مثالب النواصب ( ابن شهر آشوب ) المجلد 3
هوية الكتاب
مثالب النواصب
المحدث المتتبع والفقیه المحقق
رشید الدین ابی جعفر محمد ابن علی
ابن شهر آشوب المازندرانی
(488-588 ه)
الجزء الثالث
صححه واخرج نصوصه و علق علیه :
الشیخ عبدالمهدی الاثنا عشری
المؤلِّف : محمّد بن علىّ بن شهر آشوب المازندراني ( 488 - 588 ه )
المحقق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة : الأُولى - 1445 ه- / 2024 م
عدد الأجزاء : 12 مجلَّداً
محرر الرقمي: سيد عبدالله رضوي
ص: 1
اشارة
المؤلَّف : مثالب النواصب / ج3
المؤلِّف : محمّد بن علىّ بن شهر آشوب المازندراني ( 488 - 588 ه )
المحقق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري
الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف
الطبعة : الأُولى - 1445 ه- / 2024 م
عدد الأجزاء : 12 مجلَّداً
يمنع شرعاً و قانوناً نشر الموسوعة أو تكثيرها
أو تصويرها بدون إذن محقّقها وبإجازة كتبيّة
لتحصيل الموسوعة ، يرجى الاتصال عبر :
البريد الإلكتروني : almasaleb@gmail.com
ص: 2
قال الله سبحانه وتعالی :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِیمِ
«تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ»
سورة المائدة ( 5 ) : 80 - 81
ص: 3
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
«إنّ أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله ، والبغض في الله ، وتوالي ولي الله .. و تعادي عدو الله .. » (1).
المحاسن 165/1 [ الطبعة المحققة : 293 - 294]
ص: 4
1- وقريب منه في الكافي الشريف ،125/2 ، عن الإمام الصادق علیه السّلام : «.. تحبّ في الله ، و تبغض في الله ، وتعطي في الله ، وتمنع في الله ..». وانظر : أمالي الشيخ الصدوق رحمه الله : 578 ، وأمالي الشيخ المفيد رحمه الله: 151، و تحف العقول : 362 ، وثواب الأعمال : 168 ، وروضة الواعظين 417/2 .. وغيرها.
ابتهال
من دعاء مولى الموحدين أمير المؤمنين علیه السّلام :
«.. ولا تجعلني أُوالي لك عدواً ، أو أُعادي لك ولياً ، أو أرضى لك بسخط ، أو أسخطك برضى ، أو أُقصي لك طالباً ، أو أُجيب داعياً إلى ضلالة، أو أُكذّب داعياً إلى حقّ ، أو أجحد بآياتك ، أو يحلّ بي سخطك ، أو أتّبع هواي بغير هدى منك ، أو أقول للذين كفروا .. « هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً» (1) ..» .
الإقبال : 219 ، دعاء يوم الرابع والعشرين من شهر رمضان. وقريب منه بزيادة في دعاء اليوم السادس والعشرين : 225.. (2)
ص: 5
1- سورة النساء (4): 51
2- قد وردت روايات عديدة بهذا المضمون، كما وقد تكرّرت في الدعوات بكثرة. وقريب منه في دعوات أخر في الإقبال: 215، ومصباح المتهجد: 148. ولاحظ : بحار الأنوار 255/78 ( باب (81) حديث 60 ، و 260/98 ( باب 83).
وما أجمل قول الشاعر :
لَقَدْ رَابَنِي مِن عَامِرٍ أَنَّ عَامِراً *** بِعَينِ الرِّضَا يَرنُو إِلَى مَن جَفَانِيَا
يَجِيءُ فَيُبْدِي الوُدَّ والنُّصْحَ غَادِياً ***وَيُمْسِي لِحُسَّادِي خَلِيلاً مُؤَاخِيَا
فَيَا لَيتَ ذَاكَ الودَّ والنُّصْحَ لَمْ يَكُنْ*** وَيَا لَيْتَه كَانَ الخَصِيمَ المُعِادِيَا (1)
ص: 6
1- جاءت هذه الأبيات في بعض المسوّدات المثبتة عندي ، ولا أعرف لها مصدراً فعلاً، نعم أوردها في شرح إحقاق الحق 18/1 ، وفيه : العاديا ، بدلاً من : المعاديا ، فلاحظ .
مسرد المجلد الثالث
آية .. رواية .. ابتهال .. شعر ... 3
نماذج من نسختي الكتاب - المبدأ والمنتهى - ... 7
مسرد هذا المجلد ... 11
القسم الأول
مقدّمة في المتقدّمين والمتأخرين أجمعين
تتمة باب المقدّمات
(302 - 13)
الفصل العشرون: في ظلامة أمير المؤمنين علیه السّلام... 13
الفصل الحادي والعشرون : في شكاية الزهراء علیها السّلام... 63
الفصل الثاني والعشرون: في أن فاطمة علیها السّلام توفّيت غضبى عليهما ...101
الفصل الثالث والعشرون : في نفي المساواة بين علي علیه السّلام وبينهم ... 123
الفصل الرابع والعشرون : في أن علياً علیه السّلام أفضل منهم... 143
الفصل الخامس والعشرون : في أنّهم لا يصلحون للإمامة ... 169
الفصل السادس والعشرون: فيما تعلّقوا من الآيات في فضائلهم ... 195
الفصل السابع والعشرون: في ذكر الأخبار الكاذبة فيهم ... 219
الفصل الثامن والعشرون: في اللّطائف والنكت...253
ص: 11
القسم الثاني
في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين
باب أبي الشرور
( 303 - 474)
الفصل الأول : في أصل أبي الفصيل ودناء ته... 305
الفصل الثاني : في جهل العتيق ... 333
الفصل الثالث : في أحكام عبد اللات وسيرته ... 377
الفصل الرابع: في جبن الختار... 433
المحتوى - الفهرست التفصيلي ... 475
***
ص: 12
[القسم الاول] : [مقدمة في المتقدّمين والمتأخّرين أجمعين]
[باب] : [ في المقدّمات]
[فصل 20] : [في ظلامة أمير المؤمنين علي علیه السّلام]
ص: 13
فصل
في ظلامة أمير المؤمنين علي علیه السّلام . (1)
سئل الصادق علیه السّلام ؛ عن قوله تعالى: «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ..» إلى قوله : «مَكْرَ السَّيِّىء ... » (2) : «هذا (3) حین مرض علی ابن ابیطالب علیه السّلام عاده النبی و عاده الناس، فقال عمر لأبي بكر : تسأل رسول الله قد كنت عهدت إلينا في علي علیه السّلام وإنا لنراه لما به .. فإن حدث به حدث فما تأمرنا به ؟ .. فأعرض عنه حتّى أعادها ثلاثاً ، فقال له : «لن يموت حتى تملياه غيظاً، وتوسعاه غدراً..
وتجداه (4)بعد ذلك صابراً» (5).
ص: 15
1- لا توجد كلمة ( عليّ ) في نسخة (ألف). ومجمل هذا الفصل ذكره الشيخ البياضيه الصراط المستقيم 41/3 - 44 تحت عنوان : فصل في شيء من تظلمات عليّ علیه السّلام .
2- سورة فاطر (35) : 42 - 43.
3- لا توجد هنا كلمة ( هذا ) في نسخة (ب).
4- في نسختي الأصل : تمليانه .. توسعانه .. تجدانه ..
5- قد جاء الحديث بألفاظ مقاربة واختصار في الصراط المستقيم 11/3، کما روي حديث مرض أمير المؤمنين علیه السّلام وعيادة الشيخين له ، وما قاله رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم لهما مكرّراً في أكثر من مصدر ، كما نقله العمري في كتابه المجدي: 9 - 10، عن ابن عقدة يرفعه ؛ أنّ أبا بكر وعمر وافيا إلى النبي صلی الله علیه و آله و سلّم فقال صلی الله علیه و آله و سلّم : «من أين أقبلتما؟» ، قالا : عدنا عليّاً وهو لما به ، فقال صلی الله علیه و آله و سلّم : «لن يموت حتى تملئاه غيظاً وتجداه صابراً !». وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 106/4 بسنده عن الإمام الباقر علیه السّلام قال: اشتكى عليّ علیه السّلام شكاةً، فعاده أبو بكر وعمر وخرجا من عنده ، فأتيا النبي صلی الله علیه و آله و سلّم فسألهما : «من أين جئتما ؟ » قالا : عدنا عليّاً ، قال : «كيف رأيتماه؟» قالا : رأيناه يخاف عليه ممّا به ، فقال : «كلا؛ إنّه لن يموت حتى يوسع غدراً وبغياً، وليكونن في هذه الأمة عبرة يعتبر به الناس من بعده » . وقال الحلبي رحمه الله في تقريب المعارف: 255 ورووا عن القاسم بن جندب، عن أنس بن مالك ، قال : مرض عليّ علیه السّلام فثقل، فجلست عند رأسه ، فدخل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ومعه الناس، فامتلأ البيت، فقمت من مجلسي فجلس فيه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، فغمز أبو بكر عمر ، فقام ، فقال : يا رسول الله ! إنّك كنت عهدت إلينا في هذا عهداً ، وإنّا لا نراه إلّا لما به ، فإن كان شيء فإلى من ؟ ! فسکت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم فلم يجب ، فغمزه الثانية فكذلك ، ثمّ الثالثة ، فرفع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم رأسه ... ثمّ قال : «إنّ هذا لا يموت من وجعه هذا ، ولا يموت حتّى تملياه غيظاً ، وتوسعاه غدراً، وتجداه صابراً». وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 139/3 [ طبعة حيدرآباد ] بإسناده:.. عن أنس ، قال : دخلت مع النبي صلی الله علیه و آله و سلّم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه [ علیه السلام] يعوده وهو مريض - وعنده أبو بكر وعمر - فتحوّلا حتى جلس رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، فقال أحدهما لصاحبه : ما أراه إلا هالك ! فقال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم : « إنه لن يموت إلا مقتولاً ، ولن يموت حتّى يُملأ غيظاً ) وبألفاظ مقاربة - مع تحريف برفعه عن خلفاءهم ! - جاء الخبر في مجاميع العامة مستفيضاً ، كما في الفخري في الآداب السلطانية لابن الطقطقي : 82 [طبعة بغداد ]، وكذا السيوطى فى كتابه التعقيبات : 57 [ طبعة الهند]، ومنتخب كنز العمال 59/6 هامش مسند أحمد بن حنبل ، طبعة مصر ] .. وغيرها .
خطب أمير المؤمنين علیه السّلام (1) فقال : « ما لنا ولقريش ! وما تنكر منا قريش ..
ص: 17
1- أورد هذه القطعة من الخطبة المصنف له في كتابه مناقب آل أبي طالب ، تحت عنوان : فصل: في ظلامة أهل البيت 2علیهم السلام / 201 - 203 [ طبعة بيروت 229/2 - 231]، وذكرنا المهم مما فيهما من اختلاف ، وأدرجنا ما زاد منها في المناقب بين معكوفتين ، فلاحظ . أقول : قد جاءت هذه الخطبة - أيضاً - بألفاظ مقاربة في كتاب العدد القوية : 189 - 199 حدیث 19 ، وعنه رواه العلامة المجلسي له في بحار الأنوار 29 /58 5 - 567 ) باب (15) حديث 10 وله بيان عليه يلاحظ : قال : في كتاب : الإرشاد لكيفية الطلب في أئمّة العباد تصنيف محمد بن الحسن الصفار، قال : وقد كفانا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - المؤونة في خطبة خطبها ، أودعها من البيان والبرهان ما يجلي الغشاوة عن أبصار متأمليه ، والعمى عن عيون متدبّريه ، وحلّينا الكتاب بها ليزداد المسترشدون ف-ي ه-ذا الأمر بصيرة، منة الله جلّ ثناؤه علينا وعليهم يجب شكرها .. خطب صلوات الله عليه فقال: .. إلى آخر الخطبة . كما وقد جاءت في الصراط المستقيم للبياضي رحمه الله 42/3 مختصراً .
غير أنّا أهل بيت شيّد الله فوق (1) بنيانهم بنياننا ، وأعلى [الله] فوق رؤوسهم رؤوسنا ، واختارنا (2) الله عليهم (3) فنقموا عليه (4) أن اختارنا عليهم، [وسخطوا ما رضي الله ، وأحبّوا ما كره الله ، فلما اختارنا عليهم ] شركناهم في حريمنا ،وعرّفناهم الكتاب والسنة (5)، وعلّمناهم الفرض (6)والسنن (7) ، وحفظناهم الصحف (8) والدين (9)، وورتناهم (10) الدين [والإسلام].. فوثبوا علينا، وجحدوافضلنا، ومنعوا (11)حقنا، وألتُونا (12) أسباب أعمالنا وأعلامنا ..
ص: 18
1- لا توجد كلمة ( فوق ) في بعض طبعات المناقب، دون طبعة النجف .
2- لا توجد : واختارنا في نسخة (ب)، وجاءت على نسخة (ألف) تصحيحاً .
3- في نسخة (ب) : الله غلبهم .. بدلاً من: اختارنا الله عليهم .
4- في العدد والبحار : فنقموا على الله .
5- في العدد القويّة والبحار والنبوة ، بدلاً من: والسنّة .
6- فى المناقب : الفرائض .
7- كذا في المناقب 2012 - 203 ؛ وفي العدد والبحار : والدين ، بدلاً من : والسنن .
8- في المناقب : الصدق ، بدلاً من : الصحف .
9- في المصدر : اللين، بدلاً من : الدين ، وفي العدد والبحار عنه : والزبر .
10- في المناقب والعدد والبحار وديناهم، إلّا أنّ في بحار الأنوار حكى عن المناقب: وورثناهم كما في المتن .
11- في المناقب والعدد والبحار ومنعونا .
12- عن العدد والبحار ، وفي نسختي الأصل تقرأ : والبونا ، وفي المناقب : التوونا. وأَلَتَهُ مالَهُ وحقَّهُ : نَقَصَهُ ، كما في لسان العرب 4/23 مادة (الت).
اللهم إنّي أستعديك على قريش : فخذ لي بحقّي منها، ولا تدع مظلمتي [لها ] (1) ، وطالبهم - يا ربّ ! - بحقي ؛ فإنّك الحكم العدل (2).. وإنّ قريشاً صغّرت عظيم (3) قدري ، واستحلّت المحارم منّي ، واستخفّت (4) بعرضي وعشيرتي(5)، وقهرتني على ميراثي من ابن عمّي، وأغروا بي أعدائي، ووتروا بيني وبين العرب [والعجم] ، وسلبوني ما مهّدت لنفسي من لدن صباي بجهدي وكدّي، ومنعوني ما خلّفه أخي [وحميمي ] (6)وشقيقي.. وقالوا : إنّك لحريص متّهم (7) ..!
ص: 19
1- ما بين المعكوفين من المناقب، وفي العدد والبحار : لديها.
2- في كتاب الجمل للمفيد رحمه الله : 72 [ النصرة لسيّد العترة : 123] قال : فقال في مقام بعد مقام : « اللهم إنّي أستعديك على قريش ؛ فإنّهم ظلموني حقّي ، ومنعوني إرثي، وتمالؤوا عليّ ..» وذكر جملة من كلماته علیه السّلام ، وكذا جملة أُخرى فيه صفحة : 171 [ الطبعة المحققة ] . وانظر: رسالتان في النصّ للشيخ المفيد له 28/2.
3- لا توجد كلمة : عظيم ، في المناقب، وفي العدد القويّة والبحار: عظيم أمري.
4- هنا كلمة (بي) في نسخة (ب)، وخطّ عليها في نسخة (ألف)، كما هو الظاهر .
5- في نسخة (ب): واستخفت بي ، ولا توجد بعرضي وعشيرتي، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف)، كما لم ترد كلمة ( بي ) في المناقب للمصنف صلى الله عليه وسلم والعدد القوية وكذا في بحار الأنوار.
6- هذا من المناقب ككلّ ما هنا بين معكوفتين، وفي العدد والبحار: وجسمي، بدلاً من : وحميمي .
7- في نسخة (ألف) : منهم .
أليس بنا اهتدوا من متاه الكفر ، ومن عمى الضلالة، وغيّ (1) الظلماء ؟ ! أليس (2) أنقذتهم من الفتنة الصمّاء (3)، والمحنة (4) العمياء ؟ !
ويلهم ! ألم أُخلّصهم من نيران الطغاة ، وكثرة (5) العتاة ، وسيوف البغاة ، ووطأة الأُسد ، ومقارعة [الصماء ، ومجادلة ] الطماطمة (6) ، ومماحكة (7) القماقمة .. الذين كانوا عُجم العرب ، وغُنم (8) الحرب ، وقطب الأقدام، وجبال القتال، وسهام
ص: 20
1- كذا في المناقب .. وغيره؛ وفي البحار : العي ( بدون نقطه ) ، وهو التحيُّر في الكلام ، كما في مجمع البحرين 311/1 ، وفي القاموس المحيط 368/4: عيّ بالأمر : لم يهتد لوجه مراده، أو عجز عنه ولم يطلق أحكامه .. كما في هامش بحار الأنوار، ولم يرد في العدد القويّة .
2- توجد هنا ( واو ) قبل ( ليس ) في نسختي الأصل لم ترد في المصادر، ولا وجه لها، إلّا إذا كانت : أو ليس ، كما لا توجد همزة الاستفهام في نسخة (ب)، فلاحظ .
3- في المناقب - بكلتا طبعتيه - : الظلماء ، بدلاً من : الصمّاء.
4- في نسخة (ألف) : المخبة .
5- في بعض المصادر : وكرّة ، وفي المناقب : وكره .
6- هو معظم ماء البحر أو وسطه ، وقد يستعار لمعظم النار أو وسطها ، واستعير هنا لعظماء أهل الشر والفساد وأصحاب النار . وانظر : لسان العرب 371/12، تاج العروس 445/17 ، والنهاية 139/3.. وغيرها .
7- لا يوجد في المناقب : الطماطمة ومماحكة ، وفيه : مجادلة القماقمة. وما جاء هنا كما في العدد بدون بدون ما بين المعكوفين.
8- كذا في المصدر ؛ ويراد منه : الذين يطلبون غنائم الحرب، وفي نسختي الأصل: وغيم.
الخطوب، وسَبَل (1) السيوف (2)
؟ !
أليس بى تسنّموا الشُّرَف (3) ، ونالوا (4) الحقّ والنَّصَف ؟ !
ألست آية نبوّة محمد [صلی الله علیه و آله و سلّم ] ، ودليل رسالته (5) ، وعلامة رضاه وسخطه، الذي كان بي (6) يقطع (7) الدرع الدلّاص (8) ، واصطلم (9)الرجال الخراص (10) ، وبي كان
ص: 21
1- بمعنى طائفة من السيوف، وفي المناقب والعدد : وسَلّ. أقول: ذكر العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 568/29 في بيانه قال : وفي بعض النسخ : سيل السيوف.
2- وجاء بعده : أليس بي كان يقطع ..
3- هذا السؤال التقريري وما بعده لم يرد في البحار.
4- في العدد : تسموا الشرف ، وبي نالوا ..
5- في المناقب : رسالاته.
6- لا توجد كلمة : ( بي ) ، في المناقب، وفي العدد : أليس بي كان يقطع ..
7- من قوله : «أليس بي تسلموا..» إلى هنا لم يرد في بحار الأنوار ، وفيه : « وسل السيوف .. أليس بي كان يقطع ..».
8- الدلاص: هو اللين الأملس البراق، وفي العدد الدروع، وجاء على هامش نسخة (ألف) : الدليص ، والدلاص اللين البراق ، يقال : درع دلاص . (ص ) . انظر : صحاح اللغة 1040/3. وفي العين 99/7: درع دلاص، ودروع دلص ، ويجيءالدلاص بمعنى الجمع، وهی اللبنة الملساء . ولاحظ : لسان العرب 37/7.
9- كذا ؛ وفي العدد والبحار وتصطلم ، وفي المناقب : يصطلم.
10- في المناقب والعدد والبحار : الرجال الحراص.
يفري (1) جماجم البهم ، وهام الأبطال، إلى أن فزعت تيم إلى الفرار، وعدّي إلى الانتكاص .. ؟ !
أما وإنّى لو أسلمتُ قريشاً للمنايا والحتوف وتركتها؛ لحَصَدتَّها (2) سيوف الغواة (3) ، ووطئتها [ خيول] الأعاجم، وكرَّات الأعادي، وحملات الأعالي (4) وطحنتهم سنابك الصافنات، وحوافر الصاهلات (5) ، في (6) مواقف الأزل (7) والهَوْل (8) .. في ظلال (9) الأعنّة ، وبريق الأسنّة .. ما بقوالهضمي، ولا عاشوا لظلمي ، ولمّا قالوا : إنّك لحريص متّهم !!.. (10)
ص: 22
1- في المصدر : يبري، بدلاً من : يفري.
2- في المناقب والبحار والعدد: فحصدتها .
3- في العدد والبحار : الغوانم.
4- في نسخة (ألف): الأعادي.
5- جمع الصاهلة، وهي جماعة الصاهلات : الخيول التي لها صهيل، وهو صوته مثل النهيق للحمار . راجع : مجمع البحرين 408/5 ، ولسان العرب 387/11.. وغيرهما.
6- في نسختي الأصل : واو ، بدلاً من : في ..
7- يراد بالأزل : شدة الزمان ، وضيق العيش . وفي المناقب : مواقف الآزال والزلزال .
8- في العدد والبحار : الهزل، وما أُثبت أصح.
9- في المناقب : طلاب.
10- هنا زيادة جاءت في العدد القوية - وعنه في بحار الأنوار 558/29 ( باب 15) حدیث 10 - : «اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل..» ، وما بعد هذا لم يرد في المناقب ، بل قال : ثمّ قال بعد كلام : «إنّما أنطق لكم ..».
اللّهم افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ (1) ؛ فإنّي مهّدت مهاد نبوّة محمد صلى الله عليه و آله وسلم ، ورفعت أعلام دينك ، وأعليت (2) منار رسولك ، فوثبوا عليّ وغالوني (3)، ونالوا منّي ووتروني (4)».
[ فقام إليه أبو حازم الأنصاري ، فقال : يا أمير المؤمنين علیه السّلام ! أبو بكر وعمر ظلماك ؟ ! أحقّك أخذا ؟ ! وعلى الباطل مضيا ؟ ! أعلى حقّ كانا ؟ ! أعلى صواب أقاما ؟ ! أم ميراثك غصبا ؟!... أفهِمنا لنعلم باطلهم من حقّك، أو نعلم حقّهما من حقك .. أبزّاك أمرك .. أم غصبا إمامتك ؟ أم غالباك فيها عزاً ؟ أم سبقاك إليها عجلاً .. ؟ فجرت الفتنة ولم تستطع منها استقلالاً ؛ فإنّ المهاجرين والأنصار يظنّان أنَّهما كانا على حق .. وعلى الحجّة الواضحة مضيا ] (5) .
ص: 23
1- هذا اقتباس من الآية الكريمة : 89 من سورة الأعراف (7) . وفيها : « رَبَّنَا افْتَحْ .. »
2- هذا استظهاراً ، وقد تقرأ في نسختي الأصل : أعلنت ، وما أُثبت أولى وأنسب .
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ب) ، ولعلّها تقرأ : قالوني. وفي العدد : وغالبوني. قال في مجمع البحرين :437/5: وغالني الشيء يغولني : غلبني .
4- في العدد القويّة : 193 : ونالوني ووتروني.. وفي البحار : وغالبوني ونالوني وواثروني.
5- هذه العبارة مكملة لما سلف ومهمة ، ولذا أوردناها بين المعكوفين، وقد جاءت في العدد القوية - وعنه في بحار الأنوار - وجاء بعدها : فقال صلوات الله عليه : « يا أخا اليمن ! لا بحق .. إلى آخره.
ثمّ قال : « لا بحقّ أخذا [ولا على إصابة أقاما] .. ولا على دين مضيا .. ولا [على] فتنة خشيا».
ثمّ قال-بعد كلام(1) : «إنّما أُنْطِقُ لكم العجماء ذات البيان(2) ، و [أفصح ] الخرساء ذات البرهان .. ألا وإنّي (3) فتحت الإسلام ، ونصرت الدين، وعزّزت الرسول ، [وثبّت أركان الإسلام،] وبنيت (4) أعلامه، وأعليت مناره ، وأعلنت أسراره، وأظهرت أثره (5) وحاله ، وصفّيت الدولة، ووطّأت للماشي (6)والراكب ، ثمّ قُدتها صافية على أنّي بها مستأثر !» (7)
ثم قال (8)- بعد كلام -: «فسبقاني إلى جميع نهاية الميدان يوم الرهان
ص: 24
1- كذا أورده في العدد القوية - وعنه في بحار الأنوار 561/29 - 567 حديث 10 - وهو حري بالملاحظة ، وبنصّه جاء منه رحمه الله في المناقب 203/2.
2- في نسخة (ب): بيان .
3- في المناقب : لأني .. بدلاً من: ألا وإنّي .. وكذا في العدد القوية والبحار عنه .
4- كذا ، ولعلّها : وبيّنت .
5- في العدد : آثاره .
6- في المناقب : الماشي .
7- المقاطع الثلاثة الآتية لم ترد في المناقب إلى قوله رحمه الله : ثمّ قال - بعد كلام - : یا معشر المهاجرين !.. » . وجاء فيها ما نصه : ثمّ قال - بعد كلام - : « .. سبقني إليها التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالاً واغتيالاً، وخدعة وغيلة ..».
8- وقد أورده في العدد القوية : 195 باختلاف يسير .
وما شككت في الحق منذ رأيته ، وهلك قوم رجعوا (1) عنّی» (2).
ثمّ قال - بعد كلام- : فقاتلت حقّ القتال، وصبرت حقّ الصبر، على أن أعزّا (3) تيماً وعديّاً على دين (4) أتت به تيم وعديَّ ، أم على (5) دين أتى به ابن عمّي وإمامي (6) ؟ ! وإنّما قمت تلك المقامات ، واحتملت تلك الشدائد، وتعرّضت للحتوف على أنّ نصيبي من الأجر (7) موفّر ، وأني صاحب محمّد [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] وخليفته (8) ، وإمام أمّته بعده ، وصاحب رايته في الدنيا والآخرة.. اليوم أكشف
ص: 25
1- في العدد القويّة : أرجفوا .
2- جاءت العبارة في العدد والبحار هكذا ثمّ قال - بعد كلام - : « ثم سبقني إليه التيمي والعدوي؛ كسباق الفرس احتيالاً واغتيالاً ، وخدعة وغلبة .. » ثم قال - بعد كلام - : «اليوم أنطق الخرساء .. » إلى آخره، في كلام طويل جاء هناك. راجع : العدد القوية : 195 ، وعنه في بحار الأنوار 562/29 (باب (15) حدیث 10.
3- في نسخة (ب): أعر .
4- لا يوجد : على دين .. في نسخة (ب)، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
5- في نسخة (ب) : أعمّ لي .. بدلاً من : أم على ..
6- في العدد: وصنوي وجسمي .. بدلاً من : إمامي. وهنا زيادة في العدد والبحار : «على أن أنصر تيماً وعديّاً ، أم أنصر ابن عمّي وحقي وديني وإمامتي ؟!»
7- في العدد القوية وبحار الأنوار الآخرة.
8- في نسخة (ب) وخليفة محمّد ، وخطّ على لفظة ( محمد ) في نسخة (ألف).
السريرة عن خفيّ (1) ، وأجلي القذى عن ظلامة حقي»
ثمّ قال : « يا أهل اللبّ (2) والمعرفة ! إنّي مُذَلٌ (3) .. مضطهد .. مظلوم.. مغصوب .. مبتور (4).. محقور، وإنّهم ابتزّوا حقّي ، واستأثروا بميراثي !! ) .
ثمّ قال (5) - بعد كلام - : « يا معشر المهاجرين (6)والأنصار ! أين كانت سبقة تيم وعدي إلى سقيفة بني ساعدة خوف الفتنة ..؟! [ألا كانت] يوم الأبواء (7) إذتكاثفت (8) الصفوف ، وتكاثرت الحتوف ، وتقارعت السيوف .. ؟ !
ص: 26
1- كذا في نسختي الأصل ؛ وقد تقرأ في نسخة (ألف): حفي ، وفي بعض المصادر: حقي.
2- في العدد القويّة : عن ظلامتي حتى يظهر لأهل اللبّ.. إلى آخره.
3- في المصادر : مذلّل .
4- في نسخة (ب) : مثبورُ ، وفي العدد القويّة مقهور .
5- من هنا جاء في المناقب للمصنف له أيضاً ، وقلنا لم يرد ما قبله فيه وقد جاءت زيادة فقرة في العدد القوية .. وعنه رواه العلامة المجلسي رحمه الله بحار الأنوار 564/29 .
6- هنا زيادة في العدد والبحار : المجاهدين.
7- في نسختي الأصل : الأنواء ، وفي العدد : الإيواء. وقد ذكره الشيخ البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 42/3 ثمّ قال : « سبقني إليها » یعني الخلافة « التيمي والعدوي احتيالاً [اختيالاً] واغتيالاً.. أين كان سبقهما إلى سقيفة بني ساعدة خوف الفتنة يوم الأنواء .. » .
8- في العدد تكانفت ، وكذا في البحار ، وفي المناقب : تكاتفت .
أم هلّا خشيا فتنة الإسلام يوم [ابن ] عبدوُد ؛ إذ [نفخ بسيفه ، و ] (1) شمخ بأنفه، وطمح ببصره (2) ؟!
ولِمَ [لم] يشفقا على الدين وأهله [يوم] بواط؛ إذ اسودّ لون الأفق، وأعوّج عظم العنق ، وانحلّ سيبه ؟ ! (3)
و [لم ] لم يشفقا يوم رضوى؛ إذ السهام تطير، والمنايا تسير والأشد تزير (4) ..؟!
وهلّا بادرا يوم العشيرة؛ إذ الأسنان تصطكّ (5) ، والآذان تستك، والدروع تهتك .. ؟ !
وهلّا كانت مبادرتهما يوم بدر؛ إذ الأرواح في الصعداء ترتقي ، والجياد بالصناديد ترتدي، والأرض من دماء الأبطال ترتوي (6) ..؟!
ص: 27
1- الزيادة من المناقب، وفي العدد : وقد نفح ، وكذا في البحار ، وفي بعض النسخ: وقد نفخ ، وفي الصراط : إذ شمخ أنفه .
2- في العدد والمناقب : بطرفه ، بدلاً من ببصره، وفي الصراط : وطمح بصره.
3- في العدد والمناقب : وانحلّ سيل الغرق، وفي العدد : العرق.
4- كذا في الصراط المستقيم ، وفي المصدر الأصل - بطبعتيه - وفي بحار الأنوار : تزأر .
5- كذا ؛ وفي المناقب: تصتك .
6- إلى هنا في الصراط ، وقال : ثم عد وقايعه مع النبي ، وقرعهما بأنهما كانا من النظارة.. إلى أن قال : وعلى هذا قال الناشي .. وكأنته أخذ نص كلامه من هنا كما هو الغالب .
ولِمَ لَمْ يشفقا (1)على الدين يوم بدر (2) الثانية ؛ والدعاس (3) يرعب (4) ، والأوداج (5) تشخب ، والصدور تخضب ..
و (6) هلا بادرا يوم ذات الليوث (7)؛ وقد [ابيح التولب و] (8) اصطلم الشوقب (9) .
ص: 28
1- في نسختي الأصل : تشققا، والظاهر ما أثبتناه، وهو الذي جاء في بحار الأنوار ، وكذا المناقب والعدد.
2- في نسختي الأصل : بدل .
3- في العدد القوية : والرعابيب.
4- في المناقب : ترعب ، وكذا في العدد وبحار الأنوار.
5- في نسختي الأصل : الأرواح ، بدلاً من : الأوداج.
6- في البحار عن العدد: أم هلا..
7- في نسختي الأصل : اللبوث.
8- الزيادة من العدد وفيها : وقد ابيح التولب ، وفي المناقب : وقد أبيح التواب ، وفي البحار : وقد أبيح المتولب.
9- كذا ؛ وفى نسختى (ألف) و (ب) السرقب، ويراد من الشوقب : الطويل من الرجال والنعام والإبل ، كما في لسان العرب 506/1. أقول : الشوذب : الطويل من كلّ شيء، كما في العين 249/6، والشوذب من الرجال : الطويل الحسن الخلق ، كما في لسان العرب 487/1. والشقب : الطويل من كلّ شيء مع ترارة ، كما في الصحاح 148/1، ومثله ما قاله ابن منظور في لسان العرب 469/1 ، إلّا أنه جاء فيه السقب : الطويل من الرجال ، وكذا : السلهب .. وهناك ألفاظ أُخر ويأتي بمعنى : الصقب .
وادلهم (1) الكوكب ..
[ ولم لا كانت شفقتهما على الإسلام يوم الأكدر (2) ] والعيون تدمع ، والمنية تلمع ، والصفاح ترقع (3) ...»
.. ثم عدّد وقائع النبي صلی الله علیه و آله و سلّم وقرّعَهما بأنهما [في هذه المواقف كلّها] كانا في النظارة [والخوالف والقاعدين ، فكيف بادرا الفتنة بزعمهما يوم السقيفة، وقد توطأ
الإسلام بسيفه، واستقرّ قراره، وزال حذاره ] (4) ..
ثمّ قال : «ما هذه الدهماء والدهياء (5) [التي ] وردت علينا من قريش ؟! أنا صاحب هذه المشاهد ، وأبو هذه المواقف ، وابن (6) هذه الأفعال الحميدة (7)..
ص: 29
1- في المناقب : وأدلم .
2- كذا في المناقب ؛ وفي العدد يوم الكد ، وفي البحار الكدر ، وفي نسخة : الا يكدر .
3- في المناقب : والصفايح تنزع ، وكذا في العدد والبحار بتبديل الياء همزة.
4- وجاء في بحار الأنوار 565/29 عن العدد القوية : 197 ، كما سلف .
5- الدهماء الفتنة المظلمة، كذا في النهاية 142/2.. وله معاني أُخر كما فی العين 31/4. والدهياء : الداهية الشديدة ، كما في تاج العروس 316/8. راجع : تاج العروس 298/8 ، ولسان العرب 250/12.. وغيرهما.
6- لم ترد ( ابن ) في العدد.
7- لم ترد كلمة ( الحميدة ) في العدد القويّة والبحار ، والكلمة مشوشة في نسخة (ب). وقال في المناقب إلى آخر الخطبة .. ولم يذكر ما بعدها .
يا معشر المهاجرين والأنصار ! إنّي على بصيرة من أمري، وثقة من ديني، [اليوم] أنطقت (1)الخرساء البيان، وفهمت العجماء الفصاحة، وأتيت (2) العمياء بالبرهان: «هذا يَوْمَ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ » (3)..
قد توافقنا على حدود الحق والباطل، وأخرجتكم من الشبهة إلى الحق، ومن الشكّ إلى اليقين؛ فتبرّؤوا (4) - رحمكم الله ! - ممّن (5) نكث البيعتين ، وغلب الهوى عليه (6) فضَلَّ .. وَابْعَدُوا - رحمكم الله ! - ممّن (7) أخفى الغدر وطلب الحق من غير أهله فتاه .. [ و ] العنوا - رحمكم الله ! - من انهزم الهزيمتين»..
ثمّ قال - بعد كلام -: «إنّ قريشاً طلبت السعادة فشقيت، وطلبت النجاة فهلكت ، وطلبت الهداية فضلّت، إن قريشاً قد أضلّت أهل دهرها ومن يأتي بعدها من القرون» (8).
ص: 30
1- في نسخة (ب): انطلقت .
2- كذا في العدد القوية وبحار الأنوار، وفي نسخة (ألف) تقرأ : أبنيت، وفي نسخة (ب): أنبيت.
3- سوره المائدة ( 5 ) : 119.
4- كذا في البحار والعدد ، وفي نسخة (ب): فسيروا.
5- كذا في المصادر ؛ وفي نسختي الأصل : فمن .
6- في العدد والبحار به ، بدلاً من عليه .
7- كذا في المصادر ؛ وفي نسختي الأصل : فمن .
8- أقول : لقد جاءت للخطبة تتمة وذيول وتعليقة في العدد القويّة، ونقل بعضها العلّامة المجلسي رحمه الله في بحاره كما سلف ، فلاحظها ، وقد سلفت بعض مصادرها في أوّلها. ثم إنّي أودّ تجميع بعض ما اشتكاه أمير المؤمنين علیه السّلام من قريش ، وجملة ممّا كان لهم من مواقف معه صلوات الله عليه وآله مخزية ومرزية: منها : ما جاء في نهج البلاغة من قوله علیه السّلام : « اللّهم إنّي أستعديك [ في طبعة عبده : استعينك ] على قريش ومن أعانهم ! فإنّهم قطعوا رحمي ، وصفّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي ، ثمّ قالوا : ألا إنّ في الحق أن تأخذه ، وفي الحق أن تتركه » .. ثمّ عدد صلوات الله عليه بعض فعالهم. راجع : نهج البلاغة ( محمد عبده ) 2 / 85 [ طبعة بيروت ] وفي طبعة صبحي صالح : 246 ( خطبة 172 ) ، وجاء في المناقب للمصنف رحمه الله 204/2 [ طبعة قم، وطبعة بيروت 232/2]. وكذا لاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 104/4 عن جابر ، ع أبي الطفيل .. ومنها : قوله علیه السّلام : « اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم [لا توجد الجملة الأخيرة في طبعة محمد عبده ] ، فإنّهم قد قطعوا رحمي ، واكفؤوا إنائي، [كفروا ايائي ] وأجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري، وقالوا: ألا إنّ في الحق أن تأخذه [ يأخذه ]، وفي الحق أن تمنعه [ نمنعه ] ، فاصبر مغموماً ، أو مُتْ متأسفاً .. فنظرت فإذا ليس لي رافد ..» إلى آخره . راجع : نهج البلاغة 202/2 [ طبعة محمّد عبده - بيروت ، وفي طبعة صالح : 336 خطبة 217] . وكذا شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 109/11 ، وجاء في 96/6، و 305/9، وكشف المحجة : 180 ، وعنه في بحار الأنوار 607/29 - 608 ( باب 15) حديث 29 بيان ، وفيه اختلاف . وجاء في الصوارم المهرقة : 29 ، ونوادر الأخبار للفيض الكاشاني رحمه الله . 198 - 199 .. وغيرهما . ومنها : قوله علیه السّلام - عند ما احتجّت قريش بأنتها شجرة الرسول صلی الله علیه و آله و سلّم - قال صلوات الله عليه : « احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ! » . لاحظ : نهج البلاغة 116/1 [ طبعة محمّد عبده - بيروت ، وطبعة صبحي صالح : 98 تحت رقم 67] . ومنها : قوله علیه السّلام : « ما لي ولقريش ! والله لقد قاتلتهم [كافرين ] ولأقاتلنّهم مفتونين ، وإنّي لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم ». انظر : بحار الأنوار 76/32 ( باب1) ذیل حدیث 50 ، وجاء في النهج 12/1 - 83 في خطبة علیه السّلام - بعد بعد هذا - قوله علیه السّلام : « والله ! ما تنقم منّا قريش إلّا أنّ الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيّزنا ...».وجاء كلّ ذلك في شرح النهج لابن أبي الحديد 2 /185. وراجع : الجمل لابن شدقم : 113 . ومنها : ما رواه الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد : 132 في الفصل ( 20 ) [ الطبعة المحققة 248/1] ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 185/2، ممّا اختاره من كلام أمير المؤمنين علیه السّلام ، قال : « ما لي ولقريش! أم [كذا ؛ والظاهر : أما ] والله لقد قاتلتهم كافرين ولاُقاتلنّهم مفتونين ، وإنّ مسيري هذا عن عهد إليّ فيه .. ما تنقم منّا قريش إلا أنّ الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيّزنا ..» إلى آخره . ولاحظ - أيضاً - : الجمل لابن شدقم : 113. ومنها : ما جاء في الإرشاد - أيضاً - 242/1 [ الطبعة المحققة ] عنه رحمه الله - في حديث - : « .. إنّما ينظر الناس إلى قريش ، وإنّ قريشاً تقول : إنّ آل محمّد يرون لهم فضلاً على سائر الناس ، وإنّهم أولياء الأمر دون قريش، وإنّهم إن ولّوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبداً ، ومتى كان في غيرهم تداولتموه بينكم ، ولا - والله - لا تدفع قريش إلينا هذا السلطان طائعين أبداً». ومنها : قوله علیه السّلام - كما في الإرشاد 254/1 [ الطبعة المحققة ] - أيضاً - وجاء في كتاب الجمل للشيخ المفيد رحمه الله : 209 - : « هذه قريش ؛ جدعت أنفي ، وشفيت نفسي لقد تقدمت إليكم احذّركم عض السيوف .. » . ومثله في وقعة الجمل لابن شدقم : 153. ومنها : قوله علیه السّلام : « اللهم إني أستعديك على قريش ، فإنّهم ظلموني في الحجر والمدر». قال العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 51/41 ) باب 104 ) ذیل حدیث 3 عن المناقب هنا ... وقد روى الكافة عنه .. ومنها: ما رواه ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة : 55 - 56 من قول أمير المؤمنين علیه السّلام : « .. اللهم فأجز قريشاً عنّي بفعالها ، فقد قطعت رحمي، وظاهرت عليّ، وسلبتني سلطان ابن عمّي ، وسلّمت ذلك لمن ليس في قرابتي وحقي في الإسلام، وسابقتي التي لا يدّعي مثلها مدّع إلّا أن يدّعي ما لا أعرف، ولا أظنّ الله يعرفه ..». ومنها : ما جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 306/9: «.. اللهم أخزِ قريشاً ؛ فإنّها منعتني حقي ، وغصبتني أمري..». وفيه 104/4 قوله علیه السّلام بإسناده ... « اللهم إني أستعديك على قريش؛ فإنّهم قطعوا رحمي ، وغصبوني حقي ، وأجمعوا على منازعتي أمراً كنت أولى به ...».. وراجع : شرح النهج لابن أبي الحديد 103/4، حيث نقل هناك نظائر لمثل هذا. وروى السيد ابن طاوس رحمه الله في إقبال الأعمال : 460 - عن كتاب الأوائل : 150 - عن أبي هيثم ابن التيهان ، حين قام خطيباً بين يدي أمير المؤمنين علیه السّلام وذكر وجه حسد قريش له سلام الله عليه ، وأرجعه إلى وجهين .. وراجع : أمالي الشيخ المفيد رحمه الله : 154 - 156 حديث 6. وسئل زين العابدين علیه السّلام وابن عباس - أيضاً - كما أورده العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 482/29 ( باب14) حديث 4 عن المناقب - : لم أبغضت قريش عليّاً علیه السّلام ؟ ! قال : « لأنته أورد أوّلهم النار ، وقلد آخرهم العار». وجاء في مصادر عديدة ، كما قاله ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 130/1 - 154 ، والطبري الإمامي رحمه الله في المستر شد: 80 و 95 ، وابن عبد البر في العقد الفريد 135/2 و 227 ، تاريخ الطبري 48/6 ، النهاية لابن الأثير ( حرف الباء ) ، المحاسن للبيهقي : 41 ، غرر الحكم : 329، معدن الجواهر للكراجكي رحمه الله : 226 . . وغيرها .
الناشئ (1) : [ من المتقارب ]
ص: 34
1- لقد مرّ الحديث عن شاعرنا هذا رحمه الله في المقدّمة، وعن شعره وقصيدته الكافية هذه سابقاً ، وقد جاء في مناقب آل أبي طالب للمصنف رحمه الله 231/2 - 232 [ من طبعة بيروت ، وفي طبعة قم 203/2 - 204 ] ، وقابلناهما مع هذه وذكرنا ما بينهما من فروق. وقد أوردها الشيخ البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 42/3 - 43 وكأنه أخذه من هنا.
فَلِمْ لَمْ يَثُورُوا بِبَدْرٍ وقَد ***تَبَلَّتْ (1) قوى (2) القوم إذ بَارَزُوكًا (3)
ولِمْ عَرَّدُوا (4) إِذ شَجَيتَ (5) العِدَى ***بِمِهراس (6) أُحْدٍ ولِمْ نَازَلوُگا ؟!
ولِمْ أَحْجَمُوا يَومَ سَلْع (7)وقد *** ثَبَتَ لعمرو (8) ولمْ أَسْلَمُوكا ؟!
ص: 35
1- كذا في المناقب ؛ والكلمة في نسخة (ألف) مشوشة، ولا توجد في نسخة (ب).
2- في المناقب : من ، بدلاً من قوى ، واستظهر في نسخة (ب): ترى.
3- جاء العجز في الصراط : متنت قوى القوم إذ بارزوكا ، وفي أدب الطف 108/2: قتلت من القوم من بارزوكا ..
4- الكلمة بمعنى هربوا ، وفي الصراط : ولم هربوا إذ شجيت .
5- كذا في المناقب والصراط ؛ وفي نسختي الأصل : شحنت ، وما هنا هو الظاهر .
6- المهراس : صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء وقد يعمل منه حياض للماء... وهنا اسم ماء بأحد.. كما في لسان العرب 248/6 ، ولاحظ : تاج العروس 271/4، والنهاية 259/5.. وغيرهما. وفي غريب الحديث لابن سلام 185/4 : المهراس : حجر منقور مستطیل عظیم كالحوض يتوضأ منه الناس لا يقدر أحد على تحريكه. وفي النهاية لابن الأثير 245/1 : الحجر العظيم الذي تمتحن برفعه قوّة الرجل وشدته . ولاحظ : لسان العرب 137/14.
7- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : يبلغ .
8- في نسخة (ألف ): العمرو . أقول : هذا البيت إشارة إلى يوم الخندق إذ بلغت القلوب الحناجر .. وفي المناقب والصراط : سلع .. وهو موضع بقرب المدينة ، كما في معجم البلدان 236/3 - ومراصد الإطلاع 727/2 - 728 - وقال : سلع بالفتح ثم السكون ، وقيل : جبل بسوق المدينة - وقيل : موضع بقرب المدينة -والمشهور أنته الجبل الذي على باب المدينة ، ولعله يقرأ في نسختي الأصل كذلك.
ولمْ يَومَ خَيْبَرَ لَم يَثْبُتُوا ***برَايَةِ أَحمدَ واستَركَبُوكَا (1)؟!
فَلاقَيتَ مَرحَبَ (2)والعَنكَبُوتَ***وأُشداً يُحَامُونَ إِذ وَاجَهُوكَا
فَدَكدكتَ حِصْنَهُمْ قَاهِراً ***وطوَّحْتَ بالبَابِ (3) إذ حَاجَزُوكا (4)
وَلَمْ يَحضُرُوا بِحُنَينِ وَقَد***صَكَكت بِنَفْسِكَ جَيْشاً صَكُوكَا
فَأنتَ المُقدَّمُ فِي كل ذا *** فلله دَرُّكَ لِمْ أَخَّرُوكَا؟!
ص: 36
1- جاء ذيل البيت في المناقب هكذا : صحابة أحمد واستركبوكا.
2- في المناقب: لاقيت مرحباً .
3- في نسختي الأصل : بالنار ، وما هنا من المناقب.
4- لم يرد هذا البيت وما قبله في الصراط .
ومن خطبة له علیه السّلام (1)- بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبعة أيام، لمّا فرغ من جمع القرآن و تأليفه ؛ بعد كلام له - : « ولقد (2) تقمّصها دوني الأشقيان ، ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة، واعتقلاها (3) جهالة ، لبئس ما وردا (4) ، ولبئس ما لأنفسهما مهّدا، يتلاعنان في منقلبهما (5) أن يبرأ (6) كلّ واحد من صاحبه ، يقول لقرينه
ص: 37
1- جاءت هذه الخطبة مفصلة جدّاً فى الروضة من الكافي 18/8 - 30 ، والمورد المنقول منها بين صفحتين : 27 - 30 ، وعليها طبّقناها ، وذكرنا ما سقط منها والمهم من الفروق ، وأهملنا الباقي غير المهم منها . أقول : لا يخفى أنتها غير الخطبة الشقشقية المعروفة كما هو واضح - وتعرف عند بعض من المحدّثين ب- : خطبة الوسيلة، والظاهر تعددهما ، بل من المقطوع ذلك وبتعبير بعض السادة الأعلام الشقشقية الثانية .. وهي التي خطبها أمير المؤمنين علیه السّلامبالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وسلم وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه. ولاحظ : الهامش من كتاب سليم بن قيس : 250 ، وغاية المرام 2 /116، و 74/7 ، والصراط المستقيم 41/3 والصرخة العلوية في شرح خطبة الشقشقية .
2- في كتاب سليم والروضة من الكافي - : ولئن ، وفي الصراط بدون الواو .
3- في نسخة (ألف) : اعتقالها ، وفي الكافي وتقريب المعارف والصراط : واعتقداها
4- في الكافي : واعتقداها جهالة ، فلبئس ما عليه وردا .. ومثله في تقريب المعارف : 330، والصراط المستقيم 41/3 ، وفيه : لبئس ما وردا .
5- في الروضة من الكافي: في دورهما .. بدلاً من في منقلبهما، وفي الصراط : في مقيلهما ..
6- في المصدر : ويتبرأ ، وفي الصراط : إذ يتبرأ كل منهما من صاحبه .
إذا التقيا : [ « يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ » (1)فيجيبه الأشقى على رثوثة (2): «يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (3)* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِبَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ..» (4). )
وقال ابن مسعود في قراءة: «لَمْ أَتَّخِذْ» عُمَرَ «خَلِيلاً» (5).
ص: 38
1- سورة الزخرف ( 43 ) : 38. إلى هنا باختلاف يسير في تقريب المعارف : 330 ، ومثله في صفحة : 239. أقول : لقد عاد من هذا الموضع إلى ذكر شيء من الخطبة ، وهو : «وليس [ والظاهر : ولئن ] رتعا في الحطام ..» مع اختلاف يسير ، كما في (رتعا ) .
2- الرثوثة : هي البذاذة ، ومن اللباس البالي، وفي الوافي : على وثوبة .. أقول : الرث : هو الشيء البالي ، وجمعه : رثاث ، وفي هيئتة رثاثه .. أي بذاذة. انظر : صحاح الجوهري ،282/1 ، تاج العروس 215/3.. وغيرهما. وفي الوافي : على وثوبه .
3- ما بين المعكوفين مزيد من روضة الكافي، وقد جاء فيه: «ياليتني لم أتخذك خليلاً، لقد أضللتني عن الذكر بعد إذ جاءني ، وكان الشيطان للإنسان خذولاً ، فأنا ..».
4- سورة الفرقان ( 25 ) : 27 - 28 ، وما جاء بعد هذه الآية من المصنّف طاب ثراه، ثمّ يرجع للخطبة . راجع : كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 258/1 - 259.
5- قد سبق بيان مصدر هذا الخبر ، وجاء في تأويل الآيات الظاهرة 374/1 بإسناده ... عن الصادق علیه السّلام أنه قال : « والله ما كنّى الله في كتابه حتى قال: « يَا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً» وإنّما هي في مصحف عليّ علیه السّلام : « يا ويلتا [ ياويليتي ] ليتني لم اتخذ الثاني خليلاً، وسيظهر يوماً » . ومثله في كنز جامع الفوائد : 191 – 192 [ وفي تأويل الآيات الظاهرة 371/1 (سورة الفرقان)]، وعنه في بحار الأنوار 18/24 ( باب 24 حديث 31 ، وفيه : في مصحف على علیه السّلام [ ] ، وكذا في 591/31 من البحار، وجاء في بحار الأنوار 245/30 ( باب (20) : في مصحف فاطمة [ علیها السّلام ] .
وفي رواية أهل البيت علیهم السّلام : «فلاناً» ؛ هو عمر بن الخطاب :
«لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً» (1).
«فأنا - والله (2) ! - الذِّكْرُ الذى عنه ضَلَّ ، والسبيلُ الذي له أبى (3) ، والإيمان الذي به كفر ، والقرآن الذي إيّاه هجر [والدين الذي به كذّب ]، والصراط الذي عنه نكب؛ ولئن (4) رتعاً في الحطام المنصرم، والغرور المنقطع ، وكانا منه على شفا حفرة من النار لهما، على شرّ ورود في أخبث وقود(5) ، [والعن مورود،يتصارخان باللعنة، ويتناعقان بالحسرة ] ما لهما من راحة، ولا من عذابهما من مندوحة، إنّ القوم لم يزالوا عابدي (6)أصنام ، وسَدَنَةً أوثان ، يقيمون لها المناسك،
ص: 39
1- سورة الفرقان (25 : 28 .
2- من هنا رجع إلى الخطبة السالفة التي وردت في الروضة ، ولا يوجد فيها القسم.
3- في الروضة : عنه مال ، بدلاً من : له أبى .
4- في نسختي الأصل : فلان ، ولعلّه : فلان .
5- في الكافي : أخيب وفود.
6- في المصدر : عبّاد .
وينصبون لها العتائر (1)، [ ويتخذون لها القربان ] ، ويجعلون لها البَحِيرة والسائبة والوصيلة (2) والحامّ ، ويقتسمون (3) لها الأزلام (4) [عامهين عن الله عزّ ذكره، حائرين عن الرشاد ، مهطعين إلى البعاد، و] قد استحوذ عليهم الشيطان ، وغمرتهم سوداء الجاهلية، [ورضعوها جهالة، وانفطموها ضلالة ]، فأخرجنا الله تعالى [إليهم ] رحمة ، وأطلعنا عليهم رأفة، وأسفر بنا عن الحجب ] نوراً لمن اقتبسه ، وفضلاً لمن تبعه (5) ، [وتأييداً لمن صدّقه ]، وعزّاً بعد الذلة، وكثرةً بعد القلة (6)، فهابتنا (7) القلوب والأبصار ، وأذعنت لنا (8) الجبابرة وطواغيتها (9) ، [وصاروا أهل نعمة مذكورة، وكرامة ميسورة، وأمن بعدخَوْف ، وجمع بعد كَوف (10) ، وأضاءت بنا
ص: 40
1- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة ، كتبت هكذا : العسائر ، وما هنا من المصدر.
2- في الكافي : الوصيلة و السائبة.
3- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ألف ): يقتمسون .
4- في الكافي : ويستقسمون بالأزلام.
5- في المصدر : اتبعه .
6- في الروضة من الكافي : فتبوّؤا العزّ بعد الذلة ، والكثرة بعد القلّة.
7- في الكافي الشريف : وهابتهم .
8- فی المصدر : لهم ، بدلاً من : لنا .
9- في الروضة: وطوائفها ، وقد وضع في نسخة (ب) على كلمة : وطواغيتها : طوائفها ، ولعلّها نسخة بدل عنها .
10- الكوف : بمعنى التفرُّق والتقطع ، ويأتي بمعنى الجمع ، وفي بعض النسخ : حوب ؛ وهو الوحشة والحزن.
مفاخر معد بن عدنان ] ، فأولجناهم باب الهدى، وأدخلناهم دار السلام ، [وأشملناهم ثوب الإيمان ] ، وفلجوا بنا على (1) العالمين ، وأبدت لهم أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم آثار الصالحين [من حامٍ مجاهد، و] مُصَلَّ قانت ، ومعتكف زاهد، يظهرون الأمانة ، ويأبون الخيانة (2) ، حتّى إذا دعا الله عزّ وجلّ نبيّه صلی الله علیه و آله و سلّم [ورفعه إليه] لم يكن ذلك [بعده] إلّا لمحةً (3) من خفقة ، أو مبصر (4) من برقة .. إلى أن رجعوا على الأعقاب ، وانتكصوا على الأدبار، وطلبوا الأوتار (5) ، وأظهروا النكائثِ (6) ، وردموا الباب، وقلّبوا (7) الدار ، وغيّروا آثار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ورغبوا عن أحكامه، وبعدوا عن أنواره ، واستبدلوا بالمستخلف (8) بديلاً: «اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ» (9)وزعموا أنّ من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام
ص: 41
1- في المصدر : في ، بدلاً من : على .
2- في نسخة (ب): ويأتون المثابة ، وهي التي وردت في الكافي.
3- في الروضة من الكافي : كلمحة .
4- في الروضة من الكافي : وميض.
5- في الكافي : بالأوتار .
6- في الروضة : الكتائب .
7- في الكافي : وفلّوا، بمعنى كسروا، ولعلّه كناية عن السعي في تزلزل بنيانهم ، وبذل الجهد في خذلانهم، وفي بعض النسخ : وقلوا - بالقاف - أي أبغضوا داره ، وأظهروا العداوة للبيت ..
8- في المصدر : بمستخلفه .
9- سورة الأعراف (7): 148.
رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم [ممّن اختار رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم لمقامه ]، وأنّ مهاجر ابن (1) أبي قحافة خير من المهاجري والأنصاري (2) ، [الربّاني ، ناموس هاشم بن عبد مناف ] (3)
ألا وإنّها أوّل شهادة زور وقعت في الإسلام؛ شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] .. فلمّا كان من [أمر ] سعد بن عبادة ما كان.. رجعوا عن ذلك، فقالوا : إنّ رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم ] مضى ولم يستخلف ، وكان رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم ] الطيّب المبارك أوّل مشهود عليه بالزور في الإسلام، وعن قليل يجدون غِبَّ ما يعملون، وسيجد التالونَ غِبّ ما أسّسه الأوّلون (4) ، ولئن كان من تبعه و(5) شفى من الأجل، وُمَدد من المنقلب (6) [واستدراج من الغرور ، وسكون من الحال ]، وإدراك من الأمل ، فقد أمهل الله [عزّ وجلّ] شدّاداً وعاداً (7) ، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وأمدّهم بالأموال والأعمار، [وأتتهم الأرض ببركاتها ليذّكروا آلاء الله ،
ص: 42
1- لا توجد : ابن ، في نسخة (ب). وفي المصدر : آل .
2- في نسختي الأصل : المهاجرين والأنصار ، والمثبت عن الكافي.
3- أقول : ما بين المعكوفين لا يتلائم إلا مع (المهاجري والأنصاري)، ولا يتلائم مع (المهاجرين والأنصار).
4- في الروضة من الكافي : غَب ما أسسه الأوّلون.
5- بياض في نسخة (ب) من : ولئن .. إلى هنا .
6- في الروضة : ولئن كانوا في مندوحة من المهل ، وشفاء من الأجل، وسعة من المنقلب ..
7- في المصدر : شداد بن عاد و ثمود بن عبود ، وبلعم بن باعور.
وليعرفوا الإهابة له والإنابة إليه ، ولينتهوا عن الاستكبار ] ..
فلمّا بلغوا المدّة ، واستتمّوا الأكلة ، أخذهم (1) الله عزّ وجلّ [واصطلمهم ] ، فمنهم من [حصب ، ومنهم من ] أخذته الصيحة ، ومنهم من أحرقته الظلمة (2)، ومنهم من أخذته (3) الرجفة [ ومنهم من أردته الخسفة ]: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» (4).. إلى آخر كلامه (5).
محمد الموسوى (6): [ من البسيط ]
دَفَعْتِ نَصَّ رَسُولِ اللهِ عَن رَجُلٍ ***بِسَيفِهِ عِندَ نَصر الدين أعرَاكِ (7)
ص: 43
1- في نسخة (ألف): وأخذهم ..
2- في الكافي : الظلة .
3- في المصدر : أودته .
4- سورة العنكبوت ( 29 ) : 40 ، وقد جاءت - أيضاً - في سورة التوبة ( 9 ) : 70، وسورة الروم ( 30 ) : 9 .
5- انظر الخطبة هذه في الروضة من الكافي 27/8 - 30 ) خطبة الوسيلة ) حديث 5 وقريب منه في الصراط المستقيم 41/3.
6- هذه القصيدة لشاعرنا الذي سلف الحديث عنه في المقدمة، ولها تتمة سترد قريباً، كما تقدمت منها ،أبيات، وجاءت قطعة منها في المناقب 243/2. وذكره في الصراط 43/3 البيتين الأخيرين منها ، قال : في جملة أبيات ..
7- الكلمة في نسختي الأصل غير معجمة ، والمثبت هو الأقرب للمراد.
أُولَى لَكُم ثُمَّ أَولَى غَيْرَ مَحْسَنَةٍ ***حُسْنُ الَّذِي كَانَ فِي الإِسْلَامِ أَولَاكِ
أَنْكَرْتِ مَولاكَ بَل مَولَى الأَنامِ وَمَنْ ***يُجَلُّ بِالفَضلِ عَن وَصفٍ وإدرَاكِ
أخُو النَّبِيِّ الَّذِي لَم يُصْبِهِ صَنَم*** وَلَا يُدنَّسُ مِن جَهل بإشراكِ
وَلَا انتَنَى خَوفَ قَرْنٍ عَنه يَومَ وَغَيَّ*** بَل بَاسِلٌ قَاتِلُ فِي كُلِّ فَتَاكِ (1)
وَقَد طَلَبَنَاكِ - يا تيم ! - هُناكَ وَفِي*** بَدرٍ وأُحْدٍ وسَلْعِ مَا وَجَدْنَاكِ
وذكر الواقدي في كتاب الجمل (2)- وقد روى غيره من طرق
ص: 44
1- في الصراط المستقيم : أفاك ، وهذا البيت والذي بعده جاء في الصراط 43/3 .
2- كتاب الجمل للواقدي، ولا نعلم له نسخة ولا مصورة سوى ما أخبرنا عنه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ، والشيخ المفيده الله في كتابه ( الجمل ) المسمى ب- : النصرة لحرب البصرة .. وغيرهما . وقد ذكره ابن النديم في فهرسته : 111 ، نعم قد طبع للواقدي كتاب المغازي والرّدة أخيراً ، فلاحظ .
مختلفة (1) - ؛ أنّ أمير المؤمنين علیه السّلام حين بويع خطب .. [فحمد الله وأثنى عليه ]، ثم قال (2) : «.. حق وباطل .. ولكلّ أهل ، [ و ] لئن أمر بالباطل (3)لقديماً فَعَل ، ولئن قَلّ الحق لربّما (4) ولعلّ ، ولقلّما أدبر شيء فأقبل، ولئن رَجَعَتْ إليكم نفوسكم إنّكم لسعداء] (5)، وإنّي لأخشى أن تكونوا في فترة وما علينا (6) إلّا الاجتهاد... » (7) .
«وقد كانت أمور ،مضت ملتم فيها ميلةً كانت عليكم ما كنتم عندي فيها بمحمودين، أما إنّي لو أشاء لقلت : « عَفَا الله عَمّا سَلَفَ » (8) ، سبق الرجلان،
ص: 45
1- جاء في الكافي (الروضة ) 67/8 - 68 حديث 22 مفصلاً، وحكاه عنه في بحار الأنوار 584/29 - 585 حديث 17 عنه ، وله بيان بعده ، وكرّر قطعة منه في صفحة : 636 حديث 52 نقلاً عن ابن عبد ربه في العقد الفريد 66/4 ، وكتاب الأوائل لأبي هلال العسكري : 290 ، وعن الواقدي في كتاب الجمل في الشافي للسيد المرتضى رحمه الله 227/3 ، وكذا الشيخ المفيد رحمه الله في كتابه الجمل : 62 [ الطبعة المحققة : 125 ] وكذا في صفحة : 93 .
2- جاء في نهج البلاغة 48/1 : من كلام له علیه السّلام .
3- في النهج : فلئن أمر الباطل.
4- في النهج والإرشاد : فلربما .
5- الزيادة بين المعكوفين مزيدة من الإرشاد.
6- في المصادر : وما عليّ .
7- إلى هنا في الإرشاد ، وفيه تتمة هناك ، ولم يرد ما جاء بعد هذا.
8- سورة المائدة ( 5 ) : 95
وقام الثالث كالغراب .. » تمّمه (1) في خبر طويل (2) .
ص: 46
1- كذا في نسخة (ب) ؛ وفي نسخة (ألف) : تمّه ، وفي تقريب المعارف : 239: «كالغراب همته بطنه ، وفرجه أمله » ، وقريب منه في صفحة : 293، والطرائف : 417.
2- رویت هذه الخطبة عن الواقدي بطرق مختلفة متعدّدة، وفي الإرشاد: 115 [ وفي طبعة أخرى : 136 ، وفي الطبعة المحققة 239/1 - 240] م-ن الفصل (13) ما اختار من كلام أمير المؤمنين علیه السّلام . قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 92/1[257/1] في شرح خطبة (16)، وعنه في بحار الأنوار 11/32 - 12 حديث 5 : .. وهذه الخطبة من جلائل خطبه علیه السّلام ومن مشهوراتها ، قد رواها الناس كلهم ، وفيها زيادات ، حذفها الرضي إما اختصاراً أو خوفاً من إيحاش السامعين . ثم قال : وقد ذكرها شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب : البيان والتبيين على وجهها ، ورواها عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.. إلى آخره. لاحظ : البيان والتبيان للجاحظ 2 / 34 - 35 ، وكذا ما ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار 2 /236 .. وغيره. وأخرجها المتقي الهندي في منتخب كنز العمّال 190/2 - 191 ، وأسقط منها ما يرجع إلى الغراب عثمان ! وعلى كلّ ؛ فقد رواها السيد الرضي الله في النهج بزيادات كثيرة في المختار (16) خطبه اللا [ طبعة محمّد عبده 46/1 ، وطبعة صبحي صالح : 57 - 58 برقم 16] وراجع : خصائص الأئمة للشريف الرضي : 114، والشافي في الإمامة 227/3، وجاءت قطعة منها في كتاب أبي جعفر الإسكافي ( المعيار والموازنة ) : 292 ، وشرح ابن ميثم البحراني 296/1.. وغيرهما. وأوردها العلّامة المجلسي الله في بحار الأنوار في مواطن متعدّدة، لاحظ منها : 376/28 - 377)، (الباب الرابع، تتمیم)، و 32/ 10 حديث 3 عن الإرشاد، وصفحة : 15 حديث 6 عن ابن ميثم البحراني في شرحه ، و 51/41 (الباب 104) حديث 3 عن المناقب .
ومن نهج البلاغة (1): «اللهم إنّي أستعديك على قريش، فإنّهم [قد ] (2) قطعوا رحمي، وكفروا آياتي (3) ، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري (4) ، وقالوا : ألا إنّ في الحق أن نأخذه وفي الحق أن نمنعه ، فاصبر مغموماً أو مت متأسفاً؛ فنظرت فإذا ليس لي معين (5) ولا ذابٌ ولا مساعد.. إلّا أهل بيتي،
ص: 47
1- نهج البلاغة 202/2 [ طبعة محمد عبده ، وفي طبعة : 336 - 337 خطبة 217]. ولاحظ : نهج البلاغة 66/1[ طبعة محمد عبده ، وصفحة : 68 خطبة 26 من صبحي صالح ] ، وأوردها المصنّف طاب ثراه في المناقب 232/2 [ من طبعة بيروت ، وفي طبعة قم 2 / 204 - 205]، وعليها قد طبقناها وأشرنا إلى المهم من الفروق بينهما ، ونقلت عن النهج كثيراً كما في الصراط المستقيم 43/3 - 44 ، ولاحظ : شرح النهج لابن أبي الحديد 1/ 184 و 5 / 118.
2- لفظة ( قد ) مزيدة من النهج والمناقب.
3- كذا في بعض طبعات المناقب ؛ وفي بعضها كما في الصراط : وكفروا آبائي، وفي النهج : وأكفؤُوا إنائي..
4- جاء هنا بعده في الصراط المستقيم : « فجرعت ريقي على الشجي ، وصبرت على الأذى، حتّى مضى الأوّل لسبيله وأولى بها إلى فلان بعده.. » ، وقد زاد ما هناك الخطبة الشقشقية ، ودمج بين الخطبتين .
5- في النهج : رافد ، ومثله في بعض طبعات المناقب ، بدلاً من : معين .
فضننت بهم عن المنية .. فأغضيت على القذى ، وجَرِعْتُ ريقي على الشَّجا، وصبرت على الأذى ، ووطّنت (1) نفسي على كظم الغيظ، وما هو أمرّ من العلقم ، و آلم من حَزّ الشفار » (2)
ومن كلام له علیه السّلام (3) :» .. إلى كم أغضي الجفون على القذى ، وأسحب ذيلي على الأذى ، وأقول لعل وعسى ...» .
وله علیه السّلام الشِّقشِقيَّة المقمّصة (4):
ص: 48
1- في المناقب - بطبعتيه - : وطبت .
2- في النهج : وصبرت من كظم الغيظ على أمرٌ من العلقم ، وآلم للقلب من حرّ الشفار .. أقول : وأوردها العلّامة المجلسي الله في بحار الأنوار 607/29 - 608 برقم 22 ، 22، وعقبها ببيان شاف. ولاحظ : ما علقه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 416/18، وكذا فيه 103/4 - 104 ، وعنه في بحار الأنوار 629/29 برقم (43).
3- أورده المصنف رحمه الله في مناقبه 380/1 ، وعنه العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 49/41 ذيل حديث 1. وجاء في كتب اللغة مكرّراً ؛ كلسان العرب 28/15.. وغيره .راجع : العقد الفريد 93/4 [ 110/2 من طبعة مكتبة الهلال ]، وربيع الأبرار 403/3 .. وغيرهما.
4- ) في نسخة (ألف): بالمقمّصة. وقد جاءت هذه الخطبة الرائعة في نهج البلاغة 30/1 - 37 [ طبعة محمد عبده ] وصفحة : 48 - 50 خطبة 3 من طبعة صبحي صالح ]. ورواها الشيخان المفيد والصدوق، وشيخ الطائفة ، والطبري، والراوندي.. وجلّ أعلام محدثينا رضوان الله عليهم. وإنّما قيل لها : المقمّصة ؛ لقوله صلوات الله عليه : « لقد تقمصها ابن أبي قحافة .. » ، وفي معاني الأخبار، 360 - 362: « والله لقد تقمصها أخو تيم..». راجع : معاني الأخبار : 243 - 244 وأفرد لألفاظها شرحاً ، وكذا في علل الشرائع 1 / 150 - 151 حديث 12 وحديث ،13 ، وأمالي الشيخ الطوسي 382/1 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة طبعة مؤسسة البعثة : 372 حديث 803] ، والإرشاد للشيخ المفيد : 152 - 153 [الطبعة المحققة 287/1] ، والاحتجاج : 191 - 194 281/1 - 288]، وممن ذكرها ورواها السيد ابن طاوس له في الطرائ-ف : 417 - 419 .. وغيره في غيرهم. بل تُعدّ من مشهورات خطبه سلام الله عليه و آله ، روتها العامة والخاصة في كتبهم ، وأفردوا لها رسائل وشروحاً ، وضبطت كلماتها ، وجاءت في كتب العامة ، كما في تذكرة سبط ابن الجوزي: 73 ، والعقد الفريد 71/4 - 72.. وغيرهما . أقول : عقد العلّامة المجلسي الله في بحار الأنوار 497/29 - 652 باباً برقم (15) بعنوان : في شكاية أمير المؤمنين الا ممن تقدمه من المتغلبين الغاصبين، وخص للخطبة خمسين صفحة من المحققة ، ثمّ قال في صفحة : 548 : إنّما أطنبت الكلام في شرح تلك الخطبة الجليلة ؛ لكثرة جدواها ، وقوّة الاحتجاج بها على المخالفين ، وشهرتها بين جميع المسلمين ، وإن لم نوفٌ كلَّ فقرة حق شرحها ، حذراً من كثر الإطناب ، وتعويلاً على ما بيّنته في سائر الأبواب.. وعلى كلّ ؛ فما ههنا يوافق بعض المصادر دون بعض ، ولم نشر للاختلافات غالباً ، وأورد لها الأميني له في الغدير الغدير 82/7 - 86، أكثر من (28) مصدراً من العامة . وقد أدرجها بنصها تقريباً المصنف له في مناقبه 204/2 - 205 [ من طبعة قم، وفي طبعة بيروت 232/2 - 234] ( فصل : في ظلامة أهل البيت علیهم السلام ) . وعليك بالشرح الرائع لها المسمّى ب- : الصرخة العلوية واللعنة الأبدية في شرح الخطبة الشقشقية .. لأحد عبيد أهل البيت - ولا زال لم يطبع - وفقنا الله لذلك بحق صاحب الولاية ، كما وفقه من قبل لشرح خطبة الصديقة الطاهرة سلام الله عليها المسمّى ب- : الفريدة في لوعة الشهيدة علیها السلام .
«.. أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة (1) ؛ وإنّه ليعلم أنّ محلّى منها محلّ القطب من الرحى، ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إلى الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها (2) كشحاً، وطفقت أرتئى بين [أن] أصول بيد جذاء أو أصبر على
ص: 50
1- كذا في بعض طبعات النهج ؛ وجاء في كتاب الجمل للشيخ المفيد له : 62 و 92، والصراط المستقيم 215/1 و 283 ، والغدير 373/2 عن عدة مصادر ، وكذا في 81/7 و 380/9.. وموارد أُخرى. وراجع : الشافي للسيّد المرتضى له 228/3 و 260، وتقريب المعارف للحلبي له : 240 و 329 ، والاحتجاج للطبرسي لا الله 281/1، والطرائف لابن طاوس : 418 - 420 ، ونهج الإيمان لا بن جبر : 518 .. وغيرها . أقول: جاء في معاني الأخبار وعلل الشرائع والطرائف .. وبعض المصادر : أخو تيم ، بدلاً من : ابن أبي قحافة ، وفي النهج : فلان ، وعنه في الشهب الثواقب: 14، وفي كتاب محاسبة النفس للشيخ الكفعمي الله : 190 : فلان وفلان ..
2- لا توجد عنها .. في نسخة (ب).
طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح [فيها ] مؤمن حتّى يلقى ربّه ، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى .. فصبرت [و] في العين (1) قذى وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهباً .. حتّى مضى الأول لسبيله، فأدلى (2) بها إلى فلان بعده.. » .
ثم تمثّل بقول الأعشى : [ من السريع ]
شَتَّانِ مَا يَومِي عَلَى كُورِهَا*** وَيَومُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرٍ (3)
«فيا عجباً ! بينا هو يستقيلها في حياته .. إذ عقدها لآخر بعد وفاته الشدّ ما تشطّرا ضرعيها ]، فصيّرها [ والله ] في حوزة خشناء، يغلظ كلمها ، ويخشن مسّها ويكثر العثار فيها ، ويقلّ (4) الاعتذار منها (5) ، وصاحبها كراكب الصعبة؛ إن أشنق
ص: 51
1- في البحار : القلب ، بدل : العين ، وما هنا أظهر لمقارنة القذى، وتبعاً لغالب المصادر.
2- فی نسخة (ألف) : فأدل .. وما هنا جاء هناك نسخة بدل.
3- من قوله : ثمّ تمثل .. إلى هنا لا يوجد في البحار وبعض المصادر، وجاء في نهج البلاغة وفيه : « .. حتى إذا مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ، عقدها لأخي عدي بعده » .
4- لا توجد كلمة : يقل ، في المناقب، ولا في النهج.
5- لا توجد : ويقلّ الاعتذار منها .. في بعض المصادر. وقال الشيخ الصدوق له في معاني الأخبار ، ويكثر العثار والاعتذار [ منها ] .. وفي البحار والعلل: عنها، ولم يرد لفظ ( يقل ) في علل الشرائع .. وعنهما في بحار الأنوار ، كما في العلل .
لها خرم، وإن أسلس لها تقحّم (1) ، فمُني (2)الناس - لعمر الله - بخبط وشماس، وتلوّن واعتراض (3)، فصبرت على طول المدّة، وشدّة المحنة .. حتى [إذا] مضى لسبيله .. جعلها في جماعة زعم أنِّي أحدهم، فيا لله [و] للشورى (4) ، متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صِرت أُقرن إلى هذه النظائر ، لكنّني أسففت إذ أسفّوا (5) ، وطرت إذ طاروا ..
فصغى رجل منهم لضغنه (6) ، ومال الآخر لصهره .. مع هنٍ وهنٍ.. إلى أن قام ثالث القوم؛ نافجاً (7)حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أُمية (8) يخضمون
ص: 52
1- في بعض المصادر: إن عنف بها حرن ، وإن أسلس بها غسق .
2- في نسختي الأصل : فهني .. بدلاً من : فمني .
3- تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) واعراض، وهنا زيادة في بعض المصادر: «وبلوى مع هنٍ وهني ».
4- في نسختي الأصل : الشورى - بدون واو ولام - .
5- في نسختي الأصل : أسققت إذ أسقوا.. وهو غلط ، ولم يرد في غالب المصادر الناقلة لها قوله : « ولكنّي أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ طاروا..»، نعم حكاه السيد في النهج ، والمفيد في الإرشاد، والطبرسي في الاحتجاج ... وغيرهم في غيرها .
6- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : لضعته .
7- في نسخة (ألف) : نافخاً ، وفي غالب المصادر : نافجاً ، وهو الظاهر. قال في بحار الأنوار: «.. فمال رجل بضبعه ، وأصغى آخر لصهره ، وقام ثالث القوم نافجاً..».
8- هكذا هنا ، وفي بعض نسخ النهج ، وفي النهج المتداول، وبعض المصادر : بنو أبيه .
مال الله خضم (1) الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث عليه فَتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته (2) ، فما راعني إلّا والناس إليّ (3) كعرف الضبع ؛ ينثالون عليَّ من كلّ وجه (4)، حتّى لقد وطئ الحسنان ، وشقّ عِطفاي ، مجتمعين عليّ (5) كربيضة الغنم.. فلما نهضت بالأمر ؛ نكثت طائفة ، ومرقت أُخرى ، وقسط آخرون..كأنّهم لم يسمعوا [كلام ] (6) الله سبحانه [ حيث يقول : «تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ ..» (7)الآية .
بلى! والله لقد سمعوها ووَعَوها ، ولكنّهم حليت (8) الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها ..
أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود
ص: 53
1- كذا؛ وفي بعض المصادر كالنهج : خضمة ، وفي بعضها الآخر - كالعلل : خضم ، وكلاهما صحيح.
2- كذا في نسختي الأصل ، وفي بعض المصادر كبت به مطيته.. وفي المناقب : وانكبّ به بطنه .
3- لا توجد : إليّ .. في طبعة صبحي صالح من نهج البلاغة هنا، وجاءت بعد ( الضبع ) ..
4- في نسخة : من كل جانب.
5- في النهج والمناقب : حولي ، بدلاً من : عليّ .
6- الزيادة من نهج البلاغة [ تحقيق محمد عبده ، دون نسخة صبحي صالح].
7- سورة القصص (28) : 83
8- في بعض المصادر: احلولت.
الناصر، وما أخذ الله على العلماء ألّا يقارّوا على كظّة ظالم، ولا سغب (1) مظلوم، لألقيت حبلها (2)على غاربها ، وأسقيت (3) آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم (4)دنياكم هذه عندي أزهد من عفطة عنز ...»
فَنُوول كتاباً فجعل يقرأ .. فلمّا بلغ من قراءته ، قال ابن عباس: يا أمير المؤمنين ! لو اطّردت مقالتك (5) من حيث أفضيت (6) ..
قال: «هيهات - يا بن عباس ! - تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت».
وقال الرشيد للنّظام : بلغني أنّك لا تعرف ديناً لقولك: [ من الكامل ]
أَصبَحتُ جمَّ بَلابل الصدرِ ***وأَبِيتُ (7)مُنطَوِياً عَلى غَمْرِ (8)
ص: 54
1- في نسخة (ألف) : شعب ، وفي نسخة (ب) : شغب .
2- في نسختي الأصل : خبلها .
3- في المصادر : لسقيت.
4- في نسخة (ألف): ولألقيتم .
5- كذا في العلل والاحتجاج والطرائف والغدير 84/7، وفي النهج : خطبتك .
6- في بعض المصادر: بلغت .راجع كتابنا : شرح الخطبة الشقشقية أو الصرخة العلوية واللعنة الأبدية .. وما جاء هناك.
7- في نسخة (ب): وأتيت.
8- قد تقرأ في نسختي الأصل : عمر - بالمهملة - ، وفي رواية : جمر.
إن بُحتُ ضَاعَ دَمِي وَإِنْ*** أسكُتْ يَضِيقُ بِذلِكُمْ صَبري
قال : فالبيت الثالث :
مِمَّا (1)أَتَاه إلَى أَبِي حَسَنٍ*** زُفَرُ وَ (2) صاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ
فقال الرشيد - بعد كلام كثير - : دعوناك لنستتيبكَ (3) من الزندقة، فأراك قد أدخلتنا في الرفض. (4) !
ص: 55
1- كذا استظهاراً ؛ وفي نسختي الأصل : فما ، ولعلّه : فيما
2- في نسختي الأصل : وما صاحبكم ، وما أُثبت استظهرناه من معناه .
3- الكلمة مشوشة في النسختين ، والمثبت هو الصواب ، وفي نسخة (ألف) : لنستبينك
4- لقد أورد أبو الفرج الإصفهاني الواقعة في كتابه الأغاني 294/13 [13 /233 - 234 الطبعة المحقّقة نور - الأعلمي ] مسنداً عن الجرجاني ، قال : جاء مطيع بن أياس إلى إخوان له - وكانوا على شراب - فدخل الغلام يستأذن له، فلما سمع صاحب البيت بذكره خرج مبادراً ، فسمعه يقول : [ من الكامل ] أمسيت جمٌّ بلا بل الصدر***دهراً أزجَّيه إلى دهرِ إِن فُهْتُ طُلَّ دمي وإِن كُتِمَتْ***وقدت علىَّ توقد الجمرِ فلمّا أحس مطيع بأنّ صاحب البيت قد فتح له ، استدرك البيتين بثالث ، فقال : [من الكامل ] ممّا جناه على أبي حسنٍ *** عمر وصاحبه أبو بكر وكان صاحب البيت يتشيّع ، فأكبّ على رأسه يقبلِّه ويقول : جزاك الله يا أبا المسلم خيراً. ثم قال : وذكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب : أن الرشيد أُتي ببنت مطيع بن أياس في الزنادقة ، فقرأت كتابهم واعترفت به ، وقالت : هذا دين علّمنيه أبي وتبت منه .. فقبل توبتها وردّها إلى أهلها . وانظر : الواقعة بين الحسن الكركدان - المعروف ب- : ديك الجنّ - مع المتوكل العبّاسي لعنه الله ، وهذه الأبيات كاملة جاءت في كتاب : جواهر المطالب لفخر الدين الطريحي رحمه الله : 272 - 273 ، والأبيات من جملة قصيدة طويلة جاءت في ديوان ديك الجن الحمصي ؛ عبد السلام بن رغبان : 49 .
المعرّي (1): [من الرمل ]
وَهِيَ الدُّنْيَا تَرَاهَا (2) أَبَداً*** زُمَراً وَارِدَةً إِثْرَ زُمَرُ
يا أبا السبطين لَا تَحْفَلْ بِها***أَعَتِيقٌ سَادَ فِيهَا أَم (3)زُفَرً (4)
ص: 56
1- دیوان لزوم ما لا يلزم 510/1 مقطوعة ( 229) [ دار الجيل ]، والبيتان جاءا ضمن قصيدة ذات (14) بيتاً وهما ( 5 و 6 ) ، وقد أوردهما البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 76/1 .
2- في الديوان : أَذَاهَا .. زُمَرُ واردةٌ .
3- في نسخة (ب) أو ، بدلاً من: أم .
4- في الديوان عمر ، وما هنا رمز للخليفة كما هو واضح .
أبو الفوارس ...... (1) [من الكامل ]
إنْ رُمْتَ تَشْرَبُ مِن رَحِيقِ الكَوْثَرِ ***فَاخْلِصُ يَقِينَكَ فِي وِلايَةِ حَيدَرِ
وَأَبْرَأُ - فَمَا عَقْدُ الوِلَا (2)إِلَّا البَرَا -***مِن شَيخ تيم مِن عِصَابَةِ (3) حَبْتَرِ
وَدَع الصُّهاكي الزَّنيم ونَعثلاً*** أعنِي ابنَ عَفَّانَ الغَويَّ المُفْتَرِي
هُمْ غَيَّروا سُبُلَ الرَّشَادِ وَبَدَّلُوا*** سُنَنَ الهِدَايَةِ بِالشَّنيعِ المُنكَرِ
جَحَدُوا عَليّاً حَقَّهُ وَتَقَدَّمُوا*** ظُلْماً عَلَيه وَلَم يَكُنْ بِمُؤَخَّرِ
ص: 57
1- 1) في نسخة (ب) بياض بمقدار كلمة هنا، وفي الصراط المستقيم 75/1: وقال السوراوي. أقول : لم أعرف شاعرنا هذا ولم أجد له عنواناً في الأعيان والمناقب والطبقات .. وغيرها ، فلاحظ . نعم على ما جاء في الصراط المستقيم 75/1 من كونه السوراوي، فقد مرّت ترجمته في المقدّمة ، وكذا بعض شعره.
2- في الصراط : فما عند الولي.
3- في الصراط : ذي عصابة ، وجاء البيت برواية أُخرى، أوردها في هامش الصراط .
يَا مَنْ يُقَدِّمُ حَبتَراً بِضَلالِهِ ***لِمَ لا (1)تَقَدَّمَ يَومَ بَدْرَ وخَيبر (2) ؟
فِي أَي قَوْمٍ (3) قُدِّمُوا لِمُلِمّةٍ ***فَيُقَدَّمُونَ لِذاكَ فَوق المنبر؟!
تَاللهِ لَا أَرضَى أُقَايسُ مِنهُمُ ***أَلفاً بِشِسْعٍ مِن نُعَيْلَةِ قَنبَرِ (4)
مَنْ يَعبُدُ الأصْنَامَ لَيسَ بِوَاجِبِ ***مِنَّا يُقَاسُ بِمَن لَها بِمُكَسَّرِ (5)
يَا آلَ طَه حُبُّكُم لِي جُنَّةٌ ***يَومَ المَعَادِ مِن الجَحِيمِ المُسْعَرِ
ص: 58
1- جاء في المصدر وهامش نسخة (ألف) : هلا ، بدلاً من : لِمَ لا .
2- من هذا البيت إلى آخر الفصل نسخ مكرّراً في النسختين (ألف) و(ب)، وكذا الفصل الذي يليه نسخ مكرّراً في كليهما ، وقد حذف أحدهما .
3- في الصراط : أي يوم.. بدلاً من: أي قوم.
4- العجز في الصراط هكذا : ألفاً بشسع نعيلةٍ من قنبر.
5- لم يرد هذا البيت في الصراط المستقيم ، بل ورد هكذا : [من الكامل ] من يعبد الأصنام ليس بجاء [واجب ] *** منه يقايس من له بمُكَسَّرِ
البشنوي (1): [ من الكامل ]
أَنكَرتُمُ حَقَّ الوَصِيِّ جَهَالةً ***وَنَصبتُمُ للأَمرِ كُلَّ (2) مُعَلِّم (3) !
عَوَّجْتُمُ بِالجَهْلِ غَيْرَ مُعَوَّجٍ ***وأقمتُم بِالغَيِّ غَيرَ مُقَوَّمِ
صَيَّرتُمُ بَعدَ الثَّلاثَةِ رابعاً ***مَن كَانَ خَامِسَ خَمسةٍ كَالأَنجُمِ
أبو القاسم ابن هاني المغربي (4): [من الكامل ]
ص: 59
1- لم أحصل على مصدر لهذه الأبيات ، وقد فقد ديوان شاعرنا طاب ثراه ولم يبق من شعره إلّا ما جاء في كتب التراجم ، أو نثر في المناقب، أو جمع في الغدير .. أو غيره، وقد مرّت ترجمته في المقدّمة، ونقل هذه الأبيات في الصراط 75/1 عن هذه الموسوعة
2- في الصراط : غير ، بدلاً من كلّ .
3- قالوا : لأنّ أبا بكر كان معلّماً لأولاد اليهود في الجاهلية ، وقيل : كان يلوط بهم !
4- كذا في نسخة (ألف)، وبياض في نسخة (ب). هو ابن هاني المغربي المعروف ب- : أبي القاسم المغربي محمد بن هاني الأندلسي ( المقتول سنة 362 ه- ) ، وعمره ست وثلاثون سنة ، كما في الوفيات 50/4 ، وقيل : اثنتان وأربعون سنة ، والذي مرّت ترجمته في المقدّمة، وقد جاءت هذه القصيدة في أعيان الشيعة 88/10 وهي في مدح المعزّ لدين الله الفاطمي. أقول : ذكر غير هذا العلّامة الأميني الله في غديره 317/4 - 318 في ترجمة : الجبري المصري أنّ لشاعرنا هذا غديرية مبثوثة في أكثر من كتاب ، منها : المناقب ، فقال : وهنالك قصائد غديرية لابن طوطي الواسطي، والخطيب المنبجي ، وعلي بن أحمد المغربي. من شعراء القرن الخامس - توجد مبثوثة في مناقب ابن شهر آشوب، وتفسير أبي الفتوح الرازي .. ثمّ قال : لم نذكرها لعدم عرفاننا بترجمة أُولئك الشعراء وتاريخ حياتهم .. إلى آخره. وعليه فلم يتعرّض الشيخ الأميني له في غديره له ولها؛ لعدم عرفانه للشاعر وتاريخ حياته .. وغير ذلك ولا ذكر له شعراً .. وعدّه من أعلام شعراء القرن الخامس . لاحظ : ديوان أبي هاني المغربي : 355 - 356. وقد جاءت هذه القصيدة في ترجمته في أمل الآمل 311/2 - 312 برقم 948.
أبني (1) لؤي ! أينَ فَضلُ قَدِيمِكم ***أَم أَينَ حِلمٌ كَالجِبَالِ رَصِينُ ؟ ! (2)
نَازَعْتُمُ حَقَّ الوَصيِّ وَدُونَه ***حَرَمٌ وحِجْرٌ مَانَعُ وجَحُونُ (3)
ص: 60
1- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ب): جاءني .. ولا معنى لها .
2- جاء البيت في أمل الآمل هكذا : [ من الكامل ] أبني عَدِيٌّ أين فخر قديمكم ***أم أين حلم كأجبال رزين والبيت في ديوان ابن هاني كالمثبت هنا في المتن .
3- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة ، ولعلّها تقرأ : حجون ، كما في أمل الآمل وأعيان الشيعة .. وغيرهما .
فَاضَلتُموه على (1) الخِلَافَةِ بِالَّتِي *** رُدَّتْ وَفِيكُمْ حَدُّها المَسْنُونُ
حَرَّفْتُمُوهَا (2)عَن أَبِي السِّبطَينِ عَن*** زيغ (3)وَلَيسَ مِن الهجَانِ هَجِينُ
لو تَتَّقُونَ (4) اللهَ لَم يَطْمَح لها*** طَرْفٌ وَلَم (5) يَسْمَحْ لَها عِرْنِينُ
لكِنَّكُمْ كُنتُم كَأَهلِ العِجلِ لَم*** يُحْفَظ لمُوسَى مِنْهُمُ هَارُونُ
ص: 61
1- في أمل الآمل والأعيان : ناضلتموه عن .. وجاء في الديوان : ناضلتموه علي، والذي أراه أن صوابها فأزلتموه عن الخلافة ..
2- في الأعيان : حجرفتموها .. كذا.
3- في المصدر السالف وأمل الآمل : زُمع ، وهو بمعنى المقدم في الأُمور ، كما أفاد في الهامش.. إلّا أنّه في العين 139/2 جعله بمعنى التحرك، ومنه يقال : رمع أنفه من الغضب .. أي تحرّك ، كما في الصحاح 1222/3، ولاحظ : النهاية 264/2، ولسان العرب ،134/8 ، والقاموس المحيط 31/3 .. وغيرها . ولو كان بالمهملة فهو مقلوب : عمر . لاحظ : كلمة ( زمع ) في العين 1/ 367 ، والصحاح 1226/3، ولسان العرب 143/8 ، والقاموس المحيط 34/3.. وغيرها .
4- كذا في الأعيان وما في نسختي الأصل: يتقون .
5- في نسخة (ألف) : لا ، بدلاً من لم .
[لُو تَسْأَلُونَ القَبرَ يَومَ فَرِحْتُمُ ***لأَجَابَ: إِنَّ مُحمَّداً مَحزُونَ ] (1)
مَاذَا تُرِيدُ مِنَ الكِتَابِ نَوَاصِبٌ*** وَلَهُ ظُهُورٌ (2)دُونَها وَبُطُونُ ؟ !
هي بُعْيَةٌ أَضْلَلْتُموها فَارْجِعُوا*** فِي آلِ يَاسِينِ تَوَتْ يَاسِينُ
رُدُّوا عَلَيهِم حُكْمَهُمْ فَعَليهِمُ*** و نَزلَ البَيَانُ (3)وَفِيهِمُ التَّبيينُ (4)
***
ص: 62
1- ما بين المعكوفين زيد من الأعيان.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : ولو اظنونا ، وما أثبت من المصدر.
3- كذا في الديوان ؛ وفي الأمل : الكتاب ، وبعده : وبين النبيين .
4- راجع : ديوان ابن هاني : 355 - 356.
[ القسم الأول ]
[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات ]
[فصل 21] : [في شكاية الزهراء]
ص: 63
فصل (1)
فی شکایه الزهرا علیها السّلام .
الباقر علیه السّلام في قوله تعالى: «أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين» (2).
قال : « يعني المكذب بالحساب» (3) ؛
«فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُ اليَتِيمَ » (4).
قال : « هو عتيق وابن صهّاك من منعهما الحسن والحسين علیهما السّلام» ؛
ص: 65
1- هذا الفصل قد كتب مرّتين في نسختي الأصل، قد وحدناهما بعد حذف ما كرّر منهما .
2- سوره الماعون (107): 1.
3- لم أجد هذه الرواية فيما عندنا من المصادر . وقد جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 855/2 ذيل هذه الآية الكريمة ، بإسناده ... عن أبي عبد الله في قوله عزّ وجلّ :«أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين» قال : بالولاية . ومثله جاء في كنز جامع الفوائد : 407 [ من الطبعة الحجرية ] ، وعنه في بحار الأنوار 367 باب (21) حدیث 33، ومثله حديث 34.
4- سوره الماعون (107): 2.
«فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ» (1).
[قال]: « هو عتيق وابن صهّاك .. ومن تبعهما على ظلمهما آل محمّد [صلی الله علیه و آله و سلّم ] «حقوقهم» .
دخلت أُمّ سلمة على فاطمة علیها السّلام (2) ، فقالت لها : كيف أصبحت عن ليلتك يابنت رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم ] ؟ قالت : «أصبحت بين كمدٍ وكرب؛ فقد النبي، وظلم الوصي، هتك - والله - الذي من حجبه (3)، فأصبحت إمامته مقتصة (4)على غير ما شرعه الله في التنزيل، وسنّها النبي [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] في التأويل ، ولكنّها أحقاد بدر وَتِراتُ (5)
ص: 66
1- سورة الماعون ( 107 ) : 4 - 5 .
2- كما أورد الرواية المصنّف - طاب ثراه - في كتابه المناقب 2 /205 - 206 [ طبعة قم ، وفي طبعة بيروت 234/2] وسنذكر ما بينهما من فروق، وحكاها في بحار الأنوار 156/43 ( باب (7) حديث 5 عنه ، وأوردها في كشف الغمة 492/1 - 494 ، وكذا في العوالم 250/6 .. وغيرهما .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : حجته، وفي طبعة النجف الأشرف من المناقب: هتك والله حجبه ، أصبحت إمامته مقتصة.. وج-اء ف-ي المصدر : هتك والله حجابه ، وهذه هي المتعيّنة .
4- كذا؛ ولعلّها تقرأ في نسختي الأصل : مفتضة ، وجاء في المناقب : من أصبحت إمامته مقبضة .. وجاء على المصدر نسخة : مقتضبة .
5- كذا في نسختي الأصل، وفي بعض المصادر مصحفة (تراث)، والترات: جمع التّرة، وهي التأر والذّهل. انظر: الطراز الأول 10/10 مادة (وتر).
أُحد (1) كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة (2)، لإمكان الوَثَبات (3)، فلمّا استهدف لها الأمر أرسلت علينا شآبيب الآثار من مَخِيلَةِ الشَّقاق ، فَتَقَطَّعَ وَتَرُ الإِيمان من قِسِيٌّ صدورها؛ فلبئس ما وعدوا الله على حفظ (4) الرسالة ، وكفالة المؤمنين، أحرزوا عائدتَهُمْ غرورَ الدنيا بعد انتصار ممّن فتك بآبائهم في مواطن الكرب ومنازل الشهادات » (5).
ص: 67
1- في المناقب : ولكنّها أحقاد بدرية ، وترات أحدية .. وفي البحار 54/28 (باب 2) حديث 22 عنه : وترات أحد ، وفيه 29 / 140 (باب (11) حديث 30: وثارات أحد ، وفى 153/33 باب (16) ضمن حديث 421 ، ومثله عن الاحتجاج 95/1 [127/1] وتراث أحد ، كما في كتاب سليم بن قيس : 136 [ وفي الطبعة المحققة 569/2] الحديث الثاني ، وكذا فيه : 305 [ وفي الطبعة المحققة 769/2] الحديث الخامس والعشرون .
2- وفي نسخة : مكمنة .
3- في المصدر : الوشاة.
4- في المصدر : ولبئس على ما وعد الله من حفظ ..
5- وللعلامة المجلسي رحمه الله هنا بعد نقله للحديث في بحاره 156/43 - 157 ( باب 7) حديث 5 عن مناقب آل أبي طالب كلام قال: أقول : كان الخبر في المأخوذ منه مصحفاً محرَّفاً ، ولم أجده في موضع آخر أصححه به ، فأوردته على ما وجدته .. أقول : النص صحيح و ونظيف ، والظاهر أن المجلسي رحمه الله لم يهتد لوجه كلامها علیها السّلام . ثم إنّه قد جاء في جامع الأخبار : 106: .. قيل لفاطمة علیها السّلام : كيف أصبحت يا ابنة المصطفى ؟ قالت : «أصبحت [ والله ] عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد [ قبل ] أن عجمتهم ، فأنا بين جهد وكرب .. بينما فقد النبي صلی الله علیه و آله و سلّم وظلم الوصي ..». وعنه ما جاء في بحار الأنوار (15/73 باب (99) ذیل حديث 2، وقريب منه في معاني الأخبار ، وعنه في بحار الأنوار 158/43 ( باب 7) حديث 8.
