مثالب النواصب ( ابن شهر آشوب ) المجلد 4
هوية الكتاب
للمحدث المتتبع و الفقیه المحقق
رشید الدین ابی جعفر محمّد بن علی
ابن شهر آشوب المازندرانی
(488-588ھ)
الجزء الرابع
صححه و أخرج نصوصه و علق علیه
الشیخ عَبَد المَهدى الاثنا عَشَرَى
المؤلف: محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (488 – 588)
المحقق: الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار: دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة: الأوّلى - 1445 ه_/2024 م
عدد الأجزاء: 12 مجلّداً
ص: 1
اشارة
هوية الكتاب:
المؤلّف:
المؤلف: محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (488 – 588)
المحقق: الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار: دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة: الأوّلى - 1445 ه_/2024 م
عدد الأجزاء: 12 مجلّداً
يمنع شرعاً و قانوناً نشر الموسوعة أو تكثيرها أو تصويرها بدون إذن محققها وبإجازة كتبية
لتحصيل الموسوعة، يرجى الاتصال عبر:
البريد الإلكتروني: almasaleb@gmail.com
محرر رقمي : ولی رادمرد
ص: 2
قال عزّ من قائل:
بسم الله الرحمن الرحیم
(يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ القُبُورِ) سورة الممتحنة (60): 13
ص: 3
قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ):
«رحم الله سلمان وأبا ذر والمقداد.. ما کان أعرفهم بهما، وأشدّ براء تهم منهما، ولعنتهم لهما»
کتاب سليم بن قيس الهلالي (رَحمَةُ اللّه) 921/2 حدیث 67، وعنه في بحار الأنوار 390/30
ص: 4
ابتهال
«.. اللهم وابعث بقائم آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) للنصر لدينك، وإظهار حجتك، والقيام بأمرك، وتطهير أرضك من أرجاسها برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنّي أعوذ بك أن أُوالي لك عدواً أو أُعادي لك وليّاً، أو أسخط لك رضاً، أو أرضى لك سخطاً، أو أقول لحقِّ: هذا باطل، أو أقول لباطل: هذا حق، وأقول: ﴿ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الّذين آمَنُوا سَبِيلاً ﴾
اللهم صل على محمّد وآل محمّد و (.. آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا.. ﴾ برحمتك ﴿ عَذَابَ النَّارِ ﴾.. » (1).
ص: 5
1- كتاب الإقبال: 385 من دعاء يوم عرفة، وقريب منه في صفحة: 225 (دعاء اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة)، وعن الإقبال في بحار الأنوار 255/98 (باب 8 ذيل حديث 4، وقريب منه في 255/87 (باب 12) ضمن حديث 60.
الصاحب بن عباد (رَحمَةُ اللّه):
[من الطويل]
أنا رجل يرميني الناس بالرفض *** فلا عاش حربي لديّ على خفض
دعوني وآل المصطفى عترة الهدى *** فإنّ لهم حبي كما لكم بغضي
ولو أن بعضي مال عن آل أحمد *** لشاهدت بعضي قد تبرأ من بعضي (1)
ص: 6
1- ديوان الصاحب بن عباد: 169 - 170، وجاء في روضات الجنّات: 106[الطبعة الحجرية، وفي الطبعة المحققة 27/2].
الصورة
خاتمة الجزء الثالث وبداية هذا الجزء من نسخة ألف
ص: 7
الصورة
نموذج من الحواشي مما جاء في هذا الجزء من نسخة ألف
ص: 8
الصورة
خاتمة الجزء الثالث وبداية هذا الجزء من نسخة ب
ص: 9
الصورة
نموذج مما جاء في هذا الجزء من نسخة ب
ص: 10
مسرد المجلد الرابع
آية.. رواية.. ابتهال.. شعر...3
نماذج من نسختي الكتاب المبدأ والمنتهى...7
مسرد هذا المجلد...11
القسم الثاني في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين تتمة باب أبي الشرور
(13 - 402)
الفصل الخامس: في غصب الأوّل...13
الفصل السادس: في ظلم حبتر...61
الفصل السابع: في أنّ أبا جعد وصاحبيه لا يصلحون للإمامة...131
الفصل الثامن: في خيانة الجبت وشكه وفسقه...161
الفصل التاسع: في تخبّط آكل الذبّان...201
الفصل العاشر: فيما يدلّ على كفر أبي ركب...221
الفصل الحادي عشر: في إصرار الفحشاء على الخطأ...235
الفصل الثاني عشر: في بدع عبد الكعبة...257
الفصل الثالث عشر: في ذكر صحبة الأعرابي في الغار وذكر هجرته.... 269
ص: 11
الفصل الرابع عشر: في الكشف عن صلاة أبي دور...301
الفصل الخامس عشر: في نفقة الحائد...333
الفصل السادس عشر: في الآيات المنازلة[النازلة] زوراً...351
الفصل السابع عشر: في ردّ الأخبار الكاذبة في يغوث...361
الفصل الثامن عشر: في المفردات في حق الإنسان...389
القسم الثاني
في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين
باب أبي الدواهي
(403 - 469)
الفصل الأوّل: في أصل الصهاك...405
الفصل الثاني: في تشوّه المنكر...445
المحتوى الفهرست التفصيلي...471
***
ص: 12
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 5] [في غصب الأوّل]
ص: 13
فی قوله سبحانه: ﴿أَلَا حِينَ يَستَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ﴾
فصل في غصب الأوّل (1)
موسی بن جعفر (عَلَيهِما السَّلَامُ) (2)، في قوله: (أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) (3) قال «كانت إذا نزلت الآية في على (عَلَيهِ السَّلَامُ) ثنى أحدهم صدره، لئلا يسمعها واستخفا(4) من النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) » (5).
ص: 15
1- جاءت هذه الكنية في كلمات الأصحاب كثيراً، وفي رواياتنا مستفيضاً، وهي تعدّ من الرموز التي قررها شيخنا المؤلف - طاب ثراه - في مدخل موسوعته هذه في الباب الأوّل للأوّل، وهو قرين الثاني ويقرن به، وكذا الثالث وما بعدهم. لاحظ تفصيل الرمز وبعض موارده في كتاب: الأسرار فيما كُنِّي وعُرف به الأشرار 351/1 - 352، ويقال له أيضاً: الأوّل الظالم.
2- رواه المصنف (رَحمَةُ اللّه) - أيضاً - في مناقبه 16/3 (فصل في حسّاده (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنه في بحار الأنوار 109/36 حديث 58.
3- سورة هود (11): 5.
4- كذا في المناقب؛ وفي بحار الأنوار عنه: واستخفى، وما هنا جاء في نسختي الأصل، والصحيح ما أُثبت؛ حيث أن (واستخفا) وهي نفسها واستخفى) فيجب إثباتها.
5- جاء في تفسير القمّي: 297 [الطبعة الحجريّة، وفي الطبعة الحروفية 321/1، وفي الطبعة المحققة 2/460 ذيل حديث 1]، من سورة هود ذيل الآية الكريمة، يقول: يكتمون ما في صدورهم من بغض علي [عَلَيهِ السَّلَامُ]، وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «إن آية المنافق بغض علي[عَلَيهِ السَّلَامُ]، فكان قوم يظهرون المودّة لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند النبيّ ويسرون بغضه، فقال: ﴿ أَلَا حِينَ يَستَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ ﴾ [سورة هود (11): 5]، وعنه في بحار الأنوار 214/9 - 215 (ذیل باب 1) حدیث 92، و 68/22 (باب 37) حدیث 15، و 94/36 (باب 39) حديث 26، ونقل عنه البحراني (رَحمَةُ اللّه) في تفسير البرهان 78/3 حديث 6، وكذا جاء عنه في تفسير نور الثقلين 250/3 حديث 5.
في قوله: ﴿ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ..)
الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) (1)؛ في قوله: ﴿ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ..) (2) الآية: «أصحاب الصحيفة (3)، وإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كان إذا حدث بشيء من فضائل عليّ[عَلَيهِ السَّلَامُ] أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه.. نفضوا (4) ثيابهم وقاموا».
يقول الله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ.. ﴾ (5) الآية (6).
في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ..)
الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (7): في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ..) إلى قوله:
ص: 16
1- أورده أيضاً - بعد السابق - ابن شهر آشوب له في مناقبه 16/3.
2- سورة هود (11): 5.
3- لم ترد جملة: (الآية، أصحاب الصحيفة..) في المناقب، ولا في بحار الأنوار.
4- في نسخة (ألف): يقضوا
5- سورة هود (11): 5.
6- وقد أورد المصنف (رَحمَةُ اللّه) في مناقبه 2 /13 – 14 [وفي طبعة قم 214/3]، وعنه في بحار الأنوار 109/36 (باب 39) حدیث 58.
7- تفسير العياشي 246/1 - 247 حديث 153 باختلاف يسير، وعنه في بحار الأنوار 289/23 - 291 (باب 17) حدیث 17.
بَصِيراً) (1) قال: «إيَّانا[عنى أن] أمر أن يؤدّي الأوّل قوله (2) منا [إلى] الإمام الذي يكون عنده (3) الكتاب (4)، والعلم، والسلاح» (5).
وقال(عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله: ﴿فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمأنّه..﴾ (6) الآية: «في عتيق وابن صهاك؛ لأنهما حرّفا عليهم الأمانة إلى الناس في ولاية علي».. الخبر.
نزل قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفالِ قُلِ الأَنْفالُ.. ﴾ (7) الآية، فكان النبيّ (عليه وآله السلام) يقسّم فيفضّله (8) عليهم، ثمّ نزل: ﴿وَاعْلَمُوْا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى..) (9) وكان الذي الله جلّ وعزّ مضافاً إلى ما (للرسول)، وكان النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) يفرقه مدة حياته في بني هاشم، وكان فرضاً واجباً، ولم تنزل آية نسخت (10) ذلك، فقال أبو بكر: هو للوالي..!
ص: 17
1- سورة النساء (4): 58.
2- لم ترد كلمة (قول في المصدر، والظاهر كونه زائداً هنا.
3- كذا؛ والظاهر: بعده، كما في المصدر.
4- في تفسير العياشي: الكتب.
5- الرواية لا ربط لها بما نحن فيه ولا وجه لإيرادها، وكلمة (الأوّل) أوجبت الاشتباه، فتدبَّر، كما أنّ في المصدر هنا كلمة (قول لم ترد في الآية ولا وجه لها.
6- سورة البقرة (2): 283.
7- سوره الأنفال (8): 1.
8- في نسختي الأصل: فيفصله.
9- سورة الأنفال (8): 41.
10- في نسختي الأصل: فسخت.
وقد أخرجه من أيدي مستحقه تعمداً..
وإذا كان الله قد حرم الصدقة على آل الرسول [عَلَيهِم السَّلَامُ] ومنعهم أبوبكر من الخمس (1)، فليس في المسلمين أحد أنقص نصيباً منهم، ولا أقلّ في الفيء حظاً: إذ (2) كان المسلمون تحلّ لهم الصدقة وهي محظورة عليهم، فإذاً قرا النبیّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بة قد أضرّت - وكانت أقرب إلى النفع في الدنيا والآخرة - ولذلك (3) هي، و (4) أقرّروا أن سهام اليتامى والمساكين وابن السبيل قائمة لهم.. فصدّقوا ببعض الكتاب وكذّبوا ببعضه!
[عن] الباقرین (عَلَيهِما السَّلَامُ)ين؛ في قوله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفال.. ﴾ (5)
ص: 18
1- قال الفاضل المقداد (رَحمَةُ اللّه) في كنز العرفان 368/1 [الطبعة المحققة]: روي: أن أبا بكر منع بني هاشم من الخمس، وقال: إنما لكم أن يعطى فقيركم، ويزوّج أيمكم، ويخدم من لا خادم له منكم.. فأما الغني منكم؛ فهو بمنزلة ابن سبيل غني.. لا يعطى من الصدقة شيئاً، ولا يتم موسر. ونقله - أيضاً - الزمخشري في الكشاف 159/2 وفيه: ولا يتيم موسر.
2- في نسختي الأصل: إذا.
3- كذا؛ ولعلّه: وكذلك.
4- الجملة هنا مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّ كلمة: هي و.. زائدة. والظاهر أن العبارة هكذا: فإذا قرابة النبيّ قد أَضَرَّت، وكانت أقرب إلى منفع في الدنيا والآخرة - وكذلك هي - وأقروا أن سهام اليتامى.. إلى آخره.
5- سورة الأنفال (8): 1.
الآية (1): «.. فلمّا قبض رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. منعوا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما صلى الله عليه نفله الله ورسوله، وتعاونوا عليه وكابروه ومن تبعهم، وقال ابن صهاك: تزعم أنّ ما أفاء الله..[علينا لك]، بفيك الكثكث، فقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «بل بفيك الكثكث (2).. ».
أجمع فقهاؤكم (3) - فيما نقلوا - أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يقسم الخمس من الغنائم في بني هاشم على فرائض الله، وأنّ الأوّل لمّا ولي ادّعى الخمس وادّعاه من تابعه، ثم اشترى به الخيل والسلاح، فقسّموا (4) بين جنوده، ولم يسأل البيّنة كما سأل
فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)[عَلَيهَا السَّلَامُ] والعبّاس!..
ص: 19
1- راجع: بحار الأنوار 204/96 - 214 (كتاب الخمس، باب 25: باب الأنفال)، وفيه نحو (20) رواية عن جملة مصادر تنفع في هذا الباب.. وموارد متعدّدة أُخرى.
2- الكثكث: دقاق الحصى والتراب، وقيل: فتات الحجارة والتراب. لاحظ: الصحاح 2901، والنهاية 152/4، ولسان العرب 179/2 - 180، و تاج العروس 640/1.. وغيرها.
3- لاحظ ما أخرجه مسلم في كتابه 36/1 حديث 1812 (من كتاب الجهاد)، ومسند أحمد 83/4، والنسائي في سننه 128/7 - 129، وأبو داود في سننه 26/2 حديث رقم 2982 (کتاب الخراج والإمارة). ولا حظ: بحار الأنوار 384/29 (باب 11، الخامسة)، وما بعدها.. وغيرها. قال الطبري (رَحمَةُ اللّه) في المستر شد وممّا نقموا عليه: أنّ فقهاء الأمّة اجتمعوا - فيما نقلوا - ان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. والباقي جاء بألفاظ مقاربة.
4- كذا والظاهر: فقسمها.
فنحّى بني هاشم عن حقوقهم سني (1) أطمع فيه الطلقاء وأبناء الطلقاء (2)، وجاء معاوية وابنه؛ فوثبا على حق النبيّ (عليه وآله السلام)، وأباحا حريمه، وقتلا أولاده وسَبَيا.ذراريه
فلمّا كان من محمّد بن أبي بكر الاحتجاج عليه، قال(3): يا محمّد! أبوك الذي مهّد مهاده، وثنى له (4) لملكه وسادَه، و آزره على ذلك فاروقه! فإن يك ما نحن فيه حقاً.. فأبوك أوّله، وإن يك باطلاً.. فأبوك أسسه، فَعِب (5) أباك (6) بما بدا لك أو دع (7)!
ص: 20
1- كذا؛ ولعلّه: حتّى، وفي المسترشد: عن جميع ما كان لهم وأزال أمرهم.
2- في المسترشد: حتّى مضت سنّة وبطلت سنّة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).
3- أي: معاوية بن أبي سفيان.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وتقرأ: ثنأنه، ولعلّها: ثنى به، وجاء في شرح نهج البلاغة 3/190: وبني ملکه و شاده..
5- في نسختي الأصل: فغضب، ولعلّه: فا بغض.. أو فأغضب. وفي المسترشد وشرح نهج البلاغة والاحتجاج: فعِب أباك. وفي الاختصاص: ولكن عِب أباك بما شئت أو دعه.
6- في نسختي الأصل تقرأ: إياك.
7- إلى هنا جاء في المسترشد: 123[وفي المحققة: 509 برقم 181]، الاحتجاج 272/1[وفي طبعة 183/1 - 184 و 436]، العقد النضيد لمحمّد بن الحسن القمّي: 138، وعنه العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 575/33 - 577 (باب 30) حديث 723،[الطبعة الحجرية 603/8 - 604]، والاختصاص: 126 - 127 (في ما كتبه معاوية جواباً لكتاب محمّد بن أبي بكر)، وعنه في بحار الأنوار 577/33 - 580 باب (30) حدیث 724. وراجع ما جاء في كتاب وقعة صفين لابن مزاحم: 118 - 120، ومروج الذّهب للمسعودي 12/3، وشرح النهج لابن أبي الحديد 283/1[189/3 - 190]، وانساب الأشراف 397/2.. وغيرها.
وأورد الشافعي (1)؛ عن (2) أبي حنيفة، بإسناده:... عن عبد الرحمن (3) بن أبي ليلى: أنّ في عهد الثاني أتي بمال عظيم من فارس وسوس والأهواز، فقال: يا بني هاشم! لو أقرضتموني (4) حقكم من هذه الغنائم لأُعوّضكم (5) عنه، فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «يجوز ».
فقال العبّاس: أخاف فوت حقنا.. فكان كما قال! ومات الثاني ولم يردّ علينا، وفات حقّنا (6).
ص: 21
1- وحكاه المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في كتابه المناقب 52/2[210/2 من طبعة قم] بلفظه، وعنه في بحار الأنوار 27/210 (باب 9) حدیث 11.
2- في نسختي الأصل: على.
3- في المناقب وكذا البحار عنه: عبد الله.. بدلاً عن: عبد الرحمن.
4- في نسخة (ألف): أفرضتموني، وهي غير معجمة في نسخة (ب).
5- كذا استظهاراً، وإلا فإنّ الكلمة في نسختي الأصل تقرأ: لأعرضكم، والظاهر ما أثبتناه، وفي المناقب والبحار: لأعوض عليكم مرة أُخرى..
6- في المناقب وكذا البحار.. كما قال مات عمر وما ردّ عليهم وفات حقهم.. وفي البحار علينا.. حقنا.. كما هنا.
وسئل علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وابن عباس وابن الحنفية (1) عن الخمس، فقال كلّ واحد منهم: الخمس لنا، منعناه فصبرنا (2)؛ إنّ الله جعل الخمس ستّة أقسام في قوله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ.. (3) وجعل الأوّل في السلاح والكراع.
عروة بن الزبير؛ قال: قطع الأوّل سهم ذوي القربى وسهم المؤلفة قلوبهم، ثم[عندما] ولي عمر بن عبد العزيز ردّ السهمين (4).
الكلبي؛ قال رؤساء المسلمين: يا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! خذ صفيك (5) والربع، ودعنا والباقي.. فكذا كنا نعمل في الجاهلية!!
ص: 22
1- وجاء الحديث في المناقب - أيضاً - 52/2[الطبعة الأوّلى]، ولم يرد فيه: وابن عباس وابن الحنفية، الوارد هناك: وسئل الباقر[عَلَيهِ السَّلَامُ].. وحكاه عنه العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في موسوعته بحار الأنوار 210/27 (باب 9) حدیث 12.
2- فی نسختي الأصل: فصرنا، وفي المناقب 210/2[طبعة قم]: وسئل الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الخمس، فقال: « الخمس لنا فمنعنا فصبرنا»، ولا يوجد ما بعده.
3- سورة الأنفال (8): 41.
4- وزاد في المناقب قوله: وكان عمر بن عبد العزيز ردّه إلى محمّد الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وردّه - أيضاً - المأمون، ثمّ قال: فمن حرمت عليه الصدقة وفرضت له الكرامة والمحبة يتكفّفون صبراً ويهلكون فقراً، يرهن أحدهم سيفه، ويبيع آخر ثوبه، وينظر إلى فيئه بعين مريضة، ويتشدَّد على دهره بنفس ضعيفة، ليس له ذنب إلّا أنّ جدّه النبيّ، واباه الوصي..!!
5- في نسخة (ب): صفيتك.
وأنشدوه (1):
[من الوافر]
لَكَ (2) المِرْبَاعُ مِنْها والصَّفَايَا *** وَحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ (3) والفُضُولُ
فنزل (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ) (4) فقالوا: سمعاً وطاعة
ص: 23
1- البيت لعبد الله بن عنمة الضبي يخاطب به عمه بسطام بن قيس رائياً له.
2- في نسخة (ب): كل.
3- في نسختي الأصل البسيطة. وأقول: في غالب المصادر: النشيطة، وهي ما أصاب من الغنيمة قبل أن تصير إلى مجتمع الحي.. وقيل كما في لسان العرب 415/7 -: إن النشيطة من الغنيمة ما أصاب الرئيس في الطريق قبل أن يصير إلى بيضة القوم. قيل: ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قصدوه، إلّا أنّ في كتاب العين 238/6، قال: النشيطة والفضول: مال هي إبل يسيرة، ينشطها الجيش بعضهم، فلا تسع القسمة فيجعلوها للرئيس. والفضول: ما عجز أن يقسّم؛ لقلّته فخص به الرئيس.. وفضول الغنائم: هي ما فضل منها حين تقسّم، كما في اللسان 526/11. أمّا الصفايا؛ فهو ما يصطفيه الرئيس، ومن هنا قالوا (عَلَيهِم السَّلَامُ): «لنا صفو المال» أي جيّده وأحسنه، حسنه، ويقال: صوافي الملوك، وهو ما اصطفاه ملك الكفّار لنفسه، وصفو المال: جيده، قاله الطريحي في مجمع البحرين 265/1.. وغيره. كما أورده المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 321/6.. وغيره..
4- سورة الحشر (59): 7. وقد ذكره الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في تفسير مجمع البيان 432/9 ذيل الواقعة، ثمّ قال سبحانه: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَأنّهوا.... وراجع تفسير القرطبي، 13/8، و 18/16 - 19، وتاريخ مدينة دمشق 296/33، وهامش تاريخ المدينة لابن شبة 519/2.. وغيرها.
لأمر الله ولأمر رسوله.
فجُعِلَ الربع في الخُمْسِ لآل النبيّ عليه و آله السلام)، والفيء للنبي خاصة.. فما عملوا بالشرع ولا بالعرف!
عمر بن بن أبي مسلم الجهني؛ قال: سمعت الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) والصادق يترحمان على عمر بن عبد العزيز ويذكران صنيعه (1)، وقد كان فرّق عمر بن عبد العزيز سهم ذوي القربى في بني هاشم وبني عبد المطلب.
ص: 24
1- لم نجد لهذه رواية مصدراً. إلّا أنّ من الواضح أنّه خبر شاذّ، يخالف سائر الأخبار الواردة في كتبنا، مثل ما روي في الأصول الستة عشر: 23 (أصل عاصم بن حميد الحناط).. عن عبد الله عطاء، قال: كنت أخذا بيد أبي جعفر(عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: وعمر بن عبد العزيز عليه ثوبان ممصّران، قال: فقال أبو جعفر(عَلَيهِ السَّلَامُ): «أما إنّه سيلي، ثم يموت.. فيبكي عليه أهل الأرض، ويلعنه أهل السماء». لاحظ: الخرائج والجرائح 276/1. وراجع: الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار الجزء الرابع (الحصيلة) صفحة: 272 – 270.
أبو فراس (1):[من البسيط]
الحَقُّ مُهتَضَمُ وَالدِّينُ مُختَرَمُ (2) *** وَفَى آلِ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) مُقْتَسَمُ (3)
يَا لَلرِّجالِ أَمَا ِللهِ مُنتَصِرَ (4) *** مِنَ الطَّعَاةِ وَلا للدِّينِ (5) مُنتَقِمُ؟!
بَنُو عَليُّ رعَايَا فِي دِيَارِهِمُ *** وَالأَرضَ تَملِكُها (6) النّسوَانُ وَالخَدَمُ!!
[مُحَلَّؤُونَ فَأَصْفَى شِرْبِهِمْ وَشَلٌ *** عِنْدَ الوُرُودِ، وَأُوفَى وُدِّهِمْ لَمَمُ
فَالأَرضُ إِلَّا عَلَى مُلاكِها سَعَةٌ *** وَالمَالُ إِلَّا عَلَى أَربَابِه دِيَمُ] (7)
وَمَا السَّعِيدُ بِها إِلَّا الَّذِي ظَلَمُوا *** وَلَا الشَّقِيُّ بِها إِلَّا الَّذِي احْتَرَمُوا (8)
لِلمُتَّقِينَ مِنَ الدُّنيا عَوَاقِبُها *** وَإِن تَعَجَّلَ فِيها الظَّالِمُ الأَثِمُ
ص: 25
1- ديوان أبي فراس الحمداني - رواية أبي عبد الله الحسين بن خالويه -: 255 - 256[الديوان المشروح: 300 - 301]، وهي قصيدة في مدح أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) في (57) بيتاً، وفي الديوان المشروح: 300 - 304 في (61) بيتاً.
2- في نسختي الأصل: محترم، وصدر البيت في الديوان: الدين مخترم، والحق مهتضم..
3- في الديوان بعد هذا البيت ستة أبيات لم تذكر، فراجع.
4- في المصدر: منتصف، بدلاً من: منتصر.
5- في الديوان: أما للدين.
6- في المصدر: والأمر تملكه.. وهو الظاهر.
7- ما بين المعكوفين أضفناه من الديوان لعدم تمامية المعنى إلا به.
8- في نسختي الأصل: احترم، والظاهر ما أثبتناه. وجاء عجز البيت في الديوان هكذا: وما الغني بها إلا الذي حرموا.
دعبل (1):[من الطويل]
أَرَى فَيْتَهُمْ فِي غَيْرِهِمْ مُتَقَدِّماً *** وَأَيْدِيَهُمْ مِنْ فَيْتِهِمْ صَفِرَاتِ
بعض السادة:[من الوافر]
أَكَلْتُمْ حَقَنَا وَحَرَمْتُمُونَا *** عَسَى بِكُمُ الدَوَائِرُ (2) أَنْ تَدُورَا
ثم انتزع فدك من يد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، وهي لها وفي ملكها، تتصرّف فيها سنين من أيام أبيها بلا دافع ولا مانع ولا منازع؛ إذ كانت لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وكانت خالصة للنبي (عَلَيهِ وآلِه السَّلام)؛ لأنّه افتتحها صلحاً، فنزل عليه جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3) فقال له: «إنّ الله تعالى يقول:
ص: 26
1- دیوان دعبل بن عليّ الخزاعي: 141 من القصيدة التائية المشهورة ذات (115) بيتاً، وهذا البيت برقم (91) منها، ونقل المصنّف (رَحمَةُ اللّه) هذا البيت في مناقب آل أبي طالب 2 /239 - لوحده - وقد مرّت له أبيات أُخر قريباً. قال العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 359/2: وهي قصيدة طويلة، عدد أبياتها مائة وعشرون بيتاً، وجاء منها في بحار الأنوار 245/49 - 251 (121) بيتاً.
2- في نسختي الأصل: الدواين.
3- أورد عدّة روايات الطبري (رَحمَةُ اللّه)في المسترشد: 501 - 502. وقاله السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور 273/5[طبعة بيروت، وفي طبعة 177/4]، وأخرجه عن جمع. ولاحظ: مقتل الخوارزمي: 71، وينابيع المودة للقندوزي: 44[38/1 و 359]، وفي فتوح البلدان: 42 - 47 بحث مفصل حول فدك، فراجع.
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّ (1)».
قال: «ومن ذا القربى يا جبرئيل؟» قال: «فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)».
قال: «وما حقها؟» قال: «فدك».. فاستدعاها فسلّمها إليها بأمر الله (2)، فلم يزل بعلها يتصرّف (3) فيها بأعوانها إلى أن قبض النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).
فلمّا غلب الأوّل على الأمر.. طرد أعوانها عنها، وقبضها مع الإرث،
ص: 27
1- سورة الإسراء (17): 26، وانظر: سورة الروم (30): 38.
2- روى السيد ابن طاوس (رَحمَةُ اللّه) في كتاب سعد السعود: 101 - 102 من تفسير محمّد بن العبّاس بن عليّ بن مروان، قال روي حديث فدك في تفسير قوله تعالى: (وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ..) عن عشرين طريقاً. بل يعدّ ذاك من طريقنا مستفيضاً.. إن لم نقل بتواتره. راجع: تفسير فرات الكوفي: 118 - 119[وفي المحققة: 239، وصفحة: 240، وصفحة: 322] مكرّراً، الاحتجاج 10/1 - 95[طبعة النجف الأشرف 119/1 - 127]، الخرائج و الجرائح: 25[طبعة مدرسة الإمام المهدي (عَلَيهِ السَّلَامُ) 112/1 - 113 حدیث 187]، عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)211/2 ضمن حدیث 1، تفسير العياشي 287/2 - 288 حديث 46، و 47، و 48، و 49، و 50، و 51، تفسیر علي بن إبراهيم القمّي 18/2 وصفحة: 155 - 157 (قضية فدك)[الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 781/2 - 785 حديث]، أمالي الشيخ المفيد: 40 - 41 حديث،8 تأويل الآيات الظاهرة 435/14 حديث 5، العمدة لابن بطريق: 390 حدیث 776 و 777، مناقب آل أبي طالب 142/1[123/1]، كشف المحجّة: 124.. وغيرها.
3- في نسختي الأصل: ينصرف.
وادّعى أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ). (1) وسمج (2) بالعلّة، وأنّها داخلة فيما قبضه من الميراث، وشهدت أسماء بنت عميس وأم أيمن لفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)[سلام الله عليها]، وحلفت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فقال: يجوز أن تكون صادقة!!
فما صدّق قولها... ولا قبل شهادة من شهد لها، ولا التفت إلى يمينها وأغلّها! وهو شهد وحده شهادة قاطعة أنه سمع النبيّ يقول: إنا معشر الأنبياء لا نورث.. (3)
ثم ادعى جماعة من الصحابة دعاوي، فقبلها بغير بيتة وأمضاها وخرج إليهم؛ منهم: جابر بن عبد الله الأنصاري؛ أنّه ادعى أن النبيّ وعده إذا ورد مال البحرين أن يحثو له ثلاث حثوات.. فأمضى له وأنجز ذلك له من المسلمين، ولم يضطره إلى إقامة البيّنة (4).
ص: 28
1- فراغ في نسختي الأصل، والخبر محذوف، والدعوى ظاهرة.
2- الكلمة مشوشة لفظاً ومعنىً، فلاحظ.
3- سلفت مصادر الخبر، وقد جاءت مفصلة ة في الاختصاص: 183 - 185. و راجع الباب الحادي عشر من كتاب الفتن والمحن من بحار الأنوار 105/29 - 215 (باب4)، وما عليه من مصادر.
4- رواه أحمد بن حنبل في مسنده 307/3 - ونقله السيد ابن طاوس (رَحمَةُ اللّه) في الطرائف: 250 - وقال: وقد ذكر الحميدي هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين 314/2 - 315 حديث 1531] في الحديث التاسع من أفراد مسلم من مسند جابر.. راجع من كتب العامة: كتاب مسلم 1807/4[وفي طبعة 75/7]، ومن الخاصة: نهج الحق: 358. وغيرهما. وعلّق البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 159/3 على هذا الحديث بقوله:.. أما كانت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) وشهودها يجرون مجرى هؤلاء؟! أقول: هذه التعليقة الأخيرة نفسه نقلها السيد ابن طاوس (رَحمَةُ اللّه) الله بعد العبارة السابقة عن المأمون لعنه الله.
وادّعی جریر بن عبد الله البجلي (1): أن النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) وعده أن يقطعه أرضاً نفيسة أسماها.. فأقطعه إياها بقوله أيضاً (2).
وادّعى تميم (3) الداري: أن النبيّ عليه و آله السلام) وعده أن يقطعه قريتين من قرى الشام.. فأقطعه (4) القريتين؛ لأنّه صهره على أخته، وكان السبب في ذلك أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لما وصى إلى أمير المؤمنين[عَلَيهِ السَّلَامُ] أن يقضي دينه، وينجز وعده (5)، أقام بعد قبضه منادياً فنادى: «من كانت له عند رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عدة،
ص: 29
1- قد يقرأ في نسخة (ألف): النحلي، واللقب مشوشة وغير منقوطة في نسخة (ب)، والصحيح ما أثبتناه.
2- انظر: فتح الباري 39/12.. وغيره.
3- في نسختي الأصل: بهم.
4- في نسختي الأصل: فأطعه.
5- في هامش نسختي الأصل: عداته، ولعلّها نسخة بدل، أو: عدته، وكلّهما صحيح.
أو له عليه دين فليأتِ عليّ بن أبي طالب؛ فإنّه ينجز عنه..» فأتاه أصحاب الديون والعِدات رسلاً، فكان يقضي ذلك بدعواهم من ماله ولا يكلّفهم البيّنة عليه.
فلمّا رأى ذلك الأوّل أراد أن يشارك في تلك الفضائل رياءً، وزعم أولياء الأوّل أنّه وكيل الأمّة، وأن المسلمين وكلوه بالقيام (1) بأمورهم، فكان احتجاجه لموكّله (2) في الإرث باطلاً؛ لأنّه مدع على خصم له ولهم؛ لأنّه أحد المسلمين بزعمه، فهو بالحقيقة جارٌّ إلى نفسه..[لا] لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيما شهد به، ومن كان الحاكم المستمع منه ومن فاطمة؟ ومن القاضي فيما يوجبه الحكم؟..
إن كان هو؛ فهو فيه كُلُّ: شريك، مُدَّع، شاهد، جاز، خصم، حاكم!!
ولقد فحص المأمون عن ذلك، فاطّردت (3) الحجة له في ردّ فدك على ولد فاطمة[عَلَيهَا السَّلَامُ]، فردّها ردّاً ظاهراً بعد أن جمع العلماء لذلك وسألهم عنه (4)..
ص: 30
1- في نسخة (ب): القيام.
2- في نسختي الأصل: لموكلته.
3- كذا؛ ولعلّها: اضطرته الحجّة إلى ردّ فدك..
4- ومن هنا قال دعبل الخزاعي (رَحمَةُ اللّه):[من المنسرح] أصبح وجه الزمان قد ضحكا *** بردّ مأمون هاشماً فدكا! قال البياضي في الصراط المستقيم:159/3: ثم جعلها المأمون في يد محمّد بن يحيى بن الحسین ابن زین العابدين[عَلَيه السَّلَامُ]. وحكي أنّ المعتصم والواثق قالا كان المأمون أعلم منا به، فنحن نمضي على ما مضى هو عليه، فلمّا ولي المتوكل قبضها وأقطعها حرملة الحجام، وأقطعها بعده لفلان النازيار من أهل طبرستان، وردّها المعتضد، وحازها المكتفي، وقيل: إنّ المقتدر ردّها عليهم، وقد قاله العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره 209/29 - 210 (باب 9) حديث 9، وحكاه في سفينة البحار 45/7 - 46، ومستدركها 153/8.. وغيرهما، وذكر تعداد من ردّ فدك ومن غصبها في تتمة المنتهى: 293 - 294، ولاحظ ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 190/14 - 191، وحكاه عنه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 349/19 (باب 10) ذیل حدیث 83.
وقد تقدمه في ذلك عمر بن عبد العزيز (1) في أيام بني أُمية.
والكفر شامل، والردّة مستحكمة، وهو عندهم إمام من أئمة العدل، فردّ فدك ردّاً ظاهراً على أربابها، فعُوتب على ذلك وقيل له: ظلمت الشيخين!! فقال: هما والله ظلما أنفسهما (2).
ص: 31
1- أقول: هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي؛ أبو حفص (61 - 101، ولد ونشأ في المدينة، وولي إمارتها للوليد، ثم استوزره سليمان ابن عبد الملك بالشام، وولي الخلافة سنة 99 ه_، وخلافته سنتان ونصف، وكان يدعى: أشجّ بني أُميّة. راجع عنه: الأعلام 505، فوات الوفيات 105/2، تاريخ الخميس 315/2، تهذيب التهذيب 418/7، تاريخ الطبري،138/8، والكامل 58/5، حلية الأوّلياء 253/5 - 353، مروج الذهب 131/2 - 137، تاريخ اليعقوبي 301/2[44/3]. انظر: الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار (الحصيلة) 4/270 - 272 نقلاً عن جملة مصادر، ولم يرد له غير هذين البيتين في موسوعتنا هذه.
2- حكاه الشيخ البياضي في الصراط المستقيم 291/2.
وروى أبو صالح الطائي (1)، عن الحماني،[عن شريك]، عن هشام بن معاذ،[قال: لمّا دخل عمر بن عبد العزيز المدينة أمر منادياً فَنادَى: من كانت له مظلمة [أ] وظلامة فليأت الباب (2)..
فأتاه الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) [فلمّا رآه.. استقبله وأقعده مقعده] (3) ودخل وقال: « يا عمر! إنما الدنيا سوق من الأسواق..» في كلام له.. إلى أن قال: «ثلاث من كنّ فيه
ص: 32
1- اللقب مشوش في نسختي الأصل، كذا يقرأ، وجاء كذلك في المسترشد: 503 – 504. وقد جاء في المناقب 224/4 - 225[وفي طبعة قم 207/4، وفي طبعة 337/3] نقلاً: هشام بن معاذ.. من دون ذكر الإسناد. وجاء الإسناد فيما رواه الشيخ الصدوق (رَحمَةُ اللّه)في الخصال 51/1[وفي طبعة: 104 - 105] (باب الثلاثة) حديث 64 - وعنه في بحار الأنوار 326/46 - 327 (باب 19) حدیث 3 - هكذا: الطالقاني، عن محمّد بن جرير الطبري، عن أبي صالح الكناني، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن شريك، عن هشام بن معاذ، قال: كنت جليساً لعمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة، فأمر مناديه فنادى.. إلى آخره، وعن الخصال في بحار الأنوار 181/78 - 182) (باب 22) حديث 6، ومثله عنه حديث 4 عن المناقب 337/3، وقطعة منه عن الخصال في بحار الأنوار 359/71(باب 88) حديث 5. ورواه عنه في تفسير نور الثقلين 360/4 - 361 حديث.72. وغيره.
2- كذا في الخصال للشيخ الصدوق، والمسترشد للطبري الإمامي الله؛ وفي المناقب: فليحضر الباب، بدلاً من: فليأت الباب.
3- ما بين المعكوفين زيادة من المناقب، وفي الخصال تفصيل أكثر، فلاحظه.
[استكمل الإيمان بالله] (1) من إذا رضي لم يدخله رضاه[في] الباطل، و[من] إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له» (2).
ص: 33
1- بياض في نسختي الأصل، وقد أثبتنا ما بين المعكوفين من المصادر.
2- ورواه - أيضاً - الطبري في المسترشد: 503 ي المستر شد: 503 - 505، وصفحة: 179 )باب 9) قال: فقال محمّد بن عليّ[عَلَيهِما السَّلَامُ]: « يا عمر! إنّ [خ. ل: إنّما] الدنيا سوق من الأسواق، منها خرج الناس بما ينفعهم، ومنها خرجوا بما يضرهم، وكم من قوم هم قد ضرّهم مثل الذي أصحابنا فيه حتّى أتاهم الموت، فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا نادمين[خ. ل: مولين] لما لم يأخذوا لما أحبّوا من الآخرة عدّة، ولا لما كر هوا جُنّة، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم وصاروا إلى ما يعذرهم، فنحن - والله - محقون أن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نغبطهم بها فنوافقهم فيها، وننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نتخوف عليهم منها فنكفّ عنها.. فاتق الله! واجعل في قلبك اثنين؛ تنظر الذي تحبّ أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فقدمه بين يديك حتّى تخرج إليه، وتنظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فابتغ به البدل، ولا تذهبن إلى سلعة يارت كذا؛ والظاهر بارت] على من كان قبلك... فاتق الله - يا عمر! - وافتح الأبواب، وسهّل الحجاب، وانصر المظلوم، وردّ المظالم.. ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله... فجثا عمر على ركبتيه، ثمّ قال: إيه أهل بيت النبوة! قال: «نعم - يا عمر! - من إذا رضي لم يدخل رضاه في الباطل، ومن إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له ». ومثله بعينه في الخصال، وعنه في البحار وغيره.
فدعا عمر بدواة وقرطاس، وقال (1): هذا ما ردّ عمر بن عبد العزيز ظلامة محمّد بن علي[عَلَيهِ السَّلَامُ] فدك (2).. إلى آخر الكتاب(3).
فقيل له: طعنت على الشيخين!
فقال: هما - والله - طعنا على أنفسهما، وإنّ فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) بضعة من رسول الله؛ لا تدعي غير حقها، وإن عليّاً والحسن والحسين(عَلَيهِمَا السَّلَامُ) لم يشهدوا بالزور(4).
ص: 34
1- كذا؛ وفي الخصال والمناقب: بدواة وبياض، وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم..
2- كذا؛ وفي الخصال ومناقب آل أبي طالب: محمّد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) بفدك.
3- إلى هنا جاء في المناقب 337/3[طبعة بيروت 224/4 - 225، وطبعة قم 207/4 - 208] مع اختلاف أشرنا لمهمه، ولم يرد الذيل فيه. قال الإربلي (رَحمَةُ اللّه) في كشف الغمة 494/1 - 496[116/2]: وروي مرفوعاً: أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قال: يا أيها الناس! إنّي قد رددت عليكم مظالمكم، وأوّل ما أردّ منها ما كان في يدي؛ قد رددت فدك على ولد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وولد علي ابن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ).. فكان أوّل من ردّها. ثمّ قال: وروي أنّه ردّها بغلاتها منذ ولي.. فقيل له: نقمت على أبي بكر وعمر فعلهما، فطعنت عليهما، ونسبتهما إلى الظلم والغصب.. وقد اجتمع عنده في ذلك قريش ومشائخ أهل الشام.. إلى آخره.
4- أقول: روى السيّد المرتضى (رَحمَةُ اللّه) في الشافي في الإمامة 102/4 - 104 عن محمّد بن زكريا الغلابي، عن شيوخه، عن أبي المقدام هشام بن زياد مولی آل عثمان، قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز فردّ فدك على ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، وكتب إلى واليه على المدينة؛ أبي بكر بن عمر بن حزم يأمره بذلك، فكتب إليه: إنّ فاطمة[عَلَيهَا السَّلَامُ].. قد ولدت في آل عثمان وآل فلان وآل فلان.. فكتب إليه أما بعد: فإني لو كنت كتبت إليك أمرك أن تذبح شاة لسألتني جماء أو قرناء؟ أو كتبت إليك أن تذبح بقرة لسألتني ما لونها؟ فإذا ورد عليك كتابي هذا فاقسمها بين ولد فاطمة[عَلَيهَا السَّلَامُ] من علي[عَلَيهِ السَّلَامُ] والسلام. قال أبو المقدام: فنقمت بنو أمية ذلك على عمر بن عبد العزيز وعاتبوه فيه، وقالوا له: هجنت فعل الشيخين، وخرج إليه عمرو بن عبس في جماعة من أهل الكوفة، فلمّا عاتبوه على فعله، قال: إنّكم جهلتم، وعلمت ونسيتم وذكرت: إنّ أبا بكر محمّد بن عمر بن حزم حدثني عن أبيه، عن جده أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) الله قال: «فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) بضعة مني يسخطني ما يسخطها ويرضيني ما يرضيها »، وإنّ فدكاً كانت صافية على هد أبي بكر وعمر، ثمّ صار أمرها إلى مروان، فوهبها لأبي.. عبد العزيز، فورثتها أنا وإخوتي، فسألتهم أن يبيعوني حصتهم منها، فمنهم من باعني، ومنهم من وهب لي حتّى استجمعتها، فرأيت أن أردّها على ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ). فقالوا: إن أبيت إلا هذا فأمسك الأصل واقسم الغلة..! ففعل.. وقد سلف أن قلنا إنه حكاه عنه في بحار الأنوار 212/29 - 213 (باب 11)، وكذا جاء في صفحة: 208 - 209 (باب11)، وفي 326/46 - 327 (باب 19) حديث، نقلاً عن الخصال: 104 - 105 حديث 64، والمناقب للمصنف الله 207/4 - 208، ولاحظ: كتاب الروضة في بحار الأنوار 181/78 - 182 (باب 22) حديث 6.. وغيرها. راجع: فتوح البلدان: 46، شرح النهج للمعتزلي 278/16[103/4]، تلخيص الشافي للشيخ له 121/3، العوالم للبحراني.771/11 وغيرها.
وفي رواية: أنه لما قالوا له: طعنت على الشيخين! قال: رويدكم يا بني العاص! فو الله لا كنت قائدكم إلى النار.. عسى أن أنجو
ص: 35
كفافاً: لا علي ولا لي (1).
ص: 36
1- أقول: قيل: ممّا نقم على عثمان: أنه أقطع فدكاً لمروان وهي صدقة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، كما صرح بذلك أبو الفدا في تاريخه 168/1، وابن قتيبة في معارفه: 84.. وغيرهما. وقال أبو الفدا: لم تزل فدك في يد مروان وبنيه إلى أن تولّى عمر بن عبدالعزيز، فانتزعها من أهله وردّها صدقة. ولاحظ ما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 301/6، وابن عبد ربه في العقد الفريد 261/2، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 67/1، والعلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 236/8 - 237.. وغيرهم في غيرها... وقد قال المصنف (رَحمَةُ اللّه) في مناقبه 2/ 210[طبعة بيروت 239/2]:.. وسئل الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الخمس، فقال: « الخمس لنا فمنعنا فصبرنا »، ثمّ قال:.. وكان عمر بن عبد العزيز ردّه إلى محمّد الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وردّه - أيضاً - المأمون.. فمن حرمت عليه الصدقة.. إلى آخره، كذا في المناقب. إلا أنه في البحار210/27 (باب 9) حدیث 12 عنه قال: وسئل علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).. وأورد الشيخ الطوسي (رَحمَةُ اللّه) في أماليه: 167 [الطبعة الأوّلى، وفي الطبعة الحيدرية 272/1، وفي طبعة مؤسسة البعثة: 266 حديث 490] بإسناده:. قال: عرض في نفس عمر بن عبدالعزيز شيء في[أمر] فدك، فكتب إلى أبي بكر[أي عامله ابن عمرو بن حزم] - وهو على المدينة -:.. انظر ستة آلاف دينار، فزد عليها غلّة فدك أربعة آلاف دينار، فاقسمها في ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) رضي الله عنهم ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) رضي الله عنهم[سلام الله عليها وعليهم] من بني هاشم.. إلى آخره، وعنه رواه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 295/22 - 296 (باب 7) حديث 1، وكذا جاء في بحار الأنوار فيما رواه العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) 335/46 (باب 8) حدیث 20.
وأنشد يقول: [من المتقارب]
وَمَا لِي وَمَا وَضَعَ (1) الأوّلو *** ن أن لَا (2) أَكُونَ حَمِيداً رَشِيدَ (3)
عَسَى وَلَعَلِّي (4) امْرَءاً نَاجِياً *** أكُونُ مَدَى الدَّهرِ مِنهُ بَعِيدًا
الرضي (5):[من الخفيف]
يَابنَ عَبْدِ العَزِيزِ! لَو بَكَتِ العَيْ_ *** _نُ فَتيَّ مِن أُمَيَّةٍ لَبَكَيْتُكْ(6)
غَيرَ أَنِّي أَقُولُ: إِنَّكَ قَدْ طِبْ_ *** _تَ وإِن لَمْ يَطِبْ وَلَمْ يَزْكُ بَيْتُكْ
أَنتَ نَزَّهتَنا (7) عَن السَّبِّ والقَذَ *** فِ فَلو أمكَنَ الجَزَا لَجَزَيْتُكَ (8)
وإلى هذا أشار الفرزدق في مرثيته (9):
ص: 37
1- كذا؛ والأصوب: صَنَعَ.
2- في نسختي الأصل: إلّا أن، بدلاً من أن لا.
3- في نسخة (ألف): رشداً.
4- كذا؛ والظاهر: لعلّ، وإن كان ما في المتن قابلاً للتوجيه.
5- ديوان الشريف الرضي 215/1، وهي قصيدة في (11) بيتاً، وقد جاء في شرح النهج 4/60 إثنا عشر بيتاً، الثلاثة المذكورة مطلعها.
6- في نسختى الأصل أبكيتك.
7- في نسختي الأصل: نزهنا.
8- في نسختي الأصل: الحذاء لجزيتك، وفي الديوان: الجزاء جزيتك.
9- لم نجد القصيدة في ديوان الفرزدق بطبعتيه. أقول: ذكر ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 264/45: أنّه لما بلغ محارب بن دثار موت عمر بن عبد العزيز دعا كاتبه.. إلى أن قال:[من البسيط] لو أعظم الموت خلقاً أن يواقعه *** لعدله لم يصبك الموت يا عُمَرُ كم من شريعة حق قد نعشت لهم *** كادت تموت وأُخرى منك تنتظر يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي *** على العدول التي تغتالها الحُفَرُ.. إلى آخر الأبيات، وجاءت باختلاف - أيضاً - فيه 70/57، إلّا أنّه نسبها إلى الفرزدق في 264/45 أيضاً. وراجع: البداية والنهاية 237/9
[من البسيط]
كُمْ مِن شَرِيعَةِ حَقٌّ قَد شَرَعْتَ لَهُمْ ***كَانَتْ أُمِيتَتْ (1) وَأُخرَى مِنكَ تُنتَظَرُ (2)
يَا لَهفَ نَفْسِي وَلَهفَ اللّاهِفِينَ مَعِي *** عَلَى العُدُولِ الَّتِي تَغْتالها الحُفَرُ
عباية، عن ابن عباس، قال: قال علي(عَلَيهِ السَّلَامُ): «إنّ لي يوماً أحج فيه ابن أبي قحافة؛ ذلك يوم يخسر فيه المبطلون».
وفي الإرشاد (3): أن فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) أصبحت تنادي: «واسوء صباحاه..»(4)، فسمعها الأوّل فقال لها: إنّ صباحك لصباح سوء..!![من الطويل]
ص: 38
1- كذا في تاريخ ابن عساكر؛ وفي نسختي الأصل: أمنيت.
2- كذا في تاريخ مدينة دمشق؛ وهو الظاهر، وفي نسختي الأصل: ينتظر.
3- الإرشاد للمفيد: 101[وفي المحققة 189/1]، وفيه: أبو بكر، بدلاً من الأوّل.
4- قال الطبرسي (رَحمهُ اللّ في مجمع البيان 175/5[الطبعة الإسلامية]:.. والعرب تقول عند الأمر العظيم: واسوء صباحاه.
بذَا قَضَتْ الأَيَّامُ مَا بَينَ أهلها] (1) *** مَصَائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوَائِدُ(2)
الرياشي؛؛ عن العمري: أن معاوية لما حجّ من المدينة (3) فوقف على سقيفة بني ساعدة، ثمّ قال: مارس بِحَدٍّ أوْ دَعْ (4)، إن كان أبوبكر بالأمن(5) لسعيد الجد عظيم (6) الحظ (7) الحظ........
قول عبد الرحمن بن عوف - في خبر -: أن العبّاس لما طالب الميراث، قال له عمر: أين كنت عن هذا يوم تأتيه، تريد منه البيعة.. فلا يبايعك، ثم أنت الآن تأتينا فتستعدينا عليه؟! فلا نعد يك!(8)
ص: 39
1- لم يرد صدر البيت في نسختي الأصل، وأضفناه من الديوان.
2- هذا بيت أنشده المتنبي في نساء الروم. انظر: ديوان المتنبي: 313.
3- وذلك سنة خمسين، كما صرّح بذلك غير واحد، وجاءت في ترجمة الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) لابن عساكر، وذلك بعد شهادة الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ). راجع: الطبقات لابن سعد 398/6[طبعة الخناجي]، وراجع: الغدير 102/2، و 242/10، و 257، ومثله في شرح إحقاق الحق 390/21 - 394 و 564.
4- الكلمات مشوشة في نسختي الأصل، وهي غير منقوطة، وما أثبت استظهار منّا.
5- كذا؛ ولعلّه: بالأمس.
6- في نسختي الأصل: لعظيم.
7- بياض في نسختي الأصل.
8- كذا استظهاراً؛ وفي نسخة (ألف): بعديك، أو: يعديك، وفي نسخة (ب) بدون نقطة.
فقال له أبوبكر في ذلك، فقال: لا يكون هو؛ لكنّهم (1) متظاهرون علينا، ثمّ إذا أرادوا الحاجة أتونا، فسمعنا منهم.
فلمّا ردّ العبّاس، قال أبوبكر: لو كنت تركتني لأتحدّث (2) لك سيرتك (3) من على[عَلَيه السَّلَامُ].
فقال له عمر: كيف تقضي له على عليّ بالميراث.. ونحن رددنا فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) عنه؟! فقال الأوّل: مازلت موفقاً للخير يا أبا حفص!!
وفي حديث أبي يوسف يعقوب الثقفي (4): أنه لما ه_مّ الأوّل بردّ فدك،
ص: 40
1- في نسختي الأصل: لكنّه.
2- كذا في نسخة (ب)، وهي غير معجمة في نسخة (ألف)، والظاهر: لا تخذت.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل.
4- كذا؛ ولعلّه: الفسوي. أقول: لم أجد ما هنا بنصه، وجاء بمضامين متعدّدة جداً، أورد بعضها شيخنا العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 140/29 - 145 (باب نزول الآيات في أمر فدك) حديث 30 إلى آخره، ومنها ما ذكره الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في الاحتجاج 95/1 -97[طبعة النجف الأشرف 127/1 - 130].. وغيره، وفيه[صفحة: 129] قولة أبي بكر: والله! لقد استقلت منها فلم أقل، واستعزلتها عن نفسي فلم أعزل.. كلّ ذلك[احترازاً من] كراهية مني لابن أبي طالب، وهرباً من نزاعه، وما لي ولابن أبي طالب.. أهل نازعه أحد ففلج عليه؟! فقال له عمر: أبيت أن تقول إلّا هكذا..! فأنت ابن من لم يكن مقداماً في الحروب، ولا سخياً في الجدوب..
قال الثاني: حَرَضٌ (1)! سلبك الله لبّك وقد فعل، فقد علمت (2) أنّك ناه (3) وحقيق أنت بذلك، أذهب عنك، تلعّب (4) محمّد بنا، واستيثاره بالصفايا دوننا، وتقديمه أحداث بني هاشم علينا؟! والله لئن سقيتهم اليوم صفوها (5) ليسقينك (6) غداً كدرها، ولئن رددت الأوّل.. لتُطالَبَنَّ بالأكثر، وليقولن من شاء أن يقول: عرفوا الحق بعد أن جهلوه، ثمّ لتعود على أتان أبي قحافة؛ فَلَتَسْتَدِرُّها لجوعتك، ولتقابلتها (7) لرحلتك، وَلَتَعَفَّفَنَّ (8) بها لتعطيك (9)، ولعمري إنّ تلك لأحسن حالتكَ
ص: 41
1- في نسختي الأصل: حرص، والأقرب ما أثبتناه؛ فإنّ الحَرَضَ هو الفساد في العقل. انظر: لسان العرب 134/7 مادة (حرض).
2- في نسخة (ألف): علمك.
3- الناهي الشبعان، كما في تاج العروس 275/2 مادة (نهى)، ولعلّ الكلمة مصحفة عن (ناس)، وذلك بقرينة قوله: أَذَهَبَ عنك تلعب محمّد بنا.
4- في نسخة (ب): نلعب.
5- تقرأ في نسختي الأصل: صفرها.
6- في نسخة (ألف): لسقيتك.
7- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة قد تقرأ: لتعفتن، أو: لتعفقن.
8- تقرأ الكلمة في نسخة (ب): لتقابننها.. بدون إعجام وهي لغة بمعنى ذهب في الأرض، مأخوذ من قبن الرجل يقبن قبوناً: ذهب في الأرض، كما في العين 329/13.. وغيره. والقبين هو المنكمش في أموره، كما في لسان العرب 329/13.
9- الكلمة مشوشة جدّاً، خصوصاً في نسخة (ألف)، أثبت ما قرأ منها، ولعلّها تقرأ: ليقطلك.
إن تُرِكْتَ، و [مع] ذاك - والله - ما أنا آمن أن يثب (1) بك وبي أصلع بني هاشم وثبة المُحْنَق الموتور (2)، فيستخرج قلوبنا من صدورنا، وتعِظُ (3) بنا من قد وعظناه به، فَأْتِ من أضامه (4) هذا البيت ما شئت أن تأتي، وطأطئ من أطوالهم، واغضض من أبصارهم، واتركهم بحيث لو تمّ لمحمّد تدبيره فيهم(5) كنت تكون كحبوبهم من رفدتهم وقتاً لن نبلغه أنا وأنت!
ويلك! إنّ فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) متخمرة (6) تقعد بنا وتقوم، ولئن صانعناها بردّ فدكها لتطبقن فاها على لسان سريع في هدم ما نبني، ونقض ما نبرم..
ثمّ قال له عمر: ستعلم إن خالفتني من أيّ المطاعم طعمت، ومن أي المشارب شربت..! ثمّ مضى فلقيه المغيرة بن شعبة.. القصة.
السروجي (7):[من البسيط]
ص: 42
1- في نسخة (ألف): بثت.
2- في نسخة (ب): المحق الموثور.
3- في نسختي الأصل: يغيظ.
4- كذا؛ والظاهر: إضامَةِ.. أي جَرَّع أهل هذا البيت من الضيم ما شئتَ.
5- في نسختي الأصل: فهم.
6- في نسخة (ألف): منخمرة.
7- في نسخة (ألف): المروحي، وفي نسخة (ب): السروحي، وقد تقرأ: المروجي، والصحيح ما أثبتناه. أقول: الظاهر أنّ الأبيات من قصيدة مفصلة جاء بعضها مبثوثاً في المناقب، منها أربعة في 2 /106، وثلاثة في 115/3، وستة في 4/60 - 61[طبعة قم 53/4]. ومن البحر الطويل ما جاء له في المناقب 454/3[372/4] في باب أبي الحسن الرضا، آخر فصل في المقدمات: [من الطويل] عليك بتقوى الله ما عشت إنّه *** لك الفوز من نار تقاد بأغلال وحبّ عليّ والبتول ونسلها *** طريق إلى الجنّات والمنزل العالي إلى الله أبرى من موالاة ظالم *** لآل رسول الله في الأهل والمالِ
لَو أَنْصَفُوهُ (1) وَلَاةُ الأُمرِ مَا خَرَجَتْ *** عَنْ (2) فَاطِم إرتُها بِالمَكْرِ والحِيَل
وَلَا اسْتَباحُوا دِمَا أَولَادِهِ (3) غَضَباً (4) *** يَومَ الطُّفُوفِ بِبِيضِ الهِنْدِ والأَسَلِ
وَعَنْ عَليٌّ وَصِيِّ المُصْطَفَى قَعَدُوا *** تَقَاعُداً كَانَ مَرْدُوداً إلى هُبَل
وحدّث الرافعي محمّد بن عبد الله بن [رافع، عن أبيه] (5) أبي رافع: أنّه كان
ص: 43
1- في نسختي الأصل ولأنصفوه، ولعلّه: ولا أنصفوه، وما أُثبت أظهر.
2- في نسختي الأصل: على.
3- الكلمات في صدر البيت مشوشة في نسختي الأصل.
4- فی نسخة (ألف): غصباً.
5- أضفنا ما بين المعكوفين من المسترشد؛ ليخرج الحديث من الإرسال.
[عند] الأوّل إذ (1) جاء على والعبّاس (2)، فقال العباس: أنا عم رسول الله ووارثه، وقد حال بيني وبين تركته عليّ!!
فقال الأوّل: أين كنت - يا عبّاس! - حين جمع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بني عبد المطلب. - وأنت أحدهم - فقال: «أيكم يوازرني فيكون وصيّي وخليفتي في أهلي، وينجز موعدي(3)، ويقضي ديني(4)؟!».
ص: 44
1- كذا في المصادر؛ وفي نسختي الأصل: إذا.
2- في الاحتجاج 88/1[وفي الطبعة الأوّلى: 57، وفي طبعة النجف الأشرف 116/1 - 117] - وعنه في بحار الأنوار 67/29 - 68 (باب 6) حديث 1 - عن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، عن أبي رافع، قال: إنّي لعند أبي بكر إذ طلع عليّ والعباس يتدافعان ويختصمان في ميراث النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال أبو بكر: يكفيكم القصير الطويل.. يعني بالقصير: عليّاً، وبالطويل: العباس.. فقال العباس.. إلى آخره. وفي المناقب 49/3[وفي الطبعة الأوّلى 249/2، وفي طبعة بيروت 60/3 - 61]. وقد نقله عن ابن عبد ربه في العقد الفريد 412/2 باختلاف كثير، قال ابن عبد ربه العقد الفريد: بل روته الأمّة بأجمعها عن أبي رافع وغيره: أنّ عليّاً نازع العبّاس إلى أبي بكر في برد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وسيفه وفرسه، وسيفه وفرسه، فقال أبو بكر: أين كنت يا عباس؟.. إلى آخره. ولاحظ ما ذكره البلاذري في أنساب الأشراف 525/1.. وغيره.
3- في المصادر ومنها الاحتجاج: عدتي.
4- فی الاحتجاج زيادة: فأحجمتم عنها إلّا عليّ، فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): « أنت كذلك.. ».
فقال له العبّاس: فما أقعدك مجلسك (1) هذا.. تَقَدَّمْتَهُ (2) وتأمّرت عليه؟!!
فقال الأوّل: أغدراً (3) يا بني عبد المطلب؟!... (4)
رأيتم (5) أنهما ارتفعا] (6) من بعد الأوّل إلى الثاني، فقال الثاني: أخرجوهما عنّي؛ فقد هممت بابني (7) عبد المطلب (8)..!
وذكر[ابن] عبد ربه الأندلسي في كتاب العقد (9): أنه قال متكلّم لهارون
ص: 45
1- الكلمة مشوشة، هكذا استظهرنا قراء تها.
2- في نسختي الأصل: فقدمته، وهي محرّفة عن المثبت عن المناقب، وفي المسترشد: بمجلسك هذا تقدّمته وتأمرت عليه.
3- في نسخة (ألف): أعذراً.. وفي الاحتجاج: اعذروني.. وفي البحار: اعذرونا.
4- إلى هنا في المناقب والاحتجاج، وجاء في بحار الأنوار 67/29 - 68 (باب 6) حديث 1، وقبلهم نص عليه الطبري في المسترشد: 577
5- كذا؛ والصحيح: رويتم.
6- ما بين المعكوفين زيادة من المسترشد.
7- كذا استظهاراً من نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): يا بني.
8- في المسترشد: قد فهمت يا بني عبد المطلب.
9- العقد الفريد 412/2، وفيه اختلاف كثير أشرنا للمهم منه، وذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار 2/150 مع بعض الاختلاف. وحكاه عن العقد الفريد - أيضاً - المصنف (رَحمَةُ اللّه)في المناقب 49/3[61/3]، وعنه في بحار الأنوار 69/29 - 70 (باب 6) حديث 1، حيث قال: ويؤيده ما روي أن يحيى بن خالد البرمكي سأل هشام بن الحكم بمحضر من الرشيد.. إلى آخره.
الرشيد: أتريد أن أُقرّر هشام بن] الحكم بأن علياً كان ظالماً (1)؟!
فقال له: إن فعلت فلك.. كذا وكذا![وأمر به]، فلمّا حضر، قال له: يا أبا محمّد روت الأمّة بأجمعها أن علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) نازع العباس إلى أبي بكر في رداء (2) النبیّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وسيفه وفرسه، قال: نعم. قال: فأيّهما (3) كان الظالم لصاحبه؟!..
فخاف هشام من الرشيد، فقال: لم يكن فيهما ظالم (4).
قال: فيختصم اثنان في أمر وهما جميعاً محقان؟!
قال: نعم، اختصم ملكان إلى داود فليس (5) فيهما ظالم، وإنّما أرادا أن ينبهاه على ظلمه.. كذا هذان (6) تحاكما إلى أبي بكر ليعرفاه (7) ظلمه لهما (8).
ص: 46
1- في العقد المطبوع هكذا: قال رجل لبعض ولاة بني العباس: أنا أجعل هشام بن الحكم يقول في عليّ (رَضِیَ اللهُ عَنهُ)[سلام الله عليه و آله، واللعنة على أعداءه]: إنّه ظالم!..
2- في المناقب: في برد.
3- في نسختى الأصل: فأيما، وما أُثبت من المناقب.
4- جاء في المصدر هكذا:.. أما تعلم أنّ عليّاً نازع العبّاس عند أبي بكر؟ قال: نعم. قال: فمن الظالم منهما؟! فكره أن يقول: العبّاس، فيواقع سخط الخليفة، أو يقول: عليّ؛ فينقض أصله. قال: ما منهما ظالم.
5- في المناقب: وليس.
6- في نسختى الأصل: هذا.
7- في نسختي الأصل: فيعرفاه.
8- في العقد:.. قال: قد تنازع الملكان عند داود (عَلَيهِ السَّلَامُ) وما فيهما ظالم، ولكن لينبّها داود على الخطيئة، وكذلك هذان أرادا تنبيه أبي بكر من خطيئته.. وفي المناقب: وإنّما أرادا أن ينبهاه على الحكم، كذلك هذان تحاكما إلى أبي بكر ليعرّفاه ظلمه. وذكر الشيخ ابن شهرآشوب له في مناقب آل أبي طالب 465/1 – 466 [طبعة بيروت 363/2] عن صالح بن كيسان وابن رومان، رفعاه إلى جابر الأنصاري، قال: جاء العبّاس إلى علي لا يطالبه بميراث النبيّ.. إلى آخره.
ابن علوية (1):
[من الكامل]
أَمَّنْ حَوَى المِيرَاثَ مِنْهُمْ بَعدَهُ *** وَالأوّليَان عَلَيْهِ يَخْتَصِمَانِ
خَتَنُ (2) النبيّ وَعَمُّهُ أَكْرِمْ بِهِ *** خَتَنَا وَصِنوُ أَبِيهِ فِي الصِّنْوَانِ
خَصْمَانِ مُؤْتَلِفَانِ ما لم يَحْضُرا *** ناسَاً (3) وَعِندَ النَّاسِ مُخْتَلِفَانِ (4)
ص: 47
1- اسم الشاعر مطموس فى نسخة (ب)، واستظهر من نسخة (ألف)، وهذه القصيدة من شعر شاعرنا الذي ترجمناه في المقدّمة وتحدّثنا عن قصيدته هذه المعروفة ب_: الألفية، أو: المجبرة، فراجع. وجاءت هذه الأبيات - عدا الأوّل منها - في مناقب آل أبي طالب للمصنف 250/2، مع اختلاف أشرنا لمهمه.
2- الكلمة في نسخة (ألف): حين، وهي غير معجمة في نسخة (ب).
3- في المناقب: بأساً.
4- في المناقب: يختلفان.
جهراً لِبَاطِلِ بَعْيِهِ وَلِبَاطِل (1) *** منها إلى الصِّدِّيقِ يَحتَكمَانِ (2)
لَمْ يَجْهَلَا حُكمَ القَضِيَّةِ فِي الَّذِي *** جَاءَا إلى (3) الفارُوقِ يَصطَحِبَان
لَكِنْ لِلَازم حُجَّةٍ كَانَا بِها *** ذَهبَا (4) على (عَلَيهِ السَّلَامُ)قوَامِ يَتَّخِذَانِ (5)
للهِ أَيَّةُ حُجَّةٍ في إرثِهِ اتَّ_ *** _خَذَا وكَانَا عَنهُ يَنحَرِفَانِ؟! (6)
قولاً به مَكَرَ ا (7) كَمَا دَخَلا عَلَى *** داود (8) قَالَا (9): لَا تَخَفْ خَصْمَانِ
ص: 48
1- جاء صدر البيت في المناقب هكذا: جهراً لباطن بغيه ولباطن.
2- في المناقب: يختصمان، بدلاً من: يحتكمان.
3- في نسختي الأصل: جاءا له.
4- في نسختي الأصل: به ذهب.
5- كما في نسخة (ب) والمناقب، وفي نسخة (ألف): يتحدان.
6- لا يوجد هذا البيت في المناقب.
7- كذا في المناقب، بدلاً من منكراً، الذي جاء في نسختي الأصل.
8- لا توجد كلمة: داود في نسخة (ألف).
9- في نسختي الأصل: قالوا، وما هنا من المناقب.
عبد الرحمن نصير:
[من مجزوء الرّمل]
أَخَذَ الشَّيخَانِ بِالتُمْ_ *** _نِ مِنَ الإرث الوراثة (1)
وبَنُو العَمِّ بِخُمْسَی_ *** _هِمْ (2) فَقَدْ حَازُوا (3) الخِلَافَهُ
وبَنُو صَاحِبَةِ النص_ *** _فِ لَهُمْ فِي النّصفِ (4) آفَة
إنَّ هَذَا لَهُوَ الحَقُّ (م) *** وما يَبْقَى الخُرافَة
أبوهاشم الجعفري(5):[من الطويل]
ص: 49
1- في هذا الشعر؛ من عيوب القافية ما يسمّى ب_: الإكفاء، وهو اختلاف الروي بحروف متقاربة المخرج (فالثاء) و (الفاء) متقاربتا المخرج، ولعلّ الكلمة محرفة عن (الورافة)، فلا يكون هناك إكفاء.
2- في نسخة (ب): بخميسهم.
3- في نسخة (ألف): جازوا.
4- فی نسختي الأصل: التصرّف.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ فيه العظمري، أو: الخضمري، والكلّ سهو وتصحيف، والصحيح أبو هاشم الجعفري (رَحمَةُ اللّه)، والشاهد على ذلك أنّ هذه الأبيات جزء قصيدة له (رَحمَةُ اللّه) جاءت ثلاثة أبيات منها في المناقب 215/2.. وهي: [من الطويل] فألا سواه كان آخى وفيهم *** إذا ما عددت الشيخ والكهل والطفلا؟! فهل ذاك إلّا أنه كان مثله *** فألّا جعلتم في اختياركم المثلا؟! أليس رسول الله أكد عقده؟! *** فكيف ملكتم بعده العقد والحلا؟! وجاء البيت الأوّل في الأعيان 381/6، هكذا: فألا سواه كان آخى وفيهم *** إذا ما عددت الشيخ والطفل والكهلا؟! وجاء قبله: أليس رسول الله آخى بنفسه *** عليّاً صغير السن يومئذ طفلا؟! أقول: جاء هذا البيت في المناقب قبل الأبيات الثلاثة ونسبه لابن طوطي، وكذلك في الأعيان 281/2، وجاء في المناقب 57/3 أيضاً:[من الطويل] ألم تسمعوا قول النبيّ محمّد *** غداة عليٌّ قاعد يخصف النعلا فقال: عليه بالإمامة سلّموا *** فقد أمر الرحمن أن تفعلوا كُلّا فيا أيها الحبل المتين الذي به *** تمسكت لا أبغي سوى حبله حبلا وعليه فيظهر أنّه من قصيدة واحدة له (رَحمَةُ اللّه) الوحدة الوزن والموضوع والقافية، وله أبيات أُخرى في المناقب وغيره. هذا؛ ويعد الشاعر من ثقات رواتنا (رَحمَةُ اللّه)، وهو: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (المتوفى سنة 261ه_)، وهو - على حد تعبير الشيخ النجّاشي -: عظيم المنزلة عند الأئمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ثقة، جليل القدر شاهد من الأئمة أبا جعفر الجواد وأبا الحسن الهادي وأبا محمّد العسكري (عَلَيهِم السَّلَامُ).. وغير ذلك من كلمات الإطراء في المجاميع الرجالية، له جملة روايات عن الأئمة الا كما كان مقدماً عند السلطان. ولم يعد من شعراء الغدير عند العلّامة الأميني في غديره، ولعلّ ذلك لعدم وجود قصيدة له مختصة بالغدير.. وراجع: أعيان الشيعة 377/6 - 381.. وغيره.
إذَا كَانَ لَم يُورَتْ وَكَانَ تُرَاتُهُ *** زَعْمِ أَبِي نَصْرٍ (1) لَهُ دُونَنَا حِلَّا
فَقَدْ حُزْتُمُ المِيرَاثَ وَالإمْرَةَ الَّتِي *** لها الذِّكْرُ فَاستَوعَبْتُمُ الفَرْعَ وَالأَصْلَا
وَفَارَقتُمُ المَولَى المُوَصَّى فَأَنتُمُ *** عُكُوفٌ عَلَى مَنْ لَيْسَ يَعْدِلُهُ فَضْلا
وَفَرَّقْتُم بَينَ النبيّ وَآلِهِ *** وَلَا ذِمَّةً فيهم رَعَيْتُمْ وَلَا إِلَّا
ص: 51
1- ولعلّه (أبي نكر)، والمقصود به أبو بكر، وقد جاء (أبي نصر) كناية عنه بكثرة، وكذا (أبو مكر)، فلاحظ.
فَهَلْ أَنتُمُ إِلَّا كَمُوسَى وَقَومِهِ *** وَقَد فارَقُوا هَارُونَ واتَّبَعُوا العِجْلا (1)؟!
القاضي ابن قريعة (2):
ص: 52
1- ومن هذه الأبيات ما رواه السيّد الأمين الله في أعيان الشيعة 381/6 تتمة لهذه القصيدة، قال له:[من الطويل] أليس رسول الله آخى بنفسه *** عليّاً صغير السن يومئذ طفلا؟! فألّا سِواه كان آخى وفيهم *** إذا ما عددت الشيخ والطفل والكهلا؟ فهل ذاك إلّا أنه كان مثله *** فألا جعلتم في اختياركم المِثلا؟! أليس رسول الله أكّد عَقْدَهُ *** فكيف ملكتُمْ بعده العقد والحلا؟! ألم تسمعوا قول النبيّ محمّد *** غداة علي قاعد يخصفُ النعلا قال: عليه بالإمامة سلّموا *** فقد أمر الرحمن أن تفعلوا كلا فيا أيها الحبل المتين الذي به *** تمسكت لا أبغى سواه به حَبْلا
2- هو: محمّد بن عبد الرحمن أبو بكر بن قريعة البغدادي (302 - 367 فاضل أديب ظريف، قاضي في السندية - بين بغداد والأنبار - مختص بالوزير المهلبي لأدبه وخفّة روحه، والتقى بالصاحب بن عباد.. وله معه ومع غيره مواقف، ومن شعره الذي ذكره السيد محسن الأمين العاملي رحمه الله في أعيان الشيعة 380/9:[من المتقارب] برئت إلى الله من ظالم *** لسبط النبيّ أبي القاء القاسم ودنت إلهي بحبّ الوصي *** وحبّ النبي أبي فاطم وذلك حرز من النائباتِ *** ومن كلّ ذي سطوةٍ غاشم بهم أرتجي الفوز يوم المعاد *** وآمن من نقمة الحاكمِ ولم يعنونه في الغدير، ولعله لعدم وجود شعر له في خصوص واقعة الغدير. وقد ذكرها الصفدي في الوافي بالوفيات 189/3[228/3].
[من مجزوء الكامل]
إن كَانَ عِندِي دِرْهَم *** أَوْ كَانَ فِي بَيْتِي دَقِيقَ
فَبَرِثْتُ مِن أَهْلِ الكِسَا *** وَكَفَرْتُ بِالبَيتِ العَتِيقُ
وَظَلَمْتُ[فاطمة] (1) البَتُو *** لَ كَما يُعَنِّفُها (2) عَتِيقٌ
البرقي (3):
[من المتقارب]
ص: 53
1- هنا في نسختي الأصل بياض بمقدار كلمة، وما أُثبت منا جاء ليستقيم الوزن والمعنى، كما وقد جاء بعدها: القول، بدلاً من: البتول.
2- في الوافي بالوفيات: كما تحيَّفها.
3- سبق الحديث مجملاً عن هذه القصيدة لشاعرنا هذا (رَحمَةُ اللّه)، وقد ترجمناه في المقدّمة.
هُمُ مَنَعُوا فَاطِماً حَقَّها بِذَا (1) *** مَسجُون بِصَالِحٍ بِالصَّبْرِ قُلْنَا شَجيًّا (2)
وَلَمْ تَعْلُها مِنْهُمُ حُجَّةٌ *** وَلكِنْ يَقُولُونَ زُوراً وغَيَّا:
أبُوكِ (3) حَمَاكِ جَمِيعَ التُّراثِ *** فَقَالَ (4): امْنَعُوا الإرث مِنِّي بَنِيا!!
لَعَمْرِي لَقَدْ زَعَمُوا بَاطِلاً *** وَجَاؤُوا بِحُكْمِ لَهُمْ (5) جَاهِلِيّا
فَجَادَلَ فِي فَدَدٍ شَيخَهُ *** وَقَالَ بِظُلْمٍ لَدَيْهِ مَلِيا
فَقَامَتْ وَقَدْ ظُلِمَتْ حَقَّها *** وَمَا مَنَعُوا غَيرَها آدمِيَّا!
وَوَاللَّهِ مَا نَالَ مَا نَالَهُمْ *** فَصِيحَاً مِن النَّاسِ أَو أَعْجَمِيًّا
دعبل اللايمي.(6):
[من الوافر]
ص: 54
1- أقول: الصدر إلى قوله: (حقها) موزون، ويبقى العجز، وأظن أن البيت هكذا: هم منعوا فاطماً حقها *** بصالح بالصبر قلنا سجيا وعليه؛ فكلمتا (بذا مسجون) زائدتان في الوزن، كما أن العجز صحيح وزناً مرتب معنى، فلاحظ.
2- كذا استظهاراً؛ وفي نسختي الأصل تقرأ: شجتا، والمعنى مشوش كاللفظ.
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، والمثبت عن نسخة (ب).
4- هذا مقول قولهم لعنهم الله، ولذلك عقبه بقوله: لعمري لقد زعموا باطلاً..
5- في نسختي الأصل: له.
6- كذا؛ ولم أعرف شخصه فضلاً عن شعره، ولم يرد في الأعيان، ولا المناقب، ولا الغدير.. ولا غيرها. وأحتمل أن يكون الخزاعي (رَحمَةُ اللّه) إلّا أنّی لم أجد هذه الأبيات في ديوانه المطبوع، نعم جاءت له (رَحمَةُ اللّه) أبيات - في المناقب - رائعة، لاحظها في 106/2، ولم تكن هذه منها وإن كنت احتمل قوياً أن تكون متممة لها.
لَقَد شَغَلَ (1) الدُّمُوعَ عَنِ المَغَانِي (2) *** مُصَابُ الأَطيَبِينَ بَنِي (3) عَلِيٌّ
تَهَضَّمَهُمْ بَنُو تَيْمٍ وَتَيْم *** أسَنُّوا هَضْمَهُمْ (4) لِبَنِي الدَّعِي
وَلَا أَنْسَى تَقَدُّمَ آلِ تَيْمِ *** عَلَيْهِمْ عَنْوَةٌ (5) وَبَنِي عَدِيٍّ
وَقَد طَمَعَتْ (6) نيابة (7) أن تُوَلَّى *** أُمُورَ المُسلمينَ عَلَى الولي
ص: 55
1- الكلمة غير معجمة في نسخة (ب)، ولعلّها تقرأ: شعل.
2- في نسختي الأصل: المعاني، والصحيح ما أثبتناه؛ لأنهم كانوا يبكون على مغاني الأحبة ومواضعهم.
3- في نسختي الأصل: فتى.
4- الكلمة غير معجمة في نسختي الأصل، وكتبت: وبنو هصهم..
5- في نسخة (ألف): حمرة، وفي نسخة (ب): حمزة.
6- في نسخة (ألف): طعمت.
7- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة وغير معجمة، ولعلّها اسم قبيلة: غني وباهلة، فتأمل، ولعلّها: سيابة.
وناجِيَةُ ابْنُ سامَةَ قَدْ تَسامَتْ *** إلَيْها والأباعِدُ مِن لُؤى
وأبناء القبائل من نَغِيض (1) *** يُؤَمِّلُها وَمِنْ سَلَفَي (2) غَنِيّ (3)
مَوَارِيتُ ابنِ آمِنَةَ الصَّفي (4) *** تَنَازَعَها بَنُو هَيِّ بنِ بَي (5)
ص: 56
1- لعلّها اسم قبيلة، أو الماء النازل في السماء نغيض[نغاض]. أو لعلّهم: بنو بغيض. أو يحتمل أن يكون البيت هكذا: [من الوافر] وأبناء القبائل من بغيض *** يؤمّلها ومن سَلَفِي عَتِي أو تكون القافية: غَبِيٍّ.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ في نسخة (ب): علفي.
3- اسم قبيلة وضيعة شاركت في قتل الإمام الحسين. وفيهم يقول الشاعر: [من الطويل] وعند غنيّ قطرة من دمائنا *** سنطلبهم يوماً بها[سنجزيهم يوماً] حيث حَلّتِ وهو من أبيات قالها سليمان بن قتة العدوي مولى بني تيم بكربلاء بعد شهادة الإمام الحسين الا، ولاحظ: مثير الأحزان: 110.. وغيره.
4- صدر البيت مشوش في نسختي الأصل وما أُثبت استظهار؛ إذ جاء فيه: ووارث ابن أمه للصفى.
5- قد تقرأ في نسخة (ألف): لي.. أو غير ذلك، حيث لا تنقيط فيها. نعم، يقال لمن لا يعرف أصله هو: هي ابنُ بَي، وذاك مذكور في لسان العرب 375/15.. وغيره.
وَلَو غَيْرُ الغُواةِ تَنازَعُوها *** لحَلَّتْ مَعْدِنَ الحَقِّ الرَّضِي
فَوَا أَسَفاً عَلَى هَفَواتِ (1) دَهْرٍ *** تَضَاءَلَ (2) فِيهِ أَولَادُ الزَّكِيُّ
يُنَحَّى المُصْطَفَونَ بِهِ وَأضْحَى *** بنُو الطَّلَقَاءِ فِي صَدْرِ النَّدِي
وَنَالَ الفَيْءَ أَولَادُ البَغَايَا *** وأولادُ النبيّ بِغَيرِ فَي
ولمّا أنشأ الكميت (3):
[من البسيط]
أهوى عَلِيّاً أميرَ المُؤمِنِينَ وَلَا *** أَرْضَى بِشَتُم أَبِي بَكرٍ (4) وَلَا عُمَرا!
ص: 57
1- في نسختي الأصل: هفرات، وهي محرفة عن المثبت.
2- في نسختي الأصل: فضايل.
3- جاءت هذه الأبيات - بإضافة ثلاثة - في شرح الرافعي على الهاشميات: 83 - 84. وأربعة في شرح أبي رياش عليها، وكذا عند شرح هاشميات الكميت لأحمد بن إبراهيم القيسي: 202. وأوردها الجوهري في كتابه السقيفة وفدك: 119، وكذا ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 232/16.. وغيرهما في غيرهما.
4- كذا في نسختي الأصل وشرح الهاشميات لأبي رياش والقيسي، وفي شرح الهاشميات للرافعي ألوم يوماً أبا بكر.
وَلَا أَقُولُ وإِنْ لَم (1) يُعْطِيا فَدَكاً *** بِنْتَ النبيّ (2) ولا ميراثهُ: كَفَرا!
اللهُ أَعْلَمُ مَاذَا يَحْضَرَانِ بِهِ *** يَومَ التَّعْابُنِ مِنْ سَعْيِ إِذا حَضَرا! (3)
أتاه السيّد الحميري، فعاتبه في قوله، وأنشده (4):
[من الرمل]
لا أسبّنَّ (5) أَبَا رَكْبٍ وَلَا *** أَبْرَأَنَّ (6) الدَّهْرَ طَوْعاً مِنْ زُفَرْ
إن يَكُونَا اقْتَرَفَا ذَنْباً فَقَدْ *** يَغْفِرُ اللهُ، وقِدْماً مَا غَفَرْ
لَهُمَا سَابِقَةٌ كَانَتْ وَقَدْ *** أحْدَثَا وَاسْتَبْدَلا خَيْراً بِشَرْ
وَ [ابنُ] مَتَّى (7) تَابَ مِنْ إشرافه *** واسْتَقالَ الله لَمَّا أَنْ عَثَر (8)
ص: 58
1- لا توجد: لم، في نسخة (ألف).
2- في شرح أبي رياش والقيسي على الهاشميات: الرسول، بدلاً من: النبيّ.
3- جاء البيت في المصدر هكذا: [من البسيط] الله يعلم ماذا يأتيان به *** يوم القيامة من عذر إذا اعتذرا ثم أورد ثلاثة أبيات أُخرى.
4- لم نجد هذه القصيدة في ديوان السيد الحميري (رَحمَةُ اللّه) المطبوع، وقد تفرّد - حسبما نعلم - مصنفنا - طاب ثراه - في نقلها، كأكثر أبيات السيد في هذه الموسوعة.
5- كذا استظهاراً؛ وفي نسختي الأصل: لأُمنين.
6- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة كتبت: لا بثر إنّ..
7- هو نبي الله يونس (عَلَيهِ السَّلَامُ).
8- في نسخة (ألف): عبر، وهي غير معجمة في نسخة (ب).
فَعَفَا عَنْهُ وَلَم يَشمَتْ بِهِ *** بَعْدَما أَشْفَى (1) عَلَى نَارِ سَقَرْ
فَإلى اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ *** لَا إلى أعْمَالِنَا مِنْهُ المَفَرْ
أوْقَدَا حَرْباً (2) فلمّا أَنْ عَلَتْ *** نَارُ حَرْبٍ تَتَرامَى بِالشَّرَرُ (3)
كُلُّ ذَنبٍ مَا خَلَا ذَنْبَ الأُلَى *** نَاصَبُوا حَرْبَ عَلِيٌّ مُغْتَفَرْ
بِكِتَابِ اللهِ إنْ كُنْتَ بِهِ *** عَنْ سِواهُ بِکتاب تفتقر (4)
***
ص: 59
1- في نسختي الأصل: أشقى.
2- في نسخة (ب): حزناً، وهي غير منقوطة في نسخة (ألف).
3- جواب (لما) غير موجود؛ فالظاهر أن هناك بيتاً آخر مفقوداً.
4- أقول: أراد الكميت (رَحمَةُ اللّه) أن يكفر الشيخين عن طريق الإنكار، وأراد السيد الحميري (رَحمَةُ اللّه) ذلك، لكن بطريقة أفضل، وهو أن يذكر أنّه لا يسبّهم ولا يبرأ منهم وأنّ التوبة قد تقبل، ثم استثنى وقال: إلّا ظُلم أهل البيت؛ فإنّه لا يغفر.. وعليه فلا تنفع التوبة، فهم هم، وهو يتلائم مع ظروف زمانهم الداعية للتقية، ومكانة شاعرنا (رَحمَةُ اللّه).
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 6] [في ظلم حبتر]
ص: 61
فصل في ظلم حبتر (1)
الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)؛ في قوله: ( فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ..) (2) الآية: «نزلت في عتيق وابن صهاك ومن تتابع في ظلم علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)».
واعلم أنّ الفصل بنحو (3) الفصل الأوّل، وذلك أنه شهد وحده منفرداً؛ شهادة قاطعة لم يجمع معه عليها أحد من أصحابه، أنه سمع النبيّ
ص: 63
1- في نسخة (ألف): خيير، وفي نسخة (ب) تقرأ: جنتر، والصحيح ما أثبتناه. أقول: الحبتر: هو الثعلب، وقد جاء مكرّراً في الأخبار وعلى لسان الأئمة الأطهار سلام الله عليهم رمزاً للأوّل، كما في تفسير القمّي (رَحمَةُ اللّه) 234/2 و 380 [في الطبعة المحققة 880/3، وصفحة: 1090]، وعنه في غاية المرام 126/4 و 353 -، ومثله في قصص الأنبياء: 270.. وموارد أخرى، وهو من الرموز التي قرّرها شيخنا المصنف (رَحمَةُ اللّه)في مدخل موسوعته هذه. وقد تعرّض له مفصلاً في كتاب الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 127/2 - 130، فراجع.
2- سورة البقرة (2): 181.
3- في نسخة (ب): ينحو.
(عليه وآله السلام) يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورّث وما تركنا فهو صدقة.. (1) حتّى حاز (2) بذلك تركته، وزوى (3) ولده وأهله.. وسكت النّاس عن ذلك.
وقال: إنّ الأراضي كانت في يديها (4) عن (5) سبيل الطعمة، وما سمع بحاكم قطع
ص: 64
1- أخرج هذا الكلام حفّاظ العامة وأعلام الخاصة عنهم، وهي قولة مشهورة عن الأوّل، وقد أخرجها البخاري في كتابه 5/5 في (باب فرض الخمس) عن عائشة، ولها ذيل أورده عنها فيه 196/6، ولاحظ منه 177/5.. وغيرها، كما وقد جاء الحديث - أيضاً - في كتاب مسلم 1380/3[72/2] (كتاب الجهاد)، مسند أحمد 6/1 و 9، سنن البيهقي 300/6، سنن النسائي 136/7 (كتاب قسم الفيء)، جامع الأصول 637/9 - 638 حديث 7438، تاريخ الطبري،202/3، تاریخ ابن كثير 285/5، تاريخ الخميس 193/2، كفاية الطالب: 226.. وغيرها. ونقله من الخاصة جمع؛ كابن بطريق في العمدة: 390 - 391 حدیث 777، والإربلي في كشف الغمة 474/1 - 478.. وغيرهما. وقد تعرّض للقصة - بطرق مختلفة وأسانيد متعدّدة - العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 190/6، 194/7 و 226 - 230، 237/8.. وغيرها، والعبارات فيه متعدّدة لفظاً متقاربة معنى.
2- في نسختي الأصل: جاز.
3- في نسختي الأصل: روى، ولا معنى مناسباً لها هنا، والصحيح ما أثبتناه. قال الزمخشري في أساس البلاغة: 279: ومن المجاز: زوى المال وغيره: احتازه، وزوى عني حقه، وزوى الرجل الميراث عن ورثته: عدل به عنهم.
4- فی نسختي الأصل: بديها.
5- كذا؛ والظاهر: على.
بشهادة واحدة، فكيف والحاكم هو الشاهد؟! وكيف يُقبل منه وهو متهم على أهل البيت باغتصابه إياهم خلافة الرسول؟!
ثمّ وسعوا (1) القول بالرواية عن عائشة، ومالك بن أوس بن الحدثان، وأبي هريرة.
فأما عائشة؛ فذكرت أنّها سمعت أباها يذكر ذلك.
وأمّا أبو هريرة؛ فقال: حضرت منازعة فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) لأبي بكر، فاحتج عليها بذلك.
وأمّا مالك؛ فقال سمعت عمر يقول: حدثني أبو بكر.. أبوبكر..
فإذاً؛ الروايات كلّها من طريق واحد، والوسطاء متهمون غير مأمونين ولا موثوق بهم(2).
ص: 65
1- الكلمة مشوشة في نسخة (ب) جدّاً، ولعلّها تقرأ: وضعوا.
2- أقول: للعلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره المجلد التاسع والعشرين فصل يروي الغليل بحثه وتنفع المحقق ملاحظته، أشبعه مصادراً ودراسة محققه (رَضِیَ اللهُ عَنهُ) وارضاه وجعل الجنّة مأواه، فراجع. قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 245/16 - بعد ذكر كلام المغني والسيد المرتضى(رَحمَةُ اللّه)-: صدق المرتضى (رَحمَةُ اللّه) فيما قال، أما عقيب وفاة النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ومطالبة فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) بالإرث فلم يرو الخبر إلا أبو بكر وحده، وقيل: إنّه رواه معه معه مالك بن أُوس ابن الحدثان، وأمّا المهاجرون الّذين ذكرهم قاضي القضاة فإنّما شهدوا بالخبر في خلافة عمر ولاحظ ما جاء في المصدر السالف 227/16 - 228 حيث قال:.. لأن أكثر الروايات أنّه لم يرو هذا الخبر إلا أبو بكر وحده، ذكر ذلك معظم المحدثين، حتّى أنّ الفقهاء في أُصول الفقه أطبقوا على ذلك في احتجاجهم في الخبر برواية الصحابي الواحد.. إلى آخر ما جاء فيه. وكذا راجع ما ذكره صاحب المغني فيه - الجزء الأوّل المتمم للعشرين: 328 - 329.. وغيرها.
ولقد قبض النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وتركته في أيدي مُخَلَّفِيه.. هكذا سبيل كلّ واحد بحكم الكتاب والسنة والإجماع؛ فزعم الأوّل أنّ الأنبياء لا تورّث، فكان هو المدعي وفاطمة [عَلَيهَا السَّلَامُ] هي التي لها وفي يدها الإرث، والبيتة تجب عليه وعلى موكليه لا عليها، ولم يكن للتركة خطر، وإنّما أراد الأوّل التضييق على الطاهرة (عَلَيهَا السَّلَامُ) وتكذيب قولها، ومنعها حقها كمنعه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الخلافة، وأعمد في منعهم كلّ قليل وكثير، ثمّ لم يقبل دعواها، وردّ شهادة على والحسن والحسين وقال: إنّهم يجرون شهادتهم إلى أنفسهم، وأمّا شهادة أُم أيمن؛ فه_ي مولاتكِ ومولاة أبيك!..
ثمّ سنّ بذلك فى الأمّة ألا يقبل شهادة رجل (1) لامرأته، ولا شهادة امرأة لزوجها، ولا شهادة الوالد لولده، ولا شهادة الولد لوالده.
وأنشدت أروى بنت الحارث (2) بن عبد المطلب:
ص: 66
1- في نسخة (ب): برجل.
2- في نسختي الأصل: الحرب، وهو غلط، وإن كان في نسخة (ب) بدون إعجام. والصحيح: بنت الحارث بن عبدالمطلب، قالتها يوم السقيفة حين بويع الأوّل. راجع: العقد النضيد لمحمّد بن الحسن القمّي: 163.. وقد غلط محققه فكتب بنت الجرير، فراجع.
