سواطع الالهام في تفسير كلام الملك العلام المجلد 6

هویة الکتاب

حقوق الطبع محفوظة الطبعة الأولى 1996 م - 1417 ه

اسم الكتاب : سواطع الإلهام / ج 6

اسم المؤلف : الشيخ أبو الفيض الفيضي الناكوري

المحقق : د . سيد مرتضى آيت الله زاده شيرازي

الفلم والألواح الحساسة : تيزهوش

المطبعة : ياران

الكمية : 1000 نسخة

السعر : 1000 تومان

الناشر : المحقق

ص: 1

اشارة

حقوق الطبع محفوظة الطبعة الأولى 1996 م - 1417 ه

اسم الكتاب : سواطع الإلهام / ج 6

اسم المؤلف : الشيخ أبو الفيض الفيضي الناكوري

المحقق : د . سيد مرتضى آيت الله زاده شيرازي

الفلم والألواح الحساسة : تيزهوش

المطبعة : ياران

الكمية : 1000 نسخة

السعر : 1000 تومان

الناشر : المحقق

ص: 2

سورة الممتحنة

ص: 3

ص: 4

( سورة الممتحنة )

موردها مصر رسول اللّه - علاه السلام - صدد الكل ، ومحصول أصول مدلولها :

ردع أهل الإسلام عمّا ولاء أهل العدول اللاؤا أدلعوا رسول اللّه ، وأهل الإسلام عما هو محطّ رؤوسهم . وهو أم الرّحم ، وإعلام أهل الإسلام ووعدهم حصول الودّ وسطهم ووسط أهل العدول الأحمّاء لهم ، والأمر لأهل الإسلام لمّا محّصوا اللاء لها ادّعاء الإسلام حال ورودها صددهم ، والأمر للرسول - علاه السلام - للإصر والعهد مع أعراس أهل الإسلام حال أرادها العهد معه ، وحدّ أهل الإسلام عما والوا أهل الصدود والعدول عموما .

ص: 5

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (لا تَتَّخِذُوا) أصلا (عَدُوِّي) وهو للواحد ولمّا علاه سواء (وَعَدُوَّكُمْ) عدّال أمّ الرّحم (أَوْلِياءَ) ودادكم (تُلْقُونَ) المراد إرسالهم وإعلامهم أسرار الرسول صلعهم ، وهو حال (إِلَيْهِمْ) الأعداء (بِالْمَوَدَّةِ) الوداد رسالا أو أحوال الرسول وأسراره لودادكم لهم كما أرسل أحدهم عرسا مع طرس سدو أهل أم الرّحم ، وأعطاها كراء الحمل ، ومدلوله اعلموا أهل أم الرّحم أرادكم رسول اللّه صلعم وأعطوا حرسكم ، وأرسل اللّه الملك وأعلمه صلعم ، وأرسل رسول اللّه صلعم أسد اللّه وعمّارا وعمر وسواهم ، وأمرهم : روحوا وأعطوا الطرس ودعوها ولولا إعطاؤها أهلكوها ، وهم راحوا وأدركوها ولمّا حاولوا الطرس ، حاورهم العرس واللّه ما معها طرس وهموا العود ، وكلّم أسد اللّه كرّمه اللّه : واللّه ما ولع رسول اللّه صلعم ، وسل صارمه ، ولمّا كلّم معها : إمّا عطو الطرس أو حسم رأسك ، أصدره العرس وعطوها ، وورد مرسل الطرس صدد رسول اللّه صلعم وسأله الرسول ما حملك ،

----------

(60 سورة الممتحنة ثلاث عشرة آية مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم) يعني قريشا (أولياء تلقون إليهم بالمودة) تقضون إليهم المودة بالمكاتبة بأن الرسول يريد غزوهم

ص: 6

وهو حاور حوارا وأمله أملاها سمعه الرسول وسدّده (وَ )الحال هم (قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ) أرسلكم اللّه (مِنَ الْحَقِّ) السداد وهو كلام اللّه أو الإسلام (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ) محمدا صلعم (وَإِيَّاكُمْ) هم مسلموا أمّ الرّحم ، هو أول كلام لإعلاء صدودهم أو حال (أَنْ تُؤْمِنُوا) لإسلامكم (بِاللَّهِ) وحده (رَبِّكُمْ) مالككم ومصلحكم ، والحاصل لم ودادكم معهم وهم لمّا علموا إسلامكم طردوكم حسدا وعداء (إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ) لو حصل دلوعكم عما مراكدكم وأمصاركم (جِهاداً) لعماس الأعداء ، وهو مصدر حلّ محل الحال (فِي سَبِيلِي) صراط الإسلام (وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي) روم ما هو المأمور لكم ما صلح ودادكم معهم (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ) الأعداء إسرارا رسول اللّه (بِالْمَوَدَّةِ) لودادكم معهم ، أو لوداد وهو أول كلام (وَ )الحال (أَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ) إسراركم ودادكم مع الأعداء ، أو ما للموصول (وَما أَعْلَنْتُمْ) وهو الإسلام واللّه عالم الكلّ له ، إسراركم وإعلاءكم سواء (وَمَنْ يَفْعَلْهُ) ما مر (مِنْكُمْ) وهو الولاء والإسرار (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) ( 1 ) ما أدرك صراط السداد .

(إِنْ يَثْقَفُوكُمْ)لو أدركوكم وعلوكم سطوا (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً)عادوكم صراحا وما والوكم ، وما صلح لكم ودادكم معهم (وَيَبْسُطُوا)مدوا وأطالوا (إِلَيْكُمْ)حسدا (أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ)مساحلهم (بِالسُّوءِ)الإهلاك والأسماع

----------

(وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم) أي من مكة (أن تؤمنوا) بسبب إيمانكم (بالله ربكم إن كنتم خرجتم) من مكة (جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي) فلا تكاتبوهم وجواب إن دل عليه لا تتخذوا (تسرون إليهم بالمودة) استئناف يفيد أنه لا فائدة في الإسرار (وأنا أعلم) أي منكم (بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم) أي الإسرار (فقد ضل سواء السبيل) أخطأ وسطه.

(إن يثقفوكم) يظفروا بكم (يكونوا لكم أعداء) وإن واددتموهم (ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) كالقتل والشتم (وودوا لو

ص: 7

(وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)والوا عدو لكم

(لَنْ تَنْفَعَكُمْ)أصلا (أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ)اللّاء حصل ودادكم مع الأعداء لأمرهم وإصلاحهم (يَوْمَ الْقِيامَةِ)معاد الكلّ (يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ)لأعمالكم الصوالح والطوالح (وَاللَّهُ بِما)كل عمل (تَعْمَلُونَ)صلاحا أو طلاحا (بَصِيرٌ)( 3 ) عالم ومعامل معكم كأعمالكم .

(قَدْ كانَتْ لَكُمْ)أهل الإسلام (أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)مسلك محمود وطوع ممدوح (فِي إِبْراهِيمَ)الرسول كلاما وعملا (وَ) الملأ (الَّذِينَ)أسلموا (مَعَهُ)طوعا له وردهم الرسل ادّكر (إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ)رهطهم أورده وأراد كل رسوله لرهطه (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ)ولا ولاء معكم (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ) ورها (مِنْ دُونِ اللَّهِ) سواه والمراد دماهم (كَفَرْنا بِكُمْ) مسلككم أو مألوهكم (وَبَدا) لاح (بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ) والوحر سرا وحسّا (وَالْبَغْضاءُ) صدورا ومساحل (أَبَداً) دواما (حَتَّى تُؤْمِنُوا) إسلاما (بِاللَّهِ وَحْدَهُ) وح لا عداء معكم (إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ) كلامه (لِأَبِيهِ) والده رحما (لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) لمّا صدوره محصور علاه ، وما لكم طوعه إصدارا له وهو لوعد وعده ، أو لصدوره أمام ورود الرادع ، ولمّا صدّ والده وأصر وعلم الرسول صدوده

----------

تكفرون) وتمنوا ارتدادكم (لن تنفعكم أرحامكم) أقرباؤكم (ولا أولادكم) الذين لأجلهم توادون الكفرة (يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير قد كانت لكم أسوة) بكسر الهمزة وضمها في الموضعين قدوة (حسنة في إبراهيم والذين معه) ممن آمن به (إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا) جمع بريء كشريف وشرفاء (منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم) أنكرناكم وءالهتكم (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) لا تشركوا به شيئا (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك) مستثنى من أسوة كأنه قيل تأسوا

ص: 8

وإصراره طرده وعاداه وما رحمه وما سأل محو آصاره (وَما أَمْلِكُ لَكَ) لعدم السطو (مِنَ اللَّهِ) إصره والعطاء معادا ، أو ما أملك لهداك (مِنْ شَيْءٍ) أمر ما صل حال صدودك (رَبَّنا) اللّهم (عَلَيْكَ) مكارمك (تَوَكَّلْنا) للأمور كلها (وَإِلَيْكَ) مراحمك (أَنَبْنا) عودا وهودا (وَإِلَيْكَ) وحدك (الْمَصِيرُ) ( 4 ) المعاد حالا ومآلا .

(رَبَّنا) اللّهم (لا تَجْعَلْنا) كرما وإكراما (فِتْنَةً) ما اسطاع المرء حملها (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا ، وهو دعاء لعدم علوّهم وكوحهم (وَاغْفِرْ) امح (لَنا) الإصر (رَبَّنا إِنَّكَ) اللّه (أَنْتَ) مؤكد (الْعَزِيزُ) كامل السطو (الْحَكِيمُ) ( 5 ) واطد الحكم والحكم .

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ) أهل الإسلام (فِيهِمْ) الرسول وطوّعه (أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) مسلك محمود كرره مؤكدا لطوع أحكامه (لِمَنْ كانَ) لكلّ واحد (يَرْجُوا اللَّهَ) عطاءه وكرمه أملا ، أو المراد الروع والهول (وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) المعاد للكل (وَمَنْ) كل أحد (يَتَوَلَّ) اللّه (فَإِنَّ اللَّهَ) الملك المالك (هُوَ الْغَنِيُّ) له الملك والملك (الْحَمِيدُ) ( 6 ) المحمود وله المحامد كلها .

ولمّا ورد صدر الكلام ردع أهل الإسلام عما والوا العدّال وهم عادوا

----------

بأقواله إلا استغفاره للكافر فإنه كان قبل النهي أو قبل تبيين عداوته لله (وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) أمر للمؤمنين بأن يقولوا ذلك أو هو من تتمة قول إبراهيم ومن معه أي وقالوا (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) ذلك أي لا تظفرهم بنا فيفتنونا أي يعذبونا (واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز) في ملكك (الحكيم) في صنعك.

(لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة) كرر مصدرا بالقسم تأكيدا لأمر التأسي ولذا أبدل من لكم (لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) فإنه يؤذن بأن تاركه لا يرجوهما ويؤكده (ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد) فإنه نوع وعيد.

ص: 9

ولّادهم وأولادهم وأهل الأرحام والوصل اللّاء صدّوا وما أسلموا للّه عداء كاملا ، أرسل اللّه وعدا وإطماعا لحول الحال

(عَسَى اللَّهُ) لعله وهو وعد اللّه (أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ) أهل الإسلام (وَبَيْنَ) الملأ (الَّذِينَ عادَيْتُمْ) كمال العداء (مِنْهُمْ) أهل أم الرّحم (مَوَدَّةً) ودادا لمّا أعطاهم اللّه الإسلام ، ولمّا صار امّ الرّحم لأهل الإسلام وأودّاء محمد صلعم ، أسلم رهطهم وكمل لهم الوداد (وَاللَّهُ قَدِيرٌ) محوّل الأحوال ومسهّل وصل الوداد (وَاللَّهُ غَفُورٌ) لكل عاص أراد (رَحِيمٌ) ( 7 ) لأهل الإسلام ووصّال الأرحام .

(لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ) أهل الإسلام وما ردعكم اللّه (عَنِ) الملأ (الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ) ما سعوا لعماسكم (فِي الدِّينِ) أمر الإسلام (وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ) ما أدلعوكم (مِنْ دِيارِكُمْ) دوركم ومحالّكم ، المراد أعراسهم وأولاد ما وصلوا الحلم (أَنْ تَبَرُّوهُمْ) إكرامكم لهم وهو صدع للموصول (وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) سلوك العدل معهم (إِنَّ اللَّهَ) الملك العادل (يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ( 8 ) أهل العدل .

(إِنَّما) ما (يَنْهاكُمُ اللَّهُ) أهل الإسلام إلا (عَنِ) الملأ (الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ) وحاموا لإهلاككم وكسركم (فِي) أمر (الدِّينِ) الإسلام (وَأَخْرَجُوكُمْ) أدلعوكم وطردوكم (مِنْ دِيارِكُمْ) دوركم وأمصاركم

----------

(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير) على ذلك (والله غفور رحيم) بكم.

(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) من أهل العهد أو من اتصف بذلك (أن تبروهم) بدل اشتمال من الذين (وتقسطوا) تقضوا (إليهم) بالقسط أي العدل (إن الله يحب المقسطين) العادلين (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا) عاونوا (على إخراجكم) كمشركي مكة

ص: 10

(وَظاهَرُوا) ساعدوا (عَلى إِخْراجِكُمْ) وطردكم كطلاح أم الرّحم لمّا آحادهم سعوا لإدلاع أهل الإسلام ، وآحادهم أمدّوا أعداءهم وأهل ادّلاعهم (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) ولاءهم وهو صدع الموصول (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ) ودّهم (فَأُولئِكَ) هو وطوعه (هُمُ) الرهط (الظَّالِمُونَ) ( 9 ) لمّا أوردوا الولاء والوداد موردا ما هو موردا له ، وأحلّوه محلا ما هو محلّا له .

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (إِذا جاءَكُمُ) الأعراس (الْمُؤْمِناتُ) سمّاها أهل الإسلام لإسلامها مسحلا (مُهاجِراتٍ) أهل العدول ودورهم (فَامْتَحِنُوهُنَّ) عهدا هل ورودها ورحلها للإسلام ، أو لعداء المرء ، أو وداد أحد (اللَّهُ أَعْلَمُ) وأكمل علما (بِإِيمانِهِنَّ) لإسلامها لما هو المطّلع للأسرار كلها (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ) علما سهل حصوله لكم (مُؤْمِناتٍ) ووطا صدورها مساحلها (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ) ردّا (إِلَى الْكُفَّارِ) أهل العدول ولو هم مرؤها (لا هُنَّ) هؤلاء الأعراس (حِلٌّ لَهُمْ) لأهل العدول والصدود (وَلا هُمْ) أهل العدول (يَحِلُّونَ لَهُنَّ) لحصول حسم وسطهما رحلا وإسلاما (وَآتُوهُمْ) أعطوا أهل الإسلام العدّال الأهال (ما أَنْفَقُوا) ما أعطوا لها وهو المهر لمّا ورد الصلح المعهود مع الرّد ولمّا عسر ردّها لورود الرادع لسم ردّ مهورها (وَلا جُناحَ) لا سوء ولا إصر (عَلَيْكُمْ) أهل الإسلام (أَنْ

----------

(أن تولوهم) بدل اشتمال من الذين (ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) بموالاتهم.

(يا أيها الذين ءامنوا إذا جاءكم المؤمنات) المظهرات للإيمان (مهاجرات) من الكفار (فامتحنوهن) بالحلف أنهن لم يخرجن إلا للإسلام لا لبغض زوج ولا لعشق أحد (الله أعلم بإيمانهن) باطنا (فإن علمتموهن مؤمنات) من أمارة الحلف وغيره (فلا ترجعوهن إلى الكفار) أي أزواجهن (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) كرر مبالغة وزيادة تأكيد للمنع من الرد ودل على وقوع الفرقة (وءاتوهم ما أنفقوا) عليهن من المهور (ولا جناح عليكم أن

ص: 11

تَنْكِحُوهُنَّ) أهول هؤلاء الأعراس (إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) حال أداء المهور (وَلا تُمْسِكُوا) إمساكا كإمساك الإسلام (بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) أهولها وعهودها وسرّحوها لولا الإسلام لها وهم سرّحوها ، وأمر اللّه (وَسْئَلُوا) روموا ورود أهل الإسلام لو أراد العادل الصّاد أهول أعراسكم الطّوارح لداركم الرواحل لداره (ما أَنْفَقْتُمْ) مهورها مماه .

(وَلْيَسْئَلُوا) العدّال (ما أَنْفَقُوا) مهور أعراسهم اللواء أهلها أهل الإسلام ممّا هم ، والحاصل ردّ المهور مأمور لمسلم وعادل لحسم العصم (ذلِكُمْ) كل ما مرّ (حُكْمُ اللَّهِ) وأمره (يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) عدلا وصلاحا وهو أول كلام أو حال لحكم اللّه ، والكلام محدود الحكم وهو سؤال أهل الإسلام والأعداء المهر (وَاللَّهُ) الملك العلّام (عَلِيمٌ) عالم كل (حَكِيمٌ) ( 10 ) حاكم عدل .

(وَإِنْ فاتَكُمْ) عدم لكم أهل الإسلام (شَيْءٌ) أحد ، ورووا أحد أو مهر (مِنْ أَزْواجِكُمْ) أعراسكم أو مهورها واصلا (إِلَى الْكُفَّارِ) أهل دار العماس (فَعاقَبْتُمْ) حصل لكم درك العماس والعلو وكسر الأعداء والمال لكم مآلا

----------

تنكحوهن) لأن الإسلام أبانهن من أزواجهن (إذا ءاتيتموهن أجورهن) مهورهن ولا يكفي ما أعطيتم أزواجهن (ولا تمسكوا) بالتخفيف والتشديد (بعصم الكوافر) بما يعتصم به من عقد وسبب أي لا تقيموا على نكاحهن لانقطاعه بإسلامكم (واسئلوا ما أنفقتم) من مهور نسائكم اللاحقات بالكفار (وليسئلوا ما أنفقوا) من مهور نسائهم المهاجرات (ذلكم) المذكور في الآية (حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم) فحكمه مصلحة وحكمة ولما أبى المشركون أن يؤدوا مهور الكوافر نزلت.

