ومنهم من قال بتناسخ الأرواح، و أنّه لا بعث ؛ فالبعث عندهم مجاز ، كما في معجم الفرق : 70 ، وأنه لا دار إلا هذه الدنيا، و أنّه يرجع الإنسان إلى هذه الدنيا بعد الموت. ولاحظ كلام الشيخ البهائي (رحمه الله) في بحار الأنوار 277/6 - 278 ، وكذا كلام الفخر الرازي فيه 52/7. كما وراجع عن التناسخية : خلاصة الأديان : 30 ، دائرة المعارف الإسلامية 486/5 - 487 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 178 - 179 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 457/8 ، و 172/10 ، نفائس الفنون 284/2 ، الملل والنحل للشهرستاني 255/2، خطط الشام 344/2 - 354 ، تبصرة العوام : 87 ، الملل والنحل للحميري : 5 ، الفرق بين الفرق : 270.. وما يليه ، المقالات والفرق للأشعري : 43 ، و 48 ، و 183 (فقرات : 87 - 98 وقد عدّها من الجناحية ) ، وكذا ما جاء في قاموس الرجال 499/1.. وغيره.
2- أشار الشهرستاني في الملل والنحل 288/1 [204/1] إلى أنّ الغلاة غالب ما شبّهوا الأئمة بالخالق ، وأنهم يرون أنّ الله قد حلّ في أبدان الآدميين.. ولقد اختار أتباع هذه العقائد لهم اسماً في كل بلد، حيث قال : ولهم ألقاب ، وبكل بلد لقب ؛ فيقال لهم بإصفهان : الخرمية ، والكوذكية ، وبالري : المزدكية ، والسنباذية، وبآذربايجان : الدقولية، وبموضع : المحمّرة ، وبماوراء النهر : المبيضة.. وقد سلف الحديث عنها مفصلاً.
3- في نسختي الأصل : لها، والصواب ما أثبتناه.
4- لا يوجد (حرّم) في نسخة (ب).

ولنا (1) : [من المتقارب]

فلا تُضْمِرَنْ فِي عُلا الأنبياءِ *** وفي الأوصياء بجهل غُلُوا (2)

ولا تَنْسَيَنَّ الذي قالَهُ : *** جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا (3)

***

ص: 383


1- البيتان قد جاءا - أيضاً - في المناقب للمصنف (رحمه الله) 264/1 [طبعة قم، وفي طبعة النجف الأشرف 226/1] ، إلّا أنّ البيت الأوّل جاء مختل وزن الصدر في طبعة قم من المناقب هكذا : [من المتقارب] فلا تدخلن في الأنبياء عليا *** وفي الأوصياء بجهل غلوّا
2- كذا في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): علوّا.
3- سورة الأنعام (6) : 112.

ص: 384

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 14] : [في الزيدية]

ص: 385

ص: 386

[فصل]

وأما الزيدية (1) ؛

هم القائلون بإمامة زيد بن علي بعد الحسين (علیه السلام)، وكل من سار بسيرته من ولد فاطمه (علیها السلام) (2) ؛

ص: 387


1- وقد عدّت الزيدية من الفرق الخمسة للشيعة.
2- راجع حول الزيدية : الملل والنحل 154/1 ، التبصرة : 185 ، فرق الشيعة للنوبختي : 46 ، الفرق بين الفرق : 21 - 22 ، الملل والنحل للبغدادي : 137 - 140 ، الملل والنحل للحميري : 7 - 30 ، مقالات الإسلاميين 129/1 [64/1 - 74]، کشاف اصطلاحات الفنون 614/1 ، نفائس الفنون 275/2 ، فرهنگ علوم : 395، مقاتل الطالبيين : 170، موسوعة الفرق الإسلامية : 266 - 270 ، تبصرة العوام : 185 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 789/4 ، دائرة المعارف الإسلامية 11/ 4 و 14 - 20 ، القاموس الإسلامي 157/3 ، الحور العين : 184 ، رجال ابن داود : 533 (عدّ منهم جماعة ) ، رجال السيد بحر العلوم 113/4 (الهامش ) ، ريحانة الأدب 142/2 ، خطط الشام 351/2 - 352، المقالات والفرق : 11 و 18 - 19 و 50 و 72 - 73 و 149 و 160، مقباس الهداية وهوامشه 347/2 - 348 [الطبعة المحققة الأُولى]، معجم الفرق الإسلامية : 127، موسوعة المورد 201/10.. وغيرها.

[وهم فرق :] (1)

[منهم :] الناصرية (2) ؛ [وهم أ] تباع لناصر الحق.

[ومنهم :] الجارودية (3) و (4) السرحوبية (5) ؛ أصحاب [أبي الجارود أو

ص: 388


1- ذكر الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 28 [أُوفست ليدن] إن الزيدية خمسة فرق ، هم : الأبترية ، الزيدية الجارودية ، الزيدية الركنية ، الزيدية الخشبية ، الصرخابية ، الزيدية الخلفية. وانظر : مقالات الإسلاميين للأشعري 133/1 ، حيث ذكر للزيدية ستة فرق.. ثم عدهم ، وكذا الحميري في الحور العين : 154 :.. وقيل : إنّ بقية فرق الزيدية قد انقرضت ولم يبق منهم إلا الجارودية. قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في أوائل المقالات : 145 ، وفي صفحة : 277 [من المجلد الرابع من مؤلفات الشيخ المفيد]: الزيدية فرقتان، فتارة يقال : بترية وغير بترية، وقد يقال : جارودية وغير جارودية. أما الجارودية أو غير البترية من فرق الزيدية فتشترك مع الإمامية.. إلى آخره. وقال ابن قدامة في المغني 2 / ج 185/20 عن غير البترية : أنّهم يكفّرون أبا بكر وعمر ، والجارودية يفسقونهما.
2- الناصرية ؛ فرقة من الزيدية أتباع أبي محمد الحسن بن علي الأطروش المعروف ب-: ناصر الحق ، والناصر الكبير (المتوفى سنة 301 ھ) ، وكان من السادات الحسينية. انظر عنه وعنهم : موسوعة الفرق الإسلامية : 495 - 496 ، فرهنگ فرق إسلامي : 435.. وغيرهما.
3- الجارودية ؛ وهم من فرق الزيدية ، ويقال لها : السرحوبية منسوبة إلى زياد بن المنذر العبدي أبي الجارود الخراساني الأعمى السرحوب، وهو مؤسس لهذه الفرقة، وقيل: هما فرقتان : زيدية - وهم من الشيعة - وتبرية أو بترية، وهم من العامة. قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 269/2 - 270 ذیل فصل (17): افترقت الزيدية ثلاثاً : السليمانية ، والصالحية ، وهما قائلان بإمامة الشيخين لرضا علي [علیه السلام] بها [الظاهر : بهما] [ولو] لم يرض لهلكا ، ثم قال : والمطاعن الواردة على الجمهور كافية في إبطال هاتي. وأما الجارودية ؛ وهي الفرقة الثالثة، فتبرؤوا من الثلاثة وطعنوا عليهم ، ثم قال : وهؤلاء لم يشترطوا العصمة والنصّ الجلي.. لاحظ : رسالة المسائل الجارودية للشيخ المفيد (رحمه الله) المطبوعة ضمن رسائله طاب ثراه (برقم 7) : 27 - 47. وقد جاء ذكر عقائدهم في : الفرق بين الفرق : 52 ، فرق الشيعة : 55 - 56 ، الملل والنحل 1/ 140 ، معجم الفرق : 127 ، مشارق أنوار اليقين : 333، المقالات والفرق : 71 - 74 [وفي الطبعة الأولى : 18]، ورجال الكشي : 229 - 231 حديث 413 - 417.. وغيرهم. ولاحظ ما ذكره العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 29/37 - 33 (باب 49) في بيان له (رحمه الله).
4- كذا ، والظاهر أو ، بدلاً من الواو ؛ ولعلّه لقول بعضهم بالترادف بينهما.
5- السرحوبية ؛ من فرق الزيدية منسوبة إلى : زياد بن المنذر أبي الجارود الخراساني الهمداني الحوفي الكوفي، تابعي زيدي، ويكنّى : أبا النجم، ويقال له : النهدي والقفي والكوفي، الأعمى السرحوب، القائلون بالنصّ على علي (علیه السلام) وكفر من أنكره، ويقال لها : الجارودية ؛ وهي بهذا الاسم أشهر. قال النوبختي في فرق الشيعة : 21 - 22 [وفي طبعة : 59] - بعد ذلك :.. فمن خرج منهم مستحقاً للإمامة فهو الإمام ، ثم قال : وهاتان الفرقتان هم اللتان ينتحلان أمر زيد بن علي بن الحسين (علیهم السلام)، وأمر زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام)، ومنها تشعبت صنوف الزيدية. انظر بعض عقائدهم في : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 353 - 354 و 394، الفرق بين الفرق : 30 - 32 ، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي : 52 - 53 ، مقالات الإسلاميين 140/1 - 145 ، مروج الذهب 220/3 ، التنبيه والردّ : 38 - 39، التبصير في الدين للإسفرايني : 16 - 27 ، الملل والنحل 140/1 [154/1 - 162]، فرق الشيعة : 55 - 56 ، المقالات والفرق للقمي : 11...وغيرها.

ص: 389

أبي الجهم] زياد بن المنذر [العبدي].

ويقال : زياد بن أبي زياد السرحوب.

وذكر أن سرحوبا (1) اسم شيطان أعمى ، يسكن البحر ، وكان أبو الجارود أعمى العين والقلب ، ويقال سمّاه : سرحوبا (2) أبو جعفر الباقر (علیه السلام) (3).

ص: 390


1- هذا هو الصحيح ، وقد جاءت الكلمة في نسختي الأصل بالمعجمة: شرحوبا.
2- السرحوب - بضم السين - هو الجسم الضخم، وابن آوى، والشيطان الأعمى الذي كان يسكن البحر ، وهو المراد من كلامه (علیه السلام) ، كما صرّحت بذلك الرواية. راجع : القاموس المحيط 82/1 ، لسان العرب 467/1 ، مجمع البحرين 82/2.. وغيرها، وهو منصرف إلى الطويل.
3- هذا نص ما قاله الكشي (رحمه الله) في رجاله 495/2 [الطبعة المحشاة، وفي اختيار معرفة الرجال : 229] حديث 413. وقد لعنه الإمام الصادق (علیه السلام)، وقد أورد له الكشي في رجاله : 229 - 231 من رقم 414 إلى 417 جملة روايات تدلّ على ذمّه وخبثه، وكذا لاحظ ما رواه في صفحة : 151 حديث 244 ، وقد توفى بعد سنة 150 ھ، على ما ذكره ابن حجر في التقريب، والذهبي في ميزان الاعتدال.. وغيرهما. وراجع : خطط الشام للمقريزي 352/2.. وغيره.

ومن مقالته ؛ تفضيل علي [علیه السلام] ، ومن دفعه عن حقه فهو كافر ، وأنّ الأُمة كفرت وضلّت في تركها بيعته (1) ، وأن الإمام بعده الحسن [علیه السلام] ، ثم الحسين [علیه السلام] ، ثم هي شورى بين أولادهما (2).

ص: 391


1- قال البغدادي في الفرق بين الفرق : 72 : البترية والسليمانية من الزيدية كلّهم يكفرون الجارودية من الزيدية ؛ لإقرار الجارودية على تكفير أبي بكر وعمر ، والجارودية يكفّرون السليمانية والبترية لتركهما تكفير أبي بكر وعمر.
2- انظر عنهم : کشاف اصطلاحات الفنون 195/1 و 277 ، التبصرة : 185 ، القاموس الإسلامي 554/1 ، معجم الفرق الإسلامي : 78 ، الحور العين : 155 - 156 ، خطط الشام للمقريزي 353/2 ، نفائس الفنون 276/2 ، الملل والنحل للحميري : 8، الفرق بين الفرق : 22 ، المقالات والفرق : 18 و 71 و 74 و 158 ، فرق الشيعة للنوبختي : 55 و 58 ، مفاتيح العلوم : 29 [طبعة أوفست ليدن] ، بيان الأديان : 26 و 519 [تحقيق رضي]، الملل والنحل للشهرستاني 157/1 ، مقالات الإسلاميين 133/1، نقلاً عن كتاب مقباس الهداية وهامشه 347/2 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيرها. وراجع من كتب الخاصة : بحار الأنوار 29/37 - 32، روضات الجنات 10/1 (عدّها من فرق الزيدية ) ، معين النبيه : 25 (خطي ) ، وقال : ويقال لها : السرحوبية ، جامع المقال : 191، ريحانة الأدب 244/1 - 245 ، و 142/2، توضيح المقال : 44، فرهنگ علوم : 301 ، وكذا راجع مجمع البحرين 24/3. وانظر عن السرحوبية - أيضاً - فرق الشيعة للنوبختي : 59، تبصرة العوام: 185، المقالات والفرق : 71 - 72 و 200 - 202 ، معین النبيه : 25 [خطي] (جعلها الاسم الثاني للجارودية ) ، جامع المقال : 191 ، مقباس الهداية وهامشه 353/2 - 354 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيرها.

[ومنهم :] العجالية (1) والعجلية (2) ؛ أصحاب هارون بن سعيد (3) [العجلي]

ص: 392


1- كذا؛ وتقرأ في نسخة (ب): العجالبة.
2- كذا عنونهم النوبختي (رحمه الله) في فرق الشيعة : 57 ، والأشعري (رحمه الله) في المقالات والفرق : 73.. وآخرين. وهناك عجلية من الغلاة وتدعى : العميرية - أيضاً - ؛ لأنهم أتباع عمیر بن بیان العجلي كانوا يألهون الصادق (علیه السلام).
3- كذا ؛ وفي بعض المصادر : سعد. روى الكشي (رحمه الله) في اختياره : 231 حديث 418 في حديث عن الإمام الصادق (علیه السلام) حيث سئل رجل من أهل الكوفة و أنّه من أسلم ، قال (علیه السلام): «قلت : ممّن الرجل ؟» قال : من الزيدية. قلت : «يا أخا أسلم ! من تعرف منهم ؟ قال : اعرف خيرهم وسيدهم وأفضلهم هارون بن سعيد ! قال : قلت: يا أخا أسلم رأس العجلية ! أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ..»» [سورة الأعراف (7): 152]. وراجع : تفسير العياشي 29/2 - 30 حديث 82 - وعنه في بحار الأنوار 49/27 (باب 17) حدیث 1 ، و 347/47 (باب 23) حديث 44 -.

الكوفي (1) ، و أنّهم تولوا معهم (2) إلى محمد (3) بن عبد الله [بن] الحسن (4) وتولّوه ، فلما قتل لم يُثبتوا الإمامة لأحد بعده (5).

ص: 393


1- قال الذهبي في ميزان الاعتدال 284/4 برقم 9159 : هارون بن سعد العجلي، صدوق في نفسه ، لكنّه رافضي بغيض ، روى عباس، عن ابن معين ، قال : هارون بن سعد من الغالية من التشيع.
2- كذا ؛ ولعلّها : مالوا معه.
3- أقول : الصحيح : إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المحض الذي كان يتولاه هارون بن سعيد، وقتل معه سنة 145 ھ، وبهما انقرض المذهب ؛ إلّا أنّ هناك خلطاً بين مقالة العجلية والمغيرية ، كما سنبينها بعد.
4- في نسختي الأصل : الحسين.
5- هذه المقالة قد نسبت إلى الفرقة المغيرية ، كما صرّح بذلك النوبختي (رحمه الله) في فرق الشيعة : 59.. وغيره. انظر عن العجلية ؛ المقالات والفرق : 73 و 203 - 204 ، ترجمة فرق الشيعة : 194، معجم الفرق الإسلامية : 387.. وغيرها. وقد لعنهم الإمام الصادق (علیه السلام) ، كما في بصائر الدرجات : 175 - 176 (الجزء الرابع ) حديث 4 ، ولاحظ في نفس الباب حديث 1 ، وحديث 6 ، وحديث 37، كما وراجع الطبعة المحققة من البصائر : 316 حديث 647 ، وصفحة : 319 - 320 حدیث 650، وصفحة : 334 حديث 682، وعنه في بحار الأنوار 204/26 (باب 16) حديث 4، وصفحة : 205 (باب 16) حديث 6 ، وصفحة : 209 حدیث 17. وروى الكشي (رحمه الله) في رجاله : 229 برقم 412 ، وصفحة : 345 برقم 641 - وعنه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 180/72 (باب 104) حديث 6 - عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال : «ما أحد أجهل منهم ؛ يعني العجلية..». وكذا ما جاء في اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 231 حدیث 418، وصفحة : 232 - 233 حدیث 422 ، وصفحة : 345 ، و 640 ، و 641. أقول : هناك طائفة من الخطابية ذهبت إلى أنّ بعد أبي الخطاب : عمير بن بيان [بنان] العجلي، وكانون يعبدون الصادق (علیه السلام) يألهونه في كناسة الكوفة ، ويقال لهم : العميرية.. ولاحظ : الملل والنحل للشهرستاني 17/1.. وغيره.

[ومنهم :] البترية (1) ؛

ص: 394


1- البترية ، ويقال لها : الأبترية ، وكذا : التبرية ، وقيل : هما اثنان ، وقيل : هما والمغيرية واحد ، وقيل : يسمون ب-: الصالحية ؛ لاتباعهم الحسن بن صالح بن حي (100 - 186 ھ ) ، وكثير النواء الملقب ب- : الأبتر ، المعاصرين للباقرين (علیهما السلام). وراجع : مستطرفات السرائر : 566 [من السرائر الطبعة الحجرية. المحققة : 43 ذیل حدیث 13]. قال الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 29: الأبترية ؛ نسبوا إلى كثيرة النوبي [كذا] ، واسمه : المغيرة بن سعيد ولقبه : الأبتر. وراجع : القاموس المحيط 366/1 مادة (ب ت ر ) ، ومجمع البحرين 150/1 مادة (ب ت ر ).. وغيرهما. ولاحظ : مقباس الهداية في علم الدراية 349/2 - 352 [الطبعة المحققة الأُولى]. وعلى كل ؛ فهم زيدية العامة. انظر عن عقائد البترية : فرق الشيعة : 18 - 21 ، المقالات والفرق : 7 ، وكذا : أوائل المقالات للشيخ المفيد (رحمه الله) : 277 و 282 ، الحور العين : 155، كتاب الألفين : 45، مشارق أنوار اليقين : 332 - 333 - وعدهم من الفرق الخمسة عشر الزيدية -. ولاحظ : اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي (رحمه الله) ) : 232 - 233 حديث 422 (في البترية ) ، وفي فرق الشيعة : 18 - 21 ، والمقالات والفرق : 7، مجمع البحرين (مادة : بتر ) 150/1.. وغيرها.

حكي (1) بأنه كان زيد عند أبي جعفر ، فدخل عليه كثير النواء ، وأبو المقدام ثابت الحدّاد ، وسالم بن أبي حفصة النجار، فقالوا: نتولَّى (2) : فلاناً وفلاناً ونَتَبرأُ من أعدائهما (3) ! فقال زيد : أتتبرؤون من فاطمة (علیها السلام) (4) ؟ ! بترتم أمرنا بتركم الله ، فسمّوا : البترية.

ويقال : هم في التشيع بتر ، لا تابع لهم (5).

ص: 395


1- رواه الكشي (رحمه الله) في رجاله : 236 - 237 حديث 429 [وفي طبعة 504 - 505] ، وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 31/37 (باب 49) بيان ، و 178/72 (باب 104) حدیث 1. وقد نقل ذلك أكثر من واحد عن أكثر من مصدر ، كما أورده في مقباس الهداية 349/2 - 352 [الطبعة المحققة الأولى] ، مع وجه التسمية ، فلاحظ.
2- في نسختي الأصل : فقال لن نقولا، وهي تحريف أو تصحيف عن المثبت عن رجال الكشي 505/2 حديث 429.
3- جاء صدر الحديث هكذا : فقالوا لأبي جعفر (علیه السلام): نتولّى علياً وحسناً وحسيناً [علیهم السلام] ونتبرأ من أعدائهم ؟ ! قال: «نعم». قالوا : نتولى أبا بكر وعمر ، ونتبرأ من أعدائهم... إلى آخر الرواية.
4- کلام زید مطموساً في نسخة (ب).
5- الجملة الأخيرة مطموسة كلاً في نسخة (ب).

وحكى أبو الحسين الخياط ؛ لأنهم تركوا الجهر ب-: «بِسْمِ اللَّهِ..» (1) !

[ومنهم :] الصالحية (2) ؛

ص: 396


1- انظر عنهم : بيان الأديان : 26 و 35 و 519 ، فرق الشيعة للنوبختي : 9، و 13 ، و 20، و 57 ، و 61 ، ريحانة الأدب 142/2 مقالات الإسلاميين للأشعري 68/1 - 69، و 136 ، كشاف اصطلاحات الفنون 117/11 ، و 167 ، شرح المواقف 488/2 ، روضات الجنات 1/ 10 (من فرق الزيدية ) ، معين النبيه : 25 - 26 (خطي ) ، منهج المقال : 417 [الطبعة الحجرية] بعنوان : التبرية ، جامع المقال : 191 ، دائرة المعارف الإسلامية 360/3 ، توضيح المقال : 44 ، بحار الأنوار 30/37 (باب 49).. وغيرها. قال المولى الوحيد البهبهاني (رحمه الله) في تعليقته على منهج المقال : 417 وقيل : هما والمغيرية واحد. راجع عنهم : الحور العين: 155 ، خطط الشام للمقريزي 352/2، تبصرة العوام: 187 ، الملل والنحل للحميري : 8 ، الفرق بين الفرق : 22 و 33، معجم الفرق الإسلامية : 6 - 7 و 10 و 17 - 18 و 73 و 77 و 134 140 و 146 و 210 - 211 ، هامش رجال السيد بحر العلوم 337/3 - 338 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 63 - 64 و 152.. وغيرها.
2- أقول : الصالحية ؛ تعدّ من فرق الزيدية ، وقيل : هي والتبرية أو البترية واحدة. ويعرفون ب-: السرية. وقد ذكر جملة من عقائدهم البرسي في مشارق أنوار اليقين : 333. وفي شرح المواقف للقاضي الجرجاني 382/4 قال : الصالحية أصحاب الصالحي.. ثم ذكر جملة من عقائدهم. وهناك فرقة بهذا الاسم أصحاب صالح بن عمر الصالحي من المرجئة، وقد جمع بین القدر والإرجاء ، ولهم عقائدهم الخاصة ، لاحظها في الملل والنحل 129/1. كما وقد سلفت فرقة بهذا الاسم قريباً ، وعدّت من فرق الغلاة، كما أنّ هناك فرقة بهذا الاسم عدّت من فرق الخوارج، وقد عدّها في نفائس الفنون من فرق الزيدية ، وفي خطط الشام من فرق المرجئة ؛ أصحاب صالح بن عمرو الصالحي. وراجع أيضاً : الملل والنحل 142/1 الفرق بين الفرق : 171، خطط الشام 350/2 ، ريحانة الأدب 142/2.. وغيرها. قال البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 269/2 : افترقت الزيدية ثلاثاً : السليمانية، والصالحية، وهما قائلان بإمامة الشيخين لرضا علي [علیه السلام] بهما !... وأما الجارودية وهي الفرقة الثالثة ، فتبروا من الثلاثة وطعنوا عليهم..

[وهم المنسوبون] إلى الحسن (1) بن صالح بن حي (2) الهمداني (3) الكوفي ، ولقي (4) الباقر (علیه السلام)، و من قوله : علي أفضل الناس بعد رسول الله ، وإنّ بيعة أبي بكر وعمر كان- [-ت] صواباً.. ووقف في عثمان ! (5)

ص: 397


1- هو : الحسن بن صالح بن حيّ (أو حيان ) الكوفي الثوري ، وكان رجلاً عابداً فقيهاً متكلّماً من أعلام الزيدية ، وأحد أئمة الكوفة وزهادها، وله جملة مصنفات فيها.
2- في نسختي الأصل : يرجى ، بل الكلمة غير منقوطة، والصحيح ما أثبتناه.
3- في نسختي الأصل هنا كلمة : في ، زائدة أو ساقط عنها.
4- كذا ، ولعلّه : وفي الكوفة لقي.
5- انظر عن الصالحية ؛ الملل والنحل للشهرستاني 161/1 - 162 [الملل والنحل - هامش الفصل 1/ 1/ 217 ، وفي طبعة 1/ 187] ، وشرح المواقف للإيجي 382/4، المحصل للفخر الرازي : 594 ، اللوامع الإلهية : 373 ، فرهنگ فرق إسلامي (مشکور): 296 ، كشاف الاصطلاحات 821/1 ، فرهنگ علوم : 325، تبصرة العوام: 187 موسوعة الفرق الإسلامية : 348 ، معجم الفرق الإسلامية : 154.. وغيرها. وكذا ما جاء في توضيح المقال : 44 ، وجامع المقال : 191.. وغيرهما. وقد ذهب العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 31/37 إلى أنّهما والبترية واحد؛ لأنّ من رؤسائهم الحسن بن صالح. راجع ما جاء في مقباس الهداية وهامشه 355/2.. وغيرها.

[ومنهم :] الجريرية (1) ؛ هم أصحاب سليمان بن جرير الرقي (2) ، ومن قوله : أن بيعة أبي بكر وعمر (3) خطأ ولا يستحقان اسم الفسق عليها من قبل التأويل؛ لأنّهما تأوّلا فأخطئا ، وكفّروا عثمان (4).

ص: 398


1- في نسختي الأصل الحريرية، وهو تصحيف ، ويقال لها : السليمانية، قاله البغدادي في الفرق بين الفرق : 23.
2- الرقي ؛ وهو من معاصري هارون الرشيد (149 - 193 ھ ) ، وكان من متكلّمي الزيدية، وإليه ينسب مذهب السليمانية أو الجريرية. قال : إنّ الإمامة شورى وأنها تنعقد برجلين من خيار الأُمة ! وأجاز إمامة المفضول ! وهو متهم بقتل إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة في المغرب بأمر من هارون الرشيد. وغالب العامة كفّرته من أجل أنّه كفّر عثمان.
3- توجد هنا كلمة (كان ) في نسخة (ب)، وتصح لو كانت : كانت.
4- وقد ذهبوا إلى أنّ محاربة علي أمير المؤمنين (علیه السلام) كفر ، كما نص عليه الأشعري في كتاب المقالات والفرق : 7 - 8 ، وفصل في مذهبهم في المقالات والفرق : 78 - 79. انظر عنهم : فرق الشيعة : 9 ، الحور العين : 145 ، الفرق بين الفرق : 23، و 148، مختصر الفرق : 32 الملل والنحل للشهرستاني : 119 [وفي طبعة: 141 - 142]، کشاف اصطلاحات الفنون 971/1 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 191 ، و 286 - 287، خطط الشام للمقريزي 352/2 مقالات الإسلاميين 135/1 - 136 [وفي طبعة : 68].. وغيرها.