وقالت علیها السّلام (1)- لمّا تكلَّمتُ مع الأوّل (2) - : «معاشر المسلمين (3)المسرعة إلى قيل (4)الباطل ، المعتصبة (5) على الفعل [القبيح ] (6) الخاسر : « أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ (7) القُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبِ أَقْفَالُها »، (8) «كَلَّا بَلْ رانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ (9)» (10)
ص: 68
1- لا زال الكلام للمصنّف رحمه الله في المناقب 206/2 ، وأورد هذه القطعة في الاحتجاج: 107 - 108 [ طبعة النجف الأشرف 144/1 - 145، الطبعة المحققة 253/1 - 279] ، وعنه في بحار الأنوار 232/29 - 233 (باب 11) في بيان له، ونذكر ما بينهما من فروق .. و راجع في كلّ ذلك الكتاب الرائع : الفريدة في لوعة الشهيدة : 105 . وكذا في كشف الغمة 102/2 . . وغيره .
2- في نسخة (ب): الأقل ، وما أُثبت جاء في نسخة (ألف) وهامش نسخة (ب) بدلاً.
3- في المناقب : المسلمة ، وفي الاحتجاج المسلمين ، وفي البحار عنه : الناس.
4- وفي المناقب : قبل ، وما هنا جاء - أيضاً - في الاحتجاج .
5- في المصدر : المغضية .. وهي بمعنى الساكنة ، وكذا في الاحتجاج .
6- ما بين المعكوفين مزيد من الاحتجاج.
7- في المناقب والاحتجاج : أفلا تتدبرون .. فتخرج عن كونها آية، وتكون اقتباساً منها .
8- سورة محمد الله (47) : 24.
9- في المناقب والاحتجاج : قلوبكم ، فتخرج عن كونها آية كريمة .
10- سورة المطففين (83) : 14 .
بتتابع سيّئاتكم (1) ، فأخذ بسمعكم وأبصاركم ، ولبئس ما تأوّلتم، وساء ما به أشرتم ، وشر ما به (2) اعتصمتم (3) .
لتجدن - والله ! - محملها (4) ثقيلاً ، وغيها وبيلا (5) .. إذاكُشِفَ لكم الغطاء، وبان وراءكم (6) الصراط (7) ، وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون :
وَخَسِرَ هُنَالِكَ المُبْطِلُونَ ) (8).
ص: 69
1- في نسختي الأصل: سيّاتكم، وفي الاحتجاج : ما أساتم من أعمالكم.. وعنه في بحار الأنوار.
2- في الاحتجاج والمناقب - وعنه في الفريدة - : منه ، بدلاً من : به .
3- في الاحتجاج: اغتصبتم ، وفي البحار عنه : اعتضتم .
4- في المصدر : محلّها ، وفي الاحتجاج وعنه في البحار : محمله .
5- في الاحتجاج : وغبّه وبيلاً.
6- في المصدر والفريدة وبان ما وراءه .. وفي بعض النسخ - كما في بعض طبعات المصدر - : وبان ما وراءه الضراء. وجاء في الاحتجاج للشيخ الطبرسي رحمه الله 104/1: وبان ما وراءه [ من البأساء و ] الضراء.. وعنه رواه العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار: وبان ما وراءه الضراء.
7- كذا ؛ وفي المصادر : الضراء، وهو الظاهر .
8- سورة غافر (40) : 78 .وذكر الطبرسی رحمه الله. له في الاحتجاج 139/1 [ 145/1 ] - بعد هذا - قوله : ثمّ عطفت على قبر النبي صلی الله علیه و آله و سلّم ، وقالت .. وأنشدت الأبيات الآتية ..
ثمّ قالت للأنصار (1): «معاشر الفتية (2) ، وأعضاد البقيّة (3) ، وأنصار الدين والملّة ، وحصنة الإسلام (4)ما هذه الغميزة في حقّي ، والإعراض (5)عن ظلامتي ؟ ! أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله سلم قال (6): «المرء (7) يُحفظ في ولده»؟!
ص: 70
1- جاء هذا القسم مقدّماً في المصادر على الذي قبله ، وفيه : ثمّ رمت [ ثمّ رنّت ] بطرفها نحو الأنصار فقالت.. وفي بلاغات النساء : 16 - 17 - وعنه في بحار الأنوار 243/29 - 244 باب (11) ذیل حدیث ،9 ، وسنذكر ما بينهما من فروق . وعن هذا المصدر وغيره وبمصادر جمة جاء في الفريدة في لوعة الشهيدة، ومثله في الاحتجاج : 97 - 108 [ وفي طبعة النجف الأشرف 131/1 - 145] مفصلاً. وعنه رواه العلامة المجلسي الله في بحار الأنوار 220/29 - 230 ، وكذا في دلائل الإمامة للطبري : 120 [المحققة ، وفي الأولى : 35].
2- فی المصدر : النقباء ، بدلاً من الفتية، وفي دلائل الإمامة : معشر البقية ، وفي الاحتجاج : النقيبة .. وما هنا نسخة من الاحتجاج.
3- كذا في المناقب، وفي الاحتجاج 102/1 وفي البحار 226/29 و 280: أعضاد الملة ، وكذا في شرح النهج لابن أبي الحديد 212/16.
4- فی الاحتجاج : وأعضاد الملّة، وحصنة الإسلام وعنه في البحار : حصون الإسلام، في كما في بلاغات النساء، وكذا في دلائل الإمامة ؛ إلّا أنّ فيها وحضنة الإسلام كما في المناقب .
5- في الاحتجاج وبلاغات النساء والدلائل : والسنة ، بدلاً من : والإعراض .. وهي بمعنى الغفلة.
6- في الاحتجاج : أبي يقول ..
7- في الدلائل : أمر بحفظ المرء...
لسرعان ما أحدثتم (1) [ فأكديتم ] (2)! وعجلان ذا إهالة ! ولكم بما حاورت (3) طاقة .. (4) أتقولون : مات محمد ؟!
فَخَطْبُ - لعمري (5) - جليل ، استوسع وهيه (6)، واستنهر فتقه (7)، [ وبعد وقته ] (8) ، وأظلمت لديكم - والله - الأرض (9) ، وتكدّرت الصفوة ، وأجلبت (10) القرحة ،
ص: 71
1- في بلاغات النساء : أجدبتم ، وفي نسخة من البحار : أجديتم .
2- الزيادة بين المعكوفين من كتاب بلاغات النساء.
3- في المناقب : وبكم ما حاورت.. ولا توجد في بلاغات النساء ولا الدلائل، وفي البحار والفريدة : « ولكم طاقة بما أحاول ، وقوّة على أطلب وأُزاول». وقاله الطبرسي له في الاحتجاج 102/1: « ولكم طاقة بما أُحاول، وقوّة على ما أطلب وأزاول ».
4- كذا بنصه في مناقب المصنف رحمه الله 206/2 [ طبعة النجف الأشرف ].
5- لا يوجد هذا القسم في كتابي : دلائل الإمامة وبلاغات النساء، وكذا في الاحتجاج والبحار والفريدة.
6- في نسختي الأصل : وهئه، ولعلّه : وهنه ، وفي بلاغات النساء والدلائل والمناقب: وهيه .. وهو بمعنى الشق أو الخرق.
7- في المصدر : واستهتر .. ولم ترد فتقه ، في طبعة النجف من المناقب.
8- الزيادة بين المعكوفين من كتاب بلاغات النساء ، وفي الدلائل : وفقد را تقه ، وفي الاحتجاج - وعنه في بحار الأنوار -: وانفتق رتقه .
9- في بلاغات النساء : وأظلمت الأرض لغيبته ، واكتأبت خيرة الله لمصيبته .
10- في المناقب [ طبعة قم ] واحليت ، وفي طبعة بيروت : واحيلت .
وتقرّحت السلعة ، والتأبت (1)خيرة الله (2) ، وخشعت الجبال، وأكدت الآمال، ووُضِعَ (3) الحريم ، وأذيلت المَحْرَمة (4) .
هي - والله المصيبة الكبرى، والنازلة العظمى (5) لامثلها نازلة، ولا بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب الله في أفنيتكم .. [ في] ممساكم ومصبحكم ، هتافاً وصراخاً، وتلاوة وألحاناً (6)، ولقبله ما حلّت بأنبياء (7) الله ورسله (8) [حكم فصل ،
ص: 72
1- في المصدر : والثابت.
2- في البحار والفريدة : « و اظلمت الأرض لغيبته ، وكسفت النجوم لمصيبته ، وأكدت الآمال ..».
3- في المناقب : وضيّع ، بدلاً من ووضع ، وفي بلاغات النساء : ورفيع ، وفي بعض طبعات بلاغات النساء والدلائل والبحار : وأضيع .. وهو الأظهر .
4- كذا جاءت الكلمة في المصدر، إلا أنتها مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : المتحرمة ، أو المحترمة ، وفي بلاغات النساء والبحار والفريدة: « وأُزيلت الحرمة عند مماته»، وفي الدلائل وبعض طبعات بلاغات النساء : « وأُذيلت الحرمة بموت محمد [ صَلَّى اللهُ عَلَيَّه وآله وسلم ] ، فتلك نازلة أعلن بها كتاب الله في أفنيتكم».
5- في المناقب [طبعة النجف الأشرف ] النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى.. ومثله عنه في بحار الأنوار.
6- في المصدر : والحاباً ، ولا توجد في الدلائل: وصراخاً وتلاوة والحاناً.
7- في المناقب: ما حلّ أنبياء.. وفي الدلائل : ولقبل ما خلت له أنبياء ..
8- في بلاغات النساء : وأزيلت الحرمة عند مماته صلی الله علیه و آله و سلّم ، وتلك نازل علينا بها كتاب الله [ في] أفنيتكم - في ممساكم ومصبحكم - يهتف بها في أسماعكم، وقبله حلت بأنبياء الله عزّ وجلّ ورسله .. وباختلاف يسير في البحار.
وقضاء حتم ] (1): « وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ .. » إلى قوله : «الشاكِرِينَ » (2) .
«أبني قَيْلَة (3)[اء] أهضم (4) تراث أَبِيَة، وأنتم بمرأى [منّي) ومسمع [ومبتدٍ مجمع ]..!! تلبسكم (5) الدعوة ، وتشملكم الحيرة (6) ، وفيكم العدّة والعدد ، ولكم (7) الدار و [ عندكم ] (8) الجُنَن ، تقرع صيحتي آذانكم فلا تجيبون، وتسمعون صرختي فلا تغيثون (9)، وأنتم نخبة الله التي انتخب (10) .
ص: 73
1- ما بين المعكوفين لم يرد في نسختي الأصل ، ولا في الدلائل، وأُضيفت من المصدر.
2- سورة آل عمران (3): 144.
3- في نسختي الأصل: قبيلة ، والصحيح ما أثبتناه، وفي بلاغات النساء والاحتجاج والبحار : إيهاً بني قيلة ..
4- في الدلائل : أهتضم .
5- في المصدر : تمسّكم .
6- في المناقب ويشملكم الخبر ، وفي الدلائل ويشملكم الجبن ، وفي الاحتجاج والبحار والفريدة الخيرة.
7- في المصدر : بكم ، بدلاً من : لكم.
8- الزيادة من كتاب بلاغات النساء ، وهو الظاهر ، وفي الاحتجاج والبحار والفريدة: وأنتم ذا العدد والعدّة ، والأداة والقوّة ، وعندكم السلاح والجنّة ..
9- من قوله : تقرع صيحتي .. إلى هنا لا يوجد في بلاغات النساء ولا الدلائل .
10- في بلاغات النساء : وأنتم الألى نخبة الله التي انتخب، وفي البحار : وأنتم الأولى يحبّه الله التي انتجب ، وفي الدلائل التي امتحن ، ونحلته التي انتحل .
وخيرته التي انتخل (1) لنا أهل البيت .. فنابذتم (2) العرب، وناجزتم البهم ، وكافحتم الأمم (3) ، لا نبرح و تبرحون ، نأمركم وتأتمرون (4) .. حتى دارت لنا بكم (5) رحى الإسلام، ودَرَّ حَلَبُ (6) البلاد، وهدأت دعوة (7)الهرج، وسكنت فورة السراب (8)، وطفئت جمرة الكفر ، وقرّ نفار الحقّ ، واستوثق (9)
ص: 74
1- انتخل الشيء : صفّاه واختاره ، وكلّ ما صفّي ليعزل لُبابه فقد انتخل وتنخّل ، كما جاء في لسان العرب 651/11 مادة (نخل).
2- في بلاغات النساء: لدينه وأنصار رسوله ، وأهل الإسلام، والخيرة التي اختار لنا أهل البيت ، فباديتم.. وفي الدلائل زيادة: فينا العرب ، وفي الاحتجاج: قاتلتم العرب.
3- في دلائل الإمامة وبلاغات النساء: وناهضتم الأُمم، وكافحتم البهم.
4- تقرأ في نسخة (ألف): تأمرون ، وفي المناقب والبحار : فتأتمرون ، وفي بلاغات النساء : لا تبرح نأمركم وتأتمرون، وفي الدلائل : لا تبرح وتبرحون ، ونأمركم فتأ تمرون...
5- في البحار : دارت لكم بنا رحى.. وفي بلاغات النساء : بنا رحى ، وفي دلائل الإمامة : حتى دارت بنا وبكم رحى الإسلام ..
6- في بلاغات النساء: ودرّ حلب الأنام، وزاد على ما هنا في الدلائل: وخضعت بغوة الشرك ، وفي البحار والاحتجاج ودر حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك ..
7- في دلائل الإمامة للطبري روعة، وزاد وخبت نار الحرب.. ولا يوجد ما بعدها إلى : واستوثق [ استوسق ].
8- في المصدر : الشر ، بدلاً من : السراب ، وفي البحار : وسكنت فورة الإفك .
9- في المناقب والدلائل : واستوسق ، وفي بلاغات النساء : وخضعت نعرة الشرك، وباخت نيران الحرب، وهدأت دعوة الهرج ..
نظام الدين .. فأنتى (1) حُرتم بعد القصد (2)، ونكصتم بعد الإقدام (3)عن قوم (4)«نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ .. » إلى قوله: « مُؤْمِنِينَ » (5)) .
«ألا [و] الله ! لقد أخلدتم إلى الخفض (6) ، وكَلِفْتُمْ بالدَّعَة (7)، ومحجتم (8) بالذي وعيتم (9) :
ص: 75
1- فی المصدر:فان،و ما هناجاءنسخه فی هامش المناقب .
2- في بلاغات النساء : فأنى جرتم بعد العيان.. [ وفي طبعة منه : فأنى حرتم بعد البيان ]، وفي الدلائل : البيان .
3- هنا زيادة في الاحتجاج : وأشركتم بعد الإيمان.
4- في بلاغات النساء: وأسررتم بعد الإعلان ، لقوم نكثوا أيمانهم : « أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ » .
5- سورة التوبة ( 9 ) : 13.
6- في نسختي الأصل الحفض .
7- في بلاغات النساء .. ألا قد أرى أن قد أخلد تم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة .. وزاد في الدلائل لفظ الجلالة : ... ألا أرى والله ان [ قد ] أخلدتم إلى الخفض ، وركنتم إلى الدعة.. وفي الاحتجاج والبحار زيادة هنا : وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض ، وخلوتم بالدعة ..
8- في دلائل الإمامة وبلاغات النساء فعجتم، وفي الاحتجاج : ونجوتم من الضيق بالسعة ؛ فمحجتم ما وعيتم ، ودسعتم الذي تسوغتم.
9- بلاغات النساء: فعجتم عن الدين ، وبحجتم ) ومججتم ) الذي وعيتم، ودسعتم الذي سوّغتم ف- :« إِنْ تَكْفُرُوا ..» إلى آخره، ومثله في دلائل الإمامة ، إلا أن فيه : ومججتم الذي استوعيتم ودسعتم ما استرعيتم ، ألا و : «إِنْ تَكْفُرُوا ...» .
وَإِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ .. (1) الآية .
ألا وقد قلت الذي قلت عن معرفة (2) منّي بالخذلة [التي] خامر تكم (3) خامرتكم ولكنّها فيضة النفس ، وهيضة العظم (4) ، وكفّة الصدر، ونفثة الغيظ (5) وخور العناء (6)، ومعذرة الحجّة .. فدونكموها فاحتقبوها (7)دَبرة الظهر، نَقِبَةَ الخُفٌ (8) ، باقية العار، موسومة الشنار (9)، موصولة ب: «نارُ اللهِ المُوقَدَةُ *
ص: 76
1- سورة إبراهيم ( 14 ) : 8.
2- في المصدر ونسختي الأصل : عرفة ، وهو سهو .
3- في المناقب: خامرتم . وفي بلاغات النساء : مني بالخذلان الذي خامر صدوركم ، وفي الاحتجاج والبحار والفريدة زيادة والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ..
4- في المصدر : للنفس .. للعظم .
5- في الدلائل : ونفئة الغيظ ، وبيَّة الصدر.
6- في نسختي الأصل: حوز، وفي المناقب: وخور القبا، وفي الاحتجاج : خور القناة [ القنا ] .. والعبارة في بلاغات النساء واستشعرته قلوبكم ، ولكن قلته فيضة النفس . ونفثة الغيظ ، وبنّة الصدر، ومعذرة الحجّة ..
7- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل.
8- في نسختي الأصل : بقية الحفّ، وفي الدلائل : ناقبة الخف ، وفي الفريدة : نقبة الخف ، وما أثبتناه جاء في بعض المصادر .
9- بلاغات النساء : مدبرة الظهر ، نافية الخف ، باقية العار ، موسومة بشنار الأبد، وفي طبعة من بلاغات النساء : ناكبة الحق [ والظاهر : الخف ]، وقد جاء المقطع الأخير في الدلائل ، وفي الاحتجاج : موسومة بغضب الله وشنار الأبد..
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ» (1)والحاكم الواحد الأحد ..» (2).
.. ثم عطفت على قبر أبيها وأنشأت تقول (3): [من الكامل ]
ص: 77
1- سورة الهمزة ( 104 ) : 6 -- 7، ولا يوجد الذيل في بلاغات النساء.
2- إلى هنا جاء في المناقب 206/2 - 208 [ في طبعة قم وفي طبعة بيروت 234/2 - 236] وقد ذكرنا مهمَّ الاختلافات، وزاد في دلائل الإمامة بقية الآية الكريمة ، وللخطبة هنا تكملة .
3- جاء البيتان في المناقب 299/1 - 300 ضمن سبعة أبيات لها - سلام الله عليها - في مطلعها : [ من الكامل ] قُل للمغيَّب تحت أطباق الثرى*** إن كنت تسمع صرختي وندائيا ثمّ ذكر البيت الثاني هنا ( صبّت ..) وجاء البيت الأوّل هنا سابعاً هناك ، وبقية الأبيات هي: قد كنت ذات حمى بظل محمّدٍ *** لا أخْشَ من ضيم وكان جماليا فاليوم أخشع للذليل وأتّقي*** ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا فإذا بكت قمريّة في ليلها *** شجناً على غصن بكيت صباحيا فلأجعلنّ الحزن بعدك مؤنسي*** ولأجعلنّ الدمع فيك وشاحيا ولها - سلام الله عليها وعلى أبيها وأمها وبعلها وبنيها - شعر آخر رثاء مذكور هناك ، فراجعه . أقول : وقد جاء البيتان في السيرة النبوية 2 / 340 لابن سيّد الناس ، وذكرهما السمهودي في وفاء الوفاء 444/2 ،والخالدي في صلح الإخوان : 57 ، والسيد أحمد زيني دحلان في السيرة النبوية 391/3، وعمر رضا كحالة في أعلام النساء 1205/3.. وغيرهم كثير ، كما قاله شيخنا الأميني طاب ثراه في غديره 147/5، ولاحظ : إرشاد الساري للقسطلاني 390/2. ونص على ذلك العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 106/82 فقال : وروي أنتها - صلّى الله عليها - أخذت قبضة من تراب قبره صلی الله علیه و آله و سلّم فوضعتها على عينيها وأنشدت .. إلى آخره، وفيه : المشتمّ ، بدلاً من : شمّ. إلا أن ابن طاوس رحمه الله في الطرائف : 265 ، قال : ثمّ عطفت على قبر أبيها وبكت وتمثلت بقول صفية بنت أثاثة ، وقيل : أنابة .. إلّا أنّ ما أورده في الاحتجاج 104/1 - وعنه في بحار الأنوار 233/29 ( باب 11 ذيل حديث ، وكذا في غاية المرام ،121/6 ، وشرح إحقاق الحق 303/10 ، و 19 / 167.. عن عدة مصادر .. وغيرها - أنتها سلام الله عليها عطفت على قبر النبي وقالت : [ من البسيط ] قد كان بعدك أنباء وهنبتة*** لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطَبُ .. إلى آخر الأبيات التي سلفت.
مَاذَا عَلَى مَن شَمَّ تُربَةً أَحمَدٍ***أَنْ لا يَشَمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا
ص: 78
صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبُ لَو أَنَّها *** صُبَّتْ عَلَى الأَيَامِ صِرْنَ لَيَالِيَا (1)
فلما انصرفت من عنده ، قال الأوّل للثاني : تربت يداك ! لو تركتني رقعت الخرق ، وتلافيت (2) الفتق .. ألم يكن ذلك بنا أحق ؟ !
فقال : قد كان في ذلك ضعف لشأنك ، وتوهين لخلافتك .. ما أشفقتُ إلا عليك !!
فقال الأوّل : ثكلتك أُمَّك ! إنها بضعة محمد [ صلی الله علیه و آله و سلّم ]، وقد علم الناس ما دعونا إليه وما نحن لها عليه من الغدر (3).
ص: 79
1- سلفت زيادة لهذه الأبيات مع ما فيها من اختلاف في المنشئ لها، والمناسبة المقولة فيها ، وقد ذكرها العلّامة الأميني له في غديره 147/5، وكذا في 165/6 عن جملة مصادر . ونقلت في كتب العامة بكثرة، أورد بعضها في شرح إحقاق الحق 431/10 - 435 ، و 19 / 160 ، فراجع .
2- في نسخة (ألف): تلاقيت.
3- في نسخة (ألف) : العذر . وفي دلائل الإمامة للطبري : 38 [ الطبعة المحققة : 122 ] : .. فلما بلغ ذلك أبا بكر قال لعمر : تربت يداك ، ما كان عليك لو تركتني ، فربّما رفأت الخرق ، ورتقت الفتق ، ألم يكن ذلك بنا أحق ؟! فقال الرجل: قد كان في ذلك تضعيف سلطانك ، وتوهين كفتك ، وما أشفقت الا عليك !! قال : ويلك ! فكيف بابنة محمّد ! وقد علم الناس ما تدعو إليه ، وما نحن لها من الغدر عليه .. وفي بعض النسخ : نجِّن ، بدلاً من نحن ، وهي بمعنى نخفي ونستر.
قال : هل هي إلا غمرة انجلت ، وساعة انقضت ، وكأنّ ما قد فات (1)
لم يكن - في كلام .. حتّى قال : قلّدنى ما يكون من ذلك .
قال : فضرب أبو بكر يده على كتف عمر ، فقال : رُبّ كربة فرَّجتها يا عمر ! ! (2)
ابن شاذان أبو الحسن القمّى (3) ، بالإسناد.. عن أبان بن تغلب،
ص: 80
1- في الدلائل : ما قد كان لم يكن ، وأنشده : ما قد مضى ممّا مضى كما مضى***وما مضى ممّا مضى قد انقضى أقم الصلاة وآت الزكاة ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر .. إلى آخره .
2- وقريب منه في دلائل الإمامة : 39 [ الطبعة الأولى، وفي المحققة : 123].
3- الظاهر أن المؤلف رحمه الله أخذ ما هنا مما رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في أماليه : 683 - 684 حديث 1455 [ طبعة البعثة ، وفي الطبعة الحيدرية 2 / 295 - 296 ] ، باختلاف يسير أشرنا لبعضه ، وعنه في بحار الأنوار 323/29 - 324 ( باب 11) حديث 9، وكذا جاء في كتاب : الفريدة في لوعة الشهيدة: 110 - 112، وزاد في الاحتجاج آخره: «حسبي الله ..» ، وأمسكت. وقد أوردها المصنف رحمه الله في مناقبه 208/2 [ في طبعة قم ، وفي طبعة 2 / 50 ، وفي طبعة بيروت 236/2 - 237] من دون إسناد ، بل تعقيباً لكلامه السالف في فصل ظلامة أهل البيت علیهم السّلام ، مبدؤها : ولمّا انصرفت من عند أبي بكر .. وعنه في بحار الأنوار 43 / 148 - 149 إلّا أنته يختلف جداً عما هو في المناقب، فراجع ، وقبله فيه 234/29 نقلاً عن الاحتجاج، وقد جاء في الاحتجاج 107/1 - 108 [ وفي طبعة النجف الأشرف 145/1 - 146].
عن الصادق علیه السّلام ، قال :
لمّا انصرفت فاطمة علیها السّلام من عند أبي بكر ، أقبلت على (1) أمير المؤمنين علیه السّلام ، فقالت له : « يابن أبي طالب ! اشتملت مشيمة (2) الجنين (3) ، وقعدت حجرة الظنين،وقصدت (4) قادمة (5) الأجدل (6) ، فخانك (7) ريش الأعزل ، هذا ابن أبي قحافة، قد ابتزّني نحيلة (8) أبي ، وبليغة (9) ابنيّ .. والله لقد أجدّ (10) !
ص: 81
1- في نسخة (ألف) : إلى.
2- كذا؛ والظاهر : شملة، وهي التي جاءت في المناقب، وما في المتن يصحّ أيضاً، وقد جاء في الأمالي.
3- كذا في أكثر المصادر ، وفي نسختي الأصل : الجبن .
4- كذا ؛ وفي المناقب والاحتجاج والأمالي والبحار : نقضت .
5- الكلمة في نسخة (ب) مشوشة ، تقرأ : قلاعبة ، أو : قلابة .
6- في نسختي الأصل : الأجذل ، والصحيح ما أُثبت ، وهي بمعنى : الصقر .
7- جاء في هامش الطبعة المحققة من أمالي الشيخ على هذه الكلمة : كذا؛ ولعلّها تصحيف : خاتك، وخات البازي علی الصيد : انقض عليه ليأخذه، فسمع لريشه دوي، وخاته : اختطفه .
8- في نسخة (ب) : نخيلة ، وفي الاحتجاج : يبتزني نحلة .
9- الكلمة في نسخة (ب) مشوشة .
10- في نسخة (ألف): الأجذل.
في ظلامي (1)، وألدَّ في خصامي (2) ، حتّى منعتني القيلة (3) [نصرها]، والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دوني طرفها ، فلا مانع ولا دافع ...
خرجتُ - والله ! كاظمة، وعُدت راغمة (4) ، ليتني - ولا خيار لي مت قبل ذلّتي (5) ، وتوفيت قبل (6) منيَّتي ، عذيري فيك الله (7)حامياً ، ومنك عادياً (8) ..
ويلاه في كلِّ شارق (9) ..
ص: 82
1- في الأمالي ظلامتي ، وفي الاحتجاج : خصامي .
2- جاء على نسخة (ألف) : خ . ل : بصامي ، وفي الاحتجاج والغيبة والبحار: وألفيته ألدّ في كلامي .
3- في نسخة (ألف) و (ب): قبيلة ، وفي الاحتجاج: حتّى حبستني قيلة نصرها وفی الأمالي : قيلة ..! .
4- هنا زيادة في الاحتجاج - وعنه في البحار والفريدة - أحببت درجها ، وهي : أضرعت خدَّك يوم أضعت حدّك ، افترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلاً ، ولا أغنيت طائلاً [ خ . ل : باطلاً ] ، ولا خيار لي ..
5- في الاحتجاج، وعنه في بحار الأنوار 234/29: ليتني مت قبل هنيئتي ، وفي بعضها : مت قبل هينتي .
6- في المناقب : دون ، بدلاً من قبل، وفي الاحتجاج ومثله في بحار الأنوار 234/29: ليتني مت قبل هنيئتي ودون ذلتي ..
7- في المناقب : والله فيك ..
8- في المناقب: داعياً ، بدلاً من : عادياً ، وفي الاحتجاج : عذيري الله منه [خ . ل : منك ] عادياً ومنك حامياً ..
9- في الاحتجاج : ويلاي في كلّ شارق ويلاي في كلّ غارب.
ويلاه (1) ! مات المعتمد (2) ، ووهن (3) العضد ، شكواي إلى ربّي، وعدواي إلى أبي (4) .. اللهم أنت أشدّ قوة (5) » .
فأجابها أمير المؤمنين علیه السّلام : « لا ويل لكِ؛ بل الويل لشانئكِ ، نهنهي [من] غربك (6) يا بنت الصفوة، وبقيّة النبوة، فوالله ما ونيت في ديني، ولا أخطأت مقدوري ، فإن كنتِ ترزئين (7) البلغة .. فرزقكِ مضمون .. ولعيلتكِ (8)مأمون، وما أُعدّ لك خير مما قطّع عنك .. فاحتسبي ..»
فقالت: «حسبي الله ونعم الوكيل » (9).
ص: 83
1- لم ترد ) ويلاه ) في المناقب .
2- في الاحتجاج ، وكذا في المناقب : مات العمد .
3- كذا في المناقب ،208/2 ، وفي نسخة من الاحتجاج والبحار 234/29 و 320، وفي نسخة من البحار 323/29: ووهن ، كالاحتجاج 107/1، والفريدة: ووهت.
4- في الاحتجاج : شكواي إلى أبي ، وعدواي إلى ربّي .
5- في الاحتجاج : اللهم إنّك أشدّ منهم قوةً، وزاد فيه والبحار والفريدة: وحولاً، وأشدّ بأساً وتنكيلاً...
6- ما بين المعكوفين مزيد من المصدر ، وفي المناقبوالاحتجاج : نهنهي عن وجدك ، بدلاً من : نهنهي غربك .
7- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل كذا قد تقرأ ، وقد تقرأ كما في نسخة (ألف): تزرئين ، وفي الاحتجاج : تريدن ..
8- في المناقب والاحتجاج : وكفيلك .
9- للعلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 324/29 - 325 بيان ، قال فيه : ولندفع الإشكال الذي قلّما لا يخطر بالبال عند سماع هذا الجواب والسؤال ، وهو : أنّ اعتراض فاطمة علیها السّلام على أمير المؤمنين علیه السّلام في ترك التعرُّض للخلافة وعدم نصرتها،و تخطئته فيهما - مع علمها بإمامته ووجوب اتباعه وعصمته ، وأنته لم يفعل شيئاً إلّا بأمره تعالى ووصية الرسول - ممّا ينافي عصمتها وجلالتها . فأقول : يمكن أن يجاب عنه بأنّ هذه الكلمات صدرت منها علیها السّلام لبعض المصالح، ولم تكن واقعاً منكرة لما فعله ؛ بل كانت راضية ، وإنما كان غرضها أن يتبين للناس قبح أعمالهم ، وشناعة أفعالهم ، وأن سكوته علیه السّلام ليس لرضاه بما أتوا به .. ومثل هذا كثيراً ما يقع في العادات والمحاورات ، كما أن ملكاً يعاتب بعض خواصه في أمر بعض الرعايا ، مع علمه ببراءته من جنايتهم ؛ ليظهر لهم عظم جرمهم، وأنته مما استوجب به أخص الناس بالملك المعاتبة ونظير ذلك ما فعله موسى علیه السّلام - لما رجع إلى قومه غضبان أسفاً - من إلقائه الألواح ، وأخذه برأس أخيه يجرّه إليه . ولم يكن غرضه الإنكار على هارون ؛ بل أراد بذلك أن يعرف القوم عظيم جنايتهم ، وشدّة جرمهم ، كما مرّ الكلام فيه . وأمّا حمله على أنّ شدّة الغضب والأسف حملتها على ذلك ما ارتكبه الله - فلا ينفع في دفع الفساد وينافي عصمتها وجلالتها التي عجزت عن إدراكها أحلام العباد.
و من كلام لها صلوات الله عليها (1):
ص: 84
1- قد جاء - أيضاً - في المناقب 208/2 [ طبعة قم ، وفي طبعة بيروت 236/2] في فصل ظلامة أهل البيت علیهم السّلام . وكذا في دلائل الإمامة للطبري : 116 ، وبلاغات النساء : 23 [ الطبعة الأولى : 14 - 20] ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 251/16.. وغيرها. أقول : وهذه قطعة من خطبتها - سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها - المعروفة ب- : الفدكية، وجاءت بطرق متعدّدة وألفاظ متقاربة في مصادر جمة؛ منها : في الاحتجاج للطبرسي الله : 97 - 108 [ طبعة النجف الأشرف 131/1 - 145]، وعنه في بحار الأنوار 220/29 - 235 ( باب (11) حدیث 8، وذكر لها العلّامة الأميني غديره 192/7 جملة مصادر ، واستوفاها - مؤلّف كتاب الفريدة في لوعة الشهيدة : 82 - 83 مع مالها من مصادر جزاه الله خيراً. كما وقد جاءت الخطبة مع تغيير وتفصيل في الطرائف لابن طاوس له : 265.. وغيره، ولذا لم يمكن إنكارها ممن في قلبه مرض ونفاق ، وإنّما حاول توجيهها بأنتها هنا ليست ملكية شخصية وإنّما الملكية مقامية وأشباه ذلك من الأوهام والخزعبلات ، وقد تشرّفنا ببحثها وشرحها كما سلف - .
.. تسرون (1) حسواً في أرتعاء (2) ، وتمشون لأهله وولده في [الخمر و ] (3) الضراء (4) ، ونصبر منكم على مثل حرّ المُدَى ، وحفر (5) السنان في الحشا . . » (6) .
ص: 85
1- 1) في المناقب: تشربون. وفي الاحتجاج : تشربون حسواً ، وعنه في بحار الأنوار والفريدة : تسرون حصواً.
2- كذا؛ والظاهر : ارتغاء. وهو الذي جاء في طبعة النجف الأشرف من المناقب، وفي بعض نسخ المناقب : ارتقاء، وفي الدلائل : بارتغاء.
3- في بعض المصادر: الخمرة.
4- من قوله : وتمشون .. إلى هنا لا يوجد في الدلائل، ولا شرح نهج البلاغة.
5- في الاحتجاج ، وعنه في البحار والفريدة: ووخز .
6- لا يوجد قولها علیها السّلام : « وحفر السنان في الحشا » في دلائل الإمامة ، وكذا في شرح المعتزلي على النهج .
ومن إنشائها علیها السّلام : [من البسيط ]
إِنَّا فَقَدنَاكَ فَقدَ (1) الأَرضِ وَابِلَها*** فَاحْتَلَّ قَومُكَ فَاشهِدْهُم وَلَا تَغِبِ (2)
قَد كَانَ بَعدَكَ أَنبَاءٌ وَهَنبَتَةٌ (3) ***لَو كُنتَ شَاهِدَها (4) لم تكثر الخُطَبُ (5)
وَكُلُّ أَهلٍ لَهُم قُرَبَى وَمَنزِلَةٌ***عِندَ الإلهِ عَلى الأَدْنَيْنَ تَعْتَرِبُ (6)
ص: 86
1- لا توجد : فقد ، في نسخة (ألف).
2- في المناقب : فقد نكبوا .. بدلاً من: ولا تغب ، وعنه في بحار الأنوار ، وفيه : وقد نكبوا وبه يرتفع الأقواء . وكذا جاء في الطرائف : 265 ، ولم يذكر غير البيتين بتقديم وتأخير. ولاحظها في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد..251/16.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ : وهنبة ، وما هنا من المصدر.
4- في المناقب : حاضرها ، بدلاً من شاهدها .
5- وبتقديم وتأخير في البيتين جاء عن طبقات ابن سعد، كما في الغدير 79/7، وكذا جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي 132/1 ، و 17/2، ومثله الطبري رحمه الله في دلائل الإمامة : 118 باختلاف يسير .. و. وغيرهم.
6- في المناقب : وكلّ قوم ، وفي البحار : لكل قوم لهم قرب .. 7) جاء ذيل البيت في المناقب : عند الإله وللأدنين مقترب ، وفي البحار : على الأدنين .. ولم يرد في دلائل الإمامة .
أَبدَتْ رِجَالٌ لَنَا فَحَوى (1) صُدُورِهِمُ ***لَمّا فُقِدتَ وحَالَتْ دُونَكَ التُّرُبُ (2)
[تَجَهَّمتَنَا رِجَالُ وَاسْتُخِفَّ بنا*** لَمَّا فُقِدتَ وَكُلُّ الأَرضِ مُعْتَصَبُ ]
وَكُنتَ بَدراً وَنُورَاً يُستَضَاءُ بِه***عَلَيكَ تَنزِلُ مِن ذِي العزَّةِ الكُتُبُ ] (3)
ص: 87
1- في الاحتجاج والبحار والفريدة : نجوى.
2- في المناقب : وكلَّ الإرث قد غصبوا.. بدلاً من : وحالت دونك الترب، وفي الاحتجاج للطبر : لما مضيت ، بدلاً من : لمّا فقدت .ثم قال : وكلّ الأرض مغتصب. وفي الدلائل : لمّا نأيت وحالت دونك الكتب .. ثمّ أورد أبيات أُخر هي : [ من البسيط ] تهضمتنا رجال واستخف بنا***دهر فقد أدركوا فينا الذي طلبوا قد كنت للخلق نوراً يستضاء به*** عليك تنزل من ذي العزة الكُتُبُ وكان جبريل بالآيات يؤنسنا***فغاب عنا فكُلُّ الخير مُحْتَجبُ
3- ما بين المعكوفين هنا وغيره زيد من المصادر.
فَلَيتَ قَبلَكَ (1) كَانَ المَوتُ صَادَفَنَا***وَلَيتَنَا نَحنُ قَدغِبنَا وَلَا تَغِبُ (2)
ضَاقَتْ عَلَيْنَا بِلَادٌ بَعدَ مَا رَحُبَتْ***وَسيمَ سِبطُكَ خَسفاً (3) فِيه لِي نَصَبُ (4)
ص: 88
1- حكي في بلاغات النساء لابن طيفور : 12 : بعدك ، بدلاً من قبلك .
2- كذا ، وفي الشافي للسيّد المرتضى له 75/4 - 76 ذكر البيتين الأولين ، وزاد عليهما قوله : وروى جرمي بن أبي العلاء مع هذين البيتين بيتاً ثالثاً ، وهو : [من البسيط ] فليت قبلك كان الموت صادفنا***لما قضيت وحالت دونك الكُتُبُ. وجاء العجز في البحار لما مضيت وحالت دونك الكتب.
3- في نسخة (ب) : خنقاً ، بل هي : حتفا.
4- وجاءت بعض هذه الأبيات في الاحتجاج للطبرسي رحمه الله 123/1 - 124 باختلاف يسير وسقط وتقديم وتأخير ، ومع إضافة هذه الأبيات : [من البسيط ] قد كان جبريلُ بالآياتِ يؤنسنا*** فغابَ عنا فكلُّ الخير مُحتَجَبُ وكُنتَ بدراً ونوراً يستضاء به ***عليك ينزل من ذي العزّة الكُتُبُ تجهمتنا رجال واستخف بنا***إذ غبت عنّا فنحن اليوم نُغْتَصَبُ فسوف نبكيك ما عشنا وما بَقِيَتْ*** منا العُيُونُ بتَهمال لها سَكَبُ وعدّ الشيخ الطبرسي رحمه الله في الاحتجاج 145/1 ثمانية أبيات أُخر فيها ما هنا وما في المتن مع اختلاف يسير بينهما. ولاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 93/4 ، وأعلام النساء 1208/3 عن الغدير 192/7.
[إِنَّا رُزِينَا بِمَا لَم يُرزَ ذُو شَجِنٍ ***من البَريَّةِ لَا عَجَمُ وَلَا عَرَبٌ ] (1)
ص: 89
1- ما جاء من الأبيات بين معكوفين مزيد من بحار الأنوار والفريدة، وهما قد أخذا ذلك من الاحتجاج، وجاءت أيضاً - في اللمعة البيضاء : 707 ، ومنال الطلب :507 .. وغيرهما . وقد جاءت هذه الأبيات - أيضاً - في المناقب في فصل ظلامة أهل البيت علیهم السّلام طبعة قم 2/ 208 - 209 ، وطبعة بيروت 237/2] ، وذلك بتقديم الثاني على البيت الأول ، وهذا ممّا اتفقت عليه المصادر الآتية ، وكذا قدّم البيت الرابع على الثالث ، ولم يرد البيتان الأخيران فيه ، وجاء بدلاً منهما : [ من البسيط ] تجهمتنا رجالٌ واستُخِفَّ بنا***جهراً وقد أدركونا بالذي طلبوا سيعلم المتولّي ظلم خاصتنا***يوم القيامة عنّا كيف ينقلبُ ووردت الأبيات في الاحتجاج للطبرسي رحمه الله: 107 - 108 [ طبعة النجف 145/1] ، وذكر جملة من المصادرها العلامة الأميني رحمه الله في الغدير 192/7 ، للخطبة وهذه الأبيات ، كما سلف. وعلى كل ؛ فالأبيات في الاحتجاج ثمانية ، وهي : [من البسیط] تجهمتنا رجال واستخف بنا ***لمّا فُقدت وكلُّ الأرض مغتصب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به***عليك تنزل من ذي العزّة الكُتُبُ وكان جبريل بالآيات يؤنسنا***فقد فقدت فكلُّ الخير مُحْتَجبُ فليت قبلك كان الموت صادفنا***لمّا مضيت وحالت دونك الكُتُبُ إنا رزينا بما لم يُرز ذو شجن***من البريَّةِ لا عُجْمُ ولا عَرب ولم يرد البيت الأخير الموجود هناك. وذكر ابن طيفور في بلاغات النساء : 20.. البيتين الأولين فقط وزاد الطبرسي رحمه الله في الاحتجاج الاحتجاج 145/1 عليها ، فقال أولاً : [ من البسيط ] قد كان بعدك أنباء وهنبثة***لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها***واختل قومك فاشهدهم ولا تغب وكل أهل له قربى ومنزلة *** عند الإله على الأدنين مقترب أبدت رجال لنا نجوى صدورهم ***لما مضيت وحالت دونك الترب واقتصر الشيخ الكليني رحمه الله في الكافي الشريف (الروضة ) 375/8 - 376 حديث 564 على ذكر البيتين الأولين مع تقديم الثاني على الأوّل مسنداً ذلك إلى الإمام الصادق علیه السّلام ، حيث يقول : جاءت فاطمة إلى سارية في المسجد وهي تقول و تخاطب النبي صلی الله علیه و آله و سلّم .. » . وفيه : لم يكثر .. وفي نسخة : لم يكبر .. كما جاء في رواية المفضّل المروية في بحار الأنوار 18/53 ، وفيه خمسة أبيات ، عجز ثانيها واختلّ أهلك فاشهدهم فقد لعبوا ، وعجز الثالث : لمّا نأيت وحالت دونك الحجب .. ولم يرد البيت الأخير الموجود هنا، وجاء ما قبله هكذا : يا ليت قبلك كان الموت حلّ بنا*** أملوا أُناس ففازوا بالذي طلبوا وفي نسخة : أحلّوا ، بدل : أملوا ، التي جاءت في الكافي الشريف. وذكر منها بيتين في شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة 132/1، و 17/2 ، و 93/4، وطبقات ابن سعد 332/2، وقد نسباهما إلى أُمّ مسطح بن أثاثة ، إلّا أنته جاء في بلاغات النساء لابن طيفور : 12 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 43/6، وأعلام النساء 1208/3 عن الغدير 192/7.. وغيرها، نسبوهما لها سلام الله عليها .
ابن حماد (1) : [ من الطويل ]
كَفَاكَ بِخَيرٍ [الخَلقِ] (2) آلِ مُحَمَّدٍ (3) ***أَصَابَهُمُ سَهِمْ أَصَابَ وَأَوجَعَا
وَقَفتُ عَلَى أَبيَاتِهِم فَرَأيتُها***خَرَاباً يباباً (4) قفرةَ الجوّ (5)بَلْقَعَا (6)
ص: 92
1- هذا البيت جاء منسوباً إلى ابن حماد في المناقب 244/2 مع اختلاف أشرنا له .
2- ما بين المعكوفين مزيد من المناقب .
3- في نسختي الأصل جاء صدر البيت :هكذا كفاك بخير آل بيت محمّد، وفي الفصل المكرّر من هذا القسم : كفاك بجيران بيت محمد .
4- قال ابن منظور في لسان العرب 805/1: أرض يباب.. أي خراب . وفي التهذيب : في قولهم : خراب يباب ؛ اليباب عند العرب الذي ليس فيه أحد .
5- الكلمات الثلاث من الذيل مشوشة في نسختي الأصل، جاءت هكذا : خراباً بابا هرة الحو.. وتصويبها عن المناقب .
6- وجاء بعده في الأعيان 263/9: [ من الطويل ] وإنّ لهم في عرصة الطف وقعةُ***تكاد لها الأطوادُ أن تَتَزَعْزَعا غزتهم بجيش الحقد أُمّة جدّهم***ولم ترع فيهم من لهم كان قد رعى
دعبل (1) : [ من البسيط ]
لَا أَضحَكَ اللهُ سِنَّ الدَّهرِ إِنْ ضَحِكَتْ ***يَومَاً وَآلُ رَسولِ اللهِ قَد قُهِرُوا (2)
مُشَرَّدُونَ نُفُوا عَن عُقْرِ دَارِهُمُ ***كَأَنَّهم قد جَنَوا مَا لَيسَ يُغْتفَرُ العوني (3) : [ من السريع ]
ص: 93
1- جاء البيتان في ديوان دعبل الله : 186 برقم (93) ، وهما مشهوران له ، وقد أوردهما المصنّف - طاب رمسه - في مناقب آل أبي طالب 54/2 ، وقبله الشيخ الصدوق - طاب ثراه في عيون أخبار الرضا ال 266/2 ، والشيخ أبو علي الحائري له في منتهى المقال : 132 [الطبعة الحجريّة، وفي الطبعة المحققة 218/3 - 221 برقم 1126] بعد أن ترجم الشاعر .. وغيرهم. انظر: الغدير 197/2.. وما بعدها .
2- جاء ذيل البيت في الديوان هكذا وآل أحمد مظلومون قد قهرُوا.. وهو ما جاء في المناقب، ونقله المصنّف رحمه الله .
3- لم يرد البيتان في ما لدينا من مجاميع شعرية ناقلة لشعر العوني المفقودة والمحروقة ، سواء في المناقب أو الغدير .. أو غيرهما ، وقد يقرأ في نسخة (ب): العدي، والظاهر : العبدي . وله أكثر من قصيدة وقطعة ميميمة ، ليس ما هنا منها أو على وزانها ، منها ما جاء في المناقب 26/3 ونذكره تبركاً ، وهو يخاطب شفيعنا ومولانا أبا الحسن علیه السّلام - : [من الطويل ] ألا يا أمير المؤمنين ومن رقى ***إلى كل باب في السماوات سلما ! صرفتُ الهوى صرفاً إليك وإنني ***أُحبُّك حباً ما حييت مسلّما وإنّي لأرجو منك نظرة راحم*** إذا كان يوم الحشر يوماً عَرَمْرَما ألستَ توالي من تولاك مخلصاً*** ومن قبل عادى علج تيم وأدلما ؟ وقد أورد المصنف رحمه الله في المناقب 56/2 [ وفي طبعة قم 2 /215] هذين البيتين ، وقد حكاهما عن ابن حماد.
فَأَيُّ أَرضِ (1) شِئتَ أَو بَلَدَةٍ ***لَم تَرَ فِيهَا لَهُمُ مَأْتَمَا؟!
حَتَّى (2) تَوَلَّى مِنهُمُ هَارِبٌ*** لَم يُرَ إلَّا طَالِباً هَاضِمَا (3)
العنبري (4): [من الكامل ]
ص: 94
1- في المناقب: بأي أرض .
2- في المناقب : حين ، بدلاً من : حتى .
3- كذا ؛ والظاهر : هائماً .
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ بما أثبتت .. أو العتمن ، نسخة (ألف)، أو : العثمن ، وعلى كلّ ؛ فلم أعرف الشاعر ولا شعراً آخر له مع كلّ ما أمكن من البحث عن ذلك .. ثمّ إنّي بعد ذلك وجدت البيت في المناقب 56/2 [ وفي طبعة قم 213/2] منسوباً إلى : العنبري، وهو الصواب.
وإِذَا رُنِي فِي العَالَمِينَ مُصِيبَةٌ*** ضُرِبَتْ بِآلِ مُحَمَّدٍ أَمْثَالُها
دعبل (1): [ من الكامل ]
إنَّ اليَهُودَ بِحُبِّها لِعُزَيرِهَا ***أَمِنَتْ حَوَادِتَ دَهرِهَا الخَوَّانِ
وَكَذا النَّصَارَى حُبَّهُمْ لِمَسِيحِهِمْ ***يَمشُونَ زَهوَا فِي قُرَى نَجرَانِ
ص: 95
1- جاءت أبيات ثلاثة منها في ديوان دعبل : 296 ، كما أوردها في روضة الواعظين: 298 ، وشرح إحقاق الحق 26/1.. وغيرهما ، ونذكرهما معاً لكثرة الفروق بينهما، وهي: [من الكامل ] إن اليهود بحبّها لنبيّها *** أمنت بوائق دهرها الخوّانِ وكذا النصارى حُبَّهُمْ لنبيهم ***يمشون زهواً في قُرَى نجران والمسلمون بحبّ آلِ نبيهم *** يرمون في الآفاق بالنيران ولم ترد هذه الأبيات بهذه الكيفية فيما جمع لشاعرنا رحمه الله من شعر، كما لا نعرف لها مصدراً مع بحثنا عن ذلك ، ولعلّها من متفردات كتابنا الحاضر.
وَكَذَا المَجُوسَ بِحُبِّهِم نِيرَانَهُم ***لا يَكتُمُونَ عِبَادَةَ الأُوثَانِ
وَالمُؤمِنُونَ بِحُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ ***يُرْمَوْنَ فِي الآفاق بِالبُهتان !
لَا يَقدِرُونَ عَلى إذاعةِ سِرّهم***حَذَراً مِنَ التَّشْنِيعِ والعُدوَانِ (1)!
ص: 96
1- وقريب منه معنى أبيات منسوبة لأبي حنيفة ، أوردها السيد المرعشي رحمه الله في شرح إحقاق الحق 688/9 بمصادرها ، وهي : [من الکامل] حبُّ اليهود لآل موسى ظاهرٌ***وولائهم لبني أخيه بادي وإمامهم من نسل هارون الألى*** بهم اهتدوا ولكل قوم هادي] وكذا النصارى يُكْرِمُونَ محبّةً*** لمسيحهم نَجْراً مِنَ الأعواد فمتى يوالي آل أحمد مسلم ***قتلوه أو وَسَمُوهُ بالإلحادِ [هذا هو الداء العياء لمثله ***ضلت حلوم حواضر وبوادي ] لم يحفظوا حق النبي محمّد*** فی آله والله بالمرصاد وقدجاءت هذه الأبيات في الفاتحة السابعة : 115 من شرح الديوان للعلّامة حسین بن معين الدين الميبدي - من أعلام العامة في القرن التاسع والعاشر - .
له في ذكر الكعبة :
[من الخفيف]
طِبْتِ بَيتَاً وَطَابَ أَهلُكِ أهلاً*** أهلُ بَيتِ النَّبِيِّ وَالإسلام يَأْمنُ الطَّيْرُ والوُحُوشُ وَلَا*** يَأْمَنُ آلُ النَّبِيِّ عِندَ المَقَام (1)!
ص: 97
1- أقول : اختلف في صاحب هذه الأبيات ، حيث حكاها المصنّف رحمه الله في مناقبه 54/2 [ طبعة قم 213/2] عن كثير . وروى ابن المغازلي في مناقبه : 385 حديث 436 [ الطبعة الأولى ] مسنداً قال : لما ورد على الأمراء ما أمروا به من لعن على الله على المنابر ، أحضر كثير بن عبد الرحمن ليتكلم فيمن تكلّم بمكة ، فأصعد منبراً [كي يلعن عليّاً ] فتعلق بأستار الكعبة ، وقال .. ثم ذكر البيتين وزاد عليهما : [ من الخفيف ] لعن الله مَنْ يسبُّ عليّاً*** وبنيه من سوقة وإمام أيُسَبُّ المطهرون جدودا***ً والكرام الأخوال والأعمام ؟! رحمة الله والسلام عليهم*** كلّما قام قائم بسلامِ .. فأثخنوه ضرباً بالأيدي والنعال . كما وقد نسبت - أيضاً - هذه الأبيات إلى عبيد الله بن كثير في معجم الشعراء للمرزباني : 348، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 256/15 بعد ما سمع خالد بن عبد الله القسري يلعن عليّاً والحسنين علیهم السلام . قال ابن أبي الحديد : قال عبيد الله بن كثير السهمي : [ من الخفيف ] لعن الله من يسبُّ عليّاً ***وحسيناً من سوقة وإمامِ أَيُسب المطهرون جُدُوداً*** والكرام الآباء والأعمام ؟! يأمن الطيرُ والحَمام ولا*** يَأْمَنُ آل الرسول عند المقامِ ! طبت بيتاً وطاب أهلك أهلاً*** أهل بيت النبي والإسلامِ رحمة الله والسلام عليهم*** كُلَّما قام قائِمٌ بِسَلامِ وقيل:البيتان لكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وادعة ، حيث ذكره المرزباني في معجم شعراء الشيعة : 239 - 240 ، وقال : وكان يتشيع ، وهو القائل ، وسمع عبد الله بن الزبير يتناول أهل البيت علیهم السّلام ؟ ! [ من الخفيف ] لعن الله من يسبّ عليّاً***وحُسيناً من سوقةٍ وإمامِ أيُسب المطهَّرُونَ جُدُوداً*** والكريم الأخوال والأعمام ؟! وقيل : جاءت هذه الأبيات لمّا كتب هشام بن عبد الملك إلى عامله بالمدينة أن يأخذ الناس بسبّ أمير المؤمنين علیه السّلام وزاد عليها : [من الخفيف ] طبت بيتاً وطاب بيتك بيتاً*** أهل بيت النبي والإسلام رحمة الله والسلام عليكم*** كلّما قام قائم بسلام قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 44/8 - 45 فيما قال :.. فكتب أبو أيوب [الأنصاري ] إلى معاوية : وأما بعد ؛ فإنّك كتبت ( لا تنسى الشيباء عذرها ، ولا قاتل بكرها ) فضربتها مثلاً بقتل عثمان ، وما نحن وقتل عثمان ! إنّ الذي تربّص بعثمان وثبط يزيد بن أسد وأهل الشام عن نصرته لأنت ، وإنّ الذين قتلوه لَغَيْرُ الأنصار .. وكتبت في آخر كتابه : [من البسيط ] لا تُوعِدَنا ابن حرب إنّنا ***نفرلا نبتغى وُدَّ ذي البغضاء مِنْ أَحَدٍ .. إلى أن قال في آخرها- كما في كتاب صفين : 368 - : إما تبدلت منا بعد نُصْرَتِنا***دين الرسول أُناساً ساكني الجَنَدِ لا يعرفون - أضل الله سعيهُمُ ***إلا اتباعكم يا راعي النَّقَدِ فقد بغى الحق هضماً شرُّ ذي كَلَعٍ*** واليَحْصَبِيُّونَ طَراً بَيضةُ البَلَدِ
[ القسم الأول ]
[ مقدّمة في المتقدّمين والمتأخّرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات ]
[فصل 22] : [في أنّ فاطمة علیها السّلام توفّيت غضبى عليهما]
ص: 101
فصل
في أنّ فاطمة علیها السّلام توقيت غضبى عليهما
في صحيح مسلم (1)، وتاريخ الطبري (2) ، عن عائشة : أنّ فاطمة [ علیها السّلام ] أرسلت إلى أبي بكر تسأله عن (3)ميراثها من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ؛ ممّا أفاء الله عليه بالمدينة الله وفدك ، وما بقي من خمس خيبر (4)
فقال الأوّل : إنّ رسول الله قال : لا نورّث ما تركناه صدقة ، إنّما يأكل آل محمد من هذا المال ، وأنا - والله - لا أُغيّر شيئاً من صدقة رسول الله [ صلی الله علیه و آله و سلّم] عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله (علیه و آله السلام) ، ولأعملنّ فيها بما عمل رسول الله !!
ص: 103
1- کتاب مسلم (1380/3 ( باب (16) حديث 52 [ وفي طبعة دارالجيل 153/5 حديث 4601 ، ونظيره حديث 53 ) حدیث (4602 ) ] نقلاً باختصار وتغيير يسير .
2- تاريخ الطبري 207/3 - 208 [ وفي طبعة الأعلمي 448/2] وفيه اختلاف كثير عمّا هنا، إذ هو نقل بالمعنى مع اختصار وتقديم وتأخير ، أوّله : إنّ فاطمة [ ] والعباس أتيا أبا بكر يطلبان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر .. إلى آخره.
3- لم ترد ( عن ) في كتاب مسلم .
4- في نسخة (ألف) و (ب): حمير.
[ فأبى أبوبكر أن يدفع إلى فاطمة عليها السلام شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، قال : ] فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت، وعاشت بعد النبي (عليه و آله السلام ) ستّة أشهر ، فلمّا توفِّيت دفنها بعلها عليّ (صلوات الله عليهما ) ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر [وصلى عليها علي].
وكان لعلي علیه السّلام من الناس جهة (1)حياة فاطمة علیها السّلام حرمة (2) ، فلما توفّيت ستنكر عليه (3) وجوه الناس (4) ؛ فرأى (5)مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن بايع تلك الأشهر (6) ولا أحد من بني هاشم، فقال علي علیه السّلام : « موعدك العشية للبيعة .. ) الخبر (7).
ص: 104
1- كذا في نسختي الأصل، وفي بعض نسخ كتاب مسلم ، وفي أكثر المصادر: وجهة ، وفي تاريخ الطبري : وجه.
2- لا توجد كلمة ( حرمة ) في المصدر ، وهو الصواب حيث شرح للكلمة (وجه) أو (وجهة) ؛ فوضعت في غير موضعها .
3- في كتاب مسلم : عليّ ، بدلاً من عليه .
4- في نسختي الأصل : للناس.
5- في كتاب مسلم : فالتمس ، بدلاً من : فرأى .
6- إلى هنا في كتاب مسلم ، وجاء بعده : فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر - فقال عمر لأبي بكر : والله لا تدخل عليهم وحدك ..! فقال أبو بكر : وما عساهم أن يفعلوا بي ، إنّي - والله - لآتينهم.. إلى آخره، وهذا يدلّ على سقوط جملة ( ولا أحد من بني هاشم ) من كتاب مسلم !! فلاحظ .
7- وممّا يقرح القلب ويدميه ما جاء في ذيله - وقد اختصره المصنف رحمه الله جداً - ما نص عليه الطبري في تاريخه 209/3 ، حيث قال : .. قالت - أي عائشة - : فكان الناس قريباً إلى عليّ [علیه السّلام ] حين قارب الحق والمعروف !!.. مع أنه يدور الحق معه ، لا أنته مع الحق فقط ! لعن الله كلّ من حاد عن الحق وحاربه .
وفي رواية الطبري (1) : أنّه أرسل إلى أبى بكر .. أن ائتنا ولا تأتنا بأحد معك (2) .. وكره أن يأتيه عمر ؛ لما علم من شدّة عمر .. القضية .
وفي كتاب المعرفة والتاريخ (3)عن أبي يوسف الفسوي (4) ، وتاريخ القاضي أبي بكر أحمد بن كامل (5)، وتاريخ أحمد البلاذري (6) .. روى الزهري، عن عروة،
ص: 105
1- تاريخ الطبري 208/3 باختلاف أشرنا له [ وفي طبعة الأعلمي بيروت 448/2]، وقد جاء في كتاب مسلم أيضاً ، كما سلف.
2- في تاريخ الطبري : ولا يأتنا معك أحد ..
3- المعرفة والتاريخ : ولم يرد في المقدار المطبوع منه [ مجلدان ] وما يرجع إلى السيرة والخلفاء يقال : إنّه مفقود ، وقد تتبعنا المطبوع فلم نجد النص. لاحظ : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي 96/4، وعن طبقات ابن سعد 35/2/3
4- في نسختي الأصل : النسوي، وهو تصحيف جاء في كلّ الكتاب وأصلحناه .
5- تاريخ ابن كامل ؛ هو الحافظ العالم محدّث ما وراء النهر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل البخاري، صاحب تاريخ بخاري ( مات سنة 412 ه- ) .
6- أنساب الأشراف 586/1. لاحظ : نصب الراية 360/2 ، والجوهرة في نسب الإمام علي الا للبري : 18 ، وأيضاً ؛ مستدرك الحاكم 162/3 ، تهذيب الأسماء للنووي 353/2، صفة الصفوة 14/2 ، والبداية والنهاية 285/5 ، والاستيعاب 4 / 1894 ، وجمهرة أنساب العرب : 16 ، ودلائل النبوة 365/6 .. وغيرها .
قالت عائشة : عاشت فاطمة علیها السّلام بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ستّة أشهر ، فلما توفيت، صلّى عليها علي علیه السّلام ودفنها ولم يُؤذن فيها أبا بكر .. (1)
ورووا جميعاً (2) - بلا خلاف - أنّ الأوّل قال قبل وفاته : ثلاث فعلات فعلتها ووددت أني لم أفعلها : وددت أنّي لم أبعث خالد بن الوليد إلى مالك بن نويرة وقومه - يعني المسمّين أهل الردّة -.
ووددت أني لم أكشف بيت فاطمة علیها السّلام وإن كان أُغلق على حرب .
ص: 106
1- رواها المصنف رحمه الله عن عدة مصادر في المناقب 362/3 - 364 [ طبعة قم ] . وللعامّة أقوال أخر ، مثل أنها توفيت بعد رسول الله لا بيسير ، وقيل : ثلاثة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : عاشت بعد أبيها سبعين يوماً ، وقيل : بقيت أشهراً .. كما في إمتاع الأسماع 127/11، و تاريخ الإسلام 117/12.. وغيرهما.
2- المعرفة والتاريخ ؛ وهو كسابقه لم نجده فيه، وقد نقل عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 160/3 ، و 14/70 ، ومثله في تهذيب الكمال 251/35 و258 ، وسير أعلام النبلاء 127/2 ، وتهذيب التهذيب 391/12 ، وجاء في تاريخ الكامل لابن الأثير 146/2 ، وتاريخ ابن كثير 319/6 ، والإصابة 322/2.. وغيرها. وقد أخرجه جمع كثير من الحفّاظ ونقلة الآثار ، منهم أبو عبيد في الأموال : 131 ، والطبري في تاريخه 52/4 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة 18/1، والمسعودي في مروج الذهب 414/1 ، وابن عبد ربّ-ه ف-ي العقد الفريد .[254/2 ]267/4]
ووددت أنّي لم أحرق الفجاءة .. (1)
أقرّ على نفسه بذلك (2).
وأجمعت الأمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من آذى فاطمة فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجلّ (3)»
ص: 107
1- وزاد السيد المرتضى له في الشافي 193/3 : الفجاءة السلمي، وقال: وأنتي قتلته سريحاً أو خليته نجيحاً ... وفيه : ووددت أنتي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين - يريد عمر أو أبا عبيدة - فكان أحدهما أميراً وكنت وزيراً . والفجاءة هو : إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف .. وانظر القصّة بكاملها مع مصادرها في الغدير 156/7 - 157 ، وصفحة : .171 - 170. أقول : روى البلاذري في فتوح البلدان 123/1 : بإسناده: .. عن أبي بكر أنه قال : ثلاث تركتهنّ وددت أني لم أفعل ؛ وددت أنتي يوم أتيت بالأشعث بن قيس ضربت عنقه؛ فإنّه تخيّل إلي أنه لا يرى شرّاً إلا سعي فيه وأعان عليه ،ووددت أنتي يوم أتيت بالفجاءة قتلته ولم أحرقه ، ووددت أنتي حين وجهت خالداً إلى الشام، وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فأكون قد بسطت يميني وشمالي جميعاً في سبيل الله ! !
2- سنرجع إلى الحديث عن الحديث سنداً ودلالة تبعاً للمصنف رحمه الله.
3- جاء هذا الحديث الشريف بمضامين متعدّدة والمعنى واحد ، منها قوله . «فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها ، فمن آذاها آذاني » ، أو : « .. فمن أغضبها فقد أغضبني » ، أو : « .. يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها » ، أو : « .. يسرني ما يسرّها » .. وغيرها ، وكذا قوله : « يا فاطمة! إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ». انظر من باب المثال : مستدرك الحاكم 3 / 154 ، ذخائر العقبی : 39 حدیث 620، كنز العمّال ،111/7 ، الفصول المهمة : 150 ، نور الأبصار : 45 ، الصواعق المحرقة : 105 و 112 ، مسند أحمد 4 /323 و 328 - 332 ، الإصابة 378/4، ينابيع المودة : 172.. وجاء في أكثر من مورد في كتاب البخاري ومسلم والترمذي وقد مرّ بعضها وسيأتي له مصادركثيرة.
وفي صحيح مسلم (1)، عن النبي : « إنما ابنتي بضعة منّي ، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها».
وفي البخاري (2)، عن المسور بن مخرمة (3) : أنّ النّبي صلی الله علیه و آله و سلّم قال (4)
ص: 108
1- کتاب مسلم 1902/4 ( باب (15) حدیث 93 [كتاب فضائل الصحابة حديث 4482]، وانظر الأحاديث التي تليه 93 - 99 منه .
2- كتاب البخاري 26/5 ) كتاب المناقب، باب (12) حدیث 3437، وقريب منه فيه 28/5 كتاب المناقب، باب 16 ، ذكر أصهار النبي صلی الله علیه و آله و سلّم و حدیث 3450 و 36/5 كتاب المناقب، باب 30، مناقب فاطمة عليهاالسلام ، حديث 3483 ، وكذا فيه 47/7 كتاب المناقب، باب 109 ، ذب الرجل عن ابنته .. ) حدیث 4829 .
3- في نسختي الأصل : المسود بن محرمة ، وهو سهو.
4- كرّر لفظ ( قال ) في نسختي الأصل، ولا يتم إلا إذا بدلنا (إنّ النبي صلی الله علیه و آله و سلّم ب- : عن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم .
«فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها فقد (1)أغضبني»
ورووا جميعاً أنّ النّبي صلی الله علیه و آله و سلّم قال لفاطمة : « يا فاطمة ! إنّ الله يغضب لغضبكِ ويرضى لرضاك » (2).
فثبت برواياتهم أنهما آذياها ومنعاها (3)حقها ، وقد قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ..» (4) الآيات.
وثبت أنّهما كشفا(5)بيتها .. وهذا أوجب غضب الله تعالى عليهما لغضبها ..
وثبت - بنص خبر عائشة - أنّها ماتت غضبى على الأوّل، فلم تأذن بالصلاة عليها..وهذا لا يكون إلّامن غضب عظيم ..
ص: 109
1- لا يوجد في المصدر : فقد .
2- انظر : الاحتجاج 103/2 ، الاستغاثة في بدع الثلاثة ،11/1، بحار الأنوار 352/30 11/1، 353 ، الغدير 20/3 و 180 ، و 235/7.. وكذا في المستدرك للحاكم النيسابوري 154/3 ، مجمع الزوائد 203/9 ، المعجم الكبير للطبراني 108/1 ، و 401/22 ، كنز العمال 674/13 ، إمتاع الأسماع 4 / 196 ، ذخائر العقبي : 39.. وغيرها . ولاحظ من كتب التراجم : أسد الغابة ،522/5 ، ميزان الاعتدال 535/1 ، الإصابة 266/8 .. وغيرها .
3- في نسخة (ب): منعا .
4- سورة الأحزاب (33) : 57 ، وانظر : سورة التوبة ( 9 ) : 61 .
5- في نسختي الأصل كشفها .
وثبت أنّها حلفت أنّها لا تكلّم الأوّل والثاني حتّى تلقى الله ، ولمّا حضرتها الوفاة، أوصت عليّاً أن يدفنها ليلاً، ولا يدع أحداً منهما يصلّي عليها (1).
وحَسْبُ الأوّل إغضابه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بغضب فاطمة ؛ لتكذيبه لها فيما ادّعته.
(نظم): [ من الطويل]
فَمَرَّتْ إِلى (2) قَبرِ النَّبِيِّ كَثِيبَةً *** مُوَلَّعَةٌ (3) تَبكِي بِأربعَةٍ سُجْمِ
ص: 110
1- ومثله في المناقب 363/3 [ طبعة قم ] . قال ابن كثير في البداية والنهاية 366/6 : .. ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس - امرأة الصديق ! - أن تُغسلها ؛ فغسلتها هي وعلي بن أبي طالب سلام الله عليه ] وسلمى أم رافع ، وقيل : والعبّاس بن عبد المطلب ! ثمّ قال : وما روي من أنتها إغتسلت قبل وفاتها وأوصت أن لا تغسل بعد ذلك .. فضعيف لا يعوّل عليه ، والله أعلم. قال : وكان الذي صلّى عليها زوجها عليّ [علیه السّلام ] ، وقيل : عمّها العبّاس ؛ وقيل : أبو بكر الصديق !! والله أعلم .. ودفنت ليلاً ؛ وذلك ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة .. وقال في إمتاع الأسماع 353/5 : .. لمّا حضرتها الوفاة أمرت عليّاً [عليه السلام] فوضع لها غسلاً فاغتسلت وتطهّرت ، ثمّ دعت بثياب أكفانها .. فأُتيت بثياب غلاظ خشنة فلبستها ومسّت من الحنوط ، ثمّ أمرت عليّاً ألّا يكشف عنها إذا قبضت ، وأن تدفن كما هي في ثيابها .. فعل.
2- في نسختي الأصل : فمر سال ، ولا نعرف لها معنىً مناسباً ، وما أُثبت استظهار منّا .
3- في نسختي الأصل : مولغة .
وَمَا كَلَّمَتْهُمْ بَعدُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ*** بِغُصَّتِها تَسْرِي مِن الغَمِّ والهمِّ
وروى الواقدي (1) : أنّ فاطمة علیها السّلام لما حضرتها الوفاة أوصت عليّا علیه السّلام ألا يصلّي عليها أبوبكر وعمر .. فعمل بوصيتها ، فقالا له في ذلك ، قال : فإنّها أمرتني أن لا تصلّيا (2)عليها...»، فسكتا ورجعا.
وروي أنّها بقيت خمساً وسبعين يوماً عليلةً، تتظلّم منهما وتدعو الله عليهما، فلمّا اشتدت علّتها .. استأذنا عليها [فلم] تأذن لهما ، فلمّا ألحّا (3).. أذن لهما أمير المؤمنين علیها السّلام عن أمرها ، فلم تجبهما .. فاستشفعا به إليها (4) .
وروي : أنّ أبا بكر استشفع بأسماء بنت عميس زوجته - وكانت ربيبتها - فقالت لها : يا بنت رسول الله ! والله ! إنّي لأعلم أنّ الله لم يخلق أهل بيت هم أفضل منكم، وقد سألني أبو بكر كلامكِ له وله حق الزوج على المرأة - تشفّعيني في الإذن له، فأذنت له ..
ص: 111
1- تاريخ الواقدي، ولم نجده في المغازي ، ورواه المصنف الله في المناقب 363/3، عن الواقدي مثله ، ولا يوجد ما بعد بوصيتها .
2- في نسختي الأصل : أن لا تصليان.
3- في نسختي الأصل : ألجا، وهي مصحفة عن المثبت . انظر : الشافي في الإمامة : 115.
4- العبارة هنا مشوشة صدراً ، ولا تتلائم مع الذيل ، فتدبر .
فقال : يا بنت محمد كلميني ، قالت : « لا - والله - لا أكلمك أبداً».
قال : فاجعليني في حلّ ! قالت: «لا - والله - لا أفعل حتى ألقى ربي، ثمّ أُحاكمك إليه».
وروي (1) أنّها علیها السّلام قالت لهما : «سألتكما بالله أسَمِعتما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول :
«فاطمة بضعة منّى ، آذى الله من آذاها» ؟ قالا : نعم .
قالت: «فأشهد الله وملائكته ورسوله أنّكما قد آذيتماني، قُوما فاخرجا عنّي، فوالله لاكلّمتكما بعد هذا حتّى أقف أنا وأنتما بين يدي الله عزّ وجل، إنّ أبي رسول [ الله ] أخبرني: أنّي أوّل أهل بيته لحوقاً به ، فوالله لأشكوكما إليه ..».
فقاما وخرجا، وقالا : يا أبا الحسن بنت رسول الله لما بها ، فإذا كان من أمرها شيء فَآذنّا بها .. فاستدعته ؛ وقالت : « يابن عم ! أما لي من الحقّ ما تقبل وصيّتي ؟!»، قال: «بلی»، قالت: «نشدتك الله أن لا آذنتّهما بأمري، ولا أحضرتهما الصلاة عليّ» . قال : «أفعل»
فلما قضت نحبها ، نظر عليّ علیه السّلام في تجهيزها - ومعه الحسن والحسين [علیهما السّلام] - وأخرجها إلى أبيها - صلى الله عليهم أجمعين - ليلاً ، وجلس أمير المؤمنين علیها السّلام من الغد بالباب .. فحضر العمران (2) ينتظران إخراجها فيمن حضر،فقام إليهما عقيل،
ص: 112
1- لاحظ : مصباح الأنوار : 246 - 247 وعنه في بحار الأنوار 157/29 (باب 11) حديث 32 ، واللمعة البيضاء : 86.
2- كناية عن أبي بكروعمرتغليباً .
وقال لهما : إنّ ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أُخرجت البارحة.. فقاما مغضبين وأقبلا على عتاب أمير المؤمنين علیه السّلام ، فقال لهما : « لم يكن لها (1)من الحق ما أقبل وصيّتها ..؟!» قالا : بلى.
قال: «فإنّها أوصتني ألّا أحضركما للصّلاة عليها ولا دفنها ..» فخاصماه (2).
وروى أبو بكر ابن مردويه بإسناده... عن سفيان ، عن معمر ، عن الزهري، عن عائشة ، قالت : توفّيت فاطمة، فدفنها عليّ علیه السّلام ليلاً، وصلّى عليها ولم يؤذن (3) أبا بكر (4) .
وروى الواقدي (5) : أنّه قال عمر : لقد هممت أن أخرجها ثمّ نصلّي عليها ، فقال عليّ : «أمّا ما ثبت قائمه في يدي - يعني سيفه - فلا يكون ذلك - ولا نعمت عين -
ص: 113
1- في نسختي الأصل لهما ، ولا معنى لها .
2- راجع : علل الشرائع 184/1 - 189 باب 148 ) في العلة التي من أجلها غسل فاطمة علیها السّلام امير المؤمنين علیه السّلام لمّا توفّيت ) ، و ( باب 149 في العلّة التي في أصلها دفنت فاطمه علیها السّلام بالليل ولم تدفن بالنهار ) . وراجع : بحار الأنوار 353/28 - 354 ( باب 4 ) ، عن ابن أبي الحديد في شرح النهج 18/2 - 19 ، والمناقب 3/ 137 [ وفي طبعة قم 364/3 - 365].. وغيرهما .
3- في نسختي الأصل : لم يأذن .
4- نص عليه البيهقي في السنن الكبرى 300/6 ،والصنعاني في المصنف 472/5، وابن أبي الحديد في شرحه 46/6 ، وابن حبّان في الثقات 170/2، وكذا الطبري في تاريخه 447/2 .. وغيرهم في غيرها .
5- تاريخ الواقدي، ولم نجد له نسخة ، ولا نعرف له مصدراً.
أو أموت دونه»، فالتفت عمر إلى أبي بكر ، فقال : لو تركتني لقاربت ما بين رجليه !
فقال علي : «لو رمت ذلك - يابن السوداء ! لانقلعت جنادل (1) صُمّ قفاك » فقال أبوبكر : يا عمر ! لقد خلّينا من هو خير من فاطمة - يعني النبي (عليه وآله السلام) - أو تركناه، فَوَلِيَه دوننا.
وفي رواية (2) : الثاني قال : لقد هممت أن أنبشها وأصلّي عليها ... فغضب أمير المؤمنين [علیه السّلام ] من ذلك غضباً شديداً ، لم يغضب مثله في سائر ما كان منهما إليه، وقال: « يابن السوداء ! تنبشها ..؟!» ثمّ جذب من سيفه شبراً، وقال: «والله لو هممتَ بذلك ، لفرّقت بين رأسك وجسدك».. فسكَّنه أبو بكر.
وفي كتاب الأنوار (3): إن القوم أصبحوا إلى البقيع ، فوجدوا فيه
ص: 114
1- في نسختي الأصل : حنادل ، والجنادل الحجارة ، ومنه سمي الرحل، وقيل الشديد في كلّ شيء، لاحظ : لسان العرب 128/11 - 129 .. وغيره، وهي هنا كناية عن عظام قفاه .
2- هذه رواية الواقدي، ولم نجدها في المقدار المطبوع من المغازي، وقد أوردها ابن عبد ربه في العقد الفريد 46/1 عنه ، وحكاه في كتاب مجمع النورين: 157 عن کتاب عيون المعجزات للسيّد المرتضى له .. وغيره . انظر : كتاب سلیم بن قيس الهلالي : 393 ، وجامع الشتات للخواجوئي : 191.
3- كتاب الأنوار ، ولعلّ المراد منه كتاب الأنواء - بالهمزة - لأبي بكر محمد بن الحسن ابن دريد الأزدي البصري، صاحب الأمالي والجمهرة (المتوفى سنة 321 ه-)، كما ذكره في بغية الوعاة. وعلى كلّ ؛ فهناك عدة مصنّفات من القدماء بهذا الاسم ، منها : كتاب الصاحب بن عباد، وإسماعيل بن علي النوبختي، والشيخ أبي عليّ ولد الشيخ الطوسي .. وغيرها كثير. ولا نعرف بطبعه . ومثله - بفروق جزئية - في كتاب دلائل الإمامة للطبري له : 136 - 137 ذيل حدیث 45. جاء في مصادر عديدة منها : مصباح الأنوار: 246 ، واللمعة البيضاء: 861، وحكاه عنه العلامة المجلسي الله في بحار الأنوار 170/43 – 172حدیث 11، وفيه زيادات فلاحظها .
أربعين قبراً جدُداً (1) ، فأشكل (2) قبرها من سائر القبور، فضحوا ولام بعضهم بعضاً ، فهمّوا بنبشها ..!
فخرج أمير المؤمنين مغضباً قد احمرت عيناه ودرت أوداجه، على بدنه قباؤُهُ الأصفر الذي كان يلبسه في يوم الكريهة ، متّكئاً على سيفه ذي الفقار ، حتى ورد البقيع .. فسبق الناس النذير (3) ، فقال لهم : هذا عليّ بن أبي طالب علیه السّلام قد أقبل كما ترونه، يقسم بالله لئن بحثتم من هذه القبور شيئاً ليضعنّ على غابر الأُمّة السيف.. فتولى القوم.
ص: 115
1- في نسختي الأصل : جديداً، وهي محرفة عن المثبت.
2- في نسخة (ب): فشكك .
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، أثبت ما استظهرنا منها .
الحميري : (1)
[من الطويل]
وَلَو جَمَعْتَنَا جَنَّةُ الخُلْدِ لَم أَكُنْ***لألْقَاهُما فِيهَا بِبُشْرَى وَلَا بِشْرٍ
لِمَا ظَلَمَا بِنتَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ***صراحاً مَعَ اعْوَانِ الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ
وَفَاطِمُ قَدْ أَوصَتْ بأنْ لا يُصَلِّيا***عَليها وَأَنْ لَا يَقْرَبَا مِن رَجَا (2)القَبْرِ (3)
عَلِيَّاً وَمِقدَاداً وَأَن يَخرُجُوا بِها***رُوَيداً بِلَيلٍ فِي سُكُونٍ وَفِي سَيْرِ (4)
فَمَا قَصَّرَا عَن حَدِّ مَا أُمِرَا بِه***وَلَا جَاوَزَاه قِيدَ شِرٍ وَلَا فِتْرٍ
ص: 116
1- لم نجد هذه الأبيات فيما جُمع للسيد الحميري له من أبيات في ديوانه ، ولا نعرف لها مصدراً آخراً ، ولعلّها من متفرادات كتابنا هذا.
2- في المناقب، وعنه في الأعيان : لا يدنوا من رجا. ورجا القبر : جانبه وحافته، وفي نسخة (ألف) : رحا .
3- أقول : جاء هذا البيت والذي يليه في المناقب 138/3 [ وفي طبعة قم 363/3]، ومثله في الأعيان 422/3 ، وكأنه أخذه منه ولا زيادة فيه .
4- كذا؛ وهي مصحفّة عمّا في المناقب: وفي سرّ، وفي الأعيان: وفي ستر .
سلامة الموصلي (1) : [ من البسيط ]
لَمَّا قَضَتْ فَاطِمُ الزَّهرَاءُ غَسَّلَها***عن إذنها (2) بَعلُها الهَادِى وَسِبطَاهَا .
وَقَامَ حَتَّى أَتَى بَطَنَ البَقِيع بها***لَيلاً فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ وَارَاهَا (3)
ص: 117
1- لم يردلشاعرنا في هذه الموسوعة سوى هذه القصيدة ، ولذا لم نترجمه في المقدمه : أقول : عدّ المصنّف رحمه الله : سلامة بن الحسين الموصلي في معالم العلماء : 183 في شعراء أهل البيت علیهم السّلام ، وقد كان قاضي سيف الدولة بحلب ، وقيل : هو أبو الفرج سلامة بن يحيى الموصلي، وقد توفّي سنة 390 ه . لاحظ أعيان الشيعة 275/7 برقم 939 ، وفيه : سلامة بن الحسين الموصلي. وجاءت الأبيات الثلاثة من هذه القصيدة في المناقب 412/3 [138/3]، كما أورد له أبياتاً ثلاثة أُخرى في المناقب 407/3[133/3 وفي طبعة 358/3] له . كما وقد جاءت ستة أبيات من هذه القصيدة في روضة الواعظين 150/1. ولعلّها مقدمة هذه القصيدة من حيث الموضوع؛ حيث يقول رحمه الله في ظلامة الزهراء سلام الله عليها : يا نفسُ إن تتلفي ظلماً فقد ظلمت*** بنتُ النبيَّ رسول الله وابناها تلك التي أحمد المختار والدها*** و جبرئيل أمين الله ربّاها الله طهّرها من كل فاحشة*** وكل ريب وصفاها وزکّاها
2- في المناقب و روضة الواعظين :عن امرها
3- في نسخة (ألف): وارها ، وقد أورد البيتين هذين خاصة هناك 422/3 في ترجمة السيد ، وعجز البيت في روضة الواعظين : فصلى عليها عليّ ثمّ واراها ..
وَلَم يُصَلِّ عَلَيها مِنهُمُ أحَدٌ***حَاشَا لَهَا مِن صَلَاةِ القُومِ حَاشَاهَا (1)
إذَا أَصبَحَ القَومُ الغَداةَ أَتَوا***بَعلَ البَتُول وَلَم يَدرُوا بِمَثوَاهَا
قَالُوا لَه : يَا أَبَا السَّبِطَينِ مَا فَعَلَتْ***بنتُ النَّبِيِّ فَإِنَّا قَد فَقَدنَاهَا ؟
أَجَابَهم:لَحِقَتْ بِالمُصطَفَى ، فَمُلُوا (2) *** عليه غيظاً وَحِقداً حِينَ أَخْفَاهَا
فَقَالَ قَائِلُهم سِراً لِصَاحِبِه: ***لولا المَخَافَةُ مِنه أَنْ نَبَشْنَاهَا
فَعِندَهَا هَزَّ مَولَانَا أَبُو حَسَنٍ (3) ***صمصامةَ المُصطَفَى هَزّاً وأَشَّاهَا
وَقَالَ والقَلبُ مِنه قَد*** . . . . . . . . . . . .(4)
ص: 118
1- جاءت القافية في الروضة سهواً : واراها بدلاً من حاشاها .. إلى هنا أورده المصنف الله في المناقب 138/3 [ وفي طبعة قم 363/3].
2- مخففة من (فَمُلِئُوا).
3- في نسختي الأصل : هزموا لأبي أبو حسن ، وما أُثبت استظهار منّا
4- البيت ناقص ، والعجز مطموس كلّاً في نسختي الأصل.
إِذَنْ أُبِيدُ قُريشاً في مَحَافِلها من البَرِيَّةِ أَدْنَاهَا وَأَقصَاهَا
ابن حماد (1): [ من الوافر ]
وَقَد أَوصَتْ أَبَا حَسنِ عَلِيّاً*** بِحَقِّي لَا يَرَى (2) الأَرجَاسُ نَعْشِي (3)
فَغَسَّلَها الوَصِيُّ أَبُو حُسَينٍ ***وَوَارَاهَا وَجُنْحُ اللَّيلِ مُغْشِي وَقَالَ دُلامُ فِي غَدِها هَلَمّوا ***لِنُظهرها بِبَحْث أو بِنَبْش فَجَرَّدَ ذَا الفَقارِ علىُّ غيظاً ***وَقَالَ: عَسَاكَ، أُقْنِي كُلَّ وَحْشِي
أَيَنبُشُ بِنتَ أَحْمَدَ كُلُّ نَعْلٍ*** عُتُلٌ أَزْرَقِ العَينينِ حَبْشِي ؟ !
فاخرَسَهُمْ وَوَلُّوا خَوْفَ(4) لَيْثٍ***أَبَادَ لُيُوثَهُمْ بِظُبىّ وهَمْشِ (5)
ص: 119
1- هذه الأبيات من رائع شعر ابن حماد الذي لم يسعنا الحصول على مصدر له جامع، نعم ، جاء البيتان الأوّلان في المناقب 412/3 - 413 [ طبعة بيروت، وفي طبعة قم 364/3]، وما نثر منه لم يكن هذا منه، وستأتي قصيدة تعدُّ وستأتي قصيدة تعدُّ صدراً لهذه الأبيات بحسب الموضوع ، فراجعها .
2- في نسخة (ب): أن علا، وقد خطّ عليها في نسخة (ألف)، وصحح بما أُثبت في المتن .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وما أثبت استظهار في المعنى، وقد جاء عجز البيت في المناقب هكذا : بحقي أن على الأرجاس تغشي.
4- في نسختي الأصل : حرف .
5- الكلمتان وردتا في نسختي الأصل : بظنّي وهمشي ، ولا معنى مناسب لهما ، مع عدم تنقيط بعض حروفهما، وما أثبت استظهار منا.
صاحب النظم والنثر (1):
[ من الوافر ]
وَجَاوُوا بَعدَ ذَاكَ إِلَى عَليٌّ ***حزانَا فِي ثِيَابِ الشَّامِتِينَا فَقَالُوا أَينَ فَاطِمَةٌ نُصَلِّي*** عَلَيْهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَا ؟
فَقَالَ: دَفَيْتُها فِي جُنْح ليلٍ *** وَأَنتُمْ فِي المَدِينَةِ غَافِلِينَا
ص: 120
1- لم أعرف الشاعر على نحو التحديد ، ولعلّه خطيب منبج، حيث له قصيدة على هذا الوزان مبثوثة في المناقب، وليست فيها هذه الأبيات، وقد مرّت ترجمته في المقدمة ، وذكره المصنف الله في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المقتصدين ولم يذكر اسمه . هذا ؛ وقد أورد هذه القصيدة السيّد الأمين في الأعيان 326/6 - 327 بعد أن جمعها من المناقب في (70) بيتاً على هذا الوزان ، فلاحظ . أقول : الظاهر أنّ المراد من : صاحب النظم والنثر هو : الشيخ أبو الحسن علي ب--ن أحمد الفنجكردي النيسابوري ، كان من أساتذة الأدب وحملة العلم. ذكره السمعاني الأنساب ، وقال عنه : ... الأديب البارع صاحب النظم والنثر .. ثم ذكر من قرأ عليه وأقرأه ، وأنه توفي ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة 513، ودفن بالحيرة .. وزاد عليه في معجم البلدان 103/5: عن ثمانين سنة .. له ترجمة ضافية في الغدير 320/4 - 322. هذا؛ وما ذكرناه فوقاً لم نستطع الجزم به ؛ لاحتمال أن يكون ذلك وصفاً له لا اسماً ، فتأمل . راجع : اللباب 2 / 441 ، والأنساب 402/4 ، والوافي بالوفيات 18/4 .. وغيرها .
فَقَالُوا(1): أَينَ تُربَتُها فَفِيها ***شِفَاءٌ مِن هُمُومٍ تَعْتَرِينَا؟
وإلّا يُعثِرَتْ مِن قَبل نَشْرٍ ***قُبُورُ مَعَاشِرٍ دُفِنُوا سِنينَا وَتُحْدَثُ سُنَّةٌ فِي النَّاسِ تَبقَى*** يها تجري صَلاءُ (2) الكَافِرِينَا
فَأَبرَزَ ذَا الفَقَارِ عَلى (3) عَليهِمْ*** فَوَلُّوا بِالمَذَلَّةِ رَاجِعِينَا
وجاء في رواية (4) : أنّ الثاني قال : اطلبوا قبرها حتى (5)ننبشها سراً ونصلّي عليها .. فطلبوه فلم يجدوا .
***
ص: 121
1- في نسختي الأصل : فقال .
2- كذا ؛ والظاهر : صلاة
3- أقول: تسكين الياء من كلمة ( علي ) ضرورة قبيحة ، ولو قال: (علي فيهم ) لتخلّص من هذا القبح ، ولعلّها : عَلا أو عُلاً .
4- كما رواها الكوفي في الاستغاثة في بدع الثلاثة : 38 [ وفي طبعة 11/1].
5- لا توجد كلمة ( حتى ) في نسخة (ألف).
[ القسم الأول ]
[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات
[فصل 23] : [في نفي المساواة بين علي وبينهم]
ص: 123
فصل
في نفي المساواة بين عليّ علیه السّلام وبينهم (1)
كانّ على علیه السّلام أولى الناس بالنَّبي[ صلی الله علیه و آله و سلّم] أصلاً، وأكرم الناس نسلاً (2) ، وأنجب الناس ولادة، وأقوى الناس بدناً ، وأسمح الناس نفساً، وأجرى الناس جناناً ، وأبرأ الناس من عبادة صنم ، وأتقى (3) الناس، لم يذق مما ذبح على النصب، وأثبت الناس في الحرب، ولا يفرّ منها قط ، وكان النبيُّ (عليه و آله السلام ) يشدّ به الظهر ، وهو أدخل الرعب (4) في قلوب الكافرين، ولم يحتج إلى مشاورة في حكم ، ولم يفتقر في توزيع (5) قسمة ، ولم يستنكف العرب عن إمرته،
ص: 125
1- لم أفهم وجه العنوان ولا مدلوله ، وأين هو - صلوات الله عليه وآله - من هم ..؟! ومن هم حتى يقاسوا به فضلاً من أن يساووه ؟! وما بينهما نسبة إلا التضاد التام، والمقابلة الكاملة ؛ كالنور والظلمة ، والليل والنهار ، والخير والشر..
2- كذا؛ ولعلّها : نسباً .
3- في نسخة (ألف): وأنقى.
4- هنا تحت الكلمة في نسخة (ب) : ترس ، وهو معنى الكلمة بالفارسية .
5- تقرأ في نسخة (ب): توديع .
والمخصوص بسكنى المسجد، والطاهر والمطهر، وأوفى الناس (1) من أنفسهم، فلا يحبّ إلا مؤمناً ، ولا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وحبّه إيمان، ولم يخش إلا الله ، ولم يعمل إلّا على اليقين.
وكان أصدق الناس لهجة، وأنطق الناس ] لساناً، وأتم الناس بياناً ، وأعلم الناس علماً ، وأفقه الناس فقهاً ، وأحلم الناس حلماً ، ولا يحكم إلا بما يدري.
وفي هذه الخصال عليّ [] أولى الناس به دون غيره.. فكيف استجز تم (2)أن تقرنوا (3) بين أخي رسول الله [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] وبين أخي عمر ؟ !!
استجاز أن يقرن (4) بين رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم و بين غيره ؟ ! فليتأمل المتأمل .. فأیّهم (4) أصلح للإمامة (5)؟!
ص: 126
1- كذا؛ ولعلّها : وأولى الناس.
2- كذا استظهاراً من المعنى ؛ وفي نسخة (ألف) : استجرتم ، وفي نسخة (ب): استخبر تم ، وقد يكون : استجرئتم .
3- كذا استظهرناه معنى ؛ وإلا ففي نسختي الأصل: تفرّقوا ، وله وجه ، وقد تقرأ : تفرتوا.
4- في نسخة (ب): يفرّق .
5- وما أقرب هذا المقال ممّا أورده الطبري رحمه الله في كتابه المسترشد : 321 من قوله : .. ونحن الآن نورد حجّة يفصل بهذا الأمر في ما ادّعيناه حتى يعرفه أولو الألباب، إذ قلنا سألنا عليّاً [علیه السّلام ] : أكان يسرّه أن كان أقام أربعين سنة يعبد الأصنام، يشرب الخمر، ويعمل بالربا، ويعمل بأعمال أهل الجاهلية ، وإباحة ما حظر الله إباحته .. ! حتّى إذا بلغ الأربعين ، وقد استولت تلك الأحوال عليه، وطبعت على قلبه، ونبت لحمه ودمه مما ذبح على النُّصُب ، وحَرَّمتِ الكُتُب .. أسلم، فيكون تعوّذه من ذلك كتعوذه من النار ، ومن كلّ عاهة وآفة ، ونقيصة ورذيلة ، في دنيا أو دين ؟ ! ثم سألنا أبا بكر : أيسوءه أن لو كان الله نزّهه عن هذه الأحوال التي كان مقيماً عليها - ولداً ناشئاً وكهلاً - ونبت عليها لحمه ودمه ، وكان إسلامه في حداثته؟! فإنّه إن كان الإسلام والملة ، سوف يتمنّى ذلك غاية التمنّي.. فعليّ علیه السّلام الآن بموضع غاية تمنّي أبي بكر ، وأبو بكر بموضع نهاية تعوّذ علي علیه السّلام .ثمّ قال : ثمّ سأل سائل هؤلاء المخالفين ، فقال : كيف استجزتم - مع ما قد ذكرنا من هذه الأسباب - أن تقرنوا بين أخي رسول الله ، و [ بين ] أخي عمر بن الخطاب ؛ فإنّ من استجاز ذلك استجاز أن يقرن بين رسول الله[صلی الله علیه و آله و سلّم ] وغيره ، وهذا فيه الكفر ! فلينظر الناظر وليتأمل أيهما أصلح لللإمامة ؛ أهذا الذي جعله الله علماً لا يستغن عنه الناس في شيء من أحواله ، كذا ؛ والظاهر : أحوالهم] وجعله الله فلذاً من الجبال في قوّة جسمه مع اجتماع قلبه وحذقه في المناهزة، والكياد عند المسابقة، وصحة التدبير [ تدبيره ] ، ثمّ قرن به المعرفة ، والديانة ، والحكم، والحكمة ، والعلم، والنطق ، والبلاغة .. فاحتاج البلغاء إليه لفصاحته، والأدباء لبراعته، والناقلة لفقهه، والمرتادون لقياسه ، والمتكلّمون لحججه ،والحكماء لحكمته، والمستنبطون لكرامته .. فمن اختار وجد فوق الذي أمّل ، ثمّ لا يعلم الناس الطهارة مفتقرة إليه ؛ فضلاً أن يكون مفتقراً إليها إذا كان أنجب الناس ولادة ، وأبعدهم من الشرك بالله وم-ن ك-لّ ما ذُبح على النصب .. إلى آخره .
هذا الذي جعله الله إماماً عليه فلم يُسْتَغْنَ (1)عنه (2) في شيء من أحواله ، فلذاً
ص: 127
1- في نسخة (ب): يستعن.
2- في نسختي الأصل عليه ، وهي محرّفة عن المثبت عن المسترشد .
من أفلاذ الجبال في قوّة جسمية مع اجتماع قلبه ، وحدّته في المناهزة (1)، والكياد (2)عند المسابقة ، وصحة تدبيره، ثمّ قرن به المعرفة ، والديانة ، والعلم، والحكمة، والنطق ، والبلاغة .. فاحتاج البلغاء إليه في فصاحته، والأدباء لبراعته والناقلة لفقهه ،والمرتادون لقياسه والمتكلّمون لحجاجه (3) ، والحكماء لبواطنه، والمستنبطون لكرامته، ولا يعلم الناس.. إذ كان أبعدهم من الشرك ، وكانت الطيّبات للطيّبين مثل صهره وزوجته وأولاده..
أم من لم يفهم حدود الصلاة ، ولا يحكم (4)بين المحكم والمتشابه إلى أن مات وفرّ في المواضع كلّها ، وانقضى أكثر أيامه في الكفر .. ؟ !
ولو قيل لأبي بكر : أتؤثر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ربّاك وشملتك بركته ، لقال : وددت ذلك !
ولو قيل لعليّ : أتحبّ أن لو كان ذلك لغيرك .. لتعوّذ منه ..
ولو قيل له : أتودّ لو أَنَّ (5) فاطمة [ علیها السّلام ] زوجتك ، والحسن والحسين [ علیهما السّلام ]
ص: 128
1- في نسخة (ألف) : المناهرة.
2- الكياد : هو المبالغة في الاجتهاد ، وبمعنى الاحتيال والاجتهاد ، وبه سميت الحرب: كيداً ، لاحظ : تاج العروس 123/6 [ طبعة الكويت ] .
3- كذا ؛ ولعلّها : لحججه ، كما في المسترشد.