[من الطويل]
أَفَاطِمُ قُومِي فَاندُبِي خَيرَ هَالِك (1) *** وَأَكرَمَ تَاءٍ فِي التُّرَابِ مُغَيَّبِ
وقُولِي: صَلَاةُ اللهِ يَا أَبَتِ اعْتَدَتْ (2) *** عَلَيكَ وَرَاحَت (3) مِن نَبِيِّ مُقَرَّبِ (4)
جَزَاكَ عَن الإِسْلَامِ رَبُّكَ صَالِحاً *** وَعَنِّي جَزَاكَ اللهُ بِالخَيرِ مِن أَبِ
وَلَم تَدْرِ مَاذَا بَعدَ فَقْدِكَ أحدَثَتْ *** عَدِيٌّ وَتَيمٌ عِندَنَا مِن تَكذّب (5)
وَمِن قَبْلِهِ مَا أَحدَثُوا بَيعَةً لَهم *** ولمّا تُغَيَّبْ فِي التُرابِ وتَذْهَبِ
ص: 67
1- في نسختي الأصل: مالك، وهي محرفة عن المثبت في العقد الفريد.
2- في العقد: اعتدت.
3- في نسختي الأصل: رامت، وما أُثبت أولى مقابلة لقوله: اغتدت.
4- كذا استظهاراً؛ وفي نسختي الأصل: فقرب.
5- في العقد: مكذّب.
يَقولُونَ: لَم يُورِتْ أبُوكِ فَنَهْنِهی *** رُوَيْدَكِ عَنَّا وَاقْصِرِي [يا] ابنةَ النبيّ (1)!
[من الوافر]
الحميري (2):
وَقُلْتُم: نَحنُ أَولَى مِن عَليٍّ *** بِأيَّةِ (3) حُجَّةٍ أَدْرَكْتُمُوها؟!
وَقُلتُم لَمْ يُورّتُها نَبِيُّ فَقِيمَ إِذا وَلِمْ وَرَّنْتُمُوها؟!
فَوَلَّى بَعدَهُ عُمَراً عتيق يُكافيه بِها فَرَضيتُموها (4)
فَكَمْ مِن سُنَّةٍ فِيها أَمَتُّمْ وَكَمْ مِن بِدْعَةٍ أَحْيَيْتُموها؟! (5)
ابن عبّاس(6)؛ لما بلغ فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) اجتماع الشيخين على منع فدكها،
ص: 68
1- وزاد في العقد: [من الطويل] وقيد علي نحوَهُمْ وه_و كاره *** كمثل بعير في الأباعر أجرب وظلوا عليه ماسِحِين أَكُفَّهُمْ *** ولم يظفروا عنه الغداةَ بمطلب
2- لم نجد هذه الأبيات في الديوان المجموع للسيد الحميري (رَحمَةُ اللّه)، ولا نعرف لها مصدراً آخر، والظاهر أنّه من متفردات موسوعتنا، فلاحظ.
3- في نسختي الأصل: إنّه.
4- فی نسختي الأصل: فرضتموها.
5- في نسخة (ألف): أحببتموها.
6- هذا النص بهذه الكيفية لم أجده إلّا فيما يأتي بعد هذا في خطبتها المشهورة سلام الله عليها، مع زيادات و اختلافات لم نذكرها لكثرتها. وقد جاءت الخطبة في كشف الغمة 480/1 - 492، والشافي للسيّد المرتضى (رَحمَةُ اللّه) 69/4 - 76، وعلل الشرائع 248/1، والطرائف: 263 - 266.. وغيرها، وأشار لها المسعودي في مروج الذهب 304/2، والسيّد التستري في إحقاق الحق 296/1. وعليك بكتاب: الفريدة في لوعة الشهيدة (عَلَيهَا السَّلَامُ) للشيخ عبدالزهراء العلويّ - وفقه الله - حيث استوفى الكلام فيها إلى حدٍّ ما وأجاد.
قالت: «هذا أوّل غدرة (1)، وأقبح فجرة.. قاتلهما الله».
ثمّ مرّت إليهما وقالت بعد مسطبين (2): «.. ثمّ أنتم! أُولاءِ تزعمون أن لا إرث ليه؟! (أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ..) (3)» الآية.
«إيهاً معشر المسلمة (4) أبتزّ (5) إرثيه، وأُغلب على ماليه، أفي [كتاب] الله - يا بن أبي قحافة! - أن ترث أباك ولا أرث أبيه؟ ويحاً!
(لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً) (6).
ص: 69
1- في نسختي الأصل: عذرة.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، كذا تقرأ، وهي غير معجمة، ولا نعرف لها معنى مناسباً، وقد تقرأ في نسخة (ألف): مستبطين.
3- سورة المائدة (5): 50.
4- أقول: جاءت بألفاظ متقاربة جداً وتقديم وتأخير في الاحتجاج للطبرسی (رَحمَةُ اللّه) 1 /138 - 139، وكذا في بلاغات النساء لابن طيفور: 17.. وغيرهما.
5- كذا؛ والظاهر: أأبتزّ..
6- سورة مريم (19): 27.
أَفَعَلى عهد تركتم (1) کتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؛ إذ يقول الله: (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ دَاوُدَ ﴾ (2)، مع ما اقتصّ الله من خبر يحيى إذ قال: ربِّ (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً..) (3) الآية.
وقال: ﴿ وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ.. ﴾ (4).
وقوله: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ.. ﴾ (5) الآية.
وقال: ﴿ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَينِ وَالأَقْرَبِينَ ﴾ (6).
وقال: ﴿ وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِي تَسَائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ..) (7).
وأنت تزعم أن لا إرث لي من أبي! أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها؟! أم تقولون: أهل ملّتين (8) لا يتوارثان؟!
أفلست [أنا و] أبى من أهل] ملة واحدة، أم أنتم أعلم بخصوص القرآن
ص: 70
1- في نسختي الأصل: أفلا على عمد.. وهي محرفة عن المثبت عن مصادر خطبتها، ويصح: عمد، بدلاً من عهد.
2- سورة النمل (27): 16.
3- سورة مريم (19): 5.
4- سورة الأنفال (8) 75، وانظر: سورة الأحزاب (33): 6.
5- سورة النساء (4): 11.
6- سورة البقرة (2): 180.
7- سورة النساء (4): 1.
8- تقرأ في نسختي الأصل: حلتين، والصحيح ما أثبتناه.
وعمومه منّا أهل البيت؟! (1) ﴿ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ..) (2)..» إلى آخر الخطبة.
واعلم أنّ القرآن ينطق بتكذيب هذه الدعوى، وإبطال هذه الشهادة:
قوله: (يُوصِيْكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ..) (3) فهذا خطاب عامّ، وفرض شامل، والنبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) جاء بهذا الحكم وشرع لنا هذا الشرع، وهو أولى أن يعتقده ويدين به، والدعوى تبطل عنده.
قوله: ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاود..﴾ (4) كان نبياً في حياة أبيه بقوله:
(وَدَاوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الحَرْثِ..) (5) القصة.
وقول زكريا: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً..﴾ (6) الآيات.
وقال النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام): «ما يأتيكم مني فاعرضوه على الكتاب؛
فإن وافقه فأنا قلته، وإن خالفه فردّوه (7)..
ص: 71
1- في بعض المصادر: «من أبي وابن عمي..»، كما في الاحتجاج 138/1، وبحار الأنوار 227/29.. وغيرهما.
2- سورة البقرة (2): 80.
3- سورة النساء (4): 11.
4- سورة النمل (27): 16.
5- سورة الأنبياء (21): 78.
6- سورة مريم (19): 5.
7- وقريب منه ما جاء عنه - كما في الاحتجاج: 229 [وفي طبعة مشهد 246/2 - 247] - في حجة الوداع من قوله: « قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر بعدي، فمن كذّب علي متعمداً فليتبوء مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث عنّي فاعرضوه على كتاب الله وسنّتي فما وافق كتاب الله وسنّتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنّتي فلا تأخذوا به»، وقريب منه في قرب الإسناد: 30، وصفحة: 44[وفي المحققة: 61 - 62 حديث 195، وصفحة: 92 حديث 305].. وغيرهما. وراجع: أصول الكافي 62/1 - 65 حديث 1، وسائر أحاديث باب اختلاف الحديث، الخصال: 255، وتحف العقول: 193 وقطعة منه في كتاب الغيبة للنعماني (رَحمَةُ اللّه): 76 ضمن حديث باختلاف يسير، الطرائف لابن طاوس (رَحمَةُ اللّه): 454، الصراط المستقيم 156/3 و 251.. وعنها في الكتب الجامعة للحديث كما في الوسائل والبحار والمستدرك وغيرها من المجاميع الحديثيّة. ولا حظ من كتب العامة: شرح المشكاة (المرقاة (458/5، والبداية والنهاية 2/157.. وغيرهما، بل حكاه في الغدير 26/8 عن البخاري في كتابه.
وقد بيّن الله فرائض المواريث، وقال: ﴿ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوْا ﴾ (1)، فضلّ هؤلاء ولم يقبلوا التبيين (2).
فإن قالوا: الأنبياء لا تورث.. فقد ورث أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) العلم (3) من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وورث أبو بكر الإمارة!!
فما ورثت فاطمة والعباس وتسع نسايا (4)، فخرجوا من إرثه صفراً! فكان
ص: 72
1- سورة النساء (4): 176.
2- في نسختي الأصل: النبيّين.
3- في نسختي الأصل: بالعلم.
4- كذا؛ ولعلّه: نساء، أو: حَشايا.
العلم لغيرهم، والإمرة لأبي بكر ولموكليه!!
ومن أين صار لأبي بكر أن يرث أبا قحافة؟! ولعمر أن يرث الخطاب؟! وكلّ ولد ورث أباه، ولا ترث فاطمة أباها؟! فلو حكم بذلك في الجاهلية، كان شنيعاً قبيحاً، إنّ مثل أبي سفيان وعتبة وأبي جهل والوليد - من مشركي قريش كانوا أرجح حلوماً، وأعظم أنفة من أعداء أهل البيت، ولو ولوا من أمرهم.. ما ساروا فيهم هذه السيرة!!
ولقد روي: أنّ أبا بكر سمح لحفصة (1) موضع (2) عمر منه بحجرتها التي كانت تسكنها من الإرث، حتّى باعها عصبتها بعد ذلك من عمر بن عبد العزيز بمال عظيم، فزادها في المسجد (3)، وفتح لها خرجته، والنبيّ لم يطلق للرجلين موضع إصبع كوّةً.. ينظران إليه!
ص: 73
1- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل لحقطة، والظاهر ما أثبتناه؛ إلا أن تكون كناية ورمزاً لحفصة. قال الزبيدي في تاج العروس 208/19 - نقلاً عن ابن فارس -: الحقطة - بالفتح: المرأة القصيرة، أو هي الخفيفة الجسم النزقة.
2- كذا؛ والظاهر: لموضع.. ويمكن توجيه العبارة بتكلف.
3- لاحظ: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي 284/6، وتاريخ الإسلام للذهبي،31/6، والفتاوى الكبرى لابن تيمية 442/2، وكذا مجموعة الفتاوى له 27/141.. وغيرها.
البشنوي (1):
[من المتقارب]
يُعطى قُحَافَةُ وُرَّانَهُ *** وَوَارِثَةُ المُصْطَفَى تُمْنَعُ؟!
وما لَم...... ن (2) فِي بَيْتِها *** نُزُولُ الكِتَابِ وَلَا المَرْبَعُ
نُزُولُ الحَوَامِيمِ (3) فِي مَوْضِعٍ *** لِجِبْرِيلَ كَانَ هُوَ المَوْضِعُ
أبنتُ خَدِيجَةَ مَدفُوعَةٌ *** ونَجْلُ (4) مُهاكَة لا يُدْفَعُ؟!
سلَيمانُ وَارتُ داوُدِهِ *** ويَحْيَى عَنِ الإرث لا يُمْنَعُ
لَكُمْ أَعْيُنٌ مَا بِها تُبْصِرُونَ *** وَلَيْسَتْ مَسَامِعُكُمْ تَسْمَعُ
الحميري (5):
[من الكامل]
قَالُوا: النبيّونَ الأُلَى لَم يُورَثُوا *** ولذاكَ لا يَرتُ الوَصيُّ نَبيَّا
ص: 74
1- لم ترد هذه القصيدة في مجموعة شعرية نعرفها، ولعلّها من متفردات موسوعتنا هذه، وسيأتي لها تتمة قريباً، فلاحظ.
2- هنا خرم في نسختي الأصل لهذه الكلمة.
3- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): الحواهم، وهما محرفتان عن المثبت.
4- في نسخة (ألف): يحلّ، وهي غير معجمة في نسخة (ب)، والظاهر معنى: ونَغْل، إذ هو أبلغ معنى وأولى استعمالاً.
5- لم نجد هذه الأبيات في الديوان المجموع للسيد الحميري (رَحمَةُ اللّه)، ولا نعرف لها مصدراً ناقلاً سوى كتابنا الحاضر.
تكِلَتْهُمُ أُمَّاتُهُم، هَبَلَتْهُمُ *** أَوَ لَيسَ يَحْيَى وَارِثاً زَكَرِيَّا؟!
هذَا سُلَيْمَانُ النبيّ أَلَمْ يَرِث *** دَاودَ مُلْكاً قَدْ حَوَاهُ سَنيَّا؟!
أوَ لَمْ يَرِتْ هَارُونُ مُوسَى قَبلَهُمْ *** فَمَضى بذلِكَ راضياً مَرْضيًّا؟!
ابن العودي النيلي (1):
[من الطويل]
مَنَعتُمْ تُرَاتِي مِن أَبي (2) لَا أَبَاً لَكُمْ *** فَلِمْ أنتُمُ آبَاءَكُمْ قَد وَرِثْتُمُ؟!
وَقُلتُم نَبِيٌّ لَا تُرَاتَ لِوُلدِهِ! *** فأَخْرَمْتُمُونِي (3) الإرثَ فِيمَا زَعَمْتُمُ
ص: 75
1- في نسختي الأصل: النبلي، والصحيح ما أثبتناه، وهو الذي مرّت ترجمته في المقدّمة، وسلف الحديث عن قصيدته الميمية هذه، فلاحظ، وقد جاءت هذه الأبيات من قصيدة له في الغدير 374/4 - 375 باختلاف يسير أشرنا لبعضه.
2- في الغدير: ابنتي، بدلاً من: من أبي، وفي الأعيان 278/2: ابنتي وسليلتي.
3- في الغدير والأعيان: أللأجنبي، بدلاً من: فأحر متموني.
وَهذَا سُلَيْمَانُ لِدَاودَ وَارتُ *** وَيَحتّى لِزَكْرِيَّا (1) فَلِمْ ذَا مَنَعْتُمُ (2)؟
فَإِن كَانَ مِنْهُ لِلنُّبُوَّةِ وَارِتْ *** كَمَا قَدْ حَكَمْتُمْ فِي الفَتَاوَى وَقُلْتُمُ
فَقَدْ يَنبَغِي نَسْلُ النبيّ ين كُلِّهِمْ *** وَمَنْ جَاءَ مِنْهُمْ بِالنُّبُوَّةِ يُوسَمُ (3)
الكميت (4):
ص: 76
1- كذا؛ ولو حذفت (عَلَيهِ السَّلَامُ)م لاستقام الوزن والمعنى معاً، أي: ويحيى وزكريا، إلا أن يقال: أن الوزن والمعنى مستقيمان ب(عَلَيهِ السَّلَامُ)م، غاية الأمر أنه لابد من اسكان الكاف، بل هو اللازم.
2- في الأعيان: ويحبى اباه كيف أنتم منعتم.
3- لم يرد البيتان الأخيران في مصادر نعرفه، مع أنه قد أورد السيد الأمين في الأعيان /278، منها (94) بيتاً.
4- هذه الأبيات من الهاشميات المعروفة للكميت الأسد يا الله، وهي من القصيدة البائية الأسدي التي مطلعها: [من الطويل] طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب *** ولا لَعِباً مني وذُو الشَّوْقِ[الشَّيْبِ] يلعبُ وتبلغ (140) بيتاً، وقد جمعت من أكثر من واحد، وشرحت من قبل جمع وقد روى لها أبو الفرج الإصفهاني في الأغاني 124/15 مكرمات! وذكر السيوطي في شرح شواهد المغني: 13 - 14 لها قصصاً، وجاءت منها أبيات في أعيان الشيعة 35/9.. وغيره. هذا؛ والملاحظ على هذه القصيدة: أنّها كلّها حجاج بأدلّة قرآنية وأخبار نبوية لبني هاشم، وردُّ لما ادعاه الأمويون. وعلى كلّ؛ فقد أورد المصنّف (رَحمَةُ اللّه) منها هنا هذه الأبيات، وسيذكر لها تتمة في موردين قريباً، فراجع. وقد جاءت هذه الأبيات في شرح الهاشميات لمحمّد محمود الرافعي محمود الرافعي: 41 - 43 وبشكل مشوش مع سقط، وكذا في شرح هاشميات الكميت بتفسير أب_ي رياش القيسي: 59 - 65، وذلك في الأبيات برقم 37 و 39 و 48 و 49 و 50 و 55، وكان بودي ذكر ما لهذه الأبيات من شرح، إلا أنّه يطول بنا الكلام، فارجع البصر إلى ما هناك من شروح، وصححنا ما هنا بما هناك، وأشرنا لذلك، وقد جاء بعضها في كتاب الحور العين: 178، والخزانة 5/4، وكتاب مجموعة المعاني: 112.. وغيرها.
[من الطويل]
وَقَالُوا: وَرَدْنَاهَا أَبَانَا (1) وَأُمَّنَا *** وَمَا وَرَّتَتْهُم ذَاكَ أُمُّ وَلَا أَبُ
[يَرُونَ لَهم حقاً (2) عَلَى النَّاسِ وَاجباً *** سَفَاهاً وَحَقُّ الهَاشِمِّيِّين أَوجَبُ] (3)
ص: 77
1- في نسختي الأصل: إنانا! وما هنا هو الظاهر، وقد جاء في الديوان.
2- في شرح القيسي للهاشميات وأعيان الشيعة فضلاً، بدلاً من: حقاً، وما ه_نا جاء في هامشها.
3- ما بين المعكوفتين مزيد من الهاشميات المطبوعة.
وَلكِن مَوَارِيتُ ابنِ آمِنَةَ (1) الَّذِي *** بهِ دَانَ شَرَّقي لَكُمْ ومُغَرَّبُ (2)
يَقُولُونَ: لَم يُورَتْ، وَلُولَا تُرَاتُهُ *** لَقَدْ شَرِكَتْ فِيهِ بِكَيلٍ وَأَرْحَبُ
[عكُ و] (3) لَخْم (4) والشكونُ وحِمْيَر (5) *** وكِنْدَةُ والحَيَّانِ: بكر وتَغْلِبُ (6)
[وَلَانْتَشَلَت عُضْوَينِ مِنها يَحابِرُ] (7)*** وَكَانَ لِعبدِ القَيسِ (8) عُضْوٌ مُؤَرَّبُ (9)
ص: 78
1- في نسخة (ألف): إن أمسا، وقد تقرأ في نسخة (ب): امتنا، وما هنا من الديوان.
2- هنا أبيات ثمانية ساقطة جاءت في الهاشميات، فراجعها.
3- في نسختي الأصل هنا بياض، والمثبت عن الهاشميات.
4- في نسختي الأصل: ولحم - بدون تنقيط-.
5- في نسختي الأصل: وجهرة.
6- عجز البيت مشوش في كلتا النسختين، وأثبتنا ما استظهرناه منهما، وه_و: وليده والختان بكر وتغلب..! وما هنا أُثبت من الديوان.
7- صدر البيت مطموس في نسختي الأصل، وما هنا أُخذ من المصدر.
8- في نسخة (ألف): بعيد العيش وفي نسخة (ب): بعبد القيس.
9- هنا أربعة أبيات جاءت في الهاشميات وسقطت هنا، فراجعها.
فَإِن هِيَ لَم تَصْلُحْ لِحَيِّ (1) سِوَاه_مُ *** فَإِنَّ ذَوِي القُربَى أَحَقُّ وَأَقْرَبُ
أبو دهبل الجمحي (2):[من الطويل]
ص: 79
1- كذا في نسختي الأصل وشرح القيسي، وفي شرح الرافعي والأعيان: لقوم.
2- الاسم مشوشة في نسخة (ب)، وقد ذكر له المصنف (رَحمَةُ اللّه)أبياتاً ثلاثة في المناقب 217/1، واسمه: وهب بن زمعة، ولم يترجم في الغدير والأعيان ولا الطبقات ولا غيرها، وستأتي له أبيات قريباً. أقول: بعد بحث مضن وجدت أن شاعرنا هو: أبو دهبل وهب بن زمعة بن أُسيد بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، الذي خرج مع التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي، وله قصيدة رائعة أنشدها عندما وقف على قبر الحسين الا، عدد منها في الأعيان281/10 (39) بيتاً، وذكر منها هذه الأبيات، وسيأتي لها تتمة في كتابنا هذا، كما له شعر سيأتي قريباً. وقد جاءت من هذه القصيدة (12) بيتاً في الفتوح لابن أعثم 214/6، وسمّاه: وهب بن زمعة الجعفي. هذا؛ وقد طبع أخيراً ديوان أبي دهبل الجمحي برواية أبي عمرو الشيباني، ومطلع القصيدة: [من الطويل] إليك أخا الصبّ الشجي صبابة *** تذيب الصخور الجامدات همومها والقصيدة في صفحة: 86 - 90 من ديوانه.
لَقَد كَانَ فِي أُمِّ الكِتَابِ[وَفِي الهُدَى](1) *** وَفِي الوَحْيِ لَم يُنْسَخْ بِوَحْيِ حُكُومُهَا (2)
فَرَائِضُ فِي المِيرَاثِ (3) قَد تَعْلَمُونَها *** يَلُوحُ لِذِي اللُّبِّ البَصِيرِ أرُومُها
بِهَا دَانَ مِنْ قَبْلُ المَسيحُ ابْنُ مَريم *** وَمَنْ بَعْدَهُ لَمَّا أُمِرَّ بَرِيمُها
فَإِمَّا لِكُلِّ غَيرِ آلِ محمّد *** فَيَقْضِي بِها حُكَامُها(4) وزَعِيمُها
وأمّا لِمِيرَاثِ (5) النبيّ فَيَر تَمي *** الر..... ن (6) دَقُها وجَسِيمُها (7)
ص: 80
1- هنا بياض في نسختي الأصل، وما بين المعكوفين أُخذ من ديوانه.
2- كذا؛ وفي المصدر: لِقَومٍ عُلُومُهَا.
3- في ديوانه والأعيان: في القرآن، بدلاً من: في الميراث.
4- في نسختي الأصل له أحكامها، بدلاً من: بها حكامها.
5- في نسخة (ألف): بميراث.
6- الكلمة مخرومة في نسختي الأصل.
7- كذا جاء البيت في نسختي الأصل، وفي ديوانه والأعيان: [من الطويل] وأمّا لميراث الرسول وأهله فكلّ يراهم ذمّها وجسيمها
فَكَيفَ وَضَلُّوا بَعدَ خَمْسِينَ حِجَّةً *** يُلَامُ عَلى مُلْكِ السُّراةِ (1) أديمُها
محمّد بن الحسن الكلاعي (2):
[مخمسة من المتقارب]
وَأَبْدَوا (3) لِفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فِى فَدَكَ وَخَانُوا المُطَهَّرَ فِيمَا تَرَكْ
فَأَضْحَتْ (4) مَحَارِمُهُ تُنْتَهَكَ وَمِيرَاتُ أَولادِهِ مُشْتَرَكْ
وَعَاشُوا (5) بآرائهم (6) لاعبينا (7)
ص: 81
1- في ديوانه والأعيان: هلاك الشراة، بدلاً من: ملك السراة، وكلاهما يصحّ.
2- قد جاءت له أبيات في المناقب 42/4 في مدح الإمام المجتبى (عَلَيهِ السَّلَامُ). وزاد على اسمه: الحميري، ولم ترد له ترجمة في الغدير والأعيان، بل في كتب التراجم.. وغيرها.
3- كذا؛ والظاهر: وآذوا؛ إذ هو أقرب معنى ولفظاً.
4- فی نسختي الأصل: فأصبحت.
5- كذا؛ ولعلّ الأنسب: عاثوا.
6- في نسخة (ألف): ياراثهم! وفي نسخة (ب): باراثهم!
7- أقول: لقد جاءت أبيات على وزان هذه الأبيات في المناقب 167/3 للمدني [كذا؛ ولعلّها محرفة عن (للعوني)]! وهي: [مخمسة من المتقارب] و قوله: ( وَالعَادِيَاتِ ضَبْحا) *** يعني عليّاً إذ أغار صبحا على سليم فَتَناها كفحا *** فأكثر القتل بها والجرحا وأنتم في الفرش نائمونا
الواصفي (1):[من الطويل]
لَقَد لَاقَتِ الزَّهرَاءُ مِن بَعْدِ فَقْدِهِ *** عَلَى فَدَكٍ أَمْراً مِن الأَمْرِ فَاضِحَا
زَوَى قَيْتَعُ (2) عَنْها تُرَاثَ محمّد *** أَبِيهَا وَلَاقَتْ مِن دُلامٍ قَبَائِحَا (3)
ص: 82
1- كذا؛ ولا أعرف شاعراً بهذا الاسم، وأحتمل كونه الوامق الذي ذكر له المصنف - طاب ثراه - أبياتاً ثلاثة في المناقب 99/3، وهي: [من الطويل] إذا أظلمت طرق الرشاد عن الهدى *** قال [فآل] رسول الله كانت مصابحا سليل علي المرتضى وابن فاطم *** معاشر كانوا للغواية رامحا وليس يوالي أه_ل بيت محمّد *** سوى عاقل في دينه ظل راجحا وهو بقراط[ابقراط] بن أشوط[الأرميني] النصراني الذي عده المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في معالم العلماء: 151 من المقتصدين المادحين لأهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وله قصيدة غديرية لها ذكرها في المناقب - أيضاً - 40/3 تحت اسم بقراط النصراني. وقد جاءت ترجمته في الغدير 4/3 - 9، وذكر بعض شعره وجملة من مصادره..
2- كذا يقرأ في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): (قبيع عن) إلّا أن التنقيط مشوش في النسختين، وقد يقرأ: قنيع، أو قتيع.. أو غيرهما، وهو رمز للأول، كما سلف في المقدّمة ممّا اصطلحه طاب رمسه، وقلنا: الظاهر قيتع، مقلوب عتيق.
3- الكلمة مشوشة ومطموسة جداً في نسخة (ب).
فَيَالَيتَهُ إِذ حَازَ إرثَ محمّد *** لفاطمة فِي ذلكَ القَدْرِ سَامَحَا
لَقَد فَعَلَا فِعل التمرُّدِ ظَاهِراً *** وَقَد أَفْضَحَا فِي المُسْلِمِينَ فَضَائِحَا
وَقَد خَالَفَا المُختَارَ فِي أَهلِ بَيْتِهِ *** وَغَشَاهُ فِي القُرْبَى وَقَد كَانَ نَاصِحَا
البرقي (1):
[من البسيط]
فَلَم يُوَارَ رسول الله فِي جَدَثٍ *** حتّى تَعَصَّبَ فِرعَونُ لِهَامَانِ
وَاسْتَخرَجًا فَدَكَاً مِنْها وَقَد عَلِمًا *** بأنهَا حَقُها حَقًّا بِتِبْيَانِ
فَلَا أَقُولُ: أَبُو رَكبٍ (2) وَلَا زُفَرُ *** عَلَى الصَّوَابِ وَقَد جَاءَ بِبُرِهَانِ
فَإِن تَقُولُوا: أَصَابَا فَاليَهُودُ إذاً *** بِارثِ دَاودَ أَولَى مِنْ سُليمان!
العبدي (3):
[من الوافر]
ص: 83
1- قد سلف الحديث عن هذه القصيدة قريباً، وعن شاعرها مدخلاً، فراجع. وقد جاءت الأبيات هذه في الصراط المستقيم 2 /288 مع اختلاف يسير.
2- جاء الاسم صريحاً في الصراط المستقيم: أبو بكر.
3- لم أجد هذه الأبيات فيما عندنا من مجاميع شعرية جامعة لشعره (رَحمَةُ اللّه)، ولا ما هو متحد معها معنى وإن كان هناك ما يتفق معها قافية.
فلمّا مَاتَ (1) أَحمَدُ عَادَ جَهراً *** عَلَيْهِمْ غَيرَ مَستُورٍ خَفِيٌّ
وَقَالُوا: نَحنُ أَولَى مِن عليٌّ *** ألا بُعْداً لِقَولِهمُ (2) الفَرِيٌّ
وَقَالُوا: نَحنُ بِالمِيرَاتِ أَولَى *** لَعَمْرُ اللَّهِ مِن حُكْمِ غَوِيِّ!!
وَقَالَتْ وَهْيَ بَاكِيةٌ: اأُزْوى *** وَيُحْكَمُ فِي حُكْمُ الجَاهِلِي؟!
أفِي القُرآنِ أَن تُزْوَى حُقُوقي *** وَيَحْوِيها الدَّعي ابنُ الدَّعِي؟!
السيف:
[من الرمل]
يَا عِبَادَ اللهِ إِنِّي سَائِلٌ *** عَنْ أُمورٍ لَستُ عَنها بِالخَلِي (3)
هَل سَمِعْتُم مَيِّاً فِيمَا مَضَى *** حَازَ (4) مِيرَاناً له إِلَّا وَلي؟!
فَعَتِيقٌ وَزُرَيقٌ زَعَمَا (5) *** وَرِثَا أَحْمَدَ مِنْ دُونِ عَلِي!
وله:
[من الرمل]
قَالَ: لَا يُورتُ، تَكذيباً لِمَا *** أَنزَلَ الرَّحْمَنُ بُخْلاً وَجَشَعْ
ص: 84
1- في نسختي الأصل: بات.
2- تقرأ في نسختي الأصل: لقومهم الفري.
3- .. أي أنّه ليس خليّاً عنها، وإنّما هو عارف بها هذا استظهار منا، بل غيره لا يصح، وفي نسختي الأصل: بالحلّي، أو بالجلي.
4- في نسختي الأصل: خاز.
5- في نسخة (ب): رغما، والأظهر ما أثبتناه.
أينَ مَا قَالَ أَبُو يَحيَى الَّذِي *** قَامَ فِي المِحْرَابِ يَدْعُو وَضَرَعْ:
رَبِّ هَبْ لِي وَارِثاً يَخلِفُني *** وارِثاً فَضْلاً وَعِلْماً يُتَّبَعْ
فَإِذَا مِتُّ حَوَى عِلْمِي وَمَا *** حُزْتُ (1) مِن مَالِي وَجنبيه الضَّلَعْ (2)
وَهَبَ الله يَحْيَى وَقَدْ *** نَالَهُ الدَّهْرُ بِشَيْبٍ وَضَلَعْ (3)
وَسُلَيْمَانُ نَبِيُّ اللهِ قَد *** وَرِثَتْ كَفَّاهُ دَاودَ الصَّنَعْ
وَرِثَ الشَّيخُ أَبَاهُ مُلكَهُ *** وَالَّذِي كَانَ مِن المَالِ جَمَعْ
مَا سَمِعْنا كَعَتِيقٍ ظَالِماً *** نَفسَهُ فِيمَا تَعدَّى وَابْتَدَعْ
لَا بِعَهْدٍ عِندَهُ يُدلي (4) بِه *** مِن رسول الله مَأْيُوسُ الطَّمَعْ
غَصَبَ الشَّيميُّ مُلْكاً فَانِياً *** ربع التَّيمِيُّ فِيهِ وَرَتَعْ (5)
آنَرَ الدُّنْيَا عَلَى آخِرَةٍ *** لِيُصِيبَ اللَّذَّ (6) فِيها وَالشَّبَعْ
فَأَصَابَ العَيشَ مِنها طَرَفاً *** تُمَّ ولَّى العيش مِنهُ وانقطع
ص: 85
1- في نسخة (ألف): حوت
2- الضَّلَع: الشبع والرّي.
3- الضَّلَع هنا: إعوجاج العظم، يعني من الكبر والشيخوخة.
4- فی نسخة (ألف): بدلي.
5- هذا استظهار، وفي نسختي الأصل: وربع.
6- كذا استظهاراً؛ وفي نسخة (ب): الدّي، وفي نسخة (ألف): الذي.
العوني:
[من الطويل]
وَمَا عُدْرُه فِي أَخذ إرثِ محمّد *** لأَبْنَائِه لَيسَتْ مِنَ العَصَباتِ
وَلَكِنْ بَغَوا نَقْضَ الكِتَابِ وَبَايَنُوا *** بضِغْنٍ تَوى في أَنْفُسِ خَنَقَاتِ
أَنَالُوا عُهُودَ اللَّهِ مَن كَانَ ظَالِماً *** بِأَخْبَارِ زُورٍ كُنَّ مُفْتَرَياتِ
بِمَ استَوجَبَ المُستَأْثِرُونَ عَليهِمُ *** تُرَاتَهُمُ إِن كُنتَ ذَا نَصَفَاتِ؟
لَقَد خَاضَتِ الأَهْوَا بِهم فِي فِعالِهم *** بحاراً مِن الآثامِ مُلْتَطماتِ(1)
وله (2).
[مخمّستان من الرجز]
حتّى إِذَا مَا الْحَدُوا المَبعُوثَا *** وَأَودَعُوهُ الجَدَتَ المَجْدُونَا
ص: 86
1- في نسختي الأصل: ملتمطات.
2- هذه الأبيات من قصيدة للعوني معروفة ب_: (المذهبة)، ذكر جملة منها في المناقب ناقصة الأطراف، وجاءت قطعة منها في الغدير 131/4 - 137.. وليست فيها هذه الأبيات، ولم ترد في المناقب، وقد سلف الحديث عن ذلك.
لاتُوا خِمَارَ الفِتنةِ المَكرُوثَا *** مَكْراً وَقَالُوا: لَم يَكُنْ مَوْرُونَا
فَلِمْ دَعَوْتَ المُبْدِعَ المُسِيَّا (1)؟
يَا قَارِئَ القُرآنِ بِالتَّجْرِيدِ (2) *** في العملِ الصَّالِحِ وَالتَّشديدِ
أَلم تَجِدْ فِي حَدِّهِ المَحدُودِ *** إرثَ سُلَيْمَانِكَ مِن دَاوُدِ؟!
وَإِرثَ يَحيَى بَعْدَ (3) زَكْرِيَّا؟!
وله:
[من الكامل]
وَمُسَائِلي عَن إرثٍ أَحمَدَ بَعدَهُ *** فأجبتُهُ (4): تَحتَ الكَلَامِ كِلامُ (5)
إن كُنتَ تَسألُنِي سُؤالَ تَعَلُّمٍ *** فَاسْمَعْ جَوَاباً لَيسَ فِيهِ مَلامُ
ص: 87
1- في نسختي الأصل تقرأ المسينا، والكلمة على كل حال مشوشة، أثبتنا ما استظهرناه منها، وهي مخفّفة: المسيئا، ولعلها: المشينا.
2- كذا؛ ولعله: بالتجويد.
3- في نسختي الأصل: بعده، وهو سهو.
4- فی نسخة (ألف): فأحببته.
5- وهو لغة بمعنى: جراح. وفي الحديث: إنا نقوم على المرضى ونداوى الكلمى - وهو جمع: كلم - وه_و الجريح، فعيل بمعنى مفعول، كما نص عليه في لسان العرب 12 /524 - 525. وراجع: كتاب العين 378/5، ومجمع البحرين 155/6.. وغيرهما.
أَو كُنتَ تَسألُنِي سُؤَالَ مُعَنِّتٍ (1) *** فَاسمَعْ هُبِلْتَ وَفِي الجَوَابِ سِمَامُ
فَالإرث إرتُ محمّد مِن بَعْدِهِ *** لِلصَّحْبِ وَهُوَ عَلَى ذَوِيهِ حَرَامٌ!!
وهبوا أنّ الأنبياء لا تورث! فقد روى علماؤكم (2) أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لما نزلت: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه) (3) دعا فاطمة فقال: لها فدك (4).
ص: 88
1- كذا؛ والأنسب أن يقال تَعَنُّت.
2- روى أبو يعلى الموصلي في مسنده 334/2 حديث 1075، وصفحة: 534 حديث 1409.. بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنه قال: لما نزلت هذه الآية.. دعا النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فاطمة وأعطاها فدك. وكذا رواه الحسكاني في شواهد التنزيل 438/1، والسيوطي في الدر المنثور 5 /273، ورواه الهيثمي في كشف الأستار عن زوائد البزار 55/3 حديث 2223..
3- سورة الإسراء (17): 26، وانظر: سورة الروم (30): 38.
4- كما نص عليه الطبري في المسترشد: 501، وقد سبق الحديث عنه وبمصادر جمة من العامة والخاصة راجع: تفسير علي بن إبراهيم القمّي (رَحمَةُ اللّه) 2/ 18[وفى الطبعة المحققه 582/2 من سورة الاسراء: 26 و 28]، و 157/2] وفي الطبعة المحققة 781/2 - 783 من سورة الروم،38]، ومثله عنه في تفسير الصافي 186/3، وتفسير نور الثقلين 155/3، وعن تفسير القمى في بحار الأنوار 113/29 حديث 18، وأيضاً عنه في 199/96 (باب24) حديث 5. وانظر: شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي 27/3، والطرائف لابن طاوس (رَحمَةُ اللّه): 254، وكذا سعد السعود: 102، وينابيع المودة: 119، وأورد له مصادر جمة في هامش بحار الأنوار 121/29 – 140 ( باب 11) عدّة روايات، ولاحظ منه 212/96 - 213 (باب 25) عدة روايات.
رواه أبوحفص عمر بن علي، عن عبد الدين داود الخريمي (1)، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن الخدري، قال: لما نزلت (2).. الخبر.
وأخبر - أيضاً - عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن أنس الملاي (3) فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن الخدري.. (4)
وأخبر - أيضاً - أبو معمر سعيد بن خثيم، وعليّ بن غانم الكندي، ويحيى بن عليّ، وعليّ بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق..
ص: 89
1- كذا؛ والظاهر بل الصحيح - والذي جاء في نسختي الأصل - هو: عبد الرحمن بر داود الخبري [الخريبي]، كما جاء في المصادر الرجالية.
2- في نسخة (ب): نزل.
3- كذا؛ وفي المسترشد: علي بن عابس الملائي، وهو الظاهر. انظر عنه: تهذيب الكمال 502/20 برقم 4093، وميزان الاعتدال 135/3 برقم 5872.. وغيرهما.
4- جاء عن ابن عبّاس في أكثر من مصدر، لاحظ بعضها في شواهد التنزيل 570/1، كما وقد أخرجه ابن مردويه، عن ابن عبّاس.. كما صرّح بذلك في فتح القدير 224/3.. وغيره.
وروي عن (1) عن السدي، وعن مجاهد - أيضاً -.
أنشد العوني (2):
[من الرجز]
قَالَ تَعَالَى إِذ أَبَانَ الفِرْقَهُ: *** وَآتِ ذَا الْقُرْبَى القَرِيبَ حَقَّهُ
فكيف يروون (3): إنا معاشر الأنبياء لا نورث.. وقد أعطيا ابنتيهما ما ادعتا (4) من ميراث رسول الله، ثمّ منعهما عثمان؟!
ورووا (5) عن شريك: أنّ عائشة وحفصة أتتا نعثلاً تطلبان منه
ص: 90
1- في نسخة (ب): ورووا، وحكاه عنهم في الصراط المستقيم 283/2.
2- لا نعرف لهذا البيت مصدراً، ولم يرد في المناقب ولا الغدير.. ولا غيرهما ممّا نعرف من المجاميع.
3- في نسختي الأصل: يرون.
4- في نسختي الأصل: ادعيا.
5- انظر: کتاب مسلم 1379/3 حديث 51، سنن أبي داود 3/144 – 145 [وفي طبعة 25/2] حدیث 2976 و 2977. ولاحظ: المسترشد: 507 - 508.. وغيره. وقد أورده الفضل بن شاذان النيشابوري الله في كتابه الإيضاح: 139 - 141 الطبعة المحققة: 256 - 259]، قال: وروى شريك بن عبد الله في حديث رفعه.. أقول: أورده شيخنا العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 295/31 - 296 تحت عنوان (نكير عائشة)، فقال: ذكر الطبري في تاريخه[140/5 - 176 وليس فيه، لاحظ الهامش]، والثقفي في تاريخه، قال: جاءت عائشة إلى عثمان، فقالت: أعطني ما كان يعطيني أبي وعمر، قال: لا أجد له موضعاً في الكتاب ولا في السنّة، ولكن كان أبوك وعمر يعطيانك عن طيبة أنفسهما، وأنا لا أفعل. قالت: فأعطني ميراثي من رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] قال: أو لم تجيء فاطمة[عَلَيهَا السَّلَامُ] تطلب ميراثها من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فشهدت أنتِ ومالك بن أُوس البصري أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لا يورّث، وأبطلت حقّ فاطمة وجئت تطلبينه..؟! لا أفعل. وزاد الطبري[كذا، ولعلّه: الواقدي]: وكان عثمان متكئاً فاستوى جالساً، وقال: ستعلم فاطمة أي ابن عم لها مني اليوم؟! ألست وأعرابي يتوضأ ببوله شهدت عند أبيك؟!.. إلى آخره.
ما كان (1) أبواهما يعطيانهما (2)، فقال [لهما]: لا [الله]؛ ولا كرامة، والله ما ذلك لكما (3) عندي.. فألحتا!...
وكان متّكئاً، فجلس (4)..
ص: 91
1- في نسخة (ألف): كانا..
2- كذا في المسترشد وغيره؛ والكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ: أبويهما بعطيتهما. وفي الإيضاح:.. حين نقص أمهات المؤمنين ما كان يعطيهن عمر، فسألتاه أن يعطيهما ما فرض عمر، فقال.. وفي كتاب سليم بن قيس (رَحمَةُ اللّه) 694/2:..إذ أتته عائشة وحفصة تطلبان ميراثهما من ضياع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمواله التي بيده..
3- في المسترشد: مازاد لكما.
4- وزاد في الإيضاح: 141: وكان علي بن أبي طالب [عَلَيهِ السَّلَامُ] جالساً عنده.
.. وقال: ستعلم فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) أي (1) ابن العمّ (2) أنا لها اليوم!!..
ثمّ قال [لهما]: ألستما اللتين شهد تما عند أبويكما ولفّقتما معكما (3) أعرابياً يتطّهر ببوله: مالك بن أوس (4) بن الحدثان.. ثمّ شهدتم (5) أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: لا نورث ما تركناه صدقة؟!
فمرة تشهدون أن تركته صدقة، ومرة تطلبون ميراثه (6)؟!..
وفي رواية (7): فإن كنتما شهدتما بباطل، فعليكما وعلى من أجاز شهادتكما لعنة الله ولعنة اللّاعنين والملائكة والناس أجمعين (8)، والله ما أشك بعد هذا أنتكما
ص: 92
1- كذا في الإيضاح والمسترشد، وقد تقرأ في نسختي الأصل: إنّ، ولعلّها: إنّي، وما جاء في المتن أثبتناه من المصادر.
2- كذا؛ وفي المصادر: عم.
3- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل، أثبتنا ما احتملنا من معناهما، وقد تقرأ:نفعتما نصيبكما، وفي المسترشد والإيضاح: معكما، وهو الظاهر.
4- في الإيضاح: ابن الحويرث بن الحدثان.
5- في المسترشد: فشهد تما معه.
6- في المسترشد: 508: تطالبون ميراثه وزاد فهذا من أعاجيبهم.. ولم يرد ما جاءه بعده.
7- كما في الإيضاح: 141 [الطبعة المحققة: 260] وقبله: فإن كنتما شهدتما، بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما، وإن كنتما..
8- ونعم من قال: آمين آمين لا أرض بواحدة *** حتّى أضم إليها ألف آمينا
قد شهد تما بباطل.. فولتا تلعنانه وتدعوان عليه.
فقال: أين أنتما؟!.. فالتفتا وهما تريان أنّه قد رجع لهما إلى ما تحبَّان، فقال: قد أنزل الله سورة.. كفاكما حسرةً في الدنيا والآخرة.
وفي رواية: أنّه قال عثمان: فأبطلتما بشهادتكما ميراث فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) الذي فرضه الله في كتابه.
قالتا: أعطنا ما كان مَنْ قبلك يعطينا.
قال: كان أبواكما يعطيانكما ما يريدان، وأنا أمنعكما ما أريد!
فقالتا: أخذت سلطاننا ومنعتنا مالنا؟!
قال: فأي سلطان كان لكما ولأبويكما؟! السلطان الله؛ يؤتيه من يشاء من عباده، إنّما عَلَيَا عليه بغير شورى من المسلمين، والمال للمسلمين.. لا ولا لكما.. فانصرفتا تسبّانه ويسبّهما (1).
ص: 93
1- وقد رواه بألفاظ مقاربة سليم بن قيس الهلالي الله في كتابه 2/694 - 695[الطبعة المحققة] ذيل الحديث الرابع عشر - وعنه في بحار الأنوار 317/30 ذيل حديث 152 - وحيث يفترقان عمّا هنا قليلاً؛ لذا ننقله كما هو، فنقول: روي عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال - حينما كان عند عثمان -: « ولقد قال - أي عثمان - منذ أيام قولاً، رققت له وأعجبتني مقالته.. بينما أنا قاعد عنده في بيته، إذ أتته عائشة وحفصة، تطلبان ميراثهما من ضياع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمواله التي بيده، فقال: لا والله ولا كرامة لكما ولا نعمت عنه[كذا]، ولكن أُجيز شهادتكما علی أنفسكما، فإنّكما شهدتما عند أبو يكما أنتكما سمعتما من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) الله يقول: (النبيّ لا يورّث، ما ترك فهو صدقة)، ثمّ لقنتما أعرابياً جلفاً.. يبول على عقبيه ويتطهر ببوله؛ مالك بن أُوس وس بن الحدثان فشهد معكما، ولم يكن في أصحاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )[من المهاجرين] ولا من الأنصار أحد شهد بذلك غيركما وغير أعرابي، أما - والله! - ما أشك أنه قد كذّب على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وكذّبتما عليه معه،[ولكنّي أجيز شهادتكما على أنفسكما، فاذهبا فلا حق لكما]. فانصرفتا من عنده تلعنانه وتشتمانه.. فقال: ارجعا.. أليس قد شهد تما بذلك عند أبي بكر؟! قالتا: نعم. قال: فإن شهد تما بحق.. فلا حق لكما، وإن كنتما شهدتما بباطل.. فعليكما وعلى من أجاز شهادتكما على أهل هذا البيت لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «ثم نظر إلي فتبسم». ثمّ قال: يا أبا الحسن! أشفيتك منهما؟ قلت: «نعم - والله! - وأبلغت وقلت حقاً[فلا يرغم الله إلّا أنا فهما]». فرققت لعثمان، وعلمت أنّه إنّما أراد بذلك رضاي، وأنه أقرب منهما رحماً، وأكفّ عنّا منهما، وإن كان لا عذر له ولا حجّة بتأميره علينا وادّعائه حقنا».
كشواذ بن إيلاس(1):
[من الرجز المزدوج]
جَاءَتْه يَوماً وَهُوَ فَوقَ المِنبَرِ *** حَمَرَاءُ أَو بِنتُ الدُّلَامِ (2) الأَعْسَرِ
قَالَت لَه: يَا عُتُمُ رَقَتْ حَالِي *** وَغَلَبَ الفَقْرُ وَقَلَّ مَالِي
فَهَاتِ مَالاً غَيرَ ذِي نَفَادٍ *** قَالَ: وَلَا كَفَّ مِنَ الرَّمَادِ
ص: 94
1- في نسخة (ألف): الدلالم.
2- في نسختي الأصل: إملاس، والصواب ما أثبتناه، كما مرّت ترجمته في المقدمة، وسبق الحديث عن أُرجوزة الشاعر هذه، فراجع.
وَأَغْلَظَتْ (1) فِي قَولِها: تُعبَانُ *** مَا أَنتَ إِلَّا مَارِدٌ شَيطَانُ!
قَال لَها نُعمان (2): لَا تَنُوحي (3) *** مَرْأَةٌ (4) لُوطٍ ثُمَّ زَوجُ نُوحٍ!
وفي البخاري (5) - في خبر طويل؛ عن عروة بن الزبير، عن عائشة: وكانت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) لا تسأل (6) أبا بكر نصيبها ممّا ترك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك، وقال: لست تاركاً[شيئاً] كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) يعمل به إلا عملت به...[فإنّي] أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ!!
فأما صدقته بالمدينة؛ فدفعها عمر إلى عليّ وعباس، وأمّا خيبر وفدك فأمسكهما عمر!
ص: 95
1- في نسخة (ألف): اعظظت، وكذا في نسخة (ب) إلّا أنّها صححت بما أثبتناه.
2- كذا؛ ويصح: ثعبان أيضاً، وكلاهما من رموز المصنف التي أورده_ا في مقدمة الكتاب. راجع عنهما: الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 76/2، وكلمة (نعمان) فيه 370/3.
3- تقرأ في نسختي الأصل: يا تنوح والظاهر ما أثبتناه.
4- في نسختي الأصل: امرأة، وهي إمّا أن تكون (مَرْأة) أو (إمراة)، والأوّل أنسب؛ لأن تخفيف همزة الوسط نادر في مثل امرأة.
5- كتاب البخاري 96/4 باختلاف يسير (كتاب الفرض)، حديث 2862[وفي طبعة 42/4 (باب فرض الخمس)]، ومثله في كتاب مسلم 155/5.
6- استظهرنا ما أثبتناه، والكلمة في نسختي الأصل مشوشة، تقرأ: قتال.. وأشباهه.
فيا عجباً من أمرهم! فإنّ أبا بكر وعمر منعا عن علي وفاطمة[عَلَيهَا السَّلَامُ] وعن سائر الأزواج على أنّه صدقة، ثمّ أعطيا ابنتيهما فقط! ثم أعطى عمر صدقة النبيّ بالمدينة عليّاً والعبّاس، وأمسك خيبر وفدك، كأنه آمن ببعض وكفر ببعض!!..
ثمّ إنّ عثمان منع من عائشة وحفصة ما أعطاهما أبوهما وأقطعها (1) مروان.
فلمّا ولي مروان؛ جعل الثلثين منها لابنه: عبد الملك والثلث لابنه: سليمان..
فلمّا ولي عبد الملك؛ جعل ثلثيه لعبد العزيز وبقي الثلث لسليمان...
فلمّا ولي سليمان؛ جعل ثلثه لعمر بن عبد العزيز.
فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز؛ ردّها كلّها على ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فاستأثر بها اللعناء من بعده إلى أن تولّى المأمون: فجمع فقهاء الأمّة من البلدان واحتج معهم (2) فاعترفوا أن الحق لفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، ثم أمر عمر بن مسعدة بإنشاء سجل قُرِئَ على سائر الأعمال بردّها...
يا عجباً! الصديق المقدّم يمنع ميراث النبيّ (عليه وآله السلام) ويعطي ولده، وإذا قيل له: أنّها وولدها محتاجون إلى إنفاق؛ جعل لهم في كلّ سنة (3) بُلْغَةً (4)،
ص: 96
1- في نسخة (ألف): اقطعهما.
2- كذا؛ والظاهر: عليهم.
3- في نسخة (ب): ستة.
4- فی نسخة (ألف): تلعة، وهي غير معجمة في نسخة (ب)، وقد استظهرنا ما أثبتناه.
ويجري على عائشة وحفصة[معاً] في كلّ سنة (1) اثني عشر ألف درهم!
وقد روي: لكلّ واحد منهما اثنا عشر ألف درهم!!
العوني (2):
[من الطويل]
أَمَا غَصَبَاهَا إِرْنَهَا ثُمَّ أَصْبَحَا *** لِمُورِثِها (3) مِن دُونِها يَرِتَانِ؟!
أبو جعفر....... (4).
[من الطويل]
بِملْحٍ يُداوَى اللَّحْمُ إِن كَانَ مُنْتِنا *** فَمَا حِيلةُ المِلح الَّذِي قَد تَغَيَّرا؟
فَعَدْلُ أبِي رَكْبٍ إِذَا كَانَ شَامِلاً *** فَلِمْ غَصَبَ (5) الزهرَاءَ فِي فَدَكَ القُرَى؟
فَمَنْ كَانَ هذَا فِعلُه كَانَ كَافِراً *** ومَنْ شَكَ فِي كُفرانِهِ كَانَ أَكْفَرا
ص: 97
1- فى نسخة (ب): ستة، وهو تصحيف.
2- لا أعرف مصدراً ناقلاً لهذا البيت، ولم أجده في المناقب والغدير ولا غيرهما، وقد أُعدمت أشعاره (رَحمَةُ اللّه).. لعن الله من عاداه لشعره.
3- في نسختي الأصل: لِوارِثها، والظاهر بل الصواب ما أثبتناه.
4- هنا بياض في نسخة (ب)، ولم أعرف مَنْ أبو جعفر هذا، وكأنّي قد رأيت الأبيات في مصدر، ولا أذكره فعلاً.
5- في نسخة (ألف): غضب.
وأتى العبّاس إلى الأوّل، فطلب القطيعة التي كان النبيّ (عليه وآله السلام) أقطعها إيّاه (1) من الحيرة والرصافة والقايظ (2)، فلم يقبل قوله [ولم يجز له ما أجازه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)] (3)!
وهو يعطي الأعراب والأحزاب والطلقاء ويصدّقهم على دعواهم،[ومناديه في كل موسم: من كانت له عِدَةٌ عند رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كائناً ما كانت فليأت.. فكان يعطيهم ويقبل دعواهم] ويكذّب عم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ويخرج (4) عليّاً، ولا يقبل قول فاطمة[عَلَيهَا السَّلَامُ] ولا قول ابنيهما [عَلَيهِمَا السَّلَامُ]، ثم يسألهم البيّنة، فإذا أتوه بها تساق عنهم بالحيل (5)!
البشنوي (6):
[من الكامل]
أتُكذّب الزهراءَ فاطمة ؟! *** مَاذَا تَقُولُ إِذَا بَدَا العَرْضُ؟
ص: 98
1- في نسخة (ألف): قطعه إيّاه.
2- في المسترشد الغائظ، وانظر عنها: معجم البلدان 184/4.
3- انظر: المستر شد: 508 - 509.
4- كذا؛ ولعله: يحرّج، وفي المسترشد: ويخرج شهادة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
5- في نسخة (ألف): بالحبل، هذا ما استظهرناه، والكلمة غير معجمة في نسخة (ب)، وفي المسترشد: تسلّق عليهم بالحيل، ثمّ زاد جرأة على الله عزّ وجلّ، وعداوة لنبيّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) و تعرضاً لأهل بيته [عَلَيهِم السَّلَامُ].
6- سبق الحديث عن هذه القصيدة وشاعرها قريباً، فراجع.
وَشُهُودُها بِالحَقِّ ثَابِتَةٌ *** وَلِبنْتِ أَحَمَدَ ظُلْمُكَ المَحْضُ
بالحَقِّ يَقضِي الله بَينَكُما *** يَا ظالِماً مِنْ شَأْنِهِ القَبْضُ!
مَعْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى عَلَى فَدَكٍ *** وَالظُّلِمُ يَتْلُو بَعْضَهُ (1) البَعْضُ
عليّ بن حاتم؛ بإسناد له: لما كان بعد وفاة النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) دارت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) السبعة أيّام (2) على المهاجرين والأنصار معها: سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمّار، وتسألهم عما سمعوا من رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] في فدك، فلم تجد لها معيناً.
فقالت لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): « يا بن عمّ! اذهب[إلى] الأوّل فاطلب لي فدك؛ ليكون أوكد للحجة».
فخرج أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فإذا به جاء، فقال: «أتذكر - يا رجل! - يوماً قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): فدك لفاطمة، ليس لأحد فيها حق»؟.
فقال: يا أبا الحسن! قد ذهب ذلك عليّ!
ص: 99
1- كذا استظهاراً معنى؛ وإلا فإنّه في نسختي الأصل: بعته.
2- وفي رواية الاختصاص: 183 - 185:.. وحملها علي[عَلَيهِ السَّلَامُ] على أتان عليه كساء له خمل، فدار بها أربعين صباحاً في بيوت المهاجرين والأنصار.. والحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) معها..
فقال: «إنْ قال لك رسول الله ويأمرك بردّها أتردّ ذلك (1)؟»
فقال: نعم.
وأخذ بيده إلى المسجد - مسجد قبا - فلمّا بلغ المسجد، أخذ بتلبيبه وأدخله المسجد.. فإذا برسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] واقفاً في محرابه.. مرتدياً بردائه، فنظر إليه وعض عليه الأنامل، وقال: «بئس ما خَلَفْتَنِي في قومي: ﴿.. أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ.. ﴾ (2)، رُدَّ على فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) فدك وخيبر»..
فخرج (3) فقال: مدّ يدك - يا أبا الحسن! - لأجدّد لك البيعة، ورجع إلى منزله فقال لأصحابه: أقيلوني.. أقيلوني.. وجلس ثلاثة أيام..
فدخل عليه الثاني، فقال: ما شأنك؟
فقصّ عليه الحديث، فقال: أليس كنت معه في الغار إذ أراك البحر والسفن؟!
فقال: نعم، فقال: هذه - أيضاً - من ذلك (4)!
ص: 100
1- لا توجد كلمة: ذلك، في نسخة (ألف).
2- سورة الكهف (18): 37.
3- في نسخة (ب): فدك فخرج خيبر.. ولعلّها: فدك، فَخَرَجَ حَبْتَر.
4- أقول: لم أجد هذه الرواية بنصها، وجاءت مضامينها متفرقة في روايات عدّة، منه ما جاء في الاختصاص: 273 - 274، ومثله في بصائر الدرجات: 278 (الجزء السادس، باب 5) حدیث 12[طبعة نشر كتاب، وفي الطبعة المحققة 496/1 حديث 972]، وكذا في بصائر الدرجات: 422) (الجزء التاسع، باب 1) حديث 13 و 14[وفي الطبعة المحققة 760/2 - 761 حديث 1463 و 1464]، وكذا فيه: 301 - 302 حدیث 17.. وغيرها. وفيها: عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: « إنّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لقي أبا بكر، فقال له: «أما أمرك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) له أن تطيع لي؟!». فقال: لا، ولو أمرني لفعلت. فقال: «سبحان الله! أما أمرك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أن تطيع لي؟!». فقال: لا، ولو أمرني لفعلت!. قال: «فامض بنا إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )». فانطلق به إلى مسجد قبا، فإذا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) له يصلّي، فلمّا انصرف قال له عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): «يا رسول الله! إنّي قلت لأبي بكر: أما أمرك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) له أن تطيعني؟ فقال: لا». فقال رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]: « قد أمرتك فأطعه». قال: فخرج ولقي عمر - وهو ذعر، فقام عمر وقال له: ما لك؟ فقال له: قال رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ].. كذا.. وكذا. فقال له عمر: تباً لأُمّة ولوك أمرهم، أما تعرف سحر بني هاشم؟!
الحميري (1):
[من الوافر]
مَوَارِيتُ النبيّ وَأَقْرَبِيهِ *** تَنَاوَلَها بَنُوتَيمِ بنِ مُرٌ
وَآلُ عَدِيٌّ حازُوهَا (2) جَميعاً *** وَنَسْلُ أُمَيَّةٍ بأفظ أمْرٍ
ص: 101
1- لم نجد هذه الأبيات في الديوان المجموع للسيّد الحميري (رَحمَةُ اللّه)، كما لا نعرف له_ا مصدراً آخر ناقلاً لها، وكذا ما بعدها، ولعلّها من متفردات كتابنا الحاضر.
2- في نسخة (ألف): جازوها.
[وسَنُّوا] (1) أَخْذَ حَقَّهُمُ إِلَى أنْ *** أتوا بِالكُفْرِ يَعْمُرُ كُلَّ كُفْرِ
وَقَالُوا: إِبْنُ كَبْشَةَ قَدْ سَحَرْكُمْ *** يُرِيكُمْ كُلَّ بُهْتَانِ وسِحْرِ!
وَيَزعَمُ أَنَّهُ آتَاهُ عِلْماً *** فَيا لَقُرَيْشَ مِنْ أَوْلادِ نَضْرِ (2)!
فَمَا فِي قَولِ أَحمَدَ مِنْ جِنانٍ *** نَعِيمٌ دَائمٌ أَوْ وِرْدُ جَمْرِ (3)!
وله (4):
[من الكامل]
مَاذَا تَقُولُ إذَا أتَاكَ محمّد *** جَهْراً وَأَنتَ بِعَينِ طَرْفِكَ تَنْظُرُ
يَنهَاكَ عَنْ ظُلمِي فَتَعلَمُ أَنتَنِي *** أولى بهذا الأمر مِنكَ وَأَجْدَرُ؟!
وَمَضَى يُرِيدُ بِه مُصَلَّى *** أَحْمَدٍ صَلَّى عَليهِ الوَاحِدُ المُتَكَبِّرُ
فَرَأَى رسول الله فِي مِحرابِهِ *** واللهُ يَفعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَقْدِرُ
ص: 102
1- ما بين المعكوفين مزيد منّا ليستقيم الوزن والمعنى.
2- هو الجد الأكبر لقريش والرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).
3- في نسخة (ألف): حمر.
4- لم نجده هذه القصيدة ولا بعضها في الديوان المجموع للسيد الحميري (رَحمَةُ اللّه)، ولعلّه ينحصر نقلها بكتابنا هذا.
نَادَى فَاسْمَعَه النبيّ وَلَم يَكُنْ *** إذ ذاكَ بَيْنَهُما حِجَابٌ يَسْتُرُ:
سَلَّمْ تُرَاثَ أَخِي إِلَيهِ فَإِنَّهُ *** أَولَى وَإِنَّكَ لَلشَّقِيُّ الأَخْسَرُ
لَا تَركَبُنَّ وليَّكُمْ بظُّلامَة *** فَتَحَمَّلُوا الذَّنب الذى لا يُغْفَرُ
فَنَوى عَتِيقٌ رَدَّهُ فَدَكاً لَها *** قَالَ الوَصِيُّ لَه: أَهَلْ تَتَفَكَّرُ؟!
وَدَعَا (1) امْرَءاً (2) فِي قَلْبِهِ لِذَوي النُّهَى *** غِتُّ يَبُوحُ بِهِ عَلَيْهِ ويَنْشُرُ
وَالعُشُ لَا يَخْفَى فَأَخْبَرَهُ بِمَا *** قَالَ الوَصيُّ لَهُ، فَقَالَ المُخْبَرُ:
لا يَرْ دَعَنَّكَ مَا رأيتَ فَإِنَّهُ *** سِحرٌ وَليسَ بَضائِرٍ مَنْ يُسْحَرُ!!
ص: 103
1- في نسختي الأصل: ورعاء.
2- في نسختي الأصل: أمراء، وما أثبتناه للكلمتين هو المتعيّن.
ابن عبّاس(1) قال: كنا ذات ليلة عنده، فبينا في سَمَر لنا، إذ (2) نحن برجل قد هجم علينا مُتَّزِرا (3) بإزار صنعاني، مترةٌ برداء عدني (4)، في رجليه نعلان حضر میتان (5) خضراوتان، وفي يده عكّازةُ شَوْحَطٍ (6) يتوكّأ عليها، فسلّم علينا، فرددنا عليه[السلام]، فقال له الأوّل: ارتفع رحمك الله.. فوقف على قدميه وتوكّاً على عكّازته، وقال: إنّى رجل من أهل اليمن، أردت الحج وكانت لي جارة فقالت لي: إنك سوف تلقى الرجل الذي زعم أنّه خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فإذا لقيته فبلّغه رسالتي، قلت: مأجور إن شاء الله.
فقال الأوّل: قُل رحمك [الله]، فقال: هي تقول لك: إنّي امرأة ضعيفة، وكان والدي يعينني على زماني، وكانت له أرضون، فكنت أعيش منها وبعلي وأبنائي، فلمّا توفي والدي، وثب عليَّ بعد وفاته أمير البلد؛ فنزع الأرضين من يدي وجعلها لنفسه، ودَخْلُها يأخذه، ولا ينالني منها تمرةٌ ولا بُرَّة.
ص: 104
1- اختصر هذا الحديث البياضي (رَحمَةُ اللّه) في كتابه الصراط المستقيم 289/2 تحت عنوان: تذنيب.
2- في نسخة (ألف): إن، ولعلّه: إذا.
3- الكلمة مشوشة جدّاً في نسختي الأصل، كتبت مثل: ميرزا.. وقد كتبنا ما استظهرنا، ولعلّها: مبرزاً، أو: مئزّراً.
4- هذا استظهار؛ إذ ففي نسختي الأصل عدي.
5- في نسختي الأصل: حصر ميتان.
6- الشَّوْحط: ضربٌ من النَّبعْ، كما جاء في لسان العرب 328/7 مادة (شحط).
فقال الأوّل: ما ذاك له، ولا كرامة للظالم المتعدّي، والله لأفضحنه، ولأعزلته، ولأكيدنّ به...
فالتفت إليه الثاني، فقال: يا خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! ابعث إلى هذا الخبيث المخبّث من يحضر[ه] حتّى تنزل به عقوبتك، فقد جار وظلم واعتدى..
فقال الرجل: نعوذ بالله من سخط الله! نعوذ بالله من غضب الله!
ثمّ قال: فمن يكون أظلم وأجور ممّن ظلم ذرية رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )؟!..
ثمّ غاب الشخص في (1) أعيينا.
فقال الأوّل لخدمه: ردّوه، فقالوا: ما رأينا أحداً دخل ولا خرج، وإنّ الباب لمغلق من أوّل الليل، فالتفت إلى الثاني، فقال له: أسمعت كلام الرجل؟! فقال الثاني: لا يَهُولَنَّكَ ذلك (2)!... فإنّ الذي سمعت في وادي الجنّ أعجب من هذا!
قال ابن عبّاس: فسمعنا هاتفاً[و] هو يقول:
[من البسيط]
يَا مَنْ يُسَمَّى (3) بِإِسْمٍ لَا يَلِيقُ بِهِ: *** اعْدِلْ عَلى آلِ يَاسِينَ المَيَامِينِ (4)
ص: 105
1- كذا؛ والظاهر: عن، بدلاً من: في.
2- في نسختي الأصل: ليهولنّك، والمثبت عن الصراط المستقيم.
3- كذا؛ ولعلّ الصواب: تَسَمَّى.
4- أقول: هذه القصيدة جاءت في الصراط المستقيم، إلّا أنّ القافية هناك منصوبة مختومة بألف، وما جاء هنا هو أولى وزناً؛ حيث إجراء جمع المذكر - وما بِحُكْمِهِ - مجرى الصحيح وإعرابه بالحركات الظاهرة من ضرائر الشعر. ومنه قول الشاعر: [من الوافر] وماذا يبتغي الشعراء منّي *** وقد جاوزتُ سِنَّ الأربعينِ
أَتَجْعَلُ الخِضْرَ إِبليساً؟! لَقَد ذَهَبَتْ *** بِكَ المَذَاهِبُ عَن رَأي المُضِلِّين
فَتُبْ إِلى اللهِ مِمَّا قَد رَكِبت به (1) *** آل (2) النبيّ وَدَعْ ظُلمَ الوليّين
نَحنُ الشُّهُودُ وَقَد وَلَّتْ (3) عَلى فَدَكِ *** بِنتُ النبيّ وَكِيلاً غَيرَ مَفْتُونِ
فَاللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ الحَقَّ حَقُّهُمُ *** لا حَقُّ تَيمٍ وَلَا حَقُّ العَدِيِّين (4)
وَقَد شَهِدتَ - أخَا تَيمٍ - وَصِيَّتَهُ *** بأنَّهُ الفَاضِلُ القَوَّامُ للدِّينِ
ص: 106
1- كذا في الصراط، وفى نسختي الأصل: قد ركنت به.
2- في نسختي الأصل: إلى، بدلاً من: آل.
3- في نسختي الأصل: وقد دَلَّى.
4- في الصراط: حقّ المخلينا، ولم يرد ما بعده في الصراط.
لَا تَغْصِبَنَّ (1) - أبا بَكْرٍ (2) - أَبَا حَسَنٍ *** مَا خَصَّهُ اللهُ مِن خَيرِ النبيّ ينِ
خص النبيّ عَلِياً حِينَ فَارَقَهُ *** بالحلم والعلم والقُرآنِ وَالدِّينِ (3)
دُونَ الصَّحَابَةِ طُرّاً غَيرَ مُكتَتَمٍ (4) *** بِأَنَّ حَيدَرَ مِن خَيْرٍ الوَصيِّينِ
لِمْ لَا وَفَيْتَ - أَبَا بَكرٍ! - بِبَيعَتِهِ *** يومَ الغَديرِ عَلَى رُوسِ الملاعينِ (5)؟!
لَن يَعْفِرَ اللهُ مَا دَبَّرْتَ فِي فَدَكٍ ***مِن ظُلمِ فاطمة مَعْ عَبْدِ مَغْبُونِ
ثمّ قال (6):
[من الطويل]
ص: 107
1- في نسختي الأصل: لا نقضبن، ولعلّها: لا تغضبن، أو: لا تقبضن.
2- في النسختين: أبو بكر.
3- في نسختي الأصل: والدينا.
4- فی نسخة (ألف): مكتم.
5- لعلّها محرّفة عن (الملائين)، وأراد جمع (الملأ)، أو هي كلمتان (الملا) مخففة (الملأ) و (عين) جمع (أغين) وهو واسع العين.. أي على رؤوس الملأ الشهود الناظرين.
6- في الصراط المستقيم 290/2: فأجابه آخر.
عَدَلتَ (1) أَخَا تَيمٍ عَلى كُلِّ مُلحدٍ (2) *** وَجُرْتَ عَلى آلِ النبيّ محمّد!
وَأَعْنَيتَ (3) تيماً مَعْ عَدِيٌّ وَزُهْرَةٍ *** وَأَفْقَرْتَ غُرّاً مِن سُلالة أحمد
أفي فَدَكٍ شَكٍّ بِأَنَّ محمّداً *** جَرَاهَا لِفَطْمٍ دُونَ (4) تَيمٍ بِمَسْهَدِ؟!
لِيُّ وَسَلَمَانُ وَمِقدادُ بَعدَهُ (5) *** وَجُنْدُبُ مَعْ عَمَّارَ فِي وَسْطِ مَسجِدِ
وَأَشْهَدَنا بالأمس (6) أن تُرانَهُ *** لِفاطمة دُونَ (7) البَعِيدِ المُبَعدِ (8)
ص: 108
1- في نسختي الأصل: عدات.
2- في الصراط؛ كلّ ظالم، بدلاً من كلّ ملحد.
3- هذا استظهار، وإلا فإنّ الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة.
4- في الصراط: حباها لها من دون..
5- في الصراط: منهم.. بدلاً من بعده.
6- في الصراط: والناس.. بدلاً من بالأمس.
7- في الصراط: لفاطم من دون.. بدلاً من: لفاطمة دون..
8- وزاد في الصراط المستقيم قوله: [من الطويل] فنحن شهود يوم نلقى محمّداً *** بظلمِكُمُ آل النبيّ المسدَّدِ فلازلت ملعوناً يمسك سخطه *** ولازلت مخذولاً عظيمَ التَّلَدُّدِ ثمّ قال: فدخل ابن عبّاس على علي[عَلَيهِ السَّلَامُ] فحدّثه علي[عَلَيه السَّلَامُ] بالحديث، فلمّا أصبح أبو بكر دعا بفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) وكتب لها كتاباً بفدك، فأخذه عمر وبقره، فدعت عليه بالبقر.. واستجيب لها فيه.
وروى جميع مشايخنا (1): أن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) تقدّم (2) إلى الأوّل بالشهادة بسبب أرض فدك (3)، وامتنع الأوّل من تسليمها إلى فاطمة.
قال له: «يا أبا بكر أنشدك الله إلا صدقتنا عمّا أسألك عنه».
قال: قُل.
قال: «لو أنّ رجلين احتكما في شيء - وهو في يد أحدهما دون الآخر أكنت تخرجه من يده دون أن يثبت عندك ظلمه؟!»
ص: 109
1- وقريب من هذا ما جاء في علل الشرائع 1/190 - 192 حديث 1، وتفسير القمّي (رَحمَةُ اللّه) 155/2 - 157.[الطبعة الحروفيه، وفى المحققة 781/2 - 783 من سورة الروم، الآية: 38]. وراجع: كتاب الاستغاثة للكوفي: 41 - 42، وكتاب الأربعين لمحمّد طاهر القمّي الشيرازي له: 519.. وغيرهما.
2- في نسختي الأصل: فقدم، والظاهر - على هذا - وقوع سقط في الكلام.
3- وقد جاءت هذه الشهادة في فتوح البلدان: 42 - 44.
[قال: لا]
قال: «ممّن كنت تسأل البيّنة منهما؟ وعلى من كنت توجب اليمين (1) منهما؟».
قال: أسأل البيئة من المدعي، وأُوجب اليمين (2) على المنكر.
قال: «فَلِمَ تحكم فينا بغير ما تحكم به في المسلمين؟!».
قال: وكيف ذلك؟
قال: « لأنّ الّذين زعموا أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: ما تركناه فهو صدقة..
لهم (3) في الصدقة نصيب، وأنت لا تجيز شهادة الشريك، وتركة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) على حكم الإسلام في يدي ورثته إلى أن تقوم البيئة العادلة ممن لا نصيب له فيما يشهد به، وعلى ورثة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) اليمين فيما يذكرونه من ذلك، فقد خالفت حكم الله وحكم رسوله، إذا قبلت شهادة الشركاء في الصدقة علينا، وطالبتنا بإقامة البيّنة على ما تذكره فيما ادعوه علينا، فهل هذا إلا الظلم والتحامل؟!».
ثمّ قال: «يا فلان! أرأيت لو شهد الشهود المعدّلون من المسلمين عندك على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعاً؟!».
قال: إذاً والله أقيم عليها الحدّ..! ولا تأخذني) (4) في الله لومة لائم!!
ص: 110
1- في نسختي الأصل: النهي، وما أُثبت هو الظاهر، وقد أخذناه من الاستغاثة.
2- في نسختي الأصل: النهي.
3- في نسختي الأصل: له.
4- فی نسختي الأصل: يأخذن، وهي محرفة عن المثبت.
قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «إذاً - والله - أنت تخرج (1) من دين الإسلام ودين الله ورسوله».
قال: وَلم؟
قال: « لأنك تُكذّب الله وتَردّ قوله، وتصدّق المخلوقين، إذ قد شهد الله لفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) بالطهارة في قوله: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً) (2).
فقلت: إنّك تقبل شهادة من شهد عليها بالرجس، وتترك (3) شهادة الله لها بالنفي عنها..؟!».
فلمّا لم يُجز جواباً (4) قام عن المجلس وترك عليا (عَلَيهِ السَّلَامُ) وانصرف.
وقال مشايخنا: من أذهب الله عنه الرجس وطهّره تطهيراً لا يكون كذّاباً،
ص: 111
1- في نسخة (ب): يخرج.. وهو سهو.
2- سورة الأحزاب (33): 33. أقول: أطبق الفريقان على نزول هذه الآية الكريمة في بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم أجمعين، انظر من باب المثال مسند أحمد 331/1 عن ابن عبّاس، مستدرك الصحيحين 132/3، وقال عنه: حديث صحيح الإسناد، المناقب للخوارزمي: 75، الإصابة 59/2، البداية والنهاية 337/7.. وغيرها. كما وأورده العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في غديره 51/1، و196/3، و 416/5.. وكذا في شرح إحقاق الحق 501/2 - 562، و 513/3 - 531، و 1/9 - 69، و 14/40 - 105، و 18/359 - 383.. وغيرها.
3- في نسخة (ألف): ترك، ولها وجه إن رجع الضمير في (ترك) إلى (من شهد).
4- في نسخة (ألف) مشوشة..
ولا يطلب باطلاً، ولو كان قول الأوّل صدقاً في قوله: تركة النبيّ صدقة على جميع المسلمين؛ فإذاً فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) تكون ظالمة لجميع (1) المسلمين!!
والإجماع[على] أنّ النبيّ (عليه وآله السلام) باهل بعلي وفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) والحسنين[عَلَيهِم السَّلَامُ] في قوله: (... نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (2)، ومن لم يكن كاذباً فهو صادق، فلمّا ردّ الأوّل دعواهم وشهادتهم؛ إمّا أنّه في شكّ من كلام الله تعالى، أو شكّ في صدقهم، وكلاهما باطل، وقال الله تعالى: ﴿كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (3)، قطعنا على صدقهم ولو اجتمع العالم عليهم (4).
والعجيب كيف يردّ شهادة أمير المؤمنين (5)، وهم يروون (6) قول النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «علي مع الحق والحق مع عليّ.. » الخبر؟!
أو كيف يردّ (7) شهادة الحسن والحسين [عَلَيهِم السَّلَامُ] سيدي شباب أهل الجنة؟!
أو كيف يردّ شهادة أُم أيمن.. امرأة من أهل الجنة، وأنّها كانت تخبر بفضائل النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) قبل ظهور حاله؟!
ص: 112
1- في نسختي الأصل: بجميع.
2- سورة آل عمران (3): 61.
3- سورة التوبة (9): 119.
4- أي: على تكذيبهم وظلمهم.
5- ذكر هذه الشهادة جمع من أهل الشهادة، منهم البلاذري في فتوح البلدان: 42 - 44.
6- في نسخة (ألف): يرون.
7- في نسخة (ألف): تردّ، ولها وجه صحيح.
أو كيف يكذّب فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) في دعواها، وهم يروون: «فاطمة بضعة منّي»..؟! فالنبيّ لا يكذّب (1).
ونسبهم بأنّهم يجرّون لأنفسهم..!! فأقامهم مقام الكذّابين الشاهدين بالزور! الطالبين للباطل! المستحلّين للمحارم!
واعتقادهم: أنّها طلبت باطلاً، وقالت كذّباً ولم تكن تعلم من دين أبيها أنّها لا حق لها في تركته..!! (2)
ص: 113
1- قال الشيخ الكراجكي (رَحمَةُ اللّه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة: 134 - 135 ما نصّه: ومن العجب! اعترافهم بأنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) الله قال: «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها». وقال: «فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها». وقال: «من آذى فاطمة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله». ثمّ إنّهم يعلمون ويتفقون أن أبا بكر أغضبها وآلمها وآذاها.. فلا يقولون: هو هذا إنّه ظلمها، ويدعون أنها طلبت باطلاً..! فكيف يصح هذا؟! ومتى يتخلّص أبو بكر من أن يكون ظالماً، وقد أغضب من يغضب لغضبه الله، وآلم هو بضعة لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، ويتألم لألمها، وآذى من في أذيته أذية الله ورسوله، وقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الّذين يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)[سورة الأحزاب (3: 57]. وهل هذا إلّا مباهتة في تصويب الظالم، وتهوّر في ارتكاب المظالم؟!
2- أقول: هذا كلام مقتبس من كلام شيخنا الكراجكي (رَحمَةُ اللّه) في كتابه: التعجب من أغلاط العامة، حيث قال - صفحة: 129 - 130 - ما نصه -: ومن العجيب! أن يقول لها أبو بكر - مع علمه بعظم خطرها في الشرف، وطهارتها من كلّ دنس، وكونها في مرتبة من لا يتهم، ومنزلة من لا يجوز عليه الكذّب -: ائتيني بأحمر أو أسود يشهد لكِ بها، وخذيها - يعني فدك..! فأحضرت إليه أمير المؤمنين والإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين، وأُم أيمن.. فلم يقبل شهادتهم، وأعلّها، وزعم أنه لا يقبل شهادة الزوج لزوجته! ولا الولد لوالده، وقال: هذه امرأة واحدة؛ يعني أُم أيمن..! هذا؛ مع إجماع المخالف والمؤالف على أنّ النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] قال: «علي مع الحق والحق مع عليّ، اللهم أدر الحق معه حيثما دار »، وقوله: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»، وقوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) في أُم أيمن: « أنتِ على خير، وإلى خير». فردّ شهادة الجميع مع تميزهم عن الناس!! ثمّ لم تمض الأيام حتّى أتاه مال البحرين، فلمّا تُرك بين يديه؛ تقدّم إليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال له: النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لي: «إذا أتى مال البحرين حبوت لك.. ثمّ حبوت لك.. ثلاثاً. فقال له: تقدّم فخذ بعددها.. فأخذ ثلاث حفنات من أموال المسلمين بمجرّد الدعوى من غير بينة ولا شهادة..! ويكون أبو بكر عندهم مصيباً في الحالين، عادلاً في الحكمين..! إنّ هذا من الأمر المستطرف البديع..!
ثم يدّعون مع هذا: خذوا شطر دينكم (1) من عائشة!!.. الخبر.
فتحفظ عائشة جميع الدين، و تجهل (2) فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ).
ص: 114
1- هذه الكلمة نسخة جاءت على حاشية نسختي الأصل، وفيه: عليكم.. ولعلّها: علمكم.
2- في نسخة (ألف): تجعل.
.. مسألة (1) حتّى تطلب محالاً؟!! (2)
وأعجب منه: أنّ بعلها لم يُعلّمها الصَّواب، ولم يمنعها عن الخروج من منزله لتطلب (3) الباطل بين الناس!! (4)
ص: 115
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وتقرأ في نسخة (ألف): متاله، وفي (ب): سأله، وقد تكون: سؤلة، أو مالها، وأثبتنا ما استظهرناه من المتن ومما جاء في التعجب.
2- قال الشيخ الكراجكي (رَحمَةُ اللّه) في التعجب من أغلاط العامة: 131 - 132 ما نصه: ومن العجب! أنهم يدعون على فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) البتول سيدة نساء العالمين - التي أحضرها النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) للمباهلة، وشهد لها بالجنّة، ونزلت فيها آية الطهارة[كذا] - أنّها طلبت من أبي بكر باطلاً، والتمست لنفسها محالاً، وقالت كذّباً..!! ويعتذرون في ذلك بأنها لم تعلم بدين أبيها: أنه لا حق له_ا في ميراثه، ولا نصيب لها من تركته، وجهلت هذا الأصل في الشرع، وعلم أبو بكر أنّ النساء لا يعلمن ما يعلم الرجال.. ولا جرت العادة أن يتفقهن في الأحكام..! ثم يدعون[تدعون] مع هذا أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال: خذوا ثلث دينكم عن عائشة..! لا بل خذوا ثلثي دينكم عن عائشة..!! لا بل خذوا كلّ دينكم عن عائشة..!!! فتحفظ عائشة جميع الدين وتجهل فاطمة[صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها] في مسألة واحدة مختصة بها في الدين؟! إن هذا لشيء عجيب!
3- في نسختي الأصل: ليطلب، وهي مصحفة عن المثبت.
4- ثمّ قال في كتاب التعجب بعد ذلك: والذي يكثر التعجب ويطول فيه الفكر: أنّ بعلها أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لم يعلّمها ولم يصنها عن الخروج من منزلها لطلب المحال، والكلام بين الناس، بل يعرّضها لالتماس الباطل، ويحضر معها فيشهد بما لا يسوغ ولا يحلّ..!! إنّ هذا من الأمر المهول الّذي تحار فيه العقول..!
وأعجب من ذلك: أنّ النبيّ (عليه وآله السلام) لم يُعلّم ابنته ولا يوصي إليها أنّه لا حقّ لها في ميراثه!! وقد جرت عادة العقلاء بذلك..
مع قول الله: (وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) (1)..
وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) (2).
وقوله (عليه وآله السلام) (3): «بعثت إلى أهل بيتي خاصة وإلى الناس عامة» (4).
ص: 116
1- سورة الشعراء (26): 214.
2- سورة التحريم (66): 6.
3- وذلك في بيعة العشيرة، كما جاء بذلك المصنف (رَحمَةُ اللّه) في المناقب 253/1[وفي طبعة 305/1].. وحكي عن الخركوشي في تفسيره، ومحمّد بن إسحاق في كتابه.. عن أبي مالك، عن ابن عباس، وعن ابن جبير.. وغيرهم عند نزول قوله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ﴾[سورة الشعراء (26): 214].. وغيره. وقد كانت بعد مبعثه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بثلاث سنين، على ما ذكره الطبري في تاريخه 62/20 - 64، ولاحظ منه: 82/6. وقد حكي هذا عن الطبقات الكبرى،192/1، ومسند أحمد بن حنبل 237/4 حديث 13852، والسنن الكبرى للبيهقي 433/2.. وجاء في غيرها. وقد حكاه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره 221/38 (باب 65) ضمن حديث 23 عن المناقب، وراجع: شرح إحقاق الحقّ 353/33.. وغيره.
4- أسند الشيخ البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 2/ 90 عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قوله لعمه العباس - بمحضر من الناس -: « من احتجاج ربّي عليّ تبليغي الناس عامّة وأهل بيتي خاصة ولاية علي بن أبي طالب.. يا عما جدد له عقداً وميثاقاً، وسلّم لولي الأمر إمرته، ولا تكوننّ ممّن يعطي بلسانه ويكفر بقلبه..». أقول: هذا المقطع - أيضاً - مضمون ما ذكره شيخنا أبي الفتح الكراجكي (رَحمَةُ اللّه) في كتابه الرائع: التعجب من أغلاط العامة: 54[المحققة: 132 – 133] - بما نصه -: ومن عجيب أمرهم وضعف دينهم! أنهم نسبوا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) الله إلى أنه لم يعلّم ابنته - التي هي أعزّ الخلق عنده، والذي يلزم من صيأنّها ويتعين عليه من حفظها أضعاف ما يلزمه لغيرها - بأنّه لا حق لها من ميراثه، ولا نصيب له[كذا؛ والظاهر: لها] في تركته، ويأمرها أن تلزم بيتها ولا تخرج للمطالبة بما ليس لها، والمخاصمة في أمر مصروف عنها، وقد جرت عادة الحكماء في تخصيص الأهل والأقرباء بالإرشاد والتعليم والتأديب والتهذيب، وحسن النظر بهم بالتنبيه والتنتيف، والحرص عليهم بالتعريف والتوقيف، والاجتهاد في إيداعهم معالم الدين، وتميزهم عن العالمين.. هذا مع قول الله تعالى: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾.. وقوله سبحانه: ﴿ يا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ وقول النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): « بعثت إلى أهل بيتي خاصة وإلى الناس عامة ». فنسبوه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) إلى تضييع الواجب، والتفريط في الحق اللّازم من نصيحة ولده، وإعلامه ما عليه وله، ومن ذا الذي يشكّ في أنّ فاطمة كانت أقرب الخلق إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) الله وأعظمهم منزلة عنده، وأجلّهم قدراً لديه، وأنّه كان في كلّ يوم يغدو إليها لمشاهدتها والسؤال عن خبرها، والمراعاة لأمرها، ويروح كذلك إليها، ويتوفّر على الدعاء لها، ويبالغ في الإشفاق عليها، وما خرج قطّ في بعض غزواته وأسفاره حتّى ولج بيتها ليودعها، ولا قدم من سفره إلّا لقوه بولديها فحملهما على صدره، وتوجه بهما إليها.. فهل يجوز في عقل، أو يتصوّر في فهم أن يكون النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أغفل إعلامها بما يجب لها وعليها؟! وأهمل تعريفها بأنّه لا حظ في تركته لها، والتقدم إليها بلزوم بيتها بترك الاعتراض بما لم يجعله الله (رَحمَةُ اللّه)ا..؟! اللهم إلّا أن نقول[خ. ل: يقول]: إنّه أوصاها فخالفت..! وأمرها بترك الطلب فطلبت وعاندت..! فيجاهرون بالطعن عليها، ويوجبون بذلك ذمّها والقدح فيها.. ويضيفون المعصية إلى من شهد القرآن بطهارتها... وليس ذلك منهم بمستحيل، وهو في جنب عداوتهم لأهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) قليل..! أقول: طاب رمسك شيخي ومولاي؛ فإنّه بحق قليل، ولا أحسبهم تركوا جنايات إلّا ارتكبوها بالتعاون مع مرشدهم الشيطان، إن لم يكونوا مرشديه له.
وقال النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام): «نحن أهل البيت لا تحلُّ لنا الصدقة » (1).
ص: 118
1- روى العياشي (رَحمَةُ اللّه) في تفسيره 313/2 حديث 147، - وعنه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره 47/8 (باب 21) حديث 48 - بإسناده... عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنّه قال: «إنّ ناساً من بني هاشم أتوا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي... فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «يا بني عبد المطلب! إنّ الصدقة لا تحل لي ولا لكم...». ومثله رواه الشيخ له في التهذيب 58/4 (باب 15، باب ما يحلّ لبني ه_اشم ويحرم من الزكاة) حديث1، ومثله في الكافي الشريف 58/4 (باب الصدقة لبني هاشم..) حديث 1. وانظر ما جاء في أمالي الشيخ الطوسي (رَحمَةُ اللّه): 564 [561 - 567 حديث 1176 من طبعة مؤسسة البعثة، وفي طبعة الحيدرية 2 /174 - 180]، جاء في خطبة الإمام الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): «.. وحرّم عليه الصدقة وحرّمها علينا معه، فأدخلنا - وله الحمد - فيما صلى الله عليه أدخل فيه نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ). وفي الكافي 143/5 حديث 7 عن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، روى عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) إنه قال: «لا يأكل الصدقة..»، ومثله في مشكاة الأنوار: 385.. وغيرها كثير. انظر: الاختصاص: 113، وما ذكره العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره 225/35 - 229 (الباب الخامس) تحت عنوان تتميم.. وغيره وغيرها.
فلو كانت تركة النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) صدقة لما جاز لها مطالبتها، ولا استُحِلَّ أخذها.
وإذا كانت صدقة على المسلمين؛ فالمسلمون كلّهم شركاء فيها، فكيف يقبل الأوّل شهادة الشركاء بما (1) كانوا يجرون إلى أنفسهم كما كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يجرّ إلى نفسه على زعمه؟!
وقد حصل العلم بزهدها وزهد ابن عمها في الحلال من الدنيا، فكيف الحرام الذي لا يجوز طلبه..؟!
ومن أطعم الطعام على حبّه المسكين واليتيم والأسير، ونزلت فيه: (هَلْ أَتى..) (2) لا يطلب ولا يلتمس الباطل، ولا يجر إلى نفسه.. ولا يظلم الناس..
ص: 119
1- في نسختي الأصل: وبما، والواو زائدة.
2- المراد بها سورة الإنسان (76).
ولا كان الأوّل أعلم بشرع النبيّ عليه و آله السلام) من فاطمة وبعلها وولديها (عَلَيهِم السَّلَامُ).
وقد أجمعوا [على] أنّ عليّاً كان عنده ما خلفه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) من تركته البغلة، والسيف، والعمامة.. فكيف جاز له ترك ذلك عند علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو - بإجماع - لا تحلّ له الصدقة؟!
وإن كان علي[عَلَيهِ السَّلَامُ] قهرهم على ذلك، فخرج من دين الله، ووجب عليهم محاربته كقصدهم المسمَّين ب_: أهل الردّة - إذ كان قد خالف النبيّ (1) (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) تعمّداً بمنعه ما أَمَرَ به في تَرِكَتِهِ، وخالف الله تعالى جهاراً في استحلاله الصدقة وقد حرمها الله عليه.
ولز مهم - أيضاً - في إمساكهم عن محاربته في ذلك ما لزمه من الذم واستحقاق العقوبة، وهذا يوجب عليهم البراءة من (2) جميع المهاجرين والأنصار.
وإن كانت الصحابة صالحوا (3) عليّاً في ذلك؛ لقد خالفوا جميعاً رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بتركهم صدقته في أهل بيته، وقد أخبرهم أنهم أهل بيت لا تحلّ لهم الصدقة..!
هذا؛ مع ما يلزمهم من تكفير أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) جميعاً - متى صح أن تركته صدقة - لأنّ النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كأنه خان أهل بيته في ذلك!! لأنهم لا يخلو؛
ص: 120
1- لا توجد في نسخة (ألف): النبيّ.
2- في نسخة (ألف): مع.. بدلاً من: من.
3- في نسختي الأصل: حاربوا، ولا معنى مناسباً لها هنا، والظاهر ما أثبتناه.
إمّا أن يكونوا قد علموا ذلك من النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فخالفوه (1) تعمّداً؛ فيلزمهم الكفر!
أو أن يكونوا لم يعلموا بذلك؛ فقد خانهم رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] بكتمان أمر الصدقة عنهم، وإعلام غيرهم ذلك، مع تحريمهم الصدقة عليهم، وأنهم (2) ورثة رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]، وهذا يوجب أن يكون النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) قد قصد فتنة المسلمين وإضلالهم وهلاكهم!
وكذلك من ظنّ بأهل بيته مخالفة النبيّ فيما أمر به من أن تركته صدقة فقد كذّب رسول الله في قوله: «إني تارك فيكم الثقلين..» الخبر، ومن كذّب رسول الله كان ممن لا يؤمن بالله.
سلامة الموصلى (3):
[من البسيط]
ص: 121
1- في نسختي الأصل: فخالفوهم، ولعلّها: فخالفوا.
2- في نسختي الأصل: أنّه.
