مثالب النواصب ( ابن شهر آشوب ) المجلد 2

هوية الكتاب

مثالب النواصب

لمحدث المتتبع والفقیه المحقق

رشید الدین ابي جعفر محمد بن علي ابن شهر آشوب المازندراني (طاب ثراه)

(488 - 588 ه_)

الجزء الثّاني

صححه وأخرج نصوصه وعلق علیه

الشیخ عبد المهدي الإثنا عشري

المؤلف : محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (488 - 588 ه_)

المحقق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري

الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف

الطبعة : الأُولى - 1445 ه_ / 2024

عدد الأجزاء : 12 مجلّداً

محرر الرقمي: محمد مبين روزبهاني

ص: 1

اشارة

هوية الكتاب:

المؤلف : مثالب النواصب / ج 2

المؤلف : محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (488 - 588 ه_)

المحقق : الشيخ عبدالمهدي الاثناعشري

الإصدار : دار الرضا - النجف الأشرف

الطبعة : الأُولى - 1445 ه_ / 2024

عدد الأجزاء : 12 مجلّداً

البريد الإلكتروني :

يمنع شرعاً و قانوناً نشر الموسوعة أو تكثيرها أو تصويرها بدون إذن محققها وبإجازة كتبية

لتحصيل الموسوعة ، يرجى الاتصال عبر :

البرید الإلکتروني: almasaleb@gmail.com

ص: 2

قال الله سبحانه وتعالی:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذِيْنَ أَصَلأَنَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ﴾

سورة فصلت (41): 29

ص: 3

عن جابر قال : سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله ...﴾ قال : فقال: «هم [والله] أولياء فلان وفلان وفلان، اتّخذوهم أئمّة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماماً ، فلذلك قال [الله تبارك وتعالى]:

﴿.. وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لِلهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَاب * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتَّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ..﴾ إلى قوله : ﴿.. وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار﴾» .

قال : ثمّ قال أبو جعفر (علیه السّلام): «هم والله - يا جابر ! - أئمّة الظلم وأتباعهم» .

تفسير العياشي (رحمه الله علیه) 72/1 رقم 142، وعنه في بحار الأنوار 363/8 (باب 27) حدیث 41

ص: 4

ابتهال

من دعاء مولى الموحدين أمير المؤمنين (علیه السّلام):

« . . اللهمّ صلّ على محمد وآله ، وارزقني موالاة من واليت ، ومعاداة من عاديت ، وحبّاً لمن أحببت ، وبغضاً لمن أبغضت .. حتى لا أُوالي لك عدوّاً، ولا أُعادي لك وليّاً ..» ،

الإقبال : 117 ، (دعاء الليلة الثانية من شهر رمضان) وعنه في بحار الأنوار 16/98 ذيل حديث 16

ص: 5

قال زيد بن عليّ - مخاطباً بني أُمية(1) -:

لا تَطْمَعوا أَنْ تُهِينُونَا وَنُكْرِمَكم *** وأن نكُفَّ الأَذَى عَنكُم وتُؤذُونَا

اللهُ يَعلَمُ أنا لا نُحِبُّكُمُ *** ولَا تَلُومُكُمْ أَنْ لَا تُحِبُّونَا

كُلُّ لَهُ نِيَّةٌ فِي بُغْضِ صَاحِبِهِ *** بِنِعْمَةِ اللهِ نَقْلِيكم وَتَقِلُونَا

ص: 6


1- الكنز المدفون للسيوطي : 325 ، وجاء البيتان الأولان - باختلاف يسير - في المناقب لابن شهر آشوب المازندراني (رحمه الله علیه) 173/4 ، وعنه في بحار الأنوار 175/45 باب (39) ذيل حديث 22 ، ونسبه للإمام السجاد (علیه السّلام)، ولم يرد البيت الثالث هناك. وقد قيل : إنّ هذا الشعر مع بيت أو أبيات أُخر للفضل اللهبي (حفيد أبي لهب) .

الصورة

خاتمة الجزء الأول وبداية هذا الجزء من نسخة ألف

ص: 7

الصورة

نموذج مما جاء في هذا الجزء من نسخة ألف

ص: 8

الصورة

خاتمة الجزء الأوّل وبداية هذا الجزء من نسخة ب

ص: 9

الصورة

نموذج ممّا جاء في هذا الجزء من نسخة ب

ص: 10

مسرد

المجلد الثاني

آية .. رواية .. ابتهال .. شعر ... 3

نماذج من نسختي الكتاب المبدأ والمنتهى - ... 7

مسرد هذا المجلد ... 11

القسم الأول

مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين تتمة باب المقدمات

( 13 - 500)

الفصل الثامن : في خطأهم في الأحكام لبغض أهل البيت (علیهم السّلام) ... 13

الفصل التاسع : فيما جاء فيهم أجمعين ... 67

الفصل العاشر : فيما جاء فيهما ... 133

الفصل الحادي عشر : في ذكرهم ... 173

الفصل الثاني عشر : في ذكر الصحيفة وأصحاب العقد ... 187

الفصل الثالث عشر : في أصحاب العقبة وخبر النفير ... 219

الفصل الرابع عشر : في كتمانهم وصية النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 241

ص: 11

الفصل الخامس عشر : في تناقض أحكامهم ... 263

الفصل السادس عشر : في ذكر العريش ... 293

الفصل السابع عشر : في حكم القبر ... 307

الفصل الثامن عشر : في ذكر السقيفة ... 327

الفصل التاسع عشر : في أنّ إمامة أبي دون كانت بلا رضى ... 393

المحتوى - الفهرست التفصيلي ... 501

* * *

ص: 12

[ القسم الأول ] : [مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين باب في المقدّمات]

[فصل 8] [في خطأهم في الأحكام لبغض أهل البيت (علیهم السّلام)]

ص: 13

ص: 14

فصل(1)

في خطأهم في الأحكام لبغض أهل البيت (علیهم السّلام)

يسمعون كلام الله يتلى عليهم : ﴿.. اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..﴾(2)..

وقول الرسول [(صلی الله علیه و آله و سلم)] في آخر عمره على المنبر : «اللهم هل(3) بلغت ؟»(4) ..

ص: 15


1- أقول : أغلب مطالب هذا الفصل مستخلص من كتاب: التعجب من أغلاط العامة ؛ للشيخ أبي الفتح الكراجكي (رحمه الله علیه)، إلا أنتها هنا مجملة مختصرة، وهناك مفصلة مزيدة، فليراجع ؛ فإنّه كتاب عظيم الفائدة ، قليل النظير . هذا ؛ وقد أورد (رحمه الله علیه) هذا الفصل متابعاً فيه الفصل السابع عشر من كتاب التعجب من أغلاط العامة لشيخنا الكراجكي : 148 - 155 بعنوان : من أغلاطهم في الأحكام، وبدعهم في شريعة الإسلام.. قال : فمن عجيب أمرهم: أنهم يسمعون كتاب الله تعالى يتلى..
2- سورة المائدة (5) : 3 .
3- لا، توجد : هل في نسخة (ب) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
4- مرّت بعض مصادر الحديث قريباً ، ونزيد عليها ما جاء في : مسند أحمد بن حنبل 230/1 (مسند عبد الله بن عباس)، تفسير الطبري 105/4 ، البداية والنهاية 194/5.. وغيرها . وقد قال أبو الفتح الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 148: ويبلغهم أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قال في المنبر آخر عمره : « اللهم هل بلغت ؟ » .. إلى آخره .

ولا يكون كاملاً إلا وقد نص على جميع أحكامه، وعرفهم ما كلّفهم فيه من جميع حلاله وحرامه ، ولا يقول الرسول : «بلّغت».. إلا بعد ما استيقن(1) بمقاله .

فيزعمون أن الكتاب والسنّة لم يشتملا على جميع أحكام الإسلام؛ وذلك أنهم لما أعيتهم النصوص، عوّلوا على الظنون والآراء والاستحسان والأهواء، وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ﴾(2).

ويسمعون قوله [(صلی الله علیه و آله و سلم)](3): « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ..»(4).

ص: 16


1- في نسخة (ألف) : إلّا ما قد استيقن .
2- سورة المائدة (5) : 44 ، وانظر الآيتين : 45 و 47 . هذا حاصل ما ذكره شيخنا الكراجكي له في كتابه العجيب: التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة : 148 - 149.
3- هذا - أيضاً - حاصل ما ذكره الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه الرائع : التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة : 150 - 151 ، قال : ومن العجب أنهم يسمعون قول : الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم): «إنّي مخلّف فيكم الثقلين ..» إلى آخره ، باختصار.
4- هذا الحديث من متواترات الأحاديث عند الفريقين، راجع عنه مثلاً : فضائل الصحابة للنسائي : 15 (فضائل علی [(علیه السّلام)]) حديث 45 ، وفي صفحة : 22 (العباس ابن عبدالمطلب) حدیث 72، مسند أحمد بن حنبل 14/3 و 17 و 26 و 59 (مسند أبي سعيد الخدري)، المستدرك على الصحيحين 148/3 ، سنن الدارمي 2090/4 حديث 3359 ، السنن الكبرى للبيهقي 30/7 و 113/10، مجمع الزوائد للهيثمي 162/9 - 163 ، مسند ابن الجعد : 397 ، مصنف ابن أبي شيبة 133/6 (في الوصية بالقرآن وقراءته) حدیث 30081 ، السنن الكبرى للنسائي 45/5 و 51 و 130 [طبعة العلمية] ، خصائص أمير المؤمنين (علیه السّلام) للنسائي : 93 ، كتاب السنة لابن أبي عاصم 643/2 - 644 حديث 1551 - 1555 ، مسند أبي يعلى 297/2 و 303 و 376 (من مسند . أبي سعيد الخدري ) حدیث 1021 و 1027 و 1140 ، صحیح ابن خزيمة 62/4 حدیث 2357 ، تفسير ابن كثير 185/7 و 186 و 97/9 [ طبعة العلمية ] ، المعجم الصغير 131/1 ، و 135 ، المعجم الأوسط 374/3، و33/4، المعجم الكبير 154/5 حديث 4923 وصفحة : 166 حديث 4969 ، وصفحة : 170 حديث 4981، وصفحة : 182 حديث 5025 .. غيرها ، إتحاف السادة المتقين 502/10 - 506 ، الطبقات الكبرى 194/2 ، تاريخ مدينة دمشق 258/19، و 19/41 ، و 92/54.. ومصادر أخرى عند العامة .

و[قوله (صلی الله علیه و آله و سلم)]: «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض(1)»(2).

ص: 17


1- وفي حديث: «أمان لأُمنى».
2- لاحظ عن هذا الحديث المستفيض ما جاء في المجاميع الحديثية للعامة مثل : المستدرك على الصحيحين للحاكم 486/2 حديث 3676، و 162/3 حديث 4715 ، و 517/3 ذیل حدیث 5926 ، مجمع الزوائد للهيثمي 174/9 ، المعجم الكبير للطبراني 53/11 حديث 11023، و 20 / 360 حديث 864 ، كنز العمّال 398/7 حدیث 19480 و 19481 و 9612 حدیث 34155 ، صفحة : 101 حدیث 34188 ، وصفحة : 102 حديث 34189 و 34190 ، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 671/2 حديث 1145 ، ذخائر العقبى : 17 .. وغيرها من مصادر العامة .. ومن مصادرنا : الأصول الستة عشر : 16 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين (علیه السّلام) للكوفي : 133 حديث 618 ، وصفحة 142 حديث 623 ، وصفحة 174 حديث 651 ، وصفحة 175 حديث 653 ، عيون الأخبار 30/1 حديث 14، علل الشرائع 123/1 (باب 103) حديث ، ، كمال الدين : 205 (باب 21) حدیث 18 و 19 ، كفاية الأثر : 29 (ما جاء عن أبي سعيد الخدري) ، العمدة لابن بطريق: 161 [وفي طبعة : 308] ، روضة الواعظين : 273 .. وغيرها . وراجع من مجاميع الحديث عند الخاصة : بصائر الدرجات : 413 - 414 (الجزء الثامن ، باب 17) حديث 3 و 4 و 5 و 6 ، دعائم الإسلام 28/1، الأمالي للشيخ الصدوق (رحمه الله علیه): 415 (المجلس الرابع والستون) حديث 15 ، كمال الدين وتمام النعمة : 64 و 234 و 247 و 279 ، ومعاني الأخبار : 90 حديث 2 ، وفي صفحة : 91 حدیث 5 ، كفاية الأثر : 87 ، و 137 ، و 163 ، روضة الواعظين : 273، مناقب أمير المؤمنين (علیه السّلام) 112/2 ، و 116 ، و 135 ، و 140 و ..، المسترشد: 559 ، شرح الأخبار 99/1 و 479/2 ، و 481 .. وغيرها كثير.

و [قوله (صلی الله علیه و آله و سلم)]: «مثل أهل بيتي [فيكم] كمثل سفينة نوح ..»(1).. وأشباهها ،

ص: 18


1- الحديث مستفيض نقلاً ، متواتر معنى ؛ لاحظ مثلاً : نظم درر السمطين : 235، المستدرك على الصحيحين 373/2 حدیث 3312 ، و 163/3 حديث 4720، حلية الأولياء 306/4 ، المناقب لابن المغازلي : 132 حديث 173 – 176 ، مجمع الزوائد /168 ، ذخائر العقبی : 20 ، المعجم الصغير 139/1 و 22/2، المعجم الأوسط 9/4 ، و 355/5 ، و 85/6 ، المعجم الكبير 45/3، و 27/12، مسند الشهاب 273/2 - 274 باب مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ..) ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 218/1 ، كنز العمّال 94/12 - 98 ، و..، فيض القدير 519/2 حدیث 2442، و 517/5 حدیث 8162 ، تفسير ابن كثير 187/7 ، و 96/9 ، الدر المنثور 4 / 434 ، ينابيع المودة 93/1 و .. ومصادر أخرى عند العامة . وحكي عن الخاصة في : بصائر الدرجات : 297 (الجزء السادس، باب 13، في الأئمة أنهم يعلمون كلّ أرض مخصبة ، وكلّ أرض مجدبة..) حديث 4 [طبعة مكتبة آية الله المرعشي ، وفي الطبعة المحققة 528/1 برقم 1036]، عيون أخبار الرضا 272 (باب 31) حدیث 10 ، كفاية الأثر : 33 - 34، و 210، تحف العقول : 113 (باب ما روي عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) ضمن آدابه (علیه السّلام) لأصحابه وهي أربعمائة باب للدين والدنيا ) ، مناقب أمير المؤمنين (علیه السّلام) 296/1 ، و 146/2، المسترشد : 260 ، و 578 ، شرح الأخبار 2 /406 ، و 502 و 3/3، كتاب الغيبة للنعماني : 51 ، الأمالي للشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) : 60 (المجلس الثاني) حديث 57 ، وصفحة : 349 حديث 61 و ..، الاحتجاج 1 / 229 ، و 147/2 [دار النعمان ، النجف الأشرف ، وفي طبعة نشر المرتضى 157/1 و 380/2]، العمدة : 306.. ومصادر أخر .

وأن الله قد أزاح بأهل بيته علّتهم، وأغناهم بهم عن غيرهم؛ فيتركونهم ويتعلّقون بأذيال مالك ، وأبي حنيفة ، والشافعي ، وسفيان، وداود، وأحمد(1)، ويقولون:

ص: 19


1- في التعجب من أغلاط العامة للشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه): قد أزاح بأهل بيت نبيه (علیهم السّلام) عللهم، وأغناهم بهم عن غيرهم، فيهجرونهم ولا يرجعون في مسألة من الفقه إليهم، ويتعلّقون بأذيال مالك وأبي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود وابن حنبل، المختلفي الأفعال والأقوال ، المتبايني الأحكام في الحلال والحرام ، فيتبعونهم مقتدين بهم ، ويعتمدون عليهم في معالم الدين، ويتقربون بما يأخذونه منهم إلى ربّ العالمين ، ويقولون : هم علماء الأمة ! .. راجع كتاب التعجب : 151.

هؤلاء علماء الإسلام! وأئمة الأنام! هذبوا الشرع! وتتموا الناقص! وأهل البيت أتباعهم في بدعهم وآرائهم .. ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾(1).

ويسمّون أنفسهم : أهل السنّة وقد غيّروها ، وبدلوها ، واستحدثوا بآرائهم وأهوائهم ما ليس منها ، والسنّة ما سنّه الرسول (عليه وآله السلام) في أقواله وأفعاله.

ويدعون أنهم: أهل الجماعة! مع أقاويلهم المختلفة ، وفتاويهم الشاذة(2)، وتكون الشيعة عندهم : أهل البدعة ؛ لكونها متبعة للنص(3) في كلّ حادثة(4).

وينقل كلّ طائفة من أصحاب مالك، وأبي حنيفة ، والشافعي، وأحمد .. وغيرهم بما أخبرت وروت، فلا يقال لأحد منهم : لا نثق بك(5).

ص: 20


1- سورة النساء ( 4 ) : 83.
2- في كتاب التعجب بدلاً من هذا قال : وقياساتهم المتضادّة.
3- في نسخة ( ب ) متفقة النصّ .
4- هذا حاصل ما جاء في كلام صاحب كتاب التعجب من أغلاط العامة : 111 ( الفصل الثاني عشر ) حيث قال : ومن عجيب أمرهم أنهم يسمون أنفسهم ب_ : السنة !.. إلى آخره.
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل غير معجمة ، وأثبتنا ما استظهرناه ، وفي كتاب التعجب : لا يثق بك .

فيما حملته، وإذا نقل فقهاء الشيعة عن أئمتها (علیهم السّلام) يصدق روايتها(1) فيما أسندوه إليهم(2).

وأنهم يرون وجوب العمل بأخبار الآحاد ، فإن ورد(3) عليهم خبر عن آل الرسول (عليه و آله السلام) لا يقبلونه ، وخبر أهل البيت [(علیهم السّلام)] عندهم دون أخبار الآحاد رتبة ، وأقلّ منها درجة ! ويختارون عليه أخبار أبي هريرة [الذي قال له النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «إنّ فيك لشعبة من الكفر»(4)] ..

والمغيرة بن شعبة [الذي شهد عليه ثلاثة بالزنا عند عمر بن الخطاب ولعن الرابع حتى تلجلج في الشهادة.. فدفع عنه الحدّ]، وأبي موسى الأشعري [مقيم الفتنة، ومضلّ الأمة، الذي أخبر النبي أنته إمام الفرقة المرتدة ..

وأخبار عبد الله بن عمر الذي لم يحسن أن يطلق امرأته ، والذي قعد عن بيعة

ص: 21


1- كذا ؛ والظاهر : رواتها . أو يقال : لا تصدق روايتهم . وهنا واو قبل ( لا ) حذفت لعدم وجود معنى مناسب لها .
2- هذا حاصل ما ذكره الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة : 154 - 155 (الفصل السابع عشر) ، قال : ومن العجب ؛ أن تنقل كلّ طائفة من أصحاب مالك، والشافعي، وأبي حنيفة .. وغيرهم من متفقهة العامة فقهاً عن أئمتها فتصدق فيما نقلت ، ولا تكذب فيما أخبرت وروت !.. إلى آخر ما ذكره.
3- في نسختي الأصل : أورد ، ويصح على المجهول.
4- راجع : مجمع الزوائد 86/8.. وغيره.

أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ثم جاء بعد ذلك إلى الحجاج ..]، وكعب الأحبار [الذي قام إليه أبو ذر (رحمه الله علیه)، فضربه بين يدي عثمان على رأسه بالمِحْجَنة(1) فشجه ، وقال : يابن اليهودية ! متى كان مثلك يتكلّم في الدين ؟! فوالله ما خرجت اليهودية من قلبك] ، وعامر الشعبي [الذي تخلّف عن الحسين (علیه السّلام)(2).

وخرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وقال له الحجاج : أنت المعين علينا .

فقال: نعم، ما كنا فيها ببررة ، أتقياء، ولا فجرة أشقياء، وهو الذي دخل بيت المال، فسرق في خفّه مائتي درهم](3).. وأمثالهم(4).

ص: 22


1- المِحْجَنة : هي العصا المعوجّة ، كما في لسان العرب 108/13 ، وفي كتاب العين 81/3 ، قال : عصا في طرفها عقافة .
2- كما في المسترشد : 182 ، والصوارم المهرقة : 335.. وغيرهما.
3- وكلّ ما حفٌ بمعكوفين فهو مضاف من كتاب التعجب، وفي المسترشد: مائة دينار، وفي الصوارم المهرقة : 335 : مائة درهم.
4- هذا الكلام مأخوذ أيضاً من كلام شيخنا المقدّس الكراجكي (رحمه الله علیه): 151 - 153 ، قال : ومن عجيب أمرهم ، وظاهر عنادهم أنهم يرون .. ثم قال: (في خاتمة كلامه أعلى الله مقامه):.. فهؤلاء ومن يجري مجراهم رواة القوم وثقاتهم، الذين يختارون أخبارهم على أخبار الإمام الصادق وآبائه وأتباعه صلوات الله عليهم .. ! ! فالكفر منهم طويل ، والتعجب منهم غير قليل .. ! وهذا مجمل ما هناك ؛ إذ ذكر لكلّ واحد من أعداء آل محمّد مثلبة ومنقصة ، أشرنا لبعضها بين معكوفين.

وعندهم؛ أن كل مجتهد مصيب إلا الشيعة ؛ فإنّهم في اجتهادهم على خطأ وبدعة !

وأنّ كلّ من أفتى فى الإسلام بفتوى - سواء أقام عليها أو رجع عنها - فهو من فقهاء الأُمة [ وفتواه معدودة في خلاف أهل الملة، وأقواله مسموعة، وهو من أهل السنّة والجماعة ] إلّا الأئمة من أهل بيت النبوة؛ مثل الباقر والصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام)؛ فإنهم ليسوا من فقهاء الأمة ! [ ولا يصدّقون لهم قولاً ! ولا يصوّبون لهم فعلاً ] ولا من [أهل] الجماعة والسنّة! ومن اقتدى بهم فهو من أهل الضلال والبدعة(1)!

وقالوا : إن علوم الشريعة متفرقة في الأمة ..(2)

وتعجبوا من قولنا إنّها مجموعة في وصاة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، كما تعجب الكفار ، وحكى الله عنهم :

ص: 23


1- هذا الكلام - أيضاً - مقتبس من كلمات شيخنا الكراجكي (قدس سره) في كتابه : التعجب من أغلاط العامة : 150 ، بل ما هنا جاء بألفاظ مقاربة لما هناك. وقال الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في آخر كلامه مستنتجاً : .. وهذا من التجريد في العداوة إلى الغاية.
2- أقول : في التعجب ، قال :... إنّ علوم الشريعة معروفة ومفترقة [كذا؛ والظاهر : متفرقة] في الأمة ، وإنتها قد أحاطت بها ، وهي الملجأ والمفزع فيها مع ما يدعون من عصمتها ، ويستعظمون قولنا ..

﴿أجَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحداً إِنَّ هذا لَشَيءٌ عُجَابٌ﴾(1).

﴿أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي﴾(2).

قال الشاعر(3):

[من السريع]

وليس الله(4) بمُسْتَنكَرٍ *** أَنْ يَجْمَعَ العَالَمَ فِي وَاحِدِ(5)

ثم يروون : أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : خذوا ثلث دينكم من عائشة ! لا بل خذواكل دينكم من عائشة .. ! !(6)

ص: 24


1- سورة ص (38) : 5 .
2- سورة ص (38): 8.
3- جملة (قال الشاعر) ، في نسخة (ألف) بياض ، وذكره في كتاب التعجب ، ثمّ قال : وقد أحسن من قال ..
4- كذا ؛ والظاهر : على الله ، مع كون الواو زائدة في أوّل البيت.
5- هذا البيت ينسب إلى مولانا أمير المؤمنين (علیه السّلام)، والصحيح أنّ البيت لأبي نواس ، كما جاء في ديوا ديوانه : 454 ، إلا أن يكون فيه نوع من التضمين ، وقد ورد في جملة مصادر كالصراط المستقيم 2 / 214.. وغيره من دون أن ينسب.
6- جاءت هذه الأسطورة بمضامين مختلفة ، منها : (خذوا شطر دينكم عن الحميراء ! ) ، وهو الغالب، وفي آخر : ( خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء !) ، كما في فردوس الأخبار / 165 حديث 2828. وجاء الحديث فيما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 159/3، وكذا جاء في كشف الخفاء 1/ 374 - 375 حديث 1198 . . وغير . وقد نص الملا علي القاري في كتابه الأسرار المرفوعة : 198 - 199 برقم 185 وفي طبعة : 116 حديث ،438] ، وكذا العجلوني في كتابه كشف الخفاء ومزيل الإلباس 1 / 374 - 375 برقم 1198 .. وغيرهما ، كما في تذكرة الموضوعات: 100 على وضعه وكونه مجعولاً مفتعلاً .. وقد ذكر هذا الحديث في النهاية لابن الأثير 438/1 مادة (ح م ر) من دون إسناد ، كما وقد نص المزي والذهبي والسيوطي على عدم معرفتهم به . راجع : الصراط المستقيم 162/3 ، والتعجب من أغلاط العامة للكراجكي : 10 و 132 ، ومشارق الأنوار للبرسي : 331.. وغيرها.

يا عجباً ! كيف يثبت لها هذا الكمال ، واستحال مثله في وصاة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)؟(1)

ومن عجب : أنهم يصدّقون الروايات عن أبي حنيفة ، وأحمد، والشافعي، ومالك .. والروايات عن أهل البيت (علیهم السّلام) يصدقون فيها !(2)

ص: 25


1- قال شيخنا الكراجكي (رحمه الله علیه): ... ومن العجب أنهم مع إنكارهم [كمال ] علم الإمام ، واستبعادهم تميّزه في ذلك عن الأنام، وقولهم : لم تجر العادة بمثل هذا في بشر مخلوق لا يوحى إليه .. ويروون أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : خذوا ثلث دينكم عن قال : خذوا ثلث دينكم عن عائشة ، [لا] بل خذوا ثلثي دينكم عن عائشة ، لا بل خذوا دينكم كلّه عائشة !! فيا عجباً ! كيف ثبت لعائشة هذا الكمال الذي تميّزت به عن الأنام، واستحال مثله في الإمام ، الذي هو خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) والحجّة بعده على الخاص والعام ؟ ! هذا حاصل ما ذكره شيخنا الكراجكي (رحمه الله علیه) في التعجب من أغلاط العامة : 59 - 60 .
2- كذا ؛ ولعلّه : لا يصدّقونها ، أو لا يصدقون بها ، وقد يكون قوله : ( يصدقون ) مبنيّاً للمجهول، فتصبح العبارة تامة ..

ومن العجب : أنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين بنت رسول ربّ العالمين [ صلوات الله عليهما وعلى آلهما ] تخرج في ظلامة لها فلا يساعدها بشر، مع قرب العهد برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)!! ثم تخرج عائشة بنت أبي بكر ؛ فتحرّض الناس على قتال أمير المؤمنين (علیه السّلام) وقتال من معه ، وتستحلّ دماء أولاده وشيعته.. فيجيبها عالم .. إلى أن يهلك أكثرهم بين يديها(1)!!

ص: 26


1- هذا المقطع مقتبس من كلام المرحوم الشيخ الكراجكي في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 128 (الفصل السادس عشر في ذكر فدك) ، وما جاء هنا مجمل ما هناك ، قال :فمن عجيب الأمور وطريفها : أن تخرج فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين .. وأعجب من هذا قولهم : يجب أن يحفظ رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] في زوجته ، ولا يوجبون أن يحفظ في فاطمة [(عليها السلام)] ابنته ، ويعلنون بلعن من ظلم عائشة، ولا يستطيعون سماع لعن من ظلم فاطمة .. ثمّ قال : وهذا عند العقلاء قصور غير خافية ، ودلائل على ما في النفوس كافية. راجع : كتاب التعجب من أغلاط العامة : 94. ونعم ما أنشده العلامة البياضي العاملي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 162/3، حيث قال : [من الكامل] ما صح أن المسلمين بأمةٍ *** لمحمَّد؛ بل أُمة لعتيق جاءت تطالب فاطم بتراثها *** فتقاعدوا عنها بكل طريق وتسارعوا نحو القتال جميعُهُم *** لما دعتهم إبنة الصدّيق فقعودهم عن هذه، ونهوضُهُمْ *** مع هذه.. يغني عن التحقيقِ

وقولهم : وعثمان ذو النورين .. يعنون بذلك : أنه تزوّج ابنتي النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ، وقد اختلفت الأقوال في ذلك، فإن صح أنهما ابنتاه فليستا كالبتول وليدة الإسلام.

ويسمون عثمان : (ذو النورين)؛ لأنّه تزوّج بهما ، ولا يسمون عليّاً (علیه السّلام): ( ذو النورين ) ، وهو أبو السبطين : الحسن والحسين (علیهما السّلام)(1).

ص: 27


1- هذا المقطع مستوحى من كلام الكراجكي في كتابه التعجب من أغلاط العامة 102 ( الفصل الثاني عشر ) ، وهو حاصل كلامه، حيث قال : ومن عجيب أمرهم مثل هذا قولهم : إنّ عثمان بن عفّان ذو النورين .. وزاد : فمن قائل : إنهما ،ربيبتاه، وإنتهما ابنتا خديجة من سواه.. ومن قائل: إنتهما ابنتا أخت خديجة من أُمّها ، وإن خديجة ربتهما لما ماتت أختها في حياتها ، وقد قال : إنّ اسم أبيهما : هالة .. ومن قائل: إنتهما ابنتا النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] .. يعلم أنهما ليستا كفاطمة البتول (عليها السلام) في منزلتها، ولا يدانيانها في مرتبتها ، فيسمون عثمان لأجل تزويجه بهما - مع ما روي من أنته قتل إحداهما - : ذا النورين ، ولا يقولون : إنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ذو النورين.

ولقبوا خالد بن الوليد : سيف الله ! ولا يسمّون بذلك أمير المؤمنين (علیه السّلام) الذي أهلك الله بسيفه الكفّار والبغاة ، وقال هو (علیه السّلام): «أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه(1)»..

وإنّما اختص خالد بذلك ؛ لما فعل بأهل اليمامة غدراً، وقتل مالك بن نويرة ظلماً ، ووَطِئَ امرأته في ليلته .. ! فأشار عمر إلى أبي بكر بإقامة الحد عليه ، فقال : يا عمر ! إن خالداً سيف من سيوف الله !!(2)

ص: 28


1- هذا - أيضاً - حاصل ما ذكره الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 108 - 109 حيث قال : ومن عجيب أمرهم أنهم يسمون خالد بن الوليد : سيف الله ؛ عناداً لأمير المؤمنين (علیه السّلام)[ الذي ] أهلك الله بسيفه الكفار والمشركين .. وقال : هو (علیه السّلام) على المنبر : «أنا سيف الله على أعدائه ورحمته لأولياءه»، وهكذا وردت في مصادرنا . لاحظ : مناقب ابن شهر آشوب 113/3 [ وفي طبعة النجف الأشرف 306/2]، وكذا في بحار الأنوار 61/35 (باب 2) ذیل حدیث 11 عنه ، وفيهما : « ورحمته على أوليائه » ، كما هنا . ومثله في منهاج الكرامة للعلّامة الحلّي : 79 - 80 ( الوجه الخامس من وجوب اتباع مذهب الإمامية ) ، وفيه : « ورحمته لأوليائه » ، وكذا في مائة منقبة للقمي (رحمه الله علیه): 59 ( المنقبة : 32)، الاستبصار للكراجكي (رحمه الله علیه): 22 ، وغاية المرام 70/1، و 159، و 236 ، و 2 / 268 .. وغيرها .
2- وسنورد الواقعة بمصادرها عند ما يرجع لها المصنّف - طاب رمسه - فيما بعد . انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 141/17. أقول : قال شيخنا الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب : 108 - 110 هنا كلام حول مواقف خالد وفجائعه، وما فعله في غزوة أحد ومع بني جذيمة ، وقتاله مع أهل اليمامة وفجائعه هناك ، ثمّ قال : ولم يراقب الله عزّ وجلّ فيما صنع ، ثمّ لم يزل مبايناً لأمير المؤمنين علي (علیه السّلام) ولولده ولأهل بيته بالبغضة ، ثم عمل على احتياله لقتله حتى كفاه الله شره ، ولما مضى بسيء عمله ، ورّث ابنه عبد الرحمن عداوة أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وبارزه مع معاوية بالحرب، وجاهره ببغضه والمقت حتى هلك إلى النار . ثم قال : فمن العجب أن يكون من هذه صفته ( سيف الله ) ! وما ترى المخالفين ينقلون من نعوت أمير المؤمنين (علیه السّلام) وصفاته إلى أعدائه وشتائه .. إلى آخر كلامه (رحمه الله علیه).

وأجمعوا [على] أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : « ما أقلت الغبراء ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ »(1) ولا يسمّى أبو ذر - مع ذلك -: صديقاً،

ص: 29


1- يعد هذا الحديث من متواتر ما جاءت به السنّة الشريفة معنى ، بل في بعض موارده لفظاً ، وقد جاء بألفاظ متعدّدة. انظر من مصادر الخاصة : المسترشد للطبري : 217 و 258، شرح الأخبار 168/2 و 251 ، کمال الدین 68/1 ، وكذا علل الشرائع 176/1 - 178 (باب العلة التي من أجلها قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «ما أظلت الخضراء ولا.. » ) ، وأمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه): 53 حدیث 70. وكذا جاء في مصادر العامة، كما في : الطبقات الكبرى 228/4 ، وسنن الترمذي 669/5 (باب مناقب أبي ذر ) حديث 3802 ، ومسند أحمد 197/5 ، و 442/6، وسير أعلام النبلاء 59/2.. وغيرها كثير . والحديث متواتر معناً وقد جاء بألفاظ متعددة في مصادرنا ومصادرهم. منها : « ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة ..». ومنها : « ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء من ذي لهجة ..». ومنها : « ما أقلّت الغبراء ولا أطبقت الخضراء علي ذي لهجة ..». وقد أجمع عليه العامة نقلاً ومعناً وثبتاً وتصحيحاً. وفيه ذيل وهو : « من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر ». وراجع - عدا ما سلف - : كنز العمال 316/13 - 317 حدیث 36898، والاستيعاب 1655/4 .. وغيرهما .

ويسمّون أبا بكر : صديقاً !! ولم يرووا فيه مثل هذا(1)!

وقولهم : إنّ معاوية كاتب الوحي ..! وقد كان بين يدي رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] أربعة عشر نفساً يكتبون الوحي ، أخصهم علي بن أبي طالب [(علیه السّلام)]... فبما(2) يستحق هذا النعت دونه ؟ !(3)

ص: 30


1- هذا بألفاظ مقاربة جاء في كتاب التعجب : 99 (الفصل الثاني عشر ) حيث قال: بل من العجب : أن تجتمع الأُمة بأسرها على أن النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] قال : « ما أقلت الغبراء..».
2- في نسختي الأصل : فما.
3- هذا - أيضاً - حاصل ما ذكره الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب : 105 (الفصل الثاني عشر ) ، ثمّ زاد عليه : وقد علم أنّ معاوية - عليه الهاوية - لم يزل مشركاً مدة كون النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) مبعوثاً ، يكذب بالوحي ، ويهزأ بالشرع ، وكان باليمن - يوم الفتح - يطعن على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ويكتب إلى أبيه صخر بن حرب يعيّره بإسلامه ، ويقول له : صبوت إلى دين محمد ..! ثم قال : ومما كتب به إلى أبيه - من قبل أن يسلم ظاهراً - قوله : [ من البسيط ] يا صخر ا لا تُسْلِمَنْ طوعاً فتفضحنا بعدَ الَّذِينَ بيدرٍ أصبَحُوا مِزَقا .. إلى آخر الأبيات. ولاحظ تتمة كلامه أعلى الله مقامه هناك.

ويقول المعتزلة : العاقل لا يعدل عن المعلوم إلى المجهول، ولا يترك اليقين بأخذ المظنون(1)..

ويناقضون أنفسهم ويقولون : إن أهل الجمل تابوا مما اقترفوه، وأقلعوا عمّا اجترموه(2)، وهم أهل هذه الآية: ﴿وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٌ ..﴾(3) الآية .

ويعتمدون في ذلك على أخبار آحاد ، وحكايات شواذ.

وقال الله تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾(4) .

وقال [عزّ من قال]: ﴿إلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾(5) .

ص: 31


1- في المصدر : ويأخذ بالظنون .
2- كذا؛ ولعلّه : اجترحوه ، كما في كتاب التعجب .
3- سورة الأعراف (7): 43 ، وسورة الحجر (15): 47 .
4- سورة الإسراء (17) : 36.
5- سورة الزخرف (43) : 86. هذا المقطع أيضاً جاء مفصلاً في كتاب التعجب من أغلاط العامة : 92 - 93 ، حيث قال : ومن عجيب أمر المعتزلة : أنهم يظهرون التمسك بالدليل، ويتحملون بالاعتماد على ما توجبه العقول ، ويعترفون بأن الواجب على كلّ عاقل أن لا يعدل عن المعلوم إلى المجهول .. ثمّ قال : ثمّ إنّهم مع هذا يخالفون أقوالهم، ويناقضون أنفسهم .. ثم فصل الكلام في أهل الجمل ؛ عائشة ، وطلحة، والزبير ، وما تقول المعتزلة في توجيه أفعالهم ..! وزاد فيه قوله : .. لم يجتمع عليها ، مع إمكان تأويلها ، وأحسن أحوالها أن توجب الظنّ لسامعها من غير علم ويقين يحصل بها ، وينتقلون بها من اليقين إلى الظنون ، وينصرفون من المعلوم إلى المجهول ، يوالون بالظنّ من عادوه باليقين والعلم، حتّى كانتهم لم يطلعوا قطّ على دليل عقلي ، ولا علموا أنه لا يدفع اليقين بالظنّ، ولا سمعوا قول الله عزّ وجلّ .. إلى آخره . ثم زاد (رحمه الله علیه) على هذا قول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « ردّوا الجهالات إلى السنّة ، وعليكم بالمجمع عليه ؛ فإنّه لا ريب فيه » . [ أورده المصنف (رحمه الله علیه) هذه الرواية في مناقبه 361/2 تحت عنوان : (ردّوا الجهالات إلى السنّة ) منسوبة إلى عمر .. وعنه في البحار 227/40 ( باب 97 ) ذیل حدیث 6]. ثمّ قال: أترى أنهم يستجيزون عكس ذلك من الانصراف عن موالاة من ثبت إيمانه بواضح الدليل، وعلم إخلاصه بالحق اليقين إلى معاداته بضرب منالظنون، والتقرب إلى الله بلعنه والبراءة منه بخبر غير موجب لليقين ، أم لهم فرق بين الموضعين ؟ !

قول(1) أبي بكر : أقيلوني بيعتكم .. فيطلق على نفسه بأن الاستخلاف

ص: 32


1- جاءت على نسخة ( ب ) نسخة بدل : وقال .. وهي لا تتم مع ما بعده. أقول : العبارة غير تامة ومخرومة ، وهي مستوحاة من كلام المرحوم الكراجكي (رحمه الله علیه) صاحب التعجب، حيث قال فيه : 99 - 100 ( الفصل الثاني عشر ) : ومن عجيب غلطهم، وقبيح خطأهم تسميتهم أبا بكر : خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، مع اعترافهم بأنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يستخلفه ، وأن المستخلف له نحو العشرة في السقيفة ، فصفّق على يده منهم اثنان وتبعهم الباقون .. وهو القائل على المنبر : أقيلوني بيعتكم ..

كان بينهم(1)، ومع ذلك يقولون : يا خليفة رسول الله .. ! ولا يسمون عليا (علیه السّلام) خليفته .. !(2)

وقد استخلفه في مقامات عدّة؛

منها : ما أجمعوا عليه أنته خلّفه في توجهه إلى تبوك وقال:

ص: 33


1- جاء على نسخة ( ب ) : خ . ل : منهم .
2- انظر من مصادر العامة : فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 151/1 حدیث 133، والإبانة لابن بطة 746/9 ، تذكرة الخواص : 62 ، وجاء بلفظ : وليت ، أو : وليتكم.. في كثير من مصادر العامة والخاصة منها : المصنّف لعبد الرزاق 336/11، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 168 و 157/17 ، الجامع لأحكام القرآن 272/1، كنز العمال 599/5 حدیث 14062 ، وفي صفحة : 607 - 608 حديث 14073، الثقات لابن حبان ،157/2 ، تاریخ مدينة دمشق لابن عساکر 301/30، و 302، تاريخ اليعقوبي ،127/2 ، تاريخ الطبري 450/2 ، البداية والنهاية 269/5.. ومصادر أخرى عند العامة . وانظر من مصادر الخاصة مثلاً: الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه) 79/1، و 439/2، الإيضاح : : 129 ، المسترشد : 136 ، و 246 ، الطرائف 402/2 و 497 ، الرسائل العشر للطوسي (رحمه الله علیه): 123 ، دعائم الإسلام 85/1.. وكذا ما جاء في بحار الأنوار 358/28 (باب 4) ذيل حديث 69 ، عنه ، وفيه : لا حاجة لي في بيعتكم.. أقيلوني بيعتي ! و مصادر أخرى عند الخاصة.

«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»(1).

ص: 34


1- هذا الحديث متواتر لفظاً ، وقد كثرت طرقه ومصادره عند الفريقين ، وهو مروي بأسانيد صحيحة وحسنة وموثقة عندهم ، ولا يشكّ أحد في صدوره عن منبع الوحي والرسالة ، فنذكر هنا نموذجاً من مرويات القوم في كتبهم الأصلية. راجع من مجاميع العامة مثلاً : كتاب البخاري 24/5 حديث 3706، و 3/6 حديث 4416 [ وفي طبعة 4 / 208 ، وفي غزوة تبوك 129/5، حديث 2 حدیث 202] ، ومسند أحمد 170/1 و 173 و 174 و 177 و 179 و 182 و 184 و 185 [ وفي طبعة 1 / 360 و 370 و 375 و 379 و 386 و 390 و 391 و 709] ، و 32/3 ، و 64/4 و 99/5 ، والسنن الكبرى للنسائي 307/8 - 308 حديث 8082 - 8087 [ وفي طبعة 44/5 و 108 و 144 و 240]، ومستدرك على الصحيحين 367/2 حدیث ،3294 و 117/3 حدیث 4575، وصفحة : 143 حدیث 4652 [ وفي طبعة 337/2 و 108/3 و 133]، وسنن ابن ماجة 42/1 45 حدیث 115 و 121، وسنن الترمذي 638/5 - 641 حدیث 3724 و 3730 3731 [ وفي طبعة 302/5 و 30] ، والجامع الصحيح للترمذي 640/5 - 641 حدیث 3730 - 3731 ، وكتاب ابن حبّان 15/15 - 16 حديث 6643، و 369/15 حديث 6926 ، وصفحة : 370 - 371 حدیث 6927، وكتاب مسلم 1870/4 - 1871 حدیث 32 و 31 و 30(2404) [ وفي طبعة 120/7 و 121، 1871 و 175/8 و 176 ، و 4 / 1870 - 1871 حدیث 30 - 32] ، فضائل الصحابة لأحمد ابن حنبل 566/2 حديث 954 ، وصفحة : 567 حديث 956، وصفحة : 568 حديث 957 ، وصفحة : 569 حديث 960 [ وفي طبعة : 13 و 14]، ومسند أبي داود الطيالسي 167/1 173 حدیث 202 و 206 و 210 [ وفي طبعة : 28 ] ، ومسند أبي يعلى الموصلي 285/1 - 286 حديث 344، و 57/2 حديث 698، و 66/2 حديث 709 [ وفي طبعة 57/2 ، و 310/12] ، ومسند إسحاق بن راهويه 36/5 و 37 حدیث 2139، ومسند الحميدي 189/1 حدیث 71 [ وفي طبعة 38/1]، ومصنف ابن أبي شيبة 366/6 حديث 32074 - 32078 [ وفي طبعة 496/7 ، و 562/8] ، وخصائص علي [] للنسائي 36/1 - 38 حديث 11 - 13 [ وفي طبعة : 48 و 50] ، السنن الكبرى للبيهقي 40/9، مجمع الزوائد 109/9 ، المصنّف لعبد الرزاق 406/5 ، و 226/11 ، المعيار والموازنة : 70 و 187 219، مسند ابن الجعد : 301، مسند سعد بن أبي وقاص : 51 و 103 و 136، الآحاد والمثاني 172/5 ابن حبان 15/15 و 369 ، المعجم الصغير 22/2 و 54 ، المعجم الأوسط 126/2، و 139/3، و 296/4 ، و 287/5 ، و 77/6 83 و 311/7 ، و 8 / 40 ، المعجم الكبير 146/1 و 148 ، و 247/2 ، و 17/4 ، و و صحیح 71/11 و 184 ، و 203/5 221، و 61/11 و 63، و و 15/12 و 146/24، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 59/2 و 78 ، و و ،264 ،291/19 ،248/5 ود ، و و 6 / 169 ، و 222/10 ، و 211/13 ، نظم درر السمطين : 24 و 95 و 107 و 124 و 194 ، شواهد التنزيل 1 / 190 ، و 35/2، تاریخ بغداد 342/1 و 56/4 و 176، و 291 و 425 ، و 5 / 147 ، و 463/7 ، و 52/8 و 262 ، و 370/9، و 45/10، و 383/11 و 430، و 320/12، ذیل تاریخ بغداد 78/2، و 209/4، تاریخ مدينة دمشق 31/2 ، و 151/13 ، و 138/8 ، و 360/20، و 415/21، و 60/30 و 206 و 359 ، و ،7/38 ، و 201/39 ، و 41 / 18، و 16/42 ، و 53 و 100 ، أُسد الغابة 26/4 و 8/5 ، تهذيب الكمال 277/5 و 577، و 332/7، تذكرة الحفاظ 10/1 و 217 ، و 523/2، سير أعلام النبلاء 214/12، و 13 / 340 ، معرفة التّقات 2 / 184 و 457 ، تهذيب التهذيب 160/5 ، و 84/6، و 296/7 ، ذكر أخبار إصبهان 1 / 80 و 281/2 ، البداية والنهاية 11/5 ، و 370/7 374، و 84/8 ، السيرة النبوية لابن كثير 12/4 ، سبل الهدى والرشاد 441/5 ، و 291/11 ، ينابيع المودة 112/1 و 137 و 156.. وموارد أُخرى كثيرة ومصادر و جمة عند العامة . وكذا راجع باب (ذكر قول رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] لعلي بن أبي طالب [(علیه السّلام)]: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» ) في الطبقات الكبرى لابن سعد 23/3 - 25 . وأما كتب الخاصة ؛ فلا تعد ولا تحصى مصدراً ونقلاً ، منها : المحاسن للبرقي (رحمه الله علیه) 159/1 حديث ،97 ، والروضة من الكافي الشريف 106/8 - 107 حديث 80، كفاية الأثر : 134 - 135 ، تحف العقول: 416 و 430 و 459 ، الغيبة للنعماني (رحمه الله علیه): 82 - 83 حديث 12، وصفحة : 85 و 145 ، ودعائم الإسلام 16/1 ، والأمالي للشيخ الصدوق (رحمه الله علیه): 46 حديث 4 ، وصفحة : 134 - 135 حديث 3، وصفحة : 173 - 174 حدیث 7 [ وفي طبعة : 156) (المجلس الحادي والعشرون حديث 1 ، وصفحة : 197 حديث ، وصفحة : 402 حديث 14 ، وصفحة : 491 حديث 10 ، وصفحة : 618 حدیث 1] ، والتوحيد للشيخ الصدوق (رحمه الله علیه): 310 - 311 حديث 2 [ وفي طبعة: 1]، 399 ، ] ، والخصال 210/1 - 211 وصفحة : 311 حدیث ،87 ، وصفحة : 370 و 374 و 554 و 572 ، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 54/1 (باب 6) حديث 20، و 9/2 - 10 باب (30) حدیث 23 ، و 25/2 - 28 (باب (31) حديث 5 [وفي طبعة 130/2 (باب) (35) حدیث 1 و 2 / 164 (باب) (40) حديث 22]، وكمال الدين 250/1 - 252 باب (23) حدیث 1 ، و 336/2 - 337 (باب (33) حديث 9 [ وفي طبعة : 264 و 278 و 336] ، ومعاني الأخبار : 57 حديث 6 ، وصفحة : 74 حديث 1 و 2 ، والأمالي للشيخ الطوسي (رحمه الله علیه): 50 حديث 65[ وفي طبعة: 227 حديث 49، وصفحة : 253 حدیث 44 و 45 ، وصفحة : 261 حديث 13 ، وصفحة : 307 حدیث 63 ، وصفحة : 333 حديث 7 ، وصفحة : 342 حديث 42]، علل الشرائع 66/1 و 137 و 202 ، و 474/2 ، روضة الواعظين : 89 و 112 و 153، مناقب 112 أمير المؤمنين (علیه السّلام) 224/1 و 250 و 301 و 317 و 355 و 414 و 459 و 472 لا و 499 و 500 ، الإرشاد 156/1 ، الاختصاص : 169 والأمالي للشيخ المفيد (رحمه الله علیه): 57 ، كنز الفوائد : 274 ، الاحتجاج 1 /59 و 98 و 113 و 151 ، و 2 /8 و 67 و 145 و 252 ، العمدة : 86 و 97 و 126 ، الفضائل : 134 و 152، مناقب آل أبي طالب 213/1 و 221 ، و 2 / 186 و 194 ، التحصين : 566 و 635 .. وغيرها ، وكذا الهداية الكبرى للخصيبي : 63 - 64 حديث 18.

ص: 35

ص: 36

وهذا استخلاف ظاهر فعلاً وقولاً ، فكيف لا يكون على [(علیه السّلام)] خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ويكون أبوبكر خليفة على أمور لم يردّها [إليه ](1)؟ !!

ص: 37


1- وزاد في كتاب التعجب للكراجكي (رحمه الله علیه): 100 ، هنا قوله : وإن جاز هذا ليجوّزون أن يقولوا : أمير رسول الله ؛ لمن لم يؤمره ، و : قاضي رسول الله ؛ لمن لم يستقضه ، و : وصيّ رسول الله ؛ لمن لم يوص إليه .. وهو ذيل ضروري وملزم. ثم قال : وقد تعجب أمير المؤمنين (علیه السّلام) من استقالة أبي بكر ونصه على عمر ، حيث قال : « فواعجباً ! بينما هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ..». والعاقل يعلم أنّ هذين الفعلين في غاية التناقض ؛ لأنّ الاستقالة تدلّ على التبرّي والكراهة ، والنصّ [ على ] الرغبة .. ! !

الجاحظ في كتاب العباسية : قال : [والعجب أنا] وجدنا جميع من خالفنا في الميراث - على اختلافهم في الديانات(1) - يردّ من أحاديث مخالفيه وخصومه ما هو أقرب إسناداً ، وأصح حالاً(2)، وأحسن اتصالاً، حتى إذا صاروا إلى القول في ميراث النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] نسخوا الكتاب ، وخصوا الخبر العام بما لا يداني بعض ما رووه وكذبوا ناقليه(3)..

وذلك أنّ كلّ إنسان منهم إنّما يجري إلى هواه، ويصدق ما يوافق رضاه(4).

ص: 38


1- في المصدر : على اختلافهم في التشبيه والقدر والوعيد .. بدلاً من : على اختلافهم في الديانات .
2- في شرح النهج والشافي : رجالاً ، بدلاً من : حالاً، وفي البحار : أوضح رجالاً.
3- في العبّاسية وشرح النهج : بعض ما ردّوه وأكذبوا قائليه .
4- إلى هنا ما في العبّاسية . وبه ينتهي المطبوع من الكتاب في الرسائل ، وكأنه أبتر . أقول : وفي الرسالة العباسية : ذكر الجاحظ - ما نصه : .. وقد بلغ من فاطمة [سلام الله عليها ] أنتها أوصت أن لا يصلّي عليها أبو بكر ... قالت : « والله ! لأدعو الله عليك » ، قال : والله لأدعون الله لك . قالت : « والله لا كلمتك أبداً » ، قال : والله لا أهجرت كذا ] أبداً .. إلى آخره . وهذا نص قلّ من نقله من النواصب ! انظر: كتاب العبّاسية للجاحظ : 467 - 470 ( المطبوع ضمن الرسائل السياسية له)، ونقل عنها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 97/4 - 99 [267/16] ، وعنه روى العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 380/29 (باب 11) أواخر الباب.. والكلّ أخذه من كتاب الشافي للسيّد المرتضى (رحمه الله علیه): 233 - 234 [في الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 89/4]. وانظر - أيضاً - ما ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي : 243 برقم 17..

ومن العجب : أنّ أبا بكر تقدّم في الصلاة بقول عائشة، ثمّ رووا عنها : أن النبي قام ورجلاه يخطّان الأرض ، وهو متكى على رجلين - أحدهما الفضل بن عبّاس - فأخّر أبا بكر من المحراب .. فيجعلون تقديمه ولايةً ولا يجعلون تأخيره عزلاً(1)!!

وقولهم : لا يدخل الجنة مبغض(2) لأحد من الصحابة .. ! وليس بمسلم من روى قبيحاً منهم(3)..

ولهم في الأنبياء أقوال تقشعر منها الجلود، وترتعد لها القلوب؛ فينسبون آدم وحوّاء إلى الشرك وإبراهيم [الخليل] إلى الإفك [والشكّ ]! ويوسف إلى ارتكاب المحظور ، والجلوس مع زليخا مجلس [ذوي ] الفجور ! وموسى [إلى] أنته قتل نفساً ظلماً ! وداود [إلى ] أنته عشق بامرأة(4) أوريا [ابن حنان ] وحمله

ص: 39


1- وقد استفاد المصنّف (رحمه الله علیه) هذا الموضوع من كلام الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب : 77 ( الفصل التاسع ) حيث قال هناك : ومن العجب أنّ من جملة ما يروونه عن عائشة قولها : إنّ النبي .. وزاد عليه قوله : وهذا دليل على أنته لم يقدمه ، وأن تقديمه كان من عائشة ، ولذلك قال لها ولصويحبتها : « إنكنّ لصويحبات يوسف » .
2- في نسخة (ب) تقرأ : متبغض .
3- كذا ؛ والظاهر : فيهم.
4- يقال : عشق به : إذا لازمه ولصق به ، وهي ملازمة لا فراق فيها ، كما قيل ! راجع : التكملة والذيل للصاغاني 115/5 ، تاج العروس 159/26.. وغيرهما.

عشقه على أنه قتل زوجها وتزوّجها ! ويونس [إلى] أنه غضب على الله !

وسيدنا رسول الله عشق زوجة زيد بن حارثة..!!

فكيف يكون القادح في الأفاضل المصطفين سنّياً صديقاً ! ومن قدح في قوم غیر معصومين رافضيّاً زنديقاً ؟!!

ألم يسمعوا قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى العَالَمِينَ ﴾(1)، وقال لأصحاب نبيه [(صلی الله علیه و آله و سلم)] : ﴿ وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ..﴾ إلى قوله : ﴿ الشّاكِرِينَ ﴾(2).

وقوله عليه وآله السلام: «إنّ من أصحابي من(3) لا يراني بعد ما يفارقني(4)»(5).

ص: 40


1- سورة الدخان (44) : 32.
2- سورة آل عمران (3): 144.
3- لا توجد ( من ) في نسخة (ألف).
4- جاء بألفاظ مقاربة في مسند أحمد بن حنبل منها ما روى في المجلد السادس (حديث أم سلمة زوجة النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] ) صفحة : 290 و 298 و 307 و 312 و 317. وكذا أورده السيد المرتضى في الشافي: 177 [ الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 131/3 - 132 ] .. وغيره.
5- هذا المقطع مأخوذ - أيضاً - من الفصل الحادي عشر من كتاب التعجب من أغلاط العامة : 83 - 85 بعنوان : في أغلاطهم في [حق ] الصحابة ؛ قال : ومن عجيب عجيب أمرهم : غلوّهم في تفخيم [أمر ] الصحابة ، وإفراطهم في تعظيمهم، وقولهم : لا يدخل الجنّة مستنقص لأحد منهم ! وليس بمسلم من روى ! قبيحاً عنهم ! ويقولون : إنا لا نعرف الأحد منهم بعد إسلامه عيباً!.. ثم قال : هذا؛ ولهم في الرسل المصطفين والأنبياء المفضّلين - الذين احتج الله تعالى بهم على العالمين ، صلوات الله عليهم أجمعين - أقوال تقشعر منها الجلود.. إلى أن ذكر بعض إساءتهم لساحة الأنبياء (علیهم السّلام). ثم قال : .. وفي غير ذلك من الأقوال القبيحة المفتعلة ما لا ينطلق لمؤمن بذكره لسان، ولا يثبت لمسلم عند سماعه جنان، ولا يطلقه عاقل [عليه]، ولا يجيزه منه إلّا [كلّ] كافر جاهل. .. إلى أن قال : فيا ليت شعري كيف صار الهتف بالأنبياء بالباطل إسلاماً وستراً، والطعن على بعض الصحابة بالحق ضلالاً وكفراً ؟! وكيف صار القادح في الأفاضل المصطفين ثبتاً صديقاً، ومن قدح في أحد قوم [كذا] غير معصومين : رافضياً زنديقاً ؟ ! ألم يسمعوا قول الله تعالى في أنبيائه صلوات الله عليهم : ﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى العَالَمِينَ .. ﴾ [سورة الدخان ( 44): 32].. ثم ذكر قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [سورة ص (38): 47] وقوله سبحانه وتعالى لأصحاب نبيه (صلی الله علیه و آله و سلم).. وقول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « إن من أصحابي [ من ] لا يراني بعد أن يفارقني». فأي نسبة بين الطبقتين ؟ ! وأي تقارب بين القبيلتين .. ؟ ! لولا [ما] مع خصومنا من العصبية التي حرمتهم حسن التوفيق. وقد قابلنا المقطع هنا معه ، ووضعنا ما بينهما من الفروق بين معكوفين.

ومنهم : أصحاب العقبة ..

ص: 41

ومنهم من نكثوا عهده ، ونزل فيهم : ﴿ وَلَقَدْ كانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الأَدْبارَ ﴾(1).

فمنهم : الذين انهزموا يوم حنين وفيهم نزل(2) قوله: ﴿إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كثْرَتُكُمْ ﴾(3) .. وأشباه ذلك .

والعجب : أنهم يحزنون لقتل عمر وعثمان ، ويهونون الأمر في قتل عليّ والحسين (علیهما السّلام)! !(4).

وقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «يؤمكم أقرؤكم».

وفي خبر : « فإن كانوا سواء في القراءة فأفقهكم(5)، وصاحب المسجد

ص: 42


1- سورة الأحزاب (33) : 15.
2- لا توجد : وفيهم نزل .. في نسخة ( ب ) .
3- سورة التوبة ( 9 ) : 25 .
4- إن لم نقل : هم يفرحون ويمرحون ويعدون يومه: يوم النصر ، ويوم الفتح.. وغيرهما.
5- راجع: حلية الأولياء 113/7، وسنن أبي داود 159/1 (باب من أحق بالإمامة) حديث 582 ، وسنن الترمذي 458/1 ( باب من أحق بالإمامة) حديث 235 ، وكتاب مسلم 465/1 (باب من أحق بالإمامة) حديث 290 و 291 (673) [ وفي طبعة 133/2 ].. وغيرها ، عن ابن مسعود .. وغيره، والحديث عنه (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه قال : « يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله .. » ، وفي حديث: «فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنّاً [ سلماً ] » ، ثمّ قال : « ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ، ولا يقعد في بيته .. » . وفي رواية له : « ولا يؤمن الرجل الرجل في أهله » ، كما في كتاب مسلم 465/1 (باب من أحق بالإمامة ( حديث 291 و 290 (673) ، وسنن الترمذي 458/1 (باب من أحق بالإمامة ( حديث 235 ، وسنن النسائي 772 (باب من أحق بالإمامة ) حدیث 780 ، وسنن ابن ماجة 313/1 حديث 980 ، وجامع الأصول 874/5 الفرع الأول : في أولى الناس بالإمامة) حديث 3818.. وغيرها. وعنه (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه قال: «إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم ، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم»، كما في كتاب مسلم 464/1 باب من أحق بالإمامة ) حديث 289(672)، وجامع الأصول 576/5 (الفرع الأول : في أولى الناس بالإمامة) حديث ،3819 ، ومشكاة المصابيح : 100.. وغيرها.

أولى بالمسجد(1).

وقد صح أن أمير المؤمنين (علیه السّلام) كان أفقه وأقرأ من جميع الأُمة(2)..

ص: 43


1- العبارة كما ترى - بتراء ومعلّقة ، إلّا إذا كان ( صاحب مسجد ) جزء الحديث ، كما هي عندنا ، وإن كان المراد منها واضحاً .. هذا؛ وقد صح في كون مولى الموحدين أمير المؤمنين (علیه السّلام) أقرأ ، وأفقه ، وصاحب المسجد .. وعليه ؛ فيكون أولى . أقول : ورد هذا بألفاظ مقاربة في مصادرنا الحديثية مكرّراً ، كما جاء في أمالي الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه): 644 ، وكذا في كتابه من لا يحضره الفقيه 377/1.. وغيرهما.
2- والظاهر - بل المقطوع به - أنتها قد أخذت من كلام شيخنا الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه الرائع : التعجب من أغلاط العامة : 50 - 51 ، ولابد من درج ما هناك بنصه لأهميته وبيان ربطه ، لاختزال المصنف (رحمه الله علیه) بعض ألفاظها . قال (رحمه الله علیه): ومن عجيب أمرهم : اعتقادهم أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أمر الناس بأن يختاروا لأنفسهم - إذا اجتمعوا - إماماً للصلاة، ويروون عنه أنه قال : اختاروا أئمتكم ؛ فإنّهم وفدكم إلى الله عزّ وجلّ»، وقال: «يؤمكم أقرؤكم » ، وفي خبر آخر : قالوا : فإن كانوا في القراءة سواء ؟ قال: «فأفقههم؛ وصاحب المسجد أولى بمسجده » . ثم يروون - مع ذلك - أن من الواجب تقديم أبي بكر على أمير المؤمنين (علیه السّلام) إماماً ، ويعتقدون أنته أولى منه بالتقديم على الناس في الصلاة، مع علمهم بأن أبا بكر لم یكن حافظاً لكتاب الله ، وأن أمير المؤمنين (علیه السّلام) كان حافظاً له بغير خلاف ، ولم يكن أبو بكر فقيهاً .. إلى آخر ما ذكره - طاب رمسه - من المقارنات بين النور والظلمة ، وبين الحق والباطل ..! ثمّ قال في آخره: فاجتمعت الخصال الموجبة لتقدم أمير المؤمنين (علیه السّلام) إماماً في الالها الصلاة فلم يختاروه! وكان الصواب عندهم أن يؤخّروه وعدمها كلّها أبو بكر فاختاروه وقدّموه ! إنّ هذا لهو الرأي المعكوس ! [ بل المنحوس المتعوس، ولعن الله من أخذ به وارتآه ].

وأنته [(صلی الله علیه و آله و سلم)] سدّ أبواب الصحابة كلّها - حتى سدّ باب عمّه العباس - وترك باب أمير المؤمنين (علیه السّلام) مفتوحاً .. ! فكيف يتقدّم عليه غيره .. ؟ !

[والعجب كله ل_] _قوم رأوا أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قد ولى عمرو بن العاص وأسامة بن زيد على أبي بكر وعمر ، ثمّ يولونهما(1) على أمير المؤمنين

ص: 44


1- في نسختي الأصل: يولونه ، والظاهر ما أُثبت ، وفي التعجب : على أبي بكر ، ثمّ يولونه .

علي [(علیه السّلام)] والعباس ..!(1)

وقد اعترفوا بأنّ الأُمة ليس لها أن تُمضي حكماً، ولا أن تقيم على أحد حداً، ولا تنفذ جيشاً ...

ويزعمون أن لها أن تجعل هذه الأُمور(2) لأحدها ، وتَرُدَّ إليه(3) ما لم يُرَدَّ إليها، وتملكه من الشريعة أشياء لا تملكها من غير أن يأذن في ذلك مالكها .. وهذا من أظرف(4) الأُمور وأعجبها !!(5)

وقالوا: اختيار الأمة إلى(6) العلماء ، وإنّ الجماعة [التي] تختارهم [من] الذين لا يغلطون في اختيارهم، ولا يخطئون [في أخبارهم]، ويعلمون مع هذا أنّ أبابكر اختيار(7) أبي عبيدة، وأن عمر اختيار أبي بكر ، وأن عثمان اختيار

ص: 45


1- العبارة مأخوذة بتصرف من كتاب التعجب من أغلاط العامة : 54 ( الفصل الرابع ) ، ما زدنا عليها بين المعكوفين فهو من المصدر.
2- جملة : تجعل هذه الأُمور .. كلّاً مطموسة في نسخة ( ب ).
3- في نسخة ( ألف ) : إليها .
4- في التعجب : أطرف .
5- قاله المولى الكراجكي (رحمه الله علیه) في التعجب : 47 ( الفصل الثاث) قال : ومن عجیب أمرهم : أنتهم يعترفون بأن الأمة..
6- في نسخة ( ألف ) هنا كلمة : على، بدلاً من : إلى ، لا وجه لها .
7- في نسختي الأصل : اختار ، وما أثبت أصح. وفي كتاب التعجب : اختاره أبو عبيدة.

عبد الرحمن بن عوف، مع عدم(1) الشروط التي ذكروها.

ومن عجيب [أمرهم : ] دعواهم اجتماعهم على إمامة أبي بكر ، مع علمهم بقلّة العدد العاقد لها، وتأخير بني هاشم، وإنكار بني حنيفة لها ، ومخالفة الأنصار(2)..

ثم ينكرون أن يكون الإجماع حصل على حصار عثمان(3) في خلعه وتكفيره

ص: 46


1- سقطت كلمة (عبد الرحمن) إلى هنا من نسخة (ب) ، وقد تكون الجملة : وأن من عثمان اختار الشروط التي ذكروها . وجاء في كتاب التعجب وليس فيهم من حصل [ في اختياره ] الشرط الذي ذكروا .. أقول : المقطع هذا كلاً مأخوذ بألفاظ مقاربة جداً من كتاب الشيخ الكراجكي : التعجب من أغلاط العامة : 48 ، وذكرنا بعض فروقهما بين معقوفتين أو تهميشاً.
2- عبارة كتاب التعجب ... العاقد لها ، وتأخر من تأخّر عنها، وإنكار المنكرين لها، والخلف الواقع فيها في حال السقيفة وبعدها ، فيقولون : إنّ من خالف من الأنصار ، وتأخّر من بني هاشم الأخيار .. مع وجوه الصحابة وأعيانهم.. وبني حنيف بأسرهم، وما ظهر من إنكارهم إمارته وخلافهم ، كلّهم شذاذ لا يخرقون الإجماع..! وما في المتن وما بعده حاصل ما ذكره الكراجكي له في كتاب التعجب : 55 - 56 (الفصل الرابع).
3- قد حوصر الخليفة أكثر من مرّة ، وأتمّت عليه الحجّة غير مرّة ، لاحظ عن الحصار : المعارف لابن قتيبة : 84 [195 - 196] ، العقد الفريد لابن عبد ربه 5 / 38 - 60 (في مقتل عثمان)، تاريخ الطبري 365/4 - 396 [ طبعة مصر ، وفي طبعة الأعلمي 411/3 - 433] ، الكامل لابن الأثير 70/3 - 71 [ وفي طبعة دار الصادر 154/3 - 167 ] ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 165 – 166 [ طبعة ذات أربعة مجلدات ، وفي الطبعة المحققة 129/2 - 158] ، تاریخ ابن خلدون 397/2، تاریخ ابن كثير 176/7 - 181 و 186 و 189 [ طبعة دار إحياء التراث 198/7 - 203] ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 106 - 107 ، السيرة الحلبية 2 / 84 - 87 تاريخ الخميس 259/2 ، الإمامة والسياسة 33/1 - 37 ، الأنساب 5 / 26 - 69 و 95 .. وغيرها .

وقتله ، وأهل المدينة ومن كان بها كلّهم [كانوا ](1) محاربين أو خاذلين، ولا يحفظ في الإنكار عليهم قولاً لقائل، ومنعهم أن يصلوا عليه، وأن يدفن في مقابر المسلمين، وبقي مكانه مرميّاً ثلاثة أيام ، لم يستعظم ذلك [في بابه] مستعظم(2) [ولا أنكره منكر](3).. ومن تأمل هذه الحال علم أنتها أحق وأولى بالإجماع.

ص: 47


1- زيادة منّا ليصح نصب (محاربين) و (خاذلين).
2- انظر : الإمامة والسياسة 42/1 ، تاريخ الطبري 438/3 - 439 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 164 ، الاستيعاب 1047/3 [ طبعة دار الجيل ] ، الكامل لابن الأثير 91/3 [ طبعة دارالكتاب العربي]، الرياض النضرة 73/3 [ طبعة دار الكتب العلمية]، شرح ابن أبي الحديد 2 /158 [ الطبعة المحققة ] ، تاريخ ابن كثير 190/7 - 191 .. وغيرها
3- وعبارة الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب هكذا ولم يكن بالمدينة من أهلها ولا ممن كان بها من أهل مصر وغيرهم إلا محارب أو خاذل ولم يحفظ في الإنكار عليهم قول لقائل، ويدعون أنته وعبيده المحاصرين معه في الدار ومروان ابن عمه قادحون في الإجماع !! ثم قال: هذا؛ وقد رام قوم من بني أمية أن يصلّوا عليه ، فلم يتمكنوا ، وهوا أن يدفنوه في مقابر المسلمين ، فلم يتركوا حتى مضوا [ به ] إلى حسّ كوكب - وهو بستان بقرب البقيع - ثمّ أتوا [به] ليحتروا رأسه ، فصاح نسوة من أهله [ وضربن وجوههن ] فتركوه، وداسه عمير بن ضابي فكسر ضلعاً من أضلاعه، وبقي مكانه ..

وقصدوا إلى من ردّ النبي إليه جيشاً ، فلم يحسن تدبيره ورجع منهزماً[فارّاً]، فجعلوه إمام الأنام، ويردّون إليه تدبير الجيوش العظام، ويصيرونه قدوة الإسلام(1)!!

وقالوا : الإمام(2) قدوة في الشريعة؛ مع جواز جهله ببعضها ! ولا يجيزون(3) أن يكون قدوةً فيها ؛ مع جهله بكلّها، ويقولون: [إنّه] يرجع في البعض الذي لا يعلمه إلى الأُمة، ولا يجيزون أن يرجع في الكلّ إذا لم يعلمه إلى أحد من الأُمّة.. وأي فرق بين حاجته إلى رعيته في بعض ما لا يعلمه(4)

ص: 48


1- في المصدر : قبّة الإسلام، وفي نسخة : فتنة الإسلام. وقد جاء في كتاب الكراجكي (رحمه الله علیه) التعجب : 57 (الفصل الخامس) قال : فمن عجيب أمرهم : أنهم قصدوا ..
2- توجد في نسخة ( ب ) هنا كلمة مشوشة وضعت بين كلمة (الإمام) و (قدوة) قد تقراً : معاً .
3- في نسخة (ألف ): يخيّرون .
4- من قوله : أن يكون قدوة .. إلى هنا لا توجد في نسخة (ب)، وما ذكرناه جاء على هامش نسخة (ألف) تصحيحاً ، وفي نسخة ( ب ) : أن يُرجع إليه في الكلّ إذا لم يعلمه .. وقد خطّ عليها في نسخة (ألف). وفي كتاب التعجب : وقولهم : إنّه يرجع في البعض الذي لا يعلمه إلى الأمّة..

وبين حاجته إليهم في الكلّ بما لا يعلمه .. ؟ !(1)

بل من العجب أن يكون الإمام محتاجاً إلى من هو محتاج إليه، ومقتدياً برعيّته .. !!

ومن العجب : امتناعهم ممن(2) علموه فاسقاً ، وتجويزهم إمامة من يجوز أن يكون بباطنه كافراً ؛ فإن كان الفسق مانعاً من تقديم الفاسق؛ من تقديم الفاسق؛ لَيَكُون(3) تجويز الكفر مانعاً من تقديم من(4) [هو ] عليه [جائز] ؛ لأنّ الكفر يشتمل على الفسق .. وغيره(5).

ومن عجيب افتخارهم لأبي بكر بآية الغار، ويعدون معصيته حسنة ! وحزنه مسرة ! ويجعلونه يوم عيد .. وكان الأليق أن يحزنوا كما حزن، ويغتمّوا مما جنى وأثِم ؛ بل يبكون لبكائه .. إن كانوا من شيعته وأهل وفائه.

ص: 49


1- هذا المقطع - بألفاظ مقاربة ومعانٍ متحدة - مأخوذ من كلام شيخنا الكراجكي (رحمه الله علیه) كتابه الرائع : التعجب من أغلاط العامة : 58 ( صدر الفصل السادس في أغلاطهم في علم الإمام ) ، قال : فمن عجيب أمرهم قولهم : .. إلى آخره .
2- في كتاب التعجب: من إمامة مَنْ .. بدلاً من ممّن .
3- كذا ؛ ولعلّها : فليكن ، أو ليكونن ، كما في التعجب .
4- هنا كلمة مدموجة مع كلمة ( من ) في نسخة (ألف) لم يمكن استظهار شيء منها، لعلّها : يجوز .. نعم في كتاب التعجب : من هو عليه جائز .. أي من جوّز تم عليه الكفر .
5- هذا المقطع مقتبس بل منقول - أيضاً - من كتاب التعجب من أغلاط العامة : 67 ( الفصل السابع ) ، قال : ومن العجب العجيب : امتناعهم من إمامة من علموه ..

والطرفة(1)؛ أنّ مبيت أمير المؤمنين (علیه السّلام) على الفراش ليس له فخراً ؛ وحزن أبي بكر وبكاؤه فخر !!(2)

وقال علي (علیه السّلام)(3):

[من الطويل]

ص: 50


1- كذا تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) ، وهي مطموسة في نسخة ( ب ).
2- هذا مجمل جدّاً عمّا فصله الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 121 - 124 ( الفصل الرابع عشر ) حيث قال : ومن عجيب أمرهم وظاهر عنادهم: افتخارهم لأبي بكر بآية الغار وإكثارهم من ذكرها ، ولا يذكرون مبيت أمير المؤمنين (علیه السّلام) تلك الليلة على فراش رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) .. إلى أن قال في آخرها : فما انصراف القوم عن هذه الفضيلة العظيمة ، ولهجهم بذكر آية الغار إلّا معاندة في الدين، وبغضة قد خالطت لحومهم لأمير المؤمنين (علیه السّلام) ! ثمّ قال : ومن العجب أن يفتخر أمير المؤمنين (علیه السّلام) بمبيته على الفراش ، فلا يعدونه له فخراً، ويعترف أبو بكر بأن حزنه في الغار معصية، وأن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أخبره أن حزنه إثم وفتنة .. إلى آخره.
3- كما جاء في ديوانه المنسوب إليه صلوات الله عليه وآله : 45 [ من طبعة الأعلمي بيروت ، وصفحة : 33 من طبعة الغري - النجف ] ، وقد زاد فيه ثلاثة أبيات أُخر ، وجاء طبعة سيّد الأهل [صفحة : 75] بيت رابع - على الثلاثة - هو : [من الطويل] وبات رسولُ اللهِ في الغار آمناً *** هناك وفي حِفْظِ الإله وفي الستر راجع : المستدرك على الصحيحين 5/3 ) كتاب الهجرة..) حديث 2464، والمناقب للخوارزمي : 127 حديث 141 ، وقريب مما هنا في المناقب لابن شهر آشوب (رحمه الله علیه) 72/2 [ طبعة قم ، وفي طبعة النجف 335/1]، وزاد الشيخ الطوسي في أماليه : 469 ذيل حديث 1031 [طبعة مؤسسة البعثة، وفي الطبعة الحيدرية 83/2 باختلاف يسير ] قوله عن عبيد الله بن أبي رافع ، وزاد على الأبيات الثلاثة قوله : [من الطويل] وبات رسول الله في الغار آمناً *** هناك ، وفي حفظ الإله وفي سَتْرِ أقام ثلاثاً ثمّ زُمَّتْ قلائِص *** قلائصُ يفرين الحصا أينما [إثماً ] تفري وعنهم في غاية المرام 4 / 18 - 20 .. وغيرها . وقد ذكر في الصراط المستقيم 176/1 البيت الأوّل ، وزاد عليه : [من الطويل] أردتُ به نَصْرَ الإلهِ تبلاً *** وأضمرته حتى أُوشد في القبر كما وقد أورد البيت الأخير المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب 60/2 [وفي طبعة 335/1 - 336] مع اختلاف يسير في آخره: في قبر ، بدلاً من : في القبر . قال في كتاب التعجب: 123 - بعد ما سلف - : وقد نظم كلّ واحد منها [كذا؛ والظاهر : منهما] في ذلك شعراً ، فروي أن أمير المؤمنين [(علیه السّلام)] قال في مبيته ..

وَقَيتُ بِنَفْسِي خَيرَ مَنْ وَطَى الحَصَى *** ومَنْ طَافَ بِالبَيتِ العَتِيقِ وبِالحِجْرِ

ص: 51

مُحمَّدَ لَمَّا خَافَ(1) أَنْ يَمكُرُوا به *** فَوَقَاه ربِّي ذُو الجَلالِ مِن المَكْرِ(2)

وبِتُ أُرَاعِيهم وَمَا يُثْبِتُونَني(3) *** وقَد صَبَرَتْ(4) نَفْسِي عَلَى القَتْلِ والأَسْرِ(5)

ص: 52


1- كذا في نسخة ( ب )، وجاءت نسخة على (ألف ) ، وفيه : محمّد لمّا خلق ..
2- جاء هذا البيت في بعض الدواوين ، وكذا في كتاب التعجب : 123: [من الطويل] رسول إله الخلق إن مكروا به .. *** فنجاه ذو الطول الكريم من المكرِ والصحيح : رسولُ إله خاف أن يمكروا .. كما في المستدرك ، ومناقب الخوارزمي . أو: رسول إله الخلق إذ مكروا به .
3- في الديوان : ينشرونني ، وفي طبعة دار الصادر - بيروت : متى ينشرونني، وهي التي جاءت في طبعة البعثة من الأمالي.
4- في الديوان وأمالي الشيخ (رحمه الله علیه) ( طبعة البعثة ) : وقد وطّنت، وفي الطبعة الحيدرية من الأمالي : وقد وطئت .
5- أقول: لقد رويت هذه الأبيات عن ابن عبّاس، حيث قال : أنشدني أمير المؤمنين [(علیه السّلام)] شعراً ، قاله في تلك الليلة : [من الطويل] وقيت بنفسي خيرَ مَنْ وطأ الحصا *** وأكرم خلق طاف بالبيت والحِجْرِ وبتُ أُراعي منهُمُ ما يَسوؤني *** وقد صَبَرَتْ نفسي على القتل والأس- وبات رسول الله في الغار آمناً *** وما زال في حفظ الإله وفي الستر كما جاء في الغدير 86/2 ، عن عدة مصادر. وانظر: الطرائف للسيّد ابن طاوس (رحمه الله علیه): 407 ، والشافي للسيّد المرتضى (رحمه الله علیه) 25/4 ، ورجال الكشي (رحمه الله علیه) 130/1 [ طبعة بيروت ]، ودلائل الصدق للمظفر (رحمه الله علیه) 404/2 ، وشرح إحقاق الحق 26/3 - 27 عن عدة مصادر .. وغيرها . وكذا جاء في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 40 ، وتاريخ اليعقوبي 33/2.. وغيرهما ، وزاد في مناقب الخوارزمي بيتاً عليها.

وقال أبوبكر - رواه ابن إسحاق في السير [ة ] - (1):

[من الطويل]

ص: 53


1- أقول : لم نجد هذه الأبيات في المقدار المطبوع من سيرة ابن إسحاق، وقد قيل: إنّ الباقي مفقود، ولكن رواه أبو نعيم الإصفهاني بسنه إلى ابن إسحاق في دلائل النبوة 336/2. وجاءت الأبيات في الصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله علیه) 139/3، وقد أخذها ظاهراً من المصنف (رحمه الله علیه)، وهو قد رواها عن كتاب التعجب من أغلاط العامة للكراجكي (رحمه الله علیه): 123 - 124 ، قال : وقال أبو بكر في أبيات له ، رواها ابن إسحاق في السيرة، وهو عند القوم أمين ، ثقة : [من الطويل] ولما ولجتُ الغار، قال محمّد : *** أمنتَ فنِق في كلّ مُمْسى ومَوْلج بربّكَ إنّ الله بالغُكَ الذي *** تنوه به في كل مثوى ومَخْرج ولا تحزنَن ، فالحزن إثم وفتنة *** يكون على ذي البهجة المتحرّج فيقرّ الرجل في شعره بأنّ النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)] أخبره أنّ حزنه في تلك الحال فتنة وإثم..

فَلَمَّا وَلَجتُ الغَارَ قَالَ مُحمَّدٌ: *** أَمِنْتَ فَتِقْ مِن كُلِّ مُمْس(1) ومُدْلِج(2)

بِرَبِّكَ(3) أَنَّ اللهَ تَالثنا(4) الذى *** نَبُوءُ(5) بِه مِن كُلِّ مَثوى وَمَخْرَجِ(6)

ص: 54


1- في دلائل النبوة : حس .
2- قال ابن منظور في لسان العرب 272/2 - 273 : الدلجة : سير السحر ، والدلجة : سير الليل كله ... ثم نقل عن ابن السكيت أنته قال : أدلج القوم : إذا ساروا الليل كله ؛ فهم مدلجون .. ثم فصل الكلام في معنى الإدلاج والدلج ، وذكر من معاني مدلج : القنفذ ؛ لأنه يدلج ليلته جمعاء.
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، قد تقرأ : نومك .
4- في كتاب التعجب المطبوع : الله بالغك ..
5- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف) جداً ، وتقرأ في نسخة (ب): ننوء ، وفي الصراط : وثقنا ، وفي كتاب التعجب : تنوء. وما أثبتناه من دلائل النبوة.
6- في دلائل النبوة: ذي النهية ، وفي الصراط : ومفرج ، بدلاً من : ومخرج .

وَلَا تَحْزَنَنْ ؛ فَالحُزنُ لَا شَكٍّ فِتنَةٌ(1) *** وإثمٌ عَلى ذِي المنهج(2) المُتَحَرِّج

فأقر الرجل بأنّ حزنه في تلك الحال فتنة وإثم، والفتنة والإثم : الكفر، قال الله تعالى: ﴿ وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ ﴾(3).

ويدعون محبة أهل البيت (علیهم السّلام) وتكذبهم جوارحهم : ﴿ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾(4)، وإذا ذكرت مناقبهم لا تسكن قلوبهم، وإذا نُشرت فضائلهم لا تثبت عقولهم ، ولم صار المتبع لهم رافضيّاً ، والمناصب لهم بالعداوة سنياً ؟ !(5)

ص: 55


1- في كتاب التعجب: إثم وفتنة، وفي دلائل النبوة: وزر وفتنة .
2- في دلائل النبوة : ذي النهية ، وفي الصراط : ذي البهجة، والعجز في كتاب التعجب : يكون على ذي البهجة المتحرّج.
3- سورة البقرة ( 2 ) : 217 . لاحظ تتمّة كلامه وما علقه بعده شيخنا الكراجكى (رحمه الله علیه) فى كتابه التعجب : 124 .
4- سورة آل عمران (3): 167.
5- هذا الكلام مقتبس من العلّامة الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 112 - 113 ( الفصل الثالث عشر ) حيث قال : ومن عجيب أمرهم : أنهم يجحدون بغضهم لأهل البيت (علیهم السّلام) ووجوههم بها شاهدة، ويدعون محبتهم وجوارحهم لها مكذبة ، ويزعمون أنهم أحق بموالاتهم من الشيعة المؤمنين ، وأخص بمودتهم من جميع العالمين ..! وليس الحق كالبطلان ، ولا الصدق كالبهتان ...

وإذا سمعوا من يقول : اللهم العن ظالمي آل محمّد .. يغضبون ويقولون: هذا تعريض(1) ورفض ، وتشريرُ(2) وبغض ، وفِسْقٌ(3) محض ، والمسلم لا يكون لعاناً ! والتسبيح أفضل من اللعن!

ومع هذا(4)؛ يلعنون الشيعة لعناً صريحاً .. !!

فكيف(5) صار لعن ظالمي أهل البيت تعريضاً(6) ورفضاً(7) ومقتاً وبغضاً، ولعن الشيعة(8) حقاً وفرضاً ؟ !!(9)

ص: 56


1- في نسخة (ألف ) : تعرّض .
2- في التعجب : تشرد.
3- في نسختي الأصل : وفتن ، وقد جاءت على نسخة ( ب ) ، وعليها رمز الاستظهار.
4- لا توجد: مع هذا، في نسخة ( ب ) ، وفيها : ويلعنون .
5- لا توجد: فكيف ، في نسخة ( ب ) .
6- في نسخة ( ألف ) : تعرّضاً .
7- لا توجد كلمة : رفضاً ، في نسخة (ألف).
8- خطّ على كلمة : ولعن الشيعة .. في نسخة ( ألف ) ، ولا توجد فيها كلمة : حقاً .
9- ما أُثبت في المتن جاء تصحيحاً على نسخة (ألف) على جملة: ويلعنون الشيعة لعناً صريحاً ، صار لعن ظالمي أهل البيت تعريضاً ورفضاً، ومقتاً وبغضاً . أقول : وما أدرج هناك لا يخفى تكرّره مضموناً ، ولذا لم نضفه في المتن بين المعكوفين. زاد في التعجب : بل كيف صار لعن من يقول : إنّ عائشة ظُلمت .. ! صواباً يكسب ثواباً ، ولم يصر لعن من لا يقول : إنّ فاطمة ظُلِمت .. ! ضلالاً يكسب عقاباً ؟!

ولم صارت فضائل أهل البيت (علیهم السّلام)- إذا وردت في خلال حديثهم وما تواتر من روايات شيوخهم - تسمع وتثبت ، وإذا انْتُزِعَتْ وميزت تدفع ؟ !(1)

وفتاوى الشيعة إذا جمعت بفتاويهم صحت ، وإذا افترقت بطلت ؟!

ومن ظاهر بغضهم لأهل البيت (علیهم السّلام)(2): أنهم إذا ذكروا الحسن بن عليّ [ و ] ابن فاطمة بنت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حذفوا من اسمه الألف واللام، وقالوا: حسن ابن عليّ ! ويقولون لأولاده أولاد حسن؛ استصغاراً له ! واستحقاراً(3) لذكره ! ويقولون مع ذلك : الحسن البصري .. فيثبتون في اسمه الألف واللام(4)؛ إجلالاً له وتفخيماً لذكره !! وذلك لأنّه كان منحازاً(5) عن موالاة أهل البيت (علیهم السّلام)(6).

ص: 57


1- زاد في التعجب ... و تمقت ، ومن رواها وحده كان رافضياً ملعوناً ..!
2- هذا مجمل ما ذكره شيخنا الكراجكي (رحمه الله علیه) في التعجب من أغلاط العامة : 114 - 115.
3- ما أثبت جاء في نسخة (ألف) وهامش نسخة ( ب ) بدلاً، وفي متن نسخة (ب): استحاراً ، ولا يعرف لها وجه مناسب.
4- في نسختي الأصل: زيادة واو ، ولم ترد في المصدر ، وقد سقطت كلمة (إعظاماً ) الآتية في التعجب بعد ( إجلالاً ) ، فلعلها قدمت هنا ، وقيل : إعظاماً وإجلالاً له .
5- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وعلى نسخة (ألف) نسخة بدل : متحازاً ، وفي کتاب التعجب : متجاوزاً ..
6- وختم الكراجكي (رحمه الله علیه) كلامه بقوله : وهو القائل في عثمان : قتله الكفّار، وخذله المنافقون ! ولم يكن في المدينة يوم قتله إلّا قاتل وخاذل ، فنسب جميع المهاجرين والأنصار إلى الكفر والنفاق، وتخلّف عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهم السّلام)، ثم خرج مع قتيبة بن مسلم في جند الحجاج إلى خراسان . لاحظ : كتاب التعجب : 112 - 114 .

وكان لهم من(1) الشهرة بقتل الحسين (علیه السّلام)، والطواف برأسه ، وإيطاء الخيل جسمه، ودوّنوا الدواوين لقاتله، وجعلوا لأولادهم سِمَةً يُعرفون بها، وأوقافاً تصل إليهم حتى اليوم(2) ، فيقولون :

بنو خداش(3)؛ أولاد من خدش وجه الحسين (علیه السّلام) بعد قتله؛ تقرباً إلى الله وإلى(4) قاتله!!

وبنو الصياح(5): أولاد من صاح بقتله !

ص: 58


1- كذا ؛ والظاهر زيادة حرف الجر (من) هنا .
2- قال الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 116 - 117: ومن عجيب قولهم : إنّ أحداً لم يشر بهذا الحال ، ويستبشر بما جرى فيها من الفعال ، وقد رأوا ما جرى - وقرّره شيوخهم ورسمه سلفهم سلفهم - من تبجيل كلّ من نال من الحسين - صلوات الله عليه - في ذلك اليوم منالاً ، وأثر في القتل به أثراً ، وتعظيمهم لهم ، وجعلوا ما فعلوه سمة لأولادهم ، فمنهم في أرض الشام : بنو السراويل ، وبنو السرج ، وبنو سنان ، وبنو الملحي ، وبنو الطشتي ، وبنو القضيبي ، وبنو الدرجي ..
3- لم يذكر هؤلاء الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب ، وكذا : بنو الجرور؛ الذي ما بعده.
4- كلمة : إلى الله وإلى.. مطموسة في نسخة (ب) ، ومشوّشة جداً في نسخة (ألف)، وما هنا استظهار منها ، ولم ترد كلّاً في كتاب التعجب .
5- نسخة ( ب ) : أولاد الصياح بن...، وفي (ألف) خطّ عليها ، وقد صححت في الحاشية بما أثبتناه ، ولم يذكرهم الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في التعجب .

وبنو الجرُور : [أولاد] من جزه [(علیه السّلام)] في المعركة(1)!

وبنو السراويل ؛ أولاد من سلب سراويله [(علیه السّلام)]!

وبنو السَّرْج ؛ أولاد الذي كان يسرج خيله لدوس(2) جسده [(علیه السّلام)] !

ووصل بعض هذه الخيل إلى مصر ؛ فقطع(3) من حوافرها وسمر به(4) على أبواب الدور ؛ للتبرك بها ، وجرت بذلك السنّة إلى هذه الغاية(5)!

وبنو السنان؛ أولاد الذي حمل الرمح، وعلى سنانه رأس الحسين [(علیه السّلام)]!

وبنو الملحي ؛ أولاد الذي ملح(6) رأسه [(علیه السّلام)]

[ وأما بنو المكبّري؛ فأولاد الذي كان يكبر خلف رأس الحسين (علیه السّلام)](7)..

ص: 59


1- في نسخة ( ب ) : الحركة .
2- في نسخة (ألف ): تدوس .
3- في نسختي الأصل: قطع ، وفي التعجب : فقلعت نعالها من حوافرها.. وهو الظاهر.
4- في نسخة (ألف)، سمي ، وما أثبت جاء في نسخة (ب)، وعلى هامش نسخة (ألف) بدلاً ، وفي التعجب: وسُمّرت على .. وهو الظاهر.
5- زاد في كتاب التعجب: ... السنّة عندهم حتى صاروا يتعمّدون عمل نظيرها على أبواب دور أكثرهم.
6- كذا في نسختي الأصل والتعجب ، ولعلّها مصحفة عن : بنو المَلْحَيّ ؛ أولاد الذي مَلَخَ رأسه (علیه السّلام).. ومَلَخَ الشيء : اجتذبه في استلال ، كما في اللسان 56/3 مادة (ملخ).
7- أقول : ما بين المعكوفين مزيد من كتاب التعجب : 117 ، وهو سقط قطعاً ؛ إذ لا يتمّ المعنى والاستشهاد بالشعر إلا به ، فقول الشاعر شاهد على بني المكتري لا الملحي.

وفيه يقول الشاعر(1):

[من الكامل]

ص: 60


1- كلمة (الشاعر) سقطت من نسخة (ب). الشاعر هو : ديك الجن (رحمه الله علیه)، قال السيد حسن الصدر (رحمه الله علیه) في تكملة أمل الآمل : 260 ، رقم 226 : عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبیب بن عبد الله بن رغبان بن زيد بن تميم، أبو محمد ديك الجنّ الشامي العاملي، كان شاعر الدنيا وصاحب الشهرة بالأدب، فاق شعراء عصره، وطار ذكره وشعره في الأمصار؛ حتى صاروا يبذلون الأموال لقطعة من شعره. افتتن بشعره الناس بالعراق وهو بالشام ، حتى أنته أعطى أبا تمام في أوّل عمره قطعة من شعره وقال له : يا فتى ! اكتسب بهذا واستعن به على قولك .. فنفعه في العلم والمعاش، على ما حكاه عبد الله بن محمد بن عبد الملك الزبيدي ، قال : كنت جالساً عند ديك الجن فدخل عليه حَدَتْ وأنشده شعراً عمله ، فأخرج ديك الجن من تحت مصلاه درجاً كبيراً ، فيه كثير من شعره فسلّمه إليه، وقال: یا فتی! تكسب بهذا واستعن به على قولك ، فلما خرج سألته عنه فقال : هذا فتى من أهل جاسم يذكر أنته من طيء، يُكنّى: أبا تمام واسمه : حبيب بن أوس ، وفيه أدب وذكاء، وله قريحة وطبع .. الحديث . وكان تولّد ديك الجنّ سنة إحدى وستين ومائة (161 ه_) ، وهو من أهل سلمية ، ولم يفارق الشام مع أنّ الخلفاء من بني العباس في عصره ببغداد، ولا دخل العراق، ولا إلى غيره منتجعاً بشعره ولا متصدّياً لأحد ، كما في تاريخ ابن خلكان ، قال : وكان يتشيّع تشيّعاً حسناً ، وله مراتٍ في الإمام الحسين (علیه السّلام) ولم ينتجع بشعره خليفة ولا غيره ، ولا دخل العراق مع نفاق سوق الأدب. قلت : ومن شعره في الإمام الحسين (علیه السّلام): [من الكامل ] جاؤوا برأسك يابنَ بنتِ محمّدٍ *** متر ملاً بدمائه ترميلا وكأنتما بك يابن بنتِ محمَّدٍ *** قَتَلُوا جِهاراً عامِدِينَ رَسُولا قتلوكَ عَطشاناً ولمّا يَرْقُبوا *** في قتلكَ التَّنْزِيلَ والتَّأْوِيلا وَيُكبِّرُونَ بأن قُتِلْتَ وإِنما *** قَتَلُوا بِكَ التَّكْبِيرَ والتَّهْلِيلا وتوفّي سنة 235 ه_ وعمّر بضعاً وسبعين سنة . رحمة الله ورضوانه عليه .

ويُكبِّرُونَ بأَنْ قُتِلْتَ وإنّما *** قَتَلُوا بك التكبير والتهليلا(1)

ص: 61


1- روى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 181/16 قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، ( أنا ) أبو عثمان الصابوني ، قال : أنشدني الحاكم أبو عبد الله الحافظ في مجلس الأستاذ أبي منصور الحشاذي على حجزته في قتل الحسين بن علي [(علیهم السّلام)] ، ثم ذكر هذه الأبيات . ومثله في تهذيب الكمال للمزي 448/6 باختلاف يسير . وفي البداية والنهاية لابن كثير 261/6 ، قال : رثاه الناس بمرات كثيرة ؛ ومن أحسن ذلك ما أورده الحاكم أبو عبد الله النيسابوري .. ثم ذكر الأبيات . وقال السيد محسن الأمين في أعيانه 623/1: .. وروي أن خالد بن معدان الطائي - من فضلاء التابعين - لما شاهد رأس الحسين (علیه السّلام) بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلما وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك فقال : ألا ترون ما نزل بنا .. ؟ ! ثم أنشأ يقول .. و راجع: روضة الواعظين للفتال النيسابوري (رحمه الله علیه): 195 ، وفيه : ( مترملاً بدمائه ترميلا ) ثم قال : [من الكامل] قتلوك عطشاناً ولم يرقبوا ***في قتلك التنزيل والتأويلا وما ذكره العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 235/45 ( باب 43 ) حديث 2 قال : وروي أنّ هاتفاً سمع بالبصرة ينشد ليلاً: [ من الكامل ] إن الرماح الوارداتِ صدورها *** نَحْوَ الحسين تقاتل التنزيلا ويهللون بأنْ قُتِلتَ وإنما *** قتلوا بك التكبير والتهليلا فكأنما قتلوا أباك محمّداً *** - صلّى عليه الله - أو جبريلا

وبنو الطشتي؛ وهو الذي حمل الطشت الذي وضع فيه رأسه [(علیه السّلام)]! وهم بدمشق مع بني الملحي معروفون(1).

وبنو القضيب؛ وهو الذي أحضر القضيب(2) بين يدي يزيد لعنة [الله عليه] لنقر ثناياه [(علیه السّلام)] !

ص: 62


1- وقريب منه في المصدر : 117.
2- في نسختي الأصل هنا كلمة : إلى، حذفناها لاختلال المعنى بها.

وبنو الدَّرَجيّ ؛ وهو الذي ترك [الرأس في] الدرج الخيزراني عند رأسه [(علیه السّلام)](1)!

وبنو المعلّق(2)؛ [و] هو الذي علّق رأسه [(علیه السّلام)] من مسمار(3) في باب جَيْرُون من دمشق ، فبقي المسمار إلى يومنا هذا .. حتى قلعه محمد بن زنكي في سنة ستة وستين وخمسمائة(4).

وقال ابن قتيبة في كتابه(5): أوّل خارجي خرج في الإسلام الحسين بن عليّ !!

ص: 63


1- قال في كتاب التعجب : وأما بنو الدرجي ؛ فأولاد الذي ترك الرأس في درج جيرون.. ثم قال : وهذا لعمرك هو الفخر ، باب من أبواب دمشق إلى الواضح ، لولا أنه فاضح ! وقد ذكر في مراصد الإطلاع :366/1 : إنّ هناك سقيفة مستطيلة على عمد وسقائف، حولها مدينة تطيف بها ، وهي بدمشق في وسطها كالمحلة ، باب الجامع الشرقي إليها يسمّى : باب جيرون ..
2- هؤلاء لم يذكرهم المولى الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه : التعجب .
3- كذا ؛ والظاهر : في مسمار ، أو : بمسمار .
4- من هنا يعرف تقريباً سنة تأليف الكتاب ، كما أشرنا له في المقدّمة .
5- المعارف لابن قتيبة ، ولم نجده في المطبوع المحقق مع أنتنا سبرناه كلاً، فضلاً عن ! مراجعة فهارسه. ولعلّ المصلحة حذفته أو حرّفته أو يكون في كتاب آخر له !! وله نظائر نقلت عنه ، ولم نجدها فيه ! مثل قضية المحسن الشهيد (علیه السّلام). نعم ؛ نقل هذه القولة المصنّف (رحمه الله علیه) في مناقب آل أبي طالب 6/1 ، قائلاً: وقول القتيبي.

وهذا اليوم يوم عيدهم ، يواظبون على البر والصدقة، والمسارعة إلى البذل والصلة ، والتبرك بشري ملح السنة ، والتورّك في المجالس المستحسنة، [و] المظاهرة بطيب الأبدان ، والمجاهرة بمصافحة الإخوان، [والتوفّر على المزاورة والدعوات، والشكر من أسباب الأفراح والمسرات، واعتذارهم في ذلك بأنه يوم ليس كالأيام و ] أنته مخصوص بالمناقب(1) العظام ، والفضائل الجسام(2).

وفي مدينة قرطبة يأخذون ليلة عاشوراء رأس بقرة [ميتة ] ويجعلونه(3) على العصا، [ويحمل] ويطوفون به في الشوارع والأزقة والأسواق، ويجمع حوله الصبيان، ويدفّفون ويلعبون .. ويقولون : يا ستي(4) المروسة ! أطعمينا المطنفسة .. يعنون القطائف !!

ص: 64


1- لا توجد: بالمناقب، في نسخة ( ب ) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
2- هذا مجمل ما فصله شيخنا الكراجكي - طاب رمسه وأعلى الله مقامه - في كتابه المبتكر : التعجب من أغلاط العامة : 115 ( الفصل الثالث عشر ) ، قال (رحمه الله علیه): ومن عجيب أمرهم دعواهم محبّة أهل البيت (علیهم السّلام) مع ما يفعلون يوم المصاب بالحسين (علیه السّلام) من المواظبة على البر والصدقة .. والتفاخر بالملابس المنتخبة ، والمظاهرة بتطيب الأبدان .. إلى أن قال : ويدعون أنّ الله - عزّ وجلّ - تاب فيه على آدم ، فكيف وجب أن يقضى فيه حق آدم فيتّخذ عيداً .. إلى أن قال : لولا البغضة للذرية التي تتوارثها الأبناء عن الآباء ؟ !
3- في نسختي الأصل : ويجعلون.
4- في كتاب التعجب : يا مسي .

[ وأنتها تعدّ لهم، ويكرمون ويتبركون بما يفعلون ](1).

***

ص: 65


1- قال في كتاب التعجب - بعد ما سلف - : 115 : .. ومن عجيب ما سمعته : أنتهم في المغرب بمدينة قرطبة .. إلى آخر ما جاء هنا . ثم قال : في آخر كتابه : 155 - بعد ذكره جملة من أغلاط أحكامهم، وفضائح فتاويهم، ومجموعة من بدعهم - : .. هذا وأمثاله شاهد صدق بعنادهم، وحاكم حق بسوء اعتقادهم ودليل بيان يخبر بجهلهم، وبرهان عرفان ينطق بضلالتهم.. ومن افتقد أقوالهم، وانتقد أفعالهم، واعتبر ،مقاصدهم، واختبر عقائدهم، واستكشف ظواهرهم، وكشف ضمائرهم .. رأى من قبيح أغلاطهم، وفظيع إفراطهم، وزايد زللهم، وكثير خللهم وواضح معاندتهم، وفاضح مناقضتهم .. ما يطيل تعجبه منهم، ويواصل فكره فيهم .. يعلم أننا فيما سطرناه إنّما أشرنا إلى قليل من كثير، وأومأنا إلى بقية من غدير؛ بل أتينا بنقطة من بحر، وذكرنا وقتاً من دهر... ثم قال : وإذا كان استيعاب هذا الفنّ متعدّراً، والإكثار منه مسئماً مضجراً، ففيما أوردناه مثال للفاضل وكفاية للعاقل، وتنبيه للغافل، وقضاء لحق السائل .. وأشار السيد المرتضى الرازي (رحمه الله علیه) في كتابه : تبصرة العوام (الفارسية): 92 إلى ما حكاه المصنّف (رحمه الله علیه) من أعمال الناصبة في شهر محرم الحرام . وعلى كل حال؛ فإلى يومك هذا لا زال العرق الأُموي والنصب لآل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) سارياً في بعض أهل السنة والجماعة - ويا للأسف ! - ولم ينمح على مر التاريخ من يوم عاشورا - بل السقيفة - إلى يوم الناس هذا كما جاء بألفاظ مقاربة من بعض المعاصرين في كتابه : الشيعة هم أهل السنة : 301 - قال : .. يحتفلون بيوم عاشورا ويجعلونه عيداً، ويخرجون فيه زكاة أموالهم ، ويوسعون فيه على عيالهم، ويروون بأنته يوم بركات ورحمات .. إلى آخر كلامه .

ص: 66

[القسم الأول]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدمات ]

[فصل 9] [فيما جاء فيهم أجمعين]

ص: 67

ص: 68

فصل فيما جاء فيهم أجمعين

الباقر (علیه السّلام): في قوله تعالى: ﴿أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ﴾(1)

قال: «إذا أمر الله تعالى أعداء أمير المؤمنين إلى النار؛ الذين احتقروا أمر عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام) أمرنا أولياءه إلى الجنّة ؛ كأبي ذر، وسلمان(2)، وعمار .. وأشباههم(3) قالوا : ﴿ما لَنا لَا نَرى رجالاً ..﴾(4) الآيات »(5).

ص: 69


1- سورة ص (38) : 63 .
2- من قوله : أمرنا .. إلى هنا لا يوجد في نسخة ( ب ).
3- في نسخة ( ب ) : أشباهه .
4- سورة ص ( 38 ) : 62 - 64 .
5- أقول : لم أجد هذا الحديث الشريف بلفظه، ولكن وجدت ما يقاربه معنىً في جملة من مصادرنا ، منها : الروضة من الكافي 141/8) (حديث عيسى بن مريم (علیهما السّلام)) حديث 104 بسنده عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال: «إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم، فلا يرون منكم أحداً ، فيقول بعضهم لبعض : ﴿ما لَنا لا نَرى رِجَالاً كُنَّا نَعدُّهم مِن الأشرار * أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ َزاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصارُ﴾» ، قال: « وذلك قول الله عزّ وجلّ: ﴿إنّ ذلك لَحقِّ تَخاصُمُ أهلِ النّارِ﴾ يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا ». وروي في تحف العقول: 301 - 307 ذيل وصية أبي عبد الله (علیه السّلام) لعبد الله بن جندب - جاء فيه - : « يابن جندب ! إنّ الله تبارك وتعالى سوراً من نور، محفوفاً بالزبرجد والحرير، منجداً بالسندس والديباج يضرب هذا السور بين أوليائنا وبين أعدائنا، فإذا غلى الدماغ، وبلغت القلوب الحناجر، ونضجت الأكباد من طول الموقف، أدخل في هذا السور أولياء الله، فكانوا في أمن الله وحرزه، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلد الأعين وأعداء الله قد ألجمهم العرق، وقطعهم الفرق، وهم ينظرون إلى ما أعد الله لهم، فيقولون: ﴿ما لَنا لا نَرى رجالاً كُنَّا نَعدّهم من الأشرار﴾ فينظر إليهم أولياء الله فيضحكون منهم، فذلك قوله عزّ وجلّ : ﴿أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زاغَتْ عَنْهُمْ الأَبْصارُ ﴾ . وقوله: ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴾ [سورة المطففين (83) : 34 - 35] فلا يبقى أحد ممن أعان مؤمناً من أوليائنا بكلمة إلّا أدخله الله الجنة بغير حساب ..». وأحاديث أُخر .

البخاري؛ عن أبي هريرة ، قال : قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «هلاك(1) أُمتي على يدي غلمة(2) [سفهاء ] من قريش »(3) .

ص: 70


1- في نسختي الأصل : لهلاك .
2- وجاء في بعض المتون : « أُغيلمة » ، كما في عنوان باب الثالث من كتاب الفتن في كتاب البخاري 60/9 ، ومسند أحمد بن حنبل 485/2 و 520، وحُكي عن الجامع الصغير للسيوطي 195/2.. وموارد أُخرى. والغلمة جمع للغلام ، وهو يجمع على أغلمة وغلمة وغلمان، والتصغير : أُغيلمة ، ويأتي بالضم: شهوة الضراب، كما في لسان العرب 439/12، أو هيجان شهوة النكاح ، وقريب منه في مجمع البحرين 127/6.
3- كتاب البخاري 242/4 ( باب 25 علامات النبوة في الإسلام ) حديث 3605 ، وفيه : «هلاك» . ولاحظ : 60/9 ( باب 3 قول النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] « هلاك أُمّتي على يدي أغليمة سفهاء » ) حدیث 7058. كما أخرج هذا الحديث في مستدرك الحاكم 572/4 (حديث أبي عوانة) حديث 8605 ، وصححه هو والذهبي ، وقال الحاكم: شهد حذيفة بن اليمان بصحة هذا الحديث. أبي وانظر : مسند أحمد بن حنبل 288/2 ، و 304 ، و 324 ، و 328، و 536 (مسند هريرة) نقلاً عن المعجم المفهرس ، وكنز العمّال 128/11 حدیث 30899. وكذا ابن كثير في البداية والنهاية 255/3 [411/4، و 208/6]. لاحظ: الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 30/3 - 32.

البخاري؛ عن أنس ، قال : قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)(1) للأنصار: «إنّكم سترون بعدي أثرة [شديدة ].. فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض(2)».