4- في المسترشد : ولا فرّق بين المحكم والمتشابه.
5- في نسختي الأصل : كانت ، وعليها يجب نصب أخبارها ، مع أنّ كلّها بالرفع في نسختي الأصل، فالظاهر ما أثبتناه .
ولداك ، وحمزة عمّك ، وجعفر أخوك ، وأبو طالب أبوك ، وعبد المطّلب جدك، ورسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم ] حموك ، وخديجة حماك .. لقال : وددت ذلك .
ولو قيل لعلىّ ضدّ ذلك لتعوّذ منه .
ولو قيل لأبي بكر : أتحب أن تكون نفسك نفس رسول الله [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] في المباهلة.
وتكون أخا رسول الله [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] في يوم المؤاخاة، لقال : وددت أن لو كان ذلك.
ولو قيل لعليّ : لو كان جميع ذلك لغيرك لاستعاذ منه .
ولو قيل له : أتؤثر أنته نزلت فيك آية التطهير .. لقال : من لي بذلك ؟!
ولو قيل لعليّ : أتؤثر أن يخصّ بذلك غيرك لتعوّذ .. وهكذا في سائر مناقبه (1)
(1)
ص: 129
1- وبعد كلّ هذا - فبالله عليك ! - ؛ أليس رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم أنجب الناس ولادة وأكرمهم ؟! وعلي صلوات الله عليه أقرب الناس إليه ، وأولاهم به ؟! أليس رسول الله [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] أبرأ الناس من عبادة الأوثان ، وما ذبح على النصب، وعلي [علیه السّلام ] أولى الناس به ؟! أليس رسول الله ! إذا كان في جيش هو الأمير ، وعليّ [ علیه السّلام ] أولى الناس به؟! أليس رسول الله ! لا يفرّ من الزحف ، ولا يولّي الدبر ، وعلي [ علیه السّلام ] أولى الناس به؟! أليس رسول الله ! إذا كان في جيش اشتدت به الظهور ، وقويت به النفوس وعليّ [علیه السّلام ] أولى الناس به؟! أليس رسول الله ! قد ألقى في قلوب أعدائه منه الرعب ، وفي قلوب أوليائه المحبة . وعلي [علیه السّلام ] أولى الناس به؟! أليس رسول الله ! لا يحتاج إلى مشورة في الحكم ، ولا يفتقر إلى أصحابه إلى توزيع القسم، وعلي [علیه السّلام ] أولى الناس به ؟! أليس رسول الله ! لا يستنكف الناس من إمارة ، ولا يرون عاراً في ولاية، وعلي [علیه السّلام ] أولى الناس به ؟ ! أليس رسول الله ! المخصوص بسكنى المسجد ، وعليّ [علیه السّلام ] أولى الناس به ؟ ! أليس رسول الله ! لا يرجع على الناس به هجنته ، وعليّ [علیه السّلام ] أولى الناس به؟! أليس رسول الله ! البرئ من الاستبداد على الله ، وعليّ [علیه السّلام ] أولى الناس به؟! أليس رسول الله ! لايخش إلا الله تبارك وتعالى، وعليّ [علیه السّلام ] أولى الناس به؟! أليس رسول الله ! أنطق الناس لساناً وأتمهم بياناً ، وعلى [علیه السّلام ] أولى الناس به ؟! أليس رسول الله ! لا يحكم بما لا يدري ، وعليّ [علیه السّلام ] أولى الناس به؟! كلّ هذا على حدّ تعبير الطبري الإمامي الله في كتابه المسترشد : 328 - 329.
ويقال : إنّه احتكم رجلان تخاصما في أفضل الناس بعد رسول الله إلى السيّد الحميري ، فقال أحدهما : أنا أقول إنّه علي بن أبي طالب علیه السّلام ، فقال السيّد: وأيّ شيء يقول هذا ابن الزانية ؟ فضحك (1)
الزاهي(2) :
ص: 130
1- قال أبو الفرج الإصفهاني في الأغاني 261/7 ) من طبعة دار الكتب العلمية ) : تلاقى رجلان... في المفاضلة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضيا بحكم أوّل من يطلع .. فخرج السيّد ... فقال : أي شيء قال هذا الآخر ابن الزانية ؟!
2- لشاعرنا أكثر من قصيدة رائية مكسورة مبثوثة في المناقب، وجاء فيه على وزان ما هنا في 183/2 و 188 خمسة أبيات ، وذكر له في الغدير 390/3 أبيا تاً أُخر ، وكذا في 395/3 - 396. وعلى كلّ ؛ لم أجدها في موطن ولا ألفيت لها مصدراً مع كلّ بحثي عنها ، ولعلّها من متفردات موسوعتنا هذا ، والله العالم.
[من السریع]
وَجَاهِلٌ يَسأَلُني: مَا الَّذِي***أَنكَرتَ فِي الأَوَّلِ مِن عَارِ ؟
وَالكُلُّ يَحكُونَ لِمُستَبْصِرٍ*** نَفْسَاً بَدَا فِي وَجْهِ دِينَارٍ
فَقُلتُ: كَلَّا لَيسَ هذَا لِمَنْ*** أَغضَبَ أَخيَارَاً بأشرار
ليس أخو المُختَارِ عِلماً كَمَنْ*** لَم يكُ فِي العِلم بِمُختَارِ
لَيسَ الَّذِي بَاتَ عَلى فَرْشِهِ*** كَخَائِفِ فِي لَيلَةِ الغَارِ
لَيسَ الَّذِي لَم يَطُو غَدراً بِه*** كَنَاكِتْ (1)بِالعَهْدِ غَدَّارِ
لَيسَ الَّذِي يجبنُ عِندَ الوَغَى*** كَفَارس فِي الحَربِ كَرَّارِ
لَيسَ أَخُو الجهلِ كَذِي خِيرَةٍ*** عِلْمٍ أكوَارٍ وَأَدوَارِ
لَا تَقرنِ المَنكُوسَ فِي غَيَّه*** كَصَاعِدٍ فِي القُدْسِ طَيَّارِ
وَلَا يُوازى بهجير الفلا (2) ***ظِلالُ جَنَّاتٍ وَأَنهَارِ
هذَا مُحَالٌ حِينَ قَايَستَ بِال*** سَاكِن دَاراً صَاحِبَ الدَّارِ
ص: 131
1- في نسختي الأصل : كناكثه ، والظاهر ما أُثبت ، ولعلّها : لنكته .
2- في نسختي الأصل : القلا.
العبدي (1) :
[من البسيط ]
أأَرتَضِي بِعَتِيقٍ مِن أَبِي حَسَنٍ ؟ !*** إذَا رَضِيتُ بِسُوءٍ إِليكَ وَالحَسَفِ (2)
وَاللَّهِ لَو قَاسَ تَيماً كُلَّها أَحَدٌ*** بِشِسْعٍ قَنبر لاستَرجَعتُ مِن أَنَّفِي
يَا شِيعَةَ الجِبَتِ والطَّاغُوتِ إِنَّكُمُ*** إِذَا اعْتَبَرنَاكُمُ حُمْرٌ بِلَا أُكُفِ (3)
إنَّ الخَنَازِيرَ مَأوَاهَا الحُشُوشُ كَمَا*** أنَّ الكلاب مُكِبَّاتُ عَلى الجيف
بَرِئتُ مِن ظَالِمِ الزَّهرَاءِ فاطمة *** وَغَاصِبٍ لِوَليّ الحَقِّ مُنحَرِفِ
وله (4) : [من المديد ]
قُل لِمَن قَاسَ الوَصيَّ بِمَن*** لَم يَزَلْ وَالنَّقْصَ فِي قَرَنِ
قِسْتَ مَن خَانَ النَّبِيَّ بِمَن*** لَمْ يَخِلْ (5) يَوماً ولم يَخْنِ (6)
ص: 132
1- لم أجد هذه الأبيات فيما عندي من مصادر شعرية، ولعلّها من متفردات مجموعتنا هذه ، نعم جاء على وزانها أبيات في المناقب 267/2 ، وكذا فيه 372/2، فلاحظ.
2- كذا ؛ ولعلّها محرّفة ومصحفة عن : بسوءِ العقل والسَّخَفِ ، أو : بسوء العقل والحَسَفِ، فإنّ الحَسَف هو إضمار العداوة.
3- وهي جمع إكاف ، وهي البردعة ، أي الجلال للحمار الذي يوضع على ظهره للركوب.
4- لم أجد هذه الأبيات في مجموعة شعرية ، وكم في كتابنا هذا مجموعة شعرية ، وكم في كتابنا هذا من متفردات أدبية رائعة من شعر الرفض لأعداء آل محمد والتبري من ظالميهم.
5- في نسختي الأصل هنا جملة : من الخيلاء ، وهي شرح للكلمة أُقحمت في البيت .
6- البيت مشوش اللفظ ومضطرب المعنى ، فتدبر .
ابعَبدِ اللَّاتِ قِستَ فَتى *** مَا حَنَى(1) يَوماً عَلى وَتَن ؟!
أَم بِشَمسِ النَّهارِ قِسْتَ عَمَيَّ (2)*** مِثلَ يَومِ الحِنْدِسِ (3) الدَّجِنِ ؟ !
مهیار (4) : [ من مجزوء الرمل ]
أَعَتِيقٌ كَعَلي *** في التِحَامِ وَاشْتِبَاك ؟!
أم طَيقُونَ اسْتَرابُوا*** عَن خَبيثَاتِ الرِّكَاكْ
خَسِرَتْ صَفقَةٌ قَومٍ*** وَزَنوا هذا بذاك
السيد (5): [من البسيط ]
إِنْ قُلتْ: إِنَّ عَليّاً عِندَ خَالِقِهِ***خَيْرٌ غَداً مِن أَبِي بَكرٍ وَمِن عُمَرٍ(6)
ص: 133
1- في نسخة (ب) : حفا.
2- وزن الصدر مختل ، وصوابه بأن يكون مثلاً : أم بشمس الصبح قِسْتَ عمى .
3- الحندس : الليل الشديد الظلمة ، كما في الصحاح 916/3 .
4- لم أجد نص هذه الأبيات في ديوان الديلمي له ، وإن كان قد جاء على وزنها ورويها قصيدة طويلة في مراثي أهل البيت ، قالها مرتجلاً في ديوانه 367/2 - 370 في ( 54 ) سينقل منها أبيات قريباً ، فراجع .
5- لا يوجد هذان البيتان في الديوان المجموع للسيد الحميري الله . وقد ذكر البيت الأوّل الشيخ البياضي الله في الصراط المستقيم 247/1 ، ولم ينسبه ، وكأنه قد أخذه من هنا ، ولم يرد البيت الثاني هناك ، وجاء بدلاً منه : [ من البسيط ] عَجَّتْ عصايب من قولي وساءهُمُ ولست منهم - وإن عَجُوا - بمعتذر .
6- في نسخة (ب) : أبي بضر ومن زفر .. ولعلّه : نصر ، وفي الصراط : ومن زفر .
أنَّى ومِنْ أينَ أَنكَرتُم - فَقَدْتُكُمُ*** - قَولى فَإِنَّكُمُ شَرٌّ مِن الحُمُرِ
البرقي (1): [ من البسيط ]
وَقَايَسُوا بِعَليُّ لَا أباً لَهُمُ*** مَنْ رأسُهُ لَا يُساوِي نَعَلَ سَلمَانِ وَقَدَّمُوهَا أَبانَصرِ (2) وَقَد عَلِمُوا*** بِأَنَّهُ عَاجِزٌ عَن حَملِها وَانِ (3)
ابن طوطي الواسطى (4) : [ من الطويل]
(أ) يَا مَعشَراً خَانُوا عُهُودَ نَبِيِّهم ***فَضَاعَتْ وَصَايَاهُ لَهُم وَتَحيَّرُوا
جَحَدتُمْ بها واستيقنتها نُفُوسُكُمْ (5)*** فَنَكَرْتُمُ المَعْروفَ والعُرفُ يُنْكَرُ !
ص: 134
1- قد سلف الحديث عن الشاعر وشعره ، ولعلّ هذه الأبيات من قصيدة مرّ التعليق عليها كراراً، فراجع .
2- في نسخة (ب) : أبا بصر ، ولعله : أبو بَخْر ، مأخوذ من بَخَر الفم .. أي كراهة رائحة فمه، ولم يعرف بذلك ، والذي عرف به هو : عبد الملك بن مروان . انظر : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 29/1 في مادة (الأبخر ).
3- الكلمة اسم فاعل من: وَنَى يَني .. بمعنى أعيا وتعب.
4- مرّت ترجمته في المقدّمة، وهذه القصيدة الرائية التي سلف الحديث عنها هناك ، وسيأتي لها تتمة قريباً ، فلاحظ .
5- إشارة إلى قوله تعالى في الآية 14 من سورة النمل: «وَجَحَدُوا بِهَا وَأَسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلماً وعُلُوّاً .»
عَلَى ظَالِمِيه لَعَنَةُ اللهِ دَائِباً***تَرُوحُ عَلَيهِم بِالعَذَابِ (1) وتَبكُرُ(2)
أَتَجعَلُ خَيْرًا مِن عَلىٌّ ضَلَالَةٌ***عَتِيقَاً ؟ ! وَخَيْرٌ مِنْهُ لَا شَكَ قَنبَرُ
العوني (3): [ من الكامل ]
يَا ذَا الَّذِي أَصْحَى يُقَايِسُ دَائِباً***بَينَ الرِّجَالِ يُقَدِّمُ الأَقسَامَا
خَل النَّبِيَّ مُحمَّداً وَوَصِيَّه ***وَابنَيهِ عَنْكَ وَدُونكَ الأقواما
مهلاً، تَقِيسُ إلى الوَصيِّ بِفَضْلِهِ*** مَن لَيسَ يَصلَحُ لِلوَصِيُّ غُلاما ؟!
ص: 135
1- في نسختي الأصل : بالعذار.
2- في نسخة (ب) : تنكر ، وهي غير منقوطة في نسخة (ألف) مشوشة .
3- لم ترد هذه الأبيات فيما جمع أو نثر من شعر العوني له ، إذ قد أبيد سائر شعره طاب ثراه ، ولقد بحثنا عنها في الغدير .. وغيره فلم نجدها . نعم؛ وجدنا منها أبياتاً على وزانها ذكرها المصنف رحمه الله في كتابه : المناقب 47/3 ، وصفحة : 167 ، فراجعها .
وله: (1) : [ من الوافر ]
وَصِيُّ مُحَمَّدٍ وَأَخُوهُ أَولَى*** بِهِ مِن كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
وَفَضلُ وَصِيَّ أَحْمَدَ (2) والمُساوَى***بِهِ فَضلُ الكَرِيمِ إِلى اللَّئِيمِ
وَبَينَ المُقْرَنِينَ إِلَيه إفكاً ***كَمَا بَينَ السَّفِيهِ إِلى الحَلِيمِ
ابن حمّاد (3): [ من البسيط ]
ص: 136
1- لم نجد هذه الأبيات فيما عندنا من مصادر شعر العوني ، وتعد - كأكثر شعر العوني - من متفردات كتابنا هذا ، حيث أحرق ما كان عنده له من كتب وشعر ممّن أحرقهم الله بنار غضبه ولا رزقهم شفاعة نبيه صلی الله علیه و آله و سلّم .
2- في نسختي الأصل : محمّد ، ولا يستقيم الوزن بغير ما ذكرناه.
3- لقد سلفت ترجمة ابن حمّاد هذا في المقدّمة، وقد حاولنا الحصول على مصدر جامع لشعره فلم نوفّق ، نعم جاءت لشاعرنا له أبيات من قصيدة رائية .. يجمعها مع ما هنا وحدة الموضوع والهدف وإن اختلف فيها الوزن والرويّ ، متفرقة في المناقب وفي كتابنا هذا ، منها ما جاء في المناقب 176/2 من قوله : [ من السريع ] یا آيةَ اللهِ التي قدرها***ليس له في الخلق من قادرِ و یا صراطاً لم يَجُزه سوى*** كلّ تقيِّ مؤمن صابر ويا حجاباً ليس من غيره*** إلى إله العرش من صائرِ لا يغفر الله لمن لم تَكُنْ*** له غداة البعث بالغافر وعلى كلّ ؛ فهي تحوي فضائل أمير المؤمنين وأهله سلام الله عليهم ، ومثالب أعدائه لعنهم الله ، وجاء منها في المناقب 2/ 110 ، وصفحة : 247، وصفحة : 316، و 3/ 12 وصفحة : 117 ، وصفحة : 319. وعلى وزانها قصيدة في مدح الزهراء سلام الله عليها جاءت في المناقب 386/3 في (8) أبيات ، وأُخرى في 139/3 في مدح أمير المؤمنين ا في ( 9 ) أبيات، و 4 / 48 و 211 و 443 ، وسيأتي على وزان هذه الأبيات في أكثر من مورد لعلها تكون تتمة لها.
يَا مَن يَقِيسُ بِه مَن لَا يُقاسُ إلى***تُراب قنبرَ قُمْ فَاعْضُضْ عَلَى الحَجَرِ
بِهِ أَعَزَّ إِلهُ الخَلقِ دَعوَتُه ***فِي الْأَرْضِ لَا بِأَبِي بَكْرِ وَلَا زُفَرِ
(1)
وله (2): من الطويل ]
ص: 137
1- وفي الصراط المستقيم 254/1 ، قال : وقال آخر : [من الكامل ] يا من يقيس به سواه جهالةً***دع عنك هذا فالقياس مضيَّعُ لو لم يكن في النص إلّا أنّه*** نفسُ النَّبيُّ كفاه هذا الموضع
2- لم أجد مصدراً لهذه الأبيات، وقد مرّت ترجمة شاعرنا في المقدمة وكون أكثر شعره مفقوداً ، نعم والظاهر أنَّ من هذه القصيدة ما جاء في المناقب 319/3 من قوله رحمه الله: [ من الطويل ] وكم قد حوى القرآن من ذكر فضله***نما سورةٌ منه وم منه ومن فضله تخلو ألم تكفك الأنعام في غير موضع ***ويونس إن فَتَشْتَ والحِجْرُ والنحل وسورة إبراهيم والكهف فيهما***وطه ففي تلك العجائب والنملُ
عَجِبتُ لِذِي جَهْلٍ بِه وَبِفَضْلِهِ ***وَلكنَّهُ غَاوٍ عَلى قَلبِهِ قُفْلُ
يَقِيسُ بِهِ مَن لَستُ أَرضَى بِعَبْدِهِ ***يَكونُ لَه مِن حَيدَرٍ رَأْسُهُ نَعْلُ
ابن الرومي (1) : [من الطويل ]
أَتَانِي مُقِلّا (2) لِحَيَةٌ لَو أَقَسْتُها (3)***بِخُر طُومٍ فِيلٍ كَانَ أَزْرَى وَأَنقَصَا
فَقَالَ وَتَحتَ القَولِ مِنه خُشُونَةٌ (4) *** وَمَا كُنتُ عَنه (5) فِي الخِصام لأنكُصا :
ص: 138
1- ديوان ابن الرومي ، ولم أجد هذه الأبيات في المجلد الثاني من ديوانه ، بل لم أجد لها مصدراً فعلاً.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، كُتبت كما قُرئت ، وقد تقرأ : فعلاً .
3- كذا ؛ ولعلّه : أقيسها .
4- صدر البيت بياض في نسخة (ب).
5- في نسخة (ب) عن لد.
جَعَلتَ عَليّاً فِي الخِلَافَةِ قَد عَلا*** عَتِيقاً وَتَالِيه الوزير المُحَفّصا ؟
فَقُلتُ لَه : كَلَّا، وَكَيفَ يَكُونُ ذَا ؟ !*** وَكَيفَ أَقُولُ: الدُرُّ أَوفَىٰ مِن الحَصَى ؟!
مَتَى مَا أَقُلْ مَولاى أَفضَلُ مِنهُما*** أَكُنْ لِلَّذِي فَضَّلْتُهُ مُتَنَقّصا
أَلم تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يُزرِي (1)بِحَدِّه (2)***مَقَالُك : هذَا السَّيفُ (3) أَمضَى مِن العَصَا (4)
ص: 139
1- هذا ما استظهرناه ، ويقرأ في نسخة (ألف) : برزي ، وفي نسخة (ب): تزري.
2- جاء على نسخة (ألف) نسخة بدل بوصفه .
3- في الأعيان: إنّ السيف.
4- وجاء في أعيان الشيعة 410/2 في ترجمة : الشيخ أبي القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي : أن نسب له إنشاد البيتين الأخيرين إلى مناظرة بين المُعَنْوَن وبين عالم آخر باسم : رفیع الدین حسین ، فراجع . أقول : لقد جاء شِعْرُ في إجازة الشيخ القطيفي الله للسيد الشريف التستري - التي أوردها العلّامة المجلسي الله في كتاب الإجازات من موسوعته بحار الأنوار 116/105 - 117 من دون أن ينسبه ، وفيه اختلاف مع ما هنا - قال : [ من الطويل ] يقولون لي : فضّل عليّاً عليهم*** فلست أقول التبر أعلى من الحصى إذا أنا فضلت الإمام عليهم*** اکن بالذي فضَّلته متنقِّصا ألم تر أن السيف يزري بحدّه ***مقالة هذا السيف أمضى من العصا ؟ ! راجع : نهج الإيمان : 291 - 292 ، الصوارم المهرقة : 266 ، يتيمة الدهر 299/5 .
العوني (1) : [من الرجز ]
وَهَل يُقَاسُ حَيدَرٌ بِحَبتَرٍ ؟ !*** وَهَل تُقَاسُ الأَرضُ جَهلاً بِالسَّمَا ؟ !
هَل يَستَوِي المُؤمِنُ وَالمُشرِكُ وَال*** مَعصُومُ عَن مَعَصِيَةٍ وَمَنْ عَصَى ؟ !
هَل يَستَوِي مَنْ كَسَّرَ الأصنام والس*** اجدُ لِلأصنام؟! كَلَّا لَا سَوَا (2)
هَل يَستَوِي الفَاضِلُ والمَفضُولُ ؟ ! أَم*** هَل تَستَوِي شَمسُ النَّهَارِ وَالدُّجَى ؟!
آخر : (3)
[ من السريع ]
عَقْدِي وَدِينِي وَضَمِيرِيَ الَّذِي*** أَرجُو بِه فَوزِي(4) لَدَى الحَشر
انَّ عَليَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ*** أَفضَلُ عِندِي مِن أَبِي بَكْرٍ
ص: 140
1- لم أجد لهذه الأبيات مصدراً من المصادر الجامعة لشعر العوني منثوراً في المناقب أو مجموعاً في الغدير ، وهي من متفردات كتابنا هذا. نعم جاءت في الصراط المستقيم 228/1 ، وهو قد أخذها من كتابنا هذا كأكثر ما هناك من شعر له .
2- في نسختي الأصل : الأسوا.
3- لم أجد هذه الأبيات منسوبة أو مذكورة لأحد، ولا أعرف لها مصدراً حتّى الآن.
4- في نسختي الأصل : فوزني .
ومن أَخيهِ عُمَرٍ بَعدَهُ وَثَالِثِ القوم أَبِي عَمْرو (1)
آخر (2): [ من المنسرح ]
يَا وَيلَ نَصَّابَةِ (3)الأَنامِ لَقَد*** تَتَابَعُوا (4)فِى الضَّلال بَل تَاهُوا
قَاسُوا عَتِيقَاً بِحَيدَرٍ سَخِنَتْ (5) ***عُيُونُهُمْ بِالَّذِي بِه فَاهُوا (6)
كَم بَينَ مَنْ شُكٍّ فِي هِدَايَتِهِ (7) ***وَبَينَ مَن قِيلَ : إِنَّهُ اللهُ ؟ !
ص: 141
1- أبو عمرو : كنية عثمان بن عفان .
2- جاءت هذه الأبيات في المناقب 339/2 ولم تنسب ، وكذا في نهج الإيمان : 493، وفي الطرائف : 32 بدل الإمام الأنام ، ولبعض الشعراء أبيات في هذا المعنى . وقال البياضي له في الصراط المستقيم :62/2: والله درّ من نظر في هذا الحال ، فقال : [من المنسرح ] تبّاً لناصبة الإمام فقد*** تهافتوا في الضلال بل تاهوا .. وذكر الأبيات الثلاثة ، ثمّ قال : وقال عبد الحميد بن أبي الحديد : تقيّلت أفعال الربوبية التي*** عذرت بها من قال إنّك مربوب
3- في نسختي الأصل : فصابت .
4- في نهج الإيمان : تباً لناصبة الإمام لقد تهافتوا.. وفي الطرائف : تباً لنصابة الأنام لقد تهافتوا ، بدلاً من : لناصبة الإمام. وجاء في إحقاق الحق 412/3 تحت عنوان شعر، وفيه : لناصبة الإمام لقد تهافتوا..
5- في نسخة (ألف): سحنت .
6- في نسخة (ب): بالذي به باهوا.
7- في الصراط ونهج الإيمان : في إمامته ، بدلاً من: في هدايته .
[ القسم الأول ]
[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات ]
[فصل 24] : [في أن مولى علي صلوات الله عليه أفضل منهم]
ص: 143
فصل
فی أن عليّاً (1)صلوات الله عليه أفضل منهم (2)
إنّ الله تعالى قد نهانا عن متابعة سبعة :
النفس : «إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بالسُّوءِ » (3).
الهوى : «وَلَا تَتَّبع الهوى» (4).
الأصنام : «إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ .. » (5) .
الشهوة : « وَيُريدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ..» (6).
الظُّلَمَة : « وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ..» (7) .
الشيطان :« وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَان» (8)
ص: 145
1- كذا في نسخة (ب) ، وقد جاءت كلمة ( مولى علي ) في نسخة (ألف).
2- هذا العنوان كسابقه مسامحة في التعبير .
3- سورة يوسف لالالا (12) : 53 .
4- سورة ص (38) : 26 .
5- سورة الأنبياء (21) : 98.
6- سورة النساء (4): 27
7- سورة هود (11): 113.
8- سورة البقرة ( 2 ) : 168 و 208 ، وسورة الأنعام 142. 146
العادة الباطلة ؛« وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا». (1)
الدليل على أنّ مولى عليّ علیه السّلام أفضل منهم هو :
أنّ أُسامة مولى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، وهو مولى على بن أبي طالب [علیه السّلام ] من وجهين :
أحدهما : أنّ من كان مولی (2)لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مولى لعلي علیه السلام لأنه ابن عمّه من حيث الولاء الذي يملك ويورث .
والوجه الآخر : أنّ من (3) كان مولى رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم] من الولاء في الدين الذي يكون الرسول ( علیه و آله السلام) أولى به(4) من نفسه ؛ فإنّ عليّاً علیه السّلام مولاه كذلك .. للا بما جعله له على الأُمة يوم الغدير بالإجماع.
وقد ثبت أن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم قدم أسامة على جيش .. فيه الأول والثاني والثالث وأكثر الصحابة قبل موته.
حدثنا الواقدي (5)، [عن عبد الرحمن بن ] أبي الزناد، عن هشام
ص: 146
1- سورة المائدة (5) : 77 .
2- في نسخة (ب) : أحدهما : من مولى .
3- لا توجد ( من ) في نسخة (ب). (4)
4- في نسختي الأصل : أول به .
5- تاريخ الواقدي ؛ ولا نعرف له نسخة ، ولم يرد فيما طبع من كتبه . وجاء في أنساب الأشراف 474/1: وكان في جيش أُسامة أبو بكر وعمر ..ووجوه من المهاجرين والأنصار. ولاحظ : إمتاع الأسماع للمقريزي 449/14 ، والبدأ والتاريخ للمقدسي 59/5، وكذا في صفحة : 152 . . وغيرها . وقد ذكروا تكرير رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم عليهم بتنفيذ جيش أسامة.
ابن عروة، عن أبيه ..
وحدّث- أيضاً (1) - عن محمد بن (2) عبد الله بن عمر ، عن عمرو بن دينار ، قال: كان منهم الأوّل والثاني...
وروى الزهري، وهلال بن عامر ، ومحمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر ، عن [هشام بن ] عروة .. نحو ذلك ..
وروى جابر ، عن الباقر علیه السلام نحوه ..
وروی محمّد بن أسامة ، عن أبيه ، مثله (3)
ص: 147
1- تاريخ الواقدي، ولا نعرف له كتاب ، وقد جاء في المغازي 1119/3.
2- خطّ على : محمد بن ، في نسخة (ب)، والظاهر : محمد ، عن ..
3- كما جاء في كتاب المنتقى في مولد المصطفى ( الباب الحادي عشر ) فيما كان سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وحكاه عنه العلّامة المجلسي له في بحار الأنوار 410/21 ( باب (36) ذیل حدیث 41 ، وانظر البحار - أيضاً - 323/27 (باب 1) ذیل حدیث 4 ، في مناظرة الحروري ، وكتاب الفتن والمحن منه 108/28 ( باب 3) ذیل حدیث عن إرشاد القلوب، وصفحة : 178 ( باب 4 ذيل حديث 1 عن الاحتجاج، وصفحة : 196 ( باب 4 ذيل حديث 2 عن الاحتجاج .. وغيرها عن عدة مصادر . ولاحظ : الاحتجاج : 44 - 45 [70/1 - 71]، والاختصاص: 171، والإرشاد 180/1 [ وفي طبعة : 97 - 98] ، وإعلام الورى : 83 - 263/1184 و 272].
وذكر البلاذري في تاريخه (1): أنّ أبا بكر وعمر كانا معاً في جيش أسامة (2)
ص: 148
1- راجع : أنساب الأشراف للبلاذري 384/1 ، وصفحة : 474، وحكاه السيد المرتضى الله عنه في الشافي : 246 [ الطبعة الحجرية ، و 147/4 من الطبعة المحققة ] ، وكذا الشيخ الطور كتابه تلخيص الشافي ،32/3، والبياضي له الصراط المستقيم 298/2 ، وعنهم .. وغيرهم العلامة المجلسي الله في بحار الأنوار 428/30 وما بعدها .. وغيره ، ومثله في الكامل لابن الأثير 317/2 وكذا في 2 / 334 - 336، وكذا جاء الحديث عن سرية أسامة بن زيد في وقائع السنة الأخيرة من حياة الرسول الأكرم الله في جميع كتب التاريخ والتراجم، وذكروا غالب هذه الأحاديث وبإسهاب. ومنها ما جاء في طبقات ابن سعد 2 ق 1 / 136 ، و 2 / 17/2، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 53/1 ، و 20/2 ، وكنز العمال 312/5، ومنتخبه 180/4، وسيرة ابن هشام ،642/2 ، وصفحة : 650 ، وتاريخ الطبري 226/3 [ وفي طبعة 186/3]، وليس فيه : أبو بكر ، وكذا ذكر ذلك البيهقي في دلائل النبوة 200/7، وأُسد الغابة 81/1 ) ترجمة أسامة بن زيد ) برقم 84 ، والبدأ والتاريخ 59/5 ، وتكرر قوله : «أنفذوا جيش أسامة .. ثلاثاً ، وصفحة : 159، وكذا الذهبي في تاريخ الإسلام ،19/3 ، والمزّي في تهذيب الكمال ،340/2 ، وابن حجر في فتح الباري 152/8.. وغيرهم في غيرها .
2- قد سلفت بعض مصادر هذه الواقعة، وإليك المصادر التي نصت على وجود الخليفتين في جيش أسامة صريحاً. فقد جاء ذلك في المسترشد للطبري له : 114 - 116 ، ونقله عن كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، ونسب إلى البلاذري والواقدي، وكذا جاء في الملل والنحل للشهرستاني 29/1 [ طبعة دار المعرفة 63/1].. وغيرهما. ومما لا شكّ فيه أنّ إمارة أسامة على الجيش ، وأن فيهم أبا بكر وعمر ، وأنتهم طعنوا في إمارته .. أمور مسلمة تاريخياً . راجع: كتاب البخاري ،179/5 ، کتاب مسلم 1884/4 [ وفي طبعة 131/7]، سنن الترمذي 676/5 ، وفي شرحه تحفة الأحوذي 218/13، مسند أحمد 20/2..
وذكر الطبري (1) : أن عمر كان تحت راية أُسامة.
وذكر (2) - أيضاً - : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمرو بن العاص [ وأمدّه] بأبي عبيدة بن الجرّاح على المهاجرين والأنصار - فيهم أبو بكر وعمر - في مأتين (3) .
ص: 149
1- تاريخ الطبري 226/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 462/2] ، ومثله في تاريخ اليعقوبي 113/2، و93/3، ومثله في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 159/1، وطبقات ابن سعد 41/2، وتاريخ ابن عساكر ( ترجمة أسامة ) 391/2، وسير أعلام النبلاء 496/2 برقم 104. قالوا : وفي السير أن رسول الله [ ] بعث عمرو بن العاص أولاً، ثم بعث أبا عبيدة مدداً له ، وفيهم أبو بكر وعمر فاجتمعوا تحت قيادة عمرو ، راجع سيرة ابن هشام 632/2 ، أسد الغابة 116/4 ، منتخب كنز العمّال 178/4.. وغيرها
2- تاريخ الطبري 31/3 - 32 [ طبعة الأعلمي بيروت 315/2] نقلاً بالمعنى.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وما أثبت استظهار منا، ثم وجدناه كذلك في تاريخ الطبري.
وكانوا جميعهم خمسمائة ، وأن عمر و [كذا] صلّى بالناس (1) .
وروى الطبري (2) والبلاذري (3) في تاريخيهما بالإسناد.. عن ابن عمر : أنه طعن بعض الناس في إمارة أُسامة ، فقال (عليه وآله السلام): «إن تطعنوا ف-ي إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة» (4) .
ص: 150
1- وذلك في غزوة ذات السلاسل ، كما ذكره ابن الأثير في الكامل 232/2. كماذلك روي عن خالد بن الوليد والوليد بن عقبة ، كما ذكره في المغازي للواقدي 770/2 [ طبعة مصر ] ، وأُسد الغابة 245/4 و 524، والكامل 400/2، وصفحة : 532 .. وغيرها .
2- تاريخ الطبري 186/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 430/2].
3- أنساب الأشراف 1 / 384 - 484 .
4- ولقد ذكر الطبري في تاريخه 3 / 184 و 186 ، والبخاري في كتابه 19/6 [ طبعة مصر ] ، وكذا مسلم في كتابه 1884/4 حديث 2426 ( باب 10 کتاب فضائل الصحابة ) .. وغيرهم خطبة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بعد أن سمع اعتراض من اعترض ، وهي : (أيها الناس ! ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة .. ! لقد طعنتم في إمارتي اباه من قبل ، وأيم الله إنّه للإمارة لخليق، وابنه بعده للإمارة خليق ..» إلى آخره. وقوله صلی الله علیه و آله و سلّم : « إن تطعنوا في امرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه» . لاحظها في كتاب مسلم 1884/4 ( باب فضائل زید ) حديث 2426 ، المغازي للواقدي: 42 و 87 ، وسنن الترمذي 341/5 ) كتاب المناقب ) حديث 39 ، مسند أحمد بن حنبل ،20/2 ، ومثله في طبقات ابن سعد 4 /ق 46/1، و 2 /ق 41/2 ، وقريب منه في تاريخ اليعقوبي 75/2.. وغيرها .
وروى نقلة الأخبار (1): أنّ الأول والثاني كانا يسلّمان على أسامة - في حال خلافتهما - بالإمرة .
وروي (2) : أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يعالج سكرات الموت ، ويقول: «نفّذوا جيش أُسامة ...!» ويلعن المتخلّف عن جيشه (3).
ص: 151
1- قال في الصراط المستقيم 297/2 : حدَّث الواقدي، عن ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كان فيهم أبو بكر . قال : وحدَّث - أيضاً - مثله عن محمد بن عبد الله بن عمر . وذكره البلاذري في تاريخه، والزهري، وهلال بن عامر، ومحمّد بن إسحاق، وجابر عن الباقر ، ومحمد بن أسامة ، عن أبيه .. ونقلت الرواة أنهما كانا في حالة خلافتهما يسلّمان على أّسامة بالإمرة.
2- وقريب منه ما ذكره المصنف رحمه الله في مناقب آل أبي طالب 152/1، وجاء بألفاظ مقاربة في دعائم الإسلام 41/1 ، وشرح الأخبار 320/1، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ،177/17 - 178 ، و تاريخ خليفة لابن خياط : 64، والاستغاثة في بدع الثلاثة 20/1.
3- لاحظ مصادره في نهج الحق : 263 ، وقد أورد العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 321/27 - 325 مناظرة للإمام الباقرعلیه السّلام مع حروري ، وجاء فيها : قال أبو جعفر علیه السّلام : « وأما قولك في الصلاة بالناس .. فإنّ أبا بكر قد خرج تحت يد أُسامة بن زيد بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع الأمة ، وكان أسامة قد عسكر على أمیال من المدينة ، فكيف يتقدّر أن يأمر رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيَّه وآله وسلم رجلاً قد أخرجه تحت يد أُسامة ، وجعل أُسامة أميراً عليه أن يصلّي بالناس بالمدينة ، ولم يأمر النبي صَلَى اللَّهُ عَلَيَّه واله وسلّم بردّ ذلك الجيش ، بل كان يقول : « نفّذوا جيش أُسامة ، لعن الله من تأخّرعنه وقد ورد حديث لعن المتخلّف عن جيش أُسامة في كتب العامة مثل : الملل والنحل للشهرستاني ،21/1 ، والسقيفة وفدك للجوهري : 75، وشرح النهج للمعتزلي 52/6..وغيرها، وقد جاء في كتب الخاصة كثيراً ، انظر مثلاً : الطرائف 449/2 وله بحث مفصل ، تلخيص الشافي 32/3 ، الشافي 144/4 ، المهذب لابن سراج 13/1 .. وغيرها .
وذكر أن أحمد بن حنبل قال : إذا رأيتم رجلاً يذكر جيش أسامة فاعلموا أنّه رافضي ..!!
وفي كتاب العقد (1) : أنه اختصم أُسامة مع عمرو بن عثمان [بن عفان] في حائط من حوائط المدينة بين يدي معاوية، فقال عمرو: يا أُسامة ! أتنكر أنّك مولاي ؟ فقال: حاش لله ! والله ما يسرّني (2) بشيء فيك ، ولايي برسول الله أشرف من أُمية وما ولدت !
ص: 152
1- العقد الفريد : .. ولم أجده في المطبوع منه مع بحثي فيه أكثر من مرة ، وأشار إليه المصنف الله في المناقب 152/1 ، ونقله عنه في الصراط المستقيم 297/2 ، وعنهما في بحار الأنوار 432/30 ) باب (22) ذيل الطعن الثاني نقلاً بالمعنى، وقد جاءت القصة بألفاظ مقاربة في ربيع الأبرار للزمخشري 633/3 - 634، وكذا في أمالي الشيخ الطوسي : 212 - 214 حديث 370 [ طبعة مؤسسة البعثة، وفي الطبعة الحيدرية 1 /216 - 217 ] بإسناده ، فراجع . وما ذكرناه بين المعكوفين منّا للتوضيح لا المطابقة والنص.
2- في نسختي الأصل : ما يسترني ، وما بعده مشوش
فقال عمرو : يابن السوداء ! [ما أطغاك !].
فقال أُسامة (1): إن كانت [أُمّي ] سوداء فهي خير من أُمّك؛ لأنّها (أُم أيمن ] مولاة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، وقد بشرها بالجنّة، وأنها كانت تخبر بفضائل رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم ] قبل مبعثه ، وأبي- والله - خير من أبيك؛ أبي: زيد بن حارثة؛ حِبَّ (2)رسول الله ومن تبنّاه (3)وربّاه ، وقتل شهيداً في طاعة الله وطاعة رسوله ، وقد مضى رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم] وأنا أمير على أبيك وصاحبيه المُقَدِّمَيْنِ له، فإيّاي تفاخر يابن عثمان قتیل مروان ؟!
فقال عمرو لبني أمية : [يا قوم !] ما تسمعون ما يقول العبد ؟!
فقام مروان فجلس عن يمين عمرو، وقام الحسن بن علي علیه السّلام فجلس عن یمین أسامة ، فقام سعيد بن عاص فجلس مع عمرو ، فقام الحسين بن علي علیه السّلام فجلس مع أسامة ، فقام عبد الرحمن بن الحكم فجلس مع عمرو، فقام عبد الله بن العبّاس فجلس مع أسامة .. فلما نظر معاوية إلى الفريقين خشي أن يتعاظم الأمر ، فقال : عندي علم هذا الحائط ، [ قالوا : فقل بعلمك فقد رضينا ، فقال معاوية ] : أشهد أنّ النبي ( عليه و آله السلام ) أقطعه أسامة، [قم ] فاقبضه يا أسامة !
ص: 153
1- لا توجد كلمة : أسامة ، في نسخة (ألف).
2- الحِبُّ : هو المحبوب.
3- الكلمة مطموسة في نسخة (ب).
فنهض أسامة والهاشميون، وبقي الأُمويون مع عمرو، وقالوا لمعاوية: والله ما شهدت رسول الله أقطعه أسامة.. ولا كان شهادتك إلا زوراً ..! (1)
فقال معاوية : [لمّا رأيتهم كذلك] ذكرتهم يوم صفّين (2)..!!
وروي : أنّ الثاني قال للأوّل : اكتب إلى أسامة يقدم عليك ، فإنّ في قدومه قطع الشنعة عنّا .. فكتب إليه (3):
ص: 154
1- في ربيع الأبرار . .. ثم ارتفعا إلى معاوية ؛ فقام سعيد بن العاص فقعد إلى جانب عمرو وجعل يلقنه الحجّة ، فقام الحسن [علیه السّلام] فقعد إلى جانب أسامة ، فوثب عتبة بن أبي سفيان فصار ر مع عمرو ، فقام الحسين [علیه السّلام ] فصار مع أُسامة ، فقام الوليد بن عقبة فصار مع عمرو ، فقام عبد الله بن جعفر فجلس مع أسامة ، فقال معاوية : القضية عندي ، حضرت رسول الله وقد أقطع هذه الضيعة أُسامة .. !! فقال الأُمويون : هلا إن كانت هذه القضية عندك بدأت بها قبل التحزب .. ؟ !
2- وفي الأمالي : ويحك يا عمرو ! إنّي لما رأيت هؤلاء الفتية من بني هاشم قد اعتزلوا، ذكرت أعينهم تزور إليّ من تحت المغافر بصفّين ، فكاد يختلط علي عقلي ، وما يؤمنني - يابن عثمان ! - منهم وقد أحلّوا بأبيك ما أحلّوا، ونازعوني مهجة نفسي حتى نجوت منهم بعد نبأ عظيم وخطب جسيم .. إلى آخره.
3- لم أجد هذه الرسالة إلى الآن، نعم جاءت في الصراط المستقيم 297/2 ناسباً إيّاها لكتاب العقد الفريد - ولم نجده فيه كما قلنا قريباً - وقاله غيره، ولعلّه قد أخذه من كتابنا هذا، وحكاه عنهما في بحار الأنوار 432/30 ، قال : ولمّا بعث أبو بكر إلى أسامة أنته خليفة ، قال : أنا ومن معي ما ولّيناك أمرنا ، ولم يعزلني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم عنكما، وأنت وصاحبك بغير إذني رجعتما، وما خفي على النبي صلی الله علیه و آله و سلّم موضع ،وقد ولاني عليكما ولم يولكما .. ثمّ قال : فهم الأوّل أن يخلع نفسه فنهاه الثاني ، فرجع ووقف بباب المسجد وصاح : يا معاشر المسلمين ! عجباً لرجل استعملني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم علیه فتأمر و عزلني .. أقول : وقد جاءت هذه الواقعة في بيت الأحزان : 74، وقد نقلها عن المقنع في الإمامة لعبيد الله بن عبد الله السد آبادي : 142 - 143، وقد عنونه المصنف معالم العلماء : 113 برقم 528.. 1
من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله إلى أسامة بن زيد..
أما بعد ؛
فإن المسلمين فزعوا إليّ ، واستخلفوني وأمّروني عليهم بعد وفاة النبي فإذا قرأت كتابي هذا فادخل فيما دخل فيه المسلمون، وَأُذِّنْ لفلان بن خطاب (1) في تخلفه عنك ، فإنّه لا غنى لي منه ، وتوجّه إلى الوجه الذي وجّهك رسول الله ..
وفي رواية (2): فإذا أتاك كتابي.. فأقبل إليّ أنت ومن معك؛ فإنّ المسلمين قداجتمعوا عليّ وولّوني أمرهم، فلا تَخَلَّفَنَّ (3) فتعصي ويأتيك منّي ما تكره . [والسلام].
فأجابه أسامة : من أسامة بن زيد عامل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم على غزوة الشام
ص: 155
1- في المقنع وبيت الأحزان : لعمر بن الخطاب.
2- كما جاء في الاحتجاج 78/1 [ طبعة النجف الأشرف 1 /114 - 115]، وقريب منه في كشف اليقين : 95 .
3- في المصدر : فلا تتخلَّفن.
إلى أبي بكر بن أبي قحافة (1)..
أما بعد ؛
فقد أتاني كتابك ؛ ينقض آخره أوّله ، ذكرت في أوّله أنّك خليفة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، ثم قلت : إنّ المسلمين قد اجتمعوا عليك وأمروك عليهم .. واعلم : أنّي (2) ومن معي من جماعة [المسلمين و] المهاجرين، [فلا والله] ما رضينا بك ولا ولّيناك أمرنا (3) ، فانظر أن تدفع كبرك، ولا تتخلف (4)فتعصي الله ورسوله وتعصي من استخلفه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم عليك وعلى صاحبك، ولم يعزلني
حتى قبض [رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ، وإنّك (5) وصاحبك رجعتما وعصيتما ، فأقمتما (6) في المدينة بغير إذني (7) ..
ص: 156
1- لا توجد إلى أبي بكر بن أبي قحافة .. في نسخة (ألف)، وكذا في الاحتجاج
2- جاءت العبارة في نسخة (ب) هكذا : وأنت تعلم أنّي وأنا ..
3- إلى هنا في الاحتجاج، وجاء بعده: وانظر أن تدفع الحقَّ إلى أهله ، وتخليهم وإيّاه، فإنّهم أحق به منك .. فقد علمت ما كان من قول رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم في عليّ علیه السّلام یوم الغدير ، فما طال العهد فتنسى . انظر مركزك ولا تخالف فتعصي .. إلى آخر يوم ما في المتن .
4- في نسخة (ألف): تخلف.
5- في نسخة (ألف): وأنت .
6- في نسخة (ألف) : وأقمتما .
7- ما يأتي لا يوجد في الاحتجاج وكتاب اليقين ، وسيرجع لهما .
ولو كانت البيعة حقيقة .. لكانت (1)في مسجد رسول الله (عليه وآله السلام) لا في سقيفة بني ساعدة !
وسألتني (2)أن أذن لعمر في تخلّفه عنّي لحاجتك إليه(3) .. ومالي أن آذن له ؟! فقد أذن لنفسه قبل أن أذن له (4)، وما لي أن أذن له ولأحد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشخوص معي إلى من أشخصني إليه.
وما أمرك في تخلّفك .. وأمر عمر في تخلّفه إلا واحد، وليس بينك وبينه فرق، ومن عصى رسول الله بعد وفاته فهو بمنزلة من عصاه في حياته ، وقد أمرك وعمر بالمسير معي، ورأيه لكما خير من رأيكما لأنفسكما، وما خفي عليه موضعكما، وقد ولّى عليكما ولم يولّكما (5) وعصيانه نفاق وكفر ..
فهمّ الأوّل أن يخلعها من عنقه، فقال الثاني : لا تفعل ! قميص قمّصك الله لا تخلعه فتندم ، ولكن ألحّ على أسامة بالكتب ، ومُر فلاناً وفلاناً يكتبون إليه أن لا يفرّق جماعة المسلمين ، وأن يدخل المدينة (6) معهم فيما صنعوا ..
[قال : فكتب إليه أبو بكر ، وكتب إليه الناس من المنافقين : أن ارضَ
ص: 157
1- في نسخة (ب): كانت . 2)
2- في نسخة (ألف): سألت .
3- لا يوجد : لحاجتك إليه .. في نسخة (ب).
4- لا يوجد : ومالي أن آذن له .. إلى هنا في نسخة (ألف).
5- فی المقنع قدولّانی علیکما ولم یلکماعلیّ
6- في نسخة (ألف) ولن تدخل.
بما اجتمعنا عليه وإيّاك] ، ولا يشمل الإسلام فتنة من قبلك، فإنّهم حديثوا عهد بالكفر (1) .
وروي (2) : أنّه لمّا نادى أبوسفيان (3)لأمير المؤمنين صلوات الله عليه - وهو يغسل النبي صلى الله عليه وسلم - بعثوا إلى عكرمة بن أبي جهل ، وبعثوا إلى أبي سفيان (4)الحارث بن هشام ، ووجّهوا إليهم، وبعثوا إلى أبي سفيان فأرضوه بتولية يزيد .
قال: وخرج أسامة بذلك الجيش حتّى انتهى إلى الشام ، فعزله (5) واستعمل مكانه (6) يزيد بن أبي سفيان (7)، فلما قدم أسامة بعد أربعين يوماً قام على باب المسجد ثم صاح : يا معشر المسلمين ! عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، فتأمّر عليّ وعزلني !
ص: 158
1- من قوله : فهم .. إلى هنا جاء في الاحتجاج باختلاف يسير ، كما وله تتمة ، وكذا في كتاب اليقين ، فليلاحظ .
2- كما في إعلام الورى 271/1 - 272 ، ولاحظ : الصوارم المهرقة : 290.
3- في نسخة (ألف) : معاوية ، بدل : أبو سفيان .. وهو غلط .
4- نسخة ( ب ) : وعمومته الحارث بن هشام، ونحتمل زيادة جملة : وبعثوا إلى أبي سفيان هنا لتكررها وعدم معنى مناسب لها والعبارة على النسختين غير تامة، فليراجع المصدر.
5- في نسخة (ب): عزله .
6- في نسخة (ألف): مكان .
7- في نسخة (ب) أخا معاوية .. بدلاً من : ابن أبي سفيان .
وفي حديث الواقدي (1) : عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم : أنّه خرج إلى الغزو ورجع بعد أربعة (2)أشهر، ولامه لوماً كثيراً !
فالأُمّة مجمعة على أن النبى صلی الله علیه و آله و سلّم فى وقت وفاته ولّى عليه وعلى صاحبه، وعلى جماعة من المهاجرين والأنصار ، وأمره بالمسير تحت رايته ، وهو أمير عليهم إلى بلاد الشام ، ويقال : إلى الروم (3)من إقليم فلسطين وخرج أسامة في حياة النبي صلی الله علیه و آله و سلّم بالعسكر خارجاً من المدينة (4)، واعتلّ النبی صلی الله علیه و آله و سلّم علته التي توفّي فيها ، فلم يزل النبيُّ صلی الله علیه و آله و سلّم يقول: «لينفّذ جيش أُسامة....» حتّى توفّى ، فلمّا توفّى لم ينفّذا وتأخّرا عنه ، وأقبلا في طلب ما استوليا عليه من أُمور الأُمّة ، فبايع الناس أبا بكر (5)- وأُسامة مُعَسكِر (6) في مكانه خارج
ص: 159
1- تاريخ الواقدي، ولم نحصل عليه ، ولا على من نقل عنه . والظاهر أن الكلام هنا مأخوذ من كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة : 52 - 54 . وراجع : الإرشاد 1 / 180 - 181 ،والإيضاح : 361، والتعجب : 101، وبحار الأنوار 355/30 . . وغيرها .
2- لا توجد (أربعة ) في نسخة (ب).
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ب) ، قد تقرأ : ارزروم .. ولها وجه لو كانت كلمتان ، و تصح على لهجة ، وعجمة .
4- في نسخة (ب) : بالمدينة .. بدلاً من : من المدينة .
5- في نسخة (ألف) : لأبي بكر .. وهو خلاف الظاهر .
6- في نسخة (ألف) : بعسكر .
المدينة - حتى [إذا] تمت بيعته بعث إلى أُسامة : إنّ الناس تراضوا (1)بي ولم يجدوا لهم غناء عنّي ، وأنا أيضاً (2)- محتاج إلى عمر ؛ فخلفه ؛ فخلفه عندي، وامض في الوجه الذي أمرك رسول الله بالمضيّ إليه.
فكتب إليه أسامة ... من ذا (3) الذي أذن لك بالتخلف حتى تطلب منى الإذن لغيرك ؟ ! إن كنت طائعاً الله ولرسوله (4)فارجع إلى مركزك الذي أقامك فيه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم .
فلم يقنع الأوّل معصيته (5)في نفسه الله ولرسوله بتخلّفه عن طاعة أسامة حتى بعث - أيضاً (6) - الثاني على معصية الله ومعصية رسوله، فيما (7)أمره من التخلّف عن أُسامة؛ لأنّ الأُمة مجمعة (8)على أنّه من عصى رسول الله وخالفه ، فقد عصى الله وخالفه ، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله .. بنصّ الكتاب بذلك من الله
ص: 160
1- في نسخة (ألف): قد رضوا.
2- لا توجد : أيضاً ، في نسخة (ألف).
3- لا توجد : ذا ، في نسخة (ب).
4- في نسخة (ب): ورسوله .
5- في نسخة (ألف): بمعصيته .
6- لا توجد (أيضاً ) ، في نسخة (ألف)
7- في نسخة (ب) : فلما ، بدل : فيما .
8- في نسخة (ب) : مجتمعة .
تعالى (1)، والأُمَّة مجمعة (2)على أن معصية الرسول بعد وفاته كمعصيته في حياته، وأنّ طاعته بعد وفاته كطاعته في حياته، وأن من قصد إلى معصيته ومخالفته مختاراً متعمداً لذلك (3) من غير توبة تقع منه في ذلك فقد استحق النّار، وأنّهما تركا أمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم و خالفاه ؛ متعمّدین، ذاکرین غیر ناسين .. ولا غافلين وهذا يوجب الكفر مطلقاً.
وهَبهما لم يكونا في الجيش ، هل (4) جهّزا هذا الجيش بعد النبي صلی الله علیه و آله و سلّم ؟ ! أليس هو المتولّي ؟! فإن كان فيه فقد عصى الله وخالف رسوله، وإن لم يكن فيه فقد خالفه بتعطيل أمره !
ففي الحالين جميعاً عاص، وقال الله تعالى:«فَإِن عَصَوكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيء مِمّا تَعْمَلُون» (5)ومعصية الرسول في حياته ووفاته سواء..
وتوفّي النبي صلی الله علیه و آله و سلّم وأسامة عليهم أمير ، والأمير أفضل من المأمور عليه (6). وكيف يكون إمام (7)عليه أمير ؟!
ص: 161
1- كما قال الله تعالى في سورة النساء (4): 80: « مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ...».
2- في نسخة (ب) : مجتمعة .
3- لا توجد : لذلك ، في نسخة (ألف).
4- في نسخة (ألف): هلّا.
5- سورة الشعراء (26) : 216.
6- لا توجد : عليه ، في نسخة (ألف).
7- في نسخة (ألف): الإمام.
الحميري (1): [من الوافر ]
وَفِيمَا قَالَ فِي جَيْشِ ابْنِ زَيْدٍ*** فَمَا كَانُوا لَه بِالمُقتَدِينَا
وَكَانَ خِتَامُ مَا أَوصَى إِلَيه*** بذلكَ لَم يَكُونُوا قَابِلِينَا (2)
فَتِلكَ شَواهِدُ لَا شَكٍّ فِيها*** يُرَدُّ بها (3)افْتِرَاءُ المُفتِرِينَا
وله (4): [ من المتقارب ]
أُسَامَهُ عَبدُ بَنِي هَاشِمٍ*** ومَولَى عَتِيقٍ وَمَولَى زُفَرْ !
لَقَد فَضَّلَ اللهُ ذَاكَ ابنَ زَيدٍ*** يفَضلِ الوِلاءِ لَه إِذ (5) شَكَرْ
عَلَى زُفَرٍ وَعَتِيقٍ كَما*** رَوَاه لَنَا فِيهِما مَنْ حَضَرْ
وَلَو كَانَ دُونَهُما لَم يَكُنْ*** ليُرْفَعَ (6) فَوقَهُما فِي الخَبَرْ
فَصَيَّرَهُ لَهُما قَائِداً*** فَقَالَا لَه : قَد سَئِمنَا السَّفَرْ
ص: 162
1- هذه الأبيات والتي تليها لم نجدها في الديوان المطبوع المجموع للسيّد الحميري رحمه الله ، وهي من متفردات كتابنا الحاضر.
2- في نسخة (ألف) : قايلينا
3- جاءت الكلمة في نسخة (ب) : بردّته .
4- أورد البياضي له هذه الأبيات في الصراط المستقيم 297/2 - 298 دون السادس منها .
5- في نسخة (ألف) : الولاية له قد.
6- في الصراط : ليرجع .
فَجَيشكَ (1) نَحوَ العَدُوِّ الَّذِي*** بُعِثَتَ إليه فَمَا يُنْتَظَرْ ؟
وَقَالَ عَتِيقٌ أَلَا يَا زُفَرُ*** يُكَلِّفُنَا الغَرْوَ بَعدَ الكِبَرُ ؟ !
فَوَلّا وَمَاتَا جَمِيعاً وَلَم *** يُطِيعًا أُسَامَةَ فِيمَا أَمَرُ (2)
الناشي (3) : [ من الكامل ]
رَفَضَا أَسَامَةَ إذ هُما مِن جَيشِهِ*** لَم يَحفَلُوا بِمَقالِ أَحمَدَ حُيَّدا (4)
ونَسُوا وَصِيَّةَ (5)أَحمَدٍ فِي أَهلِهِ*** ويَغَواعَلَيه تَحَيُّفاً (6) وَتَمَرُّدَا
غَصَبُوا الوَصيَّ إمامةً مَفروضَةً ***وَهُوَ القَرِيبُ وَقَلَّدُوهَا الأبعَدَا
ص: 163
1- في نسخة (ألف) : فخليتك ، ولم يرد هذا البيت في الصراط المستقيم.
2- لم يورد الشيخ البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم ما بعدها من الأبيات، بل قال : .. وأنشأ الناشي والعوني وابن الحجّاج وديك الجن والنمري والجزري .. أشعارهم في ذلك.
3- قد سبق الحديث عن هذه القصيدة وما جاء على وزانها قريباً ، فلاحظ .
4- حاد بمعنى مال عنه وعدل ، كذا لغة ، كما في الصحاح 467/2 ، والكلمة في نسخة (ب) : حبّذا .. ولا معنى لها كما لا تتلائم مع القافية.
5- لا توجد كلمة : وصيّة ، في نسخة (ألف).
6- الكلمة مشوشة جدّاً في نسخة (ب)، تقرأ : نحفما !
العوني (1):
[ مخمّسة من الرجز ]
أمَا رَوَى المُسرِفُ (2)فِي المَلَامَه*** مَنْ قَالَ بِالمَفضُولِ فِي الإمامه (3)
قول النَّبِيِّ إذ رأى حِمَامَهُ ***أنْ أنْفِذُوا الجيش إلى أُسَامَه
فَلِمْ أَبَى مَن أَنفِذَ المُضيّا ؟ !
حَتَّى إِذَا مَا الطَّاهِرُ الطُّهْرُ مَضَى(4) *** وقال ناعيه إلَى القَومِ : قَضَى
تَنَاهَضَ الأَخلَافُ فِيمَن نَهَضَا*** وَالطُّهرُ مَا كُفِّنَ بَل مَاغُمَّضا
يُلْقُونَ رَمْزاً (5) بَينَهُم خَفِيّا
حَتَّى إِذَا ضَمَّتْهُمُ السَّقِيفَهُ*** جَرَتْ خُطُوبٌ بَينَهم طَرِيفَه وَقَالَ مَن قَالَ لِفَرْطِ الخِيفَه*** (6) : مِن كُلِّ رَهْطٍ فَانصِبُوا خَلِيفَه
فَاخْتَصَمُوا وَالتَطَمُوا مَليًّا
ص: 164
1- هذه الأبيات من قصيدة للعوني تعرف ب- : ( المذهبة ) مبثوثة في هذا الكتاب، وكتاب مناقب المصنّف له أشرنا لها سلفاً ، ولم ترد هذه الأبيات في الغدير والمناقب .. وغيرهما ، كما لا نعرف لها مصدراً غير كتابنا هذا.
2- في نسخة (ب) : المسرق .
3- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): بالإمامة.
4- في نسخة (ألف) : أتى .
5- في نسخة (ألف): زمراً.
6- في نسخة (ألف) : الخفية .
وَفَازَ بِالإِمرَةِ أَهلُ الغَلَبَه*** بَعدَ الوُتُوبِ بَينَهم وَالجَلَبَه
فَبُزَّ سَعدُ بنُ عُبَادِ سَلَبَهُ*** فَهَلْ (1)تَرَى لِعَقْدِهِم مِن غَلَبَه ؟!
لَمْ يُحْضِرُوا القصّةَ هَاشِمِيًّا
ابن الحجاج (2) : [ من مجزوء الرمل ]
فَبِحَقِّ المُرتَضَى المَد*** فُوع عَن حَقٌّ الإِمَامَه
وَالَّذِي مِن أَجلِه لَم*** يُنْفِذُوا جَيشَ أُسَامَه
منصور النمري (3): [ من السريع ]
مَا(4) كَانَ وَلَّى أَحمَد وَالِياً*** عَلَى عَليٌّ فَتُوَلُّوا (5)عَلَية
ص: 165
1- في نسخة (ب): فهي.
2- لم يرد البيتان في مجموعة شعرية ولا ترجمة الشاعر، ولعلهما من متفردات موسوعتنا هذه ، وقد سبق منه بيت قريباً.
3- الاسم مشوش جداً في نسخة (ب). هذا؛ وقد جاء بيتان من الثلاثة في المناقب 163/2، وفيه سهواً : النمري، وفي نسخة : النميري ، بدلاً من الجزري، هو : أبو الفضل منصور بن سلمة بن الزبرقان الجزري البغدادي ، شاعر ، أديب ، قيل : إنّه كان في الباطن محباً لأهل البيت الام ويكثر مدحهم ولكن في الظاهر كان مع هارون الرشيد ويمدحه ويظهر موالاته ، له أبيات في المناقب 163/2 ، و 27/3. انظر عنه : الكنى والألقاب للقمي 264/3 ، وأعيان الشيعة 138/10.. وغيرهما.
4- في المناقب : من ، بدلاً من : ما .
5- في المصدر : فيولوا.
بَل كَانَ إِنْ وُجِّهَ فِي عَسكَر*** فَالأمرُ وَالتَدبِيرُ فِيه إِليه ] (1)
قُلْ لأبي القَاسِم : إِنَّ الَّذِي*** وَلَّيْتَ لِمْ يُتْرَكَ وَمَا فِي يَدَية (2)
هَل فِي رَسُولِ اللَّهِ مِن أُسوَةٍ ***لَو يَعْتَدِي القَومُ بِمَا سَنَّ فِيهْ (3)
أخُوكَ قَدخُولفتَ فِيه كَمَا*** خَالَفَ مُوسَى قومُهُ فِي أَخِية (4)
طاهر الجزري (5) : [ من الرجز ]
ص: 166
1- هذا البيت وما قبله وبعده نقله سيّد الأعيان فيه 140/10 قائلاً : أورد له صاحب المجموع الرائق : هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي هذه الأبيات، وأوردها الشيخ عبيد الله بن عبد الله أسد آبادي في كتابه المقنع في الإمامة [ 70 - 71]، ويظهر من الأعيان أنّ البيتان الأوّلان غير الأخير ، ومن قصيدة أُخرى.أقول : لقد أورد البيتين الأخيرين بعد الثلاثة في الدر النظيم : 251 ، إلّا أنته جاء بهما وكأنهما من قصيدتين ، ويظهر من الأعيان 116/6 أنّ البيتان الأوّلان غير الآخر ومن قصيدة أُخرى.
2- كذا في المناقب ؛ ولا يوجد البيت في نسخة (ب).
3- كذا في نسخة (ألف) ، وآخر البيت مشوش في نسخة (ب)، ولعلّ الصحيح : لم يقتد، بدلاً من : لو يقتدي.
4- البيت الأخير حذف من نسخة (ب).
5- لا يوجد اسم الشاعر في نسخة (ب) وبدله قوله : له ، وتقرأ في نسخة (ألف): الجوزي ، والصواب هو كونه أبا النجيب شداد بن إبراهيم الملقب ب- : الطاهر الجزري ( المتوفى سنة 401 ه- ) . لاحظ : المقدّمة، ولا نعرف لهذين البيتين مصدراً غير كتابنا هذا.
أَوَّلُ مَا خُولِفَ فِي أُسَامَةٍ*** يَا أُمَّةٌ تَعْجَبُ مِنها الأُمَمُ
لَو نُفْذَ الجَيشُ الأُسَامِيُّ لَمَا*** بُويعَ إِلَّا الهَاشِمِيُّ العَلَمُ
ديك الجن (1) : [من الرجز المزدوج ]
يَا لَقُرَيشِ أَيُّ مَكرٍ مَكْرُها ؟ !*** يَهُدُّ أركَانَ الجِبَالِ سِحْرُها
لِفِعْلِهم فِي مَرَضِ المُبَارَكِ*** وَنَفسُهُ فِي قَبضَةِ المهالك
والجيش قد عَسكَرَهُ أُسَامَه*** وَكَيدُهُمْ يَعْمَلُ (2) فِي الإِمَامه (3)
مِن (4) بَعدِ أَنْ (5)قالَ النَّبِيِّ مُزمِعاً*** : سِيرًا مَعَ الجَيشِ وَلَا تُضَجِّعا (6)
قِفَا لِمَا قَالَ ابنُ زَيدٍ وَامِضِيَا*** لا تُبْطِيَا أو تأبَيَا أو تَنيَا (7)
ص: 167
1- لم ترد هذه الأبيات في ديوان ديك الجن ، ولا ترجمته ، ولا ما جمع له من شعر أو نُثِرَ في المجاميع الشعرية ، وهي أرجوزة طويلة ، وقد سبق الحديث عنها مفصلاً.
2- في نسخة (ب): تعمل .
3- في نسخة (ألف): الإقامة .
4- لا توجد : من ، في نسخة (ألف).
5- في نسخة (ألف) : ما ، بدلاً من : أن .
6- يقال : ضَبَّع في الأمر : قَصَّرَ فيه وتقاعد.
7- يقال : وَنَى يَنِي .. أي ضَعُفَ وفَتَرَ ، ومنه قوله تعالى: «وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي»[ سورة طه (20): 42]. هذا؛ وإنّ البيت الأخير لم يرد في نسخة (ب)، وعجزه مشوش جداً في نسخة (ألف) أثبت ما استظهرنا منه .
فإِنَّه عَلَيكُمُ أَمِيرُ *** وفَضلُه فَوقَکُمَ مُنیرٌ (1)
***
ص: 168
1- في نسخة (ب): مستنير .
[ القسم الأول ]
[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات ]
[فصل 25] : [في أنهم لا يصلحون للإمامة]
ص: 169
فصل
في أنّهم لا يصلحون للإمامة
لم يكونوا معصومين ، ولا أفضل من رعيتهم ، ولا أكثر ثواباً عند الله ، ولا عالمين بأحكام الشرع، ولا لهم نصيب من القربى (1)، وقد أتى منهم ما ألزم الكفر بعد النبي صلی الله علیه و آله و سلّم !
ولمّا (2) قال الله تعالى لإبراهيم علیه السّلام : «إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ» إبراهيم مسروراً بها (3): «وَمِنْ ذُرِّيتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» (4) قال : ومن الظالم (5)من ولدي ؟ قال : من سجد لصنم من (6) دوني (7)
ص: 171
1- لا توجد في نسخة (ب) : ولا لهم نصيب من القربى.
2- لا توجد ( لما ) في نسخة (ألف).
3- لا توجد : ( بها ) في نسخة (ألف).
4- سورة البقرة (2) : 124
5- في نسخة ( ب ) : الظالمون .
6- لا توجد ( من ) في نسخة (ألف).
7- ما هنا حاصل ما جاء في أمالي الشيخ الطوسي : 240 - 241 [ الطبعة الأُولى، وفي الحيدرية ،388/1 ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 378 - 379 ذیل حدیث 811]. ولاحظ : تأويل الآيات الظاهرة 78/1 - 79 ، ومثله في الاختصاص : 22 - 23، و كمال الدين : 380 - 383 ، ومعاني الأخبار : 33 و 34، وعيون أخبار الرضا لا 120 - 123 ، والاحتجاج : 237 - 240 [ وفي طبعة النجف الأشرف 237 226/2 - 227] ، وتحف العقول : 436 - 442 ، والغيبة للشيخ النعماني 116 - 119 ، وأصول الكافي 1 / 175 و 198 - 205 ( باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته ) . وجاء في احتجاج أمير المؤمنين على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن الذي أورده الطبرسي في الاحتجاج : 125 - 137 [ وفي طبعة النجف 358/1 - 384]، وعنه في بحار الأنوار، ومحلّ شاهده 116/93 وهو مفصل، وجاء في المناقب 361/1 [ طبعة بيروت ]، وفي بصائر الدرجات : 108 - 109 بسنده في تفسير الآية ، قال : « .. أي من عبد صنماً أو وثناً». وفي رواية المفضل عن الصادق لا كما في بحار الأنوار 25/53 ( باب (25) - : «والعهد ؛ عهد الإمامة لا يناله ظالم».
[ لا أجعله إماماً أبداً ، ولا يصح أن يكون إماماً ، قال إبراهيم : «وَاجْنُبني وَبَنِيَّ أَن نَعبد الأصنامَ*رَبِّ إِنَّهِنَ أَضلَلنَ كَثيراً مِنَ الناسِ .. ) (1)] (2).
ص: 172
1- سورة إبراهيم (14) : 35 - 36 .
2- الزيادة من أمالي الشيخ رحمه الله ، وجاءت في بحار الأنوار 200/25 ( باب 16) حدیث 12 عنه . وفي الخصال 149/1 ذيل الآية : لا يَنالُ.. عن المفضل ، عن الإم-ام الصادق قال : «عني به أنّ الإمامة لا تصلح لمن قد عبد صنماً - أو وثناً - أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك . والظلم وضع الشيء في غير موضعه ، وأعظم الظلم الشرك ، قال الله عزّ وجلّ :« إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ » [سورة لقمان (31): 13] وكذلك لا تصلح الإمامة لمن قد ارتكب من المحارم شيئاً ، صغيراً كان أو كبيراً ، وإن تاب منه بعد ذلك ، وكذلك لا يقيم الحدّ من في جنبه حد ..» .» إلى آخره. وعن العياشي في تفسيره 58/1 ذيل الآية عن الإمام الصادق للا إنه قال : « .. أي لا يكون إماماً ظالماً». وقريب منه قبله 57/1 - 58 في حديث مفصل ، وفيه قال : « يا ربّ ! ويكون من ذريتي ظالم ؟ ؟ قال : نعم ، فلان وفلان وفلان ، ومن اتبعهم ، قال : يا رب ! فعجل لمحمّد وعلي ما وعدتني فيهما ، وعجّل نصرك لهما .. » إلى آخره، وفي ذيله : قال : يا رب ! ومن الذين متعتهم ؟! قال : الذين كفروا بآياتي : فلان ، وفلان ، وفلان». وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي : 50 [ الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 59/1، و 226/2] قال : «أي لا يكون بعهدي إمام ظالم».
يدلّ عليه قوله (1): «إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ» (2)وهذا حتم من الله تعالى (3) .
وإنهم قد عبدوا الأوثان أكثرعمرهم ،وقال إبراهيم :«وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ» (4)، وكيف يكون من إبراهيم من عبد الأوثان أربعين سنة، وقد قال : «فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي» (5).
ص: 173
1- لا توجد كلمة ( قوله ) في نسخة (ألف).
2- سورة لقمان (31): 13.
3- لا توجد: تعالى، في نسخة (ألف).
4- سورة إبراهيم علیه السّلام ( 14) : 35.
5- سورة إبراهيم علیه السّلام (14) : 36 .
وفي الخبر ؛ عن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم : «أنا دعوة أبى إبراهيم » (1).
وفي خبر : «فانتهت الدعوة إليَّ وإلى علي علیه السّلام (2).
وقال النبي صلی الله علیه و آله و سلّم : «اطلبوا لي غلاماً لم يعبد الأوثان» فأتوه بزيد بن ثابت (3)،
ص: 174
1- كما جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي : 53 [ وفي الطبعة الحروفية 62/1]، تأويل الآيات الظاهرة ،78/1 ، مجمع البيان 210/1، الطرائف: 78 [ وفي طبعة الأولى : 20] ذيل قوله تعالى من سورة البقرة (2) : 124: «إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً» . واحتمل المصنّف رحمه الله في مناقبه 360/1 ذيل الحديث أن يراد منه : ه : الطاهرون . لقوله : « نقلت من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، لم يمسسني سفاح الجاهلية » ، وأهل الجاهلية كانوا يسافحون وأنسابهم غير صحيحة، وأمورهم مشهورة عند أهل المعرفة ..
2- أورده المصنف الله فى المناقب 360/1 ذيل قوله عزّ من قائل :« وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ» [سورة إبراهيم (14) : 35] قال رسول الله : « فانتهت الدعوة صلى الله عليه إليّ وإلى عليّ». ونص عليه السيد ابن طاوس له في الطرائف : 78 - 79، [ وفي الطبعة الأولى : 20]، وفي ذيله : « .. لم يسجد أحدنا لصنم قطّ ، فاتخذني نبياً واتخذ عليّاً وصيّاً»، وبنصه في أمالي الشيخ : 240 - 241 [ طبعة مؤسسة البعثة : 378 - 379 ذیل حدیث 811].
3- جاءت ترجمته في غالب المعاجم الرجالية وكلّ معاجم الصحابة، انظر مثلاً: أسد الغابة ،221/2 ، الإصابة 543/1 ، تذكرة الحفاظ 30/1، شذرات الذهب 54/1 ، طبقات القراء لابن الجزري ،296/1 ، طبقات الحفاظ للذهبي 35/1، طبقات الحفّاظ للسيوطي : 17 ، العبر 53/1 ، النجوم الزاهرة 130/1.. وغيرها.
فجعل (1) إليه كتابة الوحي...
فالنبي صلی الله علیه و آله و سلّم لم يجوز لكتب آية مَنْ عَبد صنماً (2)، فكيف يجوز أن يحكم في دين الله من أشرك في أكثر عمره (3) ؟!
الحميري (4) : [من البسيط ]
مِن ذَاكَ مَا وَصَفَ الله (5) الخَلِيلَ بِهِ ***مِمَّا يَبِينُ عَلى الأبصَارِ (6)مَوْقِفُهُ
لَمَّا أَلمَّ فَأَمَّا مَا ابْتَلَاهُ بِهِ*** إمَامَةٌ بَعدَ أَن أَنْشَا يُشَرِّفُهُ
فَقَالَ مِن فَرَحٍ: يَا رَبِّ عَهِدُكَ فِي*** ذُرِّيَّتِي هَل تُبقيهِ مُوَقِّفُه (7)
ص: 175
1- في نسخة (ألف): فحمل .
2- جاء في نسخة (ألف) : كتب آية لمن عبد الأوثان
3- وقد أخذ البياضي له هذا المعنى من المصنف الله ، وأورده بألفاظ مقاربة في كتابه الصراط المستقيم 269/1 ، فلاحظ .
4- لم نجد هذه الأبيات في ديوان السيد ، ولا نعرف لها مصدراً آخر.
5- لا يوجدلفظ الجلالة في نسخة (ألف).
6- في نسخة (ألف) : الإنصاف .
7- عجز البيت بياض في نسخة (ب) ومشوش جداً في نسخة (ألف) . . وفي بعض المصادر، ومنها المناقب : تبقيه مُؤَنَفهُ .
فَقَالَ : لَيسَ يَنَالُ الظَّالِمِينَ مَعَاً*** عَهْدِي، وَوَعِدِي فِيه (1)لَستُ (2)أُخْلِفُهُ (3).
الفصل والتفصيل (4) للعوني (5)
ص: 176
1- في نسخة (ب) كلمة حق ، بدلاً من: فيه.
2- في نسخة (ألف): ليس
3- البيتان الأخيران قد وجدتهما في المناقب 214/1 [ وفي طبعة قم 248/1] منسوبان إلى العوني ، وزاد عليهما : [من البسيط ] والشركُ ظلم عظيم والعكوف على ال ***أصنام لا يلحق التأمينَ عُكَفُهُ فانظر إلى الرمز والإيماء كيف أتى ***مَن لم يَكُنْ عبد الأصنامَ مَصْرَفُهُ وجاء بعده قوله 249/1رحمه الله بعنوان ( له ) ، وذُكِرَ المخمسان التاليان بدون فرق . أقول : الأظهر كون الأبيات للعوني رحمه الله ، وتصحيف (العوني) ب- (الحميري) وارد جداً.
4- كذا ؛ والظاهر جداً أن الصحيح : (الفضل والتفضيل).
5- في نسخة (ألف) : الفضل والتفضيل عن العوني.. وقد سبق الحديث عن شاعرنا وشعره في المقدّمة وصفحة : 197 تعليقة 151 ، وهذه من قصيدته المعروفة . المذهبة ، وأبيات منها منثورة في المناقب، وهذه الأبيات في المناقب 249/1، وصفحة : 307 ، و 132/3 ، وصفحة : 215 ، و 320 ، و 422 [ طبعة قم ] بنصها : ومطلع هذه القصيدة : [ مخمسة من الرجز ] وسائل عن العليّ الشانِ:*** هل نص فيه الله بالقرآن ؟ بأنه الوصي دون ثان*** لأحمد المطهر العدناني ؟ فاذكر لنا نصاً به جليّاً وقد أورد منها العلّامة الأميني رحمه الله (51) بيتاً مخمساً. لاحظها ومصادرها في الغدير 131/4 - 137.
[ مخمسة من الرجز ]
أَلم يَكُنْ فِي حَالَةٍ نَبِيًّا (1) *** ثُمَّ رَسُولاً مُنذِراً رَضِيَّا؟
ثُمَّ خَلِيلاً صَفوَةٌ صَفيًّا*** ثُمَّ إمَاماً هَادِياً مهديَّا ؟
وَكَانَ (2)عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا
فَعِندَهَا قَالَ: وَمِن ذُرِيَّتي ؟*** قَالَ لَه : لَا (3) ، لَنْ يَنَالَ رَحمَتِي
وَعَهدِي الظَّالِمُ مِن بَريَّتى*** أَبَتْ (4) لِمُلْكِي ذَاكَ وَحدَانِيَّني
سُبحَانَه لَا زَالَ (5) وَحدَانيا
ص: 177
1- جاء الصدر في الغدير هكذا : فكان إبراهيم ربّانيا .
2- في نسخة (ب): كان و..
3- لا توجد : لا ، في نسخة (ألف).
4- في نسخة (ألف) : أنت .
5- في نسخة (ب) : ما زال ، بدلاً من : لا زال .
ابن العودي النيلي (1): [ من الطويل ]
فَوَاعَجَباً (2) مِن أينَ كَانُوا نَظَائِراً (3) ؟ !***وَهَل فِيهِم طِب (4) كَمَنْ لَيسَ يَفهَمُ (5)؟ !
ص: 178
1- سبق الحديث عن الشاعر وشعره وميميته هذه التي لا نعرف لها مصدراً فعلاً غير كتابنا الحاضر ، وقد جاءت في الغدير 374/4 ضمن القصيدة البالغة هناك ( 149 ) بيتاً ، والأبيات هذه هناك بهذا الترتيب ( 51 ) و (50) و (53) - (62)، كما أوردها السيد الأمين في الأعيان 277/2 - 278 في (93) بيتاً، جاء منها عشرة هنا ولم يرد بيتان هناك ، وقد قارئاه معهما ،وذكرنا ما بينهما من فروق ؛ لعدم وجود مصدر لها. قال : وقد عثرنا على هذه القصيدة في بعض المجاميع القديمة من خبايا الزوايا منسوبة إلى العودي، وقد رسم العُودي وفَوقَ العين ضمة ، ولسنا نعلم إلى أي شي هذه النسبة ..
2- في نسخة (ألف) : فياعجباً.
3- في نسخة (ب): نظائره.
4- في نسخة (ب) وضع تحت الكلمة : عادة، وهي شرح لكلمة (طب)، ومن ذلك قول فروة بن مُسَيك الإيادي : [ من الوافر ] فما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكنْ*** مَنايانا ودولة آخرينا راجع : لسان العرب 554/1 مادة (طبب).
5- كذا ؛ وقد جاء العجز في الغدير هكذا : وهل غيره طبّ من الغي فيهم ؟! ولم يرد هذا البيت في الأعيان .
وَمِن أَينَ لَيتْ أَن يُقَاسَ (1) بِأَضْبُعِ ؟!*** وأين من الشَّمسِ المُنِيرَةِ أَنجُمُ (2)؟!
عَصَوا رَبَّهم فيهِ ضَلَالاً فأُهْلِكُوا***كَما هَلَكَتْ مِن قَبْلُ عَادٌ وَجُرْهُمُ (3)
فَمَا عُدْرُهُمْ لَلْمُصْطَفَى فِي مَعَادِهِمْ*** إِذَا قَالَ : لِمْ خُنْتُمْ عَليّاً (4) وجُرْتُمُ ؟!
وَمَا عُذْرُهم إن قَالَ: مَاذَا صَنعتُمُ*** بصِنوي (5)مِن بَعدِي ؟ ! وَمَاذَا فَعَلْتُمُ ؟ !
عَهِدْتُ إليكم بالقبول لأمره*** فَلِمْ خُنْتُمُ (6)عن عَهْدِهِ وغدر تُم (7) ؟!
ص: 179
1- في الغدير : وإلا فليث لا يقاس ..
2- لم يرد هذا البيت في الغدير ، وجاء بدلاً منه قوله : ولكن أُمور قدرت لضلالهم*** ولله صُنع في الإرادة مُحْكَمُ وفي الأعيان: متى قيس ليثُ الغابِ يوماً بغَيْرِهِ***وأين من الشَّمسِ المُنيرَةِ أَنْجُمُ
3- جاء البيت في الأعيان هكذا : وكم فئة في آل أحمدَ أُهلكت*** كما هلكت من قبل عادٌ وَجُرْهُمُ
4- في نسخة (ب): عليَّ .. ولها معنى مناسب ، وفي الأعيان : بآل ، بدلاً من : عليّاً.
5- في الأعيان : بآلي.
6- في الغدير : حلتم ، بدلاً من : خنتم ، هي الأجود.
7- لم يرد هذا البيت في الأعيان.
نَبَذتُم كِتَابَ اللهِ خَلفَ ظُهُوركُمْ***وَخَالفتُمُوهُ بِئسَ مَا [قَد] صَنعتُمُ (1)
وَخَلَّفتُ فِيكُم عِترتي لهُداكُمُ***فَلِمْ (2)قُمتُم فِي ظُلمِهِمْ (3)وَقَعدتُم ؟ !
قَلَبْتُمْ لهم (4)ظهر المِجَنِّ وَجُرتُمُ ***عَلَيهم (5)وَإحسانى إِلَيكُمْ كَفَرْتُمُ (6)
وَمَا زِلْتُمُ تَطْغَونَ (7) بِالقَتلِ (8) فِيهِمُ*** إلى أن بَلَغَتُم مِنهُمُ (9) مَا أَردتُمُ
كَأَنَّهُمْ كَانُوا مِنَ الرُّومِ ، فَالتَقَتْ*** سَرَايَاكُمُ صُلْبانَهُمْ (10) فَظَفِرتُمُ !
ص: 180
1- من قوله : فلم خنتم - في عجز البيت السالف - إلى هنا لا يوجد في نسخة (ب).
2- في الغدير : فكم ، بدلاً من : فلم .
3- في الأعيان : ظلّهم ، وهو سهو أو غلط مطبعي .
4- في نسخة (ألف) : له .
5- في نسخة (ألف): عليه .
6- في نسخة (ألف) : وكفرتم ، والظاهر أن الواو زائدة ، وفي الأعيان: أضعتم .
7- في نسخة (ألف): تظغون.
8- في الأعيان والغدير : بالقتل تطغون.
9- في الغدير : فيهم ، وكذا في الأعيان .
10- في الأعيان: راياتهم.
وَلكِنْ أَخَذْتُمْ مِن بَنيَّ بِثَارِكُمْ***فَحَسبُكُمُ ظُلماً على مَا اجْتَرَحتُمُ (1)
ص: 181
1- ما هنا استظهار في المعنى، وإلا فالكلمة مشوّشة ، وقد تقرأ في نسخة (ألف): اجترتم، وجاء عجز البيت في الغدير هكذا فحسبكم خزياً على ما اجترأتُم، وفي الأعيان : فحسبكم جرماً على ما اجترأتم. أقول : جاء في ترجمة ابن العودي النيلي من الأعيان277/2 – 278 ، ولم يسمه لنا ، بل قال : إنّه معاصر ومتقدم على ابن شهر آشوب، وهو غير بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العاملي الجزيني ، المعروف ب : ابن العودي ، حيث هو متأخر من تلامذة الشهيد الثاني . وقال صاحب الأعيان - أيضاً - : ولم نطّلع من آثاره إلّا على قصيدة له ميمية علويّة ، أورد أكثرها ابن شهر آشوب في المناقب في مواضع متفرقة - مرة بعنوان : ابن العودي ، ومرة بعنوان : ابن العودي النيلي - . هذا؛ وأودّ نقل ما قبل الأبيات التي أوردها المصنف رحمه الله هنا وما بعدها ممّا جاء في الأعيان ؛ لروعته وسلاسة ألفاظه ، وقوّة مضمونه ، وعدم وجود مصدر آخر له ، مشيراً إلى محلّ هذه الأبيات هناك ، مع ما فيها من قوّة استدلال وجزالة بيان .. وهي: [ من الطويل ] متى يشتفي من لاعج الشوقِ مُغْرَم*** وقد لج بالهجران من ليس يرحم إذا هم أن يسلو أبى عن سُلُوه ***فؤاد بنيران الأسى يتضرم وَيَثْنيه عن سُلْوانِهِ لخَرِيدةٍ *** عُهُودُ التصابي والهوى المتقدّمُ رَمَتْهُ بلَحظِ لا يكاد سليمه*** من الخَبْلِ والوَجْدِ المبرح يَسْلَمُ إذا ما تلظّت في الحشا منه لوعةٌ ***طَفَتها دُمُوعٌ من أماقيهِ سُجَّمُ مقيم على أشر الهوى وفُؤاده*** تغور به أيدي الهموم وتتهم يُجِنُّ الهوى عن عَاذِليه تجلُّداً*** فَيُبْدِي جَوَاه ما يُجِنُّ ويَكْتُمُ يعلّلُ نفساً بالأماني سقيمةً*** وحسبك من داءٍ يُصِحُ ويُسقمُ الله ذيَّاكَ الزمان وأعْصُراً ***لهَوْنا بها والرأس أسود أسحمُ وقد غفلَتْ عنا الليالي وأصبحَتْ*** عُيونُ العِدى عن وَصْلِنا وهي نُومُ فكم من تُدَيِّ قد ضَمَمْتُ غُصُونَها***إلى وأفواه لها كنتُ ألثِم أُجِيلُ ذراعي لاهياً فوق منكِبٍ*** وخَصْرٍ غدا من ثِقْلِهِ يتظلَّمُ وأمتاحُ راحاً من شنيبٍ كأنه*** من الدر والياقوتِ في السِّلْكِ يُنْظَمُ فلمکا علانی الشیب وابیض مفرقی*** وبان الصَّبا واعوج منّي المُقَوَّمُ وأضحى مشيبي للعِذارِ ملثّماً*** به ولرأسي بالبياض يعمِّمُ وأمسيتُ من وَصْلِ الغواني مخيَّباً*** كأني من شيبي لديهنَّ مُجْرِمُ بکیتُ على ما فات منّي ندامةً ***كأنی خنساء به أو مُتَمِّمُ وأصفيتُ مدحي للنبي وصنوه*** وللنفر البيض الذين هُمُ هُم هُمُ التين والزيتون آل محمد*** هُمُ شَجَرُ الطُّوبَى لمن يتفهمُ هُمُ جنَّةُ المأوى هُمُ الحوضُ في غدِ*** هم اللوح والسقف الرفيع المعظم هُمُ آل عمران هُمُ الحج والنسا*** هم سبأ والذاريات ومريم هُمُ آل ياسين وطاها وهل أتى*** هُمُ النحل والأنفال لو كنت تعلمُ هم الآية الكبرى همُ الرُّكنُ والصَّفا*** هُمُ الحج والبيت العتيق وزمزم هُمُ في غدٍ سُفْنُ النجاة لمن وعى*** هُمُ العروة الوثقى التي ليس تُفْصَمُ هُمُ الجَنْب جنب الله واليد في الوَرَى*** هُمُ العين لو قد كنتَ تدري وتفهم هُمُ السرُّ فينا والمعاني هُمُ الأُلى*** نُيمِّمُ في منهاجهم حيث يمَّمُوا هُمُ الغايةُ القُضوى هُمُ مُنتهى المُنَى*** سل النصَّ في القرآنِ يُنْبِتُكَ عَنْهُمُ هُمُ في غدٍ للقادمين سُقَاتُهُمْ*** إذا وردوا والحوضُ بالماءِ مُفْعَمُ هُمُ شُفعاءُ النّاسِ في يومِ عَرْضِهم*** إلى اللهِ فيما أسرفوا وتجرموا هُمُ مُنْقِذُونا من لظى النارِ في غدٍ*** إذا ما غَدَتْ في وَقْدِها تتضرَّمُ هُمُ باهلُوا نجران من داخل العَبَا*** فعاد المنادي عَنْهُم وهو مُفْحَمُ وأقبل جبريل يقولُ مفاخراً ***لميكالَ : مَنْ مثلي وقد صرتُ منهم ؟ ! فمن مِثْلُهُمْ في العَالَمِينَ وقد غدا*** لهم سيّد الأملاك جبريلُ يخدم ؟! ومن ذا يُساميهم بفخرِ فضيلة*** من الناس والقرآن يُؤْخَذُ عنهم ؟! أبوهُمْ أمير المؤمنين وجدُّهُمْ*** أبو القاسم الهادي النبيُّ المُكَرَّمُ فهذا إذا عُدَّ المناسِبُ في الورى ***هْوالصهر والطُّهْرُ النبيُّ له حَمُ هُمُ شَرَعُوا الدِّينَ الحنيفيَّ والتقى*** وقاموا بحكم اللهِ مِنْ حيثُ يَحْكُمُ وخالُهُمُ ابْراهِيمُ والأُمُّ فاطم*** وعَمُّهُمُ الطَّيَّارُ في الخُلْدِ يَنْعَمُ وأين كزوج الطُّهر فاطمة أبي*** الشهيدين أبناء الرسول وهُمْ هُمُ ؟! إلى اللهِ ابْراً من رجال تبايعوا*** على قتلهم أهل التقى كيف أقدموا ؟ ! حَمَوْهُمْ لذيذ الماء والماءُ مُفْعَمُ*** وأَسْقَوهُمُ كأسَ الرَّدى وهو عَلْقَمُ وعاثوا بآل المصطفى بَعْدَ موتِهِ*** بما قتل المختارُ بالأمس منهُمُ وثاروا عليه ثورةً جاهليّةً ***على أنه ما كان في القومِ مسلم وألقوهُمُ في الغاضريَّةِ حُسَّراً *** كانّهم قفٌّ على الأرض جُنَّمُ تحاماهُمُ وَحْشُ الفلا وتنوشُهُمْ*** بأجنحة طير الفلا وهي حُوَّمُ باسيافهم أردوهُمُ وبدينهم*** أُريق بأطرافِ القَنَا منهُمُ الدم وأنشى لهم أن يبرأوا من دمائهم*** وقد أسرجُوها للخصام والجموا ؟ وقد علموا أن الولاء لحيدر*** ولكنه مازال يُؤذَى ويُظْلَمُ فنازَعَه في الأمرِ مَنْ ليس مِثْلَهُ*** وأُخْرَ وَهْوَ اللوذعى المُقَدَّمُ وأفضوا إلى الشورى بها بين ستة*** وكان ابن عوف فيهم المتوسمُ متى قيس ليث الغاب يوماً بغيره*** وأين من الشَّمسِ المُنيرةِ أَنْجُمُ ؟ ! ولكن أُمورٌ قُدرتْ من مُقدِّرِ*** ولله صنع في الإرادة مُحْكَمُ ثمّ نقل الأبيات التي أوردها المصنّف رحمه الله مع تقديم وتأخير ، مع البيت الذي سلف ما قبل الأخير .. ثمّ قال : منعتُمْ تراثي إبنتي وسليلتي*** فَلِمْ أنتُمُ آباءَكم قد وَرِثْتُمُ ؟! وقلتم : نبيُّ لا تُرَاث لِوُلْدِهِ *** أللأجنبي الإرثُ فيما زَعَمْتُمُ ؟ ! و هذا سليمان لداود وارث ***ويحيى أباه كيف أنتم مَنَعْتُمُ ؟ ! وقلتم : حرام متعة الحج والنسا***أعن ربكم أم أنتم قد شَرَعْتُمُ ؟ ! ألم يأتِ ما استمتعتم من حليلةٍ*** فآتوا لها من أجرها ما فَرَضْتُمُ فهل نَسَخَ القرآن ما كان قد أتى*** بتحليله أم أنتُم قد نسختم ؟ ! وكل نبي جاء قبلي وصيه*** مطاع وأنتم للوصي عصيتُمُ ففعلُكُمُ في الدين أضحى مُنافياً***لفعلي ، وأمري غيرُ ما قد أمرتُمُ وقلتم مضى عنا بغير وصيَّةٍ ***ألم أوص لو طاوعتُمُ وعَقِلْتُمُ ؟! وقد قلت : مَنْ لم يُوْصِ مِن قَبلِ موتِهِ*** يَمُتْ جاهلاً، بل أنتُمُ قد جَهِلْتُمُ نصبتُ لكم بعدي إماماً يدلُّكُمْ ***على الله فاستكبرتُمُ وظَلْمْتُمُ وقد قلتُ في تقديمه وولائه***عليكم بما شاهدتُمُ وسَمِعْتُمُ : عليٌّ غَدَا منِّي مَحَلاً وقُرْبَةٌ ***كهارون من موسى ، فلم عنه حُلْتُم ؟! شقیتُم به شَقْوَى ثمود بصالح***وكلُّ امري يبقى له ما يُقدِّمُ ومِلْتُمْ إلى الدنيا فتاهت عقولُكُمْ ***ألا كل مغرور بدنياه يندمُ لحا الله قوماً جَلَّبوا وتعاونوا ***على حيدر ماذا أساؤوا وأجر موا ؟ ! وقد نصّها يوم الغدير محمد***وقال لهم: يا أيها الناسُ فاعلموا عليٌّ و صيِّي فاتْبَعُوهُ فإنّه*** إمامُكُمُ بعدي إذا غبت عنكُمُ فقالوا: رَضِيناه إماماً وحاكماً*** علينا وموليّ وهو فينا المحكمُ رأوا رُشْدَهُمْ في ذلك اليومِ وَحْدَه***ولكنّهم عن رُشْدِهم في غدٍ عَمُوا ونازعه فيها رجال ولم يكن*** لهم قَدَمٌ فيها ولا مُتَقَدَّمُ يقيم حدود الله في غير حقها *** ويُفتي إذا استُفتي بما ليس يَعْلَمُ ويُبْطِلُ هذا رأي هذا بقوله***ويَنْقُضُ هذا ما له ذاك يُبْرِمُ وقالوا : اختلافُ الناسِ في الدين رحمةً ***فلم يكُ مَنْ هذا يحلُّ ويحرمُ أقد كان هذا الدين قبل اختلافهم ***على النقص من دون الكمال فتمَّمُوا ؟ ! أما قال : إن اليوم أكملت دينكم***وأتممْتُ بالنعماء منّي عليكم ؟ ! وقال : أطيعوا الله ثم رسولَهُ***تفوزوا ولا تَعْصُوا أولى الأمر منكم ومامات حتَّى أكمل الله دينَهُ***ولم يَبْقَ أمر بعد ذلك مُبْهَمُ يُقَرَّبُ مفضول ويُبْعَدُ فاضل*** وَيَسْكُتُ مِنْطيقُ وَيَنْطِقُ أبكم وَهَلْ عَظُمَتْ في الدَّهْرِ قَطُّ مُصيبةٌ*** على الناس إلا وهي في الدين أعظم ؟! ولو أنه كان المُولّى عليهم*** إذاً لهداهم وهو بالأمر أقومُ هو العالم الحبر الذي ليس مِثْلُهُ*** هو البَطَلُ القَوْمُ الهِزَبْرُ الغَشَمْشَمُ
العوني : (1) [من الطويل ]
على الَّذِي يَسْقِي عَلى الحوضِ فِي (2) غَدٍ ***ومَنْ قُلتُما فِي الحَوضِ لَا يَرِدَانِ
عَلِيٌّ مَفَاتِيحُ الجِنَانِ بِكَفِّهِ*** وَمَنْ قُلتُما الجَنَّاتِ لَا يَلِجَانِ
ص: 191
1- لم ترد هذه القصيدة فيما جمع للعوني من شعر منثور في المناقب أو مجمع في الغدير أو غيرهما ، وقد أُحرق أصل شعره ممّن أحرق الله أصله وفرعه . لاحظ المقدّمة ، نعم ورد في المناقب 157/2 من هذه القصيدة قوله رحمه الله: عليٌّ على ظهر النبيّ توطّيا***فهل ظَهْرَهُ شيخا كما يطآنِ وأيضاً جاء بيتان في المناقب 368/2: عليٌّ علا فوق الفُراتِ قضيبه***و جنباه بالتيَّار يلتطمان ففي الضربة الأولى تقوَّض شَطْرُهُ***وفي أُختها ما قُوّض الثلثانِ
2- لا توجد : في ، في نسخة (ألف)، وفيها : غداً.
