مثالب النواصب ( ابن شهر آشوب ) المجلد 9

هوية الكتاب

للمحدّث المتتّع والفقيه المحقّق

رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن علي ابن شهر آشوب المزاندراني(طاب ثراه)

(488 – 588ه-)

الجُزء التاسع

صحّحه وأخرج نصوصه وعلّق عليه

الشيخ عبد المهدي الاثنا عشري

المؤلِّف : محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (488 - 588 ه-)

المحقّق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري

الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف

الطبعة : الأولى - 1445 ه- / 2024 م

عدد الأجزاء : 12 مجلّداً

محرر الرقمي: مرتضی حاتمي فرد

ص: 1

اشارة

المؤلَّف : مثالب النواصب – ج 9

المؤلِّف : محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (488 - 588 ه-)

المحقّق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري

الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف

الطبعة : الأولى - 1445 ه- / 2024 م

عدد الأجزاء : 12 مجلّداً

يمنع شرعاً و قانوناً نشر الموسوعة أو تكثيرها أو تصويرها بدون إذن محققها وبإجازة كتبية

لتحصيل الموسوعة، يرجى الاتّصال عبر :

البريد الإلكتروني : almasaleb@gmail.com

ص: 2

قال عزّ من قال :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتَابِ يَشْتَرُونَ الصَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ * وَاللّه أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِاللّه وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّه نَصِيراً)

سورة النساء (4) : 44 - 45

ص: 3

عن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)- في حديث - إنه قال :

«طوبى لشيعتنا ؛ المتمسكون بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا.. أُولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم.. ثم طوبى لهم، وهم - واللّه ! معنا في درجتنا يوم القيامة..».

كمال الدين 361/2 حديث 5، وعنه في بحار الأنوار 151/51 حديث 6، وجاء في إعلام الورى : 433، وكشف الغمّة 524/2، وكفاية الأثر : 269.. وغيرها.

ص: 4

ابتهال

وعن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ): «.. اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وارزقني موالاة من واليت، ومعاداة من عاديت، وحبّاً لمن أحببت، وبغضاً لمن أبغضت.. حتّى لا أُوالى لك عدوّاً، ولا أُعادي لك ولياً..».

الإقبال : 117، وعنه في بحار الأنوار 16/98 (باب 71) ذیل حدیث 1

وعنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أيضاً - : «.. ولا تجعلني أُوالي لك عدوّاً، أو أُعادي لك وليّاً، أو أرضى لك بسخط، أو أسخطك برضى، أو أُقصي لك طالباً، أو أجيب داعياً إلى ضلالة، أو أكذب داعياً إلى حق، أو أجحد بآياتك، أو يحّل بي سخطك، أو أتبع هواي بغير هدى منك، أو أقول للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً..».

الإقبال : 219، وعنه في بحار الأنوار 255/87، وكذا في مصباح المتهجد : 148

ص: 5

ابن حمّاد : [ من الطويل ]

ولَمَّا رَفَضْنَا ظَالِمِيكُم وَرَهْطَهُمْ***رُفِضًا وَعُودِينَا وَبِالرَّفْض لقينا

وَمَا ذَبْبُنا عِندَ النَّوَاصِبٍ وَيْلَهُمْ***سوىٰ أَنتَنا قَومُ بِمَا دِنْتُمُ دِنَّا(1)

ص: 6


1- هذان البيتان من قصيدة مفصلة جداً جاءت في الغدير 156/4 - 160 ذكر منها هناك (106) أبيات، وقد قدّم الثاني منهما، وجاء بينهما بيت، وهي الأبيات (80 - 82)، وهي هكذا: وما ذنبنا عند النواصب ويلهم***سوى أننا قوم بما دنتم دِنّا فإن كان هذا ذنبنا فتيقّنوا***بأنا عليه لا انثنينا ولا نُثْنَى ولما رفضنا رافضيكم ورهطكم***رفضنا وعودينا وبالرفض نُيّزنا

الصورة

خاتمة الجزء الثامن وبداية هذا الجزء من نسخة ألف

ص: 7

الصورة

نموذج من تغيير خط الكتاب في هذا الجزء من نسخة ألف

ص: 8

الصورة

خاتمة الجزء الثامن وبداية هذا الجزء من نسخة

ص: 9

الصورة

نموذج مما جاء في هذا الجزء من نسخة ب

ص: 10

مسرد المجلد التاسع

آية.. رواية.. ابتهال.. شعر...3

نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى -...7

مسرد هذا المجلد...11

تتمة القسم الثالث

[الخاذلين وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، والأمراء ] تتمة باب جماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) (119 - 13)

الفصل الثالث : في عدة تخلّفوا عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)...13

الفصل الرابع : جامع ذلك...101

باب في الأمراء (121 - 246)

الفصل الأول : في بني أُميّة...123

الفصل الثاني : ما يختص به بنو مروان...183

الفصل الثالث : في الشيصبان...193

الفصل الرابع : في ولد العباس...207

الفصل الخامس : في عترة العباس...225

ص: 11

القسم الرابع : في مساوي الفقهاء الضالين المكذبين

باب رؤساء المذاهب الأربعة

(247 - 493)

الفصل الأول : في أبي حنيفة (النعمان بن ثابت)...249

الفصل الثاني : في (باب) فتاوي أبي حنيفة في العبادات...271

الفصل الثالث : في فتاوي أبي حنيفة في العقود...305

الفصل الرابع : في فتاوي أبي حنيفة في الأحكام...331

الفصل الخامس : في (باب) محمّد بن إدريس الشافعي...347

الفصل السادس : في فتاوي الشافعي في العبادات...357

الفصل السابع : في فتاوي الشافعي في العقود...377

الفصل الثامن : في فتاوي الشافعي في الأحكام...389

الفصل التاسع : في (باب) مالك بن أنس الأصبحي...403

الفصل العاشر : في (باب) أحمد بن حنبل الشيباني...425

الفصل الحادي عشر : جامع في رؤساء المذاهب الأربعة...459

المحتوى الفهرست التفصيلي...495

***

ص: 12

[ تتمة القسم الثالث ]

[ في معايب الخاذلين

وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء ]

[ باب ]

جماعة جاهر وا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) ]

[فصل 3]

[ في عدّة تخلّفوا عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)]

ص: 13

ص: 14

تتمة القسم الثالث: وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء

باب جماعة جاهر وا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)

فصل في عدة تخلفوا عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)

فصل في عدة تخلفوا عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1)

[ ومنهم : ]

* يزيد عليه اللعنة (2) :

ص: 15


1- كذا ؛ وفي نسخة (ألف) بدلاً من (عليه السلام) : على، والكلام متصل، وعليه فيكون المعنى مختلفاً. وعلى كلّ ؛ فإنّ هذا الفصل لا ربط له بالباب ولا بمعنونه، خصوصاً إذا أُريد به ابن معاوية لا أخوه لعنة اللّه عليه وعليهم أجمعين، وإن كان الثاني بحسب الرؤيا المروية أقرب، فتدبّر. وعليه ؛ فيكون العنوان : في عدة تخلفوا عنهم [.. أي عن أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)].
2- وهو ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي، أبو خالد (25 - 64 ه-) ثاني ملوك الدولة الأموية، اغتصب الخلافة بعد أبيه سنة 60 ه-. قال في إلزام النواصب : 94 - 95 [ وفي الطبعة المحققة : 169 – 171 ] - وعنه في بحار الأنوار (309/44 (باب 36) ذيل حديث 19 تذنيب عن كتاب إلزام النواصب - : وقد رووا أنّ أُمّه ميسون بنت بجدل الكلبية، أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد لعنة اللّه عليه، وإلى هذا المعنى أشار النسّابة البكري [ في البحار : الكلبي ] - من علماء السنة - يقول : [ من الوافر ] فإِن يَكُنِ الزَّمانُ أَتَى عَلَينا***بِقَتْلِ التُركِ وَالْمَوْتِ الوَحْيِّ فَقَد قَتلَ الدَّعي وعبد كلب***بأرض الطف أولادَ النَّبيّ أراد ب- : الدعي: عبيد اللّه بن زياد [ لعنه اللّه ] ؛ فإنّ أباه زياد بن سمية كانت أُمّه سمية مشهورة بالزنا، وولد على فراش أبي عبيد عبد بني علاج من ثقيف، فادعى معاوية أن أبا سفيان زنى بأم زياد فأولدها زياداً، وأنّه أخوه، فصار اسمه : الدعي، فكانت عائشة تسميه : زياد ابن أبيه، أو ابن أُمّه ؛ لأنّه ليس له أب معروف، ومراده ب- : عبد كلب : يزيد ابن معاوية لعنه اللّه ؛ لأنه من عبد بجدل الكلبي. وعلى كلّ ؛ فهو : يزيد الخمور والفجور، صاحب الطامات والصحائف السوداء، على تعبير ابن كثير في تاريخه 223/8. وهناك جملة روايات ونصوص في ذمّه وجرحه، تعرّض لبعضها في ترجمته من الحصيلة في الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 253/4 - 257، وجرائمه لا تحصى، ناهيك عن فاجعة الطف والحرّة والبيت الحرام. انظر عنه : أنساب الأشراف 149/1، وتاريخ الخميس 300/2، والمحبّر : 21، وتاريخ اليعقوبي،215/2، ومروج الذهب 67/2 و 73 [ وفي طبعة 53/3]، والكامل 49/4.. وغيرها. أقول : لم أفهم وجه ذكر يزيد - عليه اللعنة - هنا تحت عنوان من تخلف، ولعلّه يراد منه يزيد بن أبي سفيان أخو معاوية، لكن الرؤيا المروية تمنع من ذلك، فتدبّر.

ابن عباس (1) ؛ أنّه سألت هند عائشة أن تسأل النَّبيّ (عليه وآله السلام) تعبير رؤيا لها، وتخفي عنه نسبها

فقالت : يا رسول اللّه ! إنّ امرأة أحبّت تعبير رؤيا.

ص: 16


1- وأورده باختلاف يسير المصنّف (رَحمهُ اللّه) في مناقبه 72/4 [ طبعة قم، وفي طبعة النجف 227/3]، وعنه في بحار الأنوار 263/44 (باب 31) حديث 21 بألفاظ متقاربة وزيادة عمّا هناك.

فقال : «قولي لها : فلتقصص رؤياها».

قالت : رأيت كأن الشمس طلعت [ من ](1) فوقي.

قال : «هيه (2) !».

قالت : ورأيت كأن القمر خرج من مخرجي.

قال : «هيه (3) !».

قالت (4) : ورأيت كأن كوكباً خرج من القمر أسود ؛ فشدّ على شمس، خرجت من الشمس أصغر من الشمس، فابتلعها، فاسودّ (5) الأفق لابتلاعها، ثم رأيت كواكب بدت في السماء وكواكب مسودة (6) في الأرض.. إلا أن المسودة أحاطت بأفق الأرض من كلّ مكان..

فاكتحلت عين النَّبيّ (علیه و آله السلام) بدموعه (7).

ص: 17


1- زيادة من المناقب.
2- في نسختي الأصل : هه، وهي مصحفة عن المثبت، وهي اسم فعل يستعمل للاستزادة من الحديث. انظر : لسان العرب 552/13 مادة (هيه).
3- في نسختي الأصل : هه، وهي مصحفة عن المثبت.
4- في نسختى الأصل : قال.
5- في نسختي الأصل : فاسودت، والمثبت عن المناقب.
6- في نسختي الأصل : مودة، وما ذكرنا استظهار وجدناه في المناقب فيما بعد.
7- هنا زيادة : ثم قال، ولعلّها : ثمّ قالت.

ثم قال لها : «هي هند ؟!». قالت : نعم.

قال : «اخرجي يا عدوة اللّه» - مرّتين - «فقد جددت عليَّ أحزاني ونعيت علىّ (1) أحبّائى (2)».

فلما خرجت، قال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «اللّهمّ العنها والعن نسلها».

فقالت عائشة : أو ليس قد أسلمت ؟ !

فقال : «واللّه ما أسلموا إلا رعباً وخوفاً من السيف»، فسألت تعبيرها (3).

فقال : «أمّا ما زعمت من رؤياها شمساً عليها ؛ فتلك الشمس التي [ طلعت ](4) عليها فعليّ بن أبي طالب، والقمر (5) معاوية، ملعون، فاسق، جاحد اللّه، وتلك (6) الظلمة (7) التي زعمت، ورأت كوكباً يخرج من القمر أسود فشدّ على شمس خرجت من الشمس [ أصغر من الشمس ] فابتلعتها فاسوّد (8)

ص: 18


1- كذا ؛ وفي المناقب : إليّ، وهو الظاهر.
2- كذا ؛ ولعلّها تقرأ : أحبابي، كما جاء في المناقب.
3- من قوله : فقالت عائشة إلى هنا لم يرد في المناقب.
4- ما بين المعكوفين زيدت من المناقب.
5- الذي جاء في في المناقب هو : والكوكب الذي خرج من القمر أسود، فهو معاوية ؛ مفتون، فاسق، جاحد اللّه.
6- في نسختي الأصل : فتلك، والمثبت عن المناقب.
7- في نسخة (ألف) : الظلمات، وفي المناقب : وتلك الظلمة..
8- في نسختي الأصل : فاسودّت، والمثبت عن المناقب.

الأفق.. فذا بني الحسين (1)، يقتله ابن معاوية، فتسود الشمس ويُظلم (2) الأفق، وأمّا الكواكب المسودة (3) في الأرض أحاطت [الأرض ] من كلّ مكان، فتلك ملوك بني أُميّة (4).. يقتلون ولدي، وينالون من أهل بيتي حتّى يملك الأرض منها أربعة عشر خليفة»

ثم قال : «اللّهمّ (5) العنها والعن ولدها..».

ابن عباس، وابن عمر (6)، قال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «ما لي وليزيد ؟ ! لا بارك اللّه في يزيد، وإنه يقتل ولدي وولد ابنتي : الحسين، والذي (7) نفسي بيده لا (8) يقتل ولدي بين ظهراني قوم، فلا يمنعونه إلّا خالف اللّه بين قلوبهم وألسنتهم» (9).

ص: 19


1- في نسخة (ألف) : هو ابني الحسين.
2- في المناقب : ويظلم، وهو الظاهر.
3- في المناقب : السود، وكذا في بحار الأنوار عنه.
4- إلى هنا في المناقب، وفيه : فتلك، وفيه : فتلك بنو أُمية.. ولم يرد ما بعده.
5- لا توجد (اللّهمّ) في نسخة (ألف).
6- رواه بهذا النص ابن أعثم في الفتوح 24/5، ولاحظ : مجمع الزوائد 190/9، المعجم الكبير 120، و 38/20. أقول : لقد روى البلاذري.
7- في نسختي الأصل : فالذي.
8- في نسختي الأصل : ولا يقتل، والواو زائدة.
9- أقول : لقد روى البلاذري، وحكاه عنه ابن طاوس (رَحمهُ اللّه) في الطرائف : 247، والعلامة الحلّي (رَحمهُ اللّه) في نهج الحق: 356، وعنه في بحار الأنوار 328/45، قال : لما قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كتب عبد اللّه بن عمر إلى يزيد بن معاوية : أما بعد ؛ فقد عظمت الرزية، وجلّت المصيبة، وحدث في الإسلام حدث عظيم، ولا يوم كيوم الحسين [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)].. فكتب إليه يزيد : أما بعد ؛ يا أحمق ! فإنّنا جئنا إلى بيوت منجدة [مجدّدة ].. فإن يكن الحق لنا فعن حقنا قاتلنا، وإن كان الحق لغيرنا ؛ فأبوك أوّل من سنّ هذا.. وابتر واستأثر بالحق على أهله.. وقريب منه ما ذكره ابن عبد ربّه الأندلسي في العقد الفريد 242/4 [دارالكتاب العربي، وفي طبعة مكتبة النهضة المصرية 259/4]. وراجع : تاريخ أبي الفداء،156/1، وأعلام النساء 115/4 - 116، والطرائف : 239 بإسناد آخر.. وغيرهم.

وذكر عبد الملك الطبري (1) في فضائل الصحابة :

بالإسناد.. عن ابن عباس، وابن خالويه (2)في كتابه، وأبويعلى

ص: 20


1- هذا الاسم مردد بين اثنين : الأول : عبد الملك الطبري، الزاهد العابد، المتوفّى نحواً من سنة 530 ه-. الثاني : أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمّد الطبري، المتوفى 567 ه-. راجع: تاريخ بغداد 246/15، و 63/16، طبقات الشافعية الكبرى 190/7 - 191.. وغيرهما.
2- في نسختي الأصل هنا زيادة (واو)، ولا وجه لها. أقول : ابن خالويه ؛ هذا هو أبو عبد اللّه الحسين بن خالويه النحوي، وقد ذكره النجاشي (رَحمهُ اللّه) في رجاله : 67 [ طبعة جماعة المدرسين ]، والمصنّف (رَحمهُ اللّه)، في معالم العلماء : 41، والذهبي في تاريخ الإسلام 321/8 - 322، والسبكي في الطبقات الشافعية 269/3.. وغيرها.

الموصلي (1).. عن مكحول، عن أبي عبيدة ابن الجراح، قال : رأيت(2) رسول اللّه يوم فتح مكة متعلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول : «اللّهمّ ابعث إلي من بني عمي من يعضدني»، فهبط عليه جبرئيل كالمغضب، فقال : «يا محمّد ! أو ليس قد أيدك اللّه بسيف من سيوف اللّه مجرّداً على أعداء اللّه ؟ !» - يعني بذلك علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3) - «واللّه ! لا يزال دينك هذا مبيّناً (4) حتّى يثلمه رجل من بني أُميّة، يقال له : يزيد(5)، أقسم ربي قسماً حقاً ليصليه جحيماً، وليسقه حميماً.. أرضيتَ يا محمّد ؟!» قال : «نعم».

ص: 21


1- مسند أبي يعلى الموصلي 176/2.
2- قال المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 342/1 : العكبري في فضائل الصحابة عن ابن عباس قال : رأيت..
3- إلى هنا في المناقب 67/2، وعنه في بحار الأنوار 61/41 (باب 106) ذیل حدیث 1.
4- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، وتقرأ فيها : منبياً، ولعلّهما مصحفتان عن (مَبْنِيَّا).
5- قال ابن بطريق في العمدة : 457 حديث 957 : ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب (لا) قال : عن أبي عبيدة بن الجراح قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا يزال أمر أُمتي قائماً بالقسط حتّى يثلمه رجل من بني أُميّة يقال له : يزيد». ولاحظ : الغدير 257/3، مجمع الزوائد 241/5، سير أعلام النبلاء 39/40، لسان الميزان 294/6، البداية والنهاية 253/8.. وغيرها.

وعنه، بإسناده.. عن جابر، قال : رأيت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وهو يفحّج (1) ما بين فخذي الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويقبل زبيبته، ويقول : «لعن اللّه قاتلك»، فقلت : یا رسول اللّه ! و من قاتله؟ قال : «رجل من أمتي يبغض عترتي، لا تناله شفاعتي كأنّى بنفسه بين أطباق النيران، يرسب تارة ويطفو أخرى، وإنّ جوفه ليقول : عق.. عق» (2).

وفي تاريخ الفسوي (3)، قال أبو سعيد الخدري : سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «يكون خلف من بعد ستين سنة : ﴿أَضاعُوا الصَّلوةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (4) يعني بني مروان (5)».

ص: 22


1- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : يهمج، ولا نعرف لها معنى مناسباً، وما أُثبت من المصادر، وفي بعضها : يفرج.
2- كما في تاريخ بغداد 58/4، وفيه : وهو يفحج بين فخذي.. ومثله في تاريخ دمشق 224/14. وراجع : ميزان الاعتدال،35/4، لسان الميزان 377/5.. وغيرهما.
3- لم نعثر على الرواية في القسم المطبوع من كتاب المعرفة والتاريخ.
4- سورة مريم (19) : 59. رواه - بدون الذيل - ابن حنبل في مسنده 38/3، والحاكم في مستدركه 374/2، و 547/4، والطبراني في معجمه الأوسط،131/9، والثعلبي في تفسيره 221/6، والسيوطي في كتابه الدر المنثور 277/4.. وغيرهم. ولاحظ : البداية والنهاية لابن كثير 255/6 - 256.. ولعلّ الذيل تفسير وبيان.
5- هذه الرواية وما بعدها يراد منها : بنو مروان.

وروي - أيضاً - : أنّه أمر مروان أهل المدينة أن يبايعوا ليزيد، وأرسل إلى سعید بن زید بن عمرو بن نفيل أهل الشام يدعوه (1) إلى البيعة، فقال : يأمرني مروان أن أبايع قوماً ضربتهم بسيفي (2) حتّى أسلموا، واللّه ما أسلموا ولكن استسلموا (3).

وفي تاريخ السليماني (4)؛ أنه كتب إليه ابن عباس : إنّي لأرجو أن لا يمهلك (5) اللّه - بعد قتلك عترة نبيّه - إلا قليلاً، حتّى يأخذك أخذاً أليماً، ويخرجك من الدنيا مذموماً أثيماً، فعش - لا أباً لك - ما استطعت ! (6)

ص: 23


1- في نسختي الأصل : يدعوا.
2- في نسخة (ألف) : سيفي.
3- انظر : تاریخ دمشق 89/21.
4- لعلّ المصنّف (رَحمهُ اللّه) عبّر عن الطبراني (صاحب المعاجم الثلاثة) بالسليماني ؛ إذ هو : سليمان بن أحمد الطبراني، وهذه الحكاية موجودة في كتاب المعجم الكبير 296/10 - 299 حدیث 10590.
5- في نسخ الأصل : يهلك، وما أثبتناه من المصادر.
6- وانظر من مصادر الخبر: المعرفة والتاريخ 531/1 - 533، تاريخ اليعقوبي 250/2. ورواه بألفاظ مقاربة العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحاره 323/45 (باب 47) حدیث 1 عن بعض الكتب القديمة. ولاحظ : مختصر أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 37. وجاء قريب منه في مجمع الزوائد 252/7، وتذكرة الخواص : 274 [الطبعة الحيدرية ].. وغيرهما.

وقال رجل (1) من أهل الشام له : إنّ سباهم (2) لنا حلال ؛ لأنّهم خرجوا عليك، فاجعل هذه من نصيبي من الفيء - يعني زينب (عَلَيهَا السَّلَامُ)(3) -.

فقالت : واللّه ما ذلك له ولا يقدر عليه.

قال يزيد : واللّه ! لو أردت لقدرت عليه.

فقالت : كلّا - واللّه - لا تقدر عليه إلّا أن تخرج من دين جدي وتدخل في دين جدّك.. فاستحى يزيد من الخلق ! وصاح بالشامي : تنحّ عنّي !

وكان رأس الحسين [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] بين يديه وهو يضرب على لسانه بالقضيب، وينشد (شعر) : [من الرَّمَل ]

[يا غراب البين أَسْمَعْتَ فَقُلْ***إنتما تَذكُرُ شيئاً قد فُعِل] (4)

ص: 24


1- راجع : أمالي الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه): 231، والإرشاد 120/2 - 121، وروضة الواعظين : 191 - 192، والاحتجاج 37/2 - 38.. وغيرها، وكذا في بحار الأنوار 256/45 (باب 44) حديث 3 عن الأمالي. وأيضاً لاحظ : تاريخ دمشق 177/69، وتاريخ الطبري 353/4، والكامل لابن الأثير 211/8 – 212. انظر : بحار الأنوار 156/45 (باب 39) حديث 4 عن شرح ابن أبي الحديد.
2- كذا، ولعلّه : سبيهم.
3- كذا ؛ والظاهر أنّها : سكينة بنت الحسين (عَلَيهَا السَّلَامُ)، وفي بعض المصادر: فاطمة بنت علي، وفي بعضها : فاطمة بنت الحسين
4- زيادة في أكثر المصادر، كما في بلاغات النساء: 21 [ وفي طبعة: 34 - 35].

لَيْتَ أَشْياخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا***جَزَعَ [الخَزْرَجِ ] (1) مِنْ وَقْعِ الأَسَلْ (2)

لاشتَهَلُّوا واسْتَطارُوا (3) فَرَحاً***وَلَقَالُوا (4): يا يَزِيدُ لَا تَشَلْ (5)

ص: 25


1- سقطت كلمة : الخزرج من النسختين.
2- قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 133/45 باب 39) حديث 4:.. فجعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعرى : [من الرّمل ] ليت أشياخي ببدر شهدوا***جزع الخزرج من وَقْعِ الأَسَلْ فأهلُّوا واستهلُّوا فرحاً***ثم قالوا: يَا يَزِيدُ لا تَشَلْ وجاءت قصيدة عبد اللّه بن الزبعرى التي يذكر فيها أُحداً في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 277/14 - 278 في (15) بيتاً. أقول : هو عبد اللّه بن الزبعرى، قالها يوم أُحد عندما هُزِمَ المسلمون.. واستشهد اللعين الكافر يزيد بها هنا، ومطلعها : [من الرّمل ] يا غُرَابَ البَيْنِ أَسْمَعْتَ فَقُلْ***إِنّما تَنْطِقُ شيئاً قد فُعِلْ حِينَ حَكَّت بقباءِ بَركَها***واستحرَّ القَتْلُ فِي عَبْدِ الأَسَلْ ثم ضمنها يزيد أبياتاً له. وجاءت هذه الأبيات في الاحتجاج : 157 [ وفي طبعة النجف 34/2، وفي طبعة 307/2] في خطبة سيدتنا ومولاتنا زينب سلام اللّه عليها، وعنه في بحار الأنوار 157/45 (باب 39) حدیث 5، عن شرح ابن أبي الحديد. وفي تفسير القمّي 86/2) الحج (22) [ الحروفية، وفي المحققة 683/2 - 684 ذیل حديث ]، وعنه فى البحار 167/45 - 168 (باب39) حدیث 12.
3- في المناقب وبلاغات النساء : لأهلوا واستهلّوا..
4- صدر البيت في تفسير القمي : لأهلوا واستهلّوا فرحاً.. ثم قالوا..
5- وقد جاء هذا البيت في بعض المصادر هكذا : لأهَلُّوا واستهلُّوا فَرَحاً***ثم قالوا: يا يزيدُ لا تَشَل وهناك أبيات أضيفت على هذه الأبيات لعلّها من يزيد، جاء بعضها في بلاغات النساء: 21 [ وفي طبعة : 34]، وروضة الواعظين 191/1. وراجع : بحار الأنوار 167/45 - 168 (باب 39) حديث 12، وكتاب المسترشد : 511 – 510.

قَدْ قَتَلْنَا القِرْنَ (1) مِنْ ساداتِهِمْ (2)***وَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلْ

لَسْتُ مِنْ خِنْدَفَ إِن لَمْ أَنْتَقِمْ (3)***مِنْ بَنِي أَحْمَدَ ما كانَ فَعَلْ(4)

[لعِبَتْ هَاشم بالدِّينِ فلا***خَبَرٌ جاءَ وَلا وَحْيٌ نَزَلْ ] (5)

ابن حمّاد (6) : [ من السريع ]

ص: 26


1- كذا ؛ وفي بعض المصادر كتفسير القمي : القرم.
2- في المناقب : قد قتلنا السبط من أسباطهم..
3- في المناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه)، وعنه في بحار الأنوار 133/45 (باب 39 الوقائع المتأخرة) : لست من عتبة إن لم أنتقم. وفي المناقب 261/3 : لست من خندف..
4- جاء هذا البيت في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) مقدّماً على الثالث.
5- زيادة من المناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه) 114/4، وفي الخرائج 2 / 580 - 581، وإثبات الهداة 193/5 حديث 33، ومثير الأحزان : 96.. وغيرها.
6- أقول : جاء هذا البيت في المناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه) 114/4 منسوباً إلى الصاحب ابن عباد اللّه.

يقرعُ (1) بِالعُودِ ثنايا لها***كانَ النَّبيّ المُصْطَفى لاثما

المدائني في المثالب (2)، والجرجاني في صفوة التاريخ (3) قال : دعا يزيد بأُمّ خالد لينال منها (4) فأبطأت (5) عليه، وعرضت له جارية سوداء، فوقع عليها، فلمّا جاءت أم خالد، قال : [ من مجزوء الخفيف ]

إسْلَمِي أُمَّ خالِدِ***رُبَّ ساعٍ لِقاعِدِ

إِنَّ تِلْكَ الَّتِي تَرَيْ***نَ سبتني (6) بوارِدِ

تُدْخِلُ الأَيْرَ كُلَّهُ (7)***في حر غَيْرِ بارِدِ

ص: 27


1- في نسخة (ب) : تقرع، وفي المناقب : يقرع، وهو الصحيح ؛ لأنه لا يريد مخاطبة يزيد لعنه اللّه.
2- نقله البلاذري في أنساب الأشراف 286/5 - 287 عن المدائني. وانظر : جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 479/1 - 480.
3- للقاضي أبي الحسن الجرجاني، علي بن عبد العزيز بن حسن بن علي بن إسماعيل، (المتوفى سنة 392ه-)، فقيه شافعي، ومتكلم معتزلي، له جملة مصنفات ؛ منها : تفسير القرآن، وتهذيب التاريخ، ولعلّه اسم آخر لهذا الكتاب.
4- في نسختي الأصل : فيها.
5- في نسختي الأصل : فأبطلت.
6- في نسخة (ألف) : سفي، وهي غير منقوطة في نسخة (ب)، بل البيت هذا كلاً مشوش في كلتا النسختين، وما أُثبت من المصادر. أقول : في الأنساب : سبتني، وكذا في جمهرة الأمثال.
7- جاء صدر البيت في نسختي الأصل مشوشاً، وقد يقرأ : يدخله الأمر كله..

وهو أوّل من أظهر (1) شرب الخمر والاشتهار (2) بالغناء والصيد، واتخاذ القيان والغلمان، والتفكُّه بما يضحك منه المترفون - من القرود، والمعاقرة بالكلاب والديكة - من الملوك (3).

ثم جرى على يده قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقتل أهل الحرم في محاربة ابن الزبير، ورمي البيت وإحراقه (4).

ص: 28


1- في نسختي الأصل ظهر والظاهر ما أُثبت.
2- كذا ؛ وفي أنساب الأشراف الاستهتار.
3- بل من هنا جاء في خطبة عبد اللّه بن الزبير - كما أوردها ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 133/20 - :.. يزيد القرود، يزيد الفهود، يزيد الخمور، يزيد الفجور.. أما واللّه لقد بلغني أنه لا يزال مخموراً يخطب الناس وهو طافح في سكره.. ومثله في تاريخ ابن كثير،223/8، وفيه : يزيد الخمور والفجور، صاحب الطامات والصحائف السوداء. أقول : من هنا جاءت بعض كناه وما يعرف به : الخمير، السكران، السكير، شارب الخمر، شارب للخمر شارب الخمور، صاحب الديكة، صاحب الديوك، صاحب الفهود، صاحب القرود مشتري.اللهو.. وغيرها...ممّا ذكره صاحب الأسرار له وأدرجه في آخر الكتاب في ترجمته له، فراجع. لاحظ : مجمل ترجمة الرجل في الحصيلة من كتاب الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 253/4 - 257.
4- قال البلاذري في الأنساب 286/5 : كان يزيد بن معاوية أوّل من أظهر شرب الشراب والاستهتار بالغناء والصيد واتخاذ.. والديكة، ثم جرى على يده قتل الحسين وقتل أهل الحرّة ورمي البيت وإحراقه.

وفي العقد (1) أنّه : كان مسور بن مخرمة يقول (2) في يزيد بن معاوية : إنّه يشرب الخمر ويلعب بالقرد (3).. فبلغه ذلك، فكتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص - واليه بالمدينة - أن يجلده الحد، فضربه حدّ المفتري (4)!!

ص: 29


1- العقد الفريد 35/4 باختلاف يسير.
2- في المصدر : كان المسور بن مخرمة جليلاً نبيلاً، وكان يقول في يزيد بن معاوية..
3- لا يوجد في المصدر : ويلعب بالقرد.. ولعله أسقط حفظاً لماء وجه خليفتهم. أقول : نقل هذه الحادثة ابن بطريق في العمدة : 321، عن تاريخ الطبري والعقد، وقد جاء فيه : يشرب الخمر ويلعب بالنرد وجاء في هامشه : ويلعب بالقرد.
4- لا يوجد اسم واليه في المدينة، وفيه : فكتب إلى عامله بالمدينة أن يجلده الحد، ففعل فقال المسور في ذلك.. أقول : روى الزمخشري في ربيع الأبرار 134/4 عن أبي هريرة أنّه قال : سمعت سول اللّه صلّى اللّه عليه [ وآله ] يقول : «لير عفنّ جبار من جبابرة بني أُميّة على منبري هذا..» فرؤي عمرو بن سعيد بن العاص يرعف على منبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حتّى سال رعافه على درج المنبر. ورواه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في مناقبه 95/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 110/1]، وكذا القاضي النعمان في كتابه المناقب والمثالب : 200، وجاء مكرراً في تطهير الجنان واللسان لابن حجر المكي، ومسند أحمد بن حنبل 385/2، وفيه : ليرتقين جبار.. وفي صفحة : 522، وتاريخ دمشق 36/46، والبداية والنهاية لابن كثير 263/6، ومجمع الزوائد للهيثمي 240/5.. وغيرها.

قال الشاعر (1): [من الطويل ]

أَيَشْرَبُها صَهْبَاءَ كَالمِسْكِ رِيحُها***أَبو خالدٍ ويُضْرَبُ الحَدَّ مِسْوَرُ (2) ؟ !

فأخرج (3) أهل المدينة عمراً منها وسائر بني أُميّة، فأنفذ إليها يزيد عشرين ألفاً مع مسلم [ بن ] عقبة المري (4).

قال الهيثم : قتل (5) يوم الحرّة نحو من ستة آلاف وخمسمائة (6).

ص: 30


1- في نسخة (ألف) : الشاعر قال، وفي العقد : فقال المسور في ذلك.
2- جاء البيت في المصدر هكذا : [ من الطويل ] أَيَشْرَبُها صِرْفاً يَفُضُّ خِتامَها***أبو خالد ويُجلَد الحدَّ مِسْوَرُ ؟ ! وفي بعض المصادر : بغض ختامها، وفي نسخة : وبعض ختامها.. وفي بعض المصادر : أبو خالد والحد يضرب مسور.. وفي المصدر : وجلد، بدلاً من يجلد..
3- في نسختي الأصل : فأخرجوا، والصحيح بحسب القواعد ما أثبتناه.
4- كما قاله ابن بطريق في العمدة : 321 ذيل حديث 536.
5- في نسخة (ب) : قيل.
6- نقله عن الهيثم البلاذري في أنساب الأشراف 333/5.

وقال أبو مخنف : المقتولون من وجوه قريش سبعمائة (1).

وفي تاريخ الفسوي (2) : من القرّاء سبعمائة وثلاثة من الصحابة : عبد اللّه بن زيد بن عاصم(3)، ومعقل بن سنان الأشجعي (4)، ومحمّد بن عمرو بن حزم(5)

ص: 31


1- أنساب الأشراف 332/5، وفيه : وقال أبو مخنف : قُتل بالحرة من وجوه قريش سبعمائة رجل وكَسْر، سوى من قتل من الأنصار. أقول : جاء بنصه في إمتاع الأسماع للمقريزي 246/12، ونقل قبله عن أبي الهيثم قوله : قتل يوم الحرة - حرة واقم - نحو من ستين ألف [كذا ] وخمسمائة، وكذا في 153/14.
2- في نسختي الأصل : تاريخ النسوي، والصواب : الفسوي، وهو : أبو يوسف يعقوب بن سفیان صاحب كتاب المعرفة والتاريخ، ولم نجد نص عبارته هذه هناك، نعم جاء في 325/3 - 326 وما بعدها، عنوان لجمع منهم، فراجع. وقد نقل في هامش البداية والنهاية لابن كثير 242/8، أنّ في المعرفة والتاريخ 325/3 عن مالك بن أنس قال: قتل يوم الحرة سبعمائة من حملة القرآن، وعد فيهم ثلاثة من أصحاب النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). وانظر : إمتاع الأسماع 246/12، و 154/14، ودلائل النبوة للبيهقي 474/6، وإعلام الورى 96/1.. وغيرها.
3- في المصدر: عبد اللّه بن يزيد المازني.
4- في نسختي الأصل : معقل بن يسار الأسلمي، وهو سهو وغلط ؛ إذ لا وجود لمعقل بن يسار الأسلمي، بل كان مزنياً بصرياً، وقيل عنه : مات في آخر خلافة معاوية بالبصرة، وأما الأشجعي ؛ فنصوا على كونه ممّن قتل في وقعة الحرة، فراجع.
5- قال ابن سعد في طبقاته 70/5: كان محمّد بن عمر و قد أكثر أيام الحرة في أهل الشام القتل، وكان يحمل على الكردوس منهم، فيفض جماعتهم، وكان فارساً، قال : فقال قائل من أهل الشام : قد أحرقنا هذا، ونحن نخشى أن ينجو على فرسه؛ فاحملوا عليه حملة واحدة ؛ فإنّه لا يفلت من بعضكم ؛ فإنّا نرى رجلاً ذا بصيرة وشجاعة.. إلى أن قال : فلما قتل محمّد بن عمر و انهزم الناس في كلّ وجه حتّى دخلوا المدينة، فجالت خيلهم فيها ينتهبون ويقتلون !

وأباحها ثلاثاً، ولم تبق دار بالمدينة إلا انتهبت إلّا دار أُسامة بن زيد ؛ فإنّ كلباً حمتها، ودار امرأة من حمير، فإنّ حمير حمتها (1)، ثم أخذهم بالبيعة على أنّهم عبيد ليزيد، وسمّاها : خبيثة (2) ! وقد سمّاها النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : طيّبة (3).

ص: 32


1- في نسخة (ألف) : حمدها.
2- في نسختي الأصل : خبثة، والصحيح ما أثبتناه. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 238/9: ومما أكفر الناس به يزيد بن معاوية : أنه سمّاها : خبيثة، مراغمة الرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).
3- قال العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 125/18 - 126 (باب 11) حدیث 36، نقلاً عن الطبرسي (رَحمهُ اللّه) في كتابه إعلام الورى [الطبعة الأولى : 20 - 24، وفي الطبعة الثانية : 41 - 46، وفي الطبعة المحققة 95/1 - 96] : ومن ذلك إخباره عن قتلى أهل الحرّة، فكان كما أخبر. روي عن أيوب بن بشير، قال : خرج رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في سفر من سفر من أسفاره، فلمَّا مرَّ بحرَّة زهرة وقف فاسترجع، فساء ذلك من معه، وظنُّوا أنَّ ذلك من أمر سفرهم.. فقال عمر بن الخطاب : يا رسول اللّه ! ما الذي رأيت ؟ فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «أما إنَّ ذلك ليس من سفركم». قالوا : فما هو يا رسول اللّه ؟ قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «يقتل بهذه الحرة خيار أُمَّتي بعد أصحابي». قال أنس بن مالك : قتل يوم الحرَّة سبعمائة رجل من حملة القرآن، فيهم ثلاثة من أصحاب النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). وكان الحسن يقول : لمَّا كان يوم الحرّة قتل أهل المدينة حتّى كاد لا ينفلت أحد، وكان فيمن قتل ابنا زينب ربيبة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وهما ابنا زمعة بن عبد اللّه بن الأسود [عبد الأسود ]. وكان وقعة الحرَّة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.

المدائني، والجرجاني، وابن الهيثم (1)، وابن عباس، قالوا : كان ليزيد قرد يجعله (2) بين يديه، ويكنّيه : أبا قيس، ويقول : هذا شيخ من بني إسرائيل أصاب خطيئة فمسخ !

وكان يوماً يسقيه النَّبيّذ ويضحك ممّا يصنع، وكان يحمله على أتان وحشية ويرسلها مع الخيل فيسبقها (3)، فحمله عليها يوماً وجعل [ يقول ] (شعر) :

ص: 33


1- حكاه البلاذري في أنساب الأشراف 287/5 عن المدائني والهيثم وغيرهما. وانظر: فوات الوفيات 643/2 - 644، تاريخ دمشق 157/19 - 158، مروج الذهب 67/3 - 68.. وغيرها.
2- تقرأ الكلمة : يحعا، والكلمة مشوشة في نسختي الأصل وغير منقوطة، وما أُثبت في المتن من المصدر.
3- في نسختي الأصل : فيسقيها، والمثبت عن أنساب الأشراف.

[من الطويل ]

تَمَسَّكْ (1) أَبا قَيْسٍ بِفَضْلِ عِنانِها***فَلَيْسَ عَلَيْهَا إِنْ هَلَكْتَ ضمان

فَقَدْ سَبَقَتْ خَيْلَ الجَمَاعَةِ كُلَّها***وخَيْلَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَتانُ (2)

فسقط فاندقّت (3) عنقه.

فقال ابن عرادة (4) : [ من الكامل ]

يا أَيُّها المَلِكُ المُغَلِّقَ بابَهُ***حَدَثَتْ أُمُورٌ شَأْنُهُنَّ عَظِيمُ

ص: 34


1- في نسخة (ألف) : ملك.
2- قال في : الأنساب - بعد البيتين - : وذكر لي شيخ من أهل الشام : أنّ سبب وفاة يزيد أنّه حمل قردة على الأتان وهو سكران، ثم ركض خلفها فسقط فاندقت عنقه أو انقطع في جوفه شيء.
3- في نسخة (ألف) : واندقت.
4- في نسختي الأصل : ابن عروة، وانظر هذه الأبيات في نهاية الأرب للنويري 512/20 - 513، كما وقد جاءت الأبيات في تاريخ الطبري 421/4، والكامل لا بن الأثير 154/4 - 155.

قَتْلَى بِحَرَّةً (1) وَالَّذِينَ بكابل (2)***فَيَزِيدُ أُعْلِنَ شَأْنُهُ (3) المَكْتُومُ

أَبني أُميّة إِنّ آخِرَ مُلْكِكُمْ***جَسَدٌ بِحُوارِينَ (4) ثُمَّ مُقِيمُ

طَرَقَتْ مَنِيَّتُهُ (5) وعِنْدَ وِسادِهِ***كُوبٌ وَزِقٌ راعِفٌ مَرْكُوم (6)

ص: 35


1- في تاريخ الطبري : بجنزة.
2- صدر البيت مشوش في نسختي الأصل وغير منقوط، يقرأ : قل المرريح [ في نسخة (ألف) : المزرع - بدون إعجام ]، والذين تكايل، أو : بكامل.. مع تشويش في التنقيط، أو إهمال بعض الحروف.
3- في الكامل : ويزيد أغلق بابه.
4- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : حسد بحوارين. وابن جرير الطبري في تاريخه، وكذا ابن الأثير في كتابه : الكامل في التاريخ : جسد بحوارين. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان :315/2 - 316: حوارين : من قرى حلب معروفة، وحوارين : حصن من ناحية حمص.. وهي من تدمر على مرحلتين، وبها مات يزيد بن معاوية في سنة 64 ه-.
5- الكلمة غير معجمة في نسختي الأصل، ويحتمل غير ما ذكرنا.
6- كذا ؛ والظاهر : مَرْتُومُ، كما في تاريخ الطبري والكامل.

وَمُرِنَّةٌ (1) تَبْكِي عَلَى نَشَوانِهِ (2)***بِالصُّبْح (3) تَقْعُدُ تارةً وتَقُومُ

غیره : [ من الرجز ]

يَا أَيُّهَا الصِّنِينُ (4) بِحُوارينا (5)***ضَمَمتَ شَرَّ النَّاسِ أَجْمَعِينا (6)

ص: 36


1- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب) : ومَرْأَةٌ، ولها معنى.
2- في نسخة (ب) : نشواته.
3- كذا في الكامل، والظاهر بالصَّنْج، كما في تاريخ الطبري.
4- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، وهي محرّفة عن (القبر) أو (الميت).
5- تقرأ في نسخة (ألف): بحر أرين، والظاهر ما أُثبت من نسخة (ب).
6- أصل الشعر لأبي الحلال يرثي يزيد، ويقول: [ من الرجز ] يا أيّها المَيْتُ بِحُوارينا***إنّك خيرُ الناس أجمعينا ! وروي كما في مروج الذهب 52/3 - أن رجلاً من عنزة قال: [من الرجز ] يا أيُّها القبرُ بحُوّارينا***ضممت شر الناس أجمعينا قال البلاذري في أنساب الأشراف 355/5 : وقال رجل من عنزة يقال له : أبو بكر [ابن حنظلة : من الرجز ] يا أيُّها المَيْتُ بحُوَّارينا***أصبحت خير الناس أجمعينا ثم قال ويروى : [ من الرجز ] يا أَيُّها القبرُ بحُوّارينا***ضَمَمْتَ خِيرَ الناسِ أَجْمَعِينا فالشعر الموجود هنا جواب عن ذلك.

وفي صفوة التاريخ عن القاضي الجرجاني : كان يزيد مدمناً للخمر، فشرب يوماً وسكر وقام يرقص طرباً.. فسقط على دماغه، فمات منها في نصف من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين (1).

محمّد بن عبد اللّه بن سعید (2) بن زید (3) (شعر) : [ من الخفيف ]

لَسْتَ فِينا (4) وَلَيْسَ خالُكَ فينا***يا مُضِيَعَ الصَّلاةِ للشَّهَواتِ (5)

ص: 37


1- قال ابن حبان في الثقات 314/2: وتوفي يزيد بن معاوية بحوارين - قرية من قرى دمشق - لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين، وهو يومئذ ابن ثمان وثلاثين، وقد قيل : إنّ يزيد بن معاوية سكر ليلة وقام يرقص فسقط على رأسه وتناثر دماغه فمات.
2- في نسخة (ألف) : سعد، ولا يوجد الاسم ولا الشعر في الأعيان والمناقب والغدير.
3- في نسختي الأصل يزيد، والمثبت عن أنساب الأشراف 473/10.
4- الرواية المعروفة (مِنّا) في هذا المورد وفي الذي بعده، وما هنا صحيح أيضاً.
5- أقول : ذكر البيت ابن عساكر في تاريخه 245/61، ثم قال : قال الزبير : والثبت عندنا أنّه لعبد الرحمن بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وذكره ابن قتيبة في المعارف : 246، ونسبه لمحمّد بن عبد اللّه بن سعيد، ونسبه البلاذري في أنساب الأشراف 324/5 لموسى شهوات، وقال في 473/10 : وقال أبو اليقظان : كان محمّد بن عبد اللّه بن سعيد ابن زيد شاعراً، وهو القائل ليزيد بن معاوية.. ثم قال : وقال غيره : هذا البيت لموسى شهوات.

بعض بني تميم (1): [من الوافر ]

فَإِن يَكُنِ الزَّمَانُ أَتَى عَلَيْنا (2)***بقتل (3) التُرْكِ والمَوْتِ الوَحِي (4)

فَقَدْ قَتَلَ الدَّعِيُّ (5) وعَبْدُ كَلْبِ (6)***بِأَرْضِ الطَّفِّ أَوْلادَ النَّبيّ

يعني ب- : عبد كلب (7) : يزيد، ألا ترى(8) أُمّه ميسون ابنة(9) بجدل الكلبي (10)،

ص: 38


1- قال في إلزام النواصب : 94 - 95 [ الطبعة المحققة ] - وعنه وعن غيره في بحار الأنوار 309/44 (باب 38) ذیل حدیث 19، بعنوان : تذنيب - : قد رووا أنّ أُمّه ميسون بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها عن [ من ] نفسها فحملت بيزيد لعنة اللّه عليه.. وإلى هذا المعنى أشار النسابة الكلبي - من علماء السنة - بقوله :.. ثم ذكر هذين البيتين.
2- في نسخة (ألف): علينا أتى.
3- كذا في الإلزام، وفي نسختي الأصل : يقبل.
4- وفي نسخة (ألف) : والوحي، والوحي بمعنى : السريع.
5- انظر : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 195/2 – 196 وعليه مصادر جمة.
6- لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 497/2.
7- في نسختي الأصل : الكلب.
8- في نسخة (ألف) : لا ترى، وفي نسخة (ب) : لا نرى..
9- في نسختي الأصل : أمه ابنة ميسون بن بجدل، والصواب ما أثبتناه.
10- تقرأ في نسختي الأصل : الجدل الكلبي.

وكان لأبيها راعٍ يصل إليها فأحبلها، فولدت يزيد على فراش معاوية.

ولما هم معاوية ولاية العهد.. قال عبد اللّه بن همام السلولي استهزاء به (1): [ من الوافر ]

فَإِنْ تَأْتُوا بِرَمْلَةَ أَوْ بِهِنْدِ***تُبايِعُها أَمِيرَةَ مُؤْمِنِينا (2)

وَكُلُّ بَنِيكَ نَرْضاهُمْ جَمِيعاً***وَإِن شِئْتُمْ فَعَمَّهُمُ (3) السَّمِينا

سليمان بن قتة (4) : [ من الطويل ]

فَلا قُبِلَتْ دَعْوَى سُمَيَّةَ وَابْنِها***وَلَا ابْنِ ابْنِهَا إِنْ كَبَّرَتْ ثُمَّ جَلَّتِ

زَنَتْ فَأَتَتْ بِالبَغْيِ وَالشَّرِّ كُلِّهِ***وَمَا تَرَكَتْ مِنْ صَالِحٍ حِينَ وَلَّتِ

ص: 39


1- قاله البلاذري في أنساب الأشراف 64/5، وابن أعثم في الفتوح 330/4. وراجع : تاریخ دمشق 351/33 - 352، ومروج الذهب 28/3، والبداية والنهاية 362/8.. وغيرها.
2- جاء العجز في نسختي الأصل : يبايعها أمير المؤمنينا.. !
3- الكلمة في نسختي الأصل : نعمتهم، والمثبت عن أنساب الأشراف.
4- في نسختي الأصل : قعنبه، وهي مصحفة. أقول : هذه الأبيات من متفردات هذا الكتاب، فهذه القصيدة التائية نسبت لسليمان ابن قتة ولأبي دهبل الخزاعي، وربّما لغيرهما، جاءت في أكثر من مصدر، ولم ترد هذه الأبيات في المصادر الناقلة.

لَعَمْرُ الدَّعِي ابنِ الدَّعِي لَقَدْ عَتَا***عُتُواً كَبِيراً إِنْ دَنَوْتَ أَقَلَّتِ

غيره:[ من الوافر ]

لَعَنْتُ يَزِيدَ أَلفاً يَوْمَ قَالُوا :***كتابُ اللّه مَزَّقَهُ يَزِيدُ (1)

فَإِنْ يَكُ زادَ في كُفْرٍ يَزِيدُ***فَإِنَّ عَذابَهُ أَبداً يَزِيدُ

إذا قَالَتْ لَظَى : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟***يُقالُ لَها : يَزِيدُ لَكِ المَزيدُ (2)

ص: 40


1- هذا يزيد بن عبد الملك لا ابن معاوية، وإن كان الكفر عندنا ملّة واحدة. أقول : الذي مزق القرآن ولده الوليد، ولعلّ الشاعر يريد يزيد بن معاوية فعلاً؛ إذ لعله أيضاً قام بهذا العمل الشنيع.
2- قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 211/33 (باب 17) حدیث 492 عن الطبري : ومن ذلك إيثاره لخلافة اللّه على عباده ابنه يزيد السِّكِّير الخميِّر، صاحب الديكة والفهود والقردة، وأخذ البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوحد والإخافة والتهديد والرهبة، وهو يعلم سفهه، ويطلع على رهقه وخبثه، ويعاين سكراته وفعلاته وفجوره وكفره، فلمّا تمكن - قاتله اللّه - فيما تمكّن منه، طلب بثارات المشركين وطوائلهم عند المسلمين، فأوقع بأهل المدينة في وقعة الحرة، الوقعة التي لم يكن في الإسلام أشنع منها ولا أفحش.. فشفى عند نفسه غليله، وظن أنّه قد انتقم من أولياء اللّه وبلغ الثَّأر لأعداء اللّه، فقال مجاهراً بكفره ومظهراً لشركه : ليت أشياخي ببدر شهدوا***جزع الخزرج من وقع الأسل قول من لا يرجع إلى اللّه ولا إلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله ولا يؤمن باللّه وبما جاء من عنده. ثمَّ من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اجترم سفكه دم الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما مع موقعه من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ومكانه ومنزلته من الدين والفضل والشَّهادة له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنَّة، اجتراءً على اللّه، وكفراً بدينه، وعداوةً لرسوله، ومجاهرةً لعترته، واستهانةً لحرمته، كأنما يقتل - لعنه اللّه - قوماً من كفرة الترك والديلم، لا يخاف من اللّه نقمةً، ولا يراقب منه سطوةً، فبتر اللّه عمره، واجتت أصله وفرعه، وسلبه ما تحت يده، وأعد له من عذابه وعقوبته ما استحقه من اللّه بمعصيته.. وفي تاريخ الطبري : وممّا استحق به اللعنة من اللّه ورسوله ادعاؤه زياد بن سمية، جرأة على اللّه، واللّه يقول: ﴿ادْعُوهُمْ لِأَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللّه﴾ [سورة الأحزاب (33): 5].. ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «ملعون من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه». ومثله في شرح ابن أبي الحديد 177/15 غير أنّ فيه : «ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يقول..».

ص: 41

[ ومنهم : ]

* زياد بن أبيه (1) :

وينسب إلى أُمّه، فيقال : زياد بن سميّة.

ص: 42


1- وهو الطائفي (1 - 53 ه-). وزياد وما أدراك ما زياد، فقد صرّح القاضي النعمان في المناقب والمثالب : 237 إنّ أُمّه كانت أمَةً لبعض ملوك كندة.. فأعجبت الحارث فوقع بها، وكانت بغياً، ووقع بها غلام أسود كان للحارث، يقال له : مسروح ؛ فحملت منه فجاءت بولد أسود، وهو نف و نفيع أبو بكرة.. واعتزلها وزوجها عبداً له يقال له : عبيد، ووهبها لابنة له، فولدت سمية زياداً على فراش عبيد، ومن هنا يتضح ما جاء في المتن.. و على كلّ ؛ فقد اختلف في اسم أبيه، كما اختلف في نسبه، بل مذهبه واعتقاده لو كان ! قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 804/4 [ الطبعة ذات أربعة مجلدات، وفي طبعة 179/16 - 180 ] - وعنه في بحار الأنوار 517/33 (باب 29، بيان) : أما زياد ؛ فهو : زياد بن عبيد، ومن الناس من يقول : عبيد بن فلان.. وينسبه إلى ثقيف، والأكثرون يقولون : إنّ عبيداً كان عبداً، وإنه بقي إلى أيام زياد فابتاعه وأعتقه.. ونسب زياد إلى غير أبيه لخمول أبيه، وللدعوة التي استلحق بها، فقيل تارة: زياد بن سمية.. وقيل تارة : زياد بن أبيه، وأُخرى : زياد بن أُمّه.. إلى آخره. وله بدع وفجائع، كما وله السبق في كثير من الرذائل والمخازي التي أدرج بعضها صاحب الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار - منّ اللّه عليه بشفاعة مواليه - في حصيلة كتابه 85/4 - 91، ولعلّ فيه الكفاية. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 494/3 - 496، ومجمع الزوائد 266/6، وأُسد الغابة 215/2، وطبقات ابن سعد،99/7، والاستيعاب 567/1، وتاريخ اليعقوبي 218/2 - 219، وتاريخ ابن عساكر،64/9، وتاريخ الطبري 162/6 [ وفي طبعة 164/4]، وتاريخ ابن الأثير 195/3.. وغيرها في موارد أيضاً فيها غير ما ذكرناه. ذكر أبو منصور الثعالبي (المتوفى سنة 426 ه-) في كتابه لطائف المعارف : 105 تحت عنوان (ذوو العاهات)، قال : ومن الأشراف من قريش.. وذكر زياد [ ابن أمية أحول، وزاد في الأعلاق النفيسة : 221: ويكسر إحدى عينيه.

وكانت سميّة لدهقان في كَسْكَر (1)، يقال له : زَنْد وَرْد (2)، [فمرض الدهقان، فدعا الحارث بن كلدة الطبيب الثقفي ](3)، فعالجه الحارث بن كلدة من مرضه، فوهب (4) له سمية، فولدت وهي عند الحارث أبا بكرة مسروحاً (5)، ولم يُقرّ به

ص: 43


1- في نسختي الأصل : لسكر، والصحيح ما أثبتناه من المصادر.
2- في الغدير 218/10 : كانت لدهقان من دهاقين الفرس بزند رود بكسكر. أقول : زند ورد : حدّث عنها الحموي في معجم البلدان 154/3، وذكر عند حديثه عنها ! ويقال : إنّ سميّة أُم زياد وأبي بكرة أصلها منه، عن ابن الكلبي، قاله :.. ثمّ إنّ الكلام هنا مشوش لفظاً. و معنى، وسمية جارية الحارث بن كلدة الثقفي وقد ولدته في الطائف، وتبنّاه عبيد الثقفي وألحقه معاوية بنسبه سنة 44 ه-.
3- ما بين المعكوفين زيادة من المصادر، وانظر: الكامل في التاريخ 443/3.. وغيره.
4- في تاريخ دمشق لابن عساکر 173/19 : كانت سمية لدهقان زید ورد بکسکر.. فاشتكى الدهقان، وخاف أن يكون بطنه قد استسقى، فدعا له الحارث بن كلدة الثقفي. فعالج الحارث الدهقان فبرئ، فوهب..
5- في نسختي الأصل: مشروح والصحيح ما أُثبت.

ولم ينفه، وسُمِّي : أبا بكرة ؛ لأنه نزل من حصار الطائف على بكرة.

وولدت سميّة نافعاً، فلم يُقرّ بنافع، فلما نزل أبو بكرة إلى النَّبيّ (عليه وآله السلام)، قال الحارث لنافع : إنّ مسروحاً (1) عبد، وأنت ابني.. فأقرّ به يومئذ.

وزوّج الحارث سميّة (2) غلاماً رومياً - يقال له : عبيد - فولدت له زياداً على فراشه.

وكان أبو سفيان قدم الطائف في الجاهلية، فنزل على أبي مريم السلولي الخمّار، فوقع على سميّة فولدت زياداً، فادّعاه معاوية بهذا السبب (3).

ص: 44


1- في المصدر: إن أخاك مسروحاً.
2- في نسختي الأصل : عتبة ! وهو سهو، والصحيح ما أثبت.
3- كلّ ما جاء ههنا فهو اختصار لما جاء في المصدر (تاريخ دمشق). لاحظ : العقد الفريد 266/5 - 267 [ وفي طبعة 5/5 - 6]، والكامل لابن الأثير 443/3، وأنساب الأشراف 489/1 و 187/5، والمعارف لابن قتيبة : 288، وإمتاع الأسماع 329/6 - 330، ونهاية الأرب 188/20 - 189.. وغيرها. قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 213/44 (باب 27) ذیل حدیث 9، عن الكشي في رجاله : بذا جاء في كتاب مولانا أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى معاوية : «.. أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف ؛ فزعمت أنّه ابن أبيك، وقد قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الولد للفراش وللعاهر الحجر»، فتركت سنّة رسول اللّه تعمّداً وتبعت هواك بغير هدى من اللّه، ثمّ سلطته على العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة، وليسوا منك..».

وقال عطاء (1) : ولدته سميّة على فراش عبيد الرومي(2).

وقال المخزومي : كان زياد مولى لصفيّة ابنة عبد اللّه الثقفي (3)، فادّعاه معاوية. وكان [معاوية] (4) يخطب يوماً، فقال : أمركم بما أمركم اللّه، وأنها كم عمّا نهى اللّه عنه.. ! !

ص: 45


1- قال الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)- فيما كتبه لمعاوية - : «أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد عبد ثقيف ؟!..». كما رواه الطبرسي (رَحمهُ اللّه) في الاحتجاج 20/2، واختيار معرفة الرجال 255/1 ذيل حديث 99 [ وفي رجال الكشي : 49 - 50 ]، وأنساب الأشراف 121/5. بل هو قد اعترف بأنّه ولد على فراش عبيد، كما صرّح بذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق 130/19 و 174.
2- لاحظ : شرح الأخبار 160/2 عن عبد اللّه بن عطاء، وكذا الإصابة 527/2، والوافي بالوفيات 6/15.. وغيرهما.
3- قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة زياد 528/2 : وكانت أُمّه مولاة صفية بنت عبيد ابن أسد بن علاج الثقفي، وكانت من البغايا بالطائف. وقال في 544/6 : يونس بن عبيد بن أسد بن علاج الثقفي أخو صفية بنت عبيد مولاة سمية ام زياد. ولاحظ : أنساب الأشراف 489/1، و 187/5.
4- ما بين المعكوفين جاء في أنساب الأشراف.

فقال يونس : أو اللّه أمرك أن تدعى زياداً مولى عمّتي (1) ؟ !

فقال معاوية : واللّه لتنتهينّ (2) أو لأطيرنّ (3) بك طيرة بطيّاً وقوعها.

فقال يونس : هل هو إلا إلى اللّه ثُمَّ يقع ؟ !

فقال معاوية : صدقت (4).

وذكر ابن مسكويه في التجارب (5) : أنّه لما صالح الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، شاور معاوية المغيرة بن شعبة في أمر زياد - وكان هو والياً في ولاية فارس من يدي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) تعليلاً [ و ] عناية إلى زياد - ثم قال : تأذن لي في إتيانه ؟! قال : نعم.. وتلطّف.

ص: 46


1- الكلمة مطموس بعضها ومشوّشة، والظاهر أنّها عمتي بملاحظة بعض المصادر، ففي الأنساب : إِنه لَعَبدِي ومولاي أعتقته عمتي، وفي التذكرة الحمدونية 216/9: إنّه عبد لعمّتي صفية ولكن أعتقته.
2- في نسختى الأصل لتنتهن.
3- في نسختي الأصل : لا يطرن، والصحيح ما أثبت.
4- راجع عنه : مروج الذهب 7/3 - 8، و تاريخ دمشق 135/8 - 136، وأنساب الأشراف 193/5، والإصابة لابن حجر 544/6.. وغيرها. وحكى في فتوح البلدان : 355 : إن عائشة كتبت له : زياد بن أبي سفيان.. وألحقته به کي تسره...!
5- تجارب الأمم 16/2 - 18 [ وفي طبعة طهران (8/2] باختصار وتصرف وفرق كثير وانظر القصة في أنساب الأشراف 1905 - 191، وتاريخ الطبري 135/4، والكامل لابن الأثير 422/3 - 423.. وغيرها.

فلما رآه زیاد [ قال : ] قد أفلح الزائر، فقال المغيرة : إليك ينتهي الخبر.. إنّ معاوية استخفّه الوجل (1) حتّى بعثني إليك، وقد صالحه الحسن، فخذ لنفسك قبل التوطين فيستغني معاوية عنك.. قال : أشر عليّ، وارم الغرض (2) الأقصى، ودع عنك الفضول، فإنّ المستشار مؤتمن.

فقال المغيرة : في محض الرأي بشاعة، ولا خير في التمذيق (3).. أرى أن تصل حبلك (4) بحبله و تشخص إليه.

فسنح لزياد من الرأي أن دعا بعض ثقاته وأعطاه ووعده، وقال : امض إلى معاوية، فإذا سألك عنى فقل له : إنّك قد (5) أهملته (6) وأضربت عنه [ مع ما قد احتجبه من الأموال، وارتكبه من الأمور ]، حتّى شاع في الناس : أنك إنما [ ترخي له الحبل و ] تساهله للنسب بينكما، فإذا قال : وما ذاك ؟

ص: 47


1- في نسختي الأصل : استحقه الرجل.
2- في نسختي الأصل : بالتعرض، ولعلّها : بالغرض.
3- تقرأ في نسخة (ألف) : العريق، وفي نسخة (ب) : التمزيق، وما أُثبت من المصدر. وفي تاريخ الطبري 24/7 : المذيق، وفي نسخة : التديق.. ويراد منه المخلوط والممزوج، وقيل : خصوص اللبن الممزوج بالماء، كما في لسان العرب 339/10 ويقال : فلان يمذق الود : إذا شابه ولم يخلصه، كما في مجمع البحرين 235/5.
4- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، وما أُثبت استظهار ممّا جاء في نسخة (ألف)، وهو الذي جاء في المصدر.
5- في نسختي الأصل : إنّه قد، وما أُثبت من المصدر.
6- في المصدر : أمهلته، وما في نسختينا أجود وأصح.

فَقُل : يقول الناس : إنّه أخوك، وإنّك قد عرفت ذلك له [ فذهب الرجل حتّى أتى معاوية، فجرى بينهما ما لقّنه زیاد ].

فقال معاوية : أو قد تحدّث الناس بذلك ؟ قال : نعم.. فسكت عنه.. القصة.

وروى غيره أنّه كتب معاوية إليه (1) : [ من البسيط ]

للَّهِ دَرُّ زِيادٍ أَيُّما رَجُلٍ***لَو كَانَ يَعْلَمُ مَا يَأْتِي وَمَا يَذَرُ

أَنَّى يَكُونُ لَهُ رَأْي يُعاشُ بِهِ***وَقَدْ مَضَى خَبَرٌ مِنْ بَعْدِهِ خَبَرُ (2)

تَنْسَى أَباكَ عُبَيْداً في سَخافَتِهِ***إِذ يَخْطِبُ النَّاسَ ما وَالَى بِهِ عُمَرُ (3)

فَافْخَرْ بوالِدِكَ الأدْنَى ووالدِهِ (4)***إِنَّ (5) ابنِ حَرْبٍ لَهُ فِي قَوْمِهِ خَطَرُ

ص: 48


1- أيام كان عامل ابن عباس من قبل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وجاءت هذه الأبيات في آخر كتابه، كما جاء في الغدير 219/10 - 220، وزاد عليها أبياتاً ثلاثة.
2- لم يرد هذا البيت فيما رواه العلامة الأميني (رَحمهُ اللّه) في الغدير.
3- البيت برواية الغدير : [من البسيط ] تَنْسَى أباكَ وقَدْ حَقَّتْ مقالته***إذ تخطب الناس والوالي لنا عُمَرُ راجع : تاریخ دمشق 175/19، الفتوح 298/4.. وغيرهما. وقد ورد في بعض المصادر والوالي لنا عمر، ولعلّ ما هنا : ما أولى به عمر، وما أثبتناه عن الأصل له معنى، لكن بتكلّف.
4- كذا ؛ والرواية المشهورة ووالدنا.
5- في نسختي الأصل : إلى، والمثبت عن المصدر.

فأتى إليه زياد، فولاه البصرة والكوفة (1) من شره....(2) فاستولى ثمان سنين، وكان يقول (3) : [وإنّي لأقسم باللّه ] لآخذن الولي بالولي (4)، والمقيم بالظاعن (5)، والمقبل بالمدبر، والصحيح بالسقيم (6). ولي لين

ص: 49


1- قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 490/33 (الباب التاسع والعشرون) ذيل حديث 695: إيضاح : قال ابن ميثم زياد هو ابن سمية أُمّ أبي بكرة، دعي أبي سفيان، وروي أنّ أوّل من دعاه ابن أبيه عائشة، حين سئلت : لمن يدعى ؟ وكان كاتب المغيرة بن شعبة، ثم كتب لأبي موسى، ثم كتب لابن عامر، ثم كتب لابن عباس. وكان مع علي [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] فولاه فارس وكتب إليه معاوية يتهدّده، فكتب إليه : أتتوعدني وبيني وبينك ابن أبي طالب؟ أما واللّه لئن وصلت إليّ لتجدني أحمر ضراباً بالسيف.. ثم دعاه معاوية أخاً له، وولاه بعد أمير المؤمنين [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] البصرة وأعمالها، وجمع له بعد المغيرة بن شعبة العراقين، وكان أول من جمعا له.
2- هنا بياض في كلتا النسختين.
3- كما في رواية الرياشي التي أوردها ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 5/16.
4- في بعض المصادر : لآخذن الولي بالمولى، وهي الأجود.
5- في نسختي الأصل : بالطاعن.
6- لم يرد ما بعده في شرح النهج، وجاء فيه : حتّى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول : انج سعد فقد هلك سعيد [كذا ]، أو تستقيم لي قناتك. انظر : تجارب الأُمم 16/2، وكذا شرح ابن أبي الحديد 5/16، وصفحة : 201، وأنساب الأشراف،2075، والعقد الفريد 4/ 101 - 103، والبيان والتبيين : 243، و تاريخ الطبري 166/4، والفتوح 203/4.. وغيرها.

في غير ضعف، وشدّة في غير عنف، ولا يؤتى بمُدْلِج (1) إلّا سفكت دمه (2)..

وخطبته البتراء مشهورة (3).

قال الفرزدق (4) : [ من الطويل ]

ص: 50


1- في نسختي الأصل يمدح.
2- قال الثعالبي عنه في لطائف المعارف : 14 : أوّل من أخذ الجار بالجار والبري بالسقيم.. وقال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 58/4:.. وأراد زياد أن يعرض أهل الكوفة أجمعين على البراءة من علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولعنه، وأن يقتل كلّ من امتنع من ذلك، ويخرّب منزله.. فضربه اللّه ذلك اليوم بالطاعون فمات - لا رحمه اللّه - بعد ثلاثة أيام ؛ وذلك في خلافة معاوية.. حشر هما اللّه ومن تابعهما في الهاوية.
3- ألقى خطبته هذه في البصرة، وهي التي لم يصل فيها على النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، بل لا تبتدي بالتحميد ولا تستفتح بالتمجيد كما قاله الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات: 302 برقم 162. وأوردها في عيون الأخبار 241/2، كما ذكرها أبو علي القالي في النوادر : 185 - 186 [ طبعة دار الكتب المصرية ]، وابن الأثير في الكامل 374/3 [ طبعة ليدن ]، والجاحظ في البيان والتبيين،29/2، وابن عبد ربه في العقد الفريد 183/2.. وغيرهم في غيرها مع اختلاف بينها. ولاحظ ما جاء في الأخبار الموفقيات: 312-313.
4- ديوان الفرزدق : 342 [ طبعة مؤسسة الأعلمي، وفي طبعة دار الكتب : 400]، وهيأبيات أنشدها في هجاء زياد بن أبيه.

إِذا ذَكَرَتْ نَفْسِي زياداً تَكَمَّشَتْ***مِنَ الخَوْفِ أَحْشَائِي وَشَابَتْ مَفَارِقي

فقتل الشيعة، وقطع أيديهم وأرجلهم، وأخذ حجر بن عدي وأصحابه وأنفذهم إلى معاوية (1)، فاستغاث الناس منه إلى الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (2)، رفع يده إلى السماء وقال : «اللّهمّ خُذ لنا ولشيعتنا من زياد ابن أبيه، وأرنا فيه نكالاً عاجلاً، إنك على كلّ شيء قدير».

فخرج خراج في إبهام يمينه - ويقال لها : السلعة - وورم إلى عنقه.. (3)

ص: 51


1- من هنا رواه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 174/3 عن الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه في بحار الأنوار 326/43 - 327 (باب 15) حديث 6، ورواه ابن أعثم في كتابه فتوح البلدان 317/4.
2- في نسختي الأصل : الحسين بن علي، والظاهر أنّه الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كما صرح المصنّف (رَحمهُ اللّه) بذلك في كتابه : المناقب 7/4. أقول : يظهر من الذهبي أنّ المراد هنا منه الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، حيث حكي عنه أنه قال : وقد لحقت زياداً دعوة الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) - بعد أن بلغه أنه يتتبع شيعة علي [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] بالبصرة فيقتلهم - فدعا عليه.. أصابه طاعون في سنة ثلاث وخمسين.. كما جاء في سیر أعلام النبلاء 496/3. ولاحظ : مجمع الزوائد 266/6.. وغيره.
3- في المناقب : فمات، وليس فيه ما يأتي. وفي الفتوح : فخرج به خراج في إبهام يده، وفشا ذلك الخراج في يده اليمنى ثقلت يده، فاستشار الناس في قطعها فلم يشيروا عليه بذلك، واشتدّ به الأمر، ولقي من يده جهداً شديداً، ثم مات بعد ذلك. قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 327/43 (باب 15) ذيل حديث 6 عن المناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه) : واستغاث النَّاس من زياد إلى الحسن بن علي [ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)] فرفع يده، وقال : «اللّهمّ خذ لنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه، وأرنا فيه نكالاً عاجلاً، إنَّك على كلّ شيءٍ قدير». قال : فخرج خراج في إبهام يمينه يقال لها : السِّلعة ؛ وورم إلى عنقه فمات.

واستشار شريحاً في قطعها، فقال : لا تفعل، إن قطعتها فمتَّ فقد تجرّعت ألمها، وإن عشت عُيّر ولدك، فقيل : يابن الأقطع !.. فتركها (1).

ص: 52


1- ذكر المسعودي في مروج الذهب 35/3 اجتماع أهل المدينة - صغيرهم وكبيرهم - في مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حينما جمع له معاوية الحجاز مع العراقين، فضجوا إلى اللّه ولاذوا بقبر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ثلاثة أيام لعلمهم بما هو عليه من الظلم والعسف. قال : فخرجت في كفّه بثرة، ثم حكّها، ثم سرت واسودّت فصارت أكلة سوداء فهلك بذلك. ثم قال المسعودي : ويقال : إنّ زياداً طعن في يده، وإنّه شاور شريحاً في قطعها، فقال له : لك رزق مقسوم، وأجل معلوم، وإني أكره إن كانت لك مدة أن تعيش أجذم، وإن حمّ أجلك أن تلقى ربك مقطوع اليد، فإذا سألك : لم قطعتها ؟ قلت : بغضاً للقائك، وفراراً من قضائك، فلام الناس شريحاً، فقال لهم: إنّه استشارني، والمستشار مؤتمن، ولولا أمانة المشورة لوددت أنّ اللّه قطع يده يوماً، ورجله يوما، وسائر جسده يوماً..

إليه بأسير، فقال (1) : ما تقول في وفي أمير المؤمنين ؟!

فقال : أما الذي سمّيته فهو أمير المشركين، وأما أنت.. فما أقول في رجل أوّله لزنية وآخره لدعوة.. فأمر بصلبه (2).

الفرزدق (3) : [ من الطويل ]

ص: 53


1- قال ابن أبي الحديد في شرحه 274/2 نقلاً عن أبي العباس المبرد في الكامل : وعروة ابن حديد هذا من النفر الذين نجوا من حرب النهروان.. ثم أُتي به زياد ومعه مولى له.. ثم سأله عن معاوية فسبّه سباً قبيحاً، ثم سأله عن نفسه، فقال له : أوّلك لزنية وآخرك لدعوة، وأنت بعد عاص لربك، فأمر به فضربت عنقه. وانظر شرحه أيضاً 80/5، وأنساب الأشراف 386/5.
2- قال الزمخشري في ربيع الأبرار 479/3 - 480 : سأل زياد بن أبيه أبا الأسود عن حبّ علي [(عَلَيهِ السَّلَامُ) ]، فقال : إنّ حبّ علي يزداد في قلبي حدّة، كما يزداد حبّ معاوية في قلبك، فإنِّي أُريد اللّه والدار الآخرة بحبّي علياً، وتريد الدنيا بزينتها بحبّك معاوية. كما جاء في الفرق الإسلامية من الشعر الأموي : 361 - عن كتاب النصب والنواصب : 321 - ولاحظ : ديوان أبي الأسود الدؤلى.
3- البيت هو آخر خمسة أبيات في ديوان الفرزدق 272/1 [ تحقيق إيليا الحاوي ]، وجاء البيت أيضاً منسوباً للفرزدق في زهر الأكم في الأمثال والحكم 279/2، وصفحة : 284، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي : 481، ومعجم ما استعجم 459/2.. وورد هذا البيت من جملة شعر منسوب لمالك بن الريب في الشعر والشعراء لابن قتيبة 342/1، والعقد الفريد 275/5، وخزانة الأدب،185/2، و 51/7، والمعارف: 548، وعيون الأخبار 341/1، والكامل للمبرد 79/2، والدرّ الفريد وبيت القصيد 15/8.. وغيرها.

وماذا عَسَى الحجّاج يَبْلُغَ جُهْدُهُ***إذا نَحْنُ جاوَزْنَا حَفِيرَ (1) زِيادٍ

ابن درید (2) : [من الكامل ]

لَعَنَ الإِلهُ (3) بَني سُمَيَّة ما***غَنَّى عَلَىٰ فَنَنِ مُغَرِّدُهُ (4)

ص: 54


1- في نسختي الأصل : حقير، وفي بعض المصادر : خفير، والصحيح ما أثبتناه. قال البكري في معجم ما استعجم 459/2 : هو حفير زياد، في أقصى حدود البصرة، قال الفرزدق.. إلى آخره. وقال الحموي في معجم البلدان 277/2:.. وحفير زياد : على خمس ليال من البصرة، قال البرج بن خنزير التميمي : وكان الحجّاج قد ألزمه البعث إلى المهلب لقتال الأزارقة، فهرب منه إلى الشام، وقال.. ثم ذكر البيت.
2- ابن دريد ؛ هو : أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري (المتوفى سنة 321ه-)، صاحب المقصورة المشهورة، عده المصنّف (رَحمهُ اللّه) في معالم العلماء : 148 - 149 من شعراء أهل البيت المجاهرين، فقال : الأديب أبو بكر ابن دريد الأزدي - في عداد الشعراء المجاهرين - وقال : عالم فاضل، أديب حافظ، وكان واسع الرواية، له مصنفات كثيرة. وقيل : إنّ أبا بكر ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء، وله شعر كثير. وله دالية على هذا الوزن والروي مفصلة جاءت أبيات منها في المناقب 226/2، و 453/3، ولم أجد لهذا البيت فيها. انظر عنه : الكنى والألقاب،285/1، أعيان الشيعة 172/1.. وغيرهما.
3- الكلمتان مشوّشتان في نسختي الأصل تقرءان : ليقر الإله، وهي غير منقوطة، وهما مصحفتان عن المثبت.
4- البيت مشوش كلاً في نسختي الأصل، وهو مصحف بلا شك عمّا أثبتناه.

الحميري (1) : [ من الكامل ]

أَلْزِمْ فُؤادَكَ بُغْضَ آلِ زيادِ***وَلالِ أَحْمَدَ كُنْ حَلِيفٌ وِدادِ

وإذا زيادِيُّ أَراكَ بَشاشَةً فتَلَقَّهُ بِتَمَتُّع (2) وبِعَادِ (3)

وإذا زيادي رماك بطرفه***فَاصْرِفْ بِوَجْهِكَ عَنْهُ صَرْفَ مُعَادِ

أوَمَا أَسِيْتَ لِما بَآلِ محمّد***صَنَعَ الدُّعَاةُ بَنُو الشَّقِيِّ زِيَادِ ؟ !

وله (شعر) (4) : [ من مجزوء الرمل ]

لَعَنَ اللّه زِياداً***وأَبَاهُ وسُمَيَّةٌ

ص: 55


1- لم أجد هذه الأبيات في الديوان المجموع للسيد الحميري (رَحمهُ اللّه)، ولا أعرف فعلاً مصدراً ناقلاً لها، وكذا البيت الذي يليها.
2- كذا استظهاراً من نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب) بياض.
3- كذا ؛ ولعلّها : وعناد.
4- هنا بياض في نسخة (ألف).

ابن حمّاد (1) : [من الخفيف ]

لَعَناتُ الإِلهِ تَغْشَىٰ يَزِيداً***وزياداً ومَنْ سَمَاهُ زِيَاداً

غيره (2): [ من الوافر ]

زِيادٌ(3) لَسْتُ أَدْرِي مَنْ أَبُوهُ***بَلَى إِنَّ الحِمارَ أبو زياد

ص: 56


1- لم أجد هذا البيت في المناقب، ولا الغدير ولا غيرهما مما هو ناقل لشعره (رَحمهُ اللّه).
2- هذا البيت من الشعر ليزيد بن مفرغ الحميري، وقد نسب أيضاً لغيره. انظر : الغدير 222/10، والاستيعاب 529/2.. وغيرهما.
3- في نسخة (ألف) : لزياد.

[ ومنهم : ]

* عبید اللّه بن زیاد (1):

روي عن بعض الصادقين (عَلَيهِم السَّلَامُ)(2) : «العتلّ الزنيم.. ابن الأمة الفاجرة : عبيد اللّه

ص: 57


1- وهو أبو حفص ابن أبيه، بل ابن أُمّه ! (28 - 67 ه-) البصري ولادة، والعراقي إقامة، الموصلى وفاة الدعيّ منشأ، والمتولّد على فراش أبي عبيد عبد بني علاج من ثقيف، كما قيل، ويدعى ب- : ابن مرجانة ؛ وهي أُمه الكبرى. وكان والياً على العراقين، وقبلها على البصرة، ولما مات يزيد، بايعه أهل البصرة (سنة 65 ه-) ثم لم يلبثوا أن وثبوا عليه فأخرجوه عن داره، وقتله إبراهيم بن الأشتر قائد جيش المختار.. وهو الذي صلب هاني بن عروة المرادي رضوان اللّه عليه، وكذا مسلم بن عقيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) في سوق الكوفة، وكذا صلب عبد اللّه بن عفيف الأزدي.. وله أكثر من لقب وكنية - تزيد على ثلاثين - جاءت في حصيلة كتاب الأسرار فيما كنّى وعُرف به الأشرار 146/4 - 148. انظر عنه : تاريخ الطبري 166/6، وعيون الأخبار 229/1، وكذا ما جاء في بحار الأنوار 210/60 (باب 36) ذيل حديث 12.. وغيرها.
2- كما عرفه بذلك مولى الموحدين أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - في إخبار ميثم التمار له عما يحلّ عليه من الملاحم والفتن - إذ قال : «ليأخذنّك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة : عبيد اللّه بن زياد..»، وقد ذكره الكشي (رَحمهُ اللّه) في رجاله : 55 - 58 [ الطبعة الأُولى، وفي اختيار معرفة الرجال : 85 حديث 140، وفي الطبعة المحشاة 296/1 - 298]، والفتّال النيشابوري (رَحمهُ اللّه) في روضة الواعظين : 288.. وغيرها، وعن رجال الكشي (رَحمهُ اللّه)في بحار الأنوار 131/42 - 133 (باب 122) حديث 14، وقد سلف. والذي جاء في الاختصاص : 73 [ وفي طبعة مكتبة الصدوق : 76]، هو : ابن المرأة الفاجرة.. وقد جاء فيه - أيضاً - في نفس الصفحة : «ليأخذنك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة..».

ابن زیاد»، يعنون أمه : مرجانة.

وسماه النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «هامان هذه الأمة» (1).

وكان قد أخذ مال الفيء بالبصرة وهرب إلى الشام (2).

وكان زياد - قبل أن يعظم شأنه - يبعث بثيابه إلى امرأة تميمية لتغسلهن، فأرسلت يوماً جاريتها، فوثب عليها، فحملت بعبيد اللّه بن زياد، وخرج زياد إلى المدينة فرجع وقد ولدت، فذكرت التميمية.. فاشترى الجارية

ص: 58


1- تفرّد المصنّف طاب ثراه في هذا الإطلاق، ولم نجد له رواية في ذلك سوى ما نسبه هنا. نعم ؛ جاء هذا الإطلاق في حديث الرايات في قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ): «.. أما الستة في الآخرين...وهامان هذه الأمة : زياد». كما وقد أطلقت على المغيرة بن شعبة أيضاً من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). أمّا لفظ (هامان) فقد أطلق على كلا الشيخين، وعثمان، وزياد بن أبيه، كما وقد قيل للأخيرين : هامان أُمتي. راجع الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنى وعُرف به الأشرار 413/3.
2- قال أبو منصور الثعالبي (المتوفى سنة 426 ه-) في كتابه لطائف المعارف : 18 : أوّل من ضرب الزيوف من الدراهم عبيد اللّه بن زياد حين هرب من البصرة، وكان إذا نزل بماء وخشي أن يثب عليه الأعراب قسمها بينهم.

واستلعن (1) عبيد اللّه.

وقال مُرَّةُ الهَمْدانيُّ : إنّما قبله أبوه بعد أن أتى عليه ثمانية عشر سنة !

وأتى إليه بجارية خماسية.. كان يطلب أباها، فقال : أين أبوكِ ؟ قالت : لو كان تحت أخمصي ما رفعته عنه. قال : حبّكِ له ؛ لأنّه يفعل بأمك !

قالت : إن فعل فبنكاح استحلّه بكتاب اللّه وسنة رسوله.. ليس كمن جاء من سفاح لا من نكاح ! (2)

ولما قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).. قال بعضهم : انظر كيف قتل ابن دعيها ابن بنت نبيّها.. ! (3)

ثني عليه عند معاوية (4)، فقال للأحنف : تكلّم ! فقال : إن تكلّمت خالفت القوم.. فعزل معاوية عبيد اللّه، ثم قال : من يلي عليكم ؟! فقال الأحنف : إن وليت علينا من قومك فليكن عبيد اللّه.. فردّه !

وهذا طعن على معاوية.

ص: 59


1- كذا والظاهر واستلحق.
2- قاله الزمخشري في ربيع الأبرار 153/3 - 154 (باب الصدق والحق).
3- كما قاله البلاذري في أنساب الأشراف 227/3 - 228، والطبرسي (رَحمهُ اللّه) في مجمع البيان 266/6.. وغيرهما.
4- كما جاء في تاريخ الطبري 234/4 مع اختصار هنا، المنتظم لابن الجوزي 305/5، الكامل لابن الأثير 522/3، البداية والنهاية لابن كثير 102/8.

ولما دخل برأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عليه، قال : الحمد للّه الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم (1)..!!

فقالت زينب : الحمد للّه [الذي ] أكرمنا بمحمّد وطهرنا تطهيراً.. وساقت کلامها إلى أن قالت : إنما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر.

قال : كيف رأيتِ صنع اللّه بأهل بيتكِ ؟ !

قالت : كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع اللّه بينك وبينهم فيتحاجون ويتحاكمون. (2)

الترمذي(3)، عن عمارة بن عمير : لما جيء برأس [ عبيد اللّه ] بن زياد

ص: 60


1- كما قاله الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) في الإرشاد : 228 [ وفي الطبعة المحققة 113/2 - 115]، وعنه في بحار الأنوار 115/45 - 117 (باب 39) ذیل حدیث 1 مرسلاً عن مسلم الجصاص عن السيد ابن طاوس (رَحمهُ اللّه)، والشيخ ابن نما. وروى العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحاره عن بعض الكتب المعتبرة شيئاً آخر، وأما هذا فيرويه عن السيد ابن طاوس. وجاء مفصلاً في أمالي الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه): 31 حدیث 3 [ وفي الطبعة المترجمة : 165 (المجلس الحادي والثلاثون) حديث 3، وفي طبعة : 229 حديث 242]، وعنه في بحار الأنوار 154/45 (باب 39) ذیل حدیث 3.
2- وفي رواية : فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ. راجع : الإرشاد 113/2، وإعلام الورى : 251، وروضة الواعظين 190/1، وكشف الغمة 63/2، واللهوف : 160، ومثير الأحزان : 90.. وغيرها.
3- سنن الترمذي 660/5 (باب 31) حدیث 3780 [ وفي كتاب المناقب حدیث 3713]، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وقد رواه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 60/4 [ طبعة قم، وفي طبعة 218/3] عن كتاب ابن بطة والترمذي وخصائص النطنزي، ثم قال : واللفظ للأوّل، وعنه في بحار الأنوار 304/45 - 305 (باب 46) ذیل حدیث 3. وقد جاء ذلك في جملة مصادر منها ما ورد في كتاب عارضة الأحوذي 196/13 - 19، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : 257، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 112 - 113 حديث 2832، ورشفة الصادي للحضرمي : 250، و تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 351/4.. وغيرها.

ورؤوس (1) أصحابه.. نضّدت (2) في المسجد في الرحبة.. فانتهيت إليهم – والناس (3) يقولون : قد جاءت..! [ قد جاءت..! ] - قال : فجاءت حية تتخلّل (4) الرؤوس حتّى دخلت في منخره (5) [ فمكثت هنيهة ]، ثم خرجت فدخلت في المنخر الآخر (6)، ثم قالوا : قد جاءت.. قد جاءت.. ! ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً.

ص: 61


1- لا توجد (رؤوس) في المصدر.
2- في نسخة (ألف) : تصدت.
3- في المصدر : وهم، بدلاً من : والناس.
4- في المصدر : فإذا حية قد جاءت تخلّل..
5- في المصدر : في منخري عبيد اللّه بن زياد.
6- في المصدر : ثم خرجت فذهبت حتّى تغيّبت.. بدلاً ممّا هنا، وإلى هنا - بنفس الألفاظ - في ثواب الأعمال : 219، وعنه رواه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 308/45 (باب 46) حديث 9.

وقال بعض أولاده : رأيت البارحة في المنام كأن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وعلياً وفاطمة (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في دار سعى (1) وأظهر توبة عند الناس، فقال الحمار (2) : أتدرون لم جاؤوه ؟ قالوا : لا.

قال : جاؤوه يشكرون ما فعل أبوه بهم(3) !

أحمد بن يوسف الكاتب (4) : [من الكامل ]

أَبَنِي سُمَيَّةَ أَنْتُمُ نَفَرَّه (5)***وَلَدُ (6) البَغايَا غَيْرَ ما نُكر

ص: 62


1- كذا قرأناها، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : سن، وهي مطموسة في نسخة (ب)، ولعلّها : أبى.
2- كذا، ولعلّها : العبّار، أي معبّر الأحلام.
3- في نسخة (ألف): أبوهم بهم.
4- قد جاءت هذه القصيدة كاملة طويلة في كتاب أدب الطف، ومختصر أخبار شعراء الشيعة، منسوبة للقاسم بن يوسف الكاتب، وهي في الأوراق للصولي منسوبة لأحمد بن يوسف الكاتب. انظر : الأوراق لمحمّد بن يحيى الصولي 182/1، ومختصر أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 111، وأدب الطف 332/2.. وغيرها.
5- في نسخة (ألف) : نقر، وفي مختصر أخبار شعراء الشيعة بقر.
6- هذه هي اللغة العليا، ويصح أيضاً : وُلد.

قُلْتُمْ عُبَيْدُ ما نُقِرُّ بِهِ (1)***وَنُقِرُّ بالعياب (2) والعَهْر (3)

تَدْعُونَ صَخْراً والِداً لَكُم***لَا خَيْرَ في عَبْدٍ وَلَا صَخْرٍ

العوني (4):

[ من الوافر ]

إِذا والَيْتَ فَانْظُرْ مَنْ تُوالي***وَإِنْ عَادَيْتَ فَانْظُرْ مَنْ تُعَادِي

إذا والَيْتَ والِ بَنِي عَلِيٌّ***وَإِنْ عَادَيْتَ عَادِ بَنِي زِيادِ

زيد المرزكي الموصلي (5) : [ من الكامل ]

ص: 63


1- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : ما نفرته.
2- في نسختي الأصل : بالعتاب والمثبت عن أدب الطف وكتاب الأوراق، وياد منه : الكثير العيب. وقيل : هو اسم للعيب، وقد يراد منه الوصمة، لاحظ : لسان العرب 633/1، والعين 263/2.. وغيرهما.
3- أقول : عجز هذا البيت كلاً مشوش في نسختي الأصل غير منقوط، ولذا يحتمل فيه غير ما أثبتناه، وقد تقرأ : القمر، أو العمر.
4- لم يرد هذان البيتان في المناقب ولا الغدير ولا غيرهما من المواطن التي ذكر فيها شعر العوني، حيث أحرق شعره من أحرق اللّه أصله، كما سلف في ترجمته في المقدمة.
5- لم يرد هذان البيتان في مصدر شعري لشاعرنا هذا الذي تقدمت ترجمته في المقدمة، وكذا قد سلف الحديث عن شعره (رَحمهُ اللّه).

دُنْيا تكاثَفَ غَدْرُها (1) حتّى لَقَدْ***وَثَبَتْ تَعالِبُها عَلَى الآسادِ (2)

لا عُجْبَ إِنْ ظَفِرَتْ أُمَيَّةُ مَرَّةً***فَالرَّكْضَ يَعْتَرُ فِيهِ كلّ جَوادِ

شاعر (3) : [ من الوافر ]

زَنِيمٌ (4) لَيْسَ يُعْرَفُ مَنْ أَبُوهُ***بَغِيُّ الأُمِّ ذُو(5)حَسَبٍ لِيم

آخر (6) : [ من الطويل ]

ص: 64


1- تقرأ في نسختي الأصل : عذرها.
2- جمع الأسد، والكلمة مطموسة في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): آساء.
3- جاء هذا البيت في تفسير الطبري 32/29، تفسير الثعلبي 13/10، تفسير القرطبي 25/1.. وغيرها.
4- قال ابن عباس : الزنيم : اللئيم الملزق، وقال المبرد في الفاضل : 10 : هو الدعي الملصق، وقال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 29/3 : الزنيم : هو الدعي، الثعلبي في تفسيره 12/10 : إنّ الزنيم هو الدعي الملحق النسب، الملصق بالقوم وليس منهم.
5- في نسختى الأصل تقرأ : ذر.
6- الشعر منسوب إلى ابن عباس، كما في كتاب الأدب لابن أبي شيبة : 386، ونسب أيضاً إلى الخطيم التميمي، كما في سيرة ابن هشام 361/1.. وغيرها. انظر: المصنّف لابن أبي شيبة 182/6، و 161/7، وجاء في تفسير علي ابن إبراهيم القمي 380/2 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 1091/3 ذيل حدیث 2]، ذیل قوله سبحانه: ﴿عُتُلٌ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمِ﴾ [سورة القلم (68) : 13]، ونسبه إلى شاعر

زَنِيمٌ تَداعَاهُ (1) الرّجالُ زيادة***كَما زِيد في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

آخر (2): [ من الوافر ]

حِمارُ في الكِتابَةِ يَدَّعِيها***كَدَعْوَى (3) آلِ حَرْبٍ في زيادِ (4)

ص: 65


1- في نسختي الأصل : تدّعاه.
2- كما جاء في العقد الفريد 157/4، وأدب الكاتب للصولي 178/2، وصبح الأعشى 76/1.. وغيرها.
3- في نسخة (ألف) : الدعوى، أو : بدعوى.
4- هذا أشهر بيت قيل فيمن يدعي الكتابة وهو لا يحسنها، ولم يرد في المصادر منسوباً إلى شاعر.