[ومنهم :] الحصينية (1) ؛ يقولون من دعى إلى [طاعة] الله من آل محمد فهو إمام، وكان علي بن أبي طالب [علیه السلام] إمامنا في وقت ما دعا الناس [وأظهر أمره] ، ثم كان بعده الحسين إمامنا.. ثم زيد.. ثم يحيى.

[ومنهم :] الحكمية (2) ؛

ص: 399


1- أقول : الحصينية ؛ وقد أُطلقت هذه اللفظة على عدّة فرق منها ؛ قوم من الخوارج أتباع الحصين الخارجي الذي خرج في سيستان ، كما في تاريخها : 153، والكامل 124/6، ولا يعلم لأيّ فرق الخوارج ينتمون ، كما قاله في موسوعة الفرق الإسلامية : 214. وأُخرى بهذا الاسم من فرق الزيدية ، كما ذكره في معجم الفرق الإسلامية : 99. قال النوبختي في فرق الشيعة : 58 : الزيدية الذين يدعون الحسينية ؛ فإنّهم يقولون من دعا إلى الله عزّ وجلّ من آل محمد فهو مفترض الطاعة.. إلا أنّ الأشعري في المقالات والفرق : 74 عبّر عنهم ب-: الحصينية.. وكلاهما تعرّضا لنقل بعض مقالاتهم وخزعبلاتهم، والظاهر أنّ المؤلف (رحمه الله) أخذ ما هنا من كتابيهما، وما بين المعكوفين مزيد من المقالات والفرق.
2- الحكمية ؛ تطلق على عدة فرق ، منها ما سلف ، حيث أُطلقت على فرقة من فرق الخوارج، وهي التي قالت : لا حكم إلا لله. وأُخرى فرقة شيعية أطلقت على أتباع هشام بن الحكم، ويقال لھا : الهشامية - أيضاً - ، وستأتي تحت هذا العنوان. انظر عنها : موسوعة الفرق الإسلامية : 215 ، ومعجم الفرق الإسلامية : 100، و فرهنگ فرق إسلامي (فارسي): 162.. وغيرها. وهذه هي ثالثتها ، ولا نعرف لها مصدراً غير كتابنا هذا، ولذا ترجمنا رجالاتها. أقول : عد النوبختي في فرق الشيعة : 13 ، وصفحة : 57 ، وكذا الأشعري في المقالات والفرق : 10 ، و 73: الحكم بن عتيبة ومسلمة بن كهيل من أتباع البترية.

[وهم المنسوبون] للحكم بن عتيبة (1) ، وسلمة بن كهيل (2) ، وعمر بن رياح (3).

ص: 400


1- الحكم بن عتيبة - وقيل : عيينة - الكوفي الكندي أبو محمد - وقيل : أبو عبد الله - (المتوفى سنة 114 ، وقيل : 115)، وهو زيدي تبري [أي بتري]، وقيل : كان مرجئاً. انظر عنه : تنقيح المقال 358/1 - 359 برقم 3233 [الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 378/23 - 386] برقم 6801 ، ورجال الكشي : 137 [إختيار معرفة الرجال : 209 - 210] حديث.370.. وغيرهما.
2- سلمة بن كهيل ؛ فهو ابن الحصين ، أبو يحيى الحضرمي الكوفي ، من زيدية العامة البترية ، مات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة (وقيل : 122 ھ ). راجع: رجال الكشي : 14 [اختيار معرفة الرجال : 35] حديث 69 ، تنقیح المقال 50/2 برقم 5099 [الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 331/32 - 349 برقم 9953]، وكذا جاء في طبقات ابن سعد 221/4، وتهذيب الكمال 313/11 برقم 2467، وميزان الاعتدال 257/2.. وغيرها.
3- صرّح العلامة الحلي (رحمه الله) في رجاله : 203 برقم 12 ، وصفحة : 241 برقم 7: أنه كان بترياً ، وكان من الأهواز ، ويعدّ من الضعفاء. وقال ابن داود في رجاله : 488 - 489 برقم 356:.. وكان مستقيماً وصار بترياً. انظر عنه : رجال الكشي (رحمه الله) : 154 [وفي اختيار معرفة الرجال : 237 - 238] حديث 430 ، منهج المقال : 250 [الطبعة الحجرية] ، تنقيح المقال 342/2 [الطبعة الحجرية].. وغيرها. أقول : ما هنا هو حاصل ما ذكره الأشعري (رحمه الله) في كتابه المقالات والفرق : 74 باختصار في اللفظ ، وزيادة هناك على ما هنا.

[ومنهم :] الخلالية (1) ؛ [وهم المنسوبون] لأبي سلمة الخلال (2) ،

ص: 401


1- في نسخة (ألف) : الجلالية ، والكلمة مطموسة في نسخة (ب)، والظاهر ما أثبتناه. عدها الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 30 من فرق العباسية - التي ھي من فرق الشيعة الخمسة -. أقول : قيل : إنّ الخلالية من فرق الراوندية، من شيعة بني العباس، ولا ربط لهم بالزيدية ، وذهبوا إلى أنّ الإمام بعد محمد بن الحنفية وأبي العباس السفّاح هو أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال مؤسس الخلافة العباسية ووزيرها ، ويقال لهم : البسلمية.
2- وهو : حفص بن سليمان الهمداني الكوفي ، أول وزير لأوّل خليفة عباسي، استوزره السفّاح ، ثم قتله حين أحسّ منه بالتشيع لآل محمد (علیهم السلام) سنة 132 ھ، وهو صاحب الدعوة العباسية ، كان أديباً ، عالماً ، ومحدثاً ، بارعاً... انظر عنه : تاريخ الطبري 449/7 ، سير أعلام النبلاء 7/6 برقم 3، وفيات الأعيان 159/2 ، شذرات الذهب 1/ 191 ، الإمامة والسياسة 161/2 و 165 [تحقيق الشيري، وفي تحقيق الزيني 117/2 و 125] ، تاريخ اليعقوبي 352/2.. وغيرها. وفي مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 200/4 إنّه أراد تحويل الأمر إلى آل أبي طالب ، بل صرحوا أنه قتل من أجل التشيع.

وسمّى له : وزير آل محمد (1).. ثم دبّر تدبير بني العباس ! (2)

[ومنهم :] الخشبية (3) ؛ الذين كانوا يزورون خشبة زيد تقرباً (4).

قيل (5) : إن إبراهيم الأشتر لقي عبيد الله بن العباس، وأكثر أصحابه معهم الخشب.

ص: 402


1- كما نص عليه كل من ترجمه ، ولاحظ : الفخري في الآداب السلطانية : 155، مروج الذهب 271/3 ، البداية والنهاية 54/10 ، تاريخ الطبري 60/10.. وغيرها. وراجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 391/3.
2- انظر عنهم : خطط الشام للمقريزي 177/4 - 178 ، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 22 ، ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 114، فرهنگ فرق إسلامي : 183، موسوعة الفرق الإسلامية : 155 - 156 و 235.. وغيرها.
3- عدها الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 29 من الفرق الخمسة الزيدية التي هي أحد الفرق الخمسة للشيعة ، قال : ويعرفون ب-: الصرخابية ؛ نسبوا إلى صرخاب الطبري، وسمّوا الخشبية ؛ لأنهم خرجوا على السلطان مع المختار، ولم يكن معهم سلاح غير الخشب !
4- هذا القول هو أحد الأوجه التي ذكروها في التسمية، كما ذكره ابن تيمية في منهاج السنة 8/1 ، قال : لما صلب زيد كانت العباد تأتي إلى خشبته بالليل فيتعبّدون عندها.. وقيل : حيث لم يكن لهم سلاح إلا الخشب لذا عرفوا به. وقيل : إنّ وجه التسمية لقولهم : إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع الإمام المعصوم (علیه السلام) ، وحيث غير موجود لذا فإنّ سلاحنا الخشب حتى يظهر فنخرج معه.
5- كما قاله ابن قتيبة في المعارف : 622.

ونسب [مذهب الخشبية] إلى سرخاب (1) الطبري لما خرج مع إبراهيم.

وقيل : لما دخل كثير عزّة في أربعمائة رجل في الحرم وأخذوا الخشب وخلّصوا محمد بن الحنفية من حبس ابن الزبير (2)..

ص: 403


1- ومن هنا عرفت هذه الفرقة ب-: السرخابية - أيضاً - أتباع سرخاب الطبري، ظهروا بعد المختار، في زمان هشام بن عبد الملك ، وهم غير السرحوبية السالفة. بل يظهر من المصادر أنهما اثنتان، وهناك من قد خلط بينهما ، فتدبّر جيداً.
2- حكى العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 404/47 ، عن السمعاني في الأنساب [134/5] قوله : الخشبي - بفتح الخاء والشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحدة - هذه النسبة إلى جماعة من الخشبية. وهم طائفة من الروافض ، يقال لكل واحد منهم : الخشبي. ثم قال : ويحكى عن منصور بن المعتمر ، قال : إن كان من يحب علي بن أبي طالب [علیه السلام] يقال له : خشبي ، فاشهدوا أنّي ساجة. وقال ابن الأثير في النهاية 294/1: في حديث ابن عمر أنه كان يصلي خلف الخشبية - وهم أصحاب المختار بن أبي عبيدة -. ويقال لضرب من الشيعة : الخشبية، قيل : لأنهم حفظوا خشبة زيد بن علي حين صلب. ثم قال : والوجه الأوّلُ ؛ لأنّ صلب زيد كان بعد ابن عمر بكثير. انظر عن الخشبية : معجم الفرق الإسلامية : 109.. وعليه عدة مصادر، مفاتيح العلوم للخوارزمي : 21 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 233 - 234.. وغيرها. وهناك فرقة خشبية تعدّ من الجهمية، انظر عنها : بيان الأديان : 157 [الطبعة المحققة ، تحقيق هاشم رضي]. أقول : المعروف في كتب التواريخ أنّ الذي أنقذ محمد بن الحنفية هو أبو عبد الله الجدلي في أربعة آلاف فارس، أو أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني.

أنشد أبو الحسن ابن الناصر - لمّا حَرَمَهُ أبوه من الولاية (1) - :

[من السريع]

يا أَيُّها الزيديَّةُ المُهملة *** إمامُكُم ذا آفَةٌ (2) منزلة ؟!

يا رَحَماتِ الحُمْقِ ! (3) تَبّاً لكُمْ *** غُصْتُمْ فأخرجتُمْ لنا جَنْدَلَةٌ (4)

***

ص: 404


1- قال السيد الأمين (رحمه الله) في أعيان الشيعة 181/5 : وقال في ولده أبي الحسن علي الأديب ابن الناصر: إنّه كان يذهب مذهب الإمامية الاثني عشرية، ويعاتب أباه بقصائد ومقطعات، وكان يهجو الزيدية، ويضع لسانه حيث شاء في أعراض الناس.. انتهی.. ثم ذكر البيت الأول من هذه القصيدة. وانظر ما جاء في تاريخ طبرستان لمحمد بن الحسن بن اسفندیار : 277 [طبعة القاهرة] ، وسبق أن ذكر الأبيات: ويقول من باب التعصب مع أبيه الذي كان إمامي المذهب.. !
2- في نسختي الأصل : آية ، وهي مصحفة عن المثبت عن كتاب الفرق بين الفرق : 77.
3- في كتاب الفرق بين الفرق : (الجوّ ) بدل (الحمق ).
4- في نسختي الأصل : (حفرا ) بدل (جندلة ) ، والمثبت عن كتاب الفرق بين الفرق.

[القسم الخامس]

[في مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

[باب]

[في الأديان والملل]

[فصل 15] : [في الإمامية]

ص: 405

ص: 406

فصل (1)

واما:

الامامیة

فهم القائلون بوجوب الإمامة ، والعصمة ، والنصّ الجلى ؛ فكل من جمعها

ص: 407


1- غالب هذه الفصل مقتبس مع اختصار كثير - من فصول متعددة من كتاب الفصول - المختارة من العيون والمحاسن للسيد المرتضى طاب ثراه، مبدأها صفحة : 296 ، إلى آخر الكتاب صفحة : 342، وجاء كثير منه في الفصل (29) الذي عقده العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 1/37 - 34 بعنوان : ذكر مذاهب الذين خالفوا الفرقة المحققة في القول بالأئمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم. أقول : هناك خلط في الفرق كبير جداً هنا ، بل في جلّ فصول الباب ، كما وفيه تداخل يصعب فكّه أو ضبطه، وكان الأولى هنا أن تقسم أصول المذاهب ثم تذكر الفرق منها ، فمثلاً ذكر الخوارزمي في مفاتيح العلوم أصول المذاهب الإسلامية خمسة ، وذكر لكل واحد منها فروعاً وفرقاً، ولها متفرعات ومذاهب.. وقد ذكر الشيعة المذهب السابع - والأخير - من المذاهب السبعة عنده، وذكر لهم خمسة فرق : الزيدية ؛ وعدّد لهم خمسة أصناف، والكيسانية ؛ وعد لها أربعة فرق ، والعباسية ؛ وأورد لها صنفان ، والغالية ؛ وذكر لها تسعة أصناف.. ثم ذكر الإمامية ، وقال : هم الرافضة ، وذكر لهم عدة فرق.. راجع : مفاتيح العلوم : 28 - 32. أقول : من المؤسف حقاً بل المبكي جداً متابعة المصنف (رحمه الله) للعامة من أهل الفرق والأديان - خاصة الخوارزمي - حيث عدّ الفرقة الحقة تحت عنوان : أصحاب المقالات والآراء المبتدعين، وما هذا إلا ذكرنا كراراً من أنّه طاب رمسه لم يتأتى له مراجعة الكتاب، والدقة في فصوله وأبوابه.

فهو إمامي ، وإن ضمّ إليها حقاً - فى المذهب - كان أم باطلاً (1).

ص: 408


1- أقول : الإمامة ؛ رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا، وهي نيابة عن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)، كما هي لطف إلهى على الناس، ولا تنعقد إلا عن طريق النص ، ولھا شرائط ذكروها في المفصلات. قال في كشاف اصطلاحات الفنون 260/1 : فرقة من الشيعة قالوا بالنص الجلي على إمامة علي [علیه السلام] ، وكفّروا الصحابة ووقعوا فيه [كذا]. وقيل : هي اسم للفرقة التي تعتقد بإمامة أمير المؤمنين (علیه السلام) وولده سلام الله عليهم، وهم يعتقدون بلزوم الإمام في كل زمان ولا تخلو الأرض منه ، وينتظروا ظهور أحد العلويين في آخر الزمان ليملأها قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلما وجوراً. وعلى كلّ ؛ فإنّ الفرقة الإمامية قد أُخذت من الإمامة هذه. انظر عن الإمامية - فرقة ومذهباً - المصادر التالية : الملل والنحل للشهرستاني : 8 ، الفرق بين الفرق : 21 ، و 23، و 53 ، المقالات والفرق للأشعري : 7 ، و 102، و 139 ، معجم الفرق الإسلامية : 42 ، فرهنگ فرق إسلامي : 67 ، وموسوعة الفرق الإسلامية : 121 - 129 عن عدة مصادر. وكذا ما جاء في مقباس الهداية 142/2 - 143 ، وصفحة : 185، وصفحة : 219 [الطبعة المحققة الأولى].. وغيرها كثير.

في خبر : «.. يا علي فإنّ أُمّتي ستفترق ثلاث فرق ؛ فرقة شيعتك ؛ وهم المؤمنون ، وفرقة عدوّك (1) ؛ وھم الشاكون (2) ، وفرقة غالوا فيك (3) ؛ وهم الجاحدون ، فأنت [يا علي !] وشيعتك [ومحبّو شيعتك] (4) في الجنة ، وعدوّك والغالي [فيك] في النار» (5).

ص: 409


1- في نسخة (ألف) : عدول ، وفي المصدر : أعداؤك.
2- في مناقب الخوارزمي : وهم الناكثون، وما هنا أولى.
3- في المصدر : غلاة.
4- كلّ ما بين معكوفين مزيد من كتاب : مائة منقبة.
5- رواه الشيخ ابن شاذان القمي (رحمه الله) في كتابه : مائة منقبة : 62 [وفي طبعة: 80] (المنقبة الثامنة والأربعون)، وعنه روى الموفّق الخوارزمي في مناقب علي بن أبي طالب : 317 - 318 [وفي طبعة : 226] وفي أوله : «يا علي ! مثلك في أمتي مثل المسيح عیسی بن مریم ، افترق قومه ثلاث فرق فرقة مؤمنون ؛ وهم الحواريون، وفرقة عادوه ؛ وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا؛ فخرجوا عن الإيمان، وإن أُمتي ستفترق فيك..». ولاحظ ما رواه الشيخ المفيد (رحمه الله) في أماليه : 29 - 30 (المجلس الرابع ) حديث 3- وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 9/28 (باب 1) حدیث 12 - بإسناد آخر ، وبشكل مفصل فراجعه ، وكذا راجع : بحار الأنوار 10/28 (باب 1) حديث 16 عن اليقين.. وغيره في غيرها. وقريب منه ما جاء في ينابيع المودة 327/1 - 328 حديث 1 ، وفرائد السمطين للجويني 78/1.. وغيرهما.

[ومنهم :] الرافضية (1) ؛ [قيل : إنّ منشأهم جاء] لما أظهر القول المغيرة بن سعيد الكوفي بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن برئت منه أصحاب الصادق [علیه السلام] ، فقالوا : ارفضوه (2).

ويقال : سُمّي بذلك لشيعة تركوا زيد بن علي (علیه السلام) (3).

ص: 410


1- ويقال لهم : الرافضة، وعده الفرقة الخامسة من فرق الشيعة.. كما وقد عدّ منهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 31 عدة فرق ، منها : الناووسية، والمفضلية [القطعية]، والسمطية ، والواقفية [الممطورة]، والأحمدية.. أقول : سبق من المصنّف طاب ثراه أن عقد فصلاً خاصاً عن الرافضة ومعانيها في أوائل الكتاب ، وأورد فيه جملة من هذه النصوص وعقبنا عليه بما يقتضيه تعليقاً ومصدراً. وهي - على كل حال كلمة قد ترادف الشيعة تارة، والإمامية أُخرى ، والاثناعشرية ثالثة.. حيث قد مرّت هذه اللفظة بحقب زمنية متعددة، كان لها في كل حول حالة ومدلول، فهي تارة كانت بمعنى رفض زيد بن علي لرفضه بعض الخلفاء - كما قيل - أو لعلم الشيعة بمخالفته للمعصوم (علیه السلام) ؛ ولذا رفضوه. ويطلق أهل السنة على مطلق الشيعة لقب الرافضة؛ لرفضهم الخلفاء الثلاثة وأتباعهم ، وهذا رفض تعتز به الشيعة وتتقرب إلى الله سبحانه به. وقيل : هم أربعة طوائف : الزيدية، والإمامية ، والكيسانية، والإسماعيلية.
2- وتسمّى هذه الفرقة ب-: المغيرية، وسنرجع للحديث عنها ، وانظر عنها أيضاً : موسوعة الفرق الإسلامية : 252 نقلاً عن كتاب خاندان نوبختی.
3- كما قاله الطريحي (رحمه الله) في مجمع البحرين 206/4 - وتعرّض له غالب اللغويين مثل معجم مقاييس اللغة 620/2 ، والمعجم الوسيط 361/1.. وغيرهم. قال في الحديث : ذكر الرافضة.. وهم فرقة من الشيعة رفضوا - أي تركوا - زيد بن علي بن الحسين (علیهما السلام) حين نهاهم عن الطعن في الصحابة، فلما عرفوا مقالته وأنه لا يبرأ من الشيخين رفضوه، ثم استعمل هذا اللقب في كل من غلا في هذا المذهب وأجاز الطعن في الصحابة وانظر ما جاء في العقد الفريد 218/2.

ويقال : أظهر ذلك السفّاح.

ويقال : بل سمّى المنافقون في زمن النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) جماعة بايعوا علياً (علیه السلام) (1).

وروي أنّه سُمّي بذلك أصحاب موسى (علیه السلام)، ثم ادخره الله لخواص أُمّة محمد (علیه و آله السلام ) (2).

ص: 411


1- روى الشيخ البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 380/1 عن الإمام الكاظم (علیه السلام) أنه قال : «قال النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) لأبي الهيثم بن التيهان ، والمقداد، وعمار، وأبي ذر ، وسلمان.. هؤلاء رفضوا الناس ووالوا علياً ؛ فسماهم بنو أمية : الرافضة».. وقد سلف هذا الحديث.
2- انظر جملة هذه الأحاديث وغيرها في باب فضل الرافضة ومدح التسمية بها في موسوعة بحار الأنوار 96/65 - 97 نقلاً لعدّة روايات عن عدة مصادر، وكذا : الرسائل الاعتقادية - المجموعة الأولى - بشارات الشيعة : 10، وقد سلف الحديث عنها. وعلى كل ؛ فالذي يظهر من تتبع الأقوال في بدء هذه الكلمة ومعناها أنّ هناك خلط بين المعنى اللغوي للكلمة والاصطلاحي المنقول له ولعلّ من هنا جاء التهافت في كلمات اللغويين والمؤرخين. راجع : أعيان الشيعة 20/1، وكتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 125/1، وكتاب النصب والنواصب ، الفصل الثاني، الرفض والروافض : 539 - 562 فقد أشبع البحث وأجزل فيه جزاه الله خير جزاء المحسنين. وانظر عن الرافضة : مقالات الإسلاميين : 491 ، تلبيس إبليس : 103 ، منهاج السنة 6/1 - 8 و 171 ، تبصرة العوام : 35، التبصير في الدين : 75 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 253، القاموس الإسلامي 473/2 المقالات والفرق للأشعري : 20 ، و 77 ، و 78، و 163 ، و 209 (فقرة : 56) ، خطط الشام للمقريزي 351/2 - 354، الملل والنحل للحميري الزيدي: 8 و 25 ، الفرق بين الفرق : 21 ، و 29 ، و 36.. وغيرها.

[ومنهم :] اللاعنة (1) ؛ [وهم] الذين يرون أحق العبادات لعن من خرج على علي (علیه السلام) في الجمل وصفين (2)

ص: 412


1- اللاعنة أو اللاعنية : من فرق الشيعة الملزمة بلعن خلفاء الجور والناكثين والقاسطين والمارقين؛ لأنهم حادوا عن الولاية، ولذا بقي العالم مظلماً والصراط المستقيم مضيعاً !!
2- انظر عنهم : خطط الشام للمقريزي 354/2 ، و 177/4، تلبيس إبليس : 32، الفرق المفترقة : 39، معجم الفرق الإسلامية : 205 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 435.. وغيرها.

الخلاف الأول (1) :

لما قتل الحسين (علیه السلام) افترقوا ؛ فقال الجمهور بإمامة زين العابدين (علیه السلام) ، وبعضهم رجعوا ؛

وهم : كيسانية (2) ؛

ص: 413


1- جاء هذا الخلاف مفصلاً في الفصول المختارة : 296 ، قال : وأوّل من شدّ عن الحق من فرق الإمامية : الكيسانية ، وهم أصحاب المختار.. إلى آخره. أقول : كان الأولى من المصنّف طاب ثراه تقديم مقدّمة لبيان أوجه الخلاف - مبدأ وتفرعاً - وقد حصل هنا خلط بينهما ، كما أنّ هذه الخلافات جاءت في مصطلح الشيعة بالمعنى الأعم ، فلا ربط لها بالإمامية ، فلاحظ.
2- الكيسانية ؛ وهم أصحاب كيسان غلام أمير المؤمنين (علیه السلام). وقيل : هم : هم صنف من الروافض، كما وقد قيل إنّهم والمختارية واحد ، كما في مفاتيح العلوم : 35.. وغيره، وعدھا من فرق الكيسانية الأربعة التي ھي من فرق الشيعة الخمسة. وانظر عنهم : الفرق بين الفرق : 27 - 28 [وفي طبعة : 58]، حيث نص على وحدة الفرقتين، وإنّها واحدة انقسموا إلى فرق متعددة، ولاحظ : فرق الشيعة : 41 - 45. وقد ذهب البرسي في كتاب مشارق أنوار اليقين : 222 إلى أن الكيسانية أربعة فرق : المختارية ، والمكرية ، والإسحاقية ، والحزنية.. إلّا أنّ الشهرستاني في الملل والنحل 133/1 ذكر أربعة فرق للكيسانية هم: المختارية ، والهاشمية ، والبيانية ، والرزامية. وقد قيل : إن أول من قال بالرجعة هم الكيسانية ، كما في نشوار المحاضرة 132/2. لاحظ عقائدهم وردّها السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي في الإمامة 146/3 - 147، والشيخ المفيد (رحمه الله) في الفصول المختارة : 240 - 241[2/ 300 - 304]، والشيخ الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين : 32 - 37 ، وكذا لاحظ ما جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 15 - 18 في بطلان ما ذهبوا إليه في الإمامة والغيبة ، وإعلام الورى 512/1 - 516 [الطبعة المحققة]. ونقل العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 3/37 - 5 (باب 49) عن كتاب فصول الشيخ المفيد (رحمه الله).. وغيره وغيرها.

.. أصحاب المختار (1) ، واسمه : كيسان ، وقيل : إنّ أباه وضعه بين [يدي] أمير المؤمنين (علیه السلام) - وهو صغير - فمسح يده على رأسه ، فقال : «كيس كيس.. !» فلزمه هذا الاسم (2).

وقيل (3) : إنّ صاحب شرطة المختار - كان المكنّى : أبا عمرة - كيسان.

وقيل : إنّ محمّداً (4) استعمل الكيسان مختاراً على العراقيين بعد قتل الحسين ، وأمره بالطلب بثارته ، وسمّاه : كيسان ، لما عرف من قيامه (5) ،

ص: 414


1- ومن هنا قيل لهم أيضاً : المختارية، كما ذكره في مقباس الهداية 318/2 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيره.
2- وحكاه العلامة المجلسي في بحار الأنوار 171/9 عن أكثر من مصدر.
3- الظاهر أن القائل هو النوبختي في فرق الشيعة : 23 ، وانظر منه صفحة : 26 - 27.
4- أي ابن أمير المؤمنين (علیه السلام) المعروف ب-: ابن الحنفية.
5- الكلام هنا مأخوذ مما قاله الشيخ المفيد (رحمه الله) في الفصول المختارة : 296 ، ثم قال بعده : وهذه الحكايات في معنى اسمه عن الكيسانية خاصة ، فأما نحن ؛ فلا نعرف إلا أنه سمّي بهذا الاسم، ولا نتحقق معناه !