علیٌّ صرَاطُ اللَّهِ (1)مِلْكُ يَمِينِهِ*** ومَنْ قُلتُما فِي النَّارِ يَنتَكِسَانِ (2)
عَلِيٌّ مَوَازِينُ القِصَاصِ وِلاؤُه*** وَمَن قُلتُما لِلحَقِّ لَا يَلِيَانِ
عَلِيٌّ شَهِيدُ النَّفْسِ عِندَ خُرُوجِها*** يَكُونُ فَمَاذَا مِنه يَنتَظِران ؟!
عَلِيٌّ إمَامُ المُؤمِنِينَ وإِنَّمَا*** إمَامَاكُمَا (3)جبتانِ (4)طَاغِيَانِ
عَلِيٌّ يَسِيرُ الحَقُّ (5)تَحتَ لِوائِهِ*** وَشَيخَاكُمَا عَن ذَاكَ مُنْزَويان
عَلِيٌّ لَه المَهْدِيُّ، مَنْ لَكُمَا بِه ؟***وفاطِمَةُ الزَّهرَاءُ والحَسَنانِ ؟!
أَبِالآيةِ الكُبرَى تَقِيسَانِ غَيرَها ؟!*** أفي النّباً المَشْهُورٍ تَخْتَصِمَانِ ؟!
ص: 192
1- لا يوجد لفظ الجلالة في نسخة (ألف) .
2- في نسخة (ب): منتكسان .
3- في نسخة (ألف) : إمامكم .
4- في نسخة (ألف): حيتان .
5- في نسخة (ألف): تسير الخلق.
أَفِي العُروَةِ الوُثقَى وَحَبْلِ اعْتِصَامِها*** وفُلْكِ نَجَاةِ الحَقِّ (1)تَمتَريَانِ ؟!
ص: 193
1- كذا ؛ ولعلّها : الخلق .
[ القسم الأول ]
[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات
[فصل 26] : [فيما تعلّقوا به من الآيات في فضائلهم !]
ص: 195
فصل
فيما تعلّقوا [به] من الآيات في فضائلهم !! (1)
قال الله تعالى (2) : «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ..» (3).
كذب من زعم (4)أنّهما كانا من المهاجرين الأولين، لقوله: « وَالسّابِقُونَ الأَوَّلُونَ » (5) ؛ لأنّ المهاجرين الأولين هم الذين هاجروا الهجرة الأولى ، وهي الهجرة (6) إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في حصاره بمكة ، حين حاصرت قريش بني هاشم مع النّبي صلی الله علیه و آله و سلّم في شعب عبد المطلب أربع سنين (7) ، والأمة مجمعة (8) على
ص: 197
1- الظاهر أنّ المصنّف له أخذ جلّ ما هنا من كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة للكوفي له : 216 - 220 ، وقد جاء باختصار في الصراط المستقيم 100/3 - 101 .
2- فی نسخة (ألف) : قوله ، بدلاً من : قال الله تعالى .
3- سورة آل عمران (3): 7 .
4- لا توجد : زعم ، في نسخة (ألف).
5- سورة التوبة ( 9 ) : 100 .
6- لا توجد : الأولى وهي الهجرة، في نسخة (ألف).
7- لا يوجد في نسخة (ألف) قوله : أربع سنين ، والظاهر : ثلاث سنين .
8- في نسخة (ب) : مجتمعة .
أنّهما لم يكونا معهم ؛ لأنّه كان (1)فيهم بنو هاشم فقط وأما الأنصار الأوّلون؛ فهم السبعون الذين جاؤوا إلى مكة، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله (2) - في منزل عبد المطّلب - ليلاً في عقبة مكة (3)، وهم العقبيون في إجماع أهل الأثر .
وأما قوله: «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ ..» (4) فقد يمكن أن يكون ذلك خصوصاً وإن كان مخرجه مخرج العموم، ولذلك نظائر (5) في الكتاب ؛ لأنّ الله لا يرضى إلا عمّن استقام في طاعته، وأن الجنة أعدها لمن سارع إلى مرضاته.
قوله : «لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ ..» (6) وهذا بالإجماع نزل في عام الحديبيّة ، حين وقعت الهدنة بين رسول الله وبين قريش (7)،
ص: 198
1- في نسخة (ب): كانوا.
2- لا توجد : في منزله ، في نسخة (ألف).
3- لا توجد : مكة ، في نسخة (ب).
4- سورة التوبة ( 9 ) : 100 .
5- في نسخة (ب) : وكذلك نظائره.
6- سورة الفتح (48) : 18 .
7- تعرّض المصنّف رحمه الله في مناقبه مفصلاً إلى البيعةالخاصة والعامة، وبيعة الشجرة.. وغيرها مع كلّ خصوصياتها ، لاحظ مناقب آل أبي طالب 252/1 [طبعة بيروت 303/1]، وجاءت في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي 315/2 ذيل الآية الشريفة ، وقال : « اشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله شيئاً يفعله ولا يخالفوه في شيء يأمرهم به ..» إلى آخره . وجاء في كنز الفوائد : 305 ، وكذا في تأويل الآيات الظاهرة 595/2 بإسناده ... في ذيل هذه الآية الكريمة قال : كم كانوا ؟ قال : « ألفاً ومائتين » ، قلت : هل كان فيهم علي ؟ قال : «نعم ، عليّ سيّدهم وشريفهم وأورده العلّامة المجلسي - وأورد عنهما معاً - في بحار الأنوار 93/24 حديث 4 ، و 55/36 ( باب 34) حديث 1.
فخالفوا النبي صلی الله علیه و آله و سلّم في أمره ، فقالوا: لا نرضى بهذا الصلح ، ولا نعطي الدنية في ديننا ، ونحن على الحق وهم على الباطل .. (1) -فكانوا ألفاً وسبعمائة رجل فأخذ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم عند ذلك بيد علي علیه السّلام ، فجلسا عند الشجرة ، فأخذ المسلمون السلاح وحملوا على قريش حملة رجل واحد ، وحملت قريش عليهم فانهزموا وتبعتهم قريش ، فأمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم عند ذلك عليّاً صلوات الله عليه (2)أن يلتقي قريشاً فيردّها ، فقام علي صلوات الله عليه في وجوه (3)قريش، فصاح فيهم
ص: 199
1- جاء في أكثر من مصدر حديثي وتاريخي وعقائدي أن المعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتجرئ بوقاحة بهذه الفرية هو عمر بن الخطاب ، حيث جاء - مثلاً - في كتاب البخاري 256/3 حديث 2731 وحدیث 2732، و 125/4 حدیث 3182 ، و 6/ 170 حديث 4844 ، وكذا في كتاب مسلم 1411/3 حدیث 1785 .. وغيرهما ، واكتفينا بما نقله الشيخان ؛ لأنهما شيخان عندهما .
2- في نسخة (ب) بتقديم وتأخير : عليّاً علیه السّلام عند ذلك .
3- في نسخة (ب): وجه .
فارتدعوا (1) ، وقالوا : يا علىّ! هل بدا لابن عمّك فيما أعطانا من الهدنة ؟ قال : لا ، فهل بدا لكم أنتم ؟ ! قالوا : لا ، قال (2) : فانصرفوا .
فرجعت قريش (3)وسار (4)وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتبوا كتاب الصلح بشروطها (5)، وندم أصحاب رسول الله على ما كان منهم من الخلاف على النَّبي صلی الله علیه و آله و سلّم ، فاعتذروا إليه ، فأقبل النبي صلی الله علیه و آله و سلّم يوبّخهم بذكر (6)المواطن التي هربوا (7)فيها .. فأظهروا التوبة ، فقال النبي : « الآن فعودوا (8)إلى البيعة ، فقد نقضتم ما كان لي (9) في أعناقكم » فبايعوه عند ذلك تحت الشجرة ، وبايعهم (10)الرضوان ؛ فكان هذا (11)رضواناً بعد سَخط (12)من شيء معلوم قد تقدّم منهم ؛
ص: 200
1- في الاستغاثة في بدع الثلاثة : فار تعدوا .. وهو أولى.
2- لا توجد كلمة : قال .. في نسخة (ألف).
3- لا توجد في نسخة (ب): فرجعت قريش.
4- في نسختي الأصل : وصار ، وما أُثبت من المصدر.
5- في نسخة (ألف) والمصدر : بشرطها .
6- في نسخة (ألف): ويذكر .
7- في نسخة (ألف): انهزموا.
8- في نسخة (ألف) : الان تعودون ، وفي المصدر: إلّا أن تعودوا.
9- لا توجد : لي ، في نسخة (ألف).
10- في نسخة (ألف): وبايعوه.
11- في نسخة (ب) : فكانت هذه ..
12- في نسخة (ألف) تقرأ: سخطه.
يدلّ عليه قوله : «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ .. » (1)الآية، أنّ فيهم من ثبت وفيهم من نكث ، وذلك أنّ الله تعالى لو علم أنهم لم ينكثوا (2)جميعاً ولا واحد منهم.. لَمَا كان في (3)قوله :«فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ» (4)حكمة ؛ إذ كان لا فائدة فيه (5)، والله أحكم أن يقول قولاً لا فائدة فيه (6)(6) .
وقد وجدنا النكث في كثير من الرؤساء الذين بايعوا تحت الشجرة؛ خاصة من الأول والثاني، وذلك أنّ فى الخبر - بإجماعهم - أنّ بيعتهم كانت تحت الشجرة على أن لا يفرّوا ولا ينهزموا وأن يثبتوا في الحرب حتى يُقتلوا أو يغلبوا.
كما رووا جميعاً ، عن جابر الأنصاري (7) أنّه قال : با يعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
ص: 201
1- سورة الفتح (48): 10.
2- في نسخة (ألف) : لا يمكثون.
3- لا توجد ( في ) في نسخة (ب) .
4- سورة الفتح ( 48 ) : 10.
5- في نسخة (ألف): إذ لا فائدة فيه
6- من قوله : والله .. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ألف).
7- وعن غيره، كما عن سلمة بن الأكوع، كما في كتاب البخاري 65/5 (كتاب المغازي ) حديث 3851 ، وفيه قال : إنّه بايع على الموت 122/8 (كتاب الأحكام) حديث 6666. وأيضاً في كتاب مسلم 16/6 - 17 (كتاب الإمارة ) حديث 3462، وسنن النسائي 138/7 ) كتاب البيعة ( حديث 4089 ، ومسند أحمد (مسند المدنيين) حدیث 15912 و 15936 و 15953 ، و 3 / 292 ( على أن لا نفر ..)، و 441/3 ، و 314/5.. وعن عبد الله بن زيد كما في كتاب البخاري / كتاب الجهاد والسير ) حديث 2739 - أنه قال : لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له : إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت ، فقال : لا أبايع على هذا أحداً بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم .. وبعينها جاء في 5 / 65 ( كتاب المغازي ) حديث 3849 ، وكتاب مسلم 27/1 كتاب الامارة ) حديث 3463 ، ومثله في مسند أحمد 42/4 (مسند المدنيين) حديث 15868، وحدیث 15875.
على [أنّ لا نفرّ ولم نبايعه على ] (1) الموت .. (2) .
ص: 202
1- الزيادة بعضها من سنن الترمذي 75/3 كتاب السير ) حديث 1517، وحديث 1520 ، وسنن النسائي 464/6 (كتاب البيعة ) حديث 4088، ومسند أحمد بن حنبل 355/3 ( باب باقي مسند المكثرين ) حديث 14865، وسنن الدارمي 220/28 (كتاب السير ) حديث 2346 ، وكتاب مسلم 25/6 ، وشرحه للنووي 2/13 ، وهي المرادة هنا بمقتضى السياق وما يأتي ، فتدبر . وفي بعضها ... على السمع والطاعة في المنشط والمكره و .. أو في العسر واليسر،كما في كتاب البخاري 122/8 .. وغيره.
2- كما جاء في كتاب مسلم 25/6 ( كتاب الامارة ) حديث 3449 عن جابر ، قال : كنّا الحديبية ألفا وأربعمائة فبايعناه .. وقال : بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على يوم الموت.. ومثله حديث 3450 بتقديم وتأخير ، وسنن الترمذي 75/3(كتاب السير ) حدیث 1639. وفي كتاب مسلم 25/6 كتاب الامارة ) حديث 3458 عن معقل بن يسار - في حديث - قال : لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر.
ثم وجدناهم في عقيب (1) ذلك قصدوا في تلك السنة بلاد خيبر .. القصة .. فانهزم أبو بكر ، ثمّ عمر (2) ، فكان هذا أوّل النكث منهما من [بعد ] (3) بيعة الرضوان، ثم تكامل النكث من أكثرهم يوم حنين (4) بعد فتح مكة ، فانهزموا كلّهم - وكانوا يومئذ اثني عشر ألفاً - فلم يثبت منهم إلا ثمانون رجلاً مع علي (5) تحت الراية، وإذا كانت بيعتهم تحت الشجرة - المسماة ب- : بيعة الرضوان - أن لا يفرّوا ولا ينهزموا .. ثم فروا وانهزموا ..
أفليس (6) قد نكثوا بيعة الرضوان ؟ !
العوني (7) :
ص: 203
1- في نسخة (ب): عقب. وجاء في الاستغاثة في بدع الثلاثة : ثم وجدناهم - بعد ذلك - وفي عقب تلك السنة قصدوا بلاد خيبر .. وهو الصحيح تاريخياً.
2- انظر : المستدرك علي الصحيحين للحاكم النيسابوري 39/340 .. وغيره .
3- الزيادة بين معقوفتين من الاستغاثة في بدع الثلاثة .
4- في المصدر : خيبر ، وهو غلط .
5- في المصدر : مع رسول الله .
6- لا توجد : أفليس ، في نسخة (ألف) ، وفيها : فقد .
7- لا نعرف لشاعرنا هذا مصدراً لشعره ، حيث أحرق كله مع كتبه ! عدا ما حفظه لنا جمع خاصة شيخنا المصنّف طاب ثراه ، وقد أورد البيت الأوّل من هذه الثلاثة في كتابه مناقب آل أبي طالب 31/2 - وعنه في بحار الأنوار 220/38 ( باب (65) ضمن حديث 23 - وجاءت ثلاثتها في الصراط المستقيم 101/3 ، وأولها : فهل بيعة ..
[من الطويل ]
وَهَل بَيعَةُ الرَّضْوَانِ إِلَّا أَمَانَةُ ؟ ! (1) *** فأَوَّلُ مَن قَد خَانَها السَّلَفَانِ (2)
وَمَا اسْتَوْجَبَ الرّضِوَانَ مَنْ خَانَ رَبَّهُ *** فَمَا لَكُما إِيَّاي تَختَدِعَانِ ؟!
وَبِئسَ الرَّفِيقَانِ الشَّرِيكَانِ فِي الرَّخَا***وَفِي سَاعَةِ الأَهْوَالِ يَنهَزِمَانِ
قوله : «لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ..» (3) . وإنّهما كانا منهم .. و (4) وقوع الرضا لمن اختصّ بالأوصاف التي فيها، قوله: «فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً» (5) .
ص: 204
1- في نسخة (ألف) : الأمانة .
2- في نسخة (ألف) : السفلان ، والسلفان : مثنّى (السلف)، وهو الماضي، وعليه فيراد منها : الشيخان .
3- سورة الفتح (48) : 18 .
4- من هنا شرع المصنف في ردّ ما استدلوا به من الآيات الكريمة.
5- سورة الفتح (48) : 18.
ولا خلاف بين أهل النقل (1) في أنّ الفتح الذي (2)كان بعد بيعة الرضوان بلافصل هو فتح خيبر ، وأنّ النّبي صلی الله علیه و آله و سلّم بعث الأول، ثمّ الثّاني، فرجع كلّ واحد منهما منهزماً ، فغضب النبي صلی الله علیه و آله و سلّم وقال: : « لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله ، ويحبّ الله ورسوله ، كرار [ا] غير فرّار (3) ..» (4) ، وكان الفتح على يدي عليّ صلوات الله عليه ، فخرجا عن حكم الآية.
قوله : « وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض ..» (5)الآية .
سمّاهم الله تعالى: خلائف ، وصارت الفتوح على أيديهم.
والجواب : أنّ الآية مشروطة بالإيمان، والكلام فيه .
ص: 205
1- لاحظ : الشافي للسيد الشريف المرتضى رحمه الله 28/4 ، والتبيان للشيخ الطوسی رحمه الله328/9 - 329 ، والرسائل العشرة للشيخ رحمه الله: 128 - 129.. وغيرها .
2- لا توجد : الذي ، في نسخة (ب).
3- من قوله : رجلاً .. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ألف)، وفيه بعد كلمة غداً : الخبر .
4- جاء الحديث بألفاظ مقاربة في كثير من المجاميع الحديثية والكتب التاريخية عند العامة، بأسانيد معتبرة على شرطهم ، نذكر بعضها نموذجاً : مسند أحمد بن حنبل 502/1 [ تحقيق أحمد شاكر ، فقال : إسناده حسن ] ، المصنّف لابن أبي شيبة 367/6 حدیث 32080 ، و 394/7 حديث 36883 ، وصفحة : 396 حديث 394/7 36894 ، الأحاديث المختارة 2 / 274 [ تحقيق عبد الملك بن دهيش ، فقال : إسناده حسن ] ، مسند الروياني 261/2 - 262 .. وغيرها كثير.
5- سورة النور (24) : 55
ثمّ إنّ الاستخلاف ههنا ليس الإمامة؛ بل المعنى؛ بقاؤهم في أثر من مضى من القرون ، وجعلهم عوضاً منهم وخلفاً ، يدلّ على ذلك قوله : « َهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ» (1).
قوله: «عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ ..» (2) .
ثمّ إنّ هذا الاستخلاف والتمكين في الذين كانوا (3) في أيام النبي صلی الله علیه و آله و سلّم حین أعلى الله كلمته ، وأظهر دعوته ، وأكمل دينه ، وليس التمكين كثرة الفتوح، والغلبة على البلدان ؛ لأنّ ذلك يوجب أن دين الله لم يتمكن إلى اليوم؛ لعلمنا ببقاء ممالك الكفر ، فإذا سُلّم أن المراد به الإمامة؛ فقال ابن عباس ومجاهد : هم أُمّة محمد صلی الله علیه و آله و سلّم ، وقال علماء أهل البيت : إنّما ذلك يكون عند قيام المهدي علیه السّلام ؛ لأنه ماكان ذلك إلى أيامنا (4) .
قوله: «قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ» (5)
ص: 206
1- سورة الأنعام ( 6 ) : 165 ، و : سورة فاطر (35) : 39 ، وسورة يونس ( 10 ) : 14 . راجع : تفسير التبيان 454/7 - 456 .. وغيره .
2- سورة الأعراف (7): 129. أقول : هذا الاستظهار في محلّه ، بل هو متعيّن ؛ إذ في الآية شيئان : «لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ»،«وَلْيَمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ» ، والمراد هنا إِنَّ هذين الشيئين كانا في أيام النبي صلی الله علیه و آله و سلّم .
3- في نسختي الأصل : كانا ، والظاهر أنته : في الذين كان ..
4- انظر : تفسير التبيان 457/7 ، وأيضاً مجمع البيان 264/7.. وغيره.
5- سورة الفتح ( 48 ) : 16 .
وهو غير النبي صلی الله علیه و آله و سلّم لقوله : .. «فَاسْتأْذَنُوكَ لِلْخُرُوج فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً .. » (1) الآية .
وقد دعا الثلاثة (2) إلى القتال بعد النبي صلی الله علیه و آله و سلّم .
قلنا (3) : إنما أراد النبي صلی الله علیه و آله و سلّم (4) : ستدعون (5) فيما بعد إلى قتال قوم أولي بأس شديد، وقد دعاهم النبي صلی الله علیه و آله و سلّم (6) بعد ذلك - إلى غزوات موتة ، وخيبر، وتبوك.. وغيرها .
وهذا غلط منهم في التاريخ ، ولهذا قال الضحاك : هم ثقيف ، وقال ابن (7) جبير : هم (8) هوازن ، وقال قتادة : هم هوازن و ثقيف (9) .
ص: 207
1- سورة التوبة ( 9 ) : 83.
2- لا توجد كلمة : الثلاثة ، في نسخة (ب).
3- كذا في نسخة : (ب) ، وفي نسخة (ألف) : قل ، وجاء في حاشيتها : قالوا، وهو يصح؛ لأنّه ابتداء وشروع في الجواب ، وردّ تعلقهم بالآية.
4- في نسخة (ألف) : الرسول ، بدلاً من : النبي . انظر: رسائل السيد المرتضى له 110/3 ، والشافي 4 / 37 - 40 .. وغيرهما .
5- في نسخة (ب) : أراد الرسول سيدعوكم .
6- في نسخة (ألف) : الرسول ، بدلاً من : النبي .
7- لا توجد : ابن ، في نسخة (ب).
8- لا توجد : هم ، في نسخة (ألف).
9- راجع أقوالهم في تفسير الآي-ة ف-ي م-عالم التنزيل للبغوي 302/7 - 303، والكشف والبيان للثعلبي 46/9 ، والكشاف للزمخشري 338/4، وجامع البيان للطبري 218/22 - 221 [ وفي طبعة 26 / 107 - 108 ] .. وغيرها .
ولنا - أيضاً - أن نقول : المعني هو أمير المؤمنين علیه السّلام (1) في قتال الخوارج.
قوله:« لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ العُسْرَةِ ..» (2).
الظاهر يقتضي العموم (3) ، وأنهم تابوا فتاب الله عليهم .
ولابدّ أن تكون توبتهم مشروطة ، وأنّ الله لا يقبل توبة من نكث ، فيجب أن يدلّوا على وقوع التوبة من الجماعة حتى يدخلوا تحت الظاهر (4) .
ص: 208
1- في نسخة (ألف) : هو المعنى أمير المؤمنين علیه السّلام .
2- سورة التوبة ( 9 ) : 117.
3- هنا وجه استدلالهم بالجواب عنه من دون تمييز ، ولعلّ هنا سقطاً ، أو إجمال دمج وجه ودمج ، فلاحظ .ولعلّ وجه استدلالهم إلى فتاب الله عليهم وما بعده جواب عليه ورداً، وما بعد ذلك يكون استدلالاً .
4- انظر : الشافي للسيّد المرتضى الله 19/4 - 20، وقد علّق الشيخ الصراط المستقيم 3/ 102 على هذه الآية بقوله : قلت : قد عرفت أوّلاً: أن في العموم قولاً ، ولا شكّ أنّ توبة الله عليهم مشروطة بتوبتهم ؛ لأنّ الله لا يقبل توبة من لم يتب، وحينئذٍ فلا دليل على وقوع التوبة من الجميع حتى وقع قبولها لجميعهم . أقول : تسلسل ورود هذه الآيات وجوابها هناك يقارب ما هنا ، والظاهر بل المقطوع عندنا - إنّه قد أخذها له من مؤلّفنا ، ومن هذا السفر المبارك ، ثمّ تصرف في ألفاظه ولم يشر لذلك .. ! وإنّما نقل بعض كلامه الله ولم نجد نسخة معتمدة، ولا وثوق لنا بالنسختين الخطيتين التي عندنا.
قوله : « إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ .. » (1) .
الظاهر العموم ، وإذا سلّمنا ذلك جائز أن يحمل العفو على العقاب المعجّل في الدنيا ، دون المُسْتَحَقَّ في الآخرة (2) .
قوله: «وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْلَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سبقونا بالإيمان» (3) .
وهذا شرط يحتاج إلى دليل في إثباته للجماعة، ومع هذا فهو سؤال.. وليس كل سؤال يقتضي الإجابة (4).
قوله :« مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكفار ..» (5).
ص: 209
1- سورة آل عمران (3) : 155 .
2- جاء بألفاظ مقاربة ، وزيادة توضيح في الصراط المستقيم 103/3.
3- سورة الحشر ( 59 ) : 10 .
4- أورد الشيخ البياضي رحمه الله هذه الآية ثالثة في الصراط المستقيم 102/3 - 103، وعلّق عليها بقوله : لادليل على سبق الشيخين إلى الإيمان ، مع أنّ هذا سؤال .. وليس كلّ سؤال تقع اجابته .
5- سورة الفتح (48) : 29
لنا فيها المنازعة في العموم ، ولو سلّم العموم .. لم يسلّم ما قصدوه؛ لأن قوله : «وَالَّذِين مَعَهُ ..» إما من كان في زمانه ،وصحبته، أو من كان على دينه وملّته، والأوّل يقتضي عموم أوصاف الآية لجميع من عاصره وصحبه، ومعلوم أن كثيراً من هؤلاء كانوا منافقين (1)، فثبت أنّ المراد ب- : «الَّذِينَ مَعَهُ» من كان على دينه ومتمسكاً بملته، وهذا يُخْرِج (2) الظاهر من يد المخالف، وينقض غرضه في الاحتجاج (3)به؛ لأنّنا لا نسلّم له أنّ من كان بهذه الصفة فهو ممدوح مستحق لجميع صفات الآية.
قوله: «أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ ... »
الشدّة على الكفّار إنّما تكون ببذل النفس في جهادهم، والصبر على قتالهم، وأن لا حظ لمن يعنون في ذلك.
قوله : « الصّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقَانِتِينَ .. » (4).
مقتضاها العموم، ويليق بأمير المؤمنين ؛ لأنّ الصابرين فسره الله في قوله : «وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ» (5).
ص: 210
1- في نسختي الأصل : منافقاً .
2- في نسخة (ب) الخروج .. وهو غلط .
3- هذا استظهار من السياق ، وفي نسختي الأصل : الاحتياج.
4- سورة آل عمران (3): 17
5- سورة البقرة ( 2 ) : 177
والصادقين ؛ في قوله: « رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ » (1)
من القتال .. وغيره.
والقانتين؛ في قوله : «أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ ..» (2) .
والمنفقين في قوله : « الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ .. » (3).
ص: 211
1- سورة الأحزاب (33) : 23 .
2- سورة الزمر (39): 9
3- سورة البقرة (2): 262. وانظر الآيات : 261 و 265 و 274 منها . أقول : زاد العلامة البياضي الله في الصراط المستقيم 103/3 - 104 على هذه الآيات قوله : ومنها : « وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ » [سورة التوبة ( 9 ) : 100 ] . ثم قال : قلنا : لا يتعيّن هنا السبق إلى الإسلام ؛ بل جاز كونه إلى الخيرات ؛ فإنّ الله يقول : « وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ » [سورة فاطر (35): 32] قالوا : لو أراد السبق بالخيرات لم يخص المهاجرين والأنصار. قلنا : التخصيص بالذكر لا يوجب التخصيص بالحكم، وقد قرّر في الأُصول ، مع أنه قال بعد ذلك: «وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ » ، ولو سلم أن المراد السبق إلى إظهار الإسلام، كان ذكر الشدّة على الكفّار التي هي ببذل النفس في جهادهم، في قوله:« أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ » [سورة الفتح (48) : 32] في آية أُخرى أُدعي نزولها فيهم مخرجاً لما يعنونه ، إذ لا حطّ لهم في القتال ونصرة الإسلام بحال. إن قالوا : فأيّ شدّة على الكفّار في ستة نفر كانوا في جانب عليّ [علیه السّلام ] . ؟ ! قلنا : ومن حصر المتمسكين بالحق في ستة ، أو ستين ، أو ستمائة ، أو أكثر ؟ على أنّ الذين معه لم يختص بمعاصريه ؛ لوجود النفاق في كثير منهم، بل بمن كان على دينه إلى يوم القيامة ، ولا شبهة أنّ فيهم من يغيظ الكفار ، ولو سلم اختصاصها بمن في عصره فقد مات في حياته جم غفير منهم تنغاظ الكفار ببعضهم، على إنا لا نقطع بحصول الرضا لكل السابقين ؛ فإنّ الله وعد الصادقين والصابرين ولم يلزم حصول الموعود به لكلّ صادق وصابر ، فكذا ثمّ. على أنته لم يعن بالسابق من سبق غيره ، وإن كان مسبوقاً ، وإلّا لدخل فيه ما عدا الأخير ؛ بل عني السابق مطلقاً ، ولهذا أكّده بالأوّلية ، وذلك هو عليّ [علیه السّلام ] بالاتفاق ، وسبق غيره - على هذا الوجه - مختلف فيه ، وفرارهم في المواطن معروف ..
سلامة الحسني . (1) [من الرمل ]
قَعَدُوا عَن كُلِّ هذَا جَزَعاً*** ثُمَّ قَالُوا : نَحْنُ أَربَابُ الرُّتَبْ نَحنُ أَولَى بِالنبي المُصطَفَى*** مِن بَنِيهِ وَأَخِيهِ فِي النَّسَبْ
وابنةُ الهَادِي الرَّضَا فَاطِمَةٌ*** حَقُها بَعدَ أَبِيها يُعْتَصَبْ
مَا لَهم لَا غَفَرَ الله لَهُمْ ***جَعَلُوا الدِّينَ إلى الدُّنيا سَبَبْ ؟!
ص: 212
1- اسم الشاعر مشوش في النسختين ، والصحيح ما أثبتناه ، وقد مرت ترجمته المقدّمة، ولا نعرف مصدراً لشعره هذا سوى قصيدته هذه التي جاء منها ه-ن-ا وف-ي موارد أُخرى آتية ، كما وأورد منها في المناقب أبياتاً في 389/1، فراجع. وجاء في الصراط المستقيم 104/3 قال : قال سلامة شعراً .. ولعله أخذه من كتابنا هذا، ولم نجد فرقاً بينهما.
الكميت (1) : [ من الطويل ]
فَتِلكَ وَلاةُ السَّوءِ (2) قَد طَالَ مُلكُهُمْ ***فَحَتّامَ حَتَّامَ العَنَاءُ (3) المُطَوَّلُ ؟ !
رَضُوا بِفِعالِ السُّوءِ فِي أَهل دينهم (4) ***فَقَد أَيْتَمُوا طَوْراً عِدَاءً (5) وَأَثكَلُوا
[كَمَا رَضِيَتْ بُخلاً وسُوءَ وِلَايَةٍ ***يكليتها فِي أَوَّلِ الدَّهرِ حَوْمَلُ ]
[نباحاً إِذَا مَا اللَّيلُ أَظْلَم دُونَها ***وَضَرْباً وَتَخوِيفاً (6) خَبَالٌ مُخَبَّلُ ]
ص: 213
1- قد سلف قريباً الحديث مفصلاً عن هذه اللامية التي عدَّت من الهاشميات وشرحت كثيراً ، وقد جاءت هذه الأبيات في شرح الرافعي لها : 68 ، وشرح أبي رياش القيسي: 160 ، وفيها زيادة أشرنا لها ، كما لم يرد البيت الأخير في كلّ الشروح، ولعلّه أُسقط من القصيدة من الرواة الثقات !! وهي الأبيات 31 و 32 و 35، وجاء البيت الأوّل منها فی أعيان الشيعة 36/9 .
2- في شرح الهاشميات للرافعي : ملوك السوء.
3- في نسخة (ألف) و (ب): العشاء .
4- في شرح الهاشميات للرافعي : من أمر دينهم.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : عنابي ، أو : عدائي ، وما أُثبت جاء ي الهاشميات وشروحها.
6- في بعض المصادر : تجويعاً.
[وَمَا ضَرَبَ الأَمْثَالَ فِي الجَورِ قَبلَنَا*** لِأجوَرٌ مِن حُكّامِنَا المُتَمثَّلُ ]
هُمُ (1) خَوَّقُونَا (2) بِالعَمَى هُوَّةَ الرَدَى***كَمَا شَبَّ نَارَ الحَالِفِينَ المُهوّلُ
فَعَدلُهُم جَورٌ وأَحلَمُ حِلمِهم ***سفَاهُ وَتَقوَاهُم ضَلَالٌ مُضَلَّلُ (3)
محمد بن حبیب (4) الضبّي (5):
ص: 214
1- كذا في المصادر ؛ وفي النسختين همو.
2- كذا في الروضة المختارة؛ وفي المصدر : خوثانا ، وفي نسخة (ب): أخر فونا ، وفي نسخة (ألف) : أخرقونا .
3- لم أجد هذا البيت في كلّ ما طبع من هاشميات الكميت مع مراجعتي لأكثر من شرح ونسخة .
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : حسب .
5- مرّت ترجمته في المقدّمة، وجاءت الأبيات عنه في الصراط المستقيم 104/3، وله قصيدة في المناقب 388/1، مطلعها : [من الكامل ] صلّى الإله على النبي محمد ***وعَلَتْ عليّاً نظرةً ووسام وقد ذكرنا هناك (11) بيتاً منها ، وكأنّ هذه الأبيات تتمة لها فلاحظ ، ولا نعرف مصدراً لشعره غير مجموعتنا هذه، وستأتي لها تتمة .
[ من الكامل ]
إنَّ الكِرَامَ الأطهرينَ لَهَاشم ***وَبَنُو أُمَيَّةَ أَرْجَسُونَ (1) لِئامُ (2)
لُعِنُوا وَتُلعَنُ ثَمَّ ] (3) تَيْمٌ قَبلَهُمْ ***وَعَدِيُّها وَالتَّابِعُونَ طَغَامُ
ارْجِعْ إِلَى مَثَلِ اللَّذَيْنِ تَقَدَّما*** وَكِلَاهُما يَومَ الوَعْى (4) حَجَّامُ (5) ؟ !
(2),
الغَاصِبَيْنِ تُرَاثُكُمْ (6) لِأَبِيكُمُ *** وَلفَاطم (7) فَكِلَاهُما غَشَّامُ (8)
ص: 215
1- هذا استظهار منا للكلمة ، وفي نسختي الأصل: أرحبون .
2- كذا استظهرنا ؛ وفي نسختي (ألف) و (ب) : لبام .
3- ما بين المعكوفين مزيد منّا حفظاً للوزن ، وما قبله مشوش جداً في نسختي الأصل، يقرأ : لغا والعتا ، وما أُثبت استظهار .
4- في نسختي الأصل : الوعى ، وما هنا جاء استظهار لما هناك.
5- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة تقرأ : فححام ، وما أثبتناه استظهار ، بمعنى : يحجم عن الحرب والتقدّم.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : برأيكم .
7- كذا استظهاراً ؛ وإلا فهو مشوش في نسختي الأصل، يقرأ : لغاطكم
8- في نسختي الأصل : رشام، وحيث كان الكاتب أعجمي اللهجة ، ونحتمل قراءة نسخة عليه ، وتقارب مخرج الراء والغين ، ولذا أثبتنا ما تراه ، فأغتنم .
وَتِيماً جَعَلنَ (1) حِجَاجَ أُمِّكُمُ وَفِي ***سَمْعَيْهما عن قولها استصمام (2)
قَد بَانَ فِي الدُّنْيَا لَهَا الفَلَجُ (3)الَّذِي***سَیُتمُّه (4) عِندَ الإِله خِصَامُ
وَكِلَاهُما بِمُحَمَّدٍ لِوَصيه (5) *** في دفعِهِ عَن حَقَّهُ هَضّامُ
بَسَطَا سُيُوفَ بَنِي أُمَيَّةَ فِيكُمُ*** فَبِها بَنُو العَبَّاسِ لَيسَ تُلَامُ
وَتَحَمَّلَا أُخْرَى (6) الزَّمَانِ دِمَاءَكم ***وَلَتِلْكَ أَعبَاءٌ تَجِلُّ عِظَامُ (7)
فَعَليهِما لَعنُ الإله مُضَاعَفاً ***مَا لَاحَ صُبْحٌ أَو (8) أَجَنَّ ظَلَامُ
ص: 216
1- كذا ؛ والكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل، وقد تقرأ : جعبن .
2- البيت كلّاً مشوش في نسختي الأصل.
3- في نسختي الأصل : الفلح .
4- في نسختي الأصل : سمّيته .
5- كذا ؛ والأفضل أن يكون : لمحمّد ووصيّه ، أو : لمُحمَّد بِوَصِيَّه
6- يراد منها : مدى الزمن ، وفي نسختي الأصل : أحرى.
7- كذا استظهرنا ؛ وفي نسختي الأصل : عظام ، أو : غطام.
8- في نسختي الأصل : واو ، بدلاً من : أو .
فَلَعَادُ الأصْنَامِ أَعذَرُ مِنهُما *** وَهُما لِأَكْثَرِ مَن تَرَى أَصنَامُ
وَالجِبتُ وَالطَّاغُوتُ إن عُدّا فَمَا *** فِيها لَكُمْ رَيبُ وَلَا اسْتِعْجَامُ
***
ص: 217
[ القسم الأول ]
[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات ]
[فصل 27] : [في ذكر الأخبار الكاذبة فيهم]
ص: 219
فصل
في ذكر الأخبار الكاذبة فيهم (1)
ص: 221
1- أقول : لعلّ عمدة الروايات المشيرة إلى وجود الموضوعة من أخبارهم علينا ، ما روي عن إمامنا باقر العلوم صلوات الله عليه ، ممّا أورده في ذيل الحديث العاشر من كتاب سلیم بن قیس رحمه الله 2/ 630 - 635 [ الطبعة المحققة ، وفي طبعة : 186] من قوله علیه السّلام : « ما لقينا أهل البيت من ظلم قريش وتظاهرهم علينا ، وقتلهم إيّانا، الا وما لقيت شيعتنا ومحبّونا من الناس ..» إلى أن قال علیه السّلام : «أنّهم قد رووا في ذلك الباطل والكذب والزور». قال : قلت له : أصلحك الله ! سمّ لي من ذلك شيئاً . قال [ علیه السّلام ]: «رووا : أنّ ( سيدي كهول أهل الجنّة : أبو بكر وعمر ! ) ، و (أن عمر محدّث ! ) ، و ( أنّ الملك يلقّنه ! ) ، و ( أنّ السكينة تنطق على لسانه ! ) ، و (أنّ عثمان الملائكة تستحي منه ! ) ، و ( أنّ لي وزيراً من أهل السماء ووزيراً من أهل الأرض !)، و«أن اقتدوا باللذين من بعدي ! » ، و ( أثبت حراء ! فما عليك إلّا نبيّ وصدّيق وشهيد ! ) .. » حتى عدّد الإمام أبو جعفر علیه السّلام أكثر من مائة [ مائتي ] رواية ينسبونها إلى صاحب الرسالة صلوات الله عليه يحسبون أنّها حق .. ثم قال علیه السّلام : « هي - والله ! - كُلّها كذب وزور ». ثم قال : قلت : أصلحك الله ! لم يكن منها شي ؟ ! قال علیه السّلام : « منها : موضوع ، ومنها : محرَّف ؛ فأما المحرّف ؛ فإنّما عنى (أنّ عليك الله وصديقاً وشهيداً ) يعني يعني عليّاً علیه السّلام فقبلها [أي حراء]، ومثله (كيف لا يبارك لك وقد علاك نبيّ وصدّيق وشهيد ) يعني عليّاًعلیه السّلام .. وعامّها كذب وزور وباطل. وقد جاء في الحديث الثاني والعشرين من كتاب سليم 736/2 في خطبة عمرو ابن العاص في الشام يطعن فيها - لعنه الله - على أمير المؤمنين علیه السّلام ، ويختلق مجموعة من الفضائل للخلفاء، وكون أبي بكر أحبَّ الناس من الرجال لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، وأن الله ضرب بالحقّ على لسان عمر وقلبه ، وأنّ الملائكة لتستحي من عثمان ، وإنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم خاطب أمير المؤمنين عندما رأى الشيخين مقبلين بقوله : يا عليّ ! هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، ما خلا النبيين منهم والمرسلين .. !! فرده مولى الموحدين في كلام بسيط هناك ، فلاحظ . وجاءت لكلا الحديثين مصادر جمّة في كتاب سليم 970/3 - 975 في تخريج الحديث العاشر ، وكذا في 986/3 في تخريج الحديث الثاني والعشرين، جزى الله محققه خيراً . هذا؛ ومن الواضح لذوي الألباب أنّ كثرة المصادر المخرجة للأحاديث الموضوعة غير مثبت لصحتها واعتبارها بحال . وعليك ب- : ما عقده المرحوم البياضي في الصراط المستقيم 167/3 - 184 (باب (14) في ردّ الشبهات الواردة من مخالفيه علیه السّلام وجعل فيه فصول الآيات والروايات.
رويتم أنهما : سيدا كهول أهل الجنة (1)!!
ص: 222
1- كما جاء عن أنس ، عنه في سنن الترمذي 271/5 - 272 (كتاب المناقب) حديث 3746 [ وفي طبعة حديث 3597]. وأيضاً ؛ عن علي بن أبي طالب علیه السّلام - كذباً وزوراً - عن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم في سنن الترمذي 271/5 - 272 حديث 3745 و 3747 [ وفي طبعة جاء حديث رقم 3598 - 3599]. وكذا عنه علیه السّلام عن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم فی سنن ابن ماجة 36/1 حديث 95 [ وفي طبعة حدیث 92]. وعن أبي جحيفة ، عن رسول الله في سنن ابن ماجة 38/1 حديث 100 [ وفي طبعة حديث 97] . وأيضاً عن أمير المؤمنين علیه السّلام ، عن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم ، في مسند أحمد 80/1 ( مسند علي بن أبي طالب ) حديث 568 . ولاحظ : تاريخ مدينة دمشق 165/30 - 182 ، كنز العمّال 573/11 حديث32712، العثمانية : 159 ، تاریخ بغداد 318/5 و 121/7 .. وغيرها كثير. وله ذيل في بعض الموضوعات، وهو قوله : وإنّ أبا بكر في الجنّة مثل الثريا السماء !! وفي بعضها : .. من الأولين والآخرين إلّا النبيين والمرسلين ..!! وقد ذكر شطره الأوّل الذهبي في ميزان الاعتدال 126/3 ، والعجلوني في كشف الخفاء 32/1 ، وأخرجه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 10/1 [ تحقيق الزيني ، وفي تحقيق الشيري 17/1] ، وتاريخ بغداد 118/7، و 192/10.. وغيرهما، وناقشه العلامة الأميني الله في الغدير 322/5 - 323. قال الشيخ محمد الحوت في أسنى المطالب : 123 : خبر : سيدا كهول أهل الجنّة أبو بكر وعمر ، وإنّ أبا بكر في الجنّة مثل الثريا في السماء.. فيه: يحيى بن عنبسة، وقد ذكره الذهبي في الضعفاء ، قال ابن حبان : دجال يضع الحديث . و تعرّض له السيّد المرتضى له في الشافي في الإمامة 93/3 ، وصفحة : 106 - 108 ، و 4 / 15 ، كما نقله شيخنا الطوسي الله في تلخيص الشافي 218/3 - 223 [ وفي الطبعة الحجرية : 429]: وأبو القاسم الكوفي في الاستغاثة في بدع الثلاثة 37/2 - 38 ، والكراجكي الله في التعجب من أغلاط العامة : 138، والطبرس في الاحتجاج 246/2 - 247 مع ما عليه من هامش ، وابن طاوس له في بناء المقالة الفاطمية : 326 - 327 ، والشيخ البياضي له في الصراط المستقيم - 327، 142/3 - 144 ، والتستري الله في الصوارم المهرقة : 339.. وغيرهم في غيرها.
وهذا من وضع بني أمية بإزاء قوله [صلی الله علیه و آله و سلّم ]: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » (1).
وإجماعهم [على] أن النّبي ( عليه و آله السلام) [قال ]: « يدخلون الجنة جرداً مرداً ، مكحّلين في حسن يوسف ، وطول ،آدم ، وسن عيسى و خلق محمد صلی الله علیه و آله و سلّم (2)
ص: 224
1- مرّت بعض مصادر الحديث من طريق العامة والخاصة، انظر : سنن الترمذي 321/5 (كتاب المناقب ) حديث 3856 و 326/5 حدیث 3870 [ وفي طبعة حديث 3701 و 3714] ، وسنن ابن ماجة 44/1[ وفي طبعة حديث 115]، وفي ذيله : وأبوهما خير منهما » ، ومسند أحمد بن حنبل 3/3 و 62 و 64 و 82، و 391/5 ( باب مسند المكثرين ) حدیث 10576 و 11166 و 11192 و 11351.. وموارد باقي أخرى فيه وفي غيره.
2- لم أجد نصَّ الحديث ، وجاء مضمونه في سنن الترمذي 88/4 (كتاب صفة الجنة ) حديث 2669 [ وفي طبعة حديث 2462 و 2468]، ومسند أحمد بن حنبل 295/2 ( باب باقي مسند المكثرين حدیث 7592) ، و 232/5، وصفحة : 240 و 243 ( مسند الأنصار ) حديث 21016 و 21067 و 21090، وسنن الدارمي 21067 335/2 ) كتاب الرقاق ( حديث 2705 .. وغيرها . ومن طريقنا بضع أحاديث بهذا المضمون، لاحظ مثلاً: الصراط المستقيم 142/2 ، وبحار الأنوار 220/8 حديث 214.
ومنه: حديث الأشجعية (1)
فإن زعمتم أنّهما ينشبان (2) شباباً ، فقد رويتم: «أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة من الأولين والآخرين، وأبوهما خير منهما»، وما علمنا جنّة فيها كهول إلا جنّة الكفّار ؛ التي هي الدنيا ، فهما سيدا الكفار ؛ لقوله : «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (3)» .
ص: 225
1- ولعلّه إشارة إلى ما قاله صلوات الله عليه وآله للعجوز الأشجعية : « يا أشجعية ! لا تدخل العجوز الجنّة » فرآها بلال باكية ، فوصفها للنبي صلی الله علیه و آله و سلّم فقال : « والأسود كذلك » فجلسا يبكيان ، فرآهما العبّاس فذكرهما له ، فقال : «والشيخ كذلك .. » ، ثمّ دعاهم وطيب قلوبهم ، وقال : « ينشئهم الله كأحسن ما كانوا..» ، وذكر أنهم يدخلون الجنّة شباباً منوّرين ، وقال صلی الله علیه و آله و سلّم : « إنّ أهل الجنّة جرد مرد مكحلون..»، كما ذكره المصنّف رحمه الله في مناقب آل أبي طالب 101/1 [ الطبعة الحيدرية 1 /128 - 129].
2- كذا ، ولعلّها : يُنْشَتَان .
3- جاءت الرواية من طريق العامة والخاصة ، فمن الأوّل ؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كما في کتاب مسلم 210/8 ) كتاب الزهد والرقائق حديث 5256)، وسنن الترمذي 384/3 ) كتاب الزهد حديث 2426 ، وانظر حديث 2246 ، وسنن ابن ماجة 1378/2) (كتاب الزهد حديث 4113 [ وفي طبعة حديث 4103 ] .. وغيرها . كما وقد وردت في كتبنا كثيراً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والأئمة علیهم السلام ، مثل ما جاء في التفسير المنسوب للإمام العسكري علیه السّلام : 8 عنه صلی الله علیه و آله و سلّم ، وكذا في جامع الأخبار : 150، وجاء في كتاب التمحيص : 48 حديث 76، وفي ذيله : «فأما المؤمن فيروع منها ، وأمّا الكافر فمتّع منها » ، وفي بحار الأنوار 242/67 حديث 77 ، وفيه : « يمتع فيها » . وعن الإمام الحسين علیه السّلام - في خطبته في كربلاء - كما في معاني الأخبار: 288 ( باب معنى الموت ) حديث ، وأمالي الشيخ الطوسي رحمه الله 356/1[ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 346 حديث 715] ، ومكارم الأخلاق : 500 ( في وصية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم لأمير المؤمنين علیه السّلام ، وكذا وصيته صلی الله علیه و آله و سلّم لأبي ذر التي جاءت في الخصال 3/2 .. وغيره وغيرها . وفي أصول الكافي الشريف 250/2 حديث 7 عن أبي عبد الله لا قال : «الدنيا سجن المؤمن ؛ فأيُّ سجن جاء منه خير ..؟!»، وفي بحار الأنوار 169/6 ( باب 6) حديث 41 ، قال : وقد جاء الحديث عن آل محمد صلی الله علیه و آله و سلّم و أنهم قالوا: «الدنيا سجن المؤمن ، والقبر بيته ، والجنّة مأواه ، والدنيا جنة الكافر ، والقبر سجنه ، والنار مأواه » ، وقد وجدته في الخصال 53/1 ، وفيه بدلاً من : القبر بيته : القبر حصنه . أقول : تعرّض لهذا الحديث المفتعل الشيخ الكراجكي الله في كتابه التعجب : 138 - 139 [ وفي الطبعة الأولى : 58 - 59 ] ، وقال في آخره:.. فما علمنا جنّة فيها كهول إلا جنة الكفّار - التي هي الدنيا - فهما سيّدا الكفّار! ... ونعم ما قال طاب رمسه وقدس سره ، وكلّ من ضحى في سبيل آل محمد علیه السّلام . وسبقه لذلك السيد المرتضى الله في الشافي في الإمامة 3 / 106 - 107 . . وغيره .
وراويه عبد الله بن عمر، ومن حاله في بغض أهل البيت معروفة ، وهو - أيضاً -
ص: 226
كالجارّ إلى نفسه !
ورويتم : مَثلُ الأوّل والثاني مثل جبرئيل وميكائيل في السماء (1) ..!!
وإنّ جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقربان ، لم يعصيا الله قطّ ولم يفارقا طاعته ، وهما قد أشركا بالله - وإن أسلما بعد الشرك - وكان أكثر أيّامهما (2) الشرك بالله، فمحال أن يشبّها بهما .
وقولكم : إنّهما كانا وزيري رسول الله ( علیه و آله السلام ) (3)..!!
ص: 227
1- وهو ما روي عن ابن عباس مرفوعاً : إنّ الله أيدني بأربعة وزراء..! قلنا: من هؤلاء الأربعة الوزراء يا رسول الله ؟ ! قال : اثنين من أهل السماء واثنين من أهل الأرض. قلنا : من هؤلاء الاثنين من أهل السماء ؟ قال : جبرئيل وميكائيل . قلنا : من هؤلاء الاثنين من أهل الأرض - أو من أهل الدنيا ؟ - قال : أبو بكر وعمر .. أخرجه الخطيب في تاريخه 298/3 وقاله غيره ، وصرّح بوضعه ، وذكره العلّامة الأميني الله في غديره 318/5 - 319 وناقشه مع ما فيه . وجاء الحديث ضمن ما جاء في الاحتجاج 246/2 عن يحيى بن أكثم ، وما هو مناقشة هو ما ذكره الإمام الجواد علیه السّلام .
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : نامهما .. بدون نقطة ولا معنى لها ، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : ما منهما
3- جاء عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي 277/5 (كتاب المناقب ) حديث 3761 [ وفي طبعة حديث 3613]، وفيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و [ آله] وسلّم : ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء،ووزيران من أهل الأرض ؛ فأما وزيراي من أهل السماء: فجبرئيل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر . وسلف عن كتاب سليم بن قيس 634/2 أن حكى حديثاً مختلقاً هو : ( إنّ لي وزيرا من أهل السماء ووزيرا من أهل الأرض ، وفي نسخة : (لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض). قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب !! ونسب له أنه قال : أنتما وزيراي في الدنيا والآخرة.. وحكم بوضعه جمع من حفاظهم ، وتعرّض له شيخنا الأميني له نقداً وتمحيصاً في غديره 303/5.
فالوزارة - في اللغة - : معونة ، ومعونة النبي (عليه و آله السلام ) إنّما تكون من جهتين :
الأولى للتأدية والإبلاغ إلى الناس دين الله الذي جاء به من عنده، لقوله: «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هَارُونَ وَزِيراً » (1)، وكان هارون مبلغاً مع موسى رسالات الله تعالى؛ لقوله: « اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ .. » (2) ..
والثاني : مجاهدة الكفار ...
وكلاهما وُجدا في عليّ [علیه السلام] دونهما .
ولا يجوز وزارته فى المشورة؛ لأنته مؤيَّد بالوحى وأعلم الناس، ولا في الدنيا ؛ لأنته زهد عنها .
ص: 228
1- سورة الفرقان ( 25 ) : 35
2- سورة طه (20) : 43 . راجع : كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة 2 /26 - 28 .. وغيره .
ورويتم (1) : اقتدوا باللذين من بعدي : أبوبكر وعمر ..!!
فلو كانت الرواية صحيحة؛ لكان معنى قوله بالرفع : اقتدوا أيها الناس (2) ! - فأبوبكر وعمر [منهم ] - باللذين من بعدي؛ كتاب الله والعترة.
ومعنى قوله بالنصب : اقتدوا باللذين من بعدي؛ كتاب الله والعترة: يا أبا بكر وعمر !
ثمّ إنّهما إن يكونا متفقين من كلّ جهة كانا واحداً في العدد والصورة، أو كانا مختلفين ؛ فكيف يجوز الاقتداء بهما ؟! وهذا تكليف ما لا يطاق ؛ لأنك إذا قبلت بواحد خالفت الآخر، والدليل على اختلافهما : أنته استخلف أبوبكر ولم يفعل
ص: 229
1- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 382/5، وصفحة : 385 و 399 و 402، وتاريخ و ،149/8 بغداد 273/1 ، وصفحة : 415 ، و 57/2 ، و 347/4 ، و 403/7 ، و 351/10 و 12 /14، وصفحة : 20 و 366.. وغيرها وغيره، وذكره العجلوني في كتابه كشف الخفاء ومزيل الإلباس 160/1 حديث 482. وعنونه الشيخ البياضي رحمه ا الله في الصراط المستقيم 144/3 وناقشه ، كما وقد فصل الحديث عنه شيخنا الأميني رحمه الله في الغدير 347/5 ، وفنده، وسلف عن كتاب سليم ابن قيس 2 / 634 [ الطبعة المحققة ] . و راجع : المستدرك على الصحيحين 75/3 ، ومجمع الزوائد 53/9.. وغيرهما. قال ابن درويش الحوت في أسنى المطالب : 48: أعله أبو حاتم ، وقال الهيثمي : سنده واه، وقد جاء - أيضاً - في كتاب المعرفة والتاريخ 480/1.. وغيره.
2- في نسختي الأصل : بها ، والظاهر ما أثبتناه ، ولعلّها : اقتدوا بهما أيها الناس !
ذلك عمر، وسبى (1) أبو بكر أهل الردّة وردّهم عمر أحراراً .
ولو صح هذا الخبر لاحتجّا به - وقت البيعة - على سعد بن عبادة، ولم يكونا يحتاجان إلى الاحتجاج (2) عليهم بعشيرة رسول الله وقومه، ومن قولهم: الأئمة من قريش.. ولكانا يقولان : يا معشر الأنصار ! قد أمركم النبي صلی الله علیه و آله و سلّم بالاقتداء بنا ، فليس لكم مخالفته (3) .. فلمّا لم يذكرا دلّ على الخرص (4) .
ولا يوجب - أيضاً - إمامة الكلّ بما رويتم أصحابي كالنجوم؛ بأيهم اقتديتم اهتديتم، ولا يجوز أن يقول النبي ( عليه و آله السلام) ذلك لغير معصوم ..
ألا ترى أنّ الله تعالى لما أمر نبيه بالاقتداء بمن تقدّم من الأنبياء، أمنه من غلطهم أوّلاً ، فقال :« أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهُ » (5) ؟ ! وبالإجماع أنهما لم يكونا معصومين ، وكفى بذلك خزياً(6) .. [ مع ] أنّه لم ينقل هذا الخبر عن غيرهما (7) ، وشهادة الرجل لنفسه لا تقبل.
ص: 230
1- في نسخة (ب): سمى .
2- في نسختي الأصل : الاحتياج ، وما هنا استظهار .
3- من قوله : ولكانا .. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ب)، بل فيها : .. احتجا به ، فلمّالم يذكرا ..
4- انظر : الاستغاثة في بدع الثلاثة 33/2 - 34 .
5- سورة الأنعام ( 6): 90.
6- انظر : الإفصاح للشيخ المفيد له : 222.
7- قد تقرأ في نسخة (ألف) : عن غير لهما.
ثمّ إنّه لو أراد الإمامة بعده، لكانا إمامين في عصر واحد معاً، وذلك لا يجوز، وإن كان أحدهما (1) إماماً فيكون الخبر غير مستقيم؛ لأنته ما قدم أحدهما على الآخر، والنبي أفصح العرب (2) ..
وإن أراد ما يرويانه بعد الرسول (عليه و آله السلام) .. فقد روت عائشة وأنس وأبو هريرة أكثر منهما ..
وإن أراد ما يُحْدِثانه .. فقد أجمعوا له (عليه و آله السلام) وقال: «كلّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (3) ، ولم يقل : إلّا محدثة فلان وفلان، وكلّ محدث بعد النبي صلی الله علیه و آله و سلّم ضلال.
ورويتم (4): أنّ النّبي صلی الله علیه و آله و سلّم لمّا بنى المسجد - مسجد قبا - فنصب قبلته ، أخذ
ص: 231
1- هنا في نسختي الأصل كلمة : كان ، وهي زائدة.
2- راجع : الاستغاثة في بدع الثلاثة 35/2 - 36 .
3- راجع : کتاب مسلم 592/2 ، مسند أحمد 126/4 ، سنن الدارمي 45/1 ، سنن أبي داود 393/2، المستدرك للحاكم 97/1 ، شرح مسلم للنووي 104/7، صحيح ابن حبان 179/1.. وغيرها. وقد جاء في الغدير 330/6 عن عدة مصادر ، وأيضاً في بحار الأنوار 358/30 (باب 20) ذیل حديث 164 عن إرشاد القلوب جاء في آخره: « وكل ضلالة في النار»، ولاحظ منه 14/31.
4- رواه المتقي الهندي في كنز العمّال 141/14 حديث 38179، وليس فيه ما جاء في الذيل ، وكذا جاء في تاريخ مدينة دمشق 219/30، 170/39 - 172. وأيضاً لاحظ : كنز العمّال 13 / 240 حديث 36718. انظر : الغدير 346/5 فقد ذكر الخبر ، وفي آخره قال : هؤلاء الخلفاء بعدي ، ذكر له مصادر كثيرة ، وناقشه مفصلاً وكذا ناقشه البياضي الله في الصراط المستقيم .147/3 - 148 .
حجراً فوضعه في موضع قبلته، ثمّ أمر أبا بكر أن يضع حجراً إلى جنب حجره، ثمّ أمر لعمر، ثم أمر لعثمان، ثمّ قال : هؤلاء أئمة من بعدي ..!!
فلو كان هذا كما تزعمون - لكانوا أعلموا بهذا يوم السقيفة، ولما قال أبوبكر : قد اخترت (1) أحد هذين الرجلين .. ولاكتفى (2) بهذا حجة، وكان عمر لا يحتاج إلى الشورى (3).
والعجب ؛ أنته ما أمر لعليّ بوضع الحجر - إن كان هو من الخلفاء - فبخس حقه ! ! (4)
ص: 232
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وتقرأ في نسخة (ب): أخبرت ، وفي نسخة (ألف) : أخيرت.
2- في نسختي الأصل : لا أكتفى .
3- وكفى أيضاً في ردّ هذه الأخبار المفترات الكاذبة، قول عمر : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير منّي أبو بكر ! وإن أترك فقد ترك من هو خير منّي رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، كما جاء في كتاب البخاري 81/9 برقم 7218.. وغيره.
4- ومثله في الصراط المستقيم 147/3 ، قال : ومن العجب أنه لم يذكر علياً [ علیه السّلام ] بذلك وهو أحدهم إجماعاً، وفي تركه بخس لحقه ..
ورويتم: أصحابي كالنجوم؛ بأيهم اقتديتم اهتديتم .. (1)
هذا القول لا يخلو؛ إمّا قاله (2) لأصحابه .. وغيرهم، أو لأصحابه دون غيرهم! ولا يصح أن يقول [ه] لأصحابه ؛ لأنّ ذلك لا يستقيم في الكلام الفصيح، وإن قال[ه] لغير أصحابه هم الذين رأوه (3) .. فلو كان قال لغيرهم لكان قد ذكر ذلك في الخبر، وكانوا يقولون : إن النبي الله صلی الله علیه و آله و سلّم قال [ل] من أسلم من غير أصحابه :
ص: 233
1- كتب عن هذا الحديث أكثر من مصنّف ، وأفرد له أكثر من فصل دراسة عنه ؛ سنداً ودلالة، واعترف غير واحد من أعلام العامة بوضعه ، كما جاء في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة : 388 ذيل حديث 604 ، وكشف الخفاء ومزيل الإلباس للعجلوني 64/1 - 67 ذيل حديث 153 ، كما وحكم بوضعه الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 78/1 - 79 حدیث 580 ، و 50/2 حدیث 438: مثل أصحابي مثل النجوم .. إلى آخره .. وغيرهم، ومع حكمهم فلا حاجة للبحث مفصلاً عنه . ومثله قولهم : أصحابي أمنة لأُمتي ... كما جاء في مسند أحمد بن حنبل عنها من قوله : أصحابي لا تتخذوهم غرضاً399/4.. .. وغيره، وكذا ما روي عنه بعدي .. ! كما جاء فيه 87/4.. وغيرهما عن غيره. ولاحظ : الصراط المستقيم 146/3 ، وغالب كتب الكلام عندنا، والاستغاثة في بدع الثلاثة ،78/2 ، وشرح إحقاق الحق 94/3 .. وغيرهما .
2- في نسختي الأصل: قال .
3- كذا؛ ولعله من قوله : وإن قال .. إلى هنا مكرّر ، أو أن تكون هنا واو قبل هم ، أو زيادة كلمة ( غير ) ، أو يراد من الصحبة هنا معنىً خاصاً لا يشمل الرؤية واللقاء ، كما هو قول في تعريفه .
أصحابي كالنجوم .. فلما لم يكن فيه تخصيص ظهر بطلانه .
ولو سلمنا أنّه أراد بهذا غير الصحابة، فالصحابة تنازعوا بينهم حتى قتل بعضهم بعضاً كمحاصرة عثمان ، وما كانت الصحابة إلا محاصراً [ أ ] وقاتلاً أو خاذلاً (1)- فكان هؤلاء المهتدين ، وكذلك يوم الجمل ويوم صفين ، فكيف الاهتداء بالاقتداء بهم ؟ !
فإن روي : خير (2)أصحابي كالنجوم .. فالإجماع منهم [على] أن سعد بن عبادة - [ و ] كان سيّد الأنصار وهو من وجوه الصحابة - لم يبايع لهما ؛ بل خالفهما ، وكذلك حال علي علیه السلام وسائر بني هاشم (3) .
ورويتم (4) : إن تولوا الأوّل ؛ تجدوه قويّاً في دين الله ، ضعيفاً في نفسه ! وإن تولّوا عمر؛ تجدوه قويّاً في دين الله ، قويّاً في نفسه ! وإن تولّوا عليّاً؛ تجدوه هادياً
ص: 234
1- في نسخة (ألف) نسخة بدل عن : خاذلاً : داخلاً.
2- كذا ؛ والظاهر : فإِنْ رَوَى خبر..
3- كما جاء في كتاب البخاري 168/8 - 169 برقم 6830 عن عمر بن الخطاب أنته قال : .. إنّ الأنصار خالفونا .. وخالف عنا علي والزبير ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر .
4- راجع : مسند أحمد 109/1 ، المستدرك للحاكم 70/3 ، مجمع الزوائد للهيثمي 5 / 176 ، شرح النهج للمعتزلي 51/6 - 52 ، كنز العمّال للهندي 630/11 حديث 33072، شواهد التنزيل للحسكاني 81/1 – 82 حديث 99.. ومصادرأُخرى كثيرة ، وقد تعرّض له العلّامة الأميني الله في الغدير 366/5 مع دعمه بجملة مصادر.
مهدياً ، يسلك بكُمْ (1)الطريق ، ولن تفعلوا !
ثم زعمتم أن عمر شك فى من قال : إنه هاد مهدى (2) !!
ثمّ زعمتم أنه قال : فيه دعابة ..!
فمن أقام الناس على المحجّة والكتاب والسنة (3) .. ينسب (4) إلى اللعب والبطالة ؟ !
وإذا شهد لرجل بقوّة في الدين والنفس ، وشهد لآخر بقوّة في الدين وضعف النفس، فيكون عمر أفضل من الأوّل ؛ لأنته قوي في الحالين معاً، وكيف يتقدّم الأضعف على الأقوى (5) ؟
ثمّ :رويتم أنّ عمر [قال]: إنّي كنت أبادر إذا أمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بشيء من أفعال البر إلى ذلك ؛ طمعاً أن أسبق أبا بكر إليه ، فأجده قد سبقني إلى ذلك (6) ..!!
ص: 235
1- في نسختي الأصل : بهم ، وهي محرّفة عن المثبت.
2- لاحظ : الإيضاح لابن شاذان : 237.
3- كما قامت على ذلك أخبار جمة وصفت أمير المؤمنين الا بهذه الصفات.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، أثبت ما استظهر منها ، وقد تقرأ : ينتسب.
5- لا زال المصنف له في مناقشة الخبر السالف . لاحظ : الاستغاثة في بدع الثلاثة 49/2 .
6- راجع : الاستغاثة في بدع الثلاثة ،50/2 ، وجاء مضمون هذا الخبر في سنن الدارمي 391/1 - 392، سنن أبي داود 378/1 حديث 1678، سنن الترمذي 277/5 حديث 3757، المستدرك 414/1.. وغيرها كثير ، وتعرّض له العلّامة الأميني في الغدير 58/8 .
فإن كان هذا الخبر صحيحاً .. فالأوّل باطل .
وذكر الحاكم ابن البيع في معرفة أصول الحديث (1) : إنّ هذا حديث منقطع ؛ لأنّ عبد الرزاق لم يسمع من الثوري ، والثوري لم يسمع عن أبي إسحاق.
ورويتم (2) : أنّ النبي صلی الله علیه و آله و سلّم قال : إني رأيت على ساق العرش مكتوباً :
ص: 236
1- معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري : 28 باختلاف يسير، وقد جاء ما ذكره المصنّف طاب ثراه ذيل ما نسب له صلى الله عليه [ و آله ] وسلّم : إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين ، لا تأخذه في الله لومة لائم !! وإن وليتموها عليّاً؛ فهاد مهدي، يقيمكم على طريق مستقيم ..
2- كما جاء في تاريخ بغداد 263/10 ، وأسنده عن أهل البيت وقيده بليلة الإسراء ! وختمه بقوله : يقتل مظلوماً ولاحظ منه 4/5، ومثله جاء في المصدر ؛ السالف 347/7 عنه - كما زعموا - : ليس في الجنّة شجرة إلا على كلّ ورقة منها مكتوب : لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذو النورين ..!! ومثله في فردوس الأخبار 183/3 حديث 4359، أسنده إلى ابن عبّاس .. ولا أعلم لماذا لم يذكر الخليفة الرابع عندهم .. ؟ وقريب منه ما حكاه الخطيب البغدادي في تاريخه 204/11، ولاحظ : ميزان الاعتدال / 253 ، و 2 / 138 ، و 3 / 184 ، وتاريخ ابن كثير /205/7.. وغيرها كثير ، وقد حكم بعض القوم بوضعه، لاحظ : اللئالي المصنوعة 273/1 - 274 ، وصفحة : 283 ، وصفحة : 292 – 293.
لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين .. !! (1)
أيجوز أن يكتب الله اسم رسوله الطاهر المطهّر سيّد البشر على عرشه ، ويكتب أسماء من كانوا في عبادة الأوثان والكفر بالرحمن أكثر أعمارهم ، ولم يكن لربّ العالمين من الأنبياء والمرسلين من يقارن بسيد الخلق ؟ !
ص: 237
1- أقول : كلّ ما وجدت من أحاديث الفضائل المختلقة عند القوم فإنّما هي جاءت في قبال ما جاء في كتبهم وما أوردوه هم لأمير المؤمنين عليه و آله الصلاة والسلام من فضائل ثابتة وأخبار صحيحة ، ومنه هذا الحديث ، وقد ذكرت نماذج من ذاك المقدمة ، فمثلاً روى الخطيب البغدادي في تاريخه 173/11 عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «لمّا عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، أيدته بعلي .. نصرته بعليّ». وفي حلية الأولياء 256/7 عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مكتوب على باب الجنّة : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، عليّ أخو رسول الله .. قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام». ومثله في فردوس الأخبار 410/4 حديث 6710.. وغيرها كثير جداً. ثم رويتم عن أنس بن مالك : أن النبي [صلی الله علیه و آله و سلّم ] أمره أن يبشر أبا بكر بالجنّة والخلافة بعده! وعمر بالجنة والخلافة بعد أبي بكر ! حكاه البياضي له في الصراط المستقيم 144/3 ، وردّه بقوله : قلنا : أنس مشهور بالإعراض عن علي ، وه-و الذي كتم فضيلته وردّه يوم الطائر، وفي دون هذا تتهم روايته وتسقط عدالته . ولاحظ : الاستغاثة في بدع الثلاثة 43/2 .. وغيره.
ورويتم : أنّ أهل الجنّة ليتراؤُون في علّيين كما تترائى (1) الكواكب الدراري لأهل الأرض، وأن أبا بكر وعمر لمنهم !! (2)
ولا شكّ أنّ أهل الجنة يتراؤون، لكن هذه العلاوة زيادة، وكيف يجوز أن يذكر النبي صلی الله علیه و آله و سلّم جماعة من أهل الجنّة من بينهم اثنين ؟! فإذا رسول الله يكون ظالماً (3) ..!
ورويتم : أن الخلافة بعدي ثلاثون سنة (4) !!
وذلك باطل؛ لأنّا وجدنا تنقّص شهور من ثلاثين سنة؛ لأن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم في سنة أحد [ى ] عشرة ، وقبض أمير المؤمنين في سنة أربعين ، فيكون تسعة وعشرون سنة وستّة أشهر !
ص: 238
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، أثبتناها كما قرأناها ، وقد تقرأ : تترايا.
2- هكذا وجدت الحديث : إنّ أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم أو الكواكب في السماء ، وإنّ منهم لأبابكر وعمر وأنعما ، قال : قلت لأبي سعيد : ما أنعما ؟ قال : أهل ذلك هما .. وقد أورده المقدسي في تذكرة الموضوعات : 27 ، كما وقد أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 394/2، و 195/3، و 64/4، و 12 / 124 عن عدة طرق، كما حكاه عنه في الغدير 320/5.. وغيره. وانظر : مسند أحمد بن حنبل ،339/2 ، 340/5 ، وقريب منه في 61/3 ، وتاريخ بغداد 2 / 394 . . وغيرها .
3- لاحظ : الاستغاثة في بدع الثلاثة 52/2.
4- انظر : صحيح ابن حبان 329/15، فتح الباري 61/8، 254/12، 182/13، عمدة القاري 74/16 ، المعجم الكبير 89/1 ، كنز العمّال 87/6.. ومصادر أُخرى.
وادعيتم (1) : أنّ عليّاً علیه السّلام قال على المنبر - ولقد استنفر (2) - : .. ألا إنّ خير هذه الأُمّة بعد نبيّها الأول والثاني (3) ..!!
وهذا مستحيل ؛ من قِبَل أن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم لو علم أنهما أفضل، ما ولّى عليهما مرّةً عمرو بن العاص، ومرّةً أسامة بن زيد.. وغيرهما.
ولا يجوز أن يقال : خير هذه الأُمة بعد نبيها ؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ليس من الأُمة ، وإنّما الأُمّة أُمّته ..
و [لو ] أراد ما ذكروه لقال: خير هذه الأمة (4) فلان وفلان.. ولو صحّ إنّما أشار إلى جماعة تحت منبره وهم دونهما ، وأراد أن يرضيهم بكلام لا معنى له حتى يبايعوه، والحرب خدعة [و] هذا كقوله : ما أظلّت الخضراء.. (5)
ص: 239
1- أقول : جاء هذا الكلام مبثوثاً ومتفرقاً ، كما وفيه سقط واختلاف بين النسختين. راجع ما ذكره الطبري رحمه الله في المسترشد : 257 - 258 .. وغيره .
2- كذا؛ والظاهر أن الصحيح : استثفر . الاستثفار : أن يدخل الإنسان إزاره بين فخذيه مَلْويّاً ثمّ يخرجه . واستثفر المصارع ردّ طرف ثوبه إلى خلفه فغرزه في حجزته.
3- انظر : مسند أحمد 106/1 ، وصفحة : 110 و 114 و 115.. وموارد أُخرى فيه ، والمصنّف لابن أبي شيبة 475/7، والمعجم الأوسط للطبراني 298/1 وكنز العمّال للهندي 7/13، وتاريخ اليعقوبي 177/2 ومصادر أُخرى ، وتعرّض للخبر السيد المرتضى الله في الشافي 111/3.. وغيره.
4- من قوله : بعد نبيّها .. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ب). ،
5- أي المراد الحديث المختلق : ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي بكر ، كما في الرياض النضرة 82/1.
الخبر، وهو من المجاز.
و [لعلّ المراد :] من (1) الأمّة : المتحيّرة ، كما قال أبوذر (2) وسلمان : أيّتهاالأمة المتحيّرة ! لو قدّمتم من قدّم الله وأخّرتم من أخّر الله ما عال ولىُّ الله ، ولا طاش (3) سهم من(4) فرائض الله(5) .
ورويتم (6) : خیر أُمّتي القرن الذي في عصري.. ثمّ الذين يلونهم، ومن تقدّم
ص: 240
1- في نسختي الأصل : ( عن ) ، بدلاً من : من .
2- نسبه إلى أبي ذر في تفسير فرات الكوفي : 82، وفي الاحتجاج 231/1 ، كما ونسبه لابن عبّاس في أمالي الشيخ المفيد له : 286 ، وأمالي الشيخ الطوسي له 97/1 - 98 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 100 حديث 154].. وغيره.
3- في نسختي الأصل : طاس . يقال : طاش السهم عن الهدف .. أي عدل .
4- في نسختي الأصل : بهم عن ، وهو تحريف وتصحيف عن المثبت.
5- في الكافی 78/7 ( باب نادر ) حديث 2 عن أمير المؤمنين اللا : «يا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها ! لو كنتم قدّمتم من قدّم الله وأخّرتم من أخّر الله وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله ، ما عال ولي الله ، ولا عال ولا طاش سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ! ولا تنازعت الأمة في شيء من أمر الله ! وعندنا علمه من كتاب الله ، فذوقوا وبال أمركم، وما فرطتم فيما قدمت أيديكم ..». وعنه في وسائل الشيعة 77/26 - 78 ( باب (7) حديث 32529 [طبعة مؤسسة آل البيت ا ، وفي طبعة الإسلامية 436/17].
6- كما جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم 260/2، و391/8، وقريب منه فيه 172/4 بعنوان: «خير القرون .. » ، وانظر: مسند أحمد 378/1، وصفحة : 417 ، وصفحة : 434 ، وصفحة : 442 ، و 267/4 ، وصفحة : 276 267/4 ، وصفحة : 276 ، وصفحة : 277، وصفحة : 426 ، ومثله في 350/5 ..وغيرها. وقد رواه السيوطي في الجامع الصغير 622/1 (في باب الخاء) بوجوه مختلفة تارة ( خير الناس قرني، ثمّ الثاني ، ثمّ الثالث .. ثمّ يجيء قوم لا خير فيهم .. ) ، ورواه الطبراني في الجامع الكبير عن ابن مسعود ولفظه مختلف ، وكذا الحاكم في مستدركه 191/3 عن جعدة بن هبيرة . لاحظ : فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 479/3 وما بعدها [طبعة مصر ] ، فقد ذكر له وجوها عدّة ، وكذا في المغني لابن قدامة 321/1 - 327، وجامع الأصول 404/9، و547/8 - 550 ، ومشكاة المصابيح ( باب مناقب الصحابة ) : 466 ، الثقات 2/4 .. وغيرهم في غيرها .
منهم أفضل ممّن تأخّر منهم (1).
وقد علمنا من استبصر في هذا العصر في دينه و شغل نفسه بمعرفة بصيرته ، حتى عرف من ذلك ما فيه نجاته (2) بتوفيق الله .. أفضل من غير (3) مستبصرة كانوا ذلك العصر ؛ لأنهم كانوا في ارتفاع الشبهات ، ويرون المعجزات ،
ص: 241
1- وأورده أصحابنا في مجاميعهم ؛ كالسيد الشريف المرتضى له في الشافي في الإمامة 36/4 و 55 ، وأبو الصلاح الحلبي له في تقريب المعارف: 392 و 395.. ثمّ ردّه ، والتستري له في إحقاق الحق : 267 ، وشرحه 913/33 عن مصادر .. وغيرها .
2- في نسخة (ب): لجاته.
3- كذا ؛ والظاهر : عشرة ، كما في الاستغاثة في بدع الثلاثة .
فكان البرهان قد قطع عذرهم، والبيان قد أزاح عللهم .
فشتّان بينهم وبين من يستبصر في دينه بأخبار متضادّة ، وأقاويل مختلفة (1) ، حتّى ينظر ويعتبر .. بسهر ليله ، وظماً نهاره ، ليصل إلى الحق به ، أولئك بارزوا الله في كتابه ، وتغيير سنن النبي ( عليه و آله السلام) ، وقتل أولاده ، وسبّ على علیه السّلام ألف شهر (2) .
ورويتم (3) : أنّ الله تعالى اطّلع إلى أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فقد غفرت لكم .
فمراد النبي لا يخلو ؛ إما أنه عنى الخير ، أو عنى الشر؛ فإن عنى الخير؛ فهم مغفورون .. فلم يستأنفون ؟ ! ثمّ إنّه (4) لا يتصوّر ذلك في الخير أصلاً.
ص: 242
1- لعلّها تقرأ في نسخة (ألف): مختلقة ، وكلاهما يصحّان.
2- هذه موارد عديدة ووقائع متعدّدة جاءت عن مصادر كثيرة ، انظر مثلاً: شرح إحقاق الحق 18 /57 ، و 22 / 18 و 115 ، الإيضاح : 507 ، الاستغاثة في بدع الثلاثة 10/2 و 67 - 68 ، و 82 - 83 ، وله عليه تحليل وردّ ،ونقض الإفصاح : 49 ، الصوارم المهرقة : 22 .. وغيرها .
3- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 295/2 [228/2]، وسنن أبي داود 403/2 حديث 4654 ، وكتاب مسلم 1962/4 حديث 210.. وغيرها. وحكاه عنهم أبو الصلاح الحلبي رحمه الله في كتابه : تقريب المعارف: 392 ثمّ ردّه .
4- لا توجد : إنّه .. في نسخة (ب).
وإن أراد الشرّ ؛ فهو يوجب (1) إباحة المحارم لهم ..
وقوله : اعملوا ما شئتم .. دليل على أنّه جعل الاختيار إليهم؛ إن شاؤوا أكثروا منه وإن شاؤوا أقلّوا ، وذلك فضيحة (2) .
والوجه فيه ؛ أنّ الله قد غفر منهم (3) كراهية الجهاد في هذا الموطن، كما أخبر عنهم في قوله: «كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ ..» (4) القصة ، ثمّ قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : استأنفوا : أعمال الخير بالطاعة وحسن التسليم ، وهذا يخصّ (5) بمن استأنف منهم أعمال الخير، ومن قصر عن ذلك .. فخارج عن حكمه .
وشهدوا للعشرة بالجنّة (6) ، وإنّ الله تعالى قد أخبرنا أن الجنّة لأهل طاعته وهم
ص: 243
1- تقرأ في نسختي الأصل : بموجب ، ولعلّه : موجب .
2- لاحظ : الاستغاثة في بدع الثلاثة 67/2 - 68 .
3- هنا في نسختي الأصل ( من ) زائدة قبل كراهية .
4- سورة الأنفال (8): 5 .
5- كذا استظهاراً ؛ وفي نسخة (ألف) تقرأ يحض ، وفي نسخة (ب): يخض .
6- أشار هنا إلى ما افتعلوه في حديث العشرة المبشرة بالجنة ، ولهم على هذا عدة أحاديث، منها ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده 193/1 بإسناده .. عنه أنه قال : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة .. وقد أخرجه الترمذي في سننه 310/5 - 311 بأسانيد مختلفة ، وكذا في تحفة الأحوذي 182/13 - 183 ، والبغوي في مصابيحه 277/2، وأبو داود في سننه 264/2 ، وقريب منه بإسناد آخر جاء في تيسير الوصول 260/3، وفي عارضة الأحوذي 13 /183 - 186 ، والرياض النضرة 20/1.. وغيرها، وقد ناقشها - بما لا مزيد عليه - شيخنا العلّامة الأميني في غديره 118/10 - 131 ، ولا حاجة لتكرار كلماته الله ، وإن كان متن الحديث أغنانا عن كلّ ذلك .
الطائعون لرسول الله ، العاملون بأمره ، المتّبعون لسنّته ، بقوله: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله» (1)، وقوله : «ما آتيكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ » (2) وإذا ثبت ذلك .. ثم وجدنا تسعة من هؤلاء قد خالفوا سنّته، وأبدعوا في دينه ، وأنكروا الحق ، وقاتل بعضهم بعضاً كقتل عثمان وطلحة والزبير ، وحديث الجمل وصفين -.
ولا يجوز من النبي ( عليه و آله السلام) أن يقول مثل هذا في قوم غيرمعصومين ؛ لأنّ القطع... (3) لمن ليس بمعصوم إغراء بالذنوب.
ثمّ إنّ الذي رواه واحد من العشرة - وهو سعيد بن زيد بن نفيل - وهو مُزَکٍّ (4) لنفسه مع تزكيته لغيره ، وذلك طريق إلى التهمة .
ص: 244
1- سورة النساء ( 4 ) : 80.
2- سورة الحشر ( 59): 7
3- هنا فراغ بمقدار كلمة في النسخ ، ولعلّها : بالجنّة ، أو العفو .. أو غيرهما .
4- كذا استظهاراً ، وفي نسختي الأصل تقرأ : منزل.
وقد ذكر أبو يحيى الجرجاني (1) أمثلة ذلك في الردّ على الأخبار الكاذبة . أبو تمام الطائي (2) :
[من الطويل ]
أَرِينِي فَتَيَّ لَم يَقْلَهُ (3) النَّاسُ أَو فَتَيَّ*** يَصِحُ لَه عَزْمٌ (4) وَلَيسَ لَهُ وَفْرُ (5)
ص: 245
1- أبو يحيى الجرجاني: هو : أحمد بن داود بن سعيد الفزاري ، كما قاله الكشي له في رجاله : 532 ، ثم قال : وكان من أجلة أصحاب الحديث ، ورزقه الله بهذا الأمر، وصنّف في الردّ على أصحاب الحشو تصنيفات كثيرة ، وألف من فنون الاحتجاجات كتباً ملاحاً . وقد عدّ الشيخ النجاشي له في رجاله 424 - 455 ، والشيخ الطوسي فی فهرسته : 79 عدة كتب له من ردوده على المخالفين .. وغيرهما.
2- ديوان أبي تمام الطائي 353/1 - 354 [ وفي طبعة تحقيق دکتر شاهين عطية : 143 - 144 ] ، وهي قصيدة في (73) بيتاً ، جاءت هذه الأبيات في ( 14 و 18 و 19 و 20 و 21). ونقلها العلّامة الأميني الله بكاملها في الغدير 329/2 - 331، وكذا في أعيان الشيعة 520/4 - 521 .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل قرأناها : بقبله ، أو يفتله ، بمعنى يخدعه أو يعرض عنه ، وهي مطموسة ، وما هنا من الديوان .
4- في کتاب سه چکامه ولائي : 185 : عرض.
5- كذا في نسختي الأصل والمصدر والأعيان، وفي الغدير : وقر ، وهو البيت الرابع عشر .
[تَرَيْ كُلَّ ذي فَضلِ يَطُولُ بِفَضلِه***عَلَى مُعتَفِيهِ وَالَّذِي عِندَهُ نَزْرُ (1) ]
[وأَنَّ الَّذِي أَحذَانِيَ الشَّيبَ لَلَّذِي***رأيتُ وَلَم تكمل لى الشبع (2)والعشر]
[ وَأُخْرَى إِذَا اسْتَوْدَعتها السِّرَّ بَيَّنَتْ (3)*** به کَرها (4) ینهاضُ مِن دُونِها الصَّدرُ ] (5)
طَغَى مَنْ عَلَيْها وَاستَبَدَّ برأيهم ***وقَوْلِهِمُ إِلَّا أَقَلَّهُمُ الكُفْرُ
وَقَاسُوا دُجَى (6)أَمْرَيْهِمُ وَكِلَاهُما*** دَليلُ أولى (7)التَّقْوَى به (8) الشَّمسُ وَالبَدرُ (9)
ص: 246
1- كذا استظهاراً ؛ وفي المصدر : نور ، وأضفنا البيت كي يتم المعنى .
2- في المصدر : التسع .
3- في المصدر : الصدر نكبت .
4- في المصدر : كربا .
5- ما بين المعكوفين مزيد من المصدر ، وجاء كذلك في الغدير ولم يرد هذا البيت الأخير في الأعيان.
6- في نسختي الأصل : وحي، وفي المصدر : كلا.
7- في المصدر : إلى ، بدلاً من : أولي .
8- في نسخة (ألف) : له ، بدلاً من : به ، وفي الديوان : دَليل لَهُم أو تى به .. وكذا في الغدير .
9- لم يرد هذا البيت في الأعيان ولا نعلم سقط أم أسقط.
سيحدوكم استِسْقَاؤُكُم (1) حَلَبَ الرَّدَى*** إلى هُوَّةٍ لَا المَاءُ فِيها وَلَا الخَمرُ
سَئمْتُمْ (2)عُبُورَ الضَّحلِ (3)خَوضاً فَأَيَّةً (4) *** تَعُدُّونَها (5) لَو قَد طَغَى بِكُمُ البَحرُ ؟ !
وَكُنتُم حَصَى (6) مِن (7) تَحتِ قِدْرٍ مُفَارَةٍ (8) *** عَلَى جَهْل مَا أََمسَتْ (9) تَفُورُ بِه القِدْرُ (10)
فَهَلًا زَجَرتُم طَائِرَ الجَهل قَبلَ أَنْ ***تَجِيءَ بِمَا لَا تَبْسَأُونَ(11) بِه الزَّجْرُ ؟!
ص: 247
1- كذا في الديوان والغدير والأعيان. ولعلّها تقرأ في نسختي الأصل (ألف) و (ب): سيجدونكم استبقائكم ، وعلى كل هي مشوشة جداً.
2- في نسخة (ألف) : سميتم ، وقد تكتب : سأمتم .
3- في نسخة (ألف) : الضحك .
4- صدر البيت في نسخة (ب) بياض .
5- في نسختي الأصل : يعدونها.
6- في المصدر : جماء تحت - من دون ( من ) - .
7- لم ترد ( من ) في المصدر ، وفي الغدير وكنتم دماء تحت قدر مغارة.
8- كذا في الديوان ، والكلمة مطموسة في نسخة (ب)، وقد تقرأ في نسخة (ألف): تغارة ، أو : مفارة.
9- في نسختي الأصل : أمسيت .
10- هذا البيت والذي قبله لم يردا في الأعيان.
11- الكلمة مشوشة جدّاً في نسختي الأصل، أثبتنا ما قرأناه منها ، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : تلبسون - بدون نقط - ، وقد تقرأ في نسخة (ب): تنسون - غير معجمة - . وفي ديوان أبي تمام الطائي والغدير والسيد الأمين في أعيان الشيعة : تبسأون.
طَوَيتُم ثِيَاباً (1) تَجبَرُونَ (2) عُوَازَها*** فَأَنَّى لَها جَنُّوا وَقَد حُضِرَ (3) النشر (4) ؟
فَعَلْتُم بِأَبْنَاءِ النَّبِيِّ وَرَهطِهِ*** أفَاعِيلَ أَدنَاهَا الخِيَانَةُ وَالغَدرُ وَمِن قَبْلِهِ أَجلَبَتُمُ (5) لِوَصِيّه***بداهية ذهيَاءَ لَيسَ لَها قدرُ
فجئتم بها بكراً عَوَاناً وَلَم يَكُنْ ***لَها قَبْلَها مثلاً عَوَانٌ (6) وَلَا بِكرُ
ص: 248
1- كذا ؛ وفي نسخة (ب) : شباباً .
2- وقد تقرأ في نسخة (ألف) : تحبون ، وفي نسخة (ب) مشوشة لعدم الإعجام. بل كلّ البيت في نسخة (ألف) كذلك إلّا أنّ في المصدر والغدير والأعيان: ثنايا تخبأون.
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف) ، قد تقرأ : خصر ، وما هنا استظهار منا ، وفي المصادر: ظهر .
4- كلمة (النشر) ساقطة من نسخة (ب)، وجاء العجز في المصدر والغدير والأعيان هكذا : فأين لكم خباء وقد ظهر النشر.
5- في المصدر : أحلفتم ، وفي الغدير والأعيان : اخلفتم.
6- كذا في المصدر ؛ وفي نسختي الأصل : عواناً ، وهو غلط.
ابن حماد (1):
[ من الخفيف ]
قَد رَضِينَا مُحَمَّداً وَعَليّاً ***وَبَنِي أَحَمدٍ ذَوِي الأَحسَابِ (2) نَحنُ فِي حِزبِهِم وَلَسنَا تُبالِى*** بسواهم من سائر الأحزاب مَنْ على إمَامُهُم فَكَفَى شُغ ***لاً بِهِ عَن أَئِمَّةِ النُّصَّابِ
مهیار (3): [من الرجز ]
مَا لِقُرَيشِ مَا وَفَتْكَ (4) عَهْدَها*** ودامَجَتْكَ (5) وَدُّها عَلَى دَخَلْ ؟
ص: 249
1- لم ترد هذه الأبيات في مصدر شعري معروف بحسب تتبعنا، نعم يقاربها ما جاء في المناقب 104/3 قافية ووزناً ، فلاحظ .
2- كذا استظهاراً ؛ وفي نسختي الأصل: الأحباب .
3- ديوان مهيار الديلمي 112/3 - 113 في قصيدة طويلة في ذكر مناقب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وجملة من مثالب أعدائه ذات ( 110 ) أبيات جاءت هذه الأبيات بشكل مشوش تحت رقم ( 50 - 56 و 64 - 66) وسيأتي لها قطعة في مجلدات الأخيرة لهذه الموسوعة وقد سلفت. وأوردها الأميني الله في غديره 251/4 ، وزاد عليها أربعة أبيات فصارت (114)، وقبله حكى الإربلي أربعة أبيات منها في كشف الغمة 322/3 [ طبعة بيروت ، وفي طبعة 2 /516].
4- في الديوان والغدير وكشف الغمة : ما ذقتك .. وهي بمعنى شابت ودّها ولم تخلص . ه الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، والمثبت عن الديوان.
وَطَالَبَتكَ (1) عَن قَدِيمِ غِلَها ***بعد أخِيكَ بالتُّرَاتِ (2) وَالذَّحَلْ (3)
وَكَيفَ ضَمُّوا أَمرَهم وَاجتَمَعُوا*** فَأْشِرُوا (4) الرَّأْيَ وَأَنتَ مُنعَزِل (5)
وَلَيسَ فِيهم قادِحٌ بِرِيبَةٍ*** فيكَ وَلَا قَاضِ (6) عَلَيكَ بِوَهَلْ وَلَا تُعَدُّ بَينَهُم مَنقَبَةٌ *** إلا لَكَ التَّفصِيلُ فِيها وَالجُمَلْ
ص: 250
1- في نسختي الأصل تقرأ : طلبتك ، ولعلّها : طابعتك .
2- في نسختي الأصل وكشف الغمة بالتراب ، وفي المصدر : بالترات.. وهو جمع ترة بمعنى الثأر ، وهو الظاهر.
3- هذا استظهاراً - وقد وجدناه في كشف الغمة كذلك - وقد تقرأ في نسختي الأصل : الرحل ، أو الزحل ، أو الرخل .
4- كذا تقرأ في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب) : فاشتروا، وفي الديوان والغدير : فاستوزروا، وفي كشف الغمة : واستورد.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ بصعوبة : منقول ، أو مفعول- بدون نقط - وما هنا من الديوان ، وكشف الغمة .
6- في نسختي الأصل، وكشف الغمة : فاض، وكلامه غير منقوط ، بل العجز كلا في نسختي الأصل مشوش.
وَمَا لِقَومٍ نَافَقُوا مُحَمَّداً ***عُمْرَ الحَيَاةِ وَبَغَوا (1) فِيه الغِيَلْ
وَبَايَعُوهُ (2) بِقُلُوبِ نَزَل ال***-قرآن (3) فِيها نَاطِقاً بمَا نَزَلْ
وَمَا لَهُم (4) عَادُوا وَقَد وَلِيْتَهُمْ*** فَذَكَرُوا تِلكَ الحَزَازَاتِ (5) الأُول ؟!
وَبَايَعُوكَ عَن خِدَاعٍ كُلُّهم*** باسِطُ كَفُ تَحتَهَا قَلْبٌ نَغِلْ
ضَرُورَةً ذَاكَ كَمَا عَاهَدَ مَنْ (6)*** عَاهَدَ مِنهم أَحمَداً ثُمَّ نَكل
ص: 251
1- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل ، قد تقرأ : بغل .
2- في المصدر والغدير : وتابعوه .
3- في الغدير والديوان : الفرقان .
4- في الغدير الغدير : فما لهم .
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ في نسخة (ألف) : الحرازات ، وفي نسخة (ب) : الخزازات ، والمثبت عن الديوان .
6- سقط من نسخة (ب) قوله : عاهدوا من .
العبدي (1) :
[مخمسة من المتقارب ]
وَلَيْتُكَ مَولايَ حَقَّ الوِلَا*** وعادَيتُ شَانِئَكَ الأَوَّلا
وَصَاحِبَهُ الأدلمَ الأَحوَلَا*** وَعَادَيتُ مِنْ بَعْدِهِ (2) نَعَثَلا
وَخَالَفتُ مِن ذَا وَذَاكَ العَذُو لَا (3)
إِذَا مَا رَأَى نَبْشَ قَبرَيهما*** وصَلْیهما فَوقَ جذعيهما
وَعايَنَ تَحرِيقَ جِسْمَيْهِما (4) *** وَنُودِي هناك بإسميهما (5) :
أَلَا إِنَّ هَذَين خَانَا الرَّسُولَا
***
ص: 252
1- اسم الشاعر مشوّش في نسختي الأصل ، وأثبتنا ما احتملناه منه ، والحق أنه : العبدي، إذ له تخميس سيرد قريباً على وزان هذا ، فلاحظ ، ولم أجد هذه الأبيات في مصدر ولا مجموعة شعرية .
2- لا توجد : بعده .. في نسخة (ب).
3- في نسختي الأصل العدولا. والعذول : اللائم صيغة مبالغة من عَذَلَهُ بمعنى لامَهُ . انظر : مجمع البحرين 422/5.. وغيره.
4- كذا هو الصواب والكلمة مشوشة في النسختين ، و ( جثميهما ) جاء نسخة بدل في نسخة (ألف).
5- ولعلّ الصواب : هنالك باسميهما - بدون همزة .
[ القسم الأول ]
[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]
[ باب ]
[ في المقدّمات ]
[فصل 28] : [في اللطائف والنكت]
ص: 253
فصل
في اللطائف والنكت
الباقر علیه السّلام ؛ في قوله تعالى :
«أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» «عليّاً والأئمة من ولده» «كَالمُفْسِدِينَ فِى الْأَرْضِ» «الأوّل، والثاني، والثالث.. وأتباعهم من الظلمة» «أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ» (1)
ص: 255
1- سورة ص (38): 28. أقول : جاء في تأويل الآيات الظاهرة 503/2 حديث 2 - ومثله في كنز جامع الفوائد : 264 - : بإسناده ... عن ابن عباس ، في قوله عزّ وجلّ: «أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» عليّ [علیه السّلام ] ، وحمزة ، وعبيدة «كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ» عتبة ، وشيبة ، والوليد «أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ» عليّ [علیه السّلام ] وأصحابه .. « كَالْفُجار فلان وأصحابه ..، وعنه في بحار الأنوار 7/24 ( باب 23 ) حديث 20، وأخرج قطعة منه في بحار الأنوار 79/41 ( باب 6) ذيل حديث 9، عن مناقب آل أبي طالب للمصنف رحمه الله 311/2 . وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمي له : 565 [ الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 234/2 ، وفي الطبعة المحققه 880/3 ذيل حديث 3] وعنه في بحار الأنوار602/31 ( باب (32) حدیث (45 ، وأيضاً عنه فيه 336/35 ( باب 13 ) ذیل حدیث 1، بإسناده ... عن الصادق - حين سئل عن الآية الكريمة - قال : «أمير المؤمنين [علیه السّلام ] وأصحابه » «كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ» « حبتر ، وزريق .. وأصحابهما «أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ» «أمير المؤمنين [علیه السّلام ] وأصحابه» كَالْفُجّارِ » « حبتر ، ودلام.. وأصحابهما ...
وروي (1) في قوله تعالى:«إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبى .. » : « يعني عليّاً والحسن والحسين صلوات الله عليهم»« وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ » (2) « يعني الثلاثة » .
ص: 256
1- هذا نقل بالمعنى مختصراً ، وقد دلّت عليه روايات كثيرة ، بل عقد شيخنا العلّامة المجلسي رحمه الله في بحاره 187/24 – 191 ( باب 52 ) ، في أنهم علیهم السّلام وولايتهم: 52)، .. العدل ، والمعروف والإحسان، والقسط ، والميزان ، وترك ولا يتهم ، وأعداؤهم الكفر ، والفسوق والعصيان، والفحشاء والمنكر والبغي .. وجاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي الله : 363 - 364 [ الطبعة الحجرية ، والحروفية ،388/1 ، وفي الطبعة المحققة 555/2 - 556 حديث 7] ذيل الآية الكريمة ، وفيه: «العدل : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمداً رسول الله والإحسان : أمير المؤمنين .. والفحشاء والمنكر والبغي : فلان ، وفلان ، وفلان»، وفيه جاء نسخة بدل : «الأوّل ، والثاني ، والثالث»، وفي نسخة أُخرى : « حبتر ، وزريق ، ونعثل » ، وكذا ورد بألفاظ متقاربة وطرق متعدّده في تفسير العياشي 267/2 - 268 حديث 59 ، وحديث 60، وحديث 62 ، وجاء مثله عنه صدر الحديث في تفسير البرهان 381/2 - 382 ، وقريب منه في تفسير فرات الكوفي : 83 [ وفي الطبعة المحققة : 236 - 237] حدیث 319 و 321، فراجع.