3- أقول: لم أحصل على مصدر لهذه القصيدة الرائعة التي يذكر فيها شاعرنا - طاب رمسه - ظلامة الصديقة الطاهرة سلام الله عليها، كما لا أعرف لها مصدراً سوى ثلاثة أبيات منها جاءت في المناقب للمصنّف 407/3، ولعلّها مطلع لها، وهي: [من البسيط] يا نفس إن تلتقي ظلماً فقد ظلمت *** بنت النبيّ رسول الله وابناها تلك التي أحمد المختار والده_ا *** وجبرئيل أمين الله ربّاها الله طهرها من كلّ فاحشة *** وكلّ ريب وصفاها وزگاها كما جاء - أيضاً - في المناقب 412/3 ثلاثة أبيات منها في دفنها والصلاة عليها سلام الله عليها، حيث قال: [من البسيط] لما قضت فاطم الزهراء غسلها *** - عن أمرها - بعلها الهادي وسبطاها وقام حتّى أتى بطن البقيع بها *** ليلاً فصلّى عليها ثم واراها ولم يصلّ عليها منهم أحد *** حاشا لها من صلاة القوم حاشاها
يَا ذَا الَّذِي خَانَ مَولَاتِي وَأَبْعَدهَا *** عَنْ إِرِيْهَا فَدَكَاً وَ [الخُمْسَ] (1) أَزْوَاهَا
إن قُلتَ: إِنَّ رسول الله قَالَ لَها: *** لَا تَقْرَبِي فَدَكاً بَعدِي وَأوصَاهَا
أوجَبتَ أنَّ ابنَة المُختَارِ ظَالِمَةٌ *** إِذ خَالَفَتْ مَا رسول الله أَوصَاهَا (2)
أَو قُلتَ: خَوَّلَها عَن أمرٍ خَالِقِهِ *** فَلِمْ تَهَضَّمْتَهَا مَا كَانَ أَعطَاهَا؟!
تُرى أبوهَا بِأمر اللهِ خَوَّلَها *** أَم أَدْرَكَتْهُ لَهُ الْقُرْبَى فَحَابَاهَا؟!
إن قُلتَ: خَوَّلها لِلْقُرْب ابْنَتَهُ *** أَوْجَبْتَ أنَّ أَبَاهَا خَالَفَ اللّاهَا
تَبَّتْ يَدَاكَ أَخَاتَيْمٍ بِمَا جَنَتا *** وَحَسْبُكَ النَّارُ يَومَ البَعْثِ تَصْلَاهَا
أصبحتَ أَسْقَى قُرَيشِ كُلِّها عَمَلاً *** كَمَا تَمُود قُدَارُ (3) كَانَ أَشْقَاهَا
وَأَنتَ غَادَرْتَها بِالأمس تُغضِبُها (4) *** وقَدْ عَلِمتَ بِأَنَّ اللَّهَ أَرْضَاهَا
ص: 122
1- ما حفّ بمعكوفين مزيد منّا حفظاً للوزن والمعنى.
2- كذا؛ ولعلّها: وصاها.. حذراً من الإيطاء.
3- وهو عاقر ناقة ثمود.
4- الكلمة مشوشة جداً في كلا النسختين، وما أثبتناه أقرب شيءٍ لرسمها ومعناها.
ولغيره:
[من الرمل]
أَتَراهُمْ عَدَلُوا فِي مَنْعِهِمْ *** بِنْتَ خَتَامِ النبيّ ينَ فَدَكْ؟!
أم تَراها غَلَطَتْ فِيمَا ادَّعَتْ؟! *** حَاشَ اللَّهِ وَمَا قَالَتْ أَفَكْ
ابن حمّاد (1):
[من المتقارب]
وَمَنعُهُمُ فَاطِمَاً إرْثِها *** وَمَا كَانَ فِي الحَقِّ أَن يَمْتَعُوهُ
وَلَولا العمى (2) والهَوَى لَم يَكُن (3) *** لِيَحْمِلَ ظُلمَهُمُ سَامِعُوهُ (4)
تَرَى طَلَبَتْ غَيرَ مَا تَستَحقُّ؟! *** أَمْ جَهِلَتْ عِلْمَ مَا عُلِّمُوهُ؟!
تَرَى لَم يَكُنْ بَعلُها صَادِقَاً؟! *** فَلِمْ فِي الشَّهادَة لَم يَقْبَلُوهُ؟! (5)
فللّه من أَثَرٍآثَرُوهُ *** وَظُلمٍ عَظِيمٍ لَهُمْ أَسِّسُوهُ
وله (6):
[من الرجز]
ص: 123
1- سلف لشاعرنا هذا على وزان هذه القصيدة أبيات في هذا الوزان معنى ولفظاً إلا أنتا لم نحرز كونها منها، ولا نعرف لها مصدراً آخر ناقلاً، فراجع.
2- في نسختي الأصل: الغمى.
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، ولعلّها: يلي.
4- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، أثبت ما جاء في نسخة (ألف).
5- في نسخة (ألف): ولم نقبلوه.
6- لا أعرف لهذه الأبيات مصدراً سوى ما جاء على وزانها في مناقب آل أبي طالب للمصنّف (رَحمَةُ اللّه) 81/3 – 82 قال: [من الرجز] ذاك عليّ المرتضى العالي الّذي *** بفخره قد فخرت عدنانه صنو النبيّ ه_ديه كهديه *** إذ كلّ شيء شكله عنوانه وصيُّه حقاً وقاضي دينه *** إذ اقتضت[اذا قضت] دیونه دُيَّانُهُ ناصحه الناصر حقاً إذ غدا *** سواه ضد سره إعلانه ووارت علم الهدى أمينه *** في أهله وزيره خلصانه وفيه ما لا يخفى، وسيأتي لنا حديث مكمل، فراجعه.
وَابتَز إرث المُصطَفَى مَنْ صَدَّها (1) *** مِنْ فَدَك [لَمَّا طَغَى] (2) عُدْوانُهُ
فَطَالبتهُ وَأقَامَتْ عِندَهُ (3) *** شُهُودَهَا فَرَدَّهُمْ بُهْتَانُهُ
وله (4):
[رباعيات من مجزوء الرجز]
قُل ليَّ لَمَّا لُطِمَتْ *** أَظَلَمَتْ أَم ظُلِمَتْ؟!
وَجَهِلَتْ أَم عَلِمَتْ؟! *** لا بُدَّ من (لا) أو (بَلَى)
تَرَى النبيّ لم يَقُلْ *** لَها قُبَيْلَ يَرْتَحِلْ:
لا تَطلُبي ما لا يَحِلُّ *** أَمْ كَان عَنْ هَذا سَهَا؟!
ص: 124
1- في نسختي الأصل: ضدها.
2- ما بين المعكوفين مزيد منّا كي يستقيم الوزن والمعنى.
3- في نسخة (ألف).عندهم.
4- لشاعرنا ابن حمّاد - رضوان الله عليه - أكثر من أرجوزة جاءت قطع منها في المناقب 17/4، و 346/2، و 13/3 و 16 و 310 و 389.. وليس في واحد منها ما جاء هنا، كما لم ترد على وزانها وقافيتها قصيدة هناك حسب ما تتبعناه، فراجع.
تَرَى عَلياً إِذ شَهِد *** لها بِزُورٍ واجْتَهَدْ
وكانَ أتْقَى مَنْ زَهَدْ *** فهاتِ قُل لي ما تشا؟!
ولو كان واضع هذا الخبر قال: أنا من بنى الأنبياء.. لا أورّث ما تركته فهو صدقة.. لكان مقبولاً، لكنّه قد عمي حتّى يظهر لأهل المعرفة باطله وكذّبه بشهادة كتاب الله؛ نحو: ﴿ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) (1) وقول زكريا: ربِّ[ف] هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً.. (2).
فإن قالوا: إنّما سليمان ورث[من] داود النبوة.
فيقول (3): كيف لم يرث أهل البيت الإمامة عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )؟!
لو كان لنبيّ من الأنبياء عشرة بنين لكان بالحصص (4)؛ إذ الميراث لا يحوزه (5) بعض دون بعض، فيلزم أن يكون أولاد الأنبياء موجودين في كلّ زمان.. فباقٍ ذلك في أولاد نبيّنا (عليه وآله السلام)، وأولاد أولاده.
ص: 125
1- سورة النمل (27): 16.
2- سورة مريم (19): 5.
3- كذا؛ والظاهر: فنقول، ولعله احتجاج دائر بين كون الإرث معنوياً؛ فيلزم أن يصل لأهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) امتداداً للنبوة، وإن كان مادياً ففيه ما قال.
4- الحصص: جمع الحصّة، وهي النصيب من الطعام والشراب والأرض.. وغير ذلك، كما نصّ على ذلك في لسان العرب 14/7.
5- في نسخة (ب): يجوزه.
ووجدنا كثيراً من الأنبياء أولادهم أنبياء، ووجدنا كثيراً غير نبيّ (1)، أولهم آدم، ثمّ نوح.. وغيرهما.
الناشي (2):
[من المتقارب]
وَقَد غَالَبُوا إِبْنَةَ المُصطَفَى *** عَلَى فَدَكٍ مِثلَ مَا غَالَبُوكَا
شَهِدْتَ لَها وَهْيَ صِدِّيقَةٌ *** فَمَا صَدَّقُوهَا وَلَا صَدَّقُوكَا
وَلَا صَدَّقُوا حَسَناً والحُسَيْنَ وَلَا أُمَّ أَيْمَنَ إذ وافَقُوكَا (3)
أَلَمْ يَكفِهِمْ قَولُ خَيْرِ الوَرَى: *** «عليٌّ مَعَ الحَقِّ»[لو أَنْصَفُوكا] (4)
ابن حمّاد (5):
[من الوافر]
ص: 126
1- في نسختي الأصل: عتو نبيّ - غير منقوطة - وهما كلمتان مشوشتان جداً في نسختي الأصل، استظهرنا الذي أثبتناه منهما، وتوجد: ممّن، في نسخة (ألف)، وقد تقرأ: ممّن غوى!
2- لقد مرّ الحديث عن الشاعر في المقدّمة، وعن هذه القصيدة مفصلاً، فلاحظ.
3- الكلمة في نسختي الأصل مصحفة هكذا: واقفوكا.
4- هنا في نسختي الأصل بياض، وما بين المعكوفين مزيد منا كي يستقيم الوزن والمعنى.
5- هذه الأبيات من قصيدة رائعة في باب تظلم الزهراء البتول سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، ولا أعرف لها مصدراً غير كتابنا الحاضر، كما وقد سلف سابقاً ما يعد تتمة لهذه القصيدة بحسب الموضوع، فراجعه.
ينفسِي مِنهُمُ الزَّهرَاءَ لَمَّا (1) *** تَغَشَاهَا (2) مِن الحَدَثانِ مُغْشي (3)
عَدَتْ تَيمٌ وَنَغْلُ (4) بَنِي عَدِيٌّ *** عَليها وَهْيَ وَلْهَى ذَاتُ دَهْشِ
بوَالدِهَا وَقَدْ (5) سُقِى (6) المَنايا *** فَحَازُوا (7) إرتَها مِنهُ بفُحْشِ
فَوَلَّتْ عَنهُمُ وَالدَّمعُ جَارٍ *** يظلمهم لَها وَالطَّرفُ معشي (8)
إلى قبرٍ تَضمَّنَ خَيرَ مَيْتٍ ***سَمُوعٍ مَا تَقُولُ لَه وتُنْشِي:
بِعِلْمٍ منكَ مَا قَدْ نِيلَ مِنَّا *** أبِي وَالقَلبُ بِالأَحْزَانِ مَحْشي
ص: 127
1- في نسخة (ألف): ولمّا.
2- في نسخة (ألف): تعاشاها
3- في نسختي الأصل معشي.
4- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة.
5- في نسخة (ألف): لقد.
6- في نسخة (ألف): شقى.
7- في نسختي الأصل: فجازوا.
8- في نسخة (ب): مغشي.
محمّد الموسوي (1):
[من البسيط]
قَدِ اعْتَدَيتَ عَلَى الزَّهرَاءِ فِي فَدَكِ *** وَلَم يُذِقْهَا شَدِيدَ الذُّلِّ إِلَّا كَ (2)
آذَيْتَ فِيهَا رسول الله ظَالِمَهُ *** فَلَا مَلَامَ عَلَيْنَا إِنْ لَعَنَّاكَ
وَقُلتَ: قَالَ رسول الله: لَسْتُ بِمُو *** رِثٍ وَدُونَ الوَرَى بِالقَولِ نَاجَاكَ
وَقَدْ أنتْ بِشُهُودٍ مَا لِمِثلِكَ أَنْ *** تَرُدَّ أمثالَهُم يَوْماً يدعواك
ظُلْماً وَإفكاً يَفُضُّ (3) اللهُ مِنكَ عَلى *** مَا يَقْتَضِي (4) حُكْمُهُ في دِينِهِ فَاكَ
طَلبْتَ أَعدَلَ مِن صِنْوِ النبيّ وَمِنْ *** سبطيهِ يَاذَا الَّذِي لِلغَيِّ أَعْمَاكَ!
ص: 128
1- تقدّم الحديث عن الشاعر وشعره، كما تحدثنا عن قصيدته هذه في الفصول السابقة، حيث مرّت منها قطعة، وسيأتي لها تتمة في آخر الكتاب، فلاحظ.
2- يصح في قافية القصيدة فتح الكاف على خطاب المذكّر؛ وعليه لكون المخاطب بها أبي بكر، وهو الظاهر، ويصح كسرها على خطاب المؤنث؛ لو قلنا أنّ الكلمة في البيت الثاني: ظالمة.
3- في نسخة (ألف) تقرأ: ففض، وفي نسخة (ب): نفض، ولعلّه: بفض.
4- في نسختي الأصل: تقتضي.
أحمد بن علويّة (1):
[من الكامل]
يَا ذَا الَّذِي جَعَلَ التُّرَاثَ لِغَيرِهِ *** مِنْ غَيرِ مَعرِفَةٍ بِمَا هُوَ جَاني
لَو كَانَ ذَاكَ كَمَا تُأَوّلُ (2) لَمْ يَكُنْ *** يَقْضِي بِمُورِثِهِ لَهُ الحَكَمَانِ
أنَّى يَكُونُ وَلَيسَ ذَاكَ بكَائِنِ *** لِلأَبْعَدِينَ وِراثَةُ الإِخْوَانِ
حَازَ (3) الوِراثَةَ بِالحَقِيقةِ دُونَهُمْ *** إذ لَم يَكُونُوا عِندَها بأَدانِي! (4)
***
ص: 129
1- مرّت ترجمة الشاعر في المقدّمة، وتحدّثنا عن قصيدته هذه المعروفة ب_: الألفية أو المجبرة في أكثر من مرّة.
2- في نسختي الأصل: يأوّل.
3- في نسخة (ألف): جار.
4- أداني: جمع الأَدْنَى، مثل: أقاصي جمع الأقصى.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 7] [في أنّ أبا جعد وصاحبيه لا يصلحون للإمامة]
ص: 131
في أنّ أباجعد (1) وصاحبيه لا يصلحون (2) للإمامة
قامت الدلالة على وجوب العصمة، والمقدّمون على أمير المؤمنين على (عَلَيهِ السَّلَامُ) غیر مقطوع على عصمتهم بإجماع (3)، وإذ ثبت وجوب عصمة الإمام، فكان من قال بذلك.. قطع على أنّهم (4) لاحظّ لهم في الإمامة، والقول بإمامتهم - مع القول بعصمة الإمام خروج عن الإجماع.
وإذا دللنا على ثبوت النص على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومع ثبوت النصّ عليه لا تثبت إمامة لغيره على حال، ولا دليل على صحة إمامتهم، وما لا دليل عليه لا يجوز القول به.
ص: 133
1- بذا يُكنّى عن الذئب، وقد قررّ هذه الكنية شيخنا المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في مدخل موسوعته هذه في الباب الأوّل للأوّل خاصّة، وتعرّض له مفصّلاً في كتاب الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 149/1، فلاحظ.
2- كذا؛ وفي نسختي الأصل: وصاحباه لا يصلحان، والصحيح ما أثبتناه.
3- كذا؛ والأوّلى أن يقال: مقطوع بعدم عصمتهم بإجماع..
4- فی نسختي الأصل: أنّه.
وحجّتهم العظمى في إمامتهم ادّعاء اختيار (1) الصحابة لهم، فقالوا: قد ثبت أنّهم لا يجتمعون على خطأ! (2)!
[دليل آخر]
الإمام إذا نصبته الأمّة لم يخل من أن يكون محتاجاً إلى من يعلّمه ويأخذ على يديه ويقيم الحدّ عليه.. أو لا (3) يكون كذلك، فإن لم يكن محتاجاً إلى ما ذكرناه فهو المعصوم، وهذا نقض قولهم، وإن كان محتاجاً إلى ذلك فلابد[من] أن يكون له إمام، وللإمام إمام.. وذلك إلى ما لا نهاية له، وذلك فاسد.
دلیل آخر:
الإمام هو الّذي يقيم على الأُمّة الحدود، وتأخذ منه الحقوق (4)..
ومحال أن تنصب ه_ي من يقيم الحدود عليها وتأخذ الحقوق منه (5)؛ لأنّه لو جاز ذلك لجاز أن تأخذ (6) هي الحقوق من أنفسها (7)،
ص: 134
1- في نسختي الأصل: اخبار، وهي مصحفة عن المثبت.
2- الظاهر وجود سقط في النسخة هنا، فلاحظ.
3- في نسختي الأصل: لولا، وهي محرّفة عن المثبت.
4- كذا؛ والمراد: وتأخذ الأمّة حقوقها منه
5- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: يأخذ الحقوق منها، وهو صحيح إلّا أنّ سياق العبارة يقتضي ما أثبتناه.
6- في نسختي الأصل: يأخذ.
7- كذا؛ والظاهر: نفسها.
وتقيم (1) الحدود عليها، ولو جاز ذلك لاستُغْنِيَ عن الإمام، واجتمع الأصل - الّذي اجتمعنا نحن وخصومنا عليه - من أنّه لابدّ لها (2) من إمام.
دلیل آخر:
لا يخلو الاختيار من أن يكون إلى كلّ الأمّة أو إلى بعضها؛ فإن كان إلى كلّها لم يجز أن يقوم (3) الإمام إلا بعد اجتماع الخلق عليه، وفي ذلك إهمال وتعطيل لكل فرض، ومضى الدهور قبل أن يقوم الإمام..
أو يكون إلى بعضها؛ فواجب على أبعاض الأمّة كلّها إذا اتصل بهم موت الإمام أن ينتدبوا إلى نصب (4) الأئمة، فيقيم كلّ بعض إماماً؛ لأن إقامة الإمام إلى البعض، وليس البعض الذي له أو جبتم[إقامة] (5) الإمام معروفاً، وإن قالوا يقيمها العلماء؛ ففي كل بلدة علماء.
دلیل آخر:
لو جاز أن تختار الأمّة رجلاً فيكون إماماً تجب طاعته عليها عند الله، ويكون الذي يعصيه عاصياً الله ورسوله؛ لجاز أن تختار الأمّة رجلاً؛ فيكون نبياً لهم.
ص: 135
1- في نسختي الأصل: يقيم.
2- في نسختي الأصل له، والصحيح ما أثبتناه، إذ الضمير يرجع إلى الأمّة.
3- في نسختي الأصل: يقام، والظاهر ما أثبتناه.
4- فی نسختي الأصل: نصيب.
5- ما بين المعكوفين مزيد منا، ويصح أيضاً: نصب، أو ما في معناه.
فلمّا استحال اختيار النبيّ استحال اختيار الإمام.
دلیل آخر:
لما كان الإمام لا يكون إلا معصوماً، والعصمة ليست في ظاهر الخلقة، استحال أن تختار[ه] الأمّة ؛ لأنه لا سبيل إلى معرفته، وإذ لم نجد (1) السبيل إلى معرفته لم يمكنّا اختياره.
دلیل آخر:
لما كان الاختيار من بعض الأمّة - وهم العلماء على زعمهم - وكان. -......... (2) فی العقول أن يختاروا من عرفوا باطنه وظاهره - إن أمكنهم ذلك - دون من لم يعرفوا باطنه، وجب أن لا (3) يختار كلّ واحد من العلماء إلّا نفسه؛ لأنّه عالم بظاهرها وباطنها، وإذا وجب أن يختار كلّ واحد نفسه.. فسد الاختيار؛ لأنّه يجب (4) أن يكون ألف إمام فى وقت واحد - ولا يكون إماماً[واحداً] بتّة -؛ لأنّ كلّ واحد يختار نفسه ولا يختار غيره(5).
ص: 136
1- في نسخة (ألف): يجد.
2- هنا بياض بمقدار كلمه في نسختي الأصل، ولعلّها كلمة: واجباً، أو مرتكزاً.. أو ما قاربها، وهو الظاهر سياقاً.
3- سقط (لا) من نسخة (ب).
4- فی نسخة (ألف): لا يجب، فحذفنا النفي ليتمّ المعنى، أو يقال: وإلّا يجب.
5- في نسختي الأصل: عنه، ولا معنى مناسباً لها.
دلیل آخر
قوله تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (1).
وقوله تعالى: ([الله] يَصْطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) (2).
دلیل آخر:
قال الله تعالى لإبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ): ﴿إِنِّي َجاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ ﴾ إبراهيم سروراً الي بها: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (3) قال: ومَن الظالم من ولدي؟
قال: من سجد لصنم [من] دوني (4).. وقد تقدّم هذا المعنى من قبل.
دلیل آخر:
أجمع المفسّرون ونقلة الأخبار (5) [على] أنّه لما نزلت عليه سورة براءة،
ص: 137
1- سورة القصص (28): 68.
2- سورة الحج (22): 75.
3- سورة البقرة (2): 124.
4- كما رواه (رَحمَةُ اللّه) في مناقبه 213/1، وقبله الشيخ بالطوسي (رَحمَةُ اللّه) في أماليه: 378 - 379 (المجلس الثالث عشر) حديث 811[طبعة مؤسسة البعثة]، وعنه في بحار الأنوار 25/ 200 - 201 (باب 6) حدیث 12. وقد جاء من طرق العامة كراراً كما رواه الحسكاني في شواه_د التنزيل 411/1 - 412 برقم 435.
5- قال المصنف (رَحمَةُ اللّه) في المناقب 326/1 - 328[الطبعة الأوّلى، وفي طبعة 391/1، وفي طبعة قم 126/2، وفي طبعة بيروت 144/2 - 146]، وعنه رواه العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار (303/35 - 305 (باب 9) حديث 26:.. ولّاه 303/35 رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] في أداء سورة براءة وعزل به أبا بكر بإجماع المفسرين ونقلة الأخبار، رواه الطبري، والبلاذري، والترمذي، والواقدي، والشعبي، والشدّي، والثعلبي، والواحدي، والقرطبي، والقشيري، والسمعاني، وأحمد بن حنبل، وابن بطة، ومحمّد بن إسحاق، وأبو يعلى الموصلي، والأعمش، وسماك بن حرب.. في كتبهم، عن عروة بن الزبير، وأبي هريرة، وأنس، وأبي رافع، وزيد بن نفيع، وابن عمر، وابن عباس - واللفظ له - أنه لما نزلت: ( بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) [سورة التوبة(9): 1].. إلى تسع آيات.
دفعها النبيّ (عليه وآله السلام) إلى الأوّل (1)، ثمّ أخذها ودفعها إلى على (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فاختلفوا في تفصيل ذلك..
فقال الواقدي، وعروة بن الزبير، وأبو هريرة: إنه أخذها منه قبل الخروج فدفعها إلى عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: «لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل منّي» (2).
ص: 138
1- ذكر ذلك الطبري (رَحمَةُ اللّه) في المسترشد: 461 في بيان المسترشد: 61 في بيان سبب ولاية أبي بكر الموسم.
2- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 212/3[طبعة دار الإحياء 77/4 - 78 حديث 12802] عن أنس بن مالك، وفيه: « لا يبلغها إلّا أنا أو رجل من أهل بيتي » فبعث بها مع علي[عَلَيهِ السَّلَامُ]... وعنه في مسنده 283/3[طبعة الإحياء 198/4 - 199 حديث 13605]، وفيه: «لا يبلغها إلا رجل من أهلي». وجاءت في مسنده 151/1[طبعة دار إحياء التراث العربي 243/1 حديث[1299] عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).. فراجع.
وفي رواية أحمد (1)، والبلاذري في كتاب أخبار الملوك (2)، عن ابن عبّاس:
أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بعث سورة براءة مع أبي بكر، ثم بعث علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ)فأخذها منه.
و فی صحیح الترمذي (3)، ومسند أحمد بن حنبل (4)، عن زيد بن يثيع (5)....... (6) أبوبكر لمّا أخذ منه بکی، وقال: يا رسول الله!
ص: 139
1- جاء في مسند أحمد بن حنبل 330/1 – 331 [طبعة دار إحياء التراث العربي 544/1 - 545 حدیث 3052].. وموارد متعدّدة أُخر فيه فضلاً عن غيره.
2- أنساب الأشراف 383/1، و 106/2 - 107. أقول: لم يذكر للبلاذري كتاب بهذا الاسم إلى جانب أنساب الأشراف، وفتوح البلدان، نعم؛ ذكروا لابن أبي الدنيا، وكذا ابن السائب الكلبي، وأحمد بن أبي طاهر - كما في شرح النهج لابن أبي الحديد 101/10.. كتاباً بهذا الاسم، وللمسعودي المؤرخ كتاب باسم: راحة الأرواح في أخبار الملوك والأمم.. وعلى كلِّ؛ لعلّ المصنّف (رَحمَةُ اللّه) عبّر عن أنساب الأشراف بهذا الاسم، فتأمل.
3- سنن الترمذي 135/2[طبعة الهند]. وفي الجامع الصحيح 276/5 (باب 10) حدیث (3092، وليس فيه (لما أخذ منه بكي)، ولاحظ الحديثين اللذين قبله، ولعله ممّا حرفه القوم من أُصولهم أو حذفوه، وقد جاء - أيضاً - فيه 5/275 - 276 حديث 3090 - 3091.. وفي غيره.
4- مسند أحمد 3/1[طبعة دار إحياء 7/1 حديث 4]، وانظر منه: 212/3 و 283.
5- كذا في المسند، وهو الصواب، وفي نسختي الأصل: نقيع، وهي مشوشة. راجع: الطبقات الكبرى 222/6، التاريخ الكبير 408/3، معرفة الثقاة 380/1 برقم 535.. وغيرها، وهو كوفي، ثقة، تابعي.
6- لا يوجد هذا البياض في نسخة (ألف) ووضع عليه علامة السقط هكذا (..).. ولا يتم المعنى لو ربط...
حدث فيَّ شيء؟!
قال: «لا، ولكن أُمرت أن لا يبلغها (1) إلا أنا أو رجل منّي» (2).
وفي تاريخ ابن جرير (3) بإسناده:.. عن الترمذي، وفي فضائل السمعاني (4) ۔ أيضاً: أن عليّاً [عَلَيهِ السَّلَامُ] أخذها منه عند الشجرة من ذي الحليفة.
وفي رواية عن الطبري (5): أنّه أدركه بالعرج.
وروى الحاكم الحسكاني (6)؛ بإسناده.. عن سماك بن حرب
ص: 140
1- في المصدر: قال: ما حدث فيك إلا خير، ولكن أُمرت أن لا يبلغه.. إلى آخره.
2- وفي حديث عن سعد: فردّ عليّ أبا بكر فرجع يبكي، فقال: يا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! أنزل فيّ شيء؟ قال: « لا، إلا خيراً، إنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني». أو قال: «من أهل بيتي»، أخرجه جمع من الحفاظ منهم الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 151. وراجع: علل الشرائع 1/190 (باب151) حدیث 3، وكمال الدين: 245 (باب 22)، ومعاني الأخبار: 92 - 91 (باب معنى الثقلين والعترة) ذيل حديث 5.
3- تاريخ الطبري 123/3 [طبعة الأعلمي بيروت 382/2 - 383]، وأورده اليعقوبي في تاريخه 109/2 [وفي طبعة 76/2].
4- الفضائل للسمعاني، ولا نعرف نسخة خطية لهذا الكتاب؛ فضلاً أن يكون مطبوعاً.
5- تاريخ الطبري 122/3[طبعة الأعلمي بيروت 382/2]، وأخرج عن الطبري في تفسيره 10/85 - كما في فتح الباري لابن حجر العسقلاني 256/8 - ولعلّه هنا المحب الطبري كما نص عليه في الرياض النضرة 174/2.
6- في نسختي الأصل: الحكانسي.. وهو تصحيف. لاحظ: شواهد التنزيل 305/1 - 310 حدیث 309 - 318
عن أنس.. (1)
وروى الشعبي؛ عن محرز، عن أبي هريرة: أنّه أدركه بذي الحليفة... (2)
وفي رواية أبي رافع: أنّه لحقه بين مكة والمدينة (3).
ص: 141
1- وعن أنس ذيله عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): « لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي...». وقد جاء بطرق صحيحة رجالها كلّهم ثقات عندهم، ولاحظ: خصائص النسائي: 91، وتاريخ ابن كثير،44/5، و 394/7، ومناقب الخوارزمي 99، وشرح صحيح البخاري للعيني،638/8، ومطالب السؤول: 17، وتاريخ اليعقوبي 109/2[76/2]. وغيرها.
2- وأورده - أيضاً - ابن كثير في تاريخه عن أحمد والترمذي في سننه 339/4 حديث 5085[وفي طبعة بتحقيق شاكر 275/5 حدیث 3090، وفي طبعة 4/5]، والخوارزمي في مناقبه: 99، وأبو يعلى الموصلي في مسنده 412/5 - 413 حديث 95، والسيوطي في الدر المنثور 209/3 نقلاً عن ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وأبي الشيخ وابن مردويه، وجاء الحديث في كنز العمال 249/1 عن ابن أبي شيبة، ورواه الكنجي في كفاية الطالب: 125 - 126 نقلاً عن أحمد وأبي نعيم وابن عساكر، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 29/7، والدارقطني في الإفراد كما في كنز العمّال 246/1 - والطبري في تاريخه 123/3.. وغيرهم في غيرها.
3- كما قاله السيوطي في تفسيره: الدر المنثور 21/3، وكذا ابن حجر في كتابه: فتح الباري 256/8.. وغيرهما في غيرهما. أقول: وقيل: بالجحفة؛ كما روي عن أمير المؤمنين(عَلَيهِ السَّلَامُ)، من طريق زيد بن يثيع أنّه قال[عَلَيهِ السَّلَامُ]: «.. ثم دعاني فقال لي: «أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فأذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم » فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ». وفي بعض الروايات: حتّى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليّاً[عَلَيهِ السَّلَامُ]، كما جاء عن سعد بن أبي وقاص، وذكره النسائي في خصائصه: 20، وابن حجر في فتح الباري 255/8، والسيوطي في الدر المنثور 209/3.. وغيرهم. وفي رواية محب الدين الطبري في الرياض النضرة 173/2، وذخائر العقبى: 69.. عن أبي هريرة:.. فلمّا بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي[عَلَيهِ السَّلَامُ] فعرفه فأتاه..
قال ابن عبّاس (1): فلمّا سار - يعني أب_ا حبتر - نزل جب_رئيل على النب_يّ (عليه وآله السلام)، وقال: إنّ الله يقرئك السلام، ويقول: « لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك » (2).
فاستدعى عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: «اركب ناقتي الغضباء (3)
ص: 142
1- وأورده المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في مناقبه تحت عنوان: فصل في الاستنابة والولاية 326/1 – 328 [وفي طبعة 391/1، وفي طبعة بيروت 144/2 - 146]، وحكاه عن (17) مصدراً، وقال: وعزل به أبا بكر بإجماع المفسرين ونقلة الأخبار.. إلى آخره، إلا أنّ ما هنا يختلف لفظاً عمّا هناك وإن اتحد مضمونهما. وجاء في لفظ آخر؛ عن ابن عباس قوله: « لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه »، كما أورده شيخنا الأميني (رَحمَةُ اللّه) بمصادره الجمّة في الغدير 49/1 - 51، و 195/3 - 217، و344/6، وفي الأخير ألفاظ أُخر، فلاحظها.
2- وقد سبق أن ذكرنا بعض مصادر هذا الحديث عنهم، وسيأتي له مصادر أُخر.
3- كذا؛ وقيل: العضباء.. كما في رواية أبي سعيد الخدري التي وردت في الدر المنثور للسيوطي،209/3، وروح المعاني،268/3، وفتح الباري 256/8.. وغيرها، وجاء في المناقب ودعائم الإسلام.. وغيرهما أيضاً. وفي رواية: ناقة رسول الله: القصواء. وعن جابر بن عبد الله: ناقة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): الجدعاء.
[والحق] (1) الأوّل فخذ براءة من يده وامض إلى مكّة، فانبذ عهد المشركين إليهم، وخيّر الأوّل بأن يسير مع ركابك أو يرجع..» (2).
فلمّا قصّ عليه.. عاد إلى النبيّ جزعاً، وقال: يا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! إنك أهّلتني لأمر طالت الأعناق فيه، فلمّا توجّهت له رددتني عنه؟!
فقال (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) (3): «هبط إليَّ جبرئيل عن الله تعالى: أنّه لا يؤدّي
ص: 143
1- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة، وكلمة (والحق) زيدت من المناقب.
2- إنّ أمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بأن ينطلق علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى مكة مع أبي بكر جاء في كتب العامة، و مصادرها كثير - سلف بعضها - فقد أخرجه الترمذي في جامعه 135/2، والبيهقي في سننه 224/9، والخوارزمي في المناقب: 99، وابن طلحة في مطالب السؤول: 17، والشوكاني في تفسيره 319/2، نقلاً عن الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي بلفظ (أخصر)، وأشار إليه ابن حجر في فتح الباري 256/8.. وغيرها، عن ابن عبّاس بألفاظ أُخر، ومعاني مقاربة. وراجع: الغدير 343/6 نقلاً عن عدة مصادر.
3- هناك بهذا المضمون روايات جمة بطرق متعدّدة ومصادر متوافرة، منها ما جاء في مناقب المصنّف (رَحمَةُ اللّه) 2/126، وكشف الغمة للإربلي 329/1، والقصص للراوندي (رَحمَةُ اللّه): 353، والإقبال للسيد ابن طاوس (رَحمَةُ اللّه): 318، وإعلام الورى للطبرسي (رَحمَةُ اللّه): 125 [248/1 من الطبعة المحققه].. وغيرها كثير.
عنك إلا أنت أو رجل منك.. ولا يؤدّي عنّى إلا على» (1).
وعن الباقرين (عَلَيهِما السَّلَامُ) (2): «انطلق عليّ بها حتّى إذا كان يوم النحر قام عند جمرة العظمى، ثم جعل ينادي..».
أبوبصير (3)، عن أبي جعفر(عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: «خطب علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) الناس،
ص: 144
1- وفي لفظ ابن عبّاس عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال: « لا يؤدّي عني إلّا أنا أو عليّ »، كما في لفظ الطبري، ولاحظ ما ذكره الغزالي في المستصفى 150/1.. وغيره. ومثله في مطالب السؤول: 18: عن أبي ذر عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال: «علي مني وأنا من عليّ، ولا يؤدّي إلا أنا أو عليّ»، وقريب منه في تذكرة الخواص: 22 و 23. ومثله عن حبشي بن جنادة، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «علي مني وأنا منه، لا يؤدّي عني إلا أنا أو عليّ»، واللفظ واحد، كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 164/4 - 165، وصحيح الترمذي،213/2، وخصائص النسائي: 20، وسنن ابن ماجة 57/1، ومصابيح السنة للبغوي 275/2، ومشكاة المصابيح للخطيب التبريزي: 556، وكفاية الطالب للكنجي: 557، والرياض النضرة للطبري 74/2، وكذا رواه صاحب اللمعات والمرقاة، والسندي الحنفي في شرح سنن ابن ماجة 57/1.. وغيرهم في غيرها، وهي كثيرة جداً. و قالوا: إنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال هذا تكريماً لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) واعتذاراً إلى أبي بكر!
2- وجاء في تفسير العياشي 73/2 - 75 حديث 4، و6، بألفاظ مقاربة، ومثله في مجمع البيان 9/5، وعنه في بحار الأنوار 267/21، فراجع.
3- في نسختي الأصل: أبو نصر؛ والصواب: أبو بصير، وقد جاء كذلك في المصادر، كما في المناقب 127/2.. وغيره.
و اخترط (1) سيفه، فقال: « لا يطوفنّ بالبيت عريان (2)، ولا يحجن البيت مشرك، ومن كان له مدّة فهو إلى مدّته، ومن لم يكن له[مدّة] فمدّته أربعة أشهر».
وفي رواية أبي عبد الله الحافظ (3)؛ بإسناده:.. عن زيد بن يثيع،
ص: 145
1- في نسختي الأصل: احترط، وفي المناقب: فاخترط.. وقال..
2- المصدر السالف، وزاد في تفسير العياشي 73/2 - 74 حديث 4 ما سلف وقال: « ولا عريانة »، وفيه عدة روايات أخر، وأورده بنصه المصنف طاب ثراه في مناقبه 326/1[الطبعة الأوّلى، وفي طبعة 391/1]، وجاء فيه زيادة في مسند الموصلي: ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.. وعنه في بحار الأنوار 303/35 - 305 (باب 9) حديث 26. وانظر: مجمع البيان 9/5، وعن العياشي في تفسير جوامع الجامع 45/2، وتفسير الصافي 321/2، وتفسير نور الثقلين 2 /179.. وغيرها.
3- هو الحاكم النيشابوري في كتابه: المستدرك على الصحيحين 54/3 حديث 4376، ونص على أن الحديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على ذلك. وقد جاءت في تفسير مجمع البيان 7/5 عنه، وأوردها العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 267/21 (باب 31، أوّل الباب)، في آيات نزول سورة براء ة. و حكاها المصنف (رَحمَةُ اللّه) في المناقب 326/1[وفي طبعة قم 127/2، وفي طبعة بيروت 145/2، وفي طبعة النجف 391/1]، بقوله: زيادة في مسند الموصلي، وعنه رواه العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 303/35 (باب 29) ذيل حديث 26، كما سلف. وكذا أوردها ابن طاوس (رَحمَةُ اللّه) في الطرائف: 12.. وغيره في غيرها.
عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): «.. ألا لا يدخلن الجنّة (1) إلّا نفس مؤمنة..» (2).
وفي رواية عن الباقرين (عَلَيهِما السَّلَامُ) (3): «أنه جعل ينادي بهذه الآيات: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ..) (4) لمن كان له عهد، فقام خداش وسعيد أَخَوا عمرو بن عبد ود، فقالا: ولم (5) تسيرنا - يا عليّ! - أربعة أشهر؟! بل برئنا
ص: 146
1- كذا؛ وقد جاء في المصدر أيضاً، وفي المجمع: الكعبة، وهو الصواب.
2- وجاء في مصادر العامة؛ كمسند أحمد بن حنبل 3/1، وكنز العمال 246/1، و تاریخ ابن کثیر 357/7.. وغيرها، وفي كلّها: مسلمة، بدلاً من: مؤمنة. وقد جاء بلفظ (مؤمنة) في مسند أحمد 79/1، وسنن الدارمي 333/1 و 68/2، وسنن الترمذي،340/4، وسنن النسائي 234/5، وسنن البيهقي 207/9.. وغيرها.
3- أوردها المصنف (رَحمَةُ اللّه) في مناقبه 145/2 [طبعة بيروت، وفي طبعة قم 127/2 وفي طبعة النجف 392/1] باختلاف يسير لم نشر له.. راجع: علل الشرائع: 74 حيث أورد عدة روايات، وكذا جاء في الخصال 16/2 - 17، وإقبال الأعمال: 318 - 321[2 /38 - 42] وتفسير القمّي: 257 - 258 و 260[الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 282/1 و 284، وفي المحققة 403/2 - 404، وصفحة: 406 - 407] وكشف الغمة: 88، ومعاني الأخبار: 297 - 298 (باب الأذان من الله ورسوله (وفيه روايتان، و تفسیر فرات: 54 مكرراً، و 58 -) 60[158 - 162] والطرائف: 12، والعمدة لابن بطريق: 80 - 83[160 - 166]، ودعائم الإسلام/340 - 341.. وغيرها. وراجع: تاريخ الطبري 278/2.
4- سورة التوبة (9): 2.
5- في نسخة (ألف): فقال: أو لم..
منك ومن ابن عمّك، وليس بيننا وبين ابن عمّك إلا السيف والرمح، وإن شئت بدأنا بك.. فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «هلم».
ثمّ قال: (.. وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله..) إلى قوله: ﴿ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ) (1)». وأُولئك حى من كنانة (2)، وكانت مدتهم تسعة أشهر.
وفي رواية: أنّه علا [جبل أبي] قبيس يوم الحج الأكبر، وأبلغ جميع أهل الموسم ما نزل به الوحي عن الله تعالى، فكان أهل مكة ومن حضر الموسم يتلهفون عليه (3)، وما فيهم إلا (4) من قتل اباه أو (5) أخاه أو حميمه، فصدّهم الله عنه وعاد إلى المدينة وحده سالماً منصوراً (6).
ص: 147
1- سورة التوبة (9): 2 - 4.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ: كأنّه، وقد أثبتنا ما استظهرناه.
3- أي أنّهم يتلهّفون على الفتك به، ويتهافتون على قتله.
4- في نسختي الأصل واو، وهو تصحيف، وما هنا قد جاء في المناقب.
5- فی نسختي الأصل: لملاء، وهي محرّفة عن المثبت في المناقب 127/2 - 128 [طبعة قم، وفي طبعة: 392].
6- وزاد عليه في المناقب: وكان أنفذه أوّل يوم من ذي الحجة سنة تسع من الهجرة، وأدّاها إلى الناس يوم عرفة ويوم النحر. انظر حول نزول سورة براءة وبعث النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) الأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بها ليقرأها على الناس في الموسم بمكة: ما أورده المصنف (رَحمَةُ اللّه) في مناقبه 2 /126 – 128 [طبعة قم]. وجاء عنه في بحار الأنوار 264/21 - 276 (الباب 31)، والغدير - 338/6 - 350 عن عدّة مصادر من الفريقين، وانظر: الإرشاد 65/1 - 66. و غالب كتب التفسير من الخاصة؛ كمجمع البيان 9/5، وتفسير العياشي 11/2 - 76، حديث 4 الى حديث،17، وتفسير الجوامع الجامع 45/2، وتفسير الصافي،321/2، وتفسير نور الثقلين 182/2.. وغيرها. وكذا جاء في بعض تفاسير العامة؛ كتفسير ابن كثير 347/3[333/2]، والدرّ المنثور 209/3، وتفسير المنار 157/10.. وغيرها. وأيضاً؛ ورد في ورد في كتب السير؛ مثل: سيرة ابن إسحاق 190/4، والسيرة النبوية لابن كثير 69/4، وتاريخ ابن كثير 44/5، و 394/7.. وغيرها. وجاء في: كتاب إرواء الغليل 303/4، وكنز العمّال 247/1، والرياض النضرة 2/174، وذخائر العقبى: 69، ومجمع الزوائد 29/7.. وغيرها. أقول: قال العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في غديره 350/6: المتخلّص من سرد هذه الأحاديث هو تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الآي من أبي بكر، وتشريف أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بتبليغها، ونزول الوحي المبين بأنه لا يبلغ عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) إلا هو أو رجل منه، ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرّد به بعض الطرق والمتون؛ فإنّها لا تعدو أن تكون أحاداً، وفي القصة إيعاز إلى أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الكتاب كيف يأتمنه على التعليم بالدين كله، وتبليغ الأحكام المصالح كلّها؟!
فقد ثبت العليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) في هذا المقام (1) ستّ خصال، وثبت عليه - يعني أبابكر - ستّ خصال:
ص: 148
1- قال في المسترشد: 317:.. ثمّ احتج المحتج أنه قال: قد ثبت لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) في ذلك المقام حين بعث في أمر أبي بكر خمس خصال، وثبت على أبي بكر خمس خصال.. ما بعده جاء هناك بألفاظ مقاربة.
فعليّ الناسخ، وهو المنسوخ
وعليّ العازل، وهو المعزول..
وعليّ المثبت (1) للعلى، وهو المنفي له..
وعليّ المُؤدّي عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) حكماً وخب_راً، وهو الذي لا يصلح أن يؤدّي عنه (2)..
وعليّ منزّه عن موقف الجهل بالموسم والوقوف بالمزدلفة، ومن حجّ[في] ذي الحجة، و[أبوبكر المولّى الموسوم بالجهل، وبدعة الوقوف بالمزدلفة، ومن حج في ذي القعدة الذي] ختم به حجّ الجاهلية.. وهو غير ذلك..
وعليّ من النبيّ (عليهما و آلهما السلام)، وهو ليس منه (3).
فمن نفاه الله عن محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) و لا يصلح للإمامة، وكذلك من الله نفاه في الدين والأداء للذمم عن النبيّ عليه و آله السلام) فلا يصلح أيضاً.
وفي كتاب الفاضح (4): أنه احتج عليه جماعة، فقالوا: أنت المدفوع عنها
ص: 149
1- جاء في المسترشد: وعليّ المثبت من رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]، وأبو بكر المنتفي.
2- في المسترشد: وعلي المؤدّي عن رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] ذممه وأحكامه - حكماً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وخيراً - وأبو بكر الذي لا يصلح أن يؤدّي.
3- وهذه سادسة قد زيدت من المصنف (رَحمَةُ اللّه).. لم ترد في المسترشد.
4- فی نسخة (ألف): القاصح، وفي نسخة (ب): الفاصح، والصحيح ما أثبتناه. أقول: ذكره المصنف (رَحمَةُ اللّه) في كتابه معالم العلماء: 106 برقم 715 من جملة كتب أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (رَحمَةُ اللّه) (صاحب المسترشد)، وكذا الشيخ الحلبي تقريب المعارف: 314، وكذا نصّ عليه الشيخ النوري (رَحمَةُ اللّه) في خاتمة المستدرك 130/3، والشيخ الطهراني (رَحمَةُ اللّه) في الذريعة 96/16 برقم 67، قال: الفاضح في ذكر /130، معاصي المتغلبين على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) للكراجكي (رَحمَةُ اللّه). والسيد حسن الصدر (رَحمَةُ اللّه) في تكملة أمل الآمل 44/5 عبّر عنه ب_: كتاب الفاضح ذكر معايب المتغلّبين على مقام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهو من جملة مؤلفات الشيخ أبي الفتح الكراجكي (رَحمَةُ اللّه).
في أداء ذمة واحدة في حياة النبيّ ؛ فكيف قمت مقامه في جميع الذمم وأنت معزول بالله؟! ليس لأحد من الأمّة أن يولّي (1) من عزله الله في السماء و محمّد[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] في الأرض إلا بوحي من الله.. وهذه معدومة (2).
ثمّ أنت معزول رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]؛ فإنه عزلك عن الراية يوم خيبر، وعن قتل صاحب الاختلاف ذي الثدية حين أمرك بقتله، وعن الجيش الذي نزلت فيه سورة (والعاديات)، وعن سكنى المسجد، وأمر بسدّ بابك، وعن الصلاة يوم تقدمت بأمر بلال عن عائشة.. فإذا كنت منسوخاً، فإنّ الله قد أمر بأمور قد نسخها وحرم العمل بها وحظرها، وحرّم (3) العمل [ب] المنسوخ مع الناسخ.
ص: 150
1- في نسختي الأصل: تولّى.
2- انظر: المسترشد: 314 مع زيادة توضيح.
3- في نسختي الأصل: حرام، والظاهر ما أثبتناه.
هذا؛ إذا كان تابعاً، فكيف يجوز أن يكون مؤدّياً عن ذمم رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] متبوعاً (1)؟!
فقال (2): هذا قول علي(عَلَيهِ السَّلَامُ).. لا قولكم (3)، ثم أمر خالداً بقتل علىّ(عَلَيهِ السَّلَامُ)...!
وقالوا: كيف يؤدّي عنه بعد موته ولم يؤدّ عنه في حياته..؟! ومن لم يأتمنه الله على آية كيف يأتمنه رسول الله على أمته..؟!
عزله النبيّ عن أدائها، فكيف يجوز لهم أن يولوا ولاية على (عَلَيهِ السَّلَامُ) من عزل به، وإذا لم يصح [له] - مع وجود علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) - الأداء عن النبيّ (عليه وآله السلام) والقيام معه لتسع آيات أو عشر، كيف يجوز مع وجوده أن يقوم مقام رسول الله في ستة آلاف وماءتين وثمان عشرة آية.. والشريعة كلّها..؟!
البشنوى (4):
[من الكامل]
بعِقَتْ بَراءَةٌ مَعْ أَبي بَكْرٍ فَمَا *** رَضِيَ الإله له وِلا ءَ (5) المَوْسِم
ص: 151
1- في نسختي الأصل: متبرعاً، وهي محرفة عن المثبت.
2- كذا؛ والظاهر أنّها (وقال).
3- هذا المقطع إشارة إلى ما ذمه الاثني عشر الّذين اعترضوا على أبي بكر - على ما يبالي - فقال لهم: هذا قول عليّ لا قولكم..
4- لم يرد هذان البيتان فيما جمع للشاعر من شعر أو نثر هنا وهناك، ولعلّهما من متفرّدات موسوعتنا هذه.
5- في الأصل: لوال، وما ذكرناه استظهار منّا، ويحتمل (له لواء)، أو (به لذاك).
مَن لَيْسَ يُرْضَى أَن يُبلِّغَ سُورَةً *** عَنْهُ فَكَيفَ له بِأَمْرِ مُبْرَم؟
أبو حاتم (1):
[من الطويل]
وَكَيفَ يُولَّى الأمر (2) مَن كَانَ فِي الوَغَى *** بِخَيْبَرَ إِذ لَا قَوْهُ أَوَّلَ مَنْ وَلَّى؟!
ووليتُمُ المَعزُولَ يَومَ بَرَاءةٍ *** وَلَم يَرْضَهُ الرَّحْمَنُ فِي سُورَةٍ تُتْلَى
الحميري: (3)
[من الطويل]
وَيَومَ بَرَاةٍ (4) حِينَ وَجَّهَ أحمد *** عتيقاً ليَتْلُوها (5) بِجَمْعٍ ويُسْمِعُ
ص: 152
1- كذا؛ ولم أعرف مصدراً لشعره، كما لم أعرف شخصه، ويبعد كونه أبا حاتم الرازي محمّد بن إدريس الحنظلي، أو أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني. أقول: الظاهر هو: أبو حاتم بن حبان البستي [المتوفى سنة 354 ه_]، ذكره المصنف (رَحمَةُ اللّه) في معالم العلماء: 141 برقم 989، فيمن عرف بكنيته، وقال: له كتاب وصف أهل البيت والآل (عَلَيهِم السَّلَامُ).
2- في نسخة (ب): للأمر.
3- لا توجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري (رَحمَةُ اللّه)، ولا نعلم من نقله_ا عنه غير شيخنا المصنّف طاب ثراه، ولعلّها من متفردات موسو عتنا هذه.
4- براة: مخففة (براءة).
5- في نسختي الأصل: ويتلوها.
فَأَتْبَعَهُ عَزَّلاً وَقَالَ لِصِهِرِهِ: *** إليهِ فَبَادِرُ (1) إِنَّهُ سَيُضَجِّعُ (2)
نَفَى وَفِيها (3) جَاءَتْ مِنَ اللهِ عَزْمَةٌ *** ليُؤْذِنَهُمْ بِالحَرْبِ مِنْها فَيُدْفَعُوا
فَأدركَهُ مِن بَعدِ مَا سَار لَيلَةٌ *** وَيَوْماً وَقَلبُ الشَّيخ حَيَرانُ مُوجَعُ
فَسَمَّاهُ رَبِّي فِي القُرآنِ (4) بِمَنْهِ: *** أذاناً من الرحمن والأمْرُ مُفْطِعُ (5)
العوني (6):
[تخميس من الرجز]
ص: 153
1- في نسخة (ألف): مبادر.
2- ضَبَّعَ في الأمر: قَصَّرَ فيه ولم يَقُم به، ويأتي بمعنى وهن، كما في لسان العرب 220/8. وراجع كتاب العين 212/1، ومجمع البحرين 263/4.. وغيرهما.
3- كذا؛ ولعله: ففي ردّه، أو: نُفي وبها.
4- القُرآن والقرآن بمعنى المصحف الشريف، وهنا لا يصح المد؛ لأن الوزن يختل.
5- البيت هذا كلّاً مشوش في نسختي الأصل، وقد يقرأ هكذا: فنماه ربي في القرآن يمنّه *** إذا ما من الرحمن والأمر مقطع.
6- سلف الحديث عن العوني وقصيدته المذهبة التي تحدثنا عنها ونقلنا كراراً أبياتاً عنها، وهذه الأبيات منها، ولم ترد في مجموعة شعرية، ولا نعرف لها مصدراً غير كتابنا هذا.
أَمَا رَوَيْتُمْ شَرحَ رَدُّ المُرسَلِ *** بِالأَمرِ فِي بَراءَةَ المُنَزَّلِ (1)؟
فَتَعْرِفوا (2) حَقَّاً مَقَامَ الأوّل *** حَتْماً عَلَى اللهِ بِلَا تَأمُّل (3)
وَتَعْرِفُوا المَسْخُوطُ والمَرْضِيّا
البرقي (4):
[من الكامل]
أَجَعلتُمُ تَيمَ الإلهِ كَهَاشم؟!(5) *** وَالشَاءُ تَعجَرُ أن تَكُونَ رِعَاءَا
وَنَسِيتُمُ لَمَّا مَضَى بِبَراءةٍ *** نحْوَ (6) الحَجِيج ليُورِدَ (7) السُّفَهاءا
فأتى الأمِينُ فَقَالَ: رَبُّكَ ذُو العُلَى *** يَقرا (8) اللهُمَّ عَلَيْكَ مِنْهُ بَراءَ (9)
ص: 154
1- في نسخة (ألف): المزل.
2- في نسخة (ألف): فيعرفوا.
3- في نسختي الأصل: تعمل.
4- قد سبق الحديث عن هذه القصيدة قريباً، فراجع.
5- هذا استظهار، وإلا فصدر البيت في نسختي الأصل: أجعلتم تيم الله هاشم.
6- هذا استظهار، وإلا فإنّ في نسختي الأصل: نحر، ولعلّه بتقدير يوم.
7- كذا؛ والظاهر أن الصواب (ليردع).
8- في نسختي الأصل: تقرأ، ويقرا مخففة يقرأ.
9- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل أثبت ما استظهر منهما معنى.
وَيَقُولُ: لَيسَ يُؤَدِّي (1) عَنكَ رِسَالَةً *** خَلْق سواكَ فَلَا تُؤدُّ نِدَاءًا (2)
أو مَنْ يَقُومُ مَقَامَ رُوحِكَ رُوحُهُ *** نُصْحاً وَدِيناً كَامِلاً وَوَفَاءَا
غیره:
[من الكامل]
مَن كَانَ أَرسَلَهُ نَبيُّكُمُ *** والحربُ ذَاتُ مراجل تغلي (3)
يَتلُو (4) بَراءَةَ بَينَ أَهلِ مِنيَّ *** والمُشرِكُون بِها ذَوُو دَخل (5)
في تسع آيَاتٍ مُنَزَّلةٍ *** فِيهَا أَذَانُ اللهِ يَسْتَعليّ
قد كَانَ قَلَّدهَا أَبَا بَكرٍ فَأت_ *** _بعه عَلِيّاً بَعْدُ بالعزل (6)
ص: 155
1- في نسختي الأصل: يردّ، وما أُثبت استظهار منا.
2- هذا استظهار منّا، وإلا ففي نسختي الأصل: هذاءا.
3- في نسخة (ألف): مراحل تعل، وفي نسخة (ب): والجرب ذات مراجل.
4- في نسختي الأصل: تبلوا.. والظاهر زيادة الألف.
5- في نسختي الأصل: يهادوا خل.
6- أقول: الوزن في هذا البيت مختل، وصوابه أن يكون مثلاً: قدكان قلدها عتيق فأت_ *** _بعه عليّاً بعد بالعزل وتكون جملة (أبا بكر) شرحاً لعتيق.
وأبى - تَبارَكَ جَدُّهُ (1) - حَكَماً *** إلَّا امرءاً من ذلك النَّجْل (2)
فمَضَى أَبُو حَسَنٍ فَأدتهم (3) *** الدليب بها والأصل (4)
ص: 156
1- في نسختي الأصل: تبارك وجرمه. وما قبلها مشوش، وقد يقرأ: تبارك، وفي نسختي الأصل زيادة واو هنا، والصحيح ما أثبتناه، حيث هو أخذ من قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا.. ﴾ [سورة الجن (72): 3].
2- في نسختي الأصل: النحلي، وما أثبتناه استظهار، ويمكن أن يكون: النشل.
3- الكلمة في نسخة (ألف) مشوشة، وفي (ب) غير معجمة، ولعلّها تقرأ: قادتهم، أو: فَأَدَّبَهُمْ، وهي الأقرب.
4- كذا تقرأ في نسخة (ألف): الاحتل، أو الاحثل، وهي مشوشة في نسخة (ب). أقول: أورد المصنّف (رَحمَةُ اللّه) ذيل فصل الاستنابة والولاية من المناقب 128/2 - 129، في قصة إبلاغ سورة براءة عدة أبيات لجمع من الشعراء لا نوردها هنا تتمة للفائدة، قال المصنف (رَحمَةُ اللّه) الحميري: [من الكامل] من كان أذن منهم ببراءة *** في المشركين فأنذر الكفارا منكم برتنا أجمعين فأشهراً *** في الأرض سيروا كلكم فرارا وله [أيضاً] [من الكامل] مَنْ كان أرسله النبيّ بسورة *** في الحج كانت فيصلاً وقضاءا [و قال] ابن حمّاد: [من الكامل] بعث النبيّ براءة مع غيره *** فأتاه جبريلٌ يَحُبُّ ويُوضِعُ قال: ارتجعها واعطها أولى الورى *** بأدائها وهو البطين الأنزعُ فانظر إلى ذي النص من ربّ العلى *** والله يخفض من يشاء ويرفعُ وله [أيضاً]: [من الوافر] براءة حين ردّ بها زريقاً *** وكان بأن يبلغها ضنينا وقال له رسول الله: أنى *** يؤدي الوحي إلا الأقربونا؟! [وقال] ابن أبي الحديد: [من الطويل] ولا كان يوم الغارِ يهفو جَنانُه *** حذاراً ولا يوم العريش تسترا ولا كان معزولاً غداة براءة *** ولا عن صلاة أم فيها مؤخرا ولا كان في بعث ابن زيد مؤمراً *** عليه فأضحى لابن زيد مؤمرا وله أيضاً: [من البسيط] ففي براءة أعطيت الأداء لها *** لما أتيت عليّاً بالبلاغ وفي ألفت شمل الهدى بالسيف مجتهداً *** لولاك لم تك في حالٍ بمؤتلف وقد نسب البيتان في نسخة إلى ابن حمّاد. وقال الصاحب بن عباد: [من الرمل] سورة التوبةِ مَنْ وَلِيَها؟ *** بينوا الحق ومَنْ ذا صُرفا؟ وله أيضاً: [من مجزوء الرمل] اذكرا أمر براءة *** واصدقاني من تلاها واذكرا من زوج الزه *** راء، كيما يتناهى وقال ابن علويّة الإصفهاني: [من الكامل] أم أيّهم فخر الأنام بخصلة *** طالت طوال فروع كل عنان من بعد أن بعث النبيّ إلى منى *** ببراءة مَنْ كان بالخوَّانِ فیها فأتبعه رسولا ردّه ***يعدو به القصويّ كالسرحان كانت لوحي مُنْزَلٍ وافى به الرُّ *** (م) وحُ الأمين فقصَّ عن تبيانِ إذ قال: لا عني يؤدّي حُجَّتي *** إلّا أنا أو لي نسیب دانِ شاعر: [من الطويل] وأعلم أصحاب النبيّ محمّد *** وأقضاه_م من بعد علم وخبرة براءة أدَّاها إلى أهل مكة *** بأمر الّذي أعلى السماءَ بقدرةِ
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 8] [في خيانة الجبت وشكه وفسقه]
ص: 161
فصل
في خيانة الجبت (1) وشكّه وفسقه
ابن أُذينة (2)؛ عن بريد[بن معاوية]، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذين أُوتُوْا نَصِيْباً مِنَ الكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ...)
قال: «أبو (3) فلان وفلان»، ﴿ وَيَقُولُوْنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوْا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الّذين آمَنُوا سَبِيلاً..) (4).
ص: 163
1- أقول: يطلق (الجبت) على كلّ ما عُبد من دون الرحمن، كما وقد سمّي الساحر والكاهن به، وهو اسم صنم يعبد، وقد لقب به أبو بكر كثيراً، بل خص به اصطلاحاً، وجاء في الروايات على لسان سيّد الموحدين وسيد الصادقين وغيرهما من الأطهار الأنجبين سلام الله عليهم أجمعين، وكذا على لسان أصحابهم وأتباعهم وعلمائنا رضوان الله عليهم أجمعين. لاحظ: كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 96/2، ويطلق غالباً مقابل: الطاغوت، كما يقال لهما: الجبتان، وجبتا قريش...
2- في نسختي الأصل: آدينة.
3- لا توجد كلمة (أبو) في تفسير العياشي.
4- سورة النساء (4): 51.
[يقول الأئمة الضالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى] من آل محمّد [وأوليائهم سبيلاً] (1).. الآيات (2).
ص: 164
1- ما حفٌ بمعكوفين فهو مزيد من تفسير العياشي(رَحمَةُ اللّه).
2- لقد جاء الحديث ذلك في تفسير العياشي 246/1 - 247 حديث 153 بزيادة، كما وقد ورد متفرقاً في أُصول الكافي 205/1 حديث 1، وفيه: «يقولون لأئمة الضلالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمّد سبيلاً ».. كما روي في تفسير عليّ ابن إبراهيم القمّي (رَحمَةُ اللّه): 128[الطبعة الحروفية 1/140، وفي المحققة 205/1 - 206 حدیث 12]، ذیل قوله عزّ اسمه: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذين يُزَكُونَ أَنْفُسَهُم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ..) بشكل آخر؛ حيث قال: (هم الّذين سمّوا أنفسهم ب_: الصدّيق، والفاروق، وذي النورين»، وقوله: (.. وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾[سورة النساء(4): 49] قال: «القشرة التي[تكون، وقد سقطت الكلمة في الطبعة الحروفية] على النواة» ثمّ كنّى فقال: (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكذّب ﴾[سورة النساء (4): 50] «وهم الّذين غصبوا[غاصبوا] آل محمّد[حقهم]»، وقوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذين أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هُؤُلاَءِ أَهْدَى مِنَ الّذين آمَنُوا سَبِيلاً﴾[سورة النساء(4): 51] قال: « نزلت في اليهود حين سألهم مشركوا العرب، فقالوا: ديننا أفضل أم دين محمّد؟ قالوا: بل دينكم أفضل». ثمّ قال في التفسير المزبور: وقد روي فيه - أيضاً - أنّها: نزلت في الّذين غصبوا آل محمّد حقّهم وحسدوا منزلتهم، فقال الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الّذين لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً * أَم لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ المُلْكِ فَإِذاً لاَ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً ﴾[سورة النساء (4): 52 - 53] يعني النقطة التي في ظهر النواة. ومثله عنه في بحار الأنوار 9/193 (باب 1) حدیث (37، و 64/22 (باب 24) حدیث 3، و 23/370 (باب 21) حدیث 45.
ورويتم: أنّه لمّا تولّى الأوّل؛ خرج من الغد إلى السوق، فقيل له في ذلك، فقال: لا تغروني من عيال (1)، فإنّه لابدّ لي ولهم من كراء تعطونيه على القيام بأمركم، والحكم بما أنزل الله من الصلاة وبفضله (2)، والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك، ففرض (3) له في كلّ يوم ثلاثة دراهم ونصيب من شاة (4).
وذكر الغزالي في الإحياء (5): أنّه أشار الصحابة عليه بترك التجارة الما ولي الخلافة، إذ كان ذلك يشغله عن المصالح] وكان يأخذ كفاية من المصالح (6).
وروى جماعة (7): أنّه كان يقول: إن لم تعطوني شيئاً تصرَّفت في معاشي
ص: 165
1- في الصراط: لا تعروني من عيالي.. وهو الظاهر.
2- كذا؛ ولعلّها محرّفة عن: وفرضها.
3- في نسخة (ألف): فقرض.
4- وقد جاء بألفاظ مقاربة في الصراط المستقيم 260/3، ولعلّ الشيخ البياضي (رَحمَةُ اللّه) أخذه من هنا كأكثر ما فيه.
5- إحياء علوم الدين 63/2.
6- في الإحياء وكان يأخذ كفايته من مال المصالح، وانظر ما ذكره الراغب الإصفهاني في المحاضرات 474/2 فيما أخذه الخليفة أُجرة لخلافته! وسنرجع للحديث عن هذا فيما بعد، فلاحظ.
7- وحكى أوّله في الصراط المستقيم 260/3، وحاصل ما في آخره.
وتجارتي.. فكانت أعمال (1) بره بالكراء..
والإجماع [على] أنَّ أعمال البرّ بالكِراءِ فاسد [ة]، والصلاة خلف المستأجر فاسدة؛ لفساد صلاة الإمام المستأجر، ثمّ بين ذلك أن يكون من بعده [سنة]: لِمَنْ (2) يعمل برّاً إلى أن تقوم الساعة بالكراء (3)، فلذلك أُخِذَ [كراءُ] القضاة على الحكم، والفقهاء على الحديث، والقصاص على القصص، والقراء على القرآن، والمؤذنون على التأذين، وكيف يؤخَذُ ذلك؟!.. إذ لا دخول له في قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَراءِ..) (4)، ولا في قوله: ﴿وَاعْلَمُوْا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ..) (5) ولا في قوله: (يَسْتَلُوْنَكَ عَنِ الأَنْفال..) (6)، ولا في قوله: (حتّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ..) (7).. ولا مخرج لأبواب المال من هذه الوجوه إلا بالكراء.
وقد أخبر الله تعالى عن الأنبياء (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فقال: ﴿ اتَّبِعُوْا مَنْ لا يَسْتَلُكُمْ أَجْراً..) (8).
ص: 166
1- كذا في الصراط؛ وفي نسختي الأصل: اعماد.
2- أي إنّ عمل أبي بكر صار سنة لمن بعده لأخذ الكراء على.. ولا يصح: فمن، الذي جاء في نسختي الأصل.
3- العبارة مشوشة، بل هي غير مستقيمة.
4- سورة التوبة (9): 60.
5- سورة الأنفال (8): 41.
6- سورة الأنفال (8): 1.
7- سورة التوبة (9): 29.
8- سورة يس (36): 21. وهنا حاشية على نسخة (ب) لم يُعلّم عليها، وهي قوله عزّ من قائل: ﴿ قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى﴾[سورة الشورى (42): 23].. لعلّ محلّها هنا. أقول: بعد أن ذكر الشيخ البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 260/3، مجمل ما سلف قال: وحيث أنّهيت إلى هنا فنسأل الله أن يعيذنا من رعونة الحشوية، ولجاج الحرورية، وشكّ الواقفية، وإرجاء الحنفية، وتخالف الشافعية، ومكاره البكرية، ونعت المالكية، وإجبار النجارية، وإلجاء الجهمية، وكسل الداودية، وروايات الكيسانية، وجحد العثمانية، وتشبيه الحنبلية، وكذّب الغلاة والخطابية... ثمّ قال: ونتضرّع إليه أن يحشرنا مع من أحببنا، ويرزقنا شفاعة من توالينا.. إذا دعي كلّ أناس بإمامهم، وسعي بكل فريق تحت لوائهم بمنه وكرمه. ونحن نقول: [من البسيط] آمين آمين لانرضى بواحدة *** حتّى نضم إليها ألف آمينا
البشنوي (1):
[من الطويل]
وَسَيِّدُ قَومٍ خَصَّهُمْ فِي كِتَابِهِ *** النههُم بِالخُمْسِ، خُمسٌ فُضُولُهُ
ص: 167
1- لم أحصّل لهذه الأبيات مصدراً، ولعلّها منحصرة بكتابنا هذا، ولها تتمة سلفت قريباً، كما أنها ستكرر قريباً، فراجع. أقول: الأبيات كلّاً مشوشة ومرتبكة، ولم نقف على باقي رواياته ونسخة لنستطيع الترجيح والبت فيه.
وَلَيسَ بِقَصَّابِ وَلَيسَ بِقارنٍ *** يَؤُمُّ بِقَومٍ (1) لِلَّذِي جَعَلُوا لَهُ (2)
أَمُستَأجَرُ بِالخَلفِ دُونَ إِهَا بِه (3) *** يَعِيبُ عَلَيه [ما] احتساة (4) سبيله
وَمِن وَرِقٍ فِي كُلِّ يَومٍ ثَلَاثَةٌ *** وتَالِتَةُ الست (5) الصَّحِيحِ (6) أكِيلُهُ
لَئِن لَم تَكُن ضَلَّتْ قُرَيشُ بِمَا أَتَتْ *** وَحَاشَاي مِن ذَا القَولِ أني أَقُولُهُ
وكفى [في] شكّه (7): ما روى أبو عبيدة في غريب الحديث (8)، والزمخشري
ص: 168
1- في نسخة (ألف): يقوم.
2- لقد سلف هذا البيت قريباً، وفيها: بقارف.
3- قد تقرأ في نسخة (ألف): رهانة، وهو أولى، ولعلّه: إهانة.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ: أحساه، أو أحياه - بدون نقط - أخذنا ما هنا ممّا سيأتي قريباً، فراجع.
5- كذا في نسخة (ألف)، والكلمة مشوشة جداً، كتب ما قرأ منها، وقد سلفت: بالسبّ.
6- سيأتي البيت هذا فيما بعد، وفيه: الصحاح.
7- في نسختي الأصل: كفى شك!
8- غريب الحديث 214/3 باختلاف أشرنا له وجاء في الجامع الكبير للسيوطي حديث 596.. وغيره.
في الفائق (1)، وأبو نعيم في حلية الأوّلياء (2) أخباراً:
منها: عن طارق بن شهاب؛ أنّه قال الأوّل: طوبى لمن مات في نأنأة (3) الإسلام (4)..
قيل: وما النأناة؟ قال: جدة (5) الإسلام (6).
ص: 169
1- الفائق للزمخشري 399/3 [270/3 من الطبعة الأخرى] باختلاف كثير سندرج نصه ولا نشير لجزئياته.
2- حلية الأوّلياء 33/1 وما بعدها.
3- تقرأ في نسختي الأصل: ناباة، وكذا ما جاء بعده، وفي حلية الأوّلياء: النانات.
4- فی غريب غريب الحديث: في النأنأة.. ولا يوجد ما ب_عده، ثمّ قال: أما المحدّثون فلا يهمزونه، وقال الأصمعي: هي النأنأة - مهموزة - ومعناها أوّل الإسلام... وأصل النأنأة: الضعف.. إلى آخره.
5- في نسختي الأصل: حدة - بدون إعجام -.
6- والذي جاء في الفائق 399/3، هو: أبو بكر: طوبى لمن مات في النأنأة.. أي في بدأ الإسلام، حين كان ضعيفاً قبل أن يكثر أنصاره والداخلون فيه.. يقال: نأنأت عن الأمر نأنأة: إذا ضعفت عنه وعجزت.. ثمّ قال: ويجوز أن يريد حين كان الناس كافين عن تهييج الفتن هادئين. أقول: روى الهندي في كنز العمال 264/11 حديث 31470 عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال: «طوبى لمن مات في النأناة». قيل: وما النأنأة؟ قال: حدة الإسلام وبدؤها »، إلّا أنّ الخبر جاء في علل الدارقطني 274/1 هكذا: وسئل عن حديث طارق بن شهاب، عن أبي بكر: طوبى لمن مات في النأنأة، فقال.. ثم ذكر عدة طرق، وقال: يعني جدة الإسلام.
منها (1): عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: لما قدم أهل اليمن - زمان الأوّل - وسمعوا القرآن جعلوا يبكون، قال: فقال الأوّل: هكذا كنّا، ثمّ قست قلوبنا من بعد ذلك.. ﴿ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةٌ) (2).
وقد ذكره الغزالي في الإحياء (3).
ص: 170
1- لم نجد ما ذكر هنا في المطبوع من كتاب غريب الحديث والفائق للزمخشري، مع أنتا استقصيناهما أكثر من مرة، فراجع. ورواه القاسم بن سلام في فضائل القرآن: 135، والإصفهاني في حلية الأوّلياء 33/1 1/33 - 34 مع اختلاف يسير، وفيه: قست القلوب، ولا يوجد ما بعده، وكذا لم ترد، الآية الشريفة. وكذا قد جاء في المصنف لابن أبي شيبة 224/7/296/8]، وتفسير الثعلبي 100/4، وتفسير القشيري 183/2، والانتصار للقرآن للباقلاني 93/1، وحلية الأوّلياء لأبي نعيم 33/1 - 34 باختلاف يسير، البيان والتبيين للجاحظ 103/3، ونثر الدرّ في المحاضرات 7/2 - 8، وتفسير الفخر الرازي 460/29، وكنزالعمال 314/2 حديث 4097.. وغيرهم في غيرها.
2- سورة البقرة (2): 74. جاء على حاشية نسخة (ب) ما نصه: قال الله تبارك وتعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم.. ﴾[سورة الزمر (39): 22].. ولم يعلّم عليها، ولعلّها زيدت من أحد قراء النسخة.
3- قال الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين 299/2:.. وإلى ما ذكرناه أشار الصديق [كذا!] - حيث رأى الأعراب يقدمون فيسمعون القرآن ويبكون - فقال: كنا كما كنتم ولكن قست قلوبنا.
و منها (1): عن زيد بن أسلم، قال: دخل الثاني على الأوّل - وهو يجرُّ (2) [لسانَهُ] - فقال: الله.. الله (3).. غفر الله لك.
والأوّل يقول: هذا أوردني الموارد (4)..!
وفي غريب الحديث (5).. وهو ينضنض (6) لسانه.. وكلاهما بمعنى التحريك.
ص: 171
1- الفائق 436/3 [وفي طبعة 301/3] باختلاف غير مهم. وراجع حلية الأوّلياء 33/1 باختلاف يسير، وكذا جاء في غريب الحديث 21/3 - 220.. وغيرهما. وانظر: المصنّف لابن أبي شيبة 320/5، والطبقات الكبرى 10/5، ومسند أبي يعلى 17/1، والأحاديث المختارة 76/1، تاريخ الخلفاء: 100 1.. وغيرها.
2- كذا؛ وفي نسختي الأصل: بحر، وفي حلية الأوّلياء: يجبذ لسانه.
3- لم يرد لفظ الجلالة مكرّراً في حلية الأوّلياء.
4- في نسختي الأصل للوارد، ومثله ما ذكره أبو نعيم في حلية الأوّلياء 17/9، وفيه قوله إنّه: أوردني الموارد.. يعض على لسانه.. وعمر ينظر! راجع: إحياء علوم الدين 109/3، وصفحة: 111، وفيه أنه كان يشير إلى لسانه، وعنه حكاه البياضي في الصراط المستقيم 2 /299 باختلاف يسير
5- غريب الحديث 219/3.
6- قد جاء في غريب الحديث لابن سلام 220/3:.. وفيه لغة أُخرى ليست في الحديث بمعناه: نضنضت - بالضاد المعجمة - ومنه قيل للحية: نضناض، وهو القلق الذي لا يثبت في مكانه لشرته ونشاطه.. وقد جاء في تصحيفات المحدّثين للعسكري: 293/1 - 295:.. ومما روي بالصاد والضاد قول عمر: دخلت على أبي بكر وهو ينصنص لسانه.. فذكر وجوهاً، ثمّ قال: فقال: ما هذا يا خليفة رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]؟! فقال: هذا أوردني الموارد.. ولاحظ ما بعده. ومثله جاء في الفائق للزمخشري 97/3[وفي طبعة 436/3] وزاد: ويقول: إنّ هذا أوردني الموارد. قال: عن الأصمعي؛ نصنص لسانه ونضنضه.. حرّكه. إلا أنّ في مسند أبي بكر: 54، قال:.. إن عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه.. وعلّق أبو عبيد في غريبه 3 /220 بقوله:.. ينصنص؛ يعني يحركه ويقلقله، وكلّ شيء حرّكته وقلقلته فقد نصنصته..
وقد أخرجه الغزالي في الإحياء (1) أيضاً.
و فی تفسير الكرابيسي (2)، وزهرة المحفوظ البستي (3)، ومواعظ
ص: 172
1- إحياء علوم الدين 183/4، ولاحظ هناك ما كان يقوله الخلفاء والصحابة في آخر ساعاتهم، وكذا جاء في 363/3 منه.
2- تفسير الكرابيسي: ولا نعرف له نسخة؛ بل هو مفقود حسب علمنا، وحكاه عنه البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 299/2، معبراً عنه ب_: تنفيس الكرابيسي، والظاهر أنّه أخذه من هنا.
3- زهرة المحفوظ للبستي: وهو أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محفوظ البستي المعتزلي، عالم زيدي، متوفى سنة 420 ه_، ولا يعرف له كتاب بهذا الاسم. قال المصنف (رَحمَةُ اللّه) في معالم العلماء: 141 برقم 90: القاضي أبو القاسم البستي زيدي، له كتاب الدرجات، ولاحظ: معجم المؤلّفين 279/2.. وغيرهما. ولعلّ اللّقب هنا مصحّف.
الكرامي (1).. وفي كتب كثيرة: أنّه قال الجبت عند موته: يا ليتني كنت طائراً في القفار، و (2) آكل من الأثمار وأشرب من الأنهار، وآوي إلى أغصان الأشجار، ولم أُوَلَّ على الناس.. ثمّ دخل عليه (3) الثاني - وهو ينضنض لسانه - ويقول: هذا الّذي أوردني الموارد!! (4)
وقد شهر (5) عنه قوله: ليتني [كنت] تبنة في لبنة...
ص: 173
1- هذا نصّ ما أورده البياضي (رَحمَةُ اللّه) الصراط المستقيم 299/2، والظاهر أنّه قد أخذه من موسوعتنا هذه. وعلى كلّ؛ فهو كتاب مجهول المؤلّف، ومفقود النسخة.
2- لا توجد الواو في الصراط المستقيم، وهو أولى.
3- في نسختي الأصل: على.
4- ومثله في إحياء علوم الدين 183/4. وفي تاريخ مدينة دمشق 331/30 أسند عن الضحاك قال: مرّ أبو بكر بطير وقع على شجرة، فقال: طوبى لك يا طير! تطير فتقع على الشجر، ثمّ تأكل من الثمر، ثمّ تطير ليس عليك حساب ولا عذاب.. يا ليتني كنت مثلك! والله لوددت أنّی كنت شجرة إلى جانب الطريق، فمرّ عليَّ بعير فأخذني فأدخلني فاه فلا كني، ثمّ از دردني، ثمّ أخرجني بعراً ولم أكن بشراً.. ومثله ما بعده بأسانيد أُخر، وقوله للطير: ما أنعمك يا طير! تأكل وتشرب وليس عليك حساب، يا ليتني كنت مثلك.. وفي كتاب سبل الهدى والرشاد 258/11 حكى عنه قوله: يا ليتني كنت شجرة تقطع ثم تؤكل، ومثله في المنتظم لابن الجوزي 63/4.
5- كذا؛ والظاهر: اشتهر عنه، كما في الصراط المستقيم 299/2 الّذي نقل نص ما ههنا.
.. وليتني شعرة في صدر مؤمن (1).
ص: 174
1- كما روي في كتاب الزهد لأحمد بن حنبل: 108، والمنتظم لابن الجوزي 63/4، و تلبيس إبليس لابن الجوزي: 414، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: 104، وفيض القدير للمناوي 317/4.. وغيرها. وقد ذكره الغزالي - أيضاً - في كتابه إحياء علوم الدين 183/4، وكذا في 363/3، وقال: يا ليتني كنت نسياً منسياً، ليتني لم تلدني أُمّی..! ولاحظ: ما نقله في الغدير 170/7 - 178، عنه ممّا كان يود أن يفعله الخليفة، وسنرجع له إن شاء الله. وزاد هنا في الصراط المستقيم 299/2 قوله: وسيأتي من الثاني نحو ذلك في بابه. وها هو يقول: ولوددت أن فيكم من يكفيني، أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟! إذن لا أقوم بها! إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )؟! كان يعصم بالوحي.. إلى آخره، وغيره من الأقوال لاحظها في طبقات ابن سعد 139/3 - 151، ومسند أحمد بر حنبل 1/14، وكنز العمّال 3/126، والرياض النضرة 1/167 - 177، والإمامة والسياسة 16/1، وشرح نهج البلاغة 1/134، و 3/8، و 167/4، وتاريخ الطبري 203/3 و 210، وعيون الأخبار لابن قتيبة 2/234، والعقد الفريد 2 /158، وتاريخ الخلفاء: 47 - 48، والسيرة الحلبية،388/3، وتاريخ ابن كثير 247/5.. وغيرها. انظر ما جاء مفصلاً في: الإمامة والسياسة لابن قتيبة (تحقيق الشيري): 36 (صفحة: 24 من تحقيق الزيني). وأيضاً؛ ما ذكره العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 138/30 - 139 (باب 19) تحت عنوان: تذييل، وصفحة: 141 وما علّقه (رَحمَةُ اللّه) على تمنيات الخليفة، وأنّه كان يرى الفضل لغيره وفي غيره لا لنفسه، وأنه لم يكن أهلاً للإمامة حيث ودّ أن يسأل عن هذا الأمر. وإن كثيراً من هذه التمنيات كاشفة عن جهله تارة، وكفره أُخرى، وسفهه ثالثة..
وقيل لأبي ذرّ: تحبّ أن تحشر في مسلاخ (1) الأوّل؟! فقال: لا.
قيل: ولم؟ قال: لأنّی على ثقة (2) من نفسي (3) وشكّ من غيري.
وفي كتاب المسترشد (4)، عن ابن جرير: أنّه روى إسحاق بن راهويه (5)، عن يحيى بن آدم، قال: سُئل شريك عن رجل مات ولم يعرف أبابكر، قال: لا شيء عليه، قيل: فإنّه لا يعرف عليّاً؟ قال: في النار؛ لأن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) (6) قال: «من كنت مولاه فعلی مولاه».. الخبر.
ولقد اشتهرت خطبة الإقالة عنه، لا يشكّ فيه اثنان (7).
ص: 175
1- المراد به الجلد، ويقصد بها هنا السمت والمنزلة.. أي هدي وسمت أبي بكر.. وه_و لفظ مستعمل عند القدماء كثيراً، واحتمل بعضهم الكلمة: في صلاح، ولا وجه لها.
2- في نسخة (ألف): ثقتي، ولعله: نقتي - بدون إعجام -.
3- في نسختي الأصل تقرأ: نفثى.
4- المسترشد: 270 برقم 81 باختلاف يسير. وجاء في كتاب الأربعين للشيخ محمّد طاهر القمّي الشيرازي (رَحمَةُ اللّه): 458.. وغيره.
5- انظر ترجمته مفصلاً بمصادرها في سير أعلام النبلاء 358/11 برقم 79 عن جملة مصادر.
6- للبياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 70/2 زيادة هنا: (أقامه علماً يوم الغدير)، وجاء نص ما هنا هناك ولعلّه أخذه منه.
7- وقد مرّت مصادرها قريباً وستأتي عليها زيادة، وقد زاد الزبير بن بكار في كتابه الأخبار الموفقيات: 579، قوله:.. إن لي شيطاناً يعتريني..
وقال مجنون لعمرو بن عبيد: ما تَقُولُ (1) في الإمامة بعد الرسول؟ قال: لأبي بكر، قال: ولم قدّمتموه؟! قال: لقول النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «قدموا خيركم وولوا أفضلكم»، قال: فإنّي أوجدك أنّه صعد المنبر وقال: وليتكم ولست بخيركم.. (2) فقوله هذا لا يخلو إمّا أن يكون صدقاً أو كذّباً؛ فإن صدق فكذّبتم عليه، وإن كذّب فلا يصلح للمنبر.
ثمّ إنّه إن صدق فلا يصلح للإمامة، والإمارة، وإن كذّب فلا يصلح للإمامة.
ثمّ إنّه كان يدور ثلاثة أيام يقول: أقيلوني.. ومرة يقول: البدار قبل البوار..(3)
ثم يقول: وليتكم ولست بخير منكم.. فلو كانت بيعته حقاً ما استقالها..
والعجب أنّه استقالها (4) ثم جعلها لغيره! (5)
ص: 176
1- في نسختي الأصل: فيقول، وهو محرّف عن المثبت.
2- وجاء في العقد الفريد 374/2.. وغيره.
3- ونصّ عليه - أيضاً - الطبري في المسترشد: 140.
4- هذا استظهار منا، وإلا فانّ ما جاء في نسختي الأصل: إسقاط لهما.
5- وقريب منه ما حكي عن أبي الهذيل العلاف - كما رواه الشيخ الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) فی الاحتجاج 2/150 - 152 - في دخوله الرقة ولقائه برجل مجنون حسن الكلام.. وفيه ما يقرب مما هنا إلا أن فيه زيادة قولة أبي بكر: ولست بخيركم وعلي فيكم.. وعنه في بحار الأنوار 279/49 - 281 (باب 18) حدیث 35.
قال أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خطبته بالكوفة (1): «فيا عجباً بينا ه_و يستقيلها (2) في حياته؛ إذ عقدها لآخر بعد وفاته..».
وادّعيتم الفضل لرجل لم يدّعه لنفسه، قال (3): وليتكم ولست بخيركم (4).. فكذّبتم صديقكم وهو أعلم بنفسه منكم، كما قال الله للإنسان: (.. على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (5) أقرّ على نفسه أنه محتاج إلى أن يقوم، والّذي يقومه أعلم بالحق منه (6).
القاضى إذا عزل نفسه لا تثبت أحكامه، وقد عزل نفسه الشيخ، وكان يقول ثلاثة أقيلوني..
ص: 177
1- وهي من خطبته المعروفة ب_: الشقشقية؛ المرويّة في نهج البلاغة 32/1 - وعنه في بحار الأنوار 498/29 - 519 (باب 15 الشقشقية)، مفصّلاً مع شرحه_ا - وأيضاً جاءت في علل الشرائع 151/1، ومعاني الأخبار: 361، والفصول المختارة: 247، والجمل للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 92، والاحتجاج 1/284، والمناقب لابن شهر آشوب (رَحمَةُ اللّه) 48/2، والطرائف لابن طاوس (رَحمَةُ اللّه): 418، وحلية الأبرار 290/2، والغدير،381/9، وكذا جاءت في هامش كتاب المعيار والموازنة لأبي جعفر الإسكافي: 46.. وغيره.
2- في نسختي الأصل: يستقبلها.
3- في نسختي الأصل: أقال.. وهي مشوشة، ولعلّها: أنّه قال.. أو: إذ قال..
4- نقله بنصه الفضل بن شاذان له في الإيضاح: 129 – 130 [وفي طبعة الأعلمي: 71، وعلّق عليه].
5- سورة القيامة (75): 14.
6- في نسخة (ألف) هنا علامة السقط (..) لم نحرزها.
وقال شَقّاق المُخَنَّتْ (1): [أبو بكر] خير الناس بعد رسول الله، فقال رَجُلٌ: [لَؤُمْتَ] (2)... (3) وكذّبت؛ وصدق أبوبكر في قوله: أقيلوني، فلست بخيركم.. وهو الصديق!..
وكل هذا يدلّ على خروجه من الدنيا على غير يقين، وأنّه كان في شكّ ممّا كان عليه، فلمّا احتضر تيقّن أنّه ظلم نفسه (4).
ص: 178
1- شَقاق المُخنَّث: هو عثمان بن عفان، فقد كان يُسمّى: شَقَّاق المصاحف. راجع: تاريخ الطبري 575/4، وكذا راجع: الطرائف: 499، وديوان عبد الرحمن ابن حنبل الجمحي: 60 - 63.
2- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، استظهرنا ما أثبتناه.
3- في نسختي الأصل: خبل، وبعده بياض بمقدار كلمة في نسخة (ب)، ووضعت علامة السقط عليه (..) في نسخة (ألف)، والظاهر ما أثبتناه.
4- أقول: إذا اشتدّ التكليف على الشخص تمنّى خلافه، وولايته إن كانت حقاً وحسناً فتمني خلافها لا يكون إلا قبيحاً؛ لكونه مفسدة.. وللخليفة هذا تمنيات كثيرة كاشفة عن خبث باطنه، وعدم يقينه، بل بعضها كفر.. كما قال في آخر ساعات حياته حين رأى العذاب: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ..)[سورة يونس (10): 91]، وهو القائل: ليتني في ظلّة بني ساعدة ضربت يدي على أحد الرجلين، فكان هو الأمير وكنت الوزير - عنى عمر وأبا عبيدة - كما جاء في الصراط المستقيم 301/2.. وغيره.. وسلف منا.. وهو - مع هذا - لازال لا يريد إرجاع الحق لأهله!! قال الشيخ العاملي والد الشيخ البهائي رحمهما الله في وصول الأخيار: 68 - 69 - بعد كلام له ونقوض -: فكيف يقتدى بمن لعنه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )... ومن شك عند موته فقال: ليتني كنت سألت النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) هل للأنصار في هذا الأمر شيء[نصيب]. ثمّ قال: وهذا شكّ فيما هو فيه مع أنّه هو الذي دفع الأنصار، لما قالوا: منّا أمير ومنكم أمير.. بقوله: الأئمة من قريش!! فإن كان ما رواه حقاً كيف حصل له الشكّ؟! وإلّا فقد دفع بالباطل.. إلى آخر ما قال.
الحميري (1):
[من الطويل]
وَقَالُوا: وَلِيَنَاكُم وَلَسنَا بِخَيْرِكُمْ *** وَتِلكُمْ لَعَمْرِي غَيْرُ مُخْتَرَصَاتِ (2)
وله:
[من الوافر]
وَقَالَ لَهم: أقيلُوني مِرَاراً *** وَقَد أَبْدَى نَدَامَةَ نَادِمِينَا
أَقِيلُونِي بِبَيعَتِكُمْ فَإِنِّي *** أَرَى أَهلَ الوِلَايَةِ سَاخِطِينَا
إذَا مَا لَم تُطِيقُوا (3) مَا حَمَلْتُمْ *** وَلَمْ (4) تُلْقُوا بِذَلكَ نَاصِحِينَا
فَخَلُّوا (5) المُسْتَقَالَ بِهِ (6) يُدَاوِي *** أُمُورَكُمْ وَكُونُوا وَادِعِينَا
ص: 179
1- لا يوجد هذا البيت في الديوان المجموع للسيّد الحميري، وكذا ما بعده، ولا نعرف له مصدراً غير كتابنا.
2- في نسختي الأصل: محترضات.
3- في نسختي الأصل: يطيقوا.
4- فی نسختي الأصل: (وكم)، ويصح أن يقال: (تُلْفَوا).
5- في نسخة (ألف): فحلّ.
6- أقول: المستقال به: هو أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله، لقول عتيق وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم.. بعد قوله: أقيلوني؛ فعليّ هو المستقال به.
کشواذ (1):
[من الرجز]
شَتَّانَ بَينَ مَنْ يَقُلْ: سَلُونِي *** وَبَينَ مَن (2) قَالَ لَهم: قِيلُونِي
ولنا:
[من الكامل]
وَيَقُولُ: لَستُ بِخَيرِكُمْ بِوِلَايَتِي *** فَوقَ المَنَابِرٍ قَوْلَةَ المُتَنَصِّل (3)
وَهَوى القُلُوبِ يَحُولُ دُونَ رَشَادِها *** بِنُصُولِ عَهْدِ خَطْبُهُ (4) لَم يُنْصَلِ
وَيَسُومُها مِن بَعْدِ مَا أَبْدَى لَها *** قَوْلَ المُعَزّ وعَزْمَةَ (5) المُتَزَلْزِل (6)
ص: 180
1- الظاهر أنّ هذا البيت من الأرجوزة التي سبق أن تحدثنا عنها قريباً فراجع، والتي لا نعرف لها مصدراً غير كتابنا الحاضر، فلاحظ.
2- في نسختي الأصل: ما، بدلاً من: من.
3- قال في لسان العرب 664/11: تنصل فلان من ذنبه.. أي تبرأ، والتنصل: شبه التبرؤ من جناية أو ذنب.
4- فی نسختي الأصل: خصبه. ويقرأ العجز في نسختي الأصل: بنصول عهد خصه لم ينصل..
5- في نسختي الأصل: عرمة.
6- كذا؛ ولعلّها: المتذلّل.
وَمِنَ العَجَائِبِ والعَجَائِبُ جَمَّةٌ *** تَسْلِيمُها بِوَثِيقَةِ المُتَحَيّل!
ثَنَّى وَسَنَّ وَكُلُّها مَبْتُوثَةٌ (1) *** يَومَ السَّقيفَةِ بالقَرارِ الأَوّلِ
وأمّا فسقه؛
فما رواه زيد بن عليّ، وسعيد بن جبير، وأبو عمرو الضرير، وضارب بن مضروب، وأبو القموص (2).. وغيرهم أنه: لما نزل قوله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ..) (3) الآية، فكان المسلمون من بين شارب وتارك، فشرب الأوّل والثاني ثمّ صلّوا (4)، فهجر الثاني في قوله: (قُل يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ (5) فنزل: يا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى.. ﴾ (6) فكانوا يشربون قبل
ص: 181
1- قد تقرأ في نسختي الأصل: مثبونة، وهي على كلّ كلمة مشوشة.