وهذا مذهب من زعم أنّ محمّداً إمام بعد إخوته (1).

وقال بعضهم (2) : إنّه (3) كان الإمام بعد أمير المؤمنين (علیه السلام)، وإن الحسن (4) إنما ادعى في ظاهر (5) الدعوة إلى محمد [ب-] أمره ، وإن الحسين ظهر بالسيف

ص: 415


1- راجع عن الكيسانية : الملل والنحل 147/1، بيان الأديان : 26 ، و 521، فرق الشيعة : 28، مقالات الإسلاميين: 89 نفائس الفنون 275/2 ، التبصرة : 178 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 244/8 ، الفرق بين الفرق : 35 - 51 [وفي طبعة: 30 - 34] الحور العين : 157 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 78/9، موسوعة الفرق الإسلامية : 431 - 434.. وكذا ما جاء في ريحانة الأدب 398/3 ، والغدير 244/2.. وغيرهما. ولها عدة فرق عدّها في مقالات الإسلاميين 90/1 وما بعدها، ولاحظ موسوعة الفرق الإسلامية : 453 – 457 بعنوان (المختارية ) ، والمقالات والفرق : 21 - 22، و 26 ، و 38 ، و 39 ، و 44 ، و 50 ، و 56 ، و 163 ، و 169 ، و 177 ، و 178، و 190 - 191، الملل والنحل للزيدي : 9 ، و 26 ، خطط الشام للمقريزي 351/2 - 352، تاريخ الفرق الإسلامية : 288 - 289 ، فرق الشيعة : 27 ، الحور العين : 60، التنبيه والردّ لأبي الحسين الملطي : 29 و 148 و 152 ، ومروج الذهب 187/3.. وغيرها. ولاحظ ما جاء في هامش مقباس الهداية - 317/2 - 320 [الطبعة الأُولى المحققة].
2- كما جاء في الفصول المختارة : 298.
3- أي محمد ابن الحنفية.
4- في نسخة (ألف) : الحسين.. وهو سهو.
5- في المصدر : باطن.

بإذنه ! ! (1) وهم :

الكربية (2) ؛ نسبوا إلى رجل ضرير ، يقال له : كرب (3) ، وكان حمزة بن عمارة البربري (4) منهم (5).

وقال بعضهم : إنّ الإمام علي ومحمد ابنه ، ولا يرون للحسن والحسين إمامة.. ! وهم :

ص: 416


1- وجاء بعده في الفصول المختارة : و أنّهما كانا داعيين إليه ، أميرين من قبله !
2- في نسخة (ب) : الكرتية. الكربية ؛ قالوا : إنّ محمد ابن الحنفية حي لم يمت، وإنّه في جبل رضوى ، وهم ينتظرون ظهوره ويقال لهم : الخمرية ، كما في المقالات والفرق : 56.
3- في نسخة (ألف) : كرت، والصواب : أبو كرب الضرير.
4- في نسختي الأصل : البريدي ، والصحيح ما أثبتناه. وجاء في هامش فرق الشيعة : 27 : هو من السبعة الذين لعنهم الإمام الصادق (علیه السلام) كما ذكره الكشي [في رجاله : 304 حديث 548] ، وعنه العلامة الحلي في الخلاصة [صفحة : 219 برقم 4].. وغيرهما.
5- انظر عنهم : الفرق بين الفرق : 27 و 39 [الطبعة المحققة : 58] ، مقالات الإسلاميين : 19 ، خطط الشام للمقريزي 352/2 و 354 ، فرق الشيعة : 27 و 33، معجم الفرق الإسلامية : 198 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 424.. وغيرها. وهناك فرق أُخرى من الكيسانية - أيضاً - باسم الكربية.. انظر عنها : بيان الأديان : 26 و 523 [تحقيق هاشم رضي] ، الحور العين للحميري : 157 ، المقالات والفرق : 26 و 27 و 34 و 170 (الفقرات : 65 - 70).. وغيرها.

الحيانية (1) ؛ أصحاب حيان بن السراج (2) ، وأصحاب إبراهيم الأشتر ، كانوا يطوفون بالليل في أزقة الكوفة ، وينادون : يا ثارات الحسينية (3).

وحكي عن بعضهم (4) : أنه مات والإمامة لولد أبي هاشم عبد الله ، وعبد الله مات وهو الذي يرجع ، ويقال لهم : [البيانية] (5) ، نسبوا إلى رئيس لهم يقال له : بيان النهدي (6) ، وقد ادعى النبوة واحتج بقوله :

ص: 417


1- الحيانية ؛ أصحاب حيان السراج يزعمون أنّ الإمام بعد علي (علیه السلام) ابنه : محمد بن الحنفية ، ولا يرون للحسنين [سلام الله عليهما] إمامة. وقد اختلف في أنهم هل هم من فرق الكيسانية أو المختارية، كما جاء في مقباس الهداية وهامشه 322/2 [الطبعة المحققة الأُولى]. لاحظ : موسوعة الفرق الإسلامية : 225 عن عدة مصادر ، ترجمة فرق الشيعة للنوبختي : 89 ، فرهنگ فرق إسلامي (فارسي) : 172.. وغيرها.
2- كذا ، وفي نسختي الأصل : مسراح، وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه، والمحصل للفخر الرازي : 588 ، حيان بن زيد السراج.
3- لا يعلم ما وجه هذه الجملة الأخيرة وربطها بالمقام، فتدبر.
4- حكاه النوبختي في فرق الشيعة : 28.. وغيره عنه وعن غيره.
5- الاسم بياض في نسختي الأصل، والظاهر ما أثبتناه بين المعكوفين، وهم أحد الفرق الثلاثة عشرة من المشبهة عند الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 27.. وغيره.
6- في نسخة (ب) : الهدى، وهو سهو ، وفي نسخة (ألف): الهندي. وهو : بيان بن سمعان التميمي النهدي ، وكان يعتقد بالتناسخ والرجعة، واعتبر نفسه وصي أبي هاشم، وكان أيضاً غالياً يعتقد بإلهية علي (علیه السلام)، وعاصر الإمامين السجاد والباقر (علیهما السلام)، وقتل سنة 119 ھ، وعبّر عنه في رجال الكشي : 57 - 58 ب-: بنان التبان ، وعنه في بحار الأنوار 296/25 - 297 (باب 10) حدیث 58 ، إلّا أنّ ما جاء في اختيار معرفة الرجال : 301 حدیث 541 هو : بيان التبان واختلفت المصادر في اسمه ، هل هو تبان أو بيان ؟ فراجع. وانظر عنه وعنهم : فرق الشيعة : 28 ، الفرق بين الفرق : 145 - 146 ، الملل والنحل : 136.. وغيرها وعلى كل حال ؛ فقد اختلف هل البيانية والبنانية فرقة واحدة أو أنهما متعددان ؟ والظاهر تعددهما. قال الطريحي في توضيح المقال : 44 ، وقد حكاه عن تاريخ أبي زيد البلخي. وانظر مصادر فرقة البنانية - حيث اتحدت غالباً مصادرهما - : کشاف اصطلاحات الفنون 153/1 ، نفائس الفنون 276/2 ، معجم الفرق الإسلامية : 61، عن مقباس الهداية وهامشه 358/2، وكذا جاء في مستدركه 358/6 [الطبعة المحققة الأُولى].

«هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ» (1).

وعن بعضهم : إنّ الإمامة في ولد محمد لا تخرج إلى غيرهم (2) ، وهم : الهاشمية (3).

ص: 418


1- سورة آل عمران (3) : 138.
2- أقول : عبارة النوبختي في فرق الشيعة : 30 - 31 هكذا :.. وفرقة منهم قالت : إنّ محمد ابن الحنفية مات والإمام بعده عبد الله بن محمد ابنه ، وكان يكنى : أبا هاشم، وهو أكبر ولده ، وإليه أوصى أبوه ، فسمّيت هذه الفرقة : الهاشمية ؛ ب- : أبي هاشم.
3- الهاشمية ؛ وهم أتباع أبي هاشم محمد بن الحنفية ، قالوا بانتقال الإمامة إلى أولاد العباس بن عبد المطلب، وإنّ الإمام عالم بجميع الأُمور.. وغير ذلك ، واختلفت بعد أبي هاشم، وانقسمت إلى خمسة فرق كما صرح بذلك في موسوعة الفرق الإسلامية : 525 - 526 - بل إلى أكثر من ذلك. انظر عنهم : الملل والنحل 150/1 ، فرق الشيعة : 36 و 57 ، المقالات والفرق : 138 و 177 ، التبصرة : 163 ، الفرق المفترقة : 55 ، نفائس الفنون 276/2 ، مقاتل الطالبيين : 126 ، الكامل لابن الأثير 53/5 ، تهذيب التهذيب 16/6.. وغيرها من فرق الكيسانية وراجع أيضاً : الحور العين : 159 ، ريحانة الأدب 307/4، الملل والنحل: 134 - 135 ، مقباس الهداية 322/2 [الطبعة المحققة الأُولى]، وقد سبق أن ذكرنا بهذا الاسم فرقة من فرق الغلاة، فراجع. أقول : تأتي لفظة الهاشمية منصرفة إلى خصوص بني هاشم، كما قاله في ترجمة كتاب فرق الشيعة، وأُخرى تطلق على فرقة صوفية ، كما ذكره في دائرة المعارف الإسلامية 183/15 (من فروع الشاذلية)، وأُخرى صوفية من فروع جادية ، ولا غرض لنا بها وبهم.

وعن بعضهم : أن أبا هاشم أوصى إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر.. وهم : الحارثية (1).

ص: 419


1- أقول : إنّ الحارثية من فرق الخوارج، بل من فرق الإباضية ، وهم أصحاب الحارث الإباضي، وقد جاء ما في المتن بألفاظ مقاربة في فرق الشيعة : 32. وراجع عنهم : خطط الشام 355/2 ، المقالات والفرق 30 و 179، نفائس الفنون 275/2 ، الفرق بين الفرق : 41 و 64 و 340 ، کشاف اصطلاحات الفنون 19/2، فرهنگ علوم: 219، قاموس إسلامي 11/2 (قال : يطلق على فرق ثلاث)، نقلاً عن هامش مقباس الهداية 390/2 [الطبعة المحققة الأُولى]. وهناك بهذا الاسم عدة فرق أخر منها : ما تعدّ من غلاة الشيعة أتباع حارث الشامي ، ذكرھم في ترجمة فرق الشيعة : 193 - 203.. ومنها : حارثية، تعد من الشيعة الجناحية ؛ أتباع اسحاق بن زيد بن الحارث الأنصاري ، ذكرهم الشهرستاني في الملل والنحل 136/1 و 152، وكذا ما جاء في معجم الفرق الإسلامية : 91.. وغيرهما. وهناك حارثية أتباع حارث بن سعيد ؛ ذكرهم في القاموس الإسلامي 11/2.. ولم أستطع من كل هؤلاء أن أعدّ منها ما ينتسب إلى خصوص الكيسانية ، فتتبع.

وعن بعضهم : أنّ محمد بن علي أوصى ابنه إبراهيم ، وهو صاحب أبي مسلم.. وهم :

الرزامية (1) ، نسبوا إلى رئيس يقال له : رزام (2).

ص: 420


1- الرزامية ؛ هم أتباع رزام، وقد ساقوا الإمامة بعد أبي هاشم ابن محمد بن الحنفية إلى عبيد الدين العبّاسي بالنصّ، وقد سلف الحديث عنه. انظر عنهم : الملل والنحل 153/1 ، بيان الأديان : 28 ، ذيل فرق الشيعة : 51 ، خطط الشام للمقريزي 353/2 ، الملل والنحل للزيدي : 9 و 26 ، الفرق بين الفرق 254 - 256 ، المقالات والفرق للأشعري : 64 - 195 (الفقرة : 129)، معجم الفرق الإسلامية : 123 ، قاموس اسلامی 515/2 (فارسي) ، ترجمة الفرق بين الفرق : 170 و 186 و 259 و 399 ، مقالات الإسلاميين 194/1 ، نفائس الفنون 276/2، فرهنگ معین 588/2 (فارسی) ، نقلاً عن هامش مقباس الهداية 322/2 - 323.
2- في نسخة (ألف) : زرام وهم أتباع رزام بن رزم، ظهروا بخراسان في أيام أبي مسلم. انظر عن عقيدتهم : شرح المواقف للقاضي الجرجاني : 388 ، وشرح المواقف للقاضي الإیجي 389/4.. وغيرهما.

وعن بعضهم : أنّ الإمامة انتقلت من ولد محمد إلى ولد العباس.. وهم : العبّاسية (1).

وعن بعضهم : أنّ عبد الله ابنه حي لا يمت ، وإنّه القائم.

وعن بعضهم : أنه مات (2) ، و أنّه يقوم بعد الموت ، وهو المهدي.

وعن بعضهم : أنّ محمداً حيّ مقيم بجبال رضوی (3) بين مكة والمدينة..

ص: 421


1- من قوله : إنّ الإمامة.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب). ويقال لهم : الشيعة العباسية ، بل عدّهم الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 35 [أُوفست ليدن] ، الفرقة الثالثة من الخمسة للشيعة ، وقال : وينسبون إلى آل العباس ابن عبد المطلب.. وذكر لهما صنفان : الخلالية، والراوندية. انظر عنهم : فرق الشيعة للنوبختي : 41 ، الحور العين للحميري : 160 ، خطط الشام للمقريزي 351/2، تبصرة العوام : 180 ، المقالات والفرق : 64 - 65 و 196 - 198 (فقرات : 127 - 131)، معجم الفرق الإسلامية : 168 ، خاندان نوبختي (فارسي): 27 و 95 ، مروج الذهب 93/6 - 96 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 339 - 341، ، وصفحة : 384.. وغيرها.
2- هذه الكلمات الأربعة مطموسة في نسخة (ب).
3- جملة : بجبال رضوى.. قد طمس في نسخة (ب).

وقد انقرضوا جميعاً (1).

ص: 422


1- ومن هنا جاء في موسوعة الفرق الإسلامية : 434.. افترقت الكيسانية بعد محمد ابن الحنفية اثنا عشرة فرقة.. وقال السيد المرتضى علم الهدى (رحمه الله) في كتابه الفصول المختارة : 297 – 298 - بعد عده لبعض هذه الفرق - وجميع ما حكيناه - بعد الأوّل من الأقوال - فهو حادث ألجأ القوم إليه الاضطرار عند الحيرة وفراقهم الحق ، والأصل المشهور ما حكيناه من قول الجماعة المعروفة بإمامة أبي القاسم بعد أخويه (علیهما السلام)، والقطع على حياته ، و أنّه القائم.. مع أنّه لا بقية للكيسانية جملة ، وقد انقرضوا حتى لا يعرف منهم في هذا الزمان أحد.. ثم تعرّض خلال فصول لابطال مقولتهم ودحض مزاعمهم.. وراجع عنهم : فرق الشيعة : 25 - 29.. وغيرها.

الخلاف الثاني :

بعد وفاة الصادق (علیه السلام): زعمت فرقة أنّه حيّ ، وأنه لم يمت ولا يموت حتى يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً.. وهم :

الناووسية (1) ، سموا بذلك لرئيسهم ؛ عبد الله (2) بن ناووس البصري (3).

ص: 423


1- ويقال لهم نادراً : الصارمية، وعدّت عند الخوارزمي في مفاتيح العلوم : 31 [أُوفست ليدن] و آخرين إحدى فرق الرافضة التي هي من فرق الشيعة. انظر : مقباس الهداية 327/2 [الطبعة المحققة الأولى] عن جملة مصادر.. وغيره. وجاء ذكرهم في المسائل العشرة في الغيبة للشيخ المفيد (رحمه الله) : 109 ، والفصول المختارة : 305 ، واختيار معرفة الرجال (رجال الكشي): 300 حدیث 200، وصفحة : 365 حديث 676 ، والصراط المستقيم 271/2.. وغيرها. وانظر ما أورده الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين : 37 ، والشيخ الطوسي (رحمه الله) في الغيبة : 18 في بطلان قول الناووسية في أمر الغيبة.. وغيرهما. ولاحظ : الملل والنحل 148/1 [166/1 - 167]، ويظهر منه أنّ الناووسية تزعم أن علياً باق، و أنّه يملأ الأرض عدلاً.. راجع : فرق الشيعة : 67 ، مقالات الإسلاميين : 25 ، الفرق بين الفرق : 61 ، الحور العين : 162 ، المقالات والفرق : 79 - 80.. وغيره. أقول : قال في الفصول المختارة : 308 - في آخر ردّه على الناووسية - :.. مع أنّه لا بقية للناووسية، ولم يكن أيضاً في نسختي الأصل كثيرة ، ولا عرف منهم رجل مشهور بالعلم ، ولا قرئ لهم كتاب.. وإنّما هي حكاية - إن صحت - فعن عدد يسير.. إلى آخره.
2- وقيل : عجلان بن ناووس، كما قاله البغدادي في الفرق بين الفرق : 80.
3- انظر عن الناووسية : فرق الشيعة : 67 ، مقالات الإسلاميين : 25 ، الفرق بين الفرق : 61 و 323، الحور العين : 162 ، المقالات والفرق : 79 - 80 ، نفائس الفنون 276/2 ، مقالات الإسلاميين 97/1 (وعدّها من فرق الشيعة الإمامية ) ، فرهنگ علوم : 548 ، الملل والنحل للشهرستاني 166/1 ، فرق الشيعة للنوبختي : 69 ، خطط الشام للمقريزي 351/2 ، الملل والنحل للزيدي : 9 و 26 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 724/9.. وكذا لاحظ : رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال): 414 حدیث 782، روى عن شهاب ، قال : قال لي أبو عبد الله (علیه السلام): «يا شهاب كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سلیمان ؟ ! فمكثت ما شاء الله ، ثم إنّ محمد بن سليمان لقيني، فقال: يا شهاب! عظم الله أجرك في أبي عبد الله (علیه السلام).. فكان سبب إقامة الناووسية على أبي عبد الله (علیه السلام) بهذا الحديث ! راجع : ريحانة الأدب 161/4 ، ومعين النبيه : 26 [خطي]، نقلاً عن كتاب مقباس الهداية وهامشه 326/2 - 327 [الطبعة المحققة الأولى].. وغيرها.

وفرقة قالوا : [إنّ أبا عبد الله (علیه السلام)] توفّي ونص على إسماعيل، وهو القائم المنتظر.

ومنهم : من نسب إلى المبارك مولاه (1).. وهم : المباركية (2).

ص: 424


1- أي مولى إسماعيل بن جعفر ، كما جاء في الفصول المختارة : 305 - 306. وعنه حكاه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 9/37 - 10 (باب 49).
2- أقول : حق هذه العبارة التأخير، وأن تأتي بعد فرقة القرامطة ؛ إذ القرامطة أخلاف المباركية، والمباركية سلفهم.. وإن كانت جهنم - في النهاية - تسعهم ومنزلهم ومأواهم جميعاً. وعلى كلّ ؛ فهم من فرق الإسماعيلية، أتباع رجل يدعى المبارك ، كان مولى لاسماعيل ابن الإمام الصادق (علیه السلام)، وفي رجال الشيخ الطوسي (رحمه الله): 310 برقم 495 [الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 304 برقم 4471] في عداد أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه مولى لإسماعيل بن عبد الله بن عباس.. وهم يرون أنّ الإمامة في ولد محمد بن إسماعيل، كدعوى الباطنية فيه ، ومن هذه الفرقة تشعبت : القرامطة ؛ نسبة لرئيس لهم كان يلقب ب-: قرمطوية. قال الطبرسي (رحمه الله) في اعلام الورى : 294 [وفي المحققة 8/2]: ومنهم من قال : إنّ إسماعيل توفي في زمن أبيه غير أنه قبل وفاته نص على ابنه محمد ، فكان الإمام بعده، وهؤلاء هم القرامطة ، نسبوا إلى رجل يقال له : قرمطوية ، كما ويقال لهم : المباركية، نسبة إلى المبارك مولى إسماعيل بن جعفر (علیه السلام).

يقال : بل نسب إلى المبارك بن علي العبدي (1).

وفرقة قالت بإمامة ابنه : محمد بن إسماعيل ؛ لما رأوا مماته (2) ، وهم :

ص: 425


1- انظر عنهم وعنه : المقالات والفرق : 80 – 81، و 83، و 217 - 218، مقالات الإسلاميين : 27 [98/1] ، الفرق بين الفرق : 23 ، و 47 ، و 53 ، و 63 - 64 ، [و 83 برقم 62]، وصرّح بكون القرامطة فرقة من المباركية، وكذا في خطط الشام للمقريزي 351/2 موسوعة الفرق الإسلامية : 443 ، فرق الشيعة للنوبختي : 66 ، و 70 - 73، نفائس الفنون 277/2 ، الحور العين للحميري : 262 ، الملل والنحل للزيدي : 9 و 26 ، الملل والنحل للشهرستاني 149/1 و 171 [168/2].. وغيرها.
2- بمعنى أنّه حيث كان إسماعيل قد توفى على الحقيقة في زمن أبيه لا قبل شهادته (علیه السلام) - وذاك سنة 140 ھ - غير أنه قد نص على ولده : محمد قبل وفاته ، فكان هو الإمام بعده.. كذا زعموا.

القرامطة (1) ؛ نُسِبوا إلى سوادي ، يقال له : قرمطويه (2) ، وكان يدعو الناس

ص: 426


1- أقول : سلف أن قلنا إن عنونة المصنف (رحمه الله) هذه الفرقة سهواً، فراجع. ثمّ إنّ هؤلاء فرقة متفرعة عن الإسماعيلية، تنسب إلى رجل يقال له : حمدان بن الأشعث الملقب ب- : قرمط ؛ لقصر في متنه وساقه ، وقد أسس أتباعه لهم حكومة في البحرين ومركز حكومتهم الأحساء، وكانت لهم معارك طاحنة مع السلطة العباسية وهزموهم أكثر من مرة ، كما في البصرة سنة 288 ھ، وحملوا على الكوفة ومكة وقاربوا الشام.. وأباحوا نهب الأموال. وقد ألفت في هذه الفرقة كتب متعددة؛ منها : كتاب المستشرق دخوية : أخبار القرامطة وقرامطة البحرين والفاطميون. لاحظ : المباركية.
2- كما قاله النوبختي في فرق الشيعة : 72 - 73 ، ثم قال : إن القرامطة تشعبت من المباركية، التي هي من فروع الإسماعيلية، كما ويطلق القرامطة : العقدانية ؛ حيث إنّ الحل والعقد بيدهم.. قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في الفصول المختارة : 305 - 306 - بعد أن عدّهم من الإمامية التي افترقت بعد شهادة الإمام الصادق (علیه السلام) : وقال فريق منهم : إنّ إسماعيل قد كان توفّي - على الحقيقة - في زمن أبيه (علیه السلام) غير أنه قبل وفاته نص على ابنه محمد ، فكان الإمام بعده ، وهؤلاء هم القرامطة، وهم المباركية. ونسبهم إلى القرامطة برجل من أهل السواد يقال له : قرمطوية ، ونسبهم إلى المباركية برجل يسمّى : المبارك مولى إسماعيل بن جعفر [علیه السلام]. ثم قال : والقرامطة أخلاف المباركية ، والمباركية سلفهم.. وعنه في بحار الأنوار 9/37 - 10 (باب 49) بنصه. وراجع ما ذكره الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين 102/1 بقوله : وأما القرامطة.

إلى عبادة الحجر ! (1)

ومنهم : من قال : إنّ الذي نص على محمد بن إسماعيل هو الصادق (علیه السلام) دون إسماعيل ، وهؤلاء الفرق الثلاث ؛ هم :

الإسماعيلية (2) ؛ سمّوا بذلك لادعائهم إمامته (3).