ص: 71


1- في نسخة ( ألف ) : رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بدلاً من : النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)
2- كتاب البخاري 114/4 كتاب فرض الخمس ، باب (19 حديث 3147، وكذا فيه 119/4 (كتاب الجزية والموادعة ، باب 4 ما أقطع النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] من البحرين) حديث 3163، وقريب منه فيه 150/3 كتاب المساقاة ( باب 14 و 15) حديث 2376 و 2377 ، وجاء في ذيله : «.. فاصبروا حتى تلقوني».. وغيرها . وتجد في كلّ هذه الأحاديث اختلافاً ، وقد جاء - أيضاً - فيه 200/5 ( باب 57 غزوة الطائف ) حديث 4330 ، واختصره في 60/9 ( باب 2 قول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «سترون بعدي أموراً تنكرونها .. ») حديث 7057، وهو عن أنس بن مالك ، عن اسيد بن حضير .. ولاحظ روايات (باب قول النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] للأنصار : «اصبروا حتى تلقوني على الحوض » ) 41/5 - 42 ، فهي مستفيضة . أقول : جاء في بعض الروايات : « ستلقون » بدلاً من: «سترون»، وفي أخری: «حتى تلقوني غداً على الحوض» بدلاً من: «حتى تلقوا الله ورسوله » ، كما في الجامع الصغير للسيوطي 101/1 [388/1 حدیث 2536]، وباختلاف يسير في مسند أحمد بن حنبل 1/ 384 و 386 و 433 ، وكذا 57/3 و 89 و 165 و 167، وفيه : «إنّكم ستجدون ... حتّى تلقوا الله ورسوله».. وموارد عديدة أُخرى ، وانظر : سنن الترمذي (كتاب الفتن ( 3 / 326 حديث 2284 ، وصفحة : 327 حديث 2285 طبعة دار الفكر ] ، وسنن النسائي 224/8 ) كتاب القضاء ) حديث 5383 . راجع : کتاب سلیم بن قیس (رحمه الله علیه): 311 [ الطبعة المحققة 2 /778]، وجاء عن أهل البيت (علیهم السّلام)، كما في شرح الإحقاق 523/18 نقلاً عن عدة مصادر. وفي بعض الأخبار عنه (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه قال : «إنكم سترون بعدي أثرة .. » ثم قال : فعليكم بالصبر » ، كما جاء في تاريخ ابن عساکر 41/5 و 42 [54/16 - 56]، والخصائص الكبرى 15/2 [194/2 و 255 من الطبعة العلمية ]، ولاحظ : الغدير 106/2 ، و 10 / 283 . . وغيرها .

الخصال في آداب الملوك(1): أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) خطب، فقال: «أيها الناس!

ص: 72


1- الخصال في آداب الملوك : .. ولم أعثر على ذكر لهذا الكتاب فضلاً عن نسخة له سوى ما ذكره المصنف (رحمه الله علیه) في معالم العلماء : 156 برقم : 806[ وفي الطبعة الحيدرية : 121] من قوله : موسى بن عيسى مختلط له كتاب خصال الملوك .. فلعله عناه !! وذكره - أيضاً - في المناقب 233/1، [270/1 - 271 ، فصل : في مسائل و أجوبة ]، وعنه جاء في بيان العلّامة المجلسي الله في بحار الأنوار 443/29 (باب 13) حدیث 37. ثمّ إنّ الخطبة المذكورة رواها فرات الكوفي (رحمه الله علیه) في تفسيره: 306(سورة الشعراء) ضمن حديث 412 باختلاف يسير جداً ، كما نقلها النقوي في خلاصة عبقات الأنوار 272/3 عن شهاب الدين أحمد .. وغيرهم.

إنه سيكون بعدي أقوام يكذبون ؛ فيقبل ذلك منهم(1)، وأُمور تأتي من بعدي تزعم أهلها أنتها(2) عنّي .. معاذ الله أن أقول على الله إلا حقاً، فما أمرتكم إلا بما أمرني ربي، ولا وعدتكم(3) إلا إليه : ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾(4)». وفي قراءة ابن مسعود: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ آل محمّد ﴿أَي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾(5).

فقال عبادة بن الصامت ومتى ذلك يا رسول الله ؟ ومن هؤلاء ؟! عرفناهم لنحذرهم .. فقال: «أقوام قد استعدّوا لها(6) من يومهم هذا - يعني : الخلافة - وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس من(7) هاهنا » وأومأ بيده إلى حلقه ..

فقال عبادة: وإذا كان كذلك فإلى من يا رسول الله ؟ فقال: «إذا كان ذلك

ص: 73


1- في تفسير فرات الكوفي : «قوم يكذبون عليّ فلا تقبلوا ذلك ..».
2- لا توجد : أنتها .. في نسخة ( ب ) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
3- في تفسير فرات : ولا دعوتكم.
4- سورة الشعراء (26): 227.
5- هذه جملة معترضة لم ترد في تفسير الفرات.
6- في التفسير : للخلافة .
7- في المصدر : مني ، بدلاً من : من.

فعليك(1) بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي ؛ فإنّهم يصدونكم عن الغي، [ويهدونكم إلى الرشد](2)، ويدعونكم إلى الحق ، ويحبّون(3) ربي وسنتي، ويعيبون البدع(4)، ويقمعون بالحق أهلها ، ويزولون مع الحق حيث زال ، ولن(5) يخيل إلي أنتكم تفعلون ، ولكن محتج عليكم إذا أنا أعلمتكم ذلك»(6).

النبي (عليه و آله السلام): «إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه»(7) أو : «بعد أن يفارقني »(8).

ص: 74


1- في التفسير : فعليكم.
2- ما بين المعكوفين مزيد من المصدر.
3- في نسخة ( ب ) : ويحيون، وفي التفسير : فيحيون كتاب ربّي .. ولعله : ويحبّون ربّي ، ويحيون سنتي .. أو يحبّبون .
4- في التفسير : فيحيون كتاب ربّي وسنتي وحديثي ، ويميتون البدع..
5- في تفسير الفرات : فلن .
6- في نسختي الأصل : لئن ، وهو سهو . وجاء في تفسير الفرات : فلن يخيل إليَّ أنكم تعملون، ولكنّي محتج عليكم إذا أعلمتكم ذلك فقد أعلمتكم.
7- مسند إسحاق بن راهويه 140/4 ، مسند أحمد بن حنبل 290/6 و 317 ( مسند أمّ سلمة ) ، مسند أبي يعلى الموصلي 436/12 حديث 7003 ، المعجم الكبير 319/23 حدیث 724 . . وغيرها .
8- جاء بهذا المضمون في الأحاديث السالفة ، وانظر: مسند أحمد بن حنبل 290/6 307 و 317 (مسند أم سلمة ) ، وانظر : المسترشد للطبري : 229 .

وفي حديث : « .. إنّ من أصحابي من لا يراني بعد خروجي من الدنيا »(1).

وقال أصحاب التواريخ(2): من وسم بالنفاق على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) نيف وثمانون رجلاً !

روي في قوله : ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ ..﴾(3) .. الآية، فيصير أئمة الهدى وشيعتهم في باطن السور الذي فيه الرحمة والنور ، ويصير أئمة الضلال في ظاهر السور .. فينادون : ﴿أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ﴾(4) في الدنيا، ونبينا ونبيكم واحد، وصلاتنا وصلاتكم ، وصومنا [وصومكم] ، وحجّنا [وحجكم] واحد ؟ !

فينادي ملك من عند الله : ﴿بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ فيما أمركم(5)

ص: 75


1- انظر : المسترشد للطبري : 229.
2- كما في طبقات الشافعية الكبرى 335/5.. وغيره. وفيه : قال ابن السمعاني في الرسالة القوامية - وكأنته صنّفها لنظام الملك في تقديم أدلة الإمامة : قال أهل السنّة : أبو بكر ... أفضل الصحابة في جميع الأشياء، ثم قال: وجملة من وسم بالنفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم نيف وثمانون رجلاً !
3- سورة الحديد ( 57 ) : 13. وفي بعض الروايات عنه (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه قال : «أنا السور، وعلي الباب.. وليس يؤتى السور إلا من قبل الباب»، كما في بحار الأنوار 277/24 (باب 63) حديث 63 و 64 .
4- سورة الحديد ( 57) : 14 .
5- في نسخة ( ألف ) : أمر - بدون ضمير المخاطبين -.

ورسوله: ﴿ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ﴾ بولاية أئمة الهدى : ﴿وَغَرَّتْكُمُ الأَمانِيُّ﴾(1).

وفي مسند أبي يعلى الموصلي(2)، [و] اعتقاد أهل السنة(3).. عن الأُشنُهي(4)، ومجموع(5) أبي العلاء الحافظ(6) الهمداني الحنبلي(7).. وغير ذلك [من] طرق؛

ص: 76


1- سورة الحديد ( 57) : 14 . جاء ما هنا بتفصيل أكثر في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 2 / 660 - 661 حديث 11 ، ومثله حدیث 12 و 13 [ وفي طبعة : 636 - 637]، بإسناده... عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر الباقر (علیه السّلام).. وجاء في كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي (رحمه الله علیه) و نوادره ، كما حكاه العلامة (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 181/7 (باب 8) حدیث 24.
2- مسند أبي يعلى الموصلي 426/1 - 427 حديث 565 ، عن أبي عثمان - باختلاف في اللفظ والمعنى واحد - وفي ذيله : قال : قلت : « يا رسول الله ! في سلامة من ديني ؟ ! » ، قال : « في سلامة من دينك » .
3- اعتقاد أهل السنّة ، ولا نعرف له نسخة فضلاً عن كونه مطبوعاً .
4- في نسختي الأصل: الأشتهي، والصحيح ما أُثبت ، والظاهر أنّ المراد منه: الأشنهي - بالنون - نسبة إلى قرية : أشنه ، كما نص عليه السمعاني في كتابه الأنساب 171/1. وراجع: معجم البلدان 2011.. وغيره ، واسمه أبو الفضل عبد العزيز بن عليّ بن عبد العزيز الأشنهي الشافعي ، وقد تكرر نقل المصنّف (رحمه الله علیه) عنه في المناقب 11/1، و 72/2 ، و 2 /121، 127/3.. وغيرها كلّ ذلك نقلاً عن كتابه : اعتقاد أهل السنّة ، فراجع.
5- المجموع ؛ لأبي العلاء العطّار الهمداني (المتوفى سنة 569 ه_)، ولا نعرف له نسخة فعلاً فضلاً عن علمنا بطبعه .
6- لا توجد كلمة ( الحافظ ) في نسخة ( ب ) ، وجاءت على نسخة (ألف) تصحيحاً .
7- كلمة ( الحنبلي ) لم ترد في نسخة ( ب ) . أقول : الظاهر أنته صدر الحفّاظ : الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، عنونه كذلك الشيخ منتجب الدين (رحمه الله علیه) في فهرسته : 59 برقم ( 142 ) [ الطبعة المرعشية ، وفي طبعة دار الذخائر : 65 - 66] وقال : العلّامة في علم الحديث والقراءة ، كان من أصحابنا، وله تصانيف في الأخبار والقراءة، منها: كتاب الهادي في معرفة المقاطع والمبادي .. شاهدته وقرأت عليه . وقد أكثر المصنف (رحمه الله علیه) من النقل والرواية عنه في كتاب المناقب ، ووصفه ب_: العطّار تارة ، وب_: الهمداني أُخرى ، وب_ : العطّار الهمداني ثالثة ، وبقوله : حدثني أبو العلاء العطار [ كما في المناقب 320/1 ، و 2 / 60 ، وفي طبعة قم 41/2، و 194/2]، وكذا : أبو العلاء العطار الهمداني [ المناقب 40/2 ، وفي طبعة قم 11/1، و 2 / 194]، وجاء تارة بعنوان : أبو العلاء الهمداني [ كما في المناقب 60/2 و 306، و 27/3، وفي طبعة قم 111/3، و 329/3] ، وفي بعضها [ كما في المناقب 386/1، وفي طبعة قم 2 / 121 ] : مجموع أبي العلاء الهمداني ، وفي بعضها [المناقب 126/3، وفي طبعة قم 349/3] : أبو العلى العطّار .. وهو غلط.. وهو - حسب الظاهر - شيخ الموفق الخوارزمي ، قال في المناقب: 32: أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني .. وفي المناقب: 39 قال : أنبأني سيّد القرّاء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار [ الهمداني ] ، بل نقل عنه في موارد أُخر كثيرة ، فليراجع. أقول : بعد ملاحظة ما قاله الشيخ منتجب الدين (رحمه الله علیه)، فإن وصفه ب_ : الحنبلي - كما في المتن - ليس في محلّه ، فتدبّر . لاحظ ما جاء في مشيخة ابن شهر آشوب (رحمه الله علیه) المحقق الكتاب غفر الله له ولوالديه وأرضى مواليه عنه ، المطبوعة في مجلة تراثنا ( السنة الرابعة والعشرون ) العدد الأوّل والثاني ( 13 - 94) : 58 - 60 . وكذا ما بعد المصنف قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): « ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها إلا من بعدي » ، كما ذكره المحبّ الطبري في الرياض 184/3.. وتعرّض لذلك العلامة الأميني (رحمه الله علیه) رواه في الغدير 173/7 عن جمع .. وغيرهم. و وذكره منا الشيخ أبو محمد الفضل بن شاذان (رحمه الله علیه) قبل المصنف (رحمه الله علیه) في الإيضاح : 454 [ طبعة بيروت : 204 ] ، أسنده عن أنس بن مالك ، باختلاف يسير.

ص: 77

عن أنس، وأبي برزة ، وأبي رافع : [ وفي إبانة(1) ابن بطة من ثلاثة طرق(2)]: أنّ النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) خرج يتمشى(3) إلى قبا ، فمر بحديقة ، فقال علي (علیه السّلام): «ما أحسن هذه الحديقة ! » فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «حديقتك - يا علي - في الجنة أحسن منها »(4) .. حتى مر بسبع حدائق على ذلك ، ثمّ أهوى إليه فاعتنقه وبكى ، وبكى على (علیه السّلام)..

ثمّ قال [علي (علیه السّلام)]: « ما الذي أبكاك يا رسول الله ؟ » قال: «أبكى لضغائن(5) في صدور قوم لن تبدو لك(6) إلا من بعدي»(7).

ص: 78


1- الإبانة ، ولم يرد هذا في المقدار المطبوع من الكتاب.
2- ما بين المعكوفين منقول ومزيد من المناقب للمصنّف (رحمه الله علیه).
3- في المناقب 386/1 [ وفي طبعة قم 121/2]: يمشي .
4- لاحظ : الطرائف 427/2 - 428 ، ونفحات اللاهوت : 85 ، وشرح إحقاق الحق 6 / 180 - 185 ، و 526/16 - 530 عن عدة مصادر .. وغيرها.
5- الضغائن هى الأحقاد ، يقال : ضغن - من باب تعب - إذا حقد . انظر : الصحاح 2154/6 ، وتاج العروس 345/18 - 346.
6- في نسختي الأصل : يبدو ، والمثبت عن المناقب 386/1 [وفي طبعة قم 121/2]، وفي مسند أبي يعلى : لا يبدونها.
7- إلى هنا في الإيضاح، وفيه : « ضغائن في صدور أقوام لن يبدوها حتى يفقدوني أو يفارقوني..».

فقال: «يا رسول الله ! كيف أصنع ؟ » قال: «تصبر ، فإن لم تصبر تلق جهداً وشدّة»، قال: « يا رسول الله ! أتخاف فيها هلاك ديني؟!» قال: «بل فيها حياة دينك»(1).

ص: 79


1- أقول : روى هذا الحديث المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب 320/1 - 323 [ وفي طبعة قم 121/2] ، وعنه في بحار الأنوار 4/41 - 5 ذيل حديث 4. وقد صحح هذا الحديث الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين 149/3 ، بعد أن بتره ، واقتصر على المرور بالحديقة ، والإخبار بأنّ: «.. لك أحسن منها في الجنّة . ..». ووافقه الذهبي في التصحيح ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 118/9 (باب بشارته بالجنة) حديث 14690 و 14691 ، وقال : رواه أبو يعلى والبزاز .. كما وأورده الحافظ ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 60/4 - 61 حديث 3960 .. وغيرهم. وراجع من مصادر الخاصة : كشف الغمة 98/1 عن علي بن أبي طالب (علیه السّلام)، وقريب منه في بحار الأنوار 75/28 (باب 2) حدیث 33، وقد احتج أمير المؤمنين (علیه السّلام) في حديث مناشدته لأصحاب الشورى ، كما رواه الطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 139/1. وقد أورد العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) هذه المناشدة أيضاً في موسوعته بحار الأنوار 331/31 - 347 (باب 26). وأيضاً فقد رواه - غير من سلف - : الخوارزمي في مناقبه : 65 ، حديث 35[طبعة جماعة المدرسين ، وفي طبعة : 26] ، ومحبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : 90، والخطيب البغدادي في تاريخه 394/12 . . وغيرهم في غيرها .

واشتهر(1) قوله ( علیه و آله السلام): «عهد معهود أنّ الأُمة ستغدر بك ،

ص: 80


1- كما وقد روي ذلك بألفاظ مقاربة والمعنى واحد من طريق الفريقين ، فمن العامة ؛ البخاري في تاريخه 174/2 ، والحاكم في المستدرك 153/3، وصرّح الحاكم والذهبي بصحته على شرط الشيخين ، ورواه - أيضاً - الخطيب البغدادي في تاريخه 216/11 ، والمتقي الهندي في كنز العمّال 157/6 [ وفي الطبعة الرسالة 297/11 حديث 31562، وصفحة : 617 حديث 32997] ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 18/2 [ طبعة بيروت ، وفي طبعة مصر 107/4، و 326/20]، وابن كثير في البداية والنهاية 218/6 [ طبعة دار الفكر ، وفي طبعة بيروت 244/6 ] .. وغيرهم في غيرها . ومن الخاصة : الفضل بن شاذان (رحمه الله علیه) في الإيضاح : 452 [ طبعة طهران، وفي طبعة بيروت : 203 ] ، وكذا السيد ابن طاوس (رحمه الله علیه) في الطرائف 427/2، والشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) في تلخيص الشافي 51/3، وقد أورده الشيخ الطبرسي في الاحتجاج 75/1 (في ذکر طرف مما جرى بعد وفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).. ) عن أمير المؤمنين (علیه السّلام).. أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أوعز إلي قبل وفاته وقال لي : « يا أبا الحسن ! إنّ الأمة ستغدر بك من بعدي و تنقض فيك عهدي ..» إلى أن قال : «إذا وجدت أعواناً فبادر إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعواناً كفّ يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوماً ..»، وكذا فيه 190/1 ، وعنه في بحار الأنوار 189/28 - 203 (باب شرح انعقاد السقيفة وكيفية، السقيفة ) حديث 2 ، ونصّ عليه التستري في إحقاق الحق 417/6 ، و 324/7 - 326، وحكاه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 65/28 (باب 2) حدیث 25، وصفحة : 75 - 76 (باب 2) ذيل حديث 33 عن عدة مصادر .. وغيرهم في غيرها. وراجع : الغارات 486/2 ، الإرشاد 285/1 ، المناقب 216/3 .. وغيرهما .

وأنت تقاتل على سنتي..»(1) الخبر .

الحميري(2):

[من الطويل]

ألا(3) إِنَّه يَومَ الحَدِيقَةِ قَالَ : يَا *** عَليُّ وَعَيْنَاهُ مَعاً تَكِفان

سَتغدُرُ بَعْدِي مِن قُرَيْشٍ عِصَابَةٌ *** يعهدِكَ والخَصمانِ مُشتَهران

فَصَبْرَاً جَمِيلاً ، إِنَّ صَدرَكَ سَالِمٌ *** فَمَا الغَدرُ قَوْلاً لِي وَمَا الشَّنَآنُ ؟!(4)

ص: 81


1- لم يرد الذيل : « وأنت تقاتل على سنتي» في الإيضاح . وعنه (صلی الله علیه و آله و سلم) أنته قال (علیه السّلام): «أما إنك ستلقى بعدي جهداً».
2- لم أجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري المطبوع، ولا نعرف لها مصدراً غير كتابنا الحاضر.
3- في نسختي الأصل: على، وما هنا استظهار منّا ، لعلمنا بعجمة الناسخ، إلا أن تكون الأبيات قطعة من قصيدة ، فيكون ل_ ( على ) وجه لا يخفى .
4- الكلمة مشوشة جداً في كلتا الخطيتين وغير معجمة ، وجاءت هكذا : السنان أو اللسان، وإن صحت الرواية المثبتة ففي هذا البيت إقواء.

ابن حماد(1):

[ من الطويل ]

أليسَ تَعدَّى بَعدَ دِينِ مُحمَّدٍ *** عَلَيه أُنَاسٌ بالتَّهَجُمِ(2) والغَشْمِ؟

وَأَمهَلَهُم لَا عَاجِزاً عَن قِتالِهم *** وَوَلَاهُمُ مَا قَد تَوَلُّوا مِن الإثمِ

وَكَانَ رسولُ اللهِ جَارَاه أمرَهُمْ *** ومَا أَتَبتُوه فِي الصَّحِيفَةِ مِن ظُلْمِ

فَقَالَ عَليَّ لِلنَّبِيِّ : فما تَرى *** من الرأي لي أفْدِيكَ بالأَبِ والأُم؟

فقال له : اصبر مِثلَ صَبرِي فَإِنَّني *** صَبَرتُ بِأَمرِ اللهِ صَبرَ أولي العَزْمِ

وأثْبِتْ عَلَيهِم حُجَّةَ اللهِ(3) وانتَظِرُ *** فدُنياهُمُ مَقرُونَةُ الوَصْلِ بالصَّرْمِ

فَأَضْرَبَ(4) صَفْحاً عنهم وهو عالم*** لمحنتِهم إذ كان ذاك من الحثم

ص: 82


1- قد سبرت ما وجدت من ميميات لشاعرنا (رحمه الله علیه) في المناقب والغدير .. وغيرهما فلم أحصل على هذه القصيدة الرائعة وإن جاء على وزانها كثير ، ولعلّها من متفرّدات موسوعتنا هذه.
2- في نسخة ( ب ) : بالتجهم .
3- في نسخة (ألف) : والله ، ولا يتم الوزن بها.
4- جاء في نسختي الأصل تحت هذه الكلمة : وأعرض ، ولا نعلم هل هي نسخة أو استحسان ، أو تفسير !

خطیب منبج(1):

[ من الوافر ]

وَفِي يَوم الحدائقِ قَد أُبينَتْ *** شَواهِدُ فَضلِهِ لِلشَّاهِدِينا

غَداةَ بَكَى النبيُّ وقال : ما لي *** أراك تَبلُ بالدمع الجفونا ؟

فقال : ضَغَائِنُ بِصُدورِ قَومٍ *** أَراهم قَد غَدَوا لَكَ مُوغِلينا

فَإِنْ أنا مِتُّ أَبْدَوْها وكانوا *** لحبلك يابنَ عَمِّي قاطعينا

ص: 83


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وتقرأ : منهج ، وفي المناقب غالباً : مبخ ، وقد يرد منيح ، وهو تصحيف . أقول : هذه الأبيات من قصيدة مفصلة جداً لشاعرنا الذي ترجمناه في المقدّمة تحت عنوان ( الخطيب المنبجي ) متفرّقة في عدة مواضع ، وقد ذكر منها هنا ( 43 ) بيتاً موزّعة على أحد عشر موضعاً ، وفي المناقب منها دون هذه - ( 68 ) بيتاً موزعة على (25) مورداً. ثم كأنه قد تحكي فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام) ومقداراً من ظلامته (علیه السّلام) بعد مدحه لرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ثم مدحه للزهراء سلام الله عليها ، وذكر مثالب القوم وما أوردوه على العترة الطاهرة (علیهم السّلام) من الظلم والجور ، كما هو الملاحظ فيما سيرد عليك منها . ولم نجد لهذه الأبيات مصدراً يحكيها ، إلا ما حكي عن المصنف (رحمه الله علیه) نفسه ، كما فعل صاحب أعيان الشيعة 326/6 نقلاً عن المناقب للمصنف (رحمه الله علیه) ، وهو دون ما ههنا، وقد ذكر له بيتين من هذه القصيدة ابن جبر في نهج الإيمان: 476 ، وقد جاء بيتان منها في الدّر النظيم صفحة : 128، وواحد في صفحة : 125 ، واثنان منه في صفحة : 130..

البخاري(1)؛ مرفوعاً إلى ابن عمر، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «ألا لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».

ابن حماد(2):

ص: 84


1- وقد جاء في كتاب البخاري مكرّراً ، وفي روايات كثيرة عمدتها ما جاء فيه 63/9 (کتاب الفتن باب (8) كما روى عن أبي زرعة، عن جرير في صحيحه كتاب العلم 41/1 (باب 43) حدیث (121 ، و 198/8 ، كتاب الحدود باب (9) حدیث 6785، عن عبد الله في حجة الوداع : « .. قال : ويحكم ! - أو ويلكم ! - لا ترجعنّ بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض وفيه : 3/9 (كتاب الديات، باب 2) حديث 6868 قول الله تعالى : ﴿ وَمَنْ أَحْيَاهَا .. ﴾ [سورة المائدة ( 5 ) : 32]، وكذا كتاب التوحيد 163/9 حديث 7447.. هذا في خصوص البخاري وفي ما يسمّى بصحيحه ، عدا غيره في غيره كمسلم في كتابه /81 ) كتاب الإيمان، باب معنى قول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) : « لا ترجعوا بعدي .. » ) 44/1 ، وابن الأثير في جامع الأصول 69/10 حديث 7539.. وغيرهم في غيرها. ومن كتب الخاصة : كتاب : الإيضاح لابن شاذان (رحمه الله علیه): 235 [ طبعة طهران ، وفي بيروت: 127]، وفيه زيادة: «بالسيف»، وتقريب المعارف لأبي الصلاح (رحمه الله علیه) 213 و 395 ، وإحقاق الحق للتستري (رحمه الله علیه) 354/14 و 355، و358، و486، 395، و 639 ، و 640 ، و 641 عن عدة مصادر .. وغيرهم في غيرها .
2- لم يرد البيت الأوّل في المناقب، وجاء ما بعده فيه 60/3[48/3 من طبعة قم بتقديم وتأخير في الأبيات ، وفي طبعة النجف الأشرف 248/2]، نعم جاء فيه 209/2 ما هو على وزانها ، فلاحظ ، وأما البيتان التاليان فقد أوردهما المصنّف (رحمه الله علیه) في مناقبه 315/1، وخصوص البيت الثالث أورده في 248/2..

[ من البسيط ]

وَقَال : لا تَرجِعوا بَعدِي لِكُفْرِكُمُ *** والخُلفِ في الدِّينِ والتَحْرِيفِ طُلّابا

هَذَا الإِمَامُ لَكم بعدى يُسَدِّدُكُمْ *** رُشْداً ويوسعكم علماً وآدابا

إنِّي(1) مَدِينَةُ عِلمِ اللهِ وَهْوَلَهَا *** بَابٌ فَمَنْ رَامَها فَلْيَقصُدِ البابا

أوصى إليه وفيها مَقْنَع لَهُمُ(2) *** لَو لَمْ يَكونوا لَه بِالبَهْتِ عُصابا(3)

وَقالَ: أَنتَ كَهارُونَ الخَليفَةِ من *** مُوسى عَلى قَومِهِ بالحقِّ إِذْ غابا

وَقالَ : أَنتَ أَخي ، إِذْ كَانَ بَينَهُمُ *** إخاً تَقَارَبَ(4) أشباهاً وأضرابا(5)

قوله تعالى: ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ..﴾(6) الآية .

ص: 85


1- في أحد الموضعين من المناقب : أنا ، بدلاً من : إنّي .
2- جاء صدر البيت في المناقب هكذا : أوصى النبي وفيها مقنع لهم.
3- بعض العجز مطموس في نسخة (ب).
4- هذا هو الصواب ؛ لأنّ (إخاً ) مخففة (إخاء ) ، وعامل المهموز كالمعتل ، وفي المناقب : أخي وقارب ، وفي نسختي الأصل: إخا نقارب.
5- عجز البيت كلّاً مطموس في نسخة ( ب ) ، وأورد المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب ثلاثة أبيات ، ثانيها سلف ثالثاً هنا ، وهي مكملة لها ، وهي : [من البسيط] وقال في يوم نجران أباهلهم *** بأكرم الخَلْقِ أخوالاً وأحسابا ، أنا مدينة علم الله وهو لها *** باب فَمَنْ رامها فَلْيَقْصُدِ البابا وقال : إني سأعطيها غداً رجلاً *** ما كان في الحَرْبِ فراراً وهيابا
6- سورة آل عمران (3): 144 .

تفسير الثعلبي(1)، ومسند أحمد(2)، عن حذيفة بن اليماني، [و] أبي هريرة(3)،

ص: 86


1- تفسير الثعلبي 79/4 [ طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت سنة 1422 ه_ ] ، وقد جاءت هذه الرواية باختلاف في اللفظ دون المعنى.
2- مسند أحمد بن حنبل 388/5 [ طبعة قرطبة ، وفي طبعة دار إحياء التراث العربي 536/6 حديث 22779 باختصار واختلاف ] عن حذيفة بن اليمان ، وعنه فيه 393/5 [ طبعة دار إحياء التراث 544/6 حديث 22826]، وكذا 5 / 400 [طبعة دار الإحياء 554/6 حديث 22884] ، وليس فيها نص ما في المتن عنه، وكذا عن أنس بن مالك فيه : 281/3 [ طبعة دار الإحياء 195/4] حدیث 13579.
3- وجاء - أيضاً - في مسند أحمد بن حنبل 298/2 [ طبعة قرطبة ، وفي طبعة دار إحياء التراث العربي 577/2 حديث 7908] عن أبي هريرة ، و 300/2 [ طبعة دار الإحياء 581/2 حدیث 7933] ، وكذا فيه 235/10 [ طبعة دار الإحياء 389/1 حدیث 2097] ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم بموعظة ، فقال : «إنّكم محشورون إلى الله تعالى ..» إلى أن قال: « وإنّه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال .. فأقول : يا ربّ! أصحابي، قال : فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم من فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح -: ﴿وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ..﴾ الآية، إلى : ﴿فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [سورة المائدة ( 5 ): 118 - 117]». وقريب منه فيه 39/3 [ وفي طبعة دار الإحياء 430/3 ( مسند أبي سعيد الخدري ) ] ، حديث 10952 وفيه : عن أبي سعيد الخدري : « .. ولكنّكم أحدثتم بعدي ، وارتددتم على أعقابكم القهقرى » .

وابن مسعود(1)، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): «يؤخذ بناس من أصحابي ذات الشمال، فأقول: يا ربّ! أصحابي.. أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول : بُعداً وسحقاً »(2).

ص: 87


1- كما جاء في مسند أحمد بن حنبل ، عن ابن مسعود 453/1 [طبعة دار إحياء التراث العربي 35/2 حدیث 4320] ، وفيه: «أنا فرطكم على الحوض، وسأنازع رجالاً فأغلب عليهم ، فلأقولنّ ربّ ! أصبحابي .. أصيحابي، فليقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». وقريب منه فيه عنه 455/1 [ طبعة دار الإحياء 39/2 حديث 4338]. أقول : لم أجد ما في المتن في المسند عن ابن مسعود، نعم ؛ جاء فيه عن غيره كما مرّ ، ولاحظ حديث عائشة في مسند أحمد بن حنبل عنها - أيضاً - في 121/6 [ طبعة دار الإحياء 175/7 حديث 24380] باختلاف.
2- وقريب منه ما روي عن أنس بن مالك - في مسند أبي يعلى الموصلي 34/7 - 35 حدیث 3942 و 126/9 حدیث 5199 ، النسائي في السنن الكبرى 243/10 (كتاب التفسير) حديث 11396. وأورده في الطرائف 376/1 - 380. هذا ؛ وقد زاد البخاري في كتابه 150/8 (كتاب الرقاق، باب الحوض) حديث 6584، عن سهل بن سعد في حديث : « .. فأقول سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي »، وكذا في 58/9 (كتاب الفتن ، باب ما جاء في قول الله : ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ﴾ [سورة الأنفال (8) 25]..) حدیث 7050 و 7051، وفيه ( بدل ) بدلاً من ( غيّر ) ، ورواه مسلم في كتابه 1793/4 حديث 26 ، بل قد جاء في غالب المسانيد والسنن .

وفي الإحياء(1)، عن الغزالي ؛ عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «يُرفَع إليَّ أقوام فيقولون : يا محمد !.. يا محمد !(2) فأقول : يا ربّ! أصحابي.. أصحابي، فيقول : [إنّك] لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : يُعداً وسحقاً(3).

وفي مسند مسلم(4)؛ عن أنس، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): « ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني ، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني، فأقول : أي ربّ ! أصحابي(5)، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنّهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى»(6).

ص: 88


1- إحياء علوم الدین 271/1.
2- لم يكرّر الاسم المعظم للنبي المكرم (صلی الله علیه و آله و سلم) في المصدر المطبوع.
3- وقريب منه في كتاب سليم بن قيس 2 /598 - 599 [ الطبعة المحققة ، وفي طبعة النجف : 92 و 93] ، وما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في اعتقاداته : 65، وكذا في كتابه عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 87/1 حديث 33.. وغيرهما ، ولاحظ : الإفصاح : 51 [ الطبعة الحيدرية : 20 ] ، والشافي للسيّد المرتضى 131/3.. وغيرهما.
4- کتاب مسلم 1796/4 حدیث 32 (2297) ، و 4 / 1795 حدیث 29(2295).
5- في المصدر : أُصيحابي .. واللفظة مكرّرة هناك .
6- هذا الحديث ممّا ثبت صدوره عن صاحب الرسالة (صلی الله علیه و آله و سلم) وله طرق عدة، ومصادر جمة من الخاصة والعامة، وقد مرّت مصادرها من كتبهم، وأما من كتبنا فراجع إلى کتاب سليم بن قيس الهلالي : 163 و 270 [ وفي الطبعة المحققة 599/2 ، وصفحة : 727] ، والإيضاح للفضل بن شاذان : 232 - 233 [ صفحة : 126 - 127 من طبعة بيروت ] ، وتقريب المعارف : 394 ، عن عدة مصادر ، وانظر - أيضاً - الصراط المستقيم 81/2 ، و 107/3 ، وصفحة 230 - 231. وفي الاقتصاد للشيخ الطوسي (رحمه الله علیه): 213، قال: والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى. وراجع : الغيبة للشيخ النعماني (رحمه الله علیه): 46 - 47 باب (2)، والمسترشد للطبري الإمامي (رحمه الله علیه): 229 ذيل حديث 66 ، وكذا في أمالي المفيد (رحمه الله علیه): 37 - 38 حديث 4.. وغيرها عن عائشة باختلاف لفظاً وتقارب معنىً ، وكذا في العمدة لابن بطريق (رحمه الله علیه) : 466.. وغيرها .

وفي مسند أحمد(1)؛ عن أبي سعيد الخدري، قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « .. أنا فرطكم(2) على الحوض، فإذا جئت وقام رجال يقولون : أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفت(3)، ولكنّكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى»(4).

ص: 89


1- مسند أحمد بن حنبل 18/3 ، و 39/3، ولم يرد فيه : « .. وإنّي - أيها الناس ! - فرط لكم على الحوض .. » [ لاحظ : طبعة دار إحياء التراث 395/3 حديث 10754، و 430/3 برقم 10952].
2- في المصدر : « .. وإنّي - أيها الناس فرط لكم .. » .
3- المسند : فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله ! أنا فلان ابن فلان ، وقال أخوه : أنا فلان ابن فلان ، قال لهم كذا ]: «أما النسب فقد عرفته .. » .
4- لاحظ : الطرائف لابن طاوس (رحمه الله علیه) 376/1 - 380 حيث رواه عن جملة مصادر وبألفاظ شتى .. وقبله تعرّض له ابن الأعثم الكوفي في الاستغاثة في بدع الثلاثة : 80 ، والإفصاح : 51 ، والشافي للسيد المرتضى (رحمه الله علیه) 131/3.. وغيرهما.

وفي تفسير الثعلبي(1)؛ عن حذيفة وأبي هريرة، قال النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)]: «ليردن عليّ الحوض أقوام ، حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني، فأقول : أصحابي.. فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى»(2).

وفي البخاري(3)؛ عن سهل بن حنيف ، قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثمّ يحال بيني وبينهم».

ص: 90


1- تفسير الثعلبي 143/2 ، وفيه عدة روايات ، وكذا في 79/4 عن أبي هريرة، ولاحظ : الفتح الكبير 475/1 .
2- وقريب منه في كتاب البخاري 148/8 - 150 باب : في الحوض) حديث 6576 عن عبد الله بن عباس عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، وأورده الفسوي ، وأورده الفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ 360/1 بإسناده: .. عن أبي هريرة قال (صلی الله علیه و آله و سلم): « يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلّون على الحوض، فأقول : يا ربّ أصحابي ، فيقال : .. إنّهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى » ، وكذا قريب منه في 329/2 [ طبعة الرسالة ]، وكذا لاحظ : كتاب البخاري (كتاب الفتن ) 58/9 أحاديث ( باب ما جاء في قول الله: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ﴾ [سورة الأنفال (8) : 25]..). وقريب منه في كتاب مسلم 4 / 1792 - 1795 [ وفي طبعة دار الجيل 66/7] عن أبي سعيد ، وعائشة ، وأسماء، وأمّ سلمة .. وعن أنس كما في 1800/4 حديث 40 (2304) ، وفي مسند أحمد 48/5 و 50 عن أبي بكرة ، وسهل بن سعد ، عن أبي سعيد 333/5 - 338 ، وعن حذيفة 388/5 ، وعن ابن مسعود 439/1 - 455 .
3- كتاب البخاري 149/8 (كتاب الرقاق، باب : في الحوض ) عن سهل بن سعد بلفظه ، وكذا في : 58/9 (كتاب الفتن ، باب 1).

ورواه النعمان بن أبي عياش ، عن أبي سعيد الخدري .. يزيد فيه : «فأقول : إنّهم أُمّتى(1).. فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». [كما في] مسند الموصلي(2)، عن فردوس الديلمي(3).

وفي رواية ابن عباس، عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً .. ﴾(4) الآية ...

.. فيقال : إن هؤلاء لم(5) يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم »(6).

ص: 91


1- في كتاب البخاري : منّي ، بدلاً من : أُمتي، وفي المسند : أُمتي ، أو : منّي .
2- أقول : لم نجد نص هذه الرواية في مسند أبي يعلى الموصلي ، نعم راجع منه 34/7 - 35 حديث 1187 (3942) ، وأخرجه أبو عوانة في مسنده 448/1 (باب 46) حديث 1654.
3- أقول : لم نعثر على الرواية بهذه الألفاظ ، والظاهر وقوع خلط ومزج بين الروايتين، حيث جاء في فردوس الأخبار 444/3 - 445 حديث 5361 عن أنس: «ليرفعنّ أُناس من أصحابي وأنا على الحوض..»، وحديث 5362 عن أبي سعيد : «.. وليقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ..».
4- سورة المائدة ( 5 ) : 117.
5- كذا في نسخة ( ب )، وفي نسخة ( ألف ) : لن .
6- وراجع ما ذكره السيّد المرتضى علم الهدى (رحمه الله علیه) في كتابه : الشافي 131/3 - 132، وفيه - كما أخرجه المناوي في كنوز الحقائق 74/1 - عنه (صلی الله علیه و آله و سلم): «إنّ من أصحابي لمن لا يراني بعد أن يفارقني..». والغريب حذف محقق الكتاب للفظ ( لا ) منه !!

وفي [ذلك يقول ](1) الحميري(2):

[ من الخفيف ]

يوم بعث(3) ويومَ عَرضِ وَذُلُّ *** فيه تبدى سراير الأخيار

فَيَرى أحمد النبيُّ رجالاً *** من قريش يَهْرُونَ ذاتَ اليَسار

من قريش وغيرهم فَيُساقُو *** نَ فَيُضلون حَرَ(4) تلكَ النّار

فَيَقولُ النبي : يارب أصحا *** بي وقومي ومِنهُمُ أصهاري!

مالهم يُخْلَجُونَ دُونِي ؟ فقال ال_ *** إله لا تأسَفَنْ عَلى الكُفَّار

: إنَّ أَصحابك الذينَ تَراهُمْ(5) *** نَكَصُوا القَهْقَرَى على الأدبارِ

خطيب(6) [منبج ]:

[ من الوافر ]

ألم يقُلِ النبيُّ الطُّهرُ قَولاً *** رَواهُ لَنا ثقات المخبرينا ؟ !

ص: 92


1- هنا بياض في نسخة ( ب ) ، والكلام متصل في نسخة ( ألف ).
2- لم أجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري (رحمه الله علیه)، ولا أعرف من رواها غير ما جاء في كتابنا هذا.
3- في نسخة ( ب ): بحث.
4- في نسخة ( ب ) : حفر .
5- لا توجد كلمة : تراهم، في نسخة (ألف).
6- بياض هنا في نسخة ( ب ) ، ويراد منه : الخطيب المنبجي المترجم في المقدمة، وقد تحدثنا عن القصيدة وما يتعلّق بها قريباً.

سأفْقِدُ فِي غداةِ الحَشرِ قَوْماً *** عَهِدْتُهُمُ بِحَبلي(1) ما سِكِينا

إذا وَردوا عليَّ الحوض ضَلُّوا(2) *** بِما صَنَعُوهُ بَعدي مُخْلَجِينا

فأسأل عنهُمُ ، فَيُقالُ: عادُوا *** عَلى الأعقاب بعدك ناكصينا

عَصَوْكَ وأَبْدَعُوا(3)، فأقولُ : بُعْداً *** وسُحقاً للغُواةِ المُبْدِعينا»

ابن علوية الإصفهاني:

[ من الكامل ]

أمَّن لَهم قال النبيُّ سِواهُمُ *** قَوْلاً لَدَى الحُمرانِ والسُّودان:

أنتم - وَإِنِّي فَاعلَموا فَرَطٌ لكم(4)- *** وُرَّادُ حَوضي المُتْرَعِ المَلآنِ

عَنهُ يَذُودُ أَخِي عَلَيٌّ مَنْ طَغَى *** وبَغَى وأشقى النَّاسَ بالقُدْحان(5)

ص: 93


1- في نسخة ( ألف ): بحبل .
2- في نسخة (ب): ظلّوا، ولها وجه.
3- في نسختي الأصل : وابتدعوا ، وهي مصحفة عن المثبت .
4- في نسختي الأصل : بكم .
5- العجز في نسخة ( ب ) : وبغى وأشقى خالفي أشجان.. وقد خطّ عليه في نسخة ( ألف ) ، وما في المتن جاء تصحيحاً لما هنا في هامش نسخة (ألف).

فَأَقُولُ : كَيفَ خَلَفْتُمُونِي فِيهما *** فَهُما - وَعِزَّةِ خَالِقِي - أشجَانِ(1)؟

وَهُما الكِتابُ وَعِترتي أهلي فَلا *** تَجنُوا بِتَركِ هداهما(2) عصياني

وَتَمَسْكُوا إنّي أُحَذِّرُكم وقد *** أوْسَعْتُكُمْ مِن رَبِّ في الإيذان(3)

إنْ تَعدلُوا عنهُمْ فَلَيس بِمَعْدَلٍ *** عَنهُمْ لِغيرِ عِبادة الأوثان(4)

ص: 94


1- كذا ؛ ولعلّ صوابها : شَجَنانِ ، ولم يرد البيت كلاً في نسخة (ب). ويراد منها : القرابة المشتبكة ، كما في لسان العرب 223/13 ، والعين 36/6.. وغيرهما ، ومنه : « شجنة الرحم معلّقة بالعرش .. »، وهي كالغصن من الشجرة. لاحظ : مجمع البحرين 271/6 .
2- في نسخة (ألف) : هذا هما .
3- هنا نسخة بدل في (ألف) : نصحاً وقد اعذرت في الإيذان ..
4- أقول : هذه الأبيات من القصيدة المعروفة لشاعرنا ابن علويّة المسماة ب_: ( المحبّرة ) ويقال لها أيضاً : ( النونية ) ، أو ( نونية ابن علويّة ) ، أو : ( الألفية ) . ويقال لها : الألفية المحبّرة - أيضاً - ، كما عبّر عنها شيخنا الطهراني (رحمه الله علیه) في الذريعة 298/2 برقم 1197 ، أو ( المحسنة المزينة ) ، قال عنها في معجم الأدباء 76/4: .. لأحمد بن علوية قصيدة على ألف قافية شيعية ، عرضت على أبي حاتم السجستاني ، فأعجب بها ، وقال : يا أهل البصرة غلبكم أهل إصبهان، ومطلعها : [من الكامل] ما بال عينك ثرَّةَ الإنسان ( * ) *** عبری اللحاظ سقيمة الأجفانِ( * * ) ( * ) كذا في المعجم ؛ وفي بعض النسخ والمصادر : ثرة الأجفان. ( * * ) كذا في المصدر ؛ وفي سائر المصادر: الإنسان. وهي قصيدة نونية في مدح مولى الموحدين أمير المؤمنين (علیه السّلام) لابن الأسود الكاتب أحمد بن علويّة الإصفهاني (المتوفى نحو سنة 320 ه_)، استخرج الشيخ محمد السماوي (رحمه الله علیه) بعض أبياتها من المناقب ممّا يقرب من مائتين وخمسين بيتاً ، ثمّ رتبها من حيث التقديم والتأخير، ولم نرها ولا نعرف مكانها فعلاً، إلا أن العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غديره /348 قد ذكر : أنّ ما جمعه منها المرحوم الشيخ محمد السماوي هو (212) بيتاً ، وما جمعه السيّد الأمين في أعيان الشيعة 11/9 - 82 من مناقب ابن شهر آشوب (رحمه الله علیه) هو ( 224 ) بيتاً ، ولم نجدها فيه ! وفي الأعيان 23/3 ( 324) ، كما نقل أنّ السماوي جمع منها ما يقرب من ( 250 ) بيتاً ، ولكن ما وجدناه في الأعيان هو (211) بيتاً ! من صفحة : 23 - 26 من المجلد الثالث . وأحسب أن لو أُضيف لها ما هنا لكانت نحواً من ( 500 ) بيت ! قال عنها العلّامة الحلي (رحمه الله علیه) في إيضاح الاشتباه : 104 برقم 69 : له النونية المسماة ب_ : الألفية ، والمحبّرة ، وهي ثمانمائة ونيف وثلاثون بيتاً. لاحظ الأبيات في : المناقب تحت عنوان : ( أحمد بن علوية ) أو ( ابن علوية ) أو ( ابن علوية الإصفهاني ) أو ( ابن العلوية ) : ففي المجلد الثاني : 73 بيتاً ، صفحة : 148 (5) بيت)، و 332 (3 بیت)، و 340 ( 4 بيت ) ، و 344 ( 7 بيت ) . وفي المجلد الثالث : 17 (12 بیت ) ، و 23 - 24 ( 11 بيت)، و 56 (4 بيت)، و 61 ( 6 بيت ) ، و 100 ( 2 بیت ) ، و 119 ( 2 بیت ) ، و 151 ( 9 بیت ) ، و 297 (11 بيت ) ، و 341(3 بيت ) ، 447 ( 3 بيت ) فيكون المجموع : ( 84) بيتاً . كما وقد جاءت في المناقب تحت عنوان (المحبرة ) في 271/2(5 بيت)، 30/3 ( 5 بيت ) ، و 96 (1) بیت)، و 125 (2) بیت)، و 147 (5) بيت)، و 244 ( 3 بيت ) ، و 267 (2 بيت ) ، ومجموعه ( 23 ) بيتاً . و تحت عنوان ( الإصفهاني ( 41/2 - 42 (3 بيت)، و 86(2بیت)، و 320 ( 5 بیت ) ، و 337 ) 3 بیت ) ، و 358 - 359 (4) بيت ) ، و 404 ( 2 بيت ) ، و 394/3 ( 6 بيت ) ، و 14 (6) بيت ) ، و 4 / 40 ) 2 بيت ) ، و 4 / 40 ( 2 بيت ) ، ومجموعه 33 بيتاً . أو ( ابن الإصفهاني ) كما في 411/2 ( خمسة أبيات ) ؛ فيكون مجموع ما بعنوان : المحبرة والإصفهاني وابن الإصفهاني (61) بيتاً . وعليه ؛ فيكون المجموع ( 84 ) بيتاً ، السابق مع ( 23 ) بيتاً تحت عنوان : المحبّرة ، و (33) بيتاً بعنوان : الإصفهاني ، و (ست) أبيات بعنوان ابن الإصفهاني ، وتحت عنوان الألفية ( 79/3 ( 4 بیت ) ، و 301/3 ( 7 بیت ) ، فالمجموع: 156 بيتاً ! حيث جاء فيه 2/1 ( 4) بيت ) ، و 263/2 ( 4 بيت ) و 291(4) بیت)، و 53/3 ( 7 بيت ) ، فالمجموع ( 19 ) بيتاً . وجاء بعنوان ( الأسود ) 320/2 - 321 (7) بيت ) ، وبعنوان ( ابن الأسود ) سبعة أبيات ، وكذا بعنوان ( ابن الأسود الكاتب ) 403/1 (13) بيتا ، وبعنوان الكاتب ثلاثة أبيات [8/2] ، وبعنوان : المحبّرة نحو ( 20 ) بيتاً ، وكذا جاء بعنوان (الألفية) وهناك ثلاثة في 40/2 منسوبة لأبي الأسود ذكرها الأعيان ضمن القصيدة، وثلاثة في 13/3 منسوبة لآخر ذكرها في الأعيان أيضاً. وجاء في كتابنا هذا مما لم يصل لسيّد الأعيان .. وغيره ما مجموعه ( 44 ) بيتاً ، (44 ولم يذكر لنا شيخنا المصنف (رحمه الله علیه) شيئاً من غير هذه القصيدة لهذا الشاعر هنا وفي المناقب، وكأنه لم يحصل (رحمه الله علیه) إلا على قصيدته هذه فقط . وذكر منها في الغدير ( 14 ) بيتاً فيما يرجع إلى قصة الغدير . أقول : جاء في كتابنا هذا عدة أبيات منثورة خلال فصوله تحت عنوان : ( القرانية ) أو (الغرانية ) ، وهي على وزان المحبّرة ، ولعلّها اسم آخر لهذه القصيدة أو لشاعرنا هذا ، حيث هي تدور مدارها ، وعلى وزانها وقافيتها ، فراجع . وعلى كلّ ؛ فالقصيدة حوت غرر فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام) المأثورة عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وهي لسان الكتاب والسنّة ، لا الصورة الخيالية الشعرية المطّردة، وفيها الحجاج والبرهنة الصادقة على إمامة وصيّ النبي الأمين .. على حدّ تعبير الشيخ الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 348/3 ، مع ما تضمّنت من جمع مثالب أعداء أمير المؤمنين سلام الله عليه وآله مع الاحتجاج عليهم بما صدر من أهاليهم من طعون ونصب وحقد دفين .

ص: 95

ص: 96

العوني(1)

[ من الطويل ]

ص: 97


1- لم ترد هذه الأبيات الخمسة فيما لدينا من مصادر جامعة لشعره (رحمه الله علیه) بعد ما أحرق في زمانه وفقد إلا اليسير مما أبقاه لنا الزمن !

وَقالَ : سَيأتى الحَوضَ قَومٌ فَيُخْلَجُوا *** عَن الحَوضِ دُوني في أَكفُ زباني(1)

أقولُ لأصحابي : لماذا اختُلِجْتُمُ(2) *** أَعَنْ دارِ إكْرامِ بِذُلُّ هَوانِ ؟!

فَيَدعُو المُنادي: إن قومك بدلوا ال_ *** ثاني من أفعالهم بمثاني

ولو أنهم إذْ جئتهم بكَ صَدَّقوا *** لما باينوا قُرْباكَ بالشَّنانِ

:سأدعو: ألا بُعْداً وسُحقاً لِمَنْ(3) به *** إذا عُد أهل الغدر يعتذران

قوله تعالى: ﴿ وتَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ .. ﴾(4).. قال : «من يدعي أنه إمام من الله كذلك »(5).

ص: 98


1- في نسخة (ألف): زماني .
2- في نسختي الأصل: خلتجتم، وهو تصحيف.
3- في نسختي الأصل : بمن ، وهي مصحفة عن المثبت .
4- سورة الزمر (39) : 60 .
5- جاء هذا التفسير في عدّة روايات عنهم (علیهم السّلام) وبمضامين عديدة ، منها : ما جاء في تفسير القمي : 519 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 251/2 ، وفي الطبعة المحققة 901/3] ، عن الصادق (علیه السّلام): « من ادعى أنه إمام وليس هو بإمام ..» . قلت : وإن كان علوياً فاطمياً ؟ ! قال : « وإن كان علوياً فاطمياً». وفي أصول الكافي /372 ﴿ باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل.. ﴾ حديث 1: عن أبي جعفر (علیه السّلام) في تفسير قول الله عزّ وجلّ: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهَ وُجُوهُهُم مُسْوَدَّةٌ .. ﴾ [سورة الزمر (39) : 60] ، قال : « من قال إنّي إمام وليس بإمام»، قال: قلت: وإن كان علوياً ؟ قال : « وإن كان علوياً »، قلت: وإن كان من ولد عليّ بن أبي طالب (علیهم السّلام)؟ قال: « وإن كان !». وقريب منه في الغيبة للشيخ النعماني (رحمه الله علیه): 55 - 56 [وفي طبعة أُخرى : 114] حديث 8، حيث ذكر ما سلف وذيله بقوله : قلت : وإن كان من ولد علي بن أبي طالب ؟ قال: « وإن كان من ولد علي بن أبي طالب». وكذا جاء في ثواب الأعمال : 214 ، ووقع فيه مكرّراً بأسانيد مختلفة. وفي رواية سورة بن كليب - التي رواها العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحاره 160/7 ( باب 8 المدخل ) ، حكاها عن العياشي (رحمه الله علیه) في تفسير الآية الكريمة ، عن الإمام الباقر (علیه السّلام) قال : «كلّ إمام انتحل إمامة ليست له من الله » .. إلى آخره، وجاءت الرواية في تفسير مجمع البيان 411/8 وفيه : عن سودة بن كليب، ولم نجدها في تفسير العياشي (رحمه الله علیه). وحكى - أيضاً - في بحار الأنوار 159/7 - 160 ( باب 8) عن العياشي (رحمه الله علیه): بإسناده ... عن خيثمة ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : « من حدّث عنا بحديث فنحن مسائلوه [سائلوه] عنه يوماً ؛ فإن صدق علينا فإنّما يصدق على الله وعلى رسوله ، وإن كذب علينا فإنّما يكذب على الله وعلى رسوله ؛ لأنا إذا حدثنا لا نقول : قال فلان .. وقال فلان .. إنما نقول : قال الله .. وقال رسوله .. ثم تلا هذه الآية : ﴿.. وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ ..﴾ الآية ، ثم أشار خيثمة إلى أُذنيه فقال : صمتا إن لم أكن سمعته. ولاحظ : تفسیر مجمع البيان للشيخ الطبر سي (رحمه الله علیه) 8/411 ، وتفسير جوامع الجامع له (رحمه الله علیه) 226/3 ، وتأويل الآيات الظاهرة 521/2.. وغيرها.

ص: 99

النبي (عليه و آله السلام) : « من جحد [علياً ](1) من بعدي فقد جحد نبوّتي ونبوة الأنبياء(2) من قبلي»(3).

ص: 100


1- في اعتقادات الصدوق (رحمه الله علیه): من جحد علياً إمامته ..
2- نسخة (ألف) : الرسل ، وما هنا نسخة بدل هناك.
3- جاء هذا المضمون في كلمات النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله و سلم) متضافراً، إن لم يكن مستفيضاً، كما وقد ورد ذيله بأنحاء مختلفة.. منها ما جاء في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه): 185 [ الطبعة الأولى ، وفي الطبعة الحيدرية 1 / 300 - 301 ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 294 - 295 حديث 577]، وفي ذيله : « .. من جحد نبوتي أكبّه الله على منخريه في النار ». وفي اعتقادات الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه): 112 [وفي طبعة بيروت : 104] ذيل الحديث : «.. ومن جحد نبوتي فقد جحد [ الله ] ربوبيته » . وحكاه عنه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 365/8 (باب 27).. وغيرها. وفى ثواب الأعمال : 201 [ وفي طبعة الرضي - قم : 209] عن أبي جعفر الباقر (علیه السّلام)، قال : « إن الله تبارك وتعالى جعل عليّاً [(علیه السّلام)] علماً بينه وبين خلقه ، ليس لا بينهم وبينه علم غيره، فمن تبعه كان مؤمناً ، ومن جحده كان كافراً، ومن شكّ فيه كان مشركاً». وبمضمونه أحاديث كثيرة، كما في كتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله علیه): 378[ وفي الطبعة المحققة 854/2 - 855] ، والاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه) 69/1 - 70 ، والطرائف لابن طاوس 35/1 حديث 24 ، والصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله علیه) 27/2. وفي شواهد التنزيل للحسكاني 271/1 حديث 269 : « من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي». وقريب منه في مناقب ابن مردويه : 246 حديث 359.. وغيره.

وقال: «الجاحد مقيم على الباطل ، والمقيم على الباطل كافر»(1).

السيّد(2):

[ من الطويل ]

غَشَشت - أباحفصٍ - وَصيَّ محمد(3) *** وظاهت من بغي(4) عليه أبا بكي

وقَلَّدته أمر الخلافة بعده *** وغَيرُكما أولى بذالكما الأمر

فَما لِعَدِيٌّ والمكارمِ والعُلا *** وما لبني تيم بن مُرَّةَ والفَخرِ ؟!

ص: 101


1- لم نجد لهذه الرواية مصدراً ناقلاً سوى ما جاء في كتابنا هذا ، فراجع .
2- لم نجد هذه الأبيات فيما جمع من أبيات للسيد الحميري (رحمه الله علیه)، ولم نلق من نقلها عنه غير ما هنا ، نعم جاءت في الصراط المستقيم 110/3 وهو الناقل عن كتابنا هذا غالباً.
3- جاء في هامش نسخة (ألف) : أمير المؤمنين .. لم يعلّم عليها ، ولعلها هنا.
4- في الصراط : يبغي.

أَطَعت به رأي ابنِ شُعبة(1) مذهباً *** وهل لامري في طاعةِ الرَّجسِ مِن عُذْرِ؟!

الكميت(2):

ص: 102


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : شنعة أو شيعة ، وما هنا جاء في الصراط ، وهو الظاهر ، وإن أمكن كونه : ابن شنعة ؛ كناية عن المغيرة بن شعبة .
2- هذه الأبيات جزء مما سيأتي قريباً من لامية الكميت التي تعد من الهاشميات وسبق منها أبيات تسعة ، وسيأتي لها تتمة لاحقاً ، وهذه الأبيات جاءت في تلك القصيدة تحت رقم (53 و 54 و 55 ) قد أوردها في شرح أبي رياش : 167 ، وشرح الهاشميات للرافعي : 71 . وكذا جاءت في شرح القصائد الهاشميات : 66، والأغاني 126/15، وخزانة الأدب 70/1[ وفي طبعة 154/1]، وعنه في الغدير 192/2. وقد قرئت في مجلس الإمام الصادق (علیه السّلام)، ثم إنه عند ما وصل فيها إلى قوله : [من الطويل] كأن حسيناً والبهاليل حوله *** لأسيافهم ما يختلي المتبتّلُ وغاب نبي الله عنهم وفَقْدُه *** على الناس رزء ما هناك مجلّلُ فلم أر مخذولاً أَجلَّ مصيبةً *** وأوجب منه نصرةً حين يُخْذَلُ كثر البكاء، وارتفعت الأصوات.. كما حكاه البغدادي في خزانة الأدب 70/1 [155/1].. وغيره. قالوا: وعند قوله : كأنّ حسيناً .. رفع الإمام (علیه السّلام) يديه ، وقال : «اللهم اغفر للكميت ما قدم وما أخر، وما أسر وما أعلن.. وأعطه حتى يرضى»، ثمّ أعطاه ألف دينار وكسوة.

[من الطويل]

وغاب نبيُّ اللهِ عَنهم وفَقدُهُ *** عَلى النَّاسِ رُزهُ ما هُناكَ مُجلَّلُ(1)

فَلَم أَرَ مَخذولاً أجَلَّ(2) مُصِيبَةٌ *** وأوجَبَ منه نصرةً حين يُخذل

يُصيب به الرامونَ عَن قَوسِ غَيرِهِم(3) *** فَيا آخراً أشدى(4) له الغَيَّ(5) أَوَّلُ

قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيل ﴾(6) نزلت فيهم(7).

ص: 103


1- في نسختي الأصل : محلّل .. وله معنى.
2- في نسختي الأصل : أحلّ ، وفي الغدير : لأجل .
3- عبارة عن قوس غيرهم .. مطموسة في نسخة ( ب ).
4- ما هنا نسخة في شروح الهاشميات ، وفيه : سَدى .
5- في نسخة ( ب ) : الفيء ، وما هنا من نسخة (ألف) والغدير .. وغيرهما.
6- سورة المائدة ( 5 ) : 77.
7- كما جاء في تفسير النعماني (رحمه الله علیه): 19 - 20 - وحكاه عنه في البحار 208/5 - 209 (باب 7) حدیث 48 - وبمضمونه جاء في بيان العلّامة (رحمه الله علیه) فيه 14/93.

جابر ؛ قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « يا كعب بن عجرة نعوذ بالله من إمرة السفهاء»، قال: وما ذلك يا رسول الله ؟ قال : «أمراء سوء يكونون(1) من بعدي، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منّي ولست منه، وليس بوارد عليّ الحوض ..»(2) الخبر .

ثابت الشمالي(3)؛ عن الباقر (علیه السّلام)، قال : قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «أوصي من آمن بي

ص: 104


1- في نسختي الأصل : يكون ، والصحيح ما أُثبت .
2- أورده بألفاظ مقاربة الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين 422/4 طبعة دار المعرفة ] (كتاب الفتن والملاحم) حدیث 8302 ، ولفظه هكذا : قال (صلی الله علیه و آله و سلم) لكعب بن عجرة : « أعاذك الله - يا كعب ! - من إمارة السفهاء !» قال: وما إمارة السفهاء يا رسول الله ؟ ! قال: «أُمراء يكونون بعدي ، لا يهدون بهديي ، ولا يستنون بسنّتي ، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا منّي ولست منهم، ولا يردّون على حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم.. فأولئك منّي وأنا منهم ، وسيردّون عليّ حوضي». وجاء في المستدرك للحاكم في موارد عدة منها : 79/1 (كتاب الإيمان) حديث 265 ، و 126/4 و 127 (كتاب الأطعمة) حديث 7162 و 7163، وكذا في مسند أحمد بن حنبل 321/3 و 399 (مسند جابر بن عبد الله الأنصاري).. وغيرهما. وله جملة ألفاظ أدرجها شيخنا الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 290/8 - 291 عن عدة مصادر ، وكذا في صفحة : 256 منه .
3- في نسخة (ب): الثمال ، وفي نسخة (ألف) : السمّال - بدون تنقيط - والصحيح المثبت ، وهو : أبو حمزة ثابت بن دينار الثمالي.

وصدّقني بولاية عليّ بن أبي طالب»، قال: «ولاؤه ولائي.. وولائي وولاؤه عهد عَهِدَهُ الله إليّ وأمرني أن أبلغكموه، ألا هل سمعتم؟»، قالوا: نعم يا رسول الله !

قال: «أما إنّي أقول لكم هذا وإنّي أعرف منكم من يركب(1) عنقه ، فينقصه حقه»، قالوا: علمنا من هم يا رسول الله ؟!

قال: «أما إنّي عرفتهم، ولكنّي أمرت بالإعراض عنهم إلى أمر هو كائن ، وكفى الرجل منكم ما في قلبه ! »(2).

ص: 105


1- في نسخة (ألف ) : ركب .
2- انظر : تفسير العياشي (رحمه الله علیه) 334/1 حديث 155 ، وأمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه): 305 [ الطبعة الأولى ، وفي الطبعة الحيدرية 252/1 - 254 ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 248 حديث 437، وكذا في صفحة : 418 حديث 940] .. وغيرهما ، ولم أجد النص ولا الإسناد، وإن استفاض المعنى . وقد جاء بسند آخر مرويّاً عن الإمام الصادق (علیه السّلام) في مناقب أمير المؤمنين (علیه السّلام) للكوفي له 221/1 باختلاف يسير ، وكذا فيه : 484/2 ، وفي شرح الأخبار 231/1 ، والخصال للشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) 552/2 حديث 31 في مناشدة أمير المؤمنين (علیه السّلام) لأصحاب الشورى .. وغيرهم. وفي ذيل بعض الروايات: أمرت بالإعراض عنهم ، وكفى بالمرء منكم ما يجد لعليّ في نفسه » . أقول : روى محمد بن سليمان الكوفي في مناقب الإمام أمير المؤمنين (علیه السّلام) 392/2 [ وفي الطبعة المحققة 241/2 - 242] مسنداً عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال: «.. كان فيما افتتح به النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) على الناس يوم غدير خم قال: «أوصي من آمن بي منكم وصدّقني بولاية علي بن أبي طالب ؛ فإنّ ولايته من ولايتي، وولايتي من ولاية الله ، عهد عهده إليّ ربّي وأمرني أن أبلغكموه، وكفى بالله عليكم شهيداً ألا هل سمعتم ؟ » . قالوا : سمعنا . قال : «أما على قولكم: سمعنا، إنّ منكم سيكدح في نقضه على حقه ويحمل الناس على رقبته ». قالوا: أعلمنا من هم يا رسول الله حتى نعرفهم بذلك، قال: «أما إنّ ربّي قد أعلمني بهم وأمرني أن أعرض عنهم لأمر قد سبق ، وكفى بالله عليماً ما يجد أحدكم إن وجد في نفسه، إن وجد لعليّ غشاً وعداوة، أما إنّ ميعاد من كذبني بولايته الحوض، فإنّكم تجدوه قائماً عليه ، شديداً على من كذبني ، يذودهم عن الحوض، غير رؤوف بهم، رؤوف بأهل ولايته، يسقيهم بقدحان من فضة ؛ يشربون بها ، لا يظمأون بعدها أبداً، وترجع أعداؤه ظماء لا يروون بعدها أبداً ».

الحميري(1):

[ من السريع ]

عَجِبْتُ مِن قَومٍ أتوا أحمداً *** يخطَّةٍ لَيسَ لها مَدْفَعُ(2)

ص: 106


1- ديوان السيّد الحميري (رحمه الله علیه) : 263 ، ضمن القصيدة المعروفة للسيّد أمير المؤمنين (علیه السّلام) التي مطلعها : لأُمّ عمر و باللوى مربع .. وهذه الأبيات جاءت في ديوانه (8 - 13)، ولها مصادر جمة أُخرى كبحار الأنوار 325/47 - 326 (باب 10) حدیث 22 عن رجال الكشي (رحمه الله علیه)، والأعيان 12 / 167 و 171 - 172 ، والأغاني 262/7 .. كما وقد أورد جملة مصادر لها في الغدير 213/2 - 231 .. وغيرها .
2- في الديوان : موضع ، وكذا في الغدير .

قَالُوا له : لَو شئتَ أَخبرتنا(1) *** إلى من الغايةُ والمَفْرُعُ ؟

إذا تُوُفِّيتَ وفَارَقْتَنا *** وَفِيهِمُ(2) في المُلكِ مَنْ يَطْمَعُ ؟

قال : وَلَو أخبرتكم(3) مفزعاً *** ماذا(4) عَسِيتُمْ فِيهِ أَنْ تَصنَعوا ؟

صنيع أهلِ العِجْل إذ فارقوا *** هارون؟! فالتَّرْكُ له أوْدَعُ(5)

وفي الذي قالَ بَيانُ لَمَنْ *** يَعْقِلُ عِندَ القول أو يَسْمَعُ(6)

مهیار(7):

[ من المتقارب ]

أَلَا سَلْ قُرَيْشاً وَلُم منهُمُ *** مَنِ اسْتَوجَبَ الذَّمَّ(8) أو فَندِ(9)

ص: 107


1- في الغدير الغدير والمصدر : أعلمتنا.
2- في نسختي الأصل: ومنهم ، وما هنا من المصدر، وهو أولى.
3- في الديوان : فقال : لو أعلمتكم ..
4- في الغدير : كنتم، بدلاً من : ماذا .
5- في المصدر والغدير : .. فالترك له أوسع.
6- في الديوان : كان له أُذن بها يسمع ، وفي الغدير : كان إذاً يعقل أو يسمع .
7- دیوان مهيار الديلمي 299/1 - 300 ، من قصيدة طويلة ذات (49) بيتاً في الديوان ، يمدح فيها أهل البيت (علیهم السّلام)، وجاءت هذه الأبيات فيها ( 18 - 26 34) ، وكذا أوردها العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 241/4 - 242 باختلاف ذكرنا غالبه .
8- في نسخة ( ألف ) : الدم ، وفي الديوان والغدير : اللوم.
9- في نسخة ( ألف ) : قيّد .

وقُل لَهُمُ - بَعْدَ(1) طُولِ الضَّلالِ - : *** أَلم(2) تَشكُرُوا نعمة المُرشدِ ؟

أَتَاكُمْ على فترةٍ فَاسْتقام *** بِكُمْ جائِرِينَ عن المَقْصَدِ(3)

وَوَلّى حميداً إلى ربِّهِ *** ومَن سَنَّ مَا سَنَّه يُحْمَدِ

وقَدْ جَعَلَ الأمْرَ مِنْ بَعْدِهِ *** لحَيْدَر بالخَبَرِ المُ

وسَماه مولى بإقرارِ مَنْ *** لو اتَّبَعَ الحَقَّ لَم يَجْحَدِ(4)

فَمِلْتُمْ بها حَسَدَ الفَضْلِ عَنْهُ(5) *** ومَنْ يَكُ خَيرَ الوَرى يُحْسَدِ

وَقُلتُمْ : بذاك قَضَى الإجتماع **** ألا إنَّما الحق للمُفْرَد

يَعِزُّ على هاشم والنَّبيِّ *** تَلاعُبُ (تيم) بها أو (عَدِي)

[وارث علي لأولاده *** إذا آية الإرث لم تُفْسَدِ]

[فَمِن قاعدِ منهُم خائف *** و ومن ثائر قامَ لم يُسْعَدِ]

اتَسَلَّطُ بَغياً أكف النفاق *** ق منهم على سيد سيد]

[وما صُرِفوا عن مَقامِ الصَّلاةِ *** ولا عُنفوا وا في بِنَا المَسْجِدِ]

أبُوهُم وأُمُّهُم مَنْ علم_ *** _ت فانقض مفاخرَهُم أَوْ زِد]

ص: 108


1- في المصدر والغدير : وقل : ما لكم بعد ..
2- في المصدر والغدير : لم ، وهو الظاهر وزناً لا معنىً ، بل هو - أيضاً - وإن كان هناك وجه للاستفهام الإنكاري من حيث المعنى..
3- في نسختي الأصل : القصد، وهو خلاف الظاهر .
4- في نسختي الأصل : يجهد .
5- في نسخة ( ألف ) : فملتم بها حسداً للفضل عنه .. وهو غير تام معنىً ولفظاً، بل وزناً .

[أرى الدِّينَ من بعدِ يوم الحسين *** عليلاً له المَوتُ بِالمَرْصَدِ]

وما الشّرك الله من قبله *** إذا أنت قِسْتَ بِمُسْتَبْعَدِ ](1)

وما آل حرب جَنَوا إنّما(2) *** أعادوا الضَّلالَ على ما بدي(3)

قوله تعالى : ﴿ اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور ﴾... أي يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور [التوبة و] المغفرة [لولايتهم كلّ إمام عادل من الله ، وقال ]: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلَى الظُّلُماتِ﴾ ... بتوليتهم إماماً ليس من الله(4)، ﴿ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ ﴾(5).

ص: 109


1- أقول: هذه الأبيات زيدت من الديوان والغدير 241/4 - 242 ليتم المعنى بها .
2- في نسخة ( ب ) : إصراً إثماً .. بل الكلمة غير منقوطة كتبت مثل : أجيراً - بدون نقط -.
3- هذا البيت هو الرابع والثلاثون من القصيدة، وسبقته في الديوان أبيات لم يذكرها المصنف طاب ثراه أو لم تكن في نسخته ، وفي الديوان والغدير : على من بدي .. كما وتليها أبيات هناك أُخر.
4- في الكافي الشريف 375/1 - 376 (باب فيمن دان الله عزّ وجلّ بغير امام من الله ) حديث 3 بعد الآية الكريمة : « إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام؛ فلما أن تولّوا كل إمام جائر ليس من الله عزّ وجلّ، خرجوا بولا يتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفّار ..».
5- سورة البقرة ( 2 ) : 257 ، وباختصار عمّا جاء في تفسير العياشي (رحمه الله علیه) 138/1 حديث 460 ، وتأويل الآيات الظاهرة 102/1 - 103 .. وغيرها .

للرضي(1):

[من الرمل]

أينَ عَنْكُم لِّلَّذِي يَرجُوبِكُم *** مَعْ رسولِ اللهِ فَوزاً ونَجا ؟!(2)

يومَ يَعْدُو وجهُهُ عَن مَعْشَرٍ *** مُعرضاً مُمتنعاً عِندَ اللّقا

شاكياً منهم إلى اللهِ وهَلْ *** يُفلِحُ الجِيلُ(3) الذي منه شكا ؟ !

رَبِّ ! ما آوَوا ولا حَامَوا(4) ولا *** نَصَرُوا أَهلي ولا أَعْنُوا غِناه(5)

بدلوا ديني ونالوا أُسرتي *** بالعظيماتِ وَلَم يَرْعَوا ألى(6)

لَو وَلِي ما قد وَلَوْا مِنْ عترتي *** قَائمُ الشّركِ لأبقى ورعَى

نَقَضُوا عَهدِي وَقَدْ أَبْرَمْتُهُ *** وَعُرَى الدِّينِ فَمَا أَبْقَوا عُرَى

حَرَمي مُسْتَرْدَفاتٌ وبَنو *** بنتي الأدْنَونَ ذِبْحُ لِلعدى

ص: 110


1- ديوان الشريف الرضي (رحمه الله علیه) 48/1 ، وهي آخر قصيدة له (رحمه الله علیه) طويلة ورائعة ذات (62) بيتاً مطلعها : [من الرمل] كربلا لا زِلْتِ كَرباً وبلا *** ما لقى عِندَكِ آلُ المصطفى أنشدها في الحائر الحسيني يرثي بها جده سيّد الشهداء (علیه السّلام)، قيل : مات (رحمه الله علیه) على أثرها .
2- سقطت كلمة: ونجا، من نسخة (ب)، وقد أضيفت من المصدر ونسخة (ألف)، ولا يتم الوزن والمعنى إلا بها .
3- وضعت تحت الكلمة في نسختي الأصل : گروه ، وهي ترجمة للكلمة بالفارسية..
4- في الديوان : ربّ ما حاموا ولا آووا ، ولا ..
5- في نسختي الأصل : ولا أعنوا عنا .
6- الألى بمعنى النعمة ، جمعه : الآلاء.

أترى لستُ لديهم كامري *** خَلَّفُوهُ بِجَميل إذ مَضَى ؟!

رَبِّ إنّي اليومَ خَصْمُ لَهُمُ ** * جئتُ مَظلوماً وذا يَومُ القَضَا

في شواهد التنزيل(1): روي عن ابن عبّاس : لما نزلت : ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً .. ﴾(2) قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « من ظلم عليّاً مقعدي(3) هذا بعد وفاتي فكأنما(4) جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء من(5) قبلى»(6).

ص: 111


1- شواهد التنزيل 271/1 [ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، وفي طبعة 206/1 - 207] حديث 269 ، وعنه في الطرائف 35/1 ، كما في بحار الأنوار 15/38 - 156 ( باب 61) حدیث 131.
2- سورة الأنفال ( 8) : 25 .
3- كذا في الشواهد ، وقد جاء على نسخة (ألف ) : خ . ل : مقامي .
4- في نسختي الأصل: وكأنما .
5- لم ترد: من ، في شواهد التنزيل.
6- جاء هذا الحديث في المجاميع الحديثية بألفاظ مختلفة والمعنى واحد؛ منها قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): « من جحد عليّاً إمامته من بعدي فإنّما جحد نبوّتي ، ومن جحد نبوّتي فقد جحد الله ربوبيته ». وقد حكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 365/8 ( باب 27 ) ذیل حدیث 41 عن اعتقادات الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه): 104 ، وكذا الخواجة والعلامة الحلي (رحمه الله علیه) في التجريد وشرحه ، وقد ورد في أُمهات المصادر. وفي لفظ آخر - جاء في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه): 294 - 295 [ الطبعة الأولى ومؤسسة البعثة ، وفي الطبعة الحيدرية 1 / 300 - 301] حدیث 577 - : «.. فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي أكبه الله على منخريه في النار». وفي لفظ آخر : «.. فمن تبعه كان مؤمناً ، ومن جحده كان كافراً، ومن شكّ فيه كان مشركاً » ، كما في ثواب الأعمال وعقابه : 201.

وفي كتاب أبي عبد الله محمد بن علي السراج(1)، قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «يابن مسعود ! إنه قد نزلت عليّ(2) آية: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةٌ)(3) الآية، وأنا مستودعكها(4) ومسمّ لك خاصة الظلمة ، فكن لما أقول واعياً ، وعنّي له(5) مؤدياً : من ظلم عليّاً مجلسي هذا كمن جحد نبوّتي ونبوّة من كان قبلي(6).

ص: 112


1- كذا جاء في كتاب الطرائف لابن طاوس (رحمه الله علیه) 36/1 باختلاف يسير جداً عما هنا ، كما وقد جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 198/1 - 199 حديث 6 ، [ الطبعة الأُولى من تحقيق مؤسسة الإمام المهدي (علیه السّلام)] سورة الأنفال (8) : 25 ، وإسناده كما حكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار (123/36 (باب 39) ذيل حديث 66، وأورده عليّ بن يوسف في كتاب نهج الإيمان : 217 ، قال : ومن كتاب أبي عبد الله محمد بن السراج في تأويل هذه الآية بإسناده ... إلى عبد الله بن مسعود قال :... إلى آخره.
2- في نسختي الأصل: عليه ، وفي بعض المصادر : عليَّ، وفي بعضها: في علي، والصواب ما أثبتناه.
3- سورة الأنفال (8) : 25.
4- في نسختي الأصل : مستودعكما .
5- لا توجد : له ، في بعض المصادر ، وفي التأويل.
6- وجاء ذيل الحديث في بحار الأنوار 453/29 - 454 ( الباب الثالث عشر ) حديث 44 ، نقلاً عن المصنف (رحمه الله علیه) في مناقبه 216/3.

فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمن ! أسمعت هذا من رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)]؟!

قال : نعم ، قال : قلت : كيف وَليتَ الظالمين(1)؟ !

قال : لا جرم جلبت عقوبة(2) عملي ، وذلك أني لم أستأذن(3) إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان، وأنا أستغفر الله وأتوب إليه(4).

شاعر:

[ من مجزوء الوافر ]

ويَومَ الطُّهر(5) حين تَوَى *** وخَلَّى الجِنَّ والبَشَرا

كَشَاةٍ غابَ راعِيها *** لَها سِرحان(6) قد أَسَرا

وَمِنْ أصحابهمْ عَجَبي *** لأمر منهم بدرا

ولايتهم بني تيم *** وقد جاؤُوا بها نکرا

لَقَد وَرَدوا على أمر *** عَظِيمٍ ثُمَّ ما صَدَرا

ص: 113


1- في الكنز : فقلت له : فكيف ؟! وكنت للظالمين ظهيراً .. وما هنا جاء في الطرائف، وفيه : للظالمين ، وكذا في نهج الإيمان .
2- في نهج الإيمان : حليت .. وفي تأويل الآيات الظاهرة : حلّت بي عقوبة .. وفي الصراط المستقيم 27/3 : حلّت عقوبته عليّ .. وفي بحار الأنوار ؛ ومثله رواه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) 156/38 باب (61) ذیل حدیث 31 ، وما هنا من الطرائف .
3- في نسخة ( ب ) : لمّا استأذنت.
4- لاحظ : الصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله علیه) 27/2.
5- في نسخة ( ب ) : الظهر .
6- كذا؛ والأصوب سوب : السّرحان - بالألف واللام - للتخلّص من عدم صرف المنصرف .

وكانتْ هاشم أولى *** لأن الله قد أمرا

قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ تُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرينَ أَعْمالاً .. ﴾(1) الآيتين(2).

البخاري(3)، يرفعه إلى جابر، قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «ليؤيدنَّ الله هذه الأُمة بقوم لا خلاق لهم »(4).

ص: 114


1- سورة الكهف (18) : 103 - 104 .
2- نقل في تفسير الآيتين عدة أقوال . راجع مثلاً: تفسير العياشي (رحمه الله علیه) 352/2 حديث 89، وتفسير القمي (رحمه الله علیه) 46/2 [ وفي الطبعة المحققة 622/2 - 623 حديث 13]، وتفسير التبيان للشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) 96/7 ، وتفسير مجمع البيان 392/6 ، وتفسير الصافي 266/3.
3- کتاب البخاري ، ولم نجده فعلاً منه ، والذي جاء فيه 88/4 ( باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر ) حديث 3062 ، وكذا في 5 / 169 حديث 4203 ، و 154/8 حديث 6606 ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه قال : « .. إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر » . نعم ؛ جاء بلفظه في صحيح ابن حبان 376/10 عن أنس بن مالك ، لكن فيه : ليؤيّدن الله هذا الدين .. » . ولاحظ : كشف الخفاء للعجلوني 236/1 بألفاظ متقاربة ، وشرح ابن أبي الحديد للمعتزلي 20/19 .. وغيرهما ، وفي بعضها بالرجل الفاجر ، وفي الآخر : سيؤيّد هذا الدين .. وفي رواية : ينصر الله هذا الدين.. والمؤدى في الكلّ واحد، وجاء في مسند أحمد بن حنبل 45/5 ، وسنن النسائي 279/5 حديث 8885.. وغيرهما.
4- وباختلاف كثير في الصراط المستقيم 81/3، فراجع . بل الذي نقله صاحب الصراط هو رواية أُخرى هي: «إنّ الله ليؤيد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم ، وبالرجل الفاجر » . وهذه الرواية وإن كانت تشبه صدر ما جاء في المتن إلا أنتها تخالفها معنىً ولفظاً.

وفتوح الأمصار(1) يستوي فيها المسلمون والكفّار .

الكميت(2) :

[ من الطويل ]

ص: 115


1- أقول : الظاهر وجود سقط هنا ، وكأنّ المصنّف (رحمه الله علیه) يريد بيان نزول الآيتين فيهم، وأظنّ أنته ذكر بعد ذلك إشكالاً بأنّ الدين أيّد بهم وبأنهم فتحوا الأمصار ، ونشروا الإسلام.. فأجاب بالرواية الدالة على تأييد الدين بمن لا خلاق له ، وبأن فتوح الأمصار يستوي فيها المسلمون والكفّار، فتدبّر .
2- هذه القصيدة من روائع شعر الكميت (رحمه الله علیه) المعروفة ب_: ( اللامية ) من الهاشميات، التي مطلعها : [من الطويل] ألا هل عَم في رأيه متأمل *** وهل مُدبِرُ بعدَ الإساءةِ مُقبل وقد أنشدها عند الإمام الباقر (علیه السّلام) في منى - كما حكاه أبو الفرج الإصفهاني في الأغاني 126/15 - واستحق بذلك أن يرفع (علیه السّلام) له يده داعياً : « اللهم اغفر للكميت » . وروي أنته كان ذلك عند إنشاده قصيدته الميمية التي مطلعها : مَنْ لقلب متيَّمٍ مستهام .. ولا يبعد تعدّد الدعاء عند كلّ إنشاد ، وفي صفحة : 123 زيادة في الدعاء: ... ما قدم وما أخّر، وما أسر وما أعلن، وأعطه حتى يرضى». ولاحظ : خزانة الأدب للبغدادي 70/1 ، وما أورده شيخنا العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غدیره 281/2 - 286 عن اللامية من الهاشميات .. وغيره. وقد شرحت من قبل الرافعي في شرحه للهاشميات : 66 - 77، وكذا في شرح أبي رياش أحمد بن إبراهيم القيسي : 146 - 187، وهي في (111) بيتاً وهذه الأبيات هي ( 22 - 30) جاءت في صفحة : 155 – 159 ولم يرد البيتان الأوّلان في شرح الرافعي ولا الرابع ، ولا السابع .. وقد قابلناها عليهما ، وأدرجنا ما بينهما من فروق ، وتقدّم بعضها قريباً ، وسيأتي لهذه القصيدة تتمّة في كتابنا هذا.

لَنَا رَاعِيَا سُوءٍ مُضيعَانٍ مِنهُما *** أبو جَعدَةَ العَادِي وعَرْفَاهُ جَيالُ(1)

أَتَتْ غَنَماً ضَاعَتْ وغَابَ رِعَاؤُها *** لَها فُرْعُلٌ(2) فِيها شَريكَ وفَرْعُلُ(3)

أتَصلُحُ دُنيَانَا جميعاً وديننا *** على ما بِه ضَاعَ السَّوَام(4) المؤبَّلُ ؟ !

ص: 116


1- كذا في ( ألف ) ، وفي ( ب ) : عرفاء جيل . وما هنا من شرح الهاشميات للقيسي. والعرفاء : الضبع ، والجيال : الكبير ، وأبو جعدة : الذئب ، وكلّ هذا إشارة لاثنين من حكام الجور آنذاك وهما : خالد القسري، وهشام بن الحكم الأموي.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وتقرأ : فرغل ، والفرعل : ولد الضبع ، كما في الصحاح 17905 ، ولسان العرب 518/11 .. وغيرهما .
3- في نسختي الأصل : وتنقل!
4- جاء على نسخة ( ألف ) نسخة بدل : السوام ، وفيها كلمة : ( السّهام ) مشوّشة .

وَلَو وُلِيَ الهُوجُ(1) التَّوائِجُ(2) بِالَّذِي *** ولینا بِه مَا دَعْدَعَ المُتَرخَّلُ(3)

برينا كَبَري القِدْح أوْهَنَ مَثْنَه *** من القوم لا شارٍ ولا مُتَنبل(4)

وِلَايَةَ سِلَّغدِ(5) أَلَفَّ كَأَنَّهُ *** مِن الرَّهَق(6) المخْلُوط بالتوك أَثوَلُ(7)

ص: 117


1- في نسخة ( ألف ) : البودج.
2- في نسخة ( ب ) : الثوابج، ويراد منها هنا : الضأن، وفي التاج : النوابج ، وفي اللسان والصحاح : السوائح.
3- في نسخة ( ب ) : المترجل، ويراد ب_: المترخّل ، صاحب الرخال الذي يربيها، وهي الأنثى من أولاد الضأن والذكر الجمع : أرخل ورخال. انظر : الصحاح 1708/4 ، لسان العرب 280/11.. وغيرهما.
4- الشاري : هو البائع هنا، والمتنبل : هو صاحب النبل.
5- في نسخة (ألف) و (ب): سلعد . أقول : السلغد: الأحمق ، ويقال للذئب ، وقد استشهد بهذا البيت في الصحاح 489/2، فقال : قال الكميت يهجو بعض الولاة: ولاية سلغد.. يقول: كأنه من حمقه وما يتناوله من الخمر، تيس مجنون . لاحظ : لسان العرب ،219/3 ، و 319/9.. وغيرهما . 319/9..
6- في نسختي الأصل: الرهط ، وجاء على نسخة ( ألف ) : خ . ل : الرهق .
7- الكلمة في نسخة ( ب ) مشوّشة ؛ قد تقرأ : بالنول ، أول .. ولا معنى لها نعرفه . أقول : الأَلفّ : الأحمق ، والرهق : الخبث ، وجهل في الإنسان وخفّة في عقله، وهنا بمعنى الفسق . والنوك: الحمق ، والأثول : المجنون . انظر : كتاب العين 239/8 ، لسان العرب 95/11 ، و 128/10.. وغيرهما.

هُوَ الأصْبَطُ الهَوَّاسُ(1) فِينَا شَجَاعَةً *** وَفِي مَنْ يُعَادِيهِ(2) الهجَفُ(3) المُتَقَلُ

كَأَنَّ كِتَابَ اللهِ يُعْنَى بِأَمْرِهِ *** وبِالنَّهي فيه الكَوْدَنِيُّ المُوكَّلُ(4)

ألم يَتَدَبَّرُ آيَةً فَتَدلَّهُ *** عَلَى تَركِ مَا فِيه أم القَلْبُ مُقْفَلُ ؟!(5)

ص: 118


1- قال في الصحاح 992/3 الهواس الأسد ، قال الكميت : هو الأضبط.
2- لعلّه تقرأ في نسخة (ألف): يغاديه.
3- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة ، وقد تقرأ في (ب ) : المجف، وفي (ألف): لهجف ، ولا أعرف لها معنىً. وقال في الصحاح 1442/4: الهجف من النعام والناس : الجافي. وكذا في لسان العرب 252/6 ، و 345/9 ، وانظر : تاج العروس 322/10 و 535/12.
4- في الروضه المختارة (شعر الكميت) : المركل، وفي هامشها بيان للكودني ، والموكّل ، وكذا في أعيان الشيعة 36/9 ، والكودني نسبة إلى الكودن، وهو البرذون يشبه به البليد .
5- في الديوان : على ترك ما يأتي أو القلب مقفل ، وكذا في الروضة المختارة ، إلّا أنّ فيه (أم ) بدل ( أو ) . أقول : هذه القصيدة - كأكثر شعر الكميت (رحمه الله علیه)- بحاجة إلى شرح وبيان لعله يخرجنا عما نحن فيه ، وما أعددنا كتابنا لمثل ذلك .

وفي المحبرة(1)

[من الكامل]

سَنُّوا لَنَا مَا لا يُسنُّ بِبَعْيهم *** في سِرْبِ مَاشِيَةٍ لَها ذِبَانِ

ذِبَانِ عَانَا فِي البِلَادِ وأَفَسَدَا *** وأبَرَّ عَدْوُهُما عَلَى الرَّعْيانِ

ذئبانِ لَا يُعْنِي الضَّرَاءُ عَلَيهما *** وهُما حِيالَ الشَّاةِ يَختَلِسان(2)

ص: 119


1- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وتقرأ في نسخة (ألف) : المحيرة ، وفي نسخة (ب) : المجبرة . وهي القصيدة المعروفة للشاعر المتفاني في أهل البيت (علیهم السّلام)؛ ابن علوية الإصفهاني رضوان الله عليه ، وتعرف هذه القصيدة - أيضاً - ب_ : نونية ابن علوية ، وكذا : الألفية .. لاشتمالها على نحو ألف بيت فيهم (علیهم السّلام)، لاحظ ما ذكرناه قريباً عنها .
2- كذا استظهاراً ؛ وإلا فإنّ الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، وقد تقرأ: يغتلسان، و تقرأ : يعيلسان، وفي نسخة (ألف) : يعتلسان ؛ بل كلّ الأبيات الثلاثة في نسختي الأصل كذلك ، أثبتنا ما قرأناه منها ، والغلسة : هى ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضو. الصباح ، قاله في النهاية 377/3.. وغيره.

سلیمان بن عبد الله بن سنان(1) ؛ عن الصادق (علیه السّلام)(2) في قوله : ﴿ إذا جاءَكَ المُنافِقُونَ ﴾ « يعنى الذين كذبوا بولاية [على ابن أبي طالب] الوصى ﴿ قالوا تَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ لتكذيبهم بولاية عليّ (علیه السّلام) ﴿ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ وسبيل الله هو وصيّ رسول الله ﴿ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ * ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ﴾ برسالاتك ﴿ ثُمَّ كَفَرُوا ﴾ بولاية(3) وصيّك ﴿ فَطَبعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾(4).

ص: 120


1- كذا في شرح الأخبار 270/2 - 271 حديث 578 ، وعنه في البحار 103/36 باب (39) حدیث 45 . وفي الصراط المستقيم 296/1 : سلمان بن عبد الله .
2- أورد الحديث المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب 72/3 [ طبعة قم] عن أبي الحسن الماضي (علیه السّلام) باختلاف يسير ، وفي ذيله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ ﴾ ارجعوا إلى ولاية عليّ يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ﴿ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ ﴾ عن ولاية عليّ ﴿ وَهُم مُسْتَكْبِرُونَ ﴾ عليه [ سورة المنافقون (63) : 5] وجاء أكثر تفصيلاً في أصول الكافي 432/1 - 435 (باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ) حديث 91 مروياً عن أبي الحسن الماضي (علیه السّلام).
3- في نسخة (ألف) : ولاية .
4- سورة المنافقون (63) : 1 - 3 .

العوني(1):

[من الوافر]

وَلَولا الجِبتُ والطَّاغُوتُ مَا إِنْ *** تُحُيِّرَ فِي ضِيَا(2) الحَقِّ القَوِيمِ

هُمَا جَلبَا عَلى الإسلام مَا لَا *** يُرَى الإسلام منه بالسليم(3)

فَإِنْ رَتَعَا مِن الدُّنيا جِناناً *** أَعَادَهما إلى وِزْرٍ(4) وَخِيم

فَقَد خَسِرَ المُريحُ مَدِيحَ(5) عِةٌ *** بِهِ يُفْضى إلى نَارِ السَّموم

ومَن كَانَ الإِلهُ لَه غَرِيماً *** فأينَ يَرُوغُ عَن حَقِّ الغَرِيمِ ؟!

فدُنْيَاهُم(6) فَبَينَ الناسِ نَهْبٌ *** ومِنها حَظُّهُمْ لَهُفُ الكَظِيمِ

فَبَارِتُهُمْ خَصِيمُ الخَلقِ فِيهِم *** كَفَى بِاللَّهِ فِيهِم مِنْ خَصِيم

لَهُم يُملِى لِيَزدَادُوا أَثَاماً *** يُضاعِفُ من عذابِهِمُ الأَلِيم

وكُلُّ دَم أُريقَ لَهم فَفِيهِ *** هُمُ شُرَكَاءُ عَن عِلْمِ العَلِيمِ

ص: 121


1- ولم ترد هذه القصيدة للعوني ممّا جمع من شعره منثوراً في المناقب ومجمعاً في الغدير ولا غيرهما، حيث لا ديوان له ، وقد أحرق شعره !... أحرق الله حارقه ، لاحظ ترجمته في المقدّمة.
2- في نسخة (ألف) : ضياء ، وقد حذفت الهمزة من الكلمة ليستقيم الوزن.
3- في نسخة (ألف) : بالتسليم.
4- كذا في نسختي الأصل، والظاهر بل الصواب : زَوْرٍ .
5- جاءت على الكلمة في نسختي الأصل : مديم ، وظنّي أنتها نسخة بدل.
6- تقرأ في نسختي الأصل : فديناهم.

جابر الجعفي ؛ عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أنداداً ﴾(1) « هم أئمّة الظلمة وأشياعهم(2).

ص: 122


1- سورة البقرة ( 2 ) : 165 .
2- في تفسير العياشي (رحمه الله علیه) 72/1 - ذيل الآية الكريمة - عن جابر ، قال سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ ﴾ قال : فقال : « هم أولياء فلان وفلان وفلان ، اتخذوهم أئمة من دون الإمام الذي جعل للناس إماماً ..».. إلى أن قال : ثم قال أبو جعفر عليه السلام : « والله - يا جابر ! - هم أئمّة الظلم وأشياعهم» .. فتأمل حيث صدر الحديث عن الإمام الصادق (علیه السّلام) وذيله عن أبيه الإمام الباقر (علیه السّلام) مما يصحح نقل مصنفنا (قدس سره). وفي كتاب الغيبة للشيخ النعماني (رحمه الله علیه) : 64 [ وفي طبعة نشر صدوق : 132] قال . ذيل الآية الكريمة - : « هم أولياء فلان وفلان ، اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماماً»، وما هنا - «هم والله - يا جابر - أئمّة الظلم وأشياعهم » - جاء هناك ذيل قوله عزّ اسمه : ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ .. ﴾ [سورة البقرة ( 2 ) : 165]. ورواه الشيخ الكليني (رحمه الله علیه) في الكافي الشريف 374/1 (باب من ادعى بالإمامة وليس لها بأهل ..) حديث 11 عن جابر ، عن الإمام الباقر (علیه السّلام)، وبنصه جاء في الاختصاص : 334. ولاحظ : ما جاء في تفسير الإمام الحسن العسكري (علیه السّلام): 241 [ الطبعة الحجرية، وفي الطبعة المحققة : 578 حديث 340] وقد فصل الحديث فيه .

وجاء رجل إلى أبي بكر وسأله ، فقال : إنّي(1) نذرت ألا أُكلّم زوجتي حيناً ، فقال : يكون إلى القيامة ، لقوله: ﴿ وَمَتَاعٌ إِلى حِينٍ ﴾(2).

فسأل عمر، فقال: أربعين سنة ، لقوله : ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ﴾(3).

فسأل عثمان ، فقال : سنة واحدة [لقوله تعالى]: ﴿ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ ﴾(4).

فسأل عليّاً ، فقال : « إن نذرت غدوة .. فتكلّم عشيّة، وإن نذرت عشيّة .. فتكلّم غدوة(5) [ل_] قوله تعالى: ﴿ فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾(6).

ففرح(7) الرجل وقال : ﴿ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾(8).

ص: 123


1- لا توجد كلمة (إنّي ) في نسخة (ألف) .
2- سورة البقرة ( 2 ) : 36، وسورة الأعراف (7) : 24 ، وسورة الأنبياء (21): 111.
3- سورة الإنسان (76): 1.
4- سورة إبراهيم (14) : 25.
5- في المصدر : بكرة.
6- سورة الروم (30): 17.
7- في نسخة (ألف) فصرخ .
8- سورة الأنعام ( 6 ) : 124 . أورد الحديث العلّامة المجلسي - طاب ثراه - في بحاره 244/104 - 245 (باب (128) حديث 165 ، عن كتاب بيان التنزيل للمصنّف ابن شهر آشوب (رحمه الله علیه)، وروض الجنان لأبي الفتوح .

وقال المرتضى(1): نقلت الإمامية عن أئمتها (علیهم السّلام) أنها ستة أشهر .

أبو القاسم بن هاني المغربي(2):

[ من المتقارب ]

فَمَا لِقُرَيشِ وَمِيرَاثِكُمْ *** وَقَد فَرَضَ اللَّهُ فِيمَا مَضَى ؟!(3)

لَكُمْ طُورُ سَيْناءَ مِن فَوقِهم *** ومَا لَهُمُ فِيه مِن مُرْتَقَى

شهيدِي عَلى ذاك حُكْمُ النَّبِيِّ *** بَينَ المَقَام وبَينَ الصَّفا

بِمَكَّةَ سَمَّاهُمُ الطُّلَقَاءَ *** فَفَرَّقَ بَينَ الدُّنَى والقُصَى(4)

وإن كان يجمعُكُمْ غَالِبٌ *** فإنَّ الوسائط(5) غَيْرُ(6) الدرى الذَّرَى

ص: 124


1- ذكر ذلك في الانتصار: 38 ، والعبارة التي نقلها المصنّف (رحمه الله علیه) عن السيد (رحمه الله علیه) في غير محلّها هنا؛ لأنتها شبه الردّ على ما حكم به أمير المؤمنين (علیه السّلام) للسائل ، فراجع .
2- قد مرّت ترجمته في المقدّمة، كما وقد جاءت له في المناقب 319/1 [ طبعة بيروت ] أبيات على وزان هذه القصيدة ، مطلعها : [ من المتقارب ] عجبت لقوم أضلّوا السبيل *** وقد بین الله أين الهدى كما وأورد له السيد الأمين (رحمه الله علیه) في أعيان الشيعة 91/10 أبياتاً أُخر . وجاءت هذه القصيدة في ديوان ابن هاني : 20 - 26 ، ومطلعها : [ من المتقارب ] تقدم خُطى أو تأخّر خُطى *** فإنّ الشباب متى القهقري
3- وفي الديوان : وقد فرغ الله ممّا قَضَى .
4- جاء البيت في الديوان هكذا : [ من المتقارب ] بمكة سمَّى الطليق الطليق *** ففرّق بين القصا والدَّنَى
5- في الديوان : الوشائظ .
6- في نسختي الأصل : عين .

وفي أخبار الطالبيين(1)؛ أنته قال أبو ذر : لما نزلت: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ ﴾(2) قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): يحشر أُمتي علي يوم القيامة على خمس رايات: راية مع عجل هذه الأمة ، فأسألهم : ما فعلتم بالثقلين [من ] بعدي ؟ فيقولون: أما الأكبر ؛ فحرّفنا [ه](3) ومزقنا [ه](4)، وأما الأصغر؛ فأبغضنا [ه] وعادينا [ه]، فأقول : ردُوا [ النار ظماء ] مظمئين، مسودة وجوهكم...».

ثم ذكر راية فرعون هذه الأمة ، ثمّ سامريها ، ثم ذا الثدية .. قال : «ثمّ ترد عليّ راية(5) مع إمام المتقين وخاتم الوصيين، وسيّد المؤمنين ، فأسألهم : ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فاتبعنا [ه] وأطعنا[ه]، وأما الأصغر؛

ص: 125


1- إن كان المراد من أخبار الطالبيين كتاب أبي الفرج الإصفهاني الموسوم ب_ : مقاتل الطالبيين ، فلم نعثر على الرواية في ذلك الكتاب ، وإن كان المراد منه كتاب آخر فلا نعلم من أي كتاب أخذها . لكنّ الرواية قد جاءت في عدة مصادر؛ منها: تفسير القمي (رحمه الله علیه) 109/1، شرح الأخبار 2 / 167 - 168 ، الخصال 457/2 - 460 .. وغيرها . وقد تعرّضنا لبحثها مفصلاً في مدخل كتاب الأسرار كنموذج لروايات التبري.
2- سورة آل عمران (3) : 106.
3- قد تقرأ الكلمة في نسخة ( ألف ) : فخرقنا .
4- لا توجد كلمة (مزقنا) في نسخة (ب)، وقد جاءت في هامش نسخة (ألف)، وتقرأ فيها: فرقنا، وهو يصح أيضاً.
5- في نسخة ( ب ) : ثم ترد راية عليَّ ..

فوازرنا[ه] ونصر نا[ه] حتى أهريقت [فيهم] دماؤنا ، فأقول: رِدُوا [الجنّة ] رُواء مروتين ، مبيضة وجوهكم »(1).

ص: 126


1- أقول : جاء هذا الحديث - بألفاظ مقاربة - في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه): 99 من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 109/1 ، وفي الطبعة المحققة 163/1 - 164 حديث 18]، وقد أورد فيه عدة روايات في بحار الأنوار 346/37 - 347 حديث 3، عن أبي ذرّ ، وفيه : « يرد علي أُمتي ..» ، وبينهما اختلاف كثير وزيادة .. ولاحظ أحاديث أخر من هذا الباب أيضاً . وكذا عن اليقين وغيره في بحار الأنوار 16/8 - 18 (باب 20 صفة الحوض وساقيه صلوات الله عليه ، وله عليه بيان : قال : وسيأتي هذا الخبر بأسانيد جمة من طرق الخاص والعام في أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وفي كتاب الفتن مع شرحه . وقد ذكر شيخنا الصدوق (رحمه الله علیه) في الخصال 457/2 - 460 ، وكذا صفحة : ، وأورد السيد ابن طاوس (رحمه الله علیه) في كتابه اليقين في إمرة أمير المؤمنين (علیه السّلام): 329، وفيه عن أبي الجارود في صفحة : 210 - 211 جملة روايات عن كتاب المعرفة لعباد بن يعقوب الرواجني ، وكتاب الرسالة الموضحة للمظفر ابن جعفر بن الحسين ، وعن أصل عتيق رواه عن القاضي محمد بن عبد الله الجعفي .. وغيرهم في غيرها. كما وردت عدة روايات في تفسير القمي (رحمه الله علیه): 99 [ الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 109/1 ، وفي الطبعة المحققة 162/1 - 163]، وانظر : الصراط المستقيم 39/3 .. وغيره . وعلى كلّ ؛ ما هنا مختصر جدّاً ، ومبتور من أكثر من مكان ، فلاحظ .

الحميري(1):

[ من السريع ]

وَالنَّاسُ يَومَ البَعْثِ رَايَاتُهُمْ *** خَمسُ فَمِنها هَالِك أَربَعُ(2)

قَائِدُها العِجلُ(3) وَفِرعَونُها *** وسَامِرِيُّ الأُمَّةِ المُشْنِعُ(4)

ص: 127


1- ديوان السيد الحميري: 265 - 266 ضمن قصيدة في ( 50 بيتاً ) ، وهذه الأبيات ( 43 - 47 ) من قصيدة ( لأم عمرو ) المتقدم شيء منها ، وجاء بعضها في الغدير 318/2 [ طبعة مركز الغدير ، وفي طبعة الإسلامية 220/2]، في نحو ( 54 ) بيتاً وكذا في شرح هذه القصيدة للفاضل الهندي ، وأوّلها في الصراط المستقيم 39/3، والأعيان 412/3 ، وبحار الأنوار 325/47 - 326 ( باب 10) حدیث 22 عن الكشي (رحمه الله علیه)، وكذا في صفحة 329 - 332 حديث 23 ، وفيه نحو ( 54 ) بيتاً ، والأغاني 242/7 و 252.. وغيرها. وقد قال الشيخ الخواجوئي (رحمه الله علیه) في كتابه : بشارات الشيعة (المطبوعة ضمن الرسائل الاعتقادية له) 1 / 180 - 181 : وقد أشار إلى بعض ذلك السيد ابن محمّد الحميري (رحمه الله علیه) في آخر قصيدته الطويلة المشهورة.
2- ورد البيت في الديوان ، وبشارات الشيعة : [ من السريع ] فالناس يوم الحشر راياتهم *** خمش فمنهم هالك أربع والمثبت في المتن هو الموافق لما رواه الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) في اختيار معرفة سي. الرجال : 285 - 286 حديث 505 [ وفي الطبعة المحشاة من رجال الكشي (رحمه الله علیه) 2 / 570 ] .. وغيرها . نعم جاء فى هذه المصادر : ( فالناس ) بدل ( والناس ) .
3- في بشارات الشيعة: فراية العجل .
4- كذا ؛ وفي الديوان: المفظع ، وفي نسخة (ب) : المسيع !

وراية يقدمها حبتر(1) *** للزور والبهتان قد أبدعوا]

وراية يقدمها نعثل *** لا برد الله له مضجع ](2)

ومُخْدَجٌ(3) مِن دينِهِ مَارِقٌ *** أَجْدَعُ(4) عَبدُ لُكَعْ أَوْكَعُ(5)

[أربعة في سقر أودعوا *** ليس لهم من قعرها مطلع(6)

وَرَايَةٌ قائِدُها حَيْدِرُ(7) *** كَأَنهُ الشَّمسُ إِذَا تَطْلُعُ(8)

[غَدَاً يُلاقِي المُصطَفَى حَيدرٌ *** وَرَايَةُ الحَمدِ لَه تُرفَعُ ]

ص: 128


1- في المطبوع من بشارات الشيعة : جثر ! وما أُثبت من الخطية منها .
2- البيتان زيدا من بشارات الشيعة ، والظاهر أنّ الصحيح هو : لا بَرَّ - والله - له مضجع .
3- كذا في نسختي الأصل ؛ وهو الظاهر. وجاءت : ومخدع. والظاهر : مخدج ؛ الذي هو ذو الثدية ، حيث ورد فيه أنه مخدج اليد .. أي ناقصها . لاحظ الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 252/3 - 254 ، ويقال له : مخدوج اليد ، أيضاً.
4- البيت في الديوان والغدير : [ من السريع ] ومارقٌ من دينِهِ مُخْدَجٌ *** أسود عبد لُكَع أوْكَعُ
5- البيت في بشارات الشيعة : وراية يقدمها أدلم *** عبد، لئيم، لُكَع، أكوعُ
6- البيت مزيد من بشارات الشيعة .
7- في نسخة (ألف) نسخة بدل وجهه ، بدلاً من: حيدر، وهي التي جاءت في والديوان ، وعلى نسخة ( ب ) : حيدر ، نسخة بدل .
8- البيت في بشارات الشيعة : وراية يقدمها حيدر *** ووجهه كالشمس إذ تطلُعُ

[ مَولى لَه الجَنَّةُ مأْمُورَةُ *** والنَّارُ مِن إجلالِهِ تَفزَعُ ](1)

إمَامُ عَدلٍ ولَه شِيعَةٌ *** تُسْقَى مِنَ الحَوضِ وَلَا تُمنَعُ(2)

ابن عبّاس: قد أظهروا(3) الإيمان وقراء [ة ] القرآن، فهم بآياته مستهزؤون، وقاموا إلى الصلاة وهم كسالى ، وأدوا الفرائض وهم لها كارهون، فلمّا رأوا أنه لا يُعزّ في هذا الدين إلا الأتقياء الأبرار، والعلماء الأخيار، سَمّوا أنفسهم : سيماء الصالحين ؛ ليظن بهم المسلمون خيراً وهم عن آيات الله معرضون ، فوالله ما زادهم طول العمر إلا عناداً، ولا زادهم في ذلك لأهل الدين الأغشاً(4).

ص: 129


1- ما بين المعكوفين مزيد من الديوان وبشارات الشيعة ، وسائر المصادر.
2- جاء البيت في الديوان وبشارات الشيعة (الخطية) هكذا : [من السريع] إمام صدق وله شيعةً يُرْوَوا من الحوض ولم يمنعوا وجاء ما بعده ، وهو آخر ما جاء في الديوان ، والبشارات: بذاك جاء الوحي من ربنا يا شيعة الحقِّ ! فلا تجزعوا ولها تتمة في بشارات الشيعة : الحِمْيَري مادحُكُم لم يَزَلْ *** ولو تقطع إصبعاً إصبع
3- في نسختي الأصل : أظهر .
4- هذا المقطع من كتاب ابن عبّاس إلى الإمام الحسن بن علي (علیهما السّلام). انظر: شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي 23/16 - 24، وكتاب الفتوح لا بن أعثم الكوفي 283/4 - 284. وهناك اختلاف يسير في الألفاظ بين المتن وهذين المصدرين.