2- حديث أبي القموص؛ أخرجه الطبري في تفسيره 203/2 [وفي طبعة صفحة: 211]، و24/7.. وغيره في غيره، وقد حكاه العلامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في غديره 95/7 - 102 عن جمع، منهم: الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: 66.. وغيره، وقصة نادي الخمر في دار أبي طلحة مفصلة، لاحظ عنها مثلاً: مجمع الزوائد 52/5، والدر المنثور 252/1، و 2 /321.. وغيرهما.
3- سورة البقرة (2): 219.
4- كذا؛ ولعلّه: صليا.
5- سورة الكافرون (109): 1.
6- سورة النساء (4): 43.
وقت الصلاة، فشربها - أي (1) الأوّل فقعد ينوح على قتلى أهل بدر (2).
شعر شداد اللیثی(3):
[من الوافر]
ص: 182
1- في نسختي الأصل: إلى.
2- وذكر الأخير ابن حجر في الإصابة 22/4، ولاحظ: فتح الباري 30/10، وعمدة القاري 84/20، ومسند أحمد بن حنبل 181/3 و 227، وسنن البيهقي 286/8، و 290، تفسير ابن كثير 93/2 - 94، وتفسير الآلوسي 2 /115، و تفسير ابن جرير و 24/7.. وغيرها.
3- هذه الأبيات ممّا اختلف في قائلها، وهي ممّا كان يناح بها على قتلى بدر، وجاءت بألفاظ مختلفة، وقد أنشدها الخليفة الأوّل بعد أن شرب الخمر وسكر، كما جاء في الغدير 96/7 عن أكثر من مصدر، فراجع. وقد رويت قصة شرب الخليفة الأوّل للخمر في بحار الأنوار 35/29 - 45 (باب ہ ذیل حديث 18، عن إرشاد القلوب: 264 – 267 [طبعة بيروت 57/2 - 61] فيما رواه الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن ملاقاة أبي بكر لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).. والأبيات فيها زيادة واختلاف عمّا نقلناه هنا، فلاحظ. وانظر: الهداية: 106.. وغيرها. أقول: أسند شيخنا الطوسى (رَحمَةُ اللّه) في أماليه: 737 حدیث 1537 [طبعة مؤسسة البعثة، وفي الطبعة الأوّلى 347/2] عن أبي القموص، قال: شرب إنسان الخمر قبل أن تحرم، فأقبل ينوح على قتلى المشركين الّذين قتلهم النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم بدر، فقال.. ثم أورد الأبيات، كما ونقلها شيخنا النوري (رَحمَةُ اللّه) في مستدركه 85/17 حديث 20814، ورواه الشيخ أبو الفتوح الرازي (رَحمَةُ اللّه) في تفسيره 361/1، - وعنه حكاه الميرزا النوري (رَحمَةُ اللّه) في مستدرك الوسائل 83/17 - 84 برقم 20813 ذیل قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ.. ) [سورة البقرة (2): 219]-.
تُحَيَّى بالسَّلامةِ أُمُّ بَابٍ (1) *** وهَلْ لكِ بعدَ رَهطِكِ مِن سَلامِ (2)؟
ذَرِينِي أَصْطَبِحْ يَا أُمَّ بَكرٍ *** فَإِنَّ المَوتَ نَقَّبَ عَن هِشَامِ (3)
فَوَدَّ (4) بَنُو المُغِيرَةِ لَو فَدَوْهُ *** بِأَلْفِ مِن رِجَالٍ أو سَوَامِ
[كأني بِالطُّويِّ طَوِيٌّ بَدْرٍ *** مِن الشِّيزَى يُكَلَّلُ بِالسَّنامِ] (5)
ص: 183
1- كذا؛ وقد روي صدر البيت في بعض المصادر هكذا: تحيى بالسلامة أُمّ عمر و.. وفي رواية أخرى: تحيى أم بكر بالسلام.. وفي ثالثة: أحيّي أُم بكر بالسلام.. وأمّا صدر البيت في الأمالي هكذا نحيّي بالسلامة أم بكر.. وفي التفسير: تحيّي.. ولا يخفى أن الطبري حرّف اسم أبي بكر وجعل مكانه رجل، كما وقد حرّف كلمة (أم بكر) وأبدلها ب_: (أُمّ عمرو) صوناً للكرامة!!..
2- في بعض النسخ: قومك.. بدلاً من: رهطك، وجاء عجز البيت في بعض النسخ هكذا: وهل لي بعد قومك من سلام.. وفي رواية: وهل لك..
3- البيت في الأمالي هكذا: [من الوافر] ذريني أصطبح يا بكر إني *** رأيت الموت رحب عن هشام ومثله في التفسير، وفي الطبعة الأوّلى من الأمالي: با بكر.. وه_و سه_و، وفي المستدرك عن الأمالي: نقب، بدلاً من: رحب.
4- فی الأمالي: يودّ، وفي المستدرك عن الأمالي كما في المتن، وفي التفسير: وود.
5- ما بين المعكوفين مزيد من تفسير الطبري، ولم يرد في الأمالي.
كأني (1) بِالطُّويِّ طَوِيٌّ بَدْرٍ *** مِنَ الفتيان والشيب الكرام (2)
يُخَبِّرُنا (3) النبيّ بأنْ سَنَحْيا *** وكيفَ حَياةُ أصداءٍ وَه_ام؟!
ألا مَن مُبْلِغُ الرَّحْمَنِ عَنِّي *** بأني تارك شهر الصيام؟!
أيقتلنى (4) إذا ما كُنتُ حَيّاً *** ويُحْيِيني إذا رُمَّتْ عِظَامِي؟
إِذَا مَا الرَّأْسُ فَارَقَ مَنْكِبَيْهِ *** فَقَد شَبعَ الأنيسُ مِن الطَّعَامِ (5)
ص: 184
1- في تفسير أبي الفتوح هذا البيت والّذي قبله: وكائِنْ بالطوي.. وهو الأجود، بمعنى (وكم بالطوي) فهي تفيد التكثير والتأسف الشديد، بل لعلها المتعينة، وقوله (كأنّي) مصحف عن (كائن). وجاءت الكلمة في تفسير الطبري: كأيّ.
2- جاء عجز البيت في تفسير الطبري هكذا من الفتيان والحلل الكرام، وفي التفسير: من القينات. وفي كثير من المصادر والشَّرب.. أي جماعة الشاربين.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، أثبتنا منها ما قرأناه منها، وفي الأمالي: يحدثني، وفي المستدرك: يحدّثنا. وصدر البيت في إرشاد القلوب: يقول لنا ابن كبشة سوف نحيي.
4- في نسختي الأصل: ليقتلني.
5- جاء البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)خير والبيتان من هذه القصيدة في أكثر من مصدر، لاحظ عنها: تفسير الطبري 203/2 [وفي طبعة أُخرى: 211]، والإصابة لابن حجر 22/4، ومجمع الزوائد 51/5.. وغيرها. وزاد في الأمالي عليه قوله: وقال بعض الشعراء في ذلك: [من المنسرح] لولا فلان وسوء سكرته *** كانت حلالاً كسائغ العسل أقول: جاء في تفسير أبي الفتوح الرازي (رَحمَةُ اللّه) بعد القصيدة:.. فأخبر النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بقصته فأتاه وفي يده (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) شيء يريد أن يضربه به، فاستعاذ به واعتذر و تاب.. والكلّ لم يصرّح باسمه..! وقد روى الشيخ الفقيه العاملي في كتابه حجر وطين 182/3 - 183 تحت عنوان: في زوايات الكتب: عن كتاب المستطرف في كل فن مستظرف لشهاب الدين 2/260 ما لفظه: الرابع والسبعون في تحريم الخمر وذمها والنهي عنها وقال ما لفظه: لقد أنزل الله: تعالى في الخمر ثلاث آيات.. إلى أن قال: فشربها من المسلمين من شربها وتركها من تركها، حتّى شربها عمر... فأخذ بلحي بعير وشجّ به رأس عبد الرحمن بن عوف، ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر ويقول: [من الوافر] وكائن بالقليب قليب بدر *** من الفتيان والعرب الكرام أيوعدني ابن كبشة أن منحيا *** وكيف حياة أصداء وه_امِ أيعجز أن يرد الموت عني *** وينشرني إذا بليت عظامي ألا من مبلغ الرحمن عني *** بأنّي تارك شهر الصيام فقل لله يمنعني شرابي *** وقل لله يمنعني طعامي فبلغ ذلك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فخرج مغضباً يجرّ رداءه، فرفع شيئاً كان في يد فضربه به فقال: أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، فأنزل الله تعالى الآية: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ.. ﴾[سورة المائدة (5): 91] الآية. أنّتهى بلفظه.
وقيل للسيّد الحميري (1): ألا (2) تصف الخمر بإنشاد؟
عرض به، [فقال] (3):
[من المنسرح]
صَفْرَاءُ إِنْ شئتَ (4) قُلتَ: مُشرَبةٌ *** وَرْساً، وإِن شِئتَ عَسْجَداً فَقُلِ
نتروا (5)..... إذا المِرَاحُ وَتَعلُو *** بِها عُيُونُ كالر.....(6) في الحلل (7)
ص: 186
1- قول السيد الحميري وما بعده من الأبيات مشوشة جدّاً في النسختين، أثبتنا ما استظهرناه منه.
2- في نسختي الأصل: (لا) بدون همزة الاستفهام.
3- لا توجد هذه الواقعة ولا الأبيات في ترجمة السيد الحميري ولا فيما جمع له من أبيات تحت عنوان دیوان، فلاحظ.
4- لم ترد (شئت) في نسخة (ألف).
5- الكلمة مشوشة جدّاً، وما بعدها بياض.
6- فراغ في نسختي الأصل في الموردين، وهو الذي يقتضيه وزن الأبيات، والكلمة وما قبلها مشوشة.
7- لعلّ البيت هكذا: تنز و [صعوداً] لدى المزاج وتع_(م) *** _لوها عيون كالر[سم] في الحُلل
يَا طِيبَ هَاتِيكَ لَو تُحَلُّ (1) وَقَدْ ***كانَتْ حَلَالاً في سَائِرِ المِلَلِ (2)
لولَا فُلَانٌ (3) وسُوهُ سَكْرَتِهِ *** كَانَتْ حَلالاً كَسَائِعِ العَسَلِ (4)
وذكر الطبري في تاريخه (5)، وأبو المعالي شاهفور في التفسير (6)، عن عكرمة، والزهري، والشعبي، وابن مسعود: إنّ الروم والفرس اقتتلوا في أدنى الأرض [قال: وأدنى الأرض يومئذ] يوم (7) أذرعات [بها التقوا]، فانهزمت الروم، فبلغ ذلك النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )[وأصحابه وهم بمكة] فشقّ [ذلك] عليهم؛ لكونهم [من] أهل الكتاب، وفرح الكفّار بمكة.. فنزل: (المَ غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ...)
ص: 187
1- في نسخة (ألف): تحلل.
2- في نسختي الأصل: الحلل.
3- كتب عليها في نسختي الأصل: عتيق، وهي التي جاءت في مستدرك الوسائل.
4- أورد البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)خير في الهداية: 110 - وعنه في مستدرك الوسائل 83/17 ذیل حدیث 20812 وراجع: أمالي الشيخ الطوسي (رَحمَةُ اللّه): 737 ذیل حدیث 1537[طبعة مؤسسة البعثة، وفي الطبعة الحيدرية 347/2].
5- تاريخ الطبري 2/184 – 185 [طبعة الأعلمي 594/1] بتصرف يسير، وأضفنا ما سقط منه.
6- هو تاج التراجم في تفسير القرآن للأعاجم (المطبوع).
7- لم ترد كلمة (يوم) في المصدر، وجاءت في التفسير للطبري 13/20 [طبعة بولاق].
إلى قوله: (غَافِلُون) (1) فقال أبو بكر: [أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا؟!
فلا تفرحوا ولا يقرن الله أعينكم، فوالله ليظهرنّ الروم على فارس أخبرنا بذلك نبينا، فقام إليه أبي بن خلف [الجمحي]، فقال: كذّبت يا أبا فصيل!
[فقال له أبو بكر: أنت أكذّب يا عدو الله، فقال:] فيا جاعل (2) عشرة قلائص (3) [منّي، وعشر قلائص منك، فإن ظهرت الروم على فارس غرمت، وإن ظهرت فارس غرمت] إلى ثلاث سنين.. ثمّ جاء إلى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فخبّره، فقال: ما هكذا ذكرت، إنّما البضع ما بين الثلاث إلى التسع.. فزايده في الخطر (4)، وماده في الأجل.
ص: 188
1- سورة الروم (30): 12 - 7.
2- كذا؛ ولا معنى واضح لها، وفي المصدر: أنا حبك، وهي بمعنى المراهنة والمخاطرة.. أي أراهنك.
3- القلائص، جمع قلوص، وهي من الإبل الشابة أو الباقية على السير. انظر: النهاية 100/4، وقارن به القاموس المحيط 314/2، وتاج العروس 82/9.. وغيرهما.
4- كذا تصحيحاً؛ حيث إنّ الكلمة في نسختي الأصل تقرأ: الحضر، وهي مشوشة في نسختي الأصل. أقول: من معاني الخطر - بالتحريك - ما يتراهن عليه ويتخاطر عليه، كما في لسان العرب 251/4، ولاحظ: العين 213/4، ومجمع البحرين 290/3.
فخرج أبوبكر فلقي أبياً، فقال: لعلّك ندمت! فقال: لا، تعال أُزايدك في ا في الخطر (1) وأمّا [ما] ذكر (2) الأجل، فأجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين، قال: قد فعلت..
ثمّ أظهر الله الروم على فارس عام الحديبية.
وقال الثوري: يوم بدر.
وقوله: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤمِنُونَ) (3).
وروي (4): أنهما أخذا أولادهما كفيلاً..
فلمّا غلبت الروم فارساً وربطوا خيولهم (5) بالمدائن وبنوا الرومية،
ص: 189
1- كذا في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): الحظر، وهو سهو.
2- كذا؛ وفي المصدر: وأمّادّك.. أي أعطيك مدة، وهو الظاهر.
3- سورة الروم (30): 4.
4- قال الجصّاص الحنفي (المتوفى سنة 370 في أحكام القرآن 398/1: لا خلاف بين أهل العلم في تحريم القمار وأنّ المخاطرة من القمار، قال ابن عباس: إنّ المخاطرة قمار، وإنّ أهل الجاهلية كانوا يخاطرون على المال والزوجة، وقد كان ذلك مباحاً إلى أن ورد تحريمه، وقد خاطر أبو بكر الصديق المشركين حين نزلت: ( الَمَ * غُلِبَتِ الرُّومُ )[سورة الروم (30): 1 - 2]. وانظر: تفسير الكشاف للزمخشري 214/3، ومجمع البيان 42/8 - 45[461/8 - 462].. وغيرهما.
5- الكلمة مشوشة جدّاً، ولم نستطع استظهار معنى مناسب لها، وقد تقرأ: أخير لهم، بدلاً من: أخبر لهم، أو أخبر بمعنى أُختير لهم، وفي المصادر: خيولهم بالمدائن. راجع: تفسير الثعلبي،293/7، تفسير البغوي 476/3، تفسير ابن كثير 424/3، الدر المنثور 6/480.. وغيرها.
أخذ أبو بكر الخطر من (1) ورثته.. (2)
والخطر حرام في شريعة الإسلام (3).
سلامة الحسني (4):
[من الرمل]
ص: 190
1- في نسختي الأصل: في.
2- قال الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في مجمع البيان: وقال الشعبي: لم تمض تلك المدة[أي التسع سنين] التي عقدها أبو بكر مع أُبي بن خلف حتّى غلبت الروم فارساً، وربطوا خيولهم بالمدائن، وبنوا الروميّة، فأخذ أبو بكر الخطر[أي الرهانة] من ورثته..!! وراجع: تفسير غرائب القرآن 402/5، وتخريج الأحاديث والآثار 53/3، والوافي بالوفيات 40/1، وفتح القدير للشوكاني 216/4.. وغيرها.
3- لو سلّمنا الواقعة، فهي قد كانت بمرأى من الرسول الأكرم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، ولعلّه لم يكن قد شرّع آنذاك، فتدبر.
4- كذا؛ والكلمة مشوشة، والظاهر - كما في المناقب -: الحسيني، وقد تقرأ كذلك في نسخة (ألف). وقد جاءت أبيات في المناقب 389/1 تتمة لهذه القصيدة الرائعة وهي: [من الرمل] أنا مولى حيدر وابنيه وال_ *** _علم السجاد مصباح العرب وابنه: الباقر والصادق وال_ *** _مرتضى موسى الإمام المنتجب ثمّ الرضا ثمّ أبي جعفر *** والعسكريين وب_اق محتجب ولم أجد هذه الأبيات فيما جمع لشاعرنا من أبيات أو نثر له من شعر هنا وهناك. ولاحظ تتمة هذه الأبيات في الصفحات القادمة.
أنَا مَولَى الفَجْرِ وَالعَشْرِ مَعَ الشَّ_ *** _فْعِ وَالوَترِ حَقِيقاً لَا كذّب
لَستُ مَولَى الجِبتِ والطَّاغُوتِ وال_ *** _خَمْرِ والمَيْسِرِ فِينَا والنُّصُبْ
أنا مولى العدل (1) والإحسانِ وَال_ *** _برّ والقُرْبَى بِلَحْمِي وَالعَصَبْ (2)
لَستُ مَولَى الفِسْقِ والفَحْشَاءِ وال_ *** _بَغْي والموت الوَجِبْ (3)
وذكر الطبري (4) والغزالي (5) في كتابيهما - واللفظ للطبري -: أنّه قال أبو بكر: انظروا كم أنفقت منذ وليت من بيت المال واقضوه عنّي.. فوجدوا (6) مبلغه ثمانمائة ألف درهم! (7)
ص: 191
1- في نسخة (ألف): العدول.
2- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة، ولعلّها: والمنكر.
3- في نسخة (ألف): الوحب.
4- تاريخ الطبري 433/3[طبعة الأعلمي بيروت 621/2].
5- إحياء علوم الدين 137/2 باختلاف.
6- في نسختي الأصل: فوجده.
7- في المصدر: ثمانية آلاف درهم في ولايته، وفي إحياء علوم الدين:.. فبلغ ستّة آلاف درهم فغرمها لبيت المال.. قال المصنف (رَحمَةُ اللّه)في المناقب 108/2:.. ومعلوم أنّ أبا بكر توفي وعليه لبيت مال المسلمين نيف وأربعون ألف درهم.
فما صحّ أنّه قُضي عنه أم لا؟!
وقد ثبت عليه هذا الدّين [و] قد قال أنّه:
﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ القِيامَةِ) (1).
وروى الواقدي (2)، عن ربيعة بن عثمان (3)، عن يزيد بن رومان (4)، وأفلح، (5) عبد الحميد بن جعفر، عن (6) [رافع بن] أبي رافع الطائي (7)،
ص: 192
1- سورة آل عمران (3): 161.
2- المغازي للواقدي 771/2 - 772[وفي طبعة 219/2]، وتلخيص المتشابه في الرسم،831/2، والزهد لأبي داود: 47، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم 1059/2، ومعجم الصحابة للبغوي 371/2 - 372.. وغيرها.
3- جاء الاسم في المسترشد للطبري: 219 برقم 64: ربيعة بن جهور. أقول: يقال له: ربيعة بن جوشن الغطفاني، انظر عنه: الجرح والتعديل 474/3 برقم 2125.
4- هو أبو روح المدني، انظر: تهذيب الكمال 122/32.
5- في نسختي الأصل: بن.
6- في نسختي الأصل: بن.
7- كذا؛ وفي المسترشد: قال: وحدثني عبد الحميد بن جعفر، وكل حدثني بطائفة، وبعض أدعى له من بعض، أنّه لما كان في غزوة ذات السلاسل.. إلى آخره، وهو حديث مفصل. راجع: المسترشد للطبري: 219 - 220، والراوي الأخير هو: رافع بن أبي رافع الطائي.. ورواه الطبرسی (رَحمَةُ اللّه) في الاحتجاج 117/1 [وفي طبعة مشهد 89/1] بألفاظ مقاربة، عن رافع بن أبي رافع الطائي.
قال: صاحب_[_تُ] أبا بكر في سفر، فاستَنْصَحْتُه (1).. فقال لي: لا تشرك بالله شيئاً، وأقم الصلاة وآت الزكاة] (2)، وصم شهر رمضان، وحج البيت واعتمر،
ولا تأمرنّ على اثنين (3) من المسلمين..!
فلمّا استخلف جئته فقلت له: يا أبا بكر! ألم تنهني ألا أتأمّر على الاثنين (4)؟!
قال: بلى، قلت: فما بالك تأمرت على أُمة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )؟! وقال الله تعالى: (لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ) (5).
قال: اختلف الناس وخفت عليهم الضلالة (6)، ودعوني فلم أجد من ذلك بداً!!
ص: 193
1- في نسختي الأصل: فاستصحبته، وهي محرّفة عن المثبت، ففي الاحتجاج: قلت له: يا أبا بكر! علّمني شيئاً ينفعني الله به، قال: قد كنت فاعلاً ولو لم تسألني.. لا تشرك..
2- الزيادة من بعض المصادر؛ كما في المسترشد والاحتجاج.
3- الكلمة مشوشة جدّاً غير منقوطة، وقد تقرأ مائتين، وما أثبتناه من المغازي للواقدي، وهو الذي في الاحتجاج، وفي المسترشد: ولا تتآمرن على اثنين من المسلمين.
4- في المسترشد: ألم تنهني أن أتأمر على اثنين من المسلمين؟! ومثله في الاحتجاج.
5- سورة الصف (61): 2، ولا توجد الآية في المصادر، وكأنها جملة معترضة من المصنف (رَحمَةُ اللّه).
6- في المصدر: وخشيت عليهم الهلاك؛ وفي المسترشد: الهلك.
وقد أخرجه صاحب الإحياء (1)، كان ينهى عن الإمارة حيث لم يطمع فيها، فلمّا لُوّح له وثب عليها!!
............... (2)
[من الطويل]
وَيَعسُوبُ دِينِ اللهِ بَلْ جَوْلَةِ (3) الوَغَى *** إذَا خَاصَ أَهلُ النَّكْتِ وَالغَدَرَاتِ
إذَا وَلَّوا الأدبَارَكَافِحَ مُقْبِلاً *** وَلَمْ يَرْدُدِ الرَّايَاتِ مُنْهَزِمَاتِ
وَلَا خَافَ مِن عَمرو وَلَا خَافَ (4) مرحباً *** وَلَا اسْتَعْلَمَ الأحزاب مُجْتَمِعَاتِ
ص: 194
1- كما جاء في أكثر من مصدر، كما ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين 324/3 - 325 من قوله لرافع بن عمر: لا تأمر على اثنين، ثمّ ولي هو الخلافة فقام بها، فقال له رافع: ألم تقل لي لا تأمر على اثنين.. وأنت قد وليت أمر أمة محمّد صلى الله عليه[وآله] وسلم؟!
2- لم يرد اسم الشاعر في نسختي الأصل.
3- في نسختي الأصل: جونة، وهي غلط، ولعل الصواب: ويعسوب دين الله في حومة الوغى.
4- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، أثبتنا ما استظهرناه منها، ولعلها تقرأ في نسخة (ألف): جعب، وفي نسخة (ب) من الأصل: خعب، وهذه أحد محتملاتها.
وَلَا هُوَ مِمَّنْ نَفرُوا (1) بِنَبَيهِمْ (2) *** وَلَا طَلَبُوهُ مَرَّةٌ بِهَنَاتِ
وَمَا كَانَ مِن أَهلِ النِّفَاقِ وَلَا بَكَى *** وَنَاحَ لِقَتْلَى ب_ربالفَجَعَاتِ
وَلَا هُوَ بَعضُ المُرْجِفِينَ أُولى الخَنَى *** وَلَا مِنْ ذَوِي التكذيب والهزواتِ
وَلَا َوضَعَ المِيرَاثَ فِي غَير أهله *** وَلَا خَالَفَ القُرآنَ فِي الفَعَلاتِ
وَلَا عَبَدَ اللّاتَ المُضِلَّ وَلَا انْحَنَى *** لیَسجُدَ للعُزَّى وَلَا لِمَنَاةِ
وفي تفسير الحسن العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3): في قوله تعالى: ﴿ وَإِذا لَقُوا الّذين آمَنُوا الا
ص: 195
1- في نسختي الأصل: يفرّوا.
2- هذا استظهار منا، وإلا ففي نسختي الأصل تقرأ: بنيتهم.
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ): 120 - 123 نقلاً باختصار، وعنه في بحار الأنوار 223/30 - 229 (باب20) حدیث 92، وأجمل ه_نا جدّاً ما هناك، ومثله عنه فيه 51/6 - 54 باب (21) حدیث 2. أقول: روى الشيخ حسن بن سليمان الحلّي (رَحمَةُ اللّه) في كتابه المحتضر: 64[الطبعة المحققة: 116 - 118 حديث 141] - وكأنّه لخصه من التفسير المزبور - وهو هنا مختصر جدّاً ومختزل مع اختلاف كثير فيه.
قالُوا آمَنَّا..) (1):.. أنّ (2) أوّلهم وثانيهم [وثالثهم].. إلى تاسعهم كانوا يلقون سلمان وأصحابه، [فإذا لقوهم اشمأزوا منهم] ويقولون: هؤلاء أصحاب الساحر والأهوج (3)!! يعنون النبيّ والوصي (عَلَيهِم السَّلَامُ)!
فيقول الأوّل:[انظروا كيف] أسخر منهم!.. إذا التقوا، فيقول: مرحباً (4) بسلمان؛ ابن (5) الإسلام.. الذي قال [فيه] محمّد سيد الأنام: «سلمان منا أهل البيت»..
ثمّ قال للمقداد.. أنت الذي قال فيك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) العلي(عَلَيهِ السَّلَامُ): «يا عليّ! المقداد أخوك في الدين وقد قُدَّ منك.. » (6) الخبر؟!
ثم يقول لأبي ذر(رَضِیَ اللهُ عَنهُ) (7).. أنت الّذي قال فيك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «ما أقلّت
ص: 196
1- سورة البقرة (2): 14، وانظر الآية: 76 منها.
2- في نسختي الأصل: أف.. ولعلّها: إلى آخره.
3- الأهوج: الأحمق القليل الهداية، كما في لسان العرب 394/2.. وغيره.
4- فی نسختي الأصل: من جاء، وهي مصحفة عَمَّا أُثبت.
5- في نسختي الأصل: من، بدلاً من: ابن.
6- في التفسير:.. وقد قدّ منك، فكأنه بعضك، حبّاً لك، وبغضاً لأعدائك.. إلى آخره، وفي البحار عنه: وقد قدّمك فكأنه بعضك، حبّاً لك وتعصباً على أعدائك، وموالاة لأوليائك ومعاداة لأعدائك..
7- هنا في نسختي الأصل كلمة: رضع.. واحتملنا كونه رمز: (رَضِیَ اللهُ عَنهُ).
الغبراء ولا أظلت الخضراء... الخبر؟!
ثم يقول لعمّار: مرحباً بك يا عمّار! لقد رضيك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) العليّ أخيه مصافياً (1)، وعلى أعدائه مناوياً (2)، حتّى أخبر أنتك ستقتل في محبته، وتحشر
يوم القيامة في[خيار] زمرته.
ثمّ يقول للمنافقين: (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) (3)، فقال الله تعالى: ([الله].. يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ..) (4).
وفي تاريخ البلاذري (5): أنّه مرّ أبو سفيان بسلمان وصهيب وبلال، فقالوا: لو أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها، فقال الأوّل: تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟! ثم أتى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: « يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم! لقد أغضبت ربّك» (6).
ص: 197
1- في نسخة (ألف): مضافياً.
2- في المصدر: وعنه مناوياً.
3- سورة البقرة (2): 14.
4- سورة البقرة (2): 15. أقول: اختصر الحديث جداً وقُطَّع، وحكاه عن التفسير في بحار الأنوار 51/6 (باب 21) حدیث 2 و 298/8 (باب 20) حدیث 52[الطبعة الحجريّة، وفي المحققة 224/30 باب (20) حديث 92 عن تفسير الإمام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ): 120 - 121]، وعنه في تفسير البرهان 62/1.. وغيره.
5- أنساب الأشراف 488/1.
6- وقريب منه في كتاب مسلم 173/7 (2504)، وفضائل الصحابة للنسائي: 63، ومسند أحمد حمد 64/5، والسنن الكبرى للنسائي 75/5، وكذا في المعجم الكبير للطبراني 18/18، والاستيعاب 224/4، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 37/18، وتفسير القرطبي 435/6.. وغيرها. راجع: تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 463/10، و 235/24، سير أعلام النبلاء 540/1 (قصة سلمان الفارسي برقم (91)، و 25/2 (ترجمة صهيب بن سنان برقم 4)، وما عليها من المصادر.. وغيرهما. وعلّق السيد الداماد (رَحمَةُ اللّه) في رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال) 27/1 قال: وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم: أن أبا سفيان أتى على سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟! فأتى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فأخبره، فقال: «يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم؟! لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك!». فأتاهم فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟! قالوا: لا يغفر الله لك.
وذكر أبو العبّاس الحسني في المصابيح (1)، بإسناده:.. إلى عبد المؤمن الأنصاري، عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «من أحبّ عليّاً ووالاه أحبّه الله وهداه، ومن أبغض عليّاً وعاداه أصمّه الله وأعماه، ووجبت رحمة ربّي لمن أحبّ
ص: 198
1- المصابيح: 204 حديث 75، وصفحة: 257 حديث 109، وه_و لأبي العباس الحسني (المتوفى سنة 211ه_). أقول: وهناك كتاب آخر باسم: المصابيح فيما نزل من القرآن في أهل البيت(عَلَيهِم السَّلَامُ)؛ لأبي العباس أحمد بن الحسن الإسفرايني، المفسّر الضرير، وهو من علماء الزيدية، من طبقة سعد بن عبد الله (المتوفى سنة 201ه_)، قالوا عنه: کتاب حسن، كثير الفوائد.
عليّاً وتولّاه، ووجبت لعنة ربّي لمن أبغض عليّاً وعاداه».
فقالت أُمّ الشرور: يا رسول الله! ادع لي ولأبي..
فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «إن كنتِ وأبوكِ ممن أحبّ عليّاً وتولاه؛ وجبت لكما رحمة ربّي، وإن كنتما ممّن أبغض عليّاً و عاداه؛ فقد وجبت لكما لعنة ربّي».
فقالت: أعاذني الله أن أكون وأبي كذلك!
فقال: «أبوك أوّل من يغصبه حقه، وأنتِ أوّل من يقاتله!».
الحميري (1):
[من الوافر]
أجَدَّكَ (2) هَل سَمِعتَ بِمِثْلِ (3) قَومٍ *** عَصَوا هَارُونَ وَاتَّبِعُوا غَوِيَّا؟!
عَصَوا هَارُونَ واتَّبَعُوا مُضِلّاً *** عَتِيقاً فِي السّياسَةِ سَامِريَّا
أشَدُّ ضَلَالَةٍ أنا اتَّبَعْنا *** أَبَا بَكرٍ وَخَالَفْنا عَلِيًّا
تَبِعْنَاهُ وَلَم يَتْبَعُ عَلِيّاً *** وَكَانَ هُوَ الخَلِيفَةَ وَالوَصِيَّا
***
ص: 199
1- لم أجد هذه الأبيات فيما للسيد الحميري (رَحمَةُ اللّه) في ديوان، ولا أعرف لها مصدراً ولا ناقلاً لها آخر.
2- الكلمة مشوشة حيث لا تنقيط فيها.
3- في نسختي الأصل مثل.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 9] [في تخبط آكل الذبّان]
ص: 201
فصل
في تخبط آكل الذبّان (1)
[عن الباقرین (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)] (2) قوله: ([و] الّذين آتَيْنَاهُمُ الكِتابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْكَ..) (3) [وهو الحقّ: عليّ بن أبي طالب] (4).
[وفي قراءة ابن مسعود]: والذي أنزل (5) إليك من الكتاب هو الحقّ ومن يؤمن به (6): يعني عليّ [بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)] يؤمن به.
ص: 203
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل. أقول: المشهور ما أثبتناه هنا، وقد قرّره شيخنا السروي في مقدمة موسوعته هذه فيما جعله فى الباب الأوّل المختص لرموز الخليفة الأوّل. لاحظ كتاب سليم بن قيس الهلالي 596/2 [الطبعة المحققة] كما يقال له: ابن آكلة الذباب، أو: الذبان.. انظر: كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 10/1.
2- الزيادات من المناقب للمصنّف (رَحمَةُ اللّه)، في كلّ ما هنا بين المعكوفين.
3- سورة الرعد (13): 36.
4- بذا جاء في كتاب المناقب للمصنف (رَحمَةُ اللّه) 60/3.
5- في نسخة (ب): أنزلنا.
6- وهذا استقبال من قوله عزّ اسمه في سورة فاطر (35): 31: ﴿ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ). أقول: الذي جاء في تفسير القمّي (رَحمَةُ اللّه) 366/1[الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 521/2 حدیث 15]، ذيل الآية الشريفة من سورة الرعد الآتية، قال: وهي في قراءة ابن مسعود: (وَالَّذِي أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ هُوَ الحَقِّ وَمَنْ يُؤْمِنُ بِه).. أي عليّ ابن أبي طالب يؤمن به، ﴿ وَ مِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ﴾ أنكروا من تأويل ما أنزله في عليّ وآل محمّد صلوات الله عليهم، وآمنوا ببعضه، فأما المشركون؛ فأنكروه كله، أوله وآخره، وأنكروا أن محمّداً رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. والذي جاء في المناقب:259/2: هو: (وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ هُوَ الحَقِّ)، وعليه؛ فهي ليست بآية في الكتاب.
[قوله تعالى:] ﴿ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ ﴾ (1) الأوّل والثاني؛ أنكروا تأويل ما أنزل في على (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).
أبو الورد؛ عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): ﴿ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ الله.. ﴾ (3) الآية،.. في عليّ بن أبي طالب و آل محمّد» (4).
ص: 204
1- سورة الرعد (13): 36.
2- المناقب 551/1[وفي طبعة بيروت 4/3 - 75، وفي طبعة قم 2 /60]. وفي ذيله هكذا: ﴿ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ..) أنكروا من تأويله ما أنزل في عليّ وآل محمّد وآمنوا ببعضه، وأمّا المشركون فأنكروا كله.
3- سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) (47): 28.
4- أقول: جاء في المناقب 552/1[الطبعة الأوّلى، وفي طبعة بيروت 75/3 وفي طبعة قم 61/3] هكذا: أبو الورد، عن أبي جعفر(عَلَيهِ السَّلَامُ): (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحق..﴾[سورة الرعد (1: 19] قال: «عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)». وفي المناقب - أيضاً - 575/1[الطبعة الأوّلى، وفي طبعة بيروت 120/3، وفي طبعة قم 100/3] عن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) لان ذيل الآية الشريفة: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ..) قال: «كرهوا عليّاً؛ وكان أمر الله بولايته يوم بدر، وحنين، ويوم بطن نخلة، ويوم التروية، ويوم عرفة.. نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجّة التي صُدّ فيها رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عن المسجد الحرام بالجحفة وخم، وعني بقوله تعالى: ﴿ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ.. ﴾[سورة التوبة (9): 100] علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ)». وجاء في المصدر قبله: محمّد بن مروان، عن السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحَقُّ..) قال: «عليّ» كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) قال: «الأوّل». وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي (رَحمَةُ اللّه): 631[الطبعة الحجرية، وفي الحروفية المحققة /985 ذيل حديث 7] ذيل الآية الشريفة: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ 309/2، وفي اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ الله.. ﴾[سورة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) (47): 28] يعني موالاة فلان وفلان ظالمي أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) يعني التي عملوها من الخيرات.. وعنه في بحار الأنوار 92/24 (باب 34) حديث 3، و 163/30 (باب 20) ضمن حدیث 22.
صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال أبو دور (1) - في مرضه الذي قب_ض فيه(2) -:
ص: 205
1- لاحظ عن هذه الكنية كتاب: الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 161/1.
2- قد سبق الحديث عن هذه الرواية، وذكرنا لها مصادر جمة ووجوه متعدّدة. وقد جاءت هنا بتراء، بل هنا حاصل ما في الرواية.. وقد ورد في أوّلها قولة الأوّل: إنّي لا أسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أنّی تركتهن، وثلاث تركتهن وددت أنّی فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. وقد سلفت بعض مصادره ولاحظ ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج 45/2 - 47، والمبرد في الكامل (شرح المرصفي) 54/1 - 55، والطبري في تاريخه 234/3[وفي طبعة 429/3 - 431، وفي طبعة 52/4]، وابن زنجويه في كتاب الأموال 303/1 - 304، وابن عبد ربه في العقد الفريد 20/5 - 22[254/2]، والبلاذري فی أنساب الأشراف 346/10 - 347.. وغيرهم في غيرها.
ثلاث وددت أنّی تركتها:
[وددت] أني لم أكن حرقت الفجاءة (1)، وإنّي قتلته سريعاً أو أطلقته محتماً (2)..
ووددت أنّى (3) يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين: عمر أو أبى (4) عبيدة فكان أحدهما] أميراً، وكنت وزيراً (5)..
ص: 206
1- في نسختي الأصل: بالفجاءة.
2- الكلمة مشوشة جداً، وفي نسختي الأصل قد تقرأ: فحيماً.. وفي نسخة: أو خليته نجيحاً، ولعلّها جاءت في بعض المصادر.
3- في نسختي الأصل: إنّ.
4- في نسختي الأصل: ابن، وهو سهو.
5- لم يذكر هنا إلّا اثنان من الثلاثة، وترك أوّل الثلاثة؛ بل هو أهمها، وهو: قوله - لعنه الله وأخزاه -: فوددت أنّی لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلّقوه على الحرب.
وثلاث وددت أني كنت سألت عنهن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ):
سألته فيمن هذا الأمر فلم ينازعه أهله..
و[وددت أنّی كنت] سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟
وسألته عن ميراث الأخ والعم (1).
ولمّا وافي الناس حوله (2)، قال أبو قحافة: لا أقيم في بلد يتقدّم فيه ابني
علی (3) علي.. فلحق بالطائف.
ص: 207
1- كذا؛ وفي المصادر: ثالثتها التي قال عنها: وددت أنّی تركتهن، قال: فوددت أنّي یوم أُتيت بالأشعث بن قيس أسيراً كنت ضربت عنقه؛ فإنّه يخيل إلي أنه لا يرى شراً إلا أعان عليه، ووددت أنّی حين سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة.. إلى آخره. انظر عنه: مروج الذهب 414/1، الإمامة والسياسة 18/1، الأموال لأبي عبيد: 131.. وغيرها نقلاً عن العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 170/7 - 171.. وجاء بإسناد آخر وألفاظ مقاربة في علل الدارقطني 180/1.. ولاحظ أيضاً: ميزان الاعتدال 109/3 وفيه: إنّي لا أسى على شيء إلا على ثلاث؛ وددت أنّی لم أفعلهن: وددت أني لم أكشف بيت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) وتركته وإن أغلق على الحرب!! وددت أنّی يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أبي عبيدة أو عمر.. إلى آخره. وفيه: فوددت أنّی يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه، فإنه قد خيل إلي أنّه لا يرى شرّاً إلّا أعان عليه.. إلى آخره، ومثله في لسان الميزان لابن حجر 189/4.
2- جاء صدر الخبر في الاحتجاج هكذا إنّ أبا قحافة كان بالطائف لما قبض رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وبويع لأبي بكر فكتب ابنه إليه.. إلى آخره.
3- لا توجد على.. في نسخة (ب).
فكتب إليه ابنه: من فلان خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. إلى أبي قحافة:
أما بعد؛ فإنّ الناس قد تراضوا بي، وأنا اليوم خليفة الله! فلو قدمت إلينا كان
أحسن بك..!(1)
فلمّا قرأ الكتاب قال: ما منعهم من علي(عَلَيهِ السَّلَامُ)؟!
قالوا: هو حدث؛ وقد أكثر القتل في القبائل! وهو أسنّ منه!
فقال: لو كان الأمر كذلك، فأنا أسنّ منه، لقد ظلموا عليّاً حقه، وقد بايع له النبيّ وأمر ببيعته.
ثمّ كتب إليه (2):
أمّا بعد؛ فقد أتاني كتابك، فوجدته كتاب أحمق، ينقض بعضه بعضاً؛ مرّة تقول: خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، ومرة: خليفة الله، ومرّة: ترضى في (3) الناس؛ وهو أمر[ملتبس] (4)؛ فلا تدخلن في أمر يصعب عليك الخروج منه غداً، ويكون عقباك (5)
ص: 208
1- في الاحتجاج: فلو قدمت علينا كان أقر لعينك.
2- جاء الكتاب في الاحتجاج 1/87 – 88 [طبعة النجف الأشرف 115/1]، وعنه في بحار الأنوار 94/29 (باب 9) حديث 3 نقلاً باختصار مع تقديم وتأخير في الكتاب غير مخلّ، وفيه: إنّ أبا قحافة كان بالطائف لما قبض رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وبويع لأبي بكر، فكتب ابنه إليه كتاباً عنوانه: من خليفة رسول الله إلى أبي قحافة..
3- كذا؛ والظاهر: تراضى بي.. كما في المصدر.
4- هنا بياض بمقدار كلمة، وأخذنا كلمة (ملتبس) من الاحتجاج.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وتقرأ: عقاك.
منه إلى الندامة.. إلى آخر الكتاب (1).
وروي أنّه كتب إلى مسيلمة الكذاب يوبّخه على فعله، فأجابه:
أمّا بعد؛
فإنّ الناس قد اجتمعوا عليّ كما اجتمعوا عليك، واختاروني كما اختاروك،
فأجبت كما أجبت، فاخلع نفسك بالحجاز.. لأخلع نفسي بالعراق (2)!
ص: 209
1- أقول: عقد شيخنا المعظم العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار (كتاب الفتن والمحن) 91/29 - 97 (باب 9، فيما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة)، وفيه بعض أحوال أبي قحافة، وفي الحديث الثاني عن أمالي الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 90 - 91، أسنده عن سعيد بن المسيب، قال: لما قبض النبيّ ارتجت مكة: الارتجت بنعيه، فقال أبو قحافة: ما هذا؟ قالوا: قبض رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ). قال: فمن ولي الناس بعده؟ قالوا: ابنك. قال: فهل رضيت بنو عبد شمس وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم. قال: لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله، ما أعجب هذا الأمر! يتنازعون النبوة ويسلّمون الخلافة.. إن هذا لشيء يراد..!
2- رواه الشيخ البياضيا الله في الصراط المستقيم 881 - 89 والظاهر أنّه أخذه من موسوعتنا هذه. وفي آخره... فاخلع نفسك بالعراق.. أخلع نفسي بالحجاز! أقول: روى العلّامة الحلّي له في كشف اليقين: 95[ولاحظ: اليقين: 310 - 311 من الطبعة المحققة] - وعنه العلّامة المجلسي - طاب ثراه - في ب_حار الأنوار 29 /16 - 97 (باب (9) حديث 4 [وفي الحجرية 88/8] - مسنداً عن أبي أمامة، قال: لما قبض رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كتب أبو بكر إلى أسامة بن زيد: من أبي بكر خليفة رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] إلى أسامة بن زيد: أما بعد؛ فإنّ المسلمين اجتمعوا عليّ لما أن قبض رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] فإذا أتاك كتابي هذا فأقبل..! قال: فكتب إليه أسامة بن زيد: أما بعد؛ فإنّه جاءني كتاب لك ينقض آخره أوّله، كتبت إلي: من أبي بكر خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) صلى الله عليه[وعلى أه_ل ب_يته].. ثمّ أخبر تني أن المسلمين اجتمعوا عليك.. قال: فلمّا قدم عليه قال له: يا أبا بكر! أما تذكر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) حين أمرنا أن نسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين؟ فقلت: أمِنَ الله ومن رسوله؟! فقال لك: نعم، ثمّ قام عمر، فقال: أمن الله ومن رسوله؟! فقال: نعم، ثمّ قام القوم فسلّموا عليه، فكنتُ أصغركم سنّاً، فقمت فسلمت بإمرة المؤمنين؟!.. فقال: إن الله لم يكن ليجمع لهم النبوة والخلافة...
وفي كتاب أبي الحسن علي بن عمر القزويني (1): أن محمّد بن أبي بكر كتب إلى معاوية (2):
ص: 210
1- هو: أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي، الزاهد، المعروف ب_: ابن القزويني (المتوفي 442ه_). انظر عنه: تاریخ بغداد 42/12، الوافي بالوفيات 352/21.. وغيرهما. وقد تكرر في الأسانيد، وله أمالي ذكرها الشيخ الأميني (رَحمَةُ اللّه) في كتابه: الغدير في المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير: 7، وتوجد منه نسخة في المكتبة الظاهرية.
2- أقول: لمحمّد بن أبي بكر [رحمه الله ولعن أباه وأخته وأخاه] أكثر من كتاب لمعاوية عليه وعلى أبيه وأخيه ونسله الهاوية.. ولم أجد نص ما هنا، نعم قاربه في اللفظ ما جاء في الاختصاص: 124 - 126[طبعة النجف الأشرف: 119]، وكتاب الجمل: 89، ومروج الذهب،59/2، وجمهرة الرسائل 542/1.. وغيرها. لاحظ: الغدير 3/230، و 9/68، و 158/10.. وغيرها. وله كتاب ذكره الطبري في تاريخه 102/5[طبعة دار المعارف]. وقبله رواه نصر بن مزاحم في أواخر الجزء الثاني من كتاب صفين: 118 – 120[طبعة مصر وفي طبعة: 132]، وعنه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد - في شرح المختار (46) - 118/3 [طبعة مصر، وفي طبعة بيروت 631/1]، وقد أشار الطبري إلى هذا الكتاب في تاريخه 77/4، وابن كثير في البداية والنهاية 348/7، ولكن اعتذر عن ذكره صريحاً من أجل كراهة العامة! من ذكر هذا النمط من الحقائق!! وله (رَحمَةُ اللّه) كتاب آخر ارسله له لعنه الله أورده الشيخ الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في الاحتجاج: 183 [طبعة النجف الأشرف 269/1 - 272، وفي طبعة 183/2]، وجاء - أيضاً - في بحار الأنوار 575/33 - 580 (باب 30) حدیث 724 نقلاً عن الاختصاص، حيث جاء هذا الكتاب قريب ممّا جاء في كتاب الاختصاص: 124، فراجع.
أمّا بعد؛
فإنّك قد قدمت على أمر عظيم من ادّعائك الخلافة؛ إنّما أنت طليق ابن طليق، أسير المسلمين، أنت وأبوك (1) عبدهم (2)، لم يكن لكما ه_جرة ولا سابقة في جاهلية ولا إسلام، أدعياء بنو أدعياء..
أمّا أُمّك؛ فهند؛ ذات الراية الفاجرة، ولسنا ندري من أبوك على الحقيقة، إنّما أظهرت الإسلام، وآمنت - بزعمك - قبل وفاة الرسول (عليه وآله السلام)
ص: 211
1- في نسختي الأصل: وأباك.
2- في نسخة (ب): وعبدهم.
بأشهر قلائل - سبعة أو دونها - وقد علمت أنّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مولاك، وأسبق
الناس إلى المكرمات والفضائل والدلالات، وكشف الحروب العظيمات، قتل أخاك، وقسر على (عَلَيهِ السَّلَامُ)سلام أباك، وأدخلك في الإسلام كرهاً؛ فَلَم[لا] (1) تستحى من الله ولا من رسوله أن وثبت عليه، وغصبته حقه، وادعيت منزلته، وقلت: أنا أطلب بدم عثمان..!
والله لقد دعاك إلى نصرته فأبيت، وكنت أوّل شامت به، أنت الآن - بزعمك - تطلب بدمه، أُنّ لك يابن هند!!
فكتب إليه معاوية:.. لم أزل - مذكنت - أوقر عليّ بن أبي طالب وأعرف له فضله، وسابقته، وشرفه وشرف أبيه، جاهلية وإسلاماً، فلم يزل رأساً مُرَأْساً (2)، وسيّداً لي ابن سيّد، حتّى كان أبوك عتيق أوّل من غصبه خلافته (3)، واغتصبه حقه؛ فإن يكن ما نحن فيه صواباً فأبوك أوّله، وإن يكن خطأ فأبوك سَنَّهُ (4)، فقل الآن ما شئت في أبيك أو دع!
قال: فكتب إليه محمّد: يا عدّو الله وابن عدوّه! إن كان أب_ي فعل ذلك فقد علم الله أنّی بريء من فعله، وتنصلت من ظلمه، ودخلت في أوليائه
ص: 212
1- كذا استظهاراً؛ ولعلّه: فَلِمَ لا تستحي.
2- كذا؛ والكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ: مرؤوساً، وهي لا تصح.
3- في نسختي الأصل: خلافة، والظاهر ما أُثبت، ولعلّها: الخلافة.
4- في نسختي الأصل: أسنّه، والصواب ما أثبتناه.
مع إمام هادٍ (1) على بصيرة منّي، وطاعة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، فهذه صورة أمري عند الله مشهورة (2)، فيا ليت أنتك اتبعت سبيلي، أو فعلت مثل فعالي، وكنت ممن عرف حق أمير المؤمنين، ولنا عاقبة الدار، وعلى ظالمي آل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) اللّعنة والبوار.
ومن كتاب الكرّ والفرّ (3): قالوا: إن أنكرتم أن يكون النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قد نص على أبي بكر بتقديمه إيّاه في الصلاة.
قلنا: وما أنكرتم أن يكون عمر نصّ على صهيب لتقديمه إياه في الصلاة؟!
قالوا: وجدنا علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) مقراً لأبي بكر بالخلافة.
قلنا: وجدنا يوسف مقرّاً لإخوته بالعبودية.
قالوا: ما أنكرتم أن يسمّى خليفة رسول الله من لم يستخلفه رسول الله (4)؟!
ص: 213
1- في نسختي الأصل: الهادي.
2- في نسختي الأصل: مشهور، ولعلّها: مشهودة.
3- قال الشيخ الطهراني (رَحمَةُ اللّه) في كتابه الذريعة 292/17 برقم 367: كتاب الكر والفرّ في الإمامة؛ للشيخ الأقدم، الفقيه المتكلّم، أبي محمّد الحسن بن علي بن أب_ي عقيل العماني، شيخ الشيخ ابن قولويه.. وهناك كتاب آخر باسم: مجلس الكر والفرّ؛ للمرحوم الكراجكي. وعلى كلّ؛ فلم يصل لنا هذا الكتاب ولا نعرف له نسخة، وهو من مصادر المصنف (رَحمَةُ اللّه) نقل عنه مكرّراً، وفي أكثر من كتاب له.
4- هنا سقط الجواب، وسيأتيك فيما ننقله عن البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط 92/1.
قالوا: الدليل على [ذلك] رضا الناس بأبي بكر؛ أوّل من (1) الأمر سمعهم وطلقهم (2) له.
قلنا: والدليل على [ذلك] رضا الناس بمعاوية ويزيد وسائر بني أُميّة سمع الناس وطاعتهم لهم (3).
ص: 214
1- الظاهر أنّ: من.. زائدة، والعبارة غير تامة، ولعلّ فيها تقديماً وتأخيراً.
2- كذا جاء في نسختي الأصل؛ والظاهر: وطاعتهم.
3- أقول: يظهر من النصّ ضعف وسقط، لذا ارتأينا ذكر ما ذكره الشيخ البياضي في الصراط المستقيم 89/1 - 9 (الفصل العاشر) حيث قال: قالوا: لو نصَّ على عليّ [عَلَيهِ السَّلَامُ]، لمّا أختلف فيه؛ كما لم يختلف في النصّ على القبلة. قلنا: ولولا نصّه.. لمّا أُختلف فيه، كما لا يختلف في عدم النص على سلمان. قالوا: من لم ينصّ النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] عليه ضربان: ضرب اختلف فيه كعلي [عَلَيهِ السَّلَامُ]، وضرب اجمع فيه كسلمان. قلنا: بل من نصّ عليه ضربان: ضرب أجمع فيه كالقبلة، وضرب اختلف فيه كعلىّ [عَلَيهِ السَّلَامُ]. قالوا: لا يصحّ النصّ عليه إلّا بالإجماع وإتّفاق أهل المذاهب. قلنا: فلا تصحّ النبوَّة إلا باتفاق أهل المذاهب. قالوا: ثبتت بالمعجزات، فتأوَّلها[خ. ل: فناولها] الناس بالسحر. قلنا: والإمامة ثبتت بالنص، فتأ ولوها[خ. ل: فناولوها] بالقرابة. قالوا: لو نص عليه بالأمر لقام به. قلنا: ولو نصّ موسى [عَلَيهِ السَّلَامُ] على هارون [عَلَيهِ السَّلَامُ] لقام به. قالوا: لو نصَّ عليه مع علمه بالعجز عنه سفه. قلنا: ولو نص الله على أنبيائه مع علمه بعجزهم سفه. قالوا: لو نص الأمر فيه لقاتل عليه. قلنا: ولو نصَّ الله على سجود إبليس لآدم لقاتله عليه. قالوا: ترك النص لعلمه بعصيان الأمّة لئلّا ترتدّ. قلنا: فالله أشفق منه، وقد أرسل أنبياء مع علمه قطعاً بعصيان الخلق لها. قالوا: ارتدّت الأمّة بمخالفة الإمام، فلوكان منصوصاً عليه، وجب أن يجاهدها وإلّا ارتدّ معها. قلنا: سكت هارون عن جهاد المرتدّين فيلزم ارتداده! قالوا: أقرَّ علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] لأبي بكر بالخلافة. قلنا: أقرَّ يوسف [عَلَيه السَّلَامُ] لإخوته بالعبودية! قالوا: في النص محاباة؛ وهي مستحيلة على الرسول لتضمّنها الغش لغيره. قلنا: حابی یعقوب ليوسف [عَلَيهِ السَّلَامُ] و حابى الله لأنبيائه. قالوا: إطاعة علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] لأبي بكر دليل على عدم النص؛ إذ لا يطيع الظالم إلّا ظالم. قلنا: أطاع دانيال.. بخت نصّر.. ويوسف [عَلَيه السَّلَامُ]: العزيز، وموسى [عَلَيهِ السَّلَامُ].. فرعون. ولا يطيع الكافر إلّا كافر. قال: زوَّج عمر ابنته؛ ولا يزوّج الظالم إلّا ظالم. قلنا: عرض لوط [عَلَيهِ السَّلَامُ] بناته على المفسدين، وزوَّج النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] ابنته من العاص، ولا يزوّج الكافر إلّا كافر! قالوا: أخذ عطاء أبي بكر؛ ولا يأخذ عطاء الظالم إلا ظالم. قلنا: أخذ دانيال عطاء بخت نصر ولا يأخذ عطاء الكافر إلا كافر. قالوا: لم يبايع علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] ثم بايع فأحدهما خطاً. قلنا: لم يدع النبوَّة نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ثمَّ ادّعى، ولم يقاتل ثمَّ قاتل، فأحدهما خطأ. قالوا: لو جاز كتمان النصّ على بعض الأمّة جاز على كلّها، ولمّا لم يجز على كلّها، لم يجز على بعضها. قلنا: لو جازت بغضة عليّ[عَلَيهِ السَّلَامُ] على بعض الأمّة، جازت على كلّها، ولمّا لم تجز على كلّها، لم تجز على بعضها، فلِمَ تبغضه الخوارج والنواصب؟ قالوا: إمامته لم تثبت إلّا بالمقرّين بها وهم خصم. قلنا: فالنبوَّة لم تثبت إلّا بالمقرّين بها وهم خصم. :قالوا: فالصحابة نصار الدين، فكيف يكتمون النصّ مع كمالهم وشهادة النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] فيهم؟ قلنا: فقد فرّوا من الزحف وباؤوا بغضب من الرحمن، كما نطق به القرآن، وانهزم عثمان بأُحد ثلاثة أيام. قالوا: امتنع جماعة مع علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] عن البيعة؛ فلا معنى لعجزهم عن أهل [أخذ] البيعة. قلنا: سجدت الملائكة وامتنع إبليس؛ ولا معنى لعجزهم عن إلزامه بالسجود. قالوا: تركُ علىّ [عَلَيهِ السَّلَامُ] النكير والوعظ، وأنّهاز حقّه دليل عدم حقّه! قلنا: ترك آدم [عَلَيهِ السَّلَامُ] الوعظ و نحوه دليل عدم حقه في سجود إبليس. قالوا: عندكم أنَّ النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] عرفه أنّه يبقى بعد الثلاثة، فلا معنى للتقيّة مع الأمن في ترك القتال. قلنا: وقد أعلم الله نبيه أنه يبقى و يبلغ رسالته، فلا معنى له مع الأمن لترك القتال. قالوا: أيجوز أن نجمع على إنكار فرض حتّى يلزمنا الكفر؟! قلنا: أيجوز أن نجمع على اختراع فرض حتّى يلزمنا الكفر؟! قالوا: أيجوز أن نجمع على إنكار فرض مع تباعد أوطاننا؟! قلنا: أيجوز أن نجمع على اختراع فرض مع تباعد أوطاننا؟! قالوا: من أين ألزمتمونا صحة ما تفرد تم به دوننا؟! قلنا: ومن أين ألزمتم اليهود بصحة ما تفردتم به دونهم؟! قالوا: أيلزمنا أن ندين بما لا نعرف ولا نقله إلينا أسلافنا لدعواكم أنتكم عرفتموه؟ قلنا: أيلزمنا ترك التدين بما عرفناه، ونقله إلينا أسلافنا لأنتكم لم تعرفوه؟ قالوا: إن أثبتم إمامة علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] بقولكم؛ فلا حجّة فيه علينا لكم، ولا سبيل إلى إثباتها بقولنا وقولكم. قلنا: إن أثبتتم نبوّة محمّد [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] بقولكم؛ فلا حجّة على اليهود لكم ولا سبيل إلى إثباتها بقولهم وقولكم. قالوا: إن عرفتم إمامة علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] بنقل بعضكم، فعرّفونا كم العدد المفيد للعلم وإن عرفتم بنقل جميعكم فلا تثبت إمامته حتّى نلقى جميعكم. قلنا: إن عرفتم نبوّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ببعضكم فعرفونا كم العدد المفيد للعلم؟ وإن عرفتم بنقل جميعكم، لم تثبت نبوّته حتّى نلقى الجميع. قالوا: رجعتم في معرفة نصّه إلى مثبتيه ولو رجعتم إلى منكريه، لعرفتم عدمه. قلنا: رجعتم في معرفة النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] إلى مثبتيه، ولو رجعتم إلى منكريه لعرفتم عدمه. قالوا: حكّم علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] أبا موسى في دين الله وقد خفي عليه حقيقة أمره. قلنا: حكم النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] سعداً في بني قريظة، فقد خفي عليه حقيقة أمره. قالوا: حكم النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] سعداً ورضي به وبحكمه، وحكم علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] أبا موسى الأشعري ولم يرض بحكمه. قلنا: وحكم النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ] المشايخ في دعوى الأعرابي بثمن الناقة ولم يرض بحكمهم. قالوا: إذا كان الإمام عندكم يعلم كلّ علم رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]، إن جاز له أن يدعو: «اللهم زدني علماً » فقد طلب الأفضلية والزيادة على الرسول [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ]، وإن لم يجز له حرّمتم عليه الدعاء بزيادة العلم. قلنا: إذا جاز أن يعلم الأمّة كلَّ علم الرسول [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ].. إن جاز للأمة الدعاء جوزتم طلبها الأفضلية على الرسول [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ]، وإن لم يجز حرَّمتم عليها الدعاء بزيادة العلم. قالوا: إذا جاز أن يكلنا الله إلى أنفسنا في معرفة العدول جاز في معرفة الإمام. قلنا: فيجوز على هذا أن يكلنا إلى معرفة الحدود والرسول الا. قالوا: ولم لا يكون الله جعل للخاصة أن تولّي على العامة إماماً؟ قلنا: ولِمَ لا يكون الله جعل للخاصة أن تولّي على العامة نبيّاً؟ قالوا: ما أنكرتم أن يسمّى المنصوب من الناس: خليفة الرسول؛ فانَّ الله تعالى جعل قوماً من بعد قوم نوح خلفاء ولم يستخلفهم قوم نوح؟ قلنا: ذلك معناه الوجود بعدهم، ولو كان هذا هو المراد ب_: خليفة النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]، كانت اليهود والنصارى.. وغيرهم خلفاء النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]. قالوا: لم لا يجوز أن يولّى المفضول على الناس لكراهة الفاضل من بعض الناس؟ قلنا: ولم لا يجوز عزل المنصوب لكراهة من بعض الناس على أنه معارض بالنبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]؟ ثمّ قال: وهذا القدر، بل بعضه كاف في هذا الباب، وعليك باستخراج ما يرد لك من الجواب؛ فإنَّ النقض آت على جميعه من قریب و بعید، يسلّمه من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 10] [فيما يدلّ على كفر أبي ركب]
ص: 221
فصل
فيما يدلّ على كفر أبي ركب (1)
الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)؛ في قوله: ﴿ رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا..) (2) «يعني الأوّل والثاني والثالث (3)».
ص: 223
1- أقول: ركب هو معكوس: بكر.. وقد سلف أن قرّر هذه التكنية شيخنا المصنف (رَحمَةُ اللّه) موسوعته هذه، وعدّها من الرموز الخاصة بالباب الأوّل المختصة بالأوّل، وقد جاء في شعر البرقي الذي أورده شيخنا طاب ثراه في مقدمة موسوعته هذه.. وشعر غيره فتأمل؛ إذ لعلّ تغيير الاسم بالكنية من المصنّف لا الشاعر رحمهما الله. راجع: الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 161/1.
2- سورة المؤمنون (23): 106.
3- لم أجد نص هذه الرواية على نحو الخصوص، نعم جاء في الاحتجاج للطبرسي (رَحمَةُ اللّه): 127 [طبعة النجف الأشرف 361/1، وفي طبعة 560/1] في حديث طويل على نحو العموم، وذلك من قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ): «.. ويشهد على منافقي قومه وأُمته وكفّارهم بإلحادهم وعنادهم، ونقضهم عهده، وتغييرهم سنته، واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم، وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنّة من تقدَّمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبياءها، فيقولون بأجمعهم: ﴿.. رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً صَالِّينَ﴾ » [سورة المؤمنون (23): 106]، وعنه في تفسير نور الثقلين للحويزي 566/3.. وغيره.
للشيخ المفيد في كتاب الفصول والعيون (1)، أنّه: سأل أبو الهذيل [العلّاف أبا الحسن عليّ] بن ميثم: ما الدليل على أنّ علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان أولى بالإمامة منه؟
فقال: الدليل على ذلك إجماع أهل القبلة بأن عليّاً كان عند وفاة النبيّ (علیه و آلهما السلام) مؤمناً عالماً كافياً، ولم يجتمعوا (2) بذلك عليه.
فقال: ومن لم يجتمع عليه بذلك (3) عافاك الله؟!
قال: أنا وأسلافي من قبل وأصحابي الآن!
قال [له أبو الهذيل]: فأنت وأصحابك ضُلال تائهون.
قال [له أبو الحسن: ليس] جواب هذا الكلام إلا السباب واللطام!
وقال (4): وسأل هشام بن الحكم ضرارّ بن عمر و الضبّي.
فقال: يا [أبا] عمرو! خبّرني (5) على ما تجب الولاية والبراءة؟
ص: 224
1- الفصول والعيون (الفصول المختارة من العيون والمحاسن): 86 نقلاً بالمعنى مع اختصار في اللفظ.
2- في المصدر: لم يجمعوا.
3- لا توجد: بذلك.. في نسخة (ب)، وكذا في المصدر.
4- الفصول والعيون للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) (الفصول المختارة: 28 باختلاف واختصار أشرنا لبعضه.
5- في نسخة (ب): حيرتي، وفي نسخة (ألف): حسرتي.
أعلى (1) الظاهر أم على الباطن؟
قال: على الظاهر: [فإنّ الباطن لا يدرك إلا بالوحى.
قال هشام: صدقت، فأخبرني الآن] أيم ا رجلين كان أذب عن وجه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بالسيف، وأقتل لأعداء (2) الله بين يديه [وأكثر آثاراً في الجهاد]؛ على أو فلان؟!
فقال: عليّ، ولكن فلان كان أشدّ يقيناً!
فقال [هشام]: هذا هو الباطن [الّذي قد تركنا الكلام فيه]، ولقد اعترفت (3) لعليّ بظاهر عمله (4) من الولاية [وأنّه يستحق بها من الولاية] بما الا لا يجب لفلان.
[فقال ضرار: هذا هو الظاهر، نعم].
ثمّ قال[له هشام]: أفليس إذا كان الباطن مع الظاهر فهو الفضل الّذي لا يدفع؟! قال: بلى.
قال: ألست تعلم أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى... الخبر؟ قال [ضرار]: نعم.
ص: 225
1- في نسختي الأصل: أم على..
2- في نسختي الأصل: وأقتل أعداء الله..
3- في نسخ (ألف) و (ب): أعرفت.
4- فی نسختي الأصل: عليه.
قال: أفيجوز أن يقول له هذا القول إلّا وهو عنده في الباطن مؤمن؟ قال: لا.
قال: [هشام] فقد صح لعلي [عَلَيهِ السَّلَامُ] ظاهره وباطنه، ولم يصح لصاحبك ظاهر و[لا] باطن، [والحمد لله].
قال (1): وسأل المعروف ب_: الكتبي (2) الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) [فقال له:] ما الدليل (3) على فساد إمامته؟
قال [له: الأدلّة على ذلك كثيرة، وأنا أذكر لك منها دليلاً يقرب إلى فهمك،:وهو: أنّ الأمّة] مجتمعة (4) على أن الإمام لا يحتاج [إلى] الإمام، وقد اجتمعت (5) على أنه قال: وليتكم ولست بخيركم؛ فإن [استقمت] (6) فاتبعوني، وإن اعوججت فقوموني.. فاعترف (7) بحاجته إلى رعيته، وفقره إليهم في تدبيره؛ ومن احتاج إلى الرعية فهو إلى الإمام أحوج، فإذا ثبتت حاجته إلى الإمام بطلت إمامته بالإجماع المنعقد [على] أنّ الإمام لا يحتاج إلى إمام.
ص: 226
1- الفصول والعيون: 25 - 26 بتصرف واختصار.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل وغير منقوطة، وفيه بدلاً من (ب_): ابن الكتبي.
3- في نسخ الأصل: ما الداخل..
4- فی المصدر: مجمعة.
5- في العيون: أجمعت.
6- هنا فراغ بمقدار كلمة في نسختي الأصل، ما بين المعكوفين مزيد من المصدر.
7- في نسختي الأصل: فأعرف.
وقال بهلول للقاضي يحيى بن أكثم من تولى الأمر ب_عد النب_ي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )؟
فقال: الأوّل.
قال: ليس لأحد أن يولّي من عزله الله إلا بوحي من الله، وهذا معدوم؛ لأنّه معزول، عزله رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عن الراية، وعن قتل صاحب الاختلاف، وعن الجيش الذي نزلت فيه سورة: ﴿ وَالعَادِيَاتِ ﴾، وعن سكون المسجد، وأمر بسد بابه، وعن الصلاة الصلاة يوم تقدّم بأمر بلال عن عائشة، وعن أداء سورة براءة، وكان منسوخاً، وإنّ الله تعالى قد أمرنا بأمور، ثمّ نسخها وحرم العمل بها وحظرها (1)، فصار كالحائض عن العبادات وكالسكران عن الصلوات (2).
وقال بهلول لواصل بن عطا: كيف يصلح للإمامة من يقول: إنّ لي شيطاناً يعتريني؛ فإن زغت فقوّموني، وإن استقمت فأعينوني، وإن غضبت فجنّبوني (3)؟!.. فهو يخبركم على المنبر أنّه مجنون أو كان يحل لكم أن تولّوا مجنوناً؟! وقوله: فإذا رأيتموني مغضباً فجنبوني.. فأقر أنّه لا يؤمن إذا غضب أن يمثل بأشعار المسلمين وأبشارهم (4)، وقد روي عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال:
ص: 227
1- في نسختي الأصل خطرها.
2- قريب منه ما جاء في المسترشد للطبري (رَحمَةُ اللّه): 314 - 315.
3- في نسختي الأصل: فيجنّبوني.
4- راجع عن ذلك: الطبقات الكبرى 212/3، والمصنّف للصنعاني 336/11 ب_رقم 20701، والزهد لأبي داود: 56 برقم 31 بسند جيد.. وغيرهما.
«المؤمن لم يخرجه غضبه من الحق.. » (1) الخبر (2).
وقال الشيخ المفيد لأبي بكر الباقلاني (3): ألك دليل على إمامته؟
قال: إجماع الأمّة.
قال: أليس الإيمان من شرط الإمامة؟ قال: نعم.
قال: فأين قامت الدلالة على إيمانه؟!
ص: 228
1- نسب هذا الكلام بهذا المعنى إلى لقمان الحكيم، كما في ربيع الأبرار 217/2، وإلى نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) في أدب الدنيا والدين: 260، وإحياء علوم الدين 358/4 - 359.. وإلى مولانا أبي عبد الله الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) في نثر الدرّ للآبي 247/1.. وإلى غيرهم في غيرها.
2- وقريب منه ما ذكره الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) في الفصول: 123 - 124[78/1 - 81]. وقصة أبي الهذيل العلاف مع مجنون جاءت في الاحتجاج: 196[طبعة النجف الأشرف 150/2 - 155]، ولاحظ: تذكرة الخواص: 35، وقصة يحيى بن الأكثم مع الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) التي جاءت في الاحتجاج: 229 - 230[طبعة النجف الأشرف 2/245 - 249]، وعنه في بحار الأنوار 80/50-83 (باب 27) حديث 6. وقريب منه حكاه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 155/17 - 156 وفي ذيله: مع أنّه لا يحل للإمام أن يقول: أقيلوني البيعة.. ثمّ عقبه بجواب قاضي القضاة. وراجع: المسترشد للطبري (رَحمَةُ اللّه): 317 - 318، والإيضاح لابن شاذان: 129 - 131.. وغيرهما.
3- العبارة بنصها لم نجدها في كتب الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) المطبوعة طراً، وكيفية الاستدلال مبتورة قطعاً، وقريب ممّا هنا بتفصيل أكثر جاء في الفصول المختارة: 25، وكذا في صفحة: 36، [وفي صفحة: 86 من الفصول المطبوعة ضمن مصنّفات الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه)، المجلد الثاني].
وقال ضرار لابن میثم (1): جئتك مناظراً في الإمامة.
قال: [ما جئتني والله مناظراً ولكنك] جئت متحكّماً.
قال [له ضرار] ومن أين لك ذلك؟
قال: [علىّ البيان عنه]: أنت تعلم أن المناظرة ربما أنّهت إلى حد يغمض فيه بذلك الكلام، وتتوجّه الحجّة على الخصم؛ فيتحمّل بذلك (2) أو يعاند، ولن يشعر أكثر مستمعيه؛ بل كلّهم، ولكنّي أدعوك إلى منصفة من القول؛ اختر أحد الأمرين: إما أن تقبل قولي في صاحبي وأقبل قولك في صاحبك.. فهذه واحدة. [قال ضرار: لا أفعل ذلك! قال له أبو الحسن: ولم لا تفعله؟]
فقال: إن قبلت قولك في صاحبك، قلت فيه: إنه كان إماماً (3)، وأفضل من خلّفه النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) [وخليفته على قومه وسيّد المسلمين].. فلا ينفعني ذلك ان قبلت (4) بعد ذلك منك أن أقول: إنّه صهر النبيّ (5)، واختاره المسلمون إماماً[لأنّ الّذي قبلته منك يفسد هذا عليَّ].
قال [له أبو الحسن]: فاقْبَلْ قولي في صاحبك وأقبلُ قولك في صاحبي.
ص: 229
1- كما حكاه شيخنا المفيده (رَحمَةُ اللّه) في العيون والمحاسن (الفصول المختارة): 29 باختصار واختلاف أشرنا له.
2- في المصدر: فيجهل ذلك.
3- في المصدر: قلت لي: إنّه كان وصيَّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).
4- في المصدر: بعد أن قبلت.
5- في الفصول المختارة: إنّ صاحبي كان صديقاً.
قال: وهذا - أيضاً - لا يمكن؛[لأني] إذا قبلت قولك فيه.. نسبته إلى الضلالة والظلم والنفاق (1)، فلا ينفعني قبولك قولي: إنّه صاحب وأمين [لأنّه قد انتقض بقبولي قولك فيه بعد ذلك - أنّه كان ضالّاً مضلّاً].
قال [له أبو الحسن (رَحمَةُ اللّه)] فإذا كنت لا تقبل قولك في صاحبك ولا قولي فيه، ولا قولي في صاحبي ولا قولك فيه.. فما جئت إلا متحكماً [ولم تأتني مباحثاً مناظراً]!!
وقال مجنون لعمرو بن عبيد: ما الدليل على إمامته؟
قال: تراضي الناس به.
فقال: كيف تراضوا به الناس؟! وإن أكثر الأنصار قالوا: منا أمير ومنكم أمير..
وأمّا المهاجرون؛ فإنّ الزبير قال: لا أبايع إلا عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ).. فأمر به وكسر سيفه.
وجاء أبوسفيان فقال: يا أبا الحسن! إن شئت ملأتها خيلاً ورجلاً؛ يعني المدينة.
و خرج سلمان فقال: کردید و نکردید (2) و ندانید که کردید.. فَوُجِيَّ عنقه.. وأبى بنو هاشم بيعته.. فهؤلاء المهاجرون والأنصار.
وقال بعضهم: وكيف يصلح لها من اعترف أنّه من أهل النار؟!
ص: 230
1- في الفصول المختارة.. قلت لي: كان ضالاً مضلّاً ظالماً لآل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، قعد في غير مجلسه، ودفع الإمام عن حقه، وكان في عصر النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) منافقاً.
2- في نسخة (ألف): بكرديد، والصحيح ما أثبتناه، كما جاء في غالب المصادر.
رواه (1) الواقدي (2)، عن عبد الله بن جعفر، عن ابن عون، قال: قال الأوّل: قد علمت أنّی داخل النار وواردها، فليت شعري هل أخرج منها أم لا؟!
النبيّ (عليه وآله السلام) إذا لم يستخلف، كيف جاز لأبي ركب أن يقول: البدار البدار قبل دخول النار؟!.. ثمّ إنّه شاكٌ في نفسه فيدعو الناس إلى النار.
وقال ابن ميثم لأبي الهذيل
(3): أخبرني عمّن أقرّ على نفسه بالكذّب وشهادة الزور؛ هل تجوز شهادته في ذلك المقام على آخرين؟!
قال: لا.
قال: أفلست تعلم أن الأنصار [ا] دعت الإمرة لأنفسها، ثم أكذّبت نفسها
ص: 231
1- الكلمة مشوشة، قد تقرأ في نسخة (ألف): قولة، أو دولة، ولا معنى مناسباً لها، وقد أثبتنا ما استظهرناه من نسخة (ب).
2- تاريخ الواقدي، وله أكثر من كتاب في هذا الموضوع، جاءت في مقدمة المغازي، منها: كتاب التاريخ والمغازي والمبعث، وراجعت المجلدات الثلاث من المغازي كلّاً فلم أجده. ولعلّ المصنّف (رَحمَةُ اللّه) أخذ ما جاء هنا من كتاب الطبري (رَحمَةُ اللّه) المسترشد: 316.
3- الفصول المختارة: 24 [وفي طبعة: 5 - 6] باختلاف يسير، وعنه في بحار الأنوار 371/10 (باب 21) حديث 2 باختلاف يسير. ولاحظ: مناظرة رجل من الشيعة مع أبي الهذيل العلاف، التي نقلها أكثر من واحد منهم الشيخ الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في كتاب الاحتجاج 150/1 - 155، وعنه في بحار الأنوار 279/4 - 282 (باب 18) حدیث 35.
في ذلك المقام، وشهدت عليها بالزور، ثمّ أقرّت بها للأول وشهدت [بها] (1) له؟!.. فكيف تجوز شهادة قوم أكذّبوا أنفسهم وشهدوا عليها بالزور، مع أخذنا رهنك به من القول في ذلك؟!
أحمد بن يوسف (2):
[من الرمل]
ص: 232
1- بياض في نسختي الأصل، وكلمة (بها) من المصدر.
2- مرّت ترجمته في المقدّمة، ولم يترجم في غالب المعاجم حتّى الغدير، ولا نعرف له ديواناً ولا مصدراً لشعره، هذا ممّا تفردت به مجموعتنا هذه. أقول: الصحيح في اسمه هو: القاسم بن يوسف المعاصر للرشيد والمأمون (المتوفى سنة 213، كما في الأوراق للصولي: 180، وأخب_ار شعراء الشيعة للمرزباني: 108 - 109. وقد روى الشيخ الصدوق (رَحمَةُ اللّه) في الخصال: 244[116/1] في سند حديثه:.. عن القاسم بن يوسف أخي أحمد بن يوسف بن القاسم الكاتب.. وهو يروي عن حنان بن سدير.. وغيره. وله في المناقب لابن شهر آشوب 267/3 أبيات مطلعها:[من المتقارب] حلفت بربّ الورى المعتلي*** على خلقه الطالب الغالب وقد ترجم أحمد بن يوسف بن صبيح الكاتب في الأغاني 99/23 - 102[56/20]، وتعرّض لأخيه ضمناً، وقال: أصله من الكوفة، وكان مذهبه الرسائل والإنشاء وله رسائل معروفة، وكان يتولّى ديوان الرسائل للمأمون.. إلى أن قال: وأخوه القاسم بن يوسف أبو محمّد شاعر مليح الشعر، وكان ينتمي إلى بني عجل.. ثم ذكر نماذج من شعر الأخوين.. وانظر: الفهرست للشيخ الطوسي (رَحمَةُ اللّه): 122، وأخبار الشعراء للمرزباني: 163 - 206.. وغيرهما. هذا؛ وقد جاء في تاريخ مدينة دمشق 114/6 برقم 327: أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح أبو جعفر الكاتب، أصله من الكوفة، ولي ديوان الرسائل للمأمون.. وكان له أخ يقال له: القاسم بن يوسف كان شاعراً كاتباً، وهما وأولادهما جميعاً أهل أدب وطلب للشعر والبلاغة.
أيُّها السَائِلُ عَنِ خَيرِ الوَرَى *** خَيرُ مَنْ تَحتَ السَّمَاوَاتِ نِزَارُ
وَقُرَيشُ ذِروَةُ المَجدِ وَفِي *** هَاشِمٍ أَرْسَتْ بِمَتَوَى (1) وَقَرَارُ
هَاشِمٌ فَخرُ قُصَيٌّ كُلُّها *** أَينَ تَيمٌ وَعَديُّ وَالفَخَار؟!
لَهُمُ أيدٍ طِوَالٌ فِي العُلَى *** ولِمَنْ سَامَاهُمُ أيدٍ قِصَارُ
لهُمُ الوَحي وَفِيهم بَعْدَهُ *** إمْرَةُ الحَقِّ وللحَقِّ خَيارُ (2)
وَهُمُ أولى بأرْحَامِهِمُ *** فِي كِتَابِ اللهِ إن كانَ اعْتِبارُ
مَا بَعِیدُ كَقَرِيبٍ نَسَباً (3) لَا وَلَا يُعْدَلُ بِالطَّرْفِ (4) الحِمَارُ
ص: 233
1- الكلمة مشوشة جدّاً، أثبتنا منها ما استظهرناه.
2- جاء العجز في أخبار الشعراء هكذا: آمر الحق وفي الحق المنار..
3- في المصادر: سبباً، بدلاً من: نسباً.
4- الطَّرْف: الفرس الكريم الطرفين من الأم والأب، أو الاطراف، يعنى الآباء والأمهات، كما في لسان العرب،214/9، وبالكسر من الخيل الكريم العتيق، ولاحظ: العين 415/7.. وغيره.
مَا المَوَالِي كَمَوالِيهِمْ (1) وإِنْ *** أَنْبَتَ الدَّهرُ له رِيشاً فَطَارُ
وَلَفِيف الفُوا بَينَهُمُ *** بَيعَةً فِيها اختِلاطُ وانْتِنَارُ
زَعَمُوهَا فَلتَةٌ ثُمَّ ادَّعَوا *** أنَّهَا جَامِعَةٌ وَهْيَ البَوار
***
ص: 234
1- في نسخة (ألف): لمواليهم.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 11] [في إصرار الفحشاء على الخطأ]
ص: 235
فصل
في إصرار الفحشاء (1) على الخطأ
قوله:
(وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى..) (2) الآية.
حمد بن. ن عبد الحميد (3) وأبان بن تغلب، عن الصادق (4):
ص: 237
1- الفحشاء؛ لغة: ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، وقد قرّر هذه التكنية شيخنا المصنف (رَحمَةُ اللّه) في ديباجة كتابه هذا للخليفة الأوّل، وجاء في رواياتنا كثيراً، كما في تفسير العياشي 268/2، وكذا في تفسير القمّي: 363 – 364 [وفي الطبعة الحروفية 388/1 وفي المحققة 556/2 ذیل حدیث 7]، قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «والفحشاء والمنكر والبغي: فلان، وفلان، وفلان، ولاحظ ما جاء - أيضاً - في التفسير المنسوب للإمام العسكري الا: 580.. وغيرهما، وإنّه هو المراد بالفحشاء في الروايات. راجع: ما جاء في كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 73/3 - 74.
2- سورة النساء (4): 115.
3- ما جاء هنا نسخة في بحار الأنوار عن الخصال، وهو نسخة عليه، وفيه: أحمد بن عبد الحميد.
4- أقول: هنا تشويش في الإسناد جداً وفي المتن أكثر. أما المتن؛ فلعدم إمكان رواية محمّد بن عبد الحميد عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) أو عن أبان، ولعلّ الرواية إشارة إلى ما جاء في الخصال: 548 - 553 حديث 30 بإسناده... عن أحمد بن عبد الحميد، عن حفص بن منصور العطار، قال: حدثنا أبو سعيد الورّاق، ن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده الام.. ومثله رواه عنه العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 3/29 - 18 (باب 5) حدیث 1، وباختلاف مع الخصال. أما المتن؛ فقد جاء أبتر - أيضاً - وقد قُطّع، لاحظه في الخصال، هذا إذا كان منه. وجاء في الاحتجاج 157/1 - 185[115 - 130] تحت عنوان: (احتجاج أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) على أبي بكر لما كان يعتذر إليه من بيعة الناس له ويظهر الانبساط له).. وإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده.. قال: لما كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعلي[عَلَيهِ السَّلَامُ] لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه الانقباض، فكبر ذلك على أبي بكر، وأحب لقاءه واستخراج ما عنده والمعذرة إليه.. إلى آخره وهو حديث المناشدة. وأورد قطعة من الحديث الشيخ الحسن بن سليمان الحلّي (رَحمَةُ اللّه) في كتابه المحتضر: 65[الطبعة المحققة: 119 - 120]، وقد أخذه من الخصال وبينهما اختلاف.. وحكاه المحدث البحراني له في مدينة المعاجز 24/3، وكذا في حلية الأبرار 306/2.. وغيرهما. وجاء حديث مناشدة أبي بكر في الخصال كما سلف، وكذا في الاحتجاج كما سيأتي - وعنهما رواه العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 29/4 - 18 (باب 5) حدیث 1 و 2.
«.. أتى الأوّل بعد البيعة إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وقال: يا أبا الحسن![والله] ما كان هذا الأمر عن مواطاة منّى! ولا رغبة فيما وقعت فيه! ولا حرصاً عليه!
ص: 238
ولا ثقة [بنفسي] (1).. يرضى (2) فيما تحتاج إليه الأمّة، ولا قوّة[لى] بمال! ولا [كثرة] عشيرة! ولكن خفت الفتنة حين رأيت من الأنصار ما رأيت، ومن انحراف قومك عنك (3)، فمالك تضمر عليّ ولا أستحقّه فيك (4)، وتظهر لي الكراهة فيما صرت إليه، وتنظر إليَّ بعين السأمة (5)؟!
فقال له عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): «يا أبا بكر! إنك شيخ قريش! وذو السابقة إلى الإسلام! فما كلّفك إذ لم ترغب فيه، ولم تحرص (6) عليه، ولا وثقت بنفسك في القيام فيه فيما يحتاج منه منك؟!).» (7).
ص: 239
1- هنا بياض في نسختي الأصل، وكلمة (بنفسي) من الخصال.
2- لم ترد كلمة (يرضى) في الاحتجاج والخصال والمحتضر، وهو الظاهر.
3- من قوله: ولكن خفت.. إلى هنا لا يوجد في الخصال ولا الاحتجاج ولا المحتضر، وفي الاحتجاج: ولا استيثار به دون غيري، وفي الخصال ولا ابتزاز له دون غيري، وفي المحتضر: ولا استبراز لي دون غيري.
4- كذا؛ وفي الخصال: ما لم أستحقه منك، أو: ما لا أستحقه منك..
5- في الاحتجاج بعين الشنآن، وفي المحتضر والخصال زيادة: السآمة مني.
6- في نسخة (ألف): يحترص، وتقرأ في نسخة (ب): تحترص، والظاهر ما أثبتناه.
7- في الخصال هكذا: فقال له (عَلَيهِ السَّلَامُ): «فما حملك عليه إذا لم ترغب فيه، ولا حرصت عليه، ولا وثقت بنفسك في القيام به وبما يحتاج منك فيه..». ومثله في المحتضر، ثمّ قال: وساق الحديث إلى أن ذكر ما احتجّ به أمير المؤمنين ممّا لا يستطيع إنكاره ولا التكذيب به، ولم يزل يعدّد له مناقبه التي جعلها الله سبحانه له دونه و دون غيره، فيقول له أبوبكر: بهذا وشبهه تستحقّ القيام بأمور أُمّة محمّد[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ].
فقال: حملني على ذلك اجتماع الناس عليّ، وحديث سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): إن الله لا يجمع أُمّتي على الضلالة (1)!
فقال عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): «أفكنت وأهلي من الأمّة أو لم نكن؟!».
قال: بل خير الأمّة.
قال: «وكذلك العصابة المجتمعة عليك (2).. ثم ساق الحديث، وأنشده بالفضائل، حتّى عدّد عليه أربعمائة منقبة (3).. إلى أن قال: «.. فبهذا (4) وشبهه - يا أبا ركب! - يستحق به الإمامة والقيام بأمور أُمّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، مع العلم بالكتاب والقضايا والحدود، وأنت خلو من أكثرها وليس عندك ما تحتاج إليه الأمّة، إن حاجَّكَ مُنابِدٌ، أو جادلك معاند، فما حجّتك غداً عند الله، وما تقول لرسول الله ولم يأمرك به إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر؟!»(5).
ص: 240
1- لا يوجد القسم الأوّل من كلامه في الخصال، وفيه: حديث سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. إلى آخره، وفيه ذيل، فراجعه. وفي الاحتجاج زيادة عليه، وفيه تعليل.
2- في الخصال: الممتنعة عليك.
3- وفي الاحتجاج 183/1[وفي طبعة مشهد 129/1]:... فلم يزل يورد مناقبه التي جعل الله (رَحمَةُ اللّه) ورسوله دونه ودون غيره.. ويقول له أبو بكر: بل أنت.
4- فی نسختي الأصل: فهذا، وما أُثبت من المصادر أولى، بل هو المتعين.
5- في الخصال: فلم يزل (عَلَيهِ السَّلَامُ) يعد عليه مناقبه التي جعل الله عزّ وجلّ له دونه ودون غيره، ويقول له أبو بكر: بل أنت. ثمّ قال: « فبهذا وشبهه يستحق القيام بأمور أمّة محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )». فقال له علیّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) «فما الذی غرّک عن الله و عن رسوله و عن دینه، و أنت خلو ممّا یحتاج إلیه دهل دینه..؟!»
قال: فبكى الشيخ (1)، وقال: صدقت يا أبا الحسن! أنظرني فأدب_ّر فيما أنا فيه..(2) فبات ليلته، فرأى رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] في منامه كأنّه متمثل في مجلسه، فقام الأوّل ليسلّم عليه [فولّى وجهه]، فأتاه مقابل وجهه فسلّم، فولّى وجهه.. حتّى أتاه ثلاثة فسلّم على النبيّ، كلّ ذلك يولّى عنه وجهه، فقال: يارسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )! أمرتني بأمر فعصيتك، فأعرضت عنّي فلا تردّ سلامي عليّ؟!
فقال: «[أردُّ السلام عليك وقد] عاديت ولي الله وولي رسوله؟! أدّ الحق إلى أهله..» (3).
قال: فمن أهله يا رسول الله؟
قال: «من عاتبك عليه؛ علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)».
ص: 241
1- في الخصال: أبو بكر.
2- جاء في الخصال 553/2: أنظرني يومي هذا فأدبّر ما أنا فيه وما سمعت منك.. قال: فقال له على (عَلَيهِ السَّلَامُ): « لك ذلك يا أبا بكر ».. فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه لم يأذن لأحد إلى الليل، وعمر يتردّد في الناس لما بلغه من خلوته بعلي، فبات في ليلته، ومثله عنه في بحار الأنوار 3/29 - 20 (باب 5) حديث 1، وقريب منه في الاحتجاج 121/1.. وغيره.
3- في الخصال:.. وقد عاديت الله ورسوله وعاديت من والى الله ورسوله.. ردّ الحق إلى أهله وقريب منه في الاحتجاج.
فقال: رددته عليه.. ثمّ لم يره.
فانتبه (1) مذعوراً.. فلمّا أصبح جاء إلى علىّ في بيته، وقال: ابسط يدك الان أبايعك - يا أبا الحسن! -.. وأخبره بما رأى في نومه، فبسط يده فمسح عليها وسلّم إليه، وقال له: أخرج إلى مسجد رسول الله (عليه وآله السلام) فأخبر الناس بما رأيت [في ليلتي] وبما جرى بيني وبينك، وأخرج نفسي من هذا الأمر وأسلّمه إليك.. [قال: فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): «نعم»] (2)..
فلمّا خرج من عنده.. صادفه الأعسر (3)، وقال: ما لك يا خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟!.. فأخبره بما كان منه وبما رأى في منامه [وما جرى بينه وبين عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)]، فقال له: أنشدك الله! أن تبادر إلى هذا.. فإنّك تُشَمَّت به آخر الدهر..!
وبعد؛ فإنّ قريشاً لا توافقك عليه، ولا يغرّك سحر بني هاشم! فليس هذا بأقل[من] ما سمعت منهم..(4) فمازال به حتّى ردّه عن رأيه، وصرفه عن عزمه،
ص: 242
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل.
2- الزيادة من الاحتجاج 184/1، وجاءت في الخصال: 553 ذیل حدیث 30، ولاحظ كتاب المحتضر: 65 [الطبعة المحققة: 119 - 121].
3- هذه الكناية المعروفة عن الخليفة الثاني، انظر عنها: الأسرار فيما كني وعرف ب_ه الأشرار 292/1.
4- فی الاحتجاج: فصادفه عمر - وهو في طلبه - فقال له: ما لك يا خليفة رسول الله؟ فأخبره بما كان وما رأى وما جرى بينه وبين علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] فقال: أنشدك بالله - يا خليفة رسول الله! - والاغترار بسحر بني هاشم والثقة بهم، فليس هذا بأوّل سحر منهم..
ورغبه فيما هو فيه وفي الثبات عليه (1).
وفي رواية الحلبي، عن أشياخه: أنّه قال: أتريد أن تشمت بنا بنو هاشم ويستولوا على (عَلَيهِ السَّلَامُ)مر، فتعود إلى أتان أبي قحافة؟! ولا نأمن على أنفسنا من ابن أبي طالب.. ولم يزل به حتّى ردّه.
ثمّ قال: يا لكيع! إنّما أراد أن يمكر بك؛ ليظهر للناس أمرك فتقتلنا (2) الغوغاء، أما (3) تنظر لنفسك ولنا قبل أن نهلك، إنّك لعاجز الرأي! حيث الأمر قد استقام لك تريد أن تردّه إلى أهله بعدما ملكته؟! أف لك يا أكل الذبان!!
ثمّ إنّه رأى عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) في المسجد، فقال الثاني: يابن أبي] طالب!
ص: 243
1- إلى هنا في الخصال مع اختلاف كثير، كما قلنا، وقريب منه ما ذكره المصنف (رَحمَةُ اللّه) في المناقب 248/2، وجاء في الاحتجاج: 115 – 130 [157/1 - 185]، والمحتضر: 66، والخرائج والجرائح: 211 [808/21 حدیث 17]، والاختصاص: 273 - 274، وعنه في بحار الأنوار 65/29 - 66 (باب 6) حديث 20، وحلية الأبرار 312/2، ومدينة المعاجز 38/3.. وغيرها. وزاد في المحتضر تبعاً لمصدره له: فأتى علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) المسجد للميعاد، فلم ير فيه منهم أحداً، فأحسّ بالشرّ [منهم] فقعد إلى منبر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فمرَّ به عمر، فقال: يا عليّ! دون ما تروم خرط القتاد.. فعلم بالأمر وقام [ورجع] إلى بيته.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل من من حيث الإعجام، ولعلّها تقرأ: فقلنا، والظاهر ما أثبتناه.