ص: 427


1- لعلّ المراد أنهم كانوا يقدّسون الحجر الأسود دون الكعبة ؛ ولذلك أخذوه إلى البحرين أكثر من عشرين سنة، وبنوا له موضعاً وضعوه فيه يُسمّى الكعبة. انظر : شرح نهج البلاغة لابن ميثم 349/3. أقول : لم أفهم كلام المصنّف طاب ثراه : وكان يدعو الناس إلى عبادة الحجر ؛ إذ عرف العكس عن هذه الطائفة ، فهم كانوا يذمون من يعبد القبور والمراقد والأحجار، ولذا قلعوا الحجر الأسود وعدوا من يقبله كافراً ! فقد نقضت الإسلام حرفاً حرفاً ؛ لأنها أبطلت أعمال الشريعة، وجاءت بكلّ سوفسطائية.. إلى آخر كلامه طاب رمسه. وقد ذهب ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 13/10 - 14، في باب أخبار أمير المؤمنين (علیه السلام) الغيبية ما أشار به إلى القرامطة من قوله : «ينتحلون لنا الحبّ والهوى، ويضمرون لنا البغض والقلى ، وآية ذلك قتلهم وراثنا، وهجرهم احداثنا..»، ثم فصل في ذلك ، وعنه في بحار الأنوار 191/40 (الباب 93) ذیل حدیث 75. انظر عنهم : الفرق بين الفرق : 202 - 203 و 208 ، بیان الأديان : 22 و 438 [تحقیق رضي] ، فرق الشيعة للنوبختي : 73 ، دائرة المعارف لوجدي 713/7، الحور العين للحميري : 200 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 414 - 417 عن عدة مصادر.
2- سلف هذا العنوان فيما سلف بعنوان : الإسماعيلية - ويقال لها : الفاطمية - وهي - في الواقع - اسم عام لكلّ الفرق التي اعتقدت بإمامة الابن الأكبر للإمام الصادق (علیه السلام) : إسماعيل ، أو إمامة نجله : محمد، وقد سمّوا بأسماء مختلفة، بعضها مترادف وغالبها متباين أصولاً وفروعاً : منها : الباطنة أو الباطنية - كما قاله في هامش مقباس الهداية 321/2 - 322 [الطبعة المحققة الأُولى].. وغيره.. ومنها : التعليمية.. والسبعية.. والملاحدة.. والقرامطة.. والمتشبّهة. وقيل : إنّ أبا الخطاب محمد بن زينب أو مقلاص بن أبي الخطاب من مؤسسي المذهب الإسماعيلي ، ولا يبعد من هذا الخبيث. وعلى كلّ ؛ فقد انقسمت الإسماعيلية في بداية أمرها إلى قسمين، هما : الإسماعيلية الخاصة ، والإسماعيلية العامة ، وقد أشار لهما المصنف (رحمه الله).. فالخاصة قالوا : إنّ إسماعيل كان إماماً في عصر أبيه وغاب وهو الإمام السابع. والإسماعيلية العامة : اعتقدوا بموت إسماعيل زمن أبيه ونصب محمد للإمامة بعده قبل أن يموت.. وعدت من بعض - كالخوارزمي في مفاتيح العلوم : 31 - إحدى الفرق التسعة الغالية التي هي أحد الفرق الخمسة للشيعة ، وقال : وهم الباطنية.. ولهم ھنا بحث مفصل تاريخاً وعقيدة، لاحظه في المصادر التالية.
3- راجع عن الإسماعيلية : فرق الشيعة : 88 وفيات الأعيان 109/3 و 235، فرهنگ معین 148/5 ، أعلام الإسماعيلية - في عدة مواضع ، فرق الإسماعيلية لهاجس : 14.. وما بعدها ، وتاريخ الدولة الفاطمية - في صفحات متعدّدة - ، مقدّمة دعائم الإسلام 11/1، تأويل الدعائم 2/1.. وفي أكثر من مورد خطط المقريزي 396/1، أُصول الإسماعيلية : 98 - 110 ، نفائس الفنون 277/2 ، تبصرة العوام: 181، رسالة افتتاح الدعوة من صاحب الدعائم : 32.. وما يليها ، موسوعة المورد للبعلبكي 211/5، معجم المؤلفين 297/1 ، أعلام الزركلي 149/1، دائرة المعارف الإسلامية 187/2 ، الفرق بين الفرق : 23 و 53 و 62 ، المقالات والفرق : 50 ، و 56، و 81، و 211، و 214 - 216 ، و 218 ، معجم الفرق الإسلامية : 300 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 102 ، و 109.. وغيرها. ولاحظ : اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 244 - 245 حديث 449، إعلام الورى للطبرسي (رحمه الله) : 291 [وفي المحققة 547/1] ، تعليقة الوحيد البهبهاني (رحمه الله) المطبوعة ذيل منهج المقال: 410 [الطبعة الحجرية] ، وعدّ لها فرق، ريحانة الأدب 2/1 و 71.. وغيرها. قال في معين النبيه : 26 [خطي]: وربّما لقبوا ب-: السبعية ، والباطنية ، والملاحدة ، إلّا أنّ العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 10/37 عد لها ثلاثة فرقاً تبعاً للشيخ المفيد (رحمه الله) في فصوله : 305 - 306 وناقش كلامهم ، وقد قال به السيد المرتضى (رحمه الله). وقد جاءت غالب هذه المصادر في هامش مقباس الهداية 321/2 [الطبعة المحققة الأُولى].. فراجع.

ص: 428

ومنهم : من قال : كان الإمام بعد الصادق (علیه السلام) محمد بن جعفر (1).. وهم :

ص: 429


1- كذا، والظاهر من كتب الفرق كونه : عبد الله ابن الإمام الصادق (علیه السلام) الملقب ب-: الأفطح، إلا أنّ أُولئك عرفوا ب- : الفطحية، أو الأفطحية، ولا بد أن يكون ثمة فرق بينهما، ولعلّ هذا هو : محمد بن جعفر بن محمد الديباج ؛ سمّي بذلك لحسن وجهه، وكان من علماء الطالبيين وأعيانهم وزعمائهم ، وكان مقيماً بمكة ، وبويع له لما ظهر الخلاف على مأمون سنة 199 ھ ، وتبعه الزيدية الجارودية وغيرهم، ثم خلع نفسه وتوفي بجرجان سنة 203 ھ، وصلّى عليه المأمون ! راجع : بحار الأنوار 299/48 عن الأفطحية.

الإسمطية (1) ؛

ص: 430


1- انظر عن هذه الفرقة : السميطية : فرق الشيعة : 78 ، والمقالات والفرق : 87 برقم 162، والفرق بين الفرق : 80 ، ومقالات الإسلاميين : 27 [99/1].. وغيرها. وهم : السمطية ؛ قالت هذه الفرقة : إنّ الإمام بعد جعفر بن محمد ابنه محمد بن جعفر ، وأمه أم ولد يقال لها : حميدة ، كما في فرق الشيعة : 77 ، وهي تنسب إلى رئيس لھا باسم : يحيى بن أبي سميط ، ولاحظ : الفرق بين الفرق : 80 برقم 58. كما وقد قاله ابن ميثم البحراني في النجاة في القيامة : 173.. وغيره. وعن كتاب فرق الشيعة للنوبختي - كما في هامش الإكمال 101/1 - ، وقال نسبة إلى رئيس لهم يقال له : يحيى بن أبى السمط. أو السبطية ؛ جاء في بحار الأنوار 10/37، وسمّاها : السبطية ؛ نسبة إلى رئيسها يحيى بن أبي السبط (الأسمط ). ولاحظ : تعليقة الوحيد البهبهاني (رحمه الله) على منهج المقال : 410 (هامش الطبعة الحجرية ) ، ريحانة الأدب 227/2 ، نقلاً عن مقباس الهداية وهامشه 325/2 - 327 [الطبعة المحققة الأُولى] ، وتوضيح المقال : 216 ، طرائف المقال 369/1 و 243/2. أو الشمطية ؛ كما في الفرق بين الفرق للبغدادي: 61. قال الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين 101/1 :.. وهذه الشمطية تدعى إمامة عبد الله بن جعفر بن محمد من أبيه بالوراثة والوصية. وقال النسابة العمري في المجدي : 96:.. وانقرضوا وانقرض الأفطح ومحمدأبو جعفر إمام الشمطية ، وهم أصحاب ابن الأشمط. أو الشمطية ؛ كما في الحور العين : 163. أو الشميطة ؛ قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في الفصول المختارة : 306: وذلك نسبتها إلى رجل يقال له : يحيى بن أبي الشمط ، ولعلّ هذه الفرقة نفس الأشمطية. أو الشميطية ؛ كما في المقالات والفرق : 87 ، والتبصير في الدين : 32 - 33، والملل والنحل للشهرستاني 167/1 [196/1].. وغيرها. والكلّ واحد، ومنشأ الاختلاف في اسم صاحب الفرقة.

نسبتهم إلى رئيس يقال له : يحيى بن إسمط (1).

ومنهم من قال : أنّ الإمام بعد الصادق (علیه السلام) : عبد الله بن جعفر ، وهم :

ص: 431


1- أو : يحيى بن أبي السمط ، أو : ابن أبي الشمط ، ولذا يقال لهم : الشمطية. وقيل : يحيى بن سميط ، وسمّاه الإسفرايني في التبصير في الدين : 32 ب-: يحيى بن شميط ، وكذا الشهرستاني في الملل والنحل ب-: ابن أبي شميط ، والمقريزي في خطط الشام ب-: يحيى بن شميط الأحمسي ، والسيد المرتضى (رحمه الله) - نقلاً عن الشيخ المفيد (رحمه الله) - في الفصول المختارة : 306 ، قال : الشمطية ؛ بنسبتها إلى رجل يقال له : يحيى بن أبي الشمط.. والعلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار ب-: يحيى بن أبي السبط ، ولم أجد من سماها من أهل الفرق بذلك. نعم جاءت بأسماء أُخر ك-: السمطية ، أو الشمطية ، أو السميطية.. وغيرها. وعلى كل ؛ فهو رجل خبيث ضعيف الحديث، على حدّ تعبير العلامة المامقاني في تنقيح المقال 308/3 [الطبعة الحجرية]. راجع عنهم : الملل والنحل للزيدي: 9 ، معجم الفرق الإسلامية : 136 ، خطط الشام للمقريزي 351/2، الفرق بين الفرق : 33 و 53 و 61 ، المقالات والفرق للأشعري : 224 ، فرهنگ علوم (فارسي) : 305.. وغيرها.

الفطحية (1) ؛ نسبوا إلى عبد الله بن أفطح رئيسهم ، وكان أفطح الرجلين ، أو أفطح الرأس ، وقالوا : أنّ عبد الله هو الأفطح.. (2)

ص: 432


1- الفطحية ، وقد يقال لهم : أفطحية، ولعلّهما اثنان، كما نقله في مقباس الهداية 323/2 [الطبعة المحققة الأولى] عن جمع. قيل : ويقال لهم أيضاً : عمارية ؛ لانتسابهم إلى بعض أكابرهم ، يقال له : عمار ، كما قاله ابن ميثم في كتابه النجاة من القيامة : 173، وأبطل احدوثتهم في صفحة : 198، وكذا البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 274/2 ، وقبلهم الكشي (رحمه الله) في إختيار معرفة الرجال : 254 - 255 حديث 472 - وعنه رواه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 261/47 (باب 30) حدیث 29 - وذكرهم الشيخ (رحمه الله) في الغيبة : 81 - 84، وردّهم ، وكذا جاء في كمال الدين 102/1، واعلام الورى : 291 [المحققة 547/1] وصفحة : 294 [المحققة 7/2] ، والبغدادي في الفرق بين الفرق : 81.. وغيرهم. وهم قد نسبوا الإمامة إلى الإمام الصادق (علیه السلام) ، مدعين فيه اللاهوت، كما جاء في مشارق أنوار اليقين : 334. انظر : كشف الغمّة للإربلي 355/2 ، والغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله) : 225 ، والفصول المختارة للشيخ المفيد (رحمه الله) 312/2 [صفحة : 306، وصفحة : 312 فصل]، وعنه في بحار الأنوار 11/37 (باب 49).. وغيرها. وراجع : فرق الشيعة : 88 - 89 [وفي طبعة: 77] ، المقالات والفرق : 87 برقم 163.. وغيرهما.
2- أقول : وقيل : نسبوا إلى رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له : عبد الله بن فطيح ، كما قيل : إنّ عبد الله الأفطح كان يميل إلى مذهب الحشوية والمرجئة، توفّي ولم يعقب. ثم إنّ هناك فرقة فطحية أخرى ؛ كما يظهر من كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق (رحمه الله) : 64 - وعنه في بحار الأنوار 947 (باب 24) حديث 3 - إنّ الإمام الصادق [علیه السلام] إنما سمّي صادقاً ؛ ليتميّز من المدعي للإمامة بغير حقها، وهو جعفر بن علي إمام الفطحية الثانية ، ويقال لهم : الفطحية الخلّص ؛ لأنهم يجيزون إمامة أخوين وجعفر الكذاب بعد أخيه الإمام الحسن العسكري (علیه السلام) ، لأنه ليس له ولد على زعمهم.. راجع عنهم : المقالات والفرق : 87 برقم 163 و 224 - 225 ، فرق الشيعة للنوبختي : 88 - 89 [وفي طبعة : 77] ، مقالات الإسلاميين : 164 – 165 [99/1]، موسوعة الفرق الإسلامية : 119 - 121، و408 - 409 ، بيان الأديان : 460 [رضي]، نفائس الفنون 377/2، الحور العين : 163 ، خطط المقريزي 351/2، معجم الفرق الإسلامية : 41 و 186 تحت عنوان : الأفطحية. ولاحظ - أيضاً - : الغيبة للشيخ الطوسي : 135 ، اختيار معرفة الرجال : 254 حدیث 472 ، وصفحة : 385 حدیث 720 بتصرّف، وصفحة : 526 حديث 1061، بحار الأنوار 11/37 - 14 (باب 49) عن الفصول للشيخ المفيد (رحمه الله) ، رجال السيد بحر العلوم 113/4، ريحانة الأدب 223/3، جامع المقال : 191، منهج المقال : 418 [الطبعة الحجرية] ، معين النبيه : 26 [خطي].. وغيرها ، نقلاً عن هامش مقباس الهداية 323/2 - 325 [الطبعة المحققة الأُولى]. وراجع : تنقيح المقال 74/3 [الطبعة الحجرية في فصل الألقاب].

ولم يبق من الناووسية ولا من القائلين بمحمد بن جعفر أحد (1).

ص: 433


1- أقول : لا أعلم وجهاً لإقحام هذه العبارة هنا ، وحقها التقديم تحت عنوانها السالفة. ثم إنّ هذه الأقوال ذكرها شيخنا المفيد (رحمه الله) كما حكاه السيد المرتضى طاب ثراه في الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 306 - 312 - وردّها بأحسن وجه.

والخلاف الثالث (1) :

لما مات موسى بن جعفر (علیهما السلام)؛ افترقوا فرقاً ، فقال جمهورهم بإمامة الرضا (علیه السلام) ، فسمّوهم : القطعية (2).

وقال جماعة بالوقف على موسى [علیه السلام] ، وادعوا حياته، وزعموا أنّه المهدي (3).

ص: 434


1- أورده السيد المرتضى (رحمه الله) من كلام الشيخ المفيد طاب رمسه، ضمن فصل من الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 313 وما بعدها ، ولم يذكر فرقة القطعية فيه.
2- القطعية - في واقعها التاريخي - هي الامتداد الطبيعي والاسم الآخر للفرقة المحقة الاثني عشرية ، القائلة بإمامة أبي الحسن علي بن موسى الرضا (علیه السلام) والأئمة من بعده (علیهم السلام) ، حيث قطعوا بشهادة الإمام موسى بن جعفر مقابل الواقفة ، الذين توقفوا فيها. وقيل : إنّهم من فرق الموسوية القائلين بختم الإمامة على الإمام الكاظم (علیه السلام) ويجزمون بموته ، كما جاء في هامش مقباس الهداية 328/2 [الطبعة المحققة الأُولى]. وقيل : هم والمفضلية واحد ، وعدوهما من فرق الرافضة - التي ھي من الفرق الخمسة للشيعة -. وقيل : المفضلية ؛ إنّما سمّوا بذلك لأنهم نسبوا إلى المفضل بن عمر. راجع عنهم : فرق الشيعة : 79 – 80، المقالات والفرق : 39، وصفحة : 236 (الفقرة : 79) ، موسوعة الفرق الإسلامية : 418.. وغيرها.
3- عدها البعض - كالخوارزمي في مفاتيح العلوم : 32 - إحدى فرق الرافضة التي هي من فرق الشيعة الخمسة ، قال : سمّوا بذلك ؛ لأنهم وقفوا على موسى بن جعفر رضي الله عنه [صلوات الله وسلامه عليه] وقالوا هو السابع، وإنّه حيّ لم يمت حتى يملك شرق الأرض وغربها ، ويسمون : الممطورة.

وقال جماعة : إنّه مات وسيبعث ، وهو القائم ، فسمّيت : الواقفة (1).

واختلفت الواقفية (2) في الرضا (علیه السلام) هو من قام مقامه بعد موسى (علیه السلام) ،

ص: 435


1- راجع عن الواقفة أو الواقفية أو الممطورة : فرق الشيعة : 82 - وذكر لها معنى آخر لاحظه فيه : 95 - وكذا في الحور العين : 175 ، کشاف اصطلاحات الفنون 1500/2 ، خطط الشام 351/2، فرهنگ علوم: 573 ، الفرق بين الفرق : 67 و 72 - 108 و 244 و 341 ، مقالات الإسلاميين 99/1 و 175 - 176 ، المقالات والفرق : 87 ، ريحانة الأدب 272/4 - 273، کتاب الغيبة للشيخ الطوسي : 19 و 42 و 43 و 120 ، كمال الدين : 40 ، تعليقة المولى الوحيد البهبهاني (رحمه الله) على منهج المقال: 8 و 9 [الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 132/1 - 136] ، توضيح المقال : 46 ، منتهى المقال : 13 [الطبعة الحجرية، وفي المحققة 81/1 - 83] ، واختيار معرفة الرجال (رجال الكشي): 459 حديث 871، وصفحة : 467 برقم 888، وصفحة : 493 برقم 946.. وغيرها كثير، لاحظها في هامش مقباس الهداية ، وعيون أخبار الرضا (علیه السلام) 112/1 - 113 حدیث 1 و2، وبحار الأنوار 308/11 (باب 3) في بيان العلامة، وعلل الشرائع : 235 (باب 171) حدیث 1 و 2 ، وعدّ منهم جمع في روضات الجنات 1/ 10 ، ومعين النبيه : 25 [النسخة الخطية].. وغيرهما. وأيضاً ، انظر عن هذه المصادر كتاب مقباس الهداية وهامشه 327/2 [الطبعة المحققة الأُولى]، ومعجم الفرق الإسلامية : 267.. وغيرهما.
2- الكلمتان مطموستان في نسخة (ب).

فقال بعضهم : هؤلاء خَلَفُ أبي إبراهيم [وأمراؤه وقضاته] (1) إلى أوان خروجه (2).. وقال الباقون بأنهم ضالون مخطئون ظالمون]، وقالوا في الرضا (علیه السلام) خاصة قولاً عظيماً.. ! (3)

[ومنهم :] الممطورة (4) ؛

ص: 436


1- ما بين المعكوفين مزيد من الفصول المختارة : 313.
2- من قوله : هؤلاء.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
3- جاء بعده في الفصول المختارة... وأطلقوا تكفيره ، وتكفير من قام بعده من ولده !! وراجع : فرق الشيعة : 81 المقالات والفرق : 90 (فقرة 175).. وغيرهما.
4- العنوان وما بعده إلى قوله : علي بن إسماعيل مطموس في نسخة (ب)، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : المحظورة. وقيل : الممطورة هو الاسم الآخر للواقفة، مأخوذ من العبارة التي أُطلقت عليهم : «الكلاب الممطورة». قال النوبختي في فرق الشيعة : 81 - 82 : إذا قيل للرجل إنّه : ممطور ؛ فقد عرف أنّه من الواقفة على موسى بن جعفر (علیهما السلام) خاصة. قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 203/82 (باب 32) ذیل حدیث 17: والممطورة هم الواقفية ، لقبوا بذلك ؛ لأنهم لكثرة ضررهم على الشيعة وافتتانهم بهم كانوا كالكلاب التي أصابها المطر وابتلت ومشت بين الناس، فلا محالة يتنجس الناس بها ، فكذلك هؤلاء في اختلاطهم بالإمامية وافتتانهم بهم. وقيل : هم من فرقة الموسوية ، كما في هامش مقباس الهداية 328/2 [الطبعة المحققة الأُولى] ، وانظر منه صفحة : 60 ، وكذا : المقالات والفرق : 92 و 239، ومقالات الإسلاميين : 280 ، الفرق بين الفرق : 40 ، اعتقادات فرق المسلمين : 41، الحور العين : 164 ، الانتصار للسيد المرتضى : 136 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 485 - 486 عن عدة مصادر.. وغيرها. انظر الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 176/3 - 177 بعنوان : (الكلاب الممطورة ).

سمّوا بذلك (1) ؛ لأنّ علي بن إسماعيل [الميثمي]، ويونس بن عبد الرحمن [مع جماعة] ناظروهم حتى خرجوا إلى المشافهة (2) ، فقال لهم علي بن إسماعيل : ما أنتم إلا كلاب ممطورة (3).

وشذّت فرقه ، فأنكروا موت أبي إبراهيم وحبسه ، وزعموا أن ذلك كان تخييلاً (4) للناس ، وأنه حي غائب، و أنّه هو المهدي، وزعموا [أنّه] استخلف على الأمر محمد بن بشير مولى بني أسد ، وذهبوا إلى القول بالغلو والإباحة

ص: 437


1- من قوله : خاصة.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
2- جاء في بعض المصادر : وقد اشتد الكلام بينهم.. إلا أنّ الخوارزمي في مفاتيح العلوم: 32، بعد أن عدّهم من فرق الرافضة - التي هي فرق الشيعة الخمسة - وجعلهم والواقفة واحد ، قال : وذلك أن واحداً منهم ناظر يونس بن عبد الرحمن - وهو من القطعية - فقال : له يونس : لأنتم أهون عليّ من الكلاب الممطورة، فلزمتهم هذه النبزة. انظر : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 414/4 - 423 حول الواقفة.
3- ي نسخة (ألف) محظورة ، وهي ممحوة في نسخة (ب).
4- كذا في الفصول المختارة : 313، وفي نسخة (ألف) : لحيلاً، أو : تخيّلاً! وقد طمست الكلمة في نسخة (ب).

والتناسخ ، وهم : البشرية (1).

ص: 438


1- لم ترد في الفصول المختارة جملة : وهم البشرية، إلّا أنّه قال في آخر الفصل : 315 - ردّاً لهذه الفرقة : وأما البشرية ؛ فإنّ دليل وفاة أبي الحسن (علیه السلام)، وإمامة الرضا (علیه السلام) ، وبطلان الحلول والاتحاد، ولزوم الشرائع، وفساد الغلو والتناسخ يدلّ بمجموع ذلك وبآحاده على فساد ما ذهبوا إليه.

[و] الخلاف الرابع (1) :

لما توفي الرضا وخلّف ابنه أبا جعفر [علیه السلام] ؛ اختلفوا وتفرقوا ثلاث فرق : فرقة على الحق.

وفرقة ارتدت (2) إلى قول الواقفة [ورجعت عمّا كانت عليه من إمامة الرضا (علیه السلام)]

وفرقة قالت بإمامة أحمد بن موسى (3) ، وهم : الراجعة (4).

ص: 439


1- ذكره سيدنا المرتضى طاب ثراه في الفصول المختارة : 315 - 316 تحت عنوان: فصل.. نقلاً عن الشيخ المفيد طاب رمسه ، ثم ردّ أقوالهما ونصر الثالث الحق منها، وجاء في فرق الشيعة للنوبختي : 86.. وغيره.
2- كذا استظهاراً ، وقد تقرأ الكلمة في نسخة (ب) : انذت ، وهي التي في الفصول، وفي نسخة (ألف) : أبدت.
3- في الفصول المختارة زيادة : وزعموا أن الرضا (علیه السلام) وصى إليه، ونص بالإمامة عليه.
4- أقول : لم أجد فرقة إمامية أو شيعية بهذا الاسم (الراجعة)، والظاهر أن المصنّف أخذ هذا العنوان عمّا جاء في الفصول المختارة، حيث قال هناك : فيقال لهم - ما سوى الراجعة إلى الوقف كما قيل للواقفة.. إلى آخره انظر عنهم : مقالات الإسلاميين للأشعري 187/1 – 188، وموسوعة الفرق الإسلامية : 251.. وغيرهما.

[و] الخلاف الخامس (1) :

لمّا توفّي أبو جعفر (علیه السلام) (2) ؛ تفرقوا ثلاث فرق :

فقال نفر بإمامة أبي الحسن محمد بن علي (3) _ أخي أبي محمّد [علیه السلام] (4).

ونفر بإمامة محمد بن علي بن محمد بن موسى ، وأخوه :جعفر بن علي. والجمهور على الحق.

ص: 440


1- جاء هذا الخلاف تحت عنوان (فصل ) في الفصول المختارة : 317 - 318، وردّهم السيد المرتضى (رحمه الله) هناك بما لا مزيد عليه، وسبقه النوبختي في كتابه : فرق الشيعة : 94.
2- أي : مولانا الإمام علي بن محمد الهادي (علیهما السلام).
3- هو : السيد الجليل ، السيد محمد ابن الإمام الهادي (علیهما السلام)، المعروف ب-: سبع الدجيل.
4- أقول : العبارة ناقصة ، بل بتراء ، بل مغلوطة، حيث الذي جاء في المصادر أن الفريق الذي شدّ عن الحق قالوا بإمامة موسى بن محمد - أخي أبي الحسن علي بن محمد الهادي (علیه السلام)، ثم رجعوا عن إمامة موسى بن محمد وأقاموا جميعاً على إمامة أبي الحسن (علیه السلام)، وتفرقوا بعد ذلك.. فقال الجمهور منهم بإمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (علیهما السلام)، ونقلوا النص عليه وأثبتوه. وقال فريق منهم : إنّ الإمام بعد أبي الحسن : محمد بن علي - أخو أبي محمد (علیه السلام)- وقد كان توفّي في حياة أبيه، وهؤلاء أنكروا وفاته.. وقال فريق ممّن شدّ في القول : إنّ الإمام بعد محمّد بن علي بن موسى (علیهما السلام)؛هو أخوه : جعفر بن علي، وزعموا أنّ أباه نصّ عليه بعد مضي محمد، وهو القائم بعد أبيه. وقريب مما ذكرناه هنا جاء في فرق الشيعة للنوبختي : 94، فلاحظ.

والخلاف السادس :

لمّا توفّي أبو محمد الحسن بن علي بن محمد (علیهم السلام)، افترقوا - على ما حكاه النوبختي (1) - أربع عشرة فرقة ؛

فالجمهور على الحق.

[وقالت فرقة ممّن دانت بإمامة الحسن (علیه السلام): إنه حي لم يمت ، وإنما غاب وهو القائم المنتظر] (2).

و [قالت] فرقة [أُخرى] : إنّ أبا محمد [الحسن بن علي (علیهما السلام)] مات وعاش بعد موته ، وهو : القائم [المهدي ، واعتلوا في ذلك بخبر رووه : أنّ القائم إنّما سمّي بذلك ؛ لأنّه يقوم بعد الموت].

ص: 441


1- فرق الشيعة للنوبختي : 96 - 112 باختلاف ونقل بالمعنى، وهنا زيادات مع ذكر بعض ما استدلّت كل فرقة على مدعاها. وقد نقله مفصلاً سيدنا الشريف المرتضى طاب ثراه في كتابه الفصول المختارة : 318 - 321 ، وتعرّض لأدلّتهم وأجاب عنها بما لا مزيد عليه في فصل هناك : 322 – 327. وقد اختصر شيخنا ابن شهر آشوب المازندراني (رحمه الله) هنا مع سقط أشرنا لما لزم ذكره منه ، والظاهر أنّه أخذ ما هنا كأكثر ما جاء فيه من كتاب الفصول المختارة ، لا من فرق الشيعة، فتأمل.
2- ما بين المعكوفين مأخوذ من الفصول المختارة ، وهو حاصل ما جاء في فرق الشيعة.

و[قالت] فرقة [أُخرى] : إنه مات ، والإمام بعده أخوه : جعفر (1).

و[قالت] فرقة [أخرى] : إنّ الحسن (علیه السلام) كان مدعياً [مبطلاً] ! وأنكروا إمامة أخيه محمد ، و [قالوا :] الإمام جعفر بن علي [بنص أبيه عليه].