[ ومنهم : ]

عمر بن سعد (1):

لما فرغ من قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، دفن قتلى أصحابه، وخَلَّى جسد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)

ص: 66


1- وهو : ابن أبي وقاص الزهري المدني (المتوفى سنة 66 ه-). قال في إلزام النواصب 96 - 97 [ وفي الطبعة المحققة : 172 ] : قاتل الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).. ثم قال : وقد نسبوا أباه سعداً إلى غير أبيه، وأنّه من رجل من بني عذرة، كان خدناً لأُمّه، ويشهد بذلك قول معاوية له - حين قال سعد لمعاوية - : أنا أحق بذلك الأمر منك، فقال له معاوية : يأبى عليك ذلك بنو عذرة.. ثم ضرط له ! روى ذلك النوفلي ابن سلیمان، من علماء السنّة. ثم استشهد في الإلزام بقول السيد الحميري (رَحمهُ اللّه) فى أبيه [ ديوان السيد : 163]: [من الطويل ] قوم تداعوا زنيماً ثم سادهُمُ***لولا خمول بني سعدٍ لَمَا سادوا وروى ذلك العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 309/44 (باب 36). والغريب - وليس بغريب منهم - قول الذهبي في ميزان الاعتدال 198/3:.. هو نفسه غير متهم، لكنّه باشر قتال الحسين [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] !! وفعل الأفاعيل...روى عنه الناس، تابعى، ثقة !! وكنّى عنه في الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار - بعد أن ترجمه في الحصيلة 179/4 - 180 بكونه : المقروح، الملعون، مؤتم الأطفال (أطفال آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)).. وغيرها. أمير السرية التي قاتلت أبا عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ). راجع عن ذلك : طبقات ابن سعد 125/5، وصفحة : 168، ومروج الذهب للمسعودي،24/3، وتاريخ ابن الأثير 21/4، والمعارف لابن قتيبة : 243، وتاريخ البخاري،158/6، وتاريخ الإسلام،52/3، والعبر 73/1، وتذهيب التهذيب للذهبي 182/7، وتهذيب التهذيب /450/7، سير أعلام النبلاء 349/4 - 350 برقم 123، عن عدة مصادر.. وغيرها.

وأصحابه بالعراء.. فدفنهم أهل الغاضرية من بني أسد(1).

وسمع الملعون ضجيج الهاشميات، فقال : واعية بواعية عثمان (2).. ! !

دعبل (3) : [ من الطويل ]

ص: 67


1- لاحظ : المناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه) 112/4، وعنه في بحار الأنوار 62/45 (بقية الباب 37) ذیل حدیث 1.
2- كما نقله الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) في الإرشاد : 231 - 232 [ وفي الطبعة المحققة 123/2]، وعنه في بحار الأنوار 122/45 - 123 (باب 39) ذیل حديث 1 عن أبي الفرج في المقاتل، ونسبه إلى عمرو بن سعيد بن العاص والي يزيد على المدينة، وذكره الإربلي كشف الغمة 68/2، والطبري في تاريخه 268/6.. وغيره. هذا الكلام صدر من عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق.
3- دیوان دعبل بن علي الخزاعي : 142، وهي جزء من القصيدة التائية المشهورة ذات (115) بيتاً، وهذه الأبيات جاءت هناك (92 - 98). وقد خرجت في الديوان عن أكثر من (32) مصدراً، وقد سبق نقل قطع منها في هذا السفر المبارك.

وكيف أداوي (1) من دَوَائِي وما الدَّوا(2)***أُمَيَّةٌ أَهْلُ الكُفْرِ واللَّعَناتِ (3)

[بنات زياد في القُصُورِ مَصُونَةٌ***وآل رَسُول اللّه فى الفلوات ]

[ سَأَبْكِيهِمُ ما ذَرَّ في الأَرْضِ شارِقُ***ونادى مُنادِي الخَيْرِ بالصَّلَواتِ ]

[وما طَلَعَتْ شَمْسُ وحَانَ غُرُوبُها***وَبِاللَّيْلِ أَبْكِيهِمْ وَبِالغَدَواتِ ] (4)

ص: 68


1- كذا في الديوان، وفي نسخة (ألف) : إذ اداوى، أو : اداوي، وفي نسخة (ب) الكلمة مشوشة، قد تقرأ : أذاوي.
2- الظاهر أنّ صواب هذا الصدر : وكيفَ أَداوَى من دوائي والدَّوَى.. والدَّوَى هو المرض.
3- جاء البيت في الديوان هكذا : [من الطويل ] فكيفَ أُداوي مِن جَوىً لِيَ والجَوَى***أميّة أهل الفشق والتَّبِعاتِ لاحظ : ديوان دعبل الخزاعي : 63، ومختصر أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 104.. وغيرهما.
4- الأبيات الثلاثة بين معكوفين مزيدات من الديوان.

وآلُ رَسُولِ اللّه نُحْلٌ (1) جُسُومُهُمْ***وآل زيادٍ غُلَّطُ الرَّقَباتِ (2)

وآل رسول اللّه تَذمّى نُحُورُهُمْ***وآل زيادٍ رَبَّةُ الحَجَلاتِ (3)

وآلُ رَسُولِ اللّه تُسْبَى حَريمُهُمْ (4)***وآل زياد آمِنُو السَّرَباتِ

العوني (5): [ من مجزوء الرمل ]

ص: 69


1- في نسخة (ألف): يحل، وفي نسخة (ب) : يخل، وهما مصحفتان عن المثبت، والكلمة في المصدر : نحف، وهي الأجود.
2- جاء هذا البيت في الديوان هكذا : وآل رسول اللّه نُحْفٌ جُسُومُهُمْ***وآل زيادٍ غُلَّظُ القَصَرَاتِ
3- هذا العجز وعجز البيت الذي بعده ذكر أحدهما بدل الآخر في الديوان، فروايتهما : وآل رسُولِ اللّه تَدْمَى نُحُورُهُمْ***وآل زياد آمِنُو السَّربات وآل رسُول اللّه تُسبّى حَريمُهُمْ***وآل زيادٍ رَبَّةُ الحَجَلاتِ
4- في نسختي الأصل : جنوبهم - بدون تنقيط -.
5- لم يرد البيتان فيما لدينا من المصادر، كما لم يذكرهما صاحب المناقب والغدير. وغيرهما، ولم يبق أعداء آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) لشاعرنا طاب ثراه كتاباً ولا ديواناً.

لَعَنَ اللّه ابْنَ سَعْدٍ***في صباح ومساء

فَلَقَدْ جاهَرَ بِالعِصْ-***-يانِ جَبَّارَ السَّمَاءِ

الحميري (1) : [ من الوافر ]

فَسارَ إِلَيْهِمُ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ***بِجَمْعِ مِنْ جُمُوع الكَافِرِينا

الجوالیقی (2) : [ من السريع ]

ما لابْنِ سَعْدٍ هُبِلَتْ أُمُّهُ عَذّبَهُ اللّه وَأَخْزاه

وكانَ مِن حَقٌّ (3) ابنِ مَرْجانَةٍ***أَنْ أَسْخَطَ اللّه وَأَرْضاهُ

وقلّ ما يُغْنِي (4) ابنُ مَرْجانَةٍ***عنكَ إِذا عَذَّبَكَ اللّه

بأيِّ وَجْهِ حِينَ تَلْقَى غَداً***محمّداً وَيْلَكَ تَلْقاهُ ؟ !

وَيْلٌ لِمَنْ أَحْمَدُ خَصْمٌ لَهُ***ما أَسْوَأَ الحَالَ وأَشْقاهُ

ص: 70


1- لم أجد هذا البيت في ديوان السيد الحميري (رَحمهُ اللّه) المجموع، ولا نعرف له مصدراً آخر.
2- أقول : هو أبو محمّد إسماعيل بن أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمّد البغدادي، إمام الأدب بالعراق. ثم إن الظاهر أن هذه قصيدة مفصلة جاءت لها تتمة في المناقب 124/4، وهي : [ من السريع ] إخْتالَ بالكِبْرِ على رَبِّهِ***يَقْرَعُ بالعُود ثناياه بحيثُ قد كانَ نَبِيُّ الهُدى***يَليمُ في قُبْلَتِهِ فاه
3- كذا ؛ ولعلّ الكلمة : حُبّ.
4- في نسخة (ألف): مانعي.

[ ومنهم : ]

* شمر [ بن ] ذي الجوشن الكلابي (1) لعنه اللّه (2)، و :

* سنان بن أنس النخعي لعنه اللّه (3) :

ص: 71


1- الكلمة مشوّشة جداً في نسخة (ب)، وهي لم ترد في نسخة (ألف)، وأثبتنا منها ما استظهر ناه.
2- شمر بن ذي الجوشن الضبابي (المتوفى سنة 66 ه-). واسم والده : شرحبيل بن قرط الضبابي الكلابي، أبو السابغة، من رؤساء هوازن وشهد صفّين مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأقام بالكوفة، من قتلة الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مباشرة أو مشاركة، وكان ممن حمل رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى يزيد بن معاوية في الشام، ولم يوفّق المختار للقضاء عليه أولاً إلّا أنّه قضى عليه عبد الرحمن بن أبي الكنود في خوزستان فقتله وألقى جثته إلى الكلاب، فنجستهم بذلك ! وقيل : قتله المختار، كما في المعارف لابن قتيبة : 582، وتاريخ الطبري 422/5.. وغيرهما. انظر عنه : طبقات ابن سعد 90/6 - 100، ووفيات الأعيان 224/1، وحلية الأولياء 132/4، والمعرفة والتاريخ 338/2 - 340، والكامل لابن الأثير 92/4، واللباب 69/2، وميزان الاعتدال 44/1، ولسان الميزان 152/3، والمحبر : 301 وعده من البرص الأشراف ! الأعلام 254/3.. وغيرها. ولاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 105/4 - 106، وذكر للملعون الخبيث نحو (سبع) كُنى.وتعاريف.
3- لا وجه لهذا العنوان هنا والحديث لازال عن شمر لعنهما اللّه، ولم يذكر شيء يرجع له. وعلى كلّ ؛ فقد أخبر أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - كما في الغارات.. وغيره - أباه ب- : أنّ في بيته سخلاً يقتل ابن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، وكان يومئذ طفلاً يحبو.. قال القاضي النعمان في المناقب والمثالب : 288...قتله [ أي الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)] سنان بن أنس النخعي، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي.. وهو إما قد تفرّد بقتله صلوات اللّه عليه، كما هو اعتقاد الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه) في كتابه : الاعتقادات : 109.. أو شاركه شمر ؛ كما ذهب لذلك ابن شهر آشوب (رَحمهُ اللّه) في مناقبه 4 / 76، وعنه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 198/44 (باب 26) حدیث 15.. أو على نحو الترديد، كما في جامع الأخبار : 27.. وغيره. وقد هرب من يد المختار وأصحابه من الكوفة إلى البصرة، ثم القادسية.. فعلم به المختار فأخذه وفعل به بعض ما يستحقه في الدنيا، وما عند اللّه خير وأبقى ! راجع عنه : الإرشاد 111/2، والمناقب،4 / 111، والأمالي للشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه) : 163، وروضة الواعظين 188/1.. وغيرها. وقد جاء كلّ ذلك وغيره في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 4 / 100 – 102.

قيل للصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1) : كم تتأخّر الرؤيا ؟ قال : «رأى النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كأن كلباً أبقع

ص: 72


1- كما رواه الزبير بن بكار في كتابه : الأخبار الموفقيات : 167 - 168 [ وفي الطبعة المحققة : 149] برقم 88 مسنداً عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ).. وجاء في غيره أيضاً. ولاحظ - أيضاً - : نثر الدر 132/7، وفيات الأعيان 68/7، حياة الحيوان للدميري 93/1، و 382/2، السيرة الحلبية 380/1، وحكاه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 60/62 (باب نادر) عن ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس 149/3 [ طبعة دار الكتب العلمية ].

يلغ (1) في دمه، وكان شمر [ بن ] ذي الجوشن [ قاتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)] ذلك الكلب (2)، وكان أبرص، وكان تأويل الرؤيا بعد ستين سنة !» (3).

ص: 73


1- كذا في الموفقيات، وفي نسختي الأصل : بلغ.
2- لم يرد لفظا (ذلك الكلب) في المصدر.
3- في بعض المصادر : بعد خمسين سنة، كما في بحار الأنوار 60/62 (باب 1). وقال الخوارزمي في المناقب، وحكى قطعة منه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 183/58 (باب 44) حديث 50، باختلاف يسير : لمَّا كان وقت السحر في الليلة التي حوصر فيها الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) خفق الحسين برأسه خفقةً ثم استيقظ، فقال : «أتعلمون ما رأيت في منامي الساعة ؟» ف قالوا : وما الذي رأيت يابن رسول اللّه ؟ فقال : «رأيت كأنَّ كلاباً قد شدَّت عليَّ لتنهشني، وفيها كلب أبقع، رأيته أشدَّها عليَّ، أظنُّ أنَّ الَّذي يتولَّى قتلي رجل أبرص من بين هؤلاء القوم. ثمَّ إني رأيت بعد ذلك جدي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ومعه جماعة من أصحابه، وهو يقول لي: يا بني، أنت شهيد آل محمّد قد استبشر بك أهل السماوات وأهل الصفيح الأعلى، فليكن إفطارك عندي الليلة، عجل ولا تؤخّر، فهذا ملك قد نزل من السَّماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء، فهذا ما رأيت، وقد أزف الأمر، واقترب الرَّحيل من هذه الدُّنيا لا شكّ في ذلك». وقال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 31/45 (باب 37) : ثم جاء آخر فقال : أين الحسين ؟ فقال : «ها أنا ذا». قال : أبشر بالنار ! قال : «أبشر برب رحيم وشفيع مطاع، من أنت ؟». قال : أنا شمر بن ذي الجوشن. قال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «اللّه أكبر ! قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : رأيت كأنَّ كلباً أبقع يلغ في دماء أهل بيتي»، وقال الحسين: «رأيت كأنَّ كلاباً تنهشني، وكأنَّ فيها كلباً أبقع كان أشدهم عليَّ وهو أنت»، وكان أبرص. وكذا انظر : كتاب الحيوان للجاحظ،271/1، وكتاب البرصان والعرجان له : 128 - 129، وأنساب الأشراف 193/3.. وغيرها.

لما أتي برأس الحسين إلى ابن زياد (1) وقال (2): [ من الرجز ]

أَوْقِرُ (3) رِكابِى فِضَّةٌ أَوْ ذَهَبا***أَنَا (4) قَتَلْتُ المَلِكَ المُحَجَّبًا

قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ أُمّاً وأَبا (5)

قال : ويحك ! إذ علمت أنّه خير الناس أمّاً وأباً.. فلم قتلته.. ؟! وأمر بقتله (6)

ص: 74


1- راجع : أمالي الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه) : 227 [ وفي الطبعة المترجمة : 163 (المجلس الثلاثون) ذيل حديث 1]، وروضة الواعظين 1891 - 190، والمناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه) 113/4 [ طبعة قم، وفي طبعة 260/3]، وعنه في بحار الأنوار 322/44 (باب 37) ذيل حديث 1.. وغيرها. ولاحظ من كتب العامة : تاريخ الطبري 293/4، وأنساب الأشراف 205/3، والمنتظم لابن الجوزي،341/5، والفتوح 120/5.. وغيرها.
2- القائل هو : سنان بن أنس النخعي لعنه اللّه.
3- وقد تكون : أوفر، وفي بحار الأنوار : إِمْلأ.
4- كذا ؛ والظاهر : إنّي، كما في بحار الأنوار.
5- في بحار الأنوار بعده عجز، هو : وخيرَهُم إِذ يَنْسِبُونَ النَّسَبا.
6- هذا خلاف المشهور، حيث إنّ المعروف أنّه حرمه ممّا وعده وأخلف، وقُتِل على يد المختار، ولعلّ ما في المتن أنّه أمر بقتله، لكنّه عفا عنه من بعد الأمر بذلك. وما ذكر هنا جاء في بحار الأنوار 186/45 (باب 39) حديث 31 عن الخرائج. أقول : ذكر ذلك في بحار الأنوار 128/45 وقال : رجوت الجائزة منك، فأمر بضرب عنقه، فجز رأسه.

ابن حمّاد (1) : [ من الكامل ]

وَكَانَنِي (2) بِالشَّمْرِ يَنْحَرُ نَحْرَهُ***مُستبشراً (3) بمكانه خذلانا را(4)

وَسَرَىٰ سِنانُ في السِّنانِ (5) بِرَأْسِهِ***مُتَمَرْداً لَعَنَ الإله سنانا

وله : [ من البسيط ]

فَلَا سَقَى اللّه شِمْراً صَوْبَ (6) غادِيَةٍ***وَلا سِناناً وَلا سَعْداً ولا سبيا (7)

ص: 75


1- مرّ الحديث عن نونيات ابن حمّاد في هذا الكتاب، ولا أعرف مصدراً ناقلاً لهذين البيتين فعلاً.
2- في نسختي الأصل : وكان.
3- كذا ؛ ولو كانت الكلمة : مُتَبَوِّءاً، كان أولى.
4- في نسخة (ألف) : اسنان.
5- في نسختي الأصل : صوت.
6- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسختي الأصل.
7- يمكن قراءتها في نسخة (ألف) : سبباً ولعله : سنناً، إلا أن ما في المتن أصح وأنسب للبيت، فكأنّ الشاعر أراد بقوله هذا من كان سبباً لقتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).

الحميري (1): [ من مجزوء الكامل ]

وَالعَنْ صَدَى عُمَرَ بنِ سَعْ-***-د والمُلَمَّع بِالتَّقِيَّة (2)

بَيْضاءَ مِنْ بَرَصٍ تَلُو***حُ فَوْقَ جَبْهَتِهِ العَصِيَّةٌ (3)

شِمْرُ بنُ جَوْشَنِ الَّذي خُلِقَتْ لَهُ نَفْسٌ (4) شَقِيَّة (5)

ص: 76


1- انظر هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري : 470 - 471 من جملة قصيدته الهائية في رثاء مولانا الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مطلعها : امرر على جدث الحسي-***-ن وقل لأعظمه الزكية
2- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل وغير منقوطة، قد تقرأ : بالبقية. أقول : أراد هنا مرض البرص ؛ حيث إنّ شمراً كان أبرص.
3- لم يرد هذا البيت في الديوان المجموع المطبوع.
4- في الأعيان 429/3 : طاحت به نفس..
5- قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 322/44 (باب 37) حديث 1، عن أمالي الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه): وأقبل عدو اللّه سنان بن أنس الإيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري - لعنهما اللّه - في رجالٍ من أهل الشام حتّى وقفوا على رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون ؟ ! أريحوا الرّجل ! فنزل سنان بن أنس الإيادي وأخذ بلحية الحسين، وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول : واللّه إنّي لأجتزُّ رأسك وأنا أعلم أنَّك ابن رسول اللّه خير النَّاس أباً وأمّاً !! وأقبل فرس الحسين حتّى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين وجعل يركض ويصهل، فسمعت بنات النَّبيّ صهيله، فخرجن فإذا الفرس بلا راكب، فعرفن أنَّ حسيناً قد قتل، وخرجت أُم كلثوم بنت الحسين واضعة يدها على رأسها تندب وتقول : وا محمّداه ! هذا الحسين بالعراء، قد سلب العمامة والرداء. وأقبل سنان حتّى أدخل رأس الحسين بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) على عبيد اللّه بن زياد وهو يقول : [ من الرجز ] املاً ركابي فضَّةً وذهبا***أنا قتلت الملك المُحَجَّبا قتلتُ خيرَ النَّاسِ أُمّاً وأبا***وَخَيْرَهُمْ إِذْ يُنْسَبُونَ نَسَبا فقال له عبيد اللّه بن زيادٍ : ويحك ! فإن علمت أنّه خير النَّاس أباً وأُمّاً لم قتلته إذن ؟ ! فأمر به به فضربت عنقه وعجل اللّه بروحه إلى النَّار.

[ ومنهم : ]

الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه اللّه (1):

ص: 77


1- الحجّاج بن يوسف بن الحكم الثقفي أبو محمّد (40 - 95 ه-).. السفاك الداهية، الخطيب المقذع، ولد ونشأ في الطائف، ومات بواسط، وأُجري على قبره الماء فاندرس.. وكان والياً من طرف عبد الملك بن مروان على العراق، وهو قاذف البيت الحرام بالمنجنيق كما قاله الزمخشري في الفائق 240/1.. وغيره ولذا كان قرين الشيطان وفرعون وهامان، ومن أعلام الضلالة الذين كانوا يتقرب لهم ويتشفّع بالتبري من أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولعنه عندهم.. وكان - لعنه اللّه - قصيراً، دميماً، نحيفاً، أخفش العينين، معوّج الساقين، قصير الساعدين، مجدور الوجه أصلع الرأس، كما قاله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 281/7. وقال - أيضاً - ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 279/7 : إنّ الحجّاج كان مثفاراً [أي مأبوناً ] وكان يمسك الخنفساء حية ليشفي بحركتها في الموضع حكاكه.. ثم قال : ولا يكون صاحب هذا الداء إلا شانئاً مبغضاً لأهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قالوا : ولسنا نقول : كلّ مبغض فيه هذا الداء، وإنّما قلنا : كلّ من فيه هذا الداء فهو مبغض.. إلى أن قال : ما فتشنا أحداً فيه هذا الداء إلا وجدناه ناصبياً.. وله - لعنه اللّه - متفردات وفضائح أدرج بعضها صاحب كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار - وفقه اللّه وسدّده ورضى عنه وأرضى عنه مواليه وتقبل منه عند ترجمته في حصيلة الكتاب 63/4 - 66. قال السيوطي في كتابه الكنز المدفون : 151: فائدة : أكثر الحمل أربع سنين، وأقلّه ستة أشهر !! ثم قال : والحجاج بن يوسف ولد لثلاثين شهراً. وقد هلك إلى الدرك والسقر في السنة الخامسة من خلافة الوليد، وله أربع وخمسون سنة، كما في الأخبار الطوال : 328.. وغيره. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 343/4 برقم 117: أهلكه اللّه في رمضان سنة خمس وتسعين كهلاً، وكان ظلوماً، جباراً، ناصبياً خبيثاً، سفّاكاً للدماء.. إلى أن قال :.. فنسبه ولا نحبّه ؛ بل نبغضه في اللّه.. ونحن نقول : ويل لمن كفّره نمرود ! وقد جاءت ترجمته في كتب أفردت له، ولا غرض لنا في عدّها. راجع عنه : المعارف لابن قتيبة : 395 - 398، ووفيات الأعيان 123/1، وتهذيب التهذيب 210/2، وتاريخ الكامل 222/4، ومروج الذهب 173/3، وصفحة : 189، وشذرات الذهب 377/1 - 386، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 58/4 - 61.. وغيرها. ولاحظ عنه - أيضاً - : تاريخ البخاري،373/2، ولسان الميزان 180/2، والنجوم الزاهرة،2301، وشذرات الذهب 106/1.. وغيرها من كتب التراجم، وكذا كتب التاريخ، كتاريخ ابن عساكر 105/4، وتاريخ ابن الأثير 583/4، وتاريخ الإسلام 349/3، والعبر 112/1، والبداية والنهاية 117/6.. وغيرها.

ص: 78

دخل الحجّاج (1) على أسماء بنت أبي بكر (2) - لما قتل ابنها عبد اللّه [ بن ] الزبير - فقالت : سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «يخرج من ثقيف كذّاب ومبير (3)»

يعني ب- : الكذاب : المختار، وب- : المبير (4) : الحجّاج (5).

ص: 79


1- روى هذا الحميدي في مسنده 156/1 - 157 حديث 326، والطبراني في معجمه الكبير 101/24، وابن عبد البر في الاستيعاب 909/3، وابن أبي الحديد في شرحه 106/2.. وغيرهم في غيرها.
2- جاء في نسختي الأصل : أسماء بنت عميس، والصحيح : أسماء بنت أبي بكر ؛ إذ هي أمّعبد اللّه بن الزبير.
3- في نسخة (ألف) : ومنير، وهو سهو، والمبير هو المهلك، يسرف في إهلاك الناس.
4- في نسخة (ألف) : وبالمنير.
5- روي عن ابن عمر، عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «يكون في ثقيف كذاب ومبير» كما رواه العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 142/18 (باب 11)، عن المناقب للمصنّف طاب ثراه 121/1 - 122 [ وفي طبعة 141/1 في إخباره بالمغيبات ]. وقد جاء عن ابن عمر في سنن الترمذي 386/5. وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 302/8 عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)- وقد ذكر ثقيفاً - فقال : «بئست القبيلة ؛ يخرج منها كذاب ومبير»، وقد استفاض نقل هذا الخبر في كتب العامة. وقد ذكر في البداية والنهاية لأبي الفداء ابن كثير 15/1، وهناك عدة روايات في هذا الباب فراجعها. قال العلّامة الأميني (رَحمهُ اللّه) في غديره 51/10 : أطبق الناس سلفاً وخلفاً على أنّ المبير هو الحجاج. انظر ما جاء في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 222/3 – 224.

وروي ؛ أنّ النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مرّ بقبر أبي غالب أبي ثقيف، الموصوف في كتاب دانيال : أنّه شابّ، أنزع، بطين، في اسمه حاء وجيمان، وفي صدره شامة سوداء، في وسطها نكت حُمر، وهي الشامة التي تعطى السفّاكون، وليقتل بكل نكتة في شامته (1) كذا.. وكذا (2).

فوجد (3) في قتل (4) الحجّاج مائة وعشرون ألفاً، سوى المقتولين [ في ] الحروب، ووجد في حبسه مائة ألف وأربعة ألف رجل (5) [كذا ] وعشرون ألف امرأة، منهم (6) أربعة آلاف مجردات (7)، وكان حبس الرجال والنساء في مكان واحد، ولم يكن في حبسه سقف ولا ظلّ [وربما كان الرجل يستتر بيده ]

ص: 80


1- في نسختي الأصل : شامة، والمثبت عن ربيع الأبرار.
2- في ربيع الأبرار 194/5 باب الملك والسلطان والإمارة... وروي أنّه [ أي عبد الملك ] قال : علي بابن القرناء، فلما رآه، قال : هذا غلام ثقيف الموصوف في كتاب دانيال ؛ ليكشف عن صدره، فإذا هو بشامة سوداء في وسطها نكت حمر، فقال : هذا - وربّ موسى - ليقتلنّ بعدد كلّ نكتة في شامته كذا وكذا، وهي النكتة التي يعطاها السفاكون. وذكر أنه في الكتاب : شاب أنزع بطين، في اسمه حاء وجيمان.
3- راجع : محاضرات الأدباء 406/1 [ وفي طبعة 195/2 ].
4- كذا ؛ والظاهر : قتلى، أو من قتل.
5- في المصدر : وأربعة عشر ألف..
6- في المصدر: منهن.
7- في المصدر : عشرة آلاف مخدرة.

من الشمس، فيرميهم الحرس من فوقهم بالآجر (1)، وكان أكثرهم مقرنين في السلاسل، وكانوا يسقون الزعاف (2)، ويطعمون الشعير المخلوط بالرماد.

وفي تاريخ الطبري (3) : أنه بلغ مَنْ قَتَلَ الحجّاج صبراً مائة وعشرين ألفاً،

ص: 81


1- كذا ؛ وفي المصدر : بالحجر.
2- في نسختي الأصل : الرعاف، وفي المحاضرات : الزعاف. قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 405/2 : والرعاف - فيما يقال : الدم بعينه والأصل أن الرعاف ما يصيب الإنسان من ذلك - من ذلك - من فعال. وقال الزمخشري في الفائق 44/2 : والرعاف : ما يسبق من الدم. وحكى ابن منظور في لسان العرب 123/9 عن الأزهري قوله : وقيل للذي يخرج من الأنف : رعاف ؛ لسبقه علم الراعف. وأما الزعاف ؛ فقد قيل : سمّ زعاف : أي قاتل، وموت زعاف : أي عاجل، كما نص عليه في معجم مقاييس اللغة،8/3، وكذا جاء في لسان العرب 134/9. وجاء في مجمع البحرين 66/5 : الزعاف.. القتل السريع. أقول : ولعلّ الكلمة هي : الزعاق، وهو ماء مرّ غليظ، وهو ماكثر ملحه فأمر، كما جاء كتاب العين 133/1، وجاء في لسان العرب 141/10 : ماء زعاق: مر غلیظ، لا يطاق شربه من أجوجته.. ثم قال : وطعام زعاق : كثير الملح، وطعام فرعوق : أكثر ملحه.
3- تاريخ الطبري 381/6 - 382 [ وفي طبعة الأعلمي بيروت 183/5]. وكذا انظر : سنن الترمذي 499/4 برقم 2220 (باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير)، والعقد الفريد 304/5 و 309 [ وفي طبعة 38/5 و 42]، والمنتظم لابن الجوزي 337/6.. وغيرها. وقال المسعودي في التنبيه والإشراف 274/1 : وكان عدة من قتله الحجّاج صبراً - سوى من قتل في زحوفه وحروبه - مائة ألف وعشرين ألفاً، ثم عد جماعة ممن قتلهم الحجّاج لعنه اللّه.

أو مائة وثلاثين (1) [ألفاً] (2).

وكان يقول (3): كان سليمان [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] حسوداً ؛ لقوله ربّ :(...هَبْ لِي مُلْكاً

ص: 82


1- في نسختي الأصل : مائة وعشرون.. ومائة وثلاثون، والصحيح ما أثبتناه.
2- أقول : قال الراغب الإصفهاني في المحاضرات 182/1 :.. وعدّ من سيئات الحجّاج أنّه قتل صبراً مائة ألف وعشرة آلاف رجل سوى من قتل في عسكره، ومات في الحبس ثمانون ألفاً، منها ثلاثون ألف امرأة. ثم قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو جاءت يوم القيامة الفرس بأكاسرتها والروم بقياصرتها، وجئنا بالحجاج لغلبناهم به ! وروى الزمخشري في ربيع الأبرار،494/2، عن الحسن البصري [ظاهراً]، قال : لو جاءت كلّ أمة بخبيثها وفاسقها وجئنا بالحجاج وحده لزدنا عليهم. ولاحظ مكانة الحجّاج عند الحسن البصري في إحياء العلوم 346/2، والمحاضرات 141/1.. وغيرهما. وانظر : قصة دخول يزيد بن أبي مسلم، صاحب شرطة الحجاج، على سليمان بن عبد الملك، وسؤاله منه : أترى الحجّاج استقرّ في جهنم.. ؟ ! كما أورده في ربيع الأبرار 666/1 - 667.
3- قال الطبري في تفسيره 195/23 : كما ذكر عن الحجّاج بن يوسف، فإنه ذكر أنه قرأ قوله :.. وَهَبْ لِي مُلْكَاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي...فقال : إنه كان لحسوداً ! وراجع مجاز القرآن للتيمي،183/2، وتاريخ دمشق 161/12، والبداية والنهاية 149/9، وقد علّق على ذلك بقوله : وهذه جرأة عظيمة، تفضي به إلى الكفر، قبّحه اللّه وأخزاه وأبعده وأقصاه..

لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي..) (1).

ويوسف [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] طموعاً ؛ لقوله : (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (2).

وكان يذكر على المنبر : اللّهمّ صل على محمّد فرداً !! فإنا رأينا من آله جهداً !!

وقال عاصم بن أبي النجود : سمعته يقول - بعد كلام - :.. اسمعوا وأطيعوا لخليفة (3) اللّه، وولي اللّه، وصفوة اللّه : عبد الملك بن مروان ! واللّه لو أمركم أن تدخلوا من باب هذا المسجد فدخلتم من الآخر فضربت أعناقكم لكان ذلك حلالاً، ولو أخذت ربيعة بمضر إصلاحه (4) لكان لي حلالاً (5).

ص: 83


1- سورة ص (38) : 35.
2- سورة يوسف (12): 55.
3- في نسختي الأصل الخليفة.
4- كذا، ولعلّها : للإصلاح، من باب أن تزر وازرة وزر أُخرى. و على كلّ ؛ الكلمة زائدة، كما لا توجد في المصادر.
5- جاء في ربيع الأبرار 791/2 عنه لعنة اللّه عليه قال : واللّه لطاعتي أوجب من طاعة اللّه ! إن اللّه يقول : ﴿فَاتَّقُوا اللّه مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾، فجعل فيها مثنوية، وقال : ﴿وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا﴾ [ سورة التغابن (64) : 16] فلم يجعل فيها مثنوية، فلو قلت لرجل : ادخل من هذا الباب فلم يدخل لحل لي دمه.. لاحظ : سنن أبي داود 400/2، و تاريخ دمشق 159/12، وصفحة : 162، والوافي بالوفيات 240/11، والبداية والنهاية 128/9.. وغيرها. وها هو يقول لعبد الملك عندما سأله : كيف طاعتك ؟ - قال : طاعة الحمار الحمول العمول، إن حمل عليه اثنان قال : هو ذاك، وإن حمل عليه واحد قال : هو ذاك، وإن أقضم رضي اللّه وإن لم يقضم عمل العمل.. كما رواه الزمخشري ربيع الأبرار 796/2. ومن هنا كان الوليد بن عبد الملك يقول : كان أبي يقول : الحجّاج جلدة ما بين عينيه، وأنا أقول : الحجّاج جلدة وجهي كله.. كما في ربيع الأبرار 497/1.. وغيره.

ولما نصب قبلة واسط جعلها مائلة إلى المغرب، وقال : قد جعلت قبلة العراق مائلة إلى ناحية أمير المؤمنين.. وبقيت إلى أيام المكتفي فغيّرها (1).

البحتري (2) : [من الرمل ]

وَكأَنَّا (3) حِينَ صَلَّيْنَا إِلَى***قِبْلَةِ (4) الحجّاج عُبَّادُ وَتَنْ

ص: 84


1- نقل عن بعض رسائل الجاحظ قوله : حتّى قام عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بالهدم، وعلى حرم المدينة بالغزو، فهدموا الكعبة، واستباحوا الحرمة، وحوّلوا قبلة واسط.
2- ديوان البحتري 203/2.
3- في نسختي الأصل : وكنا، والمثبت عنم ديوان البحتري.
4- في الديوان : قبة.

وسمع أبو البختري الطائي (1) منه، يقول : إنّ مثل عثمان كمثل عيسى، قال اللّه : (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا..﴾ الآية (2).

وقيل للشعبي : أكان الحجّاج مؤمناً ؟ قال : نعم ؛ بالطاغوت ! (3)

ص: 85


1- لاحظ : سنن أبي داود (399/2 - 400، والمصنّف لابن أبي شيبة 262/7، وفي ذيله : فقال أبو البحتري [كذا ] : كفر ورب الكعبة. وراجع - أيضاً - : تاريخ دمشق 159/12، العقد الفريد 51/5.. وغيرهما.
2- سورة آل عمران (3) : 55.
3- هذا ما حكاه غير واحد عنه، منهم : الزمخشري في ربيع الأبرار 494/2. أقول : قال الحافظ ابن عساكر في تاريخه 81/4 [ وفي طبعة 187/12]: اختلف رجلان، فقال أحدهما : إنّ الحجّاج كافر، وقال الآخر : إنّه مؤمن ضال...فسألا الشعبي.. فقال لهما : إنّه مؤمن بالجبت والطاغوت كافر باللّه العظيم. وقال : وسئل عنه واصل بن عبدالأعلى، فقال : تسألوني عن الشيخ الكافر. وقال : قال القاسم بن مخيمرة : كان الحجّاج ينتفض من [هذا ما في الغدير، وفي المصدر : ينقض ] الإسلام !. وقال عاصم بن أبي النجود ما بقيت اللّه تعالى حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج. وقال طاوس : عجبت لإخواننا من أهل العراق يسمون الحجّاج : مؤمناً !! وقال الأجهوري : وقد اختار الإمام محمّد بن عرفة والمحققون من أتباعه كفر الحجاج. راجع : كتاب الإتحاف : 22.. وغيره. وقال الجاحظ : خطب الحجّاج بالكوفة، فذكر الذين يزورون قبر رسول اللّه [(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] بالمدينة، فقال : تباً لهم ! إنهم يطوفون بأعواد ورمة بالية ! هلّا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ؟ ! ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله ؟ ! وقال ابن عبد ربه في العقد الفريد :310/5 : وممّا كفّرت به العلماء الحجّاج : قوله :.. ثمّ حكى ما قاله الجاحظ، ومثله في نثر الدر 23/5، وفيه : وممّا كفّره به الفقهاء، قوله.. وما أشبه الليلة بالبارحة، ونواصب اليوم ووهّابيّتها عاشت على مدرسة الحجّاج ومذهبه، حشرهم اللّه مع مواليهم إلى سقر، وبئس المصير.

وشئل الحسن بن أبي [ الحسن البصري ] (1): حلفت بالطلاق أنّ الحجّاج في النار، فقال : ارجع إلى أهلك ؛ فإن لم يكن في النار لم يضرك أن تزني(2).

ص: 86


1- ما بين المعكوفين جاء من العقد الفريد 307/5 - 308.
2- ومثله أو هو نفسه ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار 692/1، قال:.. تذاكروا سوء سيرة الحجّاج، فقال رجل : امرأته طالق إن غفر اللّه للحجاج. فقيل له : حلفت على غيب ؟ فسل عن يمينك ! فاختلفوا عليه، وقالوا : تجنّب امرأتك، فسأل عمرو بن عبيد، فقال : شدّ يديك بامرأتك ؛ فإن غفر اللّه للحجاج ذنوبه لم يتعاظمه أن يغفر لك هذا الذنب الواحد. وروي : فإن يغفر اللّه للحجاج، فما ذنبك في جنب ذنبه إلّا شوى [أي يسير حقير ]. وجاء بألفاظ أُخرى في نثر الدر للآبي 128/2. وفي عيون الأخبار 245/2، قال : حلف رجل بالطلاق أنّ الحجّاج في النار، ثم أتى امرأته فمنعته نفسها، فأتى ابن سيرين يستفتيه، فقال : يابن أخي ! امض فكن مع أهلك، فإنّ الحجّاج إن لم يكن في النار لم يضرك أن تزني.. ونسب هذا الجواب إلى ابن شبرمة، كما قاله ابن عبد البر في العقد الفريد 211/4 – 212.

ولما شدّد الحجّاج على عبد اللّه بن جعفر أن تُزَوَّج (1) منه ابنته، أرسل إليه عمر [بن علي بن أبي طالب] (2) : أن أخر ذلك إلى الليل، فإنّي أكره أن يراني الناس في مسجد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أزوج الحجاج.. فأرسل إليه : أنه لم يبق أحد يستحيى (3) منه، ولو كان أحد يُستحى منه لم يفعل هذا.. (4)

ثم إنه دبر في القراف (5) على ما ذكرته في المخزون المكنون (6).

ص: 87


1- كذا؛ والظاهر : يتزوج، ويصح ما أثبت مجهولاً.
2- ما بين المعكوفين أثبتناه من أنساب الأشراف.
3- الكلمة مشوّشة في نسختي الأصل غير منقوطة، ولعلّها : نستحي.
4- انظر : أنساب الأشراف 60/2. قال في ربيع الأبرار 588/1 - 589 : لمّا زفّت بنت عبد اللّه بن جعفر على الحجاج، نظر إليها وعبرتها تجري على خديها، فقال : مم بأبي وأُمّي ؟ قالت : من شرف اتضع وضعة شرفت.
5- في نسخة (ألف) : القراق، وهي مطموسة في نسخة (ب)، ولعلّها تقرأ فيها : الفراق.. أو غيرها، أو لعلّها : العراق. والقراف : جمع قرف، وهي التهمة، كما نص عليه ابن الأثير في النهاية 46/4، وابن منظور في لسان العرب 280/9.. وغيرهما، كما أنّه لها معان أُخر.
6- المخزون المكنون : من مؤلفات شيخنا ابن شهر آشوب، وقد سلف في المقدمة الحديث عنه. أقول : يقال له : المخزون المكنون في عيون الفنون، وقد عدّه (رَحمهُ اللّه) في كتابه معالم العلماء : 119 برقم 791 من جملة مؤلفاته، وقد جاء في بعض إجازاته بخطه، وقد سمعت بطبعه، ولم أحظه به. وقد حكى في العبقات عن الفيروزآبادي في كتابه البلغة في أئمة النحو واللغة أنّه قد عبّر عن هذا الكتاب ب- : المكنون والمخزون.. وقد أورده الشيخ الطهراني في كتابه الذريعة 231/20 برقم 2725، وفصل الحديث عنه هناك، فراجع.

وأُتي الحجّاج بأسير - وهو يتغدى - فجعل الأعرابي ينظر إلى بناء الحجاج (1)، [ فجعل يقول : اللّهمّ اهدم، اللّهمّ اهدم، اللّهمّ اهدم ] فقال له الحجّاج : هيه ! كأنتك لا تدري ما يراد بك ؟! فقال الأعرابي : إنه نزع اللّه ما ضغيك (2) ! فواللّه إنّ فيك آیات نعت اللّه بها قوم عاد : ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعِ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) (3).

وأُتي إليه بامرأة، فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه، فقيل لها في ذلك، قالت : أنا لا أنظر إلى من لا ينظر اللّه إليه (4).

وأُتي بأخرى إليه، فقال لأصحابه : وما تقولون(5) فيها ؟ فقالوا : عاجلها (6) بالقتل. فقالت : وزراء صاحبك خير من وزرائك يا حجاج !

ص: 88


1- في المصدر : ينظر إلى حيطانه وما قد تجسّد.
2- في نسخة (ب) : صنعتك.
3- سورة الشعراء (26) : 128 - 130. انظر : بغية الطلب 2060/5، وجاء قريب منه في تاريخ دمشق 179/12.
4- كما جاء في ربيع الأبرار 666/1، والكامل،170/2، والمستطرف 105/1...وغيرها.
5- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ب): يقولون.
6- في نسختي الأصل : أعاجلها.

قال لها : ومَنْ صاحبي ؟ قالت : فرعون، استشارهم في موسى، فقالوا : (أَرْجِهُ وَأَخَاهُ..) (1).

وقال : لِرَجُلٍ (2) إِنَّكَ من قوم أبغضهم، قال له : أدخل اللّه أشدنا بغضا لصاحبه الجنة (3).

ورآه نبطي له في منامه، فقال : إلى ما صيّرك ربّك ؟ قال : ماذا عليك يا بن الفاعلة.. ؟! قال : ما سلمنا من فعلك حيّاً ولا من قولك (4) ميتاً (5) !

وقال في خطبته...بلغني قولكم : إن ثقيفاً من بقية ثمود (6)، ويلكم ! وهل نجا

ص: 89


1- سورة الأعراف (7): 111.
2- في نسختي الأصل : لو جعل، وهي محرّفة عن المثبت، وفي ربيع الأبرار : لخارجي.
3- حكى الزمخشري في ربيع الأبرار 373/3: قال الحجّاج لخارجي : واللّه إنّي لأبغضكم، قال : أدخل اللّه أشدّنا بغضاً لصاحبه الجنة. ومثله فى حياة الحيوان للدميري،242/1، والمستطرف 348/1.. وغيرهما. ولاحظ : الحجّاج مع امرأة من الخوارج في المحاضرات وإحياء علوم الدين 141/1.. وغيرهما.
4- في المصادر : سبّك، بدلاً من قولك.
5- كما ذكره غير واحد منهم المبرد في الكامل،298/1، والزمخشري في ربيع الأبرار 338/4.. وغيرهما.
6- روى القطب الراوندي (رَحمهُ اللّه) في الخرائج و الجرائح 230/1 : أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مرّ بمجلس ثقيف، فغمز عليه بعض شبابهم، فالتفت إليهم وقال : «يا بقية ثمود !». وانظر : الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 476/3، والإصابة 176/7.. وغيرهما. ولاحظ ما جاء بعنوان (بقية ثمود) في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كُنِّي وعُرّف به الأشرار 26/2 - 27.

منهم إلّا خِيارهم ؟ ! قال اللّه : ﴿وَثَمُودا فَمَا أَبْقَى..) (1) صدق اللّه وكذبتم، فتضاحك (2) الحسن، وقال : إنما قال : ﴿فَما أَبْقَى..) لم يبقهم ؛ بل أهلكهم (3).

وفي الأغاني (4): إنه سمّي الحجّاج : المحل ؛ لإحلاله الكعبة !

وفي كتاب مكة (5)، عن أبي الوليد الأزرقي قال رباح بن مسلم : :

ص: 90


1- سورة النجم (53): 51.
2- في نسختي الأصل : فضاحك.
3- وقد جاءت هذه الخطبة في كتاب الأغاني 298/4 - 299 [ دار الكتب العلمية، وفي طبعة دار إحياء التراث العربي 463/4]، باختلاف وزيادة، فراجعها. راجع : الأغاني 273/3 – 274.
4- الأغاني 218/6 [ طبعة دار الكتب العلمية، وفي طبعة دار إحياء التراث العربي 429/6]، قال : وكان أهل الحجاز يسمونه بذلك، ويسمّي أهل الشام عبد اللّه بن الزبير : المحلّ ؛ لأنه أحلّ الكعبة زعموا أنّه بمقامه فيها، وكان أصحابه أحرقوها بنار استضاؤوا بها.. وانظر - أيضاً - : الأغاني 277/3. وقد أطلق على عبد اللّه بن الزبير، كما وقد أطلق على والده أيضاً. راجع : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 248/3.
5- كتاب مكة 199/1، وهو : كتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار لأبي الوليد محمّد ابن عبد اللّه الأزرقى.. ولاحظ : الفائق 240/1.

رأيت الحجارة تصكّ وجه الكعبة من(1) أبي قبيس حتّى تخرقها (2)، فلقد رأيتها وکأنّها جيوب النساء [وترتجّ] من أعلاها إلى أسفلها، [ولقد رأيت الحجر يمر فيهوي الآخر على أثره، فيسلك طريقه ]، حتّى بعث اللّه عليهم صاعقة، فاحترق المنجنيق وأُحرق (3) تحته ثمانية عشر رجلاً من أهل الشام..

[ فجعلنا نقول : قد أظلّهم العذاب ]، فكنّا أياماً في راحة حتّى عملوا منجنيقاً أُخرى، فنصبوها (4) على أبي قبيس.

وفيه (5) : أنّ أول حجر وقع (6) في الكعبة سمعنا لها أنيناً كأنين المريض له(7): آه [ آه ].. !(8)

ولما نصب المناجيق على الكعبة جرت (9) أربع جوانبها بين زمزم والحجر الأسود، ثم رمى بكيزان النفط والنار على الستارات (10) فاحترقت كلها.

ص: 91


1- في نسختي الأصل : سفن.. بدلاً من : من.
2- في نسخة (ألف) : تحرقها.
3- في نسختي الأصل : وأحرقت، والمثبت عن المصدر.
4- في المصدر : آخر فنصبوه.
5- كتاب مكة، المصدر السالف.
6- في نسختي الأصل : وضع، والمثبت عن المصدر.
7- كذا؛ ولم ترد في المصدر : له، ولعلّها : آه، حيث وردت في المصدر مرّتين.
8- انتهى ما في أخبار مكة، وهذا مما جاء في الفتوح 340/6.
9- في نسختي الأصل : وجرت، والواو زائدة.
10- الكلمة في نسخة (ألف) مشوشة، قد تقرأ فيها : السارات.

ثم قال : لقد هم ابن زياد بهذا الأمر إلّا أنّه [ ما ] قُضِيَ له، وقُضِيَ له آخر في قتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).

وكان يرتجز : (1) [من الرجز ]

ص: 92


1- قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 341/41 (باب 114) ذیل حدیث 59: وروى عثمان بن سعيد، عن يحيى التيمي، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، قال: قام أعشى باهلة - وهو يومئذٍ غلام حدث - إلى عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو يخطب يذكر الملاحم، فقال : يا أمير المؤمنين ! ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة. فقال على (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «إن كنت آئماً فيما قلت يا غلام فرماك اللّه بغلام ثقيف».. ثم سكت. فقام رجال فقالوا: ومن غلام ثقيف يا أمير المؤمنين ؟ قال : «غلام يملك بلدتكم هذه لا يترك اللّه حرمةً إلّا انتهكها، يضرب عنق هذا الغلام بسيفه». فقالوا : كم يملك يا أمير المؤمنين ؟ قال : «عشرين إن بلغها».. قالوا : فيقتل قتلاً أم يموت موتاً ؟ قال : «بل يموت حتف أنفه بداء البطن، يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه». قال إسماعيل بن رجاء : فواللّه لقد رأيت بعيني أعشى باهلة وقد أحضر في جملة الأسرى الذين أسروا من جيش عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث بين يدي الحجاج، فقرعه ووبخه واستنشده شعره الذي يحرّض فيه عبد الرحمن على الحرب، ثمَّ ضرب عنقه في هذا [ في المصدر : ذلك ] المجلس. لاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 249/1. قال العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 340/45 (باب 49) حديث 6 عن التفسير المنسوب للإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) : ثمَّ قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «وسيصيب الذين ظلموا رجزاً في الدُّنيا بسيوف بعض من يسلّط اللّه تعالى عليهم للانتقام بما كانوا يفسقون كما أصاب بني إسرائيل الرّجز». قيل : ومن هو ؟ قال : «غلام من ثقيف يقال له : المختار بن أبي عبيد». وقال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): «فكان ذلك بعد قوله هذا بزمانٍ»، وإنَّ هذا الخبر اتصل بالحجاج بن يوسف لعنه اللّه من قول علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)». فقال : أمَّا رسول اللّه فما قال هذا، وأمَّا عليُّ بن أبي طالب فأنا أشك هل حكاه عن رسول اللّه، وأما علي بن الحسين فصبي مغرور، يقول الأباطيل ويغرُّ بها متَّبعوه، اطلبوا لي المختار.

أما تراها ساطعاً غُبارُها (1)***واللّه فيما يَزْعُمُونَ جارُها

فَقَدْ وَهَتْ (2) وَصُدِّعَتْ أَحْجارُها***وَنَفَرَتْ مِنْها معاً أَطيارُها

وحانَ مِنْ كَعْبَتِهِ دَمارُها***وَحُرِّقَتْ مِنْها مَعاً أشتارُها

لَمَّا عَلَاها (3) نَفْطُها ونارُها (4)

وقال الطبري (5) : قال شاعرهم : [ من الرجز ]

كَيفَ تَرَىٰ صَنِيعَ أُمِّ فَرْوَةً***تَأْخُذُهُمْ بِينَ الصَّفَا وَالمَرْوَةُ (6)

ص: 93


1- في نسختي الأصل اغبارها
2- هذا استظهار منّا، والكلمة في نسختي الأصل مشوشة، يحتمل قراءتها كذلك.
3- في نسخة (ألف): عداها.
4- راجع : الفتوح لا بن أعثم 340/6.
5- تاريخ الطبري 498/5 [ وفي طبعة الأعلمي بيروت 383/4].
6- البيتان لعمرو بن حوط السدوسي، كما في تاريخ الطبري.

أُمّ فروة: كنية المنجنيق.

وقال (1) رامياً (2) :

خَطَّارَةٌ مِثْلُ الفَنِيقِ المُزْبِدِ(3)***أَرْمِي بِها أَعْوادَها في المَسْجِدِ (4)

وكان الملعون في أول أمره معلّماً (5).

ص: 94


1- قال فى الأخبار الطوال : 314: أنّ قائل هذا الرجز هو ابن خزيمة الخثعمي، وفي أنساب الأشراف 118/7 أنّ قائله رجل من خثعم. وفيه أيضاً : 339 : وكان صاحب الرمي الزبير بن خزيمة الخثعمي من أهل فلسطين، وهو أوّل من ارتجز بهذين البيتين. أقول : ثمّ تتابع أصحاب الحجّاج بترديد هذا الرجز، ففي أكثر المصادر أن الجيش كلّه أو بعضه كان يرتجز بهذا الرجز.
2- كذا تقرأ في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف) تقرأ : راهباً.
3- في نسخة (ألف) : المرتد.
4- الرواية المشهورة في هذا البيت هي: نرمي بها أعواد هذا المسجد. وهناك رواية أخرى : نُرمي بها عُوَّاذَ هذا المسجد..
5- قال ابن قتيبة في المعارف : 548 : كان يعلم بالطائف. أقول : جاء في عيون الأخبار 228/3، عن سلم بن قتيبة، قال : عددت للحجاج أربعاً وثمانين لقمة، في كلّ لقمة رغيف من خبز المارقية [ في طبعة دار الكتب الإسلامية العلمية : خبز الماء ] فيه ملء كفّه سمك طري.. ومثله في ربيع الأبرار 738/2 عن سالم بن قتيبة.. وفيه : رغيف. وروى الزمخشري في ربيع الأبرار 721/1 - 722كيفية أخذ الحجّاج ابن الحنفية بمبايعة عبد الملك، قال : إذا اجتمع الناس عليه كنت كأحدهم ؛ قال : لا قتلنّك ! قال : أو لا تدري ؟ قال : وما لا أدري ؟ ! قال : حدثني أبي : «أنّ للّه في كلّ يوم ثلاثمائة وستين لحظة، له في كلّ لحظة ثلاثمائة وستون قضية».. فلعله يكفينك في قضية من قضاياه.. فارتعد الحجّاج وانتفض، وقال : لقد لحظك اللّه فاذهب حيث شئت. ثم قال : فكتب الحجّاج بحديثه إلى عبد الملك، ووافق ذلك كتاب ملك الروم إليه يتهدده، فكتب عبد الملك إلى قيصر بحديث محمّد، فكتب إليه قيصر : هيهات.. هيهات ؛ هذا كلام ما أنت بأبي عذره، هذا كلام لم يخرج إلّا من نبي أو من أهل بيت نبوة. وفي ربيع الأبرار 644/1: رأى الحجّاج لحناً في كتاب كاتبه فأمر بقطع إصبعه...هذا ؛ وقد أدرج العلامة الأميني (رَحمهُ اللّه) في الغدير 52/10 جملة من فضائح الرجل، وقال : دع هذه كلها وخذ ما أخرجه الترمذي وابن عساكر من طريق هشام بن حسان أنّه قال : أحصي ما قتل الحجّاج صبراً فوجد مائة ألف وعشرون ألفاً، ووجد في سجنه ثمانون ألفاً محبوسون، منهم ثلاثون ألف امرأة، وكانت هذه المجزرة الكبرى والسجن العام بين يدي ابن عمر ينظر إليهما من كتب، أدرك أيام الحجّاج كلها، ومات وهو حيّ يذبح ويفتك.. !

قال مالك بن الريب المازني (1) (شعر) : [من الطويل ]

فَلولا بَنُو مَرْوانَ كان ابنُ يُوسُف***كَما كَانَ عَبْداً مِنْ عَبِيدِ إيادِ (2)

ص: 95


1- انظر : ديوان مالك بن الريب (القسم الثاني من الأشعار المنسوبة إليه) : 1 - 2.
2- قال المرزوقي في شرح ديوان الحماسة : 482 شارحاً لهذا البيت : بقوله : لولا تقدّم الحجاج ببني مروان، واستعمالهم إيّاه، وجذبهم بضبعه، ورفعهم خسیسته، وإيطاؤهم الناس عقبه ؛ لكان حديثاً كما كان قديماً - ذليلاً مهيناً حقيراً، قَمِيّاً بين أمثال له من إياد. وكذا انظر : شرح ديوان الحماسة للخطيب التبريزي،466/1، ونسبها إلى الفرزدق.

زَمانَ هُوَ العَبْدُ المُق بذلة***يُراوح صبيانَ القُرَى (1) ويُغادِي (2)

شعر آخر (3) : [ من المتقارب ]

كُلَيْبٌ (4) تَمَكَّنَ مِنْ أَرْضِكُمْ***وَقَدْ كَانَ فِينَا صَغِيرَ الخَطَرْ (5)

ص: 96


1- كذا في المصدر، وفي نسختي الأصل : القُرادي.
2- سلف منا قريباً قول الفرزدق أو مالك بن الريب، وهو الأظهر : [ من الطويل ] فماذا عَسَى الحجّاج يبلغ جهدُهُ***إذا نحن جاوَزْنَا حَفِيرَ زِيَادِ راجع عنه : المعارف لابن قتيبة : 548، والشعر والشعراء 342/1، وعيون الأخبار 341/1، والعقد الفريد 275/5، وشذرات الذهب 107/2.. وغيرها.
3- زيدت كلمة (آخر) في نسخة (ألف)، ولم ترد في نسخة (ب).
4- كان الحجّاج يلقب ب- : كُليب. قال ابن قتيبة فى المعارف : 548 : واسمه كليب.
5- وقد ورد البيت في بعض المصادر، ونُسِبَ إلى شاعر مجهول، فانظر : مرآة الزمان 63/10، المقفى الكبير 142/3، الكامل للمبرد 79/2.

آخر: [ من المتقارب ]

أَيَنْسَى (1) كُلَيْبٌ زَمانَ الهُزالِ***وتَعْلِيمَهُ سُورَةَ الكَوْثَرِ (2) ؟!

الآخر (3) [ من الطويل ]

وماذا عَسَى الحجّاج يَبْلُغُ جُهْدُهُ***إذا نَحْنُ خَلَّفْنا (4) حُفَيرَ زِيادٍ

قباسْتِ بَني (5) الحجّاج وَاسْتِ عَجُوزِهِ***عُتَيدُ بُهم يَرْتَعِي. هْمٍ يَرْتَعِي بِوِهاد (6)

ص: 97


1- في نسختي الأصل : لينسى.
2- جاء البيت في كتاب المعارف لابن قتيبة : 548، ولم ينسبه لشاعر، وقد نص على أنّه في الحجاج. قال ابن أبي الحديد في شرحه 198/20 : قال شاعر يهجو الحجّاج بن يوسف : أينسى.. وذكر معه بيتاً آخر. وقال الزمخشري في ربيع الأبرار 245/3 : قال من هجا الحجّاج : أينسى..
3- وهو مالك بن الريب المازني السالف، انظر : ديوانه (القسم الثاني من الأشعار المنسوبة إليه) : 1، وقد تقدّم أنّ البيت الأوّل من هذين البيتين ينسب للفرزدق ولمالك بن الريب. راجع : عيون الأخبار لابن قتيبة 341/1.
4- في بعض المصادر: جاوزنا.
5- في ديوان مالك والعيون: أبي، بدلاً من بني، وفي نسخة (ألف) : بين.
6- عجز البيت مشوش في نسختي الأصل، يقرأ هكذا: عبيد بهم يرعى بزهاد. قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 256/60 (باب 3) حديث 124: ومنه، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : سمعته يقول: «كان الحجّاج ابن شيطانٍ يباضع ذي الردهة». ثمَّ قال : «إنَّ يوسف دخل على أُمّ الحجّاج فأراد أن يصيبها، فقالت : أليس إنّما عهدك بذلك السَّاعة ؟ ! فأمسك عنها، فولدت الحجاج». بيان : يباضع.. أي يجامع، وذي الردهة نعت أو عطف بيان للشيطان إن لم يكن في الكلام تصحيف. قال في النهاية، في حديث عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنّه ذكر ذا التَّديَّة فقال : «شيطان الردهة». والردهة.. النقرة في الجبل، يستنقع فيها الماء، وقيل : الردهة قلة الرابية، وفي حديثه : «وأما شيطان الردهة فقد كفيته سمعت لها وجيب قلبه». قيل : أراد به معاوية لما انهزم أهل الشام يوم صفّين وأخلد إلى المحاكمة.. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 184/13 : وقال قوم: شيطان الردهة أحد الأبالسة المردة من أعوان عدو اللّه إبليس، ورووا في ذلك خبراً عن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأنه كان يتعوّذ منه.. وهذا مثل قوله : هذا أزب العقبة.. أي شيطانها، ولعلّ أزب العقبة هو : شيطان الردهة بعينه.. وقال قوم: إنّه عفريت مارد يتصوّر في صورة حية ويكون في الردهة. روى القطب الراوندي (رَحمهُ اللّه) في الخرائج والجرائح 256/1 [ وفي طبعة: 228] حديث 2، وعنه حكاه العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 28/46 - 29 (باب 3) حديث 19 : أنَّ الحجّاج بن يوسف كتب إلى عبد الملك بن مروان: إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين [ (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)]، فكتب عبد الملك إليه : أمَّا بعد ؛ فجنّبني دماء بني هاشم واحقنها، فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولعوا فيها لم يلبثوا إلى أن أزال اللّه الملك عنهم، وبعث بالكتاب سراً أيضاً. فكتب علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) إلى عبد الملك من [في ] السَّاعة التي أنفذ فيها الكتاب إلى الحجّاج : «وقفت على ما كتبت في حقن دماء بني هاشم، وقد شكر اللّه لك ذلك، و ثبّت [ لك ] ملكك، وزاد في عمرك»، وبعث به مع غلام له بتاريخ الساعة التي أنفذ فيها عبد الملك كتابه إلى الحجاج، فلما قدم الغلام أوصل الكتاب إليه، فنظر عبد الملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقاً لتاريخ كتابه، فلم يشكّ في صدق زين العابدين، ففرح بذلك وبعث إليه بوقر دنانير، وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج أهل بيته ومواليه، وكان في كتابه (عَلَيهِ السَّلَامُ): «أنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أتاني في النوم فعرفني ما كتبت به إليك وما شكر من ذلك». قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 115/46 (باب 8، أحوال أهل زمانه من الخلفاء وغيرهم وما جرى بينه (عَلَيهِ السَّلَامُ) وبينهم) حديث 1، عن الروضة من الكافي الشريف 222/8 – 223 حدیث 8 مسنداً عن أبان بن تغلب قال : لما هدم الحجّاج الكعبة فرَّق النَّاس ترابها، فلما صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حيَّةً، فمنعت النَّاس البناء حتّى هربوا، فأتوا الحجاج، فخاف أن يكون قد منع بناءها، فصعد المنبر، ثمَّ نشد الناس، وقال : رحم اللّه عبداً عنده ممَّا ابتلينا به علم لما أخبرنا به، قال : فقام إليه شيخ فقال : إن يكن عند أحدٍ علمٌ فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها، ثمَّ مضى. فقال الحجّاج : من هو ؟ فقال : علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ). فقال : معدن ذلك.. فبعث إلى عليّ بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، فأتاه فأخبره بما كان من منع اللّه إيَّاه البناء. فقال له علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) :«يا حجَّاج ! عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل فألقيته في الطَّريق، وانتهبته كأنَّك ترى أنّه تراتُ لك، اصعد المنبر وأنشد النَّاس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئاً إلّا ردَّه». قال : ففعل وأنشد النَّاس أن لا يبقى منهم أحدٌ عنده شيء إلّا ردَّه. قال : فردُّوه، فلما رأى جمع التُّراب، أتى علي بن الحسين صلوات اللّه عليه فوضع الأساس، وأمرهم أن يحفروا. قال : فتغيَّبت عنهم الحيَّة، فحفروا حتّى انتهوا إلى موضع القواعد، قال لهم علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): «تنحَّوا»، فتنحوا، فدنا منها فغطَّاها بثوبه، ثم بكى، ثمَّ غطّاها بالتُّراب بيد نفسه، ثم دعا الفعلة فقال : «ضعوا بناءكم». قال : فوضعوا البناء فلما ارتفعت حيطانها.. أمر بالتراب فألقي في جوفه، فلذلك صار البيت مرتفعاً يصعد إليه بالدَّرج.

ص: 98

ص: 99

ص: 100

[ تتمة القسم الثالث ]

[في معايب الخاذلين

وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء]

[ باب ]

جماعة جاهر وا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)]

[فصل 4]

[ جامع ذلك.. ؟ ! ]

ص: 101

ص: 102

فصل جامع ذلك

فصل جامع ذلك (1)

قال الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في سورة البقرة : (الم..) (2) «اسم من أسماء اللّه.. ثم أربع «آيات في نعت المؤمنين.. وآيتان في نعت الكافرين.. وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين» (3).

وعنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله: ﴿وَكَذلِكَ فَتَنا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ..) (4) الآية : «نزلت في الأوّل والثاني وجماعة من قريش، قالوا : لم يكن أحد

ص: 103


1- الكلام جاء في الخطيتين مدموجاً مع بعضه، إلا أنه يستحق الفصل والعزل أولاً، وليس محله هنا قطعاً ثانياً ؛ لاختلافه موضوعاً ومعنوناً مع ما سلف..
2- سورة البقرة (2): 1.
3- رواه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 82/3 [ طبعة قم، وفي طبعة 279/2]، وعنه في بحار الأنوار 384/92 (باب 127) حديث 24، وفي تفسير مجاهد 69/1: من أول البقرة أربع آيات في نعت المؤمنين وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين. وانظر : تفسير الثوري : 41، وتفسير الطبري 152/1.. وغيرهما.
4- سورة الأنعام (6) : 53.

يستصفي (1) محمّداً [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] إلا علياً [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] : لا مال له ولا ظهر ولا سعة، ولم يجد في قريش غيره».

أبو حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ..) الآية، قالوا : (آمنًا) قوله : (إِنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ﴾ (2) : «الكفر في باطن (3) القرآن : ولاية الجبت والطاغوت وهامان (4)، واتِّباعُهُمْ وهو الكفر، وأما الإيمان ؛ فإنّ الإيمان ولاية علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)(5) وهو الإيمان : سماه اللّه الإيمان فقال : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ (6)، وقال اللّه : ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ﴾ على ذلك يعني

ص: 104


1- في نسختي الأصل : يستصغي.
2- سورة التوبة (9): 23.
3- في نسختي الأصل : ناطق، والمثبت عن تفسير العياشي.
4- في تفسير العياشي : ولاية الأول والثاني.
5- روى المصنّف (رَحمهُ اللّه) هذا المقدار في المناقب 94/3 [ طبعة قم، وفي طبعة 290/2]، وعنه في بحار الأنوار 340/35 (باب 13) حديث 11. وجاء إلى هنا في تفسير العياشي 84/2 (سورة البراءة) حديث 36، وعنه في بحار الأنوار 230/30 (باب 20) حدیث 93، ثم قال : ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فأولئكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
6- سورة المائدة (5) : 5. ولاحظ ما جاء في تفسير الآية في بصائر الدرجات: 97، روضة الواعظين : 106، تفسير العياشي 297/1 حديث 44، تفسیر فرات : 121 حدیث 128 و 129، وتفسير البرهان 111/2.. وغيرها.

فلان وفلان : (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)» (1).

الحميري (2): [ من الوافر ]

فَنَحْنُ بِسُوءٍ رَأْيهما (3) نُعادِي***بَنِي تَيْمِ وَلَا نَهْوَى عَدِيَّا (4)

أَلا لَعَنَ الإِلهُ بُنَيَّ (5) أَرْوَى***وَفَعْلَةَ (6) والفُعَيْلَ الْأَخْسَرِيا (7)

ص: 105


1- سورة التوبة (9): 23.
2- سقطت كلمة (الحميري) في نسخة (ألف). هذه الأبيات كغالب ما ورد للسيد (رَحمهُ اللّه) من شعر وقصائد في هذه المجموعة - لم ترد في ديوانه الذي جمع له عدا البيت الأول، ولعلّ في موسوعتنا هذه أكثر من سبعمائة بيت له (رَحمهُ اللّه) لم نجد لها مصدراً ناقلاً.)
3- في نسختي الأصل بسورايهما.
4- هذا البيت جاء في ديوان السيد الحميري : 459، وجاء في المناقب للمصنّف 38/3 [طبعة قم، وفي طبعة 2392]، وقبله خمسة أبيات.
5- بني : تصغير (ابن)، وبُنَيَّ أروى هو عثمان ؛ فإنّ أُمته هي أروي بنت كريز، والتصغير هنا للتحقير، ولعلّها مصحفة عن (بَغِيّ).
6- لقد تفرّد الشاعر طاب ثراه - حسب علمنا - في إطلاق هذه التكنية على طلحة، ولا نعرف من تابعه عليه، وقد سلفت في ديباجة هذا الكتاب الإشارة إليه، وغالباً ما أردف المؤلف (رَحمهُ اللّه) بقوله : فعيل تكنية عن صاحبه الزبير، ولم يصرح بذلك في مدخل كتابه. وراجع : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 89/3 - 91.
7- عجز البيت مطموس كلاً في نسخة (ب)، ويقرأ في (ألف) : الخيبريا - بدون تنقيط.

وسَعْداً وابنَ سَعْدٍ وابنَ قَيْسٍ***أَبا مُوسَى اللَّعِينَ (1) الأَشْعَرِيا

وعَمْراً وابنَ عَمْرِهِ إِنَّ عَمْراً***قَدِيماً كانَ مَعْمُوراً دَعِيّا

وله : [ من الوافر ]

وَقَرْمان (2) قَتِيلُ بَنِي أَبِيهِ***قَتِيل لا يُجارُ ولا يُثاب

لَقَدْ فَتَحَ الضَّلالَ لِسَدِّ بابٍ***مِنَ الإِيْمَانِ يَتْبَعُ ذاكَ باب

فَلا سُقِيَتْ قُبُورُ بَنِي أُمَيٌّ***وَلَا زَالَتْ تَنُوبُهُمُ (3) الكِلابُ

ولا زالَ العَذابُ يُرَى عَلَيْهِمْ***طَوالَ الدَّهْرِ ما بَقِيَ العَذابُ (4)

وله (5) : [ من الطويل ]

وَلَقَدْ نَصَرَ اللّه النَّبيّ محمّداً***بغَيْرِ ابْنِ خَطَّابِ وغَيْرِ أَبي بَكْرِ

ص: 106


1- هنا في نسختي الأصل (واو).
2- يعني : عثمان.
3- كذا ؛ والكلمة مشوّشة تقرأ : بنو تيم.. أو غير ذلك، وما هنا استظهار منا.
4- هذه الأبيات متمّمة للأبيات التي مرّت فيما يخص عبد الرحمن بن عوف من فصل (في قوم ماتوا قبل أميرالمؤمنين)، مطلعها : [من الوافر ] فلا أَنسَى خيانَتكَ ابنَ عَوْفٍ***طوال الدهر............. فإنّ هذه الأبيات كلها من قصيدة واحدة، ولا نعرف لها مصدراً غير كتابنا هذا.
5- هذه الأبيات كالتي سلفت وتأتي - لم نجدها فيما جمع للسيد الحميري له من أبيات في ديوانه المطبوع، فراجع.

وغَيْرِ ابنِ عَوَّامٍ فُعَيْل (1) وخالِدٍ***وغَيْرِ ابْنِ عَفَّانَ ابْنِ أَزْوَىٰ أَبِي عَمْرِو

وغَيْرِ مُقَوِّي النَّكْتِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ***ببيْعَتِهِ بَعْدَ الرَّشادِ إلى الخُسْر

وغَيْرِ ابْنِ عَوْفٍ صَاحِبِ البَيْعَةِ التي***رماها إِلى أَهْلِ الخِيانَةِ والكُفْرِ

وغير (2)ابن عاصي اللّه عَمْرو وخالد***وغَيْرِ ابْنِ هِنْدِ وَابْنِهِ وَأَبِي فِهْرِ

وله : [من الوافر ]

وإِسْمَاعِيلُ(3) يَبْرَأُ مِنْ قَتِيع (4)***وَيَشْهَدُ أَنَّهُ لِلنَّارِ صَالِ

ص: 107


1- يعني : الزبير بن عوام، وقد تقرأ في نسختي الأصل : نغيل، أو غير ذلك.
2- قيل كما في الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي : 114 - إنّه لصّ كان بشنست، يعني بعض قرى الري، قيل لجرير تروي عن بعض اللصوص ! قال : نعم ؛ كان مع بعض السلاطين !! وعدّه ابن حجر في لسان الميزان 93/7 فيمن لا يعرف اسمه. وقد يطلق عليه : أبو فقير.
3- يعني نفسه رضوان اللّه عليه.
4- كذا؛ والظاهر : قيتع، معكوس : عتيق، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : قنيع.

وَمِنْ زُفَرٍ وقُرْمانَ ابن أَرْوَى (1)***وَمِنْ قَوَّادِ أَجيادِ (2) الجبال

وَعَمْرُو وَابْنِ هِنْدٍ وابْنِ عَوْفٍ***وَمَنْ والاهُمُ أُخْرَى الليالي (3)

وَفَعْلَةَ والفُعَيْل (4) وَابْنِ سَعْدٍ***لدَيْهِ ولِرَهْطِهِ تَأْثِيرُ (5) حال (6)

وَهَصْفَحَ (7) والَّتِي جَاءَتْ لِحَرْبِ***تُسعِّرُها عَلَى الجَمَل الجَلالِ (8)

ص: 108


1- أي.. من عمر وعثمان.
2- في نسخة (ألف) : أحباد الجمال، وفي نسخة (ب): أخباد الجمال. ويراد من : قَوَّاد أجياد.. هو أبو سفيان ؛ لأنّ هنداً كانت تزني وترمي نغولها في منطقة أجياد، وهي في جبال مكة، ولذلك قال حسان في هند : [من البسيط ] لمَنْ سَواقِطُ صِبيانٍ منبذَّةٍ***باتت تَفَجَّصُ في بطحاء أجيادِ
3- كناية عن آخر الدهر.
4- فعلة والفعيل : طلحة والزبير. راجع عنهما: الأسرار 89/3 - 90، و 91/3.
5- في نسخة (ألف) : ولرهطه تأثر، والصواب لديه ورهطه، ليستقيم الوزن، والمعنى أن لعمر بن سعد ورهطه تأثير حال بقتلهم الحسين [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] وأهله وصحبه في كربلاء.
6- الكلمتان مشوشتان غیر منقوطتين، ويحتمل غير ما أثبت.
7- هي كلمة مقلوبة ل- : حفصة بنت عمر بن الخطّاب.
8- الجلال : الكبير الحجم، وصف بالمصدر. وبالضم بمعنى العظم، كما في لسان العرب 118/11، وبمعنى العظمة، كما في مجمع البحرين 339/5.

لِتَنْقُضَ بَيْعَةً وتُجِدَّ أُخْرَى***مُشَمَّرَةٌ تَحُضُ عَلى القِتالِ

وله (شعر) (1): [من الهزج ]

فَأَمَّا ابْنُ [أَبِي ] وَقَا***صَ وَالطَّاغُوتُ نُعْمَانُ

وَعَمْرُو وَابْنُ هِنْدِ***وَ أَبُو مُوسَى وَمَرْوانُ

وقابيلُ وَنَمْرُودٌ***وَفِرعَونُ وَهامَانُ

وَذُو الإِصْبَعِ والعاتِي اب-***-نُ عَوَّامٍ فاثنان(2)

هُمُ عابوا عليّاً و***هُم أَعْدَاهُ مُذْ كانُوا

عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الرَّحْما***ن والرَّحْمَنُ لَعَانُ

لمَنْ يَكْفُرُ والبُغْضُ***لأهْلِ البَيْتِ كُفْرانُ

وَحُبُّ ابن أبي طال***بَ لِلمَرعُوسِ (3) إيمانُ

ص: 109


1- الظاهر من هذه الأبيات أنّها من جملة قصيدته المعروفة التي مطلعها : [من الهزج ] شجاك الحَيُّ إذ بانوا***فدَمْعُ العَينِ هَتّانُ
2- كذا ؛ والظاهر : فأسنانُ ؛ أي سواسية كأسنان المشط، كلّهم سواء في البغض والنصب والكفر، أو هي (فاثنان) ؛ فيكون في البيت إقواء.
3- المرعوس : الشديد الاضطراب والجبان، فكأن الشاعر وصف نفسه بذلك، وتقرأ الكلمة في نسختي الأصل : المرعوس، والصحيح ما أثبتنا.

وله (1) : [ من الخفيف ]

أنا (2) عَبْدٌ لِأَحْمَدٍ وعَلِيٌّ***فَاذْهَبَا أَيْنَ شِئْتُمَا وَاتْرُكَانِي

إِنَّ ديني دِينُ الإِلهِ لأنِّي***رافضي للطَّاغُوتِ (3) والأَوْثَانِ

وَرَفَضْتُ الأَوْتَانَ عَنِّي لأني***عارف بالأنصابِ والأَوْثانِ

حَبْتَراً لا أُحِبُّ وابْنَ صُهاكٍ***وَابْنَ فَوْعِ (4) وَالرِّجْسَ مِن نُعْمَانِ

ثُمَّ سَعْداً وَبَعْدَهُ طَلْحَةَ الأَكْ-***-وع ذا [ك] الكَبِيرُ بِالبُهْتَانِ

والَّذِي يُقَدِّم (5) [على] الرَّاشِدِ الغَوِ***يَّ (6) وَمَنْ كَانَ مِنْ عَدِيِّ النِّعَانِ

ابن حمّاد : [ من الوافر ]

وَلَسْتُ مُوالِياً نُعْمانَ حتّى***أَمُوتَ وَلا مُعاوِيَةَ (7) اللَّعِينا

وَ [لا ] يَهْوَى بَنِي مَرْوانَ قَلْبِي***وَلا آلَ الفُعَيْلِ النَّاكِثِينا

ص: 110


1- هذه القصيدة كالتي سبقها لم نجدها في ديوان السيد الحميري (رَحمهُ اللّه) المطبوع، ولا نعرف من رواها غير مصنفنا طاب ثراه في مصنفه هذا.
2- في نسختي الأصل : إنّ.
3- كذا ؛ وهو إمّا : رافض للطَّاغوت، أو : رافضي الطاغوت، والأوّل أصح.
4- فوع : مقلوب عوف، والمراد منه : عبد الرحمن بن عوف.
5- في نسخة (ألف) : يقيم، بدلاً من : يقدم.
6- الراشد كناية عن مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والغوي هو أبو بكر بن أبي قحافة، وأراد الشاعر هنا أن يذمّ القوم لتقديمهم أبا بكر الغوي على الإمام الراشد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
7- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، والمثبت هو الصحيح.

وَلا زُفَراً أُحِبُّ وَلا عَتيقاً***هُما صَنَمَا القُرُونِ الأَوَّلِينا

وَفَعْلَةَ والفُعَيْلَ وَإِبْنَ فَوْعٍ (1)***ولا مُتَشَيِّعَ الجَمَلَ السَّمِينا (2)

وَلا عَمْراً أُحِبُّ ولا ابْنَ قَيْسٍ***أَبا مُوسَى أُخَيَّ الأَشْعَرِينا

وله (3) : [ من مجزوء الرّمل ]

لا أُحِبُّ المُحْدِثَ الجِبْ-***-تَ إمامَ المَارِقِينا

وَمِنَ الطَّاغُوتِ أَبْرَا (4)***وَمِنَ الجِبْتِ اللَّعِينا(5)

وَفُعَيْلاً لَسْتُ أَهْوَى***وَالفُعَيْلَ النَّاكِثينا

وابن عاصي اللّه عَمْراً***وَابْنَ قَيْسِ الأَشْعَرِينا

وإلى الرَّحْمَن أَبْرًا***مِنْ طُعَاةِ المُرْجِيَّينا

أُشهدُ اللّه (6) إلهي***وَإِلهَ العَالَمِينا

أَنَّهُم ضَلُّوا وخانُوا***ثُمَّ تاهوا (7) تائهينا

ص: 111


1- (فوع) مقلوب (عوف).
2- في نسختي الأصل: متشبع الجمل الصهينا.
3- لم نجد لهذه الأبيات مصدراً، بل لكل ما أورده المصنّف (رَحمهُ اللّه) لا بن حماد.
4- مخفف : أبراً، وفي نسختى الأصل : أمرا.
5- كذا؛ وهو كما ترى، ويمكن أن يكون على القطع، فهو مفعول به لمحذوف تقديره : أعني.
6- كذا ؛ والظاهر : شهد اللّه، وفي نسختي الأصل : شهدوا اللّه.
7- كذا ؛ ولعلّها : ماتوا، أو ظلّوا.

العبدى (1): [من الوافر ]

فَلَعْنَةُ ذِي الجَلالِ عَلَى ابْن سَلْمَى (2)***وأَرْوَى (3) وابْن حَنْتَمَةَ (4) البَذِيّ (5)

وطيشة (6) واللَّذَيْنِ هُما أَضَلَّا***وباعا الحَقَّ بِالثَّمَن الدَّنِي

وَخالِهِمُ وعَمْر و (7) ذِي المخازي***وَمَرْوانِ الخَنا والأشعري

ص: 112


1- لم أجد هذه الأبيات فيما عندنا من مجاميع شعرية جامعة لشعره (رَحمهُ اللّه)، ولا ما هو متحد معها معنى، وإن كان هناك ما يتفق معها قافية.
2- ابن سلمى : هو أبو بكر، وسلمى ؛ هي أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب. لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 93/1 - 94.
3- ابن أروى هو : عثمان بن عفان.
4- كناية عن عمر بن الخطاب ؛ نسبة لأُمّه لاحظها كلاً في الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 93/1، وصفحة : 58 - 59، وصفحة : 75-76.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ في (ألف) : البرني، وفي نسخة (ب): البرتي، ولعلّها : الزني.. أو غير ذلك، وما أُثبت استظهار.
6- كناية عن عائشة بنت أبي بكر، ولعلّها : وعيشة. لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 472/2.
7- أي معاوية بن أبي سفيان خالهم، وعمرو بن العاص.

أُعادِيهِمْ وأَلْعَنُهُم جِهاراً***وَأَصْبحُ مِنْهُمُ أَبَداً بِرَيِّ (1)

الخالدي (2) في السماحة من الشريف (3) : [ من مجزوء الكامل ]

ص: 113


1- كذا؛ وفيها نوع تكلّف.
2- نسخة (ألف) هنا زيادة هما، وهي زائدة لا حاجة لها، كما أنّ (الخالدي) مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقراً : الخالدين [الخالديان]، والخالدي هو : محمّد بن نصر الخالدي الذي ترجمه ابن خلكان فى وفيات الأعيان 824، وقال عنه :.....وكان هو وابن منير - المذكور في حرف الهمزة - شاعري الشام في ذلك العصر.. وقد عبّر عن الأول في الوفيات (129/1، بأنه...وكان رافضياً كثير الهجاء.. أقول : كان هذا الرجل (رَحمهُ اللّه) من فضلاء عصره، شاعراً أديباً، يضرب به المثل في الهزل الذي يراد منه الجد.. والحق أنّ الواقعة هذه ليست للخالدي، بل لمعاصره وزميله ابن منير، وهو مهذب الدين عين الزمان أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي (473 - 548 ه-) وكان أديباً شاعراً، فاضلاً فحلاً، عالماً باللغة، حافظاً للقرآن، ترجمه كلّ من لحقه ؛ كابن خلكان في وفيات الأعيان 139/1، وفي صفحة : 129، في ترجمة : أبي الحسين أحمد بن منير العاملي الطرابلسي المعاصر له، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 146/4.. وغيرهما. قال في وفيات الأعيان 82/4[وفي طبعة دار الصادر 458/4 - 461 برقم 677]، وعنه الميرزا عبد اللّه أفندي (رَحمهُ اللّه) في رياض العلماء 69/1 - 70، في ترجمة : محمّد بن نصر الخالدي :.. كان هو وابن منير - المذكور في حرف الهمزة - شاعري الشام في ذلك العصر، وجرت بينهما وقائع وماجرايات [كذا ] وملح ونوادر، وكان ابن منير ينسب إلى التحامل على الصحابة ويميل إلى التشيع. هذا ؛ وإن أصل الواقعة كما حدثتنا المصادر - مع كلّ ما فيها من اختلاف، والكلام للميرزا عبد اللّه أفندي (رَحمهُ اللّه) في رياضه 70/1 - أن شاعرنا أرسل إلى السيد الرضي (رَحمهُ اللّه) بهدايا مع مملوكه (تتر)، وكان مشهوراً بحبّه له وتغزّله به، فأخذ الرضي الهدية والغلام، فلما رأى ابن منير ذلك، التهب أحشاؤه فكتب له هذه القصيدة الطويلة.. والغريب أنّه استفاد منها بعض العامة أنّه كان من الشيعة، فرجع عن مذهبه إلى التسنّن !! مستدلاً بهذه القصيدة، غافلاً عن الشرط والجزاء وما عطف عليه - مع معروفية الرجل بكونه ممن يضرب به المثل في الهزل الذي يراد به الجد.. أقول : ابن منير شيعي وابن شيعي، وقد كان والده منير بن أحمد ذا صوت حسن، يدور في طرابلس ويذكر آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) وينشد قصائد العَوْني رحمة اللّه عليهما. ولاحظ : أمل الآمل 35/1، النجوم الزاهرة 299/5، روضات الجنات : 72 [ الطبعة الحجرية ]، وأنوار الربيع 243/3 وفي ذيله جملة مصادر.
3- العبارة مشوشة جداً، أثبتنا في المتن ما قرأناه. قيل : المراد بالشريف هنا : السيد الرضي.. إلا أنه قد صرّح غير واحد - ومنهم سيد الأعيان تبعاً للسيد علي صدر الدين في أنوار الربيع، والشيخ يوسف البحراني في كتابه الكشكول - بأن صاحب القصة هو السيد المرتضى علم الهدى (رَحمهُ اللّه).. إلا أن السيد الأمين صرّح في أعيان الشيعة 181/3، معقباً على كلامه بأنّ المرتضى هو ليس أخا الرضي المعروف.. ويؤيّده ما جاء في نفس القصيدة من قوله : لَئِنِ الشريف الموسوي***أبو الرضا بن أبي مُضَرْ وفيه ما لا يخفى ؛ والحق أن المراد منه هنا هو السيد الحسيب، الشريف الموسوي، نقيب الأشراف، رئيس الإمامية آنذاك، السيد المرتضى علم الهدى (رَحمهُ اللّه) الذي كانت له مودة خاصة أكيدة ومراسلات مع شاعرنا الخالدي وابن منير. أقول : هذا غلط شائع، لأنّ ابن منير (ولد سنة 473 ه-، وتوفي 548 ه-)، والرحم (توفي سنة 406 ه-)، أي قبل ولادة ابن منير، وهذا مكنى ب- : أبي مضر أو ابن أبي مضر، فالقضية وقعت مع شريف آخر.

ص: 114

لَئِنِ الشَّرِيفُ مَضَى وَلَم***يُحْسِنُ (1) لِعَبْدَيهِ (2) الأَثَرُ

لَيُشارِكَنَّ بني أُميّ-***-ة فِي الضَّلَالِ المُشْتَهَرُ

ويقولُ : لَمْ يَظْلِمْ أَبُو***بَكْرٍ (3) ولم يَغْصِبْ عُمَرُ

ويَعُدُّ طَلحةَ والرُّبي-***-ر مِنَ المَيامِينِ الغُرَرُ (4)

ويرى مُعاوِيةٌ إما***ماً مَنْ يُخالِفُهُ كَفَرْ

وَيَقُولُ : إِنَّ يَزِيدَ ما***قَتَلَ الحسين ولا أَمَرْ

فَيَكُونُ في عُنُقِ الشري-***-ف دُخُولُ عَبدَيْهِ سَقَرُ (5)

ص: 115


1- في نسخة (ألف) : يحسبن.
2- في نسخة (ب) من الأصل لعبده.
3- في نسختي الأصل : ولم يقول بظلم أبي بكر.
4- الكلمتان مطموستان في نسخة (ب)، مشوشتان في (ألف).
5- العجز كلاً مطموس في نسخة (ب). وقد ذكر قصيدة على وزانها بطولها في أنوار الربيع 224/2 - 229 [ الطبعة القديمة : 358 - 360]، وعدّ من أبياتها (92) بيتاً باختلاف كبير يصعب معه القول باتحادهما، ومطلعها : [ من مجزوء الكامل ] عذبت طرفي بالسَّهَرُ***وأَذَبْتَ قلبي بالفِكَرْ وجاءت في كشكول الشيخ البحراني (رَحمهُ اللّه) 420/1 - 425 في (99) بيتاً، وذكرها في أعيان الشيعة 181/3 - 182 في (99) بيتاً أيضاً، وبينهما اختلاف كبير، وليست هذه الأبيات منها، بل لم أجد لها مصدراً فعلاً. وعدّ منها في رياض العلماء 70/1 - 71(20) بيتاً نذكرها لمعرفة مقدار الاختلاف بين الأبيات : [ من مجزوء الكامل ] المَشْعَرَيْنِ وبالصفا***والبيتِ أُقْسِمُ والحَجَر لَيْن الشَّرِيفُ المُوسَوِيُّ***أبو الرضا بن أَبِي مُضَرْ أبْدَى الجُحُودَ ولَم يَرُدَّ***عَلَيَّ مَمْلُوكِي (تَتَر) والَيْتُ آلَ أُمَيَّةَ ال-***-غرَّ المَيامِينِ الغُرَرْ ! وجَحَدْتُ بَيعَةَ حَيْدَرٍ***وَعَدَلْتُ عَنْهُ إِلَى عُمَرُ! وَبَكَيْتُ عُثمانَ الشَّهِي***دَ بُكاءَ نسوانِ الحَضَرُ وَرَثَيْتُ طلحةَ والزُّبَيْ***رَ بِكُلِّ شِعْر مُبْتَكَرْ! وأقولُ : أُمُّ المُؤمِني-***-ن عُقُوقها إحدَى الكُبَرْ ! وأَقولُ : إِنَّ إمامَكُمْ***ولَّى بصفين وفَرً! وأَقُولُ : إِنْ أَخْطَامُعا***ويَةٌ فَما أَخْطا القَدَرُ ! وأقولُ : ذَنْبُ الخارجي-***-ن عَلَىٰ عَلِيَّ مُعْتَفَرْ ! وأقولُ : إِنَّ يَزيد ما***شَرِبَ الخُمُور وما فَجَرْ ! ولِجَيْشِهِ بِالكَفْ عَنْ***أولاد فاطِمَةٍ أَمَر وغَسَلْتُ رِجْلِي ضِلَّةً***وَمَسَحْتُ خُفِّي فِي سَفَرْ وأَقُولُ في يَوْمٍ تَحا***رُلَهُ البَصائِرُ والبَصَرْ والصُّحْفُ يُنْشَرُ طيُّها***والنَّارُ تَرْمِي بالشَّرَرُ : هذا الشريفُ أَضَلَّني***بَعْدَ الهدايَةِ والنَّظَرْ مالي مُضِلُّ فِي الوَرَى***إِلَّا الشَّرِيفُ أَبُو مُضَر فَيُقَالُ: خُذْ بِيَدِ الشَّرِي***فِ فَمُسْتَقَرُّكُما سَقَرْ لوَاحَةٌ تَسْطُوفَما***تُبْقِي عَلَيْهِ ولا تَذَرْ قال في الأنوار: ومن بديع هذا النوع قول الخالديين الشاعرين - أبو بكر محمّد وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم بن سعيد بن وعلة.. وقد نسب إلى الخالدية قرية من قرى الموصل، شاعران مجيدان من خواص سيف الدولة الحمداني، توفي الأول (نحو سنة 280)، والثاني (نحو سنة 271) - شعر وكتب معاً. بل هذا ما يريده المصنّف، لا قصيدة ابن منير، ولعله مراد مصنفنا (قدّس سِرُّه)بقوله : الخالدين [ الخالديان ] هنا، ولهما في هذا الباب قصيدة ذكرها السيد علي صدر الدين بن معصوم المدني في أنوار الربيع 222/3 - 223 حيث مدحا أبا الحسن محمّد بن عمر الزيدي الحسيني، فأبطأ عليهما بالجائزة، وأراد الخروج إلى بعض الجهات فدخلا عليه وأنشداه : [ من مجزوء الكامل ] قُلْ للشَّرِيفِ المُسْتجا***ر به إِذا عُدِمَ المَطَر وابْنِ الأَئِمَّةِ مِن قُرَيْ***ش والمَيامِينِ الغُرَرُ أَقْسَمْتُ بالرَّيْحَانِ وال-***نَّعَمِ المُضاعَفِ والوَتَرْ لَئْنِ الشَّرِيفُ مَضَى وَلَمْ***يُنْعِمُ لِعَبْدَيْهِ النَّظَرْ لَنُشارِكَنَّ بني أُميّ***ة في الضَّلَالِ المُشْتَهَرْ ونَقُولُ لم يَغْصِبْ أَبو***بَكْرٍ وَلَمْ يَظْلِمُ عُمَرُ [وكَذاكَ عُثْمَانُ أَتَى***صِدْقَ الرّوايَةِ في السُّوَرُ ] وَنَرى مُعاوِيةً إما***ماً مَنْ يُخالِفُهُ كَفَرْ ونَقُولُ: إِنَّ يَزِيدَما***قَتَلَ الحُسَيْنَ ولا أَمَر [ وَنَرَى الزُّبَيْرَ وَطَلْحَةً***عَمِلا بمَصْلَحَةِ البَشَرُ ] [ فكَذاكَ عَائِشَةُ التَّقِيَّ***ةُ مَنْ يُكَفِّرُها كَفَر] وَنَعُدُّ طَلْحَةَ والزُّبَيْ***رَ مِنَ المَيامِينِ الغُرَرُ وَيَكُونُ في عُنُقِ الشَّرِي***فِ دُخُولُ عَبْدَيْهِ سَقَرْ ذكرها ابن حمدون في تذكرته 81/5 - 82، وجاء في المجدي في أنساب الطالبيين : 174 - 175 مع اختلاف و زيادة، والغدير 329/4 - 337 برقم 45، بعنوان : ابن منير الطرابلسي (ولد سنة 473، وتوفي سنة 548 ه-). فضحك من قولهما وأنجز لهما جائزتهما. ويظهر من قوله هذا أن القصيدة لهما. وجاءت الأبيات باختلاف في ديوان الخالديين المطبوع بدمشق، والأبيات المحصورة بالمعكوف منه، مع اختلاف بينها هنا وهناك مثل قولهم : [ من مجزوء الكامل ] وَنَقُولُ : إِنَّ مُعاوياً***بالشّامِ ما اخْتَارَ الغَرَرُ ويَزِيدُ ما قَتَلَ الحُسَيْ***-ن كما يُقال ولا أَمَرُ

ص: 116

ص: 117

ص: 118

ابن الحجّاج (1) : [ من مجزوء الرمل ]

لَعَنَ اللّه (2) عَلَى الأوّ***ل والثاني العُتُل

وَعَلَى الثَّالِثِ والنّا***كِثِ لِلْعَهْدِ الأَشلِّ

وَعَلَى مَنْ كانَ يَهْوا***هُمْ بِعِلْمٍ أَوْ بِجَهْلِ

أَنا إن (3) لَمْ أَشْفِ مِنْهُمْ***دَائِباً رُمْحِي وَنَصْلِي

فَهجائي فِيهِمُ يَش***فى وَذا جُهْدُ المُقِل

شاعر (4) : [ من الرجز ]

أبرا إلى اللّه تَعَالَى مِنْهُما***وَمِنْ فَتى مَسْلَمَةٍ (5) وَنَعْثَل

وَذِي الخَنا الزُّهْرِيِّ وابن ثابِتٍ***بَعْدَ الوَلِيدِ الكَاذِبِ المُحَلَّلِ

***

ص: 119


1- لم ترد هذه الأبيات فيما لدينا من معاجم شعرية، ولا أعرف لها مصدراً غير كتابنا هذا، ولعلها من متفرداته، وقد سلفت ترجمته في المقدمة، وسقط اسم الشاعر من نسخة (ألف)، وفيها : شاعر.
2- كذا ؛ ولعلّها : لعنة اللّه.
3- لا توجد : إن.. في نسخة (ألف).
4- لم ترد كلمة (شاعر) في نسخة (ألف)، وجاء بدلاً منها بياض بمقدار كلمة.
5- هو : محمّد بن مَسْلَمة الأنصاري لعنه اللّه.