3- في نسختي الأصل: أما أن تنظر، و (أن) زائدة هنا.
دون ما ترومه (1) منّا خرط القتاد (2).
وفي رواية أبي حازم (3) القزويني (4)، عن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)..
وفي رواية أبان بن عثمان: أنّ الأوّل رقى المنبر وقال: أيها الناس! أقيلوني.. أقيلوني..
ثمّ بدأ يقصّ (5) الرؤيا، فقام إليه أبو حفص، فقال: ما الذي دهاك؟ والله لا أقلناك ولا استقلناك.. ثمّ رقى المنبر وصدّه عن مقال_[_ه](6).
ثمّ إنّه رأى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند قبر النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فقال له: دون ما تريد خرط القتاد، وسيوف حداد!!.. الخبر.
ص: 244
1- في نسخة (ألف): ترونه، وهي مشوشة في نسخة (ب)، والظاه_ر ما أثبتناه، كما ويحتمل قراء تها على نسخة (ب) كذلك.
2- القتاد: شجر عظيم له شوك مثل الإبر، وهو مثل يضرب للأمور الصعبة. قال في لسان العرب:342/3: القتاد: شجر شاك صلب له سنفة وجناة كجناة السمر، ينبت بنجد وتهامة، واحدته: قتادة. وراجع: كتاب العين 112/5، ومجمع البحرين 124/3.. وغيرهما.
3- في نسخة (ألف): خادم.
4- أقول: لعلّ هذا هو صاحب القاضي أبي بكر الباقلاني، كما قاله ابن كثير في طبقات الشافعية 430/1.
5- الكلمة مشوش بعضها، كذا استظهرنا منها.
6- الكلمة مشوشة، وقد تقرأ: مقل.
..........(1):
[من السريع]
وَقَالَ لِلأَوَّلِ يَوماً وَقَد *** لَاقَاهُ قَولَ الوَاعِظِ الزَاجِرِ:
خَلٌ مَقَاماً لَستَ أهلاً لَه وَلَا تَكُنْ فِي العَهْدِ بِالغَادِرِ
إنِّي أُولَى منكَ قَالَ: اثْتِني (2) بِحُجَّةٍ أَو عَلَم ظَاهِرِ
قَالَ: أَتَرضَى بِنَبِيِّ (3) الهُدَى؟ فَقَالَ كَالمُسْتَهْزِى (4) السَّاخِرِ:
وأينَ مِنَّا وَهُوَ تَحتَ الثَّرى حتّى يَقُومَ الحَشْرُ لِلحَاشِرِ (5)؟!
قَالَ: فإن شَاهَدتَهُ حَاكِماً عَليكَ حُكْمَ المُوجِبِ الآمر..
تُسَلَّم الأمر إلى أهله مُوَفِّياً ليس بِمُستَاثِرِ؟!
قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَاقَهُ حَيدَرُ إِلى قُبَالَى سِكَّةِ (6) المَايِر (7)
إِذَا رسول الله فِي قِبْلَةِ ال_ *** _مَسجِدِ لَا يَخْفَى عَلَى النَّاظِرِ
ص: 245
1- هنا كلمة أو جملة سقطت، ولعلّها اسم الشاعر.
2- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل: أتيتني.. حيث لم تنقط.
3- في نسختي الأصل: بالنبيّ.
4- قد تقرأ في نسختي الأصل كالمستهتر.
5- هذا استظهار منّا، وإلا فان الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ: للحس الحاسر، وفي نسخة (ألف): الحاشر، ولم يسعنا الجزم بمعنى مناسب له_ا ولعلّها: للحشر.
6- كذا؛ ولعلّه: قبا لسكّة..
7- كذا؛ والأوّلى أن تكون: السائِرِ.
فَقَالَ: سَلَّمْ لِعَلِيِّ الهُدَى *** تَسْلِيمَ عَبْدٍ رَاغِمٍ صَاغِرِ
فَارتَاعَ خَوْفاً وَعَلا نَافِراً *** مِنْهُ كَمِثْلِ الجَمَلِ النَّافِرِ
حتّى إِذَا مَا صَدَّهُ سَادِرٌ *** لِلكُفْرِ لاب_ورِكَ مِن سَادِرِ
وَقَالَ: مَا مِثلُ بَنِي هَاشِمٍ *** فِي سَائِرِ العَالَمِ مِن سَاحِرٍ!
وَزَادَهُ كُفْراً عَلى كُفْرِهِ *** وَآفَةُ العِجْلٍ مِن السَّامِرِي
الحسن بن كثير (1)؛ عن أبيه، قال: دخل محمّد بن أبي بكر على أب_ي- هو يتلوّى (2) - فقال: يا أبه! ما لي أراك (3) بحال لم تكن بها؟! قال: يا بنيّ! الرجل قبلي مظلمة، لو أحلّنى منها لَرَجَوْتُ (4) أن أفيق.
قال: ومن هو يا أبه؟!
قال: علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)!
قال: يا أبه! أنا ضامن عليه تحليلك.
قال: فأنت أعظم الناس منّة عليّ إذاً..
قال: فأتيت عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسألته أن يحلّله، فقال: «نعم - يا بنيّ! - وكرامة لك، ائتِ
ص: 246
1- في الصراط المستقيم 2/ 299 - 300: الحسين بن كثير، وفيه اختلاف عمّا جاء هنا أشرنا لبعضه.
2- في الصراط: يتلو شيئاً.
3- في نسختى الأصل: أنك.
4- الكلمة مشوشة جدّاً، وفى نسختي الأصل الرحرت، كذا كتبت، وهي محرّفة عن المثبت، وفي الصراط: مظلمة ابن أبي طالب، فلو استحللته..
أباك فقل له: ائت المنبر فأخبر الناس بِظُلْمِهِ (1) إيَّاي وهو في حلّ». قال: فلمّا ذكر ذلك لأبيه.. قال: ما أراد إلا أن لا يصلّي على أبيك اثنان..!
وروي: أنّ محمّداً قال لأمير المؤمنين: ابسط يدك أُبايعك على أنّ أبي ظلمك حقك، فقال له: « وكيف علمت؟ » قال: لأنّ أبي إلى (2) [أن] حضرته الوفاة كنت أنا وأخي عبد الرحمن، وعائشة، وزفر عنده، وكان يقول: يا ويلي!.. ثلاثاً.
فقال زفر يا خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! تدعو بالويل والثبور؟!
فقال: هذا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وعليّ يبشّرانني بالنار، وهو يقول: «لعمري لقد وفيت بها وظاهرت على ولي الله أنت وأصحابك الأربعة عشر، فأبشروا بالنار في أسفل..»، وبيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة: إن مات محمّد السافلين. لا نجعل (3) الخلافة في أهل بيته...
فلمّا سمعها زفر خرج وخرجت عائشة وأخي عبد الرحمن يقولون: إنّه ليهجر! فقلت له: قل: لا إله إلا الله.
فقال: لا يتهيأ لي أن أقولها يا بني! قد حيل بيني وبينها حتّى أدخل التابوت. فقلت: أي تابوت؟!..
ص: 247
1- في نسختي الأصل بظلامه، وهي محرّفة عن المثبت، وفي الصراط: وأخبر الناس بظلامتي.
2- كذا؛ والظاهر كونها زائدة، بل غلط، ولعلّها: حين، أو: لَمَّا..
3- تقرأ في نسختي الأصل: أتجعل.
[قال: تابوت] من نار مقفل عليها بقفل من نار، فيه إثنا عشر رجلاً؛
أنا وأصحابي.
قلت: والثاني؟
قال: نعم.
قلت له: أتهذى؟!
قال: لا والله ما أهذي.. لعن الله ابن صهاك؛ فهو الذي صدني عن الذكر بعد إذ جاءني، فبئس القرين (1).. فمازال يدعو بالويل والثبور حتّى غمضته.
ثمّ قال كلّهم: إيّاك أن تُخرج شيئاً مما سمعنا؛ فيشمت بنا ابن أبي طالب! قال محمّد: قال لي أمير المؤمنين - بعد وفاة الثاني: «ائت عبد الله بن عمر؛ - فإنّه وأبوك في مكان، وعلّق معه واحكِ حكاية أبيك».
فلمّا قلت له ذلك، قال: يا محمّد! اكتم عليّ ما أقول، إنّ أبي[عندما] حضرته الوفاة بكي، فقلت له: ما يبكيك؟! فقال: ائت عليّ بن أبي طالب وقل له: أردّ الأمر إليك، فتجعلني في حِلّ مما كان بيني وبينك!
فلمّا حضره، قال: «تكلّم يا أبا حفص».
قال: تحلّلني من كلّ شيء عملته بك وأردّها عليك؟!
ص: 248
1- هذا استقبال من قوله سبحانه وتعالى عنه وعن صاحبه في سورة الفرقان (25): 27 - 29: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً).
قال: «نعم، على أن تشهد رجلين من المهاجرين ورجلين من الأنصار بأنتك ظلمتني حقي - أنت وصاحبك - وادعيتما ما لم يكن لكما باسم..».
فحوّل وجهه إلى الحائط، فخرج علي (عَلَيهِ السَّلَامُ).
فقلت له: يا أبه لقد أجابك الرجل فأعرضت عنه؟!
فقال: إنّك أحمق! إنّما أراد أن لا يصلّي عليّ أحد!
فلمّا حضرته الوفاة كان منه مثل ما (1) كان من أبيك (2).
البراء بن عازب في خبر (3) -: اجتمع المغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة ابن
ص: 249
1- في نسختي الأصل: مسلما ما، وهي محرفة عن المثبت.
2- ومثله جاء في إرشاد القلوب للديلمي 183/2 - 186[391/2 - 394]، وعنه حكاه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 127/30 (باب 19) حدیث 7 بحذف الإسناد، واختلاف يسير تحت عنوان (ما قاله معاذ تحت عنوان (ما قاله معاذ حين موته).. ولاحظ ما ذكره من بيان العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) عليه في بحاره 133/30 - 134 (باب 19) حديث،8 ومثله ما جاء في كتاب سليم بن قيس الهلالي: 222 - 227[الطبعة المحققة 2 /816 - 820، وفي الموجزة المحققة: 349]. وانظر: معالم الزلفى: 429، ومدينة المعاجز 91/2 - 93، ومجمع النورين: 204.
3- لقد جاء في كتاب سليم له مفصلاً 573/2 – 574 [الطبعة المحققة]، وعنه في الاحتجاج: 52 – 56 [طبعة النجف الأشرف 156/1 - 157]، وقد حكى ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة 21/1 [تحقيق الزيني، وفي تحقيق الشيري 32/1] قصة مشاورتهم المغيرة بن شعبة، ولاحظ: تاريخ اليعقوبي 2 /114 - 115[124/2]، وما هنا يختلف لفظاً عمّا في المصادر وإن اتحد معنى ومضموناً. أقول: قد روى هذا الخبر ابن أبي الحديد في شرح النهج 219/1 – 221 [74/1] عن البراء بن عازب، أنه قال: لم أزل لبني هاشم محباً؛ فلمّا قبض رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر من بني هاشم، فأخذني ما يأخذ الواله العجول.. وساق الحديث. ولاحظ فيه: 52/2، وقريب من هذا في الدرجات الرفيعة: 455 [وفي الطبعة المحققة 816/1]. وراجع: السقيفة وفدك للجوهري: 49 - 50، وخبر البراء هذا في بحار الأنوار 23/28 - 294، عن كتاب سليم بن قيس، ثمّ عن شرح النهج في: 293 - 294، وأورده السيد علي خان (رَحمَةُ اللّه) في الدرجات الرفيعة: 87 – 89 [وفي المحققة 252/1].
الجرّاح، والأوّل والثاني في الليلة الثانية من وفاة النبيّ (عليه و آله السلام) وخافوا انفساخ (1) الأمر.
فقال المغيرة (2): أرى أن تلقوا العباس، فتجعلوا له في هذا الأمر نصيباً يكون له ولمن بعده، فتكونوا حينئذٍ قد قطعتم عنكم ناحية بني هاشم، ويكون لكم حجّة عند الناس إذ مال العبّاس معكم (3).
ص: 250
1- في نسختي الأصل: انفاخ، وهي محرفة عن المثبت.
2- من هنا جاء في كتاب سليم بن قيس الهلالي: 140 [والطبعة المحققة 574/2] باختلاف، وعنه في بحار الأنوار 291/28 ( باب 4) حديث 46، والمعنى مقارب، وكذا في الإمامة والسياسة 21/1 [32/1]، والغدير 93/7.. وغيرهما.
3- ما هنا يختلف عما جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 219/1 - 220، وإن اتحدا في المؤدّى.. ولاحظ شرح المزبور 52/2.
فقال أبو بكر: إن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) خلّى النّاس يدبّروا أمرهم[و] يختاروا لأنفسهم قيّماً (1) يصلحهم؛ متفقين لا مختلفين، وإنّ الناس اختاروني عليهم والياً، ولأُمورهم راعياً (2)!!
ثمّ قال: فإما إن دخلتم فيما دخل فيه عامة المسلمين واجتمعوا، أو صرفتم الطاعنين (3) عما مالوا إليه، وقد جئناك [ونحن] نريد (4) أن نجعل لك في هذا الأمر نصيباً يكون لك ولمن بعدك، إذ كنت عم رسول الله (عليه وآله السلام)، وإذ كان المسلمون رأوا مكانك ومكان صاحبك (5)، فعدلوا هذا الأمر عنكم، فعلى (6) رسلكم يا بني هاشم! فإنّ رسول الله منا ومنكم!
ص: 251
1- في نسختي الأصل: فيما.
2- في المصادر: إنّ الله بعث لكم محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) نبياً، وللمؤمنين ولياً، فمنّ الله علیکمبكونه بين ظهرانيهم، حتّى اختار له ما عنده، وترك للناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم مصلحتهم، متفقين لا مختلفين، فاختاروني عليهم والياً، ولأمورهم راعياً، فتوليت ذلك، وما أخاف - بعون الله - وهناً ولا حيرة ولا جبناً.. في كلام طويل له يختلف مع ما هنا إجمالاً لفظاً، وفيه زيادة لفظية ومعنوية..
3- في نسختي الأصل: الطاعنون، وفي نسخة (ب): لطاعنون، وفي كتاب سليم بن قيس الهلالي (رَحمَةُ اللّه): أو صرفتموهم عما.
4- فی نسختي الأصل: يزيد.
5- في شرح النهج: أهلك، بدلاً من: صاحبك.
6- في نسختي الأصل: فعل، وفي شرح النهج: وعلى رسلكم بني هاشم
فقال الثاني: إي والله! وأُخرى أنّا لم نأتكم (1) من حاجة منّا (2) إليكم، ولكن كرهنا أن يكون الطاعن هنا (3) فيتفاقم الأمر (4) بكم وبهم، فانظروا لأنفسكم وعامتكم.
فقال العبّاس(5): لقد أعجبني شجاعة ابن أبي قحافة بعد الجبن(6)، وخطابته بعد العيّ (7)، ألا كان هذا يوم خيبر ويوم حنين وقد انهزم عن رسول الله؟!.. في كلام طويل له.
ثمّ قال: وزعمت أنّه خلى الناس يختارون لأنفسهم؛ مصيبين للحقّ، لا مائلين بزيغ الهوى؟! فإن يك هذا الأمر لرسول الله فأنت بحقنا أخذت، وعلينا
ص: 252
1- في نسخة (ب): تأتكم.
2- في نسخة (ألف): ما، وفي نسخة (ب): بنا، وما أُثبت استظهار منا، والعبارة في كتاب سليم هكذا: إي والله، وأُخرى - يا بني هاشم - على رسلكم، فإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) منّا ومنكم، وإنا لم نأتكم لحاجة منّا إليكم، وما في المتن قريب ممّا جاء في السقيفة وفدك للجوهري، فراجع.
3- قد تقرأ في نسختي الأصل منا، وفي شرح النهج: الطعن فيما.
4- فی المصدر السالف: أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون، فيتفاقم الخطب..
5- ما هنا يختلف كثيراً عمّا في كتاب سليم بن قيس الهلالي له: 141.. وغيره. وجاء في كتاب الأربعين للقمّي: 148: نعم؛ وفيه مضامين مشتركة. وكذا ما ورد في تاريخ اليعقوبي 2 /126.
6- في نسخة (ألف): الحين.
7- هذا استظهار، وفي نسختي الأصل: الغي، وقد تقرأ: الفيء.
تعدّيت، ولنا ظلمت، وإن يكن للمسلمين [فنحن منهم، ما تقدّم رأينا في أمرك، ولا شوّرنا] فما وجب لك إذكنّا كارهين لما أتيت..
وما أبعد قولك: إنّهم مالوا (1) إليك.. من قولهم: عدلوا عنك..
وما أقول له في هذا أروم صرفك، ولا أنتى فى لبس من أمرك، ولكن للحجّة (2) نصيبها (3) من البيان..
وأمّا ما بذلت لي ولمن بعدي؛ فإن يكن حقاً لك تعطيناه.. فأمسكه عليك[فلسنا محتاجين إليك]، وإن يكن حقاً للمسلمين.. فما لك أن تحكم فيه دونهم؟! وإن يكن حقاً لنا؛ فإنّا لا نرضى منك أخذ بعضه دون أن نأخذ حقّنا كلّه (4).
وأمّا قولك: إنّ رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] منا ومنكم..
فرسول (5) الله شجرة نحن أغصانها، وأنتم جيرانها (6)..[فنحن أولى به منكم].
ص: 253
1- في نسختي الأصل: قالوا.
2- في نسخة (ب): الحجّة.
3- في نسختي الأصل: يصيبها، وهي مصحفة عن المثبت عن شرح النهج.
4- وزاد في شرح نهج البلاغة: وما أقول هذا أروم صرفك عمّا دخلت فيه، ولكن للحجة نصيبها من البيان.. ولاحظ ما جاء في بحار الأنوار 292/28 (باب 4) ذیل حدیث 46، والغدير 373/5 - 374، وقد أورد قطعة منه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة - 15/1[21/1 و 32]، وكذا الجوهري في السقيفة وفدك: 50.. وغيرهما.
5- في نسخة (ألف): ورسول، وفي كتاب سليم: فإنّ.
6- في نسخة (ألف): حيرانها، وفي نسخة (ب) من الأصل: خيرانها.
وأمّا قولك - يابن الخطّاب! -: إنّك تخاف (1) الناس علينا..
فإنّ الّذي قد تقدَّمتم به أولى (2).
العوني (3):
[من الطويل]
ص: 254
1- في نسختي الأصل: لا تخاف، ولم ترد في المصادر، وهي أقرب للواقع وسياق الكلام.
2- في نسختي الأصل: أوّل، والظاهر ما أثبتناه، وفي كتاب سليم: وأمّا قولك: إنا نخاف تفاقم الخطب بكم وبنا.. فهذا الذي فعلتموه أوائل ذلك، والله المستعان. وفي الدرجات الرفيعة: فهذا الذي قدّمتموه أوّل ذلك، والله المستعان.
3- لم أجد هذا البيت بنصه في الغدير ولا سائر المجاميع الشعرية - بمقدار ما وسعني البحث - وقد أحرقت أشعار شاعرنا (رَحمَةُ اللّه)، أحرق الله من أحرقها، كما مر في ترجمته في المقدّمة، نعم وجدت أبياتاً في المناقب 361/2 على وزانها (رَحمَةُ اللّه) فيها قوله في: [من الطويل] إمامي كليم الشمس راجع نورها *** فهل لكليم الشمس في القوم من مثل وفي المناقب 92/3 أيضاً، قوله: إمامي صراط الله منهاج قصده *** إذا ضلّ من أخطا الصواب عن السُّبُلِ وأيضاً فيه 93/3، قوله: [من الطويل] إمامي حبل الله عروة حقه *** فطوبى وطوبى من تمسك بالحبل وفي 123/3، قوله: [من الطويل] إمامي محراب الهدى معشر التقى *** سماء المعالي منبر العلم والفضل هو القبلة الوسطى ترى الوفد حولها *** وهم حرم الله المهيمن والحل و آيته الكبرى وحجته التي *** أُقيمت على من كان منا له عقل
إمَامِي هُوَ المُختَارُ وَالقَومُ جيرَةٌ *** وَهَلْ يَسْتَوِي الجِيرَانُ وَيْكَ (1) مع الأهْلِ؟!
الحماني (2):
[من المتقارب]
ص: 255
1- في نسختي الأصل: وبك.. ولا معنى لها.
2- أقول: هو أبو الحسين عليّ بن محمّد بن جعفر.. من أحفاد زيد بن عليّ بن الحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) الكوفي، ويقال له: الحماني العلويّ، كما في المناقب 212/3، والحماني الكوفي، كما في المناقب 445/3[وسها حيث قال: الجماني، كما في 444/3]، والعلويّ الحماني، كما في المناقب،150/3، وهو المعروف ب_: الأفوه، المتوفى سنة 301 ه_، وهو من المعمرين، وله شعر كثير في المناقب، ولم يأتِ على وزان هذه القصيدة في المناقب - مع كثرة ما نقله عنه - ولا في الغدير، كما لم ترد في شعره المجموع له. هذا؛ وما أثبتنا هنا من هذه القصيدة هو استظهار مما ورد في المخطوطتين، وإلا فهناك بون شاسع أشرنا لبعضه. انظر: ترجمته في الغدير 57/3 - 69 مع مصادرها.: هذا؛ ولقد جاء في المناقب شعر لشاعراً باسم: العلوي - كما هنا - في 138/3، و 48/4، وأخرى بعنوان: العلوي البصري كما في 78/2، و 242/2، وثالثة بعنوان: العلويّ الكوفي، كما في 301/4، ولا يعرف هل هؤلاء واحد أم متعدّد؟ وأيهم شاعرنا هذا؟ ولم أجد لهذه الأبيات مصدراً حتّى الآن.
إذَا نَازِعَتْكَ قُرَيْشُ الفَخا *** رَيَوْماً وَأَمَّكَ طُغيانُها
فَذُدْها (1) بخُطبَةِ عَمَّ الرَّسُو *** لِ ينفي العمايةَ بُرهَانُها (2)
غَدَاةَ يَقُولُ لَهُ القَائِلانِ *** وشَرُّ المَقَالَةِ بُهتانها (3):
عَلَى رِسْلِكُمْ يَا بَنِي هَاشِمٍ *** فَإِنَّ المَسَاءَةَ إِمْنَانُها (4)
محمّد مِنَّا وَمِنْكُمْ أَلا *** فَلا يَنْسَ هَاتِيكَ نِسْيانُها (5)
فَقَالَ: محمّد مِنْ نَبْعَةٍ *** تَفَرَّعَتِ المَجْدَ عِيدَانُها (6)
فَنَحْنُ اللَّحَاءُ وأغصانُها *** وأَنْتُمْ وهَاتِيكَ جِيرَانُها
***
ص: 256
1- في نسختي الأصل: فددها!
2- العجز مشوش غیر منقوط في نسختي الأصل.
3- في نسختي الأصل: برهانها.
4- فی نسختي الأصل: كأن المساة امنانها.
5- في نسختي الأصل: تنس هاتيك فسيانها!
6- كذا في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): المجدعيك انها.. والعجز مشوش جداً في نسختي الأصل.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 12] [في بدع عبد الكعبة]
ص: 257
فصل في بدع عبد الكعبة
فصل في بدع (1) عبد الكعبة (2)
ص: 259
1- قال العلّامة المجلسي طاب رمسه في بحار الأنوار 202/74 - 203 ما نصه: أقول: البدعة في الشرع ما حدث بعد الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ولم يرد فيه نص على الخصوص، ولا يكون داخلاً في بعض العمومات، أو ورد نه_ي عنه خصوصاً أو عموماً.. فلا تشمل البدعة ما دخل في العمومات؛ مثل بناء المدارس.. وأمثالها الداخلة في عمومات إيواء المؤمنين وإسكانهم وإعأنّهم، وكإنشاء بعض الكتب العلمية والتصانيف التي لها مدخل في العلوم الشرعية، وكالألبسة التي لم تكن في عهد الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) والأطعمة المحدثة؛ فإنّها داخلة في عمومات الحلية ولم يرد فيها نهي، وما يفعل منها على وجه العموم إذا قصد كونها مطلوبة على الخصوص كان بدعة، كما أن الصلاة: «خير موضوع»، ويستحب فعلها في كل وقت.. ولمّا عيّن عمر ركعات مخصوصة على وجه مخصوص في وقت معيّن صارت بدعة، وكما إذا عيّن أحد سبعين تهليلة في وقت مخصوص على أنّها مطلوبة للشارع في خصوص هذا الوقت بلا نص ورد فيها.. كانت بدعة.. وبالجملة؛ إحداث أمر في الشريعة لم يرد فيها نص بدعة، سواء كانت أصلها مبتدعاً أو خصوصيتها مبتدعة. ثمّ قال: فما ذكره المخالفون، أنّ البدعة منقسمة بانقسام الأحكام الخمسة - تصحيحاً لقول عمر في التراويح: نعمت البدعة - باطل؛ إذ لا تطلق البدعة إلّا على ما كان محرّماً، كما قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار»، وما فعله عمر كان من البدعة المحرمة؛ لنهي النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عن الجماعة في النافلة، فلم ينفعهم هذا التقسيم، ولن يصلح العطّار ما أفسد الدهر، وقد أشبعنا القول فی ذلك في كتاب الفتن في باب مطاعن عمر. راجع عنه: بحار الأنوار 12/31 - 15 (باب 14) الطعن الرابع عشر، مع ما عليه من تعليق من محققه سدّد الله خطاه، ورضى عنه وارضاه. ثمّ قال (رَحمَةُ اللّه): قال الشهيد روح الله روحه في قواعده: محدثات الأُمور ب_عد النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) تنقسم أقساماً لا تطلق اسم البدعة عندنا إلا على ما هو محرّم منها.. ثمّ ذكر أقسامها الخمسة.. ولاحظ باقي كلامه علا في الجنان مقامه.
2- قد صرّح ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 155/1 أنّ الاسم القديم لأبي بكر هو: عبد الكعبة، وأنّه سمّاه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): عبد الله، ومثله فيه 366/19. ولعلّ من هنا قرّر شيخنا المصنّف - طاب ثراه - أن يكون هذا اللقب تكنية للأوّل في مقدمة كتابه هذا في الباب الأوّل الّذي قرره للخليفة الأوّل.. ولعله لاعتقاده بأنّه لازالت على عهد الجاهلية. لاحظ كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 497/2.
(احْشُرُوا الّذين ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كَانُوا يَعْبُدُونَ) (1).
[قال: «الّذين ظلموا آل محمّد حقهم، ﴿ وَأَزْواجَهُمْ) قال: وأشباههم»] (2).
ص: 260
1- سورة الصافات (37): 22.
2- تفسیر عليّ بن إبراهيم القمّي: 555[الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 222/2، وفي المحققة 865/3 ذيل حديث،2] والزيادة ما بين المعكوفين منه.
عن الباقر والصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (1)، عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): (الحَمْدُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينِ) قالا: «دعوة أهل الجنّة حين شكروا الله على حسن الثواب».
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال جبرئيل: «ما قالها مسلم قط إلا صدقه الله وصدقه أهل سمائه..».
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) قال: «إخلاص العباد[ة]».
(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال: «أفضل ما ملکت به (2) العباد حوائجهم».
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم) (3) قال: «دين الله الذي نزل به جبرئيل على محمّد (عَلَيهِ وآلِه السَّلام)» (4).
(صِرَاطَ الّذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم ﴾ [قال:] «وهديتهم بالإسلام وبولاية عليّ بن أبي طالب، ولم يغضب (5) عليهم، ولم يضلوا».
(المَغْضُوبِ عَلَيْهِم) «اليهود والنصارى (6)، والشكّاك الّذين لا يعرفون
ص: 261
1- وضع في نسختي الأصل على كلمة الصادق الرمز الاستظهار (ظ).
2- في العياشي: طلب به.
3- من هنا جاء بألفاظ مقاربة في المناقب 271/2[وفي طبعة قم 73/3].
4- فی تفسير العياشي: «صراط الأنبياء، وهم الّذين أنعم الله عليهم».
5- كذا؛ والظاهر: تغضب.
6- في تفسير العياشي: ﴿ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ اليهود، وغير ﴿ وَالضَّالِّينَ ﴾ النصارى. راجع: تفسير العياشي 22/1 حديث 17 - وعنه في البحار 238/92 - 239 (باب 29) حديث 40 - وكذا فيه 21/85 باب (45) ذیل حدیث 1. ولاحظ: تفسیر نور الثقلين 15/1.
إمامة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)».
(الضّالّين) «يعني الأوّل والثاني؛ ضالين عن إمامة عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1).
ص: 262
1- انظر ما جاء في تفسير السورة وعللها وحكمها عنهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وقد أورده في عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 114/2، وعلل الشرائع 260/1، وعنهما في بحار الأنوار 68/6 58 - 109] (باب22) حديث 1، و 54/85) باب (45) حديث 46، وإرشاد القلوب 365/2، فيما كتب أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى ملك الروم حين سأله عن تفسير فاتحة الكتاب، وعنه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 60/10 - 62 (باب3) حديث 4، و 259/92 (باب29) حدیث 53. ولاحظ: تفسير العياشي 24/1 حدیث 25، و 27، و 28. وفي تأويل الآيات 32/1 هو: أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، (و غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ اليهود والنصارى، وفي حديث 28 (المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ «فلان، وفلان، وفلان، والنصّاب »، (و الضَّالِّينَ ﴾ «الشكاك الّذين لا يعرفون الإمام». ولاحظ: تفسير القمّي 29/1[الطبعة الحروفية، وفى الطبعة المحققة 54/1 حديث،6]، قال: «المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ»: «النصّاب، والضالين: الشكّاك الّذين لا يعرفون الإمام»، وعنه في بحار الأنوار 20/24 (باب 24) حدیث 35، و (باب29) حدیث 7. ولاحظ: تأويل الآيات الظاهرة 36/1 حديث 16، وتفسير البرهان 108/1 حدیث 8، و تفسیر نورالثقلين 40/1 حديث 107.. وغيرها.
أوّل (1) ظلم في الإسلام؛ تأمر الأوّل على الامّة (2)، ثم تسمّى بخلافة رسول الله..
فكانت هذه حالة جامعة للظلم والمعصية، والكذّب على الله وعلى رسوله، ولو جاز لقائل أن يقول: إنّه خليفة رسول الله من غير أن يستخلفه النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) على أحد (3) من حدود التأويل لجاز لكل مسلم.
إنه طلب من الناس الصدقات والأخماس والجزية.. وغيره........(4) وظلماً؛ لأنّه غير مأمور بذلك ولا مأذون، فصار عاصياً الله ورسوله.
ابن عبّاس: أوّل من دفع سهم المؤلّفة قلوبهم الأوّل، فانقاد له الناس طوعاً وكرهاً، وامتنعت عليه قبيلة من العرب في دفع الزكاة إليه، فسماهم: أهل الردّة، فقتلهم، ونهب مالهم، وسبى ذراريهم..
ثمّ إنه أكل الحرام تعمّداً؛ لما استولى على الامّة فرض لنفسه أجرة على ذلك ثلاثة دراهم، وهذا أظهر ما يكون من الحرام، وكان على ذلك مصرّاً إلى
ص: 263
1- في نسختي الأصل هنا زيادة من، ولعلّ في العبارة سقطاً.
2- بل هو أوّل من عقد البيعة لغيره، كما قاله الراغب الإصفهاني في المحاضرات 162/1، بل هو مبدأ الشرور، وكلّ انحراف، وأبو الكبائر.
3- كذا؛ ولعلّه: حد.
4- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة، ولعلّها: عدواناً.
أن مات.. واستمرت (1) بدعته هذه في كلّ إمام (2)، وقاض، ومعلّم، وقارئ، ومؤذن.. إلى زماننا هذا.
ورويتم عنه...(3) كذّبائح أهل الكتاب حلال، والله تعالى يقول: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ..) (4) الآية، فوثقتم باليهود وهم لا يأكلون ذبائحكم التي تسمّون عليها (5)، والله تعالى يقول: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ) (6)، وقد سمّى ما لم يذكر الله عليه: شركاً وفسقاً، وكذلك النصارى إنّما يسمون باسم المسيح [لأنهم يجعلون المسيح ربِّهم] (7).
وقلتم (8): تجادلون عنهم فيما قال الله تعالى: ﴿ وَطَعَامُ الّذين أُوتُوا الكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ﴾ (9)..
ص: 264
1- في نسختي الأصل: استمر.
2- في نسخة (ب) مشوشة، وفي نسخة (ألف): أيام.
3- بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة، وفي الإيضاح لابن شاذان (رَحمَةُ اللّه): 207 – 209 [وفي طبعة الأعلمي بيروت: 110 - 11]، قال: ورويتم أن ذبائح..
4- سورة الأنعام (6): 121.
5- في الإيضاح: وزعمتم إنّهم يسمون الله على ذبائحهم، والله عزّ وجلّ يقول..
6- سورة المائدة (5): 82.
7- زيادة من الإيضاح.
8- كذا، والظاهر: وقمتم.
9- سورة المائدة (5): 5.
وإنّما عني (1) بالطعام الّذي ليس فيه روح (2)، فقلتم: هو الذبائح.
ورويتم: أنّ أبا بكر قال ندمت أن لا أكون سألت النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عن ذبائح أهل الكتاب..!
وقد رواه نضر بن شميل (3)، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال: سألت عليّاً [عَلَيهِ السَّلَامُ] عن ذبائح نصارى العرب؟ فقال: « لا تأكل ذبائحهم؛ فإنّهم لم يتعلّقوا من دينهم إلا بشرب الخمر» (4).
ص: 265
1- في نسختي الأصل: غني.
2- وجاء في أكثر من رواية منّا، كما في المحاسن للبرقي: 452 - 455 (باب 49، مواكلة أهل الذمة وآنيتهم وأكل طعامهم) حديث 369 - 380، وصفحة 584 (باب 13(، آنية أهل الكتاب والمجوس)، و (باب 14، طعام أهل الذمة).. وغيرها وغيره.
3- تقرأ في نسختي الأصل: نصر بن يمثل، وهو مصحف قطعاً.
4- وقريب منه في أحكام القرآن للجصاص 270/5 و 271، وبإسناد آخر.. عن يونس، عن ابن سيرين، عن عبيدة.. في المصنّف لعبد الرزاق 186/7، وكذا في مشكل الآثار للطحاوي 13/336.. وغيرهما. أقول: أسهب الطبري في تفسيره 575/6 في ذكر قول من كره ذبائح نصاری العرب من الصحابة والتابعين، وسرد جملة من أسمائهم وبعض أقوالهم. وانظر: كتاب الأُمّ للشافعي 254/2 [192/2]، وتهذيب الآثار للطبري 364/4 حديث 1615، عن أبي البختري، قال: نهانا علي[عَلَيهِ السَّلَامُ] عن ذبائح نصارى العرب. وقد روي عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال: «لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب؛ فإنّهم لم يتمسكوا من دينهم إلا بشرب الخمر ». ذكر ذلك البيهقي في السنن 284/9، وابن حجر في فتح الباري 549/9، وقبله الشافعي في الأُم 254/2 [192/2].. وغيرهم، وكذا جاء في تفسير الخازن 235/2.
وفي رواية إبراهيم بن المهاجر، أنّه سأل إبراهيم النخعي عن قوله: ﴿ وَطَعامُ الّذين أُوتُوا الكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ) (1) فقال: وهم يأكلون الخنزير؟!
فإن قلتم: إن الخنازير محرّم علينا؛ فقد حرَّم الله ما أُهل لغير الله، وما لم يذكر اسم الله عليه (2)، وأوجب أنّ كلّ ما جرت عليه سهام العرب من السب_ي [و] لم يخرج منه خمسه إلى أهله؛ أنّ ذلك الفرج مشترك؛ ولا يُوطّاً الفرج المشترك (3) إلا حراماً، فكيف يكون أولاد السبايا ومن منع الخمس أن يقيم في أهله؟! (4)
وروى (5) شريك: أنّ فيما أجابه ابن عبّاس لابن نجدة (6) الحروري:
ص: 266
1- سورة المائدة (5): 5.
2- لقد ذكر حاصل ما هنا ابن شاذان الله في الإيضاح: 184[وفي طبعة الأعلمي: بیروت: 112] وزاد عليه قوله: فأي الفريقين أحق بالأمن ممّا يخاف؛ الّذي يجتنبه أو الذي يقدم عليه؟
3- في نسخة (ألف): المشرك.
4- العبارة غير تامة، ولعلّ فيها نوع سقط.
5- كما في الخصال 235/1 (باب الاربعة) حديث 75، وجاء في الإيضاح: 185[وفي طبعة العلمية بيروت: 96 - 97]، قال: ورويتم عن شريك عن أبي الزبير المكي إن نجدة الحروري كتب لابن عبّاس..
6- كذا؛ وفي نسخة (ألف): نحدره، وهو: نجدة، لا (ابن نجدة).
أمّا الخمس فإنّا نقول: إنّه لنا، وزعم [قوم] أنّه ليس[لنا] فصبرنا (1)، وإنّي أُخبرك أنّ جميع الناس مخرج (2) [من] خمسنا إلا شيعتنا؛ فإنا أحللناه له_م [ل_] يطيبو (3).
وأحلّ أكل الميّت، حيث قال: كُل السمكة (4) الطافية (5).
وفي سنن أبي داود (6)، وابن ماجة (7)، عن جاب_ر بن عبد الله، قال:
ص: 267
1- إلى هنا في الخصال مع كلّ ما فيه من اختلاف - وعنه في بحار الأنوار 198/96 - 199 (باب 24) حديث 4 - وأيضاً عنه فيه 31/100 - 32 (باب 75) حديث 6. وجاء في تفسير العياشي 61/2 حديث 52 - وعنه في بحار الأنوار 200/96 (باب 24) حديث 11، وكذا عنه في مستدرك وسائل الشيعة 288/7 (باب 1) حدیث 8241 -. ولاحظ: عوالى اللآلي 76/2.. وغيره.
2- في نسختي الأصل: فخرج، والظاهر: حرج، كما في الإيضاح.
3- في الإيضاح: شيعتنا الطيبين فانا أحللنا[ه] لهم.
4- فی نسختي الأصل: المسمكة.
5- كما قال ابن عباس: أشهد على أبي بكر، قال: السمكة الطافية حلال، فمن أرادها أكلها. راجع: المصنّف للصنعاني 503/4، والمصنّف لابن أبي شيبة 248/4، وشرح مشكل الآثار 210/10.. وغيرها.
6- سنن أبي داود 211/2 حديث 3815.
7- سنن ابن ماجة 2/1081 )باب 18) حديث 3247 بنصه.
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه فطفا (1) فلا تأكلوه..» وشرح هذا الباب قد تفرّق في مواضعه (2).
***
ص: 268
1- كذا في المصدر، وفي نسخ الأصل: فطعا، وفي نسخة: وطفا.
2- قال الطبري (رَحمَةُ اللّه) في المسترشد في إمامة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): 508 برقم 180: وممّا نقموا عليه، أنّ العبّاس بن عبد المطلب أتاه وطلب قطيعته التي كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أقطعه إيّاها من الحيرة والرصافة والغائظ فلم يقبل قوله، ولم يجز له ما أجازه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. وهو يعطي الأعراب والأحزاب والطلقاء وأبناء الطلقاء، ويصدّقهم على ما ادّعوه، ومناديه في كلّ موسم: من كانت له عدة عند رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] كائنة ما كانت فليأت.. فكان يعطيهم، ويقبل دعواه_م[دعاويهم] ويكذّب عمّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ويجرح شهادة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولا يقبل قول فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) الزهراء ولا قول ابنيها[عَلَيهِما السَّلَامُ]، ثم يسألهم البيّنة.. فإذا أتوا بها تسلّق عليهم بالحيل؛ جرأة على الله عزّ وجلّ، وعداوة لنبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وتعرضاً لأهل بيته..
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 13] [في ذكر صحبة الأعرابي في الغار] [وذكر هجرته]
ص: 269
فصل في ذكر صحبة الأعرابي في الغار وذكر هجرته
فصل في ذكر صحبة الأعرابي (1) في الغار وذكر هجرته
أبو بصير (2)؛ عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)- في خبر خروج رسول الله (عليه وآله السلام) هارباً من قريش -: «.. فاتّبعه عتيق - وهو يريد أن يغمز به إلى قريش - فأعلمه الله تعالى بذلك وأمره أن يأخذه معه وإلا دلّ عليه، فوقف له رسول الله حتّى دنا منه، فأخذ بيده، وقال له: «تعال (3) ويلك (4)! فمازلت الليلة لي مؤذياً». فقال: يا رسول الله! إنّما أردت[أن] أُشيعك وأعْلَمَ عِلْمَكَ، ولا حاجة لى
ص: 271
1- أقول: هذا من الرموز التي قرّرها شيخنا المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في مدخل كتابه هذا في الب_اب الأوّل المختص بالأوّل، وله شواهد في كتب الأصحاب وكلمات العلماء. كما يقال له: الأعرابي الأوّل، وأيضاً يقال له ولصاحبه الأعرابيان.. وله ولأصحابه: الأعرابيون، أو: الأعراب. لاحظ: كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 287/1.
2- لا أعرف فعلاً لهذا الحديث مصدراً، ولذا لم يسعني تصحيحه، نعم؛ جاء مختصراً جداً في الصراط المستقيم 172/1، ولعلّه أخذه من هنا كعادته.
3- في نسختي الأصل رمز (تع)، ولا معنى مناسب له إلّا اختصار تعالى، ولم يعرف
4- هذا استظهار منّا، وإلا فإنّ في نسختي الأصل: وتلك.
أن أكون معك؛ بل أُحبّ أن تكون (1) بمكة أذبّ (2) عنك.
فقال: «إن الله تعالى أمرني أن آخذك معى».
ثمّ قبض عليه - وكان من أشدّ الناس قبضة - فانطلق معه وهو كاره.. فلمّا أنتهى إلى الغار أقبل أبو بكر يضطرب مخافةً على نفسه أن يقتل -.
فقال النبيّ (عليه وآله السلام) - لمّا عرف ذلك منه (3) -: «ويلك! (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ﴾ (4).. » ثم أراه البحر والسفينة (5) [و] ما يهز فيه (6)، وقال: «إن جاؤوا من ههنا ركبنا من هنا.. »، فكفر الأوّل، وقال: هذا سحر (7) مبين وما هو إلا ساحر كذّاب!
قال إسحاق بن عمّار: لم تنزل (8) إلّا (ويلك!): (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) (9).
ص: 272
1- في نسخة (ب): أكون.
2- في نسختي الأصل: الربّ، والظاهر ما أثبتناه، وفي الصراط: بل أحب أن أكون مخملا اكذّب عنك!
3- في نسختي الأصل: عنه، بدلاً من: منه.
4- سورة التوبة (9): 40.
5- ما هنا استظهر في هامش نسخة (ألف)، وفيها: السفيفة، وفي نسخة (ب): السقيفة.
6- كذا، والكلمة مشوشة في نسختي الأصل.
7- كذا استظهاراً، وفي نسختي الأصل: ساحر.
8- في نسخة (ألف): تزل.
9- سورة التوبة (9): 40..
وعن ابن عبّاس: كان النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) يمشي إلى الغار والأوّل معه، فتارة يمشي عن يمينه، وتارة عن يساره، وتارة عن أمامه، وتارة من (1) ورائه.. كان يريد بالنبيّ مكراً.
وقال الأوّل: فدخلت الغار، فوجدت به حجراً، فسددت بعقبي فلدغتني الحيّة.
وروي أنّها كانت حريش (2).
وفي حديث البراء بن عازب (3) أنه قال:..فارتحلنا والقوم يتطلبوننا، فلم يدركنا منهم إلا سراقة بن جعشم[المدلجي] على فرس له، فقلت: يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا، فقال: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ معَنا) (4)
ص: 273
1- في نسختي الأصل: عن، بدلاً من: من.
2- في نسختي الأصل: خريش، والصحيح ما أُثبت، وهو: نوع من الحيات ارقط، قاله لسان العرب،281/6، ومجمع البحرين 133/4.. وغيرهما. انظر: مدينة المعاجز 2/240.. وغيره.
3- وهو حديث مشهور، وفي صحاحهم مسطور، وألفاظه مختلفة، ومعانيه متقاربة.. لاحظ مثلاً: كتاب البخاري 181/4، كتاب مسلم 236/8 - 237، مسند أحمد بن حنبل 2/1، فتح الباري 459/6، الديباج للسيوطى 367/6، المصنّف لابن أبي شيبة 456/8، صحيح ابن حبان 189/14، و 289/15، كنز العمال 663/16، الدر المنثور 239/3، الطبقات الكبرى 4/366، أسد الغابة 265/2، و 210/3، البداية والنهاية 230/3...وغيرها.
4- سورة التوبة (9): 40.
حتّى إذا دنا منّا بكيت.. والبكاء من فعل النساء!! (1)
الناشي (2):
[من البسيط]
وَلَيلَةُ الغَارِ فِيهَا مِن مَثَاليه (3) *** مَا لَا يَكُونُ لِخَلقِ مُذْ (4) بِها تُلِبَا
وَذَاكَ أَنَّ رسول الله صَادَفَهُ (5) *** فِي اللّيلِ يَتبَعُهُ كَي يُنْذِرَ الرُّقَبَا
فَلَم يَزَلْ أحمَدُ المُختَارُ يَصحَبُهُ *** هذّاً (6) إلى الغار حتّى أنّه نكبا (7)
ص: 274
1- وانظر ما جاء هنا في قرب الإسناد: 134 [وفي الطبعة المحققة: 329 ضمن حديث 1228 عن معجزة سراقة وأُم جميل]، والروضة من الكافي 262/8 - 263 حديث 377، وإعلام الورى: 73 - 74، [وفي الطبعة الأوّلى: 41 - 42، وفي المحققة 77/1 - 78]، ومجمع البيان 31/5 - 32.. وغيرها.
2- سبق الحديث عن هذه القصيدة في المقدمة، وسيأتي لها تتمة.
3- في نسختي الأصل: مثاليه.
4- فی نسختي الأصل: من.
5- في نسختي الأصل: صادقة
6- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل: فهذا، فيكون المعنى غير واضح. وهذاً.. أي قطعاً سريعاً، وتأتي بمعنى سرعة القطع أو القراءة، كما في كتاب العين 349/3. ولاحظ: لسان العرب 517/3، وكذا مجمع البحرين 192/3 وقال: سرعة القطع، ثمّ استعير لسرعة القراءة.
7- في نسختي الأصل: نكثا، ولا يتمّ المعنى والقافية، لو صحت قراءة ما جاء في النسخة الخطة.
حتّى إذا حَصَلَا فِي الغَارِ مَا لَبِثَتْ *** عَنَاكِبُ الدَّوحِ حتّى مَدَّتِ الطُّنُبا
وَظَلَّتِ الطَّيرُ فِي الأَعشَاشِ (1) آمِنَةٌ *** تَدْعُو وَأَفرُخُها (2) لَم تُطْلِعَ الزَّغَبَا (3)
فَحِينَ عَايَنَ هذَا (4) ظَلَّ مُجتَهِداً *** يَسُدُّ (5) بالحِيلَةِ (6) الأحْجَارَ والنقبا
وَفِي طَوِيَّتِهِ مِنْ عُظْم غُلَّتِهِ (7) *** إندَارُ مَنْ مِنْ نَواحِي غَارِهِمْ قَرُبَا
ص: 275
1- في نسختي الأصل: الاعشاء، وهي مصحفة عن المثبت.
2- في نسختي الأصل وافرضها، وهي مصحفة عن المثبت.
3- في نسختي الأصل الرغبا، وهي مصحفة عن المثبت.
4- فی نسختي الأصل: فقد، وما أُثبت استظهار منتا.
5- في نسخة (ألف): يسل.
6- في نسختي الأصل: بالحلية، وهي مصحفة عن المثبت.
7- في نسختي الأصل: عليه، وهي مصحفة عن المثبت
فَعَرَفَ المُصْطَفَى مَا فِي طَوِيَّتِهِ *** فَصَاحَ بِالجَبَلِ (1) المَلْمُومِ فَانْشَعَبا
فَعَاينَ البَحرَ فِيه كُلُّ جَارية *** يَسْرِي بها القِلْعُ (2) يُنجي كُلَّ من رَكِبا
فأظهر الحُزْنَ إِذ لَم يَشْفِ غُلَّتَهُ *** من أحمَدٍ فَأَرَاقَ الدَّمْعَ فَانْسَكَبا
فَظَلَّ يَزجُرُهُ المُختَارُ حِينَ بَكَى *** حُزناً (3) عَلَى نَفْسِهِ إِذ ظَلَّ مُعْتَضَبا (4)
فَأَنزَلَ اللهُ مَحْمُوداً سَكِينَتَهُ *** على النبيّ وَخَلَّى الرِّجْسَ مُجْتَنَبا
الحميري (5):
[من الطويل]
ص: 276
1- في نسختي الأصل: بالحبل، وهي مصحفة عن المثبت.
2- القلع، هو: الشراع.
3- الكلمة مشوشة جداً في نسخة (ب)، استظهرنا ما أثبتناه من نسخة (ألف)، مع أنّ الكلمة فيها غير معجمة، فيحتمل فيها غير ذلك.
4- في نسختي الأصل مغتصباً.
5- هذه الأبيات لم نجدها في الديوان المجموع للسيّد الحميري (رَحمَةُ اللّه)، كما لا نعرف له_ا مصدراً آخر ناقلاً لها، ولعلّها من متفردات كتابنا هذا.
وَمَا لأَبي رَكْبِ سِوَى الغَارِ مَفْخَرُ *** وَإِن كَثَرَ المِكْثَارُ فِيهِ وَأَطْنَبا
وَلَم يُبْقِ لِلمَحْزُونِ فِي دَارِ حُزْنِهِ (1) *** لَهُ عَمَلاً إِلَّا هَبَاءٌ مُتَيَّيا (2)
وَقَد قِيلَ: لَا تَحْزَنْ، فَقَالَ: أَلا بَلَى *** وأحدَثَ شَيْئاً كَان أَسْوَا(3) وَأَسْخَيَا (4)
وقال ناصبي: إنّ كلب أهل الكهف يحشر معهم، فكيف فلان؟
فأجبت: إنّ الكلب حرسهم ولم ينبح عليهم، قوله: ﴿ وَكَلْبُهُمْ بِاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ﴾ (5)؛ فثبت منه منافعه (6)، ولم يثبت عن فلان إلا الجزع والهلع والحزن،
ص: 277
1- فى نسخة (ألف): خرنة، أو: حرنة، وفي نسخة (ب): خرية، ولعلّها خِزْيِه؛ إذ هي أنسب بحزنه في الغار.
2- في نسخة (ألف): مبينا، وهي غير معجمة في نسخة (ب)، والصواب ما أثبتناه.
3- في نسختي الأصل: أسوى، ويصح كونها: أسْوَى بمعنى أحْدَثَ، كما ويصح كونها: أسوا - مخففة -: أسْوَاً.. أي هى أشدّ سوءاً، وهو الأقرب.
4- فی نسخة (ألف) واسحنا، وفي نسخة (ب): اسحيا، وقد يقرأ: واسخنا، وما ه_نا استظهار منا، بمعنى أشدّ سخباً.. أي أشد صياحاً وصخباً..
5- سورة الكهف (18): 18.
6- هذا استظهاراً؛ بمعنى منافع الكلب، وإلا فالجملة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ: وثاقته - بدون نقط -. وعلى كلَّ؛ فاللفظة غير واضحة، ولعلّها: ثبوت الوثاقة من الكتب، فثبت منه منافعه.. أي منافع الكلب؛ كالحراسة التي تقدم ذكرها.
حتّى قال الرسول (علیه و آله السلام): ويلك! لا تَحْزن.. (1).
وإنّه كان الكلب في سفينة نوح.. فالكلب كلب، والنبيّ نبيّ..!
والأوثان كانت في الكعبة، فلم ينتفع بها ولم يضرّها..
کشواذ (2):
[من الوافر]
يَقُولُ الرَّبُّ فِي أَصْحَابِ كَهَفٍ: *** فَكَانُوا فِتيَةَ الرَّحمَنِ حَقًّا
بِأنَّ نَامِنَهم كَلْبٌ لَدَيهِم (3) *** وَلَيسَ الكَلبُ فِي الجَنَّاتِ حَقًّا
کذَا كَانَ اللَّعِينُ لَدَى نَبِيٌّ *** كمِثْلِ الكَلْبِ] (4) فِي ذَا الكَهْفِ حقًا
ص: 278
1- سورة التوبة (9): 40.
2- سبق الحديث عن شاعرنا في المقدّمة، ولم يورد له المصنّف طاب ثراه في موسوعتنا هذه إلا هذه الأبيات، وأُرجوزة مبثوثة في الكتاب سلف الحديث عنها، وسيأتي النقل عنها، ولا أعرف لها مصدراً ناقلاً، والشعر ليس بقوي كما هو واضح، إلّا أن يكون مصحفاً.
3- كذا؛ والظاهر أنّ صوابه: وكان الكلب ثامنهم لديهم.
4- ما بين المعكوفين مزيد منّا؛ لحفظ الوزن والمعنى.
دعبل (1):
[من الطويل]
كذلك أهلُ الكَهْفِ فِي الكَهْفِ سَبْعَةُ *** إذَا حُسِبُوا يَوْماً (2) وَثَامِنُهُمْ كَلْبُ
وإِنِّي أَرَى فَضلاً عَليكَ لِكَلبِهِمْ (3) *** لأنكَ (4) ذُو ذَنبٍ وَلَيسَ لَه ذَنْبُ
استفتى أحمد بن إسحاق (5) صاحب الأمر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول ناصبي: إنّ النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) إنّما ذهب بفلان معه؛ لأنه خاف عليه كما خاف على نفسه، ولمّا علم أنه يكون الخليفة في أمته؛ كيلا يختلّ الدين من بعده، وقد أنام عليّاً على فراشه؛ لما علم أنّه لو قُتِل لا يختل الإسلام بقتله!
ص: 279
1- دیوان دعبل بن علي الخزاعي: 102 - 103 من قصيدة ذات (12) بيتاً، يهجو فيها المعتصم العبّاسي، وقد وردت في الأغاني 40/18، ولسان الميزان 431/2، وتاريخ الخلفاء: 335، والشعر والشعراء: 352.. وغيرها، وهذان البيتان هما السادس والسابع منها.
2- في الديوان: كرام إذا عدّوا.. وفي نسخة (ألف): ثوماً، بدلاً من: يوماً.
3- جاء صدر البيت في الديوان هكذا: وإنّي لأُغلي كلبهم عنك رفعةً.
4- فی(ألف): وليس لأنتك، وفي (ب): أنك، وهي مطموسة، وما هنا من المصدر.
5- في نسختي الأصل: محمّد بن إسحاق، والصواب ما أثبتناه، والمستفتي هو: سعد بن عبد الله الأشعري، وهذا نقل بالمعنى مع اختصار في اللفظ، كما جاء في: كمال الدين 454/2، والاحتجاج 2 /268 [وفي طبعة 461/2]، وأورده عنه في بحار الأنوار 182/30 (باب20) حدیث 44، ولاحظ أيضاً - 7852 (باب 19) حدیث 1.
فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «لِمَ لَمْ تنقض (1) عليه بقولك: أو لستم تقولون (2): إنّ النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) قال: «إنّ الخلافة بعدي ثلاثون سنة» على أعمار هذه الأربعة؛ فإذا كان الأمر كذلك فلمّا كان الأوّل الخليفة من بعده كان هذه الثلاثة خلفاء أمته من بعده، فلم ذهب بخليفة واحد إلى الغار (3) ولم يذهب بهذه الثلاثة؟! وعلى هذا الأساس يكون النبيّ مستخفّاً (4) بهم دون الأوّل؛ فإنه يجب عليه أن يفعل بهم مثل ما فعل بالأوّل » (5).
ابن طوطي الواسطي (6):
[من الطويل]
ص: 280
1- في نسختي الأصل ينقض.
2- في نسختي الأصل: يقولون، وما قبلها مشوش أثبتنا ما استظهرناه.
3- لا يوجد: إلى الغار، في نسخة (ألف).
4- في نسختي الأصل مصحفاً: مستحقاً.
5- هذا اختصار في اللفظ وقد جاء ذيله في الاحتجاج 274/2 - 275: «فلمّا لم يفعل ذلك بهم يكون متهاوناً بحقوقهم، وتاركاً للشفقة عليهم بعد أن كان يجب أن يفعل بهم جميعاً على ترتیب خلافتهم ما فعل بأبي بكر».
6- الاسم مشوش كلاً في نسخة (ب)، وقد مرت ترجمته في المقدمة، وقد كرر المصنف (رَحمَةُ اللّه)هذه الأبيات نفسها في المناقب 74/2، ولذا قابلناها مع ما هناك، وفيها اختلاف كثير وتقديم وتأخير أشرنا للمهم منه، وهي هناك سبعة لم يرد فيها الثاني، والرابع هنا جاء هناك سابعاً.
فلمّا سَرَى الهَادِي النبيّ مُهَاجِراً *** وَقَد مَكَرَ (1) الأعدَاءُ وَاللهُ أمْكَرُ
وَصَاحَبَ فِي المَسْرَى (2) عَتِيقاً (3) مَخَافَةً *** لِكَيلا بمَسرَاه لَهم كَانَ يُخبرُ
وَقَاه (4) علي في الفراش بنفسه بِنَفْسِهِ *** وَبَاتَ رَبِيطَ الجاشِ (5) مَا كَانَ يُذْعَرُ
فَكَانَ مَكَانَ المَكْرِ حَيدَرةُ الرّضَا *** مِنَ اللهِ لَمَّا كَانَ بِالقَومِ يَمْكُرُ
لَشَتَّانَ (6) مَن لَاقَى الحُرُوبَ بِنَفْسِهِ *** وَمَن هُوَ وَسْطَ الغَارِ يُنهَى ويُزْجَرُ
ص: 281
1- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب) وما مكروا، وفي المناقب: مكر، وهي على لغة: أكلوني البراغيث، وهي لغة الكوفيين.
2- في نسخة (ب): السري.
3- في نسخة (ب): عنقاً، والمعنى واضح.
4- في المناقب: ونام.
5- قال ابن منظور في لسان العرب:303/7 ورجل رابط الجأش وربيط الجأش.. أي شديد القلب، كأنه يربط نفسه عن الفرار، يكفّها بجرأته وشجاعته. ثمّ قال: وربط جأشه رباطة: اشتدّ قلبه ووثق وحزم، فلم يفرّ عند الروع.
6- في نسخة (ألف): فشتان.
وَلَو كَانَ أرضى اللهَ بِالحُزْنِ لَم يَكُنْ *** لِيُنْهَى، ولكن كَانَ بِالحُزْنِ يُؤْمَرُ (1)!
قال الشيخ المفيد (2)..
ص: 282
1- أقول: جاءت الأبيات في المناقب هكذا: [من الطويل] ولمّا سَرى الهادي النبيّ مهاجراً *** وقد مَكَرَ الأعداء واللهُ أَمْكَرُ ونام علي في الفراش بِنَفْسِهِ *** وبات ربيط الجأش ما كان يُذْعَرُ فوافوا بياتاً والدُّجى متقوِّضُ *** وقد لاح معروف من الصبح أشقر فألفوا أبا شبلين شاكي سلاحه *** له ظُفُرٌ من صائك الدمِ أَحْمَرُ فصال علي بالحسام عليهم *** كما صال في العِرِّيس ليتُ غَضَنْفَرُ فولوا سراعاً نافرين كأنما *** هُمُ حُمُرٌ مِن قَسْوَرِ العَابِ تَنْفِرُ فكان مكانَ المَكْرِ حيدرة الرّضا *** من اللهِ لمَّا كان بالقومِ يَمْكُرُ
2- قد جاءت الوجوه الستة مفصلة في الاحتجاج 325/2 [وفي طبعة: 279 - 280]، ومجملة هنا، والأجوبة بعضها مقتضب هنا ومفصل هناك، والفروق كثيرة لم نشر لها. كما لم نجد نص عبارته (قدّس سره)، وإنما أورده في فصل من الفصول المختارة: 42 – 48 [من المجلد الثاني في مصنّفات الشيخ المفيد] مفصلاً، وكذا أشار له في الإفصاح: 185 – 192 [من المجلد الثامن من مصنّفاته (رَحمَةُ اللّه)]، وكذا شرح المنام: 28 – 29 [من المجلد الثامن من مصنّفات الشيخ المفيد - الرسالة الرابعة فيه] أيضاً.
في قوله: (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الغار..) (1) الآية:
وجه الدلالة فيها من ستة مواضع: أنّه ثانيه، واجتمع. مواضع: أنّه ثانيه، واجتمع معه، وصار صاحبه، وشفهه (2) النبيّ (عليه وآله السلام) بقوله: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (3)، ونزول السكينة عليه؛ لأنّ النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) لم تفارقه السكينة قطّ (4).
أما قوله: ﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ﴾، فهو إخبار عن العدد؛ لعمري لقد كانا اثنين، فما في ذلك من الفضل؟! ونحن نعلم ضرورة أن نبياً وذمياً، أو مؤمناً ومؤمناً، أو مؤمناً وكافراً.. اثنان، والقائل إذا قال: فلان ثاني فلان - مطلقاً - يفيد تقارب المنزلة، وفي الآية أنّه ثانيه في المكان؛ فلا يفيد غير العدد[فما أرى لك في ذكر العدد طائلاً تعتمده].
ص: 283
1- سورة التوبة (9): 40.
2- في نسختي الأصل: سفهه، والظاهر ما أُثبت، وفي الاحتجاج: شفقة، وهو الأوضح، بل هو الأصح.
3- سورة التوبة (9): 40.
4- هذه الوجوه لم تذكر بشكل واضح وتداخلت بعضها مع البعض، فلاحظ مصادر الواقعة.
فأمّا اجتماعهما (1) في المكان؛ فإنّه كالأوّل؛ لأنّ المكان يجمع المؤمن والكافر [كما يجمع العدد المؤمنين والكفّار] (2).
وأيضاً؛ فإنّ مسجد النبيّ (عليه وآله السلام) أشرف من الغار، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكافرين، [وفي ذلك] (3) قوله: (فَما لِلَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ..) (4).
وأيضاً؛ فإنّ سفينة نوح جمعت النبيّ والشيطان والبهائم، [والمكان لا يدلّ على ما أوجبت من الفضيلة، فبطل الفضلان].
وأمّا قوله: (إذ يَقُولُ لِصاحِبه..) (5) [فإنّه أضعف من الفضلين الأوّلين]،
ص: 284
1- في نسختى الأصل اجتماعها.
2- جاء في تفسير العياشي 88/2 - 89 حديث 58 بإسناده.. قال: كنت عند أبي الحسن الثاني (عَلَيهِ السَّلَامُ) - و معي الحسن بن الجهم - فقال له الحسن: إنّهم يحتجّون علينا بقول الله تبارك وتعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ..﴾[سورة التوبة (9): 40]: قال «وما لهم في ذلك؟! فوالله لقد قال الله تعالى: (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ..﴾ على رسوله.. وما ذكره فيها بخير.. وفيه: ﴿.. وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذين كَفَرُوا السُّفْلَى..﴾ فقال: هو الكلام الذي تكلّم به عتيق. لاحظ: تفسير البرهان،128/2، وأيضاً جاء فيه 703/1.
3- ما بين المعكوفين مزيد من الاحتجاج.
4- سورة المعارج (70): 36.
5- سورة التوبة (9): 40.
فالصاحب إذا أطلق [ما] أفاد (1) الإضافة إلى المصحوب والتخصّص به؛ لأنّ اسم الصحبة يجمع المؤمن والكافر، والمؤمن والمؤمن والكافر والكافر، والعاقل والبهيمة، والحيوان والجماد، قال الله: ﴿قالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَاكَ رَجُلاً * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدا﴾ (2).
قال الكُفَّار: ﴿ وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ (3) أضاف النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) إليهم بالصحبة، والمضاف إليه أقوى حالاً من المضاف (4).
ص: 285
1- في نسخة (ألف): أضاف.
2- سورة الكهف (18): 37 - 38.
3- سورة التكوير (81): 22.
4- ومثله جاء في استدلال المأمون في محضر الإمام الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) على أبناء الطوائف، وما أجاب به إسحاق بن حماد بن زيد - الذي جاء مفصلاً في عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 2/185 – 200.. وغيره - فهو عند ما احتج بالآية قال له المأمون: سبحان الله! ما أقلّ علمك باللغة والكتاب؛ أما يكون الكافر صاحباً للمؤمن؟! فأي فضيلة في هذا؟!.. ثم ذكر شعر الهذلي والأزدي.. الذي لم يرد في كلام الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه)، ولعلّ ما ورد هنا هو تلفيق بين الكلامين. وقد حكاه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 189/49 - 208 (باب 14) حديث 2، وأيضاً جاء فيه - 139/72 - 148 (باب101) حدیث 27 نقلاً عن كتاب البرهان بإسناد يختلف عمّا جاء في العيون، وقريب منهما ما حكي عن ابن عبد ربه فی العقد الفريد.. ولاحظ: الإفصاح للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 188 - وتفسير القرآن له طاب ثراه: 253.
وقال حاكياً عن يوسف: ﴿يا صاحِبَي السِّجْنِ أَمَا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً..﴾ (1) ومعلوم أنّهما كانا كافرين.
وأيضاً؛ فإنّ اسم الصحبة يطلق بين (2) العاقل والبهيمة.
قوله: ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ..) (3) الآية.
وأنهم سمّوا الحمار: صاحباً:
قال الهذلي:
[من الكامل]
إنَّ الحِمَارَ مَعَ الحِمَارِ مَطيَّةٌ *** وَإذَا خَلوت به فَبِئسَ الصَاحِبُ (4)
ص: 286
1- سورة يوسف (عَلَيهِ السَّلَامُ) (14): 41.
2- كذا؛ ولعلّها: على، كما في الاحتجاج.
3- سورة إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (14): 4.
4- ومثله قاله الطبرسی (رَحمَةُ اللّه) في الاحتجاج 327/2 [وفي طبعة مشهد 501/2]، وسيأتي في الفصل القادم عن صلاة أبي بكر نقلاً عن جملة مصادر. وراجع ما جاء في الإفصاح: 189، وشرح المنام للمفيد (رَحمَةُ اللّه): 26 - 27، وكنز الفوائد للكراجكي (رَحمَةُ اللّه): 203، وعنه العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 329/27 (باب 2).. وغيره.
وسمّوا الوحش: صاحباً:
قال الهذلي(1):
[من الكامل]
[وَ] لَقَد غَدَوتُ وَصَاحِبِي وَحْشِيَّةٌ *** تَحتَ الرِّدَاءِ بَصِيرَةُ بِالمُشْرِفِ (2)
وسمّوا الفرس: صاحباً:
قال الأزدي(3):
[من الكامل]
ص: 287
1- أقول: هذا الشعر لأبي كبير الهذلي، كما في لسان العرب 368/6، مادة (وحش)، وروايته (عَدَوْت)، وروايته بالفاء (بالمُشْرِفِ) - لا بالمشرق - هي الصحيحة المطابقة لأصل الشعر، انظره في ديوان الهذليين: 110، وما في المتن موافق لما حكاه الجاحظ في كتابه الحيوان 491/6، وابن قتيبة في المعاني الكبير 277/1.. وغيرهما في غيرهما.
2- في نسخة (ألف): بالمسرف، وفي عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): 192/1: بالمشرق.
3- كذا في العيون وفي نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): المازدي. أقول: الظاهر أنّ المراد منه هو ابن دريد؛ أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد بن الضاهبة القحطاني الأزدي البصري (223 – 321ه_)، من أئمة اللغة والأدب والشعر، كان نحوياً حافظاً فاضلاً، له جملة مؤلّفات في فنون شتى، كما له شعر كثير. انظر عنه: أمل الآمل 256/2 - 259، رياض العلماء 5/55 - 58 و 425، و 18/6، روضات الجنّات 303/7 - 308، معالم العلماء: 148[وفي طبعة: 182]، بعنوان: أبو بكر بن دريد الأزدي، ووفيات الأعيان 323/4 - 329، مرآة الجنان 282/2 - 284، بغية الوعاة 76/1 - 81 عن عدة مصادر.. وغيرها.
[وَ] لَقَد ذَعَرتُ (1) الوَحشَ فِيهِ وَصَاحِبِي *** شَخْصُ القَوائِم مِن هَنَانِ الهَيكَلِ (2)
وسمّوا الجماد مع الحىّ: صاحباً؛
قالوا:
[من الخفيف]
زُرتُ هنداً وَذَاكَ بَعَد اجتِنَابِ (3) *** وَمَعي صَاحِبٌ كَتُومُ (4) اللِّسانِ (5) يعني السيف.
فإذا كان اسم الصحبة تقع بين المؤمن والكافر، وبين العاقل والبهيمة، وبين الحيوان والجماد.. فأي حجّة لصاحبك فيه؟!].
وأمّا قوله: (لا تَحْزَنْ..)؛ فإنّه وبال عليه ومنقصة[له]، ودليل على خطائه؛ لأن قوله: لا تَحْزَنْ) نهي، فلا يخلو حزنه[من أن يكون وقع منه] طاعة
ص: 288
1- في نسختي الأصل: لقد دعوت - بدون واو -، وفي بعض نسخ العيون: دغرت، وما أثبتناه أولى معنىً ولفظاً.
2- جاء العجز في العيون هكذا محض القوايم من هجان هيكل..، ومثله عنه في بحار الأنوار 199/49 (باب15) ذیل حدیث 2، ثمّ قال: فصيّر فرسه صاحبه
3- في نسختي الأصل: اجناب، وفي الاحتجاج: غير اختيان.
4- فی نسختي الأصل: كثوم.
5- كذا جاء البيت في الإفصاح: 189، وهو في الاحتجاج 327/2[وفي طبعة مشهد 501/2] برواية: وذاك غير اختيان..
أو معصية؛ فإن كان طاعة، فإنّ النبيّ (عليه وآله السلام) لا ينهى عن الطاعات؛ بل يأمر بها ويدعو إليها.
وإن كان معصية؛ فقد نهاه النبيّ عليه و آله السلام) عنها، وقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنّه نهاه(1).
وقال المرتضى (2): النهي لا يتوجّه في الحقيقة إلا للزجر عن القبيح، ولا سبيل إلى صرفه بغير دليل، ولا سيّما وقد ظهر من جزعه، وغاية ما يكون مثله فساد الحال عن الإخفاء، فهو إنّما نهى عن استدامة ما وقع منه، ولو سكنت نفسه إلى ما وعد الله نبيه وصدقه فيما أخبر به لم يحزن، حيث يجب أن يكون آمناً.
وأمّا قوله (3): (إِنَّ اللهَ مَعَنا): فإن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )أخبر أن الله معه، وخَبر عن نفسه؛
ص: 289
1- وبمثل هذا استدل هشام بن الحكم رضوان الله عليه في مجلس الرشيد عند ما فضّل بعضهم صاحبهم بهذه الآية، قال طاب رمسه: فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أكان الله رضى أم غير رضى؟ فسكت، فقال هشام إن زعمت أنّه كان الله رضى، فلم نهاه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: « لا تحزن..؟! » أنهاه عن طاعة الله ورضاه؟! وإن زعمت أنّه كان الله غير رضى.. فلم تفتخر بشيء كان الله غير رضى؟! وقد علمت ما قد قال الله تبارك وتعالى حين قال: (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ..)... إلى آخره، كما جاء في الاختصاص للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 96 - 97.
2- الشافي في الإمامة 26/4 نقلاً بالمعنى مختصراً، وهذه العبارة مقحمة في كلام الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه)، ولا توجد فى النصوص.
3- عاد الكلام للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه)
بلفظ الجمع كقوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (1).
وقيل: (إنَّ اللهَ مَعَنا) (2)؛ لأنّ الله مع البرّ والفاجر، والمؤمن والكافر.
قوله: ﴿ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ.. (3) الآية.
وقد قيل (4) - أيضاً -: إن أبا بكر قال: يا رسول الله! حزني (5) على أخيك عليّ ابن أبي طالب ّ(عَلَيهِ السَّلَامُ) ما كان منه؟!
فقال النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام): (ولا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) (6).. أي معى ومع أخي عليّ(7).
ص: 290
1- سورة الحجر (15): 9.
2- سورة التوبة (9): 40.
3- سورة المجادلة (58): 7.
4- ورواه الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في الاحتجاج 328/2501/2] وعنه في بحار الأنوار 330/27 (باب 2) حدیث (1، كما جاء في كنز الفوائد: 204[الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 50/2].
5- في نسخة (ألف): خبرني، وفي نسخة (ب): حرني.
6- سورة التوبة (9): 40.
7- راجع: احتجاج الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) على عمر في الرؤيا: 25 - 30 من رسالة شرح المنام،[المطبوعة ضمن سلسلة مصنّفات الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه)، المجلد الثامن الرسالة الرابعة]، وعقد له العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) باباً في البحار 327/27 - 331 حدیث 2. وقد أخذه من الاحتجاج للطبرسی (رَحمَةُ اللّه): 279 - 280[وفي طبعة النجف الأشرف 325/2].
العوني (1):
[من الطويل]
وأمّا حَدِيثُ الغَارِ إِذ جِئتُمَا بِهِ *** فَمَنْقَبَنَا إِفَكٍ وَمَسْلَبَتَانِ (2)
أَتَانِي (3) النبيّ المُصطَفَى يَزْعُمَانِهِ؟! *** نَعَمْ، وَهُوَ إِذ تَنَّاه أَحْبَتُ تَان
ألم تَعلَمَا أَنَّ النبيّ استَرَابَهُ (4) ***[لَه] قَالَ: لَا تَحْزَنْ أَخَا الرَّجَفَانِ؟!
وَهَل مُؤْمِنٌ مَنْ سَاء قَلباً (5) بِرَبِّه (6) *** ولمّا يَثِقُ مِن أحمَدَ بِضَمَانِ؟!
ص: 291
1- سلف في المقدّمة أن ليس لشاعرنا مجموعة شعرية وقد أحرق شعره وكتبه، ولم ترد هذه القصيدة فيما نعرف له ممّن جمع شعره، كما لم ترد في المناقب والغدير ولا غيرهما.
2- هذا استظهاراً، وإلا فإنّ الكلمتين مشوشتان وغير منقوطتين في نسختي الأصل، و تقرأ الثانية في نسخة (ب): سليان، وقد تقرأ: مبليان.
3- في نسخة (ألف) و (ب): أتاني - وقد سقطت بعض نقاطها - ولا وجه لها.
4- هذا استظهار منا، وإلا ففي نسختي الأصل تقرأ: استرابه به، أو: اسرابه به.
5- في نسخة (ب): قلنا، وهي غير منقوطة في نسخة (ألف).
6- في نسختي الأصل: بريه.
فَمَا أَنزَلَ اللهُ السَّكِينَةَ عِندَها *** عَليهِ فَمَا ذَا[وَيكُمَا] تَرَيَانِ؟! (1)
ولكنْ عَلى لَيلَةَ الغَارِ لَم يَخَفْ *** كَمَا خَافَ هذا أيُّها الخَضِمَانِ!
وَلَا سَاءَ قَلباً (2) حِينَ بَاتَ بِرَبِّه *** عَلى فُرش المُختَارِ هَل تَعِيان؟!(3)
وأمّا قوله (4): إنّ السكينة نزلت على الأوّل.. فإنّه تَركُ للظاهر؛ لأنّ الضمائر قبل هذا وبعده تعود إلى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) بلا خلاف (5).. قوله: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ... لِصَاحِبِهِ..) (6) وكذلك فيما بعده، قوله: ﴿ وَأَيَّدَه) فكيف يتخلّلها ضمير عائد إلى غيره؟! وكيف تنزل جنود الملائكة على الأوّل؟ وفي هذا إخراج
ص: 292
1- هذا استظهار معنى ووزناً، وفي نسختي الأصل: ذاك تربيتان!
2- في نسختي الأصل: شاء قلنا، وما أُثبت استظهار، وإن كان لم نعهده استعمالاً، وإن صح معنىً، ولعلّه: شكٍّ قلباً.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وتقرأ في نسخة (ب): يعنان، أو: معيان، وفي نسخة (ألف): ثعبان.. وما أثبت استظهار.
4- ما هنا قد أخذه من كلام الشيخ الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في مجمع البيان 58/5.
5- كذا في مجمع البيان، وفي كلام الشيخ المفيد وصاحب الاحتجاج رحمهما الله 328/2: لأنّ الّذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيَّده بالجنود.
6- سورة التوبة (9): 40.
النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) من النبوة!!
وقال مشايخنا (1): إنّ الله تعالى لم ينزل السكينة قطّ على نبيّه في موطن كان معه فيه مؤمن إلا[و] عمهم (2) في نزولها.
قوله: (ويَوْمَ حُنَيْنِ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثَرَتُكُمْ...) إلى قوله: ﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) (3).
وقوله: ﴿ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) (4).
وقال في المؤمن خاصة: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ.. ﴾ (5).
وقوله: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ.. ﴾ (6).
ولمّا كان في هذا الموضع خصَّه وحده بالسكينة، وقال: ﴿ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ..) (7) ولو كان معه مؤمن لشَرَّكه معه فيها، كما شرَّك فيما تقدَّم من المؤمنين،
ص: 293
1- كما نص عليه الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) في الفصول المختارة: 43.
2- في نسخة (ألف): عمّمهم.
3- سورة التوبة (9): 25 - 26.
4- سورة الفتح (48): 26.
5- سورة الفتح (48): 18.
6- سورة الفتح (48): 4.
7- سورة التوبة (9): 40. وزاد في الاحتجاج 328/2[طبعة النجف الأشرف]: فإن كان أبو بكر هو صاحب السكينة، فهو صاحب الجنود، وفي هذا إخراج للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ ) من النبوة.. ثمّ قال: على أنّ هذا الموضع لو كتمته عن صاحبك كان خيراً[له]؛ لأنّ الله تعالى أنزل السكينة على النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] في موضعين، كان معه قوم مؤمنون فشركهم فيها..
فدلّ إخراجه من السكينة على خروجه من الإيمان، ولولا أنّه أحدث بحزنه (1) وتوجّه إليه النهي عن استدامته لما حَرَمَهُ الله منها ما تفضّل به على غيره من المؤمنين، الّذين كانوا مع النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) في المواطن الأُخر، والسكينة في قوله: ﴿ يَوْمَ حُنَيْنٍ.. لعليّ خاصة؛ لأنّه لم يبق مع النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) إلّا سبعة من بني هاشم، وعليّ يضرب بين يديه (2).
ص: 294
1- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسخة (ب)، وقد تقرأ في نسخة (ألف): تجربه، أو: بحزبه، واستظهرنا ما أثبتناه في المتن.
2- إلى هنا جاء في احتجاج الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) على عمر في الرؤيا التي نقلناها عن الاحتجاج، وجاء - أيضاً - عنه في بحار الأنوار 331/27 (باب 1) حديث 4، وكذا جاء في كنز الفوائد للكراجكي (رَحمَةُ اللّه): 202. انظر: سلسلة مصنّفات الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) - المجلد الثامن، الرسالة الرابعة - شرح المنام: 25 - 30. وما مرّ منّا من المصادر السالفة. ولا يخفى أنّ ماجاء هنا فيه زيادة على ما هناك، أضفنا ما يمكن إضافته عليه، وحبذا أن يجمع بين يجمع بين النصين. وراجع: المناقب للمصنّف (رَحمَةُ اللّه) 23/2، و 143/3، وفيه: ثمانية من بني هاشم، وفي كتابه متشابه القرآن 75/2 تسعة، وكذا جاء كذلك في كشف اليقين: 142، وكشف الغمة 221/1.. وغيرهما.
وقال مؤمن الطاق لأبي خدرة (1): هل أنزل الله سكينته (2) على رسوله في غير الغار؟ قال: نعم.
قال[أبو جعفر]: فقد خرج (3) صاحبك في الغار منها وخصه (4) بالحزن، ومكانُ عليّ[عَلَيهِ السَّلَامُ] (5) في هذه الليلة على فراش رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ][وبذل مهجته دونه] أفضلُ من مكان صاحبك في الغار؛ لأنه لم يجزع، والكفّار اختاروا من كلّ بطن رجلاً (6).. القصة، وإن[أبا بكر] (7) كان في حرز النبيّ خائفاً حزيناً!!
ص: 295
1- كذا؛ والكلمة مشوشة غير معجمة في نسختي الأصل، وفي المصدر: ابن أبي خدرة، وجاءت القصة في الاحتجاج: 205 - 207[طبعة النجف الأشرف 144/2 - 155] بإسناده:.. عن الأعمش، قال: اجتمعت الشيعة والمحكمة عند أب_ي نعيم النخعي بالكوفة، وأبو جعفر محمّد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر، فقال ابن أب_ي خدرة[حذرة].. في عدة أسئلة هذه منها، وفي المصدر[145/2] جاء السؤال هكذا: أما قولك: ثاني اثنين إذ هما في الغار.. أخبرني هل أنزل الله سكينته على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وعلى المؤمنين في غير الغار؟ قال ابن أبي خدرة: نعم.. إلى آخره.
2- في نسخة (ألف): سكينة.
3- استظهر في هامش نسختي الأصل: جزع، وفي الاحتجاج: خرج.
4- كذا في المصدر؛ وهي مشوشة، وقد تقرأ في نسختي الأصل: رخصة.
5- لا يوجد في نسخة (ألف): علي.
6- لا يوجد التعليل في الاحتجاج.
7- ما بين المعكوفين من عندنا ليستقيم المعنى المراد.
ابن حمّاد (1)
[من البسيط]
هَل بَاتَ (2) فَوقَ فِرَاشِ المُصطَفَى أَحَدٌ *** سِوَاهُ لَيسَ بِحرَارٍ (3) وَلَا هَلِعِ؟
خَلَافَ مَنْ زَهَقَتْ فِي الغارِ مُهجَتُهُ *** جُبْناً (4) وَتَارَتْ عَليهِ عِلَّةُ الصَّرَع
أبو مقاتل العلوي (5):
[من البسيط]
ص: 296
1- سبق الحديث عن هذه القصيدة قريباً، وهناك ستة أبيات أُخر جاءت في المناقب 77/2، أولها: [من الكامل] باهی به الرحمن أملاك العلى *** لمَّا انثنى في فرشِ أَحمَد يَهْجَعُ
2- كذا استظهاراً والكلمة كتبت في نسختي الأصل: ليت، وقد تقرأ في نسخة (ألف): يبيت، ولعلّها: لبث.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها: بِخَوَّارٍ، ويحتمل قوياً كونها: بفَرَّارِ.
4- فی نسختي الأصل: حيناً، ولا معنى مناسب لها.
5- في نسخة (ألف): الطولي، وتقرأ في نسخة (ب) الطوسي (رَحمَةُ اللّه)، ويمكن قراء تها بصعوبة: العلوي؛ واحتمل قوياً أن يكون: أبا مقاتل العلوي، وهو ابن الداعي الذي ذكره المصنّف (رَحمَةُ اللّه) 37/2، و 341/3 و 452.. ولم يورد له هذه الأبيات ولا تعرّض له شيخنا الأميني الله الغدير، ولا شيخنا الطهراني الله في الطبقات، وحتّى السيّد الأمين له في الأعيان في معالم العلماء: 150، وذكر له المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في المناقب شعراً في الّذي يعنون غالباً شعراء المناقب لابن شهر آشوب (رَحمَةُ اللّه).
وَفي ثِيابِكَ فَوقَ الفُرْسُ حِينَ مَضَى *** وَلَم تَهَبْ لِقُرَيشِ لَا وَلَم تَخَفِ
خَلَافَ مَن ذَهَبَتْ فِي الغَارِ مُهجَتُهُ *** فَظَلَّ مِنْ فَشَلٍ ذَا مَدْمَعٍ ذَرِفِ
إبراهيم (1) بن سعيد الجزري:
[من البسيط]
قَالُوا: تُحِبُّ عَليّاً؟ قُلتُ: وَيحَكُمُ! *** أُحِبُّ مَنْ حُبُّهُ يُنجِي مِن النَّارِ
قَالُوا: ولكن (2) أبو بكر أحَقُّ بها *** لأنه آنَسَ المُختَارَ فِي الغَارِ!
فَقُلتُ: وَيحَكُمُ![هذا بكى] (3) هربا (4) *** من العِدَى وَعَلِيُّ (5) بَاتَ فِي الدَّارِ
ص: 297
1- اسم الشاعر مشوش في نسخة (ب)، وقد يقرأ فيها: ابن ميثم! وعلى كلّ لم أعرف شخصه كما لم أجد مصدراً لشعره.
2- في نسخة (ألف): لكان.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل جدّاً، وقد تقرأ في نسخة (ب): أبيتما، وهي غیر منقوطة في نسخة (ألف)، وجملة (هذا بكى..) منا.
4- فی نسخة (ألف): يهربا، والأوّلى أن تكون فزعاً؛ لأنّ الهرب مشترك بينه وب_ين صاحب الرسالة دون الفزع الذي خصّته الآية.
5- هنا زيادة كلمة: تاب، جاءت في نسخة (ب) ولعلّها نسخة بدل، ولا شكّ أنّه يختلّ بها الوزن أو المعنى.
شاعر:
[من الكامل]
إن قُلتُم: قَد كَانَ مَعْ خَيرِ الوَرَى *** في الغار إذ هَتَفَتْ (1) به أعدَاهُ
أَجَعَلْتُمُ مَن كَان مُسْتَتِراً كَمَنْ *** وارى (2) النبيّ بنَفْسِهِ ووَقَاهُ (3)؟!
وقد وجدنا الصاحب الهارب يذهب بالصاحب المخالف؛ لئلا يكون منه دلالة عليه، ويقر (4) المخلص (5) مكانه ليصلح شأنه..
قوله تعالى: (وَمَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ..) (6).
ص: 298
1- في نسختي الأصل: هتفا.
2- هذا استظهار، وفي نسختي الأصل ورأى، وقد يكون: فادى، أو: فدّى.
3- في نسختي الأصل: ووقاءه.
4- فی نسخة (ب): ونفر.
5- في نسختي الأصل: المحلض.
6- سورة البقرة (2): 207. أقول: أصفقت الأمّة على بيتوتة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) على فراش رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وفدائه بنفسه، يقول أبو جعفر الإسكافي - كما حكاه المعتزلي في شرح نهج البلاغة 270/3 -: حديث الفراش قد ثبت بالتواتر فلا يجحده إلّا مجنون أو غير مخالط لأهل الملة، وقد روى المفسّرون.. إلى آخره راجع: إحياء علوم الدين 238/3[344/2]، كفاية الطالب: 114، الفصول المهمة: 33 تذكرة ابن الجوزي: 21 و 115، نور الأبصار: 86، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 103/2، جمهرة الخطب،12/2، مسند أحمد بن حنبل 348/1، تاريخ الطبري 99/2 - 101، طبقات ابن سعد 212/1، تاريخ اليعقوبي 29/2، سيرة ابن هشام،291/2، العقد الفريد 3/ 290، تاريخ بغداد 191/13، تاریخ ابن الأثير 42/2، تاريخ أبي الفداء 126/1، مناقب الخوارزمي: 75، الإمتاع والمؤانسة للمقريزي: 39 تاريخ ابن كثير 338/7، السيرة الحلبية 29/2، تفسير القرطبي 21/3.. وغيرها كثير، فهل يكفي هذه لمعاوية وأسياده وأصحابه وتابعيهم..؟! وانظر - من باب المثال - من كتب الخاصة: أمالي الشيخ الطوسي (رَحمَةُ اللّه):252 - 446[وفي طبعة: 158 و 385]، تفسير العياشي 257/1، التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ): 262[الطبعة المحققة: 626]، المناقب 277/1[طبعة بيروت 69/2 و 76].. وغيرها.
البرقي:
[من الكامل]
وَنَسَيتُمُ الغَارَ الَّذِي مَا مثله *** عاراً عَلَيهِ سُبَّةٌ (1) وَرَدَاءَا
إذ بات يخلفُ (2) أحمداً وأَحلَّهُ (3) *** خَيرُ البَريَّةِ لِلحُتُوفِ (4) وَقَاءَا
ص: 299
1- كذا؛ ولعلّه: شَمْلَةً.. وهو نوع من الثياب كي يتلائم مع الرداء، أو يكون: جُبّة.
2- في نسختي الأصل: يحلف.
3- في نسختي الأصل: وأهليه، ولعلّه: وأهله، وما أُثبت استظهار معنى.
4- فی نسخة (ألف): للخيوف، وهي غير معجمة في نسخة (ب).
يُؤذُونَهُ بِالحَذْفِ وَهُوَ مُوَكِّنٌ *** نَفسَاً لأَحمدَ أن تَكونَ (1) فِدَاءَا
قَد حَفَّ (2) حدبُ الشِّرْكِ حَولَ جِدَارِه *** مستَلْئِمينَ مِن السَّلاحِ خَفَاءَا
فَوَقَاهُ مِن كَيدِ العَدُوِّ وَمَكرهِ *** ما لا يتقيه الوالد الأبناءا
ومَضَى النبيّ مُكَاتِماً لِمَسِيره (3) *** فِي جُنْحِ (4) ليلٍ يَبْتَغِي الإخفاء
فَلَقِيْ هُنَاكَ أَبَا الفَصِيلِ فَخَافَ أَن *** يَهْدِي العُيون إليهِ والحَسَاءَ (5)
***
ص: 300
1- في نسخة (ب): يكون.
2- في نسخة (ألف): خفّ.
3- كذا استظهاراً، والكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ: لمبرة.
4- فی نسخة (ألف): في صيح.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها: الجُسَّاءا.. بمعنى المعادين.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 14] [في الكشف عن صلاة أبي دور]
ص: 301
فصل في الكشف عن صلاة أبي دور
فصل في الكشف عن صلاة أبي دور (1)
ص: 303
1- هذه الكنية مما قرّره شيخنا المصنف (رَحمَةُ اللّه) في مقدمة كتابه هذا، وذلك في الباب الأوّل فيما هو مختص بالأوّل، ولم نجد لها معنى مناسباً، ولعلّها تصحيف ل_ (دون)، كما يمكن قراءة الكلمة كذلك، أو يكون جمع (دار) اسم صنم كانت العرب تنصبه يجعلون موضعاً حوله يدورون فيه، واسم ذلك الصنم والموضع: الدوار، كما في العين 56/8، ولسان العرب 297/4، وتاج العروس 215/9[420/6].. ويحتمل غير ذلك لو صحت قراءة الكلمة. وقد جاء في زهر الآداب 119/2: رواء. لاحظ: كتاب الأسرار فيما كُنّى وعُرف به الأشرار 158/1. أقول: عقد شيخنا المفيد أعلى الله مقامه في الفصول المختارة: 124 - 128 فصل في صلاة أبي بكر وحكمها، وأشبع الحديث فيها، وغالب ما جاء هنا أُخذ منه. وانظر ما سبقه به شيخنا الفضل بن شاذان النيشابوري (رَحمَةُ اللّه) في كتابه الإيضاح: 183[الطبعة المحققة: 346 - 348]، والشيخ الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في إعلام الورى: 82 - 84[الطبعة المحققة 265/1]، وقبله الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) في الإرشاد: 94 - 95[الطبعة المحققة 182/1]، والطبري (رَحمَةُ اللّه) في المسترشد: 118 - 135، ولاحظ صفحة: 141 - 147، وكذا في شرح الأخبار 2 /232 - 243، والصراط المستقيم 132/3 - 136، وقصص الأنبياء للراوندي له: 356.. وغيرها كثير.
الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ..) «أمير المؤمنين».. (وَ الاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ) (1): « عتيق، وابن صهاك».
[قوله تعالى:] (لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ..) (2) أنهم المعنيون (3).
ویروی (4): أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لمّا استمرّ به المرض وثقل عليه، جاء بلال عند صلاة
ص: 304
1- سورة البقرة (2): 185
2- سورة الصف (61): 8.
3- في نسخة (ألف): المعيبون، وفي نسخة (ب): المعينون. أقول: في أُصول الكافي الشريف 432/1 بإسناده:.. عن أب_ي الحسن الماضي (عَلَيهِ السَّلَامُ)- حين سئل عن هذه الآية – قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا[نُورَ اللهِ]) ولاية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ﴿بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾، قلت: ﴿ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾[الصف (61): 8] قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «والله متم الإمامة؛ لقوله عزّ وجلّ: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي له أَنزَلْنَا.. ﴾[سورة التغابن (64): 8]، فالنور هو: الإمام». قلت: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ ﴾[سورة الصف (61): 9] قال: « هو الّذي أمر رسوله بالولاية لوصيه، والولاية: هي دين الحق ».. قلت: ﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾[سورة الصف (61): 9 وكذا في سورة التوبة (9): 33، وسورة الفتح (48): 28] قال: « يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم » قال: يقول الله: ﴿وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾ ولاية القائم. ثمّ فسّر ﴿وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ﴾ بولاية علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). وقد ذكر ذلك المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في مناقبه 565/1[طبعة بيروت 98/3]، ولاحظ: تأويل الآيات الظاهرة 686/2 - 687 حديث 5.. وغالب كتب التفسير الروائية..