(وإن فاتكم شيء) أحد (من أزواجكم) وعبر بالشيء تحقيرا وتعميما وتغليظا في الحكم أو شيء من مهورهن (إلى الكفار) مرتدات (فعاقبتم)

ص: 12

(فَآتُوا) أعطوا أهل الإسلام هؤلاء الأهّال (الَّذِينَ) هم أهل الإسلام (ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ) دار العماس (مِثْلَ ما أَنْفَقُوا) كمهر أعطوا أعراسهم لآهلها العادل (وَاتَّقُوا اللَّهَ) عما أوعدكم (الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ) أمره (مُؤْمِنُونَ) ( 11 ) إسلاما كاملا وهم عملوا كما أمروا ، وورد هو ممحوّ كالحكم الأوّل .

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) محمد رسول اللّه ( ص ) (إِذا جاءَكَ) وردك الأعراس (الْمُؤْمِناتُ) للإسلام (يُبايِعْنَكَ) حال (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ) وحده (شَيْئاً) كودّ وسواع (وَلا يَسْرِقْنَ) مال أحد وهو الإسلال (وَلا يَزْنِينَ) مع أحد وهو العهر (وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ) أراد وأدها لروع الإرمال (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ) ولع والع (يَفْتَرِينَهُ) الولع (بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ) وهو عطو ولد مطروح ووصله مع الآهل (وَلا يَعْصِينَكَ) محمد ( ص ) (فِي مَعْرُوفٍ) أمر اللّه وحكمك كحسم الإكساء وصدع الكرد (فَبايِعْهُنَّ) وعمله رسول اللّه كلاما لامسا وعمله عمر لأمره صلعم (وَاسْتَغْفِرْ) وأسأل محو الآصار (لَهُنَّ اللَّهَ )

----------

فجاءت عاقبتكم أي توبتكم من إعطاء المهر شبه أداء كل من الفريقين المهر للآخر بأمر يتعاقبون فيه (فأتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا) مثل مهرها من مهر المهاجرة ولا تؤتوها زوجها الكافر أو المعنى وإن فاتكم فأصبتم عقبى أي غنيمة فأتوا مهر الفائتة من الغنيمة (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) في أحكامه.

(يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا) لما بايعه الرجال يوم الفتح جاء النساء يبايعنه فنزلت (ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) وهو أن يلحقن بأزواجهن غير أولادهن من اللقطاء ووصف بوصف ولدها الحقيقي أنه إذا ولد سقط بين يديها ورجليها وقيل هو الكذب والنميمة وقذف المحصنة (ولا يعصينك في معروف) هو فعل الحسن وترك القبيح (فبايعهن) على ذلك

ص: 13

عما مرّ (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ) محاء للآصار كرما (رَحِيمٌ) ( 12 ) كامل رحم لكل أطاعه .

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (لا تَتَوَلَّوْا) ردع اللّه ودّ أهل الإسلام وولاءهم (قَوْماً) رهطا صدّادا عمودا وهودا (غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) لسوء أعمالهم (قَدْ يَئِسُوا مِنَ) الدار (الْآخِرَةِ) دوحها ودوامها لردّهم لها لعلمهم لا سهم لهم معادا لمّا عادوا الرسول الممدوح وسط الطروس الأول (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ) المراد هو الرهط الأول المحرور المطرود أو الأمد (مِنَ) عود (أَصْحابِ الْقُبُورِ) ( 13 ) أهل المرامس أو المراد حال هؤلاء كحال ولّادهم .

----------

(واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) للمؤمنين والمؤمنات (يا أيها الذين ءامنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) هم جميع الكفار أو اليهود وقيل كان بعض فقراء المسلمين يواصلونهم طمعا في ثمارهم فنزلت (قد يئسوا من الآخرة) من ثوابها لتكذيبهم النبي مع علمهم بصدقه من كتابهم (كما يئس الكفار من أصحاب القبور) أن يبعثوا أو ينفعوهم.

ص: 14

سورة الصّفّ

ص: 15

ص: 16

( سورة الصّفّ ) موردها أم الرّحم صدد الكل ، ومدلول أصول مصامدها :

لوم اللّه وحرده لرهط ردّوا علم أكمل أعمال صدد اللّه ولمّا أعلموا وأمروا ما عملوا ، وصدع مراهص سمط أهل المصارع ، وإعلام وصول الألم لرسول الهود مما رهطه ، وإرسال رسوله لإعلاء الإسلام وكوحه ومحو الملل الصحاصح كلها ، وصدع العمل الأعود مع الملل ، وما سرّ أهل الإسلام وهو كوحهم أعداءهم ، وإعلاء كوح رهط روح اللّه اللاؤا أسلموا أعداءهم .

ص: 17

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(سَبَّحَ) حمد حالا أو كلاما (لِلَّهِ) وحده كلّ (ما) حلّ (فِي السَّماواتِ) عالم السمو (وَ ) كل (ما) ركد (فِي الْأَرْضِ) دار الأوامر (وَهُوَ) اللّه (الْعَزِيزُ) له العلو الكامل (الْحَكِيمُ) ( 1 ) له حكم الكلّ .

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (لِمَ) أصله « لما » طرح المدّ لعدّ الورود كعلام وإلام وعمّ وأصله للسؤال والمراد الهكر (تَقُولُونَ) أملا وادعاء (ما) كلاما (لا تَفْعَلُونَ) ( 2 ) عملا وهو أعم .

ورد لمّا كلّم أهل الإسلام لو علموا أصلح الأعمال وأكملها ودّا للّه لعملوه ، وأعطوا الأموال والأرواح لحصوله ، أرسل اللّه حكم العماس ، ولمّا ولّوا عماس أحد أرسلها اللّه أو أرسلها لإعلاء حال أحد كلّم عمل عملا وما عمل أو لأحد أهلك امرأ حال العماس وادّعاه سواه .

----------

61 سورة الصف أربع عشرة آية مدنية أو مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم) فسر (يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر) عظم (مقتا) تمييز وهو أشد البغض (عند الله أن تقولوا) فاعل كبر (ما لا تفعلون)

ص: 18

(كَبُرَ) كمل (مَقْتاً) حردا (عِنْدَ اللَّهِ) العدل (أَنْ تَقُولُوا ما) كلاما (لا تَفْعَلُونَ) ( 3 ) هدّدهم اللّه لعدم عملهم لمّا هو كلامهم .

(إِنَّ اللَّهَ) الرّاحم (يُحِبُّ) الملأ (الَّذِينَ يُقاتِلُونَ) أعداءه (فِي سَبِيلِهِ) إعلاء هداه وهو الإسلام (صَفًّا) سمطا محكما هو مصدر حلّ محلّ الحال (كَأَنَّهُمْ) هؤلاء أهل العماس (بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) ( 4 ) مؤسس واطد موصول الرّص والإحكام وهو حال كالأوّل .

(وَ) ادّكر (إِذْ قالَ مُوسى) الرسول (لِقَوْمِهِ) رهط الهود (يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي) ردّا لسواطع الدوال ولوصمهم لطلله أو لعمله ، وطهّره اللّه عما وصموه (وَقَدْ تَعْلَمُونَ) علما كاملا لورود الدوّال السواطع ، وهو حال (أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) وداع لكم لأوامر اللّه وروادعه لإصلاحكم ، وصلح لكم إكرام الرسول وإعلاء حاله لا وصمه وإلهاده (فَلَمَّا زاغُوا) مالوا وعدلوا عما أمروا (أَزاغَ اللَّهُ) أمال (قُلُوبَهُمْ) عما صلح لهم وهو سلوك صراط اللّه وما هداهم (وَاللَّهُ) العدل (لا يَهْدِي ) عدلا لسواء الصراط (الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) ( 5 ) علما وعلمه أحاط الكلّ حالا ومآلا .

(وَ) ادّكر (إِذْ قالَ عِيسَى) روح اللّه (ابْنُ مَرْيَمَ) ولدها لرهط الهود (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) اسمعوا (إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ) أرسل اللّه (إِلَيْكُمْ)

----------

وفيه مبالغة في المنع منه (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) صافين (كأنهم بنيان مرصوص) لصق بعضه ببعض مستحكم.

(وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني) لما رموه بالزنا وقتل هارون (وقد تعلمون أني رسول الله إليكم) والرسول يعظم ولا يؤذى والجملة حال (فلما زاغوا) عدلوا عن الحق (أزاغ الله قلوبهم) خلاهم وسوء اختيارهم (والله لا يهدي القوم الفاسقين) إلى الجنة أو لا يلطف بهم لاختيارهم الفسق.

(وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما

ص: 19

لإصلاحكم (مُصَدِّقاً) مسددا (لِما) طرس (بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ) أرسلها اللّه للهود (وَمُبَشِّراً) لكم (بِرَسُولٍ) أكرم الرسل وأكملهم (يَأْتِي) مرسلا (مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) أراد محمدا رسول اللّه ، وهو اسم دعاه أهل السماء (فَلَمَّا جاءَهُمْ) محمد ( ص ) أو روح اللّه لأداء الأوامر والروادع (بِالْبَيِّناتِ) الأدلّاء اللوامع والأعلام السواطع (قالُوا) الطّلاح (هذا) المورد أو الرسول المورد (سِحْرٌ مُبِينٌ) ( 6 ) ساطع دوال سحره ، ورووه ساحر .

(وَمَنْ) لا أحد (أَظْلَمُ) أحدل أمرا وأعدّ عدوا وعداء (مِمَّنِ افْتَرى) عمدا (عَلَى اللَّهِ) العدل (الْكَذِبَ) الولع (وَهُوَ) الولع (يُدْعى) دعاه الرسول (إِلَى) سلوك صراط (الْإِسْلامِ) إسعادا وإكمالا (وَاللَّهُ) العدل (لا يَهْدِي) للصراط السواء (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ( 7 ) الرهط الحدال .

(يُرِيدُونَ) الهود أو الحدال عموما حسدا ومرودا (لِيُطْفِؤُا) محوهم وإعدامهم ، واللام مؤكد لا مدلول له (نُورَ اللَّهِ) لمعه وهداه وهو ما أورده محمد ( ص ) ، وهو كلام اللّه المرسل لهداهم (بِأَفْواهِهِمْ) كلامهم السوء (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) مهّده ومكمّله ومسطع لوامع هداه وملمع سواطع أمره (وَلَوْ كَرِهَ) الرهط (الْكافِرُونَ) ( 8 ) إعلاء معالمه .

----------

بين يدي) لما تقدمني (من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) ومصدقا ومبشرا حالان عاملها معنى الإرسال في الرسول (فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا) المجيء به (سحر مبين) بين وقرىء ساحر فالإشارة إلى الجائي (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب) بتسميته معجزاته سحرا (وهو يدعى إلى الإسلام) الذي فيه سعادة الدارين فجعل مكان الإجابة الافتراء (والله لا يهدي القوم الظالمين) لا يلطف بهم لاختيارهم الظلم.

(يريدون ليطفئوا نور الله) برهانه أو دينه أو القرآن (بأفواههم) بطعنهم فيه (والله متم) مظهر (نوره) بإعلائه وتأييده (ولو كره الكافرون)

ص: 20

(هُوَ) اللّه وحده (الَّذِي أَرْسَلَ) للكلّ (رَسُولَهُ) محمدا ( ص ) (بِالْهُدى) الدال الموصل للمراد (وَدِينِ الْحَقِّ) الإسلام الألمع الأطهر الأسدّ (لِيُظْهِرَهُ) لإعلاء الإسلام (عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) الصراط كلها (وَلَوْ كَرِهَ) الرهط (الْمُشْرِكُونَ) ( 9 ) الأعلاء .

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ) هل أعلمكم عملا صالحا (تُنْجِيكُمْ) معادا (مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) ( 10 ) مؤلم .

وهو

(تُؤْمِنُونَ) أسلموا سدادا ودواما ، وهو الأمر مدلولا كما دلّ ما رواه ولد مسعود أمرا (بِاللَّهِ) وحده (وَرَسُولِهِ) محمد ( ص ) أكرم الرسل وأكملهم (وَتُجاهِدُونَ) مع أعداء الإسلام وهو كالأوّل مدلولا ، ورواه كما مرّ راو مرّ (فِي سَبِيلِ اللَّهِ) صراطه السّواء ومسلك الوصول (بِأَمْوالِكُمْ) والمراد أعطوا أهل العماس السلاح (وَأَنْفُسِكُمْ) أراد احمسوا وأدركوا المعارك وماصعوا وصاولوا (ذلِكُمْ) الإسلام والعماس (خَيْرٌ) أصلح وأعود (لَكُمْ) حالا ومآلا (إِنْ كُنْتُمْ) رهط العماس (تَعْلَمُونَ) ( 11 ) صلاح العمل .

(يَغْفِرْ) معادا (لَكُمْ) كرما ورحما (ذُنُوبَكُمْ) أصاركم وأسوأكم

----------

إتمامه (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره) ليعليه (على الدين كله) عن الباقر (عليه السلام) أن ذلك يكون عند خروج المهدي (ولو كره المشركون) ذلك.

(يا أيها الذين ءامنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم) بالتخفيف والتشديد (من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) هو أمر أتى بلفظ الخبر إشعارا بتأكده (ذلكم) المذكور (خير لكم إن كنتم تعلمون) أنه خير فاعملوه (يغفر) جواب للأمر أو لشرط مقدر أي إن تفعلوه يغفر (لكم ذنوبكم

ص: 21

(وَيُدْخِلْكُمْ) إكراما وإعطاء (جَنَّاتٍ) محال لها صروح ودوح أولو أحمال وأوراد (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) صروحها أو دوحها (الْأَنْهارُ) السواعد للماء والدّر والمدام والعسل (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً) صروحا عطّرها اللّه (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) رموك ودوام (ذلِكَ) محو الآصار والإكرام والإعطاء (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ( 12 ) الوصول الكامل مآلا .

(وَ) آلاء (أُخْرى) حالا (تُحِبُّونَها) المراد لكم عطاء صالح سواه مودود لكم وهو (نَصْرٌ) لأهل الإسلام (مِنَ اللَّهِ) وهو كسر للحمس (وَفَتْحٌ) عطو أمّ الرّحم سطوا (قَرِيبٌ) سارع واصل (وَبَشِّرِ) الملأ (الْمُؤْمِنِينَ) ( 13 ) أعلم رسول اللّه أهل الإسلام والعماس إعلاما سارا لحصول الموعود حالا ومآلا .

(يا أَيُّهَا ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (كُونُوا) دواما (أَنْصارَ اللَّهِ) إمدادا وإرداء لإعلاء أمر اللّه (كَما قالَ) رام الإمداد (عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) روح اللّه (لِلْحَوارِيِّينَ) أرداء روح اللّه وهم أول رهط أسلموه ، أصله الحور وهو الصراح أو هم حورّوا (مَنْ أَنْصارِي) حال روم المرام (إِلَى) إعلاء أمر

----------

ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى) أي ولكم مع هذه النعمة الآجلة نعمة عاجلة أو يؤتكم نعمة (تحبونها) صفة (نصر من الله) خبر محذوف على الوجهين أو بدل على الأول (وفتح قريب) عاجل هو فتح مكة أو الأعم منه (وبشر المؤمنين) بما وعدناهم عاجلا وآجلا.

(يا أيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله) لدينه (كما قال عيسى ابن مريم للحواريين) هم أصفياؤه وأول من آمن به كانوا اثني عشر من الحور وهو البياض (من أنصاري إلى الله) أي من الأنصار الكائنون معي متوجها

ص: 22

(اللَّهِ) وإسلامه (قالَ) الملأ (الْحَوارِيُّونَ) حوارا لروح اللّه (نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ) ممدّوه ومساعدوه لأمر اللّه (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ) رهط (مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) وأمدّوه وعلموه رسولا صعد السماء (وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) وسمّوه ولدا للّه دعاه صدده (فَأَيَّدْنَا) إدلاء أو عماسا (الَّذِينَ آمَنُوا) رهطا أسلموا وعلموه رسولا (عَلى عَدُوِّهِمْ) رهط سمّوه مولودا للّه (فَأَصْبَحُوا) صاروا (ظاهِرِينَ) ( 14 ) أهل سطو أعلاهم اللّه .

----------

إلى الله (قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل) بعيسى (وكفرت طائفة) منهم به (فأيدنا الذين ءامنوا على عدوهم) الطائفة الكافرة (فأصبحوا ظاهرين) غالبين بالحجة أو الحرب.

ص: 23

ص: 24

سورة الجمعة

ص: 26

ص: 25

( سورة الجمعة ) موردها مصر رسول اللّه صلعم صدد الكل ، ومدلول أصول مصامدها :

حمد أهل العالم كلّها للّه الملك الأحد ، وإرسال محمد - علاه السلام - وسط رهط ما درسوا وما علموا مطهرا لهم ومعلّما ، وأصار حال الهود لعدم عملهم مع علمهم كحال الحمار الحامل للطّروس ، وصدع ما ألسمهم ، وأمر اللّه لأهل الإسلام محرسا لهم لأداء طوع عصر هو أكمل الأعصار ، وإعلام سوء حال رهط لمّا ودعوا الرسول وحده حال ما رأوا اللهو ورواحل الطعام ، وإسلاء اللّه أرواع ولد آدم عما مآكلهم وكساهم .

ص: 27

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(يُسَبِّحُ) حامدا حالا أو علما أو كلاما (لِلَّهِ) المحمود وحده كل (ما) حلّ (فِي السَّماواتِ) عالم السموّ (وَ ) كل ما) ركد (فِي الْأَرْضِ) عالم الأمر (الْمَلِكِ) دام ملكه وكمل عدله (الْقُدُّوسِ) الطاهر عما لا صلاح له (الْعَزِيزِ) علا أمره وسطا حكمه (الْحَكِيمِ) ( 1 ) وطد حكمه .