و [قالت] فرقة [أخرى] : إنّ الإمام محمد بن علي أخو الحسن [علیه السلام] ، ورجعوا عن إمامة الحسن، وادعوا حياة محمد بعد أن كانوا ينكرون ذلك !].

و[قالت] فرقة [أخرى] : إنّ الإمام بعد الحسن (علیه السلام) ابنه المنتظر [علیه السلام] ، وإنه (2) علي بن الحسن ، وليس كما يقول القطعية ، إنّه محمد بن الحسن ، وقالوا بعد [ذلك] بمقالة القطعية في الغيبة والانتظار حرفاً بحرف.

و[قالت] فرقة [أخرى] : إنّ القائم [محمد] بن الحسن [علیه السلام] ، ولد بعد أبيه بثمانية أشهر ، وهو : المنتظر.

و[قالت] فرقة [أُخرى] : إنّ أبا محمد [علیه السلام] مات عن غير ولد ظاهر ، لكن حَبّل بعض جواريه (3) [و] القائم من بعد الحسن محمول [به ، و]

ص: 442


1- في الفصول : وقالت فرقة أُخرى : إن أبا محمد (علیه السلام) قد توفي لا محالة ، وإنّ الإمام من بعده أخوه : جعفر بن علي.
2- في نسختي الأصل : وابنه ، وهو سهو.
3- في المصدر : ولكن عن حبل من بعض جواريه.

ما ولدته أمه (1) (بعد)، و إنّها يجوز أن تبقى مائة سنة حاملاً [به] ! وإذا ولدته [أ] ظهرت ولادته !!

و [قالت] فرقة [أخرى] : إنّ الإمامة [قد] بطلت بعد الحسن (علیه السلام).

و [قالت] فرقة [أُخرى] : إنّ محمد بن علي - أخا الحسن [علیه السلام] - إمام بعد (2) أبيه علي ، وأنه لما حضرته الوفاة وصى إلى غلام [له]، ويقال له : نفيس (3) [وكان ثقة أميناً ، ودفع إليه الكتب والسلاح] ، ووصاه أن يسلّمها إلى أخيه : جعفر [فسلّمها إليه ، وكانت الإمامة في جعفر] بعد محمد بن علي.. على هذا الترتيب.

و [قالت] فرقة [أخرى : وقد علمنا] أنّ الحسن (علیه السلام) كان إماماً ؛ فلما قبض [التبس الأمر علينا ، فلا ندري أجعفراً كان الإمام بعده أم غيره و] لا نقطع على جعفر ولا على غيره حتى يتبيّن لنا ذلك.

[وقالت فرقة أُخرى : بل الإمام بعد الحسن ابنه : محمد ، وهو المنتظر ؛ غير أنّه قد مات ، وسيحيی ويقوم بالسيف، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً].

و [قالت] الفرقة [الرابع عشرة منهم] : أنّ [أبا محمد (علیه السلام) كان] الإمام [من]

ص: 443


1- لا توجد : أُمّه في نسخة (ألف).
2- في المصدر : كان الإمام في الحقيقة مع أبيه علي..
3- الكلمة ممحوة في نسخة (ب)، بل غالب العبارة.

بعد أبيه ، وعند وفاته نص على أخيه : جعفر.

قال أبو حاتم الرازي (1) : وهم : الطاحنية (2) الحمارية (3) ؛ نسبوا إلى رئيس لهم يقال له : علي بن فلان [الطاحن] (4)..

ص: 444


1- هذه الجملة مقحمة في النص هنا ولا ربط لها بما قبلها ولا ما بعدها. راجع : كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي 533/1 - 534.
2- في نسخة (ألف) : الطاحة، وفي نسخة (ب): الطاخية، وعليه نسخة بدل : الطاجية ، وقد قيل : الطاجنية، وما أثبت من المصدر. راجع : المقالات والفرق : 250 - 251 (فقرة : 209).
3- في نسختي الأصل : الخمارية، والصحيح ما أثبتناه. وجاء في المصدر : وقالوا : لقد امتحنا الحسن ، فلم نجد عنده علماً، ولقبوا من تبع الحسن وقال بإمامته : الحمارية. والحمارية تعدّ من فرق الشيعة الإمامية، حيث بعد شهادة الإمام العسكري (علیه السلام) قال جمع من شيعته برجعته وأنكروا موته، أما المريدون لأخيه جعفر - فنسبوا إلى من ذهب إلى إمامة الحسن -: الحمارية ؛ لتقوية أمر جعفر بعد موت أخيه. انظر عنهم : الملل والنحل 154/1 ، فرهنگ فرق إسلامي (مشكور ) : 103، معجم الفرق الإسلامية : 103 ، موسوعة الفرق الإسلامية : 219.. وغيرها ، ولا يراد من الحمارية قطعاً الفرقة التي هي من فرق المعتزلة..
4- كذا في نسختي الأصل والمصدر ، وفيه زيادة الطاحن ، وكذا جاء في الملل والنحل للشهرستاني 170/1 [199/1] ، والغدير 144/3 و 145 ، لكن الذي جاء في فرق الشيعة : 99: علي بن الطاحي الخزاز. أقول : لا أعرف فرقة قالت بإمامة جعفر الكذاب (المتوفى سنة 271 ھ، وله خمس وأربعون سنة ) ، إلا اثنان ؛ أحدهما : الجعفرية ؛ أتباعه ، قالوا أوصى إليه أبوه ، وقيل : أخوه (علیهما السلام). والثانية : فرقة عرفت ب-: الفطحية الخلّص ؛ وهؤلاء قالوا : إذا مات الإمام ولم يعقب تكون الإمامة لأخيه. قيل : ومن فقهاءهم : عبد الله بن بكير بن أعين ، ولهم كلام غريب. انظر عنهم : المقالات والفرق : 115 - 116 ، فرق الشيعة : 95 و 108 و 112، الملل والنحل : 151 - 153 ، الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله): 143، موسوعة الفرق الإسلامية : 193 ، 409 - 410.. وغيرها.

ومنهم... وفرقة (1).

ص: 445


1- كذا ، والظاهر زيادة جملة ومنهم وفرقة ، أو زيادة خصوص الواو الثانية.

قال الشريف المرتضى في الفصول والعيون : ليس [من] هذه الفرق [التي ذكرناها فرقة] موجودة في زماننا هذا [وهو سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة] إلّا الإمامية (1) الاثنا عشرية (2).

***

ص: 446


1- في نسختي الأصل : الإمامية إلّا... بتقديم وتأخير.
2- أقول : نص عبارة السيد المرتضى (رحمه الله) في الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 321 [طبعة دار الأضواء بيروت : 261]: قال الشيخ [المفيد] أيده الله : وليس من هؤلاء الفرق التي ذكرناها فرقة موجودة في زماننا هذا - وهو من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة - إلا الإمامية الاثنا عشرية... ومن سواهم منقرضون ، لا يعلم أحد من جملة الأربع عشرة فرقة التي قدّمنا ذكرها ظاهراً بمقالة ، ولا موجوداً على هذا الوصف من ديانته، وإنما الحاصل منهم حكاية عمّن سلف، وأراجيف بوجود قوم منه لا [كذا ؛ والظاهر : لم] تثبت.

[ثم قال طاب رمسه]

وقد استخرجت (1) ذلك من فصول المرتضى (2) ، ومقالات الكشي ، ومقالات أبي الحسن الرفاء الرازي (3) ، والآراء والديانات ؛ عن النوبختي (4) من أصحابنا.

ص: 447


1- المقصود أن المصنّف طاب ثراه قد استقى هذه المذاهب من هذه المصادر المفقود أكثرها، وقد اعتمدنا على مصادر أخرى، علماً بعدم اطمئناننا بضبط أسماء بعض المذاهب ؛ لسقم كلا النسختين.
2- وهو المعروف ب-: الفصول المختارة من العيون والمحاسن، تأليف السيد الشريف المرتضى (355 - 436 ھ) طبع مكرراً وصدر محققاً ضمن سلسلة مصنفات الشيخ المفيد (رحمه الله) : المجلد الثاني، وعليه اعتمدنا.
3- لا نعلم ما المراد بمقالات الكشي والرازي وهل يراد من الأوّل : اختيار معرفة الرجال، أو غيره.
4- جاء في فهرست النديم : 177 : والشيخ في رجاله إنّه لم يتمه ، وزاد النجاشي في رجاله : 269 عنه : إنّه كتاب كبير حسن ، يحتوي على علوم كثيرة ، قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله.. وقد نقله عنه المسعودي في مروج الذهب 156/3، كما نقل عنه فصولاً ابن الجوزي في كتابه المعروف ب-: تلبيس إبليس.. وعلى كل ؛ لا يعرف لهذا الكتاب أثر ولا ورقة، نعم هناك كتاب للمؤلف (رحمه الله) أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي - من أعلام القرن الثالث الهجري ومن أعاظم رجال الشيعة ومتكلّميهم - باسم : فرق الشيعة ، وقد طبع في النجف الأشرف سنة 1355 ھ بعد أن صحح من قبل المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم (رحمه الله)، كما وقد طبع قبل ذاك في اسطنبول سنة 1931 م ، وقد اعتمدنا عليه هنا.

ومن كتب العامة ؛ مثل مقالات أبي القاسم البلخي (1) ، والآراء والديانات ؛ عن عبد الجبار بن أحمد (2) ، وفرق الفرق ؛ عن أبي الحسن الأشعري (3) ، وفرق الفرق ؛ عن أبي منصور البغدادي (4) ، وأسامي الفرق ، وفرق الأُمّة ؛ عن صاحبيهما.. وربّما يتداخل بعض هذه الفرق في بعض المقتضى الحال.

ص: 448


1- هو : أبو القاسم، عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي المعتزلي (المتوفى سنة 319ھ)، ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام 355/7 برقم 421، وقال عنه : رأس المعتزلة في زمانه وداعيتهم ، وكذا راجع عنه وعن كتبه : سلم الوصول 203/2، والأعلام 65/4 - 66.. وغيرهما. وقد طبع كتابه (المقالات) أخيراً في تركيا.
2- لعله أراد كتاب القاضي عبد الجبار المعروف ب- : المغني في أبواب التوحيد والعدل.
3- لعلّ المقصود منه كتاب : مقالات الإسلاميين واختلافات المصلين ؛ للشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (المتوفى سنة 330 ھ)، الذي حققه محمد محيي الدين عبد الحميد ، وطبع في مجلدين (سنة 1369 ھ ) ، ويبعد كون كتابه الآخر المسمى ب-: جمل المقالات ؛ إذ لم ينقل عنه ولا عرفت له نسخة ، بل قالوا فيه : مقالات الملحدين وجمل أقاويل الموحدين ، ولم يذكر له كتاباً في الأديان ثالثاً غيرهما ، إلا كتاب : مقالات غير الإسلاميين.
4- أقول : هو كتاب الفرق بين الفرق ؛ لعبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الإسفرايني التميمي (المتوفى عام 429 ھ) أخرج محققاً بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : وطبع أكثر من مرة ، وليس ظاهراً كتابه الآخر : الملل والنحل.

ابن حماد (1) : [من المتقارب]

فلا خَفَّفَ الله سوء العذا *** ب عنهُمْ فَكَمْ مُنْكَرٍ أحدثُوهُ

وَكَمْ باطل مُحْدَتٍ أثبتُوهُ *** وحق لربهم أبطلُوهُ

وَأَشيَاعُهُم فِي الغَبَا (2) مثلُهُمْ *** يَتِيهون في بحرٍ ما مَوَّهُوهُ

برئتُ إلى الله من فِعْلِهِمْ *** وخالَفْتُ سائر ما أبْدَعُوهُ

فأما النبيُّ : فقد خالَفُوهُ *** وأمّا القُرآنُ : فقد أحْرَقُوه (3) ؛

فحسبُهُم قدراً (4) ما جَنَوْهُ (5) *** وما قَدَّمُوهُ وما أخَّرُوهُ

وَليِّي هُوَ اللهُ ثُمَّ الرَّسُولُ *** وَبعدَهُما فالوصِيُّ النَّبيه (6)

و مِن بَعْدِهِ (7) فبَنُوهُ الهدا *** ة أرضى لِنَفْسِي بِما قَدْ (8) رَضُوهُ

أُواصِلُ مَا عِشتُ ما واصَلُّوهُ *** كذلكَ أقْطعُ ما قاطَعُوهُ

ص: 449


1- لم أحظ بعد على مصدر لهذه الأبيات ولا بعضها.
2- في نسختي الأصل : الغيّ، وهو صحيح معنى، إلّا أنّ الوزن يختل به ؛ فالظاهر ما أُثبت.
3- كذا ، ولعلّه : حرّفوه.
4- كذا ؛ ولعلّه : قَذَراً.
5- في نسختي الأصل : فحسبهم قدراً ولما جنوه..
6- في نسختي الأصل : البينة ، أو : النبية.. بشكل مشوش غير منقوط ، ويقرأ غير ذلك.
7- قرأ في نسختي الأصل : هذه.
8- في نسختي الأصل : (بمال) بدل (بما قد ) ، والظاهر أنها محرفة عن المثبت، أو عن : مآلاً.

ابن العودي (1) النيلي : [من الطويل]

وقالوا : اختلافُ الناسِ في الفقهِ رَحْمَة *** فلم ذا لما هذا يحلُّ ويَحْرُمُ (2)

ص: 450


1- الكلمة هنا مطموسة في نسخة (ب)، واستظهرنا الكلمة من النسخة الأُولى، وهو الصواب ، وقد ترجمته في المقدمة، والحديث عن شعره وقصيدته الميمية هذه.. وقد جاءت في الغدير 376/4 منسوبة لابن العودي ، وأوردها البياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 182/3 - 183 ، وقال : ولقد أحسن النيلي؛ حيث أخذ شيئاً من ذلك فقال.. قال في أعيان الشيعة 277/2 - 279 في ترجمة : ابن العودي النيلي : وقد عثرنا على هذه القصيدة في بعض المجاميع القديمة، من خبايا الزوايا منسوبة إلى العودي ، وقد رسم العودي وفوق العين ضمّة ، ولسنا نعلم إلى أي شيء هذه النسبة.. وهي ذات (94) بيتاً ومطلعها : [من الطويل] مَتى يَشْتَفِي مِنْ لاعِج الشَّوْقِ مُغْرَمُ *** وقد لج بالهجران من لَيْسَ يَرْحَمُ
2- كذا في نسختي الأصل ، وفي الصراط المستقيم، وفي الغدير : فلم يك من هذا يحلّ ويحرم. وهذا البيت جاء في الأعيان برقم (86) ، هكذا : [من الطويل] وقالُوا : اختلاف الناس في الدِّينِ رحمة *** فَلَمْ يَكُ مَن هذا يحلُّ ويحرمُ

أَرَبَّانِ (1) للإنسان أم كان دينُهُمْ (2) ***على النقص من دونِ الكمال فَتَمَّمُوا ؟ !

أم الله لا يرضى بِشَرع نبيه *** فَأَضْحَوْا وَهُمْ في ذلكَ الشَّرْع أَقْوَمُ (3) ؟!

أم المُصطَفَى قد كان في وَحْي رَبِّهِ (4) يُقصِّرُ عن تبليغه ويُجَمْجمُ (5) ؟ !

أم القومُ كانُوا أنبياء صوامتاً *** فلمّا مَضى (6) المَبْعُوثُ عَنْهُمْ تَكَلَّمُوا ؟ ! (7)

ص: 451


1- كذا وردت الكلمة غير معجمة ، وبعدها: لا انسان ولا معنى لها، وما هنا أخذناه من الصراط المستقيم والغدير.
2- جاء صدر البيت في الأعيان هكذا : أقد كان هذا الدين قبل اختلافهم.
3- جاء عجز البيت في الغدير هكذا : فعادوا وهم في ذاك بالشرع أقوم. ولم يرد في الأعيان.
4- صدر البيت مطموس كلاً في نسخة (ب).
5- ورد العجز في الغدير هكذا ينقص في تبليغه ويجمجم ، وفي الصراط : يقصر، بدلاً من : ينقص ، ولم يرد في الأعيان وكذا الذي يليه. قال ابن منظور في لسان العرب 110/12 : وجمجم الرجل وتجمجم : إذا لم يبين كلامه.
6- في الصراط : قضى.
7- عجز البيت قد طمس من نسخة (ب).

أم الدِّينُ لم يَكْمُلْ على عهدِ أَحْمَد (1) *** فعادوا عليه بالكمال وأَحْكَمُوا ؟ ! (2)

أم الشرع فيه كان زيعٌ عَنِ الهُدَى (3) *** فسَوَّوْهُ مِنْ بَعدِ النبي وقوموا ؟ ! (4)

أمَا قَال : إنّي اليوم أكملت دينَكُمْ *** وأتممتُ بالنَّعْماءِ (5) منِّي عَلَيْكُمُ ؟ ! (6)

وقال: أطِيعُوا الله (7) ثُمَّ رَسُولَهُ *** تَفُوزُوا ولا تَعْصُوا أُولي الأمر منكُمُ (8)

ص: 452


1- في الصراط : على دين أحمد.
2- هذا البيت جاء في الغدير متأخراً بعد : أم الشرع.. ولم يرد في الأعيان.
3- صدر البيت مطموس في نسخة (ب).
4- لم يرد هذا البيت في الصراط المستقيم، ولا في الأعيان.
5- في الصراط : للنعماء.
6- جاء هذا البيت ثالثاً بعد البيتين الأولين في الأعيان، وقد طمس العجز في نسخة (ب).
7- ذه الكلمات الثلاثة قد طمست في نسخة (ب).
8- سقط هذا البيت من القصيدة في الصراط المستقيم. ولم ترد هذه الأبيات التالية في أعيان الشيعة، وجاء بدلاً منها خمس أبيات أُخر فراجع ما هناك.

وَمَا فَرَّط (1) البَارِي إِذا فِي كِتَابِهِ *** بشيءٍ ولا أنَّ المشيَّةَ مِنْهُمُ (2)

فلِمْ حَرَّمُوا ما كانَ حَلَّ وحلَّلُوا *** بفتواهم ما جاءَ وَهُوَ مُحرَّمُ ؟!

تَرَى الله فيما قال [قد] زل، أو هَقَا (3) *** نبيُّ الهُدى ، أم كانَ (4) جِبريلُ يُوهِمُ ؟ !

لقد أَبْدَعُوا فيما أتوا (5) من خلافِهِمْ (6) *** وقالوا : اقْبَلُوا ممّا نقولُ وسَلمُوا ! (7)

ص: 453


1- هكذا ، وفي الصراط المستقيم : فما ، وفي نسخة (ألف) : وما فَرَض..
2- لا يوجد هذا البيت في الغدير ولا الأعيان، وما قبله فيه تقديم وتأخير ، وقد طمس أكثر كلماته في نسخة (ب).
3- جاء في لسان العرب 363/15 ، وتاج العروس 308/4 : هَقَا الرَّجُلُ : إِذا هَذَى فَأَكْثَرَ.. ولعلّها مصحفة عن : هفا ، وجاء صدر البيت في الغدير هكذا : ترى الله فيما قال قد زلّ أم هذا ؟ !.. وفي الصراط : فيما قاله زاد أو هفا..
4- من أول البيت إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
5- كذا في نسختي الأصل ، وفي الغدير : ممّا نووا، وفي الصراط : فيما أتى..
6- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ب) : كلامهم.
7- أقول : القصيدة كما قلنا - ذات (149 ) بيتاً ، وما جاء هنا من تلك القصيدة يبدأ من 93 - 104 ، كما جاءت في الغدير 376/4 ، وعلى وزانها معنى وقافية بيتان في المناقب 330/1 له (رحمه الله) وهما : [من الطويل] وقالوا : علي كان في الحُكْمِ ظالماً ! *** لِيَكْثُرَ بالدَّعْوَى عَلَيهِ التّظلم وقالوا : دماء الناس ظلماً أراقها !! *** وقَد كانَ في القَتْلَى بَرِيءٌ ومُجْرِمُ ! وجاء بعض أبياتها في موارد متعددة من المناقب، وكذا في كتابنا هذا المثالب ، ذكرنا بعضها في ترجمته في المقدمة.

ص: 454

[وجاء في آخر السفر المبارك قول كاتبه :]

تتمة

تم الكتاب بعون الملك الوهّاب (1) على يد العبد الضعيف النحيف المحتاج [إلى] رحمة الله :

مسعود بن يحيى بن حسن بن اميدوار بن فضل الله....... بن فضل الله بن محمد بن أبي المصرح بن أحمد بن علي بن أبي..... أحمد بن أبي الغنائم محمود بن أفضل بن قاسم بن فاضل بن مفضّل بن يحيى بن عقيل بن يحيى بن ذرّ بن أبي ذر الغفاري

في رمضان المبارك، لسنة خمس وأربعين وثمانمائة هجرية (2).

ص: 455


1- هذه العبارة جاءت في نسخة (ألف) دون نسخة (ب) ، حيث لم يرد في الأولى تاريخ الكتابة ولا الكاتب ولا غير ذلك ، ولعلها أُخذت من نسخة (ب)، بل نكاد نجرم بذلك ، لولا وجود بعض التصحيحات والتغييرات التي لا تنافي النسخ عليها، مع ما لنا من ملاحظات عليها ، فتدبر
2- [ثم جاء في آخرها]: بمبايعة شرعية منتقل شد بجناب مولانا شاهان بن سلّار أحمد ابن أحمد بن أحمد بن أحمد بن حسن بن.. كاشاني.

ص: 456

تذييل

تذييل

لباب التقيّة

بعض الرموز والكنى المتداولة عن بعض الأشرار (1)

ص: 457


1- سبق وأن أوعدنا في الفصل الأوّل من الكتاب بتذييل باب التقية بدرج جملة من الرموز والكنى التي عُبّر بها عن القوم والتي استعملها المصنّف طاب ثراه في كتابه ، وهي مفيدة لمن لا يملك كتاب الأسرار ؛ إذ فيه - بلا شكّ - غنى عن هذا التذييل مع ما جاء عليه من مصادر ، ثمّ إنّا رأينا أن نختم الكتاب ونذيله بهذه الرموز الخاصة به ، مزيداً للفائدة.

ص: 458

بعض الرموز والكنى المتداولة عن بعض الأشرار

تحصل أنّ كلّ ما لدينا من رموز واصطلاحات ، وكذا كنى أو ألقاب لأعداء آل محمّد - سلام الله عليهم ، ولعنته على ظالميهم والناصبين لهم ومناوئيهم - في هذا الكتاب هي ما يلي ، نذكرها - مع بعض ما حصلنا عليه من غيره - تتميماً للفائدة ، مرتبة على حروف الهجاء ، ونحيل تفصيل ذلك - مع زيادة توضيح واستدراك - إلى كتاب :

الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار

فنقول :

*آثم = أبو بكر بن أبي قحافة.

= عمر بن الخطاب.

*آكل الذبان = أبو بكر بن أبي قحافة.

*الأبتر (1) = العاص بن وائل ، (والد عمرو ) (2).

ص: 459


1- وهو المنقطع نسله ، أو من لا عقب له. وقيل : المنقطع عن كلّ خیر.
2- راجع : المعارف لابن قتيبة : 124 ، طبقات ابن سعد 115/1، تاریخ ابن عساکر 330/7، نقلاً عن الغدير 120/2.. وغيره ، ومثله في تذكرة ابن الجوزي: 114. وقيل : هو لقب المغيرة بن سعيد.

= عمرو بن العاص (1).

*الأبتر ابن الأبتر = عمرو بن العاص (2).

*ابن آكل [آكلة] الذبان = أبو بكر بن أبي قحافة (3).

= معاوية بن أبي سفيان (4) (محتمل ).

*ابن آكلة الأكباد = معاوية بن أبي سفيان (5).

ص: 460


1- قد تضافرت النصوص على ذلك من الفريقين، رواية وتفسيراً، انظر مثلاً : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 282/6، و 75/14 [373/2]، وقبله كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم : 176 ، واليقين للسيد بن طاوس (رحمه الله) : 85 ، وعنه في بحار الأنوار 315/37 (باب 54) ذيل حديث 46 ، والاحتجاج 101/1 و 411 [وفي طبعة نشر المرتضى 77/1 و 276] ، والمناقب 359/2.. وغيرها.
2- كذا خاطبه سيّد الوصيين أمير المؤمنين (علیه السلام)، لاحظ : شرح نهج البلاغة لا بن أبي الحديد 163/16.. وغيره، ويقال له : الأبتر الشاني.
3- جاء على لسان أمير المؤمنين (علیه السلام)، كما في كتاب سليم بن قيس (رحمه الله): 20 [الطبعة المحققة 596/2 ، وفيه : ابن آكلة الذبان].. وموارد أُخرى.
4- كما في كتاب الصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله) 49/3.. وغيره.
5- كما جاء في الاحتجاج 265/1 ، وكتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله) 806/2، ومصباح المتهجد : 775 وغيرها. وانظر : الغدير 26/2 و 130 ، و 30/10، و 5/11 و 14 عن مصادر جمة، وأطلقه عليه ابن عمر.. وغيره ، ولاحظ : بحار الأنوار 501/32 (باب 12) حدیث 431، و 610 (باب 12) ضمن حديث 481 ، و 131/33 (باب 16) حديث 471 عن كنز الفوائد والاحتجاج ، وجاء على لسان زياد ابن سمية عندما كان عاملاً لأمير المؤمنين (علیه السلام)، حيث كتب له معاوية كتاباً يتهدّده ويتوعده، فقال زياد :.. ويلي على ابن آكلة الأكباد.. كما وقد جاء في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم : 179 و 315 و 317 [طبعة مصر]، وشرح النهج لابن أبي الحديد 43/4.. وغيرها.

* ابن آكلة الذُّباب [الذُّبان] = أبو بكر بن أبي قحافة.

* ابن آكلة القمَّل = مروان بن الحكم.

* ابن آكلة الكُبُود = معاوية بن أبي سفيان (1).

* ابن الأبتر = عمرو بن العاص (2).

* ابن أبي شَمْلَة = عمر بن الخطاب.

* ابن أبي عتيق = عمر بن الخطاب.

* ابن أَرْوَى = عثمان بن عفّان الأموي.

* ابن أُمّ رومان = عبد الله بن الزبير (3).

* ابن أُمّ شَمْلَة = عمر بن الخطاب (4).