2- سورة النحل (16): 90
استفاض عن النبي صلی الله علیه و آله و سلّم (1)أنه قال: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة»، و «نحن أوّل الأُمة محاسبون» (2).
ص: 257
1- لم نجد ما رواه عنه صلی الله علیه و آله و سلّم خاصة، بل هو مروي عنهم علیهم السّلام عامة ، وبألفاظ متعدّدة ومتقاربة، خصوصاً: «نحن الأوّلون ..» ، و«نحن الآخرون ..» ، و « نحن السابقون .. » . لاحظ من طرقنا - مثلاً - : إرشاد القلوب 296/2 وصفحة : 418، وأمالي الشيخ الطوسي رحمه الله : 654 حدیث 1354 ، [ طبعة مؤسسة البعثه ، وفي الطبعة الحيدرية 2 / 267 - 268] ، وأمالي الشيخ المفيد : 3 - 7 ( المجلس الأوّل ) حديث 3، وبشارة المصطفى صلی الله علیه و آله و سلّم : 4 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة جامعة المدرسين : 21 - 23 (الجزء الأول) حديث 4] ، المسترشد للطبري رحمه الله : 324، وبصائر الدرجات : 62 - 63 ( الجزء الثاني ، باب (3) حديث 10 [ وفي الطبعة المحققة 1 / 134 - 135] ( باب 4 ) حديث 261 ، بل لاحظ كلّ روايات الباب، وكشف الغمة 11/1 ، وصفحة : 411 ، وكمال الدين 205/1.. وغيرها كثير جداً. بل قد أرسل هذا الخبر الشيخ المصنف الله في المناقب 269/3 بذلك إرسال المسلّمات من دون بيان إسناد له .
2- أورده الهندي في كتابه : كنز العمال 159/12 حدیث 34475[524/12 حديث 35718] ، والقرطبي في تفسيره 12/17 ، وابن كثير في تفسيره 240/4، والسيوطي في الدرّ المنثور 105/6.. وغيرهم في غيرها مما يرتبط بالمقام. بل روى العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 232/61 ( باب 81) ذيل الخاتمة ، عن مسلم والبخاري في كتابيهما بإسنادهما عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم قوله : « نحن الآخرون السابقون .. » .
وقال أمير المؤمنين ] علیه السّلام : «أنا أوّل من يحاسب في الدماء» (1) .
ص: 258
1- وقريب منه ما رواه السيّد ابن طاوس رحمه الله في كتابه . : سعد السعود : 102 - وعنه العلامة المجلسي رحمه الله في موسوعته الرائعة بحار الأنوار 312/19 - 313 (باب 10، غزوة بدر ) حديث 61 - في قول أمير المؤمنين : «أنا أوّل من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن » . وأورده ابن بطريقه في كتابه العمدة : 161 - 162 [ وفي طبعة: 311] عن كتاب البخاري، عن الحجاج بن منهال بإسناده عنه علیه السّلام .. ومثله جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 334/1 حديث 3 ، وقريب منه في كنز جامع الفوائد : 220 - وعنه في بحار الأنوار 128/36 ( باب (39) حديث 70 - وتفسير البرهان 81/3.. وغيرها . وقال العلّامة المجلسى طاب رمسه في بحاره 374/28: وقد روي من طرق كثيرة أنَّه علیه السّلام كان يقول : «أنا أوّل من يحشر للخصومة بين يدي الله يوم القيامة ». وقد جاء عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم قوله : « يا علي ! أعدّ خصومتك ، فإنّك مخاصم القيامة » ، كما في تفسير فرات الكوفي : 232 [ وفي الطبعة المحققة : 614 حديث 772]، وعنه في بحار الأنوار 79/28 ( باب 2) حدیث 39. و تكرّر في كتب العامة ؛ كما في كتاب البخاري 95/5 حديث 3965، و 123/6 حديث 4744 ، وعلل الدارقطني 4/ 100 ، ونيل الأوطار للشوكاني 86/8، وفتح الباري لابن حجر ،337/8 ، و تاریخ دمشق لابن عساكر 475/42 [وفي ترجمةأمير المؤمنين علیه السّلام من تاريخ دمشق 120/1 ، و 178/3 ].. وغيرها لغيرهم. ونصّت عليه جملة من التفاسير ، مثل : تفسير الفخر الرازي 21/23 ، تفسير الثعالبي 113/4، تفسير القرطبي 25/12 ، ورواه أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن : 144.. وغيره. وكذا جاء في كتب اللغة ك- : لسان العرب 132/14.. وغيره
فإذا كانت هذه الأُمّة أوّل أُمّة (1)تحاسب ..
وأوّل وقعة كانت بين الموحدين والمشركين يوم بدر..
وأوّل دم أهريق فيه : دم الوليد بن عتبة ..
أوّل من بارز عليّاً علیه السّلام .. فضربه على قرنه ضربة بدرت (2) منها عيناه ..
فأوّل جاثٍ للخصومة علي علیه السّلام (3)والوليد .. والنبيون والملائكة والحق والعدل من جهة .. وإبليس وجنوده من جهة .. فيحكم الله عزّ وجلّ لعلي علیه السّلام بالجنّة ولخصمه بالنار ، و (4) هو أوّل من يرد الجنّة ويورد خصمه النار (5) .
وإذا كان عند الحق مقدماً في الآخرة ، أيكون عن غيره مؤخّراً في الدنيا ؟ !
( بیت ) (6) : [ من الطويل]
لأَسْتَعْمِلَنَّ السَّيْفَ فِي كُلِّ مَارِقٍ***يَقُولُ: عَليٌّ آخِرٌ ! وَهُوَ أَوّلُ
ص: 259
1- لم ترد : أوّل أُمّة .. في نسخة (ب)، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
2- في المسترشد ندرت ، ويراد منها أنتها خرجت من موضعها .
3- زيد في المسترشد هنا: والنبيون والملائكة والحق والعدل من جهة، وإبليس وجنوده والمشركون من جهة ..
4- من قوله : بالجنة .. إلى هنا مطموس كلاً في نسخة (ب).
5- من قوله : فإذا كانت .. إلى هنا ، مع زيادة واختلاف يسير رواه الطبري في المسترشد : 324 - 325 .. وحكاه غيره في غيره.
6- جاء هذا البيت في المناقب للمصنف 61/3312/3] من دون عزو إلى شاعر .
سئل عن (1) الصندلي ، عن الخبر (2) : أصحابي كالنجوم .. فقال : وقال صلی الله علیه و آله و سلّم : «علىّ الشمس ونور الكواكب منها» (3) .
الأوّل ؛ قال : أقيلوني، والثاني ؛ قال : ايتوني (4) .. وعليّ علیه السّلام قال: «سلوني قبل أن تفقدوني».
[شاعر ] (5). [ من السريع ]
قَالَ : سَلُونِي (6) قَبلَ فَقْدِي وَذَا (7) *** إِبَانَةٌ عَنْ عِلْمِهِ البَاهِرِ
ص: 260
1- كذا ، والظاهر أن ( عن ) زائدة.
2- كذا ، والظاهر : خبر .
3- لم نجد رواية أو ما يقاربها عنه صلوات الله عليه وآله بهذا المعنى ، كما لم نعرف الصندلي هذا ، حيث هو مشترك بين كثيرين من المحدثين .. وغيرهم.
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وفيها معنى مبطن ، ولعلّها : أقيموني ، معنىً .
5- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة ، ولعلّها اسم الشاعر. اقول : لقد جاء البيتان في المناقب 50/2[319/1] منسوبين إلى (شاعر). هذا؛ وقد روى ابن شهر آشوب رحمه الله في المناقب - في هذا الباب - ، عن ابن حمّاد أنّه قال : [ من الكامل ] قلتُ : اسألوني قبل فقدي إنّ لي*** علماً وما فيكم له مُسْتَودَعُ وكذاك لو ثني الوِساد حكمت بال*** كتب التي فيها الشرائع تشرعُ
6- في المناقب: اسألوني.
7- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، ولعلّها : فذا، وما هنا من المناقب.
لو شئتُ أَخبَرتُ بِمَا (1) قَد مَضَى***وَمَا بَقِي فِي الزَّمَنِ الغَابِرِ
يروون : أنّ النبي صلی الله علیه و آله و سلّم سُئل : من يؤمّ القوم (2) إذا اجتمعوا ؟ فقال (عليه وآله السلام ) : «أقرؤهم لكتاب الله .. » (3) .. الخبر .
وقد أقررتم أنّ الأوّل لم يقرأ القرآن ولم يعلم ما فيه .. (4) ومن لم يعلمه كيف يكون فقيهاً ويعرف أحكامه ؟!
ص: 261
1- في المناقب : بمن ، بدلاً من : بما .
2- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل، ولعلّها : مؤم القوم
3- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل ،118/4 ، 121، 272/5 [ وفي طبعة أُخرى 52/3 ] .. وغيره . وفي كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة 20/4 عن عائشة ، عنه صلی الله علیه و آله و سلّم أنّه قال : « يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ؛ فإن كانوا في القراءة سواء فأصبحهم وجهاً». انظر : كتاب مسلم 133/2 ، وكتاب المعرفة والتاريخ للفسوي 239/1 - 242، وسنن ابن ماجة 314/1 ، وسنن الترمذي 149/1 ، وسنن النسائي 76/2.. وغيرها .
4- وما أظرف قول شيخنا العلّامة الأميني ه في غديره 103/7 - في هذا المقام -حيث قال : أما نبوغه في علم التفسير ؛ فلم يؤثر عنه في هذا العلم شيء يحفل ب-ه ، فدونك كتب التفسير والحديث ، فلا تكاد تجد فيها عنه ما يروي غلة صادٍ، أو ينجع طلبة طالب. نعم، يروى عنه أنّه شارك صاحبه - عمر بن الخطاب - في عدم المعرفة ( الأب ) الذي عرفه كلّ عربي صميم حتّى أعراب البادية .. إلى آخر ما قاله بمعنى طاب رمسه .
روى أبو وائل (1) : كانت عائشة وقت نزع الأوّل باكية ، فتمثّلت بقول حاتم (2) : [ من الطويل ]
لَعَمْرُكَ مَا يُعْني الثّرَاءُ (3) عَنِ الفَتَى ***إذَا خَرَجَتْ (4) يَوماً وَضَاقَ بها الصَّدْرُه(5)
ص: 262
1- راجع : كنز العمّال 534/12 حديث 35718، وتفسير الثعلبي 100/9، و تفسير السمعاني 241/5 ، وعبّر عنه ب- : الأثر المعروف .. وغيرها . وقريب منه ما جاء في عين العبرة : 8.
2- لا توجد كلمة : حاتم .. في نسخة (ألف).
3- في نسخة (ألف) : الشرا - بالإعجام - وفي نسخة (ب) : السرا - بدون الإعجام - وفي عين العبرة : الثراء ، وكذا في الغارات.
4- في عين العبرة والغارات ومغني المحتاج : إذا حشرجت .. وهو الصواب، ويراد منها الغرغرة عند الموت ، وتردد النفس ، لاحظ النهاية لابن الأثير 389/1.
5- ذكر ذلك إبراهيم الثقفي رحمه الله في كتابه : الغارات 742/2 هذا البيت ناسباً إياه إلى حاتم ، وقال : أراد النفس فأضمرها. وراجع ما جاء في الأمالي للسيّد المرتضى الله 63/4 ، وله على هامشه بيان ، وكذا في غريب الحديث 80/3 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 152/1 و 329 .. وغيرهما ، وفي الكل : [ من الطويل ] أماوى ما يُغْنِي الشراء عن الفتى***إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاق بها الصَّدْرُ وهو الصواب، حيث كان حاتم يخاطب زوجته بأبيات هذا منها، لاحظ دیوانه : 118.
فقال : يا بنية ! لا تقولي كذا، ولكن قولي : وجاءت سكرة الحق بالموت (1) ..! فغيّر الكتاب (2) !
وجهله في قوله [سبحانه ]: «وَفاكِهَةً وَأَبّاً » (3) ..!
أو [ ليس هو ] من يقول : أشهد بالله لقد ذاق محمّد الموت..؟! ولم يكن (4) زفر جمع القرآن (5) ..!!
وأفحم عن ( الذاريات ) و ( النازعات ) (6) ..
ص: 263
1- وهو تحريف من قوله عزّ اسمه في سورة ق ( 50 ) : 19 : « وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ» .
2- وانظر ما ذكره الراغب الإصفهاني في المحاضرات 434/4 من أنه كان يقرأ : وجاءت سكرة الحق بالموت.. إلى آخره .
3- سورة عبس (80): 31
4- لا توجد : يكن ، في نسخة (ب) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف)، وهو ظاهر .
5- رواه العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 191/30 - 192 (باب 20) حدیث 51، عن ثواب الأعمال، ولم نجده في ثواب الأعمال مع أن بحثنا فيه أكثر من مرة، بل جاء في كمال الدين 30/1 - 32.
6- وقاله - أيضاً - الشيخ البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 15/3، وزاد عليهما: (المرسلات ) .. ولعله كأكثر ما جاء في كتابه قد أُخذ من موسوعتنا هذه - ولم يشر لذلك إلا نادراً .
فهل يقاس من جهل (1) القرآن وحرفه (2)على فَتَى يَحكُم بين أهل (3) التوراة والزبور والإنجيل والقرآن ؟!
وفي تاريخ الأشراف (4) عن البلاذري : أنته كان عمر وعثمان يرسلان إلى عائشة؛ فيسألانها عن الشيء.
واختار النبي صلی الله علیه و آله و سلّم للتأمير على سرية .. فجعل يسأل (5) كل أحد عمّا (6) يعلم من القرآن .. فيقولون : كذا سورة ، فقال شاب : أنا أعرف سورة البقرة.. فأمره عليها، فقيل له في ذلك ، فقال : «معه سورة البقرة» (7) .
فيا عجباً ! النبي صلی الله علیه و آله و سلّم يجوّز أن يقدم على سرية إلا من كان أعلم، فكيف
ص: 264
1- سقط نسخة (ب) قوله : فهل يقاس من ، وفيها : أو من حرف.. بدلاً من: من فهل يقاس من جهل.. التي جاءت تصحيحاً نسخة (ألف)، وقد خطّ فيها على الجملة السالفة .
2- في نسخة (ب): حرقه .
3- لا توجد : أهل ، في نسخة (ب)، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف)، وهو الصواب إشارة الى حديث : «لو ثنيت لي الوسادة ..».
4- أنساب الأشراف 415/1 وجاء فيه : .. وكانت عائشة تفتي في عهد عمر وعثمان إلى أن ماتت ، وكان عمر وعثمان يرسلان إليها ؛ فيسألانها عن الشيء !!
5- لا توجد : يسأل .. في نسخة (ب).
6- لا توجد : عمّا .. في نسخة (ب).
7- راجع : تفسير الثعلبي 1 / 135 - 136 ، ومجمع البيان 74/1.. وغيرهما
يقدّم جماعة نحو هذا شأنهم ؟ !
الناشيء (1): [من الكامل ]
إنَّ المُقَلَّدَ لَم يَكُنْ ذَا خِبْرَةٍ*** بِعُشَيْرِ عُشْرِ عُشَيْرِ مَا [قد] قُلِّدَا
قَد سَاءَلُوهُ عَنِ اليَسيرِ فَلَمْ يُجِبْ*** فِيه جَوَاباً يُستَجَادُ وَلَا اهْتَدَى
ثُمَّ استَقَالَ فَعَنَّفُوهُ (2) فَنَصَّها*** في غَيرِهِ بَعدَ المَمَاتِ وأَكَدَا
إنَّ الإِمَامَةَ لَا تَتُم لِمَعْشَرٍ ***تَرَكُوا نَبِيَّهُمُ بِأَحْدٍ مُفْردًا
وجزع الأوّل عند الموت ، فقال : ليتني كنت (3) تبنة في لبنة ! وليتني لم أكُ شيئاً (4) !
ص: 265
1- لقد مرّ الحديث عن الشاعر وشعره في المقدّمة، وعن هذه القصيدة وما يلحقها ف- ما سبق ، فراجع .
2- هذا استظهاراً ، والكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): فعنقوه .
3- لا توجد : كنت ، في نسخة (ب)، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
4- انظر مثلاً : الصراط المستقيم 299/2 - بقوله : وقد اشتهر أنه قال:.. وزاد: أو شعرة في صدر مؤمن .
والثاني كان يأتي حذيفة بن اليمان ويسأله عن نفسه: أ [أنا] من المنافقين (1) ؟ ! وتارة إلى ابن عوف.
وشكّ الشعبي فيه ، فقال : إنّ الثاني كان يبكي من خطيئته (2) !
وقد رويتم : أنّ النّبي صلی الله علیه و آله و سلّم بشّر هما بالجنة ..!!
أفيكون (3) هذا القول ممّن بشّره الصادق عن ربّه الجليل... إلّا أن يكون هذا المبشّر (4) عنده كذاباً لا يُركن إلى قوله !
وقد قال أمير المؤمنين علي على منبر الكوفة (5) : «ما ينتظر أشقاها
ص: 266
1- كما حكي عن الباقلاني في التمهيد : 196 ، وابن أبي جمرة في بهجة النفوس 48/4، ونقله لنا شيخنا الأميني طاب ثراه في غديره 241/6. وقال : قال الغزالي في إحياء العلوم 129/1 : .. كان عمر بن الخطاب يسأل حذيفة عن نفسه، وأنته هل ذكر في المنافقين ، وهل هو منهم؟ وهل عدّه رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم] فيهم .. !! وانظر ما قاله ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 44/1، والفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ 769/2 . . وغيرهما في غيرها .
2- راجع : الرياض النضرة للمحب الطبري 373/2 ، وصفحة : 390، وكنز العمّال 693/3 حديث 8485.. وغيرهما .
3- كذا في نسخة (ألف) ، ولم ترد همزة الاستفهام في نسخة (ب).
4- الكلمة مطموسة في نسخة (ب) ، ولعلّها : المنذر ، كما جاء في نسخة (ألف) وقد خطّ عليه وصححت بما أثبتناه.
5- كما جاء في كتاب : الآحاد والمثاني 148/1 برقم 176، وكذا في الاستيعاب لابن عبد البر 1126/3، والكامل لابن الأثير في التاريخ 388/3، ومثله في نزهة الأبصار : 177 - 178 .. وغيره. وقد جاء في المسترشد : 366 ، وقريب منه في تلخيص الشافي 189/4، وكشف الغمة 1 / 200 ، والاحتجاج 207/1.. وغيرها.
أن يخضب هذه من هذه ! » (1).
وقوله لابن عباس (2) - وقد سأله عن امتناعه من الطعام - : «أُحبّ أن ألقى
ص: 267
1- وهي إشارة إلى ما رواه الثعلبي بإسناده في العرائس : 43.. وغيره بإسناده... عن النبی صلی الله علیه و آله و سلّم أنّه قال : « يا علي ! أتدري من أشقى الأولين ؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم . قال : عاقر الناقة . قال : أتدري من أشقى الآخرين ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : قاتلك » . وفي رواية: «أشقى الآخرين من يخضب هذه من هذه.. »، وأشار إلى لحيته ورأسه ، كما نقلها المصنّف رحمه الله في مناقبه 93/3 ، وعنه في بحار الأنوار 393/11 (باب 6 ) ذيل حديث 14 ، و 195/42 ( باب (126) حديث 13 عن العدد القويّة .. وفي العدد القوية : 237 ، وقد حكي عن الزهري أنه قال : كان أمير المؤمنين علیه السّلام يستبطئ القاتل فيقول : « متى يبعث أشقاها ؟ » ، وفي لفظ الأغاني 69/14 عنه علیه السّلام : «مايحبس أشقاها..؟!». وراجع : الكامل للمبرد 139/3 ، وصفحة : 177 ، وثمار القلوب: 80، والكني والأسماء ،804/2 ، ومقتل أميرالمؤمنين علیه السّلام لابن أبي الدنيا 35/1، وصفحة : 67، و تذكرة الخواص : 100 - 101 ، والصواعق المحرقة : 80.. وغيرها . وانظر : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 246/1 - 256 حيث جاء بألفاظ عديدة وعن مصادر متعدّدة.
2- كما قاله الطبري في المسترشد : 367.
ربي خميصاً».
وقوله - وقد ضربه ابن ملجم لعنه الله -: «فزت والله !
[ وقال للحسن علیه السّلام ] (1) : ما يرى أبوك سوءاً بعد هذا اليوم..».. وأشباه ذلك (2) . كشواذ بن إيلاس (3) :
[ من الرجز (4) ]
ص: 268
1- ما بين المعكوفين جاء في الصراط المستقيم 296/3.
2- ومقاله - صلوات الله عليه وآله - مشهور حين يقول: «فزت ورب الكعبة » .. ذكرتها العامة والخاصة .. فمن الأوّل ؛ ما رواه ابن حجر في الصواعق المحرقة : 80، وحكي عن الزرندي في نظم درّر السمطين : 137 .. وغيرهما . ومن الخاصة ؛ مصادر جمّة نظير : مناقب آل أبي طالب 385/1 [119/2]، و 312/395/3] ، الطرائف : 519 ، وهامش عوالي اللآلي 387/1، خصائص الأئمة للشريف رحمه الله الرضي الله : 63، شرح أصول الكافي للمازندراني 255/11، شرح الأخبار .442/2 وغيرها .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : إملاس، واسمه في معالم العلماء للمصنّف له : 149 - وعنه في أعيان الشيعة 29/9 - هو : كشواذ بن إيلاس السروجي، وعده من الشعراء المجاهرين . أقول : هذه الأبيات من أُرجوزة للشاعر الله أوردها شيخنا المصنّف طاب ثراه مبثوثة في هذا الكتاب في أكثر من (15) مورداً ، وسنشير لها ، ونرجع إلى ما هنا ، ولا نعرف لها مصدراً ناقلاً سوى كتابنا الحاضر.
4- أقول : كلّ ما كان على وزن ) مستفعلن مستفعلن مفعولن ) - كما هنا - عددناه من الرجز ، وإن كان كثيراً من العروضيين يعدونه من مشطور السريع؛ وذلك لأنه بالرجز أشبه من حيث النطق .. فلابد من ملاحظة ذلك في كلّ هذه الموسوعة.
طُوبَى لِقَومٍ يَعْبُدُونَ البَارِي ***وَيلٌ لِمَن أَطَاعَ شَيخَ الغَارِ (1)أَئمَّةٌ كَاذِبَةٌ فِي النَّارِ ***وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ كالقار
مِنَ الَّذِي يُصبحُ فِي السَّعِيرِ *** يَنْهَقُ فِي السَّعِيرِ كَالحَمِيرِ
يَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانا ***كَانَ خَلِيلاً مَارِداً شَيْطَانا
قَد كَرِهُوا لِسَادَتِي (2) إِفْضَالَهُمْ *** فَأَحْبَطَ اللَّهُ لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ
لمّا توفّي النبي (عليه و آله السلام) كانت ورثته فاطمة وعلي والعبّاس وكان [ل-] أسامة ولاء ، فلم يكن الولاء لفاطمة بالإجماع، ولا للعباس لقوله : « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيءٍ » (3) فلم يبق إلا علي[علیه السّلام] ، فالنّبيّ ( عليه و آله السلام) إذا كان أمّر أسامة عليهم .. كانوا مولى مولى عليّ علیه السّلام .
الحميري : (4) [من الكامل ]
ص: 269
1- في نسخة (ألف) : العار .
2- في نسخة (ألف): لسادة.
3- سورة الأنفال (8): 72.
4- لم أجد هذه الأبيات في الديوان المجموع باسم السيد الحميري له ، ولا نعرف له-ا مصدراً غير كتابنا هذا، نعم؛ بعد بحث مجد وجدت هذه الأبيات منسوبةً للجبري المصري ( 420 - 487 ه- ) ، ويقال له : ابن جبر .. حيث إنّ له غديرية مفصلة في نحو مائة بيت أوردها شيخنا الأميني الله في غديره 313/4 - 317، و - وحكاها - أيضاً - السيد الأمين الله في أعيان الشيعة 63/4[263/15] وسماه : جبر الجبري، وعدّ هذه القصيدة ( 74) بيتاً ، مطلعها : یا دارُ غادرني جديد بلاكِ ***رث الجديد فهل رثيتِ لذاكِ [ من الكامل ] وقد نقلها السيد الأمين رحمه الله عن مجموعة نفيسة مخطوطة مكتوبة في القرون الوسطى، ولم تكن هذه الأبيات الأربعة منها ، ولا نعرف عن الشاعر الجبريّ ترجمة .
يَاتَيمُ تَيَّمَكِ الهَوَى فَتَبِعْتِهِ (1) *** وَعَنِ البَصِيرَةِ يَا عَدِيُّ عَدَاكِ
و مَنَعتِ (2) آلَ المُصطَفَى ميراثه (3) *** وَوَلِيتِهِ ظُلْماً فَمَنْ والاكِ (4) ؟
وبَسَطْتِ أَيدِي عَبدِ شَمسٍ فَاعتَدَت (5) *** بِالظُّلْمِ جَارِيَةً عَلَى مَغْناكِ
ص: 270
1- في المصادر : فأطعته ، بدلاً من : فتبعته .
2- قد تقرأ في نسخة (ب) وجمعت .
3- الكلمة مشوشة جدّاً في نسخة (ب) قد تقرأ : ولويه ، فأثبتناه من نسخة (ألف). وقد جاء صدر البيت في المصادر ومنعت إرث المصطفى وتراثه .
4- كذا ؛ ولعلّها : ولاك ، وقد وجدتها كذلك في الغدير .
5- الكلمة غير منقوطة في نسخة (ب) ، وقد تقرأ في نسخة (ألف): فاغتدب.
لَا تَحْسَبنُ (1)لكِ تَوبَةً مِمَّا جَرَى (2) *** وَاللهِ مَا قَتَلَ الحُسَيْنَ سِوَاكِ
رجل مات وترك أقرباء وبعداء.. المال يصل إلى البعداء، ولا يصل إلى الأقرباء ؟!..
رجل مات وترك ولداً وغلاماً .. وتَرِكَته شجرة؛ فكيف يكون (3) الميراث ؟!
الولد : فاطمة .
والغلام : أبو بكر !
والشجرة : المنبر !
البشنوي (4) : [ من الوافر ]
وَمَا شَقِيَتْ بِنَاقَتِها تَمُودٌ ***كَمَا تَاهَتْ قُرَيْشٌ فِي شَفَاهَا
وَلا صَقَت (5) القَلُوصِ عَلَى المَجَارِي*** بأَكْثَرَ مِن بَنِي الزَّهرَاءِ جَاهَا
وَمَا انفَرَدَتْ بِذلك عبدُ شَمس ***فَتَيْمٌ مَعْ عَدِيٌّ أَسَّسَاهَا
ص: 271
1- كذا؛ والأولى : لا تحسبي .
2- جاء صدر البيت في الغدير : لا تحسبيك بريئة مما جرى .
3- لم ترد كلمة (يكون) في نسخة (ب).
4- هذه القصيدة لعلّها من متفردات موسوعتنا هذه ؛ إذ لم أجد لها مصدراً سوى هذه الموسوعة.
5- كذا والظاهر : سَفّى ، أو سُقْيا.
هُمَا جَحَدًا الوِلَاءَ بِدَوْحٍ خُمّ ***وَوِزْرُ الحَرب يُجْرِمُ (1)مَنْ جَنَاهَا
وحازا (2)حَقَّ ذِي القُربَى عِناداً*** لِمَا الرَّحْمَنُ أَوْجَبَهُ شِفَاهَا (3)
ونِحْلَةً (4) فَاطِمٍ غَصَبَا وَرَدَّا ***شَهَادَةَ أُمِّ أَيْمَنَ غَاصِبَاهَا (5)
قوله تعالى :« لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» (6) .
فالظالم من أشرك بالله وذبح للأصنام، وقريش والعرب قد أشركوا وذبحوا ماخلا عليّاً علیه السلام ، فإنّه نشأ في حجر النبي (عليه وآله السلام)..
فلا تجوز إمامة من أشرك بالله ؛ فكيف حال من ذهب أكثر عمره فيه ؟ !
القرانية (7): [ من الطويل ]
ص: 272
1- في نسخة (ألف): يحرم .
2- قد تقرأ في نسخة (ألف): جارا.
3- في نسخة (ب): سفاها .
4- هذه الكلمة بياض في نسخة (ب)، وما أُثبت من نسخة (ألف)، وقد يراد منها : إرث ، أو ما في معناها .
5- في نسختى الأصل : عاصباها ، والظاهر ما أثبتناه ، ويراد بها : غاصبا النّحلة .
6- سورة البقرة ( 2 ) : 124 .
7- قد تقرأ فى نسخة (ألف) : القرآنية - بالمدة - ، ولعلّه : العرانية. أقول : هو الاسم الآخر لقصيدة ابن علويّة الإصفهاني الله المعروفة ب- : المحبرة ، وقد سلف الحديث عنها مفصلاً.
أبِالسَّبْقِ إسلاماً عليَّ احْتَجَجْتُما ؟!*** نَعَمْ بَعْدَ كُفْرٍ قَبْلَهُ بِأَوَانِ !
تَقَضَى بِهِ عُمْراهُما ثُمَّ أَسْلَمَا ***لَهُ وهُمَا لِلكُفْرِ مُكْتَهلان (1)
وَمِنْ قَبْلُ لِلعُزَّى وللاتِ صَلَّيًا ***مِنَ الجَهل واسْتَهواهُما الصَّنمانِ
وَهذَا عَلَيَّ كَانَ مُذْ كَانَ طَاهِراً ***فَهَلْ يَتَسَاوَى الطُّهْرُ والنَّحِسَانِ ؟ !
قوله تعالى:« إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ .. » (2) الآية ..
والمنادي (3) هو : الأقرع بن حابس التميمي (4) .. فكيف حال من دخل داره ؟!
ص: 273
1- قد تقرأ الكلمة في (ب): مكهملان.
2- سورة الحجرات (49) : 4 .
3- في نسخة (ب): والمناجي.
4- في نسختي الأصل التيمي، والصحيح ما أثبتناه، كما في الاستيعاب لابن عبدالبرّ 103/1 ، وقد ترجمه التفرشي في نقد الرجال 243/1 برقم 590. وقال : أبو بحر، وهو المنادي من وراء الحجرات، ويعد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله : 7 برقم 61[ الحيدرية ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 26 برقم 59]. راجع : كنز العمال 408/2 حديث 4373، و 810/3 رقم 8832. إلا أنّ الذي جاء في كتاب البخاري 171/6) كتاب التفسير) حديث 4845، وصفحة : 172 حديث 4847 ، وكذا فى 120/9 ) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة) حديث 7302 : إنّ أبا بكر وعمر رفعها أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت الآية في مذمّتهما ، حتى قال ابن أبي مليكة كاد الخيّران أن يهلكا .. أبو بكر وعمر .. أقول : قد صرّحت كتب التفسير أن المنادي هو : الأقرع. راجع مثلاً : البرهان للزركشي 221/2 ، والإتقان للسيوطي 401/2.. وغيرهما. وإن كان قد جاء مصحفاً في تفسير نور الثقلين 720/1 بعنوان : التيمي ، وكذا في تفسير البغوي 99/2 .. وغيرهما.
وضرب ابنته ؟ ! وغصب ملكه ؟ !
ابن حماد (1) : [من الكامل ]
وفَرَضْتَ في (2) يوم الغَدِيرِ وِلاءَهُ ***فَتَقَبَّلُوا مَا قُلتَ بالإقرار
حَتَّى إِذَا مَا غِبْتَ عَنهُمْ بَدَّلُوا*** إقرارَهُمْ بِالأَمْسِ بِالإِنكَارِ
غَصَبُوا أَخَاكَ مَكَانَهُ طَلَبَا (3) لِمَا***قَدْ كَانَ أَسْلَفَهُمْ مِنَ الإقرار (4)
ص: 274
1- لم أجد لهذه القصيدة مصدراً ، وقد سلف الحديث عن رائيات ابن حماد قريباً ،فراجع ، ويظهر منها أنّه يخاطب بها رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم .
2- لم ترد (في) في نسخة (ب).
3- في نسخة (ألف) : ظلماً .
4- في هامش نسخة (ألف) : خ . ل : الأوتار - بلا إعجام - .
وابتزّ إرْثَكَ (1) دُونَ بنتِكَ بعضُهُمْ*** وأَتَى ليُحْرِقَ (2) بَيتَها (3)بِالنَّارِ
وَثَوَى بَنُوكَ مُقَتِّلِينَ عَلى الظَّما*** ومُرَدَّدي (4)الأوطَانِ فِي الأَقطَارِ
وسَبُوا بَناتَكَ كَالإِمَاءِ حَوَاسِراً ***ذللاً يُطَافُ بِهِنَّ فِي الأمصَارِ
أُتَرَى جَزَاءَكَ مِنْهُمُ هَذَا بِمَا ***أَنقذتَهُمْ مِن غَيَّ جُرْفٍ هَارِ ؟!
أبْرًا إلى اللهِ المُهَيمنِ مِنْهُمُ ***وَإليكَ فِي جَهْرِي وَفِي إِضمَارِي
قوله تعالى:«وَأَضَلَّهُمُ السّامِري» (5) ضلّ سبعون ألفاً بخُوار عجل جسد (6)،
ص: 275
1- الكلمتان مشوشتان جداً في نسخة (ب) للإهمال وعدم التنقيط .
2- في نسخة (ب) : لتحرق .
3- في نسخة (ألف): نبتها ، ولها معنى .
4- كذا استظهاراً ، ففي نسخة (ب) مردي، وفي نسخة (ألف) : مشرّدو ..
5- سورة طه ( 20 ) : 85
6- كما صرّح بذلك عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره 62/2 ، [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 644/2 - 646 ذيل حديث 8].
ولم يقدر هارون (1) على منعهم عن عبادته وحبّه ، فكيف يقوى علىّ علیه السّلام القوم ؟ !
وقال تعالى:«رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلانَا ..» (2) ..
باعوا أديانهم بخوار عجل:«وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ» (3) فجاء في حقهم : « فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ .. » (4)..
ص: 276
1- في نسخة (ب) : ولم يقدرون على ، وما أثبتناه من نسخة (ألف).
2- سورة فصلت (41): 29 أقول : جاء في حديث سورة بن كليب ، عن أبي عبد الله علیه السّلام - ذيل الآية الكريمة - قوله علیه السّلام - كما في تأويل الآيات الظاهرة 535/2 حديث 6- : « يا سورة! هما والله .. هما » ، يقولها ثلاثاً ، ثمّ قال : توجيه هذا التأويل.. يعني أنتهما المضلّان اللذان أضلّا الخلق من الجن والإنس. وفي الحديث الذي قبله [برقم 5] قال علیه السّلام : « هما .. هما » ، ثمّ قال : « وكان فلان شيطاناً » .. ولاحظ : روايات الباب هناك فيما قبلها وبعدها .
3- سورة البقرة (2) : 93 . راجع : التفسير المنسوب للإمام العسكري : 425 - 427 حديث 291 [ الطبعة المحققة ] ، وعنه في بحار الأنوار 238/13 ( باب 7) حدیث 48 .
4- سوره البقرة ( 2 ) : 54 . أقول : كذا جاء ؛ ولعلّه يريد الآية التي بعد السالفة : «قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً ..» [ سورة البقرة (2) : 94 - 95 ] . ولاحظ ما جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 54/1 - 55 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 86/1 ذيل حديث 16 ، وفي الطبعة الحجرية : 46] ، وأورده عنه العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 186/9 ( باب (1) حدیث 15، و 208/13 باب (7) حدیث 1. قال : أي أحبّوا العجل حتّى عبدوه ، ثمّ قالوا: نحن أولياء الله - فقال الله عزّ وجلّ: إن كنتم أولياء الله - كما تقولون - «فَتَمَنَّوا المَوْتَ ..» لأن في التوراة مكتوب: أنّ أولياء الله يتمنون الموت ولا يرهبونه .
وجمع هؤلاء بخوار أعجال (1) في السقيفة ، وصدوا عن سواء السبيل (2) .
وجاء في حقهم : «قُل هَل تُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً» (3) .
الناشئ (4) : [من الكامل ]
ص: 277
1- العبارة مطموسة جداً في نسخة (ب)، وما ورد من نسخة (ألف).
2- راجع : التفسير المنسوب للإمام العسكري الله : 254 - 255 حديث 124.
3- سورة الكهف ( 18 ) : 103 . لاحظ : تفسير العياشي 352/2 حديث 89 و 90. وكذا في بحار الأنوار 2 /298 ( باب (34) حديث 23 عن تفسير القمي 46/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 2 / 622 - 623 حديث 13 ] .. وغيرهما. وأيضاً ؛ راجع في تفسير الآية الكريمة ما رواه البخاري في غزوة بني قريظة كتابه 7/6 ، وما جاء في تفسير الطبري 465/14 ، وصفحة : 542 .. وغيرهما.
4- هذه القصيدة في مدح مولانا أميرالمؤمنين علیه السّلام وأهل البيت علیهم السّلام وذكر مثالب أعدائهم تحدثنا عنها مفصلاً سابقاً ، فراجع
لَم يَحْضُرُوا دَفْنَ النَّبِيِّ وغُسْلَه*** إذ ذَلَّلُوا سَعْداً وكانَ مُسَدَّدا
قَدْ كَانَ مِن حَقٌّ النبي عَليهِمُ*** مِنْ قَبل (1) يَسْكُنُ قَبرَهُ أَنْ يُقْصَدا
مَنعُوا عَليّاً - وَهُوَ يَغْسِلُ جسمَهُ -*** من أن يُعانَ عَلى النَّبِيِّ ويُعْضَدا
قوله تعالى: «إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ» (2) .
شبه التدبير (3) بنهيق الحمير ؛ لأنّ نهيقه لشهوة ، أو لجلف (4) ، أو لعلف ، أو لخصم (5) .. وهؤلاء رفعوا أصواتهم في السقيفة؛ لحرصهم على الدنيا، وغضبهم على علىّ علیه السّلام وحربهم مع الحق ..
ص: 278
1- في نسختي الأصل هنا ( أن ) وظاهرها أنتها زائدة.
2- سورة لقمان (31): 19
3- كذا استظهاراً ، وإلا فالكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ في نسخة (ب): البدير ، وفي نسخة (ألف) : الندير ، وجاء عليها (كذا).
4- الكلمة مشوشة جدّاً ، تُقرأ في نسخة (ب) : احلف .
5- في نسخة (ألف) : لجضم .وقيل : الحُضُم من الرجال : الكثير و الأكل ، كما جاء في تهذيب اللغة 297/10. ولاحظ ما قال ابن منظور في لسان العرب 437/7: الحظ والجواظ : الطويل الجسيم ، الأكول الشروب ..
قال الله تعالى: «كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» (1).
قوله تعالى:«وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلَّفُوا ..» (2) .. وهم : كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع (3) .. وهلال (4) بن أُميّة في خلفة (5)واحدة هذا العتاب (6) ، فكيف حال ثلاثة لم يتقدّموا قطّ ؛ بل انهزموا فی بدر وخيبر وحنين والأحزاب ؟!.. (7) .
واعجباً ! تخلّفوا عن الحروب وتقدّموا في الملك !!
سدّ أبوابهم عن المسجد ؛ فكانوا بمنزلة الجنب أو الحائض [آ] و المشرك «إلا عابِرِي سَبِيلِ حَتَّى تَغْتَسِلُوا..» (8)
ص: 279
1- سورة الجمعة (62) : 5 .
2- سورة التوبة ( 9 ) : 118.
3- كذا ؛ وقيل : مرارة بن ربيعة ، كما في الاستيعاب 1382/3 - 1383 ، وفي المناقب 211/1: مرار بن ربيعة ، وفي بعض المصادر (الربيع ) كما في الإصابة 2570/5، وفي بحار الأنوار 237/21 ( باب (29) ذیل حدیث 23 ، وكذا في تفسير العياشي 115/2 حديث 151.. وغيرهما ، وفي التبيان : فزارة بن ربيعة .
4- في نسختي الأصل : هليل ، ولعلّه نوع من كتابة الكلمة قديماً !
5- في نسخة (ألف): وقعة .
6- انظر الواقعة في بحار الأنوار 202/21 - 204 ( باب (29) تحت عنوان : أقول ..
7- أقول : للآية الكريمة تأويل خاصّ ، جاء في تفسير العياشي رحمه الله 115/2 حديث 152 ، وعنه في تفسير البرهان 169/2 ، وتفسير الصافي 737/1.. وغيرهما.
8- سورة النساء (4) : 43 .
إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ (1) .
الأوّل إن بات ثلاث ليال في الغار ، فقد بات عليّ علیه السّلام على فراشه ليلة الغار، وبات (2) في الشعب ثلاث (3) سنين في رواية ابن سيرين ، وأربع سنين في روايات كثيرة (4) .
ص: 280
1- سورة التوبة ( 9 ) : 28 .
2- الكلمة بياض في نسخة (ب).
3- في نسختي الأصل : ثمانية ! والصحيح ما أثبتناه.
4- كما جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمّي : 355[ من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 377/1 - 380 ، وفي الطبعة المحققة 540/2 - 543] ذيل قوله عز من قائل: «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ ..» [سورة الحجر (15) : 94 ] . ومثله رواه الشيخ الطبرسي رحمه الله في كتابه إعلام الورى : 50 - 51 [ وفي طبعة: 32 - 33 ، وفي الطبعة المحققة 106/1].. وغيرهما. وقد أورد المصنف رحمه الله في مناقبه 150/1 - 151 عدة أقوال ، وكذا في الاحتجاج للطبرسي له : 113 [314/1 - 335 من طبعة النجف الأشرف، وفي طبعة 336/1 - 340] في احتجاج اليهودي على أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، وفيه : ثلاث سنين . كما وقد أورد في العدد القوية : 119 قولاً آخر. ولاحظ تاريخ نبينا صلی الله علیه و آله و سلّم من كتاب بحار الأنوار 1/19 - 7 ( الباب الخامس)، حيث ذكر عدة روايات في دخوله صلی الله علیه و آله و سلّم الشعب وما جرى بعده إلى الهجرة .. وغيرها .
وبان للنبي صلی الله علیه و آله و سلّم أثر جزعه (1) ، حتّى قال : «لا تَحْزَنْ.. » (2)!
وبيتوتة عليّ [علیه السّلام ] على فراشه وقاية لنفسه وهو على خطر.
ابن حماد (3) :
[ من المنسرح ]
عَبَدَتْ هَارُوتَ (4) لِلشَّقاء (5)وها*** مَانَ وَقَارُونَ مِن عَمَيَّ وَغَبَا (6)
هُمُ الثَّلَاتُ الَّذِي أَعَدَّهُمُ ال***-لَّهُ وَقُودَاً لِنارِهِ حَطَبًا
قوله تعالى : إنَّ اللهَ اصْطَفى .. (7)الآية .
ص: 281
1- كذا جاء في نسخة (ألف)، وما جاء في نسخة (ب) هو : وكان النبي صلی الله علیه و آله و سلّم من حضوره وإبرام وبلية .. وقد خطّ عليه في نسخة (ألف) ، وكأنته تصحيح للنسخة، وجاء بدلاً منه ما ذكرناه ، والعبارة أعجمية اللفظ عربية المعنى !
2- سورة التوبة ( 9 ) : 40 .
3- لم ترد هذه الأبيات فيما عندنا من مصادر شعرية لشاعرنا له ، ولا نعرف لها مصدراً، وإن جاءت قصائد وأبيات كثيرة له في المناقب وغيرها على وزان هذه القصيدة، وقد مرّ الحديث عن بعضها وسيأتي .
4- كذا ؛ ولو كانت الكلمة ( فرعون ) لكان المعنى أتم ومطابقاً للروايات.
5- في نسختي الأصل : فأشقى ، وعليه فلا يستقيم الوزن هنا ، وما أُثبت يتم به الوزن والمعنى .
6- البيت جاء في نسختي الأصل مشوشاً يُقرأ آخره وقارون من عمر وعبا.. وما هنا استظهار من الأصل والمعنى .
7- سورة آل عمران (3) : 33.
فقال في آدم [علیه السّلام ] : «اسْجُدُوا لِآدَمَ .. » (1) .
وفي نوح ]: [علیه السّلام ] «يا نُوحُ اهْبِطَ بِسَلامِ مِنا» (2) .
وفي إبراهيم [علیه السّلام ]: «يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْرَاهِيمَ » (3) .
وفي موسى [علیه السّلام ]: « وَأَنَا اخْتَرْتُكَ ..» (4) يا موسى .
وفي عيسى [علیه السّلام ]: «إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الكِتابَ ..» (5) .
وفي محمد [صلی الله علیه وآله وسلم ]: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (6) .
وفي عليّ [علیه السّلام ] : (إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُه .. (7) الآية ..
فصار لكل واحد عدو وحاسد..
قوله: « وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٌّ عَدُوّاً ..» (8)
ص: 282
1- سورة البقرة ( 2 ) : 34 وانظر : سورة الأعراف (7) 11 ، وسورة الإسراء (17): 61، وسورة الكهف ( 18 ) : 50 ، وسورة طه ( 20 ) : 116 .
2- سورة هود (11): 48
3- سورة الأنبياء (21) : 69 .
4- سورة طه ( 20 ) : 13.
5- سورة مريم (19): 30.
6- سورة الحجر (15): 72
7- سورة المائدة ( 5 ) : 55 .
8- سورة الأنعام (6) : 112.
فخاصم إبليس آدم [علیه السّلام ]: «وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ» (1).
وقوم نوح [علیه السّلام ] جاهروه: «وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِي» (2) .
وخاصم نمرود إبراهيم [علیه السّلام ]: « وَأَرادوا بهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الأَخْسَرِينَ » (3) وخاصم فرعون موسى :« ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ »(4) ،« وأَنْجَيْنَا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ ..» (5) .
وخاصم أبو جهل المصطفى [ ] فبطل وسَمُجَ ذكره: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه .. ) (6) .
وخاصم الجماعة عليّاً [علیه السّلام]: « وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ» (7) .
الحسن الدوريستي (8) : [من الطویل]
ص: 283
1- سورة البقرة ( 2 ) : 34 ، وانظر : سورة ص (38): 74.
2- سورة هود (11): 44.
3- سورة الأنبياء (21): 70.
4- سورة الشعراء (26) : 66 .
5- سورة الشعراء ( 26 ) : 65 ، بتقديم وتأخير.
6- سورة التوبة ( 9 ) : 33 ، وانظر : سورة الفتح (48) : 28 ، وسورة الصف (61): 9 .
7- سورة القصص (28): 41.
8- في نسختي الأصل: الدويرستي، وهي محرفة عن : الدوريستي، وهو ابن جعفر بن محمد بن موسى الرازي، وهو من أحفاد حذيفة بن اليمان ، ومرّت ترجمته في المقدّمة، ولم أجد هذه الأبيات فيما بيدي من مصادر.
أَرَانِي إِذَا أَرْسَلْتُ رِيحَاً مُرِيحَةٌ*** تَدَخرَجُ مِن ذِي قُنَّبِيطٍ
(1) وعُنْصُل (2)
إِذَا انْحَدَرَتْ فِي أَسْفَلِ البَطْنِ قَرْقَرَتْ (3) *** كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ (4) مِنْ عَلِ (5)
ذكَرتُ بِها فِي الحَالِ غَيْرَ مُقَصِّر*** مَسَاوِي عتيق والدُّلَامِ ونَعْثَلِ
أنَا الطَّاعِنُ الزَّارِي (6) عَلَيهِمْ دِيَانَةٌ*** أَنَا المُقْتَدي بِالطَّاهِرِينَ بَنِي عَلِي
ص: 284
1- القُنّبيط : أغلظ أنواع الكرنب ، وهو القَرْنَبيطُ بلغة مصر . وراجع : تاج العروس 392/10 مادة (قنبط). أقول : وهو الذي نسميه في العراق : القِرنابيط .
2- العنصل : نوع من الخضار كأنته البصل ، كما في كتاب العين 2 /338، ولسان العرب 480/11 ، وتاج العروس 527/15 .. وغيرها .
3- الكلمة مطموسة في نسخة (ب).
4- في نسخة (ب) : الرحل .. بدل : السيل .
5- العجز مضمّن من معلقة امرئ القيس المشهورة.
6- في نسخة (ب): الداري ، وفي نسخة (ألف) الذاري، وما هنا استظهار، ويراد منه هنا : الناقم ، الغاضب المنتقد . وعن أبي عمرو : الزاري على الانسان الذي لا يعدّه شيئاً وينكر عليه فعله ، كما في لسان العرب 356/14 ، والإزراء : هو التهاون بالشيء ، كما في العين 381/7، وزرى عليه إذا عاب عليه ، كما في مجمع البحرين 203/1.
قوله تعالى: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي» (1) فأعرضوا عن ولي الله ، وهو الذكر ؛ لقوله : « فَاسْئلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ» (2) ، ولقوله .. ذِكْراً * رَسُولاً .. (3) .
قوله تعالى: « وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمْ ..» (4) الآية .
فالزوجة بالظهار (5) لا تصير امّاً ، والدعيّ بالتبنّي (6) لايصير ابناً، فالمعني (7) المدّعى كيف يكون إماماً ..؟!
«ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ» فى اختياركم .. «وَاللهُ يَقُولُ الحَقَّ» (8) النص ؛ وقال النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم : «عليّ مع الحق » .
ص: 285
1- سورة طه (20) : 124.
2- سورة النحل (16) : 43 ، وانظر : سورة الأنبياء (21): 7.
3- سورة الطلاق ( 65) : 10 - 11 .
4- سورة الأحزاب (33) : 4 .
5- في نسخة (ألف) : بالظاهر .
6- لا توجد الكلمة في نسخة (ب)، وجاءت تصحيحاً في هامش نسخة (ألف).
7- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، ولعلّها تُقرأ في نسخة (ب) : فالعني! وقد تقر نسخة (ألف) : فالغيي - بدون نقطة الياء - أو : فالعي ، ولعلّها : فالغبي .
8- سورة الأحزاب (33) : 4 .
286
«وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ» (1) يعني قوله : « قُلْ هذِهِ سَبِيلي ..» (2).
وقال النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم : « من انتسب إلى غير أبيه .. أو (3) انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله ) (4) .
وهؤلاء نحّوا (5) بني هاشم وبني عبد المطلب ، وقدّموا تيماً وعديّاً على بني هاشم !!
البرقى (6) : [من الطويل ]
فَيَا عَجَباً مِن أُمَّةٍ عَدَلتْ بِهِ ***سِوَاهُ وأحفَتْ (7) لِلنبيِّ اتِّهَامَها
ص: 286
1- سورة الأحزاب (33) : 4 .
2- سورة يوسف (12) : 108 .
3- في نسخة (ب) : إذ ، بدلاً من : أو .
4- وجاء عنهم علیهم السّلام-كما في وصية الإمام الكاظم علیه السّلام لهشام بن الحكم، والتي أوردها العلامة رحمه الله في بحار الأنوار 143/1 ) باب (4) ذیل حدیث 30 عن تحف العقول - : «.. ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على نبيه محمدصلی الله علیه و آله و سلّم ... ». وقد قيل : يراد منه المُعْتَق الذي انتسب إلى غير مُعْتِقِه ، أو ذو النسب الذي تبرأ من نسبه ، أو الموالي في الدين من الأئمة المؤمنين ؛ بأن يجعل غيرهم ولياً له ويتخذه إماماً ..
5- في نسخة (ب): نجو.
6- مرت ترجمة شاعرنا في المقدّمة، ولا نعرف له ديواناً ولا مجموعة شعرية تحوي قصائده ، وأدرجنا كلّ ما وجدنا له ضمناً.
7- كذا ؛ ولعلّها : أخفت .
وَلَولاهُ مَا زَكَّى الإِلهُ صَلاتَها***وَلَا قَبِلَ الرَّحْمَنُ مِنها صِيَامَها
يُحَبِّبُ (1) مِصْبَاحَ الهُدَى وَبِأَمرٍ مَن***يُراكبُ مِنْ جَهْلٍ عَلَيَّ ظَلَامَها
وَإِلَّا فَقَدْ أدَّى (2) إِليها نَبيُّها (3) *** وَعَرَّفَهَا فِي كُلِّ عَصْرٍ إِمَامَها
وَلَو (4) قَلَّدَتْ مَنْ قَلَّدَ اللهُ أَمْرَها*** لَمَا سَامَها بِالخَسْفِ (5) مَنْ كَانَ سَامَها
ولَو وَلَّتِ الأَحكامَ وَاليَ دِينِها *** إذاً لا نبرى (6) يَهْدِي (7) هُنَاكَ انتِظامَها
ص: 287
1- كذا؛ والظاهر أنتها : تُخَيِّبُ ، والضمير يعود للأُمة المذكورة في البيت الأول.
2- في نسخة (ب): أدنى.
3- في نسخة (ب): بنتها .
4- في نسخة (ب): وقد
5- هذا استظهار ؛ وقد تقرأ في نسختي الأصل بالخيف.
6- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل ، كذا استظهرنا منها ، وقد تقرأ في (ألف): لا ينوي ، وفي نسخة (ب) : لاستوى .. وشبه ذلك .
7- في نسختي الأصل : يهديها - بدون تنقيط - والعجز كلّاً مشوش ، وفيه: إذاً لاستوى يهديها وانتظامها .. وما أُثبت تخمين وأقرب شيء للصحة .
ولكنْ عَتَتْ (1) عَن أمرٍ ذِي العرش واعتَدَتْ ***فَخَلَّى عَلَيْهَا لِلشَّقَاءِ (2) وطَغَامَها (3)
من ولد في الكعبة (4) .. وهو ساجد ، وقتل في المسجد.. وهو ساجد، ولم يعص الله بين السجدتين بطرفة عين ، كيف يُساوى مع من أشرك [ الله ] أربعين سنة ؟ !
النحاة قدّموا الاسم على الفعل والحرف؛ لائتلافه معهما ، فكأنه الأفضل، فعليّ [علیه السّلام ] يؤخر ؛ لائتلافه مع النبي [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] وَبَينَه وبَينه نسب، وفضله على الأقران، واقترانه مع القرآن:
«إنّي تارك فيكم الثقلين .. » .
ص: 288
1- الكلمة في النسختين مشوشة جدّاً، أثبت ما أمكن قراءته منها استظهاراً .
2- كذا استظهاراً ، وفي نسخة (ألف) : للسقاء، وهي مشوشة في نسخة (ب)، وقد تقرأ: للطقا ، وعلى كلّ المعنى غير واضح.
3- في نسختي الأصل : للشقا وطغامها، والصواب ما أثبتناه .
4- مولده في الكعبة أمر مجمع عليه عند الخاصة، معترف به عند بعض العامة ، الملا وقد استوفى حقه شيخنا المؤرخ العلامة الأردوآبادي في كتابه ( عليّ علیه السّلام وليد الكعبة ) وذكره في كتاب العلل لمحمّد بن علي بن إبراهيم - كما حكاه عنه العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار (370/99 باب (64 حديث 9 - وقد جاء في الزيارات ( والأدعية كثيراً. راجع أيضاً : روضة الواعظين: 71 - 72.. وغيرها .
سُنْعُ (1) أسامي (2) العرب (3) ؛ يدلّ عليه (4) قوله (5) : « لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً» (6) .
وقال أبو نواس ] (7) : [ من الكامل ]
شُنْعِ الأَسَامِي مُسبِلِي أُزُُرٍ (8) *** حُمْرٍ تَمَسُّ الأَرضَ بالهُدُبِ (9)
ص: 289
1- كذا ؛ والظاهر : شُنْع ؛ جمع أشنع ، بمعنى الأسامي شنيعة ، ومنه : اسم شنيع ، وهو القبيح ، انظر : لسان العرب 186/8) مادة (شنع) ، وفي العين 257/1 ، ومجمع البحرين 355/4 ، وتاج العروس 255/11.. وغيرهم.
2- في نسختي الأصل الأسامي.
3- كذا ؛ والمراد واضح ، والألفاظ قاصرة، فتدبر ، ولعلّه : الغرب.
4- في نسختي الأصل : على .
5- عبارة ربيع الأبرار 349/2 هي : ويشهد لفضل غرابة الاسم قوله تعالى .. إلى آخره.
6- سورة مريم (19): 7.
7- سقط ما بين المعكوفين من الأصل، وأثبتناه من ربيع الأبرار، وبعد بحث مجد حصلنا على ما هنا في كتاب الزمخشري ربيع الأبرار 2 /348 - 349، ثم قال : ولا ترى أُمة أكثر أعلاماً وأوسع أسماء شُنْعاً من العرب. وفي تفسير القرطبي 83/11 قال : قال قائل : سنع الأسامي... إلى آخر البيت الذي سيأتي .
8- الكلمتان غير منقوطتين في نسختي الأصل، ويصعب قراء تهما ، وقد تقرأ : شنبلي ، أو سبيلى أرد .. وما هنا أُخذ . من جمع من المصادر.
9- ديوان أبي نؤاس: 77 ، ولاحظ : البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 166/6..
فكان النبي صلی الله علیه و آله و سلّم العالم يغيّر الأسماء الخبيثة (1) ؛ سَمّى أبا بكر : عبد الله ، وكان [اسمه في الجاهلية : ] عبد الكعبة ، وابن عوف : عبد الرحمن [ وكان اسمه : عبد الحارث ] وشهاباً هشاماً ، وحرباً : سلماً (2) ، والمضطجع : المنبعث، وأرضاً تسمى عفرة (3) : خضرة ، وشعب الضلالة : شعب الهدى ، وبني الزنية (4) : بني الرشدة (5)، وبني مغوي (6) : بني رشد ، وبني الصماء : بني السميعة ..
فواحد : عبد الكعبة، والبكر : هو الفَتِيُّ من الإبل، وعمر : منقول عن عامر ، وعثمان : فرخ الكروان ، ويقال لضرب من الحيتان : عثمان (7) ..
ص: 290
1- في نسخة (ب) : الخبث . وجاء بألفاظ مقاربة في ربيع الأبرار ،341/2، ولاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 155/1، و 366/19 ، وما جاء في كتاب علم النسب للمامقاني في عدّة موارد من أجزائه الثلاثة .. وغيرها .
2- في ربيع الأبرار وهشاماً وحزناً سهلاً وسلماً.
3- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة، وقد تقرأ : قفرة ، أو: عقدة، أو عقرة، وما هنا من ربيع الأبرار.
4- الكلمة في نسخة (ب): بني الريشة ! وما هنا من نسخة (ألف) وربيع الأبرار ، وفي شرح النهج : بني الريبة .
5- في نسخة (ب) الرشدد.
6- في نسخة (ألف) : معوي - بدون تنقيط - ، وفي ربيع الأبرار: بني مغوية، وفي شرح نهج البلاغة : وبني معاوية : بني مرشدة .
7- من قوله : ويقال .. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ب).
وما أحسن قول الصاحب (1) : [ من المنسرح ]
قَومٌ قَوَافِيهِمُ إِذَا جُمِعَتْ*** كانَتْ نجاةً لسائر البشر
يعني: دين (2) .
لَيْسُوا كَقَومٍ تَرَى قَوَافِيَهُمْ*** عَلامة للتيوس والبَقَرِ
يعني: قرن (3) ، وذلك يؤخذ من أواخر أسمائهم ..
واسم علىّ من أسماء الله تعالى؛ لعلوّ شأنه، بل هو سمىُّ الله .
حسد إبليس آدم فَضَلَّ عن الجنّة ، وحسد أعداء عليّ عليّاً علیه السّلام (4) فضلّوا : - «ام يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ..» إلى قوله : «سعيراً» (5) .
المجاهرون مع آدم ثلاثة إبليس، والحيّة، والطاوس، فلُعن إبليس: «وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ ..» (6)، وتوارث عداوة الحيّة بنو آدم فمن وجدها قتلها .
ص: 291
1- راجعنا ديوان الصاحب بن عباد فلم نجد هذين البيتين فيه ، وكذا في غيره ، فلاحظ .
2- من الواضح أن آخر اسم محمدصلی الله علیه و آله و سلّم : دال ، وآخر اسم علي علیه السّلام : ياء ، وآخر اسم الحسن والحسين علیهما السّلام : نون ؛ فيكون جمع أواخر أسمائهم : دين .
3- ومن الواضح إنّ آخر اسم عتيق : قاف ، وآخر اسم عمر : راء ، وآخر اسم عثمان : نون؛ فيكون جمع أواخر أسمائهم : قرن .
4- لا توجد : عليّاً ، في نسخة (ب).
5- سورة النساء (4) : 54 - 55 .
6- سورة الحجر (15): 35
والطاوس ؛ وقع في بلاد الهند شريداً !
والمجاهرون مع علي علیه السّلام ثلاثة ؛ فقتل الأول بيدالثاني، وقتل الثاني بيد عبد ، وقتل الثالث بيد الغوغاء.. والمرجع إلى الله !
قيل لإبليس : « مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ .. ؟ جوابه: « أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ » (1) !
وقالوا : نحن الصحابة ؛ فقال أمير المؤمنين علیه السّلام : « [ واعجباه! ] أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة ؟ ! » (2) .
ص: 292
1- سورة ص (38) : 7675
2- نهج البلاغة 43/4 برقم 190 [ وفي طبعة مكتبة الاستقامة - مصر حرّفها محمد عبده ، وكذا صبحي صالح في مطبوع شرحهما لنهج البلاغة : 1502 . وفيه : « واعجباه ! أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة » وهو تحريف آخر ! ولاحظ : شرح النهج لابن أبي الحديد 416/18 ، وخصائص الأئمة للشريف الرضي له : 111 ، وغرر الحكم 306/2 برقم 64 - وعنه في خاتمة مستدرك الوسائل 3(21) / 94 - وجاء في هامش شرح الأخبار 351/1.. وغيرها. وراجع : بحار الأنوار 609/29 ( باب (15) حدیث 23 وما جاء عليه من بيان وتعليق من محققها جزاه الله خيراً ، وأعطاه كتابه بيمينه ، وكان حشره مع مواليه . وقد روي عنه شعر ، وقد ذكره ابن أبي الحديد في شرحه : [ من الطويل ] فإن كُنت بالشُّورى ملكتَ أُمورَهُمْ***فكيف بهذاوالمُشِيرُونَ غُيَّب ؟ ! وإن كُنت بالقُربى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ *** فغيرك أولى بالنبي وأقرب
فقال الله لإبليس :«وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ » (1)..
وقال لهم :« وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ .. » (2) . قال إبليس : « أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ» (3)
وقال فرعون: «أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ » (4) ؟ !
وقال قارون: « إِنَّما أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ ..» (5)!
وقيل لطالوت : «أَنِّي يَكُونُ لَهُ المُلْكُ .. » (6) ؟
وقالت الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير (7)!
وقالت الجماعة : نحن الصحابة !
أفلا يقول أمير المؤمنين : ونحن الصحابة والقرابة ؟ ! والميراث للأقرب فالأقرب».
ص: 293
1- سورة الحجر (15) : 35
2- سورة النساء (4): 115.
3- سورة ص (38) : 76
4- سورة الزخرف (43) : 51 .
5- سورة القصص (28) : 78
6- سورة البقرة (2): 247.
7- كما استفاض بذلك الخبر من الطريقين ، بل تواتر نقله . راجع مثلاً : الفائق 150/1[181/1]، وغريب الحديث لابن سلام 153/4، : ومجمع الأمثال 21/1 ، ومسند أحمد 56/1.. وغيرها.
قال إبليس : «إنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ» (1)حتى ظهر منه الجحود للسجود (2) : « أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً » (3) .
وزعموا للنبي صلی الله علیه و آله و سلّم أنّه مولاهم حتّى ظهر كفرانهم بيوم الغدير .. «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ .. » (4) ..
تصدّى إبليس لآدم (5) أنّه مؤمن : نوَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ» (6) . ونافق أعداء على علیه السّلام وقالوا (7) : إننا محبّوك ! وكانوا منافقين : « يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ...» (8) .
اغترت (9)الملائكة بعبادة إبليس - على أصلكم - فبدا اعتداؤه ، فتبرّاً [ ت ] (10)
ص: 294
1- سورة الأعراف (7): 21
2- في نسختي الأصل : السجود.
3- سورة الإسراء (17) : 61 .
4- سورة يونس ( 10 ) : 38. وكذا في سورة هود (11) : 13 ، ومثلهما : 35، وهي راجعة إلى نوح علیه السّلام .
5- في نسخة (ب): آدم.
6- سورة البقرة ( 2 ) : 34 ، وسورة ص (38) : 74
7- لا توجد : وقالوا .. في نسخة (ب).
8- سورة الحديد ( 57) : 14.
9- فى نسخة (ب): أغرّت.
10- كذا؛ ولعلّها : فتبرّؤوا .
منه و [ ممّن ] اتّبعه (1) ، واغترّ الناس بزهادتهم (2) ، فلمّا تبيّن أنّه عدو الله (3) .. تبرأ منهم المؤمنون واقتدى بهم المنافقون.
ذكر الكراجكي في كتاب [ه] (4): إنّه خالف القوم عليّاً [ علیه السّلام ] كما خالف [قوم] موسى أخاه هارون، وهو بينهم (5) .. يذكرهم (6) ، هذا مع ميل أولئك إلى هارون؛ لأنّه كان متردّداً مع أخيه في خلاصهم من يد فرعون - ملك مصر ..
ونفور هؤلاء من أمير المؤمنين علیه السّلام لما وترهم (7) به ؛ من قتل أقاربهم (8) على الدين، ونقلهم من الكفر إلى الإيمان، وإنّ هؤلاء بعدما شاهدوه من المعجزات خالفوا دليل العقل الذي لا يحتمل التأويل ، وهؤلاء خالفوا النص إلى ضرب (9) من التأويل !
ص: 295
1- في نسختي الأصل : اتبعته ، ولعلّها : تبعه ، أو تابعه .
2- في نسخة (ب): زهادتهم.
3- إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى في الآية 114 من سورة التوبة : « فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ» .
4- كذا ؛ كتاب ، والمراد به الكراجكي رحمه الله في كتابه : التعجب من أغلاط العامة : 6 - 7 [ وفي الطبعة المحققة : 42] بألفاظ متقاربة ، وزيادة.
5- في نسخة (ب) : نبيّهم ، ولا توجد (وهو) فيها ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
6- هذا استظهار ، وفي نسخة (ألف) : بذكرهم ، وهي غير منقوطة في نسخة (ب).
7- في نسخة (ب): أوترهم، ولا توجد : لما
8- قد تقرأ في نسخة (ب) : أقربائهم ، أو : أقويائهم .
9- في نسخة (ب): صوب.
ومن عجيب (1) أمرهم : [دعواهم ] أنّ إمامة الأوّل ثبتت بالاختيار، مع سماعهم قول عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة .. !
فشهد [ب] أنّها كانت [قد] وقعت بغتة عن غرّة (2) ، وحصلت فجأة على عجلة من غير مشورة ، وهذا غاية الذمّ لهاوالتكذيب لمّا ادّعوه فيها ، مع التهديد بسفك دم من عاد إلى مثلها (3) !
وليس (4) يشكّ عاقل في أن الفلتة (5) - التي العجلة والبدار (6) - تضادّ
ص: 296
1- لازال الكلام للكراجكي - وذلك في كتابه - التعجب : 12[ وفي الطبعة المحققة : 54 . وإليك نصّ كلامه رحمه الله - لما فيه من فروق كثيرة مع ما نقل هنا - قال طاب رمسه : ومن عجيب أمرهم : دعواهم أنّ إمامة أبي بكر ثبتت عن إذن من أهل الحل والعقد، وتأمل واختيار .. هذا مع سماعهم قول عمر بن مع سماعهم قول عمر بن الخطاب : كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وقى الله المسلمين شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ..! فشهد بأنها كانت قد وقعت بغتة من غير روية ، وحصلت فجأة عن عجلة من غير مشورة .. وفي هذا غاية الذم [لها] والتكذيب لهم فيما ادعوه فيها ، مع التهديد بسفك دم من عاد إلى مثلها ، وليس يشكّ عاقل في أنّ الفلتة - التي هي العجلة والبدار - تضادّ ما يدّعون من التأمّل والاختيار ...
2- كذا ؛ وفي التعجب من أغلاط العامة : بغتة من غير روية.
3- في نسختي الأصل : مثله .
4- في بعض طبعات التعجب وليست.
5- تقرأ في نسختي الأصل : الغلبة ، والصحيح ما أثبتناه .
6- في نسخة (ب): النداد ، وفي نسخة (ألف): النذار .
ما يدّعونه من التأمّل والاختيار.
البرقي (1) : [من البسيط ]
قَامَ النبيُّ وَقَدْ حَقُوا بِهِ زُمَراً ***مِنْ بَيْنِ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ وَحَيْرانِ
فَقَالَ : جِبْرِيلُ عَن ذِي العَرشِ خَبَّرني*** بِمَا أَضَاقَ بهَ ذَرْعِي (2) وأَشْجَانِي
فَخِفْتُ أُنْبِئكُمْ حَتَّى تَهَدَّدَني *** وَاللَّهُ يَعْصِمُنِي مِنْكُمْ وَيَرْعَاني
ألستُ أولى بكُمْ مِنْكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ ؟ ***قَالُوا: بلى.. پارتيابٍ غَيرِ إيقانِ
فَقَالَ : إِنْ عَليّاً لِي بِمَنزِلةٍ *** كَانَتْ لِهَارُونَ مِن مُوسَى بنِ عِمران
مولاه مولاي، هذَا الحَقُّ فَاسْتَمِعُوا*** لا تَأْخُذُوهُ بأحقَادٍ وَأَصْغَانِ
وَاللهُ يَعلَمُ أَنى قَد نَصَحْتُكُمُ (3) *** نُصْحاً يُوافِقُ سِري فيه إعْلَانِي
ص: 297
1- قد مرّ الحديث عن هذه القصيدة قريباً ، فراجع، ولعلّ مطلعها ما ذكر هنا .
2- في نسختي الأصل : درعي .
3- في نسخة (ب): نعمتكم .
قَالُوا : سَمِعْنا (1)وَأَقْرَرْنا بِطَاعَتِهِ ***وَفِي ضَمَائِرِهِم إِسْرارُ عِصْيانِ (2)
فقَالَ أَوَّلُهُمْ سِرًّاً لِصَاحِبه :*** إنَّ الهَوَى خُلُقٌ فِي كُلِّ إنسان!
فَأَنْزَلَ الله تكذيباً لقولهما*** وَمَا بِهِ (3) انْتَمَرُوا حقاً بِفُرْقانِ (4) :
«وَالنَّجْمِ» حينَ هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ»***ولم يَقُلْ بِالهَوى لكِنْ بِقُرآنِ (5)
فأدبرا (6) وَأَسرا القَولَ بَينَهما*** وَأكدَاهُ بِأَلايا (7) وَأَيْمَانِ
ص: 298
1- في نسخة (ب): بمعنا .
2- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، قد تقرأ : أسرا وعصيان .
3- في نسخة (ب) : وبابه ، وقد تقرأ : بآية
4- في نسخة (ألف): بعرفان.
5- ما جاء في البيت إشارة إلى آيات سورة النجم (53) : 1 - 4 .
6- في نسخة (ب) : فأدبروا - بالجمع - .
7- في نسختي الأصل : بآلاء ، وهي محرّفة عن المثبت، فإنّ الألايا جمع الأَلِيَّةِ ، القَسَم واليمين . لاحظ : لسان العرب 40/4 مادة (الا) .
وَالقَومُ مَا أَسْلَمُوا إلَّا لِمَا فَرِقُوا (1) *** فَاسْتَسْلَمُوا فَزَعاً مِنْ غَيْرِ إيمانِ
ابن حماد (2) : [من الطويل]
فَمَا أُمَّةٌ مِن قَبْلُ ضَلَّتْ ضَلَالَةٌ *** وَلَا اجْتَرَمَتْ بَعدَ الرَّسُولِ اجْتِرَامَها (3)
أَمَالَتْ (4) بها الأَهْوَاء عَنْ طُرُقِ الهُدَى ***وَحَيَّبَتِ الدُّنيا إليها حُطامها
ص: 299
1- أي : إِلَّا لِفَرَقِهِمْ ولخوفهم .. ف( ما ) مصدرية .
2- لم أجد هذه القصيدة فيما جمع أو نثر لشعر شاعرنا ، نعم ورد في المناقب 2 /214 بيت على وزانها : [ من الطويل ] وآخاه من دون الأنام فيا لها ***غنيمة فوز ما أجل اغتنامهاوكذا جاء في 361/2 بيت آخر : ورجعت الشمس حتى تكلمت*** وأبدت من أسماء الإمام حامها وله أبيات على وزانها في المناقب 93/3 - 156، وصفحة : 165.. وغيرها.
3- في نسختي الأصل : احترمت.. احترامها ، وما في المتن استظهار منا ، وقد تكون : اخْتَرَمَتْ .. بمعنى هلكت، حيث لا اعتبار بالتنقيط وعدمه في كلا النسختين غالباً.
4- الكلمة بياض في نسخة (ب).
فَوَلَّتْ ولاةَ الحَرْبِ أحكامَ دِينِها ***وَقَد حَلَّلُوا عَنَها عليها حَرامَها
هَدَاهَا نَبِيُّ اللَّهِ مِن حَيْرَةِ العَمَى ***وبَصَّرَها مِنْها جَها وقَوَامَها
وخَلَّفَ فِيها مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ ***لِيُنهي إليهِ فِي الأُمُورِ احْتِكَامها
فَمَا غَابَ عَنه وَجهُهُ إِذْ (1) تَنَكَّرُوا*** وأَبْدَوا حُقوداً قَد أَطَالُوا اكْتِتَامَها (2)
و (3) مَا فَرِغُوا مِن غُسْلِهِ وَجُمُوعُهُمْ (4) ***عَلَى نَقْضِ عَهْدِ اللَّهِ تُزْجِي (5) ازْدِحَامَها
وَقَالَ لِمَن أَعْطَوْهُ بِالأَمسِ عَهْدَهُمْ : ***أيَطْمَعُ فِيهَا أَو يَرُومُ مَرامَها ؟!
ص: 300
1- في نسختي الأصل: إن .
2- سقط (أطالوا اكتتامها ) من نسخة (ب) ، وجاء في موضعها بياض.
3- لا توجد الواو في نسخة (ألف).
4- في نسخة (ب): جموحهم.
5- في نسختي الأصل : يرحي ، ولعلّها : يرجي ، وما هنا استظهار منا؛ بمعنى تُرسل. والزج : رميك بالشيء، تزج به عن نفسك ، كما في لسان العرب 286/2.
وَأعْطُوا عَتِيقاً بَيعَةً بَانَ شُؤْمُها*** على أُمَّةٍ سَامَتْهُ (1) كُفْراً وَسَامَها
ابن الحجاج (2): [ من السريع ]
مِن أجلِهِ أَبْرَا (3) إِلَى اللهِ مِنْ مَحَبَّةِ الأوَّلِ والثَّانِي
الخالدي (4) : [ من الخفيف ]
أتَرَى أنى وَدَدْتُ عَتيقاً*** أو تَوالَيْتُ نَعْثلاً ودُلَامَا؟!
لَستُ (5) مَن لا مخلد إنْ تَوالَي ***تُ أُناساً عِندَ الفَخَارِ أيامى (6)
ص: 301
1- في نسخة (ب) بياض، وما بعدها مشوش كلاً، قد تقرأ: كفّها وأسامها ، وفي نسخة (ألف) : شامته كفراً وشامها .
2- لم أجد هذا البيت في مصدر شعري ولا في ترجمة المصنّف ، نعم ورد ، له في المعنى في المناقب 58/3 قوله : [ من الخفيف ] أنا مولى محمد وعلىٌّ *** والإمامين شبرٍ وشَبِير أنا مولى وَزِيرٍ أحمد يا مَنْ*** قَد حبا مُلْكَهُ بِخيرٍ وَزِيرٍ
3- الكلمة مخففة عن ( أبرأ ) فلا تثبت الهمزة ، وإلا للزم اختلال الوزن.
4- اسم الشاعر مطموس في نسخة (ألف).
5- في نسخة (ب) : لسلت ، وقريب منه في نسخة (ألف)، وما هنا استظهار منّا.
6- المراد من الأيامى : أنتهم عند الفخار نساء لا رجال . والأيامى : الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء، كما قاله في لسان العرب 39/12 ، ومجمع البحرين 15/6.. وغيرهما ، بكراً كانت أو ثيباً ، مطلقة كانت أو متوفّى عنها زوجها . والبيت كلاً مشوش في نسختي الأصل، أثبت ما قرئ منه وإن كان معناه غير واضح.
أَيَّ ذَنبٍ تَرَى اجْتَرَمْتُ فَأَضْحَى الدَّ*** دَهْرُ خَصْمِي (1) يَا وَيْحَهُنَّ خِصَامَا
ص: 302
1- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، وقد تقرا : حفصي.
القسم الثاني : [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
اشارة
باب أبي الشرور (1)
ص: 303
1- هذا من التكنيات التي اختارها المصنّف - طاب ثراه - في الباب الأول من ديباجة كتابنا هذا.. وقد ورد في الأحاديث والنصوص كثيراً ، كما في الخصال 91/2[ الطبعة المحققة : 499 حديث 6] ، وعلّق عليه العلّامة المجلسي الله في بحار الأنوار 223/21 باب (29) ذیل حدیث 6 عن الاحتجاج، والتفسير المنسوب للإمام العسكري الا فقال : أبو الشرور ، وأبو الدواهي ، وأبو المعازف : أبو بكر ، وعمر، وعثمان .. ثمّ قال : فيكون المراد بالأب : الوالد المجازي ، أو لأنته ولد زنا. وجاء - أيضاً - في معاني الأخبار: 38 [ الطبعة المحققة : 110 ].. وغيره. راجع : كتاب الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 1 / 164 – 165 .
[القسم الثاني] : [في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب الأول] : [في أبي الشرور]
[فصل 1] : [في أصل أبي الفصيل ودناءته]
ص: 305
فصل
في أصل أبي الفصيل ودناءته
قوله تعالى : ( الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ) (1) .
المفضّل بن سلمة في كتاب المفاخر (2) ، وابن عبد ربّه في
ص: 307
1- سورة النور (24) : 26 .
2- كتاب الفاخر 235/1 - 237 . أقول : كتاب كتاب المفاخر ؛ لأبي طالب المفضّل بن سلمة بن عاصم (المتوفي نحو سنة 290 ه- ) على ما نقله ياقوت الحموي، وهو عالم لغوي ، كوفي المذهب مليح الخط . وعبّر عنه ابن نديم في فهرسته : 80 ب- : كتاب الفاخر، وسمّاه الياس سركيس في معجم المطبوعات 2/ 1770 ب- : كتاب الفاخر فيما تلحن فيه العامة ! هذا؛ وقد استدرك على الخليل في كتاب العين ، وخَطَّأَهُ وعمل في ذلك كتاباً. وتوفّي المفضل... وله من الكتب : كتاب البارع في علم اللغة، والذي خرج منه، الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، كتاب الملاهي ، كتاب جلاء الشبهة ، كتاب الفاخر - قيل عنه : إنّه كتاب لطيف - كتاب ضياء القلوب في معاني القرآن - نيف وعشرون جزءاً كتاب معاني القرآن ، كتاب الاشتقاق .. وقيل : إنّ كتاب الفاخر ، هو كتاب معاني ما يجري على ألسن العامة من أمثالهم و محاوراتهم من كلام العرب، وهم لا يدرون معنى ما يتكلمون به من ذلك ، تأليف المفضل بن سلمة بن عاصم ، صاحب الفرّاء وصاحب الكسائي ، طبع بهمة شارلس ستوري أستاذ اللغة العربية في كلية كمبريج ، وبآخره فهارس للقوافي والشعراء والأمثال والرجال والألفاظ / ليدن / 1915 ، صفحة : 260. كما وقد قيل إنّه قد طبع في هلند . راجع : الأعلام للزركلي 279/7، معجم الأدباء 514/5 ، كشف الظنون : 1443 .. وغيرها .
العقد (1) ، والخطيب في التاريخ (2) - في خبر - : إنّ أبا الفصيل فخر بين يدي النبيّ
ص: 308
1- العقد الفريد 326/3 - 327 [ وفي طبعة دار الكتب العلمية 280/3 - 281 ] ، وما هنا نقل بالمعنى أو باختلاف يسير ، وغالب ما سقط عنه أدرجناه بين المعكوفين.
2- تاریخ بغداد؛ وقد تصفّحت جميع مجلّداته ، فلم أجده في المطبوع ، ولعله حذف منه صوناً للعرض ! ! أو حفظاً لماء الوجه عندهم .. المعروف عندنا ! ولكن جاء في كتاب آخر للخطيب ، وهو المتفق والمفترق 476/1 - 483 ، وما نقله المصنف رحمه الله جاء في صفحة : 478 من ذلك الكتاب. ونقله - أيضاً - مفصلاً في خاتمة مستدرك وسائل الشيعة 231/3 – 234 عن كتاب الكشكول للسيد حيدر العاملي. وراجع : أنساب السمعاني 64/1 ، والصراط المستقيم 228/1.. وغيرهما. وانظر : ما أورده الزمخشري في الفائق في غريب الحديث 290/3 [423/3 - 425]، وابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 251/11 [126/4 ذات المجلدات الأربعة ]، وكذا ما جاء في الثقات لابن حبان 82/1، والانساب للسمعاني 37/1 - 38 ، والبداية والنهاية لابن كثير 174/3.. وغيرها . وجاء في ترجمة دغفل من فهرست النديم ، ومقدّمة الإكليل 19/1، وهامش جمهرة النسب للكلبي 13/1 - 14 ، نقلاً عن هامش كتاب علم النسب للمامقاني 51/1. ولاحظ : المحاضرات :148/3 : بني دغفل النسابة ومعاوية.
(عليه و آله السلام) .. فقال دغفل النسابة (1) : ممّن الرجل ؟
قال : من قريش.
[ قال : بخ بخ ! أهل الشرف والرياسة .. فمن أي قريش أنت ؟ ]
قال : من ولد تيم بن مرة ].
[ قال : أمكنت - والله - الرّامي من سواء الثغرة (2)] (3) .
ص: 309
1- وفي الأنساب : يا هذا ! إنك سألتنا فلم نكتمك شيئاً ممن الرجل ؟ أقول : هو : الحجر بن الحارث الكناني ، و دغفل لقبه ، وقيل : دغفل الذهلي النسابة وهو : دغفل بن حنظلة السدوسي ، أدرك النبي ا ولم يسمع منه ، ووف-د ع-ل-ى معاوية .. وقد قتله الخوارج ، ولا نعرف له مصنفاً ، كما جاء في الفهرست لابن النديم : 31 .. ولا ترجمة له مفصلةً .
2- كذا في العقد ؛ وفي الفاخر والمتفق والمفترق : صفاء الثغرة. أقول : سواء الثغرة : وسطها ، والثغرة : النحر . ويقال لما تقدم من الأسنان : الثغر .. وللكلمة معانٍ أُخر . انظر بعض معانيها في : صحاح الجوهري 605/2 ، وتاج العروس 146/6.
3- ما بين المعكوفين مزيد من العقد، وفي خاتمة المستدرك : قال : إن كنت - والله - إلّا من ضعفاء الثغرة .
قال : أفمنكم (1) قصي بن كلاب ؛ الّذي جمع القبائل من فهر (2)، فكان يدعى : مجمعاً (3) ؟ قال : لا .
قال : أفمنكم (4) هاشم؛ الذي هشم الثريد لقومه.. ورجال مكة مسنتون (5) عجاف ؟ (6) قال : لا .
قال : أفمنكم (7)شيبة الحمد [عبد المطلب ] (8) ؛ مطعم طير السماء، الذي كأنّ وجهه قمر مضيء ليلة الظلام الداجي ؟ قال : لا .
قال : أفمن المفيضين للناس (9)أنت ؟ قال : لا .
قال : أفمن أهل الندوة أنت ؟ قال : لا (10) .
ص: 310
1- في المتفق والمفترق : أفيكم .
2- في نسختي الأصل : قهر .
3- في العقد جمع القبائل ؛ فسمّي : مجمعاً .
4- في المتفق والمفترق : أفيكم.
5- مسنتون .. أي أصابتهم سنة وقحط وأجدبوا.
6- العجاف .. أي لحقهم الهزال . أقول : هذا عجز بيت لابن الزبعري، وصدره هو : عمرو العلا راجع : الصحاح للجوهري 2058/5.
7- في المتفق والمفترق : أفيكم .
8- ما بين المعكوفين مزيد من العقد.
9- كذا ، وفي العقد : فمن أهل الإفاضة بالناس، وفي الفاخر : أفمن المفيضين بالناس.
10- لا يوجد هذا المقطع في العقد الفريد وفي خاتمة المستدرك : قال : أفمن أهل البيت والإفاضة بالناس أنت ؟ وفيه : قال : أفمن أهل الحجابة ؟ قال : لا .
قال : أفمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا (1).
قال : فأنت من تيم الأرذال للأنذال ! فما أنت من أعلى قريش؛ بل أنت من أدناها .. وعدّد مقابح رهطه.
فتبسم النبي صلی الله علیه و آله و سلّم ، فقال عليّ علیه السلام : لقد وقعت [ يا أبا بكر] من الأعرابي على باقعة (2) .
قال : أجل ، إنّ لكلّ طامّة طامّة (3) ، وإن البلاء موكّل بالمنطق !
ص: 311
1- إلى هنا جاء في المصادر ، ثم بعده في العقد : فاجتذب أبو بكر زمام ناقته، ورجع إلى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، فقال الغلام : [ من الرجز ] صادف در السيل درّاً يدفعه*** يهيضه حيناً وحيناً يصدعه وجاء بعده في المستدرك ، وبألفاظ قريبة في المتفق والمفترق : أما والله لو ثبت لأخبرتكم أنّه من زمعات قريش .. أي من أراذلها .
2- كذا في النسختين والفاخر، ويراد منه الرجل الداهية، وفي المتفق والمفترق : ناقعة . قال ابن الأثير في النهاية 146/1 في حديث أبي بكر والنسابة : .. الباقعة : الداهية ، وهي في الأصل : طائر حذر ، إذا شرب الماء نظر يمنة ويسرة، وكذا في العقد : بائقة ، وهي لغة بمعنى الشدة، والداهية، والبوائق بمعنى : الدواهي، وتأتي البائقة بمعنى الظلم ، والغَشم ، والشّرّ، والغش .. وكلّها صادقة على دغفل في ما عمله. راجع كتب اللغة : العين 177/1 ، و 229/5 ، والنهاية 162/1، ومجمع البحرين 265/1 .. وغيرها .
3- في العقد : ما من طامة إلا وفوقها أُخرى.
وفي كتاب آخر: إن أبا الفصيل ولّى هارباً ..
فقال دغفل : [من الرجز ]
صَادَفَ (1) دَرُّ السَّيلِ دَراً يَتْبَعُهُ*** [يَهِيضُهُ) طَوْراً وطَوْراً يَدْفَعُهُ (2)
ص: 312
1- في نسخة (ألف): صارف .
2- الكلمة غير منقوطة في نسخة (ألف) ، وفي نسخة (ب): يرفعه ، وجاء العجز في العقد : يهيضه حيناً وحيناً يصدعه. وأورد القصّة شيخنا النوري - أعلى الله مقامه - في خاتمة مستدرك الوسائل 3 ( 21) / 231 – 234 - وكذا جاءت بشكل آخر في كشكول السيد حيدر العاملي: 178 .. وغيرهما ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : لما مرّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم على القبائل، خرج مرة وأنا معه وأبو بكر حتى أتينا على مجلس من مجالس العرب .. ثم ذكر جملة أسئلة مقاربة إلى ما ههنا ، ثم قال : فقام إليه غلام من شيبان حين بقل عذاره يقال له : دغفل ، فأنشأ يقول : [ من الرجز ] إن على سائلنا أن نسأله*** والعِبْءُ لا نعرفه أو نحمله .. ثم ذكر أسئلة ، وختمها بقوله ، فقال الغلام : [من الرجز ] صادف درّ السيل سيلاً يدفعه*** ينبذه حيناً وحيناً يصدعه أما والله لو ثبت لأخبرتكم أنّه من زمعات قريش .. أي أراذلها ، قال : فلمّاسمع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بذلك تبسم . ونقله ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 126/4 - 127 عن مجمع الأمثال للمدائني : 17 - 18 .. وفيه : صادف درء السيل درء يصدعه . وراجع كنز العمّال 516/12 - 519 حديث 35684 ، والثقات لابن حبان 1 / 80 - 84، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 293/17 و 297، وشرح الأخبار لأبي حنيفة المغربي 2 / 285 .. وغيرها . ولاحظ : أنساب السمعاني 64/1 . وانظر الواقعة والأبيات في تاريخ الطبري 49/3 - 50 [ طبعة بيروت ]، ومروج الذهب 409/2 - 410 [ طبعة بيروت ، وفي طبعة أُخرى 522/2]، والتعازي والمراثي للمبرد : 257 - 258 .. وغيرها . والشعر في تاريخ مدينة دمشق : [ من الرجز ] صادف درّ السيل درء يدفعه ***يهيضه حيناً وحيناً يصدعه
وقال له بعض من فخر عليه بقريش : إنّ فيها من علا نجمه ، وسقط فيها من (1) [ سَقَطَ ] سهمه - يعني بني هاشم وتيماً وعدياً (2)- .
وقيل للفرزدق : وضعت كل قبيلة إلا تيماً .
ص: 313
1- لا توجد فيها من .. في نسخة ( ب ) ، وجاءت على نسخة (ألف) تصحيحاً ، ولعلّ العبارة : وفيها من سقط سهمه .. حيث جاءت رادة في المتن وإحالة على الهامش ولعله اشتباه في محل الإحالة .
2- ومثله ما أورده ابن قتيبة في عيون الأخبار 228/1 من قوله : قال عبد الملك مروان لعبد الله بن عبد الأعلى الشاعر الشيباني : من أكرم العرب ؟ أو من خير الناس ؟ قال : من يحبّ الناس أن يكونوا منه ولا يحبّ أن يكون من أحد. يعني بني هاشم. قال : من ألأم الناس ؟ قال : من يحب أن يكون في غيره ولا يحب غيره أن يكونوا منه ..
فقال : لم أجد حسباً .. فأضعه ، ولا بناء.. فأهدمه !! (1)
جرير : [ من البسيط ]
يَاتَيمُ تَيمَ عَدِيٍّ لَا أباً لَكُمْ*** لَا يُوقِعَنَّكُمُ (2) في سَوْءَةٍ عُمَرُ (3) !
وقال جرير (4) : لقد هجوت التيم في ثلاث ظلمات (5) ، ما هجا فيهن شاعر قبلي ..
قلت (6):
[ من الوافر ]
ص: 314
1- جاء في المحاضرات 463/1 .. وحكاه في غيره.
2- في تاج العروس لابن منظور : لا يلفينكم ، وفيه أيضاً : لا يلقينكم، وهو الذي جاء في لسان العرب للزبيدي ، والخصائص ، وخزانة الأدب .. وغيرها.
3- جاء البيت هذا في معاني القرآن للنحاس 64/5 ، وعجزه هناك : لا يلقينّكم في سوءة عمر. انظر : أنساب الأشراف للبلاذري ،37/4 تاج العروس 130/19، لسان العرب 11/14 [417/15] ، الخ- صائص ،99/1 ، خزانة الأدب 261/2 [5/4] وموارد أُخرى فيه .
4- كما جاء في الأغاني 230/8 - 231 [ وفي طبعة دارالفكر 8/8].
5- في الأغاني : كلمات ، ظلمات أيضاً صحيحة بل أشد وقعاً ؛ الأصلاب ، الأرحام والمشيم هي ثلاث ظلمات .
6- جاء البيت ضمن قصيدة ذات (35) بيتاً ، يهجو فيها بني تيم ، وجاء هذا البيت في ( 22 ) منه . لاحظ : دیوان جرير ( شرح محمد الصاوي ) : 529 .
مِنَ الأَصْلَابِ يَنزِلُ لُؤْمُ (1) تيم*** وَفِي الأَرْحَامِ (2)
يُخلَقُ وَالْمَشِيمِ
شاعر (3): [ من الطويل]
نَصَرنَا (4) بَنِي تَيم بن مُرَّةَ شِقُوةً***وَهَلْ تَيْمُ إِلَّا أَعْبُدُ وَإِمَاءُ (5)؟
ص: 315
1- كذا في الديوان والأغاني : وفي نسختي الأصل قوم ولا معنى له .
2- في نسختي الأصل : الأخلاق ، وكلمة : الأرحام، من الديوان والأغاني.
3- أسند هذا البيت في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 104/21 - 105 في ترجمة : سعيد بن شمر (برقم : 2493) عن أب-ي رج-اء العطاردي ، قال : رأيت رجلاً قد اصطلمت أذنه ، فقلت : يا عبد الله ! ما الذي فعل بك ما أرى ؟! قال : كنت مع عليّ [علیه السّلام ] أيام الجمل ، فلما انهزم أهل البصرة .. خرجت ؛ فإذا برجل يفحص برجله وهو يقول : [ من الطويل ] لقد أوردتنا حومة الموت أُمّنا***فلم ننصرف إلّا ونحن رواءُ .. إلى أن قال : كفينا ببني [كذا ] تيم بن مرّة ما جنت***وما التيم إلا أعبد وإماءُ .. إلى آخر القصة. إلّا أنّ ما جاء على رواية الطبري والمبرد هو كما ههنا ..
4- كذا وفى المصادر : أطعنا ، وذكر فيها أقوال أخر .
5- نقل الميرزا النوري رحمه الله في خاتمة مستدرك الوسائل (3 (21) / 231 عن الفصول المختارة : 55 [ الطبعة المحققة 87/2] ما هنا ، والبيت فيها : [من الطويل ] نصرنا قريشاً ضلّة من حلومنا ***ونصرتنا أهل الحجاز عناء وختم الأبيات بقوله : نصرنا بني تيم بن مرة شقوة ***وهل تيم إلّا أعبد وإماءُ ؟
آخر: [ من الوافر ]
ويُقضَى الأَمْرُ (1) حِينَ تَغِيبُ تيم*** وَلَا يُستَأْذَنُونَ وَهُمْ شُهُودُ وإِنَّكَ لَو رَأيتَ عَبِيدَ تَيْمِ*** وتَيْماً، قُلْتَ: أيَّهُما العبيدُ (2) ؟!
حدث (3) عبد الرزاق اليماني ، عن معمر (4) ، عن الزهري، وحذيفة الكلبي،
ص: 316
1- في نسخة (ب): الأمن.
2- كذا في المصدر ؛ وفي نسختي الأصل : أنّهم البعيد ! جاء في الفصول المختارة : 55 [ الطبعة المحققة : 87] - وعنه الميرزا النوري خاتمة مستدرك الوسائل 3 (21) / 230 - قال : حضرت يوماً مجلساً فجرى فيه كلام في رذالة بني تيم بن مرّة وسقوط أقدارهم فقال شيخ من الشيعة : قد ذكر أبو عيسى الورّاق فيما يدلّ على ذلك قول الشاعر : [من الوافر ] ويُقْضَى الأمر حين تغيب تيم*** ولا يستأذنون وهم شهود .. إلى آخرها .
3- لا توجد : حدث.. في نسخة (ب).
4- في نسخة (ألف) : مغمر ، والصحيح كما هو المشهور - : معمر ، عن الزهري ..
عن أبي صالح ، عن (1) ابن عباس ، قال : إنّ صنم تيم بن مرّة كان من تمر ، وكانوا يعجنونه (2) بالغداة ، يسجدونه صنماً يعبدونه يومهم ، فإذا أمسوا (3) أقسموه (4) بينهم فأكلوه، ثمّ يعبدون مكانه غيره (5) !
أبو طالب رضی الله عنه (6):
ص: 317
1- في نسختي الأصل : بن ، والصحيح ما أثبتناه.
2- الكلمة مشوشة الإعجام ، وقد تقرأ في نسخة (ب): يعجبونه .
3- في نسخة ( ب ) : السواء ، ولعلّها : السواد ، أو : اسواء.. ويحتمل : استوا.
4- كذا ؛ والظاهر : قسموه ، أو اقتسموه، كما في الصراط .
5- أقول : نقل الواقعة بنصها البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 156/3، وقال بعدها : قال مؤلّف الكتاب : [ من الطويل ] عجبتُ لتيم في سخافة عقلها*** إذ اتخذت تمراً إلهاً فضلتِ تدين له يوماً فعند مسائها *** تغدَّت به لمّا عليه تولّتِ فصيّر مأكولاً ومنهضماً به***وفَضلات من بول رزيّ وعَذَرة فكيف دني القوم يضحي رئيسهم*** ويمسي بما فيه إماماً لأُمَّةِ ؟!
6- ديوان أبي طالب سلام الله عليه . انظر : الحجّة على الذاهب إلى ... أبي طالب : 196 - 197، مع ملاحظة الهامش، ولم أجده في الغدير .. وغيره.
[من الوافر ]
بَنُوتَيمٍ تَوَارَتَها هَضِيضٌ ***بَنُو تَيم وَكُلُّهُمْ عَدِيمُ
هُمُ انتَهَكُوا المَحَارِمَ مِن أَخِيهِمْ*** فَكُلُّ فِعَالِهم دَنَسٌ (1) ذَمِيمُ
قال الأصمعي : كانت العرب تأكل الذبّان (2)!
وقال الحميري (3) في ذلك : [ من الكامل ]
أثرى صهاكاً وابنها وابن ابنها (4) ***وَأَبْا قحَافَةَ آكِلَ(5) الذُّبَانِ؟
كَانُوا يَرَونَ - وَفِي الْأُمُورِ - عَجَائِبٌ ***يَأْتِي بِهِنَّ تَصَرُّفُ الأزمان
ص: 318
1- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): دلش ، ولعلّها : دَلَّش ، والظاهر ما أُثبت.