محمد بن نعمان(1):

[من السريع ]

والناسُ في عَمْياء عن رُشدِهِمْ *** جُمْهُورُهُمْ قد ظَلَّ مَفْتُونا

صَدُّوا عَن الأمر الذي كُلِّفوا *** وصَيَّروا الكُفْرَ لَهم(2) دِينَا

مَالُوا إلى(3) الجِبْتِ يُوالُونَهُ *** وَعَانَدُوا خَيرَ الوصِيِّينا

وَنَاصَبُوا السِّبطَينِ مِن خُبثهم(4) *** وعَظَّموا العِجْلَ وقَارُونا

فلا رَعَى الله لهم حُرمَةٌ *** وزَادَهم وَهْناً وتَوهِينَا

ابن حماد(5):

[ من الرمل ]

ص: 130


1- كذا؛ والظاهر أنته : محمد بن أبي نعمان .. الذي أورد له في المناقب أكثر من قصيدة ، كما في 328/1 ، و 386/2، و 332/4 و 399 [ طبعة قم ].. ولم يورد لنا شيئاً من هذه القصيدة . وقد عنونه السيد الأمين (رحمه الله علیه) في أعيان الشيعة 64/8 مقتصراً على اسمه ونقل شيئاً من شعره نقلاً عن المناقب، ولم يرد له اسم في الغدير .. وغيره من المصادر الأدبية . قال المصنف (رحمه الله علیه) في معالم العلماء : 165 ( فصل في بعض شعراء أهل البيت (علیهم السّلام) ) [ طبعة نشر فقاهت 1425 ه_] : محمّد بن نعمان الخطيب الباهر ..
2- في نسخة (ب): بهم .
3- في نسختي الأصل : ما لو لا لي !
4- قد تقرأ في نسخة (ألف) : في حبتهم! وفي نسخة (ب): من خبتهم.
5- لم أحصل على مصدر لهذه الأبيات، ولم يرد ما يشاكلها أو على وزانها في المناقب ولا غيره ، فراجع .

لَعَنَةُ اللهِ عَلَى كُلِّ امْرِي(1) *** خَانَكُم أَو كَانَ عَنكُم عَدَلَا(2)

ولَعَا البَادِئَ بِالظُّلْمِ لَكُم *** وَلَعَا الثَّانِي الذي فِيهِ تَلَا

گفَرا باللهِ لَمَّا اتَّخَذَا *** إمرة الدين سفاهاً دُوَلَا

أَنكَرًا مَوْلَاهُما نِعْمَتَهُ *** ولَه كانَا قَدِيماً خَوَلا(3)

واستَبَاحَا حُرمَةَ اللهِ *** مَعاً وعَلَى ظُلمِ البَتولِ اشْتَمَلَا

أَظْهَرُوا فِي المُلْكِ زُهداً وتُقيَّ *** ثُمَّ عَانَا فِيهِ لَمَّا حَصَلا

***

ص: 131


1- في نسختي الأصل : أمراء.
2- كذا جاء عجز البيت تصحيحاً في نسخة (ألف)، وفي نسخة ( ب ): سامكم ظلماً وحق الأولا.. وخطّ عليه في نسخة ( ألف ) .
3- في نسخة ( ب ) : حولا - بالحاء المهملة.

ص: 132

[ القسم الأول ]

[ مقدّمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدّمات ]

[فصل 10] [فيما جاء فيهما]

ص: 133

ص: 134

فصل

فيما جاء فيهما

القاسم بن جندب؛ قال: سئل ابن عبّاس عن قوله: ﴿ رَبَّنَا أَرِنَا الَّذِيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ ﴾(1) قال : هما .. هما ! قلت : من هما؟ قال : الأوّل(2) والثاني..

وذلك مروي عن الصادق(3) والباقر (علیهما السّلام)- ثم قالا: «وهما أوّل من ظلم آل محمد العالم (علیهم السّلام)»(4).

ص: 135


1- سورة فصلت (41) : 29 .
2- في نسختي الأصل : والأوّل ، والظاهر أن (الواو ) زائدة .
3- كما حكاه العلّامة البياضي (رحمه الله علیه) المتداخل السند في الصراط المستقيم 39/3، وقريب منه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) بلفظ ( سئل ) في بحار الأنوار 243/11 (باب 5) حديث 35 عن كتاب قصص الأنبياء للراوندي : 71 حديث 54 [ طبعة مؤسسة المفيد ] ، وفيهما سئل عن الصادق (علیه السّلام) عن الآية الشريفة ، قال : هما هما.
4- جاء بمضمونه عدة روايات في تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي (رحمه الله علیه) في صفحة : 244 - 247 عن القاسم بن مسلم وأبي حمزة الثمالي .. وغيرهما ، وفي صفحة : 245 عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : « هما أول من انتزى على حقنا، وحملا الناس على أعناقنا وأكتافنا ، وأدخلا الذل بيوتنا ».

عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : قال علي (علیه السّلام): «أول من يجثو(1) للخصومة بين يدي الرحمن ..(2) أنا ، [و] أوّل من يدخل النار في مظلمتي : عتيق بن أبي قحافة وابن الخطاب في زمامين من النار» وقرأ: ﴿ أَرِنَا الَّذِيْنِ أَضَلانَا مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ ﴾(3).

ص: 136


1- سقط في الصراط المستقيم من ( يجثو ) إلى جملة (أوّل من يدخل ).
2- وقد وردت روايات كثيرة بهذا المضمون من طرق العامة والخاصة ، كما في كتاب البخاري (95/5 كتاب المغازي) و 123/6 ( تفسير سورة الحج ) ، ذيل قوله : ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.. ﴾ [الحج (22) : 19] وفيه: «أنا أوّل من يجثو ..». وراجع : تفسير الطبري 588/18 [ طبعة القاهرة ] ، كما وإنّ لها عدة أسانيد وردت في شرح إحقاق الحق 552/3 - 555 .. وغيره . ومن كتب الخاصة ؛ ما جاء في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) 83/1[ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة مؤسسة البعثة : 85 حديث ،128] ، والعمدة لابن بطريق: 311 حدیث 519 ، وصفحة : 520 ، وغاية المرام للبحراني (رحمه الله علیه) 4/ 278 [ الطبعة المحققة ، وفي الحجريّة : 444] ، وكذا في شرح الإحقاق 572/3 ، وحكاه عن البخاري البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 288/1 - 289 ، وعلّق عليه فيه 42/3 بقوله : وهذا دليل أنته لم يزل الخلاف ، ولم يحصل الرضا الباطني والائتلاف .. راجع : الصراط المستقيم 39/3 ، والروضة من الكافي 334/8 (باب حديث الفقهاء والمجتهدين ) حديث 523 و 524 ، ودعائم الإسلام 403/2 حديث 1411 . . وغيرها .
3- سورة فصلت (41): 29. ومنها ما رواه السيد ابن طاوس (رحمه الله علیه) في كتاب سعد السعود: 103، نقلاً عن تفسير محمد بن العبّاس بن عليّ بن مروان المعروف ب_ : ابن الحجام، وزاد بعد كلمة ( الرحمن ) قوله : وفيهم نزلت : ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ [سوره الحج ( 22 ): 19 ] وحكاه عنه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 312/19 - 315 حديث 61 ، وكذا في 28 / 374) (باب) (4) ذيل تتميم : أنته (علیه السّلام) كان يقول : «أنا أوّل من يحشر للخصومة بين يدي الله يوم القيامة » ، وقد حكاه عن السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الشافي 224/3.. وغيره. ولاحظ ما جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 334/1 حديث 3، ورواه في تفسير البرهان 81/3 عنه وعن غيره.

وروي أنته لما نزلت هذه الآية ، دعاهما النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وقال: «فيكما نزلت هذه الآية» .

أبو معمر ؛ عن زيد بن علي والحسن بن عليّ الأحمري(1)، في قوله : ﴿ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَراءَ نا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا .. ﴾(2)الآية ، قال : هما فلان .. وفلان(3).

ص: 137


1- هو : الحسن بن علي الأحمري؛ هو راوٍ يروي عن الإمام الباقر (علیه السّلام)، كما في تهذيب الأحكام للشيخ (رحمه الله علیه) 130/7 حديث 567 ، وانظر ترجمته في معجم رجال الحديث 16/6 رقم 2934 فإنّه صرّح بذلك ، وإنّه يروي عن الإمامين الباقر والصادق (علیهما السّلام).
2- سورة الأحزاب (33): 67.
3- كما رواه القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره 197/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 834/3] - وعنه في بحار الأنوار (152/30 باب (20) حدیث 7- ذيل الآية الكريمة : وهما رجلان ، والسادة والكبراء هما أوّل من بدأ بظلمهم وغصبهم ، وقوله : ﴿ فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا ﴾ .. أي طريق الجنّة ، والسبيل : أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ثم يقولون : ﴿ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَينِ مِنَ العَذَابِ وَالعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ﴾ [سورة الأحزاب (33): 67]. انظر الكتاب الرائع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 101/3 - 108.

عبد الرحمن بن كثير ، [ عن أبي عبد الله (علیه السّلام)] في قوله [ عزّ وجلّ ]: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ..﴾.

قال: «نزلت(1) في فلان، وفلان، [وفلان]، آمنوا بالنبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] في أوّل الأمر ، وكفروا حين(2) عرضت عليهم الولاية؛ حين قال النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)]: من كنت مولاه فعلی مولاه ..»(3).

ص: 138


1- في نسختي الأصل : أنزلت .
2- في المصدر : حيث ، بدلاً من: حين .
3- كما جاء بهذا المضمون في أُصول الكافي 420/1 - 421 (باب فيه نكت ونتف 420/1 التنزيل في الولاية) حديث 42 و 43 : « ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين (علیه السّلام)، ثم كفروا حيث مضى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فلم يقروا بالبيعة ، ثم ازدادوا كفراً؛ بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء». وعنه رواه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 375/23 (باب 10) حدیث 57 ، وكذا 608/31 (ذيل باب ورد في جميع الغاصبين والمرتدين مجملاً) حديث 65 .. ومثله في تفسير العياشي 279/1 - 281 حدیث 286 ، وصفحة : 289 ، وعنه في بحار الأنوار 219/30 حديث 83 ، وتأويل الآيات الظاهرة 148/1 ، والصراط المستقيم 289/1 - 290 .. وغيرهما . وانظر ما بعد الحديث أيضاً. أقول : نظيره ما جاء ذيل الآية في تفسير القمي (رحمه الله علیه) 156/1 ، [ الطبعة الحروفية ، وفي المحققة 228/1 ذیل حدیث 29]، وفي تفسير البرهان 187/2 حدیث 5 طبعة مؤسسة البعثة ] ، ونور الثقلين 563/1 حديث 624 - قال : « نزلت في الذين آمنوا برسول الله إقراراً .. لا تصديقاً ، ثم كفروا لما كتبوا الكتاب فيما بينهم أن لا يردّوا الأمر إلى أهل بيته أبداً ، فلما نزلت الولاية وأخذ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الميثاق عليهم لأمير المؤمنين [(علیه السّلام)] ، آمنوا إقراراً لا تصديقاً ، فلما مضى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كفروا وازدادوا كفراً ﴿ لم يكن اللهُ لِيغفِرَ لَهُمْ وَلَا ليهديهم سبيلاً ﴾» .. يعني طريقاً إلى طريق جهنم [سورة النساء ( 4 ): 137]. وعنه في بحار الأنوار 576/31 (باب ما ورد في جميع الغاصبين والمرتدين مجملاً حديث 6. ولاحظ : ما جاء في التفسير المزبور 317/1 [ الطبعة الحروفية ، وفي الحجرية : 292 - 293 ، وفي المحققة 454/2 ذيل حديث 14] (سورة يونس (علیه السّلام)) ذيل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُم كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [سورة يونس (علیه السّلام)(10) : 96 - 97 ] قال : الذين جحدوا أمير المؤمنين .. ثم قال : عرضت عليهم الولاية وفرض عليهم الإيمان بها فلم يؤمنوا بها ، وعنه في بحار الأنوار 182/24 (باب 50) حديث 16.

أبو حمزة(1)؛ قال الصادق : « ما بعث الله نبياً إلا وفي وقته(2) شيطانان

ص: 139


1- كذا؛ ولعلّه : علي بن أبي حمزة البطائني ، كما جاء في تفسير القمي (رحمه الله علیه) 214/1 [ الطبعة الحروفية، وفي المحققة 316/1 حديث 27]، وعنه في بحار الأنوار 212/13 - 213 باب (7) حديث 5 ، و 186/30 - 187 (باب 20) حدیث 45 ، وكذا جاء في كتاب الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 2 /175. ورواه البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط 40/3 في خصوص صاحبي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
2- في الصراط : في زمانه ، وفي تفسير القمى (رحمه الله علیه): أمته .

يؤذيانه ويُغمّانه(1) ويُضلّان الناس بعده؛ فأما الخمسة أولو العزم من الرسل: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين ](2).

فأما صاحبا نوح [(علیه السّلام)]؛ ف_: قنطير(3)، وجذام(4).

وأما صاحبا إبراهيم [(علیه السّلام)] ف: كيل(5)، وزرام(6).

وأما صاحبا موسى لا ؛ ف_: السامري(7)، ومرعقيبا(8).

ص: 140


1- في التفسير المطبوع: ويفتنانه، وتوجد في المحققة من تفسير القمي (رحمه الله علیه)، ولا توجد الكلمة في الصراط .
2- لم يرد ما بين المعكوفين في التفسير .
3- في نسخة (ألف) : قيطر. وفي التفسير : فغنطيغوس ، وفي البحار : فقيطيغوس، وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) 214/1: قنطيفوص . راجع: الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 139/3.
4- في المصدر والبحار: خرام. راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 2 /175.
5- كذا؛ وفيه نسخ أخرى منقولة عن تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه)، وفيه : مكثل ، كما في بحار الأنوار 212/13 ، ومكتل ، ومكيل .. فراجعها في الأسرار 312/3 - 313.
6- كذا في المحققة من تفسير القمي (رحمه الله علیه)، وفي نسخة (ألف): رزام. وفي المصدر [الطبعة الحروفية ]: فمكيل ورذام ، وكذا في البحار ، وفي قصص الأنبياء: 270 : زدام ، نقلاً عن تفسير القمي (رحمه الله علیه)، وفيه نسخ أخرى، لاحظها في : الأسرار 251/2.
7- راجع : ما ورد له من مصادر في الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 2 /295.
8- في نسخة (ألف) : مرعصيبا ، وهو تصحيف ، وفي نسخة : مرعتيبا . راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 271/3.

وأما صاحبا عيسى (علیه السّلام): ف_: يولين(1)، ومرليون(2).

وأما صاحبا محمّد ( عليه و آله السلام)؛ ف_: حبتر ، وزريق(3)».

السيد :

من البسيط ]

للهِ يَومٌ أَرى فيه الوَرَى زُمَراً *** بحُ الحَناجِرِ من ظَمأى وظَمْآنِ

وَمِن مُنَادٍ يُنَادِي فِي تَحيَّره: *** أينَ اللَّذَانِ هُمَا كَانَا أَضَلَّانِي؟!(4)

ديك الجن(5):

[ من المتقارب ]

إذَا مَا الوَصِيُّ سَقَى حِزْبَهُ *** مِن الحَوضِ كَأَسَاً بِهَا يَنهَلُ

ص: 141


1- جاء في الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 433/3: يوليس.
2- في نسخة (ألف): فيوكسن، ومرتيون . وفي التفسير [ الحروفية ]: فبولس ، ومريسون [ في المحققة من التفسير : فبولس ومريتون ]، وفي البحار : فمولس ، ومريسا . راجع : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 273/3.
3- في نسختي الأصل: فختر ودلام ، وخط عليها في نسخة (ألف) وكتب عليها تصحيحاً ما هنا .. وزاد في الصراط المستقيم - بعد قوله : حبتر ودلام : .. ونحوه عن الباقر (علیه السّلام)، وتلا: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٌّ عَدُوّاً ..﴾ الآية [ سورة الأنعام ( 6) : 112].
4- وقد جاء البيتان مشوشين في كلتا النسختين، أثبتنا ما استظهر منهما ، ولعلّهما من متفردات موسوعتنا هذه، حيث لم يردا في ديوان السيد الحميري المجموع له (رحمه الله علیه)، ولا وجدناهما في مجموعة شعرية نعرفها .
5- لم ترد هذه الأبيات في ديوان شاعرنا، ولا ما كتب عنه من تراجم، ولا المجاميع الشعرية التي نعرفها عنه .

وَقِيلَ : خُذُوا خُصَمَاءَ النَّبِيِّ *** بِمَا غَيَّرُوا وَبِمَا بَدَّلُوا

فَسِيقَ إلى النّارِ أَهلُ الصَّلا *** لِ سَوْقاً(1) عَنِيفاً وَلَم يُمْهَلُوا

وَصَار اللَّدَانِ أَضَلَّاهُما *** يَضُمُّهما الدَّرَكُ الأَسفلُ

ابن حماد(2):

[ من الطويل ]

ص: 142


1- في نسخة ( ب ) : سويّاً .
2- لم نجد لشعره (رحمه الله علیه) هذا مصدراً إلا كتابنا الحاضر، وقليلاً من شعره منثوراً في ه منثوراً في المناقب والغدير ، كما لا أعرف لهذه الأبيات مصدراً ، نعم جاءت في المناقب 2 /42 [ 198/2 من طبعة قم ] مقطوعة سبعة أبيات لعلّها من قصيدة واحدة مع الأبيات الأربعة التي هنا ، والأبيات السبعة هي : [ من الطويل ] ألا إِنَّ مولى لآل مُحمّدٍ *** فلا تحسن الفحشاء منّي ولا الهَزْلُ أُولئك قوم لا يُحاط بفضلهم *** وليس لهم في الخلق شِبْهُ ولا شَكْلُ هُم أُمناء الله في الأرضِ والسما *** وهم عينه والأُذنُ والجنب والحبل وهم أنجم الدين الذي صال ضوءها *** على ظلم الإشراك فهي له تجلو وفي كُتب الله القديمة نعتهم *** وقد نطقت عن عُظْمِ فضلِهمُ الرُّسُلُ فُروعُ رسول الله أحمد أصلُها *** لقد طاب فرح والنبيُّ له أصلُ علي أمير المؤمنين أبوهُمُ *** فهل لعلي في فضائله مِثْلُ ؟! كما جاءت أبيات سبعة في المناقب - أيضاً - 71/2 [150/2 من طبعة قم]، وثلاثة أبيات أُخرى 42/2 [84/2 من طبعة قم ] من المناقب ، كلّها على هذا الوزان والقافية ، ويحتمل التعدّد .. فلاحظ .

فَهُم أَسَّسُوا بُنيَانَ كُلِّ ضَلَالَةٍ *** تَزِلُّ بِها الأَقدَامُ بَعدُ كَمَا زَلُّوا

وَهُم لَقَحُوا(1) بين البرية فتنةً *** مجددةً ما إِن يُحَطُّ لها رَحْلُ

ولولاهُمُ مَا شَكٍّ فِي الدِّينِ مُسلم *** وَمَا كَانَ بَينَ الخَلْقِ فِي مَذهب دَخلُ(2)

ولا انشعبَتْ أهواؤُهُمْ في اعتقادِهِمْ *** ولا طال في الآراءِ خَرْجٌ ولا دَخْلُ

حبيب بن [أبي] ثابت ؛ قوله تعالى: ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ

ص: 143


1- الكلمة فى الأصل مشوشة جدّاً تقرأ: القجوا ، ولعلّها : القحوا ، وما هنا استظهار منا .
2- في نسخة (ألف): رحل ، وهي مشوشة جداً في نسخة (ب): والظاهر ما أُثبت ، وهي بمعنى الشك ، أو العيب الداخل في النسب ، وقد يراد منها النفاق.

دائِرَةُ السَّوْءِ ..﴾(1) الآية : فيهما نزلت(2).

مالك بن ضمرة الرواسي(3)؛ لما سُيّر أبو ذرّ [ رحمة الله عليه ] اجتمع [هو و] عليّ بن أبي طالب، والمقداد، وعمّار ، وحذيفة ، وابن مسعود .. فقال أبو ذر : ألستم تشهدون أنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : «شر» الأولين والآخرين اثنا عشر ستة من الأوّلين، وستة من الآخرين ..

فمن الأولين؛ ابن آدم - الذي قتل أخاه - وهامان ، وفرعون، وقارون، والسامري، والدجّال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين -..

وأما الستة من الآخرين ؛ فهم(4) : نعثل، وفرعون، وهامان هذه الأمة، ومعاوية، وعمرو، وأبو موسى(5)..» أفتشهدون على ذلك ؟ قالوا: نعم، وإنا على

ص: 144


1- سورة الفتح ( 48 ) : 6.
2- كما جاء في تقريب المعارف : 256 ، وعنه في بحار الأنوار 390/30 (باب 20).
3- لقد جاء الحديث مفصلاً في الخصال 460/2 - 457 حديث 2 في خبر الرايات ، وعنه في بحار الأنوار 341/37 - 344 (باب 55) حديث 1، مع اختصار في و تقطيع في المتن ، وقد سلف أن فصلنا حديث الرايات قريباً .
4- وفي نسختي الأصل : فهو .
5- الذي جاء في المصدر هو : فالعجل ؛ وهو : نعثل ، وفرعون ؛ وهو : معاوية ، وهامان هذه الأمة ؛ وهو : زياد ، وقارونها ؛ وهو : سعد، والسامري؛ وهو: أبو موسى عبد الله بن قيس ؛ لأنه قال كما قال سامري قوم موسى: ﴿لا مِسَاسَ ﴾ [ سورة طه (20) : 97] .. أي لا قتال .. والأبتر ؛ وهو : عمرو بن العاص .

ذلك من الشاهدين(1).

أبان بن تغلب(2)؛ عن الصادق : ﴿ وَالنَّاشِطات نشطاً ﴾(3) «العروق التي في صدر فلان .. وفلان».

عبد الله(4) بن سيابة ؛ عن جعيد همدان(5)، قال أمير المؤمنين (علیه السّلام): «[إنّ] في

ص: 145


1- اقتباس من قوله سبحانه في سورة الأنبياء (21): 56.
2- لم أحصل على مصدر لهذه الرواية فيما عندنا من المجاميع الحديثية، وقد فسّرت: ﴿ الناشطات ﴾ بتفاسير أُخر ، لاحظها في كتب التفسير واللغة .
3- سورة النازعات (79) : 2.
4- في الخصال : عبد الرحمن ، بدلاً من : عبد الله .
5- ترجمه الشيخ (رحمه الله علیه) في رجاله : 37 برقم 5 بعنوان : جعدة همداني كوفي [الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 59 برقم 500 ، قال : جعيد الهمداني كوفي ] من أصحاب مولانا الإمام أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وكذا جاء في أصحاب الإمام الحسن (علیه السّلام): 67 برقم 2 [الحيدرية ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 93 برقم 922]، الالا وأيضاً في أصحاب الإمام الحسين (علیه السّلام): 72 برقم 7 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة جماعة المدرسين: 100 برقم 970] ، وفي أصحاب الإمام زين العابدين (علیه السّلام): 86 برقم 5 [الحيدرية ، وفي طبعة : 111 برقم 1091]، وقال: جعيد ، همداني كوفي . والصحيح فيه : جعيد الهمداني، وهو ممّن خرج مع الإمام الحسين (علیه السّلام) بكربلاء، كما في بصائر الدرجات: 452 ( الجزء التاسع ، باب 15) حدیث 7[طبعة پخش كتاب، وفي الطبعة المحققة : 807/2 - 808 حديث 1566] بإسناده ... عن حمران ، عن جعيد الهمداني - ممّن خرج مع الحسين (علیه السّلام) بكربلاء - قال : فقلت للحسين (علیه السّلام): جعلت فداك ! بأي شيء تحكمون ..؟.. وغيره. لاحظ ترجمته في الموسوعة الرجالية : تنقيح المقال 16 / 140 برقم 4152.

التابوت الأسفل من النار اثنا عشر(1)؛ ستة من الأولين وستة من الآخرين ..

أمّا الستة من الأوّلين؛ فابن آدم قاتل أخيه ، وفرعون الفراعنة، والسامري، والدجال كتابه في الأولين ويخرج في الآخرين وهامان ، وقارون ..

وأما الستة من الآخرين؛ فنعثل، ومعاوية، وعمرو [بن العاص]، وأبوموسى [الأشعري ] ..» ونسي المحدّث اثنين !!(2)

ص: 146


1- لا توجد في المصدر كلمة : إثنا عشر .
2- الخصال للشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) 485/2 ( أبواب الاثني عشر )، حديث 59 بتفصيل في 2 الإسناد، وحكاه عنه في بحار الأنوار (409/30 باب (21) حديث 6، ولا نعلم أنّ المحدّث ناس للاثنين أو متناس لهما ، كما هو الحق. قال العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحاره 409/30 ذيل حديث 6 بيان: المنسيان الأعرابيان الأولان ، بشهادة ما تقدّم وما سيأتي. أقول : جاء في محادثة أمير المؤمنين (علیه السّلام) للزبير ، وقول الأخير له - كما في الصراط المستقيم 172/3 - 173 - ، وفي بحار الأنوار 324/36 - 326 باب 41 حديث :182 : كيف أرجع ؟ ! ألا إنّه لهو العار .. ! فقال علي (علیه السّلام): «ارجع قبل أن يجتمع عليك العار والنار » . قال : كيف ، وقد سمعت عثمان يقول : شهد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) لي ولعشرة بالجنّة ؟ ! فقال علي (علیه السّلام): سمعت النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول: تسعة ممن ذكرتهم في تابوت، في أسفل درك الجحيم، على رأسه صخرة، إذا أراد الله عذاب أهلها رفعت .. » ، فرجع وهو يقول : نادى على بأمر لست أنكره .

وفي رواية ابن عبّاس وموسى بن جعفر (علیهما السّلام) ظهر(1) اسمهما .

وفي رواية حنان(2) بن سدير ، عن رجل ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): «.. واثنان من هذه الأُمّة - أحدهما شرهما - في تابوت من قوارير تحت الفلق(3)، في بحر(4) من نار»(5).

ص: 147


1- كذا؛ والظاهر : أُظهر .
2- في نسختي الأصل : حيان ، وهو تصحيف .
3- الفَلَق - بالتحريك - : جهنّم ، وقيل : وادٍ في جهنّم . انظر : لسان العرب 311/10 مادة (فلق).
4- في المصدر : بحار.
5- لاحظ : ثواب الأعمال 214/2 - 215 ، وعنه في بحار الأنوار 313/8 (باب 24) حدیث 83 ، و 410/30 باب (21) حديث .. وقريب منه رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في الخصال 34/2 ، وقد مرّ نظيره مع مصادره. ولاحظ : الخصال 398/2 ( أبواب السبعة ) حديث 106، و 346/2 (أبواب السبعة ) حديث 15 . وقد جاء الحديث في الاحتجاج 1 / 105 - 106 [ طبعة النجف 112/2 - 113، وفي 86/1]، وكتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله علیه): 91 - 92 [ وفي الطبعة المحققة 597/2 الحديث الرابع ، ولاحظ : 161 ، و 328 ، و 349 من المختصرة من الطبعة المحققة ]. وانظر : بحار الأنوار 405/30 - 410 ( باب 20 في ذكر أهل التابوت في النار) وفيه ثمانية أحاديث، جزى الله محققها وناشرها خيراً ، ومن الله عليهم برضاهم (علیهم السّلام) عنهم وشفاعتهم والبراءة من أعدائهم لعنهم الله وأخزاهم . وأيضاً جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي 449/2 [الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 3 / 1191 ] . . وغيره.

السيد(1):

[ من مجزوء الرمل ]

فِي تَوَابِيتٍ عِظَامٍ *** جُوفَ نَارٍ مُطْبَقَاتِ

ولَهُمْ فِيها خَوارُ *** كَخُوار البَقَراتِ

شاعر(2):

[ من الطويل ]

توابيت من نار عليهم تَطَبَقَتْ *** لَهُم زَفْرَةٌ فِي جُوفِها بَعدَ زَفْرَةِ

ص: 148


1- لم نجد هذين البيتين في ديوان السيد الحميري المطبوع، ولا نعرف لهما مصدراً آخراً حتى الآن، فراجع.
2- الكلمة مطموسة في نسخة ( ب ). وقد ذكر العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في موسوعته الرائعة بحار الأنوار 280/45 - 281 قصيدة ذات (36) بيتاً ، قال : ولغيره عاشورية طويلة ، انتخبت منها هذه الأبيات، وجاء هذا البيت فيها هكذا : [ من الطويل ] توابيت من نار عليهم قد أطبقت *** لهم زفرة في جوفها بعد زفرة وبنصه في عوالم العلوم (الإمام الحسين (علیه السّلام)) : 576 .. وغيره .

لَشَتَّانَ مَنْ فِي النَّارِ قَد كَانَ هكذا *** وَمَنْ هُوَ فِي الفِرْدَوْسِ فَوقَ الأَسِرَّةِ(1)

آخر:

[ من الكامل ]

قَالَ إمَامُ القَاسِطِينَ وَرأسُهُمْ(2) *** فِيمَا رَوَاهُ النَّاسُ عَن تَوْبَانِ

شَتّان(3) تَابُوتُ لَه فِي غَمْرَةٍ *** من بَحرِ نَارٍ سُودَتْ بِدُخان

فيها عَقَارِبُ كَالبغال لواسِبٌ *** ونَواهِشُ الحَيَّاتِ كَالأَرْسانِ(4)

أبو عبد الله (علیه السّلام)؛ في قوله : ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾(5). قال : «فلان .. وفلان»(6).

ص: 149


1- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : الأبرة ، وما هنا استظهار منّا .
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : ورايهم ، ولعلّها : ورابهم .
3- الكلمة مشوشة جدّاً في النسختين غير معجمة .
4- الأرسان : جمع رسن ، وهو الحبل ، أو ما يقاد به البعير ، أو ما كان من زمام على أنف ، كما في لسان العرب 13 / 180 .. وغيره.
5- سورة الرعد (13): 25.
6- لم نجد نص الحديث ، نعم جاء قريب منه في تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه): 31 [الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 35/1 و 363 ، وفي الطبعة المحققة 62/1، و 517/2 (سورة الرعد )] حيث ذهب إلى أنته ﴿ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ﴾ في علي ﴿ أَنْ يُوصَلَ ﴾ يعني في صلة أمير المؤمنين (علیه السّلام) والأئمة (علیهم السّلام). ولاحظ : تفسير الصافي 69/3. وبهذا المضمون عدة روايات ، أدرج بعضها مؤلّف الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 101/3 - 109 بعنوان : فلان ، وفلان.. شاهداً وراجعها.

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ ﴾(1) .

داود بن كثير ؛ عن الصادق (علیه السّلام): «إنّ زريقاً وصاحبه يكونان محتبسين في عين ، يقال لها : حضوضا، في أسفل درك من النار، في صورة حمارين ديزجين(2)، فإذا أصابهما ألم العذاب صرخا.. وهو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْواتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ ﴾(3)»(4).

ص: 150


1- سورة لقمان (31): 19.
2- قال الجوهري في الصحاح 1920/5 : والأدغم من الخيل: الذي لون وجهه وما ما يلي جحافله يضرب إلى السواد، مخالفاً للون سائر جسده ، وهو الذي تسميه الأعاجم : ديزج. وقال ابن الأثير في النهاية 2 /116 : . . الديزج معرّب ديزه ، وهو لون بين لونين غير خالص.
3- سورة لقمان (31): 19
4- لم أجد نص الحديث ، وقريب منه ما رواه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 277/30 ذيل حديث 148 عن مشارق أنوار اليقين للبرسي قال : روي في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْواتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ ﴾ قال : سأل رجل أمير المؤمنين (علیه السّلام) ما معنى هذه الحمير ؟ فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام) : هذه الحمير ؟ فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام): «الله أكرم من أن يخلق شيئاً ثمّ ينكره إنّما هو زريق وصاحبه في تابوت من نار ، في صورة حمارين إذا شهقا في النار انزعج أهل النار من شدة صراخهما ».

الشاعر(1):

[ من المتقارب ]

فَكُن مِن عَتِيقٍ ومِن غُنْدُرٍ(2) *** أَبِيّاً بريئاً ومِن نَعثَل

كِلَابِ الجَحِيمِ، خَنَازِيرِها *** أَعَادِي بَنِي أَحمدَ المُرسَل

الباقر في قوله: ﴿ كَذلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٌّ عَدُوّاً .. ﴾ٍ(3) الآية ، «قال جبرئیل : يا محمد ! قد جعل الله لك عدوّين ضالين ، يبغيان لوصيك ؛ عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه ) العظائم، ويقيمان له بالغوائل(4)».

ص: 151


1- وذكر البيتين البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 40/2 ولم ينسبهما ، ولعله قد أخذهما من كتابنا هذا ، كما هي عادته ولم يشر لذلك إلا نادراً.
2- في نسخة (ألف): عندر.
3- سورة الأنعام (6): 112.
4- جاءت تحت الكلمة في نسخة (ب) : كينه ها ، وهي جمع لكينة بمعنى المكائد وبمعنى الغوائل فارسية، ونقل الجوهري في الصحاح 1788/5 عن الكسائي : الغوائل : الدواهي. وجاء في تفسير القمي (رحمه الله علیه) 1 / 214 [ الطبعة الحروفية، وفي المحققة 316/1] ذيل الآية الكريمة قوله : « ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شياطين الإنس والجنّ ، يوحى بعضهم إلى بعض .. أي يقول بعضهم لبعض : لا تؤمنوا ب_ : ﴿ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً ﴾ٍ [ سورة الأنعام ( 6 ) : 112] فهذا وحي كذب». وللعلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 576/31 ذيل حديث 5 بيان هنا.

ابن حماد(1):

[ من الطويل ]

برِئتُ إليه مِن أَئِمَّةِ فتنَةٍ *** أَقَامُوا الوَعْى فِيهِ عِناداً عَلَى رِجْلِ

برنتُ إليه مِن نَكُوتٍ وقَاسِط *** ومَارِقٍ ِدينِ مَاتَ فِيهِ عَلى دَخْل

بَرِبْتُ إِليه مِن ظَلُومٍ وغَاشِمٍ *** ومِن غَاصِبٍ إرثاً بِهِ بَانَ بِالغِلٌ(2)

وَمِن آكلِ الأَكبَادِ أَبْرا(3) وَأَنْتَفِي *** ومن تابع القَومِ الطُّغَاةِ عَلَى الشَّكْل

محمد بن الفضيل(4)؛ عن أبي الحسن (علیه السّلام) في قوله : ﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ

ص: 152


1- لم أحصل على مصدر لهذه الأبيات ، ولعلّها من امتيازات كتابنا هذا، و ، وسيأتي له قصائد لامية كثيرة في المناقب لعلّ ما هنا تتمة لبعضها ، فلاحظ.
2- يقرأ عجز البيت في نسختي الأصل : ومن غاصب إرث فيه بائن بالغل، وما أثبت استظهار منا .
3- مخففة : أبرأُ .
4- هذا والذي يليه رواه البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط 40/3 ، ولعلّه أخذه من كتابنا هذا.

وَالقَمَرُ ﴾ٍ(1) قال : «الشمس : الأوّل ، والقمر الثاني».

أبو الحسن : في قوله : ﴿ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسبان ﴾ٍ(2) قال : « يعذبان(3) أبو فلان .. وفلان»(4) .

ص: 153


1- سورة القيامة ( 75): 9 .
2- سورة الرحمن (55) : 5 .
3- في الصراط : هما يعذبان .
4- لم نعثر على هذه الرواية في الكتب التي بأيدينا. نعم؛ قد أوردها الشيخ علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره : 658 [الطبعة الحجرية، وفي الطبعة الحروفية 343/2 ، وفي الطبعة المحققة 1033/3 حديث 1] بإسناده... عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)، قال : قلت : ﴿ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ [ سورة الرحمن (55) : 5] قال: «هما يعذبان [ بعذاب الله ]» قلت : الشمس والقمر يعذبان ؟ ! قال: «سألت عن شيء فأتقنه ، إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، يجريان بأمره مطيعان له ، ضوؤهما من نور عرشه ؛ وجرمهما [ حرّهما ] من جهنم ، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما ، وعاد إلى النار جرمهما [ حرّهما ] ، فلا يكون شمس ولا قمر ، وإنّما عناهما لعنهما الله ، أو ليس قد روى الناس أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : «إن الشمس والقمر نوران في النار » ؟ قلت : بلى ، قال : «أما سمعت قول الناس : فلان وفلان شمسا هذه الأُمّة [ وقمرا هذه الأُمّة ] ونورها ؟ » [ قلت : بلى، قال : ] « فهما في النار ، والله ما عنى غيرهما .. » . الحديث . وأورد قريب منها السيد الأسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة 613/2 حديث 5 ذيل الآية الشريفة مسنداً عن داود الرقي ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال : «يا داود ! سألت عن أمر فاكتف بما يرد عليك ، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره ، ثمّ إنّ الله ضرب ذلك مثلاً لمن وثب علينا، وهتك حرمتنا، وظلمنا حقنا .. فقال : هما ﴿ بِحُشبان ﴾ قال : « هما في عذابي » .. ». ورواه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 309/24 (باب 67) حدیث 12 ، عن كنز الفوائد للكراجكي (رحمه الله علیه): 314 ، وكذا في صفحة: 320، والحسبان - بالضم - العذاب . ولاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 174/1-175. أقول : روى العياشي (رحمه الله علیه) في تفسيره 302/2 - 303 حديث 116 عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (علیهما السّلام) قال : سألته عن قوله: ﴿ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ [سورة الإسراء (17): 71] قال: «من كان يأتمّون به في الدنيا ، ويؤتى بالشمس والقمر ويقذفان في جهنم ومن يعبدهما » ، وعنه في بحار الأنوار 12/8 باب (19) حدیث 9. وجاء في التفسير المزبور الحديث الذي يليه (117) قال : عن جعفر بن أحمد، عن الفضل بن شاذان ، أنه وجد مكتوباً بخط أبيه مثله ، وعنه في تفسير البرهان 555/2 . وفي الاحتجاج 253/1 [ طبعة نشر مرتضى ، وفي طبعة النعمان - النجف الأشرف 377/1]، ذيل الآية الكريمة أنه سبحانه لم يسم بأسمائهم وأسماء آبائهم وأُمهاتهم ... ولعلّه للخوف من إسقاطه لهم عن القرآن الكريم .

روي في قوله: ﴿ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ .. ﴾(1) الآية ، «نزلت فيهما؛ حين جحدا ولاية عليّ [(علیه السّلام)]».

ص: 154


1- سورة المعارج (70) : 37.

أبو العلاء السروي(1):

[ من البسيط ]

إنِّي وإنْ كُنتُ لَا أُبَدِي مُجَادَلةٌ *** لعصبَةٍ جَعَلَتْ وَجهَ الأُمُورِ قَفَا

لَعَالِمٌ غَيرَ ذِي شَكٍّ بِنَاعِقها *** وَصَاحِبَيه ومَا كادَا ومَا اخْتَطَفا

هُمُ الَّذِينَ لآل المُصطَفَى قَتَلُوا *** وَغَادَرُوهم شِلاً لِلطَّائِرِينَ(2) سَفَا(3)

ص: 155


1- في نسخة ( ب ) : السري ؛ وقد تقرأ في نسخة (ألف): امري، وهي مشوش فيه كلاً، وهو سهو ، والصواب : السروي ، وهو محمّد بن إبراهيم، من أعلام شعراء القرن الرابع الهجري، وقد ترجمناه في المقدّمة، وهذه الأبيات من قصيدة في مدح أهل البيت (علیهم السّلام)، ذكر جزءاً منها المصنّف طاب ثراه في مناقبه 86/2 [من طبعة قم، وفي طبعة بيروت 100/2] ثلاثة أبيات، 388/2 [ من طبعة قم ، وفي طبعة بيروت 431/2] أربعة أبيات، وفي 125/3 [ من طبعة قم، وفي طبعة بيروت 150/3] ثلاثة أبيات ، وفي 301/3 - 302 [ من طبعة قم ، وفي طبعة بيروت 345/3 - 346] جاء 12 بيتاً ، وجمعها العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 119/4 - 120، وهذه الأبيات هنا وما سيأتي في ثلاثة أبيات وثلاثة أبيات، فيكون مجموعها : (14) بيتاً ، وكلّها من متفردات موسوعتنا هذه ؛ إذ لم نجد لها مصدراً غيرها ، فاغتنم.
2- هكذا في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): شلالاً طائرين.
3- في نسخة (ألف) : شفاء ، وما أثبت أولى ، بل لعله المتعين.

مَالُوا عَن الحَقِّ وَاسْتَعْشُوا ثِيَابَهُمُ *** مُستَكبِرِينَ وأَرخَوا دُونَهُ السُّجُفا(1)

قَومٌ شَرَوا عَاجِلَ الدُّنيا بدينهمُ *** وَصَيَّرُوا الدِّينَ فِى الدُّنْيَا لَهُ هَدَفا

خَانُوا وَمَا خَانَ مَولانا أبو حَسَنٍ *** وَناقَضُوا عَهْدَهم فِي الدِّينِ حِينَ وَفَىٰ

لَسنَا(2) نَرَى لأَخِي تَيمٍ وَصَاحِبِهِ *** أَخِي عَدِيٍّ مَسَاعَاً فِي الَّذِي افْتَرَفا(3)

تَقَمَّصَا شَرَّها بالأمر وارتَدَيا *** دُونَ الوَصي بحق الله والتحفا

قوله تعالى: ﴿ [ رَبَّنا ] أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيها وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾(4) إنّهم تداكوا(5) بعضهم على بعض سبعين عاماً، حتى ينتهوا(6)

ص: 156


1- في نسخة ( ب ) : السحفا .
2- في نسخة ( ب ) : سني .
3- في نسخة (ألف): افترقا.
4- سورة المؤمنون (23) : 107 - 108 .
5- كذا في نسختي الأصل، وتفسير الصافي ؛ وفي تفسير القمي (رحمه الله علیه): تداركوا .
6- في التفسيرين : انتهوا .

إلى قعر جهنم(1).

قوله تعالى: ﴿ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامَانَ )(2).. يعني الأول والثاني(3).

أمير المؤمنين (علیه السّلام): فأقسم بالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وأنزل التوراة على موسى(4) صدقاً وعدلاً ؛ لتعطفن(5) عليكم هذه الآيات(6) عطف الضروس

ص: 157


1- وبألفاظ مقاربة جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) 94/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 695/2] وعنه في تفسير الصافي 412/3، وتفسير نور الثقلين 566/3 حديث 162 [114/5 حدیث 163 ] ، وتفسير البرهان 39/4 حديث 3.
2- سورة القصص (28) : 6.
3- جاء في حديث المفضل بن عمر - المفصل جداً - في الهداية الكبرى: 405 ، وعنه في بحار الأنوار 1/53 - 36 ( باب (25) ، قال (علیه السّلام): « والله - يا مفضل ! - إنّ تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا ، وإنّ فرعون وهامان : تيم وعدي».. إلى أن قال المفضل : يا سيّدي ! ومن فرعون وهامان ؟ قال : «أبو بكر ، وعمر». وللعلامة المجلسي (رحمه الله علیه) بيان في بحاره 156/24 باب 46) عليه يشير إلى ما ذكرها هنا . وراجع ما جاء في تفسير القمي (رحمه الله علیه) 133/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 751/2 - 752] ذيل الآية الكريمة بدلالته على رجعة آل محمد (علیهم السّلام). وقارن ب_ : تفسير البرهان 254/4 حديث 14 .
4- في تفسير الفرات : وأنزل الكتاب على محمد (صلی الله علیه و آله و سلم).
5- في نسخة ( ب ) : لتنعطفن .
6- في التفسير : هؤلاء، بدلاً من : هذه الآيات .

علی ولدها»(1).

الكميت(2):

[ من البسيط ]

إنَّ الوَصيَّ عَلى كَانَ أوَّلَهم *** سلماً وأَفَخَرَهم فَخراً إِذَا فَخَرَا(3)

ص: 158


1- جاء في تفسير فرات الكوفي : 116 - 117 [ وفي الطبعة المحققة : 313 - 314 حديث 420] - وعنه في بحار الأنوار 171/24 (باب (49) حديث 9 - بإسناده: إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) أنه قال [ ذيل سورة القصص ]: « من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم ، فإنّا وأشياعنا يوم خلق الله السموات والأرض على سنّة موسى وأشياعه ، وإنّ عدوّنا وأشياعه يوم خلق الله السموات والأرض على سنة فرعون وأشياعه، فليقرأ هؤلاء [ فنزلت فينا هذه ] الآيات من أول السورة ..» إلى آخره. إلى قوله : « يحذرون وإنّي أقسم بالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتعطفنّ هذه الدنيا [على أهل البيت] كما تعطف الضروس على ولدها»، ومثله في تأويل الآيات الظاهرة 406/13 - 407 حديث 1 و 2 ذيل هذه الآية الكريمة ، وكذا في تفسير البرهان 253/4 حديث 11.. وغيرهم.
2- جاءت هذه الأبيات في شروح الهاشميات ، كما في كتاب شرح هاشميات الكميت ابن زياد الأسدي لأبي رياش أحمد بن إبراهيم القيسي : 202، وكذا في كتاب شرح الهاشميات لمحمد محمود الرافعي: 84.. وغيرهما، وهي تتمة أبيات سيوردها المصنّف طاب ثراه فيما بعد، فلاحظها . ثمّ إنّ ما جاء هنا يختلف كثيراً عمّا في شروح الهاشميات ...! وسنشير لمهمه .
3- جاء البيت في شرح الهاشميات للرافعي هكذا : إنّ الرسول رسول الله قال لنا: *** إنّ الإمام علي غير ما هجر وفيه نوع من الإصراف المعروف عند علماء العروض ، كما إن فيه نوع اختلاف في المجرى للقافية ، فيقال : أصرف الشاعر شعره .. إذا أقوى فيه وخالف بین القافيتين. حيث كانت ( بشرا ) فصارت ( هُجر ) إلّا أنّ في شرح الهاشميات لأبي رياش جاء العجز هكذا : إنّ الوليّ عليّ غير ما هَجَرا.. وعليه فلا إصراف فيه .

فِي مَنْزِلٍ أَنزَلَ اللهُ الرَّسُولَ بِه *** لَم يُعْطِهِ رَبُّهُ مِنْ قَبْلِهِ بَشَرَ(1)

[هُوَ الإِمَامُ إِمَامُ الحَقِّ نَعرِفُه *** لَا كَاللَّذين استَزَلَّانَا بِمَا اسْتَمَرَا](2)

مَنْ كَانَ يُرْغِمُهُ هذا فَدَامَ لَه(3) *** حَتَّى يُرى أنفُهُ في التُرب(4) مُنعَفِرا

قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ﴾(5).

ص: 159


1- جاء البيت في شروح الهاشميات هكذا : في موقف أوقف الله الرسول به *** لم يُعطه قَبْلَه مِن خلقه بشرا وفي نسخة : النبي ، بدلاً من : الرسول .
2- هذا البيت مزيد من كتاب شرح هاشميات الكميت هاشميات الكميت للقيسي، ولا يوجد في نسختي الأصل ولا في باقي الشروح ، ولعله حذف منها لما فيه ..! وعلى كلّ ؛ ففي طبعة ليدن والخياط والقيسي سبعة أبيات ، وقد حذف الرافعي هذا البيت منها !
3- في نسخة (ألف) تقرأ: يزعمه، و ، وكذا في نسخة (ب)، ويمكن قراءتها ، كما أُثبت في المتن ، وهو الموافق لسياق العبارة ، وجاء صدر البيت في شروح الهاشميات : من كان يرغمه رغماً فدام له.
4- في الهاشميات وشروحها: بالترب، بدلاً من: في الترب.
5- سورة الأنعام (6) : 157 ، وانظر الآيات : 21 و 93 و 144.. وغيرها منها ، وسورة یونس ( 10 ) : 17 .

[قوله تعالى ]:

﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ .. ﴾(1) الآية .

وتناصرت الآثار من رواة الأخبار عن أهل البيت (علیهم السّلام)(2) : أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أمر أبابكر لينادي في الناس: «من جاء ب_: (لا إله إلا الله ) مخلصاً ؛ فله الجنّة»، فاستقبله عمر فنهاه ، فرجعا إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم).

فقال: «ما فعلت يا أبا بكر ؟!»

فقال : نهاني هذا ، وقال : إن ناديت بها اتكل الناس عليها !

فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « لا تنسيا شقصه(3) ولا تغصصاه ريقه، ولا تكذبا أحدوثته، ولا تمنعاه حقه »(4).

ص: 160


1- سورة الزمر ( 39 ) : 32 ، وانظر : سورة الأعراف (7) : 37 ، وسورة هود (11): 18..
2- أقول : وروي عن ابن عمر عن أبيه في أخبار إصفهان للحافظ أبو نعيم الإصفهاني 195/1 : إن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أمره أن يؤذن في الناس أنته : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصاً فله الجنة . فقال عمر : يا رسول الله ! إذاً يتكلوا . قال : «فدعهم » . كما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أيضاً في كنز العمّال 50/1 حديث 144 ، وقريب منه عن ابن عمر في كنز العمال للهندي 294/1 حدیث 1417.
3- تقرأ في نسختي الأصل : شققه .
4- لم نجد للحديث طريقاً فيما لدينا من مصادر نصاً ، وإن كثر مضمونه نقلاً .

الصاحب(1):

[ من مجزوء الكامل ]

يَا آلَ هِندٍ وَزِيَا *** دٍ إنَّكم(2) عَرضُ الحَدَائِدُ(3)

أهلُ الضَّلَالَةِ وَالجَهَا *** َةِ فِي الدَّفَائِنِ والعَقَائِدُ(4)

هذَا وَلَو تَرَكَ الإِمَا *** مَةَ فِي الْأَقَارِبِ(5) والأَبَاعِدْ

لَم تَجْتَرِئُ عُصَبُ الهُبُو طِ عَلَى مُنَاوَأَةِ الفَرَاقِدُ

والبيتُ لَا يَبقَى عَلى عَمَدٍ إِذا وَهَتِ(6) القَوَاعِدُ

قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مبيناً ﴾(7).

وقوله : ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً ..﴾(8) الآية .

ص: 161


1- دیوان ابن عباد (رحمه الله علیه): 154 ضمن قصيدة جاءت هذه الأبيات في رقم 31 و 19 - 23.
2- جاء البيت في الديوان هكذا : [ من مجزوء الكامل ] من أهل هند وزيا *** د إنّهم قُرَضُ الحدائد وفي نسخة : فرض ، بدلاً من : قرض .
3- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ألف): الخرايد ، أو الحزايد .
4- هذا البيت مقدّم على سابقه في الديوان .
5- في نسختي الأصل : الأقاب ، وما أُثبت من الديوان .
6- كذا في الديوان؛ وفي نسختي الأصل : وهب - بدون إعجام - ولعله : هوت ، أو : وهن .. والكل يصح .
7- سورة الأحزاب (33) : 36 ، وانظر : سورة الجن (72) : 23.
8- سورة النساء ( 4 ) : 14 .

أبو عبد الله [(علیه السّلام)] في قوله : ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ﴾(1) « فيهما نزلت »(2).

سأل صفوان بن يحيى أبا الحسن (علیه السّلام) عن عهد الجن ، فقال (علیه السّلام): «إنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يكن جاهلاً ، ولكنّه أراد الحجة عليهم، فبعث العهد مع الأوّل إلى وادي الجنّ، فلم يَرُدّ عليه أحد ، فبعث به مع(3) الثاني فكان كذلك .

فأوحى الله تعالى إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أنته : « لا يبلغ عنك(4) غير أمير المؤمنين» فبعث العهد معه ، وبعثهما مع أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فنادى: «السلام علیکم»، فقالت الجنّ : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين ! اهبط(5) إلينا ؛

ص: 162


1- سورة النور (24) : 63 .
2- لم أجد نصاً لها فيما طبع لنا من مجاميع حديثية ، وعلى كلّ ؛ فإنّ إرسال شيخنا المصنّف طاب رمسه إسناد لنا وأي إسناد ..! أقول : ولقد نقل الشيخ النعماني (رحمه الله علیه) في الغيبة رواية مفصلة مؤيدة لقول شيخنا (رحمه الله علیه): 54 - 55 وفيه عن الصادق (علیه السّلام): .. فندب الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) الخلق إلى الأئمة من ذريته ..». وقال الله تعالى محثاً للخلق إلى طاعته ومحذراً لهم من عصيانه فيما يقوله ويأمر به، ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة النور (24) : 63]» ، فلمّا خولف رسول الله .. وجحدوا حقهم ومنعوا تراثهم .. فعجل لهم الفتنة في الدين بالعمل عن سواد السبيل». جملة : أحد فبعث به مع .. مطموسة في نسخة ( ب ).
3- في نسختي الأصل : عنّي.
4-
5- تقرأ الكلمة في نسخة ( ألف ) : ابسط .

فإنا أُمرنا أن لا(1) نردّ السلام إلا على نبي أو وصي نبي .. فلما نزل إليهم .. بسط له بساط ووضع له منبر ، فصعد المنبر وفتح الكتاب فقرأ منه ما شاء الله أن يقرأ..

فأقبل الثاني فيه إلى صاحبه ، فقال : والله(2) ما رأيت سحراً أعجب من هذا ! فقال صاحبه : وأيّ شيءٍ رأيت من سحر عليّ ؟! فأَمرُ محمّد أعجب من أمره ! إنّه لما كان ليلة الغار حملني قدامه ، فاستقبله قوم من قريش ، فقلت : قد رأونا ، فقال: «ويلك ! لو رأونا لم يقعدوا بحذائنا يُهرقون بالماء(3)»، فقال: «إنّي لأرى سفينة جعفر وأصحابه يسيرون في البحر»، فقلت: فأرنيها .. فمسح وجهي فنظرت إليه ، ثم أعاد المسح على وجهي ، فإذا أنا في الغار.. فأضمرت(4) عند ذلك أنته ساحر مرید(5)!

ص: 163


1- في نسخة (ألف) : لن .. بدلاً من : لا .
2- لا يوجد لفظ الجلالة ( والله ) في نسخة (ألف).
3- في نسخة ( ب ) : الماء .
4- قد تقرأ في نسخة (ب) أخمدت.
5- جاء ذيل الحديث عن خبر الغار في أكثر من مصدر وسند، منه ما أورده الصفار (رحمه الله علیه) في البصائر : 278 (الجزء السادس ، باب (5) حدیث 12 [ وفي الطبعة المحققة 496/1 حديث 972] ، وصفحة : 422 ( باب 1 ، من الجزء التاسع ) حدیث 13 ، و 14 [ وفي الطبعة المحققة 760/2 - 761] وحديث 1463، وعنه في الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 109/18 ( باب 1 حديث 10)، ولاحظ المحتضر : 104 . المناقب من مصادر بحار الأنوار للعلوي (رحمه الله علیه): 101 - 103، والمناقب للمصنف (رحمه الله علیه) 337/2 - 338 .. وغيرهم .

العونى(1):

[ من الطويل ]

وَقَالُوا: عَلى أَفضَلُ النَّاسِ كُلِّهِمْ *** وَلَولاه كُنَّا عُرضَةَ الهَلَكَاتِ

وَقَالُوا: عَلى الحَقُّ مَعْهُ وعِندَه *** بَرِيءٌ مِن الأدنَاسِ والتُّهَمَاتِ

وَقَالُوا : مُوَصَّانا، وَقَالُوا : فَقِيهُنا *** وأحفَظُنا لِلذَّكرِ والأَثَراتِ

وَقَالُوا : لَه الحُسَنَى ، وَقَالُوا : لَه التَّقى *** وَقَالُوا: لَه العُقبى مَعَ القُرُباتِ

وإِنَّا مَواليه بِإقرارٍ أَنفُسٍ *** أَجَابَتْه طَوعاً غَيرَ مُضْطَهَدَاتِ

فَمَا بَالُهم شَكُوا وقِدْماً تَيَقَّنوا ؟! *** أَنَاسُونَ أم زَلُّوا عَن الطُرُقاتِ ؟!

ص: 164


1- لم ترد هذه الأبيات في المجاميع الشعرية التي بأيدينا. نعم ورد بيتان على وزانها في المناقب للمصنف (رحمه الله علیه) 247/2 [ طبعة قم]، وسيأتي على وزانها هنا قريباً ، ولا ديوان له (رحمه الله علیه) ولا مصنف بعد أن أحرق أبناء محرقي الباب على بنت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كتبه ومصنفاته .. لعنهم الله وأخزاهم وعاملهم بعدله وغضبه .

قال أبو جعفر (علیه السّلام)(1): ما نهى الله [ عزّ وجلّ ] عن شيءٍ إلا وقد عصيا فيه، تى لقد نكحوا أزواج رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) [من بعده»، وذكر هاتين : العامرية والكندية ](2).

ص: 165


1- كما في الكافي الشريف 421/5 ( باب آخر منه ، وفيه ذكر أزواج النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)) ذيل حدیث ، قال : قال عمر بن أُذنية : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل، فرويا عن 3 أبي جعفر (علیه السّلام) أنه قال ..، وحكاه عنه في وسائل الشيعة 413/20 (باب 2) حديث 25959 [ تحقيق مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام)] . وروى الشيخ النوري (رحمه الله علیه) في كتابه مستدرك وسائل الشيعة 378/14 (باب 2) حدیث 17009 ، ولاحظ : نوادر أحمد بن عيسى الأشعري : 103 ( باب 21) حديث 249 و .. صدر الحديث . أقول : روى الشيخ ابن إدريس لله في مستطرفات السرائر : 550 [ ذيل السرائر - الطبعة الحجرية، وفي المحققة من المستطرفات : 18 حديث 7] عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال : « ما حرم الله شيئاً إلا وقد عصي فيه ؛ لأنهم تزوجوا أزواج رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من بعده، فخيَّرهن أبو بكر بين الحجاب ولا يتزوّجن أو يتزوجن ، فاخترن التزويج فتزوجن ! » . قال زرارة ولو سألت بعضهم : أرأيت لو أن أباك تزوج امرأة ولم يدخل بها حتى مات أتحلّ لك ؟ إذاً لقال : لا ، وهم قد استحلوا أن يتزوجوا أمهاتهم إن كانوا مؤمنين؛ فإنّ أزواج رسول الله مثل أمهاتهم.. وعنه في بحار الأنوار 199/22 ( باب 2) حديث 17 ، و 21/30 - 214 حدیث 72 [ الحجرية 217/8].
2- ثم قال أبو جعفر (علیه السّلام): «لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحلّ لابنه ؟ ! القالوا : لا ؛ فرسول الله أعظم حرمة من آبائهم». هذا، وإن الأشعث بن قيس نكح المستعيذة في زمان عمر ، فهم برجمها ، فأخبر أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) فارقها قبل أن يمسها فخلاها .. !

طَلَّقَ سناة(1) امرأة من بني عامر بن صعصعة، التي قالت : أعوذ بالله منك !

وطلق امرأة من بني كندة بنت أبي الجون، التي قالت : لو كان نبياً ما مات ابنه إبراهيم !(2)

فلما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و ولي الأمر الأوّل ؛ ارتضى(3) العامرية والكندية وقد خُطبتا ، فاجتمع الأوّل والثاني وقالا : اختارا؛ إن شئتما الحجاب وإن شئتما

ص: 166


1- كذا في نوادر الأشعري : 103 ( باب (21) برقم 249 ، وجاء اسمها : سنى ، كما في الكافي كما سلف ، إلّا أنّ العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 210/22 ( باب 2) حديث 36 حكاه عن الكافي : سناة ، وفي هامشه عن الفروع : سني - بالقصر - . وكتب الكلمة في مستدرك الوسائل (281/15 باب 3) حديث 18240 : سنا. وقد ذكر ابن الأثير في كامله 309/2 أسماء أُخرى لها ؛ مثل : النشا، وشنبا. 309/2 2)
2- .. و تزوّج رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) امرأة من كندة - ابنة أبي الجون - فلما مات إبراه ابن مارية القبطية ، قالت : لو كان نبياً ما مات ابنه فألحقها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بأهلها قبل أن يدخل بها .. كذا في الكافي 421/5 ، وعنه في في مستدرك الوسائل 378/14 (باب2) حدیث 17009. وحكي ذلك في الفصول المهمة 403/3 . وراجع: دلائل النبوة للبيهقي 289/7 ، وتاريخ مدينة دمشق 164/3، وسبل الهدى والرشاد 226/11.. وغيرها.
3- كذا؛ وفي المصادر : أتته .

الباه .. ! فاختار تا الباه؛ فتزوّجتا .. فجذم أحد الرجلين وجُنّ الآخر(1).

ثم قال أبو جعفر (علیه السّلام): «لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها ، أتحلّ(2) لابنه ؟!» قالوا(3) : لا ، قال : « فرسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] أعظم حرمة من آبائهم»(4).

ص: 167


1- أقول : جاء في النوادر - ذيل الحديث - : قال عمر بن أذينة : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل ، فرويا عن أبي جعفر (علیه السّلام) أنه قال : « ما نهى النبي [ في الكافي : نبي الله ] عن شيء إلا وقد شيء إلا وقد عُصي فيه، حتّى لقد نكحوا أزواجه ، وحرمة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) أعظم حرمة من آبائهم ..». انظر : تاريخ وأحوال زوجات رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في المناقب 159/1 - 161 [ طبعة : قم ] ، إعلام الورى : 143 - 139 [ وفي الطبعة المحققة 274/1 - 280]، وانظر بحار الأنوار 170/22 - 246 باب : جمل أحوال أزواجه ، وفيه قصة زينب وزيد ) عن عدة مصادر ، وكذا فيه : 43/21 - 47 ، و 396/16 - 399 .. وغيرهما .
2- في نسختى الأصل : لا تحل .
3- في المصدر : لقالوا.
4- جاء هذا الحديث مفصلاً في بحار الأنوار 23/104 (باب 85) حديث 34 عن مصادر ما مر .. وغيره - وقد سلف - وجاء في نوادر أحمد بن محمد بن عيسى : 68. وفي رواية أُخرى ، عن زرارة عنه (علیه السّلام)، قال: «.. وهم يستحلون أن يتزوجوا أُمهاتهم ؟ وإن أزواج النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) في الحرمة مثل أُمهاتهم إن كانوا مؤمنين » . بل عدّت من مختصاته (صلی الله علیه و آله و سلم) حرمة إمساك من تكره نكاحه وترغب عنه .. ولها موارد خاصة لاحظها في مظانّها ، وكذا حرمة زوجاته على غيره ؛ سواء كان مدخولاً بها أم لا ؛ لصدق الزوجية ، بل ادعي عليه إجماع الإمامية ، ولعلّ الخلاف فيمن فارقها في حياته بفسخ أو طلاق، وقد تزوّج الأشعث بن قيس المستعيذة في زمان عمر لعنهما الله .

وروي عن عليّ بن الحسين (علیهما السّلام)، أنته قال - وقد سئل عن الرجلين - فقال : « هما أوّل من ظلمنا حقنا ، وأخذا ميراثنا، وجلسا مجلساً كنا أحق به منهما، لا غفر الله لهما ولا رحمهما ] ، كافران؛ كافر من تولاهما»(1).

وقال الباقر (علیه السّلام): «هما أوّل من ابتر(2) حقنا ، وحملا الناس على رقابنا(3)، وأدخلا الذلّ بيوتنا .. الخبر(4).

ص: 168


1- كما جاء في تقريب المعارف : 244 ، وعنه في بحار الأنوار 380/30 (باب (20) ذیل حديث 165 ، و 630/31 ( تتميم) حديث 130. وفيه - أيضاً - عنه (علیه السّلام)- وقد سئل عنهما - فقال صلوات الله عليه : «کافران ، کافر من أحبّهما » . لاحظ: مستدرك الوسائل 178/18 - 179 (باب 8) حدیث 22438 و 22439 عن بحار الأنوار 137/72 - 138 باب 101 ذیل حدیث 25.
2- الكلمة مطموسة في نسخة ( ب ) ، وفي نسخة (ألف) : أبتر ، وفي البحار : انتزى ، وفي نسخة على تقريب المعارف : انبرى ، وما هنا أولى مع ألف التثنية .
3- في التقريب : على أعناقنا وأكتافنا .. وفي البحار : أكنافنا .. أقول : لعلّه هنا خلط بین هذا الحديث والذي قبله عنه (علیه السّلام) وهو قوله : « هما أوّل من ظلمنا حقنا ، وحملا الناس على رقابنا ...».
4- كما جاء في تقريب المعارف : 245 ، ورواه عن كثير النَّواء ، وعنه في بحار الأنوار 381/30 باب (20) ضمن حديث 165 باختلاف يسير . وقال في التقريب - أيضاً - : ورووا عن سورة بن كليب ، قال : سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن أبي بكر وعمر .. قال : « هما أوّل من ظلمنا حقنا ، وحملا الناس على رقابنا»، قال : فأعدت عليه ، فأعاد علي .. ثلاثاً ، فأعدت عليه الرابعة ، فقال .. إلى آخره .

وفي رواية(1): «والله لقد ضيّعا(2)، وذهبا بحقنا، وجلسا في مجلسنا ، و(3)كنا أحق به منهما ، ووطئا على أعناقنا ، وحملا الناس على رقابنا(4)».

وسئل (علیه السّلام)(5): أنهما أسلما طوعا أو كرهاً ؟! وقال: «أسلما طمعاً ؛ لأنهما كانا يخالطان اليهود ويسمعان بخروج محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) و استيلائه على العرب، كاستيلاء صلى الله عليه بخت نصر على بني إسرائيل ، فلما خرج (صلی الله علیه و آله و سلم).. ساعداه على الشهادتين؛ طمعاً

ص: 169


1- جاءت هذه الرواية عن الإمام الحسين (علیه السّلام)، كما في تقريب المعارف: 243 - 244 بعد أن سأله رجل عن أبي بكر وعمر .
2- الكلمة مشوشة في نسخة (ب) ، أثبتنا ما استظهرنا ، وفي البحار: ضيّعانا .
3- في المصدر : وجَلَسًا مَجْلساً كُنَّا .
4- من قوله : وأدخلا الذل .. إلى هنا لا يوجد في نسخة (ألف). أقول : هذه الرواية لعلّها من جمع مجموعة روايات عن الصادقين (علیهما السّلام) والسجاد سلام الله عليه ، لاحظها في تقريب المعارف : 244 - 248
5- وهو الحجّة المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وجعلنا من كل مكروه فداه ؛ وذاك في خبر سعد بن عبد الله القمي الذي أورده الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في كمال الدين 454/2 حديث 21 ، والطبرسي في الاحتجاج 275/2 [ طبعة النعمان - النجف ].. وغيرهما . وما هنا نقل بالمعنى مع اختصار في اللفظ كثيراً ، ونقله العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 78/52 - 89 وعقد له باب ( 19 ) ، فلاحظ .

أن يجدا منه ولاية بلد إذا انتظم أمره، وكان حالهما كحال فعلة والفعيل(1) إذ جاءا عليّاً وبايعاه» . وهذا الجواب صدر عن صاحب الأمر (علیه السّلام).

أبو جعفر عبد الله البرقى(2):

[ من المتقارب ]

رَضِيتُ لِنَفْسِي عَلَيَّا إِمَامًا(3) *** وَأَصبَحتُ مِن آلِ تَيمٍ بَريَّا

وُلِدتُ عَلَى فِطْرَةِ المُسلِمِينَ *** فَأَلْفَيتَنِي مُؤمِناً مُستَويَّا

تَنَقَّصْتُ تَيمَاً لِبَعْضِي لَها *** وَأَبغضتُ مِن أَجلِ تَيمٍ عَدِيَّا(4)

ص: 170


1- رمزان لطلحة والزبير كما سلف ، انظر : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 89/3.
2- قد سلف الحديث عن الشاعر في المقدّمة مجملاً ، وفيها ذكرنا أن كنيته : أبو محمد لا أبو جعفر ، وقد جاء على وزان هذه الأبيات شعر كثير سنتحدث عنه قريباً .
3- في نسخة (ألف) : عليّاً إمامك ، وفي نسخة (ب): إمامك عليا ، والظاهر ما أُثبت .
4- حكى البياضي (رحمه الله علیه) البيت الأول والأخير في الصراط المستقيم 40/3 عنه . وعلى هذا الوزن والقافية ما أورده المصنف (رحمه الله علیه) في مناقبه 302/1 [ الطبعة الحيدرية ، وفي طبعة قم 21/2 ] عن البرقي من قوله : [ من المتقارب ] ومَنْ وحّد الله من قبلهم *** ومَنْ كان صام وصلّى صبيا [صميا ] وزکى بخاتمه في الصلاة *** ولم يك طرفة عين عصيّا لقد فاز من كان مولى لهم *** وقد نال خيراً وحظاً سنيّا وخاب الذي قد يعاديهم *** وَمَنْ كان في دينه ناصبيا

الحميري(1):

[ من الوافر ]

فَمَا لَبُنَيَّ أَروَى(2) كَاعَ(3) عنه *** ومَا لِعُمَيْرٍ وأَبِي الفَصِيل(4)

أَعِندَ الأَمْنِ فَحْفَخَةٌ(5) ونَفْخُ *** وَعِندَ الخَوفِ إطرَاقُ الزَّليلِ؟ !(6)

لَقَد جَارُوا وَمَا عَدَلُوا ولَيسُوا *** بِمَرضِيِّينَ ثَمَّ ولا عُدُولِ

أبو بكر الخوارزمي(7):

[ من الوافر ]

ص: 171


1- لم نجد الأبيات في ديوان السيد الحميري (رحمه الله علیه)، فلاحظ .
2- هذا استظهار منّا ، وهي في نسختي الأصل : لبني أروع ، ويراد من بني أروى : عثمان ، وقد صغر ( بُنَيَّ أروى ) للتحقير . وكذلك صغر عمر إلى : عُمَير للتحقير .
3- کاع بمعنی : جبن . انظر : تاج العروس 431/11 مادة (كيع).
4- أبو الفصيل : هو : أبو بكر . لاحظ ما جاء في كتاب الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 170/1 - 172.
5- الكلمة في نسختي الأصل مشوشة تقرأ : فجفجفة .
6- في نسخة (ألف) : الدليل .
7- لم أجد هذين البيتين فيما جمع للخوارزمي من ديوان، ولعلّهما مما تفرد به كتابنا عنه . نعم ؛ البيتان - بأدنى تفاوت في عجز البيت الأول - منسوبان للصاحب بن عباد في كتاب الفرق بين الفرق للبغدادي: 284 - 285 ، وشرح إحقاق الحق 212/33، وديوان صاحب بن عباد : 185 برقم 10 ، وروضات الجنات : 107 [ الطبعة الحجرية ].. وغيرها .

دُخُولُ النَّارِ فِي حُبِّ الوَصيَّ *** وَإِيتَارِي لِأُولَادِ النَّبي(1)

أَحَبُّ إِلَيَّ مِن جَنَّاتِ عَدْنٍ *** أُخَلَّدُها بِتَيْمٍ أَو عَدِيٍّ(2)

***

ص: 172


1- العجز في الأعيان : وفي تفضيل أولاد النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)].
2- وأيضاً جاء عنه بيتان آخران بمعنى مقارب من قافية الباء ، وهما : [ من المتقارب ] يقولون لي : ما تحبّ النبي ؟! *** فقلتُ : الثرى بفم الكاذب أحبّ النبي وآل النبي *** واختص آل أبي طالب وقد جاءا في ديوان الصاحب بن عباد (رحمه الله علیه): 185 برقم 10 ، وكذا في روضات الجنّات : 107 [ الطبعة الحجرية ] . هذا؛ وقد جاءت الأبيات الأربعة معاً هناك، وهي تختلف وزناً وقافية ، فتدبّر ، إلّا أنته قد نسبها هناك إلى الصاحب بن عباد الله . وجاء فيما جمع من ديوانه : 302 برقم 257 قوله : ونسب إليه صاحب كتاب الفرق بين الفرق هذين البيتين في صفحة : 284 - 285. وراجع : أعيان الشيعة 474/11.. وغيره.

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدّمات ]

[فصل 11]

[ في ذكرهم ]

ص: 173

ص: 174

فصل

في ذكرهم

جابر عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قوله : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً ﴾ قال: «هم - والله ! - أولياء الثلاثة(1)، اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماماً ، فلذلك قال : ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا .. ﴾ إلى قوله : ﴿ مِنَ النَّار ﴾(2)»(3).

[ عبد الله بن ] بكير ، عن حمران بن أعين ](4)؛ سمعت أبا جعفر [(علیه السّلام)] يقول في

ص: 175


1- في المصدر : فلان، وفلان، وفلان .. بدلاً من: الثلاثة .
2- سورة البقرة ( 2 ) : 165 .
3- الاختصاص : 334 ، وفيه : عن عمرو بن ثابت ( لا جابر ) . وفي ذيل الحديث : ثمّ قال أبو جعفر (علیه السّلام): «هم والله - يا جابر ! - أئمّة الظلمة وأشياعهم». وهذا ما يصحّحح نسخة المصنّف (قدس سره) ووجود سقط في غيرها، ومثله في الكافي الشريف للشيخ الكليني (رحمه الله علیه) 374/1 ( باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل ) ، الله وكتاب الغيبة للشيخ النعماني (رحمه الله علیه): 64 [ وفي طبعة نشر صدوق : 131 - 132 حدیث 12 ] ، وتفسير العياشي (رحمه الله علیه) 72/1 حديث 142 ، ومثله عنه في البرهان 172/1.
4- في نسختي الأصل : بكير بن حمران ، ولا يخفى ما في هذا الاسم من السقط والتصحيف ، وسند عبد الله بن بكير، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) من الأسانيد المعروفة .

قوله : ﴿ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ﴾ قال : « الأول والثاني .. وأصحابهما»، ﴿ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُل ﴾(1) قال : «نحن وشيعتنا سلموا لموالينا(2)»(3)

وقوله [ عزّ وجلّ ] : ﴿ ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾(4) يعني الأوّل والثاني ومن اقتدى بهما(5).

ولما نزل قوله [ عزّ من قائل ]: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ

ص: 176


1- سورة الزمر (39): 29.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل وغير منقوطة ، وقد يراد منها : لموالاتنا .
3- جاء في الروضة من الكافي 224/8 ( حديث يأجوج ومأجوج ) حدیث 283 - ذيل الآية الكريمة - قول أبي جعفر (علیه السّلام)- كما رواه عنه أبو خالد الكابلي - : «أما الذي فيه شركاء متشاكسون ؛ فلأَنَّ الأوّل يجمع المتفرّقون ولايته، وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضاً ، ويبرأ بعضهم من بعض، فأما رجل سلم رجل [لرجل ] فإنّه الأوّل حقاً وشيعته .. » . وانظر : تفسير القمي 2 /248 - 249 . وفي تفسير فرات : 136 [ وفي الطبعة المحققة : 365 - 366 حديث 497] ذيل الآية - عن أبي الطفيل عنه (علیه السّلام) قال : «أمير المؤمنين سلم للنبي (صلی الله علیه و آله و سلم)». وللطبرسي (رحمه الله علیه) في مجمع البيان 497/8 بيان هنا حري بالملاحظة.
4- سورة العنكبوت (29) : 13.
5- في نسخة (ألف) : اقتديهما - بدون بهما - .

وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ .. ﴾(1) الآيات؛ دعا النبي الثلاثة، وقال: «فيكم نزلت هذه الآية »(2).

وقال المسيب بن شريك : نزلت في بني أمية(3) وبني هاشم؛ على قراءة من قرأ: ( إن وليتم )(4).. يعني بني أمية ، والأرحام: بني هاشم(5).

ص: 177


1- سورة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (47) : 22 - 23 .
2- وقد رواه البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 40/3 مرسلاً، ولعله قد أخذه من كتابنا هذا.
3- كما جاء في تفسير الثعلبي 35/9 ، وعنه ابن بطريق في عمدة عيون صحاح الأخبار : 454 حديث 946 .
4-
5- في نسخة ( ب ) : إن توليتم .. فتصبح آية ، ولا وجه لها على نحو القراءة ، فتدبّر . 5) وجاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 572/2 - 573 [ طبعة مؤسسة نشر إسلامي ] ذيل الآية الشريفة : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ..﴾ قول أبي عبد الله الصادق (علیه السّلام): « نزلت هذه الآية في بني عمنا ؛ بني العباس ، وبني أُمية .. » إلى آخره، ولاحظ ذيل الحديث . وعن ابن عبّاس في هذه الآية قال : نزلت في بني هاشم، وبني أمية .. وانظر : كنز جامع الفوائد : 303 ، وأورده في تفسير البرهان 186/4 [ وفي طبعة مؤسسة البعثة 67/5 - 68 ] .. وغيره . وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه): 620 [ الطبعة الحجرية، وفي الحروفية 308/2 - 309 ، وفي المحققة 983/3] ذيل الآية الكريمة : «إنّها نزلت في بني أمية وما صدر منهم بالنسبة إلى أهل البيت (علیهم السّلام)». ولاحظ : بحار الأنوار 158/36 (باب 39) حديث 138 ، وقال العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحاره 24 / 110 - 111 (باب 38) في بيان له ، ذيل الآية : عن علي (علیه السّلام) أنها : « نزلت في بني أمية » .

زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله [(علیه السّلام)] ، في قوله تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ ﴾(1) قال: «من ذكر فلاناً وفلاناً ولعنهما في كلّ غداة ، كتب الله له سبعين حسنة ، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات(2).. لعنهما الله ومن اتبعهما في سر السر وظاهر العلانية».

خطب أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فقال فيها - لما سئل عنهما - : «لو قاتلتم عدوّكم كان أصلح لكم من مسألتي عنهما ...!»(3).

ودخل الورد بن زيد على أبي جعفر (علیه السّلام)، فقال له : جعلت فداك! ما تقول فيهما ؟ قال : « يا ورد ! ما أهرقت محجمة من دم إلا كان وزرها في أعناقهما إلى يوم القيامة ، من غير أن ينتقص من أوزار العاملين منها شيء(4).

ص: 178


1- سورة القصص (28) : 84.
2- إلى هنا بألفاظ مقاربة في تفسير العياشي 387/1 (سورة الأنعام آية 16) حديث 140 ، وعنه في تفسير البرهان 506/2 حديث 15 ، وبحار الأنوار 222/30 (باب 20) حدیث 91 ، وكتاب المحتضر : 72 ، من دون ما جاء في ذيله.
3- ذكره الطبري الإمامي في المسترشد : 408.. وغيره .
4- وفي الكافي الشريف (الروضة ( 102/8 - 103 حدیث 75، عن الكميت بن زيد الأسدي، قال: دخلت على أبي جعفر (علیه السّلام) قلت : خبرني عن الرجلين ؟ قال: فأخذ الوسادة فكسرها في صدره ، ثمّ قال : « والله - يا کميت ! - ما أُهريق محجمة من دم ، ولا أخذ مال من غير حلّه ، ولا قلب حجر عن حجر إلا ذاك في أعناقهما». ومثله في رجال الكشي (رحمه الله علیه) : 135 [ وفي طبعة جامعة مشهد : 206 - 207 حديث 363، وكذا الحديث الذي قبله 361] ، وفي ذيله : « .. إلى يوم القيامة، حتى يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبّهما والبراءة منهما ». وروى القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره 383/1 : .. وهو قول الصادق (علیه السّلام): « والله ما أُهريقت محجمة من دم.. ولا قرع عصا بعصا، ولا غصب فرج حرام، ولا أخذ مال من غير حلة .. إلّا وزر ذلك في أعناقهما ، من غير أن ينص من أوزار العاملين بشيء».

ثم(1) قال : « يا ورد!

[ من الطويل ]

لِذِي الحِلم(2) قبل اليوم مَا تُقرَعُ العصا *** وَمَا عُلِّم الإنسَانُ إِلَّا لِيَعْلَمَا »(3)

ص: 179


1- لا توجد : ( ثمّ ) في نسخة (ألف).
2- في نسختي الأصل: لدى الحكم.
3- الظاهر أنّ البيت من الاستشهاد والتمثيل، وليس من إنشاده صلوات الله عليه ، وقد جاء في التحفة المهدوية : 73 نقلاً عن شرح الشافية ، وينسب إلى الملتمس . لاحظ : كمال الدين للصدوق (رحمه الله علیه) 570/2 (باب الرابع والخمسون ) ، وغيبة الشيخ 570/2 الطوسي (رحمه الله علیه): 116 ( أخبار المعمرين ) ، والغارات 380/2 [ طبعة الإسلامية ] .. أقول : جاء هذا البيت في تقريب المعارف : 245 ذيل حديث سورة بن كليب السالف ، ولكن سبقه بياض ، وكذا قبل حديث أبي الجارود في صفحة : 246 ، إلّا أنّ حديث ورد بن زيد -- وهو أخو الكميت بن زيد - جاء في تقريب المعارف: 247 أيضاً ، وهو يختلف عمّا هنا ، إذ جاء فيه : قال : سألنا محمد بن عليّ (علیهم السّلام) عن أبي بكر وعمر ؟ فقال : « من كان يعلم أنّ الله حكم عدل بريء منهما، وما من محجمة دم تهراق إلا وهي في رقابهما » ، ولم يرد الذيل فيه . جاءت الرواية كما في بحار الأنوار 382/30 باب 20) ذیل حديث 165، عن أبي الجارود ، أنته سئل أبو جعفر الباقر (علیه السّلام) عنهما - وأنا جالس - فقال (علیه السّلام): « هما أوّل من ظلمنا حقنا ، وحملا الناس على رقابنا ، وأخذا من فاطمة (عليها السلام) عطية رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فدك بنواضحها » ، فقام میسر ، فقال : الله ورسوله منهما بريئان ؟ ! فقال أبو جعفر (علیه السّلام) .. إلى آخره .

عبد الملك بن عمرو ؛ سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عنهما ، قال : فضحك، ثم قال : «وما عسيت أن أقول في عبدين عصيا مولاهما !»(1).

قال الرضا (علیه السّلام)- وقد لزم بلجام دابته رجل من ولد خالد : يابن رسول الله ! ما تقول فيهما ؟

فقال : « يا هذا ! قل : سبحان الله والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، قلت : یابن رسول الله ! أنت حجة الله على خلقه في أرضه ، أسألك فلا تجيبني(2) ؟ !

فقال : « يا هذا ! لنا أُمّ صالحة(3)، خرجت من الدنيا وهي عليهما ساخطة، لم يأتنا كتابها(4) إلينا بالرضا عنهما(5).

ص: 180


1- لم نعثر على الرواية في المجاميع الحديثية التي عندنا.
2- في نسخة (ألف): تخيبني .
3- في كلتا الخطيتين (ألف) و (ب) حاشية هنا، وهي:... أي فاطمة (عليها السلام) .
4- في نسختي الأصل : كتابهما .. ولا معنى للتثنية .
5- كما في الطرائف للسيد ابن طاوس 252/1 ، ورفعه هناك - مع إجمال في اللفظ واتحاد في المعنى - وقال : إنّ رجلاً من أولاد البرامكة عرض لعلي بن موسي الرضا (علیه السّلام) فقال (علیه السّلام): ما تقول في أبي بكر ؟ .. : ألح السائل عليه في كشف الجواب، الا وقال : «كانت لنا أُم صالحة ، وهي عليهما ساخطة ، ولم يأتنا بعد موتها خبر أنتها رضيت عنهما». ومن ذا ما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في الأمالي : : 657 - 658 حديث 9 مسنداً عن الأصبغ بن نباتة - وأرسله الفتال النيشابوري في روضة الواعظين 153/1 - عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) حين سئل : عن علّة دفن فاطمة بنت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) [ ليلاً ] ؟ فقال (علیه السّلام) : « إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها ، وحرام على من يتولاهم أن يصلّي على أحد من ولدها». وعن الأمالي في بحار الأنوار 387/81 (باب 10) حديث 51 ، وكذا في مستدرك الوسائل 2 / 289 - 290 (باب) (34) حدیث 1993.

وسئل زيد بن علي (علیه السّلام)- وهو في المعركة - : ما تقول فيهما ؟ .. فلم يكلمه حتى أصاب جبينه نبل ، فقال : أين السائل ؟ فقال : ها أنا ذا ، فقال : هما رمياني .. هما قتلانی .. !(1)

ص: 181


1- كما قد رواه الشيخ الحلبي (رحمه الله علیه) بألفاظ قريبة في تقريب المعارف: 250 ، وعنه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحاره 264/85 ( باب 33) ذیل حدیث 5 . وقد رواه إمام الزيدية أحمد المرتضى في كتابه شرح الأزهار 194/4، قال: فالمروي عن الإمام أمير المؤمنين ! زيد بن عليّ : أنته نسب ما أصابه من ظلم هشام لعنه الله إلى الشيخين أبي بكر وعمر ، فقال للسائل : هما خذلاني ..! هما قتلاني .. ثم قال : هذا كلامه يدلّ على أنتهم أوّل من سنّ ظلم أهل البيت (علیهم السّلام) وفتحوا عليهم باب الشرّ ، فما زال كذلك إلى يوم القيامة ، وكذلك كلام الأئمة من أهل البيت (علیهم السّلام)؛ مثل النفس الزكية في شأن المشائخ في اغتصابهم فدك من يد بنت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، واغتصابهم الأمر من أهله .. وكذلك سائر الأئمة .. إلى آخره.

......(1)

[ من الوافر ]

فَمَا أَلْزَمْتُ(2) قَتْلَ بَنِي عَلَيٌّ *** وَشِيعَتِهِ سِوَى المُتَقَدِّمِينَا

ديك الجن(3):

[ من المنسرح ]

مَا كَانَ تَيمٌ لِهَاشِمٍ بِأَخِ *** وَلَا عَدِيٌّ لأحمد بأبِ

لكن حديثَيْ عَدَاوَةٍ وَقِلَى *** تَهَوَّدا(4) فِي غَيابَةِ الشُّعَب(5)

قَامَا بِدَعوَى فِي الظُّلم عَالِيةٍ(6) *** وَحُجَّةٍ خَذْلَةٍ مِنَ الكَذِبِ

ص: 182


1- بياض في نسختي الأصل ، والظاهر أنه اسم الشاعر . ولعلّه : خطيب منبج ، حيث ذكرت أبيات له من قصيدة طويلة هنا وفي المناقب على وزان وقافية هذه ، فلاحظ .
2- في نسختي الأصل : التزمت ، ومعها لا يصح الوزن ، فهي مصحفة عن المثبت.
3- لم ترد هذه الأبيات في ديوان شاعرنا ولا ما بأيدينا من المجاميع الشعرية، وتعدّ من متفردات كتابنا الحاضر ، إلّا ما جاء في الصراط المستقيم الذي ثبت لنا أنته قد أخذ من موسوعتنا هذه.
4- في نسخة ( ب ) : سهركا ، ولا معنى لها ، والكلمة مشوشة في نسخة (ألف)، قد تقرأ : تهودا ، كما أثبتناه ، والظاهر : تهوكا ، كما في الصراط ، وله وجه وجيه .
5- إلى هنا نقله في الصراط المستقيم 40/3 مرسلاً ، وقد أخذه من كتابنا هذا نصاً.
6- في نسخة (ألف): غالية .

مِنْ ثَمَّ أَوْدَى(1) بَنُو نَبِيِّكُمُ *** قَصْعاً بِأَيدِي عَدُوِّهِ الكَلِبِ

أبو نصر الواسطي(2):

[ من الطويل ]

فلولاهُما مَا جَارَ فِي الحُكم أوّل *** عَلَيهِمْ وَلَم يَسْتَنَّ بِالجَورِ آخِرُ

السوسي(3):

[ من الكامل ]

يا آل أحمد أنتُمُ خَيرُ الوَرَى *** وَبِذَاكَ جَاء النَّقْلُ والإِسنادُ

ص: 183


1- في (ألف) : أروى ، وفي ( ب ) : أورى ، وفيهما : بني ، وأودى بمعنى : مات وهلك .
2- أقول : هو : أبو نصر ابن طوطي الواسطي، الذي عدّه المصنف (رحمه الله علیه) في معالم العلماء : 149 [ الطبعة الحيدرية ] من شعراء أهل البيت (علیهم السّلام) المجاهرين، ولم يذكر لنا اسمه ولا عرفنا وصفه ، ولا ندري شيئاً عن سيرته ، وله جملة أبيات في المناقب وهنا جمعها في أعيان الشيعة 437/2، وقد روى مصحفاً عنه ابن عساكر في تاريخه 23 /16.
3- قد سبقت ترجمته في المقدّمة، ولم أجد لشعره هذا مصدراً سوى ما جاء في المناقب 60/4 [ وفي طبعة قم 53/4] من قصيدة في مدح آل محمد (علیهم السّلام) ذات (8) أبيات ، مطلعها : [ من الكامل ] أنتم سماء للسماوات العلى *** والخلق أرض تحتكم ومهاد ولعلّ هذه الأبيات منها ، وذكر في أعيان الشيعة 383/9 ( 15 ) بيتاً منها

لولا الثَّلاثةُ مَا غُصِبْتُمْ حَقَكُمْ *** لَيسَ ابنُ هِند وابنه وزياد

إبراهيم بن عبد الحميد ؛ عن أبي عبد الله (علیه السّلام)... رأيت عنده مكتوباً في مصحف : هذه جهنّم التي كنتما(1) بها تُكذِّبان ، اصلياها اليوم لا تموتان فيها ولا تحييان(2) [ عني الأولين ] »(3).

البرقي(4):

[ من البسيط ]

وَاللهِ وَالله أَيمانُ أوْكِّدُها *** باللهِ أَحْلِفُها عِلْماً وإيقانَا

ص: 184


1- في نسختي الأصل : كنتم .
2- أقول : هذا اقتباس من قوله عزّ اسمه في سورة يس (36): 63 - 64: ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ ..﴾.
3- ما بين المعكوفين مزيد من المصدر. وقد أورد هذا الحديث في قرب الإسناد : 12[ وفي المحققة : 51 حديث 46] نقلاً بالمعنى ، وعنه في بحار الأنوار (75/30 باب (20) حدیث 32، و 48/92 (باب 7) حديث 6 . وراجع ما جاء في غالب تفاسير الخاصة كما في : تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) 345/2 ، ومجمع البيان 339/9 .. وغيرهما.
4- لقد سبق في ترجمة البرقي في المقدّمة عدم توفيقنا للحصول على مجموعة شعرية له كي نوفق لتطبيق أشعاره عليها ، ولم يترجم في غالب المجاميع التاريخية والرجالية حتى الغدير ، وهذه القصيدة جاءت ضمن أبيات أخرى في كتابنا هذا في نحو (22) بيتاً ، وستأتي.

لو أنَّ مِفْتَاحَ مَاءِ المُزْنِ تَحتَ يدي *** وكُنتُ غَيْئاً(1) أَسْخُ(2) الوَبْلَ هَنَّانَا

لَمَا سَقَيْتُ أَبا بَكرٍ ولا عُمَراً *** ولا ابنَ(3) عَوْفٍ ولا المَلْعُونَ عُثمَانَا

وَلَا الفُعَيلَ وَلَا عَمْرو [ بن عاصِهِمُ ](4) *** وَلَا ابنَ سَعدٍ إِذَا مَا جَاءَ ظَمانا

وَلَا ابن مَرجَانَةَ المَسرُوقَ نسبتُهُ *** وَلَا اللَّعِينَ يَزيداً أَيْنَمَا كَانَا

وَلَا هِشَامَاً وَلَا عَبد المَلِيكِ وَلَا *** [ال_]_عَاتِي الوَلِيدَ وَلَا الطَّاغِي سُلَيْمَانَا

فَهُوْلَا، أَضَلُّوا الخَلقَ ، ويلَهُمُ *** أرى عَدَاوَتَهم اللهِ قُربانا

هُمُ الَّذِينَ أَذَاعُوا كُلَّ فَاحِشَةٍ *** هُمْ أَهلَكُوا لِأَبِي ذَرِّ وَسَلَمَانَا

لَم يَحفَظُوا لِرَسولِ اللهِ حُرْمَتَهُ *** وَلَا لَه عَظَمُوا قَدْراً وَلَا شَانَا(5)

وَلَا لَه سَمِعُوا مَا كَانَ يُنْذِرُهُمْ *** حَتَّى ظَنَنَّاهُمُ(6) صُمّاً وعُميَانًا

ص: 185


1- في نسخة ( ب ) : عينا .
2- في نسخة (ألف) تقرأ : أبيح - بدون تنقيط.
3- في نسختي الأصل: أبي.
4- ما بين المعكوفين زيد منا ليستقيم الوزن والمعنى ، ولعلّ البيت يكون هكذا أيضاً : [ من الطويل ] ولا الفعيل ولا عُمْرَ بنَ سَعْدَ ولا *** [شمرَ اللَّعِينَ] إذا ما جاء ظمآنا
5- شانا : مخففة (شَأناً).
6- في نسخة (ألف): كأنتهم .. بدلاً من : ظنناهم.

لَا زِلتُ أَلعَنْهُم مَا عِشتُ مُجتَهِداً *** حَتَّى أُوسْدَ بَينَ التُربِ أَكفَانَا

***

ص: 186

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدمات ]

[فصل 12 ] [ في ذكر الصحيفة وأصحاب العقد ]

ص: 187

ص: 188

فصل(1)

في ذكر الصحيفة وأصحاب العقد(2)

اختلف في سنة التعاقد ؛ فأكثرهم يقولون : كان ذلك في حجة الوداع، وهو قول أُبي بن كعب ، ويقال : عند أداء سورة براءة(3).

سلمة بن كهيل ؛ قال : نزلت آية النجوى: ﴿ما يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ .. ﴾(4) الآية .. في قوم تعاهدوا بينهم ألا يولوها(5) عليّاً (علیه السّلام).

ص: 189


1- انظر : التذنيب الوارد في الصراط المستقيم 154/3 ، ففيه أكثر ما في هذا الفصل.
2- خير ما ينفع في هذا الباب ما جاء في كتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله علیه) ؛ لاحظ منه مثلاً صفحات : 154 - 155 و 161 و 205 - 206 و 269 و 271 و 345 و 352 [ الطبعة المحققة 2/ 589 و 597 و 650 و 652 و 656 و 701 - 702 و 727 و 730 و 817 - 818 و 820].
3- انظر : الأُصول الستة عشر : 18 [الطبعة الشبستري ، وفي طبعة دارالحديث : 143 - 144].
4- سورة المجادلة (58): 7 .
5- في نسخة ( ب ) : يؤتوها .

وفي حديث سليمان الأقطع(1) عن الإمام (علیه السّلام) ما يدل على ذلك(2).

ص: 190


1- هو : سليمان بن خالد البجلي أبو الربيع الهلالي مولاهم، لم يخرج مع زيد من أصحاب أبي جعفر (علیه السّلام) غيره، وقد أفلت، وقد قطعت إصبعه، فمن الله عليه وتاب، وكان قارئاً ، فقيهاً وجهاً ، مات في حياة الإمام الصادق (علیه السّلام) فتوجع لموته. راجع : تنقيح المقال 56/2 [ الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 83/33 - 104 برقم 10119]. وعنونه النجاشي (رحمه الله علیه) في رجاله : 183 برقم 484 [ طبعة جماعة المدرسين، وفي طبعة بيروت 412/1 - 414 برقم 482] قال : سليمان بن خالد بن دهقان بن نافلة ... أبو الربيع الأقطع ، كان قارئاً فقيهاً وجهاً .. إلى آخره. انظر : رجال السيد بحر العلوم (رحمه الله علیه) 63/2 ، الخلاصة : 77، مجمع الرجال 160/3 - 161 ، جامع الرواة 377/1 - 379.. وغيرها.
2- أقول : روي في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) : 669 - 670 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 356/2 ، وفي الطبعة المحققة 3 / 1054 حديث 4] بإسناده ... عن سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن قول الله: ﴿ إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ ..﴾ [ سورة المجادلة ( 58 ) : 10] قال : « الثاني » [ وفي الطبعة الحروفية والطبعة المحققة : فلان ] قوله : ﴿ مَا يَكُونُ مِن نَجْوَى .. ﴾ [سورة المجادلة (58) : ] قال: «فلان وفلان ، وابن [أبو ] فلان خ ل : حبتر ، ودلام ، ونعثل ] أمينهم، حين اجتمعوا ودخلوا الكعبة ، فكتبوا بينهم كتاباً : إن مات محمد أن لا يرجع [ في المحققة : نرجع ] الأمر فيهم أبداً». وعنه في بحار الأنوار 29/17 (باب 14) حديث 7، و 28 / 85 ( باب (3) حدیث 2. وفي الكافي الشريف (الروضة ) 179/8 - 181 (خطبة أمير المؤمنين (علیه السّلام)) حديث 202، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)- ذيل الآية الشريفة - قال : «نزلت هذه الآية في فلان ، وفلان ، وأبي عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وسالم مولى أبي حذيفة ، والمغيرة بن شعبة . حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا و توافقوا : لئن مضى محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبداً، فأنزل الله عزّ وجلّ فيهم هذه الآية»، ومثله عنه في بحار الأنوار 123/28 الباب الثالث حديث 6 . و راجع كتاب سلیم بن قیس 591/2 ذيل الحديث الرابع .

العباس بن الحارث الهاشمي(1): أنّ القوم توافقوا(2) بالكعبة : لئن ذهب محمّد (عليه و آله السلام) لا يولّوها أهل بيته.. فدعوا

ص: 191


1- انظر : الصراط المستقيم 153/3 - وعنه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 122/28 - 123 (باب 3) حديث 5 وله عليه بيان - مسنداً عن العبّاس بن الحارث ، قال : لما تعاقدوا عليها نزلت : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا ..﴾. وأيضاً ؛ جاء عنه في بحار الأنوار 634/31 (باب ما ورد في جميع الغاصبين والمرتدين مجملاً ، وما ورد فيهما أو فيهم ذيل تتميم الباب ، حدیث 139، وقد حكاه عن جمع. وقد روى قريب منه الشيخ الكليني (رحمه الله علیه) في الكافي الشريف 420/1 - 421 (باب فيه نكت ونتف في التنزيل في الولاية ) حديث 43 و 44، وبإسناد مغاير لما هنا، وقد يتحصل من الروايتين ما ذكره المصنف طاب ثراه، وقد أوردهما العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار عنه في 23 / 375 - 376 (باب 21) حدیث 57 و 58 ، و 264/30 - 265 (باب (20) حدیث 128 و 129، ولاحظ بيانه (رحمه الله علیه) في ذيل الرواية الأُولى.
2- كذا تقرأ في نسخة (ألف)، وفي نسخة (ب): تواقعوا.

بني أُميّة(1) إلى الذي صنعوا، فقالت(2): لا والله لا نطيعكم إلا أن لا(3) ينالوا من الفيء شيئاً ؛ فإنّهم زعموا أنته لهم، فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى ..﴾ إلى قوله : ﴿ إسرارَهُمْ ﴾(4) فنزلت في بني أمية، والأوّل، والثاني، وأبي عبيدة، ونزلت التي بعدها : ﴿ فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ ..﴾ إلى قوله : ﴿ أَعْمَالَهُمْ ﴾(5) [﴿ إنّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله ﴾ قال: «عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) ﴿ وَشَاقُوا الرَّسُولَ ﴾(6).. أي قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له » ](7).

ص: 192


1- في نسخة ( ب ) : فهو عوانين أمية ، وقد خطّ عليها في نسخة (ألف) وجعل بدلاً منها ما في المتن .
2- في نسخة (ألف): فقال .
3- لا توجد ( لا ) في نسخة (ألف).
4- سورة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (47) : 25 - 26 .
5- سورة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (47): 27 - 28 .
6- سورة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (47) : 32.
7- لم نجد نصاً لما هنا في مصدر فعلاً. الزيادة بين المعكوفين من تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) 309/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 985/3] ، كي يتمّ المعنى والكلام بها . وقد روى هذا الحديث العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في موسوعته الرائعة بحار الأنوار 162/30 - 163 (باب 20) حديث 22 عن تفسير القمي والكلّ سنداً ومتناً يختلف جداً عما هنا. وقريب منه ما جاء في الأصول الستة عشر : 18.

[قال ] أبو إسحاق إبراهيم في كتابه(1)، وأحمد بن حنبل في مسنده(2)، وأبو نعيم الحافظ في الحلية(3)، ومحمود الزمخشري في الفائق(4) - واللفظ لأبي إسحاق(5) - : إنّ أبي بن كعب سم(6) لما قال : هلك أهل العقدة(7)

ص: 193


1- لم نعثر على هذا الخبر في المقدار المطبوع من سيرة ابن إسحاق، ولعلّ المراد منه : أبو إسحاق؛ إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري ، وله كتاب بعنوان : السير ، ولم نجد الكلام في ذلك الكتاب أيضاً .
2- ولقد جاء في مسند أحمد بن حنبل 140/5 حديث قيس بن عباد عن أبي بن كعب بسند صحيح [ طبعة دار إحياء التراث العربي 169/6 حدیث 20757، مسند الأنصار حدیث 20310] باختلاف و تقديم وتأخير ، والمعنى واحد.
3- حلية الأولياء لأبي نعيم 252/1 بتصرف يسير غير مخلّ، وجاء في مسند أبي داود الطيالسي : 75، وصحيح ابن خزيمة 33/3 حديث 1573 ، والمعجم الأوسط 217/7 حدیث 7315 . . وغيرها .
4- الفائق للزمخشري 16/3 [ طبعة دار المعرفة ، وفي طبعة 390/2] نقلاً بالمعنى، ونقله الشيخ المفيده (رحمه الله علیه) في الفصول المختارة 54/1 - 55 .. وغيره.
5- وجاء في بعض النصوص قوله قبل ذلك : والله ما زالت هذه الأُمّة مكبوبة على وجوهها منذ قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ولئن بقيت الجمعة لأقومن مقاماً أقتل فيه ..!
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، ولعلّها : شتم.
7- العقدة.. أي البيعة المعقودة لهم، كذا في القاموس المحيط 316/1، وزاد في تاج العروس 427/2: .. أي لولايتهم . انظر: النهاية ،271/3 ، ولسان العرب 299/3 - 300 [ 5 / 115 - 120]، والصحاح 2 / 510 - 511 ، ومجمع البحرين 21/3 - 219 . . وغيرها . وفي الصراط : العقبة ، بدلاً من العقدة، وزاد عليه قوله : ألا أبعدهم الله ..

ورب الكعبة - [قالها ] ثلاثاً - هلكوا وأهلكوا .. والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من(1) يهلكون(2) من بعدهم(3) من المسلمين(4).

وروى أبو جارية العبدي(5)، عن أبي ذرّ مثله ..

ص: 194


1- فى نسخة (ألف ) : ما ، بدلاً من: من .
2- في الفائق : ولكن آسي على من يضلّ. وفي الفصول المختارة : على من يضلّون من الناس. وفي تقريب المعارف : ولكن آسى على من أهلكوا.. وله ذيل مفصل .
3- لا يوجد ( من بعدهم ) في كتاب الحلية المطبوع ، وفي الصراط : يهلكون من أُمّة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم).. فمات في الأربعاء.
4- وفي ذيله كما قاله السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الفصول المختارة : 90 [ وفي طبعة 1 / 54 - 55 ] فقيل له : يا صاحب رسول الله ! من هؤلاء أهل العقدة وما عقدتهم ؟ فقال : قوم تعاقدوا بينهم : إن مات رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يورثوا أحداً من أهل بيته ولم يولوهم مقامه ، أما والله لئن عشت إلى يوم الجمعة لأقومن فيهم مقاماً أبين للناس أمرهم .. قال : فما أتت عليه الجمعة .. وقريب منه رواه الحلبي (رحمه الله علیه) في تقريب المعارف : 262 - 263 ، والصراط المستقيم 257/3 ، وصفحة : 154 .
5- قالوا عنه : إنّه شيخ مجهول ولا يعرف اسمه ، كما في عون المعبود 11/11، وله رواية في طبقات المحدثين بإصبهان لأبي الشيخ الإصفهاني 296/3.

ثم قال : .. قوم اجتمعوا على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فقالوا : إنا نسمع رسول الله ذكَرَ هذا الرجل ويذكر فضله يريد أن لا يخرج هذه الإمرة من أهل بيته، فتعالوا فلنتعاقد .. فتعاقدوا فيه(1).. فأنزل الله تعالى: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً .. ﴾(2) الآيتين . فقلت : من أهل التعاقد ؟

فقال : الأوّل، والثاني، وأبو عبيدة، وفعلة ، والفعيل ، وعبد الرحمن ، وسعد، وعمرو(3)، والمغيرة ..

ص: 195


1- وقريب منه في تفسير القمي 173/1 [ الطبعة الحروفية ، وفي المحققة 254/1] وعنه في بحار الأنوار 114/37 ( باب 152) ذيل حديث 6 ، وفيهما - بعد ذكر حديث الثقلين - قال : .. فاجتمع قوم من أصحابه وقالوا يريد محمد أن يجعل الإمامة في أهل بيته فخرج أربعة نفر منهم إلى مكة ودخلوا الكعبة وتعاهدوا: إن مات محمداً أو قتل أن لا يردوا هذا الأمر في أهل بيته أبداً.
2- سورة النمل ( 27 ) : 50 - 51 . أقول : لم نعثر لما نقله المصنف (رحمه الله علیه) على مصدر. ولاحظ ما قال البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 153/3: قال العباس بن الحارث : لما تعاقدوا عليها نزلت : ﴿ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم ..... وقد ذكرها أبو إسحاق في كتابه ، وابن حنبل في مسنده ، والحافظ في حليته، والزمخشري في فائقه ، ونزل : ﴿ وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً .. ﴾ [سورة النمل (27): 50 - 51] الآيتان. ثم قال : عن الصادق (علیه السّلام): نزلت: ﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُجْرِمُونَ ﴾ [سورة الزخرف (43) : 79 - 80 ] .
3- في نسخة (ألف) : العمرو.

قال : فجعل بيوتهم خاوية من الملك بما ظلموا في تعاقدهم(1)، فخوَت بيوتهم من الملك الذي طلبوه وحرصوا عليه، فلا يرجع في آلهم أبداً .. ثمّ حلف أنتها نزلت فيهم(2).

محمد بن عبد الله بن الحسن ؛ قال : دخل(3) الكعبة اثنا عشر ؛ ثمانية من قريش، وأربعة من سائر الناس؛ فتعاقدوا : إن قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لا يولونها أحداً من [بني ](4) عبد المطلب(5).

ص: 196


1- في نسخة (ألف): تقاعدهم.
2- أقول : قال علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره : ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ﴾ [سورة النمل (27) : 52] ، قال : « لا تكون الخلافة في آل فلان ولا آل فلان ولا طلحة ولا الزبير » ، وقد أورد عنه العلامة المجلسي عنه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 199/25 (باب 6) حدیث 7 ، وله علیه بیان ، فلاحظ .
3- جاء في نسختي الأصل : دخلت .
4- جاءت الكلمة ( بني ) على هامش نسخة ( ألف ) نسخة بدل ، وهي ضرورية .
5- قال أبو سعيد في أصله المروي في أصول الستة عشر : 17: جاء رجل من بني : أسد إلى أبي (علیه السّلام) فقال : ما بال القوم يأمروك على أبيك ولم يؤمرونه ، فقال : إن القوم تعاهدوا وتواثقوا أن لا يولوها أبي. ولاحظ قضية تبليغ سورة البرائة فيه : 18. أقول : لم نجد هذا الحديث أو الخبر بنصه ، نعم ؛ جاء بمضمونه أخبار جمة ، وبألفاظ مختلفة : وفي كونهم ثمانية من قريش وأربعة من العرب جاء في أصحاب ليلة العقبة ، لاحظها في التبيان للشيخ الطوسي له 261/5 عن أبي جعفر (علیه السّلام)، وتفسير الصافي 359/2، وبحار الأنوار 17 / 184 ( مدخل باب 1).. وغيرها .

عن عبد الله بن ميمون؛ عن أبيه، عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال: «نزلت الآية في الكتاب الذي كتبه فلان.. وفلان : ﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً .. ﴾(1) » الآيتان(2).

زرارة بن أعين ؛ سألت أبا جعفر عن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فيه بالحاد ﴾(3).

قال: «كانوا تحالفوا على آل محمّد لئن قبض رسول الله لا يدفعوا الأمر إلى(4)

ص: 197


1- سورة الزخرف (43) : 79 - 80 .
2- ومثله في الروضة من الكافي الشريف 179/8 - 181 (خطبة أمير المؤمنين (علیه السّلام) حديث 202 ) - بإسناده ... عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : « وهاتان الا الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم». قال أبو عبد الله (علیه السّلام): « لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلّا يوم قتل الحسين (علیه السّلام).. » . وقريب منه ما جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 173/1 [ وفي الطبعة الحجرية : 614 ، وفي الطبعة الحروفية 2/ 289 ، وفي المحققة 956/3 الآية 79 - 80 من سورة الزخرف ] ، ذيل قوله عزّ اسمه : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ .. ﴾ [سورة المائدة (5): 67] ذيل خطبته صلوات الله عليه وآله وفي بحار الأنوار 114/37 باب) (52) ذیل حدیث 5 .
3- سورة الحج ( 22) : 25 . قال في الصراط المستقيم 290/1 - ذيل هذه الآية الكريمة - : نزلت فيهم حيث تعاقدوا في الكعبة على جحودهم ما أنزل في عليّ (علیه السّلام).
4- في نسخة ( ب ) : في ، بدلاً من : إلى.