(هُوَ) اللّه (الَّذِي بَعَثَ) أعلى وأرسل (فِي الْأُمِّيِّينَ) أولاد ما ، السماء وما هم علماء ورسّاما (رَسُولًا) مرسلا مسدّدا (مِنْهُمْ) رهطهم لسداد دعواه لمّا هم علموا عدم علمه وسطره (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ) لهداهم (آياتِهِ) كلام اللّه مع عدم درسه أولا صدد أحد (وَيُزَكِّيهِمْ) مطهرا لهم عما أكدرهم علما وعملا (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) وهو معلّم كلام اللّه لهم (وَالْحِكْمَةَ) العلم مع

----------

( 62 سورة الجمعة إحدى عشر آية مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(يسبح لله ما في السموات وما في الأرض) مجيؤه تارة ماضيا وأخرى مضارعا إيذان بدوام تنزيهه تعالى (الملك القدوس العزيز الحكيم) فسر (هو الذي بعث في الأميين) العرب لأنهم لا يقرءون ولا يكتبون غالبا (رسولا منهم) من جنسهم عربيا أميا (يتلوا عليهم ءاياته) القرآن (ويزكيهم) يطهرهم من دنس الكفر والمعاصي (ويعلمهم الكتاب) القرآن (والحكمة)

ص: 28

العمل ، أو المسلك المحمود ، أو معالم الإسلام سمعا ودركا (وَإِنْ) مطروح الاسم كما دلّ اللّام علاه ومحموله (كانُوا) أهل أمّ الرّحم (مِنْ قَبْلُ) أمام ورود محمد - علاه السلام - (لَفِي ضَلالٍ) حول صراط السّواء (مُبِينٍ) ( 2 ) ساطع لا عدل له .

(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ) أولاد ماء السماء ورّاد وراء عهد الرسول - علاه السلام - (لَمَّا) لم (يَلْحَقُوا) ما وصلوا (بِهِمْ) المراد رهط ما أدركوا عهده (وَهُوَ) اللّه (الْعَزِيزُ) كامل الطول كما أرسل مرءا ما درس صدد أحد (الْحَكِيمُ) ( 3 ) كامل العلم العامل وآما للحكم والمصالح .

(ذلِكَ) ما أعطاه اللّه محمدا ( ص ) ، وهو إرساله لأهل عصره وللعصور الممدود ورودها هو (فَضْلُ اللَّهِ) عطاءه (يُؤْتِيهِ) اللّه كلّ (مَنْ يَشاءُ) إكرامه (وَاللَّهُ) الملك العدل (ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) ( 4 ) العطاء الكامل .

(مَثَلُ) حال الهود (الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ) علّموها وأمروا عملها (ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها) ما عملوها كما ما حملوها (كَمَثَلِ) كحال (الْحِمارِ) الحامل (يَحْمِلُ) حال (أَسْفاراً) أطراسا وما علمها مع الكدّ والحمل ،

----------

الشرائع (وإن) هي المخففة (كانوا من قبل) قبل بعثه (لفي ضلال مبين) من الشرك والبدع الباطلة واللام فارقة (و ءاخرين منهم) عطف على الأميين أو على هم في يعلمهم (لما يلحقوا بهم) أي لم يلحقوا بعد (وهو العزيز الحكيم) في بعث الرسول بالمعجز الحكيم في اصطفائه (ذلك) الفضل الذي اختصه به (فضل الله يؤتيه من يشاء) بمقتضى حكمته (والله ذو الفضل العظيم) فهو الحقيق بإيتاء الفضل.

(مثل الذين حملوا التوراة) كلفوا العمل بها وهم اليهود (ثم لم يحملوها) لم يعملوا بها (كمثل الحمار يحمل أسفارا) كتبا لا ينال منها إلا

ص: 29

والمراد كل أحد علم أمرا وما عمل صار حاله كحال الحمار (بِئْسَ) ساء (مَثَلُ) حال (الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ) الدوال السواطع لإرسال محمد صلعم ، وهم الهود صدّوا مع علمهم محمدا رسول اللّه . (وَاللَّهُ) العدل (لا يَهْدِي ) سواء الصراط (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ( 5 ) الحدّال العدّال وهم رهط علم اللّه عدم إسلامهم .

(قُلْ) رسول اللّه (يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ هادُوا) صاروا هودا (إِنْ زَعَمْتُمْ) وهما (أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ) أودّاءه (مِنْ دُونِ النَّاسِ) أهل الإسلام (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) ودّوا السام وأطمعوه لورودكم دارا أعدّها اللّه لأهل الولاء ، وهو حال أهل الوداد (إِنْ كُنْتُمْ) رهط الهود (صادِقِينَ) ( 6 ) أهل سداد أملا .

(وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ) الهود ما أمّلهم الهلاك (أَبَداً) سرمدا (بِما) عمل (قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) الهود وهو حول الكلم والأحكام ومكارم محمد صلعم (وَاللَّهُ) العدل (عَلِيمٌ) كامل علم (بِالظَّالِمِينَ) ( 7 ) الحدّال ومعامل معهم كأعمالهم أوعد اللّه لهم

(قُلْ) لهم رسول اللّه (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ) أهل الولع (مِنْهُ) وما هو مأمولكم لسوء أعمالكم (فَإِنَّهُ) السام (مُلاقِيكُمْ)

----------

التعب (بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله) الشاهدة بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) (والله لا يهدي القوم الظالمين) إلى الجنة أو لا يلطف بهم لظلمهم.

(قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) في زعمكم أنكم أولياؤه حيث قلتم نحن أولياء الله وأحباؤه (ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) بسبب ما قدموا من كفرهم بالنبي المنعوت في كتبهم (والله عليم بالظالمين) وما يأتون وما يذرون (قل إن الموت الذي تفرون منه) حرصا على الحياة وخوفا أن تؤخذوا بوبال كفركم (فإنه ملاقيكم) ففراركم منه فرار إليه

ص: 30

وأصلكم لا محال وهو أمر حساء لكم (ثُمَّ تُرَدُّونَ) ردّا مأمورا (إِلى) اللّه (عالِمِ الْغَيْبِ) عالم السر (وَالشَّهادَةِ) عالم الحس (فَيُنَبِّئُكُمْ) اللّه إعلاما ساطعا (بِما) أعمال (كُنْتُمْ) أوّلا (تَعْمَلُونَ) ( 8 ) صوالح أو طوالح ، وهو المعامل معكم كما هو عملكم .

(يا أَيُّهَا ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (إِذا) كلّما (نُودِيَ) أعلم (لِلصَّلاةِ) المراد أداءها (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) هو أكرم الأعصار (فَاسْعَوْا) روحوا وسارعوا (إِلى ذِكْرِ اللَّهِ) ما درسه الإمام وهو الحمد والدعاء علو المصعد ، أو المراد صلوا كما هو المأمور والأمر دالّ اللسوم (وَذَرُوا) دعوا (الْبَيْعَ) وكل أمر حدّه لإكرامها (ذلِكُمْ) الروح والسراع (خَيْرٌ) أصلح وأعود (لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ) أهل علم (تَعْلَمُونَ) ( 9 ) صلاحكم وطلاحكم .

(فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) لمّا حصل الأداء (فَانْتَشِرُوا) روحوا (فِي الْأَرْضِ) لأموركم وأعمالكم (وَابْتَغُوا) روموا (مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) المآكل أو العلم أو الورود لدار الأعلاء أو دور أهل وداد للّه (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً) احمدوه حمدا آمرا لا عدّ له ولا إحصاء ، أو أعمّ أعصار لأداء المأمور (لَعَلَّكُمْ) أهل الحمد (تُفْلِحُونَ) ( 10 ) مآلا .

----------

(ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) بمجازاتكم به (يا أيها الذين ءامنوا) لم يقل قل كما في اليهود تشريفا للمؤمنين بخطابه (إذا نودي للصلوة) أذن لها (من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) امضوا إلى صلاة الجمعة أو خطبتها مسرعين (وذروا البيع) ظاهر في تحريمه وفي انعقاده قولان وفيه مبالغة في إيجابها ويؤكده (ذلكم) أي السعي الباقي أجره (خير لكم) من الفاني نفعه (إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة) فرغ من أدائها (فانتشروا في الأرض) إباحة بعد حظر وكذا (وابتغوا من فضل الله) اطلبوا الرزق (واذكروا الله كثيرا) أي على كل باللسان والقلب (لعلكم تفلحون) لتفوزوا.

ص: 31

(وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً) أرسلها اللّه لإعلاء حال أهل مصره لمّا رأوا أحمال الطعام وطرحوا الرسول وهو دارس علو المصعد (أَوْ لَهْواً) سمعوا سماع سمود (انْفَضُّوا) صعصعوا عمّاك وراحوا (إِلَيْها) أهواء (وَتَرَكُوكَ) طرحوك وحدك محمّد ( ص ) (قائِماً قُلْ) لهم (ما عِنْدَ اللَّهِ) مآل سماعهم كلام اللّه وورودهم محل رسوله (خَيْرٌ) أصلح وأعود (مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) ومحصولهما وسرورهما موهوم ما صل مسرع العدم (وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) ( 11 ) وله عطاء كامل .

----------

(وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) قيل كان يصلي الجمعة أو يخطب فقدمت عير تحمل طعاما فضربت طبلا للإعلام كعادتهم فخرج لها الناس إلا اثني عشر رجلا فنزلت وقدمت التجارة على اللهو لأنها المقصود ولذا خصت برد الضمير ويقدر ضمير آخر (وتركوك قائما) تصلي أو تخطب (قل ما عند الله) من الثواب المحقق العظيم الباقي (خير من اللهو ومن التجارة) قدم اللهو ترقيا من الأدنى إلى الأعلى (والله خير الرازقين).

ص: 32

سورة المنافقون

ص: 33

ص: 34

( سورة المنافقون )

موردها مصر رسول اللّه صلعم واما ، ومدلول أصول مصامدها :

ادّكار حال أهل المكر اللّاءوا ما واءم أرواعهم مساحلهم وإلهادهم ولومهم ، وإكرام أهل الإسلام ، وصدع سموم الطول والكوح للّه ورسوله وطوعهما وإعدامهما عما هؤلاء العدال ، وردع أهل الإسلام عمّا لهوهم مع الأموال والأولاد وأمهم ادّكار اللّه وإعلام سدم أهل الإمساك اللّاءوا ما أعطوا مما أموالهم ما لسمهم أداؤه حال السام ، وعدم إمهال أحد حال ما وصل أمد عمره ، وعلم اللّه للأعمال كلّها صوالحها وطوالحها .

ص: 35

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِذا) لمّا (جاءَكَ) وردك الرهط (الْمُنافِقُونَ) هم رهط ما واطأ كلامهم سرّهم (قالُوا) الرهط المسطور والحال ما واطأ أرواعهم مساحلهم (نَشْهَدُ) عدلا مع وطاء الأرواع للمساحل (إِنَّكَ) محمد ( ص ) (لَرَسُولُ اللَّهِ) الواحد الأحد الصمد أرسلك مصلحا لأهل العالم (وَاللَّهُ) العلّام (يَعْلَمُ) علما كاملا (إِنَّكَ) محمد ( ص ) (لَرَسُولُهُ) مرسل اللّه (وَاللَّهُ يَشْهَدُ) عدلا (إِنَّ ) هؤلاء (الْمُنافِقِينَ) كلّهم (لَكاذِبُونَ) ( 1 ) ولّاع لمّا ادّعوا الوطاء مع عدمه ، أو لمّا سمّوا أعلامهم ما سمّوا ، أو المراد ولّاع صدد إدرارهم لمّا رأوا عدم وآم ما كلموا لدر الأمر .

(اتَّخَذُوا) أصاروا (أَيْمانَهُمْ) عهودهم الولّع ، ورووه مكسور الأوّل والمراد إسلامهم (جُنَّةً) محرسا حرسهم عما أسرهم وإهلاكهم

----------

(63 سورة المنافقين إحدى عشرة آية مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا جاءك المنافقون قالوا) نفاقا (نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله) على الحقيقة (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) في قولهم نشهد لأن الشهادة إخبار عن علم ولا يكون إلا عن مواطاة القلب واللسان وهؤلاء كانت قلوبهم مخالفة لألسنتهم (اتخذوا أيمانهم) الكاذبة (جنة) وقاية لأنفسهم

ص: 36

(فَصَدُّوا) صدا ولد آدم أو صدودا (عَنْ) سلوك (سَبِيلِ اللَّهِ) صراطه السواء وهو الإسلام (إِنَّهُمْ) أهل الولع والمكر العدّال (ساءَ ما) عمل (كانُوا يَعْمَلُونَ) ( 2 ) وهو كلامهم المسطور وعهدهم علاه والصدّ أو الصدود .

(ذلِكَ) الحكم (بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) أسلموا مسحلا وصدد أهل الإسلام (ثُمَّ كَفَرُوا) سرا أو صدد أهل العدول (فَطُبِعَ) سدّ (عَلى قُلُوبِهِمْ) أرواعهم لعدم وصول الإسلام ووروده (فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) ( 3 ) سر الإسلام وصحّه وكماله .

(وَإِذا رَأَيْتَهُمْ) هؤلاء الأعداء الكلام مع محمد رسول اللّه ( ص ) أو كلّ أحد صلح للكلام (تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ) اطلالهم وصورهم (وَإِنْ يَقُولُوا) هؤلاء الأعداء كلاما (تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) كلامهم لحلوه أو لصلاح أمرهم والحال (كَأَنَّهُمْ) الولّاع المسطور حالهم (خُشُبٌ) أعواد ، ورووه كحمر وسمع (مُسَنَّدَةٌ) رواكح مع أمر لا وطر معها لعدم إسلامهم وصلاحهم ، والمراد هم كأعواد طرحها أهلها لعدم الوطر ، أو المراد هم صور لا أحلام لهم كالأعواد (يَحْسَبُونَ) وهما (كُلَّ صَيْحَةٍ) صاحها أحد وسط العسكر (عَلَيْهِمْ) لإهلاكهم لكمال روعهم (هُمُ) الرهط (الْعَدُوُّ) لا ما سواهم والمراد هم

----------

وأموالهم (فصدوا) الناس (عن سبيل الله) عن دينه (إنهم ساء ما كانوا يعملون) أي عملهم (ذلك) المذكور من أوصافهم (بأنهم ءامنوا) ظاهرا (ثم كفروا) باطنا بإصرار (فطبع على قلوبهم) أي تمكن الكفر فيها حتى صارت كالمختوم عليها (فهم لا يفقهون) الحق فلم يخلصوا الإيمان.

(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) ضخامة وجمالا (وإن يقولوا تسمع لقولهم) لفصاحته وحلاوته (كأنهم خشب مسندة) إلى حائط في خلوهم من العلم والخير (يحسبون كل صيحة) كنداء في العسكر ونحوه (عليهم) أي واقعة عليهم لخورهم واتهامهم (هم العدو) الكاملون في العداوة

ص: 37

كاملوها لسوطهم ادرارهم مع أهل الإسلام مكرا ردّا لهم وحرسا لإدرارهم وأموالهم (فَاحْذَرْهُمْ) أحسّ صدورهم محمد ( ص ) لا صورهم وأسرّ أسرارك عما هم (قاتَلَهُمُ اللَّهُ) دمّرهم وأهلكهم ، دعا علاهم أو اعلم أهل الإسلام لمّا دعوا علاهم (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) ( 4 ) وهو الحوال ، والمراد الهكر عما حالهم وعدولهم عما هو الصلاح لهم وهو الإسلام .

(وَإِذا قِيلَ) أمر (لَهُمْ) لهؤلاء الأعداء (تَعالَوْا) هلمّوا هوّادا صدد رسول اللّه (يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ) روما لمحو آصاركم (رَسُولُ اللَّهِ) كرما ورحما علاكم (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) أمالوها سمودا ، ورووه كطووا (وَرَأَيْتَهُمْ) كلهم (يَصُدُّونَ) صدودا كاملا (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) ( 5 ) علّوا وسمودا عمّا أملهوا وراموا محو الآصار .

(سَواءٌ عَلَيْهِمْ) هؤلاء الطّلاح (أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ) محمد ( ص ) (أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) سؤالك لمحو آصارهم وعدم سؤالك له كلاهما سواء (لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) أصلا ما داموا عدّالا (إِنَّ اللَّهَ) الملك العدل (لا يَهْدِي) المسلك السواء المحمود (الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) ( 6 ) ما داموا طلّاحا عدّالا عما صلح لهم وهو الإسلام

(هُمُ) الأعداء (الَّذِينَ يَقُولُونَ) لرهطهم (لا تُنْفِقُوا) طعاما وكسا (عَلى مَنْ) كل أحد (عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ) صدده ورحل معه عما المراكد

----------

(فاحذرهم قاتلهم الله) دعاء عليهم بالهلاك (أنى يؤفكون) كيف يصرفون عن الهدى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم) تعنتا وكراهة لذلك (ورأيتهم يصدون) يعرضون عن ذلك (وهم مستكبرون) عن إتيان الرسول (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) لإصرارهم على كفرهم (إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) لا يلطف بهم لعدم نفع اللطف فيهم.

(هم الذين يقولون) لقومهم الأنصار (لا تنفقوا على من عند رسول الله)

ص: 38

(حَتَّى يَنْفَضُّوا) اصدّعوا وعادوا ووصلوا مراكدهم أرادوا أرامل أهل الرحل ، وردّهم اللّه وكلّم (وَلِلَّهِ) الملك المالك (خَزائِنُ السَّماواتِ) أملاك عالم السمو وأسراره (وَالْأَرْضِ) أموال عالم الأمر وهو السامح لهم وللكل (وَلكِنَّ) هؤلاء الرهط (الْمُنافِقِينَ) للكدر صدورهم (لا يَفْقَهُونَ ) ( 7 ) سماحه وكرمه .

(يَقُولُونَ) أملا وطمعا (لَئِنْ رَجَعْنا) عودا سالما (إِلَى الْمَدِينَةِ) مصرهم (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ) أرادوا إدرارهم أو إمامهم (مِنْهَا الْأَذَلَّ) أرادوا أهل الإسلام أو محمدا رسول اللّه صلعم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ) العلو والطول والكوح (وَلِرَسُولِهِ) محمّد ( ص ) (وَلِلْمُؤْمِنِينَ) أهل الإسلام كلهم (وَلكِنَّ) هؤلاء (الْمُنافِقِينَ) الطّلاح (لا يَعْلَمُونَ) ( 8 ) أهل العلو والكوح لورههم .