ص: 461


1- كما خاطبه بذلك ابن عبّاس، ورواه عنه الزمخشري في ربيع الأبرار 167/4. وكذا عرفه عمرو بن العاص في قصيدته المعروفة ب-: الجلجلية.
2- نص عليه العلّامة المامقاني (رحمه الله) في تنقيح المقال 173/2 [الطبعة الحجرية] في ترجمة : عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.. وغيره.
3- كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 63/4 فيما خاطبه به محمّد بن الحنفية.
4- كذا عبّر عنه خالد بن الوليد، كما جاء في تاريخ الطبري 280/5 (حوادث سنة 11ھ)، وعن كامل ابن الأثير في بحار الأنوار 492/30 (الطعن الخامس)، ولاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 308/2[206/17] ، وبحار الأنوار 483/30 (باب 22 ، الطعن الخامس ).. وغيرها.

* ابن أُم قتيل = عبد الله بن الزبير.

* ابن أُمّ فتيلة (1) [قتيلة] = معاوية بن أبي سفيان.

= عبد الله بن الزبير (2).

* ابن الباغية = عمرو بن العاص (3).

* ابن بنت الحَضْرَمِيَّة = طلحة بن عبيد الله (4).

* ابن حرب = معاوية بن أبي سفيان.

* ابن الحَضْرَمِيّة = طلحة بن عبيد الله.

* ابن حَنْتَم (حَنْتَمة ) = عمر بن الخطاب.

* ابن الخمّارة = الأشعث بن قيس الكندي (5).

ص: 462


1- اسم جدته ، وقيل : قتيلة ، وقيل : نثيلة ، وقيل : قبيلة. لاحظ : کشف الغمّة 543/1 ، وما جاء عن هذه الأسماء في الأسرار.
2- لاحظ : بحار الأنوار 101/42 (باب 120) ، عن ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 466/1 - 467 ، وفيه : ابن أُمّ رومان.
3- بذا خاطبه أمير المؤمنين (علیه السلام) ، لاحظ : كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم : 264، وبحار الأنوار 42 /119 (باب 121) ذيل حديث 3.. وغيرهما.
4- قاله ابن قتيبة في عيون الأخبار 17/4.. وغيره.
5- كذا وسمه أمير المؤمنين (علیه السلام) - في كلام معه - أورده الطبرسي (رحمه الله) في الاحتجاج 190/1 [طبعة مشهد ، و 280/1 من طبعة النجف الأشرف].

* ابن دميمة = خالد بن الوليد (1).

* ابن الذُّبان = عبد الملك بن مروان (2).

* ابن الزرقاء = عمر بن الخطاب (3) ، وهو نادر.

= مروان بن الحكم.

= عبد الملك بن مروان (4).

* ابن سُميَّة = زياد بن أبيه (5).

* ابن السوداء = عمر بن الخطاب.

* ابن صخر = معاوية بن أبي سفيان (6).

ص: 463


1- كما خاطبه بذلك مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام) بذلك ، في حديث أورده الديلمي (رحمه الله): إرشاد القلوب 383/2.. وحكاه عنه غيره.
2- قال الزمخشري في ربيع الأبرار 98/4 :.. وكانت الذبان تسقط إذا ألمعن بفيه ؛ لشدة بخره ! ولذلك لقب ب-: ابن الذبان ، وفي عيون الأخبار : أبو الذبان.
3- كما في الكوكب الدري 194/1 ، ومثله : ابن حنتمة (السالف ).
4- قاله الزمخشري في ربيع الأبرار 54/3 ، ومن الخاصة كثير. لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 90/1 - 92.
5- كما في الغدير 31/11 عن بعض المصادر، وقد أطلقه عليه ابن عمر.. وغيره.
6- كما جاء على لسان أمير المؤمنين (علیه السلام) وبعض ولده سلام الله عليهم ، وحكاه في الغدير 278/8 ، و 83/10.. عن عدة مصادر. ولاحظ أيضاً : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 411/3، و 51/4 [82/15]..

* ابن الصَّعْبَة = طلحة بن عبيد الله (1).

* ابن صفية = الزبير بن العوام (2).

* ابن صهاك [الصهاك] = عمر بن الخطاب (3).

* ابن الطريد (طريد رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم)) = مروان بن الحكم.

* ابن الطلقاء (الطليق ) = يزيد بن معاوية.

* ابن القَرْناء = الحجاج بن يوسف الثقفي (4).

* ابن الكاهليَّة = الزبير بن العوام.

= عبد الله بن الزبير، وإليه ينصرف.

ص: 464


1- كذا عبّر عنه أمير المؤمنين (علیه السلام)، كما في بحار الأنوار 58/32 (باب 1) ذيل حديث 40 ، وجاء في كتاب الجمل لضامن بن شدقم : 19. ولاحظ : الفائق للزمخشري 125/1.. وغيره كثير.
2- ومنه ما ورد مرفوعاً من قوله (علیه السلام): «بشر قاتل ابن صفية بالنار..». انظر تفصيل ذلك في بحار الأنوار 167/50 - 169 (الهامش).
3- جاء في المناقب 243/1 ، والصراط المستقيم 153/3 ، والاحتجاج : 45 [وفي طبعة نشر المرتضى 72/1] ، وكتاب سليم بن قيس (رحمه الله) : 90 [الطبعة المحققة 596/2].. وموارد عديدة في بحار الأنوار نحو عشر مرات. كلّ هذا بدون ألف ولام ، نعم ورد ابن الصهاك في الروضة لشاذان بن جبرئيل (رحمه الله): 124 ، و تفسير القمي (رحمه الله) 159/2 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 785/2 (سورة الروم (30) : 39) حدیث 5].. وغيرهما.
4- كما أورده الزمخشري في ربيع الأبرار 244/4.. وغيره.

* ابن اللخناء = عمر بن الخطاب.

= خالد بن الوليد (1).

= معاوية بن أبي سفيان.

* ابن اللعين = معاوية بن أبي سفيان (2).

* ابن اللعين (الأبتر ) = معاوية بن أبي سفيان (3).

* ابن المُتَمَنِّيَّة (4) (المُسْتَفْرِمَة ) = الحجاج بن يوسف الثقفي.

ص: 465


1- بذا خاطبه سيّد الوصيين أمير المؤمنين (علیه السلام) في قصة مفصلة، أوردها شيخنا العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 163/29 (باب 11) ذيل حديث 37، عن إرشاد القلوب للديلمي (رحمه الله): 379.
2- كما خاطبه بذلك إمام المتقين أمير المؤمنين (علیه السلام) في كتاب له إليه ، وقد تابع في ذلك صاحب الرسالة المحمدية (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ، حيث لعنه رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) في مواطن شتى ؛ هو وأباه وأخاه، فضلاً عن عشيرته وذويه أصحاب الشجرة الملعونة في القرآن الكريم. و على كل ؛ فقد جاء على لسان سيد الرسل (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) كثيراً ، وفي كلام سيد الوصيين أكثر. لاحظ مثلاً: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 411/3، و 525/4، وكذا في بحار الأنوار 124/33 (باب 16) حديث 412.. وغيرهما.
3- كما خاطبه بذلك سيّد الأوصياء (علیه السلام). لاحظ : نهج البلاغة : 193 برقم 135، وشرح النهج لابن أبي الحديد 301/8 و 302.. وغيره، ونقله في بحار الأنوار 472/31 (باب 28) حدیث 8، عن النهج، والغدير 330/8.. وغيرهما. وبمثل ذلك خاطب أمير المؤمنين (علیه السلام) المغيرة بن الأخنس.. وغيره.
4- المتمنية ؛ هي الفريعة بنت همّام ، أُمّ الحجّاج ، وقد تمنت وصال نصر بن الحجاج الجميل ، وكانت تحت المغيرة بن شعبة ! أحد أزواجها الرسميين! انظر : كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري 226/1 ، وجمهرة النسب للكلبي 98/2 (الهامش ).. وغيرهما.

* ابن المُسْتَنْفِرَة (1) = الحجاج بن يوسف الثقفي (2).

* ابن النابغة = عمرو بن العاص (3).

* ابن هند = معاوية بن أبي سفيان.

* ابن اليهودية [اليهودي] = كعب الأحبار ابن ماتع الحميري (4).

* ابنة أُمّ رومان = عائشة بنت أبي بكر.

ص: 466


1- لاحظ معناها اللغوي في الفائق للزمخشري 185/1 ، وفصلناها في الأسرار.
2- بذا خاطبه عبد الملك. راجع : الأخبار الطوال : 324 ، ومعجم البلدان 255/4 ، والكامل 386/4، والوافي بالوفيات 235/9.. وغيرها.
3- وقد جاء في كتب العامة أيضاً. ولاحظ : عيون الأخبار لابن قتيبة (كتاب الحرب) 164/1، وحكاه في الغدير 161/2 عن جمع ، وورد في كلام أمير المؤمنين (علیه السلام)، كما نص عليه في الإمتاع والمؤانسة 183/3 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 25/1، وخاطبه بذلك عثمان أيضاً. وراجع أيضاً : تاريخ الطبري 5 /108 [3 /392 و 395]، والكامل لابن الأثير 68/3 [163/3]، وتذكرة السبط : 491 ، وأنساب الأشراف 74/5 وغيرها.
4- بذا خاطبه أبو ذر(رحمه الله) - الذى ما أظلت السماء ولا أقلت الغبراء بأصدق منه لهجة - كما قاله المسعودي في مروج الذهب 438/1.. وغيره.

* ابنة الأوّل = عائشة بنت أبي بكر.

* ابنة الثاني = حفصة بنت عمر.

* ابنة رومان = عائشة بنت أبي بكر.

* أبو جبر = أبو بكر بن أبي قحافة (محتمل ).

* أبو جَعْد [الجعد، جهل] = أبو بكر بن أبي قحافة.

* أبو حَبْتَر = أبو بكر بن أبي قحافة

* أبو حَبر [حفر] = أبو بكر بن أبي قحافة (محتمل).

* أبو حفر [خفر] = أبو بكر بن أبي قحافة (1).

* أبو حفص = أبو بكر بن أبي قحافة.

= عمر بن الخطاب، وإليه ينصرف الإطلاق.

ص: 467


1- كما حكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 167/30 في بيان له هناك نقلاً عن تفسير القمي (رحمه الله)، حيث قال : لعلّ التعبير عن أبي بكر ب-: أبي حفر ؛ لمحض الوزن، أو بالخاء المعجمة ؛ لأنّه خفر الذمة والعهد في أمير المؤمنين (علیه السلام) ، على قوله : بأيكم [أي] بأبي حفر وزفر وغفل ، إلّا أنّ الذي جاء في التفسير 380/2 - 381 [الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 1089/3 – 1090 حدیث 1] (سورة القلم (68 ) : 5 - 6 ) على قوله سبحانه: «فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيْيِكُمُ الْمَفْتُونُ» قال : بأيكم.. أي حبتر وزفر وعلي، ومثله في الطبعة المحققة من التفسير 1089/2 - 1090حدیث 1.

* أبو الدَّواهي = عمر بن الخطاب (1).

= عثمان بن عفان (أحياناً).

* أبو دور [دون] = أبو بكر بن أبي قحافة.

* أبو الذبان [الذباب] = عبد الملك بن مروان (2).

* أبو ركب [رصع] = أبوبكر بن أبي قحافة.

* أبو الشُّرُور = أبو بكر بن أبي قحافة (3) ، وقيل:

ص: 468


1- الخصال 91/2 [499/2 (أبواب الأربعة عشر ) حديث 6]. قال العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 223/21 تحت عنوان: بيان : أبو الشرور، وأبو الدواهي، وأبو المعازف : أبو بكر، وعمر، وعثمان، فيكون المراد بالأب الوالد المجازي، أو لأنّه كان ولد زنا ، أو المراد ب- : أبي المعازف : معاوية وأبوه : أبو سفيان ، ولعلّه أظهر، ويؤيده الخبر السابق.
2- قال ابن قتيبة في كتابه عيون الأخبار 61/4:..كان يقال لعبد الملك بن مروان : أبو الذبان ؛ لشدّة بخره، يريدون أن الذباب يسقط إذا قارب فاه من شدة رائحته ! وانظر : ربيع الأبرار للزمخشري 386/1 حيث قال - في هامشه - : والعرب تكني عن الأبخر ب-: أبي الذباب أو الذبان ، وغلب على عبد الملك بن مروان لفساد كان في فمه.. وقال الزمخشري - هناك أيضاً - 385/2:.. وقد يكنون بما يلابس المكنى من غير الأولاد، كقول... أبو الذبان لابن مروان.. وانظر : ربيع الأبرار 365/2، وزاد عليه الكنية ب- : رشح الحجر ، وكذا فيه 570/1 ، وقد مرّ منه : ابن الذبان ، فلاحظ.
3- كما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في الخصال 91/2 [وفي طبعة 499/2 حديث 6 من أبواب الأربعة عشر] ، وجاء - أيضاً - في كتابه : معاني الأخبار: 110 حديث 2 حيث قال : والإنسان : أبو الشرور المنافق.. راجع بيان العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 223/21 (باب 9).

= عمر بن الخطاب.

* أبو الفَصِيل [الفعيل] = أبو بكر بن أبي قحافة (1).

* أبو فلان = أبو بكر بن أبي قحافة.

= الأشعث بن قيس الكندي.

= أبو عبيدة ابن الجراح.

* أبو قترة = إبليس.

* أبو ليلى = عثمان بن عفان.

= معاوية بن يزيد بن معاوية.

= الشيطان.

* أبو مُرَّة [قرّة ، مجرم، مخلد] = إبليس (2).

ص: 469


1- بذا عبّر عنه في فتوح البلدان : 104، وجاء في بصائر الدرجات 422/1 (الجزء التاسع ، باب 1) حدیث 13 [طبعة نشر كتاب ، وفي المحققة 760/2 - 761 حديث 1463]، وانظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 130/1، والعقد الفريد 249/2 ، وأنساب الأشراف للبلاذري 589/1 ، ومجمع البحرين 230/3.. وغيرها.
2- نص على هذا والذي قبله الزمخشري في ربيع الأبرار 388/1، وزاد عليهما : أبو الجنّ ، وذكره ابن الأثير في المرصع : 56.. وغيرهما.

* أبو المعازف [المعارف] = عثمان بن عفان (1).

= معاوية بن أبي سفيان (2).

* أبو الملاهي = عمر بن الخطاب.

= عثمان بن عفان.

* أبو المُلُوك = العبّاس بن عبد المطلب.

* أبو نَضر = أبو بكر بن أبي قحافة.

* أبو النكث = عمر بن الخطاب، وقيل:

= أبو بكر بن أبي قحافة، وقيل:

= طلحة بن عبيد الله.

= ويحتمل: معاوية بن أبي سفيان (3).

* الاثنان = هما :

أبو بكر بن أبي قحافة، و :

- عمر بن الخطاب.

ص: 470


1- الخصال 91/2 [499/2 (أبواب الأربعة عشر ) حديث 6].
2- بعد أن احتمل العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 223/21 (باب 29) في بيان له كون أبي المعازف : عثمان ، قال :.. أو المراد ب-: أبي المعازف : معاوية، وأبوه : أبو سفيان، ثمّ قال: ولعله أظهر ، ويؤيّده الخبر السابق [أي الذي رواه في الخصال]، وقد سلف.
3- راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 182/1.

* أحد = طلحة بن عبيد الله (محتمل ).

* الأحلاف (الأحلافي ) = عمر بن الخطاب.

* أَحْمَرُ ثَمُود، أحمر عاد، أُحيمر [ثمود] = عبد الرحمن بن ملجم المرادي (1).

* الأُحَيْوِل (الأحول ) = عمر بن الخطاب.

* أُحيول [أحيوك] (عدي ) = عمر بن الخطاب (2).

* الأخنس = سعد بن أبي وقاص.

* أخو بني أمية = عثمان بن عفان.

* أخو بني تيم [أخو تيم] = أبو بكر بن أبي قحافة.

= طلحة بن بن عبيد الله.

ص: 471


1- كما جاء في كتاب سليم بن قيس الهلالي 920/2 [الطبعة المحققة]، وهو لقب : قدار ابن سالف، عاقر ناقة ثمود. لاحظ : بحار الأنوار 312/32 (باب 8) حديث 276 ، ومناقب ابن المغازلي : 90.. وغيرهما.
2- كذا لقبته فاطمة - سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها - في كلام لها عن ظلامتها، حيث قالت: «أُحيول عدي». كما ورد في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) 207/1 [الطبعة الحيدرية ، وفيها : تخيف تيم وأحيوك عدي.. وما هنا جاء في طبعة مؤسسة البعثة : 204 حديث 350]، وعلّق عليه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 184/29 (باب 11) ذیل حدیث 38، بقوله : الأحيول : تصغير الأحول، وهو لو لم يكن أحولاً ظاهراً فكان أحولاً باطناً لشركه ، بل أعمى. ويقال - أيضاً : ما أحوله.. أي ما أحيله.

* أخو بني عدي [أخو عدي] = عمر بن الخطاب.

* الأُخَيْنِس = سعد بن أبي وقاص (1).

* الأدلم = عمر بن الخطاب.

ويحتمل : أبو بكر بن أبي قحافة.

* الأَزْرَق = معاوية بن أبي سفيان، وإليه ينصرف ، وقيل :

= أبو بكر بن أبي قحافة ، وقيل :

= الزبير بن العوام. وقيل : غيرهم.

* أشج (أشيج] (2) بني أُمية [بني مروان] = عمر بن عبد العزيز (3).

* الأشقى = عمر بن الخطاب.

= معاوية بن أبي سفيان.

= عبد الرحمن بن ملجم المرادي.

* أشقى [الآخرين، الأشقياء، الأولين البشر، مراد ، من ثمود، من عاقر ناقة ثمود، الناس، هذه الأمة] = عبد الرحمن بن ملجم المرادي (4).

ص: 472


1- لاحظ : کتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله) 887/2 [الطبعة المحققة] ، وهو بمعنى المتأخر والمتمني.
2- سلف متناً بالمهملة : أشح، وأُشيح تصغيراً له.
3- قاله الزمخشري في ربيع الأبرار 188/4.
4- انظر : الغدير 101/2، وكلّ هذه جاءت بمصادرها في السفر الرائع : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 247/1 - 256.

* الأعرابي = أبو بكر بن أبي قحافة.

= عمر بن الخطاب.

* الأعرابيان = هما :

أبو بكر بن أبي قحافة، و:

- عمر بن الخطاب (1).

* الأَعْسَر = أبو بكر بن أبي قحافة،

= عمر بن الخطاب، وإليه ينصرف.

* الأعمى = أبو جهل بن هشام (2).

* أعور ثقيف = المغيرة بن شعبة.

ص: 473


1- كما جاء في حديث عن الإمام الكاظم (علیه السلام) أورده الشيخ الصدوق (رحمه الله) في الخصال 34/2، وعلّق عليه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 311/8 (باب 24) ذيل حدیث 77، بقوله :.. وإنّما سمّاهما بذلك ؛ لأنهما لم يؤمنا قطّ. وللعلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 207/43 (باب 7) ذيل حديث 34 بيان لحديث الأعرابيان ، حيث قال : الكافران ؛ لقوله تعالى: «الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً..» [سورة التوبة (9): 97]. وفيه - أيضاً - 409/30 (باب 22) حديث 5 ، قال : الأعرابيان ؛ الأول والثاني اللذان لم يؤمنا بالله طرفة عين.
2- كما صرح بذلك ابن شهر آشوب (رحمه الله) في المناقب 278/2 [81/3]، والبياضي (رحمه الله) في الصراط المستقيم 74/2.. وغيرهما.

* الأُعَیسِر = عمر بن الخطاب (1).

* الأفجران = الأولان، أو من قريش وبني أُمية، أو بنو أمية وبنو المغيرة (2).

* إفكا قريش (الإفكان ) = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و :

- عمر بن الخطاب.

انظر : جبتا قریش صنما قريش.

* الأُقَيْعس = معاوية بن أبي سفيان (3).

* الأَكْفَر = معاوية بن أبي سفيان (4).

ص: 474


1- كما خاطبه بذلك خالد بن الوليد وقد حكاه الطبري في تاريخه 254/3، والدياربكري في تاريخ الخميس 343/3.. وغيرهما.
2- كذا عبر أمير المؤمنين (علیه السلام) عنهم في حديث حين سئل عن تفسير الآية الكريمة : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا..» [سورة إبراهيم (14): 28]، كما في تفسير القمي : 347 [الطبعة الحجريّة، وفي الحروفية 371/1 ، وفي الطبعة المحققة 528/2] ، وتفسير العياشي (رحمه الله) 229/2 و 230 ، وأوردها في بحار الأنوار 113/9 (باب 1) المدخل، عن مجمع البيان 314/6 ، وكذا في بحار الأنوار 218/9 (باب 1) حديث 99 و 48/24 (باب 49) المدخل ، و 55 (باب 29) حدیث 20، و 284/40 (باب 97) ذیل حديث 45 وغيرها.
3- كما جاء في معاني الأخبار : 328.. وغيره.
4- انظر مثلاً : بحار الأنوار 228/33 (باب 18) ذیل حدیث 515.

* أُمّ رومان = عائشة بنت أبي بكر (1).

* أُمّ الشُّرور = عائشة بنت أبي بكر.

* الأُمَوِيّ = عثمان بن عفّان.

* الأُمَويَّان = هما :

- عثمان بن عفان ، و:

- معاوية بن أبي سفيان (2).

* الإنسان = أبو بكر بن أبي قحافة !

* الأوثان الأربعة = هم :

- أبو بكر بن أبي قحافة، و

- عمر بن الخطاب ، و :

- عثمان بن عفان ، و :

- معاوية بن أبي سفيان.

* الأوسط = عمر بن الخطاب.

* الأوّل [الظالم] = أبو بكر بن أبي قحافة.

ص: 475


1- كما خاطبها بذلك ابن عبّاس، وأورده في تنقيح المقال 192/2 [الحجرية] ترجمته لابن عبّاس عن عدة مصادر. وفي الواقع هي أُمّ عائشة ابنة عامر بن عويمر. لاحظ : بحار الأنوار 270/32 (باب 5 ) ذیل حدیث 210 ، وفيه : بنت أُمّ رومان.
2- كما جاء في تأويل الآيات 345/1 حديث 29 ، وتفسير البرهان 98/3 حديث 1..

* الأوّلان = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و:

- عمر بن الخطاب (1) ،

ويقال - أيضاً - : لطلحة بن عبيد الله ، و :

- الزبير بن العوام.

* ب - أبو بكر بن أبي قحافة.

* باحية - عائشة بنت أبي بكر.

* الباغي = معاوية بن أبي سفيان، والباغية : أهل الشام.

* الباغيان = هما:

- طلحة بن عبيد الله ، و :

- الزبير بن العوام.

بعوق (2) = عمر بن الخطاب.

البغي = عثمان بن عفان (3).

ص: 476


1- كما جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 242/2 - 243 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 888/3 ذيل حديث 8 (سورة ص )].. وغيره، فلاحظ.
2- كذا ؛ والظاهر : يعوق ؛ اسم الصنم المذكور في القرآن الكريم، وهو الآتي.
3- و به جاءت رواية أوردها العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 180/36 (باب 39) حديث 173، عن تفسير العياشي (رحمه الله) 268/2 ذيل قوله عزّ اسمه : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ.. وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ» [سورة النحل (16): 90]، وحكاها البحراني (رحمه الله) في تفسير البرهان 381/2 - 382 عنه.

* بنت أُمّ رومان = عائشة بنت أبي بكر (1).

* بنت الأوّل = عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة.

* بنت الثاني = حفصة بنت عمر بن الخطاب.

* بنو الزرقاء = هم : بنو مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (2) ، أو هم:

- بنو أُمية.

* بنو السباع = بنو العباس (3).

* بنو السبصان = بنو العبّاس (محتمل ).

ص: 477


1- كما خاطبها بذلك ابن عبّاس في رواية أوردها الكشّي في رجاله : 59 في ترجمة عبد الله بن عباس حدیث 108 ، وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحاره 370/33 (باب 5) ذیل حدیث 210.
2- قال ابن الأثير في المرصع : 197 : والزرقاء بنت موهب.. جدة مروان، وكانت من بغايا الجاهلية، وكانوا يعيرون بها.
3- كما قاله الشيخ علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله) في تفسيره 242/2 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 888/3 ذيل حديث 8 ، وفيه : «وهم بنو العبّاس»] ذيل قوله تعالى : «وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ * هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ» [سورة ص (38) : 58 - 59]، قال : «وهم بنو السباع».

* بنو الشَّيْصَبان [الشيبصان] (1) = بنو العباس،

ويحتمل : بنو معاوية (أُمية ).

* بنو فلان = بنو العباس (2).

* بنو مرداس = بنو العبّاس.

* بنو نبيلة (3) = بنو العبّاس.

* بهمان = عثمان بن عفان.

* التيمي = أبوبكر بن أبي قحافة.

ص: 478


1- كما أورده النجاشي في رجاله : 234 برقم 620 [طبعة الهند : 162 - 163، وطبعة بيروت 43/2 - 44 برقم 618] في ترجمة عبيد بن كثير.. وغيره في غيره. قال العلامة المامقاني (رحمه الله) في هامش موسوعته الرجالية تنقيح المقال 237/2 [الطبعة الحجريّة] - على ما جاء في ترجمة الرجل، وقول النجاشي عنه : له كتاب يعرف ب-: كتاب التخريج في بني الشيصبان - قال : والشيصبان - بالشين المعجمة ، والياء المثناة من تحت ، والصاد المهملة، والباء الموحدة، والألف والنون - من أسماء الشيطان. ثمّ قال : وأطلق بنو الشيصبان - في الأخبار - على بني العبّاس.
2- كما جاء في تفسير القمّي 123/2 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 735/2 - 736 (سورة الشعراء (26) : 94) حديث 3]، وعنه في بحار الأنوار 514/31 - 515 (باب 31) حدیث 11.
3- كذا ؛ ولعلّها : نثيلة، أو نتيلة ، وهي أُمّ العباس بن عبد المطلب.

التيميان = هما:

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و :

- طلحة بن عبيد الله.

* ث = عثمان بن عفان.

* الثالث = عثمان بن عفان.

* الثاني = عمر بن الخطّاب.

* الثعبان = عثمان بن عفان.

* الثلاثة = هم:

- أبوبكر بن أبي قحافة ، و:

- عمر بن الخطاب ، و:

- عثمان بن عفان.

* الجبت (1) = أبوبكر بن أبي قحافة.

* الجبت والطاغوت = هما : أبو بكر بن أبي قحافة، و:

- عمر بن الخطاب،

وقد يراد منهما الثلاثة.