آل محمد ، ولا يعطوهم من الخمس .. فأنزل الله تعالى: ﴿ أَم يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ..﴾(1) » الآية(2).

فهي تجري في كل سرقة أو معصية أو مظلمة(3).

محمد بن [ عبد الله بن ] عقیل(4)؛ عن فاطمة بنت الحسین ها ، قالت(5): سمعت رجلاً من بني أسد يسأل أبي : ما بال القوم تأمروا على أبيك ولم يؤمروه ؟ ! فقال : «إنّ القوم تعاقدوا وتوافقوا(6) أن لا يولّوها أبي..».

ص: 198


1- سورة الزخرف (43) : 80 .
2- روى الشيخ الكليني (رحمه الله علیه) في أصول الكافي 421/1 (باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ) حديث 44 عن أبي عبد الله (علیه السّلام) في قول الله عزّ وجلّ : ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بالحاد بظلم .. ﴾ [سورة الحج (22) : 25] قال: «نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليّه ﴿ فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [ المؤمنون (23): 41]»، وعنه في البحار 376/23 باب (21) حديث 59 ، وكذا حديث 58 ، والحديث الذي قبله (43) ، و 263/30 - 265 باب (20) حدیث 129 ، وكذا حديث 128. وراجع: الاستغاثة في بدع الثلاثة 66/2 [ الطبعة المحققة ] .. وغيره.
3- وقريب منه في كتاب عبد الملك الحكيم في الأصول الستة عشر: 100 - 101، و تفسير القمي 383/1 ، والروضة من الكافي 102/8 - 103 حدیث 75.
4- كما جاء في الأصول الستة عشر : 17 باختلاف يسير.
5- في نسختي الأصل : قال .
6- في المصدر : تعاهدوا ، وتواثقوا.

أبو جعفر (علیه السّلام): ﴿ إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ .. ﴾(1) الآية .

قال: «الذين ارتدوا : فلان وأصحابه ؛ حين جحدوا الهدى، والهدى : سبيل عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام)، و ﴿ الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ ﴾(2) هو الأدلم(3)»(4).

ص: 199


1- سورة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (47) : 25 .
2- سورة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (47) : 25.
3- الأدلم: هو عمر بن الخطاب ، ويحتمل كونه الأوّل . لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 225/1 - 226.
4- وأورده الشيخ القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره 308/2 - 309 حديث 22 [الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 984/3 حديث 7 ، وفيه : عن أبي عبد الله (علیه السّلام) في قوله سبحانه : 7، إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم .. عن الإيمان بتركهم ولاية علي أمير المؤمنين (علیه السّلام) مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى الشَّيْطَانُ ) يعني الثاني [ في التفسير : فلاناً ] ﴿ سَوَّلَ لَهُمْ ﴾ [سورة محمد (47) : 25] يعني بني فلان ، وبني فلان ، وبني أُمية . ومثله جاء عن أبي عبد الله (علیه السّلام) في أصول الكافي 420/1 - 421 (باب نكت ونتف من التنزيل في الولاية) حديث 43 ، وعنه في بحار الأنوار 23 /375 - 376 باب (21) حدیث 58 . وعنه رواه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 162/30 (باب 20) حدیث 22 باختلاف يسير، وبألفاظ قريبة جاء في شرح الأخبار للقاضي النعمان 573/2 - 574 ، وفيه : الثاني ، بدلاً من : الأدلم . انظر : كنز جامع الفوائد : 303 ذيل الآية ، قال : « الهدى هو سبيل علي (علیه السّلام)» . وقريب منه جاء عن أبي عبد الله (علیه السّلام) في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 587/2 حدیث 15.

وأما قوله : ﴿ ذلِكَ بأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمر ﴾(1) فإنّ فلاناً .. وفلاناً .. وفلاناً توافقوا : لئن قبض رسول الله لا يرجع إلى آل محمّد الأمر(2)، فدعوا(3) بعض بني أمية إلى مشايعتهم على ذلك، فأجابوهم إلى أن لا يعطوا آل محمد (علیهم السّلام) شيئاً من الخمس ..

ثمّ قال لهم بنو أمية : إلى من تجعلون الخلافة من بعده ؟ قال الأدلم : إلى فلان .. قال بنو أمية : أما هذا فلا(4)نطيعكم فيه ، وأما الخمس ؛ فسنطيعكم في بعض الأمر، هو أمر آل محمد (علیهم السّلام).

الخمس أطاعوهم فيه ، ولم يطيعوهم في أن تكون الخلافة إلى فلان، فكان الذين كرهوا ما أنزل الله فلان.. وفلان ، وكان ممَّن(5) شايعهم على ذلك : أبو عبيدة ، وعبد الرحمن ، وسالم مولى أبي حذيفة ، قال : فكتبوا بينهم كتاباً - فكان الذي كتب الكتاب أبو عبيدة - قال : فأطلع الله عزّ وجلّ نبيه على ما كتبوا وأنزل عليه : ﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً .. ﴾(6) الآيات.

ص: 200


1- سورة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) (47) : 26 .
2- في نسختي الأصل: للأمر.
3- في نسخة ( ب ) : فدعوه .
4- في نسخة ( ب ) : لا .
5- في نسختي الأصل : من ، وعليه يلزم أن يكون خبرها منصوباً (أبا عبيدة.. وسالماً مولى أبي حذيفة ).
6- سورة الزخرف (43) : 79 - 80. أقول : هذا نقل لحاصل ما رواه الشيخ القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره 308/2 - 309 ذيل آية الارتداد، وألفاظها مغاير لما في المتن والمعنى واحد. راجع : تأويل الآيات الظاهرة 588/2 - 589 حديث 16 بإسناده:.. عن محمّد ابن فضيل ، عن أبي عبد الله .. وجاء في كنز جامع الفوائد : 336، وقد حكاه عنه في بحار الأنوار 23 / 386 - 387 باب (21) حدیث 93، وأورده في تفسير البرهان 182/4 عنه .. وغيره. وقد روى - أيضاً - علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره 1 /173 - 174 في قوله عزّ من قائل: ﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً .. ﴾ .. فاجتمع القوم من أصحابه وقالوا: يريد محمد أن يجعل الإمامة في أهل بيته ، فخرج نفر منهم إلى مكة وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا فيما بينهم كتاباً . وعنه العلامة (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 114/37 (باب 52) ذيل حديث 6.

وقيل(1): عقدوا في أن لا يولّوها هاشمياً بعد رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)]، وأن ينكحوا

ص: 201


1- جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه): 533 - 534 [ من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 195/2 ، وفي الطبعة المحققة 832/3] - ذيل الآية الكريمة - قال : غضب طلحة فقال : يحرّم محمّد علينا نساءه ويتزوّج هو نساءنا [بنسائنا ] ..! لئن أمات الله محمّداً لنفعلنّ كذا .. وكذا .. [ في الطبعة الحجرية والطبعة المحققة : لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا ...! ] فأنزل الله : ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً ..﴾ » [سورة الأحزاب (33): 53]. وقال علي بن إبراهيم (رحمه الله علیه) - أيضاً - في تفسيره 174/2 – 175 [ الطبعة الحروفية ، المحققة 808/3] : فقال المنافقون : يحرّم علينا نساء أبنائنا ويتزوج امرأة ابنه زيد .. ! فأنزل الله في هذا : ﴿ مَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذِلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ، ثمّ قال : ادْعُوهُمْ لِأَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ﴾ [ سورة الأحزاب (33) : 4 و 5] فأعلم الله أنّ زيداً ليس هو ابن محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) وإنما ادعاه للسبب الذي ذكرناه . راجع : بحار الأنوار 214/22 باب (2) حدیث (49، وأيضاً جاء في تفسير البرهان 410/4 حديث 1 ، ونور الثقلين 235/4 - 236 [7/6] حديث 10. ولاحظ عن كلام طلحة : في بحار الأنوار 190/22 (باب 3) حدیث 2، و 10732 (باب) (1) حديث ،79 ، وتفسير البرهان 484/4 - 485 حديث 2 ، ونور الثقلين 298/4 حديث 205 .. وغيرهما .

202

أزواجه من بعده ، فنزل : ﴿ وَأَزْواجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في كتاب الله ﴾(1).

ولقد وبخهم (صلی الله علیه و آله و سلم) على ذلك لما نزل القرآن، فأنكروا وحلفوا عليه؛ فأنزل في

ص: 202


1- سورة الأحزاب (33) : 6 . أقول : ذكر عبد الرزاق الصنعاني في كتابه : تفسير القرآن 122/3 [طبعة دار مسلم] مسنداً عن قتادة أنّ رجلاً قال : لو قبض النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لتزوّجت فلانة ؛ يعني عائشة ؛ فأنزل الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ..﴾ [ سورة الأحزاب (33) : 53] ثمّ روى عن عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : سمعت أنّ 53] هذا الرجل طلحة بن عبيد الله . لاحظ : تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) 195/2 – 196 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 832/3 ذیل حدیث 10]، وجاء عنه في تفسير الصافي 359/2.. وغيرهما .

الحال : ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالوا .. ﴾(1) الآية .

وروي(2) أن عمر كتب الصحيفة وأودعها(3) إلى أبي عبيدة ، فقال له النبي : « أصبحت أمين هذه الأمة» وباطن الأمر أنتها غدر.

أبان بن عياش؛ سمعت الحسن بن أبي الحسن ، يقول: قال عمر عند موته : لو أن لي تلاع(4) الأرض ذهباً لافتديت به من هول المطلع(5)، ولوددت أن خرجت

ص: 203


1- سورة التوبة (9): 74 راجع : الأصول الستة عشر : 118 - 119 (كتاب سلام أو سليمان بن أبي عمرة) : 118 - 119 ، وتفسير القمي 175/1 و 301، و 2 /258.. وغيرها. وانظر : الصراط المستقيم 153/3 - 154 ، وكذا في 314/1، وبحار الأنوار 122/28 - 123 (باب 3) ذیل حديث 5 ، و 633/31 (باب ما ورد في جميع الغاصبين والمرتدين (مجملاً) ذیل تمیم ، حدیث 137 و 138، وفيه جملة روايات مذكورة فيه .
2- كما حكاه في الصراط المستقيم 150/3 و 154.
3- في نسختي الأصل : أودعوها .
4- في نسخة (ب) : بلاغ ، أو : تلاغ. قال في الصحاح 1192/3: قال أبو عبيدة : التلعة : ما ارتفع من الأرض وما انهبط منها أيضاً ، وهو عنده من الأضداد.
5- كما رواه البخاري في كتابه 15/5 - 16 [17/3] (كتاب فضائل أصحاب النبي ، باب 6) حديث 3692 بإسناده عن المسور بن مخرمة. قال البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم :25/3 من عذاب الله قبل أن أراه .. قال : ونحو هذا أحاديث أُخر تأتي إن شاء الله . ولاحظ : تقريب المعارف : 367 ذيل باب ما أظهره القوم عند وفاتهم الدال على ضلالهم، وفي الطرائف لابن طاوس (رحمه الله علیه) 479/2 - 480 ذیل عنوان : اعتراف عمر على نفسه ، ومنها عدة حوادث ووقائع . ويؤكده ما رواه في إلزام النواصب : 215 عن صاحب الجمع بين الصحيحين من مسند عبد الله بن عبّاس ؛ أنته لما طعن عمر بن الخطاب كان يتألم ، فقال له عبد الله بن العبّاس : ولا كلّ هذا ؟ ! فقال عمر - بعد كلامه : .. تالله ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك ..! والله لو أنّ لي ملأ الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه .. ! ومثله في كتاب الشيخ المفيد (رحمه الله علیه): الكافئة في إبطال توبة الخاطئة: 47 حديث 63 عن ابن عبّاس ، بل قد جاء فيه : 46 - 47 عدّة روايات مسندة في هذا الباب ؛ منها ( حديث 58 ) قولة عمر : ليتني كنت نسياً منسياً ، ليت أُمي لم تلدني ..! وقوله في حديث 60 : لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت بها من النار ..! وقوله في حديث 61 : وددت أنتي أنجو منها كفافاً لا أجر ولا وزر ..! وقريب منه حدیث 62. وانظر : حلية الأولياء 52/1 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 191/12 – 192..

منها كفافاً لا عليّ ولا لي(1).

ص: 204


1- ذكر إلى هنا الهيثمي في مجمع الزوائد 77/9 (باب) وفاة عمر)، والبيهقي في السنن الكبرى 583/6 (باب الاختيار في التعجيل بقسمة مال الفيء إذا اجتمع ) ، والحميدي في مسنده 18/1) (حديث عمر بن الخطاب) حديث 30، وابن حبان في صحيحه 332/15 (ذكر رضا المصطفى عن عمر بن الخطاب في صحبته إياه ! ) ، وابن أبي شيبة في المصنّف 155/8 ، وأبو يعلى في مسنده 116/5 (باب 110)، والهندي في كنز العمّال 583/4 ، و 620/12 ، والبخاري في كتابه 100/9 (كتاب التوحيد ، باب الاستخلاف) حدیث 7218.. ومصادر جمة أُخرى.

فقال له ابنه : سبحان الله ! تقول هذا ؟ !

فقال: دعني ويلك ! فنحن أعلم بما صنعنا و توافقنا عليه أنا وصاحبي وأبو عبيدة ومعاذ(1).

ص: 205


1- وجاء مختصراً في الصراط المستقيم 154/3 ، وعنه في كتاب الأربعين : 574 ، ومثله في بحار الأنوار 123/28 ( الباب الثالث ) ذيل حديث 5 ، عنه وعن غيره . ولاحظ : تاريخ مدينة دمشق 442/44 ، وقد جاء الخبر بألفاظ مختلفة جداً، وزيادة كما في تقريب المعارف : 367 ، وكذا لاحظ روايات (باب ما أظهر أبو بكر وعمر الندامة ) في بحار الأنوار 121/30 - 122.. وغيره. أقول : قد جرت سيرة العقلاء قديماً وحديثاً على الأخذ بما يقوله الإنسان إقراراً على نفسه ، واعترافاً بجنايته، ولم يختلف في ذلك اثنان. ودلّتنا الآثار الواردة في غير واحد - سواء ما جاء في كتب العامة أو الخاصة على أن أبا بكر قد اعترف عند هلاكه بالهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام)، وقد أظهر الندامة على جنايته تلك .. وقد روى عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي بكر حال احتضاره أنه قال : إنِّي لا أسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتها ... فوددت أني لم أكشف [ لم أفتش ] بيت فاطمة عن شيء [وأدخله الرجال !] وإن كانوا [مع أنتهم ] أغلقوه على الحرب [ وفي نسخة : وإن كان أعلن على الحرب ]. وفي رواية : أنه قد ذكر ( أي : أبو بكر ) هنا كلاماً كثيراً ، منه قوله : .. وددت أنتي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين : أبي عبيدة أو عمر ، فكان أميراً وكنت وزيراً ... ووددت أني كنت سألت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لمن هذا الأمر ؟ فلا ينازعه أحد !! ، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب ؟! وقد جاء ذلك فيما رواه جمع من المحدثين - مع اختلافهم يسيراً أو مفصلاً، من العامة أو الخاصة . فمن العامة - على ترتيب وفاتهم - : الحافظ أبو عبيد بن منصور (المتوفى سنة : 224 ه_) في الأموال : 194 بنحو من الإبهام ، وحميد بن زنجويه ( المتوفى سنة : 251 ه_) في الأموال 348/1 مبهماً ، وفي 304/1 من دون إعجام، وابن قتيبة الدينوري (المتوفى سنة : 276ه-) في الإمامة والسياسة 24/1 ، واليعقوبي (المتوفي سنة : 292 ه_) في تاريخه 137/2 ، والطبري (المتوفى سنة : 310 ه_) في تاريخه 430/3 ، وبسند آخر 431/3 ، وابن عبد ربّه الأندلسي ( المتوفى سنة : 328 ه_ ) العقد الفريد 4 / 250 [ طبعة بيروت ] ، وخثيمة بن سليمان الطرابلسي ( المتوفى سنة : 343 ه_) في فضائل الصحابة ، وعنه كنز العمال 622/5 ، ولم نجده في المصدر المطبوع في دار الكتب العربي - بيروت ، والمسعودي ( المتوفى سنة : 346 ه_) في مروج الذهب 301/2 - 302 [ طبعة بيروت ] ، والطبراني (المتوفى سنة : 360 ه_) في المعجم الكبير 62/1 ، والحافظ ابن عساكر (المتوفى سنة : 571 ه_) في تاريخ مدينة دمشق 417/30 - 422 بأسانيد عديدة ، وقال : أخبرنا جماعتهم في كتبهم... وضياء الدين المقدسي الحنبلي ( المتوفى سنة : 643 ه_) في الأحاديث المختارة 8/10 - 90 ، وقال : هذا حديث حسن عن أبي بكر ، والحافظ الذهبي ( المتوفى سنة : 748 ه_) في تاريخ الإسلام 117/3 - 118 ، وسير أعلام النبلاء (سير الخلفاء الراشدون) : 17 ، وابن كثير الدمشقي ( المتوفى سنة : 774 ه_) في جامع المسانيد والسنن 65/17 ، والسيوطي ( المتوفى سنة : 911 ه_) في مسند فاطمة الزهراء : 17 [ طبعة حيدرآباد ]، وجامع الأحاديث 100/13 - 101، والمتقي الهندي (المتوفى سنة : 975 ه_) في كنز العمال 631/5 ، والعصامي المكّي ( المتوفى سنة : 1111 ه_) سمط النجوم العوالي 356/2.. هذا بعض جاء به أعلام العامة . ومن أعلام الشيعة : فضل بن شاذان (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة : 260 ه_) في الإيضاح : 159 - 160 ، والشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) ( المتوفى سنة : 381 ه_) في الخصال: 172، وأبو الصلاح الحلبي (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة : 447 ه_) في تقريب المعارف: 366 - 397 [ تحقیق تبريزيان ] ، والشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة : 460 ه_) في تلخيص الشافي 170/3 ، وعماد الدين الطبري (رحمه الله علیه) ( القرن السابع ) في تحفة الأبرار: 247 (فارسي) ، والعلّامة الحلّي (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة : 726 ه_) في نهج الحق : 265 ، ومنهاج الكرامة : 86 [ الطبعة الحجرية ] ، وشرح التجريد : 377، والحسن بن محمد الديلمي (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة : 771 ه_) في إرشاد القلوب المجلد الثاني، وعزّ الدين المهلبي الحلّي (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة : 840 ه_) في الأنوار البدرية ، والعلّامة البياضي (رحمه الله علیه) ( المتوفى سنة : 877 ه_) في الصراط المستقيم 296/2 - 301، ، والشيخ مفلح الدين ابن صلاح البحراني (رحمه الله علیه) (القرن التاسع ( في إلزام النواصب : 217.. وغيرهم كثير .

ص: 206

أبوسعيد؛ أنّ الثاني قال عند موته : ته : أتوب إلى الله تعاقدنا على أهل البيت إن قبض رسول الله لا نوليه(1) منهم أحداً(2) .

ص: 207


1- كذا ؛ والظاهر : نولي .
2- روى الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في الخصال 171/1 حدیث 227 مسنداً ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول : « لما حضر عمر الموت قال : أتوب إلى الله من رجوعي عن جيش أسامة ، وأتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن، وأتوب إلى الله من شيء كنا أشعرناه قلوبنا نسأل الله أن يكفينا ضرّه ! وإنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة ». وعنه رواه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 125/30 ( باب 19) حدیث 5، بل لاحظ روايات الباب كلاً .

وهي الصحيفة التي روت العامة : أنّ أمير المؤمنين دخل على عمر - وهو مسجی(1) - فقال :

«ما أُبالي(2) أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى(3)»، وكان عمر الكاتب لها .

فلمّا أودعوه(4) الصحيفة خرجوا من الكعبة ، فدخلوا المسجد - ورسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] فيه جالس - فنظر إلى أبي عبيدة فقال: «هذا أمين هذه الأمة .. » .

فالأمين(5)؛ لا يخلو أن يكون أميناً لقوم على شيء مثل وديعة أو معاملة أو توسط .. أو نحوها ، وإما أن يكون ليس في القوم أمين غيره ، فإن كان أمينهم على

ص: 208


1- في نسخة ( ب ) : مشجى .
2- في الصراط : وددت أن ألقى.
3- في نسخة ( ب ) : المشجى .
4- الظاهر كون الضمير زائداً ، والمراد منه أبو عبيدة .. وإن لم يرد يرجع الضمير له . انظر : الصراط المستقيم 153/3.
5- راجع : الاستغاثة في بدع الثلاثة : 212 - 213 [66/2- 67].

شيء كان لهم عنده ، فصح خبر أهل البيت (علیهم السّلام)، وإن كان أمين الصحابة ولم يكن فيهم أمين غيره ، فهذا فيه خزي على قائله(1).

البشنوي(2):

[ من الكامل ]

جرَّ الضَلالَ صَحِيفَةٌ خُتِمَتْ *** بَعدَ النَّبيِّ خِتامُها فَضُّوا(3)

ص: 209


1- في نسختي الأصل: قابله ، وأثبتنا هنا ما استظهرناه .
2-
3- في نسخة (ب) : البسنوي ، والصحيح ما أثبتناه من نسخة (ألف)، والشاهد على ذلك ما جاء في المناقب 374/3 [ طبعة بيروت، وطبعة قم 327/3] من قصيدة للبشنوي (رحمه الله علیه) على وزانها وقافيتها ، ومما جاء فيها : [ من الكامل ] وقف الندا في موضع عبرت *** فيه البتول، عيونكم غضوا تغض والأبصار خاشعة *** وعلى بنان الظالم العض تسود حينئذٍ وجوههم (*) *** ووجوه أهل الحق تبيض وقد أوردها العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 39/4، كما وسيأتي بيتان تتمة لها مصرّح باسمه فيها ، وكذا أربعة أبيات ستأتي قريباً ، فراجع . (*) في المناقب: وجوه.. وهو سهو. (3) كذا في الصراط ؛ وفي نسخة ( ب ) : قصّ ، و في نسخة (الف): فض، وما أثبت الأجود.

ولِكُلِّ قَلبٍ مُسلِمٍ حُرَقٌ *** ولِكُلِّ عَظمٍ مُؤْمِنٍ رَضٌ(1)

ولكلّ عين مُوَحِدٍ شَرَق(2) *** بدم المدامع ماؤُها فَيْضُ

الحميري(3):

[ من الوافر ]

قمَا بَالُ الخِلَافَةِ فِي عَدِيٍّ *** وَتَيمِ وَالأُمورُ لَها انقلاب ؟!

وَصِنَوُ مُحَمَّدٍ فِيهِم عَليٌّ *** لقَد ضَامُوه إذ كُتِبَ الكِتَابُ

فَحَادُوا عَن وَلِيّهِمُ وَمَالُوا *** إلى شيخَينِ حُكمُهما تَبَابُ

هُما ظَلَما الوَصيَّ وعَاندَاه *** وَعَاوِنَهم عَلى الظُّلمِ الصِّحَابُ

ص: 210


1- جاء البيت في الصراط المستقيم هكذا : فكل قلب مسلم حرقوا *** وكلّ عظم مؤمن رضوا [ من الكامل ] ولم يرد البيت الثالث في المتن 154/3 .
2- في نسخة (ألف ) : سرق .
3- اسم الشاعر مشوش جداً في نسخة (ب) ، وهذه الأبيات والتي تليها لم نجدها في الديوان المجموع للسيّد الحميري، ولعلّها من متفردات كتابنا.

وله :

[ من المتقارب ]

تَرَاضَوا(1) بجَمْعِهِمُ في الصَّحِيفِ *** ومَا عَارِفُ القوم الهائم

بِإخراج آلِ رَسُولِ الإلهِ *** مِن المُلْكِ والحَكَم الحاكم

وكَانُوا بِكُفرانِ رَبِّ العِبَادِ *** وشَتُمِ الرَّسولِ مَعَ الشَاتِمِ

مهیار(2):

[ من البسيط ]

وقائلٍ لي : عَليُّ كَان وَارِتَه *** بِالنصّ مِنه ، فَهَل أَعطوه أو(3) مَنَعوا ؟

فَقُلتُ : كَانَتْ هَناتٌ لَستُ أَذْكُرُها *** يَجزي بها الله أقواماً بِمَا صَنَعوا

أَبْلِغْ رِجَالاً إِذا سَمَّيْتُهُمْ زُوِيَتْ *** عَنِّي وُجوهُ بَنِي الشَّحْنَاءِ(4) تَمَتَّقِعُ(5)

ص: 211


1- في نسخة ( ب ) : تراموا . وجاء عليها كلمة : تراضوا، وكأنه تصحيح .
2- دیوان مهيار الديلمي (رحمه الله علیه) 182/2 - 183 ، وهنا (13) بيتاً ، وهي قصيدة طويلة مفصلة ذات ( 49 ) بيتاً ، يصف فيها مناقب أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ويدافع عن حقه فيها ، وقد جاءت هنا مشوّشة جداً، ومختلفة ترتيباً عما في الديوان ، فقد وردت الأبيات هكذا ( 23 - 27 و 14 و 16 و 15 و 17 - 21) ، وسيأتي لها تتمة في موردين يأتيان قريباً. أقول : أورد العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 232/4 - 233(49) بيتاً من هذه القصيدة، ومنها هذه الأبيات مع تقديم وتأخير واختلاف يسير .
3- في نسخة ( ب ) والغدير : أم ، بدلاً من أو ، وفي الديوان: واو ، بدلاً من: أو.
4- في الغدير : عرفوا لهم وجوه من الشحناء..
5- تقرأ الكلمة في نسخة (ألف): تمتنع . وما هنا .. وما هنا من نسخة ( ب ) والمصدر. وقد جاء البيت في الديوان هكذا : أبلغ رجالاً إذا سميتهم عُرِفوا *** لهم وجوه من الشحناء تمتقعُ

تَوَافَقوا وَقَناةُ الدِّينِ مَائِلَةٌ *** فَحِينَ قَامَت تَلَاحَوا فِيهِ وَاقْتَرَعُوا

أطَاعَ أولُهم فِي الغَدرِ ثَانِيَهُمْ *** وَجَاء ثَالِتُهُمْ يَقْفُو وَيَتَّبِعُ(1)

فَالدَّهرُ لَونَانِ والدُّنيا مُقَلَّبَةٌ *** الآنَ قَلبُكَ قَلبٌ(2) كَيفَ يَرتَدِعُ

والناسُ بَعْدَك(3) مَا لَاقَوا وَمَا قَرَبوا *** وللخيانةِ مَا غَابوا(4) وَمَا تَسَعُوا(5)

هذي قَضَايَا رَسُولِ اللهِ مُهمَلَةٌ *** غَدراً(6) وَشَملُ رَسُولِ اللَّهِ مُنصَدعُ(7)

ص: 212


1- من هنا يرجع في الأبيات إلى أوائل القصيدة، وفيها أبيات رائعة بعدها، كقوله طاب رمسه : [ من البسيط ] بأي حكم بنوه يتبعونكُمُ *** وفَخْرُكم أنتَكُم صَحْبٌ له تَبَعُ ؟ ! وكيف ضاقت على الأهلين تُرْبَتُهُ *** وللأجانب من جنبيه مضطجع ؟! .. إلى آخرها .. وهي حرية بالصدور فضلاً عن السطور.
2- في الديوان والغدير : الآن يعلم قلب .. وقد جاءت كلمة (قلب) في نسختي الأصل على : قلبك ، وكأنته نسخة بدل.
3- في المصدر والغدير : والناس للعهد.. وهو أولى.
4- في نسختي الأصل : ما عابوا ، والمثبت من الديوان والغدير .
5- كذا جاءت الكلمة في الخطيتين والغدير ؛ ويراد منها هنا: ما بعدوا، ولعلّها تقرأ في نسخة ( ألف ) : وما شنعوا .. وهو الظاهر .
6- في نسختي الأصل : عذراً.
7- هذا البيت جاء مؤخّراً عن الذي يليه .

وَآلَهُ وَهُمُ آلُ الإلهِ وَهُمْ *** رُعاةُ ذَا الدِّينِ(1) ضِيمُوا بَعْدَهُ وَرُعُوا

ميثاقهُ فِيهِمُ مُلقى وأُمَّتُهُ *** عليهِمُ مَعَ مَنْ عاداهُمُ شِيعُ(2)

تُضاعُ(3) بيعتُهُ يَومَ الغدير لهم *** بَعْدَ الرضًا وَتُحاطُ الروم والبيعُ

[مُقَسَّمِينَ بأَيْمَانٍ هُمُ جَذَبُوا *** بُيُوعَها وبأشيافٍ هُمُ طَبَعُوا ](4)

مَا بَينَ نَاشِرِ حَبْلٍ أمس أبرمَهُ *** تُعَدُّ(5) مَسنونةٌ مِن بَعْدِهِ البِدعُ

وبين مُنتقِض(6) بِالمَكرِ يَخْدَعُهُ *** عَن آجِلِ عَاجِلٌ حُلو فينخَدَعُ

ابن العودي النيلي(7):

[ من الطويل ]

إلَى اللهِ أَبَرًا مِن رِجَالٍ(8) تَتابعوا *** عَلى ظُلمِهِم أهل التقى حِينَ أَقدَمُوا(9)

ص: 213


1- في نسختي الأصل : رعاة واللذين ، وقد يقرأ : للدين .
2- جاء العجز في الديوان والغدير هكذا مع من بغاهم وعاداهم له شِيَعُ ..
3- في نسخة (ألف): فضاع.
4- ما بين المعكوفين مزيد من الديوان ليتم به المعنى ، وقد جاء في الغدير .
5- في نسختي الأصل : يعدّ .
6- في الديوان والغدير : مقتنص .
7- هذه الأبيات من ميميته المشهورة التي لم نجد لها مصدراً فعلاً غير كتابنا هذا، و تكملتها في المناقب . نعم المناقب . نعم أوردها شيخنا الأميني (رحمه الله علیه) في ترجمته في الغدير 372/4 - 379 ، باختلاف وزيادة سنشير لمهمها .
8- كذا في الغدير ؛ وفي نسختي الأصل: الرجال.
9- جاء ذيل البيت في المصدر هكذا : على قتلهم - يا للعدى كيف أقدموا .. ثم جاء بعده قوله : [ من الطويل ] حموهم لذيذ الماء والورد مفعم *** وأسقوهم كأس الردى وهو علقم

وَعَاتُوا(1) بآلِ المُصطَفَى بَعدَ مَوْتِهِ *** بِمَنْ قَتَلَ المُختارُ(2) بالأمس مِنهُمُ

وَتَارُوا عَلَيهم(3) ثورةٌ جَاهِلِيَّةٌ *** على أنَّه مَا كَانَ فِي القَومِ مُسلِمُ(4)

بأسيَافِهِمْ أَرْدَوهُمُ وَبِدِينهم *** أُريق بأطرافِ القَنَا مِنهُمُ الدمُ

وَمَا قَدِمَتْ(5) يَومَ الطُّفوفِ أُمَيَّةٌ *** عَلى السِّبطِ إِلَّا بِالَّذِينَ تَقَدَّمُوا

ص: 214


1- في نسختي الأصل : وعاتوا.
2- في الغدير : بما قتل الكرّار .
3- في الغدير : عليه ، بدلاً من : عليهم .
4- جاء بعد هذا البيت في الغدير قوله : [ من الطويل ] والقوهُمُ في الغاضرياتِ صُرْعاً *** كانتهم قفٌ على الأرض جُنَّمُ تحاماهم وحش الفلا وتنوشهم *** بأرياشها طير الفلا وهي حُومُ
5- كذا ؛ ولو كانت الكلمة : أقدمت ، كان أفضل .

مرزكي(1):

[ من الرمل ]

إِنَّ ضَرْبَ الهَامِ فِي بَدرٍ غَدًا *** جَالباً بِالطَّفِ تهتيكَ الحُرَم

الصوري(2):

[ من الطويل ]

ص: 215


1- تحدثنا في المقدمة عن الشاعر وشعره ، ولم نجد لهذا البيت أو ما هو على وزانه مصدراً حتى في المناقب، فراجع.
2- لم نحصل على هذه الأبيات في المجاميع الجامعة لشعره (رحمه الله علیه)، وإن ذكرت له على هذا الوزان والقافية قصائد في مدحهم (علیهم السّلام) في مناقب المصنّف (رحمه الله علیه).. وغيره. أقول : لقد طبع ديوان الصوري أخيراً ، وقد جاءت هذه الأبيات مستدركة عليه في 127/2 قصيدة برقم (598) ، وقد أخذها من المناقب لابن شهر آشوب (رحمه الله علیه) 127/2 211/3 [ طبعة قم ، وفي طبعة بيروت 244/3] ، وعليه طبق ، إلّا أنّ الذي جاء في المناقب هكذا : [ من الطويل ] سيسأل من أذى النبي وآله *** بماذا خلفتم لا ختلفتم محمدا ؟ بماذا ينال الفاسقون شفاعة *** لأحمد لمّا حاربوا آل أحمدا ؟ أترجون عند الله لا بل تَبَوَّءُوا *** من النار - إذ خالفتم الله - مقعدا ثم ألحقه ببيت رابع عليها : ستجمعكم والطيبين مواقف *** وتلقون ما قدمتموه مؤكدا

سَيُسألُ مَنْ عَادَى النبيَّ وَأهلَهُ: *** بمَاذا خَلَفتم لَا خَلَفتم(1) مُحمَّدا ؟

بمَاذَا يَنَالُ الفَاسِقُونَ شَفَاعَةً *** لأحمَدَ لمَّا حَارَبوا آلَ أحْمَدَا؟

أَتَرجُونَ عَفوَ اللَّهِ ؟ كَلَّا تَبرَّءُوا(2) *** مِنَ النَّارِ - إذ خَالَفتُمُ الله - مَقعَدَا

[سَيَجْمَعُكم والطيبين مواقف *** وتلقون ما قدَّمْتُمُوهُ مؤكدا](3)

البرقي(4):

[ من البسيط ]

وَعِندَما مَكَرا في صحنِ دَارِهِمُ *** بَطَنَ الصَّحِيفَةِ مِن ظلمٍ وعُدوَانِ

ص: 216


1- في المناقب: لاختلفتم، وفي الديوان: لا اختلفتم.. وهو الظاهر ، إلّا أنّ في نسخة (ألف) : حلفتم لا حلفتم ، وفي نسخة ( ب ) : خلفتم .
2- جاء صدر البيت في المناقب هكذا : أترجون عند الله لا بل تبوء وا.
3- ما بين المعكوفين مزيد من المناقب ومستدركات الديوان .
4- قد سلف الحديث عن البرقى شاعراً في المقدّمة، وقد فقدنا ديوانه ، ولا نعرف مصدراً مشبعاً لترجمته وشعره ، وهذه الأبيات الأربعة من قصيدة طويلة ظاهراً مبثوثة في كتابنا هذا حسب استظهارنا لذلك ، قد جاءت في نحو ( 50 ) بيتاً .

مِن سَالِمٍ وَمُعَادٍ وَالزَّنيمِ وَمِنْ *** أبِي عُبيدَتِهِمْ وَالأَعْورِ الزَّانِي

ظَلُّوا يُدِيرُونَهَا مَا بَينهم سَفَها *** دَوْرَ الكُؤُوسِ عَلَى غَوغَاءِ شُبَّانِ(1)

هذا يُناوِلُها هذا وذاك لِذَا(2) *** كأنها كرةٌ فِي وَسْطِ مَيدَانِ

***

ص: 217


1- في نسختي الأصل : شنآن .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : إذا.

ص: 218

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدمات ]

[فصل 13] [في أصحاب العقبة وخبر النفير]

ص: 219

ص: 220

فصل

في أصحاب العقبة وخبر النفير(1)

عمار وحذيفة؛ أنته نزل قوله تعالى: ﴿ وَهَمُّوا بما لَمْ يَنالُوا.. ﴾(2) الآية أصحاب العقبة(3).

ص: 221


1- كذا؛ ويصح أيضاً : البعير . أورد البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 44/3: إلحاق : في المنافقين من أهل العقبة ، ثمّ قال : وهي عقبة أوس ، ويقال : اسمها : عقبة دقيق . وجاء في خرائج الراوندي (رحمه الله علیه) 100/1 (الباب الأول في معجزات نبينا محمد (صلی الله علیه و آله و سلم)) حديث 162 و 163 ، وكذا 483/1) الباب الثالث عشر) ذیل حدیث 22 ، و 2 / 504 - 505 (الباب الرابع عشر ) حدیث 17 : .. أنتها في طريقه إلى تبوك .. قال البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 45/3 : وقد ذكر مسلم حديث العقبة في الجزء الثالث من كتابه ، وفي الخامس أيضاً [ 2144/4 حديث (11) 2779]، وفي الجمع بين الصحيحين في الحديث الأوّل من أفراد مسلم [287/1 حدیث 411]، وفي الجزء الثالث من الجمع بين الصحاح الستة ، وقد ذكرها الكلبي والثعلبي ومحمد ابن إسحاق وابن حنبل والحافظ في حليته .
2- سورة التوبة ( 9 ) : 74.
3- راجع : بحار الأنوار 183/17 ، و 267/85 كلاهما في ضمن بيان المصنف (قدس سره). قال الشيخ القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره: 277 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 301/1 ، وفي الطبعة المحققة 430/2 حديث 22] : نزل في الذين تحالفوا في الكعبة يردّوا هذا الأمر في بني هاشم - فهي كلمة كفر - ثمّ قعدوا لرسول الله في العقبة وهموا بقتله . وكذا جاء في تفسير القمي (رحمه الله علیه): 671 [الطبعة الحجرية، وفي الطبعة الحروفية 358/2 ، وفي الطبعة المحققة 1056/3]. وفي تفسير العياشي (رحمه الله علیه) 201/1 حديث 158 : عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا.. ﴾ [سورة آل عمران (3) : 155] قال : « هم أصحاب العقبة » . ولاحظ تفسير البرهان 322/1 حديث 3 وفي تفسير القمي (رحمه الله علیه) 309/1، ومثله في الصراط المستقيم 44/3 ، وكذا ما بعدها من الآيات بنصها . وللعلامة المجلسي (رحمه الله علیه) هنا بيان في بحاره 92/2 ، حري بالملاحظة . وقد ذكر جمع من مفسّري العامة والخاصة ذيل هذه الآية الكريمة : إنّ من الصحابة من قصد اغتيال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في عقبة هر شى عند رجوعه من غزوة تبوك أو من حجة الوداع. راجع - مثلاً - : تفسير الدر المنثور للسيوطي 258/3 – 259 ، وتفسير غريب القرآن للطريحي : 526.. وغيرهما. وجاء في تفسير السمرقندي 76/2: ذيل قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ﴾ [سورة التوبة ( 9 ) : 78] ، قال مقاتل: نزلت هذه الآية في أصحاب العقبة ، حين هموا بما لم ينالوا .. وفي كتاب تأويل الآيات الظاهرة :214/1: قوله تعالى: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا 214/1: وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ﴾ [سورة التوبة (9): 74] ، تأويله : ذكره علي بن إبراهيم (رحمه الله علیه) في تفسيره ، قال : نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) من حجة الوداع في أصحاب العقبة .. راجع تفسير القمي (رحمه الله علیه): 282 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 301/1، وفي الطبعة المحققة 430/2] .

ص: 222

ابن جريج(1)، وابن جبير ؛ في قوله : ﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ .. ﴾(2) الآية ، [نزلت] في أصحاب العقبة(3).

ابن كيسان ؛ أن(4) قوله تعالى : ﴿ يَحْذَرُ المُنافِقُونَ .. ﴾(5) إلى ثلاث آيات نزلت في أصحاب العقبة(6).

ص: 223


1- كما رواه عنه ابن طاوس (رحمه الله علیه) في الإقبال 250/2 ، وهم إثنا عشر رجلاً، وحكاه السيّد (رحمه الله علیه) - أيضاً - في الطرائف 389/2 ، عن الكشاف 277/2، عن ابن جريح..
2- سورة التوبة ( 9 ) : 48 .
3- كما صرّح به الواحدي في تفسير البسيط 475/10 ، وكذا جاء في الوجيز 466/1.
4- لا توجد : أن ، في نسخة ( ب ) .
5- سورة التوبة ( 9 ) : 64 - 66 .
6- راجع : تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه): 273 ، وصفحة : 275 - 278 ، وصفحة : 282 ، [ الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 292/1 و 301 ، وفي المحققة 430/2]، وحكاه البياضي في الصراط 44/3.. وغيره ، عنه وعن غيره. كما وقد ذكره الثعلبي في تفسيره 64/5 ، وحكاه البياضي (رحمه الله علیه) عنه في الصراط المستقيم 44/3 .. وغيرهما .

مقاتل في قوله: ﴿ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ .. ﴾(1) نزلت في أصحاب العقبة(2).

الباقر (علیه السّلام): ﴿ يَحْذَرُ المُنافِقُونَ .. ﴾(3) الآية ، نزلت يوم العقبة(4).

ص: 224


1- سورة الأحزاب (33) : 15 .
2- أوردها المصنف (رحمه الله علیه) مع بعض روايات أُخر في مناقبه 49/2 [ طبعة بيروت ، وفي طبعة قم 22/2] ، إلا أنه قال : وردت في ذمّهم يوم الخندق .. وكذا وردت في : يوم خيبر ، كما جاء في زيارة أمير المؤمنين (علیه السّلام) التي أوردها الشيخ (رحمه الله علیه) في في مصباحه : 513 [ الطبعة الحجرية ] ، وابن طاوس طاب ثراه في الإقبال : 685 . وبنصه ذكره البياضي (رحمه الله علیه) وما قبله في الصراط المستقيم 44/3 .. وغيره .
3- سورة التوبة ( 9 ) : 64 .
4- ذكرها البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 198/1 ، ثمّ قال : قال الحسن : كانت هذه السورة تسمّى : الخفارة؛ خفرت ما في قلوب المنافقين فأظهرته ، وقد قال النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] : « لتركبن سنن من كان قبلكم». والخفارة - بالضم - : الذمة ، والخفارة - بالضم والكسر - : الدمام ، كما جاء في المجاميع اللغوية ، مثل : العين 254/4 ، ولسان العرب 254/4 ، يقال : أخفرت الرجل : إذا نقضت عهده وذمامه . وراجع : مجمع البحرين 291/3.. وغيره. وحكى في العمدة لابن بطريق عن الثعلبي ، أنّ الحسن قال : كان المسلمون يسمونها : الحفارة ؛ حفرت ما في قلوب المنافقين. و راجع : مجمع البيان 55/5 ، وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 636/31 ( باب ما ورد في جميع الغاصبين ) ذيل حديث 142 ، والعمدة لابن بطريق: 340 برقم 664، وقد رواه العياشي (رحمه الله علیه) في تفسير آية التي تليها عن أبي جعفر (علیه السّلام). ثم قال : نزلت في اثني عشر رجلاً من المنافقين .. إلى آخره. والمعروف أنتها : الفاضحة ، كما يقال لها : سورة المثيرة ، كما في الدر المنثور 229/4 [ طبعة دار الفكر ] ، وكذا سورة العذاب 120/4 [ طبعة دار الفكر ] . راجع : تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) 300/1 [ الطبعة الحروفية، وفي الطبعة المحققة 428/2] ، ومعاني القرآن للنحاس 230/3 .. وغيرها . أقول : لعل المراد فيها يوم تبوك وخروج بعض المنافقين على قول رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كما يظهر من تفسير القمي (رحمه الله علیه) .. وغيره.

وعنه : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ .. ﴾(1) نزلت في أصحاب العقبة(2).

وعنه : ﴿ فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ .. ﴾(3) نزلت فيهم(4).

ص: 225


1- سورة النساء ( 4 ) : 150 .
2- وجاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) 157/1 [ الحروفية ، وفي المحققة 230/1] ذيل الآية الشريفة قال : هم الذين أقروا برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وأنكروا أمير المؤمنين (علیه السّلام)..
3- سورة الصافات (37): 177.
4- من أوّل الفصل إلى هنا جاء بألفاظ مقاربة، واختلاف يسير في الصراط المستقيم 44/3 ، وكأنته أخذه من هنا. قال علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) في تفسيره 227/2 [ الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 22/3] ذيل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِذا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنذَرِينَ ﴾ يعني العذاب إذا نزل ببني أمية وأشياعهم في آخر الزمان .

ابن بابويه في الخصال(1)، وفي الامتحان(2)، وابن جرير الطبري في المسترشد(3)، وأبان بن عثمان(4) في كتابه ، ومحمد بن إسحاق ، والزجاج، والكلبي، والواقدي(5)، والزهري(6)، بأسانيدهم عن أبي ذرّ، وعمار، وحذيفة، وأبي الطفيل: أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) نهى أن يسبقه أحد عقبة أبرس(7)..

ص: 226


1- الخصال 94/2 - 96 [ طبعة جماعة المدرسين ] حديث 41 .
2- الامتحان .. لعلّه هو كتاب : امتحان المجالس لشيخنا الصدوق (رحمه الله علیه)- بمقتضى العطف - وهو الذي ذكره النجاشي (رحمه الله علیه) في فهرس كتبه ، وقد ذكر كتاب مسائل الامتحان للشيخ المفيد (رحمه الله علیه) ولا نعرف له نسخة .
3- المسترشد : 591 - 597 ، ولاحظ : الأحاديث ( 259 - 266) بمضامين متعدّدة في تعداد أصحاب العقبة وعدتهم وأسمائهم .
4- كذا ؛ والكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، قد تقرأ : حتمن ، نظير : عثمن .
5- المغازي للواقدي 1042/3 - 1045 [ طبعة بيروت ] ، وكذا لاحظ : 1068/3 .
6- كتاب الزهري ، ولم نعرفه . راجع : الخرائج والجرائح 1 / 100 - 101 حديث 162، وعنه في بحار الأنوار 21 / 233 - 234 (باب (29) حديث 11 ، وأُشير إليه في بعض ما سلف من الروايات.
7- كذا؛ والظاهر : أرشى أو هر شي . أقول : هرشى : بالفتح ، ثم السكون ، والقصر ، ثنيّة في طريق مكة ، قريبة من الجحفة وترى من البحر ، ولها طريقان ، فكلّ من سلك واحداً منهما أفضى به إلى موضع واحد. راجع: مراصد الإطلاع 1455/3 ، ومعجم البلدان 397/5 .. و غيره . أو عقبة أرشي : بين الجهنة والأبواء .. لاحظ : مراصد الإطلاع 19/1، وبها قبر آمنة أُمّ النبي (صلی الله علیه و آله و سلم).

ويقال : اسمها : عقبة ذي قيق(1)!

قال حذيفة : فأمرني أن أقعد في أصلها، فانظر من يمر وأخبره.

وفي تفسير الإمام الحسن (علیه السّلام)(2)، عن حذيفة : .. أَنْ أَقُولَ لأكبر

ص: 227


1- كذا ؛ وفي بعض المصادر : عقبة ذي فيق ، راجع : معجم البلدان 286/4.. وغيره. وجاء في الخرائج والجرائح : وهي مدينة بالشام بين دمشق وطبرية .. والظاهر هي عقبة فتق - من دون ذي - . ولاحظ ما رواه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 115/37 - 116 ( باب 52) حديث 6، عن تفسير القمي (رحمه الله علیه) 174/1 . [ الطبعة الحروفيه ، وفي المحققة 255/1 - 256]. ويحتمل أن تكون عقبة أريش أو هريش.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (علیه السّلام): 387 - 388 [ وفي الطبعة الحجرية : 152 - 156]، باختصار مع نقل بالمعنى ، وعنه في بحار الأنوار 223/21 ( باب (29) حديث 6.. وموارد آخر فيه وفي غيره. وروى الطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 59/1 - 66 [ طبعة النعمان ، النجف الأشرف ] وقطعة منه في إثبات الهداة 23/2 حديث 313 [ وفي طبعة بيروت 352/1 - 354]، وعقد لذلك في بحار الأنوار 28 / 86 - 114 باباً (3)، وفيه عدة روايات وموارد أُخر. وأما قصة العقبة في غزوة تبوك ؛ فقد تعرّض لها العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 185/21 - 252 (باب) (29) مفصلاً ، وذكر جملة من أسمائهم في هذا الباب حديث 5 ، نقلاً عن الخصال 49 حديث 6. وراجع من كتب العامة ؛ دلائل النبوة للبيهقي 256/5 ، والبداية والنهاية لابن كثير 5 / 19 ، ومجمع الزوائد للهيثمي 1 / 110 [ طبعة دار الكتب العلمية - بيروت ] ، والمعجم الكبير للطبراني 195/6 .. وكذا في مسند أحمد بن حنبل 390/5 - 453 .. و راجع - أيضاً - : جامع الأصول لابن الأثير 199/12 . . وغيره.

صخرها [هناك إلى جانب أصل العقبة ] : إنّ رسول الله يأمرك أن تنفرجي حتى أدخل جوفكِ.. وانظر منكِ المارّين ، فأدّيتُ الرسالة، ودخلت الصخرة، ورأيت الأربعة عشر(1) على(2) جمالهم متلتّمين، ثمّ انفرجت الصخرة، فحوّله الله مثل طائر فطار في الهواء محلّقاً، فأخبره بما كان.

فقال ( علیه و آله السلام): «فانهض بنا أنت وسلمان وعمار، وتوكلوا على الله ..»(3) فوجدوا فوق الطريق حجارة في دباب(4) فدحرجوها من فوق

ص: 228


1- ورد هنا في التفسير المشهور ب_: تفسير الإمام الحسن العسكري (علیه السّلام): 387 ما نصه : .. وجاء الأربعة والعشرون على جمالهم وبين أيديهم رجالتهم، يقول بعضهم لبعض : من رأيتموه ههنا كائناً من كان فاقتلوه ؛ لئلا يخبروا محمّداً أنهم قد رأونا ههنا ، فينكص محمد ولا يصعد هذه العقبة إلا نهاراً ، فيبطل تدبيرنا عليه ..
2- لا توجد : ( على ) في نسخة (ألف).
3- ومثله في الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه) 1 / 50 - 55 [ طبعة نشر المرتضى ، وفي طبعة النجف الأشرف 59/1 - 66] ، والقصة هناك مفصّلة والمعنى مقارب ، والزيادة منه .
4- الدباب - بتشديد الدال وكسرها - : جمع دبّة ، وهي ظرف يتخذ للزيت ونحوه . انظر : القاموس المحيط 67/1 .. وغيره.

لينفّروا الناقة برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ويقع به في المهوى الذي يهول الناظر إليه من بعْدِهِ ] ، فلما قربت الدباب من ناقة الرسول [(صلی الله علیه و آله و سلم) أذن الله لها ف_] ارتفعت ارتفاعاً عظيماً فجاوزت ناقته [(صلی الله علیه و آله و سلم)]» .

وفي خبر الباقر (علیه السّلام)(1): « .. فدحرجوا(2) الدباب بين قوائم الناقة فذعرت وكادت أن تَنْفِرَ برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فصاح بها : «اسكني ! فليس عليكِ بأس(3)..»، فسكنت - وكانت ليلة ظلماء - فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «لا يَخْفَ عَلَيَّ منهم أحدٌ»، فأخذت الأرض بأخفاف رواحلهم ، فصاح بهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).

وفي رواية ؛ قال حذيفة : عرفت جمالهم.

فقال النبي عليه و آله السلام) : « ادعوهم بأسمائهم ..» ، فدعاهم فلم يجيبوه، وهر ولوا بجمالهم، فنادى النبي (عليه و آله السلام ) لجمالهم بالوقوف .. فوقفت، فنزلوا عنها .. فتجاوز النبي (عليه وآله السلام) عن المضيق وهم على رأسه شاهرين سيوفهم، فوقف (عليه و آله السلام) وقفة فأدركته الصحابة، فانسلّوا

ص: 229


1- روي في أكثر من مصدر وبألفاظ مختلفة ، منها في : الهداية الكبرى : 77 - 82، وإرشاد القلوب 331/2 ، والتعجب للكراجكي (رحمه الله علیه) : 26 ، والدرجات الرفيعة : 298 - 299 [ الطبعة الحيدرية، والطبعة المحققة 579/1 - 580 ] .. وغيرها .
2- الكلمة في نسخة (ألف) تقرأ : فخرجوا.
3- الكلمة مشوشة في نسخة (ألف).

في(1) بينهم ، فعنّفهم الناس للمخالفة ، فقالوا : لم يبلغنا المنادي !!(2)

وفي رواية أبي الحارثة ؛ عن أبي ذرّ : كان عمّار آخذاً بخطام الناقة وحذيفة خلفها فحمل القوم على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في مضيق - وكانا يذبان عنه(3).

مسند الأنصار(4)؛ عن أحمد؛ في حديث حذيفة : كان أصحاب العقبة أربعة عشر رجلاً.

ص: 230


1- كذا ؛ ولعلّه : من .
2- راجع : إرشاد القلوب 112/2 - 135 [ وفي طبعة قم 341/2 - 343]، وكذا ما جاء في الإقبال 454/1 - 459 [ طبعة الإسلامية ، وفي الطبعة المحققة 250/2].
3- كما جاء في إرشاد القلوب أيضاً ؛ وحكاه عنه في بحار الأنوار 28 /99 - 101 ( الباب الثالث ) ذیل حدیث 3. ولاحظ : الخصال 499/2 (أبواب الأربعة عشر) حديث 6، وسعد السعود : 125 ، والطرائف : 389.. وغيرها .
4- مسند أحمد بن حنبل 3905 ، وصفحة : 453 [ طبعة دار إحياء التراث العربي 540/6 حديث 22810 ، وباقي مسند الأنصار حديث 22231 و 22676]، وعنه في الصراط المستقيم 44/3 ، وفي ذيله : وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب الله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم الإشهاد .. وعن الواقدي في المسترشد: 595 حدیث 263، أقول : وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل 390/5 [ طبعة قرطبة، وفي طبعة صَلَّى اللَّهُ عَلَيَّه دار إحياء التراث العربي 540/6 حديث 22808] عن حذيفة ، عنه (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال : « في أصحابي إثنا عشر منافقاً منافقاً، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط » .. وغيرها ، فلاحظها .

جابر ؛ عن أبي جعفر (علیه السّلام) : أصحاب العقبة أربعة عشر رجلاً: أبو الشرور(1)، وأبو الدواهي، وأبو الحارث ، وعمرو(2)، وابن عوف، وسعد، وأبوسفيان وابنه(3)، وفعلة(4)، والفعيل(5)، وأبو الأعور السلمي ، وأبو قتادة الأنصاري، والمغيرة بن شعبة(6).

ص: 231


1- في الصراط مصحفاً : أبا السرور .
2- لم يرد ( وعمرو ) في الصراط ، والظاهر أنته : عمرو بن العاص .
3- في الخصال: وأبو المعازف وأبوه .
4- في الصراط : وفعل .
5- كذا ؛ والمعروف أن الرمز للزبير بن العوام، ولم أجد من صرّح بوجود الزبير فيهم غير المصنف في هذه الرواية ، فلاحظ .
6- وقريب منه في الروضة من الكافي 176/8 - 181 ( خطبة أمير المؤمنين (علیه السّلام)) حديث 202 عن أبي بصير عن أبي عبد الله (علیه السّلام).. ولاحظ ما ذكره شيخنا العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحاره 135/37 (باب 52) ذیل فصل، وقد جاء فيه جلوس أربعة عشر في العقبة لقتل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).. وفيه : وانتهى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) إلى رواحلهم فعرفها ، فلما نزل قال : « ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن أمات الله محمّداً أو قتل لا يردّ هذا الأمر إلى أهل بيته ، ثمّ همّوا بما هموا به ، فجاؤوا إلى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يحلفون أنهم لم يهموا بشيء من ذلك ! فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وهَمّوا بِما لَمْ يَنَالُوا ﴾ [سورة التوبة ( 9 ) : 74]. وأورد قصة العقبة الشيخ الطبرسي (رحمه الله علیه) في مجمع البيان 51/5 [ طبعة بيروت، وفي طبعة ناصر خسرو 79/5 ( سورة التوبة ) ] - ، وعنه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) بحار الأنوار 183/17 - 184 ( باب 1) : الرابع : وفيه : وكان الذين هموا بقتله اثني عشر رجلاً أو خمسة عشر رجلاً - على الخلاف فيه - عرفهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وسمّاهم بأسمائهم واحداً واحداً .. ثم قال : عن الزجاج والواقدي والكلبي، وقال [الإمام الباقر (علیه السّلام): «كانت ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب».

روى عمّار وحذيفة : أنه كان فيهم أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة وخالد .. ولم يذكر الفعيل ولا أباسفيان ولا قتادة.

وفي حديث آخر عن حذيفة ذكرهم سوى الفعيل وسالم.

وعن الأعمش : كانوا خمسة عشر(1) رجلاً ، وذكر الجماعة مع سالم ، والفعيل، ومحمد بن مسلمة .. ولم يذكر خالداً ولا أبا سفيان(2).

ص: 232


1- كلمة : عشر ، لا توجد في نسخة ( ب ) ، وفي نسخة (ألف ) : عشرة ! ولا يتمّ اللفظ والمعنى إلا بها .
2- أخرج ابن جرير الطبري (رحمه الله علیه) في المسترشد : 13 ، والفضل بن شاذان (رحمه الله علیه) في الإيضاح: 61.. وغيرهما عن أبي الطفيل ؛ أنته كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال : أنشدك الله كم كان أصحاب العقبة ؟ ! قال: فقال له القوم : أخبره إذ سألك . فقال : كنا نخبر أنتهم أربعة عشر ، قال : فإن كنت منهم ( فيهم ) فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب الله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد .. وجاء في السيرة النبوية 2 / 233 ( هامش السيرة الحلبية - مصر 1320) لزيني دحلان ، قال : .. وأجمع رأي من كان معه من المنافقين - وهم إثنا عشر رجلاً، وقيل : أربعة عشر ، وقيل : خمسة عشر رجلاً - على أن يؤذوا رسول الله في العقبة التي بين تبوك والمدينة ، فقالوا : إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي.. فأخبر الله رسوله بذلك ، فلمّا وصل الجيش العقبة نادى منادي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) : إنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يريد أن يسلك العقبة فلا يسلكها أحد .. فاسلكوا بطن الوادي؛ فإنّه أسهل لكم وأوسع .. فلمّا المنافقون النداء أسرعوا وتلتّموا وسلكوا العقبة ، وسلك الناس بطن الوادي، وسلك رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، العقبة ، وأمر عمار بن ياسر (رضی الله عنه) أن يأخذ بزمام ناقته (صلی الله علیه و آله و سلم)، وأمر حذيفة بن اليمان (رضی الله عنه) أن يسوق من خلفه .. إلى آخره. ولاحظ : الدرجات الرفيعة : 299 [الطبعة الحيدرية ، وفي الطبعة المحققة 580/1]. و راجع : كتاب البخاري 65/6 ، وكتاب مسلم ،123/8، ومسند أحمد بن حنبل 123/8 390/5 - 391 ، وتفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازي 136/11 ، والسيرة الحلبية 142/3 - 143 [ دار إحياء التراث - بيروت ] .. وغيرها .

وعن محمد بن همام، عن محمد بن حمران ، عن الصادق (علیه السّلام)، قال : «وجدنا في كتاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) أسماء أصحاب العقبة، فإذا هم خمسة وعشرون نفساً .. »، وذكر : «أبا فلان وفلان ، وفلان ، وفعلة ، والفعيل ، وأباسفيان، ومعاوية ، وعمراً(1)، وأبا الأعور ، وسعداً، وسعيداً، وخالد بن الوليد، وخالد بن عرفطة، والحكم بن أبي العاص ، ومروان، والأشعث بن قيس، وجرير بن عبد الله

ص: 233


1- في نسختي الأصل: عمر ، والصحيح ما أثبتناه، وكذلك سائر الأسماء جاءت في نسختي الأصل مرفوعة ، والصحيح أن تكون منصوبة كما أثبتناه.

البجلي(1)، وأبا حذيفة مولى سالم، وأبا هريرة، وأبا موسى، وأبا عبيدة وعبد الرحمن ، وأبا قتادة، وسالماً، والمغيرة(2)».

وفي حديث عمّار وحذيفة(3)؛ قلت : أفلا نضرب(4) رقابهم ؟!

قال: «أكره أن يتحدّث الناس أنّ محمداً استنصر بقوم حتى إذا استظهر على أصحابه قتلهم، ولكنّ الله أخبرني بخبر القوم وسماهم لي، انطلق فادع إليّ الذين في ذلك الخباء..»، فكانوا خمسة عشر رجلاً ، فانطلق القوم معي ، فلما نظر إليهم استرجع ، وقال : « ما حملكم على هذا الفعل العظيم ؟! ..»(5).

وذكر عن كلّ واحد منهم قوله .. وعنفهم ، فكانوا يقولون : إنا لم نؤمن بك قبل الساعة يقيناً ! وظننا أن الله لا يُطلعك عليه ! فجعل النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)

ص: 234


1- في نسختي الأصل : البحلي ، وهو تصحيف .
2- راجع : التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (علیه السّلام): 152 - 156 [ وفي الطبعة المحققة : 383] ، وفيه : فلما سمع الأربعة والعشرون أصحاب العقبة ما قاله (صلی الله علیه و آله و سلم) في أمر على (علیه السّلام)..
3- وقريب منه في الخرائج والجرائح 1 / 100 - 101 حديث 162 ، عن حذيفة ، وعنه في بحار الأنوار 233/21 (باب 29 غزوة تبوك وقصة العقبة) حديث 11.
4- في نسخة (ب): تضرب.
5- وقريب منه ما جاء في ذيل حديث أورده الشيخ أبو بكر أحمد البيهقي في كتابه دلائل النبوة، بإسناده مرفوعاً إلى أبي الأسود، عن عروة .. وحكاه عنه شيخنا المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 247/21، فراجع.

يخرج أضغانهم(1).

وفي رواية الأصبغ بن نباتة أنته قال : أرادوا - والله - قتل محمد [(صلی الله علیه و آله و سلم)] ، فلمّا رآهم رسول الله قال: «منافقون إلى يوم القيامة .. أما أنت - يا أوّل ! - فما أوقفك هذا الموقف ؟! قال : آخيت بيني وبين زفر.

فقال للثاني: «ما أوقفك ههنا ؟ قال : برح الخفاء يا رسول الله !(2)

فقال: «يا فعيل! ما أوقفك؟» قال : خفت فوت المطي فسبقت براحلتي و وقفت أصيح بجملي(3).

فقال: «وأنت يا ثالث(4)، ما أوقفك؟» فقال : يا رسول الله ! إنّ الثاني أمرني بذلك.

فقال: «يا فعيل ! أما أنت فروثة حمار خير منك ، وأما أنت - يا نعمان(5)- فجيفة على الصراط ملقى يطؤك(6) المنافقون بأقدامهم».

ص: 235


1- أقول : حكى البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 45/3 - عن تفسير الثعلبي 64/5 - قال : قال حذيفة: يا رسول الله ! ألا تقتلهم ؟ فقال : « يكفيناهم الله بالدبيلة، وهي شهاب من جهنم يضعه على فؤاد أحدهم حتى يريق نفسه » .. وكان كذلك [كذا ].
2- في الصراط : برّح الحفا بي.
3- في نسخة ( ب ) : أصبح بجمل .
4- في نسخة (ب): رابع، وله وجه؛ إنّ أراد به الرابع في السؤال، وما أثبتناه من نسخة (ألف) ، والصراط ، وهو رمز لعثمان .
5- أي : يا عثمان !
6- قد تقرأ في نسختي الأصل : تطأك ، وفي بعض المصادر : يطأك ..

وقال : « وأما أنتم فمنافقون إلى يوم القيامة .. »(1).

محمد بن إسحاق، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن ، عن عطية العوفي(2)، قال: دخلت مسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) فإذا رجل قد تسجّى بثوبه وحوله جماعة ، فسألتهم عن شيء فلم يعرفوني(3)، فقلت : يا أصحاب محمّد ! تضنّون(4) عليّ بالعلم ..؟! فكشف المسجى ثوبه عن وجهه ، فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية ..

ص: 236


1- أوردها - مختصراً - البياضي (رحمه الله علیه)، عن الأصبغ في الصراط المستقيم 44/3، ثم رواه عنه ، وجاء فيه قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): « ثم قال للأول : ما أوقفك هذا الموقف ؟ ! » قال : آخيت بيني وبين زفر ، وقال الثاني». فقال : برّح الحفا بي. وقال لفعيل .. قال: خفت الفوت فسبقت ، وقال للثالث .. فقال : أمرني الثاني . فقال : « أما أنت - يا فعيل ! - فروثة حمار خير منك ، وأما أنت - يا عثمان ! - فجيفة الصراط يطأك المنافقون .. وأما أنتم فمنافقون إلى يوم القيامة ».
2- الإسناد في الإيضاح : 373 هكذا : وحدثنا إسحاق، عن سلمة ، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن بن عمر و العوفي ، قال :.. وفي الصراط المستقيم 257/3 ، قال : وأسند إسحاق بن إبراهيم، إلى سلمة .. إلى محمّد بن إسحاق، إلى عمير بن عبديد، إلى الحسن ، إلى العوفي قول أبي بن كعب :.. وجاء السند في المسترشد : 218 هكذا : أخبرني مسلمة بن الفضل بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن العوني ..
3- في نسخة ( ب ) : يعرفون .
4- في نسختي الأصل : تظنّون ، والصحيح ما أثبتناه ، كما جاء في المسترشد والإيضاح.

فقال : عن أى أمر الأمة تسأل ..؟! فوالله ما زالت هذه الأمة مكبوبة على وجهها مذ قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وأيم الله ! إن بقيت إلى يوم الجمعة لأقومن(1) مقاماً أُقتل فيه .. !

قال : فسمعته [قبل ذلك - وهو خارج دار الفضل - وهو ] يقول : ألا هلك أهل العقبة(2).. ألا هلك أهل العقبة .. ألا هلك أهل العقبة .. ألا أبعدهم الله ، والله ما آسى عليهم، إنّما آسى على من يُهلكون(3) من أُمة محمد (عليه و آله السلام)..

فلمّا كان يوم الأربعاء رأيت الناس يموجون..

فقلت : ما بالكم ؟

قالوا: مات سيّد المسلمين(4) أُبي بن كعب . قلت : ستر الله على ستر هذا المسلم حيث لم يقم ذاك المقام .

العوني(5):

[ من الطويل ]

ص: 237


1- في نسخة ( ب ) : لا يومن ، بدلاً من : لأقومن.
2- في الإيضاح : أهل العقدة.
3- في الصراط : والله ما ساؤني ، وإنّما أساؤا على الذين يهلكون من أُمة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم).. ثم قال : فمات يوم الأربعاء.
4- خط على : سيّد المسلمين .. في نسخة (ألف).
5- لم ترد هذه الأبيات في المجاميع الشعرية ولا المصادر الأدبية ، ولعلّها جزء من قصيدة للعوني أورد منها المصنّف طاب ثراه في مناقبه خمسة أبيات 237/3، مطلعها : [ من الطويل ] يا أمة السوء التي ما تيقظت *** لما قد خلت فيها من المثلات وقد جاءت ستة أبيات منها - غير ما في المتن - في الغدير 126/4.

وَيَعسُوبُ دِينِ اللهِ فِي حَومَةِ الوَغَى *** إِذَا خَاصَ(1) أهلُ النَّكتِ والغَدَراتِ

إذَا وَلَّوا الأدبَارَ كَافَحَ مُقبلاً *** وَلَم تَرُد(2) الرَّايَاتُ مُنهَرْمَاتِ

وَلَا خَافَ مِن عَمِرِمٍ وَلَا هَابَ مَرحَباً *** وَلَا استَعظَمَ الأحزَابَ مُجتَمَعَاتِ

وَلَا هُو مِمَّن نَفَّرُوا بِنَبِيِّهِمْ(3) *** وَلَا طَلَبوه مَرٌ لبوه مَرَةً بِهَنَاتِ

الناشى(4):

ص: 238


1- كذا ؛ والظاهر أنتها : ( خام ) ، بمعنى : جَبنَ .
2- كذا؛ والظاهر أنتها ( ترجع ).
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل تقرأ : ثبتهم.
4- اسم الشاعر مطموس في نسخة (ألف) ، وسبق ترجمة شاعرنا هذا، ولم نحصل على مصدر لشعره ، نعم جاء على وزان هذه الأبيات في المناقب 344/2، و 301/3، وسيأتي لها تتمة في كتابنا هذا قريباً ، وعلى وزانها جاء في الغدير 25/4 - 27 ، يمدح فيها آل الله (علیهم السّلام)، ومطلعها : بآل محمد عرف الصواب *** وفي أبياتهم نزل الكتاب .. إلى آخرها ، وليست منها هذه الأبيات، كما له قصيدة بائية في المديح جاءت أبيات منها في الغدير 31/4.

[ من الوافر ]

فَبَاتَ مُحمَّدٌ في اللَّيلِ يَسْرِي *** وَقَد طُرِحَتْ لِنَاقَتِهِ البَابُ(1)

فَوَلّوا عَنه حِينَ غَدَا سَلِيماً *** فَضَمَّهُمُ المَغَائِرُ وَالشَّعَابُ

فأحدق بالنبيِّ بِأرض حوتٍ(2) *** حَوَاليه(3) الحقيبةُ وَالحِقَابُ(4)

وأسمَاهُمْ لِطَائِفَةٍ وَفِيهِم ** حُدَيفَةُ ضَلَّ سَعيُهُمْ وَخَابُوا

وَقَالَ : ألا اكتُمُوا الأسماء عنهم *** فَقَامُوا بِالوَصِيَّةِ وَاسْتَجَابُوا

منصور بن حماد:

[ من مجزوء الرجز ]

هُمُ الَّذِينَ نَافَقُوا *** مُحَمَّداً وَفَارَقُوا

وَصِيَّه وَوَافَقُوا *** مَنْ صَدَّ عَنهِ وَسَرَى

ص: 239


1- هذا استظهار، وفي نسخة ( ألف ) : أذباب ، وفي نسخة ( ب ) : الذباب .
2- قد تقرأ الكلمة في نسخة (ألف) : حولي ، وفي ( ب ) : حون، ويحتمل : بأرض هرشي .
3- في نسخة ( ب ) : يواليه .
4- كذا ؛ ولم نفهم المراد من العجز ، ولا أمكن استظهار معنى مناسب له من ألفاظه .

حَسبُكَ يَومُ العَقَبَه *** مِن قِصَّةٍ مُشَعَبه

وَفِعْلُهم مَا أَعْجَبَهُ *** كَافِيةٌ مَن اكتفى(1)

عیره:

[ من الرجز المزدوج ]

نُعمَانُكُمْ ثَالِثُ أَهلِ العَقَبَه *** فجأت(2) مِمَّا رَأَته وَارتَقَبَه(3)

رَامَ بِخيرِ المُرسَلِينَ أحمد *** كُلُّ لَعِينِ نَجِسٍ مُنَكَّدِ(4)

***

ص: 240


1- كذا؛ ولعلّه : كافٍ لمن قد اكتفى.
2- الكلمة مشوشة في نسخة ( ب ) ، واعتمدنا في القراءة على نسخة (ألف).
3- الكلمة مشوشة في نسخة ( ألف ) ، والمعنى غير واضح في العجز لتشويش ألفاظه .
4- في نسخة (ألف) : منكر .

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدمات ]

[فصل 14] [في كتمانهم وصية النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)]

ص: 241

ص: 242

فصل

في كتمانهم وصية النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)

عن الباقر محمد بن علي (علیهما السّلام) أنه نزل قوله سبحانه ]: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالبَنِينَ .. ﴾(1) الآية .. « في الأول والثاني ومن اتبعهم بطلب الملك، وتركوا وصية النبي في علي (عليهما و آلهما (السلام).

وقال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينِ * فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ ..﴾(2) الآية .

وقال : ﴿ يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ .. ﴾(3).

البخاري(4)؛ عن ابن عمر ، قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « ما حق إمري(5) مسلم له شيء

ص: 243


1- سورة آل عمران (3) : 14.
2- سورة البقرة ( 2 ) : 180 - 181 .
3- سورة النساء ( 4 ) : 11.
4- كتاب البخاري 2/4 باب 1 ، الوصايا ) ، وقول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وصية الرجل مكتوبة عنده [ وفي طبعة ، حديث 2540].
5- في الخطيتين : أمر .

يوصي فيه يبيت المبيت(1) إلا [ و ] وصيته مكتوبة عنده(2)».

وقال (عليه و آله السلام): «من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية »(3).

ثمّ روى التاريخي(4): أنه سئل ابن عباس : أوصى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ؟! قال : لا ، قيل : كيف ذاك ؟!

ص: 244


1- في المصدر : ليليتين .. بدلاً من : المبيت .
2- انظر : سنن الترمذي ،224/2 ، السنن الكبرى 272/6 ، كنز العمّال 613/16 حديث 46051 ، وحديث 46052 ، مجمع الزوائد 209/4.. وغيرها، وقريب منه في بحار الأنوار 194/103 (باب (1) حديث ، قال : أقول : وجدت منقولاً من خط الشهيد نقلاً من كتاب الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه .. رفعه إلى أبي عبد الله .. وغيرها كثير.
3- روى الزمخشري في ربيع الأبرار 221/4 هذا الحديث بمتن آخر عنه (صلی الله علیه و آله و سلم): «من مات وليس له في عنقه لإمام المسلمين بيعة فميتته ميتة جاهلية». وهذا الحديث مستفيض نقلاً، وجاء في كتب الخاصة والعامة الفقهية والحديثية درجاً، وفي غيرهما عرضاً . الله لاحظ مثلاً : النهاية للشيخ الطوسي (رحمه الله علیه): 604 ، المقنعة للشيخ المفيد (رحمه الله علیه): 102، وكتاب غنية النزوع لابن زهرة الحلبي 305، ومناقب آل أبي طالب 246/2، و 46/3 ، وروضة الواعظين : 482 ، ومكارم الأخلاق للطبرسي (رحمه الله علیه): 362.. وغيرها. وأورده في أُصول الكافي 377/1 حدیث 3، بلفظ : «من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية » .
4- تاريخ الطبري 196/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 2 /439]، وسيأتي تعبيره عن الطبري بالتاريخي مكرّراً.

قال : قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم): « ابعثوا إلى على فادعوه » ، فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبي بكر ، وقالت حفصة : لو(1) بعثت إلى عمر .. قال : فاجتمعوا عنده جميعاً، فقال رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] : « انصرفوا فلم يك لي حاجة إليكم(2).. » فانصرفوا .

وروى البخاري(3): أن عائشة ذكر عندها أن علياً (علیه السّلام) كان وصيّاً فغضبت، وقالت : متى أوصى إليه ؟ ! وقد كنت مسندته(4) إلى صدري [ أو قالت : حجري ]، فدعا بالطست ، فلقد انخنث(5) في حجري وما شعرت أنه قدمات .. فمتى أوصى له(6)؟!

فأَبْصِرُوا هذا التشنيع على الطاهر المطهر !!

ثم(7) رويتم حديث عليّ والعبّاس ومنازعتهما.

ص: 245


1- لا توجد : لو .. في نسخة (ألف)، وجاءت على نسخة ( ب ) استظهاراً.
2- في المصدر : .. فإن تك لي حاجة أبعث إليكم.. وظاهر التدليس.
3- كتاب البخاري 186/313/4 و 5 /143 ، وجاء في كتاب الوصايا ، حديث 2536] باختلاف يسير.
4- في نسختي الأصل : مستندته ، والمثبت من المصدر.
5- الكلمة مشوشة في الخطيتين لعدم التنقيط ، وقد أثبتنا ما استظهرناه ، وهو موافق لما جاء في بعض مصادر الخبر .
6- وراجع من مجاميع العامة الحديثية : مسند ابن حنبل 32/6، وكتاب مسلم 75/5، وشرحه للنووي 88/11.. وغيرها.
7- لا توجد : ثم .. في نسخة ( ب ) ، وجاءت على نسخة (ألف) تصحيحاً .

.. إلى أبي بكر(1)، ومرة أخرى إلى عمر(2)..

وقد أجمعتم [على] أنته ( عليه و آله السلام ) انتقل من غير وصيّة ، مع حه عليها وإيجابه لها ؛ بل إلى خلاف ما أمر الله تعالى وأوجب على المكلفين ؛ بل نسبتموه إلى موت الجاهلية .. !!

والطرفة أنّ النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) خرج بلا وصية، وما احتاج_[_ت] الأمة

ص: 246


1- كما نقله ابن عبد ربه في العقد الفريد 412/2 ، ولاحظ في العقد 251/2 - 252 ، وجاء في تاريخ الطبري ،217/2 ، وتفسيره ،74/19 ، والكامل لابن الأثير 24/2 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 254/3.. وغيرها، وكذا في كتب الحديث ، منها : كتاب البخاري 4/12 - 5 كتاب الفرائض ( باب قول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): : لا نورث ما تركناه صدقة ) ، وكتاب الجهاد ( باب المحن ) ، وسنن أبي داود حديث برقم 2693 و 2694 و 2695 و 2697 و 2843 و 2847 ، وكذا أوردها ابن الأثير في جامع الأصول 697/2 - 704 حديث 1202 .. وله مصادر كثيرة ، هذا في منازعتهما عند أبي بكر . وأورده المصنف في المناقب 49/3 باختلاف كثير ، وكذا الطب ، الطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 88/1 [ طبعة النجف 116/1 - 117]، وقبله الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) في تلخيص الشافي 147/3 - 148 .. وغيرهم وغيرها.
2- لقد جاءت منازعتهما عند عمر في مصادر كثيرة أيضاً، انظر منها مثلاً: كتاب البخاري 16/4 - 98 ، و 81/7 - 83 ، کتاب مسلم 1377/3 - 1379 حدیث 49 - 50 ، سنن النسائي 136/7 - 137 ، سنن أبي داود 139/3 - 140 حديث 2963 ، و 3 / 142 - 143 ضمن حديث 2970.. وغيرها .

إلى خليفة(1)، وأبو بكر وصى إلى عمر، ولم يُجوّز أبو بكر أن يخرج من الدنيا بلا وصية ويترك الناس بلا خليفة ، ولا استحل عمر حتى جعلها شورى في ستة .

وفي كتاب الاعتماد(2) عن الملك الصالح : أنته ناظر أبا إسحاق الإسكندراني، فقال : هل استخلف النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أحداً ؟ قال : لا ، قال : هل الخبر المرويّ عنه ( علیه و آله السلام ) أنه قال : « من كذب عليّ عامداً متعمداً فليتبوأ مقعده من النار » صحيح ؟(3) قال : نعم . قال : فأخبرني عمّا كان أبوبكر في خلافته يكاتب به عماله وكتابه يقول : من خليفة رسول الله .. أم من خليفة المسلمين .. ؟ قال : بل من خليفة رسول الله ! ، فقال : أليس النبيّ ( عليه و آله السلام) مضى ولم يستخلف ؟ ! فقال : لعلّه ما كان أبو بكر يكتب به إلى الناس، ولعلّه ما كان يقول : من خليفة رسول الله ..!!

فقال : ذكر المبرد في كامله(4) - وليس فيه انتصار مذهب - : أنّ أبا بكر كتب

ص: 247


1- جاء في نسخة (ألف) : ما احتاج الأُمة أن نص على خليفة ..
2- كتاب الاعتماد ؛ لا نعرف له نسخة فضلاً عن طبعه ، وقيل : هو الغارات لطلايع بن رزيك .. فارس المسلمين ، كان وزير مصر للملك العاضد، قتل في 19 صيام من سنة 556 ه_، كان شجاعاً ، كريماً ، جواداً ، فاضلاً، محباً لأهل البيت (علیهم السّلام)، وله كتاب الاعتماد في الرد على أهل العناد. لاحظ : الكنى والألقاب للقمي (رحمه الله علیه) 208/3.. وغيره.
3- لا يوجد ( صحيح ) في نسخة ( ب ) .
4- الكامل للمبرد 8/1 [ المحققة لدار الرسالة 17/1] بنصه ، مع ما أدرجناه فيه . وراجع : الصراط المستقيم 299/2 .. وغيره.

حين ولّى عمر : هذا ما عهد [به] أبوبكر خليفة رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] عند آخر عهده بالدنيا وأوّل عهده بالآخرة ، في الحال التي يؤمن فيها الكافر ويتقي منها الفاجر ؛ أنتى(1) استعملت عليكم عمر بن الخطاب ؛ فإن برّ وعدل فذلك علمي به [ ورأيي فيه ]، وإن جار وبدل فلا علم لي بالغيب ، والخير أردت ، ولكلّ امرئ ما اكتسب .. !

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا .. ﴾(2) الآية .

والملك الصالح ما كان يحتاج إلى هذا التعسّف(3)؛ لأن الطبري(4) والخطيب(5)

ص: 248


1- في نسخة ( ب ) : ان .
2- سورة الشعراء (26): 227.
3- مقصوده (رحمه الله علیه) ما ذكر الملك الصالح في كتابه الاعتماد .
4- تاريخ الطبري 208/4 بنصه [ طبعة الأعلمي بيروت 277/3 ، وحكي في طبعة 22/5] ، وعنه في الغدير 86/8 ، وكذا في الكامل 58/3 ، وصفحة : 59 .
5- تاریخ بغداد للخطيب البغدادي : .. وقد تتبعت جميع مجلدات تاريخ الخطيب المطبوع فلم يقع بصري على هذا المتن ، كما وراجعت مظانه في الفهرست المطبوع له فلم أحصل عليه ، فراجع . وقد جاء الخبر مستفيضاً ، كما حكاه في كنز العمال 576/12 ، وأُسد الغابة 667/3 ، وأنساب الأشراف 321/10 ، والبداية والنهاية 137/7، وتاريخ ابن خلدون 282/1 و 157/8 ، والطبقات الكبرى 281/3/213/3]، والاستيعاب 2 / 1150 ( باب عمر ) ، ومروج الذهب 25/1.. وبألفاظ متقاربة.

ذكرا في تاريخهما : أنته لما ولّي عمر قالوا له : يا خليفة خليفة رسول الله ، فقال عمر : هذا أمر يطول ، كلّما جاء آخر خليفة قالوا: يا خليفة خليفة خليفة [رسول الله ]..!! بل أنتم المؤمنون(1) وأنا أميركم !! فسمي : أمير المؤمنين !(2)

وفي تاريخ البلاذري(3): أن بلالاً يقف على باب أبي بكر فيقول : السلام عليك يا خليفة رسول الله .. فلمّا استخلف عمر قال : الصلاة يا خليفة خليفة رسول الله ، فقال عمر : أنتم مؤمنون وأنا أميركم .. فدعى أمير المؤمنين !!

وفي تاريخ البلاذري(4) ..

ص: 249


1- في نسختي الأصل : مؤمنون .
2- إلّا أنّ ابن خلدون قال في المقدمة : 227 : .. وذلك أنه لما بويع أبو بكر وكان الصحابة وسائر المسلمين يسمونه : خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، ولم يزل على ذلك إلى أن هلك ، فلمّا بويع لعمر بعهده إليه كانوا يدعونه خليفة خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وكأنتهم استثقلوا هذا اللقب بكثرته وطول إضافته .. إلى أن قال : يقال إنّ أوّل من دعاه بذلك عبد الله بن جحش ، وقيل : عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، وقيل : بريد جاء بالفتح من بعض البعوث ودخل المدينة وهو يسأل عن عمر ، ويقول : أين أمير المؤمنين ؟ ! وسمعها أصحابه، فاستحسنوه وقالوا : أصبت والله اسمه، إنه والله أمير المؤمنين حقاً !!.. فدعوه بذلك .
3- أنساب الأشراف 528/1.
4- جاء في أنساب الأشراف 529/1 و 68/10 كما أورده في مسند أحمد بن حنبل 10/1، ومجمع الزوائد 184/5 ، والمصنّف لابن أبي شيبة 572/8 ، والاستيعاب لابن عبد البر 972/3 . . وغيرها كثير .

.. وفائق الزمخشري(1): أنته قيل لأبي بكر : يا خليفة الله ! فقال : أنا خليفة محمد، وأنا بذلك راض..!

وذكر ابن الأنباري في الزاهر(2) عن ابن شهاب : أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر [بن سليمان] بن أبي حثمة(3): لأى سبب(4) كان يكتب أبو بكر : من أبى بكر خليفة رسول الله .. وكان عمر يكتب : من خليفة أبي بكر .. ثم كتب: من أمير المؤمنين ؟!

قال : كتب عمر إلى عامل العراق : ابعث إليّ برجلين نبيلين جلدين أسألهما عن العراق وأهله ، فبعث إليه بلبيد(5) بن ربيعة وعدي بن حاتم.. فأناخا راحلتيهما

ص: 250


1- الفائق للزمخشري 391/1. أقول : جاء النص هناك هكذا جاء أعرابي فقال : أنت خليفة رسول الله ؟ قال : لا ، قال : فما أنت ؟ قال : أنا الخالفة بعده . ثمّ قال الزمخشري : الخالف والخالفة : الذي لا غناء عنده ولا خير فيه ... لما كان سؤاله عن الصفة دون الذات ، قال : فما أنت ؟ ولم يقل : فمن أنت ؟ وقد سبرنا الكتاب كلّاً فلم نجد في المطبوع منه هذا النص المنقول هنا ، فلاحظ .
2- الزاهر في معاني كلمات الناس 229/2 - 230 ، وقد جاء بألفاظ مقاربة في الاستيعاب 1151/3 ، كما وقد أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه، وذلك من طريق ابن شهاب.
3- في نسختي الأصل : حيثمة ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر.
4- في كنز العمال والغدير : شيء ، بدلاً من : سبب .
5- في نسختي الأصل : بليد ، والصحيح ما أثبتناه كما جاء في المصدر. قال السيوطي في شرح شواهد المغني : 57 .. وغيره راجع ما ذكره العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في البحار 515/29 تحت عنوان (إيضاح ).

بفناء المسجد حتى دخلا ، فوجدا عمرو بن العاص فقالا له : استأذن لنا على أمير المؤمنين ..

فقال : أنتما والله أصبتما اسمه(1).. ودخل على عمر وحكى له مقالتهما ، ثمّ قال له : فأنت الأمير ونحن المؤمنون ! فاستحسن ذلك عمر ، وقال للناس : أنا أمير وأنتم المؤمنون !!(2)

وفي كتاب التعجب(3) عن الكراجكي : أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) كان راعي الأمة

ص: 251


1- في الكنز زيادة : هو الأمير ونحن المؤمنون ..! فوثب عمرو ..
2- وانظر : مستدرك الحاكم النيسابوري 3/ 81 - 82 وصححه ، وكذا الذهبي في تلخيصه ، وقال : صحيح ، والأدب المفرد للبخاري : 220 حديث 1023، وكنز العمّال للمتقي الهندي 576/12 - 577 حدیث 35803 باختلاف وزيادة ، ولاحظ ما بعده من الروايات، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 260/44 - 261 و 262 ، وتاريخ المدينة لابن شبة النميري 679/2 - 680 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي : 94 ، وكذا في كتابه شرح شواهد المغني : 57 .. وغيرها . راجع : اليقين لابن طاوس (رحمه الله علیه): 29 ، والغدير للأميني (رحمه الله علیه) 86/8.. وغيرهما.
3- كتاب التعجب من أغلاط العامة . أقول : لم أجد نص ما ذكره هنا في مطبوع التعجب ، نعم جاء قوله طاب رمسه في صفحة : 45 - 46 ما نصه : ن عجيب أمرهم : اعترافهم بأنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) كان مشفقاً على أُمته، رؤوفاً بمعتقدي شريعته ، مجتهداً في مصالحهم، حريصاً على منافعهم، لا يقف في ذلك دون غاية، ولا يقصر عن نهاية ، و بهذا وصفه الله تعالى في كتابه حيث يقول جلّ اسمه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [سورة التوبة ( 9 ) : 128]. ثمّ يزعمون أنته مع ذلك مضى من الدنيا ولم يختر لأُمته [إماماً ] ولا استخلف عليهم رئيساً ، وعوّل عليهم في اختيار الإمام وتقديمه على الأنام ؛ مع علمه بأنّ اختيارهم لا يبلغ اختياره ، اره ، ورأيهم لا يلحق رأيه ؛ إذ كان أبصر [ منهم ] بمصالحهم وأعلم بعواقبهم ، وأعرف بمن ينتظم به أمرهم ، وينصلح بإقامة شأنهم ، فنسبوه (صلی الله علیه و آله و سلم) إلى أنه حرمهم اختياره المقرون بالصواب ، واقتصر بهم على اختيارهم الذي لا يؤمن معه [من ] الفساد، وقد نزّهه الله تعالى عن هذا الحال ، ورفعه عمّا يدعيه [ أهل ] الضلال .. وقال قبل ذلك :[ صفحة : 34] ثمّ ادّعوا - مع ذلك - إنّه (صلی الله علیه و آله و سلم) مضى [ من الدنيا ] ولم يوص إلى أحد، [هذا ] وقد كان يرعى أُمته ويسوسهم، سهم، ويقوم بشأنهم، ويدبّر أُمورهم كما يسوس الرجل أطفاله، ويرعى أهله وعياله ، ومنهم الضعفاء والأيتام والعجائز والأطفال، الذين حاجتهم إلى سياسته وحسن نظره ورعايته أشدّ من حاجة الولد إلى والده ، والعبد إلى سيّده .. ثم إنه (صلی الله علیه و آله و سلم) خلف مع ذلك أهلاً وأولاداً ، وأقارب وأزواجاً، وأشياء يتنازع أهله. .. وغيرهم [فيها ] وأملاكاً ، وكان له حق في الخمس يحبّ أن يصرف إلى مستحقيه [وغيرهم]، وكان عليه دين يتعيّن وفاؤه عنه لأهله، وعنده ودائع يلزم ردها إلى أربابها .. وقد وعد جماعة بعدات يجب أن تقضى عنه بعده ولا يقضيها إلا وصيّه .. فنسبوه إلى تضييع ما حثّ على حفظه ، والتفريط فيما أمر بالاحتياط في بابه ، والزهد فيما رغب فيه أمته .. وحاشا له من ذلك ؛ بل كان (صلی الله علیه و آله و سلم) أفعل الخلق فيما دعا إليه ، وأسرع الناس إلى فعل ما رغب فيه ، وأسبق العاملين إلى كل فضل، وأولاهم بشرائف الفعل ..

ص: 252

ومدبّرها، وله في خاصته أولاد وأزواج وأقارب وأشياء يتنازع فيها أهله. وغيره، وله حقوق يحتاج إلى أن تقتضى، وله دين و(1) عِدات يجب(2) أن تقضى ولا يقوم بذلك إلا وصي، وهل الوصية إلا مثل قوله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، وقوله: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، واستنابته إيَّاه في أداء سورة براءة، وفي طرح الأصنام.. وغير ذلك.

ومن عجیب(3) أمرهم(4): أنهم يعترفون أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) كان يتولى بنفسه

ص: 253


1- لا توجد الواو في نسخة ( ب ).
2- في نسخة ( ب ) : يحب .
3- في نسخة (ب): عجب .
4- هذا المقطع - أيضاً - مقتبس من كلام المرحوم الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 46 ، حيث قال : ومن عجيب أمرهم أنهم؛ يعترفون بأن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يرد قط إلى أمته ولا إلى أحد منها في حياته اختيار الرؤساء، ولا تأمير الأمراء، وإنّه كان المتولي بنفسه إستخلاف من يستخلفه ، وتأمير من يؤمره على مدينته ورعاياه، وجيوشه وسراياه ، حتى أنفذ سريته إلى موته قدم جعفر (رضی الله عنه) وقال للناس: «ان أصيب فأميركم زيد بن حارثة ، وإن أصيب فأميركم عبد الله بن رواحة .. من غير أنّ ردّ عليهم الاختيار، ولا كلّفهم ولا أحد منهم هذه [كذا ] الحال، ثمّ يدّعون مع هذا: أنته وكل إليهم عند مفارقته لهم بالوفاة اختيار الإمام، وإقامة رئيس للأنام، وكلّفهم من ذلك بعد وفاته ما لم يكلّفوهم في أيام حياته .. إلى آخره.

استخلاف من يستخلفه في أمر من الأمور وتأمير من يُؤَمِّرُهُ في مصر من الأمصار حتى أنته أنفذ سرية قدم عليها جعفراً، فقال: «إن أُصيب فأميركم زيد، وإن أصيب زيد فأميركم عبد الله بن رواحة(1)»..

فانظر إلى هذا التناهي(2) والاستظهار لهذه السريّة في المصلحة ورفع التنازع . وإجماعهم أنّ النبي (عليه و آله السلام) كان إذا خرج من المدينة استخلف عليها وعلى من فيها من يقوم بمصالحهم بنهضته ، ويسير فيهم بعده بسيرته ؛

ص: 254


1- وهي ما وقع في غزوة موتة ، وقد فصلت في كتب التاريخ والسير والحديث . انظر مثلاً: كتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله علیه): 195 ، وأمالي الشيخ الطوس (رحمه الله علیه) 87 - 88، والاحتجاج للطبرسي 61/2، والخرائج والجرائح 166/1 - 167 حديث 256 - وعنه في بحار الأنوار 53/21 ( باب 24) حديث 3 - وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 42/3 - 47 ، والطرائف 385/2 والعمدة: 408 حدیث 842.. وغيرها . وكذا راجع ما جاء في كتب التاريخ والسير ، مثل : تاريخ الطبري 26/3، والكامل في التاريخ لابن الأثير 234/2 ، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 238/16 .. وغيرها .
2- في نسخة ( ب ) : الناهي .

إشفاقاً من إهمالهم ، وفَرَقاً(1) من فساد أحوالهم ، وطلباً لمصلحتهم، وإنما أهلها بعض من قلّد القيام بحسن النظر لهم في السياسة والتدبير مع قرب المسافة بينه وبينهم وسرعة أوبته إليهم..

ثمّ إنّه عند وفاته - وطمع أهل الكفر والنفاق فيهم، وترقبهم لاختلاف كلمتهم، و تشتت شملهم أهمل أمرهم ، وترك الاستخلاف فيهم، وحرمهم (2) اللطف ، ولم يحسن النظر لهم ..!

فأَنْعَمَ النظر في حياته في الأمر الصغير وحرسه من التفريط ، وأهمل عند وفاته الأمر الكبير ، والخطر الخطير ، وعرّضه للتضييع ..!

وهم قد اعترفوا بأن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قد أوصى إلى عليّ [(علیه السّلام)] بأمر تركته وما خلفه مما كان في يده، ثمّ ادّعوا أنّ كلّ ما تركه صدقة لا ينظر فيها إلا الخليفة !!

ثم من العجب ؛ أنّ(3) من يعترف بأنّ أمير المؤمنين (علیه السّلام) وصي النبي (عليه وآله الا السلام) أوصى إليه بما كان له وفي يديه ويملكه ويحويه، ولم يوص إليه بأمر الأمة كلها، ولا تعدّت وصيته إلى أمور(4) تركته وأهله إلى غيرها ..!!

ص: 255


1- تقرأ في نسخة (ألف) : فزعاً ، والظاهر هو الصحيح ، إلّا أنّ ما في المتن أثبتناه من نسخة (ب) ومن المصدر.
2- لا توجد : وحرمهم ، في نسخة ( ب ) .
3- لا توجد : أنّ ، في نسخة ( ب ).
4- في نسخة (ب): الأُمور ، بدلاً من : إلى أُمور .

وهذا قول متناقض ، وإثم عظيم بنسبة الرسول إلى الإخلال بالأهمّ(1) بالإهمال(2) الأخطر(3)؛ فالمناقضة قولهم : إنّ جميع ما خلّفه صدقة لا يورث كما يورث سواه ، وإنّ فدك والعوالي صدقة ينظر فيها الخليفة بعده الذي تختاره الأمة ، فلا يجوز أن يقبل فيه شهادة من ثبتت له الوصية !!

فليت شعري بماذا أوصى عليّاً (علیه السّلام) إذا كان(4) جميع ما خلّفه صدقة لا ينظر فيها إلّا الخليفة ؟ !

وأما نسبتهم له أنته أخلّ بالأهم بكونه لم يستخلف خليفة للنظر في ذلك ولا في(5) المهم من حفظ الشريعة والقيام بأمر الله ، وكلّ ذلك مما تختاره الأمة المعلوم من تشعب الآراء وتعذر اتفاق الأهواء !

وقال غيره : النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) بين حكم الجلد ونصف الجلد والأرش والجناية ومسائل الحيض والجنابة .. وترك أوجب الأمور وأوكد الفرائض وتمام الدين .. ونحن نشاهد(6) الأمراء والقضاة - بل سائر الناس - لا يسافرون مرحلة إلا ووليّ

ص: 256


1- في نسخة (ب) : بل أهم ، ولعلّه سهو ، وتقرأ في نسخة و تقرأ في نسخة (ألف) : بالمهم.
2- كذا ، والظاهر : بإهمال ، أو سقوط ( في ) بعدها .
3- جاء في نسخة ( ب ) : الخطر .
4- لا توجد (كان ) في نسخة ( ب ) ، وجاءت على هامش نسخة (ألف) تصحيحاً .
5- كلمة (في) مشوشة في نسختي الأصل ، وفي هامش نسخة (ألف) رمز نسخة بدل ، لا يقرأ ما عليه .
6- لا توجد في نسخة ( ب ) : ونحن نشاهد .. وجاءت على نسخة ( ألف ) تصحيحاً.

عهد لهم(1) يقوم مقامهم في أموره، فالنبي - مع عصمته - یهمل أمر دینه - وهو دين الله - في سفر القيامة ؟ !

[ من الطويل ]

ابن العودي النيلي(2):

وكلُّ نَبِيَّ جَاءَ قِيلَ(3): وَصِيُّهُ *** مُطَاعٌ وَأَنتُم لِلوَصيِّ عَصَيتُمُ

فَفِعلكُمُ فِي الدِّينِ أَضحَى مُنَافياً *** لفعلي وأمري غَيرُ مَا قَد أَمرتُمُ

وقُلتُم : مَضَى عَنَّا بِغَير وَصِيَّةِ *** ألمْ أُوص(4) لَو طَاوَعتُمُ وَعَقلتُمُ(5)؟!

وقد قُلتُ(6): مَن لَم يُوصِ مِن قَبلِ مَوتِه *** يَمُتْ جَاهِلاً، بل أنتُمُ قَد جَهِلْتُمُ

ص: 257


1- في نسخة ( ب ) : له ، بدلاً من : لهم .
2- جاءت هذه الأبيات التي هي جزء من القصيدة الميمية لشاعرنا - المترجم في المقدمة - في مناقب آل أبي طالب للمصنف (رحمه الله علیه) 311/1 - 312، ناقصة عمّا هنا بثلاث أبيات سنشير لها ، وأورد تسعة أبيات منها في الغدير 375/4 بتقديم و وتأخير واختلاف يسير .
3- في نسخة ( ألف ) والغدير : قبل ، وفي المناقب : قبلي ، والصحيح ما أثبتناه .
4- في الغدير : ألم يوص.
5- في الغدير : امتثلتم ، بدلاً من : عقلتم .
6- كذا في نسختي الأصل والمناقب [ طبعة بيروت ]؛ وفي الغدير : قال .

نَصَتُ لَكُم بَعدِي إِمَاماً يَدلُّكُم *** عَلَى اللهِ فَاستَكبَر تُم وَضَلَلْتُمُ(1)

وَقَد قُلتُ فَي تَقدِيمِه وَوِلَائِهِ *** عَلَيْكُمْ بِمَا شَاهَدتُمُ وَسَمِعتُمُ :

عَليٌّ غَداً مِنِّي مَحَلّاً وَقُرِبَةً *** كَهَارُونَ مِن مُوسَى فَلِمْ عَنه حُلْتُمُ(2)؟

قِيتُم بِه شَقوَىٰ ثَمُودَ بِصَالح *** وَكُلُّ امري يَبقَى لَه مَا يُقَدِّمُ

لَقَد جَاءَنِي فِي الوَحي : بَلِّعْ رِسَالَتي *** وهَا أَنَا فِي تَبليغها أتكَلَّمُ(3)

عَليَّ رَسُولِي(4) فَاتَّبَعُوهُ فَإِنَّه *** وَلِيُّكُمُ(5) بَعدِي إِذَا غِبْتُ عَنكُمُ(6)

ص: 258


1- في الغدير : ظلمتم .
2- حال ؛ بمعنى تغيّر وتبدل ، والأولى : حدتم .
3- جاء هذا البيت متأخراً في الغدير ، هكذا : لقد جاءني في النص : بلّغ رسالتي *** وها أنا في تبليغها المتكلم
4- كذا في المناقب ؛ وفي نسختي الأصل : وسيلي ، وفي الغدير : وصيّي ، وهو أولى .
5- في الغدير : إمامكم .
6- لا يوجد البيتان اللذان قبل هذا البيت ولا الذي بعده في الديوان ، كما لا يوجد هذا البيت في الغدير ولا الذي قبله.

فَمِلْتُمْ إلى الدُّنيَا فَضَلَّتْ حُلُومُكُم(1) *** ألا كُلُّ مَغرُورٍ بِدُنيَاه يَندَمُ

مهیار(2):

[ من المتقارب ]

أَبِاللهِ(3) - يَا قَومُ - يَمضى(4)! النَّبِيُّ *** مُطَاعاً فَيُعصَى وَمَا غُسْلَا!

و(5) يُوصِي فَنخرُصُ دَعوَى عَليهِ *** وَفِي تَرکه دِينَه مُهمَلَا؟!

ص: 259


1- كذا في نسختي الأصل والمناقب ؛ وفي الغدير : عقولكم .
2- دیوان مهيار الديلمي (رحمه الله علیه) 50/3. وقد جاءت هذه الأبيات ضمن قصيدة طويلة ذات (78) بيتاً ، يمدح فيها أهل البيت (علیهم السّلام)، مطلعها : [ من المتقارب ] سلا من سلا من بنا استبدلا *** وكيف محا الآخر الأوّلا ؟ وهذه الأبيات جاءت في ( 37 - 41 ) منها ، وسيذكر المصنف (رحمه الله علیه) أبيات أُخرى منها ترد في الأجزاء القادمة ، راجعها بواسطة الفهرست. وأورد القصيدة العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 4 /247 - 251. (3) لا توجد : أبالله .. في نسخة ( ب ) ، وجاء بدلها فراغ بمقدار كلمة ، وفي الديوان : الله .
3- في الديوان والغدير : يقضي ، والكلمة مشوشة في نسخة (ألف).
4-
5- أقول : الواو زائدة في المعنى لا في الوزن، والبيت يجوز وزنه بوجهين، أحدهما : [من المتقارب] ويوصي فنخرص دعوى عليه *** وفي تركه دينه مهملا أو يقال : ويوصي فنخرص دعوى علي_ *** _ه في ترکه دينه مهملا وعليه ؛ فجمع الواو مع تقطيع لا يستقيم.

وَيَجْتَمِعُونَ عَلى زَعمِهِم *** وَيُنْبِيكَ (سعد )(1) بما(2) أشكلا

فَيُعْقِبُ إجمَاعَهم أن يبي_ *** _تَ مَفْضُولُهم يَقْدُمُ الأَفضَلَا

وأن يُنزَعَ الأمر من أهله *** لأنّ (عَليّاً) لَه أُهْلَا

البرقي(3):

[ من الكامل ]

ص: 260


1- المقصود ب_: سعد ، هو ابن عبادة، أمير الخزرج ، حيث أبى عن بيعة الأوّل، وحكم عليه بأن قتلته الجنّ في طريق الشام !! وقد سلف الحديث عن خبر الجنّ ومحادثته معه (علیه السّلام) قريباً .
2- في نسخة ( ب ) : بها ، بدلاً من بما .
3- قد مرت ترجمة البرقي في المقدّمة، وهذه الأبيات من قصيدة مفصلة جداً مبثوثة هذا الكتاب ثمان موارد خلال مجلداته ، وكلّها على وزان وروي وقافية واحدة، ومجموع ما وجدناها منها في موسوعتنا هذه ( 40 ) بيتاً ، ولم نجد لها فعلاً مصدراً غير كتابنا هذا. وعلى وزن هذه القصيدة قوله (رحمه الله علیه)- كما في المناقب 378/2 - في قصة مكالمته (علیه السّلام) لأهل الكهف وجوابهم له دون غيره : [ من الكامل ] حتى إذا يئسوا جواب سلامهم *** قام الوصي إليهم إبداءا قال : السلام عليكم من فتيةٍ *** عَبَدُوا الإله وتابَعُوا السناءا قالوا: عليك من الإله تحيَّةً *** تهدى إليك ورحمةً وضياءا إِنَّا مُنِعْنا أن نكلم هاتفاً *** إلّا نبياً كان أو موصاءا

أُوصِيتُمُ فَتَرَكتُمُ الإِيصَاءَا *** وَعَمَيتُمُ فَركبتُمُ الأهواءا

وَسَلكتُمُ سُبُلَ الضَّلَالِ جَهَالةً *** حَتَّى كَأَنَّ عَلَى القُلُوب غطَاءَا

وَنَسيتُمُ قَولَ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ *** يومَ الغَدِيرِ وَكُنتُمُ شَهَدَاءَا

عَقَدَتْ نُفوسُ القَومِ فِيهِ خِيَانةً *** وَجَعلتُمُ بَدل الولاء لواء(1)

مُتَسَرَّعِينَ إِلَى الضَّلَالَةِ وَالرَّدى *** وَعَن الفَرَائِضِ وَالحُقُوق بطاءَا

وَجَعَلْتُمُ تَيْماً أنمَّةَ هَاشِمٍ *** وَالشَّاءُ(2) تَعجَزُ أن تَكونَ رِعَاءَا

ص: 261


1- الكلمة مشوشة، وقد تقراً مشدّدة لواءا، بمعنى جحد ، أو : ألواوا.. وقد أثبتنا ما استظهرناه معنى.
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، وقد تقرأ: والثناء ، وأثبتنا ما استظهرنا ، وهي بمعنى الخراف ، جمع : خروف .

نسبتم النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) إلى ترك الوصية ؛ فلما صححناها رويتم أنه لا وصية لوارث(1).. حتى تصلوا بذلك إلى تضييع حق علي وفاطمة (عليها السلام)، وهذا حديث باطل مصنوع، لم يثبت عند نقاد الآثار ، وكتاب الله تعالى يدلّ على فساده ؛ قوله : ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقَّاً عَلَى المُتَّقِينَ ﴾(2).

وإن زعمتم أنتها خاصة في الوالدين والأقربين إذا لم يكونوا ورثة لكفرهم ؛ فهذا بحكم القرآن وعموم الآي يبطل التحكم به.

***

ص: 262


1- عقد البخاري في كتابه (كتاب الوصايا ) - والترمذي وابن ماجة كذلك - باباً في أنته : لا وصية لوارث ، وانظر سنن الترمذي حديث 2046 و 2047 ، وكذا في سنن النسائي حديث 3581 - 3583 ، وسنن أبي داود حديث 2486 - 3094 ، وابن ماجة في سننه حديث 2703 - 2705 ، ومسند أحمد ( مسند الشاميين ) حدیث 17004 - 17007 و 17011 .. وموارد أُخر ، وموطأ مالك ، كتاب الأقضية ( باب الوصية للوارث والحيازة ) ، وجاء بلفظ « لا يجوز لوارث وصية » في سنن الدارمي كتاب الوصايا حديث 3126.
2- سورة البقره ( 2 ) : 180.

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدّمات ]

[ فصل 15 ] [ في تناقض أحكامهم ]

ص: 263

ص: 264

فصل

في تناقض أحكامهم

جابر ؛ قال أبو جعفر (علیه السّلام) في قوله: ﴿ حَتَّى إِذا جاءَنا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ ﴾(1).

قال : «الأوّل .. والثاني حين يراه يقول: ﴿ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنِكَ .. ﴾ » الآية(2).

ص: 265


1- سورة الزخرف (43) : 38. وقد جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 555/2 حديث 9 ، وعنه في تفسير البرهان 143/4 . . وغيره . وقريب منه ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله علیه) في الكافي الشريف (الروضة ) 27/8 - 28 بنفس الإسناد في خطبة الوسيلة .
2- ومثله ورد في تفسير القمي (رحمه الله علیه) : 612 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 286/2 ، وفي الطبعة المحققة 952/3 حديث 2] بإسناده:.. عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (علیه السّلام): نزلت هاتان الآيتان هكذا [أي في بطن القرآن وتأويله ، قول الله ] : ﴿ حَتَّى إذا جاءَنا ﴾ - يعني فلاناً فلاناً [خ . ل : زريق وصاحبه ] يقول أحدهما لصاحبه حين يراه : ﴿ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ ﴾ ، فقال الله تعالى لنبيه : قل لفلان وفلان.. وعنه في بحار الأنوار 156/30 حديث 14، و 368/35 حديث 11، و 28/67 حديث 4 ، وكذا تفسير البرهان 865/4 حدیث 2 ، ونور الثقلين 433/6 حديث 49 ، وغاية المرام 48/3 حديث 22، وإثباة الهداة 60/3 حديث 737.. وأتباعهما : ﴿ وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ ﴾ آل محمّد [ صلوات الله عليهم ] حقهم : ﴿ أَنَّكُمْ فِي العَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ [سورة الزخرف (43) : 39]..» إلى آخره .