(يا أَيُّهَا ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (لا تُلْهِكُمْ) الإلهاء : طرح أحد وسط اللهو والمراد الصد (أَمْوالُكُمْ) ودادها واحصاءها وحرسها وإعدادها (وَلا أَوْلادُكُمْ) ولاءهم وسرورهم وإصلاحهم (عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) ادّكاره عموما أو أداء ما صلّوا أو كلام اللّه المرسل ، والمراد ردعهم عما اللّهو مع الأموال والأولاد وأورد الردع عما الإلهاء علاها اطراء (وَمَنْ) كل رهط (يَفْعَلْ ذلِكَ) اللّهو مع الأموال والأولاد لودادها مع طرح ادّكار اللّه (فَأُولئِكَ هُمُ) الرهط (الْخاسِرُونَ) ( 9 ) أهل وكس ومعاملو سوء لا ما سواهم لطرحهم

----------

من المهاجرين (حتى ينفضوا) عنه (ولله خزائن السموات والأرض) من الأرزاق لا يملكها سواه (ولكن المنافقين لا يفقهون) ذلك (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) يعني المؤمنين (ولله العزة) الغلبة والقوة (ولرسوله وللمؤمنين) بإعزازه لهم (ولكن المنافقين لا يعلمون) ذلك (يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم) لا تشغلكم (عن ذكر الله) الصلاة وسائر الطاعات وتوجيه النهي إليها للمبالغة في نهيهم (ومن يفعل ذلك) اللهو بما ذكر (فأولئك هم الخاسرون) بإيثار الفاني على الباقي.

ص: 39

الأمر الآمر السرمد لأمر ما صل معدوم مآلا .

(وَأَنْفِقُوا) أعطوا للصلحاء الأرامل (مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) أعطاكم اللّه (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) أمام ورود السام لكم (فَيَقُولَ) الأحد (رَبِّ) اللّهم (لَوْ لا) هلّا (أَخَّرْتَنِي) إمهالا (إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) عصر ما صل (فَأَصَّدَّقَ) المال المأمور أداءه مما الطّاؤس والأحمر وما سواهما ، وهو حوار لولا (وَأَكُنْ) حال الأداء (مِنَ الصَّالِحِينَ) ( 10 ) صلحاء أهل الإسلام ، وموردها أهل الإسلام ، أو أهل الولع والمكر العدّال

(وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً) أحدا ما هو ممهل لها (إِذا) لمّا (جاءَ) ورد (أَجَلُها) المعلوم للّه المسطور وسط اللّوح (وَاللَّهُ) العلّام (خَبِيرٌ) عالم (بِما) كل عمل (تَعْمَلُونَ) ( 11 ) صوالح وطوالح .

----------

(وأنفقوا مما رزقناكم) أي بعضه (من قبل أن يأتي أحدكم الموت) أي أمارته (فيقول رب لو لا) هلا (أخرتني إلى أجل قريب) زمان قليل (فأصدق) فأتصدق (وأكن من الصالحين) في العمل جزم عطفا على محل مجموع فأصدق وقرىء بالنصب عطف على أصدق (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها) منتهى عمره (والله خبير بما تعملون) بالتاء والياء لا يخفى عليه شيء.

ص: 40

سورة التّغابن

ص: 41

ص: 42

( سورة التغابن )

موردها أم الرّحم إلّا كسرا مورده مصر رسول اللّه - علاه السلام - ، ومحصول أصول مدلولها :

حمد أهل العالم كلّه للّه ، وسموم الملك والحمد له وحده ، وصدع أسر السماء ومعادلها مسوطا مع الحكم ، وسوء أحوال أمم مرّوا وأهلكوا ، وردّ أهل العدول المعاد ، وإعلام ورود أهل الإسلام والأعمال الصوالح دارالسلام وأهل العدول والطوالح دار الهلاك ، وأمر أهل الإسلام للروع عما مكر الأهل والأولاد لمّا هم عدوّ لهم ، والأمر للورع لهاء الألوّ ، وإعطاء ألوس لأهل أموال أعطوها للّه مع سرور روع إكرام ، وإعلام اطّلاع اللّه العلّام للأسرار كلّها .

ص: 43

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ) للّه المحمود حامدا له حالا أو كلاما كل (ما) حصل (فِي السَّماواتِ) عالم المسو (وَ ) كل (ما) ركد (فِي الْأَرْضِ) عالمها (لَهُ ) للّه المالك عموما لا لما عداه (الْمُلْكُ) ملك العوالم (وَلَهُ) للّه وحده (الْحَمْدُ) أوّلا ومالا ، والمراد المصدر المعلوم أو معادله أو حاصل المصدر أو ما عمّ الكل ، واللام للعموم أو للصرع (وَهُوَ) اللّه (عَلى كُلِّ شَيْءٍ) عموما (قَدِيرٌ) ( 1 ) كامل الطول .

(هُوَ) اللّه (الَّذِي خَلَقَكُمْ) أسركم وصوّركم (فَمِنْكُمْ كافِرٌ) عادل عمّا إسلامه وحكمه (وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) مسلم له مطاع لأمره (وَاللَّهُ) العلّام (بِما) كل عمل صالح أو طالح (تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ( 2 ) وعالم .

(خَلَقَ السَّماواتِ) أسر وصوّر اللّه عالم السمو (وَالْأَرْضَ) عالمها

----------

(64 سورة التغابن ثماني عشرة آية مدنية أو مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد) لا يستحقها غيره (وهو على كل شيء قدير هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) قدم الكفر لغلبته (والله بما تعملون) من كفر وإيمان (بصير) عليم فيجازيكم به (خلق السموات والأرض بالحق) بالحكمة لا عبثا ولغوا

ص: 44

(بِالْحَقِّ) الصلاح والسداد (وَصَوَّرَكُمْ) وسط الأرحام (فَأَحْسَنَ) عدل وأكمل (صَوَّرَكُمْ) أطلالكم كما هو الإصلاح لكم (وَإِلَيْهِ) اللّه الملك العدل (الْمَصِيرُ) ( 3 ) معاد كلّكم سوّوا أسراركم وأصلحوها كما عدّل اللّه صوّركم وأصلحها

(يَعْلَمُ) اللّه (ما فِي السَّماواتِ) عالم السمو (وَالْأَرْضِ) عالمها (وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ) ما هو سرّكم (وَما تُعْلِنُونَ) ما هو معاد له (وَاللَّهُ) العلّام (عَلِيمٌ) علما كاملا (بِذاتِ الصُّدُورِ) ( 4 ) أسرار الصدور كلّها .

(أَ لَمْ يَأْتِكُمْ) أما وصلكم أهل الصدور (نَبَأُ) الأمم (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا وما أسلموا للّه ورسوله (مِنْ قَبْلُ) كرهط هود وصالح ولوط وما سواهم (فَذاقُوا) أحسوا (وَبالَ أَمْرِهِمْ) حدّ عدولهم حالا الأمر الأسوأ (وَلَهُمْ عَذابٌ) حدّ (أَلِيمٌ) ( 5 ) مؤلم مآلا لعدولهم .

(ذلِكَ) ما أعدّ لهم حالا ومالا (بِأَنَّهُ) الأمر (كانَتْ تَأْتِيهِمْ) الأمم (رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) سواطع الأدلّاء والأعلام (فَقالُوا) صدودا وهكرا (أَ بَشَرٌ) ولد آدم (يَهْدُونَنا) وهم أرادوا إرسال ملك لهداهم ، ووهموا عدم صحّ إرسال ولد آدم (فَكَفَرُوا) عدلوا وما أسلموا وردّوا الرسل (وَتَوَلَّوْا) صدّوا عما أمروا (وَاسْتَغْنَى اللَّهُ) عما سواه كإسلامهم وطوعهم

----------

(وصوركم فأحسن صوركم) فإن صورة الإنسان أحسن من صور سائر المخلوقات (وإليه المصير يعلم ما في السموات والأرض) كليا وجزئيا (ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور) بمضمراتها.

(ألم يأتكم) يا كفار مكة (نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم) عقوبة كفرهم في الدنيا (ولهم عذاب أليم) في الآخرة (ذلك) أي الوبال والعذاب (بأنه) ضمير الشأن (كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) بالمعجزات (فقالوا أبشر) يقال للواحد والجمع (يهدوننا) أنكروا أن يكون الرسل بشرا (فكفروا وتولوا) أعرضوا عن معجزاتهم (واستغنى الله) عن طاعتهم وغيرها

ص: 45

(وَاللَّهُ غَنِيٌّ) عما إسلامهم وطوعهم (حَمِيدٌ) ( 6 ) محمود للكلّ .

(زَعَمَ) وهو ادّعاء العلم الأمم (الَّذِينَ كَفَرُوا) هم أهل أم الرّحم (أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) عدم أعادهم معادا (قُلْ) لهم رسول اللّه (بَلى) لكم عود معادا (وَ) الواو للعهد (رَبِّي) اللّه (لَتُبْعَثُنَّ) والحاصل واللّه أعادكم معادا واطد لا محال أكّده عهدا مهدّدا لهم (ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ) هو الإعلام (بِما عَمِلْتُمْ) أعمالكم طرّا والإعلام للإحصاء وإعطاء الأعدال (وَذلِكَ) أعادكم (عَلَى اللَّهِ) العلّام كامل الطول (يَسِيرٌ) ( 7 ) سهل ما صل .

(فَآمِنُوا) أسلموا (بِاللَّهِ) وحده (وَرَسُولِهِ) محمّد صلعم (وَالنُّورِ) كلام اللّه اللامع (الَّذِي أَنْزَلْنا) علاه إرسالا صادعا للحلال والحرام ولكل أمر (وَاللَّهُ) العلّام (بِما) كل عمل (تَعْمَلُونَ) صالحا أو طالحا (خَبِيرٌ) ( 8 ) عالم .

وادكر

(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ) اللّه ولد آدم لمّا وركما (لِيَوْمِ الْجَمْعِ) لم أهل العالم كلهم لإحصاء الأعمال وإعطاء الأعدال وآما لها عدلا (ذلِكَ) العصر (يَوْمُ التَّغابُنِ) لكم لورود الصلحاء محال الطلاح صلحاء وعكسه كما هو كلام الرسول - علاه السلام - (وَمَنْ) كل أحد (يُؤْمِنْ بِاللَّهِ) وحده

----------

(والله غني) عن كل شيء (حميد) بذاته.

(زعم الذين كفروا أن) مخففة أي أن الشأن (لن يبعثوا) وسدت بجملتها مسد مفعول زعم (قل بلى) يبعثون (وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم) بالمجازة به (وذلك على الله يسير فآمنوا بالله ورسوله والنور) القرآن (الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير) عليم (يوم يجمعكم ليوم الجمع) جمع الأولين والآخرين أي لأجل جزائه (ذلك يوم التغابن) يغبن فيه أهل الجنة أهل النار بأخذ منازلهم في الجنة لو آمنوا فالتفاعل بمعنى الفعل إذ لا غبن في العكس

ص: 46

(وَيَعْمَلْ) عملا (صالِحاً) كما أمره اللّه (يُكَفِّرْ) اللّه وهو الإسرار (عَنْهُ) المسلم الصالح (سَيِّئاتِهِ) طوالح أعماله والمراد محوها (وَيُدْخِلْهُ) كرما (جَنَّاتٍ) محال الدوح الحوامل والصروح (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) دوحها وصروحها (الْأَنْهارُ) مسل الماء والدّر والمدام والعسل (خالِدِينَ) هو الدوام (فِيها أَبَداً) سرمدا (ذلِكَ) محو الآصار وحلول دارالسلام (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ( 9 ) الوصول الكامل للمرام والعطاء الأكمل .

(وَ) الأمم (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا عما هو الإسلام (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) كلام اللّه المرسل أو سواطع أدلّاء رسوله (أُولئِكَ) هؤلاء الأمم (أَصْحابُ النَّارِ) أهل الساعور (خالِدِينَ) دواما (فِيها) لعدولهم عما الإسلام وردّهم له (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ( 10 ) ساء معادهم الساعور .

(ما أَصابَ) ما وصل أحدا (مِنْ مُصِيبَةٍ) عسر وداء وهلاك أهل وولد وكل ما هو مؤدّ لهم (إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) علمه وأراده وأمره ، وورود العسر كله لأهل الإسلام ممحّص ومطهر لهم (وَمَنْ يُؤْمِنْ) إسلاما (بِاللَّهِ) وحدّه وعلم كل هم وعسر ممّا أراد اللّه وأمره (يَهْدِ) اللّه ، ورووه لا معلوما (قَلْبَهُ) للوطود وحمل المكاره (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ) عموما (عَلِيمٌ) ( 11 ) أحاط علمه الكل .

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ) اسمعوا أحكام اللّه الملك العدل وطاوعوا أوامره

----------

(ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله) بالياء والنون (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) إذ فيه خلاص من العقاب ونيل للثواب.

(والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير) هي (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله) بقضائه وعلمه (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) يثبته على الصبر عليها أو يلطف به ليزداد من الخير (والله بكل شيء عليم) ومنه أحوال القلوب.

ص: 47

(وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) طاوعوا أحكام محمّد رسول اللّه (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) عما طوع اللّه ورسوله (فَإِنَّما) ما لسم (عَلى رَسُولِنَا) محمد ( ص ) إلّا (الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ( 12 ) الأعلام الساطع وهو أعلم إعلاما كاملا .

(اللَّهُ) الواحد الأحد الصمد (لا إِلهَ) لا مألوه صالح للطوع (إِلَّا هُوَ) وحده (وَعَلَى اللَّهِ) الصمد (فَلْيَتَوَكَّلِ) الملأ (الْمُؤْمِنُونَ) ( 13 ) اللّه ورسوله

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (إِنَّ مِنْ) رهط (أَزْواجِكُمْ) أعراسكم (وَأَوْلادِكُمْ) الأودّاء لكم (عَدُوًّا لَكُمْ) لحدهم عمّا أمركم اللّه وهو الرحّل لإعلاء الإسلام (فَاحْذَرُوهُمْ) واطرحوا لوع ودّهم وأطاعهم وروعوا مكرهم وطلاحهم (وَإِنْ تَعْفُوا) ما عملوه محوا له (وَتَصْفَحُوا) صدودا عما آصارهم (وَتَغْفِرُوا) إسرارا معارهم (فَإِنَّ اللَّهَ) أرحم الرّحماء (غَفُورٌ) مسرّ ومحاء لاصارهم (رَحِيمٌ) ( 14 ) كامل رحم لهم ، موردها رهط أرادوا رحلهم مع رسول اللّه مما أم الرّحم ، وصدهم أعراسهم وأولادهم مما رحلوا معه صلعم وهم ركدوا لصدّهم ، ولمّا رحلوا وراءه ورأوا رهطا رحلوا أولا معه - علاه السلام - حصّلوا علوما وكمّلوا علما وعملا ، وأرادوا حدّ أعراسهم وأولادهم أرسلها اللّه لإصلاح حالهم وسوّلهم محو الآصار .

(إِنَّما) ما (أَمْوالُكُمْ وَ) لا (أَوْلادُكُمْ) إلّا (فِتْنَةٌ) لكم لمّا محصّ أحوالكم صلاحا وطلاحا (وَاللَّهُ) العدل (عِنْدَهُ) كرما وعطاء (أَجْرٌ عَظِيمٌ) ( 15 )

----------

(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم) عن الطاعة (فإنما على رسولنا البلاغ المبين) وقد بلغ.

(الله لا إله إلا هو وعلى الله) لا غيره (فليتوكل المؤمنون) في جميع أمورهم (يا أيها الذين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم) أي بعضهم (عدوا لكم) يحملونكم أن تعصوا الله لأجلهم أو يسعون فيما يضركم دينا ودنيا ويتمنون موتكم (فاحذروهم) أن يورطوكم في دينكم أو دنياكم (وإن تعفوا) عنهم بترك عقابهم (وتصفحوا) تعرضوا عن توبيخهم (وتغفروا) ما فرط منهم (فإن الله غفور رحيم) يغفر لكم وينعم عليكم (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)

ص: 48

كراء كامل لكل أحد أطاع أوامر اللّه وأحكامه ، وما طاوع الأهواء ، وودّ الأهل والأولاد والأموال

(فَاتَّقُوا اللَّهَ) كامل الطول والسطو وروعوا عما أوعدكم (مَا اسْتَطَعْتُمْ) كدّكم ووسعكم (وَاسْمَعُوا) ما أمركم اللّه سماع طوع (وَأَطِيعُوا) أحكام رسوله محمد صلعم (وَأَنْفِقُوا) أعطوا إعطاء (خَيْراً) أو هو معمول لعامل مطروح ، والمراد واعملوا ما صلح (لِأَنْفُسِكُمْ) معادا (وَ) كل (مَنْ يُوقَ) حماه اللّه وحرسه (شُحَّ نَفْسِهِ) إمساكها عمّا هو مأمور الأداء (فَأُولئِكَ) الأمم (هُمُ) لا سواهم (الْمُفْلِحُونَ) ( 16 ) واصلوا المرام ومدركو المهام وواردو دارالسلام .

(إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ) المكرام أراد الإعطاء للّه ، وأورده لمّا حرّص للسماح (قَرْضاً حَسَناً) إعطاء محمودا للّه أو عطاء حلالا مع وسع صدر وسرور سرّ .

(يُضاعِفْهُ) اللّه ما هو عطاؤكم (لَكُمْ) لا حدّ ولا إحصاء لمّا أعطاه أوسه إكراء (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) اللّه آصاركم (وَاللَّهُ شَكُورٌ) معط للآمر الكامل (حَلِيمٌ) ( 17 ) حامل للآصار وممهل للسطو .

(عالِمُ الْغَيْبِ) عالم السر (وَ) عالم عالم (الشَّهادَةِ) الحس (الْعَزِيزُ) كامل السطو (الْحَكِيمُ) ( 18 ) عالم الحكم والمصالح العامل وأما لها .