ص: 479


1- قال الراغب الإصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن : 183 : يقال لكلّ ما عبد من دون الله : جبت ، وسمّي الساحر والكاهن : جبتاً.

* جبتا قریش (الجبتان ) = هما

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و:

- عمر بن الخطاب.

انظر : صنمي قريش.

* الجراضِم = معاوية بن أبي سفيان (1).

* الحائد = أبو بكر بن أبي قحافة.

* حَبْتَر = أبو بكر بن أبي قحافة (2).

= عمر بن الخطاب (أحياناً).

* الحراضم (3) = معاوية بن أبي سفيان.

* حمّال الخطايا = عثمان بن عفان ، وقيل :

- معاوية بن أبي سفيان.

ص: 480


1- الجراضم - من الغنم - هو الأكول الواسع البطن. قال الخليل في العين 200/6 : الجراضم : الأكول الواسع البطن، ومثله : الجرضم، وهو الأكول جداً، وقريب منه في لسان العرب 97/12. ولقب به معاوية لكثرة أكله، وقد عرف عنه أكله في سبعة أمعاء، كما نص عليه الزمخشري في ربيع الأبرار 365/2.. وغيره.
2- عرّف العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 213/13 (باب 7) ذیل حدیث 5: الحبتر ب-: الثعلب، وعبّر عن أبي بكر به؛ لكونه يشبهه في المكر والخديعة.. ومثله فيه 336/35 (باب 13) ذیل حدیث 1.
3- كذا ؛ والصواب : الجراضم، كما سلف.

* حمّالة الحطب [النميمة] = أروى أُمّ جميل بنت حرب بن أُمية القرشية ؛ أُخت أبي سفيان، وزوجة أبي لهب (1).

* الحميراء [الحمراء] = عائشة بنت أبي بكر.

* حي فرعون = أبو بكر بن أبي قحافة (محتمل )

وقيل: معاوية بن أبي سفيان.

* الخاطئة = عائشة بنت أبي بكر (2)

* الختار = أبو بكر بن أبي قحافة.

* الخراصم = الزبير بن العوام.

* خيط باطل = مروان بن الحكم (3).

* الدبرة = الزبير بن العوام (محتمل ).

* الدعيّ = عبيد الله بن زياد،

ويطلق على: عمرو بن العاص، وزياد بن أُمية [أبيه].

ص: 481


1- كما أورده الطبرسي (رحمه الله) في مجمع البيان 559/10 ، بل قاله غالب المفسرين مثل العياشي، والقمي، والطوسي (رحمهم الله).. وغيرهم.
2- كما في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 384/2 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 1086/3 (سورة الحاقة ) ، وفيه : فلانة].. وغيره.
3- كان مروان يلقب ب-: خيط باطل ؛ لدقته وطوله ، وشبه الخيط الأبيض الذي يرى في الشمس ، قاله البلاذري في الأنساب 126/5 ، وعنه وعن غيره في الغدير 261/8 - 262.

* الدتير = الزبير بن العوام (محتمل ).

* الدلام = عمر بن الخطاب (1) ،

ويطلق على: أبي بكر بن أبي قحافة.

* ذو الإصبع [البأو] = طلحة بن عبيد الله.

* الرجز = عمر بن الخطاب.

* الرجس = أبوبكر بن أبي قحافة،

= عثمان بن عفان.. وغيرهما.

* الرجلان = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و :

= عمر بن الخطاب، أو :

= طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام ، أو :

= معاوية بن أبي سفيان ، وولده يزيد بن معاوية.

* رَشْحُ الحَجَر = عبد الملك بن مروان (2).

* رمع = عمر بن الخطاب ؛ مقلوب اسمه.

ص: 482


1- كما تكرر ذكره من ابن شهر آشوب (رحمه الله) في كتابنا هذا كثيراً، وأشار له العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 336/35 – 337 (باب 1) حدیث 1، وقال: الدلام - كسحاب - السواد والأسود.
2- كما نص عليه الزمخشري في ربيع الأبرار 365/2، وعلله ببخله.

* الزاني (زاني ثقيف ) = المغيرة بن شعبة.

* زرنيق = عمر بن الخطاب، ولعلّه : زُرَيق.

* زُرَيْق = أبو بكر بن أبي قحافة.

=عمر بن الخطاب.

وهو أشهر فيه، وأظهر في الأول (1).

* زعلان (زعلون ) = عثمان بن عفان (2).

ص: 483


1- جاءت فيه رواية عن الإمام الصادق (علیه السلام) أورد بعضها القمي (رحمه الله) في تفسيره 63/2 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة الحجرية : 422 ، وفي المحققة 647/2(سورة طه) حديث 9]. قال (علیه السلام): «ما بعث الله رسولاً إلّا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه..» إلى أن قال : «وأما صاحبا محمد [صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم] : فحبتر ، وزريق». أقول : لم يذكر في هذا الموضع الحديث بتمامه ، وإنما ذكر بعضه ، ثمّ قال : إنه جاء في تفسير : «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ..» [سورة الأنعام (6) : 112]، وهو هناك مذكور بتمامه 214/1. وقال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحاره 213/13 (باب 7) ذیل حدیث 5 :.. والتعبير عن عمر ب-: زريق ؛ إما لكونه أزرق ، أو لكونه شبيهاً بطائر يسمّى : زريق في بعض خصاله السيئة ، أو لكون الزرقة ممّا يبغضه العرب ويتشأم به.. وقريب منه فيه 336/35 (باب 13) ذیل حدیث 1.
2- جاء في تفسير القمي 133/1 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 196/1 - 198 (سورة النساء (4 ) : (17) حديث 5] ذلك، وقال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار في بيان له في بحاره 176/30 : زعلان : كناية عن عثمان لموافقة الوزن، كما قد يعبّر عنه ب-: فعلان.

* زُغْلُول : = عمر بن الخطاب.

* زُفَر (زُفَيْر ) - عمر بن الخطاب (1).

* زُلام = عمر بن الخطاب.

* زُمَع = عمر بن الخطاب.

* الزنيم (2) = عمر بن الخطاب،

= معاوية بن أبي سفيان،

= عمرو بن العاص،

=زياد بن أبيه

= عبید الله بن زیاد،

= الوليد بن المغيرة (3)

ص: 484


1- جاء تعبیر (زفر) عن عمر كثيراً في الروايات وغالباً في تفسيري العياشيوالقمي رحمهما الله.. قال شيخنا العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 167/30: والتعبير عن زفر ب-: عمر ، ظاهر ؛ لاشتراكهما في الوزن وتقدير العدل.. أقول : ومراده كونهما غير منصرفين ؛ بتقدير العدل والعلمية، فاجتمعت فيه علتان من العلل التسع، بل اجتمعت فيه كلّ العلل !! مع أنه لا يمكن تقدير العدل وفرضه فيه !
2- الزنيم : هو الدعي الملصق إلى قوم وليس منهم ، انظر : الصحاح 1945/5، ولسان العرب 276/12.. وغيرهما.
3- وقيل : ينصرف (زنيم ) إلى : الأخنس بن شريق ، أصله من ثقيف وعداده في زهرة، انظر : أنوار التنزيل 538/2 ، ومصادر هذه الأقوال سردها في الأسرار 280/2 - 283. قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 165/9 في بيان الحديث : (زنيم ) دعيّ، قيل : هو الوليد بن المغيرة، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة من مولده ، وقيل : الأخنس بن شريق.

* السائغة (1) = عائشة بنت أبي بكر.

* السامري = عمر بن الخطاب.

= عبد الله بن قيس ؛ أبو موسى الأشعري

* سامري الأُمة = عمر بن الخطاب، أو:

= عثمان بن عفان، أو:

= أبو موسى الأشعري.

* سامري هذه الأمة = عثمان بن عفان (2).

= عمرو بن العاص.

= الحسن البصري (3).

* السبصان [كذا] = معاوية بن أبي سفيان (محتمل ، وجاء في نسخة ).

ص: 485


1- كذا وردت ، ولعلّها : السائقة، حيث ساقت الجمل، أو ساقت أصحابها إلى الضلالة والنار ، وإلا فهي - وأيم الله ! - غير سائغة ؛ بل مسوقة.
2- كما نص عليه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 346/37(باب 55) حديث 3 نقلاً عن تفسير القمي (رحمه الله) في حديث الرايات الآتي.
3- انظر بحار الأنوار 158/28 (باب 3) ذیل حدیث 23 ، و 141/42 - 142(باب 123) حدیث 1 ، عن الاحتجاج 172/1 [نشر المرتضى].. وغيره.

* ستونة = أبوبكر بن أبي قحافة (محتمل ، وفي نسخة ).

* سنبويه = أبو بكر بن أبي قحافة ، ويحتمل : عمر بن الخطاب (1).

* الشاني (شاني الرسول (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) ) = عمرو بن العاص.

* شبولة [كذا] = عمر بن الخطاب.

* الشَّمَرْدل = عمر بن الخطاب.

* شَنْبُولَة = عمر بن الخطاب.

* شَنْبَوَيْه = عمر بن الخطاب.

* شيبوبه = أبوبكر بن أبي قحافة ، ويحتمل : عمر بن الخطاب.

* الشيخان = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و:

- عمر بن الخطاب.

* الشَّيْصَبان = معاوية بن أبي سفيان.. ويطلق على غيره.

* الشيطان = عمر بن الخطاب (2).

ص: 486


1- أقول : الظاهر أنّ الصحيح في الكنيبة ھو : شَنبَوَيْه ؛ كناية عن أنھما من اليهود وأصحاب السبت (شنبه).
2- قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 368/35 - 369 (باب 16) في بيان لحديث :11: أقول : قد مرّ في الآية السابقة : «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ» [سورة الزخرف (43) : 36]. قال : ويظهر من بعض الأخبار : أن الموصول كناية عن أبي بكر حيث عمي عن ذكر الرحمان - يعني أمير المؤمنين - والشيطان المقيض له هو عمر «وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ» أي الناس «عَنِ السَّبِيلِ» وھو أمير المؤمنين (علیه السلام) وولايته «وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ». ثم قال - بعد ذلك : «حَتَّى إِذَا جَاءَنَا» يعني العامي عن الذكر وشيطانه : أبا بكر وعمر قال أبو بكر لعمر : «يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ» [سورة الزخرف (43) : 36 - 38]. ويؤيّد أن يكون المراد بالشيطان : عمر، ما رواه عليّ بن إبراهيم (رحمه الله) ، في تفسيره 286/2 (سورة الزخرف) [الطبعة الحروفية، وقال: الشيطان يعني فلاناً، وفي الطبعة المحققة 952/2 ، وفيه : الثاني] عن أبي عبد الله (علیه السلام) في قوله تعالى: «وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ» [سورة الزخرف (43) : 62] قال: يعني الثاني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام). وجاء في آخر كلامه أعلى الله في الفردوس مقامه : وقد مضت الأخبار في ذلك في كتاب الإمامة.. وغيره وسيأتي بعضها. انظر : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 374/2 - 377.

= عمرو بن العاص.. وغيرهما.

* صاحب الخوارج = ذو الثّدَيَّة ؛ حُرْقُوص بن زُهير السعدي.

* صاحب السلسلة = معاوية بن أبي سفيان.

* صاحب الشام = معاوية بن أبي سفيان.

* صنما قريش (الصنمان ) = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و:

ص: 487

- عمر بن الخطاب (1).

* الصهاك (الصُّهاكي ) = عمر بن الخطاب.

* الطاغوت = عمر بن الخطاب.

* طاغوتا قریش (طاغوتان ) = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و

- عمر بن الخطاب.

انظر : صنما قريش.

الطاغية = عثمان بن عفان.

= معاوية بن أبي سفيان.

ص: 488


1- كذا جاء في الدعاء المعروف لأمير المؤمنين (علیه السلام)، والذي أورده غير واحد منهم العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 260/85 - 261 (باب 55) حديث 5 ، عن البلد الأمين : 551 - 552 ، وعلّق عليه في صفحة : 262 فقال :.. ووصفه (علیه السلام) لهذين الصنمين ب-: الجبتين، والطاغوتين، والإفكين.. تفخيماً لفسادهما ، وتعظيماً لعنادهما ، وإشارة إلى ما أبطلاه من فرائض الله ، وعطّلاه من أحكام رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم). ثم قال : والصنمان ؛ هما : الفحشاء والمنكر. وحكي عن شارح الدعاء قوله : الصنمان الملعونان هما : الفحشاء والمنكر.. وإنّما شبههما (علیه السلام) ب-: الجبت والطاغوت ؛ لوجهين : إمّا لكون المنافقين يتبعونهما في الأوامر والنواهي غير المشروعة ، كما اتبع الكفّار هذين الصنمين، وإما لكون البراءة منهما واجبة، لقوله تعالى : «.. فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى..» [سورة البقرة (2) : 256].

* الطريد = الحكم بن أبي العاص.

* الطريد ابن الطريد = مروان بن الحكم.

* طليق (ابن طليق ) = معاوية بن أبي سفيان (1).

* الظالم = أبو بكر بن أبي قحافة، أو:

= عمر بن الخطاب (ويقال لهما: الظالمان)، أو:

= عثمان بن عفان، أو:

= معاوية بن أبي سفيان.

* ع = عمر بن الخطاب.

= عائشة بنت أبي بكر.

= معاوية بن أبي سفيان (2).

* عبد [ربّ] الكعبة = أبو بكر بن أبي قحافة.

* عبد كلب (الكلب ) = يزيد بن معاوية (3).

* عبد اللات = أبو بكر بن أبي قحافة.

ص: 489


1- كما جاء على لسان سيّد الوصيين أمير المؤمنين (علیه السلام) أكثر من مرة. راجع مثلاً : تاريخ الطبري 4/6 ، والغدير 278/8.. وغيرهما.
2- وعندها يرمز لعمر : (م ).
3- كما جاء في كتاب إلزام النواصب : 170 - 171 ، ولعلّه لأنه من عبد بجدل الكلبي، كما قاله العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 309/44 (باب 36) ذيل عنوان : تذنيب.

* العُتُل = عمر بن الخطاب، أو:

= زياد بن أُمية [أبيه]، أو:

= عبید الله بن زیاد.

* العتيق = أبو بكر بن أبي قحافة ، وهو الأكثر ، وإليه ينصرف الإطلاق (1).

* عُثْكَن = عثمان بن عفان.

* العجل = أبو بكر بن أبي قحافة (2).

ص: 490


1- قاله الزمخشري في الفائق 363/2 ، وكذا فيه 391/2:.. وكان يلقب ب-: عتيق ، وانظر : الاختصاص : 272 - 273 ، وبصائر الدرجات : 298 - 299 (الجزء السادس، باب 7) حديث 14 [طبعة نشر كتاب ، وفي الطبعة المحققة 497/1 - 498 حديث 974]، ومثله في مختصر البصائر : 109 - 110.. وغيره. وجاء في كلام الزهراء (علیها السلام) مخاطبة له عليه اللعنة والعذاب، كما في مصباح الأنوار : 255 ، وعنه في بحار الأنوار 158/29 (باب 11) حدیث 33. وقال المصنف (رحمه الله) في المناقب 243/1: «وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا» [سورة الشمس (91): 4] : عتيق ، وابن الصهاك، وبنو أُميّة، ومن تولاهم [تولاهما]. وقد أورد الزمخشري رواية في ربيع الأبرار 391/2، جاء فيها :.. سئلت عائشة عن اسم أبي بكر ، فقالت : عبد الله ، فقيل : الناس يقولون : عتيق ؟ ! فقالت : إنّ اباه - أبا قحافة كان له ثلاثة أولاد سمّاهم : عتيقاً ، ومعتقاً ، ومعيتقاً..
2- قد أورده العلامة المجلسي (رحمه الله) في أكثر من موطن من بحار الأنوار ، بل قال فيه 345/37 (باب 559 ذيل حديث 1 بياناً لحديث الخصال... فانطباق العجل على : أبي بكر ، وفرعون على : عمر ، وقارون على : عثمان.. كما ھو المصرح به في أخبار أخر..

= عثمان بن عفان، و به اشتهر أكثر.

* عجل [هذه] الأمة = أبو بكر بن أبي قحافة.

= عثمان بن عفان.

* عجل بني أُميّة = عثمان بن عفّان.

* العدوي (العدي ) = عمر بن الخطاب.

* عُرْفُ [عنق] النار = الأشعث بن قيس الكندي (1).

* العزّى = عمر بن الخطاب (2).

* العَسِر = أبو بكر بن أبي قحافة.

= عمر بن الخطاب.

= هما معاً (3).

* عَشكَر - عائشة بنت أبي بكر ، و :

= طلحة بن عبيد الله ، و:

ص: 491


1- كذا خاطبه مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام)، وجاء في كتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله)662/2 حديث 12 [الطبعة المحققة].
2- انظر : رمز : اللات، والرواية واحدة ، ويطلق على ابنته حفصة أيضاً.
3- ومن هنا روي عن الإمام الباقر (علیه السلام) في قوله تعالى : «.. يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..» [سورة البقرة (2 ) : 185]، قال: «اليسر : أمير المؤمنين (علیه السلام)، والعسر : فلان وفلان». وانظر : بحار الأنوار 103/36 - 104 (باب 39) حديث 46.

- الزبير بن العوام (1).

* عسير = أبوبكر بن أبي قحافة.

* عُكَةٌ عسل (العسل ) = سعيد بن العاص (2).

* عُنُق (عرف ) النار = الأشعث بن قيس الكندي (3).

* العُيُون = أبو بكر بن أبي قحافة، و :

- عمر بن الخطاب ، و :

- عثمان بن عفان، و :

- عبد الرحمن بن ملجم المرادي (4).

ص: 492


1- اسم جمل عائشة في حرب الجمل، ولذا كني به عنها ، ولا أعلم لماذا كني عنهما إلا على نحو المتابعة، ولعلّه ينصرف إليها أولاً وبالذات ولهما تبعاً ومتابعة.
2- حكاه الزمخشري في ربيع الأبرار 365/2 ، وقال :.. وكان ذميماً نحيفاً.
3- كما جاء في بحار الأنوار 431/33 (باب 26) حديث 640، و 306/41 (باب 114) ذیل حدیث 38 ، قال : وكان قومه يسمونه بعد ذلك : عرف النار، وهو اسم للغادر عندهم.
4- روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) في معاني الأخبار : 387 حديث 22 في حديث العين ، والعيون، وفيه قوله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم): «أما العين ؛ فأخي علي بن أبي طالب (علیه السلام)، وأما العيون فأعداؤه ، رابعهم قاتله ظلماً وعدواناً». ونبه العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 180/30 بقوله : المراد ب-: العيون من ابتداء اسمه العين، وأبو بكر اسمه : عتيق أو عبد الله ، والرابع القاتل : عبد الرحمن بن ملجم لعنهم الله ، ولعلّه يراد منه : الحاسد الذي يصيب الناس بعينه.

* الغادر (باليمنية ) = الأشعث بن قيس الكندي (1).

* الغادران = هما :

- طلحة بن عبيد الله ، و :

- الزبير.

* الغاصبان = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و :

- عمر بن الخطاب.

والغاصبون : هما مع ثالثهم.

* غفل = عثمان بن عفان (2).

* غلام ثقيف = الحجّاج بن يوسف الثقفي (3).

* غندر (4) = عمر بن الخطاب.

* ف = حفصة بنت عمر.

* الفاجر = يطلق على كلّ من الثلاثة، وابن ملجم، و أبي سفيان بن حرب.. وغيرهم.

ص: 493


1- دائرة المعارف الإسلامية 216/2.
2- قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 167/30 في بيان له : وغفل : كناية عن عثمان، وقال في القاموس المحيط [26/4]: الغُفل – بالضم - من لا يرجى خيره ولا يخشى شره، وما لا علامة فيه من القداح.. إلى آخره.
3- قاله في ربيع الأبرار 244/4.. وغيره.
4- يقال : للمُبرِم المُلِحَ : يا غُنْدُر ، ويا غُنْدَر.

* الفاجر ابن الفاجر [ابن الكافر] = معاوية بن أبي سفيان (1).

* الفاسق = عثمان بن عفان.

= معاوية بن أبي سفيان.

= الوليد بن عقبة، وإليه ينصرف.

* الفاسقان = هما :

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و :

- عمر بن الخطاب (2).

* الفحشاء = أبو بكر بن أبي قحافة (3).

* فرعون = أبو بكر بن أبي قحافة، أو فرعون الفراعنة.

= عمر بن الخطاب.

ص: 494


1- كما جاء في كتاب أمير المؤمنين ويعسوب الدين (علیه السلام) إلى محمد بن أبي بكر :.. «قد قرأت كتاب الفاجر ابن الفاجر معاوية..»، أورده العلّامة الأميني (رحمه الله) في الغدير 83/10 بمصادره.
2- جاء التعبير ب-: الفاسقين في كثير من الروايات، كما في بصائر الدرجات : 286 - 287 (الجزء السادس ، باب 7) حديث 8 [طبعة نشر كتاب ، وفي الطبعة المحققة 511/1 - 512 حديث 996] ، والاختصاص : 277. وغيرهما ، وكذا قولهم : الغاصبان.
3- وبه جاءت رواية في تفسير العياشي (رحمه الله) 268/2 ذيل قوله سبحانه : «.. وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ..» [سورة النحل (16) : 90] ، وأوردها البحراني (رحمه الله) في تفسير البرهان 381/2 - 382.. وغيره.

= عثمان بن عفان (كذا قيل) ، أو فرعون هذه الأُمّة.

= معاوية بن أبي سفيان، أو : فرعون الأُمة.

* فرعون الأُمّة، أو :

* فرعون أُمتي، أو :

* فرعون أهل البيت (علیهم السلام)، أو :

* فرعون الفراعنة، أو :

* فرعون هذه الأمة = هذه كلّها تطلق على الشيخين.

* الفشاء = أبوبكر بن أبي قحافة (نسخة ).

* فعلان = عثمان بن عفان ، انظر : زعلان.

* فَعْلَة = طلحة بن عبيد الله.

* فلان (1) = عمر بن الخطاب (2) ، ويطلق على كثيرين (3)

* فلان وفلان = هما

- أبو بكر بن أبي قحافة ، و :

ص: 495


1- فلان وفلانة.. كنايتان عن الإنسان، والفلان والفلانة.. كنايتان عن الحيوانات، قاله الراغب في المفردات : 645 ، قال : «يَا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً» [سورة الفرقان (25) : 28] تنبيهاً أنّ كلّ إنسان يندم على من خاله وصاحبه في تحرّي باطل، فيقول : ليتني لم أخاله..
2- وإليه ينصرف مع عدم قرينة حالية أو مقالية صارفة.
3- لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 93/3 - 100.

= عمر بن الخطاب ، أو :

= طلحة بن عبيد الله ، و :

= الزبير بن العوام ، أو :

= معاوية بن أبي سفيان، و :

= عمرو بن العاص.

* فلانة = عائشة بنت أبي بكر (1).

* قارون = عثمان بن عفان.

= معاوية بن أبي سفيان.

= سعد بن أبي وقاص.

* قارون هذه الأُمّة = عثمان بن عفان.

= وأطلق على غيره (2).

* قبيح - أبو بكر بن أبي قحافة

* قبيع = أبو بكر بن أبي قحافة (3).

ص: 496


1- كما في تفسير القمي (رحمه الله) 384/2 [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 1096/3].. وغيره.
2- لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 123/3 - 124.
3- وإلى هذا أشار العوني (رحمه الله) في قصيدته التي يمدح فيها أمير المؤمنين (علیه السلام) ويسمّي الأئمة (علیهم السلام)، والتي أورد منها في الغدير 125/4، في (23) بيتاً.. وقد جاء فيها : [من الرجز] من صاحب الراية لما ردّها *** بالأمس بالذل قبيع وزفر ؟! وقد أورد أبياتاً منها المصنف (رحمه الله) في مناقبه 291/3. أقول : لعلّ الصحيح فيه : قيتع ، مقلوب : عتيق - اسم لأبي بكر -.

* القَثّاء = أبوبكر بن أبي قحافة.

* قُحَيْف (تيم ) = أبو بكر بن أبي قحافة (1).

* قرمان = عثمان بن عفان.

* قزمان = عثمان بن عفان (محتمل).

* قنفذ ! = عمر بن الخطاب.

* قنيع (ظ ) = أبو بكر بن أبي قحافة.

* اللات = أبو بكر بن أبي قحافة (2).

* لَطْحَة = طلحة بن عبيد الله.

ص: 497


1- كذا عبّرت عنه الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (علیها السلام) في كلام لها مع عائشة بنت طلحة بقولها : «قحيف تيم»، كما في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله) 207/1 [الطبعة الحيدرية، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 204 حديث 350] ، وعنه في بحار الأنوار 182/29 - 184 (باب 11) حدیث 38.. وغيره. قال العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بحار الأنوار 184/29 :.. لعلها - صلوات الله عليها - أطلقت على أبي بكر : قحيفاً ؛ لأنّ اباه أبو قحافة..
2- كما جاء التعبير عنه في حديث المفضل، بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) المروي في کتاب عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 35 ، وكمال الدين للشيخ الصدوق (رحمه الله) : 146 [18/2]..

* لَطْخَة = طلحة بن عبيد الله (محتمل ).

* لطيم الشيطان = عمرو بن سعيد (1).

* اللعين = عثمان بن عفان، أو :

= معاوية ، أو :

= عمرو بن العاص..

أو غيرهم.

* م = عمر بن الخطاب.

= معاوية بن أبي سفيان ، وانظر : ابن اللعين.

* المتظاهرتان = هما :

- عائشة بنت أبي بكر ، و :

- حفصة بنت عمر.

* المُحَرِّق = عثمان بن عفان.

* المُخْدِج = ذو الثدَيَّة ، حرقوص بن زهير السعدي (2).

ص: 498


1- هو : عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي ، أبو أُمية المعروف ب-: الأشدق (3 - 70) والي بني أمية على مكة والمدينة. قال الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار 386/1 :.. يقال لمن به لقوّة : لطيم الشيطان، وكان عمرو و ملقوّاً.
2- قال ابن الأثير في النهاية 1/ 283 [2/ 13] : المخدج : الناقص الخلق، ومنه حديث ذي الثدية : إنه مخدج اليد.

* المَرْدَبُود = عمر بن الخطاب.

* مَرْكَبُود = عمر بن الخطاب.

* المشاء = عمر بن الخطاب.

ويحتمل: أبوبكر بن أبي قحافة.

* مصفح = طلحة بن عبيد الله.

* المُكَذِّب = أبو سفيان بن حرب (1) ، وقيل:

= أبو جهل بن هشام (2).