2- ولعلّ هذه المقولة وُضِعَت تصحيحاً لعمل الخليفة ! آكل الذبان . راجع الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 10/1.
3- ديوان السيد الحميري رحمه الله : 449 - 450 برقم 193 ، وأخرجه الجاحظ في الحيوان 402/3 .. وغيره ، وقد جاءت هذه الأبيات في هذا الكتاب مكرّراً .
4- في نسختي الأصل وابا ابنها .. بدلاً من : وابنها وابن ابنها ..
5- لعله : آكلي ، فهي أجود معنى ولأنها تعمّهم.
أنَّ الخِلافة من وراثَة أحمَد (1) ***فيهم تَكُونُ (2) وَهَيبَةَ السُّلطان ؟ ! (3)
ص: 319
1- في الديوان : في ذؤابة هاشم.
2- في المصدر : تصير ، بدلاً من : تكون .
3- وقريب منه - بل مثله - نقل عن السيد الحميري ، فقد روي أنه لما جلس المهدي - وهو ولي عهد - يوماً للصلاة ، وبدأ ببني هاشم ثمّ ماعداها ، رفع السيّد له رقعة مختومة ، وقال : إنّ فيها نصيحة للأمير .. وجاء فيها أبيات : [ من الكامل ] قل لابن عباس سميّ محمّدٍ*** لا تعطين بني عديّ درهما احرم بني تيم بن مرة إنّهم*** شر البرية آخراً ومقدما إن تعطهم لا يشكروا لك نعمةً ***ويكافئوك بأن تذمّ وتشتما وإن ائتمنتهم أو ا ستعملتهم*** خانوك واتخذوا خراجك مغنما ولئن منعتهمُ لقد بدؤوكمُ*** بالمنع إذ ملكوا وكانوا أظلما منعوا تراث محمّد أعمامه*** وابنيه وابنته عديلة مريما و تأمروا من غير أن يستخلفوا*** وكفى بما فعلوا هنالك مأثما لم يشكروا لمحمّدٍ إنعامه*** أفيشكرون لغيره إن أنعما ؟ ! والله من عليهم بمحمّد ***وهداهم وكسا الجنوب وأطعما ثم انبروا لوصيّه ووليّه ***بالمنكرات فجرّعوه العلقما كما أورده الإصفهاني في الأغاني 253/7 ، وعنه العلامة الأميني رحمه الله في الغدير 254/2 - 255 .. وغيره .
ولغیره: [ من الطويل ]
إذا وَلِيَتْ تَيْمُ بنُ مُرَّةَ فِيكُمُ ***فلا خَيْرَ في أرضِ الحجاز ولا مِصْر
وفي كامل المبرد (1) أنّه : قال أبو الفصيل (2) [ لرجل قال له]: لأشتمنّك شتماً يدخل معك قبرك ! قال : معك والله لا معى.
ص: 320
1- الكامل للمبرد 234/1 [ طبعة مكتبة المعارف، وفي الطبعة المحققة لمؤسسة الرسالة 514/2]. وحكاه عنه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة 379/18، وفی هامشه مصدر الکامل 5/2 ، إلّا أنّ الخبر جاء فيه معكوساً ، حيث قال : وقال رجل لأبي بكر : لأشتمنّك شتماً يدخل معك قبرك ! فقال : معك - والله - يدخل لا معي.
2- وهذا رمز لأبي بكر ، كما مر أكثر من مرة .
وفي اللوليات (1) أنّه لمّا قال الأوّل : اللّهم العن صاحب هذا القبر (2) - يُعرّض بسعيد بن عاص كان يُكذِّب رُسلك ويصدّ عن سبيلك .. !
فقال ابنه عمرو : بل العن أباقحافة ؛ فإنّه كان لا يقاتل عدوّاً ، ولا يقري ضيفاً .
وقد ذكر الغزالي في الإحياء (3) نحواً من ذلك (4) .
ص: 321
1- كتاب اللوليات ؛ وهو كتاب مجهول المؤلّف ، مفقود الأثر ، وقد نقل عنه المصنف طاب ثراه في كتابه المناقب 364/1 [ طبعة النجف ] وفيه : اللؤليات ، قال : قال عمر بن عبد العزيز ما علمنا أحداً كان في هذه الأمّة أزهد من عليّ [علیه السّلام ]. وفي الصراط المستقيم 156/3 قال : وذكر صاحب اللؤلؤيات : إنّه قيل للأوّل : العن أبا قحافة ، فإنّه كان لا يقاتل .. إلى آخره. أقول : ولعلّه كتاب اللؤلؤيات لأبي مطيع مكحول بن الفضل النسفي (المتوفي سنة 318 ه- ) ، وكان حافظاً رحالاً فقيهاً ، كما جاء في سير أعلام النبلاء 33/15 برقم 16، وسلم الوصول 348/3 ، والأعلام للزركلي 284/7.. وغيرها.
2- في نسختي الأصل : الخبر ، والصواب ما أُثبت ، كما جاء في هامش نسخة (ب) بدلاً.
3- إحياء علوم الدين 124/3 ، وقد أخرجه أبو داود في المراسيل من رواية علي بن ربيعة .. وغيره .
4- أقول: القصة مبتورة وغير بينة ، ولننقلها برواية الغزالي لها ، حيث قال : روي أنّ رسول الله صلى الله عليه [ وآله وسلم سأل أبا بكر عن قبر مرّ به - وهو يريد الطائف - فقال : هذا قبر رجل كان عاتياً على الله ورسوله ، وهو سعيد بن العاص .. فغضب ابنه ؛ عمرو بن سعيد ، وقال : يا رسول الله ! هذا قبر رجل كان أطعم للطعام وأضرب للهام من أبي قحافة ! فقال أبو بكر : يكلمني هذا - يا رسول الله ! - بمثل هذا الكلام ؟ !
وفي التعريض (1) ، عن أبي بكر المرزباني (2) : أنّ عبد الله بن الزبير قال لابنه : إنّ تيماً يقعون في قومي ، قال : فإذا فعلوا ذلك فاقرأ عليهم : «هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً» (3).
ولنا في هذا الباب : [من الوافر ]
بَنِي تيم إمَارَتُكُم حَدِيثَهُ*** وَإِنَّ وَضَاعَةٌ فِيكُم قَديمة
وَإِنَّ عَدَاوَتِي لِبَنِي عَدي ***وذلكَ لِى طَريقٌ مُستَقِيمَة
وقال أبو الفصيل لقبيصة (4) بن حصين الفزاري (5) : ألست الذي كان يقتل بناته
ص: 322
1- كتاب التعريض : مفقود ولا نعرف له نسخة .
2- أقول : الظاهر أن الصحيح في الاسم هو : أبوبكر أحمد بن محمد الحلواني ، كما سيأتي النقل عنه في آخر هذا المجلد من هذه الموسوعة. وقد تعرّض له الخطيب البغدادي في تاريخه 76/5 ، قال : أحمد بن محمد بن عاصم أبوبكر بن أبي سهل الحلواني ( المتوفى سنة 333 ه ) . وكذا يحتمل أن يكون : أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان [خ.ل: المرزباني ] الآجري المحولي (المتوفي سنة 309 ه- ) ، وقد ترجمه له الخطيب في تاريخ بغداد 314/2 برقم 809، وقال عنه : وكان أخبارياً ، مصنفاً . حسن التصنيف. لاحظ : تاریخ مدينة دمشق 258/8.
3- سورة الإنسان (76): 1.
4- الكلمة مشوشة وغير منقوطة في نسختي الأصل، وقد تقرأ: لعيينة، والظاهر أن الصحيح هو : حصين بن قبيصة .
5- أقول : عدّ من الصحابة ، وترجم له في غالب المجاميع الرجالية عند العامة ، كما الاستيعاب لابن عبد البر 1249/3 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 2247/4، و تاريخ الإسلام للذهبي 2/ 190 .. وغيرها ، وذلك بعنوان : عيينة بن حصن الفزاري.
خشية إملاق ؟ ! فقال : لا والله وكيف يخشى الإملاق من كان له من الإبل والغنم ما علمته ، ولكن كان يقتلهن (1) خوفاً من (2) أن يفجر بهنّ مثلك ..
قال : فضحك رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم .. وآلى أبو الفصيل [أن] لا يُعيّر بعدها عربياً.
ولنا فيه : [ من الوافر ]
بَنِي تَيْمِ بنِ مُرَّةَ إِنَّ فِيكُم ***مَفَاضِحَ لَيسَ فِي أَحدٍ سِوَاكُمْ
قال الكلبي (3) : [كان] أبو قحافة دنيّاً ساقطاً ، وكان يقوم على سطح عبد الله بن جدعان (4) ، وينادي على طعامه بأجرة ، فيقول : هلمّوا إلى الفالوذج .. وكان بعيد الصوت، وكان يرزقه كلّ يوم أربعة دوائق فضة سوداء..
ص: 323
1- كذا ؛ والظاهر : كُنّا نقتلهن ، وقد يقرأ يقتلن.
2- لا يوجد في نسخة (ب) : خوفاً من .. وبدلها بياض .
3- وقد حكاه في المنمّق : 415 عن الكلبي. وقال البياضي في الصراط المستقيم 156/3 : قال الكلبي : كان أبو قحافة دنيّاً ساقطاً ، وكان لجذعان أجيراً.
4- في نسختي الأصل : جذعان ، وهو التيمي القرشي ، أحد الأجواد المشهورين في الجاهلية ، وقد أدرك رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم قبل النبوة، وكان له جفنة يأكل منها الطعام الراكب والقائم ..انظر أخباره في : الأغاني 4/2 - 19 ، وتاريخ اليعقوبي 215/1، والمحبر : 137، و خزانة الأدب 537/3 ، وربيع الأبرار 717/2.. وغيرها .
وإيّاه عنى أُميّة بن [أبى ] الصلت (1) في مدح (2) ابن جدعان :
[من الوافر ]
لَهُ دَاعٍ بِمَكَّةَ مُسْمَعِلُّ (3)*** وَآخِرُ فَوقَ دَارَتِهِ يُنَادِي (4)
إلى رُدُحِ (5) مِن الشِّيزى (6) عَلَيها*** لُبَابُ البُرِّ يُلْبَكُ بِالشَّهادِ (7)
ص: 324
1- هو : أُميّة بن أبي الصلت بن أُمية بن عبد الله الثقفي؛ شاعر جاهلي حكيم ( توفّي نحو سنة 5 هجرية ) ، من الطائف ، قدم دمشق قبل الإسلام، وكان مطلعاً على الكتب القديمة ، وحرّم على نفسه الخمر وعبادة الأوثان في الجاهلية ، وأخباره وشعره كثير من الطبقة الأولى. انظر عنه : جمهرة الأنساب : 257 ، الأغاني 120/4 [ طبعة دار الكتب ] ، الشعر والشعراء : 176 ، تهذيب الأسماء 126/1 ، تاريخ الخميس 412/1.. وغيرها. ولم يرد في موسو عتنا هذه شعر له سوى ما هنا.
2- عن الكلبي : يمدح ، إلّا أنّ في الطرائف : 406 في مرثية عبد الله بن جدعان ..
3- تقرأ في نسختي الأصل منه حل ، وما أثبتناه جاء في جميع المصادر.
4- جاء على نسخة (ألف) حاشية ، وهي : يعني الدارة [كذا ]: دار الندوة ، وأُدمجت في سياق الكلام في نسخة (ألف) ، وخطّ عليها في نسخة (ب) . وهو الظاه- إذ لا وجه للتخصيص.
5- كذا في المصادر ، وفي نسختي الأصل روح.
6- الكلمة مشوشة ، وتقرأ في نسخة (ألف): الشري.
7- العجز مشوشة جداً في نسخة (ألف) ، يقرأ : لباب البر بيتك [ ولعلها تقرأ: يلبيك ، ( بدون نقط ) ] بالنهار . أقول : العجز فى الطرائف : لباب البر على بالشهاد ، ثمّ قال : فالمشمعل : سفيان بن عبد الأسد ، والآخر أبو قحافة . وفي الغدير : يلبك بالشهاد. وراجع مسامرة الأوائل : 88 ، حيث قال : إنّ الداعي هو أبو قحافة والد الصديق وحكاه عنه العلّامة الأميني له في الغدير 51/8. و راجع : السيرة النبوية لابن كثير 117/1 ، والبداية والنهاية 277/2، والمنمق لابن حبيب البغدادي : 372 وغيرها .
قال أبو الجيش البلخي (1) : كان أبو الفصيل خياطاً في الجاهلية، ودكّانه بمكّة ظاهر، وكان ينادي للتجارعلى ثيابهم يبيع لهم.
وقال صاحب العقد (2) : قال أبو الشرور لغلام له كان يتجر بالثياب : إذا كان الثوب سابغاً (3) فانشره وأنت قائم ، وإذا كان قصيراً (4) فانشره وأنت جالس،
ص: 325
1- هو : مظفر بن محمد بن أحمد أبو الجيش الخراساني البلخي (المتوفى سنة 367 ه- ) ، متكلم باحث ، كان ورّاقاً .ثم عد من كتبه : الأرزاق والآجال ، والأعراض والنكت ، والإمامة ، والإنسان ، كما قاله الزركلي في الأعلام 257/7.
2- العقد الفريد 456/2 .
3- في نسختي الأصل : سايغاً ، والصحيح ما أثبتناه كما في المصدر. والسابع هو كل شيء طال إلى الأرض، ويقال : أسبغ فلان ثوبه : أي أوسعه ، كما جاء في لسان العرب 433/8 مادة (سبغ).
4- هذه الكلمة جاءت تصحيحاً على نسخة (ألف) ، والأصل مطموس فيها ، وفي نسخة (ب) فصيل ، وما هنا من المصدر.
فإنّما البيع مكاس (1) . وقال قوم: كان معلّماً (2).
وقال الكلبي : ثم كان أجيراً لخديجة (3) في التجارة ، وقالوا: كان يسرق فضول علف جمالها (4)!
ص: 326
1- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : المكائن ، وما أثبتناه من المصدر. ولعلّها : المكائس . والمكائس في البيع ؛ والمكس هو : انتقاص الثمن واستحطاطه ، والمنابذة بين المتبايعين ، قاله ابن الأثير في النهاية 349/4. راجع لسان العرب 220/6 ، ومجمع البحرين 220/4 .. وغيرهما، وهو لا يتلائم مع ما جاء متناً ، فتدبر . أو يكون مكائد .. بمعنى الحيلة والمكر ، وهو الأظهر ، ولعله من هنا يقال : إنما الأسواق مكائد. أقول : جاء في تاريخ المدينة 748/2 مسنداً أنه قال : خرج عمر ... ومعه أبو ذر فمرّ على مولى له ، فقال : إذا نشرت ثوباً كبيراً فانشره وأنت قائم، وإذا نشرت ثوباً صغيراً فانشره وأنت قاعد ، فقال أبو ذر : اتقوا الله يا آل عمر .. وقريب منه ما بعده .
2- قال الطبري في تاريخه 432/3 : .. وكان أبو بكر تاجراً !! وفي لطائف المعارف : 127 ، إنّه : .. كان يبيع البز .. وفي المعارف لابن قتيبة : 575 : .. كان أبو بكر بزازاً ...
3- في نسخة (ألف) : أجير خديجة .
4- قال في إلزام النواصب : 77 [ الخطية : 97 ، وفي الطبعة الحروفية المحققة : 162] في نسب أبي بكر بن أبي قحافة : أجمع أهل السير والنسابون أن أبا قحافة كان أجيراً لليهود، يعلّم أولادهم ، وقد تعجب أبوه - أبو قحافة - يوم بويع ابنه أبو بكر للخلافة ، فقال : كيف ارتضى الناس بابني مع حضور بني هاشم؟ ! قالوا: لأنّه أكبر الصحابة سناً .. ! فقال : والله أنا أكبر منه .. ! وانظر الصواعق المحرقة لابن حجر : 13 مع تفاوت يسير ، وشرح نهج البلاغة لا بن أبي الحديد 156/1.. وغيرهما.
ابن الكلبي : كان عبد الرحمن بن أبي بكر شهيراً بالزنا.
وقال المفسرون (1) : نزل قوله تعالى فيه (2) : «وَالَّذِي قَالَ لِوالِدَيْهِ أُفٌ لَكُما .. » (3) الآية فيه ؛ فإنّه كان مع الكفّار يوم الحرب (4) .
ص: 327
1- كما جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي له 297/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة / 970 حديث 1 ] وعنه في تفسير نور الثقلين 14/5 - 15 ، وتفسير التبيان 9 / 275 ، 277 ، ومجمع البيان 144/9 ، والميزان 208/18 .. وغيرها . وكذا جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 150/6، 272/13، وبناء المقالة الفاطمية لابن طاوس الله : 251 و 312 نقلاً عن الجاحظ، وكذا عين العبرة : 51 - 52 . وقال ابن بطريق في العمدة : 454 حديث 947 بإسناده ... عن الثعلبي ، قال : قال ابن عبّاس ، وأبو العالية ، ومجاهد، والسدي ..: نزلت هذه الآية في عبد الله بن عمر ، وقيل : في عبد الرحمن بن أبي بكر .. قال له أبوه : أسلم .. إلى آخره.
2- الظاهر أنّ : فيه .. هنا زائدة .
3- سورة الأحقاف (46): 17 .
4- روى الزمخشري في الفائق 102/4 [ دار الفكر ] عن مروان بن الحكم : أنّ هذه الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر . إلّا أنّ أُخته عائشة نفت عنه ذلك ، كما رواه الفضل بن شاذان كما جاء في هامش الإيضاح : 90 عن محمد بن زياد ، قال : لمّا بايع معاوية لابنه يزيد؛ قال مروان: سنة أبي بكر وعمر ..! فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : سنّة هرقل وقيصر ! فقال له مروان : أنت الذي أنزل الله فيك: « وَالَّذي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ...» . فبلغ ذلك عائشة فقالت : كذب والله ما هو به ، ولكن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم لعن أبا مروان ؛ ومروان في صلبه .. ومثله في تاريخ ابن الأثير 199/3 ، وفتح الباري 197/10 – 198 [443/8]، ومقدمته : 314 ، والأغاني 90/1 - 91 ، والسنن الكبرى للنسائي 459/6، ومستدرك الحاكم 181/1 .. وغيرها . ومثله في شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي 158/2، ولاحظ : كتاب البخاري 42/6/26/33]، ( تفسير سورة الأحقاف)، والمستدرك علی الصحيحين للحاكم 481/4 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 150/6 ، و 272/13 ، وتفسير الثعالبي 218/5 ، و تفسير ابن كثير 171/4 – 172 ، والدر المنثور للسيوطي 41/6[7/6 - 10 ] - وعنه في بحار الأنوار 540/31 تحت عنوان : أقول : .. ولاحظ منه 236/65 - 237 ) باب 5 ، تذييل ) عن الحاكم في مستدركه، وأكثر من مورد في بحار الأنوار ، وأيضاً راجعه مع مصادره في الغدير 8 / 246 ، و 236/10 .. وغيرها . وقد تعرّض شيخنا الأميني أعلى الله مقامه في غديره 216/10 - 227 إلى مأساة الاستلحاق مفصلاً وذكر لها مصادر جمة .
وقال ابن جرير صاحب المسترشد (1) : تزوّج أبو قحافة عثمان بن عامر
ص: 328
1- کتاب المسترشد : 326 ذیل حدیث 119 ، قال : .. ثم استدللنا - واستدلّ أهل النظر - أن من نقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات أولى بالأُمّة ممن ولد على غير رشدة، وناله سفاح أهل الجاهلية ، فلا حسب معلوم ، ولا نسب معروف .. ثمّ كان صائباً يعرف ذلك أهل المعرفة بالنسب ، بأنّ اباه : عثمان بن عامر ، وأُمّه : أُمّ الخير بنت صخر ، وكان عثمان متزوجاً بابنة أخيه . ثمّ قال : وأما صاحبه ؛ فأمر الناس أن لا يزيدوه على الخطاب.. ! لمّا وقف عليه من أمر نسبه ، وقصة جدته وما كانت ترمى به .. إلى آخره.
بابنة أخيه : سلمى بنت صخر بن عامر ! (1)
وقال بعض المحدّثين : كانت سلمى مملوكة فاحشة مسنية (2) يباع ولدها ، فلمّا ولدت بأبي الفصيل أحبته ، فقالت لسيّدها : أعتقه .. فأعتقه ، فألحق بأبي قحافة ، فسمّي (3) : عتيق [بن ] أبي قحافة .
وقال الكلبي : وكانت سلمى بنت صخر بن عامر التيمية أُمه بنت عم أبيه ، وكانت ماشطة.
ولم يكن في علیّ علیه السّلام ولا في آبائه ولا في أولاده علیه السّلام .. هذه الفضائل (4)!!..
ص: 329
1- ويؤيده ما جاء في المعجم الكبير 51/1 - 52 برقم 1 ، و 28/9 برقم 767.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولا أعرف لها معنى مناسباً ، بل هي مصحفة قطعاً ، ولعلّها : منتنة .. أو ما في معناها .
3- جاء في نسختي الأصل : فمتى ! وما هنا نسخة بدل على نسخة (ب)، أثبتناها لظهورها.
4- هذا على نحو التهكم والاستهزاء ؛ ومن الواضح إنّما هم أهل الفضائح.
البشنوي (1) [ من الطويل ]
أَتُوبُ إِلَى مَنْ بِالمَعَاصِي لَقَيتُه***وَحَسبِي إلهي والشَفِيعُ رَسُولُهُ
إمَامِي قَسِيمُ النَّارِ كُفْو (2) بَتُولَةٍ***ووالدها خَيرُ الرِّجَالِ بتُولُهُ (3)
وَلَيسَ بِقَصَّابِ وَلَيسَ بِعَازِفٍ (4) *** يَؤُمُّ بِقَومٍ لِلَّذِي جَعَلُوا لَهُ
الناشئ (5) : [ من الكامل ]
ص: 330
1- لم ترد هذه الأبيات فيما جمع لشاعرنا من شعر أو نثر هنا وهناك ، بل لم نجد تتمة لها إلا ما جاء في هذه الموسوعة في أكثر من مورد.
2- في نسختي الأصل : كفوا، ولا يصح مع الإضافة .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وقد تقرأ في نسخة (ألف) : بنوله ، أو تبوله ، ويراد منها بتول له .. أي منقطع له .
4- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، قد تقرأ في نسخة (ألف): بقارف - بدون إعجام - وهو من دنى من الذنب ولاصقه والخطيئة : خالطها ، وفى نسخة (ب): تعارف، والظاهر ما أثبتناه .
5- مرّ الحديث عن هذه القصيدة مفصلاً قريباً ، فلا نعيد .
وَتَوَازَرُوا يثنُونَ دِينَ مُحَمّدٍ ***بالرعم (1)يَروُونَ (2) العِبَادَ تَجَلُّدا
واسْتَبْطَنُوا كُفرَاً وَأَبْدَوا حِيلَةً ***للدين (3) نُسكَاً كَاذِباً وَتَزَهُدَا
وَلَوَ انهم كَفَرُوا لَعَادُوا مِثلَ مَا*** كَانُوا رُذَالاً فِي قُرَيشِ وُغَدَا
هذا يَخِيطُ وَذَا يَبِيعُ أَبَاعِراً ***ويَعُودُ ثَالِتُهم إلى مَا عُوِّدا
يَرحَى (4) وَيَأْكُلُ فَضْلَ رِبحِ تِجَارَةٍ*** أَصْحَى بِها كَلِفاً حَرِيصَاً مُجَهّدَا
شاعر : [من الكامل ]
أَعَتِيقَ تَيْمٍ كَيْفَ تَفخَرُ هَاشِماً ***وَأَبُوكَ مِن مَجدِ الكِرامِ بِمَعْزِل ؟!
ص: 331
1- كذا؛ ولعلّها : بالرغم.
2- كذا ؛ ولعلّها : يُرْدُونَ.
3- في نسخة (ألف) : للذين .
4- الكلمة مشوشة إعجاماً ، وقد تقرأ : يرجى ، أو ترحى.. أو غير ذلك .
إِنَّ ابنَ جَدعَانٍ يُشَبِّعُ بَطَنَكُمْ ***أَشيَاخَ قَوْمِكَ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ
فَاشكُرْ لِهَاشِمَ مَا بَقِيَتْ فِعَالَهُمْ*** وَلَتَكْفُرُنَّ اللَّهَ إِن لَمْ تَفْعَلِ
***
ص: 332
[ القسم الثاني ]
[ في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين ]
[ باب ]
[ في أبي الشرور ]
[فصل 2] : [في جهل العتيق]
ص: 333
فصل
في جهل العتيق
في جهل (1) العتيق (2)
عن الباقر محمد بن علي علیهما السّلام (3) في قوله تعالى: «أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الحَقُّ » [ عليّ علیه السّلام] : «كَمَنْ هُوَ أَعْمى» (4) «الأوّل والثاني وأتباعهما » (5) .
ص: 335
1- لا توجد : جهل ، في نسخة (ألف).
2- اختلف في وجه هذه التسمية وسبب التلقيب بها - أُدرجت مفصلاً في كتاب الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 2 /508 - 509 ، وتعرّض لعدة روايات ذكرته بهذا اللقب هناك ، كما وقد جاء في الشعر كثيراً .. وراجع - أيضاً - : الأسرار فيما كُنّي وعُرف به الأشرار 509/2 - 512 .
3- جاء الحديث في المناقب 551/1 [ طبعة بيروت 75/3، وفي طبعة قم 214/3، وبنصه فيه 247/3] مسنداً إلى الباقرين ، وفي طبعة النجف 15/3 - 16 مسنداً إلى الإمام الباقرعلیه السّلام ، وعنه في بحار الأنوار 181/36 (الباب 39) حدیث 177.
4- سورة الرعد (13): 19
5- في المناقب : أعداؤه - أي أعداء أمير المؤمنين علیه السّلام- ، بدلاً من: الأول والثاني وأتباعهما.
«إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبابِ .. » (1) «الأئمة الذين غُرس في قلوبهم العلم من ولد آدم» (2) .
وعنهما علیهما السّلام ؛ أنه قال النبي (عليه و آله السلام ) : «من يقبل منكم وصيتي ويؤازرني على أمري، ويقضي ديني، وينجز عداتي من بعدي، ويقوم مقامي (3) .. والخليفة من بعدي في أمتي، يعلّمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ..؟ » أعادها ثلاثاً .
فقال الأول والثاني لسلمان (4) : ماذا يقول محمد آنفاً ؟ ! (5)
ص: 336
1- سورة الرعد (13): 19.
2- أقول : جاء قريب منه في كشف الغمة : 93 [ الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 323/1]، وكذا في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 321/1 - 322 حدیث 21 [ الطبعة الأولى، وفي الطبعة الثانية 231/1] ، وفيه : « والأعمى [ هنا ] هو عدوّه»، وقد حكاه العلّامة الحلي الله عن طريق الجمهور ، كما في نهج الحق : 197 [66/1]، وكشف اليقين : 374 [ وفي الطبعة الأولى : 223].. وغيرهما.
3- إلى هنا بنصه حكاه المصنف الله في مناقبه 247/3 [ طبعة قم 214/3]، وجاء بعده : وفي كلام له : فقال رجلان لسلمان .. عن الباقرين ، وعنه في بحار الأنوار 181/36 ( باب (39) حدیث 177.
4- في نسختي الأصل : نسلمان ، وهي - على كلّ - غير قصة حديث الدار؛ إذ كان ذلك في مكة ، والآية مدنية ، ولم يكن سلمان يومذاك موجوداً ؛ فضلاً من كونه قد أظهر إسلامه ، وعاد الكلام في المناقب 214/3 .
5- في المناقب : ماذا يقول آنفاً محمد ؟ !
فقام إليه أميرالمؤمنين علیه السّلام .. فضمّه [ صلوات الله عليه و آله ] إلى صدره ، وقال: «أنت لها يا على» فأنزل الله : «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ ..» إلى قوله: «أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبهمْ ..» (1) الآية .
فتيا الجاحظ (2) ، وتفسير الثعلبي (3) ، والبلخي (4) ، والقشيري (5) والطوسي (6) .
ص: 337
1- سورة محمّد صلی الله علیه و آله و سلّم (47) : 16.
2- کتاب الفتيا للجاحظ المطبوع ضمن رسائله الأدبية برقم ( 10 ) ، وهو قطعة منه ، حيث فقد الأصل ، لاحظ صفحة : 88 من تلك الرسائل . وحكاه في الفصول المختارة : 206 عن قول الجاحظ، وكذا حكاه في الصراط المستقيم 208/3 عن الجاحظ وغيره، ولم ينقله البخاري كعادته في عدم نقل الأخبار الصحاح الماسة بالخلفاء ، كما صرح بذلك البياضي له في الصراط المستقيم 228/3. ولاحظ : الغدير 102/7 - 104 بمصادره .
3- تفسير الثعلبي 134/1 ، وجاء في ذيل هذه الآية في تفسير الثعالبي 389/4 [ وفي طبعة أخرى 554/5] ما نصه : .. وقد توقف في تفسيره أبو بكر وعمر !
4- تفسير البلخي ، ولم أجده ، وجاء في تفسير القرطبي 29/1 عنه .
5- تفسير لطائف الإشارات للقشيري ، ولم نعثر على الكلام فيما طبع منه ، وا ، والظاهر أنّ المصنّف الله حكى عن تفسيره الكبير ، ولا نعرف له نسخة ، وقيل عنه : : هو من أجود التفاسير ! كما في سير أعلام النبلاء 228/18.. وغيره.
6- تفسير التبيان 274/10 - 276 ، وراجعنا مورد تفسير الآية ، ولم أجده فيه ، نعم قيل : إنّه جاء في تلخيص الشافي للشيخ الطوسي رحمه الله ، و لم يسعني مراجعته .
والنقاش (1) ، وكتاب ابن بطة (2) : أنّه سئل العتيق عن قوله:«وفاكِهَةً وَأَباً» (3) ، فقال : أيّة سماء تظلّني ، أم أيّ أرض تقلّني (4)، أم أين أذهب، أم كيف أصنع ، إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم ؟ !
أمّا «الفاكهة» ... فأعرفها .
وأمّا الأب : فالله أعلم (5)!!..
ص: 338
1- تفسير النقاش ، وهو شفاء الصدور في التفسير ، لم نسمع بطبعه كاملاً .
2- لم نعثر على الكلام فيما طبع من كتاب الإبانة لابن بطة ، فراجع .
3- سورة عبس (80): 31.
4- في نسختي تسعني ، ولم يرد ما بعدها في الصراط إلى قوله : إذا قلت في كتاب الله برأيي ..
5- وقريب منه ما جاء في تفسير القرطبي ،29/1 ، والكشاف للزمخشري 220/4 [253/3] ، وتفسير ابن كثير 6/1 ، وصححه في صفحة : 60 ، وينظر 504/4 - كما حكاه في الغدير عنه - والدر المنثور للسيوطي 317/6 حكاه عن فضائل أبي عبيد ، وفتح الباري 13 / 229 - 230 ، وتفسير الخازن 374/4 ، وتفسير النسفي - هامش الرازي - 389/8 ، وأعلام الموقعين لابن القيم : 29 ، وأوعز إليه ابن جزي الكلبي في (ألف) و(ب): نقلني ، ولا أعرف لها معنىً مناسباً، وفي بعض الروايات: تفسيره 4 / 180 ، كما قاله شيخنا العلامة الأميني له في الغدير 103/7 - 104. وحكاه الشيخ المازندراني الله في شرح أصول الكافي 313/2[312/3] عن كتاب الإتقان لجلال الدين السيوطي ، ونقله البحراني له في البرهان 429/4، والحويزي له في نور الثقلين 511/5 حديث 14 ، وعين العبرة لابن طاوس : 9. وذكر صدر الحديث المصنّف الله في مناقبه 32/2 / 2 / 180 ] . . وغيرها . وهذا ما جهله الخليفة الأوّل في تفسير الآية الكريمة، ولم يقصر تاليه عنه جهلاً وضلالة ، إذ أورد له الحفّاظ أنه لم يعرف تفسيرها ، وقال : هذا لعمر الله هو التكلف ! فما عليك أن لا تدري ما الأب ؟ ! اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به : وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربّه !! وجاء بألفاظ أخرى مقاربة من الطبري وغيره، وعدد له العلامة الأميني رحمه الله في غديره 99/6 - 101 أكثر من عشرين مصدراً ، فراجع.
وفي رواية أهل البيت علیهم السّلام : أنّه بلغ ذلك أمير المؤمنين علیه السّلام ، فقال : «إنّ الأب هو ؛ الكلأ والمرعى ، وإنّ قوله : «وفاكِهَةً وَأَبا» (1)اعتداد (2) من الله على خلقه فيما أعدّ لهم (3) به ، وخلقه لهم ولأنعامهم .. ممّا يحيي (4) به أنفسهم» (5) .
قال النّظام (6) : ثمّ سئل عن الكلالة ، فقال : أقول فيها برأيي ؛ فإن أصبت
ص: 339
1- سورة عبس (80): 31 .
2- في نسختي الأصل: اعتذار.. وهو تصحيف .
3- في المناقب - الطبعة الحجرية - : فيما غذاهم .. وفي طبعة بيروت : فما غداهم.
4- في نسخة (ألف): تحيى .
5- من قول الجاحظ إلى هنا جاء في مناقب آل أبي طالب 487/1 [ وفي طبعة قم 180/2 و 399/2 من طبعة بيروت ]، وليس فيه تفسير البلخي، والقشيري ، والطوسي، والنقاش، وكتاب ابن بطة : الإبانه .. وغيرها . ولاحظ : المستجاد من الإرشاد للعلامة الله : 116 - 117.. وغيره .
6- هو : إبراهيم بن سيار بن هاني البصري ؛ أبو إسحاق (المتوفى سنة 231 ه- ) ، من أئمة المعتزلة وأعلام الفلسفة حتى سمّيت فرقة منهم باسمه ونسبت إليه ، وقد كُفّر مر بعض وضلل من آخرين، وكان شاعراً أديباً بليغاً. انظر عنه : الخطط للمقريزي 346/13 ، والنجوم الزاهرة 234/2 ، وتاريخ بغداد 94/6 ، وأمالي السيد المرتضى له 132/1.. وغيرها كثير.
فمن الله ، وإن أخطأت فمنّي (1) و من الشيطان ، الكلالة ما دون الولد والوالد (2) !!..
ص: 340
1- كذا ؛ في المستصفى : 287 ، وفي الفصول المختارة فمن قبلي.
2- في لفظ بعض : .. أراد ما خلا الولد والوالد ، فلما استخلف عمر قال : إنّي لأستحيي الله أن أرد شيئاً قاله أبو بكر ..!! كما نصّ عليه الطبري في تفسيره 376/4[30/6] ، والبيهقي في السنن الكبرى 223/6 ، وابن كثير في تفسيره 470/1 [260/1 ] .. وغيرهم في غيرها . وأورده الشيخ المفيد له في الفصول المختارة : 206، والمصنّف له في مناقبه 312/1 بعبارة : وقد اشتهر عن أبي بكر .. وراجع ما ذكره العلامة المجلسي الله في موسوعته الرائعة بحار الأنوار 40 / 148 - 149 ( باب 93) حديث 54 . أقول : الكلالة : يراد منها من لا ولد له ولا والد . وقيل : هو أن يموت الرجل ولا يدع والداً ولا ولداً يرثانه .. وقد كلّ يكلّ فيهما .. وما لم يكن في النسب لحّاً ، أو مَنْ تكلَّل نسبه بنسبك ؛ كابن العم وشبهه ، أو الإخوة للأُم، أو بنو عمّ الأباعد ، أو ما خلا الوالد والولد، أو هي من العصبة من ورث معه الإخوة للأُم ... وأصله من تكلّله النسب : إذا أحاط به، ومنه الإكليل ، وهنا الورثة يحيطون به من جوانبه . وقيل : الكلالة الوارثون الذين ليس فيهم ولد ولا والد ، فهو واقع على الميت وعلى الوارث بهذا الشرط . وقيل : الأب والابن طرفان للرجل ، فإذا مات ولم يخلفهما فقد مات عن ذهاب طرفيه ، فسمّي ذهاب الطرفين : كلالة ، وهو اليتم .
فقوله هنا خلاف قوله هناك، فكيف يجوز أن يحكم في الأموال وحقوق المسلمين برأي لا يدري صاحبه لعلّه (1) فيه مخطىء، ومن استعظم القول بالرأي ذلك الاستعظام لم يقدم على القول هذا الإقدام !
وحديث الكلالة رواه الغزالي في المستصفى (2) .
ولما أراد العتيق أن يجمع ما تهيّأ له من القرآن، صرخ مناديه في المدينة : من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به.. ثمّ قال : ولا يقبل من أحد شيئاً إلا بشاهدي عدل (3)!
ص: 341
1- كذا ؛ والكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وقد تقرأ في نسخة (ألف): لعلّي، أو: بعلي.
2- المستصفى : 287 [ وفي طبعة : 374] باختلاف يسير ، و. ير، وجاء هناك كلام النظام أيضاً ، فراجعه .
3- ستأتي على مصادره قريباً. راجع: تاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي : 49.. وغيره . وقد ذكره أبو القاسم الكوفي في الاستغاثة في بدع الثلاثة 20/1، وزاد : وإنّما أراد هذا الحال لئلا يقبلوا ما ألتفه أمير المؤمنين لا ، إذ كان ألف في ذلك الوقت جميع القرآن بتمامه وكماله من ابتدائه إلى خاتمته على نسق تنزيله .. فلم يقبل ذلك منه ؛ خوفاً أن يظهر فيه ما يفسد عليهم أمرهم ، فلذلك قالوا: لا نقبل القرآن من أحد إلا بشاهدي عدل .. ثم قال : مع ما يلزم الحكم عليهم أنهم لم يكونوا عالمين بالتنزيل ؛ لأنتهم لو كانوا عالمین به لما احتاجوا في قبوله إلى شاهدي عدل ، وإذا لم يعلموا التنزيل كانوا من علم التأويل أبعد به وأجهل ، ومن لم يعلم التنزيل والتأويل كان جاهلاً بأحكام الدين.
وهذا مخالف لقوله تعالى: « قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ .. » (1) الآية ؛ فإن كان الرجل وصاحبه جهلا (2) هذا من القرآن، وظنّا أنّه يجوز لأحد من الناس أن يأتي بمثله .. فذلك غاية الجهل ..
ومن حلّ هذا المحلّ لا يجوز أن يحكم بين المسلمين ؛ فضلاً عن منزلة الإمامة؛ فإن كانا علما ذلك من كتاب الله فلم يصدّقا إخبار الله تعالى فيه ، ولم يثقا (3) بحكمه في ذلك فهو أفضح ..
وهذا يلزم أنّهما لم يكونا عالمين بتنزيل القرآن؛ لأنّهما لو كانا عالمين لم يحتاجا أن يطلباه من غيرهما ببيتة عادلة، وإذا لم يعلما التنزيل كان محالاً أن يعلما التأويل، ومن لم يعلمهما كان جاهلاً بأحكام الدين وحدود ما أنزل الله على رسوله، ومن كان بهذه الصفة لم يصلح للإمامة ؛ وإنّما قصدا
ص: 342
1- سورة الإسراء (17): 88 . ولا يخفى ما في الاستدلال من مسامحة ظاهرة، فتدبر .
2- هذا استظهار، وفي نسختي الأصل : جهلاء - مع الهمزة - .
3- في نسخة (ألف): تبعا .
بجمعه (1) سبباً لترك قبول مصحف عليّ علیه السلام ؛ لكي لا يظهر على ما ارتكباه من الاستيلاء.
ثمّ إنّهما احتاجا إلى زيد بن ثابت حتى يجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب واللّخاف (2) - وهي الحجارة .. وصدور الرجال (3).
وفقد زيد آيات من كتاب الله ، فما وجدها إلا عند خزيمة بن ثابت
ص: 343
1- كذا في نسخة (ألف) ، وفي نسخة (ب) : الجمعه .
2- جاء هنا على نسخة (ألف) حاشية : قال الأصمعي : اللخاف : حجارة بيض رقاق ، واحدتها : لخفة . وفي حديث زيد بن ثابت - حين أمره أبو بكر أن يجمع القرآن .. - قال : فجعلت أتتبعه من الرقاع والعسب واللخاف. الصحاح. انظر : صحاح اللغة 1426/4 ، وغريب الحديث لابن سلام 156/4 ، وغريب الحديث لابن قتيبة 304/2 ، ولسان العرب 315/9 . . وغيرها .
3- قد ذكر الزمخشري في الفائق 363/2 بإسناده:.. عن زيد بن ثابت ؛ أمره أبو بكر أن يجمع القرآن ، قال : فجعلت أتتبعه من الرقاع والعسب والل-خاف ، ثم قال : عسب جمع عسيب وهو السعفة . واللخاف: حجارة بيض، الواحدة : لخفة ، ومثله في جامع الأصول 503/2. كما وقد ذكر الفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ 485/1 (أمر أبي بكر لزيد بن ثابت بجمع القرآن ) .. مع أنه قد ذكر قبل ذلك 410/1، عدم جمع الخليفة للقرآن وتعرّض في 487/1 إلى من جمع القرآن من الصحابة .. فراجع ذلك التهافت .
وهي : : «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ .. » (1) الآيتين .. وغير ذلك .
رواه البخاري (2) والطبري (3) .
فقال قوم: هذا لا يصلح أن يكون خليفة في الأرض ، ويجلس في مجلس رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ، ويتصدّر بحيث ينوب مناب المعصوم من الخطأ والزلل، ولا يحفظ القرآن، ومن لم يحفظه فأحرى أن لا يعرف الحكم بتأويله، و[ما] ينزل به [ من] الأحكام ، فيقول، ما أعرف حتى أُسائل (4) الناس !
ص: 344
1- سورة التوبة ( 9 ) : 128 - 129.
2- كتاب البخاري 89/6 ) كتاب تفسير القرآن ) ، وجاء هذا المضمون هنا ، وكذا فيه 225/6 - 227 ( باب جمع القرآن من كتاب فضائل القرآن ) حدیث 4603 [4986] و 4605 [ 4988] ، وكذا في 92/9 ( باب 37 يستحب للكاتب أن يكون أميناً كتاب الأحكام) ، حديث 6654[7191].. وغيرها.
3- تفسير الطبري 1 / 60 - 61 ، وحكاه العلامة المجلسي في بحار الأنوار 75/89 مفصلاً عن البخاري والترمذي في كتابيهما بعنوان : أقول .. كما وقد ذكره ابن الأثير في جامع الأصول 501/2 - 503 حدیث 974 (حرف التاء في باب ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه ) وقد نقله عنهما . وراجع ما أورده أحمد بن حنبل في مسنده 199/1، و 134/5، والترمذي في سننه 347/4 حديث 5101 [ برقم 3102 في التفسير سورة التوبة ]، والبيهقي في السنن الكبرى ،41/2 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 35/7 ، والعسقلاني في فتح الباري 18/6 و 13/9 ، وأبو يعلى في مسنده 67/1.. وغيرهم في غيرها.
4- كذا ؛ وفي نسخة (ألف): أسأل.
وقد أقررتم بقول النبي صلی الله علیه و آله و سلّم - وسئل (1) : من يؤمّ الناس ؟ - فقال: «أقرؤهم لكتاب (2) الله .. » الخبر .
وقد أقررتم - أيضاً - : أنّه لم يستتمّ القرآن كله ، فكيف يكون فقيهاً ؟! وكيف يفرق بين المحكم والمتشابه من لا يقرأ التنزيل كلّه ؟! ومن لم يعلم التنزيل كيف يعرف التأويل ويقول في الكلالة ما قد عرفتموه ؟! وكذلك صاحبه !
ورووا بأنّ عتيقاً قال في الكلالة ما أراها إلّا ما لم يكن ولداً ولا والداً !!.. وفي رواية : اللهم إنّي لا (3) أعلم إلا أن لا يكون الوالدان والولد !! (4) ..
ص: 345
1- في نسختي الأصل : ساءل ، وما أثبت قد جاء نسخة بدل على حاشية (ب).
2- في نسختي الأصل : بكتاب .
3- لا توجد : لا .. في نسخة (ألف) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ب).
4- قال الغزالي في المستصفى 287/2[243/2] ذكر أخبارهم ما يدلّ على قولهم بالرأي ، فمن ذلك قول أبي بكر لما سئل عن الكلالة : أقول : الكلالة ، قول أبو بكر : أقول بها برأيي ، فإن يكن صواباً فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان. وفي 374/2 منه قال : ومن ذلك قول عمر : .. أقضي في الجد برأيي وأقول فيه برأيي.. وقضى بآراء مختلفة . ومن ذلك حكمه أي أبي بكر بالرأي في التسوية في العطاء ، فقال عمر : لا نجعل من ترك دياره وأمواله مهاجراً إلى النبي الكمن دخل في الإسلام كرهاً، فقال أبو بكر : إنّما أسلموا الله وأجورهم على الله ، وإنّما الدنيا بلاغ. ولما انتهت الخلافة إلى عمر فرّق بينهم ووزّع على تفاوت درجاتهم، واجتهاد أبي بكر أن العطاء إذا لم يكن جزاء على طاعتهم لم يختلف باختلافها، واجتهاد عمر أنّه لولا الإسلام لما استحقوها .
وقال عمر : أخرج من الدنيا ولا أعرف الكلالة !
وفي رواية : لا أراني أفهمها أبداً ! (1)
ورووا جميعاً (2)- بلا خلاف - عن العتيق ؛ أنه قال - في وقت وفاته- .
ص: 346
1- وفي لفظ الجصاص في أحكام القرآن 106/2 : .. ما سألت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم عن شيء أكثر ممّا سألته عن الكلالة ؛ وفي تفسير الطبري 30/6 ، وكذا في تفسير السيوطي ( الدر المنثور) 251/2 .. وغيرهما ، قال : الكلالة .. الكلالة - وأخذ بلحيته ! - ثمّ قال : والله لأن أعلمها أحبّ إليّ من أن يكون لي ما على الأرض من شيء.. إلى آخره، وفي لفظ الجصاص - أيضاً - 105/2 : ما أراني أعلمها وقد قال رسول الله ما قال ، ومثله في تفسير ابن كثير 594/1 ، وكنز العمال 2/6.. وغيرهما. ولاحظ رأي الخليفة الثاني في الكلالة في ما أسنده عنه العلامة الأمينى رحمه الله في الغدير 127/6 - 131، وكذا جاء في مستدرك سفينة البحار 158/9.. وغيرهما.
2- في نسختي الأصل : جمعاً . وقد أخرج أبو عبيد في الأموال : 131 ، والطبري في تاريخه 52/4 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ،18/1 ، والمسعودي في مروج الذهب 414/1، وابن عبد ربه في العقد الفريد 254/2.. وغيرهم في غيرها ، وفيها : .. وددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب .. أقول : قد جرت سيرة جميع العقلاء قديماً وحديثاً على الأخذ بما يقوله الإنسان إقراراً على نفسه ، وإعترافاً بجنايته، ولم يختلف في ذا إثنان.ودلّتنا الآثار الواردة في غير واحد من كتب الفريقين : أنّ أبا بكر قد اعترف عند موته بالهجوم على بيت فاطمة عليهاالسلام وأظهر الندامة .. فعن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي بكر - حال إحتضاره - قال : إنّي لا آسي على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتها ... فوددت أنتي لم أكشف [لم أفتش ] بيت فاطمة عن شيء [ وأدخله الرجال ] وإن كانوا [مع أنهم ] أغلقوه على الحرب [ وإن كان أعلن عليّ الحرب ] .. وعليك بمصادر الخبر في الكتاب الرائع : الهجوم على بيت فاطمة علیها السّلام . هذا؛ وقد ذكر العلّامة الأميني رحمه الله في غديره 170/7 – 178 برقم 11 تحت عنوان : ثلاثة .. وثلاثة .. وثلاثة .. هذا الخبر، وحكاه عن عدة مصادر. ثمّ قال في صفحة : 178 تحت عنوان : تحفظ على كرامة !... حذف أبو عبيد من الحديث ذكر الأمر الأوّل من الثلاثة الأول ، وهو : كشف بيت فاطمة [علیها السّلام] ، وجعل مكانه قوله : فوددت أني لم أكن فعلت .. كذا وكذا - لخلّة ذكرها - فقال : لا أريد أذكرها !! ثم قال : وما حرّف ما حرَّف إلّا تحفظاً على كرامة الخليفة ، والأسف على أنّ غيره ما شاركه فيما فعل ، فظهرت خيانته على ودائع التاريخ.. أقول : وما أكثر أمثالها مصداقاً ، وما أقل حياؤهم عملاً، وغيرتهم على نواميس الرسالة ، وأمانة النقل عند التحقيق. وفي رواية: وذكر [أي أبو بكر] في ذلك كلاماً كثيراً ... وودت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين؛ أبي عبيدة أو عمر ، فكان أميراً وكنت وزيراً .. ووددت أنّي كنت سألت رسول الله الله لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد.. ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب ؟!.. رواه جمع كثير - مع اختلاف يسير مفصلاً أو مختصراً - من علماء الفريقين ، منهم : 1- الحافظ أبو عبيد ( المتوفى 224 ه- ) ؛ انظر : الأموال : 194.. بنحو من الإبهام ! 2 - الحافظ سعيد بن منصور ( المتوفى 227 ه- ) ، وقال : حديث حسن : انظر كتاب السنن عنه وعن غيره ، جامع الأحاديث الكبير 12 / 100 - 101 (لم يطبع من كتاب السنن إلّا المجلد الثالث والرواية غير موجودة فيه !). 3 - حميد بن زنجويه ( المتوفى 251 ه- ) ، انظر : الأموال 348/1 مبهماً ، وفي 304/1 من دون إبهام. 4- ابن قتيبة الدينوري (المتوفى 276 ه- ) ، لاحظ : الإمامة والسياسة 24/1. 5 - اليعقوبي ( المتوفى 292 ه- ) ، انظر : تاريخ اليعقوبي 137/2. 6 - الطبري (المتوفی 310 ه- ) ، لاحظ : تاريخه 430/3 - 431 7 - الجوهري (المتوفى 323 ه- ) ، راجع : السقيفة وفدك : 75، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 46/2 - 48 ، و 51/6 . 8 - ابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى 328 ه- ) ، كما جاء في العقد الفريد 250/4 . (طبعة بيروت ] ، و 4 / 268 [ مكتبة النهضة المصرية ]. 9 - المسعودي ( المتوفى 346 ه- ) ، في كتابه مروج الذهب 301/2 - 302 [ وفي طبعة بيروت 317/2]. وقريب منه ما رواه السيد هاشم البحراني الله في مدينة المعاجز 89/2 ( في باب التسعون ومائتان : علمه علیه السلام بما قاله أبو بكر وعمر ومعاذ بن جبل .. عند موتهم ) حديث 419، ومنه قولة أبي بكر عند موته وفي الطبعة المحققة عن كتاب سلیم بن قیس رحمه الله : 223 - 227 ، [2 /816] والصراط المستقيم 154/3 . وراجع : إرشاد القلوب للديلمي 391/2 ، وعنهما في بحار الأنوار 121/30 - 144 ( باب 19 ، ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة ).
وددت أنتي سألت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم عن الكلالة ما هي؟ وعن الجد ما له من الميراث ؟ وعن هذا الأمر لمن هو ؟ فكان لا ينازع فيه !! (1)
ص: 349
1- ومثله قول صاحبه عمر ، حيث قال : ثلاثة لأن يكون رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بيّنهن إليّ من الدنيا وما فيها الخلافة ، والكلالة ، والربا .. ! كما في سنن ابن ماجة 911/2 [164/2]، وكذا قبله في تفسير ابن جرير 30/6، وأحكام القرآن للجصاص 105/2 ، ومستدرك الحاكم النيشابوري 304/2 وصححه ، وتفسير القرطبي 29/6، و تفسير ابن كثير 595/1 نقلاً عن الحاكم وصححه ، وتفسير الدر المنثور للسيوطي 250/2 نقلاً عن هامش الغدير 129/6 . . وغيره. وفي السنن الكبرى للبيهقي 225/6 ، ومسند الطيالسي : 12.. وغيرهما، حيث أنته قال : ثلاث لأن يكون رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بيّنهن أحب إلي من حمر حكي عن عمر النعم : الخلافة ، والكلالة ، والأب !.. [ في المصدرين : والربا ]. وفي كنز العمال 20/6 عنه أنه قال : لأن أكون أعلم الكلالة أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل قصور الشام. وقال أحمد بن حنبل الشيباني في مسنده 38/1: .. أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم .. و حكاه عنه من أصحابنا - رضوان الله تعالى عليهم - الفضل بن شاذان النيسابوري في الإيضاح : 161 ، والكوفي في الاستغاثة في بدع الثلاثة 17/1.. وغيرهما. وقد أسهب شيخنا الأميني رحمه الله في غديره 104/7 - 105 في بحث الكلالة ومعانيها و مقدار علم الخليفة فيها .
وهذا قول جاهل بأحكام الدين ، فلقد شهر نفسه بالجهل في الشريعة وأحكامها ، ومن كان جاهلاً ثمّ يحكم بين الناس (1) بما لا يعلمه يستحق قوله تعالى: «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرُونَ» (2) .
تم إنه أقرّ وشهد بأن الأمر لغيره، وأنّه لا حق له فيه ؛ لأنّه لو كان له فيه حق لكان قد علمه من الله ومن رسوله ، فغصب حق غيره من الأمر الديني والدنياوي عامداً ؛ وذلك هو الكفر بعينه ثمّ إنّه [ هل ] كان أَصَمَّ أعمى عن خبر يوم الغدير ، والمباهلة ، وتبوك.. وغيرها ؟!
وقال بعض أهل اللغة (3) : الكلالة من التكلّل، وذلك مأخوذ من الإكليل ..
ص: 350
1- في نسخة (ب) كلمة ( الناس ) وضع عليها كلمة : المسلمين ، وكأنها نسخة بدل ، والعبارة في نسخة (ألف) هكذا : بين المسلمين الناس.
2- سورة المائدة (5) : 44 ، وانظر: الآية 45: «.. هُمُ الظَّالِمُونَ »، والآية 47: «.. هُمُ الفَاسِقُونَ» .
3- لم أجد نص هذه العبارة لغة إلّا أنه قد جاءت بألفاظ مقاربة في لسان العرب 592/11 - 594 ، وتاج العروس 342/30 - 101/8343 - 102 ] .. وغيرهما. قال ابن دريد في جمهرة اللغة 166/1 : واختلفوا في تفسير الكلالة ، فقال قوم: هي مَنْ تكلل نسبه بنسبك كابن العم ومن أشبهه، وقال آخرون : هم الإخوة للأُمّ ، وهو المستعمل اليوم. انظر : القاموس المحيط 45/4 - 46 ، والنهاية 197/4 ، مجمع البحرين 62/4، الصحاح 1811/5 - 1812 . . وغيرها .
فتكلكل القرابة حوال الميت فيورث منهم أقربهم إليه تكليلاً.
والصحيح : أن الكلالة مأخوذة من الكلّ من قولك : فلان كلّ على فلان، قوله[ تعالى ] «.. وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَولاه ..» (1)، وكُلّ من يقرب إلى الميت بنفسه من غير (2) أن يتقرّب إليه بغيره فليس هو من الكلالة ، وكلّ من يتقرب إلى الميت بغيره فهو كَلّ على من يتقرب به إلى الميت؛ فذلك هو الكلالة.
وفي خصال الملوك (3) ، عن موسى بن عيسى أنته : قد خطب أوّل ما بويع فقال : إنّ هذا مقام لم نعد له كلاماً فسوف نعد له كلاماً !... ونزل !
وروى ابن قتيبة (4) أنّه قال : إنّكم تكلفوني ما كان يقول به رسول الله ..عجزت عنه ؛ فإنّ الرسول (عليه و آله السلام) كان يأتيه الوحي من الله وكان موفّقاً مسدّداً (5) ، وأنا أقول من عند نفسي؛ فإن أصبت فمن الله ومن رسوله
ص: 351
1- سورة النحل (16) : 76
2- لا توجد : غير .. في نسخة (ألف) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ب).
3- كتاب خصال الملوك : وهو : كتاب مفقود - حسب علمنا - لموسى بن عيسى ، كما صرّح بذلك المؤلّف طاب ثراه في كتابه معالم العلماء : 121 برقم 806، وقال عنه : مختلط ، له كتاب : خصال الملوك.
4- عيون الأخبار لابن قتيبة 2 / 234 ، ولاحظ : الإمامة والسياسة له 16/1.
5- في نسختي الأصل : مسدوداً .
وان (1) أخطأت فمن نفسى ! (2) ..
فرأوا ذلك منه فضلاً ومن كان يقول عن نفسه من غير كتاب ولا سنة فهو أجهل الجاهلين، وما حاجته أن يقول من عند نفسه ..
والله تعالى يقول : «الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.. » (3) ..
ص: 352
1- في الأصل: ومن .. وما أُثبت أصح .
2- ومثله ما ورد عنه أنه قال في أوّل خطبته بعد أيام قلائل من خلافته : لوددت أنّ هذا كفانيه غيري ، ولئن أخذتموني بسنة نبيكم صلی الله علیه و آله و سلّم ما أطيقها ، إن كان لمعصوماً من الشيطان، وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء .. كما جاء في مسند أحمد بن حنبل 14/1 ، والرياض النضرة /177/1 . . وغيرهما . وجاء بألفاظ متعدّدة جدّاً متقاربة معنىً ، ولعلّه تكرر في أكثر من موطن وموقف لا تستحق الدرج هنا ولا إضاعة الوقت لذكرها ، ونشير لبعض مصادرها لمن أحب التوسع في المقام .. ولاحظ : الاستغاثة في بدع الثلاثة 41/2، وفي آخرها : وإنّي أقول من عند نفسي ! فإن أصبت فمن الله ورسوله ، وإن أخطأت فمن نفسي .. راجع : طبقات ابن سعد 139/3 و 151 ، وتاريخ الطبري 203/3 و 210 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ،134/1 ، و 8/3 و 167/4 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: 47 - 48 ، والسيرة الحلبية ،388/3 ، وكنز العمّال 116/3، وسيرة ابن هشام 340/4، والعقد الفريد 158/2 ، وإعجاز القرآن: 115، وتاريخ ابن كثير 5 / 247 .. وغيرها .
3- سورة المائدة ( 5 ) : 3
وقال : ما فَرَّطْنَا فِي الكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) (1)
وقال: «وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيءٍ» (2) ..
فإذا كان الله قد أكمل الدين ولم يفرّط في الكتاب ، والكتاب تبيان لكلّ شيء؛ فقد جمع الله العلم في كمال الدين والكتاب المبين، ولكن الشأن فيمن يعرفه .
ثمّ إنّه (3)ما يقول من نفسه ؛ إمّا كان من الدين أو من غيره .. فإن كان من الدين؛ فيلزم أنّ الله تعالى بعث رسوله بشريعة ناقصة حتّى تممّ العتيق بخطأ أو صواب !!
وإن كان ما (4) يقوله من غير الدين ؛ فما حاجتنا إليه ؟ وإذا لم يكن من الدين فهو [ من ] البدعة، وكل بدعة (5) ضلالة .
وفي تاريخ الطبري (6) ؛ عن سفيان ، عن مسعر ، قال : لمّا ولى أبو بكر
ص: 353
1- سورة الأنعام (6) : 38
2- سورة النحل (16): 89
3- كذا ؛ والظاهر أن كلمة : أنّه ، زائدة .
4- لا توجد : ما .. في نسخة (ألف).
5- كذا في نسخة (ب) ، وفي نسخة (ألف) : فهو البدع، وكان بدعه ..
6- تاريخ الطبري 426/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 617/2]، ومثله في الكامل لابن الأثير 420/2.. وغيرهما. وراجع: مروج الذهب للمسعودي ،302/2 ، وكذا التنبيه والإشراف له : 254، وأخبار القضاة لوكيع 104/1 ، وتاريخ ابن الجوزي 70/4، ونهاية الأرب للنويري 144/19.. وغيرها لغيرهم .
قال له أبو عبيدة : أنا أكفيك المال - يعني الجزاء - ، وقال له عمر : أنا أكفيك القضاء.. فمكث به زماناً لا يأتيه (1) رجلان.
وقد روت العامة والخاصة (2) : أنته أراد أن يقيم الحد على رجل شرب الخمر ، فقال الرجل : إنّي (3) شربتها ولا علم لي بتحريمها .. فأرتج (4) عليه، فأرسل إلى عليّ لا يسأله (5)عن ذلك ..
فقال لا : « مر ثقتين (6)من رجال [المسلمين] يطوفان به على مجالس
ص: 354
1- في المصدر : فمكث عمر سنة لا يأتيه ..
2- كما صرح بذلك المصنف - أيضاً - في المناقب 397/2[178/2 ] - وعنه في البحار 164/79 ( باب (87 حدیث 21 - وقد ذكرنا المهم مما بينهما من فروق . وراجع : الإرشاد للشيخ المفيد له 199/1 [الطبعة المحققة ] - وعنه في بحار الأنوار 159/79 حديث 13 - وكشف اليقين للعلامة الحلي له : 68، ونهج الإيمان لابن جبر له : 368.. وغيرها .
3- في نسختي الأصل : إن .. ولا وجه لها .
4- الكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل ، هكذا استظهرناه منها ، وهي التي جاءت في المناقب، وهي بمعنى استغلق عليه الكلام فلم يستطع التكلم.
5- قد تقرأ في نسخة (ألف): ليسأله .
6- في المناقب : مر نقيبين .
المهاجرين والأنصار وينشدانهم : هل [فيهم] أحد تلا عليه آية التحريم أو خبّره (1) بذلك عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ؟ فإن شهد بذلك رجلان منهم.. فأقم الحدّ [عليه]، وإن لم يشهد أحد بذلك .. فاستتبه (2) وخلّ سبيله».. فكان الرجل صادقاً في مقالته ، فخلّي سبيله .
وسأله أعرابي (3) فقال : إنّي رجل بدوي ولا أدري ما يجب عليّ في الحج، وإنني أصبت بيض نعام (4) فشويته وأكلته وأنا محرم ، فما يجب عليّ ؟
فقال [له] : يا أعرابي ! أشكلت عليّ قضيتك .. فدلّه إلى (5)عمر ، [و] وَكَلَّه عمر إلى (6) عبد الرحمن ، فَلَمْ يعرفا (7)
ص: 355
1- في المصدر السالف : أخبره .
2- في نسخة (ألف): فاستبينه.
3- كما حكاه المصنف الله في مناقبه 13/4 - 14 [ وفي طبعة 176/3 - 177 ، وفي طبعة قم 4 / 10 - 11 ] ، وعنه في البحار 354/43 - 355 ( باب 16 ) حدیث 32. وحكاه عن القاضي النعمان في شرح الأخبار 307/2، وقال: عن عبادة بن الصامت .. ورواه جماعة عن غيره .. إلى آخره، وقد ذكرناه المهم من الفروق بينهما . وراجع خاتمة المستدرك 1(19) / 160 - 162 .
4- كذا في المناقب؛ وهو الصواب، وفي نسختي الأصل : زمام ، وفي بعض نسخ المناقب : نغام .
5- في المناقب والبحار : على ، بدلاً من : إلى.
6- في المناقب : ودلّه عمر على ..
7- في المناقب : فلما عجزوا ، وفي نسختي الأصل : فلما يعرفا.
فقالوا: عليك بالأصلع (1)!
فقال أمير المؤمنين علیه السّلام (2) : «سل أى الغلامين شئت » .
فقال الحسن علیه السّلام : « يا أعرابي ! ألك إبل ؟ ».
قال : نعم، قال: «فاعهد (3) إلى عدد ما أكلت من البيض نوقاً؛ فاضر بهن بالفحول ، فما فصل (4) منها فأهده إلى بيت الله العتيق الذي حججت إليه».
فقال : يا (5) أمير المؤمنين ! إنّ من النوق السلوب (6) ، ومنها ما لم(7) يزلق (8) .
فقال [علیه السّلام ] : « إن يكن من النوق السلوب (9) والمزلق (10) .. فإنّ من البيض
ص: 356
1- في نسختي الأصل مصحفاً : الأصلح .
2- قوله : (أمير المؤمنين علیه السّلام ) مطموس كلاً في نسخة (ب).
3- في المناقب والبحار : فاعمد.
4- في المناقب : فضل .
5- في المناقب و البحار : فقال أمير المؤمنين .. ولا يوجد حرف النداء.
6- السلوب من النوق هي التي ألقت ولدها بغير تمام ، كما في لسان العرب 472/1، وقال : والسلوب من النوق التي ترمي ولدها ، ويقال : أزلقت الناقة : أسقطت ، والمراد هنا ما تسقط النطفة ، ومرقت البيضة : فسدت .. كما أفاده العلّامة المجلسي بحاره 354/43 - 355 ( باب (16) ذيل الحديث (32) السالف عن المناقب .
7- كذا ؛ ولا وجه ل- : لم ، ولم ترد في المصدر.
8- في نسختي الأصل یزلق والصحیح ما اثبتناه .
9- في نسختي الأصل : السلوق.
10- في المناقب والبحار : وما يزلق .
ما يمرق (1) ، قال : فسمع (2) صوت : معاشر الناس ! إنّ الذي فهم هذا الغلام هذه القضية (3) هو الذي فهّمها سليمان بن داود علیه السّلام (4) .
وسأله آخر (5) عن رجل تزوّج بامرأة بُكْرةً فولدت عشية ، ومات الرجل (6)، فحاز (7) ميراثه الابن والأُمّ .. فلم يعرفه (8) ، فقال علي علیه السّلام : «هذا رجل له جارية
ص: 357
1- في نسخة (ب) : يمزق . وقريب منه في الرياض النضرة 2 / 50 و 194 ، وذخائر العقبي : 82.. وغيرهما، وفي ذيله قولة عمر : اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو حسن إلى جنبي.
2- كذا في المصدر ؛ وفي نسختي الأصل : يسمع.
3- لا توجد جملة : ( هذه القضية ) في المناقب .
4- أقول : لاحظ حكم المسألة فيما رواه الشيخ الطوسي له في التهذيب 353/5 - 354 ( باب 25 ، باب الكفارة عن خطأ المحرم ) حديث 141 - 144.. وعنه في وسائل الشيعة 9 / 215 ( باب (23) حديث 4 - ورواها في مستدرك الوسائل 266/9 - 271 ( باب 17) حدیث 10871 عن كتاب الهداية للخصيبي : 38 - 39 باختلاف لفظاً وليس باليسير . وحكاه عنه في مدينة المعاجز 396/3 - 402 برقم 944 . وقد جاءت قطعة منه في حلية الأولياء : 337 حديث 3، وكذا في فرائد السمطين 342/1 - 343 .. وغيرهما .
5- وقد أورده المصنّف الله في المناقب 359/2397/2 ، وفي طبعة 179/2، وفي الأولى 489/1] ، باختلاف أشرنا له ، وعنه في البحار 221/40 (باب 97) حديث 3.
6- لا يوجد : ومات الرجل في المصدر المطبوع .
7- في نسخة (ب): فجاز .
8- في المصدر : فلم يعرف .
حبلى منه فلما تمخّضت مات الرجل».
واشتهر أنّه (1) ما عرف الحكم في عقد موالي (2) صفيّة عمّته - حیث نازعه الزبير بن العوّام ورافعه إلى عمر - حتّى عرفه الصواب !
وقال له عمر : [إنّ] الزبير أحق [منه] بميراث من أعتقته [صفيّة] (3) ؟ ..
ورجع إلى قوله (4)
ص: 358
1- أي : أمير المؤمنين اللا .
2- ذكر هذا أبو الفتح الكراجكي له في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 15 [ وفي الطبعة المحققة : 61 - 62] ، وقال : ثمّ إنّهم يدّعون - مع هذا كله - أن أمير المؤمنين الا لم يعرف الحكم في عتق موالي .. إلى آخره.
3- تقرأ في نسختي الأصل : الزبير أحق بالميراث من أعتقه ، وما أثبتناه في المتن مأخوذ من كتاب التعجب للكراجكي .
4- علّق الشيخ الكراجكي له في كتابه التعجب : 62 - 63 ع-ل-ى ه-ذا الكلام شيخنا المصنف الله قد أخذه منه ، بعد أن أورده بألفاظ مقاربة - فقال له : فكيف تصح هذه الدعوى ؟ ! وأيّ عاقل يصدقها ؟! وكيف يكون من هو باب [ مدينة] العلم يجهل الصواب في هذا الأمر ؟! وكيف يكون من هو أقضى الأُمة لا يعرف القضاء في الحكومة ؟ ! وكيف يطلب ما ليس له من تقوّل [كذا ] فيه النبي :«علي مع الحق والحق مع عليّ ، اللهم أدر الحق مع علي حيثما دار»؟ ! وهو القائل: «سلوني قبل أن تفقدوني ؛ فإنّ بين ضلوعي علماً جماً»، فكيف يهديه إلى الصواب عمر بن الخطاب ، وعمر يقول - بغير خلاف - لما ردّه أمير المؤمنين الا عن مواضع ظهر منه فيها الأغلاط : لولا عليّ لهلك عمر .. ؟ ! وهل حكومة عمر بضدّ قوله إلّا دلالة على خطأ عمر فى حكمه ، وأن حكمه إنّما مضى لتمكن عمر في وقته ، وتعذر خلاف أمير المؤمنين لا فيما حكم به ؟ !
وجاءه (1) رجل برجل آخر (2) فقال : إنّ هذا ذكر أنّه احتلم بأمي .. فدهش (3) ، فقال له أمير المؤمنين علیه السّلام : «اذهب [به] فأقمه في الشمس واضرب (4) ظله ..».
والفتوى في ذلك ما ذكرناه في مناقب آل أبي طالب (5) .
وسأله نصرانيان (6): ما الفرق بين الحبّ والبغض ؛ ومعدنهما واحد ؟
ص: 359
1- وقد أوردها المصنّف طاب ثراه في مناقبه 397/2[179/2 ] ، وعليه طبّقنا ما هنا . وجاءت القصة في الكافي الشريف 263/7 حديث 19 - وعنه في بحار الأنوار 313/40 ( باب (97) حدیث (88 - ولاحظ : وسائل الشيعة 211/28 ( باب 25) حدیث 34587 ، نقلاً المقنعة : 127.
2- لا وجه لكلمة ( آخر ) هنا ، كما لم ترد في المناقب ، وفيه : وجاء آخر برجل .
3- كذا في المصدر؛ والكلمة في نسختي الأصل مشوشة ، وقد تقرأ: مدهش، وما هنا أُثبت من المناقب ، وفاعله أبو بكر .
4- في المناقب والمصدر : وحد.
5- مناقب آل أبي طالب 356/2 ( فصل في قضاياه في عهد أبي بكر ) طبعة بيروت 397/1] ، وجاء بعده : ... فإنّ الحلم مثل الظل ، ولكنا سنضر به حتى لا يعود يؤذي المسلمين ..!
6- كما نقله المصنّف رحمه الله في مناقب آل أبي طالب 357/2 [ طبعة قم، وفي الطبعة الحيدرية 179/2 ، وفي الطبعة الأولى 489/1 - 490]، وعنه في بحار الأنوار - 41/6 حدیث 12 . ولاحظ : بحار الأنوار 221/40 - 222 ( باب 97) حديث 4 .
وما الفرق بين الحفظ والنسيان ؛ ومعدنهما واحد ؟ (1)
وما الفرق بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة ؛ ومعدنهما واحد ؟
فأشار إلى عمر ، فلمّا سألاه (2) أشار إلى علىّ علیه السّلام ، فقال على علیه السّلام : «إنّ الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ؛ فأسكنها الهواء ، فمهما اعترف هناك ائتلف (3) ههنا ، ومهما تناكر هناك اختلف ههنا (4)
ص: 360
1- هذا السؤال لم يرد في المناقب، وجاء عنه في بحار الأنوار، وجاء جوابه فيه مما يدلّ على وجود سقط في مطبوعه !
2- في نسختي الأصل : سأله .
3- في المناقب : فمهما تعارف هناك اعترف ..
4- هذا مضمون روايات كثيرة مستفيضة ؛ كما في أمالي الشيخ المفيد له : 113 - 115 حديث 6 . وراجع ما ذكره الشيخ الصفار رحمه الله في بصائر الدرجات: 87 - 86 ( باب 15 ، من الجزء الثاني ) حديث 2 ، وحديث 3 [ وفي الطبعة المحققة 173/1 - 174 باب (19) حدیث 351 وحديث 352] ، وصفحة 87 و 89 منه ؛ بل جاء في عدّة أبواب من البصائر . وكذا لاحظ : تفسير العياشي 248/2 حديث 32 ، وتفسير فرات الكوفي : 229 - 230 حديث 308، ومعاني الأخبار للشيخ الصدوق : 108 - 110 حديث 1.. وغيرها .
ثمّ سألاه عن الحفظ والنسيان ، فقال [علیه السّلام ]: «إنّ الله تعالى خلق [ابن ] (1)آدم وجعل لقلبه (2) غاشية ؛ فمهما مَرَّ بالقلب والغاشية منفتحة (3) حفظ وحصر(4) ومهما مَرَّ بالقلب والغاشية منطبقة - لم يحفظ ولم يحصر(5) » .
ثمّ سألاه عن الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة ، فقال [علیه السّلام ] : « إنّ الله تعالى خلق الروح وجعل لها سلطاناً ، فسلطانها النفس، فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانها ، فيمرّ به جيل من الملائكة وجيل (6) من الجنّ ؛ فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة ، ومهما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجنّ».
فلمّا سمعا ذلك أسلما على يديه، وقتلا يوم صفين في صفّه علیه السّلام (7) .
وذكر أبو عيسى الترمذي (8) ..
ص: 361
1- زيادة من المصدر ، وعنه في البحار.
2- في نسختي الأصل مصحفاً : لقبه .
3- في نسختي (ألف) و (ب): مفتحة .
4- في المناقب : وحصي ، وفي البحار : أحصى.
5- في المناقب : لم يحصى ، والبحار : لم يحص.
6- لعلّه يقرأ في نسخة (ألف): وخيل.
7- كذا في المناقب، وفي بحار الأنوار عنه : فأسلما على يديه ، وقتلا معه يوم صفين
8- سنن الترمذي ( الجامع الصحيح ) 419/4 - 420 ( باب (10) حدیث 2100 نقلاً بالمعنى ، وفي 283/3 ) كتاب الفرائض ) حديث 3182 [ وفي طبعة حديث 2029 ] ، ولاحظ : شرح سنن الترمذي ( عارضة الأحوذي ) 253/8 - 254.
وابن بطة العكبري (1) ، وابن ماجة (2) في كتبهم عن قبيصة بن ذؤيب أنّه : جاءت الجدّة - أُمّ الأُمّ أو أُمّ الأب - إليه (3) ، فقالت : [إنّ] ابن ابني أو ابن ابنتي مات ، وقد أُخبرت أنّ لي في الكتاب حقاً.
فقال الشيخ (4) : ما أجد لكِ في الكتاب (5) حقّاً، وما سمعت أنّ رسول الله قضى لكِ بشيء.. فأسأل (6) ، فقال : [فسأل] فشهد المغيرة بن شعبة أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم أعطاها السدس ، قال : ومن سمع [ ذلك ] معك ؟
قال : محمد بن مسلمة .. فأعطاها السدس (7) .
ص: 362
1- الإبانة لابن بطة ، ولم نعثر عليه فيما طبع من الكتاب.
2- سنن ابن ماجة 2/ 909 - 910 ( باب (4) حدیث 2724 ، نقلاً بالمعنى [كتاب الفرائض ، حديث 2714 ، وفي طبعة أُخرى 63/3].
3- في الترمذي : إلى أبي بكر.
4- في سنن الترمذي : فقال أبو بكر ..
5- لم يرد كلام الجدة في سنن ابن ماجة ، وقد جاء فيه : .. تسأله ميراثها ، فقال لها : ما لك في كتاب الله شيء.
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وقد تقرأ : فأسل، وفي الجامع : وسأسأل الناس، وعند ابن ماجة : فارجعي حتى أسأل الناس .. فسأل الناس ..
7- وجاء في سنن الدارمي 359/2 ، وموطأ مالك 335/1 [ 441/2]، وسنن أبي داود 17/2، ومسند أحمد بن حنبل 225/4 ، وسنن البيهقي 234/6، وبداية المجتهد 344/2، ومصابيح السنّة 22/2 .. وغيرها، وفيها زيادات ، والمعنى متقارب. ولاحظ : المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 338/4. وجاء من طرقنا أيضاً ، كما في الاستبصار 164/4 حديث 621، وتهذيب الأحكام 314/9 حديث 1127.. وغيرهما.
يا عجباً من إمام دَلّه المغيرة الزاني على الشرع ! (1)
ودخل رجل على النبي صلی الله علیه و آله و سلّم - وهو على الطعام - فدعا به إليه ، فقال : أنا صائم ، فقال: «كم ولدك ؟» قال : واحد ، قال : «كم مالك؟» فقال : عشرة آلاف درهم ، فقال العتيق : تكلّمت بثلاث كلمات مفتريات ، ولقد رأيتك اليوم تأكل ولك ولدان ، وأنت ذو جمال يبلغ كراؤها كلّ سنة عشرة آلاف درهم.
فقال الرجل: رأيت ظاهراً ولى باطن أكلت اليوم مع عيالي وسمعته يقول [صلی الله علیه و آله و سلّم ]: « من أكل مع عياله فهو صائم..».
ومات لي ولد ، وسمعته يقول [صلی الله علیه و آله و سلّم]: « لأن يقدم لك طفل خير لك من أن تخلّف مائة مثله»، وتصدّقت بعشرة آلاف درهم، وسمعته يقول [ صلی الله علیه و آله و سلّم ]:
«[إنّ]-ما لك من مالك ما أكلت فأفنيت ..» (2) الخبر .
وذكر الطبري في التاريخ (3) ..
ص: 363
1- ولا عجب ؛ إذ السنخية علّة الانضمام !
2- لاحظ القصة في المستدرك على الصحيحين 612/2[512/6]، وجاء في عنه وعن غيره.
3- تاريخ الطبري 224/3 [ وفي طبعة الأعلمي 460/2، وفي طبعة 210/3] وإسناده عن أبي ضمرة، عن أبيه ، عن عاصم بن عدي.. وما ذكره في الإسناد هنا جاء في تاريخ الطبري 225/3 ، وليس فيه ما في المتن ، وقريب منه في تاريخ اليعقوبي 127/2 [ وفي طبعة الأعلمي بيروت 460/2].
والبلاذري في أنساب الأشراف (1)، والسمعاني في الفضائل (2)، وأبو عبيدة القاسم بن سَلم في الأموال (3) .. عن هشام بن عروة، عن أبيه ، قال : خطب أبو بكر فقال :
أما بعد ... فإنّي وليت أمركم ولست بخيركم ..
و في كلام له : فإن أنا استقمت فاتّبعوني ، وإن زغت (4) فقوّموني (5) !!
ص: 364
1- أنساب الأشراف للبلاذري 590/1 ، و 98/10.
2- الفضائل للسمعاني ، ولم نسمع بطبعه .
3- في نسختي الأصل تقرأ : الأحوال. انظر : الأموال : 12 حديث 8. أقول : أورده الباقلاني في تمهيد الأوائل : 493 ، وابن سعد في الطبقات 340/5، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 301/30 و 304.. وغيرها . ومثله قاله صاحبه معاوية ، كما حكاه . وراجع عنه : تاريخ مدينة دمشق 59 /163 ، وكذا ما ذكره الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام 313/4، 292/14 .. وغيره.
4- جاء في هامش نسخة (ب) : الزيغ : الميل والجور . راجع : الصحاح 1320/4 .
5- وقريب منه - غير ما سلف - ما جاء من لفظ ابن الجوزي في صفة الصفوة 98/1، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 14/3 ، واليعقوبي في تاريخه 107/2، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة 14/1 [22/1]، والراغب الإصفهاني في المحاضرات 381/2. وراجع : أعلام النساء 1214/3 ، والغدير 42/2 ، و 229/7 عن عدة مصادر. وفي غريب الحديث 619/2 : .. إنّ لي شيطاناً يعتريني .. إلى آخره.
وفي رواية : فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّموني !! (1)
وفي رواية غير هم (2) : وإنّ هذا كفانيه (3) غيري ، ولئن أخذتموني بسنّة نبيّكم ما أطيقها ، إن كان لمعصوماً من الشيطان ، وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء (4) .
ص: 365
1- انظر : الإمامة والسياسة 16/1 ، سيرة ابن هشام 661/2 ، الصواعق المحرقة : 30، الطرائف : 402 - 403 ( في استقالة أبي بكر من الخلافة ) ، وكذا في مجمع الزوائد 5 /183 - 184 ، والمعجم الأوسط للطبراني 267/8 ، وكنز العمال للهندي 631/5 .. وغيرها . وراجع ما ذكره العلّامة الأميني الله في غديره 131/7 - 152 تحت عنوان : رأي الخليفة في تولية المفضول.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، كتب عتر تيم .. - بدون إعجام -- ولا معنى لها وقد تقرأ في نسخة (ألف) : غير تيم، وأثبتنا منها ما استظهرناه. وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل ،13/1 ، وكنز العمال 126/3 [588/5]، والرياض النضرة 177/1.. وغيرها ، وقد سلفت له مصادر أُخر .
3- كذا في المصدر ؛ وفي نسختي الأصل : كناية ، ولا معنى لها .
4- وجاءت الرواية بألفاظ متعدّدة ومتقاربة في أكثر من موقف وواقعة ، وقد سلفت بعض مصادرها قريباً. راجع : البداية والنهاية 333/6[324/6] ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : طبعة مصر 1305] ، الصواعق المحرقة : 30، تاريخ اليعقوبي 2/127و ،460 المصنّف للصنعاني 336/11 حدیث 20701، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 56/2 ، و 159/17 ، كنز العمّال 588/5 و 608 ، الطبقات الكبرى 182/3 و 212 ، تاريخ مدينة دمشق 302/30 - 304.. وغيرها ممّا سلف قريباً كمجمع الزوائد، والمعجم الأوسط .. وغيرهما. كما وقد جاء في أحاديثنا كثيراً في مقام الاحتجاج وغيره. قال فضل بن شاذان رحمه الله في الإيضاح : 71 [ الطبعة المحققة : 129 - 130 الهامش ] : .. وذلك أنّكم زعمتم وأجمعتم أنتم وعلماؤكم أن أبا بكر حين ولي الناس خطب ، فقال : أيها الناس! قد وليتكم ولست بخيركم؛ فإذا رأيتموني قد استقمت فاتبعوني، وإذا رأيتموني قد ملت فقوموني ، ألا وإنّ لي شيطاناً يعتريني ؛ فإذا رأيتموني مغضباً فتجنّبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم .. وراجع : الفصول المختارة : 7/125] ، والشافي في الإمامة 121/4، ومناقب آل أبي طالب 404/2 - 405 312/1405]، والتعجب : 51 ، وعيون أخبار الرضا علیه السّلام : 345 - 346 ، والاحتجاج للطبرسی رحمه الله [ وفي طبعة النجف الأشرف 1 /157 - 185 ، وفي طبعة مشهد 383/2 و 439].. وموارد أُخرى متناثرة فيه . وكذا جاء في المسترشد للطبري : 241 ، والمسائل العكبرية المفيد له : 55 .. وراجع : تاريخ الطبري 224/3 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17 / 110 .. وغيرهما .
فإذا اعترف أنه محتاج إلى الرعية ليقوموه ويعينوه، ومن الضلال يريعوه (1) ،
ص: 366
1- الريع : العود والرجوع والإبل إذا تفرّقت فصاح بها الراعي .. راعت إليه، أي رجعت إليه . راجع : معجم مقاييس اللغة 2 / 267 - 268 ، والعين 244/2 ، والصحاح 1223/3 .. وغيرها .
وإلى الهدى يرشدوه ، فكيف تقدّم على الصحابة المشهورين بالعلم، فضلاً عن أهل البيت علیهم السّلام ؟ ! (1)
وفي تاريخ الطبري (2) أنّه قال .. ألا وإنّ لي شيطاناً يعتريني؛ فإذا أتاني فاجتنبوني.. لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم . (3)
ص: 367
1- للسيد المرتضى رحمه الله في الشافي 116/3 - 117 [ وفي طبعة: 241] عليه كلام، وكذا الشيخ الطوسي رحمه الله في تلخيصه 157/3 [ طبعة إيران : 415] فراجعهما .
2- تاريخ الطبري 224/3 [ طبعة الأعلمي 460/2 ، وفي طبعة 211/3]، وقد جاء كتاب الزهد لأبي داود السجستاني : 56 برقم 31 بإسناد جيد ، وقد أورده الطبرسي رحمه الله في الاحتجاج 152/2 [ وفي طبعة 383/2] ، والمصنّف رحمه الله في مناقبه 430/3..
3- قال الكراجكي رحمه الله في التعجب من أغلاط العامة : 11 [ الطبعة المحققة : 51 - 52 ] ما نصّه : ومن العجب أن يردوا الأمر والنهي والحل والعقد وتنفيذ أحكام الشرع وإقامة الحدود في الخلق إلى من [قد] عرفوا ضعف فهمه ، وعدم فقهه وعلمه ، وفساد حفظه ، وقلّة تيقّظه .. ومن يقرّ بذلك على نفسه، ويعترف بكثرة زلله وخلله ، وقلّة علمه، وبقوله - على رؤوس الأشهاد - : وليتكم ولست بخيركم؛ فإن استقمت فاتبعوني، وإن أعوججت فقوّموني ، فإنّ لي شيطاناً يعتريني عند غضبي ، فإذا رأيتموني مغضباً فتجنّبوني، لا أؤثر في أشعاركم و[لا] أبشاركم ...! ثمّ قال : ثمّ يسأل عن الكلالة فلا يعلمها ، وعن الأبّ فلا يفهمه ، والفقه فلا يخبره، والقرآن فلم يكن يحفظه ، والشجاعة ففي معزل عنها ، والرئاسة فليس من أهلها ،ومن إذا كشفت أحواله ، وتتبعت أفعاله.. وجدت ما ذكرناه بعض صفاته ، فيقدّم على الكافّة، وتجعل يده منبسطة على جميع أهل القبلة .. ويقال [له] : أنت خليفة رسول الله [ صلی الله علیه و آله و سلّم ] ..! ويؤخّرون من قد عرفوا فائض فضله وكماله ، وعظم علمه ، و تقدّم سبقه في جهاده ونصرته ، وحسن أثره، وشريف أهله.. ومشتهر زهده، وباهر آياته، وبديع بيناته، ومن هو قيم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم وأخوه ، بل القائم مقام نفسه - حسب ما شهد به کتاب الله تعالى - ومن هو أحب الخلق إلى الله تعالى ، ومن افتقرت إليه الكافة ولم يفتقر [هو ] إلى أحد من الأُمّة .. فيجعل هذا رعية مؤخّراً تابعاً للناقص في خلال الخير كلها ؟ ! إنّ هذا رأي عجيب ، واختيار طريف ، وفيه تقول فاطمة البتول [علیها السلام] ابنة السيد الرسول [ صلی الله علیه و آله و سلّم ]: « وإن تعجب فقد أعجبك الحادث.. في أي طريق سلكوا ؟ وبأي عروة تمسكوا؟ استبدلوا - والله - الذنابي بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فقبحاً لقوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً .. ألا إنّهم هم الأخسرون ولكن لا يعلمون » .
ولنا : [ من الطويل ]
تَقُولُونَ (1) : خَيرُ النَّاسِ بَعدَ مُحَمَّدٍ ***أبو بكر الصِّدِّيقُ ! وَيْحٌ (2) لِغَيْرِكُمْ (3) !
أكَذَّبْتُهُ صِدِّيقَكُمْ فِي مَقَالِهِ : *** وَلِيتُكُمُ أمْراً ولَستُ بِخَيْرِكُمْ؟!
ص: 368
1- في نسخة (ألف): يقولون .
2- جاء هنا بياض في نسخة (ألف) .
3- في نسخة (ألف) : خيركم، ولا معنى لها هنا ، كما إنه ينفيها كونها قافية البيت الآتي .
سأل ابن ميثم (1) أبا الهذيل العلّاف، فقال له : أليس تعلم أن إبليس ينهى عن الخير كله ويأمر بالشرّ كله ؟ قال : نعم ، قال : [أ] فيجوز أن يأمرك بالشر كله وهو لا يعرفه .. وينهى عن الخير كله وهو لا يعرفه ؟ ! قال : لا .
قال [له أبو الحسن رحمه الله] : فقد ثبت أن إبليس يعلم الشر كله والخير كله ...
فقال أبو الهذيل: أجل ..
قال : فأخبرني عن إمامك الذي تأتمّ به بعد الرسول [ صلی الله علیه و آله و سلّم ]؛ هل كان يعلم الخير كله والشر كله ] ؟ ! قال : لا ، قال [له] : فإبليس أعلم من إمامك [إذن ].
وقال بعض الخلفاء لبهلول : من الخليفة بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ؟ فقال له (2):
أمهلني يوماً .. ثمّ ركب قصبته ، وقال : البشرى ! ملك الروم لقد (3)أسلم !..
فقال الخليفة : الحمد لله ..
قال بهلول : ويهدي ويعلّمهم العلم ويفتي لهم !
قال : فعن قريب كيف علم هذا ؟ !
ص: 369
1- هذا هو : أبو الحسن علي بن ميثم . وقد رواه الشيخ المفيد رحمه الله في الفصول المختارة : 23 [سلسلة مصنّفات الشيخ المفيد : 2] ، وعنه في بحار الأنوار (370/10 ( باب (24) ذيل حديث 1.. وغيرهما. ومثله في هامش الاحتجاج للطبرسي رحمه الله 151/2، والصراط المستقيم للبياضي 2 /16.. ونقله عنهم جمع من المتأخرين.
2- سقط من نسخة (ألف) : فقال له .
3- في نسخة (ألف) : فقد ، وقد تقرأ في نسخة (ب) كذلك
قال : ويتمنّى أن يجلس في الخلافة !
قال : لا يمكن هذا .
قال : هذا جوابك .
وسأله الرشيد : أبو بكر وعمر أفضل أم على علیه السّلام ؟!
قال : هما اثنان ، وعليّ وعبّاس أفضل منهما.
وسأله المقتفي العبّاسي ، فقال : أبو بكر أفضل أم عليّ ؟
فقال : إنّ أمير المؤمنين المقتفي هو ابن عمّ عليّ علیه السّلام ، وهو أقرب وأنسب وأفضل وأكمل ، وأكرم وأعلم من الكلّ .
الموسي : (1) [ من الوافر ]
عَجِبتُ لِمَن يَقُولُ : أَنَا إِمَامُ*** وَمَا عَرَفَ الخَطاءَ مِن الصَّوابِ !
أَلا يَا مَن يُنادِي (2)ذَا المَعَالِى*** عَلِيّاً فِي الفَخَارِ وَفِي انْتِسَابِ بمَاذَا أَنتَ تُشْبِهُهُ ؟ أَبِنْ لِي*** وقَصَّرْ عَنْ مَناكِيرِ الجَوابِ
أتُحصى مِثلَ مَا يُحصِيهِ ؟ ! قُل لى*** وإلَّا أَنْتَ أكذَبُ مِن سَرَابٍ وَدَعْ مَا لا يَليقُ بِهِ لِمَنْ لَا ***يُقاسُ بِعَبْدِهِ فِي كُلِّ بَابٍ
وَأَعْطِ القَوْسَ بَارِيَها عَلِيّاً*** أَمِيرَ المؤمنينَ أَبَا تُرَابِ
ص: 370
1- كذا في نسختي الأصل ، ولعلّه : الموسوي، بل هو الظاهر، وللأبيات هذه تتمة سلفت في المجلدات السالفة، وتحدّثنا هناك عنها ، فراجع.
2- كذا ؛ ولعلّها : يُداني .
ابن حماد (1) :
[ من البسيط ]
لولا قِيَامُ عَلىّ بِالشَّرِيعَةِ مِن*** بَعْدِ النَّبِيِّ لَعَادَ النَّاسُ فِي الكُفُرِ
انظر إلى حكمَةِ الهَادِي وَحِكمَتِهم*** حَتَّى تُكَفِّرَهُمْ إِنْ كُنتَ ذَا نَظَر
كَمْ خَالَفُوا اللَّهَ وَالطُّهْرَ النَّبِيَّ وَكَمْ***مِنْ جَورٍ (2) حُكْمِهِمُ ] (3) في النَّاسِ مُسْتَطَرٍ
فَهَاتِ سِيرَةَ مَولايَ (4) الَّتِي سُطِرَتْ *** فَكَمْ لَهُ فِعْلَةٌ مَحمُودَةُ الأثر
وله (5) :
ص: 371
1- قد سلف الحديث عن رائيات ابن حمّاد قريباً ، ولعلّ هذه الأبيات تكملة لما هناك .
2- في نسختي الأصل : حور.
3- هنا بياض في نسختي الأصل، وما أُثبت بين المعكوفين استظهار منا.
4- كذا استظهاراً ، والكلمة مشوشة في النسختين، تقرأ : مولايني ! - بدون التنقيط - وقد تقرأ في نسخة (ألف): سيرة مولى هي.
5- لا أعرف لهذه الأبيات مصدراً غير كتابنا الحاضر. ولا بن حماد رحمه الله عدة قصائد وأبيات شعرية هائية هنا وفي المناقب كما له ترجمة مفصلة في مدخل موسو. عتنا هذه، فراجعها .
[ من المتقارب ]
أما أَكَدَ اللهُ مِيثَاقَهُ *** عَلَيْهِمْ بِخُم؟! فَلِمْ بَدَّلُوه ؟
فَنَاصِرُهُ مِنْكُمُ (1) نَاصِرِي (2) *** فَلِمْ خَذَلُوهُ؟ وَلِمْ جَرَّرُوه ؟
وَسِلْمي غَداسِلْمَهُ مِنْكُمُ *** فَمَا سَالَمُوهُ، بَلَى حَارَبُوه !
وَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ مَولاكُمُ ***عَليَّ كَمِثلي (3) فَلَا تَجْحَدُوه
عَلَى أَنه كَانَ مَنْجِيَّ لَهُمْ *** إِذَا الخَطْبُ لَطَّهُمُ (4) اسْتَصْرَخُوه
وَإِنْ أَشْكَلَ الحُكْمُ وَشِيمَة (5) *** عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَهْتَدُوا [استَنجَدُوه] (6)
ص: 372
1- الكلمة مشوشة في النسختين ، ولعلّه تقرأ في نسخة (ب): يسبكم ، أو : نبيكم، وفي نسخة (ألف) : لسبكم - بدون نقط .
2- في نسخة (ب): ناصره ، وفي نسخة (ألف): ناضره .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : المسكي ، أو : لمشكي ! ولا معنى لها إلا أن تكون مصحفة.
4- لَطَّهُ [ لطأه ] بالعصا : ضَرَبَهُ .. أي إذا ضربهم الخطب وأصابهم ، وقال بعده في لسان العرب 153/1 : وخصّ بعضهم به الضرب الظهر. وقد يكون بمعنى الضرب بباطن الكف ، كما في اللسان 538/13 .
5- كذا في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل ؛ ولا معنى مناسباً لها ، ولعلّها : وإن أشكل الحكم في شبهة .
6- هنا بياض في النسختن ، وفي (ألف) متصلة بالحميري، وما أُثبت بين المعكوفين استظهار .
الحميري (1) : [ من السريع ]
فَمَنْ يُسَاوِي بِعَليَّ الهُدَى*** فِي مُبْتَدا (2) الأَمرِ وَفِي الحَاضِرِ ؟
أو يَجعَلُ النُّورَ إلى ظُلمَةٍ*** غَيرُ غَبِيٌّ (3) مُشْرِك كَافِرٍ ؟
حِلْفِ يَهُودٍ (4) مِن بَنى مُرَّةٍ ***أو يَجعَلُ العَادِلَ كالفَاجِر(5)
الحماني (6) : [من السريع ]
ص: 373
1- لم نجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري له المطبوع ولا من نقله عنه ، نقله عنه ، ولعله من متفردات موسوعتنا هذه كأكثر من سبعمائة بيت منه طاب رمسه.
2- في نسختي الأصل : المبتدي !
3- كذا تصحيحاً ؛ وإلا ففي نسختي الأصل : الغبي ، أو تكون كلّها بالتعريف هكذا: ( غير الغبي المشرك الكافر ) .
4- كذا استظهاراً ، وفي نسختي الأصل : يهول.
5- في نسختي الأصل : كالجاهل ، وما أثبتناه أولى معناً ، حفظاً للقافية والمعنى، ويكون هذا هو البيت الثاني لا الثالث ؛ ليستقيم المعنى تماماً . وقيل : الأجود في الرواية قوله : [ من السريع ] أو يجعل النور إلى ظلمة*** أو يجعل العادل كالفاجر غير غبي من بني مُرّةٍ ***حِلْفِ يهودا مشرك كافر وهذا ما لم يرد في النسخة .
6- في نسخة (ألف) : الخماني ، وفي نسخة (ب): الجماني ، وهو : الحماني الأفوه . وقد عدّد له المصنف رحمه الله عدة مقاطع وأبيات في المناقب ولم يذكر هذه الأبيات هناك ، نعم ذكرها البياضي الله في كتابه الصراط المستقيم 72/2، ولعلّه أخذها كتابنا هذا ، وعنه نقل هذه الأبيات الثلاثة شيخنا الأميني له في الغدير 57/3. أقول : هو أبو الحسن [ في الغدير : أبو الحسين ] عليّ بن محمّد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن علي بن الحسين السجادعلیه السلام الكوفي الحماني ، المعروف ب- : الأفوه ، والمتوفى - على المشهور - سنة 301 ه- . وقيل : يقال لأولاده : بنو الحمال . هذا ؛ وقد ذكره المسعودي في مروج الذهب 322/2 ، [ وفي طبعة: 411] وابن الأثير في الكامل 90/7 ، وابن المهنا في عمدة الطالب : 269 ، والبيهقي في المحاسن والمساوي 74/1 ، وابن الأثير في اللباب 316/1، والحموي في معجم البلدان 335/3 .. وغيرهم في غيرها .