4- كما أورده ابن الأثير في جامع الأصول 437/9، وفيه: وكان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلي قاعداً يقتدي به أبو بكر.. ومثله قبله في صفحة: 435، وبعده في: 438 و 440، وفيه عدة أحاديث، وأيضاً في 382/11 - 383، و 404/6، وبينهما من التناقض والتهافت ما يغني عن البحث عن سندها فضلاً عن متنها، وكذا ما يأتي بعد هذا.. و راجع: كتاب مسلم 23/2، ومشكاة المصابيح: 102، وسنن الترمذي 226/1، وسنن النسائي (كتاب الجنائز باب 7، وسنن ابن ماجة 1 /517 - 524 في كتاب الجنائز باب 63 و 64، وقبله حديث 1235. وراجع: طبقات ابن سعد 3 ق 1/130، وصفة الصفوة لابن الجوزي 97/1، والطبري في تاريخه 196/3.. وعلى كل؛ فما ههنا إنّما جمعه المصنّف طاب ثراه من مجموع ما رواه القوم في هذا المقام مع اختصار واختزال، ولعلّ هذا هو القدر الجامع بين الأخبار المتهافتة؛ بل المتناقضة أحياناً.. فلاحظ، مع ما فيها من كون غالبها ينتهي إلى عائشة، وهي كما تدري..! بل فوق ما تتصور...! وكفاها مثلبة بغضها لمن كان بغضه كفراً ونفاقاً و.. والآخر أنس بن مالك.. وما أدراك من أنس؟!.. وهو أحد الكذابين الثلاثة - هو وهي.. وثالثهم أبو هريرة - وكفاه البرص الذي أصابه بدعاء أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)..
الصبح - ورسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) مغمور (1) - فنادى: الصلاة رحمكم الله!
فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «يصلي بالناس بعضهم».
فقالت عائشة: مُروا أبا بكر فليصل بالناس!
ص: 305
1- يأتي بمعنى المقهور، كما في لسان العرب 33/5، وقد يراد منه إنّه من باب غمره البحر غمراً: إذا علاه وغطاه، كما في مجمع البحرين 428/3. ولاحظ: العين 416/4.. وغيره.
وقالت حفصة: مروا عمر!
فقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «اكففن! فإنكنّ صواحبات (1) يوسف» (2).
وذكر صاحب الإحياء (3): أنّه قال (عليه وآله السلام): «إنكنّ صواحبات (4) يوسف».
ص: 306
1- كذا؛ وفي جامع الأصول: صواحب، وفي بعض المصادر: صويحبات.
2- الواقعة لها مصادر جمة في أكثر من موضع، ولعلّ تفصيلها قد ورد من قبل. انظر - مثلاً -: الإرشاد للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 94 - 98[الطبعة المحققة 182/1] وعنه في بحار الأنوار 433/30 (باب 22 - الطعن الثاني)، إعلام الورى للطبرسي (رَحمَةُ اللّه): 82 - 84[الطبعة المحققة 265/1، وفي طبعة: 134] وعنه في بحار الأنوار 465/22 - 470 (باب 1) حديث 9 عن الخصال، ولاحظ: بحار الأنوار 130/28 - 174 تحت عنوان: تبيين وتتميم في بحث أمر صلاة أبي بكر بالناس، وفيه كفاية لكل من لم يكن على غواية.
3- إحياء علوم الدين،45/2، وقال في ذيله: متفق عليه من حديث عائشة، وكرّره في 471/4 مخاطباً به عائشة. ولاحظ: مسند أحمد 412/4 و 5/361[159/6، 224 و 270]، سنن ابن ماجة،389/1، سنن النسائي 99/2، السنن الكبرى للبيهقي 251/2، و 78/3، و 152/8، سنن الترمذي 5/276 حديث 3754، المصنّف لابن أبي شيبة 227/2، السنن الكبرى للنسائي،293/1، و 263/4، صحیح ابن خزيمة 53/3 و 60، 293/1 صحیح 288/5 ابن حبان 489/5، المعجم الأوسط 288/5 و 24/8.. وموارد أخرى.
4- في كتاب البخاري:162/1: صواحب، وفي صفحة 162: لأنتنّ صواحب وقد تكرّر الحديث تسع مرات في كتاب مسلم منها 33/2، وفي سنن النسائي 99/2: صواحبات. أقول: روى ابن الأثير في جامع الأصول 436/9، ومثله الترمذي في سننه 275/5.. وغيره: إنّ رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] قال في مرضه: مروا أبا بكر يصلي بالناس! قالت عائشة: قلت: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء.. فمر عمر فليصل.. فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس! فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء.. فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «إنكنّ لأنتن صواحب يوسف» مروا أبا بكر فليصلّ بالناس، فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيراً. وذكر شيخنا العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره 162/28 السبب في قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) «إنّكن صويحبات يوسف»، وتعرّض لبعض الشبهات هناك، لاحظ: 161/28 - 166) (الباب الثالث).
ثمّ رووا (1): أنّه قام (عليه وآله السلام) - وهو لا يستقلّ (2) على الأرض من الضعف - وقد كان عنده أنّهما خرجا إلى أُسامة، فأخذ ب_يده علي والفضل فأعمدهما - ورجلاه تخطّان الأرض من الضعف - فلمّا خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب، فأومأ (3) إليه بيده.. فتأخر أبو بكر
ص: 307
1- قد جاء في عامة مصادرهم؛ فلاحظ: كتاب البخاري 162/1، وصفحة: 175، وفيه: فقام يهاذي بين رجلين.. ولم يصرّح باسمهما، ولاحظ شرحه فتح الباري 130/2 و 172، ومسند أبي يعلى الموصلي 56/8، وذيله بجملة مصادر منهم.
2- في نسختي الأصل يستقبل.
3- في نسختي الأصل: فأومن.
وقام رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وكبّر وابتدأ بالصّلاة (1).
فلمّا سلّم وانصرف إلى منزله.. استدعى أبا بكر وعمر وجماعة[من] من حضر المسجد، وقال: «ألم آمركم أن تنفّذوا جيش أسامة؟!» (2)
فقال الأوّل: إني كنت قد خرجت، ثمّ عدت لأحدث (3) بك عهداً!
وقال عمر: إنّي لم أخرج.. لأنّي لم أحبّ أن أسأل عنك الركب! (4)
ص: 308
1- وجاءت هذه الرواية بمضامين مقاربة في أُصول حديث الخاصة، ب_ل ه_ي من مسلّماتهم، لاحظ: الفصول المختارة للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 124، والجمل له: 228، له الله وقصص الأنبياء للراوندي: 356، وإعلام الورى للطبرسي 263/1 - 265، وما ذكره العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 22/465 - 471، (باب 1) حديث 19، و 27/324، (باب 1) ضمن حديث 4 عن إعلام الورى والإرشاد،.. وموارد أُخرى فيه وفي غيره. وفي الإرشاد 182/1 - 183[الطبعة المحققة] زيادة هنا وهي:.. فكبّر، فابتدأ الصلاة التي كان قد ابتدأ بها أبو بكر، ولم يبن على ما مضى من فعاله.
2- في الإرشاد هنا زيادة، وهي: فقالوا: بلى يا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! قال: « فلم تأخّر تم عن أمري؟ » قال أبو بكر.. إلى آخره.
3- في الإرشاد: لأُجدد، بدلاً من: لأحدث.
4- مرّ الحديث عن أسامة وجيشه بمصادره فلا نعيد. وانظر: بحار الأنوار 410/21 - 411 (باب حجة الوداع)، وكذا: 465/22 - 471 (باب 1، وصيته (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عند قرب وفاته..) حديث 19 نقلاً عن الإرشاد وإعلام الورى. وفي طبقات ابن سعد 2/ق 136/1 قال: لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة 11 من مهاجر رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] أمر رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فلمّا كان من الغد دعا أسامة بن زيد، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك.. إلى أن قال: فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأوّلين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة، وفيهم أبو بكر الصديق! وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص.. إلى آخره. ثمّ قال: ثم نزل فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأوّل، وجاء المسلمون الّذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] ويمضون إلى العسكر بالجرف، وثقل رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] فجعل يقول: «أنفذوا بعث أُسامة..»، وفي رواية في الطبقات جاءت في 2/41/2 قال: ثلاث مرات.. ولاحظ: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20/2 عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري.. وفيه: فما كان أبو بكر وعمر يخاطبان أسامة إلى أن ماتا إلا ب_: الأمير. ولاحظ قبل ذلك 53/1 منه.. وقد مرت مصادر له أُخرى جمة، فراجعها.
فقال (عليه وآله السلام): «أنفذوا جيش أسامة..» يكرّرها ثلاثاً (1).
ص: 309
1- لاحظ من كتب الخاصة: الخصال: 171 و 372، والإيضاح للفضل بن شاذان (رَحمَةُ اللّه): 360 - 361، وشرح الأخبار للقاضي النعمان 320/1 و 347، والإرشاد للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) 183/1 - 184، والاختصاص: 171، والاحتجاج 381/1 [146/2]، و مناقب آل أبي طالب 152/1، والطرائف: 449.. وموارد عديدة في بحار الأنوار.. وغيرها. ومن كتب العامة كثير؛ لاحظ: المستدرك على الصحيحين 50/4، كنز العمّال 573/10 - 574، منتخب كنز العمّال - هامش مسند أحمد - 182/4، المغازي للواقدي 1120/3، طبقات ابن سعد 191/2، السيرة الحلبية 208/3، و235/3، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 52/1 و 159، الكامل 334/2 - 5/21335 حوادث سنة 11]، تاريخ الطبري 226/3 تاريخ اليعقوبي 113/2، الدر المنثور 227/3، البداية والنهاية 335/6.. وغيرها.
ثمّ أغمي عليه، فلمّا أفاق قال: «ايتوني بدواة وكتف.. » الخبر (1).
وقد علمنا أنّ بلالاً (2) مولى أبي بكر، وعائشة ابنته.. فيجوز أن يجرا (3) إلى أنفسهما.. كما جرّ علي والحسنان في شهادة فدك - إلى أنفسهم!!
ص: 310
1- قد مرّت بعض مصادره، ولاحظ ما جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري في مسند أحمد بن حنبل 324/1 – 326 [346/3] (مسند المكثرين) حديث 14199: إنّ النبيّ صلى الله عليه[وآله] وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيه_ا كتاباً لا يضلّون بعده. قال: فخالف عليها عمر بن الخطاب حتّى رفضها..!! وحكاه في بحار الأنوار 433/30 - 435 (باب 22 - الطعن الثاني)، عن الإرشاد: 96 – 98 [الطبعة المحققة 184/1].
2- أقول: هذا غريب جداً، لأنّ بلالاً كان على الخليفة لا له، وهو قد نادى إلى الصلاة لا لأبي بكر. وعلى كلّ؛ فالاستدلال واه كما لا يخفى، ولعلّ الكلام فيه سقط فضلاً عن التشويش، إذ لم يكن الحديث عن الشهادة.
3- الكلمة في نسخة (ألف): يخبران، وهي غير منقوطة في نسخة (ب)، والصحيح ما أثبتناه في المتن بقرينة ما جاء بعده.
ثم لم تقبل شهادة امرأة في الدين والآخرة، كما لم تقبل شهادة أُم أيمن في ضياع!
ثمّ إنّه قول امرأة ليست بمأمونة على المحاباة (1)!
ثمّ إنّها من وراء حجاب.. وإنكم لا تقبلون (2) قولها لو شهدت أنّ النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لأبي بكر: عند فلان ألف درهم.. فكيف يقبل في الصلاة؟!
فإن (3) زعمتم أنّ النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قدّمه للصلاة.. طالبناكم بالحجّة..
ثم نقول: أفيجوز لأحد أن يتقدَّم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أو يستخلف رسول الله عن أحد، ويقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) (4)؟!
ثم إن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) إمّا في تلك الحال مؤتمّ (5)، أو شريك، أو إمام.. فالأوّلان باطلان، فلم يبق إلّا أنّه كان إماماً (6).
ص: 311
1- في نسختي الأصل: المجاباة.
2- في نسختي الأصل: لا تقبلوا.
3- في نسخة (ألف): فاذن.
4- سورة الحجرات (49): 1.
5- تقرأ الكلمة في نسخة (ألف): موسماً، واستظهرناه من نسخة (ب)، ثم هذا وما بعدها جاءت منصوباً في نسختي الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ: يؤتماً، والظاهر أنّ المراد منها: مؤتماً، والصحيح ما أُثبت، كما جاء في هامش نسخة (ب) بدلاً عما في المتن.
وقد ادّعيتم (1) له فضيلة (2) لم تتمّ له، وأنّها إلى التهمة أقرب منها إلى الفضيلة، فلو كان ذلك بأمر النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) لما عزله عنها، ولمّا خرج مبادراً..[مع] علّته فنحاه عنها؛ لكي لا يحتج بها (3) بعده على أمته، فيكونوا في ذلك معذورين..
وأمّا أن يكون هو [الّذي] أمره بذلك وقد كان مفوضاً إليه؛ كما كان في قصة تبليغ براءة؛ فنزل جبرئيل وقال: «لا يؤدّيها إلّا أنت أو رجل منك..»
فعزله بعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)..
وفي الحالين جميعاً مذموم؛ لأنّه كشف عنه ما كان مستوراً[عليه]، فلا يصلح للاستخلاف، ولا هو مأمون على شيء؛ لأنه لا يعزل الرسول[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] عن صلاة قد أمر بإقامتها.. إلّا لحدث يوجب عزله، أو يكشف عن حال مُسْتَحَقَّةٍ من بعده مستورة عن الناس، أو (4) لم يكن بأمره؛ لأنّه لو كان بأمره لَمَا أَلَع في أمر أُسامة هذا الإلحاح، وقد كان يعلم (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) أنّه ميت.. أليس نعى نفسه إلى..!!
الناس قبل ذلك بشهر؟!.
ص: 312
1- في نسختي الأصل: دعيتم. وما هنا قد أخذ من أجوبة مؤمن الطاقه لابن أب_ي خدرة، التي رواها الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في الاحتجاج 146/2 [وفي طبعة 379/2].
2- في نسختي الأصل: فضله.
3- في نسختي الأصل: بهما.
4- في الأصل: إذ، ولا يتمّ المعنى بها، بل يلزم منها تشويش ولبس.
رواه الواقدي (1)، عن ابن مسعود: نعى نفسه قبل موته بشهر] (2)، فقال: «حياكم الله.. رحمكم الله.. حفظكم الله.. رزقكم الله.. » في كلام كثير (3).
أو كان لمّا خرج (عليه و آله السلام) صلّى خلفه كما صلّى – على [ما في] أصولكم - مع عبد الرحمن لمَّا (4) أدركه - وهو في الصلاة - فلم يعزله عن المقام خلفه مع المؤتمين.. رواه أبو بكر ابن أبي شيبة (5) [و] الإصفهاني (6).
ثمّ لم يختلفوا فيه على هذه الحال، كما لم يختلفوا في تقديمه عتّاب بن أسيد للصّلاة بالناس في مكة - حين فتحها النبيّ (عليه وآله السلام) -
ص: 313
1- لم نعثر على هذا الخبر في كتابي الواقدي المطبوعة - المغازي والردّة - وقد رواه عنه ابن سعد في الطبقات الكبرى 256/2. ومثله جاء في المعجم الأوسط 208/4، والكامل في التاريخ 356/1 [وفي طبعة بيروت 319/2]، والبدأ والتاريخ 276/1، والبداية والنهاية 273/5 والمنتظم لابن الجوزي 34/4 سيرة ابن كثير 502/4.. وغيرها.
2- ما بين المعكوفين مزيد من المصدر.
3- انظر المسترشد: 116 - 117 حدیث،4، رواه الواقدي، عن عبد الواحد بن أبي عون، قال عبد الله بن مسعود: نعی نبینا نفسه قبل موته بشهر..
4- في نسختي الأصل: ما، والصواب ما أثبتناه.
5- راجع: المصنّف لابن أبي شيبة 119/2 حديث 7170.. عن المغيرة بن شعبة.
6- في المسترشد: 133 رقم (8) وابن الإصفهاني. راجع: فضائل خلفاء الراشدين لأبي نعيم الإصفهاني: 47.
وكان رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] يصلّي بالناس الظهر والعصر، وعتّاب يصلي بالناس الثلاث الصلوات (1).
والإجماع [على] أنّ مكّة أفضل من المدينة.
وقد اختلفتم في أنّه أزال أبا بكر عن المحراب، فأقامه بينه وبين الصف؟ ذكره الشعبي، عن السري بن إسماعيل: أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كان يكبر - وهو جالس ويكبّر أبو بكر بتكبيره (2).
ص: 314
1- راجع: المغازي للواقدي 889/3، وسيرة ابن هشام 143/4، وتاريخ الطبري 73/3، والطبقات الكبرى 137/2.. وغيرها. وقيل: واستخلف عتاب بن أسيد على مكّة ورسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) مقيم بالأبطح، وأمره أن يصلي بالناس بمكة الظهر والعصر والعشاء الآخرة، وكان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) يصلي بهم الفجر والمغرب، فكان يصلي بهم إلا الفجر والمغرب.. كما صرح بذلك الطبري في تاريخه 73/3، وابن هشام في سيرته 143/4.. وغيرهما. كلّ ذلك سنة ثمان.. ولم يزل عتاب أميراً على مكّة حتّى قبض (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وأمره أبو بكر عليها إلى أن مات.
2- وأورده الطبري في المسترشد: 143 برقم 10 مسنداً عن عائذ بن حبيب، قال: حدثنا حماد، عن إبراهيم النخعي، قال: لم يكن أبو بكر كبّر، فلمّا سمع حسّ رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] تأخَّر، فأخذ النبيّ بيده وأقامه إلى جنبه، فكبّر وكبر أب_و ب_ر بتكبيره، وكبّر الناس بتكبير أبي بكر. و راجع المغازي،408/1، وكتاب عون المعبود للعظيم آبادي 219/2.. وغيرهما.
وروى أبوهارون العبدي (1)، عن الخدري (2)... فخرج النبيّ (عليه وآله السلام) بين عليّ والفضل حتّى أخّروا (3) أبا بكر وتقدّم النبيّ بهم، ووضعوه على المنبر فأوصى بعترته (4).
وفي قول آخر: إنّه بقي (5) معه في المحراب يصلّيان جميعاً بالناس!! قاله أبو حنيفة (6)، وأحمد (7)، والبخاري (8).
ص: 315
1- في نسختي الأصل: أبو هريرة العبدي، والصحيح ما أُثبت وهو: أبو هارون عمارة بن جوين العبدي البصري. راجع عنه: الطبقات الكبرى،247/7، وميزان الاعتدال 173/3.. وغيرهما.
2- الحديث مستفيض نقلاً، وجاء بألفاظ مختلفة جدّاً، وطرق متعدّدة، ولا نعرفه عن طريق الخدري إلّا هنا. لاحظ: المبسوط للسرخسي 214/1، شرح الأخبار 2 /236، انساب الأشراف: 194، وتاريخ بغداد 5/8.. وغيرها.
3- في نسخة (ألف): أخرجوا.
4- ولاحظ: كتاب الأُم للشافعي 203/1، والشرح الكبير لابن قدامة 500/1، وفقه السنّة 233/1، وكذا جاء في بعض كتب الحديث، مثل: كتاب البخاري 2 /59 (باب ما ينهي من الكلام في الصلاة)، 165/3 - 166، وكتاب مسلم 25/2، وصحيح ابن حبان 36/6، والمعجم الكبير 140/6 و 180.. وغيرها.
5- في نسختي الأصل: نفى، وأثبتنا ما استظهرناه.
6- مسند أبي حنيفة، وجاء في شرح مسند أبي حنيفة للقاري 98/1 - 100.
7- مسند أحمد بن حنبل 224/6 [طبعة دار إحياء التراث العربي 319/7 - 320 حديث 25348 وحديث 24690].
8- كتاب البخاري 169/1 (باب 37 إذا أُقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة) [كتاب الأذان حديث 625]، وفيه:.. وكان النبيّ صلى الله عليه [وآله] يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته، والناس يصلون بصلاة أبي بكر.. وجاء صدره في كتاب البخاري 207/30) باب 12، الإشهاد على الهبة)، كما وقد جاء صدره في كتاب المغازي منه 13/6 - 14 حديث 4088. وفي البخاري قال: وزاد أبو معاوية جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائماً، كما عن جامع الأصول 437/9. إلّا أنّ ما جاء في جامع الأصول 436/9، ومثله في كتاب مسلم 24/2، وغيرهما يختلف عما هنا، إذ فيه:.. فإذا أبو بكر يؤم الناس، فلمّا رآه أبو بكر استأخر فأشار إليه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أي كما أنت.. فجلس رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) حذاء أبي بكر إلى جنبه، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، والناس يصلون بصلاة أبي بكر. ولاحظ ما جاء في سنن ابن ماجة،390/1، والسنن الكبرى للنسائي 190/1، و 353، و 4/3، وعمدة القاري 207/5.. وغيرها. وكذا نقل الخطيب في تاريخ بغداد 443/3.. وغيره. هذا مع أنّهم نصوا - كما في كتاب مسلم 25/2 - على أن أبا بكر نفسه صلى صلاة أمها بالمسلمين ولمّا أحس بأن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) و قد جاء إلى الصلاة أبطل صلاته وتأخّر إلى داخل الصفوف، علماً منه بأنّ صلاته ودعاءه لا يقبل إذا كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) حاضراً في الصف معهم، ولذلك صرح بذلك، وقال: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلّي بين يدي رسول الله..!. وجاء في لفظ البخاري في كتابه،92/9، والنسائي في سننه 83/2، من كتاب الإمامة، وأحمد بن حنبل في مسنده 332/5 - 338.. وغيرهم أنه قال عند ذلك:.. لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ]!!
وفي قول آخر ما ذكر في الحلية (1) - في خبر طويل - عن وهب بن منبه أنّه: لما تقدّم أبوبكر - وكان رجلاً رقيقاً (2) - فلمّا نظر إلى خلوِّ (3) المكان من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لم (4) يتمالك أن خرّ مغشياً عليه، وصرخ (5) المسلمون بالبكاء، فسمع رسول الله ضجّ (6) الناس، فقال: « ما هذه الضجّة؟» فقالوا: ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله!!
فدعا [النبيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] علي بن أبي طالب والعبّاس: فاتّكأ عليهما فخرج إلى المسجد، فصلّى بالناس ركعتين خفيفتين، ثم أقبل بوجهه... ونصحهم.. الخبر.
وفي روايتنا عن الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) - في خبر -: «فقالت عائشة: قُل لأبي بكر يصلّي
ص: 317
1- حلية الأوّلياء 76/4، ولاحظ صفحة: 73 - 79 منه.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ في نسخة (ب): رفيعاً، وما أُثبت ه_و الظاهر من نسخة (ألف)، وهو الصواب، كما في المعجم الكبير 61/3.
3- في نسختي الأصل: حلق، وأثبت ما استظهر منها.
4- في نسختي الأصل: لما.
5- في المصدر: وصاح.
6- كذا؛ وفي الحلية: ضجيج، وهو الظاهر.
بالناس، فأفاق النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) فخرج حتّى أخر أبابكر آخر الصفوف، فقال: «ما بال قوم تقدّموا من غير أمري؛ حسداً لأهل بيتي، ملأ الله أجوافهم ناراً وقلوبهم ناراً» (1).
ولو كان أبو بكر قام مع (2) النبيّ محاذياً.. وجبت مشاركته للرسول (عليه و آله السلام) في الإمامة، ولوجب أن يكون ذلك سنة مستعملة في الإسلام..
والإجماع أنّه لا يجوز أن يصلّي رجل جماعة فيقوم فرادى صفاً وحده،[و] من فعل ذلك وعقد الصلاة بنيّة الجماعة فلا صلاة له، ومن لا صلاة له فلا دين له (3).
فلمّا أقام الرسول (عليه و آله السلام) له فرادى بينه وبين الصف كان قد أقامه له مقام من لا صلاة له.
ص: 318
1- وحكاه - باختلاف يسير - البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 134/3، وزاد قوله: فعاد بالتوبيخ عليهنّ، وهو دليل أن الأمر منهنّ.
2- الكلمة مشوشة، قد تقرأ في نسخة (ألف): فامع، وفي نسخة (ب): قامع، والظاهر ما أُثبت، ولعلّها جامع.
3- وأيضاً؛ يبقى تحويل نية أبي بكر.. وقد كان إماماً، إلى الإئتمام برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) في الركعة الثانية، ولم يرد في ذلك حديث ولا سنّة، ولا أمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) من قبل بذلك حتّى يعمل به.. نعم؛ التشريع منهم سائغ وسابق! ولاحظ: الاستغاثة 15/2.. وما بعدها.
ثمّ إنّه لو اجتمع أهل العلم على أنّه صلّى بالناس.. فإنّ الصّلاة خاصّ، والخاص لا يدخل في العامّ.
وقد رويتم (1): صلّوا خلف البر والفاجر.. فله أن يَأْمُرَ (2) فاجراً أن يصلى بنا، وليس له في هذا فضل.
ثمّ إنّه لو صح أنّه صلّى بالناس، لما كانت صلاته إلا كصلاة غيره؛ فإنّه أمر (3) النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) سعد بن عبادة على المدينة في غزوة الأبواء
ص: 319
1- كما جاء هذا الحديث في: كنز العمّال 54/6 حديث 14815، وتاريخ بغداد 400/6، والجامع الصغير 97/2، وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: 145، عوالي اللئالي 37/1 حديث 28.. وغيرها. وقد رووا عن أبي هريرة - كما في سنن الدارقطني 2 /56 - 57[43/2] - عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنه قال: الصلاة واجبة عليكم مع كلّ مسلم؛ براً كان أو فاجراً، وإن عمل بالكبائر... وانظر: السنن الكبرى للبيهقي 19/4. وفي طبقات ابن سعد 149/4 قال: كان ابن عمر يقول: لا أُقاتل في الفتنة! وأصلّي وراء من غلب.. وكان يصلي مع الحجاج بمكة..! أقول: قد مرّ أوائل الجزء الأوّل من هذه الموسوعة أسانيد هذا الحديث، وقد جاء - أيضاً - في كتاب الأحكام السلطانية للماوردي: 129، وقال: وصلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) خلف مولى له! وقال: صلوا خلف كلّ بارّ وفاجر!! وانظر: محاضرات الراغب الإصفهاني 446/2.. وغيره.
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: يؤمّ.
3- نص عليه المصنّف نفسه (رَحمَةُ اللّه) في المناقب 141/1 - 142 – وعنه في بحار الأنوار 249/22 - 250، قال: ومن قدَّمهم للصلاة؛ فأمير المؤمنين لا كان يصلي بالمدينة أيام تبوك وفي غزوة الطائف وفدك.. ولعلّ المؤلف أخذ ما أورده ه_نا من مقدمة مغازي الواقدي 7/1-8. وقد سبق القوم جمع - كالطبري في المسترشد: 128 - 129 - حيث قال: ولو اجتمع أهل العلم على أنه صلى بالناس ما كانت صلاته إلا كصلاة غيره.. إلى آخره.
وفي غزوة ودّان (1)، وسعد بن معاذ في غزوة بواط (2)، وزيد ابن حارثة في غزوة صفوان (3) وبني المصطلق (4)[إلى تمام سبع مرات] (5) وأباسلمة المخزومي (6) في غزوة ذي العشيرة، وأب_الب_ابة (7)
ص: 320
1- في نسختي الأصل: ورّان، والصواب ما أثبتناه، كما في المناقب والمسترشد والمغازي. وزاد في مصباح الأنوار استخلاف سعد بن عبادة في غزاة ذات السلاسل..
2- في نسختي الأصل: بواطة، والصحيح ما أثبتناه، كما في المناقب وغيره.
3- ما في نسختي الأصل: سفوان، ولعلّه جاء من قراءة العجمة واستنساخ النسخة من الهندية!
4- وقد ذهب في المسترشد ومصباح الأنوار: إلى القول واستخلف في طلب كرز بن جابر الفهري زيد بن حارثة.
5- الزيادة من المناقب.
6- وهو: أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ويقال له: سعد العشيرة. انظر: سيرة ابن هشام 248/2، و تاريخ الطبري 408/2.. وغيرهما.
7- وهو ابن عبد المنذر، قال في المسترشد: 128: فإنّه أمر... أن يصلي بالناس، فلم يزل يصلي بهم حتّى انصرف النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).. ويراد منه: بشير بن عبد المنذر، كما في تهذيب التهذيب 192/12 برقم 8669..
في بدر القتال(1)، وفي بني قينقاع وغزوة السويق، وعروة (2) في غزوة (3) بني غطفان(4)، وغزوة ذي أمر(5)، وفي غزوة ذات الرقاع، وابن أمّ مكتوم في لرقرة الكدر، وفي بني سليم، وأحد، وحمراء الأسد، وبني النضير، والخندق، وبني قريظة، وبني لحيان، وذي قرد، وحجّة الوداع، وأكيدر (6)، وسباع بن عرفطة
ص: 321
1- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، وقد تقرأ: البال، والصحيح ما أثبتناه.
2- كذا، والصحيح: وعثمان.. كما في المناقب.
3- سقط هنا سطر من نسخة (ألف) من قوله: في غزوة ذي العشيرة.. إلى هنا.
4- فی نسخة (ألف): عطفان.
5- كذا؛ والصواب: وذي أمرة، وهي موضع بنجد، وقد سار (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) إليها سنة ثلاث - عام أُحد - يريد غطفان، فأقام بنجد شهراً، ثم رجع ولم يلق أحداً..
6- روى أبو داود في سننه 143/1، وذكره ابن الأثير في جامع الأصول في صفة الإمام، وجاء في مشكاة المصابيح.. وغيرهم، عن أنس أنه استخلف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ابن أم مكتوم يوم الناس وهو أعمى.. واستدلوا بهذا الخبر على صحة إمامة الأعمى. وفي مصباح الأنوار: أنه استخلف عام الفتح ابن أم مكتوم الأعمى، فلم يزل يصلي بالناس في المدينة.. وجاء بنصه في المسترشد للطبري: 128. وراجع: أسد الغابة 493/4، والمغازي للواقدي 183/1، ومستدرك الحاكم 593/3، وتهذيب التهذيب 443/8، وسيرة ابن هشام 263/2[42/4].. وفي المسترشد: 130 قال:.. وفي غزوة أُكيدر؛ ابن أُم مكتوم، وفي غزوة ذي قرد؛ عثمان بن عفان..
في الحديبية وفي دومة الجندل، وأبا ذر في حنين وفي عمرة القضا(1)، و ابن رواحة في بدر الموعد (2).
ص: 322
1- تقرأ في نسختي الأصل: الفضا. وفي مصباح الأنوار ذكر بدلاً من أبي ذر: كلثوم بن حصين، وفي حنين أحد غفار.. وجعل أبا ذر في عام خيبر فقال: واستخلف عام خيبر أبا ذر الغفاري. أقول: هناك فرق بين غزوة حنين وعام حنين، حيث صرّح الطبري في المسترشد: 128 بقوله: واستخلف في غزوة حنين أبارهم كلثوم بن حصين أحد بني الغفار، واستخلف عام حنين أبا ذر الغفاري.. فبينهما فرق. راجع: تهذيب التهذيب 443/8، المعرفة والتاريخ للفسوي 394/1، مستدرك الحاكم 593/3، سيرة ابن هشام 42/4.. وغيرها.
2- وقد ولي سالم مولى أبي حذيفة - كما في جامع الأصول 378/6، ومشكاة المصابيح: 100[طبعة الهند].. وغيرهما، رووه عن البخاري وأبي داود وغيرهما - قالوا: لما قدم المهاجرون الأوّلون المدينة كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وفيهم عمر وأبو سلمة بن عبد الأسد.. وكأنّه على نحو الاستمرار، كما يستفاد من (كان). وقد أمر (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ابن عبد المنذر في غزوة بدر أن يصلي بالناس فلم يزل يصلي بهم. واستخلف في غزاة حنين كلثوم بن حصين أحد بني غفار. كما وقد ذكر في الاستيعاب، ومسند أحمد 266/1، والسنن الكبرى للبيهقي 40/9، ومجمع الزوائد 164/6.. وغيرها استخلافه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) له على المدينة مرتين، مرة في عمرة القضاء، ومرة عام الفتح في خروجه إلى مكة وحنين والطائف. هذا؛ وقد قال الطبري - بعد هذا - في المسترشد: 131: فما أحد منهم ادعى الخلافة بحمد الله ومنه، ولا خاضوا في شيء مما لا يعنيهم. أقول: بل لا نعرف منهم من طمع في الإمرة والولاية فضلاً عن دعواه_ا، كما لم يستند أحد من خلفائهم الّذين ادعوا لهم إمامة الصلاة ب_ذلك لتصحيح غصبهم وتعديهم.
وكان أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يصلّي في المدينة أيام تبوك وغزوة الطائف (1)[وفدك] (2) وكذلك في السرايا (3).
ص: 323
1- في نسختي الأصل: عروة اللطائف، ولا عبرة بالتنقيط فيهما.
2- الزيادة من المناقب.
3- في نسختي الأصل: البرايا. أقول: الذي يظهر من السبر والتحقيق أنّ هناك شيئاً مشوشاً تاريخياً في الاختلاف في بعض موارد الإمامة، وإن كان التواتر الإجمالي في أصل الموضوع كافياً في المقام، والشاهد على ذلك ما ذكره في مصباح الأنوار، وحكاه عنه في بحار الأنوار 169/28 - 170 (باب 3) ذيل حديث 21 تحت عنوان: أقول: أنّه قال: أمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ابن عبد المنذر في غزاة ب_در أن يصلي بالناس، فلم يزل يصلّي بهم حتّى انصرف النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، واستخلف عام الفتح ابن أُم مكتوم الأعمى، فلم يزل يصلي بالناس في المدينة، واستخلف في غزاة حنين كلثوم بن حصين أحد بني غفار، واستخلف عام خيب_ر أبا ذر الغفاري، وفي غزاة الحديبية ابن عرفطة، واستخلف عتاب بن أسيد على مكة ورسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) مقيم بالأبطح... واستخلف في غزاة ذات السلاسل سعد بن عبادة، واستخلف في طلب کرز بن جابر الفهري: زيد بن حارثة، واستخلف في غزاة سعد العشيرة: أبا سلم بن عبد الأسد المخزومي، واستخلف في غزاة الأكيدر: ابن أم مكتوم، واستخلف في غزاة بدر الموعد: عبد الله بن رواحة.. فما ادّعى أحد منهم الخلافة، ولا طمع في الإمرة والولاية..!!
وقد قدّم زيد بن حارثة سبع مرات (1)، ومحمّد بن مسلمة ثلاث مرات.
وقد قدم جماعة [للصلاة] مثل عبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وأبي عبيدة، وعكاشة (2) بن محصن، ومرثد [بن أبي مرثد الغنوي(3).. وغيرهم.. (4).
فما ادّعى [أحد] منهم الخلافة بعد ما ثبت لهم التأمير (5) و ثبت لصاحبك مع الشكّ!
وقد كان النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) يولّي إمرة المسلمين، فسمّى فيه الصلاة والأحكام من ليس بفاضل، مثل عمرو بن العاص؛ فإنّه ولاه على أبي بكر وعمر في غزوة[ذات]السلاسل (6)، وولّى خالد بن وليد والوليد بن عقبة (7).. وكان آخر
ص: 324
1- حيث قدّم للصلاة زيد بن حارثة في صفوان وبني المصطلق إلى تمام سبع مرات، قاله غير واحد، ونقله في البحار 249/22، وذكره المصنف (رَحمَةُ اللّه)في المناقب 137/1.
2- في نسختي الأصل: عابسة.
3- ما بين المعكوفين مزيد من المصادر، وفي نسختي الأصل: مرتد العنوي!
4- إلى هنا في المناقب 211/1[طبعة بيروت، وفي طبعة قم 162/1]، وعنه في بحار الأنوار 248/22 (باب 5) ذیل حدیث 1، مع زيادة واختلاف أشرنا له.
5- في نسختي الأصل: التأخير.
6- لاحظ: الكامل في التاريخ 232/2[طبعة بيروت]، وتاريخ الطبري 32/3.. وغيرهما.
7- نص عليه الواقدي في المغازي 770/2 [طبعة مصر]، وابن الأثير في أسد الغابة 224/4، و 245 [طبعة مصر]، وابن الأثير في الكامل 400/2 و 532[بيروت].
توليته أُسامة بن زيد، وجعل أبا بكر، وعمر، [وأبا عبيدة بن الجرّاح] (1)، وسعد بن [أبي] وقاص، وأبا أعور السلمي، وسعيد بن زيد، وقتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم.. تحت لوائه (2)، فلو كانت الصلاة توجب الإمامة لكان عبد الرحمن قد ادعاها؛ فإنّه على زعمك بالنبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام)(3)، ولا ادعى صهيب [الذي أمره] (4) عمر أن يصلّي بالناس وقت الشورى.
كشاجم (5):
[من المتقارب]
فَيَا (6) مَعشَرَ الظَّالِمِينَ الّذين *** أذَاقُوا النبيّ مَضِيضَ الثّكَل (7)
أَ فی حُكْمِكُمْ أَنَّ مَفضُولَكُمْ *** يَؤُمُّ بِعُصْبَتِهِ (8) مَنْ (9) فَضَلْ؟!
ص: 325
1- زيادة من المسترشد.
2- هذا حاصل ما جاء في المسترشد: 111 - 112.
3- العبارة ناقصة اللفظ والمعنى، ولعلّها: أولى بالنبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).
4- بياض في نسختي الأصل، وما أثبتناه مأخوذ من المسترشد: 133 برقم 8، وجاء فيه: ولا ادّعاها صهيب الّذي أمّره عمر بن الخطاب..
5- دیوان كشاجم: 343 - 347: وهي جزء من قصيدة طويلة ذات (48) بيتاً، جاءت هذه الأبيات (24 - 39) منها.
6- تقرأ في نسختي الأصل: فوا، وما هنا من المصدر.
7- أورد هذا البيت العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 4/4 في ترجمته للشاعر.
8- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ: بعصبه، وما ه_نا استظهار منا، وفي الديوان: يَؤُمُّ نقيصته.
9- توجد (قد) في الأصل زائدة: (من قد).. ولعلّه: بعصبته من قد فضل.. ليتمّ الوزن.
فَإِن كَانَ لَا كَانَ مَن يَزْعَمُونَ (1) *** إمَاماً وَذلكَ خَطْبٌ جَلَل (2)
فلم (3) خَرَجَ المُصطَفَى حَافِياً *** تَمِيلُ بِهِ سَكَراتُ العِلَلْ؟!
فَنَجَّاهُ عَن ظِلُّ مِحرابِهِ *** وَنَادَاهُ مُنْتَهراً (4): لا تُصَلْ؟!
فَلَولَا تَبايُعُهُمْ (5) فِي الضَّلالِ *** لَمَا كَانَ يَطْمَعُ فِينَا فَعَلْ (6)
كأنَّكُمُ حِينَ قَلَّد تُمُوه (7) *** نَصَبْتُمْ (إِسَافَ) (8) بِهِ أو (هُبَلْ)
فَيَا لَكَ مِن بَاطِلٍ فِي المُحا *** ل (9) تَمَّ ويَا لَكَ (10) حَقّاً بَطَلْ
عَدَلْتُم بِها عَن إمام الهُدَى *** فَلَا عَدَلَ اللَّعْنُ عَمَّنْ عَدَلْ
فَمَا جَاءَ مَا جِئْتُمُونَا بِهِ *** مِنَ الظُّلْمِ أَعْمَى القُرُونَ الأوّل
ص: 326
1- في الديوان: [من المتقارب] فإن كان من تزعمون هداه *** إماماً فذلك خطبٌ جَلَلْ
2- في نسختي الأصل: حلل.
3- في الديوان: فإن.. وما هنا أولى.
4- فی نسختي الأصل: منتهزاً.
5- في الديوان: تتابعهم.
6- الأنسب أن يكون العجز هكذا: لما كان يطمع فيها فُعَلْ.. أي عمر، وضمير (فيه_ا) يعود للخلافة.
7- في نسختي الأصل: قلدتم.
8- إساف: اسم صنم لقريش. راجع: لسان العرب 6/9.
9- في الديوان: بالمحال.
10- في نسخة (ألف): ما لك.
يُخَالِفُكُم (1) فِيه نَصُّ الكِتَابِ *** وَمَا نَصَّ فِي ذاكَ خَيرُ الرُّسُلُ
نَبَذْتُمْ وَصِيَّتَهُ بِالعَرَاءِ *** وقُلْتُم عَليهِ الَّذِي لَمْ يَقُلْ (2)
[تَخِذْتُمْ بذاك البرايا خَوَلٌ *** ودُنْيا تَفَرَّقْتُمُوها دُول] (3)
لَقَدْ طَمَسَ الغَيُّ أَبصَارَكُمْ *** وضَلَّ بِكُمْ عَن سَواءِ (4) السُّبُلْ
أیمْنَعُ (فاطمة) حَقَّها *** ظَلُومٌ غَشُومٌ زَنِيمٌ عُتُل؟!
وَتُرْدِي (5) (الحُسَينَ) سُيُوفُ الطَّغا *** ةِ ظَمَآنَ لَمْ يُطْفِ حَرَّ الغُلَلُ (6)
البرقي (7):
[من الكامل]
ص: 327
1- في المصدر: تخالفكم.
2- ذكر هذين البيتين الأخيرين العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 4/4 في ترجمته ونقل عن قصيدته الموجودة في نسخ ديوانه المخطوط: 47 بيتاً، وقد أسقط ناشر ديوانه من القصيدة ما يخالف مذهبه.. وليست هذه بأوّل يد حرّفت الكلم عن مواضعه.. كما قاله في الغدير.
3- هذا البيت مزيد من الديوان المطبوع.
4- فی نسختي الأصل: سواعاً.
5- كذا؛ ولعلّ الأنسب: تروي.
6- في نسختي الأصل: العلل. وهي قصيدة بحق رائعة في بابها، حرية بالمراجعة بل الحفظ.
7- قد سلف الحديث عن الشاعر وشعره، وعن هذه القصيدة في المقدمة وموارد سابقه. والقصيدة بهذه الرواية مشوشة ومرتبكة جداً، لكنّها في الأصل منصوبة الروي، لكن بعض قوافيها مرفوع، وبعضها مجرور!
ثُمَّ احتَجَجْتُم بِالصَّلَاةِ وَسِنه (1) *** فَأَقَمْتُمُوهَا عَينَيه (2) حَميَاءَا (3)
أمّا (4) الصَّلاةُ فَمَا لَكُم مِن ذِكرِهَا؟! *** قبحاً لكم (5) لا لا ولا استعلاءَا (6)
قُلتُم حُمَيراءُ الَّتى أَمَرَتْ بِها *** ثُمَّ سَواهَا فِي الوَرَى شُهداء
إذ كَانَ وَلِمْ[لا] يَكُونُ بِزَعمِكم *** فَتَقَدَّمُوا (7) نَقصاً لكم وَزَوَاءَا
أمَّا النبيّ فَكَانَ وَقتَ أَذَانِهم *** فِي عِشيَةٍ مِن بَعْدِهَا إِعْمَاءُ
ص: 328
1- في نسخة (ب): وسنة.. وهو غلط.
2- كذا في نسخة (ألف)، وهي غير منقوطة في نسخة (ب)، ولعلّها: غيبةً.
3- الكلمة مشوشة وغير منقوطة، ولعلّها: عمياء.
4- فی نسختي الأصل: لها.
5- في نسختي الأصل: فخالكم.
6- في نسخة (ألف): استقلاء.
7- الكلمة مشوشة جدّاً وغير منقوطة في نسختي الأصل، وقد تقرأ: فيتمقهموا - بلا إعجام - وأثبتنا منها ما استظهرناه.
قَالُوا: الصَّلاةَ فَقَد تَأَخَّر وَقتُها *** مَنْ ذَا يُقِيمُ لَنَا الصَّلاةَ كِفَاءَا؟!
لمَّا أَفَاقَ المُصطَفَى مِن غشيه *** قَالُوا: الصَّلَاةَ، فَقَالَتْ الحَمرَاءُ:
قد آذنوكَ فَقُلتُ: دُونَكُمُ أَبِى(1) *** قَالَ: اخْرِجُونِي أَقْصُدِ (2) الحَقبَاءَا
مَا بَينَ عَبَّاسٍ وَبَينَ وَصِيَّهِ *** وَالنَّاسُ فِي شَطرِ الصَّلاةِ فِضاءا
حتّى أتى المِحراب رحب رجله *** روحی تقيه (3) الكَيْدَ (4) والأَسْواءَا
إِنْ كَانَ ذلكَ أَمرَه فِي زَعْمِكُم *** فَخُروجُه مِن ب_يتِه بِقَضَاءِ
يَا أُمَّةَ السّوءِ الَّتِي قَد أَظْهَرَتْ *** نَبِيّها وَوَليّهَا بَعْضَاءَا
ص: 329
1- في نسخة (ألف): أنّی، والمعنى غير تام مع وجود: فقلت.
2- في نسختي الأصل: اقصدوا.
3- الكلمة مشوشة وغير منقوطة، أثبت ما استظهر من معناها.
4- وقد تقرأ: الكيل في نسخة (ألف)، والبيت كلّاً غير منقوط.
إنَّ الَّذِي قَدَّمْتُمُوهُ بِراً يكُم *** مَازَالَ فِي كُلِّ الأُمُورِ وَرَاءَا
أعْوَاكُمُ العَدَوِيُّ حتّى يَهْتُمُ (1) *** فَوَقعتُمُ فِي فِتنةٍ صَمَّاء (2)
وله (3):
[من المتقارب]
لَقَدْ فُتِنُوا بَعدَ مَوتِ النبيّ *** وَقَد فاز(4) مَن مَاتَ عَبداً رَضِيَّا
غَدَاةَ أتَى صَائِحاً لِلصَّلاةِ *** بَلَالٌ وَقَد كَانَ عَبْداً تَقيَّا
وأحمد إذ ذاكَ فِي حُضْرَةٍ (5) *** يُعَالِجُ لِلمَوتِ أَمْراً وَحِيَّا
فَقَامَتْ مِنَ الدَّارِ شَيطَانةٌ *** تُنَادِي بَلَالاً نِدَاءً خَفِيَّاً:
يُصَلّي عُتَيِّقُ.... (6) بِالمُسلِمِينَ *** فَجَاءَتْ بِذلكَ أمْراً فَرِيَّا (7)
ص: 330
1- في نسخة (ألف): بهيتهم.
2- في نسختي الأصل: ضماء.
3- سبق الحديث عن هذه القصيدة للمرحوم البرقي طاب ثراه قريباً فراجع، وقد أوردها الشيخ البياضي في الصراط المستقيم 135/3 - 136، ولعلّه أخذها من موسوعتنا هذه، وعليه طبّقناها.
4- فی نسختي الأصل: فان، وما هنا من الصراط.
5- في نسخة (ألف): خطرة، وفي نسخة (ب): حظرة، وهو خطأ.
6- هنا بياض في نسختي الأصل، وفي الصراط: عتيقك، بدلاً من عتيق.
7- في نسخة (ألف): قريباً.
فلمّا توَسَّطَ مِحرَابَهُ *** أتَى جبرئِيلُ يُنَادِي النبيّا:
محمّد! قُمْ فُتِنَ المُسلِمُونَ *** فَقَامَ النبيّ يُنَادِي عَلِيًّا
تَوَكَّا عَلى عَمِّهِ وَالرّضَا (1) *** سَريعاً عَلى ضَعْفِهِ مُنْحَنَيًّا (2)
فَنَجَّاهُ عَنهُ مُزِيلاً لَه (3) *** وَقَد كَانَ - لَا كَانَ - دَاءً عَتيًّاً (4)
وَمَا قَدَّمُوهُ بِأَمرِ النبيّ *** وَمَا كَانَ يَوْماً بِه مُرْتَضِيَّا (5)
ديك الجنّ (6):
[من الرجز]
لوکَانَ فِيمَا قَالَتْ الرُّوَاةُ ***فلائتمت الصَّلَاةُ.......(7)
مَا جَاء مَا يَحمِلُه الرجلَانِ *** وَهُوَ يُمنِّى نَفسَه الأَمَانِي
ص: 331
1- في الصراط: والوصي بدلاً من: الرضا.
2- الكلمة مشوشة، أثبتنا ما استظهرنا، وتقرأ: منخباً.
3- كذا؛ وتقرأ في نسخة (ألف): مرتلاله، وفي نسخة (ب): مر بلاله، وما هنا في الصراط، ولعلّه: بأمر الإله..
4- الكلمة غير منقوطة، وقد تقرأ - كما في الصراط -: غبياً، ولعلّها: عَيَّاً، وفي نسختي الأصل: عن ذا عتياً.
5- إثبات التشديد فيهما من ضرائر الشعر.
6- لم نحظ بهذه الأبيات فيما جمع لشاعرنا تحت عنوان ديوان، وه_و من متفردات موسوعتنا هذه، وهي جزء من القصيدة العاملة، كما سماها المصنّف (رَحمَةُ اللّه).
7- العجز مشوش مبتور في نسختي الأصل، وقد تقرأ: فلاه تمت الصلاة.
فَجَرَّه (1) مِن قِبلَةِ المِحْرَابِ *** وَحَلَّ (2) فِيها طَاهِرُ الأَبْوَابِ (3)
حتّى إِذَا مَا سَلَّمَ النبيّ *** قَامَ إليه العَمُّ وَالوَصِيُّ
كلاهما مُبَارَكٌ مَهْدِيُّ *** مَاشَانُه تَيمٌ وَلَا عَدِيُّ
تُمَّ استعلاه (4) قامَ المِنبَرَا *** فَأوضَحَ...... (5) وَنَوَّرَا:
ألَّا تُضِيعُوا الثَّقَلَينِ بَعدِي *** كِتابَ رَبِّي وَفُرُوعَ جَدّي
تَمَسَّكوا بِالطَّنَبِ (6) الوَثِيقِ *** مِن كَلِمَاتِ اللهِ والتَصدِيقِ
وَعِتَرَتِي مِن بَعدِ ذاكَ عِتَرَتِي *** وَحُيُّهم مُفتَرَضٌ فِي أُمَّتِي
لَا يَرِدُ الحَوضَ لَهم مُعَانِدُ *** وَلَا لحق (7) الله فيهم جَاحِدُ (8)
***
ص: 332
1- الكلمة غير معجمة ومشوشة في نسختي الأصل، كذا احتملنا.
2- في نسخة (ألف): وصلّى.
3- في نسخة (ألف): ظاهر الأبواب.
4- كذا، ولعلّ الصواب: اسْتَعْلَياه ثمّ قام المنبرا.
5- هنا بياض في نسختي الأصل بقدر كلمة، كأن تكون: سَبِيلَهُمْ، أو: طَرِيقَهُمْ.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ: طلب، أو: بالطلب.
7- في نسخة (ألف): بحق.
8- عجز البيت محذوف في نسخة (ب) مشوش جدّاً، أثبتنا ما احتملناه فيه.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 15] [في نفقة الحائد]
ص: 333
فصل في نفقة الحائد
فصل في نفقة الحائد (1)
لما تواترت (2) الأخبار في شأن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)؛ عصى الأوّل، وقال: ليس يرضى محمّد (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) حتّى عقد لابن عمه من بعده، فنزل: ﴿.. إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (3).
جابر؛ عن (4) أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، في قوله تعالى: ﴿ وَجاءَتْ سَكْرَةُ (5) المَوْتِ
ص: 335
1- الحائد؛ رمز للأول، كما جاء في مدخل الكتاب. انظر: الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 119/2، وهو من مختصات المصنّف طاب ثراه في كتابه هذا، ولا نعرف من تابعه عليه. هذا؛ ولا أحسب أحداً كتب أجمل وأوفى من شيخنا الأميني (رَحمَةُ اللّه) في هذا الباب تحت عنوان نظرة في ثروة أبي بكر، لاحظ: الغدير 49/8 - 56.
2- كذا في حاشية نسختي الأصل استظهاراً؛ وفيهما: توارث.. ولا معنى لها.
3- سورة الحجر (15): 72.
4- فی المتن: بن.. ولا معنى لها، وقد صحح في نسخة (ألف) ب_: عن، وقد وضع في نسخة (ب) فوق كلمة بن: من، على أنها نسخة بدل، ولعلّها:: عن.
5- جاء في هامش نسختي الأصل ذيل الآية الكريمة: أي غمرته [وفي نسخة (ألف): غمزته] وشدّته.
بِالْحَقِّ (1) ذلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (2)) (3) والأوّل: الحائد.
زعمتم أنّه أنفق على النبيّ (عليه وآله السلام) أربعين ألفاً (4)..
ص: 336
1- وضع على نسختي الأصل هنا: من أمر الآخرة حتّى تراه الإنسان[كذا] عياناً.
2- كتب في نسختي الأصل على كلمة (تحيد): أي تهرب: يعني[من] الموت. وجاء بعد ذلك في نسخة (ألف): الحَيْد والحَيْدُودَة: گرديدن، وهي معنى اللغة بالفارسية، ثم جاء بعده: تاج، ولعلّه إشارة إلى كتاب تاج اللغة أو صحاح اللغة للجوهري، ولم نفهم المعنى ولا المراد. أقول: قال الجوهري في الصحاح 467/2: حاد عن الشيء يحيد حيوداً وحيدة وحيدودة: مال عنه وعدل. ونص ما جاء في هامش النسختين من تفسير الآية الكريمة، فقد جاء في التفسير الوجيز للواحدي،1023/2، وقريب منه في تفسير البغوي 223/4، وزاد المسير لابن الجوزي 12/8.. وغيرها.
3- سورة ق (50): 19.
4- أقول: أصل هذا الحديث المرسل أورده القوم ذيل قوله عزّ اسمه: ﴿ الّذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ.. ﴾[سورة البقرة (2): 274] حيث جعلوها قد نزلت في أبي بكر حين تصدّق بأربعين ألف دينار! عشرة بالليل، وعشرة بالنهار، وعشرة بالسرّ، وعشرة بالعلانية..! وحكاه محمّد بن جرير الطبري في المسترشد: 647 برقم 314. كذا جاء في تفسير البيضاوي 185/1،[وفى طبعة أخرى 573/1]، والكشّاف للزمخشري 286/1[وفي طبعة أخرى 398/1].. وغيرهما، وقد زادوا فيها كلمة (دینار) كما لا يوجد فيها قائل من الصحابة وغيرهم سوى سعيد بن المسيب المعروف بانحرافه عن أمير المؤمنين، ولم يكن يملك خليفتهم - بحسب النصوص المستفيضة والصريحة جدّاً - عند نزول الآية إلا دريهمات..! ومن هنا تجدهم قد اختلفوا جداً في مورد الآية وشأن نزولها.. فراجع مظانها، وسيأتي لها تتمة فيما بعد. وهم - كعادتهم - يضعون أمام كلّ فضيلة ومنقبة ثابتة ومستفيضة لأميرا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولآل محمّد (عَلَيهِما السَّلَامُ) حديثاً لأعدائهم، ويختلقون له_م كرامة، وأحسب هذه جاءت قبال ما اتفق عليه الفريقان من أنّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) عمل بآية الصدقة الآتية، فقدّم قبل مناجاته صدقة، ولم يعمل بها غيره، ثم نسخت. وسنرجع للحديث عن هذا الحديث في آخر هذا الفصل.
وقد قال الله تعالى: (وَوَجَدَكَ عآئِلاً فَأَغْنَى) (1)[فمن] أغناه الله من سعته كيف يحتاج إلى مال أحد رعيته؟!
ثم إنه لا يخلو إمّا أنفقه بمكّة قبل الهجرة، أو بالمدينة؛ فإن أنفق بمكّة؛ فَعَلى (2) ما أنفق هذا المال؟! وفيما صرفه؟! هل كان للنبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) من الحشم والعيال ما أنفق عليهم هذا المال كله من مدة ما أسلم أبوبكر إلى وقت الهجرة؟!.. أم جهز النبيّ (عليه و آله السلام) الجيوش بمكّة[من] ذلك المال..؟!
وبالإجماع أنه لم يشهر سيفاً بمكة، وإنّما المسلمون أربعون رجلاً وخرجوا
ص: 337
1- سورة الضحى (93): 8.
2- في نسختي الأصل: فعل.
إلى الحبشة!.. (1).
وإن كان أنفقه عليه بالمدينة من بعد الهجرة؛ فقد علم أهل الأثر أنّ أبا بكر ورد المدينة محتاجاً إلى مواساة الأنصار في الدور والمال، وفتح الله سبحانه وتعالى على رسوله من بعد الهجرة من غنائم الكفّار وبلدانهم، ومع هذا؛ فإنّما أقام بالمدينة عشر سنين إلى أن توفّي وكان يشدّ حجر المجاعة على بطنه، ويطوي الثلاثة (2) والسبعة والأقل والأكثر، فقيل له في ذلك، فقال: «إنِّي أبيتُ عند ربّي فيطعمني ويسقيني (3) إلى أن فتح الله علي البلدان..».
فمن يدفع إليه أربعون ألفاً لا يكون بهذه الحال في مدة عشر سنين..
ص: 338
1- انظر: الاستغاثة 30/2[وفي طبعة: 167 - 168]. وغيره.
2- كذا استظهاراً؛ وفي نسخ الأصل: الثالثة.
3- جاء الحديث في من لا يحضره الفقيه 172/2 حديث 2046[الإسلامية 111/2 - 112 حديث 476] عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال - بعد أن نهى عن الوصال في الصيام -: «إنّي لست كأحدكم إنّي أظلّ عند ربّي فيطعمني ويسقيني»، وعنه في وسائل الشيعة 388/7[طبعة مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) 520/10 (باب 4) حديث 14013]، وكذا في بحار الأنوار (45/10 (باب 2) ضمن حديث 1 عن الاحتجاج. وذكرها في بحار الأنوار 16/390 (باب 11) في بيان له، وزاد قوله: وفي رواية: «إنّي أبيت عند ربّي فيطعمني ويسقيني». ثمّ قال: قيل: معناه يسقيني ويغذيني بوحيه... وله هناك بيان، فلاحظه. أقول: جاء عن طريق العامة - أيضاً - كما في فتح الباري 180/4، والمصنّف لا بن أبي شيبة الكوفي 495/2.. وغيرهما.
ثمّ لمّا أمر الله تعالى وقال:
(يا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (1) قعد جميع (2) المهاجرين عن مناجاته غير علي.. القصة (3)..
ص: 339
1- سورة المجادلة (58): 12.
2- لم ترد (جميع) في نسخة (ألف) فلا معنى لنصب (المهاجرين) إذاً.
3- تضافر النقل من الطريقين في أنّ هذه الآية الكريمة لم يعمل ب_ه_ا غير أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بل قام عليه الإجماع بقسميه، حيث روي أنه كان معه دينار فباعه بعشرة دراهم، وأعطاه المساكين، وسأله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عشر مسائل.. ذكره وذكرها في مستدرك وسائل الشيعة 21/5 حديث 5732 عن لب اللباب للقطب الراوندي وكرّره في خاتمة المستدرك (19(1)/290 (الفائدة الثانية). ولاحظ: مناقب أمير المؤمنين للكوفي 123/1، وصفحة: 187 – 191 بطرق متعدّدة، وفي المسترشد للطبري (رَحمَةُ اللّه): 356، وشرح الأخبار للقاضي النعمان،208/2، والإفصاح للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 160، والاحتجاج للطبرسي (رَحمَةُ اللّه) 58/1[وفي طبعة مشهد 50/1]، وصفحة: 181 - 182[وفي طبعة مشهد 142/1]، ومناقب ابن شهر آشوب ل 346/1، ومصادر عديدة جداً بحار الأنوار.. وغيره. ونقلها العامة - بهذا المضمون أو بألفاظ مقاربة - في أسفار كثيرة وفي عدة كتب؛ منها: سنن الترمذي 5/ 80 حديث 3355، مستدرك الحاكم 482/2، فتح الباري لابن حجر 68/11، تحفة الأحوذي 137/9 - 138، ذخائر العقبى للطبري: 109، السنن الكبرى للنسائي 152/5، المصنّف لابن أبي شيبة 505/7، صحيح ابن حبان 390/15، خصائص أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) للنسائي: 128.. وغيرها كثير.
فمن لا تسمح (1) نفسه بصدقة درهم لمناجاة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وأمر الله تعالى، ويتأخّر عن ذلك، كيف يقدّم (2) أربعين ألفاً (3)؟!
وليس في الخبر أنّ ذلك كان ديناراً أو درهماً... فالحكم (4) على المجهول..! فلقائل أن يقول: إنّ ذلك أربعون ألف تمرة أو حنطة!
وزعمتم (5): أنّ أسماء بنت أبي بكر إنّما سميت ب_: ذات النطاقين؛ لأنّها شقّت (6) نطاقها، فغشت (7) قربة [إلى] النبيّ (عليه وآله السلام)
ص: 340
1- في نسختي الأصل: تسمع.
2- في نسخة (ب): يتقدّم.
3- جاء في نسختي الأصل: ألف، ولا يصح إلّا أن يكون بعدها لفظ (دينار).
4- في نسختي الأصل: فاحكم، والظاهر ما أثبت.
5- انظر: كتاب البخاري 256/4، و 39/7، وشرحه فتح الباري 184/7 و 194، ومسند أحمد بن حنبل 198/6، وصفحة: 299 و 341، وسنن الترمذي 137/3 - 138، وشرح النووي على مسلم 100/16، ومجمع الزوائد 53/6، ومسند أبي يعلى 422/10، وشرح نهج البلاغة 107/20.. بل غالب مصادرهم. والرواية مضطربة نقلاً مختلفة مضموناً.. وقيل لها: ذات النطاق أيضاً، ولعلّها مكرمة خلقت لابنة الخليفة!..
6- في نسختي الأصل: سقت.
7- الكلمة مشوشة، تقرأ في النسختين بعشت، والمعنى غير تام، وفي بعض المصادر: فغشت القربة بنصفه، وقيل: صنعت للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، سفرة، وقيل: أوكت الجراب به.. قال اليافعي في مرآة الجنان 121/1:.. وتلقبت ب_: ذات النطاقين؛ وسبب ذلك معروف في الحديث؛ وهو أنه لما هاجر النبيّ صلى الله عليه[وآله] وسلم، شقّت نطاقها نصفين؛ فربطت بأحدهما وعاء.. زاد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وأبي بكر. وقال ابن جماعة الكناني في المختصر الكبير: 50:.. قالت عائشة: وجهزناهما أحبّ الجهاز، وصنعنا لهم سفرة في جراب؛ فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، فأوكت به الجراب، وقطعت أخرى، فصيّرته عصاماً لفم القربة، فبذلك سمّيت ب_: ذات النطاقين.
ولم يكن عندها (1) غیره (2).
ص: 341
1- كذا؛ ولعلّها: عندها.. والعبارة كما ترى. أقول: يظهر من هذه الرواية أنّ أبابكر لم يكن عنده شي، ولذا شقت ابنته نطاقها، فأين ثروة الخليفة يا ترى..؟!
2- قد ثبت تاريخياً - وستأتي بعض مصادره - أنّه أيّام كان الخليفة في مكّة كان يحترف بيع الأبراد والأقمشة على عنقه، يدور بها الأزقة والشوارع من دون حانوت ومتجر.. حرفة ضئيلة.. ثم هو بعد ذلك لما استخلف أصبح غادياً إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها، فلقيه عمر وأبو عبيدة، فقالا له: أين تريد يا خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ؟ قال: السوق.. إلى آخره، وقد فرضوا له كلّ يوم شطر شاة، وماكسوه في الرأس والبطن! انظر هذا ومضامين آخر في طبقات ابن سعد 130/3 - 131، صفة الصفوة لابن الجوزي،97/1، السيرة الحلبية 388/2.. وغيرها. أقول: الظاهر أنّ هذا كان ما يحترفه في المدينة، كما نص على ذلك العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في غديره 53/8.. وغيره، ولا مانع من الجمع، فتدبر. ولاحظ مناقشة الموضوع في كتاب: التعجب من أغلاط العامة لأبي الفتح الكراجكي (رَحمَةُ اللّه): 50 [الطبعة المحققة: 126].
ورويتم؛ أنّه كان لأبي بكر بعيران بعد الهجرة، فقال للنبي: خذ أحدهما، فقال النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام): «بالثمن» (1)..!
ولو كان له عليه إنفاق لم يقل هذا لما قال [له]..
وكيف يحصل ذلك لمن كان والده يصيد القماري والدباسي (2)، فلمّا عمي وعجز دخل على ابن جدعان، فنصبه ينادي على مائدته كل يوم..؟!
[و] (3) هو عامل خديجة، وهو (كان) دلالاً للناس، أو معلّماً، أو خياطاً.. وأربعون ألفاً لا يحصل لهؤلاء! وكسب هؤلاء شيء نزر.. ولو عملوا لكسرى (4)
ص: 342
1- كما جاء في كتاب البخاري 47/6، وتاريخ الطبري 2 /245، وسيرة ابن هشام 98/3 و 100، وطبقات ابن سعد 213/1، و تاریخ ابن كثير 3/184 – 188..
2- الدباسي: جمع الدبيس، وهو طائر منسوب إلى طير دبس، والأدبس من الطير والخيل: الذي لونه بين السواد والحمرة، كما قاله الجوهري في الصحاح 926/3.. وغيره.
3- ومن هنا قال أمية بن الصلت في قصيدة يمدح بها ابن جدعان.. إذ يقول: [من الوافر] له داعٍ مكة مشمعلّ *** وآخر فوق دارَتِه ينادي إلى رُدْح من الشَّيزى عليها لُبابُ البُر يُلْبَكُ بالشَّهادِ قال الكلبي: المشمعل: هو سفيان بن عبد الأسد، وآخر: أبو قحافة، كما قاله مثالبه المخطوط، وفي تعليق مسامرة الأوائل: 88 قال: يقال: إن الداعي هو أبو قحافة والد الصديق.. ولاحظ: الأغاني لأبي فرج الإصفهاني 4/8.. وغيره.
4- في نسختي الأصل: لكبرى، ولعلّه: الكبرى.. والظاهر ما أثبتناه.
وقيصر (1) لا يحصل منهم!
(نظم) (2):
[من الطويل]
وإِلَّا فَهَذَا المَالُ مِن أَينَ أَصْلُهُ؟ *** وَفِيمَا تُرَى إِنْفَاقُهُ تَرَيانِ؟!
وزعمتم أنّه مات فى الخلافة ولم يخلّف إلا ناضحاً (3) وعبداً صَيْقَلاً.. ومن كان موسراً ثمّ ملك لا يطالب المسلمين كلّ يوم بثلاثة دراهم (4)!
وقد روي: أنّه مات وعليه دين من بيت المال أربعون ألف درهم!.. لعلّ أتراوي (5) عنّي ذلك وزوّر تزويراً، وهذا يدلّ على إسرافه (6)، ولو كان موسراً لما
ص: 343
1- في نسختي الأصل قيصره.
2- أحتمل كون البيت هذا من القصيدة المحبرة، والتي يقال لها: الألفية أو: النونية.. في مدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حمد بن علوية الإصبهاني الكرماني، المعروف ب: أبي الأسود، وابن الأسود، المتوفى سنة 320 ه_، ومرّ الحديث عنه في المقدمة، وعن القصيدة قريباً.
3- في نسختي الأصل: ناصحاً، والصواب ما أثبتناه، وهو البعير الذي يستقى عليه، لاحظ: النهاية لابن الأثير 69/5، ولسان العرب 619/2، ويقال له ذلك؛ لأنه ينضح الماء.. أي يصبّه، كما في مجمع البحرين 326/4.. وغيره.
4- في السنن الكبرى 353/6 عن عائشة، قالت:.. فلمّا مات نظرنا.. فما وجدنا زاد في ماله إلّا ناضحاً كان يسقي بستاناً له وغلاماً نوبياً.
5- كذا ولعلّه: لعلّ ما تراوا عن ذلك، لاحظ: الصوارم المهرقة: 324.
6- في نسختي الأصل: لاشرافه!
مدّ يده إلى أموالهم، وقد قال الله تعالى: (.. وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا..) (1).
وأمّا قوله تعالى: (.. مَنْ أَنفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ..) (2) يقتضي الجمع بينهما (3).
وأمّا قوله: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى..) (4) الآيات، إنما نزلت عند علمائهم - مع موافقة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لهم (5) على ذلك - إنما نزلت في رجل من الأنصار، وكانت له نخلة في حائط رجل من الأنصار، وكان صاحب الحائط يتأذّى بتلك النخلة، فشكا إلى النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام)، فدعا صاحب النخلة، وقال: «تجعل هذه النخلة لأخيك.. أضمن لك نخلة في الجنّة».. فأبى، فسمع رجل من الأنصار فاشتراها منه بحائط وأعطاها (6) لصاحب الدار، فقطعها من حائط_[_ه]، وضمن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) له نخلة في الجنّة، فنزل فيهما الآيات إلى قوله: (.. وَالأوّلى) (7)، ثمّ قصد جماعة المسلمين ينذرهم في ذلك، فقال:
ص: 344
1- سورة الأعراف (7): 31.
2- سورة الحديد (57): 10.
3- انظر: الاستغاثة 73/2 - 74.. وغيره.
4- سورة الليل (2): 5 – 21.
5- جاء على هامش نسختي الأصل: أي المخالفين.
6- هنا كلمة مشوشة أثبتنا منها ما استظهرناه، ويحتمل فيها: فأعارها.
7- سورة الليل (92): 13.
(فَأَنْذَرْتُكُمْ..) إلى قوله: (.. وَتَوَلَّى)، ثمّ قال: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي.. ﴾ (1) الآية؛ ترغيباً للمسلمين في فعل الخير..
أفلا ترى أن التفسير فى هذا كلّه خلاف ما يدعونه؟! (2)
ص: 345
1- سورة الليل (92): 14 - 18.
2- هنا حاشية على نسختي الأصل لم يعلّم على محلّها، ولعلّ مكانها هنا، وهي: روي: أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام) قال: «أنا من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كالعضد من المنكب، وكالذراع من العضد، وكالكفّ من الذراع.. ربّاني صغيراً، وآخاني كبيراً، ولقد [علمتم أنّی] كان لي. منه مجلس سرّ لا يَطَّلع عليه (أحد) غيري (إلَّا الله تعالى)، [وإنّه] أوصى إلي دون أصحابه وأهل بيته، ولأقولنّ ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم، (مذ سمعت من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وهو: أنّه سألت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) [في الشرح: سألته]) مرة أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: «يا علي! أفعل ذلك لأجلك..». فقام (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) و وصلّى صلاة [فقال: أفعل، ثم قام فصلى]، فلمّا فرغ من صلاته، رفع يديه بالدعاء، سمعته يقول: «اللهم بحق عليّ عندك.. اغفر لعلى» فقلت: «يا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! ما هذا؟» فقال الله («يا عليّ!) أَوَ أَحَدٌ أكرم منك على الله[في الشرح: عليّ].. فأستشفع به إليه..؟!»، نقل من التفاسير، في تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بالحسنى )[الليل (92): 5 - 6] الآية[أنّتهى]. أقول: وقد جاء بألفاظ مقاربة وزيادة يسيرة في الكلمات القصار في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 315/20 - 316 رقم 626. هذا؛ وإنّ كلّ ما كان ما بين المعكوفين فهو مزيد منه، وما بين القوسين لم يرد في المصدر. وقريب منه ما روي فيما امتحن الله به أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حياة النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وب_عد وفاته، عندما خاطب رأس اليهود.. وقد أوردها الشيخ الصدوق (رَحمَةُ اللّه) في الخصال: 364 - 382، ومثله في الاختصاص: 163 - 181.. وغيرهما.
وقد نزل لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذين آمَنُوا..) (1) في خاتم فضة (2).
وقوله: ﴿ الّذين يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ..) (3) بأربعة دراهم (4)..
ص: 346
1- سورة المائدة (5): 55.
2- تعرّض لها غالب أعلامنا في كتبهم العقائدية والحديثية، بل قد أفرد له_ا شيخنا لاميني (رَحمَةُ اللّه) في غديره 52/2 - 53 باباً خاصاً في كتابه، وعدّ لها نحو من خمسة وعشرين مصدراً لا ضرورة في تكرار نقلها، فراجعها.
3- أقول: الظاهر أن المراد هنا هو قوله عزّ من قائل: ﴿ الّذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً..﴾ [سورة البقرة (2): 274].
4- قد سلف في أوّل الفصل بعض مصادر هذا الحديث، وقد استفاض عن أعلام العامّة والخاصّة نزول الآية الكريمة في حقّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، حين كان له أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلاً، وآخر نهاراً، ودرهم سرّاً، وآخر جهراً.. فنزل فيه ما نزل. راجع: تفسير القرطبي 347/3، تفسير البيضاوي 185/1، تفسير الزمخشري 286/1، تفسير الرازي،369/2، تفسير ابن كثير 326/1، تفسير الدر المنثور 363/1، تفسير الخازن 208/1، تفسير الآلوسي 48/3.. وغيرها نقلاً عن هامش الغدير 54/8.. وغيره.
وقوله: ﴿هَلْ أَتَى على الإنْسانِ.. ) (1) إلى ثلاثين آية في ثلاثة أقراص من الشعير.. (2)
وهذا المال الوافر لم تأت فيه آية؛ إمّا أنّه كذّب، أو كان رياء فلم يقبل أو (3) نسي الله تعالى ذكره..!! بل قد جاء: ﴿ فَلا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كذّب وَتَوَلّى) (4).
ص: 347
1- سورة الإنسان (76): 1 - 30.
2- نصّ على ذلك جهابذة العامة، بل دوّن فيه منهم كتب مستقلّة، مثل كتاب: زين الفتى في تفسير سورة هل أتى.. كتاب ضخم فخم للحافظ أبي محمّد العاصمي - طبع أخيراً محقّقاً في مجلدين -. وراجع: العقد الفريد لابن عبد ربّه المالكي (المتوفى سنة 328) 42/3 - 47 ضمن احتجاجات المأمون، والكشاف للزمخشري 531/2، والمناقب للخوارزمي: 180، وتفسير الفخر الرازي 276/8، ومطالب السؤول لابن طلحة: 31، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 257/3.. وغيرها وغيرهم. وقد ناهز مَنْ ذكرهم شيخنا العلّامة الأميني - أعلى الله مقامه - في غديره 107/3 - 111 أربع وثلاثين مصدراً عن أساطين أعلام العامة.. فراجعها.
3- في نسخ الأصل: لو.
4- سورة القيامة (75): 31 - 32.
العوني (1):
[من الطويل]
فَإِنْ تَزْعَما[ه] أَنْفَقَ المَالَ قُرْبَةً *** فَإِنَّكُما في ذاكَ تَدّعيَانِ
وَمَا بَالُهُ لَم يَأْتِ فِي الذِّكْرِ ذِكْرُهُ *** يترجمه (2) لِلنَّاسِ وَحْيُ قُرَانِ؟!
كَمَا جَاءَتِ الآيَاتُ فِي أهْل (هَلْ أَتَى) *** بأنهُمُ مِن رَبِّهِمْ بِمَكَانِ
لإطعام مسكينِ وَمَأْسُورٍ صَولَةٍ (3) *** وَقوت(4) يَتم ما له أَبَوَانِ
ص: 348
1- لم ترد هذه الأبيات في المناقب ولا الغدير ولا غيرهما من المصادر الناقلة لشعر شاعرنا (رَحمَةُ اللّه) ممّن نعرف ولا نعرف له كتاباً أو ديواناً بعد ما أحرق شعره أعداء آل محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لعنهم الله وحرّقهم في داريه. نعم جاءت الأبيات في الصراط المستقيم 104/3 - 105، وكأنّه نقله_ا من موسوعتنا هذه كأكثر شعره، وعليه طبقناها.
2- في نسختي الأصل: بترجمه.
3- كذا جاء في نسختي الأصل؛ وهو الأصح معنىً، وفي الصراط المستقيم: قوته، ولعلّ ما في المتن مصحف عن (ومأشورِ قومِ) وهي أجود.
4- هذا استظهار، والكلمة مشوشة في نسختي الأصل جداً، وقد تقرأ: فوت، أو موت.. ولا معنى مناسب لها.
فَلِمْ شَكَرَ (1) الله اليسير وأهْمَلَ ال_ *** _كَثِيرٌ (2)؟! أما واللهِ يَمْتَكِران (3)
***
ص: 349
1- في نسختي الأصل: سكر.
2- في نسختي الأصل الكبير.
3- الكلمة مشوشة في الأصل، وفي الصراط المستقيم: بالله تدكران.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 16] [في الآيات النازلة زوراً]
ص: 351
فصل في الآيات المنازلة زوراً
فصل في الآيات المنازلة (1) زوراً
قوله: ﴿ وَالسّابِقُونَ الأوّلونَ..) (2)؛ لفظ (السَّابِقُونَ) في الآية مطلق غير مضاف، ويحتمل أن لا يكون مضافاً إلى إظهار الإسلام؛ بل يكون المراد به السبق إلى الخيرات، ويكون قوله: (الأوّلونَ ﴾ تأكيداً لمعنى السبق، كما يقولون: فلان سابق في الفضل(3).. وسابق إلى الخيرات.. سابق (4)، كقوله: ﴿ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابق بِالْخَيْراتِ) (5).
وإذا سلّم أنّ السبق ههنا إظهار الإسلام لابد من أن يكون مشروطاً بالإخلاص في الباطن؛ لأنّ الله لا يَعِدُ بالرضا من أظهر الإسلام [و] لم يبطنه (6).
ص: 353
1- كذا؛ ولعلّها: النازلة.
2- سورة التوبة (9): 100.
3- في نسخة (ب): بالفضل.
4- كذا؛ والظاهر كون الكلمة تأكيداً لما سبقها، أو إنّ هنا كلمة كذلك لفظة.
5- سورة فاطر (35): 32.
6- هذا استظهار من الكلمة في نسختي الأصل، وقد تقرأ كذلك، وهو الصحيح.
فيجب أن يكون الباطن معتبراً ومدلولاً عليه، فمن يدعي(1) دخوله تحت الآية حتّى يتناوله الوعد بالرضا (2)؟!
والوجه الثاني(3): يؤدّي إلى] أن يكون جميع المسلمين سابقين إلا الواحد الذي لم يكن بعده إسلام أحد، فلم يبق إلا الوجه الأوّل، ولهذا أكده بقوله: (الأوّلونَ): لأنّ من كان قبله غيره لا يكون أولاً بالإطلاق (4)، ومن هذه صفته بلا خلاف فهو: عليّ، وجعفر، وحمزة، وخباب بن الأرت (5)، وزيد (6)، وعمّار.. ومن الأنصار: سعد بن معاذ، وأبو الهيثم، وخزيمة..
فأما أبو بكر؛ ففى تقدم إسلامه خلاف كثير (7).
ص: 354
1- في الشافي: فيمن يدّعي، ولعلّه: ممّن يدّعي.
2- انظر: كتاب الشافي في الإمامة السيد المرتضى (رَحمَةُ اللّه) 50/4 - 52، له كلام في الآية الكريمة من وجهين حري بالمراجعة.
3- أقول: لم يتعرّض المصنف (رَحمَةُ اللّه) للوجه الأوّل، ومراده ما سلف منه،،، حيث أخذ كلا الوجهين من السيّد المرتضى الله في الشافي، مع اختصار لألفاظه واختزال.
4- فی نسختي الأصل: بالطلاق، ولا نعرف لها معنى.
5- كان سادس ستّة في الإسلام، شهد صفين والنهروان وأوّل من دفن في ظهر الكوفة.
6- الظاهر أنّه هو: زيد بن حارثة الكلبي، وقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 220/1 في ترجمته: سيد الموالي، وأسبقهم إلى الإسلام، وحكى الطبري في تاريخه 2 /316 عن جماعة: إنه أوّل من آمن واتبع النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) من الرجال.
7- وفي الشافي: خلاف معروف؛ فعلى من ادعى تناول الآية أن يدلّ إنّه من السابقين.. وما هنا حاصل ما جاء هناك كما قلنا. قد فصل الحديث عنه شيخنا العلّامة الأميني طاب ثراه في غديره 219/3 - 243، وقد أغنانا عن الخوض في المسألة ثبوتاً وإثباتاً ومصدراً؛ بل قا الإجماع على أنّ أمير المؤمنين، لا أوّل من استجاب الله ورسوله وآمن وصدّق بهما وأوّل من شهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وهو أول من صلّى وآمن، وأول من ركع، وأول من بايع وأول من وحّد.. فهو أوّل القوم إيماناً.. قام عليه النقل المتواتر.. بل لم يشرك بالله طرفة عين، وهو أوّل لا بمعنى لم يكن فكان، بل أوّل إبرازاً وإظهاراً وتسليماً.. وأمّا أبو بكر؛ فقد حكى الطبري في تاريخه 2/ 316 بإسناده.. عن محمّد ابن سعد بن أبي وقاص، أنه قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاماً؟!
قوله: (لِلْفُقَراءِ المُهَاجِرِينَ الّذين أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ) (1) كيف يكون في أبي بكر؟!.. لأنّه كان عندكم غنياً موسراً (2)، والألف واللّام (لا) (3) يقتضيان الاستغراق؛ لقوله: ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ (4) فوصف بالصدق من تكاملت له الشرائط،
فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين، ولكن كان أفضلنا إسلاماً!!
ص: 355
1- سورة الحشر (59):8.
2- عبارة السيد المرتضى (رَحمَةُ اللّه): فأول ما فيه أن أبا بكر يجب أن يخرج من هذه الآية على أُصول مخالفينا؛ لأنّه على أُصولهم كان غنياً موسراً كثير المال.
3- ما بين المعكوفين مزيد من الشافي، وهو الصواب.
4- سورة الحشر (59): 8.
ففيها (1) ما هو مشاهد؛ كالهجر[ة]، والإخراج من الدار (2) والأموال، وفيها (3) ما هو باطن لا يعلمه إلّا الله؛ وهو ابتغاء الفضل [والرضوان] من الله، ونصرة الله
ورسوله؛ لأنّ المعتبر في ذلك بالنيّات[فيجب على الخصوم] (4) أن يثبتوا (5) إجماع (6) هذه الصفات في كلّ من هاجر وأخرج من دياره وأمواله (7)..
قوله: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقَى) (8)؛ فإنّها عامة في كل من أعطى وصدّق، فحملها على التخصيص (9) بلا دلیل اقتراح (10)؛ لأنّ قائله لا يجد فرقاً بينه وبين من خصها بغير ما ذكروه..
على أنّهم رووا عن ابن عبّاس وأنس بن مالك: أنّها نزلت في أبي الدحداح وسمرة بن جندب، وأن أبا الدحداح الأنصاري هو الذي صدق بالحسنى،
ص: 356
1- في الشافي: ومنها.
2- في الشافي: الديار.
3- في الشافي: ومنها.
4- الزيادة من كتاب الشافي.
5- الكلمة مشوشة جدّاً من غير تنقيط، وقد تقرأ: يتبينوا، وما هنا من الشافي.
6- كذا استظهاراً، وإلا فإنّ ما جاء في نسختي الأصل: لجماع، وفي الشافي: اجتماع.
7- راجع: الشافي في الإمامة 17/4 – 19، نقلاً بالمعنى مع اختصار في اللفظ.
8- سورة الليل (92): 5.
9- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): التحضيض.. ولا وجه له.
10- في نسخة (ألف): إقراح.
وسمرة هو الذي بخل واستغنى، وإذا تكافأت الروايتان [سقطتا، و] بقيت (1) الآية على عمومها (2).
قوله: ﴿وَلا يَأْتل أُولُوا الفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ..﴾ (3) يجب حملها على العموم؛ لأن الحمل على الخصوص بلا دليل لا يجوز، على أن المعني بها ينبغي أن يكون من أولي الفضل، والثاني من أولي السعة (4)، وهما منتفيان من أبي بكر.
قوله: ﴿يا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينه..﴾ (5) الآية.
قالوا: قد صح أن أبا بكر قاتل أهل الردّة، فيكون هو المعني بقوله: ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ (6)... هذا دعوى؛ لأنّ أهل الردّة كانوا يظهرون الشهادتين، ويؤذنون للصلاة (7)، وليس هذا من حكم الارتداد (8).
وقد صحّ عن النبيّ [أنّه قال] لعليّ (عليه و آلهما السلام):
ص: 357
1- قد تقرأ في نسخة (ألف): نقلت، وما بين المعكوفين مزيد من تلخيص الشافي.
2- راجع: تلخيص الشافي 216/3.
3- سورة النور (24): 22.
4- كذا في المصدر، وفي نسختي الأصل: السبقة.
5- سورة المائدة (5): 54.
6- سورة المائدة (5): 54.
7- في نسختي الأصل: والتأذون الصلاة...
8- راجع: الشافي في الإمامة 42/4 - 43.
«[إنّك] تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين » (1)، وهؤلاء عندنا مرتدّون، بذلك صرّحوا (2) أنّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال يوم البصرة: «والله ما قوتل أهل هذه الآية حتّى اليوم.. وتلا هذه الآية (3). وقد روي عن عمار وحذيفة.. وغيرهما مثل ذلك.
ص: 358
1- راجع: تاریخ بغداد 340/8، و 187/13، تاریخ ابن كثير 305/7 - 306، شرح المواهب 217/3، مستدرك الحاكم 139/3 - 140، الكفاية للكنجي: 69 - 70 و 72، مجمع الزوائد 238/7، مناقب الخوارزمي: 52 و 58 و 106، المحاسن والمساوي،31/1، الاستيعاب 53/3.. وعشرات المصادر الأُخر.
2- في نسختي الأصل: صرّحا.. ولا وجه للتثنية، وفي نسخة (ب): صرخاً، وما أثبت استظهار.
3- العبارة بتراء، وجاءت في مصادر جمة، ولا بأس بنقل ما أورده ابن حجر في لسان الميزان 4/158 - 159 ترجمة 370 في عثمان مؤذن بني أفصى، حيث أسند إليه قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ): « والله ما قوتل أهل هذه الآية بعد ما نزلت: ﴿ وَإِن نَكَثُوا أَيْمَانَهُم مِن بَعْدِ عَهْدِهِمْ.. الآية [سورة التوبة (9): 12]، فهؤلاء شيعة من عبّاد [الرواجني].. إلى علي رضي الله عنه[عَلَيه السَّلَامُ]. وراجع: المناقب للمصنّف طاب ثراه 334/2 [طبعة قم 147/3 - 194، وفي طبعة بيروت 78/2]. وكذا راجع ما جاء في تفسير العياشي 79/2 حديث 28، والإفصاح للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه): 125، والشافي في الإمامة 42/4، وتقريب المعارف: 378 - وعبارته هكذا.. ولأنّه وأصحابه كانوا مصرّحين بكفرهم، وقوله (عَلَيهِ السَّلَامُ).. - وكذا ما قاله في مجمع البيان 359/3.. وغيرها، وجاء في تفسير نور الثقلين 190/2.. وغيره.
أنّه صحّ في حديث الراية وحديث الطير محبة الله إيّاه ولم يثبت لغيره.
ثمّ قال: (أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ) (1) ومعلوم حال أمير المؤمنين في التواضع وكظم الغيظ، وقد أقرّ صاحبكم بأنّ له شيطاناً يعتريه!
ثمّ قال: (أَعِزَّةٍ عَلَى الكافِرِينَ) (2) يعني بقتالهم، ولم يسبق أمير المؤمنين [عَلَيهِ السَّلَامُ] إليها سابق، ولا لحقه فيها لاحق.
ثمّ قال: ﴿ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمِ) (3) هو وصف أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو منفىّ عنهما بالإجماع؛ لأنّه لا قتيل لهما في الإسلام، ولا جهاد [لهما] بين [يدي] النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) (4).
ص: 359
1- سورة المائدة (5): 54.
2- سورة المائدة (5): 54.
3- سورة المائدة (5): 54.
4- أخذه (رَحمَةُ اللّه) من كلام الشريف المرتضى (رَحمَةُ اللّه) في الشافي 4/44 - 45، فراجع.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 17] [في ردّ الأخبار الكاذبة في يغوث]
ص: 361
فصل
في ردّ الأخبار الكاذبة في يغوث (1)
ورويتم (2): أنّه سُئل النبيّ (عليه و آله السلام): من أحب الناس إليك؟ قال:
عائشة! قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها! (3)
ص: 363
1- الكلمة كناية عن الخليفة الأوّل، لاحظ: الأسرار 431/3 - 432. هذا؛ وقد عقد البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 142/3 - 160، فصلاً: في روايات اختلقوها ليستدلّوا على خلافتهما بها.
2- أخرجه البخاري في كتابه 19/7 في فضائل أصحاب النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وكذا في 59/8 في المغازي (غزوة ذات السلاسل)، وأورده مسلم في كتابه 1856/4 (باب فضائل الصحابة) حديث 2384، وأحمد بن حنبل في مسنده 241/6 (مسند الشاميين) حديث 17143، وباب باقي مسند الأنصار حديث 24853، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 137/30، وجمال الدين يوسف المزي في تهذيب الكمال 235/35، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 386/12، وابن كثير في البداية والنهاية 314/4.. بل قد جاء ذلك في غالب مصادرهم.
3- مع أنّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) قال لعائشة - فيما رواه الطبري كما في الرياض النضرة 161/2، ومثله ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: 62.. وغيرهما -: «إنّ عليّاً أحبّ الرجال إليّ، وأكرمهم عليّ، فاعرفي له حقه، وأكرمي مثواه». بل جاء هذا على وتيرة ما روي عنه عن جمع - ومنهم عائشة - أنّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) سئل: من أحبّ الناس إليك؟ قال: «فاطمة». قالوا: فمن الرجال؟ فقال: « زوجها ». وزادت عائشة عليه قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «.. إن كان ما علمته صوأمّا قوأمّا». راجع: الاستيعاب لابن عبد البر 378/4، وأُسد الغابة لابن الأثير 522/5، ومستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 157/3 وقد صححه، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 263/42.. وغيرها. ولاحظ: الإيضاح للفضل بن شاذان: 255.. وغيره. أقول: إنّ المصادر متضافرة - مع الدقة - أنّ كلّ ما تدعيه عائشة من حبّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لا لها وتقديمها على نسائه وجمالها، وكمالها! ما هو إلّا من وحيشيطانها وباطنها، ولم ترو عنه رواية صحيحة في ذلك، ولا رواه غير متّهم عنها، فاغتنم.
وهذا باطل؛ لأنّكم رويتم حديث الطير لعليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأي روايتكم تقبل؟! وهل عاقل يذكر حبّ زوجته؟! حاشا عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).
ثمّ إنّه آثر غيره على نفسه وولده، واختار بني تيم الأجلاف على بني هاشم الأشراف!!
ص: 364
ورويتم (1): لو كنت متخذاً خليلاً؛ اتخذت (2) أبا بكر خليلاً!
وهذا باطل؛ لأنّكم رويتم (3) أنّه آخى بين أصحابه، وأَخَّر عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له
ص: 365
1- قد جاء هذا مستفيضاً في كتب القوم؛ كما في كتاب البخاري 126/1 (كتاب الصلاة) حديث 466 و 467[120/1 حديث 446 و 447]، و 4/5 - 5 (كتاب المناقب) منه حديث 3654 و 3656 و 3658 [191/4 حدیث 3380 و 3383 و 3615]، وكتاب مسلم 377/1) (كتاب المساجد) حديث 532 [68/2 حديث 827]، و 1854/4 - 1856 (كتاب فضائل الصحابة) [108/7 - 109] في ستّة أحاديث، وسنن الترمذي 606/5 - 609 (كتاب المناقب) حديث 3655 و 3659 و 3661 [وبترقيم آخر حديث 3588 و 3592 - 3594]، وسنن ابن ماجة (المقدمة) حديث 90، وسنن الدارمي 1913/4 حديث 2953[حديث 47 من کتاب المقدمة، وفي كتاب الفرائض حديث 2783]، ومسند أحمد بن حنبل 270/1 و 359 و 408 و 433[وصفحة: 455] و 462، و 3/18، و 4/4.. وكذا في شرح مسلم للنووي 150/15، والسنن الكبرى للبيهقي 246/6، وتاريخ مدينة دمشق 230/30، وفيه: ابن أبي قحافة.. وروايات عدّة بأسانيد مختلفة، المعجم الأوسط 334/4، تذكرة الحفاظ 401/1.. وغيرها. ولا شكّ أنّ كثرة الباطل وتعدّده لا يوجب أن يصير بذلك حقاً!!
2- كذا؛ والظاهر: لا تخذت.
3- حديث المؤاخاة يعدّ من الأحاديث المتواترة عند العامة فضلاً عن الخاصة، وها هو مولی الموحدین سلام الله عليه يقول: «أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها أحد غيري الّا كذّاب». لاحظ: تاريخ ابن كثير 335/7، وقد استوفى الحديث في بعض مصادره في الغدير 113/3 - 125 عن أكثر من خمسين مصدراً وواقعة، وأيم الله إن ذاك يكفي وزيادة لمن ألقى السمع وهو شهيد، ولم يكن في قلبه مرض..
في ذلك، فقال له: «ما أخّرتك إلّا لنفسى..» (1).
فأيّ الروايتين ثبتت بطلت الأخرى، وقد صح بروايتكم هذه أنّه لم يتّخذ[ه] خليلاً، وإذا لم يكن خليلاً يكون عدوّاً، كما يقول في قوله: «لولا أن أشقّ على [أُمّتى] (2) لأمرتهم بالسواك» (3).
ص: 366
1- كما في فضائل الصحابة لابن حنبل 2 /638 حديث 1085[631/2 حديث 1055]، و 662/2 حدیث 1137، والمناقب للموفق الخوارزمي: 152، وزاد على هذا في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، وينابيع المودة 177/1 قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي وارثي.... وكتب الخاصّة مليئة بهذا المضمون؛ جاء مكرّراً في الاحتجاج 51/1 و 136 و 149 و 169.. وغيرها [في طبعة مشهد]، وكذا جاء مكرّراً في هامش الاحتجاج للطبرسي 162(رَحمَةُ اللّه) /1، والعمدة لابن بطريق: 167 و 231.. وغيرهما. ولاحظ: احتجاجات المأمون في عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 201/1، ومثله عنه في بحار الأنوار 191/49 (باب15) ضمن حديث 2.