----------

اختبار (والله عنده أجر عظيم) لكم يحتقر عنده الأموال والأولاد فآثروه عليها.

(فاتقوا الله ما استطعتم) أي بقدر وسعكم وطاقتكم (واسمعوا) قوله بقبول (وأطيعوا) أمره ونهيه (وأنفقوا) في طاعته (خيرا) أي قدموا أو يكن إنفاقا خيرا (لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) فسر.

(إن تقرضوا الله قرضا حسنا) بأن ينفق المال لوجهه (يضاعفه لكم) أي جزاءه من عشر إلى سبعمائة (ويغفر لكم) ما يشاء (والله شكور) مثيب على الطاعة (حليم) لا يعجل العقوبة.

(عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) محيط علمه، تامة قدرته، بالغة حكمته

ص: 49

ص: 50

سورة الطلاق

ص: 51

ص: 52

( سورة الطلاق )

موردها مصر رسول اللّه صلعم وآما ، ومحصول أصول مصامدها :

صدع أحكام سراح الأعراس وإحكام عددها ، وإعطاء اللّه المأكول وما عداه كل أحد ورع ممّاه ، وإعلام وكول الأمور للّه وحده ولسوم إعطاء المرء المأكول وما عداه مما علاه لأعراس سرّحها حال الحمل ، وإعطاء الدّر للحساكل ، وإعداد اللّه حدّ الساعور معادا لأهل الصدود والسمود عما أمر اللّه ورسله ، وحمل الأحكام لهاء الألو ، وإكرام اللّه للصلحاء ، وإعطاء السرور لهم معادا ، وعموم علم اللّه وطوله .

ص: 53

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا سرّح ولد عمر عرسه حال العروك ، وأمره رسول اللّه صلعم للعود وإمساكها وكلّم معه لمّا حصل لها الطهر سرّحها أو أمسكها ، أرسل اللّه (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) محمد رسول اللّه ( ص ) مر رهطك (إِذا) كلما (طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) أعراسكم لأمر والمراد أراده أو عمّ الكلام حكما مع سمومه أولا لما هو أمام رهطه ورأسهم ، والكلام معه كالكلام معهم ، أو أصل الكلام أرسول اللّه وأهل الإسلام (فَطَلِّقُوهُنَّ) سرّحوها (لِعِدَّتِهِنَّ) لأولها وأمامها رواصد لها ، أو لعصرها والمراد علاهما حال الطهر (وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) عدّوا واحرسوا وأكملوها وأمر الإحصاء للأهال لا للأعراس لأمهها ومصول دركها وحلمها (وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ) حال السراح سرّحوها ، وعاملوا معها كما هو المأمور

----------

(65 سورة الطلاق إحدى أو اثنتا عشرة آية مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) خص النداء وعم الخطاب بالحكم لأن النبي إمام أمة فنداؤه كندائهم أو المعنى يا أيها النبي قل لأمتك إذا طلقتم أي إذا أردتم تطليقهن كقوله إذا قمتم إلى الصلاة (فطلقوهن لعدتهن) اللام للتوقيت أي وقت تحصينه من عدتهن وهو أن يكون في طهر لم يجامعهن أزواجهن فيه وإذا فقد شرط التوقيت لا يقع الطلاق عندنا (وأحصوا العدة) اضبطوها وأتموها (واتقوا الله ربكم) بامتثال أوامره وترك نواهيه

ص: 54

لكم ، ولمّا حصل السراح (لا تُخْرِجُوهُنَّ) الأعراس (مِنْ بُيُوتِهِنَّ) دوركم لإكمال العدد (وَلا يَخْرُجْنَ) عمدا عهدا معهودا مأمورا عدم دلوعها وسطهن ولا للمسرح أمره حال رومها (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ) إلّا حال ورودها (بِفاحِشَةٍ) عمل السوء كالعهر (مُبَيِّنَةٍ) لاح سوءها ، ورووه لا مكسور الوسط (وَتِلْكَ) الأحكام (حُدُودُ اللَّهِ) حدّها للمصالح والحكم (وَمَنْ يَتَعَدَّ) طلاحا (حُدُودُ اللَّهِ) وسلك صراط الأهواء وطرح المسلك السّواء (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) وأساء معاده (لا تَدْرِي) رسول اللّه ، أو مسرح العرس ، أو المراد الأعمّ (لَعَلَّ اللَّهَ) المحوّل للأحوال والآراء (يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ) السراح (أَمْراً) ( 1 ) سدما مما السراح وهمّ العود .

(فَإِذا بَلَغْنَ) الأعراس (أَجَلَهُنَّ) العصر المعهود وكمل العدد (فَأَمْسِكُوهُنَّ) عودوا وأمسكوها (بِمَعْرُوفٍ) إكرام وإصلاح (أَوْ فارِقُوهُنَّ) سرّحوها (بِمَعْرُوفٍ) صلاح (وَأَشْهِدُوا) حال العود أو حال السراح (ذَوَيْ عَدْلٍ) سواء وسداد (مِنْكُمْ) أهل الإسلام (وَأَقِيمُوا

----------

(لا تخرجوهن) مدة العدة (من بيوتهن) التي طلقن وهن فيها (ولا يخرجن) وإن أذن الزوج لهن للإطلاق فإن له حقا فيه معهما وقيل بالجواز (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) ظاهرة وهي أن تزني أو تؤذي أهل زوجها كما عن أهل البيت (عليهم السلام) (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) بأن عرضها للعذاب (لا تدري) أي النفس أو أيها النبي أو المطلق (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) رغبة في الرجعة.

(فإذا بلغن أجلهن) قاربن آخر عدتهن (فأمسكوهن) بالرجعة (بمعروف) بحسن عشرة لا بإضرار (أو فارقوهن) اتركوهن حتى تنقضي عدتهن (بمعروف) بطريق جميل لا بإضرار بأن يراجع فيطلق لتطول عدتها (وأشهدوا) على الطلاق (ذوي عدل) أي عدلين (منكم) أيها المسلمون ويفيد أن العدالة وراء الإسلام (وأقيموا الشهادة) أيها الشهود عند طلبها (لله)

ص: 55

الشَّهادَةَ) ادّوها حال الروم والسؤال (لِلَّهِ) العدل سدادا لآمر سواه (ذلِكُمْ) ما مرّ (يُوعَظُ بِهِ) للادّكار الكامل (مَنْ كانَ) كل أحد (يُؤْمِنُ بِاللَّهِ) وحده (وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) معاد الكل لمّا هو الصالح له (وَ) كل (مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) الكهّار وما عدل عمّا أمره (يَجْعَلْ) اللّه (لَهُ) لصلاح أمره (مَخْرَجاً) ( 2 ) عما هو المعاسر والمكاره .

(وَيَرْزُقْهُ) وسعا كاملا (مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) ما حام حول وهمه كرما علاه وإكراما له (وَ) كلّ (مَنْ يَتَوَكَّلْ) لأموره وصلاح أحواله (عَلَى اللَّهِ) الملك الصمد (فَهُوَ) اللّه (حَسْبُهُ) لإصلاح أحواله وأموره حالا ومآلا (إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ) واصل مراده ومرامه أو حكمه لمّا لا مردّ له (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ) العدل (لِكُلِّ شَيْءٍ) عسر ووسع وهمّ وسرور وما سواها (قَدْراً) ( 3 ) عصرا معلوما لا عداء عمّاه .

(وَ) الأعراس (اللَّائِي يَئِسْنَ) حصم أملها (مِنَ الْمَحِيضِ) العروك للهرم (مِنْ نِسائِكُمْ) أعراسكم (إِنِ ارْتَبْتُمْ) لعدم علمكم حالها وحكمها حال السراح (فَعِدَّتُهُنَّ) عسر عددها (ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ) لا حور ولا كور (وَ) الأعراس (اللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) لعدم الحلم (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ) الحوامل

----------

لوجهه لا لغرض آخر (ذلكم) المذكور من الأحكام (يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) فإنه المنتفع بالوعظ (ومن يتق الله) في أوامره ونواهيه (يجعل له مخرجا) من كرب الدنيا والآخرة وغمومها ومنها غم الأزواج (ويرزقه من حيث لا يحتسب) من وجه لم يخطر بباله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) كافيه (إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) مقدارا وميقاتا.

(واللائي يئسن من المحيض من نسائكم) بحسب الظاهر (إن ارتبتم) شككتم في وصولهن حد اليأس (فعدتهن ثلاثة أشهر) لعدم تحقق اليأس (واللائي لم يحضن) ومثلهن يحضن أي عدتهن كذلك أو المعنى واللائي يئسن إن جهلتم عدتهن فهي ثلاثة أشهر وكذلك من لم يحضن لعدم بلوغهن فعلى

ص: 56

(أَجَلُهُنَّ) كمال عددها (أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) ولدها السراح وهلاك المرء لها سواء (وَ) كل (مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) طرح محارمه وطاوع أحكامه (يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) ( 4 ) سهّل اللّه أمره وحلّ عسره للورع .

(ذلِكَ) ما علّم اللّه مما حكم هؤلاء الأعراس (أَمْرُ اللَّهِ) حكمه المحكم ومسطور اللوح ، ورووا أمر اللّه (أَنْزَلَهُ) أرسله مما اللوح المحروس (إِلَيْكُمْ) أهل الإسلام (وَ) كلّ (مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) وعمل ما أرسله (يُكَفِّرْ) اللّه (عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) آصاره (وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) ( 5 ) كراء معادا لمّا أعطاه لعمله الصالح ما لا حدّ له ولا إحصاء .

(أَسْكِنُوهُنَّ) أكدوا الأعراس وهو صدع للورع (مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ) دوركم (مِنْ وُجْدِكُمْ) وسعكم ، ورووه مكسور الواو (وَلا تُضآرُّوهُنَّ) دورا ومآكل وما سواهما (لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) محالّها ومآكلها وما عداهما مما هو مدلع لها لا محال (وَإِنْ كُنَّ) هؤلاء (أُولاتِ حَمْلٍ) حوامل (فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ) أعطوها المأكل وكل ما صلح لها (حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) ولدها وهو لطرد وهم عدمها لو طال عصره (فَإِنْ أَرْضَعْنَ) أعراس حصل سراحها (لَكُمْ) أولادكم

----------

الأول لا عدة على اليائس والصغيرة مع الدخول وعليه أكثر الأصحاب والأخبار بها متضافرة وعلى الثاني عليهما العدة وفاقا للعامة وبعض الأصحاب (و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) هو خاص بالمطلقات لأن الكلام في عدتهن وفي الموت بأبعد الأجلين (ومن يتق الله) في أحكامه (يجعل له من أمره يسرا) يسهل عليه أمره (ذلك) المذكور من الأحكام (أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته) بحسناته (ويعظم له أجرا) بأن يضاعفه.

(أسكنوهن من حيث سكنتم) أي بعض مكان سكناكم (من وجدكم) من وسعكم وطاقتكم (ولا تضاروهن) بإسكانهن ما لا يليق بهن (لتضيقوا عليهن) فتضطروهن إلى الخروج (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) يعم الرجعية والبائن والسكنى من النفقة (فإن أرضعن لكم)

ص: 57

(فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) أعطوها كراء لإعطاء الدّر للأولاد (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ) لأمر الأولاد الحساكل مماها ، أو مما سواها والكلام مع الولّاد والامام (بِمَعْرُوفٍ) أمر صالح وهو عدم مكس الوالد وإمساكه وعدم عسار الأمّ لمّا هو ولدهما ولسوم الرحم لهما (وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ) لأمر الأولاد الحساكل لددا ومراء (فَسَتُرْضِعُ لَهُ) للولد الحسكل عرس (أُخْرى) ( 6 ) لا إكراه للوالد ولا للأمّ والكلام ردع للأمّ لعسّارها ولددها وعدم رحمها ولدها الحسكل .

(لِيُنْفِقْ) عطاء واسعا (ذُو سَعَةٍ) وسع مال وهو الموسر (مِنْ سَعَتِهِ) وسع ماله ما وصله وسعه واءمه (وَمَنْ قُدِرَ) عسر (عَلَيْهِ رِزْقُهُ) وصار معسرا عادم المال (فَلْيُنْفِقْ) المعسر (مِمَّا آتاهُ اللَّهُ) مما أعطاه إلهه ما صلح لحاله ووصله وسعه (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ) المسهل (نَفْساً) أحدا (إِلَّا ما آتاها) أعطاها مما مال ووسع (سَيَجْعَلُ اللَّهُ) العالم للحكم والمصالح (بَعْدَ عُسْرٍ) عدم وإرماد (يُسْراً) ( 7 ) وسعا ومالا وهو وعد لأهل العسر .

(وَكَأَيِّنْ) كم (مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ) عدل وعصا أهلها حسدا وسمودا (عَنْ أَمْرِ) اللّه (رَبِّها وَ) أمر (رُسُلِهِ) أرسلهم اللّه لأداء الأوامر والأحكام (فَحاسَبْناها) أهلها معادا (حِساباً شَدِيداً) عسرا (وَعَذَّبْناها) أهلها معادا (عَذاباً نُكْراً) ( 8 ) مردودا أسوأ الآلام .

----------

الولد (فآتوهن أجورهن) ويؤذن بعدم وجوب الإرضاع على الأم بعد البينونة كما عليه الأصحاب (وأتمروا) أقبلوا الأمر (بينكم) في الأوضاع والأجر (بمعروف) بوجه جميل بلا تعاسر (وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر) ضيق (عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله) أي على قدره (لا يكلف الله نفسا إلا ما ءاتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) تطييب لقلب الفقير ووعد له باليسر عاجلا أو آجلا.

(وكأين) وكم (من قرية) أي أهلها (عتت) عصت وتعدت (عن أمر ربها ورسله فحاسبناها) في الآخرة جيء بالماضي لتحققه (حسابا شديدا)

ص: 58

(فَذاقَتْ) أحس أهلها (وَبالَ أَمْرِها) حدّ عدولهم وآصارهم (وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها) أمد حال أهلها (خُسْراً) ( 9 ) هلاكا .

(أَعَدَّ اللَّهُ) الكهّار (لَهُمْ) كما أوعدهم لطوالح أعمالهم (عَذاباً شَدِيداً) حدا وألما أسوأ (فَاتَّقُوا اللَّهَ) العدل كامل الطول والسطو ( يا أُولِي الْأَلْبابِ) أهل الآراء والأحلام (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا وطاوعوا أوامر اللّه وأحكامه (قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ) أرسل (إِلَيْكُمْ) لإصلاحكم (ذِكْراً) ( 10 ) كلام اللّه .

وأرسل

(رَسُولًا) محمدا أو الملك المرسل (يَتْلُوا) الرسول أو اللّه وهو حال مما اسم اللّه أو مدح رسولا (عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ) كلام اللّه (مُبَيِّناتٍ) سواطع ، ورووه لا مكسور الوسط (لِيُخْرِجَ) اللّه الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) صوالح الأعمال عموما (مِنَ الظُّلُماتِ) عدم العلم والعدول والصدود (إِلَى النُّورِ) العلم والإسلام والسداد (وَمَنْ يُؤْمِنْ) أسلم (بِاللَّهِ) وحده (وَيَعْمَلْ) عملا (صالِحاً) كما هو المأمور (يُدْخِلْهُ) اللّه (جَنَّاتٍ) محال دوح لها أحمال وأوراد وصروح مراكد حور (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) دوحها وصروحها (الْأَنْهارُ) مسل

----------

بالمناقشة (وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا أعد الله لهم عذابا شديدا) كرر الوعيد تأكيدا وقيل الأول حساب الدنيا وعذابها وهو إحصاء ذنوبهم عند الحفظة وإهلاكهم بصيحة ونحوها (فاتقوا الله يا أولي الألباب) مرتب على الوعيد فإنه موجب للتقوى (الذين ءامنوا) صفة المنادى أو بيان له (قد أنزل الله إليكم ذكرا) محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) سمي لتبليغه الذكر وهو القرآن أو مبالغة في كونه ذكرا أو مذكورا أو أريد بإنزاله إرساله.

(رسولا) بدل منه أو الذكر القرآن والرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) أو جبرئيل (عليه السلام) (يتلوا عليكم ءايات الله مبينات ليخرج) الله أو الرسول (الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من الظلمات) الكفر والشك (إلى النور) الإيمان واليقين (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله) بالياء والنون (جنات تجري من تحتها الأنهار

ص: 59

الماء والدّر والعسل والمدام (خالِدِينَ) دوّاما (فِيها أَبَداً) سرمدا (قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ) أكمل وأصلح (لَهُ رِزْقاً) ( 11 ) مأكولا وما سواه ممّا آلاء دارالسلام .

(اللَّهُ) الأوّل هو (الَّذِي خَلَقَ) أسر وسمك (سَبْعَ سَماواتٍ) صواعد وأدارها (وَ) أسر (مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) السما عددا وورد لا عدد لها .

والمراد حصصها كالسماء عددا (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ) أمر اللّه وحكمه (بَيْنَهُنَّ) وسطها لا رادّ له أصلا (لِتَعْلَمُوا) لعلمكم (أَنَّ اللَّهَ) الواحد الأحد الصمد (عَلى كُلِّ شَيْءٍ) عموما (قَدِيرٌ) كامل الطول (وَ) لعلمكم (أَنَّ اللَّهَ) العلّام (قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ) عموما (عِلْماً) ( 12 ) أحاط علمه الكل وحواه .

----------

خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) هو نعيم الجنة ونكر تعظيما، والإفراد والجمع للفظ من ومعناها.

(الله الذي خلق سبع سموات و) خلق (من الأرض مثلهن) في العدد قيل هي الأقاليم وقيل الطبقات وعن الكاظم (عليه السلام) هي أرضنا وست أخرى كل منها فوق سماء وتظلها سماء من السبع (يتنزل الأمر) أمر الله وحكمه (بينهن) بين السموات والأرضين إلى صاحب الأمر من نبي أو وصي (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) علة لخلق أو لمقدر أي أعلمكم بذلك الخلق والتنزل لتتفكروا فتعلموا كمال قدرته وعلمه.