قَالُوا: أَبُو رَكْبٍ (1) لَهُ فَضْلُهُ *** قُلْنَا لَهُمْ : هَنَّاهُ (2) الله
نَسِيتُمُ (3) خُطبَةَ خُمِّ وَقَدْ*** يُشَبَّه (4) العَبْدُ بِمَوْلاه ؟!
إِنَّ عَلِيّاً كَانَ مَوليَّ لِمَنْ*** كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مَولَاهُ
الصاحب (5) : [من الكامل ]
ص: 374
1- يراد منها : أبو بكر ، كما جاء صريحاً في الغدير 57/3 فإنّ ( ركب ) مقلوب (بكر). وكذا قاله البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 72/2.
2- في الصراط : هيأه .
3- في نسختي الأصل مع همزة الاستفهام، ولا يستقيم الوزن.
4- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل ، وغير منقوطة ، وما هنا أخذ من الغدير وفي الصراط ) .. وهل يشتبه .. ) .
5- ديوان الصاحب بن عباد رحمه الله : 170 ، المستدرك . ولاحظ ما له من ترجمة مفصلة في روضات الجنّات : 106 [ الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 19/2 - 43 ترجمة 131].
قُولا لِهذَا الخَارِجِيِّ النَّاصِبِ:*** لَا زِلتَ فِي حَزْنٍ (1) وَلَعْنٍ وَاصِبٍ
تَدْعُو أَبَا رَكْبٍ (2) إِمَاماً عَادِلاً ؟!*** رجلي ورِجْلُكَ (3) فِي حِرٍ أم (4)الكَاذِبِ
... (5) [من السريع ]
العدلُ والتَوحِيدُ مِن مَذهَبي*** أُفّ عَلى الإِلْحَادِ والجَبْرِ
ص: 375
1- كذا، ولعلّ الأنسب : خزي .
2- هذا رمز لأبي بكر ، و ( ركب ) مقلوب (بكر) ، إلا أن المراد هنا ظاهراً هو : معاوية عليه الهاوية . وقد صرّح باسمه في الديوان ، ولعلّ المصنّف غيّره لكونه أولى بذلك ، والأحوط مهما أمكن الجمع في وضع الرجل .
3- في الديوان: ورأسك .. وهو أولى به وفيه !
4- في نسخة (ب) من الأصل : حريم ، بدلاً من حرّ أُمّ، والكلمة كلاً مشوشة في نسخة (ألف).
5- لم يرد اسم الشاعر في نسختي الأصل.
أَخَّرْتَ (1)دِينَ المُصطَفَى أَحْمَدٍ*** فَأُفٍّ مِن دِينِ أبِي نَصْرِ (2)
***
ص: 376
1- كذا ؛ والأفضل الراجح ( اختَرْتُ ) .
2- الظاهر أن البيتين للصاحب أيضاً ، إلّا أنا لم نجدهما ف-ي ديوانه رحمه الله ، ولا في مصدر ناقل عنه. و ( أبي نصر ) كناية عن (أبي بكر ). لاحظ : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 181/1.
[ القسم الثاني ]
[ في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين ]
[
[ باب ]
[ في أبي الشرور ]
[ فصل 3] : [في أحكام عبد اللات وسيرته]
ص: 377
فصل
في أحكام عبداللات (1)وسيرته
الباقر علیه السّلام : في قوله [تعالى] : «أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ...]»(2).
ص: 379
1- هذا من الرموز التي قرّرها المصنّف طاب ثراه في مدخل كتابه هذا في الباب الأوّل الذي قرّره للأوّل ، وقد تابع المصنف رحمه الله جمع ؛ كالبياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 324/1، و 2/ 282، و 3 / 44.. ولعلّه رحمه الله أخذه من كتابنا هذا؛ بل يظهر أنّ اسمه كان في الجاهلية كذلك. لاحظ : الأسرار فيما كُنّي وعُرّف به الأشرار 497/2 - 498
2- سورة محمد رحمه الله (47) : 16. وانظر: تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي رحمه الله 303/2 ، [الطبعة الحروفية وفي المحقّقة / 977 - 978 حدیث 3] ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10 / 215 .. وغيرهما .أقول: جاء في تفسير قوله سبحانه: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا...» [سورة محمّد صلی الله علیه و آله و سلّم (47) : 16] ... أنتها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم، ومن كان إذا سمع ، ومن كان إذا سمع شيئاً منه لم يؤمن به ولم يعه، فإذا خرجوا قالوا للمؤمنين : ماذا قال محمّد [صلی الله علیه و آله و سلّم] آنفاً ؟ فقال الله: «أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ ...» [سورة محمّد صلی الله علیه و آله و سلّم (47): 16].
وقوله تعالى: «أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُم اللهُ] فَأَصَمَّهُمْ وَأَعَمَى أَبْصَارَهُمْ...» (1)
الآية .. «نزلت في الأوّل والثاني(2)».
وعنه علیه السّلام في قوله تعالى: «وَإِذا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها ..» (3)
الآية ؛ «هو حبتر وزفر ...»(4)
ص: 380
1- سورة محمّد صلی الله علیه و آله و سلّم (47) : 23.
2- راجع الصراط المستقيم 40/3 ، وفيه : دعا النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم الثلاثة ، وقال: «فيكم نزلت هذه الآية» ، ومثله في تأويل الآيات الظاهرة 584/2 - 586 [ وفي طبعة .[570/2 - 572]. وهناك روايات تدلّ على أنتها نزلت في بني أُميّة، كما في العمدة : 454 ، وفي عمنا بعضها : « في بني بني العبّاس وبني أمية .. !»، ولاحظ : في بحار الأنوار 320/24 ( باب (67) حدیث (31 ، عن الكنز والتأويل.
3- سورة البقرة (2) : 205
4- هنا بياض في نسخة (ألف) بمقدار كلمة ، والظاهر أنتها ونعثل .. أقول : روي عن أمير المؤمنين علیه السّلام قوله : «لعن الله ابن الخطاب ؛ فلولاه ما زنى إلّا شقي أو شقية»، وعقبه بهذه الآية الكريمة وجاء في الكافي 448/5 حديث 2 وفيه : إلّا شقي، وتفسير الطبري 13/5، و تفسير الرازي ،50/10 ، والدرّ المنثور 140/2 ، ومجمع البيان 32/3، وأحكام القرآن للجصاص 179/2 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 253/12.. كما جاء في هامش بحار الأنوار 31/53 باب (25) في حديث المفضّل ، وفيه : « ما زنى إلا شقي أو شقية». وراجع ما جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 88/1 [الطبعة المحققة]، وتفسير العياشي 1 / 100 - 101 ، حدیث 287 و 288.. وغيرهما.
عیسی بن یونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال(1): عُرض على عبد اللّات فرس، فقال: هلّا فارس أحمله عليه؟ فقام فتى من الأنصار فقال : احملني عليه يا خليفة رسول الله !
فقال: والله لأن أحمل عليه غلاماً قد ركب الخيل أحبّ إليّ من [أن] أحملك عليه .
قال : فوالله أنا أفرس (2)منك ومن أبيك ..
فقام إليه المغيرة بن شعبة، فلكمه على نفسه، فكأنها كانت إلى مزادة(3)، فتواعد الأنصار أن يقيدوا منه، فبلغ ذلك عبد اللّات، فخطبهم فقال : ما بال أقوام
ص: 381
1- كما ذكره الزمخشري في الفائق في غريب الحديث 221/2 [وفي طبعة دار المعرفة 2 / 268]، والدينوري في غريب الحديث 245/1.. وغيرهما، وقد جاء في المعجم الكبير للطبراني 403/20 - 404 برقم 963، وأنساب الأشراف للبلاذري 82/10، وتاريخ دمشق لابن عساكر 29/60 - 30، وكذا جاء في مرآة الزمان 204/7 - 205.. وغيره.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : أفترت ، وما أثبتناه في المتن أخذناه من الفائق.
3- كذا؛ وفي المعجم الكبير : فكأنما كان أنفه عزلاء مزادة ، وفي الفائق : فكأنّ أنفه عزلاء مزادة.
يزعمون أن أقيدهم (1)من المغيرة، والله لَأن أُجليهم من ديارهم أقرب إليهم من أن أقيدهم منه .. !
فعطّل حقّ الأنصار، ولم يعاقب الظالم؛ لأنّ المغيرة كان من خواصّه، وإنّما ضَرب الأنصاري لأجله ! (2)
وعزل خالد بن سعيد بن العاص - وهو من السابقين، وكان النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم الشام (3)- فقبض وهو والٍ عليها، واضطغن (4)عليه بما جرى بينهما بحضرة
ص: 382
1- تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : أقيدتم ، وفي نسخة (ب): اقتدتم ، وأثبتنا ما استظهرناه
2- أقول: روى الفضل بن شاذان رحمه الله في الإيضاح : 367 - فيما فعله المغيرة بن شعبة مع رجل من الأنصار حيث دقّ أنفه فسالت الدماء كأنها عزالي السماء، فقال الأنصار : السلاح .. السلاح لنقتله ، أو نقيده منه .. فبلغ ذلك أبا بكر فخطبهم ، وقال : ما بال أقوام يزعمون أنتي أقيدهم من المغيرة .. والله لأن أجليهم من ديارهم لهو أقرب إلى من أن أقيدهم منه !!
3- يظهر من ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 2 /58 ، أنّ خالد بن سعيد بن العاص كان من عمّال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم على اليمن، فلمّا قبض رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم جاء إلى المدينة ، وقد بايع الناس أبا بكر ، فاحتبس عن أبي بكر فلم يبايعه أياماً ، وقد بايعه الناس ، وأتى بني هاشم فقال : أنتم الظهر والبطن.. ومثله جاء فيه 31/6، وصفحة : 40 ، و 279/15 . وكذا مثله جاء في المناقب للمصنّف له 162/1.. وغيرها.
4- اللفظة مشوشة غير منقوطة في نسختي الأصل، والصحيح ما أثبتناه.
النبيّ (عليه وآله السلام)، وأرزأه (1)على أبي قحافة، فصرفه لمّا ولي، وقلّد مكانه يزيد بن أبي سفيان ومعاوية - أخاه - بعده، وهم من الفسّاق.. حتّى طرق معاوية ما طرق(2).
هشيم (3)، وأبو بكر ابن عيّاش (4)، والقاضى الحسن اللؤلؤي : إنّ رجلاً أقطع اليمين أضافه عبد اللّات، فقام (5)يقوم الليل ويصوم النهار، فقال له عبد اللّات: والله! (6)ما ليلك بليل سارق، ولا نهارك بنهار سارق، وأراك أقطع، فمن قطعك؟!
قال : قطعني يعلى بن منية باليمن ظلماً وتعدّياً [علي]! فقال : أما لأسألنّ عن ذلك، فلئن كان قطعك ظلماً قطعته(7)فبينما هو كذلك إذ فُقدت قلّادة لأسماء
ص: 383
1- جاء في تهذيب اللغة 170/13 - نقلاً عن أبي زيد - : يقال : قد رزأت الرجل أَرْزَؤُهُ رزءاً ومَرْزَأَةً : إذا أصبت منه خيراً ما كان ... وقال الليث : يقال : ما رزاً فلان فلاناً شيئاً : أي ما أصاب من ماله شيئاً ولا انتقص منه . راجع : صحاح اللغة 53/1 مادة (رزأ).. وغيره.
2- كما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج 135/1 [42/6]؛ وذلك لأنّ عمر نبّه على ميوله لأمير المؤمنين علیه السّلام وبيّن له مواقفه فيما بعد السقيفة .
3- جاء في الإيضاح 177 : وروى أبو بكر ابن عياش ، وهشيم ، والحسن اللؤلؤي - وهو يومئذ قاض - أن رجلاً.
4- في نسختي الأصل : عباس .
5- كذا ؛ ولعلّه : فكان ، كما في الإيضاح.
6- في الإيضاح : يا هذا!
7- في الإيضاح : فلئن كان قطعك سالماً لأقطعنه.
بنت عميس، فلم يوجد لها أثر، فأتاهم طلحة ، ففتّشوا الأقطع، فاستخرجوها من
حجره (1)، فقطع عبد اللّات يده اليسرى فبقي لا يد له ..
فقيل للؤلؤي (2)- حين حدّثهم بهذا الحديث : يا أبا عليّ(3)، فكان عليه أن يقطع يساره؟ فقال : تريدون أن أقول إنّ عبد اللّات أخطأ؟! (4).
ولا اختلاف بين الأُمّة أنّ الرجل يقطع بعد قطع اليد رجله، فإن عاد فلا قطع عليه، ويحبس وينفق عليه من بيت المال.
وجه آخر؛ إنّ الضيف مأمون بمنزلة أهل البيت، ولا قطع على المؤتمن؛ لأنته داخل بيته(5).
ص: 384
1- في الإيضاح : حجزته.
2- في الإيضاح : فقال إبراهيم بن داود والحسن اللؤلؤي .
3- الكتابة القديمة لكنية (يابا علي) أي (يا أبا علي) بالتخفيف ، وهي كنية الحسن اللؤلؤي . انظر : الوافي بالوفيات 15/12.
4- وجاءت القصة في مسانيد العامة ومجاميعهم ؛ كما في مسند الشافعي : 336، والسنن الكبرى للبيهقي 273/8 ، وفتح الباري 464/11 ، والمصنّف للصنعاني 188/10 - 189 ، وسنن الدارقطني 130/3 ، وكنز العمّال 539/5 - 540 حديث 13866 و 13867 ... وغيرها .
5- جملة : داخل بيته ، مطموسة في نسخة (ب). وقد جاءت إلى هنا بألفاظ مقاربة في الإيضاح للفضل بن شاذان صلى الله عليه وسلم : 94 [الطبعة المحققة : 178] .. وغيره.
وروى الواقدي(1)؛ عن عبد الله بن الحارث بن الفضيل(2)، عن أبيه، عن سفيان بن أبي العوجاء (3)السلمي ، قال : كتب عبد اللّات إلى طريفة بن الحاجزة (4)- وهو عامله - : أمّا بعد؛ فإنه بلغني أنّ الفجاءة (5)ارتد عن الإسلام،
ص: 385
1- وبألفاظ مقاربة جداً جاء الخبر في المسترشد للطبري رحمه الله : 226 - 227 برقم 65، وكرّره تحت رقم 183 في صفحة : 513 بقوله : وممّا نقموا عليه فعله بالفجاءة، إحراقه بالنار وهو يقول : أنا مسلم .. ثم ذكر الإسناد عن الواقدي.
2- في نسختي الأصل : الفضل ، والصحيح ما أثبتناه.
3- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، وقد تقرأ في نسخة (ألف) العرجا ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر الرجالية والتراجم.
4- كذا في نسختي الأصل والمسترشد؛ وفي بعض المصادر : الحاجز. راجع : الاستيعاب لابن عبد البر 776/2 ، وفيه : طريفة بن حاجز.
5- الفجاءة : هو أياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف، من بني سليم، وادعى الإسلام وأنته يريد جهاد من ارتد من الكفّار، وقال له : احملني وأعنّي .. فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحاً ، فخرج يستعرض الناس ويأخذ أموالهم ويصيب من امتنع .. فكان ما ذكره المصنّف رحمه الله، إلّا أنّه قد جاء كتاب أبي بكر إلى عامله طريفة : إنّ عدو الله الفجاءة أتاني يزعم أنه مسلم ويسألني أن أقوّيه على من ارتدّ عن الإسلام فحملته وسلّحته ، ثمّ انتهى إليّ من يقين الخبر: أنّ عدو الله قد استعرض الناس - المسلم والمرتد - يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم ، فسر إليه بمن معك من المسلمين حتّى تقتله أو تأخذه فتأتيني به . لاحظ القصة في : تاريخ الطبري 234/3 [ وفي طبعة الأعلمي 492/2]، و تاريخ ابن كثير 319/6، والكامل لابن الأثير 146/2، والإصابة لابن حجر 322/2 . . وغيرها ، وليس فيها ما هنا من ذيل .. كلّ ذلك تعمية للخبر وتدليساً له وقد ذكر حرقه للفجاءة ؛ الكلبي (المتوفى سنة 204) في كتابه جمهرة النسب : 396، بل جاء في الأحكام السلطانية : 66 ، أنّ الخليفة الأوّل أحرق قوماً من أهل الردة .. !
فسِر إليه بمن معك من المسلمين حتّى تقتله أو تأسره؛ فتأتيني [به] في وثاق .. فسار إليه، فلمّا التقيا قال الفجاءة ما كفرت، وإنّي لمؤمن، وما أنت بأولى يعبد اللّات منّى، أنت أميره وأنا أميره قال له طريفة : إن كنت صادقاً فألق السلاح، ثمّ انطلق إلى عبد اللّات فأخبره بخبرك .. فوضع السلاح ، فأوثقه طريفة في جامعة وبعث به إلى عبد اللّات، فلمّا قدم به أرسله إلى بني جشم (1)فحرّقه بالنار، وهو يقول : أنا مسلم!! (2).
وهل الإسلام إلّا الإقرار باللسان؟!
وفي تجارب الأمم(3)، عن ابن مسكويه : أوقد في مصل-ى المدينة ناراً،
ص: 386
1- كذا في المسترشد : 227 ، وفي صفحة : 513 : إلى ابن جثم.
2- قد فصّل الواقعة بمصادرها - غير ما أوردنا هنا - شيخنا الأميني رحمه الله في غديره 156/7 - 158.
3- تجارب الأمم 168/1 نقلاً بالمعنى، وفيه : فأوقد له في مصلى المدينة ... حطب كثير، ثمّ رمى به في النار مقموطاً وقد جمع بين كلامي الطبري وابن كثير في تاريخيهما.
ثم رمی به مقموطاً(1).
والنبيّ (عليه وآله السلام) قال: «النار عذاب الله، ولا يُعذِّب بعذاب الله» (2) فاستجاز(3)هو ما كانت الجاهلية تتأثَّم به(4).
ص: 387
1- تقرأ في نسختي الأصل : مغموطاً، ولا معنى لها راجع : القاموس المحيط 376/2 ، ومجمع البحرين 332/3.. وغيرهما. والقمط : شدّ كشدّ الصبي في المهد وغيره، إذا ضمت أعضاؤه إلى جسده، ويلفّ عليه القماط ، والقماط والقماطة : الخرقة العريضة تلفّ على الصبي إذا قمط .. قاله الفراهيدي ثم قال : ولا يكون القمط إلا ش-د اليدين والرجلين معاً ، كما جاء في کتاب العين 111/5. وقريب منه في الصحاح 1154/3 - 1155 ، والنهاية 108/4، ولسان العرب 385/7.. وغيرها.
2- لقد صحّ عن طرقهم قول رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم: «لا يعذب بالنار إلّا ربّها»، كما في كتاب البخاري 325/4 (كتاب الجهاد). ومثله جاء في مسند أحمد بن حنبل 207/2، و 494/3، وسنن أبي داود 219/2، وسنن البيهقي 71/9 - 72 ، ومصابيح السنة 2 / 57 - 58 ، وتيسير الوصول 236/1 .. وغيرها من الأحاديث . ومثله قوله صلی الله علیه و آله و سلّم : «إنّ النار لا يعذّب بها إلّا الله»، و «لا يعذّب بالنار إلّا ربّ النار».. وغير ذلك.
3- قد تقرء الكلمة في نسختي الأصل: فاستجار .
4- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: تتأمّم به
فقال شاعرهم : [من البسيط ]
أَلَّيسَ هُمْ (1)عَذَّبُوا بِالنَّارِ جَارَهُمُ *** وهَلْ يُعذِّبُ غَيرُ اللهِ بِالنَّارِ؟!
[ومنها : إطلاقه الأشعث بن قيس وتزويجه]؛ ثمّ أظهر الندم على تحريق ذلك وإطلاق هذا؛ حتّى قال عند موته - بإجماع الأُمّة (2)- : ثلاث فعلتهنّ وددت أنّي (3)لم أفعلهنّ :
وددت أنّي لم أبعث خالد بن الوليد إلى مالك بن نويرة وقومه - يعني المسمَّين
ب أهل الردّة ...
ووددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة علیها السّلام وإن كان أغلق على حرب..
ووددت أنّي لم أحرق الفجاءة(4).
ص: 388
1- جاء في تفسير الطبري 147/14، وكذا في تفسير الثعلبي 18/6، وفيها: نبّئتهم عذبوا .. وغيرهما.
2- ذكر هذا القصة مفصلاً الطبري في تاريخه 430/3 - 431 ، وأورد لها عدة طرق، وكذا اليعقوبي في تاريخه 13/2 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة 26/1 [وفي الطبعة المحقّقة 1 / 24 ] .. وغيرهم في غيرها .
3- في نسختي الأصل : أن
4- وقد سلفت مصادر هذه الواقعة مفصلاً، ولاحظ مصادرها في الغدير 170/7. وجاء من طرق الخاصّة - أيضاً - مسنداً ، كما في الخصال: 171 - 173 حدیث 2208 - وعنه في بحار الأنوار 122/30 - 124 حديث 2 - وأيضاً جاء في هامش بحار الأنوار 526/30 - 527 من محقق الكتاب - جزاه الله خيراً وغفر له - ذكر له نحواً من عشرة من أُمهات مصادر العامة حول هذه الواقعة، فراجعها ونزيد على ما سلف ويأتي ما جاء في هامش المسترشد للطبري رحمه الله : 224، و تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 418/30 - 420 ، وفتوح البلدان 117/1 برقم 285 ، وتاريخ اليعقوبي 137/2.. وغيرها. ولاحظ القصّة في : الإكمال لابن ماكولا 500/1 ، وتاريخ الطبري 619/2، وحكى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 10/29 توجيهاً آخر لفعل الخليفة حيث صلى الله عليه قال : .. رفع إليه رجل يقال له : الفجاءة. وقالوا : إنّه شتم النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم بعد وفاته! فأخرجه إلى الصحراء، فأحرقه بالنار، قال : فقال ابن عباس : قد عذب أبو بكر بالنار فاعبدوه أيضاً !! والمضحك المبكي جدّاً أن يوجّه عمل الخليفة بقول القرطبي في تفسيره 244/7: وقد روي عن أبي بكر أنه حرّق رجلاً يسمَّى : الفجاءة - حين عمل عمل قوم لوط ! - بالنّار ! ولم يقل ذلك أحد.. وذا توجيه لفعل الخليفة .. وما أشبه الليلة بالبارحة
فجعل نفسه (1) [[نادماً] في الحالات الثلاث بعد أن فاتت.
وذكر الطبري في التاريخ(2): أنته كان الأشعث استأمن لسبعين نفساً، ثمّ إنّه نزل بعد السبعين ، فقالوا: ليس لك الأمان ، فقال لأبي بكر : استبقني لحربك وزوّجني أختك ... فزوّجه أخته(3)
ص: 389
1- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، وكذا تقرأ في نسخة (ألف)، ولعلّها كلمة أُخرى مثل : لعنة ، وعلى كل ؛ العبارة مشوشة ناقصة
2- تاريخ الطبري 339/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 548/2 ، وفي طبعة 492/2 - 493] نقلاً بالمعنى مختصراً هنا
3- نسبه له غالب من ترجمه من العامة والخاصة، مثل الشيخ الطوسي له في مثالب النواصب / ج 3 رجاله :23 برقم 22 [وفي طبعة الحيدرية : 4 برقم 22] في عداد أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم، قال : ارتدّ بعد النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم في ردّة أهل ياسر، وزوّجه أبو بكر أخته أم فروة ، وكانت عوراء، فولدت له محمّداً . وعنونه - أيضاً - في أصحاب أمير المؤمنين علیه السّلام من رجال الشيخ رحمه الله : 57 ، برقم 472 ، [وفي الطبعة الحيدرية : 35 ترجمه 5] قال : ثمّ صار خارجياً ملعوناً . وكذا قاله ابن داود في رجاله : 232 برقم 65[الطبعة الحيدرية : 8 من القسم الثاني] ، والعلّامة في خلاصته : 325 [الطبعة الحيدرية : 206 (الباب الثاني) برقم 1]، والأردبيلي في جامع الرواة 106/1.. وغيرهم. ومن الطريف أنّه قد جاء في كتاب لطائف المعارف للثعالبي : 108: إنّ المغيرة كان أَعْوَرَاً، ولزم من ذلك اجتماع المثلين ! ظلمات بعضها فوق بعض . وجعدة أُخت محمّد، وكلاهما أُمُّهما أُخت أبي بكر العوراء ، فلاحظ والصواب : ووُلِدَ من الأشعث محمّد هذا، وجعدة قاتلة الإمام الحسن علیه السّلام، كما في المناقب 192/3.
وفي رواية غيره(1): أنّها كانت عوراء، فولدت له محمّداً.
وذكر الواقدي في كتاب الردّة(2)، ومحمّد بن إسحاق في الإيضاح أنّه :
ص: 390
1- أي غير الطبري
2- كتاب الردّة للواقدي : 213 (ذكر ارتداد أهل حضرموت من كندة وغيرها ) .. أقول : لقد عدّ في مقدّمة كتاب المغازي 10/1 عند ترجمة الواقدي من كتبه : كتاب التاريخ والمغازي والمبعث ... وقيل هي ثلاثة كتب ... كما له كتاب الفتوح، وكتاب التاريخ الكبير ... وعن الأوّل نقل ابن سعد في الطبقات، والطبري وابن كثير في تاريخيهما، خاصّة في باب المغازي، وأيضاً المصنف الله نقل عنه كراراً، ولعلّه كان عنده.وقد جاء في قائمة أسماء كتبه في مقدّمة المغازي 11/1 باسم : كتاب الردّة والدّار ؛ لأبي عبد الله الواقدي محمّد بن عمر (المتوفى سنة 207 ه-) قال : وهو كتاب لا نشك نسبتهما إليه .. ويفهم منه أنتهما اثنان . ثمّ قال : ونقل بروكلمان أن هناك نسخة مخطوطة لهذا الكتاب عنوانها : كتاب الردّة، وهي محفوظة في مكتبة خدابخش في بانكيبور بالهند ، لاحظ هذا في فهرست المكتبة 5 / 108 برقم 1042. وأورده في : كشف الظنون ،36/2، ومرآة الجنان 36/2، والروض الأنف 132/2.. وغيرها.
لمّا أُتي بالأشعث أسيراً (1)إلى أبي بكر، قال له : حكّمني في نفسي، قال : حكمتك ، قال : تطلقني ؟ قال : قد فعلت، قال : تزوّجني بأختك ؟ قال : أمّا هذا فلي أمين أوامره .. فأتى أباقحافة فأخبره، فقال : الأشعث بن قيس الكندي الملك؟! قال : نعم ،قال : زوّجه، ما كُنا نطمع بهذا في الجاهلية ... فزوّجه(2).
ص: 391
1- في نسختي الأصل تقرأ الكلمة : لمسير ، والظاهر ما أثبتناه.
2- ولاحظ القصة في كتب الخاصة ، كالإيضاح للفضل بن شاذان : 152 [وفي طبعة: 162] ، وكتاب الأربعين لمحمّد طاهر القمّي : 210 .. وغيرهما ، وكذا جاء في هامش بحار الأنوار 47/78، نقلاً عن الشافي للسيّد المرتضى رحمه الله. و امّ فروة هذه هي التي ضربها عمر بالدرّة عند ما ناحت على أبيها أبي بكر، كما قاله ابن أبي الحديد في شرحه 181/1، وكذا الحاكم في المستدرك 70/4 - 71 ويعد الأشعث زوجها الرابع كما في كتاب المحبّر لمحمّد بن حبيب البغدادي : 452 ..
فقال الأصبغ بن حرملة (1)الليثي (2): [من الطويل]
أُتِيتَ تيتَ بكِنْدِئَ قَدِ (3)ارْتَدَّ وَانْتَهَى *** إلَى غَايَةٍ مِن نَكتِ مِيثَاقِهِ كُفْرًا
فَكَانَ ثَوَابُ النَّكْتِ إحيَاءَ نَفْسِهِ *** وَكَانَ ثَوَابُ الكُفر تَزْوِيجَهُ البِكْرَا !!
وَلَو أَنَّهُ يَأْبَى (4)عَلَيكَ نِكَاحَها *** وَتَزويجها يَومَاً (5)لأَمْهَرْتَهُ مُهْرًا
وَلَو أنهُ رَامَ الزِّيَادَةَ مِثلَها *** لأنكَحتَهُ (6)عَشْراً وَأَتْبَعْتَهُ (7)عَشْرًا
ص: 392
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : حوملة.
2- جاءت هذه الأبيات في مجمع الأمثال 379/2 - 380 [وفي طبعة 341/2]، وكذا في كامل البهائي ( العربية ( 2 / 180 – 181 .. وغيرها . كما وقد أوردها العلامة الأميني رحمه الله في الغدير 175/7.. وغيره.
3- في نسخة (ألف): وقد.
4- كذا في مجمع الأمثال والغدير؛ وفي نسختي الأصل: يأتي.
5- في الغدير منه، بدلاً من يوماً.
6- كذا في المصادر ، وفي نسختي الأصل : لا ينحته - كلاً بلا نقط - ولعلّها : لأبحته .
7- في نسختي الأصل : أتبعتها ، وما أُثبت من المصادر.
[فَقُلْ لأبي بكرٍ: لَقَد شِنْتَ بَعدَها *** قُرَيشاً وَأَحْمَلتَ النَّبَاهَةَ وَالذِّكْرَا](1)
أَمَا كَانَ فِي تَيمِ بنِ مُرَّةَ وَاحِدٌ *** تُزَوِّجُهُ، لَولَا أَرَدتَ بهِ الفخرا؟(2)
وَلَو كُنتَ لَمَّا أن أَتَاكَ قَتَلْتَهُ *** لَقَدَّمْتَها ذُخْراً وَأَحْرَزْتَها (3)أَجْرا (4)
[فَأَضْحَى يَرَى مَا قَدْ فَعَلْتَ فَرِيضَةٌ *** عَلَيْكَ فَلَا حَمْداً حَوِيتَ وَلَا أَجْرَا](5)
فلمّا ولي أمير المؤمنين علیه السّلام طمع الأشعث في مثلها منه، فقال رحمه الله : «أَحمُقاً مثل حمق ابن أبي قحافة؟».
ص: 393
1- ما بين المعكوفين مزيد من المصادر.
2- في نسخة (ألف) : الفجرا.
3- كذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): أحررتها
4- في المصادر : لأحرزتها ذكراً وقدّمتها ذخرا.
5- ما بين المعكوفين مزيد من المصادر . راجع عنها : تاريخ الطبري 276/3، وثمار القلوب للثعالبي : 69 ، والاستيعاب لابن عبدالبر 51/1 ، والكامل لابن الأثير 160/2، والإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر 51/1، و630/3.. وغيرها ، كما أفاده في هامش الغدير 175/7..وانظر - أيضاً - : فتوح البلدان : 110، وصفحة : 112.
و في كتاب العقد (1)قال : .. زوّجنيها يا أمير المؤمنين - يعني زينب - .
فقال: «اعزب بفيك (2)الكثكث (3)ولك الأثلب(4)، أغرّك ابن أبي قحافة [حين] زوّجك أُمّ فروة»..
وزعمتم أنّ عبد اللّات [أبا بكر] ندم على أن لا يكون أقاد منه(5)، وألزمتموه الخطأ في تركه ، أليس كان الأمر في يده؛ فَلِمَ مضى على الخطأ؟!
ص: 394
1- العقد الفريد 136/6[70/2 و 442] وآخره : .. إنّها لم تكن من الفواطم ولا العواتك من سليم.. وذكر أبياتاً للكميت بن زيد .. فراجع.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل بدون النقط ، تقرأ بأنحاء مختلفة، وما أثبت من المصدر.
3- الكثكث : هو التراب ، أو دقاق التراب ، أو فتات الحجارة ، وقيل : التراب م--ع الحجارة ، وقيل : هو نفس الحجارة ، أو نفس التراب. راجع لسان العرب 179/2 - 180 ، والعين 277/5 .. وغيرهما
4- الاثلب ، هو : التراب المختلط بالحجارة ، وقيل : هما على حده ، لاحظ : لسان العرب 242/1 ، وفي العين 227/8 ، وفيه : فتات الحجارة وفي مجمع البحرين 19/2 : هو بكسر الهمزة واللام وفتحها ، وهو أكبر الحجر.
5- حيث ورد في الحديث المفصل الذي ذكر فيه ما كان يودّ أن يفعله الخليفة من الثلاث ، والثلاث ، والثلاث ، ومنها الثلاث التي ودّ أن يكون قد فعلهن. قال : وأمّا اللاتي تركتهنّ ؛ فوددت أنتي يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيراً كنت ضربت عنقه ؛ فإنّه تخيَّل إليّ أنّه لا يرى شرّاً إلا أعان عليه .. إلى آخره، كما أخرجه الطبري في تاريخه 52/4 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة 18/1، والمسعودي مروج الذهب 414/1 ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد 254/2.. وغيرهم.
وروى زياد البكائي (1)، عن ابن عروة، عن أبيه : أنّ عبد اللّات [أبا بكر] وجّه :
یعلی بن منية على قضاء اليمن وخراجها ، فالتوى عليه قوم من حضرموت، فبعث يعلى جيشاً وسبى نيفاً وثلاثمائة رجل وامرأة .. فقدم بهم على عبد اللّات ... فباعهم، ثمّ بعد ذلك قدم قوم من اليمن على عبد اللّات فحلفوا بالله أنّهم كانوا مسلمين، وأنّ يعلى ظلمهم وقتلهم وسباهم ظلماً، فأسقط في يديه وشاور فيهم (2).. فأشاروا بعتقهم.. وقد وطئت الفروج، ومات منهم في رقّهم كثير .. وكذلك شرح بعد ذلك(3).
ومن العجائب : أنّه لمّا حضرته الوفاة جعل ما كان اغتصبه (4)في الاستيلاء [عليه لعمر]، إذ فرض بعده (5)[عمر] وطالب الناس بالبيعة له والرضا به وقد أجمعوا في رواياتهم أنّ الغالب من الناس يومئذ أهل الكراهية، فلما أكثروا عليه وخوّفوه من الله في توليته عليهم، وقالوا له : ما تقول لربك إذا قدمت عليه
ص: 395
1- الكلمة غير معجمة في نسختي الأصل، كتبنا ما احتملناه، وقد تقرأ في نسخة (ألف): البكالي، وفي المسترشد : البكائي ، وهو الصواب ، وهو : أبو محمد زياد بن عبد الله بن طفيل القيسي البكائي ، راوي السيرة عن ابن إسحاق (توفي سنة 183 ه)
2- في نسختي الأصل : فهمَّم، والمثبت من الإيضاح لابن شاذان رحمه الله : 162.
3- الجمله مشوشة في الأصل، استظهرنا الذي كتبناه، واللفظ ناقص، والمعنى غير تام.
4- في نسختي الأصل : اعتصبه
5- جملة : فرض بعده.. مطموسة في نسخة (ب)، وفي الاستغاثة في بدع الثلاثة : في الاستيلاء عليه لعمر من بعده.
وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً؟! فواجه طلحة، وقال : أبا الله تخوّفونى؟! إذا لقيت الله
قلت له : إنّي استخلفت على أهلك خير أهلك(1).
رواه الطبري في تاريخه(2)، والزمخشري في فائقه(3)، بل رووا(4) ذلك من
ص: 396
1- كما جاء في المصنّف لابن أبي شيبة 358/6 برقم 32013، و 437/7 برقم 37056 ، وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 337/1 برقم 485، تاريخ المدينة لابن شبة 666/2 و 671 .. وغيرها كثير. ولاحظ ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 155/1 - 159 بعنوان : نسب أبي بكر ونبذة من أخبار أبيه ، خاصة صفحة : 164، وأيضاً جاء في الاستغاثة في بدع الثلاثة 22/1.. وغيرها.
2- تاريخ الطبري 433/3 [طبعة الأعلمي بيروت 620/2].
3- قال الزمخشري في الفائق 89/1 [ 99/1 - 100 ] قال : .. ودخل عليه بعض المهاجرين وهو يشتكي في مرضه، فقال له : أتستخلف علينا ؟! وقد عتا عمر علينا ولا سلطان له ، ولو ملكنا كان أعتى وأعتى فكيف تقول الله إذا لقيته ؟ ! فقال أبو بكر : أجلسوني .. فأجلسوه ، فقال : أبالله تفرقني ؟! فإني أقول له إذا لقيته .. إلى آخره. وجاء في الفائق - أيضاً - 89/1: وروي أنّ فلاناً دخل عليه فنال من عمر ، وقال : لو استخلفت فلاناً ؟ فقال أبو بكر : لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ، ولما أخذت من أهلك حقاً! ولم يصرّح باسم طلحة في إحياء العلوم 476/4 ، بل قال : فقال الناس له .. وفيه : استخلفت على خلقك خير خلقك .
4- كذا ؛ والظاهر : رأوا.
مناقبهما وفضائلهما ..(1)!!
وكان هذا القول منه جامعاً للعجائب المنكرات الفظيعات(2)..
أمّا استخلافه الثاني على الناس؛ فقد تقلّد الإثم في أُمور الناس، مثل (3)الذي تقلّد منه في حياته، ثمّ تقلّد منه جميع ما جرى في أيام الثاني بعد وفاته بتمليكه ما لا يملكه(4)! فقد باء بغضب من الله ، ثمّ خالف النبي (عليه وآله السلام)؛ لأنّه مضى بلا وصيّة على زعمه
ص: 397
1- لاحظ ما ذكره العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 163/23 ( باب (7) نقلاً . الشافي للسيّد المرتضى رحمه الله، وكذا ما أورده ابن الأثير في أسد الغابة 68/4. أقول : ذكر شيخنا الفاتح أبو الفتح الكراجكي طاب رمسه في كتابه الرائع : التعجب من أغلاط العامة : 72 ما نصّه : ومن العجب: نسيانهم عند هذا الاعتذار كراهية القوم تقديم أبي بكر عمر عليهم، ونفورهم من نصه عليه ، حتى خوّفوه الله عزّ وجلّ، وقالوا له : ما أنت قائل إذا لقيته وقد ولّيت علينا فظاً غليظاً ..؟! والله ما كنا نطيقه وهو رعية فكيف إذا ملك الأمر ؟ ! فاتق [ الله ] ولا تسلّطه على الناس .. فغضب ، وقال [لهم]: أباالله تخوّفوني ؟ ! أقول له : يا ربّ! ول-ي-ت عليهم خير أهلك .. !
2- قد تقرأ الكلمة في نسختي الأصل بشكل آخر
3- جملة : أمور الناس مثل .. مطموسة في نسخة (ب).
4- جملة : بتمليكه ما لا يملكه .. مطموسة في نسخة (ب).
وأمّا قوله : [أ] بالله تُخوّفوني ؟! .. فليس يخلو حاله في ذلك من أحد وجهين: إمّا أن يكون قد قال هذا لأنّه عند نفسه لا يخاف الله تعالى؛ لأنه تقيّ! زكيّ! مخلص في العبادة ... بريء من كلّ هفوة وزلّة...! وقائل هذا عامداً عاصٍ الله تعالى، فقد استوجب منه المقت، وقال الله تعالى: «فَلَا تُرَكُوْا أَنْفُسَكُمْ»(1)، ومن زکی نفسه فقد خالف الله في نهيه ..
أو أن يكون أراد بقوله : [أ] بالله تخوّفوني .. أنّه لا يخافه ولا يبالي به؛استهانة (2)منه بنفسه ، ومعتقد هذا كافر.
وأمّا قوله : أخلفت (3)فيهم خير أهلك .. فهذا كلام جاهل ؛ لأنّه شهد للثاني أنّه خير القوم ، وهذا لا يعلم [ه] إلّا من أطْلَعَهُ الله عليه ، أرأيت لو أجابه الله تعالى وقال له : من جعل إليك ذلك ؟ ! ومن وَلاكَ عليهم حتّى تستخلف فيهم غيرك بعدك .. ما يكون عند الله حجّته؟(4)
وقوله : خير أهلك .. فما نعرف وجهاً يوجب إطلاق الأهل الله تعالى؛ بل يقال: خلق الله .. وبيت الله .. وناقة الله .. وعبد الله .. وكذا أرى أنّه ظنّ أنّما يعني بذلك :
ص: 398
1- سورة النجم (53) : 32.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل جدّاً، أثبتنا ما استظهرناه من نسخة (ألف).
3- في نسخة (ب) : اختلفت ، ولعلّها : خلّفت، والظاهر : استخلفت .
4- وجاء في فتوح البلدان : 117: قولة عمر لأبي بكر : بعثت رجلاً يقتل المسلمين ويعذب بالنار؟!
ما كانت (1)العرب تسمي قريشاً : آل الله (2)- من وقت أصحاب الفيل - أي خاصّ الله، وأخطأ؛ لأنتك إذا قلت : خير أهلك .. إنّما يكون بمعنى الأقارب، والله منزّه عنها.
وفي كتاب الدليل(3)، عن البشنوي (4)أنّه : قال محمّد بن أبي بكر لأبيه - عند موته - : فيمن تراك تجعل هذا الأمر بعدك .. يا أبه ؟ قال : في فلان ابن خطاب.
قال محمّد : لو أنّه لك بحقّ ما عدلت به عن ولدك !
وروى أهل السنّة(5): أن أبا بكر لمّا سأل قبائل العرب حمل زكاتهم إليه،
ص: 399
1- جملة (بذلك ما كانت ..) مطموسة في نسخة (ب)
2- لاحظ: كتاب علم النسب للمامقاني
3- كذا؛ والصحيح : الدلائل .. وقد عُرف الكتاب في هذه الموسوعة ب- : كتاب الدليل. لاحظ عنه : الذريعة 236/8 برقم 997 ، قال : للحسين بن داود الكردي البشنومي [كذا ].. ثمّ قال: ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء في الأسماء أولاً، ث-م ف-ي الشعراء ثانياً ، ونقل بعض أشعاره في كتابه المناقب.
4- وهو : أبو عبد الله الحسين بن داود الكردي البشنوي من الشعراء الماهرين في مدايح العترة علیهم السّلام (المتوفى سنة 370 ه-) .أقول : قال المصنف رحمه الله في معالم العلماء : 78 برقم 268 : أبو عبد الله الحسين بن داود الكردي البشنوي ، له : كتاب رسائل البشنوية ، وكتاب الدلائل . وفي أعيان الشيعة 621/4 قال :... والأكراد البشنوية كانوا شيعة ..، وعليه فيكون مؤلّف الدليل أو الدلائل شيعياً.
5- انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 187/4، وقبله : الطبري في تاريخه 241/3 ، وابن الأثير في كامله 149/3 ، وابن عساكر في تاريخه 105/5 و 112، وابن كثير في تاريخه 321/6 ، وأيضاً جاء في تاريخ الخميس 233/2 ، والإصابة 414/1 ، و 357/3، وأسد الغابة 295/4 ، وخزانة الأدب 237/1، ومثله في الاستغاثة في بدع الثلاثة 5/1 - 6 .. وغيرها ، وفيها غالب ما جاء هنا. أقول : ذكره ابن شاذان رحمه الله في الإيضاح : 133 [ طبعة بيروت : 72 - 73 ، وفي طبعة محققة : 135]، والقاضي النعمان في شرح الأخبار 364/1، وابن طاوس رحمه الله في الطرائف : 435 - 436 في استحلال أبي بكر دماء من منع الزكاة عنه .. وناقشه الأخيران فعل الرجل وفعاله.
وانقاد الناس إلى ملتمسه طوعاً وكرها، امتنعت عليه قبيلة بني يربوع، وقالوا : إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم و لم يأمرنا بدفع ذلك إليك، ولا أمَرك بمطالبتنا، فعَلامَ تطالبنا بما لم يأمر الله به ولا رسوله؟!، فسماهم : أهل الردة! (1)
وقد روى نافع ، عن ابن عمر ؛ أنّه سأل مالك بن نويرة(2): ما تريد منّا؟
ص: 400
1- ذكر الغزالي في المستصفى 242/2 اجتهاد أبي بكر في مقالة أهل الردة .. !
2- هو : مالك بن نويرة ؛ أبو حنظلة (أبو المغوار) التميمي اليربوعي ، المعروف ب- : فارس ذي الخمار ، والملقب ب- : ذي الجفول رحمة الله عليه . كان فارساً ، شجاعاً، شريفاً، شاعراً، استعمله رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم على صدقات قومه، وفعلة خالد بن الوليد معه بعد رحيل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ممّا يندى له جبين الإنسانية، اعتدناها من القوم مع أولياء الله أبرزوها كلّ ما أمكنهم ذلك، استشهد سنة 11 ه- ، وقيل 12 ه- ، وقد اختصّ بأمير المؤمنين علیه السّلام، فاستحق من الجهاز الحاكم كلّ ما جرى عليه وقد ترجم له في كتب التاريخ والرجال والسير ؛ كتاريخ اليعقوبي 76/2، وصفحة : ،79، وصفحة : 122 ، والبداية والنهاية 319/6، و تاریخ ابن خلدون 380/2 ، وبلوغ الإرب 71/1 ، وصفحة : 309 ، و 69/2 ، والكامل للمبرد 87/1 و 114 ، والسيرة النبوية لابن هشام 247/4 ، والإصابة 357/4[560/5 برقم 7712] وشذرات الذهب 1 / 15 - 16 ، والعقد الفريد 57/1 ، و 32/3.. وغيرها .
قال : أريد زكاة أموالكم .
قالوا : [إلى ] من توصلها(1)؟
قال : إلى أبي بكر .
قال: يا خالد ! إني لم أؤمر بذلك، إنّي قد وردت بزكاة قومي إلى رسول الله .. فلمّا أردت الانصراف من عنده.
قلت : یارسول الله ! إنّا لا نأمن حدث الزمان ، فإن كان منك كون فإلى (2)من نؤدي الزكاة ؟ فضرب بيده على منكب عليّ بن أبي طالب علیه السّلام فقال: «إلى هذا، فإن أتيتني بكتاب من عليّ علیه السّلام أعطيتك الزكاة كما (3)أُمِرْتُ(4).
ص: 401
1- في نسختي الأصل: توصها.
2- في نسخة (ألف) : قال ، ولا معنى لها .
3- في نسختي الأصل : كمال ، ولا يتمّ إلّا بإلحاق ( ما ) به، أو كما لو أمرت .
4- لاحظ ما ذكر الشيخ البياضي رحمه الله في الصراط المستقيم 2/ 280 نقلاً عن البراء، وقد ورد هذا الخبر في الفضائل لابن شاذان : 75 - 76.. وغيره.
قال : فمکر به خالد .. فأخذه وغدر به وقتله لوقته، وأصبح من غد عروساً بزوجته، وأنصب قدر الطبيخ ، وجعل رأس مالك أحد الأثافي.. الخبر .
وفي الأغاني(1): قال ابن شهاب : إنّ مالك بن نويرة كان [من] أكثر الناس شَعراً(2)، وإنّ خالداً لمّا قتله فصيّر رأسه (3)لقدر فنضج ما فيها قبل أن بلغت النار إلى شواته(4).
وقال متمّم بن نويرة يخاطب عبد اللّات (5)وخالداً في قتل أخيه - رواه صاحب العقد (6)، وصاحب الأغاني(7)، عن الرياشي (8): [من الكامل]
ص: 402
1- الأغاني 202/15 [طبعة دار إحياء التراث العربي، وفي طبعة دار الكتب العلمية 294/15] ، وانظر : الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار : 629 - 630 .. وغيره.
2- في نسختي الأصل : شطراً ، وهو سهو ، وفي المصدر : .. ما خلا مالكاً ؛ فإنّ القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره، ووقى الشعر البشرة من حرّ النار أن تبلغ منه ذلك
3- الكلمتان مشوشتان غیر منقوطتين في نسختي الأصل تقرأ : أبقيته .. أو ما يشاكلها ، ولذا نقلنا نصّ عبارة المصدر.
4- كذا ؛ ولعلّه : شعراته ، وفي المصدر ما سلف.
5- رمز لأبي بكذ، راجع الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 497/2 - 498 .
6- العقد الفريد 262/3 - 263: وجاء - أيضاً - في الكامل في اللغة والأدب 149/3، وخزانة الأدب 237/1.. وغيرهما.
7- الأغاني 204/15 [ دار إحياء التراث ، و 297/15 طبعة دار الكتب العلمية ].
8- وبنصه رواه الشيخ البياضي لله في الصراط المستقيم 282/2 عن الرياشي، وقال : إنّ متمّماً خاطب عبد اللّات وخالداً فقال : .. وذكر الأبيات، وقد أخذها من كتابنا هذا ظاهراً.
نِعْمَ القَتِيلُ إِذَا الرِّيَاحُ (1) تَنَاوَحَتْ (2)*** بَينَ البُيُوتِ (3)قَتَلتَ يَابنَ الأَزْوَرِ
[أ] دَعَوْتَهُ بِاللهِ ثُمَّ قَتَلتَهُ ؟! ***لوهُوْ(4) دَعَاكَ بِدَمَّةٍ لَم يَغْدُر(5)؟
فَاذهَبْ فَلَا تَنْفَكُ حَامِلَ لَعْنَةِ *** مَا زَعْزَعَتْ (6)رِيحُ (7)غُصُونَ (8)العَصْفُرِ(9)
ص: 403
1- في نسخة (ألف) : الرماح ، وفي نسخة (ب): الرباح .
2- في الصراط : تنافجت
3- في الأغاني : تحت الإزار .. بدلاً من : بين البيوت
4- في نسختي الأصل : أو، وما هنا من المصدر.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، حيث لم تنقط ، وقد تقرأ: تغدر، أو تعذر ، أو یعذر .. أو غيرها ، وجاء في نسخة (ألف) : تعذر ، وما هنا أثبت في العقد .
6- في نسختي الأصل : رعرغت، ولعلّها: رعرعت، وما أثبت من الصراط، وهو الظاهر
7- كذا في الصراط ؛ وفي نسختي الأصل : رمح .
8- في نسخة (ألف): عضون
9- لا يوجد هذا البيت الأخير في العقد ، وجاء بدلاً منه : [ من الكامل ] لا يُضمرُ الفحشاء تحتَ ردائِهِ*** حُلْو شمائِلُهُ عفيف المئزر قال : ثمّ بكى حتّى سالت عينه العوراء.. وأدرج هناك عدّة قصائد في رثائه لأخيه ، ومنها القصيدة المعروفة ب- : أُمّ المراثي . هذا، وإنّ مراثيه لأخيه مشهورة ، منها قصيدة مطلعها: [من الطويل] سأبكي أخي مادام صوتُ حمامةٍ *** تَوَرِّقُ في وادي البِطاحِ حماما ذكرها بمناسبة في كتاب معجم البلدان 213/2[445/1]. وقد أورد في فتوح البلدان 118/1 قصة عمر مع متمم بن نويرة أخ-ي مالك ، وبكائه عليه ، وتعزيته له بقوله : ما عزّاني أحد بأحسن ممّا عزّيتني ! وذلك في قصة جاء فيها : قال عمر : لو كنت أحسن قول الشعر لرثيت أخي زيداً. فقال متمم : ولاسواء.. لو كان أخي صرع مصرع أخيك ما بكيته . فقال عمر : ما عزّاني .. فعمر اعتبر قول متمم تعزية له. راجع : تاريخ اليعقوبي 132/2 ، والمعجم الكبير 294/8 ، ومجمع الزوائد 222/6 .. وغيرها . وأيضاً كتاب الأربعين للقمي رحمه الله: 512 .
وذكر الطبرى(1): أنّ أبا قتادة (2)قال [ل-] خالد : إنّ القوم نادوا بالإسلام، إنّ لهم أماناً .. فلم يلتفت خالد إلى قوله وأمر بقتلهم، وقسّم سبيهم!
ص: 404
1- تاريخ الطبري 280/3 [ وفي طبعة 503/2] نقلاً ،بالمعنى ، ولاحظ ما قبله .
2- هو : أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة، وقد كان عاهد الله ألا يشهد مع خالد بن الوليد حرباً أبداً بعدها .. وحك-ى قصته مفصلاً الطبري في تاريخه 280/3 .. وغيره لاحظ : كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة 6/1.
فحلف أبو قتادة أن لا يسير تحت لواء خالد أبداً، وركب فرسه شاذاً (1)إلى أبى بكر وخبّره بالقصة(2).
ورويتم(3): أنّه لمّا بعث إليهم خالداً قتل مقاتليهم، وسبى ذراريهم، واستأصل أموالهم ، وجعل ذلك كلّه فيئاً قسمه بين المسلمين .. فقبلوا ذلك منه مستحلّين له، ووَطِئُوا نساءهم إلا نفر؛ منهم عمر بن الخطّاب؛ فإنّه عزل نصيبه وصانه حتّى أَفْضَى إليه الأمر فردّه عليهم ...
وكانت خولة بنت جعفر - والدة محمّد بن الحنفية - فيهم، فبعث إلى
أمير المؤمنين يرغّبه فيها، فتزوّجها أمير المؤمنين .. القصة.
وقد ذكرتها في مناقب آل أبي طالب(4).
ورويتم (5): أنّ خالداً لما أقبل من غزاته تلك .. أقبل حتّى دخل المدينة
ص: 405
1- أي مفرداً ، كذا قاله السيد المرتضى رحمه الله في الشافي 166/4 ، وفي البحار 477/30 مصحفاً : شاداً ، وفي معالم الفتن 359/1: واتجه إلى أبي بكر.
2- وقريب منه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 206/17.
3- كما جاء في تاريخ اليعقوبي 157/1.. وغيره.
4- مناقب آل أبي طالب 349/3 ، قال : ومن خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية : محمّداً . أقول : يظهر من هذا النص قوّة ما ذكره شيخنا النوري وجمع ؛ من كون المناقب المطبوع والمعروف لابن شهر آشوب إنّما هو نخب المناقب، حيث لم نجد فيه قصة مالك بن نويرة ولا ذكراً للقصة فيه، فراجع
5- ونقله الطبري في المسترشد : 256 - 257 ، وكذا صفحة : 513 ولاحظ : الكامل في التاريخ لابن الأثير 359/2 ، حيث نقل الواقعة، وأكثر منه بمصادر جمة ما نقله شيخنا الأميني رحمه الله في غديره 158/7 – 169 تحت عنوان : رأي الخليفة في قصة مالك .. وأجاد فيما أفاد رحمه الله - كالغالب .
وقد غرز المشاقص (1)في عمامته ، فقام إليه عمر فأخذها من عمامته فكسرها(2)، وأخذ بتلابيبه يقوده إلى أبي بكر - وهو يقول : والله لو ملكت من أمر الناس لضربت عنقه(3)، والله لقد تحقّق عندي أنّك قتلت مالك بن نويرة ظلماً ورغبة في امرأته لجمالها (4)
وزاد الطبري (5)في الرواية أنّه قال : عدوّ الله ! عدا على امرئٍ مسلم فقتله، ثمّ نزا (6)على امرأته، والله لأرجمنّك .. فلمّا دخل على أبي بكر .. [أخبره الخبر
ص: 406
1- المشقص : هو نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض ، وقيل : ما طال وعرض؛ كما فی لسان العرب 48/7 .. وله معان أخر . وفي العين 33/5: سهم له نصل عريض لرمي الوحش، ولاحظ : مجمع البحرين 173/4 .. وغيره .
2- الكلمة في نسختي الأصل : فكبرها، وهي مصحّفة
3- في الإيضاح : والله لو وُلّيتُ من أمور المسلمين شيئاً لضربت عنقك
4- وأورده بألفاظ مقاربة الفضل بن شاذان رحمه الله في الإيضاح : 72 - 73 [ طبعة بيروت ، وفی المحققة : 133 ] ، وعلّق عليه بقوله : فأبطل أبو بكر قول عمر ، وأجاز ذلك القتل والسبي ، وأجاز لخالد ما صنع
5- تاريخ الطبري 280/3 [طبعة الأعلمي - بيروت 504/2] ، نقلاً بالمعنى مختصراً .
6- في نسختي الأصل : ثرا .. ولا معنى مناسباً لها .
واعتذر إليه، فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك](1).
وفي العقد (2)عن الأندلسي : أنّه لما مات خالد أيّام عمر، فكان بينهما هجرة، لذلك امتنع الناس (3)من البكاء عليه ..
فأبطل الأوّل قول عمر، وأجاز لخالد ما صنع ؛ بل نصره على من أنكر عليه فعله من المسلمين .. مع ما روى أهل الحديث جميعاً بغير خلاف منهم : الطبري (4). ومسلم (5)، والبخاري (6)- عن القوم الذين كانوا مع خالد أنّهم قالوا: أذّن مؤذّننا ومؤذّنهم، وصلّينا وصلّوا، وتشهّدنا الشهادتين وتشهّدوا(7).
ص: 407
1- الزيادة بين المعكوفين مزيدة من المصدر. راجع : الثقات لابن حبّان 169/2 - 170
2- العقد الفريد 235/3 ، وهذا نقل بالمعنى، وفي ذيله قال : .. وما على نساء بنی المغيرة أن يرقن من دمعهن على أبي سليمان .. وبذا أجاز ما حرّمه على غيرهم وغيرهن .. !!
3- في : العقد : النساء ، بدلاً من: الناس
4- تاريخ الطبري / 280 [وفي طبعة الأعلمي - بيروت 503/2 - 504] ولاحظ ما جاء قبل ذلك وما هو نقلاً بالمعنى، وراجع: تاریخ ابن خیاط : 53 .. وغيره.
5- کتاب مسلم ، ولم نعثر على هذا الخبر فيما طبع من الكتاب.
6- كتاب البخاري ، ولم نجد نصّ ما ذكر هنا، نعم جاء في مواطن أُخر ، وبألفاظ مقاربة.
7- انظر : الاستغاثة في بدع الثلاثة : 31 - 32 [6/1] .. وغيره.
ومما رواه مسلم(1)، والبخاري(2): أنّ عمر قال لأبي بكر : كيف تقاتل قوماً يشهدون : لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسول الله .. وقد سمعت رسول الله [يقول :](3).. فإذا قالوا حقنوا دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله .. ؟!
ص: 408
1- کتاب مسلم 51/1 - 52 (باب 8) حديث 32 [وفي طبعة 1 / 38 ( كتاب الإيمان) حديث 29] ، وفيه اختلاف كبير لفظاً مع اختصار لفظاً ومعنى. وانظر : شرح كتاب مسلم للنووي 207/1 و 212.
2- كتاب البخاري 131/2 [ وفي طبعة بولاق 105/2 - 106] (باب وجوب الزكاة) حديث 1399 - 1400 ، و 147/2 [وفي طبعة بولاق 2 / 118 - 119] (باب أخذ 1399 العناق في الصدقة) حديث 1456 - 1457 ، و 19/9 - 20 [وفي طبعة بولاق 15/9 ، وفي طبعة 141/8] (باب 3 قتل من أبى قبول الفرائض) حديث 6924 - 6925 ، و 115/9 [وفي طبعة بولاق 23/9 - 94] (باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه [ وآله] وسلم حديث 7284 - 7285، بألفاظ متقاربة والمعنى واحد وراجع مقدّمة فتح الباري: 155 ، وصفحة : 413 ، وفتح الباري 241/12. ولاحظ : المصنّف لابن أبي شيبة 558/5 حديث 28945 ، مسند الشافعي : 208، سنن أبي داود 347/1، سنن الترمذي ،117/4، سنن النسائي 14/5 - 15، و 7 / 76 - 77 ، وشرحه للسيوطي ،15/5 ، والسنن الكبرى للبيهقى 104/4، و 8 / 176.. وموارد أخرى فيه وفي سائر مجاميعهم الحديثيّة .
3- كما جاء في مسند أحمد 11/1. مسند أحمد 11/1، و 345/2 ، وكتاب البخاري 14/1 حديث 25، وكتاب مسلم 1871/4 حديث 2405 ، ومسند أبي يعلى 516/10 - 517 حديث 6134 .. وغيرها
فقال : (1)لو منعوني عقالاً - أو عناقاً (2)- ممّا كانوا يدفعونه إلى النبيّ صلى الله عليه واله و سلم [لقاتلتهم على منعه](3)!
فإن فعل بأمر من الله ورسوله .. فأين الدليل على ذلك؟!
ص: 409
1- في المصادر هنا قسم : والله ..
2- في نسخة (ألف): عياناً، وهي مشوشة وبدون إعجام في نسخة (ب)، والصحيح: عناقاً ، وقيل : المراد منها : السخال . قال ابن الأثير في النهاية 280/3 ، وفي حديث أبي بكر : لو منعوني عقالاً مما كانوا... أراد بالعقال : الحبل الذي يعقل به البعير الذي كان يؤخذ في الصدقة ؛ لأنّ على صاحبها التسليم، وإنّما يقع القبض بالرباط .. وقيل: أراد ما يساوي عقالاً من حقوق الصدقة .. ثم ذكر أقوالاً ووجوهاً أُخر.
3- الزيادة بين المعكوفين من كتاب البخاري، وقريب منه في كتاب مسلم. ومن الطريف عدّ الغزالي - في كتابه إحياء علوم الدين 345/2 - وغيره هذا من مفاخر الخليفة !! أقول : قال ابن شاذان رحمه الله في الإيضاح : 135 [ الطبعة المحقّقة ، وفي طبعة بيروت: 73]: ورويتم، عن جرير بن عبد الحميد [الضبي ] ، عن الأعمش، عن خيثمة ، قال : ذكر عند عمر بن الخطّاب قتل مالك بن نويرة ، فقال : قتله - والله ! مسلماً ، ولقد نصبت في ذلك ونازلت أبابكر فيه كلّ المنازلة [في ترك قتاله من] منع الزكاة؛ فأبى إلّا قتالهم وسبيهم ؛ فلما رأيته قد لجّ به شيطانه في خطأ ما عزم عليه [أمسكت عجزاً عنه وخوفاً منه]، ولقد ألححت عليه في ذلك يوماً حتّى غضب، فقال لي: يابن الخطاب ! إنّك لحدب على أهل الكفر بالله والردّة عن الإسلام !! فأمسكت عنه وقلت له : ولمبيح دمائهم كان أحدب على أهل الكفر مني.
وإن فعل برأيه فمن رأى أن يقتل المسلمين، ويستبيح (1)اموالهم و یسبی ذراريهم، ويجعلها فيئاً، ويسمّيهم: أهل الردّة، وأيّ ردة ههنا مع ما رووه جميعاً ما ذكرناه؟! فثبت أنّه كان ظالماً جاهلاً(2).
أبو منصور الآبي [من الرجز]
إِمَامُكُمْ قَاتَلَ أَهلَ الرَّدَّهُ *** فَمَا أَرَاكُمْ تملون (3)ضِدَّه (4)؟
ص: 410
1- في نسختي الأصل : تستبيح ، وكذا جميع الأفعال الآتية جاءت بصيغة التأنيث .
2- وعلى كلّ ؛ فإنّ قصة مالك بن نويرة تعدُّ من أبشع ما ارتكبته السلطة الغاشمة آنذاك - عدا غصب الخلافة وهضم الزهراء علیها السّلام- وما جرا على آل الرسول صلوات الله عليه و عليهم - ممّا مما يندى له جبين الإنسانية، وهي - وأيم الله! - فاجعة قلّت بعدها مصيبة في غير أهل البيت علیهم السّلام، ولشيخنا الأميني طاب ثراه في غديره 58/7 - 169 تحليل رائع عن هذه الواقعة، وكذا الطبري رحمه الله في المسترشد : 513، 158/7 حيث قال : وممّا نقموا عليه ... ثمّ سلّط خالد بن الوليد على الناس فقتلهم ، وقتل مالك بن نويرة على الإسلام رغبة في امرأته لجمالها .. فسوّغه الأوّل ذلك ، وأنكره الثاني عليه ، ولم يغيّر ذلك، وأهدر دمه. لاحظ من كتب التاريخ : تاريخ ابن الأثير 359/2/149/3]، تاريخ الطبري 241/3، تاريخ ابن كثير 321/6 ، تاريخ الخميس 233/2، الإصابة 414/1، خزانة الأدب 237/1.. وغيرها.
3- الكلمة مطموسة في نسخة (ب)، ومشوشة في نسخة (ألف)، وقد تقرأ : كلون، ولعلّها : تملكون .
4- كذا ؛ والظاهر : (فما أراكم تمللون ضدّه).. أي تردون وتكتبون ضدّه، قال الله تعالى: فَلْيَكْتُبْ وَلْيمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ» [سورة البقرة (2): 282] .أقول : لم أجد هذا الرجز لشاعرنا هذا فيما جمع من شعره، وقد مرّت ترجمته المقدمة، وذكر له المصنّف - طاب ثراه - شعراً غيره في المناقب ، وكذا له شعر في الغدير.
وكان مالك بن نويرة والياً من قبل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم على صدقات بني يربوع، فلمّا بلغه وفاة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم أمسك على أخذ الصدقة من قومه، فقال لهم : تربّصوا بها حتّى يقوم قائم بعد النبيّ (عليه وآله السلام) وننظر ما يكون من أمره، وقد صرّح بذلك .. حيث يقول :
[ في شعره](1): [من الطويل]
وَقَالَ (2)رِجَالٌ : سَدَّدَ الله مَالِكاً (3)*** وَقَالَ رِجَالٌ : مَالِكٌ لَم يُسَدَّدِ
ص: 411
1- صرّح بهذا وما قبله وذكر الأبيات سيدنا المرتضى أع--ل-ى الله مقامه ف--ي الشافي 162/4 - 167 [ وفي الطبعة الحجريّة : 422 - 423 ] ، - وعنه في بحار الأنوار 474/30 - 475 ( الطعن الخامس ) - . وجاء - أيضاً - في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 17 / 20 - 207 ، فلاحظ. ولم يرد له من الشعر في هذه الموسوعة سوى هذه الأبيات.
2- في البحار عن الشافي : وقالت.
3- في الشافي وشرح النهج : سُدّد اليوم مالك.
فَقُلتُ: دَعُونِي لَا أباً لِأَبِيكُمُ *** فَلَمْ أَخْطِ رَأيِي فِي المَعَادِ وَلَا البَدِي (1)
وقُلتُ : خُذُوا (2)أَمْوَالَكُمْ غَيْرَ خَائِفِ *** وَلَا نَاظر فِيمَا يَجِيء به غَدِ[ي]
فَدُونَكُمُوهَا إِنَّمَا (3)هي مالُكُمْ (4)*** مُصَوَّرَةٌ (5)أَخلَافُها (6)لَم تُجَدَّدِ (7)
سَأَجعَلُ نَفسِي دُونَ مَا تَجِدُونَهُ (8)*** وَأُرْهِبُكُم (9)يوماً بِمَا قُلْتُهُ يَدِي(10)
ص: 412
1- العجز في بحار الأنوار هكذا فلم أخط وأياً في المقال ولا اليد.. وفي الشافي: رأياً، بدلاً من : وأياً ، وفي شرح النهج : فلم أُخْطِ رأياً في المقام ولا الندي.
2- في نسختي الأصل : وقالوا اخذوا ، والظاهر : خذوا ، وفي المصادر: وقلت خذوا.
3- في نسختي الأصل إلّا... بدلاً من إنّما.
4- في البحار : هي مالك
5- في نسخة (ب): مضردة ، وفي نسخة (ألف): مضررة، وفي البحار الحجرية : مصردة ، وهي بمعنى مقللة ، كما في لسان العرب 249/3 ، ومصررة.. أي مجتمعة ، وقد ذكره ذلك في لسان العرب - أيضاً - 452/4.
6- في نسختي الأصل : أحلافها - بالحاء المهملة
7- في نسختي الأصل : لم تحدد.
8- في المصادر: تحذرونه.
9- في نسختي الأصل : وان منكم
10- في نسخة (ب): بدي
وَإِنْ قَامَ (1)بِالأَمرِ [ال-] -مُحدَثِ (2)قَائِمٌ *** أطَعْنَا َوقُلْنَا : الدِّينُ دِينُ مُحمَّدِ (3)
أبو علم الطائي(4): [من الخفيف]
ولَعَمْرِي مَا ضَاقَ ذَاكَ بِهِمْ عَنْ *** سُبُل (5)المُنكراتِ والأثامِ
دُونَ أن أَنَّفَذُوا قَضاء (6)ال- *** -كُفَّارِ فِي المُسلِمِينَ والإسلامِ(7)
ص: 413
1- في نسختي الأصل قائم ، وفي المصدر : فإن قام .
2- في الشافي : المحدث ، وفي البحار عن شرح النهج البلاغة : المجدد
3- وعلى أي حال ؛ فلم أجد هذه الأبيات منسوبة لمالك رضوان الله عليه هناك، ولعلّها من متفردات كتابنا الحاضر.
4- كذا؛ والظاهر هو أبو تمام الطائي، وسيأتي قريباً لأبي تمام قصيدة على وزان هذه القصيدة ورويها ، وإن كنت لم أجدهما في ديو ديوانه المطبوع ، فراجع . اقول : القصيدة الميمية لأبي تمام موجودة في نسخ ديوانه المخطوطة ومحذوفة من ديوانه المطبوع ! انظر : کتاب سه چکامه ولائي از أبو تمام طائي(فارسي).
5- كذا في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): سبيل
6- في نسختي الأصل: قضائه ، وهي مصحفة عن (قضاء من).
7- كذا ؛ والظاهر : دون أن أنفذوا قضاءً [من] الكف (م) *** -ار في المسلمين والإسلام
فَاستَحَلُوا النِّسَاءَ وانْهَمَكُوا فِي *** قَتْلِ أَزْوَاجِهِنَّ غَيْرَ سوام (1)
وَهُمُ مُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَاسْأَلْ *** مَالِكاً رَبَّ ذِي الخِمَارِ قَطَامِ
قادَهُ خَالدٌ فَعَمَّمَ أُمَّ (2)الرَّ *** أس مِنهُ بِمَشرَفِي حُسَامٍ
لا لذَنْبِ، بَل [قَدْ] رَأَى زَوْجَهُ الخَا *** تَنُ مَارَتْ (3)بِخَطُوةٍ وَوَسَامِ
ثَمَّ وَالمَوتُ يَحْفِرُ (4)المَوتَ فِي حَيِّ (م) *** بِطَعنِ (5)الكُلَى وَضَرْبِ الهَامِ
ص: 414
1- الكلمات الأخيرة من العجز مطموسة في نسخة (ب).
2- الكلمتان مطموستان في نسخة (ب).
3- في نسخة (ألف) : فمارت - بدون تنقيط - وفي نسخة (ب): فارت .. كذلك .
4- أي : الموتُ يدفع الموت، أي الموتُ متتابعٌ. قال أمير المؤمنين علیه السّلام في وصف الدنيا : «فهي تَحْفِزُ بالفناء سُكّانُها ..» أي تدفع وتسوق ، ومنه قولهم : حَفَزَهُ بالرمح .. أي طَعَنَهُ.
5- في نسختي الأصل : بطن.
قَالَ لِلمُسلِمِينَ فِيه وَأَمْسَى *** وَدْقَ دَهْيَاءَ مُسْتَهلَّ (1)الغَمَامِ
وَهُوَ فِي بَيْتِهِ عَرُوسٌ خَلِيٌّ *** مِنْ مُقَاسَاةِ مَوْجِها (2)المُتَرَامِي
ثُمَّ لَمَّ لَم يُضْرِمِ المُوَرِّيهِ مِن ذَا *** لِكَ زَنْداً هَيهَاتَ وَقْتُ الضِّرامِ
روى علماؤكم؛ عن أبي بكر ابن عياش(3)، وسفيان بن عيينة، والحسن بن صالح بن حي، ووكيع بن الجراح، وعبادة بن يعقوب الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس..
وروی عمرو بن ثابت عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ..
وروى صالح بن ميثم، عن أبي بريدة(4)، عن أبيه.
وروی هارون بن عبيدة، عن يحيى بن عبد الله، عن أبيه ..
وروى علماء أهل البيت علیهم السّلام(5) - نحو : عمّار، وأبي ذرّ ويحيى بن
ص: 415
1- في نسخة (ألف) : مشهل.
2- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة .
3- في نسختي الأصل : عبّاس، وما أثبتناه من الإيضاح، وهو الصواب.
4- الظاهر أنّه هو : أبو بريدة ؛ عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي.
5- قال الطبري رحمه الله في المسترشد : 451 - 454 برقم 147: روى ذلك صناديدهم : سفيان بن عيينة، والحسن بن صالح بن حي، ووكيع بن الجراح، وعباد بن يعقوب الأسدي [الرواجني]، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق ، عن سعيد ب-ن جبير ، عن ابن عبّاس .. أن الأوّل أمر خالد س .. أنّ الأوّل أمر خالد بن الوليد فقال : إذا انصرفت من [صلاة ] الفجر فاضرب عنق عليّ [علیه السّلام]، فصلى، ثمّ ندم، فجلس في صلاته حتّى كادت الشمس أن تطلع، ثمّ قال في صلاته : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك به .. ثلاثاً، فالتفت عليّ علیه السّلام فإذا خالد مشتمل على السيف في جانبه .. فقال : يا خالد ! أكنت به فاعلاً؟! فقال : إي والله لولا أنته نهاني ! فقال له عليّ [علیه السّلام] : كذبت - لا أمّ لك! - أنت أضيق حلقة أُست من ذلك .. إلى أن قال : فقيل لسفيان وابن حي : ما تقولان فيما كان من الأوّل في ذلك ؟ فقالا : كانت سيئة لم تتم. وقريب منه ما ذكره شيخنا ابن شاذان النيسابوري رحمه الله في الإيضاح : 80 - 81 [الطبعة المحقّقة : 155 - 159] نقلاً عن هؤلاء ، وزاد عليهم : أبو بكر ابن عياش وشريك بن عبد الله .. وجماعة من فقهائهم .. ثم ذكر القسم الأوّل . ثمّ قال: إنّ أبا بكر أمر خالد بن الوليد ، فقال : إذا أنا فرغت من صلاة الفجر وسلّمت فاضرب عنق عليّ [علیه السّلام]، فلمّا صلّى بالناس في آخر صلاته، ندم على ما كان منه فجلس صلاته مفكّراً حتّى كادت الشمس أن تطلع، ثمّ قال : يا خالد! لا تفعل ما أمرتك [ به ] .. ثلاثاً ، ثمّ سلّم .وانظر : الأنساب للسمعاني 95/3) (ترجمة الرواجني)، ولاحظ: رجال الكشي 2 / 695 [اختيار معرفة الرجال : 393 - 397 حدیث 761] في ترجمة سفيان الثوري ، وتفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 158/2 - 159 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 784/2 - 785 ذيل حديث 5] .. وغيرها .
سلمة بن كهيل، عن الباقر علیه السّلام(1).. وعن أبي الصباح الكناني،
ص: 416
1- كذا ؛ والإسناد في المسترشد : 455 يصل إلى يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر علیه السّلام
عن الصادق علیه السّلام (1)- وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض - :
أنّه اجتمع أبو حفص وخالد في منزل عبد اللّات، فقال أبوحفص: لا يصلح لك هذا الأمر دون أن تقتل عليّا علیه السّلام!
قال : ومن يقدم عليه؟
قال خالد لعنه الله : أنا .. ! فواعده .
فقال : إذا أنا سلّمت في صلاة الصبح فَاعْلُهُ بالسيف .. فأرسلت أسماء بنت ظهيراً (2)لها ليتلو بباب أمير المؤمنين قوله تعالى: «إِنَّ المَلاً يَأْتَمِرُونَ بِكَ .. » (3)الآية .
فقال علیه السّلام : من داخل : « .. وعت أُذن ما سمعت، وجزاء مرسلتكِ خَيرٌ(4)
ص: 417
1- وعن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله علیه السّلام- كما جاء في الاحتجاج 89/1 - 90، وفي صفحة : 90 - 95 [ طبعة النجف 117/1 - 118 ، وفي صفحة : 124 - 127]، والخرائج و الجرائح 757/2 حديث 75 ، وفيه تتمة لا بأس بمراجعتها هناك.
2- الكلمة مشوشة ، استظهرنا منها ما أثبتناه. والظهير : يأتي بمعنى المعين ، ومنه قوله سبحانه: «وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِیرٌ» [سورة التحريم (66) : 4] ، كما في الصحاح 731/2 ، وقال في : لسان العرب 525/4 ، والظهير المعين .. وغير ذلك
3- سورة القصص (28): 20.
4- وفي رواية الاحتجاج : قوله علیه السّلام : « قولي لها : إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون» بمعنى: وجزى الله مرسلتك خيراً ، أو : وجزاء مرسلتك خيرٌ .
فمن يقتل الناكثين (1)والقاسطين والمارقين؟!»(2).
وأخبرت أسماء بنت أبي بكر زوجها الزبير، فلمّا خرج لصلاة الصبح اشتمل على سيفه وجاء حتّى قعد خلف خالد فلمّا جلس عبد اللّات للتشهّد .. ندم وخاف فبقي مفكّراً، فقال : لا يفعلنَّ خالد ما أمرته(3)! .. ثمّ سلّم .
وفي رواية (4): لا يفعل خالد ما أمرته !.. ثلاثاً، ثمّ سلّم(5)
وفي رواية أبي بريدة: يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك .. ثمّ سلّم(6).
وفي رواية أبي(7) الصباح الكناني ، عن الصادق علیه السّلام: لا تفعلنّ - خالدُ! - ما أمرتُكَ، فإن فعلت قتلتُكَ .. ثمّ سلّم(8).
ص: 418
1- في نسختي الأصل : للناكثين ، ولا يستقيم المعنى.
2- كما في الاحتجاج للطبرسي رحمهالله 117/1 [ وفي طبعة مشهد 89/1].
3- في الاحتجاج : قال : وفي رواية أُخرى : لا يفعلن خالد ما أمر به
4- كما جاء في المناقب ،290/2 ، وإثبات الهداة .387/3. وغيرهما، وكذا جاء في رواية الاحتجاج 1 / 89 - 90 [ وفي طبعة النجف الأشرف 117/1 - 118]، وقريب منه في الإيضاح : 80 [ الطبعة المحقّقة : 158].
5- كما في المسترشد للطبري: 451 - 452 مسنداً .
6- كما في الخرائج والجرائح 757/2 حديث 75.
7- في نسختي الأصل : أن .. بدلاً من: أبي ، وهي سهو
8- في الاحتجاج : .. وأبو بكر في الصلاة يفكّر في العواقب ، فندم، فجلس في صلاته حتّى كادت الشمس تطلع، يتعقب الآراء ، ويخاف الفتنة، ولا يأمن على نفسه، فقال - قبل أن يسلّم في صلاته - : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك به .. ثلاثاً
فقال عليّ علیه السّلام الخالد - من غير أن يسأله عمّا أُمر به - : «أوَكُنتَ فاعلاً؟!» قال : نعم.. لو تمّم لأتممت !
وفي رواية : إي والله لو أمرني لوضعته في أكثرك (1)شعراً(2)
وفي رواية : إي وربّ الكعبة، لو لم يتكلّم نعمتك (3)به [كذا]!
فقال الزبير من خلفه: والله لو رفعتها لطارت إلى الأرض قبل أن تصير إلى رأسه ، وكان مستعدّاً له ... فالتفت أمير المؤمنين علیه السّلام إلى الأوّل، وقال : «يا أبا بكر! أحقُّ ما يقول خالد؟ قال : نعم، وشَرُّ قَتْلِكَ صلاحُ المسلمين !! قال : «ولم ذا؟» قال : : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم يقول : اقتلوا الفذّ (4)كائناً من كان!
ص: 419
1- في نسخة (ألف) : أيسرك
2- كما رواه الطبرسي رحمه الله في الاحتجاج 118/1 [ طبعة النجف الأشرف ، وفي طبعة إيران 89/1 - 90 ] ، وعنه العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 136/29 - 138 ( باب (11) حدیث 29. وراجع : الإيضاح لابن شاذان : 81 [ وفي الطبعة المحققة : 157]، وقد سلف .
3- كذا؛ ولعلّها محرفة عن : : لعمّمْتُك
4- الفذّ هو الفرد ، كما جاء في لسان العرب 502/3 ، ويأتي بمعنى : الواحد ، كما يقال: قد فذ الرجل عن أصحابه .. إذا شذ عنهم ، وبقي فرداً، ويأتي بمعنى : الشاذ. وراجع : مجمع البحرين 185/3 ، وقبله كتاب العين 177/8.. وغيرهما.
فقال عليّ علیه السّلام الخالد: «كذبت ولؤمت (1)، أنت أضيق حلقة ذلك (2)، من أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لولا ما سبق به القضاء لعلمت أيّ الفريقين شرّ مكاناً وأضعف جُنداً»(3).
وفي خبر طويل عن عمّار رضی الله عنه(4): إنّهم هجموا على أمير المؤمنين علیه السّلام
ص: 420
1- الكلمة مشوشة، وقد تقرأ : لمت ، والظاهر ما أثبتناه، وفي الاحتجاج : لا أُمّ لك .
2- فی الاحتجاج : ... من يفعله أضيق حلقة أست منك.
3- الاحتجاج 89/1 - 90 [ وفي طبعة النجف الأشرف 117/1 - 118]، وقبله ذكره الفضل بن شاذان رحمه الله في الإيضاح : 81 [ الطبعة المحققة : 157].. وغيره. ثمّ عقّبه رحمه الله بقوله : فقيل لسفيان وابن حيّ ولوكيع [كذا؛ والظاهر : ووكيع ]: ما تقولون في ما كان من أبي بكر في ذلك؟ فقالوا جميعاً : كانت سيئة لم تتم !! ولم يرد هذا الاسم في المسترشد : 452 ، والإيضاح : 157. ثمّ قال: وأما من يجسر من يجسر من أهل المدينة فيقولون : وما بأس بقتل رجل في صلاح الأُمة .. ! إنّه إنّما أراد قتله؛ لأنّ عليّاً أراد تفريق الأُمة وصدّهم عن بيعة أبي بكر ..!!
4- أقول : ما نقله عمار بن ياسر - رضوان الله عليه - في خبر هجرة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم من مكّة، ودور أمير المؤمنين علیه السّلام في الذبّ عنه صلی الله علیه و آله و سلّم، وحملة خالد بن الوليد بن المغيرة علیه السّلام - لا ما كان فيما بعد السقيفة ... و. وغير ذلك . أقول : لعلّ هنا حدث نوع خلط وسهو بين الواقعتين إلّا أن يكون هذا فيما بعد السقيفة كما هو ظاهر .. وقد أورده المصنّف رحمه الله بألفاظ مقاربة في مناقبه 122/2 [442/1]: عن عمّار رحمه الله، وعنه في بحار الأنوار 277/41 ( باب 113) حدیث 3. لاحظ الخبر في أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله- وهو مفصل - : 463 - 472 حديث 1031 [و محلّ الشاهد منه :صفحة : 467 من طبعة مؤسسة البعثة ، و 2 /78 - 86 من طبعة النجف الأشرف ، وفي الطبعة الأولى : 295 - 301]، وعنه في بحار الأنوار 57/19 - 67 ( باب (6) حديث 18.
يقدمهم(1)خالد، فوثب به عليّ علیه السّلام فختله (2)وهمّ به، وجعل يقمص قماص (3)الأذلاء.. وإذا له رُغاء، وأشاعَ (4)ببوله في المسجد(5).
ص: 421
1- في نسخة (ألف) : بقذفهم ، وفي نسخة (ب) : يقذفهم ، وهي مشوشة معنى على كلّ حال ، وأثبتنا هنا ما استظهرناه.
2- كذا جاء في المصادر، وفي نسختي الأصل : فخثله ، وجاء في الأمالي للشيخ رحمه الله: فختله وهَمَزَ يده ، ويراد منه فخدعه
3- القمص : الضرب بالرجل . قال في مجمع البحرين 182/4 : قمص الفرس غيره عند الركوب يقمص قمصاً وقماصاً... و هو أن يرفع يديه و يعجن برجليه ويضمهما معاً. راجع : لسان العرب 82/7.. وغيره.
4- في نسختي الأصل : لساع، والظاهر ما أثبت . قال في لسان العرب :192/8 : وأشاعَ ببوله إشاعة : حَذَف به وفرَّقَهُ. وقال في تاج العروس 256/11: أشاع ببوله : قَطَرَهُ قليلاً قليلاً.
5- في المناقب : قماص البكر ؛ فإذا له رغاء ، وساغ ببوله في المسجد وساغ .. أيضاً محرفة عن ( وأشاع). راجع : حلية الأبرار 145/1 - 146.
وفي رواية أبي ذر رحمه الله(1): أن أمير المؤمنين علیه السّلام أخذ [خالداً] بإصبعيه - السبابة والوسطى - في ذلك الوقت، وعصره عصراً [ف] صاح خالد صيحة منكرة، ففزع الناس [و] همّتهم أنفسهم، وأحدث (2)خالد في ثيابه، وجعل يضرب برجليه [الأرض] ولا يتكلّم ! (3).
وفي كتاب البلاذري(4)...
ص: 422
1- رواه الطبرسي، رحمه الله في الاحتجاج في نفس الصفحة والمجلد السالفين [90/1] ، كما وقد رواها المصنّف له عن أبي ذر رحمه الله في مناقبه 289/2 [طبعة قم، وفي طبعة 122/2، 442/1 من الطبعة الأولى]، وعنه العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار 277/41 ) باب (113) ذیل حدیث 3 باختلاف يسير . قال في الصراط المستقيم 324/1: وفي رواية أبي ذر أنّه عصر حلقه بين الوسطى والسبابة حتّى صاح صيحة منكرة ..
2- في نسختي الأصل : أحدت .
3- روى شيخنا الصدوق رحمه الله في علل الشرائع 190/1 - 192 حدیث 1 - وعنه العلّامة المجلسى رحمه الله في بحار الأنوار 124/29 - 127 (باب 11) حدیث 26 - عن أبي عبد الله علیه السّلام في حديث مسائلة أمير المؤمنين علیه السّلام أبا بكر في منعه فاطمة علیها السّلام فدكاً، ثمّ أمره لخالد بقتله علیه السّلام، وفي آخره قال : فقام أمير المؤمنين علیه السّلام فأخذ بمجامع ثوب خالد، ثمّ ضرب به الحائط، وقال لعمر : «يا الصهاك [يا بن صهاك] ! والله لو لا عهد من رسول الله [صلی الله علیه و آله و سلّم] وكتاب من الله لعلمت أيّنا أضعف جنداً وأقل عدداً ..».
4- لم نعثر على هذا الخبر في كتابيه : أنساب الأشراف، وفتوح البلدان أقول : استفدت من أحد الإخوة الأفاضل حفظه الله أنّ : أصل كتاب البلاذري (أنساب الأشراف) مفقود، والموجود منه (جُمَلٌ من أنساب الأشراف)، فلعلّه كان في أصل كتاب أنساب الأشراف . وقد عَثِرَ عليه حديثاً وحقّق منه أربعة مجلدات المستشرقون ثم توقفوا عن العمل. وفي النسخة الأصلية فيها مثالب القوم وفضائحهم. وفقنا الله لتحقيقها. وحكاه عنه مختصراً وبشكل أبتر الشيخ البياضي رحمه الله في كتابه : الصراط المستقيم 324/1 . ورواها - أيضاً - شيخنا ابن شهر آشوب في مناقبه 122/2 [الطبعة الأُولى 441/1 - 442 ، وفي طبعة قم 291/2] ، وعنه في بحار الأنوار 276/41 - 278 الباب 113 حديث 3.
إنّ أمير المؤمنين علیه السّلام اجعل (1)إصبعيه (2)- السبابة والوسطى - في حلقه وشاله بهما - وهو كالبعير عِظَماً - فضرب به الأرض فدّق عصعصه (3)، وأحدث مكانه(4)! وبقي يقول : هما والله أمراني ! هما والله أمرانى!(5)
ص: 423
1- في نسختي الأصل : جعله ، وفي المناقب : أخذه
2- في نسختي الأصل : إصبعه، وفي المناقب: بإصبعيه .
3- عصعص : أصل الذنب ، وقيل : عجب الذنب وهو عظمه ، كما في العين 73/1، والصحاح 1045/3 . . وغيرهما
4- إلى هنا نقله المصنّف رحمه الله في مناقبه
5- وفي رواية القطب الراوندي رحمه الله في الخرائج و الجرائح 757/2: .. فمدّ يده إلى عنقه وخنقه بإصبعين كادت عيناه تسقطان [من رأسه] ، وناشده بالله أن يتركه، وشفع إليه الناس في تخليته .. فخلاه
فقال عبداللّات [أبو بكر] لزفر [العمر] : هذه مشورتك المنكوسة(1)، كأنّي كنت انظر إلى هذا وأحمد الله على سلامتنا (2)، كان كلّما جاءَ أحد ليخلصه من يده لحظه لحظة (3)تنحّى عنه رُعباً(4).
فقال الثاني : لو اجتمع على أهل منى لمّا خلّصوه ..
فتشفّعوا إلى عبّاس، فجاء عبّاس وقال : لو قتلتموه لما تركنا تيمياً يمشي على وجه الأرض، ثمّ أقسم عليه بحقّ القبر ومن فيه، وبحقّ ولديه وأمّهما إلّا تركه(5).. وقبّل بين عينيه .. فتركه(6).
وروى المعرّي(7)، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عمر بن أبي نصر، قال : سمعت خالد القسري على المنبر (8)يقول :
ص: 424
1- كما في الصراط المستقيم 324/1.
2- في نسختي الأصل : سلامنا
3- قال الجوهري في الصحاح 1178/3 : لحظه ولحظ إليه .. أي نظر إليه بمؤخّر عينيه، وقال ابن منظور في لسان العرب 458/7 : .. وهو أشدّ التفاتاً من الشزر.
4- في بعض طبعات الاحتجاج : راجعاً، بدلاً من: رعباً
5- في نسختي الأصل : تركته
6- جاء بألفاظ مقاربة في الاحتجاج - في المجلد والصفحة السالفين - وانظر : بحار الأنوار 306/28 ( الهامش) نقلاً عن الإيضاح للفضل بن شاذان رحمه الله : 155
7- في نسخة (ألف): المقري.
8- قال الشيخ البياضي رحمه الله في كتابه الصراط المستقيم 324/1: وأسند العرفي إلى : خالد بن عبد الله القسري قال على المنبر .. وجاء في آخره: وهذا يدلّ على كون الخبر مستفيضاً.
لو كان (1)في ابن أبي طالب (2)خيرٌ ما أمره (3)أبو دور (4)الصدّيق بقتله!
وقيل لسفيان ولوكيع (5)ولابن حيّ: ما تقولون فيما كان من عبد اللّات في ذلك؟
قالوا جميعاً : سيّئة ولم تتم .
وقد حدّث به أبويوسف(6)، فقال بعض (7)أصحابه : وما الذي أمر به الأوّل خالداً - يا أبا يوسف؟ - فانتهره، وقال [له]: اسكت، وما أنت وذلك؟!
ص: 425
1- هنا في نسخة (ب) طمس وبياض ، والكلام مربوط في نسخة (ألف).
2- في بعض المصادر : كان في أبي تراب ..
3- كذا ؛ ولعلّها : أمر - بدون الضمير .
4- في نسختي الأصل : أبو دور والصديق . انظر : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 158/1.
5- لم يرد اسم : وكيع في المسترشد : 454. وجاءت الحكاية في الإيضاح للفضل بن شاذان رحمه الله: 81 [ الطبعة المحقّقة : 157 - 158 ] .. وبألفاظ مقاربة.
6- وهو القاضي ؛ كما نصّ على ذلك الفضل بن شاذان النيشابوري رحمه الله في الإيضاح : 1 - 82 [الطبعة المحققة : 158] ، وفيه : زيادة ببغداد ، فقال له بعض أصحابه : يا أبا يوسف ..
7- في نسختي الأصل : لبعض
ولئن كان (1)عليّ علیه السّلام سامعاً مطيعاً لأبي ركب(2)، ما جوّز (3)بأكثر من هذا(4)؛ أن يأمر بضرب عنق رجل هو وأصحابه مقرون أنّ النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم شهد له [بالجنّة، وهو له سامع مطيع](5)، ولئن كان غير راض ببيعته فإنّ الأمر كما قالت الشيعة - في تقدّمه [عليه](6)بغير رضاً منه.
وقال بعض أهل المدينة : ولا بأس بقتل رجل في صلاح الأمّة، إنّما أراد قتل علىّ علیه السّلام : لأنّ عليّاً أراد تفريق الأمّة وصدّهم عن بيعة الأوّل!(7)
وقد جعلتم هذا الحديث (8)حجّة في كتاب الصلاة بأنّ من أحدث قبل أن يسلّم
ص: 426
1- في نسختي الأصل : وليس ، وما في المتن أثبتناه من الإيضاح.
2- رمز عن أبي بكر .. مقلوب (بكر). راجع : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 161/15
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، قد تقرأ : حرر .
4- في المصدر : راضياً ببيعته ما في الأرض جور يوصف به أحد أجور من هذا أن يأمر بضرب عنق رجل قد أقر هو وأصحابه .
5- بياض في نسختي الأصل، وأثبتنا ما بين المعكوفين من الإيضاح.
6- مابين المعكوفين زيادة من الإيضاح.
7- نصّ على ذلك الشيخ ابن شاذان النيسابوري رحمه الله في كتابه الإيضاح : 81 [الطبعة المحقّقة : 158] بقوله : وأما من يجسر من أهل المدينة فيقولون : وما بأس بقتل.
8- هذا مضمون كلام الفضل بن شاذان رحمه الله في الإيضاح : 81، بعد أن قال قبله : فهذه روايتكم على أبي بكر، إلا أنّ منكم من يكتم ذلك ويستشنعه فلا يظهره.. ثمّ قال: وقد جعلتم ..
وقد قضى التشهد أنّ صلاته تامّة، ولذلك جوّز (1)أبو حنيفة الضراط بمنزلة التسليم .. ! (2)فصارت هذه البدعة سنّة يستعملها أولياؤه، فإذا سئلوا : لِمَ الكلام قبل التسليم جائز عندكم؟! قالوا : لأنّ الأوّل تكلّم قبل التسليم في الصلاة، [فإذا] قيل : بماذا أمره؟! قالوا : بقتل عليّ بن أبي طالب علیه السّلام(3)!..
فأمره بقتل عليّ علیه السّلام كفر، وكلامه - الذي لا يختلف فيه - في الصلاة قبل التسليم مفسد لصلاته تلك [و] توجب عليه الإعادة، ولم ينقل أولياؤه أنّه أعاد تلك الصلاة، وتركه لإعادتها يوجب الكفر أيضاً؛ لقول النبيّ (عليه وآله السلام): «من ترك صلاة واحدة فقد كفر»(4).
ص: 427
1- الظاهر هنا بدل : جوّز : جعل .. أو ما بمعناه.
2- في الإيضاح : وذلك أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد بأمر، فقال : إذا أنا سلّمت من صلاة الفجر فافعل .. كذا .. وكذا ، ثم بدا له في ذلك الأمر فخاف إن هو سلّم أن يفعل خالد ما أمره به ، فلما قضى التشهد ، قال : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك [ به ] .. ثمّ سلّم .
3- أقول : أورده ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 301/13 - 302 - وحکاه عنه العلّامة المجلسي رحمه الله في بحاره 29 /138 - 140 (باب 11) ذیل حدیث 29، باختصار و تصرف - في سؤاله لأستاذه النقيب أبي جعفر وجوابه له، ثمّ قال : وقد روي أنّ رجلاً جاء إلى زفر بن الهذيل - صاحب أبي حنيفة - فسأله عمّا يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم .. نحو الكلام والفعل الكثير أو الحدث ، فقال : إنّه جائز، قد قال أبو بكر في تشهده ما قال. فقال الرجل : وما الذي قاله أبو بكر ؟ قال : لا عليك ..! فأعاد عليه السؤال ثانية وثالثة .. فقال : أخرجوه .. أخرجوه ! قد كنت أُحَدَّثُ أنته من أصحاب أبي الخطاب..
4- من قوله : وتلك الصلاة .. إلى هنا لم يرد في نسخة (ألف).
وقول من زعم أنته سلّم في نفسه قبل أن يتكلّم .. فهو فاسد؛ لأنّ صلاته عقدها مصلّياً بالجماعة، ولا يسع للإمام إلّا بإظهار التكبير والتسليم بعد الكلام المفسد
للصلاة؛ فإن جهل ذلك فقد استحقّ العقوبة، ولا يصلح للإمامة.
وإن تركه على علم منه فقد بارز الله فيه !!
فيا معشر المسلمين ! هل أحدث أمير المؤمنين علیه السّلام في الإسلام حدثاً يستحقّ به القتل من عبد اللّات .. إلّا ما كان من قتله المشركين في سائر الغزوات، فأراد
الأخذ (1)بالثأر لهم عليه ؛ إذ كان عاجزاً عن المكافحة ..
وقال الله تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً .. » (2)الآية ؟ !
السيد (3): [من المتقارب]
وَمَا خَالِدٌ حِينَ يَسْمُونَهُ (4)*** ب-: سَيف الإله إلا (5)مُذَكَرُ
ص: 428
1- كذا في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف) تقرأ : الأضحية .
2- سورة النساء (4): 93.
3- لم نجد هذه الأبيات ولا ما يليها في الديوان المجموع لشعر السيد الحميري طار ثراه ، ولا نعرف لها مصدراً آخر فعلاً.
4- سَما الرّجُلَ زيداً : جعل اسمه زيداً . سَمَاه وسَمَّاه كلاهما بمعنى واحد، ولا يستقيم الوزن إلّا ب- : يَسْمُونَهُ .
5- أقول : الكلمة تخفيف المُشَدَّد من الضرائر ، وهو في القافية كثير، وفي غير القافية جائز، لكنّهم يكرهونه . انظر : شرح الفاضل الهندي للعينية الحميرية : 567 .