ص: 120

باب في الأمراء

ص: 121

ص: 122

[ تتمة القسم الثالث ]

[ في معايب الخاذلين

وجماعة جاهر وابعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء ]

[ باب ]

[ في الأُمراء ]

[فصل 1]

[ في بني أُميّة ]

ص: 123

ص: 124

باب في الأمراء

فصل في بني أُميّة

فصل في بني أُميّة (1)

ابن عباس في قوله : (وَالشَّمْسِ وَضُخها * [ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَار إِذَا جَلاهَا ]) (2) قال : الشمس والقمر والنهار : أمير المؤمنين، والحسن، والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ): ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشها) (3) بنو أُميّة (4).

ص: 125


1- لاحظ ما قاله مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن بني أُميّة في المحاضرات 343/1، والفائق 161/2.. وغيرها، وكذا الكتاب الرائع : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 239/4 – 279.
2- سورة الشمس (91): 1-3.
3- سورة الشمس (91): 4.
4- كما جاء بألفاظ مقاربة في تفسير فرات الكوفي (رَحمهُ اللّه): 561 - 562 حديث 719، وحديث 720، وعنه في بحار الأنوار (89/16 (باب 6) حدیث 17، و 78/24 - 79 (باب 30) حدیث 20، وكذا في تأويل الآيات الظاهرة 805/2 حديث 3 [ الطبعة الأولى، وفي الطبعة الثانية،778/2]، وعنه في بحار الأنوار 72/24(باب 30) حديث 6، ومثله في كنز الفوائد : 466 و 467، وعنه في بحار الأنوار 76/24(باب 30) حديث 14. قال العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) 78/24 في بيان له : ولعلّ التعبير بالليالي عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) لبيان مغلوبتهم واختفائهم خوفاً من المخالفين. أقول : روى المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 283/1 [ طبعة قم ] عن الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) مرسلاً في قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، قال : «هو رسول الله»، ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) : «علي بن أبي طالب»، ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا» : «الحسن والحسين وآل محمّد»، قال : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ : «عتيق، وابن صهاك، وبني أُميّة، ومن تولاهم»، وعنه في بحار الأنوار 74/24 (باب 30) حدیث 8. وفي الحديث الذي بعده.. عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «ذلك أئمة الجور، الذين استبدوا بالأمر دون آل رسول، وجلسوا مجلساً كان آل الرسول أولى به منهم.. فغشوا دين اللّه بالظلم والجور، فحكى اللّه فعلهم، فقال : ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾، ومثله في تأويل الآيات الظاهرة وقد سلف. وجاء في روضة الكافي الشريف 50/8 حديث 12، وعنه في بحار الأنوار 74/24 (باب 30) حدیث 11 وراجع : شواهد التنزيل 333/2 - 334 [الطبعة الأولى، وفي الثانية 432/2] حديث 1094 و 1095.

زياد بن المنذر أبو الجارود، عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله : ﴿ضَرَبَ اللّه مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً﴾ (1) قال : «هذا مثل آل محمّد [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)]» : ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) (2) قال : «هذا مثل بني أُميّة» (3).

ص: 126


1- سورة إبراهيم (14) : 24.
2- سورة إبراهيم (14) : 26.
3- روى الشيخ علي بن إبراهيم القمّي في تفسيره 369/1 (سورة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ)) [الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 526/2 حديث 4] عن أبي الجارود، وعن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء، وبنو أمية لا يذكرون اللّه في مجلس ولا في مسجد، ولا تصعد أعمالهم إلى السماء إلا قليل منهم». وعنه في بحار الأنوار 217/9 - 218 (باب 1) ذیل حدیث 97، و 512/31 (باب 31 حدیث 7، وتفسير البرهان 298/3 حديث، ونور الثقلين 480/3 حديث 68، وكذا جاء في تفسير مجمع البيان 313/6، وعنه في بحار الأنوار 137/24 (باب 44) المدخل : قال : وروى أبو الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «إنّ هذا مثل بني أُميّة».

أبو جعفر وأبو عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قوله : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللّه..) (1) - إلى خمس آيات - : «أنّهم بنو أمية ؛ كرهوا ما أنزل اللّه تعالى في ولاية على (عَلَيهِ السَّلَامُ)(2)».

سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس : ﴿فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرَ فَلَوْ صَدَقُوا اللّه) فى إيمانهم وجهادهم بنو أُمية.. ﴿لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) (3)

ص: 127


1- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47): 9-13.
2- كما جاء مضمون ذلك في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) 308/2 [ الحروفية، وفي المحققة 983/3]. وراجع : أصول الكافي الشريف 348/1 حديث 43 [الطبعة الإسلامية 420/1 - 421 ] - وعنه في بحار الأنوار 263/30 - 264 (باب 2) حديث 128 - وأيضاً عن كنز الفوائد في بحار الأنوار 158/36 - 159 (باب 39) حدیث 138. ولاحظ : تفسير البرهان 187/4.. وغيره.
3- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47): 21. راجع : شواهد التنزيل 246/2 [ وفي الطبعة الاولى 176/2 - 177 ] حدیث 882.

من المعصية.

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) إن وليتم أمر هذه الأمة أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (1) مع أهل البيت (2) ؟ !

(أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّه فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) (3) عن الهدى.

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا * إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى) مِنَ الضلال إلى (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) (4) أمهلهم اللّه عند (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللّه سَنُطِيعُكُمْ

ص: 128


1- سوره محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47) : 22.
2- في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) 308/2 [ وفي المحققة 983/3 - 984 حديث 6]، قال : نزلت في أميّة وفي ذيلها يقول ابن الزنا لأمير المؤمنين، بعد أن أشار (عَلَيهِ السَّلَامُ) لهذه الآية : «بنو أمية أوصل للرحم منك !! ولكنّك أثبت العداوة لبني أُميّة وبني عدي وبني تيم». وعنه في بحار الأنوار 161/30 (باب 14) حديث 20. وراجع : الروضة من الكافي 103/8 حديث 76، وعنهما في تفسير البرهان 66/5 حديث، ونور الثقلين 41/7 حديث 59. قال الثعالبي في تفسيره 167/4. وقد حكى العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 537/31 (باب 31) ذیل حدیث 45 - نزلت في بني أُميّة وبني هاشم.
3- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47) : 23.
4- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47) : 24 - 25.

فِي بَعْضِ الأَمْرِ) (1) نقول إظهاراً : كلمتي الشهادتين (وَاللّه يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) (2).

فقال بنو أُمية لبني المغيرة : إذا ولينا الأمر شركناكم فيه ﴿فَكَيفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ (3) بأسواط (4) من النار (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا ﴿مَا أَسْخَطَ اللّه) في قتلهم أهل بيت النَّبيّ (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وقتالهم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ) طاعة اللّه، وطاعة رسوله، وطاعة وليه (فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ (5) ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِ فَنَّهُمْ فِي لحن القَوْل) (6).

أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فى قوله : (كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا

ص: 129


1- جاء في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) 308/2 [المحققه 984/3 ضمن حدیث 7] هنا : قال : «دعوا بني أُميّة إلى ميثاقهم ألا يصيّروا لنا الأمر بعد النَّبيّ بعد النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ولا يعطونا من الخمس شيئاً..». ورواه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 162/30 (باب 20) حدیث 22 عنه، وجاء في تفسير البرهان للبحراني (رَحمهُ اللّه) 68/5 حديث 2، وتفسير نور الثقلين للحويزي (رَحمهُ اللّه) 44/7 حديث 68.. وغيرهما.
2- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47) : 26.
3- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47): 27.
4- في نسختي الأصل : بأشواط، ولعلّها : بشواظ.
5- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47) : 28.
6- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47) : 30.

أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (1) : «يعنى بني أُميّة الذين كفروا» (2).

أبو حمزة ؛ عن السجاد والباقر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في قوله : ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِنْدَ اللّه﴾ (3) قالا : «بنو أمية، وبنو عبد الدار» (4).

نباتة وربيعة بن ناجد ؛ عن على (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال : «سورة محمّد آية فينا الأصبغ بن وآية في بني أُميّة»(5).

ص: 130


1- سورة يونس (10): 33.
2- قال في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) 255/2 (سورة المؤمن) ذيل قوله سبحانه: ﴿وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةٌ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ [سورة غافر (40) : 6] يعني بني أُميّة، وعنه في بحار الأنوار 210/24 (باب 53) حدیث 8، و 515/31 (باب 31) حدیث 12، وقريب في كنز جامع الفوائد : 277 [ الطبعة الحجرية ]، وعنه في بحار الأنوار 363/23 (باب 17) حديث 23، ومثله في تأويل الآيات الظاهرة 517/2.
3- سورة الأنفال (8) : 22 و 55.
4- لم أجد ما ذكره (قدّس سِرُّه) ذيل الآية الكريمة ولعلّه اشتبه وخلط مع الآية السابقة، وجاء في تفسير العياشي (رَحمهُ اللّه) 65/2 حدیث 72 ذيل الآية الكريمة عن الإمام الباقر (رَحمهُ اللّه) قال : «نزلت في بني أُميّة، هم شر خلق اللّه، الذين كفروا في بطن القرآن وهم الذين لا يؤمنون»، ومثله في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) 279/1 [ الطبعة الحروفية، وفي المحققة 398/1 حديث 1]، وعنه في بحار الأنوار 512/31 (باب 31) حديث 5، تفسير البرهان 90/2، تفسير الصافي 684/1.
5- في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) 301/2 [ الطبعة الحروفية، وفي المحققة 976/3 - 978] حديث 2، عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «في سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) آية 2 فينا وآية في أعدائنا»، والحديث نفسه رواه السيد الأسترآبادي (رَحمهُ اللّه) في تأويل الآيات الظاهرة 582/2 - 583 [ وفي طبعة 567/2] حديث 2 عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : «سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) آية فينا وآية في بني أُميّة»، وعنه كنز جامع الفوائد : 302، في بحار الأنوار 384/23 باب 21) حديث،84، ومثله عنه في تفسير البرهان 180/4 حديث 5. وقبله حديث 4، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال : «من أراد أن يعلم فضلنا على عدوّنا فليقرأ هذه السورة.. فينا آية وفيهم آية أُخرى..». وراجع عنه في بحار الأنوار 86/36 - 88 (باب 39) حديث 14، وتفسير البرهان 180/4 - 181 حدیث 1. ولاحظ : شواهد التنزيل 240/2 - 241 [ 171/2 - 172 ] حدیث 876 و 878.

أبو الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: «الشجرة الملعونة في القرآن بنو أُميّة» (1).

ص: 131


1- الحديث هذا مستفيض لفظاً، متواتر معناً، فقد جاء في تفسير العياشي 297/2 - 298 حديث 93، وحديث،95، وعنه في تفسير البرهان 424/2 - 425، وتفسير الصافي 975/1 – 976. وفي الحديث 94 من تفسير العياشي 297/2، قول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لعمر : «يا أبا حفص ! ألا أُخبرك بما نزل في بني أُميّة ؟ قال : بلى. قال : «فإنّه نزل فيهم : «وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ..»، قال فغضب عمر وقال : كذبت ! ! بنو أمية خير منك وأوصل للرحم !! ومثله عنه في تفسير البرهان 424/2 - 425 وتفسير الصافي 975/1.. وغيرهما، ولا أعلّق على الحديث بعد صدوره من أولاد الزنا. وراجع : تفسير القمي 21/2 [الطبعة الحروفية، وفي المحققة 587/2] (سورة بني إسرائيل)، وفي 2/ 380 [ الطبعة الحروفية، وفي المحققة 1090/3 - 1091] حديث 2 (سورة القلم)، وتأويل الآيات الظاهرة 275/1 (سورة الإسراء)، ومثله فى المناقب لابن شهر آشوب،280/1، والصراط المستقيم 196/1.. وغيرها، كما وإن للحديث مصادر جمّة. ولاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 219/9، و 171/15.. وغيرهما. قال الطبرسي (رَحمهُ اللّه) في مجمع البيان 424/6، وعنه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 119/9 - 120 (باب 1) مدخل الباب : وقالوا على هذا التأويل : إنّ الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو أمية أخبره اللّه تعالى بتغلبهم على مقامه وقتلهم ذريته. وقيل : إنّ الشجرة المعلونة هي شجرة الزقوم - وإنّما سمّيت : فتنة ؛ لأن المشركين قالوا : إنّ النار تحرق الشجر، فكيف تنبت الشجرة في النار، وصدق به المؤمنون. روى العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 207/33 (باب 18) ذیل حدیث 492، في بيان عداوة بني أُميّة لآل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ).. إلى أن قال : ثمّ أنزل اللّه تعالى كتاباً فيما أنزله على رسوله يذكر فيه شأنهم وهو قوله : ﴿الشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ﴾ [الإسراء (17): 60]، ولا خلاف بين أحد أنّه تعالى أراد بها بين أُمّته، ولاحظ صفحة : 249، وصفحة : 266 في ذلك. وفي احتجاج الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) على مروان في مجلس معاوية.. كما في الاحتجاج : 143 [279/1]، وعنه في بحار الأنوار 86/44(باب 20) ذیل حدیث 1:.. وصدق له وصدق رسوله يقول : ﴿وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ..) وأنت يا مروان ! وذريتك الشجرة الملعونة في القرآن عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)..». ولاحظ بيان العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 351/58 (باب 13). وروی الخطيب البغدادي في تاريخه 343/3 مسنداً.. عن ابن عباس قال : إنّ النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيتهم، فعرف الغضب وجهه، ثم قرأ : ﴿وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ) فقيل له : أي الشجر هي يا رسول اللّه حتّى نجتتها خ. ل : نجتنبها ] ؟ فقال : «ليست بشجرة نبات، إنّما هم بنو فلان، إذا ملكوا جاروا، وإذا ائتمنوا خانوا».

ص: 132

أبو الورد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): (فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ) (1) قال : «إذا نزل العذاب ببني أُميّة» (2).

في تاريخ بغداد(3) :.. عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن [ابن ] أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف، قال : قال عمر بن الخطاب : أما علمت أننا كنا نقرأ : ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللّه حَقَّ جِهادِهِ﴾ (4)

ص: 133


1- سورة الصافات (37): 177.
2- كما في تفسير القمي 227/2 [ الحروفية، وفي المحققة 873/3 ذيل حديث 10]، وفيه زادة : «وأشياعهم في آخر الزمان»، وعنه في بحار الأنوار 232/9 (باب 1) ذيل حدیث 124، و 56/53 (باب 29) حدیث 35.
3- قال الخطيب في تاريخه 408/14 في ترجمة أبي عثمان البغدادي برقم 7734 مسنداً.. قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف : ألم يكن فيما يقرأ : قاتلوا في اللّه في آخر مرة، كما قاتلتم فيه أول مرة ؟ قال : متى ذاك ؟ قال : إذا كانت بنو أمية الأمراء. وبنو مخزوم الوزراء. ومثله بألفاظ مقاربة جاء في تاريخ مدينة دمشق 28/74.
4- سورة الحج (22): 78.

آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله ؟ ! فقال : ومتى ذاك ؟ قال : إذا كانت بنو أمية الأمراء، وبنو المغيرة الوزراء (1).

وفي رواية : وبنو مخزوم الوزراء.

هبيرة بن مريم والسدي : أنّه كان ] يسأل ابن الكواء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّه كُفْراً..) (2) قال : «الأفجران من قريش : بنو أُميّة، وبنو المغيرة، فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين، وأما بنو المغيرة ؛ فكفيتموهم يوم بدر» (3).

ص: 134


1- وفي ربيع الأبرار 421/3 عن الجاحظ قال : المذكورون بالكبر من قريش : بنو مخزوم وبنو أمية... ثم قال : وأما بنو مخزوم وبنو أُميّة وبنو جعفر بن كلاب واختصاصهم بالتيه ؛ فإنّه أبطرهم ما وجدوه في أنفسهم في الفضيلة، ولو كان في قوى عقولهم فضل على قوى دواعي الحمية فيهم، لكانوا كبني هاشم في تواضعهم وإنصافهم لما دونهم..
2- سورة إبراهيم (14) : 28.
3- قد ورد الخبر بهذا المضمون وبألفاظ مقاربة في مصادر عدة؛ راجع منها : تفسير سفيان الثوري : 157، وتفسير عبد الرزاق الصنعاني 241/2 - 242، وتفسير الثعلبي 319/5، وتفسير البغوي،35/3، وكذا ما جاء في المستدرك على الصحيحين 383/2 حديث 3343، وكنز العمال 188/2.. وغيرهما. وقريب منه ما رواه السيد أحمد بن طاوس (رَحمهُ اللّه) في كتابه عين العبرة : 49.. عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) : إنّه خطب الناس فسأله رجل عن : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّه كُفْراً) [سورة إبراهيم (14) : 28]، فقال : «هما الأفجران من قريش ؛ بنو المغيرة وبنو امية، فأما بنو المغيرة فأهلكهم اللّه يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين». وفي تفسير العياشي 230/2 حدیث 27 و 28، عن ابن عباس، أنه قال لعمر، عن هذه الآية : هما الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك ؛ فأما أخوالي، فاستأصلهم اللّه يوم بدر، وأما أعمامك، فأملى اللّه لهم إلى حين.. وجاء في تفسير البرهان 316/2 - 317، والحديث الذي بعده (28) عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : «هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة». راجع : تفسير الطبري 6/16، وتفسير ابن أبي حاتم 2247/7.. وغيرهما. ولاحظ : تفسير القمي : 347 [ الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 371/1، وفي الطبعة المحققة 528/2 - 529] بتقديم وتأخير واختلاف قليل، والزيادة «فأما بنو أُمية..» فقد جاءت في بحار الأنوار 113/9 (باب 1) المدخل، ولاحظ منه 283/40 - 284 حديث 45، عن كتاب صفوة الأخبار. لاحظ : الأسرار فيما كنى وعرف به الأشرار 312/1.

وقد ذكره الواحدي(1)، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان، عن منصور، عن مجاهد في التفسير.

وقال سفيان الثوري : قال لى المنصور : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّه كُفْراً) (2)..

قال : هم بنو المغيرة وبنو أُميّة، جعلوا العنب خمراً (3).

ص: 135


1- التفسير الوسيط للواحدي 31/3 حديث 501.
2- سورة إبراهيم (14) : 28.
3- لم نعثر عليه في المصادر التي بأيدينا.

وروي عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «أنّهم بنو أُمية» (1).

عباية بن ربعي عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)(2) أنه قرأ : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) (3) بضم التاء، قال : «نزلت في بني أُميّة».

الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)(4) : في قوله : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ» «في علي،

ص: 136


1- كما رواه الشيخ الكليني (رَحمهُ اللّه) في الروضة من الكافي 103/8 حديث 76 و 77. وراجع الروايات في تفسير العياشي 229/2 حديث 22، و 23، و 25، و 27، و تفسير فرات : 221 حديث 296، وتفسير القمي 371/1 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 528/2 - 529]، والعمدة : 453 حديث 944.. وغيرها.
2- قد سلفت مصادر الحديث هذا قريباً. ولاحظ : تفسير القمي 307/2 - 308 [ الطبعة الحروفية، وفي المحققة 183/3 - 984 ]، وعنه في عوالي اللآلي 430/1.. وغيره. وكذا راجع الروضة من الكافي 239/8 حديث 325.. وغيرها.
3- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47): 22.
4- تفسير العياشي 51/1 حديث 71، وعنه في بحار الأنوار 98/36 حديث 38. ولاحظ : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 171/2 - 172 [الطبعة الأولى، وفي الطبعة الثانية 241/2] حدیث 877. أقول : روى العياشي في تفسيره 50/1 حديث 70 في قوله عزّ اسمه : ﴿لَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾ قال تفسيرها في الباطن : لمّا جاءهم ما عرفوا في عليّ كفروا به، فقال اللّه فيهم : ﴿فَلَعْنَةُ اللّه عَلَى الكَافِرِينَ) يعني بني أُميّة، إلى أن قال: ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ) يعني بني أُميّة، ﴿وَلِلْكَافِرِينَ) يعني بني أُميّة (عَذَابٌ أَلِيمٌ). وعنه في بحار الأنوار 101/9 مدخل الباب، و 98/36 - 99 (باب 39) حدیث 38، وجاء الحديث في تفسير البرهان للبحراني (رَحمهُ اللّه) 128/1 - 129، وتفسير الصافي للفيض الكاشاني (رَحمهُ اللّه) 118/1.. وغيرهما. ومثله في تفسير فرات الكوفي : 60 - 61 حديث 60، وعنه في بحار الأنوار 129/36 – 130 (الباب 39) حدیث 78.

يعني بنو أُمية» ﴿قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا..) (1).

وعن الباقرين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)(2): ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) «يعني بني أُميّة» : ﴿وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّه﴾ (3) «عن ولاية علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)».

وعنهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)(4) [ في قوله سبحانه : ] (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ..) (5) الآية : «بنو أُميّة».

ص: 137


1- سورة البقرة (2): 91.
2- وبنصّه رواه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 72/3. وعنه في بحار الأنوار 364/35 (باب 16) حديث 4، وفيه : جعفر وأبو جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ).
3- سورة النساء (4) : 167، وسورة محمّد (47) : 32 و 34.
4- لاحظ : تفسير القمّى 278/2 (سورة الشورى) [الطبعة الحروفية، وفي 40/3 - 941 ] حدیث،12، وزاد عليه المكذبين والنصاب. ومثله في تفسير فرات الكوفي : 399 - 400 حدیث 532، وعنه في بحار الأنوار 48/51 (باب 5) حدیث 13.
5- سورة الشورى (42) : 42.

أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - وذكر النور الذي خلقهم في صلب آدم [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] حتّى قال - : «وذلك قوله: ﴿.. كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقاً هَدى) يعني بني هاشم، ﴿وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الصَّلالَةٌ) يعني بني أُميّة، ﴿إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ..) - الآية (1) ۔ يحسبون أنهم على الحق».

النضر بن مالك، عن الحسين (2)، [ و ] عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)(3) في قوله : (هذان خَصْمَانِ [ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.. ]) (4) قال : «نحن وبنو أُمية، اختصمنا (5) في عزّ وجلّ ؛ قلنا : صدق اللّه، وقالوا : كذب اللّه.. ! ! (6) فنحن [ وإياهم ](7) الخصمان يوم القيامة» (8).

ص: 138


1- سورة الأعراف (7): 29 - 30.
2- في نسختي الأصل : الحسني، والظاهر ما أُثبت من المصدر، وما بين المعكوفين منّا.
3- وفي الخصال 42/1 - 43 (باب الاثنين) حديث 35 بإسناده...عن صدقة بن سعيد، عن النضر بن مالك، قال : قلت للحسين بن علي بن أبي طالب (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): يا أبا عبد اللّه حدثني عن قول اللّه عزّ وجلّ : (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ..)، وعنه في بحار الأنوار 517/31 (باب 31) حديث 16.
4- سورة الحج (22) : 19.
5- في نسختي الأصل : اختصموا، والمثبت عن الخصال.
6- في تفسير القمي 80/2 (سورة الحج) [ الحروفية، وفي المحققة 672/2]، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «نحن وبنو أُميّة قلنا : أميّة قلنا : صدق ورسوله، وقال بنو أُميّة : كذب اللّه ورسو ورسوله»..
7- ما بين المعكوفين زيادة من الخصال.
8- وراجع ما نقله الشيخ الكليني (رَحمهُ اللّه) في أصول الكافي 422/1، وعنه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 379/23 (باب 21) حديث 64. وقد حكاه ابن بطريقه (رَحمهُ اللّه) في كتاب العمدة : 311 [ وفي طبعة: 161 - 162 ] عن كتاب البخاري، وتفسير الثعلبي، وعنه في بحار الأنوار 22/36 (الباب 28) حديث 4.

ابن المسيب ؛ في قوله : ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ..﴾ (1) قال : المروي [ أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) [ رأى ] قروداً تَواثَبُ على منبره بعده، فساءه ذلك، فقيل له : دنيا يصيبها (2) بنو بنو أميّة، فنزلت عنده هذه الآية.. وهو المروي عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).

سعيد بن يسار ؛ وسهل بن سعيد، عن أبيه، وأبو جعفر وأبو عبد اللّه (عَلَيهِما السَّلَامُ): إن النَّبيّ هل رأى في منامه أنّ بني أُميّة صعدوا منبره يضلون الناس عن الصراط، فحزن...

فأنزل اللّه : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ..) إلى قوله : ﴿يُمَتَّعُونَ﴾ (4)..

ص: 139


1- سورة الإسراء (17): 60.
2- في نسختى الأصل : يصيبونها.
3- هذه الرواية مستفيضة النقل وبألفاظ متقاربة، وبأسانيد متعددة، جاءت ذيل الآية الكريمة، منها في تفسير القمي (رَحمهُ اللّه) 21/2 [ الطبعة الحروفية (سورة بني إسرائيل الإسراء)، وفي المحققة 587/2]، وعنه في بحار الأنوار 514/31 (باب 31) حديث 10.. وغيرها. وفصل الحديث عنها العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 119/9 - 120 (باب 1)، و 509/30 - 510 (باب 31) في بيان له.
4- سورة الشعراء (26) : 205 - 207.

ثمّ أنزل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ (1).

وروى الترمذي في صحيحه (2)، والثعلبي في تفسيره (3)، والموصلي في مسنده (4).. عن يوسف بن سعد، قال : قام (5) رجل إلى الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) -بعدما صالح (6) معاوية -..

ص: 140


1- سورة القدر (97): 1. وأرسل الحديث هذا المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 36/4 بألفاظ مقاربة، ثم قال : يعني جعل اللّه ليلة القدر لنبيه خيراً من ألف شهر ملك بني أُميّة. وعنه في بحار الأنوار 58/44 - 59 (باب 19) حدیث 7.
2- سنن الترمذي (الجامع الصحيح) 444/5 - 445 (باب 86) حديث 3350 [كتاب تفسير القرآن حدیث 3272]، وجاء شرح ذلك في عارضة الأحوذي 252/12.
3- تفسير الثعلبي 257/10.
4- لم نجد هذه الرواية في مسند أبي يعلى الموصلي مع تتبعنا فيه واستقصاءنا له أكثر من مرة وصفحة صفحة. نعم ؛ جاء في 40/7 حديث 3951 منه في تفسير الكوثر ب- : «نهر وعدنيه عليه ربي خيراً كثيراً، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منهم، فأقول : ربّ إنّه من أُمتي، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». وانظر حديث 2876 و 3942 فيه، وأخرجه مسلم في كتابه كتاب الصلاة حدیث 400، وكذا حديث 3529 في 236/6 - 237، وقد جاء في تفسير ابن كثير : 384 - 385.. وغيره.
5- في نسختي الأصل : قال، والظاهر ما أُثبت، كما جاء في المصدر.
6- في الجامع الصحيح بايع بدلاً من صالح.

.. فقال : سوّدت (1) وجوه المؤمنين.. !(2) فقال : لا تؤنّبني (3) - رحمك اللّه ! فإن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رأى بني أُميّة على منبره، فساءه ذلك، فأُنزلت : ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ) (4) [ يا محمّد، يعني ](5) نهراً في الجنة، ونزلت : ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ (6) يملكها بعدك بنو أُمية يا محمّد !».

قال القاسم [بن الفضل ] الحدّاني (7) : عدّدنا ملك بني أُميّة ؛ فكان ألف شهر سواء سواء (8).

ص: 141


1- في نسختي الأصل : اسودت، وما هنا من الجامع.
2- في المناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه): يا مذلّ المؤمنين ومسوّد الوجوه !!
3- تقرأ في نسختي الأصل : تؤتيني، والصحيح ما أُثبت، كما وقد جاء في سنن الترمذي. وفي مناقب المصنّف (رَحمهُ اللّه): لا تعذلوني ؛ فإنّ فيها مصلحة، ولقد رأى النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في منامه يخطب بنو أُمية واحد بعد واحد.
4- سورة الكوثر (108): 1.
5- ما بين المعكوفين مزيد من سنن الترمذي.
6- سورة القدر (97) : 1 و 3.
7- في نسخة (ألف) : القسم الحمداني، وفي نسخة (ب) : القسم الجهداتي، والصحيح ما أثبتناه. وقال المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 36/4 : أبو القاسم بن الفضل الحراني، وعنه في بحار الأنوار 59/44 (باب 19) ذیل حدیث 7.
8- في سنن الترمذي : قال القاسم : فعددناها فإذا هي ألف يوم لا يزيد يوم ولا ينقص.

(شعر) (1) : [ من البسيط ]

لَو أَنَّهُمْ أَمِنُوا أَبْدَوا عَداوَتَهُمْ***لكِنَّهُمْ قُمِعُوا بالذُّلِّ فَانْقَمَعُوا

أَلَيْسَ فِي أَلْفِ شَهْرٍ قَدْ مَضَتْ لَكُمُ***سَقَوْكُمْ جُرَعاً مِنْ بَعْدِها جُرَعُ (2) ؟ !

حتّى إِذَا مَا انْقَضَتِ أَيَّامُ مُدَّتِهِمْ***مَتُّوا إِلَيْكُمْ (3) بِأَرْحامِ لَها قَطَعُوا

هَيْهاتَ لابُدَّ أَن يُسْقَوا بِكَأْسِهِمُ***رَيّاً وأَنْ يَحْصُدُوا الزَّرْعَ الَّذِي زَرَعُوا

الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4) والسمط (5) : «كان رسول اللّه يبغض بني أُميّة،

ص: 142


1- قال أبو الفرج في الأغاني 495/4[353/4]: أنشدني محمّد بن يزيد لرجل من شيعة بني العباس يحرّضهم على بني أُميّة.. وذكر قريباً من هذه الأبيات، ومثله في التذكرة الحمدونية لابن حمدون 199/5.. وغيرهما باختلاف يسير.
2- في نسختي الأصل : بعده اجرع.. أي كتبت الألف منفردة عن الهاء فوقع اللبس.
3- تقرأ في نسختي الأصل : منّوا إليكم، والظاهر ما أثبت، ومَتَّ إلى فلان : اتصل بقرابته.
4- روي الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه) في الخصال 227/1 - 228 (باب الأربعة) حديث 64، وعنه في بحار الأنوار 314/22 (باب 9) حدیث 3 بإسناده...عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ): «إن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان يحبّ أربع قبائل ؛ كان يحبّ الأنصار، وعبد القيس، وأسلم، وبني تميم، وكان يبغض بني أُميّة، وبني حنيف، وثقيف، وبني هذيل..» إلى أن قال : «في كلّ حيّ نجيب إلا في بني أُميّة».
5- كذا ؛ والظاهر أنّ ههنا سقطاً أو لعلّه تصحيف أو زيادة لا وجه لها ؛ خصوصاً على القول بأنّ نسخة (ألف) كتبت على نسخة (ب). وفي الخصال: عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) أن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)..

وبني حنيف(1)، و [ بني ] ثقيف، وبني هذيل» (2).

وأخرجه الكياشيرويه في الفردوس(3).

ويروى(4) : أنّه لدغت النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) العقرب - وهو قائم يصلّي بالناس، أو حين افتتح الصلاة - فأخذ النعل فضربها، وقال : «لعنكِ [ اللّه ] مسخ بني أُميّة.. فما تذرين برّاً ولا فاجراً».

وكان أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول : «في كلّ حيّ نجيب إلا في بني أُميّة» (5).

ص: 143


1- كذا في الخصال، وفي نسختي الأصل : حنيفة.
2- وجاء الخبر في حلية الأولياء 293/6 - 294 بإسناده عن عمران بن حصين قال : توفّى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وهو يبغض ثلاث قبائل : بني حنيفة، وبني مخزوم، وبني أُميّة.
3- فردوس الأخبار، ولم نعثر على هذه الرواية في الكتاب المطبوع.
4- أقول : الرواية جاءت في مصادر كثيرة من كتب الخاصة والعامة ؛ لكن لم نعثر عليها بهذا النصّ، وفيها ذكر لبني أُميّة ! فراجع : المصنّف للصنعاني 435/10، وسنن ابن ماجة 395/1 حديث 1246، والمعجم الأوسط 91/6، و 221/7، وشعب الإيمان 518/2، ومجمع الزوائد 111/5.. وغيرها. وكذا راجع من مصادرنا : النوادر : 49، وكذا الدعوات للقطب الراوندي (رَحمهُ اللّه) : 128 - 129، وعنه في بحار الأنوار 208/59 حديث 4.
5- رواه الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه) في الخصال 227/1 - 228 حديث 64 بإسناده.. عن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه كان يقول : «في كلّ حيّ نجيب إلا في بني أُميّة»، وعنه في بحار الأنوار 314/22 (باب 9) حدیث 3. وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار 708/1 - 709 فقال : تفاخر أموي وأنصاري، فقال الأموي : توفّى رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأكثر عماله بنو أمية ؛ بمكة : عتاب بن أسيد، وعلى البحرين : أبان بن سعيد بن العاص، وعلى اليمن : خالد بن سعيد بن العاص، وعلى نجران : أبو سفيان. فقال الأنصاري : صدقت، ولكنهم حالفوا أهل الردة على هدم الإسلام.. فكأنما ألقمه حجراً..

وروى أبو إدريس : أنّه خطب أمير المؤمنين، فقال فيها : «.. إذا رأيتم رجلاً من بنى أُمية في الماء إلى حلقه فغطّوه بالماء حتّى يغرق (1)؛ فإنه لو لم يبق منهم إلا رجل واحد لبغى دين (2) اللّه عِوَجاً» (3).

وذكر أبو عبيد في غريب الحديث (4)، قال علي بن ابي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): «لئن وَلِيتُ

ص: 144


1- في نسختي الأصل : يعرف.
2- في نسختي الأصل : لعاد اللّه، والمثبت من شرح الأخبار.
3- روى الثقفي في الغارات 571/2، وعنه ابن أبي الحديد في شرح النهج 104/4 عن المسيب بن نجبة الفزاري، قال : قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «من وجدتموه من بني أُمية في ماء فغطّوا على صماخه - وهو في ماء حتّى يدخل الماء في فيه». وروى القاضي المغربي في شرح الأخبار 151/2 حديث 463 قريباً مما جاء في المتن.
4- غريب الحديث 438/3، ولاحظ : النهاية في غريب الحديث والأثر 185/1 مادة (ثرب)، و 172/5، مادة (وذم).

بني أُميّة لأنفضنّهم نفضَ القصّابِ الوِذامَ التَّرِبَةَ» (1).

الوَذِمَةُ : هي الحُزَّةُ من الكَرِش أو الكبد.

والتَّرِبَةُ : التي سقطت في التراب فَتَرِبَتْ ؛ فالقصاب ينفضها (2).

الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): «نحن أصبح وأفصح وأسمح (3)، وأنتم - بني أُميّة -أمكر وأنكر وأغدر» (4).

روي عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «وهم أكثر وأمكر وأنكر.. ونحن أفصح وأنصح وأصبح..»(5).

ص: 145


1- كذا، وفي المصدر : التراب الوذمة، ونقل عن الأصمعي كونه : إنّما هو نفض القصاب الوذام التربة، ثم قال : الوذام - واحدتها وذمة - وهي الحزة من الكرش أو الكبد.. والتربة التي قد سقطت فى التراب فتتربت.. إلى آخره.
2- وقريب منه في مجمع البحرين 183/6، وجاءت في لسان العرب 203/8 : والوذام : الكرش والأمعاء، الواحدة وذمة، مثل ثمرة وأثمار، كما في لسان العرب 632/12، ولاحظ : العين 203/8.
3- في نسختي الأصل : وأسمع، والصواب ما أثبتناه.
4- لم نجد الحديث في مصدر عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بل وجدناه منقولاً عن عبد اللّه بن عباس في نثر الدرّ 283/1، وعن عبيد اللّه بن عباس في كتاب الفاضل للمبرد : 30.
5- كما جاء في نهج البلاغة : 490 [ تحقيق صبحي صالح، وفي طبعة قم 428/4، وفي طبعة مصر، محمّد بن عبده 178/3 حدیث 120 ]، وعنه في بحار الأنوار 342/34 - 343 (باب 36) حديث 1163. و لاحظ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 285/18 - 286 برقم 116. وذكر في عيون الأخبار 25/4 قال : قال علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه [ صلوات اللّه عليه وآله]: «خُصّصنا بخمس : بصباحة، وفصاحة، وسماحة، ورجاحة، وحظوة»، [ يعني عند النساء ]. وسئل [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] عن بني أُميّة، فقال : «هم أغدر وأفجر وأمكر.. ونحن أفصح وأصبح وأسمح». راجع : المنمّق : 41، وربيع الأبرار 217/4، والنزاع والتخاصم : 73.. وغيرها.

جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «إذا انحرفت عن صلاة مكتوبة فلا تنصرف (1) إلا بانصراف (2) لعن بني أُميّة» (3).

الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ): «الكفر (4) جناحان ؛ بنو أمية وآل المُهلّب» (5).

الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)؛ «حدثني أبي، عن جدّي، عن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): قال :

ص: 146


1- في التهذيب : فلا تنحرف.
2- كذا في نسخة (ألف) والتهذيب، في نسخة (ب) : بالانصراف، والكلمة كلاً زائدة، والظاهر : إلّا بلعن بني أُميّة.
3- لاحظ : التهذيب 109/2 (باب 8) حديث،179، وكذا 311/2(باب 15) حديث 168 مثله، وعنهما في وسائل الشيعة 462/6 (باب 19) حدیث 8450، وبحار الأنوار 58/86 (باب 60) حديث 64.
4- في الخصال : للكفر.
5- كما في الخصال 35/1 (باب الاثنين) حديث 10 - وعنه في بحار الأنوار 511/31 (باب 31) حدیث 2 -.

«ما نزل جبرئيل في بني هاشم إلّا نزل إبليس في بني أُميّة برايته.. نحن وهم ضدّان ! نقول : صدق اللّه.. ويقولون : كذب اللّه !، قاتل أبو سفيان النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، وقاتل معاوية عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقاتل يزيدُ الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)».

الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، قال ابن عبّاس وابن مسعود : لكلّ شيء آفة وإن آفة هذا الدين بنو أُمية (1).

والمثل السائر : خاب بنو أُمية.. يعني سيرتهم.

واستبطأ عبد اللّه بن يحيى أبا العيناء، فقال : أنا أكثر ببابك (2) من الغدر في بني أُميّة.

والطعن في بني أُميّة في نسبهم مشهور، والخبر في ذلك مأثور، وهو قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (3) : «إنّ اللّه عصمني (4) من مشايخ الجاهلية من أن تلدني أموية، أو ثقفية، أو حنفية». وفي رواية : «أو بكرية» (5).

ص: 147


1- جاء بنصه وسنده في كتاب الفتن لنعيم بن حمّاد المروزي 129/1 برقم 313، وكذا جاء في شرح الأخبار 149/2 عن ابن مسعود، التشريف بالمنن : 317، وكنز العمال 87/14، و فيه : أن لكل دين، وبنصه في نهج الحق : 312.
2- في نسخة (ألف) : نيابك، والكلمة مشوشة كلاً.
3- جاءت الرواية في الخصال: 228، وكان يقول : «لم تلدني أمي بكرية ولا ثقفية»، وما في كتابنا أوضح وأصح.
4- في نسختي الأصل : علمني، والمثبت هو الصحيح.
5- في نسخة (ألف) : لو نكر به، والجملة غير منقوطة في نسخة (ب).

وذكر أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) (1) : أنّ [ بني ] أُميّة ليسوا من قريش، وأن أصلهم من الروم، وفيهم تأويل هذه الآية : (الَمَ * غُلِبَتِ الرُّو *مُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ (2) ومعناه : أنهم غَلَبُوا على الملك، وسَيَغْلِبُون- [ -هم ] على ذلك بنو العباس ؛ وذلك أن العرب في الجاهلية إذا كان لأهل بيت عبد فأراد [ه] تبنّاه ويلحقه بنفسه، وكان ذلك من سيرة العرب، وكان عبد شمس أخو هاشم قد تَبَنَّی عبداً له رومياً، يقال له : أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فدرج نسبه كذلك إلى هذه الغاية.

وروي (3) أنّه كان من علامات نبوة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن العرب وقريش عقمت أرحام نسائها قبل مبعثه بأربعين سنة، فقل نسلهم، فأخذ كلّ حيّ من قريش يدخل في نسبه من ليس له !

فأما عبد شمس ؛ فإنّه أدخل رومياً - اسمه : قسطنطين - في نسبه، وادّعاه له

ص: 148


1- لاحظ : الاستغاثة لأبي القاسم الكوفي : 74، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وراجع : تفسير الفيض الكاشاني (الأصفي) 954/2، ومجمع البحرين 116/1، وإحقاق الحق : 249، عن كامل البهائي، وسفينة البحار 46/1.
2- سورة الروم (30) : 1 - 3. وهذه هي قراءة أمير المؤمنين، والحسن، وابن عباس، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وعصمة، وهارون، ومعاوية بن قرّة، ونصر بن علي. انظر : معجم القراءات القرآنية 63/5.
3- لم أجد لما روي مصدراً فعلاً، فعليك بالبحث عنه حتماً.

ولداً، وسمّاه : أُمية.

ثمّ إنّ أمية هذا زوّج ابنَه ؛ عمرو بن أمية امرأته في حياة منه، فجرت ذلك سنّة فيهم !

ومن طرق العامة (1) ؛ ما ذكر هشام بن محمّد، عن أبيه، قال : كان أُمية بن عبد شمس من أمة لبني رواس بن كلاب بن صعصعة، يقال لها : نعجة ؛ فوقع بها عبد شمس سفاحاً، فجاءت بأمية فاستلحقه، فهو أوّل مستلحق في قريش.

وحاكم أُمية هاشماً (2)، فقضى لهاشم عليه(3)، فنفاه إلى الشام،

ص: 149


1- قال ابن قتيبة في المعارف: 319 : وقال ابن الكلبي : كان أمية بن عبد شمس خرج إلي الشام فأقام بها عشر سنين، فوقع على أمة للخم يهودية، من أهل صفورية، يقال لها : ترنا، وكان لها زوج من أهل صفورية يهودي، فولدت له ذكوان، فادّعاه أُمية واستلحقه، وكناه : أبا عمرو، ثمّ قدم به مكة، فلذالك قال النَّبيّ صلّى اللّه عليه [ وآله ] وسلّم لقصبة يوم أمر بقتله : «إنّما أنت يهودي من أهل صفورية». ومثله في إمتاع الأسماع 6/10، و معجم ما استعجم 837/3.. وغيرهما. ولاحظ : شرح الأخبار 119/2.
2- في نسختي الأصل : هاشمياً، والصواب ما أثبتناه عن المصادر. حيث جَعَلا الحَكَمَ بينهما الكاهِنَ الخزاعي، كما في المصادر.
3- انظر تفصيل الحادثة في : الكامل لابن الأثير 17/2، وأنساب الأشراف 60/1 - 61، والنزاع والتخاصم : 49، والمنمّق : 99 - 100.. وغيرها.

فأقام بها عشر سنين، فوقع [ على أمة ] للخم يهودية(1)، لها زوج من أهل صفورية (2) يهودي، فولدت له : ذكوان، فكان عبداً لأميّة يقوده لمّا عَمِي، ثم استلحقه (3)، وكنّا [ه]: أبا عمرو، فلما وقع أبو عمر و بامرأة أُميّة - وهي أُمّ العاص وأبي العاص ابني أُميّة - وأولدها أبا معيط ابن أبي عمرو، وأبو معيط [والد ] عقبة الذي قتله رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم بدر صبراً، وقال له : «إنما أنت علج من صفورية» (4).

وأولدها - أيضاً - مسافر بن أبي عمرو - ومات في الجاهلية..

وكانت الضغينة بين بني هاشم وبني أُميّة في الجاهلية منذ نَفْي هاشم لأُميَّة إلى الشام، ولم يتزوّج بنو هاشم في بني أُميّة لهذا السبب..(5)

ص: 150


1- في نسختي الأصل تقرأ : فوقع للحمه يهويه، ولا معنى مناسباً لها، وما أثبت من المعارف لابن قتيبة : 319.
2- هي قرية بين عكا واللحون من أعمال الأردن من بلاد طبرية، أو قربها. وراجع : معجم البلدان 414/3، ومروج الذهب 336/2.. وغيرهما.
3- في نسختي الأصل : استحلفه، والصحيح ما أُثبت.
4- ومن هنا قيل فيهم : إنّ بني أبي العاص أعلاج من أهل صفورية. راجع : تاريخ الطبري 631/3[ دار الكتب العلمية، وفي طبعة مصر 349/6].
5- لاحظ الواقعة بألفاظ متعددة ومتقاربة في شرح الأخبار 119/2، والاحتجاج للطبرسي 277/1412/1]، وشرح ابن أبي الحديد 293/6 [103/2]، وتفسير علي بن إبراهيم القمي (رَحمهُ اللّه) 369/1، وبحار الأنوار 81/44 (باب 20)، والغدير 275/8.. وغيرها. وراجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم : 114 - 115، الجوهرة في نسب النَّبيّ وأصحابه العشرة للبرّي،40/1، ونسب قريش للزبيري : 135.. وغيرها.

وقال شاعرهم(1): [من الرَّمَل ]

فَصِلُوا الأَرْحَامَ مِنَّا وَاحْفَظُوا***عَبْدَ شَمْسٍ يَابْنَ (2) عَبْدِ المُطَّلِبْ

وفي الأغاني (3) : أنّه استوصفه (4) معاوية عن أميّة، فقال : رأيته شيخاً قصيراً نحيف الجسم [ ضريراً ]، يقوده عبده : ذكوان، فقال : مه ! ذاك [ابنه ] أبو عمرو، فقال : هذا شيء قلتموه - بعد - وأحد ثتموه..

قالوا (5): وكان لأُميّة أحد عشر ذكراً، منهم : الأعياص (6)،

ص: 151


1- نسب هذا البيت إلى جرير بن عبد اللّه بن عنبسة بن سعيد بن أبي العاص، كما في ربيع الأبرار 289/4 - 290، إليه وإلى سعيد بن يحيى الأموي، كما جاء في كتاب الورقة لابن الجراح : 91 - 92، ونسب إلى شاعر أموي مجهول في الجليس الصالح الكافي لأبي الفرج النهرواني : 650 - 651، والفاضل للمبرد : 56 - 57.. وغيرهما.
2- في بعض المصادر : عمّ بدلاً من : يابن.
3- الأغاني 45/1.
4- الذي استوصَفَهُ معاوية هو دغفل النسابة.
5- لاحظ : الأغاني 46/1، التذكرة الحمدونية،371/7، صبح الأعشى 411/1، العقد الفريد 270/3 و 274.
6- الأعياص جمع : العيص، وهو الأصل، وفي قريش: أولاد أُمية بن عبد شمس الأكبر، وهم : العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص، والعويص. راجع : الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 305/1.

و (1) العاص، والعيص، والعويص.

ومنهم : العنابس ؛ وهم : حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان، وعمرو، وأبو عمرو (2) عن ربيع (3): أنه قدح مولى بني هشام بن عبد الملك في شيخ - وهو في طريق مكة - قال : فتجاهل عليه الشيخ، وقال : ومن أنت ؟

قال : رجل من بني أُميّة (4) التي لا تُساوى أخطارها ولا تُدرك آثارها..

فقال : مرحباً بالشجرة الملعونة في القرآن، والعصاة (5) في الإسلام، وأكلي الربا في الجاهلية، أميركم خمّار، وكبيركم دغّار (6)، ورجلكم دَيُّوثُ، وامرأتُكُم

ص: 152


1- الظاهر أن (الواو) زائدة ؛ فإنّ المذكورين بعدها هم الأعياص أو هم من الأعياص.
2- لاحظ : الرسائل السياسية : 446.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : رسيع، وما أُثبت من الفتوح، وفي التوضيح الأنور : زميع. راجع في أكثر من مصدر ؛ منها ما ذكره ابن أعثم الكوفي في كتابه الفتوح : الفتوح 562/2 - 564 [ في طبعة قرص أهل البيت تحقيق علي شيري، وفي طبعة دارالكتب العلمية 582/1 - 586 ]، وكذا جاء في كتاب التوضيح الأنور للشيخ الحبلرودي : 554 - 558.. وغيرهما.
4- في نسختي الأصل زيادة (قال)، ولا موضع لها هنا.
5- في نسختى الأصل : العضاه.
6- كذا ؛ والظاهر أنّها مصحفة عن (دَعّار)، وفي الفتوح : في الجاهلية تربون في التجارة، وفي الإسلام عاصين لأهل الطهارة، سيدكم حمار، وأميركم جبّار.

فَجار (1) وقد بشركم النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بالنار.

ومنكم القائل (2) : يا جوارِي الحيّ عُدْنَنِيَة (3).. الأبيات.

ومنكم : صاحب الراية يوم حرب القليب، وأبو اللعينة ذات العيوب.

ومنكم : صخر بن حرب ؛ وكان مع زوجته شمية يبيع الخمر على الأركان(4)، وسمية صاحبة الماخور (5)، فمن وقاحته صار مجهِّز (6) جيوش قريش على النَّبيّ (عليه و آله السلام)، وإنما أظهر الشهادتين يوم الفتح رياءً وخوفاً، وأمه حمامة ؛

ص: 153


1- فَجارِ : اسم للفَجْرَةِ والفُجُور، كما في لسان العرب 47/5.
2- القائل هو : يزيد بن معاوية، كما في ديوانه. ولم يذكر ابن أعثم قائل الشعر، والميداني نسبه إلى رجل من مشركي قريش قبل الإسلام لا يُحبّ ذكره !! وفي نشوة العرب : 362 أنّ هذا الرجل الذي لم يُحبّوا ذكره هو أبو جهل.
3- الكلمة غير منقوطة في نسخة (ألف)، وقد تقرأ في (ب): عدنينة. وجاء البيت مطلعاً لعدّة أبيات في بعض نسخ الفتوح وفي مجمع الأمثال النيشابوري 251/1: للميداني [ من المديد ] یا جواري الحَيِّ عُدْنَنِيَة***حَجَبُوا عَنِّي مُعَلِّلِيَة
4- في نسخة (ب) : الدكان.
5- في نسختي الأصل : الماحور، والصحيح ما أثبتناه. قال الثعالبي في فقه اللغة : 200 : الماخور: مكان الشرب في منازل الخمّارين.
6- في نسختي الأصل : محمر.

كان لها حانوت ينساب (1) فيه، ولها بابان ؛ من دخل بباب خرج من الآخر !

وابنه : معاوية ؛ فقد لعنه النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لعنات (2) سبعاً، منعه (3) اللّه أن ينال بدعوته شبعاً (4)، [ و ] منع أباه من الإسلام، وحته على عبادة الأصنام، وكتب إليه : [ من البسيط ]

يا صَخْرُ لا تُسْلِمَنْ طوعاً فتفضحنا (5).. الأبيات.

وألحق زياداً بنفسه، وولّى عهده ابنه الفاسق، ووسعه في سفك الدماء، وغيّر السنن، ووضع البدع، ونبش قبر حمزة وأجرى (6) عليه المياه، وزوّج زياداً من نسائه ذات القلائد والجهر (7)، وافتخر بزياد وسلطه على قتل الشيعة.

ص: 154


1- في نسختي الأصل : يتناب - بدون إعجام وتنقيط -.
2- في نسختي الأصل : لغات.
3- الكلمة مشوشة ومطموسة في نسخة (ب)، وما أُثبت استظهار منا وموافق لما جاء الفتوح، ويقرأ في نسخة (ألف).
4- في نسختي الأصل : بسبع، ولا نعرف لها معنى مناسباً في الجملة، وما أُثبت استظهار منّا، وهي إشارة إلى استجابة دعاء النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في حقه : «لا أشبع اللّه بطنه».
5- البيت مشوش غير معجمة في نسختي الأصل، قد يقرأ هكذا : يا صخر لا يسلمي طوعا تتفضحنا. أقول : الشعر معروف قد سبق أن ذكرناه في ثنايا الكتاب، وهو : يا صخر لا تُسْلِمَنْ طوعاً فتفضحنا..
6- في نسختي الأصل : ولتجري - بدون نقط -.
7- في الفتوح : والخِمار، ولعلّ ما هنا محرّف عن : والخُمُر.. جمع الخمار.

ومنكم : الوليد بن عقبة بن أبي معيط ؛ منفيّ رسول اللّه، وقد أمر النَّبيّ علياً (عليهما و آلهما السلام) أن يضرب عنق أبيه - وهو علج من أهل صفورية - فادّعيتموه بابنه (1) الوليد، المحدود في الخمر، صلّى بالناس أربعاً في الفجر (2) وأظهر في مساجد اللّه السكر (3)، وقرّب [ أهل ] الخيانة(4) والغدر، فسمّاه اللّه في كتابه : (فاسقاً) (5) وجعله في الدرك الأسفل منافقاً..(6)

ومنكم : الحكم بن [ أبي ] العاص ؛ الملعَّن (7) الحيّاص(8)، وقد نفاه النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن المدينة.

ص: 155


1- في نسختي الأصل : بأبيه، والصحيح ما أثبتناه، وفي الفتوح : وابنه : الوليد.
2- قال الزمخشري في ربيع الأبرار 101/2 - 102: صلّى الوليد بن أبي معيط صلاة الفجر بالناس ثملاً أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال : أأزيدكم ؟! فقال الحطيئة : [من الكامل ] شهد الحطيئة حينَ يلقى ربَّهُ***أَنَّ الوليد أحقُ بالعُذْرِ نادَى وقد تَمَّتْ صلاتُهُمُ***أَأَزِيدُكُم ؟ سُكْراً وما يَدْرِي أ أزيدُكُمْ خَيراً ولو سَكَتُوا***زادَتْ صلاتُهُمُ على عَشْرِ
3- تقرأ في نسختي الأصل واسكر.
4- في نسختي الأصل : الجنابة، والمثبت عن الفتوح.
5- سورة السجدة (32) : 18، وسورة الحجرات (49) : 6.
6- إشارة إلى الآية : 145 من سورة النساء (4).
7- في الفتوح : الملقب.
8- كذا في نسختي الأصل، وفي الفتوح، ولعلّها : الخنّاس.

ومنكم : عبد الملك الكفّار، غضب (1) الأبرار، واستعان (2) [ ب- ] -الفجار، وتهاون بالأخيار، فالحجاج أفضل حسناته، والغدر والجور أول سيئاته.

ثم أبناؤه (3) ؛ أبناء اللعنة والجور في الأحكام : سليمان، ووليد، وهشام، ويزيد.. كَفَرة فَجَرة، خَوَنة غَدَرة، رموا بيت اللّه بالحجارة والعَذِرَة (4)، وقتلوا (5) ۔ ما قبل ذلك - العترة البررة (6).

ومن نسائكم : آكلة الأكباد، ومظهرة الفساد والصادة لزوجها عن الرشاد، والداعية إلى الكفر والعناد، وصويحباتها النّاقرات (7) يوم أحد بالدفوف(8) المغنّيات وقد دنت الزحوف.. [ فأنتم - يا بني أُميّة - الشجرة الملعونة في القرآن، لا ينكر ذلك إنس ولا جان، ولا أحد من أهل الإيمان]، أولكم ردي، وأوسطكم

ص: 156


1- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، تقرأ : عضت أو عضب، وفي الفتوح والأنسب : أغضب.
2- الكلمة مشوشة وما كتب استظهاراً، وقد تقرأ في نسختي الأصل : واستعاني، واستغات، واستعال، كما في (ألف)، ولعلّها : واستعان، كما في الفتوح، وهو الظاهر.
3- في الفتوح : ثم بنوه الجبابرة في الإسلام أبناء..
4- المثبت عن الفتوح، وفي نسختي الأصل : الغدر.
5- في نسختي الأصل : قتل، والمثبت عن الفتوح.
6- في نسخة (ب) : المبررة، وفي الفتوح : قتلوا قبل ذلك العترة البررة.
7- في نسختي الأصل : القاقرة، والمثبت عن الفتوح.
8- قد تقرأ في نسخة (ب): الذئوف.

دوِيّ (1)، وشريفكم دني، وآخركم مسيء..

ثم افترقا ؛ فلما أتى إلى هشام خبره فأمر بطلبه فما وجد

ومن قيل لأبي بكر الخوارزمي (2) :.. كان [معاوية ] قاتل الصحابة والتابعين، وأُمّه آكلة أكباد الشهداء الطاهرين، وابنه : يزيد القرود، ويزيد الفهود، هادم الكعبة، ومنهب المدينة، وقاتل العترة، وصاحب يوم الحرّة.

وكان مروان الوزغ ابن الوزغ (3) : لعن النَّبيّ أباه (4) - وهو في صلبه - فلحقه لعنة ربّه.

ص: 157


1- في الفتوح : دري، والدَّوِيّ : المريض، الفاسد الجوف.
2- هذه العبارات مأخوذة من رسالة أبي بكر الخوارزمي إلى جماعة الشيعة بنيسابور - لمّا قصدهم محمّد بن إبراهيم واليها - وقد جاءت بنصها في رسائل أبي بكر الخوارزمي : 499 - 501 [ طبعة طهران - وعليها قابلنا المتن - وفي طبعة دار مكتبة الحياة : 170 – 171، وفي طبعة المطبعة العثمانية (سنة 1312ه-) : 82]، حيث قال :.. ولقد كانت في بني أُميّة مخاز تذكر ومعائب تؤثر.. إلى آخر ما نقل عنه.
3- في نسخة طهران من المصدر : محب القرود، ومربي الفهود، وفي النسختين الأُخر منها : يزيد القرود، مربي الفهود. لاحظ : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 389/3 - 390، نقله الحاكم النيسابوري في المستدرك 479/4، كتاب الفتن والمحن وصححه عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، ولاحظ الروضة من الكافي 238/8 حدیث 323، شرح النهج لابن أبي الحديد 133/20.. وغيرهما.
4- الكلمة في نسختي الأصل: إياه، وقد تقرأ بما أثبتناه.

وكان عبد الملك صاحب الخطيئة التي طبّقت الأرض، وشملت الخلق(1)، وهي توليته للحجاج بن يوسف (2) ؛ قاتل العباد، ومبيد (3) الأبدال (4) والأوتاد، ومخرّب البلاد، وخبيث أمة محمّد الذي جاءت به النذر، وورد فيه الأثر (5).

ص: 158


1- لم ترد كلمة (الخلق) في المصدر.
2- في المصدر هنا زيادة : فاتك العباد.
3- الكلمة غير منقوطة ومشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : مبير.
4- لم ترد كلمة (الأبدال) في المصدر.
5- أقول : روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 390/10 بإسناده عن ابن الأعرابي، قال : لمّا سلّم على عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال : هذا فراق بيني وبينك.. وانظر مثله في الكامل للمبرد 172/2.. وجاء في غيرهما. وهو - كما في لطائف المعارف للثعالبي : 18 - أوّل من سمي في الإسلام ب : عبد الملك، كما أنّه - كما في صفحة : 19 منه - : أوّل من سار بالناس بالجبرية والخيلاء، قال له رجل : اتق اللّه.. ! فأمر به، فوجئ حتّى مات. كما أنّه كان معروفاً بالبخر، قال ابن سيده في المخصص 5/ق174/13 وقال أبو اليقظان : كان يقال لعبد الملك بن مروان : أبو الذباب لشدة بخره، يريدون أن الذباب يسقط إذا قارب فاه، وقال غيره : أبو الذبان، انظر: الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 159/1 – 160. وجاء في نثر الدرّ في المحاضرات 304/1، وربيع الأبرار 97/4 - 98 [29/5].. وغيرهما، أنّه : عض عبد الملك على تفاحة ورمى بها إلى امرأته، فدعت بسكين، فقال لها : ما تصنعين به ؟ قالت : أميط عنها الأذى.. فشق عليه وطلقها.. ثم قال : وكانت الذبان تسقط إذا ألممن بفيه ؛ لشدة بخره، ولذلك لقب ب- : أبي الذبان. كما أنّه عرف بالبخل فقيل له : رشح الحجر، ولاحظ : الأسرار 253/2 - 254. وراجع : لطائف المعارف للثعالبي : 36، وتاريخ الخلفاء للسيوطي : 218، وثمار القلوب : 443.. وغيرها. وفي ربيع الأبرار - أيضاً - 60/4 دعوته للحجاج للشراب ورفض الحجّاج !! انظر مصادر ذلك في الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 264/4 – 266.

وكان الوليد جبار بني أُميّة، ومُولّي الحجّاج على المشرق، وقرة بن شريك على المغرب.

وكان سليمان صاحب البطن الذي قتله [ بطنه ] كظة، ومات بشماً (1) وتخمة..

وكان يزيد صاحب سلّامة وحبّابة (2)، الذي نسخ (3) الجهاد بالخمر،

ص: 159


1- الكلمة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل، تقرأ : مسماً، أو : بسماً، وما أُثبت من المصدر. والشما مقصورة الشمع، وهو موم العسل، كما نص على ذلك في الطراز الأول 113/1 (مادة شماً).
2- الكلمة غير منقوطة في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل، وما أُثبت استظهاراً، وهما كانتا جاريتين ليزيد بن عبد الملك ؛ يجلس بينهما ويعاشرهما بالخمر والغناء، وعندما ماتت حبابة لم يدفنها حتّى تعفّن بدنها وهلك - إلى سقر - بعد موتها بخمسة عشر يوماً.
3- في نسختي الأصل : فتح، والظاهر ما أُثبت من المصدر.

وقصر أيام خلافته على العود والزمر، وأول من أغلى سعر (1) المغنيات، وأعلن الفاحشات (2).

وماذا أقول (3) فيمن أعرق فيه مروان من جانب، ويزيد بن معاوية من جانب، فهو ملعون بين (4) ملعُونَيْنِ، وعريق (5) في الكفر بين كافِرَيْنِ (6).

وكان هشام قاتل زيد بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).

وكان الوليد [ بن يزيد ] خليع بني مروان (7)؛ الكافر بالرحمن

ص: 160


1- في نسختي الأصل : أغل شعر، ولا معنى مناسباً لها، وما أُثبت من المصدر.
2- كما جاء في الكامل :356/1 : سليمان بن عبد الملك مع خارجي باسم يزيد بن مسلم.
3- في نسختي الأصل : يقول، والمثبت من المصدر.
4- في نسختي الأصل : ابن، والمثبت من المصدر.
5- في نسخة (ب) : غريق.
6- في نسختي الأصل : الكافرين، والمثبت عن المصدر. أقول : قيل لإسحاق الموصلي : كيف وجدت بني مروان في اللهو ؟ قال : أما معاوية وعبد الملك وسليمان ومروان ؛ فكانت بينهم وبين الندماء المغنّين ستارة ؛ لئلا يظهر منهم ضرب الخلفاء للذة الغناء، وأما أعقابهم فكانوا لا يتحاشون، ولم يكن أحد منهم في مثل حال يزيد بن عبد الملك في السخف. فقيل : فعمر بن عبد العزيز ؟ قال : وقبلها كان يسمع من جواريه خاصة.. وفي العبارة نوع من الغموض والتشويش... انظر : ربيع الأبرار للزمخشري 544/2.
7- كما قاله الدينوري في الأخبار الطوال : 349، وعنه في وسائل الشيعة 182/2.

الممزّق للقرآن (1)، أوّل من قال الشعر في نفي الإيمان(2)، وجاهر بالفسوق والعصيان، والذي غَشِيَ أُمهات أولاد أبيه، وقُذفَ (3) بغشيان أخيه (4).

الحميري (5) : [من المتقارب ]

أَنانا حَدِيثُ رَوَتْهُ الرُّواةُ***لَنا عَنْ وَصِيِّ أَبي القاسِمِ

بِأَنَّ أُمَيَّةَ شَرُّ الأنام وَخَيْرَ الأَنامِ***بَنُو هَاشِمٍ

أُمَيَّةُ قَرْمانُ (6) مِنْها الذي تَحَمَّلَ وِزْرَ بَنِي آدَمِ

ص: 161


1- في المصدر : الممزّق بالسهام القرآن.
2- الظاهر أنّ أوّل من جاهر بذلك يزيد بن معاوية عليهما اللعنة والهاوية.
3- تقرأ في نسخة (ألف) : فرق - بدون النقط -، وفي نسخة (ب): قرف، وما أثبت من المصدر.
4- في نسختي الأصل : أخته، والصحيح ما أثبتناه، ولا مانع من الجمع عندهم. وروي عن سليمان بن عبد الملك كما في عيون الأخبار لابن قتيبة 42/2 - أنّه قال يوماً : لعن اللّه الوليد أخي ؛ فإنه كان فاجراً، واللّه لقد أرادني على أن يفعل بي..!! فقال له قائل : اسكت.. فواللّه لئن كان همّ لقد فعل. وهذا هو الذي قال عنه الثعالبي في لطائف المعارف : 18 : أوّل ملقّب ب- : الموفّق باللّه : الوليد بن عبد الملك..!! ومن هنا عرفنا معنى التوفيق الإلهي عند بني أُميّة الخنا والرذالة.
5- لم نجد هذه القصيدة فيما جمع للسيد الحميري في أبيات تحت عنوان ديوان، كما لا نعرف من نقلها عنه، وكذا ما يأتي عنه (رَحمهُ اللّه).
6- سبق أن قلنا كراراً : إنّ قرمان، رمز لخليفتهم الثالث عثمان.

وَمِنْ هَاشِمٍ أَحْمَدُ المُصْطَفَى***وَأَحْمَدُها سَيِّدُ العالم

وَكَمْ مِنْ فَتى مِنْ (1) بني هاشم***مِنَ العَيْبِ فِي كَنَفٍ سالِمِ

وَمَا فِي أُمَيَّةَ مِنْ مُؤْمِنٍ***وَلا فِي أُمَيَّةَ مِنْ (2) عالمٍ

وَلا لأُمَيَّةَ يَومَ الحِسابِ***مِنَ اللّه ذِي العَرْشِ مِنْ عَاصِمِ (3)

سَتَلْقَاهُمُ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ***مِنَ النَّارِ في اللُّجَجِ الجَاحِمِ

وَهَلْ فِيهِمُ كَعَلِيِّ الهُدى***وَسِبْطَيْهِ وَالآخِرِ القائم ؟!

وله (4) (شعر) : [ من الكامل ]

وَلَحا الإِلهُ بني أُميّة إِنَّهُمْ***قَدْ طالَ ما قَهَرُوا العِبادَ وضامُوا

ص: 162


1- لم ترد (من) في نسخة (ألف).
2- في نسختي الأصل : في بدلاً من : من.
3- جاء قبل البيتين في نسخة (ألف) : وله، وهي زائدة ؛ إذ البيتان متممان لما قبلهما، وهما على وزان وقافية الأبيات السابقة، ولا يخفى عليك ما في هذه الأوراق من تشويش وسهو وغلط في نسبة الأبيات إلى شاعرها في نسخة (ألف).
4- لا توجد : وله، في نسخة (ألف)، وجاء بدلاً منها : زياد الأعجم، وقد تقرأ فيها : العجم، وحذفت مما سيأتي الأبيات التي له، كما لم نجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري (رَحمهُ اللّه)، كما هو غالب ما رواه عنه المصنّف طاب ثراه هنا.. ويُعدّ من متفردات موسوعتنا المباركة هذه، إلا أن يقال : إنّ الأبيات لزياد الأعجم، وعليه فلا مصدر لها أيضاً غير موسوعتنا هذه.

فَأُمَيَّةُ الأندادُ مِن دُونِ الَّذِي***سَكَنَ العُلى وَأُمَيَّةُ الأشلام (1)

وَأُمَيَّةُ الدّاعِى العباد إلى الرَّدَى***وأُمَيَّةُ الأَصْنامُ والأزلام

زياد الأعجم (2)

ص: 163


1- كذا ؛ ولعلّها : الأشآم.
2- لا توجد في نسخة (ألف) : زياد الأعجم، حيث جاءت قبل هذا كما ذكرناه. أقول : إنّما قيل له الأعجم مع كونه عربياً ؛ لأنّه في لسانه عجمة، وقيل: لآفة في لسانه. لاحظ ديوان الأعجم. نعم جاءت هذه القصيدة للعبدي (رَحمهُ اللّه) عند المنصور العباسي، وقد أوردها ابن قتيبة في عيون الأخبار 207/1 - 208 [306/1]: [من الكامل ] أما الدعاة إلى الجنان فهاشم***وَبَنُو أُمَيَّة من دعاة النَّارِ راجع : تاريخ اليعقوبي،355/2، والغدير 326/2.. وغيرهما. أقول : نسبت بعض هذه الأبيات وبألفاظ مقاربة إلى أبي عطاء السندي، كما جاء الشعر في كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي،338/8، حيث قال : قال أبو الحسن المدائني : وبلغني أنّ أبا عطاء السندي دخل على أمير المؤمنين أبي العباس، فأنشده قصيدته التي يقول فيها : [من الكامل ] إن الخيارَ مِنَ البريّة هاشم***وبنُو أُمَيَّةَ أردلُ الأَشرارِ وَبِنُو أُمَيَّةَ عُودُهُم مِن خِرْوَع***ولهاشم في المَجْدِ عود تضار أما الدعاة إلى الجِنانِ فهاشم***وبَنُو أُمية من دعاةِ النّارِ وعنه باختلاف يسير عن أبي عطاء في النصائح الكافية : 143، أنساب الأشراف 164/4، والشعر والشعراء لابن قتيبة 757/2، وزاد على الأخير الزمخشري في ربيع الأبرار 223/4: [ من الكامل ] و بهائِم زَكَتِ البلاد وأَعْشَبَتْ***وَبَنُو أُمَيَّةَ كالسَّرابِ الطَّارِي ولاحظ : الغدير 76/10.

أَمَّا الدُّعاة إلى الجنانِ فهاشِمُ***وبَنُو أُميّةَ مِن دُعاةِ النَّارِ

وبنو أمية دَوْحَةٌ مَلْعُونَةٌ***ولهاشم فِي المَجْدِ عُود نُضَارِ

إنَّ الخِيارَ مِنَ البَرِيَّةِ هاشم***وبَنُو أُمَيَّةَ أَرْذَلُ الأَشْرارِ

ص: 164

وَبِهَاشِمٍ زَكَتِ البِلادُ وأَعْشَبَتْ***وبَنُو أُميّةً كالسَّرابِ (1) الطَّارِي (2)

أَأُمي مالكِ مِن قَرارٍ فَالْحَقِي***بِالقَعْرِ صاغِرَةً بأرضِ وَبارِ (3)

فَلَئِنْ رَحَلْتِ لَتَرْحَلِنَّ ذَمِيمَةً***وكَذا القَرارُ (4) بِذِلَّةٍ وَصَغَارِ

الصاحب (5) : [ من الكامل ]

ص: 165


1- في نسخة (ألف) : التراب.
2- الأبيات الثلاثة الآتية نسبت فى نسخة (ألف) إلى الصاحب، ولم يرد اسم الصاحب في نسخة (ب)، والصحيح كونها من هذه القصيدة لزياد الأعجم ؛ لاتحاد القافية، والوزن والبحر، وكلمة (الصاحب) في نسخة (ألف) زائدة هنا.
3- العجز مشوش مطموس في نسخة (ب)، وقد يقرأ في نسخة (ألف): بالقفر صاغره بار من وبار..
4- في نسخة (ألف) : الفرار.
5- لا توجد كلمة (الصاحب) في نسخة (ألف)، بل جاء بدلاً منها في نسخة (ألف) : ابن هان المغربي، وقد خطّ عليها في نسخة (ألف)، ومن كلمة (له) الآتية يعرف صحة نسخة (ب). راجع : ديوان الصاحب بن عباد : 103 - 104، وهي من جملة قصيده له مطلعها : [من الكامل ] ما بال عَلوَى لا تَرُدُّ جَوابِي***هذا وما وَدَّعْتُ شَرْخَ شبابي

أَتَشكُ (1) فِي لَعْنِي أُمَيَّةَ بَعْدَما***كَفَرَتْ على الإِصْرارِ والإِضراب ؟ ! (2)

قد (3) لَقبُوكَ أبا تراب بَعْدَما***باعُوا شَرِيعَتَهُمْ بِكَفِّ تُراب

وله (4) : [ من المنسرح ]

أُمَيَّةٌ (5) هَرُ أُمَّةٍ عُرِفَتْ***لا بَرِحَتْ بِالعَذَابِ مَخْطُوفَة (6)

أَرْجُو قَسِيمَ الجِنانِ يَقْسِمُ لِي***مَنازِلاً بَيْنَهُنَّ مَصْفُوفَةٌ (7)

يَسْقِي بِكَأْسِ النَّبيّ شِيعَتَهُ***وَفِرْقَةُ النَّاصِبِينَ مَلْهُوفَة (8)

ص: 166


1- في نسختي الأصل : الشك.
2- في العوالم : 580 : الأحرار والأطياب.
3- في نسختي الأصل : قل.
4- في نسخة (ألف) : ابن هاني المغربي، بدلاً من : له. انظر : ديوان الصاحب بن عباد : 892 90 ضمن قصيدة طويلة.
5- في الديوان : أُمته.
6- في المصدر : محفوفة، وقد تقرأ : محتوفة.
7- في الديوان : موصوفة.
8- في نسخة (ألف) : ملعونة، وفي الديوان مكفوفة.

ابن هاني المغربي (1) : [ من الطويل ]

دَعِينِي وَلَوْمِي مِنْ أُمَيَّةَ كُلها***وإِنْ جَلَّ (2) خَطَّبٌ عَنْ مَلامَةِ لُوَّم

رجال هم ال- [-داء الد ] فين وإن سَرَوا(3)***إلى رممٍ (4) بِالطَّفٌ مِنْهُمْ وأَعْظُم (5)

ص: 167


1- لا توجد : ابن هاني المغربي في نسخة (ألف)، وجاءت قبل هذا كما أشرنا له. وقد مرّ الحديث عن الشاعر وشعره في المقدمة، وهذه الأبيات جزء قصيدة طويلة وزعها المصنّف طاب ثراه في موسوعته هذه في خمس مواضع، ومرّ الحديث عنه قريباً، فلاحظ، وقد سلفت بعض هذه الأبيات مكرراً، فلاحظ. وجاءت في أعيان الشيعة 87/10.. وغيره.
2- في نسخة (ألف): وارجل.
3- في الديوان : اناس هم الداء الدفين الذي سرى.
4- في نسختي الأصل : رحم.
5- جاء البيتان في الأعيان هكذا : [ من الطويل ] وأولى يوم [بلَوْمٍ ] من أُمية كُلها***وإن جل أمر عن سلام ولرم [وُلَّوم] أُناسٌ هُمُ الداءُ الدَّفِينُ الَّذي سرى***إلى رِمَم بالطَّفٌ مِنْكُمْ وأَعْظُم وجاء في الديوان : وأَوْلَى بلوم من أُمية كلَّها***وإن جَل أمر من ملامٍ ولُوَّمِ

هُمُ قَدَحُوا تِلكَ الزِّنَادَ الَّتِي بَدَتْ (1)***وَلَوْ لَمْ تُشَبَّ النَّارُ لَمْ تَتَضَرَّمِ

وَهُمْ رَسَّخُوا (2) تَيْماً لإرْثِ نَبِيِّهِمْ***وما كانَ تَيْمِيُّ إِلَيْها (3) بِمُنْتَم

بأشيافِ ذاكَ البَغَى أَوَّلَ سَلَّها***أصِيبَ عَلِيُّ، لا بِسَيْفِ ابنِ مُلْجَم

وَبِالْحِقْدِ َقدِ الجَاهِلِيَّةِ إِنَّهُ***إلى الآنَ لَمْ يَظْعَنْ (4) وَلَمْ يَتَصَرَّم (5)

وَبِالثَّارِ فِي بَدْرٍ أَراقُوا دِماءَهُمْ***وَقادُوا إِلَيْهِمْ كلّ أَجْرَدَ شَيْظَم (6)

ص: 168


1- في الديوان : التي ورت..
2- في الديوان : رَشَحُوا.
3- في الديوان إليه، بدلاً من إليها.. وقد كرّر صدر البيت، وأسقط بعده ثلاث أبيات سلفت في الفصول السالفة.
4- الكلمة في نسخة (ألف) مشوشة، قد تقرأ يصفى.
5- جاء في نسختي الأصل : يتضرّم - بالمعجمة - ولا معنى لها، بل ينقلب المعنى والمراد، فيلزم كونها بالمهملة.
6- جاء البيت في الديوان هكذا : [من الطويل ] وبالنَّارِ في بَدرٍ أُرِيقَتْ دِماؤُكُم***وقيدَ إليكُمْ كلّ أَجْرَدَ صِلْدِم وقد سلف بمثل ما في الأعيان.

بكارة (1) الهلالية : [ من الكامل ]

قَدْ كُنْتُ آمُلُ أَنْ أَمُوتَ ولا أَرَى***فَوْقَ المَنابِرٍ مِنْ أُمَيَّةَ (2) خاطبا

فَاللّه أَخَرَ مُدَّتِي فَتَطَاوَلَتْ***حَتَّى رَأَيْتُ مِنَ الزَّمَانِ عَجائِبا

فِي كلّ يَوْمٍ لَا يَزالُ خَطِيبُهُمْ***بينَ الجُمُوع لآلِ أَحْمَدَ عائِبا (3)

فضل بن عبد الرحمن (4) :

ص: 169


1- في نسختي الأصل : الثالثة، وهي مصحفة عن المثبت.
2- في نسختي الأصل : بني أُميّة.
3- في نسختي الأصل : غائباً، ولا معنى لها. راجع : العقد الفريد 346/1 [105/2]، وسير أعلام النبلاء 137/1، وبلاغات النساء : 350.. وغيرها.
4- لا أعرف بهذا الاسم شاعراً، ولم أجد اسمه في المناقب أو الغدير.. أو غيرهما. نعم ؛ يحتمل قويّاً أن يكون هو الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف، الذي قال عنه في معجم الأُدباء للمرزباني : كان شيخ بني هاشم في وقته وسيداً من ساداتهم وشاعرهم وعالمهم، وهو أوّل من لبس السواد على زيد بن على بن الحسين، ورثاه بقصيدة طويلة حسنة وشعره حجة.. وله شعر جاء منه في الأعيان 407/8.. وغيره.

[ من الطويل ]

هُمُ فَجَعُونِي بالأَحِبَّةِ وَاعْتَدَوا***عَلَيَّ وبادَوْا بِالعَداوَةِ والبُغْضِ

وَهُمْ قَتَلُوا الأَخْيَارَ مِنْ آلِ هَاشِمٍ***وَهُمْ أَفْرَطُوا الأَتباعَ فِي الزَّلَلِ المَحْضِ

وَهُمْ فَرَّقُوا الإِسْلامَ سَبْعِينَ فِرْقَةً***وَما لَهُمُ في الدِّينِ اللّه مِنْ مُرْضِي

وَهُمْ حَرَّقُوا آي (1) الكِتَابِ وَغَيَّرُوا***شرائع دِينِ اللّه فِي المُحْكَمِ الغَضُ

هُمْ أَوَّلُوهُمْ (2) ناكِثُونَ (3) عَنِ الهُدَى***وَصَرَّحَ بَاقُوهُمْ (4) عَنِ الكُفْرِ المَحْضِ

ص: 170


1- في نسخة (ألف): أم، بدلاً من: آي.
2- أي: أوائلهم.
3- في نسختي الأصل : ناكثين.
4- أي : الباقون منهم.

أبو دَهْبَل (1) : [من الطويل ]

تَبِيتُ النَّسْاوَىٰ مِنْ أُمَيَّةَ نُوَّمَا***وَبِالطَّفٌ قَتْلَى مَا يَنامُ (2) حَمِيمُها

وَمَا ضَيَّعَ الإِسْلامَ إِلَّا قَبِيلَةٌ (3)***تَأمَّرَ نَوْكاها وَدامَ نَعِيمُها

فَأَضْحَتْ (4) قَناةُ الدِّينِ في كَفُ ظالِمٍ***إِذا اعْوَجَّ (5) مِنْها جانِبُ لا يُقِيمُها

ص: 171


1- في نسختي الأصل : ذهيل.. وهو أبو دَهبَل الجحمي الذي مرّت ترجمته وبعض شعره في كتابنا هذا قريباً، وقلنا إنّ هذه الأبيات من قصيدة قالها في رثاء الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أوردها السيد محسن الأمين في الأعيان 281/10، فلاحظ. وهذه الأبيات هناك هي الثالث والثامن والتاسع. ولاحظ ترجمته في أوّل ديوانه وهذه الأبيات منه. راجع : ديوان أبي دهبل الجمحي : 86 - 87.
2- كذا في الديوان وهو الصحيح، وفي نسختي الأصل : يناح. وجاء على نسخة (ألف) على كلمة يناح : ينام، وكأنها نسخة بدل، وفي نسختي الأصل : منا، بدلاً من : ما.
3- جاء صدر البيت في الأعيان هكذا : وما أفسد الإسلام إلا عصابة.
4- تقرأ في نسخة (ب) : فأفتحت، وفي الديوان : وصارت.
5- في الديوان وعنه في الأعيان : إذا مال، بدلاً من : إذا اعوج.

الكميت (1): [ من الوافر ]

وقُلْ لِبني أُميّة حَيْثُ كانَتْ (2)***وَإِنْ خِفْتَ المُهَنَّدَ وَالقَطِيعا

[أَلا أُفٍّ لِدَهْرِ كُنْتُ فِيهِ***هِداناً طائعاً لَكُمْ مُطِيعا ] (3)

أَجاعَ اللّه مَنْ أَشْبَعْتُمُوهُ***وَأَشْبَعَ مَنْ بِجَوْرِكُمْ (4) أُجِيعا

ولما استولى على الأمر بنو العباس، اشتد الأمر على بني أُميّة ؛ مِنْ قَتْلِ

عبد اللّه بن عليّ بالشام، وداود بن عليّ بالحجاز، اجتمع منهم ثمانون رجلاً بالعراق، ودخلوا على السفّاح وسلّموا عليه، وصار ذلك دأبهم.(5)

ص: 172


1- قد سلف الحديث مفصلاً عن هذه القصيدة العينية لشاعر أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) الكميت بن ال زيد الأسدي (رَحمهُ اللّه)، وذكرنا جملة من أبياتها هناك، وهذان البيتان تتمة لما هناك مباشرة، وقد جاءت في الغدير 180/2 - 181، وشرح الهاشميات لأبي رياش القيسي : 198، وشرحه الآخر للرافعي : 82.. وغيرها، وعليه طبق الشعر. كما وقد جاء البيتان الأول والثالث في ربيع الأبرار للزمخشري 608/2 أيضاً، ولعله آخرهما منه.
2- جاء صدر البيت في الغدير هكذا : فقل لبني أُميّة حيث حلّوا.. وكذا في الهاشميات وشروحها وربيع الأبرار، وقد جاء البيتان في ربيع الأبرار للزمخشري 608/2 أيضاً.
3- ما بين المعكوفين من المصادر الناقلة حيث كلّها أوردته هنا.
4- في نسخة (ألف) : بجودكم.
5- الغدير 181/2، 183، 209، والدرجات الرفيعة : 573، أعيان الشيعة 26/9، كشف الغمّة 51/1.. وغيرها.

قال سُدَيْف (1) : إنّي بريء من ولاية السجاد زين العابدين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إن لم أهيج أضغانه، و [ لم ] أبعث عليهم أحقاده (2) في أبيات شعر.. فمن قصائده : [ من الخفيف ]

قَدْ أَتَتْكَ الوُفُودُ مِنْ عَبْدِ شَمْسِ (3)***مُسْتَكِنِّينَ قَد أَجَدُّوا (4) المطيَّا (5)

فَارْدُدِ العُذْرَ وَ (6)امْضِ بِالسَّيْفِ حتّى***لَا تَدَعْ فَوْقَ ظَهْرِها أُمَوِيَّا (7)

لا يَغُرَّنَّكَ ما تَرَى مِنْ رِجالٍ***إِنَّ تَحْتَ الضُّلُوع داءٌ دَوِيَّا

أَظْهَرُوا البُغْضَ فِي القَدِيمِ وَأَضْحَى***ثابتاً فِي قُلُوبِهِمْ مَطوِيًّا (8)

فَضَعِ السَّيْفَ وَارْفَعِ السَّوْطَ حتّى***لا تَرَى فَوْقَ ظَهْرِها أُمَوِيًّا (9)

ص: 173


1- قد سلف ترجمته في الفصول السابقة، وذكرنا جملة من شعره وأشرنا لهذه الواقعة.
2- في نسخة (ب): نفاده.
3- في نسختي الأصل : بني عبد شمس، والظاهر زيادة: بني.
4- هذا استظهار، وإلا ففي نسختي الأصل : أفسدوا، أو : أحسدوا.
5- في الشذرات والأعيان عنه : مستكينين قد أجادوا المطيا.
6- في نسختي الأصل : أو، بدلاً من : الواو.
7- من الواضح تكرّر هذا البيت مع البيت الخامس الآخر.
8- هذا البيت لم يرد في الكامل، وجاء الذي قبله وبعده فيه 168/5، وقد ورد في الأغاني 456/14 هكذا : [ من الخفيف ] بَطَنَ البعْضُ في القَدِيم فأَضْحَى***تاوياً في قُلُوبهمْ مَطويا
9- قال في شذرات الذهب :1871 استأمن سليمان بن هشام وأبناه في نحو ثمانين رجلاً إلى السفاح، فآمنهم حتّى قدم عليه سدیف بن ميمون مولی زین العابدین [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] فأنشده:[من الخفيف ] ظَهَرَ الحَقُّ واسْتَبانَ مُضِيّا***إذ رَأَيْنا الخليفة المَهْدِيا إلى أن قال : فاردُدِ العُذْرَ وامْضِ بالسَّيفِ حتّى***لا تَرَى فوقَ ظَهْرِها أُمَوِيّا وفي الأغاني 456/14 بسنده : أنّ سديفاً أنشد أبا العباس - وعنده رجال من بني أُميّة -: يابنَ عَمِّ النَّبيّ أَنْتَ ضِياءُ***اسْتَبَنَّا بِكَ اليَقِينَ الجَليّا فلما بلغ قوله : جَرَّدِ السَّيف وارْفَعِ العَفْوَ [السَّوْطَ ] حتّى***لا ترى فَوْقَ ظَهْرِها أُمَويّا وهي طويلة، فراجعها. وراجع : عيون الأخبار 208/1.

ومنها : [ من الطويل ]

عَدُوكَ مَنْكُوبٌ وَسَيْفُكَ قاطِعٌ***وَأمْرُكَ مَفْعُولٌ وَسِجْنُكَ مُقْحِمُ (1)

أَرَعْتَ (2) العدَى بِالذُّلِّ حتّى تَوَدَّدُوا***وَمَا هُمْ (3) وَإِن أَذلَلْتَ إِلَّا هُمُ هُمُ

ص: 174


1- يقرأ في نسختي الأصل : مفعم، ولعلّها : مفحم.
2- هذا استظهاراً، وإلّا ففي نسختي الأصل : لرحب.
3- قد يقرأ : دماءهم.

يَلِينُونَ (1) قَوْلاً والقُلُوبُ مَرِيضَةٌ***وَإِنْ أَمْكَنَتْهُمْ فُرْصَةٌ مِنْكَ هَمْهَمُوا

ومنها : [ من الوافر ]

أرى قُرَحاً بأقوامٍ بِنَقْضِ***[ فَعَالِجِهَا بِقَطْعِ ] فَهِيَ دَاءُ (2)

وحَدُّ السَّيْفِ لِلدَّاءِ المُعَنِّى***إِذا خِيفَ العِقابُ لَهُ دَواءُ

عَلَامَ وَفِيمَ تَتْرُكُ عَبْدَ شَمْسٍ***لَها في كلّ راغِيَةٍ (3) ثُغَاءُ (4)

[أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَبِحْ دِماهُمْ***فَإِنْ تَفْعَلْ فَعَادَتُكَ المَضاءُ ] (5)

ص: 175


1- ويصح ضبطها أيضاً : يُلِينُونَ.
2- البيت مشوش جداً في نسختي الأصل، وقد يقرأ فيها : أرى قزحاً [فرحاً] بأقوام ينقض***............فهي داء وما أُثبت في المتن استظهار منّا.
3- في نسخة (ألف) : داعية، وفي نسخة (ب) : واعية، والصحيح المروي ما أثبتناه.
4- في نسختي الأصل : ثعاء، والصحيح ما أثبت. أقول : هذا البيت وبيت آخر جاء في تاريخ الطبري 326/6، وكذلك في أنساب الأشراف 11/2 هو: فما بالرَّمْسِ في حرَّانِ مِنْها***ولو قُتِلَتْ بأَجْمَعِها وفاءُ
5- ورد البيت الأخير في شذرات الذهب 187/1، وهو فيها يحرض الخليفة العباسي على القضاء على بني أُميّة.

ومنها (1) : [من الخفيف ]

اِطْمَأَنُوا بَنُو أُمَيَّةَ حتّى***قَلَصَ الجَهْدُ بِاللَّهی (2) والسعاتِ (3)

وَاسْتَباحَتْ حَرِيمَها وقُتِلْنا***وَبَقِينا (4) بالضُّرُ والمَثُلاتِ

كَيْفَ بالعَفْوِ عَنْهُمُ وقَدِيماً***قَتَلُوكُمْ وَهَتَكُوا الحُرُماتِ ؟ !

قَتَلُوا آلَ أَحْمَدٍ من شَقَاةٍ (5)***لَيْسَ يَغْفِرْهُ غَافِرُ السَّيِّئَاتِ (6)

قَتَلُوا سَيِّدَ الشَّبابِ حُسَيْناً***حَرَمُوهُ الشَّراب ماءَ الفُراتِ (7)

أَيْنَ زَيْدٌ وأَيْنَ يَحْيَى بنُ زِيدٍ؟!***یا لَها مِنْ مُصِيبَةٍ وَتِراتِ (8)

[وَالإمامُ الَّذِي أُصِيبَ بِحَرَّا***نَ إِمَامُ الهُدَى ورَأْسُ الثِّقَاتِ ] (9)

ص: 176


1- جاءت هذه الأبيات - عدا الأول والثاني - في الأغاني، وحكاه عنه في الأعيان 190/7 - 191 بسنده قال : إنّ سديفاً قال لأبي العباس يحضّه على بني أُميّة ويذكر من قتل مروان وبنو أُمية من قومه.
2- اللَّهى : جمع لَهاة الحلق، واللَّهي جمع لَهوة وهي العطية. والأول هو المراد.
3- الظاهر أنّها : السُّقاة.
4- الكلمة غير منقوطة في نسخة (ألف)، وتقرأ في نسخة (ب): نفينا
5- في نسختي الأصل : سعات.
6- جاء البيت في الأغاني هكذا : قَتَلُوا آلَ أحمدٍ لا عفا اللّ-***-هُ لِمَرْوانَ غافِرُ السَّيِّئاتِ
7- لم يرد هذا البيت في الأغاني والأعيان.
8- التّرات : المصائب والأحقاد والتاراتُ، الواحدة تِرَةٌ.
9- أُضيف هذا البيت من الأغاني والأعيان.

ومنها (1) : [من الخفيف ]

لَا تُقِيلَنَّ عَبْدَ شَمْسٍ عِثاراً***أَفْقَرُوا (2) كلّ رَقْلَةٍ وغِراس (3)

ص: 177


1- روى أبو الفرج الإصفهاني في كتابه الأغاني 92/4 بسنده قصة مفصلة لسديف (رَحمهُ اللّه) عند دخوله على أبي العباس وعنده جمع من بني أُميّة وأنّه أنشده قصيدة مفصلة مطلعها : [من الخفيف ] أصبحَ المُلْكُ ثابِتَ الأساس***بالبهاليل من بني العبَّاسِ بالصُّدُور المقدَّمِينَ قَدِيماً***والرُّؤُوسِ القَماقِمِ الرُّوَّاسِ وهي قصيدة طويلة هذه الأبيات منها. وقد رواها السيد الأمين (رَحمهُ اللّه) في الأعيان 189/7 – 190.. وغيره.
2- في المصادر : واقْطَعَنْ.
3- تقرأ في نسختي الأصل : رملة وعراس، وما أُثبت من المصدر وجاء البيت في المصدر هكذا : لا تُقِيلَنَّ عبد شمس عثاراً***واقْطَعَن كلّ رَقْلَةٍ وأَواسِي وفي الكامل للمبرد : لا تُقِيلُنَّ عَبْدَ شمس عِثاراً***واقْطَعَنْ كلّ رَقْلَةٍ وأَواسِى وفي الغدير 71/3: لا تُقِيلُنَّ عَبْدَ شمسٍ عِثاراً****واقْطَعُوا كلّ نَخْلَةٍ وغِراس والرقلة - هي النخلة الطويلة، أو الأعم، لاحظ : لسان العرب 293/11.. وغيره. والغراس - جمع غرس - وهو الشجر المغروس، أو جمع غريسة وهي النخلة أوّل ما تغرس، أو ما يغرس من الشجر، كما في لسان العرب 154/6. وقيل : فسيل النخل، كما في العين،376/4، أو وقت الغرس ؛ كالحصاد والقطاف، كما في مجمع البحرين 90/4. والأواسي كما في الكامل - أصل البناء كالأساس، مفردها : الآسية، ولاحظ : المخصص لابن سيدة 129/5، والنهاية،50/1، ولسان العرب 36/14.. وغيرها.

[أَقْصِهِمْ - أَيُّها الخَلِيفَةُ - وَاحْسِمُ***عَنْكَ بِالسَّيْفِ شَافَةَ الأَرْجاس] (1)

فَاذْكُرُوا (2) مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ***وقتِيلاً بجانب المهراس (3)

ص: 178


1- البيت من المصدر، وما بين البيت الأول والأخير ثلاث أبيات.
2- في الأغاني : فاذكرن.. وهو أولى، وفي الكامل : واذكرن، وفي الغدير : واذكروا.
3- أقول : قتيل المهراس هو حمزة (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والمهراس : ماء بأحد. ثم إنه روى أبو العباس المبرد في الكامل هذه الأبيات على غير هذا الوجه، ولم ينسبها إلى سديف ؛ بل إلى شبل مولى بني هاشم، وأنّه دخل على عبد اللّه بن علي، وقد أجلس ثمانين من بني أُميّة على سمط الطعام فأنشد.. وذكر الأبيات. قال في الأعيان 190/7 - ومنه استفدت - : ويمكن أن يكون وقع اشتباه من الرواة هنا، وأن يكون لكلِّ من شبل وسديف أبيات على هذا الوزن والقافية قالها عند دخوله على أبي العباس، فأدخل الرواة - اشتباهاً - بعض أبيات كلّ منها في أبيات الآخر. ثم قال : ويمكن أن تكون القصة مع شبل كما قال المبرد - ونسبها الناس إلى سديف لاشتهاره دون شبل واللّه أعلم. لاحظ : المحاضرات 535/4 وجه في قبور بني أُميّة.

فأمر أبو العباس بدق رؤوسهم وصلبهم، ولما فرغوا من قتلهم تتبعوا قبورهم ونبشوها، فما أصابوا في قبر معاوية إلّا شبه خيط (1) من رماد.. وفي قبر يزيد إلّا رميماً (2).. وكذلك في قبر معاوية بن يزيد، ومروان، وفي قبر الوليد قفاراً.. وفي قبر يزيد وهشام وسليمان أصلاباً وجماجم، وفي قبر مسلمة إلا أعظماً، وفى قبر يزيد بن الوليد والوليد بن يزيد تربة محرّقة.