2- ما بين المعكوفين مزيد من المصادر، وموضعها بياض في نسختي الأصل، وجاءت في هامش نسخة (ألف) رمز السقط (..).
3- ذكر هذا الحديث البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 3/ 148 وقال: قلنا: ولو وقعت لم توجب الخلافة؛ ولأنه قد روي أنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال قبيل وفاته: «برءت إلى كلّ خليل من خلّته.. » ثم ذكر إشكالين وأجاب عنهما.
ورويتم عن عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): من فضّلني على الأوّل جلدته حدّ المفتري!! (1)
ص: 367
1- جاء هذا مستفيضاً من طرق العامة؛ كما في كنز العمّال 27/13 حديث 36157، و تاريخ مدينة دمشق 383/30، و 365/44، والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي: 414، ولسان الميزان لابن حجر 3/290.. وغيرها. وفي الصراط المستقيم 152/3 بلفظ: لا أُوتى برجل يفضّلني على أبي بكر وعمر إلّا جلدته..! وجاء في كتب الخاصّة كثيراً؛ كما في عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 199/1 - 202 حديث 2، وعنه في بحار الأنوار 192/49 - 193 (باب 15) ذيل حديث 2 في مناظرة المأمون مع جماعة من أهل الحديث وأهل الكلام.. وفيها أن المأمون أجاب بقوله: كيف يجوز أن يقول علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): أجلد الحدّ على من لا يجب حدّ عليه..! فيكون متعدّياً لحدود الله عزّ وجلّ، عاملاً بخلاف أمره، وليس تفضيل من فضّله عليهما فرية، وقد رويتم عن إمامكم أنّه قال: وليتكم ولست بخيركم.. فأي الرجلين أصدق عندكم: أبو بكر على نفسه، أو عليّ (عَلَيهِ السَّلَامُ) على أبي بكر..؟! مع تناقض الحديث في الا نفسه.. وفي كلام له مفصل، فلاحظه.. وكذا ما ذكره الخزاز القمّي (رَحمَةُ اللّه) في كتابه كفاية الأثر: 312 - 313، والقاضي النعمان في شرح الأخبار 251/2، والسيد القاضي نور الله التستري الشهيد - طاب ثراه - في الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة: 277 و 323، وتقوية الإيمان للسيّد محمّد بن عقيل الحضرمي (رَحمَةُ اللّه): 64 - 65.. وغيرهم في غيرها. وعلّق عليه البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 152/3 بقوله: قلنا: راويه - وهو: سويد بن غفلة - أجمع أهل الأثر على كثرة غلطه، وكيف يحد من ليس بمفترِ حد المفتري؟! أو نقول: تفضيله عليهما - ولا فضل لهما - من أعظم الافتراء، وهذا كمن فضّل البرّ التقي على الكافر الشقي، أو فضّل النبيّ على إبليس الغوي! مع أنّ الرسول قد فضّله في المباهلة، والمؤاخاة، والطائر، والموالاة، والمصاهرة، والمظاهرة.. وغير ذلك. ثمّ قال: على أنا لا نمنع العبارة في أفضليته عليهما جدلاً، أو على اعتقاد الخصم، وهذا مثل قول حسّان: [من الوافر] أتهجوه ولست له بند *** فشر كما لخيركما الفداء ثمّ قال البياضي (رَحمَةُ اللّه): ولم يكن في النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) شرّ؛ بل على اعتقاد الهاجي..!
فعلي [عَلَيهِ السَّلَامُ] يجلد الحدّ (1) من لا يجب عليه الحدّ؛ فيكون مستعدياً (2) لحدود الله، عاملاً بخلاف أمره! وليس تفضيل مَنْ يفضّل عليه بفرية (3).
وكيف تكذّبون الأوّل في قوله: وليتكم ولست بخيركم؟!.. فأيّما أصدق عندكم: أبو بكر على نفسه، أو عليّ على أبي بكر؟! مع تناقض الحديث نفسه (4).
ورويتم: أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كان راكباً ويغوث يمشي، فأوحى الله إليه:
ص: 368
1- في نسخة (ألف): يجلد الجلد.
2- كذا؛ ولعلّه: متعدياً.. إذ استعمل مستعدياً بمعنى مستنصراً ومستعيناً، فراجع و تدبر.
3- كذا؛ وفي عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) الا: تفضيل مَنْ فضّله عليهما بفرية، ولعلّه تفضيل من فضّل عليه.
4- الكلام هنا قد أخذه (رَحمَةُ اللّه) ممّا قاله المأمون في مناظرته مع علماء العامة العمياء، وقد مرّ فيما سبق، ولاحظ ما ذكره أبو الفتح الكراجكي (رَحمَةُ اللّه) في كتاب التعجب من أغلاط العامّة: 57 – 58 [الطبعة المحققة: 138]، وقد مرّت مصادره منّا مفصّلاً، فلا نعيد.
أما تستحي! أنت راكب وهو يمشي؟! (1)
فمعنى [هذا وجوب] (2) أن يمشي مثله أو يركب [مثله] (3) أو يمشي وه_و يركب..؟! وجميع ذلك خلاف دين الإسلام؛ لأنَّ الله تعالى قد أمر بتعظيم [الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )] قوله: (.. وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ..) (4)، وقوله: (ولا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ..) (5) الآية، فكيف يجوز هذا التوبيخ؟!
ورويتم من أراد أن يرى ميناً يمشى على وجه الأرض فلينظر إلى الأوّل!!
ص: 369
1- وعلّق الكراجكي (رَحمَةُ اللّه) - بعد نقله - بقوله: وهذا من جهالتهم المفرطة، وهو دالّ على غباوة من اختلقه، وحمق من صدقه، وذلك أن مضمون هذا الكلام يقتضي أن أبا بكر إما مساءٍ لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) في الفضل، أو أفضل منه وأجلّ؛ لأنه لا يجوز أن يقال للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): ألا تستحى أن تركب ومن دونك ماش؟!.. إلى آخره.
2- في نسختي الأصل بياض هنا، وما أُثبت بين المعكوفين مأخوذ بالمعنى عن كلام الكراجكي (رَحمَةُ اللّه).
3- الكلمة بياض في نسختي الأصل في كلا الموضعين، ولعله: فمعنى هذا التوبيخ، أن يمشي مثله، أو يركب رديفه، أو يمشي وهو يركب.. وقال الشيخ الكراجكي (رَحمَةُ اللّه) في التعجب: 138[وفي طبعة: 58] - بعد نقل كلامه السابق -: ومعنى هذا التوبيخ في الخبر: أنّه كان يجب أن تكون ماشياً مثل أبي بكر، أو يكون أبو بكر راكباً مثلك، أو تمشي أنت ويركب أبو بكر.. وإلّا.. فلا فائدة في القول.
4- سورة الفتح (48): 9.
5- سورة الحجرات (49): 2.
سمّاه ميتاً..! والحي أفضل من الميت: ﴿وَما يَسْتَوِي الأَحْياءُ وَلَا الأَمْواتُ) (1).
وسمّى عليّاً: حيّاً: (أَوَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَي) (2).
و[رویتم:] ضرب عمر بن الخطّاب رجلاً كان يتماوت (3)، قال: لا تُمِتْ علينا (4) ديننا (5)!
ورويتم: أنّه أغلق بابه، وقال: هل من مستقيل فأقيله (6)؟!
ص: 370
1- سورة فاطر (35): 22.
2- سورة الأنعام (6): 122.. وغيرها. انظر ما جاء في تفسير ابن العربي 420/1، والعهود المحمّدية: 555.. وغيرهما.
3- في نسختي الأصل: يتمارت.
4- فی نسختي الأصل: عليّاً.
5- جاء في أكثر من مصدر، وفي كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي 337/1 ذيل قوله:.. أما تك الله. وفي الفائق في غريب الحديث للزمخشري 244/1 [طبعة دار الفكر 280/1] قال: وعن عمر.... لمّا رأى رجلاً متماوتاً فخفقه بالدرّة، قال: لا تمت علينا ديننا أما تك الله. وقد قال قبله والمتماوت من صفة المرائي بنسكه، الذي يتكلف التزمت وتسكين الأطراف كأنّه.ميت. وهذا المقطع أولى أن يأتي في الثاني.
6- قد مرّت أحاديث الإقالة بالتفصيل، فلا نعيدها.
فقال علیّ (عَلَيهِ السَّلَامُ): قدّمك رسول الله فمن ذا يؤخّرك؟! (1).
وهذا باطل؛ لأنّ علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قعد (2) عن بيعته - بروايتكم ستّة أشهر (3).
ورويتم: أنّه قعد عنها حتّى قبضت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فأوصت أن (4) تدفن ليلاً ولا يشهدا جنازتها.
ثمّ إنّه[إن] كان النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) استخلفه، فكيف جاز له أن يستقيل ويقول للأنصار: قد رضيت أحد هذين الرجلين: أبا عبيدة أو عمر؟!
ص: 371
1- ذكر ذلك القرطبي في تفسيره 272/1 ناسباً ذلك إلى الصحابة، وما هنا جاء في فضائل الصحابة لابن حنبل 131/1 - 132 حدیث 101 و 102[1/ حديث 94] مسنداً عن أبي الجحاف، قال: لما بويع أبو بكر فبايعه علي [عَلَيهِ السَّلَامُ] وأصحابه، قام ثلاثاً يستقيل الناس... فيقوم علي في أوائل الناس، فيقول: والله لا نقيلك ولا نستقيلك أبداً..! إلى آخره، ومثله في 151/1 حديث 133[132/1 حديث 125] عن داود بن أبي عوف، وكذا في كنز العمّال 656/5 حديث 14154، وقريب منه في أنساب الأشراف 253/1.. وغيرهما.
2- نسخة (ب): قعقد..! وقد تقرأ فى نسخة (ألف): يعقد.
3- بذا أجاب المأمون من احتج عليه بذلك، وجاء في عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حديث مفصل، أسلفنا ذكره. وراجع: كتاب البخاري 177/5 حديث 4240 و 4241، وكذا كتاب مسلم 1380/3 حدیث 1759.. وغيرهما.
4- هذا استظهاراً؛ وفي نسختي الأصل: أنّها.. أو يقال: وأنها أوصت أن.. كما في العيون.
وسأل يحيى بن أكثم محمّد بن علىّ التقى (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (1) بما روي أن جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يا محمّد! إنّ الله [عزّ وجلّ] يقرئك السلام، ويقول لك: سل فلاناً: هل هو عنّي راض؟! فإنّي عنه [راضِ]!
فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): «ليس يوافق هذا الخبر كتاب الله؛ [قال الله تعالى]: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ..) (2) الآية، فالله تعالى ما (3) خفي عليه رضى الأوّل من سخطه حتّى سأل عن مكنون سره! وهذا مستحيل في العقول»..
وقالوا: إنّ الله تعالى متى رضي عنه..؟! (4)
وقت جحوده؛ وهو يقول: ﴿ وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ (5)..؟!
أو يوم أحد؛ حين هرب عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )..؟!
أو في يوم خيبر؛ حين انهزم براية النبيّ (عليه وآله السلام)..؟!
أو في غزاة [ذات] السلاسل؛ حين رجع حائداً..؟!
أو يوم [حنين]؛ حين هرب مع الهاربين..؟!
ص: 372
1- وأورده الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في الاحتجاج: 229 – 230 [طبعة النجف الأشرف 245/2] في حديث مفصل، وعنه في بحار الأنوار 80/50 - 83 (باب27) حديث 6.
2- سورة ق (50): 16.
3- لا توجد: ما، في المصدر، والمعنى واحد.
4- انظر: الاستغاثة في بدع الثلاثة 77/22 – 78 [وفي طبعة: 226 - 227].
5- سورة الزمر (39): 7.
أم في الحال الذي أمره الرسول عليه و آله السلام) بقتل الرجل المصلي..؟!
أم في ولاية أُسامة؛ حين ولاه الرسول (عليه وآله السلام)..؟!
أم في قتل الّذين منعوه الزكاة وسماهم: أهل الردّة..؟!
أم لأمره لخالد (1) في قتل علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثم تكلّم في صلاة الجماعة..؟!
أم في كشفه (2) بيت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)..؟! عليها
وهذه منزلة تفوق منازل الأنبياء؛ لأنّ الله ما خاطبهم بهذا الخطاب (3) العظيم..
ولو نسب هذا إلى النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) كان منكراً عندهم (4)، فكيف للأول (5) الذي أشرك بالله؟! وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ) (6)
وليس له فضل بقولكم: صديق؛ لأن هذا الاسم في كتاب الله، قوله: (والّذين آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصدِّيقُونَ..) (7) وقد يسمى من ه_و عندكم دون أبي بكر بأفضل من هذا الاسم؛ كالفاروق، وذي النورين، والهادي، والمهدي، والمتوكل!
ص: 373
1- كذا؛ وفي الاستغاثة: أم في أمره لخالد.
2- في المصدر: كبسه، وكلاهما يصحّ.
3- في نسخة (ألف): الخطب، وفي نسخة (ب): الخطيب.
4- فی نسختي الأصل: عدهم، والظاهر ما أثبتناه.
5- في نسختي الأصل: الأوّل.
6- سورة الزمر (39): 7.
7- سورة الحديد (57): 19.
ثمّ إنّ الصدّيق مَنْ صدّق بالحق، والفاروق من يَفْرُق بين الحق والباطل، وقد جربهما رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) يوم خيبر؛ إذ ناولهما الراية ففرّا ولم يُصَدِّقاه فيما كان، يعده (1) من النصرة في العاجل والشرف في الآجل؛ كما صدّق حمزة وجعفر وعبيدة وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ).. فقال الله تعالى: (.. رِجالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عليه..) (2).. وهذا اسم سمّاه الناس به لمّا ولي، ولذلك لا يُوجَدُ في شيء من الأخبار، ولو كان هذا صحيحاً لكان قد ادّعاه وقاله في المواطن التي كان یراد فيها، كما رووا جميعاً أن عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال في غير موطن، وشهد له النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) بذلك في غير موضع (3).
أما قوله: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ.. (4)، فقد ثبت أنه أسلم بعد علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وجعفر، وزيد، وخديجة، وأبي ذر، وعمرو بن عتيبة، وخالد بن سعيد..
ص: 374
1- في نسختي الأصل: بعده.
2- سورة الأحزاب (33): 23.
3- كما في الاستيعاب 459/2 عنه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «أول من آمن بالله بعد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) علي ابن أبي طالب»، وقريب منه في جامع الترمذي،215/2، وتاريخ الطبري 241/2، والكامل لابن الأثير 22/2، وشرح نهج البلاغة 256/3.. وغيرها كثير. هذا عدا ما روي عن الصحابة كابن عبّاس وبريدة الأسلمي وزيد بن أرقم. لاحظ: الغدير 224/3 - 241 في رأي الصحابة والتابعين في أوّل من أسلم.. عن عدّة مصادر.
4- سورة الزمر (39): 33.
وغيرهم؛ فهذا يليق بهؤلاء (1)..
ثمّ الصواب أن يكون لكلّ مُصَدِّقٍ تَقَدُّم؛ لقوله: ﴿ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ..) (2)..
ثمّ إنّ المفسّرين اختلفوا في ذلك؛ قالوا: المراد به: النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ].
وقيل: هو علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ومازلنا نسمع من العامّة: بحق الصادق والصدّيق، يعنون ب_: الصادق: النبيّ (عليه وآله السلام)، وب_: الصدّيق: أبا بكر، وفعيل يجيء للمبالغة (3)، فكأنّهم يفضّلونه على النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام)!
ابن حمّاد (4):
[من الكامل]
ص: 375
1- انظر ما ذكره البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 105/3.. وغيره.
2- سورة الحديد (57): 19.
3- في نسختي الأصل: للمقالة، واستظهر في حاشيتهما ما أثبتناه، وهو الظاهر.
4- هذه القصيدة مفصلة جدّاً، جاء شطر منها في المناقب، كما في 6/2 من قوله: [من الكامل] أما أمير المؤمنين فإنّه *** سَبَقَ الهداة ولم يكن مَسْبُوقا اختارَهُ ربُّ العُلى وأقامَهُ *** عَلَماً إلى سُبُلِ الوَرَى وطَرِيقا وجاءت أبيات منها في موضع أُخَر من المناقب - أيضاً - 132/3: [من الكامل] الله سَمَّاهُ عليّاً باسمِهِ *** فَسَما عُلُوّاً في العلى وسُمُوقا واختارَهُ دُونَ الوَرَى وأَقامَهُ *** عَلَماً إلى سُبُلِ الهُدى وطَرِيقا أَخَذَ الإله على البريَّة كلّها *** هداً له يومَ الغَديرِ وَثِيقا وغَداة آخى المصطفى أصحابَهُ *** جَعَلَ الوصيَّ لَهُ أخاً وشقيقا وعلى كل؛ فلم أجد هذه الأبيات في مصدر من المصادر الشعرية، فراجع.
و (1) الله صَدَّقَهُ بِرَغْم (2) مَعَاشرٍ *** سَمَّوا سِوَاهُ بِبَهْتِهِمْ: صِدِّيقَا
واللهُ أَكذّبهُمْ وَقَدْ حَلَفُوا (3) لَما *** قَالُوا (4)، وَقَد قَالُوا جَفا (5) وعُقُوقَا
ص: 376
1- لا توجد الواو في نسخة (ب).
2- في نسختي الأصل: بزعم.
3- في نسخة (ألف): خلفوا، أو تقرأ: خافوا.
4- إشارة إلى قوله تعالي في الآية 74 من سورة التوبة: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا).
5- في نسختي الأصل: حقا، وهي مصحفة المثبت، وجَفاً: مخفّفة (جَفاء).
هَيْهاتَ! لا يُسْمَّى بِهذا الإِسْمِ عِنْ_ *** _د اللهِ إِلَّا مَنْ يَكُونُ صَدُوقَا
وَهُوَ المُفَرَّقُ بَينَ أهْلِ (1) الكُفْرِ وال_ *** _إيمَانِ، فَادْعُ الصَّادِقَ الفارُوقًا (2)
وله (3):
[من الطويل]
وسَمَّوهُ صِدِّيقاً ومَا كَانَ صَادِقاً *** وَكَانَ أبو ذر أحَقَّ بذَا الإسم (4)
لأنَّ رسول الله بَيَّنَ صِدْقَهُ *** عَلَيْهِمْ وَمَا كَانُوا بِعُمْيِ وَلَا صُمّ
وَلَكِنْ عَمُوا عَنْهُ وَصَمُّوا إِذْ آثَرُوا *** هَوَاهُم عَلى تَقدِيمِهِ وَالهَوَى يُعْمِي
ص: 377
1- لا توجد: أهل، في نسخة (ألف).
2- في نسختي الأصل: المصدوقا.. بدلاً من الفاروقا. وقد جاء هذا البيت لوحده في المناقب 110/3 [وفي طبعة قم 91/3، وفي الطبعة الأوّلى 287/2]، ولاحظ ما بعدها من الأبيات.
3- لم أجد لهذه القصيدة أثراً في المناقب ولا غيره من المصادر، ولعلّها من متفردات موسوعتنا هذه، فرحم الله القائل والناقل والناشر.
4- الهمزة في الكلمة همزة الوصل قطعاً، وعليه فيُعد هذا من ضرائر الشعر.
وَأَخْبَرَهُمْ عَن نَفْسِهِ وَهُوَ صَادِقٌ *** وَقَدْ قَامَ فِيهِم خَاطِباً ظَاهِرَ الهَمِّ: (1)
وَلِيتُكُمُ كُرْهاً ولَسْتُ بِخَيْرِكُمْ ***أَلَا فَاحْذَرُوا زَيْغِي وَلَا تَأْمَنُوا ظُلمي] (2)
فَقَدْ كذّبوا صِدِّيقَهُمْ بِمَقَالِهِمْ: *** بَلَى خَيْرُنَا، فَهُوَ المُكذّب في الزَّعْم (3)
المعري (4):
[من الكامل]
غَلَبَ السَّفاهُ فَكَم تَلَقَّبَ (5) مَعْشَرَ *** بالمؤمِنِينَ وَهُمْ مِنَ الكُفَّار
وَمِنَ البَلِيَّةِ أنْ يُسَمَّى صَادِقاً *** مَنْ وَصْفُهُ الأوّلى: كَذُوبٌ فارِي (6)
ص: 378
1- في نسختي الأصل: ظاهراً لهم.
2- هنا كلمة مطموسة في نسخة (ب)، وقد تقرأ في نسخة (ألف) تلمي.. وأمثال ذلك، وما أُثبت استظهار منا، وهو أولى وزناً ومعنىً.
3- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل الرغم.
4- فی نسخة (ألف): المعزي، وهو غلط. لاحظ: ديوان لزوم ما لا يلزم 489/1 مقطوعة (203) [دار الجيل]، وجاء ضمن قصيدة ذات (23) بيتاً، وهذان البيتان هما (2 و3).
5- في نسختي الأصل: فلم يلقب.
6- في نسختي الأصل: لكذوب فار.
قائل:
[من الطويل]
وَذي جَدَلٍ لِي قَدْ أَطَالَ جِدَالَهُ *** يَقُولُ: مَنِ الصِّدِّيقُ إن كُنتَ تَخْبُرُ؟
فَقُلتُ: عَليَّ؛ كَان صِدِّيقَ أَحْمَدٍ *** وَآيَته باللهِ غَيْبٌ وَمَحْضَرُ
فَقَالَ: فَمَنْ لِلدِّينِ (1) قد كَانَ سَابِقاً؟ *** ومَنْ بهداه (2) القومُ تَزْهُو وتَفْخَرُ؟
فَقُلتُ له: إنَّ الَّذي قَد ذَكَرْتَهُ *** لَقَدْ كانَ قِدْماً بالمُهَيْمِن يَكْفُرُ!
وإِنَّ عليّاً لم يُرَى (3) قَطُّ مَاجِداً (4) *** لأصنامِهمْ يَوْماً، وذلك مُنْكِرُ (5)
وقولكم له: المقدّم.. ولم يقدّمه الله؛ لأنّ إمامته باختياركم (6)؛
ص: 379
1- في نسخة (ألف): للذين.
2- في نسختي الأصل: بهداة.
3- عدم حذف حرف العلة من المجزوم المعتل ضرورة شعرية.
4- كذا؛ ويصح أيضاً: ساجداً.
5- أي منكر الله.
6- في نسختي الأصل: بأخباركم، وهي مصحفة عن المثبت.
بل (أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوم (1).. ) (2) لنا.
أبو القاسم ابن هاني المغربي (3):
[من الطويل]
هُمُ قَدَحُوا تِلكَ الزِّنَادَ الَّتى وَرَتْ *** وَلَو لَم تُشَبَّ النَّارُ لَم تَتَضَرَّم
وَهُمْ رَشَحُوا تَيْماً لإرْتِ نَبِيِّهِمْ *** وَمَا كَانَ تَيْمَيُّ إِليهِ بِمُنْتَمِي (4)
على أي حُكْم اللهِ إِذْ يَأفكُونَهُ (5) *** أُحِلَّ لَهُمْ تَقْدِيمُ غَيْرِ المُقَدَّمِ؟!
ص: 380
1- في نسختي الأصل: قد سموه. فلا تكون آية.
2- سورة ص (38): 60. انظر: تفسير القمّي (رَحمَةُ اللّه) 242/2 – 243 [وفي المحققة 887/3 - 888].
3- قد مّر الحديث عن الشاعر وشعره في المقدّمة، وهذه القصيدة جزء من مجموعة أبيات مبثوثة في كتابنا هذا، مرّ الحديث عنها قريباً، وحكاها صاحب الأعيان فيه 87/10 عن مصدر لم يذكره! وقد جاءت في ديوان ابن هاني المطبوع عدة طبعات والأبيات في ديوانه: 324 من قصيدة ميمية عصماء طويلة في نحو مائتي بيت.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ في نسخة (ألف): ينتمي، أو بميتمي - بدون نقط -.
5- كذا في الأعيان؛ وفي نسختي الأصل: إذ يا بكونه.. أو: إذ با يكونه.. ولا معنى له.
[وفي أيّ دينِ الوَحْي والمُصْطَفَى لَهُ *** سَقَوا آلَهُ مَمْزُوجَ صَابٍ بِعَلْقَمِ؟!] (1)
ابن العودي النيلي (2):
[من الطويل]
وَنَازَعَهُ فِيهَا رِجَالٌ وَلَم يَكُنْ *** لَهُمْ قَدَمٌ فِيها ولا مُتَقَدَّمُ
وَظَلُّوا عَليها عَاكِفِينَ كأنّهمْ *** على كُرَةٍ كلُّ لها يَتَوَغَمُ (3)
المرزكي النحوي الموصلى (4):
ص: 381
1- البيت مزيد من الأعيان، وما بعده قد سلف قريباً.
2- الكلمة مشوشة، وقد تقرأ: النبلي، والصواب ما أثبتناه، وقد مرّت ترجمته والحديث عن ميميته هذه في المقدمة، فلاحظ. وقد ذكر البيتين العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 377/4 ضمن ثبته لما وجده من قصيدته الغديرية التي بلغت (149) بيتاً.
3- الوغم: الحقد الثابت في الصدور، والشحناء والسخيمة، ويقال: توغم القوم وتواغموا: تقاتلوا، وكذا يقال: توغمت الأبطال في الحرب: إذا تناظرت شزراً، كما نص على ذلك في لسان العرب 641/12 - 642 مادة (وغم). ولعلّه إشارة إلى قولة أبي سفيان لبني أمية: تلاقفوها تلاقف الكرة.. وجاء العجز في الغدير: على غرَّةِ كلّ لها يتوسم.
4- قد مرّت ترجمته في المقدمة، وما له من شعر في المقدمة، وما له من شعر في الكتاب، وهذه الأبيات من قصيدة مفصلة جاءت لها أبيات أُخر هنا، وتتمة في المناقب للمصنّف (رَحمَةُ اللّه) 50/2.
[من الرجز (1)]
لَوْ أَنَّ مَنْ [قد] (2) قُدِّمَ اسْتَخْلَفَهُ *** محمّد فِي قَوْمِهِ لَم يَسْتَقِلْ
إمَامَةُ المَفْضُولِ (3) فِي أَهْلِ التَّقَى *** بَاطِلَةٌ عِندَ وُجُودِ مَنْ فَضَلْ
وزعمتم: أنه قام مقام الرسول (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) باختيار قوم منهم (4) إيّاه، ثمّ سمّى (5) نفسه: خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! أفيكون خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) من لم يستخلفه الرسول (عليه وآله السلام)؟!
وهذا أوّل شهادة زور عليه (6).. ويشهد هو وكلّ من تابعه شهادة زور إلى اليوم، وقال الله تعالى: ﴿.. تَرَى الّذين كذّبوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ..) (7)،
ص: 382
1- أقول: كلّ ما كان على وزن (مستفعلن مستفعلن مفعولن) - كما هنا - عددناه من الرجز، وإن كان كثيراً من العروضيين يعدونه من مشطور السريع؛ وذلك لأنّه بالرجز من حيث النطق.. فلابد من ملاحظة ذلك في كلّ هذه الموسوعة.
2- ما بين المعكوفين من عندنا؛ وبها يستقيم الوزن والمعنى،، ولعلّها أيضاً: مَنْ قَدَّمْتُمُ.
3- في نسخة (ألف): ام امة الفضول.
4- فی نسخة (ألف): منه.
5- كذا استظهاراً، والكلمة مشوشة جداً في النسختين، تقرأ: نمى، أو ما يقارب ذلك.
6- الضمير يعود للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، أي: أوّل شهادة زور على النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ).
7- سورة الزمر (39): 60.
وقال النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام): « من كذّب علي متعمداً فليتبوَّأ (1) مقعده من النار» (2).
فأيّ كذّب أعظم من أن يدّعي رجل خلافة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) في أعظم المقامات؛ في مسجده، وعلى منبره، وعند تربته، وبين يدي ذريته، وفي المسجد الحرام..؟! ويجمع بذلك في كلّ معبر جماعة الأمّة حتّى يحضر واكذّبه، ويكونوا شهوداً لشهادته، ويكتب إلى الوكلاء: من خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) !!
وقد وصف الله المؤمنين فقال: ﴿ وَالّذين لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ..) (3)، ومع ذلك يقول: ليتني سألت رسول الله لمن هذا الأمر من بعده؟! (4)
ومع ذلك يشهد أنّه لم يوص!... فشهادة الزور - مع ذلك - عند الله أكبر أم قولهم: إنّه لم يوص؟! [أم] دعواهم أنّه خليفة من لم يوص أم كذّبهم على رسول الله[صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] واستحلالهم لموضعه - مع هذه الجلال؟!
وقد تقدّم هذا المعنى في موضعين من كتابنا هذا إلا أنّه لا يخلو من فائدة.
ص: 383
1- الكلمة مشوشة جدّاً في نسختي الأصل، ففي نسخة (ألف) تقرأ: فاثبتوا، وهي غير منقوطة في نسخة (ب)، وما أُثبت هو الصحيح.
2- مرّت بعض مصادره وستأتي أُخرى، ومنها معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري: 61 و 176، وانظر: كتاب سلیم بن قیس (رَحمَةُ اللّه): 621 عن عدة مصادر.
3- سورة الفرقان (25): 72.
4- مرّت هذه القصة بمصادرها الجمة فلا نعيدها هنا.
الحميري: (1):
[من الكامل]
قَالُوا: أَبُو رَكْبِ (2) خَلِيفَةُ أحم *** كذّبوا عَليهِ وَمُنْزِلِ القُرْآنِ
مَا كَانَ تَيمِيُّ (3) لَه بِخَلِيفَةٍ *** بَلْ كَانَ ذَاكَ خَلِيفَةَ الشَّيْطَانِ
بَل كَانَ ذاك خَلِيفَةً مُسْتَخْلَفَاً *** عَنْ غَيْرِ مَشْوَرَةٍ مِنَ الأعْيانِ
بَل كَانَ ذاكَ نَجي إبليس (4) الذي (5) *** ألقَى خِلَافَتَهُ إلى ثُعْبانِ (6)
وإلى ابنِ هِندِ بَعدَهُ وَإلى ابنِهِ *** وإلى الخَنازِرِ مِنْ بَني مَرْوَانِ
ص: 384
1- لم ترد القصيدة في ديوان السيّد الحميري عدا البيت الخير منها. وقد جاء البيتان الأوّلان في الصراط المستقيم 299/2، ونسبهما إلى ابن حمّاد، وهما: قالوا: أبا بكر خليفة أحمد.. إلى آخره.
2- مقلوب (بكر).. كناية عن الخليفة الأوّل.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ: سمي، أو: ينمى.. وما هنا من الصراط.
4- كذا استظهاراً؛ والكلمة في نسختي الأصل تقرأ: يجيء إبليس، وحيث كان النص المثبت الموجود في نسختي الأصل لا معنى له لذا بدلناه، ويراد منه: عمر.
5- كذا؛ وهو كناية عن عثمان، جاء على وزانه.
6- و تعرّض له في الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 76/2.
إنَّ الخِلَافَةَ مِن (1) وِراثةِ أحْمَدٍ *** فِيهِمْ تَصِيرُ وَرَهْبَةُ السُّلطَانِ (2)
وله (3):
[من الكامل]
ص: 385
1- لا توجد: من، في نسخة (ألف)، ولا يتمّ الوزن إلا بها.
2- جاء هذا البيت ثالث أبيات في ديوان السيد الحميري (رَحمَةُ اللّه): 450 فقط باختلاف، وهي: [من الكامل] أترى صهاكاً وابنها وابن ابنها *** وأبا قحافة آكل الذُّبَانِ كانُوا يَرَوْنَ وفِي الأُمورِ عجائب *** يأتي بهنَّ تصرُّف الأزمان أنَّ الخلافة في ذُؤابة هاشم *** فيهم تَصِيرُ وَهَيْبَةَ السُّلْطانِ؟! وقد جاءت الأبيات في كتاب الحيوان للجاحظ 402/3 مع مقدّمة فيه فراجعها. وصهاك جدة عمر، وأبو قحافة والد أبي بكر.. وقد سلف في كتابنا هذا حسب ذكري.
3- ديوان السيد الحميري (رَحمَةُ اللّه): 378) (الأبيات (7 و 10) من قصيدة ذات عشرة أبيات، وقد خرجت من الأغاني 244/7، وأعيان الشيعة 178/12، والغدير 230/2، و تاريخ الإسلام 147/2، وتاريخ آداب اللغة العربية 67/2 و 68، ولم يورد ب_اقي هذه الأبيات هناك، وجاء أوّلها مخاطباً المهدي العبّاسي: [من الكامل] قل لابن عباس سمّي محمّد: *** لا تُعْطِيَنَّ بني عَدِيٌّ دِرْهَما احْرُمْ بَني تَيْمِ بنِ مُرَّةَ أنّهمْ *** شرُّ البَريَّةِ آخِراً ومُقَدَّما وجاءت عشرة أبيات في الطرائف للسيد ابن طاوس (رَحمَةُ اللّه): 29، نقلها عن أبي الفرج الإصفهاني في الأغاني، وأورد القصة هناك. وكذا أوردها شيخنا العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في موسوعته الرائعة الغدير 254/2 - 255.. وغيرهما.
فَتَأمَّرُوا (1) مِن غَير أَنْ يُسْتَخْلَفُوا (2) *** وَكَفَى بِمَا أنّهكُوا هُنالِكَ مَا تَمَا (3)
الَمْ يَشْكُرُوا لِمحمّد إِنْعَامَهُ *** أفَيَشْكُرُونَ لِغَيْرِهِ أَن أَنْعَمَا؟!]
[مَنَّ عَلَيْهِمُ بِمحمّد *** وهَداهُمُ وكَسَا الجَنُوبَ وأَطْعَما] (4)
ص: 386
1- كذا؛ وفي الأغاني والطرائف والغدير وتأمروا.
2- في نسخة (ب): يستحلفوا.
3- العجز في الديوان والأغاني - وعنه في الغدير -: وكفى بما فعلوا هنالك مأثما، وفي الطرائف: هناك مآثماً.
4- ما بين المعكوفين مزيد من الديوان.
ثُمَّ انْهَزُوا (1) لِوَليّهِ ووَصِيِّهِ *** بالمُؤذياتِ وَجَرَّعُوهُ عَلاقِما (2)
العوني:
[من الرجز]
أنْتُمْ خُلِفْتُمُ بِلَا اسْتِخْلَافِ *** مِنْ صَاحِبِ الأمْرِ وَلا انْتِلَافِ
مِنَ القُلُوبِ؛ بَلْ عَلَى اخْتِلَافِ (3)
أبو العلاء السروي (4):
[من البسيط]
سَمَّوْهُمْ خُلَفَاءٌ جَاهِلُونَ وَهُمْ *** مُخَلَّفُونَ عَنِ الإِيمَانِ لَا خُلَفا
ص: 387
1- النهز: الدفع، ويقال: نهزه: إذا ضربه ودفعه، كما في لسان العرب 421/5 ولعلّها: ثمّ انتزوا، وفي المصادر: البَرَوا.
2- جاء البيت في الديوان هكذا: ثُمَّ انْبَرَوا لوَصِيِّهِ ووليِّهِ *** بالمُنْكَراتِ فجرَّعُوه العَلْقَمَا وكذا جاء في الأغاني وعنه في الطرائف والغدير.
3- هنا سقط بمقدار أكثر من سطر من نسخة (ب)، كما وقد وضع علامة الحذف أو السقط (..) في هامش السطر من نسخة (ألف) ولم يشر إلى محله.. ولعلّ هذه الأبيات من القصيدة المعروفة ب_: المذهبة التي سلف الحديث عنها فيما جاء في هذا المجلد، وهي مخمسة سقط منها بيت. وعلى كل؛ فهي لم ترد في مجموعة شعرية ولا نعرف لها مصدراً آخر.
4- هذه الأبيات من قصيدة لشاعرنا في مدح أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، مرّ الحديث عنها.
إِنَّ الخَلِيفَةَ مَن قَالَ الرَّسُولُ لَه: *** أنتَ الشَّبِيهُ بِهَارُونَ الَّذِي سَلَفا
وَهُمْ بِنَكْتِهِمُ قَدْ خَالَفُوا وبَغَوا *** عِجل خِلافتهم مشتقّةٌ خلفا (1)
ولقد غلو تم (2) في حقه، حتّى (3) تروون فيه من كل غث وسمين.. حتّى (4) حكي: أنّه شمع مضحكة في محلل (5) فتخالفوا في صاحبها، فقال بعضهم: وحق شيبة (6) الأوّل إن فلاناً صاحبها! (7)
***
ص: 388
1- عجز البيت في نسختي الأصل مرتبك، يقرأ بصعوبة هكذا: فاجل خلافتهم مسبقة خلفا.. وما أثبتناه استظهار.
2- في نسختي الأصل: علوتم.
3- لا توجد: حتّى.. في نسخة (ألف).
4- لا توجد: حتّى.. في نسخة (ألف).
5- كذا؛ ولها وجه، ولعلّها: محل، أو مجلس.
6- الكلمة مشوشة، أثبتنا منها ما استظهرناه.
7- أدرج الشيخ البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 142/3 - 155 أكثر من خمسة عشر حديثاً مجعولاً في فضيلة الشيخين وناقشها.. فراجع.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
اشارة
[باب] [في أبي الشرور]
[فصل 18]
[في المفردات في حق الإنسان]
ص: 389
[فصل 18] [في المفردات في حق الإنسان]
فصل في المفردات في حقّ الإنسان (1)
أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قوله: ﴿ إِنَّ الإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ (2): «يعني الأوّل».
كنود.. أي كنود لولاية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).. إلى آخر السورة (3).
قوله: (كَلَّا إِنَّ الإِنْسانَ لَيَطغى..) إلى قوله: (الرُّجعَي) (4) كان ألين الرجلين في الظاهر وأرداهما في الباطن.
محمّد بن عيسى - يرفعه - قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5): «الأوّل كان خبيثاً، إنّما كان
ص: 391
1- كناية عن أبي بكر، انظر مدخل الكتاب، وكتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 344/1 - 345، وفيه عدّة روايات، كما وتجد فيه جملة مصادر.
2- سورة العاديات (100): 6.
3- لاحظ: تفسير القمّي 439/2 [الطبعة الحروفية، وفى المحققة 1177/3 - 1178]، و تفسير الفرات: 602، وتفسير نورالثقلين 657/5، وتأويل الآيات الظاهرة 843/2 – 849.
4- سورة العلق (96): 6 - 8.
5- لم نعثر على هذا الخبر أو ما يقاربه في المصادر التي وصلتنا، ويراد منه: أنه يعمل العمل ويفتي الفتيا، فإن تقبّلها الناس فذلك مراده ومبتغاه، وإن لم يتقبلها الناس قال لعمر أو لغيره: رحمك الله ما دعاك إلى هذا؟! أي أنه يُلقي بالعُهْدَة والتَّبِعَة على غيره.
يصيد العقارب بيد الآخر.. يُخْرِجُ الشَّيْء، فإن أجازه الناس وإلا قال: رحمك الله! ما دعاك إلى هذا؟!».
الحميري (1):
[من الطويل]
عَتِيقٌ لَها قَدْ كَانَ أَشَفَقِ (2) جَانِباً *** وَإِن لَمْ يَكُنْ فِيها (3) عَتِيقٌ بِذِي (4) عُذْرِ
عَلى أَنه قَدْ كَانَ يُظْهِرُ رِقَةٌ *** إذَا خَاطَبَتْهُ بِالأُمورِ الَّتي (5) تَجْرِي
قوله تعالى: ﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ﴾ (6) يعني عشيرته، وكان ابن صهاك من أعوانه على إطفاء نور الله.
ص: 392
1- هذان البيتان لم نجدهما في الديوان للسيد الحميري، ولا نعرف لهما مصدراً آخراً.
2- في نسختي الأصل: أشهد.. ولا معنى لها، وما أثبتناه استظهار من المعنى.
3- في نسختي الأصل: قيحاً، أو: قيهاً.
4- فی نسخة (ب): بدى.. ولها معنى مناسب أيضاً.
5- في نسختي الأصل: لني.
6- سورة العلق (96): 17.
عاصم بن داود الهمداني (1)؛ قال: قال الإنسان: إنّ رسول الله لمفتون (2) بابن عمّه، ولو قدر أن يجعله نبياً جعله، وإنّه لكذا يظنّ أنّ هذا الأمر يصير إلى أهل بيته من بعده، ولو قد مات لعرف ابن عمّه ما يكون حاله، وما يستقرّ قراره (3)؟! فنزل: (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (4).
ص: 393
1- جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 686/2711/2] حديث 2، وكذا في كنز جامع الفوائد: 288[الطبعة الحجريّة]، وعنه في بحار الأنوار 25/24 (باب 24) حديث 56 عن كنز الفوائد بإسناده عن الضحاك، قال: لما رأت قريش تقديم النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) عليّاً وإعظامه له.. نالوا من علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقالوا: قد افتتن به محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ن وَالقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ.. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [سورة القلم (68): 1 - 7] وسبيله: علي بن أبي طالب(عَلَيهِ السَّلَامُ). وقريب منه في تفسير فرات الكوفي: 187 [وفي الطبعة المحققة: 495 حديث 648] بإسناده عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: « لما نزلت ولاية[أمير المؤمنين] عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)] أقامه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )... فقال رجل: لقد فتن بهذا الغلام، فأنزل الله تعالى..» إلى آخره، وذكر بعدها عدة روايات عن أبي أيوب الأنصاري، وعن ابن مسعود، والإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ).. إلى صفحة: 190[وفي الطبعة المحققة: 497] وعنه في بحار الأنوار 137/37 (باب 52) حدیث 57. وانظر ما جاء في المناقب للمصنّف (رَحمَةُ اللّه) 248/1[وفي طبعة بيروت 20/2 وفي طبعة قم 2/14، و 99/3]، وعن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في 120/2،[طبعة قم 99/3].
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ: يلتقون، أو تلقنون، وقد أثبتنا ما استظهرناه.
3- في نسختي الأصل: فراره.
4- سورة القلم (68): 2.
وفي كتاب الامتحان (1): كان أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يمرّ إلى الشام - ومحمّد بن أبي بكر معه - وقال يهودي: يا محمّد بن أبي بكر (2)! إنّ لنا قبل أبيك أمانة فأدّها إلينا..! فقال أمير المؤمنين [عَلَيهِ السَّلَامُ]: «إنّ في هذا الوادي بئراً يسمّى: جهتام، فأتها؛ فإن كان أبوك مات على الكفر فيكون هناك، فاسأل عنه».
فأتى البئر وصاح به، فقال له أبوه: من علمك أنّی هاهنا؟! فقال: علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: إنّه أوردني هاهنا ولا يتركني بعد؟!
الشاذكوني؛ قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن الحسين، عن إياس (3) ابن معاوية، عن عكرمة بن خالد المخزومي..
وروی [سفیان بن] الحسین (4)، عن أبي بشر، عن مجاهد..
وروى أبو أيوب المنقري (5) بإسناده عن عكرمة.. كلّهم جميعاً:
ص: 394
1- کتاب الامتحان للشيخ الصدوق (رَحمَةُ اللّه)، وهو مفقود لا نعرف له نسخة.
2- في نسخة (ألف): بن أبي نصر، وهو تكنية عن الأوّل، وصحح في (ب) ب_: أبي بكر.
3- في نسختي الأصل: إلياس، والصحيح ما أثبتناه من المصادر.
4- في نسختي الأصل: الحسين الحسين وفي المسترشد: الحسين بن سفيان، والصحيح ما أثبتناه
5- وهو: أبو أيوب سليمان بن داود المنقري الشاذكوني البصري. انظر: المسترشد: 317 - 318، وقد تداخل الإسناد، فراجع.
إنّ الإنسان (1) حجّ في ذي القعدة، فلمّا كان عَليهِ المُقْبِلُ (2) حجّ رسول الله [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] في ذي الحجة، فقام فخطب الناس..
وقال: «إنّ الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق [الله] السماوات والأرض (3)..
إنّ عدّة (4) الشهور اثنا عشر شهراً (5)! » (6).
ص: 395
1- جاء الاسم صريحاً في المسترشد: 318: (أبا بكر).
2- أي: العام المقبلُ.
3- إلى هنا في كتاب البخاري 126/5 ذيل قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي. وانظر جامع البيان لابن جرير الطبري 375/2. وجاء في فقه القرآن للقطب الراوندي (رَحمَةُ اللّه) 303/1.. وغيره.
4- فی نسخة (ألف): في عدة.. والظاهر أنّها زائدة.
5- جاءت في المسترشد هذه الآية الكريمة من سورة التوبة (9): 36: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ..).
6- هذا الحديث مستفيض نقلاً، وقد جاء في حجّة الوداع من شهر ذي الحجة الحرام، وقد ذكره جمع منا كالطبرسي (رَحمَةُ اللّه) مفصلاً في مجمع البيان 29/5، وابن شعبة في تحف العقول: 31-32.. وغيرهما، كما وقد أوردت الخطبة بتمامها في الخصال: 486 – 487 [84/2]، حديث 63، وسيرة ابن هشام 275/4.. وغيرها. ولاحظ ذيل ما جاء في تفسير نور الثقلين 217/2. وفي كتب التفسير للعامة؛ كالدر المنثور 234/3، وفي ذيله: « منها أربعة حرم ثلاث متواليات: رجب مضر حرام، ألا وإنّ النسيء زيادة في الكفر يضل به الّذين كفروا.. »، ومثله في تاريخ الطبري،402/2، والبداية والنهاية 220/5 - 221. وراجع: علل الدارقطني 40/10.. وغيرها، وما هناك في الحديث من اختلاف. أقول: أورد شيخنا العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 382/21 عن الجزري في النهاية 2/139[2/112 - 113] أنّه علّق على الحديث بقوله: يقال: دار يدور، واستدار يستدير.. بمعنى، إذا طاف حول الشيء، وإذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه.. ثمّ قال: ومعنى الحديث أنّ العرب كانوا يؤخّرون المحرم إلى صفر - وه_و النسيء - ليقاتلوا فيه[و يفعلون ذلك سنة بعد سنة] فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتّى يجعلوه في جميع شهور السنة. فلمّا كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النقل، ودارت السنة كهيئتها الأوّلى.. إلى آخره.
فكيف يكون مؤدياً عنه بعد موته من لم يؤد عنه في حياته؟!
وروي: أنّ الإنسان أوّل ما افتتح به أمره أن أرسل إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يأخذ منه (1) [خاتم] خاتم النبيّين (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وكان قد سلَّمه مع الدرع والراية والبغلة والحمار والعبد والأمّة..!
الكميت (2):
[من الطويل]
ص: 396
1- لا توجد منه.. في نسخة (ب).
2- قد سلف الحديث عن بائية الكميت التي هي من الهاشميات قريباً، فراجع، ومرّت منها أبيات، كما وسيأتى لها تتمة، وهذا البيت هو الثامن والعشرون من مجموع (140) بيتاً، وفيه تصحيف غريب جداً. ولاحظ ما جاء في بيان له في شرح أبي رياش القيسي: 55، وشرح الرافعي له: 40 عليه.. وغيرها.
بِخاتَمِكُمْ (1) غَصْباً تَجُوزُ (2) أُمُورُهُمْ *** فَلَمْ أرَغَصْباً مِثْلَهُ حِينَ يُغْصَبُ (3)!
مهیار (4):
[من مجزوء الرّمل]
رَدعَ الغَدْرَ أَخُوغ_ِ *** _ل عَنِ الإِرْثِ رقاكِ (5)
وَاقْتَدى مِنْ بَعْدِهِ النَّا *** سُ فَأُرْدِي وَلَاكِ (6)
ص: 397
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ: نحاههم، أثبتنا منها ما استظهرناه، كما جاء في شروح الهاشميات.
2- الكلمة في نسختي الأصل غير معجمة، ويحتمل قراء تها: بحور، أو: تجور.. أو غير ذلك، وما هنا من المصدر.
3- يحتمل في البيت كلاً قراءة: غضب في الموارد الثلاثة - وله معنى، فلاحظ، إلّا أنّ ما هنا جاء في الشروح والأعيان، وفي آخره: يُتغصب، بدلاً من: حين يغصب.
4- ديوان مهيار الديلمي 368/2 - 369 من قصيدة طويلة ذات (54) بيتاً في رثاء أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قالها مرتجلاً، وجاء بعض هذه الأبيات هناك تحت رقم (45) و (34) و (35) بشكل يختلف جداً عمّا هنا أشرنا لها، ولم أجد البيت الثاني فيه.
5- جاء البيت في الديوان برقم (45) هكذا: [من مجزوء الرّمل] شَرَعَ الغَدْرَ أخوغ_ *** _ل عن الإرث زواكِ
6- لم أجد هذا البيت في الديوان، ولا ما يقاربه، فراجع، والمراد أن الإمامين الحسنين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قتلا بسبب فعل أبي بكر. نعم؛ جاء ما هنا في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 235/16 باختلاف يسير.
بِأبي فِي قَبْضَةِ (1) الفُجَّ_ *** _ارِ مِنْهُمْ كُلُّ زاكِ
ظاهِرُ (2) بالأَرْضِ جِسْماً *** نَفْسُهُ فَوْقَ السَّماكِ (3)
العوني (4):
[من البسيط]
أيُّ دَلِيل عَلَى مَا تَدْعُونَ لَهُ *** أساهم (5) لَوْ تَرَكَ الإشراف مُشرِفُهُ؟!
أَحَافِظُ لِكِتَابِ اللهِ يَعْرِفُهُ *** بِالحِفْظِ مَنْ كَانَ بِالتَّقْصِيرِ يَعْرِفُهُ؟!
أَفَارِسُ في الوَغَى مِقْدامَةٌ بَطَلُ *** أوْ ذُو فِرارٍ ضَيلُ الشَّخْصِ مُتْرَفُهُ؟!
ص: 398
1- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل.
2- في نسخة (ب): طاهر، وفي الديوان: ملصق.
3- في نسختي الأصل السهاك، وفي الديوان الشكاك، والسكاكة والسكائك وكذا السكاكية، ويراد منه الهواء الملاقي عنان السماء، كما في تاج العروس 582/13.
4- هذه قصيدة مفصلة للعوني (رَحمَةُ اللّه)، لم تجمع ويا للأسف، وقد أحرق أصلها من أحرق الله أصله وفرعه، لاحظ ترجمته في صدر الكتاب. نعم؛ ورد على وزانها ورويّها ومعناها (16) بيتاً مبثوثة في المناقب 332/1 و 334، و 265/3 و 446، فراجع.
5- تقرأ في نسخة (ألف): أبيناهم، وهي مطموسة جداً في نسخة (ب)، ولعلّها: آتياهم، كما لا يستقيم الوزن بها، ولعلّها: (آتاه)، أو: (الله).
سته
قُلْ لي: أكَانَ فَقِيها فِي قَضِيَّهِ *** تَأتِيه ألْطَفُ (1) مَا فِيهِ وأَكْثَفُهُ؟!
أزاهد في مام المُلْكِ أم ***..........(2).......... ویُتلِفُهُ؟!
أليسَ ولَّى بأَحْدٍ عَنْ محمّدهِ *** وَفي حُنَين مكانُ الزَّحْفِ (3) يُرْجِفُهُ؟!
أليسَ قَالَ: أَقِيلُونِي.. فَكَيفَ عَلَى *** مَا يَسْتَقِيلُ بَدا مِنْهُ تَلَيُّفُهُ؟!
لِمْ عَن أُسَامَةَ مَولاه تَخلَّفَ؟! ما (4) *** هذَا أَحلَّ لَهُ عَنْهُ تَخَلَّفُهُ؟!
أَلَمْ يُخالِفُ رسول الله مُعْتَمِداً *** كيفَ يَخْلُفُه فينا مُخالِفُهُ؟!
قُلْ لى: أبِالسَّبْقِ إسلاماً حكمت لَهُ؟! *** بالأمس طال على العُزَّى تَعَكُفُهُ
ص: 399
1- الكلمة مشوشة ومطموسة، أثبتنا منها ما استظهرناه.
2- بياض في نسختي الأصل.
3- في نسختي الأصل: الرجف.
4- في نسخة (ألف): يخلف بما.
أم بالتقدُّم في المحرابِ عِنْدَكَ؟! ما(1) *** صحت وِلايتُهُ إذ أنتَ تُرْجِفُه (2)؟!
بالأمس صَلَّى بِهِ عَمْرُو وَأمْرُكَ ذَا *** أقواه عندك، عندَ الخَلْقِ أَضْعَفُهُ
أتزعُمُونَ رسول الله أوْقَفَهُ (3) *** فيهِ؟ فَصارِفُهُ إذ ذاكَ مُوقِفُهُ
تُوبُوا إلى اللهِ مِمَّا قَدْ تَقدَّم فال_ *** _إنسانُ يُسْأَلُ عَمَّا كانَ أَسْلَفَهُ
رُدُّوا مَظالم أهل البَيْتِ واعْتَرِفُوا *** قَدْ عَافَ وَيْلَكُمُ الإمهال عائِفُه (4)
رُدُّوا وَديعَتَهُمْ بِالحقِّ قَد أَرْفَتْ (5) *** باللهِ مِنْ أخذة بالحق آزفُه (6)
ص: 400
1- كذا، وكونه (قد) أولى.
2- في نسختي الأصل: يرجفه.
3- في نسخة (ألف): واقفه.
4- العجز يقرأ في الخطية هكذا: قد عاف وليكم الإمهال عنّفه..
5- في نسخة (ألف): أرقت.
6- إشارة إلى قوله تعالى: (أَزِفَتِ الآزِفَهُ ﴾[سورة النجم (5: 57]، وهي الأوّلى، وإن كانت القافية تختل وتصير: تاءً بعد أن كانت: فاءً، وفي نسخة (ألف): أَزْفَتُهُ.
الناشيء (1):
[من الوافر]
إذَا لَمْ تَبْرَ (2) مِن أعْدَا عَلِيٌّ *** فمَا لَكَ فِي مَحَبَّتِهِ ثَوَابُ
ويُغْضُكَ مَنْ يُعادِيهِمْ تَوابٌ *** وبُغْضُكَ مَن يُوالِيهِمْ عِقَابُ
ومَن يَلْتَذْ بِالعَسَلِ المُصَفَّى *** وَفِي أجْرابِهِ صَبِرٌ وصاب؟!
يُقاسُ بِحَيدِرٍ مَنْ لَيسَ فِيه *** إِذَا فَكَرْتَ (3) دِينُ وارتِقابُ!
وحَسْبُكَ ظُلْمُ (4) فاطمة دَليلاً *** عَلى الحَادِ (5) وانْقَطَعَ الخِطاب
لغيره:
[من الرمل]
ص: 401
1- نَحنُ فِي اللَّهِ وَالى المُرتَضى *** ونُعَادِي مَنْ لَهُ كَانَ ظَلَمْ سبق الحديث عن الشاعر وشعره وكذا قصيدته هذه، وسيأتي له تتمة، وهي على وزان قصيدته المعروفة التي أوردها المصنّف (رَحمَةُ اللّه) في المناقب 301/4 التي مطلعها: [من الوافر] بآلِ محمّد عُرِفَ الصَّوابُ *** وفي أبياتِهِمْ نَزَلَ الكِتابُ
2- في نسخة (ألف): تر، وأصلها (تبرأ) بالهمز، ثم خففت (تبرا) ثم عوملت معاملة المعتلّ.
3- في نسخة (ألف): فكر (بدون تاء).
4- فی نسختي الأصل: ظالم، وهي، وهي مصحفة عن المثبت.
5- كذا؛ ولا يتم الوزن بها، ولعلّها (الإلحاد)، أو تكون (على إلحاده انقطع الخطاب) بحذف الواو، والأوّل أنسب.
قُل لِمَنْ وَالَى عَتِيقاً دُونَهُ *** ودلاماً: أنتَ عِندي في الهِدَمْ (1)
ذاك (2) لَو لَم يَكُن أَعْمَى لَمْ يَكُنْ *** يَتْرُكُ النُّورَ ويَخْتارُ الظُّلَمْ!
ص: 402
1- الهِدَم: جمع الهدم، وهو الخُفُّ العتيق، انظر: تاج العروس 742/17 مادة (هدم).
2- في نسختي الأصل: خاك.
[الباب الثاني] (1)
باب أبي الدواهي (2)
ص: 403
1- حيث كان الباب الأوّل للأول،، كما قرّره المصنف (رَحمَةُ اللّه)في المقدمات، لذا وضعنا هذا الباب للثاني.
2- كناية عن الخليفة الثاني، لاحظ مدخل المؤلّف طاب ثراه حيث قرّره، وفصل القول فيه في الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 156/1 - 157، وأدرج له عدة مصادر.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الدواهي]
[فصل 1] [في أصل الصهاك]
ص: 405
فصل
في أصل الصُّهاك (1)
قال الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ): [قوله تعالى:] ﴿ لَا يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) (2)..
ص: 407
1- كناية عن الخليفة الثاني، كما قرّره المصنف (رَحمَةُ اللّه)، في مدخل كتابنا هذا، ولعلّ: (في أصل صهاك) أولى. لاحظ: الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 423/2 - 424، والمشهور فيه هو: ابن الصهاك؛ نسبة لأُمّه. وانظر عن الصهاك - عدا ما سيأتي من المصادر -: رسائل السيد المرتضی (رَحمَةُ اللّه): 4/108، والطرائف للسيد بن طاوس (رَحمَةُ اللّه): 469، والصراط المستقيم للبياضی (رَحمَةُ اللّه) 28/3، والأربعين لمحمّد طاهر القمّي (رَحمَةُ اللّه): 576 - 577.. وغيرها. ولاحظ: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 39/12، والمنمق للبغدادي: 400، وكذا في الغدير للعلامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) 381/6. أقول: من الضروري مراجعة الموسوعة الرائعة للعلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) بحار الأنوار 97/31 - 147 (باب 24 في نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر حالاته، وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين)، وما علّقه محققه - أحسن الله عاقبته ووفقه - عليه.
2- سورة المائدة (5): 100.
وقوله: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ..) (1) الآية..
«الخبيث: ابن صهاك، وفيه نزلت الآية».
وقال الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا أَيُّهَا المُدَّكِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * والرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (2): «هو الثاني»
وعنهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (3) في قوله: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ﴾ (4) «الوحيد: ولد الزنا، وهو ابن صهاك.. » إلى آخر الآية (5).
وفي صحيح مسلم (6) عن أبي ذرّ، قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «ليس (7) من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلّا كفر، ومن ادّعى ما ليس [له] فليس منّا، وليتبوَّأ (8) مقعده
ص: 408
1- سورة النور (24): 26.
2- سورة المدثر (74): 1 - 5.
3- جاءت في هامش نسختي الأصل على الكلمة: الباقر والصادق.
4- سورة المدثر (74): 11.
5- وللعلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره 345/24 بيان في معنى الوحيد والمراد منه. وانظر: كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 382/3 - 384.
6- كتاب مسلم (79/1 - 80 (باب27) حدیث 112[57/1 - كتاب الإيمان - حديث 93] باختلاف أشرنا له. وراجع ما جاء في شرح النووي على مسلم 49/2 - 51.
7- في نسختي الأصل: لبئس.
8- في نسخة (ألف): لسوء.
من النار..»[الحديث] (1).
استدلّ أهل الحقّ أنّ من نُقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات أولى بالأمر (2) ممّن ولد على غير رشدَة (3)، وناله سفاح الجاهلية (4).
ص: 409
1- قد أخرجه البخاري في كتابه 156/4، وانظر: شرحه فتح الباري 393/6، وعنهما البيهقي في السنن 403/7، والمنذري في الترغيب والترهيب 21/3. ومثله في مسند أحمد بن حنبل 166/5، والجامع الصغير 464/2، وشرحه فيض القدير 487/5، وكنز العمّال 191/6 حديث 15303.. وغيرها. وأورده عنه العلّامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في الغدير 217/10، وبهذا المضمون عدّة روايات ذكرها هناك.
2- لا يوجد (بالأمر) في نسخة (ألف).
3- لاحظ معنى المصطلح في كتاب علم النسب للمامقاني 136/1.
4- قال شيخنا الصدوق (رَحمَةُ اللّه) في الاعتقادات: 116 [وفى طبعة: 110]: اعتقادنا في آباء النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله، وأن أبا طالب كان مسلماً، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة.. كذا عنه في بحار الأنوار؛ ولكن في الاعتقادات: 110: وأمه آمنة بنتها كانت مسلمة.. وجاء بعده في البحار: وآمنة بنت وهب بن عبد مناف أم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كانت مسلمة، وقال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): « خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم..». قال الشيخ الطبرسي (رَحمَةُ اللّه) في مجمع البيان 322/4: قال أصحابنا: إنّ آزر كان جدّ إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأُمه؛ أو كان عمّه؛ من حيث صح عندهم أن آباء النبيّ [صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ] إلى آدم كلّهم كانوا موحدين، وأجمعت الطائفة على ذلك، وروي عن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال: «لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتّى أخرجني في عالمكم هذا، ولم يدنّسني بدنس الجاهلية ». وقال العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحاره 117/15: إتفقت الإمامية - رضوان الله عليهم - على أنّ والدي الرسول وكلّ أجداده إلى آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) كانوا مسلمين؛ بل كانوا من الصديقين، إما أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين، ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية أو لمصلحة دينية.. وأمّا ما قاله (رَحمَةُ اللّه) من استدلال أهل الحق على وجوب الطهارة في صاحب الأمر، فقد قاله كثير من علماءنا، منهم العلامة الحلي (رَحمَةُ اللّه) في نهج الحق: 159 - 160: ذهبت الإمامية إلى أن النبيّ يجب أن يكون منزهاً عن دناءة الآباء، وعهر الأُمهات، بريئاً من الرذائل.. لأنّ ذلك يسقط محلّه من القلوب، وينفّر الناس عن الإنقياد إليه؛ فإنّه من المعلوم بالضرورة الذي لا يقبل الشك والارتياب.. أقول: المناط في شروط النبوة والإمامة عند الشيعة واحد؛ فكل ما ثبتت من الصفات للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فهي ثابتة للإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) - أيضاً - بلا كلام وخلاف. انظر: أنوار الحكمة للفيض الكاشاني (رَحمَةُ اللّه): 207.. وغيره.
ابن عبّاس (1)؛ قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): «ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شيء، وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام».
وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ..) (2).
وقال تعالى: ﴿ الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ (3).
ص: 410
1- كما جاء بنصه في السنن الكبرى للبيهقي 190/7.
2- سورة التوبة (9): 128.
3- سورة الشعراء (26): 218 - 219. أقول: جاء في قرب الإسناد: 53 [الطبعة المحققة: 111 حديث 385] بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال - في حديث طويل -: «.. ما عرّق فيّ عرق سفاح قطّ. وما عرّق في إلّا عرق نكاح كنكاح الإسلام حتّى آدم..». وراجع ما ذكره الشيخ الصدوق (رَحمَةُ اللّه) فى الخصال: 36 حديث 11.
وقد عرف أهل النسب أنّ أباه: الخطّاب، وجدّه: نفيل، وأُمّه: حنتمة (1)، وجدّته: صُهاكُ من عَدِيٍّ، وليس في قريش أوضع منها ولا تيم - مع ضعتها - فهو كما قال الشاعر:
مردّدُ [في] بَنِي اللَّخْنَاءِ تَرْدِيداً (2).
فكان أبو الخطاب - عثمان (3) - متزوّجاً بابنة أخيه، فأمر الناس ألا يزيدوه عن
ص: 411
1- في نسخة (ألف): حثمة، وفي نسخة (ب): خثمه، وهو سهو، وقد جاء نسبها المحبر: 13، وأنّها بنت هاشم [كذا؛ والصحيح هشام] بن المغيرة.. وأُمّها: الشفاء: بنت عبد قيس.. وروى الزمخشري في ربيع الأبرار 470/2 عن عمر، أنه قال: أسرع إليّ الشيب من قبل أخوالي بني المغيرة، ثمّ قال: أُمّ عمر: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، وأبو جهل ابن هشام خاله.
2- العبارة مشوشة جدّاً في النسختين، قد تقرأ: مردّد بين الخفاء ترديداً، ونقله ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 162/18، في قصة بكار بن عبد الملك الأموي، وقوله: أنا والله كما قال الأوّل: مردّد في بني اللخناء ترديدا. و راجع: المنمق لمحمّد بن حبيب البغدادي: 392، ومعرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري: 169.. وذلك بإسناد آخر.. وغيرهما.
3- كذا؛ فإنّ أبا الخطاب هو نفيل لا عثمان، فلاحظ، ولعلّها: وعثمان.
الخطاب (1)، لِما عُرف من قصة جدّه (2)!
ص: 412
1- أقول: الذي جاء في المسترشد: 326..، بأنّ اباه عثمان بن عامر وأمه أم الخير بنت صخر، وكان عثمان متزوجاً بابنة أخيه..! وأمّا صاحبه؛ فأمر الناس أن لا يزيدوه على الخطاب لما وقف عليه من أمر نسبه.. فيكون الكلام عن الخليفة الثالث لا الثاني.
2- أقول: جاء في نسب عمر بن الخطاب - كما أورده في إلزام النواصب: 1 88 – 90 [وفي الطبعة المحققة، 163 - 165 باختلاف في النسخ]، ما نصه -: روى هاشم [كذا؛ والظاهر: هشام] بن محمّد بن السائب الكلبي في كتاب المثالب[صفحة: 88، ورواه ابن شهر آشوب في كتابه هذا، وانظر ما جاء في بحار الأنوار 98/31] - وهو من علماء السنّة - قال: كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف، فواقع عليها نفيل بن هشام، ثمّ واقع عليها عبد العزيز[الظاهر: عبد العزى، كما في بحار الأنوار] بن رباح؛ فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطّاب. ثمّ قال (رَحمَةُ اللّه): فانظروا - رحمكم الله! - إلى نقلهم عن إمامهم - المرضي عندهم - أنّ جدته صهاك أمة حبشية لهاشم وهي زانية، وجدّه نفيل من الزنا، ثمّ يقدمونه على بني هاشم - ملوك الجاهلية والإسلام - وهو ابن أمتهم الزانية، فهل هذا يليق في العقول؟! أو يرضى به الله ورسوله؟!! ثمّ قال: وروى ابن عبد ربه في كتابه العقد[العقد الفريد 64/1 في طبعة، وفي طبعة دار الكتب العربية 48/1، وانظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 175/1] - وهو من علماء السنة - في استعمال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص في بعض ولايته، فقال عمرو بن العاص:.. قبّح الله زماناً عمل فيه عمرو بن العاص لعمر ابن الخطاب، والله إنّي لأعرف الخطاب يحمل حزمة من الحطب وعلى رأس ابنه مثلها، وما منهما إلّا من نمرة[بردعة من صوف] لا تبلغ رسغيه. ثمّ قال: قلت: قبح الله قوماً قدموا مَنْ هذا شأنه على مواليه بني هاشم ملوك الجاهلية والإسلام - فإنّهم ألوم منه، كما قيل في ذلك شعراً: [مخلع البسيط] زنت صُهاك بكلّ عِلْجٍ *** مَعْ عليها بالزنا حرام فلا تلمها على زناها *** فما عَلَى مثلها ملام فلا تلمها ولم زنيماً *** يَزْعُمُ أَنّ ابنَها إمامُ
ورواه (1) محمّد [عن عبد الله] بن لهيعة، عن يزيد بن [أبي] حبيب، عن ربيعة ابن لقيط (2)، عن مالك بن هدم (3)..
قال: سمعت عنه قال: تعلّموا أنسابكم.. تصلوا به أرحامكم (4)، ولا يسألني
ص: 413
1- الإسناد في المسترشد للطبري (رَحمَةُ اللّه): 326 - 327 هكذا: رواه محمّد بن فضيل، عن أبي لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن مالك بن هدم.. قال: سمعت عمر.. وكرّره بنصه وإسناده في المسترشد: 650 - 651 حديث 321. وفي ذيله: وهذا عمر سئل عن عتق رقبة من ولد إسماعيل، سأله رجل عن ذلك. فلم يثق بما كان من رسول الله وعبد المطلب.
2- في نسختي الأصل: عن ربيعة، عن لقيط.
3- في نسختي الأصل:. الأصل: هدن، وفي المسترشد: هدم.. وهو الظاهر، حيث ترجم في أسد سد الغابة 55/5 برقم 4650، والجرح والتعديل 217/8 برقم 969.. وغيرهما.
4- هذا القسم من كلامه إنّما هو حديث مسروق - ككلّ ما روي عن الخليفة من كلمات ككلّ ما روي عن قصار - كما أثبتنا ذلك في بعض ما سلف ويأتي في وريقاتنا.. فالحديث روي عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ). راجع: معرفة علوم الحديث للحاكم: 169، ومستدرك الحاكم 161/4، وعمدة الطالب: 17[وفي طبعة: 20]، وجامع الأنساب: 12.. وغيرها. انظر: المدخل في علم النسب للمامقاني 31/1 نقلاً عن عدة مصادر.
أحد عمّا وراء الخطاب!! (1)
وقد صحّح أبو يحيى الجرجاني المحدّث أنّ الصُّهاك كان أبوه: شاكراً (2)، وبه كان ابن الحجّاج يعرّض في قصيدته: لَعَنَ اللهُ ابْنَ شَاكَرْ..
ص: 414
1- وروى الزمخشري في الفائق 315/2[وفي طبعة أخرى 262/2] عن عمر، أنه قال: أيها الناس! إياكم وتعلّم الأنساب والطعن فيها! والذي نفس عمر بيده لو قلت: لا يخرج من هذا الباب إلا صَمَد.. ما خرج إلّا أقلّكم..! ثمّ قال: وهو السيّد المصمود.. والصَّمْد: القَصد. وروى ابن شبة النميري في تاريخ المدينة 796/3 - 797 - بإسناد مغاير عمّا هنا - عن عمارة بن غزية، قال: مرّ عمر بن الخطاب على عقيل ابن أبي طالب و... وه_م يتذاكرون النسب، فجاء عمر حتى سلّم عليهم ثمّ جاوزهم فجلس على المنبر.. إلى أن قال: وإياكم والطعن في النسب.. اعرفوا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، وتأخذون به، وتقطعون به، واتركوا ما سوى ذلك، لا يسألني أحد وراء الخطاب، فإنّه لو قيل: لا يخرج من هذا المسجد إلا بهيم بن هبوب ما خرج منهم أحد..! وأورده الطبري (رَحمَةُ اللّه) مختصراً في المسترشد: 326 - 327 ذیل حدیث 119.
2- في نسخة (ألف): ساكراً، والشّاكِرِيُّ: الأجير والمستخدم، وهو مُعَرَّب چاکر (الفارسية)، كما جاء في تاج العروس 53/7 مادة (شكر).
البخاري (1)، والإحياء (2)، ومسند أحمد (3)، عن أبي موسى - في خبر - أنّه:
ص: 415
1- كتاب البخاري 32/1 كتاب العلم[وفي طبعة 34/1]، و 142/8 (کتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة)، وقريب منه في 136/1 (كتاب مواقيت الصلاة)، ولاحظ منه 157/7 [96/8] (باب التعوذ من الفتن) كتاب الدعوات، وفيه:.. فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): « لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بيَّنته لكم »، قال أنس: فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فإذا كلّ رجل لافٌ رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل كان إذا لاحى الرجل يدعى لغير أبيه، فقال: يا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! من أبي؟.. إلى آخره. وانظر فيه 14/8 - 95[66/9 - 67] كتاب الفتن (باب التعوذ من الفتن). ومثله جاء في كتاب مسلم 93/7 - 95.. وغيره. وعن أنس؛ كما في تفسير الطبري 99/11، ومسند أحمد بن حنبل 401/25 [الطبعة المحققة]، والمسند الجامع 4/121 و 123.. وغيرها.
2- إحياء علوم الدين 163/3 بتصرف واختصار.
3- مسند أحمد بن حنبل 162/3 [طبعة دار إحياء التراث العربي 640/3 برقم 12248]، عن أنس [باب باقي مسند المكثرين حديث 12324].. باختلاف والمعنى واحد، بنصه.. وكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل 177/3، مع وحدة ما في الذيل، وزيادة: نعوذ بالله من شر الفتن.. وكذا في صفحة: 254، وفي 503/2 [باب باقي مسند المكثرين حديث 10127 و 11602 و 12198 و 12355 و 13173]، 13173]، وقريب منه في (باب باقي مسند الأنصار) حديث 25752 قال عبد الله بن حذاقة: من أبي يا رسول الله؟ قال: «أبوك حذافة بن قيس»، فرجع إلى أمه فقالت: ويحك! ما حملك على الذي صنعت؟! فقد كنا أهل جاهلية وأهل أعمال قبيحة..! وفي المسند 206/3 [باب باقي مسند المكثرين حديث 12672] قال: أبوك فلان! فنزلت: (يَا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ...) الآية [سورة المائدة (5): 101] ». راجع: تهذيب الكمال 14/411 - 412.. وغيره. وانظر من كتب الخاصة: مناقب آل أبي طالب للمصنّف (رَحمَةُ اللّه) 96/1، وكذا في شرح أُصول الكافي للمازندراني (رَحمَةُ اللّه) 293/6 - 294.. وغيرهما.
قال رجل للنبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام): من أبي؟ قال: «أبوك حذافة (1)»، فقام إليه آخر، فقال: من أبي [يا رسول الله]؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة » (2).. فبرك عمر على ركبتيه وقال: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمّد نبياً!! (3)
ص: 416
1- في نسختي الأصل، وفي بعض طبعات كتاب البخاري سهواً: خلافة، إلا أن في غالب المصادر ما أثبتناه، وهو الصواب. والسائل هو: عبد الله بن حذافة بن قيس، وزاد في مسند أحمد بن حنبل 174/3: للذي كان ينسب إليه، فقالت له أُمّه: يا بني! لقد قمت بأمك مقاماً عظيماً. قال: أردت أن أبرئ صدري ممّا كان يقال.. وقد كان يقال فيه..!
2- لا يوجد من قوله: فقام إليه.. إلى هنا في هذا المحل من الإحياء، ولعله جاء في موضع آخر منه، بل الذي جاء فيه: فقام إليه شابان أخوان، فقالا: يا رسول الله! من أبونا؟ فقال: «أبوكما الّذي تُدعيان إليه.. ثمّ قام إليه رجل آخر، فقال: يا رسول الله! أفي الجنّة أنا أم في النار؟! فقال: « لا، بل في النار».
3- وروي - أيضاً - عن أنس بن عن أنس بن مالك - كما سلف - في كتاب البخاري 96/8 (كتاب 1- الدعوات) حديث 6362، وفي 66/9 (كتاب الفتن) حديث 7089، وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه 379/11 برقم 20769، وأحمد بن حنبل في مسنده 162/3، ومسلم في كتابه 1832/4 حديث 3359، وصححه ابن حبان في صحیحه 309/1 - 310 تحت رقم 106.. وغيرهم. وفي تفسير الطبري 103/11:.. فقام إليه عمر فقبل رجله، وقال: يا رسول الله رضينا بالله رباً، وبك نبياً... فلم يزل به حتّى رضي. ومثله في تفسير ابن كثير 205/3، والدرّ المنثور 3/494.. وغيرها من التفاسير.
وفي رواية (1): أن عمر ما وجّهه (2)، وقال: يا رسول الله! إنّا نتوب إلى الله.
وروى أبو يعلى الموصلي في المسند (3)، عن أنس، أنّه قال:.. وبمحمّد نبياً،
ص: 417
1- كما جاء في كتاب البخاري 32/1 (كتاب العلم)، وأيضاً 142/8[117/9] (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة). ولاحظ الأحاديث المرقمة: 6362 و 7089 و 7294.
2- كذا؛ والظاهر: واجهه، وفي كتاب البخاري: فلمّا رأى عمر ما في وجهه، قال..
3- مسند أبي يعلى الموصلي: ولم أجد هذا النص فيه مع تكرر مراجعتي له، وجاء بألفاظ مقارب له في 436/5 حديث 3134، و 6/286 حديث 3601، وصفحة: 360 حديث 3689، وصفحة: 361 حديث 3690. وراجع: سنن أبي داود 182/2 حديث 3670 في الخمر، وكذا في المستدرك على الصحيحين،278/2، وفتح الباري،210/8، وكنز العمّال 482/5 حديث 13652.. وغيرها. وانظر من كتب الخاصة: كتاب سليم بن قيس الهلاليه: 238 و 376 [الطبعة المحققة 883/2]، وعنه في بحار الأنوار 147/22 - 148 (باب 1) حديث 141، والمسترشد للطبري الله: 650، وبحار الأنوار 146/30 باب (20) حدیث 2، وكذا في صفحة: 313 - 314 (باب20) ذیل حديث 152.. وغيرها.
وبالقرآن إماماً، لا نسأل عما سكتت (1)، ونؤمن على ما (2) أُنزل علينا، لا تُبْدِيَنَّ (3) علينا سو آتنا (4)............... (5) عفا الله عنك.
قال: ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾ (6).
قالوا: أنّهينا يا رسول الله!(7).. فمن لم يثق بنسبه يقول مثل هذا! (8)
ص: 418
1- في نسخة (ألف): ستت، والكلمة مشوشة في نسخة (ب)، أُثبت منها ما استظهرناه من معناها، وفيها: سبتت، وفي المسترشد: سبقنا.
2- في نسختي الأصل: أو تؤمن على ما.
3- كذا في المسترشد، والكلمة في الأصل غير منقوطة، وفي مسند أبي يعلي: لا تبد.
4- كذا في المسترشد، وتقرأ في نسختي الأصل: لسواينال!!
5- سقط مقدار كلمتين أو أكثر من نسختي الأصل، وعلى هامش نسخة (ألف) رمز السقط (..)، وفي المستر شد: لا تبدين علينا سوأتنا، واعف عنا عفا الله عنك!
6- سورة المائدة (5): 91.
7- أقول: روى الطبري (رَحمَةُ اللّه) في المسترشد: 650 حديث 320، عن حميد، قال: جاء رجل إلى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فقال: يا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ! من أبي؟ قال: «أبوك العبد الذي ولدت على فراشه »، فقام عمر بن الخطاب فأخذ مقدم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ثمّ قال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد نبيّاً، وبالقرآن كتاباً، لا نسأل عما سبقنا، ونؤمن بما انزل علينا، لا تُبدين علينا سو آتنا، واعف عنا عفا الله عنك. فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): « فهل أنتم منتهون؟! » قال: أنّهينا يا رسول الله. وجاء الخبر في الغدير 252/6 نقلاً عن جملة مصادر. وكذا في المستطرف 229/2.. وغيره.
8- قال الطبري (رَحمَةُ اللّه)في المسترشد بعد ما سلف فهذا عمر بن الخطاب لم يثق بنسبه وأمر الناس أن لا يزيدوه على الخطاب..!
وروی (1) یزید (2) بن هارون، عن حريز (3) بن عثمان، عن عوف بن مالك [الزبالي] (4) قال: جاء رجل إلى الثانى (5)، فقال[له]: إن على نذراً أن أعتق نسمة من ولد إسماعيل، فقال: والله ما أصبحت أثق [لك به](6) إلّا بما كان من حسن
ص: 419
1- كما أورده المصنف (رَحمَةُ اللّه) في مناقب آل أبي طالب 360/1[الطبعة الأوّلى، وفي طبعة بيروت 201/2، وفي طبعة قم 176/2].. وعنه العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) موسوعته بحار الأنوار 62/38 - 63 (باب 59) حدیث 1. وسبقهم الشيخ الفضل بن شاذان (رَحمَةُ اللّه) في كتابه الإيضاح: 91 – 93 [الطبعة المحققة: 174 - 177] بالإسناد نفسه.
2- كذا في المناقب؛ والكلمة غير منقوطة في نسخة (ب)، وما أثبت استظهار منا، وقد تقرأ: بريد.
3- في نسختي الأصل والإيضاح والمناقب: جرير، وفي المسترشد: حريز بن عثمان، وهو الذي جاء في الطبعة المحققة من الإيضاح وفي هامشها نسخة بدل: حرير، وما أثبتناه هو الصحيح، كما جاء في المصادر الرجالية عند القوم. قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان 103/2: قلت: وهذا[أي جرير بن عثمان] شديد الالتباس بحريز بن عثمان الرحبي؛ المخرج له في الصحيح.. وذاك ناصبي، وهذا رافضي!
4- الزيادة من الإيضاح.
5- جاء في المناقب الاسم الصريح: عمر بن الخطاب.
6- الزيادة من الإيضاح، وفي المسترشد: أثق لك بأحد.
وحسين وعليّ (1) وعبد المطلب (عَلَيهِم السَّلَامُ) (2).. فإنهم من شجرة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فإنِّي سمعته (3) يقول: «هم بنو أبي» (4).
ومن لم يصح (5) نسبه كيف ينسب إلى إبراهيم؟! ومن لم ينسب إليه كيف يصلح للإمامة؟!
وقد قال الله تعالى: ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ..) (6). والّذي (7) يصح نسبه (8) من إبراهيم لا يكون إلّا كما سمّاه إبراهيم،
ص: 420
1- سقط من البحار وعلي.. ولم يرد في المناقب.
2- في المناقب: وعبد المطلب بدون (وعليّ) وفي بحار الأنوار 62/38 (باب 59) حدیث 1 عنه: وبني عبد المطلب.. وفي المسترشد بني عبد المطلب، ولا يوجد غير الحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في الإيضاح، وفيه: في الإيضاح، وفيه: فإنّهما من ابنة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )..!
3- كذا استظهاراً، ففي نسخة (ألف): فإنّه سمعه، وفي نسخة (ب): فإنّه سمعته، وفي المناقب والبحار وسمعته يقول...
4- فی المسترشد: «هم ولد أبي»، وزاد في الإيضاح قوله: ومن علي بن أبي طالب؛ فإني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) يقول: « هو ابن عمي »، ثمّ قال: فانظروا ما تروون عنه أنه لا يثق في النسب الصحيح إلا بهم، ثمّ إخراجه إياهم من الأمر.. وقريب منه في المسترشد.
5- في نسخة (ألف): يصبح، وقد يقرأ في نسخة (ب): يصيح.
6- سورة الحج (22): 78.
7- في نسخة (ب): فالذي.
8- الكلمة في الأصل: نصبه. وقد جاء - أيضاً - في المسترشد: 651 - 652 برقم 322.
ومن لم يسمّه إبراهيم مسلماً فليس هو بمسلم.. بقضية (1) الآية، وإنّه كان لا يثق بالنسب الصحيح إلا بهم، ثمّ إخراجهم من إخراجهم من الأمر يدلّ على كفرانه (2).
بیت (3):
[من البسيط]
إذا ذكَرْتَ عَدِيّاً (4) في بَنِي مُضَرٍ *** فَقَدِّم الدَّالَ قَبلَ العَيْنِ فِي النَّسَبِ (5)!
ص: 421
1- في نسخة (ألف): فقضية - بدون تنقيط -، ولعلّها تقرأ: معصية.
2- نكرّر ضرورة مراجعة الموسوعة الرائعة بحار الأنوار للعلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) 97/31 - 149 (باب 24 في نسب عمر وولادته ووفاته)، وما هناك من تعليق وهوامش عليه من محقّقها وفّقه الله لمراضيه ورزقه شفاعة مواليه.
3- البيت من قصيدة مفصلة لأبي نواس كما في ديوانه: 92 - قالها في الهيثم بن عدي الطائي (المتوفى سنة 207)، وكان كذاباً، وآخر القصيدة هو هذا البيت، وفيها هكذا: إذا نسبت عديّاً في بني تُعَل.. إلى آخره. وثعل هو: ابن عمرو بن الغوث أحد أجداد الهيثم هذا.. وجاءت الأبيات في ميزان الاعتدال للذهبي 265/3، اللئالي المصنوعة للسيوطي،3/2، مجمع الزوائد للهيثمي 10/10، ونصب الراية لجمال الدين عبد الله ابن يوسف الزيلعي 102/1. وأوردها ابن حجر في لسان الميزان 210/6 - 211، وفيه: في بني نفل.. وأورده العلامة الأميني (رَحمَةُ اللّه) في موسوعته الغدير 270/5 عن تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 53/14 - 54.
4- لا توجد: إذا ذكرت عدياً.. في نسخة (ألف)، وفيها: عذراً.. وفي الصراط: إذا نسبت عدياً...
5- نسب هذا البيت العلامة البياضي الله في الصراط المستقيم 29/3 إلى شاعر، وزاد عليه قوله: [من البسيط] وقَدِّمِ السُّوءَ والفحشاءَ في رَجُلٍ *** وَغَدٍ زَنِيمٍ عُتُلٌ حَائِنِ نَصِبٍ
الكلبي؛ قال: كان زيد (1) بن الخطاب - أخو عمر - من سفاح الجاهلية، وكان الخطاب يعمل الأتعاب (2).
قال الحميري (3):
[من الطويل]
فَلَمْ يَنْفَكِكْ (4) فِيه لِنَفْسِكَ ظَالماً ***كَما (5) ظَلَمَ الخَطَّابُ ضَيْفَ بَنِي عَمْرو (6)
ص: 422
1- في نسختي الأصل: يزيد: يزيد، والصحيح ما أثبتناه، وقد جاء نسخة بدل في نسخة (ب).
2- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل: الأفعاب، ولا معنى له إلّا أن تكون مصحفة. والأقعاب: لغة هي بمعنى الأقداح، والقعب.. القدح الضخم الغليظ الجافي، كما في لسان العرب 683/1 - 684. وراجع: العين 182/1. وفي الصحاح 204/1 قال: القعب: قدح من خشب مقعر.
3- لم نجد هذه القصيدة فيما جمع للسيد الحميري (رَحمَةُ اللّه) من ديوان، ولا نعرف لها مصدراً آخر غير موسوعتنا هذه.
4- كذا في نسختي الأصل، وفكُ الإدغام جائز في الشعر، كما لا يخفى.
5- في نسخة (ألف): كلّه، وهي مشوشة في نسخة (ب).
6- في نسختي الأصل: عمر، وعمر و هنا هو هاشم.
شرى مِنهُ بيعَ السُّوقِ والنَّاسُ حُضُرُ (1) *** بِمَكَّةَ أَعياراً (2) [عِدَاداً] من الحُمْرِ (3)
فقال له الخطَّابُ والمَكْرُ عنه...... (4) *** مربع (5) ما يَحِيقُ بذِي مَكْر
تَرُوحُ (6) غداً ظهراً لمالك فانتفذ (7) *** دنانير صُفْراً عِندنا لك كالحُمْر (8)
فراح إلى هذا يُؤَمِّلُ (9) قَبْضَهُ *** وَقَدْ وَطَّنَ الخَطَّابُ نَفْساً على الغَدْرِ
ص: 423
1- في نسختي الأصل: حاضر.
2- هذا استظهار، وإلا فإنّ الكلمة مشوشة في نسختي الأصل وغير منقوطة، وقد تقرأ في نسخة (ب): أعنار، وفي نسخة (ألف): أغبار. أقول: الأعيار: جمع عير، وهو الحمار الوحشي.
3- في نسختي الأصل: الخمر. والحمر: جمع حمار، وما بين المعكوفين وضع ليستقيم الوزن، وإلا فإنّ الأصل مشوش يقرأ: والناس حاضر بمكة اغبار من الخمر.
4- فی نسختي الأصل هنا بياض بمقدار كلمة.
5- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، ولعلّها: مرتع.
6- الكلمة غير معجمة في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): بروح.
7- في نسخة (ألف): فاسفد، وقد تقرأ في (ب): فانتقد، أو: فأنفذ - بدون تنقيط.
8- جمع: أحمر.
9- كذا؛ ولعلّها: إلى ما لا يُؤَمَّلُ قبضه، وفي نسختي الأصل: ماذا، استظهرنا كونه لهذا.
فَخَطَّ خُطُوطاً في كتابٍ مُرَقَّشٍ *** بِبَطْنِ أَديمٍ قُدَّ من أَدَمٍ وَفْرِ
فلمّا أَتاهُ قال: دُونَكَ فانْتَقِدْ (1) *** فَما لَكَ عِنْدي غيرُهُ آخِرَ الدَّهْرِ
فناشَدَهُ باللهِ ضَيفُ ابن هاشم *** وبالحِلِّل والإحرام والبيتِ ذِي السِّتْرِ
فلمّا أبي(2) في الغَيِّ إلا تمادياً *** ثَنَى راجعاً والدَّمْعُ في عَينِهِ يَجْرِي
فَنادَى ب_وَيْلٍ فاسْتَجَابَ لصَوْتِهِ *** فَتيَّ غَيرُ ما وانٍ ولا ضَرعٍ غَمْرِ (3)
فَقالَ........................... (4) *** غَلَبْتَ عَليها بالخَدِيعَةِ والمَكْر
ص: 424
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ: فانتفد.
2- في نسخة (ألف): أتى.
3- قال في العين 269/1: ضرع الرجل يضرع فهو ضرع.. أي غمر ضعيف ويأتي بمعنى النحيف الدقيق.. وكذا الجبان. راجع: لسان العرب،222/8، ومجمع البحرين 364/4.. وغيرهما.
4- هنا بياض بمقدار ثلاث كلمات في نسختي الأصل.
وأقبل إذ لاقَى يَجُرُّ (1) إِزارَهُ *** مِنَ الغَيظِ كالطاط (2) المُرجع بالهَدْرِ
فَما كَلَّم الخَطَّابَ حتّى أَقَلَّهُ (3) *** من الأرضِ حَمْلاً ثمّ أرْداهُ للظَّهر (4)
فَدَاس (5) برجليه جوانب بطنه *** وأَعْفَاجَهُ (6) حتّى التَقَى الأرض بالجَعْرِ
وآبَ أَبو يَعْلَى بأغيار (7) ضَيْفِهِ *** وَقَدْ ظَفِرَتْ كَفَّاهُ بالحَمْدِ والأَجْر
ص: 425
1- في نسخة (ألف): يخرّ.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ: كالسطاط، والظاهر أن تكون: كالتاب، أو أي لفظة أخرى تدلّ على فحل الإبل.
3- في نسخة (ألف): أفلّه.
4- فی نسختي الأصل: للطهر.
5- في نسختي الأصل: فراس، وهو غلط.
6- هنا كلمتان مشوشتان، أثبتنا ما استظهرنا من معناهما، وتقرأ: اعفى به، أو: اعفاصه. والعفج: هي من من أمعاء البطن، وهي لكلّ ما لا يجتر، قاله في كتاب العين 234/1. وفي الصحاح 329/1، قال: ما يصير الطعام إليه بعد المعدة، وقيل: المعي أو ما سفل منه، كما في لسان العرب 325/2.. وغيره.
7- الكلمة مشوشة وغير منقوطة، ولعلّها: باعباء.
وَقَدْ بَالَ خَطَّابٌ وبَلَّ إِزارَهُ *** بِما سَالَ مِن بَثْرٍ (1) على العَقْبِ مِنْ دُبُرٍ
فدى لأبي يَعْلَى بن ه_الَةَ أُسْرَتي (2) *** فَقَدْ كَانَ مِدْراكاً إِذا ضِيمَ بالوَتْرِ
وكان جرير يهجو ذا الرمة، وكان ممّا قال (3):
[من الطويل]
عَجِبْتُ لرَحْلٍ مِنْ (4) عَدِيٌّ مُشَمَّسٍ *** وفي أي يومٍ لم تُشَمَّش (5) رِحالُها؟
ص: 426
1- في نسخة (ألف): شر. والبثور: خراج صغار، كما جاء في لسان العرب 39/4، وهو مثل الجدري يقبح على الوجه وغيره من بدن الإنسان. ولاحظ: العين /222، وتأتى بمعنى الدماميل، كما نص عليه الطريحي (رَحمَةُ اللّه) فی مجمع البحرين 213/3.
2- في نسختي الأصل: أسر بي، ولعلّه كلمتان.
3- دیوان جرير (شرح الصاوي): 486 - 487.
4- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، وما أُثبت هو ما احتملناه في قراء ته_ا، وقد تقرأ في النسختين: لمن جلّ [حلّ]، ولها معنى لو غير محلّ النقاط، وما أُثبت من الديوان.
5- في نسختي الأصل: يشمس.
وَفِيمَ عَدِيٌّ عِندَ خُلْقٍ (1) مِن العُلا *** وأيامنا (عَلَيهِ السَّلَامُ)تِي يُعَدُّ (2) فِعَالُها
مَدَدْتَ بِكَفِّ مِن عَدِيٌّ فَقِيرَةٍ (3) *** لتُدرِكَ من زَيْدٍ يداً لا تَنالُها (4)
[وَصِيةَ عَمِّي ب_ابنِ خلَّ فلا تَرُم *** مسَاعِيَ قَومٍ لَيس مِنك سجالُها (5)
يُمَاشِي عَدِيّاً (6) لُؤْمُها مَا تُجِنُّهُ *** مِنَ النَّاسِ مَا مَاشَتْ عَدِياً ظِلالُها (7)
فَقُل لعَدي تَسْتَعِنْ بِنسائها (8) *** عَليَّ فقد أعْيا عَدِيّاً رجالها
ص: 427
1- في الديوان: تيم، بدلاً من: خلق.
2- في نسخة (ألف): بعد.
3- في الديوان: قصيرة.