ص: 60

سورة التّحريم

ص: 61

ص: 62

( سورة التحريم )

موردها مصر رسول اللّه صلعم وآما ، ومحصول أصول مصامدها :

ردع اللّه رسوله صلعم لمّا حرّم العسل أو أمّ ولده أو عرسه ولد عمر مما إحرامه ما أحلّه اللّه ، وإحمام اللّه لأهل الإسلام ما هو محلل لعهودهم ، ولوم اللّه أعراس رسوله - علاه السلام - حال وصول الألم له مما سدوها لصدعها سره - علاه السلام - وأمر أهل الإسلام لحرس ادرارهم وأهلهم عما ساعور المعاد ، وأمرهم للهود المحص المصلح لأهل العالم ، وروم أهل الإسلام إكمال اللّمع المسرع أمامهم معادا ومحو آصارهم ، وأمر العماس مع أعداء اللّه العدّال عما الإسلام ، وصدع عدم عود رحم رسول اللّه - علاه السلام - وصلحاء أهل الإسلام مع عدم الإسلام والسداد ، كما لا إصر ولا سطو لرحم الطّلاح حال حصول الإسلام والسداد والصلاح ، وورع أم روح اللّه وصلاحها وإسلامها لطروس اللّه كلها .

ص: 63

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا حرّم رسول اللّه صلعم العسل أو أم ولده أو عرسه ولد عمر لداع معهود معلوم للعلماء ، أرسل اللّه (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) محمد رسول اللّه (لِمَ تُحَرِّمُ ما) أمرا (أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) حلالا طاهرا وهو العسل أو أم الولد أو العرس (تَبْتَغِي) هو الروم (مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) أعراسك إسلاء لها وهو صدع للأوّل أو إعلام لداع له أو حال والإحرام المسطور سهو ممّاه علاه السلام لمّا ما لأحد إحرام ما أحل اللّه دلّ علاه (وَاللَّهُ غَفُورٌ) لك السهو المسطور (رَحِيمٌ) ( 1 ) كامل رحم لك ما سطاك علاه .

(قَدْ فَرَضَ اللَّهُ) أحمّ أو أحلّ (لَكُمْ) أهل الإسلام (تَحِلَّةَ

----------

(66 سورة التحريم اثنتا عشرة آية مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم) روي اطلعت عائشة وحفصة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو مع مارية فقال والله ما أقربها فأمره الله أن يكفر عن يمينه وقيل خلا بها في يوم عائشة أو حفصة فعاتبته فحرم مارية فنزلت وقيل شرب عسلا عند زينب فواطأت عائشة حفصة فقالتا لم نشم عندك ريح المغافير فحرم العسل فنزلت (قد فرض الله) شرع (لكم تحلة

ص: 64

أَيْمانِكُمْ) حلّ عهودكم أداء لمّا أمر أداءه لحلّ العهود (وَاللَّهُ) الملك (مَوْلاكُمْ) موكّل أمركم وال له (وَهُوَ الْعَلِيمُ) كامل علم لمصالحكم (الْحَكِيمُ) ( 2 ) المسدد لأحكام ما أحلّ وحرّم .

(وَ) ادّكر (إِذْ أَسَرَّ) كالم سرّا ودمس (النَّبِيُّ) محمد رسول اللّه (إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ) أعراسه ولد عمر (حَدِيثاً) كلاما محرّما لأم ولده ولمّه ، أو كلاما معلما لها أصار كل مما أول أمراء الإسلام ، وعمر سادّ مسدّه وراءه (فَلَمَّا نَبَّأَتْ) عرسه إعلاما (بِهِ) الكلام المعهود لإكرام أعراسه لودادها له (وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ) اطّلع الرسول (عَلَيْهِ) إعلامها الكلام المسطور لإكرام الأعراس (عَرَّفَ) أعلم الرسول عرسه (بَعْضَهُ) الكلام وهو إحرام أمّ الولد لا كلّه (وَأَعْرَضَ) صدّ (عَنْ بَعْضٍ) إعلامه وما أعلمه لها كرما علاها ، أو لحكم ومصالح وهو أصار كل مما أول أمراء الإسلام وعمر سادّا مسدّه وراءه (فَلَمَّا نَبَّأَها) أعلم الرسول عرسه (بِهِ) سر أطلعه اللّه علاه (قالَتْ) عرسه للرسول سؤالا (مَنْ أَنْبَأَكَ) أطلعك هذا السر (قالَ) الرسول (نَبَّأَنِيَ) اللّه (الْعَلِيمُ) كامل علم للأسرار (الْخَبِيرُ) ( 3 ) المطّلع علاها .

(إِنْ تَتُوبا) هودا كاملا وهو كلام مع أكرم الأعراس وولد عمر (إِلَى اللَّهِ) سامع الهود طرحا لمّا أهمّ رسول اللّه وكرهه وودّا لمّا ودّه حصل ما هو

----------

أيمانكم) تحليلها بالكفارة (والله مولاكم) متولي أموركم (وهو العليم) بمصالحكم (الحكيم) فيما يحكم به عليكم.

(وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) حفصة (حديثا) تحريم مارية أو العسل أو استيلاء الشيخين بعده (فلما نبأت) حفصة عائشة (به) الحديث (وأظهره الله عليه) أطلعه على إفشائه (عرف) أعلم النبي حفصة (بعضه) بعض ما ذكرت (وأعرض عن بعض) عن تعريفه تكرما (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قالت نبأني العليم الخبير) أي الله التفات إلى خطابهما للمبالغة في توبيخهما (إن تتوبا إلى الله

ص: 65

اللّاسم علاكما (فَقَدْ صَغَتْ) مال (قُلُوبُكُما) عما لسمكما وهو ودّ ما ودّه الرسول وكره ما كرهه (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) الرسول - علاه السلام - لاهمامه وإعلاء سره (فَإِنَّ اللَّهَ) الملك كامل الطول (هُوَ مَوْلاهُ) ممدّه ومساعده (وَجِبْرِيلُ) أكرم الأملاك (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) كل مسلم صالح وورد أراد أرداءه ورحماءه كلهم ولو هو واحد لمحا للصرع ، وورد أصله صالحوا طرح الواو رسما وآما لمّا كلّم (وَالْمَلائِكَةُ) أملاك اللّه طرّا مع عدّ عددهم (بَعْدَ ذلِكَ) إسعاد اللّه والروح وصلحاء أهل الإسلام ملاء (ظَهِيرٌ) ( 4 ) مساعد له وإسعاد ممّا إسعاد اللّه .

أرسلها اللّه مهوّلا لأعراس الرسول - علاه السلام -

(عَسى رَبُّهُ) لعل اللّه (إِنْ طَلَّقَكُنَّ) سرح الرسول أعراسه (أَنْ يُبْدِلَهُ) أوسا صالحا (أَزْواجاً) أعراسا عواصم (خَيْراً مِنْكُنَّ) سمعا لكلامه وطوعا لحكمه (مُسْلِماتٍ) سوالم السرّ معه (مُؤْمِناتٍ) كوامل الإسلام له (قانِتاتٍ) سوامع الأوامر والأحكام (تائِباتٍ) صوالح الهود (عابِداتٍ) رواكع هواكع للّه

----------

فقد صغت قلوبكما) مالت عما يرضي النبي إلى ما يسخطه وعبر عن المثنى بالجمع كراهة الجمع بين الثنتين فاكتفى تثنية المضاف إليه أو إشارة إلى أن كل جزء من البدن صغي فكان أجزاء البدن قلوب (وإن تظاهرا عليه) على النبي فيما يؤذيه (فإن الله هو مولاه) ناصره (وجبريل وصالح المؤمنين) وهو أميرهم علي (عليه السلام) كما رواه العامة والخاصة (والملائكة بعد ذلك) بعد نصر الله وجبرئيل وعلي (عليهما السلام) (ظهير) ظهراء له أي أعوان في نصره والكلام مسوق للمبالغة في نصره وإلا فكفى بالله وليا ونصيرا.

(عسى ربه إن طلقكن أن يبدله) بالتخفيف والتشديد (أزواجا خيرا منكن) عمم الخطاب بالتهديد زجرا لغيرهما من الأزواج عن مثل فعلهما (مسلمات) مقرات أو منقادات (مؤمنات) مصدقات أو مخلصات (قانتات) مطيعات أو خاضعات (تائبات) عن الذنوب (عابدات) لله أو متذللات للنبي

ص: 66

(سائِحاتٍ) صوّما أو رواحل عما المراكد لطوع اللّه ورسوله (ثَيِّباتٍ) مسها ومصدها مرء (وَأَبْكاراً) ( 5 ) ما مسها ومصدها مرء .

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا للّه (قُوا أَنْفُسَكُمْ) احرسوا واعصموها لطرح معاص وطوع أوامر اللّه وأحكامه (وَ) احرسوا (أَهْلِيكُمْ) إصلاحا لهم وإعلاما ما هو الحراء لهم مما طوع أحكام اللّه ، ورووا أهلوكم ناراً ساعورا (وَقُودُهَا) مسعارها (النَّاسُ) طلّاح ولد آدم (وَالْحِجارَةُ) العرامس (عَلَيْها) الساعور لاصلاء أهلها (مَلائِكَةٌ غِلاظٌ) كلاما (شِدادٌ) عملا وسطوا (لا يَعْصُونَ) هؤلاء الأملاك (اللَّهَ) المطاع أمره (ما أَمَرَهُمْ) لهم دوام الطوع لأمره (وَيَفْعَلُونَ) أداء (ما) عملا (يُؤْمَرُونَ) ( 6 ) أمرهم اللّه كامل الطول .

وكلامهم مع أهل العدول معادا حال ورودهم الساعور

(يا أَيُّهَا) الأمم (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا وردّوا أوامر اللّه وما أطاعوا رسله (لا تَعْتَذِرُوا) هو الإملاه (الْيَوْمَ) وردعهم مما الإملاه لمّا لا إملاه لهم ، أو لا حاصل لإملاههم ولا عود له (إِنَّما) ما (تُجْزَوْنَ) إلّا عدل (ما) عمل (كُنْتُمْ) لدار الأوامر (تَعْمَلُونَ) ( 7 ) إصرارا .

----------

(سائحات) صائمات أو مهاجرات (ثيبات وأبكارا) وسط الواو لتنافيهما بخلاف السابقات لإمكان اجتماعهما.

(يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم) بالحمل على الطاعات والكف عن المعاصي (نارا وقودها) حطبها (الناس والحجارة) أصنامهم أو حجارة الكبريت (عليها ملائكة) خزنتها الزبانية (غلاظ شداد) في الأجرام أو الأفعال لا يرحمون أهلها (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) تصريح بما علم ضمنا للتأكيد (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم) أي يقال لهم ذلك عند دخولهم النار أي لا ينفعكم الاعتذار (إنما تجزون ما كنتم تعملون) جزاءه.

ص: 67

(يا أَيُّهَا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (تُوبُوا) هودوا وعودوا (إِلَى اللَّهِ) سامع الدعاء (تَوْبَةً نَصُوحاً) هودا صالحا مصلحا (عَسى رَبُّكُمْ) لعل اللّه مالككم ومصلحكم وهو ممّا اللّه للحسنم ولو أصله للأطماع (أَنْ يُكَفِّرَ) هو الدّس والمحو (عَنْكُمْ) لإصلاحكم (سَيِّئاتِكُمْ) طوالح أعمالكم (وَيُدْخِلَكُمْ) كرما (جَنَّاتٍ) محال دوح لها أحمال وأوراد وصروح وسطها حور (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) صروحها ودوحها (الْأَنْهارُ) مسل الماء والمدام والدّر والعسل (يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ) الراحم العدل (النَّبِيَّ) رسوله محمد - علاه السلام - (وَ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (مَعَهُ) الرسول والموصول موصول مع الرسول احمادا لأهل الإسلام ، أو محكوم علاه محموله (نُورُهُمْ) لوامع إسلامهم (يَسْعى) مرورا مع إسراع (بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) أمامهم (وَبِأَيْمانِهِمْ) حال مرورهم الصراط لأحدّ الموعود ورودها معادا أو الأعمّ (يَقُولُونَ) أهل الإسلام (رَبَّنا) اللّهم (أَتْمِمْ) أكمل (لَنا نُورَنا) وداومه (وَاغْفِرْ) امح (لَنا) أكدار الآصار (إِنَّكَ) اللّهم (عَلى كُلِّ شَيْءٍ) عموما (قَدِيرٌ) ( 8 ) كامل طول ما عسر علاك أمر .

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) محمد رسول اللّه (جاهِدِ الْكُفَّارَ) اسع للعماس معهم وماصعهم وسلّ علاهم حسام الإسلام الصارم رؤوسهم لمّا دمهم هدر ومالهم

----------

(يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) ناصحة بإخلاص الندم على الذنب والعزم على عدم العود والنصح صفة التائب فإنه ينصح نفسه بالتوبة فوصفت به مجازا مبالغة أو خالصة لله أو ذات نصوح (عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) إطماع أريد به الوجوب على عادة الملوك وعسى من الله واجب كما في الخبر (يوم لا يخزي الله النبي والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم) أمامهم (وبأيمانهم) ويكون بأيمانهم (يقولون) أي قائلين (ربنا أتمم لنا نورنا) أي الجنة (واغفر لنا إنك على كل شيء قدير يا أيها النبي جاهد الكفار) بالحرب (والمنافقين) بالحجة (واغلظ

ص: 68

لك ولأهل الإسلام حلال (وَالْمُنافِقِينَ) كلّم معهم كلاما مصلحا لهم وأورد الأدلّاء (وَاغْلُظْ) لإلسامهم (عَلَيْهِمْ) كلهم الكلام وهدّدهم عصر ما وصل الحلم مداه (وَمَأْواهُمْ) معاد كلهم ومركدهم (جَهَنَّمُ) دار الساعور (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ( 9 ) ساء المعاد والمركد دار الساعور .

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) أوردها حالا هكرا (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا وما طاوعوا أوامره وأحكام رسوله (امْرَأَتَ نُوحٍ) حال عرسه (وَامْرَأَتَ لُوطٍ) وحال عرس لوط (كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ) أهولا (مِنْ عِبادِنا) الرسل (صالِحَيْنِ) أعمالا واسرارا (فَخانَتاهُما) عرساهما ألسا أسوأ إعلاء لإسرارهما صدد الأعداء (فَلَمْ يُغْنِيا) أهلاهما مع كمال صلاحهما وما ردّا (عَنْهُما) وهما عرساهما (مِنَ اللَّهِ) الكهّار وحده (شَيْئاً) ماصلا (وَقِيلَ) أمر لهما حال الهلاك أو معادا (ادْخُلَا) ردا (النَّارَ) لسوء أعمالكما (مَعَ الدَّاخِلِينَ) ( 10 ) ورّادها كلهم والحاصل لا إكراء ولا عود لهما لمّا هما عرساهما ، وحال أهل العدول الأحمّاء لرسول اللّه - علاه السلام - كحالهما لا عود لهم لمّا هم أحمّاؤه لو ما أسلموا له .

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) أورد حالا هكرا (لِلَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا وطاوعوا أوامره وأحكام رسوله (امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) حال عرس ملك مصر (إِذْ

----------

عليهم) بتخشين القول والفعل (ومأواهم جهنم وبئس المصير) هي.

(ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) مثل حالهم في أن الوصلة بينهم وبين النبي والمؤمنين لا تدفع عنهم عقوبة كفرهم بحال الامرأتين (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) بنفاقهما وتظاهرهما عليهما (فلم يغنيا) الرسولان (عنهما من الله) من عذابه (شيئا وقيل) لهما (ادخلا النار مع الداخلين) من الكفار فلا يستبعد النفاق والكفر من أزواج الأنبياء (وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأة فرعون) مثل حالهم في أن وصلة الكفار لا تضرهم بحال آسية آمنت بموسى فعذبها فرعون (إذ قالت) حال التعذيب

ص: 69

قالَتْ) حال أسر الملك لها ، ووصولها الحدّ الصعد مماه لإسلامها رسول عصر ما (رَبِّ) اللّهم (ابْنِ) أسّس وعمّر (لِي عِنْدَكَ) صدد رحمك (بَيْتاً) دارا (فِي الْجَنَّةِ) دارالسلام وورد أراها اللّه دارها وسط دارالسلام وسهّل علاها عسر الحدّ (وَنَجِّنِي) كرما (مِنْ فِرْعَوْنَ) درّه الركس الحادل (وَعَمَلِهِ) السوء (وَنَجِّنِي) اللّهم (مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ( 11 ) أهل الحدل كلهم والمراد عسكره وطوّعه ، ورد سمع اللّه دعاءها وأعلاها السماء وأوردها دارالسلام ، وورد عطا اللّه روحها لإملاصها عماهم .

(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ) حال أمّ روح اللّه (الَّتِي أَحْصَنَتْ) حرسا (فَرْجَها) حرها عما مس مرء (فَنَفَخْنا فِيهِ) جرّها ، والمراد أمر الملك لمّا أورد روح سمه كرد درعها وعمل الملك كما أمر ووصل الروح حرّها وحصل ممّاه الولد (مِنْ رُوحِنا) أراد ولدا مأسورا له مع عدم الوالد (وَصَدَّقَتْ) أم روح اللّه (بِكَلِماتِ رَبِّها) كلم أوحاها اللّه لرسله (وَكُتُبِهِ) طروس رسله وألواحهم كلها (وَكانَتْ مِنَ) عداد (الْقانِتِينَ) ( 12 ) كمّل أهل الطوع أو أولادهم .

----------

(رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) فكشف لها فرأته فصبرت على العذاب (ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التابعين له فقبض الله روحها وقيل رفعت إلى الجنة حية.

(ومريم ابنت عمران) عطف على امرأة فرعون (التي أحصنت فرجها) من الرجال (فنفخنا فيه من روحنا) التي خلقناها أو من جهة روحنا جبرائيل نفخ في جيبها فحملت بعيسى (وصدقت بكلمات ربها) بشرائعه (وكتبه) الإنجيل أو جنس الكتب المنزلة (وكانت من القانتين) من جملة المطيعين والتذكير للتغليب أو المبالغة بمساواتها في الطاعة لكاملي الرجال، وفي المثلين تعريض بالامرأتين وتظاهرهما على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، أي كان من حقهما أن يكونا كآسية ومريم لا كامرأتي نوح ولوط.