فجمع عبد اللّه بن علي من سائر قبورهم وحرقها، ولم يعترض (3) قبر عمر بن عبد العزيز (4).

ص: 179


1- في نسختي الأصل : حطيط، ولا نعرف لها معنى، إذ أنّ الحطاطة والحطائط والحطيط : الصغير، كما في لسان العرب 273/7، لأنّ الصفة محطوط والحطاط الرائحة الخبيثة. وما أُثبت قد جاء في المصادر الآتية. راجع : تاريخ مدينة دمشق 127/53، والبدء والتاريخ 71/6 - 72، والبداية والنهاية 49/10، وتاريخ ابن خلدون 166/3، وسمط النجوم العوالي 350/3-351، ومرآة الزمان 446/11 - 447.. وغيرها.
2- في نسختي الأصل : رهماً، وما أُثبت جاءت في هامش نسخة (ألف) تصحيحاً، وهو الموافق لما جاء في المصادر، وهو الخلق البالي من كلّ شيء.
3- كذا، وفي نسخة (ب) : يعوض، والظاهر : يتعرض.
4- أقول : الذي يظهر من الزمخشري في كتابه : ربيع الأبرار 405/4 : أن رافع اللعن عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) غير عمر بن عبد العزيز، حيث قال : كان يزيد بن عبد الملك - وهو يزيد الناقص - مغرماً بالخيل، فبلغه عن فرس لرجل من عبد القيس فَراهَةٌ واستيلاء في الحلب على القصب، فوجّه إليه من يشتريه له، فقال : لا أبيعه إلا بحكمي، فبذلوا له عشرة آلاف دينار، فقال : لو أعطيتموني بوزن الفرس مائة مرة دنانير ما بعته إلّا بحكمي. قالوا : فما حكمك ؟ قال : ترك لعن علي بن أبي طالب [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)]، فكتب يزيد إلى الآفاق بذلك وأخذ الفرس !! فترك لعنه إلى اليوم. لعنهم اللّه من أولهم إلى آخرهم.

ثم قال (1) : [ من الكامل ]

حَسِبَتْ أُمَيَّةُ أَنْ سَتَرْضَى هَاشِمُ***عَنْها ويَذْهَبُ زَيْدُها وحُسَيْنُها ؟ !

كلّا ورُوحِ محمّد (2) وَإِلَهِهِ***حَتَّى يَذِلُّ كَفُورُها وخَؤُونُها (3)

ص: 180


1- أقول : الأبيات لشاعر أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) أبي محمّد يحيى بن بلال العبدي الكوفي، وهو غير العبدي المعروف الذي ترجمناه في المقدمة وذكرنا ما له من شعر هنا ولا أعرف لهذا شعراً غير هذه الأبيات التي يظهر من المصنّف طاب ثراه الغفلة عن قائلها ونسبتها. وله ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني : 499، وعيون الأخبار 207/1، وتاريخ اليعقوبي 91/3 91/3، والعمدة لابن بطريق 48/1.. وغيرها نقلها جمع منهم العلامة الأميني (رَحمهُ اللّه) في الغدير 326/2. أقول : وهذه القصة التي نقلت هنا عن فعل السفّاح ببني أُميّة وما أنشده الشعراء فيها جاءت بشكل آخر في المصادر السالفة خصوصاً في عيون الأخبار 207/1، فراجع.
2- في عيون الأخبار لابن قتيبة، وعنه في الغدير 328/2:.. ربّ محمّد.
3- لقد جاء عجز البيت في الغدير 328/2 هكذا حتّى تباح سهولها وحزونها، وفيه 72/3 حتّى تباع سهولها وحزونها.

وتَذِلُّ (1) ذُلَّ حَلِيلَةٍ لِحَليلها (2)***بالمَشْرَفيّ وتُشتَردَّ دُيُونُها (3)

وقال عبد الوهاب المارداني (4) في أبي مسلم (شعراً) : [ من البسيط ]

نَفْسِي فِداءُ بني الأَحْرارِ إِذْ نَقَلُوا بني أُميّة مِنْ كُفْرٍ إِلى النَّارِ سُديف (5) : [ من الكامل ]

أَمْسَتْ أُمَيَّةُ لا يُرجَى أَهْلُها***قُلِبَ الزَّمانُ بها وَحُمَّ (6) فَناؤُها

خَزِيَتْ أُمَيَّةُ ما أَضَلُّ سَبِيلَها***ذَلَّتْ وعَزَّ بِذُلُّها أَعْداؤُها

ص: 181


1- كذا في المصادر ؛ وفي نسختي الأصل : تدلّ.
2- في نسختي الأصل : بحليلها.
3- عجز البيت مشوش، وفي نسختي الأصل هكذا : بالمشرقي ويستر ذيولها.
4- راجع : إيضاح الاشتباه : 245 برقم 495 ومنتهى المقال 277/4 برقم 1846، وفيه : الماداري، وانظر تفصيل الكلام في وجوه ضبط اسمه في تنقيح المقال 234/2 [ الطبعة الحجرية ].
5- الكلمة في نسخة (ألف) مصحف، وقد تقرأ : شريف.
6- حُمّ.. أي قَرُبَ.

زَعَمَتْ أُمَيَّةُ وَهْيَ غَيْرُ حَكِيمَةٍ***أَنْ لَنْ يَزُولَ ولَنْ يُهَدَّ بِناؤُها

***

ص: 182

[تتمة القسم الثالث ]

[ في معايب الخاذلين

وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء ]

[ باب ]

[في الأمراء ]

[ فصل 2]

[ في بني مروان ]

ص: 183

ص: 184

فصل ما يختص به بنومروان

ابن عباس ؛ في قوله :

(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) عليّ [(عَلَيهِ السَّلَامُ)]، وحمزة، وعبيدة..

(كَالمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ) عتبة، وشيبة، والوليد..(1)

ص: 185


1- حكاه العلّامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 289/19 ذیل حدیث 35، عن 289/19 المناقب للمصنّف (رَحمهُ اللّه) في غزوة بدر : عن تفسير أبي يوسف الفسوي وقبيصة بن عقبة والثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس.. ومثله عنه منه 17/41 (باب 101) حدیث 10. ولاحظ : كنز جامع الفوائد : 300 - وعنه في بحار الأنوار 384/23 حديث 83 - ذیل قوله سبحانه: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ..﴾ [سورة الجاثية (45): 21]، وفيها روايات متعددة أنّها وردت في الثلاثة هؤلاء، وأيضاً في 36/36 (الباب 39) حديث 70، وعنه في تفسير البرهان 81/3.. وغيره. وأيضاً ؛ قوله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا..) نزلت في الثلاثة عتبة، وشيبة، والوليد (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نَّارٍ﴾ [سورة الحج (22) : 19]، وفي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وحمزة وعبيدة ﴿إِنَّ اللّه يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الحَمِيدِ﴾ [سورة الحج (22) : 23 - 24]، كما في شواهد التنزيل 172/2 حدیث 801، ولاحظ : تأويل الآيات الظاهرة 329/1، وكشف الغمّة 324/1. وراجع المناقب 589/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 118/3]، وعنه في بحار الأنوار 78/41 - 81 (باب 106) حديث 9.

(أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ) على وأصحابه (كالفجار) (1) أعداؤه (2) ،(3).

الأعمش، عن عطية، عن الخدري، وعن أبي ذر، وعن الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلاً اتخذوا دين اللّه دخلاً، وماله دولاً، وعباده خولاً (4)، فإذا بلغوا أربعمائة وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة»، فأقبل الحكم بن أبي العاص - وهم في ذلك الذكر والكلام - فقال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «اخفضوا أصواتكم فإنّ الوزع يسمع» (5).

ص: 186


1- سوره ص (38): 28.
2- في نسختي الأصل : وأعداؤه، والواو زائدة.
3- ومثله جاء الحديث في بحار الأنوار 7/24 (باب 23) حديث 20، عن كنز جامع الفوائد : 264، وفي ذيله : (كَالفُجار) فلان وأصحابه، وأيضاً عنه فيه 317/24 (باب 67) حدیث 22.
4- وجاء في لطائف المعارف للثعالبي : 136 عن معاوية، قال : اشهد مروان أنه سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «إذا بلغ ولد الحكم بن العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا مال اللّه دولاً».. إلى آخره، وقد مرت مصادره. راجع : مسند أبي يعلي 402/1، و 384/2، و 346/11.. وغيرها وفي غيره.
5- روى القطب الراوندي في الخرائج و الجرائح، وعنه في بحار الأنوار 268/27 (باب 16) حديث 17، عن عبد اللّه بن طلحة، قال: سألت أبا عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الوزغ، قال : «هو الرجس مسخ»...وقال: «إن أبي كان قاعداً في الحجر ومعه رجل يحدثه، فإذا هو الوزغ يولول بلسانه، فقال أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) للرجل : «أتدري ما يقول هذا الوزغ ؟» قال الرجل : لا أعلم ما يقول. قال : «فإنّه يقول : لئن ذكرت عثمان لأستن علياً». فقال : «إنّه ليس يموت من بني أُميّة ميت إلّا مسخ وزغاً».. وللعلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) هنا بيان عليه. ولاحظ قبله عن الخرائج في بحار الأنوار 269/27 (باب 16) حديث 19، ومنه عن الوزغ، أنّه يقول : «لئن شتمتم قومنا لأشتمن عليّاً»، ثم قال : «إنّ الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم اللّه». ولاحظ : بحار الأنوار 263/46) (الباب 16) حديث 63، و 53/61 (باب 42) حديث 41، عن الروضة من الكافي الشريف : 232، وعن الاختصاص والبصائر فيه 225/65 (باب 5) حدیث 7.

ابن مويهب(1)؛ [ قال : ] كنت عند معاوية، فدخل عليه مروان يكلمه (2) في حاجة، فقال : اقض حاجتي.. [ف-] -و [ اللّه ! إنّ ] حاجتي لعظيمة ! وإنّي أبو عشرة، وعمّ عشرة، وأخو عشرة.

فلما أدبر مروان [ وابن عباس جالس معه على السرير ] قال [معاوية ] : أشهد باللّه - يابن عباس ! - سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً..» (3) الخبر.

ص: 187


1- في أعلام الورى وعنه في بحار الأنوار - : ابن مرهب.
2- في نسختي الأصل : تكلّم، والمثبت عن أعلام الورى وبحار الأنوار.
3- مرّت مصادر لهذا الخبر جمّة وانظر أيضاً : مسند أبي يعلى 384/2، وراجع : الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 79/44 (باب 20) حديث 1، عن الاحتجاج.

فقال : اللّهمّ نعم (1).

وقيل(2) : في قوله تعالى : (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِمْ خَلْفٌ..) (3) شرابون للقهوات (4)، لعابون بالكعبات (5)، [ ركّابون للشهوات ] متّبعون (6) اللذّات، تاركون الجمعات (7)، مضيّعون الصلوات، مناعون الزكوات (8).

ص: 188


1- كما في إعلام الورى : 36 [ وفي المحققة 97/1 - 98]. وراجع - أيضاً - : دلائل النبوة 507/6 - 508، وعنه في البداية والنهاية 271/6 - 272، و 52/10، وتاريخ دمشق 291/46 - 297، و 21/57 - 252، وأنساب الأشراف 58/5، ونسب قريش : 109 - 110، والأغاني 177/13 [وفي طبعة دار الفكر 286/13 - 287].. وغيرها.
2- كما في مجمع البيان 519/6[431/6 - 432] - وعنه في بحار الأنوار 3/80 (باب 6) المدخل - ولاحظ مجمع البحرين.
3- سورة الأعراف (7) : 169، ولاحظ سورة مريم (19): 59.
4- المراد من القهوة هنا الخمر.. يقال : سميت الخمر : قهوة ؛ لأنها تقهي شاربها عن الطعام، كما في لسان العرب 206/15، وكذا جاء في العين 64/4، ومجمع البحرين 354/1، وهي بمعنى تذهب بشهوة الطعام.
5- والكعب : فصوص النرد، واحدها : كعب وكعبة، وهو الذي يلعب به.
6- كذا ؛ والظاهر زيادة النون في كلّ الموارد.
7- في المصدر وبحار الأنوار : للجمعات، وكذا : للصلوات.
8- في نسخة (ب) : للزكاة، ولا توجد الفقرة الأخيرة في المصدر. راجع : الفوائد الطوسية للشيخ الحر العاملي (رَحمهُ اللّه) : 227، مستدرك وسائل الشيعة للشيخ النوري (رَحمهُ اللّه) 290/2.

الزهري ؛ نزع عثمان الوليد عن الكوفة، وأمر عليها سعيد بن العاص، فجعل ير تجز في طريقه (شعر) : [ من الرجز ]

وَيْلُ نُسَيَّاتِ العِراقِ مِنِّي***كَأَنَّنِي سَمَعْمَعٌ مِنْ جِنَّ (1)

قال عدي بن حاتم (2) : [قدم سعيد بن العاص الكوفة ] فقال سعيد : اغسلوا هذا المنبر، فإنّ الوليد كان رجساً نجساً.

وكان الوليد أسنّ وأسخى وأرضى عنه، فقال الداعي : [ من الرجز ]

يا وَيْلَنا (3) قَدْ ذَهَبَ الوَلِيدُ***وَجاءَنَا مِنْ بَعْدِهِ سَعِيدُ

يَنْقُصُ فِي الصَّاعِ وَلَا يَزِيدُ

ص: 189


1- البيت مشوش كلاً ومطموس في نسختي الأصل، أُثبت ما استظهرنا منه معنى، وهو موافق لما جاء في المصدر، والذي في النسختين هو : [ من الرجز ] ويل سياب العراقي مني كأنني سمع من وقد رواه الإصفهاني في الأغاني 159/5 [ طبعة دار الفكر، وفي طبعة 99/5].
2- راجع المصدر السالف، والاستيعاب 622/2 - 623.. وغيرها.
3- هذه هي الرواية المشهورة، وفي رواية : يا ويلتا، والكلمة في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل مشوشة : يا ولياً.

ابن حمّاد :

لعائن اللّه تترى بني مروان***كلّ من سَنّ سبل الغصوب والعدوان(1)

البرقي : [من البسيط ]

واللّه واللّه أَيْمَاناً يُؤَكِّدُها (2)***بِاللّه أحْلِفُ إيقاناً وإيمانا

لَوْ أَنَّ مِفْتَاحَ مَاءِ المُزْنِ تَحْتَ يَدِي***وكُنْتُ غَيْثاً أَسْحُّ الوَبْلَ هَتَانا

لَمَّا سَقَيْتُ أَبا رَكْبٍ (3) وَلا زُفَراً (4)***وَلَا ابْنَ فَوْعٍ (5) وَلَا المَلْعُونَ نُعْمانَا (6)

ص: 190


1- لم أجد لهذا البيت مصدراً ناقلاً، وقد مرّ الحديث عن نونيات ابن حماد. أقول : البيت كلّاً مشوش ومرتبك لا نعرف له وزناً خاصاً ولا معنى مفيداً إلّا اجتهاداً أو حدساً، ولعلّها بيتان : [ من المجتّث ] لعائِنُ اللّه تَترَى***[عَلَى] بَنِي مَرْوانِ [ و ] كلّ مَنْ سَنَّ سُبْلَ ال-***-غُصُوبِ والعُدْوانِ
2- كذا، والصواب : أؤكدها.
3- مقلوب أبي بكر، راجع : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 161/1.
4- هو عمر، راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 271/2 - 272.
5- مقلوب عوف، راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 114/1.
6- هو عثمان، راجع الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 370/3.

وَلا الفَعِيل (1) وَلا عَمْراً ولا عُمَراً***ولا ابن سَعْدٍ إذا ما جاءَ ظَمْآنا

ولا ابنَ مَرْجانَةَ المَسْرُوقَ نِسْبَتُهُ***وَلا اللَّعينَ يَزِيداً أَيْنَ ما كانا

وَلا هِشاماً وَلا عَبْدَ المَلِيكِ وَلا ال-***-عاتِي الوَلِيدَ وَلَا الطَّاغِي سُلَيْمَاناً

وَلا أَقُولُ أَبو (2) رَكْبٍ وَلَا عُمَرُ***عَلَى الصَّحِيحِ وَلَو جَاءَ بِبُرهانا (3)

فَهؤُلاءِ أَضَلُّ الخَلْقِ وَيْلَهُمُ***أَرَى (4) عَدِيَّ وَتَيمَ اللّه قُربانا

***

ص: 191


1- أي هو الزبير، راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 90/3.
2- في نسختي الأصل : أبا، والصحيح ما أثبتناه.
3- أصلها : ببره : ببرهانان، علي لغة بني الحارث بن كعب في لزوم الألف المثنى في الأحوال الثلاثة، كما في خزانة الأدب للبغدادي 424/7، وحذف النون من الضرائر، كما في الضرائر وما يسوغ للشاعر دون الناثر : 21.
4- لعلّها محرّفة عن : تَرَىٰ.

ص: 192

[ تتمة القسم الثالث ]

[ في معايب الخاذلين

وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء ]

[ باب ]

[في الأمراء ]

[ فصل 3]

[ في الشيصبان ]

ص: 193

ص: 194

فصل في الشيصبان

فصل في الشيصبان (1)

تفسير الثعلبي (2) ؛ أنّ العباس وعثمان أسلفا في التمر، فلمّا حضر الجذاذ(3)، قال لهما صاحب التمر : هل لكما أن تأخذا النصف وتؤخّرا النصف وأُضعف لكما ؟ ففعلا، فلمّا حَلّ الأجل طلبا الزيادة، فبلغ ذلك رسول اللّه [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] فنهاهما، فنزل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرّبوا..) (4) الآية.

في كتاب ابن عياش (5)، عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) (6) : «أنّ عبد المطلب كان أسرى

ص: 195


1- رمز للعباس بن عبد المطلب، وفي (ألف) : الشيضبان، وقد يراد منه بنوه، وهذا يسبق غالباً بكلمة : بنو الشيصبان. انظر : الأسرار 373/2، و 39/1، وصفحة : 40 - 41.
2- تفسير الثعلبي 284/2.
3- في تفسير الثعلبي : الحداد - بالدالين - وكلاهما صحيح.
4- سورة البقرة (2): 278.
5- في نسختي الأصل : عباس، والظاهر ما أُثبت.
6- انظر هذه القضية بالتفصيل في الروضة من الكافي 258/8 - 260 ضمن حدیث 372، مع اختلافات كثير، وأسناد مغاير وألفاظ مقاربة، وهو حديث مفصل.

بنثيلة (1) أَمَةٍ (2) تكون في أنعامه، فغشيها عامر بن (3) السمط - آكِلُ المرار رجل من بني كلب - فجاءت بالشضادة [كذا ] فكانت أُمّه تدعوه ب- : ابن عبد المطلب، فأخذها الزبير (4) وحرقها (5) على الصفا (6).

قال الزاهي : [ من المنسرح ]

يا نَسْلَ مَنْ أُخْرِقَتْ بِزَنْيَتِها (7)***عَلَى الصَّفا (8) وَالصُّفُوفُ مُجْتَمِعَهُ

لولا الزُّبَيْرُ المُمِيطُ عارَكُمُ***كُنْتُمْ عَبِيداً أَذِلَّةٌ خَضَعَهُ (9)

ص: 196


1- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة وغير منقوطة، أثبت ما احتملناه مما سيأتي، وقد تُقرأُ : نبيلة. ولكن الصحيح هو ما أثبتناه لأنّ أُمّ بني العباس هي : نثيلة، لذلك قال الشاعر : [ من الكامل ] وأرى ابن نثلَةَ واقفاً متلدّداً***يَبكي ويُسعِدُهُ ذَوُو الأرحام
2- وليست أُمّ عبد المطلب والعياذ باللّه، بل هي أَمَتُهُ.
3- لا توجد : بن.. في نسخة (ألف).
4- المراد منه هنا هو الزبير بن عبد المطلب، لا الزبير بن العوام، كما لا يخفى.
5- في نسخة (ألف) : حرّمها، وقد تقرأ : حرفها.
6- كذا، وفي نسختي الأصل : الضعفاء - لما سيأتي -.
7- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة تقرأ : ابن بنتها، أو : ابن منها.
8- في نسخة (ألف) : الضفاف.
9- عجز البيت مشوش جداً، كتبنا ما قرأناه منه. أقول : جاء في الغدير 390/3 في ترجمة الزاهي علي بن إسحاق (رَحمهُ اللّه) هنا سبعة أبيات على وزان هذه الأبيات، يمدح بها مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مطلعها : [ من المنسرح ] دعِ الشَّناعاتِ أيها الخُدَعَة***وَاركُنْ إِلَى الحَقِّ وَاغْدُ مُتَّبِعَهْ ولم يرد هذين البيتين.

البشنوي (1) - على هذه الرويّة - : [ من المنسرح ]

مَهْلاً فَأَرْحَامُكُمْ وَنِسْبَتُكُم***عَنْ أَحْمَدٍ بَعْدَ ذَاكَ مُنْقَطِعَهُ

كَذاكَ (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)***وَرُتْبَةُ الفَارِسِيِّ مُرْتَفِعَهُ

وفي رواية جرير (2) بن عبد اللّه البجلي، عن عمر بن الخطاب بن نفيل، عن أبيه، عن جده : أن عبد المطلب (3) كان غَشِيَ نثيلة (4) - وهي أَمَةٌ سحماء للأسود

ص: 197


1- لم نحصل مصدراً لهذه الأبيات فيما جمع لشاعرنا من شعر أو نثر هنا وهناك، وقد سلفت ترجمته في المقدمة.
2- في نسختي الأصل : جابر، والصحيح ما أُثبت.
3- أقول : : عبد المطلب ؛ هو ابن هشام أبو الحارث (المتوفى سنة 45 ق ه-) وهو من سادات العرب ومقدميهم، قيل : اسمه شيبة، وعبد المطلب لقبه غلب عليه، وهو أوّل من خضب بالسواد من العرب. راجع : تاريخ الطبري 176/2، وتاريخ ابن الأثير 4/2، وتاريخ الخميس 253/1، وتاريخ اليعقوبي 203/1.. وغيرها.
4- الكلمة غير منقوط في نسختي الأصل، وقد تقرأ في نسخة (ب): نبيلة.

ابن عبد يغوث - ثم ندم (1)، قال : [ من الطويل ]

جَنَيْتُ وَأيُّ النَّاسِ لَمْ يَأْتِ جَهْلَةٌ (2)***وَنَفْسُ الفَتى ما إنْ تَزِيغُ مِنَ الجَهْلِ

سَأَقْرَعُ مِنْهَا سِنَّ لَهْفَانَ نادِمٍ***ومِنْ مِثْلِها يَأْتِي رَذِيلَتَها مِثْلِي

فقال الزبير : [ من الطويل ]

عَجِبْتُ وَفِي الأَيَّامِ كلّ العَجَائِبِ***وَما شاهِدٌ أَمْراً كَآخَرَ غَائِبِ

أبِالأَمَةِ السَّحْمَا نَئِيلَةَ وَابْنِها***تَعُدُّ الصَّياصِي مِن لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ ؟ !

أَبا طالِبٍ ! إِنِّي زَعِيمٌ بِحَرْقِها***وَذُو مَوْعِدٍ صِدْقٍ بِهِ غَيْرُ كَاذِبِ

فاشتراها (3) بعشرين أوقية وأعطاها فاطمة بنت عمرو.

ص: 198


1- أقول : من مراجعة هذا الصفحة يظهر منها أنّ نسخة (ألف) كتبت على (ب) إلّا هنا، وفي موارد عكس ذلك، بل الظاهر من هنا وغيره، أنهما كُتبتا على نسخة واحدة وأنّ غلطهما وسقطهما واحد.
2- يصحّ أيضاً ضبطها : جَهْلُه، لكن المثبت أجود.
3- الضمير يعود لعبد المطلب أو لأبي طالب.

فقال للزبير (1): أمهلها حتّى ترضعه.. ثم شأنكَ بها (2).

قال : فلما درج ابنها على الأرض، حرّقها الزبير على الصفا، وذَرَّى رمادها في الريح، وقال :

[ من البسيط ]

لَسْتُ الَّذِي بِشَيْبَةِ الحَمْدِ مُنْتَسِبا (3)***وَلا الَّذِي فَضْلُهُ كلّ الوَرَىٰ فَضَلا(4)

إِنْ لَمْ أُمِطْ هَفَواتِ السُّوءِ عَنْ شَرَفِي***وَأُتْبِعَ العَلَّ مِنْ أُمَاتِيُّ (5) النَّهَلا

وفي كتاب الزبير : ابن عباس (6) كتب كتاباً : بسم اللّه ربّ البلد (7)، ومانع الجار،

ص: 199


1- في نسختي الأصل : الزبير، والمثبت هو الصحيح.
2- تقرأ في نسخة (ألف) : تسلك بها، وعليها نسخة بدل : ساكل، والظاهر ما أثبتناه.
3- صدر البيت مختل الوزن ويقرأ في نسختي الأصل : لست الذي بشيبة الحمل منتسباً، وصوابه بأن يكون مثلاً : لست الذي شيبةً لِلْحَمْدِ منتسباً.
4- فَضَلَهُ : غَلَبَهُ في الفضل.
5- الكلمة مشوشة قد تقرأ : أماطي، أو : أماطني، وما أُثبت هو الصحيح، فالأُمات جمع الأُم، وحيث كان الكاتب هندي لذا صيّرها : أماطي.. وسيأتي كلام الزبير : كأماتنا الغرّ الكرام الفواطم..
6- كذا ؛ والظاهر أنّ الصحيح هو : العباس : لأن ابن عباس لم يكن مولوداً آنذاك.
7- لا تقرأ الكلمة في نسخة (ألف).

ومعاذ العائدين (1).. هذا ما شهدت قريش وغيرهم : أن وليداً من أَمَةِ فاطمة بنت عمرو بن عامر بن مخزوم، تدعى : نثيلة، ولدته من الومس، فأراد عبد المطلب - لمكان فاطمة - أن يتخذه ولداً ويلحقه بنفسه، وأنه شرط فيه شروط (2) الاسترقاق لِوُلْدِهِ - الزبير وأبو طالب وعبد اللّه ؛ لمكان أمهم فاطمة - ليكون لهم ولمن وَلَدَهُمْ ولمن وَلَدُوا عبيداً مسترقين ما اختلف الليل والنهار.. وكتب هذا الكتاب ثلاث نسخ ؛ كتاب في الكعبة، وكتاب في بيت المقدس، وكتاب بكعبة نجران، وشهد عليه ستة وعشرون رجلاً.

وفي رواية مينا (3) - مولى عبد الرحمن بن عوف قال : كانت نثيلة بنت جناب ابن کلیب (4)، وأن عبد المطلب غشيها فأتت بالسابع (5).. فاستلحقه (6) عبد المطلب، وكان يكون في إبلهم مثل العبد لا يدخل مشورة قريش، فلمّا توفّي عبد المطلب رحل إلى المقوقس ورغب في النصرانية، فقال له المقوقس : ما أراك من بني عبد المطلب ولا من بني هاشم ؛ لأنهم لا يرغبون(7) عن دينهم

ص: 200


1- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل قد تقرأ : العابدين، أو : العايدين.
2- في نسختي الأصل : شروق، وهو سهو.
3- هو : ميناء بن أبي ميناء القرشي الزهري.
4- في نسختي الأصل : بنت خزاعي من كليب، والصحيح ما أثبتناه.
5- مقلوب العباس.. أي العباس بن عبد المطلب.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل : فاستوجه، وهي محرّفة عن المثبت.
7- في نسختي الأصل : يزعمون.

وعن كعبتهم.. فانصرف من عنده، فلما قدم على بني هاشم خرجوا إليه بالسلاح، يمنعونه دخول الحرم.. والزبير يقول قصيدة ؛ منها (1) : [ من الطويل]

هَلُمُّوا هُدِيتُمْ نَقْتَفِي أَثَرَ الهُدَى***وَنَمْنَعُ مَنْ شِتْنا عَلَى رَغْمِ راغِمِ

ومالي وإتيان النصارى وَدِينِهِمْ ؟ !***وَنَحْنُ مِنَ القَوْمِ السُّراةِ القَماقِم

وَما بَيْنَ مَنْ يَبْغِي النَّصارى وَدِينَهُمْ***وبَيْنِيَ شَيْءٌ غَيْرُ حَدِّ الصَّوارِمِ

أَعَبْدٌ عَصَى ؟ ! فالسَّيفُ والسَّوْطُ وَالعَصَا***فَمَنْ قال : لا، يَقْرَعُ بِها سِنَّ نادِمِ

فَلَسْتَ أَخِي إِنْ كُنْتَ تَبْغِي أُخُوَّتِي***وَلَسْتَ مِنَ الأَحْلافِ لَا وَالعَباشِمِ

وليسَتْ - وَإِنْ عُدَّ الكِرامُ - نَثِيلَةُ (2)***كَأَمَّاتِنَا الغُرِّ الكرام الفواطم

وَلَيْسَ اللنامُ الأُمَّهاتِ إِذا هُمُ***أَتَوا من سفاح كالسَّراة الأكارم

ص: 201


1- في نسخة (ألف) : ومنها.
2- هذا كسابقاتها غير منقوط، وقد تقرأ : بنيلة.

فخرج وما رجع إلى [المسجد] الحرام إلا وقت نشأ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).

وكان الشيصبان (1) وأبو لهب يعاديان رسول اللّه [(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ] قبل الإسلام وبعده.

إبراهيم النخعي والأسود بن يزيد قالا : لما اعتزم المشركون على الخروج إلى بدر، قالوا لبني هاشم : إنّ هذا الرجل منكم، وقد عرض لعيرنا، وأنتم أهل بيتٍ عَقِبُهُ قُطَعَهُ (2)، وقد اعتزمنا على الخروج إليه، فماذا تقولون ؟

فقال السابع (3) : نحن وأنتم كأسنان المشط، متى تحاربون نحارب ومتى تسالمون نسالم.. في كلام له.

وقال عقيل : دعوا محمّداً وما حمل ؛ فإن كان عاقاً أدركته عقوبته، وإن كان عطوفاً صادقاً كنتم السعداء به، وإن تعطوه الرضا من أنفسكم يرض.

وقال طالب : واللّه ما عرفناه قطوعاً، ولا للباطل تبوعاً، وإنه للأمين غير الظنين (4)، وما أنا بخارج معكم، ولا مقاتل له أبداً.

فقال : عليكم بهذين.. فشدوا وثاقهما ؛ فإنّهما قد أبديا بما في صدورهما.

ص: 202


1- الكلمة جاء معجمة أيضاً، وهي رمز لاسم العباس بن عبد المطلب كما سلف - وتكتب بالصاد المهملة والمعجمة، وهي مشوشة في نسخة (ألف).
2- صيغة مبالغة لقاطع الرحم، مثل : هُمَزَة ولُمَزَة ؛ ولذلك قال طالب بن أبي طالب : واللّه ما عرفناه قَطُوعاً.
3- السابع هو رمز لاسم العبّاس مقلوباً، كما قلنا ذلك مراراً.
4- الظَّنين : المُتَّهَم، كما في لسان العرب 273/13.

فقال طالب (شعراً) : [ من الرجز ]

يا رَبِّ إِمَّا يُغْزَوَنَ (1)بِطالِبِ***فِي مِقْنَبٍ مِنْ تِلْكُمُ المَقانِبِ

فَاجْعَلْهُمُ المَغْلُوبَ غَيْرَ الغالِب***والرَّجُلَ المَسلُوبَ غَيرَ السالب

فلما كان الليل هرب، فيقال : إنّه ساح في الأرض حتّى هلك، ويقال : إنّه غَرَّق نفسه (2).

وأمّا عقيل؛ فأُخرج معهم كارهاً.

وأما السابع ؛ فإنّه خرج مع القوم مستنصراً فى أمرهم، وكان يطعم القوم ويحرّض عليهم حتّى أقبل بهما علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقودهما.. فعرض النَّبيّ [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] عليهما الإسلام ؛ فأسلم عقيل مكانه، فحلّ عليّ [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] وثاقه، وبات السابع ليلته في الوثاق (3) فنزل : ﴿فَإِمَّا مَنَّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) (4).. القصة.

ثابت الثمالي وأبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية، قالا: الآخذ لبيعة رسول اللّه ليلة العقبة وهو : العبّاس بن عبادة بن نضلة الأنصاري (5)..

ص: 203


1- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : يعزون.
2- في عمدة الطالب : 30، ويقال : إنّه أكره فرسه بالبحر حتّى غرق، وفي تاج العروس 186/2 : غَرِقَ في البحر عند خروج المشركين إلى بدر.
3- في نسختي الأصل : الوفاق، وهي مصحفة عن المثبت.
4- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47): 4.
5- الاسم مشوش مغلوط جداً في نسختي الأصل، ففي نسخة (ألف): العباس بن عقبة بن فصلة الأنصاري، وفي نسخة (ب) :.. بن فضلة الأنصاري، والصحيح ما أثبتناه من الكتب التاريخ والرجال.

المقتول بأحد، ليس هو من يزعمون ! (1)

وفي تاريخ الطبري (2)، وتفسير الثعلبي (3) إنّه قال عاصم بن عمر (4) بن قتادة : إنّ القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول اللّه [(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ]، قال العباس [بن عبادة ] ابن نضلة (5) الأنصاري، ثم الخزرجي [ ثمّ أخو بني سالم بن عوف ]: يا معشر الخزرج ! هل تدرون عَلامَ تبايعون رسول اللّه (6) ؟ ! [ قالوا : نعم، قال : ] أنّكم تبايعون على حرب الأحمر والأسود [ من الناس ]، فإن كنتم ترون إنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلاً.. أسلمتموه، فمن الآن [ فهو ] واللّه خزي في الدنيا والآخرة [إن فعلتم ]، وإن كنتم ترون أنتكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة (7) الأموال، وقتل الأشراف.. فخذوه ؛ فهو واللّه

ص: 204


1- وذلك أنّ العباسيين وضعوا أخباراً مفادها أن العباس بن عبد المطلب كان المتولّي لأخذ البيعة من الأنصار ليلة العقبة.
2- تاريخ الطبري 363/2 - 364 باختلاف ألحقناه [ طبعة الأعلمي بيروت 93/2].
3- تفسير الثعلبي 119/3 - 120، باختلاف يسير.
4- في نسختي الأصل : عمرو، والصحيح ما أُثبت.
5- في نسختي الأصل : فضلة.. وهو سهو، كما مرّ.
6- في المصدر : هذا الرجل.
7- نهكة الأموال : نقصها، وفي نسخة : تهلكة الأموال. والنهك هو التنقص، كما في العين 379/3، ولسان العرب 499/10.. وغيرهما.

خير الدنيا والآخرة.

وأنشد أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، وعبد الواحد بن المختار الأنصاري للمنذر بن عبد اللّه (1) (شعر) : [من البسيط ]

مِنَّا السَّمَيْدَعُ عَبَّاسُ إِذا فَخَرَتْ***أُثْنِيَ عُبَادَةَ (2) فِي بُحْبُوحَةِ النَّادِي

الآخِذُ البَيْعَةَ الحَامِي حَقِيقَتَهُ***لِلْمُصْطَفَى وَإِلَيْهِ النَّاذِرُ الهَادِي

***

ص: 205


1- هو : المنذر بن عبد اللّه (أو بن عباد، أو بن عبد) الأنصاري الساعدي، استشهد يوم الطائف. انظر: الاستيعاب 1449/4 الترجمتين 2489 و 2490.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ قتله، ويحتمل فيها ما أثبتناه، أو : أُنثى لنَضْلَةَ.

ص: 206

[ تتمة القسم الثالث ]

[ في معايب الخاذلين

وجماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء ]

[ باب ]

[ في الأمراء ]

[فصل 4]

[ في ولد العباس ]

ص: 207

ص: 208

فصل في ولده

فصل في ولده(1)

بعض الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)؛ قال (2) : «اتقوا اللّه وعليكم الطاعة لأئمتكم، قولوا ما يقولون، واصمتوا عمّا صمتوا (3) ؛ فإنّكم في سلطان من قال اللّه تعالى : ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ) (4) [ يعني بذلك ولد العباس ]».

ابن عباس، وأبو جعفر، وأبو عبد اللّه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): قال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾ (5) «هو عليّ» (6) ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ

ص: 209


1- العنوان والمعنون مطموس في نسخة (ألف)، والمقصود به : ولد العباس بن عبد المطلب.
2- كما رواه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في أماليه : 667 - 668 (المجلس السادس والثلاثون) حديث 5 (1398) [طبعة مؤسسة البعثة ]، وعنه في بحار الأنوار 566/31 حدیث 53، وكذا عنه في 162/47 (باب 6) حديث 1.
3- في نسختي الأصل تقرأ : اصهتوا عمّا صهتوا ولا معنى لها، وما أُثبت من المصدر.
4- سورة إبراهيم (14) : 46.
5- سورة مريم (19) : 96.
6- وفي رواية الكافي 431/1 (باب فيه نكت) حديث 90، وعنه في بحار الأنوار 333/24 (باب 67) حديث 58 : «ولاية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) هي الودّ الذي قال اللّه». راجع : تفسير فرات الكوفي : 88، ذيل الآية الكريمة، وعنه في بحار الأنوار 289/39 (الباب 87) حدیث 85.

پلسانِكَ..) (1) الآية، قال : «بنو أُميّة»، ويقال : الشيصبان (2) أيضاً.

ابن عباس (3) ؛ في قوله : (فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَها خاضعين..) (4) نزلت فينا وفي بني أُميّة. قال : سيكون لنا عليهم الدولة، فتخضع لنا أعناقهم بعد

صعوبتها وتلين (5).

وفي غيبة محمّد بن إبراهيم (6) : (7) عن ابن عباس ؛ قال : قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

ص: 210


1- سورة مريم (19): 97.
2- في نسختي الأصل : الشيضبان - بالضاد المعجمة - والصحيح ما أثبتناه.
3- كما رواه الشيخ الطبرسي (رَحمهُ اللّه) في مجمع 321/7، البيان 321/7، وكذا الثعلبي في تفسيره 157/7، والزمخشري في تفسيره 306/3.. وغيرهم في غيرها.
4- سورة الشعراء (26) : 4.
5- في نسختي الأصل : وتلهن، وما أُثبت من المجمع، وفي تفسير الثعلبي : وهوان بعد عزّة.
6- كتاب الغيبة للنعماني (رَحمهُ اللّه): 248 (باب 14) حدیث 2 باختلاف يسير أشرنا لأكثره [ صفحة : 130 - 131 من نشر مكتبة الصابري ]، وكذا جاء بمضمونه وألفاظ قريبة منه في من لا يحضره الفقيه 252/1 حديث 769، وعلل الشرائع 348/2(باب 56) حديث، والخرائج والجرائح 110/1 حديث 173.. وغيرهما.
7- هنا زيادة (واو) في نسختي الأصل، ولا وجه لها.

لأبي ؛ عباس : «ويل لولدي (1) من ولدك، ويل لولدك من ولدي» - يعني القائم - فقال : يا رسول اللّه ! أفلا أجبّ (2) نفسي ؟ فقال : «إن علم اللّه [ عزّ وجلّ ] قد مضى، والأمور بيد اللّه، وأن الأمر [سيكون ] في ولدي».

جابر ؛ عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3) : «توقّوا آخر دولة بني سباع (4)، فإنّ لهم في شيعتنا لذعات أمضّ من الحريق الملتهب».

أبو الحسين (5) محمّد الرازي في أخبار دمشق (6) ؛ عن أبي أمامة، قال

ص: 211


1- في نسختي الأصل : لوالدي وهو سهو، وفي المصدر : لذريتي.
2- الكلمة مشوشة غير منقوطة، تقرأ : أحني، وما أُثبت من المصدر. وفي الغيبة : أفلا اجتنب النساء، أو قال : أفلا أُجب نفسي.. بمعنى اجعل نفسي مقطوع النسل، ومنه يقال : المجبوب.
3- جاء بنصه في إعلام الورى 280/2 [ الطبعة المحققة، وفي طبعة : 456].
4- في نسخة (ألف) والمصدر : بني العباس، وما هنا نسخة عليها، وكذلك في نسخة (ب) جاء : سباع.
5- في نسختي الأصل : أبو الحسين بن محمّد، وهو سهو من النساخ، والصحيح ما أُثبت.
6- هو : محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي ؛ أبو الحسين، وقيل : أبو الحسن (المتوفى سنة 347ه-). قال ابن عساکر في تاريخ مدينة دمشق 336/53 : وكان أحد المكثرين المصنّفين الثقات. قال محقق كتاب أمراء دمشق في الإسلام - للصفدي - في مقدمته : 7 : لعلّ أقدم من ألف في أسماء أمراء دمشق هو أبو الحسين الرازي.. إلى أن قال : ألتف في (تسمية أُمراء دمشق في أيام بني العباس)، وألف عن (كتاب أمراء دمشق). وعلى كلّ ؛ لم نعرف لهذا الكتاب نسخة. وقد جاء الخبر في المعجم الكبير للطبراني،101/8، وجامع المسانيد والسنن 527/8، ومجمع الزوائد 244/5 - 245.. وغيرها.

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «إنّها ستخرج رايات من المشرق لبني العباس ؛ أوّلها مثبور (1) وآخرها [ مثبور ] (2)، لا تنصرونهم، من مشى تحت راية من راياتهم أدخله اللّه يوم القيامة جهنم ؛ ألا إنهم شرار خلق اللّه، يزعمون أنهم منّي ! ألا أنتي بريء منهم [وهم منّي براء]».. الخبر (3).

زيد بن أسلم - في خبر - : أنّ المغيرة قال لعمر : إن بني هاشم اعتزلوك.. يظلمونك ويقعدون لك كلّ مقعد [ فقال : ] لاجرم لا اصطفين منهم.. ! فقال : أمّا عليّ، والحسن والحسين، وابن جعفر، وعقيل.. هم عدوّك، فما يمنعك من العباس ؟! قال : أو ليس هو صاحب بيعته، ولقد مشى إليه أبو بكر ليجعل له نصيباً في هذا الأمر ؟ ! ولكني سأصطفي ابنه : عبد اللّه.. ! فاصطفاه !

ص: 212


1- تقرأ في نسختي الأصل : مبثور، وما أُثبت من المصادر.
2- الظاهر هنا سقط، لا يتمّ الكلام إلا به، وأضفنا كلمة (مثبور) من المصادر، وجاءت في جامع المسانيد والسنن، ومجمع الزوائد مبتور.
3- وللرواية تتمة في المعجم الكبير : «.. علامتهم يطيلون الشعور، ويلبسون السواد ؛ فلا تجالسوهم في الملأ، ولا تبايعوهم في الأسواق، ولا تهدوهم الطريق، ولا تسقوهم الماء، يتأذى بتكبيرهم أهل السماء».

ولقي عبد اللّه بن جعفر (1) عبد اللّه بن عباس، فقال : يابن عمّ، صرت (2) لعمر خادماً، تعاطيه حوائجه، و تسعى بين (3) يديه ؟ !

فقال ابن عباس : إنّ عمر أحبّني فأحببته !

فقال له ابن جعفر : فلا.. فلا أحبّكما اللّه، ولا جعل لكما عنده ذكراً، ولا أصلح لكما أمراً.. ودخل على عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأخبره فيما شجر بينهما، فتمثّل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (4) : [من الكامل ]

أَنْتَ المُزارُ (5) بِكُلِّ نُطْقٍ صَادِقٍ***وَأَنا(6) مُمارٍ (7) فِي المَقُولَةِ مِقْوَلُ

وَإِذا الأُمُورُ تَعاوَرَتْكَ شِدادها***فَالقَوْلُ مِنْكَ لَدَى الحصافة (8) مِفْصَلُ

ص: 213


1- في نسختي الأصل : بن عبد اللّه، والظاهر زيادة (بن)، ولذا حذفت.
2- في نسختي الأصل : مرت.
3- لم ترد (بين) في نسخة (ألف).
4- لم ترد هذه الأبيات فيما جمع له سلام اللّه عليه من أبيات وإن كان ظاهراً أنها ليست من إنشاده (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إذ تمثل بها، ولكن أورد في الديوان بعض شعره المتمثل به.
5- كذا ؛ والكلمة غير معجمة، ولعلّها : المراد.
6- في نسخة (ألف) : وإنّي.
7- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، خاصة نسخة (ب)، وتقرأ : تمار، والمراد منها أنّه ممارٍ لمن يتعرّض للمقال في الرجال.
8- الكلمة غير منقوطة في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب) : الخصابة، وتقرأ : الخصانة، وما أُثبت أولى، ولعلّها : الخصاصة.

وذكر أبو القاسم الليثي سم الليثي(1) في كتاب الرجال، وأبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال (2)، وأبو الحسن ابن مهدي في نزهة الأبصار (3)، وابن عبد ربه في العقد (4)، عن الزهري والشعبي : أنه استعمل عليٌّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) عبد اللّه بن عباس على البصرة، فأخذ بيت مال البصرة - وكان مبلغه ألفي ألف درهم - ولحق بمكة.

فصعد علي [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] المنبر - حين بلغه ذلك - فبكى، فقال : «هذا ابن عمّ رسول اللّه (عليه وآله السلام) - في علمه وقدره - يفعل مثل هذا، فكيف يُؤْمَنُ من كان دونه.. ؟! اللّهمّ إني [قد ] مللتهم (5)، فأرحني منهم، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول» (6).

ص: 214


1- كذا في نسختي الأصل ؛ ولا نعرف بهذا العنوان أحداً من مؤلفي الرجال، والظاهر أنّ (الليثي) مصحف عن (الكشي)، إلا أن كنية الشيخ الكشي هي : أبو عمرو، وإذا صح استظهارنا؛ فتكنيته ب- : أبي القاسم، ممّا تفرد به مؤلفنا (رَحمهُ اللّه)، ويلزم منه تكرار المصدر، أو نقول بأن رجال الكشي الأصل وصل إليه (رَحمهُ اللّه).
2- اختيار معرفة الرجال : 60 برقم 109 عن الزهري، قال : سمعت الحارث يقول...
3- نزهة الأبصار : 299 - 300 برقم 174، وقد نقل هنا رسالة الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى عبد اللّه ابن عباس.
4- العقد الفريد 357/4 - 358 باختلاف أشرنا لبعضه أقول : لا يوجد صدر الحديث فيه، ويبدأ من قوله، ثم كتب.. إلى آخره.
5- في نسختي الأصل : ملكتهم، والمثبت عن اختيار معرفة الرجال.
6- إلى هنا جاء في اختيار معرفة الرجال : 60 - 63 حديث 110 باختلاف يسير.

ثم كتب إليه(1) : «أما بعد : فإنّي قد كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك ؛ لمواساتي ومؤازرتي وأداء الأمانة إليّ، فلمّا رأيت الزمان على ابن عمّك قد كَلبَ، والعدوّ عليه قد حَرِبَ(2)، وأمانة الناس قد عزّت (3)، وهذه الأمور قد فشت(4)، قلبت لابن عمّك ظهر المجنّ بفراقه مع المارقين (5)، وخذلانه مع الخاذلين (6)، فاختطفت (7) ما قدرت عليه (8) من أموال

ص: 215


1- هذا ما جاء في العقد الفريد.
2- كذا جاء المتن في نزهة الأبصار، وفي نسخة (ب): خزب، وفي نسخة (ألف): خرب ولعلّه : حزب. قال المامطيري : قوله : قد حرب.. أي غضب، يقال : حرب الرجل يحرب حرباً، وحرّبته أنا، أي أغضبته، وأسد محرب.. أي مغضب.
3- في نسخة (ألف) : عرت، وفي العقد : قد خربت.
4- في المصدر السالف : وهذه الأمور قد فتنت.
5- في المصادر : المفارقين.
6- في العقد زيادة : «.. ففارقته مع القوم المفارقين، وخذلته أسوأ خذلان، وخنته مع من خان، فلا ابن عمك آسيت، ولا الأمانة إليه أدّيت، كأنك لم تكن على بينة من ربك، وإنما كدت أُمّة محمّد عن دنياهم، وغدرتهم عن فيئهم، فلما أمكنتك الفرصة في خيانة الأُمّة أسرعت الغدرة وعاجلت الوثبة..».
7- كذا جاء في العقد ونزهة الأبصار، وفي نسخة (ب) : فاختلفت، وفي نسخة (ألف) : فاختلعت.
8- في نسختي الأصل : به، وما أثبت جاء في المصادر، وهو المتعيّن.

الأُمّة (1) اختطاف الذئب الأَزَل دامِيَة (2) المعزى الكسيرة (3)، كأنك - لا أبا لك ! - إنما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك (4)، سبحان اللّه ! أما تؤمن بالمعاد ؟! أما تخاف شرّ الحساب ؟!».. إلى آخر الكتاب.

فكتب إليه ابن عباس (5) : أما بعد ؛ فقد أتاني كتابك، تعظم عليّ إصابة المال الذي أخذتُهُ من بيت مال البصرة، ولعمري إنّ لي في بيت المال أكثر ممّا أخذتُ.. والسلام !

ص: 216


1- في العقد زيادة: «..وانقلبت بها إلى الحجاز، كأنك إنما حزت عن أهلك ميراثك من أبيك وأمك، سبحان اللّه ! أما تؤمن.. إلى آخره، ولا يوجد فيه: «اختطاف الذئب..» إلى آخره.
2- في نسختي الأصل : الذئب الأوّل داهية، والصحيح ما أثبتناه من المصادر. وقال المامطيري في شرحه : إنما خص الدامية دون غيرها ؛ لأنّ في طبع الذئب محبة الدم، فهو يؤثر الدامية على غيرها. أقول : الذئب الأزل : الذئب الصغير الخفيف، كما نص عليه ابن الأثير في النهاية 311/2.
3- في نسختي الأصل : الكبير، والمثبت من نهج البلاغة : 413 الكتاب 41.. وسائر المصادر.
4- في نسختي الأصل هنا زيادة (الدامية)، ولا محلّ لها هنا.
5- كما جاء في أنساب الأشراف 175/2، والعقد الفريد 358/4، بتقديم وتأخير، ونقل بالمعنى.

فكتب إليه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1) : «.. وقد أفلحت إن كان تمنّيك الباطل، وادعاؤك ما لا [ يكون ]، ينجيك من الإثم، ويحل لك ما حرم اللّه عليك.. عَمْرَكَ اللّه ! إنك السعيد (2) المهتدي (3) إذن ! وقد (4) بلغني أنتك أخذت مكة وطناً، وضربت بها عطناً، تشتري مولدات مكة والطائف..(5) أما يكبر عليك أن تشتري الإماء، وتنكح النساء، بأموال الأرامل والمهاجرين، الذين أفاء اللّه عليهم هذه البلاد، وأجرى إلى قومه (6)..؟! رويداً رويداً ! فكأنك (7) قد بلغت المدى، وعُرضت على ربّك بالمحل الذي يتمنّى (8) المضيّع التوبة،

ص: 217


1- العقد الفريد : 358 - 359 باختصار وتصرف، وكذا جاء في البصائر والذخائر 190 - 189/2.
2- في نسختي الأصل : لعبد، والمثبت عن البصائر.
3- كذا ؛ وفي العقد : إنّك لأنت البعيد.. وفي البصائر : المهتدي السعيد إذن.
4- في نسختي الأصل : فقد، والمثبت عن المصادر.
5- تجد في العقد الفريد هنا زيادة لم تنقل في المتن : «.. وتختارهن على عينك، وتعطي بهنّ مال غيرك، وإنّي أقسم باللّه ربّي وربّك ربّ العزة ما أحبّ أن ما أخذت من أموالهم حلالاً أدعه ميراثاً لعقبي، فما بال اغتباطك به تاكله حراماً، ضح رويداً..».
6- لعلّها : قومهم، وفي اختيار معرفة الرجال : (اردد إلى القوم أموالهم) بدل (وأجرى إلى قومه).
7- في نسختي الأصل : فكان.
8- في نسختي الأصل : ينهني، أو : ينهى، ولعله : ينتهي.

والظالم الرجعة (1) لذلك ﴿وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ) (2).

وفي العقد(3): قال أبو مخنف (4): لما نزل ابن عباس مكة اشترى من عطاء بن جبير - مولى بني كعب - من جواريه ثلاث مولّدات حجازيات، يقال لهن : شادن، وحور (5)، وفنور (6) بثلاثة آلاف دينار.

وفي الكتب (7) المشار إليها (8) : إنّ ابن عباس كتب إليه : أما بعد، فقد أكثرت (9) عليّ، فواللّه لئن ألقى اللّه بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحب

ص: 218


1- في العقد : «وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادى فيه المغتر بالحسرة، ويتمنّى المضيّع التوبة والظالم الرجعة..».
2- سورة ص (38) : 3، ولا توجد الآية الشريفة في المصدر.
3- العقد الفريد 357/4 [ وفي طبعة 105/5] باختلاف يسير، وكذا رواه البلاذري في أنساب الأشراف 174/2، وعنه اليافعي في مرآة الزمان 415/6.
4- في العقد : أبو محمّد.
5- في العقد : حوراء.
6- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، وفي المصدر : فتون.
7- لعلّه يقصد ما سلف من النقل عن أبي القاسم الليثي في كتاب الرجال، وأبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال، وأبو الحسن ابن مهدي في نزهة الأبصار، وابن عبد ربه في العقد الفريد.
8- اختيار معرفة الرجال 280/1 - 281، وكذا جاء في العقد الفريد 103/5 - 104 [ طبعة دار الكتب العلمية ]، باختلاف في الألفاظ.
9- في نسختي الأصل : أكبرت، والمثبت عن اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، وفي العقد الفريد : فقد بلغني تعظيمك عَلَيَّ.

إلى من أن ألقى اللّه بدم رجل مسلم !!

وفى العقد (1): أنّه كتب ابن عباس إليه : واللّه لئن لم تدعني من أساطيرك لَأَحْمِلَنَّهُ إلى معاوية يقاتلك به.. !! فكفّ عنه علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).

وحكى أنّه مرطویس با بن عباس، فسلّم عليه، فلم يرد السلام، فقال : نهينا عن كلام المخنّثين (2)، فقال طويس : وعن مال البصرة للمتأوّلين !

الشعبي ؛ عن عمرو بن مرّة الهمداني - في خبر طويل - : أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : «اللّهمّ عليك به.. فأعم عينه كما اعميت قلبه، واجعله تائها ما عاش، ولا تخرج من صلبه مؤمناً، واجعله وولده فتنة للناس»(3)، فَعَمِيَ ابن عباس.

أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية (4): أن علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) دعا على ولد العباس

ص: 219


1- العقد الفريد 107/5 باختلاف يسير.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل وغير منقوطة، والظاهر ما أثبتناه ؛ بل هو المتعيّن، قال الجوهري في الصحاح 945/3 (مادة طيس)...وكان اسمه : طاوس، فلمّا تخنّث جعله طويس طويساً. و راجع ترجمته في وفيات الأعيان 506/3 بعنوان : طويس المغني.
3- روى الشيخ الكشي (رَحمهُ اللّه) في رجاله : 113 حدیث 180 بإسناده.. عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول : قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «اللّهمّ العن ابني فلان، وأعْمِ أبصارهما - كما عَمِيَتْ قلوبهما - ؛ الآكِلَيْنِ في رقبتي، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما».
4- حكاه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في مناقبه 2/ 280 [ طبعة قم، وفي طبعة النجف 113/2 - 114].

بالشتات.. فلم يُرَ بني أُمّ أبعد قبوراً منهم (1) ؛ فعبد اللّه (2) بالمشرق، ومعبد بالمغرب (3)، وقُتَم بمقنعة الدوح (4)، وتمام بالأرجوان (5)، ومتمم بالخازر (6).

ص: 220


1- راجع : نزهة الأبصار : 95-96، والطبقات الكبرى 6/4، والمعارف لابن قتيبة : 122، والتنبيه والإشراف : 229، والبداية والنهاية 306/8.. وغيرها.
2- في نسخة (ب) : فعبيد اللّه - بدون إعجام -.
3- وذلك أنّه قتل بإفريقية سنة 35ه-، في زمن عثمان، وكان غزاها مع ابن أبي سرح. انظر: الاستيعاب 1427/3 الترجمة 2447.
4- في المناقب : بمنفعة الرواح، والظاهر أنّ الصحيح : بمَضْيَعَةِ الرواح، وذلك أنّ المصادر مطبقة على أنه قُتِل بسمرقند، وكان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية، وراجع : الاستيعاب 1304/3 الترجمة 1266.. وغيره.
5- أرجون - بالفتح، ثم السكون وكسر الجيم وباء ساكنة وشين معجمة مدينة قديمة من نواحي أرمينية الكبرى قرب خلاط، قاله في مراصد الإطلاع 53/1، وأكثر أهلها أَرْمَنْ نَصارى، ولم أقف على مَنْ نصّ على محلّ موته.
6- في نسختي الأصل : ومنهم بالجاذر،، والمثبت عن المناقب. قال ابن عبد البر في الاستيعاب 195/1 في ترجمة : تمام بن العباس برقم 240، ويقال : ما رُئيت قبور أشدّ تباعداً بعضها من بعض من قبور بني العباس بن عبد المطلب، ولدتهم أُمّهم أُمّ الفضل في دار واحدة، واستشهد الفضل بأجنادين، ومات معبد وعبد الرحمن بإفريقية، وتوفي عبد اللّه بالطائف، وعبيد اللّه باليمن، وقثم بسمرقند، وكثير بينبع، أخذته الذبحة فمات، انتهى. ولم أرَ من ذَكَرَ متمماً في ولد العباس.

الزاهي : [ من المنسرح ]

هذا عَلِيُّ صَيُودُ والِدِكُمْ***بِمُرْهَفٍ لَا يَعِيشُ مَن لَذَعَهْ (1)

قَيَّدَ بِالقَيْدِ ساعِدَيْهِ كَما***ساوَرَ رِبَالُ غَابَةٍ (2) ضَبُعَهُ

ثُمَّ ابْنُهُ وَهُوَ وَالِدٌ لَكُمُ***فَرَّ بِمالِ العِراقِ وَاقْتَطَعَهُ

البشنوي - على رويته (3) - : [ من المنسرح ]

وَلَّى عَلِيٌّ أَبَاكُمُ فَحَوَىٰ***للّه مَالاً لِبَيْنِهِ (4) جَمَعَهُ

فَلَيْتَ شِعْرِي عَلى دِيَانَتِهِ***العالِمُ الحِبْرُ (5) كَيْفَ ذَا صَنَعَهُ (6) ؟

عبد اللّه المذهّب (7) - سمّي بذلك لجماله - [ عن ] طاوس، عن الحسن بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): «فأما أنت - يا بن عباس - فيمن (8) نزلت : ﴿لَبِئْسَ المولى

ص: 221


1- في نسخة (ألف) : لدغة.
2- صدر البيت مشوش والكلمتان مشوشتان غیر منقوطتان، والمعنى كاللفظ منه غير مفهوم، وقد تقرأ : الستاسر رسال عاية، وما أُثبت استظهاراً معنى بديع للغاية.
3- في نسختي الأصل : روايته.
4- الكلمة مشوشة غير منقوط، أُثبت ما استظهر منها.
5- في نسختي الأصل الخبر، ولعلّها الخير.
6- في نسخة (ألف) : صلعه، وفي نسخة (ب) : ضبعة، وما اثبت استظهاراً منا.
7- يقرأ في نسختي الأصل : الذهب.
8- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب) : لفيمن.

وَلَبِئْسَ العَشِيرُ) (1).. في أبي أو في أبيك ؟!» (2).

وقال الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - في خبر - : «نزل قوله : (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى..) (3) الآية، وقوله (وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي..) (4) الآية.. في أبيه».

الفضل بن شاذان (5) : بإسناده...أنّ الحسن (6) (عَلَيهِ السَّلَامُ) لمّا قُتِلَ أبوه خرج في شوّال من الكوفة إلى قتال معاوية، فالتقوا بمَسْكِن (7) وحاربه ستة أشهر، وكان الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) اجعل [ ابن عمّه ](8) عبيد اللّه بن عباس مقدمته، فبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم، فمرّ بالراية ولحق بمعاوية، وبقي العسكر بلا قائد..

ص: 222


1- سورة الحج (22) : 13.
2- كما رواه الشيخ الكشي (رَحمهُ اللّه) في رجاله (اختيار معرفة الرجال) : 55 - 56 برقم 105.
3- سورة الإسراء (17) : 72.
4- سورة هود (11): 34.
5- كما في اختيار معرفة الرجال : 112 - 113 [ رجال الكشي المحشى 329/1 - 330] حديث 179، وعنه في بحار الأنوار 60/44 - 61 (باب 19) حديث 8. وراجع : مقاتل الطالبيين : 42، وشرح نهج البلاغة 42/16.. وغيرها.
6- في نسخة (ألف) : الحسين، وهو سهو.
7- في نسختي الأصل : بلشكر، وجاء في بعض طبعات اختيار معرفة الرجال : بكسكر، والمثبت هو الصحيح، كما في المصدر المحقق، وجميع مصادر التاريخ، والسِّير، وهي بلدة قريب الدجيل وسامراء في طريق الشام.
8- زيادة من رجال الكشي.

فقام قيس بن سعد بن عبادة فخطب، وقال : أيها الناس ! لا يهولنّكم [ذهاب ] هذا الكذا و.. كذا ؛ فإنّ هذا (1) وأباه لم يأتيا قطّ بخير (2).

إنّ أباه خُرِجَ به ببدر، فأسره كعب بن عمرو الأنصاري، فأتى به (3) رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، فأخذ فداءه فقسمه بين المسلمين.

وإن أخاه ولّاه علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) على البصرة ؛ فسرق (4) مال اللّه ومال المسلمين، فاشترى به الجواري، وزعم أن ذلك حلال له..

وإنّ هذا - أيضاً - ولاه على اليمن، فهرب من بسر بن أرطاة وصنع الآن هذا الذي صنع.

فنادى (5) الناس : الحمد للّه الذي أخرجه من بيننا.

وكان عبد اللّه ينادمه الأخطل ويشاربه (6).

ص: 223


1- في أعيان الشيعة 456/8 :.. لا يهولنكم ولا يعطّمن عليكم ما صنع هذا الرجل الوله الورع - أي الجبان - إن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط.
2- إلى هنا في رجال الكشي.
3- لا توجد : به، في نسخة (ب).
4- في نسختي الأصل : فرّق، وما أُثبت استظهار ما، كما وجدناه - بعد ذلك - في مقاتل الطالبيين.
5- في نسخة (ب): فتأذى.
6- الكلمة غير منقوطة في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): بشار.

وفيه يقول (1) : [من الكامل ]

وَلَقَدْ غَدَوْتُ عَلَى التِّجارِ (2) بِمُسْمِحٍ***هَرَّتْ عَواذِلُهُ هَرِيرَ الأَكْلُبِ

الفضيل بن يسار ؛ سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول : «قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : اللّهمّ العن ابني فلان، وأعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما، واجعل عمى أبصارهما دلیل عمى قلوبهما» (3).

***

ص: 224


1- الشعر في ديوان الاخطل : 43 من قصيدة مطلعها : [من الكامل ] بان الشباب وربَّما علّلتُهُ***بالغانيات وبالشَّراب الأَصْهَب لكن فيه - وفي أنساب الأشراف 71/4 - أنّه قالها في مدح : العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن العباس.
2- يمكن قراءتها : النجار، أو : البخار.
3- راجع : اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي المحشاة) 53/1 حدیث 102، وفيه : الإجلين في رقبتي. وكذا جاء في اختيار معرفة الرجال: 113 حدیث 180، وفيه : الآكلين في رقبتي.

[ تتمة القسم الثالث ]

[ في معايب الخاذلين

وجماعة جاهروابعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والأمراء ]

[ باب ]

[في الأمراء ]

[ فصل 5]

[ في عترة العباس بن عبد المطلب ]

ص: 225

ص: 226

فصل في عترته

محمّد بن خشیش (1) عن التميمي - بالإسناد - عن سليم، قال : سمعت سلمان يقول : إنّ أوّل هذه الأمة وروداً على نبيها أوّلها إسلاماً ؛ علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأن خراب هذا البيت على يَدَي رجل من ولد فلان.. (ي) (ع) (ر) (ي) (2) (ع) (ب)(3).

عن (4) علقمة بن قيس (5) ؛ عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خطبة اللؤلؤة :

ص: 227


1- في نسخة (ألف) : حشس.
2- هذه الياء كتبت في النسختين بشكل ياء هندية بخلاف الأُولى، والرمز الأصل أنّه كان في زمان بني العباس (المعتضد).
3- کتاب سليم بن قيس : 683، وفيه زيادة (ابن) على الرمز، ولعلّ الرمز مصحّف عن (ي ع ن ي ع ب ا س) يعني عباس، وانظر هذا الحديث في أمالي الطوسي (رَحمهُ اللّه) : 312 حدیث 633.
4- في نسختي الأصل: (ابن)، وهي محرّفة عن المثبت عن كفاية الأثر، وعنه في بحار الأنوار.
5- في نسخة (ألف) : قيس، بدون (بن).

«ملوك بني شيصبان (1) أربعة وعشرون ملكاً على عدد بني الكديد فيهم، منهم : السفّاح، والمقلاص، والجموح، والخدوع (2)، والمظفّر، والمؤنث، والنظار، والكبشة، والمهتور، والعشّار، والمصطلم، والمستصعب، والغلام، والرهباني، والخليع، والسيّار، والمترف (3)، والكديد (4)، والأكتب، والمسرف، والأكلب، والوشيم، والصلام، والعينوق.. ويعمل القبة الغبراء ذات العلاة (5) وفي عقبها قائم الحق» (6).

ص: 228


1- في نسخة (ب) : شيضبان، وفي نسخة (ألف) : شيطان.
2- في نسخة (ب) : الحذوع.
3- في نسختي الأصل : المرف.
4- الاسم مطموس في نسخة (ب)، ويمكن قراءته في نسخة (ألف) بما أُثبت، وكذا يقرأ : الكريه، أو : الكريد.
5- في الكفاية : ذات الغلاة الحمراء.
6- روى الشيخ الخزاز (رَحمهُ اللّه) في كفاية الأثر : 28 [ وفي طبعة بيدار : 213 – 219، وفي الطبعة المحققة : 471 - 476 حدیث 123 ]، الخطبة اللولؤة [اللؤلوية ] وجاء فيها وتوالت ملك بني الشبصان [خ. ل : الشيصبان، وهم بنو العباس، كما في بحار الأنوار ] أربعة وعشرون ملكاً - على عدد سني الملك - فيهم : السفّاح، والمقلاص، والجموح [خ. ل : الجموع، وهو المهدي العباسي ]، والخدوع [ الخذوع، الهنوع، كما في بحار الأنوار، المجذوع، المخدوع، المجروح، وهو الهادي العباسي ]، والمظفر، والمؤنت، والنظار [ في بحار الأنوار النزار ]، والكبش [ في بحار الأنوار : الكبشة ]، والكيسر [لا يوجد في بحار الأنوار ]، والمهتور، والعيار [ العشار، في نسخة على بحار الأنوار: العيسار، العتار]، والمصطلم، والمستصعب [ في نسخة على بحار الأنوار : المستعصب ]، والظلام [العلام]، والرهباني، والخليع، واليسار [في بحار الأنوار: السيار]، والمترف، والكريد، والأكثر [ في بحار الأنوار: الاكتب ]، والمسرف [المشرف، المسرق ]، والأكلب، الوشيم [الوسيم، في بحار الأنوار: الوثيم ]، والصلام [ الظلام، الصيلام ]، والغيوق [ في بحار الأنوار: العيتوق، وفي نسخة : العيوق ]...وعنه في بحار الأنوار 354/36 - 355(باب 41) حدیث 225، وأيضاً عنه في 329/41 - 330 (باب 114) حديث 5. وله طاب رمسه في كلا الموضعين بيان. فراجع الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 373/2 – 374.

وقال أبو مسلم : أطفأت من بني أُميّة جمرة(1) وألهبت من بني عباس نيراناً، فإن أفرح بالإطفاء فواحزنا على الإلهاب(2).

ورؤي وهو يقول في عرفات : اللّهمّ إنّي تائب إليك مما لا أظنك أن تغفره لي.. ! فقيل له في ذلك، قال : ما نسجت ثوب ظلم (3).

ولقد بسط أبو سعيد العامري في كتاب الشيصبان (4) سيرهم، أعرضنا

ص: 229


1- في نسخة (ألف) خمرة.
2- راجع : ربيع الأبرار 315/3.
3- كما جاء في ربيع الأبرار 315/3 [ طبعة مؤسسة الأعلمي ]، وبألفاظ قريبة جاء في مجموعة ورام ابن أبي فراس : 61 - 62.. وغيره.
4- في نسخة (ب) : الشيضبان. أقول : ذكره الشيخ النجاشي (رَحمهُ اللّه) في رجاله : 234 في ترجمة مؤلفه برقم 620 بعنوان : التخريج في بني الشيصبان، وكذا ضبطه العلامة الحلي (رَحمهُ اللّه) في إيضاح الاشتباه : 238 - 239، والميرزا الأسترآبادي في منهج المقال 204/7 - 205.. وغيرهم، لكنّ - الموجود في معالم العلماء للمصنّف (رَحمهُ اللّه): 83 هو : التجريح في الشيصبان وولده.

عن ذلك ؛ لأنّه أظهر من الشمس، واقتصرنا على فصيل لأبي بكر الخوارزمي(1) أنّه : كان إبراهيم بن المهدي مغنّياً (2)، والمتوكّل مؤنثاً (3)، والمعتمد (4) مخنثاً، وابن زبيدة معتوها مفرّكاً، وقتل المأمون أخاه، وقتل المستنصر (5) أباه، وسم موسى ابن المهدي أُمه، وسمّ المعتضد المعتضد عمّه ! !

وماذا أقول(6) في قوم حملوا الوحش على النساء المسلمات، وأجروا لِعُبادَة (7) وذويه الجرايات (8)، وحَرَثُوا (9) تربة الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالفدان، ونفوا زوّاره

ص: 230


1- قال الخوارزمي في رسائله : 498 [ طبعة طهران، وفي طبعة دار مكتبة الحياة : 170]: وماذا يقال في أهل بيت منهم نبغ البغاء، وفيهم راح التخنيث وغدا، وبهم عرف اللواط.. ثم ذكر ما جاء هنا باختلاف يسير نشير إلى المهم فيه.
2- الكلمة مشوشة في نسختى الأصل، تقرأ : مغنماً، وما أُثبت من المصدر.
3- في المصدر زيادة : موضعاً.
4- كذا ؛ وفي المصدر - المطبوع - : المعتز.
5- كذا ؛ وفي المصدر : المنتصر.
6- رسائل الخوارزمي : 497 [ طبعة طهران، وفي طبعة دار مكتبة الحياة : 170]، وترتيب الفصول مختلف في المصدر المطبوع عما حكاه المصنّف (رَحمهُ اللّه) عنه.
7- هو : عُبادة المخنث ؛ نديم المتوكل.
8- في نسختي الأصل تقرأ : وأخروا العبادة ودونه الخرابات، وما أُثبت من المصدر.
9- في نسختي الأصل : وخربوا، والمثبت عن المصدر.

إلى البلدان، يقتلون (1) بني عمهم جوعاً وسقماً (2)، ويملؤون(3) ديار الترك والديلم فضّة وذهباً، فيستنصرون المغربي والفرغاني(4)، ويجفون(5) المهاجرين والأنصار، ويولون أنباط السواد وزارتهم، وقلف (6) العجم والطماطم [ قيادتهم ] [ويمنعون ] على آل أبي طالب [ميراث أمّهم وفيء جدهم، وخراج مصر والأهواز وصدقات الحرمين والحجاز تصرف إلى [ابن] أبي مريم (7)، وإبراهيم الموصلي، وابن جامع السهمي (8)، ]

ص: 231


1- رسائل الخوارزمي : 494 - 495 [ طبعة طهران، وفي طبعة دار مكتبة الحياة : 169].
2- الكلمة في نسختي الأصل : سقيماً، وفي المصدر : سغباً، وهو الظاهر.
3- في نسختي الأصل : يلمون، ولا معنى مناسباً لها هنا، وما أُثبت من المصدر.
4- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، ولم يبق منها إلا : غاني، وفي نسخة (ألف) تقرأ : الفرعاني، وما أُثبت من المصدر.
5- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل تقرأ : يجنون.
6- في رسائل الخوارزمي [ طبعة طهران ]: قلّد.
7- في نسختي الأصل : خريم. هو : ابن أبي مريم المديني من ندماء هارون العباسي، وكان مضاحكاً محادثاً فيهاً، وكان هارون لا يصبر على محادثته، وله معه مَضاحِك وحكايات. انظر : الأغاني 195/19، والتذكرة الحمدونية 188/8، والمنتظم 327/8..
8- هو : إسماعيل بن جامع السهمي القرشي، أبو القاسم، ويعرف أيضا ب- : ابن أبي وداعة، من أكابر المغنين والملحنين، وكان من أحفظ الناس للقرآن ! وقيل كان يزيد على إبراهيم الموصلي بالضرب بالعُودِ، لاحظ : البدر الطالع 142/1، الضرب اللامع 292/2، وبغية الوعاة : 193، وآداب اللغة 237/2، كما في الأعلام 306/1.

وزلزل الضارب، وبرصوما الزامر (1)، وصفوة مال (2) الخراج مرزوقة على أرزاق الصفاعنة (3)، وعلى موائد المخانثة والمغمرة والمضرطة (4)، يشترون القوادة (5) باليد ويجرون لها ما بقي.. (6).

ص: 232


1- في نسختي الأصل : ابن صوفا الزاجر، والصحيح ما أثبتناه من المصدر. أقول : قال ابن عبد ربه في العقد الفريد 34/7: وكان لهارون الرشيد جماعة من المغنّين ؛ منهم : إبراهيم الموصلي، وابن جامع السهمي، ومخارق.. وطبقة أُخرى دونهم ؛ منهم : زلزل، وعمرو الغزال، وعلوية، وكان له زامر يقال له : برصوما، وكان إبراهيم أشدّهم تصرّفاً في الغناء، وابن جامع أحلاهم نعمة...إلى آخر كلامه. وحكى الخطيب البغدادي في تاريخه 11/14 - 12 بإسناده.. عن عمرو بن بحر الجاحظ، أنّه قال : اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لأحد من جد وهزل.. ومغنيه : إبراهيم الموصلي، واحد عصره في صناعته، و، وضاربه زلزل، وزامره : برصوما.. إلى آخره. راجع : المنتظم لابن الجوزي 321/8 - 322، البداية والنهاية لابن كثير 217/10 [ 235/10]، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 297/73.. وغيرها.
2- رسائل الخوارزمي : 496 [ طبعة طهران، وفي طبعة دار مكتبة الحياة : 169].
3- الصَّفْعان : الرجل الذي يُصْفَع. انظر : تاج العروس 273/11 مادة (صفع).
4- لم يرد (المغمرة والمضرطة) في المصدر، وكذا ما يأتي بعده.
5- في نسخة (ب) : العوادة.
6- ومن ظريف ما يحكى في هذا الباب ما أورده الزمخشري في ربيع الأبرار 688/1 أنّه : قال المنصور لبعض أهل الشام : ألا تحمدون اللّه إذ رفع عنكم الطاعون منذ وليّناكم ؟ ! فقال الشامي : إنّ اللّه أعدل أن يجعلكم علينا والطاعون.. فسكت، ولم يزل يطلب له العلل حتّى قتله. وقد ذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار 208/1 أنّ المنصور العباسي قد قتل جماعة من القراء وألقى عليهم بساطاً ثم جلس عليه.

وهؤلاء الخلفاء الراشدون ! والأئمة المهديون ؛ الذين يقضون بالحق وبه يعدلون(1).

خطيئة (2) سديف (3) : صار فينا دولةً بعد القسمة، وإما مثنا (4) غلبةً بعد المشورة، وعهدنا ميراثاً بعد الاختيار (5)، واشتريت المعازف والملاهي بسهم اليتيم والأرملة، وحُكِّم في أَبْشار المسلمين أهل الذمة، وتولى القيام بأمورهم

ص: 233


1- انظر رسائل الخوارزمي : 501 [ طبعة طهران ].
2- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل، تقرأ : حطية، وما أُثبت استظهار منتا، ولم يرد في المصدر، ولعلّ في الكلام سقطاً.
3- قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 150/20 : بلغني أنّ سديف بن ميمون مولى اللهبيين كان يقول : اللّهمّ قد صار فيئنا دولة بعد القسمة، وإمارتنا غلبة بعد المشورة، وعهدنا ميراثاً بعد الاختيار للأُمة.. إلى آخر الخبر. وقد جاء في كتاب : سراج الملوك 154/1، وربيع الأبرار 446/1 - 447، والبصائر والذخائر 90/3 - 91، وعيون الأخبار 145/1 [ وفي طبعة 115/2].. وغيرها.
4- تقرأ في نسختي الأصل : إمامنا، والظاهر ما أُثبت، كما في ربيع الأبرار والبصائر والذخائر، وفي عيون الأخبار : إمارتنا.
5- في عيون ابن قتيبة وربيع وربيع الأبرار : الاختيار للأُمّة

فاسق كلّ محلّة (1):

وفي شافيه أبي فراس (2) [من البسيط]

ثُمَّ ادعاها بَنُو العَبَّاس مُلْكَهُمُ***ومالَهُمْ قَدَمٌ فِيها ولا قِدَمُ

ما يُذْكَرُونَ إِذا ما مَعْشَرٌ ذُكِرُوا***وَلا يُحَكِّمُ فِي أَمْوَالِهِمْ حَكَمُ

أَمَّا (عَلِيُّ) فَقَدْ أَدَّى قَرابَتَكُمْ***عِنْدَ الوِلاية إِنْ لَمْ تُكْفَرِ (3) النَّعَمُ

ص: 234


1- وجاء بعده قوله : اللّهمّ وقد استحصد زرع الباطل، وبلغ نهيته، واجتمع طريده، اللهم فأتح له يداً من الحق حاصدة تبدد شمله، وتفرق أمره، ليظهر الحق في أحسن صورة، وأتم نوره. كما نقل الخبر فى الشعر والشعراء : 479 - 480، باختلاف وزيادة، وحكاه السيد الأمين (رَحمهُ اللّه) في أعيان الشيعة 191/7.
2- جاءت هذه الأبيات - مع اختلاف في الترتيب والألفاظ - اختلاف في الترتيب والألفاظ - في الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيدية 396/2 - 399، والطليعة من شعراء الشيعة 88/1 - 94، وأعيان الشيعة 341/4 - 342. كما وقد جاءت في ديوان أبي فراس : 300 - 304.. وغيره.
3- في نسختي الأصل : تكفروا.

أَلا صَفَحْتُمْ عَن الأَسْرَى بِلا سَبَبٍ***لِلصَّافِحِينَ بِبَدْرٍ عَنْ أَسِيرِكُم ؟! (1)

أَلا كَفَفْتُمْ عَنِ السَّاداتِ أَلسُنَكُمْ***وَعَنْ بَناتِ رَسُولِ اللّه شَتْمَكُمُ ؟ !

ما نال (2) مِنْهُمْ بَنُو حَرْبٍ وَإِنْ عَظُمَتْ***تِلْكَ الجَرائِرُ (3) إِلَّا دُونَ نَيْلِكُمُ

كَمْ غَدْرَةٍ لَكُمْ فِي الدِّينِ واضِحَةٍ***وَكَمْ دَمٍ لِرَسُولِ اللّه عِنْدَكُمُ ؟ !

وَأَنْتُمْ آلُهُ فِي مَا تَرَوْنَ وَفي***أَظْفارِكُمْ مِنْ بَنِيهِ الطَّاهِرِينَ دَمُ ؟!

لا يُطْفِيَنَّ بَنِي العبَّاسِ مُلْكُهُمُ***بَنُو عَلِيٍّ مَوالِيهِمْ وَإِنْ رَغَمُوا (4)

ص: 235


1- هذا استظهار منها ؛ فإنّ الكلمة في نسخة (ألف) تقرأ : أميركم، وهي مطموسة كلاً في نسخة (ب).
2- في نسخة (ب): مابال.
3- لا توجد : تلك الجرائر في نسخة (ب).
4- في نسخة (ب): زعموا.

أَتَفْخَرُونَ عَلَيْهِمْ(1) لا أباً لَكُم***حَتَّى كَأَنَّ رَسُولَ اللّه جَدُّكُمُ !

وَما تَوَازَنَ (2) يَوْماً بَيْنَكُمْ شَرَفٌ***وَلا تَساوَتْ بِكُمْ فِي مَوْطِنٍ قَدَمُ

وَلا لِجَدِّكُمُ مَشعَاةُ (3) جَدِّهِمُ***وَلا نَثِيلَتُكُمْ مِنْ أُمِّهِمْ أَمَمُ

تنشا (4) الثَّلاوَةُ مِنْ أَبْيَاتِهِمْ (5) أَبداً***وَفِي بُيُوتِكُمُ الأَوْتارُ وَالنَّغَمُ

الرُّكْنُ وَالبَيْتُ وَالأَشتارُ مَنْزِلُهُمْ***وَزَمْزَمُ وَالصَّفا وَالحِجْرُ وَالحَرَمُ

أَيُّ المَفاخِرِ أَضْحَتْ فِي مَنابِرِكُمْ***[وغيركم حاكم فِيهِنَّ مُحْتَكِمُ ؟! ] (6)

ص: 236


1- كذا استظهار، و في نسختي الأصل عليكم.
2- في نسخة (ألف) : تواري، وفي نسخة (ب): توازى، والمثبت عن المصدر.
3- الكلمة مطموسة في نسخة (ب).
4- الكلمة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل، وتقرأ : تنشوا، وما استظهرناه اولى.
5- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، تقرأ : أسلمهم.
6- ما بين المعكوفين مزيد منا لما وجدناه في المصدر.

[ أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العباس مالكة ](1)***لا تَدَّعُوا مُلْكَها.. مُلاكُها العَجَمُ

وَهَلْ يَزِيدُكُمُ فِي (2) مَفْخَرٍ عَلَمٌ***وَفِي الخِلافِ عَلَيْكُمْ يَخْفِقُ (3) العَلَمُ ؟ !

البشنوي(4) : [ من الكامل ]

أَبَنُو نَثِيلَةَ فِى البِلادِ خَلائِفُ***وَبَنُو البَتُولِ الطَّاهِرِينَ مَوالي؟!

مَهْلاً بَنِي العَبَّاسِ إِنَّ أَباكُمُ***اللّه أَخْرَجَهُ بِغَيْرِ مِحال

مَنْ لَمْ يُهاجِرْ مَا لَهُ فِي دِينِنا***بالْحَقِّ شَيْءٌ مِنْ وِلايَةِ والي

ص: 237


1- ما بين المعكوفين مزيد منا لما وجدناه في المصدر.
2- في نسختي الأصل : من.
3- في نسخة (ب) : تحنق، وفي نسخة (ألف): يخنق.
4- لم أجد لهذه القصيدة مصدراً لا في المناقب ولا الغدير ولا غيرهما، ومرّ الحديث عن هذه الأبيات والشاعر فيما سلف قريباً، فراجع.

وَأَخُو النَّبيّ مُهاجِرٌ وَمُبارِزُ***بَدْرُ (1) بِبَدْرٍ (2) فِي أَتَمَّ كَمالِ

نَيْفاً عَلى الخَمْسِينَ قَتْلى (3) حَيْدَرٍ***في يَوْمِ بَدْرٍ أَي يَوْمِ نزال

فَأَبُوكُمُ (4) إِذْ ذاكَ كانَ أَسِيرُه (5)***أَبْقَى عَلَيْهِ وَجادَ بالإفضال

ابن الحجّاج (6) : [من الكامل ]

يا وَيْلَكُمْ وَالحَقُّ حَقٌّ محمّد***مِنْكُمْ بِحَدٌ السَّيْفِ لَمْ يُسْتَخْرَج

ص: 238


1- بدر : أي قمر.
2- ببدر : معركة بدر.
3- في نسختي الأصل : قتل.
4- الأجود : وأبوكم.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وتقرأ (اليسرة)، أو (السيرة) في نسخة (ب)، ولعلها : السبى. وما أُثبت أولى بل أصح ؛ حيث إنّ العباس قد فدى نفسه بالمال الذي كان عنده، حيث كان ذا يسار وثروة.
6- قد مرّت ترجمة الشاعر في المقدمة، وله أبيات كثيرة سلف بعضها وسيأتي الباقي ولم أجد لشعره هذا مصدراً غير كتابنا الحاضر.

مَهْلاً بَنِي العَبَّاسِ إِنِّي مُخْرَج***والحَرْبُ تُفْرِجُ (1) لِلكَمِي المُخرج

هذي (2) العِصابَةُ (3) زُيِّنَتْ بِعِصابَةٍ (4)***قَوْلاً عَلَى النُّقَادِ غَيْرَ مُبَهْرَجٍ

الرضى (5) : [من الكامل ]

رُدُّوا تُراتَ محمّد رُدُّوا***لَيْسَ القَضِيبُ لَكُمْ وَلا البُرْدُ

هَلْ عَرَّقَتْ (6) فِيكُمْ كَفَاطِمَةٍ***أَمْ هَلْ لَكُمْ كَمحمّد جَدُّ ؟ !

جُلُّ افْتِخارِهِمُ (7) بِأَنَّهُمُ***عند الخصام مصاقع لدُّ

ص: 239


1- الكلمة كلاً مشوشة، قد نقرأ : هرج، أو تعرج، بدلاً من : تفرج - بدون نقط -.
2- في نسخة (ألف): هدى.
3- في نسخة (ألف) : القصاية.
4- العصابة الأولى عصابة الحرب، والثانية بمعنى الجماعة.
5- ديوان الشريف الرضي 407/1.
6- في نسختي الأصل : عرفت.
7- في نسختي الأصل: حلّوا الفخار لهم.. وهي رواية جميلة بعد رفع التصحيف : «خَلُّوا الفخار لهم.. فإنّهُمُ».

إِنَّ الخَلائِفَ وَالأُلَى فَخَرُوا***بِهِمُ عَلَيْنا قَبْلُ أَوْ بَعْدُ

شَرَفُوا بِنا وَلجَدِّنَا خُلِقُوا***وَهُمُ صنائعنا إذا عدوا

أبو القاسم المغربي (1) : [من الطويل ]

أفي مَدْح آبِي (2) السِّبْطينِ أَوْ فِي طَلِيقِكُمْ***تَنَزَّلَتِ (3) الآياتُ وَالسُّورُ الغُرُّ ؟!

بَنِي نَثْلَةٍ مَا أَوْرَثَ اللّه نَثْلَةٌ (4)***وَما نَسَلَتْ، هَلْ يَسْتَوِي العَبْدُ وَالحُرُّ ؟ !

ص: 240


1- الاسم مطموس كلاً في نسخة (ب)، وما أُثبت استظهار من نسخة (ألف). وهو : القاسم بن محمّد بن هاني المغربي (المتوفى سنة 362 ه-)، وقد مرّت ترجمته في المقدمة، وانظر هذه الأبيات من جملة قصيدة طويلة في ديوانه : 131 - 139، مطلعها : [ من الطويل ] تقول بنو العباس : هل فتحت مصر ؟***فقل لبني العباس : قد قُضِيَ الأَمْرُ
2- لابد من اختلاس الهمزة من : أبي، ليستقيم الوزن، وفي الديوان : أفي ابن أبى السبطين أم.
3- في نسختي الأصل : فنزلت.
4- الكلمة مشوشة جداً، كذا تقرأ في نسختي الأصل، وقد تقرأ : نتيلة.

وَأَنَّى بِهذا وَهْيَ أَعْدَتْ (1) بِرِقّها***أَبَاكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَدَعْوى هِيَ الكُفْرُ

ذَرُوا النَّاسَ رُدُّوهُمْ إِلَى مَنْ يَسُوسُهُمْ***فَمَالَكُمُ فِي الأَمْرِ عُرْفٌ ولا نُكْرُ

أَلا تِلْكُمُ الأَرْضُ العَرِيضَةُ أَصْبَحَتْ***وَما لِبَنِي العَبَّاسِ فِي عَرْضِها فِتْرُ

أبو طاهر القرمطي (2) : [من الرَّمَل ]

يا بَنِي العَبَّاسِ مَنْ يَنْصُرُكُمْ***أَخَصِيُّ أَم صَبِيٌّ أَمْ مَرَهُ (3) ؟!

تَتَمَنَّانِي إِذا لَم تَرَنِي***فإذا جئتُ (4) قَطَعْتُ القَنْطَرَة

ص: 241


1- قد تقرأ في نسخة (ألف) : أعدب، أو : أحدب.
2- هو : أبو طاهر ؛ سليمان بن حسن القرمطي الجنابي الأعرابي، ملك البحرين، وكان زعيم القرامطة في زمانه، قتل في سنة 332ه-. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 320/15 برقم 159، والأعلام 123/3، والكني والألقاب 156/2 - 157...وغيرها. أما البيتان ؛ فرواهما المستعصمي في الدر الفريد 275/5، والبرقوقي المصري في الذخائر والعبقريات 264/2، ولا أعرف له في موسوعتنا هذه غير هذين البيتين.
3- مَرَه : وهي لغة في المرأة.
4- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، وقد تقرأ مثل : حدت.

محمّد بن عبد اللّه النفس الزكية (1) : [ من السريع ]

مَتَى نَرَى لِلعَدْلِ نُوراً وَقَدْ***أَسْلَمَنِي ظُلْمُ إِلى ظُلم (2)

أُمنِيَّةُ طالَ عَذابِي بِها (3)***كَأنَّنِي فيها أَخُو حُلْمٍ

دعبل (4) : [من البسيط ]

أَرى أُمَيَّةَ مَعْذُورِينَ إِذَ (5) قَتَلُوا***وَما أَرى لِبَنِي العَبَّاسِ مِنْ عُذْرِ

ص: 242


1- لم يورد له في المناقب شعراً كما لم يرد له هنا غير هذين البيتين، وهذا هو الذي قتله حميد بن قحطبة سنة 145 ه-، وجاء برأسه إلى عيسى بن موسى، وحمله إلى أبي جعفر المنصور فنصبه بالكوفة وطاف به البلاد. راجع عنه : تذكرة سبط ابن الجوزي: 129، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج الإصفهاني : 229 - 244.. وغيرهما. والبيتان قد رواهما أبو طالب الهاروني في تيسير المطالب : 168، وحميد بن أحمد المحلّي في الحدائق الوردية،279/1، وقبله الزمخشري في ربيع الأبرار 316/3، وبهاء الدين البغدادي في التذكرة الحمدونية 198/3 باختلافات غير يسيرة.
2- في نسختي الأصل تقرأ : اسلمين ظلماً، وما أُثبت من المصادر.
3- كذا ؛ وفي ربيع الأبرار : أمية طالت عداتي.
4- ديوان دعبل بن علي الخزاعي : 197 من قصيدة في (24) بيتاً، هذه الثلاثة هي (18 و 19 و 20)، منها وجاءت في الأغاني،57/18، وعيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 251/2، و تاريخ دمشق 233/5.. وغيرها من المصادر التي أُدرجت في هامش الديوان.
5- في المصدر : إن، بدلاً من : إذ.

قَوْمٌ قَتَلْتُمْ عَلَى الإِسْلامِ أَوَّلَهُمْ***حَتَّىٰ إِذَا اسْتَمْكَنُوا جازُوا على الكُفْرِ (1)

أَبْناءُ حَرْبٍ وَمَرْوانِ وأُسْرَتِهِمْ (2)***بَنُو مُعَيْطِ ولاة (3) الحِقْدِ وَالوَغْرِ

أبو القاسم هبة اللّه الأنباري (4) : [ من الرجز ]

يا قائماً بالشِّرْك في الآفاق***وَقاعِداً عَنْ طَاعَةِ الخَلاقِ

دارُكَ دارُ الفُحْش والإحراق***وَمَعْدِنُ الغُلْمَةِ وَالسُّحاق

وَيْلَكَ يَوْمَ البَعْثِ وَالتَّلاقي***يا بْنَ طَلِيقِ القَيْدِ والوِثاقِ

الزاهي : [ من المنسرح ]

قُلْ لِبَنِي العَمِّ إِنْ يَكُنْ لَكُمُ ال-***-مُلْكُ فَمَنْ ذا عَلَيْكُمُ خَلَعَهُ ؟ !

ص: 243


1- جاء هذا البيت مؤخراً عن الذي يليه في الديوان المطبوع.
2- في نسختي الأصل : وليس لهم، بدلاً من أسرتهم، وما أثبت جاء نسخة على نسخة (ألف)، وكذا في المصدر.
3- في نسختي الأصل : الآن، وما أُثبت جاء نسخة بدل على نسخة (ألف) على الكلمة، وهو الذي جاء في الديوان.
4- قد يقرأ في نسختي الأصل : الأبياري، حيث هو غير منقوط في نسخة (ألف)، وقد سبق لشاعرنا هذا شعراً في صفحة (49)، ولقد جهلنا اسمه ووصفه فضلاً عن شعره.

غَيْرُ أَبي مُسْلِمٍ قَتِيلِكُمُ***والغَدْرُ لا يُفْلِحُ (1) الَّذِي ابْتَدَعَهُ

مَهْلاً بَنِي عَمْنا فَإِنَّ لَنا***بِالمُرْسَلِ الظُّهْرِ أَكْبَرُ الشُّفَعَة (2)

لا تَجْعَلُوا البُرْدَ والقَضِيبَ مَع ال-***-خاتم عِنْدَ ابْنِ عَمِّكُمْ وَضَعَهُ

فَخَرْتُمُ (3) بالهَجِينِ (4) خِيرَتِكُمْ***أَسْمَاءُ نَقْشٍ عَلَيْهِ مُرْتَفِعَه (5)

والعَرْشُ أَسْماؤنا اسْتَقَرَّ بها***كِنَايَةٌ طُرْقُ مِثْلِها شَعَهُ

ص: 244


1- تقرأ في نسخة (ألف) : يصلح.
2- كذا استظهاراً، وهي غير منقوطة في نسختي الأصل.
3- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوط، ولذا يحتمل قراءتها : فجرتم.
4- تقرأ في نسختي الأصل : بالحسين، وما أُثبت استظهار، ويعني به المأمون فإنّه هجين؛ لأن أُمه فارسية.
5- البيت كلاً مشوش لفظاً ومعنى - إلّا على ما اثبتناه وفسرناه - جاء هكذا : فحرتم بالحسين خيرتكم***أسماء ء نقس عليه مرتضعه هو : إنكم فَخَرْتُم ب- (......) وهو خيرتكم بأنّ له ألقابا وأسماءً مرتفعة، ونحن أسماؤنا العرش، فشتان بين هذه الأسماء وتلك..