محمد الباقر (علیه السّلام)؛ في قوله تعالى : ﴿ هذانٍ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾(1).

قال: «عنى هذين زريق وحبتر ؛ يعني خصومتهم في حق علي بن طالب (علیه السّلام) والولاية والطاعة »(2) .

ذكر الواحدي في أسباب نزول القرآن(3)، والبخاري في الصحيح(4): أنته قَدِمَ ركب من بني تميم على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد بن زرارة !

ص: 266


1- سورة الحج ( 22 ) : 19 .
2- في أصول الكافي الشريف 422/1 حدیث 51 ذيل الآية الشريفة ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) أنه قال بعد كلمة: ﴿ كَفَرُوا ﴾ « بولاية علي (علیه السّلام): ﴿ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِن نَّارٍ ﴾ » [ سورة الحج ( 22 ) : 20] ومثله في مناقب آل أبي طالب 530/1 [الطبعة الأُولى ، وفي طبعة قم 238/3].
3- أسباب النزول : 257 باختلاف يسير .
4- كتاب البخاري 172/6) بنصه [225/7 طبعة أخرى ، وفي طبعة 116/5] (كتاب تفسير القرآن حديث 4469 ) ، وقريب منه ما قبله بحديثين 171/6 حديث 4467 . وحكاه السيد ابن طاوس (رحمه الله علیه) في الطرائف : 403 عن الحميدي في كتابه الجمع بين الصحيحين في الحديث الثامن من أحاديث البخاري ، وفيه : ركب من بني تيم ..

وقال عمر : بل أمر أقرع بن حابس، فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي ! فقال عمر : ما أردت خلافك .. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزلت: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ﴾(1).

فنهاهما عن سوء وء الأدب بين يدي الله ورسوله وخوّفهما، ثمّ قال: ﴿ لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ..﴾(2) الآية .

ورويتم: أنّ أوّل من مد يده للبيعة عمر الذي كان يقول : كانت بيعة أبي بكر فلتة(3) وقى الله شرّها(4) .. ثم أمر بقتل من عاد لمثل فعله ، فهذا الذي بايعه هو

ص: 267


1- سورة الحجرات (49): 1.
2- سورة الحجرات (49) : 2 . وانظر: الاستيعاب - ترجمة القعقاع - 535/2 ، الإصابة 58/1 ، 24/3. وكذا تفسير القرطبي 16 / 300 ، تفسير ابن كثير 205/4 ، تفسير الخازن 172/4.
3- في تاريخ الطبري 210/3 [459/2 مؤسسة الأعلمي ] قال : فلتة كفلتات الجاهلية ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.. وجاء في مسند أحمد بن حنبل 55/1، والصواعق المحرقة لابن حجر : 21.. وغيرهما. وانظر : كنز العمّال 649/5 - 651 حديث 14137 وحديث 2326 ، التمهيد للباقلاني : 196.. وغيرهما ، وفي تقريب المعارف للحلبي (رحمه الله علیه): 367 ، قال : .. نسأل الله أن يكفينا شرها . راجع : بحار الأنوار 443/30 باب 22 الطعن الثالث)، والغدير 370/5، و 79/7.. وغيرهما.
4- وقد جاءت الرواية مكرّراً في الكامل 327/2، والسنن الكبرى للنسائي 4 /272 ، وكذا أوردها مفصلاً ابن طاوس (رحمه الله علیه) في الطرائف : 237 حديث 340 عن الحميدي في كتابه الجمع بين الصحيحين في ثامن حديث من مسند عمر بن الخطاب. وروي عن عمر - كما في الفائق للزمخشري 139/3 - إنّ بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شره .. إنّه لا بيعة إلّا عن مشورة. وذكر البياضيا (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 303/2 توجيه للفلتة وردّه ، فلاحظه.

الذي طعن في بيعته ، ثمّ قبل خلافته(1)!

ابن عباس ؛ قال الثاني : كان أمر الأوّل فلتة جاءني بها كما حبوته بها في الأوّل.

ص: 268


1- قال البياضي (رحمه الله علیه) في 257/3 من الصراط : ورووا أنّ أوّل من بايع أبا بكر عمر ، ثم قال : كانت فلتة .. فانظر إلى هذه المناقضات. وجاءت قولة عمر عن خلافة أبي بكر بأنتها : كانت فلتة وقى الله شرها ..! في كتاب البخاري ( باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت في الجزء الأخير) 20/544/10 ، ولاحظ 210/8 ،منه ، و 14 / 180 [ طبعة دار مصعب ] ، مسند أحمد بن حنبل ،55/1 ، كنز العمّال 139/3 [ وفي طبعة 649/5 - 651 حديث 14137 ] ، الرياض النضرة 161/1 ، تيسير الوصول 42/2 ، وصفحة : 44 ، سيرة ابن هشام 338/4 ، تاريخ الطبري 200/3 ، الكامل لابن الأثير 135/2[327/2]، تاریخ ابن كثير 246/5 ، السيرة الحلبية 388/3 و 392[363/3] ، تاريخ الخلفاء للسيوطي 5، : 67 ، الصواعق المحرقة لابن حجر : 5 ، وصفحة : 18 [ وفي طبعة أُخرى صفحات : 8 و 11 و 13]، وقال : سند صحيح ، أنساب البلاذري 15/5 ، العثمانية للجاحظ : 196 ، التمهيد للباقلاني : 196 ، وشرح نهج البلاغة 19/2 ، الفائق للزمخشري مادة ( فلتة ) ، تاج العروس 568/1 ، النهاية لابن الأثير 3/ 238 .

الهيثم بن عدي(1)؛ عن مجالد(2): قلت للشعبي: أكان ابن مسعود وابن عبّاس يقولان فيهما ؟

قال : نعم ، لقد كان في صدر عمر ضبّ(3) على أبي بكر .

فقال رجل من الأزد ما سمعنا قط برجل كان أسلس(4) قياداً من الرجل الأول للثاني.

فقال الشعبي(5): يا أخا الأزد فكيف تصنع بالفلتة التي وقى الله شرها ؟ ! أترى عدوّاً يقول في عدوّه ما قال الثاني في الأوّل ؟ ! فقال للرجل : يا أبا عمرو ! أنت تقول ذلك ؟ ! فقال الشعبي : أنا أقوله ..! قاله عمر بن الخطاب على رؤوس

ص: 269


1- ورواه مسنداً السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الشافي 128/4 - 129 ، وما هنا مجمل ما هناك، وقبله الفضل بن شاذان (رحمه الله علیه) في الإيضاح : 74 [ الطبعة المحققة : 140 - 141]، والطبري في المسترشد : 246 وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 29/2 - 30 بتفصيل أكثر .
2- هو : مجالد بن سعيد بن عمير الكوفي المتوفى سنة 144 ه_.
3- جاء على هامش نسخة (ألف) والضب : الحقد . ( ص ) ، ولعلّ الرمز من الكاتب ؛ لكونه من صحاح الجوهري. انظر : الصحاح 167/1 قال : الضب - بالفتح والكسر - : الحقد الخفي، ولاحظ : لسان العرب 540/1.. وغيره.
4- جاء في هامش نسخة (ألف) : رجل سلس .. أي لين منقاد . ( ص ). والظاهر أنته رمز للصحاح لا الصحيح ولا للتصحيح ، انظر : صحاح اللغة 938/3.
5- في نسخة ( ب ) : للشعبي .

الأشهاد .. فلمه أو دَعه(1).

الحميري(2):

[ من الكامل ]

أوَ لَم يَقُل عُمَرٌ عَلَانِيَةً لَهُم *** حَتَّى أَقَرَّ بِجُرمِه إقرارا:

كَانَتْ مُبَايَعَتِي عَتِيقاً فَلتَةٌ *** أَخْسَرْتُ مِيزَانِي لَها(3) إِحْسَارًا(4)

مَا إِن لَكُم مَثَلٌ سِوى هذَا الَّذِي *** يبتَاعُ بِالفَرسِ الجَوَادِ حِمَارَا

ص: 270


1- في الإيضاح : فلم أودعه ، وفي شرح نهج البلاغة : فلمه أو دَعْ . وقال في شرح النهج - أيضاً - قبل ذلك : أترى عدواً يقول في عدو يريد أن يهدم ما بنى لنفسه في الناس أكثر من قول عمر في أبي بكر ..! فقال الرجل : سبحان الله ! أنت تقول ذلك يا أبا عمرو ؟ ! وفيه ذيل ذكره ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 2 /29 - 30. وفي الإيضاح لابن شاذان - في آخر كلامه - : إذا والله لا أحفل بذلك.. شيء لم يحفل به ابن الخطاب حين قام به على رؤوس المهاجرين والأنصار أحفل به ؟ ! وأنتم - أيضاً - فاذيعوه عني ما بدأ لكم ..
2- لم نجد هذه الأبيات فيما جمع للسيد الحميري من ديوان ، وكذا ما بعدها ولا نعرف لها مصدراً آخر فعلاً غير موسوعتنا هذه، ولعلّها من متفرداتها .
3- كذا ؛ والظاهر : بها .
4- أورد البيتين البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط 304/2 ، وهو يأخذ من كتابنا هذا غالباً.

أمسَى الأَنامُ صَغِيرُهُم وَكَبِيرُهُم *** حاشا الوَصيَّ وَحِرْبَهُ - كُفَّارًا

كَفَرَ العَتِيقُ وَنَعتَلٌ ودُلَامَةٌ *** يَارب ! مِنْهُم لَا تَدَعَ دَيَّارَا

وله(1):

[ من الوافر ]

وَقُلتُم : فَلتَةٌ، لَمَّا نَدِمْتُم *** لِبَيعَتِكُم وَقَد بَايَعْتُمُوهَا

وُقِيتُمْ شَرَّها فِيمَا زَعَمْتُم *** لَعَمْرُ اللهِ مَا وُكِّيتُمُوهَا

فَيَالكِ بَيعةٌ أَبقَتْ خَبالَا *** وَأَنتُمْ لِلشَّقَاءِ بَدَأْتُمُوها

وله(2):

[ من الوافر ]

وَقَالَ أَخُو عَدِيٍّ حِينَ ضَاقَا *** بمَا فَعَلُوهُ ذَرعاً : رَاقِبُونَا

لَقَد كَانَتْ مُبَايَعَتِي افْتِتَاناً(3) *** فَلَم أَزْدَدْ بِهَا إِلَّا فُتُونَا

وَكَانَتْ فَلتَةٌ مِن رَاكِبِيها *** فَلَجُوا وَاسْتَجَابُوا الأَحْبَتِينَا(4)

ص: 271


1- لم ترد هذه الأبيات فيما جمع للسيّد ، ولا نعرف لها غير كتابنا هذا مصدراً فعلاً.
2- لم نجد هذه الأبيات في الديوان المجموع للسيد الحميري (رحمه الله علیه)، ولا نعرف مصدراً آخر ناقلاً لها .
3- وذلك نظر إلى قوله تعالى: ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ﴾ [سورة طه ( 20): 40] وإلا فان في كلا نسختي الأصل : افتناناً.
4- في نسخة ( ب ) : الأجنبينا .

العوني(1):

[ مخمسة من الرجز ]

إذ قَالَ كَانَتْ فَلتَةٌ لَا تُعْتَفَرْ *** مَن عَادَ فِيها فَاقْتُلوه لَا وَزَرْ

فَلِم دَعَى ذَا الفَلَتَةِ الزَّكيا ؟ !(2)

ابن حماد(3):

[ من المتقارب ]

ص: 272


1- هذه الأبيات لشاعر أهل البيت (علیهم السّلام) أبي محمد العوني ، الذي سلفت ترجمته في مدخل الكتاب ، وتعرف هذه القصيدة ب_ ( المذهبة ) ، وهي مبثوثة خلال كتابنا هذا أكثر من مورد (نحو ثمان ) تستخرج بواسطة فهارس الكتاب كما جاء بعضها في المناقب للمصنّف (رحمه الله علیه).
2- أقول : سقط البيت الأوّل في هذا التخميس ، ولم يرد في الغدير ولا غيره. هذا ؛ وقد ورد من هذه القصيدة أبيات أُخر في الغدير 131/4 - 137، ونتف في كتاب المناقب للمصنّف (رحمه الله علیه)، ولا نعرف لها مصدراً آخر ، كما ليس لشاعرنا ديوان حيث أُحرق وأبيد ! أحرق الله محرقيه ولعنهم وأبادهم وأسيادهم. ومطلع القصيدة هذا : وسائل عن العليّ الشَّانِ *** هل نص فيه الله بالقرآن بأنته الوصى دون ثان *** لأحمد المطهر العدناني فاذكر لنا نصاً به جليًّا [ من الرجز ] ويظهر من المصنف (قدس سره)- كما سلف - أنته أخذها من كتاب الشاعر المسمى ب_: الفصل والتفصيل ، الذي لا نعرف له نسخة ، كما لم يدرج في المجاميع .
3- لم ترد هذه الأبيات في مجموعة شعرية نعرفها سواء ما كان منها مستقلاً أو كان في المناقب أو الغدير .. أو غيرها، كما وإنّي لا أعرف لها مصدراً سوى كتابنا هذا، وسيأتي له (رحمه الله علیه) عدة قصائد هائية ، فراجع . نعم ؛ جاءت في الصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله علیه) 304/2، وقد أخذها من كتابنا ظاهراً.

أَمَا عُمَرُ قَامَ فِي حِزبِهِ *** فَقَالَ : اسْمَعُوا مَا أَقولُ وَعُوه ؟!

ألَا إِنَّ بَيعَتَكُم فَلتَةٌ *** فَمَن عَادَ فِي مِثلِهِ(1) فَاقْتُلُوه

غيره:

[ من الطويل ]

وَقَد زَعَمُوهَا فَلتَةً كَانَ بَدْؤُها *** وَقَالَ : اقْتُلُوا(2) مَن عَادَ فِي ذَاكَ يَخْصِمُ

اجتمعت الأمة على(3) أن الأوّل قال - بعد البيعة - : أقيلوني .. أقيلوني .. فاستقالهم الولاية والإمرة عليهم، وقد اجتمعت أنّ الناس دعوا عثمان إلى الخلع، فأبى فحصروه لذلك وتوعدوه بالقتل - إذ لم يخلع نف ليختاروا لأنفسهم من يرضون، فأبى إلا دفاعهم عن ذلك ، وقال : لا أخلع قميصاً قمصنيه الله ..!(4)

فوجدنا هذين الفعلين متضادين ، يوجب أحدهما - إن كان صواباً - خطاء

ص: 273


1- كذا ؛ والظاهر : مثلها .
2- في نسخة (ألف) : أقيلوا .
3- في نسخة (ألف) : إلى ، بدلاً من : على .
4- تاريخ الطبري 2/ 664 ، وصفحة : 667 [ طبعة دار الكتب العلمية ].

خلافه، فاقتديتم بقوم(1) ذكر تم أنّ العقد وقع بهم في عقد البيعة الأوّل(2)، ولم تقتدوا بهم في حلّ عقدة الثالث، وهم الذين حاصروه ثم قتلوه.

منصور الآبي(3):

[ من الرجز ]

يَا رَاضِياً سَقِيفَةَ الأنصار *** وَسَاخِطاً إجماع(4) أهل الدَّارِ

عَدَدْتَ رَأيَ نَفَرٍ يَسِيرٍ *** وَفَلتَةٌ كَانَتْ بِلَا تَدبِيرِ

حُجَّةَ إجمَاعِ وَلَا إجماعُ *** وَكَانَ مِن خَيرِهِمُ امْتِنَاعُ

وَقُلتَ : يَومَ الدَّارِ ضَلُّوا كُلُّهُمْ *** وَضَلَّ(5) أَصْحَابُ النَّبِيِّ جُلُّهُمْ !

مَا خَالَفَتْ أَنصَارُهُ مُهَاجِرا *** بَل نَابِذُوهُ كُلُّهُم مُجَاهِرا

لَم يَطْوِ عَن ذَاكَ الزُّبَيرُ كَشْحَة(6) *** وَلَم يُخَالِفْ قَاتِليه(7) طَلْحَة

ص: 274


1- ما جاء في نسخة (ألف) هو : فأقبل تيم يقوم بقوم.
2- كذا؛ والظاهر : الأُولى .
3- هذه الأُرجوزة لشاعر أهل البيت (علیهم السّلام): منصور الآبي ، الآبي، وهو صاحب كتاب (نثر الدر) الذي مرت ترجمته في المقدّمة، وذكرنا ،شعره، ولا نعرف لشعره هذا مصدراً غیر مجموعتنا هذه، فلاحظ .
4- في نسختي الأصل: اجتماع ، ولا تصح وزناً.
5- في نسخة ( ب ) : جلّ ، ولا معنى لها .
6- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل ، أثبت ما استظهر من قراءتها .
7- الكلمة غير منقوطة في نسخة ( ألف ) ، وتستظهر في نسخة ( ب ) .

وَكَانَ عَمَّارٌ أَشَدَّ النَّاسِ *** عَلَيه فِى مُعِمَّة(1) المراس

تَختَارُ(2) زُوراً وَتَقُولُ زُورا *** تَطْعَنُ فِي النَصَّ وَتَرضى الشُّورَىٰ!

قش يَا فَتَى إِنْ كُنتَ ذَا تَفكيرِ *** سَقيفة القوم إلى الغدير

وزعمتم أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يستخلف! وأن الأول استخلف الثاني ! وأن الثاني جعل الشورى !!

ابن العودي النيلي(3):

[ من الطويل ]

تَولَّى بِإِجْمَاعِ عَلَى النَّاسِ أَوّلُ *** وَنَصَّ عَلَى الثَّانِي بِها وَهُوَ مُغْرَمُ(4)

وَقَالَ : أَقِيلُونِي وَلَستُ بِخَيْرِكُم *** فَلِمْ نَصَّهَا لَو صَعْ مَا كَانَ يَرْعَمُ؟!

فَأثبَتَها مِن جَوْرِهِ بَعدَ مَوتِهِ *** صُهَاكِيَّةٌ خَشنَاءَ لِلخَصمِ تَكْلُمُ

ص: 275


1- الكلمة غير منقوطة في نسخة ( ألف ) أثبت ما استظهر منها ، ولعلّها : مَعْمَعَةِ.
2- في نسخة (ألف): نختار .
3- هذه القصيدة من الميمية المشهورة له التي سلف الحديث عنها في المقدمة . وقد تعرّض لها شيخنا العلامة الأميني (رحمه الله علیه) في موسوعته الغدير 376/4 - 377 باختلاف أشرنا لمهمه .
4- كذا ، ولعله تقرأ : مُعزم .

وَلَو أَدركَ الثَّانِي لِمَولى حُدِّيفَةٍ *** لَوَلَّاه دُونَ الغَير(1) وَالأنفُ يُرغَمُ

وَقَد نَالَها شُورىٰ مِن القَومِ ثَالثُ *** وَجُرِّدَ سَيفٌ لِلوَصِي وَلَهْدَمُ(2)

فَشُورى وإجمَاعٌ وَنَصُّ خلافةٍ *** تَعَالُوا عَلَى الإِسْلَامِ نَبكِي وَنَاطِمُ

أبو يحيى الوزير المغربي(3):

[ من المتقارب ]

لَئِن كَانَ إِجْمَاعُهُمْ حُجَّةً *** فَلِمْ نَاقَضَ(4) الشَّيخُ فِيها دَلِيلَهُ ؟!

ص: 276


1- إشارة إلى الخبر المروي عن عمر بن الخطاب، أنه قال : .. ولو كان سالم مولى حذيفة حياً استخلفته . راجع: تاريخ المدينة لابن شبة 886/3 ، الكامل لابن الأثير 440/2 ، العقد الفريد 27/5 .. وغيرها .
2- الْلَهْدَمُ : كجعفر - الحادّ القاطع من السيوف والأسنة والأنياب. لاحظ : العين 127/4 لسان العرب 556/12 القاموس المحيط 179/4 مجمع البحرين 171/6 . . وغيرها . وعلى كلّ ؛ فإنّ الكلمة مشوشة في ( ألف ) لعدم العجمة فيها، وقد تقرأ : لهدم .
3- في نسختي الأصل : العربي ، وتحريف عن المثبت ، وهو : الوزير المغربي، الذي مرت ترجمته في المقدّمة، وليس لنا مصدر لشعره، وما جاء في المناقب يغاير ما ههنا ، وسيأتي لهذه الأبيات تتمة في المجلدات التالية لهذا الكتاب.
4- فى الخطيتين : ناقص .

وَقَامَ الخَلِيفَةُ مِن بَعدِه *** يَسُنُّ الضَّلَالَ فَيهدي سَبِيلَهُ

وَيَزعُمُ بَيعتَهُ فَلتةً وَيَصدُقُ لَا صَدَّقَ اللهُ قِيلَهُ(1):

وحكم الأوّل في الردّة وقال : والله لو منعوني عقالاً لجالدتهم بالسيف .. فبعث خالداً، فقتل مالك بن نويرة وتزوّج امرأته وسباهم، فقال عمر لخالد: والله لئن ولّيتُ من أُمور المسلمين شيئاً لقتلتك به و من قتلت من ا من أصحابه .. فقد تحقق عندي أنك قتلته رغبةً منك في امرأته ...

فلما قام عمر عزل خالداً وردّهم بعدما ولدوا وأنكحوا!

وزعم أهل الرواية أنته استرجع بعض نسائهم من نواحي تستر ، وفيهن حوامل فردّهن على أزواجهن..

فإذا كان فعل أبي بكرهم خطأ ؛ فقد أطعم المسلمين الحرام من أموالهم وملكهم العبيد الحرام من أولادهم ، وأوطأ لهم الفروج الحرام من نسائهم...

فإن كان فعله حقاً فقد أخذ عمر نساء من قوم يستحقون وطيهم حلالاً، وردّ على قوم لا يستحقونهنّ [ف] يطؤوهنّ حراماً ، ففى كلا الوجهين أخطئا وفعلا ما لا يُرضي الله ورسوله .

الشاعر :

[ من الرجز ]

وَلَمْ سَرَى إِلى بَنِي حَنِيفَةٍ *** بِخَالِدٍ جَهلاً وَظُلْماً وَعَدَا ؟!

ص: 277


1- في نسختي الأصل: قبيله ، وهي مصحفة عن المثبت.

فَسَارَ بِالجيش إلَيهِم خَالِدُ *** مُتَّبِعاً للأمر في سفك الدما

وَلَمْ سَبّوا حَرِيمهم وَاقْتَسَمُوا ال_ *** قَومَ جَمِيعاً بِالبَناتِ وَالنِّسا؟!

وأنكَرَ الرجسُ الدُّلَامُ فِعَلَهُ *** ذَاكَ وَإِنْ كَانَا عَلَى حَالٍ سوا

العوني(1):

[ من الطويل ]

وَمَا نَصَّ فِيمَا يَزعَمُونَ نَبتُهم(2) *** عَلَيهِم وَمَا كَانُوا لَه بِوُلاةِ

وَلَا النَّامَ قَولُ المُسلِمينَ عَليهِمُ *** وهُمْ غَيرُ أبطَالٍ وَغَيرُ حُمَاةِ

وَقَد خَالَفُوا القُرآنَ فِي بَعض فعلهم *** وَسَنُّوا أُمُوراً غَيرَ مُلتَيَّمَاتِ

وَحَرَّمَ ذَا مَا كَان ذَاكَ أَحَلَّه *** يفرح(3) بالآراء مختلفات

وَكَذَّبَ ذا هذَا وَسَمَّوه صَادِقاً *** مُصيباً وَتِلكُم أَبْدَعُ البِدَعَاتِ

ص: 278


1- لقد سلف الحديث عن الشاعر وشعره في المقدّمة، ولم ترد هذه الأبيات في مصدر نعرفه ، ولا في مجموعة شعرية سوى كتابنا هذا .
2- تقرأ الكلمة في نسخة ( ألف ) : بينهم .
3- كذا؛ والكلمة غير منقوطة في نسختي الأصل، وقد تكون: يفرّج أو يفرّع

وفي فتيا الجاحظ(1)؛ أنه قال النّظام : إنّي لأعجب من قول الثاني : إنّي لأستحى من الله أن أخالف الأول..!!

فإن كان الثاني بايعه فإنّ(2) خلافه لا يجوز .. فقد خالفه في الجد(3) مائة مرة(4)، وفي أهل الرّدة.. وفي أمور كثيرة ..

وإن كان لم يقل ذلك ؛ لأنّ الأوّل لم يخطئ، ولكنّه كان [قد] استبان له بعد أن الحق ما قال الأوّل في الكلالة.

فإن كان ذلك كذلك فما وجه قوله : إنّي لأستحى من الله أن أخالف الأول..!

وهذا قول لو(5) قال به أبعد الناس كان عليه في الإقرار به إثم(6)، على أن الأوّل لم يعزم على ذلك وقد تبرأ إليهم(7).

ص: 279


1- كتاب الفتيا للجاحظ المطبوع قطعة منه ضمن رسائل الجاحظ الأدبية برقم (10) والأصل مفقود كما صرّح في المقدمة : 6 - 7.
2- في نسخة (ألف ) : لأنّ.
3- في نسخة ( ب ) : الحد .
4- قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة :181/1: وكان عمر يفتي كثيراً بالحكم .. ثمّ ينقضه ويفتي بضدّه وخلافه ، قضى في الجدّ مع الإخوة قضايا كثيرة مختلفة ، ثم خاف من الحكم في هذه المسألة فقال : من أراد أن يتقدّم جراثيم جهنم فليقل في الجدّ برأيه !
5- في نسخة ( ب ) : أو ، بدلاً من : لو .
6- لا توجد : إثم ، في نسخة ( ب ) ، وجاءت على نسخة (ألف) تصحيحاً.
7- وقد أخذه البياضي (رحمه الله علیه) من كتابنا هذا في الصراط المستقيم 302/2. كما وقد أورده السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الشافي : 242 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 126/4 - 127]، وحكاه عنه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج 28/2 ، وجاء في المسترشد للطبري (رحمه الله علیه): 241 و 243 ، والإيضاح للفضل بن شاذان : 135 - 136 ، وغاية المرام للبحراني (رحمه الله علیه) 341/5 - 342.. وغيرها.

ابن العودي(1):

[من الطويل]

لَقَد شَرَعُوا(2) فِي نَقض مَا شَادَ أَحمَدُ *** ولكنَّ دِينَ اللهِ لَا يُتهدَّمُ

يُقِيمُ حُدَودَ اللهِ فِي غَيرِ كُنهها(3) *** وَيُفتي إذا استُفْتِي بِمَا لَيسَ يَعلَمُ

يُكَفِّرُ هذا رأي هذا بقوله *** وَيَنقُضُ هذا ماله ذاكَ يُبْرمُ

يُقرَّبُ مَفضُولٌ وَيُبعَدُ فَاضِل *** وَيُسكتُ مِنطِيقُ ويُنطَقُ أبكم

ص: 280


1- هو الشاعر النيلي ( 478 - 558 ه_) المترجم في المقدمة، وكذا قصيدته هذه الميمية ، فلاحظ . وقد جاءت هذه الأبيات مبثوثة في الغدير 375/4 - 376 بتقديم وتأخير ، واختلاف أشرنا له ، وما هنا تنظيماً وسبكاً ومعنىً أولى وأقرب مما هناك .
2- في الغدير : وكم شرعوا .
3- في الغدير : حقها ، بدلاً من : كنهها .

وَمَا أَخَرُوا فِيهِم عَليّاً لِمُوجِبٍ *** ولكنْ تَعَدُّ مِنهُمُ وَتَغَشُّمُ(1)

وَلكنْ حُقُودٌ أُظْهِرَتْ وَضَغَائِنٌ *** أُثِيرَتْ وَبَغي بيِّنُ الظُّلم مِنهُمُ(2)

وقول الثاني في(3) الأوّل: وددت أنتي شعرة في صدر الأول(4) ..! ثم قام بعده بجمعة فقال : إنّ بيعة فلان كانت فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ! !(5)

ص: 281


1- في الغدير : و تظلّم ، بدلاً من وتغشم ، والكلمة في ( ب ) مشوشة تقرأ : تعشرم .
2- جاءت في نسخة (ألف ) : مؤلم ، بدلاً من منهم ، والعجز في الغدير هكذا : وبغي وجور بين الظلم منهم.
3- في نسخة ( ب ) : على ، بدلاً من : في .
4- ذكر الطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 153/2 ( فيما احتج به الإمام الصادق (علیه السّلام) على أبي هذيل ) [ وفي طبعة 319/2 ، الطبعة الأولى : 196]، وعنه في بحار الأنوار 279/49 - 281 (باب (18) حديث 25 ، جاء فيه : « وأخبرني - يا أبا الهذيل ! - عن قيام عمر ، وقوله : وددت أني شعرة في صدر أبي بكر ... ثمّ قام بعدها بجمعة ، فقال : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها ، فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه .. ! فبينما يود أن يكون شعرة في صدره ، وبينما هو يأمر بقتل من بايع مثله ..».
5- وروى الحلبي (رحمه الله علیه) في تقريب المعارف : 366 - 367 قول عمر عند وفاته : وددت أنتي نجوت كفافاً لا عليّ ولا لي.. ثمّ قال: وهذا موضح عن علمه من نفسه بقبح ما أتاه بخلافته .

[و] في حديث آخر .. فاضربوه بالسيف .. فبينا هو يود أن يكون شعرة في صدره، وبينما هو يأمر بقتل من بايع مثله !!(1)

الشاذكوني؛ عن جعفر بن سليمان الضبعي(2)، عن أبي عمران الجوني(3)، قال: قال الأوّل الصديق : وددت أني شعرة في صدر عبد مؤمن ..!(4)

ص: 282


1- لاحظ مصادر الحديث - أيضاً - في : سيرة ابن هشام 336/4 - 338، وكنز العمّال 139/3 حديث 2326، وشرح النهج لابن أبي الحديد 3/2، کتاب البخاري، كتاب الحدود ( باب رجم الحبلى من الزنا ) 119/4 - 120 ، وتاريخ اليعقوبي 158/2..
2- في المسترشد : الضبيع .
3- في نسختي الأصل : الخزمي ، والصحيح ما أثبتناه.
4- التعجب : 57 و 59 [ وفي الطبعة المحققة : 137 من دون كلمة ( عبد ) ]. قال الطبري (رحمه الله علیه) في المسترشد : 554 - 555 - ما حاصله - : .. وفضل صاحبه و ظاهر عليه ؛ لأنهم قد رووا أن عمر قال : لوددت أني شعرة في صدر أبي بكر ، فما أعجب هذا الأمر ، وهذا أبو بكر يود أنته شعرة في جنب مؤمن .. رواه الشاذكوني قال : قال أبو بكر... : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن .. ثم قال : فهذا أبو بكر يود أنته شعرة في جنب عبد مؤمن وعمر يود أنته شعرة في صدر أبي بكر .. وقال البياضيا (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 299/2 قال : وقد اشتهر أنه قال : .. شعرة في صدر مؤمن .. ولاحظ : كتاب التعجب للكراجكي (رحمه الله علیه) : 59[ وفي الطبعة المحققة : 137 ( هامش ) ]، والاستغاثة في بدع الثلاثة 2 / 50 [ الطبعة المحققة ] .. وغيرهما وأيضاً؛ جاء في كتب العامة : كما في كنز العمّال 496/12 حديث 35626، و تاريخ مدينة دمشق 343/30 ، والاستيعاب في معرفة الأصحاب 1150/3 (تحقيق البجاوي ) ، والمحاسن والمساوي للبيهقي : 53 ، والوافي بالوفيات 285/22 ، وفيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 418/4.. وغيرها .

ثمّ قال الثاني: وددت أنتي شعرة في صدر الأوّل ..!

ثمّ أنتم تروون(1): إذا كان يوم القيامة تجلّى الله للناس عامة وللأوّل خاصة ..(2) رواه لكم الزهري والشعبي.

الناشي(3):

[ من الطويل ]

ص: 283


1- في نسخة ( ب ) : ترون .
2- المستدرك للحاكم 83/3 ، حلية الأولياء 11/5 - 12، تاریخ بغداد 19/12، الموضوعات لابن الجوزي 225/1 - 227 . =
3- هذه قصيدة مفصلة في مدح أهل البيت (علیهم السّلام) وذم أعداءهم، وقد جاءت قطعة منها ما سلف، كما وتجد لها تتمة في المناقب 310/1 ( بيتان)، و 160/2 (6) أبيات ، 74/3( 5 ) أبيات ، 94/3(6) أبيات ، و 121/3 ( بیتان)، و 318/3 - 319 ( 4 ) أبيات ، ولم نجد في مصدر هذه الأبيات المذكورة هنا. ولعلّ مطلعها الأبيات التي جاءت في المناقب 74/3 من قوله (رحمه الله علیه): [ من الطويل] وأفضل خلق الله بعد مُحمّدٍ *** و وارتُهُ علم الغيوب وغاسلة وَعيبةُ علم الله والصادقُ الذي *** يقولُ بمُرّ القول إن قال قائله .. إلى آخره.

ألا أيُّها النَّاسُ الَّذِينَ تَوَارَدُوا *** لِمَشرَب(1) مَاءٍ يَجرَعُ(2) الصَّابَ نَاهله

تَرَكتُم هُدَاةَ الدِّينِ لَم تَقتَدُوا بِهم *** فَسَاسَتْكُم جُهَالُهُ وأَرَادَلُه

رَجَعْتُم عَلى أَعْقَابِكُم فَعَلَا على *** منابرِكُمْ ضِدُّ النَّبِيِّ وَجَاهِلُهْ

وفي تاريخ الطبري(3): أنته قال الشعبي : كان أبوبكر لا(4) يستعين في حربه بأحد من أهل الردة حتى مات، وكان عمر قد استعان بهم ..!

وهل كان فعلهما إلّا لاتباع(5) الهوى وحمية الجاهلية ؟ !

وفي حديث محمد بن الصباح الكناني ؛ عن الصادق (علیه السّلام): « أنته لما سمع أبو بكر مقالة فاطمة (عليها السلام)، دعا بصحيفة ليكتب لها بها كتاباً ؛ فأقبل عمر فقال : يا خليفة رسول الله ! ما تصنع ؟ فقال : هذه بنت رسول الله كلمتني في فدك ، وزعمت

ص: 284


1- في نسختي الأصل : بشرب.
2- في نسخة (ألف) : الجرع ، ويقرأ العجز في نسختي الأصل : بشرب ماء يجرع الصابَ ناهله.
3- تاريخ الطبري 25/4 [طبعة الأعلمي - بيروت 133/3]، وقريب منه فيه 489/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 9/3].
4- كلمة ( لا ) زيادة من (ألف) .
5- الكلمة مشوشة في نسخة ( ب ) ، وقد تقرأ هناك : السباع .

أنّ رسول الله تصدّق بها عليها ، فأردت أن أكتب لها كتاباً ..

فقال عمر : ناولني الكتاب .. فناوله فخرقه(1)، ثمّ قال : لا والله لا تكتب لها بفدك حتى تقيم البينة بالقصة »(2).

وفي رواية محمد بن أسلم عن زيد بن على (علیه السّلام): أن الثاني بعث إلى ولد فاطمة بغلة فدك ، فقال له بعض أهله : طعنت على من كان قبلك .

ورويتم ؛ أن الأوّل أرق(3). اليمن وبيعوا فوطئت الفروج .. فلما استخلف الثاني أعتق ذلك السبي، وقال : لا أملك على عربي(4)..! فأعتقهن وهنّ حُبالى وفرّق بينهن وبين من اشتراهن ، فمضين إلى بلادهن ومعهن أولاد - أيضاً - منهن(5).. وذلك أنّ أبا موسى ادعى أنه أعطاهن عهداً وحلف على ذلك،

ص: 285


1- في نسختي الأصل : فحرقه .
2- كما جاء في كتاب مصباح الأنوار : 246 - 247 - وحكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) عنه في بحار الأنوار 157/29 - عن الإمام الباقر (علیه السّلام)، أن الأول كتب الكتاب وأشهد عليّاً أمير المؤمنين (علیه السّلام) وأم أيمن إلا أنّ الثاني أخذ الكتاب منها فبصق فيه ومحاه .. إلى آخر ما هناك .
3- في نسخة (ألف): سرق.
4- راجع : تاريخ اليعقوبي 139/2 ، الإيضاح : 249 .. وغيرهما . بل كره أن يصير السبي سنة على العرب ، كما جاء في كتاب الأموال : 197 - 199، والإيضاح : 249 ، وتاريخ الطبري (الأُمم والملوك ) 549/2 ، وسنن البيهقي 23/9 - 74 ، ونيل الأوطار 150/8 ، والمسترشد : 115.. وغيرها.
5- كذا ؛ ولعلّ الأظهر : منهم . أقول : روي عن أبي جعفر (علیه السّلام) مسنداً - كما في الخصال للشيخ الصدوق (رحمه الله علیه): 171 حديث 227 - وعنه في الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 125/30 (باب 19) حدیث 5 - أنه قال : «لما حضر عمر الموت ، قال : أتوب إلى الله من رجوعي عن جيش أُسامة ، وأتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن، وأتوب إلى الله من شيء كنا أشعرنا قلوبنا ، نسأل الله أن يكفينا ضره .. وإنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة ..».

فردّهن(1) عمر إلى أرضهن(2) حبالي ..!!

فمن أين كان في الحكم أن يحلف أبو موسى - وهو مدع - على حقوق المسلمين، ثمّ يخرج الحقوق من أيديهم بلا بينة ؟! فهذه من عجائب رواياتكم على الصحابة !

وذكر المرتضى في الشافي(3): الدليل على أن الثاني لم يكن متديناً بصحة إمامة الأوّل أشياء :

منها : ما رواه الهيثم بن عدي(4)..

ص: 286


1- في نسختي الأصل : فردهم .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل: أرضهم.
3- الشافي في الإمامة 4 / 126 - 128 باختصار أشار له (قدس سره).
4- هو : الهيثم بن عدي الطائي الكوفي ، أبو عبد الرحمن المنبجي من رواة الأخبار، روى عن جمع وتوفي سنة 206 ه_. لاحظ : میزان الاعتدال 324/4 برقم 9311 ، وطبقات المدلسين لابن حجر : 57 برقم 151 ، ولسان الميزان لابن حجر 209/6 ، والمعارف لابن قتيبة : 299 ، وتاريخ بغداد للخطيب 14 / 50 - 52 .. وغيرها لغيرهم .

عن عبد الله بن عيّاش(1) الهمداني ، عن سعيد بن جبير ، قال : ذكر الشيخان عند ابن عمر ، فقال رجل : كانا والله شمسي هذه الأمة ونوريها(2)، فقال [له] ابن عمر : وما يدريك ؟ ! قال له الرجل : أو ليس قد ائتلفا ؟ ! قال ابن عمر: قد اختلفا لو كنتم تعلمون ...

ثم ذكر أنته استأذن عليه عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال الثاني : دويبة سوء(3) وهو خير من أبيه !.. فلما دخل عليه كلّمه فى الحطيئة الشاعر وإطلاقه من الحبس ، فقال عمر(4): إنّ(5) الحطيئة لبذي(6) فدعني أقومه(7) بطول الحبس(8). فألح عليه عبد الرحمن وأبى الثاني(9).

ص: 287


1- تقرأ في نسختي الأصل : عباس ، والصحيح ما أثبتناه.
2- تقرأ في نسخة (ألف ) : نوريهما .
3- في تلخيص الشافي 160/3 : رؤية سوء. لاحظ : الأسرار فيما كني وعرف به الأشرار 2 /205.
4- لا توجد كلمة : عمر ، في نسخة ( ب ) .
5- في نسخة ( ب ) : إنّ في .. ولا توجد في .. في المصدر ، ولا معنى لها .
6- في نسخة ( ب ) : ندا ، ولعلّه ، أوداً ، ويراد منه : الاعوجاج.
7- في نسخة ( ب ) : أحسمه ، ولعلّه : احبسه ، كما هو في أصل الشافي، وما هنا جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 28/2.
8- في شرح نهج البلاغة : إنّ في الحطيئة أوداً فدعنى أقومه بطول الحيس.
9- لاحظ : ما ذكره السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الشافي 126/4 - 135 [ وفي الطبعة الحجرية : 242] ، وحكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج 28/2، وجاء في المسترشد : 241 - 243 ، والإيضاح : 135 - 136 .. وغيرها . وراجع أيضاً : ما عنونه في الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 2 /205.

وخرج عبد الرحمن وأقبل عليّ أبي(1) فقال : أوفى(2) غفلة(3) أنت إلى يومك هذا على ما كان من تقدّم أحيمق بني تيم عليّ وظلمه لي ..؟! وساق الكلام إلى أن [ قال : فما دارت الجمعة حتى ] قام خطيباً في الناس فقال : أيها الناس! إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة .. الخبر(4).

ومنها(5): ما رواه شريك بن عبد الله النخعي، عن محمد بن عمرو(6) بن مرّة،

ص: 288


1- هنا في نسخة ( ب ) كلمة : الثاني ، وما أثبتناه جاء في نسخة (ألف ).
2- في المصدر : أفي ..
3- في نسختي الأصل مصحفاً : عقله .
4- وانظر الخبر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 28/2 ، والأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 205/1-206. وجاء مفصلاً في الإيضاح للفضل بن شاذان (رحمه الله علیه): 73 - 74 [ الطبعة المحققة : 134 - 136].
5- الشافي في الإمامة 4/ 129 - 132 ، وذكر قبل هذا حديثاً مثله . ولاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 32/2.
6- في نسختي الأصل : عن عمر ، عن معمر .. وهو سهو، وفي الإيضاح : عمر - بدون واو - وهذا السند جاء كذلك في سائر مصادر الخبر ، مثل الشافي، وتلخيصه ، وشرح نهج البلاغة .. وغيرها .

عن أبيه ، عن عبد الله بن سلمة، عن أبي موسى الأشعري(1): أن قريشاً كرهوا من الأوّل استخلافه الثاني - وكان طلحة أحدهم - وأشاروا عليه ألا يستخلفه؛ لأنته فظ غليظ .. فقال الثاني : كلاً ! بل كان الأوّل أعنف(2) وأظلم [هو الذي سألتما عنه ]، كان والله أحسد(3) قريش كلّها .. ثمّ قال : والهفاه ! على ضئيل بني تيم بن مرة ، لقد تقدمني ظالماً ، وخرج إلى حلها(4) آثما .. إلى آخر الخبر(5).

وزعمتم ؛ أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قبض وهو راض عن المهاجرين الأولين، وأنتهم من أهل الجنة ، ثمّ اختار منهم ستة ليختاروا رجلاً منهم، وقال: إن اتفق أربعة من الستة التي اختارهم وأبى اثنان فاضربوا أعناقهما، وإن افترقوا ثلاثة ثلاثة فالفرقة التي فيها عبد الرحمن الحق معها ، فاضربوا أعناق الثلاثة الأخر(6)، وإن مضت ثلاثة أيام ولم يفرغوا من شأنهم فاضربوا أعناقهم جميعاً ...!!

ص: 289


1- هنا سقط كثير جداً ونقل بالمعنى في الباقي مع اختصار.
2- في نسختي الشافي: اعق ..
3- في نسختي الأصل : أحَدٌ .
4- في المصدر والإيضاح وشرح النهج : وخرج إليّ منها .
5- وأورد ذلك الفضل بن شاذان (رحمه الله علیه) في الإيضاح مفصلاً : 75 - 77 [ الطبعة المحققة : 144 - 148 ]، وكذا ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 32/2.. وغيرهما فراجعها إذ فيه زيادات وفوائد . لاحظ : الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 342/2.
6- من قوله : فاضربوا .. إلى هنا لا يوجد في نسخة ( ب ) .

فكيف يقتل أهل الجنة ؟ ! وكيف لا يكون الحق في حيّز علي (علیه السّلام)؟! وقد قال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) : «علي مع الحق والحق مع علي».

وروى عبد الله بن صالح ؛ عن الليث بن سعد ، قال : قال الثاني للزبير : أما أنت يا زبير ! فمؤ من الرضا ، كافر الغضب ، وأما أنت يا على فَمُراءٍ(1)!!..

فياعجباً هم عندهم من أهل الجنة، ويقول هذا القول ؟! وهل يصلحان للشورى ؟!!

العوني(2):

[ من الوافر ]

فَمِن تَيمٍ بَرِئتُ وَمِن عَدِيٌّ *** وَوَعْدِ بَني أُميّةَ وَالصَّمِيمِ(3)

وَأَبرأَ مِن بَنِي مردَاسَ جَمْعاً *** وَلَستُ إِلَيهِمُ بِالمُستَليم

ص: 290


1- ستأتي مصادر هذه الافتراءات والنسب لمولانا أمير المؤمنين (علیه السّلام) في مطاعن الخليفة النغل الثاني. وانظر نموذجاً من مصادر الخبر: شرح مشكل الآثار 477/12، مسند الشاميين 51/3 ، البدء والتاريخ 189/5 - 190 ، تاريخ مدينة دمشق 453/45.. وغيرها.
2- لم ترد هذه الأبيات في ما عرف من شعر العوني وما بقي من تراثه المحروق من قبل عصابة الجور والظلم ! - كما مرّ في ترجمته - فلم ينقله المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب ، ولا العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير .. ولا غيرهما ، وإن كانا قد أوردا فيهما ما هو على رويه ووزانه وقافيته .
3- كذا ؛ ولعلّه : الزنيم ، كما وقد تكون : الصّميم ؛ بمعنى المضموم إليهم ، ويُعنى به معاوية .

وَأَشيَاعُ الجَميع بَرنْتُ مِنهم *** خُصُوصِهُمُ وَمِن كُلِّ العُمُوم

أُمَيَّةٌ شَرُّ خَلقِ اللهِ جَمعاً *** وَهُم كَانُوا ذَوِي الظُّلْمِ القَدِيمِ(1)

فَلَم يَرعَوا لأَحمدَ مِن ذِمَامٍ *** وَلَا حَاطُوا لِأَحْمَدَ مِن حَرِيمِ

***

ص: 291


1- جاء هذا البيت في نسخة ( ب ) - وقد خطّ عليها في نسخة (ألف) - هكذا : أميّة أم بني مرداس شرّ عليهم من ذوي الظلم القديم إلّا أنّ ما هنا أُثبت تصحيحاً على نسخة (ألف)، ولا يوجد العجز فيها .

ص: 292

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدّمات ]

[فصل 16] [ في ذكر العريش ]

ص: 293

ص: 294

فصل

في ذكر العريش(1)

ص: 295


1- أقول : العريش لغة هو كلّ ما يستظل به ، وهو بناء من خشب، وهو شبه الهودج أو خيمة من خشب. لاحظ : لسان العرب 313/6 - 314 ، القاموس المحيط 278/2، تاج العروس 322/4 - 323 ، غريب الحديث للحربي 174/1.. وغيرها. قال ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق أنته بناه له سعد بن معاذ . لاحظ: سيرة ابن هشام 2 /458 ، وسيرة ابن كثير 2 / 435 ، والكامل لابن الأثير 126/2 ، و تاريخ الطبري 151/2 ، والغدير 202/7 . . وغيرها . وقد تبجح القوم وتفاخروا بجلوس الأول والثاني مع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في العريش يوم بدر ، وإن أبا بكر كان معه (صلی الله علیه و آله و سلم) يدبرها .. أي الحرب !! وقد أجاب المأمون عن ذلك من احتج به بقوله كما في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 187/12 [ وفي طبعة 205/12] - : أكان يدبّر دون النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أو معه فيشركه ، أو لحاجة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) إلى رأي أبي بكر ؟ ! أي الثلاث أحب إليك ... قال : فما الفضيلة في العريش ؟ فان كان فضيلة أبي بكر بتخلّفه عن الحرب فيجب أن يكون كلّ متخلف فاضلاً أفضل من المجاهدين ، والله عزّ وجلّ يقول : ﴿ لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمَجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ.. ﴾ [سورة النساء ( 4 ) : 95]. وجاءت ألفاظ أُخرى عن كتاب البرهان - كما حكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 142/72 - وكذا ابن عبد ربه في العقد الفريد 5 /353[دارالكتب العربية وقد ورد الحديث عن هذا في مناظرات الشيخ المفيد طاب ثراه كما في الفصول المختارة 14/1 - 15 - حيث أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حال بينهما وبين منزلة المجاهدين التي هي أجلّ وأشرف من القعود - وذلك لعلمه (صلی الله علیه و آله و سلم) أنهما لو تعرضا للقتال أو عرضا له لأفسدا؛ إما بأن ينهزما ، أو يولّيا الدبر - كما صنعا يوم أحد . احد وخيبر وحنين - أو كانا يصيرا إلى أهل الشرك مستأمنين لما ينالهما من الخوف والجزع .. أو غير ذلك ...

جميل بن درّاج(1)، عن زرارة ، عن أبي جعفر في قوله: ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ﴾(2) قال : « يا زرارة ! أو لم تركب هذه الأُمة بعد نبيها طبقاً عن طبق في [أمر] فلان وفلان ، وفلان»(3).

بيروت ] .. وغيرها .

ص: 296


1- كذا ؛ والصحيح: عن جميل بن صالح ، كما في الكافي .. وغيره.
2- سورة الانشقاق ( 84) : 19 .
3- أصول الكافي 415/1 حديث 17. انظر : تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) : 718 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 413/2 ، وفي الطبعة المحققة 1144/3] وفيه : « لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، ولا تخطؤون طريقتهم [ طريقهم ] ولا تخطؤون [ يخطئ ] طريقتهم شبر بشبر .. وذراع بذراع.. وباع بباع .. حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه .. » ، ومثله في مسند أحمد بن حنبل الشيباني 125/4. وراجع : كتاب البخاري 81/6 (باب) 50 من كتاب الأنبياء)، وسنن الترمذي 321/3 باب (16) ، ومستدرك الحاكم 518/2 ، والباب 14 من كتاب الاعتصام، 518/2 و كتاب مسلم 2054/4 باب اتباع سنن اليهود والنصارى ) حديث 6(2669)، وسنن ابن ماجة 1322/2) باب افتراق الأمم) حديث 3994، ومسند أحمد بن حنبل 236/2 ، و 325 ، و 327 ، و 367 ، و 450 ، و 511 ، و 527 ، وكذا في 84/3، و 89 ، و 94 .. وغيرها كثير ، والحديث مستفيض بين الفريقين، جاء غالباً ذيل حديث الافتراق .

في الأغاني(1)؛ عن الإصفهاني، والمغازلي(2) عن ابن إسحاق(3)، روى ابن سعود: أنته لما فاتت(4) عير قريش وأدركهم القتال؛ استشار النبي (عليه وآله والسلام ) أبا بكر وعمر ؛ فقالا كلاماً احمرّ وجه رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] من الغضب.

وفي صحيح مسلم(5)؛ عن أنس قال ... فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه ، ثم تكلّم قال:...فتكلّم أبوبكر عمر فأعرض عنه ...

ص: 297


1- الأغاني 380/4 [ طبعة دار إحياء التراث العربي، وفي طبعة دار الكتب العلمية 182/4] نقلاً بالمعنى وجمعاً بين الروايات.
2- المناقب للمغازلي ، ولم نجده في مطبوعه. ولاحظ : أنساب الأشراف 287/1 ، و 120/10.. وغيرهما.
3- سيرة ابن إسحاق ، وقد طبع قطعة منها ، وقيل قد فقد الباقي منها ولم نجد نص ما جاء هنا في المطبوع منها . ولاحظ : أنساب الأشراف 287/1، و 120/10.. وغيرها.
4- في نسخة (ألف): فات، وجاء في نسختي الكتاب تحت كلمة (عير) : جماعت، ولعلّ الكاتب كتبها ليبين معنى عير .
5- کتاب مسلم 1403/3 - 1404 ( باب (30) حدیث 83 [كتاب الجهاد والسير حدیث 3330].

ووافق الطبري(1) مسلماً ، وأحمد(2) بعد ذلك ، فقالا : فقام سعد بن معاذ فقال: إيانا تريد يا رسول الله(3) ؟! ... والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها(4)، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك(5) الغماد(6) لفعلنا ..(7)

قال : ففرح رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وانطلقوا حتى نزلوا بدراً(8).. الخبر .

ص: 298


1- تاريخ الطبري 2 / 434 - 435 [ طبعة الأعلمي 141/2]، باختصار ونقل بالمعنى، وأورده اليعقوبي في تاريخه 270/2 وابن خياط كذلك : 20 و 24.. وغيرهما.
2- مسند أحمد بن حنبل 257/3 [ طبعة دار إحياء التراث 153/4 - 154 حديث 13292 [باب باقي مسند المكثرين حديث 13027 ] ، وقد جاء بعد الكلام السابق عن كتاب مسلم .. ونظيره في المسند 219/3 [ طبعة دار إحياء التراث 89/4 - 90 حدیث 12883 ، ( باب باقي مسند المكثرين ) حدیث 12819].
3- في تاريخ الطبري : والله! لكأنك تريدنا .. وفي مسند أحمد : إيانا يريد رسول الله ..
4- كذا في مسند أحمد بن حنبل ؛ وفي تاريخ الطبري : .. إن استعرّضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك .
5- تقرأ في نسخة (ألف ) : أبرك .
6- في نسخة (ألف ) : العباد ، وعليها نسخة (العماد) ، والصحيح - كما في المسند والصحيح -: الغماد .
7- جاء النصّ في تاريخ الطبري هكذا .. ما تخلف منّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً ، إنا لَصُبّر عند الحرب، صُدّق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك .. فسر بنا على بركة الله .. فسر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بقول سعد ونشط ذلك ..
8- في مسند أحمد ، بإسناد آخر ذيله : فندب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدراً .. إلى آخره.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(1)، وأبي حمزة الثمالي(2): أن الأوّل قال : إنها قريش وخُيَلا ها(3) ما آمَنَتْ منذ كفرَتْ ، ولا ذلَّتْ منذ عزَّتْ ، ولم تخرج على هيئة الحرب.

فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) [له]: «اجلس » ! فجلس [قال: «أشيروا عليّ»](4)، ثمّ قام الثاني فقال مثل ذلك ، فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) «اجلس ! » فجلس ..

ثم وافقهم البخاري(5) في الرواية قالوا : فأتاه المقداد، فقال : يا رسول الله ! ، إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى (علیه السّلام): ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هُهُنَا قَاعِدُونَ ﴾(6) فوالذي بعثك بالحق [لو سرت بنا إلى بَرَك الغماد ](7) لجالدنا

ص: 299


1- تفسير عليّ بن إبراهيم (رحمه الله علیه) 1 / 258 - 259 ( سورة الأنفال : 8) [الطبعة الحروفية ، وفي الطبعة المحققة 373/1 - 374].
2- تفسير أبي حمزة الثمالي (رحمه الله علیه) : 181.
3- الكلمة مخففة عن: وخيلاؤها ، كما في تفسير القمي خيلاؤها ، وفي مصادر الخبر عند العامة : وعزّها .
4- ما بين المعكوفين مزيداً من المصدر.
5- كتاب البخاري 65/6 في خبر [كتاب تفسير القرآن حديث 4243].
6- سورة المائدة ( 5 ) : 24 . أقول : إلى هنا في كتاب البخاري وجاء بعده .. ولكن امض ونحن معك .. فكأنته شرى عن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
7- ما بين المعكوفين مزيد من سيرة ابن هشام 447/2 .

من دونه معك حتى تبلغه .. فدعا النبي عليه [و آله] السلام له بخير(1)، فقال سعد : ما تقدم ذكره.

فقال النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «سيروا على بركة الله ؛ فإنّ الله قد وعدني احدى الطائفتين(2)، ولن يخلف الله وعده »(3).

قال الطبري(4)، وابن إسحاق(5): قال سعد بن معاذ : يا رسول الله ! نبني لك

ص: 300


1- تاريخ الطبري 273/2 [ طبعة دار القلم ] . وانظر : الكامل في التاريخ 83/2 [ طبعة دار الكتاب العربي ]، والسيرة الحلبية 692/2 [ طبعة مصطفى الحلبي ] .. وغيرهما .
2- في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 113/14 زيادة هنا هي : « والله لكأني انظر إلى مصارع القوم».
3- راجع: المغازي للواقدي 48/1 - 49 [ طبعة أكسفورد ]، وإمتاع الأسماع للمقريزي : 74 - 75 ، وكذا فيض القدير شرح جامع الصغير 268/2 ، وتفسير أبي حمزة الثمالي : 182 ، وجامع البيان للطبري ، 246/9 ، وتفسير ابن كثير 301/2، والطبقات الكبرى لابن سعد 14/2.. وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14 / 111 - 113 .. وغيرها لغيرهم . ولاحظ : تفسير التبيان للشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) 81/5 ، وكذا مثله في بحار الأنوار 81/5، 217/19 - 218 ( باب 10 ، غزوة بدر ) .
4- تاريخ الطبري 440/2 - 441 باختصار ونقل بالمعنى، ولاحظ : الكامل 122/2، والسيرة النبوية 1 / 620 .. وغيرهما .
5- لم نعثر عليه في المقدار المطبوع من سيرة ابن إسحاق، لكن رواه عنه ابن هشام في سيرته 168/3.

عريشاً [ من جريد] فتكون فيه ، ونُعدّ عندك(1) ركائبك ، ثمّ نكفي(2) عدوّنا .. فإن أظهرنا [الله] عليهم أظهرنا(3)، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا ] مكانك .. فدعا النبي ( عليه و آله السلام ) له بخير(4).

ثم بنى له عريشاً وجلس النبي عليه و آله السلام فيه، ودخل معه الأوّل، ورأى النبي ( عليه و آله السلام) في وجه سعد بن معاذ الكراهية - وكان هو قائماً متوشّحا بالسيف في نفر من الأنصار يخافون عليه كثرة(5) العدوّ -.

فقال ( علیه و آله السلام): «كأنك [ يا سعد] تكره ما يصنع الناس؟!» قال: أجل - والله ! - يا رسول الله ! كانت أوّل وقعة أوقعها الله بالمشركين ، وكان الإنخان(6) في القتل(7) أحب إلى من إستبقاء الرجال(8).

ص: 301


1- في دلائل النبوية 44/3: وننيخ لك ..
2- في المصادر : نلقي .
3- إلى هنا في كتاب مسلم ، وفيه : قال : فندب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الناس، فانطلقوا.. إلى آخره، وفي تاريخ الطبري : أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك مما أحببنا ..
4- راجع : أسد الغابة 214/3 - في ترجمته -، إمتاع الأسماع 94/1، و 242/9، والبداية والنهاية 268/3 ، وتاريخ الإسلام 2/ 80 وغيرها .
5- في تاريخ الطبري : كرة .
6- الإثخان في القتل : أي الإكثار منه والمبالغة فيه ، كما في السيرة الحلبية 413/2.
7- في نسخة (ألف ) : الانجاز ، وفي نسخة (ب): الإنجازي، وما أثبتناه جاء في جميع المصادر.
8- لاحظ : تاريخ الطبري 449/2 [ طبعة الأعلمي 150/2 – 151].

وقالت العامة : جلوسهما في العريش أفضل من جهاد علي (علیه السّلام) بالسيف .. ! لأنهما كانا مع النبي ( عليه و آله السلام ) في مستقره ، يُدبّران الأمر معه .. فدلّ على أنتهما أفضل الخلق عنده !!

فقال المرتضى في الفصول(1): قال الله تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله ﴾ (2) فلمّا منعهما النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفضيلة، وأجلسهما معه .. علمنا أن ذلك لعلم بأنّهما لو تعرضا للقتال أو عرضا له لأفسدا؛ إما بأن ينهزما [ أو يوليا الدبر ] كما انهزما(3) في يوم يوم أُحد وخيبر وحنين .. فكان في ذلك أعظم الضرر على المسلمين ، ولا يأمن وقوع الوهن فيهم؛ لهزيمة [ال_] شيخين من جملتهم ، أو كانا من فرط ما يلحقهما من الخوف والجزع يصيران إلى أهل الشرك مستأمِنَينِ .. أو غير ذلك من الفساد الذي يعلمه الله ، ولعلّه لطف للأمة بأن أمر الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم)] بحبسهما عن القتال.

فأما من توهم أنته أجلسهما للاستعانة برأيهما ..!

فقد ثبت أنته كان كاملاً [ وأنتهما كانا ناقصين عن كماله ، وكان ] معصوماً [ وكانا غير معصومين ، وكان ] مؤيّداً بالملائكة [ وكانا غير مؤيدين ، وكان ] يوحى إليه وينزل القرآن عليه ولم يكونا كذلك، [فأيّ فقر يحصل له - مع ما وصفناه -

ص: 302


1- الفصول المختارة : 34 - 36 باختصار و تصرف، وزيد بين معقوفتين منه ما يلزم.
2- سورة النساء ( 4 ) : 95 .
3- في المصدر : كما صنعا .

J

إليهما لولا عمى القلوب، وضعف الرأي، وقلّة الدين .. ؟ !].

والذي يكشف لك عن صحة ما ذكرناه آنفاً في وجه إجلاسهما معه في العريش ] أنّ الله تعالى قال: ﴿ إنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ .. ﴾(1) الآية، فلا يخلو [الرجلان ] من أن يكونا مؤمنين أو غير مؤمنين ..

فإن كانا مؤمنين ؛ فقد اشترى [الله] أنفسهما [منهما] بالجنّة على شرط القتال المؤدّي إلى القتل منهما لغيرهما ، أو قتل غيرهما لهما، ولو كانا كذلك لما حال النبي ( عليه و آله والسلام ) بينهما وبين الوفاء بشرط(2) الله عليهما من القتال، وفي منعهما من ذلك دليل على أنهما بغير الصفة التي يعتقدها فيهما الجاهلون(3).

وقال المأمون : جلوسه فيه للتدبير ؛ أكان يدبّر دون النبي (عليه وآله السلام)، أو معه فيشركه ، أو لحاجة للنبي عليه و آله السلام إلى رأيه ..؟! وكلّها باطل، فإن كان فضله لتخلّفه عن الحرب، فيجب أن يكون كلّ متخلف فاضلاً، فيصير

ص: 303


1- سورة التوبة ( 9 ) : 111.
2- تقرأ في نسخة (ألف ) : بما شرط ، وما هنا جاء في نسخة ( ب ) والمصدر .
3- إلى هنا كلام الشيخ المفيد (رحمه الله علیه) في الفصول المختارة من العيون والمحاسن للسيّد المرتضى (رحمه الله علیه). وراجع : عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2 / 185 - 200 حديث 2 - وعنه في بحار الأنوار 189/49 - 208 ( باب (15) حدیث 2 مع اختلاف كثير أعرضنا عن درجه - .

التخلّف(1) أفضل من الجهاد والله تعالى يقول: ﴿ لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِين ..﴾(2) الآية .

ثمّ إنّ قصة العريش خبر واحد، والرواية قد جاءت بما يمنع من كون النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) في العريش، وهي ظاهر في الأخبار ؛ لأنه روي أنه عليه و آله السلام) كان يوم بدر بين الصفوف يسويها ويرتبها وبيده سهم(3).

وقال سواد بن غزية(4): وَكَزَنِي، وقال: «ارجع إلى مكانك» وكنت خارجاً من الصف.

ص: 304


1- لا توجد : فيصير التخلف .. في نسخة ( ب ) .
2- سورة النساء ( 4 ) : 95.
3- رواه البيهقي في السنن الكبرى 100/3 مسنداً عن النعمان بن بشير ، قال : سمعته يقول : كان رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يسوي الصفوف فرأى رجلاً خارج من الصف ، فقال : « لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم يوم القيامة ». ثمّ قال : أخرجه مسلم بوجه آخر عن سماك . وراجع ما جاء في متون الحديث عند العامة كما في المصنّف لابن أبي شيبة 386/1 .. وغيره.
4- جاء في نسختي الأصل: سوار بن عرة ، وفي تقريب المعارف : سوار بن عزّة ، والصحيح ما أثبتناه ، وهو الأنصاري، وحكايته مشهورة. راجع : الطبقات الكبرى 516/3 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 1404/3 ، الإصابة 181/3 .. وغيرها .

العوني(1):

[ من الطويل ]

أقولُ وقَد حَاذَا تُراثَ مُحَمَّدٍ : *** ألو شئت [كذا] صَدًّا صَاغِرَيْنِ وَأَحِجَمَا

مَتَى أَوجَفَا خَيلاً وَرَجُلاً؟ وَإِنَّمَا *** لعدك كَانَا مَغْنماً مُتَغَرَّمَا

هُمَا جَبْنا عَن مَرحَبٍ يَومَ خَيْبَرٍ *** وَكُنتَ لَدَيه ضَيغَميّاً غَشَمْشَما

هُمَا نَكَلا عَن كُلِّ قَرِنِ(2) شَهِدْتَهُ *** وَسَقَّيْتَهُ كَأسَ المَنيَّةِ عَلْقَمَا

المعري(3):

[ من البسيط ]

وَالدَّهرُ أَنسى بَنِي بَكْرٍ بُجَيْرَهُمُ *** وَسَوفَ يُنْسِي(4) قريشاً غَدرَة الشَّمِر

ص: 305


1- لم ترد هذه الأبيات فيما لدينا من مصادر لشعر العوني الذي أحرقته اليد المجرمة كما مرّ.
2- في نسخة ( ب ) : مزن .
3- انظر : دیوان لزوم ما لا يلزم 444/1 - 446 المقطوعة ( 151) [ دار الجيل ] جزء من قصيدة ذات ( 18 ) بيت ، جاءت هذه الثلاثة كالآتي ( 5 و 12 و 16).
4- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل.

لَمَّا تَوَلَّى يَزيدُ الأمرَ هَانَ عَلَى *** مَعَاشِرٍ كَونُه مِن قَبْلُ فِي عُمَرِ

صَارَ الكِتَابُ مَزَامِيرَ الغُوَاةِ لَهُمْ *** بِهِ أَغَانِي وَفِي(1) حَامِيمَ(2) وَالزُّمَرِ

شاعر:

[ من السريع ]

كَم بَينَ مَن جَاهَد عَن دِينِهِ *** بِالبِيضِ وَالخَطَّيَّةِ السُّمْرِ(3)

وَبَينَ مَن فَرَّ عَلَىٰ خِيفَةٍ *** فِي الزَّحْفِ فِي أُحْدٍ وَفِي بَدْرِ

***

ص: 306


1- في لزوم ما لا يلزم: به أغانيُّ في.
2- كذا في نسخة ( ألف ) ؛ وفي نسخة ( ب ) بياض .
3- في نسختي الأصل: الشمر .

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدّمات ]

[فصل 17] [في حكم القبر]

ص: 307

ص: 308

فصل

في حكم القبر(1)

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا .. ﴾(2) الآية . ولا خلاف أنهما لم يستأنسا ولم يسلّما على أهلها.

وقال تعالى: ﴿ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ.. ﴾(3).

ذكر الطبري التاريخي(4) - في خبر طويل ، عن ابن مسعود يذكر فيه وداع النبيّ ( عليه و آله السلام ) قال : فقال النبي [(صلی الله علیه و آله و سلم)] : «.. إذا غسلتموني وكفنتموني

ص: 309


1- كذا ؛ والعنوان أبتر ، والمقصود واضح.
2- سورة النور (24): 27 .
3- سورة الأحزاب (33) : 53 .
4- تاريخ الطبري 192/3 [ طبعة الأعلمي 435/2] ، وعنه السيد ابن طاوس (رحمه الله علیه) في الطرائف : 290 ، وقبله ابن سعد في طبقاته 2 / 197/246/22] وعنه في هامش بناء المقالة الفاطمية لابن طاوس (رحمه الله علیه): 183.. وغيرها . ولاحظ : أنساب الأشراف 564/1 ، إمتاع الأسماع 488/14 ، البداية والنهاية 253/5 ، دلائل النبوة 232/7 ، الفتوح 351/4.. وغيرها، وبألفاظ مقاربة .

فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير ،قبري، ثم اخرجوا عنّي ساعة ، فإنّ أوّل من يصلّي عليّ جليسي وخليلي جبرئيل، ثمّ ميكائيل، ثمّ إسرافيل، ثمّ ملك الموت، ثمّ جنوده ، ثمّ الملائكة(1) بأجمعها »(2).

فالنبي (صلی الله علیه و آله و سلم) في ادّعائه : «فضعوني على سريري في بيتي..» يكون صادقاً، ولو لم يكن البيت له لما جاز له أن يقول ذلك ، ومن ادعى غير ذلك فعليه البيتة .

ثم إن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) لما هاجر [إلى ] المدينة اشترى مكاناً يسمّى : مربداً(3)، وجعله مسجداً وبيوتاً(4) .. ومن ادعى غير ذلك فعليه الحجّة .

ص: 310


1- في نسخة ( ب ) : مع جنوده ، ثمّ الملائكة .. وفي المصدر : ثم ملك الموت مع جنود كثيرة من الملائكة ..
2- وجاء - أيضاً - في منتخب كنز العمال ( هامش مسند أحمد بن حنبل ) 314/4، و كتاب مسلم 615/3 .. وغيرهما .
3- أقول : المِرْبَد - بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال المهملة - وهو كلّ موضع حبست فيه الإبل ، وكذا المحل الذي يجمع فيه التمر ، وقد اشترى هذا المربد معوذ بن عفراء فجعله للمسلمين ، فبناه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مسجداً، قاله في مع البلدان 97/5 - 98 ، ومراصد الإطلاع 1252/3.. وغيرهما.
4- راجع : تاريخ الطبري 233/2 - 249 ، سيرة ابن هشام 31/2 - 114، طبقات ابن سعد 201/1 - 224 ، الكامل لابن الأثير ،38/2 ، وصفحة : 44 ، تاريخ ابن كثير 138/3 - 205 ، تاريخ أبي الفداء 121/1 - 124 ، السيرة الحلبية 3/2 - 61، الإمتاع والمؤانسة للمقريزي : 30 - 47 .. وغيرها .

ما قوله تعالى(1): ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُن ﴾(2) يستعمل من جهة السكني لا(3) الملك ، يقال : هذا بيت فلانة .. أي(4) مسكنها ، قال الله تعالى: ﴿ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ..﴾(5).

أما قولهم : إنّ النبي ( عليه و آله السلام ) قسم الحُجَر بين نسائه وبناته .. فمن أين أن هذه القسمة تقتضي التمليك دون الإسكان والإنزال ؟! ولو كان يملكهن لكان ظاهراً(6).

وأجمعت الأمة(7) [على] أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) لم يعهد إليهم في دفنهما في بيته ولا وصى بذلك؛ لأنته (عليه و آله السلام) توفّي بغير وصية - على زعمهم - فهجموا على حرمه وضربوا بالمعاول عند رأسه، وأدخلوا عليه خبيثين - وهما میتان جيفتان ودفنوهما معه(8) (صلی الله علیه و آله و سلم) - بغير إذنه غصباً .

وترى الناس ينهون عن رفع الصوت في مسجده إعظاماً له ، لقوله :

ص: 311


1- سقطت كلمة : تعالى : تعالى ، من نسخة ( ب ) .
2- سورة الأحزاب (33): 33.
3- في نسخة (ب) : في ، بدلاً من : لا ، وقد خطّ عليها في نسخة (ألف ).
4- في نسخة (ب) واو ، بدلاً من: أى.
5- سورة الطلاق ( 65) : 1.
6- لا توجد في نسخة ( ب ) من قوله : والإنزال ... إلى هنا .
7- في نسخة ( ب ) : العامة .
8- لا توجد : معه في نسخة ( ب ) .

﴿ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾(1) ، وعاتب من ناداه من وراء بيوته؛ قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾(2) وفي قراءة ابن مسعود: أكثرهم بنو تيم(3)، وأيضاً(4) بنو تيم لا يعقلون ..

وإلى الساعة لا يرفع أحد صوته في المسجد إلى جانبه إلّا أُسكت.. وهم ضربوا عند رأسه بالمعاول !

العوني(5):

[ من الطويل ]

وَقَولُكُما: جَارَاه حَيّاً وَمَيّناً، *** فرفقاً(6) أحَقُّ الجَارِ يَقتَضِيانِ؟!

لَقَد ظَلَمَاهِ حَقَّهُ فِي حَيَاتِهِ *** وَحَالَا وَمَالَا أَقبَحَ المَيَلانِ

ص: 312


1- سورة الحجرات (49) : 2.
2- سورة الحجرات (49) : 4 .
3- في نسخة ( ب ) : بني تميم ، وهو غلط.
4- لا توجد في نسخة (ألف) : أيضاً.
5- لم ترد بعض أبيات هذه القصيدة - كأكثر شعر العوني في كتابنا - فيما بين أيدينا من مجاميع جامعة لشعره طاب ثراه كالمناقب والغدير .. وغيرهما . وقد احرقت كتبه وشعره ممن أحرقهم الله في الدنيا والآخرة، لاحظ ترجمته في مقدمة الكتاب.
6- كذا في نسختي الأصل.

فَإِنْ يُدفَنَا فِي ظِلّه(1) وَجِوَارِه *** فَجِسْمَاهُمَا(2) بِالنَّارِ يَصْطَرِمَانِ(3)

كَذَا اللّاتُ وَالعُزَّى عَلَى البَيتِ عُلقا *** وَلَيسَا بِقُرب البَيتِ يَنتَفِعانِ(4)

لكنَّه أَضْحَى وَبَالاً عَلَيهِمَا *** لِمَا خَالَفَا فِي الوَحْيِ آيَ قُرَانِ :

وَلَا تَرفَعُوا أَصْوَاتِكُمْ فَوقَ صَوتِهِ *** فَلِمْ لَهُما فِي قَبْرِهِ جَدَتَانِ(5)؟!

وَهَل حُفِرا إِلَّا بِضَرْبِ مَعَاولٍ *** لَهَا وَجْبَةٌ فِي وَقتِ يَحْتَفِرانِ ؟!

ص: 313


1- في نسخة (ألف ) : ظلمه .
2- في نسخة (ألف) : فجسمانهما .
3- في نسختي الأصل : يصطرهان ، وما جاء هنا استظهار، ولعلّها : يضطربان.
4- البيتان الثالث والرابع جاءا في مصائب النواصب 370/1، برواية الأوّل منهما هكذا : [ من الطويل ] فإن دفنا في بيته وجواره *** فجسماهما بالنار يحترقان كذا اللات.. إلى آخره.
5- في نسخة ( الف ) : حدثان .

وكانا لا يطمعان في الدخول عليه(1) - وهما حيّان - بغير إذنه ، فهل جاء الوحي بعد وفاة النبي بجواز ذلك ؛ لأنّ حرمته حياً وميتاً سواء ؟!

والمجمع عليه : أنّ من دُفن في ملك قوم و تخطى إلى حريمهم بغير إذن منهم ولا رضى به لهم أن(2) ينبشوه، فكيف بحريم رسول الله وفي بيته وتربته وحق ابنته وأزواجه ؟!

وقد روي: أنّ هذا أحد الأسباب التي أوجبت النبش ، وأن المهدي (علیه السّلام) يفعله(3).

وروى أبو بصير .. وغيره عن الصادق (علیه السّلام) أنه قال لما رأى عبد الله بن الحسن بن الحسن وجماعةً من آل أبي طالب مقيدين ، بکی ، وقال بعد كلام - : «هذا - والله - ممّا طرقه الأوّلان بما فعلا بعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) حيث جاء [ا] بالنار إلى داره ليحرقوها ..».

ص: 314


1- لا يوجد : عليه ، في نسخة ( ب ) .
2- في نسخة (ألف ) : إنّ لهم - بتقديم وتأخير - .
3- أورد في كتاب الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار جملة روايات في هذا الباب ، كما جاء في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 61/2 حديث 27 ، وفيه : « .. فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما » ، ثمّ قال : « ولفتنة الناس يومئذ أشدّ من فتنة العجل والسامري»، ومثله في كمال الدين وإتمام النعمة 252/1 - 253 ( باب 23 ) حديث 3. وفي مختصر بصائر الدرجات : 186 فيقول للخلق : «أخرجوهما من قبريهما » .. فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما .. إلى آخره . في حكم القبر ( 17 ) .

ثم دخل إلى البيت فاستخرج سَفَطاً(1) ففتحه ، فإذا فيه حطب على قدر عظم الذراع، فقال: «أتدري ما هذا الحطب ؟ ! [هذا ] مما يحرقهما به ! »(2).

ابن حماد(3):

[ من الرمل ]

فَكَأني بِهِمَا قَد نُبِشَا *** وَعَلَى جِذْعَيهِمَا قَد جُعِلا

وَكَانَى بِهِمَا قَد حُرِّقَا *** بِلَهيب النَّارِ حَتَّى اسْتَعَلا

جَدَّدَ اللهُ عَلَى رُوحَيهِمَا *** لَعنةٌ تَتَرَى وَأُخْرَى نَعثَلَا(4)

ص: 315


1- جاء في نسختي الأصل تحت كلمة : سفطاً : سبد ، وهو معناه بالفارسية .
2- رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في كتابه كمال الدين: 150 ، وكذا في كتاب عيون أخبار الرضا (علیه السّلام): 58/135 حديث 27 ] - وعنهما في بحار الأنوار 245/36 (باب 41) حدیث 58 - وقطعة منه فيه 252/1 - 253 ( باب 23) حدیث 2 -. وجاء - أيضاً - في ما جمعه محقق مطاعن البحار - أخذ الله بيده لمراضيه - في ( التتميم ) الذي أورده آخر المجلد الواحد والثلاثين من بحار الأنوار [ 622/31 - 623 حديث 110]، وجاء مثله في حديث طويل في الأسرار فيما كنّي وعرف به الأشرار 186/3 ، وفيه قال [ ربّ العزة سبحانه ]: « هؤلاء الأئمة، وهذا القائم الذي يحلّ حلالي ، ويحرّم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما .. » . وراجع : دلائل الإمامة : 455 حديث 435 [ طبعة مؤسسة البعثة ] .. وغيره .
3- لم أحصل على مصدر لهذه الأبيات ولا التي بعدها ؛ ولم يرد في المناقب للمصنّف طاب ثراه ولا الغدير .. ولا غيرهما ، ولعلّها من متفردات موسوعتنا هذه.
4- هذا استظهار ، وفي نسختي الأصل : أخرى .

وله :

[ مخمسة من المتقارب ]

وَلَا بُدَّ مِن نَبشِ قَبرَيهِمَا *** وَصَلْبِهِمَا فَوقَ جذعَيهِمَا

وَيُحرِقُ بِالنَّارِ جِسمَيْهما *** يُنَادِي عَلَيْهِم بِإِسْمَيهِمَا:

أَلا إِنَّ هَذَينِ خَانَا الرَّسُولَا

عاصم بن حميد، عن صفوان بن يحيى، عن الصادق لا ، قال : سألته عن الرجلين ، أهما مع النبي في الحجرة ؟ فقال : لا ، إنّهما لم يبيتا معه(1) أكثر من ليلة ، حتى نقلا إلى واد في جهنم ، يقال له : وادي الدود »(2).

وروي : «واد في برهوت ، يقال له : وادي الدود».

أوَ ما كان لفاطمة (عليها السلام)- بنص الكتاب - نصف الإرث، ولم يكن للباقيات من الأزواج نصيب، يُدفن فيه الحسن بن علي [(علیهما السّلام)] كما دفن فيه الخبيثان ؟!! ودفع عنه(3) الحسن بن علي (علیهما السّلام)، فدفع حق أهل البيت حتى نازعوهم في القبر(4).

مهیار(5):

[ من البسيط ]

ص: 316


1- في : نسخة ( ب ) : مع ، وجعل : معه ، نسخة بدل .
2- ونقله بنفس الإسناد البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 116/3.
3- في نسختي الأصل فيه ، وهي مصحفة عن المثبت.
4- وانظر ما أورده محقق بحار الأنوار - وفقه الله وارضاه - في هامشه 523/30 - 527.
5- دیوان مهيار الديلمي (رحمه الله علیه) 183/2 من قصيدة طويلة سبق الحديث عنها قريباً وستأتي قطعة منها فيما بعد، وجاءت هذه الأبيات هناك تحت رقم ( 29 و 30 ) .

بِأَيِّ حُكم بَنُوه يَتْبَعُونَكُمُ *** وَفَخرُكُم أَنَّكُمْ صَحِبٌ لَه تَبَعُ ؟!

وَكَيفَ ضَاقَتْ عَلى الأهلين تُربَتُه *** وَلِلأَجَانِب مِن جَنبيه مُضطَجِعُ ؟!

الصقر(1) البصري(2):

[ من الكامل ]

مَنَعُوا أَعَزَّ الخَلقِ مِنكَ قَرَابَةً *** وَرَضُوا بِجسمِكَ لِلغَرِيب(3) مُضاجعاً

ابن حماد(4):

[ من الوافر ]

[ فَنَازَعَه أُناسٌ لَم يَذُوقُوا *** - وَحَقٌّ اللَّهِ - للإِسْلَامِ طَعْمَا ](5)

أيُدفَنُ جَنبَ أَحمَدَ أَجنَبِيُّ *** وَيُمْنَعُ سِبطَهُ مِنه وَيُحْمَى ؟!

أَلم يَكُ إِبْنُهُ الحَسَنُ الزَّكَيُّ *** لَه لَحْماً ؟ ! بَلَى وَدَماً وَعَظُما

والعجب ! أنّ الثاني أرسل إلى أُمّ الشرور ليستأذنها في الدفن(6)، وقد قال الله :

ص: 317


1- في نسختي الأصل: الصفر، وهو تصحيف .
2- قد جاءت في المناقب 50/4 ، وقبله قوله : [ من الكامل ] وأتوا به ليضاجعوك بجسمه *** فأتاه قوم مانعوه فمانعا
3- كذا في المناقب ؛ وفي نسختي الأصل : لجسمك بالغريب.
4- جاءت هذه الأبيات - مع ثالثها - في مناقب آل أبي طالب 50/4.
5- ما بين المعكوفين مزيد من المناقب .
6- جاء مضمونها في الغدير 362/5 نقلاً عن الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 22.

﴿لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ..﴾(1) فنسب البيوت إليه ، ونسبها الثاني إليها ! ولا يجوز أن يدفن النبي (عليه و آله السلام) إلا في بيته والموضع الذي قبض فيه، فإن كان هذا البيت لها كما زعم الثاني - فقد جعلته مدفن(2) النبي (عليه و آله السلام )(3) [و] خرج من ملكها ، فما معنى استثمارها(4)؟ ! وإن كان البيت من قبلُ للنبي ( عليه و آله السلام) فهي.. وغيرها فيه سواء.

وسأل فضال بن الحسن [ بن فضال الكوفي ] أبا حنيفة : إن أخاً لي يقول : إنّ خير الناس بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) علي [بن أبي طالب] (علیه السّلام)، وأنا أقول: إن أبا بكر خير الناس بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) و بعده عمر ، فما تقول أنت ؟ ..

فقال : كفى بمكانهما من رسول الله كرماً وفخراً، أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره ، وأيّ حجّة أوضح لك من هذا ؟!

قال(5): فإنّه يقول : إن كان الموضع لرسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] دونهما ؛ فقد ظلما بدفنهما في موضعه، إذ ليس لهما فيه حق، وإن كان الموضع لهما فوهباه

ص: 318


1- سورة الأحزاب (33) : 53 .
2- لا توجد كلمة ( مدفن ) في نسخة ( ب ) .
3- هنا كلمة مشوشة جداً شبيه ب- السلام، وهي غير عليه السلام.
4- جاء في هامش نسخة (ألف) على الكلمة ما يلي والائتمار .. المشاورة ، كالمؤامرة والاستثمار (ق) .. .. أي القاموس المحيط 344/1.
5- في المصدر : فقال له فضال : إنّي قد قلت ذلك لأخي ، فقال : والله لئن كان ..

لرسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] ؛ فقد أساءا وما أحسنا أنته رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما.

قال(1): لم يكن لهما ولا(2) لأولادهما ؛ ولكنّهما نظرا في حق ابنتيهما ، فاستحقا من الله فيه لحقوق ابنتيهما .

قال : فإنّه يقول : أنت تعلم أنّ النبي ( عليه و آله السلام) قبض عن تسعة حشايا(3)، والبيت - على ما روي - تسعة أذرع في ثمانية أشبار ، قسط الأزواج(4) هو تُشع التمن ، فكم ترى تُسع الثمن منه ؟! هل هو إلا فير(5) ودونه مشاع لا يجوز أن يدفن فيه إلا بإذن أصحابه(6)؟ !

ص: 319


1- هذا المقطع لم يرد في الاحتجاج المطبوع !
2- لا توجد كلمة : لا ، في نسخة ( ب ) .
3- الحشايا : هي الفرش ، كنّى بها عن الزوجات. لاحظ : الصحاح 2314/6 ، والنهاية ،378/1 ، و 17/2، ولسان العرب 262/4 .. وغيرها.
4- في نسخة (ب) : للأزواج . 5) في نسخة (ألف) : قبراً.
5- والفِتْر : ما بين طرف الإبهام وطرف المُشيرة ، وقيل : ما بين الإبهام والسبابة . راجع : لسان العرب 44/5 مادة (فتر). وفي الاحتجاج : ثمّ نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر ، فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك ؟!
6- من قوله : والبيت .. إلى هنا لم يرد في المصدر ، ولعلّ توضيح من المصنف (رحمه الله علیه)، وفيه : فنظرنا فإذا لكلّ واحدة منهن تسع الثمن ، فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك .

صَلَّى اللهُ عَلَيَّه وبعد ؛ فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)]، وفاطمة [(عليها السلام)] ابنته تمنع الميراث ؟ !

واله وسلم

فصاح أبو حنيفة : [ يا قوم ] نحوه عنّي ؛ فإنه - والله - رافضي خبيث !!(1)

وقال الطاقي(2) لا [ بن أبي خدرة(3): إن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) [كيف] ترك بيوته التي أضافها الله إليه ونهى الناس عن دخولها [إلّا] بإذنه، ميراثاً لأهله وولده]، أو تركها صدقة على جميع المسلمين ؟ [ قل ما شئت..! فانقطع ابن أبي خدرة لمّا أورد عليه ذلك، وعرف خطأ ما فيه .

فقال أبو جعفر مؤمن الطاق:] فإن تركها ميراثاً [لولده وأزواجه ] فإنّه قبض عن تسع نسوة، وإنّما لعائشة تسع ثمن هذا البيت مع سائر

ص: 320


1- انظر : الفصول المختارة : 74 [صفحة : 42 - 43] ، وأخرجه الكراجكي في كنز الفوائد : 135 ، والطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج : 207 - 208 [ طبعة النجف الأشرف 2 / 150 ] .. وغيرهم في غيرها . وحكي عن الإيضاح للفضل بن شاذان : 261 [ الطبعة المحققة ، ولم أجده في طبعة الأعلمي بيروت ! ] ، وجاء في الصوارم المهرقة للتستري (رحمه الله علیه) : 161.. وغيره باختلاف في اللفظ واختصار وتقارب في المعنى.
2- هو : أبو جعفر محمد بن النعمان ؛ مؤمن الطاق رضوان الله عليه .
3- الكلمة في نسختي الأصل غير معجمة ، وسيأتي أنته : ابن أبي خدرة .

النساء الذي فيه دفن صاحبك ، ولا يصيبها من البيت إلا فتر(1) أو أقلّ(2)، وإن كان صدقة فالبلية أعظم ؛ فإنّه لا نصيب لهما(3) البيت إلا ما لأدنى من رجل من المسلمين ، فدخول بيت النبي [ صلى الله عليه و آله وسلم ] بغير إذنه في حياته وبعد وفاته - معصية إلا لعلي [بن أبي طالب (علیه السّلام)] وولده، [فإن الله أحلّ لهم ما أحل للنبي (صلی الله علیه و آله و سلم)،

ثمّ قال: كما تعلمون أن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أمر بسد جميع أبواب الناس(4) [التي كانت مشرعة ] إلى المسجد ما خلا باب عليّ ولم يترك لأبي بكر وعمر(5) كُوَّة ينظر إليها ، وغضب منه(6) العباس .. القصة .

ففتحوا باباً سدّه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وسدّوا باباً فتحه رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(7).. !(8)

ص: 321


1- في نسخة (ألف): قبر .. وهو سهو قطعاً .
2- في المصدر : ولم يصبها من البيت ذراع في ذراع.
3- في نسخة (ب) : لم يصب.
4- في المصادر : أمر بسد أبواب جميع الناس التي كانت مشرعة ..
5- في نسخة (ألف) : عمره ، والكوة خاصة بالأوّل ، والكلمة وما بعدها فيهم..
6- نسخة (ب): منهم ، بدلاً من : منه ، وفي المصدر : عمّه .. وهو الظاهر.
7- زيادة من نسخة (ألف) تصحيحاً.
8- كما جاء في الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه): 205 [2 / 144 - 145 طبعة دار النعمان ]، وما هنا قطعة منه مختصرة.

دعبل(1):

[ من البسيط ]

حَاشَاكَ أنَّ رَسُولَ اللهِ ضَاجَعَهُ *** رِجسَانِ مَالَهُما فِي الدِّين مِن خَطَر(2)

مَا يَنفَعُ(3) الرَّجسَ مِن قُرب النبي وَلَا *** عَلَى النَّبِيِّ(4) بِقُربِ الرَّحِسِ مِن ضَرَرِ

هَيْهَاتَ كُلُّ امري رَهنَّ بِمَا كَسَبَتْ *** لَه يَدَاه، فَخُذ مَا شِئتَ أو فَذَرِ

ص: 322


1- ديوان دعبل بن عليّ الخزاعي (رحمه الله علیه): 198 من قصيدة ذات ( 24) بيت جاءت هذه آخرها، يذكر فيها مصائب آل البيت (علیهم السّلام)، ويختمها بظلامة الإمام الرضا (علیه السّلام)، وقد خرّجت هناك من مصادر عديدة جداً؛ كالأغاني 57/18 ، والمناقب 468/3 ، وروضة الواعظين : 281 ، وعيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 251/2، وأمالي الشيخ الطوسي له : 61، والغدير 376/2، وتاريخ ابن عساكر 233/5.. وغيرها كثير.
2- (2) لا يوجد هذا البيت ضمن القصيدة المطبوعة في الديوان ، ولا في المصادر الناقلة للقصيدة ، ويوجد بدلاً منه . [من البسيط ] قبران في طوس: خير الناس كلهم *** وقبر شرهُم ، هذا مِن العِبَر !
3- في نسخة ( ب ) : أينفع .
4- في الديوان وكذا الغدير : ما ينفع الرجس من قُرب الزكي ولا... على الزكي إلى آخره، والزكي هنا هو الإمام الرضا (علیه السّلام) .

محمد بن حبيب الضبّي(1):

[ من الكامل ]

مَا ضَرَّ جَدَّكَ أحمَداً في قبره *** قَبرُ اللَّذَيْنِ كِلَاهُما ظَلَّامُ

وَلَجَا عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذنٍ بَيتَهُ(2) *** غَصْباً وَكُلُّ نَاكِتٌ(3) غَشَامُ

غيره:

[ من الهزج ]

أَلَا يَا مَعْشَرَ النَّاسِ *** إِلى مَا هَذِهِ البِدْعَة ؟!

رَسُولُ اللهِ مَدفُونٌ *** وَشَيْطَانَانِ فِي بُقعة !

ص: 323


1- تقرأ في نسختي الأصل : الصبي - بدون الإعجام - ، وقد حكاه البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 116/3 وصرّح باسمه ونقل البيتين كذلك ، وقد مرّت ترجمته في المقدّمة، ولا نعرف له ديواناً ولا مجموعة شعرية تجمع شعره. نعم جاء في المناقب 359/4388/4 من طبعة قم ] ، قوله بنفس القافية والروي. [ من الكامل ] قبران في طوس الهدى في واحد *** والغي في لحد تراه ضرام قرب الغوي من الزكي مُضاعِفٌ *** لعذابه ولأنفه إرغام
2- في الصراط : نبيّه .
3- في الصراط : ناكثان .

وقيل في حمّاد وبشّار(1):

[ من السريع ]

تَجَاورَا بَعدَ تَنَائيهِمَا *** مَا أَبَعْضَ الجَارِ إِلَى الجَارِ

صَارًا جَمِيعاً فِي(2) يَدَى مَالك *** فِي النَّارِ وَالكَافِرُ فِي النَّارِ(3)

الناشي(4):

[ من البسيط ]

ص: 324


1- في نسختي الأصل: جماد ونار ، وهما مصحفتان عن المثبت، وقد أورد المصنّف هذين البيتين مثلاً على تجاور الأول والثاني.
2- في نسختي الأصل : من .
3- قال ابن خلكان في وفيات الأعيان 213/2: ولمّا قتل المهدي بَشَّار بن برد... حمل ودفن مع حماد بن عجرد ، فمرّ على قبرهما أبو هاشم الباهلي فكتب عليهما : [ من السريع ] قد تبع الأعمى قفا عَجْرَدٍ *** فأصبحا جارين في دارِ صارا جميعاً في يَدَي مالك *** في النار ، والكافر في النار قالت بقاع الأرض: لا مرحباً *** بقُربِ حادٍ وبشار ومثله نقل البيتين الأولين الذهبي في تاريخ الإسلام 92/10، وزاد في الوافي بالوفيات 89/13: [ من السريع ] تجاورا بعد تنائيهما *** ما أبغض الجار إلى الجارِ وجاء باختلاف يسير في خزانة الأدب للبغدادي 219/3.
4- سلف الحديث عن الشاعر وشعره، ولم نجد مصدراً ولا ديواناً له سوى ما جاء في المجاميع الشعرية ، وقد أورد المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب 74/2 ثلاث أبيات تتمة لهذه القصيدة التي يظهر منها أنتها في مدح مولى الموحدين أمير المؤمنين (علیه السّلام)، مطلعها : [ من البسيط ] وقى النبي بنفس كان يبذلها *** دون النبي قرير العين محتسبا وخمسة أبيات فيه 101/2 ، وجاء بيتان في المناقب 71/3[طبعة قم، وفي طبعة بیروت 87/3] هما : [ من البسيط ] إنّ الإمام علي عند خالقه *** غداة فينا أخوه فاعرف الذَّنَبا هذا نبي وهذا خيرُ أُمته *** دِيناً وأعلى البرايا كُلّهم نَسَبا ولعلّها تتمة لما ههنا ، كما سيأتي لها تكملة في المجلدات القادمة ، فلاحظ.

جسمَانِ قَدْ بَعُدَا تَاللهِ(1) إذ قَرُبَا *** مِن أَحمَدٍ وَيلَاه(2) وَيلُ مَن قَرُبا

لَاذَا بِحُجْرَتِهِ كَيمَا يَعزُّهمَا(3) *** لو جاوَرَا غَيرَهُ فِي قَبرِه كُربا(4)

مَا اسْتَأْذَنَا أَحمَداً فِي حَفْرِ حُفْرَتِهِ *** وَلَا عَليّاً أَخَاهُ بِالَّذِي غَصَبا

لَو لَمْ يَكُونَا ضَجِيعَي قَبْرِهِ نُبِشَا *** وَفَوقَ ظَهرِ القرى من ذلَّةٍ سُحِبَا

ص: 325


1- في نسخة (ألف) : بالله .
2- في نسختي الأصل : ( ويلا ) بدون هاء.
3- هذا استظهار منا ، وإلا ففي نسخة ( ب ) : يضرهما، ولعلّها : كي لا يضرهما .
4- أي كُرِبَ القبرُ ؛ فالألف للإطلاق لا للتثنية .

لَو كَانَ عِندَهُمَا الهَادِي نَبيُّهما *** مَا جَاوَرَاءِ عَلَى رَعْمٍ وَلَا غَصَبا

لوكَانَ حَيّاً وَرَامَ القَومُ حَجْبَتَهُ *** عَن العُيونِ لأَبْدَى خُلفَهُمْ(1) وَأَبَى

***

ص: 326


1- قد تقرأ في نسخة (ألف): خُلعهم .

[ القسم الأول ]

[ مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدمات ]

[ فصل 18 ] [ في ذكر السقيفة ]

ص: 327

ص: 328

فصل

في ذكر السقيفة(1)

أبو عبد الله (علیه السّلام)(2) فى قوله : ﴿ فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى * لَا يَصْليها إِلَّا الأَشْقى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾(3) قال : «نار جهنّم في وادٍ(4): ﴿ لا يَصْليها إِلَّا الأَشْقى ﴾

ص: 329


1- جاءت قصة السقيفة في كثير من المصادر ، نعجز عن حصرها أو عدّها ، منها : تاريخ الطبري 193/3 - 222 ، سيرة ابن هشام 654/2 ، سنن البيهقي 149/4، طبقات ابن سعد 2/2ق /269/238 ، و 615/3 ، و 390/7]، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 74/1 و 132 ، و 17/2 ، الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه): 43 - 47 [ طبعة النجف الأشرف 89/1 - 118] .. بل غالب المصادر التاريخية والعقائدية. انظر : بحار الأنوار 175/28 - 412 ( الباب الرابع ) كلّه ، وفيه عدة روايات تغني استفاضتها عن سردها ومراجعتها .
2- تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) : 728 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 426/2 وفي الطبعة المحققة 1162/3] باختلاف وتقديم وتأخير ، قال : « في جهنم واد فيه نار لا يصلاها إلا الأشقى ، فلان الذي كذب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) في علي (علیه السّلام) وتولى عن ولايته ..». ثم قال (علیه السّلام): «النيران بعضها دون بعض ، فما كان من نار هذا الوادي فللنصاب».
3- سورة الليل ( 92): 14 - 16 .
4- في المصدر : في جهنّم وادٍ فيه نار .

[أي فلان ](1) ﴿ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ فلان.. وفلان، اللذان كذبا رسول الله في عليّ صلوات الله عليهما، وتوليا(2) عن(3) ولايته».

لما(4) قبض النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ، اشتغل أخوه ووصيه(5) بغسله وجهزه، فاغتنم الأوّل والثاني الغفلة في استبداد أحدهما بهذا الأمر ومساعدة كلّ منهما لصاحبه فيه ؛ ليكون لأحدهما أخذه بعد الآخر ، وأطمعهما في نيل ذلك عِلْمُهما بكراهية كثير من المنافقين لعلي (علیه السّلام) بسبب ما(6)و تر هم به من سفك دماء أقاربهم على الإسلام حتى دخلوا فيه قهراً بالسيف، وتحققهما حسدهم له على ما كان من النبي ( عليه و آله السلام) في حياته يظهر له على جماعتهم من(7) الميزة مع حداثة صلى الله سنه وكبر سنّهم، فأسرعا قبل فراغ عليّ [(علیه السّلام)] من غسل النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وتجهيزه.. إذ لو حضر السقيفة لما عدل الناس عنه؛ لأنّ الولي يسارع إلى مبايعته ، والعدوّ يستحيي إذا رآه(8) أو خاف العاقبة ، فلا يرغبون عنه .

ص: 330


1- للعلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 314/8 هنا بيان ، قال فيه : فلان : هو الثاني .
2- في المصدر : تولى ، ولا يوجد تكرر ( فلان ) .
3- في نسخة (ألف) : غير ، بدلاً من : عن .
4- في نسخة (ألف) : ولمّا ، ولا توجد في نسخة (ب)، والظاهر أن الواو زائدة.
5- في نسختي الأصل: وصيته ، وهي مصحفة عن المثبت ، أو عن : بوصيّته .
6- لا توجد : ما ، في نسخة ( ب ) .
7- في نسخة ( ألف ) : في ، بدلاً من : من .
8- في نسخة (ألف): إذ لو رآه ..

ابن حماد :

[ من البسيط ]

وَالنَّاسُ فِي غَفْلَةٍ عَنهُم بِهم شُغُلُ *** بِالمُصطَفَى شَاغِلٌ عَمَّا لَه مُرِجُوا

وَلَو تَشَاوَر فِيهَا المُسلِمُونَ لَمَا *** خَلَا بَنُو هَاشِمٍ مِنها وَلَا خَرَجُوا

وَلَا تَفَرَّقَتِ الآراءُ وَانبَسَطَتْ *** لِلظُّلم وَالجَورِ بَسطاً(1) لَيسَ يَنْدَرِجُ

لَقَد لَقَوا مَا جَنَوا فِي قَعرٍ مُظْلَمَةٍ *** جُلُودُهُم(2) بِلَظَاهَا سَوفَ تَنْتَضِحُ(3)

و(4)روى؛ أن المغيرة بن شعبة مرّ بأبي بكر وعمر - وهما جالسان في الباب وهو مغلق - فقال : ما يجلسكما(5)؟ فقالا : ننتظر(6) خروج هذا الرجل لنعرف منه ما وصى به إليه ، فقال : تباً لكما ولمن قدمكما ، والله لئن تم ذلك لتنتظرن هذا الأمر الحبالى من بني هاشم، قوما فانظرا لأنفسكما .. ! فكان ذلك ترغيباً لعزمهما(7).

ص: 331


1- في نسخة ( ب ) : بقسط .
2- في نسختي الأصل: خلودهم، وهو تصحيف.
3- إشارة إلى قوله عزّ من قائل: ﴿ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا ﴾ سورة النساء (4) : 56].
4- لا توجد الواو في نسخة (ألف).
5- هذا استظهاراً منا ، وفي نسخة (ألف) : تحبسكما ، وفي نسخة ( ب ) : تجلسكما .
6- في نسختي الأصل : ينتظر .
7- كما جاء هذا في كتاب : السقيفة وفدك للجوهري : 70 ، باختلاف في الألفاظ ، وعنه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 43/6 .. وغيره .

کما قال الحمیري(1):

[ من الوافر ]

لَقَد سَفِهَتْ حُلُومُ بَنِي عَدِيٍّ *** وَتَيمِ عِندَ فَقَدِهِمُ الرَّشَدَا

غَدَاةَ تَنَاهُمُ عَن(2) أَقرَبِيه *** برأي السُّوءِ أَعوَرُ مِنْ ثَمُودَا

فَصَدَّهُمُ ابنُ شُعْبَةَ عَن عَليٍّ *** وَقَد حَضَرُوا لِبَيعَتِهِ صُدُودًا

يَقُولُ لَهُمْ: مَتَى تُعْطُوا عَليّاً *** مَقَالِيدَ الخَلَافَةِ وَالعُهُودَا

تَكُنْ فِي عَقْبِهِ وَتَكُنْ قُرَيشُ *** إِلى يَومِ المَعَادِ لَهُم عَبِيدَا

كَقَيْصَرَ حِينَ(3) وَرَّتَ أَقْرَبِيهِ *** بِأَرضِ الشَّامِ مُلْكَهُمُ التَّلِيدَا

فَإِنْ لَم يَبْقَ مِنهم غَيرُ طفلٍ *** وَليدٍ بَايَعُوا ذَاكَ الوَلِيدا

أَطَاعُوهُم كَطَاعَةِ قَومٍ مُوسَى *** غَدَاةَ غَدُوا بِسَادَتِهِم وَقُودَا

أَطَاعُوا فِي الوِلَايَةِ سَامِريَّاً(4) *** أَضَلُّهُمْ وَأَزْهَقَهُمْ صَعُودا

فَظَلُّوا حَولَ عِجلهمُ عُكُوفاً *** يَخُورُ فَيَركَعُونَ لَه سُجُودًا

وَأَعْطَوْها أَبَا بَكرٍ عَتِيقاً *** فَلَمْ يَكُ عَنهُمْ فِيها حَمِيدَا

فَقَامَ لَهُم بِها حَتَّى إِذَا مَا *** أُرِيدَ لِنَفْسِهِ فِيمَنْ أُريدَا

جَزَى سَلَفاً بِها عُمَراً فَوَلَّى *** أُمُورَ النَّاسِ جَبَّاراً عَنِيدًا

ص: 332


1- لم نجد هذه القصيدة الرائعة في الديوان المجموع للسيّد الحميري (رحمه الله علیه)، ولا نعرف من رواها غير مصنفنا طاب ثراه في مصنفه هذا.
2- في نسختي الأصل : وعن .. ولا يستقيم الوزن معها.
3- جاء على نسخة (ألف) : خ . ل : حيث .
4- في نسخة ( ب ) : سامري .. ويصح فيما لو ربط بما بعده.

عُثلاً جافياً جلْفاً بخيلاً *** جباناً حين يلقى الصيد صيدا

قال ابن(1) أعثم الكوفي(2)، والواقدي(3)، وابن إسحاق(4): إنّ عمر أنكر وفاة النبي ( عليه و آله السلام) .. القصة ، فافتتن الناس واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، فأنشأ بشير بن سعد الأعور الأنصاري(5) يقول :

[ من الطويل ]

أَلَا قَد أَرَىٰ أَنَّ الفَتَى لَم يُخَلَّدِ(6) *** وَأَنَّ المَنَايَا لِلرِّجَالِ بِمَرْصَدِ

ص: 333


1- لا توجد توجد كلمة ( ابن ) في نسخة (ألف) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة ( ب ).
2- لم نجد ما هنا في المقدار المطبوع من كتاب الفتوح، إذ هو يبدأ بواقعة السقيفة ، وسيأتي وجود ما بعده مما يدلّ على حذف هذا منه !
3- كتاب الردة للواقدي : 27 - 47 .
4- لم نعثر عليه في سيرة ابن إسحاق المطبوعة، ولكن رواه عنه ابن هشام في سيرته 2 / 656 ، وكذا أورده العيني في عمدة القاري 244/8... وغيره .
5- في نسختي الأصل : بشر بن سعد الأنصاري ، ولم أجد الأبيات في مصدر. وفي تاريخ ابن الأعثم 4/1: .. ثمّ وثب بشير بن سعد الأنصاري الأعور - وكان أيضاً من أفاضل الأنصار - فقال : .. ثم ذكر كلاماً له فيه اعتراض على الأنصار لتخلُّفهم عن قريش ، وقد حذفت الأبيات في المطبوع من الفتوح ! أو تكون في كتاب آخر لا بن أعثم لا تعرفه !
6- جاء الصدر في ديوانه هكذا : اعاذل إنّ الجهل فتى ذلة الفتى .. ولاحظ : تاج العروس 456/4 ولسان العرب 178/3.. وغيرهما ، وقد نسب إلى عدي بن زيد في الزاهر لابن الأنباري : 407 .

لَقَد جُدِعَت آذاننا وَأَنوفنا *** غَدَاةَ فُجعنَا بِالنبي مُحَمَّدِ(1)

.. إلى قوله :

وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَقُومَ بِأَمْرِنَا *** عَلَيَّ بِأَمْرِ اللَّهِ يَهْدِي وَيهْتَدِي(2)

ص: 334


1- جاء هذا البيت في الإصابة 366/7 ، منسوباً لأبي الهيثم بن التيهان ، وقريب منه ما رواه المصنف (رحمه الله علیه) في مناقبه 205/1 [ من الطبعة الأولى ، وفي طبعة قم 1 /238]، وعنه في بحار الأنوار (523/22) باب (2) ضمن حديث 29 حيث قال: ومن هذا الباب قول إبراهيم بن المهدي : [ من الوافر ] اصبر لكل مصيبة وتجلّدِ *** واعلم بأن المرء غير مخلَّدِ أَوَ ما ترى أنَّ الحوادث جمّةٌ *** وترى المنيّة للرجالِ بِمَرْصَدِ ؟! فإذا ذكرت مصيبةٌ تَشْجَى لها *** فاذكُر مُصابك بالنبي محمد ثم قال : ولغيره : [ من الطويل ] فلو كانت الدنيا يدوم بقاؤُها *** لكان رسولُ اللهِ فيها مخلدا وفي الإصابة لابن حجر 366/7[716/5] نسب البيت الأخير لأبي الربيع بن سالم الكلاعي ، وأيضاً ؛ قد نسب إلى أبي الهيثم بن التيهان .. كما في أكثر من مصدر .
2- انظر: الوافي بالوفيات 164/17 ، والاستيعاب 965/3 بعنوان : عبد الله بن عثمان أبو بكر.

فقال أبو بكر(1): إنّ محمّداً ( عليه و آله السلام ) قد مضى لسبيله، ولابد لهذا الأمر من قائم يقوم به .. فدبّروا وانظروا وهاتوا رأيكم رحمكم الله .

فأتى العبّاس إلى عليه (علیه السّلام) وقص عليه الحديث، وقال: امدد يديك نبايعك أنا وأبوسفيان، هو مقدم بني عبد شمس وأنا مقدّم بني هاشم، ويبايعك أهل بيتك، فإنّ مثل هذا الأمر لا يؤخّر .

الصاحب(2):

[ من الكامل ]

لِلصَّبرِ آفَاتٌ تُعَارِضُهُ *** فَلَك يَدُورُ وَقِلَّةُ العُمْرِ

فَإِذَا عَزَمتَ الأمرَ فَامض له *** مِنْ قَبْلِ نَقضِ عَوَائقِ الدَّهرِ

وَانظُرْ عَليَّاً حِينَ أَشغَلُه *** غُسْلُ النَّبيِّ الطَّاهر الطُّهر

تَرَكَ الخِلَافَةَ كَي يَعُودَ لَها *** حَتَّى استفاقَ لَها أَبُو بَكرٍ

ص: 335


1- الفتوح 2/1 - 3 بنصه ، وقد حذف ما قبله !
2- لم ترد هذه القصيدة في ديوان الصاحب بن عباد (رحمه الله علیه)، وجاء ما يقاربها فيه : 141 - 142 ، فراجع .