ص: 70

سورة الملك

ص: 71

ص: 72

( سورة الملك )

موردها امّ الرّحم ، ومحصول أصولها مدلولها :

حصول الملك كله للّه وهو أهله لا سواه ، وإعلاء السام والعمر لا محاص صوالح أعمال أهل العالم ، وإحساس السماء للادّكار ومسول السماء مع اللّوامع ، والإصر لأهل العدول ، والعطاء والكرم لأهل الوداد ، وإمهال الإصر عماهم أهله لكرمه ورحمه ، وحرس ما طار وسط الهواء مع كمال طوله ، وإعداد آلاء أعطاها اللّه للعالم ، وإعلاء حال أهل الطلاح والصلاح ، وسؤال أهل العدول ، وورود المعاد مسرعا وما هدّدهم اللّه لإهلاك الآلاء .

ص: 73

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(تَبارَكَ) علا اللّه عما وصم ووهم ودام له العلو ، وصل مصدره لاءم الدّر والمدرار (الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) وهو ملك العوالم ومالك الأمور كلها أحاطها علما وأمرا وحولا وطوّلا (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) مراد محسوس ومدرك (قَدِيرٌ) ( 1 ) كامل طوعا ما ساهمه وعادله أحد .

(الَّذِي) محمول لمطروح أو مصرّح لموصول أمامه (خَلَقَ) أحمّ (الْمَوْتَ) هو عدم الإحساس والإدراك عمّا لحاله الحس والدرك ، أورده أوّلا لمّا هو داع للعمل الصالح (وَالْحَياةَ) ما صحّ معه الحس أو المراد أسر مصحّح الحسّ وإعدامه معلّلا (لِيَبْلُوَكُمْ) اللّه أمرا وحكما ، والمراد عامل معكم عمل الممحّص (أَيُّكُمْ) محكوم علاه محموله (أَحْسَنُ عَمَلًا) أحمده وأصلحه وأسدّه وأسلمه ، أو المراد أكمل إدراكا وأورع عملا ، وأسرع طوعا للّه

----------

(67 سورة الملك ثلاثون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(تبارك الذي بيده الملك) تعالى أو تكاثر خير من تحت تصرفه كل شيء (وهو على كل شيء قدير) هو (الذي خلق الموت والحيوة) أوجدهما حسب تقديره إن كانا ضدين أو قدرهما إن كان الموت عدما وقدم لتقدمه في النطف ونحوها وكنتم أمواتا فأحياكم أو لأنه أحث على حسن العمل (ليبلوكم) ليختبركم بالتكليف (أيكم أحسن عملا)

ص: 74

والكلام معمول لعامل أمامه لسدّه مسدّ العلم عمل عمله (وَهُوَ الْعَزِيزُ) واسع الحول وكامل الطول ما أسامة كل أحد أساء العمل (الْغَفُورُ) ( 2 ) محّاء الآصار لكل أحد أراد .

(الَّذِي خَلَقَ) أسر وسمك (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) اطّرادا حدورا وصعودا أحدها علو أحد ما لها مساس كما أدركه الحكماء (ما تَرى) الكلام للرسول صلعم أو الأعمّ (فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ) السماء وإحكامها (مِنْ تَفاوُتٍ) وكل ما أسره اللّه سواء كما هو (فَارْجِعِ الْبَصَرَ) ردّه وأعده لدسع وهمك (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) ( 3 ) صدوع والحاصل ردّ لمحك وسرّك مدركا هل للعالم عوار .

(ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) كرّره ، والمراد مدلوله مع الأول أو مع ما سواه ، أو المراد كرّه مرارا لا الحصر (يَنْقَلِبْ) حوارا للأمر (إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً) سدرا مطرودا طرد عوار ، وهو حال (وَهُوَ حَسِيرٌ) ( 4 ) محسور كل حسه لطول العود والكرّ وما رآه مكروها .

(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) ما رآها أهل العالم (بِمَصابِيحَ) لوامع (وَجَعَلْناها) حالا (رُجُوماً) واحده مصدر صار اسما لمّا طرح (لِلشَّياطِينِ)

----------

أخلصه (وهو العزيز) في انتقامه لمن عصاه (الغفور) لمن شاء (الذي خلق سبع سموات طباقا) مصدر وصف به أي مطابقة بعضها فوق بعض أو طوبقت طباقا أو ذات طباق (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) تناقض وعدم تناسب وأتى بالرحمن مقام الضمير تعظيما وإيذانا بأن في خلقهن رحمة وإنعاما بمنافع شتى (فارجع البصر) أعده متأملا في السماء وتناسبها ونظامها (هل ترى) فيها (من فطور) صدوع وخلل (ثم ارجع البصر كرتين) رجعتين ملتمسا للخلل (ينقلب إليك البصر خاسئا) ذليلا لبعده عن نيل المراد (وهو حسير) كليل من كثرة المعاودة (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) نيرات تضيء كالسراج وكون بعضها في السموات فوقها لا ينافي تزينها بها (وجعلناها رجوما للشياطين) شهبا

ص: 75

اللّاءوا هم أعداءكم طردا لهم (وَأَعْتَدْنا) معادا (لَهُمْ) لرهط المارد الأعداء (عَذابَ السَّعِيرِ) ( 5 ) سعّرها اللّه لاصلاء الأعداء وإحمام الطّلاح معادا .

(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا) طلاحا (بِرَبِّهِمْ) وعدلوا عما هو الأسد الأصلح (عَذابُ جَهَنَّمَ) الموعود والمعدّ لهم (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ( 6 ) ساء المعاد مأواهم .

(إِذا) لمّا (أُلْقُوا) طرحوا (فِيها) كطرح العود (سَمِعُوا لَها شَهِيقاً) عركا مكروها كعرك الحمار (وَهِيَ تَفُورُ) ( 7 ) لكمال الحدّ .

(تَكادُ تَمَيَّزُ) صرما (مِنَ الْغَيْظِ) والحرد (كُلَّما أُلْقِيَ) طرح (فِيها فَوْجٌ) رهط الطلاح (سَأَلَهُمْ) هؤلاء الطّلاح (خَزَنَتُها) مالك وأرداؤه وهم مهددوهم (أَ لَمْ يَأْتِكُمْ) دار الأعمال (نَذِيرٌ) ( 8 ) أما أرسل اللّه رسولا مهولا لكم .

(قالُوا) أهل الساعور لأهل السؤال (بَلى قَدْ جاءَنا) ورودا رسول (نَذِيرٌ) موعد وحّد لسدّه مسدّ المصدر أو لحكم ردّ الواحد كحكم ردّ الكل ، أو المراد أرسل لإصلاح كل رهط رسول مهوّل (فَكَذَّبْنا) هم كلاما وإسلاما (وَقُلْنا) لهم طلاحا (ما نَزَّلَ اللَّهُ) وما أرسل (مِنْ) مؤكد أورد لعموم الإعدام (شَيْءٍ) طرس ورسول (إِنْ) ما (أَنْتُمْ) رهط الرسل (إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) ( 9 ) عمو كامل ما لكم سواء الصراط وهو كلام الطّلاح للرسل ،

----------

يرجمون بها إذا استرقوا السمع (وأعتدنا لهم عذاب السعير) النار المسعرة في الآخرة.

(وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير) هي (إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا) صوتا كصوت الحمار (وهي تفور) تغلي بهم غلي المرجل (تكاد تميز) تتميز أي تتقطع (من الغيظ) غضبا عليهم (كلما ألقي فيها فوج) جماعة منهم (سألهم خزنتها) توبيخا (ألم يأتكم نذير) ينذركم هذه النار (قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير) أي

ص: 76

أو كلام الأملاك للطلّاح ، أو كلام الرسل لأهل الطلاح حكوه لمالك .

(وَقالُوا) أهل الساعور (لَوْ كُنَّا) دار الأعمال (نَسْمَعُ) كلام الرسل مهوّلا سماع طوع (أَوْ نَعْقِلُ) مدلوله وحكمه إدراك مدرك عالم (ما كُنَّا) أصلا (فِي) عداد (أَصْحابِ السَّعِيرِ) ( 10 ) وأهل الدرك .

(فَاعْتَرَفُوا) أمهوا (بِذَنْبِهِمْ) إصرهم وحدّه لمّا هو مصدر أصلا ، أو المراد عدولهم عما أرسل له الرسل وعدم سمعهم الوعد (فَسُحْقاً) طردا وردّا (لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) ( 11 ) أهلها وهم ما حام حومهم مراحمه .

(إِنَّ) الملأ (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ) اللّه (رَبَّهُمْ) مالكهم ومصلحهم (بِالْغَيْبِ) أمام إحساس آصاره أو روعا أو روعا سرا وما عالم أحوالهم أحدا إلا اللّه العلام (لَهُمْ) لهؤلاء الرّواع (مَغْفِرَةٌ) محو لأعمالهم السواء (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) ( 12 ) عدل كامل وهو عطاء دارالسلام .

لمّا وهم الأعداء لو أسرّوا كلامهم ما سمعه إله محمد ، أرسل اللّه

(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ) كلامكم لإرسال محمد رسول اللّه ووهمكم المحال (أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) اصدعوا الإسرار والأسرار سواء له وهو ردّ لوهمهم السوء وهو عدم سماع إله محمد لإسرار الكلام علّله (إِنَّهُ) اللّه (عَلِيمٌ) كامل علم (بِذاتِ الصُّدُورِ) ( 13 ) أسرار الصدور وأحوال السر والروح أمام

----------

قد جاء كل فوج منا رسول فكذبنا الرسل وضللناهم وجاز كون الخطاب من قول الخزنة للكفار بتقدير القول فلا ينافيه توحيد النذير (وقالوا لو كنا نسمع) الإنذار سماع قبول (أو نعقل) نتدبره بعقولنا (ما كنا في أصحاب السعير) في جملتهم (فاعترفوا) حين لا ينفع الاعتراف (بذنبهم) بكفرهم (فسحقا لأصحاب السعير) بعدا لهم عن رحمة الله وضع الظاهر موضع ضميرهم للتعميم والتعليل.

(إن الذين يخشون ربهم بالغيب) غائبا عنهم لم يروه أو غائبين عن أعين الناس لم يراءوهم (لهم مغفرة وأجر كبير) عظيم (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) بضمائرها فضلا عن النطق بها سرا أو جهرا.

ص: 77

ما كلّمها المساحل .

(أَ لا يَعْلَمُ) اسرار الصدور (مَنْ خَلَقَ) الصدور وأودع الاسرار محالها (وَهُوَ) اللّه (اللَّطِيفُ) عالم السر (الْخَبِيرُ) ( 14 ) مدرك الكلّ كما هو .

(هُوَ) اللّه (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا) سهلا للسلوك (فَامْشُوا) روحوا (فِي مَناكِبِها) أطوادها أو آكامها أو صرطها ومسالكها (وَكُلُوا) ورودوا (مِنْ رِزْقِهِ) آلاء اللّه (وَإِلَيْهِ) اللّه (النُّشُورُ) ( 15 ) المعاد .

(أَ أَمِنْتُمْ) أهل الطلاح (مَنْ) أمره وحكمه (فِي السَّماءِ) وهو اللّه أو هو كما هو موهومهم وهو عال لا محل له ولا حلول أو الملك الموكّل لإصلاح العالم (أَنْ يَخْسِفَ) هو الودس (بِكُمُ الْأَرْضَ) الرمكاء كما أهلك موسرا ممسكا مع ماله وداره عهدا مرّ (فَإِذا هِيَ تَمُورُ) ( 16 ) مورا كمور الماء للروع والحرد .

(أَمْ أَمِنْتُمْ) أهل العدول (مَنْ فِي السَّماءِ) أمره وهو اللّه أو هو الملك (أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ) لطوالح أعمالكم (حاصِباً) صرصرا ممطرا للسلام والصلد كما أهلك رهط لوط عم أو ركاما (فَسَتَعْلَمُونَ) معادا لاحساسكم الإصر الموعود (كَيْفَ نَذِيرِ) ( 17 ) هول اللّه وما هو ولا

----------

(ألا يعلم من خلق) ألا يعلم الخالق سر مخلوقه (وهو اللطيف الخبير) العالم ببواطن الأمور كظواهرها.

(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) منقادة لتصرفاتكم بحرث وحفر وبناء (فامشوا في مناكبها) جوانبها أو جبالها إذ منكب الشيء جانبه وأعلاه (وكلوا من رزقه وإليه النشور) مرجعكم أحياء للجزاء (أأمنتم من في السماء) أمره وسلطانه (أن يخسف) بدل من من (بكم الأرض) المذللة لكم (فإذا هي تمور) تضطرب بكم (أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) ريحا ترميكم بالحصباء (فستعلمون) حينئذ (كيف نذير) إنذاري.

ص: 78

حاصل لعلمكم ح أصلا .

(وَلَقَدْ كَذَّبَ) الرسل أممهم (الَّذِينَ) مرّوا (مِنْ قَبْلِهِمْ) طلّاح عصرك (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) ( 18 ) سطو اللّه وإهلاكه لإرسال صروع الآصار لهم ، وهو مسلّ لرسول اللّه صلعم ومهدّد لرهطه .

(أَ وَلَمْ يَرَوْا) وما أحسوا (إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ) وسط الهواء (صافَّاتٍ) لمّا أطارها اللّه إرسالا ومدّا (وَيَقْبِضْنَ) وهو الكسر (ما يُمْسِكُهُنَّ) وسط السماء (إِلَّا) اللّه (الرَّحْمنُ) العام مراحمه كلّا مصعدا ومحطّا (إِنَّهُ) اللّه (بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) ( 19 ) عالم لمصالح كل ما سار وطار .

(أَمَّنْ) معادل لا ولم محكوم علاه محموله (هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ) وممد (لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ) حالا ومالا (مِنْ دُونِ) اللّه (الرَّحْمنِ) وهو مسعدكم ومسهّل أموركم لا سواه (إِنِ الْكافِرُونَ) ما هم (إِلَّا فِي غُرُورٍ) ( 20 ) ومكر وعمل الوساوس والأوهام ولا أصل لأعمالهم أصلا .

(أَمَّنْ) محكوم علاه محموله (هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ) حال سؤالكم ووطركم (إِنْ أَمْسَكَ) اللّه (رِزْقَهُ) إمساكا للمطر واضطراما للأمور الصوالح (بَلْ لَجُّوا) همكوا (فِي عُتُوٍّ) سمود (وَنُفُورٍ) ( 21 )

----------

(ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير) إنكاري عليهم بإهلاكهم.

(أولم يروا إلى الطير فوقهم) في الجو (صافات) باسطات أجنحتهن (ويقبضن) أحيانا للإعانة على الجري فالقبض يتجدد وتطير وعلى البسط فلذا عبر عنه بالفعل (ما يمسكهن) عن السقوط (إلا الرحمن) ذو الرحمة العامة بإقدارهن على ذلك (إنه بكل شيء بصير) عليم يدبره بمقتضى حكمته.

(أمن) مبتدأ (هذا) خبره (الذي) صفة هذا والصلة (هو جند لكم) أي أعوان (ينصركم من دون الرحمن) يمنعكم من عذابه (إن الكافرون) ما هم (إلا في غرور) يغرهم الشيطان أن العذاب لا ينزل ولو نزل لدفعته أصنامهم (أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه) بإمساك أسبأبه من

ص: 79

عدول عمّا هو صلاحهم .

(أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا) هو الهور (عَلى وَجْهِهِ) ما علم ما أمامه وما رآه لعمه أسهل هو أم لا (أَهْدى) أسدّ وأدل وأصلح والمراد الرادّ الألد المعهود أو كل رادّ (أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا) سالما عادلا (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ( 22 ) سواء مسلوك ، والمراد رسول اللّه صلعم أو كل مسلم .

(قُلْ) محمد ( ص ) (هُوَ) اللّه (الَّذِي أَنْشَأَكُمْ) أسركم وصوّركم وسوّاكم أوّل الأمر (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ) لسماعكم صوالح الأحكام (وَالْأَبْصارَ) لإحساسكم أعلام طوله (وَالْأَفْئِدَةَ) لإدراككم أدلّاء وحوده سمّها لمّا هؤلاء مدار العلوم والحكم وأهمّ معالمها (قَلِيلًا ما) مؤكد والمراد ما صلا أو ما (تَشْكُرُونَ) ( 23 ) آلاء اللّه .

(قُلْ هُوَ) اللّه (الَّذِي ذَرَأَكُمْ) أسركم وطحطحكم (فِي) سطح (الْأَرْضِ) دورا ومحالا وصرطا وأعمالا ومصالح سواها (وَإِلَيْهِ) اللّه (تُحْشَرُونَ) ( 24 ) كلكم معادا لإحصاء الأعمال وسؤالها والعدل .

(وَيَقُولُونَ) أهل العدول لأهل الإسلام (مَتى هذَا الْوَعْدُ) وهو ورود المعاد وما وعدوا وهو إهلاكهم لإرسال السلام وسواه إلهادا ، أو اطرادا للوعد الموعود وإهدارا لمّا همّوه (إِنْ كُنْتُمْ) رهط الهول (صادِقِينَ) ( 25 ) كلاما ووعدا والمراد رسول اللّه صلعم وأهل الإسلام ----------

المطر وغيره (بل لجوا في عتو) تمادوا في نكير (ونفور) عن الحق (أفمن يمشي مكبا على وجهه) عاثرا خارا عليه (أهدى أمن يمشي سويا) معتدلا (على صراط مستقيم قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) لتصرفوها فيما خلقت له فضيعتموها لأنكم (قليلا ما تشكرون قل هو الذي ذرأكم) خلقكم (في الأرض وإليه تحشرون) للجزاء (ويقولون) للنبي ومن معه (متى هذا الوعد) أي الحشر والخسف والحاصب (إن كنتم صادقين) فيه.