وقُلْتُمُ : الطَّرفُ فِي اليَهُودِ لَكُمْ***ناطِقَةٌ بالفخارِ مُلْتَمِعَة

وطرزنا (1) هَلْ أَتى وطه ويا***سِينٌ سُطُورٌ بِالمَدْحِ مُسْتَمَعَهُ

وفي كتاب البيضة (2) عن ابن الرومي (شعر): [من البسيط ]

لا تشمتوا واذْكُرُوا مَنْجى طَلِيقِكُمُ***وُجُوهُكُمْ يا بني العبَّاسِ لِلعَفَرِ (3)

بَنِي النَّبيّ : أَمَا يَنْفَكُ طَاغِيَةٌ***مُغادِراً جَزَراً مِنْكُمْ عَلَى جَزَرِ ؟!

ص: 245


1- كذا في نسختي الأصل، ولعلّ الأنسب : طرسنا، وهي الصحيفة أو الكتاب الذي محي ثم كتب، وعلى هذا يكون معنى الأبيات : إنّ بني العباس ادعوا أن خلافتهم مكتوبة في التوراة، ثمّ عارضهم الشاعر بأنّ ولاية أهل البيت مكتوبة في القرآن : في (هل أتى) و (طه) و (يس)...
2- كذا ؛ والظاهر : المبيضة. والأبيات من قصيدة طويلة يرثي بها يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. راجع : ديوان ابن الرومي : 162 - 165.
3- كذا في الديوان، وفي نسختي الأصل تقرأ : بالغفر، أو : بالفقر، والكلمة مشوشة هناك.

بني نُثَيْلَةَ (1) ثَلَّ اللّه عَرْشَكُمُ (2)***كَمْ لِلنَّبِيِّ لَدَيْكُمْ مِنْ دَمٍ هَدَرِ

بني نُثَيْلَةَ كُفُّوا غَرْبَ جَهْلِكُمُ***لا يُصبح السَّيْفُ فِيكُمْ غَيْرَ مُعْتَذِرٍ

بجدِّنا (3) وَبِنا نِلْتُمُ مَراتِبكُمْ (4)***لا بِالطَّلِيقِ حَلِيفِ العَجْزِ وَالخَوَرِ(5)

يا قاتل ابن عَلِيٌّ وابن فاطِمَةٍ***تَبّاً لِسَعْيِكَ فِي الإيرادِ والصَّدَرِ

ما يُعْدُكُمْ عَنْ يَزِيدٍ فِي عَداوَتِهِ***آلَ النَّبيّ وقَتْلِ السَّادَةِ الزُّهر (6)

عَلَيْكُمُ لَعْنَةُ الرَّحْمَنِ واقِعَةٌ***في السر والجَهْرِ والأَصالِ والبُكَرِ

ص: 246


1- في نسختي الأصل : نبيلة، وكذا ما جاء بعدها.
2- في نسخة (ب) : غرثنكم، وفي نسخة (ألف) : عرسكم.
3- في الديوان : بسيفنا.
4- كذا في الديوان، وفي نسختي الأصل : في ابنكم.
5- كذا، ولعلّها : الجور.
6- في الديوان : الغرر.

القسم الرابع

باب رؤساء المذاهب الأربعة

إشارة:

باب القسم الرابع (1) [ في مساوئ الفقهاء الضالين المكذّبين]

ص: 247


1- سلف في مدخل الكتاب أن قسم مؤلف (رَحمهُ اللّه) كتابه إلى أقسام خمسة، ولم يلتزم طاب ثراه بما قسمه به أبواباً وفصولاً، ولعلّه لأنّ الكتاب آخر مؤلفاته ولم يسعه مراجعته أو تصحيحه أو نضده، ولذا كان ما كان، وقد أراد من هذا القسم التعرض لرؤساء المذاهب الأربعة ومن لحقهم. وكلّ ما ذكرناه من أسماء الأبواب والفصول فهو منّا ؛ لذا وضعناه بين المعكوفين، وكذا الترقيم للأبواب والفصول، فلاحظ.

ص: 248

[ القسم الرابع ]

في مساوي الفقهاء الضالين المكذبين ]

[ باب ]

[رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 1]

[ في أبي حنيفة ]

ص: 249

ص: 250

فصل الأوّل: في أبي حنيفة النعمان بن ثابت

في أبي حنيفة النعمان بن ثابت (1) مولی تیم اللّه الخزاز بالكوفة (2).

ص: 251


1- هو : النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه، التيمي بالولاء، الكوفي، إمام الحنفية (80 - 150 ه-)، كان خزازاً، يبيع الخزّ في الكوفة، ويطلب العلم ثم تفرغ له، فصار القدوة في العمل بالرأي والقياس ! له مسند في الحديث، جمعه أحد تلاميذه، والمخارج في الفقه، ونسبت له رسالة الفقه الأكبر. أفرد في ترجمته جمع من المؤلفين مؤلفات مستقلة، وذكرت له مناقب جمة من أنصاره، وناقضها مثالب جمّة من المعاصي والبدع التي ذكروها له وقدحوا فيه، خاصة من جمع ممن عاصره. راجع عنه مثلاً : تاريخ بغداد 323/13 - 423، البداية والنهاية 107/10، النجوم الزاهرة 12/2، مرآة الجنان 309/1 - 312، الجواهر المضيئة 26/1، والمعارف لابن قتيبة : 495.. وغيرها. وغيرها كثير. قال السيوطي في الكنز المدفون : 151 : أكثر الحمل أربع سنين وأقله ستة أشهر ! ثم قال : والإمام أبو حنيفة ثلاث سنين !!
2- أقول : غالب ما جاء هنا ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه 325/13 - 423، بعنوان : النعمان بن ثابت أبو حنيفة، وقد يعبر عنه أحياناً ب- : صاحب المذهب. وراجع : المعرفة والتاريخ 80/2، وما بعدها من الروايات، وكذا في 277/2.. وممّن أسهب البحث حول مطاعن أبي حنيفة وجمعها بروايات صحيحة عن علمائهم هو الوادعي في كتابه : نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة.

قوله في أصول الدين بأسخف مقال؛ من ذلك قوله : إن للّه [ ماهية ] لا يعلمها إلا هو، وأنّه يدرك يوم القيامة بحاسّة سادسة ! (1)

وقوله بالجبر والقدر، صِفَةِ الباري بإرادة الظلم وسائر القبائح، والقضاء بالفساد في الأرض(2).

وقوله بخلق القرآن (3).

وقوله : في الإرجاء ما لم يوافقه أحد من الفقهاء (4).

ص: 252


1- راجع : المسائل الصاغانية : 144، والحور العين : 148، والملل والنحل للبغدادي : 147، وشرح الفقه الأكبر : 119 - 121.. وغيرها.
2- المسائل الصاغانية : 144، وراجع : شرح الفقه الأكبر : 22.
3- المسائل الصاغانية : 144، وشرح الفقه الأكبر : 40.. وغيرهما. وصرّح بذلك الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 374/13، حيث قال : وأما القول بخلق القرآن ؛ فقد قيل : إنّ أبا حنيفة لم يكن يذهب إليه، والمشهور عنه : أنّه كان يقوله به واستتيب منه !!
4- في نسختي الأصل : الفقه والظاهر ما أثبتناه، وفي المسائل الصاغانية : أحد من أهل القبلة.

[ و ] من ذلك قوله : إنّ الإيمان هو الإقرار في الجملة دون التفصيل، وجوابه : - وقد سئل عن ذلك بمكة ؛ فقيل : ما تقول في رجل قال : أنا مقر مؤمن باللّه تعالى، قد بعث نبياً ختم به الرسل، إلا أنني لست أعلم هل هو محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب أم رجل من الزنج ؛ أيكون مؤمناً ؟! - قال : نعم، يكون مؤمناً !

فقيل له : فإن قال : اعلم أن اللّه بيتاً محجوجاً، يجب قصده عليّ إلّا أنني لست أعلم أنّه بمكة أو بالهند ؟! فقال : هذا مؤمن (1) ؛ لأنه قد أقرّ بالجملة، وإن شك في التفصيل ! (2)

ص: 253


1- المعرفة والتاريخ،787/2، تاریخ بغداد 372/13، السنة لعبد اللّه بن أحمد بن حنبل 194/1 - 195، بإسناد صحيح.
2- المسائل الصاغانية : 144 - 145. وقد روى أبو نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء 258/6 - 259، في ترجمة : حماد بن يزيد.. عن إسحاق بن عيسى، قال : كنا عند حماد بن زيد ومعنا وهب ابن خزيمة، فذكرنا شيئاً من قول أبي حنيفة، قال حماد بن زيد : اسکت، لا يزال الرجل منكم داحضاً في بوله يذكر أهل البدع في مجلس عشيرته هذا يسقط من أعينهم. ثم أقبل علينا حماد فقال : أتدرون ما كان أبو حنيفة ؟ إنما كان يخاصم في الإرجاء، فلما تخوف على مهجته ؛ تكلّم في الرأي، فقاس سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ] وسلّم، بعضها ببعض ليبطلها، وسنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [ وآله] وسلّم لا تقاس. ونقل عن أبي علي العذري قوله لحماد بن زيد : مات أبو حنيفة ؟ قال : الحمد للّه الذي كنس بطن الأرض به !

وقد نظم أبو النجيب طاهر الجزري (1) ذلك، فقال : [من الكامل ]

قد كانَ يَعْلَمُ أَيْنَ مَوْضِعُ حَجِّنا***وَمَكَانُ تُرْبَةِ أَحْمَدٍ الْمُرْسَلا

إِن شَكٍّ فِي كُفْرِ ابن زوطي (2) امْرُؤٌ***فالشَّكُ عِنْدِي بِاليَقِينِ قَدِ انْجَلَى

إيمانُهُ قَوْلُ بِلا عَمَلٍ وَإِنْ***عَقَدَ النِّكَاحَ لِأُمِّهِ فاستبتلا(3)

بَعْلاً يَكُونُ أبو حَنِيفَةَ لأُمه***وأَخا ابْنِهِ نَسَباً بِهِ مُتَنَقِّلا (4)

ص: 254


1- في نسختي الأصل : الحرري، والصحيح ما أثبتناه، وقد مرّت ترجمته في المقدمة، ولم نجد له هذه الأبيات في المجاميع الشعرية التي جمعت من شعره المعدوم أغلبه، كما أنّ له هنا أبياتاً من قصيدة متكاملة وزناً وقافية ومعنىً.
2- تقرأ في نسخة (ألف): النبطي، وهي مشوشة في نسخة (ب)، وقد تقرأ كذلك، أو : السطي، والصحيح ما أثبتناه.
3- الكلمة كلاً مشوشة، وما أثبتناه يقتضيه المعنى ؛ إذ كتبت اللفظة أعجمياً : فاستتبلا ! ولا نعرف لها معنى واضحاً، والظاهر أن الصواب : فاستبتلا، من التبتل بمعنى الانقطاع، ولعلّها : فاستبطلا.
4- البيت مشوش في نسختي الأصل، هكذا جاء : متى يَكُونُ أبو حنيفة لامه***وأخوابنه قسانه منقلا وما أثبتناه أقرب ما يمكن مع حفظ صحة الوزن والمعنى.

ما أَرْبَحَ الإرجاءُ (1) إِلَّا أَنهُ***بالنَّارِ مَقْرُونٌ وساءَتْ مَوْئِلا (2)

وقال عبد اللّه بن مسلم القتيبي (3) : جاء رجل من [أهل ] الشرق إليه بكتاب - وهو بمكة - فعرض عليه (4)، وكان قد جمعه مما سمعه منه، فرجع عن ذلك أبو حنيفة.. فوضع الرجل التراب على رأسه، قال : معاشر الناس ! أتيت هذا الرجل عاماً أولاً فأفتاني بهذا الكتاب فهرقت به الدماء، وأبحت به الفروج.. ثم رجع عنه الآن !

فقال أبو حنيفة : هذا رأي رأيته وقد رجعت عنه !

فقال له الرجل : فتؤمنني أن لا ترى من قابل شيئاً آخر ؟!

قال : لا أدري كيف يكون هذا !

قال الرجل : لكنّني أدري من أخذ عنك فهو ضالّ (5).

ص: 255


1- في نسختي الأصل : ما أروح إن جاء، والظاهر أنّها محرفة عن المثبت.
2- الأبيات كلاً مشوشة في نسختي الأصل غالب ما أثبتناه استظهار من المعنى حيث إنّ بعض الألفاظ فيها مطموسة !
3- من هنا جاء مختزلاً مما ذكره ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث : 51 - 52 [ وفي طبعة : 102 - 103].
4- هذا من المصدر، وفي نسختي الأصل : يعرض علي !
5- تاريخ بغداد 407/13، كما وقد نص عليه الزمخشري في ربيع الأبرار 197/3 – 198 نقلاً بالمعنى. وذكر الشيخ البياضي (رَحمهُ اللّه) حاصل ما هنا في كتابه الصراط المستقيم 213/3 - 214.

يوسف بن أسباط (1) : أنه ردّ لرسول اللّه (عليه وآله السلام) أربعمائة حديث [ أو أكثر، قيل : مثل ماذا ؟ ! قال : ]، مثل قوله [(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] : «للفرس سهمان وللراجل سهم» (2).

فقال [ أبو حنيفة ] : لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم مؤمن !!

[وأشعر رسول اللّه [(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ]، وأصحابه البدن (3).

ص: 256


1- كما جاء في تاريخ بغداد 310/13 [ وفي طبعة دار الكتاب العربي 390/13]، وكذا في ربيع الأبرار 20/4، وما جاء بين المعكوفين أُخذ منه. راجع : البصائر والذخائر 190/5.. وغيره. وقد حكاه عنه ورّام بن أبي فراس المالكي في كتابه : تنبيه الخواطر؛ المعروف ب- : مجموعة ورّام 81/1 – 82.
2- راجع : سنن أبي داود 75/3 حديث 2733، وصفحة : 76 حديث 2736، وسنن ابن ماجة 139/2 حديث 2303.. وغيرهما. وقد رواه الكليني (رَحمهُ اللّه) في الكافي 44/5 ضمن حديث،2، والشيخ (رَحمهُ اللّه) في التهذيب 145/6 - 146 (باب 65) حدیث 2531]، والاستبصار 3/3 (باب 2) حدیث 1، بل قد عقد له باباً (28) في الوسائل 104103/15 (باب 38) حديث 20074. كما وقد روي ذلك عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كما في مستدرك الوسائل 96/11 (باب 36) حديث 12508، عن دعائم الإسلام 387/1 - وجاء في عوالي اللئالي 186/3، وفقه القرآن 350/1.. وغيره.
3- كما في سنن النسائي 170/5، وسنن الترمذي 249/3 حديث 906.. وغيرهما.

وقال أبو حنيفة : الإشعار مُثْلَةٌ !!

وقال [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)]: «البيعان بالخيار ما لم يفترقا» (1).

وقال أبو حنيفة : إذا وجب البيع فلا خيار ] (2).

وكان [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] يُقرع بين نسائه - إذا أراد سفراً - وأقرع أصحابه (3).

فقال أبو. بو حنيفة : القرعة قمار (4).

قال القتيبي (5) : كان الأوزاعي يقول : إنا لا ننقم على أبي حنيفة أنه رأى ؛ كلنا نرى (6)، ولكننا ننقم عليه أنّه يجيء (7) بالحديث عن (8) النَّبيّ (عليه و آله السلام)

ص: 257


1- راجع : كتاب البخاري 76/3 و 77 و 84 و 85، وسنن الترمذي 547/3 حديث 1245، وصفحة : 548 حديث 1246، وصفحة : 550 حديث 1247.. وغيرهما.
2- ما بين المعكوفين مزيد من ربيع الأبرار ؛ وجاء بألفاظ قريبة في سائر المصادر.
3- مستدرك الوسائل 377/17 (باب 11) حديث 1629، عن الاختصاص : 116.
4- ثم قال الشيخ ورام في تنبيه الخواطر (مجموعة ورام) 81/1 – 82: وإنما اقتصرنا على هذه الأربعة ؛ لئلا يطول الكتاب بها.
5- في نسختي الأصل : التبني - بدون نقط - وأثبتنا ما استظهرناه. راجع : تأويل مختلف الحديث : 103، وقد حكاه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة 207/1 برقم 326، وجاء في تاريخ الإسلام للذهبي 126/4.. وغيره.
6- تقرأ الكلمة في الأصل : كلباوي ! وهي غير منقوطة فيهما، وما أثبت من المصادر.
7- في نسختي الأصل : يجى - بلا تنقيط -، وما أُثبت استظهار منّا، وفي المصدر : يجيئه الحديث.
8- في نسختي الأصل : على، والصحيح ما أُثبت.

فيخالفه إلى غيره.

وقد نسب ابن جرير أبا حنيفة في تاريخه إلى الضعف (1).

وفي الأغاني (2): أنه كان جار لأبي حنيفة، إذا سكر يغني (3) بقول العرجي (4) : [ من الوافر ]

أَضاعُونِي وَأَيُّ فَتَيً أَضَاعُوا***لِيَوْمٍ كَرِيهَةٍ وَسِدادِ ثَغْرِ

فأخذه العسس وحبسه [ ففقد أبو حنيفة صوته تلك الليلة، فسأل عنه من غد، فأخبره، فدعا بسواده وطويلته فلبسهما ]، فركب أبو حنيفة إلى عيسى ابن موسى، فقال : إنّ لي جاراً أخذه عسسك البارحة [ فحبس ]، وما علمت منه إلا خيراً ! فأمر بإطلاق كلّ من حبس في تلك الليلة، فلما خرج الفتى (5) دعاه أبو حنيفة، فقال : هل أضعناك ؟ فقال : لا واللّه [ أيها القاضي ]، ولكن

ص: 258


1- تاريخ ابن جرير، ولم أجده في تاريخ الطبري، لكن ذكره الطبري في ذيل المذيل، وحكى عن جماعة جرح أبي حنيفة ومطاعنه. راجع : المنتخب من كتاب ذيل المذيل : 653 - 654 [ طبعة دار المعارف ].
2- الأغاني 399/1 - 400 [ دار الكتب العلمية، وفي طبعة دار إحياء التراث العربي 318/1 - 319] نقلاً بالمعنى واختصاراً في اللفظ. و راجع : حياة الحيوان 202/1 - 203، والمستطرف للأبشيهي : 394.. وغيرهما.
3- في المصدر : ويسمع أبو حنيفة غناءه فيعجبه، وكان كثيراً ما يغني !
4- ديوان العرجي : 246.
5- في نسختي الأصل : البق، ولا نعرف لها معنى.

أحسنت (1) [ وتكرمت، أحسن اللّه جزاءك ]. قال : فعد إلى ما كنت تغنّيه، فإنّي كنت آنس به ولم نر به بأساً ؛ قال : أفعل.

وروى أبو عاصم (2)، عن أبي عوانة، قال : كنت عنده، فسئل عن رجل سرق وَدِياً (3) ؟ فقال : عليه القطع.

وروى رافع بن خديج، عن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا قطع (4) في ثَمَرٍ ولا كَثَرِ (5)

ص: 259


1- في نسخة (ألف) أخسيت.
2- كما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 391/13، ومثله متنا وسنداً في المسائل الصاغانية للشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه): 147، وقبله ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث : 52.. وغيرهما.
3- كذا ؛ وفي نسختي الأصل : دنا - بدون الأصل : دنا - بدون نقط - والمثبت عن تأويل مختلف الحديث : 52، وفي المسائل الصاغانية : تمراً.
4- في نسختي الأصل : أقطع.
5- الكلمة مشوشة، قد تقرأ : كنز. كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 463/3، وسنن أبي داود 137/4 حديث 4388، وسنن الترمذي 53/4 حديث 1449، والسنن الكبرى للنسائي 87/8.. وغيرها. وقد روى الشيخ الكليني (رَحمهُ اللّه) في الكافي الشريف 231/7 حديث 7 عن أبي عبد اللّه الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «لا قطع في ثمر ولاكثر». قال : والكثر : شحم النخل، ومثله في التهذيب 110/10 حديث 47 [ 430]، إلّا أنّ ما جاء في الفقيه 62/4 [ الطبعة المحققة، وفي الطبعة الإسلامية 44/4 حديث 49]، هو : الجمار.. كما وقد جاء في حديث المناهي في الفقيه 365/4 [ الطبعة المحققة ] في باب النوادر في وصية النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ). وراجع : دعائم الإسلام 474/2 وغيره.

القرع» (1).

قال : ما بلغني هذا ولو بلغني ما أفتيت بخلافه.

قلت : فرد الرجل فيما أفتيته.

فقال : دعه ؛ فقد جرت به البغال الشهب !

وقال يوسف بن أسباط : قال أبو حنيفة : لو أدركني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لأخذ بكثير من قولي !! (2) وهل الدين إلا [ ال- ] -رأي الحسن ! (3)

الجزري (4) : [ من الكامل ]

ص: 260


1- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة، وقد تقرأ : الفدع، وما هنا استظهار منّا، ولم ترد في المصادر.
2- إلى هنا جاء عنه في الصراط المستقيم 214/3.
3- تاریخ بغداد 387/13 – 390. ولاحظ : كتاب المجروحين لابن حبّان 65/3.. وغيره.
4- كذا، وهو الجزري ؛ أبو النجيب الذي مرّت ترجمته في المقدمة والتي فقد أغلب شعره، وهذه الأبيات من متفردات كتابنا هذا التي أبقته لنا الأيام.

إبْلِيسُ أَوَّلُ هالك بقياسه (1)***وَأَخُوهُ (2) يَتَّبِعُ (3) الأَخِيرُ الأَوَّلا

مَنْ قالَ : أَكْثَرُ ما أَخَذْتُكُمُ بِهِ***خطاٌ، يَقُول وَلا يَعَضُّ المقولا:

لَوْ كانَ حَيّاً كانَ مُحْتاجاً إلى***آرائه المَبْعُوتُ مِنْ رَبِّ العُلَى

وقال علي بن عاصم (4) : استتيب (5) إلي أبو حنيفة من الكفر مرتين (6).

ص: 261


1- في نسختي الأصل : بقيامه.
2- أخوه : يعني أبا حنيفة، وفي نسخة (ألف) : وآخره.
3- الكلمة في نسختي الأصل بدون نقط، ويحتمل قراءتها بشكل آخر، مثل : يبتغ.
4- في المصدر : شريك، وأُخرى عن سفيان بن عيينة. وقد حكاه عن جمع الخطيب البغدادي في تاريخه 399/13 وصفحة : 415، وصفحة : 419 - 420، وصفحة : 422.. وغيرها.
5- في نسخة (ألف) : استثبت، وفي نسخة (ب) : استنبت، ولعل الكلمة : استتب.. أي طلب التوبة.
6- وقيل : ثلاثاً، وقيل : مراراً، انظر ما قيل فيه فيما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 390/13 - 393[380/13 - 383] وفي رواية : استتبب من الدهر ثلاث مرّات، وفي أخرى : أُخرى : استتيب من : استتيب من الزندقة مرتين وراجع : فتح المعين للسقاف : 72.. وغيره. وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 253/14 : كان أبو حنيفة جهمياً، وكان محمّد بن الحسن جهمياً، وكان أبو يوسف بن سليمان من التجهم.

وفي تاريخ بغداد (1) : قال شعبة : كفَّ من تراب خير من أبي حنيفة.

قال الحكم بن هشام الثقفي : قلت لأبي حنيفة : ما تقوله هو الحق بعينه ؟ (2) قال : واللّه ما أدري، لعله الباطل بعينه ! (3)

وقال الأصمعي (4) : رأيت الخليل يأخذ كتب أبي حنيفة فينظر فيها، فقلت له : كيف تراه ؟ قال : أراه يأخذ الحق فيمسخه (5).. !

وقال الشافعي : نظرت في كتب لأصحاب أبي حنيفة، فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة خلاف الكتاب والسنّة (6) !

ص: 262


1- تاریخ بغداد 416/13 عن شعبة، وحكاه عنه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 214/3.. وغيره. وأيضاً راجع تاريخ بغداد 446/13.
2- كما جاء في البصائر والذخائر،18/2، وكذا راجع ما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد 402/13 [ دار الكتاب العربي، وفي طبعة 426/13 - 427 ] عن مزاحم بن زفر، وأبي نعيم.. وغيرهما.
3- جاء في الصراط المستقيم 214/3 قال : لا أدري، ولعلّه الباطل بعينه.
4- حكاه التوحيدي في البصائر والذخائر 129/3.
5- تقرأ في نسختي الأصل : فيمسحه، وكلاهما يصح.
6- تاريخ بغداد 412/13[437/13]، وحكاه عنه في الصراط المستقيم 214/3.

قال الأوزاعي، وسفيان (1)، والشافعي، ومالك (2)، وحماد، وابن عون(3) أنّهم قالوا : ما ولد في الإسلام مولود أشأم عليه من أبي حنيفة (4).

قال : وقال مالك : كانت فتنة أبي حنيفة أضرّ على هذه الأمة من فتنة إبليس (5).

قال : وقال عبد الرحمن بن مهدي : ما أعلم للإسلام فتنة - بعد فتنة الدجال - أعظم من رأي أبي حنيفة (6).

وسُمِعَ سفيان الثوري يذكره بما يذكر به الكفّار ويلعنه، ويقول : ما رأيت أجراً

ص: 263


1- ونقل عن الأوزاعي وسفيان في تاريخ بغداد 386/13، ولاحظ صفحة : 398 - 399 [طبعة دار الكتاب العربي ]. روى ابن حبّان في المجروحين 65/3 - 66 عن سفيان الثوري، أنه عبر عن أبي حنيفة ب- : فتّان هذه الأمة، ثم قال : وواللّه لكأنّ أبو حنيفة أقطع لعروة الإسلام عروة عروة في قحطبة الطائي بسيفه.
2- راجع : تاریخ بغداد 401/13.
3- كما نص عليه العقيلي في الضعفاء 4/ 280، والخطيب البغدادي في تاريخه 399/13 - 400.. وغيرهما.
4- وحكاه عنهم البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 214/3.
5- تاريخ بغداد 416/13، وراجع : الغدير 282/5 - 284، وما عليه من مصادر.
6- كما جاء في تاريخ بغداد 416/13، وكذا في الصراط المستقيم 214/3 وقال : قال ابن المهدي : ما فتنة على الإسلام بعد الدجال أعظم من فتنة أبي حنيفة.

منه على ردّ سنن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)(1).

وكان بايع زيد بن علي الا ثم استقال منه، وتوجّه نحو البصرة.. وكان الواجب عليه أن يُوفّي ببيعته ؛ ته ؛ لأنّ زيداً كان محتاجاً إلى النصرة.

وقال أبو حنيفة في الفقه الأكبر (2) : ما جرى بين عليّ [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] وعثمان حكمهما إلى اللّه.. ! فخطأ أحدهما وشك فيهما !

وقال خالد بن يزيد بن أبي مالك (3) : أحلّ أبو حنيفة الربا، وأحل الزنا وأهدر الدماء..

أمّا تحليل الربا ؛ قال : درهم وجوزة بدرهمين نسية لا بأس به !

وأما تحليل الزنا ؛ قال لو أنّ رجلاً [ وامرأة ] أحبسا في بيت وهما معروفا الأبوين، فقالت المرأة : هو زوجي، وقال هو : هي امرأتي.. لم أعرض لهما !

وأمّا تحليل الدماء ؛ قالوا لو أنّ رجلاً ضرب رجلاً بحجر عظيم فقتله كان على العاقلة ديته (4).

وكان [ هو و ] مؤمن الطاق يتسايران، فإذا مناد ينادي : من يهدينا إلى صبي

ص: 264


1- تاریخ بغداد 413/13، وراجع : المسائل الصاغانية : 148.. وغيرهما.
2- الفقه الأكبر : 80، وجاء فيه : ولا توالى أحداً دون أحد، وأن تَرُدَّ أمر عثمان وعلى [(عَلَيهِ السَّلَامُ) ] إلى اللّه تعالى.
3- كما حكاه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 413/13 - 414.
4- ثم حكى الخطيب عن أبي الحسن النجاد أنّه قال : وفي هذا إبطال الشرائع والأحكام.

ضالّ !؟ فقال [المؤمن ] الطاق: إن أردت شيخاً ضالاً فها هو ذا (1).

وقال أبو حنيفة له عند الرشيد : إنّ إمامك قد مات - يعني جعفر الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ). فقال الطاقي (2) : أما إمامك [ فهو ] من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.. فضحك الرشيد (3).

قال أبو زيد الأنصاري (4) : لقيت أبا حنيفة فحدثني بحديث، فيه : «يدخل الجنة قوم حفاة عراة منتنين (5) قد محشتهم (6) النار». فقلت : قوم منتنون

ص: 265


1- وبألفاظ مقاربة جاء في الاحتجاج 380/2 [ وفي الطبعة الاولى : 205]، وعنه في بحار الأنوار 399/47 - 400 (باب 34) حديث 1 نقل الحديث.
2- هو : صاحب طاق المحامل لقب ب- : مؤمن الطاق الصيرفي، المعروف ب- : أبي جعفر محمّد بن علي بن النعمان الكرخي، ويقال له : أبو جعفر الأحول. كما جاء في رجال الكشي [ اختيار معرفة الرجال ]: 186 - 187 حديث 329 [ وفي الطبعة الاولى : 123]، وعنه في بحار الأنوار 405/47 (باب 34) حدیث 8. و راجع رجال ابن داود : 394 برقم 16.. وغيره.
3- أوردها الخطيب البغدادي في تاريخه 436/13 [ دار الكتب العلمية ] من دون ذكر اسم الرشيد.
4- البصائر والذخائر 181/2، تاريخ بغداد 79/9، نزهة الألباء في طبقات الأطباء : 104.. وغيرها.
5- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسخ الأصل، تقرأ : مسنين، وما أُثبت من المصادر.
6- في بعض المصادر : أخمشتهم.

قد محشتهم النار ؟! فقال : من أين أنت ؟ قلت : من البصرة، قال : كلّ أصحابك مثلك ؟! قلت : بل إنّما [أنا ] أخسّهم حظاً في العلم. قال : طوبى لقوم أنت أخسّهم.

وقال الأصمعي لأبي حنيفة : توضأت ؟ فقال : وصلات.. قال : أفسدت الفقه فلا تفسد اللغة (1).

حماد بن زید ؛ قلت لأبي حنيفة : كم الصلوات ؟ قال : خمس، قلت : فالوتر ؟ قال : فرض واجب. قلت : لا أدري تغلط في الجملة أو في التفصيل(2).

وقال ابن أبي ليلى : تحلّ النَّبيّذ وبيعه وشراؤه ؟ قال : نعم، قال : أفيسرك (3) أنّ أمّك نباذة ؟ ! قال أبو حنيفة : تحلّ الغناء وسماعه ؟ قال : نعم، قال : فيسرك (4) أن أُمّك مغنّية (5) ؟ !

ص: 266


1- حكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 214/3، ولعلّه أخذه من كتابنا هذا.
2- جاءت أصل الحكاية دون قوله : لا أدري تغلط.. في المعرفة والتاريخ 793/2، والثقات لابن حبان 54/8.. وغيرهما.
3- في نسختي الأصل : فيترك، وهي غير منقوطة، وقد تقرأ في (ألف) : فيسرك.
4- في نسخة (ب): فيترك.
5- قال في الصراط المستقيم 214/3 : قال له ابن أبي ليلى : أيحل النَّبيّذ والغناء ؟ قال : نعم. قال : أفيسرك أن تكون أُمّك نباذة أو مغنية ؟ ! وجاءت الحكاية في محاضرات الأدباء 768/1.. وغيره.

الزمخشري (1) : أنّه سمع إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يحيى بن أكثم يغض (2) من جدّه، فقال : هذا جزاؤه منك، قال : كيف ؟ قال : حين أباح النَّبيّذ، ودرأ الحدّ عن اللوطي (3).

شاعر (4) : [من الكامل ]

إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةَ الَّذِي حَدَّثْتِنِي***فَعَلَيْكِ وِزْرُ أَبِي حَنِيفَةً أَوْ زُفَرْ

المائِلَيْنِ إِلى القِياسِ تَعَمُّداً***والعَادِلَيْنِ عَنِ الشَّرِيعَةِ والأثر (5)

ص: 267


1- راجع : ربيع الأبرار 76/2[ طبعة الأعلمي ]، وكذا التذكرة الحمدونية 256/7.. وغيرهما.
2- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف) و (ب)، أُثبت ما استظهرناه.
3- قال في ربيع الأبرار 40/2 [ وفي طبعة الأعلمي :230/2]: دخل أبو حنيفة على الأعمش فأطال الجلوس، ثمّ قال : لعلّي ثقلت عليك ! فقال : إنّي أستثقلك وأنت في منزلك، فكيف وأنت في منزلي ؟ !
4- البيتان لأحمد بن المعذل [خ. ل : المعدل ]، كما حكاه عنه الصيمري في أخبار أبي حنيفة : 92، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 393/13، والشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في تلخيص الشافي.219/1.. وغيرهم، كما وقد جاء في الصراط المستقيم 210/3، ولعلّه أخذه من كتابنا هذا.
5- العجز في المصادر هكذا : والراغبين عن التمسك بالخبر..

وفي مجالس ابن مهدي المامطيري (1)، قال : كان أبو حنيفة ومساور الورّاق يتسابّان (2)، فلمّا تنسّك أخذ في عيب مساور، فكتب إليه شعر :

[ من مجزوء الكامل ]

إنْ كانَ فِقْهُكَ لا يَتُمُ***بِغَيْرِ شَثْمِي وَانْتِقَاصِي

فَاقْعُدُ وقُمْ بِي حَيْثُ شِئْ***ت مِنَ الأَدانِي والأقاصِي

فَلَطالَ ما (3) زَكَّيْتَنِي***وَأَنا المُقِيمُ عَلى المَعاصِي

أَيَّامَ (4) تُعْطِينِي عطِينِي وتَأ***خُذُ (5) في أَبَارِيقِ الرَّصاصِ

ص: 268


1- حكاه شيخنا البياضي العاملي (رَحمهُ اللّه) عن مجالس الما مطيري في الصراط المستقيم 214/3 - 215، والشيخ القمي (رَحمهُ اللّه) في كتاب الأربعين : 644 بدون كلمة : المامطيري.
2- في الأربعين والصراط : كان أبو حنيفة يشرب مع مساور، ولعلّ ما في المتن محرف عن : يتساقيان.
3- في نسخة (ب) : فأطال ما.
4- هنا بياض في نسخة (ب)، وقد كتبت في نسخة (ألف) بخط مغاير، وعليها نسخة بدل.
5- وضع في نسخة (ألف) على الكلمة نسخة بدل : مدامي.

فأنفد إليه (1) أبو حنيفة بمال.. فكفّ عنه (2).

***

ص: 269


1- لا توجد : إليه.. في نسخة (ب).
2- أقول : الطريف هنا أنّ القوم بذلوا غاية الجهد في تحريف الواقعة ؛ إما بتغيير اسم أحد الطرفين، أو بحذف اسمهما وتبديل الاسم إلى ما يبهم على القاري، أو التكنية عنهم.. وغير ذلك ؛ والأبيات رواها المعرّي في رسالة الغفران 175/1 وقال : والحكاية معروفة أن أبا حنيفة كان يشارب حماد عجرد وينادمه، فنسك أبو حنيفة وأقام حماد في الغيّ.. إلى آخره. وقال الحموي في معجم البلدان 1197/3:.. وكان حمّاد ماجناً ظريفاً متهماً في دينه، وكان أحد الأئمة [!] يتنقّصه. وأتمّ ابن عساكر التحريف والدسّ في الحكاية في تاريخه 144/15، حيث حكى بإسناده إلى أبي يوسف، أنه قال : كان حمّاد عجرد صديقاً لرجل أيام شبابه، فلمّا تنسك ذلك الرجل وتفقه صار يقع فيه ويتنقصه.. إلى آخره. راجع : الأغاني 326/14[474/14]. ونقل ابن قتيبة فى المعارف : 495، عن بعض أصحاب الحديث قوله : [ من الوافر ] إذا ذُو الرأي خاصَمَ عن قياس***وجاءَ ببدعةٍ هَنَةٍ سَخِيفَةً أتيناهُمْ بقَولِ اللّه فيها***وآثارٍ مبرَّزَةٍ شَرِيفَة فكم من فَرْج مُحْصَنَةٍ عَقِيفٍ***أُحِلَّ حرامه بأبي حَنِيفَة!

ص: 270

[ القسم الرابع ]

[ في مساوي الفقهاء الضالين المكذبين ]

[ باب ]

[ رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 2]

[ في فتاوي أبي حنيفة في العبادات ]

ص: 271

ص: 272

فصل الثانی: في فتاوي أبي حنيفة في العبادات

كلّ مائع مزيل العين تجوز إزالة النجاسة به (1).

وقال اللّه تعالى : ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً..) (2).

يَجُوز الاستنجاء بالعظم والروث، وبه قال مالك (3).

الاستنجاء مستحب غير واجب (4).

جلد الميّت وجلد الكلب يطهر بالدباغ(5).

ص: 273


1- راجع : المبسوط للسرخسي 96/1، وتفسير القرطبي 51/13.. وغيرهما.
2- سورة النساء (4) : 43، وسورة المائدة (5) : 6.
3- كما جاء في شرح معاني الآثار 124/1، عمدة القاري 301/2، نيل الأوطار 116/1، شرح فتح القدير 150/1، بدائع الصنائع 81/1.. وغيرها.
4- راجع : أحكام القرآن للجصاص 358/2، التفسير الكبير للفخر الرازي 168/11، شرح فتح القدير 148/1، بدائع الصنائع 18/1، عمدة القاري للعيني 300/2.. وغيرها.
5- راجع : بدائع الصنائع 86/1، أحكام القرآن للجصاص 115/1، المحلى 118/1، بداية المجتهد 76/1، المجموع 122/1...وغيرها.

ابن ماجة في كتاب السنن (1)، وأبو بكر ابن أبي ] شيبة في أماليه (2)، أنّه قال عبد اللّه بن حكيم : أتانا كتاب النبى (عليه وآله السلام) : «أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» (3).

ص: 274


1- سنن ابن ماجة 2/ 1194 (باب 26) حدیث 3613 بنصه، وسيكرره قريباً (لاحظ منه : كتاب اللباس حديث 3603).
2- مسند ابن أبي شيبة 287/2.
3- قد جاء هذا الحكم في رواياتنا كثيراً، كما في الكافي الشريف 258/6 - 259 حديث 6 عن أبي الحسن، وكذا في التهذيب 76/9 حديث 58 [323]، والاستبصار 89/4 - 90 (باب 55) حدیث 1[341]. وعنها في كتب الجامعة للحديث كوسائل الشيعة ومستدرك وسائل الشيعة وبحار الأنوار. وراجع : وسائل الشيعة 181/24 (باب 33، ما لا يحرم الانتفاع به). قال في عوالي اللئالي 42/1، قد صحّ عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، أنه قال : «لا تنتفعوا من الميتة بأهاب ولا عصب»، وفيه جاء مكرراً. وقد روي عن علي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - كما في بحار الأنوار 80/80 (باب 1) ذيل حديث 8 - أنه قال : «سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عظم ولا عصب». وجاء بطرق مستفيضة عن سائر المعصومين (عَلَيهِم السَّلَامُ)، كما سلف. وقال المصنّف (رَحمهُ اللّه) في متشابه القرآن 159/2 : وقد روى المخالفون أنّه قال عبد اللّه ابن حكيم : أتانا كتاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قبل موته بشهر : «لا ينتفعوا من الميتة بإهاب ولا عضب [كذا ]».. وبنص ما هنا جاء في الصراط المستقيم 215/3.

يجوز استعمال أواني الذهب والفضة(1).

لو وقع الخنزير في ملاحة فاستحال ملحاً طهر، وإن وقعت فأرة في بئر فماتت نزح منها عشرون دلواً، وإن وقع فيها ذنب فأرة نزح ماء البئر كلّه (2).

وتنتقض الطهارة بالفصد، والحجامة (3)، والقهقهة في الصلاة (4).

النَّبيّذ المسكر المطبوخ الموجب على شاربه الحد يجوز التوضو به (5).

فقال النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «كل مسكر حرام، وكل خمر حرام» (6).

ص: 275


1- راجع : بدائع الصنائع 132/5، والمجموع 261/1.. وغيرهما.
2- راجع : المبسوط للسرخسي 58/1، والبحر الرائق للمصري 198/1.
3- كما في : المبسوط للسرخسي 75/1، المحلّى 256/1، بداية المجتهد 33/1.. وغيرها.
4- راجع : المبسوط للسرخسي 77/1، بدائع الصنائع 32/1، بداية المجتهد 39/1، شرح فتح القدير 34/1.. وغيرها.
5- كما ورد في المبسوط للسرخسي،88/1، شرح معاني الآثار 96/1، المجموع 93/1، بدائع الصنائع 77/1، بداية المجتهد 32/1.. وغيرها.
6- انظر : كتاب مسلم 101/6، سنن أبي داود 327/3 حديث 3679، سنن الترمذي 290/3 حديث 1861.. وغيرها. أقول : قد استفاضت الأخبار بذلك عنّا أيضاً، وقد رواه أئمتنا (عَلَيهِم السَّلَامُ) عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في خطبة له، أنه قال : «كلّ مسكر حرام»، كما في الكافي الشريف 407/6 - 424 نحو من أربعة عشرة رواية، وجاء في الفقيه 352/4، والتهذيب 111/9 - 124 ثمان روايات وغيرها. أما قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «كل خمر حرام»، فقد جاء بطريق ضعيف في عوالي اللئالي 238/1، وعنه في مستدرك الوسائل 51/17 (باب 6) عن عوالي اللآلي 178/1 حدیث 228، وكرّره بعينه في صفحة : 61 (باب 11) حديث 20752، والمقنعة : 799.. وغيرها.

النجيب الجزري (1) : [من الكامل ]

وَأَتى بِتَحْلِيلِ النَّبيّذِ فَقَدْ رَوَى***خَبَراً لَعَبْدِ اللّه كَانَ مُعَلَّلا

يعني إنّ النَّبيّ (عليه و آله السلام) قال لابن مسعود : معك شيء من الماء ؟

فقلت [كذا ] : معي ماء قد نبذت فيه تمرة.

فقال : هاتها ؛ تمرة طيبة وماء طهور.. (2)

ص: 276


1- هو : شداد بن إبراهيم (المتوفى سنة 401 ه-)، وقد أسلفنا ترجمته في المقدمة، ولا نعرف له ديوان كما لم نجد لأبياته هذه منبعاً ومصدراً في المجاميع الشعرية، وقد ذكر منها (13) بيت موزعة على ما سيأتي في أبواب الكتاب، وسنحيل فيما بعد على هذه التعليقة، وتعدّ هذه الأبيات من متفردات كتابنا الحاضر.
2- كما رواه الترمذي في سننه 147/1 - 148 (باب الوضوء بالنَّبيّذ) حديث 88. قال القاضي ابن العربي المالكي في كتابه : عارضة الأحوذي 128/1:.. ويقال : إنّ أبا فزارة كان نباذاً بالكوفة، وكان أصل هذا الحديث : إنّ النَّبيّ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم قال لابن مسعود ما في ؟ قال : نبيذ قال : تمرة طيبة وماء طهور، فزاد هو فيه فأخذه، فتوضأ به ؛ لينفق سلعته ! ! وروى عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة 207/1 بسنده الصحيح، عن أبي عوانة، قال : سئل أبو حنيفة عن الأشربة، فما سئل عن شيء إلّا قال : لا بأس به ! وسئل عن المسكر، فقال : حلال !! قال أبو حنيفة : النَّبيّذ طاهر يتوضأ منه، كما في المجموع 93/1، و 564/2، وفتح القدير 158/1...وغيرهما. أقول : روي من طرقنا عن صادق آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «ولا بأس بالتوضوء بالنَّبيّذ ؛ لأن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قد توضأ به، وكان ذلك ماء قد نبذت فيه تميرات، وكان صافياً فوقها..»، كما جاء في من لا يحضره الفقيه 11/1 ضمن حديث 20، وعنه في وسائل الشيعة 204/1 (باب 3) حديث 522 [ طبعة مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) ].

فهذا الخبر ينقض قوله ؛ لأنه قال : مطبوخ مستنبذ مسكر.. وليس ذلك الخبر.

ويجوز التيمم بالصخر والبلاط (1).

القرآن.. (صَعِيداً طَيِّباً) (2)، والصعيد - بإجماع أهل اللغة (3) - ما على وجه

ص: 277


1- راجع : المبسوط للسرخسي 109/1، وأحكام القرآن للجصاص 389/2، والمجموع 213/2، وتفسير القرطبي 236/5.. وغيرها.
2- سورة النساء (4) : 43، وسورة المائدة (5) : 6.
3- قال في كتاب العين 289/1 : الصعيد : وجه الأرض قلّ أو كثر، وفصل القول فيه في لسان العرب 254/3.. وغيره. وفي مجمع البحرين 85/3 فسّر الآية الكريمة بقوله : أي تراباً نظيفاً، وقال : والصعيد : التراب الخالص الذي لا يخالطه سبخ ولا رمل.. ثم قال : والصعيد - أيضاً - وجه الأرض تراباً كان أو غيره.. وقال : ومذهب أكثر العلماء أن الصعيد...التراب الطاهر الذي على وجه الأرض أو خرج من باطنها. راجع : الصحاح،498/2، والمصباح المنير : 340، والقاموس المحيط 307/1.. وغيرها من كتب اللغة.

الأرض من التراب.

ومن أمنى من غير أن يلتذ لا يجب عليه الغسل (1).

الفأرة إذا وقعت في بئر نزح منها عشرون دلواً (2)، [ ولو وقع فيها ذنبه نزحت كلّها ]، فإن مات مؤمن طاهر من النجاسات نزح الماء كله ! [ فسوّى بينه وبين ذنب الفأرة ] (3) !

لا وضوء على من نام قائماً، أو راكعاً، أو ساجداً، أو مستنداً، أو قاعداً.. سواء كان في الصلاة أو في غيرها (4).

ص: 278


1- راجع عن ذلك : المبسوط للسرخسي 67/1، شرح فتح القدير 41/1، بدائع الصنائع 37/1.. وغيرها.
2- وقد سلف هذا قريباً متناً ومصدراً.
3- ما بين المعكوفين مزيد من الصراط المستقيم للبياضي 215/3، وزاد من فتاويه : لو بالت فأرة في بئر فيها ألف قربة نجستها.
4- لاحظ : المحلّى لابن حزم 224/1، أحكام القرآن لابن العربي 558/2، بداية المجتهد 35/1، بدائع الصنائع 31/1.. وغيرها.

المضمضة والاستنشاق واجبان في الغسل من الجنابة، مسنونان في الوضوء.. وتابعه الثوري على ذلك (1).

الترتيب غير واجب في الوضوء (2) والتيمم (3) والغسل..

ووافقه الشافعي في الغسل (4).

وقد رتب اللّه تعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ) (5) وقال النَّبيّ (عليه وآله السلام) - حين بدأ بالصفا - «نبدأ بما بدأ اللّه به». (6)

لا يجب الغسل على من أدخل في فرج الميتة إذا لم ينزل(7).

ص: 279


1- راجع : التفسير الكبير 157/1، المبسوط للسرخسي 62/1، شرح فتح القدير 38/1، بداية المجتهد 9/1.. وغيرها.
2- كما جاء في المبسوط للسرخسي 55/1، بداية المجتهد 66/1، تفسير القرطبي 98/6، شرح فتح القدير 23/1، بدائع الصنائع 22/1، أحكام القرآن 360/2..
3- نص على ذلك في عمدة القاري 37/4، والمبسوط للسرخسي 121/1، والمحلّى لابن حزم 161/2.. وغيرها.
4- انظر : مغني المحتاج 73/1، وفتح المعين،41/1، والمجموع 234/2.. وغيرها.
5- سورة المائدة (5) : 6.
6- كما روي ذلك في سنن أبي داود 184/2 حديث 1905، وسنن الترمذي 216/3 حديث 862، وسنن النسائي 239/5 حدیث 241، وسنن ابن ماجة 1023/2 حديث 3074.. وغيرها. وجاء في كتاب الفصول المختارة : 192 بإضافة كلمة (تعالى) بعد اسم الجلالة.
7- نقله عنه في شرح فتح القدير 41/1، وعمدة القاري 253/3.. وغيرهما.

الطهارة بالماء لا تفتقر إلى نيّة، والتيمّم يفتقر إليها (1).

القرآن : (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللّه مُخْلِصين..) (2).

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «الأعمال بالنيات» (3).

شعر: [من الكامل ]

وَرَوَى الحَدِيثَ : لَكُلِّ عَبْدٍ مَا نَوَىٰ***خَلْفاً كَرَامَ المَنْجَنِيقِ الجَنْدَلا

ص: 280


1- حكاه عنه في التفسير الكبير 153/11، المبسوط للسرخسي 72/1، أحكام القرآن للجصاص 334/2، بدائع الصنائع 19/1.. وغيرها.
2- سورة البينة (98) : 5.
3- روي عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مستفيضاً - بل كاد أن يكون متواتراً لفظاً فضلاً عن المعنى - أنّه قال : «الأعمال بالنيات»، وزاد في بعضها : «وإنّما لامرءٍ ما نوى..»، أو «لكلّ امرءٍ ما نوى»، كما في التهذيب 83/1 حديث،218، وعنه في الوسائل كثيراً، وجاء في الأمالي للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) : 618 حديث 1274 [ طبعة مؤسسة البعثة، وفي الطبعة الحيدرية 231/2]، وعوالي اللئالي،81/1، وكذا جاء عنها كراراً في المستدرك وبحار الأنوار.. وغيرهما. و راجع من طرقهم : كتاب البخاري 6/1 حديث 1، سنن أبي داود 262/2 حدیث 2201، سنن ابن ماجة 1413/2 حدیث 4227، صحيح ابن حبان 113/2 حدیث 388، و 210/11 - 211 حدیث 4868.. وغيرها. وروي عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «نيّة المؤمن خير من عمله»، كما في عدة الداعي : 27.. وغيره، بل في أكثر من خمسين مورداً ورواية.

وَرَأَى التَّلاعب بالمياءِ طَهَارَةً***حَتَّىٰ يُخالِفَ أَحْمَدَ المُزَّمِّلا(1)

الاعتبار في طهارة موضع السجود القدمين فقط (2).. والرأس أشرف الأعضاء.

النجاسات كلّها يراعى فيها الدرهم البغلي الواسع، فإن زاد وجب إزالتها، فإن لم يزد عليه فهو معفو عنه (3)..

وقال مالك وأحمد: إن كان متفاحشاً فغير معفوّ..(4)

والمتفاحش عند أحمد : شبر ! وعند مالك نصف الثوب !! (5) شعر : [ الكامل ]

وَيَرَى الصَّلاةَ بِدُونِ (6) دِرْهَم غائِط***دون (7) المَعزَّةِ مَذْهَباً مُسْتَعْمَلا (8)

ص: 281


1- لم أعرف الشاعر ولا مصدراً لهذا الشعر، والظاهر أنّها من قصيدة أبي النجيب الجزري التي مرت أبيات منها قريباً، بل ذلك حتماً.
2- شرح فتح القدير 133/1.
3- كما في الهداية،35/1، والمبسوط 61/1، وشرح فتح القدير 140/1.. وغيرها.
4- لاحظ : المدوّنة الكبرى 21/1 - 22، والاستذكار 41/2 - 42.. وغيرهما.
5- كما نقله في المجموع 136/3.. وغيره
6- في نسختي الأصل : ودون.
7- في نسختي الأصل : حول.
8- لا نعرف للبيت مصدراً سوى كتابنا هذا، وهو من جملة لامية أبي النجيب الطاهر الجزري.

يدخل المشرك الحرم وكل المساجد بإذن.. (1) ووافقه الشافعي إلا في المسجد الحرام (2).

القرآن : (إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ..) (3).

فرض الصلوات في آخر الأوقات (4).

القرآن: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ (5).

تحريمها : التهليل أو التسبيح أو التحميد (6)، وتحليلها : البول أو الغائط أو الضراط.. (7) وغير ذلك.

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «تحريمها التكبير وتحليلها التسليم» (8).

ص: 282


1- راجع : أحكام القرآن لابن العربي 902/2.
2- راجع : مختصر المزني : 19، والمجموع،174/2، و 19/ 433 - 434.. وغيرها.
3- سورة التوبة (9): 28.
4- كما جاء في المغني لابن قدامة،373/1، والمجموع 47/3.. وغيرهما.
5- سورة البقرة (2) : 238.
6- نص على ذلك في المبسوط للسرخسي،35/1، الهداية 47/1، عمدة القاري 268/5، بداية المجتهد 119/1، المغني لابن قدامة 460/1.. وغيرها.
7- كما في بدائع الصنائع 194/1، المجموع 481/3، المغني لابن قدامة 551/1.. وغيرها.
8- راجع : سنن أبي داود 16/1 حديث 62، سنن الترمذي 8/1 حديث 3، و 3/2 حدیث 238، سنن ابن ماجة 101/1 حديث 275. وجاء من طرقنا مستفيضاً عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بنصّه، كما في الكافي الشريف 69/3 (باب النوادر) حديث 2، والفقيه 33/1 [ الطبعة المحققة، وفي الإسلامية 23/1 (باب 5) حديث 1 (68)]، وعنها وغيرها في وسائل الشيعة مكرراً، وكذا في مستدركه، وفي بحار الأنوار 236/77 - 239 (باب 9) حديث 1 مكرراً عن التفسير المنسوب للإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 520، وعوالي اللئالي 416/1 حديث 91، و 218/2 حدیث 12، و 8/3 حديث 2، وصفحة : 93 حديث 102.. وغيرها من المصادر. وحكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 196/3، من دون الإشارة إلى أخذه من كتابنا هذا.

أبو النجيب (1) : [ من الكامل ]

ويَرَى الخُرُوجَ مِنَ الصَّلاةِ بِضَرْطَةٍ***أَوْ قَذْفِ مُحْصَنَةٍ فَيا ما أَجْهَلا

وَيَكُونُ عِنْدَ السَّهْوِ غَيْرَ مُحَلَّل (2)***فَإِذا تَعَمَّدَ ذاك كانَ مُحَلَّلا(3)

الضارد ذي دون (4) دِرْهَم غائِط***حول المعرة مسجداً لا انحلا

ص: 283


1- هو أبو النجيب طاهر الجزري، الذي ترجمناه في المقدمة وهذه الأبيات من قصيدته اللامية المعروفة، وقد تحدثنا عنه وعنها كراراً.
2- هذا استظهار، وفي نسختي الأصل : محمّل.
3- في نسختي الأصل : محملاً.
4- في نسختي الأصل : دور.

أَيْنَ الضُّرَاطُ مِنَ (السَّلامُ عَلَيْكُمْ)***لَوْلا البَلاءُ الجَمُّ في ذا المُبْتَلَى

قال أبو حنيفة : إذا ضرط بنية الخروج من الصلاة عامداً كان كالسّلام، وإن كان ناسياً أعاد صلاته !

التسمية ليست بآية من الفاتحة ولا من سائر السور (1)، [و] لا حاجة (2) للمصلي إلى الفاتحة، وأنه إذا قال في كلّ ركعة من صلاته كلمة من القرآن أجزأته في صلاته(3).

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب» (4).

ص: 284


1- كما جاء في المبسوط للسرخسي،15/1 تفسير القرطبي 93/1 و 96، المجموع 334/3، المغني لابن قدامة 480/1.. وغيرها
2- في نسختي الأصل : لاحتاجه، وما أُثبت استظهار منّا.
3- نص عليه في المجموع 327/3، والمغني 476/1، والتفسير الكبير 194/1، ونيل الأوطار 230/2. وغيرها.
4- كما جاء في كتاب مسلم 295/1 حديث 34 سنن الترمذي 25/2 حديث 247، سنن أبي داود 188/1، سنن ابن ماجة،273/1، سنن النسائي 137/2.. وغيرها، ونص عليه السيوطي في الجامع الصغير 471/3 نقلاً عن كتاب السراج المنير.. وغيره. أقول : جاء الحديث النبوي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مكرراً في مصادرنا، كما في عوالي اللئالي 196/1 حديث 3، وفقه القرآن،102/1، ومفتاح الفلاح : 201.. وغيرها.

التكبير ليس من الصلاة، وإنما هي بعد تكبير الافتتاح (1)، ويستفتح الصلاة بأيّ لغة كانت (2) يقول بالفارسية : (خداي بزرگتر) (3).

يجوز للمأموم أن يكبر مع تكبيرة الإمام (4).

قوله (عليه وآله السلام) : «إنّما الإمام مؤتم به، فإذا كبر فكبروا» (5).

الصلاة تامة وإن لم يقرأ فيها شيئاً من القرآن ! (6)

المصحف ؛ ﴿فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ (7).

ص: 285


1- كما ورد في عمدة القاري 268/5، بدائع الصنائع 195/1، المجموع 290/3، المغني لابن قدامة 464/1.. وغيرها.
2- كما ورد في المبسوط للسرخسي،36/1، والمجموع 301/3، والمغني 462/1..
3- هذه ترجمة (اللّه أكبر) بالفارسية.
4- راجع عن ذلك المحلّي لابن حزم 240/3، والمغني لابن قدامة 464/1.. وغيرهما.
5- راجع عن ذلك : كتاب البخاري 101/1 و 177، و 56/2، كتاب مسلم 308/1 حدیث 311، وصفحة : 411 حديث 417، سنن ابن ماجة 276/1 حديث 846. أقول : لم يرد هذا النص في مجاميعنا الحديثية حسب تتبعنا، نعم روي عن أبي هريرة أنه قال : كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يعلّمنا يقول : «لا تبادروا الإمام إذا كبر فكبّروا وإذا قال..» إلى آخره. وقد رواها الميرزا النوري (رَحمهُ اللّه) في مستدرك الوسائل 493/6 (باب 39) حديث 7337 عن مصابيح البغوي، وهي رواية ضعيفة سنداً ودلالة.
6- راجع عن ذلك : المبسوط للسرخسي 195/3.
7- سورة المزمل (73): 20.

القراءة غير معينة بالعربية ؛ فإن أتى بالفارسية أو النبطية أو الزنجية.. وغيرها جاز..(1)

القرآن : ﴿قُرْآناً عَرَبِيَّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) (2).

ويجوز بالآية القصيرة (الم﴾ و ﴿مُدْهَامَّتَانِ) (3).

الجزري : [ من الكامل ]

وأَجازَ فِي القُرآنِ غَيْرَ لِسانِهِ***حَتَّى يُبَدِّلَهُ كِتاباً مُنْزَلا

قالَ: اقْرَؤُوا بالفارِسِيَّةِ آيَةً***(دو سبز) (4) كانَ مُحَرِّفاً ومُبَدِّلا (5)

ص: 286


1- راجع عن ذلك : المبسوط للشيباني 252/1، المبسوط للسرخسي 37/1، وصفحة : 221 - 222، المحلّى 159/4.. وغيرها.
2- سورة الزمر (39): 28.
3- سورة الرحمن (55) : 64.
4- في نسخة (ألف) : ذو سفر، وفي نسخة (ب) : دو سفر، ولا نعرف لهما معنى، والظاهر ما أثبتناه، فإنّ مذهب أبي حنيفة معروف، إنه يجزي قراءة : ﴿مُدهَامَّتَان﴾ بالفارسية، فإذا قال «دو برگ سبز» کفاه. راجع : المبسوط للسرخسي،222/1، وبدائع الصنائع 112/1.. وغيرهما.
5- راجع : المصنّف لابن أبي شيبة 120/2، وراجع : كتاب الأم للشافعي 193/1. وقيل : مكروه، كما حكاه في مغني المحتاج 243/1، والمغني لابن قدامة 59/2، والمحلى لابن حزم 211/4.. وغيرها.

رجل تكلّم في الصلاة ساهياً أنّ ذلك مفسدة لصلاته، وإن سلّم فيها ساهياً لم يفسد.. (1)

ناقض قياسه وهو فيه مُدَّع !

لا بأس بإمامة ولد الزنا.. ! (2) ولا جمعة لأهل السواد...(3)

وسأله محمّد بن الحسن : هل تجب الجمعة (4) على أهل رباة (5) ؟

فقال : لا.

وبين رباة وبين الكوفة الخندق، وهي قرية [ بقرب الكوفة ](6).

ص: 287


1- راجع عن ذلك : الاستذكار 226/2، وصفحة : 235، والمجموع 85/4، والمبسوط للسرخسي 112/2.. وغيرها.
2- كما جاء في المبسوط للسرخسي،40/1، وبدائع الصنائع 156/1.. وغيرهما.
3- راجع : المبسوط للسرخسي،23/2، فتح العزيز 608/4، المجموع 505/4.
4- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل الحجة.
5- كذا؛ وفي المصادر : زبارا، وهي بالكوفة، وفي نهج الحق : أهل الزورة. قال في معجم البلدان 129/3 : زبارا موضع أظنّه من نواحي الكوفة، ذكر في قتال القرامطة. وهو على نحو من بغداد، كما في تاريخ الإسلام 364/23. وقال في مراصد الإطلاع 600/2 : الرُّبا - بضم أوله، وتخفيف ثانية، مقصور - جمع - ربوة - وهي ما علا من الأرض، موضع بين الابواء والسُقيا من طريق الجادّة، بين مكة والمدينة.
6- راجع : أصل الشيباني 345/1 (باب صلاة الجمعة)، وتفسير الثعلبي 313/9، وقريب منه في نهج الحق : 445.. وغيرهما.

الرجل لو صلّى في ثوب فيه بول ما يؤكل لحمه جاز أن يكون كثيراً متفاحشاً (1)، والكثير عنده ربع الثوب فصاعداً...ثم تناقض لو أنّ شاة بالت في بئر فيها ألف قربة ماء لنجست الماء كلّه (2).

الرجل يصلّي الظهر في يوم الجمعة في منزله أنّها مجزية (3)، ثم يقول : إن خرج بعد ذلك يريد الجمعة فأدرك الإمام في الصلاة صلّى معه، وإن لم يدرك الإمام أعاد الظهر في يوم الجمعة.. (4) فهي في حالة تجزيه وفي حالة لا تجزيه !!

المغمى عليه في جميع أوقات الصلاة لا يجب عليه القضاء.. (5) ولم يَذكر استحباباً أيضاً !

وقال النَّبيّ (عليه و آله السلام): «من أدرك من العصر ركعتين قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر، ومن أدرك من الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الفجر» (6).

ص: 288


1- كما في المبسوط 55/1 مع اختلاف.
2- راجع : الفصول المختارة : 191 [201/2 و 189/2].
3- راجع عنه : المبسوط 122/2، وشرح فتح القدير 418/1، والمجموع 497/4.. وغيرها.
4- كما جاء في المبسوط 35/2، وشرح فتح القدير 419/1، والمجموع 588/4..
5- لاحظ : المبسوط،101/2، المحلّى 233/2، المجموع 6/3.. وغيرها.
6- كما ورد في كتاب مسلم 425/1 حديث،165، وسنن ابن ماجة 229/1 حديث 699، وسنن أبي داود 112/1 حديث 412، وفيها : الصبح، بدلاً من : الفجر.

وقال أبو حنيفة : يكون في العصر مدركاً ولا يكون في الفجر مدركاً.. فأخذ بنصف الخبر وألقى نصفه ! (1)

شعر (2): [من الكامل ]

وَغَدَا يَرُدُّ على النَّبيّ بِرَأيهِ***ما قالَهُ ويَقُولُ: قُلْتُ الفَيْصَلا !!

فِي رَكْعَةِ العَصْرِ الَّتِي إِدْراكها***بِالشَّمْسِ فَوْتُ وَهُوَ يثني (3) المَدْخَلا

والمُبْتَدِي قَبْلَ الطُّلُوعِ بِرَكْعَةٍ***هُوَ مُدْرِ صَدَقَ النَّبيّ وَأَبْطَلا (4)

وقال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «من بلغ ولم يصلّ فاقتلوه» (5).

وقال : «من ترك الصلاة عامداً..» (6).

ص: 289


1- ومثله باختلاف يسير - ولعله أخذه منا - في الصراط المستقيم 215/3.
2- الأبيات ظاهراً تتمة لقصيدة أبي النجيب طاهر الجزري.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : يبني أو تبني، والظاهر : يُنْشِي.. أي يُنشئ الدخول للصلاة.
4- أي (وأبطل أبو حنيفة) فالفاعل محذوف مقدّر.
5- لم أجد مصدراً لهذا الحديث.
6- لا أعرف للحديث مصدراً فعلاً نصاً.

وقال أبو حنيفة : من ترك صلاته عامداً جاحداً أحبسه أبداً (1).. فخالف النص !

طاهر أبو النجيب (2): [من الكامل ]

أَفَيُحرِقُ (3) الإسلامَ إنسان كذا***وَيَكُونُ عِندَ المُصْطَفَى مُفَضَّلا ؟!

أَفَلَا اقْتَضَىٰ إِرْجَاؤُهُ قَتْلاً (4) لِمَنْ***ترَكَ الصَّلاةَ تَعَمُّداً فاستقبلا

ولا يجب على المرتد الذي يستتاب قضاء الصلوات والزكوات والصيام (5).

وقال اللّه تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ..) (6).

فعرض لها حدوداً في مائتي درهم خمسة، وفي عشرين مثقالاً نصف مثقال، وعنده في مائتي درهم خرقة ففيها خمسة، وفي عشرين مثقالاً حشية قيمتها نصف مثقال.

ص: 290


1- قال القدوري الحنفي في تجريده 1024/2 : قال أصحابنا : إذا ترك الصلاة معتقداً لوجوبها حبس وعزّر حتّى يصلّي.
2- هو الطاهر الجزري (المتوفى سنة 401 ه-)، وهذه الأبيات جزء من لاميته المعروفة.
3- كذا، ولعله : أمحرف.
4- الكلمة مشوشة جداً، وقد تقرأ : نعلاً، والظاهر ما أثبتناه.
5- راجع : أحكام القرآن لابن العربي 148/1، المجموع 4/3.. وغيرهما.
6- سورة البقرة (2) : 43، و 83، و 110...وثمانية آيات في القرآن.

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «في خمس من الإبل [ شاة ]».. وعنده كلب أو سنور إذا كان قيمتها قيمة شاة (1).

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة..»(2) وعنده ؛ أنّ فيها كبشاً أو شاة.

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «في أربعين من الغنم شاة.. (3)

وعنده؛ في أربعين منه غزال !

ص: 291


1- كما روي ذلك في مجامعينا الحديثية عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، كما جاء في عوالي اللئالي 85/1 حديث 14، و 157/1 حدیث 137، و 211/1 حديث 56، و 229/2 حدیث 5 من كتاب الزكاة، وعن العوالي في المستدرك 60/ 7(باب 2) حديث 7646، وجاء مثله في الفصول المختارة : 196.. وغيره.
2- السنن الكبرى للبيهقي 99/4. وروي هذا الحديث من طرقنا - أيضاً من طرقنا - أيضاً – عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، وعن أمير المؤمنين والإمام الصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، كما جاء في مستدرك وسائل الشيعة 60/7 - 61 (باب 3) حديث 7647 و 7648.. وعن الصادقين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، كما في المعتبر، وعنه في بحار الأنوار 53/93 (باب 5) حديث، وصفحة : (55) (باب 5) ذيل حديث 7، ودعائم الإسلام 254/1، والمقنعة : 237، والوسيلة : 125.. وغيرها. كما وقد جاء في المسائل الصاغانية : 123.. وغيره.
3- كما روي في بدائع الصنائع 33/2، وجاء في الفصول المختارة : 194، والمسائل الصاغانية للشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) : 123.. وغيرهما.

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «ليس في الخضروات زكاة»..(1) وعنده ؛ فيها زكاة(2)؛ ردّاً على النَّبيّ (عليه وآله السلام) !

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «ليس في دون خمسه أوسق [ من التمر ] صدقة».. (3)

وعنده : في كلّ قليل تخرجه الأرض صدقة.. ! (4)

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق».. (5)

ص: 292


1- راجع عن الحديث : سنن البيهقي 4/ 130، سنن الدارقطني 95/2 حديث 2.. ولاحظ ما جاء في الصراط المستقيم 217/3.
2- كما جاء في المبسوط 2/3، وبدائع الصنائع 53/2، والمجموع 494/5.. وغيرها.
3- راجع : كتاب البخاري،147/2، وسنن ابن ماجة 571/1 حديث 1793، والموطأ 274/1 حديث 36، وسنن النسائي،36/5، وصفحة : 39، وصفحة : 40.. وغيرها. وقد عقد الشيخ الحر العاملي (رَحمهُ اللّه) في وسائل الشيعة 175/9 – 179 بابا (1) وجوب زكاة الغلاة الأربعة إذا بلغت خمسة أوسق فصاعداً وهي ثلاثمائة صاعاً.. فراجع روايات ذلك الباب، كما عقد باباً (2) في استحباب الزكاة فيما نقص عن خمسة أوسق من الغلاة كلّها 180/9 - 186.. وغيرهما. وفي عوالي اللئالي 231/2 قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»، ومثله في المسائل الصاغانية : 124.
4- راجع : شرح فتح القدير،3/2، وبدائع الصنائع 59/2، والمجموع 458/5.. وغيرها.
5- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 92/1 و 145، وسنن أبي داود 101/2 حديث 1574، والسنن الكبرى 118/4.. وغيرها. أقول : روى في الجعفريات : 54 - وعنه في مستدرك وسائل الشيعة 39/7 (باب 10) حديث 7594، وصفحة : 40 (باب 11) حدیث،7598، وصفحة : 42 (باب 14) حديث 7605 كلّها عن الجعفريات، عن أمير المؤمنين : «قال اللّه تعالى : عفا لا لكم عن صدقة الخيل.. إلى أن قال : وعن «الخضر»، ومثله عن دعائم الإسلام 257/1، وفي مستدرك الوسائل 43/7 (باب 14) حديث 7606، وعن المسائل الصاغانية : 124.. وغيرها، وللعلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 176/61، بیان هنا، فلاحظه. وقد روى الحديث في عيون أخبار الرضاء (عَلَيهِ السَّلَامُ) 61/2 عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، وحكاه عنه في بحار الأنوار 32/93 (باب 128) حديث 9، ولاحظ صفحة : 89.

وعنده ؛ الزكاة في الخيل واجبة والعفو عنها بدعة (1) !

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «ليس فيما دون خمسة أواق (2) صدقة»..(3)

ص: 293


1- المسائل الصاغانية : 125.
2- كذا، وفي رواياتنا : أوساق، والوسق : ستون صاعاً.
3- كما جاء في كتاب البخاري 143/2 و 144، کتاب مسلم 674/2 حديث 3، سنن أبي داود 94/2 حديث 1558، سنن الترمذي 22/3 حديث 626.. وغيرها. وروي في مجاميعنا الحديثية عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال : «ليس فيما دون خمسة أوسق شيء»، كما في التهذيب 18/4 - 19 حديث 48 (15)، وكذا في الاستبصار 18/2 حدیث 54 (15)، وعنهما في وسائل الشيعة 177/9 (باب 1) حديث 11777، وبنصه في عوالي اللئالي 231/2 بلفظ : أوسق، ومثله في المسائل الصاغانية : 124، والمقنعة : 236.. وغيرهما.

وعنده ؛ اذا كان للرجل عشر مثاقيل من الذهب، ومائة درهم قيمتها عشرة مثاقيل يكون عليه الزكاة (1).

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «ليس في الأوقاص (2) زكاة»..(3)

وعنده ؛ فيها زكاة مفروضة (4).

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «في صدقة الفطر صاع من تمر، أو صاع من حنطة، أو صاع من شعير»...(5)

ص: 294


1- كما حكاه عنه في المبسوط 193/2، وجاء في المجموع 18/6، والبحر الزخار 151/3.. وغيرهما.
2- الأوقاص : مفرد : وقص - بالتحريك - هو ما بين فرضي الزكاة وغيره، وقيل : هو خاص بالبقر. وراجع : النهاية لابن الأثير 214/4.. وغيرها.
3- نقل ذلك الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) في المسائل الصاغانية : 125 عنه مكرراً، وقال : وزعم النعمان أنّ في الأوقاص زكاة مفروضة خلافاً على صاحب الشريعة (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كما جاء في دعائم الإسلام 254/1 - وعنه في مستدرك الوسائل 63/7 (باب 6) حديث 7654 - قال: وعنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) أنه قال : «لا شيء في الأوقاص ولا في العوامل من الإبل والبقر..». كما وقد جاء في سنن الدارقطني 94/2 حديث 2، والسنن الكبرى للبيهقي 99/4.. وغيرهما عنه (رَحمهُ اللّه) : «لا شيء في الأوقاص».
4- قال البياضي في الصراط المستقيم 217/3 برقم :35 أسقط النَّبيّ [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] الزكاة عن الأوقاص والخيل والرقيق والخضروات، والناقص عن خمسة أوسق من الغلات.. وأوجبها أبو حنيفة في ذلك كله.
5- كما جاء في كتاب البخاري،161/2، وكتاب مسلم 677/2، وسنن الترمذي 61/3، وسنن أبي داود 112/2.. وغيرها، وبنصه جاء في المسائل الصاغانية : 124. بل روي عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)- كما في دعائم الإسلام 267/1، وعنه في مستدرك الوسائل 145/7 (باب 9) حدیث 7870 أنه قال : «من لم يجد حنطة ولا شعيراً ولا تمراً ولا زبيباً يخرجه من [في ] صدقة الفطر، فليخرج عوض ذلك من الدراهم».

وعنده ؛ صاع من أشنان (1)، أو أوقية من ماء ورد، أو شيء من سقمونيا ! (2)

النَّبيّ (عليه وآله السلام) لمعاذ - حين وجهه إلى اليمن - : «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ؛ فادعهم إلى الإسلام، فإن أبوا (3) فخذ من كلّ حالم [ منهم ] ديناراً».. (4)

ص: 295


1- من المواد التي كانت تستعمل لغسل الثياب، لاحظ : الرائد : 147، وهي بضم الهمزة لغة معرب [كذا ] يقال له بالعربية، ويقال له بالفارسية : چوبك، وهي شجر ينبت في الرملية، ويستعمل رماده في غسل الثياب والأيدي. وجاء في العين 288/6 : الأشنة من العطر : شيء أبيض، کأنّه مقشور من عرق، والأشنان معروف [الذي يغسل به الأيدي ]. ولاحظ : مجمع البحرين 272/6.
2- وهو دواء نباتي مسهل للصفراء، لاحظ : المعتمد في الأدوية المفردة : 227 قال : هو نبات يستخرج من تجاويفه رطوبة ديقة.
3- في نسختي الأصل : أبوك.
4- راجع عن ذلك : مسند أبي داود الطيالسي 77/1، ومصنف عبد الرزاق الصنعاني 89/6، ومسند أحمد بن حنبل 233/5، والسنن الكبرى للنسائي 25/5.. وغيرها. وقد ورد - أيضاً - في المسائل الصاغانية : 125 بلفظه.

وعنده ؛ على كلّ حالم قميص، أو منديل، أو سراويل.. إذا كانت قيمة ذلك ديناراً !

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «ليس فيما دون عشرين مثقالاً من العين زكاة، ولا فيما دون مائتي درهم من الدرهم من الورق زكاة».. (1)

وعنده ؛ في مائة درهم وعشرة دنانير زكاة (2).

قال : ومن كان معه مائتا درهم، وخاف أن يحول عليه الحول فتجب فيه الزكاة، فليستدن عليه ما مقداره درهم واحد إلى أكثر من ذلك ؛ فإنّه إذا حال عليه الحول وعليه الدين تسقط عنه زكاة مائتي درهم (3).

وأسقط رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن أرض العشر الخراج (4).

ص: 296


1- الأموال لابن زنجويه 142/4، ومسند الربيع بن حبيب 135/1.. وغيرهما. وقد جاء في فقه الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 195 أنه قال : «.. وليس فيما دون عشرين ديناراً زكاة، وفيها نصف دينار..»، وعنه في مستدرك الوسائل /75/7 (باب 1) حدیث 7680، وبحار الأنوار 41/93 (باب 128) حدیث 12.. وبنص ما ههنا من المسائل الصاغانية : 126، بتقديم وتأخير في الجملتين. ولاحظ : صفحة : 125 أيضاً منه.
2- راجع : المبسوط 193/2، والمجموع 18/6.. وغيرهما.
3- المسائل الصاغانية : 126.
4- كذا ؛ والظاهر العكس، أي : أرض الخراج العشر.

وهو يقول : إن فيها خراجاً (1).

القرآن: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيء..) (2).

وهو يقول : سَقَطَ أولو القربى (3).

يجوز دفع الكفارة إلى الكافر (4).

القرآن : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) (5)..

قال : لا تجب الزكاة في مال اليتيم، والمجنون، والخبل بالعقول (6).

أبو النجيب (7) : [من الكامل ]

ص: 297


1- كذا ؛ والظاهر : إنّ فيها عشراً. راجع عنه : المبسوط 207/2، وشرح فتح القدير 200/2، والمجموع 545/5، والمغني 587/2.. وغيرها. قال في المسائل الصاغانية : 126 : وأسقط رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن أرض العشر الخراج، وزعم النعمان أنّ فيه خراجاً، ردّاً على صاحب الشريعة (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)..
2- سورة الأنفال (8) : 41.
3- راجع : عمدة القاري 45/14، وصفحة : 48.. وغيره.
4- كما جاء في المبسوط 18/7، وبدائع الصنائع 49/2، والمغني 612/8.. وغيرها.
5- سورة التوبة (9): 103.
6- راجع عن هذه المسألة : المبسوط 162/2، وشرح فتح القدير 483/1، والمغني 2/488، وبداية المجتهد 236/1.. وغيرها.
7- هو أبو النجيب الطاهر الجزري (المتوفى سنة 401 ه-)، وكما وقد مرّ عنه في المقدمة وما يرجع إلى لاميته.

وزَكَوَاتُ (1) أَمْوَالِ اليَتَامَى عِنْدَهُ***وأَبي الخَبالِ حَرِيَّةٌ أَن تُهْمَلا (2)

من تعمّد الخلاف على اللّه، فنوى شهر رمضان عن نذر عليه أجزأه عن صيام شهر رمضان(3).

القرآن : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللّه..﴾ (4).

(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..) (5).

ومن تعمد بلع حصاة وأشباهها - مما لا يغذو الإنسان ولا اشباع (6) وهو في جوفه - أنّه لا يفطر. [ وَ ] إن بلع حصاة أو خاتماً.. ونحوهما متعمّداً لم يجب عليه بذلك القضاء..

ثم ناقض وقال : إذا داوى الصائم جوفه (7) في شهر رمضان فعليه القضاء.

ص: 298


1- في أول البيت خزم، وهو هنا زيادة الواو العاطفة، أو تكون الرواية : وزكاة..
2- العجز في نسختي الأصل : واو الحبال حديثه أن يمهلا..
3- راجع : المسائل الصاغانية للشيخ المفيد : 127 [ ضمن سلسلة مؤلفات المفيده اللّه ].
4- سورة التوبة (9) : 31، وكذا سورة البينة (98) : 5.
5- سورة البقرة (2): 185.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وفيه : ينماع - بدون تنقيط - وقد تقرأ : الإسماع، أو لا اسماع، وما هنا استظهار.
7- تقرأ في نسختي الأصل : حانقه، أو : حالفه - بدون نقط - أو : جائعة ولا نعرف لها معنى مناسباً، وما ثبت هنا استظهاراً.

ويقول متناقضاً : إنّ الصائم إذا غلب الجنون على عقله الشهر كله، لم يكن عليه القضاء، فإن أفاق في بعض الشهر كان عليه صيام ما أفاق وقضاء ما سلف.

ثم قال في المغمى عليه الشهر كله : قضاء الشهر بأسره.

الرجل الشبق يفطر صومه بطعام أو شراب، ثم يجامع (1) أهله نهاراً.

المسافر إذا أفطر ووَطِيءَ لا تلزمه الكفّارة !

من أولج في فرج بهيمة في شهر رمضان، أو اعتلى (2) الإنسانُ النائمة لم يفطر ؛ لأنّها حلّت فيه في وقت حلّ فيه الأكل !

الجزري (3) : [ من الكامل ]

زَعَمَ الحلالة لا يُفَطِّرُ صائماً***وأَظُنُّهَ يَنْهاهُ أَنْ يَتَحَلَّلا

حَج النَّبيّ (عليه وآله السلام) فنزل (4) عليه : (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحج..) (5) فأمر مناد [ يه ]، فنادى أن : يُحلّ كلّ من لم يسق الهدي ويجعلها

ص: 299


1- في نسختي الأصل : يجمع.
2- في نسختي الأصل : أعلى.
3- قد سلف الحديث عنه مكرراً.
4- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، قد تقرأ : فمعول، والمثبت عن المسائل الصاغانية.
5- سورة البقرة (2) : 196.

عمرة (1)، وثبتت السنة به، وعنده القران هو السنة (2).

وأشعر رسول اللّه (عليه و آله السلام) هديه، وسَلَتَ (3) الدم بإصبعه (4)، وسنّ ذلك لأُمّته (5).

وروت عائشة : أنّ النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان يشعر بدنته.

وفي الصحيح : أنّ النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) خرج عام الحديبية، فلمّا كان بذي الحليفة قلّد الهدي وأشعره.. (6) وعنده الإشعارُ مُثْلَةٌ !

ص: 300


1- السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي 326/4، واللؤلؤ المكنون في سيرة النَّبيّ المأمون 498/4.. وغيرهما.
2- راجع : المسائل الصاغانية : 128.
3- الكلمة في نسختي الأصل وسالت، والمثبت عن المصدرين.
4- لاحظ : عمدة القاري،35/10، ونصب الراية 219/3.. وغيرهما. قال في مجموعة ورام 81/1: وأشعر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) البدن، وقال أبو حنيفة الإشعار مثلة.
5- في نسختي الأصل : لأُمّه ! وبنصه في المسائل الصاغانية : 128 وفيه : سكب الدم، بدلاً من : سالت.. ولاحظ : سنن ابن ماجة : 1034، والجامع الصغير للترمذي،249/3، وكتاب مسلم بشرح النووي 227/8.. وغيرها.
6- راجع : دلائل النبوة للبيهقي 93/4، كتاب البخاري 168/2، 123/5.. وغيرهما. وجاء ذلك بمضامين متعددة جداً في الكافي الشريف 245/4 حديث 4، والتهذيب 454/5 - 455 حدیث 234، وعنه وعن غيره في بحار الأنوار 364/99 (باب 63) حدیث 7، و (باب 62) صفحة : 337، ومستدرك الوسائل 77/8 (باب 1) حديث 9110 عن الفقه الرضوي في بعض نسخه، وكذا صفحة : 95 حدیث 9147 عن الفقه الرضوي، و 307/9 (باب 1) حدیث 10979 عن دعائم الإسلام 334/1. ولاحظ : الفقه الرضوي : 222.. وغيره. وراجع : إعلام الورى : 130 [ وفي الطبعة المحققة 203/1 - 204]، وتفسير القمي 309/2 - 310 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 986/3 - 991] (سورة الفتح) حديث، وكشف الغمّة،235/1، ومناقب المصنّف (رَحمهُ اللّه) 203/1 - 204 [ طبعة قم ].. وغيرها.

إذا نذر هدياً بعينه له إخراج بدله (1).

النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «لا ينكح المحرم ولا يُنكح».. (2)

وعنده لا حرج على المحرم أن ينكح أو ينكح (3) !

ص: 301


1- في الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 448/2 المسألة 351 : إذا نذر هدياً بعينه زال ملكه عنه، وانقطع تصرّفه فيه، ولا يجوز له بيعه، وإخراج بدله، وبه قال الشافعي، وقال أبو حنيفة : له إخراج بدله.
2- راجع : کتاب مسلم 1030/2 حديث 1409، موطأ مالك 348/1 حديث 70، سنن أبي داود 169/2، الجامع للترمذي 199/3. ولاحظ : المجموع 283/7، والمغني 322/3، والشرح الكبير 320/3.. وغيرها. وجاء بنصه في الفصول المختارة : 197، وبدون ذيله (أو ينكح) في التذكرة : 38، وكنز الفوائد 22/2.. وغيرهما.
3- راجع : البناية في شرح الهداية 47/5 - 48، اللباب في شرح الكتاب 7/3.. وغيرهما.

المدينة ليس بحرم (1) !

وقد صح أنّ مكة حرم اللّه تعالى، والمدينة حرم النَّبيّ (عليه وآله السلام) (2).

ابن عباس، عن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «المحرم إذا لم يجد إزاراً لبس سراويل، وإذا لم [ يجد ] نعلين لبس خفين»..(3)

وعنده أنه يجب علي- [ -ه ] الفدية (4).

ص: 302


1- في نسختي الأصل : بمحرم.
2- وروي ذلك عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، كما في الكافي الشريف 564/4 حديث 5، والتهذيب (12/6 (باب 17) حديث 23، وعنه في وسائل الشيعة 362/14 (باب 17) حدیث 19391.. وغيرها. وعن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كذلك، كما في الكافي 563/4 حديث 1، والتهذيب 12/6 (باب 5) حديث 21، وعنه في وسائل الشيعة 365/5 (باب 17) حدیث 19395. وعن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)؛ كما جاء في أمالي الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 284/2 الطبعة الحيدرية ] (المجلس السادس والثلاثون) حديث 1416، وكذا في دعائم الإسلام 295/1.. وغيرهما، وعنهما في مستدرك الوسائل 202/10 (باب 12) حديث 11849.. وما بعده من الأحاديث.. وغيره. وراجع : جامع الأخبار : 69، وروضة الواعظين 407/2.. وغيرهما.
3- جاء باختلاف يسير في مسند ابن الجعد : 487، والمصنّف لابن أبي شيبة 543/4 وصفحة : 544، ورواه عنه عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فيه 372/8، وكذا جاء في المعجم الأوسط 31/1.. وغيره.
4- لاحظ : الشرح الكبير لابن قدامة 272/3.

الأفضل أن يحرم قبل الميقات (1).

ولا خلاف أن النَّبيّ أحرم من الميقات (2)، ولو كان يصحّ قبله، أو كان فيه فضل لما تركه.

المعرى (3) : [ من المتقارب ]

يَعُودُ أَخُوكَ إِلى غَيّهِ (4)***وإِن حَجَّ (5) مِنْ نُسْكِهِ وَاعْتَمَرْ

وَخالَفَكَ النَّاسِ فِي مَذْهَبِ***فَقُلْتَ: عليَّ، فقالوا : عُمَرْ !

***

ص: 303


1- وكره ذلك مالك بن أنس ؛ كما جاء في المدونة الكبرى 363/1، وكشاف القناع 469/2.. وغيرهما.
2- راجع : عمدة القاري 141/9، والتمهيد لابن عبد البر 143/15.. وغيرهما.
3- ديوان لزوم ما لا يلزم 514/1 مقطوعة 234 [ دار الجيل ]، وقد جاءت الأبيات ضمن قصيدة ذات (13) بيتاً، وهذان البيتان هما (6 و 7) هناك [ وفي طبعة دار الصادر 613/1 تحت عنوان : من أين تلك النجوم ].
4- في نسخة (ألف): عينه.
5- في نسختي الأصل وأرجح.

ص: 304

[ القسم الرابع ]

[ في مساوي الفقهاء الضالين المكذبين ]

[ باب ]

[ رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 3]

[ في فتاوي أبي حنيفة في العقود ]

ص: 305

ص: 306

فصل الثالث: في فتاوي أبي حنيفة في العقود

لا خيار للمشتري في التصرية (1).

يجوز بيع الكلب (2) مطلقاً، وإن أتلفه متلف وجب قيمته.

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «ثمن الكلب سحت» (3).

ص: 307


1- في نسخة (ألف) : التعرية، وجاء في تلخيص الخلاف للصيمري 45/2 (المسألة 148) : قال الشيخ : التصرية تدليس يثبت به الخيار للمشتري بين الردّ والإمساك، وبه قال مالك والشافعي وأحمد، وقال أبو حنيفة : لا خيار له. والتصرية : هي حبس اللبن في ضرع الناقة أو البقرة أو الشاة بعد أيام، يقال : إنّها شدّ ضرعها بالصرار كالخيط ونحوه. راجع : تاج العروس 303/12 - 304. وقال في مجمع البحرين 262/1 : التصرية : فيما بينهم : هي تحفيل الشاة والبقرة والناقة وجمع لبنها في ضرعها ؛ بأن تربط أخلافها ويترك حلبها اليوم واليومين والثلاثة ؛ ليتوفر لبنها ؛ ليراه المشترى كثيراً، فيزيد في ثمنها وهو لا يعلم !
2- في نسختي الأصل الكلاب.
3- كما روي عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) ؛ كما جاء في الجامع الصغير للسيوطي 552/1، وكنز العمال للهندي 84/4 برقم 9647.. وغيرهما. وروي عن الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) ذلك أيضاً، كما في الكافي الشريف 120/5 حديث 4، وزاد فيه : «والسحت في النار»، ومثله في التهذيب 357/6 (باب 93) حديث 140، والاستبصار 61/3 (باب 36) حديث 2، وعنهم في وسائل الشيعة 118/17 - 124 (باب 16) حديث 22136 و 22142 و 22154. واستثنى في الفقه الرضوي : 253 - وحكاه عنه في مستدرك الوسائل 90/13 (باب 12) حديث 14855 - : «الأكلب الصيد»، ومثله في بحار الأنوار 51/103 (باب 4) حديث 13، وصفحة : 53 (باب 4) حديث 18 عن تفسير العياشي 321/1 حدیث 111.. وغيره.

يجوز بيع السَّراجين (1).

ويجوز أن يُوَكَّلَ ببيع الخمر وشرائها !

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها» (2).

ص: 308


1- قد تقرأ في نسخة (ألف) : السراهي.. وغيره، وهي مطموسة في نسخة (ب). وقد جاء في الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 185/3 (المسألة 310): سرجين ما يؤكل لحمه ويجوز بيعه، وقال أبو حنيفة : يجوز بيع السراجين، انتهى.. أي أنّه أطلق بيع جميع السَّراجين من مأكول اللحم وغيره. انظر : فتح العزيز للرافعي 113/8.
2- كما رواه مالك بن أنس في الموطأ 846/2 حديث 1543، وأحمد بن حنبل في مسنده 230/1 و 323 و 358، ومسلم في كتابه 1206/3 حديث 1579، والنسائي في سننه 307/7 حديث 4664، وأبو يعلى في مسنده 462/4 حديث 2590.. وغيرهم كثير، وبنصه جاء في نهج الحق : 486. وقد جاء الحديث في دعائم الإسلام 19/2 هكذا قال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) «الذي. شرب الخمر حرّم بيعها وأكل ثمنها».

المسلم يملك الخمر بشراء الوكيل الذمّي (1).

ويصحّ البيع إذا وكل أحداً في بيع فاسد إلى أجل مجهول؛ مثل قدوم الحاج، وإدراك التمر (2).. يملك ذلك [ ب- ] البيع الصحيح، وذلك المقبوض ببيع فاسد يملك بالقبض (3).

يصحّ إبراء الوكيل بغير إذن موكله (4).

يجوز للوصي أن يشتري من مال اليتيم لنفسه.

لا يُضمّن المنافع بالغصب كالأعيان، مثل : منافع الدار، والدابة، والعبيد، والثياب.

ص: 309


1- قال ابن أبي العز الحنفي في كتابه : التنبيه على مشكلات الهداية 378/4: من مفردات أبي حنيفة : جواز توكيل المسلم الذمّي ببيع الخمر أو الخنزير، ولكن يكره عند هذا التوكيل أشدّ الكراهة ! وانظر : المبسوط للسرخسي 8/19 - 9، ومثله قاله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 215/3.. وغيرهما.
2- في نسختي الأصل : أدرك التمر.
3- راجع : الخلاف 403/3 كتاب الغصب (مسألة 12).
4- وقاله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 215/3، ولعلّه أخذه من كتابنا هذا.

من غصب أرضاً فزرعها بيده كانت الغلة له ولا أجرة عليه، ولو آجرها الغاصب وأخذ أجرتها ملك الأجرة دون مالكها (1).

ومن غصب جارية حاملاً ضمنها ولا يضمن ولدها (2).

ولا يُضمن العقار بالغصب (3).

وحكى ابن جرير (4) عنه : لو أنّ لصاً نقب فدخل دكان رجل، فوجد فيه بغلاً وطعاماً ورحى.. فصمد (5) البغل، وطحن الطعام، ملك الدقيق، فإن أتاه صاحب الدكان كان للّص قتاله ودفعه عنه ! فإن أتى الدفع عليه فلا ضمان على اللصّ (6) ! !

ص: 310


1- كما جاء في الفتاوى الهندية 274/5 نقلاً عن المحيط. قال ابن حزم في المحلّى 436/6 : ومن عجائب الدنيا : قول الحنيفيين : إنّ الكراء للغاصب والغلّة، ولا يضمن ولدها الموتى! وقريب منه رواه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 215/3 برقم 19.
2- راجع : الخلاف للشيخ الطائفة الطوسي (رَحمهُ اللّه) 403/3 كتاب الغصب (مسألة 13).
3- كما حكاه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) عنه في الخلاف 405/3 مسألة 18، وقد جاء في هامشه عدة مصادر.
4- وقد جاء ذلك فى الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 407/3، والهداية 11/4، وبداية المجتهد 271/2.. وغيرها.
5- الصمد بمعنى القصد، كما في مجمع البحرين 89/3.
6- لاحظ : الفتاوى الهندية 151/5، وفتاوي قاضي خان 255/3، وصفحة : 257.. وغيرها.

إذا وجب البيع فلا خيار [ للمجلس بعده ] (1).

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا»(2).

يجوز للمسلم إذا كان له عبد نصراني فاشترى به خمراً وباعها.

ص: 311


1- كما نص على ذلك الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 90/13، والزيادة جاءت من الصراط المستقيم 215/3، ولا يتمّ المعنى إلا بها. وقد حكى الخطيب البغدادي في تاريخه 389/13 بإسناده عن سفيان بن عيينة أنّه قال : ما رأيت أجرأ على اللّه من أبي حنيفة، كان يضرب الأمثال لحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم.. فيردّه ! بلغه أنتي أروي : «إن البيعان بالخيار ما لم يفترقا»، فجعل يقول : أرأيت إن كانا في سفينة ؟ أرأيت إن كانا في سجن ؟ أرأيت إن كانا في سفر.. كيف يفترقان ؟! وحكى - قبل ذلك في صفحة : 388 - : إنّ بشير بن المفضل أخبر أبا حنيفة بهذا الخبر، فقال عنه : هذا رجز !!
2- روى الشيخ الكليني اللّه في الكافي الشريف 170/5 حديث 4 عنه مذيلاً بقوله : «حتى يفترقا»، ولاحظ حدیث 5 منه، وعنه في وسائل الشيعة مكرراً، كما في 5/18 (باب 1) حدیث 22011، وصفحة : 6 (باب 3) حديث 23028، وصفحة : 11، وكذا جاء المستدرك عن غيرها في 298/13 - 299 (باب 3) حديث 3 عن الخصال، وبحار الأنوار 109/103، وعن أبي عبد اللّه، كما في الكافي 170/5 حديث 6 قال : «البيعان بالخيار ما لم يفترقا، فإذا افترقا فلا خيار بعد الرضا منهما»، ومثله في التهذيب 20/7 حديث،85، والخصال 127/1 - 128 (باب الثلاثة) حديث 128، ودعائم الإسلام،43/2، وعوالي اللئالي 133/1 (الفصل الثامن) حديث 21، و 136/2 المسلك الرابع حدیث 373 و 209/3 (باب استجارة) حديث 51.. وغيرها.