جَعَلُوكَ رَابَعَهم أبَا حَسَنٍ ! *** ظَلَمُوك حَقَّ الإرثِ(1) والصِّهْرِ

وإلى الخلافَةِ سَابَقُوكَ فَمَا *** سَبَقُوكَ فِي أُحْدٍ ولا بَدْرَ(2)

وقَتَلْتَ فِي أُحْدٍ أَوَائِلَهُم *** فَلأُجلِ ذَا طَلَبُوكَ بِالوِتْرِ

وروى العياشي(3)، عن أبي الحسن (علیه السّلام) [قال : ] «جاء العباس إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فقال له : امش حتّى يبايع لك(4) الناس .

ص: 336


1- في الكنز : ( السبق ) ، بدلاً من (الإرث ).
2- هذا البيت والذي سبقه جاءا في كنز الفوائد للكراجكي (رحمه الله علیه) : 154 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 333/1].
3- جاء في نسختي الأصل : العباسي، وهو سهو ، ولعله في تفسيره ، وذاك في الق- المفقود منه ، إذ لم نجده فيما طبع منه خصوصاً وأنته ينتهي إلى سورة الكهف. وجاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه): 494[ من الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية 148/2 ، وفي طبعة 2 /316 - 317 وفي المحققة 771/2 حديث 1]، وفيه قال : حدثني أبي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (علیه السّلام).. وزاد في بحار الأنوار 307/28 ذيل حديث 49، بعد نقله قوله : بيان التنزيل لابن شهر آشوب (رحمه الله علیه) عن العياشي (رحمه الله علیه) بإسناده ... عن أبي الحسن (علیه السّلام)مثله . وفي مجمع البيان 8/8 قال : وروى العياشي (رحمه الله علیه) بالإسناد عن أبي الحسن (علیه السّلام)..
4- في تفسير القمي (رحمه الله علیه) : انطلق بنا نبايع لك ..

قال [أمير المؤمنين (علیه السّلام)] : أتراهم فاعلين ؟! » قال: نعم، قال: «فأين قول الله تعالى: ﴿ الَمَ أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا ..﴾(1) الآية(2).

ص: 337


1- سورة العنكبوت (29) : 1 - 2 .
2- وقريب منه - استدلالاً بالآية الكريمة على مظلومية أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وكون ما حدث فتنة - ما أورده العياشي (رحمه الله علیه) في تفسيره 1 /197 – 198 حديث 140، وأخرجه عنه البحراني (رحمه الله علیه) في تفسير البرهان 314/1.. وغيره من رواية جابر ، عن أبي جعفر الباقر (علیه السّلام).. وكذا في تفسير فرات الكوفي : 117 ، فراجعهما، ومثله عن سماعة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) في حديث أورده في تأويل الآيات الظاهرة 428/1 حديث 4 - وعنه في كنز الفوائد : 220 - 221 ، وكذا عنه في بحار الأنوار 228/24 (باب (58) حديث ،27 ، وتفسير البرهان 243/3 حديث 6 - وفيه : عنه (صلی الله علیه و آله و سلم) أنه قال : «.. وسألت لك ربّي أن يجمع لك أُمتي من بعدي فأبى علي ربي » ، فقال : ﴿ الَمَ * أَحَسِبَ ..﴾. ومثله رواه الشيخ الإربلي (رحمه الله علیه) في كتابه : كشف الغمة : 93 [323/1] ذيل الآية . قال (علیه السّلام): قلت : « يا رسول الله ! ما هذه الفتنة ؟ » قال : « يا علي ! بك ، وأنت مخاصم [ و في نسخة : وأنتك تخاصم] فأعد للخصومة » ، ومثله في كشف الحق 96/1، وأصرح من ذاك في نهج البلاغة 301/1 برقم 154 ( باب الخطب ) [49/2 تحقيق محمد عبده، مصر 303/1 - 304]، وفيه: «يا علي ! إنّ أُمتي سيفتنون من بعدي .. » . وذكر العلّامة المجلسي رحمه الله في موسوعته بحار الأنوار 80/39 مثل ذلك في مقام تشبيه أمير المؤمنين (علیه السّلام) بسائر الأنبياء صلوات الله عليهم في المظلومية .. وغيرها .

الزاهي(1):

[ من المنسرح ]

ابسُطُ يَداً مِنكَ كَى أَبَابِعَها *** تَأْمَنْ نُفُوسٌ مِن الوَرَى(2) جَزِعَهُ

فَقَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ أَطلَعَنِي *** عَلَى غُيُوبِ بِالسِّرِّ مُطَّلِعَهُ

إن رُمتُها طَاحَتِ الشَّريعةُ بال_ *** _كُفْرِ وَخِلْتُ(3) الأصنَامَ مُرْتَجَعَهُ

وارتَفعَتْ لِلصَّلالِ مرتبةٌ *** لَم تكُ عِندَ الرَّشَادِ مُرْتَفِعَهُ »

ديك الجن(4):

ص: 338


1- لم ترد هذه الأبيات فيما نعرفه من المجاميع ، ولعلّها من متفردات موسوعتنا. نعم ؛ أورد المصنف الله في مناقبه 332/2 [ وفي طبعة قم 297/2] بيتين عنه طاب رمسه وهما : [من الرجز ] واقتلع الباب اقتلاعاً معجزاً *** يُسْمَعُ في دويه ارتجاسُهُ كأنه شرارة لموقد *** أخرجها من ناره مقباشه وكذا جاء له في 342/2 ثلاثة أبيات ، واثنان في 2 /226 - 227 [ و في طبعة 44/2 ، وصفحة : 355 و 82/3] على وزانها معنىً وقافية ، وجاء له بنفس الوزن والقافية أبيات في الغدير 390/3 ، فلاحظ .
2- في نسخة (ألف ) : الروى .
3- هذا منا ، وفي نسختي الأصل : وخلعت .
4- هذا ؛ ولم ترد هذه الأرجوزة في ديوان شاعرنا ولا ما جمع له من شعر منثور في المجاميع الشعرية، نعم لشاعرنا (رحمه الله علیه) أرجوزة طويلة جداً كاملة تحدّث فيها عن مناقب آل محمد (علیهم السّلام) ومثالب أعدائهم عبر التاريخ، لم يرد في الديوان منها إلا عشرون بيتاً ، ومطلعها: [ من الرجز ] إن الرسول لم يَزَلْ يقولُ *** والخيرُ ما قال به الرسول : إنك مني يا علي الأبي *** بحيثُ مِنْ مُؤساء هارونُ النبي

[ من الرجز(1) ]

وَقَالَ: قُمْ، فَإِنَّنِي مُتَابِعُكْ *** وَامْدُدْ يَداً فَإِنَّنِي مُبَايِعُكْ

وَأَنتَ أولَىٰ مِن عَتِيقٍ وَأَحقِّ *** إِنِّي أَرَىٰ كَيْدَ عَدُوٌّ قَد سَبَق(2)

ص: 339


1- أقول : كلّ ما كان على وزن ( مستفعلن مستفعلن مفعولن ) ، كما هنا عددناه من مشطور الرجز، وإن كان كثيراً من العروضيين يعدونه من مشطور السريع ؛ وذلك لأنته أشبه بالرجز من حيث النطق .. فلابد من ملاحظة ذلك في كلّ هذه الموسوعة.
2- لا يخفى أنته قد جاءت هذه الأبيات في كتاب الدراسة عن حياته [ ديك الجنّ الحمصي عبد السلام بن رغبان : 65 - 66] هكذا : الرسول لم يزل يقولُ : *** والخير ما قال به الرسول وقد جاءت تتمة لهذه الأرجوزة في موسوعتنا هذه، وهي من متفردات كتابنا وروائعه، ولم نجد مصدراً آخر لها كي نضبط أبياتها ، ونسد سقطاتها، ونصحح أخطاءها... وما هنا منها جاء في مواطن عديدة من مجلدات المناقب ، ومجموع الأبيات مما وسعنا جمعه منها هنا هو ( 47 ) بيتاً ، وفي المناقب 17/3 وفيها ثلاث أبيات ، يسميها : كاملة ديك الجن .. وجاء بيت منها في المناقب 5/2 [طبعة بيروت، وفي طبعة قم 3/2 ، وفي طبعة 287/1] هكذا : [ من الرجز ] قرابة ونصرة وسابقة *** هذي المعالي والصفاتُ الفائقة وفي 41/2 ( بيتان ) ، وفي 246/2 ( بيت واحد ) ، و (ثلاثة) في 330/3، وبيت - أيضاً - في 269/2 [ طبعة قم ] ، و ( سبعة ) في 395/3، وصفحة : 396. [ من الرجز ] إن عليّاً خير أهل الأرض *** بعد النبي فاربعي أو أمضي

وروي(1) أنته قال : «أيها الناس ! شُقّوا أمواج الفتن بسفن النجاة ، وعرّجوا عن طريق المنافرة، وضعوا [عن] تيجان المفاخرة، أفلح(2) من نهض بجناح، أو استسلم فأراح(3) ماء(4) آجن ، ولقمة يغص بها آكلها، ومجتني الثمرة لغير وقت

ص: 340


1- جاء صدر هذه الخطبة الشريفة في نهج البلاغة - قسم الخطب - برقم 5 [ طبعة محمد عبده 40/1 - 41 ، وفي طبعة صبحي صالح : 52 برقم ( 5 ) ] ، وعليهما المعتمد. قال الرضي (رحمه الله علیه): ومن خطبة (علیه السّلام) لما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وخاطبه العباس وأبو سفيان بن حرب في أن يبايعا له بالخلافة . وقد نقل عن مناقب ابن الجوزي - كما رواه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 233/28 - 234 ( الباب الرابع ) حديث 20 - خطبة خطب بها أمير المؤمنين (علیه السّلام) بعد وفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، قال : روی مجاهد، عن ابن عباس ... قال : لما دفن رسول الله - صلى الله عليه و آله - جاء العبّاس وأبو سفيان بن حرب ونفر من بني هاشم إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) فقالوا : مدّ يدك نبايعك .. فخطب وقال ... وراجع : تحف العقول: 59 .. وغيره.
2- في المناقب لابن الجوزي : فقد فاز .
3- في المناقب : فارتاح.
4- في طبعة نهج البلاغة ( لمحمّد عبده ) زيادة ( هذا ) قبل ( الماء ) ، والآجن : هو الماء المتغير الطعم واللون لا يستساغ .

إيناعها؛ كالزارع(1) بغير أرضه(2)، فإن أقل، يقولوا: حرص على الملك .. وإن أسكت، يقولوا: جزع من الموت.. هيهات(3)! بعد اللتيا والتي.. والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه(4)، بل اندمجت على مكنون علم ، لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة(5)..».

ص: 341


1- في نسخة (ألف): كالزرع.
2- من قوله : ومجتني .. إلى هنا لا يوجد في المناقب، وفيه: «أجدر بالعاقل من لقمة تخشى [ لعلها : تحشى ] بزنبور ، ومن شربة تلذّ [ لعلّها : تلذذ ] بها شاربها مع ترك النظر في عواقب الأمور».
3- قد كرّرت كلمة ( هيهات ) في مناقب ابن الجوزي .
4- جاءت هنا زيادة في مناقب ابن الجوزي ، وهي : ومن رجل بأخيه وعمه ..
5- الأرشیة - جمع رشاء - بمعنى الحبل أو خصوص حبل الدلو، وأرشية : شجر الحنظل (5) الأرشية - جمع ر والبطيخ ، وما شبهه ؛ كما في العين 281/6. ولاحظ : لسان العرب 184/9 تاج العروس 127/2 .. وغيرهما. والطوي - جمع طويّة - وهي البئر المطوية ، وقد ذكر لها عدة معاني في العين 466/7. وراجع : الصحاح 2416/6 ومعجم مقاييس اللغة 429/3 ولسان العرب 19/15 . . وغيرها ، والبعيدة بمعنى العميقة. أقول : إلى هنا جاء في نهج البلاغة ، وانظر شرحها فيما سلف من طبعات النهج وشروحه ؛ كشرح ابن ميثم البحراني 1 / 276 - 280 [ الطبعة الحجرية : 104 ] ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 73/1.. وغيرهما. راجع : الاحتجاج : 243 ، الدرجات الرفيعة : 86 [ المحققة 251/1].. وغيرهما.

فقال العباس - بعد منصرفه - : إنّ عليّاً قد اعتمد على القرابة، ولا قرابة في الملك .

فلم يمنعه ذلك عن رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] ، ولا استمالته الدنيا إلى أن يترك رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] مسجى في البيت، ويخرج فيطلب الأمر لنفسه كما فعل القوم، ورأى أنّ الاهتمام برسول الله (عليه و آله السلام) أحبّ إليه من رئاسة الدنيا ؛ لأنه كان على يقين مما له عند الله في العقبى، وقد كان الواجب على القوم أن يتمهلوا إلى أن يُوارى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ويُفرغ من مصيبتهم العظمى بفقد نبيهم.

وروى الطبري(1)، والواقدي(2)، وابن أبي إسحاق(3)، والزهري، وابن المسيب ؛ قال أبو هريرة : إنّما دُفن النبي ( عليه و آله السلام ) بعد ثلاثة أيام ..

محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي (علیهما السّلام)، عن أبيه : أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) دفن بعد ثلاثة أيام.. فورب الصفا والمروة ما صلّى عليه الأول والثاني!(4)

ص: 342


1- تاريخ الطبري 211/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 450/2]، ولاحظ : تاريخ ابن الجوزي 130/1.
2- تاريخ الواقدي، ولم نعثر فيه . ولم نعثر عليه في كتابي السيرة والردة له .
3- لعله هو محمّد بن إسحاق صاحب السيرة المعروف، وعلى كل ؛ فلم نعثر عليه في السيرة النبوية له .
4- كما جاء في تقريب المعارف : 167 وما بعدها [ وفي المحققة : 251] وعنه في هذا مع الاتفاق من الجلّ وسكوت الباقي على أنهما لم يحضرا دفن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، كما في المصنّف لابن أبي شيبة 572/8 ، وكنز العمال 652/5 حديث 14139.. وغيرهما ، حيث قالوا إن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)! في الأنصار !! فدفن قبل أن يرجعا ، كما هو نص ابن أبي شيبة .. وغيره ، وهو - فداه - بقي ثلاثاً يصلي عليه المسلمون ، ولم يشهدا حتى ذاك اليوم .. ! إلّا على قول صححوا به فضيحتهم بأنهم صلوا في اليوم الثالث .. فما أقبحهم وأخزاهم من قوم لم يعرفوا الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حرمة بل طارد والدنياهم وجمع الحطب لنارهم.

مهیار(1):

[ من الرجز ]

مَاتَ فَلَم يَنعَقْ عَلَى صَاحِبِهِ(2) *** نَاعِقَةٌ مِنهم(3) وَلَم يَرْغُ جَمَلْ

وَلَا شَكَا القَائِمُ فِي مَكَانِهِ *** مِنْهُمْ وَلَا عَنفَهُمْ وَلَا عَذَلْ(4)

[فَهَل تُرَى مَاتَ النِّفَاقُ مَعَهُ *** أم خَلَصتْ أَديَانُهم لَمَّا نُقِلْ ]

الَا وَالَّذِي أَيَّدَهُ بِوَحبِهِ *** وَشَدَّه مِنكَ بِرُكن لَم يَزُلْ ](5)

بحار الأنوار 386/30 ذيل حديث 165.

ص: 343


1- ديوان مهيار الديلمي (رحمه الله علیه) 113/3 من قصيدة طويلة في ذكر مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وما مني به من أعدائه ، وهي ذات ( 110 ) أبيات ، جاءت هذه الأبيات في رقم ( 56 و 57 و 60) منها . وستأتي قطعة منها في الأجزاء التالية للكتاب.
2- في نسختي الأصل : مات فلم ينعق على أصحابه ، والمثبت من الديوان .
3- في نسختي الأصل : منه ، بدلاً من : منهم .
4- في نسختي الأصل : عدل ، وما هنا من المصدر .
5- البيتان بين المعكوفين أخذا من الديوان ليتم المعنى بهما .

ما ذَاكَ إِلَّا أَنَّ نِيَّاتِهِمُ *** فِي الكُفْرِ كَانَتْ تَستَوِي(1) وَتَعَتَدِلْ

الناشئ(2):

[ من الكامل ]

ظَنُّوا نُبُوَّةَ أَحمَدٍ مُلْكَاً وَمَا *** زَالُوا لآيَاتِ النُّبُوَّةِ جُجَّدَا

حَسدُوا الوَصِيَّ عَلَى جَلَالَةِ قَدْرِهِ *** فيهم وَحَقَّ لِمَثلِهِ أن يُحسَدا

تركوا النَّبِيَّ جنازةً وَسَعَوا إلى *** طلب الخلافةِ فِي السَّقِيفَةِ حُمَّدًا

ص: 344


1- في الديوان : تلتوي، وجاء في الحاشية : في نسختي الأصل ( تستوي ) والسياق يأباه .. وهو كما قاله .
2- لقد مرّ الحديث عن شاعرنا هذا ( الناشي الصغير ) في مقدّمة الكتاب ، ولم نحصل على شيء من شعره مجموعاً كديوان ولا غيره ، وهذه القصيدة سيأتي لها ما هو على وزانها وقافيتها ستة موارد ومجموع ما جاء منها في موسوعتنا هذه هو (23) بيتاً ، وقد جاءت تكملة لها في المناقب 34/1( 5 ) أبيات ، وكذا في 134/2 بيتان ، وكذا في 179/4 ( 5 ) أبيات. وهي في مدح آل محمد (علیهم السّلام)، ولعلّ مطلعها ما جاء في المناقب 179/4 هكذا : [ من الكامل ] وأئمة من أهل بيتِ محمّدٍ *** حفظوا الشرائع والحديث المسندا ويحتمل فيها أن تكون أكثر من قصيدة على وزان واحد ، فلاحظ

عَقَدُوا لِأَنفُسِهِم هُنَاكَ إِمَارَةً *** قَد كَانَ يَكرَهُ أَحمَد أَنْ تُعْقَدَا

خطيب المنبج(1):

[ من الوافر ]

وَقَالُوا نَحنُ نَحْوِي(2) الإرثَ عَنه *** وَلَم نَرَ أَبْعَدِينَ مُقَرَّبِينَا

تَشَاغَلَ بِالنَّبِيِّ وَلَم يَكُونُوا *** بِمَوتِ نَبِيِّهِمْ مُتَشَاغلينا

وَقَالُوا: أهلُهُ بِالحُزْنِ أَوْلَى *** وَنَحنُ لِغَيرِ ذلك قد ولينا

فَمَا حَضَرُوا لَه إذ ذَاكَ غُسْلاً *** وَلَا قَامُوا عَلَيهِ مُكَفِّنينا

وَلَا شَهِدُوا لَه دَفْناً فُرَادَى *** مَعَ الهَادِي الوَصِيَّ وَلَا تُنَيْنَا(3)

ديك الجن(4):

[ من المتقارب ]

وَلَم يَشْهَدُوا دَفْنَهُ إِذ مَضَى *** وَلَا كَفَنُوه وَلَا غَسَّلُوا

وَلَم يَنظُرُوا وَجْهَهُ إِذ قَضَى *** وَلَا هُم إِلى لَحْدِه أَوصَلُوا

وَوَلَّى خلافَتَهُ عِجْلَهُمْ *** وَقَلَّدَهُ أمرها الأحولُ

ص: 345


1- في نسختي الأصل : المنهج ، وهو غلط ، كما لا يصح ما جاء في المناقب : المنيح .
2- في نسختي الأصل : نجوى .
3- أراد (مثنی) مقابل قوله : فرادی . انظر: مجمع البحرين 240/2 مادة (ثلث).
4- لم ترد هذه الأبيات في ديوان ديك الجنّ ، ولا فيما نعرف له من شعر منثور في المجاميع الشعرية كالمناقب والغدير .. وغيرهما .

قال [ابن ] الأعثم الكوفي(1)، وابن إسحاق(2)، والواقدي(3)، وأبو مخنف(4): فلما أصبحوا اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة في السقيفة عند سعد بن عبادة، وتشاجروا في الخلافة، فقالت الأنصار : نحن رضينا بصاحبنا سعد، فقال عويمر(5) بن ساعدة : إنّ الخلافة لا تكون إلا لأهل بيت النبوة فاجعلوها حيث جعلها الله ، فإنّ لهم دعوة إبراهيم [(علیه السّلام)] .

زيد مرزكي(6) :

[ من الطويل ]

ص: 346


1- لا يوجد في نسخة ( ب ) : والأعثم الكوفي ، وجاءت في هامش نسخة (ألف) تصحيحاً . لاحظ : الفتوح 4/1 - 6 وكأنه مبتور منه ! وحكاه المحقق الحلّي (رحمه الله علیه) في في 195 أصول الدين : 195 ونسبه إلى ولده ، وهو: سعد بن عويمر بن يمر بن ساعدة، ومثله - أيضاً - نسبه ابن جبر في نهج الإيمان : 45 .
2- نقل خبر السقيفة عن ابن إسحاق في سيرة ابن هشام 656/2.. إلى بعدها .
3- انظر : كتاب الردة للواقدي : 32.. إلى آخر بحثه في ذكر السقيفة . راجع : البداية والنهاية 66/9 ، صبح الأعشى 355/1، و 232/13.. وغيرهما.
4- راجع : الإمامة والسياسة لابن قتيبة 24/1، وكذا في أنساب الأشراف للبلاذري 10 / 84.. وغيره.
5- أو : عويم بن ساعدة الأُوسي ، وهو أحد أعوان الأوّل في السقيفة، ولا يمكن صدور مثل هذا الكلام منه ، نعم لعله من ولده، وفي نهج الإيمان : 45 أنته سعد بن عويمر ابن ساعدة .
6- قد مرّت ترجمته تحت عنوان : المرزكي النحوي ، ولم نعرف لأبياته مصدراً سوى كتابنا هذا ، وله أبيات منثورة في المناقب.

وَلُولَا اخْتِلَافُ القَومِ مِن بَعْدِ أَحمَدٍ *** لما اختَلَفُوا أنَّ الوَصيَّ إمَامُ

غیره(1):

[ من البسيط ]

لَو سَلَّموا لِوْلَاةِ الأمرِ أَمْرَهُمُ *** مَا سُلَّ بَيْنَهُمُ فِي الْأَرْضِ سَيفَانِ(2)

ثمّ خطب معن بن عدي الأنصاري، ثمّ ثابت بن قيس بن شماس(3)،

ص: 347


1- وقد أورد هذا البيت الشيخ الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه : التعجب من أغلاط العامة : 71، بقوله : ولقد أحسن شاعرنا حيث يقول : .. وجاءت عليه عدة نسخة أخرى. وفي الصراط المستقيم 113/3 : ما سلّ بينهما في الناس سيفان. وجاء في نهج الإيمان : 620 [ من البسيط ] لو سلّموا لولاة الأمر أمرهم *** ما حلّ بينهم في الأرض سقاك
2- جاء هذا البيت في الصراط المستقيم 113/3 بنصه، وقبله في كتاب التعجب من أغلاط العامة : 71 هكذا : [ من البسيط ] لو سلَّموا لعليَّ الأمر واحتسبوا ما سُلَّ بينهم في الناس سيفان ومثله في شرح إحقاق الحق 389/2 ، ونهج الإيمان : 620 .. وغيرهما . وجاء عجز البيت في نهج الإيمان : ما حلّ بينهم في الأرض سفاك.
3- قد جاء في كثير من المصادر بعنوان : ثابت بن قیس بن شماس، وهو أحد الشهود في واقعة الغدير لأمير المؤمنين (علیه السّلام) بحديث الغدير ، كما في الإصابة لابن حجر وقد ترجم فيها أيضاً : ثابت بن قيس بن شماس. وجاء في أُسد الغابة 368/1، ويظهر منه وجود اثنين بهذا الاسم ، أحدهما : ثابت ابن قيس في 229/1 ، والآخر : قيس بن ثابت بن شماس في 368/1. هذا ؛ وقد أورده العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 58/1، ولاحظ صفحة: 189 - 190 منه .. وغيرهم.

وهجم عليهم بريدة الأسلمي برسالة علي وفاطمة (علیهما السّلام): إن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) قد جهزناه وبقي منذ يومين، فإن أردتم الصلاة والدفن فاحضروا ..

فهمَّ أبوبكر أن ينزل ، فقال عمر : إنّ محمداً بخلاف الآدميين ولا يتغيّر عن حاله .. فارقبوا نفرغ(1) من هذا المهم الديني !!

فلما انصرف بريدة، خرجت فاطمة فوقفت على الباب، ثم قالت : لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم.. تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم فيما بينكم ، ثمّ(2) لم تؤامرونا ولم تروا لنا حقاً .. كأنتكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم(3).. فالله(4) حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة!».

ص: 348


1- في نسخة (ألف) : فنفرغ.
2- لا توجد ( ثمّ ) في نسخة (ب)، وفي بعض طبعات الاحتجاج بدلاً منها : وتوونا، وفي طبعة من الاحتجاج [ 80/1] : ولم تؤمرونا .
3- في نسخة (ألف): الغدير بدون (خم)، بدلاً من: غدير خم، وذكر هناك ما هنا نسخة بدل ، وقد جاء قولها (عليها السلام) في الاحتجاج 105/1، فراجعه .
4- في نسخة ( ب ) : والله . لاحظ الكتاب الجامع الرائع : الفريدة في لوعة الشهيدة (عليها السلام) .. حيث استوعب المصادر والنسخ وضبط النص.

ابن الحجاج(1):

[ من مجزوء الكامل ]

وَبِحَقِّ مَنْ دَفَعُوه عَن *** مِيرَائِهِ يَومَ السَّقِيفَةُ

عبدالمحسن الصوري(2):

[ من مجزوء الكامل ]

لا لا تَكُن مِن مَعْشَرٍ(3) *** غَدَرُوا وَقَد شَهِدُوا الغَدِيرَا

ص: 349


1- لم أجد هذا البيت فيما جمع لشاعرنا (رحمه الله علیه) شعراً أو نثراً، وسيأتي له بيتان مكملان له .
2- قد سبق الحديث عن الشاعر في المقدّمة، وأنته ليس له ديوان مجموع مما نعلم، وجاءت هذه الأبيات ضمن قصيدة طويلة جاء شطر منها (19 بيتاً) في الغدير 223/4 - 224 في مدح أهل البيت ، ومنها هذه الأبيات مع اختلاف ، وهي : [ من مجزوء الكامل ] ما لم يكن من معشرٍ *** غدروا وقد شهدوا الغديرا و تآمروا ما بينهم *** أن ينصبوا فيها أميرا من كلّ صدرٍ موغرِ *** ملات ضغائنه الصدورا مترشّح للملك قد *** نَصَبَتْ سريرته السريرا وتوارثوها ليس تخ_ *** _رُجُ عنهُم شِبراً قصيرا .. إلى آخر الأبيات . أقول : وقد حصلت أخيراً على ديوان الصوري (رحمه الله علیه) ، حيث طبع في بغداد ضمن سلسلة كتب التراث ، وجاءت هذه الأبيات في بيان ظلامة أهل البيت في (علیهم السّلام)( 24) بيتاً فى 219/1 - 220 منه ، والأبيات هذه هناك (13) و 14 و17)، ولا يوجد فيها (13 البيت الثاني والرابع ، وبينهما اختلاف ذكرنا مهمه ، ومطلعها: [من مجزوء الكامل ] ما طول الليل القصيرا *** ونهى الكواكب أن تغورا
3- جاء صدر البيت في الديوان هكذا : ما لم يكن من معشرٍ .

وَتَنَاكَرُوهُ كَأَنهمْ *** بِالأَمسِ مَا كَانُوا حُضُورا(1)

وَتَآمَرُوا مَا بَينَهم *** أَن يَنصُبُوا مِنهُم(2) أَمِيرَا

[مِن كُلِّ صَدرِ مُوغَرٍ *** مَلأَتْ صَغَائِنُهُ الصُّدُورَا]

مُتَرشّح لِلمُلكِ قَد *** نَصَبَتْ سَرِيرَتُهُ السَّرِيرَ ](3)

مُسْتَوْفِزِيْنَ(4) فَمَا يَرُو *** نَ مَنَازِلَ الْأَهْلِينَ دُورَ ا(5)

وَتَوارَتُوها لَيسَ تَخْ_ *** _رُجُ(6) عَنهُمُ شِبراً قَصِيرًا

قال [ابن ] الأعثم(7)، والواقدي(8)، وابن إسحاق(9)...

ص: 350


1- لم يرد هذا البيت في الديوان المطبوع ولا الغدير .
2- في الديوان والغدير : فيها ، بدلاً من: منهم.
3- البيتان بين المعكوفين جاءا في الديوان والغدير وبهما يتمّ المعنى ، فلاحظ .
4- المُسْتَوْفِرَ : اسْتَوْفَزَ : استقل على رجليه ، ولمّا يَسْتَوِ قائماً ، وقد تهيأ للوثوب والمُضِي والأفر. انظر : لسان العرب 168/8 مادة (وفز).
5- سقط هذا البيت من القصيدة في الديوان المطبوع وكذا في الغدير
6- كذا في الديوان ، وهي المتعيّنة ، وفي نسختي الأصل : يخرج - بدون إعجام -
7- الفتوح لابن أعثم الكوفي 5/18 ، وقد اعترف مخرّج الكتاب بسقوط قصة البيعة هنا، ولعلّه إسقاط لا سقوط !! وراجع: الشافي في الإمامة للسيّد المرتضى (رحمه الله علیه) 186/3 - 188 .. وغيره .
8- کتاب الردّة للواقدي : 37.
9- لم نعثر على الخبر في المقدار المطبوع من سيرة ابن إسحاق. راجع : سيرة ابن هشام 1017/4 عن ابن إسحاق، والسيرة النبوية لابن كثير 488/4 ، والسيرة الحلبية 480/3 . وروى العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 337/28 ( الباب الرابع ) حدیث 57 ، و 192/49 ( باب 10) ذیل حديث 2 ، عن الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام). وراجع : الغدير 240/3 ، 7/ 131 ، 10 / 8 .. وغيرها . وانظر: تاريخ اليعقوبي 123/1، وتاريخ الطبري 443/2[446/2]، تاريخ الإسلام 7/3 ، والكامل .325/2 . وكذا في المسترشد : 142، والطرائف: 237 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 24/2 - 25 ، 224/13 .. وغيرها . و راجع : كتاب البخاري 27/8 ، السنن الكبرى للبيهقى 142/8 ، ومسند أحمد بن حنبل 56/1 ، الإمامة والسياسة 1 / 14 .. بل وغالب كتب الحديث عنه العامة .

.. فأجاب أبو بكر ثابت(1) ابن قيس وفضّل قريشاً عليهم.

ثم قال : لقد(2) رضيت ببيعة هذين الرجلين - عمر وأبي عبيدة - فقالا : أنت أحق منا .. يا معشر الأنصار ! فنحن الأمراء وأنتم الوزراء(3) لا تفتاتون(4) بمشورة،

ص: 351


1- في نسخة ( ألف ) : لثابت ، وفي نسخة (ب): الثابت .
2- حكى الزمخشري في الفائق 166/3 قولة أبي بكر يوم السقيفة هكذا : منا الأمراء ومنكم الوزراء.
3- لا توجد ( لقد ) في نسخة ( ب ) .
4- اختلف ضبط الكلمة في المصادر المختلفة، وما أثبتناه مأخوذ من تاريخ الطبري؛ إذ هو أقرب إلى ما قرأناه في نسختي الأصل ؛ ونذكر هنا ما وجدناه في المصادر من ضبط الكلمة : جاء في الإمامة والسياسة 1/ 15: لا نفتات .. والانفتات : الإنكسار ، كما في لسان العرب 65/2. وجاء في تاريخ الطبري ،220/3 ، وكذا في بحار الأنوار 335/28: لا تفتاتون قال الجوهري في الصحاح :260/1 : والإفتيات: إفتعال من الفوت، وهو السبق إلى شيء دون إئتمار من يؤتمر.. وفلان لا يفتات عليه : أي لا يعمل شيء دون أمره . وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8/6 - نقلاً عن كتاب السقيفة وفدك : 59 - : لا نمتاز ، وفي الكامل لابن الأثير 192/2 [329/2]: لا تفاوتون.

ولا نقضي دونكم الأُمور(1).

فقال أحد الأنصار: إنا نخاف الأثرة.

فقال أبو بكر : لكم المساواة شق الأبلمة(2).

ص: 352


1- راجع : الإمامة والسياسة 24/1 ، وأنساب الأشراف 582/1، وتاريخ ابن خلدون 2/488 ، والكامل لابن الأثير 329/2.. وغيرها.
2- أقول : الأبلمة : الخوصة ، يقال : شاطره المال شق الأبلمة .. أي ناصفه ، كما في غريب الحديث لابن قتيبة 117/1، وهي مثلثة الهمزة واللام. قال ابن الأثير في النهاية 1 /17: في حديث السقيفة : ( الأمر بيننا وبينكم كقدِّ الأبلمة) الأبلمة - بضمّ الهمزة واللام وفتحهما وكسرهما - خوصة المقل ، وهمزتها زائدة . ثمّ قال : يقول : نحن وإياكم في الحكم سواء ، فلا فضل الأمير على مأمور ، كالخوصة إذا شقت باثنتين متساويتين. ولاحظ 1 / 154 منه ، و 21/4 ، وصرّح فيه بكونه حديث أبي بكر يوم السقيفة . وكذا قال به ابن منظور في لسان العرب 344/3 ، وكذا جاء في 53/12 ، وتاج العروس 5460/2 / 178 ] .. وغيرهما .

قال العالم (علیه السّلام): فكان - والله كما خافوا».

ورووا(1): أنته قال حُباب بن المنذر بن الجموح(2) الأنصاري:

لا تغتروا بمقالهم؛ ما عُبد الله جهاراً إلا في بلادكم، ولا جُمع إلا في مساجدكم، ولا إسلام إلا من سيوفكم ، أنتم أحق بها منهم، فإن أبوا فمنا أمير ومنهم أمير.

ابن علوية الإصفهاني(3):

[ من الكامل ]

يَومَ السَقِيفَةِ حِينَ جَاءَ عَمِيدُهُمْ *** سَعْدُ يَحُضُ(4) بَعَرْشَةِ الدُّهمانِ(5)

مِنَّا أَمِيرٌ فَاعلَمُوهُ ومِنكُمُ *** أيضاً أمير إن أبيتُمْ ثَانِي(6)

ص: 353


1- انظر الإمامة والسياسة 15/1 [ تحقيق الزيني ].. وماسلف من المصادر .
2- في نسخة (ألف): الجموع.
3- إنّ هذين البيتين جاءا ضمن القصيدة المعروفة ب_ : المحبّرة ، أو الألفية .
4- في نسخة ( ب ) : سعة تخص ..
5- يقصد بذلك سقيفة بني ساعدة.
6- في نسخة (ألف) : الثاني .

فقال عمر : كذبت؛ لا أُمّ لك !

فقال : بل أنت لا أُمّ لك ولا أرض لك !

فقال عمر : الإسلام واحد، والقرآن واحد، والأمير واحد .. ! فتشاجرا.

فقال عمر : لا تحسدوا إخوانكم فيما ساقه الله إليهم.

فقال حباب : لا حق فيها إلا لسعد.

فقال عمر : إن سعداً لا يصلح لها.

قال ثابت : سعد أصلح لها من غيره ؛ لأن الدار داره وأنت نازل عليه ..!

[ من البسيط ]

فقام حسّان وأنشأ أبياتاً منها(1):

لا تُنكرنَّ قُرَيسٌ فَضْلَ صَاحبنا *** سَعدٍ فَمَا فِي مَقَالَى اليَومَ من أَود(2)

نَحنُ الَّذِينَ ضَرَبَنَا النَّاسَ عَن عُرْضٍ *** حَتَّى اسْتَقَامُوا فَكَانَتْ بيضةَ البَلَدِ

ص: 354


1- لم ترد هذه الأبيات في ديوانه ، بل جاءت أبيات أُخر في ديوان حسان بن ثابت المطبوع : 50 - 53 في قصة سعد وما دافع به حسان عنه سعد، وهي على وزان هذه الأبيات وقافية الدال ، فلاحظ .
2- الكلمة مشوشة في نسخة ( ب ) .

لستُم بأولى بِهَا مِنَّا؛ لأنّ لنَا *** وَسْطَ المَدِينَةِ فَضْلَ العِزَّ وَالعَدَدِ(1)

وفي تاريخ الطبري(2)، وصحيح البخاري(3)، قول عمر : كانت بيعة أبي بكر

ص: 355


1- أقول : روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين : 368 [ تحقيق عبد السلام هارون ، وفي طبعة وقعة صفين : 417 - 419 ] - وعنه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 45/8، وأعيان الشيعة للسيّد الأمين (رحمه الله علیه) 286/6 في ترجمة أبي أيوب الأنصاري - في كتاب كتبه أبو أيوب إلى معاوية - بعد كلام له - جاء في آخره هذه الأبيات: [ من البسيط ] لا توعدنا ابن حرب إنّنا بشر [نفر] *** لا نبتغي ودَّ ذي البغضاء من أحد فاسعوا جميعاً بني الأحزاب كلُّكم *** لسنا نريد ولاكم [ رضاكم] آخر الأبد نحن الذين ضربنا الناس كلهم *** تى استقاموا وكانوا عرضة الأوَدِ والعام قصرك منا إن أقمتَ [ ثبت ] لنا *** ضرب يزيل [يزايل] بين الروح والجسد أما علي فإنا لا نفارقه *** مارقرق [رفرف] الآلُ في الداوية [الدوّيّة] الجُرُدِ
2- تاريخ الطبري 205/3 ، وهو نقل بالمعنى مع اختصار في اللفظ وتقديم وتأخير، وقريب منه في صفحة : 223 من نفس المجلد [ طبعة الأعلمي 446/2 - 459].
3- كتاب البخاري 210/8 في حديث [ وفي طبعة - كتاب الحدود، حديث 6328، وقد جاء في كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة ].

فلتة(1) وتمّت ، ألا وإنّها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرّها(2).

إنّ الأنصار خالفوا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وتخلّف عنا عليّ

ص: 356


1- الفلتة: هو الأمر الذي يقع من غير تدبّر ولا روية ولا إحكام.. أي مفاجأة، كما في كتاب العين 122/8 ، وفي غريب الحديث لابن سلام 231/2 : أنتها كل أمر فعل على غير تمكث وتلبّث فقد افتلت، والاسم منه الفلتة ، ثم قال : ومنه قول عمر في بيعة أبي بكر إنها كانت فلتة وقى الله شرها .. ومثله فيه 355/3 - 357، وكذا جاء في غريب الحديث لابن قتيبة 215/1 وزاد أنتها هنا الزلة والسقطة ... ولاحظ : لسان العرب 67/2 - 68 ، والقاموس المحيط 154/1 ، ومجمع البحرين 424/3 .. وغيرها . ومنه قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) في النهج : « لم تكن بيعتكم إياي فلتة .. » ، وفيه تعريض ببيعة أبي بكر من أنتها كانت فلتة ووقى الله المسلمين شرّها .. ومع الأسف لم يقِ الله المسلمين شرّها إلى يوم القيامة .. !
2- وجاء هذا الحديث بألفاظ متعدّدة وفى مواطن متفرقة والمعنى واحد ، منها باب رجم الحبلى من الزنا في كتاب البخاري ،210/8 ، ومسند أحمد بن حنبل 55/1، ونقله ابن الأثير في كتابه الكامل 220/2 - 224 ، وابن هشام في السيرة 657/2 - 660، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمّال 156/2 - 157 .. وغيرهم . وقد وردت هذه اللفظة على لسان الخليفة الثاني في أكثر من مو من مورد وواقعة ، وجاءت في جملة مصادر، منها ما ذكره البلاذري في أنسابه 590/1، وابن أبي الحديد في شرح النهج 1 / 132 ، و 2 /19 .. وغيرهما.

والزبير ومن معهم ، واجتمع(1) المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا من(2) الأنصار نشهد خطبتهم .. فانطلقنا ، فلما سكتوا أردت أن أتكلّم ، فقال أبو بكر على رسلك .. فكرهت أن أعصيه، فتكلّم أبو بكر، وقال: أما ما ذكر تم من خير ؛ فأنتم له أهل، ولم نعرف هذا الأمر إلا لهذا الحى من قريش أوسط العرب نسباً وداراً ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما

شئتم.. وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح.

فقال قائل من الأنصار(3): أنا ذيلها(4)..

ص: 357


1- في نسخة (ألف): وأجمع .
2- لا توجد ( من ) في نسخة ( ب ) .
3- وهو : الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري الخزرجي ثم السلمي ، مات في خلافة عمر وقد زاد على الخمسين ، وقد سلف . لاحظ عنه : الإصابة 317/1 [ وفي طبعة 9/2 تحت رقم 1557].. وغيره. وحكى الواقعة جمع ؛ كابن سلام في غريب الحديث 170/1، و 153/4، والجوهري في الصحاح 179/1 و 428 ، و 960/3.. وموارد أُخرى فيه وفي غيره.
4- في نسخة ( ب ) : خديلها ، وفي نسخة (ألف) : خديلهما، وما هنا أخذ من الطبري، وقد جاء في مواضع ثلاثة في تاريخ الطبري كذلك ، كما وقد جاء في غريب الحديث لا بن سلام 153/4 ، والجذيل كما قاله الأصمعي - تصغير جذل أو جذل ، وهو عود ينصب للإبل الجربي لتحتكّ به من الجرب، والجذل واحد الأجذال ، وهى أُصول الحطب العظام ، كما قاله الجوهري في الصحاح 1654/4 ثم استشهد بكلام الحباب ، وكذا في نهاية ابن الأثير 243/1 [ وفي طبعة 251/1] ، ولسان العرب 107/11. والجذل : عود يكون في وسط ميرك الإبل تحتك إليه وتستريح إليه، وهو مثل للرجل الذي يشتفى برأيه . أقول : جديل؛ لها عدة معانٍ جاءت في صحاح اللغة .. وغيرها ، وتأتي الجديلة بمعنى الشاكلة، والجديل : الزمام المجدول من أدم، وبمعنى الزمام. لاحظ : الصحاح 1653/4 - 1654 ، ولسان العرب 103/11، و499/13، وتاج العروس 253/7 [100/14]..

..المحكك(1)، وعُذَيقها(2)..

ص: 358


1- المحكك : الذي كثر به الاحتكاك حتى صار مملساً ، كما قاله الزمخشري في الفائق 181/1 ، [ و في طبعة دار الكتب العلمية - بيروت 175/1] ولاحظ : المستقصى 377/1 ، ومجمع الأمثال 21/1.. وغيرهما. ويحتمل كونه من المحك وهو اللجاج ، والمماحكة : الملاجة ؛ كما قاله الجوهري في صحاح اللغة 1607/4. والمحك : المشارة والمنازعة في الكلام ، قاله في التاج 176/7 [639/13].
2- في نسختي الأصل : عذيفها ، والصواب ما ذكرناه ، والعذيق : تصغير عذق ، وهو النخلة نفسها . أقول : العذق : العنقود من العنب والعذق النخلة بحملها .. قاله الفراهيدي في كتاب العين 148/1 ، ولاحظ منه : 94/6 ، وقال ابن سلام في غريب الحديث 154/4 : والعذق إذا كان بفتح العين فهو النخلة نفسها ، فإذا مالت النخلة بنوا من جانبها الماثل بناء مرتفعا تدعهما لكى لا تسقط فذلك الترجيب ، و وسيأتي. وقال قبل ذلك : وقال أبو عبيد في حديث الحباب يوم سقيفة بني ساعدة حين اختلفت الأنصار في البيعة ، فقال الحباب.. إلى آخره. وقال ابن الأثير في النهاية 199/3 : العذق - بالفتح - : النخلة ، وبالكسر : العرجون بما فيه من الشماريخ ، ويجمع على عذاق .. ثمّ أشار إلى حديث السقيفة . وعلى كلّ ؛ العذيق تصغير عذق ، وهو النخلة ، قيل : صغرها على جهة المدح. ولاحظ : باب عذق من غريب الحديث للحربي 2 /438، والصحاح 1522/4، ولسان العرب 412/1 ، و 238/10 – 239 .. وغيرهما وغيرها .

المُرجب(1)، منّا أمير ومنكم أمير .. يا معشر قريش(2)!

[ قال : ] وكثر اللغط(3)، وارتفعت الأصوات ..

ص: 359


1- في نسختي الأصل : المرحّب ، ويراد به هنا الذي تبني إلى جانبه دعامة ترفده لكثرة حمله ولعزّه على أهله ، وهو يضرب مثلاً في الرجل الشريف الذي يعظمه قومه . أقول : الترجيب : هو أن النخلة إذا مالت بني لها من شق الميل بناء يرفدها ويمنعها عن السقوط ، فيقول : إنّ لي عشيرة ترفدني وتمنعني . كما قاله ابن سكيت في كتابه الكنز اللغوي : 11 ، وفي الصحاح 134/1 قال : وربّما بنى لها جدار تعتمد عليه لضعفها ، والاسم : الرجبة ، والجمع : رجب .
2- وقاله الزمخشري في الفائق 170/1 [ وفي طبعة 175/1، وفي طبعة أُخرى 150/1]، وكذا في صفحة : 201 ثمّ قال : قالت الأنصار لقريش ... أو قال الحباب . لاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 24/2، و 9/6، و /9، وكنز العمّال 5 / 644 - 646 حديث 14134 والبداية والنهاية 246/5 ، والسنن الكبرى للبيهقي 142/8.. وغيرها .
3- في نسختي الأصل : اللقط ، ويحتمل : اللفظ ، وما هنا جاء في تاريخ الطبري، ویراد به اختلاط الأصوات. واللغط - بالتحريك - الصوت والجلبة ، كما في الصحاح 1157/3 ، ومجمع البحرين 4 / 126 .. وغيرهما ، وجاء اللغط بمعنى : صوت وضجة لا يفهم معناها ، كما في النهاية 257/4 ، وراجع : لسان العرب 391/7 . . وغيره .

حتى فَرِقْتُ(1) من الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر [أُبايعك ] .. فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ، ثم بايعه الأنصار .. وإنا - والله - ما وجدنا فيها من أَمْرٍ حَضَرنا أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا - إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة - أن يبايعوا رجلاً بعدنا(2)، فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساداً(3).

في تاريخ الطبري(4): أنته لما قالت الأنصار: منّا أمير ومنكم أمير،

ص: 360


1- في تاريخ الطبري : أشفقت ، والمعنى واحد.
2- في المصدر : .. أن يحدثوا بعدنا بيعة ، فإما أن نتابعهم على ما نرضى [كذا في تاريخ الطبري، والظاهر زيادة على ما لا نرضى هنا ، كما في الكامل 328/2، وتاريخ الإسلام 8/3.. وغيرهما ] ، أو نخالفهم فيكون فساد.
3- وجاء الخبر مقارباً لما هنا في تاريخ اليعقوبي 2 /158، وسيرة ابن هشام 272/2 - 273.. وغيرهما . وروي في الأخبار الطوال : 140 بإسناده ... عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)، أنه قال: «أيتها الناس! با يعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي ، وإنما الخيار قبل أن تقع البيعة ، فإذا وقعت فلا خيار ، وإنما على الإمام الاستقامة وعلى الرعية التسليم ، وإنّ هذه بيعة عامة ، من ردّها رغب عن دين الإسلام .. وإنّها لم تكن فلتة ..».
4- تاريخ الطبري 202/3 ، وقد أشرنا برمز الإسقاط إلى مورد الاختصار. ولاحظ منه صفحة : 203، وصفحة : 206 من نفس المجلد [ وفي طبعة الأعلمي 444/2، وصفحة : 446].

قال أبو بكر : منا الأمراء ومنكم الوزراء، ثمّ قال(1): إنّي قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين؛ عمر وأبو عبيدة [كذا].. فقالت الأنصار [أو بعض الأنصار ]: لا نبايع إلا علياً (علیه السّلام).

.. فتفكروا في هذه المخاريق، وحبّ الرئاسة، وجلب الدنيا إلى أنفسهم...!

الحميري(2):

[ من الكامل ]

إنَّ الَّذِينَ عَلَى عَلى البُوا *** وَتَصَوَّرُوا فِى صُورَةِ الخُلَفَاءِ

جَحَدُوا مَنَاقِبَ أَهْلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ *** فَتَصوَّرُوا فِي سِترِ بَيتِ المَاءِ

وله(3):

[ من الوافر ]

أَرِقتُ وَنَالَني خَطبٌ كَبِيرُ *** وَطَالَ عَليَّ ذَا اللَّيلُ القَصِيرُ

وَعَاوَدَنِي عَوَائِدُ مُعضِلَاتٌ *** فَدَمعُ العَينِ مُنحَدِرٌ دَرُورٌ

لفعل مَعَاشرٍ كَفَرُوا وَضَلُّوا *** غَدَاةَ رَضُوا وَعِجِلُهُمُ الأَمِيرُ

ص: 361


1- لا توجد : قال ، في نسخة ( ب ) ، وصححت في هامش نسخة (ألف).
2- هذان البيتان والذي يليهما لم نجدهما في ديوان السيد الحميري (رحمه الله علیه) المطبوع ، ولا نعرف مصدراً لهما ، ولا من رواهما غير شيخنا المصنّف طاب رمسه .
3- لم ترد هذه الأبيات في ديوان السيد (رحمه الله علیه)، ولا نعرف لها مصدراً سوى موسوعتنا هذه.

رَضُوا بِالعِجلِ مِن(1) هَادٍ أَمِينِ *** رَآهُ الأَعورُ النَّكِدُ المُشِيرُ

وَصَدُّوا عَن إمَامِهِمُ سَفَاهاً *** إمَاماً لَا يَحِيفُ وَلَا يَجُورُ

أبوه أبوه(2) مَنْ لَم يُنكِرُوهُ(3) *** وَنَاصِرُ أحمد وَهُوَ المُجِيرُ

وقال فروة(4) بن عمرو الأنصاري(5): يا معشر قريش ! هل فيكم رجل تحلّ له(6) الخلافة ويقبل الشوري(7).. و(8) فيه ما في عليّ ؟!

قال قيس بن مخرمة(9): ليس فينا من فيه ما في علىّ.

قال : فصدقت ، فهل في عليّ ما ليس في أحد منكم ؟ ! قال : نعم .

قال : فما صدّكم عنه ؟ !

ص: 362


1- قوله : ( من ) للبدل .. أي رضوا بالعجل، بدلاً من هاد أمين.
2- هذا التكرار للتعظيم ؛ كما يقال : أنا أنا .. وأنت أنت .. ومثله قولهم : فقل وسيفي سيفي ..
3- في نسخة (ألف): ينكروا.
4- في نسختي الأصل : أبو فروة، والصحيح ما أثبتناه.
5- هو : ابن ودقة بن عبيد بن عامر الأنصاري البياضي. راجع عنه : أسد الغابة 357/4 ، الاستيعاب ( هامش الإصابة ) 198/3 وأيضاً ؛ الفتوح 532/2 .. وغيره.
6- لا توجد : له ، في نسخة ( ب ) .
7- في المسترشد : أو يقبل في الشورى.
8- لا توجد الواو في نسختى الأصل.
9- في نسختي الأصل: مهرمة ، والصحيح ما أثبتناه.

قال : إجماع الناس على أبي بكر لشيخوخيته(1).

قال : أما والله لئن أصبتم سنّكم لقد أخطأ تم سنتكم(2)، فلو جعلتموها في على(3) لأكلتموها من فوقكم ومن تحت أرجلكم(4) .

الناشئ(5):

[ من المتقارب ]

وَقَالُوا: الخلَافَةُ مَحفُورةٌ *** عَلَى مَنْ يُسَاوِي سِنِيْهِ سِنُوكَا

أَقَرُّوا بأنكَ أَقضَاهُمُ *** وَأَمضَاهُمُ إِن هُمُ جَادَلُوكَا

وَأَنتَك أَعلَمُهُمْ بالهُدى *** وَبَابُ المَدِينَةِ لَمْ يُنْكَرُوكَا

ص: 363


1- في نسخة (ألف) : بشيخوخيته .
2- في نسخة ( ب ) : سننكم ، وفي المحجّة : لئن أصبتم سنتكم لقد أخطأتم سنة نبيكم.
3- في غالب المصادر : في أهل بيت نبيّكم لأكلتم ..
4- أوردها الطبري (رحمه الله علیه) في المسترشد : 413 عنه ، وجاء في كشف المحجة: 177 [ وفي طبعة 173 - 189] وفي بحار الأنوار 11/30 - 12 ضمن الحديث الأوّل من الباب (16) عن كشف المحجة . ولاحظ : المصنّف لأبن أبي شيبة 443/7 حديث 37083، وقد حكي عن كتاب المغازي.. وغيرهما. ومثله كلام سلمان - رضوان الله عليه - في المقام، حيث أورده الكشي (رحمه الله علیه) في رجاله : 13 - 16 [ وفي اختيار معرفة الرجال : 20 - 24 حديث 47] ، فلاحظ.
5- هذه القصيدة الرائعة لشاعرنا الناشي (رحمه الله علیه)، وكذا لها تتمة جاءت في المناقب 312/1 (6) أبيات، و 80/2 (3) أبيات ، و 231/2 (8) أبيات 25/30 (6) أبيات ، و 180/3 ( 6 ) أبيات .

وَظَنُّوكَ(1) إِذْ عَقَدُوا أَمرَهُمْ *** غَدَاةَ السَقِيفَةِ مَا شَاوَرُوكَا(2)

ص: 364


1- كذا في النسختين ؛ ولعلّه بمعنى أبعدوك وظنوا بك ، فتأمل .
2- أقول : نقل العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 24/4 - 25 ، قصيدة له يوجد منها (36) بيتاً ، منها : [ من المتقارب ] ألا يا خليفة خير الورى *** لقد كفر القوم إذ خالفوكا أدلُّ دليل على أنتهم *** أَبَوْكَ وقد سمعوا النص فيكا خلافُهُمُ بعد دعواهم *** ونكتُهم بعد ما بايعوكا ولم يذكر (رحمه الله علیه) ما له هنا من شعر ، لعدم حصوله على المثالب . أقول : هي قصيدة احتجاجية، وكان الأولى درج هذه الأبيات - أيضاً - فيها وقد جاءت في المناقب 312/1: [ من المتقارب ] ولو آموا بنبي الهدى *** وبالله ذي الطُّولِ ما خالفوكا ولو أيقنوا بمعادٍ لَما *** أزالوا النصوص ولا مانعوكا ولكنّهم كتموا الشك في *** أخيك النبي وأبدوه فيكا لهم خَلَفٌ نصروا قولهم *** ليبغوا عليك وما عاينوكا إذا صحح النص قالوا لنا : *** توانى عن الحق، واستضعفوكا فقلنا لهم : نصُّ خير الورى *** يزيلُ الظنون وينفي الشكوكا وكذا قوله في المناقب 2/ 80 مخاطباً لأمير المؤمنين (علیه السّلام): [ من المتقارب ] أيا ناصر المصطفى أحمد *** تعلَّمْتَ نُصْرَته من أبيكا وناصبتَ نُصَّابَه عَنْوَةً *** فلعنه ربّي على ناصبيكا ولو آمنوا بنبي الهدى *** وبالله ذي الطول ما ناصبوكا

فأقام عمر أربعين رجلاً شهدوا أنّ النبي ( عليه و آله السلام) قال: «الأئمة من قريش(1)».. وهذا خبر لا أصل له ، ولا يوجد في التواريخ، وإن صح لم يكن المراد بقوله : «إنّ الأئمة من قريش..» أنّ كلّ رجل من قريش يصلح لهذا الأمر، فيتساوى فيه الأذناب والأشراف، وإنّما أراد بذلك أن من كان أقرب إلى النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) كان أحق بهذا الأمر؛ إشارةً إلى أنّ قريشاً أقرب إلى رسول الله من الأنصار ؛ لكون النبي ( عليه و آله السلام) منها ، وذلك ما روى مسلم(2) بإسناده ...

ص: 365


1- أقول : تضافر النقل - إن لم نقل تواتر من طريق العامة - على إثبات هذه الرواية بلفظها، وجاء ما هو بمعناها، ومثلها قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): «الناس تبع لقريش في الخير والشرّ » و « قريش لا يزال الأمر فيهم » .. وغيرها . راجع : كتاب البخاري 101/9 ( باب 51)، کتاب مسلم 1452/3 كتاب الإمارة ، مجمع الزوائد 1905 ، مسند أحمد بن حنبل 398/1، 5/ 89 - 90 و 92 و 101 و 106 و 108 [ 5 / 90 و 92 مکرراً ، و 95 و 108]، مستدرك الحاكم 617/3 - 618 ، مسند أبي داود الطيالسي : 180، شرح السنة 30/15 - 31، تاريخ الخلفاء : 8 ، المطالب العالية 197/2 ، فتح الباري 1881/13 ، كنز العمّال 201/6، تاریخ بغداد ،126/2 ، سنن الترمذي 501/4 حديث 2223، حلية الأولياء 332/4، و 5 / 8، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 226/8، مسند أب-ي عوانة 396/4 - 399 ، دلائل النبوة /519/6 - 523 ، صحيح الجامع الصغير 1274/2، سنن أبي داود 106/4 ، مسند أبي يعلى الموصلي 94/7 - 95 ، و 444/8 ، و 438/9 .. وغيرها .
2- کتاب مسلم 1782/4 (كتاب الفضائل، باب ) حديث 1 (2276).

إلى واثلة بن الأسقع، عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): « إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش(1)، واصطفاني من بني هاشم .. فكان علي (علیه السّلام) أقرب الناس إليه.. هذا إذا فرضنا أن النبي ( عليه و آله السلام ) لم ينص عليه .

البرقى:

[ من البسيط ]

فَسَلَّمَتْ لِقُرَيشِ بِاجْتِمَاعِهِمُ *** أَنَّ الخَلَافَةَ فِيهَا دُونَ قَحْطَانِ

فَإِن يَكُنْ بِاحْتِجَاجِ أو مُخَاصَمَةٍ *** فَهَاسْمٌ أَهلُهَا مِن بَينِ عَدَنَانِ

وَقَلَّدُوهَا عَتيقاً بئسَ مَا احتَقَبُوا *** وَمَهَّدُوهَا لَه مِن غَيرِ سُلطَانِ

ويا سبحان الله ! أين أبو طالب في القرب من رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] من تيم بن مرّة لولا العصبية والهوى .. !!

وقال أمير المؤمنين (علیه السّلام)(2):

ص: 366


1- في كتاب مسلم: واصطفى من قريش بني هاشم - بتقديم وتأخير - .
2- نهج البلاغة 179/4 [ طبعة عبده ، وفي طبعة صبحي : 502 برقم 190] بتصرّف. أقول : جاء كلامه (علیه السّلام) بنصه في شرح النهج لابن أبي الحديد 18 /416 برقم 185، وشرح النهج للخوئي (رحمه الله علیه) 262/21 ، وفي الشرح - أيضاً - للفيض : 1163 برقم 181، وفي طبعة صبحي صالح للنهج حذف كلمة ( ولا تكون بالصحابة ) لغرض أو مرض أو هما معاً !! حشره الله مع من تولاه. وانظر هامش الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 609/29 - 610 ذيل حدیث 23. وقد روى السيد الرضي (رحمه الله علیه) عنه (علیه السّلام) شعراً في هذا المعنى وهو : [ من الطويل ] فإن كنتَ بالشورى ملكتَ أُمورهم *** فكيف بهذا والمشيرون غُيّب ؟! وإن كنتَ بالقربى حَجَجْتَ خصيمهم *** فغيرك أولى بالنبي وأقرب ؟!

«يا عجباً(1)! أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة ؟!».

والعجب من قول أبي بكر : إنّ الأئمة من قريش؛ قاصداً بهذا القول طلب الرئاسة لنفسه، وهو يعلم أن [ليس ] بين(2) ظَهْرَانَي الأُمة من هو أفضل من بنى هاشم الذين هم أفضل قريش لولا ما تحققه من حسد الناس لعلي (علیه السّلام)، وحصول الضغائن في قلوبهم، ويسندونها إلى رجل من مسالميهم [ممن] وتألفت قلوبهم، لم يروا(3) معه في خبر أنه منذ استسلم بعد كفره وإلى أن توفّي النبي (عليه و آله السلام) ما قتل قتيلاً، ولا جرح جريحاً، ولا عرف له شيء من ذلك في غزاة من الغزوات.

ص: 367


1- في نسختي الأصل : يا أعجباً. وفي النهج : واعجباه .
2- لا توجد : بين ، في نسخة ( ب ) ، وجاءت تصحيحاً على نسخة (ألف).
3- كذا ؛ والظاهر : يرووا .

خطیب منبج(1):

[ من الوافر ]

وَقَامُوا بِالسَّقِيفَةِ فَاسْتَبَدُّوا *** بما كَانُوا لَه مُتَوفِّعِينَا

وَرَدُّوا عَزْمَةَ الأنصَارِ عَنها *** وَقَد كَانُوا عَلَيْها عَازِمِينَا

بِقُولِهِمُ : الخلافة في(2) قُرَيش *** وإنَّ الأَقرَبِينَ الأَقْرَبُونَا(3)

فَأينَ قَرَابَةُ التيمي مِنها *** أو العدوي ؟ ! هَاتُوا خَبِّرونَا

فَمَنْ أَولَىٰ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ *** وَأَعْظَمُ حُرْمَةً فِي المُسلِمِينَا ؟!

أَ أُسرَتُهُ القَرِيبَةُ مِنه أم مَنْ *** غَدَوا عَن قُرْبِهِ مُتَبَاعِدِينَا؟!

الملك الصالح(4):

[ من الطويل ]

ص: 368


1- في نسختي الأصل : خطيب منهج .
2- في نسخة (ألف ) : من ، بدلاً من : في ، ولعلّ الصدر كان هكذا : بقولهم : الخليفة من قريش .
3- .. أي إنّ الأقربين من رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - هم الأقربون للخلافة .
4- الملك الصالح ؛ هو أبو الغارات ، طلايع بن رزيك بن الصالح الأرمني ( 495 - 556 ه_ ) ، أديب شاعر مجيد ، وفقيه شجاع ، جواد صالح ، اسم كمسماه .. له كتاب: الاعتماد في الردّ على أهل العناد، وديوان شعر ، ترجم في كثير من المصادر ؛ كالكامل لابن الأثير 103/11 ، وتاريخ ابن خلكان 259/1 [ وفي طبعة دار الثقافة - لبنان 526/2 برقم 311] ، والخطط للمقريزي 73/4 - 81، وفيات الأعيان 259/1.. وغيرها ، وجاء مكرّراً في نهاية الأرب للنويري؛ منها 330/23، و 27 /168 - 171. أقول : نقل ابن الأثير عنه شيئاً تحت عنوان ( ذكر وزارة الملك الصالح ..) 193/11 ، وشيئاً تحت عنوان ( ذكر قتل الصالح ابن رزيك .. ) 274/11. وله في الغدير 341/4 - 371 ترجمة ضافية عن عدة مصادر مع ذكر جملة من 371 نماذج من شعره، وهذان البيتان من جملة قصيدة ذات 37 بيتاً ، موجودة في ديوان طائع بن رزيك : 55 [ تحقيق محمدهادي الأميني ] ، كما لم يذكر (رحمه الله علیه) من الشعر في هذه المجموعة إلا هذه الأبيات الأوّل . وراجع ما ذكره العلامة الأميني (رحمه الله علیه) في موسوعته : الغدير 84/5 ترجمة 61، وكذا ما ذكره شيخنا الطهراني الله في الذريعة 288/2 برقم برقم 1164 . . وغيرهما . نعم أورد المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب 171/2 [ طبعة قم، وفي طبعة 20/2] في باب قرابته برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) هذين البيتين بعنوان : وقال غيره :.. ونقلهما البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 67/1 عن الملك الصالح، الصالح ، ممّا يفيد أخذه لهما من هذه الموسوعة ، كما نقلهما ابن جبر في نهج الإيمان : 389.

أَخَذْتُم عَن القُربى خلافة أحمدٍ *** وَصَيَّر تُمُوهَا بَعدَهُ فِي الأَجَانِبِ

وَأَيْنَ(1) عَلَى التَحقِيقِ تَيمُ بنُ مُرَّةٍ *** لو اخترتُمُ الإِنصَافَ مِن آلِ طَالب ؟!

البشنوي(2):

[ من الكامل ]

ص: 369


1- في نسختي الأصل : وليس ، بدلاً من: وأين ، والمثبت نسخة بدل على نسخة (ألف).
2- سبقت ترجمة الشاعر في المقدّمة، والحديث عن هذه القصيدة في صفحة : فلاحظ . وجاء البيتان في المناقب 20/2 [ وفي طبعة قم 171/2] بعنوان : وغيره .

قَدَّمْتُمُ تَيماً بِرَأيكُمُ *** وَلِهَاشِمِ الإِبْرَامُ وَالنَّقْضُ

أكأهْلِهِ الأصْحَابُ عِندَكُمُ *** إذا(1) النَوافِلُ مِثلُها الفرضُ(2)!!

مرزكي الموصلي :

[ من الطويل ]

1)

2) في نسخة (ألف ) : العرض .

أقول : لقد ذكر سيّد الأعيان (رحمه الله علیه) فيه 11/6 - 12 في ترجمة أبي عبد الله الحسين ابن داود البشنوي الكردي ( المتوفى سنة 370) هذه الأبيات بقوله : وأورد له محمّد ابن علي بن حسن الجباعي حسن الجباعي في مجموعته قوله :

[ من الكامل ]

حبّي لآل المصطفى فرضُ *** وجزاءُ مَنْ عاداهُمُ بُغْضُ

فعلائقُ الإيمان أوثقها *** الحبُّ في الرحمنِ والبغض

إن كان هذا الرفض عندَكُمُ *** فيما ترون فديني الرفض

قدَّمتُم قوماً برأيكُمُ *** لهاشم الإيرامُ والنَّقْضُ

يا أُمَّةً ضلت ببدعتِها *** أتكون فوق سمائها الأرضُ ؟!

ص: 370


1- في المناقب : فإذا.
2-

لَعِيتُمْ بِدِينِ اللهِ بَعدَ نَبِيِّهِ **** إلى أنْ عَفَتْ آيَاتُهُ وَمَلَاعبُهُ

وَعَن منهج التنزيل والنص عُجْتُمُ *** إلى ظلِف(1) يَلْقَى المعاطِبَ راكبة

بتقدِيمِكُمْ تَيماً عَلَى آلِ هَاشِمٍ *** فَيَا فَلتةَ السُّوءِ المَسُّوم عواقبة

فقال أبوبكر : لا أريدها لنفسي !! هذا عمر وأبو عبيدة !

فقال عمر : والله لا يُولا ها(2) أحد منا غيرك .. ابسط يدك حتى نبايعك، فسلّ حباب سيفه على عمر .. فذهب عمر وأبو عبيدة ليبايعاه، فسبقهما إليه بشير ابن سعد (3) .. فقال(4): أنا أوّل بيعته(5) .. وصفق يده على يده، ثم تبعه عمر،

ص: 371


1- قال ابن منظور في لسان العرب 230/9 : الظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل، والخف للبعير، وقد يطلق الظلف على ذات الظلف أنفسها مجازاً ... الفراء : أرض ظلف وظلفة : إذا كانت لا تؤدي أثراً ؛ كأنها تمنع من ذلك .. ومكان ظليف : حزن خشن.
2- في نسختي الأصل : يوليها ، وهي محرّفة عن المثبت ، أو عن : يليها .
3- من قوله : فذهب .. إلى هنا لا توجد في نسخة (ب) ، وجاءت على هامش نسخة ( ألف ) تصحيحاً .
4- في نسخة ( ب ) : فقال بشير .
5- كذا؛ والظاهر؛ من بايعته .

وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، والمغيرة بن شعبة ..

فلمّا رأت الأوس ما صنع بشير ، قال بعضهم لبعض - وفيهم أسيد بن حضير(1) - : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرّة لازالت لهم عليكم بذلك الفضيلة، ولا جعلوا لكم فيها معهم نصيباً أبداً ، فقوموا فبايعوا أبا بكر .. فقاموا إليه فبايعوه...

قال هشام: قاله أبو مخنف : وحدثني أبوبكر محمد الخزاعي : أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايقت السكك ليبايعوا أبا بكر ، فكان عمر يقول : لو(2) رأيت أسلم أيقنت بالنصر(3).

فظهر أنّ أمر السقيفة بنى على المغالبة والمخالسة، وأن كلاً منهم كان يجذب

ص: 372


1- جاء في نسختي الأصل: حصين ، وهو الذي جاء في الاحتجاج 95/1 [ طبعة النعمان - النجف الأشرف ] ، ومصادر جمّة عنه ، وا والصحيح ما أثبتناه، وحصين ، مصحف حضير، كما أشار إلى ذلك محقق تنقيح المقال في هامشه 67/11. راجع عنه : تهذيب الكمال 246/3 رقم 517 . وكذا ذكره الطبري (رحمه الله علیه) في المستر شد : 378 ، وابن أبي الحديد في شرحه على النهج 47/6 ، وابن خلدون في تاريخه 64/2 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة 28/1..
2- كذا ؛ والظاهر : لما ، وفي تاريخ الطبري : ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر ..
3- في تاريخ الطبري 458/2 : قال هشام: قال أبو مخنف : فحدثني أبو بكر ... وفي الشافي في الإمامة 190/3 : قال هشام : قال أبو مخنف : وحدّثني .. ومثله في الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 336/28 ، ولاحظ : تاريخ ابن الأثير 330/2 .. وغيره.

إليه بما اتفق له من(1) حق أو باطل ، وقوّة(2) وضعف ، وأن سبب ضعف(3) الأنصار وقوة المهاجرين عليهم انحياز بشير حسداً لسعد بن عبادة، وانحياز الأوس عن الخزرج.

وفي رواية سليم بن قيسظ(4)، عن سلمان، قال: قلت لعلي (علیه السّلام)(5): إن القوم صنعوا .. كذا ، وإن أبا بكر الساعة على منبر النبي ( عليه و آله السلام) ما يرضى الناس أن يبايعوا له بيد واحدة ، إنّهم ليبايعون بيديه جميعاً - يمينه وشماله ! -.

فقال (علیه السّلام): « يا سلمان ! هل تدري [من ] أوّل من بايعه(6) ..؟!».

قال(7): بايعه في ظلّة بني ساعدة [المغيرة بن شعبة ، ثم](8)

ص: 373


1- في نسخة (ألف): عن ، بدلاً من : من .
2- خط على الكلمة في نسخة ( ب ) .
3- قوله : وأن سبب ضعف.. لا يوجد في نسخة ( ب ) ، وجاء تصحيحاً على (ألف).
4- كتاب سليم بن قيس الهلالي : 79 - 80 [ وفي الطبعة المحققة 2 /578 - 579 ضمن الحديث الرابع ] نقلاً بالمعنى غالباً .
5- في المصدر زيادة: فأخبرت علي (علیه السّلام)- وهو يغسل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بما صنع القوم - وقلت إن أبا بكر ..
6- في المصدر : وهل تدري من أوّل من بايعه على منبر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟ قلت : لا ، إلّا أنتي رأيته في ظلّه ..؟
7- كذا ؛ والظاهر : قلت ، بدلاً من : قال .. كما في المصادر .
8- جاءت العبارة في نسخة (ألف) هكذا : فقال : يا سلمان ! هل تدري أول من بايعه في بني ساعدة ؟ » قال : نعم ، بشر .. إلى آخره . وما أثبتناه من نسخة (ب) موافق لما جاء في المصادر .

بشير وأبو عبيدة وعمر(1)..

قال [(علیه السّلام): «لست أسألك عن هؤلاء، ولكنّ ] هل تدري من [أوّل من ] بايعه لمّا صعد المنبر - منبر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)؟»

قال(2) : [ لا ؛ ولكنّى رأيت شيخاً كبيراً متوكئاً على عصا، بين عينيه سجادة شديد التشمير(3)، قد صعد إليه وهو يبكي، ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك فى هذا المكان ابسط يدك أبا يعك ! فبسط يده فبايعه [ ثمّ قال : يوم كيوم آدم ثم نزل فخرج من المسجد.

فقال علي (علیه السّلام): « يا سلمان ! أتدري من هو ؟» قلت: لا، لقد ساء تني مقالته ، كأنته شامت بموت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)] .

قال [علي (علیه السّلام)]: «إنّ ذلك إبليس .. أخبرنى به رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)»(4).

ص: 374


1- في المصدر : قلت : لا ، إلا أني رأيته في ظلّة ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أوّل من بايعه المغيرة بن شعبة ، ثمّ بشير بن سعيد، ثمّ أبو عبيدة الجراح ، ثمّ عمر بن الخطاب ، ثمّ سالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ..
2- كذا ؛ والظاهر : قلت ، بدلاً من : قال .. كما في المصادر .
3- بمعنى الجد والاجتهاد، وفعيل من أبنية المبالغة ، قاله في لسان العرب 428/4،و مجمع البحرين 354/3 .. وغيرهما .
4- هذا جزء حديث مفصل أورده العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) بتمامه في موسوعته الرائعة بحار الأنوار 261/28 (الباب الرابع ) حديث 44 عن الاختصاص، وذكر شطراً منه في نفس المجلد ، وكذا جاء في المجلدات 19743 ( باب (7) حدیث 29 عن كتاب سليم ، وكذا في 256/81 باب (49 ) حديث 18 ، و 92 / 40 ( باب 7) حدیث 1.. وموارد أُخر. وأورده العلّامة البحراني (رحمه الله علیه) في مدينة المعاجز : 132 [241/2]، وجاء في عوالم العلوم المجلد الخاص ب_ : الزهراء سلام الله عليها : 220 حدیث 1. وكذا ذكره الشيخ الكليني (رحمه الله علیه) - أيضاً - في روضة الكافي الشريف 343/8 حديث 541 ، والطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 105/1 - 106 [ طبعة النعمان - النجف ] . ولاحظ : مصادره - أيضاً - في : كتاب سليم بن قيس (رحمه الله علیه) 965/3 - 966.

الباقر (علیه السّلام)، في قوله : ﴿ ولقد صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ.. ﴾(1) الآية ، لما قام عتيق على منبر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) جاءه إبليس في صورة شيخ عابد، عليه ثياب صوف ، فصعد المنبر ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني .. الخبر ، فاتبعه رجل، فلمّا خرج من المسجد رفع ثيابه وكسع إسْتَهُ برجله ، ثمّ قال : اليوم كيوم آدم (علیه السّلام)، ثمّ قال: حقّق ظنّي في تيم.. وهذه كانت إرادتي: ﴿ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فريقاً مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾(2).

ص: 375


1- سورة سبأ ( 34): 20.
2- سورة سبأ (34) : 20 أقول : يشهد له ما جاء في الكافي (الروضة) 343/8 - 344 حديث 541 ، وفيه : ولكنّي رأيت شيخاً كبيراً يتوكاً على عصاه ، بين عينيه سجادة شديد التشمير .. وكذا الحديث الذي بعده - أي حديث 542 -، عن تفسير النعماني : كما حكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحاره 135/37 ) باب 52) ذیل حدیث 24. وراجع: بحار الأنوار 256/28 - 257 ( باب (4) حديث 40 عن الروضة ، وصفحة : 263 ، و 650/31 حدیث 189 و 37 / 119 (باب 52 ) حديث 8. وراجع : تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) : 538 [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية ،2012 ، وفي الطبعة المحققة 840/3 حديث 2]، وتفسير العياشي (رحمه الله علیه) : 3/2 حدیث 111 ، ومثله عنه في تفسير البرهان 427/2 - 428 ، وتأويل الآيات الظاهرة 2 / 473 - 476 . . وغيرها . ولاحظ : المحتضر للشيخ حسن بن سليمان (رحمه الله علیه): 60 ، والاحتياج للطبرسي (رحمه الله علیه) 105/1 [ طبعة النعمان - النجف الأشرف ] ، وما جاء في كتاب سليم بن قيس (رحمه الله علیه): 144 [ الطبعة المحققة 578/2 - 580].

ابن الحجاج(1):

[ من الطويل ]

وَلَو أَنَّني يَومَ السَّقِيفَةِ حَاضِرٌ *** لقُمْتُ بفعلٍ مُحْكَمِ الحَرْزِ دُنْبُلِ(2)

وَربَّعْتُ آذَانَ الجَمَاعَةِ كُلِّهم *** وَأَوَّلُ مَا أَبْدا(3) بِشَيخي الَّذِي وَلِي

ص: 376


1- سلف الحديث عن الشاعر وشعره في المقدّمة، ولم أجد لبيتيه هذين مصدراً، ولم يذكرا في المناقب والغدير ولا غيرهما مما نعرف .
2- أقول : دنبل - كقنفذ - قبيلة من الأكراد بنواحي الموصل - موطن ابن الحجاج - قاله في القاموس المحيط 377/3 ، وتاج العروس 326/7 . . وغيرهما . وعليه ؛ فالصواب كتابتها في القافية : دنبلي ؛ نسبة إلى دنبل .
3- في نسختي الأصل : ابدوا ، وما هنا مخفف أبداً .

السروجي(1):

[ من البسيط ]

قَالُوا: أَبَا حَسَنٍ الْقَومُ قَد نَكَثُوا *** عَهْدَ النَّبِيِّ وَخَانُوا خَاتِمَ الرُّسُلِ

وَسَلَّمُوا لِأَبِي بَكرٍ خلافتَهُ *** وَفِيكَ قَد زَهِدُوا يَا نَاظِرَ المُقَلِ

فَقَالَ حَيدَرَةٌ بِاللهِ مَا جَهلُوا *** حَقِّي ولكنهم رُدُّوا إلى هُبل

ص: 377


1- مرّت ترجمته في المقدّمة، وهذه اللامية تعدّ من فاخر شعره ، وله في هذا المعنى ما جاء في المناقب في أكثر من مورد ، منها قوله في 372/4 وهو متحد قافية مختلفة وزناً : [ من الطويل ] عليك بتقوى الله ما عشت إنّه *** لك الفوز من نار تقادُ بأغلال وحبُّ علي والبتول ونشلها *** طريق إلى الجنّات والمنزل العالي إلى اللهِ أبرى من موالاة ظالمٍ *** لآلِ رسولِ اللهِ في الأهل والمالِ ولعلّ هذه الأبيات مطلعها ، كما وقد جاءت تتمّة لها في المناقب 362/1 ( طبعة النجف ) أربع أبيات ، وفي طبعة قم 91/2 ، 115/3 ( ثلاثة أبيات ) ، وفي 4 / 60 - 61 [53/4 ] ، ( ستة أبيات ) ، ولم أجد هذه الأبيات في مصدر ، وحكاه عن المناقب في أعيان الشيعة 122/10. وذكر لامية أخرى على وزان ما جاء في المتن مطلعها: [ من البسيط ] يا آل أحمد يا خير الورى نسباً *** مفرَّعاً أصله من أحمدٍ وعليّ الله صفًّاكُمُ من خَلْقِهِ حُججاً *** على البرية يوم الجمع للرسل .. إلى آخرها .

وَدِينِ آبَائِهِمْ وَالعَاكِفِينَ عَلَى *** أَمْثَالِهِ مِن جُدُودِ القَومِ فِي الأُوَلِ

وَكَانَ أَوَّلُ ظُلم القَومِ وَيلَهُمُ *** إعراضَهُم عَن أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلي

مهیار(1):

[من الكامل]

يَومٌ أَطلَّ بِغُلَّةٍ(2) لَا يَسْتَفِي *** منها الصَّدَى(3) وبِغُمَّة(4) لَا تَنجلي

فكأنه يَومُ الوَصيِّ مُدَافِعاً *** عَن حَقِّهِ(5) بَعدَ النَّبِيِّ المُرسَلِ

ص: 378


1- دیوان مهيار الديلمي 108/3 ، والبيتان جاءا من قصيدة طويلة له (رحمه الله علیه) يرثي بها الشيخ المفيد أبا عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله علیه) ، مطلعها : [ من الكامل ] ما بعد يومك سلوةً لمعلل *** مني ولا ظفرت بسمع معذَّلِ وأوردها العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 256/4 - 261 ، وهي ذات (91) بيتاً ، جاءا هذان البيتان فيها برقم ( 75 و 76 ) .
2- في نسختي الأصل : أظلّ ، وما أثبت من المصدر. أقول : الصحيح ضبط الكلمة : بغلة ، ولذا أعاد لها الضمير مؤنثاً في ( منها ) .
3- في الديوان : الهدى .
4- هذا استظهاراً ، وفي نسخة (ألف) : نعمة ، وفي نسخة ( ب ) : بغلة .
5- كذا في نسختي الأصل والغدير ؛ وفي الديوان : عن حتفه ، وحينئذ يكون ( مدافعاً ) بكسر الفاء.

وفي تاريخ أبي يوسف الفسوي(1): أنته لما رضيت بنو عبد شمس وبنو المغيرة بأبي بكر يوم السقيفة ، قال - من فرحه - : لا مانع لما أعطيت

ولا معطى لما منعت(2).. صار ذلك سنّتهم في القنوت.

وفي هذا الكتاب(3): أنته لما حجّ أبوبكر في أيام خلافته؛ فالسنة الأُولى حجّ بالناس عباد بن أُسيد، والسنة الثانية : عمر بن الخطاب(4).

إنما ظهرت قريش على الأنصار برسول الله (عليه و آله السلام) ، ولحمته بنو هاشم أولى من الأباعد، وعليّ [(علیه السّلام)] أولى من سائر بني هاشم، وبعده بنو هاشم

ص: 379


1- تقرأ في نسختي الأصل : النسوي ، والصواب ما أثبتناه، وهو كتاب المعرفة والتاريخ، ولم نجده في المقدار المطبوع منه والباقي - قيل - مفقود ، نعم روى عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 460/30 ، وفيها نسبة الكلام لوالد أبي بكر : أبي قحافة ، وحكاه عن الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، وقد حكاه - عن التاريخ المذكور - في مقدمة المعرفة والتاريخ 26/1 - 27 .
2- ما هناك جاء في نسخة (ب)، وهامش نسخة (ألف)، وفي متنها : ولا مانع .
3- تاريخ الفسوي [كتاب المعرفة والتاريخ ] : كسابقه ، إلا أنه جاء في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر : 6 :ورقة : 58 و 106 [ من النسخة الخطية ] ، وحكاه عنه في مقدمة كتاب المعرفة والتاريخ 28/1 .
4- أقول : حجّ أبو بكر في السنة الأولى من غصبه للخلافة - كما السنة الأولى من غصبه للخلافة - كما صرح بذلك غير واحد منهم ابن عساكر في تاريخه 69/2 - وفي العام الثاني حجّ ، واستخلف عمر ، كما في المصدر المزبور 215/30 هذا ؛ والذي ذكر هنا أنته لما استخلف بعث عمر يحجّ بالناس ثمّ حج هو في العام المقبل.. وغيره.

أولى، وبعدهم من سبق بفضيلة ، فبايعوه على أنته شيخ قريش..

فإن أرادوا السن ؛ فقد كان أبو قحافة حياً ، وهو أبوه..

وإن أرادوا العلم ؛ فقد رووا : « أُبي أقرؤكم»، و «زيد أفرضكم ..»(1)..

وإن أرادوا الزهد؛ فسلمان وأبو ذر ..

وإن أرادوا الشرف ؛ فأبو سفيان وسعد بن عبادة ..

وإن أرادوا التقديم(2) في الصلاة؛ فعبد الرحمن [بن ] عوف، وابن أم مكتوم ..

وإن أرادوا الولاية ؛ فعمرو بن عاص، وأسامة بن زيد ..

وإن أرادوا الشجاعة؛ فالزبير، وخالد..

وإن أرادوا السبق ؛ فخالد بن سعيد بن عاص، وزيد بن الحارثة ..

وإن أرادوا القرابة ؛ فبنو هاشم..

.. وكلّ هؤلاء سابقون عليه ، فضلاً عن أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فإن كان الأمر على ما ذكروه أنته لم يستخلف عليّاً ولم ينص عليه .. فلا أقل من أن يكون أحد الحاضرين من أهل الحل والعقد، أو ممّن يشاور لهذا الأمر، فإن اختاره القوم أصابوا الحق لكونه الأفضل، وإن اختاروا غيره بحضرته علم الناس أنه قد رضي بذلك واختاره الناس، وسلم أكثر الخلق من دخول النار ؛ لأنّ الناس با يعوا مكرهين في واقعة .

ص: 380


1- قد سلفت مصادر كلا الحديثين في صدر الكتاب.
2- لا توجد : التقديم، في نسخة ( ب ) ، وجاءت على نسخة (ألف) تصحيحاً .

الحميري(1):

[ من الخفيف ]

ولَقَد ضَلَّ قَومُ مُوسَى وَهَمُّوا *** لأَخِيهِ بالقتل والإنكار

كَذَّبُوهُ وَصَدَّقُوا سَامِرِيّاً *** وَتَوَلَّوا لَه عجلاً لَه خَوَّارُ(2)

كُلَّمَا خَارٌ خورَةٌ(3) عَبدُوهُ *** مُذعِنِيناً نَوَاكسَ الأَبصَارِ

جَسَداً صِيغَ(4) مِن حُليٌّ وَطَافُوا *** حَولَهُ بِالعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ

وَدَعوا قومنا إلى مُشبِهِ العِجْ_ *** _ل دُعَاءَ الرُّهْبَانِ لِلأحبار

فَأَجَابُوا إِلَيهِ طُرّاً وَكَانَتْ *** سُنَّةً قُدرتْ مِنَ الأقدارِ

وله(5):

[ من الرمل ]

إنْ يَكُنْ قَومٌ لِمُوسى اتَّخَذُوا *** بَعدَهُ عِجلاً مَصُوعًاً مِن ذَهَبْ

كُلَّمَا خَارَلَهم خَرُّوا لَه *** سُجَّداً مِن تَحتِه فَوقَ الرُّكَبْ

ص: 381


1- لم نجد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميري المطبوع ، ولا نعرف من رواها عنه غير شيخنا طاب ثراه .
2- في البيت إقواء واختلال في الوزن، ولعلّ صواب العجز : وتولّوا لِعِجَلِهِ الخَوَّارِ .
3- في نسخة (ألف): حاز حوزة ..
4- تقرأ في نسخة (ألف) : صنع ، وله وجه.
5- هذه القصيدة وكلّ ما يليها من السيّد الحميري لم نجده في الديوان المجموع له (رحمه الله علیه)، كما لا نعرف من رواها عنه غير شيخنا المصنّف طاب ثراه في مصنفه هذا، وممّا يؤسف أنا لم نجد نسخة ثالثة لهذه الموسوعة أو مصدراً آخر كي نقابل عليه ما عندنا من النسخ .

وله :

تَرَكُوا هَادِيَهُمْ وَاتَّبَعُوا *** سَامِرِيّاً صِيغَ مِن بُهم عزب(1)

فَعَجِبْنَا(2) مِنْهُمُ مِمَّا أَتَوا *** وَلَقَد زِدْنَا عَلَيهِم فِي العَجَبْ

قَد نَصَبَنَا نَحنُ عِجلاً ثانياً *** مِن عِظَامٍ وَعُرُوقٍ وَعَصَبْ

فَأَطعنَاهُ وَلَم نُؤْمِنْ بِهِ *** وَاتَّخَذْنَاهُ إمَاماً مُنتَصَبْ(3)

وَجَعَلْنَا لِعَتِيقٍ إمرَةً *** وَكَسَوْنَا، قَمِيصاً مُسْتَلَبْ

وَحَطَبَنَا لَهُمُ فِي حَبلِنَا *** بِئسَ لِلحَطَّابِ(4) منَّا مَا حَطَبْ

وَتَرَكنَا عَلَمَ الدِّينِ الَّذِي *** لَم يَزَل فِي كَفِّهِ أَصلُ النَّسَبْ

وله:

[ من الطويل ]

فَطَافُوا بِعِجَلٍ كُلَّمَا خَارَ خورَةً *** رَأَيتَ عُكوفاً حَولَهُ وَلَه زُمَرْ

دَعَاهُم إِليه السَّامِرِيُّ فَرَدَّهُمْ *** نُكُوصاً عَلَى الْأَعْقَابِ عَن وَاضِحِ الأَثَرْ

فَيَا وَيحَهَا مِن أُمَّةٍ كَيفَ فَارَقَتْ *** هُدَاهَا فَأَخْبَتْ نُورَها بَعدَ مَا زَهَرُ ؟!

ص: 382


1- لعلّه (صيغ من بُهُم أَزَبُّ ) أو ( صيغ مِن فَهُم عَزَبْ ) .
2- في نسخة (ألف ) : فعجيباً .
3- في نسختي الأصل: منتضب.
4- في نسخة ( ب ) : يئس الحطّاب .

وله :

[ من الطويل ]

وَأَعجَبُ مِن رَأيِ اليَهُودِي وَقُولِه *** وَقَد ضَمَّنِي يَوماً وَإِيَّاه مَشهَدُ

فَقُلتُ لَه : إِشْهَدُ تَفُرُ بِسَعَادةٍ *** بأنَّ رَسُولَ الله حقاً مُحَمَّدُ

فَقَالَ وَمِن قَولي تَعَجَّبَ ضَاحِكاً : *** ا أتْبَعُكُمْ ؟! إني إذاً لمُفَنَّدُ(1)

وَلَم تَلتُوا(2) لَمَّا تَوَلَّىٰ نَبيُّكُمْ *** ثلَاثَةَ أَيَّامٍ تُعَدُّ وَتُفقَدُ(3)

وَبَايَعْتُمُ مَنْ لَم يَكُنْ لِنَبيَّكُمْ *** وَصِيّاً وَلَم يَنْوِ الرَّشَادَ فَيُرشَدُ(4)

وَحَرَّفْتُمُ فُرقَانَهُ بَعدَ مَوتِهِ *** فَحَاقَ بِكُم خِزيِّ وَعَارٌ مُجَدَّدُ

وَأنتُم قَتَلتُم أَهلَ بَيتِ نَبِيِّكُمْ *** وَعِرَتَه لَمَّا تُوُفِّي مُحَمَّدُ

ص: 383


1- جاء في نسختي الأصل تحت الكلمة : خرف.
2- هذا استظهار، وفي نسختي الأصل : ولم يلبثوا .
3- كذا ؛ ولعلّها مصحفة عن : وتُعقد ، والعقد بالأصابع هو مثل العدَّ بالأصابع.
4- في نسخة ( ألف ) : فرشد ، وفي نسخة ( ب ) : فتر شد. ولعلّه : فتر شدوا.

وَدَاوِدُ فِي الْأَنْسَابِ بَيني وَبَينَهُ *** يقيناً من الآباء تِسعُونَ تُوجَدُ

فَتَنْفُذُ(1) فِي حُكمِ النَّصَارَىٰ قَضِيَّتي *** وحكمي مُطَاعٌ فِي الَّذِينَ تَهَوَّدُوا

فَعَيَّرْتُهُ بِالعِجل إِذْ غَابَ عَنهُمُ *** نَبيُّهُمُ مُوسَى الوَجِيهُ المُسَدَّدُ

وَقُلتُ لَه : ظَلْتُمْ عَلَى العِجل عكفاً *** مَتَى مَا يَخُرْ يَوماً تَخِرُّوا وَتَسْجُدُوا

فَقَالَ : فَإِن كُنَّا فُتِنَا فَإِنَّنا *** نَتُوبُ جَمِيعاً كُلُّنَا لَيسَ نَجحَدُ

نَصَبْتُم لَكُم عِجْلَينِ بَعدَ نَبِيِّكُم *** فَمَا مِنهُمَا إِلَّا يُطَاعُ وَيُحْمَدُ

جَمِيعُ النَّصَارَى وَاليَهُودِ بِفِعلنا *** يُعَيِّرُنَا والعَارُ يَبقَى ويَخْلُدُ

ديك الجن(2):

[ من المتقارب ]

ص: 384


1- في نسختي الأصل : فينقد.
2- لم ترد هذه الأبيات في ديوان شاعرنا (رحمه الله علیه) ولا في الغدير وسائر المجاميع الشعرية الجامعة ، نعم ورد في الديوان [ صفحة : 52 ، وترجمة حياته : 63 - 64] قصيدة على وزنها ورَوِيَّها يمدح فيها أمير المؤمنين (علیه السّلام) مطلعها : دَعُوا ابن أبي طالبِ للهدى *** ونَحْرِ العِد كيفما يفعلُ .. وكأنّ هذه الأبيات تتمة لها .

أَقَمْتُم عَتِيقاً مَقَامَ النَّبِيِّ *** فَأَضحَى لِأُوزَارِكم يَحمِلُ

عَدَلْتُم عَنِ الرُّشْدِ نَصَّاً *** لِمَا أَتَاكُمْ بِه المُصطَفَى المُرسَلُ

وَقَد قَبَضُوا إرثَ بنتِ النَّبِيِّ *** فَيَا وَيلَهم غَيرُه مُوْئِلُ(1)؟!

كَمَا اختَارَ أَصْحَابُ مُوسَى النَّبِيِّ *** بِهَارُونَ عِجلاً به استَبدَلُوا

وَلَم يَسْمَعُوا مَا أَبَانَ النَّبِيُّ *** عَليه السَّلامُ وَلَم يَقبَلُوا

لَقَد أَسخَطُو الله جَلَّ اسمُهُ *** وَلَكِنَّه لَهُمُ يُمْهِلُ

وكان أبو عبد الله (علیه السّلام) يقرأ قوله: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ..﴾ حتى إذا لا بلغ : ﴿ مَهْجُوراً ﴾(2) يعني ملقى هذياناً . ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ﴾ يعني ظلم آل محمّد ﴿ فَجَعَلْنَاهُ هَباءً مَنْشُوراً ﴾(3) يعني باطلاً غير مقبول(4):

ص: 385


1- قال ابن منظور في لسان العرب 636/11 : ومال الرجل يمول ويمالاً ومؤولاً : إذا صار ذا مال ، وتصغيره : مُوَيل .
2- سورة الفرقان (25) : 27 - 30 .
3- سورة الفرقان ( 25 ) : 23 .
4- روى الشيخ الصفار (رحمه الله علیه) في كتابه : بصائر الدرجات : 426 ( الجزء التاسع ، باب 4) حديث 15 [ طبعة نشر كتاب ، وفي الطبعة المحققة 767/2 حديث 1485]، وعنه رواه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 344/23 - 345 (باب 20) حديث ،37 ، وتفسير البرهان 841/2 حدیث 13 ، و 18/4 حديث 4 .. وغيرها . ذيل الآية الكريمة قول الصادق (علیه السّلام) عند ما سأله السائل : جعلت فداك ! أعمال من هذه ؟ - قال : « أعمال مبغضينا ومبغضى شيعتنا».

﴿ أَصْحابُ الجَنَّةِ .. ﴾(1) يعني أهل البيت المظلومين ومن تبعهم على الحق.. فلا أبعد الله إلا الظالم.

رِبْعِيُّ بنُ خِراش ؛ في قوله : ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ..﴾(2)الآية، قال : العاض يده : الثاني ، والخليل : الأوّل(3).

وفي رواية ؛ عن ابن مسعود ، وعن أبي جعفر (علیه السّلام): «إنّ الأوّل يقول : ﴿ يَا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ﴾(4) يعني الثاني ؛ ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ

ص: 386


1- سورة الفرقان (25) : 24 .
2- سورة الفرقان (25): 27 .
3- جاء في نسخة ( ب ) : نسخة بدل : الثاني .
4- سورة الفرقان (25) : 28 أقول : جاء في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 374/1 - 375 ذيل الآية الشريفة حديث 9، وعنه في بحار الأنوار 19/24 ( باب (24) حدیث 32 و 149/30 (باب 20) حديث 5 ، عن تفسير القمى، وتفسير البرهان 162/3 حديث 5.. وغيرها، بإسناده:... عن أبي جعفر (علیه السّلام).. وفيه : قال : « يقول الأوّل للثاني..»، وجاء في كنز الفوائد : 192 ومثله قبله ، ونظيره في الكافي (الروضة ) 28/8 - 29 . ( خطبة الوسيلة ) .

إذ جاءني .. ﴾(1) الآية .. أي أضلّني عن اتباع علي بن أبي طالب )(2).

وقرأ ابن مسعود : ( يا ليتني لم أتخذ ) عمر (خليلاً).

الباقر (علیه السّلام) : في قوله : إنّهم : ﴿.. عَنِ الصِّراطِ لَنَاكِبُونَ ﴾(3).. : « يقول المعرضون عن الولاية : الأول ، والثاني، والثالث »(4).

ص: 387


1- سورة الفرقان (25) : 29 .
2- في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 373/1 حديث 5 بإسناده:.. عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال: «قوله عزّ وجلّ: ﴿ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ﴾ [سورة الفرقان ( 25 ) : 27] يعني علي بن أبي طالب (علیه السّلام)». ومثله في كنز الفوائد : 191 [ الطبعة الحجرية ] ، وعنه في بحار الأنوار 17/24 ( باب (24) حديث ،28 ، وتفسير البرهان 162/3 حديث 2، وكذا في التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (علیه السّلام): 50 [ الطبعة المحققة : 132]، وعنه في بحار الأنوار 18/24 ( باب 24)، حديث 30. قال بعد الآية الشريفة : « .. فقبلت ما أمرني به [ ربّي ] والتزمت من موالاة علي (علیه السّلام) ما ألزمني ». وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه): 464 - 465 [ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية 113/2 ، وفي المحققة 721/2] ذيل الآية الكريمة قال أبو جعفر (علیه السّلام): «يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً ». وراجع : تأويل الآيات الظاهرة 374/1.
3- سورة المؤمنون ( 23 ) : 74 قوله عزّ من قائل : ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بالآخرة ..﴾.
4- وقريب منه في تفسير القمي (رحمه الله علیه): 448 [ الطبعة الحروفية 92/2 - 93 في الطبعة المحققة 692] وذيل هذه الآية ، قال (علیه السّلام): «عن الإمام لحائدون » وبعده زيادة لم ترد في الطبعة الحروفيه وفي كتاب الخصائص كما حكاه في بحار الأنوار 24/ 16 (باب (24) حديث 21 - وكذا في الصراط المستقيم 1 / 285 ، بإسناده ... عن أبي جعفر الباقر (علیه السّلام) قال: «.. عن ولايتنا ». وفي تفسير الفرات : 101 - 102 [ وفي الطبعة المحققة : 278 حدیث 378]، بإسناده:.. عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) أنه قال : « .. عن ولايتي»، وقال أبو نعيم بإسناده ... عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) أنه قال : « .. عن ولايتنا » كما قاله ابن بطريق (رحمه الله علیه) في المستدرك ، وحكاه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 373/35 (باب (16) حديث 23 .. وغيرها . وزاد في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 354/1 - 355 حديث 6: «أهل البيت » ، ومثله في كنز جامع الفوائد : 181 - 182 ، وعنه في بحار الأنوار 22/24 (باب 24) حدیث 43 ، ولاحظ : البرهان 117/3 حدیث 11. وانظر ما جاء في كتاب الاحتجاج : 121 [ طبعة النجف الأشرف 338/1].

الباقر (علیه السّلام)؛ في قوله : ﴿.. وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثيراً ..﴾ الآية ، « الأوّل: يغوث، والثاني : يعوق، والثالث : نسر ، وقد أضلُّوا كثيراً من أتباعهم ﴿ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً ﴾ »(1).

[ابن ] الأعثم(2)، والواقدي(3)، وابن إسحاق(4): لما كان يوم الثالث

ص: 388


1- سورة نوح (71) : 23 - 24 ، ولم أجد فعلاً مصدراً لهذه الرواية الشريفة ، فراجع .
2- لم نعثر عليه في المقدار المطبوع من الفتوح لابن أعثم الكوفي .
3- كتاب الردّة للواقدي : 44 ، وانظر: تاريخ اليعقوبي 123/2.
4- لم نعثر عليه في المقدار المطبوع من السيرة النبوية لابن إسحاق.

من البيعة(1)، قال عبد الرحمن : يا معشر الأنصار ! ليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وأبي عبيدة !

فقال زيد بن أرقم: وليس فيكم مثل سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وحبيب بن عدي، وخزيمة بن ثابت، وغسيل الملائكة .. ولولا أن عليّاً وبني هاشم اشتغلوا بالمصيبة ما طمع فيها من طمع(2).

فقال له أبوبكر : لقد كنت غنيّاً عن هذا أن تأتي قوماً قد بايعوا وسكتوا فتذكّرهم شيئاً قد نسوه .. !(3)

فالعاقل يتفكر في كلامه، هل هو إلا كلام طماع مدلّس ..؟!

البرقي:

[ من المتقارب ]

فَلَمَّا تُوُفِّي أَبو قاسمٍ *** وَعَانَدَ مِنهُم أُناسٌ عَلِيًّا

وَعادَوا(4) أَبَا ذَرَّ مِن أَجلِهِ *** وَسَلمَانَ صَاحِبَنَا الفَارِسِيَّا

ص: 389


1- لا توجد كلمة : من البيعة ، في نسخة ( ب ) .
2- وراجع : شرح نهج البلاغة 19/6 - 45 حيث فيه كثير مما جاء هنا .
3- انظر: العقد الفريد 302/2 - 304 ، الكامل لابن الأثير 21/3 و218 [510/3]، جمهرة الرسائل 69/2، وقطعة منه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 19/6 . . وغيرها .
4- في نسختي الأصل: وعاتوا.

وَيَومَ السَّقِيفَةِ إِذْ أَجمَعُوا *** بِأن لا يُوَلُّونَها طَالِبيًّا

تَوَلَّى الخلافةَ مَنْ دُونَهُ *** وَكَانَ لَها دُونَه مُحْتَوِيًّا

أَزَالُوا عَن(1) الحَقِّ أَربَابَهُ *** وَوَلَّوْهُ شَيْطَانَ سُوءٍ غَوِيًّا

فَكَانُوا كَمُوسَىٰ أَتَى قومَهُ *** وَقَد عَبْدُوا العِجَلَ وَالسَّامِرِيَّا

ابن حماد(2):

[ مربعات من مجزوء الرجز ]

وَالمُصطَفَى لَمَّا غُسِلْ *** وَلَا إلى القبر دَخَلْ

وَلَا عَنِ الدُّنْيَا ارتَحَل *** وَالظُّلمُ مِنه قَد فَتَا

لو آمَنُوا لَاشتَغَلُوا *** بِالحُزنِ عَمَّا فَعَلُوا

إذْ فَعَلُوا وَأَتْكَلُوا(3) *** بِاللَّهِ(4) خَيرَ مَن مَشَى

لو آمَنُوا مَا ضَيَّعُوا *** مَا استُحفِظُوا وَاسْتُودِعُوا

بَل صَنَعُوا مَا صَنَعُوا *** لأهُم مِنه بُرا

ص: 390


1- في نسختي الأصل : على .
2- هذه الأرجوزة لم أجدها في مصدر بنصها ، نعم جاء ما يظهر أنته مكمل لها قبلها معنىً في المناقب 13/3 ، وصفحة : 389 ، فلاحظ ، وله أبيات على وزانها سلفت قريباً.
3- في نسختي الأصل: وانكلوا ، وهي مصحفة عن المثبت.
4- الباء للقسم ، ولو قال : والله ، لكان أوضح.

وَاللَّهِ لَوْ أَنْ أَسلَمُوا *** لَاسْتَعْظَمُوا مَا أَجْرَمُوا

وَمَا عَلَيه أَقدَمُوا *** بِالعَمَدِ مِنْهُم لَا الخَطَا

إِذْ نَصَبَ اللهُ لَهُلم *** بفَضلِهِ أَفضَلَهُمْ

نَصَبُوا أَحْمَلَهُمْ *** فِي نَسَبٍ إِذَا اعترى

قَدِيمٍ يَشْرُفُ *** وَلَا بِعلمٍ يُوصَفُ

وَلَا شُجاعاً يُعرفُ *** صِفراً من الخَير خَلَا(1)

***

ص: 391


1- الكلمة هنا مشوشة في نسخة ( ب ) ، ولعلّها تقرأ : كلا، ولوكانت : غداً ، كان أفضل .

ص: 392

[ القسم الأول ]

[ مقدّمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين ]

[ باب ]

[ في المقدّمات ]

[فصل 19] [في إمامة أبي دون كانت بلا رضى]

ص: 393

ص: 394

فصل

في أنّ إمامة أبي دون(1) كانت بلا رضى(2)

قال الباقر (علیه السّلام): في قوله تعالى: ﴿ لَمْ يَكُن الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل الكِتاب .. ﴾(3) «والكتاب : القرآن»(4).

ص: 395


1- هذه الكنية مما كنّاه المصنف (رحمه الله علیه) عن أبي بكر ؛ وذلك فيما جاء في ديباجة كتابه في الفصل الأوّل عن الخليفة الأوّل ، كما مرّ في أوّل المجلد الأول. انظر : الكتاب الرائع الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 158/1. وقد تقرأ في نسخة (ألف): أبو دول.
2- أقول : كان الأولى بهذا الفصل وبعض الفصول الآتية أن تدرج ضمن القسم الثاني أو الثالث مما سيأتي في حق الأول والثاني، فراجع.
3- سورة البينة ( 98) : 1.
4- هنا كلمة مطموسة فى نسخة ( ب ) لعلّها تقرأ : المبيّن ، والظاهر : التبيان. وقد خطّ عليها في نسخة : ( ألف ) ، وصححت بكلمة : القرآن. أقول : الكلام هنا أبتر ، لذا كان غير مفهوم ، وقد جاء في تفسير الآية الكريمة أو تأويلها جملة أحاديث، منها ما في تفسير عليّ بن إبراهيم القمي (رحمه الله علیه) : 732 [ الطبعة الحروفية 432/2 ، وفي الطبعة المحققة 1170/2] بعد قوله: ﴿ مِنْ أَهْلِ الكِتابِ وَالمُشْرِكِينَ ﴾ يعني قريشاً ﴿ مُنفَكِّينَ ﴾ قال : هم في كفرهم ﴿ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ ﴾. وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (علیه السّلام)، قال : « البينة : محمدرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ثم قال - بعد ذلك - : « لمّا جاءهم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده». وفي كتاب تأويل الآيات الظاهرة 829/2 حديث 1 - وعنه في بحار الأنوار 369/23 باب (1) حديث 43 ، ومثله في تفسير البرهان 489/4 حديث 1 - بعد قوله : ﴿الكِتابِ﴾ قال : « هم مكذِّبو الشيعة ؛ لأنّ الكتاب هو الآيات، وأهل الكتاب : الشيعة .. » ، والظاهر أنّ هذه الرواية هي المراد ، وقد أُسندت عن جابر بن يزيد ، عن الإمام الباقر (علیه السّلام). ولاحظ : كتاب الاختصاص : 262 ، ومثله في تفسير العياشي (رحمه الله علیه) 229/2 حديث 24 ، وكذا عنه في تفسير البرهان 2 /316 .. وغيرها .

قوله : ﴿ يُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ ..﴾(1).

[قوله تعالى: ﴿ وَمَا تفرّق الذين أُوتوا الكِتابَ إِلَّا ﴾] تفرّقوا(2) ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُمُ البَيِّنةُ )(3) من الله ورسوله وأوصيائه من بعده، فقالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فوقعت الفرقة ولا تزال إلى قيام القائم [ عجل الله تعالى فرجه الشريف ] بالسيف .

ص: 396


1- سورة البقرة (2) : 129 ، وسورة آل عمران (3): 164 ، وسورة الجمعة (62): 2، ولم أفهم وجه إقحام هذه الآية الكريمة هنا ، فلاحظ ، ولعلّ المصنّف أتى بها للتدليل على أن الكتاب هو : القرآن ، فتأمل .
2- من أوّل الآية الكريمة إلى هنا لا يوجد في نسختي الأصل، وكتب الكلام مدرجاً، :وفيها: ﴿ وَالحِكْمَةَ ﴾ تفرقوا ﴿ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ .. ﴾.
3- سورة البينة ( 98): 4.

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ ﴾ بالولاية لأمير المؤمنين ﴿ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ ﴾(1).

وسئل الباقر (علیه السّلام) في قوله : ﴿ وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا .. ﴾(2) الآية ، لمّا دَعوا عليّاً (علیه السّلام) إلى البيعة للأوّل ، وخرج الزبير بالسيف، وامتنع عمّار وسلمان وأبو ذر والمقداد .. الخبر(3).

فمبا يعته(4) على منازل(5):

منهم : من حمله الحسد على أمير المؤمنين (علیه السّلام)؛ مثل : الثاني ، وأبي عبيدة ، وسالم ، والمغيرة ..

ومنهم: من حملته حميّة الجاهلية لقتل أقاربهم ؛ مثل : خالد بن الوليد، وطلحة ..

ص: 397


1- سورة البينة ( 98) : 5 . أقول : قد روي في كتاب تأويل الآيات الظاهرة 831/2 حديث 2 - وعنه في بحار الأنوار (370/23 (باب (21) حديث 44 ، وتفسير البرهان 489/4 حديث 1 - ذيل هذه الآية الشريفة ، قوله (علیه السّلام): «إنّما هو ذلك دين القائم (علیه السّلام)» .
2- سورة العنكبوت (29) : 21 ، ولاحظ : سورة الأحقاف (46): 11.
3- لم أجد الخبر نصاً وإن كثر وروده مضموناً ، وقد سلفت جملة منه وسيأتي.. والعبارة مشوشة كما هو واضح ، وقد حكاه عنه في كتاب الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام): 127.
4- الضمير يعود لأبي دون ، أي : إنّ مبايعته كانت لعدّة طوائف وعدّة أسباب .
5- قد تقرأ الكلمة في نسخة ( ألف ) أو : فبايعته على منازل .. وما أُثبت هو الأفضل.