وَقَولُ عَتِيقٍ لَه : ظَلَّ عَنْ *** يَمِينِ عَليَّ بِنَصْلٍ ذَكَره (1)
فَإن أنَا سَلَّمتُ فَاضرب بهِ *** عَليّاً وإِيَّاكَ أَنْ يَنْكَسِرُ (2)فَحَارَ عَتِيقٌ فَنَادَى بِه: *** أَخَالِدُ لا يُفْعَلَنْ مَا أُمِرْ
وَسَلَّمَ مِنْ بَعدِ تَكلِيمِهِ *** وَذلك أمرٌ بِهِ قَدْ شُهِرْ
وله : [من الوافر]
ويومَ الجَنَّتينِ (3)تَنَقَّمُوهُ *** وَمَا زَالُوا لَه مُتَنَفِّمِينَا
فَمَا صَدَقَتْ ظُنُونُهُمُ وَرُدُّوا *** بِغَيْظِهِمُ وَمَا قَرُّوا عُيُونَا
وَيَومَ القَرْح(4) قَدْ رُدُّوا مراراً *** وَكَانُوا لِلوَصيِّ مُكَابِدِينَا(5)
فَرَدَّ اللهُ كَيدَهُمُ عَلَيهِمْ *** وَكَانَ اللهُ خَيرَ المَاكِرِينَا
ص: 429
1- النصل : السيف . وسيفٌ ذَكَرٌ ومَذَكَّر .. أي ذو ماء، كما في الصحاح. والذَّكر هو الفولاذ والصُّلب، كما في خزانة الأدب للبغدادي 419/8.
2- لعلّه يقرأ في نسخة (ألف) : تنكسر .
3- يوم الجنتين : هو يوم بدر ، قال الحميري في الروض المعطار : 84، وببدرٍ عينان جاريتان عليهما الموز والعنب والنخل
4- يوم القرح : وهو يوم أحد، حين أصابهم القرح والقتل
5- قد تقرأ في نسخة (ألف) : مكابدينا .. حيث لا إعجام في الكلمة .
وله(1): [من الكامل]
لَعَنَ الإلهُ البَاغِيَين وأُهلِكُوا *** وَالرَّاضِينِ بِضَربَةِ الزَّهرَاءِ
والأمرين بما أرَادُوا خَالِداً *** لَعْناً يُجَدَّدُ (2)يُكرَةٌ وَمَسَاءَ (3).
ابن حمّاد (4): [من المتقارب]
تَأمَّلْ (5)بِفَضلِكَ (6)مَا أَزْمَعُوا *** عَليهِ وهَمُّوا بِأَنْ يَفْعَلُوه(7)
ص: 430
1- هذه الأبيات كالتي سبقتها لم نجدها فيما جمع من أبيات للسيد الحميري له ولا نعرف من رواها غير مصنفنا هنا.
2- في نسختي الأصل : تجدّد.
3- البيتان عويصان ؛ فإمّا أن تكون الضمائر ،مثناة، فلا معنى لقوله : (وأهلكوا) و (أرادوا)، وإمّا أن تكون كلّها جمعاً، فلابُدّ من ارتكاب الضرورة الشعرية في قوله ( الباغِيِينَ) و (الراضِيينَ) بالجمع، كما أنّ في البيت الثاني إقواء كما لا يخفى . اللهم إلّا أن تكون رواية البيت الأول : بِضَرْبِهِ الزَّهراءا
4- قد سلف الحديث عن الشاعر وشعره في المقدّمة. المقدمة ، وعن هذه القصيدة قريباً، ولا نعرف لها مصدراً . نعم جاء نقلها عنه في الصراط المستقيم 324/1، ولعلّه أخذها ممّا هنا ، كما هو الغالب في ما هناك.
5- في نسخة (ألف): نأمل.
6- كذا ؛ ولو كانت (بعقلك) لكان أفضل وأولى.
7- البيت في الصراط هكذا : [من المتقارب] تأمّل بعقلك ما أزمعوا *** وهمّوا عليه بأن يفعلوه
يهذَا(1) فَسَلْ خَالِداً عَنْهُمُ *** عَلى أيْمَا خُطَّةٍ (2)وَافَقُوه (3)
وَقَولُ (4)الَّذِي قَالَ قَبلَ السَّلام *** حَديثاً رَوَوْهُ فَلَمْ يُنْكِروه
حَدِيثاً رَوَاهُ يُقَاتُ الحَدِيثِ *** فَمَا ضَعَّفُوهُ وَمَا عَلَّلُوه أتى ابنُ مُغِيرٍ (5)بِهِ فِي الصَّحيحَ *** وَزَكَّى الرُّواةَ الأُلَى أَسْنَدُوه (6)
ومَا هُوَ فِي فِقْهِهِمْ حُجَّةٌ *** خَلَاف الشريعةِ قَد قَلَّدُوه(7)
ص: 431
1- كذا في الصراط؛ وفي نسختي الأصل : فهذا.
2- ما أثبتناه هو ما استظهرناه ، وإلا فتقرأُ الكلمة في نسختي الأصل : حظة- بالحاء المهملة .
3- في نسخة (ألف) : واتقوه، ولعلّها : واتغوه ، من قولهم : وَتَغَهُ عند السلطان ؛ بمعنى ما يكون عليه لا له ..
4- في الصراط : وقال .
5- في نسختي الأصل : مغيرة .. وبه يختل الوزن، ومراده : محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ؛ صاحب الصحيح.
6- البيت في الصراط هكذا : [من المتقارب] أتى ابن معاوية في الصحيح وزکّى الرواة الذي أسندوه وفي نسختي الأصل تقرأ : الا ولا سندوه.
7- لم يرد هذا البيت الأخير في الصراط المستقيم
وله : [من الطويل]
وَوَاطًا (1) عَلَى قَتْلِ الوَصِيِّ خُوَيلَداً *** فَأعْظِمْ بِها مِن خُطَّةٍ كَيفَ رَامَها
فَهَمَّتْهُ مِنْ عُظْمِ البَلِيَّةِ نَفْسُهُ *** وَجَاذَبَهُ (2)عَقْبَ القَطِيعِ وِذَامَها(3)
وَلم يَسْتَطِعْ نُطقاً لأجلِ صَلاتِهِ *** فَمَازَالَ مَدْهُوشاً يَلُوكُ لِجَامَها
يَقُولُ : أَلا لَا يَفْعَلَنَّ خُوَيْلِدُ *** أمَرْتُ وأبْدَى بَعدَ ذاكَ سَلامَها
غيره: [من الرجز المزدوج]
بَرَثْتُ ممَّنْ قَالَ فِي المحرابِ *** وَعِندَهُ بَقِيَّةُ الأَحْزَاب :
لَا يَفعَلَنَّ خَالِدٌ بِمَا أُمِرْ *** وَيْلٌ لَهُ يَوماً إِذَا الخَلْقُ نُشِر
***
ص: 432
1- الكلمة مخففة ( واطأ)، والضمير يعود يعود لأبي بكر.
2- في نسختي الأصل : جاد به.
3- في نسختي الأصل: ودامها.
[القسم الثاني]
[في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين]
[باب]
[في أبي الشرور]
[فصل 4] : [في جبن الختار]
فصل
في جبن الختار (1)
[عن ] الباقرين علیهما السّلام؛ في قوله: «كُلُّ خَتَارٍ كَفُورٍ» (2)- والختار : الفرّار (3)- «يعني الأوّل والثاني لمّا فرّا يوم خيبر وغيره».
وقال الله تعالى: «فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى
ص: 435
1- وهو الغدّار؛ بل قالوا: إنّ الختر أقبح الغدر ، وهو من الرموز التي قررها شيخنا السروي المازندراني رحمه الله في كتابه هذا ، وعدّها في الباب الأوّل من رموز الأوّل . لاحظ : تفسير القمّي : 510 [الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 167/2، وفي المحققة 796/2]، قال : الختار : الخداع ، ونصّ عليه في الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعُرف به الأشرار 172/2، فراجع.
2- سورة لقمان (31): 32
3- كذا ؛ ولعلّها : الغدّار، ولم أجد الختّار بمعنى الفرّار لغة ، ويأتي بمعنى الغدّار، وبمعنى الخدّاع، كما في تفسير القمّي 2 / 167 ، وهو مبالغة من الختر وهو شدة الغدر، وأيضاً كثير الغدر والختر : أسوأ الغدر. راجع : مجمع البحرين 62/1.. وغيره من كتب اللغة ، وكذا تفسير الفخر الرازي 25 / 162 .. وغيره من التفاسير.
القاعِدِينَ دَرَجَةً»(1)..
ثمّ استقبل المخاطبة بالتأكيد، فقال : «وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً»(2)، وقد اجتمعت الأُمة [على] أنّ
عليّاً علیه السّلام كان المجاهد في سبيل الله، وكاشف الكرب عن وجه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم،
المقدّم في سائر الغزوات إذا لم يحضر النبيّ (عليه و آله السلام)، وإذا حضر النبيّ (عليه و آله السلام) فهو تاليه، والقائم مقامَهُ، وصاحب الراية ..
وحمل اللّواء مصعب بن عمير، فلمّا قتل حملها أمير المؤمنين علیه السّلام (3)
البشنوي (4): [من الطويل]
فَمَا هَارِبٌ عِندَ اللقَاءِ كَثَابِتٍ *** وَلَا مُخْطِيُّ فِي حُكْمِهِ مِثلُ صَائِبِ
وقد كان الشيخان في سائر الغزوات تابِعَين غير متبوعَين، كانا تحت راية عمرو بن العاص الفاسق في غزوة (5)ذات السلاسل، ثمّ كانا تحت راية أسامة
ص: 436
1- سورة النساء (4): 95
2- سورة النساء (4) : 95-96
3- كما جاء في سيرة النبوية لابن هشام 21/4 ، وتاريخ الطبري 2 /516.. وغيرهما
4- مرّت ترجمة الشاعر في المقدّمة، وله ديوان مفقود ، وستأتي له بائية مفصلة ، كما إنّا لم نجد لهذه الأبيات مصدراً فعلاً.
5- في نسختي الأصل: غزوات.
[وهو] ... (1)غلام حدث لخسّتهما.
ولو كان له (2)شيء من ذلك لحملته (3)الرواة والناقلون للأحبار، وهذه كتب المغازي المؤلّفة - التي يأثرها علماؤهم - تصفّحناها، فما وحدنا ذكره في شيء منها أنّه رئى فطّ طاعناً أو مطعوناً، أو ضارباً أو مضروباً، أو رامياً أو مرميّاً ، أو ثبت في حرب، أو برز فطّ إلى قرن (4)، أو سمك بيده دماً، أو خدش فطّ نفساً، ولم یكن لحربه (5)اسم، ولا لمقنوله جسم، وإنّما (6)كان بمنزلة النظارة، فليس الجهاد النظر من بعبد ، فما كان حضوره إلّا كأنّه شاهد غائب .. حيران وجل.
قال الفرزدق (7): [من الطويل]
ص: 437
1- هنا بياض بمقدار كلمة في نسختي الأصل، ولعلّه ما ذكرناه
2- أي لأبي بكر
3- في نسختي الأصل لجملينه ! مع التشوش في التقيط.
4- الطاهر أنّ المصنّف رحمه الله أخذ ما هنا مما جاء في المسترشد للطبري رحمه الله : 438 . وقد جاء فريب منه في الصوارم المهرفة : 122 - 123، ولعلّه حكاه من موسوعتنا هذه.
5- في نسخة (ألف) : لحربه - بالزاء المعجمه
6- في نسختي الأصل : انمان ، ولا نعرف له معنى.
7- ديوان الفرزدق : 233 [طبعة مؤسسه الأعلمي، وصفحة : 276 من طبعة [دار الكتب] ، وقد جاء ضمن قصيدة ذات (10) أبيات ، هذا سابعها
وَهُمْ شَهِدُوهَا (1)غَائِبِينَ بِنَصْرِهِمْ *** لَنَصْرُ الضَّعِيفَ غَائِبُ غَيرُ حَاضِرِ (2)
لغیرة(3): [من الطويل]
هنالِكَ لو تَبْغِى كُلَيْباً (4)وَجَدْتَها *** أَذَلَّ مِن القِرْدانِ تَحتَ المناسِم(5)
. ه المناسم : جمع منسم ، وهو عند الجمال كالظفر عند الإنسان ، طرف خفّ الجمل .
والمنسم : خفّ البعير ، قاله الشيخ الطریحی رحمه الله مجمع البحرين 306/4.. وغيره.
راجع : لسان العرب 12/ 584 [518/4] ، والقاموس المحيط 180/4 [ 1/2 - 82] ، وغيرهما .
بل وجدنا فيها : أنّه فرَّ في أكثرها وأَسْلَمَ(6) (الرسول (عليه وآله السلام) في هذه المواطن مع (7)ما كتب الله عليه من الجهاد.
ص: 438
1- في المصدر : وهم حضروه
2- جاء العجز في الديوان هكذا ونصر اللئيم غائب وهو حاضر
3- أقول : نسب هذا البيت ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 135/15 - 136 إلى الفرزدق مفاخراً لجرير ، وقد ذكر ثلاثة أبيات هذا آخرها
4- كذا في شرح النهج ؛ وفي نسختي الأصل : كلبنا ، ولا معنى لها في المقام
5- المناسم : جمع منسم ، وهو عند الجمال كالظفر عند الإنسان ، طرف خفّ الجمل . والمنسم : خفّ البعير ، قاله الشيخ الطریحی رحمه الله مجمع البحرين 306/4.. وغيره. راجع : لسان العرب 12/ 584 [518/4] ، والقاموس المحيط 180/4 [ 1/2 - 82] ، وغيرهما .
6- كذا ؛ والظاهر : وأسلم الرسولَ .. أي تركه عرضة للخطر وسلّمه للأعداء.
7- لم ترد (مع) في نسخة (ألف).
العبدى (1): [تخميس بيت من المتقارب]
وهَلْ كَانَ حَبْتَرُ إِلَّا زَنِيما *** وهَلْ كَانَ فِي الجُودِ (2)إِلَّا لَئِيمَا
وهَلْ كَانَ فِي الحُكْمِ إِلَّا ظَلُومًا *** وهَلْ كَانَ فِي الحَرْبِ إِلَّا هَزِيمَا
أروى أسئل له أو قتيلاً(3)
***
ص: 439
1- قد سلف الحديث عن خماسية العبدي، وكذا سيأتي لها تتمة قريباً في هذا الباب، ولا أعرف لها كلّاً مصدراً فعلاً.
2- في نسختي الأصل : الجرد ، وما هنا استظهار منّا . وللجرد معان كثيرة ، منها : الخَلَق من الثياب . راجع : لسان العرب 115/3 مادة (حرد).
3- مضاء في نسخة (ألف) ، وفي نسخة (ب) : فتيلاً، والظاهر هو : أتروي أسيراً كذا جاء
وهذه غزوات النبي (عليه وآله السلام) :
أوّلها بدر؛
فلم يكن له فيها أثر سوى أنتكم فضّلتموه (1)عن الحرب؛ إنّه جلس مع النبيّ (عليه وآله السلام) في العريش، ويُحدِثه (2)ويؤنسه(3).
ص: 440
1- في نسختي الأصل : فصلتموه ، ولها معنى مناسب خصوص بلحاظ (عن)، ويراد منه أنه انفصل من الحرب ؛ ليكون في خدمة رسول الله !!
2- لا توجد في نسخة (ألف): ويحدثه .
3- قال المصنّف - طاب ثراه - في كتابه متشابه القرآن ومختلفه 66/2 - 67 ذيل قوله عزّ اسمه : «لا يَسْتَوِي القَاعِدُون مِنَ المُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الصَّرَرِ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِين بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ الله الحُسْنَى وَفَضَّلَ الله المجاهِد بنَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرَاً عَظِيماً .. »[سورة النساء (4) : 95] وقوله عزّ وجلّ : «إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ..» [سورة النوبة (9) : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ 111] يدلّان على بطلان قول من افتخر بكونه في العريش مع النبي صلی الله علیه و آله و سلّم يوم بدر ؛ لأنّه صلی الله علیه و آله و سلّم لا ينهى عن الجهاد، بل يأمر به، هذا إنّما حبسهما ؛ لكي لا يؤول واله وسلم الأمر إلى مثل يوم خيبر وأُحد و. وأُحد وحنين ..! وأمّا من زعم أنته أشفق عليهما ... فإنّه صلی الله علیه و آله و سلّم كان أولى أن يسفق في ذلك اليوم على حمزة، وعلى ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب .. وكيف لم يشفق عليهما يوم خيبر حتى انهزما ؟ !.. ومن زعم أنّه احتاج إلى رأيهما ! . أخطأ ؛ لأنّه صلی الله علیه و آله و سلّم و كان مريدا بالملائكه كاملاً غير ناقص ، والفاضل لا يحتاج إلى المفضول ، والمعص علمية الخطأ ... وإنّهما قد خرجا عن هذه الصفات .. أقول : للشيخ المفيد رحمه الله في كتابه الإفصاح : 193 - 197 ، بحث رائع عن هذا المضمون، وكذا في كتابه الفصول المختارة : 34 - 36 .. فراجع .
والمشورة والتدبير قبل وقوع الحرب ، وعند وقوعها فالطعن والضرب.
قال المتنبي(1): [من الكامل]
الرأي قَبلَ شَجَاعَةِ الشُّجَعَان *** [هَوَ أَوَّلُ وَهِيَ المحلُّ الثَّاني ](2)
ص: 441
1- المتنبي ؛ هو : أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكندي الكوفي ( 303 - 354 ه- ) له شعر كثير في سيف الدولة وغيره، وقد حظي لديه ، كما وقد انقطع إليه ، وأجاد في مديحه .. انظر عنه : أعيان الشيعة 513/2 - 564 ، روضات الجنّات 221/1 - 230 ، العبر 94/2، الوافي بالوفيات 208/6 - 215 [208/6 - 215 ] ، سير أعلام النبلاء 199/16 - 201 برقم 139) (المتنبي ، المنوفى سنة 354 ه- ) ، نسمة السحر 180/1 - 201 . . وغيرها . ولم نجد له شعراً غير هذا البيت في موسوعتنا هذه.
2- لم يرد عجز البيت في نسختي الأصل ، وأضفناه ليتم المعنى به .. ثم قال : [من الكامل] فإذا هما اجتمعا لنفس حرّة *** بلغت من العلياء كل مكان راجع : ديوان أبي الطيب المتنبي 386/4 ، وعنه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 43/20 .. وغيره .
وقد ذكرنا بطلان ذلك فيما مضى.
كان النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم مشغولاً بالتضرّع (1)والدعاء، باسطاً يديه يقول: «رَبّ إن تهلك هذه العصابة لم تعبَد»(2).
وقال (عليه و آله السلام):
«اللّهم أنت ربّى ، أنزلت علىِّ الكتاب، وأمرتني بالقتال، ووعدتني بالظفر(3)،
ص: 442
1- هذا استظهاراً منا ، وفي نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: بالتفرغ ، إذ هي غير منقوطة.
2- جاء في المناقب 163/1 [ طبعة قم 188/1] ، وقال النبي صلی الله علیه و آله و سلّم في العريش : « اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد بعد اليوم». انظر تفسير الطبري 409/13 - 410 ، تفسير ابن كثير 18/4 - 29 ، تفسير القرطبي 193/4.. وموارد أُخرى ، وكذا جاء في الكشاف 342/2، والدر القدير. المنثور 417/4 - 419 وتفسير البحر المحيط 376/3 .. بل جاء ذلك في غالب التفاسير إن لم نقل كلّها. وراجع : کتاب مسلم 1383/3 - 1384 [ 214/9]، وسنن الترمذي 269/5 حدیث 3081 [ تحقيق شاكر ] ، وفي تحفة الأحوذي 346/10، وفتح 3 / 154 - 159 ، وكنز العمال 392/10 و 399 ودلائل النبوة لأبي نعيم 485/1، والمحرر الوجيز 497/1 ، وغيرها كثير جداً.
3- في نسختي الأصل : بالنظر ، وعن الواقدي : ووعدتني إحدى الطائفتين .. وهو مأخوذ من كتاب الله عزّ وجلّ، وقد ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج 121/14، وفيه اختلاف عمّا هنا وزيادة فراجعه
إنّك لا تخلف الميعاد»(1).
وقد أيّد الله رسولا بالملائكة، ونصره من كلّ وجه بأهل السماء وأهل الأرض، ولقد روي أنّ النبي (عليه و آله السلام) قال : [كذا].. حتّى قال أبو بشير الأنصاري : بينا(2) رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم يدبِّر الناس من خلفنا حتّى صار أمامنا يحثو التراب في وجوههم ..(3)
فإن كان الختّار (4)معه في العريش ليؤانسه، أين كان حين استقدم أمام أصحابه فصار عرض الأسنة والسهام وهو المطلوب ؟!
هلّا استقدم (5)معه إن كان قد وثق بوعده إيّاه بالنصر؟!
ص: 443
1- وقريب منه في : الدّر المنثور 429/4 ، وتفسير مقاتل 27/2، و تاريخ دمشق 456/41 .. وغيره من المصادر.
2- في نسخة (ب) : بيننا ، وهي مشوشة في نسخة (ألف)، أثبتنا منه ما استظهرناه.
3- جاءت الواقعة باختلاف وزيادة في أكثر من مصدر ، منها شرح النهج لابن أبي الحديد 121/14 [ 321/3 ذات أربع مجلدات]، وقد حكاه عن الواقدي والبلاذري. وراجع : سيرة ابن هشام 457/2 ، وأيضاً رواه أحمد بن حنبل في مسنده 30/1 و 32 عدة روايات بألفاظ مقاربة، وكذا في كتاب مسلم 156/5. ولاحظ ما رواه السيوطي في الدرّ المنثور 169/3 - 171، وكذا في تاريخ ابن خلدون 2/ 20 . . وغيرها
4- رمز لأبي بكر . انظر : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 172/2.
5- من قوله : أمام .. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ألف).
لعمري لو كان له ضربة بسوط لشُهر، وقد قال الله تعالى: «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ..» (1)بملائكة السماء وسيف عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، ونودي من السماء: [من مجزوء الكامل]
لَا سَيفَ إِلَّا ذُو الفَقَا *** رِ وَلَا فَتَى إِلَّا عَلِيُّ(2)
ص: 444
1- سورة آل عمران (3) : 123
2- المشهور في الأخبار أنّ النداء ب- : « لا سيف».. إنّما كان يوم أُحد، ولعلّه من تصحيف الرواة، مع أنّه يحتمل أن يكون النداء في اليومين معاً ، كما أفاده شيخنا المجلسى طاب ثراه في بحار الأنوار (317/19 ( باب (10) حدیث 65 . هذا؛ وقد جاءت الواقعة في باب الاحتجاج مكرّراً ، منها قوله علیه السّلام يوم الشورى: «نشدتكم بالله هل فيكم أحد نودي باسمه يوم بدر : لا سيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا علي .. غيري » ، قالوا : لا .. انظر : الاحتجاج للطبرسي رحمه الله : 73 [طبعة النجف الأشرف 166/1 - 167 ، وفي طبعة 200/1] ، وجاءت في مواطن عدّة ، كما وردت في مصادر جمة من الفريقين . وراجع : تفسير علي بن إبراهيم القمّي رحمه الله: 102 - 103 [ الطبعة الحجريّة، وفي الطبعة الحروفية 116/1 وفي المحقّقة 172/1] ، ويظهر منه أنّ السيف كان لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ومنحه له علیه السّلام. وجاء البيت في واقعة أحد غالباً ؛ كما في علل الشرائع للشيخ الصدوق رحمه الله : 14 [7/1]، وأمالي الشيخ الطوسي رحمه الله : 88 - 89 [وفي طبعة مؤسسة البعثة : 143 ذيل حدیث 232]، والإرشاد للشيخ المفيد : 42 و 44 [ الطبعة المحققة 84/1، 87] و كشف الغمة : 261/154 من الطبعة المترجمة ] قال : وهذه المناداة بهذا قد نقلها الرواة وتداولها الأخباريون ، ولم ينفرد بها الشيعة؛ بل وافقهم عليها الجماء [كذا؛ وفي طبعة 194/1 : بل وافقهم على ذلك الجم الغفير ]. راجع : تفسير فرات الكوفي : 24 - 26 [ وفي طبعة أخرى: 95]، والروضة من الكافي 110/8 حديث 90، ومعاني الأخبار : 63 ، وصفحة : 119 ، وعيون أخبار الرضا علیه السّلام : 47 - 49[81/2] ، والمسترشد للطبري : 348 - 349 ( في حديث المناشدة )، والعمدة لابن بطريق: 381 - 382 حدیث 750 عن المناقب لابن المغازلي : 117.. وغيرها. قال ابن هشام في السيرة 52/3: وحدثني بعض أهل العلم أن ابن أبي نجيح ، قال : نادى مناد يوم أحد لا سيف .. إلى آخره. راجع : الكامل لابن الأثير ،107/2، وبحار الأنوار 129/20 (باب 12) ذیل حديث 50 ، عن الواقدي.. وموارد متعدّدة فيه وفي غيره ، والمناقب لابن المغازلي: 197 برقم 234، ولسان الميزان 406/4 في ترجمة : عيسى بن المستعطف أبو موسى مهران برقم 1241 .. وغيرها.
ابن عباس ؛ في قوله: «لَا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ» (1)عن بدر [«والمُجاهِدُون»] والخارجون إلى بدر .
ابن حمّاد (2): [من البسيط]
ص: 445
1- سورة النساء (4): 95.
2- سبق الحديث عن الشاعر وشعره في المقدمة ، وعن هذه القصيدة قريباً ، وقد جاء البيت الثاني منها في المناقب 156/3 [ الطبعة الأولى 309/2 - 322، وفي طبعة قم 131/3 ، وفي طبعة 321/2]، وجاء بعده: من البسيط ] هناك قال رسول الله سوف غداً *** يمضي بها رجل لم يؤت من جزع فحين أوردها مولاي أصدرها ***بالعز والنصر والإجلال والمنع من بعد ما قلعت كفّاه با بهم ***ولم يكن قط لولاه بمقتلع وخلّف العنكبوت الفحل مطّرحاً ***قرّاً ومرحب للعقبان والخمع
وسَلْ بِبَدْرٍ وَأُحْدٍ وَالنَّضِيرِ فَإِنْ *** أنْصَفْتَ(1) [فَرَّقْتَ] (2)بَينَ اللَّيْثِ وَالضَّبُعِ
وَيَومَ خَيرَ قَد أُخبِرتَ مَنْ نُكِسَتْ *** بالذل رايَتُهُ والجُبْنِ والضَّرَع(3)
ص: 446
1- في نسخة (ألف) : أتصفت
2- الكلمة أضيفت منا إتماماً للوزن والقافية .
3- أقول : جاء البيتان منسوبين للعوني في المناقب 309/2 ، وقد ذكر العلّامة الأميني رحمه الله في الغدير 28/4 ، أنك تجد أبياتاً من شعر ابن حماد في خلال أبيات العوني رحمهما الله
وفي أحد؛
إذ دَمِيَتْ جبهة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم وكُسِرَت رباعيته ، وقتل حمّزة عمُّه، ومصعب بن صاحب رايته، وانهزم المسلمون ولم يبق مع النبيّ [صلی الله علیه و آله و سلّم] - في أوضح الروايات - سوى عليّ علیه السّلام ، ثمّ عاد إليه ستة رجال، فكان الأوّل أوّل المُنهزَمة لا يعرِّج (1)على أحد، حتّى روي أنته بلغ بهزيمته الجبل، فأنزل الله في الحال: «إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ» (2).
ولقد أحوج (3)رسول الله - لما تفرّقوا عنه - أن يقاتل ؛ فَرَمَى (4)قوسه حتّى اندقّت سِيَتُها (5)، ومشى راجلاً مُضاعِفاً بين درعین(6)،
ص: 447
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، والمثبت هو الأقرب.
2- سوره ال غمران (3) : 153
3- في نسخة (ب) : أحرج .
4- الكلمة مشوشة جداً في نسختى الأصل تقراً : فرمن، وما أثبتناه من المصادر. راجع : سيرة ابن هشام ،82/2 ، وسيرة ابن إسحاق : 328، ودلائل النبوة للبيهقي 251/3 ، وشرح الأخبار 1 / 278 ، و تاريخ مدينة دمشق 282/49 ، وتاريخ الطبري 516/2 [ وفي طبعة .198/2] . . .وغيرها .
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ : شينهما ، والصواب ما أثبتناه من المصادر. وسِيَةُ القوس - بالكسر مخففة - ما عُطِفَ من طرفيها ، الجمع سيات. انظر : لسان العرب 14 /417 مادة (سيا).
6- في نسختي الأصل (يضاعفا)، وهي مصحفة مصحفة عن المثبت ، بمعنى أنته لبس درعاً فوق آخر، وقد جاء أنّه صلی الله علیه و آله و سلّم يوم أحد ظاهر بين درعين، أي لبس إحداهما فوق الأُخرى ، انظر : شرح الأخبار 269/1 ، ومسند الشافعي: 317، ومسند أحمد بن حنبل 449/3 .. وغيرها .
وبارز أبىَّ ابن خلف فقتله (1)[من الطويل]
الحميري(2):
وَ فِي ] يَومِ أُحْدٍ حِينَ وَلَّوا وَأَصْعَدُوا ***وَقَامَ رَسُولُ اللهِ يَدْعُو ويُسْمِعُ
يُنادِي بأخرَاهُمُ لِكَيمَا يَرُدُّهُمْ *** فَوَلَّوا سِرَاعاً خِيفَةً [وَ] تَوَزَّعُوا(3)
فَوَاسَى (4)رَسُولَ اللهِ فِيهِ بنَفْسِهِ *** فَلَمْ يَنْهَزِمْ عَنهُ كَمَنْ يَتَضَعْضَعُ
ص: 448
1- ذكر ذلك في تفسير الطبري ،263/19 ، تفسير البغوي 81/6، معاني القرآن 22/5، أسباب نزول القرآن 121/1 .. بل جاء في غالب التفاسير . وجاء في عمدة القاري 207/16والطبقات لابن سعد 44/2 ، والمغازي للواقدي 242/1.. وغيرها .
2- لم نجد هذه الأبيات - أيضاً - في الديوان المجموع للسيد الحميري رحمه الله، ولعلّها تعدّ من متفردات كتابنا هذا ظاهراً
3- كذا استظهاراً ، فيقرأ العجز في الأصل : نولوا سراعاً حفية - أو خفية - يورعوا.
4- في نسختي الأصل فواشي، والظاهر أن المقصود أمير المؤمنين صلی الله علیه و آله و سلّم، كما يظهر من الشطر الثاني (فلم ينهزم عنه) .
وفي الخندق؛
لمّا جمعت الأحزاب - وفيهم عمرو بن عبدودّ - كما قال الله تعالى : «إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ .. » (1)الآية، فبقوا ستّين ليلة مهاجرين [وأنصاراً]، وهم يزيدون على ثلاثة آلاف رجل، ثم كان من قتل عمر و بن عبدودّ وغيره ما كان .
الحميري(2): [من الطويل]
وَفِي يَومِ عَبْدٍ (3)حِينَ نَادَىٰ بِجَمْعِهِ *** فَقَامَ عَلِيٌّ وَالقَبَائِلُ حُضَّرُ
عَتيقٌ وسعدٌ(4) [و] ابنُ عُوفٍ وَنَعْتَلُ ***وَطَلْحَةُ وَالعَاتِي زُبَيْرٌ وَحَبْتَرُ
كَانَهُمُ مِن خَشْيَةِ الهُلْكِ وَالرَّدَى *** حَمِيرٌ تَلَقَّاهَا هِزَبْرٌ غَضَفَرُ
ص: 449
1- سورة الأحزاب (33) : 10.
2- لم نجد هذه الأبيات - أيضاً - في الديوان المجموع للسيد الحميري رحمه اللهأثر ، ولعلّها تعد من متفردات كتابنا هذا؛ كأكثر ما جاء من شعر السيّد رحمه الله هنا
3- المقصود : عمرو بن عبدود، والاختصار والتبديل معروف في ضرائر الشعر، كقول الشاعر : (من نسج داود بن سلّام)، يقصد به : داود بن سليمان
4- الكلمتان مشوشتان جدّاً في نسختي الأصل، قد تقرءان : بربر وخيبر
المرزكي (1): [من الخفيف]
أينَ صِدِّيقُكُم بِبَدْرٍ وَأُحْدٍ *** وَحُنَيْنِ يا وَيْكَ وَالفَارُوقُ ؟!
أينَ كَانُوا فِي يَومٍ وَاثَبَ(2) عَمْرِو *** خَنْدقَ القَوْمِ وَهُوَ رَحْبٌ عَمِيقُ ؟!
طَالِباً لِلبِرَازِ وَالضَّرْبِ والطَّع- *** -نِ (3)وَقَدْ جَفَّ فِي الشَّفَاءِ الرِّيقُ
فَأَتَاهُ مِنَ الأنام عَلِيٌّ *** ليتُ غَابِ لِلصَّالِحَاتِ سَبُوقُ(4)
فَسَقَاهُ كَأسَ المَنِيَّةِ صِرْفاً *** وَاعْتَرى الجَمْعَ بَعدَهُ التَّفْرِيقُ
ص: 450
1- سلفت ترجمة الشاعر في المقدّمة، وكذا تعرّضنا لشعره، وجاء على وزان هذه القصيدة بيت في المناقب 285/3 ، وهو : [من الخفيف] وكيعقوب كلّم الذئب لمّا *** حلّ في الجبّ يوسفُ الصِّدِّيقُ و آخر فيه 288/3 ، وهو : وعليٌّ ناجاه بالطائف الل- *** لهُ ففيما ينافس الزنديقُ ؟!
2- كذا استظهاراً ؛ وهي مشوشة في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل ، وقد تقرأ : اثب، أو : وثب .
3- في نسخة (ألف) - بتقديم وتأخير - : بالطعن والضرب .
4- كذا تصحيحاً ؛ وفي نسختي الأصل: سيوق.
وفى خيبر؛
دفع الراية إلى الأول، ثم الثاني ؛ فرجعا منهزمين .. (1).
فقال النبي (عليه و آله السلام) : «لأعطينّ الراية رجلاً .. الخبر(2).
ذكره البخاري(3)..
ص: 451
1- كما جاء في عدة روايات ؛ منها ما رواه الحاكم النيشابوري في مستدركه 37/3 [طبعة دار المعرفة]، وصحّح إسنادها على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي على ذلك، وقد حكاه بألفاظ مقاربة ابن أبي شيبة في مصنفه 367/6 برقم 32080، و 394/7 برقم 36883 ، وصفحة : 396 برقم 36894.. وغيرها
2- الحديث مفصل جداً ، وله مقدّمة وذيل ، وكلّه بمضامين عالية ، وقد كتبت فيه رسائل ومصنفات ، كما وقد روي عن ابن عمر ، وابن عمرو بن العاص، وابن عباس، وسعد ابن أبي وقاص، والحارث بن ثعلبة ... وجمع غفير من الصحابة لا غرض لنا بعدهم و تعدادهم ، وقد عدّ منهم جمع في الغدير 40/2. ولعله من الموارد النادرة للحديث المتواتر المعنوي ؛ إن لم نقل اللفظي، بل هناك جمع كثير رووه وصححوه لو جمع لأمكن تأليف رسالة خاصة في مصادره خاصة. و راجع من كتب التاريخ : التاريخ الكبير للبخاري 115/2، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 13 / 288 ، و 41 / 219 ، و 42 / 16 ، و 81 - 97 ، و 103 - 107 عن طرق جمة، البداية والنهاية لابن كثير 211/4 - 212 و 214، و 251/7 و 372 - 373 و 375 - 376 ، [ وفي طبعة 4 / 185]، ومرآة الجنان لليافعي 109/1 وصححه .. 81 97
3- كتاب البخاري 171/5[وفي طبعة 76/5 - 77، وفي أُخرى 207/4] أخرجه عن سهل في الصحيح 323/4، و 269/5 ، وعن سلمة في 270/5 [ وفي طبعة 191/6] باب دعاء النبي إلى الإسلام عن سلمة وسهل، وفي 107/2. ومثله في باب مناقب عليّ بن أبي طالب في فتح الباري 58/7، ولاحظ منه : 90/6 ، و 60/7 و 365 . . وغيرها .
ومسلم(1)، والطبري(2)، والبلاذري(3)، ومحمّد بن إسحاق(4)، وأبوبكر البيهقي(5)، وأبو نعيم صاحب الحلية(6)، والمظفر السمعاني(7)، والأسفري(8)
ص: 452
1- کتاب مسلم 1441/3، و 1872/4 [وفي طبعة أُخرى 324/2، وفي الطبعة الحديثة 120/7]. وانظر : كتاب مسلم كتاب الجهاد والسير، حدیث 132 [195/5، و 120/7 - 122]، وشرحه للنووي 141/1.
2- تاريخ الطبري 93/2 [وفي طبعة 12/3، وفي طبعة أُخرى 300/2].
3- أنساب الأشراف 93/2 - 94
4- لم نعثر على هذا الخبر في المقدار المطبوع من سير يرة ابن إسحاق . وراجع من كتب السيرة : السيرة النبوية لابن كثير 351/3 و 356 ، السيرة الحلبية /39، سيرة ابن هشام 334/1 ، وكذا في 386/3.
5- الجامع لشعب الإيمان (171/1 ، والأسماء والصفات 674/1، ودلائل النبوة 206/4 - 209 و 213.. وغيرها
6- حلية الأولياء 62/1[356/4] بعدة طرق ، وقد صحح بعضها ، ولاحظ منه 62/2.
7- لم نعثر على الرواية في كتب السمعاني المطبوعة ، والظاهر أنته حكاه في فضائله، ولا نعرف له نسخة
8- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : لاسفري ، ولا معنى لها، والظاهر أنّه : الإسفرايني.
الحنبلي، فلقَّبه النبيّ (عليه و آله السلام) كراراً، ومن فرّ يكون: فرّاراً ؛ وقال الله : «وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ .. »(1)الآية(2).
ص: 453
1- سورة الأنفال (8): 16.
2- انظر : سنن الترمذي 302/5 حديث ،3808 ، وفي تحفة الأحوذي 171/13، وفضائل الصحابة للنسائي : 15 - 16 ، صحيح ابن حبان 377/15 و 382، السنن الكبرى للبيهقي ،362/6 ، و 107/9 و 131 ، المعجم الأوسط للطبراني 59/6 ، المعجم الكبير 152/6 ، وصفحة : 167 ، وصفحة : 187 ، وصفحة : 198، و 13/7، المستدرك على الصحيحين 38/3 ، وصفحة : 108 - 109 ، وصفحة : 437، مناقب 38/3، ابن المغازلي : 176 - 189 ، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري 184/2 - 188، وكنز العمّال 463/10 و 467 - 468 ، و 13 / 121 - 123 ، وصفحة : 162 - 163 ، وينابيع المودة 153/1 ، وصفحة : 161 - 162 ، و 2 / 120 .. وغيرها ، وكذا في فيض القدير في شرح الجامع الصغير للمناوي ،689/4 ، و 465/6، وعلل الحديث للدارقطني 277/3 ، و 109/10 ، والمناقب للخوارزمي: 107 و 108 و 199، وسنن ابن ماجة 45/1 حديث 121 [ وفي طبعة 30/1]، ومسند أحمد بن حنبل 99/1 و 184 - 185 ، و 4 / 52 و 353/5 و 358 ، ومسند الشاميين للطبراني 348/3 ، ومجمع الزوائد للهيثمي 150/6 ، و 123/9 - 124 ، والمصنّف لابن أبي شيبة 520/8 - 522 ، والسنن الكبرى للنسائي 46/5، وصفحة : 108 - 109، وصفحة : 111 - 112 ، وصفحة : 145 - 173 ، وصفحة : 178 - 179 ، ومسند أبي يعلي 291/1، و 522/13، وصفحة : 531، وخصائص أمير المؤمنين اللا للنسائي : 4 - 8 ، وصفحة : 16 ، وصفحة : 18 [ في صفحة : 45 ، وصفحة : 49 - 50 ، و 52 ، وصفحة : 55 - 58 ، وصفحة : 62 ، وصفحة : 82، وصفحة : 116]. وقد جاء في غالب كتب الرجال للعامة فضلاً عن الخاصة، وبمناسبات متعدّدة ؛ كما في : أُسد الغابة ،21/4 ، و 26 ، و 28 ، والإصابة 38/1، و509/2، و 468/4، والاستيعاب 363/2 ، والثّقات لابن حبان 12/2 - 13 و 267 ، والطبقات الكبرى لابن سعد 2 / 110 - 111 ، و 3 /158 [ طبعة مصر : 618 و 630]، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ،387/3 ، ولاحظ 5/8 منه .. وغيرها . كما وقد جاء في تفاسير العامة ؛ مثل : جامع البيان للطبري 241/10 - 242 ، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ،36/2 ، وتفسير القرطبي 209/8، تفسير ابن كثير 388/2 ، الدر المنثور للسيوطي 261/3 . . وغيرها . وسائر المصادر الأخرى؛ نظير : لمواقف للإيجي 626/3، و 634 [10/3، وصفحة : 12] الإمتاع والمؤانسة للمقريزي : 314 ، تيسير الوصول 227/3، العقد الفريد 368/2 ، الفائق للزمخشري .383/1. شرح نهج البلاغة 234/11، 186/13، ذخائر العقبى : 73، وغيرها . واستفاض بل تواتر - نقله في كتب الخاصة، نذكر منها مثلاً : الكافي للشيخ الكليني رحمه الله351/8 حديث 548 ، الإرشاد للشيخ المفيد رحمه الله 64/1 [ الطبعة المحققة ] ، وكذا في الاختصاص : 150، والأمالي للشيخ المفيد رحمه الله : 56 - 57 ، والإفصاح : 34 ، و 68 ، و 86 ، و 132 ، و 197 ، والجمل له له : 219 ، والأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله : 171 حدیث 39 [ طبعة مؤسسة البعثة ، وفي طبعة الحيدرية 173/2 – 174 ]، وموارد أُخرى فيه . وكذا جاء في علل الشرائع للشيخ الصدوق رحمه الله162/1، والخصال: 211 حديث 34، وصفحة : 311 حديث 87، وصفحة : 555 حديث 31، والأمالي له رحمه الله : 604 [وفي طبعة أخرى: 414 حديث 10]، وجاء في الدعوات للقطب الراوندي رحمه الله : 63 - 64 برقم 160 ، والخرائج و الجرائح 159/1 ، وقصص الأنبياء له رحمه الله : 344، ولاحظ هامش تحف العقول لابن شعبة : 346 ، روضة الواعظين للفتال النيشابوري رحمه الله: 127 [الطبعة المحققة : 154] ، والمسترشد للطبري رحمه الله : 299 - 300 حدیث 111 ، وموارد أُخرى ، وشرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي 302/1، و 2 / 178 ، وموارد أُخرى جاءت في فهرسته ، والاحتجاج للطبرسي رحمه الله 167/1 و 190 [وفي طبعة مشهد 1 / 272 و 328/2] ، وللطبري في المسترشد: 406، والعمدة لابن بطريق: 13 ، و 97 ، و 131، و 139 ، وبشارة المصطفى للطبري رحمه الله : 296 ، و 310 ، و 313 ، و 316 ، وإعلام الورى للطبرسي 207/1، 207/1 ، و 364، ومناقب أمير المؤمنين علیه السّلام لمحمّد بن سليمان الكوفي 345/1، 537، و 89/2، و496، و تفسیر فرات الكوفي : 160 ، والفضائل لابن شاذان : 152 ، والطرائف للسيد ابن طاوس رحمه الله: 56 ، والصراط المستقيم للبياضي رحمه الله 249/1 - 250، و 1/2، و 227/3 ، والمصنّف رحمه الله في كتابه مناقب آل أبي طالب 95/1، و 2 /258 و318، وإثبات الهداة للحرّ العاملي 539/1 حديث 168 ، وشرح أصول الكافي للمازندراني رحمه الله 135/6 - 136 ، وغالب كتب التفاسير عند الخاصة .. وموارد أُخرى ، وجاء في حديث المناشدة مكرّراً .. إلى غير ذلك من كتب الخاصة. أقول : في غدير العلامة الأميني رحمه الله 38/1 - 41 أورد هذا الحديث عن جملة مصادر، وقال 40/2 عنه : .. حديث صحيح متواتر ، أخرجه أئمة الحديث بأسانيد رجال جلّهم ثقات أنهوها إلى.. ثمّ عدّ جمعاً من الصحابة، ولاحظ منه 200/7، و 258/10. هذا؛ والذي حدا بنا إلى التفصيل في مصادر هذا الحديث الشريف - مع أنّه لم يكن من عادتنا ذلك غالباً - لما فيه من أهمية هنا تتلو حديث الغدير اعتباراً واستدلالاً، ولا نود الخوض في الجزئيات الكلامية والاستدلالية.
فقد استحقّا بنص القرآن وإجماع الأمّة غضب الله ودخول جهنم، فمن ادّعى التوبة فعليه الدلالة ، فما دفع (1)إليه راية بعدها ولا استكفاه من أمر الحرب..
والجهاد أحد دعائم الإيمان الكبار، وبه كانوا يتفاضلون.
قوله : «وَفَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ ..»(2).
شاعر: [من الكامل]
أَجَعَلْتُمُ مَن فَرَّ يَومَ خَيَابِرٍ (3)*** نَحْوَ النَّبِيِّ مُنَكِّساً(4) بِلواهُ
مثل الذي حَمَلَ اللّواءَ مُبَادِراً *** وَلِبَابِ حِصْنِهِمُ هُناكَ دَحاهُ(5)؟!
ص: 456
1- كذا استظهاراً وفى نسختي الأصل: وقع
2- سورة النساء (4) : 95
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وأثبتنا ما استظهرناه ، وتقرأ : جبائر
4- هذا استظهاراً، وإلّا فإن الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ : مكساً ، أو مكسياً - بدون إعجام -
5- في نسخة (ألف): وجاه.
وَعَلَا بِحَدٌ السَّيفِ قِمَّةَ مَرْحَب *** وَسَبَى الحَلائِلَ واسْتَباحَ (1)حِماهُ؟
سلامة الحسني: [من الرَّمَل]
أَنا مَولَى مَنْ سَقَى [مُرَّ] الرَّدى (2)*** مَرْحَباً وَالحَربُ يُذْكِيها الغَضَبْ (3)
لَستُ مَولَى مَنْ بِإجمَاعِ الوَرَى *** قَطُّ مُذْ كَانَ بِسَيْفٍ مَا ضَرَبْ
أَنَا مَوْلَى مَنْ كَفَى الله بِهِ ال- *** مُؤمِنِينَ الحَرْبَ فِي يَوْمِ الكُرَبْ
الحميري (4): [من الوافر]
فَإمّا أنتَ أوَّلُ ذِي بَياتٍ (5)*** أَعَانَ عَلَيَّ ذا وَثْبٍ وظُلْمِ
فَإِنَّكَ يَومَ خَيْبَرَ خِفْتَ لَمَّا *** سَمَا لَكَ مَرْحَبٌ فِي ظِلٍّ (6)دُهم
فَمِلْتَ برَايَةٍ نُكِسَتْ وَكَانَتْ *** مُظفَّرَةٌ عَلَى الأَعْداءِ تَيمِي
بِها يُؤْتَى إِذا نُصِبَتْ لِحَرْبِ *** بِأَيْمَنِ طَائِرٍ وأَعَزَّ نَجْمِ
ص: 457
1- هذا ؛ استظهاراً من الحروف والمعنى وإلا ففي نسختي الأصل : أو سياح.
2- في نسختي الأصل تقرأ : المردي ، وما أُثبت استظهار منّا
3- البيت كلّاً في نسختي الأصل مشوش ومصحّف
4- لم ترد هذه القصيدة فيما للسيّد الحميري رحمه الله من أبيات وقصائد ، كما لا نعرف جمع لها مصدراً غير ما عندنا ، وقد استظهرنا بعض كلماتها .. وهي مشوشة جداً في نسخة (ب)
5- صدر البيت مشوش في نسختي الأصل ، يقرأ بصعوبة : فإمّا أنت أولى ذي بيان
6- هذا استظهار ؛ وفي نسختي الأصل : ضلّ ، ولعلّها : صِلُّ، واحتمالها بعيد
فَجِئتَ مُجَبْناً(1)رُعْباً (2)كَهَاماً *** يُجَبِّنُ مَعْشَراً ليسوا بِكُهم
فأَعرَضَ وَاجاً غَضبان (3)لمَّا *** أَتَيتَ به هُنَالِكَ أَيَّ وَجْمِ (4)
مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ وَقَالَ : إِنِّي *** سَأدْفَعُها (5)إلى يَقْطَانَ(6) شَهُمِ
سَأُعطِيها غداً رَجُلاً أميناً *** بَرِيءَ الصَّدرِ مِن كَذِبِ وَلُومٍ(7)
العوني (8): [من البسيط]
وَقَد رَوَيْتُمْ لَه في يَوْمٍ خَيْبَرَ مَا *** نَقَصَ مِن ضِدّه عَنه تَحَيفُهُ
بِرَدِّهِ رَايَةَ (9)الإِسْلَام نَاكِسَةٌ (10)*** بِالذُّلِّ يُنْهِلُهُ عَنْها تَخَوفُهُ(11)
فَقَالَ : مَهْلاً سَأُعْطِبَها غَداً رَجُلاً *** يُحِبُّهُ اللهُ لا يُخْزِيهِ مَوْقِفُهُ
ص: 458
1- الكلمة مشوشة جداً لعدم التنقيط ، وقد تقرأ : تجنّباً ، أو : تختار ، أو غيرهما.
2- الكلمة غير منقوطة ومشوشة جداً في نسختي الأصل، ولعلّها تقرأ : رعماً.
3- في نسخة الأصل: عصبان ، ولم نجد لها معنى مناسباً لغة ، فراجع
4- في نسختي الأصل : رجم
5- في نسخة (ألف) : سأرفعها .
6- في نسخة (ألف) : نقصان ، وفي نسخة (ب) من الأصل: نقضان
7- في نسختي الأصل : لثم .
8- لا توجد هذه الأبيات فيما جمع للعوني من شعر جمع للعوني من شعر أو نثر ، ولاحظ ترجمته في ترجمته في المقدّمة
9- في نسختي الأصل : بردة رايتها
10- في نسختي الأصل : ناكثة .
11- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): نحوفة .
وفي الفتح؛
وفي الفتح(1)
سار إليها مع النبيّ ( عليه و آله السلام) - وهى داره وقراره، وبها أبوه (2)وأهله - فلم يكن حامل الراية، ولا أُمّر على طائفة، ولا أُنْفِذَ (3)بالجماعة ..
المعرّي(4): [من الكامل]
أَسْتَحْيِ (5) مِن شَمسِ النَّهارِ وَمِنْ *** قَمَرِ الدُّجَى وَنُجُومِهِ الزُّهْرِ
[يَجْرِينَ فِي الفَلَكِ المُنيرِ بإذ *** ن الله، لا يَخْشَيْن مِن بُهْرِ](6)
وَلَهُنَّ فِي التَّعظيم فِي خَلَدِي (7)*** أُولَى وَأَجْدَرُ مِن بَنِي فِهْرِ
ص: 459
1- الفتح .. هو : فتح مكّة
2- في نسخة (ألف): أسره.
3- أي أُرْسِلَ، وفي نسختي الأصل منقد
4- ديوان لزوم ما لا يلزم 498/1 مقطوعة ( 215 ) [ دار الجيل]، وهي من قصيدة ذات (13) بيتاً، جاءت الأبيات في (1 و3).
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وتقرأ : أسخى - بدون نقطة - وما هنا قد أخذناه من الديوان
6- هذا البيت مزيد من الديوان ، ولذا حف بمعكوفين.
7- في المصدر : بالتعظيم في خلدي.
وفي حنين؛
سار (1)النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم إليها في اثني عشر ألفاً، وأُعجِبَ المسلمون بالكثرة، وقال أبوبكر: لن نغلب(2) من قلّة .. فانهزم المسلمون من بركة فاله! وأسلموا النبيّ (عليه و آله السلام)، فثبت مكانه على بغلته ، وعليّ علیه السّلام بين يديه يذبّ ويقيه بنفسه، وتسعة رهط من بني هاشم ؛ أحدهم العبّاس.. آخِذُ بلجام البغلة والباقون محدقون(3)به، يتلقّون الأسنّة والسيوف، حتّى قال العبّاس ...(4)
[من الطويل]
نَصَرنَا (5)رَسُولَ اللهِ فِي الحَربِ تِسْعَةً *** وَقَد فَرَّ (6)مَنْ قد فَرَّ عَنهُ فَأَقْشَعُوا(7)
ص: 460
1- في نسختي الأصل : ساير
2- في نسختي الأصل : لمن يغلب.
3- الكلمة في نسخة (ألف) : محذفون ، وهي مشوشة في نسخة (ب).
4- في نسختي الأصل فراغ هنا بمقدار كلمة ، ولعلّها : ابن عبد المطلب ، أو كلمة : بيت .
5- في نسختي الأصل : نضرا ، والصحيح ما أثبتناه ، كما جاء في المصادر .
6- في نسختي الأصل : مرّ
7- كما أورده المصنّف رحمه الله في مناقبه 2/ 330 [ طبعة قم 143/3] ، والطبرسی رحمه الله فی مجمع البيان 34/5 - 35 ، والإربلي رحمه الله في كشف الغمة 184/1 ، وابن جبر رحمه الله فی نهج الإيمان : 180 .. وغيرهم في غيرها . وكذا القرطبي في تفسيره 98/8 ، وابن الأثير في أُسد الغابة 161/1، وابن كثير في البداية والنهاية 373/4) (الهامش).. وغيرهم في غيرها . وله أبيات مكملة جاءت في بحار الأنوار 156/21 ( باب 28) حديث 6، نقلاً عن الإرشاد : 71 - 72 [ الطبعة المحققة 141/1 - 142]. وكذا جاء في كتب الحديث عند العامة ؛ مثل : فتح الباري 23/8، وعيون الأثر 371/2 .. وغيرهما . وهي: [من الطويل] وقولي إذا ما الفضل شدّ بسيفه *** على القوم أُخرى : يا بني ! ليرجعوا وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه ***لما ناله في الله لا يتوجعُ يعني به : أيمن بن أُم أيمن .
والعبّاس بعيد من الكذب ..!
وفي القرآن: «وَيَوْمَ حُنَيْنِ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثَرَتُكُمْ.. » (1)الآية ، فكان أوّل راجع ثلاثين من الأنصار، ثمّ توالوا، فلم يَعُد الختّار ولا صاحبه إلّا على الساقة(2)، وقد سُفكت الدماء، وأُسر الأسراء، وحيزت الغنائم(3).
ص: 461
1- سورة التوبة (9) : 25
2- الساقة : هي آخر الجيش ومؤخره ، كما في لسان العرب 167/10.. وغيره.
3- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل، وقد تقرأ في نسخة (ألف): خبرت العيايم، وفي نسخة (ب): خيرت العتايم، مع نقصان في النقاط فيهما ، وهي مشوشة شة كلّاً. لاحظ : تفسير القمي 283/1 [ الطبعة الحروفية ، وفي المحققة 407/2 - 408 حدیث ،8 ، وحديث .9]
ثمّ [1] دعيتم أنّ الأوّل كان على الميمنة، والثاني على الميسرة .. فإن كنتم صادقين فقد فرّا من الزحف، وولّيا الدبر ، وهزما المسلمين ، وإن كنتم كاذبين - وهو أقلّ من العيب - فما معنى ادعاء الباطل ؟ !
ص: 462
وفي تبوك؛
سار النبيّ (عليه وآله السلام) في اثنين وثلاثين ألفاً، قد كان النبيّ (عليه وآله السلام) في بعض المواطن قد خرج (1)إلى القتال، وبارز بنفسه، وتعرّض للعدوّ، وترى المسلمين قد (2)أبلوا في موقف بعد موقف ، حتى استشهد منهم من استشهد، وجُرح من جرح(3)، تحفّهم أمور صعاب، فما كان العتيق في جميعها إلّا في العراة(4).
.... [من المتقارب]
وَمَن ظَنَّ مِمَّن يلاقي (5)الحُرُوبَ *** بِأنْ لَا يُصَابَ فَقَد ظَنَّ عَجْزَ(6)
ص: 463
1- في نسختي الأصل (ألف) و (ب): أخرج
2- لا توجد : قد .. في نسخة (ب).
3- في نسخة (ألف): وخرج من خرج.
4- في نسخة (ألف): الغراة.
5- في نسختي الأصل : بلافي، والظاهر ما أثبتناه من المصادر، ولعلّه : بلى في.
6- انظر : تهذيب الكمال ،484/8 ، في ترجمة : درست بن زياد العنبري ، برقم 1798: ويقال له : القشيري أبو الحسن . وأيضاً راجع : المحاسن والأضداد للجاحظ : 172 ، عيون الأخبار لابن قتيبة 288/1 - 289 ونسباه إلى الخنساء، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 116/9، والمنتظم 12/ 39 ، ونسباه للطفيلي، وكذا جاء في إنباه الرواة 26/2. أقول : أورد ياقوت الحموي في كتابه : معجم الأدباء 36/19 هذا البيت مع بيتين وذلك لرشيد الدين ؛ مطلعها : [من الطويل] تروح لنا الدنيا بغير الذي غَدَتْ ***وتحدث من بعد الأمورِ أُمورُ ونسبه في نهاية الأرب للنويري 72/3 إلى الخنساء.
ولم يره أحد أصابه خدش والنبي فقد كُلِم، وأمير المؤمنين قد جرح [في] أكثر المواطن، وهو بمعزل عن ذلك .
فلا لله أصلح! ولا عن رسول الله حامى! ولا للمسلمين واسى ! ولا للدّين نصر! ولا للحميّة فعل ! وقد كان في هذه المواطن صحيح الجسم في لامته وسيفه.
وأكثر ما ادّعواله : أنّ عبد الرحمن ابنه وهو مشرك _ (1)دعا إلى المبارزة يوم أُحد، فخرج إليه أبوه ، فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله و سلّم : «شِم (2) سيفك وأمتعنا(3) بنفسك !».
فكذبوا على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم، لأنّه بذل نفسه إلى الموقف ومكافحة
ص: 464
1- في نسختي الأصل زيادة واو قبل : دعا
2- في نسختي الأصل زيادة واو قبل : دعا
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ : أمتنعا ! والظاهر ما أُثبت ، كما جاء في شرح النهج لا بن أبي الحديد 281/13، نقلاً عن الجاحظ ، وقد ذكره الجاحظ ذلك في كتابه العثمانية : 62، وصفحة 330، وأيضاً جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد 256/14 ، نقلاً عن الواقدي، وفيه : وارجع إلى مكانك ، ومتعنا بنفسك .. كما وقد جاء في الكامل لابن الأثير 156/2 ، وراجع : الغدير 210/7.
الأعداء، أفتراه ضنّ بابن (1)أبي قحافة عن القتال، وهو يحرّض الناس على الجهاد ..؟! أفيجوز أن ينهى عنه ، وقال : أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا: لا إله إلّا الله .. » الخبر؟!
وقد استشهد مثل حمزة عمّه، وجعفر وعبيدة ابنا عمّه، وزيد بن حارثة - وهو له كالولد - ومن الرؤساء مثل سعد بن معاذ .. وغيرهم من المهاجرين والأنصار وعن ...(2)ابن أبي قحافة.
وذكروا أنّه هم بالخروج إلى الأشعث بن قيس، وكان رأي الجماعة التوقّف عنهم ، فقال الختّار(3): أجاهدهم ولو كنت فريداً ...!
فجعل يحزم (4)بعيره (5)، فقالت له أسماء بنت عميس : لقد كنت وقت الحرب في
ص: 465
1- تقرأ في نسختي الأصل : أقبراه طن - بدون تنقيط - يا بن أبي قحافة ؛ ولا معنى لها، وما أثبتناه في المتن أحسن معنى ، وأنسب للمقام . وجاء في معجم مقاييس اللغة 357/3: ضنّ : أصل صحيح يدلّ على بخل بشيء.
2- هنا بياض في نسختي الأصل بمقدار كلمة.
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ب)، وهو على كلّ حال رمز لأبي بكر، كما سلف في المقدّمة. لاحظ : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 2 /172.
4- كذا ؛ ولعلّه: يخطم بعيره، بمعنى يَزمُّهُ، أي يجره من خطامه، والخطام : هو حبل يعلّق في حلق البعير، ثم يعقد على أنفه، كان من جلد، أو صوف، أو ليف، أو قِنَّبٌ ، وما جعل لشفار البعير فهو : خطام. وراجع : لسان العرب 186/12 - 187 والعين 226/4.. وغيرهما.
5- في نسخة (ألف): بغيره .
العريش .. فما هذا للرّجال اليوم.. ! فحارب عنه خالد في حصن .. فاحتجّوا بهمّته هذه أنّه في الشجعان وفضّلوه، ولم يخرج، ولو خرج لكان أشجع الخلق !! فكيف يمرّهم (1)وفعل وفعل (2)؟!
ثمّ الطريق إلى معرفة الشجاعة إنّما يعرف بالوحي، أو يظهر فيه أفعال يعلم بها حاله بتكرّره في مبارزة الأقران والصبر عند اللّقاءِ، وترك الفرار.. ولم يأت وحي فيه، وليس له موقف غير يوم ذي القصّة(3)، فأخرج عليه وعلى جيشه مائتا أعرابي، فانهزم وأنفض (4)الجيش .. فهلّا صبر ووقف لأصحابه...
فقال الأخطل بن قيس(5):
ص: 466
1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، قد تقرأ : بمرهم.
2- كذا ؛ والعبارة مشوشة لفظاً ومعنىً.
3- ذو القصة - بفتح القاف، والصاد المهملة ، وحكي إعجام الصاد - موضع قريب من المدينة ، بينه وبين المدينة أربعة وعشرين ميلاً، وهو طريق الربذة . انظر : مراصد الإطلاع 1102/3 وله مواطن أخرى . وقد حكى هنا قصة أخرى لأبي بكر ، وأنه خرج إلى ذي القصة ، وهي على بريد من المدينة تلقاء نجد ، فقطع فيها الجنود ، وعقد الألوية.
4- في نسختي الأصل : أنقض
5- نسب هذه الأبيات ابن حزم في المحلّى 193/11، والمبرد في الكامل 307/1 - 308 إلى الحطيئة ، ولعلّ ما في النسختين محرّف عن (جزول بن أوس)، وهو الحطيئة ، فلاحظ . راجع : ديوان الحطيئة : 329 - 330.
[من الطويل]
أَلَا(1) كُلُّ أَرمَاحٍ قِصَارٍ أَذِلَّةٍ *** فِدَاءً لِأَرمَاحِ نُصِبنَ (2)عَلَى الغَمْرِ (3)
أَبَوا غَيرَ ضَرْبٍ يحطمُ الهَامَ وَقْدُهُ (4)*** وَطَعْنِ كَأَفَوَاءِ المزفتة (5)الحمرِ(6)
ص: 467
1- في نسخة (ب) : لا ، بدلاً من: ألا.
2- في نسختي الأصل : لأرباح تصين ، وما أثبتناه من الكامل للمبرد .
3- في نسختي الأصل العمى ، أو: العمر. أقول: جاء هذا البيت وحده في فتوح البلدان 106/1: منسوباً للحطئية ، والعجز فيه : فداء لأرماح الفوارس بالغمد ، وكذا جاء في معجم ما استعجم 1003/3 وفيه : فداءً لأرماح نصبن على الغَمْرِ ، وجاء في ديوان الحطيئة : فداء لأرماح ركزن على الغَمْرِ .
4- في نسختي الأصل : الحتم الهام ،وقده، وكون الأوّل: يحطم ظاهراً وما بعده فهو مسلّم، وفي الديوان : وسطه .
5- في نسخة (ألف) : المرفقة ، وفي نسخة (ب) المزفقة ، ولعله : المرققة ، أو : المزادةِ للخمر ، وما أثبتناه من الكامل ، وفي الديوان : المرقعة . وجاء البيت في الكامل : أبوا غير ضرب يجثم الهام وقعه *** وطعن كأفواه المزفتة الحمر
6- في نسختي الأصل: الخمر ، وما أثبتناه من الديوان والكامل.
أطَعْنَا رَسُولَ اللهِ مَا كَانَ بَيْنَنَا (1)*** فَيَا لَهَفَنَا (2)مَا بَالُ دِينِ أَبِي بَكرٍ؟!(3)
ص: 468
1- الصدر في الديوان هكذا : أطعنا رسول الله إذ كان صادقاً ..
2- في الديوان : فيا عجبا وفي المحلّى فيالهفا، وقد وردت الأبيات بعدها باختلاف كثير .
3- جاء عجز البيت في الفضائل لابن شاذان : 576 هكذا : فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر .. ثمّ قال: [من الطويل] إذا مات بكر قام بكر مقامه *** فتلك - وبيت وبيت الله - قاصمة الظهر فلو قام بالأمر الوصيّ عليهم *** أقمنا ولو كان القيام على الجمر وذكر البيهقي في السنن الكبرى 178/8 رواية الشافعي ، هكذا : [من الطويل] ألا فاصبحينا قبل نائرة الفجر ***لعلّ منا يانا قريب وما ندري أطعنا رسول الله ما كان وسطنا *** فيا عجباً ما بال ملك أبي بكرِ فإنّ الذي سالُوكُمُ فمنعتُمُ *** لكالتمر أو أحلى إليهم من التمرِ سنمنعهم ما كان فينا بقية *** كرام على العزّاء في ساعة العسر وفي كتاب الأم للشافعي 228/4 : يسألُكُم . بدلاً من : سالوكم . وانظر : شرح النهج لابن أبي الحديد 209/17 - 210 ، وتاريخ الطبري 477/2، والتمهيد لابن عبد البر 232/4 ، وكذا كتابه الاستذكار 152/2 ، ومختصر المزني 256 .. وغيرها . وجاء في تاريخ ابن معين 125/1 ، أنته أنشد يحيى بن معين : [من الطويل] ألا أصبحاني قبل جيش أبي بكرِ *** لعلّ منايانا قريب وما ندري وأرسله ابن حبان في الثّقات 187/2، وفيه : [من الطويل] ألا علّلاني قبل جيش أبي بكر *** لعلّ منايانا قريب ولا ندري وفيه وجوه أخر ، وفي ألفاظ الأبيات اختلاف كثير في المصادر.
فَقُومُوا وَلَا تُعطُوا اللِيَّامَ مَقَادةً (1)*** وقُومُوا وَلَو كَانَ القِيامُ عَلى الجَمْرِ (2)
فَدَى لِبَنِي بَكرٍ طَريفِي وَتَالِدِي (3)*** عَشيَّةَ ذَادُوا(4) بِالرِّمَاحِ أَبَا بَكرٍ
ص: 469
1- كذا في المصادر ؛ وفي نسخة (ألف) : مفادة ، والكلمة غير منقوطة في نسخة (ب).
2- جاء هذا البيت باختلاف يسير في تاريخ المدينة لابن شبة 548/2 ، ضمن هذه الأبيات.
3- في نسخة (ألف) : وبالذي .. والكلمة مشوشة. وجاء الصدر في الديوان هكذا : فِدىً لبني ذبيان أمي وخالتي .. وجاء في الكامل : فدى لبني نصر طريفي و تالدي ..
4- في الديوان : يُحدى.
أنُورثُها بكراً إِذَا كَانَ (1) بَعدَه *** فَتِلكَ وَبَيتِ اللهِ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ (2)
ورويتم ؛ أنته ضُرِبَ في بداية الإسلام حتّى اسودّ وغشي عليه ، فحمل إلى داره مشدوداً (3)في كساء...!
والخاذل خير من المخذول ، وكان عليّ علیه السّلام هو الطاعن بالرمحين،
ص: 470
1- في الديوان والكامل : مات .
2- جاء هذا البيت بعد الأوّل في المحلّى 193/11، وفيه : [من الطويل] أيورثها بكراً إذا مات بعده ***فتلك لعمر الله قاصمة الظهرِ وبعده : وإنّ التي طالبتُمُ فمنعتُمُ *** لكالتّمر أو أحلى لديّ من التمر فداً لبني بكر بن ذودان رحلي ونا *** قتي عشية يحدي بالرماح أبو بكرِ أقول : القصيدة أو بعضها موجودة في عدة مصادر ، منها : كتاب الجمل للمفيد رحمه الله : 58 ، وفتوح ابن أعثم 47/1 .. وغيرهما. وجاءت أبيات منها في الصوارم المهرقة : 82 ومنسوبة إلى الحطيئة ، وقال : ودليل ما قلناه شعر الحطيئة المشهور الذي يقول فيه .. إلى آخره. وقد نسبها بعد ذلك لمالك بن نويرة في الصوارم : 83 - أيضاً - .. وغيره .
3- في نسختي الأصل : مسدوداً .
والضارب بالسيفين ..(1).
ولمّا أسلم كان في جوار [ابن ] الدغنة(2)، وعثمان في جوار سعيد بن العاص ابن أميّة، وعبد الرحمن في جوار الأسود بن عبد يغوث..
وما كان عليّ علیه السّلام يحتاج إلى جوار.
وذكر البيهقي في دلائل النبوة (3)؛ عن عبد الرزاق، عن معمّر، عن الزهري،
ص: 471
1- يقول الراغب الإصفهاني في كتابه المحاضرات 138/3: قيل : كانت قريش إذا رأت أمير المؤمنين [علیه السّلام] في كتيبة تواصت خوفاً منه . ونظر إليه رجل - وقد شق العسكر - فقال : قد علمت أن ملك الموت في الجانب الذي فيه عليّ [علیه السّلام
2- الكلمة مشوشة في نسخة (ب) ، وفي نسخة (ألف) : الدعقة ، ولا معنى مناسباً لها لغة والحقّ، أن الكلمة مصحفة : ابن الدغنة . وهو : ربيعة بن رُفيع بن أهبان بن ثعلبة السُّلمي، كان يقال له : ابن الدُّغْنَة، وهي امُّهُ، فغلبت على اسمه ، كما جاء في الاستيعاب 491/2 برقم 757. راجع : كتاب البخاري 126/3 - 128 (باب جوار أبي بكر في عهد النبي وعقده) حديث ،2297 ، وأيضاً في 73/5 - 76 ( باب هجرة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم وأصحابه إلى الله المدينة ) حديث 3905 ، وكذا فتح الباري لابن حجر 467/1، وعمدة القاري 256/4 .. وغيرهما وفي البداية والنهاية 119/3 ، عبر عنه ب- : سفيه من سفهاء قريش ، وهو عامد إلى الكعبة فحثا على رأسه تراباً . ولاحظ : السيرة النبوية 66/2 ، وسبل الهدى والرشاد 411/2 . . وغيرهما .
3- دلائل النبوة للبيهقي 98/3 حديث 958.
قال : كان نوفل بن خويلد قرن الختّار (1)بطلحة قبل الهجرة بمكّة، وأوثقهما بحبل وعذبهما يوماً إلى الليل، حتّى سئل في أمرهما ..
ولمّا عرف النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم حضوره بدراً، قال: «اللّهم اكفني (2)نوفل ابن خويلد» (3)ثمّ قال : « ألا (4)من له علم بنوفل بن خويلد؟» فقال عليّ علیه السّلام : «أنا قتلته يا رسول الله» فكبّر النبيّ (عليه و آله السلام) فقال: «الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه»(5).
ص: 472
1- كناية عن أبي بكر، كما اختاره المصنف رحمه الله، وسلف في المقدّمة. راجع : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 172/2.
2- كذا في الدلائل ومغازي الواقدي 92/1 ، وجاء في نسخة (ب)، وفي نسخة (ألف): أمكنّي. وهو الغالب في المصادر .
3- كما جاء هذا الخبر وقوله صلی الله علیه و آله و سلّم في الإرشاد : 34 - 36 [ وفي الطبعة المحققة 70/1 و 76] ، وجاء فيه أيضاً : 37 - 39 [ وفي الطبعة المحققة 76/1] وفيه : «اللهم اكفني نوفلاً ..» بألفاظ مقاربة لما هنا مع وحدة الإسناد، وعنه في بحار الأنوار 279/19 - 281 (باب (10) حديث 18، بهذا الإسناد من دون نقل عن دلائل البيهقي. لاحظ : سيرة ابن هشام 355/2 - 363 . . وغيره .
4- في نسختي الأصل : لا - بلا همزة ..
5- قال القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار 264/1: وممن قتله عليّ صلوات الله عليه نوفل بن خویلد بن أسد ، وكان من شياطين قريش ، وهو الذي قرن أبا بكر وطلحة - لمّا أسلما - في حبل وعذّبهما ، وكانا يسمّيان: القرينين . أقول : هو عمّ الزبير بن العوام، كما في إعلام الورى للطبرسي رحمه الله : 86 [الطبعة المحقّقة 170/1]. راجع : مستدرك الحاكم 369/3 ، والطبقات الكبرى لابن سعد 215/3 ودلائل النبوة : 50 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 143/14، وانظر - أيضاً - منه 253/13 .. وغيرها
أبو تمام الطائي(1): [من الخفيف]
لَم يَكُونُوا غَدَاةَ بَدْرٍ وَلَا فِي *** أُحُدٍ وَالسُّيُوفُ فِيهِ دَوَامِي
في هناه ...(2) ذَا الإِمَامِ الشَّطبِ *** ويكثرنَ مِن قَبرِ الغُلَامِ (3)
حَيْتُ لَمْ يَرْأَمِ الكَرِيهِةَ إِلَّا *** كُلُّ مَاضٍ جَنانُهُ مِقدَامِ(4)
كعَليٌّ طَابَ اسمُهُ وَأخِيهِ *** جَعْفَرٍ أو كَحَمْزَةَ الإِقْدَامِ
ص: 473
1- أقول : ليست هذه القصيدة في ديوان أبي تمام المطبوع ، وهي قصيدة عامرة له موجودة في نسخ ديوانه المخطوطة .انظر: : سه چکامه ولائي از أبو تمام الطائي : 259.
2- هنا بياض في نسختي (ألف) و (ب) بمقدار كلمة.
3- جاء البيت في نسخ مخطوطة لديوان أبي تمام هكذا : في هَناتٍ يَحْنِينَ ذا القامَةِ الشَّطْ *** -بِ ويُكثِرْنَ مِنْ قَتِيرِ الغُلامِ انظر : سه چکامه ولائي از أبو تمام طائي: 259.
4- في نسختي (ألف) و (ب) : حنانه بمقام ، ويصحّ بمقام على وجه، ما أُثبت أقرب معنىً.
لَا كَقَومِ كَانُوا إِذَا ازْدَحَمَ الأَمْ*** -رُ وشُبَّ الصِّرامُ بعد الضرامِ
خَلَطُوا (1) الشَّدَّ بِالنَّجاءِ وولُّوا *** عُوَّذاً بالنخيل والأطام (2)
هَبَّ قوم كانوا نياماً فحازو *** ها فَصِرْنا رَعيَّة للنيام(3)
لم يَخافُوا الحَيَّ القَوِيُّ ولم يَر *** عوا لِمَيْتٍ في قبره من ذمام(4)
***
ص: 474
1- في نسختي الأصل : تخلطوا
2- العجز مشوش في نسختي الأصل، جاء هكذا : عوداً بالبحيل والآطام.
3- العجز في نسختي الأصل كلّاً مشوش غير منقوط ، أثبتنا منه ما استظهرناه معنىً لا لفظاً، وإلّا فهو في نسختي الأصل : ما قصر بارعيه للنام ..
4- الكلمة في نسختي الأصل غير معجمة والبيت وماقبله كلا مشوش في النسختين وما أثبتت هنا ، فهو استظهار منّا .
المحتوى - الفهرست التفصيلي
ص: 475
المحتوى للجزء الثالث من مثالب النواصب
آية .. ابتهال .. رواية .. شعر ... 3
نماذج من نسختي (ألف) و (ب) من الكتاب المبدأ والمنتهى-... 7
مسرد هذا المجلد ... 11
مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين
تتمة باب المقدمات
الفصل العشرون
في ظلامة أمير المؤمنين علي علیه السّلام
(13 - 62 )
في قوله عزّ وجلّ:« وَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ...»... 15
خطبة أمير المؤمنين علیه السّلام وقوله : « ما لنا وقريش.. » وكلام أبي حازم الأنصاري معه وهي من روائع خطبه علیه السّلام مع ما فيها من الاستدلال والاحتجاج... 17
أبيات الناشي (7). ... 34
خطبة أمير المؤمنين علیه السّلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أيام لما فرغ من جمع القرآن وتأليفه ... 37
ص: 477
في تأويل قوله سبحانه وتعالى : «ياوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً » ... 38
في تأويل قوله سبحانه وتعالى:«لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْجَاءَنِي ...» ... 39
أول شهادة زور وقعت في الإسلام ... 42
أبيات محمّد الموسوي (7). ... 43
خطبة أمير المؤمنين علیه السّلام حين بويع للخلافة ... 44
خطبة أمير المؤمنين علیه السّلام من نهج البلاغة : «اللهم إنّي استعديك على قريش ... 47
خطبة أمير المؤمنين علیه السّلام المسماة ب- : الشقشقية المقمعة ... 48
كلام الرشيد مع النظام مع أبيات ثلاثة له ... 54
بيتان للمعري ... 56
أبيات أبي الفوارس(10) ... 57
أبيات البشنوي(3). ... 59
أبيات أبي القاسم ابن هاني المغربي(10) ... 59
الفصل الواحد والعشرون
في شكاية الزهراء علیها السّلام
(63 - 99 )
في تأويل قوله سبحانه:«أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين..» ... 65
كلام فاطمة الزهراء علیها السّلام مع أم سلمة حين سألتها : كيف أصبحت ... 66
كلام فاطمة الزهراء علیها السّلام مع الأوّل ... 68
ص: 478
كلام فاطمة الزهراء علیها السّلام مع الأنصار ... 70
بيتان للصديقة البتول علیها السّلام عند قبر أبيها صلی الله علیه و آله و سلّم ... 77
محاورة الأوّل مع الثاني بعد الخطبة ... 79
كلام الصديقة الطاهرة عليهاالسلام لأمير المؤمنين علیه السّلام وجوابه علیه السّلام لها ... 80
من كلامها صلوات الله عليها ... 84
من إنشائها صلوات الله عليها (9) ... 86
بیتان لابن حماد ... 92
بيتان لدعبل . ... 93
بيتان للعوني. ... 93
بيت للعنبري . ... 95
أبيات دعبل (5) ... 95
بيتان لدعبل في ذكر الكعبة. ... 97
الفصل الثاني والعشرون
في أنّ فاطمة علیها السّلام توفيت غضبى عليهما
(121 - 101 )
مطالبة الصديقة علیها السّلام من الأول ميراثها من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ... 103
غضب فاطمة علیها السّلام على أبي بكر وهجرها إياه ... 104
مبايعة أمير المؤمنين علیه السّلام لأبى بكر بعد شهادة فاطمة علیه السّلام مضطراً ... 104
ص: 479
عمر فاطمة الزهراء سلام الله عليها وشهادتها ... 105
ما قاله الأوّل قبل وفاته مما كان يود فعله أو تركه ... 106
حديث : « من آذى فاطمة فقد آذاني » منقول بالإجماع... 107
حديث : «فاطمة بضعة مني .. » ... 108
حديث: «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها» متفق عليه ... 109
الإجماع على أنّهما أذياها وكشفا عن بيتها... 109
قولة عائشة : أنّها علیها السّلام ماتت غضبي على الأول ... 109
ثبت أنّها علیها السّلام حلفت أن لاتكلّم الأول والثاني ... 110
بیتان من شاعر مجهول ... 110
وصية فاطمة علیها السّلام حين حضرتها الوفاة ... 111
مقدار ما بقيت سلام الله عليها بعد أبيها صلی الله علیه و آله و سلّم ... 111
محاولة الأوّل بواسطة أسماء بنت عميس الكلام مع الصديقة علیها السّلام ... 111
محاورة الصديقة الطاهرة علیها السّلام مع الشيخين ... 112
تجهیز فاطمة علیها السّلام والصلاة عليها ودفنها ... 112
ما حدث في البقيع من محاولة نبش القبور ... 113
أبيات السيد الحميري (5) ... 116
أبيات سلامة الموصلي (10) ... 117
أبيات ابن حماد (6) ... 119
أبيات صاحب النظم والنثر (7) ... 120
ص: 480
الفصل الثالث والعشرون
في نفي المساواة بين علي علیه السّلام وبينهم
(123 - 141 )
بعض ما يمتازه صلوات الله عليه على القوم من المناقب ومقارنتها بهم ... 125
قصيدة الزاهي (11) ... 130
أبيات العبدي(5) و (4) ... 132
أبيات مهيار (3) ... 133
بیتان للسيد الحميري ... 133
بيتان للبرقي ... 133
أبيات ابن طوطي الواسطي(4) ... 134
أبيات العوني(3) ... 135
وله أيضاً (3) ... 136
بیتان لابن حمّاد... 136
وبيتان له أيضاً ... 137
أبيات ابن الرومي (6) ... 138
أبيات العوني(4) ... 140
أبيات لغيره (3) ... 140
أبيات لآخر (3) ... 141
ص: 481
الفصل الرابع والعشرون
في أن علياً صلوات الله عليه أفضل منهم
( 143 - 168 )
المنهيات من الشارع ومتابعتها ... 145
الأدلة على كونه سلام الله عليه أفضل منهم ... 146
كون أبي بكر وعمر معاً في جيش أسامة الذي كان مولى لأمير المؤمنين علیه السّلام ... 146
لعن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم من تخلّف عن جيش أسامة ... 151
منازعة أسامة مع عمرو بن عثمان في حائط من حوائط المدينة بين يدي معاوية ... 152
رسالة أبي بكر إلى أسامة وجوابه لها ومحاجّته إياه ... 154
قصة امارة أسامة وعدم طاعة القوم له ... 154
همّ الأول أن يخلع الإمارة من عنقه ونهي الثاني له ... 157
تكرر الحديث عن خروج أسامة بالجيش ورجوعه بعد أن عزله الأول ... 158
الإجماع على تولية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم لأسامة على المهاجرين والأنصار وأمره صلی الله علیه و آله و سلّم بالمسير تحت رايته ... 159
ما جرى بين أسامه والشيخين من محاجة وبيان مخالفتهما لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم من عدة وجوه ... 161
أبيات السيد الحميري (3) و(8) ... 162
أبيات الناشي(3) ... 163
أبيات العوني (4) ... 164
بيتان لابن الحجاج ... 165
ص: 482
أبيات منصور النميري (5) ... 165
بيتان لطاهر الجزري ... 166
أبيات ديك الجن (6) ... 167
الفصل الخامس والعشرون
في أنّهم لا يصلحون للإمامة
(169 - 193 )
عدم وجود أي امتياز خاص لهم للإمامة بل عكس ذلك ... 171.
كون أمير المؤمنين علیه السلام مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى:«إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً» ... 172
أمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بأن يكتب القرآن من لم يعبد الأوثان... 174
أبيات الحميري(4) ... 175
بيتان من مخمسة العوني في الفصل والتفصيل... 176
أبيات ابن العودي النيلي (12) ... 178
أبيات العونى (10)... 191
الفصل السادس والعشرون
فيما تعلقوا من الآيات في فضائلهم
(195 - 217 )
قوله تعالى:«فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ»...197
ص: 483
قوله سبحانه:«وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ..» ...197
قوله تعالى :«رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ..» ... 198
قوله عزّ اسمه :« لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ...198
أحداث عام الحديبية وكتاب الصلح ... 200
هروب الخليفتين في خيبر ويوم حنين ونقضهم لبيعة الرضوان... 203
أبيات العوني (3)... 203
قوله عزّ وجلّ:« وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ .. »... 205
قوله عزّ اسمه :«عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ...206
قوله سبحانه:«قُل لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي
بأس شديد ... 206
قوله تعالى:«لَقَد تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ.. .» ... 208
قوله عزّ من قائل:«إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ... 209
قوله عزّ وجلّ :«وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا .. » ... 209
قوله سبحانه:«مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ..» ...209
قوله تعالى:«الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ ... 210
أبيات سلامة الحسني (4) ... 212
أبيات الكميت (7) ... 213
أبيات محمد بن حبيب الضبي(12) ... 214
ص: 484
الفصل السابع والعشرون
في ذكر الأخبار الكاذبة فيهم
(219 - 252 )
فرية : كون أبو بكر سيد كهول أهل الجنة. ... 222
فرية : مثل الأوّل والثاني مثل جبرئيل وميكائيل في السماء ... 227
فرية : كونهما وزيري رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ... 227
فرية : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ... 229
فرية : وضع حجر أبي بكر الى جنب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ثم عمر ثم عثمان ، وقوله صلی الله علیه و آله و سلّم هؤلاء أئمتي بعدي ... 231
فرية : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ... 233
فريتهم : إن تولوا الأوّل تجدوه قوياً في دين الله ، ضعيفاً في نفسه...234
دعوى أنّ عمر قال كنت أبادر اذ أمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم بشيء من أفعال البرويسبقني أبا بكر ... 235
دعوى : أنّ على ساق العرش مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين... 236
فرية : إنّ أبا بكر وعمر من أهل الجنّة الذين يتراوون في علیین کماتترانی الكواكب الدراري لأهل الأرض ... 238
دعوى كون الخلافة بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم ثلاثين سنة... 238
فرية : أن أمير المؤمنين علیه السّلام قال : إن خير هذه الأُمة بعد نبيّها الأول والثاني... 239
فرية : خير أُمتي القرن الذي في عصري ثم الذين يلونه ... 240
ص: 485
دعوى : إنّ الله تعالى إطلع على أهل بدر فقال : «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فقد غفر لکم» ... 242
حديث العشرة المبشرة بالجنّة... 243
قصيدة أبي تمام الطائي(14) ... 245
أبيات ابن حمّاد (4) ... 249
أبيات مهيار (10) ... 249
بیتان من مخمسة العبدي ... 252
الفصل الثامن والعشرون في اللطائف و النكت
(253 - 302 )
قوله تعالى:«أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» ... 255
قوله عزّ اسمه : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ..
»... 256
في قوله صلی الله علیه و آله و سلّم : « نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» ... 257
قول أميرالمؤمنين علیه السّلام : «أنا أوّل من يحاسب في الدماء » ... 258
مجموعة من الأوليات في الروايات ... 259
كونهم علیهم السّلام الأول الأمة حساباً ... 259
في تأويل فريتهم : أصحابي كالنجوم ... 260
الاحتجاج عليهم بقولة الرجل: (أقيلوني ) وقوله علیه السّلام : ( سلوني) ... 260
بيتان لشاعر ... 260
كونهم علیهم السّلام أقرأ الناس للقرآن ... 261
ص: 486
بيت لحاتم ... 262
جهل الخليفة في قوله سبحانه:«وَفاكِهَةً وَأَبّاً» ...
إفحام الأول في (الذاريات) و (النازعات) ... 263
قياس جاهل بالقرآن ومحرّفه مع العالم بالكتب السماوية ... 264
أبيات الناشي (4) ... 265
جزع الخليفة حين موته وقولته المشهورة ... 265
دعواهم أنّ النبي صلی الله علیه و آله و سلّم بشرهما بالجنة ... 266
قوله علیه السلام : «ما ينتظر أشقاها ...» ... 266
ما قيل في فرح أمير المؤمنين علیه السّلام حين مات الأول ... 268
أبيات كشواذ بن إيلاس(5) ... 268
حكم ورثة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم وحكمهم ... 269
أبيات السيد الحميري (4) ... 269
أبيات البشنوي(6) ... 271
القصيدة القرائية المحبرة ( 4 ) ... 272
أبيات ابن حماد (8) ... 272
تفسير قوله سبحانه:«لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ » ... 272
حكم قوله سبحانه:«إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ » ...273
في قوله سبحانه: »«وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ» ... 275
في قوله سبحانه:« رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلانَا ... 276
في قوله سبحانه:«وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِم» ... 276
ص: 487
في قوله عزّ من قائل: « قُل هَل تُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ..»... 277
أبيات الناشي (3). ... 277
في قوله عزّ وجلّ : « إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» ... 278
في قوله تعالى: «وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ » ...279
في قوله سبحانه: «كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً» ... 279
فی حديث سدّ أبواب المسجد : « إِلَّا عَابِرِي سَبِيلِ »... 279
فی قوله عزّ اسمه : « إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ » ... 280
فی حديث المبيت على فراش رسول الله ... 280
في قوله صلی الله علیه و آله و سلّم للأول : « لا تحزن » ... 281
بیتان لابن حماد ... 281
في قوله تعالى : «إنَّ اللهَ اصْطَفى ... » ... 281
في خصائص الأنبياء علیهم السلام من الكتاب وأعدائهم وخصومهم ... 282
أبيات الحسن الدوريستي (4) ... 283
في قوله سبحانه:«وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً...» ... 285
في قوله تعالى :«وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمْ...» ... 285
في قوله تعالى :« ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ» ... 285
في قوله تعالى:«وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ» ... 286
أبيات البرقي(7) ... 286
في حديث : « من انتسب إلى غير أبيه ..» ... 286
في قوله عزّ وجل :« لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً » ... 289
ص: 488
كيف يقاس من ولد في الكعبة مع من عبد الأصنام أربعين عام ؟ ! ... 289
تغییر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم للأسامي الخبيثة ... 290
حسد إبليس لآدم وحسد أعداء أمير المؤمنين علیه السلام له ... 291
المجاهرون مع الأولياء ... 292
مقارنة أعداء الله وصفاتهم من الآيات الكريمة ... 293
مقارنة بين هارون علیه السّلام ومخالفيه مع أمير المؤمنين علیه السّلام ومناويه ... 295
خلافة الأوّل كانت بالاختيار وهي عندهم فلتة ... 297
أبيات البرقي(13) ... 297
أبيات ابن حماد(9) ... 299
بيت ابن الحجاج ... 301
أبيات الخالدي (3) ... 301
ص: 489
القسم الثاني
في مثالب الجاهلين والجاحدين الغاصبين الباب الأول باب أبي الشرور
الفصل الأوّل
في اصل أبى الفصيل و دناءته
(305 - 332 )
في قوله تعالى: «الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ... 307
قصة أبي بكر مع دغفل النسابة ... 307
كلام الفرزدق وجرير في بني تيم ... 313
بيتان لجرير في هجو بني تيم ... 314
بيت لشاعر ... 315
بیت آخر ... 316
کلام ابن عباس عن صنم تيم بن مرّة ... 316
بيتان لأبي طالب سلام الله عليه ... 317
أبيات السيد الحميري (3). ... 318
بيت لغيره ... 320
بعض التعريضات في الخليفة الأوّل وبني تيم ... 320
بيتان للمصنف رحمه الله في هذا الباب. ... 322
ص: 490
بيت آخر للمصنف رحمه الله ... 323
ما قيل في أبي قحافة - والد الأول - وعمله ... 323
بيتان لأُمية بن أبي الصلت في مدح ابن جدعان ... 324
في قوله تعالى:« وَالَّذِي قَالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ..» ... 327
في عبد الرحمن بن أبي بكر ... 327
في أصل أبي بكر ونسبه ... 328
أبيات البشنوي(3) ... 330
أبيات الناشي (4)... 330
أبيات لشاعر (3) ... 331
الفصل الثاني في جهل العتيق
( 323-376)
في قوله تعالى: «أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الحَقُّ» ... 335
في قوله عزّ من قائل:« إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ ..» ... 336
في قوله صلى الله عليه وسلم مخاطباً لقومه : « من يقبل منكم وصيتي ويؤازرني على أمري؟ » ... 336
جهله في تفسير قوله سبحانه:« وَفَاكِهَةً وَأَبَاً» ... 337
في جهل الأوّل في الكلالة ... 339
كيفة جمع الخليفة الأوّل للقرآن ... 341
جهل الخليفة بالقرآن فضلاً عن تأويله ... 342
ص: 491
كيفية جمعهم القرآن وشروطهم ... 343
كيف يكون فقيهاً من لم يستشم قراءة القرآن ؟ ! ... 345
عودة إلى حديث الكلالة عند العمرين وميراث الجد ... 345
ما كان يوده العتيق عند موته ... 346
اعتراف الخليفة بأنّ ما يقوله من نفسه من غير كتاب وسنة ... 350
خطبة الخليفة أول ما بويع... 351
تكفل غيره بمال المسلمين والقضاء لهم وعجزه عن ذلك ... 351
إلزام الخليفة بالأخذ بكمال الدين والكتاب المبين ... 353
تكفّل أبي عبيدة بمال المسلمين وعمر بقضاء هم أيام الأول ... 353
جهل الخليفة بحدّ شارب الخمر... 354
جهل الخليفة بحكم من أصاب بيض نعام في الحج فأكله ... 355
نماذج من جهل الخليفة الأوّل بموارد عديدة وأحكام كثيرة له ... 359
سؤال نصرانيين من الخليفة عن بعض الفروع ... 359
جهل أبي بكر بميراث الجدة ... 361
طريفة من جهل الخليفة ... 363
قولة أبي بكر : وليت أمركم ولست بخيركم ... 363
اعتراف الخليفة بأنّ له شيطاناً يعتريه ... 367
بيتان للمصنف رحمه الله ... 368
كون إبليس أعلم من الخليفة ... 369
بهلول والخلفاء ... 369
ص: 492
أبيات الموسي[كذا ] (6) ... 370
أبيات ابن حماد (4). ... 371
أبيات أُخر لابن حماد(6). ... 371
أبيات السيد الحميري (3). ... 373
أبيات الحماني(3). ... 373
بيتان للصاحب ... 374
بيتان لمجهول ... 375
الفصل الثالث
في أحكام عبد اللات و سيرته
(377 - 432 )
في قوله سبحانه:«أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ...»... 379
في قوله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُم اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعَمَى أَبْصَارَهُمْ.. » ... 380
في قوله عزّ اسمه : «وَإِذا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها .. » ... 380
نماذج من تصرفات الخليفة الحمقاء وأفعاله ... 381
جهله بحكم حد السارق ... 383
قصة الفجاءة وما فعله الخليفة معه ... 385
حرقه لمقموط بالنار ، ولا يعذب بالنار إلّا ربّ النار ... 386
ندم الخليفة على ثلاث وثلاث وثلاث ... 388
إطلاق الأشعث بن قيس وتزويجه ... 389
ص: 493
أبيات الأصبغ بن حرملة الليثي(8) ... 392
قضاء يعلى بن منية في اليمن ... 395
استخلاف الخليفة الخلافة المغصوبة ، وعدم خوفه من الله سبحانه و تحليل كلماته وردّها ... 395
تحليل كلمات الأول بعد استخلافه للثاني ... 397
علة تسمية الخليفة أهل الردّة بهذا الاسم ... 399
قصة مالك بن نويرة مع خالد بن وليد والخليفة ... 400
أبيات متمم بن نويرة مخاطباً للأول وخالد في قتلهم لأخيه مالك(3)
... 402
الأفعال الشنيعة والجرائم التي أتى بها خالد في حق مالك بن نويرة ... 404
موقف الثاني من خالد ... 405
مهاجرة الثاني لخالد وعزله له في حكومته ... 407
بيت أبي منصور الآبي ... 410
أبيات مالك بن نويرة (6) ... 411
أبيات أبي علم الطائي (10) ... 413
اجتماع الثاني مع خالد عند الأوّل وتواطئهم على قتل أمير المؤمنين علیه السّلام ... 415
صنيع أمير المؤمنين علیه السّلام بخالد ... 422
كلمات الصحابة في فعلة الأول بأمير المؤمنين علیه السّلام ... 424
بدعة الأول بتمامية صلاة من أحدث قبل التسليم في الصلاة ... 427
أمر الأول بقتل أمير المؤمنين علیه السّلام؟ ! ... 428
ما قيل من الشعر فى محاولة اغتيال أمير المؤمنين علیه السّلام من خالد وأسياده ... 428
ص: 494
أبيات السيد(5) و (4) ... 428
بيتان للسيد ، وأبيات ابن حماد (6) ... 430
أبيات ابن حماد (4)، وبيتان لغيره(2) ... 432
الفصل الرابع في جبن الختار (433 - 474)
في قوله سبحانه: «كُلُّ خَتَارٍ كَفُورٍ» ... 435
في معنى الختار ... 435
في قوله تعالى: «فَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً» .... 435
بيت البشنوي ... 436
كون الخلفاء في الغزوات تابعين غير متبوعين ... 436
بيت الفرزدق ... 437
بيت لغيره ... 438
فرار الخلفاء في بعض الغزوات ... 438
مخمسة العبدي ... 439
دور الخلفاء في غزوات النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم
في بدر ... 440
بيت المتنبي ... 441
موقف أمير المؤمنين علیه السّلام في هذه الواقعة ... 444
ص: 495
في قوله تعالى: «لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» ... 445
بيت ابن حماد ... 445
في أحد ... 447
أبيات السيد الحميري (3) ... 448
في الخندق ... 449
أبيات المرزكي (5) ... 450
في قوله سبحانه وتعالى: «وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ ... 451
فی خیبر ... 451
في قوله : «لأعطين الراية ..» ... 451
في قوله عزّ اسمه : «فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى القاعِدِينَ دَرَجَةً» ... 456
أبيات لشاعر (3) ... 456
أبيات سلامة الحسني(3) ... 457
أبيات السيد الحميري (8) ... 457
أبيات العوني (3) ... 458
في فتح مكّة ... 459
أبيات المعري (3) ... 459
في حنين ... 460
في قوله سبحانه وتعالى: «وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثرَتُكُمْ» ... 461
في تبوك ... 463
ص: 496
شعر لمجهول ... 463
ما قيل في شجاعة الخليفة ! ... 465
الطريق إلى معرفة الشجاعة ... 466
أبيات الأخطل بن قيس(6) ... 467
ما فعله نوفل بن خويلد مع الخليفة ... 471
أبيات أبي تمام الطائي (8) ... 473
المحتوى ... 475
ص: 497