وابتياع العبد - عنده - لمولاه، لا يجوز ذلك منه إلا بإذنه.. فأباح ما حرمه اللّه.

ولو أمر مسلم نصرانياً أن يشتري له ذلك أنه كان يصحّ الابتياع له، ولذلك لو باع النصراني خمراً لمسلم يصحّ ذلك.

يصحّ بيع الصلبان والموتى.

النصراني إذا استهلك خمراً لنصراني، ثم أسلم المُسْتَهْلِك (1) كان عليه قيمتها.

ولو أسلم الطالب دون المطلوب كان عليه قيمة الخنزير ولم يكن عليه قيمة الخمر (2).

الغاصب إذا غيّر الغصب تغييراً أزال به الاسم ؛ مثل النقره (3) ضربها دراهم وحنطة فطحنها (4)، أو عجيناً فخبزه، أو حيواناً (5) فذبحها وشواها أو طبخها ملکها دون صاحبها.. ! (6)

ص: 312


1- كذا ؛ ولعلّها : المتملك.
2- المسائل الصاغانية : 133. والمقطع مشوش جداً في نسختي الأصل، فراجع المصدر.
3- كلمة فارسية يراد بها : الفضة.
4- تقرأ في نسختي الأصل : بطحنها - وهي غير معجمة -.
5- أراد بالحيوان : الشاة، لذلك أَنتَ الضمائر، والذي في كتاب الخلاف : أو شاةً..
6- قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم :215/3 : لو غيّر المغصوب عن صفته ملكه.. وفصل المسألة شيخنا الطوسي أعلى اللّه مقامه في كتاب الخلاف 407/3 كتاب الغصب مسألة 20.

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «ليس لِعَرَقِ ظالمٍ حَقٌّ» (1).

ومن غصب عصيراً فاستحال خمراً يملكه (2)، ومن غصب ساجة فبنى عليها (3)، أو لوحاً فأدخله في سفينة ملكه (4).

ومن غصب ألف درهم من رجل وألفاً من آخر فخلط الألفين يملك الغاصب

ص: 313


1- كما جاء في عوالي اللئالي 257/2 (باب الديون) حديث 6 عنه، ومسنداً فيه 480/3. وقد روي عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أيضاً - كما في التهذيب 294/6 حديث 26، و 311/6 حديث 66، و 306/7 حديث 55، وعنه في وسائل الشيعة 157/19 - 158 (باب 33) حديث 24363، و 388/25 (باب 2) حديث 32194. وعن السيد الرضي (رَحمهُ اللّه) المجازات النبوية، كما في مستدرك الوسائل 111/17 (باب 1) حدیث 20902 قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لعرق ظالم حق»، ومثله عنه في بحار الأنوار 255/104 (باب 2) حدیث 13. لاحظ : المجازات النبوية : 255 حديث 201.
2- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : فملكه. ويدلّ على هذا الحكم عدة روايات من طرقنا، كما في الكافي الشريف 230/5 (باب بيع العصير والخمر) حديث 1.. وما بعده، والتهذيب 136/7 - 137.. وغيرهما، وعنهما في الوسائل والكتب الجامعة للحديث مكرراً، فلاحظ.
3- جملة (فبنى عليها) مطموسة في نسخة (ب).
4- وزاد : وعندنا كان عليه ردّه، كما في الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 408/3 مسألة 21 و 22، والمهذب لابن البراج 447/1، والسرائر 484/2 وغيرها. ولاحظ المسألة في سنن البيهقي 100/6.. وغيره.

الألفين معاً، ويضمن لكل واحد منهما بدل ألفه (1).

ومن غصب عبداً قيمته ألف دينار، فزاد في (2) يده، فبلغ ألفين فقتله قاتل في يد الغاصب، فيأخذ الغاصب من القاتل ألفين يعطي صاحبه ألفاً (3).

أباح للصوص والغاصبين أموال المسلمين على القهر !

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «لا يحلّ مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه» (4).

ويجوز القراض بالورق المغشوش إذا كانا سواءً وكان الغش أقلّ (5).

ص: 314


1- راجع : الخلاف للشيخ الطائفة 420/3 (مسألة 37).
2- في نسختي الأصل : فيه.
3- كما جاء في الخلاف 419/3 - 420 مسألة 36.
4- كما نص عليه الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) في المسائل الصاغانية : 140. أقول : تظافرت النصوص من الفريقين، بل قد يدعى تواترها معنىً على ذلك، كما في أصول الكافي 547/1 حديث 25 بقوله (عَلَيهِ السَّلَامُ): «لا يحلّ مال إلا من وجه أحله اللّه..»، ومثله في الاستبصار 52/2 (باب 32) حديث 9، والتهذيب 139/4 - 140 (باب 39) حديث 395.. وغيرهما، وعنهما في الوسائل 156/27 (باب 12) حدیث 33471.. وجاء أيضاً فى وسائل الشيعة 572/14 (باب 90) ذيل حديث 19843 عنهم مثله، وفي ذيله : «بطيبة نفس منه»، وفي العوالي 222/1 حدیث 98: «بطيب من نفسه»، وقريب منه في 113/2 حدیث 309، و 240/3 حديث 6 من باب الجهاد : عن طيب من نفسه». ولاحظ : كتاب متشابه القرآن للمصنّف (رَحمهُ اللّه) 230/2.. وغيره.
5- راجع : المجموع 362/14، والمغني لابن قدامه 126/5، والشرح الكبير 113/5 وبداية المجتهد 240/2.. وغيرها.

ولا يجوز إجارة الدفاتر أصلاً.

ولا يجوز إجارة المشاع (1).

من اكترى بهيمة ليقطع بها مسافة، فأمسكها قدر قطع المسافة، ولم يسيّرها في مدته ؛ فلا أجرة عليه (2).

وإذا استأجر داراً ما خورا(3) يبيع فيه الخمر، [أو] ليتخذها (4) كنيسة، أو بيت نار، فالعقد صحيح ويعمل فيه غير ذلك [ من الأعمال المباحة دون ما استأجره له ] (5).

وإذا استأجر رجلاً لينقل له خمراً في موضع إلى موضع صحّت (6).

وإذا استأجر أرضاً أو داراً مدة معلومة، ومضت المدة ولم ينتفع به

ص: 315


1- لاحظ : بداية المبتدي: 189، تبيين الحقائق 126/5.. وغيرهما.
2- هذا حاصل ما ذكره الشيخ الطبرسي (رَحمهُ اللّه) في المؤتلف والمختلف 656/1 - 657 مسألة 16.
3- ماخور : مجلس الريبة، ومجمع أهل الفسق والفساد، وبيوت الخمارين، وهو معرب : مي خور - بالفارسية - أي شارب الخمر أو شربها. كما قاله ابن الأثير في النهاية 306/4، وابن منظور في لسان العرب 161/5.. وغيرهما في غيرهما.
4- كذا ؛ والظاهر أو يتخذها.
5- كما جاء في الخلاف 508/3 (مسألة 37)، وما بين المعكوفين مزيد منه.
6- نفس المصدر.

فلا أجرة عليه (1).

ولا يجوز هبة المشاع فيما يصحّ قسمته (2)

وإذا أُقبضَ الموهوب له الهبة بغير إذن الواهب - وهو في المجلس - صحّ (3).

ضمان المجهول (4) والإبراء عن المجهول [ يصحّان معاً ] (5).

ومن كان عنده [مال] وديعة لمُسلم، فأخذ بعضه وخلط- [-ه] بماله.. أنّه ضامن لما خلط، غير ضامن لما بقي، فإن ردّ مثل ما أخذ [ه] بعينه إلى مكانه ثم هلك ضمن الجميع.

فهو مع المعصية اللّه لا يضمن، ومع التوبة (6) وردّ المال يضمن ! (7)

ص: 316


1- كما نص عليه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في الخلاف 520/3 مسألة 9، وكذا أمين الإسلام الطبرسي (رَحمهُ اللّه) في المؤتلف والمختلف 666/1 (مسألة 9).. وغيرهما.
2- راجع : الغرة المنيفة لسراج الدين الغزنوي : 121، والخلاف للشيخ الطائفة (رَحمهُ اللّه) : 557 (مسألة 3).. وغيرهما.
3- قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 216/3 برقم :22 جوز قبض الموهوب بدون إذن الواهب في المجلس. راجع : الخلاف 554/3(مسألة 2).
4- في نسختي الأصل تقرأ : الحول، ولا معنى لها، وما أُثبت من المصدر.
5- الزيادة بين المعكوفين من الخلاف 393/4(مسألة 38).
6- في المصدر : التأدية.
7- أخذ ما هنا من كلام الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) في المسائل الصاغانية : 143.

وأوجب دَفْعَ أموال اليتامى إليهم مع الإسراف منهم والإتلاف وعدم الرشد منهم ! (1)

المصحف : ﴿وَابْتَلَوْا اليَتَامَى..) (2).

المضطرّ في الحبس يموت جوعاً، ويهلك (3) عياله، ويُلجئُهُم (4) حبسه إلى مسألة [الناس ] بأكفّهم (5)..

القرآن : ﴿وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ﴾ (6).

الفقير ليس بكفؤ للغنيّة ! (7)

ص: 317


1- العبارة في المسائل الصاغانية : 143 - 144 هكذا :.. فأوجب دفع أموالهم إليهم، مع الإسراف منهم والتبذير، والإهلاك لها، رغم الذي عليه من بصر بها، وعدم أنس الرشد منهم فيها.
2- سورة النساء (4) : 6.
3- في نسختي الأصل : يهلل، ولا معنى لها، وما أُثبت من المصدر.
4- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، وقد تقرأ فيهما : يحيلهم - بدون نقط - وما أُثبت من المصدر.
5- العبارة في نسختي الأصل مشوشة بل مغلوطة جداً، تقرأ : مثاله بالفهم ! والظاهر ما أثبتناه أخذاً من المسائل الصاغانية : 143.
6- سورة البقرة (2) : 280.
7- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ : المغنية، أو: المعنية، وما أُثبت أخذ من الخلاف 274/4 مسألة 32.

في النكاح بلفظ (1) البيع، والهبة، والتمليك، والصدقة.. وعنه (2) في لفظ الإجارة والعارية روايتان : جائز وغير جائز (3) !

أعتق النَّبيّ (عليه و آله السلام) صفية بنت حيي بن أخطب وجعل عتقها مهرها (4).

فخالف فعل النَّبيّ، كما قال الجزري : [ من الكامل ]

مَنْ رابَهُ استظهارُهُ لِصَفِيَّة***عَلَى النَّبيّ اسْتَظْهَرَ الجَمَّ البلا (5)

من حلف أن لا يأكل تمرة، فاختلط است ] بتمر كثير، أنّه يأكل الجميع إلا تمرة واحدة.

ص: 318


1- في نسخة (ألف) : تلفظ.
2- يقرأ في نسخة (ألف) : وعينه - بدون نقط.
3- راجع : المسائل الناصريات : 324 - 325، والخلاف 288/4 - 289 (مسألة 57)..
4- حكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) - أيضاً - في الصراط المستقيم 216/3 عنه، وقال : منها : من قبل حماته انفسخ نكاح زوجته، ومن حلف ليتزوجن بَرِئَ بالعقد على كافرة أو إحدى محارمه، ومن حلف ليصومنّ أو ليصلين فصام بعد يوم أو سجد سجدة لم يحنث في يمينه، ومن حلف ليطأن زوجته صائمين من غير عذر يلفّ حريرة ويطأ ولا ينقص صومه، ومن طلّق ثلاثاً فأراد زوجها إرجاعها أمرها بالردة، فإذا فعلت نكحها...
5- أي : البلاء الجم الكثير.

[ قال :] : النضر بن شميل (1) : في كتاب الحيل (2).. ثلاثمائه وثلاثين حيلة (3)، قال الشافعي : كلّها كفر (4).

ص: 319


1- في نسختي الأصل : النصر بن سهيل، والصحيح ما أُثبت، وهو : النضر بن شميل بن خرشة ؛ أبو الحسن، ولي قضاء مرو، واتصل بالمأمون، ومات عام 204 ه-، كما في معجم المؤلفين 101/13.. وغيره.
2- كتاب الحيل في الفقه لأبي حنيفة.
3- حكاه عنه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في كتاب الخلاف 492/4 قال : في كتاب الحيل ثلاثمائة وعشرون أو ثلاثون مسألة كلها كفر [ أي من استباح ذلك كفر ]، ومثله في المبسوط 95/5، والينابيع الفقهية 234/39.. وغيرهما. وانظر كلام علمائهم حول الكتاب في تاريخ بغداد 403/13 - 404.
4- لم أجد نسبتها إلى الشافعي، والظاهر جملة (قال الشافعي) هنا زائدة. كما أن الظاهر أن الحكم في الأمة ثابت وقامت عليه النصوص الشرعية منا، كما عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عدة روايات. راجع بعضها في الكافي الشريف 476/5 حديث 2، وكذا في 108/6 حديث 14.. وغيرهما. وروي عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ذلك، كما في التهذيب 201/8، ولاحظ صفحة : 202 حديث 20 و 21 إلى صفحة : 231، والاستبصار 209/3 حديث 758، وصفحة : 211 (باب 131) حدیث 743. بل عقد الشيخ الحر العاملي (رَحمهُ اللّه) في وسائل الشيعة 96/21 له باباً (11) أنّه يجوز للرجل أن يعتق أمته ويتزوجها ويجعل مهرها عتقها، وفيه عدة روايات، وقد جاء في أبواب أُخر فيه وفي مستدرك الوسائل 9/15 - 15 (باب 8 - 17) حديث 17376 و 17396. وراجع : المقنعة : 548، والوسيلة : 302، وعوالي اللئالي 351/3 حديث 291.. كما وقد جاء في إعلام الورى : 100 و 141) (الباب الرابع) في ذكر المغازي، والفصل الأوّل في ذكر الأزواج، حيث اصطفاها (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لنفسه من الغنيمة ثم أعتقها وتزوّجها وجعل عتقها صداقها. وجاء في عوالي اللئالي 350/3 حديث،288، وفي الحديث الصحيح أنه لما أُسِرت بنت حي بن أخطب من ولد هارون بن عمران اصطفاها النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لنفسه من الغنيمة في فتح خيبر، ثم أعتقها وتزوّجها. أقول : الظاهر أن المصنّف طاب ثراه ذكر هنا عتق النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لصفية، وجعل عتقها مهراً، ليدحض بذلك ما ذهب إليه أبي حنيفة من أنّ النكاح يصحّ بلفظ البيع ؛ لأنّ النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) جعل العتق مهراً فأوجب المهر ولو عثقاً.

وذلك مثل ما حكى علي بن عاصم ؛ أنّه قال لزوج امرأة قبل أُمها بشهوة - : فإنّ نكاح زوجتك ينفسخ ! (1)

وذكر الحسن بن زيد في كتاب الأقضية (2) حكاية عنه فيمن حلف بالطلاق الثلاث لَيَتَزَوَّجَنَّ (3) في يومه.. فعقد على أُمه، أو أخته، أو ابنته، أو على مجوسية، أو امرأة في عدة، فقد برئ من يمينه !

ص: 320


1- قال بدر الدين الزركشي في كتابه : المنثور في القواعد الفقهية 95/2 - 96 : وقد أجاز الحنفية الحيلة المحظورة ؛ ليصل بها إلى المباح !
2- كتاب الأقضية للحسن بن زيد، ولا نعرف له نسخة فضلاً أن يكون مطبوعاً، لكن وجدنا ما حكاه (رَحمهُ اللّه) هنا بألفاظ مقاربة في المسائل الصاغانية : 141 - 142.
3- في المصدر : يتزوجن.

وحكى عنه فيمن حلف ليصبحن صائماً، ثم أفطر بعد ذلك.. لم يحنث في يمينه.

وحكى عنه فيمن حلف بطلاق امرأته ؛ ليصلّين في وقته.. فصلى ركعة واحدة، ثم قطعها، أو ركع، أو سجد سجدة واحدة كان يبرأ في يمينه بذلك ولا يحنث !

وحكى عنه فيمن حلف بالطلاق أنّه يطأ زوجته في شهر رمضان، وهما صائمان عن غير سفر ولا مرض : أنّه يلف ذكره في حريرة ويجامعها، ولا يحنث بذلك ولا ينقض صومه !!

وحكى عنه أنه [كان ] يقول فيمن طلق امرأته ثلاثاً، فأراد أن ينكحها قبل أن تتزوّج : أنها تؤمر بالردة واللحوق بدار الحرب ؛ فإذا خرجت [إلى ] الدرب أخذها زوجها، فكانت له فيئاً وحلّت له بذلك !

وعن ابن المبارك (1): أنّ امرأة شكت إليه زوجها، فقال لها : ارتدّي فيزول النكاح.. !!(2)

ص: 321


1- وقد حكاه عنه بدر الدين الزركشي في كتابه : المنثور من القواعد الفقهية 96/2 حيث قال : وقد روى ابن المبارك عن أبي حنيفة : إنّ امرأة شكت إليه زوجها، وأنّه قال لها : إرتدي ! ليفسخ النكاح ! وحكى أنّه قال الرجل : قبل أُم امرأتك بشهوة ؛ فإن نكاح زوجتك ينفسخ !!
2- كما حكاه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في الخلاف 491/4، وكذا جاء منه في المبسوط 95/5، وأورده في الينابيع الفقهية 31/39، و 233، ونهج الحق للعلامة الحلي 531.. وغيرهما.

النجيب الجزري (1) : [من الكامل ]

یا قائِلُ ارْتَدِّي لِمُسْلَمَةٍ فلا (2)***[بغل] لَيُصْطَلَيَنَّ بِئْسَ المُصْطَلى

و من قيل له : ألك زوجة ؟ فيقول : لا.. فتكون طلقة.

الإشهاد على الرجعة واجب.

وينعقد الطلاق قبل النكاح (3) !

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «لا طلاق قبل النكاح» (4).

ص: 322


1- في نسختي الأصل تقرأ : النحيب الحرومي ! والصواب هو أنه : أبو النجيب الطاهر الجزري شداد بن إبراهيم (المتوفى سنة 401 ه-)، وله جملة أبيات هنا تقدم كثير منها، وترجمناه في المقدمة، ولا نعرف لشعره مصدر غير كتابنا هذا.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ : بعلاً، أو : نعلاً.
3- قال الشيخ البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم :216/3 : جوز الطلاق قبل النكاح.. وحديث النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بخلافه.
4- كما روي عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في الكافي الشريف 443/5 - 444 حديث 5، بل عقد (رَحمهُ اللّه) فيه باباً صلى اللّه عليه 62/6، ولاحظ : الروضة منه 196/8 حديث 234، وعنه في بحار الأنوار 267/78 - 268 (باب 23) حديث 180.. كما وقد جاء في تحف العقول: 381.. وغيره.

وطلاق الكره - وسائر العقود يُكره عليها - يقع !

القرآن : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (1).

وقال أبو عبيد (2) : فيما روت عائشة : «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق..» (3) الإغلاق ههنا الإكراه.

و طلاق السكران وظهاره واقع.

ولو أنّ رجلاً تزوّج أُمّه جهلاً بها ثم وطئها ؛ يسقط عنه الحد ويلحق به الولد، وكذلك(4) قوله في سائر المحرمات، ويزعم أنّ هذا نكاح شبهة أَوْجَبَتْ سقوط الحدّ عنه (5).

ص: 323


1- سورة البقرة (2) : 256.
2- لعل المراد هو أبو عبيد الهروي في كتابه : الغريبين في القرآن والحديث 1383/4 – 1384.
3- كما جاء في عوالي اللئالي 232/1، وعنه في مستدرك الوسائل 308/15 (باب 29) حدیث 18338. وراجع : الصراط المستقيم 216/3، ونهج الحق : 531.. وغيرهما. والاغلاق هو الإكراه ؛ لأنّ المغلق مغلق عليه في أمره ومضيق عليه في تعرفه کأنّه يغلق عليه الباب ويحبس ويضيّق عليه حتّى يُطلق، قاله في لسان العرب 291/10. وراجع : النهاية لابن الأثير 379/3، والفائق للزمخشري 72/3، ومجمع البحرين للطريحي (رَحمهُ اللّه) 223/5.. وغيرها.
4- في نسختي الأصل : لذلك.
5- أقول : لعل هذا من أقبح فتاوى أبي حنيفة، حيث حكى تلميذه محمّد بن الحسن الشيباني في أصله 172/7 : قلت : أرأيت الرجل إذا تزوّج المرأة فدخل بها، وهي ممن لا يحلّ له نكاحها، هل تحدّه ؟ قال : لا ! قلت : فإن كان أتى ذلك على علم ؟ ! قال : وإن كان ؛ فلا حدّ عليه، ولكن يوجع عقوبة، ولا يبلغ به الحد !! وحكى عنه فيه 109/8 : لو أنّ رجلاً تزوّج امرأة لا يحلّ له نكاحها، فأغلق بابا وأرخى حجاباً عليها، ثمّ فرّق بينهما لم يكن لها مهر عليه، فإن جاءت بولد لستة أشهر - منذ أغلق الباب وأرخى الستر - فهو ابنه، وعليه المهر ! جاء في أكثر من مصدر من مصدر كما في المحلى لابن حزم 200/12 - 102، والمبسوط للسرخسي،85/9، والهداية للمرغيناني 346/2، وحاشية الشلبي على تبيين الحقائق 179/3.. وغيرها.

وروى البراء بن عازب (1)، قال : رأيت خالي - وقد حَمَلَ رايةً - فقلت : إلى أين تمضي ؟ قال : وجّهني رسول اللّه إلى رجل قد عرّس بأمرأة أبيه حتّى أقتله وأخمّس ماله كما يخمّس مال الغنيمة من المشركين.

طاهر الجزري (2) : [ من الكامل ]

ص: 324


1- أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده،292/4، وأبو داود في سننه 602/4 برقم 4456، والترمذي في جامعه 643/3 حديث 1362، وكذا راجع : سنن النسائي 109/6، وابن ماجة في سننه 869/2.. وغيرهما.
2- اسم الشاعر مشوش في نسختى الأصل، وقد يقرأ الجرري أو غيره. وقد مرّت له عدة أبيات، كما وسيأتي له أبيات أخر كلّها من قصيدة واحدة، وقد ترجمناه في المقدمة، وليس له ديوان نعرفه ولم نجد هذه الأبيات في المجاميع الشعرية ولا الغدير وغيره، ولعلها كلاً من متفردات موسوعتنا هذه ولا نعرف ناقلاً لها.

الجَهْلُ يَدْرَأُ [حَدَّ ] ناكِح أُمِّهِ***متعمداً والجَهْلُ يُرْدِي (1) الجُهَّلا

أَوَ ما بِعُرْسِ أَبِيهِ عَرَّسَ مَنْ سَرَى***خالُ البَراءِ إِلَيْهِ يَقْدَمُ جَحْفَلا (2)

حَتَّى يُخَمِّسَ مَالَهُ مِنْ بَعْدِ ما***أرداه بالسَّيفِ الحُسام مُجَدَّلا

الرجل إذا تزوّج المرأة، ثم طلقها عقب العقد بلا فصل، فأتت بولد لستة أشهر.. إنّه يلحق به من غير أن يكون جامعها الرجل، وإنما عقد أبوها وطلقها وهو في المجلس بلا فصل.. فألحق بالرجل ولد غيره !

ولو عقد عليها بمصر وهي ببغداد، ثم جاءت بولد وهو بمصر لم يتزوج بها.. للحق به الولد ! (3)

ولو أنّ رجلاً غاب عن امرأته عشرين سنة، ثم قدم وبها حبل (4).. أن الحبل منه، وإن كان في حبس ويشهد أصحابه أنه لم يفارقهم، وكذلك لو قدم ومعها

ص: 325


1- في نسختي الأصل : يروي.
2- في نسخة (ألف): تقدم محملا..
3- راجع : البحر الرائق 169/4، وبدائع الصنائع 332/2، والبناية في شرح الهداية 632/5.. وغيرها.
4- في نسختي الأصل : جل.

ولد - ابن سنة أو أكثر - فإنّ الولد ولده.

وإذا اشترك جماعة في وَطْء امرأة في طهر واحد يلحق الولد بهم ! رواه الكرخي والرازي عنه، ثم قال : إذا لحق الولد الواحد بآباء عدة وأمهات عدّة (1) !

ولو أنّ رجلاً استأجر غسالة أو خياطة.. أو غير ذلك بعشرة دراهم، ثم وثب عليها فوطئها وحملت منه، لأسقطتُ عنه الحدّ وألحقت به الولد !

يزعم أن الأجرة شبهة تدرأُ الحدّ !!

القرآن : (الزَّانِيةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ..) (2).

أبو النجيب (3) : [ من الكامل ]

والحَدُّ يُدْرَأُ عِنْدَهُ عَمَّنْ زَنا***بأجيرَةٍ يا وَيْلَهُ مُتَأَوّلا

هَلْ يُطْلَقُ (4) الزَّانِي بِشُبْهَةِ عَاهِرٍ***جاءَتْهُ تَغْسِلُ ثَوْبَهُ فَتَغَسَّلا

إن تعمّد فاسقان شهادة زور على رجل بأنه قد طلّق امرأته - وهما يعلمان

ص: 326


1- راجع : المؤتلف من المختلف لأمين الإسلام الطبر المختلف لأمين الإسلام الطبرسي /574/2 - 575 (مسألة 23).
2- سورة النور (24) : 2.
3- قد سلف قسم من هذه القصيدة لأبي النجيب الطاهر الجزري.
4- في نسختي الأصل تقرأ : يعلّق.

كذبهما في ذلك، وزوج المرأة وكثير من الناس يعلمه أيضاً - يحكم الحاكم بشهادتهما بالطلاق ؛ فإنّها تصير على زوجها حراماً عند اللّه وفي حكمه، ولكل واحد من شاهدي الزور حلالاً، وذلك خلاف الإجماع (1) !

ولو شهدا على رجل له أمة أنّها ابنته شهادة زور تعمّداً ؛ فحكم (2) الحاكم بقولهما حرمت أمته عند اللّه وفي حكمه، وحلّت لكل [واحد من ال-] شاهدين، وورث الرجل ميراث الأولاد، وذلك من قوله : أن الحكام يحللون بأحكامهم ما حرم اللّه ويحرمون ما أحل اللّه.. ويفرّقون ما جمع اللّه، ويجمعون ما فرق اللّه.. ويعطون ما منع اللّه، ويمنعون ما أعطى اللّه (3).. والإجماع يخالفه.

وإذا مضى على المُؤلِى أربعة أشهر طلقت منه امرأته تطليقة بائنة، وإن لم يلفظ بطلاقها، ولا أراده، ولا عزم عليه، ولا اختاره، ولا خطر بباله !!

القرآن : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْلُونَ..) إلى قوله : (عليم) (4).

وإذا مضى على المُظاهِر أربعة أشهر ولم يكفّر بانت امرأته بتطليقة بائنة..

ص: 327


1- راجع : المسائل الصاغانية : 134، وشرح فتح القدير للسيواسي محمّد بن عبد الواحد 307/7، والبحر الرائق /191، والمبسوط للسرخسي 180/16.. وغيرها.
2- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف) قد تقرأ : الحكم، وهي مطموسة في نسخة (ب)، وما أُثبت أخذ من المسائل الصاغانية : 134.
3- راجع : المسائل الصاغانية : 133.
4- سورة البقرة (2) : 226 - 227.

قياساً على الإيلاء !

القرآن : ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ..) (1) الآية.

المُلاعِن إذا تلاعن هو وامرأته ثلاثاً، فرّق الحاكم بينهما وبانت منه.

والقرآن : (والَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ...إلى قوله (أَنْ لَعْنَتَ اللّه عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ) (2) فحدّد اللّه في الفُرقة خمس مرات.

الرجل إذا أنكر حمل امرأته، وقال : قد جئتِ به من الزنا.. فإنّه لا لعان بينه وبينها ولا حدّ عليه !!

القرآن : ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ..) (3) الآية.

لكن في قاذف الزوجات من حكم اللعان..

وخالف الظاهر في الموضعين جميعاً.

الجزري (4) : [ من الكامل ]

ص: 328


1- سورة المجادلة (58) : 3.
2- سورة النور (24) : 6- 7.
3- سوره النور (24) : 4.
4- اللقب غير منقوط في نسختي الأصل، وهو أبو النجيب الطاهر الجزري، وقد مرت ترجمته في مقدمة الكتاب، كما سلف الحديث على هذه القصيدة في أول الباب، فراجع.

قالَ النَّبيّ [إنّ ] اللعانَ مُخَمَّسٌ (1)***قُلْنَا : نَعَمْ، وأَبُو حَنِيفَةَ قال : لا !

لم يَلْعَنِ المَعْرُوفُ قاطِعَ نَسْلِهِ (2)***إنَّ العَوَارِي يُونِسُ المُتَجَمَّلا

***

ص: 329


1- في نسختى الأصل : المستعان مضمر.
2- هذا استظهار، وإلا فإنّ في نسختي الأصل : سبله.

ص: 330

[ القسم الرابع ]

[ في مساوي الفقهاء الضالين المكذّبين ]

[ باب ]

[ رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 4]

[في فتاوي أبي حنيفة في الأحكام ]

ص: 331

ص: 332

فصل الرابع: في فتاوي أبي حنيفة في الأحكام

لا قود على من قتل بأقبح القتلات ؛ من الخنق، والتعذيب بضرب السياط (1)، ورضّ الرؤوس، وطحن الأضلاع، وكسر الأسنان.. كلها بالحجارة (2).

وقال له رجل : ما تقول في رجل رمى رجلاً [ بحجر ] فقتله، أتقتله به ؟ فقال : لو رماه [ من جبل ] أبي قبيس فقتله لم أقتله به !..(3) وإنما يصحّ القتل عنده بالحديد.

ص: 333


1- في نسختي الأصل: السلط، ولا نعرف لها معنى مناسباً، وما أُثبت أُخذ من كتاب المسائل الصاغانية.
2- كما جاء في بدائع الصنائع 234/7، ولاحظ : المسائل الصاغانية للمفيد له : 135. قال السيوطي في الجامع الصغير : 494: رجل غرّق صبياً أو رجلاً في البحر، فلا قصاص عليه ! أقول : يظهر من بعض النصوص أنّ أقبح القتلات الرجم، كما في تفسير السمعاني 454/2.
3- وحكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 216/3 وفيه : لو رماه بأبي قبيس لم أقتله به.. ولم يذكر مصدر كلامه كالعادة، ولعله أخذه من هنا ظاهراً.

المسلم يقتل بالكافر ؛ وأنَّ (1) لأهل الذمة أن يقتلوا أهل الإسلام قوداً...

كافأَ دم الكفرة بدماء المسلمين !!

القرآن : ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللّه لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ (2).

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «لا يقتل مؤمن بكافر ولا حُرٌّ بعبد»(3).

بيت (4) : [من الكامل ]

في مُؤْمِنٍ أَنْ لا يُقادَ بِكافرٍ (5)***والرَّأْي أَوْجَبَ عِنْدَهُ أَنْ يُقْتَلا

ص: 334


1- في نسختي الأصل : ولأنّ، والمثبت عن الفصول المختارة : 200.
2- سورة النساء (4) : 141. راجع : الفصول المختارة : 200، وفيه :.. فزعم أنّ المسلم يقتل بالكافر، وأنّ لأهل الذمة أن يقتلوا أهل الإيمان قوداً.
3- كما جاء الشق الأوّل منه في عوالي اللئالي 235/1 حديث 140.. وغيره عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وذيله : «ولا ذو عهد في عهده». ومثله في العوالي 588/3 حديث 39، وحكاه عنه في مستدرك الوسائل 248/18 (باب 41) حديث 22656. و قريب منه في أمالي الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) : 263 حدیث 481 [ طبعة مؤسسة البعثة، وفي طبعة الحيدرية 1/ 269 ]، وعنه في بحار الأنوار 80/96 (باب 3) حديث 1، و 32/100 (باب 3) حديث.. ومصادر أُخرى. ولم أجد النصّ بهذا الشكل، وإن كان مضمونه مسلّماً.
4- لا توجد هذه الكلمة في نسخة (ألف)، والظاهر أنّ الشاعر هنا هو الجزري صاحب الأبيات السالفة وزناً وقافية.
5- الصدر كلاً مشوش في النسختين، يقرأ منه : لا بقا لكافر.. وما أُثبت استظهار منّا.

العائث (1) في الأرض بالفساد يحلّ له أكل الميتة عند الضرورة، ويُقصر عند طول سفره.. فأباح رُخَصَ اللّه حيث حظرها !!

الجنايات الموجبة للحدود إذا تقادمت (2) سقطت.

شارب الخمر إذا شهد عليه (3) الشهود العدول بشربها وأحضر وقد ذهب سكره (4) سقط عنه الحد (5).

رام عثمان جَلْدَ الوليد بن عقبة لمّا شهدوا عليه بشرب الخمر (6).

المقرّ على نفسه بشرب الخمر بعدما تقادم (7) لا حدّ عليه (8).

ص: 335


1- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، وتقرأ في نسخة (ألف) : الغائر، ولا نعرف لها معنى مناسباً، وما في المتن أُخذ من الفصول المختارة : 195.
2- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة غير منقوطة، تقرأ : تقامت، والصحيح ما أُثبت أخذاً من المسائل الصاغانية : 135. قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 216/3 :.. إذا تقادم عهدها سقطت.
3- في نسختي الأصل : على، والظاهر ما أثبتناه
4- في المصدر : وقد ذهبت رائحتها منه.
5- كما جاء في المسائل الصاغانية : 135. وقال في الصراط المستقيم 216/3 : الشارب إذا زال سكره سقط حدّه..
6- وهو في مقام النقض هنا عليه بفعل عثمان مع الوليد مع أنّه زال سكره ولازمه هو عدم الحدّ عليه.
7- في نسختي الأصل : تقدم، وما أُثبت من المصدر.
8- صرّح المفيد (رَحمهُ اللّه) بذلك في الفصول المختارة : 187، ثم وجدناه في محاضرات الأدباء 769/1، وفيه قوله : قول ابن الرومي : [ من الطويل ] أباح العراقي النَّبيّذ وشربه***وقال : حرامانِ المُدامةُ والسُّكْرُ !

المثلث الذي [ل] يسكر حله، وهو سنّة وتحريمه بدعة (1).

وقال : قال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «كل سكر حرام» فزادوا الميم (2)، وقالوا : كل مسكر !

أبو نؤاس (3) : [ من الطويل ]

أَحَلَّ العِراقِيُّ النَّبيّذَ وَشُرْبَهُ***وقالَ : رَوَيْنا أَنَّهُ حَرَّمَ السُّكْرا

المعرّي (4) :

ص: 336


1- كذا في الصراط المستقيم 217/3 برقم 32 : المثلث الذي لا يسكر حلال، وشربه سنّة، وتحريمه بدعة.
2- الكلمتان مشوشتان غير منقوطتين في نسختي الأصل، تقرئان : فراه والميم، وما أُثبت استظهار منّا.
3- كذا؛ والصحيح أنّه لابن الرومي كما تقدم عن محاضرات الأُدباء، وقد جاء في ديوانه 61/2 كذلك.
4- ديوان لزوم ما لا يلزم 433/1 مقطوعة 133 [ دار الجيل ] ضمن أبيات سنّة، هذا آخرها. وجاء مصحفاً في الصراط : العزي.

[من الطويل ]

وما قالَهُ الكُوفِيُّ فى الفِقْهِ مِثْلُ ما (1)***تَغَنَّى به البَصْرِيُّ في صِفَةِ الخَمْرِ

يعني أبا نؤاس(2).

من أقرّ بالزنا طائعاً مختاراً - وهو عاقل (3) - أربع مرات ولم يذكر زناه بامرأة بعينها أنّه لا حدّ عليه (4).

ومن أتى غلاماً أو امرأة بين أفخاذها فلا حدّ عليه.

المرأة إذا زنت بصبي صغير لم تحدّ، وإن زنى كبير بصغير [ة] حد، فأبطل قوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي..﴾ (5).

ص: 337


1- جاء صدر البيت في الديوان هكذا : أما قاله الكوفي في الزهد مثلما.
2- إلى هنا جاء بألفاظه في الصراط المستقيم 217/3 برقم 32. أقول : شعر أبي نؤاس لا ربط له بما هنا من الكلام فلاحظ، كما لم يقع في محله.
3- في نسخة (ب): غافل.
4- قال ابن عبد البر في الاستذكار 482/7 : وقد اختلف قول العلماء فيمن أقرّ بالزنا بامرأة بعينها وجحدت.. وقال أبو حنيفة : لا حدّ عليه للزنا، وعليه حد القذف.
5- سورة النور (24) : 2. راجع : الفصول المختارة : 186 - 187.

وإذا لفّ الرجل على إحليله حريرة، ثم أولجه من (1) قبل امرأة - ليست له بمحرم - حتّى ينزل لم يكن زانياً، ولم يجب عليه الحدّ !

الرجل إذا يلوط بغلام فأوقب لم يوجب عليه الحد، ولكن يردع بالكلام الغليظ، والخفقة بالنعل.. و نحوه (2) ! !

بیت (3) : [ من الوافر ]

لَكُمْ مِنْ فَرْجِ مُحْصَنَةِ عَفِيفَةً***أُحِلَّ حَرامُهُ بِأَبِي حَنِيفَةٌ

[ وَكَمْ مِنْ كلّ مَسْأَلَةٍ ظَرِيفَةً***تَجَهَّمَها بِآرَاءٍ سَخِيفَةٌ ]

[فَصَيَّرَ حُسْنَها في النَّاسِ قُبْحاً***وصَيَّرَ طِيبَها فِيهِمْ كَجِيفَة ](4)

ص: 338


1- كذا ؛ والظاهر : في، بدلاً من : من.
2- راجع : الفصول المختارة : 162.
3- كذا ؛ وقد جاءت هذه الأبيات في كتاب المعارف لابن قتيبة : 495، وكذا في عيون الأخبار 155/2، منسوبة إلى بعض أصحاب الحديث، وقد جاءت هناك هكذا : [ من الوافر ] إذا ذو الرأي خاصَمَ عن قياس***وجاءَ ببدعةٍ هَنَةٍ سَخِيفَةٌ أتيناهُمْ بقولِ اللّه فيها***وآثار مبرَّزةٍ شريفة فكم من فَرْج مُحْصَنَةٍ عَفِيفٍ***أُحِلَّ حرامه بأبي حَنِيفَة
4- زيد هذا البيت مع ما سبقه في الصراط المستقيم 216/3.

الحسن بن زياد (1) ؛ قال أبو حنيفة : من يشهد عليه أربعة عدول بالزنى ويقرّ فيصدقهم بذلك لا حدّ عليه، فإن سكت ولم يقرّ وأنكر أقيم عليه (2) الحد.. خلافاً للأُمة.

ومن زنى بجارية أبيه أو أمه، وقال : ظننت أنّها تحل لي، سقط عنه الحدّ (3)، فإن زنى بجارية خالته أو عمته، وقال : ظننت أنّه يحلُّ ذلك ! أقيم عليه الحد ! (4)

وإذا نفى الرجل إنساناً مسلماً عن أبيه في حال الغضب جلد، فإن نفاه في غير الغضب لم يجلد ! (5)

المرأة المسلمة تَقْدِمُ إلى بلد بأولادها، ولا يعرف أهل هذا البلد آباءهم (6).. [ف-] قذفها رجل بالزنا ونفى أولادها عن أبيهم.. أنه لا حدّ عليه (7).

ص: 339


1- في نسختي الأصل : يزيد، والظاهر ما أُثبت، وهو : أبو علي الحسن بن زياد اللؤلؤي ؛ من أصحاب أبي حنيفة راجع عنه : تاريخ بغداد 325/7.. وغيره.
2- في نسختي الأصل سهواً : على، والصحيح ما أُثبت، كما في المسائل الصاغانية : 142.
3- راجع : عيون المسائل للسمر قندي الحنفي 299/1.
4- راجع : المسائل الصاغانية : 142.
5- كما جاء في المسائل الصاغانية : 136 - 137.
6- كذا ؛ والظاهر : أباهم.
7- حكاه كغالب ما مرّ - عن المسائل الصاغانية : 136. وراجع : بدائع الصنائع 42/7.. وغيره.

أباح قذف المحصنات، وردّ وجوب حدّ القاذف !

الخضخضة (1) بمنزلة الفصد (2) ! !

وقال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : ثلاثة لا يغفر لهم : عاق والديه، ومدمن الخمر وناكح يده (3).

طاهر الجزري (4) : [من الكامل ]

وَقِياسُ وَطيِ الكَفِّ فوق عُمَيْرَةٍ (5)***عِنْدَ الفَقِيهِ كَمَا فَصَدْتَ الأَكْحَلا (6)

ص: 340


1- في نسختي الأصل : الخفضة، والصحيح ما أثبتناه ؛ لاستدلاله بالرواية..
2- في نسخة (ألف) : الفصة.
3- لم أجد هذا النص عنه، وراجعته في أكثر من مورد فلم أوفّق. نعم ؛ روي مكرراً عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «ثلاثة لا ينظر اللّه تعالى إليهم : المنّان بالفعل، وعاقّ والديه، ومدمن الخمر»، كما في نوادر الراوندي : 5، والجعفريات : 686، وعنه في مستدرك الوسائل 61/17 - 62 (باب 12) حدیث 20753، ومثله فيه : 187/15 (باب 15) حديث 17959، وكرره في (233/7 (باب 34) حدیث 8119، و 369/11 (باب 49) حديث 13286.. وغيرها في غيره.
4- قد مرّت ترجمته في المقدمة، ولا نعرف له ديواناً ولا مصدراً آخر لأبياته هذا، ولم نجدها في الغدير، ولا في غيره من المجاميع الشعرية.
5- المعروف أنّها : جلد عميرة، ولم نسمع ب- : فوق عميرة، فلعلها : فَرْق عميرة، فراجع.
6- من قوله : كما.. إلى آخر العجز مطموس في نسخة (ب)، وما أُثبت استظهار مما يقرأ من نسخة (ألف)، ولعلّ الأنسب أن يكون هكذا : بفصد علّلا..

لا أقطع السارق إذا جيء به بعد مدة من سرقته، وإن علمتُه سارقاً وشهد بذلك الشهود العدول (1).

السارق ينقب على (2) الرجل المسلم داره، فيسرق منها غنمة (3) ويذبحها في الدار، ويخرجها منها مذبوحة.. لا قطع عليه ويملكها، ويضمن قيمتها لصاحبها (4).

لا قطع في سرقة شيء من الخشب إلا أن يكون باباً معمولاً (5).

ولا قطع على سارق الثمر كله والبقول، ولا في الطير كله، ولا في السمك المالح ! ولا في شيء يصاد (6).

إذا سرق اللص من المحرز متاعاً، فجعله في عتبة باب الحرز (7)، أو نقب (8)

ص: 341


1- المسائل الصاغانية : 136.
2- في نسختي الأصل : ينقب على على ! وفي المصدر : يثقب.
3- في نسختي الأصل : غنيمة.
4- كما جاء في المسائل الصاغانية : 147، وقريب منه في المبسوط للسرخسي 165/9.. وغيره.
5- المسائل الصاغانية : 147، ونظيره في شرح مختصر الطحاوي للجصاص 297/6.
6- المسائل الصاغانية : 140، والمبسوط 154/9 - 155.. وغيرهما.
7- في نسختي الأصل : الباب الحرر.
8- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، وكذا تقرأ في نسخة (ب)، ولعلّها : ثقب.

الحرز فجعله في باب النقب، وتناوله شريك له في الدغارة(1)، وقد واطأه على ذلك.. [ فلا] قطع على أحدهما (2).

إذا سرق اللص شيئاً (3) فأحرز، ثم سرق [-ه] منه لص آخر.. لم يقطع اللص السارق للسرقة، سواء طلب قطعه السارق أو رَبِّ المال (4).

ومن غصب إنساناً على مال فأحرزه فسرق [-ه] (5) منه سارق [آخر ].. قطع به سارقه (6).

ولا يقطع من سرق (7) متاعاً لغائب عن المصر الذي فيه السرقة، وإنما يقطع من سرق [ ل- ] حاضر، إلا أن يكون المتاع مودعاً للغائب فيقطع سارقه ! (8)

ص: 342


1- الدغرة : أخذ الشيء اختلاساً، وأصل الدغر : الدفع، كما جاء في لسان العرب 288/4.. وغيره.
2- المسائل الصاغانية للشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) : 137، ونصّ عبارته : إذا سرق اللص من الحرز متاعاً فجعله في الثقب، وتناوله شريك له في الدعارة واطأه على ذلك، فلا قطع على أحدهما.
3- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : شاء.. أي جمع شياة من الشاة.
4- المسائل الصاغانية : 138.
5- في نسختي الأصل : فرق.
6- المسائل الصاغانية : 138، وقريب منه في المبسوط 144/9.. وغيره.
7- في نسختي الأصل : سرقي.
8- كما حكاه في المسائل الصاغانية : 138. قال البياضي في الصراط المستقيم 217/3 برقم 34: لو سرق بعض الجماعة قطع الجميع، حكاه المفيد في المحاسن.. ثم قال : فأسقط الحد مع وجوبه، وأوجبه مع سقوطه.

إذا كانت دار كبيرة، فيها مقاصير عدّة، على كلّ مقصورة باب مغلق (1) فسرق [بعض أهل ] تلك المقاصير من بعض.. لم يقطع إلا أن تكون الدار مثل الحصن العظيم أو القرية (2) !

إذا سرق اللصّ دراهم فصاغها (3) [ حلياً ]، فليأخذها(4) صاحبها بعينها منه، وإن كان سرق صفراً فجعله قمقماً (5)، أو سرق حديداً فجعله درعاً.. فليس لصاحبه أن يأخذه ! (6)

ص: 343


1- في نسخة (ألف) : حلق، وفي نسخة (ب) : خلق، والمثبت عن المصدر.
2- المسائل الصاغانية : 138.
3- في نسختي الأصل : فصاغلها.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ في نسخة (ألف): فليدخرها، وفي نسخة (ب): فليدخذها.
5- في نسختي الأصل: قمعاً، ولا معنى مناسباً لها، والظاهر ما أثبتناه من المصادر. والقمقم : ضرب من الأواني، وهو ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره، كما جاء في لسان العرب 495/2.
6- راجع : المسائل الصاغانية : 139. وانظر تفصيل المسألة في ما جاء في المبسوط للشيخ الطوسي 174/9، و 100/11 - 101.. وغيره.

وإذا سرق ثوباً فقطعه (1) [ وخاطه ] قميصاً، يملكه بذلك، ولم يكن لصاحبه أن يأخذه منه، وإن سرقه وقطعه ولم يَخِطَّه كان لصاحبه أن ياخذه منه ! (2)

وإن سرق ثوباً أو قميصاً فصبغه أحمر يملكه بذلك، ولم يكن لصاحبه أن يأخذه منه ! (3)

وإن سرق سرقات كثيرة، فأتي به إلى الحاكم قطعه للسرقات كلّها، فضمنه إيّاها إلّا السرقة (4) الأخيرة ؛ فإنّه لا يضمنها (5) !

وإذا دخل الحربي دار [ أهل ] الإسلام بإذنهم، ثم سرق منهم لم يقطع (6) !

وإذا زنى الرجل في دار (7) الشرك بامرأة من المشركين، أو سرق مال امرئ [ منهم ]، أو شرب خمراً، أو فعل ذلك في عسكر أهل البغي.. وأُتي به الإمام العادل.. درء عنه الحدّ (8) !

ص: 344


1- في نسختي الأصل : يقطعه، والمثبت عن المسائل الصاغانية : 139.
2- المسائل الصاغانية : 139.. وغيره.
3- المصدر السالف.
4- في نسختي الأصل : الرقبة، والظاهر ما أُثبت، كما جاء في المصدر.
5- المصدر السالف.
6- المصدر السالف.
7- عبارة (زنى الرجل في دار) مطموسة في نسخة (ب).
8- كما نص عليه في المسائل الصاغانية : 140.

وإذا سرق بعضهم دون بعض قطع الجميع، فأوجب الحدّ على من أسقط اللّه عنه، وأسقط عمّن أوجب اللّه عليه (1) ! !

الأخرس - الذي يعقل ويفهم بالإشارة - إذا زنى لم يحد.. سواء كان محصناً أو غير محصن، وإن سرق لم يقطع، وإن شرب الخمر أو سكر منها أم من غيرها لم يجلد، وهو مع هذا يقتله إذا قتل، ويقطعه إذا قطع (2)، ويجيز بيعه وشراءه وطلاقه وعتقه ! (3)

المرتدّ لا يقتل، ولكن يحبس حتّى يرجع إلى الإسلام، والمرتد يستتاب ثلاث مرّات في ثلاثة أيّام وثلاث جُمع، أو ثلاثة أشهر بحسب رأيه.. !!

النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من ترك دينه (4) فاضربوا عنقه» (5).

ص: 345


1- أخذ ما هنا ظاهراً من كلام الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) في الفصول المختارة : 187، كما هو الغالب في جميع ما جاء هنا.
2- في نسختي الأصل : إذا سرق والمثبت عن المسائل الصاغانية.
3- المسائل الصاغانية : 141.
4- في بعض المصادر : من غيّر دينه، وفي بعضها من بدل دينه، وفي بعضها : من خالف دينه دين الإسلام، كما في نيل الأوطار للشوكاني 5/8، وفقه السنة 451/2.. وغيرها.
5- راجع : مختصر المزني : 34، كتاب الأُمّ للشافعي 294/1، (من غيّر)، وفيه 178/6 (من بدل)، وكذا جاء في الموطأ 736/2 حديث 15.

طاهر الجزري (1): [من الكامل ]

وبهِ أَزَالَ القَتْلَ عَنْ مُرْتَدَّةٍ***جَعَلَتْ لَها سُنَنَ الضَّلالَةِ مَعْدِلا

أف-(-أُمُّ رُومانَ) اسْتَحَلَّ محمّد***مِنْ قَبْلِها (2) ما لا يَراهُ محلّلاً

***

ص: 346


1- هو : أبو النجيب شدّاد بن إبراهيم الملقب ب- : طاهر الجزري، وقد مرّت ترجمته في صدر الكتاب، ولا نعرف له ديواناً ولا مجمع في مجموعة شعرية، كما لم ترد هذه الأبيات في المجاميع الشعرية التي بين أيدينا، قد سلفت من ه-ذه القصيدة أحد عشر بيتاً متفرقة.
2- كذا ؛ ولعلّها مصحفة عن : قتلها.

[ القسم الرابع ]

[في مساوي الفقهاء الضالين المكذّبين ]

[ باب ]

[رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 5]

[محمّد بن إدريس الشافعي ]

ص: 347

ص: 348

فصل الخامس: في (باب) محمّد بن إدريس الشافعي

فصل باب (1) محمّد بن إدريس الشافعي (2)

ذكر الشافعي عند بعض العلماء، فقال : ﴿لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (3).

وإنّه قال في كتابه (4) : مازال معاوية يقاتل علياً منتصفاً أو مستغلباً.. !

ص: 349


1- لا يخفى ما هنا من تهافت بين عنوان الفصل والباب، فتدبّر.
2- هو : محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي؛ أبو عبد اللّه (150 - 204 ه-) إمام الشافعية، ولد في غزّة وتوفي في مصر. له تصانيف كثيرة أشهرها كتاب الأُمّ في الفقه، كما أفردت مؤلفات في ترجمته. قال السيوطي في الكنز المدفون : 151 فائدة : أكثر الحمل أربع سنين، وأقله ستة أشهر.. ثم قال : والشافعي حمل به نحو الأربع سنين !! انظر عنه : صفة الصفوة 140/2، تاریخ بغداد 56/2 - 73، حلية الأولياء 63/9، تذكرة الحفاظ 329/1، تهذيب التهذيب،25/9، تاريخ الخميس 335/2، البداية والنهاية 251/10.. وغيرها.
3- سورة المائده (5): 77.
4- قال الشافعي في كتاب الأُمّ 237/4 : والحرب يوم صفّين قائمة، ومعاوية يقاتل جادّاً في أيامه كلّها منتصفاً أو مستلقياً..

فهل يقول هذا منصف.. ؟!

وحكى الربيع عنه في كتابه المشهور (1) أنه قال : لا بأس بصلاة الجمعة والعيدين خلف كلّ أمير وغير مأمور ومتغلّب (2) ! صلّى على بالناس و عثمان محصور !!

فصرّح بأن علياً كان (3) متغلّباً، والمتغلب على أمر الأُمّة فاسق ضال ! (4)

ومن مقاله (5) : كلّ تأويل يعلم بطلانه بالظنّ فهو معتبر، وإن كان بطلانه قطعياً،

ص: 350


1- الأُمّ للشافعي،221/1، وعنه في المجموع للنووي 584/4.. وغيره.
2- في الصراط : خلف كلّ امرئ وإن كان متغلّباً.
3- سقطة (كان) من نسخة (ألف).
4- وحكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) عن الربيع والشافعي في الصراط المستقيم 217/3 - 218.
5- لم أعثر على هذا الكلام منسوباً إلى الشافعي، بل وجدناه بعد بحث كثير المصادر منسوباً إلى الغزالي، كما جاء في الشرح، كما جاء في الشرح الكبير للرافعي 77/11 - 78 حيث قال : قال الغزالي : أما الصفة ؛ فكلّ فرقة خالفت الإمام بتأويل - ولها شوكة يمكنها مقاومة الإمام - فهي باغية.. ثم قال : وأما المرتد ومانعو الزكاة وسائر حقوق الشرع ؛ فلا تأويل لهم، وكلّ تأويل يعلم بطلانه بالظنّ فهو معتبر - وإن كان بطلانه قطعياً - ولكنّهم غلطوا فيه وجهان، وهذا تردّد في أنّ معاوية.. كان مبطلاً ظنّاً أو قطعاً.. ثم قال : وأما الخوارج ؛ إن لم نكفّرهم لم نلتفت إلى تأويلهم على أحد الوجهين لظهور فساده.. إلى آخر كلامه.

ولكنّهم غلطوا فيه.. فوجهان (1) ! - وهذا تردد في أنّ معاوية كان مبطلاً ظنّاً أو قطعاً - وإن كان بلا شُبهة وجب الضمان.

قتل ابن ملجم عليّاً صلوات اللّه عليه متأوّلاً فأقيد به، ولا يوجب القود على قاتل الحسين [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] إلى أن يبلغ علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)!!

فكيف يكون العناد لأهل البيت إلا هكذا ! ؟

ألم يعلم أن الحسين هو ابن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ووارثه، وإمام الأمة بعد أبيه وأخيه، جائز الحكم في الأُمة - فكيف في ابن ملجم ؟ !(2) - وأنّه غير مظنون ولا متهم في دين اللّه، وأنه معصوم ؟ !

وقال : إن الحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) كانا يصلّيان خلف مروان وما كانا يُعيدانها ! ! (3)

ص: 351


1- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل، وهي غير منقوطة، تقرأ : فرحان، ولا معنى لها، وما أُثبت استظهار منّا بملاحظة المصدر السالف.
2- من قوله : في الأمة.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
3- كما نقله عنه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 218/3. وزاد في الصراط المستقيم بعد ذاك قوله : حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجرائد، ويطاف بهم في العشائر، ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام.. أورد الشافعي هذه الرواية بإسناده في الأُمّ 185/1، وكذا جاء في مسنده : 55.

عليّ بن عاصم : سمعته وقد روى عن ابن مسعود قضية، فقال : هذا من قضاء الشياطين !

أبو بكر ابن عيّاش ؛ سوّد اللّه وجه ابن إدريس(1).

[ و ] قال : عمّار بن رزيق : خالف ابن إدريس فإنّك تصيب(2).

وذكر الشافعي عند سفيان الثوري، فقال : [لا ] ثقة (3) ولا مأمون !

وسئل قيس بن الربيع عنه، فقال : أجهل الناس بما كان، وأعلمهم بما لم يكن ! ! (4)

وقال أصحابه (5) : المختلفون في المذاهب ثلاثة :

ص: 352


1- نقله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 218/3، وهذه الحكاية رواها عبد اللّه بن أحمد ابن حنبل في السنة 222/1، لكن فيه : سوّد اللّه وجه أبي حنيفة.
2- قوله : خالف.. إلى هنا لم يرد في الصراط 218/3، وجاء الكلام متصلاً بدون واو (وذكر الشافعي..)، كما أورد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 433/13 هذه العبارة نقلاً عن عمار بن رزيق في شأن أبي حنيفة.
3- في الصراط : غير فقيه ولا مأمون.
4- جاءت الحكاية في تاريخ بغداد 430/13، عن قيس بن الربيع في شأن أبي حنيفة.
5- كما نسبه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) إليهم، وذلك في كتابه : الخلاف 549/1، والعلامة الحلي (رَحمهُ اللّه) في تذكرة الفقهاء 280/4.. وغيرهما. و راجع البيان في مذهب الإمام الشافعي للعمراني اليمني 396/2 - 397، و 282/13 - 283 نقلاً عن أبي حامد الغزالي.

من لا تكفّرهم ولا نفسّقهم ؛ وهم المختلفون في الفروع، مثل أصحاب أبي حنيفة ومالك..

ومن نكفّر منهم ؛ فهم المعتزلة وغيرهم.

ومن نفسقهم ولا نكفّرهم ؛ فهم السبّابون للسلف(1).

وقال (2) : لو أوصى رجل للعلويين والهاشميين ففي صحتها قولان، ثم قال : ويجوز الوقف على الذمي والمرتد.. وفي الحربي خلاف.

وقال : لا يجوز نسخ (3) السنة بالكتاب، ويجوز نسخ الكتاب بالسنة.

وفي الإحياء (4) : أنّ الشافعي أخذ من هارون الرشيد ألف دينار في دفعة واحدة.

ص: 353


1- كذا استظهاراً، والعبارة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ : لا تستابين السلف، ولعلّها : الشتامين للسلف. قال في الصراط المستقيم 218/3 : وقال أصحابه : المختلفون في المذاهب ثلاثة : نكفر المعتزلة، ونفسق السبابة للسلف، والمخالفون في الفروع لا ولا...
2- راجع : البيان للعمراني 64/8 - 65.. وغيره.
3- في نسختي الأصل : فسخ.
4- إحياء علوم الدين 136/2. وحكاه عنه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 218/3، وجاءت هذه الأقوال وغيرها عنه في كتاب المجموع للنووي 348/9. وصرّح بذلك العظيم آبادي في عون المعبود 124/8.. وغيره.

[ وأخذ ] (1) مالك من الخلفاء أموالاً جمّة..

وأخذ أبو هريرة من مروان ويزيد بن عبد الملك..

وأخذ ابن عمر وابن عباس من المختار..(2)

وبلغنا عن بعض أصحابه : أنهم يستجيزون وضع الحديث على وفق مذهبهم.. ! وعَزَا الغزالي هذا إلى أبي حنيفة.

وقضى في سارقين نقب أحدهما الحرز وجمع الرحل.. ودخل رفيقه فحمل ما كان جمعه.. أنّه لا يجب على واحد منهما القطع، بزعم أنّ الأول هتك الحرز ولم يأخذ شيئاً، والآخر أخذ شيئاً من غير حرز ؛ لأن الحرز هتكه غيره فلا يجب عليهما القطع (3).

فقال بعض أصحاب النوادر : فعليه (4) يجب القطع على صاحب الحرز !!

وقال آخر : بل على الشافعي يجب.. وهو السارق لا غيره !

ورآه(5) علي بن أبان يشرب الفقاع، فقال : أليس عندك في بيع المجهول

ص: 354


1- الزيادة بين المعكوفين من المصدر، وفي نسختي الأصل : ملك من الخلفاء.
2- في المصدر : الحجاج.
3- راجع : بحر المذهب للروياني 66/13.. وغيره.
4- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف) : فعل، والظاهر ما أُثبت.
5- كذا استظهاراً ؛ ففي نسخة (ألف) : ورواه، والكلمة مطموسة في نسخة (ب)، والمعنى واضح وإن كان اللفظ قاصراً.

خلاف ؟ فاستغاث منه.. !!

وقرأت في منية النفس (1) : أنّ القاضي ابن شهري قال : كان الشافعي لا يُحدّث إلا وبجانبه غلام أمرد حسن الوجه.. فكثر الكلام عليه، فأنشد أصحابه لنفسه (شعراً): [ من الطويل ]

يَقُولُونَ لا تَنْظُرْ، وَتِلْكَ بَلِيَّةٌ***ألا كلّ ذِي عَيْنَيْنِ لا بُدَّ ناظِرُ

وَلَيْسَ اكْتِحَالُ العَيْنِ بِالعَيْنِ رِيبَةً***إذا عَفَّ فِيمَا بَيْنَهُنَّ الضَّمَائِرُ (2)

وسئل عن الصندلي، عن الشافعي، فقال : غلام من (3) مليح من تلامذة مالك.

المعرّي (4) : [ من الطويل ]

ص: 355


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : منية العس! والمثبت جاء في الصراط المستقيم 218/3.
2- في نسختي الأصل : العمائر، وما أُثبت جاء في هامش نسخة (ألف) استظهاراً، وكذا جاء مثله في متن الصراط المستقيم أيضاً.
3- الظاهر زيادة من.
4- لزوم ما لا يلزم 539/1 قطعة (6) في حرف السين [ دار الجيل ] ضمن قصيدة ذات (17) بيت جاء هذان البيتان الثاني والثالث منهما.

تنَمَّسَ مَنَّا بِالدِّيانَةِ مَعْشَرٌ***وقَدْ بَطَلَتْ عِنْدَ اللَّبِيبِ النَّوامِسُ

فَكَيْفَ تَرَى المِنْهاجَ واللَّيْلُ أَلْيَلُ (1)***وَلَمْ تَرَهُ واليَوْمُ أَزْهَرُ شامِسُ ؟!

***

ص: 356


1- في الديوان : والليل مقمر.

[ القسم الرابع ]

[ في مساوي الفقهاء الضالين المكذّبين ]

[ باب ]

[ رؤساء المذاهب الأربعة ]

[فصل 6]

[ في فتاوي الشافعي في العبادات ]

ص: 357

ص: 358

فصل السادس: في فتاوي الشافعي في العبادات

المنيّ طاهر يصلّى فيه (1)، ومنه خلقت الأنبياء.. ! بلينه (2) حَكَمَ على نفسه. ! ولعله جهل أنّهم - أيضاً - مخلوقون من العلقة، التي هي دم يستحيل من المني، ومعلوم أنّ الدم نجس، وكذلك قوله في مني سائر الحيوانات، والعجب أن الخارج من [أحد ] السبيلين - ريحاً كان أو عيناً، نادراً كان أو معتاداً - ينقض الوضوء، ولا شك أن نقضه هو (3) لنجاسته.

ثم إن قطرة بول توجب الوضوء، وقطرة مني توجب الغسل.

وذكر المرتضى في المسائل الناصرية (4) قوله : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً

ص: 359


1- راجع : الحاوي الكبير للماوردي،251/2، والمجموع شرح المهذب 554/2.. وغيرهما.
2- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسختي الأصل، ومعناها غير واضح، ولعلّها : فَلَيْتَهُ.
3- الظاهر زيادة هو
4- المسائل الناصرية : للسيد الشريف المرتضى علم الهدى وهي سبعمائة مسئلة في الفقه الناصري، لاحظ عنها الذريعة 370/20 - 371 برقم 3466، وقد طبعت بعنوان : الناصريات ضمن الجوامع الفقهية.

لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْسَ الشَّيْطَانِ) (1) والرجز والرجس واحد (2).

قوله : ﴿وَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ﴾ (3) وإذا سمى اللّه المني : رجزاً يُثبت نجاسته، وأنّ اللّه أطلق اسم التطهير، والتطهير (4) لا يطلق في الشرع إلا لإزالة النجاسة أو غسل الأعضاء الأربعة.

إذا وقعت الفأرة في بئر فيها قلتان من الماء وتفسخت فيها إنّ ماء البئر طاهر، ولو أخذ من الماء قلّة فيها بعض الفأرة فكان ذلك الماء نجساً.. فقد صارت الفأرة بأسرها غير نجسة وبعضها منجس، والماء بأسره طاهر وبعضه نجس !

الماء المستعمل في الحدث طاهر غير طهور.. ووافقه أبو حنيفة (5)، يقتضي قوله : ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً) (6) أن يكون الماء القراح.

ص: 360


1- سورة الأنفال (8): 11.
2- قاله في مسائل الناصريات : 92، ومثله جاء في فقه القرآن 69/1، ومتشابه القرآن 158/2.. وغيرهما. قال في الصراط المستقيم 288/3 : وقد أثر المني : رجز الشيطان في قوله : (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْسَ الشَّيْطَانِ)، فأوجب نجاسته والتطهير منه..
3- سورة الحج (22) : 30.
4- هذا هو، وفي نسختي الأصل : التطليق.
5- راجع عن ذلك : المجموع شرح المهذب،151/1، والمسائل الناصريات : 78، والخلاف 172/1 مسألة 126.. وغيرها.
6- سورة الفرقان (25) : 48.

وسئل النَّبيّ (عليه و آله السلام) : أيجوز الوضوء بالماء المستعمل ؟

فقال : «لا» (1).

بيت : [من الكامل ]

وَرَأَى التَّلاعُبَ (2) بالمياه طَهَارَةً***حَتَّى يُخالِفَ أَحْمَدَ المُزَّمِّلا

والمستعمل في الكرة الرابعة طهور ؛ لعدم المعنيين، والمستعمل في الثانية والثالثة، أو في تجديد الوضوء.

و (3) الذمية إذا اغتسلت ليحلّ للزوج غشيانها، ففيه وجهان [ لوجود أحد المعنيين دون الثاني ](4).

ص: 361


1- عقدت في كتب الحديث أبواب تحت عنوان : باب الماء المستعمل، كما في الاستبصار 27/1 - 29 (باب 14)، ووسائل الشيعة 209/1 - 210 (باب 8 إنّ الماء المستعمل في الوضوء طاهر ومطهر وكذا بقية ماءه).. ولاحظ صفحة : 211 - 216 (باب 9)، ومثله مستدرك الوسائل 214/1 - 216 (باب 6 و 7). وراجع : فقه القرآن،65/1، ومتشابه القرآن 161/2.. وغيرهما.. و لا نعرف للرواية أساساً إلّا أن تحمل على كون الماء المستعمل في كونه متنجساً أو رافعاً للحدث على كراهة..
2- كذا مرّ سابقاً، وجاء في نسختي الأصل مصحفاً : الملاعب.
3- كذا؛ وفي نسختي الأصل : أو.
4- جاءت هذه العبارة بعينها في كتاب العزيز شرح الوجيز، المعروف ب- : الشرح الكبير للرافعي القزويني 10/1 - 11 نقلاً عن الغزالي، وما بين المعكوفين أثبتناه من المصدر ليتم معناه. راجع : الوسيط للغزالي 118/1 - 122.. وغيره

ولو صُبّ مائع على ماء قليل بحيث تغيّر لونه فهو طاهر، وإن كان أقلّ منه فهو طهور !

قلتان نجستان إذا جمعتا عادتا طاهرتين، وإذا فرقتا بقيتا على الطهارة ولم يضر التفريق (1) !

الجنب إذا انغمس في ماء قليل وخرج ارتفعت جنابته وصار الماء مستعملاً بعد الخروج والانفصال (2).

المؤمن التقي إذا مس فرجه وجب عليه الوضوء، وإذا مسّ فرج كلب أو خنزير وجب عليه الوضوء.. ! (3)

مسّ الفروج الثلاثة بباطن الكف ينقض الوضوء، وكذلك فرج البهيمة والصغير [ أو بدن امرأة أجنبية ] (4)، ولا ينقض ذلك للخنثى إذا مس بنفسه !

ص: 362


1- راجع : الوسيط في المذهب 179/1، والشرح الكبير للرافعي 49/1، نقلاً عن الغزالي.
2- ولاحظ - أيضاً - ما جاء في الوسيط في المذهب للغزالي 124/1.
3- وقال الروياني في بحر المذهب 652/1 : لو مس ذكر بهيمة لا ينتقض وضوءه.. وعن الشافعي : أنه ينتقض وضوءه. وانظر : حلية العلماء 151/1.. وغيره.
4- جاء مجملاً مع هذه الزيادة في الصراط المستقيم 218/3، وانظر : المجموع شرح المهذب 37/2.

ولو أنّ خنثيين مش أحدهما من صاحبه الفرج، ومسّ الآخر الذكر انتقضت طهارة أحدهما لا بعينه، ولكن تصح صلاة كلّ واحد منهما وحده (1)!

ولمس (2) بشرة المرأة الكبيرة الأجنبية ناقض الطهارة (3) !

المسنون في مسح الرأس ثلاث مرات ؛ وقال اللّه :

(وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ..) (4) يوجب المرّة، ومن أوجب التكرار يحتاج إلى دليل (5).

دود الطعام طاهر ويجوز أكله مع الطعام ! (6)

ولو أن رجلاً تيمم بتراب قد خالطه دقيق لم يجزه، فإن توضّأ بماء قد مازجه لبن (7) كان وضوء[ه] جائزاً !

كل حيوان طاهر في حال حياته إذا مات يطهر [ جلده ] بالدباغ، وهو ما عدا

ص: 363


1- كما نص على ذلك الغزالي في الوسيط 322/1.. وغيره.
2- في نسخة (ب) : وبمس.
3- راجع : المهذب للشيرازي،51/1، والشرح الكبير للرافعي 161/1.. وغيرهما.
4- سورة المائدة (5) : 6.
5- قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 218/3 : سنّ مسح الرأس ثلاثاً، وبمرة ؛ لعدم اقتضاء الأمر التكرار.
6- قاله الرافعي في الشرح الكبير 30/1، نقلاً عن الغزالي.
7- في نسخة (ب) : لئن.

الكلب والخنزير (1).

صلاة المغرب لها وقت واحد (2).

الدليل على أن للمغرب وقتين ؛ قوله : (أقِمِ الصَّلوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْل) (3) فقيل : الدلوك : إنّه الزوال، وقيل : إنّه المغرب، وهو لهما جميعاً.

فحصل [أنّ ] وقت المغرب ممتد إلى غسق الليل والغسق اجتماع الظلمة.

وروى أبو بردة : أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «(4) للصلاة أول وآخر، وأن أول المغرب إذا غابت الشمس، وآخر [ه] حين يغيب الشفق» (5).

للإمام أن يستأجر (6) على الأذان من بيت المال لآحاد الناس.. فيه خلاف (7).

ص: 364


1- الأم للشافعي 22/1 ونص عليه في الصراط 218/3 برقم 4 من دون ذكره للاستثناء.. وهو الظاهر.
2- كما نسبه البيضاوي في تحفة الأبرار 234/1 إلى مالك، والأوزاعي، وابن المبارك، والشافعي.
3- سورة الإسراء (17): 78.
4- هنا فراغ في نسخة (ب) دون (ألف).
5- رواه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في متشابه القرآن 167/2 عن أبي هريرة (لا أبي بردة)، ولم نجده بنصه في مجاميعنا الحديثية الأُخرى، نعم قامت نصوص كثيرة بمعناه، فلاحظ.
6- في نسختي الأصل : يستجعل، ولا نعرف لها وجهاً ولا معنى، وما أُثبت من المصدر.
7- راجع : الوسيط للغزالي 57/2.. وغيره.

المصلّي ينبغي أن يرفع يديه إلى حد المنكبين.

لا بأس بالصلاة خلف الخوارج ؛ لأنهم متأوّلون ! (1)

[ وقال : ] أكره إمامة الفاسق (2) والمظهر للبدع، فإن صلّي خلفه جاز ! (3)

السكران إذا دخل الصلاة - وهو (4) مفيق - جازت الصلاة خلفه، فإن سكر في حال الصلاة وجبت مفارقته ! (5)

إذا ركع الإمام وخاف الرجل أن تفوته تلك الركعة، فإن وجد فرجة في الصفّ دخل فيه، وإلّا جذب (6) واحداً إلى خلف ووقف معه (7).

ويجوز أن يكون إمام الجمعة فاسقاً !

السفينة إذا كان حبلها مشدوداً في موضع نجس.. الصلاة باطلة ! (8)

ص: 365


1- كما جاء في بحر المذهب للروياني 263/2، وقاله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط الصراط المستقيم 218/3 وزاد : وخلف الفاسق والمبدع.
2- كلمة (الفاسق) مطموسة في نسخة (ب).
3- كما نص عليه الشافعي في كتاب الأُمّ 93/1 تحت عنوان : إمامة ولد الزنا.
4- لا توجد في نسخة (ألف): وهو.
5- راجع : بحر المذهب للروياني،182/2، والمجموع للنووي 262/4.. وغيرهما.
6- هذا استظهار منّا، وإلا فإنّ في نسختي الأصل : لا أجذب.
7- راجع : التهذيب للبغوي 279/2، والتعليقة للقاضي حسين 1049/2 و 1050..
8- البيان في مذهب الإمام الشافعي،102/2، ومثله حكاه عنه في الصراط المستقيم 3/218 برقم 6.. وغيره.

وقال في الإملاء (1) : الصبي الذي لم يبلغ تنعقد به الجمعة.

وقال في الأم(2) : لا يجوز من قذف المحصنات في صلاته ساهياً جازت صلاته.. ! (3) وقال اللّه تعالى : ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ..﴾ (4) الآية.

ويجوز أن يقول في التكبير (اللّه اكبر)، ولو قال : اللّه الجليل، ففيه وجهان(5).

ويجوز في التسليم (عليكم السلام).

أقل السجود (6) وضع الجبهة مكشوفة، وفي وضع اليدين والركبتين

ص: 366


1- كتاب الإملاء للشافعي، ولا نعرف له نسخة، فضلاً أن يكون مطبوعاً.
2- كتاب الأم للشافعي، ولم نعثر على العبارة فيه، والذي جاء في نسخة (ألف) : الإمام، والظاهر أن صواب العبارة : وقال في الإمام : من قذف المحصنات.. إلى آخره.
3- العبارة هنا مشوشة اللفظ وناقصة المعنى، وهي كما ترى. وفي الكامل لابن عدي 319/2 في ترجمة : الحسن بن زياد اللؤلؤي بسند صحيح ذکر مناظرة الشافعي واللؤلؤي، وكان مع الشافعي رجل ممّن يقول بقوله : قال الشافعي : فقال له [أي اللؤلؤي ] الرجل الذي كان معي : ما تقول في رجل قذف محصنة. سنة في الصلاة ؟ قال [ اللؤلؤي ] : بطلت صلاته، قال : فما بال الطهارة ؟ قال : بحالها.. إلى آخره وهي تدلّ على أن الشافعي وأصحابه يقولون بعدم بطلان الصلاة بقذف المحصنة في الصلاة ساهياً.
4- سورة الحجرات (49) : 12.
5- الذي وجدناه في كتب القوم، جواز التكبير بلفظ : أكبر اللّه، كما جاء في المهذب للشيرازي 135/1.
6- في نسختي الأصل : المسجود.

والقدمين قولان (1).

ولو ألقى طرف عمامته على نجاسة بطلت صلاته (2)، وإن كان لا يتحرك بحركته (3).

ولو قبض طرف حبل ملقى على (4) نجاسة بطلت صلاته إذا كان الملاقي يتحرك بحركته (5).

الأعمى إذا صلّى على غير القبلة من (6) غير أن يرجع إلى غيره صلاته باطلة.

ولو تشهد (7) المصلي بالفارسية، أو سلّم أيضاً التسليم الذي عنده بالفارسية لأجزأه..(8)

ولم ير النَّبيّ (عليه وآله السلام) في حال تلفظ بالفارسية، فضلاً أن يؤدي

ص: 367


1- راجع : المجموع للنووي 427/3، الوسيط للغزالي 136/2.. وغيرهما.
2- في نسختي الأصل : صلاة.
3- راجع : الوسيط في المذهب للغزالي 165/2 - 166.
4- في نسختي الأصل : عن، بدلاً من : على.
5- راجع : الشرح الكبير للرافعي 8/2.
6- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة غير منقوطه، وقد تقرأ : بقى بدون نقط -، أو : نفى، أو : لفي، فراجع.
7- في نسختي الأصل : شهد، والمثبت عن الصراط المستقيم.
8- هذا على فرض عدم حسن تلفظ المصلّي بالعربية، كما جاء في الحاوي الكبير 97/2.

فرضاً من فرائض الصلاة بها (1).

الخائف على نفسه يصلّي إلى غير القبلة ولا إعادة (2).

ولو سكر، ثم جُنّ.. لا يقضي أيام الجنون..

لوارتدّ، ثم جُنّ.. قضى أيام الجنون (3).

ولو ارتدت المرأة أو سكرت، ثم حاضت.. لا يلزمها قضاء أيام الحيض (4).

المصلّي الماشي في النجاسة قصداً (5) أفسدت صلاته (6).

لا ترتيب في قضاء الفائتة (7).

إذا أراد أن يجمع بين الظهر والعصر في وقت العصر يجوز أن يبدأ بالعصر (8).

ص: 368


1- كما نقله عنه البياضي في الصراط المستقيم 218/3 - 219 برقم 7.
2- قاله الشافعي في كتابه الأم 256/1 - 259.
3- كما جاء في الوسيط للغزالي،31/2، والشرح الكبير للرافعي 221/3.. وغيرهما.
4- راجع : الشرح الكبير للرافعي 392/1.. وغيره.
5- الكلمة في نسختي الأصل مشوش قد تقرأ : قصدت، أو فضرت، وما أُثبت مأخوذ من المصادر.
6- حكاه الرافعي في الشرح الكبير 440/1 عن الغزالي. وراجع : نهاية المطلب للجويني 84/2..
7- راجع : التعليقة للقاضي حسين،810/2، والشرح الكبير 543/1.. وغيرهما.
8- راجع : كتاب الأم للشافعي 97/1. وجاءت العبارة بتراء في الصراط المستقيم 219/3 برقم (8) قال : لو جمع بين الظهرين في وقت العصر جاز أن يبدأ بالعصر.

عورة الحرّة جميع بدنها إلّا الوجه واليدين إلى الكوعين ؛ فظهر القدم عورة في الصلاة، وفي أخمصيها.. وجهان (1).

لا تبطل الصلاة بمطالعة القرآن.

ولو بان بعد الفراغ من الصلاة كون الإمام محدثاً أو جنباً أو أُمّياً.. فلا قضاء، ولو بان كونه زنديقاً فوجهان (2).

لو كان الإمام في المسجد، والمأموم على غلوة سهم (3) في موات صحت الجماعة إذا لم يكن حائل بينهما (4).

العائثُ (5) فى الأرض بالفساد : يباح له المسح على الخفين - يوماً وليلة -

ص: 369


1- راجع : الوسيط في المذهب،175/2، والمجموع للنووي 168/3.. وغيرهما.
2- راجع : الشرح الكبير للرافعي 161/2، نقلاً عن الغزالي.
3- تقرأ الكلمة في نسخة (ب) علوة منهم، وما أُثبت استظهار من نسخة (ألف)، وهو الصحيح، كما جاء في المصادر.
4- راجع : الوسيط للغزالي،234/2، وكذا ما جاء في إحياء علوم الدين 190/1، والشرح الكبير للرافعي 176/2.. وغيرهما.
5- في نسختي الأصل : الغالب، وهي مصحفة عن المثبت. والمراد من الجملة : أنّ العائث في الأرض فساداً حكمه حكم المقيم في صحة مسحه على الخفين وإن كان العائث مسافراً سفر معصية.

كما يباح للمقيم.

إذا بلع الحيّ جوهراً ثم مات ؛ يشق جوفه ويخرج إن كان للمالك (1)، وإن كان له فقولان.. (2)

الخبر : «حرمة المؤمن ميتاً كحرمته حياً» (3).

الإمام إذا خطب يوم الجمعة خطبتين (4).

وهو مع هذا يقر (5) أن النَّبيّ ما اعتكف إلا صائماً (6)، والاعتكاف عنده يجوز

ص: 370


1- كذا ؛ والظاهر : لمالك.
2- راجع عنه : بحر المذهب للروياني 592/2 - 593، والشرح الكبير للرافعي 457/2.. وغيرهما.
3- كما رواه الشيخ اللّه في التهذيب (419/1 (باب 21) حديث 43 عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «حرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً سوياً»، وأيضاً فيه 445/1 (باب 23) قال : «حرمة بدن المؤمن ميتاً كحرمته حياً»، وفي التهذيب أيضاً 465/1 (باب 23) حديث 167 عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «حرمة المرء المسلم ميتاً كحرمته وهو حي سواء».. وغيره كثير وبألفاظ مقاربة.
4- العبارة مبتورة، والظاهر أنّ المراد ما في الصراط المستقيم 186/3 : أبطلوا صلاة الجمعة بعد انعقادها إذا تفرّق العدد، وخالقوانص القرآن فيه، وقوله : الصلاة على ما افتحت عليه..
5- كذا، والكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة، والعبارة مشوشة، بل فيها سقط.
6- العبارة فيها نوع لبس وتشويش وتقديم وتأخير ؛ إذ جاء في الصراط المستقيم 219/3 برقم (6) : جواز الاعتكاف بغير صوم، ولم يعتكف النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلا صائماً.

بغير صيام (1) خلافاً للنبي (عليه وآله السلام) وجميع أصحابه.

في خمس من الإبل بعير..

النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «في خمس من الإبل شاة» (2).

وردّ قولة النَّبيّ (عليه وآله السلام) أن : «ليس فيما دون خمسة أوسق (3) صدقة» (4) ؛ لأنه يوجب على ألف رجل لهم مائتا درهم الزكاة، ويسقطها

ص: 371


1- في نسختي الأصل : الصائم. راجع : الحاوي الكبير للماوردي 486/3.. وغيره.
2- كما جاء في عوالي اللئالي 85/1 (الفصل الخامس) حديث 14، وكذا صفحة : 157 - 158 حدیث 137، وصفحة : 211 حديث 56، وعنه في مستدرك الوسائل 60/7 (باب 2) حديث 7646 بزيادة لفظ (من) قبل (الإبل)، وجاء في الفصول المختارة : 196، والمسائل الصاغانية : 122، ونهج الحق : 458.. وغيرها، وفي جميع (من الإبل). أقول : اعترض ابن التركماني الحنفي في كتابه : الجوهر النقي 112/4 (المطبوع في هامش السنن الكبرى للبيهقي) على الشافعية بقوله : ثمّ لو صح حديث عطاء فظاهره متروك ؛ لأنّ الشاة تؤخذ في الإبل. وأيضاً ؛ لو أعطى بعيراً عن خمس من الإبل إلى عشرين جاز عند الشافعية، افعية، مع أنّ المنصوص عليه : الشياة.. إلى آخر كلامه.
3- في نسختي الأصل : أواق، والصحيح ما أُثبت، كما في المصادر.
4- كما جاء في مسند أحمد 402/2، و 30/3، وكتاب مسلم 673/2 - 674 (كتاب الزكاة) حديث 979 وكتاب البخاري 143/2 (باب زكاة الورق) حديث 1427، وصفحة : 147 حديث 1459، وصفحة : 156 حديث 1484، وسنن أبي داود 94/2 (باب ما تجب فيه الزكاة) حديث 1558، وحديث 1559، وسنن الترمذي 22/3 (باب 7) حديث 626، والأُمّ للشافعي 32/2.. وغيرها كثير. كما رواه الأحسائي في عوالي اللئالي 231/2 حديث 15 مرسلاً - وعنه في مستدرك الوسائل 87/7 (باب 2) حدیث 7718 - وبنصه في المسائل الصاغانية : 124.

عمّن يملك مائة ألف درهم من الصيارفة، فإذا استقرض مائتي درهم ففي زكاته قولان.

الحامل تستحق الفطرة (1)، والنَّبيّ (عليه و آله السلام) أمر عن كلّ رأس.

من جامع في يوم من شهر رمضان ناسياً لم يفطر..(2)

وناقض أنّ المسافر والمريض إذا أفطر [ا] في شهر رمضان، ثم لم يقضيا ما أفطراه حتّى حال عليهما رمضان.. أنّ عليهما القضاء والكفارة.

وقال مع ذلك : لو أنّ رجلاً أفطر عامداً في شهر رمضان من غير عذر كان عليه القضاء، ولا كفّارة عليه (3).

ومن أسلم من الكفر في بعض النهار كان عليه قضاء ذلك اليوم(4).

ص: 372


1- قاله في الوسيط في المذهب 501/2، والشرح الكبير للرافعي 151/3.. وغيرهما.
2- راجع : بحر المذهب 259/3، والمجموع 324/6.. وغيرهما.
3- راجع : مختصر المزني 153/8.
4- كما صرح بهذا والذي قبله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 219/3 برقم 10 و 11.

المعتكف إذا ارتد لا يبطل اعتكافه.. (1) وهذا عجب (2) ؛ لأن المولود على الفطرة وجب قتله، وإن أسلم ثمّ ارتدّ فهو نجس لا يقيم في المسجد.

ومن وطئ حرمته (3) في شهر رمضان - فيما دون الفرج بالنهار متعمّداً لا يجب عليه غير القضاء !

لو قال في منتصف شهر رمضان لزوجته : أنتِ طالق ليلة القدر.. لم تطلق إلّا إذا مضت سنة ! (4)

ومن حصل له مال، فاحتاج إلى نكاح، فصرف المال إليه أولى من الحج(5)، ومن صرف ماله - الذي لا يقدر على التجارة إلّا به - إلى الحج فوجهان.

للأبوين أن يمنع كلّ واحد منهما الولد من حجة الإسلام(6).

ولا بأس أن يتولّى ذبح (7) الهَدْي (8) والأضحية يهودي أو نصراني (9).

ص: 373


1- كما جاء في بحر المذهب 335/3.. وغيره.
2- كذا ؛ والظاهر : عجيب.
3- كذا ؛ والظاهر : حرمه.
4- راجع : المهذب للشيرازي،348/1، الوسيط في المذهب 2/ 560 - 561.. وغيرهما.
5- لاحظ : الصراط المستقيم 219/3 برقم (12).
6- راجع : الشرح الكبير للرافعي 533/3، كما وقد جاء في الصراط 219/3 برقم (13).
7- في نسخة (ألف) : أذبح، وهي مطموسة في نسخة (ب)، أو : ما ذبح.
8- في نسختي الأصل الهدية
9- قال في الصراط المستقيم 219/3 برقم 14: لو ذبح الهدي ذمي أجزاه. قال الشافعي في كتابه الأُمّ 263/2: وذبح كلّ من أطاق الذبح من امرأة حائض وصبي من المسلمين أحب إلي من ذبح اليهودي والنصراني وكلّ حلال الذبيحة.

الصرورة (1) إذا أحرم بالحج عن غيره ؛ أنّ الحجة تكون عن المُحْرِم، وتجزيه عن حجة الإسلام !

وقد ردّ على النَّبيّ (عليه و آله السلام)، وذلك أنه قال : «إذا لم يجد النعلين فليلبس الخفّين، ويقطعهما من أسفل الكعبين» (2)، وهو يقول بلبس الخفين ولا حرج عليه إن لم يقطعهما.

يستحب للمرأة المحرمة أن تختضب لزينة أو لسنة (3).

ولا بأس للمحرم أن يحتجم أو يرتمس في الماء (4).

ص: 374


1- في نسختي الأصل : الضرورة، والظاهر ما أثبتناه. والصرورة - بفتح الصاد المهملة - : من لم يحجّ حجة الإسلام، بل هي حجته الأُولى الواجبة، كما قاله النووي في المجموع 113/7.
2- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 8/2، وكتاب البخاري 102/1 حديث 366، و 20/3 حديث 1841، و 187/7 حدیث 5806، وسنن أبي داود 165/2 حديث 1823، وسنن الترمذي 195/3 حديث 834.. وغيرها. وقد جاء في الفصول المختارة : 197 بزيادة: «إنّ المحرم إذا..».
3- ويؤيد ذلك ما قاله الماوردي في الحاوي الكبير 94/4 : إن من المستحب لها أن تختضب لإحرامها بالحناء. وانظر : بحر المذهب للروياني 434/3.
4- قال الشافعي في كتابه الأُمّ 226/2، و 224/7.

المحرم إذا تلوط أو أتى بهيمة لا يفسد الحج (1).

المعري (2) : [من البسيط ]

والغيُّ (3) كالنَّجْمِ عُرياناً بِلا سُتُرٍ***وَلِلْحُقُوقِ (4) وُجُوهُ البِسَتْ خُمُرا (5)

يقامِرُونَ بِما أُوتُوهُ مِنْ حِكَم***وصاحِبُ الظُّلمِ مَقْمُورٌ، إِذا قَمَرا (6)

ص: 375


1- قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط 219/3 برقم (15)، اللواط وايتاء بهيمة لا يفسد الحج. حكى الروياني في بحر المذهب 561/3 هذا الفتوى عن أبي حنيفة، وقال مالك : لا يفسد بإتيان البهيمة، ويفسد باللواط، وبه قال أبو يوسف ومحمّد بن الحسن الشيباني (المتوفي سنة 189 ه-).
2- دیوان لزوم ما لا يلزم 409/1 - 410 مقطوعة (102) [ طبعة دار الجيل ]، وهي من قصيدة ذات 21 بیت، مطلعها : [ من البسيط ] إنَّ التجارب طيرُ تألفُ الخَمَرا***يَصِيدُها من أَفادَ اللُّيَّ أفادَ اللُّب والعُمُرا وقد جاءت هذه الأبيات في القصيدة 3 و 6 و 8 و 11 و 12. انظر : طبعة دار الصادر للديوان 496/11 - 497 بعنوان : المتدين المحتال.
3- في نسختي الأصل : والقى.
4- في نسختي الأصل : وللحقيق ! ولعلّها تقرأ في نسخة (ألف) : للحميق.
5- في نسختي الأصل : حمرا.
6- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، غير منقوطة في نسخة (ألف)، تقرأ هكذا: مقهوراً لا أقسرا، وما هنا من الديوان.

يَشدُو مَزامير داودٍ ويَفْضُلُهُ (1)***في النُّسْكِ نافِخُ مِزْمارِ لَهُ زَمَرا

هم السباعُ إِذا عَنَّتْ فرائسُها***وَإِنْ دَعَوْتَ لِخَيْرِ حُوِّلُوا حُمُرا

قَدْ صَدَّقَ النَّاسُ ما الأشبابُ تُبطله (2)***حَتَّى لَظَنُّوا (3) عَجُوزاً تَحْلِبُ القَمَرا

ابن الحجّاج (4) : [ من السريع ]

فِرْعَونُ لَمْ يَحْكُمْ بِهذا وَلا***جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ هامان

***

ص: 376


1- في نسختي الأصل : يفصله.
2- في نسختي الأصل : ما الألباب يبطنه.
3- كذا في الديوان، وفي نسختي الأصل : أظنّوا.
4- سلفت ترجمة شاعرنا في المقدمة، وذكرنا نماذج من شعره إلى الآن كثيراً، ولا نعرف لها مصدراً ولا ديواناً إلا ما جاء مبثوتاً في المناقب، أو مجموعاً في الغدير، وليس منه هذا. وقد جاء هذا البيت بنصه ولوحده عنه في الصراط المستقيم للبياضي 219/3. نعم : قد طبع ديوانه أخيراً.. ولم أحظ بمراجعته.

[ القسم الرابع ]

[ في مساوي الفقهاء الضالين المكذّبين ]

[ باب ]

[ رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 7]

[ في فتاوي الشافعي في العقود ]

ص: 377

ص: 378

فصل السابع: في فتاوي الشافعي في العقود

يصح شري الكافر أباه المسلم، ويصح استئجاره وارتهانه العبد المسلم (1)

يجوز بيع لبن الآدميات (2).

يجوز بيع القرد والفيل، وكل ما ينتفع به من المسوخ (3).

بيع الجوز واللوز والباقلاء في القشر الأخضر الفوقاني على الأرض، أو على الشجر، أو مع الشجر.. لا يجوز، وكذلك بيع الحنطة في سنبلها (4).

يجوز بيع رباع مكة وإجارتها (5).

من اشترى عبداً بوّالاً فى الفراش أو غير مختون.. فله الخيار إذا كانا كبيرين.

ص: 379


1- راجع : الشرح الكبير للرافعي 16/4، المهذب للشيرازي 21/2 - 22.. وغيرهما.
2- راجع : الحاوي الكبير للماوردي 333/5، الوسيط في المذهب 20/3.
3- راجع: البيان في مذهب الشافعي 61/5، الشرح الكبير للرافعي 26/4.
4- انظر : الأُمّ للشافعي 51/3 - 52.
5- البيان في مذهب الشافعي 62/5.

الشريكان إذا تخاصما، وأراد أحدهما المقاسمة ؛ فللحاكم قسمة الإجبار (1).

رهن المستعار جائز (2).

يجوز للسلطان أن يقطع إنساناً شيئاً من الشوارع والطرقات ورحاب المجامع (3).

ومن [ نَوَى ] أن يتعدى في الوديعة يضمن (4).

إن حبس حرّاً لا ضمان على حابسه إذا سرقت ثيابه (5).

من أخذ ثوباً من خُرج وجب عليه القطع، ثم قال : من أخذ خُرْجاً برمته لا يجب عليه القطع.

إذا سلّم الثوب إلى غسال، وقال له : اغْسِلْهُ، ولم يشترط [عليه] الأُجرة

ص: 380


1- راجع تفصيل هذا الحكم في الحاوي الكبير للماوردي /250/16، وبحر المذهب للروياني 35/14.. وغيرهما من كتبهم.
2- قال الغزالي في الوسيط في المذهب 471/3 : فإنّ الشافعي نص على أنه لو رهن المستعار بإذن المعير صح الرهن.
3- كما حكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 219/3 برقم 16 عنه، وفيه : رحبات الجوامع، ولعله أخذه من كتابنا هذا. وانظر تفصيل الحكم في بحر المذهب 297/7 - 298.. وغيره.
4- انظر : الخلاف 175/4 المسألة 8، والمؤتلف والمختلف 76/2 المسألة.. وغيرهما.
5- راجع : المجموع 274/14، ولعل المصنّف (رَحمهُ اللّه) هنا نقل الحكم من الخلاف لشيخ الطائفة الطوسي (رَحمهُ اللّه) 503/3 مسألة 27.

ولا عرّض له بها ؛ لا أجرة له (1) !

لو قال : لفلان عليّ شيء.. يقبل تفسيره على أقلّ شيء ؛ مثل الكلب والسرجين وجلد الميتة (2).

لو قال : داري (3) لفلان فهو مناقض، ولو شهد الشاهد أنّه أقر له بذلك وكانت ملكه إلى أن أقر.. كانت الشهادة باطلة (4).

لو فتح الغاصب رأس زق، فهبت الريح فسقط، وضاع ضيعةً.. فلا ضمان(5).

لو نقل صبياً حُراً إلى مسبعة فافترسه سبع لا يضمن (6).

لو فتح الزق حتّى شرقت الشمس وأذابت [ ما فيه ]، أو نقله إلى أرض مسبعة.. ففي الضمان خلاف (7).