ومنهم : من حملته البغضاء لدخولهم في الإسلام كرهاً ؛ مثل : الثاني .

ومنهم : من حسد سعد(1) بن عبادة ؛ مثل : الأوس..

ومنهم : من بايعوه طمعاً في الدنيا ؛ مثل : المغيرة بن شعبة ..

ومنهم من صاروا مكرهين؛ مثل : الزبير ..

ولمّا صعد الأوّل المنبر ، قال خواص علي : ألا ننزله(2) من المنبر ؟ !

فقال سلمان وأبو ذر : إنكم إن أتيتموه بذلك أعنتم على أنفسكم .. فذكروه وناصحوه.

وفي رواية عثمان بن المغيرة : المنكر على أبي بكر جلوسه في الخلافة :

من المهاجرين ؛ خالد بن سعيد بن العاص ، والمقداد، وسلمان ، وأبي بن كعب، وعمّار، وأبو ذر، وبريدة الأسلمي.

الأنصار ؛ خزيمة بن ثابت ، وسهل بن حنيف، وأخوه(3): عثمان، وأبو أيوب، وأبو الهيثم(4) بن التيهان.

وروي : معهم ابن مسعود، وزيد بن وهب(5)..

ص: 398


1- في نسخة (ألف) : لسعد .
2- في نسخة (ألف) : تنزلوه ، وفي نسخة (ب): تنزله.
3- في نسخة (ألف) : وأخيه .. وهو خلاف الظاهر .
4- في نسخة (ألف): وأبي أيوب وأبي الهيثم ..
5- لاحظ : كتاب الخصال : 461 - 466 (أبواب الاثني عشر ، وفي الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة وتقدّمه على عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام)) حديث 4. ولاحظ : اليقين : 335 - 342 الباب (126) في إنكار اثني عشر نفساً على أبي بكر بصريح مقالهم عقيب ولايته على المسلمين .. وأورده العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 28 /214 ( باب (4) حديث 8 مع بيان له طاب رمسه ، وكذا الطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 97/1 [ طبعة النعمان - النجف الأشرف ] ( باب ما جر بعد الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم)) مسنداً عن أبان بن تغلب ، عن الإمام الصادق (علیه السّلام). وانظر هامش (3) في صفحة 90 من كتاب الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام)، وما جاء مفصلاً على كلّ من أنكر على القوم في التعليقات على كتاب الفوائد الرجالية للعلّامة المامقاني (رحمه الله علیه) 109/2 - 132 ، إذ هم أكثر من ذلك . أقول : جاء في كتاب الأخبار الموفقيات : 583 - 584 - وعنه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 / 275 [ الطبعة ذات أربع مجلدات 23/6] - قال الزبير : وحدثنا محمّد بن موسى الأنصاري المعروف ب_: ابن مخرمة ، قال : حدثني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، قال : لما بويع أبو بكر ، واستقر أمره ، ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته ولام بعضهم بعضاً، وذكروا علي بن أبي طالب [(علیه السّلام)] وهتفوا باسمه.. وأنته في داره لم يخرج إليهم، وجزع لذلك المهاجرون ، وكثر في ذلك الكلام. ثمّ قال : وكان أشد قريش على الأنصار نفر فيهم ، وهم : سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي - والحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل المخزوميان، وهؤلاء أشراف قريش الذين حاربوا النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) ثم دخلوا في الإسلام ، وكلّهم موتور - قد تره الأنصار - أمّا سهيل بن عمرو فاسره مالك بن الدخشم يوم بدر، وأما الحارث بن هشام ؛ فضربه عروة بن عمرو فجرحه يوم بدر ، وهو فارّ عن أخيه ، وأما عكرمة بن أبي جهل ؛ فقتل اباه ابنا عفراء ، وسلبه درعه يوم بدر زياد ابن لبيد.. وفي أنفسهم ذلك . فلما اعتزلت الأنصار ؛ تجمع هؤلاء ، فقام سهيل بن عمرو فقال : يا معشر قريش ! إنّ هؤلاء القوم قد سمّاهم الله : الأنصار ، وأثنى عليهم في القرآن ، فلهم بذلك حظ عظيم، وشأن غالب، وقد دعوا إلى أنفسهم وإلى عليّ بن أبي طالب [(علیه السّلام)] ، وعلي [(علیه السّلام)] في بيته لو شاء لردهم ؛ فادعوهم إلى صاحبكم وإلى تجديد بيعته ؛ ؛ فإن أجابوكم وإلّا قاتلوهم ، فوالله إنّي لأرجو الله أن ينصركم عليهم كما نُصرتم به .. ثم قام الحارث بن هشام ، فقال : إن تكن الأنصار تبوأت الدار والإيمان من قبل ، ونقلوا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله] وسلّم إلى دورهم من دورنا، فآووا ونصروا، ثمّ ما رضوا حتى قاسمونا الأموال ، وكفؤنا العمل ، فأنهم قد لهجوا بأمر إن ثبتوا عليه فإنهم قد خرجوا ممّا وسموا به ، وليس بيننا وبينهم معاتبة إلا السيف، وإن نزعوا عنه فقد فعلوا الأولى بهم والمظنون معهم . ثم قام عكرمة بن أبي جهل ، فقال : والله لولا قول رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم : «الأئمة من قريش ..» ما أنكرنا أمرة الأنصار ، ولكانوا لها أهلاً ، ولكنّه قول لا شكّ فيه ولا خيار ، وقد عجلت الأنصار علينا ، والله ما قبضنا عليهم الأمر ، ولا أخرجناهم من الشورى، وأن الذين هم فيه من فلتات الأمور، ونزغات الشيطان، وما لا يبلغه المنى ، ولا يحمله الأمل .. أعذروا إلى القوم فإن أبوا فقاتلوهم ، فوالله لو لم يبق من قريش كلّها إلا رجل واحد لصيّر الله هذا الأمر فيه . قال : وحضر أبو سفيان بن حرب ، فقال : يا معشر قريش ! إنه ليس للأنصار أن يتفضّلوا على الناس حتى يقرّوا بفضلنا عليهم، فإن تفضّلوا فحسبنا حيث انتهى بها ، وإلا فحسبهم حيث انتهى بهم ، وأيم الله لئن بطروا المعيشة ، وكفروا النعمة ، لنضر بنّهم على الإسلام كما ضربوا عليه، فأما عليّ بن أبي طالب ؛ فأهل - والله - أن يسود على قريش وتطيعه الأنصار.

ص: 399

ص: 400

فإنّ هؤلاء جاهروه بالتقريع، ونصحوه وذكروه وفضحوه.. فجلس في بيته ثلاثة أيام.. فأتاه عمر ، وطلحة، وعثمان، وعبد الرحمن، وسعد، وأبو عبيدة في عشائرهم؛ شاهرين سيوفهم، فأخرجوه من منزله .. وعلا المنبر ، وقال قائل منهم: والله لئن عاد أحد [منكم] فتكلّم(1) بمثل الذي تكلموا به لنملأن أسيافنا فيه(2).

وممن لم يبايعوه؛ فخيار الأنصار، وسائر بني عبدالمطلب ، مثل : عليّ [(علیه السّلام)]، والعباس، وعقيل، وأبي سفيان بن الحارث، وأبي الطفيل بن الحارث، وعتبة بن أبى لهب.. وأولادهم، وسلمان، وأبى ذرّ، والمقداد، وعمار، وخالد وأبان ابنى سعيد بن عاص ، والبراء، وسهل، وأخيه : عثمان ، وأبي أيوب، وجابر بن عبد الله ، وبريدة، وأبي، وحذيفة ، وخزيمة، وأبي الهيثم ، وابن مسعود، وزيد بن وهب وسعد بن عبادة، وابنه : قيس.. وجماعة من أهله ، والزبير، وأبي سفيان

ص: 401


1- في نسخة ( ب ) : أخذ تكلم .
2- كذا ؛ والظاهر : منه . وهو ما جاء في الخصال : 461 - 465 ، (أبواب الاثني عشر ) حديث 4 ، واليقين : 342 ذيل الباب 126، والاحتجاج 97/1 ، وعنه في بحار الأنوار 214/28 ( باب 4 ) حديث 8 ... وغيرها .

ابن صخر ، وعبادة بن الصامت ومسطح، والنعمان بن زيد .. وغيرهم(1).

ولقد عجبت الأكابر من عقد الأمر له وأنكروه غاية الإنكار .

وروي أن أبا سفيان سمع الضجّة وقت البيعة .. فسأل عنها ، فقيل : بويع أبوبكر(2).. فارتاع لذلك ، فقال : ولم ؟! قيل : لسنه ، وسابقته ، وعلمه بما يصلح العرب عليه .. !!

فقال : أمّا سنّه ؛ فإن اباه أسنّ منه ...

وأما علمه بما يصلح العرب عليه ؛ فإنّ العرب تفتن عن درّها، وتسيل عن عَكْرِها(3) حتّى لا تعرفها تيم ولا أشباهها ..

ص: 402


1- راجع ما جاء في تعاليق واستدراكات الفوائد الرجالية للعلامة المامقاني (رحمه الله علیه) 2 / 109 - 132 [ الطبعة المحققة ] حيث أدرج جمعاً كثيراً ممن أنكر على أبي بكر ولم يبايعه عدا الاثني عشر المشهورين .. وذكر زبير بن بكار في كتابه : الأخبار الموفقيات : 595 - 596 في كلام نقله عن عمرو بن العاص قال :.... ثم التفت فرأى الفضل بن العبّاس بن عبد سبد المطلب، وندم على قوله للخؤولة التي بين ولد عبد المطلب وبين الأنصار، ولأن الأنصار كانت تعلّم عليّاً [ عليه السلام] وتهتف باسمه حينئذ .. فقال الفضل : يا عمرو ! أنته ليس لنا أن نكتم ما سمعنا منك ، وليس لنا أن نجيبك وأبو الحسن شاهد بالمدينة، إلّا أن يأمرنا فنفعل.
2- كذا ؛ وله وجه ، وقد يكون : لأبي بكر.
3- يقال : رجع فلان إلى عَكْرِهِ.. أي ما كان عليه . راجع : لسان العرب 472/3 مادة (عكر ).. وغيره.

وأما سابقته ؛ فلم يسبق(1) ويَمْصَعْ(2) لمنعه(3) صياصي(4) عزيمتكم بها .. فهل وَجِدَ ابن أبي قحافة إلا أُعيجف(5) صنبور ..(6)

ص: 403


1- في نسختي الأصل : يسيق.
2- يَمْصَع .. أي يُسرع .
3- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل وقد تقرأ : لمنعته - بدون إعجام -- .
4- الصياصي: هي القرون ، ويقال للحصون : صياصي تشبّه بالقرون؛ لأنها تمنع من تحصن بها ، كما تمنع البقر ،قرونها ، كما قاله ابن قتيبة في غريب الحديث 195/2، وابن منظور في لسان العرب 52/7 ، والفيروزآبادي في القاموس المحيط 263/1 .. وغيرهم. وقد تأتي الصياصي بمعنى أعالي. أقول : يستفاد من بعض كلمات أهل اللغة أن الصياصي هي الحصون وأن القرون يقال لها : صياصي ؛ لأنتها يتحصن بها . انظر : غريب الحديث لابن سلام ،84/2 ، ومعجم مقاييس اللغة 279/3، وتاج العروس 303/9.. وغيرها . وعلى كلّ ؛ الكلام مشوش ومبهم ، فلاحظ.
5- أعيجف : تصغير أعجف، والأعجف : هو الضعيف الهزيل، لاحظ : القاموس المحيط 250/3 ، ولسان العرب 62/9 .. وغيرهما .
6- كذا في نسخة ( ب ) ، وفي نسخة (ألف ) : صنوبراً. الصنبور : الرجل الفرد الضعيف الذليل بلا أهل وعقب وناصر . راجع : القاموس المحيط 104/2 ، ولسان العرب 415/7، والفائق للزمخشري 263/2، غريب الحديث لابن سلام 10/1، الصحاح 708/2، النهاية لابن أثير 55/3 ، لسان العرب 469/4 .. وغيرها .

.. مُقَصَّبَ(1) الشَّماريخ(2)، مختبَط الأوراق(3)، إذا مدت الجياد لأجريتها تراجع على عقبيه تراجع النَّكِل(4).

ثم أنشأ يقول:

[ من الطويل ]

تَدَرَّعَ سربَالَ العَلَاءِ أَبو بكر *** وَسَارَ عَلَى ذُلِّ العَشِيرَةِ بِالقَهرِ

وَدَانَتْ لَه بِالْكُرْهِ أَعْنَاقُ مَعْشَرٍ *** أُبِينَتْ قُوَاهُم يَومَ دَانُوا عَلَى الصَّغْرِ

ص: 404


1- مقصَّب .. أي مقطع .. انظر : القاموس المحيط 273/2، لسان العرب 177/11.
2- الشماريخ : جمع شمراخ ، وهو العثكال ، وهو ما يكون فيه الرطب .. انظر : مجمع البحرين 436/2 . وراجع : الصحاح 425/1 ، قال : والعثكال : العذق ، وكلّ غصن من أغصانه شمراخ، وهو الذي عليه البسر ، وأيضاً ؛ في 1758/5 قال : العثكال : الشمراخ ، وهو ما عليه البسر . وراجع - أيضاً - النهاية 500/2 ، لسان العرب 31/3، و 425/11.
3- أي نفضت أوراقه . لاحظ : القاموس المحيط 526/2، لسان العرب 16/4.. وغيرهما . والكلمات هنا مشوشة اللفظ والمعنى جداً ، أثبت منها ما قرئ .
4- يقال : نكل الرجل عن صاحبه إذا جبن عنه ، كما جاء في العين 371/5، كما يقصد به المنع والتنحية عمّا يريد. راجع : الصحاح 1835/5 ، ولسان العرب 678/11، وتاج العروس 145/8 .. وغيرها .

ثم صار إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فوجده مشغولاً بتجهيز رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فنادی

من وراء الباب :

[ من الطويل ]

بَنِي هَاشم(1) لَا تُطمِعُوا(2) النَّاسَ فِيكُمُ *** وَلَا سِيَّمَا تَيمُ بنُ مُرَّةَ أَو عَدِي

فَمَا الأَمرُ إِلَّا فِيكُمُ وَإِلَيكُمُ *** وَلَيسَ لَها إِلَّا أَبُو حَسَنٍ عَلي(3)

ص: 405


1- في نسختي الأصل : بنو هاشم ، وهو سهو .
2- في نسختي الأصل : لا تطعموا ، وهي محرّفة عن المثبت.
3- روى ابن عبد ربه في العقد الفريد 11/5 ، فقال : جعفر بن سليمان، عن مالك بن 11/5 دينار ، قال : توفّي رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وأبو سفيان غائب في مسعاة أخرجه فيها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فلما انصرف لقي رجلاً في بعض طريقه مقبلاً من المدينة ، فقال له : مات محمد [(صلی الله علیه و آله و سلم)] ؟ قال : نعم . قال : فمن قام مقامه ؟ قال : أبو بكر . قال أبو سفيان : فما فعل المستضعفان؛ عليّ والعبّاس ؟ قال : جالسين . قال : أما والله لئن بقيت لها لأرفعنّ من أعقابهما . ثمّ قال : إنّي أرى غبرة لا يطفئها إلا دم ... فلمّا قدم المدينة جعل يطوف في أزقتها ويقول: [ من الطويل ] بني هاشم لا تطمع الناس فيكُمُ *** ولا سيما تيم بنُ مرَّةَ أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم *** وليس لها إلّا أبو حسن علي فقال عمر لأبي بكر : إنّ هذا قد قدم ، وهو فاعل شرّاً ، وقد كان النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) يتألفه على الإسلام ، فدع له ما بيده من الصدقة ، ففعل ، فرضي أبو سفيان وبايعه !!

أَبَا حَسَنٍ فَابِسُطُ لَهَا(1) كَفَّ حَازِمٍ *** فَإِنَّكَ لِلأَمرِ الَّذِي يُرتَجى(2) مَلي(3)

ص: 406


1- في الإرشاد: فاشدد بها.
2- في البحار : تبتغي ، وفي الإرشاد ترتجي ، وعليه نسخة : يرتجى .
3- جاءت الأبيات الثلاثة في الفصول المختارة للشيخ المفيد (رحمه الله علیه): 248 هكذا : [ من الطويل ] بني هاشم لا يطمع الناس فيكم *** ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم *** وليس لها إلّا أبو حسن علي أبا حسن فاشدد لها كف حازمٍ *** فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي وقال (رحمه الله علیه) قبلها : إن مما يشهد برذالة بني تيم بن مرّة وبني عدي ويجب أن يضاف إلى ما سلف لنا في ذلك ، قول أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية حين بلغه بيعة الناس لأبي بكر .. إلى آخره. ثم قال بعده : أفلا ترون إلى قول هذا الشيخ بحضرة الملأ وبحيث يبلغ قوله الحاضر والبادي كيف يزري على تيم وعدي ، ويظهر القول برذالتهما .. ؟! إلى أن قال : وهو وإن كان منافقاً عندنا ؛ فإنّ وصف القبائل لا تتعلق صحته بما ينفى نفاقه .. وروي - أيضاً - في إرشاد الشيخ المفيد (رحمه الله علیه): 101 [ الطبعة المحققة 190/1 ] - وعنه في بحار الأنوار 520/22 باب (2) ذیل حدیث 27 - وفيه : لا تطمعوا الناس .. إلى آخره. وكذا جاء في كتابه رحمه الله الآخر الجمل : 57 ، والطبرسي رحمه الله في إعلام الورى 271/1 [ الطبعة المحققة ] ، والزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات: 577 حديث 376. وراجع : تاريخ اليعقوبي 2 /105 [126/2] ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 7/2[17/6] خطبة (66). وكذا رواه العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 254/3 ، و 94/7.. وغيرهما.

تُبَايِعْكَ(1) مِنَّا أُسرَةٌ قُصَويَّهُ *** كِرَام وَأيُّ النَّاسِ أَكرَمُ مِن قُصَى(2)؟!

ثم نادى بأعلى صوته: [یا بنی هاشم یا بنی عبد مناف أرضيتم أن يلى عليكم أبو الفصيل ، الرذل ابن الرذل ؟ ! أما - والله - لو شئت ملأتها(3) عليهم خيلاً ورجلاً .. فلم يجبه أمير المؤمنين لشغله برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)(4) .

ص: 407


1- في نسخة (ألف) : فيبا يعك .
2- لا يوجد البيت الأخير في نسخة ( ب ) ، وفي الغدير 94/7: [ من الطويل ] وإن امرءاً يرمى قصيّاً وراءه *** عزِيزُ الحِمَى والناسُ من غالِبِ قُصَي
3- في الإرشاد والبحار : لأملأنها .
4- 4) انظر : الصوارم المهرقة : 287.. وغيرها .

وفي رواية(1): أنته ناداه أمير المؤمنين (علیه السّلام)، فقال: «ارجع يا أبا سفيان(2) فو الله ما تريد الله بما تقول، ومازلت تكيد الإسلام وأهله، ونحن مشاغيل برسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وعلى كل امرئ ما اكتسب، وهو ولي ما احتقب».

وفي تاريخ الطبري(3)، وأغاني الإصفهاني(4): أنته قال أبو الأبخر(5): جاء أبوسفيان إلى على (علیه السّلام) فقال : يا أبا الحسن ! ما بال هذا الأمر إلى(6) أضعف

ص: 408


1- وهي التي جاءت في الإرشاد 1901 ، وغالب المصادر السالفة . و راجع ما جاء في الموسوعة الرائعة الغدير 254/3، ونسبه اليعقوبي في تاريخه 105/2 [126/2] - وتبعاً له العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في غديره 94/7 - إلى قصي.
2- في نسخة (ب) ارج يا أبا سفيان ..
3- تاريخ الطبري 209/3 باختلاف غير مهم [ وفي طبعة الأعلمي ، بيروت 449/2].
4- الأغاني 370/6 - 371 [ دار الكتب العلمية ، وفي طبعة دار إحياء التراث : 539/6].
5- كذا؛ والكلمة مشوشة، ولعلّها : أبو الأنجر . وفي الأغاني : أبي الأبجر الأكبر . أقول : الإسناد في تاريخ الطبري هكذا : حدثني محمد بن عثمان بن صفوان الثقفي ، قال : حدثنا أبو قتيبة ، قال : حدثنا مالك - يعني ابن مغول - عن ابن الجر [ الحر]. وكذا جاء في كتاب الجمل : 57 ، وإعلام الورى 271/1، والأخبار الموفقيات: 577 حديث 376.. قال : قال أبو سفيان لعلى .. إلى آخره .
6- في الأغاني : في ، بدلاً من : إلى ، وهو أولى .

قريش وأقلها ، فو الله لو شئت لأملاتها(1) عليه(2) خيلاً ورجلاً ، فقال له على (علیه السّلام): « يا أبا سفيان ! طالما عاديت الله ورسوله والمسلمين ؛ فما ضرهم ذلك شيئاً »(3).

وفي تاريخ الطبري(4): أنته لما اجتمع الناس على بيعة أبي بكر ؛ أقبل أبوسفيان وهو يقول: والله إنّي لأرى عجاجةً لا يطفئها إلا دم ! يا بني عبد مناف ! فيما(5) أبو بكر ولى(6) من أموركم .. أين المستضعفان ؟! [أين الأذلان ؟!]؛ علي والعباس.

وقال: يا أبا الحسن(7) ابسط يدك حتى أبايعك ..(8) فأبى عليّ (علیه السّلام) [عليه].

ص: 409


1- في نسخة (ألف): لأمتلأتها ، وفي (ب) : لأملاتها ، وهما مصحفان ، والظاهر ما أثبتناه.
2- في الأغاني : لئن شئت لأملأنّها عليهم .
3- في تاريخ الطبري : طالما عاديت الإسلام وأهله فلم تضرَّه بذاك شيئاً .. ولا توجد في الأغاني كلمة : والمسلمين .
4- تاريخ الطبري 209/3 [ طبعة الأعلمي بيروت 449/2].
5- في المصدر : فيم .
6- لم ترد كلمة ( ولي ) في تاريخ الطبري المطبوع.
7- لم يرد حرف النداء في تاريخ الطبري .
8- قولة أبي سفيان لأمير المؤمنين (علیه السّلام): امدد يدك أُبا يعك .. جاءت في الشافي للسيّد المرتضى (رحمه الله علیه) 146/2 ، و 3 / 94 - 95 و 116 ، والمغني لابن قدامة 20 / ق 121/1 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 221/1 ، والصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله علیه) 152/3.. وله مصادر جمة .

فجعل يتمثل بقول(1) المتلمس(2):

[ من البسيط ]

[ وَلَن يُقِيمَ عَلَى خَسْفٍ يُرادُ بِهِ *** إِلَّا الأَذَلَّانِ غَيْرُ الحَيِّ والوَتِدِ ]

[ هذَا عَلَى الخَسفِ مَعَكُوسٌ بِرُمَّتِهِ *** وَذَا يُشَدُّ فَلَا يَبكِي لَهُ أَحدُ ]

[ قال: فزجره عليّ ، وقال : «إنّك - والله - ما أردت بهذا إلا الفتنة، وإنك - والله طالما بغيت الإسلام شرّاً ! لا حاجة لنا في نصيحتك(3)» ].

[ قال هشام بن محمد : وأخبرني أبو محمد القرشي، قال : لما بويع أبو بكر، قال أبوسفيان لعليّ والعبّاس : أنتما الأذلان ! ثم أنشد يتمثل ](4):

[ من البسيط ]

إنَّ الهَوَانَ حِمَارُ الأَهلِ يَعْرِفُهُ *** وَالحرُّ مُنْكِرُهُ(5) وَالرَّسْلَةُ الأُجُدُ

وَلَا يُقِيمُ عَلَى ضَيم يُرَادُ بِهِ *** إِلَّا الأذلانِ عَيرُ الحَيُّ وَالوتد

ص: 410


1- في المصدر : بشعر .
2- هو : جرير بن عبد المسيح بن زيد بن عبد الله من بني ضبيعة ؛ شاعر مشهور. انظر: الأغاني 260/24 ، إكمال الكمال 42/1.. وغيرهما.
3- في بعض المصادر : نصحك .
4- كلّ ما بين المعكوفين قد سقط من المتن، وقد جاء في تاريخ الطبري 209/3 - 210 ، وأدرجناه كي نربط كلامه ليعرف مرامه ( طاب رمسه ) . انظر : العقد الفريد 249/2 ، وعنه في الغدير 253/3 - 254 .
5- في تاريخ الطبري: ينكره .

هذَا عَلَى الخَسفِ مَربُوطٌ بِزمته(1) *** وذَا يُشَجُّ فَلَا يَبكِي لَه أَحَدٌ(2)

وروي: أنه دخل المسجد فإذا القوم قد أقبلوا بأجمعهم، وهم يعترضون كلّ من رأوه فيقدمونه يبايع .. شاء ذلك أم أبى ! فأتى فعاد(3) إلى الباب من فوره فطرقه ، فقال العبّاس: من أنت ؟ فقال : أبوسفيان . قال : ما الخبر ؟

فقال :

[ من الطويل ]

بَنِي هَاشِمٍ(4)! مَا بَالُ مِيرَاتِ أَحمَدٍ *** يُنَقَّلُ عَنكُم فِي لَقِيطٍ وَخَامِلٍ ؟!

ص: 411


1- في تاريخ الطبري : معكوس برمته .
2- وجاء في الأغاني 370/6 [ دار الكتب العلمية ، وفي طبعة دار إحياء التراث العربي 529/6] قال : دخل أبو سفيان على عثمان - بعد أن كفّ بصره - فقال : هل علينا من عين ؟ فقال له عثمان : لا ، فقال : يا عثمان ! إن الأمر أمر عالمية ، والملك ملك جاهلية ، فاجعل أو تاد الأرض بني أُمية .. ! وفيه - أيضاً - قال : لما ولي عثمان الخلافة ، دخل عليه أبو سفيان فقال : يا معشر بني أمية ! إنّ الخلافة صارت في تيم وعدي حتى طمعت فيها ، وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الكرة ، فوالله ما من جنّة ولا نار ..! ثمّ قال: ولأبي سفيان أخبار من هذا الجنس ونحوه كثيرة يطول ذكرها، وفيما ذكرت منها مقنع .
3- في نسخة ( ب ) : معاذ .
4- كذا في المصادر ؛ وفي نسختي الأصل : بنو هاشم ، وهو سهو.

أعبدَ مَنَافٍ كَيفَ(1) تَرْضَونَ بِالَّذِي *** أَرَاهُ وَفِيكُم مُرْهَفَاتُ(2) العَواسِل(3)

فَدَى لَكُمُ أُمِّي نِبُوا وَلِقُوا بنا *** وَبِالنَّصر منَّا قَبلَ فَوتِ المَخَائل

فَقُل لِعَليَّ : يَصْرِبِ الأمرَ مُصْدِراً *** وَقُولا لِعَبّاسِ النَّدَى ذِي(4) الفَضَائِلِ :

مَتَى كَانَتْ النُّؤْبَانُ تَعدُو بِشَاتِكُم ؟! ***مَتَى قُرِنَتْ تَيمُ بِكُم فِي المَحَافِلِ؟!

تُجَازِي بِهَا تَيمُ عَديّاً وأنتُمُ *** أَحَقُّ وَأولى بالأُمورِ الأوائل(5)

ص: 412


1- لا توجد : كيف ، في نسخة ( ب ) ، وفيها بياض.
2- في نسخة ( ب ) : مرهقات .
3- في نسخة (ألف) : العواصل ، وفي نسخة (ب) : الفواصل. والعاسل : هو الرمح الشديد الاهتزاز ، وجمعه : عواسل؛ كفارس وفوارس ، أو هو جمع العاسلة بمعنى جماعة الرماح المهتزة. راجع : تاج العروس 488/15 مادة (عسل).
4- في نسختي الأصل ( ذو ) ، وهي تجوز بتكلف .
5- وقد جاءت أبيات أبي سفيان في أكثر من مصدر منها : العقد النضيد والدرّ الفريد : 157 ، والدرّ النظيم : 400 ، وبيت الأحزان : 69.. وغيرها.

وقال ابن عايشة(1)؛ أنشأ أبو سفيان:

[ من الطويل ]

وَأَصْحَتْ قُرَيشُ بَعدَ عِةٌ ومِنْعَةٍ *** خُضُوعاً لِتَيمِ لَا لِضَرْبِ الْقَوَاضِبِ

فَيَا لَهفَتْ نَفْسِي بِالَّذِي ظَفِرَتْ به *** وَمَا كَانَ مِنها فَائِزُ بِالرَّغَائِبِ(2)

ص: 413


1- قال في الأغاني 529/6: أنشده لأبي سفيان بن حرب لما ولي أبو بكر .. ولاحظ : الدرّ النظيم : 400 .. وغيره . وهو : عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي أبو عبد الرحمن البصري المعروف ب : العيشي ، والعائشي ، وابن عائشة ، كما وقد يطلق على محمّد بن حفص أيضاً . راجع : الجرح والتعديل 335/5 برقم 1583 ، وشذرات الذهب 64/2، وطبقات ابن سعد 301/7 ، و تاريخ بغداد 314/10.. وغيرها.
2- روى أبو الفرج الإصفهاني في الأغاني 529/6 : قال : أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي ، قال : حدثنا الرياشي قال : أنشدني ابن عائشة لأبي سفيان بن حرب لمّا ولى أبو بكر قال: [ من الطويل ] وأضحت قريش بعد عزّ ومنعة *** خضوعاً لتيم لا بضرب القواضب فيا لهف نفسي للذي ظفرت به *** وما زال منها فائز بالرغائب

وفي تاريخ ابن جرير(1) بإسناده ... عن ثابت قال : لما استخلف أبو بكر، قال أبوسفيان : ما لنا ولأبي فَصيل ؟ ! إنما هي بنو عبد مناف ..

قال : فقيل له : إنّه قد ولّى ابْنَكَ ، قال : وَصَلَتْهُ(2) رَحِم .

وفي تلخيص الشافي(3) أنته : روى جميع أهل السير : أن علياً والعبّاس لما تنازعا في الميراث و تخاصما إلى عمر ، قال عمر ، قال عمر(4) : من(5) يعذرني من هذين ؟ ! وُلّى أبو بكر ، فقالا : عق(6) وظلم ، والله يعلم أنته كان براً تقياً ..! ثمّ ولّيتُ ، فقالا : عق وظلم ..

[ وهذا الكلام من أصح(7) دليل على أن تظلمه لا عن(8) القوم كان ظاهراً لهم ](9)..

ص: 414


1- تاريخ الطبري 209/3 [ طبعة الأعلمي 449/2] بنصه ، وانظر ما قبله وبعده.
2- في نسختي الأصل : وصلة ، والمثبت عن المصدر.
3- في نسختي الأصل الشافعي ، وهو تصحيف. انظر : تلخيص الشافي 51/3 - 52 ، وكذا في الشافي للسيّد المرتضى (رحمه الله علیه) 3 /227.. وغيرهما.
4- لا توجد : قال عمر .. عمر .. في نسخة ( ب ) .
5- في نسخة ( ب ) : مرة ، بدلاً من : من .
6- في المصدر : فقال : لا عق... والظاهر أنه خطأ مطبعي.
7- في الشافي: من أوضح، وهو أوضح.
8- كذا ؛ وفي الشافي : من .
9- عقد العلّامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار 67/29 - 75 ( باب 6 في منازعة أمير المؤمنين (علیه السّلام) العباس في الميراث ) ، وأخذه من الاحتجاج 88/1[طبعة النجف الأشرف 1 /116 - 117 من طبعة النعمان ] وجاء من المصنف (رحمه الله علیه) في مناقب آل أبي طالب - أيضاً - 49/3 عن أبي رافع ، ونقله ابن عبد ربه في العقد الفريد 2 /412. ولاحظ : الطرائف لابن طاوس (رحمه الله علیه) : 282 - 285 ، عن عدة مصادر . أقول : استفاض ذكر الواقعة في المصادر العامية والخاصية ، ونص عليها الأعلام. لاحظ : تاريخ الطبري 217/2 ، وتفسير الطبري 74/19، والكامل لابن الأثير 2 / 24 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 254/3 .. وغيرها . وراجع مصادر آخر له - غير ما ذكرناه في هامش بحار الأنوار 376/28 - 377 (الباب الرابع).

.. وغير خاف عليهم وإنّما كانوا يجاملونه ويجاملهم(1).

وخرج العباس إلى المسجد - وقد اجتمعوا فيه فأخذ بعضادتي الباب ، فقال :

[ من البسيط ]

مَا كُنتُ أَحسبُ أَنَّ الأَمرَ مُنتَقِلُ(2) *** عَن هَاشِمِ، ثُمَّ مِنْهَا عَن أَبِي حَسَنِ !

اليسَ أوَّلَ مَن صَلَّى بِقِبلَتِهم *** وأعرَفَ النَّاسِ بِالقُرآنِ وَالسُّنَنِ(3)؟

ص: 415


1- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل ، ولا توجد الواو في نسخة ( ب ).
2- كذا جاء في الغدير 232/3 ، وفي :93/7 : منصرف .. بدلاً من: منتقل ، وكذا في شرح النهج لابن أبي الحديد 8/2[21/6] ، وجاء في الموفقيات كذلك ؛ إلّا أنّ في بيت الأحزان : 70 : ما كنت أحسب هذا الأمر منتقلاً ..
3- ذكر عجز البيت في الغدير 232/3 ، و 13/10 هكذا : وأعلم الناس بالآيات والسنن .. وفي 93/7 : وأعلم الناس بالقرآن والسنن .. وكذا في الموفقيات ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ، وبيت الأحزان .. وغيرها. وفي الفصول : وأعلم الناس بالآثار والسنن .

وَآخرَ النَّاسِ(1) عَهْدَاً بِالنَّبيِّ وَمَنْ *** جَبْرِيلُ عَونُ(2) لَه في الغُسلِ وَالكَفَنِ ؟

مَنْ فِيهِ مَا فِيهِمُ لا تمترُون به(3) *** وَلَيسَ فِي القَومِ مَا فِيه مِن الحُسُنِ(4)

مَاذَا الَّذِي(5) رَدَّكُم عَنه فَتَعَلَّمه(6) *** هَا ! إِنَّ بَيعَتَكُمْ مِن أَغبَنِ الغَبَنِ(7)

ص: 416


1- في شرح النهج 9/2 [21/6]: وأقرب الناس ، ولعلّه أخذه من الموفقيات: 580.
2- كذا؛ والظاهر : عوناً ، كما في بيت الأحزان، ولا وجه للنصب بل هي مرفوعة إذ هي خبر ل_ ( جبريل ) .
3- صدر البيت في الموفقيات: ما فيه ما فيهم لا يمترون به .
4- لم يرد هذا البيت في بعض المصادر ، كما في بيت الأحزان .
5- في نسخة ( ب ) : ما الذي .
6- في بعض المصادر : فنعرفه .
7- في الغدير : من أوّل الفتن ، وفي شرح النهج : ها إن ذا غبن من أعظم الغبن ، وحكاه في بحار الأنوار 352/28 - 353 باب (4) ذيل حديث 60 عنه . وفي الفصول : ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتن .. وجاء عجز في الموفقيات : ها أنّ ذا غبننا من أعظم الغبن . أقول : اختلفت الأقوال في القائل لهذه الأبيات مع اختلاف الروايات في عددها وترتيبها وألفاظها، فقد جاء في الفصول المختارة للشيخ المفيد (رحمه الله علیه): 268 ، وكذا في الغدير 13/10 عن عدة مصادر أنتها من قول ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإلّا أنّ في الغدير /93/7 نسبها إلى عتبة بن أبي لهب قالها بملأ من مدعي الفضائل، وجاء فيه 231/3 - 232 أنتها قولة : ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب - ذكر جمع من الأعلام له أبيات [ كذا ؛ والصحيح : أبياتاً ] وذكرها آخرون لغيره - وهي .. ثمّ نقلها . وذكر الإسكافي في رسالته - كما حكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج 259/3 [232/13 ] - البيتين الأولين منها ونسبهما إلى أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس حين بويع أبو بكر .. وما هنا يصبح قولاً رابعاً . وأرسل ابن أبي الحديد في شرح النهج 8/2 - 9[21/6]، ومثله في تاريخ اليعقوبي 124/2 ، وقد نسبها لعتبة بن أبي طالب ، وقال قبلها : وقال بعض ولد أبي لهب بن عبد المطلب. وراجع - أيضاً - : تاريخ اليعقوبي 103/2 ، رسائل الجاحظ : 22، أُسد الغابة 40/4، تاريخ أبي الفداء 164/1.. وغيرها حيث خرجت الأبيات لعدة شعراء، فلاحظ ، وليس فيهم - حسب تتبعنا - العبّاس !! و راجع : کتاب سلیم ( تحقيق الشيخ الأنصاري : (142 ) فقد نسبها للعباس - وعنه في بحار الأنوار 239/28 ( الباب الرابع ) - وكذا نقله الجويني في فرائد السمطين 82/2 ، ومثله الخوارزمي في المناقب : 40 ، والإربلي (رحمه الله علیه) في كشف الغمة 67/1. هذا؛ وقد روى الزبير بن بكار في كتابه الموفقيات: 580 - 581 ، وعنه في الأربعين للقمّي الشيرازي (رحمه الله علیه): 186 - 187 . وشرح النهج 2 /8 - 9[21/6 - 22 ] ، وتاريخ اليعقوبي 114/2: إنّ أبا بكر لما بويع ؛ افتخرت تیم بن مرة ، قال : وكان عامة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكون أنّ عليّاً هو صاحب الأمر بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فقال الفضل بن العباس: يا معشر قريش ! وخصوصاً يا بني تيم ! أنكم إنّما أخذتم الخلافة بالنبوة ونحن أهلها دونكم، ولو طلبنا هذا الأمر الذي نحن أهله لكانت كراهة الناس لنا أعظم من كراهتهم لغيرنا؛ حسداً منهم لنا ، وحقداً علينا ، وإنا لنعلم أن عند صاحبنا عهداً هو ينتهي إليه .. ثمّ قال: وقال بعض ولد أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم شعراً.. وذكر هذه الأبيات . قال الزبير : فبعث إليه عليّ [(علیه السّلام)] فنهاه وأمره ألا يعود، وقال: «سلامة الدين أحبّ إلينا من غيره». وفي بيت الأحزان : 52 [ الطبعة المحققة : 67، وفي طبعة أُخرى : 70] قال: وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين (رضی الله عنه) السقيفة .. ثم ذكر الأبيات هذه ، وقال : وقد نسب هذه الأبيات إلى عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب. وهذا ما جاء في روضة الواعظين : 87 والإرشاد 32/1.. وغيرها. ثم أنته قد ذكر العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 232/3 ، وكذا في 13/10 : لقبلتهم ، ومثله في الفصول المختارة للشيخ المفيد (رحمه الله علیه) : 268 ، وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8/2[21/6] : لقبلتكم ، وجاء الصدر في الغدير 93/7: عن أوّل الناس إيماناً وسابقة .. وفي بيت الأحزان : بقبلتكم، وفي الموفقيات لابن بكار : 580 : لقبلتكم ..

ص: 417

ثمّ قال(1):

[ من الطويل ]

ص: 418


1- لم ترد هذه الأبيات فيما عندنا من مصادر شعرية ، ولم أجدها في المناقب والغدير ولا شيء من المجاميع الشعرية أو التاريخية مما هو على وزانها ، نعم نسبها الشيخ القمي (رحمه الله علیه) في بيت الأحزان : 50 [ المحققة : 65] للعبّاس بن عبد المطلب ، وكذا السيد الأمين (رحمه الله علیه) في الأعيان 418/7 ، قال : وأورد له صاحب المقنع في الإمامة - وهو عبيد الله بن عبد الله السد آبادي - قوله يوم السقيفة: ... وقد جاءا منسوبين إليه في الدّر النظيم : 399. وغيره .

عَجِبْتُ لِقَومٍ أَمَّرُوا غَيرَ هَاشِمٍ *** عَلَى هَاشِمٍ رَهْطِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ

وَلَيسُوا بِأَكفَاءٍ لَهُم فِي عَظِيمَةٍ *** وَلَا نُظراءٍ فِي فِعَالٍ(1) وَسُوْدَدِ(2)

وروي: أن النابغة الجعدي(3)..

ص: 419


1- في الدّر النظيم : عفاق .
2- ونقلت هذه الأبيات عن عتبة - أيضاً - في كتاب المختصر في تاريخ البشر 56/1، وتتمة المختصر 2 / 215 .. وغيرهما . وقد نسبها في غير وأحد من المصادر إلى غيره. راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 21/6 ، و 232/13، وفرائد السمطين 82/2 ، وكتاب سليم بن قيس (رحمه الله علیه) : 78 ، وكنز الفوائد 266/1 - 267 . وكذا في كتاب الإرشاد 32/1 ، والجمل : 118 ، والفصول المختارة: 268 ، وإعلام الورى : 184 ، وروضة الواعظين : 87 ، وكشف الغمة 67/1، والصراط المستقيم 205/1، 236 - 237 ، وقصص الأنبياء للجزائري (رحمه الله علیه) : 194. وجاءت الأبيات في المقنع للسد آبادي : 129، وذكر فيه: 120 – 131، أشعار كثيرة لعدة من المخالفين للبيعة .
3- قد ترجم في أعيان الشيعة 199/10 مع أنته ليس منهم فضلاً عن أن يكون من أعيانهم ! نعم قد عنونه ابن شهر آشوب (رحمه الله علیه) في معالم العلماء: 184 ، على أنه من شعراء أهل البيت (علیهم السّلام) المقتصدين، ولاحظ ترجمته في الدرجات الرفيعة للسيد علي خان : 529 - 535 [ الطبعة الحيدرية، وفي الطبعة المحققة 963/2 - 972]، وأورد له المصنّف (رحمه الله علیه) في المناقب 214/1 شعراً ، وحكاه عنه في الغدير 5/2، وليس هذا من ذاك .

.. خرج من منزله(1) ، فسأل عمران بن الحصين وقيس بن صرمة - وقد عادا من السقيفة - : ما وراءكما ؟

فقال عمران :

[ من الرجز ]

إِنْ كُنتُ أَدرِي فَعَليَّ بَدَنَهُ *** مِن كَثرَةِ التَّحْلِيطِ أَنَّي مَن أَنَهْ(2)

وقال قيس(3):

[ من الرجز ]

أَصبَحَتْ الأُمَّةُ فِي أَمرٍ عَجَبْ *** [وَالمُلكُ فِيهِم قَد غَدَا لِمَن غَلَبْ ](4)

قَدْ قُلتُ قَولاً صَادِقاً غَيرَ كَذِبْ *** إِنَّ غَداً تَمْلِكُ أَغلَامُ العَرَب(5)

ص: 420


1- فى بيت الأحزان من منزله وسأل عن حال الناس ، فلقيه عمران ..
2- في بيت الأحزان : 65[ وفي طبعة قم : 49] : من أنا . لاحظ : العقد النضيد والدر الفريد: 164 - 165 ، والدر النظيم : 398 - 399 .
3- وقد جاء لقيس هذا شعر في المناقب 1 / 214 - 215 ، تحت عنوان : قيس بن صرمة من بني النجار ، وهو : قيس بن صرمة بن أبي صرمة بن مالك بن عدي النجار ، كما في تهذيب التهذيب 120/12 رقم 8512.
4- الزيادة بين المعكوفين مزيدة من بيت الأحزان ، وكأنها سقطت من المتن .
5- في بيت الأحزان سهواً: أعلام . وفيه : إن غداً يملك أعلام العرب. والمعروف : لا تهلك أعلام العرب ؛ لأنّ المغمورين الوضيعين هم الذين حَكَمُوا.. أقول : جاء في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري : 235 [الطبعة المحققة ، وفي طبعة مصر : 225 - 226 ] : .. فمرّ عليهم كعب بن جعيل التغلبي ، وهو يقول : [ من الرجز ] أصبحت الأُمّة في أمرٍ عَجب *** والملك مجموع غداً لمن غلب فقلت قولاً صادقاً غير كذب: *** إنّ غداً يهلك أعلام العرب غداً نلاقي ربَّنا فنحتسب *** يا رب لا تشمت بنا ولا تصب مَنْ خلع الأنداد كلّاً والصُّلُبْ *** غداً يكونون رماداً قد كتب بعد الجمال والحياء والحسب

فقال النابغة [الجعدي ]: فما فعل أبو الحسن علي (علیه السّلام)(1)؟ !

فقالا : مشغول بتجهيز النبي عليه و آله السلام .. قال :

[ من الكامل ]

قُولا لأصلع هَاشِمٍ - إنْ أَنتُمَا *** لاقيتماه - لَقَدْ حَلَلتَ أرُومَها(2)

ص: 421


1- في تقريب المعارف : 195 وقد سمع أصوات الناس في السقيفة لقيس بن صرمة وعمران بن حصين ..
2- الكلمة الأخيرة بياض في تقريب المعارف، وفي هامشها : ازدمها ، ولم يرد فيه [ صفحة : 195 ] إلّا البيت الأوّل .

وَإِذَا(1) قُرَيسُ بِالفَخَارِ تَسَاجَلَتْ(2) *** كُنتَ الجَدِيرَ به(3) وَكُنتَ زَعِيمَها

وَعَلَيكَ سَلَّمَتِ الغَدَاةَ بإمرة *** لِلمُؤمِنينَ فَمَا رَعَتْ تَسليمها(4)

[يَا خَيرَ مَن حَمَلَتْه بَعدَ مُحَمَّدٍ *** نَتَى وَأَكْرَمَ هَاشِمٍ وَعَظِيمَهمَا](5)

نَكَقَتْ بَنُو تيم بن مُرَّةَ عَهْدَهُ(6) *** فَتَبَوَّأت(7) نِيرَانَها وَجَحِيمَها

وَتَخَاصَمَتْ يَومَ السَّقِيفَةِ والَّذِي *** فيه الخِصَامُ(8) غَداً يَكُونُ خَصِيمَها(9)

ص: 422


1- في نسخة (ألف) : فإذا.
2- في موضع من الأعيان : بالنجار تسجلت .
3- لا توجد ( به ) في نسخة (ب) ، ولا يتم الوزن إلا به ، والأولى : بها ، وضمير ( به ) يرجع للفخار.
4- جاء هذا البيت في تقريب المعارف مقدماً على ما سبقه .
5- هذا البيت جاء في هذا الموضع من تقريب المعارف : 195.
6- في بيت الأحزان : عهدها . ، وفي الأعيان : نكثت على عمد هنالك عهده .
7- كذا جاءت في بيت الأحزان والأعيان والكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ : فتبرأت .
8- جاء في نسخة (ألف) نسخة بدل : الجصام.
9- وجاءت الواقعه مع الأبيات في أعيان الشيعة 262/6 في ترجمة : النابغة الجعدي ، وكررها مع ترجمته في 65/8 - 66 مقتصراً على الأبيات الثلاثة الأول. ولاحظ : تقريب المعارف : 195 ، الدر النظيم : 398 - 399، وبيت الأحزان : 65 - 66 .. وغيرها .

وقال سلمان: (کردید و نکردید(1) و ندانید چه کردید).

وفي رواية أُخرى: (وحق از مير(2) ببردید ) فوُجِيَّ عنقه ، وغَمُّوه(3)..

ص: 423


1- في نسخة (ب): بكرديد ، وما أثبتناه هي الصحيح ، وموافق لما جاء في المصادر. أقول: جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17/2 [43/6]، و 224/4 - 225 [39/18] ، والشافي : 401 [ الطبعة الحجرية ، وفي المحققة 257/3 ، وصفحة : 261]، وأنساب الأشراف 5911 ، والعثمانية للجاحظ : 172، وصفحة : 179 ، وصفحة : 187 ، وصفحة : 237 . قال العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في موسوعته الرائعة الكاملة بحار الأنوار 402/28 قوله : فإن قالوا : قوله : (کردید و نکرديد ) فيه تثبيت لإمامته . قيل : هذا باطل؛ لأنته أراد بقوله : ( كرديد ) فعلتم ، وبقوله : ( نكرديد ) لم تفعلوا، والمعنى : إنّكم عقدتم لمن لا يصلح للأمر ولا يستحقه وعدلتم عن المستحق ، وهذه عادة الناس في إنكار ما يجري على غير وجهه ؛ لأنهم يقولون : فعل فلان ولم يفعل .. والمراد ما ذكرناه ، وقد صرّح سلمان (رحمه الله علیه) بذلك في قوله : أصبتم سنّة الأولين وأخطأ تم أهل بيت نبيكم .
2- في نفس الرحمن: 584: وحق أمير ، وفي بناء المقالة الفاطمية: 357: وحق ميره ديد .. [ أي ]: وحق الأمير أذهبتم .
3- الكلمة مشوشة جداً في نسختي الأصل، وهي ملحقة كتابة بكلمة الحميري بلون آخر ، نظير : عممه . ويحتمل أن تكون الكلمة : وغُصّم ، أو : وغَمُّوه.

الحميري(1).

[ من الوافر ]

وَقَد قَالَ ابنُ(2) عَبدِ اللَّهِ لَمَّا *** رَآهُم لِلوَصيِّ مُرَاغِمِينَا :

فَعَلتُم بِالخَطاءِ وَمَا عَلِمْتُم *** فَأَخَطَاتُم وَلَستُمْ تَعْلَمُونا

غيره:

[ من الرجز ]

قَالَ لَهُم سَلَمَانُ لَمَّا عَدَلُوا : *** فَعلتُمُ أَمْراً وَإِذْ لَم تَفْعَلُوا(3)

عبادة بن الصامت(4):

[ من الرجز ]

ص: 424


1- لم نجد هذين البيتين في الديوان المجموع للسيّد الحميري (رحمه الله علیه)، ولا نعرف لهما مصدراً آخر ، وهما جزء من قصيدة جاءت متفرقة في هذا الكتاب للسيده (رحمه الله علیه).
2- كذا ؛ والظاهر : أبو .. كنية سلمان (رضی الله عنه)، لكن الوزن يختل ، ولعلها : بو عبد الله ، على التخفيف .
3- الأفضل أن يقال : لم تعقلوا وعلى كلّ فالبيت ترجمة لقول سلمان (رضی الله عنه): كرديد ونكرديد و ندانید چه کردید..
4- مع كلّ بحثي عن مصدر لهذه الأبيات في المجاميع الشعرية لم أجد لها أثراً، سوى ما جاء في كتابه بيت الأحزان للشيخ عباس القمي (قدس سره): 68 ، وهي مهمة من مثل عبادة بن الصامت الذي عدّ من الذين مضوا على منهاج نبيّهم ولم يغيّروا ولم يبدلوا .. ومن السابقين الأولين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) لو كان هو ، إلا أن الصحيح هو : ابن الصلت . كما جاء في الأربعين للشيرازي (رحمه الله علیه) : 69 في أبيات له قالها في السقيفة. وقد جاء الشطران الأوّلان في الدر النظيم : 400 بعد أن نسبهما لعبادة بن الصامت، وكذا في المسلك لأصول الدين للمحقق (رحمه الله علیه): 197 وكذا صفحة : 234 ، .. وغيرهما.

يَا لَلرِجَالِ(1) أَخَّرُوا عَلِيًّا *** عَن رُتبةٍ كَانَ لَهَا مَرضِيًّا

أَلَيسَ كَانَ دُونَهُمْ(2) وَصِيَّا ؟ !

وقالت(3) أُم سلمة(4):

[ من الطويل ]

لَقَد ضَعَضَعَ الإِسلَامَ فُقدَانُ أحمَدٍ *** وَأَبكَى عَلَيهِم رَحمَةٌ(5) كُلَّ مُسلِمٍ

ص: 425


1- في بيت الأحزان : 68 [ الطبعة المحققة ، وفي طبعة : 50 ] : ما للرجال .
2- أي عندهم ، والمراد أنه هو الوصي دونهم، فهم ليسوا بأوصياء.
3- في نسختي الأصل: قال ، وهو غلط إلّا على تقدير سقط فيه، ولذا أثبتناه ، إذ لا يبعد ذلك .
4- في كتاب الأربعين للشيرازي (رحمه الله علیه): 71 - 72 قال : قد روي عن أبي الأسود الدؤلي، أنه قال : حدثني من سمع أم أيمن رضي الله عنها تقول: سمعت في الليلة التي تلت نهار اليوم الذي بويع فيه أبو بكر هاتفاً يقول ولا أرى شخصه .. ثم ذكرت هذه الأبيات . وحكي في نهج السعادة 199/5 عن إثبات الهداة 257/4 عن كتاب المجموع الرائق ، عن أم أيمن أنتها قالت .. إلى آخره، وأيضاً ؛ جاء في غاية المرام 322/5. وقد ذكرها الشيخ القمي (رحمه الله علیه) في بيت الأحزان : 72 [ الطبعة المحققة ، وفي طبعة قم : 73] بألفاظ قريبة ممّا جاءت في الأربعين.
5- في بيت الأحزان وكتاب الأربعين: عليه فيكم ، بدلاً من : عليهم رحمة .

وَأَحْزَنَهُ حُزناً تَمَالُو(1) صَحْبِهِ ال_ *** _غُوا عَلَى الهَادِي الوَصِيِّ المُكَرَّمِ

وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ أوَّلُ مُسلِم *** وَأَوَّلُ(2) مَنْ صَلَّى وَزَكَّىٰ بِدِرهم

أَخُو(3) المُصطَفَى، دُونَ الَّذِينَ تَأَمَّرُوا *** عَليه وَإِن بَرُّوهُ فَضلَ التَّقَدَّم(4)

إبراهيم الثقفي في كتاب الغيبة(5)؛ أنته جاء بريدة حتى ركز رايته في وسط

ص: 426


1- في بيت الأحزان والأربعين : تمالوا ، بدلاً من : تمالؤ ، وفي نسختي : الأصل مصحفاً : بمالو.
2- في بيت الأحزان والأربعين: وأعلم ، بدلاً من: وأول.
3- في نسختي الأصل : أخي ، ولها وجه ، إن كانت بدلاً عما سبقته من الأوصاف.
4- وقد جاءت أربعة أبيات لأُمّ سلمة - رضوان الله عليها - في المناقب 300/1 [ 209/1 من الطبعة الحيدرية ] ، وهي : [ من الوافر ] فُجعنا بالنبي وكان فينا *** إمام كرامة نعم الإمام وكان قوامَنا والرأس منا *** فنحن اليوم ليس لنا قوامُ ننوځ ونشتكي ما قد لقينا *** ويشكو فَقْدَك البلد الحرام فلا تبعد فكلّ فتى كريم *** سيدركه - وإن كره - الحمام
5- كتاب الغيبة للثقفي : ولا نعرف له نسخة .

أسلم ، ثم قال : لا أبايع(1) حتّى يبايع علي (علیه السّلام).

فقال عليّ [(علیه السّلام)]: « يا بريدة ! ادخل فيما دخل فيه الناس، فإنّ اجتماعهم أحبّ إليَّ من اختلافهم اليوم »(2).

ص: 427


1- في نسخة (ألف): نبايع - بدون تنقيط .
2- روي عن أحمد بن عمرو البجلي ، عن أحمد بن حبيب العامري ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السّلام) قال : « والله ما بايع علي (علیه السّلام) حتى رأى الدخان قد دخل بيته .. » . كما جاء في تعليقة كتاب الشافي 223/2. وقد رواه عن الثقفي الشريف المرتضى (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة : 436 ه_) في كتابه الشافي 241/3 ، والشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) (المتوفي سنة : 460 ه_) في تلخيص الشافي 76/3 ، وعنه في بحار الأنوار 390/28) ( الباب الرابع )، ولاحظ ما ذكره ابن شهر آشوب المازندراني في كتابه هذا مثالب النواصب : 420 [ النسخة الخطية ] . وروي عن إبراهيم الثقفي - بعد أن ذكر رواية الزهري - : ما بايع علي (علیه السّلام) إلا بعد ستة أشهر ، وما أجترئ عليه بعد موت فاطمة (عليها السلام)، وقال (علیه السّلام): «إنّ هؤلاء خيروني أن يظلموني حقي أو أبايعهم... فأخترت أن أظلم حقي، وإن فعلوا ما فعلوا..» راجع : الشافي 79، 243/3 - 244 ، وتلخيص الشافي 78/3 - 79 ، وجاء عن المصدرين في رواية أخرى : « فانّ هؤلاء خيّروني أن يأخذوا ما ليس لهم أو أقاتلهم وأفرّق أمر المسلمين .. » . وقد قال المأمون العبّاسي - في احتجاجه على علماء العامة - : قال علي (علیه السّلام) : « قبض النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) وأنا أولى بمجلسه منّي لقميصي ، ولكنّي أشفقت أن يرجع الناس كفّاراً ..» راجع : عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 187/2 ، وعنه في بحار الأنوار 192/49. وقال (علیه السّلام): « إنّ الله عزّ وجلّ لما قبض رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قلنا : «نحن أهله وأولياءه ، لا ينازعنا سلطانه أحد ، فأبى علينا قومنا فولّوا غيرنا ، وأيم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر ، يبوء [ يبور ] الدين لغيرنا ، فصبرنا على بعض الألم...» ، كما جاء في الاستيعاب 490/1 في ترجمة رفاعة بن رافع . روى الشيخ الكليني (رحمه الله علیه) في الروضة من الكافي ،32/8 ، وعنه في بحار الأنوار 32/8، 240/28 - 241 .. قال : فرفع يديه إلى السماء فقال: «اللهم إنّ القوم استضعفوني كما استضعف بنو إسرائيل هارون، اللهم فإنّك تعلم ما نخفي وما نعلن ، وما يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء ، توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين ، أما والبيت والمفضي إلى البيت...! لولا عهده إلى النبي الأمي (صلی الله علیه و آله و سلم) لأوردت المخالفين خليج المنية ، ولأرسلت عليهم شئابيب صواعق الموت، وعن قليل سيعلمون ..».

وفي هذا الكتاب(1): أن علياً (علیه السّلام) قال لهم : « بايعوا، إن هؤلاء خيروني؛ إما أن يأخذوا ما ليس لهم ، أو أقاتلهم وأفرّق أمر المسلمين».

وفي رواية: «إنّ هؤلاء خيّروني أن يظلموني حقي وأبايعهم، أو يقتلوني

ص: 428


1- كتاب الغيبة للثقفي ، ولم نجده. قال البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 111/3 : وروى إبراهيم بطريقين : أنّ عليّاً قال لبريدة ولجماعة أخر أبوا البيعة : « بايعوا ! إنّ هؤلاء ..» إلى آخره، وفي ذيلها : «أو يرتدّ الناس»، وذكر السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الشافي 243/3 إسناد إبراهيم هذا، وقريب منه فيه 243/3 - 244 ، وفيه : وروى إبراهيم ، قال : حدثني محمد بن أبي عمير ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق، عن موسى بن عبد الله بن الحسن ، إنّ عليّاً (علیه السّلام) قال لهم : « بايعوا ! فإنّ هؤلاء خيّروني أن يأخذوا ما ليس لهم أو أُقاتلهم وأفرّق أمر المسلمين».

وأقتلهم ، فاخترت أن أظلم حقى وإن فعلوا ما فعلوا».

وقال معروف بن خربوذ المكي كان مسطح بن أثاثة(1) بن عباد - وكان بدرياً - لما بويع أبو بكر يقول لعلي (علیه السّلام) : رحمك الله ! ألا تقاتل فنقاتل معك ؟ .. فأعلمه عليّ [عليه السلام ] أنته لو قاتل ما خفّ معه أحد.

وكان [ حسن الرأي والبصيرة في عليّ (علیه السّلام)، وله قصيدة ](2) يستبطئ عليّاً فيها فيقول :

[ من الوافر ]

بَنِي عَمَّ(3)! أَنادِيكُم فَهُبُوا *** وَصَحِبِي لَو أَجَابَ نِدَايَ صَحْبُ

[وَكَم نَادَيتُ أَحمَدَ مِن قَرِيبٍ *** وَكَيفَ يُجِيبُ مَن وَارَاهُ تُرْبُ ؟!]

[ هُوَ النَّجمُ الَّذِي مَا ظَلَّ فِينَا *** هَوى، وَالنَّجمُ يَبدُو ثُمَّ يَحْبُو]

سَقَى ذَاكَ الضَرِيحَ اللهُ غَيثاً *** وَرَوَّى تُربَهُ الهَطِلُ المُرِبُّ(4)]

[وَصَلَّى اللهُ بَاعِتُهُ عَلَيهِ *** وَبَوَّاهُ مِن الرَّحمَانِ قُرْبُ ]

ص: 429


1- في نسختي الأصل: اليمانة ، والصحيح ما أثبتناه ، وهو : مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف ، ابن خاله .. أبي بكر . لاحظ أعلام النبلاء 187/1.
2- ما بين المعكوفين مزيد من كتاب العقد النضيد : 150 ليتم المعنى به ويستقيم.
3- كذا ؛ ولعلّه : عمّي ، كما جاء في العقد النضيد : 150.
4- في المصدر المطبوع : المدبّ ، وهي محرّفة عن المثبت ، من قولهم : أَرَبَّتِ السحابةُ .. إذا دام مطرها . راجع : تاج العروس 6/2 مادة (ربب).

رَضِيتُم أَنْ يَزِيغَ الأمرُ عَنكُمْ *** ويُصبحَ وَهُوَ بَينَ النَّاسِ نَهْبُ ؟!

وَيَعْصِبَكُم(1) بَنُو(2) تَيْمِ بنِ مُرٌّ ؟! *** وَمَا فِي الدِّينِ ياللهِ غَصْبُ

أرَى المُستضعَفَ المَظْلُومَ فِينَا *** ظَلِيماً تَحتَه(3) سَنَةٌ(4) وَجَدْبُ

يعني : أنّ الظليم في سنة الجدب(5) يقعد في ناحية(6) حتّى يموت مكانه .

وقال علي بن جنادة السلولي(7): قال الطفيل(8) بن الحارث(9)، وكان بدرياً ..

ص: 430


1- الكلمة في نسختي الأصل غير منقوطة ، وما أثبت استظهار من المعنى ، بل هو الذي جاء في العقد النضيد .
2- في نسختي (ألف) و (ب) من الأصل : بني ، والظاهر أنتها غلط إن صح ما أثبتناه من الكلمة الأُولى.
3- كذا ؛ والظاهر : حَتَهُ أو جَنَّهُ .
4- السنة : هى القحط والمجاعة ، فيلائمها : الجدب لا غير . لاحظ : لسان العرب 502/13 ، ومجمع البحرين 348/6 قال : بالتحريك : الجدب، وهي من الأسماء الغالبة كالدابة في الفرس.
5- هذا استظهار ، وإلا ففي نسخة ( ألف ) : الحذب ، وفي نسخة ( ب ) : الجذب .
6- تقرأ الكلمة في نسختي الأصل : أدحية .
7- كذا في نسختي الأصل، وفي العقد النضيد : حسن بن جنادة، والظاهر أنته : حبشى ابن جنادة السلولي.
8- في نسختي الأصل : أبو الطفيل ، والصحيح ما أثبتناه.
9- في العقد النضيد : الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب .

شعر:

[ من الطويل ]

أهَلْ مُبْلِغْ عَنِّي عَلَى النأي هَاشِماً *** مُغَلَغَلَةٌ(1) ضَاقَتْ بِها حَرَجُ الصَّدْرِ

[ وَقُل لِطَلِيقَيْهم : عَقِيلٍ وَعَمِّه : *** ألَا تَعْسِلَا عَارَيكُمَا اليَومَ فِي بَدرٍ ؟ !]

[أَلَا تُرْجَعَاهَا عَودَةً بَعدَ مُدَّةٍ *** فَمَا لَكُما ألا تُجِيبَانِ مِن عُذر ]

[ أَمِن قِلَّةِ فَالقُلُّ قَد يُبتَغَى بِه *** وَلَا عُدْرَ عِندَ اللهِ فِي طَلَبِ الكُثر]

أَيُؤتَىٰ إِلَيكُمْ مَا أُتِي مِن ظُلَامَةٍ(2) *** وَفِيكُم وَصِيُّ المُصطَفَى صَاحِبُ الأمر(3)

ص: 431


1- المغلغلة : هي الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد. راجع: كتاب العين 348/4، معجم مقاييس اللغة 377/4 ، النهاية لابن الأثير 378/3 ، لسان العرب 505/11 مادة (غلل) ، القاموس المحيط 26/4 .. وغيرها. والغلغلة : إدخال الشيء في الشيء حتى يلتبس به ، ويصير من جملته .. أي بلغت بنظرك من محاسن هذه المرأة.
2- جاء الصدر في العقد : امرنا إليكم ما أتى من ظلامة .
3- هذا البيت لم يرد في العقد النضيد للقمّي (رحمه الله علیه).

وَلَو أَسَدُ اللهِ اسْتُمِدَّتْ(1) حَيَاتُهُ *** لأغنى غناء(2) الدين فِي(3) العُسْرِ وَاليُسْرِ

وَلَو ذُو الجَنَاحَينِ الطَّوِيلُ نِجادُهُ *** هُوَ(4) الأَورَعُ الرَّحِبُّ الدَّسِيعَةِ(5) والصدر(6)

وَلَو كَانَ يَغْشَى شَاءَها(7) ابنُ سُخَيْلَةٍ *** لأبصَرْتَهُ حَامِي الحَقِيقَةِ ذَا نُكْر

أخفضاً إلى(8) الدُّنْيَا بِكُم واستكانة *** أرَى أمْ قُلُوباً ما تُفِيقُ(9) من الكُفْر(10)؟!

ص: 432


1- في العقد النضيد : استمرّت ، وهو الظاهر .
2- في نسخة (ألف ): غناء ، وفي العقد النضيد : عباد .
3- في نسخة ( ب ) : و ، بدلاً من : في .
4- في العقد : لها : بدلاً من هو .
5- في العقد : الوسيعة . والدَّسِيعَة : مائدة الرَّجُل إذا كانت كريمةً . راجع : لسان العرب 84/8 مادة (دسع).
6- جاء عجز البيت في العقد النضيد : لها الأروع الرحب الوسيعة والصدر.
7- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، قد تقرأ في نسخة (ألف) : شاها، ولعلّها مصحفة عن : بأسها ، وفي العقد بياض مكان ( يغشى شاءها)، والشاء جمع .
8- في نسختي الأصل : أحقا على .
9- في العقد : مانعين .
10- جاءت هذه الأبيات في العقد النضيد : 151 - 152.

يعني بابن(1) سُخَيْلَةَ : عبيدة بن الحارث؛ لأنّ أُمِّهِ سُخَيْلَة الثقفية .

وقال زيد بن عليّ: كان أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب يأتي باب فاطمة [(عليها السلام)] بعد وفاة الرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، فيضر به كل صباح فيقول : كيف صباحكم - بعد نبيكم - وممساكم ؟ فتخرج له أُمّ أيمن فتقول: يا أباسفيان ! شر صباح وشر ممسى ، فقدنا رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وفقدنا الوحي، وما أتى إلى هذين من الظلم - يعني عليّاً وفاطمة (علیهما السّلام)- .

فقال أبو سفيان:

[ من السريع ]

مَن مُبلغ عَنَّا أَبَا قَاسِمٍ *** - صَلَّى عَلَيهِ اللهُ - أَنبَاءَنَا

تُراتُكَ احْتَاشَتْهُ(2) تَيمٌ فَقَد *** نَشكُو إِلَيكَ اليَومَ أَرزَاءَنَا(3)

وَفَاطِمَةُ(4) تُعْوِلُ إعوَالَها *** قَد قَطَّعَتْ بِالحُزنِ أَحشَاءَنا

وَالأَصْلَعُ المُضطَهَدُ المُبتَلَى *** يُغَضُّ عَنه(5) الطَّرِفُ أَعْضَاءَنا

قل لِبَني هَاشِمَ أَسْدِ الشَّرَى: *** أَتَاكُلُ الأَكْلُبُ أَسْلَاءَنا ؟!

فَابْتَعِثُوا لِلحَرب قَد آذَنَتْ(6) *** وَكَشْفُوا بِالحَرب ضَرَّاءَنا

ص: 433


1- كذا في (ألف)، وفي نسخة (ب): ابن .
2- تقرأ هذه الكلمة في نسخة (ألف) : احاشية.
3- في نسخة (ألف) : أزرائنا .
4- الواو زائدة في الوزن ، ففي هذا البيت : خَزْمٌ ، أو أن صواب الرواية : (وفاطم).
5- كذا ؛ ولعلّها : عنها .
6- في نسخة ( ب ) : آونت ، والأفضل ( فابتعثوا الحرب فقد آذنت ) .

وله:

[ من الطويل ]

صَاحِبَ الكَفِّ المُشِيرِ بِبَيعَةٍ *** بِهَا قَبل أن تُوصِى(1) الرعيَّةُ رَاعِيَا

عَجِلتَ عَلَى السُّورَىٰ وَعَن مَجْلِسِ الرَّضَى *** وَخِلْتَ الهُدَى إعجَالها أنْ تُغَالِيَا

وَكَيفَ بأمر النَّاسِ قَبْلَ انْتِظَامه *** مُبَادَهَةً لَا تشِيرُ المَوَالِيَا(2)؟ !

ص: 434


1- في نسختي الأصل : يوصى .
2- أقول : هذا هو : أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، عم رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم). وقد حكى العلّامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 254/3 - عن أكثر من مصدر - فعلة أبي سفيان الأموي في طلبه مبايعة أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وقوله : فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلاً ورجلاً .. وزجره (علیه السّلام) له ، وقوله (علیه السّلام): « والله ما أردت بهذا إلّا الفتنة .. » إلى آخره ، وأنته جعل يطوف في أزقة المدينة ويقول : [ من الطويل ] بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكُمُ *** ولا سيّما تيم بنُ مرَّةَ أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم *** وليس لها إلا أبو حسن علي وقد سلفت منا قريباً عن غيره.

وقال جابر الأنصاري(1): جاء خالد بن سعيد بن العاص - وكان من السابقين إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام)- فقال : يا أبا الحسن ! أعلمت ما أحدث القوم من البيعة ؟ !

فقال: «لقد أُوتيت(2) به، وإنّا في شغل بمصابنا في رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عما أحدثوه».

فقال خالد : لقد علمت انقطاعي إليك دون بني أبي ومحبتي لك .. فمرني بأمرك فأنت والله - أحبّ الناس إليّ..

فدعا له أمير المؤمنين (علیه السّلام)، وقال : «لقد علمتك ناطقاً سابقاً إلى كلّ خير، انصرف ننظر في ذات بيننا ، فعندي من رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] عهد ، ولئن بايعني رجال من المسلمين لأطَانهُمْ(3) بسيفي وقليل ما هم».

قال : قال خالد : فإنّا على إثرك ونصب أمرك ، إن قعدت قعدنا ، وإن نهضت نهضنا(4).

ص: 435


1- هذا حاصل ما جاء في كتاب العقد النضيد : 156.
2- في العقد : أنبئت ، وهو الظاهر .
3- في نسختي الأصل : لاوطانهم، وهي محرّفة عن المثبت عن العقد النضيد .
4- قيل : وكان خالد غائباً ، فأتى عليّاً ، فقال : هلم أبا يعك ، فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد [(صلی الله علیه و آله و سلم)] منك .. ! وراجع: تاريخ اليعقوبي 2 /116 في من أنكر على أبي بكر ، والاحتجاج : 47 - 50 [ طبعة النجف الأشرف 99/1 - 100 ] ، في احتجاج خالد بن سعيد ابن العاص، وكذا شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 74/1، وصفحة : 132، و 17/2 ، والخصال : 461 - 465 ، وأنساب الأشراف 588/1 . وغيرها . وجاء مجملاً في الكامل لابن الأثير 209/3.

ثم قال يشكر لأبي سفيان في مقاله(1):

[ من المنسرح ]

صَحْرَ بنَ حَربٍ جُزِيتَ(2) صَالِحةً *** فَأَنتَ أَهْلٌ لَهَا وَلَمْ تَزَلِ

يَا لَكَ مِن كِلْمَةٍ نَطَقتَ بِهَا *** لَا يَفْضُض اللهُ فَاكَ مِن رَجُل(3)

ذَهَبتَ بِالفَضلِ فِي دُعَائِكِ إِذْ *** تَدعُو إلى إمرَةِ الوَصيِّ عَلي

إن كُنتَ في الدِّينِ آخِراً فَلَقَدْ *** أَتَيتَ(4) مَا قَد عَمِنْ عَلَى الْأُوَلِ(5)

وفي رواية(6): أنه قال خالد هذا لعلي(7) وعثمان : أرضيتم -

ص: 436


1- الكلمة في نسخة (ب) مشوشة تقرأ : دحى بك ، وجاء عجز البيت في نسخة (ألف) وقد خطّ على كلمة (دحاك ) - هكذا : صخر بن حرب جريت صالحة.. وهي غير واضحة المعنى ولا اللفظ.
2- لم ترد الكلمة في نسخة (ب).
3- جاءت الأبيات في العقد النضيد : 157 ، فلاحظ .
4- في العقد: أبصرت ، وهو الظاهر .
5- خطّ على الكلمة في نسخة (ألف) ، وفيها : عمى ، بدلاً من : فضل ، وهي أفضل بل هي المتعيّنة .
6- الجملة في نسخة ( ب ) مطموسة ، وجاءت في هامش نسخة (ألف) تصحيحاً.
7- في نسخة ( ب ) : عليّ .

يا بني عبد مناف - أن يلي عليكم غيركم(1)؟ !

و(2) عن سعيد بن المسيب - في خبر - : أنه رأى العبّاسُ وعقيل وعتبة بن أبي لهب والفضل بن عباس جماعةً وضعوا ناراً على باب علي (علیه السّلام)، فقال العباس: يا لها عظيمةً بما أتى إلينا .. فلان وفلان .. !!(3)

فقال الفضل(4):

[ من الخفيف ]

مَا لِقَومِي لَا يَسْمَعُونَ نِدَائِي *** أَأُصِمُّوا أم هُمْ رُهُونُ رِمَاسِ ؟!

أمْ هُمُ مُخْلِدُونَ بِالخَفْضِ وَالنَّق_ *** _ض(5) لِعَهْدِي أَمْ هُمْ مِن الأَرجَاسِ ؟!

أمْ أطَاعُوا الأعدَاءَ فِينَا فَأَضْحَوا *** [عَن مُوَاسَاتِنا ](6) حَلِيفَي شِمَاسِ ؟!

أَمْ أَحَسُّوا لَنَا الوَصيَّ عَليَّاً *** أَمْ هُمُ لِلوَصِيَّ غَيرُ مُوَاسِ؟!

ص: 437


1- انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 281/19، و أنساب الأشراف 270/2.. وغيرهما.
2- لا توجد الواو في نسخة ( ب ) .
3- راجع : الشافي للسيد المرتضى (رحمه الله علیه) 146/2 و 233/3 ، وشرح المواقف للقاضي الإيجي 354/8 . . .وغيرهما .
4- وهو: الفضل بن العباس، وقد أورد هذه الأبيات القمي (رحمه الله علیه) في العقد النضيد : 158 في الحديث العاشر والمائة.
5- الكلمتان مشوشتان في نسختي الأصل ، أثبت ما استظهر منهما معنى وقراءة.
6- أُخذ ما بين المعكوفين بتصرف من العقد النضيد : 158 ، وجاء العجز في نسختي الأصل كذا : فأضحوا بذا خليفي شماس.

علِمَ اللهُ أَنتَنِي أُدْرِكُ الوِت_ *** _رَ وَبِالنَّفْسِ أُسرَتِي قَد أُوَاسِي

غَيرَ أَنِّي تَبِعْتُ مِن غَير وَهْنٍ *** وَاستِكَان مَقَالَةَ العَبَّاس(1)

ص: 438


1- أقول : جاءت الأبيات في أكثر من مصدر ، منها : الإمامة والسياسة 95/1، وكتاب صفين : 219 [ وفي طبعة : 413] ، وشرح نهج البلاغة 28/2 [ 64/8] . . وغيرها . هذا؛ وقد سبق للفضل ذلك - كما نقله العلامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 137/2 - 138 - کتاب ابن عبّاس إلى عمرو بن العاص ، ونص في آخره بقوله : .. ثم دعا الفضل بن عبّاس فقال له : يابن أُم ! أجب عمراً .. فقال الفضل : [ من البسيط ] يا عمرو ! حسبك من خدع ووسواس *** فاذهب فليس لداء الجهل من آسِ إلّا تواتر طعن في نحورِكُم *** يشجي النفوس ويشفي نخوة الراس هذا الدواء الذي يشفي جماعتكم *** حتى تطيعوا عليّاً وابن عباس أمّا عليٌّ ؛ فإنّ الله فضّله *** بفضل ذي شرف عال على الناسِ إن تعقلوا الحرب نعقلها مخيَّسةً *** أو تبعثوها فإنا غير أنكاس قد كان منا ومنكم في عجاجتِها *** ما لا يردُّ وكلُّ عُرضة الباسِ قتلى العراق بقتلى الشامِ ذاهبةً *** هذا بهذا وما بالحق من باسِ لا بارك الله في مصر لقد جلبت *** شرّاً وحك منها حسوة الكاس يا عمرُو ! إنك عارٍ من مغانمها *** والراقصات ومن يوم الجزا كاسِ وذكر السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الفصول المختارة : 268 - 269 - وعنه في بحار الأنوار 275/38 (باب 65) ذیل حدیث 35 - للفضل بن عتبة بن أبي لهب أبياتاً ردّ فيها على الوليد بن عقبة لمديحه لعثمان ومرثيته له عند قوله : [ من الطويل ] ألا إنّ خير الناس بعد ثلاثة *** قتيل التجيبي الذي جاء من مصر قال الفضل (رحمه الله علیه): [ من الطويل ] ألا إن خير الناس بعد محمّدٍ *** مهيمنه التاليه في العرفِ والنكرِ وخيرته في خيبر ورسوله *** بنبذ عهود الشركِ فوق أبي بكر وأوّلُ من صلّى وصنو نبيه *** وأول من أردى الغواةَ لدى بَدْرٍ فذاك علي الخير مَنْ ذا يفوقه *** أبو حسنٍ حِلْفُ القرابة والصِّهْرِ وجاءت بعض هذه الأبيات في الصراط المستقيم 71/2، والدرجات الرفيعة : 194 [ الطبعة الحيدرية ، وفي الطبعة المحققة 416/1] والغدير 232/3، و 13/10 .. وغيرها .

وفي حديث عمران بن الحصين الخزاعي ؛ أنته قال بريدة الأسلمي(1):

ص: 439


1- لم ترد هذه الرواية في مصدر أعرفه مما وسعني بحثه ، سوى ما ذكره أبو الصلاح الحلبي (رحمه الله علیه) في تقريب المعارف: 194 - 195 [ الطبعة المحققة ] ، وذكر البيت الأوّل منها ، ثم ذكر أبياتاً أخر ، هي : [ من مجزوء الكامل ] أمر النبي معاشراً *** هم أُسوة ولهازِمُ أن يدخلوا فيسلموا *** تسليم مَنْ هو عالم إنّ الوصي هو الخلي_ *** _فة بعده والقائم وكذا جاء في العقد النضيد : 160 . نعم جاء في المناقب للمصنف (رحمه الله علیه) 66/2 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 54/3] في حديث : إنّ عمران بن الحصين وبريدة قالا لأبي بكر : قد كنت أنت يومئذ فيمن سلّم على عليّ بإمرة المؤمنين ، فهل تذكر ذلك اليوم أم نسيته ؟ !.. إلى آخره. ثمّ قال : وأنشد بريدة الأسلمي : [ من مجزوء الكامل ] أمر النبي معاشراً *** أسوة ولازم أن يدخلوا فيسلموا *** تسليم من هو عالم مستيقن أن الوصي *** هو الإمام القائم والبيت الأخير في تقريب المعارف: 195: إنّ الوصي هو الخل_ *** _يفة بعده والعالم ولم أجد القصة في الغدير - أيضاً - ولا في غيره إلّا نقلاً عن المناقب . نعم أخذه البياضي (رحمه الله علیه) - ظاهراً - في الصراط المستقيم 110/3، وقبله فيه 276/1 من كتابنا هذا.

[ من مجزوء الكامل ]

يَا بَيعَةً هَدَمُوا بِهَا *** أُساً وَجُثَّ(1) دَعَائمُ

لله مَاذَا بِاثِمِهِ *** إِذْ ذَاكَ بَاءَ الآثِمُ ؟!(2)

أَتَكُونُ بَيعتُهم هُدَى *** وَيَغِيبُ عَنْها هَاشِمُ؟!

ص: 440


1-
2- الكلمة مشوشة في نسختي الأصل، تقرأ : وحب ، أو : وجلّ، وفي الصراط ( المجلد الأوّل ) : وحيث ، وفي المجلد الثالث منه : وجلّ، وهي الأفضل، وهي التي جاءت في العقد. 2) لم يرد هذا البيت في الصراط 276/1 . وجاء البيت مشوشاً في نسخة (ألف) هكذا : [ من مجزوء الكامل ] بعدما ذاك باء الآثم أيكون بيعت_ *** _هم هدى ويغيب عنها هاشم

وَيَكُونُ رَائِدَ أهلها *** مولّى حذيفة(1) سالم ؟!(2)

وقال عدي بن حاتم(3):

[ من الطويل ]

أَبَا حَسَنٍ صَبَراً فَفِي الصَّبرِ عِصمَةٌ *** وَفِيهِ نَجَاةُ المَرءِ فِي السِّرِّ وَالجَهْرِ

ص: 441


1- في نسختي الأصل : بثينة ، وقد جاء على نسخة (ألف) هنا : خ . ل : حذيفة ، وهو الظاهر ، وهو الذي جاء في الصراط والعقد ولذا أثبتناه .
2- جاء هذا البيت في المجلد الأوّل من الصراط هكذا : [ من مجزوء الكامل ] ویکكون رائدَها إذاً *** مولى حذيفة سالم أقول : قد ألحق البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 276/1، ومثله بالفاظ مقاربة فيه 110/3 خمسة أبيات أُخر عليه ، وبينهما فرق ، فراجع. ونحن نذكر ما جاء في المجلد الثالث منه فهو أضبط : [ من مجزوء الكامل ] ليصبحن وكلّهم *** أَسِفُ عليها نادمُ أمر النبي معاشر [أ] *** هم أُسوةً ولَهَاذِمُ أن يدخلوا ويسلّموا *** تسليمَ مَنْ هو عالِمُ أنَّ الصي له الإما *** مة بعده والقائم والعهد لا مُخْلُولِقٌ *** منه ولا مُتقادِمُ ثم قال : ونحو هذا كثير ، نكتفي عنه بعنوانه ، من أراده طلبه من مكانه. انظر هذه الأبيات في العقد النضيد : 160.. وغيره.
3- وقد جاء في العقد النضيد : 162 .

ألم تر أنَّ الصَّبرَ أَحجَى لِذِي الحِجي *** وأنَّ ابتداء(1) الأمرِ شَيْنٌ عَلَى الأمر

وَقَد لَقِيَ الأخيَارُ قَبلَكَ مَا لَقُوا *** وَأُوذِي عِبَادُ اللهِ فِي سَالفِ الدَّهرِ

قال عمار الدهني : قال قيس بن سعد [بن ] عبادة(2):

[ من الطويل ]

لَقَد عَلِمَتْ أَبْنَاءُ قَيْلَةَ أَنَّنِي *** غَدَاةَ الفَخَارِ سِرُّها وَلُبَابُهَا

وَأَنِّي مَتَى أَظْلَمْ أَمُدَّ لِظَالِمِي(3) *** سَمَاوَاتِ مَوتٍ يَستَهلُّ سَحَابها

سَأَصْبِرُ نَفْسِي مَا اسْتَطَعْتُ وَإِنْ أَبَتْ *** وَجَدَّتْ رَزَايَاهَا وَجَلَّ مُصَابُها

ص: 442


1- في العقد: ابتدار ، وهو الظاهر .
2- لم ترد هذه الأبيات في المناقب ولا غيرها حسب بحثنا القاصر. وقد ترجمه شيخنا الأميني (رحمه الله علیه) في غديره ترجمة ضافية في 67/2 - 112، وذكر شعره وطرفاً من حياته (رحمه الله علیه) ، ولم يورد له هذه الأبيات ، ولعلّها من متفردات كتابنا هذا.
3- في نسخة (ألف): لطالبي .

بِعَلي أُسْوَةٌ وَبِفَاطِمٍ *** غَدَاةَ مُحِي(1) بَعدَ الكِتَابِ كتابها(2)

وعن أبي البختري ؛ قال : حدثنا عبد الله بن الحسن بن الحسن، أن بلالاً أبى أن يبايع أبا بكر ، وأنّ عمر جاء حتى أخذ بتلابيبه(3)، فقال: يا بلال! هذا جزاء أبي بكر منك أنته أعتقك فلا تجيء تبايعه ؟ ! فقال بلال : إن كان إنما أعتق الله(4) محتسباً فليدعني الله الذي أعتقني له وإن كان أعتقني لغير الله(5) وأعتقني لنفسه فهذا [أنا ].. وأما بيعته؛ فما كنت أبايع أحداً لم يستخلفه رسول الله

ص: 443


1- في نسخة ( ب ) : مجيء .
2- وقد جاءت الأبيات في العقد النضيد : 163.
3- جاء في هامش نسخة (ألف) ما يلى: وأخذت بتلبيبه ، وتلابيبه : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره ثم جررته ، وكذلك إذا جعلت [ في ] عنقه حبلاً أو ثوباً [ ثمّ ] أمسكته به . راجع: النهاية لابن الأثير 193/1 [189/1] باختلاف يسير، ولسان العرب 733/1 - 734 ، وتاج العروس 467/1 .. وغيرها . انظر : العقد النضيد : 149 - 150 ، الدرجات الرفيعة : 367 [ الطبعة الحيدرية ، وفي الطبعة المحققة 679/1]، تعليقة المولى الوحيد على منهج المقال : 100 [ الطبعة الحجرية ] .
4- في نسختى الأصل : الله .
5- لا توجد : لغير الله .. في نسخة (ألف ).

ولا يقدّمه(1) رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، إن الله تعالى يقول: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾(2). ولقد علمت - يا عمر ! - أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) عقد لابن عمه (علیه السّلام) عقداً هو في أعناقنا إلى يوم القيامة، وجعله مولانا من بعده يوم الدوحات ، فأينا يستطيع أن يبايع على مولاه ؟!

قال عمر : فإن كنت غير فاعل فلا تقم معنا .. لا أُمّ لك !

فقال بلال (شعر) :

[ من البسيط ]

بالله(3)لَا بِأَبِي بَكرٍ نَجَوتُ وَلَو *** لَا اللهُ عَضَ(4) عَلَى أَوصَاليَ الضَّبُعُ

اللهُ بَوَّانِى خَيراً وَأَكرَمَنِي *** وَإِنَّمَا الخَيرُ عِندَ اللهِ مُتَّبِعُ(5)

لَا يُلْقِيَنِّي(6) تَبُوعاً كُلَّ مُبْتَدِعٍ *** فَلَستُ مُبْتَدِعاً مِثلَ الَّذِي ابْتَدَعُوا(7).

ص: 444


1- في نسختي الأصل: تقدمه ، وما أُثبت استظهار منا وموافق لما جاء في العقد النضيد : 149 ، والأفضل أن يكون : قدّمه .
2- سورة الحجرات (49): 1.
3- لا يوجد كلمة : بالله ، في نسخة (ألف).
4- في الأعيان : نامت ، بدلاً من : عض ، وفي الدرجات الرفيعة : قامت
5- في الأعيان : يتبع .
6- في الأعيان والدرجات : لا تلقيني .
7- حكى هذه الأبيات السيّد الأمين (رحمه الله علیه) في الأعيان 603/3 في ترجمة : بلال الحبشي حاكياً عن التعليقة ، عن جده التقي المجلسي (رحمه الله علیه) أنه رأى في كتب بعض أصحابنا راجع : العقد النضيد : 150 ، الدرجات الرفيعة : 367 [ الطبعة الحيدرية ، وفي المحققة 1 / 680] ، نفس الرحمن : 381.

قال : وخرج بلال إلى الشام، وأقام بها إلى أن مات ولم يبايع أبا بكر(1).

وقال عبد الرحمن بن حنبل الجمحي(2):

ص: 445


1- لاحظ : ترجمة بلال في الدرجات الرفيعة : 362 - 371.
2- في نسختي الأصل: عبد الله بن أحمد بن حنبل ! وهو غلط قطعاً، ولكن ما جاء في المسلك في أصول الدين للمحقق الحلّي (رحمه الله علیه): 235: عبد الله بن حنبل ، حليف بني جمح ، وفي شرح النهج لابن أبي الحديد 276/1 : عبد الله بن جبل حليف بني جمح . الله وفي الفصول المختارة للشيخ المفيد (رحمه الله علیه): 270 : عبد الرحمن بن حنبل حليف بني جمح ، ومثله في بيت الأحزان للشيخ القمي (رحمه الله علیه): 51 [ طبعة قم، وفي المحققة : 68 ، ولا توجد فيه ( بن ) ]. والصحيح ما أثبتناه كما قاله ابن حجر في الإصابة 251/4 - 252 برقم 5122 [ وفي طبعة 395/2]: عبد الرحمن بن حنبل الجمحي ، وقال : كان أبوه من أهل اليمن ، وفي طبعة مصر 387/2 برقم 5108 : عبد الله بن حسل الجمحي . وكذا جاء اسمه في أسد الغابة ،288/3 ، والصراط المستقيم 39/2.. وهو الصواب .. وفي بعض المصادر كالنسخة الخطية للتعجب - : حمل . ورواه العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار (20/38 ( الباب 56 ) حديث 36 عن کشف الغمة ، بعنوان : عبد الرحمن بن جعيل، وفي رجال الشيخ الطوسي : 73 برقم 686 [ طبعة جماعة المدرسين وفي الطبعة الحيدرية : 49 برقم 44، وفيها: بن خثيل، وعليه نسخة : ختيل] ، وفي هامشه نسخة بدل : خثيل ، وفي بعض النسخ : جنبل ، وفي بعض المصادر : جعل . وقيل هو : عبد الرحمن بن حنبل الجمحي، وهو الذي قتل بصفين، وقد جاء في شرح النهج 69/1[48/1] ، بعنوان : عبد الرحمن بن جعيل . وراجع : ما جاء في نهج الإيمان : 211 ، وما أورده العلّامة الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه التعجب من أغلاط العامة : 35 - 36 .. وغيرهما .

(شعر)(1):

[ من الطويل ]

لعَمْرِي لَئِن(2) بَايَعْتُمُ ذَا حَفِيظةٍ *** عَلى الدِّينِ مَعْرُوفَ العَفَافِ مُوَفَقًا(3)

ص: 446


1- جاءت هذه الأبيات في الفصول المختارة : 270 ، والتعجب من أغلاط العامة : 35 - 36 ، والصراط المستقيم 39/2 ، وكذا في بحار الأنوار 38 / 276 - 277 ( الباب (65) ، والغدير 233/3 ، وشرح النهج 143/1 ، ونهج الإيمان : 211، والمسلك في أُصول الدين : 235 والدر النظيم : 400 ، وبيت الأحزان : 68.. وغيرها مع اختلاف يسير . وجاء البيت الأوّل من هذه القصيدة في الفتوح لابن أعثم 436/2 .
2- في شرح النهج وكتاب التعجب وكشف الغمة وموضع من البحار : لقد ، وفي الصراط : إن.
3- وجاء - أيضاً - هذا البيت في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 113/1، وعنه نقله العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 20/38 (الباب 56) ذيل حديث 36 .. وغيرهما . ثم قال : [ من الطويل ] وصي النبي المصطفى وابن عمه *** فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه وجاء هنا بيتان فيما بين البيت الأوّل والثاني في كفاية الطالب للكنجي : 48 ، عند نقله ما قاله عبد الرحمن بن حنبل الجمحي ، حليف بني الجمح : [ من الطويل ] عفيفاً عن الفحشاء أبيض ماجداً *** صدوقاً وللجبّار قدماً مصدّقا أبا حسن فارضوا به وتبايعوا *** فليس كمن فيه يرى العيب منطقا وأبدل : للجبار ب_: للمختار ، في نهج الإيمان : 211. ونقل البيت الأخير الشيخ البياضي رحمه رحمه الله في كتابه القيم : الصراط الم- : المستقيم أيضاً ، وفيه : لذي العيب.

[ عَفِيفاً عَنِ الفَحْشَاءِ أَبْيَضَ مَاجِداً *** صَدُوقاً وَلِلجَبَّارٍ(1) قدماً مُصَدِّقَا ]

[ أبَا حَسَنِ فَارضَوا بِهِ وَتَبَايَعُوا *** فَلَيسَ كَمَن فِيه لِذِي العَيبِ مُرْتَقَى(2)](3)

ص: 447


1- في كتاب التعجب: وللمختار ، وكذا في نهج الإيمان : 211.
2- في كتاب الكراجكي التعجب : فلن تجدوا فيه لذي العيب منطقا .
3- البيتان زيدا من كتاب الفصول المختارة ، وعنه جاءا في بيت الأحزان .

عَليّاً(1) وَصِيَّ المُصطَفَى وَوَزِيرَه(2) *** وَأَوّلَ مَنْ صَلَّى لِذِي(3) العَرشِ وَاتَّقَى(4)

رَجَعْتُم إِلَى نَهج الهُدى بَعدَ زَيغِكُمْ *** وَجَمَّعْتُمُ مِن شَملِهِ مَا تَمَزَّقا(5)

ص: 448


1- في بعض المصادر : علي : وله وجه .
2- كذا في نسختي الأصل ، والصراط المستقيم، ونهج الإيمان، والدر النظيم.. وفي التعجب .. وموضع في بحار الأنوار 20/38 (باب 56)، وكشف الغمة ، وشرح النهج : وابن عمه ، بدلاً من : ووزيره .
3- في نسخة ( ب ) : لدى ، وله معنى مقارب، وفي شرح النهج وموضع من البحار : أخا الدين والتقى.
4- كذا في الفصول المختارة : 270 ، وبيت الأحزان : 68، وجاء البيت في شرح النهج، وكشف الغمة ، هكذا : [ من الطويل ] عليّاً وصى المصطفى وابن عمه *** وأوّل من صلى أخا الدين والتقى وقد ورد في الفصول المختارة بيتان قبله وقد ألحقناهما متناً : عفيفاً على الفحشاء أبيض ماجداً .. إلى آخر ما سلف، وحكاه عنه في الغدير 233/3.
5- ورد هذا البيت في الدر النظيم : 400 ، وبيت الأحزان : 68 .. ولم يرد في الفصول المختارة ، ولا شرح النهج لابن أبي الحديد، ولا كتاب التعجب للكراجكي (رحمه الله علیه)، إلّا أنّ الذي جاء في في نهج الإيمان : 171، وصفحة : 211، هو : [ من الطويل ] وكان أمير المؤمنين ابن فاطم *** بكم إن عرى دهراً أير وأرفقا أقول : جاء بعض الأبيات في الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 270، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 69/1[143/1]، وعنه في بحار الأنوار 20/38 باب (56) ، وكذا في صفحة : 277 (باب 65).

[وكان أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ابْنُ فَاطِمٍ *** بِكُم إِنْ عَرَى خَطبٌ أَبَرَّ وَأَرفَقَا ](1)

وقال نعمان بن زید صاحب راية(2) الأنصار :

ص: 449


1- ما بين المعكوفين جاء خاتماً للأبيات في الدر النظيم وبيت الأحزان وقبلهما في الفصول المختارة.
2- قد تقرأ الكلمة في نسخة ( ب ) : زاله ، وهي مشوشة في نسخة (ألف)، والظاهر ما أثبتناه . وجاء في نهج الإيمان : 212 : صاحب راية الأنصار في أبيات له ينشد .. وفي بعض المصادر : غاية : وهما بمعنى واحد . وحكى في أعيان الشيعة 225/10 عن كتاب المقنع في الإمامة لعبيد الله بن عبد الله السد آبادي أنته قال : وفي يوم السقيفة قال نعمان بن زید صاحب زعامة الأنصاري.. راجع : كشف المحجّة لابن طاوس (رحمه الله علیه) : 179 ، وكذا في الدر النظيم: 399.. وغيرهما . والأبيات نسبت إلى عمّار بن ياسر ، كما في السقيفة وفدك للجوهري : 87، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 55/9 ، والشافي في الإمامة للسيد المرتضى (رحمه الله علیه) 211/4 نقلاً عن أبي مخنف، وكذلك نسبت إلى جنّي ، كما في بحار الأنوار 14/30 باب (16) ضمن حديث 1.

[ من السريع ]

يَا نَاعِي الإِسلَامِ! قُمْ فَانْعَهُ *** قَد مَاتَ عُرِفٌ وَأَتَى(1) مُنكَرُ

مَالِقُريش لا عَلَا كَعْبُها *** مَنْ قَدَّمُوا اليَومَ وَمَن أَخَرُوا ؟ !

مِثلُ عَلِيٌّ مَنْ خَفِي أَمرُه(2) *** عَلَيهِمُ وَالشَّمسُ لَا تُستَرُ(3)

[وَلَيسَ يُطْوَى عَلَمٌ بَاهِرٌ *** سَام يَدُ اللهِ لَهُ تَنْشُرُ]

[حَتَّى يُزِيلُوا صدعَ مَلْمُومَةٍ *** وَالصَّدعُ فِي الصَّخْرَةِ لَا يُجْبَرُ ](4)

ص: 450


1- في المحجّة والبحار وبدا.
2- في نهج الإيمان : حقه ، بدلاً من : أمره .
3- جاء بعده في نهج الإيمان : [ من السريع ] وليس يطوى عَلَمٌ باهر *** سام يد الله له تنشر حتى يزيلوا صدع ملمومة *** والصدعُ في الصخرة لا يُجْبَرُ وفي بعض المصادر - : كنهج الإيمان - : شام بدلاً من : سام . وجاء في البحار بعده : إن علياً هو أولى به *** منه فولوه ولا تنكروا وقد جاءا في الصراط ( باختلاف في الأوّل منها ) والأعيان 225/10 والدّر النظيم : 399 .. وغيرهما .
4- البيتان مزيدان من كتاب المقنع بحكاية الأعيان.

كَبش(1) قريش فِي وَغَى حَرْبِها *** صِدِّيقُها فارُوقُها الأكبر(2)

قُرَيْشٍ وَكَاشِفُ الكَرب إذَا خُطَّةٌ *** أَعْيَى عَلَى وَارِدِها المَصْدَرُ

وَكَبَّر الله وَصَلَّى وَمَا *** صَلَّى ذَوُو العيث(3) ولا كبروا(4)

تدبيرُهُم أَدَّى إلى مَا أَتَوا *** تَباً لَهُم يَا بِئسَ مَا دَبَّرُوا(5)

وقال عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب(6):

[ من الطويل ]

ص: 451


1- في نسخة ( ب ) : ليس .
2- العجز في المقنع هكذا : ( فاروقها صديقها الأكبر ) ، وهو أولى وزناً ونقيضه معنى.
3- في نسختي الأصل : الغيث . قال الزبيدي في تاج العروس 305/5 : العيث : الإفساد، وقال الأزهري : هو الإسراع في ا الفساد ... إلى أن قال في صفحة : 307: وقال أبو عمرو : العيث : أن تركب الأمر ، لا تبالي علام وقعت .
4- في نسخة (ألف) : الأكبر، وفي ( ب ) : ولا كبّر .
5- هذا البيت وما قبله لم يردا في نهج الإيمان ، وقد جاءا في الدر النظيم.
6- لم أجد لهذين البيتين فعلاً مصدراً ، نعم ذكرت له أبيات في نفس المعنى في تاريخ اليعقوبي 103/2 ، وأسد الغابة 40/4 ، وتاريخ أبي الفداء 1 / 164 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 259/3.. وغيرهم كما جاء في الغدير 232/3 ، و 93/7 - وقيل : هي لغيره - في هذه المناسبة ، هي : [ من البسيط ] ما كنت أحسب أن الأمر منصرف *** عن هاشم ثم منهم عن أبي حسنِ عن أوَّلِ الناس إيماناً وسابقةً *** وأعلم الناس بالقرآن والسننِ وآخر الناسِ عهداً بالنبي ومَنْ *** جبريلُ عون له في الغُسل والكفن مَنْ فيه ما فيهِمُ لا يمترون به *** وليس في القومِ ما فيه من الحُسُنِ ماذا الذي ردّكم عنه فنعلمه؟! *** ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتنِ أقول : الظاهر أخطأ العلامة الأميني (رحمه الله علیه) في فهم نص اليعقوبي وتابعوه، والشعر لأبي سفيان لا محالة ، والنص (علي معه قصي)، أي قبيلة قصي وليس هو اسم الشاعر . وقال قصي يوم ذاك كما في الغدير 94/7 عن تاريخ اليعقوبي 2 / 105 - : [ من الطويل ] بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكُمُ *** ولا سيما تيم بن مرة أو عدي عَدِيْ فما الأمر إلا فيكم وإليكم *** وليس لها إلا أبو حسن علي أبا حسن فاشدد بها كف حازمٍ *** فإنّك بالأمر الذي يرتجى مَلِي وإن امرءاً يرمي قصي وراءه *** عزيز الحمى، والناسُ من غالب قُصَيْ

تَوَلَّتْ بَنُو تَيم عَلَى هَاشِمٍ ظُلمَا *** وَذَادُوا عَليّاً عَن إِمَارَتِه قِدْمَا(1)

ص: 452


1- جاء هذا البيت وحده في الصراط المستقيم 106/2 ، وفي المسلك للمحقق (رحمه الله علیه): 236 .. وغيرهما . وجاء البيتان فيما نقله السيد الأمين (رحمه الله علیه) في الأعيان 137/8 ، والدر النظيم : 400 ، بيت الأحزان : 67 .. وغيرها .

ولم يَحفَظُوا قُربَى نَبِيٌّ قَرِيبَةً *** وَلَم يَقبِسُوا مِمَّن يُوَلُّونَهم علمًا(1)

ص: 453


1- لقد جاء عجز البيت في أعيان الشيعة 137/8 نقلاً عن كتاب المقنع في الإمامة لعبيد الله بن عبد الله أسد آبادي : 124 هكذا ولم ينفسوا فيمن تولاهم علما. أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 69/1 - 73 [ 143/1 - 150 ] ، وعنه في : بحار الأنوار 38 /20 (باب (56) ذیل حدیث 36 ، قال : ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الإسلام المتضمن كونه (علیه السّلام) وصيَّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب : [ من الطويل ] ومنا علي ذاك صاحب خيبر *** وصاحب بدر يوم شالت كتائبه وصي النبي المصطفى وابن عمه *** فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه ؟ ! ثم ذكر بيتين لعبد الرحمن بن جعيل - وقد سلفا - ولأبي الهيثم بن التيهان - وكان بدرياً - أربعة أبيات، وقصيدة عمر بن حارثة الأنصاري ، وسعيد بن قيس الهمداني ( ثلاث أبيات ) ، وزياد بن لبيد الأنصاري (أربع ) ، وحجر بن عدي الكندي (أربعة ) ، وأبيات خزيمة بن ثابت الأنصاري ذي الشهادتين ( ستة أبيات ثمّ خمسة أخرى)، وابن بديل بن ورقاء الخزاعي ( بيتان ) ، وعمر بن أُحيحة ( ستة أبيات ) ، وزجر بن قيس الجعفي ( ثلاث ) .. وغيرهم كثير جداً . ثمّ قال : والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً ، ولكنا ذكرنا منها ههنا بعض ما قيل في هاتين الحربين ( الجمل وصفين ) فأما ما عداهما فإنّه يجل عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعدّ ، ولولا خوف الملالة والإضجار لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة .. وقد ذكر ابن أبي الحديد في شرحه جملة أُخرى منها في جملة أُخرى منها في 231/13 - 232. قال الشيخ المفيد - طاب ثراه في كتابه الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 267 - 271 : . . وأما الأشعار التي تؤثر عن الصحابة في الشهادة له (علیه السّلام) بتقدم الإيمان، وأنته أسبق الناس إليه ، فقد وردت عن جماعة منهم، وظهرت عنهم على وجه يوجب العلم ، ويزيل الارتياب، ولم يختلف فيها من أهل العلم والنقل والآثار اثنان .. ثم ذكر أبيات خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين (رحمه الله علیه)، وحسان بن ثابت ، وكعب ابن زهير، وربيعة بن الحارث ، والفضل بن أبي لهب، ومالك بن عبادة الغافقي ، وعبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب ، والنجاشي بن الحرث بن كعب، وجرير بن عبد الله البجلي ، وعبد الله بن حكيم التميمي ، وعبد الرحمن بن حنبل، وأبي الأسود الدؤلي ، وزفر بن زيد بن حذيفة الأسدي، وقيس بن سعد بن عبادة ، وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص .. وغيرها ، فراجع . هذا؛ وقد قال زفر بن يزيد ( زيد ) بن حذيفة الأسدي كما في نهج الإيمان : 212 ، وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 232/13 ، وكذا ورد البيت الأوّل في الفصول المختارة : 271 ، وعنه في بحار الأنوار 277/38 (باب 65) ذيل حديث 49، والغدير 330/3 ، وكذا في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13 / 160 .. وغيرها . والأبيات الواردة في هذا المقام هي : [ من البسيط ] فحوطوا عليّاً وانصروه فإنّه *** وصي وفي الإسلام أوّل أوّل وإن تخذلوه والحوادث جمة *** فليس لكم في الأرض من مُتَحَوَّلِ وقد جاء في الفصول المختارة ( واحفظوه ) بدلاً من ( وانصروه ) ، وكذا رواه البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 237/1 ، وأيضاً جاء في كتاب التعجب: 36 عن زفر بن زيد الأسدي ، وكذا في المقنع في الإمامة للسدآبادي : 127، وجاء بعده بيت آخر ، كما وقد ورد البيتان في الغدير 232/3 - 233 ، والعثمانية للجاحظ : 294، والدر النظيم : 400 . . وغيرها .

ص: 454

روي : أنّ زينب(1) بنت أثاثة(2) بن المطلب سمعت الأصوات، فقالت : ما هذا؟ قيل : أبوبكر يُبايع، فصاحت، ثم خرجت تبكي وترثي النبي بمقالة فاطمة (عليها السلام)(3):

[ من البسيط ]

ص: 455


1- الظاهر أنّ الصحيح : هند بنت أثاثة؛ إذ لم نعثر على ابنة لأثاثة بهذا العنوان ، وقد نسبت هذه الأبيات إلى هند في الطبقات الكبرى 332/2.
2- الاسم في نسخة (ألف) مشوش ، قد يقرأ : أماثة ، وفي نسخة ( ب ) : أنابة - بدون تنقيط -. وقال الإربلي (رحمه الله علیه) في كشف الغمة 113/2 ... متمثّلة بقول هند ابنة أثانة .. ونسبه في شرح الإحقاق 161/19 - 162 للزهراء البتول (عليها السلام)، وكذا يظهر منه في 517/25 عن عدة مصادر.
3- أورد العلّامة المجلسي (رحمه الله علیه) هذه الأبيات في بحاره ، وفصلها وشرحها في الكتاب الرائع في شرح خطبة الزهراء (عليها السلام) ( الفريدة في لوعة الشهيدة : 262 - 269 ) ، ولذا نحيل إلى هناك شرحاً ومصادراً.