* الملعون ابن الملعون = مروان بن الحكم (3).

* المنكر = عمر بن الخطاب (4).

* ناحية = عائشة بنت أبي بكر (محتمل ).

* نباتة = عائشة بنت أبي بكر.

ص: 499


1- قاله ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 452/3 ، ذيل قوله (علیه السلام) في كتابه إلى معاوية عليه الهاوية : «منّا النبي ومنكم المكذب» ، قال : يعني أبا سفيان بن حرب ، كان عدو رسول الله والمكذب له والمجلب عليه.
2- قاله العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بيان له في بحار الأنوار 69/33 (باب 16).
3- كما أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 479/4. قال في الغدير 149/5 : وصح عنه (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) قوله لما أدخل عليه مروان بن الحكم : «هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون». ولاحظ : الغدير 260/8.. وغيره.
4- و به جاءت رواية سلفت ذيل لقب (الفحشاء ) حيث عبّر عن الثاني ب-: المنكر.

* نَشر = عثمان بن عفان.

* نَعْثل (قريش ) = عثمان بن عفان (1).

* نعمان = عثمان بن عفان.

* واحد = طلحة بن عبيد الله (2).

* الوحيد = عمر بن الخطاب.

= الوليد بن المغيرة (3).

= خالد بن الوليد.

* الوَزَغ = الحكم بن أبي العاص (4).

ص: 500


1- قال الجوهري في الصحاح 1832/5 : نعثل : اسم رجل كان طويل اللحية ، وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبّه بذلك الرجل لطول لحيته. وقال الزمخشري في الفائق 52/4 :.. كان يشبّه برجل من أهل مصر اسمه : نعثل ؛ لطول لحيته ، وقيل : من أهل إصبهان. ثم قال : والنعثل : الضبعان [الذكر من الضباع] ، والشيخ الأحمق ، ومنه : النعثلة ، وهي مشية الشيخ، والنعثلة مثلها.
2- ولعلّه : واحدة.. أي ذو عين واحدة ، حيث كان أعور.
3- قال ابن عبّاس : كان الوليد بن المغيرة يسمّى : الوحيد في قومه.. ونص عليه العلّامة المجلسي (رحمه الله) في بيانه في بحار الأنوار 169/30 قال : كان الوليد بن المغيرة يسمى : الوحيد في قومه ، وأيضاً فيه 345/24 ، قال : وقال المفسرون : الوحيد : الوليد بن المغيرة.
4- كما قاله غير واحد من العامة، وأجمع عليه الخاصة. لاحظ : ربيع الأبرار 663/2.. وغيره، وهو طريد رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم).

= مروان بن الحكم.

* الوزغ ابن الوزغ = مروان بن الحكم (1).

* ولد الصُّهاك = عمر بن الخطاب.

* ولد مرداس = بنو العبّاس (2).

* هامان = عمر بن الخطاب.

= عثمان بن عفان.

= زياد بن أبي سفيان !

* همان = عثمان بن عفان (محتمل ).

* ي = عائشة بنت أبي بكر.

* يعوق (3) = عمر بن الخطاب.

= معاوية بن أبي سفيان.

ص: 501


1- بذا حنّكه رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) وشرفه! كما رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 479/4 ، وصححه، ثمّ قال :..كان لا يولد لأحد مولود إلا أُتي به النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم).. فأدخل عليه مروان بن الحكم ، فقال : «هو الوزغ ابن الوزغ، الملعون ابن الملعون».. صدق الله وصدق رسوله الكريم (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم).
2- كما جاء في الروضة من الكافي 341/8 - 342 حديث 539. ولاحظ : بحار الأنوار 534/31 (باب 31) حدیث 42.. وغيره.
3- وفي نسخة سلفت : بعوق.

* يغوث = أبو بكر بن أبي قحافة.

= عثمان بن عفان.

***

ص: 502

المحتوى - الفهرست التفصيلي

المحتوى - الفهرست التفصيلي

ص: 503

ص: 504

المحتوى

للجزء العاشر

من مثالب النواصب

آية.. ابتهال.. رواية.. شعر...3

نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى -... 9

المسرد... 11

باب المحدثين

الفصل الأول

في المحدثين

(13 - 46 )

الحديث عن البخاري ومسلم وكتابيهما وما فيه من أمارات نصبهما... 15

شهرت كتبهم لأنهم جاهروا بعداوة أهل البيت (علیهم السلام) وكتم مناقبهم... 18

بعض طرف حديث الغدير ورواته... 18

الإجماع على أن نزول قوله سبحانه: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ..» في أمير المؤمنين (علیه السلام) رواه جمع کثیر... 22

كتمهم لحديث الطير مع شهرته عند الخاصة والعامة ، مع رواية جمع كثير له... 25

كتمهم آية التطهير مع الإجماع على أنها نزلت في حق أهل بيت العصمة والطهارة (علیهم السلام) ولم يخالف إلا عكرمة الخارجي والكلبي الكذاب والبخاري... 29

ص: 505

إنفاذ رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) لأبي بكر مع المهاجرين براية بيضاء في خيبر ، فرجع يؤتب أصحابه ويؤنبونه... 30

بعث رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) لعمر بذلك فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه... 31

قوله صلوات الله عليه وآله : «لأعطين الراية غداً رجلاً..» ؛ فترك الخبيث أول الخبر و روی آخره... 31

قول أمير المؤمنين (علیه السلام) لعمر : «أما علمت أن القلم رفع عن ثلاثة : المجنون حتي يفيق..»... 31

روى خلق كثير أن عمر همّ أن يقيم الحدّ على مجنونة زنت، وقد حذف البخاري أول الخبر وآخره... 32

حديث سد الأبواب لأبي بكر من رواه دون أمير المؤمنين (علیه السلام)... 32

إجماع القوم على حجية اتفاق أهل البيت (علیهم السلام) وإجماعهم... 35

جهل الخليفة الأول من تفسير قوله سبحانه: «وَفَاكِهَةً وَأَبًّا» ، وإقراره بذلك... 36

جهل الخليفة الأول في الكلالة وتعدد أقواله فيها... 37

قول الأول : أقول في الكلالة برأيي ؛ فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان... 37

خطبة استقالة الأول بقوله : ولّيت أمركم ولست بخيركم.. وإنّ لي شيطان يعتريني... 37

سؤال صنيع من عمر عن الذراريات والنازعات والمرسلات ؛ فعلاه بالدرّة وحبسه وضربه ثم نفاه إلى البصرة ونهى عن مبايعته ومكالمته... 38

ما نقله جمع من الرواة فى إنكاره كثرة الصداق للنساء وردّ امرأة عليه وإقراره بالخطاء... 39

المسألة المشهورة بالحمارية... 39

ص: 506

عدم رواية لبخاري لصنايع عثمان وحديث كلاب الحوأب وغير ذلك... 39

بيتان لمجهول في وصف البخاري الكذوب وفعاله... 40

تذنيب... 46

الفصل الثاني

في الرواة وأصحاب الحديث والصوفية والعدول

(47 – 99)

روايتهم عن شيعة الخلفاء ومقاتله أولياء الله مع فعلهم كل ما يحرم والسعي في الأرض فساداً... 49

منهم : الحسن البصري... 49

قوله (علیه السلام) للحسن البصري : أخوك إبليس... 51

قوله (علیه السلام) للحسن البصري: سامري هذه الأمة... 52

ومنهم : كعب الأحبار... 53

كان عثمانياً ويبغض علياً (علیه السلام)... 54

ومنهم : إبراهيم بن يزيد النخعي... 54

ومنهم : سفيان الثوري... 55

ومنهم : ابن الشهاب الزهري... 56

ومنهم : عامر الشعبي... 58

ومنهم : محمد بن سیرین... 60

بيتان من الأغاني... 61

ومنهم : شريح القاضي... 62

ص: 507

ومنهم : عطاء بن [أبي] رباح... 62

ومنهم : سفيان بن عيينة... 63

ومنهم : عروة بن الزبير... 63

ومنهم : عبد الله بن الزبير... 65

ومنهم : عبد الله بن عمرو بن العاص... 68

ومنهم : أبو الحسن السبيعي... 69

ومنهم : حماد بن يزيد... 69

ومنهم : مسروق بن الأجدع الهمداني... 70

ومنهم : خالد بن عبد الله الواسطي... 71

ومنهم : يزيد بن هارون الواسطي... 71

ومنهم : هشام السني... 72

ومنهم : منصور بن المعتمر... 73

ومنهم : محمد بن سيرين... 73

ومنهم : النعمان بن بشير الأنصاري... 74

ومنهم : عبيدة السلماني... 75

ومنهم : جرير بن عثمان... 76

ومنهم : الليث بن سعد... 77

ومنهم : قبيصة بن ذؤيب... 77

ومنهم : الحجاج بن أرطاة... 78

ومنهم : بريد بن زريع... 78

ص: 508

ومنهم : خالد الحذاء... 78

ومنهم : شبابة بن سوار... 79

ومنهم : رجاء بن حيوة... 80

ومنهم : مرة الهمداني... 80

ومنهم : مسروق بن الأجدع... 80

ومنهم : عبيدة... 81

ومنهم : الأسود... 81

ومنهم : علقمة... 81

ومنهم : سويد بن غفلة... 81

ما قيل في بعض هؤلاء... 82

المرجئة... 83

تعداد جمع من المرجئة...83

تعداد جمع من الخوارج... 85

تعداد جمع ممن كان عند أمير المؤمنين (علیه السلام) وعثمان... 86

تعداد جمع من كان يطعن في أمير المؤمنين (علیه السلام)... 88

تعداد جمع من كان يعادي أمير المؤمنين (علیه السلام)... 91

أكثر المحدثين كانوا يدلّسون... 93

قول سفيان : كل من أخذت منه الحديث ضعيفاً... 93

أقوال بعض أهل الجرح والتعديل في الرجال... 93

جمع من المحدودين من المحدثين... 95

ص: 509

بعض المتهمين في حديثهم... 95

ما قيل شعراً في هذا الباب (6)... 97

الصوفية

(100 – 104)

ما روي عنهم من صفات وخصائص 100

قصيدة الزاهي (13)... 101

أبيات لعمر (3)... 103

أبيات لآخر (4)... 104

العدول

(105 - 110)

سبب اختيار العدول... 105

أول من أظهر وضع العدول... 106

باب الأديان والملل

[فى مخازي أصحاب المقالات والآراء المبتدعين]

الفصل الأول

في الكفار

(113 - 167)

قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا..» المكلفون : إما كفار أو مسلمون... 115

الكفار ثلاث فرق : كفار ملة، كفار ذمة ، وكافر أصلى... 116

ص: 510

كفار ملة من المسلمين : المجبرة ، الغلاة، الملاحدة الخوارج... 116

كفار الذمة ثلاثة : اليهود والنصارى، والمجوس... 116

اليهود

(117 – 123)

حقيقة اليهود... 117

طبقات اليهود : العنانية... 118

ومنهم : العيسوية... 119

ومنهم : الإصفهانية... 119

ومنهم : الراعية... 120

ومنهم : القرعية... 120

ومنهم : السامرية... 120

ومنهم : رأس الجالوت (الجالوتية)... 122

أكثر اليهود مجبرة... 122

النصارى

(124 - 129)

حقيقة النصراني... 134

فرق النصارى : الملكية... 124

ومنهم : النسطورية... 125

ص: 511

ومنهم : اليعقوبية... 126

ومنهم : المريمية... 127

ومنهم : اللاهوتية... 128

ومنهم : السقالبة... 128

أصل مذهب النصارى... 129

المجوس

(130 - 134 )

حقيقة المجوس... 130

أصناف المجوس : البه آفريده... 130

ومنهم : الهرابذة... 131

ومنهم : الروداسية... 132

ومنهم : الحرورية... 133

أصل المجوس... 133

بيتا المعري... 134

المعطلة والمشركون

(134 - 168)

وهم فرق :

منهم : الدهرية... 135

ص: 512

ومنهم : السوفسطائية... 137

ومنهم : أصحاب الهيولا... 138

ومنهم : الطبايعية... 139

ومنهم : الفلاسفة... 139

ومنهم : القرامطة... 140

ومنهم : المانوية... 140

ومنهم : النعمانية...141

ومنهم : الديصانية... 142

ومنهم : الناسخية... 143

النسخ والمنسوخ والمسوخ والرسوخ... 144

منهم : الخرمية (في إصفهان)... 145

ومنهم : الكوذية... 147

ومنهم : المزادكة... 147

ومنهم : السباذية... 147

ومنهم : المحمرة 148

ومنهم : الدقولة... 148

ومنهم : الحلولية... 149

ومنهم : المزدكية... 150

ومنهم : الثنوية...151

ومنهم : الصابئون... 152

ص: 513

ومنهم : الملاحدة... 154

ومنهم : البواطنة... 154

ومنهم : السبعية التعلمية... 155

ومنهم : الإسماعيلية... 155

ومنهم : الحلاجية... 156

ومنهم : الإباحية... 157

ومنهم : الماهانية... 158

ومنهم : البراهمة... 158

ومنهم : المبيضة... 160

ومنهم : الحشيشية... 161

ومنهم : العبرية... 161

ومنهم : الروندية... 162

ومنهم : اليزيدية... 162

ومنهم : الشمراخية... 163

ومنهم : اللوزية... 164

ومنهم : السمنية... 165

ومنهم : المرقوبية... 165

ومنهم : الثنوية... 166

ومنهم : الزنادقة... 166

ص: 514

الفصل الثاني في المشركين

(169 - 178)

معنى الشرك... 171

الأصنام وأسماءها... 174

من عبد من دون الله... 172

أبناء آدم الخمسة... 177

بيت لشاعر... 178

الفصل الثالث

في المذاهب والفرق

(179 - 197)

قوله تعالى : «وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ»... 181

افتراق اليهود والنصارى وهذه الأمة... 181

قوله سبحانه «وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ»... 185

ما روي عن الباقرين (علیهما السلام) في الآية... 185

أبيات شرف الدولة (5)... 187

كيفية توجيه الرواية فالافتراق على سبعين فرقة... 189

أول خلاف وقع بعد النبي (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) خلاف عمر ، وهم الذين يقال لهم : المحمدية... 189

خلاف يوم السقيفة وهم : البكرية... 190

خلاف من اعتزل عن أبي بكر ويقال لهم : أهل الردة... 191

ص: 515

ثم الخلاف في أمر عثمان وهم : العثمانية... 192

ثم من بايع أمير المؤمنين (علیه السلام) بعد ذلك سموا : الجماعة... 192

افتراق الجماعة إلى ثلاث فرق... 192

من أقام على ولاية أمير المؤمنين (علیه السلام) ويقال لهم : الشيعة... 192

من اعتزل الحرب ولم يكن معه (علیه السلام) ولا عليهم : المعتزلة... 193

وفرقة خالفت أمير المؤمنين (علیه السلام) كأصحاب الجمل وهم : الناكثة... 193

وأصحاب معاوية : القاسطة... 193

وأصحاب ذي الثدية ، وهم : المارقة والخوارج... 194

ظهور رأي الغلاة، والمشبه ، والمجبرة... 194

تعداد الأسباب الصادة عن الحق... 194

الافتراق بعد رسول الله (صلَّیٰ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وسَلَّم) إلى فرقتين : ناصبة وشيعة... 195

الناصبة سماهم معاوية : أهل السنة والجماعة... 195

أُصول مذهب أهل السنة ثمانية... 196

وفرق المبطلين ما لا يعلم إلّا الله... 196

أبيات المعري (3)... 197

الفصل الرابع

في المعتزلة والعدلية

(199 - 213)

من اعترف بالأصول الخمسة على وجه العدل والتوحيد وينكرون أُمور كثيرة... 201

ص: 516

وهم فرق :

منهم : الحسنية... 202

ومنهم : الهيذلية... 202

ومنهم : النظامية... 203

ومنهم : المعمرية... 204

ومنهم : البشرية... 205

ومنهم : الجاحظية... 206

ومنهم : الكعبية... 208

ومنهم : الهشامية... 208

ومنهم : الضرارية... 210

ومنهم : الثمامية... 211

ومنهم : الواصلية... 212

الفصل الخامس

في المرجئة

(215 - 231 )

المراد من المرجئة... 217

الروايات الواردة في ذمّهم... 218

حقيقة المرجي... 221

ليس لهم أصول خاصة، وهم فرق كثيرة... 222

ص: 517

منهم : أصحاب الرأي... 222

أنواع الحنفية... 222

حنفية نيشابور وخوارزم... 223

حنفية العراق... 223

حنفية بلخ وماوراء النهر... 223

ومنهم : الراجئة (الراجية )... 223

ومنهم : الشاكية والشكاك وذكر جمع منهم... 223

ومنهم : العملية... 224

ومنهم : المسيبية... 225

ومنهم : البدعية... 225

ومنهم : الغيلانية : أصحاب غيلان... 226

ومنهم : الماصرية : أصحاب عمرو بن قيس... 226

ومنهم : الشبيبية : أصحاب محمد بن شبيب... 227

ومنهم : الصالحية... 227

ومنهم : الزعفرانية... 228

ومنهم : الجحورية... 229

ومنهم : الشمرية... 229

ومنهم : الشابية... 230

بیتان لشاعرين... 231

ص: 518

الفصل السادس

في القدرية

(233 - 247)

أما القدرية : هم جنس من المجبرة... 235

ما ورد في ذمّهم... 325

مقارنة بين المجوس والمجبرة... 237

ومنهم : الوهمية... 239

ومنهم : الرويدية... 240

ومنهم : المنيرية... 240

ومنهم : المنانية... 241

ومنهم : الحبيبية... 242

منهم : الخوفية... 242

ومنهم : الفكرية... 243

ومنهم : الحسية... 243

ومنهم : الناكثة... 244

ومنهم : النظامية... 244

ومنهم : القاسطية... 245

أبيات المعري (1) (3)... 246

ص: 519

الفصل السابع

في المجبرة والجبرية

(249 - 260)

وجه تسمية المجبرة... 251

عقائد الجبرية... 252

أبيات شاعر (6)... 255

ترجمة الأشعري... 257

أقوال الأشعرية... 258

أبيات الصاحب بن عباد (3)... 259

أبيات ابن الحجاج (3)... 260

الفصل الثامن

أصحاب الحديث

(261 - 277)

أصحاب الحديث ، وهم فرق... 263

منهم : المالكية... 263

ومنهم : الشفعوية... 264

ومنهم : الداودية... 265

ومنهم : الصابئة... 265

ومنهم : الأثرية... 266

ص: 520

ومنهم: الأفعالية... 266

ومنهم : المفروغية... 267

ومنهم : الكيسانية... 267

ومنهم : السابقية... 267

ومنهم : الشريكية... 268

ومنهم : الحشوية... 268

ومنهم : النجارية وعقائدهم... 269

أبيات ابن حماد (3)... 271

ومنهم : الكلابية... 272

ومنهم : الحائطية... 273

ومنهم : الحبّية... 274

ومنهم : الكربية... 274

ومنهم : الإسحاقية... 275

ومنهم : الفضولية... 276

ومنهم : محمرة... 277

الفصل التاسع

الجهمية

(279 - 289 )

وهم فرق منسوبة إلى جهم بن صفوان وذكر عقائده... 281

ص: 521

منهم : المعطلة... 283

ومنهم : المريسية... 284

ومنهم : الواردية... 285

ومنهم : الحرقية... 285

ومنهم : المخلوقية... 286

ومنهم : الواقفة... 286

ومنهم : الفانية... 287

ومنهم : القبرية... 287

ومنهم : اللفظية... 287

أبيات دعبل الخزاعي (4)... 288

الفصل العاشر

المشبهة

(291 – 308)

المشبهة... 293

مبنی عقيدتهم ، وهم :فرق... 294

ومنهم : المجسمة... 295

ومنهم : الأحمدية... 295

ومنهم : الحنبلية... 296

ومنهم : النابتة... 296

ومنهم : الكرامية... 297

ص: 522

ومنهم : الحيدية... 299

ومنهم : المهاجرية ؛ منسوبون إلى مهاجر... 300

ومنهم : الشورمينية... 300

ومنهم : الزرينية... 300

ومنهم : الإسحاقية... 301

ومنهم : الهيصمية... 301

ومن المشبهة ، وهم فرق :

منهم : المقاتلية... 302

ومنهم : البنانية... 302

ومنهم : الجوالقية... 303

ومنهم : الهشامية... 304

ومنهم : الزرارية... 305

ومنهم : المنهالية... 307

ومنهم : القضائية... 307

أبيات الصاحب بن عباد (3) (2)... 308

الفصل الحادي عشر

الخوارج

(309 - 338)

الخوارج... 311

ما روى في الخوارج... 411

ص: 523

عقيدة الخوارج... 314

مبدأ الحكمين وأول من ذهب إلى ذلك... 314

من أُمراء الخوارج... 315

من رؤساءهم... 316

شعر معدان الأيادي.... 316

بيتا أبي خالد الخارجي... 316

فرق الخوارج :

منهم : الصفرية - بكسر الصاد -...318

ومنهم : الصفرية - بضم الصاد -... 319

ومنهم : الأباضية وذكر جمع منهم... 320

ومنهم : الأزارقة... 322

ومنهم : الشراة... 324

ومنهم : الحرورية... 324

ومنهم : الحكمية... 325

ومنهم : النجدية... 326

ومنهم : القعدة... 327

ومنهم : العجاردة... 328

ومنهم : الحازمية... 329

ومنهم : الثعلبية... 330

ومنهم : الحفصية... 331

ص: 524

ومنهم : الفضيلية... 332

ومنهم : الضحاكية... 332

ومنهم : الوضيلية... 333

ومنهم : العطوية... 333

ومنهم : الكاملية... 334

ومنهم : الخلفية... 335

ومنهم : البيهسية... 336

مبدأ تسمية العثمانية... 337

مبدأ تسمية الرافضة... 338

الفصل الثاني عشر

النواصب

(339 - 344 )

الناصبي... 341

معنى الناصبي... 341

منهم : الناكثون... 342

ومنهم : القاسطون... 342

ومنهم : المارقون... 342

جمع من نسب لهم... 343

أبيات العبدي (3)... 343

بيت المفجع... 344

ص: 525

الفصل الثالث عشر

في الغلاة

(345 - 383)

معنى الغلاة... 347

الروايات الواردة في ذمّهم... 349

أوّل من غلا عبد الله بن سبأ... 352

مذهب السبئية... 352

وهم فرق :

منهم : المحمدية... 354

ومنهم : : الميمية... 354

ومنهم : النصيرية... 355

ومنهم : العلائية... 357

ومنهم : : المخمسة... 359

ومنهم : العمية... 360

ومنهم : الغرابية... 360

ومنهم : الجناحية... 361

ومنهم : المغيرية... 362

ومنهم : الأميرية... 364

ومنهم : الرجعية... 364

ومنهم : الغمامية... 365

ص: 526

ومنهم : المفوضة... 365

ومنهم : الخطابية... 367

ومنهم : المتربصة... 369

ومنهم : المنصورية... 369

ومنهم : الكشف... 370

بيتان لشاعر... 371

ومنهم : الطيارية... 371

ومنهم : العبدلية... 371

ومنهم : السلمانية... 372

ومنهم : البزيعية... 373

ومنهم : اليعفورية... 375

ومنهم : النهدية... 376

ومنهم : المعمرية... 376

ومنهم : الأبامسلمية.... 377

ومنهم : الرزامية... 378

ومنهم : الهريرية... 379

ومنهم : الروندية... 380

ومنهم : الهاشمية... 380

ومنهم : التناسخية... 382

بيتان للمصنف (رحمه الله)... 383

ص: 527

الفصل الرابع عشر

الزيدية

(385 – 404)

عقيدة الزيدية... 387

هم فرق :

ومنهم : الناصرية... 388

ومنهم : الجارودية... 388

ومنهم : السرحوبية... 388

ومنهم : العجالية... 392

ومنهم : العجلية... 392

ومنهم : البترية... 394

ومنهم : الصالحية... 396

ومنهم : الجريرية... 398

ومنهم : الحصينية... 399

ومنهم : الحكمية... 399

ومنهم : الخلالية... 401

ومنهم : الخشبية... 402

بيتان في ذمّ الزيدية... 404

ص: 528

الفصل الخامس عشر

في الإمامية

(405 - 445 )

عقيدة الإمامية... 407

بعض ما روي فيهم... 409

هم فرق :

منهم : الرافضية... 410

ومنهم : اللاعنة... 412

الخلاف الأول :

مبدأه... 413

منهم : الكيسانية... 413

ومنهم : الكربية... 416

ومنهم : الحيانية... 417

ومنهم : الحارثية... 419

ومنهم : الرزامية... 420

ومنهم : العباسية... 421

الخلاف الثاني :

مبدأه... 423

وفيه فرق :

منهم : الناووسية... 423

ص: 529

ومنهم : المباركية... 424

ومنهم : القرامطة... 426

ومنهم : الإسماعيلية... 427

ومنهم : الاسمطية... 430

ومنهم : الفطحية... 432

الخلاف الثالث :

مبدأ الخلاف... 434

منهم : القطيعية... 434

ومنهم : الواقفية... 435

ومنهم : الممطورة... 436

الخلاف الرابع :

مبدأه... 439

وهم فرق ثلاثة :

منهم : الراجعة... 439

الخلاف الخامس :

مبدأه... 440

وفرقه الثلاثة... 440

الخلاف السادس :

مبدأه... 441

وفرقه أربعة عشر:... 441

ص: 530

منها : الطاحنية... 444

ومنها : الحمارية... 444

مصادر المصنف (رحمه الله) في استخراج هذه الفصول من كتب الخاصة والعامة... 447

أبيات ابن حماد (9)... 449

أبيات ابن العودي(13)... 450

ختم الكتاب... 455

تذييل

لباب التقية

(457 - 501)

بعض الرموز والكنى المتداولة عن بعض الأشرار مما ورد في أول المجلد الأول من هذه الموسوعة تحت عنوان (التقية)... 457

حرف الألف... 459

حرف الباء... 476

حرف التاء... 478

حرف الثاء والجيم... 479

حرف الحاء... 480

حرف الخاء والدال... 481

حرف الذال والراء... 482

ص: 531

حرف الزاء... 483

حرف السين... 485

حرف الشين... 486

حرف الصاد... 487

حرف الطاء... 488

حرف الظاء والعين... 489

حرف الغين والفاء... 493

حرف القاف... 496

حرف اللام... 497

حرف الميم... 498

حرف النون... 499

حرف الواو... 500

حرف الهاء والياء... 501

المحتوى... 503

***

ص: 532

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.