ص: 381


1- راجع تفصيل الحكم في الحاوي الكبير 442/7 و 505، ونهاية المطلب 204/8، وبحر المذهب 184/7.. وغيرها.
2- راجع : الأُمّ للشافعي 234/6، والشرح الكبير 301/5.. وغيرهما.
3- في نسختي الأصل : داري أو لفلان، والصحيح زيادة (أو)، كما في المصدر.
4- راجع : فتح العزيز للرافعي 106/11.
5- راجع : فتح العزيز للرافعي 243/11، والشرح الكبير 400/5، وحكاه عن الغزالي.
6- راجع : فتح العزيز للرافعي 243/11، والشرح الكبير 404/5، وروضة الطالبين 7/5.. وغيرها.
7- راجع : فتح العزيز للرافعي 243/11، والشرح الكبير 400/5 و 401، وروضة الطالبين 5/5.. وغيرها.

لو فتح قفص طائر فوقف ثم طار لم يضمن، وكذا العبد المجنون المقيد، وإن

كان العبد عاقلاً ؛ فلا يضمن من فتح باب السجن - وإن كان آبقاً - (1).

الضعيف إذا دخل دار القوي - وهو فيها - وقصد الاستيلاء لم يضمن، وإن لم يكن القوي فيها ضمن (2).

لو استأجر أرضاً للقمح فزرع...(3) والمرتد وفي الحربي خلاف.

القاضي ينعزل [ بالفسق ] ثم لا يعود بالتوبة، والإمام لا ينعزل بالفسق ؛ لأجل مصلحة الكلية، ولكن إن أمكن الاستبدال به من غير فتنة فُعِلَ (4).

النكاح [ و ] الملك يبيحان النظر إلى السوأتين من الجانبين (5).

ولا ينعقد النكاح ولا البيع بالكناية ويصحّ الطلاق !

ص: 382


1- راجع : فتح العزيز للرافعي 243/11، والتنبيه في الفقه الشافعي للشيرازي : 116، والمجموع للنووي،285/14، والشرح الكبير 400/5.. وغيرها.
2- فتح العزيز للرافعي 249/11، ونقل هذا الحكم في الشرح الكبير 405/5 عن الغزالي.
3- هنا سقط واضح. راجع : كتاب الأُمّ للشافعي 18/4، والحاوي الكبير 463/7 - 464، ونهاية المطلب،250/8، والشرح الكبير 134/6، والمجموع شرح المهذب 53/15.. وغيرها.
4- لاحظ : الوسيط في المذهب 484/4.
5- راجع : الشرح الكبير 478/7 نقلاً عن الغزالي.

الوليمة واجبة، والإجابة فيها واجبة في أحد قوليه(1).

يجب على المسلم حضور وليمة الذمي (2).

من زنى بامرأة لها بعل، ففارقها زوجها.. يجوز له العقد عليها.

العجم ليسوا بأكفاء للعرب، والعرب ليسوا بأكفاء لقريش، وقريش ليسوا بأكفاء لبني هاشم (3).

إذا رهن جارية وقد أقرّ بوطئها، فولدت لأربع سنين من وقت الوطء فالولد لاحق به (4).

إذا فجر الرجل بامرأة فحملت منه وولدت بنتاً.. فإنه يحل للفاجر أن يتزوج بهذه البنت ويطؤها ويُولدها [ و ] لا حرج عليه ! (5)

ص: 383


1- في نسختي الأصل : أحا قوله، والظاهر ما أثبتناه. راجع : بحر المذهب للروياني 75/11.
2- راجع : المجموع للنووي 398/16.
3- راجع : المجموع للنووي 187/16، والحاوي الكبير 102/9.. وغيرهما. وحكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 219/3 برقم (17).
4- الشرح الكبير للرافعي 539/4.
5- راجع روضة الطالبين،109/7، والشرح الكبير 30/8.. وغيرهما. وكذا ما جاء في كتاب الشيخ المفيد رحمه اللّه الفصول المختارة : 162.. وغيره.

أحلّ نكاح البنات ونكاح ولد الزنا !!(1)

لو أنّ رجلاً اشترى أُخته من الرضاع ووطئها لما وجب عليه الحدّ ! (2)

ردّ قول اللّه تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ..) (3) الآية، وقول رسوله (4) (عليه وآله السلام) : «من ملك ذا محرم فهو حرّ» (5).

وهو يقول : إنّ الرجل يملك أُخته، والمرأة تملك أخاها (6).

وإذا وقع بصر نبيٍّ (7) على امرأة رجل ورغب فيها.. وجب على الزوج طلاقها لينكحها..!

نسب النَّبيّ (عليه و آله السلام) إلى الرغبة في الحرام (8)

ص: 384


1- حكى البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 219/3 (18) : يجوز نكاح البنت من الزنا.
2- راجع : الفصول المختارة : 162.
3- سورة النساء (4) : 23. 4 في نسخة (ألف) : رسول اللّه.
4- راجع عن ذلك روايات الباب في سنن الترمذي 409/2 (باب 28)، والسنن الكبرى للبيهقي،289/10، والمصنّف لابن أبي شيبة 16/5، والسنن الكبرى للنسائي 173/3.. وغيرها.
5- راجع : الفصول المختارة : 199.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : نبيا، أو : نبتا.
7- حكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 219/3 مع تقديم وتأخير بقوله : نسب نبينا إلى رغبة في الحرام ! حيث قال.. إلى آخره.
8- وراجع : الوسيط للغزالي،17/5، وعنه في الشرح الكبير 449/7.. وغيره.

إذا علم القاضي أنّ المرأة مطلقة زَوَّجَها وإن لم يشهد شاهد على الطلاق.

ولو قال : إن أعطيتني خمراً فأنت طالق ](1)، فأتت (2) بخمر مغصوب، ففيه وجهان، وأولى بالوقوع (3).

وقال النَّبيّ (عليه و آله السلام) : «الطلاق بالرجال، والعدة بالنساء» (4).

وهو يقول : ولو قال : طلقي نفسكِ.. فإذا قالت : طلقت.. وقع.

ولو قال : طلقي نفسكِ.. فقالت : طلقت.. وقعت واحدة.

ص: 385


1- زيادة من المصادر.
2- في بعض المصادر : أو ميتة فانت..
3- راجع عن المسألة وأقوالها : الوسيط في المذهب 339/5، والحاوي الكبير 63/10 و 65، والشرح الكبير للرافعي 442/8، والمغني لابن قدامة 203/8، وكذا كتابه الشرح الكبير 194/8، وكشف القناع للبهوتي 250/5.. وغيره.
4- كما جاء في كتاب الجعفريات : 114 - وعنه في مستدرك الوسائل 322/14 - 323 (باب 15) حديث 16835 - بنصه إلا أنّه عن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ).. ومثله عن دعائم الإسلام 1128/2 في مستدرك الوسائل 338/15 (باب 19) حديث 18432، و 339/15 - 340 (باب 20) حديث 18436.. وموارد أُخر كلها عن الجعفريات، وبعضها عن الإمام السجاد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، و لعله سهو إذ لم يرد كذلك في الجعفريات، فراجع. وكذا رواه في دعائم الإسلام 300/2 حدیث 1128، وعنه في المستدرك 431/14 حدیث 17197 وراجع عن ذلك : المصنّف لابن أبي شيبة 101/4، والمعجم الكبير للطبراني 337/9.. وغيرهما. والخبر قد نقل في كتبهم عن الصحابة والتابعين.

ولو قال : طلقي واحدة.. فطلقت ثلاثاً أوقعت واحدة (1).

ولو قال : أنت طالق.. ونوى التأكيد لم يقع إلا واحدة.

ولو قال : أنتِ طالق نصف طلقة، أو ربع طلقة، أو نصفي طلقة، أو نصف طلقتين، أو ثلث وربع وسدس طلقه.. وقعت واحدة.

ولو قال : فإن طلقتكِ فأنتِ طالقٌ قَبْلَهُ ثلاثاً.. انحسم (2) باب الطلاق [ على أظهر وجهين ] (3).

امرأة المفقود إذا لم تعرف خبره تضرب لها أربع سنين، ثم يفرّق الحاكم بينهما ويحكم بموته، فإذا انقضت عدة الوفاة جاز لها النكاح (4).

مخيف السبيل إذا كان مسلماً وقَتَلَ (5) ذمياً قُتِلَ أو صُلب (6).

المعرّي (7) : [ من السريع ]

ص: 386


1- راجع : الحاوي الكبير للماوردي 172/10 - 173.
2- كذا وردت في نسخ الأصل : الحم، والمعنى غير واضح.
3- أثبتنا الزيادة من الشرح الكبير للرافعي 110/9.
4- كما قاله في الحاوي الكبير 316/11.. وغيره.
5- في نسخة (ب) : قيل.
6- راجع : الفصول المختارة : 200.
7- ديوان المعرّي (لزوم) ما لا يلزم) 512/1 - 513 قطعة (233) ضمن قصيدة ذات (9) أبيات، جاءت هذه الأبيات منها، برقم (5 و 6 و 7 و 3) بتقديم وتأخير واختلاف أشرنا لبعضه.

وَرَدْتُمُ الآجنَ مِنْ دِينِكُمْ (1)***وما ظَفِرْتُمْ بالصَّرِيح النَّمِيرُ (2)

عالِمُكُمْ (3) يَضْرِبُ في غَمْرَةٍ***كالعِلْج في القَفْرِ يلسُّ (4) الغَمِيرُ (5)

فَعَرِّفُونِي بِفتى مِنْكُمُ***لا يَمْتَرِي النَّاسَ ولكِنْ يَمِيرُ

وَإِنَّما سائِسُكُمْ (6) دائب (7) يَرعَى المَطايا أو (8) يَسُوسُ الحَمِيرُ

ابن الحجّاج (9) :

ص: 387


1- في نسختي الأصل : ديتكم.
2- في نسختي الأصل : بالصحيح التمير.
3- في نسختي الأصل : عليكم.
4- في نسختي الأصل : يلين.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : القمير أو بشكل آخر أيضاً، وما هنا أخذناه من المصدر.
6- تقرأ في نسخة (ألف) : مامسكم، وهي مشوشة في نسخة (ب).
7- في نسختي الأصل : ذائب.
8- في نسختي الأصل : واو، بدلاً من : أو.
9- سلفت ترجمة الشاعر له في المقدمة، ولم أجد أبياته هذه في المناقب ولا الغدير ولا غيرهما من المجاميع الشعرية. نعم ؛ لابن الحجّاج توجد في مصر نسخة خطية لأحد مجلدات ديوانه، كما يوجد کتاب درة التاج من شعر ابن الحجّاج مطبوع عن نسخة خطية، وهناك نسخة خطية من كتاب تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج، وطبع حديثاً شعره في أربع مجلدات ضخام. وجاء البيتان بيتاً واحداً ! في الصراط المستقيم 219/3.

[ من مجزوء الرجز ]

أَنْتَ فَقِيه عالِمٌ***أُحِبُّ أَنْ تَفتِيَنِي (1)

مِنْ قَبْلِ أَنْ أَضْرُطَ (2) في***شرح كتابِ المُزَنِي (3)

***

ص: 388


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : تقتلني.
2- في الصراط المستقيم 219/3 : اضطر.
3- الكلمة في نسختي الأصل غير معجمة، ولذا صارت مشوشة، أثبت ما استظهرناه منها.

[ القسم الرابع ]

[ في مساوي الفقهاء الضالين المكذّبين ]

[ باب ]

[ رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 8]

[ في فتاوي الشافعي في الأحكام ]

ص: 389

ص: 390

فصل الثامن: في فتاوي الشافعي في الأحكام

الإعسار موجب الفسخ.

يجوز ذبيحة اليهود والنصارى إذا كانوا عقلاء (1)

ولا يحرم الضبّ والضبع والثعلب، ويلحق السمور والسنجاب بالثعلب، وفي الهرّة الوحشية وابن عرس وابن آوى تردد(2).

ومتروك (3) التسمية فيما يؤكل.. ! (4)

القرآن : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّه عَلَيْهِ..) (5) الآية.

ص: 391


1- قاله في الوسيط في المذهب 101/7، الحاوي الكبير 93/15 - 94.. وغيرهما، وقد ذكر للمسألة تفصيلاً.
2- كما قاله الشافعي في كتابه الأُمّ 265/2، والغزالي في الوسيط 158/7 - 159، والرافعي في الشرح الكبير 127/12.. وغيرهم.
3- في نسختي الأصل : مروك، والصحيح ما أثبتناه.
4- راجع : الشرح الكبير،36/12، والمجموع 8/ 410 - 411.. وغيرهما.
5- سورة الأنعام (6) : 121.

الطين الأبيض المأكول حلّ..(1)

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «الطين حرام على أُمتي» (2).

ص: 392


1- اختلفت فتاوي القوم في حرمة أكل الطين وحلّه.. راجع عن ذلك : المجموع للنووي 238/11.. وغيره. وقال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 219/3 برقم (20) : إنّه أحل أكل الطين الأبيض.
2- وجاء عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كما حكاه أبو العباس المستغفري في طب النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): 31، أنّه قال : «أكل الطين حرام على كلّ مسلم»، وعنه في مستدرك الوسائل 203/16 (باب 42) حديث 19593، وفيه زيادة : «ومسلمة». وروي عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال : «الطين حرام كله..»، كما رواه الكليني (رَحمهُ اللّه) في أُصول الكافي 265/1 - 266 حديث 1، وكذا رواه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في التهذيب 89/9 حدیث 112، وعنهما في الوسائل 224/24 (باب 58) حديث 30396 من عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 15/2 حديث 34، ولاحظ روايات الباب 58 (220 - 225).. وفيه عدة روايات. وجاء في عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 15/2 عنه، أنّه قال : «أكل الطين حرام»، وعنه في بحار الأنوار 151/60 (باب 33) حديث 4، ومثله في علل الشرائع 532/2 عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ). ولاحظ روايات بحار الأنوار 150/60 - 163 (باب 33، تحريم أكل الطين وما يحلّ أكله منه)، وفي بعضها زيادة : «على كلّ مسلم». ونقله في الصراط المستقيم 219/3، ولاحظ كامل الزيارات : 285، ومكارم الأخلاق : 167.. وغيرهما.

الخوارزمي (1): [ من المتقارب ]

دَعَ الطِّينَ مُعْتَقِداً (2) مَذْهَبِي***فَقَدْ صَحَ لِي مِنْ حَدِيثِ النَّبيّ

مِنَ الطِّينِ رَبِّي بَرَى آدَماً***فَاكِلُهُ آكِلُ لِلأب!

سماع الغناء بالقصب وأشباهه جائز (3).

اللعب بالشطرنج وأشباهه جائز.. (4)

القرآن : ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ النُّورِ﴾ (5).

وروى الثعلبي في تفسيره (6) : أن علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال في النرد والشطرنج : «هي : الميسر» (7).

ص: 393


1- لم أجد هذه الأبيات في ديوانه المجموع له المطبوع، ولعلّها من متفردات كتابنا هذا، كما جاء في الصراط المستقيم 219/3 عنه. وقد نسب الثعالبي في يتيمة الدهر 163/5 هذين البيتين إلى أبي الفرج ابن هند.
2- كذا في الصراط، ويتيمة الدهر، وقد جاءت نسخة بدل في نسخة (ألف)، وفي نسختي الأصل : معقلاً.
3- كذا جاء في الوسيط في المذهب 351/7، والشرح الكبير للرافعي 9/13 نقلاً عن الغزالي، ونصّ عليه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 219/3.
4- كره الشافعي اللعب بالشطرنج، كما في كتابه الأُمّ 56/7، والحاوي الكبير 178/17.. وغيرهما، وهذا مما يكشف عن الجواز عندهم.
5- سورة الحج (22): 30.
6- تفسير الثعلبي 151/2.
7- جاء بنصه عن الثعلبي في متشابه القرآن 2102.

المسلم إذا كاتب عبده على خمر فالعبد يكون مكاتباً، وعليه أداء الخمر لا غيره (1).

يقتل الجماعة بالواحد (2).

لو سقط رجل في البئر على سكين منصوب.. فالضمان على الحافر، لا على ناصب السكين (3).

لو تعثّر أحد بقاعد فالضمان على القاعد (4).

لو تعثّر ماش بواقف فضمان الواقف على الماشي (5).

لو قتله بسحر (6) فيه قولان (7).

لو سرق ألف ديار وله منه [ وزن ] دينار شائع) فالأصح (8)

ص: 394


1- راجع : البيان في مذهب الإمام الشافعي 492/8 - 493.
2- قال الماوردي في الإقناع في الفقه الشافعي : 162 : ويقتل الجماعة بالواحد ؛ إذا اشتركوا في قتله.. وقريب منه في المهذّب للشيرازي 173/3، والوسيط للغزالي 279/6.. وغيرهما.
3- قاله في الشرح الكبير 431/10 نقلاً عن الغزالي.
4- من قوله : بقاعد.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
5- كما جاء هذا والذي قبله في الشرح الكبير 433/10.. وغيره.
6- في نسختي الأصل : بسحري - بدون إعجام -.
7- راجع : مختصر المزني 362/8، والحاوي الكبير 97/13 - 98.. وغيرهما.
8- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وتقرأ في نسخة (ب): سابع، والظاهر ما أثبتناه، كما جاء في المصدر.

أنّه لا يقطع (1).

لو ادعى السارق أنّه (2) نام فضيع، سقط القطع بمجرد دعواه (3).

إذا كان الحرز ملكاً للسارق، لكنّه في يد المسروق منه غصباً.. لم يقطع. وهل تكون الدار المغصوبة حرزاً عن غير المالك ؟ فيه وجهان(4).

إن نقب ليلة ورآه صاحب الدار وأهمل، ثم عاد السارق للإخراج ليلة أُخرى وسرق.. فلا يجب القطع (5).

وإن اشتركا في النقب وانفرد أحدهما بالإخراج.. فالقطع عليه خاصة (6).

ولو أخذ أحد شريكي النقب سدساً، والآخر ثلثاً.. فلا قطع إلا على صاحب الثلث، فإن دخل أحدهما وأخرج المتاع إلى باب الحرز، فأدخل الآخر يده فعليه (7) القطع، وإن وضع الأوّل خارج الحرز فعليه (8) القطع، وإن وضع على

ص: 395


1- كما في الشرح الكبير للرافعي 185/11، روضة الطالبين 117/10.
2- في العبارة اختصار مُخلّ، أي : لو ادعى السارق أنّ صاحب الدار نام أو ضيّع ما فيها.
3- الشرح الكبير 198/11.
4- لاحظهما في الوسيط في المذهب 471/6، الشرح الكبير 208/11.. وغيرهما.
5- راجع : بحر المذهب للروياني 424/6، والشرح الكبير 210/11 - 211.. وغيرهما.
6- قاله في نهاية المطلب 233/17، والوسيط في المذهب 472/6.. وغيرهما.
7- تقرأ في نسختي الأصل : فطنه، ولا معنى لها، والصحيح ما أثبتناه من المصدر.
8- تقرأ في نسختي الأصل : فطنه، ولا معنى لها، والصحيح ما أثبتناه من المصدر.

سط النقب وأخذ الآخر.. فقولان ؛ أحدهما : أن لا شيء عليهما، ولو أكل في الحرز (1) لم يقطع (2).

ولو وضعه على ظهر دابة، فخرجت.. فالأصح أنه لا قطع عليه (3).

وإذا سرق من طرف حانوت الجار بحيث يحرز بلحاظ (4) الجيران فلا قطع (5).

ويجوز التداوي بالخمر والأعيان النجسة ! (6)

وفي جواز قتل الراهب، والضيف (7)، والحارث (8)، والشيخ، والسوقة من الكفار قولان..(9)

ص: 396


1- في نسخة (ألف): الجديد، وفي نسخة (ب): الحد، والظاهر ما أثبتناه، كما جاء في غالب المصادر.
2- كما جاء في الشرح الكبير للرافعي 211/11 و 214، روضة الطالبين 134/10.
3- راجع : الشرح الكبير 216/11.
4- كذا في المصدر، وفي نسخة (ألف): بلحظ، والكلمة مطموسة في نسخة (ب).
5- راجع : الشرح الكبير 221/11 و 224.
6- راجع : نهاية المطلب للجويني 305/2 - 306، والوسيط للغزالي 156/1، و 506/6، والشرح الكبير 273/11.. وغيرها.
7- في الشرح الكبير : العسيف، وهو الظاهر، والعسيف هو الأجير، كما في كتب اللغة، وراجع ما جاء في الشرح الكبير 391/11.
8- في الشرح الكبير : الحارس.
9- راجع : الحاوي الكبير 310/14، والشرح الكبير 389/11، وروضة الطالبين 243/10.. وغيرها.

الشيخ ذو الراي يقتل (1) !

لو دخل کافر ديارنا مدةً بغير أمان لم نأخذ منه شيئاً ؛ لأنّه لم يقبل [ الجزية ]، لكن نقاتله ونسترقه ونقتله، ولو قبل الجزية ففي جواز استرقاقه و جهان (2).

وإن دخلت امرأة أو صبى ديارنا من غير أمان وتبعية.. استرقت (3).

ولو حلف أن لا يصلّي، ثم أحرم (4) بالصلاة.. حنث (5).

لو حلف لا يتكلّم (6) ؛ حنث بترديد (7) الشعر مع نفسه [ لأن الشعر كلام ] (8).

وإن قال : يدكِ أو رجلك أو أُذنكِ طالق.. يقع (9) !

ص: 397


1- راجع : الشرح الكبير 389/11.
2- راجع : الوسيط في المذهب للغزالي،58/7، وروضة الطالبين 488/7 - 489..
3- المصدر السالف 65/7.
4- في نسختي الأصل : محرم.
5- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة تقرأ : حب، والظاهر ما أثبتناه. راجع : البيان في مذهب الشافعي للعمراني 560/10.
6- في نسختي الأصل : يتكلف، وما أثبت من المصادر.
7- الكلمة غير منقوطة وهي مشوشة تقرأ : بردّها، وما أُثبت من المصادر.
8- الزيادة من المصادر، وراجع : الشرح الكبير 327/12، نقلاً عن الغزالي، وكذا ما جاء في روضة الطالبين 65/11.
9- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ: تبع، وما أُثبت استظهار منا، ولعله : صح. راجع : الأُمّ للشافعي،200/5، ونهاية المطلب 184/14، وبحر المذهب 116/10.. وغيرها.

يجوز قضاء الأُمي الذي لا يكتب(1).

إذا غلب الفسقة على الولاية، فكل من ولاه (2) نفذ (3) حكمه (4).

يجوز شهادة من لعب بالشطرنج والحمام(5).

وسماع الغناء والرقص، ونظم الشعر بلا فُحش، وهجو، وتشبيب، وسماع (6) الدف والطبل - وإن كان فيه جلاجل - كلّ ذلك ليس بحرام، والمواظبة على ذلك يقدح في بعض (7) الناس.

وأما النرد، وسماع الأوتار والمعازف، والمزمار، وما هو شعار الشرب(8)،

ص: 398


1- لاحظ : الشرح الكبير 415/12.
2- في الصراط : ولوه.
3- في نسخة (ألف) تقرأ : تعمد.
4- كما جاء في الصراط المستقيم 220/3.
5- راجع : كتاب الأُمّ للشافعي 224/6، و 56/7، ونهاية المطلب 19/19 - 21، وبحر المذهب 298/14 - 299.. وغيرها.
6- من قوله : بالأفحش.. إلى هنا مطموس في نسخة (ب).
7- كذا في المصدر، وفي نسختي الأصل : أمض.
8- في نسختي الأصل : سحار الشرب، ولا نعرف لها معنى، وما أُثبت من الوسيط للغزالي 350/7.

ونظم الهجو وإنشاده، ولبس الحرير (1) والجلوس عليه، والتختم بالذهب.. كلّ ذلك حرام، لكن لا تُردّ الشهادة بالمرّة (2) الواحدة، لكن بالإصرار (3).

الحنفي إذا شرب النَّبيّذ حدّ وقبلت شهادته (4)، وفيه وجه : أنه لا يحدّ.

وتقبل شهادة المبتدعة، إلّا من يطعن على الصحابة، أو على عائشة (5).

العبد إذ ادّعى أنه حُرٌّ صُدّق بيمينه (6).

القايف يحكم على المجهولات فيقبل.

وإذا قال : يا حرّ ! ثم (7) قال : أردت نداءً باسمه القديم.. لم يقبل ظاهراً، إلا أن يكون اسمه في الحال حرّ، وكذلك لو قال : يا آزاد مرد (8)، ثم قال : أردت الوصف بالجود(9).

ص: 399


1- في نسختي الأصل : الحرس.
2- في نسختي الأصل : بالمرأة.
3- الشرح الكبير 9/13 - 10.
4- راجع : الوسيط للغزالي 507/6، وكذا إحياء علوم الدين 22/4، ونهاية المطلب للجويني 296/7، و 22/19.. وغيرها.
5- راجع : الشرح الكبير 30/13.
6- راجع : الوسيط في المذهب 408/7، الشرح الكبير 168/13.
7- في نسختي الأصل : يا حرسم.
8- جملة فارسية بمعنى : أيها الرجل الحرّ.
9- راجع : نهاية المطلب 251/19، والغاية في اختصار النهاية 185/8.. وغيرهما.

وإذا قال لمملوكه : أنت ابني.. عتق عليه ولحقه، إلّا أن يكون [أكبر ] سنّاً منه، [ فلا يعتق ] (1).

الحميري (2): [ من الكامل ]

يا أَيُّهَا الهَمَجُ المُضِلُّونَ الَّذِي***سَلَكُوا الضَّلالَةَ حَيْرَةٌ وعَماءا !

لَمْ تَسْتَضِيئُوا بِالهُدَى فَعَمَيْتُمُ***فِي غَيْكُمْ وخَبَطْتُمُ العشواءا

دِنْتُمْ بِرَأْي عِصابَةٍ قاسُوا لَكُمْ***وَاسْتَخْرَجُوا مِنْ عِنْدِهِمْ آراء ؟!

وَتَرَكْتُمُ آلَ الرَّسُولِ بِمَعْزِلٍ***مَنْ ذا يُطِيقُ لِفَضْلِهِمْ إِحْصاءا ؟ !

أبو عبد اللّه الآمدي : [من الوافر ]

عُلُومُكُمْ وَإِنْ كَثُرَتْ هَباءاً***بِلا أَصْلٍ (3) وَفَضْلُكُمْ فُضُولُ

ص: 400


1- راجع : الشرح الكبير 368/13، وأضفنا ما بين المعكوفين من المصدر.
2- لم تأت هذه الأبيات فيما جمع من أبيات للسيد الحميري (رَحمهُ اللّه)، ولا نعرف لها مصدراً ناقلاً، سوى كتابنا هذا، فراجع.
3- في الصراط : بلا فضل.

أَتَعْتَقِدُونَ قاتِلَ آلِ طه***غَداً في الحَشْرِ يَنْجُو والقَتِيلُ ؟ !

وَدِينُكُمُ القِياسُ، فَهَلْ بِهذا***مَتَى أَنْصَفْتُمُ تَقْضِى العُقُول (1)؟!

***

ص: 401


1- كما حكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 220/3.

ص: 402

[ القسم الرابع ]

[ في مساوي الفقهاء الضالين المكذّبين ]

[ باب ]

[رؤساء المذاهب الأربعة ]

[ فصل 9]

[ مالك بن أنس الأصبحي ]

ص: 403

ص: 404

فصل التاسع: في (باب) مالك بن أنس الأصبحي

فصل التاسع: في (باب) مالك بن أنس الأصبحي (1)

في كامل المبرد (2)، وعقد ابن عبد ربه (3) : روى الزبيريون : أن مالك [بن أنس

ص: 405


1- مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري ؛ أبو عبد اللّه (93 - 179 ه-)، قيل : ولد سنة خمس وتسعين للهجرة، وحمل به ثلاث سنین...مولده ومدفنه المدينة. إمام المالكية، صاحب كتاب الموطأ (في الفقه الأحمدي).. وله كتب أُخرى. قيل : هو أوّل المعلنين لبدعة العمل بالرأي في هذه الأمة. أفردت فيه جملة كتب وترجمه في عدة مصنفات. راجع عنه مثلاً: تهذيب التهذيب 5/10، حلية الأولياء 316/6، صفة الصفوة 99/2، اللباب 86/3.. وغيرها. أقول : هذا الإمام كسائر أئمتهم بقي في بطن أمه مدة طويلة ! قال الثعالبي في لطائف المعارف : 114 من أنّ حمل مالك بن أنس كان أكثر من ثلاث سنين..!! ولعلّهم لا يرون طيب الولادة شرطاً في صحة الإمامة.. واللّه العلم. وحكى في كتاب المعرفة والتاريخ 806/2 عن عبد الرزاق أنه قال :.. وكان مالك ابن أنس يقول : أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم يسكت. ومثله حكاه صفحة : 807 عن هشام بن حسان بنصه.
2- الكامل للمبرد 159/2 [ مكتبة المعارف، وفي الطبعة المحققة لدار الرسالة، الجزء الثالث : 1137 - 1138].
3- العقد الفريد 235/2 باختلاف غير مهم، ومثله في شرح النهج لابن أبي الحديد 76/5، وعنهما في الصراط المستقيم 220/3 برقم 1. راجع : نثر الدر 149/5، ورغبة الآمل 144/7.. وغيرهما.

كان ] يذكر علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعثمان، وطلحة، وزبير، فيقول : واللّه ما اقتتلوا(1) إلا على الثريد الأعفر (2) !

ودخل محمّد بن الحسن على مالك بن أنس ليسمع منه الحديث ؛ فسمع في منزله صوت الزمر [ والأوتار ]، فقال : سبحان [ اللّه ] !

فقال مالك : ما لَكَ ؟ قال : هو زمر ! قال : فما أنكرت منه ؟ !

ثم أخذ في الحديث (3)، فسمع وقع الأوتار، فقال : سبحان اللّه !

فقال مَالَكَ : مالك ؟ قال : أسمع صوت الأوتار !

قال : إنا لا نرى بهذا بأساً (4) !

ص: 406


1- في نسختي الأصل : اقتلوا.
2- الأعفر : الأبيض، يريد به الثريد الممتلى بالإدام الأبيض.
3- جملة : ثم أخذ في الحديث.. مطموسة في نسخة (ب).
4- وروى في العقد الفريد 11/6 - 12 عن إبراهيم بن سعد الزهري، أنّه قال : فشهادتي على أبي أنه سمع مالكاً في عرس ابن حنظلة الغسيل يتغنّى : [ من مجزوء الوافر ] سليمي أزمعت بيناً***فأين تظنّها أينا ؟! واختصر النقل في الصراط المستقيم 220/3، ثم قال : دخل محمّد بن الحسن علی مالك ليسمع منه الحديث، فسمع في داره المزمار والأوتار فأنكر عليه، فقال : إنا لا نرى به بأساً !

وفي الأغاني للإصفهاني (1) ؛ أنّه قال الحسين بن دحمان الأشقر (2) : كنت بالمدينة، فخلا لي الطريق في نصف النهار، فجعلتُ (3) أُغنّي (4) : [ من مجزوء الكامل ]

ما بالُ أَهْلِكِ يَا رَبابُ!***خُزْراً (5) كَأَنَّهُمُ غِضابُ !

قال : فإذا خوخة (6) قد فتحت، وإذا وجه قد بَدَا، تتبعه لحية (7) حمراء، وقال : يا فاسق ؛ أسأت التأدية، ومنعت القائلة (8)، وأذعت (9) الفاحشة.. ثم اندفع يغنّيه، فظننت أن طويساً قد نُشِر بعينه بعينه (10)، فقلت [له]: أصلحك اللّه !

ص: 407


1- الأغاني 409/4 [ 222/4 من طبعة دار الكتب العلمية ] باختلاف يسير. وراجع : العقد الفريد 373/1.
2- الاسم مطموس في نسخة (ب)، وتقرأ في نسخة (ألف) : الحسين بن رحمان.
3- تقرأ في نسختي الأصل : فحطت.
4- في الأغاني : الطريق وسط النهار، فجعلت أتغنى..
5- كذا في المصدر، وفي نسختي الأصل : جزاء..
6- الخوخة : البويب، أو الباب الصغير في الباب الكبير.
7- في نسخة (ب) : لحميه، وفي نسخة (ألف) : لخمية، وكلاهما مصحف.
8- في نسختي الأصل : القابلة.
9- جاء في نسخة (ألف): ادغت، وفي نسخة (ب) : أذغت، وكلاهما لا يصح، وقد أخذنا ما هنا من المصدر، وهو الظاهر.
10- الجملة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل، تقرأ : حلو هنا قد نسر تعينه - بدون إعجام -، والصحيح ما أُثبت، وهو المعني المعروف.

من أين لك هذا الغناء ؟ قال : نشأتُ (1) وأنا غلام [حدث، أتبع المغنين وآخذ عنهم ] فقالت لي أمي : يا بني ! إنّ المغنّي إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه، فدع الغناء واطلب الفقه ؛ فإنّه لا يضر معه قبح الوجه، [ فتركت المغنين ]، فتبعت الفقهاء، فبلغ اللّه [ عزّ وجلّ ] بي ما ترى ! فقلت له : أَعِدْ جُعلت فداك. فقال : [لا، ولا كرامة ] تريد أن تقول : أخذته (2) عن مالك بن أنس.. ! فإذا هو مالك بن أنس [ ولم أعلم ].

وفي حلية الأولياء (3) وغيرها، في روايات عن أحمد بن حنبل، وأبي داود وابن وهب : أن مالكاً ضُرب وحلق وحمل على بعير، وأنّه [ من ] جعفر بن سليمان (4).

وروى أشهب بن عبد العزيز (5) - وهو أجلّ أصحابه - قال : كنت عند مالك،

ص: 408


1- في نسختي الأصل : فشأت.
2- في نسختي الأصل : أخذ به، والظاهر ما أثبتناه.
3- حلية الأولياء 316/6.
4- كذا، وحق العبارة كما في الصراط المستقيم 220/3 برقم 3 - هكذا : في حلية الأولياء.. إن جعفر بن سليمان ضرب مالكاً وحلقه وحمله على بعير..
5- راجع عنه : الجرح والتعديل 342/2 برقم 1297، تهذيب التهذيب 314/1، سير أعلام النبلاء 500/62، وتهذيب الكمال 34/35. وغيرها. قيل : اسمه مسكين، وأشهب لقبه.

فسئل عن البتة (1)، فقال : بَيْن ثلاثةً، قلت : أكتب ما قلت ؟ قال : لا تفعل، فعسى أن أقول بالعشى (2) أنّها واحدة (3).

وروي عن مالك : أنه كان يرى رأى الخوارج، وأنه سئل عنهم، فقال : ما عسى أن أقول في قوم وَلُونا، فعدلوا فينا (4) !

وسئل مالك عن رجل قتل أخاه غيلة، فقال : يقتل به، فقال أبوهما : أنا الوارث وقد وَهَبْتُ (5)، فقال : ليس ذلك إليك..

فكان أبوهما إذا سئل عنهما يقول : قتل أحدهما صاحبه، والآخر قتله مالك (6).

ويروى عن الشافعي، أنه قال : ما يحلّ لمالك أن يفتي !! (7)

ص: 409


1- في نسختي الأصل : النية، والصحيح ما أثبتناه من المصادر.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : بايعني - بدون تنقيط - وما أُثبت استظهار من اللفظ والمعنى، وهو موافق لما في المصادر.
3- ورد الخبر في كتاب الاتباع لابن أبي العزّ : 78، وتاريخ الإسلام للذهبي 327/11، وإعلام الموقعين 75/1.. وغيرها نقلاً عن الطحاوي.
4- راجع : دعائم الإسلام 88/1، الصراط المستقيم 221/3 برقم 3.. وغيرهما.
5- في نسختي الأصل : وهب.
6- جاء بألفاظ مقاربة في الصراط المستقيم 220/3 كذا برقم (4).
7- لاحظ : دعائم الإسلام 88/1، الصراط المستقيم 221/3 برقم 5، وجاءت الحكاية في كتاب : المحمّدون من الشعراء للقفطي : 138.

ومن فتاويه :

من أنزل فاغتسل، ثم خرج منه ماء بعد غسله فلا غسل عليه(1).

من اغتسل للجمعة في صدر النهار وتشاغل، أعاد الغسل عند رواحه (2).

من تيقن الطهارة، ثم شكّ في الحدث بنى على الشكّ.. فطرح اليقين (3).

سؤر الكلب(4) والخنزير من الطعام والمائعات مباح (5)، ومن الماء مكروه (6).

لعاب الكلب طاهر، ومن لم يجد من الماء [إلّا ] ما ولغ به كلب فإنّه يتوضأ به (7).

من ترك الاستنجاء والاستجمار وصلّى بالنجاسة - لعذر من سهو، أو عدم ما يزيله - أجزأه (8).

ص: 410


1- التفريع في فقه مالك بن أنس 26/1.
2- التفريع في فقه مالك بن أنس 75/1.
3- لاحظ : الصراط المستقيم 221/3 برقم 5.
4- صرّح ابن عبد البر في التمهيد 269/18 بأنّ مالك وأصحاب مذهبه يرون سؤر الكلب طاهراً.
5- في نسختي الأصل : مراح !
6- التفريع في فقه مالك بن أنس 52/1. وقد حكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 221/3 برقم 6.
7- نص عليهما - بتقديم وتأخير - البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 221/3 برقم 7 و 8. وراجع : المدونة الكبرى 116/1.
8- التلقين في الفقه المالكي 27/1 - 28.

[ جعل ] الاستعاذه بعد القراءة.. بخلاف الإجماع، ذهب إلى قوله : (فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّه..) (1).

قال الزجاج (2) : وجميع أصحاب المعانى [قالوا ] معناه : إذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ، كما تقول : إذا أكلت فقل : «بسم اللّه» (3).

ويكره أن يُقرأ (بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في الصلاة، بل يكبر ويبتدأ بالحمد إلا في رمضان (4).

لا بأس [ ب- ] إمامة ولد الزنا، ووافقه أبو حنيفة (5).

يجوز [ أن ] يؤم المحدود والأقطع (6).

لا بأس بصلاة المأموم بين يدي إمامه، ووافقه الشافعي على ذلك(7).

ص: 411


1- سورة النحل (16): 98.
2- معاني القرآن للزجاج 218/3 باختلاف كثير.
3- قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 220/3 برقم 10 : جعل الاستعاذة بعد القراءة أخذه من ظاهر : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّه﴾، وجميع أهل المعاني قالوا : معناه إذا أردت أن تقرأ.. مثل إذا أكلت فسم.
4- الصراط المستقيم 221/3 برقم (9).
5- التفريع في فقه مالك بن أنس 65/1.
6- المصدر السالف.
7- كذا، إلا أن عبارة الصراط المستقيم 221/3 برقم 11 - ونحتمل أنه قد أخذها من شيخنا (رَحمهُ اللّه) - قال : جوّز هو والشافعي تقدم المأموم على الإمام. و راجع : التفريع لابن الجلاب المالكي،66/1، وعيون المسائل للثعلبي المالكي : 140.. وغيرهما.

النجاسات كلّها - ما لم تكن متفاحشة (1) - فهي معفو عنها، والتفاحش عند أحمد شبر، وعند مالك نصف الثوب (2).

ومن لم يجد إلا ثوباً نجساً فليصل فيه ولا إعادة عليه (3)...القرآن : ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (4).

ومن لم يجد إلّا ثوب حرير فليصل فيه (5).

لا بأس بالصلاة في المقبرة الجديدة، وتكره في المقبرة القديمة (6).

النوافل المرتبة - في اليوم والليلة - إذا (7) فاتت أوقاتها لا تقضى (8).

ص: 412


1- في نسختي الأصل : متفاحشاً.
2- بل يرى المالك العفو في الدم اليسير لا جميع النجاسات، انظر: الاستذكار 335/1 الإشراف على نكت مسائل الخلاف 281/1.
3- كما نص عليه في التفريع 91/1.
4- سورة المدثر (74) : 4
5- راجع : التبصرة للخمي 145/1.
6- وجاء في أكثر من مصدر كما في التفريع لابن الجلاب المالكي 126/1، المعونة على مذهب عالم المدينة : 287.. وغيرهما.
7- في نسختي الأصل : فإذا.
8- لعله له أخذ ما هنا مما جاء في الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 524/1(مسألة 265).

من كانت له عشرون ديناراً و(1) قامت عنده سنين فلم يخرج زكاتها فليس عليه إلّا نصف دينار (2).

وتجب الزكاة في العدس، واللوبيا، والجلجلان، وحبّ الفجل.. وأشباه ذلك، ولا تجب في بزر الكتان، ولا في حبّ القرطم، ولا في القطن والقصب (3).

لا زكاة على أهل الذمة في أموالهم (4).

لا بأس بصيام يوم الشك متطوعاً (5).

يجوز للمتمتع أن يصوم أيام التشريق (6).

يعطى الفارس ثلاثة أسهم ؛ سهم له وسهمان للفرس ! (7)

النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «للفارس سهمان وللراجل سهم(8)».

ص: 413


1- في نسختي الأصل أو، وهو سهو.
2- التفريع 138/1.
3- راجع : المدونة 384/1، والتفريع 158/1، والتبصرة للخمي 1076/3.. وغيرها.
4- التفريع لابن الجلاب المالكي 259/1.
5- راجع عن ذلك : الاستذكار 371/3، والجامع لمسائل المدونة 1129/3.. وغيرهما.
6- المعونة على مذهب عالم المدينة : 466.
7- راجع عن ذلك : المدونة 518/1، والاستذكار 73/5.. وغيرهما.
8- في نسختي الأصل سهواً : سهمان. أقول : كما جاء في الكافي الشريف 44/5 حديث عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكذا في لا، التهذيب 145/6 (باب 65) حديث 1.. وغيرهما كثير. وجاء في قرب الإسناد : 42 - وعنه في بحار الأنوار 54/100 (باب 7) حدیث 1 - عن أبي عبد اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال : «كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يجعل للفارس ثلاثة السهم وللراجل سهماً». وراجع : سنن الترمذي 124/4 باب في سهم الخيل حديث 1554، وموطأ مالك (رواية أبي مصعب الزهري) 372/1 (باب القسم للخيل).. وغيرهما.

يجوز إكراء أرض بالطعام.

لا تقبل الشهادة على الإعسار (1).

لو حلف ألا يأكل لحماً، فأكل شحماً حنث في يمينه، ولو حلف ألا يأكل شحماً فأكل لحماً لم يحنث.. ناقض (2).

يستحب توجيه الذبيحة إلى القبلة، وإن ذبح إلى غير القبلة فلا شيء (3).

ولا بأس بذبائح أهل الكتاب وطعامهم (4)، ثم قال : ويكره صيدهم هذا في البرّي.

ص: 414


1- كما نقله عنه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في الخلاف 275/3.
2- كما جاء في التفريع 293/1 - 294. وحكاه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 221/3 برقم (12).
3- كما جاء في المعونة على مذهب عالم المدينة : 698، والجامع لمسائل المدونة 795/5، والتفريع 314/1.. وغيرهما.
4- راجع : التفريع 315/1، والكافي في فقه أهل المدينة 438/1.. وغيرهما.

لا بأس بأكل الميّت [ من ] الحيتان (1) ؛ طافياً كان أو راسباً (2).

صيد البحر كله حلال ؛ أتلف نفسه أو أتلفه مسلم أو مجوسي، طفا أو لم يَطْفُ (3).

لا يحرم أكل كلب الماء وخنزيره، ولا بأس بأكل السرطان، وأكل السلحفاة والضفدع (4).

والطير كله مباح ؛ ذو المخالب وغيره(5).

لا بأس بأكل البزاة (6)، والعقبان، والرخم، والغربان، وسائر سباع الطير [ذي المخلاب وغيره ] (7).

ص: 415


1- في نسختي الأصل : الحيان - بدون نقط -، ولعله : الحيات، والظاهر أنّه ما أُثبت، كما جاء في بعض المصادر.
2- في نسختي الأصل : ماشياً، والمثبت عن المصادر. راجع: التفريع 318/1، والكافي في فقه أهل المدينة 437/1.. وغيرهما. وقال في الصراط المستقيم 221/3 برقم 13: البحري كله حلال ولو طفى.
3- راجع : التلقين في الفقه المالكي 110/1.
4- لاحظ : التفريع 318/1.
5- التلقين في الفقه المالكي 111/1.
6- قد تقرأ : البرارة في نسخة (ألف)، والبراءة في نسخة (ب) وما هنا وجدناه في المصدر.
7- راجع عن ذلك : المدونة الكبرى 450/1، وصفحة : 542، والتفريع 318/1، والبيان والتحصيل 377/3.. وغيرها. والزيادة بين المعكوفين أخذت من الصراط المستقيم 221/3 برقم 14، وقد نقل الحديث بعده بالمعنى.

وفي کتاب عن (1) ابن ماجة (2) : عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : نهى رسول اللّه [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] يوم خيبر عن أكل كلّ ذي ناب من السباع، و [ عن ] كلّ ذي مخلب من الطير (3).

لا بأس بأكل الوبر، والثعلب، والأرنب، والكلب (4).

وفي سنن ابن ماجة (5) : خزيمة بن جزء (6)، قال : قلت يا رسول اللّه ! [ جئتك لأسألك عن أحناش الأرض ]، ما تقول في الثعلب ؟

ص: 416


1- الظاهر كون (عن) زائدة، أو سقط قبله كلمة : سنن، ولعلّه مصحف عن : سنن.
2- سنن ابن ماجة 1077/2 حدیث 3234، ولاحظ ما قبله من الحديثين [كتاب الصيد حديث 3225].
3- جاء ذلك عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) - أيضاً - في تحف العقول : 104، فلاحظ.
4- وجوّز - أيضاً - أكل الضب والأرنب والوبر والظرابيب والقنفذ، وفي أكل الذئب والثعلب والضبع قال : لا أُحبّ، ولم ينص على تحريم شيء منها. انظر : التهذيب في اختصار المدونة،19/2، وجاء في كتاب التفريع لابن الجلاب المالكي 319/1، تحريم أكل الكلاب والخنزير، وعدم البأس بأكل الوبر والثعلب والأرنب والهرّ الوحشي.
5- سنن ابن ماجة /1077/2 - 1078 حديث 3235 [ كتاب الصيد حديث 3226].
6- في نسختي الأصل : حريمة بن حري.. وهو تصحيف.

قال : «ومن يأكل الثعلب ؟!».

قلت : وما تقول في الذئب ؟

قال : «ويأكل الذئب أحد فيه خير ؟ !» (1).

قلت (2) : [ يا رسول اللّه !] وما تقول في الضبع ؟ قال : «ومن يأكل الضبع ؟!».

لا بأس بالانتفاع بشعر الخنزير (3).

ولا بأس بعلف الدواب بالطعام النجس، ما أكل لحمه منها وما لا يُؤكل لحمه (4).

بهيمة الأنعام [ و ] الوحشي كله مباح، ما عدا الخنزير [ ولا تؤكل ] ؛ فإنّه حرام، [ و ] السباع مكروهة.

والخيل مكروهة دون كراهية السباع (5).

ص: 417


1- بتصرف واختلاف نقله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 221/3.
2- أقول : هذا قطعة من حديث آخر في سنن ابن ماجة 1078/2 حديث 3237 [کتاب الصيد حدیث 3228] بعد الأول بفاصلة حديث وبنفس الإسناد، وقد اختلط الحديثان.
3- التفريع 319/1.
4- التفريع 320/1، والذي ظهر لنا أن كتاب التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس كان أحد مصادر مؤلفنا في هذا الكتاب ؛ حيث أخذ أكثر فتاوى المالكية بنص ألفاظها منه.
5- جاء بنصه في التلقين في الفقه المالكي 110/1، وما بين المعكوفين مزيد من المصدر.

نکاح حرائر الكتابيات جائز، [ و ] وطء إمائهن (1) بالملك دون النكاح جائز (2).

للرجل أن ينكح أمة أبيه وأمه، بخلاف أبيه (3).

إذا ارتضع مولود [ ان ] من لبن بهيمة يصيران أخوين (4).

المرأة لا يجوز لها أن تتصرّف فى مالها إلا بإذن زوجها (5).

ولو قال لها : أنتِ عليّ كظهر أُمي.. كان مظاهراً، ولو قال : أنتِ عليّ كظهر زيد أو كظهر الدابة.. كان مظاهراً (6).

وإذا اعتقد الطلاق بقلبه ولم يلفظ به بلسانه يلزمه الطلاق على أصح القولين (7).

ص: 418


1- كذا؛ وفي المصدر : أُمهاتهن.
2- التلقين في الفقه المالكي 121/1.
3- كذا ؛ وفي المصدر : أمة ابنه. راجع : التلقين في الفقه المالكي 121/1.
4- جاء خلاف ذلك في التلقين في الفقه المالكي،139/1، ولعلّ المصنّف (رَحمهُ اللّه) أخذه من كتاب الخلاف للشيخ الطائفة (رَحمهُ اللّه) 103/5.
5- راجع : التلقين 168/2.
6- راجع عن ذلك كتاب : المدونة 307/2، التفريع 35/2.. وغيرهما. ولاحظ : الصراط المستقیم 222/3 برقم 18.
7- التفريع 12/2. في الصراط المستقيم 222/3 برقم 16، قال : لو إعتقد الطلاق بقلبه وقع.

ويجوز الخلع على المجهول والمعدوم، مثل العبد الآبق، والبعير الشارد، والثمرة التي لم يبد صلاحها، وكان له ذلك إن سلم، وإن لم يسلم فلا شيء له عليها (1).

لو قال : أنتِ طالق يوم أموت، أو : يوم تموتين.. طلقت في الحال(2).

لو قال : أنتِ طالق إذا (3) مات زيد.. طلقت في الحال (4).

ولو قال : أنت طالق إذا مت أنا، وإذا (5) مِتٌ أنتِ.. تطلق في الحال.. رواه ابن وهب (6).

ومن قال لامرأة أجنبية : أنتِ طالق إن تزوجتك.. فتزوجها لزم طلاقها (7).

ص: 419


1- كما نص عليه في التفريع /16/2، والجامع لمسائل المدونة 474/9.. وغيرهما.
2- راجع : البيان والتحصيل 178/6.
3- من هنا إلى آخر الجملة مطموس في نسخة (ب).
4- التفريع 18/2. قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 221/3 برقم 15 : لو قال : أنت طالق يوم أموت أو تموتين أو يموت زيد.. طلقت في الحال.
5- من هنا إلى آخر الجملة مطموس في نسخة (ب).
6- التفريع 18/2، وحكاه عن ابن وهب في الكافي في فقه أهل المدينة 578/2.
7- التفريع 57/2، الجامع لمسائل المدونة 669/10. هذا ؛ وقد قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 222/3 برقم 17 : لو طلق الأجنبية ثم تزوّجها وقع...ولا كلام في هذا.

ولو قال : كلّ امرأة أتزوّجها من بلد كذا فهي طالق.. وتزوج من ذلك البلد امرأة طُلّقت عليه، ثم عاد فتزوّجها طلّقت عليه أيضاً (1).

وأكثر الحمل سبع سنين أو خمس أو أربع (2) !!

ولا بأس في الأضحية الجماء، والمكسورة [القرن إن كان يدمي ] (3) والخرقاء والشرقاء والعضباء (4).

السعوط باللبن بمنزلة الرضاع(5).

من خير امرأته، فاختارت نفسها.. فقد طلقت ثلاثاً (6).

ولو قال لامرأته : أنتِ حرّة.. وأراد بذلك الطلاق كان طلاقاً (7).

ص: 420


1- كما جاء في التفريع 58/2. لاحظ : الصراط المستقيم 222/3 برقم 19 من دون قيد (من بلد).
2- راجع : التفريع 67/2، المعونة على مذهب عالم المدينة : 923.. وغيرها. وصرّح به في الصراط المستقيم 222/3 برقم (20).
3- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمتين أو ثلاث كلمات، وما أثبتنا بين المعكوفين من المصدر.
4- التفريع في فقه الإمام مالك 305/1.
5- راجع عن ذلك : المدونة،295/2، والتلقين 139/1.. وغيرهما.
6- راجع : التفريع 29/2.
7- راجع : المدونة 290/2.

ولو قال لأمته : أنتِ طالق.. وأراد بذلك العتق كان عتاقاً (1).

ويقتل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل، ويقتل العبد بالعبد والأمة، والأمة بالأمة والعبد، ويقتل الرجل بامرأته (2).

ومن سرق من حُلي الكعبة شيئاً فلا قطع عليه (3).

ولا يجوز للمرأة ذات الزوج أن تهب، ولا تعتق، ولا تتصدّق بأكثر من ثلثها إلا بإذن زوجها، فإن فعلت بأكثر من ثلثها فزوجها بالخيار في إجازة ذلك أو ردّها.

وقد قيل : له ردّ صدقتها كلّها إذا زادت (4) على ثلثها (5).

ومن قطع من حمار القاضي ذنبه ففيه كمال قيمته (6).

ص: 421


1- التفريع 12/2.
2- راجع : التفريع 204/2 و 206.
3- التفريع 231/2، المعونة 1430/3.. وغيرهما.
4- في نسختي الأصل : أزادت.
5- راجع : التفريع 270/2، والكافي في فقه أهل المدينة 834/2.. وغيرهما.
6- قال الشيخ (رَحمهُ اللّه) في كتابه الخلاف :396/3: إذا جنى على حمار القاضي كان مثل جنايته على حمار الشوكي، سواء في أنّ الجناية إذا لم يسر إلى نفسه يلزمه أرش العيب، وبه قال أبو حنيفة والشافعي. راجع : المبسوط للسرخسي 51/11، وفتح العزيز 258/11، والمغني لابن قدامة 385/4، اللباب 139/2.. وغيرها.

يبيح للمخنّث أن (1) يستعمل ؛ لأنه مالك نفسه.. ! (2)

وطه النساء في أحشاشهنَّ (3) حلال.

والقاضي أبو العلاء صاعد الرازي (4) : [من الطويل ]

[ و ] حاوَلْتُها (5) مِنْ خَلْفِها فَتَمَانَعَتْ (6)***وقالَتْ : مَعَاذَ اللّه مِنْ فِعل (7) ذلِكِ

فقلتُ لها : جازَتْ على قول مالكِ***فقالت : رَماكَ (8) اللّه في يَدِ مَالِكِ (9)

ص: 422


1- في نسختي الأصل : المخنث أنّه !
2- أشار إلى هذا والذي قبله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقیم 222/3 برقم 21 و 22.
3- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل تقرأ : أحساسهنّ، والصحيح ما أثبتناه، كما في الفصول المختارة : 162، والصراط المستقيم 222/3 برقم 23.. وغيرهما.
4- العنوان مردّد بين جماعة ممن عرف بهذه الكنية و النسبة، ونحتمل كونه : القاضي أبو العلاء صاعد بن بن يحيى بن أبي البركات النيسابوري، وكان والده قاضي القضاة بالري. راجع عنه : مجمع الآداب 499/3 برقم 3058.. وغيره.
5- في نسخة (ألف) : حالتها، وفي الصراط : فحاولها.
6- في الصراط المستقيم فتمنعت.
7- الكلمة مشوشة، وقد تقرأ : فعلل، ولعلّها : فعيل.
8- هذا من الصراط، وفي نسختي الأصل : رضاك.
9- ذكرهما البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 222/3، ولم ينسبهما.

ابن الحجّاج (1) : [من البسيط ]

وقُلْتَ: إِنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ بَغَى***عَلَى مُعَاوِيَةٍ فِي يَوْمٍ صَفِّينِ !

أو قُلْتَ : إنَّ الحُسَيْنَ السُبْطَ (2) قَامَ بِهِ***في اللّه عَزْمُ إِمَامٍ غَيْر مَأْمُونِ (3)

فَلا ابنُ مَرْجانَةٍ فِيهِ بِمُحْتَقِبٍ***إِثْمَ المُسِيء ولا شِمْرٌ بِمَلْعُونِ (4)

وَإِنَّ أَجْرَ ابنِ سَعْدٍ في اشتباحَتِهِ (5)***آلَ النُّبُوَّةِ أَجِرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ !

وقُلْتَ : أَفْضَلُ مِنْ يَوْمِ القَدِيرِ إِذا***صحت روايَتُهُ يَوْمُ الشَّعانِين (6)

ص: 423


1- لا يوجد اسم الشاعر في نسخة (ألف)، وسيأتي فيها بعد أربعة أسطر !
2- الرواية المعروفة : وأنَّ قَتْلَ الحسين السبط.
3- الرواية المعروفة : مَوْهُونِ.
4- الكلمتان مشوشتان غیر معجمتين في نسختي الأصل، وتقرأ: ولا تمرّ يبلعون، ويمكن قراءتها بشكل آخر.
5- صدر البيت مطموس في نسخة (ب).
6- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، تقرأ : السهابين، وعجز البيت مطموس كلاً في نسخة (ب)، وما أُثبت أُخذ من الغدير.

ويَوْمُ عِيدِكَ عاشورا تَعُدُّ لَهُ***ما تَسْتَعِدُّ النَّصارى لِلْقَرابين

عانَدْتَ رَبَّكَ مُغْتَراً بِنِقْمَتِهِ (1)***وبَأْسُ رَبِّكَ بَأْسٌ غَيْرُ مَأْمُونِ (2)

***

ص: 424


1- صدر البيت مطموس في نسخة (ب)، وتقرأ الكلمة في نسخة (ألف): بتهمته.
2- في نسختي الأصل : مأمور. أقول : هذه الأبيات من قصيدة أجاب بها عن قصيدة ابن سكرة الناصبي لعنه اللّه المتحامل بها على آل اللّه وشاعرهم ابن الحجاج، وقد ذكر بعضها العلامة الأميني له في غديره 89/4، وقال : أخذناها من ديوانه المخطوط سنة 620 بقلم عمر بن إسماعيل بن أحمد الموصلي، أوّلها : [ من البسيط ] لا أكذب اللّه إنّ الصِّدقَ يُنجيني***يُد الأمير بحمد اللّه تحييني إلى أن قال : [من البسيط ] فما وجدت شفاءً تستفيدُ بِهِ***إِلَّا ابتغاءَكَ تهجو آل ياسين كافاك ربُّك إذ أَجْرَتُكَ قُدرَتُهُ***بسب أهل العلا الغر الميامين .. إلى آخرها، وهي قصيدة ذات (58) بيتاً، ومنها أبيات جاءت في المناقب 383/3 - 384، كما جاء منها أبيات في أعيان الشيعة 434/5. وعلى كلّ حال ؛ فلا نعرف لأبياتنا هذه مصدراً. راجع : ديوان ابن الحجّاج - المطبوع أخيراً - بجمع سعيد الغانمي 485/4 - 489.

[ القسم الرابع ]

في مساوي الفقهاء الضالين المكذبين ]

[ باب ]

[رؤساء المذاهب الأربعة ]

فصل 10]

[ أحمد بن حنبل الشيباني ]

ص: 425

ص: 426

فصل العاشر: في (باب) أحمد بن حنبل الشيباني

باب أحمد بن حنبل الشيباني (1)

ص: 427


1- هو : أحمد بن محمّد بن حنبل أبو عبد اللّه الشيباني الوائلي، المروزي الأصل، البغدادي المنشأ والمسكن والمدفن (164 - 241 ه-)، إمام الحنابلة، كان من مقربي الخليفة المتوكل العباسي، مكث مدة لا يولى أحداً إلا بمشورته ! له كتاب المسند وكتب أُخرى، وقد صنّفت كتب مستقلة عن حياته. راجع عنه : حلية الأولياء 161/9، صفة الصفوة 190/2، تاريخ بغداد 412/4، البداية والنهاية 325/10 - 343، تاريخ ابن عساكر 28/2.. وغيرها. أقول : ذكر الشيخ البياضي (رَحمهُ اللّه) في كتابه الصراط المستقيم 224/3 - 225 (ذيل الباب الخامس عشر) تحت عنوان : بحث : قال : صنّف عبد اللّه الهروي منهم كتاباً في اعتقادهم، وفيه : إنّ اللّه عاب الأصنام في قوله : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا..﴾ [سورة الأعراف (7) : 195]، فدل هذا على أنّ له ذلك !! قلنا : هذا خرج على وجه الاستعظام لعبادة الأصنام، حيث عدلوا عنه تعالى مع ظهور آياته إلى من لا ينفع من عبده، ولا يضرّ من جحده، فلا آلة له يدفع بها عن نفسه، فهو موضع العجب والانسلاخ من القرآن في قوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ﴾ [سورة الشورى (42) : 11]. ثم قال : تذنيب : أسند سليمان بن مقاتل في كتاب الأسماء، قيل : يا رسول اللّه ! ممّا ربنا ؟ قال : [ا] من ماء رواء، ولا من أرض، ولا من سماء، خلق خيلاً فأجراها فعرقت فخلق نفسه من عرقها !! وفيه : منهم من يذكر أن البحر من بصاق اللّه، وأنّ على رأسه شعراً جعداً قططاً !! وفيه : قيل : يا رسول اللّه ! أين كان ربّنا قبل أن يخلق الخلق ؟ ! قال : في غمام تحته هواء، وفوقه هواء ! وفي تاريخ ثابت بن سنان : نادى صاحب الشرط في بغداد : لا يجتمع من الحنابلة اثنان في موضع واحد. والمعتصم الخليفة ضرب ابن حنبل وحبسه، ووقع الراضي باللّه نسخة للحنابلة فيها : من نافق بإظهار الدين، وتوتب على المسلمين، وأكل أموال المعاهدين، كان قريباً من سخط ربّ العالمين، وقد تأمّل أمير المؤمنين جماعتكم، وكشفت له الخبرة عن مذهب صاحبكم، فوجده كاللعين إبليس يزيّن لحزبه المحظور، ويركب بهم صعاب الأمور، ويدلي لهم حبل الغرور، فأقسم باللّه لئن لم تنصرفوا عن مذموم مذهبكم، ومعوّج طريقكم ؛ ليوسعنّكم ضرباً وتشريداً، وقتلاً وتبديداً، ولتعملن السيوف في عواتقكم، والنار في منازلكم...

أبو عمر و الكشى (1) : أنّه من أولاد ذي الثدية.

ص: 428


1- في نسخة (ألف) : الليث، وفي نسخة (ب) : الليثي، وكلاهما مصحف عمّا أُثبت. وقد روى المصنّف (رَحمهُ اللّه) في المناقب 3/ 220 - 221 [ طبعة قم، وفي طبعة النجف الأشرف 21/3] عن معرفة الرجال للكشي (رَحمهُ اللّه): أنّه كانت عداوة أحمد بن حنبل لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن جده ذا الثدية قتله أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم النهروان. وقريب منه في علل الشرائع للشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه) 467/2 حديث 23، وقد نقله بإسناده.. عن إبراهيم بن محمّد بن سفيان.

كان جاهلاً شديد النصب، يستعمل الحياكة ولا يعد من الفقهاء (1)، ويقولون : إنّه محدّث.

وذكر في قوت القلوب (2): أنّه بلغ ابن حنبل أنّ عبيد اللّه بن موسى العبسي (3) كان يقدم علياً على عثمان، وقيل : بل ذكر معاوية بسوء.. فانصرف أحمد ومزّق ما حمل عنه، ولم يحدّث عنه شيئاً ! ! (4)

وقيل له : أوكيع أشبه بالسلف أم عبيد اللّه ؟! فقال : وكيع ! ولو زنی(5).

وهجر أبا ثور ؛ لما سئل عن معنى قولة النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «إن اللّه تعالى خلق آدم على صورته» فقال : إن الهاء عائدة إلى آدم (6).

ص: 429


1- حكاه عنه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 223/3 برقم 1.
2- قوت القلوب 286/1 [ وفي طبعة دار الكتب العلمية 300/1.
3- هو : عبيد اللّه بن موسى بن أبي المختار، أبو محمّد العبسي الكوفي. راجع عنه : سير أعلام النبلاء 553/9 برقم 215، ووصفه ب-: الإمام، الحافظ، العابد، وعليه مصادر جمة.
4- بل جاء في تاريخ بغداد للخطيب 427/14 أنّه ترك الرواية على من يتناول معاوية ! راجع : تاریخ بغداد 44/6، وصفحة : 274.
5- قوت القلوب 286/1.
6- قوت القلوب 286/1 - 287، إحياء علوم الدين 168/2. وهذا كلام يمكن توجيهه، ويكون المراد : أنّ اللّه تعالى خلقه على صورته التي شوهد عليها، لم ينتقل إليها عن غيرها كتنقل أولاده الذين يكون أحدهم نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، خلقاً ثم مضغة، ويخلق بعد خلق، ويولد طفلاً صغيراً ثم ينشأ ويكبر...آدم لم يكن كذلك، بل خلقه اللّه سبحانه على صورته التي مات عليها وعليها يحيى. ويمكن عود الضمير إليه سبحانه بأنه خلقه على الصورة التي اختارها.. إذ كثيراً ما يضاف إلى مختاره.. وله معانٍ أُخرى.

وهجر - أيضاً - الحارث المحاسبي في ردّه على المبتدعة، فقال : إلى (1) أن تردّ عليهم [ فقد ] حکیت قولهم (2) ؟ !

وقيل له : إنّ هؤلاء لضائعون في الحمام النورة علينا.

قال : لا أدري ما تقولون في دينكم (3) في إكمام القوم، أراح اللّه من شرّهم عباده.

وفي قوت القلوب (4) : أنه قال : علماء أهل الكلام زنادقة [ وقال : لا يفلح

ص: 430


1- كذا ؛ والظاهر أنّها زائدة، ولم ترد في الصراط. وجاءت العبارة في قوت القلوب هكذا : أين تردّ عليهماً وقد حكيت قولهم ؟!
2- إحياء علوم الدين 95/1، و 168/2، قواعد العقائد 86/1.. وغيرهما. كما جاء في الصراط المستقيم 223/3 برقم 2.
3- في نسختي الأصل : ديتكم، ولم أفهم المراد منها بوضوح.
4- قوت القلوب : لابي طالب المكي ؛ محمّد بن علي الحارثي الواعظ الصوفي (المتوفى سنة 386ه-). راجع عنه : الأعلام 274/6، وجاء في شرح أصول الكافي للمازندراني 95/5 نقلاً عن أحمد.

صاحب الكلام أبداً ] (1).

في فضائل الصحابة (2) عن عبد العكبري (3)، قال : سمعت صالح بن أحمد بن حنبل يقول : قلت لأبي : إنّ قوماً ينسبونا إلى أنا نتوالى(4) يزيد، فقال : يا بني ! وكيف ؟ قلت : ولم لا تلعن (5) يزيد ؟ قال : ومتى رأيتني ألعن شيئاً ؟ ! قلت : لم لا تلعن من لعنه اللّه عزّ وجلّ في كتابه ؟ ! فقال : وأين ذلك ؟! فقرأت : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامِكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ

ص: 431


1- قوت القلوب 172/1، وصفحة : 239. الزيادة وما قبلها جاءت في الصراط المستقيم 223/3 برقم 3، عنه، وكذا في الأربعين للشيرازي : 653.. وغيرهما.
2- وعنه في الصراط المستقيم 223/3 - 224 برقم 4، وجاء في الآداب الشرعية لشمس الدين المقدسي 274/1، غناء الألباب للسفاريني الحنبلي 123/1.. وراجع : عين العبرة : 59.. وغيرها.
3- في نسختي الأصل : العبكري، والظاهر ما أثبتناه، ونحتمل كون كلمة (عبد) تصحيفاً عن (عمر)، وهو : أبو حفص عمر بن محمّد بن رجاء العكبري، وهو الذي يروي عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل. راجع عنه : تاريخ بغداد 238/11.. وغيره. وجاء في المصادر أيضاً : أبي حفص العكبري.
4- العبارة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل تقرأ : إلى أنا نتوا إلى.. وقد أثبتنا ما استظهرناه، ولعلّها : إنا نتولى، أو : إنا نوالي.
5- في نسختي الأصل : لا نأمن، والصحيح كما جاء في الصراط المستقيم 223/3.

لَعَنَهُمُ اللّه فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ (1) فهل يكون في قطيعة الرحم أعظم من القتل ؟ !

وأسند جعفر بن محمّد بن جعفر.. إلى أحمد بن حنبل، أنّه قال : لا يكون الرجل سنّياً حتّى يبغض علياً قليلاً (2)

ص: 432


1- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (47) : 22 - 23.
2- قال في الصراط المستقيم [224/3]: في مسند جعفر، عن أحمد...لا يكون الرجل سنياً حتّى يبغض علياً ولو قليلاً.. ونقل الحديث الشيخ الصدوق (رَحمهُ اللّه) في علل الشرائع 467/2 - 468 (باب 222) حديث 25، وفيه لفظ (مجرماً) بدلاً من (سنياً)، في قصة نقلت عن علي بن خشرم [حشرم] في مجلس أحمد، قال :.. فجرى ذكر علي بن أبي طالب [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] فقال : لا يكون الرجل مجرماً حتّى يبغض علياً قليلاً! قال علي بن حشرم : فقلت : لا يكون الرجل مجرماً يحب كثيراً.. ثم قال : وفي غير هذه الحكاية قال علي بن حشرم : فضربوني وطردوني من المجلس.. وهو كما ترى. وجاء قبل ذلك في العلل 467/2 حديث 23 في حديث إبراهيم بن محمّد بن سفيان يقول : إنما كانت عداوة أحمد بن حنبل مع علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنّ جدّه ذا الثدية - الذي قتله علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) يوم النهروان - وهو كان رئيس الخوارج. وحكاه شيخنا العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 261/49 (باب 18) حديث 1. وجاء في هامشه : ونقل القاضي الشوشتري في مجالس المؤمنين وإحقاق الحق عن فضلاء ماوراء النهر أنهم قالوا : لا بدّ من بغض عليّ بقدر حبة شعير في التسنن ! وروی الخطيب في تاريخه 274/6 في ترجمة : إسماعيل بن سالم برقم 3303 عن محمّد بن إسماعيل الصائغ أنّه قال : كنت أصوغ مع أبي ببغداد فمر بنا أحمد ابن حنبل - وهو يعود ونعليه في يده - فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه، فقال : يا أبا عبد اللّه ! ألا تستحيي ؟ ! إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان ؟ قال : إلى الموت. راجع : مشارق أنوار اليقين : 325 قال : وعندهم أنّ الفتى لا يكون سنياً حتّى يبغض علياً، وهم النواصب، ومثله في كتاب الأربعين لمحمّد طاهر القمي الشيرازي، وكذا الأربعين للماحوزي : 101، والخصاص العلوية للكجوري 103/1.. وغيرها.

وذكر الغزالي في منتحل الجدل (1) : أنّ أحمد بن حنبل أفتى بوجوب قتل رجل كان يقول بخلق القرآن (2)، فروجع فيه ؛ فاستدل بأنّ رجلاً رأى في منامه إبليس اجتاز (3) بباب هذه الدكة (4) ولم يدخل، فقيل له : هلّا دخلتها ؟ فقال : قوله أغناني عن دخولها.. ! رجل فيها يقول بخلق القرآن.. !

فقام ذلك الرجل، فقال : لو أفتى إبليس بوجوب قتلي في اليقظة، هل تقلّدونه

ص: 433


1- منتحل الجدل للغزالي : 352 - 353 [ طبعة دارالوراق ]، وعنه في الصراط المستقيم 224/3 برقم 6، باختلاف يسير. كما وقد جاء في كتاب الاعتصام للشاطبي 334/1 [ طبعة دار ابن عفان ]، نقلاً عن الغزالي.
2- فتواه بتكفير وإباحة دماء القائلين بخلق القرآن مشهورة في كتب عقائدهم، انظر مثلاً: طبقات الحنابلة 156/1، و 328/1.
3- في المصدر : احتار.
4- في المصدر : البلدة، وفي الصراط : إنّ إبليس مرّ على باب ذلك الرجل.. وفي الاعتصام : بباب المدينة..

في قوله ؟! قالوا : لا. قال : فقوله في المنام لا يزيد على قوله في اليقظة.

واعتقاده أخبث اعتقاد ؛ لأنّه يثبت الأعضاء والجوارح ؛ من العين، واليد، والجنب، والقدم [لله تعالى ]، وأنّ اللّه خلق آدم بيده، وأنّه تعالى ينزل كلّ ليلة إلى السماء الدنيا (1)، وأنه قبض قبضة (2) بيمينه، فقال : هؤلاء في الجنة برحمتي ! وقبض قبضة بالأخرى، وقال : هؤلاء إلى النار ولا أبالي ! وكلتا يديه يمين، وأنه مُسْتَوِ على عرشه، والاستواء من صفات الذات !

وأن السعيد سعيد ابتداء وانتهاء، وأنّ الشقي شقي ابتداء وانتهاء، إن اللّه أراده مع النهي، وأمر (3) من غير إرادة، وأفعال العباد مخلوقة، ولله خيرها وشرها، وأنّ الخير والشر من اللّه.

وأنّ معرفة اللّه بالسمع، والاسم والمسمى واحد.

وأن القرآن كلام اللّه، لا هو اللّه ولا غير اللّه، بل هو صفة من صفات ذاته (4).

ص: 434


1- قاله البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 224/3 برقم 7، وزاد عليه : وأفعال العباد منه..
2- لم ترد كلمة (قبضة) في نسخة (ألف).
3- كذا، ولعلّه : وأمره..
4- جاءت هذه العقائد الشهيرة عن أحمد بن حنبل في كتب كثيرة من علماء السلفية والوهابية، ومن أراد الاطّلاع على عقائده، فليراجع إلى كتاب : الجامع لعلوم الإمام أحمد، قسم العقيدة، الجزء الثالث.

وكلّ من زعم أن محمّداً وعلياً خير البشر فهو كافر..(1) !

ومن لا يرى الترحم على معاوية فهو ضال مبتدع..(2) !

ومن جلس للطّهارة لا يرفع رأسه إلى السماء ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً.

اليهود والنصارى إذا لم يتديّنوا باستعمال النجاسات جاز استعمال أوانيهم وثيابهم وإن كانوا استعملوها (3).

جلد ما يؤكل لحمه من الميتة جاز الانتفاع به إذا غسل عنه الدم، ولا يحتاج إلى الدباغ، ووافقه أبو حنيفة (4).

القرآن: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ..﴾ (5) يقتضي [حرمة ] جميع أنواع التصرف فيه.

وفي سنن ابن ماجة (6) ؛ قال عبد اللّه بن عُكَيم (7) : جاءنا كتاب النَّبيّ

ص: 435


1- وحكاه عنه البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 224/3 برقم (8).
2- وأورده البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 224/3 برقم 9.
3- المغني لابن قدامة المقدسي 61/1، والشرح الكبير على المقنع 155/1.. وغيرهما.
4- الكافي في فقه الإمام أحمد 49/1، والمغني لابن قدامة 52/1.. وغيرهما.
5- سورة المائدة (5) : 3.
6- سنن ابن ماجة 1194/2 حديث 3613 [كتاب اللباس، حديث 3603] باختلاف يسير، وفيه : أتانا كتاب.. إلى آخره، وقد سلف قريباً.
7- في نسختي الأصل: حكيم، وهو تصحيف.

عليه وآله السلام) أن : «لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» (1).

جناح كلّ طير يؤكل لحمه وريشه طاهر، إذا أخذ منه في حال الحياة أو بعد الذكاة.

وشعر ما لا يؤكل لحمه - سوى الكلب والخنزير - طاهر مادام متصلاً بالذات،

ص: 436


1- جاء الحديث مستفيضاً نقلاً منا ومن العامة، فقد جاء في الكافي الشريف 258/6 حديث 6، والتهذيب 76/9 حدیث 58(323)، والاستبصار 89/4 (باب 55) حديث 1 (341).. وغيرها كثير. ومثله عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)- بدون إسناد - في الصراط المستقيم 215/3 مع سقوط (لا)، وفي عوالي اللئالي 42/1، قال : وصح عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال.. وحكاه عنه في المستدرك على الوسائل، وجاء أيضاً مسنداً عن الجهني عبد اللّه بن عكيم في العوالي 97/1 - 98 حدیث 12، وعنه رواه الشيخ النوري (رَحمهُ اللّه) في مستدرك وسائل الشيعة 591/2 (باب 39) حدیث 2818. ولاحظ ما جاء في عوالي اللئالي 321/1[42/1] حديث 47، و 472/3 حديث 45، وعنهما في مستدرك وسائل الشيعة 591/2 (باب 39) حدیث 2818، و 2819.. وما بعده مثله. وروي عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أيضاً - عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، كما جاء في المستدرك 592/2 - 593 (باب 39) حدیث 2824، عن دعائم الإسلام 126/1، وجاء في بحار الأنوار 80/80 حديث 8. أقول : جاء في كتاب متشابه القرآن للمصنّف (رَحمهُ اللّه) 159/2 مثل ما هنا بقوله : وقد روى المخالفون أنّه قال عبد اللّه بن حكيم [كذا ] : أتانا كتاب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قبل موته بشهر : «لا ينتفعوا من الميتة بإهاب ولا عضب [كذا ]».

فإذا انفصل منه نجس، وكذلك حكم شعر الآدميّين (1).

يجب إيصال الماء في الوضوء إلى أصول الحاجبين، والعارضين، وأهداب العينين، والشارب، والعنفقة (2)، وكذلك تحت اللحية الخفيفه (3).

يمسح بيده أو بيد غيره، أو بآلة، أو خشبة، أو مطر على رأسه تكراراً.. ومسح الرأس سنة.

منّى كلّ حيوان طاهر إلّا الكلب والخنزير.

المتيمّم إذا رأى شيئاً ظنّ أنّه ماء، ولا يكون ماء بطل تيمّمه.

وأقل الحيض يوم وليلة، وأكثره خمسة عشر يوماً (4).

ص: 437


1- اختلفت كلماتهم في المسألة. انظر : الفروع لابن مفلح المقدسي 121/1.
2- في نسختي الأصل : الصفقة، ولا نعرف لها معنى مناسباً هنا، والظاهر ما أُثبت كما في المصادر. والعنفقة : الشعر الذي في الشفة السفلى، وقيل : الشعر الذي بينها وبين الذقن، كما نصّ عليه ابن الأثير في النهاية 309/3.
3- راجع : الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل 61/1، وكتاب المغني لابن قدامة 86/1.. وغيرهما. والكلمة مطموسة في نسخة (ب)، ولعلها تقرأ في نسخة (ألف) : الحضيضة.
4- كما جاء في مسائل أحمد بن حنبل لابنه عبد اللّه : 46، والكافي في فقه أهل المدينة لابن قدامة 138/1.. وغيرهما.

ينظر الرجل إلى ذوات محارمه - مثل الأم والبنت والأُخت - إلى ما بين السرة والركبة.

لا زكاة في مال الكافر.

من أفطر في نهار شهر رمضان بأكل وشرب، ثم جامع فيما دون الفرج، فعليه القضاء دون الكفارة.

وقت العشاء الآخرة في البلدان والأبنية غيبوبة البياض، وفي الصحارى والفضاء غيبوبة الحمرة (1).

المسح على العمامة جائز، ووافقه الأوزاعي والثوري (2).

ابن الحجّاج (3) : [من مجزوء الخفيف ]

يا موالي والَّذِي***نَ عَلَيْهِمْ مُعَوَّلي

مِنْ قَدِيمِ ومُحْدَثٍ***وأخِيرٍ وأَوَّل

ص: 438


1- راجع : الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 264/1.
2- راجع : الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 85/1 مسألة 35، ومسائل أحمد بن حنبل لابنه عبد اللّه : 35. قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم :224/3 : يجزي المسح على العمامة كإسحاق، والأوزاعي، والثوري.. ثم قال : يجوز مسح الرأس بيد غيره، وبآلة، ومطر يمر على رأسه.
3- ديوان ابن الحجّاج 442/3 [ المطبوع في أربع مجلدات أخيراً ] من جملة قصيدة له.

أقتُلُوهُ وإِثمه***لازمٌ فِي المَعادِ لِي (1)

وَاعْقِدُوا شَرْطَ ذِقْنِهِ***بِشَرَى النَّتْفِ أَسْفَلِى (2)

فَتَراهُ لَوَ أنهُ***كانَ ذِقْنَ ابْنِ حَنْبَلٍ (3)

[ لَمْ أُبَلِّغْ شِراعَهُ***تَحْتَ قَوْنَاتِ كَوْثَلِي]

[ فَإِذا انْسابَ أَصْفَرُ***بِجَنَى الوَرْسِ قَدْ طُلِي ]

(4) صِحْتُ صَلُّوا عَلَى النَّبيّ***وَعَلَى الهَاشِمِي عَلِي

له (5) : [من مجزوء الخفيف ]

قُلْتُ يَوْماً وقَدْ بَدَتْ***في قناع قصدل (6)

وَإِزارٍ مُعَصْفَرٍ***من دراعٍ مُعَقَل (7)

ص: 439


1- في نسخة (ألف) : المعازل، وفي نسخة (ب) : المعاذل، والمثبت عن ديوانه.
2- البيت في نسختي الأصل مشوش : [من مجزوء الخفيف ] واعقدوا شرط دفنه***بنواريف أسفل والمثبت عن ديوانه.
3- في الديوان : ابن نوفل.
4- عن الديوان ليتم المعنى.
5- لم ترد كلمة (له) في نسخة (ألف)، ولم أقف على هذه القصيدة في ديوانه، وهي أشبه بنَفْسِهِ.
6- لعلّها مصحفة عن : وصَنْدَلِ.
7- في نسخة (ب) : في دراع معضل.

أَتُرَىٰ يَجْمَعُ الزَّما***نُ بِوَصْلِ مُعَجَّل ؟

فَأَجابَتْ بِقَطْبَةٍ(1)***وَبِوجْهِ مُحَوَّل

أنا سُنِّيَّةٌ أقو***لُ بأَنْ لَيْسَ لِى وِلي (2)

دَرَنُ الجَبْرِ (3) [ فِيَّ ] والن***نَصْبِ والطَّعْنِ فِي عَلِي

قُلْتُ رِفْقاً فَقَصِّرِي***وَعَلَيَّ فَمَهْلي (4)

أنا مِنْ عُصْبَةِ الإما***م أَبِي بَكْرَ لا عَلِي

بِأبي جِسْمَهُ المُجَنْ***دلَ ما بَيْنَ جَنْدَلِ

وَفَتاوي (5) شَيْخنا***ذاكَ شَيْخُ التَّجَمُّل

فأجابَتْ إلى الوصا***لِ بِوَجْهِ مُهَلَّلِ

ثُمَّ قَامَتْ كَبَدْرِتَمْ***مٍ إِلَى جَوْفِ مَنْزِلي

وشَرَّفْنَا فِي بِنْتِ كَرْ***وصَهْبَاءَ سَلْسَلِ (6)

ص: 440


1- هذا استظهاراً، والكلمة مشوشة تقرأ : بقاطبة، ولعلّها : تعاطيه.
2- الكلمة مخففة : وَليُّ.
3- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، ولعلّها : الخبر أو غيرهما.
4- المثبت صحيح، ولعلّها : تَمَهَّلى.
5- الكلمة في نسختي الأصل : وحاوي.
6- هذا استظهاراً منتا، وإلّا فإنّ الكلمة مشوشة جدّاً، ولا معنى واضح لها، وقد تقراً : النقل - بدون نقط - في نسخة (ألف).

ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الفُسُو***قِ فَأَدْخَلْتُ فَيْشَلِي (1)

وَازْدَحَمْنا بِطَعْنَة***خَرَمَتْ (2) أُمَّ رَتْعَلِ

قُلْتُ يا (3) هذِهِ خَري(4)***تِ فَقَالَتْ تَحَوَّل

قَدْ تَلَطَّمْتَ أَسْفَلِي***ولَكَمْتَ (5) غسلي (6)

أَنا مالي وَفَيْشَةٍ (7)***مِثلِ دُمْلُوكِ (8) قَنْقَل (9)

قُلتُ: قومي امْسَحِي***خَراكِ (10) بِذِقْنِ ابنِ حَنْبَلِ

ثمَّ إن كانَ عُصْبَةٌ***مِنْ قُرَيْشٍ فَعَجِّلي

[هكذا] هكذا النَّوا***صبُ يا وَيْكِ فَاعْقِلي

ص: 441


1- هذا استظهاراً، وإلا فإنّ الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، قد تقرأ : فيتلي، وفي نسخة (ب) : فينسلي - بدون نقط، وما هنا معناه رأس الذكر.
2- كذا، ولعلّها : خَرَقَتْ، فانّها أجود.
3- في نسخة (ألف) : ما.
4- الكلمة مشوشة، وقد تقرأ في نسخة (ألف): حريث أو جريب.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : هلكت، أو : هلكمت.
6- لعلّها : غُسَيّلي، تصغير غَسِيل، بمعنى مغسول، والمراد دبرها.
7- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : نهشة، أو هنثة، وفي نسخة (ب) : فيشبة.
8- في نسختي الأصل : ملوك، وما كتب استظهاراً، والدملوك الحجر الأملس المستدير.
9- هي غير منقوطة في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب) : قنفل، وهي مصحفة عن المثبت. والقنقل : المكيال العظيم الضخم.
10- في نسختي الأصل : حراك، ولها وجه، وما أُثبت أولى وأحسن.