إِنَّا فَقَدنَاكَ فَقْدَ الأَرض وَابِلَها *** فَاحْتَلَّ أهلك(1) فَاشْهَدهُم وَلَا تَغِب(2)

قَدْ كَانَ بَعدَكَ أَنبَاءٌ وهَيَّمَةٌ(3) *** لَو كُنتَ شَاهِدَها(4) لم تكثرِ الخُطَبُ(5)

تَجَهَمتَنا رِجَالٌ وَاستَخِفَّ بنا *** لمَّا قَضَيتَ وَحَالَتْ دُونَكَ الكُتُبُ(6)

ص: 456


1- في الكافي : واختل قومك ..
2- في المناقب : فقد نكبوا .. بدلاً من ولا تغب ويراد منه هنا أنهم أصابتهم مصيبة ، وفي نسخة ( ب ) : ولا تعب .. ولا عبرة بالتنقيط في النسختين . أقول : في هذا البيت إقواء، وهو مكسور دون باقي الأبيات فإنّها مضمومة ، ويزول الإقواء بما في المناقب.
3- في نسختي الأصل : هيمنة ، ولعلّها : هنبئة .. والأظهر ما أثبتناه ، بمعنى الأصوات الخفيّة ، وفي كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل : هينهة . وقد جاء في أكثر المصادر : هنبئة ، وهي بمعنى الأمر الشديد والاختلاط في القول ، كما في النهاية 278/5.. وغيرها .
4- في المناقب: حاضرها بدلاً من شاهدها . وروايات هذا البيت مختلفة تقديماً وتأخيراً، وضبطاً ورواية.
5- اقتصر الزمخشري في الفائق 116/4 على هذا البيت خاصة.
6- في نسخة ( ب ) : الكتب . أقول : الكُتب : جمع الكثيب ، الكثيب ، وهو التلّ المستطيل المحدودب من الرمل ، كما قاله الزبيدي في تاج العروس 4 / 108 - 109. وقد جاء العجز في المناقب هكذا : جهراً ، وقد أدركونا بالذي طلبوا. كما وقد جاءت هذه الأبيات في دلائل الإمامة للطبري: 118 - بعد قوله : .. ثم التفتت إلى قبر أبيها (عليها السلام) متمثلة بأبيات صفية بنت عبد المطلب (رحمه الله علیه)! - : [ من البسيط ] قد كان بَعْدَك أنباء وهنبثة *** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فَقْدَ الأرضِ وابلها *** واجْتُنَّ أهلك مذ غيبت واعْتُصِبوا أبدت رجال لنا فحوى صدورِهِمُ *** لما نأيتَ وحالت دونك الكُتُبُ تهضمتنا رجال واستَخَفَّ بنا *** دهر فقد أدركوا فينا الذي طلبوا قد كنت للخلق نوراً يستضاء به *** عليك تنزل من ذي العِزَّةِ الكُتُبُ وكان جبريلُ بالآيات يؤنسنا *** فغاب عنا فكلُّ الخير محتجِبُ وقد حكاها ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 43/6 و 212/16 باختلاف في بعض ألفاظ ، و قبله رواه السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الشافي في الإمامة 75/4 - 76 ، وزاد على البيتين الأولين ثالثاً - ناسباً إيّاه إلى رواية جرمي بن أبي العلاء - وهو : [ من البسيط ] فليت قبلك كان الموتُ صادفنا *** لمّا قضيت وحالت دونك الكُتُبُ تَجَهَّمَتْنا رجال واستُخِفَّ بنا *** إذ غبتَ عنا فنحن اليوم نُغْتَصَبُ وذكر الطبرسي (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 123/1 - 124 [طبعة النعمان - النجف الأشرف ] ستة أبيات، ثلاثة منها هنا، وباختلاف وتقديم وتأخير هناك ، وزاد عليها : [ من البسيط ] قد كان جبريلُ بالآيات يؤنسنا *** فغاب عنا فكلُّ الخير محتجب وكنتَ بدراً ونوراً يُستضاء به *** عليك تنزل من ذي العزّة الكُتُبُ فسوف نبكيك ما عشنا وما بَقِيَتْ *** منا العيونُ بتَهمال لها سَكَبُ وجاء - أيضاً - في الاحتجاج 145/1 [ طبعة النعمان - النجف الأشرف ] - أيضاً - باختلاف ، وزاد على الأبيات الثلاثة هنا مع ما فيها من اختلاف و تقدیم و تأخير قوله : [ من البسيط ] وكلُّ أهل له قربى ومنزلة *** عند الإله على الأَدْنَيْنَ مقترِبُ أبدت رجالٌ لنا نجوى صدورِهِمُ *** لمّا مضيت وحالت دونك الترب تجهمتنا رجالُ واستخف بنا *** لمّا فُقِدْتَ وكلُّ الأَرضِ مغتصب وكنتَ بدراً ونوراً يُستضاءُ به *** عليك تنزل من ذي العزّة الكتب وكان جبريلُ بالآياتِ يؤنسنا *** فَقَدْ فُقِدْتَ وكلُّ الخير محتجبُ فليت قبلك كان الموتُ صادفنا *** لما مضيت وحالت دونك الكُتُبُ وراجع : الطرائف للسيد بن طاوس (رحمه الله علیه): 265. ولاحظ : الغدير 192/7 ، وما جاء به محقق كتاب : الفريدة في لوعة الشهيدة جزاه الله خير جزاء الصالحين وحشره مع أولياءه المعصومين (علیهم السّلام). وجاءت الأبيات - أيضاً - في بلاغات النساء : 12، وأعلام النساء 1208/3، وكشف الغمة 49/2 ، وشرح النهج 132/193/4 و 17/2].. وغيرها. هذا؛ وقد جاءت هذه الأبيات في المناقب 237/2 ستّة ، الثاني هنا أولاً، ثمّ الأوّل ثانياً ، والثالث هنا خامساً ، وعليه فالثالث والرابع والسادس هو : [ من البسيط ] أبدت رجال لنا فحوى صدورِهِمُ *** لمَّا فُقِدت وكلَّ الإرث قد غصبوا وكلّ قوم لهم قربى ومنزلةٌ *** عند الإله وللأدنين مقترب سيعلم المتولّي ظلم خاصتنا *** يوم القيامة عنا كيف ينقلب وفي بحار الأنوار 196/43 (باب 7) حدیث 27 ذكر ثمانية أبيات أُخرى نقلاً عن المناقب، وفيه 18/53 ذكر خمسة أبيات غيرها ، فراجع، وجاء البيتان الأوّلان الغدير 79/7 بتقديم وتأخير .. وحكاهما عن غير واحد ونسبهما إلى أُمّ مسطح بن أثاثة ! وجاءا منسوبين إليها سلام الله عليها مع بيت ثالث وهو فيه 192/7: [ من البسيط ] فليت بعدك كان الموت صادفنا *** لما قضيت وحالت دونك الكُتُبُ كما وقد جاءت الأبيات في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 132/1 ، و 17/2، وطبقات ابن سعد : 853 [ الطبعة المحققة 332/2] نسبها إلى هند بنت أثاثة ، ونسب إليها - سلام الله عليها - في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 93/4[ وفي طبعة 132/1، 17/2]، وبلاغات النساء لابن طيفور : 14 ، وأعلام النساء /1208 .. وغيرها . ولها - سلام الله عليها - ثمانية أبيات رثاء جاءت في المناقب 410/2. وفي الروضة من الكافي الشريف 376/8 جاء البيتان الأولان بتقديم وتأخير، وجاء - أيضاً - في بحار الأنوار 108/29 - 109 ، عن مجمع البيان 411/3، وصفحة : 130 - 131 ، وصفحة : 134 - 135 ، عن الاحتجاج) حدیث 27 ، وجاء في صفحة : 233 تسعة أبيات ، فراجعها ، ولاحظ صفحة : 239. أقول : اختلفت الأقوال في هذه الأبيات ضبطاً وعدداً وقائلاً.. وقد سلف الحديث عنها مجملاً . فقد قيل : إنّ صاحبة الأبيات رقيقة بنت صيفي - وفي البحار : رقية ، وهو تصحيف - وهي بنت صيفي بن هاشم بن عبد مناف، كما جاءت ترجمتها في أسد الغابة 454/5 ، والإصابة 296/4 .. وغيرهما وقيل : صاحبة الأبيات هند بنت أثاثة ، كما قاله أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه السقيفة : 145 ، وحكاه الإربلي (رحمه الله علیه) في كتابه كشف الغمة 489/1 [ وفي الطبعة المترجمة 113/2].. وغير ذلك.

ص: 457

ص: 458

ص: 459

فقال أهل اليمامة لخالد بن وليد : والله لا أطعنا أبا فصيل(1) أبداً !

وقال خالد : والله لا رفعنا عنكم السيف أبداً حتى تسمّوه : أبا الفضل(2) الأكبر!(3).

ص: 460


1- في نسخة (ألف): فضيل - بالمعجمة - وهي من التكنيات المشهورة لأبي بكر ، لاحظ : كتاب الأسرار فيما كنّى وعرف به الأشرار 170/1 – 172 ، والعبارة - كما ترى! كأنتها مقحمة أو بتراء.
2- كذا؛ والصحيح : أبا الفحل ، كما جاء في تاريخ الطبري 255/3 .
3- راجع تاريخ الطبري (253/3 [ وفي طبعة الأعلمي 485/2]، الفتوح لابن أعثم 14/1 ، البداية والنهاية 317/6 .. وغيرها . أقول: لعلّ ما هنا قد أُخذ من كتاب الكراجكي (رحمه الله علیه)- التعجب من أغلاط العامة : 71 - 72 - حيث قال : ومن عجيب أمرهم اعتمادهم على هذا الاعتذار مع علمهم باختلاف الناس بأبي بكر لما تقدّم ، وكراهيتهم له مع علمهم ومعرفتهم بما كان من أهل اليمامة ، وقولهم : إنّهم ارتدوا عن الإسلام حتى أنفذ إليهم أبو بكر خالداً في جيش لقتالهم ، وقول أهل اليمامة لخالد بن الوليد : والله! لا أطعنا أبا فصيل أبداً .. وقول خالد لهم : والله إلا رفعنا السيف عنكم حتّى تسموه ب_: الفحل الأكبر. ثمّ قال : فكان من أمرهم معه ما قد اشتهر من الحرب المبيرة، والفتنة العظيمة ، وسفك الدماء، وسبي الحريم، وهلاك من يحصى .. ثمّ اختلاف من سواهم عليه ممن يبسط في ذكره الخطاب ، ويطول بوصفه الكتاب .. فما يرى الخلف والارتداد [ حصلا] إلا بتقديم أبي بكر على الناس ..

وروي من غير وجه : أنّ عمر قام - إلى بيعة أبي بكر - بعد ثلاث من مبايعته فقال : يا خليفة رسول الله أرسل إلى هذا الرجل فليبايع فقد بايع الناس [ فإنا لسنا في شيء حتى يبايع، ولو قد بايع أمناه].

فقال أبو بكر : ابعث إليه . فقال عمر لقنفذ بن عمير العدوي : امض إلى عليّ [(علیه السّلام)] فقل له : خليفة رسول الله يقول لك : احضر فبايع ..!!

فمضى قنفذ فطرق الباب عليه - وعنده العبّاس وبنوه، والزبير، وسلمان، والمقداد .. وغيرهم - فقال : من هذا؟» فقال : قنفذ .

فقال: «ما تريد؟» قال : خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) يقول لك : اخرج فبايع !

فقال: «سبحان الله ! ما أسرع ما كذبتم على رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] ، ما أعرف لرسول الله خليفة غيري».

فعاد قنفذ فأخبرهم ، فكبا أبو بكر كبوة، ثم جلس، فقام عمر إليه ثانية، فقال مثل الأوّل ، فأتاه قنفذ فقال : أجب أمير المؤمنين ! فقال علي (علیه السّلام): « يا سبحان الله ! لقد تسمّى بغير اسمه وادعى ما ليس له ، ما أعرف أمير المؤمنين غيري»(1).

ص: 461


1- باختلاف وزيادة جاء في كتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله علیه): 146 و 390 [ وفي الطبعة المحققة 583/1 - 585 حديث 4، و 862/2 - 865 حديث 48]، وقريب منه في الاختصاص : 9 - 11 ، والاحتجاج : 52 [ وفي الطبعة الحيدرية - النجف الأشرف 107/1].

فرجع إليهم فأخبرهم ، فكبا أبو بكر كبوة أشدّ من الأول(1)، ثمّ قال له : اجلس ، فقام إليه عمر فقال : ألا ترسل إلى هذا الرجل فليبايع .. فأنفذ قنفذاً يدعوه(2)، فصاحت فاطمة (عليها السلام): يا أبتاه! ما لقينا من أبي بكر وعمر .. !»(3).

فرجع قنفذ فأخبرهم.. فقام عمر وخالد وأسيد بن الحضير(4)، وقنفذ وحماد وسلمة بن أسلم - من بني الأشهل - وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك وعبد الله بن زمعة .. ومضوا إليه(5).

وفي رواية الكلبي ؛ عن ابن عباس ، وفي حديث الزهري، وفي روايه عبد الله بن العلا، وفي كتاب المعرفة عن أبي إسحاق إبراهيم الثقفي، عن زائدة بن قدامة(6): أنته خرج عمر في نحو ستين رجلاً، فاستأذن في الدخول عليهم

ص: 462


1- كذا؛ والظاهر : الأولى.
2- لا يوجد : يدعوه ، في نسخة (ألف).
3- لاحظ : تفسير أبي حمزة الثمالي (رحمه الله علیه): 175.
4- في نسختي الأصل : الحصين ، وهو تصحيف قطعاً ، كما مر بيانه قريباً.
5- قال الطبري (رحمه الله علیه) في المستر شد : 378 - 379 برقم 126 - بعد أن عدّ من جماعة عمر : سلمة بن أسلم بن جريش الأشهلي ، نقلاً عن الواقدي قال : فصاح عمر : اخرجوا ! أو لنحرقتها عليكم .. فأبوا أن يخرجوا، فصاحت فاطمة وناشدتهم الله .. فأمر عمر بهم سلمة بن أسلم فدخل عليهما ، وأخذ سيف أحدهما فضرب به الجدار حتى كسره ، ثمّ أخرجهما يسوقهما حتى بايعا ...
6- وهو : الثقفي الكوفي ، المتوفى - على قول - سنة 163 ه- ، وقيل سنة : 160 ه_، وقيل سنة : 168 ه_ ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات 339/6، وهو من رجال الصحاح. وقد سلفت للقصة مصادر كثيرة، ونزيد عليها: تاريخ الطبري 203/3 [198/3]، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 132/1 [56/2]، و5/2 [48/6]، وأمالي الشيخ المفيد (رحمه الله علیه): 38 [ وفي طبعة بيروت : 49].. وغيرها . ولاحظ : المجلد الثامن والعشرين من بحار الأنوار ، وقسم المطاعن منه. وانظر ما ذكره الحلبي (رحمه الله علیه) في تقريب المعارف : 327 ، وابن طاوس (رحمه الله علیه) في الطرائف : 238 .. وغيرهما في غيرهما. وعلى كلّ ؛ لم أجد هذا النصّ فيما عندي من المصادر ، نعم فيه اختلاف لم أشأ أن أغير ما هنا عليه ، فراجع .

فلم يؤذن له، فشغب وأجلب، فخرج إليه الزبير مضلتا سيفه، ففر الثاني من بين يديه - حسب عادته - وتبعه الزبير ، فعثر بصخرة في طريقه فسقط لوجهه ، فنادى عمر دونكم الكلب...! دونكم الكلب .. ! فأحاطوا به.. وأخذ سلمة بن أسلم(1) سیفه فضربه على صخرة فكسره ، فسيق إليه الزبير سوقاً عنيفاً إلى أبي بكر حتى بايع كُرهاً(2).

ص: 463


1- كذا في شرح النهج لابن أبي الحديد 5/2[47/6]؛ وفيه : سلمة بن سلامة، ولاحظ : الإمامة والسياسة 132/1.
2- كما في الإمامة والسياسة 13/1 [الطبعة الأُولى 11/1]، وتاريخ الطبري 198/3 - 199 ، وأعلام النساء 6/3 و 21 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 58/1 و 132 ، و 5/2 و 19، وعن الرياض النضرة 167/1 ، كما في الغدير 77/7، وبناء المقالة الفاطمية : 402 .. وغيرها . وراجع : العثمانية للجاحظ : 172 ، و 226 ، وحديقة الشيعة : 265 - 266 ، وإحقاق الحق 367/2 .. وغيرها .

وعاد عمر إلى الباب واستأذن ، فقالت فاطمة (صلوات الله عليها): «عليك بالله(1) - إن كنت تؤمن بالله - أن تدخل عليَّ بيتي ، فإنّي حاسرة ..!»، فلم يلتفت إلى مقالها وهجم..!

فصاحت: « يا أبة ! ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر ..»(2) وتبعه أعوانه .

فطالب أمير المؤمنين (علیه السّلام) بالخروج فلم يمتنع عليه؛ لما تقدّم من وصية رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وضن(3) بالمسلمين عن الفتنة - وكان غرضه المحاماة على الدين وحياطته ، الذي جهدوا في فلّه ، وتفريق كلمة أهله - وخرج معهم(4).

ص: 464


1- قد خطّ على : عليك في نسخة (ألف) ، وعليها هامش : فاطمة صلوات الله عليها أعوذ .. تصحيحاً ، وما أثبتناه موافق لسياق الكلام، وقد يكون : « بالله عليك .. » .
2- وراجع : العقد الفريد 257/2 ، وتاريخ أبي الفداء 165/1، وشرح النهج لابن أبي الحديد 19/2 ، وعن تاريخ ابن شحنة - في حوادث سنة 11 هجرية - في الغدير 104/3 .. وغيرها .
3- في نسختي الأصل : ظنّ ، وهو سهو .
4- راجع : کتاب سليم بن قيس الهلالي (رحمه الله علیه) 584/2 - 585 ، وكذا صفحة : 863 - 864، وكذا راجع الموسوعة الرائعة بحار الأنوار 310/28 - 321، وكذا في كتاب الفتن والمحن والمطاعن منه ( مجلد 29 و 30 و 31) حيث أدرج محققها - وفقه الله لمراضيه - هناك عدة مصادر ، ولم نجد لفظ ما ههنا هناك ، فراجع ، وبألفاظ مقاربة جاء في الرسائل الاعتقادية للخواجويي المازندرانيه (رحمه الله علیه): 447.

الناشي(1):

[ من الكامل ]

يَا ذَا الَّذِي(2) قَبِلَ الوَصِيَّةَ مَا أَتَى *** غَيرَ الَّذِي يُرضِي الإِلَهَ وَمَا اعْتَدَىٰ

أَصلَحتَ حَالَ الدِّينِ بِالأَمرِ الَّذِي *** أَصْحَى لِحَالِكَ فِي الرِيَاسَةِ مُفسِدا

وَعَلِمتَ أنتَكَ إِنْ أَرَدتَ قِتَالَهم *** وَلُّوا عَنِ الإِسْلَامِ خَوفَكَ شُرَّدَا

فَجَمَعتَ شَمَلَهُم بِتَركِ خَلَافِهم(3) *** وَإِنْ اعْتَدَيتَ مِن الخلافة مُبعَدا

لِتُمَّ(4) دِيناً قد أُمِرتَ بِحِفظِهِ *** وَجَمَعتَ شَمَلاً كَادَ أَن يَتَبَدَّدَا

ص: 465


1- هذا ؛ وقد أورد المصنّف (رحمه الله علیه) هذه الأبيات في مناقب آل أبي طالب 234/1 [ وفي طبعة قم 273/1]. ومثله حكاه السيد محسن الأمين (رحمه الله علیه) في كتابه : أعيان الشيعة 284/8 - 285 - في ترجمة الناشئ الأصغر عليّ بن عبد الله .
2- في المناقب والأعيان : إنّ الذي..
3- كذا في نسخة ( ألف ) والمناقب ؛ وفي نسخة ( ب ) : خلاقهم .
4- كذا في المناقب والأعيان؛ وفي نسختي الأصل : ليتمّ .

ابن حماد(1):

[ من المتقارب ]

أَلَيسَ النِّقَاتُ رَوَوا فِي الحَدِيثِ *** وَمَا رَاسَلُوهِ وَلَا خَاطَبُوهُ؟!

أَلَيسَ تَوَارى وَأَصحَابه *** فَجَاؤُوا إِلى البَيتِ وَاستَخرَجُوهُ؟!

أَمَاتَ أبِي أمسَ وَاليَومَ قَد *** ذَهَبْتُمْ بِبَعَلي لِكَي تَقْتُلُوهُ؟!

لَم يَكسر القومُ سَيفَ الزُّبَير؟ *** أمَا قَالَ قَائِلُهم : اكْتِفُوهُ(2)؟!

أمَا ذَهَبُوا بِعَليُّ الرِضَا *** عَلى الكُرْهِ مِنه وَقَد لبَّبُوهُ ؟ !

أمَا رَفَعُوا السَّيْفَ مِن فَوقِهِ *** وَبِالقَتلِ إنْ لَم يُجِبِ هَدَّدُوهُ ؟!

أمَا جَذَبُوا يَدَهُ قَائِلي_ *** _نَ : بَايَعَنا طَائِعاً فَاتَرُكُوهُ؟!

وَوَاللَّهِ مَا مِثلُهُ مَنْ أَطَا *** عَ أَمْثَالَهُمْ قَطُّ بَل أَكْرَهُوهُ

ص: 466


1- لم ترد هذه الأبيات في مجموعة شعرية نعرفها ، وسيأتي على وزانها قريباً : عدة أبيات ، كما وقد ذكر المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب عدة أبيات ولعلّ منها قوله (رحمه الله علیه) - كما في المناقب 2 /176 - 177 [ وفي طبعة النجف 5/2 - 6] - : [ من المتقارب ] إذا حُشِر الناسُ يومَ المعادِ *** ولاقوا قبيح الذي قدموه فحسبي الإله وحسبي النبي *** وحسبي الوصي وحسبي بنوه
2- كذا ؛ ولو قال : كتفوه .. كان أولى ، وقد جاء على نسخة (ألف) : خ . ل : أحرقوه ، وهي نسخة أجود .

وخرجت الطاهرة (صلوات الله عليها) في إثره، وهي تقول لزفر: «يابن السوداء !(1) لأسرع ما أدخلت الذلّ على بيت رسول الله ! » .

قال: ولم يبق من بنى هاشم امرأة إلا خرجت معها .. فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك ، فقام قائماً وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله .. ؟ !

فقالت: «أخرجتني أنت وهذا ابن السوداء معك».

فقال الأوّل : يا بنت رسول الله ! لا تقولي هذا، فإنّه كان لأبيك حبيباً ..!

قالت: «لو كان حبيباً ما أدخل الذلّ ببيته »(2).

ديك الجن ( في القصيدة العاملة )(3) :

[ من الرجز ]

إنَّ عَتِيقاً وَأَبَا حَفْصٍ مَعَا *** لِأَيِّ أَمرٍ صَنَعَا مَا صَنَعَا؟

أكثرُ قُولِي: لَم يُصِبْ فِعَلَهُما *** وَلَا أَرَى واللهِ عُذراً لَهُمَا

وفي معرفة الرجال(4) عن الكشي ..

ص: 467


1- انظر موارد إطلاقات هذه التكنية على هذا الرجل في كتاب الأسرار فيما كنّي وعرّف به الأشرار 96/1 - 97 نقلاً عن دلائل الإمامة للطبري .. وغيره.
2- وجاء بألفاظ مقاربة - هذا والذي قبله - في رسالة طريق الرشاد - المطبوعة ضمن الرسائل الاعتقادية للخواجوئي - 1 /447 - 448 .
3- لم ترد هذه الأرجوزة في ديوان شاعرنا عبد السلام بن رغبان بن حبیب (رحمه الله علیه) (المتوفى سنة 236 ه_ ) ، ولا في ما عندنا من شعر شاعرنا المنثور هنا وهناك.
4- معرفة الرجال للكشي (رحمه الله علیه)، ولا نعرف له نسخة فعلاً ، بل الموجود منه هو : اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي (رحمه الله علیه)، ولعلّ المراد هو ، لولا عطف : اختيار .

.. واختيار الرجال(1) عن الطوسي، قال أبو حمزة: سمعت(2) أبا جعفر الان يقول: «لما مروا بأمير المؤمنين - [و] في(3) رقبته حبل - آل(4) زريق ..! ضرب أبو ذر يده(5) على الأخرى، ثمّ قال : ليت السيوف قد عادت بأيدينا ثانية .

وقال المقداد : لو شاء دعا ربه(6).

وقال سلمان : مولاي(7) أعلم بما [هو ] فيه».

ومن شعر أروى بنت الحارث بن عبد المطلب :

[ من الطويل ]

وَقِيدَ عَليٌّ نَحْوَهم وَهُوَ كَارِهُ *** كَمِثْلِ بَعِيرٍ فِي الأَبَاعِرِ أَجْرَبٍ(8)

ص: 468


1- اختيار معرفة الرجال : 7 - 8 برقم 16 [ طبعة جامعة مشهد ، وكذا في رجال الكشي المحشى 37/1] باختلاف يسير ، وجاء عنه في بحار الأنوار 352/22 (باب 9) حدیث ،79 ، وكذا في 237/28 (الباب الرابع) حدیث 23 . أقول : كأن رجال الكشي الأصل كان عند المصنف (رحمه الله علیه)ولذا نقل عنه ، وإلا فهو اليوم مفقود ولا نملك من رجاله الله (رحمه الله علیه) اختياره.
2- في نسختي الأصل : سألت ، ولا معنى له .
3- في المصدر : وفي.
4- تقرأ في نسختي الأصل: إلى.
5- في المصدر والبحار : بيده .
6- في المصدر : لو شاء لدعا عليه ربّه عزّ وجلّ.
7- كذا في بحار الأنوار ؛ وفي المصدر : مولانا.
8- كذا ؛ ولعلّها : أحرب، وأحربه : أي دله على ما يحربه .. وأحرب الحرب: أي هيجها وأثارها ، كما في تاج العروس 414/1.

فَظَلُّوا عَلَيهِ مَا سِحِينَ أَكُفَهُمْ *** وَلَم يَظْفَرُوا مِنه الغَدَاةَ بِمَطْلَبِ(1)

وفي رواية الكلبي والزهري(2): أنته خُرجَ بعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) وهو يقول: «أنا عبد الله وأخو رسوله ، أنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها غيري إلّا مفتر كذاب..» حتى انتهوا به إلى الأوّل ، فقيل له : بايع ! فقال: «أنا أحق بها منكم وبهذا الأمر، ولا أبا يعكم أبداً، وأنتم أولى بالبيعة(3) لى وأحق، وقد بايعتموني في حياة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بيعة جاء بها جبرئيل من عند الله عزّ وجلّ، وإنّكم إنّما أخذتم هذا الأمر واحتججتم عليهم بقرابتكم من رسول الله ؛ فمن أقرب إلى رسول الله .. أنا أو أنتم ؟ !».

ص: 469


1- راجع : العقد النضيد : 163 .
2- وقريب منه في الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه) : 45[ وفي طبعة النجف الأشرف 109/1 - 110.. ومواضع أُخر ]. وراجع ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 3/2 - 5 ، وكذا ابن قتيبة الدينوري في كتابه : الإمامة والسياسة 15/1 ، وعنهما في بحار الأنوار 185/28) ( الباب الرابع ( ذيل حديث 1 عن الاحتجاج للطبرسي ، وكذا في صفحة : 348 حديث 60 عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، وصفحة : 355 حديث 69 عن ابن قتيبة .. وغيرها .
3- في نسخة ( ب ) : بيعة .

ديك الجن(1):

[ من الرجز ]

قَالَ لَهُمْ لَمَّا غَلَوا وَجَاشُوا *** وَهَاجَتِ الأَرذَالُ وَالأَوبَاشُ :

هَل لَكُمُ مَكْرُمَتِي وَعِلمي *** أمْ لَكُمُ إرتي من ابنِ عَمِّي ؟!

مَا تَيَّمٌ(2) مِن هَاشِمٍ وَلَا عَدِيٌّ *** وَلَا بَنُو هَذَينِ مِن مُحَمَّدِ

فَإِنْ زَعَمْتُم أَنكُمْ أَصحَابُهُ *** فَالنَّصلُ لا يُشبِهُهُ قِرابَهُ

قل لأبِي القَاسِمِ : يَا بَا القَاسِم! *** تَفَرَّعَتْ(3) كَفَّكَ كَفُّ الهَاشِم

يَا أَحمدُ الخَيرُ نَبي الرحمة! *** بَعدَكَ خَانَتْ(4) بِأَخِيكَ الأُمَّهُ

صَارَ عَتِيقٌ دُونَه ابنَ عَمَّكَا *** وَحَازَ مَا كَانَ لَه بِحُكْمِكَا(5)

وفي حديث الثمالي، عن زين العابدين (علیه السّلام)، وحديث الكلبي والزهري - أيضاً(6) - أنته قال له : « [أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبا يعكم وأنتم أولى

ص: 470


1- هذه الأبيات من القصيدة العاملية ، كما سمّاها المصنّف .
2- هذا التشديد من ضرائر الشعر ، وهو جائز ، وقد جاء كثيراً في شعر العرب.
3- الكلمة في نسختي الأصل غير معجمة .
4- تقرأ في نسختي الأصل : خلت .
5- كذا ؛ وهو نفس الوزن ، ولا يجب اتحاد القافية في الرجز المزدوج ، فلاحظ .
6- وجاء - أيضاً - في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/2 - 5 [11/6 ] نقلاً عن كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري مفصلاً ، ونحن منه أخذنا وعليه صححنا المتن، وذكرنا بعض الاختلافات، وقريب منه في الاحتجاج : 45 . [ طبعة النجف الأشرف 95/1 - 96 ] ، مع اختلاف كثير . وراجع ما أورده ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 12/1 - 14، وحكاه عنه العلامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 371/5 - 373 ، فإنّه جدير بالمقارنة والملاحظة.

بالبيعة لي ](1) أخذتم هذا الأمر من الأنصار بالحجة عليهم بالقرابة ، زعمتم أن محمداً منكم(2)، وأعطوكم المقادة، وسلّموا إليكم الإمارة، وأنا أحتج عليكم بالذي احتججتم(3) به على الأنصار، نحن أولى بمحمّد (عليه وآله السلام) منكم حياً وميتاً ؛ لأنا أهل بيته وأقرب الخلق إليه، فإن كنتم تخافون الله(4) فأنصفونا(5)، واعرفوا لنا في هذا الأمر ما عرفته لكم الأنصار، [وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون ](6)، وقد بايعكم(7) رسول الله

ص: 471


1- ما بين المعكوفين مزيد من شرح النهج ليتم المعنى المقصود منه .
2- في شرح النهج : أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم).
3- في شرح النهج : بمثل ما احتججتم .
4- من قوله : نحن أول .. إلى هنا لا يوجد في شرح النهج.
5- في نسختي الأصل فانصرفوا ، ولا معنى واضحاً لها ، وما هنا من المصدر السالف ، وجاء بعده : إن كنتم تخافون الله من أنفسكم.
6- الزيادة من شرح النهج ، ولم يرد ما جاء بعدها إلى قوله : فقال عمر ..
7- أقول : لا إشكال في قوله (با يعكم ) ؛ لأنّ المبايعة من باب المفاعلة ، والمادة تعطي وقوع البيعة من الطرفين بالنسبة إلى الآخر ، ونظير هذا التعبير قول سلمان: بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين ، والائتمام بعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) والمولاة له ، كما في أمالي الشيخ (رحمه الله علیه) : 155 .

لي(1) في حياته بالولاية والموالاة بيعةً جاء بها جبرئيل، وأمر الله عز وجل نبيه (عليه و آله السلام) بها، فقد خالفتم ما أمركم الله وما با يعتم عليه(2) رسول الله » .

فقال عمر : إنّك - أيتها الرجل لست بمتروك أو تبايع(3)!

فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام):

احلب [ يا عمر ] حلباً لك شطره، أشدد(4) له اليوم الأمر ليرده عليك غداً(5)،

ص: 472


1- لا توجد : لي ، في نسخة (ألف).
2- في نسخة (ألف) على، بدلاً من: عليه .
3- في الاحتجاج زيادة: طوعاً أو كرهاً .
4- في نسخة ( ب ) : اسدد ، وفي موضع من الصراط : اشدده .
5- في الصراط المستقيم ،225/2 و 11/3 وفيه : اشدده له اليوم يرد عليك غدا، وكذا جاء في الاحتجاج 96/1 [ طبعة النجف الأشرف ] وفيه : اليوم ليرده عيلك غدا ، وقبله رواه السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في الشافي 240/3 - 241: .. والذي جاء في غالب المصادر هو : احلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤمرك داً .. ولم يرد فيه : اشدد له یرده عليك غداً ، ولاحظ : الصراط 302/2، و 111/3. وقد أخرجه البحراني (رحمه الله علیه) في غاية المرام : 557 [ الطبعة المحققة 305/5]. و راجع : كتاب الردّة للواقدي: 46 - 47 ، وتلخيص الشافي 75/3، والإمامة والسياسة 12/1 [ وفي طبعة مصر 11/1] ، وعنه في إحقاق الحق 350/1، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5/2 ، وعنهما في الغدير 80/7، وكذا في 371/5 عن عدة مصادر.

لا والله [ لا أقبل قولك و ..] لا أبايعه(1) حتى أكره »(2).

وقد روى البلاذري(3): أن علياً (علیه السّلام) قال لعمر: «احلب حلباً لك شطره».

طاهر بن الجزري(4):

[ من الرجز ]

قَالَ: أَقِيلُونِي فَمَا أَقَاله الث_َّ *** _انِي فَأَيُّ الرَّجُلَينِ أَظْلَمُ ؟

مهَّدَها فِى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ(5) *** تَاللهِ مَا يَفْعَلُ هَذَا مُسلِمُ(6)

ابن حماد :

[ من البسيط ]

ص: 473


1- في الاحتجاج : إذا والله لا أقبل قولك ولا أحفل بمقامك ولا أُبايع ..
2- وقد جاء في المصادر مكرّراً ، منها في الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 /18 [12/1].. وغيرها .
3- أنساب الأشراف 587/1.
4- هو أبو النجيب الطاهر ( المتوفى سنة 401 ه_ ) ، ولا نعرف لهما مصدراً ، فتتبع . وترجم في المقدمة وسيأتي للبيت تتمة قريباً ، ولا نعرف لها مصدراً ، فتتبع . نعم ؛ حكاهما البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 295/2 قال : وما أحسن ما قال في ذلك الجزري.
5- في الصراط : لغيره في نفسه .
6- كذا في الصراط ؛ وفي نسخة (ألف ) : وسلم .

وَإِنَّمَا قَدَّمَ(1) الشَّيمِيَّ تَجربَةٌ *** حَتَّى يَكُونَ لَه التَوطِيدُ(2) والفَلَجُ(3)

فقال أبو عبيدة(4): إنّك حدث السن(5) - وكان ابن ثلاث وثلاثين سنة - وهؤلاء مشيخة قومك؛ فإن بقيت فأنت غداً إلى هذا الأمر خليق لدينك وفضلك وسابقتك وقرابتك ، غير أنّ الناس قد بايعوا ورضوا بهذا الشيخ ، فارض بما رضي به المسلمون(6)!!

ص: 474


1- فاعله ضمير مستتر عائد لعمر ، وهو الذي يعود له الضمير في ( يكون له ) .
2- قال ابن منظور في لسان العرب 461/3: وطد الشيء يطده وطداً ... ووطيد : أثبته وتقه ، والتوطيد مثله .. وتوطد : أي تثبت ، والواطد : الثابت . والكلمة تقرأ في نسختي الأصل : التوطب، ولا معنى لها .
3- في نسخة (ألف): الفلح .. وهو لا يتمّ قافية . قال ابن منظور في لسان العرب 346/2 : فلج كل شيء : نصفه ... والفلج : القسم ، فلجت المال بينهم : أي قسمته.
4- وباختلاف يسير وزيادة كثيرة في الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه) 96/1.
5- زاد في الاحتجاج : يابن عم! لسنا ندفع قرابتك ، ولا سابقتك ، ولا علمك ، ولا نصر تك ؛ ولكنّك .. و في الإمامة والسياسة : أنتك حديث السن ..
6- حكى العلامة الأميني (رحمه الله علیه) في الغدير 371/5 ، عن الإمامة والسياسة 12/1 [18/1] وفيه : وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكراً أقوى على هذا الأمر منك ، أشدّ احتمالاً واستطلالاً، فسلّم لأبي بكر هذا الأمر ، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء .. فأنت لهذا الأمر خليق وحقيق في فضلك ! ودينك ! وعلمك ! وفهمك ! وسابقتك ! و نسبك ! وصهرك .. ! راجع : غاية المرام 305/5 ، شرح إحقاق الحق ،351/2 ، والسقيفة وفدك : 63.. وغيرها من المصادر السالفة .

فقال عليّ (علیه السّلام): «فأيّ شيء بقي من الفضل لم تقرّ لي ؟! ولا تصلح الخلافة إلا لمن كانت هذه الخصال فيه ، وهي فيَّ لا فيكم.

يا أبا عبيدة تقول : أنت أمين(1) هذه الأمة ! فاتق الله في نفسك ؛ فإنّ هذا اليوم له ما بعده من الأيام ، فليس لكم أن تُخرجوا سلطان محمد [(صلی الله علیه و آله و سلم)] من داره - وقعر أهل بيته - إلى دوركم ، ففي بيوتنا نزل القرآن، ونحن معدن العلم والفقه والدين والسنّة والفرائض، ونحن أعلم بأمور الخلق منكم ، فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الله بُعداً ، ومنه عليكم سخطاً »(2).

ص: 475


1- في نسخة ( ب ) : ليّن ! وجاء في حاشيتها نسخة بدل : أمين .
2- قال الطبري (رحمه الله علیه) في المسترشد : 375: فقال أبو عبيدة بن الجراح : [ يا أبا الحسن ! ] أبو بكر أقوى على هذا الأمر وأشد احتمالاً ، فارض به وسلّم له ، وأنت بهذا الأمر خليق ، وبه حقيق في فضلك وقرابتك وسابقتك !! فقال لهم [ علي (علیه السّلام)] : « يا معشر قريش ! الله الله ، لا تخرجوا سلطان محمد من بيته إلى بيوتكم ، فإنّكم إن تدفعونا أهل البيت عن مقامه في الناس، وحقه تؤزروا، فوالله لنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم ، ما كان فينا القارىء لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنّة رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية، فوالله إنّ ذلك فينا فلا تزيّنوا لأنفسكم ما قد سمّيتمونا ، ولا تتبعوا الهوى ، ولا تزدادوا من الله إلا بعداً».

فقال بشير بن سعد الأنصاري : يا أبا الحسن!(1) والله لو أنّ هذا الكلام سمعه منك الناس لما اختلف عليك رجلان ، ولبا يعك الناس أجمعهم، غير أنتك جلست في منزلك ولم تشهد هذا الأمر ، فظنّ الناس أنته لا حاجة لك فيه ، والآن قد سبقت بالبيعة لهذا الشيخ .. !!(2)

فقال علي (علیه السّلام)(3): « يا بشير ! أو كان يجب عليّ أن أترك رسول الله في بيته لم أجنَّه في حفرته وأخرج وأنازع الخلافة ..؟!».

ثم قال : « لبيعتي كانت قبل بيعة أبي بكر ، شهدها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، وأمر الله بها ،

ص: 476


1- لا توجد : يا أبا الحسن في نسخة ( ب ). أقول : جاء في الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله علیه) 96/1 [ طبعة دار النعمان - النجف الأشرف ]: فقال بشير بن سعد الأنصاري - الذي وطّأ الأرض لأبي بكر - وقالت جماعة من الأنصار : يا أبا الحسن .. إلى آخره، وفيه زيادة على ما هنا واختلاف ، وجاء باختصار في الإمامة والسياسة لابن قتيبة 12/1 [ وفي طبعه : 28 - 29] والصراط المستقيم 2 / 284 ، وعنه في الغدير 372/5 ، ولاحظ من الغدير 80/7.
2- وجاء بألفاظ مقاربة في شرح النهج لابن أبي الحديد 3/2 - 5 [12/6]، ومثله في الإمامة والسياسة : 19 [12/1]، ومرّت بعض مصادره.
3- عبارة الاحتجاج 74/1 [ طبعة النعمان - النجف الأشرف ] هكذا : فقال علي (علیه السّلام): «يا هؤلاء ! كنت أدع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) مسجى لا أواريه وأخرج أنازع في سلطانه ؟ ! والله ما خفت أحداً له وينازعنا أهل البيت فيه ويستحل ما استحللتموه، ولا علمت أن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ترك يوم غدير خم لأحد حجّة ولا لقائل مقالاً ..» إلى آخره، ونقله عنه في بحار الأنوار 185/28 ( باب 4 ) ذيل حديث 1.

أو ليس قد بايعني وسبقت بيعتي وشهدها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وأشهد الله عليها(1)؟!

فما بالهما يدعيان ما ليس لهما وليسا بأهله ؟!».

وفي حديث الحارث بن الأسود الديلمي ، عن جندب بن عبد الله البجلي ..

وفي حديث الثمالي(2)، عن زين العابدين (علیه السّلام): أنته لما سألوه البيعة .

قال لهم: «إن لم أفعل ! » .

قالوا : إذا تقتل(3) لوماً وصغراً لك.

قال : « إذن أكون عبد الله وأخو رسوله .. ، وقالوا بايع!..

فالتفت علي (علیه السّلام) إلى قبر النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) فقال : ﴿ يا ابْنَ أُمَّ إِنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ﴾(4) فرجع يومئذ ولم يبايع ..

ثم انصرف إلى منزله و آلى ألا يضع رداءه عن(5) عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه، ثم خرج إليهم به في إزار يحمله،

ص: 477


1- في نسختي الأصل : عليهما !
2- كما جاء هذا الحديث في المستر شد : 376 - 378 حدیث 125، وتفسير الثمالي : 176.. وغيرهما.
3- في غالب المصادر : تقتلون.
4- سورة الأعراف (7) : 150 .
5- كذا ؛ والظاهر : على ، كما في المناقب كما سيأتي . ومثله عنه ما ذكره العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحار الأنوار 155/40 ( باب 93) ذیل حديث 54 ، و 56/92 ( باب 7) حدیث 18.

وهم مجتمعون في المسجد ، فأنكروا مصيره بعد انقطاعه عنهم مع التيه(1)، فقالوا: لأمر ما جاء أبو الحسن(2)!

فلمّا توسّطهم .. وضع الكتاب بينهم ، ثمّ قال: «إنّ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قال : «إِنِّي مخلّف فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما(3) لن تضلوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وهذا الكتاب وأنا العترة..».

فقام إليه عمر ، فقال له : إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله، ولا حاجة لنا فيكما ..!!

فحمل (علیه السّلام) الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجة .

ابن حماد(4):

[ من البسيط ]

ص: 478


1- في المناقب : بعد انقطاع مع البته ، وما أثبتناه موافق لما رواه العلامة المجلسي (رحمه الله علیه) في بحاره 155/40 (باب) (93) ذیل حدیث 54 .
2- ذكره المصنف (رحمه الله علیه) في المناقب 320/1 [ الطبعة الأولى، وفي طبعة قم 41/2]، وعنه في بحار الأنوار 155/40 - 156 ( باب (93) حديث 54 بقوله : وفي أخبار أهل البيت (علیهم السّلام). في المناقب: به ، بدلاً من: بهما .
3-
4- الظاهر أنّ هذه القصيدة في بيان تاريخ أهل البيت (علیهم السّلام)، خاصة الرسول الأكرم والوصي الخاتم - سلام الله عليهما وآلهما - مع ذكر مناقبهم ومثالب أعدائهم، وهي مفصلة جدّاً لا نعرف لها مصدراً ، وجاءت أبيات على وزانها موحدة القافية مبثوثة كلها على ما روي العين ، لكن بعضها من الكامل ، وبعضها من المتقارب، وبعضها من البسيط ، فهي قصائد مختلفة جاءت في المناقب للمصنّف (رحمه الله علیه) ، كما في : 129/1 (بيتان) و 134/1 ( بيت واحد ) ، و 77/2 ( 6 أبيات ) ، و 147/2 ( ثلاثة أبيات ) ، و 187/2 (بيتان ) ، و 2 / 214 بيت واحد ) ، و 302/2 (7 أبيات ) ، و 8321/2 أبيات ) ، و 339/2 ) 9 أبيات ) ، و 349/2 ( 8 أبيات ) ، و 2 / 355 ( 4 أبيات رائعة ) ، و 361/2 ( بيتان)، و 2 / 400 ( 4 أبيات ) ، وكذا في 15/3 - 16 ( 3 أبيات )، و 26/3 ( 3 أبيات ) ، و 156/3 ( 5 أبيات ) ، و 157/3 (6 أبيات)، و173/3 ( بيتان ) .. كما وسيذكر هنا تتمة لهذه القصيدة في صفحة تعرّض فيها إلى فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام) مقارناً لها مع مثالب أعدائه ونصابه لعنهم الله .. فلاحظ ، كما أنا لم نجزم بكون ما ذكرناه من القافية العينية يرجع إلى قصيدة واحدة، وهي على كلّ تتحد مع المتن في القافية دون الوزن والحركات. وأورد له رد له في المناقب 4 / 210 - 211 أبياتاً ، ولروعتها ندرج بعضها هنا، وهي : [ من المتقارب ] ولاء النبي وآل النبي *** عقدي وأمني من مفزعي ووجهت وجهي لا أبتغي *** سوى السادة الخشَعِ الرُّكَّعِ وما لي هداة سوى الطاهرين *** بدور الهدى الكُمَّل اللُّمَّع بحار النوال بدور الكمال *** يوثِ الورى الهُطَّلِ الهُمَّع هُمُ شفعائي إلى ربِّهم *** وليس سواهم بمستشفعِ بهم يرفع الله أعمالنا *** ولولا الولاية لم ترفع وهي على كلّ؛ تتحد مع ما في المتن قافية ، وقد تختلف أحياناً وزناً ، فلاحظ ، كما إني لم أجد لهذه الأبيات وما سواها أثراً في مجموعة شعرية أو ذكراً في المجاميع الأدبية، ولعلّها تعدّ من متفردات موسوعتنا هذه.

يَومَ السَّقِيفَةِ إِذْ مرُّوا لِبَيعتهم *** للهِ مِن خَبَرٍ مُسْتَفْطَعٍ شَنِعِ

ص: 479

تَبَّاً لَهَا بَيعَةً قَد أَسْمَتَتْ بِكُمُ *** أهلَ الكَنَائِسِ طُولَ الدَّهرِ وَالبِيَعِ

هَل أُستُشِيرَ عَلى فِي مُضيَّهِمُ *** يَومَ السَّقِيفَةِ أَمْ عَمُ النَّبِيِّ دُعِي ؟!

أمِ الصَّحَابَةُ كَانُوا حَاضِرِينَ لَها *** أَمْ لَم يَكُن بِهِمُ خُلْقٌ بِمُرتَفَع ؟!

هَلَّا قَضَوا قَبلَها حَقَّ النَّبِيِّ فَمَا *** كَانَ الَّذِي رَغِبُوا فِيه بِمُندَفِعِ !!

إِنْ ضَاعَ أَجرُ رَسولِ اللَّهِ عندَهُمُ *** فِي أَهْلِهِ فَهْوَعِندَ اللَّهِ لَم يَضِعِ

وَصِيُّ أَحْمَدَ أَولَىٰ مِن صَحَابتِهِ *** لَولَا ابْتِغَاءُ رِئَاءِ النَّاسِ وَالسُّمَعِ

وَإِنَّهُ كَانَ أَولاهم بِمَوضِعِهِ *** كَمَا اسْتَحَقَّ أُولُو الأَرحَامِ(1) فاستَمِعِ

أليسَ لِلجَارِ بِالتَقرِيبِ شُفْعَتُهُ *** فَاعْطُوا عَليّاً كَمَا يُعْطُونَ(2) بِالشُّفَعِ

هَوَى الهَوَى بِكُمُ فِى بَحرٍ مَهْلَكَةٍ *** فَبِعتُمُ سُنَنَ الرَّحمنِ بِالبدع

وله(3):

[ من الطويل ]

وَلَمَّا مَضَوا يَومَ السَقِيفَةِ بَعْتَةً *** وَكَانُوا مَعَ الأَنصَارِ فِي السَّبِّ وَالشَّتْمِ

ص: 480


1- إشارة إلى قوله عزّ من قائل: ﴿ وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾ [ سورة الأنفال (8): 75 ].
2- كذا، ولعلّ الأجود : تعطون.
3- لم أجد هذه القصيدة في المناقب ولا الغدير ولا غيرهما من المصادر الشعرية التي حصلت عليها ، ولعلّها من متفردات موسوعتنا هذه.

وَقَالُوا لَهُ_[_هم](1): قُربَى النَّبِيِّ وَلَاتُهُ *** فَقَالُوا : فَعَمُّ المُصطَفَى وَبَنُو العَم ؟

فَقَالَ عَتِيقٌ : أى هذين شِئتُمُ *** قولُوه، دَفْعاً عَن بَنِي هَاشِمَ الشّم(2)

رَأَى نَفسَهُ دُونَ ابنِ جَرَّاحَ رُتْبةً *** كَذَا(3) كَانَ إِلَّا عِندَ طَائِفَةٍ بُكْمِ

فَأعْطُوا عَتِيقاً بَيعَةٌ خَرَجُوا بِها *** عَنِ الدِّينِ وَالإِسْلَامِ وَالرُّشدِ وَالحَرْمِ(4)

وَوَاللهِ مَا وَلَّوا عَتيقاً لِفَضلِه *** وَلَا لِهُدى الفَوْهُ فِيهِ وَلَا فَهْمِ

وَلكنْ أَرَادُوا دَفعَ آلِ مُحَمَّدٍ *** عَن الحَقِّ فَاعْتَدُّوا بِذَاكَ مِنَ الغُنْمِ

وَسَامُوا عَليّاً أَنْ يُبَايَعَ جِبْتَهُمْ *** وَكُلُّهُمْ لِلطُّهر بايعَ فِي خُمٌ

ص: 481


1- في النسختين : له ، والظاهر ما أثبتناه .. أي للأنصار.
2- في نسخة (ألف): الشتم .
3- في نسختي الأصل : كذي ، وصحح في نسخة ( ب ) ب_: لذي .
4- في نسخة ( ب ) : الجزم .

العنبري(1):

[ من الكامل ]

يَا أُمَّةَ السُّوءِ الَّتِي أَقوَالُها *** كَذُوبةٌ(2)، مَبْتُورَةٌ أَفعَالُها

تَبَّتْ يَدُ يَومَ السَّقِيفَةِ بَايَعَتْ *** بِقِتَالِهم، للهِ كَانَ قِتالُها !!

بغياً جَعَلْتُمْ قَتلَهُمْ وَقِتَالَهُمْ *** وَفَضِيحَةً عَرَّتْكُمُ(3) آمَالُها

ص: 482


1- لم أجد هذه الأبيات في مصدر سوى ما جاء على وزانها في مناقب آل أبي طالب 242/2 له ، وهو بيت واحد : [ من الكامل ] وإذا رأى في العالمين مصيبةً *** ضربت بآل محمّد أمثالها وعده العلامة الأميني رحمه الله في موسوعته الغدير 371/1 من أعلام العامة ، ولعلّه غيره ، بل قطعاً كذلك ، إذ هو الحافظ يحيى بن محمد بن عبد الله أبو زكريا العنبري (المتوفى سنة 344) ، وهو ابن 76 سنة، ترجمه السمعاني في أنسابه 377/1، وذكره السبكي في طبقاته 321/2.. وغيره ، والكلّ منهم مدحه وهو ليس منا .
2- كذا ، والأولى : مكذوبة .
3- هذا استظهاراً ، والإفان الكلمة في نسختي الأصل : عرقكم ، ولعلّه تكون : عَرَقَتْكُمْ.

غيره:

[ من الكامل ]

يَا أُمَّةٌ لَم تَرعَ حَقَّ نَبِيِّها *** وَتَنَافَسَتْ فِي نَعَتَلٍ وَدُلَامِ

وَأَتَتْ بِأقبح مُنْكَرٍ مِن غَيْها *** فَتَبَدَّلَتْ بَعدَ الضّيا بظلامِ

فَدِيَارُ أُولَادِ النَّبِيِّ دَوَارِسٌ *** مِن بعدِهِم عُطُلٌ مِنَ(1) الأَيَّامِ

وقد صح في صحيح مسلم(2)، والبلاذري(3) - برواية عائشة - أنته تخلف على عن البيعة مدة حياة فاطمة (عليها السلام) ستة أشهر(4)؛ لأنه كان له من الناس جهة(5)

ص: 483


1- كذا ؛ والظاهر : ( مدى ) .
2- کتاب مسلم 380/3 - 381 ( باب 16 كتاب الجهاد والسير) حدیث 52 (3304)، وذكره البخاري في كتابه 82/5 - 83 ، ومثله في شرحه عمدة القاري 232/23 كتاب الفرائض ( باب قول النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): لا نورث ) ، وجامع الأصول 103/4 - 104 حدیث 2078، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 /8 - 9 ، ومثله في تاريخ اليعقوبي 2 / 114 .. وغيرها كثير. وراجع : منهاج السنة 330/8 خاصة .
3- أنساب الأشراف 586/1 .
4- في البدأ والتاريخ 279/1: ولم يبايعه علي [(علیه السّلام)] ستة أشهر ..
5- كذا؛ والصحيح : وجهة ، كما جاء في المصادر ، وفي شرح ابن أبي الحديد : وجه .

في حياتها ، فلما ماتت واستنكر وجوه الناس بايع في حكم المُكْرَه(1)..

وقد رواه الثقفي(2).

وقد رويتم كلكم(3): أن علياً (علیه السّلام) استنكر وجوه الناس، وقال: «كنا نرى أن لنا في هذا الأمر شيئاً فاستبد(4) به علينا»...

هذا إذا تركنا ما رواه الشيعة وكثير من السنّة من: أنه لم يبايع حتى صار عمر إلى بيته بقبس من النار ليُحرق عليه - وعلي وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السّلام) في البيت_فخرج مكرهاً وبايع(5).

ص: 484


1- انظر شرح ابن أبي الحديد للنهج 46/6.
2- وقريب منه في صحيح ابن حبان 573/14 حديث 6607 ، ونصب الراية للزيلعي 360/2 .. وغيرهما .
3- انظر مثلاً : كتاب البخاري 197/6) كتاب المغازي ) ، كتاب مسلم 154/5 (کتاب الجهاد ) .. وغيرهما . قال القرطبي في المفهم شرح كتاب مسلم 3 / 569 - وحكاه العلّامة الأميني له في الغدير 36/8 - 37 - :. كان الناس يحترمون عليّاً [(علیه السّلام)] في حياتها [(عليها السلام)] كرامة لها ؛ لأنتها بضعة من رسول الله [(صلی الله علیه و آله و سلم)] وهو مباشر لها ، فلما ماتت وهو لم يبايع أبا بكر انصرف الناس عن ذلك الاحترام ؛ ليدخل ما دخل فيه الناس ولا يفرّق جماعتهم .. !
4- ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج 8/2 - 9 ، وكذا جاء في تاريخ اليعقوبي 2 / 114 قوله : .. هذا الأمر حقاً فاستبددتم ..
5- انظر الكتاب الرائع : الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام)؛ حيث عد لذلك أكثر من ثلاثمائة مصدر من الخاصة والعامة . وأيضاً راجع : إحقاق الحق 484/10 ، و 257/25، و356/33، والعقد النضيد : 161 .. وغيرهما.

وفي غرر ابن حِنْزَابَة(1)، وأصفياء أمير المؤمنين [(علیه السّلام)]، عن [علي بن ] الحسن

ص: 485


1- العبارة مشوّشة جدّاً في نسختي الأصل ، وقد تُقرأ : و في غرر : إنّ جيرانه .. وكذا قد تقرأ : و في غرران خبرانه .. إلى آخره، و الصحيح ما أثبتناه، وقد وقع اختلاف اختلال و تصحيف كثير في تسمية صاحب كتاب الغرر، فقد روى عنه الشيخ المصنف (رحمه الله علیه) في مناقبه 50/4 - وعنه في بحار الأنوار 253/43 - 254 ( باب (11) ضمن حدیث 31- بقوله : غرر أبي الفضل بن خيرانة . و قال في كتابه الآخر : معالم العلماء : 32 برقم 172 : أبو الفضل جعفر بن الفرات ، المعروف ب_: ابن خنزابة ، له كتاب الغرر . وروى عنه العلّامة الحلّي (رحمه الله علیه) في نهج الحق : 271 ( باب طلب إحراق بيت علي (علیه السّلام) ) ، فقال : ونقل ابن خَيْزُ رَانَةَ في غرره ، قال ... إلى آخره . و حكاه عنه السيد (رحمه الله علیه) في الطرائف : 239 ، بعنوان : وذكر ابن جَيْرَانَةً في غرره.. وقد جاء اسمه في كثير من مصادر الفريقين، بعنوان : ابن خنزابة ؛ كما في تاريخ بغداد 128/2، و تاريخ دمشق 93/53 ، و الأنساب للسمعاني 168/12، و بحار الأنوار 338/28 - 339 ( باب 4 ) حديث 59 عن العلامة له في كتابه : كشف الحق .. وغيرها . كما أنتنا قد وجدنا موارد أُخرى من تصحيفات وقعت في اسم الرجل، لا داعي لإطالة الكلام في نقلها ، ونكتفي هنا بذكر عبارة السيّد المرعشي (رحمه الله علیه) في تعليقاته على إحقاق الحق 371/2، حيث قال : لا يخفى أنّ في أكثر النسخ : ( ابن خنزابة ) ، و عليه فهو : الوزير المحدّث الجليل ، أبو الفضل، جعفر بن الفضل بن جعفر بن الفرات البغدادي، نزيل مصر ( ولد سنة ،308 ، و تُوفي سنة 391)، كما في التذكرة للذهبي 212/3 ( ط حیدر آباد) ، يروي عنه حمزة الكتابي ، والحافظ عبد الغني .. وغيرهما. و في بعض النسخ : ( ابن خرذاذبه ) ، وعليه فهو السائح الرحالة الرياضي (المتوفّى في حدود سنة 300) ، واسمه : عبيد الله بن عبد الله ، صاحب كتاب : المسالك و الممالك . و في بعض النسخ : ( ابن خيرانة ) ، و عليه فهو : محمد بن خيرانة المغربي ، المحدّث الشهير ، من علما المائة الرابعة و في بعض النسخ المصحّحة من الكتاب : ( ابن خذابة ) ، وعليه فهو : عبد الله بن محمد بن خذابة ، المحدّث الفقيه . ثم قال (رحمه الله علیه)... وأقوى المحتملات عندي أوّلها ، فتأمل. أقول : لا يخفى - مع قوة تتبعه - إلّا أنته (رحمه الله علیه) وقع في غفلة؛ حيث رجّح كون اسم الرجل : ابن خنزابة ؛ فالتوهّم ناشئ من الكتب المصحفة والمغلوطة التي كانت عنده ، و الصحيح : أنته هو الوزير المحدّث ؛ جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد البغدادي، المعروف ب_: ابن حِزَابَة الوزير نزيل مصر ( 308 - 391 ه_ ) ، وكان أبوه وزير المقتدر بالله . انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء 484/16 ، و تاريخ الإسلام 698/8 ، وفوات الوفيات 292/1، ووفيات الأعيان 346/1، والأعلام 126/2، وأعيان الشيعة 134/4 ، والكنى والألقاب 270/1 - 271.. وغيرها من المصادر. أما ضبط اسمه ب_: ابن حنزابة ، فقد قال الذهبي في تاريخ الإسلام 700/8، في ضمن ترجمته : وحِزَابَة : جارية ، هِيَ أمّ والده الفضل ، والحنزابة في اللغة : القصيرة الغليظة . و من هنا قال ابن منظور في لسان العرب :335/1 والحِنْزابُ : القصير القوي ، وقيل : الغليظ ، وقال ثعلب : هو الرجل القصير العريض.

ص: 486

بن ] فضال(1) روى عدي بن حاتم وعمرو بن حريث ، قال - واحد منهما ما رحمت واحداً كرحمتي عليّ بن أبي طالب (علیه السّلام)! رأيته حين أتي به إلى بيعة الأول فلما نظر إلى القبر قال : ﴿ يا ابنَ أُمَّ إِنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي .. ﴾(2) فقال : بايع.

فقال: «إن لم أفعل»، قال : إذا نقتلك(3)!

ص: 487


1- في نسختي الأصل : أصفياء أمير المؤمنين ، عن الحسين فضّال ؛ و الصحيح ما أثبتناه في المتن . أقول : قال الشيخ النجاشي (رحمه الله علیه) في رجاله : 257 - 258 برقم 676 ، ذيل ترجمة : علي بن الحسن بن عليّ بن فضال ... ورأيت جماعة من شيوخنا يذكرون الكتاب المنسوب إلى علي بن الحسن بن فضال، المعروف ب_: أصفياء أمير المؤمنين (علیه السّلام)، ويقولون : إنه موضوع عليه ، لا أصل له ، والله أعلم .. ثم قال : قالوا : و هذا الكتاب ألصق روايته إلى أبي العباس ابن عقدة و ابن الزبير ، و لم نر أحداً ممّن روى عن هذين الرجلين يقول : قرأته على الشيخ، غير أنه يضاف إلى كلّ رجل منهما بالإجازة حسب.
2- سورة الأعراف (7): 150.
3- زاد في الاحتجاج وكتاب سليم : ذلاً وضعاراً [كذا ؛ والظاهر : صغاراً ]، وسبقه سلیم بن قیس (رحمه الله علیه) في کتابه : 153.

قال: «إذا تقتلون عبد الله وأخارسول الله » .. فبايع وأصابعه مضمومة(1).

فأما حديث عزمهم بتحريق دار أهل البيت [(علیهم السّلام)]، وضرب فاطمة [(عليها السلام)]، ووقوع السقط .. فيجيءُ في [ال_] باب الثاني إن شاء الله تعالى.

وقالت فاطمة (عليها السلام)- لمّا مُنعت فدك وخاطبت الأنصار .. فقالوا: يا بنت رسول الله ! لو سمعنا هذا الكلام منكِ قبل بيعتنا له ما عدلنا بعليّ أحداً ..! فقالت: «وهل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عُذراً .. ؟ !»(2).

ص: 488


1- جاء باختلاف يسير في الشافي للسيّد المرتضى (رحمه الله علیه) 244/3 ، والاحتجاج للشيخ الطبرسي (رحمه الله علیه) 109/1 [ طبعة النعمان - النجف الأشرف ] ، وفي أكثر من مورد في كتاب سلیم بن قیس (رحمه الله علیه) : 153 [ الطبعة المحققة 2 / 568 - 593] . وراجع : صبح الأعشى 228/1 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 407/3 ، وكذا في الإمامة والسياسة لابن قتيبة 12/1 - 14 ، وعنه في في الغدير 373 - 372/5. وجاءت قولة عمر - بعد ذلك - : . . أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ..
2- ذكر القصة مفصلاً ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 12/1 - 20 ، وجاء فيه : فقالت فاطمة [سلام الله عليها ] - بعد قولهم : يا بنت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أنّ زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به .. - : « ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، وقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم». راجع عنه : السقيفة وفدك : 63 - 64 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/6، وإحقاق الحق 361/33 ... وغيرها .

وفي حديث العائدات(1) ؛ عن فاطمة (عليها السلام): .. ألا هلم فاسمع(2)، وما عشت أراك الدهر العجب(3)، [وإن تعجب ] فقد أعجبك الحادث.. إلى أيّ لَجَةٍ أسندوا(4)؟ وبأي عُروة تمسكوا؟(5)

لَبِئْسَ المَوْلى وَلَبِثْسَ العَشِيرُ ﴾(6).

ص: 489


1- في نه نسخة (ألف) مصحفاً : العاديات . وأورده مفصلاً الشيخ الصدوق (رحمه الله علیه) في معاني الأخبار: 355، والطبرس (رحمه الله علیه) في الاحتجاج 1 /146 - 149 [ طبعة النعمان - النجف الأشرف ] في حديث سويد بن غفلة ، وجاء في أمالي الشيخ الطوسي (رحمه الله علیه) : 375 حدیث 804 [ طبعة مؤسسة البعثة ] باختلاف أشرنا للمهم منه . ولاحظ : الصراط المستقيم للبياضي (رحمه الله علیه) 171/1 ، وبحار الأنوار 159/43 - 161 ( باب 7) حديث 9 عن الاحتجاج .. وغيرها، وتفصيل ذلك في الكتاب الرائع : الفريدة في لوعة الشهيدة لعبد الزهراء العلوي حفظه الله وأيّده.
2- في نهج الإيمان : واعجب
3- كذا في معاني الأخبار والأمالي ؛ وفي الاحتجاج : عجباً ، وفي نسختي الأصل : عجب ، وفي نهج الإيمان : أن يريك الدهر العجب.
4- في نهج الإيمان : استندوا ، وفي معاني الأخبار : إلى أي سناد استندوا ؟ وفي الأمالي : وإن تعجب بعد الحادث فما بالهم ؟ بأي سند استندوا ؟
5- في الاحتجاج : وإن تعجب فعجب قولهم .. ليت شعري إلى أي إسناد استندوا ؟ وإلى ا أي عماد اعتمدوا ؟ وبأية عروة تمسكوا؟ وعلى أية ذرية أقدموا واحتنكوا؟.. وفي الأمالي : أم بأية عروة تمسكوا ..
6- سورة الحج ( 22): 13.

و ﴿ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾(1) استبدلوا - والله - الذنابي بالقوادم(2)، والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس القوم(3): ﴿ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾(4) ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾(5)، ويحهم(6): ﴿ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ .. ﴾(7) الآية(8).

ص: 490


1- سورة الكهف (18): 50 ، ولا توجد هذه الآية والتي قبلها في معاني الأخبار، وجاء تا في الاحتجاج والأمالي.
2- في الأمالي زيادة: والحرون بالقاحم...
3- في معاني الأخبار والاحتجاج : قوم .. وفي الأمالي : فتعساً لقوم ..
4- سورة الكهف (18) : 104 .
5- سورة البقرة ( 2 ) : 12.
6- لا توجد كلمة : ( ويحهم ) في معاني الأخبار والأمالي.
7- سورة يونس ( 10 ) : 35.
8- وبألفاظ مقاربة في نهج الإيمان : 621 - 622 . قال الكراجكي (رحمه الله علیه) في كتابه : التعجب من أغلاط العامة : 52 - في ضمن كلام له - : .. إن هذا رأي عجيب ، عجیب ، واختيار طريف ، وفيه تقول فاطمة البتول ابنة السيد الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) : « وإن تعجب فقد أعجبك الحادث، في أي طريق سلكوا ؟ وبأي عروة تمسكوا ؟ استبدلوا - والله - الذنابي بالقوادم ، والعجز بالكاهل، فقبحاً لقوم يحسبون أنتهم يحسنون صنعاً ، ألا إنّهم هم الأخسرون ولكن لا يعلمون ...». راجع : معاني الأخبار : 355 ، وعنه في البحار 43 / 158 - 159 حديث 8. وما أورده صاحب الفريدة في لوعة الشهيدة (عليها السلام) جزاه الله خيراً في شرح هذه الخطبة ما أثبت لها من مصادر.

منصور الفقيه(1):

[ من مجزوء الكامل ]

سُبحَانَ مُمْهِلِ(2) مَن يَقُو *** لُ بِأَنَّ آلَ أَبِي قُحَافَهُ

أَولَى وَأَحْرَى حُرمَةٌ(3) *** من آل أحمدَ بِالخِلَافة

وأنكر ذلك من لم يطمع فيها من الطلقاء كما تقدم من أبي سفيان.. وغيره - حتى تعدّى ذلك إلى ارتداد الأعراب(4)، حتى قال بعضهم(5):

ص: 491


1- قد مرّت ترجمته في المقدّمة، ولم نجد مدركاً لشعره هذا إلّا موسوعتنا هذه. نعم ؛ حكى البيتين البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 99/3 حيث قال : قال منصور .. والظاهر أنته أخذه منا.
2- كذا في الصراط المستقيم ، وفي نسختي الأصل : مهمل.
3- في نسخة ( ب ) : حرة .
4- راجع : شرح! إحقاق الحق 307/10 ، و 169/19 و 507/35.
5- الأبيات للشاعر أبي هني مسروق بن معدي كرب بن ثمامة القائل: [ من الطويل ] أطعنا رسول الله إذ كان بيننا *** فيا عجباً ما بال مُلكِ أبي بكرٍ قاله الكلبي في كتابه نسب معد واليمن الكبير 173/1 ، وفي الشعر والشعراء 238/1 ، نسبه إلى الحطيئة ، قاله أوّل خلافة أبي بكر ، وكذا ابن حزم في المحلّى 193/11، وجاء في الوافي بالوفيات 54/11.. وغيره. وفي نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي: 60 نسب البيت هذا إلى المقداد بن الأسود الكندي ، وجاء هناك هكذا: [ من الطويل ] أطعنا رسول الله إذ كان صادقاً *** فيا عجباً ما بال دين أبي بكر وفي كتاب الفضائل لابن شاذان : 76 : نسب هذه الأبيات لمالك بن نويرة. راجع : شرح النهج لابن أبي الحديد 209/17 - 210 فقد نسبه للخطيل بن أُوس أخي الحطيئة ، وكذا ابن كثير في البداية والنهاية 345/6.. وغيرهما.

[ من الطويل ]

أَطَعْنَا رَسُولَ اللهِ إِذْ كَانَ بَيْنَنَا *** فَيَا عَجَباً مَا بَالُ دِينِ أَبِي بَكرٍ ؟ !

.. الأبيات .

وامتنع أسامة(1).. القصة .

وزُعم أن بيعة أبي بكر كانت إجماعاً .. فإجماع لم يدخل فيه أمير المؤمنين [(علیه السّلام)] والعباس وبنو هاشم جميعاً وخيار الصحابة إنما يكون فُرقةً ..!!(2)

ص: 492


1- في نسخة ( ب ) : الإمامة ، بدل : أسامة ، وخطّ عليها في نسخة (ألف) تصحيحاً .
2- ومن طريف أقوالهم ما ذكره ابن حزم الأندلسي في المحلّى 345/9: ولعنة الله على كل إجماع يخرج عنه علي بن أبي طالب [(علیه السّلام)] ومن بحضرته من الصحابة . فإذا كان هذا حال إجماع في مسألة فقهية عندهم ، فهل يلعنون على إجماع السقيفة الذي خرج عنه أمير المؤمنين (علیه السّلام) وجمع من بني هاشم وصحب رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الصالحين، وكل الشرفاء والصديقين ؟ !

مهیار(1):

[ من البسيط ]

وَفِيمَ صَيَّرتُمُ الإجمَاعَ حُجَّتَكُمْ *** وَالنَّاسُ مَا اتَّفَقُوا طَوْعاً(2) وَلَا اجْتَمَعُوا ؟ !

أَمْسَى(3) عَليَّ بَعِيداً مِن مَشُورَتِهِ(4) *** مُستَكرَها(5) فِيه وَالعَبَّاسُ يَمتَنِعُ

وَتَدَّعِيه(6) قُرَيشُ بِالقَرَابَةِ وَال_ *** _أنصَارُ لَا رَفَعُوا فِيهَا(7) وَلَا وَضَعُوا

ص: 493


1- ديوان مهيار الديلمي 183/2 من قصيدة طويلة قد مرّ منها أبيات متناثرة في المجلدات السالفة ، وسيأتي له أبيات أخر، وجاءت هذه الأبيات في الديوان تحت رقم (31 - 34) ، كما وقد حكى بعض الأبيات ابن طاوس (رحمه الله علیه) في الطرائف 451/2، له وقال : ولله در القائل فيهم. وقد ذكر هذه الأبيات الأربعة البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 126/3 - 127 باختلاف يسير وتوجها بخامس ، وهو : [ من البسيط ] الناسُ للعهدِ ما والوا وما قربوا *** وللخيانة ما عابوا ولا شنعوا وجاءت ضمن قصيدة (49) بيتاً في الغدير 4 / 232 - 234 ، وقد سلف بعضها .
2- في الطرائف والغدير : طوراً ، وكذا في الصراط المستقيم؛ وبعده : وما .
3- في نسختي الأصل والطرائف والغدير : أمر ، وما هنا من الصراط وهو أولى وأصح.
4- في الطرائف : عن مشاورة.
5- في الصراط : مستنزعاً .
6- في الصراط : وتدّعيها .
7- كذا؛ وفي الديوان ، وجاء في الغدير : لا رُفع فيه .. وفي الطرائف : لا رفعوا فيه ، وفي الصراط : ما رفعوا فيها ..

وَأَيُّ خُلْفٍ كَخُلْفِ كَانَ بَينَكُمُ(1) *** لولا تُلَقَّقُ أخبارٌ وتُصطَنَعُ

الحميري(2):

[ من الكامل ]

بِأَيِّ عُدْرٍ أَمْ بِأَيَّةِ(3) حُجَّةٍ *** خَلَعُوا الوَصيَّ وَبَايَعُوا التَّيْمِيَّا؟!

أوَ مَا مِنَ العُدْوَانِ أَنْ عَدَلُوا بِهَا *** عَن هَاشِمٍ وَيُورِّثُونَ عَدِيَّا؟!

أَوَ لَيسَ مِن جَلَلِ الخُطُوبِ يُحَكِّمُ ابْ_ *** ن صُهَاكَ فِيهَا عَوْدَةً وبَدِيَّا ؟ !

أوَلَيسَ دَاهِيَةً بِأَنْ أَوصَى بِهَا *** شُورَى وَكَانَ لَه الطَّرِيقُ مُضِيَّا(4) ؟ !

ص: 494


1- في الطرائف والصراط : فأي خلف كخلف كان بينهم .
2- لم نجد هذه الأبيات فيما عندنا من ديوان السيد الحميري (رحمه الله علیه) ، ولا نعرف لها مصدراً آخر غير كتابنا الحاضر.
3- في نسخة (ألف): بأي.
4- تقرأ في نسخة (ألف) : مُضَيَّقَا ، و (مُضيّا) مخففة (مُضيئاً).

أبو القاسم المغربي(1):

[ من الطويل ]

ألَا إِنَّ أَمراً كَانَ أُبرم آنفاً(2) *** وَإِن قَالَ قَومٌ : فَلتةٌ - غَيْرُ مُبْرَم(3)

بِأسافِ ذَاكَ البَعْيِ أوَّلَ سَلها *** أُصِيبَ عَلِيٌّ لَا بِسَيفِ ابنِ مُلجَمِ(4)

وَبِالحِقدِ حِقدِ الجَاهِلِيَّةِ إِنَّه *** إِلَى اليَومِ(5) لَم يظعنْ وَلَم يتصرَّمِ(6)

وَبِالنَّارِ فِي بَدرٍ أُرِيقَتْ دِمَاؤُكُم *** وَقِيدَ(7) إِلَيْكُم كُلُّ أَجرَدَ صِلْدِمِ(8)

ص: 495


1- قد مرّت ترجمته تحت عنوان: ابن هاني المغربي، وهذه جزء من قصيدته الميمية التي قطعت في هذه الموسوعة ، وجاءت في ديوانه : 313 – 328، وجاءت هذه الأبيات في صفحة : 325 من ديوانه ، وفي أعيان الشيعة 86/10 - 87.
2- جاء صدر البيت في الديوان والأعيان هكذا ولكن أمراً كان أبرم بينهم .
3- جاء هذا البيت لوحده في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 37/2.
4- (4) جاء هذا البيت والذي بعده في كشف الغمة 277/2 [ 66/2] .. وغيرهما .
5- في الديوان والأعيان: إلى الآن.. بدلاً من : إلى اليوم.
6- في نسخة ( ب ) : ينصرم .
7- في نسخة (ألف) : وقيل .
8- قال ابن منظور في لسان العرب 342/12: الصلدم والصلادم : الشديد الحافر ، وقيل : الصلدم : القوي الشديد من الحافر.

مهیار(1).

[ من المتقارب ]

وَلَمْ يُنزَعُ الأمر(2) من أهله *** لأنَّ (عَليّاً ) لَه أُهْلَا

وَصَارُوا يَحطُّونَ فِى أهلِهِ(3) *** بظليهِمُ كَلْكلاً كَلكَلَا(4)

تَدِبٌ عَقَارِبُ مِن كَيْدِهِمْ *** فَتفنيهم أولاً أولا

[أَضَالِيلُ سَاقَتْ مُصَابَ (الحُسَين) *** وَمَا قَبلَ ذَاكَ وَمَا قَد تَلَا](5)

(أميَّةٌ) لَابِسَةٌ عَارَها *** وَإِن خَفِي(6) النَّارُ أو حُصَّلَا

وَيَومُ السَقِيفَةِ يَابنَ النَّب_ *** _ي طَرَّق(7) يَومَكَ فِي (كَر بَلَا)(8)

ص: 496


1- ديوان مهيار الديلمي 50/3 - 51 ، باختلاف يسير أشرنا لجله ؛ وجاءت ضمن قصيدة مفصلة في مدح آل بيت الرسالة سلام الله عليهم أجمعين ، وهذه الأبيات جاءت في الديوان هكذا ( 41 - 45 و 59 - 63 و 66) ، كما وقد نقل ( 78) بيتاً منها في الغدير 247/4 - 251 مع اختلاف أشرنا لمهمه . وهذه هناك بيت ( 41 - 46 و 59 - 67 ) .
2- في الديوان والغدير : وأن ينزع الأمر ، وفي نسختي الأصل : تنزع الأمر .
3- جاء صدر البيت في المصدر والغدير هكذا : وساروا يحطون في آله.
4- جاء في نسختي الأصل تحت كلمة : كلكل سينه ، وهى معناه بالفارسية ، كما قاله : ابن منظور في لسان العرب 596/11 .
5- البيت بين المعكوفين مزيد من الديوان ، كما هو واضح .
6- في نسختي الأصل : حقق ، وما هنا من الديوان ، وقد تقرأ كذلك في نسخة ( ب ).
7- ما هنا من الديوان ، وفي نسختي الأصل : تطرق .
8- لقد جاء في الغدير بعد هذا أحد عشر بيتاً.

فَخَانَكَ فِيه مِن الغَادِري منَ مَنْ الغَادِرِي_ *** _نَ مَنْ غَيَّرَ الحَقَّ أَو بَدَّلَا

إلى أن تحلَّتْ بِها (تَيعُها) *** وَأَصْحَتْ (بَنُو هَاشِمٍ) عُطَّلا

وَلَمَّا سَرَى أَمرُ (تيم) فَطَالَ *** أَبَيَّتْ(1) (عَدِيُّ ) لَها الأَحْبُلَا(2)

ومدَّتْ أُمَيَّةُ أعنَاقَها *** وَقَد هُونَ الغَصب(3) واستشهلا

فَنَالَ(4) (ابنُ عَفَّانَ) مَا لَم يَكُنْ *** يَظُنُّ وَمَا نَالَ بَلْ نُوّلَا

[فَقَرَّ وَأنعَمُ عَيشِ يَكُو *** نُ مِنْ قَبْلِهِ خَشِنا قُلْقُلَا]

[وقلَّبهَا أَرْدَشِيرِيَةً *** فَحَرَّقَ فِيهَا بِمَا أَشعَلَا]

[ وَسَارُوا فَسَاقُوهُ أَو أَورَدُوهُ *** حيَاضَ الرَّدَى مَنهَلاً مَنهَلَا ](5)

وَلَمَّا امْتَطَاهَا (عَليَّ ) أخو *** كَ رَدَّ إِلَى الحَقِّ فَاسْتَقْبِلا(6)

وَجَاؤُوا يَسُومُونَه القَائِلِينَ *** وَهُمْ قَد وَلُوا ذلكَ المَقْتلا

ص: 497


1- جاءت الكلمة في بعض المصادر : بيتُ عَدِيٌّ ، والظاهر أنّ كلمة (بيت) مصحفة عن (بنت) ، وقد اشتبه الأمر على الرواة لعدم إعجام الكلمة.
2- جاء العجز في الغدير 338/4 [ طبعة مركز الغدير ]: بيت عدي لها الأحبلا، ثم قال العلامة الأميني (رحمه الله علیه) في الهامش: .. والمحفوظ عند خطبائنا : ولمّا سرى أمر تيم وطال *** مدت عدي لها الأرجلا
3- في الديوان والغدير : الخطب .
4- في نسختي الأصل وسلف - أيضاً - منه ((رحمه الله علیه)) : فقال ، بدلاً من : فنال .
5- الأبيات الثلاثة مزيدة من الديوان والغدير .
6- في الديوان والغدير : فاستثقلا .

أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قاضي إصفهان(1)؛ قال: حدثنا أبوبكر بن [ أبي ] شيبة ، عن محمد بن بشر(2) العبدي، عن عبد الله ابن عمر(3)، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه - في خبر - أنته : لما قال أبو بكر لسعد بن عبادة: قعدت عن بيعتي - وقد بايعه المهاجرون والأنصار - قال : قد قعد عن بيعتك من هو خير منك ومنا، ابن عم رسول الله (صلى الله عليهما)، وزوج فاطمة، وأبو الحسن والحسين (علیهم السّلام)، وما دعوتُ إلى نفسى إلا بعد ما رأيتكم قد دفعتموها عن أهل بيت نبيكم، فلمّا فعلتم ذلك .. قلت : منّا أمير ومنكم أمير .. إذ دفعتم صاحب حق عن حقه ، والفضل في أربع خصال: السبق ، والعلم ، والجهاد، والقرابة .. في كلام له .

فقال أبو بكر: أتريد أن يُفتك بى(4)؟ ! فقال : لا والله ما أريد ذلك، ولا يريد علي (علیه السّلام)، فإنّ النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) عرفه ذلك ، وأعلمه أن سيكون بعده ما قد كان، وأمره بالجلوس.

فقال أبوبكر : جرى هذا الأمر وليس يمكن نقضه، فجاملوني وكفّوا ألسنتكم

ص: 498


1- هو : أحمد بن عمر و بن أبي عاصم القاضي أبو بكر الشيباني . راجع : تاريخ الإسلام 684/6 ، سير أعلام النبلاء 13 / 430 .. وغيرهما .
2- في نسختي الأصل: بشير ، والصحيح ما أثبتناه ، وهو : أبو عبد الله محمد بن بشر بن الفرافصة العبدي .
3- هو : عبد الله بن عمر بن حفص، أبو عبد الرحمن القرشي العدوي ، ولعله : عبد الله بن عامر الأسلمي.
4- كذا ؛ والظاهر : تفتك بي،كما يظهر من الجواب.

عني كما كففتم أيديكم ..!(1)

فقال : ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ المُسْتَعانُ .. ﴾(2).

البشنوي(3):

[ من البسيط ]

ص: 499


1- لاحظ : العقد النضيد والدر الفريد : 127 ( الحديث الحادي والتسعون ) ، وأشار للقصة ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 111/10، وكذا العلامة البياضي (رحمه الله علیه) في الصراط المستقيم 109/3 ، وذكر البيتين : قد قتلنا سيّد الخزرج ..
2- سورة يوسف (12): 18.
3- لم يرد هذان البيتان في شعره (رحمه الله علیه) المبثوث في المناقب والغدير .. وغيرهما، ولا نعرف لهما مصدراً فعلاً غير سفرنا هذا. وله أبيات لامية جاءت في المناقب 82/2 - 83 [ طبعة قم 70/2]، وهي : [ من الكامل ] ياقارئ القرآنِ مَعَ تأويله *** مَع كل محكمة أتت في حالِ أعمارة البيتِ المحرَّم مثله *** وسقاية الحجاج في الأمثال أم مثلي التيمي أم عدويهم *** هل كان في حال من الأحوال ؟ ! لا والذي فرضُ عليَّ وداده *** ما عندي العلماء كالجُهَّالِ كما وله أبيات لامية في المناقب 105/3 وصفحة : 235، وصفحة : 366، وأيضاً له لامية في مدح الإمام الصادق (علیه السّلام) جاءت في المناقب 294/4 ، وستأتي له لاميات في أكثر من مورد ، راجع فهارس الموسوعة .

يَومُ السَّقِيفَةِ كَانَتْ مِن نَتِيجَتِهِ *** تِلكَ الوَقَائعُ فِي صِفِّينَ وَ(1) الجَمَلِ

حَتَّى رَأَيْنَا حَرِيمَ المُصطَفَى سَلَباً *** وَابنَ النَّبِيِّ قَتِيلَ الطَّفِّ بِالأَسَلِ(2)

***

ص: 500


1- في نسخة ( ب ) : إلى ، بدلاً من الواو ، وخط عليها في نسخة (ألف ) تصحيحاً .
2- الأسل: هي الرماح والنبل ؛ كما في غريب الحديث لابن سلام 311/3. وقيل : هو كل ما كان أرقّ من الحديد وأرهف ، كالسنان ، والسيف ، والسكين ، كما في غريب الحديث لابن قتيبة 343/1. وقيل : هو شجر ، أو كلّ شجر له شوك طويل فشوكه أسل، ولذا تسمّى الرماح: أسلاً ، كما في الصحاح 1622/4 ، وانظر: النهاية 49/1.. وغيرها.

المحتوى - الفهرست التفصيلي

ص: 501

ص: 502

المحتوى للجزء الثاني من مثالب النواصب

آية .. ابتهال .. رواية .. شعر ... 3

نماذج من نسختي (ألف) و (ب) من الكتاب - المبدأ والمنتهى - ... 7

مسرد هذا المجلد ... 11

مقدمة في المتقدمين والمتأخرين أجمعين

تتمة باب المقدمات

الفصل الثامن

في خطأهم في الأحكام لبغض أهل بيت (علیهم السّلام)

(13 - 65)

نماذج من خطأهم في تفسير الروايات الصريحة أو تأويلها ... 15

أُسطورة كونهم من أهل السنة أو أهل الجماعة ! ... 20

اعتمادهم على أخبار آحاد وحكايات شواذ، ورواة مطعون فيهم ... 20

تصويبهم للمجتهد إلا إذا كان شيعياً ! ... 23

إسباغهم ألقاب وصفات لأصحابهم وهم على خلافها ... 27

ص: 503

موارد عدّة استخلف فيها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) غير واحد ... 33

أقوالهم الشاذة في الأنبياء (علیهم السّلام) ... 39

من العجب : اعترافهم بأفقهية أمير المؤمنين (علیه السّلام) وعلمه ، تقديمهم غيره عليه ! ... 43

من العجب : دعواهم الإجماع على إمامة أبي بكر مع إقرارهم بقلة العدد ... 46

من العجب : افتخارهم بمعصية أبي بكر في حديث الغار ... 49

أبيات لمولانا أمير المؤمنين (علیه السّلام)(3) ... 51

أبيات لأبي بكر في الغار (3) ... 53

من العجب : ادّعاء هم يدعون محبة آل البيت (علیهم السّلام) وتكذبهم جوارحهم ... 55

من العجب : منعهم من اللعن ونهيهم عنه إلّا إذا كان لعناً للشيعة ! ... 56

من العجب: حذفهم الألف واللام من اسم الإمام الحسن (علیه السّلام) وأُمه فاطمة (عليها السلام) استصغاراً واستحقاراً ، بخلاف أصحابهم كالحسن البصري .............57

من العجب : افتخارهم بقتل الإمام الحسين (علیه السّلام) والتعريف بكلّ من كان له دور في ذلك وإعطائهم ألقاباً خاصة بهم، ... 58

منها : بنو خداش ، وبنو الصياح ... 58

منها : بنو الجرور ، بنو السراويل ، بنو السرج ، بنو السنان ، بنو الملحي..... 58

منها : بنو المكبّري ... 59

منها : بنو الطشتي ، بنو القضيب ... 62

منها : بنو الدرجي ، بنو المعلّق ... 63

من العجب : حكمهم بأنّ الحسين (علیه السّلام) أول خارجي خرج في الإسلام! ... 63

من العجب : جعلهم يوم عاشورا يوم عيد ! ... 64

ص: 504

الفصل التاسع

فيما جاء فيهم أجمعين

(67 - 131)

الآيات المفسّرة بهم ... 69

الروايات المبينة للصحابة وأخبار رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بكذبهم وزيعهم وارتدادهم ... 70

ما ورد عنه (صلی الله علیه و آله و سلم) من العهد لأمير المؤمنين (علیه السّلام) بالصبر والتحمّل عندما تغدر به الأمة ... 79

أبيات السيد الحميري (3) ... 81

أبيات ابن حماد (6) ... 82

أبيات خطيب منبج (4) ... 83

حدیث ارتداد الناس بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 84

أبيات ابن حماد (5) ... 84

قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): « يا رب أصحابي أصحابي..» ... 87

حديث ورود الصحابة على الحوض ... 89

أبيات السيد الحميري (5) ... 92

أبيات خطيب منبج (5) ... 92

أبيات ابن علوية الإصفهاني(7) ... 93

أبيات العوني(5) ... 97

حكم الجاحد لأمير المؤمنين (علیه السّلام) ... 100

أبيات السيد ( 4 ) ... 101

ص: 505

أبيات الكميت (3) ... 102

جملة من الروايات الواردة فيهم ... 103

أبيات السيد الحميري (6) ... 106

أبيات مهیار (17) ... 107

أبيات السيد الرضي (10) ... 110

حكم الظالم لأمير المؤمنين (علیه السّلام) ... 444

تأييد الله للدين بقوم لا خلاق لهم ... 111

أبيات لشاعر (6) ... 113

أبيات الكميت (9) ... 115

أبيات من القصيدة المحبّرة (3) ... 119

المراد من المنافقين ... 120

أبيات العوني (9) ... 121

مسألة أُشكلت على الخلفاء ... 123

أبيات أبي القاسم ابن هاني المغربي(6) ... 124

حديث الرايات الخمسة ... 125

أبيات السيد الحميري (10) ... 127

سبب تلبس أعداء الله بسيماء الصالحين ... 129

أبيات محمّد بن نعمان(5) ... 130

أبيات ابن حماد (6) ... 130

ص: 506

الفصل العاشر

فيما جاء فيهما

(133 - 168)

في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا أَرِنَا الَّذِيْنَ أَضَلَانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ..﴾ ... 135

في حديثه : «أنا أوّل من يجثو للخصومة .. » ... 136

قوله سبحانه: ﴿ أَرِنَا الَّذِيْنَ أَضَلَانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ﴾ ... 136

في قوله عزّ اسمه : ﴿ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاً..﴾ ... 137

في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَن تُقْبَلَ ..﴾ ... 138

في حديث : « ما بعث الله نبياً إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه..» ... 139

أبيات للسيّد (2)، وديك الجن (4) ... 141

أبيات ابن حماد (4) ... 142

في قوله تعالى: ﴿ الظَّانِّينَ بِالله ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ..﴾ ... 143

في حديث : « شرّ الأولين والآخرين..» ... 144

في قوله سبحانه: ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ﴾ ... 145

في حديث التابوت الأسفل .. في النار اثنا عشر ... 145

في شعر السيد (2) ، وشاعر ، وآخر (2) ... 148

في قوله عزّ من قائل : ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ..﴾ ... 149

في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ ... 150

بیتان لشاعر (2) ... 151

في قوله سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ..﴾ ... 151

ص: 507

أبيات ابن حماد (4) ... 152

في قوله تعالى: ﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ..﴾ ... 152

قوله عزّ اسمه : ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ ... 153

في قوله تعالى: ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ﴾ ... 154

أبيات لأبي العلاء السروي(8) ... 155

في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴾ ... 156

في قوله تعالى: ﴿ وَتُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ..﴾ ... 157

في حديث أمير المؤمنين (علیه السّلام): « فأقسم بالذي فلق الحبة وبرء النسمة لتعطفن عليكم هذه الآيات » ... 157

أبيات الكميت بن زياد (4) ... 158

في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ﴾ ... 159

في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهَ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ..﴾ ... 160

في حديث : أن النبي أمر أبا بكر لينادي في الناس : « من جاء ب_ : (لا اله إلا الله) مخلصاً فله الجنّة»... 160

أبيات الصاحب بن عباد(5) ... 161

قوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ ... 161

قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً ..﴾ ... 161

في قوله سبحانه: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ..﴾ ... 162

في إرسال رسول الله العالم الجن مع الأول والثاني ... 162

أبيات العوني (5) ... 164

ص: 508

في قول الإمام الباقر (علیه السّلام): « ما نهى الله عزّ وجلّ عن شيء إلا وقد عصيا فيه .. » ... 165

في طلاق رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بعض نساءه وزواجهما بعد ذلك ... 166

في قول الإمام السجاد (علیه السّلام): « هما أوّل من ظلمنا حقنا ..» وروايات في الباب ... 168

في جوابه (علیه السّلام): هل أنتهما أسلما طوعاً أو كرهاً ... 169

أبيات البرقي(3) ... 170

أبيات السيد الحميري (3) ... 171

بيتان لأبي بكر الخوارزمي ... 172

الفصل الحادي عشر

في ذكرهما

(173 - 1869)

في قوله سبحانه: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُب الله ..﴾ ... 175

في قوله تعالى : ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ..﴾ ... 176

في قوله عزّ وجلّ : ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ..﴾ ... 176

في قوله عزّ قائل: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾... 176

في قوله تعالى: ﴿ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ..﴾ ... 178

في قوله (علیه السّلام) حين سئل : ما تقول فيهما ؟ ... 178

في قول زيد بن عليّ حين سئل : ما تقول فيهما ؟ ... 178

ص: 509

جواب الإمام الرضا (علیه السّلام) حين سئل عنهما ... 180

جواب زید بن علي حين سئل عنهما ... 181

أبيات لشاعر مجهول (1) ، وديك الجن (4) ... 182

بيت أبي نصر الواسطي ... 183

بيتان للسوسي ... 183

ما ورد في الأولين في المصحف ... 184

أبيات البرقي(11) ... 184

الفصل الثاني عشر

في ذكر الصحيفة وأصحاب العقد

(187 - 217)

سنة التعاقد، والأقوال فيها ... 189

في آية النجوى وإنها فيمن نزلت ... 189

في توافق قوم في الكعبة أن لا يولوها أهل بيته (علیهم السّلام) ... 191

في قول أبي بن كعب : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة؛ ولذا سمّوا لذلك ... 193

في حديث أبي ذر وغيره في هذا الباب ، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ ... 195

الاثنا عشر الذين دخلوا الكعبة للتعاقد على الظالم و هضم أهل البيت (علیهم السّلام) ... 196

في قوله عزّ اسمه: ﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾ ... 197

في قوله تعالى : ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادِ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ ... 197

ص: 510

في قوله جل وعلى : ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا تَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَتَجْوَاهُم ..﴾ ... 198

في قوله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ ..﴾ ... 199

في قوله عزّ اسمه : ﴿ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ ﴾ ... 199

في قوله سبحانه: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ ..﴾ ... 200

في قوله عز من قائل: ﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً .. ﴾ ... 200

في كتابة الصحيفة ... 201

قولة عمر عند موته ... 203

قولة أمير المؤمنين (علیه السّلام) عندما دخل على عمر وهو مسجى : « ما أبالي أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى » ... 208

سرّ معروفية أبي عبيدة ب_ : أمين هذه الأُمة ! ... 208

أبيات البشنوي(3) ... 209

أبيات السيد الحميري (4) ... 210

أبيات السيد الحميري (3) ، ومهيار (14) ... 211

أبيات ابن العودي النيلي(5) ... 213

بيت المرزكي ، وأبيات الصوري(4) ... 216

أبيات البرقي (4) ... 216

ص: 511

الفصل الثالث عشر

أصحاب العقبة و خبر النفير

(219 - 240)

في قوله تعالى: ﴿ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا..﴾ ... 221

في قوله سبحانه: ﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ ..﴾ ... 223

في قوله عزّ اسمه : ه: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ ..﴾ ... 223

في قوله عزّ وجلّ : ﴿ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ..﴾ ... 224

في قوله تعالى : ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ ﴾ ... 224

في قوله جلّ وعلى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ..﴾ ... 225

في قوله عزّ اسمه : ﴿ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ ﴾ ... 225

في كيفية محاولة قتل رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) العقبة وعددهم وأسمائهم ... 226

حجج أصحاب العقبة ووصفهم ... 225

في إرادة أُبي بن كعب فضحهم وموته فجأة ! ... 237

أبيات العوني (4) ... 237

أبيات الناشي(5) ... 238

أبيات منصور بن حماد (4) ... 239

بیتان لغیره ... 240

ص: 512

الفصل الرابع عشر

في كتمانهم وصية النبي (صلی الله علیه و آله و سلم)

(241 - 262)

في قوله عزّ من قائل : ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ ..﴾ ... 243

في قوله تعالى : ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ..﴾ ... 243

في قوله سبحانه: ﴿ يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ...﴾ ... 243

في أحكام الوصية ... 244

في وصية رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 244

في وصية أبي بكر ... 247

في دعواهم خلافة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وعدم وصيته ... 248

اعترافهم بأن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) كان يتولى بنفسه استخلاف من يستخلفه أو تأميره ... 255

اعترافهم بكون أمير المؤمنين (علیه السّلام) وصي النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) فيما كان له وفي يديه ويمكنه ولم يوص إليه ؟ ... 255

تساؤلات كثيرة عن سبب عدم وصيته (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 256

أبيات ابن العودي النيلي(12) ... 257

أبيات مهيار (5) ... 259

أبيات البرقي(6) ... 260

رجوع إلى بعض تهافتاتهم ومزاعمهم في باب الوصية ... 261

ص: 513

الفصل الخامس عشر

في تناقض أحكامهم

(263 - 291)

في قوله عزّ اسمه : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ ..﴾ ... 265

في تأويل قوله سبحانه: ﴿ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ..﴾ ... 265

في قوله تعالى: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ أَخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ ... 266

في قوله جلّ وعلى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهَ وَرَسُولِهِ .. ﴾ ... 266

في قولة عمر : كان بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ... 267

فيما كان في قلب عمر على الأول ... 269

أبيات السيد الحميري (5) ... 270

وأبيات له أيضاً (3) و (3) ... 271

مخمسة العوني ، وبيتان لابن حماد ... 272

بيت لشاعر ... 273

قولة الأول : أقيلوني أقيلوني ، وتهافت أقوالهم ... 273

أبيات منصور الآبي (9) ... 274

أبيات ابن العودي النيلي (6) ... 275

أبيات أبي يحيى الوزير المغربي (3) ... 276

في حكم الأوّل في أهل الردة ، وما فعله خالد بن الوليد ... 277

أبيات لشاعر (4) ... 277

أبيات العوني(5) ... 278

ص: 514

مخالفات الثاني للأول وما قال فيه ... 279

أبيات ابن العودي(6) ... 280

قول الثاني في الأول : أنّ بيعته كانت فلتة ... 281

بعض ما قاله الثاني في الأول ... 282

أبيات الناشي(3) ... 283

رجوع الأوّل عمّا فعله في فدك .. وبعض تصرفاته ... 284

تهافت فعل الثاني مع الأول في الأحكام ... 285

ما ذكره السيد المرتضى (رحمه الله علیه) في أدلة من أنّ الثاني لم يكن متديناً بصحة إمامة الأول ... 286

مخالفة قريش لاستخلاف الأول للثاني ... 288

غرابة حكم الثاني في الستة أصحاب الشورى ... 289

رأي الخليفة الثاني في الستة المختارة منه ... 290

أبيات العونى (5) ... 290

الفصل السادس عشر

في ذكر العريش

(293 - 306)

في قوله عزّ وجلّ : ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقِ ﴾ ... 296

مقالة الشيخين التي أغضبت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 297

مشاورة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) لبعض أصحابه في وقعة بدر ... 298

ص: 515

بناء العريش ودور القوم في بدر ... 300

علة إجلاس رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الرجلين في العريش ... 302

قوله سبحانه: ﴿ لَا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين ..﴾ ... 304

أبيات العوني (4) ، والمعري (3) ... 305

بيتان لشاعر ... 306

الفصل السابع عشر

في حكم القبر

(307 - 326)

في قوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ..﴾ ... 309

في وداع رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وهو ما وصى به قبل شهادته ... 309

بيوت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ومسجده ملك له اشتراه ... 310

قوله سبحانه: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُن ﴾ ... 311

لم يعهد رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بدفن الشيخين عنده ... 311

فعلهم الشنيع الخبيث في الدفن عنده ما أحدثوه من ضجيج ... 312

أبيات العوني (7) ... 312

وجوه الخلاف في دفنهما عند رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 314

أبيات ابن حماد (3) ... 315

مخمسة ابن حماد (5) ... 316

موضع نقل الشيخين بعد دفنهما ... 316

ص: 516

بيتان لمهيار ... 316

بيت الصقر البصري، وأبيات ابن حماد (3) ... 317

استئذان الثاني عائشة في دفنه عند رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 317

سؤال فضال بن الحسن الكوفي لأبي حنيفة ... 318

حديث الطاقي لأبي خدرة ... 320

أبيات دعبل (3) ... 322

أبيات محمّد بن حبیب الضبي(2)، وغيره(2) ... 323

ما قيل في حماد وبشار (2) ... 324

أبيات الناشي (6) ... 324

الفصل الثامن عشر

في ذكر السقيفة

(327 - 391)

في قوله سبحانه: ﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَقَّى ﴾ ... 329

استغلال الشيخين انشغال أمير المؤمنين (علیه السّلام) بتجهيز رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 330

أبيات ابن حماد (4) ... 331

ترغيب المغيرة بن شعبة أبا بكر وعمر باغتصاب الخلافة ... 331

قصيدة السيّد الحميري (14) ... 332

إنكار عمر وفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 333

ما أنشده بشير بن سعد الأعور الأنصاري(3) ... 333

ص: 517

طلب العباس من أمير المؤمنين (علیه السّلام) وأبي سفيان البيعة له ... 335

أبيات الصاحب بن عباد (7) ... 335

تأويل قوله سبحانه: ﴿ الَمَ * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا ..﴾ ... 336

أبيات الزاهي (4) ، وديك الجن (2) ... 338

خطبة أمير المؤمنين (علیه السّلام) و ما قاله العبّاس عنه (علیه السّلام) ... 340

دفن رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بعد ثلاثة أيام ... 342

من شعر مهیار (5) ... 343

أبيات الناشى (4) ... 344

أبيات خطيب منبج (5) ، وديك الجن (3) ... 345

تشاجر الأنصار وبعض الصحابة على الخلافة ... 346

بيت لزيد مرزكي ... 346

بيت لآخر ... 347

خطب بعض الصحابة وترك المغتصبين الصلاة على رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وانشغالهم بالسقيفة ... 348

كلام الصديقة (عليها السلام) عند عدم حضور القوم تجهيز رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) ... 348

من شعر ابن الحجاج(1)، والصوري(7) ... 349

منازعة المهاجرين والأنصار في أمر الخلافة ... 351

كلام الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري ... 353

بيتان لابن علوية الأنصاري(2) ... 353

منازعة عمر مع الحباب بن منذر ... 354

ص: 518

أبيات حسان بن ثابت(3) ... 354

قول عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة ... 355

اجتماع الأنصار في السقيفة ، وكذا المهاجرين ما قاله كلّ واحد منهما ... 356

خدعة أبي بكر في أخذ الخلافة لنفسه ودفعه للأنصار ... 361

أبيات السيد الحميري (2) ، وله (6) ... 361

ميل بعض الأنصار لمبايعة أمير المؤمنين (علیه السّلام) ... 362

أبيات الناشي(4) ... 363

لا يوجد في التواريخ خبر : الأئمة من قريش ، وهو خبر لا أصل له ... ... 365

أبيات البرقي (3) ... 366

فقد أبي بكر لكل صلاحيات الخلافة ... 367

أبيات من شعر خطيب منبج (6) ، والملك الصالح (2) ... 368

أبيات البشنوي(2) ... 369

أبيات المرزكي الموصلي(3) ... 371

بناء أمر السقيفة على المغالبة والمخالسة ... 372

قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) لسلمان عن أول من بايع أبي بكر ... 373

في قوله سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ... 375

بيتان لابن الحجاج ... 376

أبيات السروجي(5) ... 377

بيتان لمهيار ... 378

ص: 519

فيما يمتاز به أبي بكر لترشيحه للخلافة ... 379

مجموعة في قصائد السيد الحميري (6) و (9) ... 379

أبيات السيد الحميري (3) ... 382

أبيات أُخر للسيد الحميري(14) ... 383

أبيات ديك الجن (6) ... 385

في قوله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي ﴾ ... 385

في قوله سبحانه: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلِ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنشُوراً ﴾ ... 385

في قوله عزّ من قائل : ﴿ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ﴾... 386

في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾ ... 387

في قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ﴾ ... 388

في قوله جل وعلى : ﴿ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً ﴾ ... 388

تنازع بعض الأصحاب في أفضلية أبي بكر أو سعد بن عبادة ... 389

أبيات البرقى (6) ... 389

أبيات ابن حماد (2) و (4) و (6) ... 390

الفصل التاسع عشر

في إمامة أبي دون كانت بلا رضى

(393 - 500)

في قوله سبحانه: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ..﴾ ... 395

في قوله تعالى: ﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ ... 396

ص: 520

في قوله عزّ اسمه : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ..﴾ ... 397

في قوله جلّ وعلى : ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سبقُونَا إِلَيْهِ ..﴾ ... 397

علّة مبايعة الأوّل أمور ... 397

المنكرين على أبي بكر جلوسه على دسة الخلافة ... 398

من لم يبايع أبي بكر من الصحابة ... 401

ما قاله أبوسفيان عند سماعه ببيعة أبي بكر ... 402

ما أنشد أبو سفيان عند سماعه بتولى أبي بكر (2) ... 404

ما أنشده أبوسفيان لأمير المؤمنين (علیه السّلام) عندما وجده مشغولاً بتجهيز الرسول (صلی الله علیه و آله و سلم) وطلبه القيام على الحكم (4) ... 405

ما قاله أبوسفيان لبني هاشم وما وصف به الأول ... 407

رد أمير المؤمنين (علیه السّلام) لأبي سفيان والحكم عليه بالمكيدة ... 408

حكم أبي سفيان على أمير المؤمنين (علیه السّلام) والعباس بأنهما المستضعفان والأذلان ... 409

رفض الإمام أمير المؤمنين (علیه السّلام) مبايعة أبي سفيان ... 409

بيتان للمتلمس ... 410

أبيات لأبي سفيان لأمير المؤمنين (علیه السّلام) والعباس(3) ... 410

أبيات لأبي سفيان(6) ... 411

بيتان لأبي سفيان ... 413

مقولة أبي سفيان عند استخدامهم لولده ... 414

ص: 521

تنازع أمير المؤمنين (علیه السّلام) والعباس في الميراث ! ... 414

أبيات العبّاس بعد بيعة أبي بكر (5) و (2) ... 415

بيت لعمران بن الحصين بعد البيعة ... 420

بيتان لقيس بن صرمة بعد البيعة ... 420

أبيات النابغة الجعدي (6) ... 421

ما قاله سلمان بعد البيعة ... 423

بيتان للسيد الحميري ... 424

بيت لغيره ... 424

أبيات عبادة بن الصامت ... 424

أبيات أُمّ سلمة (4) ... 425

كلام بريدة بعد البيعة ... 426

ما قاله سيد الوصيين (علیه السّلام) للقوم بعد البيعة ... 428

أبيات مسطح بن أثاثة (8) ... 429

كلام وشعر لأبي الطفيل بن الحارث (9) ... 430

كلام أبي سفيان على باب فاطمة (عليها السلام) ... 433

أبيات أبي سفيان بعد البيعة (6) ... 433

أبيات له أيضاً (3) ... 434

کلام خالد بن سعيد بن العاص ... 435

أبيات خالد بن سعيد بن العاص يشكر لأبي سفيان مقاله(4) ... 436

كلام الفضل بن العباس وأبياته (6) ... 437

ص: 522

أبيات بريدة الأسلمي عن البيعة (4) ... 439

أبيات عدي بن حاتم(3) ... 441

أبيات قيس بن سعد بن عبادة (4) ... 442

موقف بلال من بيعة أبي بكر ... 443

أبيات بلال بعد البيعة (3) ... 444

أبيات عبدالرحمن بن حنبل الجمحي(6) ... 445

أبيات نعمان بن يزيد(9) ... 449

أبيات عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب(2) ... 451

أبيات زينب بنت أثاثة بن المطلب (3) ... 455

موقف أهل اليمامة مع خالد بن الوليد ... 460

موقف عمر عند باب فاطمة (عليها السلام) ... 461

أبيات للناشي (5) ... 465

خروج الزهراء البتول (عليها السلام)، ونساء بني هاشم لنصرة أمير المؤمنين (علیه السّلام) ... 467

بيتان لديك الجن ... 467

كلام أصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) عند ما كان الحبل في عنقه ... 468

كلام أمير المؤمنين (علیه السّلام) عندما سحب للمسجد ... 468

من شعر أروى بنت الحارث بن عبد المطلب(2) ... 468

كلام أمير المؤمنين (علیه السّلام) عند ما أخذوه لمبايعة الأول ... 469

قصيدة ديك الجن (7) ... 470

ما قاله سيد الوصيين (علیه السّلام) للقوم بعد مطالبتهم البيعة لهم ... 470

ص: 523

كلام أمير المؤمنين (علیه السّلام) لعمر بعد البيعة ... 473

بيتان لطاهر بن الجزري ... 473

بيت ابن حماد ... 473

وقاحة أبي عبيدة الجراح مع مولى الموحدين (علیه السّلام) وجوابه (علیه السّلام) له ... 474

كلام أمير المؤمنين (علیه السّلام) مع بشير بن سعد الأنصاري ... 476

حديث الثمالي عن زين العابدين (علیه السّلام) أنه لما سألوا أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن البيعة ... 477

مخاطبة أمير المؤمنين (علیه السّلام) لقبر رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) بقوله : « يا ﴿ ابْنَ أُمَّ إِنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي ..﴾ » ... 477

انقطاعه (علیه السّلام) عن الناس لتأليف القرآن وجمعه ... 477

ردّ عمر والجماعة لما جمعه أمير المؤمنين (علیه السّلام) من القرآن ... 478

من شعر ابن حمّاد (10) ... 478

وله أيضاً (8) ... 480

أبيات العنبري(3) ... 482

أبيات لغيره (3) ... 483

تخلّف أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن البيعة ستة أشهر ... 483

ما قاله أمير المؤمنين (علیه السّلام) حين أُتي به إلى بيعة الأول ... 487

مخاطبة الزهراء البتول (عليها السلام) للأنصار لما منعت فدكاً ... 488

حديث العائدات لفاطمة الزهراء (عليها السلام) ... 489

بيتان المنصور الفقيه ... 491

ص: 524

ارتداد بعض الأعراب وقولهم شعراً ... 491

امتناع أُسامة من البيعة ... 492

ادعائهم أنّ البيعة لأبي بكر كانت إجماعاً ! ... 492

إبطال زعمهم كون بيعة أبي بكر إجماعاً ... 492

أبيات مهيار (4)... 493

أبيات السيد الحميري (4) ... 494

أبيات أبي القاسم المغربي(4) ... 495

أبيات مهيار (16) ... 496

إنكار أبي بكر على سعد بن عبادة لقعوده عن البيعة ... 498

بيتان للبشنو ... 499

المحتوى ... 501

* * *

ص: 525

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.