4- الكلمة مطموسة في نسختي الأصل، قد تقرأ: مدالالها، أو بدالالها.. وما هنا أُثبت من الديوان.
5- ما بين المعكوفين مزيد من الديوان.
6- في نسختي الأصل: عليها، بدلاً من: عدياً.
7- جاء العجز في نسختي الأصل: من الناس ما ثبت[ثبيت] عند رحالها مشوشة فيه لفظاً ومعنى، وما هنا من الديوان.
8- في النسختين: يستعن بنيانها، بدلاً من بنسائها، وما هنا قد أخذناه من الديوان.
[أَذَا الرُّم قد قَلَّدْتَ قَوْمَكَ رُمَّةً *** بطيّاً بأيْدِي المُطَّلِقِينَ انْحِلالها] (1)
تَرى اللُّوْمَ ما دامَتْ (2) عَدِيٌّ مُخلَّداً *** سَرابِيلُها مِنهُ ومِنْهُ نِعالها
وفي تعريض (3) أبي بكر أحمد بن محمّد الحلواني، قال: قدم عمرو بن العاص على عمر من مصر، فقال: متى عهدك - يا عمرو - من مصر؟!.. فذكر عهداً قريباً..
فقال عمر: لقد سرت سیر صَرُورَةٍ (4) مشتاق، قال: بل سير من لم تَأَبَّطه الإماءُ، ولا حملته البغايا في عراض الماء (5).. يعرّض بعمر في ولادة صهاك له! (6)
ص: 428
1- ما بين المعكوفين زيد من الديوان.
2- في الديوان: ما عاشت.
3- كتاب التعريض: وقد سلف النقل عن هذا الكتاب من المصنّف (رَحمَةُ اللّه). وقد نسبه خطأ هناك إلى المرزباني، والصحيح: أنّه لأبي بكر أحمد بن محمّد بن عاصم الحلواني (المتوفى سنة 333ه_)، كما جاء في تاريخ بغداد 76/5، وفتوح البلدان: 22.. وغيرهما.
4- في نسخة (ب): ضرورة.
5- كذا، وفي أكثر المصادر غبرات المآلي. قال ابن الأثير في النهاية 338/3 في شرح قوله: ولا حملتني البغايا في غبّرات المآلي: أراد أنّه لم تتولّ الإماء تربيته، والمآلي: خرق الحيض.. أي في بقاياها.
6- انظر: العقد الفريد 35/4، والبيان والتبيين 194/2، وشرح النهج لابن أبي الحديد 39/12 بألفاظ مختلفة وزيادة. وغريب الحديث لابن سلام 161/4.. وغيرها.
فقال عمر: أما علمت أنّ الدجاجة تحضن من التراب فيلحق ولدها بالديك، والبيضة منسوبة (1) إلى طرقها (2) - يعرض به لولادة أُمّ (3) النابغة -.
وفي كتاب المفتخر والامتحان (4) - أبو جعفر ابن بابويه مصنّفها - أنّه [كذا] (5): داود الرقّي، وأبو بصير، ومعاوية بن عمار، ومعاوية بن وهب، وصفوان الجمّال، وعبد الله بن سنان، [و] إسحاق بن عمّار، والمفضّل بن عمر: أنّه شكت جارية لإسماعيل بن جعفر: أنّ فلان الصُّهاكي (6) يعرّض بي! فقال لها: عديه دار الدوابّ حتّى يصلي......(7) وأتيني فأعلميني.. فوعدته، فلمّا حضر أخبرت
ص: 429
1- الكلمة مشوشة وغير معجمة، وقد تقرأ في نسختي الأصل: يمسونه، وما أثبتناه من المصادر.
2- قال ابن الجوزي في غريب الحديث:33/2: البيضة منسوبة إلى طرقها: أي إلى فحلها.
3- كذا؛ والظاهر: أمّه.
4- كتاب المفتخر والامتحان للشيخ الصدوق (رَحمَةُ اللّه) كما سلف قريباً، والظاهر أنّ الأوّل مثله عنه. وعلى كل؛ سواء تعدّدا أم اتحدا، وكانا للشيخ الصدوق أم لآخرين، فهما مفقودان لا نعرف لهما نسخة فعلاً.
5- لعلّ هنا كلمةً ساقطة، وهي: رَوَى.
6- في نسخة (ألف): الصهاك.
7- بياض بمقدار كلمة في نسختي الاصل.
إسماعيل (1) بحضوره، فقام في عشر من مواليه، فأخرجوه فضربوه حتّى ظنّوا أنّهم قتلوه، ثم أمر به فجر برجله فطُرِحَ على باب أهله..
فلمّا أصبح أهله فإذا (2) به مطروحاً، فقالوا: من قتلك؟! قال: إسماعيل.. فتَحَلَّقُوا (3) من مسجد النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) تيم و عدي.. وإنّ بني هاشم اجتمعوا فصاروا حَلَقاً (4).. فأقبل بعضهم يقول: لا نرضى بإسماعيل حتّى نقتل جعفراً أوّلاً، فما صنع إسماعيل إلا بأمره..!
إذ أقبل جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فصلى ركعتين، فقال شيخ منهم: يا أبا عبد الله! أخبرني عن إسماعيل وما صنع بفلان، أبرضى (5) منك صنع؟
قال بعضهم: لو لم يكن برضى (6) منه لم يصنع إسماعيل ما صنع!
فغضب أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فرفع رأسه، فقال: « يا فلان! ليس في القوم أسنّ منك، ولا أعلم بما أريد أن أقول لك، وحق القبر ومن فيه لئن لم تنصر فن (7) لأخرجنّ
ص: 430
1- في نسختي الأصل: أخبرته لإسماعيل، وهي محرفة عن المثبت.
2- في نسخة (ألف): فإذن.
3- في نسختي الأصل: فتخلّفوا، وهي مصحفة عن المثبت.
4- في نسختي الأصل: خلفاء، وهي مصحفة عن المثبت.
5- في نسختي الأصل: أيرضى.
6- في نسختي الأصل: يرضى.
7- في نسختي الأصل: ينصر فنّ.
الصحيفة التي تعرف؛ فإنّه مستور عن أهل المدينة حالها.. فأفضحك (1) وأفضحن والد أبيك!».
فقال الشيخ: يا قوم قوموا بنا؛ فإنّ أحق من احتمل لإسماعيل ما جاء ب_ه لنحن.. انصرفوا بنا، فإنّ لهم قرابة من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، وإن كان جاء من إسماعيل أمْرُ (2) فنحن أحق من احتمل.. فانصر فوا..
قالوا: فسألناه عن الصحيفة، فقال: إنّ صُهاك كانت أمةً لعبد المطلب، وكانت حبشية شديدة السواد، وكانت الجاهلية لا ترى بأساً من أن يمشي الرجل على الجارية أو الأمّة فيقضي حاجته ويواقعها ويمضي، وإنّ نفيلاً مرّ بها نصف النهار - وهي تسقي إبلاً لعبد المطلب - وقد اتّزرت بكساء، فلمّا رأى خلفها وقع عليها.. فحملت بالخطاب فولدته، فكأنما امتحطته نشبه (3)، فلما ترعرع وأدرك أخب_ر قومه وتيماً بما كان منه، وأنّ الخطاب ابنه، فمشت تيم وعدي إلى عبد المطلب، فقالوا له: إنّ نفيلاً مَرّبصُهاك جاريتك.. وإنّه وقع عليها فولدت الخطاب وهو ابنه، فمُنّ علينا بذلك وإلا فبعناه (4).
ص: 431
1- في نسختي الأصل: فأفضحتك..
2- في نسخة (ألف): بأمر..
3- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل، والثانية غير منقوطة، أُثبت منها ما أمكن قراء ته، ولعلّها تقرأ فشبه، ولعلّها: (امْتَعَطَتْهُ نُشْبَةً)، والنشبة: الذئب، أو (امتعطته فَشَبَّ).
4- فی نسختي الأصل: فبعاه..
قال أبي: وهبته لعبد الله - أب النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) - فابعثوا إليه، فإنّي أرجو أن لا يخالفكم.. فبعثوا إليه فأتاهم.
فقال عبدالمطلب: يا بُنَيَّ! قدمت إليك تيم وعدي في الخطاب، وقد ادعاه نفيل وزعم أنّه ابنه.. فرأيك.
فقال عبد الله: لا والله لا أدفعه إليه حتّى أُوَسِّمَهُ دوّارتين في وجهه، به، وأكتب به عليهم كتاباً: أنّه مملوك مَتَى[شئتُ] آخذه.. القصة (1).
ص: 432
1- حكى القاضي نور الله التستري (رَحمَةُ اللّه) في مجالس المؤمنين 135/6 – 136 [طبعة مجمع البحوث الإسلامية - مشهد] نقلاً عن شيخنا المصنف (رَحمَةُ اللّه)، وعنه شيخنا العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 99/31 - 100 - ما نصه: وحكى بعض أصحابنا عن محمّد بن شهر آشوب.. وغيره: أنّ صهاك كانت أمة حبشية لعبد المطلب، وكانت ترعى له الإبل، فوقع عليها نفيل؛ فجاءت بالخطاب، ثمّ إنّ الخطاب لما بلغ الحلم.. رغب في صهاك فوقع عليها؛ فجاءت بابنة، فلفّتها في خرقة من صوف ورمتها - خوفاً من مولاها - في الطريق، فرآها هاشم كذا؛ والصواب: هشام] بن المغيرة مرمية، فأخذها وربّاها وسمّاها حنتمة، فلمّا بلغت رآها خطّاب يوماً فرغب فيها وخطبها من هاشم، فأنكحها إيّاه؛ فجاءت بعمر بن الخطاب، فكان الخطاب أباً وجداً وخالاً لعمر، وكانت حنتمة أُمّاً وأُختاً وعمةً له، فتدبر. ثمّ قال: وأقول: وجدت في كتاب عقد الدرر[راجع عنه الذريعة 289/15 برقم 1882] لبعض الأصحاب، روى بإسناده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن الزيات عن الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال: «كانت صهاك جارية لعبد المطلب، وكانت ذات عجز، وكانت ترعى الإبل، وكانت من الحبشة، وكانت تميل إلى النكاح، فنظر إليها نفيل - جدّ عمر - فهواها وعشقها من مرعى الإبل، فوقع عليها، فحملت منه بالخطاب، فلمّا أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها، فوثب عليها فحملت منه بحنتمة، فلمّا ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين أحشام مكة، فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد، فحملها إلى منزله وربّاها وسماها ب_: الحنتمة، وكانت مشيمة [كذا، والظاهر: من شيمة] العرب من ربّى يتيماً يتخذه ولداً، فلمّا بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فمال إليها، وخطبها من هشام، فتزوجها.. فأولد منها عمر، وكان الخطاب اباه وجده وخاله، وكانت حنتمة أُمّه وأُخته وعمته. وينسب إلى الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) في هذا المعنى شعر: [من المنسرح] من جدّه خاله ووالده *** وأُمُّهُ أُخته وعمَّتُهُ أَجدرُ أَنْ يُبغِضَ الوصيَّ وأن *** يُنْكِرَ يومَ الغَدِيرِ بَيْعَتَهُ قال البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم 28/3: وقد روى عنه [عمر] جماعة: تعلّموا أنسابكم تصلوا بها أرحامكم ولا يسألني أحد ما وراء الخطاب! أقول: قد سلف عن جمع منهم البخاري في كتابه، والغزالي في الإحياء.. وغيرهما أن رجلاً قال للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): من أبي؟ قال: « حذافة ». فسأله آخر: من أبي؟ قال: «سالم». فبرك عمر على ركبتيه وقال - بعد كلام -: لا تُبد علينا سو آتنا واعف عنّا... ومثله ما رواه الكليني (رَحمَةُ اللّه) في الروضة من الكافي 258/8 - 260 حديث 372 - وحكاه عنه العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 268/22 - 271 (باب 5) حديث 13، و 102/31 - 106) (باب 24) بيان له طاب رمسه ذيل حديث 1، وكذا في 386/47 - 389) (باب 11) حدیث 109.. وغيرها.. وغيره - بإسناده عن سماعة، قال: تعرّض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجارية رجل عقيلي، فقالت له: إنّ هذا العمري قد آذاني.. فقال لها: عديه وأدخليه الدهليز.. فأدخلته، فشدّ عليه فقتله وألقاه في الطريق، فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون، وقالوا: ما لصاحبنا كفو لن نقتل به إلا جعفر بن محمّد، وما قتل صاحبنا غيره..! وكان أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قد مضى نحو قُبا.. فَلَقِيتُهُ بما اجتمع القوم عليه، فقال: دعهم». قال: فلمّا جاء ورأوه وثبوا عليه، وقالوا: ما قتل صاحبنا أحد غيرك، وما نقتل به أحداً غيرك! فقال: « ليكلّمني منكم جماعة »، فاعتزل قوم منهم، فأخذ بأيديهم فأدخلهم المسجد، فخرجوا وهم يقولون: شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد! معاذ الله أن يكون مثله [أن] يفعل هذا، ولا يأمر به.. انصرفوا. قال: فمضيت معه، فقلت: جعلت فداك! ما كان أقرب رضاهم من سخطهم.. قال: «نعم، دعوتهم، فقلت: أمسكوا وإلّا أخرجت الصحيفة ». فقلت: وما هذه الصحيفة؟ جعلني الله فداك! فقال: « إن أُمّ الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب، فسطر بها نفيل فأحبلها، فطلبه الزبير، فخرج هارباً إلى الطائف، فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف، فقالوا: يا أبا عبد الله! ما تعمل هاهنا؟ قال: جاريتي سطر ب_ه_ا نفيلكم، فهرب منه إلى الشام، وخرج الزبير في تجارة له إلى الشام، فدخل على ملك الدومة، فقال له: يا أبا عبد الله لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك أيها الملك؟ فقال: أهلك قد أخذت ولده فأحب أن تردّه عليه، قال: ليظهر لي حتّى أعرفه.. رجل من فلمّا أن كان من الغد دخل على الملك فلمّا رآه الملك ضحك، فقال: ما يضحكك أيها الملك؟ قال: ما أظنّ هذا الرجل ولدته عربية؛ لمّا رآك قد دخلت لم يملك اسْتَه أن جعل يضرط! فقال: أيها الملك! إذا صرتُ إلى مكة قضيت حاجتك. فلمّا قدم الزبير تحمّل عليه ببطون قريش كلّها أن يدفع إليه ابنه، فأبى، ثمّ تحمّل عليه بعبد المطلب، فقال: ما بيني وبينه عمل، أما علمتم ما فعل في ابني فلان؟! ولكن امضوا أنتم إليه، فقصدوه وكلّموه، فقال لهم الزبير: إنّ الشيطان له دولة، وإنّ ابن هذا ابن الشيطان، ولست آمن أن يترأس علينا، ولكن أدخلوه من باب المسجد عليّ على أن أحمي له حديدة وأخطّ في وجهه خطوطاً، وأكتب عليه وعلى ابنه أن لا يتصدّر في مجلس، ولا يتأمر على أولادنا، ولا يضرب معنا بسهم. قال: «ففعلوا وخطّ وجهه بالحديد، وكتب عليه الكتاب، وذلك الكتاب عندنا، فقلت لهم: « إن أمسكتم.. وإلّا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم».. فأمسكوا. وتوفّي مولى لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لم يخلّف وارثاً، فخاصم فيه ولد العبّاس أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان هشام بن عبد الملك قد حجّ في تلك السنة فجلس لهم، فقال داود بن عليّ: الولاء لنا. وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): « بل الولاء لي»، فقال داود بن عليّ: إنّ أباك قاتل معاوية، فقال: « إن كان أبي قاتل معاوية فقد كان حظ أبيك فيه الأوفر.. ثم فرّ بخيأنّه [بجنايته]، وقال: « والله! لأطوقنّك غداً طوق الحمامة »، فقال له داود ابن عليّ: كلامك هذا أهون عليَّ من بعرة في وادي الأزرق. فقال: «أما إنّه وادٍ ليس لك ولأبيك فيه حق». قال: فقال هشام: إذا كان غداً جلست لكم.. فلمّا أن كان من الغد خرج أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومعه كتاب في كرباسة، وجلس له_م هشام، فوضع أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) الكتاب بين يديه، فلمّا أن قرأه قال: «ادعوا لي جندل الخزاعي وعكاشة الضمري» - وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية - فرمى بالكتاب إليهما، فقال: « تعرفان هذه الخطوط؟» قالا: نعم؛ هذا خط العاص بن أُميّة، وهذا خط فلان.. وفلان لفلان من قريش، وهذا خط حرب بن أُميّة. فقال هشام يا أبا عبد الله! أرى خطوط أجدادي عندكم؟ فقال: « نعم ». قال: فقد قضيت بالولاء لك. قال: فخرج وهو يقول: «إن عادَتِ العَقربُ عُدْنا لها وكانَتِ النَّعْلُ لها حاضِرَة» قال: فقلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: « إن نثيلة [نيتلة] كانت أمة لأُمّ الزبير ولأبي طالب وعبد الله، فأخذها عبد المطلب فأولدها فلاناً، فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من أمنا، وابنك هذا عبد لنا، فتحمل عليه ببطون قريش. قال: فقال: قد أجبتك على خلّة على أن لا يتصدّر ابنك هذا في مجلس، ولا يضرب معنا بسهم.. فكتب عليه كتاباً وأشهد عليه.. فهو هذا الكتاب». وانظر: كذا ما جاء في هامش بحار الأنوار 106/31، وتدبر.
وبه عَرَّضَ (1) الحميري في يوم خيبر (2):
[من الكامل]
غَضِبَ النبيّ لَها وَأَنَّبَهُ بِها *** وَدَعا أَخا ثِقَةٍ لَكَهْلٍ مُنْجِبِ
ص: 436
1- في نسختي الأصل: عرّضه.
2- أقول: جاء البيتان بعينهما في شرح الشريف المرتضى للقصيدة المذهبة: 74، لكن البيت الثاني (رَجُلٌ) بدل (رَجُلاً). وهي حسب تتبعنا من قصيدة بائية رائعة للسيد (رَحمَةُ اللّه) معروفة ب_: المذهبة، أورد منها الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) في الإرشاد 337/1 - 338 أبياتاً، الإرشاد 1/337 - 338 أبياتاً، وعنه وعن إعلام الورى في بحار الأنوار 41/260 - 264 (باب 97) حدیث 21.
رَجُلاً كِلا طَرَفَيْهِ مِن سَامٍ وَمَا *** حامٌ لَهُ بأبٍ ولا يأبي أَبِ (1)
وله:
[من مجزوء الرمل]
وَلَقَد حَدَّتَنِي مَنْ *** لَم يَكُن كَذَّابًا
رَجَلُ[هو] مِن قُرَيْشٍ *** يَعْرِفُ الأنسابا:
أنْ صُهَاكٌ لِنُفَيْلٍ *** وَلَدَتْ خَطَّابَا
ص: 437
1- أقول: زاد على القصيدة ابن ميمون أبياتاً، أورده_ا العلامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) في بحار الأنوار 263/41 - 264 ذيل الأبيات السالفة عن الإرشاد والإعلام، وفيها أربعة أبيات، مبدأها: [من الكامل] وأبانَ رَاهِبُها سَرِيرَةَ مُعْجِرٍ *** فيها وآمَنَ بالوَصِيِّ المُنْجِبِ وفي بحار الأنوار: وآيات. والبيت الثاني هنا وهو: رَجُلاً كلا طرفَيْهِ من سام وما *** حام له بأبٍ ولا بأبي أبِ وفي بحار الأنوار: كلّا كلا... ولا بأب أب، ولم يرد في إعلام الورى. وجاء عن الإرشاد في هامش بحار الأنوار 68/10 (باب ذیل حديث 3، فلاحظ. وراجع: رسائل السيّد المرتضى (رَحمَةُ اللّه) 107/4 - 108.
أَمَةٌ سَودَاءُ كَانَت *** تألفُ (1) الأعرابا (2)
فَأَتَاهَا ليلةٌ مِن *** أهْلِها فَانْسَابَا (3)
لَمْ يَسُقُ مهراً وَلَمْ يُر *** ض لها أربابا
البشنوي (4):
[من الكامل]
إن كُنتُ لَا أَبْرَا مِن ابنِ صُهاكَةٍ (5) *** فَبَرِثْتُ مِن حَامِيمَ والأَنفَالِ
جحَدَ (6) الوِلاءَ مُعَانِداً لمحمّد *** مِنْ بَعدِ إقرَارٍ بِفَضْلِ الوَالِي
حَسَداً فَهدٌ بَعدَ مَا لَامَته ظلم *** لكنَّ لِلقَومِ فِي الآمَالِ (7)
ص: 438
1- في نسخة (ألف): بألف.
2- في نسختي الأصل: العرابا.
3- الكلمة مشوشة وغير منقوطة، ولعلّها: من أهلها شاباً، كما تقرأ في نسخة (ألف).
4- مرّت ترجمة الشاعر في المقدّمة والحديث عن لاميته في الفصول السالفة.
5- في نسختي الأصل: صهاك، وهي محرفة عن المثبت.
6- في نسختي الأصل: جحدوا، والصحيح ما أثبتناه.
7- كذا؛ والبيت مختل وزناً ومعنىً.
ابن الحجّاج (1):
[مخلّع البسيط]
زَنَتْ صُهَاكٌ بَعدَ عِلْمٍ (2) *** مِنها بأنَّ الزِّنَا حَرَامُ
فَلا تَلُمْها وَلُمْ زَنيما (3) *** يَزْعُمُ أَنَّ ابْنَهَا إِمَامُ (4)!
وروي أنّ صهاك كانت ببطن عُرنة (5) ترعى ونفيل يختلف إليها، وكانت تسرق له السمن والخبز، فإذا سُئلت عنه.. قالت: أخذته الكلاب، فلمّا حملت بالخطاب خافت (6) على نفسها واتّقت (7)، فوجدها الزبير بن عبد المطلب
ص: 439
1- سلفت ترجمة شاعرنا هذا في المقدّمة، وله أكثر من قصيدة ميمية جاءت أبيات منها في المناقب 121/3 و 437، ولم نجد هذين البيتين في مصدر نعرفه له (رَحمَةُ اللّه).. نعم جاء البيتان مع ثالث في إلزام النواصب: 165 باختلاف يسير في البيت الأوّل.
2- كذا؛ وهي محرفة عن (بعيدَ عِلْمٍ)، أو عن رواية إلزام النواصب: (بكُلِّ عِلْمٍ).
3- في نسخة (ب): زنيها.
4- وقد جاء البيتان مع ثالث لهما في إلزام النواصب: 165، باختلاف يسير في البيت الأوّل.
5- هذا استظهار، وإلا فإن الكلمة مشوشة وغير منقوطة، وقد تقرأ في نسختي الأصل: عربة، وعليه تكون قرية في أوّل وادي نخلة من جهة مكة، كما قال مراصد الإطلاع،928/2، كما وقد تقرأ في نسخة (ب): قربة، وهو بوزن همزة؛ اسم وادٍ، كما في مراصد الإطلاع 1075/3.
6- هذا استظهار، وفي نسخة (ب): حلفت، وفي نسخة (ألف) خلفت.
7- في نسخة (ب): أبقت.
في حائط من الطائف ونفيل معها، فطرح في رقبتها حبلاً وردّها إلى مكة حتّى ولدت الشين (1) - وهو الخطاب - وكذلك كانت الجاهلية تسمّي ولد الزنا: الشين (2)، فلمّا شَبَّ (3) الصبي كان يرعى الغنم، فلمّا كبر كان يرعى الإبل، وإذا ضاق احتطب لهم واستسقى..
وهرب نفيل من الزبير حتّى لحق بالشام، فاستجار [ب] الحارث بن أبي شَمِر (4) الغساني(5).
ثمّ إنّ الزبير دخل الشام في بعض تجاراته، فدخل على الحارث فعظمه ورحّب به.. وجاءه وقال له: تردُّ الخطاب إلى نفيل؟
قال له: وأين هو يا مَلِكُ (6)؟
قال: عندي. قال: فأتني به.
قال: غداً، ولكن صف لي صهاك!
ص: 440
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، أثبت ما استظهرناه منها، وهو فيهما واحد، وفي نسخة (ألف): سين.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ: السنين، أثبت ما استظهرناه منها.
3- في نسختي الأصل: ثبت.
4- في نسختي الأصل: سمرة.
5- في نسخة (ب): الغشاني، وفي نسخة (ألف): الفساني، أو: الفشاني.
6- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، وأثبتنا ما استظهرناه.
قال: هي جارية حبشية موسومة، صهكاء (1) هدلاء (2)، الشّفة السفلى، بإحدى عينيها قبل وبالأخرى حَوَلٌ، جهمة المُحَيَّا (3)، فكانت في غنم لنا، وكان هذا المِلْطُ (4) يغشاها، فولدت غلاماً صبيحاً، ثمّ غدا إليه الزبير وسأل عن نفيل، فقال: قد أعلمته أنتك هاهنا.. فما أمسك استهُ ضراطاً.. وهرب.
ثمّ إنّ نفيلا دخل مكة مخفياً (5)؛ فأتى زيد بن كعب، وسياقة (6) بن مالك، ومطيع ابن نهشل.. قومه من بني عدي، فتكلّموا فيه على أن يؤمنه ويرد عليه ابنه، فلم يلتفت إليهم وخرج إلى النجاشي، فجاؤوا إلى عبد المطلب وتكلموا في ذلك،
ص: 441
1- الصهكاء: هي الجارية السوداء، كما في لسان العرب 458/10، وتاج العروس 602/13.. وغيرهما.
2- يقال: شفة هدلاء بمعنى المنقلبة على الذقن، كما في كتاب العين 24/4.
3- ما أثبت استظهار وإلّا ففي نسختي الأصل: المخياء. والمُحيّا: الوجه؛ لأنّه موضع التحية؛ فإنّ العرب كانت تقول: حَيَّ اللَّهُ وَجْهَكَ!
4- الملط: هو الذي لا يعرف له نسب، يقال: غلام مِلْطٌ خِلْطٌ، وهو المختلط النسب، قاله في الصحاح 1161/3، وزاد عليه ابن منظور في اللسان 295/7: ولا أب. وفي لسان العرب - أيضاً - 406/7 - 407: هو الخبيث من الرجال، الذي لا يدفع إليه شيء إلا ألماً عليه وذهب به سرقاً واستحلالاً، وفي القاموس المحيط 387/2: إلا سرقه واستحلّه. انظر: كتاب علم النسب للمامقاني القسم الأوّل: 178.
5- كذا؛ والظاهر: متخفياً.
6- في نسختي الأصل: سيافة.
فقال: اذهبوا بعبد الله وأبي طالب معكم؛ فهو لا يعصيهما..(1)
فلمّا قدم الزبير مشى إليه القوم - وهم ألف وسبعمائة رجل، وثمانمائة امرأة وخمسمائة صبي من بني عدي - ودخلوا داره بعلامات، وجاؤوا بعبد الله وأبي طالب، فقبلا رأسه وسألاه أن يهبه لعبد المطلب، فقال: أما والله لا أفعله دون أن أَسِمَهُ على وجهه، وأضرب الله (2) على الصفا.
فقال: الأمر لك على هذا الشرط.
فقالوا: أما الجارية [فهي] لك؛ فاصنع بها في أمرها ما أحببت، وأمّا الغلام؛ فلنا فيه شرط.. فاكتب علينا الكتاب، وأمّا أبوه؛ فلا يدخل الحرم ما دمت عليه ساخطاً.
ثمّ أتی بالخطّاب ونزع بلسه (3) السفلى، وكواه من أصل الأنف إلى شحمة الأذن، ووضع دوارة (4) بين عينيه، وكتب عليه كتاباً وعلى أبيه: نفيل له ولعبد الله وأبي طالب وأولاد ثلاثتهم؛ لأنّ صهاك كانت جارية أمهم دون والدهم، فشرط فيه (5): أن الخطاب فى ولده، عُتَفاؤُهُم وطُلَقَاؤُهم؛ إن شاؤوا يردّونهم في الرق؛
ص: 442
1- في نسختي الأصل: لا يعصيها.
2- كذا؛ والظاهر: لله.
3- الكلمة مشوشة، وهي: بتنته - بدون تنقيط - وقد تقرأ في نسخة (ألف) من الأصل: بلبسه - بدون إعجام -.
4- في نسختي الأصل: داورة، ولعلها: دوارتاً، وما هنا استظهار منا.
5- لا توجد فيه.. في نسخة (ألف).
ولد الزبير، وعبد الله، وأبي طالب، وعلى نفيل أن لا يدخل الكعبة ولا زمزم إلّا باشته قبل وجهه، وإذا خرج فعل مثل ذلك! وسلّم إليهم الخطاب، وأُخرجت صهاك فأوقفت للناس بمكّة يوم عرفة وثلاثة أيام بمنى (1)، ويوماً بسوق المجاز، ويوماً بسوق عكاظ.. ثم نفاها عن مكة فماتت بالطائف.
ابن حمّاد (2):
[من الطويل]
أليس صُهاك أُمُّ خَطَّابَ عَبْدَةَ الزُّ *** بَيْرِ الَّتي أَضْحَى نُفَيلُ بِها يَزْنِي (3)؟!
فَجَاءَتْ بِخِطَّابِ فَلَا العِتْقُ نَالَهُ *** وَلَا البَيْعُ بَلْ خُلِّي عَلَى الرِّقٌ وَاسْتُثْنِي
فأُولَادُهُ مِلكٌ لآل محمّدٍ *** وإِن رَغِمَتْ آنافُ شِيعَتِهِ المكني (4)
ص: 443
1- هنا كلمة (نهى) في نسخة (ألف)، خط عليها في نسخة (ب)، وصححت بما أثبتناه.
2- لا أعرف مصدراً ناقلاً لهذه الأبيات سوى موسوعتنا هذه، وقد مرّ الحديث عن نونيات شاعرنا العظيم طاب ثراه، فراجع.
3- في نسخة (ألف): تزنى.
4- الكلمة مشوشة، وتقرأ في نسخة (ألف): الملكني، كما ويحتمل كونها: النكري، أو المكيني، وفي نسخة (ب) البكري، والظاهر صحة ما أثبتناه، أي المكني عنه، وهو عمر.
أيُعْدَلُ سَادَاتُ الوَرَى بِعَبِيدِهِمْ *** يُقاسُ بِعَبْدِ والهجَانِ سِوى الهُجْنِ؟!
وفي رواية الهيثم بن عدي الطائي، وأبي عبيدة معمر بن المثنى.. وغيرهما: أنّ صهاك الحبشية كانت أُمّ الثاني، وَطِئَها عبد العزى.
وفيه يقول الحميري (1):
[من الوافر]
صُهاکٌ كَانَ وَالدُهَا ابْنَ حَامٍ *** فَأَشْبَهَ نَسلُها فِي اللُّونِ حَامَا
وَقَد كَانَ الإلهُ أهَانَ حَاماً *** وَأكْرَمَ بِالهُدَى وَالدِّين سَامَا
وَآيَةُ ذَاكَ أَنَّكَ لَستَ تَلْقَى *** لَها مِن نَسْلِها إِلَّا دُلَامَا
تَرَى فِي بَطْنِ رَاحَتِهِ بَياضاً *** وَظَاهِرُها تَرَى فِيهِ ادِّهَامَا
...... العد من (2) جعد *** جباناً فِي الوَغَى(3) رَعِشاً كَهَامَا
***
ص: 444
1- لم نجد هذه الأبيات فيما جمع للسيد الحميري (رَحمَةُ اللّه) من الأشعار في ديوانه، ولا نعرف لها مصدراً سوى كتابنا الحاضر.
2- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ب): القدمين.. ولا نعرف لها معنى مناسباً.
3- في نسخة (ألف): حياناً في الرعى، وقد تقرأ في (ب): الرغد، وما هنا استظهار.
[القسم الثاني] [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب] [في أبي الدواهي]
[فصل 2] [في تَشَرُّه المنكر]
ص: 445
فصل
في تَشَوُّهِ (1) المنكر (2)
أبوجعفر (3)؛ قوله: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ﴾، قال: «الليل في هذا الموضع
ص: 447
1- الكلمة مشوشة، وقد تقرأ في نسخة (ألف): سعر! وهو سهو، وقد تقرأ في نسخة (ب) نشؤ، أو نشوة. إلّا أن الظاهر أنّ الكلمة (تَشَوّ؛ لأنّ الأصل معقود لتشوّه خَلْقِهِ. وعلى كلّ؛ فإن شوّه يشوّه شوهاً وتشويهاً.. إذا قبح في الوجه والخلقة، كما في كتاب العين 69/4، وكلّ شيء من الخلق يوافق بعضه بعضها فهو مشوّه، وراجع: لسان العرب 518/13، ومجمع البحرين 351/6.
2- الكلمة كناية عن عمر، كما مرّ في المدخل. ولاحظ: الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 339/3، وقد جاءت مختصة به في رواياتنا وكلمات أعلامنا.. وعلى كل حال؛ فهو منكر لا نكر، ولا منكر إلّا منه..
3- كما جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي (رَحمَةُ اللّه): 727 [الطبعة الحروفية 425/2، وفي الطبعة المحققة 1161/3]، وعنه في بحار الأنوار 590/31 (باب 32) حدیث 13 (في التتميم)، و 49/51 (باب 5) حديث 20.. وكذا في وسائل الشيعة 151/18 حديث 80 [الطبعة الإسلامية، وفي طبعة مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) 205/27 (باب 1 حدیث 33611] عن تفسير القمّي (رَحمَةُ اللّه)، وعنه في تفسير الصافي 336/5، ونور الثقلين 588/5.. وغيرهما. وراجع الباب الثلاثون من بحار الأنوار 71/24 - 72. وجاء - أيضاً - فى تأويل الآيات الظاهرة 780/207/2] حدیث 1 ذیل تأويل الآية الكريمة - السالفة - ب_: دولة إبليس إلى يوم القيامة؛ وهو (يوم) قيام القائم، ﴿ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾[سورة الليل (92): 2] وهو القائم أرواحنا له الفداء - إذا قام[و تجلّى].. وعنه في بحار الأنوار 398/24 (باب 67) حدیث 120.
المنكر (1).. غشى (2) أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في دولته التي جرت له عليه».
تاريخ الفساوي (3)؛ قال زرّ بن حبيش: رأيت عمر بن الخطّاب: أدهم، أصلع، أعسر (4)، يمشي حافياً، مشرف على الناس كأنّه راكب (5).
ص: 448
1- في المصدر: هو الثاني، وفي بعض طبعات تفسير القمّي: فلان؛ والكل رمز لعمر بن الخطاب.
2- في نسختي الأصل عشى، وقد يكون غشي، والظاهر غش، كما في المصدر: أو غشى - بألف المقصورة، وكما في المصادر الناقلة عنه كما في الوسائل، وهو بيان لحاصل المعنى لا لأنه مشتق من الغش.. أي غشيه وأحاط به، وأطفى نوره وظلمه وغشه، ويحتمل أن يكون من باب أمللت وأمليت، كما أفاده العلّامة المجلسي (رَحمَةُ اللّه) بحار الأنوار 50/51.
3- كذا استظهاراً، والكلمة مشوشة، وقد تقرأ: النسائي أو غيره، حيث إن بعضها غير منقوط، ولعلّه: الفسوي في كتابه: المعرفة والتاريخ.
4- بل أحول - أيضاً - كما نص عليه ابن قتيبة في المعارف: 303، وقد ذكر في المنمق: 405 الحولان من قريش وعدّ منهم: عمر بن الخطاب الفاروق!
5- راجع: تاريخ الطبري 196/4، الكامل في التاريخ 430/2، تاريخ الخلفاء: 105، تاریخ دمشق 19/44 - 20، تاريخ الإسلام للذهبي 138/2.. وغيرها من المصادر.
السيّد (1):
[من البسيط]
كان الخبيثتُ ادلاماً أَدْهَماً (2) وَحشاً *** جلْفاً أسيفاً (3) كَرِية اللّون بؤّالا (4)
وكان أبْخَرَ نَجْاً أذفراً دَنِساً (5) *** في عَيْنِهِ قَبَلُ (6) يَعْنُونَ إِحْوالا
ص: 449
1- لم أجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري (رَحمَةُ اللّه) المجموع، ولا أعرف له_ا راوياً وناقلاً غير شيخنا المصنف طاب ثراه، فراجع.
2- في نسختي الأصل: إذ هما.
3- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: خلفاً أسف، ولا معنى لهما، والصحيح ما أثبتناه. والأسيف: هو الحزين الكئيب الوجه، ويأتى بمعنى الغضبان أو القصب_ان مع الحزن، والسريع الحزن الرقيق.. كما في لسان العرب لابن منظور 5/9 - 6. راجع: كتاب العين 311/7، ومجمع البحرين 23/5.. وغيرهما.
4- تقرأ في نسخة (ألف): نوالا، والكلمة غير معجمة في نسخة (ب)، أثبتنا ما استظهرناه.
5- صدر البيت مشوش وغالبه غير منقوط، أثبتنا ما استظهرناه.
6- القَبَل - لغة -: هو أن تقبل العين نحو الأنف، أو إقبال سواد العين على المحجر، كما في كتاب العين 168/5. وفي لسان العرب 542/11: إقبال إحدى الحدقتين على (عَلَيهِ السَّلَامُ)خرى.. وذكر أقوالاً أخر.
وكانَ أكْتَفَ (1) مُوطَى الأَنْفِ (2) ذا عُنُقِ *** وَقْصاءَ (3) مَدْخُولة في الصَّدْرِ إدخالا
وَكَانَ أَوْضَحَ مَقْذُوراً (4) به سنن (5) *** في العَيْنِ يُشْبِهُ فِي التَّشْبِيهِ ب_طَّالا
يَدُ اليَسار لَهُ يُمْنى وَيُمْنَتُهُ (6) *** تُلْقَى (7) اليَسارَ كَمَنْ قَد قال شلّالا
ص: 450
1- في نسخة (ألف): الأكشف: الذي تنبت له شعرات في قصاص ناصيته ثائرة لا تكاد تسترسل، والعرب تتشائم به. راجع: لسان العرب 300/9 مادة (كشف). أو أكثف، وفي (ب): السف، ولعلّه: أكسف، فليلاحظ، وما أثبتناه هو الظاهر، ويراد منه: المائل الكتف، أو الذي في كتفه وجع ومرض، والأخیر هو الأظهر.
2- في نسختي الأصل: العنف، وما أثبتناه هو المتعين.
3- تقرأ الكلمة في في نسختي الأصل: فضا، وما أُثبت استظهرناه. والوَقصُ: قصر العنق ودخولها في الصدر، فالمذكر: أوقص، والمؤنث: وقصاء.
4- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل: مقدوراً.
5- كذا؛ ولعلّها (وَسَنُ) أو (سِنَةٌ)، والمعروف في أوصاف عمر أنه أحول، فلعلها (حَوَل)، أو (رَمَصُ).. وما شابههما.
6- في نسخة (ألف): يمينه.
7- في نسختي الأصل: يلقى.
ونشأ المنكر بمكّة، وكان يتّجر في الجاهلية في الأدم (1) يسافر به (2).
وروي أنّه كان قصّاباً (3).
البشنوي (4):
[من الطويل]
وليس بقصاب وليس بقارن *** يَؤُمُّ (5) بِقَوْمٍ (6) لِلَّذِي جَعَلُوا لَهُ
أَمُسْتَأجَرُ بالخِلْفِ دُونَ إهابِهِ *** يَعِيبُ (7) عليهِ ما جَناهُ سَبِيلُهُ
ص: 451
1- الأدَمُ: جمع الأديم.. وهو الجلد المدبوغ، كما في مجمع البحرين 7/6.
2- قال في المنمق: 130[وفي طبعة: 147]: كان عمر بن الخطاب خرج مع عمارة بن الوليد بن المغيرة أجيراً إلى الشام أو إلى اليمن..
3- كما وقد جاء في كثير من النصوص التاريخية: أن عمر كان حطّاباً؛ كما في غريب الحديث 392/3.. وغيره وفي الفائق 275/2[330/2] قال:.. إنّه مرّ بضجنان، فقال[عمر]: رأيتني بهذا الجبل أحتطب مرة وأختبط أُخرى.. إلى آخره. وجاء في حلية الأوّلياء 257/9:.. وقد كان عمر بن الخطاب يحمل الطعام إلى الأصنام.. ولا منافاة بين هذه الأقوال؛ إذ الكلّ ممكن في وقت دون آخر، أو مقارناً.
4- قد سلفت هذه الأبيات قريباً، وذكرنا ما بينها من فروق، فراجع.
5- في نسختي الأصل: يام.
6- هذا هو الصحيح، وفي نسختي الأصل: لقوم، يقال: (وإلّا ما) يؤمّ بهم.
7- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسخة (ألف)، ومطموسة في نسخة (ب).. والعجز كلّاً لا إعجام فيه، وقد سلفا قريباً.
وَمِنْ وَرِقٍ (1) فِي كُلِّ يومٍ ثَلَاثَةٌ *** وتاليه بالسّتّ (2) الصّحاح (3) أكِيلُه
يعني بذلك: أنّه لما ولي الأوّل جعلوا له في كلّ يوم ثلاثة دراهم وخلف (4) شاة، ومنعوه رأسها وإهابها، فلمّا ولي الثاني قال: لا تسعني الذي كنتم تُجْرُونَهُ على أبي بكر؛ لأن المسلمين قد كثر وا..
ففرضوا له ستة دراهم ورأس جزور وعنقه كل يوم سوى ما كان فرض لنفسه من العطاء مع المهاجرين والأنصار...
فصار ذلك سنّة في تعليم القرآن وحكم القضاة، وحديث القصاص، وتأذين المؤذِّنين، وأمّامة الإمام، وقراء تهم عليه في شهر رمضان، وجعل الآبق والدابة، والله تعالى:[يقول: (اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً) (5)، (قُلْ ما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) (6).
ص: 452
1- في نسختي الأصل: ودق.
2- في نسخة (ألف): وثاملة بالسب، أو وناملة بالسبّ، وفي نسخة (ب): وثابلثه بالسبّ.
3- ما أُثبت هو المتعين؛ لأنهم فرضوا لخليفتهم - كما قيل - ست دراهم صحاح، ولا نعلم لماذا تعدى على بيت المال وأخذ منه ما شاء، ومات ولم يرجعه!!
4- كذا استظهرنا؛ وفي نسختي الأصل: حلف، وما أُثبت أظهر، وهي حلمة ضرع الناقة.
5- سورة يس (36): 21.
6- سورة ص (38): 86، وانظر: سورة الشورى (42): 23.
قال: وروي أنه كان يبيع الإبل.
وقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) (1) - في كلام له -: «هل كان زفر يصلّي (2) إلا أن يبيع الإبل؟! وما كان لزفر شيء إلا وأنا أحق به، وإنما كان من حي أخمل قريش حسباً، وأبطأهم عن الخير ذكراً (3)، وأقلهم عدداً، وأبطأهم دخولاً (4)..
فلمّا رفعه الله ودارت الأُمور.. أعلن لنا ما كان في قلبه، وَحَدَّ (5) لنا سيفه، وأعانه على ذلك أنذال (6) قريش وأهل الجهل، ومن كان يطلبنا بثارات (7) في الجاهلية..
فصار رفيعاً بعد الضَّعَة، وعليّاً بعد الشفل، وحالف (8) الأوّل علينا، فسمّوا أنفسهم الأسماء، وعدلوا [ع_] _مّا كان لنا.
ص: 453
1- لم أجد لحديثه هذا - صلوات الله عليه - مصدراً فعلاً.
2- في نسخة (ب): صلّى.
3- في نسختي الأصل: ذكروا.
4- كذا؛ والظاهر أنّ المراد: أبطاهم دخولاً في الإسلام، ولعله: أبطأهم ذحولاً.. أي أبطأهم في إدراك الذحُول؛ وهي الثارات.. أي أنّهم ضعفاء أذلّة.
5- في نسخة (ألف): وينحد، أو تقرأ: يتخذ، وهي غير منقوطة في نسخة (ب).
6- الكلمة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل.
7- الكلمة في نسختي الأصل: بثارتا، أثبتنا ما استظهرنا، ولعله: بثارنا، والمقصود: بثاره.
8- في نسخة (ألف): خالف.
والله لو كان لي بعض أعوانهم؛[م_] _مّن يصدُق الحرب ويصبر (1) على الضرب لكافحتهم (2).. ولكنَّ القوم خذلوني ودفعوني عن حقي، وأنا المقدّم بها، والمخصوص لها.. والله يجزي (3) عادة (4) بفعلهم وإليه المصير».
ورأت عجوز (5) الصهاك (6) في ملكه، فقالت: يا زفر! عهدتك وأنت تسمّى: عميراً! في سوق عكاظ، تصارع الصبيان (7).. فلم تذهب بك الأيام حتّى [سُمّيت: عمر، ثمّ لم تذهب الأيام حتّى] سُمِّيت: أمير المؤمنين!.. فاتّق الله
ص: 454
1- في نسخة (ألف): يصير، وهي غير منقوطة في نسخة (ب).
2- في نسختي الأصل: أكافحتهم.
3- هذا ما استظهرناه من الكلمة، فقد تقرأ في نسخة (ألف): يجري، وهي غير منقوطة في نسخة (ب).
4- كذا؛ وهي محرّفة عن (غَدَرَةً)، أو (عَدِيّاً).
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، أُثبت ما استظهرناه من المقام معنىً. والمقصود بها هي: خولة بنت مالك بن ثعلبة.. اختلف في اسم أبيها، وهي امرأة عبادة، كما تعرّض لذلك ابن حجر في الإصابة 282/41382/4 - 283 برقم 361 طبعة مصر]، قيل: قد نزل في حقها صدر سورة المجادلة: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.. ﴾ إِلى قوله عزّ اسمه: ﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [سورة المجادلة (58): 1 - 4].
6- في نسخة (ب): الصهاكي، وكلاهما رمز لعمر، وما في المتن ممّا قرّره لنفسه المصنف (رَحمَةُ اللّه) في ديباجة كتابه.
7- في الإصابة: تروّع الصبيان بعصاك.. وفي الاستيعاب: ترعى الضأن بعصاك..
في الرعية؛ فإنّ من خاف (1) الوعيد قرب منه البعيد (2)، ومن خاف الموت خَشِيَ الفوت (3).
........(4):
[من الطويل]
يَصُولُ أَبُو حَفْصٍ عَلَيْنَا بِدَرَّةٍ *** رُويداً؛ فإِنَّ المَرْءَ (5) يَطْفُو ويَرْسُبُ
كأنتَكَ لَم تَتْبَعْ (6) حُمولَةَ مَا قَطٍ (7) *** لتشبعَ إنَّ الزادَ شَيْءٌ مُحَبَّبُ
ص: 455
1- في نسخة (ب): ضاف.
2- في الإصابة والاستيعاب: واعلم أنّه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد.
3- انظر القصة في: الإصابة في معرفة الصحابة 282/4 - 283 برقم 381[الطبعة المحققة 116/8]، ومثله في الاستيعاب 722/2 - 283/4723 من الطبعة المحققة] في ترجمتها، وتاريخ المدينة المنورة 394/2، وكذا في صفحة: 774، والمناقب للشيرواني: 326.. وغيرها.
4- هنا فراغ في نسختي الأصل بمقدار كلمة، نحتمل كونه اسم الشاعر. أقول: الشعر لرجل من يهود خيبر اسمه سمير بن أدكن، انظره وشعره في رسالة الغفران، وعنه في معجم الأدباء للحموي (في ترجمة أبي العلاء المعري) 336/1.
5- في معجم الأدباء ورسالة الغفران: رويدك إنّ المرء..
6- كذا في رسالة الغفران؛ والكلمة وما بعدها سقطت من نسخة (ب)، وكلّ الكلمات غير معجمة أو غير منقوطة، وفي معجم البلدان: مكانك لا تتبع.
7- الماقط: البعير المهزول.. فهو البعير الذي لا يتحرك هزالاً؛ كما في لسان العرب 406/7.. وغيره، وقد سقطت هذه الكلمة من نسخة (ب).
فلمّا بعث النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) و أظهر الإسلام، فما سُمِعَ ولا عُلِمَ (1) أنّه منذ ذلك اليوم إلى وقت الهجرة كانت معه (2) معونة أو نصرة للنبي (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) مع ما كان يلقى من قريش؛ بل كان خاملاً فيها [حتّى] كانت الهجرة، فلمّا استقروا بالمدينة كان أمره (3) في خطبة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ)، وفي سدّ بابه في المسجد واعتراضه في ذلك كأمر الأوّل، ولقد سأل موضع الكوة ينظر منها فما شُفّع.
وكان مبدأ أمره في الإسلام ما ذكره محمّد بن إسحاق (4): أنه لما نزل قوله: (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾ (5) قالت قریش: لا نرضى بآبائنا وأُمهاتنا وأنفسناكما يقول يتيم أبي طالب.
فقال أبو جهل: عليّ لقاتله مائة من النوق..
فقام عمر، وقال: الضمان صحيح يا أبا الحكم؟!
فقال: نعم.. فأشهدوا على ذلك الأوثان.
ثم استقبل نحو النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، فسأله رجل عن خروجه، فقال:
ص: 456
1- الكلمة مطموسة في نسخة (ب).
2- كذا؛ والظاهر: منه.
3- سقطت هذه الكلمة من نسخة (ب).
4- لم نعثر على هذه الواقعة في المقدار المطبوع من سيرة ابن إسحاق.
5- سورة الأنبياء (21): 98.
لقتل ابن أبي كبشة؛ قال: وأين بنو هاشم عن ذلك؟ فذهبا فلقيا جذعة مقمّطة للذبح.. فنادت: يا آل ذريح (1)! قد جاءكم رسول يصيح، بلسان فصيح، يدعوكم إلى أمر نجيح، بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمّداً رسول الله..
وفي تاريخ الطبري (2): أنّ عمر قال لي -[أي] عبد الله بن كعب [مولى عثمان] -:.. لقد كنّا في الجاهلية [على شرّ من ذلك:] (3) نعبد الأصنام، ونعتنق الأوثان..
ثمّ قال - بعد كلام له -:
.. إذ سمعت من جوف (4) العجل [صوتاً ما سمعت صوتاً قط أنفذ منه، وذلك قبل الإسلام بشهر أو شيعه (5) يقول:] يا آل ذريح! أمر نجيح، رجل يصيح، يقول: لا إله إلا الله.. قال: فأسلم الرجل (6).
ص: 457
1- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، أثبتناها من الطبري وابن هشام.
2- تاريخ الطبري 296/2 – 297 [طبعة الأعلمي 45/2]، وأورده ابن هشام في سيرته 136/1.. وغيرهما.
3- كذا؛ والعبارة غير مستوية.
4- في نسختي الأصل: صوت، بدلاً من جوف.
5- كذا في سيرة ابن هشام؛ قال السهيلي: أو شيعة.. أي دونه بقليل، وشيع كلّ شيء ما هو تبع له، وفي نسخة (أو سنة)، والأجود ما أثبته عن ابن هشام، كذا في حاشيةتاريخ الطبري.
6- لم يرد الذيل (فأسلم الرجل) في تاريخ الطبري.
وفي تكملة (1) اللطائف (2): توجّه عمر نحوه، فرأى نفراً من بني خزاعة يصالحون عند هبل، فنطق هبل:
[من الرجز]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ذَوو الأجْسَامِ *** مَا أَنتُمُ وَطَائِشُ (3) الأحلام؟!
ومُسْنِدُ الحُكْمِ إِلى الأَصْنَامِ *** كُلُّكُمُ أراهُ كالأَنْعَامِ (4)
أمَا تَرَوْنَ (5) ما أَرَى أَمَامِي *** قَدْ لاحَ في الباطِنِ (6) من ته_امِ
قَد جَاءَ بَعدَ الكُفْرِ بالإسلام *** يَأمُرُ بِالصَّلاة والصيام
ص: 458
1- في نسختي الأصل: تكلمة.
2- تكملة اللطائف: هو مجهول المؤلّف، مفقود النسخة.:. أقول: ينقل عنه المصنّف (رَحمَةُ اللّه) مكرّراً كما قاله شيخنا الطهرا في الذريعة 4/416، وجاء في الذريعة: إنّه ينقل عنه المولى معين الهروي، كما وقد نقل عنه المصنف (رَحمَةُ اللّه) في المناقب 83/1 وعنه البحار في 17/380.
3- في نسخة (ألف): فطايش.
4- البيتان في الغدير هكذا: [من الرجز] يا أيها النَّاسُ ذَوُو الأجسامِ *** من بَيْنِ أَشياخ إلى غُلامِ ما أنتُمُ وطَائِشُ الأحلام *** ومُسْنِدُو الحُكْمِ إِلى الأصنامِ ..وقد ذكر فيه وجوه آخر وزيادات.
5- لعلّها تقرأ: زول، والكلمة مشوشة، وأثبتنا ما استظهرنا منها، وظاهر الأصل بنسختيه: نزول.
6- في الغدير عن أبي نعيم: قد لاح للناظر.
وَالأمْرِ بِالصَّلاتِ لِلأرحام *** ويَزْجُرُ النَّاسَ عَنِ الآثام (1)
فلمّا سمعوا ذلك، نسوا خصومتهم وأسلموا (2) جميعاً، وكان هو توجّه نحو النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )، إذ قيل له: إنّ أختك قد أسلمت وخبّاب بن الأرت يعلّمها سورة طه، فجاء إليها وضربها (3).
وفي اعتقاد السنّة عن الأشنهي (4) أنّه: لما ضرب عمر أُخته بسبب الإسلام،
ص: 459
1- لم يرد البيتان الأخيران في مصدر، وانظر هذه الرجز ورواياته المختلفة في الغدير 12/2 - 13. عن جملة المصادر. وانظر: كنز العمال 552/12، والبداية والنهاية 419/2، وإمتاع الأسماع 399/3، و 12/4.. وغيرها.
2- في نسختي الأصل: وأحلموا، وهي محرفة عن المثبت. راجع: البداية والنهاية 419/2 ففيه: فلمّا سمعنا ذلك تفرّقنا عنه [أي عن الوثن]، وأتينا النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فأسلمنا.
3- العبارة مشوش بعضها ومطموس بعضها الآخر في نسختي الأصل، واخترنا ما أثبتناه، وهو الصواب. راجع: غريب الحديث لابن سلام 260/1، والفائق في غريب الحديث للزمخشري 115/4[وفي طبعة 410/3، وطبعة أخرى 110/4]، وكنز العمال لهندي 607/12/27].. وغيرها.
4- فی نسختي الأصل: الأشتهي، والصحيح ما أثبتناه. وقد حكى عنه المصنف (رَحمَةُ اللّه)بعنوان: اعتقاد الأشنهى فى مناقبه 72/2، وصفحة: 121، و 319/3 [طبعة قم، وفي طبعة النجف الأشرف 346/1، وصفحة: 386، و 102/3]. وقد جاء في شرح الإحقاق 170/3، و 8/4.. وغيرهما. أقول: هو الأشنهى؛ أبو الفضل عبد العزيز بن على بن عبد العزيز (المتوفى سنة 550 ه_). راجع عنه: طبقات الشافعية،171/7، وسلم الوصول 284/2، وشرح إحقاق الحق 74/3.. وغيرها.
وسال الدم منها، بكت، ثمّ قالت: ابن الخطاب! ما كنت فاعلاً فافعل، فقد أسلمتُ! فقال: ما هذا الكتاب؟ أعطينيه.
فقالت: لا أعطيك، لست من أهل (1)، أنت لا تغتسل من الجنابة ولا تطهر،:وهذا لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ) (2).
وفي حلية الأوّلياء(3) في خبر[عن ابن عباس: قال] (4)..... (5) لي أنّه لمّا قصد دار النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) خرج النبيّ (عَلَيهِ وآلِه السَّلام) وأخذ بمجامع ثيابه، ثمّ نثره
ص: 460
1- كذا؛ والظاهر: أهله.
2- سورة الواقعة (56): 79.
3- حلية الأوّلياء 1/40 - 41 نقلاً بالمعنى مع اختصار في المتن بل اختلاف. انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 285/1 – 288.
4- بالمعنى عن حلية الأوّلياء.
5- ه_نا بياض في نسخة (ب)، إلّا أنّ العبارة جاءت متصلة في نسخة (ألف)، والظاهر وجود سقط.
نثرة (1) [فما] تمالك (2) أن وقع على ركبتيه، وقال: ما أنت بمنته (3) يا عمر؟!.. فأسلم عمر (4).
وروي (5): أنّه أنشأ عمر أبياتاً، منها:
[من البسيط]
وقد ظَلَمْتُ ابْنَة الخَطَّابِ ثُمَّ هُدِي *** قَلْبي (6) عَشِيَّةَ قَالُوا: قَدْ صَبَا عُمَرُ (7)
ص: 461
1- وردت الكلمتان مشوشتين وغير منقوطتين، وتقرأ هكذا: ثم سره سره، وما هنا من الحلية، والمراد من النثرة هو رميك الشيء بيدك متفرّقاً، كما في كتاب العين 219/8. ولاحظ: النهاية 15/5، ولسان العرب 192/5 - 193، وتاج العروس 554/3.. وغيرها. ولعلّ الاصوب: نتره نترة، حيث قد أخذ بمجامع الثوب.
2- في نسختي الأصل: طهما لك، وما أثبت من المصدر.
3- في نسخة (ب): بمنية، وفي نسخة (ألف): بمنيته.
4- انظر عن مبدأ تظاهر عمر بالإسلام.. مجمع الزوائد 62/9، المعجم الكبير 97/2، البداية والنهاية 41/3، السيرة النبوية لابن كثير 441/1، تفسير القرطبي 42/8، الدر المنثور 269/6، وكذا في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 48/30 - 50 و 52 قال: وكانت الدعوة يوم الأربعاء فأسلم عمر يوم الخميس! ولاحظ منه 31/44
5- وهي أبيات كثيرة نسبت له - وذلك حين تظاهره بالإسلام - ذكر منها في تاريخ مدينة دمشق 43/44 ثمانية، ولاحظ: سيرة ابن إسحاق: 163 برقم 224، والروض الأنف 21/1، والشعر في المغازي والسير: 184، والبداية والنهاية 81/3.. وغيرها.
6- في بعض المصادر كتاريخ مدينة دمشق -: هدى ربي، بدلاً من: هُدِي قلبي.
7- كما جاءت عليه نصوص صريحة صحيحة عندهم في أنه صبا، انظر: كتاب البخاري 24/4 (باب إسلام عمر بن الخطاب!).. وغيره.
وَقَدْ نَدِمْتُ عَلى ما كانَ مِن زَلَلِ (1) *** وظُلْمِها (2) حينَ تُتْلَى عِنْدَها السُّوَرُ
وفي تاريخ الطبري (3): أنّه قال عبد الله بن ثعلبة بن صعير (4): أسلم عمر بعد خمسة وأربعين رجلاً، وإحدى وعشرين امرأة.
الشريف الرضي (5):
[من الطويل]
يُفَاخِرُنا قَوْمٌ بمَنْ لَمْ يَلِدْهُمُ *** بِتَيْمٍ إِذا عُدَّ السَّواب_قُ أَو عَدِيْ
ويَنْسَونَ (6) مَنْ لَو قَدَّمُوهُ لقَدَّمُوا *** عِذار جوادٍ (7) فِى الجِيادِ مُقَلَّدِ
ص: 462
1- في نسخة (ألف): ذلك أو زلك، وفي المصادر: زلل.
2- في بعض المصادر: بظلمها.
3- تاريخ الطبري 200/4 بنصه. ولاحظ منه: 335/2 [طبعة الأعلمي، وفي طبعة بيروت 271/3].
4- فی نسختي الأصل: شعير، والصحيح ما أثبت كما في تاريخ الطبري، وكذا في الطبقات 269/3، وتاريخ مدينة دمشق 40/44.. وغيرهما.
5- ديوان الشريف الرضي (رَحمَةُ اللّه) 359/1 ضمن قصيدة قالها بعد ما بلغه عن بعض قريش افتخاره على ولد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)..
6- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسختي الأصل، وقد تقرأ فيهما: لبنون، أو: بينون، وما أثبتناها من المصدر
7- في نسختي الأصل: جواد عداد! أو علاد.
فتی هاشم (1) بعدَ النبيّ وباعها *** لِمَرْمَى (2) عُلا أو نَيْل (3) مَجْدٍ وسُؤدد
وَلَو لَا عَلِيٌّ مَا عَلُوا سَرَوَاتِها (4) *** وَلَا جَعْجَعُوا (5) مِنْها بِمَرْعَى وَمَوْرِدِ
أَخَذْنا عَلَيْكُمْ (6) بِالنبيّ وفاطم *** طلاعَ المَسَاعِي مِنْ مَقامِ وَمَقْعَدِ
البشنوی (7):
[من البسيط]
يَا أُمَةٌ رَغِبَتْ عَنْ رُشْدِ هَاتِفِها (8) *** وَمِلَّةً لَحِقَتْ فِي الغَيِّ بِالمِلل
ص: 463
1- في نسختي الأصل: بنو هاشم، والمثبت عن الديوان.
2- في نسختي الأصل: بأرمى.
3- في نسخة (ب): نبل، وفي نسخة (ألف): أنيل.
4- فی نسختي الأصل: برواتها.
5- الكلمة مشوشة في نسخة (ب) واستظهرناها من نسخة (ألف).
6- كذا في شرح النهج لابن أبي الحديد 54/6.. وغيره، وفي المصدر: عليهم.. بدلاً من: عليكم.
7- سلف الحديث عن الشاعر وشعره، وله لاميات مرّ الحديث عنها فيما سلف، فلاحظ، كما وله عدة أبيات ب(عَلَيهِ السَّلَامُ)م المكسورة جاءت في المناقب وغيره، وليس منها هذه الأبيات، وأحسبها من متفردات مجموعتنا هذه.
8- الكلمتان غير منقوطتين ومشوشتان جداً، أُثبت ما استظهر منهما.
جَعَلْتُمُ أَهْلَ بَيْتِ المُصْطَفَى تَبَعاً *** للتابعينَ بِالخَدِيعَةِ لا (1) العَمَلِ؟!
السَّائِلِينَ لَهُمْ عَنْ كُلِّ مُشْتَبِه *** والمُقْتَدِينَ بِهِمْ في كُلِّ مُشْتَكِل
تَبّاً لأُمَّةِ سُوءٍ صَيَّرَتْ حَسَداً *** أذْنابَها (2) مَوْضِعَ التِّيجَانِ (3) بالخَطَلِ
يَا سَامِريَّاً بَدَتْ فِي العِجْل فَلْتَتُه (4) *** حَكَمْتَ بالقتل فيها حُكْمَ ذِي خَبَلِ (5)
الشاعر:
[من الخفيف]
مَا دُلامٌ إِلَّا كَجِيفَةِ كَلْبِ *** والضَّرُورَاتُ أَحْوَجَتْنَا إِلَيْهِ
(فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغِ وَلَا عَا *** دٍ فَلَا إِثْمَ) (6) في الكِتابِ عَلَيْهِ
ص: 464
1- في نسخة (ألف): واو.. بدلاً من: لا.. وكلّ العجز مختل الوزن، وصوابه بأن يكون مثلاً: للتابعين لهم؛ بالخَدْعِ لا العمل.
2- في النسخ: وأدنابها، والواو زائدة فلم نثبتها.
3- فی نسخة (ألف): السحان، وقد تقرأ الكلمة في نسخة (ب): السيحان - بدون تنقيط، في والظاهر أنّهما مصحفتان عن المثبت.
4- الكلمة غير منقوطة، ويحتمل فيها غير ذلك، ولعلّها: قبلته.
5- الكلمة غير منقوطة، وفى نسخة (ألف): حبل، ولعلّها: حيل.
6- سورة البقرة (2): 173
يا عجباً! قاسوا قِطَعَ الظلام إلى البدر التمام، لمّا احتجب [ب_الغمام، فيا للأفكة من الطَّغام السوام، أبناء اللئام، وأشباه الأنعام، وجَهَلَة الأقوام، كيف يقاس أخو رسول الله (عليه و آلهما السلام) إلى ابن الخطاب؟!!..
يا للعجب! من أولاد الذئاب، وسُكَّان اليباب (1)، وغيلان (2) الخراب، وأَكَلَةِ الثَّراب (3)، ومنتجعي السراب، وَبيِّنِي (4) الارتياب(5).
ابن حمّاد:
[من البسيط]
يَا مَن يَقِيسُ بِهِ مَن لَا (6) يُشاكِلُهُ *** دُونَ الوصول إليه مَسْلَكَ حَرِجُ (7)
ص: 465
1- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل؛ إلا أن الظاهر ما أثبتناه، ويراد منها: الخراب، وتأتي بمعنى القفر، وهي الأرض التي لا ماء فيها ولا نبات. راجع: تاج العروس 501/2.. وغيره.
2- الكلمة مطموسة كلاً في نسخة (ب).
3- الثَّراب: جمع التَّرْبَة، وهي القطعة من الشحم الرقيق المبسوط على الكرش والأمعاء. انظر: الطراز الأوّل 317/1 مادة (ثرب).
4- في نسختي الأصل: وبيّن، وهي مصحفة عن المثبت.
5- يا حبذا الشيخي المصنف (رَحمَةُ اللّه) أن يسمح لي بتقبيل يديه وشفتيه!
6- لا توجد (لا) في نسخة (ألف).
7- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: خرج، وما أُثبت هو الصحيح، يقال: المسلك الحرج: وهو الضَّيِّق.
بَهَتَّ (1) الحَقَّ (2) بِالبُهِتَانِ مُعْتَمِداً (3) *** فَالبَهْتُ مُستَقْبَح عندَ الوَرَى سَمِجُ
بَينَ الإِمَامِ الَّذِي يَهْدِي.. إلى رَجُلٍ *** لا يَهْتَدِي، أو يَهدِّي فَاعْلَمَنْ دَرَجُ (4)
واللهِ مَا كَانَ تَقدِيمُ الدُّلام عَلَى *** مَوْلاهُ فِي قَلْبِهِ مُذْ قُطٌ يَخْتَلِجُ
وإِنَّمَا قَدَّمَ التَّيْمِيُّ تَجْرِبَةٌ *** حتّى يَكُونَ لهُ التَّوطِيدُ والفَلَجُ
أبو الحسن البصري (5):
[من الكامل]
يامَن يَقِيسُ بِهِ الدُّلَامَ جَهَالةً *** أيُقاسُ (6) راكِبُ كاهِلٍ بِرَدِيفِ؟! (7)
ص: 466
1- قد تقرأ الكلمة: يبهت، أو: ينهب، أو: نهت، وهي غير منقوطة.
2- ولعلّه: أتبهتُ الحق؟! وهو أقرب ظاهراً.
3- الكلمة مطموسة في نسخة (ب).
4- أقول: قد اقتبس هذا المعنى من قوله تعالى: ﴿ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لا يَهدِّي إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [سورة يونس (10): 35].
5- في نسخة (ب): القصري.
6- في نسخة (ألف): اتعاس، وفي نسخة (ب): أنفاس.
7- في نسخة (ألف): ردين، والكلمة في (ب) مطموسة، وأثبتنا ما استظهرناه منها.
الناشئ (1):
[من الرمل]
قُلْ لِمَنْ لامَكَ فِي حَقِّهِمُ *** ما عَلِيٌّ ودُلامٌ بِسَوا (2)
الحميري (3):
[من الطويل]
يَضِحُونَ إن قلنا: ابنُ عَم نبيّنا *** أحبُّ إلينا مِنْ قَينع (4) ومِنْ زُفَرُ
فَمَا حَج بيت الله بَعدَ محمّدٍ *** أحَبُّ إِلَينا مِنْ عَلِيٌّ وَلا اعْتَمَرْ
وَمَا أَحَدٌ فِي النَّاسِ إِلَّا محمّد (5) *** لَدَى اللهِ خَيْراً مِنْهُ وَلا أَبُو البَشَرُ
ص: 467
1- لم أجد لشاعرنا هذا مصدراً لشعره سوى ما أثبت في بعض المجاميع، ولم أجد فيها هذا الشعر، فلاحظ.
2- في نسختي الأصل: بسرا.
3- لم أجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري (رَحمَةُ اللّه) المطبوع، وكذا ما يليها، كما ولا نعرف لها مصدراً آخر.
4- الكلمة في نسختي الأصل قنيع، والظاهر ما أثبتناه، وهي معكوس كلمة: عتيق؛ كناية عن أبي بكر.
5- عجز البيت الأوّل وصدر هذا البيت محذوف كلاً من نسخة (ألف)، وما أثبتناه هو الصواب، كما في نسخة (ب).
وإنّي بِتَفْضِيلي عليّاً عَلَيْهِمُ *** إذا أنْقُلُ البُهْتَانَ مِنْ ذاكَ واعْتَذَرُ
كتَفْضِيل نُورٍ للمُنِيرِ عَلَى العَمَى *** ومُفْتَضِل (1) العَوْدِ العِشَارِ (2) عَلَى العُشَرْ (3)
وله (4):
[من البسيط]
إن قُلْتُ: إِنَّ (5) عليّاً عندَ خَالِقِهِ *** خَيرٌ غَدَاً (6) مِن [أبي] رَكْبٍ (7) وَمِن زُفَرِ (8)
ص: 468
1- الكلمة غير منقوطة، أُثبت ما استظهر منها معنى.
2- في نسخة (ب): العشير. أقول: العود: هي الإبل المسنة، والعشار: هي الإبل التي بلغ عمرها عشر سنين، أو الحامل لعشرة أشهر. راجع: كتاب العين للفراهيدي 245/1 - 249، ولسان العرب لابن منظور 571/4.. وغيرهما. وفي مجمع البحرين 403/3 إنّها الحوامل من الإبل، واحدتها عشراء، وهي التي عليها من الحمل عشرة أشهر.
3- قد تقرأ في نسخة (ب): الغشر. أقول: الظاهر أنّ الكلمة هى (العُسَر) أو (العَسَرْ).. أي عسيرة الحمل. قال الشاعر: والحرب عشراء اللقاح مغزي.. أي تلقح لقاحاً عسراً.
4- أورد البيتين البياضي (رَحمَةُ اللّه) في الصراط المستقيم الصراط المستقيم 247/1 من دون أن ينسبهما.
5- لا توجد (إنّ) في نسخة (ألف).
6- الظاهر أنّ الكلمة مأخوذة من غدا يغدو بمعنى صار يصير، فالأوّلى أن تكون الجملة: خيراً غدا.
7- أبو ركب رمز لأبي بكر بن أبي قحافة، وركب مقلوب: بكر. وقد ورد في الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 161/1، وقد سقط من النسختين هنا لفظ (أبو).
8- رمز لعمر بن الخطاب. وقد فصل القول فيه في الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 271/2 - 273، وذكر له جملة مصادر، وقد جاء بهذا اللفظ في رواياتنا كثيراً.
عَجَّتْ عَصَائبُ (1) مِن قَوْلي وَسَاءَهُمُ *** وَلَسْتُ مِنْهُم - وإن عَجُوا - بِمُعْتَذِر (2)
شاعر:
[من الطويل]
يَقِيسُ بِهِ مَنْ لَستُ أَرْضَى بِعَبْدِهِ *** يَكُونُ لَه مِنْ جِلْدِ (3) قائِسِهِ نَعْلاً (4)
***
ص: 469
1- في في نسختي الأصل: الأصل: عجيب عصايب، وما أُثبت أظهر، تبعاً للبياضي في الصراط المستقيم.
2- كذا البيت في الصراط؛ وهو في نسختي الأصل مشوش اللفظ والمعنى.
3- في نسختي الأصل: حدّ، وما أثبت هو الصحيح.
4- العجز في نسختي الأصل مشوش لفظاً ومعنى، ولعلّه يقرأ هكذا يكون له من حدّ قاسيّة بعلاً، وما أثبت استظهار من اللفظ والمعنى.
المحتوى - الفهرست التفصيلي
ص: 471
المحتوى للجزء الرابع من مثالب النواصب
آية.. ابتهال.. رواية.. شعر...3
نماذج من نسختي (ألف) و (ب) من الكتاب - المبدأ والمنتهى...7
مسرد هذا المجلد...11
القسم الثاني
في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين تتمة الباب الأوّل في: أبي الشرور
الفصل الخامس
في غصب الأوّل
(13 - 59)
في قوله سبحانه: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ..)...15
قوله تعالى: ﴿ يَستَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾...16
في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾... 16
في قوله تعالى: ﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي أَوْ تُمِنَ أَمَأنّه..﴾... 17
في قوله عزّ وجلّ: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ...﴾... 17
ص: 473
في قوله عزّ من قائل: ﴿ وَأَعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ...17
في أحاديث في الخمس وما فعل به الخليفة...18
إجماع فقهاء القوم بأن النبيّ كان يقسم الخمس من الغنائم في بني هاشم...19
قطع الأوّل سهم ذوي القربى وسهم المؤلفة قلوبهم...22
في أسباب نزول قوله سبحانه: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ﴾...23
صنيع عمر بن عبد العزيز في إرجاع سهم ذوي القربى لأهله...24
أبيات أبي فراس(7)...25
غصب الخليفة لفدك وردّها لشهادة الصديقة(عَلَيهَا السَّلَامُ) ومن صدقها...26
بيت دعبل...26
بيت بعض السادة...26
قبول الخليفة دعاوي جمع من الصحابة بدون بيّنة...28
ما فعله المأمون في ردّه لفدك على ولد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)...30
صنيع عمر بن عبد العزيز والمأمون بفدك وإرجاع سهم ذي القربى لأهله...34
بيتان لعمر بن عبدالعزيز...37
أبيات الرضي(3)...37
بيتان للفرزدق...38
بيت لمجهول...39
ما قاله معاوية لما وقف على سقيفة بني ساعدة...39
موقف الثاني مع العباس في الإرث...39
كلام الثاني مع الأوّل فيما لو ردّ فدك... 40
ص: 474
ممانعة الثاني للأول لإرجاع فدك...40
أبيات السروجي(3)...42
منازعة العباس لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند الخليفة...43
قصة هشام بن الحكم عند هارون في منازعة العباسي...45
أبيات ابن علوية(7)...47
أبيات عبد الرحمن نصير ( 4)...49
أبيات أبي هاشم الجعفري(5 )...49
أبيات القاضي ابن قريعة(3)...52
أبيات البرقي (7)...53
أبيات دعبل (عَلَيهِ السَّلَامُ)ئمي (11)...54
أبيات الكميت المحكوم عليها من السيد الحميري(3 )...57
ردّ السيد الحميري على الكميت ( 9)...58
الفصل السادس
في ظلم حبتر
(179_71)
وجه نزول قوله سبحانه: ﴿ فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ...63
في الحديث المزعوم: نحن معاشر الأنبياء لا نورث...64
ما قالته فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) سلام الله عليها عندما سمعت اجتماع الشيخين على منع
فدكها وخطبتها (عَلَيهَا السَّلَامُ)...66
ص: 475
أبيات أروى بنت الحارث بن عبد المطلب(6)...66
أبيات السيد الحميري (4)...68
خطبة الزهراء رواية ابن عباس...68
إبطال دعواهم من الكتاب الكريم...69
إبطال عملهم من السنة الشريفة...71
تهافت عملهم فيما فعلوه مع غيرها (عَلَيهِ السَّلَامُ)...73
أبيات البشنوي(6)...74
أبيات السيد الحميري (4)...74
أبيات ابن العودي النيلي(5)...75
أبيات الكميت(7)...77
أبيات أبي دهبل الجمحي(6)...79
أبيات مخمسة من محمّد بن الحسن الكلاعي...81
أبيات الواصفي(5)...82
أبيات البرقي( 4)...83
أبيات العبدي (5)...83
أبيات السيف (3)...84
أيضاً أبيات للسيف (12)...84
أبيات العوني(5)... 86
أبيات مخمسة للعوني(2)...86
أيضاً أبيات العوني (4)...86
ص: 476
في إعطاء رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) و فدكاً لفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)...88
ما فعله الثالث مع عائشة وحفصة عند ما طالباه بما كان يصل لهما أيام أبيهما...90
بيت للعوني..90.
أبيات كشواذ بن إيلاس (5)...94
مطالبة فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) عليها حقها من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ووقاحة الأوّل في جوابها...95
دور الخلفاء مع فدك...95
تاريخ تتابع الأيدي وتغاير الأحكام في فدك...95
بيت للعوني...97
أبيات أبي جعفر (3)...97
مطالبة العباس من الأوّل ما قطع له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ورفضه لذلك...98
أبيات البشنوي(4)...98
دارت فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) على المهاجرين والأنصار تستعينهم على حقه_ا في فدك فلم يعينوها...99
أمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) الله للخليفة بردّ فدك وإقالته نفسه عن الخلافة...99
أبيات الحميري (6)...101
أيضاً أبيات للحميري (11)...102
قصة الرجل اليمني مع الأوّل واجتجاجه عليه في حق الصديقة لها...104
الهاتف من وادي الجن عن ابن عباس (11)...105
تتمة أبيات الهاتف(5)...107
محاجة مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الأوّل بسبب أرض فدك...109
ص: 477
محاجة المؤلف للخليفة لفعله مع أمير المؤمنين والصديقة سلام الله عليهما...111
أمور غريبة استعجب منها المؤلف (رَحمَةُ اللّه) تبعاً للكراجكي (رَحمَةُ اللّه)...115
أبيات سلامة الموصلي(9)...121
بیتان لغیره... 123
أبيات ابن حمّاد (5)...123
أبيات أُخر لابن حمّاد ( 2) و (6)...123
توارث الأنبياء وأولادهم كتاباً وسنة...125
أبيات الناشي ( 4)...126
أبيات ابن حمّاد (6)...126
أبيات محمّد الموسوي (6)...128
أبيات أحمد بن علوية( 4)...129
الفصل السابع
في أنّ أبا جعد جعد وصاحباه لا يصلحان للإمامة
(159 - 131)
درج أدلّة ثمان فى ثبوت النّص والعصمة لمولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأحقيته...133
قصة سورة براءة وأخذها من الخليفة...137
خطبة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند قراءة سورة براءة...144
ما ثبت لمولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الله من الخصال الستة في هذا المقام...148
إلزام الخليفة بأمور عديدة تستفاد من عزله من إبلاغ سورة براءة...149
ص: 478
بيتان للبشنوي...151
بيتان لأبي حاتم...152
أبيات الحميري (5)...152
أبيات مخمسة للعوني...153
أبيات البرقي(5)...154
أبيات لغيره (3)...155
الفصل الثامن
في خيانة الجبت وشكه و فسقه
(161 - 199)
في قوله سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذين أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ..)...163
ما فعله الخليفة لما تولى الأمر في أول يوم غصبه للخلافة طلباً للرزق...165
أبيات البشنوي(5)...167
أقوال الخليفة الكاشفة عن ندمة وحسرته على فعاله وتمنياته أواخر أيامه... 168
خطبة الإقالة...175
ادعاءهم لرجل لم يدعى لنفسه الفضل...177
ما يدلّ على تيقنه أنه ظلم نفسه...178
بيت للحميري...179
أيضاً أبيات للحميري ( 5)...179
ص: 479
بيت لكشواذ...180
أبيات المؤلف (رَحمَةُ اللّه) (5)...180
ما يدل على فسقه...181
أبيات شداد الليثي (9)...182
أبيات السيد الحميري (4)...186
فيما حكاه الخليفة عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) في غلبة الروم وفعاله في و غلبة الروم وفعاله في ذلك...187
أبيات سلامة الحسني (4)...190
طلب الخليفة قضاء ما أنفقه من بيت المال!...191
نفاق الخليفة واستهزاءه بالمؤمنين...192
أبيات لمجهول (8)...194
في قوله تعالى: ﴿ وَإِذا لَقُوا الّذين آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا..)...195
مقولة الأوّل في أصحاب أمير المؤمنين الليل واستهزاء بهم...196
حكم من أحب أمير المؤمنين أو أبغضه...198
أبيات السيد الحميري (4)... 199
الفصل التاسع
في تخبط آكل الذبان
(219 - 201)
في قوله تعالى: ﴿ والّذين آتَيْنَاهُمُ الكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ...)...203
في قوله سبحانه: ﴿ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ)...204
ص: 480
في قوله عزّ من قائل: ﴿ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ..)...204
الثلاث الذي كان يود الخليفة تركها...205
مراسلات الخليفة مع أبيه...208
مكاتبات الخليفة مع مسيلمة الكذاب...209
مكاتبات محمّد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه له...210
الفصل العاشر
فيما يدلّ على كفر أبي ركب
(221 - 234)
في قوله سبحانه: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً صَالِّي)...223
سؤال أبو الهذيل لعلي بن ميثم في الدليل على كون أمير المؤمنين أولى بالإمامة منه...224
سؤال هشام بن الحكم ضرار بن عمرو الضبي عمّن تجب الولاية والبراءة...224
سؤال الكتبي للشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه)...226
إلزام بهلول ليحيى بن أكثم...227
محاجة بهلول لواصل بن عطاء...227
قول الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) لأبي بكر الباقلاني...228
مناضرة ضرار لابن ميثم...229
مقالة المجنون لعمرو بن عبيد...230
مقالة ابن ميثم لأبي الهذيل...231
ص: 481
أبيات أحمد بن يوسف (10)...232
الفصل الحادي عشر
في اصرار الفحشاء على الخطباء
(235 - 256)
في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى..)...237
توجيه الأوّل طمعه بالخلافة وغصبها لها عند أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...238
محاورة الأوّل مع أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وإقراره له وصدّ الثاني له...237
حديث طلب الخليفة إقالته عن الخلافة...242
محاورة الخليفة مع ولده محمّد وطلبه حلية أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) له...244
أبيات لشاعر (14)...245
آخر ساعات الخليفة وما قاله عنده...246
إجتماع أعلام الضلالة في الليلة الثانية من وفاة الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) ومشاورتهم وردّ العباس لهم...249
بيت للعوني...254
أبيات الحماني(7)...255
ص: 482
الفصل الثاني عشر في بدع عبد الكعبة
(257 - 269)
في تفسير قوله تعالى: ﴿ أَحْشُرُوا الّذين ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾... 260
في تفسير سورة الحمد...261
أول ظلم فى الإسلام...263
أول من دفع سهم المؤلفة قلوبهم وقوله ب_: أهل الردّة...263
الأوّل فرضه لنفسه أجرة لحكومتة...263
حكم ذبائح أهل الكتاب...264
حكم الخمس وأكل الميتة...266
حكم ما ألقاه البحر أو جزر عنه...267
الفصل الثالث عشر
في ذكر صحبة الأعرابي في الغار وذكر هجرته
(269 - 300)
هجرة الرسول الأكرم مال و افعال الأوّل معه...271
في قوله سبحانه: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا)...272
أبيات الناشي (12)...274
أبيات الحميري (3)...276
في قوله سبحانه: ﴿ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)...277
ص: 483
الفرق بين الأوّل وكلب أصحاب الكهف...277
ما أنشده كشواذ في هذا المعنى(3)...278
في جواب الحجة لا عما أشكله الناصبي على محمّد بن اسحاق...279
بيتان لدعبل...279
أبيات ابن طوطي الواسطي (6)...280
ما قاله الشيخ المفيد (رَحمَةُ اللّه) في قوله تعالى: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ...)...282
موارد استعمال الصحبة...284
بيت الهذلي...286
أيضاً بيت للهذلي بيت للأزدي...287
بيت في السيف...288
المراد من قوله سبحانه: (لا تَحْزَنْ...)...288
المراد من قوله: ﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا...)...289
مذمة العوني للأوّل في أبيات له(7)...291
المراد من السكينة في الآية الشريفة...292
احتجاج مؤمن الطاق على أبي خدرة...295
بيتان لابن حمّاد...296
بيتان لأبي مقاتل العلوي...296
أبيات إبراهيم بن سعيد الجزري(3)...297
بيتان لشاعر...298
ص: 484
في قوله تعالى: (ومَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ..)...298
أبيات البرقي(7)...299
الفصل الرابع عشر
في الكشف عن صلاة أبي دور
(332 - 301)
في تأويل قوله سبحانه: ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)...304
في تأويل قوله سبحانه: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ...)...304
في قصة صلاة أبي بكر...304
وصف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) للمرأتين ب_: صويحبات يوسف (عَلَيهِ السَّلَامُ)...306
تأخير رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) لأبي بكر عن الصلاة...307
قصة جيش أسامة...308
مؤخذات في الصلاة وما روي فيها...310
الاختلاف الكثير في نقل روايات الصلاة وكيفيتها...313
في روايتهم: (صلّوا خلف البر والفاجر)...319
صلاة جمع من الصحابة بأمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )...319
تقديمه أو توليته صلوات الله وسلامه عليه وآله لجمع من الصحابة ولم يدعي أحد منهم الخلافة...324
أبيات كشاجم (16)...325
أبيات البرقي(14)...327
ص: 485
أبيات أُخر للبرقي(10)...330
أبيات ديك الجن(10)...331
الفصل الخامس عشر
في نفقة الحائد
(333-349)
تأويل قوله سبحانه:.. إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾...335
تأويل قوله سبحانه: ﴿ وَجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالْحَقِّ)...335
مناقشة دعوى انفاق الخليفة الأوّل على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )...336
لماذا لم ينفق بعد أمر الله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ...)...339
دعوى تسمية أسماء ب_: ذات النطاقين...340
فرية كان لأبي بكر بعيرين قدم واحد منهما لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )...342
شغل والد الخليفة قبل الإسلام...342
دعوى أنّه مات ولم يخلف إلّا ناضحاً وعبداً صقلاً...343
دعوى أنه مات وعلى دين من بيت المال أربعون ألف درهم...343
تعدي الخليفة على أموال المسلمين ولم يحيط لذلك بدعوى القرص...343
في وجه نزول قول سبحانه: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى..) وفيمن نزلت...344
الآيات المادحة التي نزلت في انفاق مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...346
منها: قوله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذين آمَنُوا..) بالخاتم...346
منها: قوله تعالى: ﴿ الّذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم..)...346
ص: 486
منها: قوله تعالى: ﴿ هَلْ أَتَى على الإنْسانِ..)...347
أبيات العوني (5)...348
الفصل السادس عشر
في الآيات النازلة زوراً
(351 - 359)
في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَالسّابِقُونَ السَّابِقُونَ)...353
في قوله عزّ اسمه: ﴿ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ﴾...353
ما في الآية الكريمة من الوجهين ومناقشتها...353
في قوله تعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الّذين أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ)...355
في قوله سبحانه: ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)...355
في قوله عزّ وجل: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى..)...356
في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلا يَأْتُل أُولُوا الفَضل مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ..)...357
في تفسير المراد من قوله سبحانه: ﴿ يا أَيُّهَا الّذين آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ..)...357
في حديث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ )لأمیر المومنین (عَلَيهِ السَّلَامُ): «تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين»...357
ثبوت محبة الله سبحانه لأمير المؤمنين عاليا في حديث الراية والطير...359
في قوله سبحانه: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾... 359
ص: 487
في وصف الله سبحانه لأمير المؤمنين: ﴿ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)...359
الفصل السابع عشر
في ردّ الأخبار الكاذبة في يغوث
(361 - 387)
في فرية ما نسبوا له (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) أنّه قال: إن أحب الناس إليه عائشة ومن الرجال أبوها...363
فيما رووه: لو كنت متخذاً خليلاً اتخذت أبا بكر خليلاً...365
في فرية عن أميرالمؤمنين الا أنه قال: من فضّلني على الأوّل...367
جلدته حدّ المفترى...367
في فرية أن النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) كان راكباً والأوّل يمشي فأوحي له: أما تستحي... 368
فی قولهم: من أراد أن يرى ميتاً يمشى على وجه الأرض فلينظر إلى الأوّل...369
سمی الله أمير المؤمنين اعلام حياً: ﴿ أَوَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَناهُ)...370
قول عمر لرجل كان يتماوت: لا تمت علينا دين...370
في الافتراء على أمير المؤمنين إذ قال للأول: قدمك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) فمن ذا يؤخرك؟!...371
فيما رووه من أن جبرئيل سأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) إن الله يقول: سل فلاناً هل هو عني راض؟!...372
سؤال عن الوقت الذي رضي الله سبحانه وتعالى عن الأوّل...372
ص: 488
لا يعدّ قولهم له: الصديق فضلاً له مع إثبات خلافه يوم خیبر عملاً...373
الاختلاف عند المفسرين في المراد عن الصدق والصديقين والفاروق...374
أبيات ابن حمّاد (4)...375
أبيات أُخر لابن حمّاد(6)...377
بيتان للمعري...378
أبيات من شاعر (5)...379
في ردّ قولهم في حق أبي بكر المقدم...379
أبيات أبي القاسم ابن هاني المغربي( 4)...380
بیتان لابن العودي النيلي...381
بيتان للمرزكي النحوي الموصلي...381
دعواهم وزعمه أنّه خليفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وهذه شهادة زور...382
أبيات السيد الحميري (6)...384
أبيات أُخر للسيد الحميري(4)...385
مخمسة للعوني...387
أبيات أبي العلاء السروي(3)...387
الغلو في حق الخليفة الأوّل ورواياتهم فيه...387
ص: 489
الفصل الثامن عشر
في المفردات في حقّ الإنسان
(389 – 403)
المراد من قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾...391
المراد من قوله سبحانه: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾...391
وصف خباثة أبي بكر في قول الصادق الا: «الأوّل كان خبثاً؛ إنما كان يصيد العقارب بيد الآخر..»...391
بيتان للسيد الحميري...392
في قوله سبحانه: ﴿ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ﴾...392
قول أبي بكر: إنّ رسول الله لمفتون بابن عمه...393
قوله اليهودي لمحمّد بن أبي بكر في طريق الشام...394
في حديث: «إنّ عدّة الشهور اثنا عشر شهراً»...395
مطالبة الأوّل من أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ميراث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) من خاتمه ودرعه ورايته...396
بيت الكميت...396
أبيات مهيار (4)...397
أبيات العوني(16)...398
أبيات الناشي (5)...401
أبيات لمجهول (3)...401
ص: 490
القسم الثاني
في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين باب أبي الدواهي
الفصل الأوّل
في أصل الصهاك
(403 – 444)
في قوله تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ﴾...407
في قوله سبحانه: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ﴾...408
المراد من الخبث في الآية: ابن الصهاك... 408
في المراد من قوله سبحانه: ﴿ والرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾...408
في المراد من قوله عزّ اسمه: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً﴾... 408
في حديثه في رجل ادعى لغير أبيه أو ما ليس له...408
اشتراط طهارة المولد في الإمام والخليفة عند أهل الحق...409
في قوله عزّ اسمه: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ...﴾...410
في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾...410
في نسب خليفتهم الثاني...411
الثاني يمنع الناس من الحديث حول آبائه ماوراء الخطاب...412
في كيفيه المناكحة بين أبي الخطاب وابنة أخيه...413
في قولهم: تعلّموا أنسابكم تصلوا به أرحامكم...414
ص: 491
تعريض ابن الحجاج بوالد الخليفة...414
في سؤال أحدهم من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ): من أبي؟...415
في خوف عمر وبعض الصحابة من السؤال عن نسبهم...415
شكّ الخليفة بكل نسب إلّا ما كان من بني عبد المطلب...415
من لم يصلح نسبه كيف يصلح للإمامة؟...419
بيت لمجهول...421
فيما ورد في زيد بن الخطاب أخو الخليفة..422.
أبيات السيد الحميري (17)...422
هجاء جرير لذي الرمة (8)...426
في سؤال عمر من عمرو بن العاص عن مصر وتعريض كلّ بالآخر...428
تعرّض صهاكي بجارية لإسماعيل بن جعفر وما قاله الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الصحيفة...429
أبيات السيد الحميري تعريض به يوم خيبر (3)...436
أيضاً أبيات السيد الحميري (6)...437
أبيات البشنوي(3)...438
بيتان لابن الحجاج...439
ما روي في صهاك واختلاف نفيل عليها...440
مطالبة الزبير بإرجاع نفيل إلى الخطاب ووصفه لصهاك...439
ما فعله نفيل حين دخول مكة...441
ما فعله نفيل بصهاك والخطاب...442
ص: 492
أبيات ابن حمّاد (4)...443
أبيات السيد الحميري في صهاك الحبشية (5)...444
الفصل الثاني
في تشوّه المنكر
(445 - 469)
في قوله سبحانه: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشَى﴾...447
في وصف عمر شكلاً ومشياً...448
أبيات السيد الحميري(5)... 449
تجارة الخليفة في مكة...451
أبيات البشنوي(3)...451
قيل: كان عمر قصاباً، أو يبيع الإبل...451
بدعة الثاني في جعل الأجرة لنفسه وإتباع الناس له في بدعته...452
كلام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في عمر وصفاً وتظلماً...453
قول العجوز في عمر...454
بيتان لشاعر...455
حال الثاني مع النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) وبعده...456
مبدأ أمر الخليفة في الإسلام...456
کلام عمر مع عبد الله بن كعب فيما كان عليه في الجاهلية...457
ص: 493
ما قاله هبل من أبيات لنفر من بني خزاعة (5)..458.
ضرب عمر أُخته لإسلامها...459
تحامل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ) على عمر قبل إسلامه ثم أسلم...460
بيتان قالهما عمر...461
أسلم عمر بعد خمسة وأربعين رجلاً وإحدى وعشرين امرأة...462
أبيات الشريف الرضي (5)...462
أبيات البشنوي(5)...463
بيتان لشاعر...464
حرمة قياس الظلام (عمر) إلى بدر التمام مولانا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)...465
أبيات ابن حمّاد (5)...465
بيت أبي الحسن البصري...466
بيت الناشي... 467
أبيات الحميري (5)...467
بيتان للسيد الحميري...468
بيت لشاعر...469
المحتوى...471
ص: 494