وله (1) : [من الطويل ]

إذا أَخْطَ (2) أَنْفَ البَرْبَهارِي (3) نَجْوُهُ (4)***أَتَى فَتَوَضَّا (5) جَوْفَ ذِقْنِ ابنِ حَنْبَلٍ

هَجاءُ (6) نَصَرْتُ اللّه فِيهِ تَعَصُّباً***لِبِنْتِ رَسُولِ اللّه وَالمُرْتَضى عَلَى

أَلَمْ تَرَني في صَفْع كلّ مُنافِقٍ***جَعَلْتُ عَلَى سُوقِ النِّعَالِ (7) مُعَوَّلِى (8) ، (9)

ص: 442


1- دیوان ابن الحجّاج 533/3.
2- مخففة (أخطأ)، وفي الديوان : إذا سَقَطَ أَنْفَ..
3- في نسخة (ألف) : البربهداري، والمثبت عن الديوان. والظاهر أنّ المراد من البربهاري هو : أبو محمّد الحسن بن علي بن خلف (المتوفي سنة 329)، صاحب كتاب شرح السنّة، ويعد من أكابر علماء الحنابلة وشيوخهم في زمانه.
4- في نسختي الأصل : نخوه، والمثبت عن الديوان.
5- في نسختي الأصل : انلني فترضى، والمثبت عن الديوان.
6- في نسختي الأصل : فجاء، وهي مصحفة عن المثبت، وهذا البيت لم يرد في ديوانه.
7- في نسختي الأصل : البوال.
8- في نسختي الأصل : حبلت على سوق البوال مُعَوَّلي، والمثبت عن الديوان، ولعلّها : على سَوْقِ البِغال مُعَوَّلِي.
9- أقول : من المحبّذ نقل ما أورده الشيخ البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 196/3 - 207، ننقله نصاً باعتبار تلخيصه لما ذكره المصنّف (رَحمهُ اللّه) في هذه الفصول، قال (رَحمهُ اللّه) : فصل (نذكر فيه نبذة من اختلافهم في أنفسهم توكيداً لخطائهم)، ثم قال : وهو أُمور: 1 - جوّز أبو حنيفة الوضوء بالنَّبيّذ المطبوخ. فخالف القرآن في قوله: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً﴾ [الفرقان (25) : 48]. 2 - منع الشافعي الطهارة بالمتغيّر بطاهر. فخالف عموم القرآن، وألزم الحرج لعدم انفكاك الماء عن تغيّر يسير غالباً. 3 - طهر الشافعي بالدباغ جلد المأكول، واستثنى أبو حنيفة الخنزير خاصة فطهر به جلد الكلب وغيره. فخالف : ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ﴾ [سورة المائدة (5) : 3]. 4 - لم يوجب أبو حنيفة النية في الطهارة المائية. فخالف : (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا﴾ [سورة المائدة (5): 6] (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللّه مُخْلِصِينَ﴾ [سورة البينة (98) : 5] «إنّما الأعمال بالنيات»، ويلزم ارتفاع حدث من سقط في ماء نائماً. ه - أجاز أحمد المسح على العمامة. فخالف ﴿وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ﴾ [سورة المائدة (5) : 6]. 6 - لم يوجب الترتيب بين الأعضاء في الوضوء [قاله ] أبو حنيفة ومالك. فخالفا القرآن بذلك. 7 - لم يوجب مالك الغسل على من أنزل بعد الغسل، بال أولاً، ولم يوجب أبو حنيفة الغسل بإنزال الماء بغير شهوة. فخالفا ﴿وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا﴾ [سورة المائدة (5) : 6]. 8 - اعتبر أبو حنيفة وضوء الكافر وغسله.. فخالف ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللّه مُخْلِصِينَ﴾ [سورة البينة (98): 5] ولا إخلاص للكافر. 9 - جوّز أبو حنيفة ومالك التيمم بالمعدن، والثلج، والملح، والشجر. فخالفا ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً﴾ [سورة النساء (4): 43]. 10 - أوجب الشافعي إعادة من صلّى بالتيمم إذا كان قد حيل بينه وبين الماء. فخالف الأمر بالتيمم، وهو يقتضي الخروج من العهدة. 11 - حدّ أبو حنيفة الماء الذي لا يقبل التنجيس بما لا يتحرك أحد طرفيه بحركة الآخر. فخالف أحكام الشرع؛ لأنّ أحكامه منوطة بأمور مضبوطة، والحركة تختلف باختلاف الاعتبار، فلا تكون الأحكام بها منوطة، ويلزم كون الماء الواحد بشدة الحركة نجساً، وبضعفها طاهراً.. وهو جمع.. وهو جمع المتنافيين. 12 - لم يجوز أبو حنيفة التيمم بالأرض المنجسة بالبول إذا جفت بالشمس وحكم بطهارتها. وهو تناقض، ومخالف لقوله : صَعِيداً طَيِّباً، والطيب : الطاهر. 13 - حرّم الشافعي وأبو حنيفة مباشرة الحائض بين السرة والركبة. فخالفا (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ﴾ [سورة البقرة (2): 222] أي في موضعه. 14 - جوّز أبو حنيفة الصلاة في كلّ نجاسة نزلت عن الدرهم. فخالف عموم ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [سورة المدثر (74): 4]. 15 - أوجب أحمد قضاء الصلاة على من أُغمي عليه في جميع وقتها. فخالف رفع القلم عن ثلاثة، ولاشتراط التكليف بالفهم. 16 - استحبّ أبو حنيفة الإسفار بالصبح، وتأخير الظهرين والجمعة. فخالف ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ﴾ [سورة آل عمران (3): 133] ﴿فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ﴾ [سورة المائدة (5) : 48] والمكلّف في معرض الحدثان.. فالتقديم أولى. 17 - جوّز أبو حنيفة انعقاد الصلاة بغير التكبيرة من غير أسماء اللّه. فخالف فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وقوله : «تحريمها التكبير». وأجاز التكبير بغير العربية. فخالف النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حيث فعله بالعربية. 18 - لم يستحب مالك التعوّذ في أوّل الصلاة. فخالف عموم (فَاسْتَعِذْ بِاللّه﴾ [سورة النحل (16) : 98 ]. 19 - اكتفى أبو حنيفة بقراءة آية - ولو من غير الفاتحة - في الصلاة. فخالف ما تواتر من قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب»، وكأنه بناه على مذهبه السخيف أنّ الاستثناء من النفي ليس بإثبات. 20 - لم يوجب أبو حنيفة ومالك البسملة، حتّى أنّ مالك كره قراءتها في الصلاة. فخالف ما تواتر من أنّها آية من كلّ سورة، وعد النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلى (نَسْتَعِين) خمس آيات. 21 - جوّز أبو حنيفة السكوت في الأخيرتين وثالثة المغرب، ولم يوجب قراءة ولا تسبيحاً. فخالف النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حيث قرأ الحمد وحدها. 22 - لم يوجب أبو حنيفة القراءة بالعربية. فخالف ﴿قُرْآناً عَرَبِيّاً﴾ [سورة طه (20) : 113] بِلِسَانٍ عَرَبِيٌّ﴾ [سورة الشعراء (26) : 195]. 23 - اكتفى أبو حنيفة في الركوع بمسمّى الانحناء، ولم يوجب الطمأنينة فيه، ولا الرفع منه، ولا الطمأنينة [كذا ] فيه. فخالف فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فيه ؛ فإنه ركع واطمأن وقال: «صلوا كما رأيتموني أُصلّي»، وأنكر على من لم يطمئن، وقال : «نقر كنقر الغراب، لئن مات وهذه صلاته ليموتن على غير ديني». 24 - لم يوجب الشافعي وأبو حنيفة ومالك ذكراً في الركوع والسجود، لأنهما لا تلتبس العبادة فيهما بالعادة، والقيام، والقعود، لما التبسا احتج إلى القراءة والتشهّد فيهما. قلنا : الاجتهاد غير مقبول عند معارضة النصّ، وهو ما اشتهر من فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :وقوله : لما نزلت : ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ﴾ [سورة الواقعة (56): 74، قال ]: ضعوها في ركوعكم»، ولما نزلت: ﴿سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى) [سورة الأعلى (87) : 1، قال ]: «اجعلوها في سجودكم». 25 - أجاز أبو حنيفة السجود على الأنف والكف بدل الجبهة. فخالف النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حيث أمر بالسجود على يديه وركبتيه وأطراف أصابعه وجبهته، قال : «أُمرت أن أسجد على سبعة آراب».. أي أعضاء. وفسر ابن جبير، والزجاج، والفراء قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ المَسَاجِدَ للّه﴾ [سورة الجن (72) : 18] بالأعضاء السبعة، ورواه المعتصم، عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا تتم صلاة أحدكم إلّا أن يسجد ممكناً جبهته من الأرض حتّى ترجع مفاصله». 26 - لم يوجب أبو حنيفة الرفع من السجود، فلو حفر لجبهته ثم هبط إليها حسبت له ثانية ؛ فخالف قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ثم ارفع رأسك حتّى تطمئن جالساً». 27 - لم يوجب الشافعي وأبو حنيفة التشهد الأول. فخالفا فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). 28 - لم يوجب مالك التشهد الأخير ولا الجلوس له، وأوجب أبو حنيفة الجلوس دون التشهد. فخالفا فعل النبى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وتعليمه لابن مسعود ؛ فإنّه قال : علّمني التشهد، وقال : «إذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك». 29 - لم يبطل مالك الصلاة بتعمّد الكلام لمصلحتها. فخالف قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا يصلح فيها كلام الآدميين». 30 - قال الثلاثة - غير أحمد - : لو سبقه الحدث تطهر وبني. فخالف قضاء العقل في الجمع بين الضدين. وأعجب من هذا قول الشافعي : إذا سبقه فخرج ليتوضأ فأحدث عمداً تطهر وبنى. 31 - كره مالك سجود الشكر وقال أبو حنيفة : هو بدعة. فخالف العقل الدال على وجوب شكر المنعم الذي أعظمه وضع الجبهة، والنقل (وَاشْكُرُوا للّه﴾.. ونحوها. اللّه قال عبد الرحمن بن عوف : سجد النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فأطال ثم جلس، وقال : «أتاني جبرائيل، وقال : (من صلّى عليك مرّة صلى اللّه عليه عشراً) فخررت شكراً اللّه». وسجد اللّه شكراً لما أتي برأس أبي جهل. وفي صحيح أبي داود : كان النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إذا بشر بشيء سجد شكراً للّه. وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي : قال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما من عبد يسجد للّه سجدة إلا رفعه اللّه بها درجة، وحطّ بها عنه خطيئة». ومثله في سنن ابن ماجة [ 457/1]. وسجد النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) شكراً لما اجتمع علي بفاطمة والحسنين، فأكلوا العصيدة. وروى ابن عوف قال : سجد النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): سجد النَّبيّ اللّه شكراً اللّه، وروي مثله عن أبي بكر لما بلغه قتل مسيلمة، وعن علي [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] لما ظفر بذي الثدية. وأنكروا علينا تعفير الوجه في السجود، وفي المجلد الثالث من کتاب مسلم [2154/4] قال أبو جهل : لئن رأيت محمّداً يعفّر لأطأنّ رقبته.. فرآه يعفر فحالت الملائكة بينه وبينه، أفصار فعل النبى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بدعة، وبدعة الكافر سنة ؟ ! 32 - تنقطع الصلاة بمرور الكلب الأسود، والمرأة، والحمار ؛ فخالف قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)المتواتر : «لا تنقطع الصلاة بشيء، وادرؤوا ما استطعتم، فإنّما هو الشيطان». 33 - لم يوجب أبو حنيفة قضاء عبادات زمان الردة. فخالف عموم قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من نام عن صلاة أو نسيها فليقضها إذا ذكرها»، ولو نقص لكانت الردة وسيلة إلى إسقاط العبادات، بأن يتركها طول عمره، فإذا حضر الموت ارتدّ ثم أسلم، وهذا من أعظم الفساد. 34 - لم يوجب أبو حنيفة الذكر على من لم يحسن القراءة. فخالف العقل، فإنّ الذكر أنسب بالقراءة من السكوت والنقل في قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «من لم يكن معه شيء فليحمد اللّه ويكبّره».. والأمر للوجوب. 35 - حرّم أبو حنيفة دخول الجنب المساجد. فخالف ﴿إِلَّا عَابِرِي سَبِيل﴾ [سورة النساء (4): 43]. وأجاز دخول المشرك جميع المساجد بالإذن. [ فخالف ] (إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ﴾ [سورة التوبة (9): 28] فقد حرّم ما حلّل اللّه، وحلّل ما حرم اللّه. 36 - قال أبو حنيفة : القنوت بدعة ! وقال الشافعي : محلّه بعد الركوع ؛ فخالفا ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قنت في صلاة الغداة قبل الركوع. 37 - جوز الشافعي وأبو حنيفة أن يأتمّ قائم بقاعد ؛ فخالف العقل ؛ فإنّ القاعد يخلّ بركن، والنقل : قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا يؤمن أحد بعدي قاعداً بقيام». وأعجب من هذا إيجاب ابن حنبل قعود المؤتمين بالقاعد القادرين على القيام ! وكيف يترك فرض لأجل نفل ؟ ! 38 - كره الشافعي الائتمام بالفاسق والمبدع، ومن يسبّ السلف. فخالف : ﴿إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَةٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ [سورة الحجرات (49) : 6] ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا..﴾ [سورة هود (11) : 113] وأي ركون أعظم من الائتمام بمثل هؤلاء في عمود الدين ؟ ! 39 - جعل أبو حنيفة الطريق والماء مانعين من الائتمام، ولم يجعل الجدار مانعاً، وهو غريب ! 40 - جوّز الشافعي قصر العاصي ؛ فخالف قواعد الشريعة أن الرخصة لا تناط بالعاصي، وخيّر في سفر الطاعة بين القصر والتمام.. فخالف اللّه حيث أوجب القصر في الصيام، ولم يفرّق أحد بين الصلاة والصيام. قال عمر بن حصين : حججت مع النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و أبي بكر وعمر فكانوا يصلون ركعتين. وقال ابن عباس : فرض اللّه الصلاة في السفر على لسان نبيكم ركعتين. وعن عائشة : فرضت الصلاة ركعتين ؛ فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر. وقال عمر : الصبح ركعتان والجمعة ركعتان، والفطر ركعتان، والسفر ركعتان تمام غیر قصر على لسان نبيكم. 41 - تقتضي صلاة السفر تماماً في الحضر والسفر. - فخالف قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): هل «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها»، وصلاة الحضر غير صلاة السفر. 42 - جوّز أبو حنيفة الصلاة في السفينة جالساً للقادر على القيام. فخالف النصوص الدالة على وجوب القيام.. وأي فارق بين السفينة وغيرها ؟! 43 - جوز الشافعي تقديم العصر على الظهر ؛ فخالف إجماع الأنام، وفعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). 44 - لم يوجب أبو حنيفة الجمعة على أهل السواد. فخالفت : ﴿إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا﴾ [سورة الجمعة (62): 9]، وقريب منه الشافعي حيث لم يوجبها على الخارج عن البلد ما لم يسمع الأذان. 45 - لم يوجب الشافعي وأحمد الجمعة على أقل من أربعين ؛ فخالفوا عموم القرآن. 46 - جعل الشافعي وأبو حنيفة استمرار العدد إلى آخرها شرطاً فيها؛ فخالفا عموم الأمر بها. 47 - جوّز أبو حنيفة صلاة الإنسان الظهر في داره، وإن كان قادرا على إدراك الجمعة ؛ فخالف القرآن. 48 - لم يوجب أبو حنيفة القيام في الخطبة ؛ فخالف استمرار النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عليه. 49 - لم يوجب أبو حنيفة قرآناً في صلاة الجمعة. فخالف فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقد روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين [ 124/2]، وأحمد بن حنبل في مسنده [354/1 و 361] أنّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان يقرأ في الأولى : الجمعة، وفي الثانية : المنافقين. 50 - قال أبو حنيفة : تدرك الجمعة بإدراك اليسير منها، ولو سجود السهو بعد التسليم. فخالف نص الرسول : «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة». 51 - منع الشافعي وأبو حنيفة صلاة الجمعة في الصحراء؛ فخالفا عموم القرآن. فقد ظهر لك أنّ الإمامية أكثر إيجاباً للجمعة من الجمهور، وهم يشنّعون عليهم بتركها، حيث لم يأتموا بفاسق أو مخالف للاعتقاد الصحيح، أو من يترك الخطبة التي خطبها النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و الصحابة والتابعون إلى زمن المنصور، لما وقع بينه وبين العلوية خلاف، قال : واللّه لأرغمنّ أنفي وأنوفهم، ولأرفعنّ عليهم بني تيم وعدي.. وذكر الصحابة في خطبته، واستمرّت البدعة إلى الآن. 52 - لم يوجب أبو حنيفة صلاة شدة الخوف ماشياً، بل يؤخّرهما إلى انقضاء الخوف ويقضيها فخالف قوله تعالى : ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً﴾ [سورة البقرة (2) : 239]. 53 - نفى أبو حنيفة صلاة الاستسقاء ؛ فخالف فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). روى أبو هريرة أنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صلاها ركعتين، ونحوه عن ابن عباس، وفعلها أبو بكر وعمر. 54 - منع الشافعي ومالك وأحمد الصلاة على الشهيد ؛ فخالفوا فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حيث صلّى على حمزة وشهداء أحد. 55 - جعل الثلاثة المشي أمام الجنازة أفضل ؛ فخالفوا أمر النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين قال : أمرنا رسول اللّه باتباع الجنازة، ذكره في مسند براء بن عازب [ 520/1] في الحديث الخامس من المتفق عليه، ونحوه في الخامس والعشرين من مسند أبي هريرة [20/3] من المتفق عليه، ونحوه في الستين بعد المائة من المتّفق عليه. 56 - جوّز أبو حنيفة صلاة الجنازة قاعداً مع القدرة عليها قائماً ؛ فخالف فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و الصحابة والتابعين، فإنّ أحداً منهم لم يصلها قاعداً. 57 - لم يوجب بعضهم الكافور في غسل الأموات، وفي الجزء الأول من كتاب مسلم [ 646/2 و 648] أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أمر بماء وسدر، وقال : «واجعلن في الأخيرة كافوراً أو شيئاً من كافور». 58 - أنكر جماعة منهم الحبرة للميت. وفي الجمع بين الصحيحين [ 94/1 - 95 ] أنّ أبا بكر دخل على النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بعد وفاته، وهو مسجى بها، وفي مسند عائشة نحوه. ومسند أنس [ 574/2 ] : كان أحبّ إلى النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يلبسها، وفي مسند ابن عوف [177/1] : كفن مصعب ببردة. وفي مسند سهل بن سعد [ 556/1 - 557] من أفراد البخاري : أهدت امرأة للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بردة، فطلبها رجل فأعطاه، فعابه الناس فقال : أردت أن تكون كفني.. فكانت كفنه. ثم قال (رَحمهُ اللّه): فهذه قطرة من بحار اختلافهم خالفوا فيها كتاب ربّهم، وسنة نبيهم.. ولهم أقوال أخر شنيعة في أحكام الشريعة، سيأتي في الباب الأخير نبذة منها، تركنا أكثرها خوف الإطالة بها، من أراد بها نجح طيره، طلبها في كتاب : نهج الحق.. وغيره، ولا غرو بمن تعصب وترك الأدلة الواضحة أن يبتدع هذه الأمور الفاضحة، مع نقلهم عن نبيهم : «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة مصيرها إلى النار» [جاء الحديث مستفيضاً بل متواتراً في الكتب الأربعة وغيرها، ففي الكافي الشريف نحو خمس روايات، وفي سائر الكتب الأربعة نحو تسع روايات، وعنها في الكتب الجامعة بكثرة، وكذا في أمالي الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) : 187 - 188 حديث 14، وثواب الأعمال : 528، والخصال 605/2 ذيل حديث،9، وعيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) (124/2 باب) (35 ذيل حديث 1.. وغيرها ]. ونقلوا : «من أدخل في دين ما ليس منه فهو ردّ». وقد أنشأ ابن الحجّاج [ ديوان ابن الحجّاج ] في خطائهم من القيل ما يغني النَّبيّل عن الدليل : [من الكامل ] الشافعي من الأئمة واحد***ولديه ذا الشطرنج غير حرام وأبو حنيفة قال وهو مُصَدَّقُ***فيما يبلغُهُ مِنَ الأحكامِ شِرْبُ المثلّتِ والمنصفِ جائز***فاشرب على طرب من الأيام وأباح مالك الفقاع تطرقاً***وبه قوام الدين والإسلام ولابن حنبل في النُّصوص فتاوي***إن ردَّ ما قد ناله بتَمامِ ورُواةُ مكة رخصوا في مُتعَةٍ***وهُمُ رعاة مصالح الأعوام فاشرب ولُطْ وازن وقامر واحتجج***في كلّ مسألة بقَوْلِ إمام تذنيب [ لا زال الكلام للبياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم 205/3 - 206] ذكر الغزالي في الذخيرة [ لم أجده في كتاب الذخيرة، لكن قاله الغزالي في الوسيط في المذهب،389/2]، والمزني - وكانا إمامين للشافعية - تسطيح القبور، هو المشروع، لكن لما اتخذه الرافضة شعاراً لهم عدلنا عنه إلى التسنيم [ بحر المذهب للروياني 554/2، المجموع للنووي 297/5]. وذكر الزمخشري في كشافه [ لم أجده في الكشاف ] - وهو من أئمة الحنفية في تفسير قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ..﴾ [سورة الأحزاب (33) : 43] جوز الصلاة بمقتضى هذه الآية على أجود المسلمين، لكن لما اتخذ الرافضة ذلك في أئمتهم منعناه. وقال مصنّف الهداية من الحنفية - أيضاً - : المشروع : التختم في اليمين، لكن لما اتخذه الرافضة عادة جعلنا التختم في اليسار. وقال الكنجي في كفاية الطالب : إنّ علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان يتختم في اليمين. وقال الترمذي [ الشمائل المحمّدية : 72 - 76، وسنن الترمذي 228/4 - 229]، والسجستاني [91/4] وابن حنبل [204/1 و 205]، وابن ماجة [1203/2]، وأبو يعلى المحتسب [427/5، و 167/12]، والسلمي والبيهقي [240/4]، وهو في صحيحي مسلم [1658/3] والبخاري : إنّ النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) والعترة والصحابة تختموا في أيمانهم. وعدّ الجاحظ في كتاب نقوش الخواتيم : أنّ الأنبياء من آدم إلى النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) تختموا في أيمانهم، وخلعه ابن العاص من يمينه ولبسه في شماله وقت التحكيم. وذكر الراغب في المحاضرات [محاضرات الأدباء 384/2] أنّ أوّل من تختم في اليسار معاوية ؛ فلبس المخالف في شماله علامة ضلالته، باستمراره على خلع علي [ (عَلَيهِ السَّلَامُ)] من إمامته. وفي التذكرة ؛ قال الشافعي وأحمد والحكم المسح على الخفين أولى من الغسل، لما فيه من مخالفة الشيعة. وقال عبد اللّه المغربي المالكي في كتابه : المعلّم بفوائد مسلم [ 488/1] : إنّ زيداً كبر خمساً على جنازة، قال : وكان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، يكبرها، وهذا المذهب الآن متروك ؛ لأنّه صار علماً على القول بالرفض. ثم قال البياضي (رَحمهُ اللّه) : فلينظر العاقل إلى من يذهب إلى ضد الصواب ! ويترك ما جاء من السنة والكتاب ! ويبدّل أحكام الشريعة لأجل العمل بها من الشيعة ! وهلا بدّلوا الصلاة والصيام.. وغيرهما من الأحكام؛ لأجل عمل أتباع الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)؟ ! أما نحن - فبحمد اللّه - لم نعمد إلى ما نثبت صحته وروايته، فأخرجناه من سنة نبينا لأجل من يعمل به من غيرنا ؛ لأنّ المخالف أخذ دينه عن القياس والاستحسان، ونحن أخذناه عن أئمة الأزمان، الذين أخذوا التحريم والتحليل عن جدهم النَّبيّل، عن جبرئيل، عن الربّ الجليل، وحاشاهم أن يجعلوا المشروع غير مشروع، لكون غيرهم يعتقد مشروعيته. وما أحسن قول شاعرهم في الحث على اتباعهم صلوات اللّه عليه وآلهم وسلم: [من الطويل ] إذا شئت أن تختر لنفسك مذهباً***وتعلم أنّ الناس في نقل أخبار فدع عنك قول الشافعي ومالك***وأحمد والمروي عن كعب أحبار ووال أُناساً قولهم وحديثهم :***روى جدنا عن جبرئيل عن الباري إلى هنا جاء بنصه في الصراط المستقيم.

ص: 443

ص: 444

ص: 445

ص: 446

ص: 447

ص: 448

ص: 449

ص: 450

ص: 451

ص: 452

ص: 453

ص: 454

ص: 455

ص: 456

ص: 457

ص: 458

[ القسم الرابع ]

في مساوي الفقهاء الضالّين المكذّبين ]

[ باب ]

[ رؤساء المذاهب الأربعة ]

[فصل 11]

[جامع في رؤساء المذاهب الأربعة ]

ص: 459

ص: 460

فصل الحادي عشر: جامع في رؤساء المذاهب الأربعة

ذكر الغزالي في الإحياء (1): أن الشافعي قال : حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجرائد، ويطاف (2) بهم في العشائر والقبائل، ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام !

قال : وقال أحمد : لا يفلح صاحب الكلام أبداً (3).

قال : وقال أبو يوسف : من طلب العلم بالكلام تزندق(4).

وروي عن مالك في قوله : (الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوى) (5).. والاستواء غير مجهول، وكيفيته غير معلومة (6)، والسؤال عنه بدعة (7) !

ص: 461


1- إحياء علوم الدين 95/1.
2- كذا في المصدر، وفي نسخة (ألف) : ولطارت، وفي نسخة (ب): ويطاءت.
3- المصدر السابق، وحكاه عن قوت القلوب في الصراط المستقيم 223/3 برقم 2.
4- إحياء علوم الدين 95/1.
5- سورة طه (20) : 5.
6- وفي المصادر : غير معقول.
7- راجع : اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 398/3، والاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للبيهقي 116/1.. وغيرهما.

وقال أبو حنيفة : اقرؤوه (1) كما جاء، لا تفسروه.

وقال (2) : إذا أدخل الرجل (3) يده في بئر بنية الوضوء فسد الماء كله ولم يَطْهُرْ هو !

[وحكي عن محمّد بن الحسن، أنّه كان يقول : لو أنّ رجلاً جنباً دخل بئراً ينوي الغسل من الجنابة ؛ لفسد الماء كلّه، ولم يَطْهُرْ هو ! ] (4)، فإن خرج (5) منها، ثم دَخَلَها ثانية لم يطهر هو أيضاً ولم يطهر الماء !

فإن دخلها ثالثة كان هذا حكمه، فإن دخلها رابعة طهر !!

وقال أبو يوسف : لو أنّ جنباً دخل بئراً ليخرج منها دلواً، فانغمس فيها، لم يفسد الماء ولم يجزه الغسل.

وقال محمّد : لا يفسد الماء ويجزيه الغسل (6)..

وهذه الأقوال عجيبة !

وينقض الوضوء أكل لحم الجزور عند أحمد (7).

ص: 462


1- تقرأ في نسختي الأصل : أمروه، أو : أقروه، والظاهر ما أثبتناه.
2- الظاهر أنّ ما هنا قد أخذ ممّا حكاه الشيخ المفيد (رَحمهُ اللّه) في الفصول المختارة : 191.
3- في نسختي الأصل : دخل الرجل، وفي المصدر : أدخل الجنب.
4- الزيادة بين المعكوفين من المصدر، ليتم اللفظ والمعنى.
5- كذا في المصدر، وفي نسختي الأصل : خرجها.
6- المبسوط للشيباني 83/1.
7- مختصر الخرقي : 14، الهداية على مذهب الإمام أحمد بن حنبل : 58.. وغيرهما.

والبلغم إذا كان من الحلق نَجِس عند أبي يوسف وزفر، والقيء إذا كان ملء الفم عند - أبي. حنيفة (1).

واتّفق أبو حنيفة والشافعي على تقديم المياسر على الميامن، ولم يوجب- [ -ا] الترتيب (2)، وقد خالف- [ -ا] اللّه تعالى في ترتيبه (3).

وقال الفراء وأبو عبيد (4) في قوله : (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُم وَأَيْدِيَكُم..) (5) يوجب الترتيب، فلما أوجب تقديم الوجه وجب في باقي الأعضاء (6).

وجوّز [ا] المسح على الخفّ والجورب والجرموق (7)، ولم يجوّزا على القدم (8) !

ص: 463


1- المبسوط للسرخسي،75/1، وبداية المجتهد 31/1.. وغيرهما.
2- راجع : حلية العلماء 127/1.. وغيرها.
3- هذا حاصل ما جاء في الفصول المختارة : 192.
4- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : الذراء وأبو عتبة.. وهما بدون إعجام، والظاهر ما أُثبت، كما حكاه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) عنهما في كتابه : الخلاف 96/1، وكذا عنهما في متشابه القرآن للمصنّف (رَحمهُ اللّه) 165/2.. وغيرهما.
5- سورة المائدة (5) : 6.
6- لاحظ : المجموع للنووي،383/1، وصفحة : 444 - 445.. وغيرهما.
7- هو خفّ صغير ؛ كما في العين 242/5، وقيل : خفّ صغير يلبس فوق الخفّ، كما في لسان العرب 35/10، وفي مجمع البحرين 143/5 قال : خفّ واسع قصير يلبس فوق الخفّ زاد عليه فى الكتب الفقهية : ليس فيه ساق.
8- راجع : المبسوط للشيباني 95/1.

قوله: ﴿وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ﴾ (1) إذا كان يوجب الغسل كيف يوجب المسح للخفّ وشبهه ؟ !

وأجازا(2) الصلاة في المغصوب من الثياب والماء والمسجد، ولم يوجبا إعادته، مع قوله : إن ذلك منهى عنه (3).

وجوّز [ا] الصلاة في جلد ما لا يؤكل لحمه، وفي وبره وشعره إذا ذكّي ودُبِّغَ، إلّا الكلب والخنزير (4).

وجوّزا بيع جلود الميتة قبل الدباغ وبعدها (5).

وقال الشافعي : تنعقد تكبيرة الافتتاح (اللّه أكبر) و (الأكبر اللّه) (6).

وقال أبو حنيفة : وينعقد ب- (اللّه العظيم) و (اللّه الجليل).. ونحوهما (7).

وقال : لا يجب إيصال الماء إلى أصول شعر الوجه ؛ مثل الحاجبين،

ص: 464


1- سوره المائدة (5) : 6.
2- في نسختي الأصل : وأجازوا.
3- راجع : الخلاف 509/1 (مسألة 253).
4- راجع : المؤتلف والمختلف للشيخ الطبرسي (رَحمهُ اللّه) 179/1.
5- انظر تفصيله في الحاوي الكبير،72/1، والهداية في شرح بداية المبتدي 46/3.. وغيرهما. وراجع أيضاً : الحاوي الكبير 383/5.
6- المبسوط للسرخسي 35/1 - 36، بحر المذهب للروياني 12/2.. وغيرهما.
7- راجع : الخلاف 313/1 (مسألة 62)، وتحفة الفقهاء 123/1.. وغيرهما.

والعذارين، والأهداب، والشارب والعنفقة (1).

وقالا (2) : الغرم والقطع لا يجتمعان على اللصّ (3).

وقالا : إذا حلّ دابة، أو فتح قفصاً (4) [ وفيه طائر]، ووقفا ثم ذهبا.. لا ضمان عليه(5) !

وقالا : إذا أكرى أرضا ليزرع فيها طعاماً بطل الشرط والعقد (6).

وقالا : إن من كسى مسكيناً واحداً، أو أطعمه عشر مرات في كفارة اليمين أجزأه (7).

ص: 465


1- ويراد منها ما بين الشفة السفلى والذقن من الخفة شعره، وقيل ما بين الذقن وطرف الشفة السفلى كان عليها شعراً ولم يكن، كما في لسان العرب 77/10. وراجع : كتاب العين،301/2، ومجمع البحرين 220/5.. وغيرهما. انظر : بدائع الصنائع للكاشاني 5/1.
2- أي الشافعي وأبو حنيفة.
3- المشهور على نقل هذا الفتوى عن أبي حنيفة، وانظر نموذجاً : الشرح الكبير للرافعي 241/11.
4- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل بعصا، والظاهر ما أُثبت من المصدر، وكذا ما بين المعكوفين منه.
5- راجع عن ذلك : الخلاف للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 411/3 (مسألة 24)، والمؤتلف والمختلف للشيخ الطبرسي (رَحمهُ اللّه) 622/1.. وغيرهما.
6- راجع : الخلاف 517/3 - 518 (مسألة 4).
7- راجع عن ذلك : الخلاف 559/4 (مسألة 59)، والفصول المختارة: 199، وكذا ما جاء في بدائع الصنائع 104/5.. وغيره.

القرآن:.. (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشْرَةِ مَسَاكِين..) (1).

وقالا : كنايات الطلاق طلاق، وذلك مثل قوله : أنتِ خليّة.. وبريئة.. وبائنة.. وبتة.. واعتدي.. واغربي.. واستبري رحمكِ.. والحقي بأهلك.. وحبلك على غاربكِ.. واذهبي.. وذوقي.. و تزوّدي (2)..

قال (3) : الطلاق يتبعه حكم شرعي، لا يثبت إلا بأدلة الشرع، وما قامت الدلالة على الكنايات، ووجوه الفراق في القرآن ظاهرة، وغيرها يحتاج إلى دليل (4).

وقالا : إذا قال لها : أنتِ حرّة، أو : عتقتكِ.. يكون طلاقاً مع النية، وإذا قال : أنتِ للطلاق.. أو أنتِ طالق.. وقع بحيث ما نوى.

وقالا : إذا قال : رأسكِ وجسمكِ طالق.. يقع (5).

وقالا : إذا قال : أنتِ طالق نصف تطليقة.. يقع طلقة (6).

ص: 466


1- سورة المائدة (5): 89.
2- ومثلها قولهم : أنتِ حرام. راجع : : تحفة الفقهاء،182/2، والمؤتلف والمختلف 2002، والمجموع للنووي 101/17، وروضة الطالبين للنووي 27/6.. وغيرها.
3- الظاهر أن المراد من القائل هو السيد المرتضى مع العلم الهدی (رَحمهُ اللّه).
4- راجع : الانتصار للسيد المرتضى (رَحمهُ اللّه) : 301 - 302.
5- قد مرّت مصادره فيما سبق من فتاوى كلّ مذهب.
6- كما جاء في الخلاف 483/4 (مسألة 52).

وقال داود الإصفهاني : الجمع بين الأختين في ملك اليمين حلال، والجمع بين الأم والبنت غير محظور، ونكاح بنت المرأة حلال(1)

وإن أكل اللقطة بعد سنة لا يضمن، ولا يلزمه ردّ المثل ولا القيمة (2).

السواك واجب.

قال النَّبيّ (عليه وآله السلام) : «لولا [ أن ] أشق (3) على أُمتي لأمرتهم بالسواك عند [ وضوء ] كلّ صلاة» (4).

ص: 467


1- كما رواه الروياني عنه في بحر المذهب 198/9.
2- راجع : الحاوي الكبير،9/8، والمجموع للنووي 263/15.. وغيرهما.
3- في نسختي الأصل : أستن - بدون نقط -.
4- كما جاء في الكافي الشريف،22/3، وقريب ما في المتن في الفقيه 55/1 حديث 123، وعنهما في وسائل الشيعة،7/2، وصفحة : 19، وأسند إلى درر اللئالي في مستدرك وسائل الشيعة 360/1 (باب 1) حديث 852، وكذا حديث 863 عن عوالي اللئالي،21/2، ورواه في علل الشرائع 2931 (باب 221) حديث 1، وعنه في بحار الأنوار 126/76 (باب 18) حديث 3، عن علل الشرائع 277/1، وكرره في بحار الأنوار 340/80 (باب 34) حديث 18. وقد جاء الحديث مسنداً في المحاسن للبرقي 561/2 حديث 946، ومكارم الأخلاق : 50.. وغيرهما. وراجع من كتبهم في الأخبار ما جاء في : المصنّف للصنعاني 555/1، وصفحة : 556، المصنّف لابن أبي شيبة 155/1، وصفحة : 156، مسند أحمد بن حنبل الشيباني 120/1، و 250/2، و 325/6، وكتاب مسلم بن الحجّاج القشيري 220/1 (باب السواك)، سنن ابن ماجة القزويني 1051 (باب 7)، سنن الترمذي 34/1 - 35 (باب ما جاء في السواك).. وغيرها كثير.

غسل الجمعة والأعياد واجبة..

قوله [ ب- ] الوجوب يحتاج إلى الدليل، والأصل براءة الذمة.

صيد المحرم غير مضمون.

الأعمى [ و ] من لا يعرف أمارات القبلة يصليان (1) إلى أي جهة شاءا.

وقال ابن أبي قطن (2) : المحجور عليه لا يملك طلاقه (3).

وقال محمّد : إذا وقف مسجداً، ثمّ إنّه خرب وخربت المحلّة والقرية.. يعود إلى ملكه، كالكفن إذا ذهب السيل [ ب-] الميت أو أكله السبع (4).

وقال الأوزاعي (5) : الطهارة لا تحتاج إلى نية ألبتة.

ص: 468


1- كذا استظهاراً، وفي نسختي الأصل : يصلان، أو : يعيدان. وعندنا إلى أربعة جهات. راجع : الخلاف 302/1(مسألة 49).
2- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل سوى واحدة، ولعلّه : فطن، ونسب الكلام في المصادر إلى ابن أبي ليلى.
3- راجع : الخلاف 289/3 - 290 (مسألة 9)، المؤتلف والمختلف 572/1 (مسألة 9)، بداية المجتهد 229/2.
4- راجع : المبسوط للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) 300/3.
5- كما حكاه الشيخ (رَحمهُ اللّه) عنه في الخلاف 71/1.

النيّة غير معتبرة في الزكاة.. خالف سائر الفقهاء.

[لو ] أنّ رجلاً حضر عند الحاكم، فادّعى أن فلانة زوجتي، وهو يعلم أنه كاذب، وشهد بذلك شاهدان - و (1) هما يعلمان ذلك - فحكم الحاكم بها ؛ حلّت له ظاهراً وباطناً (2).

لو تزوّج بامرأة جميلة، فرغب فيها أجنبي - قبل دخول زوجها - فأتى هذا الأجنبي الحاكم فادّعاها زوجته، وأن زوجها طلقها قبل الدخول بها، وتزوّج بها، وشهد بذلك شاهدان زوراً.. فحكم الحاكم بذلك، نفذ (3) حكمه وحرمت على الأوّل ظاهراً وباطناً، وحلّت للمحتال ظاهراً وباطناً (4).

وقال أبو يوسف : أقلّ النفاس أحد عشر يوماً زيادة على أكثر أيام الحيض..(5)

خالف كافّة الفقهاء.. والذمة مشغلة بالعبادات، وقوله يحتاج إلى دليل.

وقال ابن شريح : غسالة الثوب النجس طاهرة.

ص: 469


1- في نسختي الأصل أو، بدلاً مما أُثبت
2- جاء بنصه في الخلاف 493/4 نقلاً عن محمّد بن الحسن.
3- في نسختي الأصل : فقد.
4- المصدر السابق.
5- راجع : المحلّى 207/2 والمبسوط للشيباني 454/1 - 455.. وغيرهما.

وقال المزني : صلاة الخوف منسوخة (1).

المسلم إذا قتل الدّمي غيلة قتل به (2).

وقال أبو ثور (3) : يجوز للرجل [ أن ] يأتم بامرأة أو خنثى..(4)

قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ): «.. لا تؤمن امرأةٌ رجلاً» (5).

وقال الفقهاء كلّهم - سوى الإمامية - : لا يكره أن يتوكل مسلم لكافر على مسلم.. (6)

القرآن : ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللّه لِلكافرين..﴾ (7) الآية.

وقالوا : الترتيب غير واجب في الشهادتين (8).

دليلنا ؛ إذا رتبت صحت صلاته، ولا دليل على صحت [ ] إذا لم يرتّب.

ص: 470


1- حكاه عنه النووي في روضة الطالبين 49/2.
2- راجع : أحكام القرآن للجصاص 171/1.
3- هو : إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي، كنيته : أبو عبد اللّه، مات في صفر سنة 240 ه-.
4- راجع : الخلاف 548/1 (مسألة 288)، والمجموع للنووي 255/4.. وغيرهما.
5- كما جاء في سنن ابن ماجة 343/1 حديث 1081، ومسند أبي يعلى 281/3 - 282 حديث 1856.. وغيرهما.
6- راجع : الخلاف 350/3 (مسألة 15).
7- سورة النساء (4) : 141.
8- كما جاء في الخلاف 315/1(مسألة 64).

وقوله : «صلوا كما رأيتموني أُصلّي» (1)، وقد علم أنّه لم يقدم اسمه على اسم اللّه.

وقالوا : التسبيح في الركوع والسجود غير واجب (2)، والتشهد الأوّل غير واجب (3).

وقالوا : المصلّي في الحرير (4) مختاراً لا تجب إعادتها.

واعترفوا أنه نهى عن الصلاة فيه، والنهي يدلّ على فساد المنهي عنه، فوجب أن تكون الصلاة فاسدة (5).

وقالوا : تجوز الصلاة في المغصوب من الماء والثوب والموضع مع الاختيار..

يدلّ على بطلان قولهم : أنّ الصلاة تحتاج إلى نية، والتصرف في المغصوب قبيح، لا يصحّ التقرب به (6).

ص: 471


1- راجع : كتاب البخاري 128/1 حدیث 631، و 9/8 حديث 6008، وصحيح ابن حبّان 541/4 حديث 1658، والسنن الكبرى للبيهقي 485/2 - 486.. وغيرها. ولاحظ ما جاء في عوالي اللآلي 1971 حديث،8، وعنه في بحار الأنوار 85/35 حديث 76.. وغيره.
2- كما حكاه الشيخ (رَحمهُ اللّه) عنهم في كتابه : الخلاف 348/1 – 349 (مسألة 99).
3- أخذه (رَحمهُ اللّه) -كغالب ما هنا - من كتاب الخلاف للشيخ (رَحمهُ اللّه) 364/1 – 365 (مسألة 121).
4- كذا ؛ ولعلّه يقرأ : الجزين، أو : الحرين، وما أُثبت استظهار من المعنى.
5- كما قاله الشيخ (رَحمهُ اللّه) في الخلاف 504/1(مسألة 245).
6- راجع : الخلاف 510/1(مسألة 254).

وقالوا : تجوز الصلاة خلف الفاسق المرتكب للكبائر ؛ من شرب الخمر، والزنى، واللواط (1).

قالوا : المسافر للصيد بطراً أو لهواً يجوز له التقصير (2).

وقالوا : لا يجوز (3) للمحرم لبس السواد (4).

وقالوا : لا قضاء ولا كفّارة على من اعتمد استنزال الماء الدافق(5) بغير جماع في شهر رمضان نهاراً (6).

وقالوا : ينعقد الإحرام قبل الميقات، ومعنى الميقات هو الذي تعيّن (7) عن النَّبيّ (عليه و آله السلام)، ولا يجوز التقدّم عليه ؛ مثل مواقيت الصلاة (8).

ص: 472


1- راجع : الخلاف 560/1 (مسألة 310).
2- حكاه الشيخ (رَحمهُ اللّه) عنهم في الخلاف 588/1 (مسألة 350).
3- في نسختي الأصل : لا يلزم، والمثبت عن الخلاف.
4- انظر الخلاف 298/2 (مسألة 80).
5- كذا استظهاراً، وفي نسخة (ألف) : الدافن، وفي نسخة (ب) : الذاقن.
6- كما نقله الشريف المرتضى (رَحمهُ اللّه) في الانتصار : 187 (مسألة 84). راجع : كتاب الأمّ 101/2، والمجموع 342/6، واللباب 165/1، والمحلى 185/6.. وغيرها.
7- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : يتعين، والظاهر ما أثبتناه.
8- كما نص عليه المصنّف (رَحمهُ اللّه) في متشابه القرآن 180/2، وقريب منه منه ما قاله الشريف المرتضى (رَحمهُ اللّه) في الانتصار : 235.. وغيره.

وقالوا : يجوز نكاح الكتابيات..

وقال اللّه تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا المُشْرِكَاتِ..) (1) الآية، والزانية (2) مشركة.

وقوله: ﴿وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الكَوافر) (3) وبين الزوج والمرأة عصمة لا محالة.

وقوله: ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ..) (4) نفى التساوي في سائر الأحكام (5).

وقالوا : يصحّ الطلاق بلا شاهد..

القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبيّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ..) إلى قوله : (وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ..﴾ (6) وظاهر الأمر به يقتضي الوجوب؛ کأنّه إذا طلقتم النساء فطلّقوهن لعدتهنّ، وأشهدوا ذوي عدل منكم (7).

ص: 473


1- سورة البقرة (2) : 221.
2- كذا؛ ولا وجه لها، إلا أن يكون في الكلام سقط، وفي الانتصار : النصرانية، بدلاً من قوله : الزانية.
3- سورة الممتحنة (60) : 10.
4- سورة الحشر (59) : 20.
5- راجع : الانتصار : 279 (مسألة 155)، والخلاف للشيخ الطائفة (رَحمهُ اللّه) 311/4 - 312 (مسألة 84).. وغيرهما.
6- سورة الطلاق (65) : 1 - 2.
7- هذا حاصل ما قاله الشريف المرتضى (رَحمهُ اللّه) في الانتصار : 299 (مسألة 168). وهنا رواية عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) في نكيره على فتوى القوم بجواز الطلاق بلا شاهد. راجع : تهذيب الأحكام 281/6 - 282 حديث 774 (179)، والاستبصار 26/3 حدیث (13) 81، وعنهما في وسائل الشيعة 360/27 - 361 حديث 33943.

ويستحلّون شرب الفقاع، وقد ذكر أبو عبيد القاسم [ بن سلام ] في كتاب الأشربة (1)، وأبو يعلى الموصلي في المسند (2) بأسانيدهما.. إلى أُم حبيبة [بنت أبي سفيان ] زوج النَّبيّ (عليه وآله السلام) : أنّ ناساً من [أهل ] اليمن (3) قدموا على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).. فقالوا : يا رسول اللّه ! إن لنا شراباً نصنعه من القمح والشعير [ قال : ] فقال : «الغبيراء ؟» قالوا: نعم، قال [ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)] : «لا تطعموها..» (4). ثم لما كان ذلك بعد يومين (5) ذكروها له (6)، فقال : «الغبيراء ؟» قالوا: نعم، قال : «لا تطعموها»، قالوا : فإنّهم لا يدعونها، قال : «فمن لم يتركها فاضربوا عنقه» (7).

ص: 474


1- لم نعثر على كتاب الأشربة.
2- مسند أبي يعلي 68/13 حديث 7147 باختلاف يسير غير مهم.
3- الجملة في نسختي الأصل (إنّ النساء من العين..) غير منقوطه، ويحتمل كونها : العفن، أو الفتن، وما هنا أُخذ من المصدر.
4- قال الساجي - هنا - في حديثه : أنّه قال ذلك ثلاثاً..
5- في بعض المصادر : ثمّ لما كان بعد ذلك بيومين..
6- في المصدر : ثم لما أرادوا أن ينطلقوا سألوه عنه..
7- حكاه عنه الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) في الرسائل العشر : 256، والمصنّف (رَحمهُ اللّه) في متشابه القرآن 211/2.. وغيرهما. وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده 427/1، وكذا أورده الطبراني في المعجم الكبير 242/23، وصفحة : 246 حديث 483، وحديث 495، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 54/5 - 55، والبيهقي في الأشربة 292/8.. وغيرهم في غيرها. ولقد عقد الشيخ الكليني (رَحمهُ اللّه) في الكافي الشريف 361/6 باباً في الغبيراء، وكذا في وسائل الشيعة 174/25) (باب 101)، وجاء في المستدرك 408/16 (باب 76)، وسبقه العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 188/66 (باب 12).. وغيره، وفيه روايات كثيرة. بل قد عقد باباً شيخنا العلامة المجلسي (رَحمهُ اللّه) في بحار الأنوار 96/62 (باب 53)، وفيه روايات وله بيان عليهما، فلیلاحظ. أقول : المراد من الغبيراء هنا - غير ما جاءت به في رواياتنا - حيث هي كما قال في النهاية 338/3 - ذيل قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «إيّاكم والغبيراء ! فإنّها خمر العالم»، الغبيراء : ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة، وتسمى السكركة، وقال ثعلب : هي خمر تعمل من الغبيراء، هذا التمر المعروف.. أي هي مثل الخمر الذي يتعارفها جميع الناس، ولا فصل بينهما في التحريم.. و على كلّ ؛ فهذه شراب وتلك طعام حيث ورده عنهم أنّه دخل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو محموم فأمره أن يأكل الغبيراء.. كما في عيون أخبار الرضا 44/2، ومكارم الأخلاق : 176.. وغيرهما. وقريب منه عن أبي عبيدة في عوالي اللئالي 316/1 - 317 حديث 40، وجاء بعده قوله : وروى أبو عبيد - أيضاً - عن أبي مريم.. أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سئل عن الغبيراء فنهى عنها، وقال: «لا خير فيها، وفي خبر (44) أنّ الغبيراء التي نهى عنها رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هي الفقاع، ومثله في العوالي 18/2 عن عمر. وعن ضمرة كما في مسند أحمد بن حنبل 427/6 - وبمعناه عن المصنّف (رَحمهُ اللّه) في متشابه القرآن 211/2.. ولاحظ ما بعده.

ص: 475

قال أبو الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) :.. لو أنّ الدار داري لقتلت بائعه ولجلدت شاربه» (1).

أبو الحسن الأخير (عَلَيهِ السَّلَامُ): «حدّه حدّ شارب [الخمر ]» (2).

والدلالة على تحريمه إجماع الإمامية، وإجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع.

وأيضاً ؛ فالعقل يقتضى الأخذ بالاحتياط والامتناع من كلّ ما لا يؤمن في الإقدام علي- [-ه] الضرر، وقد علمنا أن من أقدم على شربه لا يأمن،

ص: 476


1- جاء الحديث مسنداً عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين سئل عن الفقاع، فقال: «هو خمر مجهول فلا تشربه - يا سليمان ! - لو كان الدار لي أو الحكم لقتلت بائعه ولجلدت شاربه». ومثله جاء في التهذيب 124/9 حدیث 274 [ 540]، والاستبصار 95/4 حديث 5، و 6 [369]، وعنهما في وسائل الشيعة 225/7 [الإسلامية، وأيضاً في طبعة مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) 365/25 (باب 28 تحريم بيع الفقاع وكل مسكر) حديث 32136، عن الكافي الشريف 423/6 حديث 9 ].. وقد يرد بتقديم وتأخير : «لجلدت شاربه و لقتلت بائعه»، ومثله في المستدرك في عدة مواطن.
2- كما في الكافي الشريف 423/6 حديث 9، والتهذيب 125/9 ذیل حدیث 275، والاستبصار 95/4 ذيل حديث 6، وعنه في وسائل الشيعة 365/25 (باب 28) حديث 321236، وكذا في مستدرك الوسائل عنهم.

[ و ] ما روي في تحريمه صحيحاً أو في جملته ما هو صحيح، فيكون مقدماً على [ما ] لا (1) يأمن استحقاق الذم والعقاب، وما هذه صورته (2) يجب تجنبه.

وقال مالك (3) : إنّه يلحقه ما به يحرم العصير بعد تحليله، ولأجله يسمّى : خمراً - وهو الغليان - ألا ترى أنّ العصير في الحال لحلال ويحرم إذا غلى وسُمّى : خمراً ؛ سواء أسكر أم لم يسكر، وخُلِطَ بغيره أو (4) شرب مفرداً.

الثاني : ضراوة (5) الإناء المستعمل فيه.

والثالث : من قِبَلِ الأَفاوِيهِ (6) التي تلقى فيه، كالداذي (7) الذي [ يلقى ] في

ص: 477


1- في نسختي الأصل : إلّا.
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : صورة.
3- حكاه المصنّف (رَحمهُ اللّه) بنصه في متشابه القرآن،211/2، وقريب منه ما جاء في الرسائل العشر للشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) : 260.
4- كذا استظهاراً ؛ وفي نسختي الأصل : واو، وقد يقرأ : وخلط بغير ماء، وشرب منفرداً.
5- في نسخة (ألف) : ضرارة، والكلمة مطموسة في نسخة (ب). يقال : ضرى النَّبيّد يضري : إذا اشتدّ والضاري من الآنية : الذي ضري بالخمر، فإذا جعل فيه النَّبيّذ صار مسكراً، وأصل الضرواة : الدربة والعادة. راجع : لسان العرب 482/14.
6- في نسختي الأصل تقرأ : الأصوبة - بدون إعجام -، والمثبت عن متشابه القرآن. والأفاوِيةُ : جمع أَفواه، وأفواه جمع فُوءٍ، وهو ما يعد للطيب من الرياحين والبقول. انظر : تاج العروس 78/19 مادة (فوه).
7- في نسخة (ألف) : كالراذي، وفي نسخة (ب) : كالرادي، والصحيح ما أثبتناه، كما جاء في متشابه القرآن. والداذي - بالدال المهملة قبل الألف، والذال المعجمة بعدها - هو حبّ يطرح في النَّبيّذ، فيشتد حتّى يسكر، كما جاء في النهاية لابن الأثير 147/2. وقال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم 415/9 : الداذي نبت...يوضع منه مقدار رطل في الفرق، فتعبق رائحته، ويجود إسكاره. وجاء في الرسائل العشر : كالدردي، ويراد منها الخميرة التي تترك على العصير والنَّبيّذ ليتخمّر، وأصله ما يركد في أسفل كلّ مائع كالأشربة والأدهان. راجع : لسان العرب 166/3.. وغيره.

عصير التمر (1) ؛ ليزيد في غليانه.

والرابع : أنه من خليطين من الأقوات ؛ فإنّه إذا عمل من الشعير تجافى بالتمر (2).

وقال غيره : لابد من (3) ذلك، أو خلطه بدقيق السميد ؛ ليشتد ويزيد قفره (4) عند خروجه من كيزانه (5).

ص: 478


1- هنا زيادة في الرسائل العشر : فيحركه.
2- في الرسائل العشر : فانه إذا غلا فيه الشعير يحلا بالتمر.
3- في نسختي الأصل : في، بدلاً من : من.
4- الكلمة مشوشة جداً وغير منقوطة في نسخة (ب)، والظاهر ما أُثبت كما في متشابه القرآن.
5- في نسختي الأصل كيرانه، والظاهر ما أُثبت كما في متشابه القرآن. والكيزان : جمع كوز، والكوز من الأواني، معروف راجع : لسان العرب 402/5.

أنشد ابن الرومي (1): [ من الطويل ]

أَحَلَّ العِراقِيُّ النَّبيّذَ وشُرْبَهُ***وقال : الحرامانِ المُدامَةُ والشكر (2)

وقال الحجازي: الشرابان واحد***فَحَلَّتْ لَنَا بَيْنَ اخْتِلافِهِما الخَمْرُ

سأخُذُ مِنْ قَوْلَيْهما طَرفَيْهما (3)***وأشرَبُها لا فارَقَ الوازِرَ الوِزْرُ

آخر : [من الخفيف ]

رَأْينا فِي السَّماعِ رَأْيُ الحِجازِ***ي وَفِي الشَّرْبِ رَأْيُ أَهْلِ العِراقِ (4)

ص: 479


1- نسبه في الصراط المستقيم 217/3 إلى أبي نؤاس، ولم يذكر سوى البيت الأول منه. ولم نجده في ديوان أبي نؤاس مع أنّه أقرب لمسلكه، والأبيات موجودة في ديوان ابن الرومي 61/2، فراجع.
2- جاء العجز في الصراط هكذا : وقال : روينا أنه حرّم السكر..
3- كذا استظهاراً، والكلمة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل، تقرأ طرافيهما هما..! أو غير ذلك.
4- جاء البيت الآتي نسخة بدل في حاشية نسخة (ب)، وأدرج في المتن في نسخة (ألف) بدل البيت الأوّل، قوله : [من الكامل ] والشافعي وهو يقول : أمامنا***اللعب والشطرنج غير حرام

ابن الحجّاج (1) : [ من الكامل ]

الشَّافِعِيُّ مِنَ الأئِمَّةِ واحِدٌ***وَلَدَيْهِ ذَا الشِّطْرَنْجُ غَيرُ حرام (2)

وَأَبُو حَنِيفَةَ قال وَهُوَ مُصَدَّقُ***فيما يُبَلِّغُهُ مِنَ الأَحْكامِ

شُرْبُ المُنَصَّفِ والمُثَلَّثِ (3) جائز***فَاشْرَبُ عَلَى ثِقَةٍ (4) مِنَ الأَيَّامِ

وأَباحَ مالِكُ لِلْفُقاع تَصَرُّفاً (5)***وَبِهِ قوام الدين والإسلام

ص: 480


1- قال البياضي (رَحمهُ اللّه) في الصراط المستقيم :205/3 : وقد أنشأ ابن الحجّاج في خطئهم من القيل ما يغني النَّبيّل عن الدليل، ولم نجد هذه القصيدة في ديوانه المحققة أخيراً في أربع مجلدات.
2- في نسخة بدل في حاشية نسخة (ب) : الشافعي وهو يقول إمامنا***اللعب والشطرنج غير حرام وأدرج في المتن في نسخة (ألف) برواية : والشافعي.. حرام. والصحيح أن بدل من هذا البيت، وصواب روايته : الشافعي يقول وهو إمامنا***اللعب بالشطرنج غير حرامِ
3- في الصراط - بتقديم وتأخير - : المثلث والمنصف.
4- في الصراط : على طرب.
5- في الصراط : الفقاع تطرقاً.

وَلإِبْنِ حَنْبَلَ فِي النُصُوصِ (1) فَتَاوِي***إِنْ رُدَّ مَا قَدْ نالَهُ بِتَمامِ (2)

ورُواةُ مَكَّةَ أَرْخَصُوا (3) في مُتَعَةٍ***وَهُمُ رُعاة مصالح الأقوامِ (4)

قامِرُ ولُطُّ وَاشْرِبْ جَمِيعاً وَاحْتَجِجْ(5)***فِي كلّ مَسْأَلَةِ بِقَوْلِ إِمَامٍ !

وله (6) : [ من مجزوء الكامل ]

ص: 481


1- كذا استظهاراً، وقد تقرأ في نسختي الأصل الفصوص.
2- العجز في الصراط المستقيم جاء هكذا : إِذ رَدَّ ما قَدْ قاله بِتَمامِ.
3- كذا ؛ والظاهر : رخصوا.. وهو الذي في الصراط.
4- في الصراط : الأعوام.
5- الصدر في المصدر :هكذا فاشرب ولط وازن وقامر واحتجج.
6- في الصراط : الحجّاج - بدون ابن - وهو سهو. والأبيات في ديوانه 163/3 - 164 من جملة قصيدة طويلة له، وروايتها : [ من مجزوء الكامل ] الخير ليس بضائع***وبه نَفاقُ بضائعي وقد اتبعتُ أئمةً***يَهْدُونَ سُبُلَ الشارع مثل النجوم ثلاثةً***وحلقتُ ذِقن الرابع فأبو حنيفة للشرا***ب وللسماع وللسماع الشافعي والمالكية لاشتها***فَوق الفراش تصابعي [ بضائعي ] وقد جاءت هذه الأبيات عنه في الصراط المستقيم 278/3.

الحقُّ لَيْسَ بِضائِعِ***وَلَهُ نَفَاقُ بَضائِعِ (1)

وَقَدِ اتَّبَعْتُ أَئِمَّةٌ***يَقْضُونَ حَقَّ الشائع (2)

فَأَبُو حَنِيفَةَ للنَّبِي***ذ، وللْقِمارِ الشَّافِعِي

والمالكي لإسْتِها***فَوقَ (3) الفِراشِ بضائعي

مِثلُ النُّجُوم ثَلاثَةٌ***وَخَلَقْتُ ذِقْنَ الرَّابِعِ

.. يعني أحمد بن حنبل.

وله (4) : [ من السريع ]

يا فُقَهَا بَعْدادَ ما قَوْلُكُمْ***في امْرَأَةٍ نِيكَتْ وَهِي نائِمَةُ

فَاسْتَرْهَزَتْ (5) تَحْسَبُهُ زَوْجَهَا***مَأجورةٌ في ذاكَ أَمْ آئِمَةً ؟ !

ص: 482


1- هذا ما جاء في الصراط، والبيت في نسختي الأصل هكذا : الحق له لحن [خ.ل: ألحن ] يصايع و به نفاق فصايع [خ.ل: يضايع ] وغالب الكلمات فيه غير منقوطة ولا مفهومة.
2- في الصراط : التابع، بدلاً من الشائع، وهو أفضل، وفي أوله : فقد.
3- في الصراط : ما في، بدلاً من : فوق.
4- لم نجد هذه الأبيات في ديوانه المطبوع محققاً.
5- كذا؛ ولعلّها : فارتهزت. يقال : رهزها المباضع يرهزها.. فارتهزت : وهو تحرّكهما جميعاً عند الإيلاج من الرجل والمرأة، كما جاء في لسان العرب 357/5.

الشَّافِعِي قال : لَها ما نَوَتْ***إِنْ لَمْ تَكُنْ فِي وَقْتِها عَالِمَةً

وأحْمَد خالَفَ فِى قَوْلِهِ***لأَنها فِي فِعْلِها عازمة!

المعرّي (1) : [من الوافر ]

أَجازَ الشَّافِعِيُّ فِعال (2) شَيْءٍ***وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : لا يَجُوزُ

فَضَلَّ الشَّيْخُ (3) والسُّبَّانُ مِنَا***وَلَمْ تُهْدَ (4) الفَتاةُ وَلا العَجُوزُ

[لَقَدْ نَزَلَ الفَقِيهُ بِدارِ قَوْمٍ***فَكانَ لِأمْرِهِ فِيهِم نُجُوزُ ] (5)

وَلَمْ آمَنْ عَلَى الفُقَهَاءِ حَبْساً***إذا ما قيل للأمناء : جُوزُوا (6)

ص: 483


1- اللزوميات (لزوم ما لا يلزم) 525/1 (قطعة 6) [طبعة دار الجيل ]. وجاء الاسم في الصراط المستقيم : المغربي، وهو سهو.
2- في نسختي الأصل : فقال، ومثله في الصراط المستقيم.
3- في الديوان : الشيب، بدلاً من : الشيخ، وكذا في الصراط.
4- في المصدر : وما اهتدت.
5- ما بين المعكوفين من اللزوميات، ومراده : اتموا ما أشار عليهم به الفقيه على علاته.
6- جاءت الأبيات الثلاثة - عدا ما أُلحق - في الصراط المستقيم 278/3 - 279. أقول : لا بأس بأن ندرج ما أورده الشيخ البياضي (رَحمهُ اللّه) في كتابه الرائع : الصراط المستقيم 184/3 - 195 في الفصل الأول من الباب الخامس عشر الذي عنونه بقوله : (نذكر فيه خطاء الأربعة فيما أجمعوا عليه) ؛ ونحن ننقلها كما هي - تتميماً للفائدة ولبحثنا هذا مع علمنا قطعاً أنّه استفاد من كتابنا هذا مكرراً، قال (رَحمهُ اللّه) : وهي أُمور: 1 - أجازوا غسل الرأس بدلاً من مسحه في الوضوء، وأوجبوا غسل الرجلين ؛ فخالفوا نص الكتاب في موضعين. 2 - أجازوا مسح الخفّين، وقد نطق القرآن بالرجلين. وقد قال الباقر [(عَلَيهِ السَّلَامُ) ] - مع شهادة الفريقين له - : «سبق الكتاب المسح على الخفين». ثم قال : وفيه مزيد كلام يأتي في الباب الأخير إن شاء اللّه. 3 - منعوا الفريضة على الراحلة للضرورة، وفيه ترك الصلاة مع القدرة عليها، ومخالفة لقوله : ﴿لَا يُكَلِّفُ اللّه نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [سورة البقرة (2): 286]، ولفعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فإنه في يوم مطير على الراحلة صلاها. 4 - أجازوا في الصلاة قول : آمين ؛ وخالفوا قول النَّبيّ الأمين : «لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين». 5 - أجازوا الوضوء بالماء المغصوب ؛ مع دلالة صريح العقل وتواتر النقل على قبح التصرّف في مال الغير بغير إذنه ؛ والنهي في التعبد موجب للفساد. 6 - توضأ وا مع غسل الجنابة، وقد جعل اللّه غاية المنع من المساجد الغسل، فالمتوضئ معه متزيد على الشرع، وقد روى صاحب الحلية [51/8] عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من توضأ بعد الغسل فليس منا، وفي سنن السجستاني [65/1] قالت عائشة : كان النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يغتسل ويصلي ولا يحدث وضوءاً بعد الغسل.. ونحوه عنها في مسند أحمد [119/6 و 154]. 7 - استحبّوا صلاة الضحى ؛ وقد روي في كتبهم بدعتها، ففي الجمع بين الصحيحين للحميدي، عن مرزوق العجلي، قلت : أكان عثمان يصلّي الضحى ؟ قال : لا. قلت : فعمر ؟ قال : لا. قلت : فأبو بكر ؟ قال : لا. قلت : فالنَّبيّ ؟ قال : ما أخاله. وفيه من مسند عائشة [ 68/4] ما صلى النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الضحى. وفيه [ 144/4] عن ابن عمر صلاة الضحى بدعة. وفي مسند ابن حنبل [216/5، ولم يرد فيه ذكر لأبي سعيد ] : أن أبا سعيد وأبا بشير رأيا رجلاً يصليها فعيّباه عليها ونهياه عنها. وسبب ابتداعها ؛ أنّ معاوية لما بلغه نعي أمير المؤمنين [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] وقت الضحى، قام فصلّى ست ركعات، ثم أمر بني أُميّة بالأحاديث في فضلها عن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حتّى رووا أنّ النَّبيّ قال : إنّ اللّه كتبها عليه، ورووها ركعة عن أبي ذر، وعن أم هاني أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صلّاها ثمان ركعات.. فانظر إلى تناقض هذه الأحاديث إن أمرك أحدها بالأخذ به أمرك الآخر بتركه ! 8 - خيّروا المسافر بين الصوم والفطر ؛ فخالفوا قوله تعالى: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) صلى اللّه عليه [ سورة البقرة (2) : 184]، وفي الجمع بين الصحيحين [5/2 - 6]: خرج النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلى مكة في عشرة آلاف، فلما بلغ الكديد - وهو ماء بين عسفان وقديد - أفطر، وقد قال الترمذي يؤخذ من أمر رسول اللّه بالأخير. وفيه [7/2، وفيه : بدل (خيبر) : حنين ] ؛ خرج النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلى خيبر في رمضان وفي الناس مفطر وصائم، فركب راحلته وشرب ليراه الناس فشربوا. وفيه [ 372/2 - 373] ؛ عن جابر : خرج النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلى مكة عام الفتح في رمضان، فلمّا بلغ كراع الغميم دعا بقدح، فرفعه ليراه الناس ثم شرب، فقيل : إن بعض الناس قد صام، فقال : «أولئك العصاة». 9 - أبطلوا صلاة الجمعة بعد انعقادها إذا تفرق العدد، وخالفوا نص القرآن فيه، وقوله (عَلَيهِ السَّلَامُ): «الصلاة على ما افتتحت عليه». 10 - استحبّوا صلاة العيد ؛ وقد جاء القرآن بها، ودلّ على عدم الفلاح بتركها، ودوام النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عليها. 11 - استحبّوا صلاة الكسوف ؛ فخالفوا قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا رأيتم ذلك فصلوا»، وفي خبر ابن مسعود النذري : «فافزعوا إلى ذكر اللّه والصلاة». 12 - اكتفوا في صلاة الموتى بتكبيرات أربع، وفي الجمع بين الصحيحين [ 513/1 ] عن زيد بن أرقم كان النَّبيّ يكبر خمساً وكبر [ علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ] على سهل بن حنيف خمساً، وقال : إنّه من أهل بدر إيضاحاً أنّ الخمس للمؤمن، والأربع للمنافق، ووافقنا ابن أبي ليلى ورثى فقال: وتكبيره خمساً عليه دلائل***وإن كان تكبير المضلين أربع وروى الخطيب والديلمي أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان يصلي على الميت خمساً، وأسند الخطيب التاريخي [تاريخ بغداد 143/11 ] أنّ عيسى مولى حذيفة بن اليمان صلّى على جنازة فكبّر خمساً، ثم التفت وقال : وما وهمت ولا نسيت، ولكن تبعت مولاي حذيفة فإنّه كبّر خمساً. وفي الفردوس قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): كبّرت الملائكة على آدم خمساً. وعن بعض الصادقين (عَلَيهِم السَّلَامُ) : «كان النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يصلى على المؤمن خمساً وعلى المنافق أربعاً»، فكانت الصحابة تعرف ذلك. وفي رواية ابن بطة : صلى النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على حمزة بخمس تكبيرات، وصلي على السفاح بخمس تكبيرات، وصححه صاحب المنتظم، وذكره الهمداني في عنوان السنن. وقال العسكري في كتاب الأوائل [صفحة : 164]: أوّل من كبّر أربعاً عمر بن الخطاب. وقد روي [علل الشرائع 304/1، عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 82/2]: «أنّ اللّه كتب خمس فرائض الصلاة والزكاة والصوم والحج، والولاية ؛ فجعل للميت من كلّ فريضة تكبيرة، والعامة تركوا الولاية فتركوا تكبيرها». 13 - لم يستحبّوا الجريدتين ؛ مع ما روي في الجمع بين الصحيحين [ 20/2 ] أنّ النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مرّ بقبرين يُعذِّبان أحدهما من النميمة والآخر بعدم التنزه من البول، فشق عسيباً رطباً باثنين وغرس على كلّ واحد واحداً، ثم قال : «لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا». وفي حديث سفيان أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال للأنصار : «خضروا صاحبكم بجريدتين خضراوين، يوضعان من أصل الترقوة إلى أصلا اليدين». والأصل فيه أنّ آدم لما هبط استوحش ؛ فسأل اللّه شيئاً من شجر الجنة ليأنس به، فنزلت النخلة، فأنس بها وأوصى أن يجعل في كفنه جريدتين منها، وقال : أرجو الأنس في قبري بهما، ففعل ذلك ولده ونسله الأنبياء بعده، فلما درس، أحياها النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وشرعه وأوصى أهل بيته باستعماله. ثم قال : وسيأتي في الباب الأخير تكميل ذلك من كتب الجمهور، فليطلب منه. 14 - خصوا الخمس بغنائم دار الحرب؛ فخالفوا عموم ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنَّ للّه خُمُسَهُ﴾ [سورة الأنفال (8) : 41]. 15 - لم يوجبوا كفّارة بتعمّد غليظ الغبار ؛ فخالفوا النصّ الدال على وجوبها بالإفطار. 16 - منعوا فسخ الحج إلى العمرة. فخالفوا قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من لم يسق فليحل وليجعلها عمرة». 17 - لم يبطلوا حجّ متعمّد ترك المبيت بمزدلفة. فخالفوا فعل النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؛ فإنّه فعله، وقال : «خذوا عنّي مناسككم»، وقوله : «من ترك المبيت بمزدلفة فلا حجّ له». 18 - لم يبرؤوا المضمون عنه بالضمان. فخالفوا قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لعلي [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] لما ضمن الدرهمين عن الميت : «فكّ اللّه رهانك كما فككت رهان أخيك»، فدلّ على انتقال الدين عن الميت. وقال لأبي قتادة لما ضمن الدينارين : «هما عليك والميت منهما بريء ؟ قال : نعم. 19 - أنفذوا إقرار العبد بحد أو قصاص. فخالفوا قول النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «إقرار العقلاء على أنفسهم جائز، وإقرار العبد على مولاه»، فمفهوم الحديث أنّه ليس بجائز. 20 - منعوا إجارة الأرض لزرع الطعام. فخالفوا قضية العقول، وقوله تعالى : ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [سورة المائدة (5): 1]. 21 - منعوا الوصية للوالدين والأقربين. فخالفوا قوله تعالى: ﴿إِن تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾، وبدلوا قوله تعالى: ﴿فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ﴾ [سورة البقرة (2) : 181 – 180]. 22 - أجازوا عول المواريث ؛ قال ابن عباس : سبحان من أحصى رمل عالج جعل في المال نصفين وثلثاً، ذهب النصفان بالمال، فأين الثلث ؟ ! قيل : من أوّل من أعال ؟ قال : عمر، قلت : فهلا شرت عليه، قال : هبته ! 23 - ورّثوا العصبة فخالفوا قوله تعالى: ﴿وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾ [سورة الأنفال (8) : 75] ولا خلاف أنّ الأقرب فيهم أولى من الأبعد، وألزمهم الفضل بن شاذان أن يرث ابن العم أكثر من ابن الصلب فيمن خلف ولداً وثمانية وعشرين بنتا ؛ فإنّ له سهمين من ثلاثين، وهما خمس الثلث، ولو كان عوضه ابن عم فله مجموع الثلث. 24 - منعوا وارث النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من ميراثه برواية أبي بكر : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، وهي فاسدة لقوله تعالى : ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ) [ سورة النمل (27) : 16] وقال في زكريا [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] : ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ [سورة مريم (19): 6]. وحكم أبو بكر لعلي بميراث بغلة النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وسيفه ودرعه - لما نازعه فيها العباس - وإنّما قصد (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن يظهر تخطئة الحكم بتلك الرواية للناس، وقد سلف ذلك في باب المطاعن مستوفى. 25 - منعوا نكاح بنت الأخ والأخت على العمة والخالة وإن رضيتا. فخالفوا ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُم﴾ [سورة النساء (4) : 3] ﴿وَأُحِلَّ لَكُم مَا وَرَاءَ ذلِكُمْ﴾ [سورة النساء (4) : 24]. 26 - منعوا نكاح المتعة ؛ فخالفوا قوله تعالى: ﴿فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ﴾ [سورة النساء (4) : 24 ]، وهو حقيقة في المتعة، وقد قرأ ابن عباس [كما في مستدرك الحاكم 334/2] (إلى أجل)، وتواتر عن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إباحتها، وأفتى بها علي [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] وابن مسعود، وجابر، وعبد اللّه، ومسلم، والخدري، والمغيرة، ومعاوية، وابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وعطاء، وابن جريج.. واستمرت مدة حياة النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وخلافة أبي بكر، وأكثر خلافة عمر حتّى نهى عنها، وسيأتي ذلك محرراً إن شاء اللّه [ انظر : المحلّى لابن حزم 519/9 - 520 (مسألة 1854)]. 27 - أجازوا طلاق الحائض ؛ فخالفوا قوله تعالى: ﴿فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ [سورة الطلاق (65) : 1] أي لقبل عدتهن، وطلّق ابن عمر امرأته حائضاً فأمره النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بمراجعتها حتّى تطهر، وروي أنّه قال له : «هكذا أمرك ربك ؛ إنما السنة أن تستقبل بها الطهر». 28 - أوقعوا طلاق الثلاث المرسلة ثلاثاً. فخالفوا (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ﴾ [سورة البقرة (2): 229] فسأل عمر النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لو طلقتها ثلاثاً. قال : «عصيت ربك». وروي عن ابن عباس كان الطلاق ثلاثاً، واحدة في عهد النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأبى بكر، وسنتين من خلافة عمر، فألزمهم الثلاث بلفظ واحد، قال ابن عباس : فطلق ركانة امرأته ثلاثاً في مجلس فحزن عليها، فقال النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «كيف طلقتها ؟» قال : ثلاثاً في مجلس واحد. قال : «إنّما تلك واحدة، فراجعها إن شئت»، فراجعها. ولأنّ (طالق) لفظ واحد فإذا قال : ثلاثاً، كان كاذباً إذ الواحد لا يكون ثلاثاً إلا أن يخبر به عن طلاق ماض، والقاري مرة لو قال بعدها عشرة، لم تصر عشراً، وكذا المسبح والشاهد في اللعان.. وغير ذلك. وقد استفاض عن علي [(عَلَيهِ السَّلَامُ)]: «إيّاكم والمطلقات ثلاثاً في مجلس ؛ فإنهن ذوات أزواج». وقال ابن عباس : ألا تعجبون لقوم يحلّون المرأة لرجل وهي تحرم عليه، ويحرّمونها على آخر وهي تحلّ له، وهو المطلق ثلاثاً في مجلس واحد. وأُتي عمر بمطلق ثلاثاً فردّها إليه بعد أن أوجع رأسه ضرباً، وأُتي بآخر فأبانها منه، فقيل له في اختلاف حكمه ؟ فقال : أردت أن أحمله على كتاب اللّه ولكن خشيت أن يتابع فيه الغير.. فاعترف بأن هذا استحسان، وأنّه ردّها على الأول بحكم الكتاب، وقد أجمع على ردّ ما خالف الكتاب والسنة فقد أجمع على بطلان الثلاث. 29 - لم يوجبوا الإشهاد في الطلاق. فخالفوا ﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنكُمْ﴾ [سورة الطلاق (65): 2] فحملوه على الرجعة. قلنا : لا يحتاج إليه فيها، مع أن الفراق أقرب إليه منها. 30 - قالوا : لو قتل الحرّ حرّة قُتل ولا ردّ. فخالفوا قوله تعالى : ﴿وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى﴾ [سورة البقرة (2) : 178 ] إذ مفهومه عدم قتل الذكر بالأُنثى. 31 - أوجبوا الكفّارة بقتل الذمي. فخالفوا مقتضى العقل - بأصل البراءة والكتاب : ﴿فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٌّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ [سورة النساء (4) : 92]. 32 - أحلّوا صيد جوارح الطير والسباع، واستثنى أحمد الكلب الأسود البهيم. فخالفوا (وَمَا عَلَّمْتُم مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [سورة المائدة (5) : 4 ]. 33 - منعوا القطع من دون عشرة دراهم، ولم يكن في عهد النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هذه الدراهم إلى زمان الحجاج، مع روايتهم أن النَّبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قطع في مجن قوم قيمته ثلاثة دراهم. 34 - قطعوا اليد من الرسغ والرجل من المفصل، وقد قطعهما علي [(عَلَيهِ السَّلَامُ) ] من نصف الكف ونصف القدم، رووا ذلك عن أحمد بن منبه. وذكر الجواليقي أنّ علي بن أصمع - جدّ الأصمعي - قطعه على [(عَلَيهِ السَّلَامُ)] من أُصول أصابعه، فجاء إلى الحجّاج وقال : إنّ أهلي عنّفوني بتسميتي علياً فسماه : سعيداً ! وأجرى عليه كلّ يوم دانقين و طسوجاً، وقال : إن زدت لأقطعن ما أبقاه أبو تراب من حد مورها.. أي من أصلها [ وفيات الأعيان 174/3 - 175 ]. 35 - منعوا حكم القاضي بعلمه، إلّا أنّ أبا حنيفة قال : لا يحكم بما علم في غير ولايته ؛ فأوجبوا ترك العمل بالعلم المقدّم على الظنّ، وهو الشهادة ؛ ولأنه إذا علم الطلاق ثلاثاً فجحد الزوج فحلّفه وسلمه إيّاه فسق، وإذا لم يحكم وقف الحكم، وكذا في الغصب وغيره، ولو شهد عدلان بخلاف علمه حكم بالباطل في زعمه وخالفوا - أيضاً - قوله تعالى: ﴿فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ [سورة ص (38) : 26]. إن قيل : كيف يمكن دعواكم علينا ذلك، واللّه يقول: ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّه تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّه تَحْوِيلاً) ؟ [سورة فاطر (35) : 43]. قلنا : هذا احتمال واه ؛ إذ المراد ب- : سنة اللّه.. ما يرجع إلى أفعال نفسه من عقاب النار، وسياق الكلام دلّ عليه، ولئن عمّت أفعال خلقه لم يمكن تبديلها أيضاً ؛ لأنّ ما سنّه حق وصواب، ويمتنع جعل الصواب غير صواب، فيصير التقدير : لن تجد لسنة اللّه من يقدر [ أن ] يبدلها، وإنما العمل بها كما قال: ﴿بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّه كُفْراً﴾ [سورة إبراهيم (14) : 28] أي بدلوا شكرها كفراً ؛ إذ لا يقدر أحد على تبديل نعمة اللّه. وأيضاً ؛ عندكم إنا نحن بدلنا سنة اللّه ؛ إذ تعتقدون بدعاً في أفعالنا.. وحاشانا من ذلك بمن اللّه. ثم قال : فهذه قطرة مما خالفوا فيه اللّه ورسوله، فليحذر المنصف نفسه عن اتباع ذو الأهواء، واعتقاد عقائد الآباء، فيستدلّ ويعتقد، ويخرج من زمرة الأشقياء ولا يخسر الآخرة والأُولى، فإنّ الرؤساء إنّما فعلوا ذلك طلباً لمنافع الدنيا، نعوذ باللّه من ذلك الإقدام الموجب للآثام الموجب لآللام، ونسأله سلوك طريق الإسلام الموصلة إلى دار السلام.

ص: 484

ص: 485

ص: 486

ص: 487

ص: 488

ص: 489

ص: 490

ص: 491

ص: 492

ص: 493

ص: 494

المحتوى - الفهرست التفصيلي

ص: 495

ص: 496

المحتوى للجزء التاسع من مثالب النواصب

آية.. ابتهال.. رواية.. شعر...3

نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى -...9

مسرد هذا الجزء...11

باب جماعة جاهروا بعداوة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) الفصل الثالث في عدة تخلفوا عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1) (99 - 13)

[ منهم : ] يزيد عليه اللعنة

في رؤيا هند ونقلها لعائشة وتعبير رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لها ولعنه من خلّفت...16

قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «مالي وليزيد ! ؟»...19

دعاء رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم فتح مكة متعلقاً بأستار الكعبة...20

ثلم الدين برجل من بني أُميّة...20

ص: 497


1- كذا ؛ والظاهر في عدة تخلّفوا عنهم.. أي عن أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).

لعن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قاتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وحكمه...21

تأويل قوله سبحانه : (أَضاعُوا الصَّلوةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً..)...22

أمر مروان أهل المدينة بالبيعة ليزيد...22

مقالة ابن عباس ودعاءه في حق يزيد بعد قتله عترة نبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)...23

طلب رجل من أهل الشام من يزيد أن يعطيه زينب (عَلَيهَا السَّلَامُ)!...23

ضرب يزيد لرأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالقضيب...24

أبيات زندقة يزيد (6)...25

بيت ابن حماد...26

وقع يزيد بجارية سوداء له...27

أبيات يزيد في حق أُمّ خالد (3)...27

أول من أظهر شرب الخمر والاشتهار بالغناء والصيد و...27

بيت لشاعر...29

جرى على يزيد قتل الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقتل أهل الحرم ورمي البيت وإحراقه...28

قوله مسور بن مخرمة عن يزيد : إنّه يشرب الخمر ويلعب بالقرد...28

بيت لشاعر...29

إخراج أهل المدينة عمرو بن سعيد بن العاص واليه على المدينة...30

واقعة الحرّة وما فعل فيها ومن قتل...30

قتل يوم الحرة نحو من ستة آلاف وخمسمائة أو سبعمائة من وجوه قريش...30

أسماء جمع من القراء والصحابة الذين قتلوا يوم الحرة...30

إباحة المدينة ثلاثة أيام وأخذ البيعة على أنّهم عبيد ليزيد والتعبير عن أهلها ب- : خبثة...31

ص: 498

ما قاله يزيد في قرده في وصف وشعر (2)...33

أبيات ابن عرادة وغيره (5) (1)...34

هلاك يزيد...36

بیت محمّد بن عبد اللّه بن سعید...36

أبيات بعض بني تميم (2)...37

أبيات عبد اللّه بن همام السلولي (2)...38

أبيات سليمان بن قتة (3)...38

غیره (3)...39

زياد بن أبيه [ منهم : ]

نسبت سمية أُمه، والأحضان التي ضمتها !...42

مدعي زياد...43

ادعاء معاوية لزياد مولى صفية...44

ارتباط معاوية مع زياد بعد صالح الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)...45

إرسال المغيرة إلى زياد...46

الأبيات التي أرسلها معاوية ليزيد (4)...47

تولی زياد الكوفة والبصرة من قبل معاوية ثمان سنين...48

خطبة زياد البتراء...49

بيت الفرزدق...49

ما جناه زياد على الشيعة وحجر بن عدي وأصحابه...50

ص: 499

دعاء الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عليه وابتلاءه بالسلعة...50

قول الأسير فيه وفي من ولاه...52

بيت الفرزدق...52

بیت ابن درید...53

أبيات السيد الحميري (4) (1)...54

أبيات ابن حماد.. وغيره (1) (1)...55

[ منهم :] عبيد اللّه بن زیاد

عبّروا (عَلَيهِم السَّلَامُ) عنه ب-: العتل الزنيم، وابن الأمة الفاجرة...56

قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «هامان هذه الأمة»...57

أخذ مال الفي بالبصرة وهرب إلى الشام...57

كيفية مولد عبيد اللّه...57

ما قيل فيه....58

كلام الزنديق ابن الحرام عندما أدخل برأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عليه...58

رد زينب (عَلَيهَا السَّلَامُ) عليه عندما أدخل عليه برأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عليه...59

ما حدّث برأس عبيد اللّه وأصحابه...59

أبيات أحمد بن يوسف الكاتب (3)...61

أبيات العوني (2)...62

أبيات زيد المرزكي الموصلي (2)...63

بیت شاعر وآخر وآخر (1) (1) (1)...63

ص: 500

[ منهم : ] عمر بن سعد

ترك شهداء الطفّ بدون دفن...65

قولته عندما سمع ضجيج الهاشميات، وقولته : واعية بواعية عثمان...66

أبيات دعبل (7)...66

بيتا العوني...68

بيت السيد الحميري...69

أبيات الجواليقي (5)...70

[ومنهم :]...70

شمر بن ذي الجوشن

[ومنهم :] سنان بن أنس النخعي

تأخر تحقق رؤيا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ستين سنة...71

جزاء من جاء برأس الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند ابن زياد وشعره...73

أبيات ابن حمّاد (2) (1)...74

أبيات السيد الحميري (3)... 76

ومنهم : [الحجاج بن يوسف الثقفي ]

رواية أسماء عند دخوله عليها عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «يخرج من ثقيف كذاب ومبير»...78

مرور رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بقبر أبي غالب أبي ثقيف وما ذكره فيه...79

تعداد من قتل الحجّاج وفعله معهم ما فعل...79

ص: 501

قول الطبري : بلغ من قتل الحجّاج صبراً مائة وعشرين ألفاً...80

شطحات من كلام الحجّاج وكفرياته...81

تغيّر قبلة العراق نحو عبد الملك...83

بعض ما قيل في حقه من الأعلام...84

بيت البختري...83

طلبه الزواج من بنت عبد اللّه بن جعفر...86

بعض ما قال فيه من أراد قتلهم...87

خطبة الحجّاج في ثقيف...88

قيل عنه : المحل لإحلاله الكعبة...89

رمي البيت الحرام بالحجارة والمنجنيق وما حدث...90

أبيات الحجّاج حين رمى الكعبة المشرفة(5)...91

أبيات من كان يباشر الرمي أو شاعرهم(2)...92

أبيات مالك بن الريب المزني (2)...94

أبيات متفرقة (1)(1)(2)...95

الفصل الرابع جامع لذلك (101 - 119)

عن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في تفسير: (الم) من سورة البقرة...103

تأويل قوله سبحانه: ﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ..)...103

ص: 502

تأويل قوله عزّ وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِيَاءَ..)...104

تأويل قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ..)...104

تأويل قوله عزّ اسمه : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)...104

أبيات السيد الحميري(4)(4)(1)...105

أبيات ابن حماد(5)...110

أبيات ابن حمّاد (7)...111

أبيات العبدي.. 111

أبيات الخالدي(7)...111

أبيات الخالدي في السماحة(7)...113

أبيات ابن الحجّاج (5)...118

بيتان لشاعر...119

باب الأمراء (121 - 246) الفصل الأول

في بني أُميّة (182 – 123)

تأويل قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحها﴾ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)...125

تأويل قوله عزّ من قائل : ﴿ضَرَبَ اللّه مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً..)...126

في قوله عزّ اسمه : ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللّه)...127

ص: 503

وجه قوله سبحانه: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرَ فَلَوْ صَدَقُوا اللّه.. لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ﴾...127

وجه سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الآيات من 9 - 30...128

تأويل قوله عزّ وجلّ : ﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)...129

في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِنْدَ اللّه)...130

عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «سورة محمّد آية فينا وآية في بني أُميّة»...130

عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «الشجرة الملعونة في القرآن بني أُميّة»...131

قوله سبحانه: ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ..)...133

فيما حكي عن عمر في قوله سبحانه: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللّه حَقَّ جِهادِهِ)...133

عن أميرالمؤمنين في قوله سبحانه : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّه كُفْراً..)...134

عن سفيان الثوري : هم بنو المغيرة وبنو أمية و أُمية...135

في قوله سبحانه: ﴿وَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ)...136

في قوله تعالى : ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللّه..)...136

في قوله عزّ وجلّ: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللّه أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)...137

في قوله عزّ اسمه : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ..)...137

عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقوله سبحانه: ﴿.. كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ.. وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ)...138

في تأويل قوله تعالى : (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ)...138

في تأويل قوله تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ..)...139

في المراد من قوله سبحانه: ﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ..)...139

في تأويل سورة: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾...140

ص: 504

في ردّ الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) على من قال له : سودت وجوه المؤمن...140

مدة لبث بني أُميّة في الحكم ألف شهر...141

شعر (4)...142

كان رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يبغض بني أُمية وبني حنيفة وثقيف وبني هذيل...142

إن العقرب مسخ بني أُميّة...143

في قول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «في كلّ حي نجيب إلا في بني أُميّة»...143

في قول المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «إذا رأيتم رجلاً من بني أُميّة في الماء إلى حلقه فغطوه»...144

في قول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «لئن وليت بني أُميّة لا نفضتهم نفض القصاب...144

في قول الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «نحن أصبح وأفصح وأسمع وأنتم - بني أُمية - أمكر وأنكر وأغدر»...145

في قول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «هم أكثر وأمكر وأنكر»...145

عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا انحرفت عن صلاة مكتوبة فلا تنصرف إلا بلعن بني أُميّة»...146

الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) : «الكفر جناحان..»...146

الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): «ما نزل جبرئيل في بني هاشم إلا نزل إبليس في بني أُميّة»...146

عن ابن عباس وابن مسعود : لكل شيء آفة وإنّ آفة الدين بنو امية...147

الطعن في نسب بنى أُمية...147

عن أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ): إنّ [ بني ] أمية ليسوا من قريش وإن أصلهم من الروم...148

كل حي من قريش يدخل في نسب من ليس له...148

إثبات كون بني أُميّة أدعياء من طريق العامة...149

قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لعقبة أبي معيط : «إنّما أنت علج من صفورية»...150

ص: 505

سبب عدم تزويج بني هاشم من بني أُميّة...150

بيت لشاعر من بني أُميّة...151

كان لأُمية أحد عشر ذكراً...151

قدح مولى بني هشام بن عبد الملك في شيخ وهو من بني أُميّة فقد قدح فيه وفيهم...152

وعد منهم : صاحب الراية يوم القليب...153

وعدّ منهم : صخر بن حرب...153

لعن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لمعاوية بلعنات سبعة...154

إلحاق معاوية زياد بنفسه وتوليته ولده الفاسق.. وغير ذلك...154

وعدّ منهم : الوليد بن عقبة بن أبي معيط...154

وعدّ منهم : الحكم بن [ أبي ] العاص...155

وعدّ منهم : عبد الملك بن مروان...156

أبناء عبد الملك اللعناء وجورهم في الأحكام...156

ومن نساءكم : آكلة الأكباد وصفاتها...156

في صفات أمراء بني أُميّة وحكامهم، كما عن أبي بكر الخوارزمي...157

أبيات السيد الحميري(9)...161

وله (3)...163

أبيات زياد الأعجم (6)...163

أبيات الصاحب(2)(3)...165

أبيات ابن هاني المغربي(7)...167

أبيات بكارة الهلالية (3)...169

ص: 506

أبيات فضل بن عبد الرحمن (5)...169

أبيات أبي دهبل (3)...171

أبيات الكميت (3)...172

دخول جمع من بني أُميّة على السفاح وسلموا عليه...172

تحريك سديف للسفاح على قتل بني أُميّة...173

قصائد سديف عن بني أُميّة (5)(3)(4)(6)(3)...173

ما وجدوه بني العباس في قبور بني أُميّة...179

أبيات عبد اللّه بن علي في بني أُميّة(3)...180

بیت عبد الوهاب الماردانى...181

أبيات سديف في بني أُميّة(3)...181

الفصل الثاني فيما يختص ببني مروان (191 - 183)

عن ابن عباس في قوله سبحانه: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ)...185

قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلاً..»...186

قول مروان : أنا أبو عشرة، وعم عشرة، وأخو عشرة...187

قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلاً..»...186

ما جاء في قوله سبحانه: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعدِهِمْ خَلْفٌ..)...188

ص: 507

نزع عثمان الوليد عن الكوفة وأمر عليها سعيد بن العاص...189

بيت لشاعر...189

أبيات قيلت في الوليد...189

بيت لابن حمّاد...190

أبيات البرقي (8)...190

الفصل الثالث في الشيصبان (193 - 205)

مطالبة العباس وعثمان الربا من صاحب الثمر...195

حديث عبد المطلب وغشيان عامر بن السمط لامته...195

بيتا الزاهي...196

بيتا البشنوي...197

غشيان عبدالمطلب لنثيلة ثم ندمه...197

بيتا عبد المطلب...198

أبيات الزبير (3)...198

بيتان للزبير...199

كتاب ابن عباس كتاباً : بسم اللّه رب البلد، ومانع الجار...199

غشيان عبد المطلب نثيلة فأتيت بالعباس...200

قصيدة الزبير (8)...201

ص: 508

معاداة العباس وأبي لهب لرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قبل الإسلام وبعده...202

ما قاله العباس لقريش عندما عزمت الخروج إلى بدر...202

بيتا طالب بن عبد المطلب وهر به ليلاً حتّى هلك...203

دور العباس في غزوة بدر مع المشركين...203

لما اجتمع القوم لبيعة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و ما قاله العباس بن عبادة بن فضلة ليلة العقبة...203

بيتا أبي الطفيل عامر بن واثلة، وعبد الواحد بن المختار للمنذر بن عبد اللّه...205

الفصل الرابع في ولد العباس (207 - 224)

قولهم (عَلَيهِم السَّلَامُ): «اتقوا اللّه وعليكم الطاعة لأئمتكم..)...209

في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ..)...209

في قوله سبحانه : ﴿فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ..)...210

في قول رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ويل لولدي من ولدك..»...210

عن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ): «تقوا آخر دولة بني سباع..»...211

عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): «إنها ستخرج من المشرق رايات لبني العباس»...211

سبب اختیار عمر لعبد اللّه بن عباس...212

قول عبد اللّه بن جعفر لعبد اللّه بن عباس : إنك أصبحت لعمر خادماً...213

قول ابن عباس : إن عمر أحبني فأحبه...213

ص: 509

بيتان تمثّل بهما مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...213

أخذ ابن عباس لبيت مال البصرة ولحوقه بمكة...214

بكاء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من فعلة ابن عباس وتمنيه الموت...214

ما كتبه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لابن عباس بعد ذلك...215

رد ابن عباس کتاب مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...216

رد مولانا أمير المؤمنين الا لابن عباس في كتبه...217

شراء ابن عباس بأموال البصرة الجواري...218

بعض ما أجاب به ابن عباس لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...218

دعاء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) على ابن عباس بالعمرة...219

دعاء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) علي الولد العباس بالشتا...219

أبيات الزاهي(3)...221

بيتا البشنوي...221

في وجه نزول قوله سبحانه : (لَبِئْسَ المُولَى وَلَبِئْسَ العَشِيرُ)...222

في قوله سبحانه : ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَىٰ..)...222

في قوله سبحانه: ﴿وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي..)...222

موقف عبيد اللّه بن عباس مع الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حربه مع معاوية...222

کلام قیس بن سعد بن عبادة بعد خيانة عبيد اللّه...223

فعال ولد العباس وخيانتهم...223

بيت للأخطل ينادم عبد اللّه بن عباس...223

في قول أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «اللّهمّ العن ابني فلان وأعم أبصارهم..»...224

ص: 510

الفصل الخامس عترة العباس بن عبد المطلب (225 - 245)

في حديث سلمان خراب هذا البيت علي يدي رجل من ولد فلان...227

في الخطبة اللؤلؤية...227

قول أبو مسلم : أطفأت من بني أُميّة جمرة وألهبت من بني عباس نيراناً...229

قول أبو مسلم : اللّهمّ إني تائب إليك فما أظنك تغفر لي...229

في فضائح بني العباس وخلفاءهم...230

ذم سديف لبني العباس وأفعالهم...233

في القصيدة الشافية لأبي فراس(17)...234

قصيدة البشنوي (6)...237

أبيات ابن الحجاج(3)...238

أبيات الرضي(5)...239

أبيات أبي القاسم المغربي(5)...240

بيتان لأبي طاهر القرمطي...241

بيتان لأبي محمّد بن عبد اللّه (النفس الزكية) 242

أبيات دعبل (3)...242

أبيات لأبي القاسم الأنباري(3)...243

قصيدة الزاهي (8)...244

أبيات ابن الرومي(7)...245

ص: 511

القسم الرابع في مساوي الفقهاء الضالين المكذبين باب رؤساء المذاهب الأربعة (247 - 493)

الفصل الأول في أبي حنيفة (249 - 269)

مقالته في أُصول الدين...252

قوله بالجبر والقدر...252

قوله بخلق القرآن والإرجاء... 252

قوله : إن الإيمان هو الإقرار في الجملة...253

أبيات طاهر الجزري (5)...254

تهافت فتاوي أبي حنيفة وتراجعه عنها...255

مخالفة وردّ أبي حنيفة فيما روي عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في أربعمائة حديث...256

حكم البعض منهم عليه بالضعف...257

دفاع أبي حنيفة عن المغني...258

حكم بالقطع على من سرق ودياً...259

بعض شواذ أقواله...259

قول الخبيث : لو أدركني رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لأخذ بكثير من قولي...260

أبيات الجزري (3)...260

ص: 512

أستتيب أبو حنيفة من الكفر مرّتين...261

ما قيل في أبي حنيفة (شعبة، الحكم بن هشام الثقفي، الخليل)...262

أحكام أبو حنيفة خلاف الكتاب والسنة...262

قولهم : ما ولد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة...263

سائر ما قيل فيه...264

بایع زید بن علي ثم استقال منه...264

قوله ما جرى بين علي وعثمان حكمها إلى اللّه...264

أحل أبو حنيفة الرباء وأحل الزناء وأهدر الدماء...264

قول مؤمن الطاق عنه أنه شيخ ضالّ...264

قول مؤمن الطاق له : إنّ أمامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم...265

قول أبو زيد الأنصاري والأصمعي وحماد بن زيد.. فيه...265

سؤال ابن أبي ليلى من أبي حنيفة في النَّبيّذ...266

بيتان لشاعر عن أبي حنيفة...267

أبيات مساور عن أبي حنيفة (3)...268

الفصل الثاني في فتاوي أبي حنيفة في العبادات (303 - 271)

مجموعة من فتاويه الشادة...273

صلى اللّه حديث عبد اللّه بن حكيم عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) با المانع لا تنتفعوا من الميتة...274

ص: 513

جواز استعمال أوانى الذهب والفضة...275

حكم النَّبيّذ المسكر المطبوخ...275

بيت للنجيب الجزري...276

حدیث ابن مسعد في ماء نبذ فيه تمر..276

سائر فتاواه الشاذة...276

جواز التيمم بالصخر والبلاط...277

أحكام أُخرى شاذة...278

بيتان الشاعر...280

حكم طهارة موضع السجود والرأس...281

بيت لشاعر...281

بقية أحكامه الشاذة...282

أبيات أبي النجيب(4)...283

بعض الفتاوي الشاذة غير ما مرّ...284

بيتان للجزري...2286

سائر الفتاوى الواردة عنه...287

شعر وأبيات طاهر أبي النجيب (3)...289

بيتان للجزري...290

باقى أحكامه الغريبة أو المبدعة...290

بيت الجزري...297

أحكام أُخر...298

ص: 514

بيت آخر للجزري...299

أحكام أُخرى لأبي حنيفة...299

بيتان للمعري...300

الفصل الثالث في فتاوي أبي حنيفة في العقود (305 - 329)

بعض فتاويه الشاذة في المعاملات وغيرها...307

بيت طاهر الجزري...318

باقي أحكامه الغريبة...318

بيت الجزري...322

بعض أحكام الطلاق الشاذة...322

أبيات الجزري (3)...324

بعض شواذ أحكامه في العقود...325

بيتان للجزري...328

الفصل الرابع في فتاوي أبي حنيفة في الأحكام (331 - 346)

في مصداق تحقق القتل عند أبي حنيفة...333

ص: 515

أحكام شاذة كثيرة...334

بیت شعر ناقد...334

بيت لأبي نؤاس...336

بيت للمعري...336

تتمة أحكامه الشاذة...337

ثلاث أبيات...338

أحكام أُخر...339

بيت لطاهر الجزري...340

بقية الأحكام وهي كثيرة جداً...341

بيتان لطاهر الجزري...346

الفصل الخامس محمّد بن إدريس الشافعي (347 - 356)

الشافعي مصادق قوله سبحانه: ﴿لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبيل)...349

قال : مازال معاوية يقاتل علياً منتصفاً أو مستغلباً...349

أقوال شاذة وأحكام سخيفة للشافعي محكية عنه...350

بعض ما قيل في الشافعي...350

بعض أحكام الشافعي وعقائده...351

ص: 516

أبيات في الغزل...355

بيتان للمعري...355

الفصل السادس فتاوي الشافعي في العبادات (357-376)

بعض أحكام وفتاوي الشافعي في العبادات...359

كلام السيد المرتضى في المسائل الناصرية...359

حكم وقوع الفأرة في بئر...360

الماء المستعمل في الحدث طاهر غير طهور...360

بيت شعر لمجهول...361

أحكام أُخرى شاذة وغريبة له...362

أبيات المعري (5)...375

بيت ابن الحجاج...376

الفصل السابع فتاوي الشافعي في العقود (388-377)

بعض أحكامه في العقود...379

أبيات المعري(4)...386

بيتان لابن الحجّاج...387

ص: 517

الفصل الثامن فتاوي الشافعي في الأحكام (389 - 403)

بعض شواذ أحكامه وفتاويه...391

بيتان للخوارزمي...393

حكم جواز سماع الغناء واللعب بالشطرنج...393

أحكام أُخرى شاذة ما أنزل اللّه بها من سلطان...394

أبيات السيد الحميري(4)...400

أبيات أبي عبد اللّه الآمدي(3)...400

الفصل التاسع مالك بن أنس الأصبحي (403 - 424)

نصب مالك وفسقه...405

تجاهره بالفسوق وسماعه الغناء...406

كان يرى رأي الخوارج...409

بعض فتاويه الشاذة وما أكثرها...409

بيتان للقاضي أبي العلاء صاعد الرازي...422

أبيات ابن الحجّاج (7)...425

ص: 518

الفصل العاشر أحمد بن حنبل الشيباني (425 - 475)

نصب ابن حنبل وجهله...428

اعتقادات ابن حنبل الخبيثة وأحكامه...429

هجره جمع من العلماء لقولهم بما لا يقوله...429

إباءه عن لعنه ليزيد...431

قوله بأن الرجل لا يكون سنياً حتّى يبغض علياً قليلاً...432

وجوب قتل من يقول بخلق القرآن...433

إثباته الأعضاء والجوارج اللّه جلّ وعلا ونزوله إلى سماء الدنيا.. وغير ذلك...434

كفر من يقول : إن محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) خير البشر...435

شواهد على نصبه وزندقته...435

بعض أحكامه الشاذة وبدعه الضالة...436

أبيات ابن الحجّاج (8)...438

أبيات أُخر لابن الحجاج(22)...439

أبيات أُخر لابن الحجّاج (3)...442

ص: 519

الفصل الحادي عشر جامع فيهم ومن تبعهم (459 - 492)

أحكام مشتركة شاذة وغريبة...461

أبيات ابن الرومي (3)...479

بيت لآخر...479

أبيات ابن الحجّاج (7)...480

أبيات أُخر لابن الحجاج(5)(4)...481

أبيات المعري (4)...483

المحتوى...495

ص: 520

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.