ص: 80

(قُلْ) رسول اللّه لهم (إِنَّمَا) ما (الْعِلْمُ) علم عصر المعاد وورود الموعد إلا (عِنْدَ اللَّهِ) وحده ولا اطّلاع لأحد سواه (وَإِنَّما) ما (أَنَا) إلا (نَذِيرٌ) مهوّل مهدّد (مُبِينٌ) ( 26 ) معلم معل لكم ما هو صلاحكم .

(فَلَمَّا رَأَوْهُ) أهل الطلاح الموعود وأحسوه (زُلْفَةً) صددهم وحولهم وهو حال (سِيئَتْ وُجُوهُ) الملأ (الَّذِينَ كَفَرُوا) ساء إحساسهم الوعد محاسرهم وسوّدها كمال الاسوداد (وَقِيلَ) لهم (هذَا) الإصر (الَّذِي كُنْتُمْ) أهل الردّ (بِهِ) وروده مدد الأعمار (تَدَّعُونَ) ( 27 ) المراد دعاءهم وسؤالهم ورود الوعد سرعا أو دعواهم ولعه .

(قُلْ) رسول اللّه (أَ رَأَيْتُمْ) اعلموا (إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ) وهم أولو الأرحام والأرداء وأهل الإسلام (أَوْ رَحِمَنا) وطول الأعمار وأمهل الإهلاك (فَمَنْ يُجِيرُ) رهط (الْكافِرِينَ) هل أحد حردهم ورّادهم (مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) ( 28 ) مؤلم وهو واصل لهم وما أحد داسعا لإصرهم حال وروده .

(قُلْ) رسول اللّه لهم (هُوَ) ما أدعوكم إلاه اللّه (الرَّحْمنُ) كامل الرّحم (آمَنَّا بِهِ) علما وسدادا (وَعَلَيْهِ) اللّه وحده (تَوَكَّلْنا) حالا ومالا كلّ العول (فَسَتَعْلَمُونَ) حال ورود أحوال المعاد وإحساسها (مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ

----------

(قل إنما العلم) بوقته (عند الله) استأثر به (وإنما أنا نذير مبين فلما رأوه) أي الموعود (زلفة) ذا زلفة أي قريبا (سيئت وجوه الذين كفروا) قبحت واسودت (وقيل) قال لهم الخزنة (هذا الذي كنتم به تدعون) تطلبون وتستعجلون من الدعاء أو بإنذاره تدعون أن لا بعث من الدعوى.

(قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي) من المؤمنين (أو رحمنا) بالتعمير (فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) أي لا مجير لهم منه (قل هو الرحمن) أي الذي أدعوكم إليه مولى جميع النعم (ءامنا به وعليه توكلنا) لا على غيره (فستعلمون من هو في ضلال مبين) أنحن أم أنتم.

ص: 81

مُبِينٍ) ( 29 ) أأهل الطلاح أم أهل الصلاح .

(قُلْ) رسول اللّه (أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ) صار (ماؤُكُمْ غَوْراً) واردا وسط الرمكاء ما وصله الدّلاء أصلا وهو كهو عدل (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ) حال مصوحه (بِماءٍ مَعِينٍ) ( 30 ) سلسال رحراح

----------

(قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) غائرا في الأرض (فمن يأتيكم بماء معين) جار أو ظاهر يسهل أخذه.

ص: 82

سورة القلم

ص: 83

ص: 84

( سورة القلم )

موردها أمّ الرّحم ومحصول أصول مدلولها :

وسع مس ورله وهمه أهل العدول لرسول اللّه صلعم ، وهو لهم لورود المعاد وما هدّد الطّلاح ، والأمر للرّسول صلعم لحمل المكاره ، والومء لحال رسول مسروط السّمك لعدم إمساكه ، وما عامل أهل العدول مع الرّسول صلعم حسدا وطلاحا

ص: 85

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(ن) سرّ اللّه مع رسوله ، وورد هو اسم السّمك ، والمراد العموم أو السّمك الحامل للعالم كلّه ، أو هو محلّ المداد ، ورووا مكسورا كصاد (وَالْقَلَمِ) هو ما سطر اللّوح أوّل الأمر ، أو هو أعمّ سواء للملك أو لولد آدم ، وهو أوّل ما أسره اللّه (وَما يَسْطُرُونَ) ( 1 ) الأملاك الحرّاس صلاحا وسدادا ، أو ما للمصدر ، أو للموصول ، والواو للعهد وحواره .

(ما أَنْتَ) رسول اللّه (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) إعطاء الألوك لك وإرسالك لإصلاح الكلّ (بِمَجْنُونٍ) ( 2 ) ممسوس مولّه وهو ردّ لكلامهم وطرد لأوهامهم .

(وَإِنَّ لَكَ) لحملك اصار الكلام والإرسال (لَأَجْراً) وعطاء (غَيْرَ مَمْنُونٍ) ( 3 ) دواما لا اضطرام له .

(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ) هو أحمد الأملاء وأعدل المكارم (عَظِيمٍ) ( 4 )

----------

(68 سورة القلم اثنتان وخمسون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(ن) روي أنه نهر في الجنة وقيل اسم للحوت أو للدواة (والقلم) الذي كتب به اللوح أو الذي يكتب به (وما يسطرون) يكتبون أي الحفظة أو أصحاب القلم (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) جواب القسم رد لقولهم: إنه مجنون (وإن لك لأجرا) على تحمل المشاق (غير ممنون) مقطوع (وإنك لعلى خلق عظيم)

ص: 86

كرّمه اللّه لورود المكاره لك وركود صدرك لحملها .

(فَسَتُبْصِرُ) ما وعده اللّه لك (وَيُبْصِرُونَ) ( 5 ) حال ورود الآصار ما أوعده لهم

(بِأَيِّكُمُ) أهل الصلاح أو الطلاح (الْمَفْتُونُ) ( 6 ) المصروع الممسوس وح الكاسر مؤكّد أو هو مصدر .

(إِنَّ رَبَّكَ) محمّد (هُوَ) لا سواه (أَعْلَمُ) كامل علم (بِمَنْ ضَلَّ عَنْ) سواء (سَبِيلِهِ) وصراط سداده وهم أهل المسّ وأولو الهمط (وَهُوَ) اللّه (أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ( 7 ) الّلاءوا هداهم روعهم السّالم وحسّهم الكامل وهم أهل الإسلام .

(فَلا تُطِعِ) محمّد ( ص ) (الْمُكَذِّبِينَ) ( 8 ) طلّاح أمّ الرّحم وأعداء الإسلام وهم دعوه لمسلكهم وأرادوا طوعه صلعم لإلههم مددا وإلهه مددا .

(وَدُّوا) طمعوا وأمّلوا (لَوْ) للمصدر (تُدْهِنُ) سمحك سلوكا وعملا (فَيُدْهِنُونَ) ( 9 ) هم للحال مسامحوك ومساهلوك طمعا لسمحك .

(وَلا تُطِعْ) أصلا (كُلَّ حَلَّافٍ) عهّاد سدّاد وولعا (مَهِينٍ) ( 10 ) ولّاع محّاح كلاما أو محسّر روعا وادّكارا ،

(هَمَّازٍ) وصّام عوّار (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) ( 11 ) حاك لكلام رهط صدد رهط ارداء واطلاحا ،

(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) ممسكّ للمال أو حدّاد لكلّ واحد عمّا هو الصلاح عموما ، وهو الإسلام وما سواه ، وورد

----------

لا يماثله خلق في الحسن (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون) أيكم الذي فتن بالجنون والباء زائدة أو بأيكم الفتنة أي الجنون أو في أي الفريقين المجنون أفي المؤمنين أم في الكفرة (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله) فاستحق اسم المجنون (وهو أعلم بالمهتدين) له بكمال العقل (فلا تطع المكذبين) تهييج له (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

(ودوا لو تدهن) تمنوا أن تلين لهم (فيدهنون) فيلينون لك حينئذ (ولا تطع كل حلاف) كثير الحلف بالباطل (مهين) حقير (هماز) مغتاب (مشاء بنميم) نقال للكلام على وجه الإفساد بين الناس (مناع للخير) للمال عن

ص: 87

هو امرؤ معهود له أموال وأولاد هدّد أولاده لو أسلم أحدكم لأحرده المال (مُعْتَدٍ) حادل عاد حدّ الحدل (أَثِيمٍ) ( 12 ) عاص كامل الإصر .

(عُتُلٍّ) عدوّ ألدّ (بَعْدَ ذلِكَ) ما عدّ له ممّا الأوصام (زَنِيمٍ) ( 13 ) ولد عاهر ما علم والده لعهر أمّه وسوء أصله ، وما صحّ أصل ادّعاه له ،

(أَنْ كانَ ذا مالٍ) موسرا موسعا هو معمول لكلام هو للرّدع ، أو لكلام دلّ علاه ما وراءه وهو ردّ (وَبَنِينَ) ( 14 ) أولاد .

(إِذا تُتْلى عَلَيْهِ) الموسر الموسع (آياتُنا) كلام اللّه المرسل (قالَ) طلاحا (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ( 15 ) اسمار أهل الولع ،

(سَنَسِمُهُ) وسم العوار وصماح الوصم (عَلَى الْخُرْطُومِ) ( 16 ) المعطس لما صار علما له .

(إِنَّا بَلَوْناهُمْ) أهل امّ الرّحم سعارا ومحلّا وهم أكلوا الأركاس والرّمم لدعاء رسول اللّه صلعم (كَما بَلَوْنا) أمامهم (أَصْحابَ الْجَنَّةِ) أهلها عامل اللّه معهم عمل الممحّص ، وهم رهط معهود لوالدهم سرح أطعم لأهل العسر أحماله وأكداسه ، ولمّا أدركه السّام سدّ أولاده مسلك إدراره (إِذْ أَقْسَمُوا) وعهدوا لسوء ساوهم وكمال امساكهم (لَيَصْرِمُنَّها) والمراد اضطرامهم الأحمال (مُصْبِحِينَ) ( 17 ) ورّادا صدد السّحر للصّرم ،

----------

الحقوق أو مناع قومه الخير أي الإسلام (معتد) متجاوز في الظلم (أثيم) كثير الإثم (عتل) جاف غليظ (بعد ذلك) المعدود من صفاته (زنيم) دعي قيل هو الوليد بن مغيرة ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة (أن كان ذا مال وبنين) لا تطع من هذه صفاته لأن كان ذا مال (إذا تتلى عليه ءاياتنا قال أساطير الأولين سنسمه) نعلمه بعلامة (على الخرطوم) على أنفه خطف أنفه بالسيف يوم بدر فبقي وسما أو في الآخرة فيتميز عن سائر الكفرة (إنا بلوناهم) أخبرناهم بالقحط (كما بلونا أصحاب الجنة) هي بستان كانت بقرب صنعاء لرجل صالح وكان يعطي الفقراء منه كثيرا فلما مات قال بنوه إن فعلنا كأبينا لم يسعنا فحلفوا ليقطعوا ثمره صبحا لغيبة المساكين (إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا

ص: 88

(وَلا يَسْتَثْنُونَ) ( 18 ) حصص أهل العسر أو ما ادّكروا لو أراد اللّه .

(فَطافَ عَلَيْها) ورد ودار حولها (طائِفٌ) مهلك حاصل (مِنْ) أمر اللّه (رَبِّكَ) وسعّر الدّوح كلّها (وَهُمْ نائِمُونَ) ( 19 ) أهل هكر وما سهّدهم أحد ، ورد أرسل اللّه علاها ساعورا وسعّرها حال هكرهم ،

(فَأَصْبَحَتْ) صار دوحها (كَالصَّرِيمِ) ( 20 ) كالسّمر سوادا ، أو كمعادله احورارا لكمال صمولها ، أو كالمصروم احمالها واطرارها

(فَتَنادَوْا) صاح آحادهم آحادا (مُصْبِحِينَ) ( 21 ) حال طلوع السّحر وسطوع لوامعه

(أَنِ اغْدُوا) وسارعوا حرّاصا (عَلى) حصاد (حَرْثِكُمْ) وصرم أحمالكم (إِنْ كُنْتُمْ) أهل الدّوح (صارِمِينَ) ( 22 ) همّاما لصرامه

(فَانْطَلَقُوا) ساروا (وَهُمْ يَتَخافَتُونَ) ( 23 ) معامسو كلامهم ومهاوسو سلوكهم روعا لاطّلاع المعاسر وكلامهم

(أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا) محالّ الدّوح (الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ) لسؤال أحمالكم (مِسْكِينٌ) ( 24 ) معسر ،

(وَغَدَوْا) واسرعوا (عَلى حَرْدٍ) كد للصدّ أو عمد لدوحهم وهو علم لدوحهم (قادِرِينَ) ( 25 ) للصّد أو لصرامها صدد وهمهم .

(فَلَمَّا) سلكوا مسالكهم ووردوا ماكرهم و (رَأَوْها) الدّوح رمادا

----------

يستثنون) لا يقولون إن شاء الله أو لا يخرجون سهم الفقراء (فطاف عليها طائف من ربك) نارا أحرقتها ليلا (وهم نائمون فأصبحت كالصريم) كالبستان المصروم ثمره أو كالليل سوادا أو كالنهار بياضا ليبسها سميا صريما لانصرام كل منهما عن الآخر أو كالرمل (فتنادوا مصبحين أن) بأن أو أي (اغدوا على حرثكم) اخرجوا إلى زرعكم غدوة وعدي بعلى لتضمنه معنى الإقبال (إن كنتم صارمين) قاطعين لثمره (فانطلقوا وهم يتخافتون) يتسارون أي خفي من خفت (أن) أي (لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد) منع للفقراء صلة (قادرين) أي لا يقدرون إلا عليه لذهاب ثمرهم يعني لما أرادوا نكد الفقراء نكد عليهم بحيث لا يقدرون على غير النكد أو على غضب بعضهم لبعض.

ص: 89

أسود أوّل ما رأوها (قالُوا) حال وصولهم سدرا (إِنَّا لَضَالُّونَ) ( 26 ) صراطها للطّر مساء ولمّا علموا حالها كما هو وأدركوا معالمها كلّموا

(بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) ( 27 ) أحمالها ومصرومو الآمال لصدّهم سهام أهل العسر ،

(قالَ أَوْسَطُهُمْ) أعدلهم وأصلحهم (أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ) حال عمدكم الصّرام (لَوْ لا) هلّا (تُسَبِّحُونَ) ( 28 ) اللّه وهو أمرهم حال ما عمدوها كرّموه وادعوه ، وهو ادّكار لو أراد اللّه صدد كلّ عمل ، أو ادّكارهم للّه وهودهم إلاه عما طلاح السّاو .

(قالُوا) كلّهم (سُبْحانَ رَبِّنا) طهّروا صدد علوّه عمّا هو العوار والسّوء وكرّموه عمّا وصمه الأوهام (إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) ( 29 ) علما لسوء حالهم واطّلاعا لطلاح عملهم وحدلهم .

(فَأَقْبَلَ) أحال (بَعْضُهُمْ) آحادهم (عَلى بَعْضٍ) آحاد (يَتَلاوَمُونَ) ( 30 ) وهم لوّام أحدهم أحدا أحالوا اللّوم لمّا أساءوا العمل ،

(قالُوا) رؤساءهم وأواسطهم حسرا (يا وَيْلَنا) دعاء لحلول الهلاك ووروده (إِنَّا كُنَّا طاغِينَ) ( 31 ) عمّا هو الصلاح وهو الإدرار لأهل العسر ،

(عَسى رَبُّنا) لعلّ اللّه (أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً) أصلح وأعود (مِنْها) السّرح وأحمالها ومحصولها وللّه الملك والأمر (إِنَّا) كلّا (إِلى رَبِّنا) لا ما سواه

----------

(فلما رأوها) محترقة (قالوا إنا لضالون) عن الدين فعوقبنا بذلك أو عن جنتنا ما هي إياهم ثم تأملوا فعرفوها فقالوا (بل نحن محرومون) خيرها لمنعنا حقها (قال أوسطهم) أعدلهم (ألم أقل لكم) آنفا (لو لا تسبحون) هلا تستثنون إذ الاستثناء تعظيم لله وتنزيه له أو لا تذكرونه تائبين (قالوا سبحان ربنا) عن الظلم (إنا كنا ظالمين) بما فعلنا (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) فبعض يلوم من أشار بذلك وبعض يلوم من رضي به (قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين) بذنبنا (عسى ربنا أن يبدلنا) بالتخفيف والتشديد (خيرا منها) باعترافنا بذنبنا (إنا إلى ربنا راغبون كذلك) المذكور مما بلونا به

ص: 90

(راغِبُونَ) ( 32 ) روّاد مكارمه وأملوا مراحمه ، ولمّا هادوا ودعوا اللّه طوّاعا أدركوا مرادهم وأعطاهم اللّه مآكر الكروم .

(كَذلِكَ) كحال هؤلاء الملأ (الْعَذابُ) الدّرك دار الأعمال لكلّ رهط عدوا حدود اللّه وأوامره (وَلَعَذابُ) الدّار (الْآخِرَةِ) الموعود وروده (أَكْبَرُ) لدوامه وعسره (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) ( 33 ) معاد الأحوال وأحوال المعاد لمّا عملوا عملا أدّاهم للإصر والهلاك .

ولمّا ادّكر اللّه حال الطّلّاح ومآلهم أورد وراءها حال الصّلحاء وهو

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ) عمّا هو السّوء المحدود وهو العدول (عِنْدَ) اللّه (رَبِّهِمْ) معادا ومآلا (جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ( 34 ) اللاء ملأها اللّه آلاء وما لأهلها إلّا الرّوح والسّرور .

ولمّا وهم الطّلاح حصول الآلاء لهم معادا لو صحّ ما وهمه محمّد ورهطه أرسل اللّه ردّا لهم

(أَ فَنَجْعَلُ) حال (الْمُسْلِمِينَ) طوّاع أوامر اللّه ورسوله (كَالْمُجْرِمِينَ) ( 35 ) كحال أهل الصّدّ والعدول وهم عدلوا عمّا هو أمر اللّه ورسوله .

(ما) الحال (لَكُمْ) أهل الطلاح (كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ( 36 ) حكما سواء لكلّ أحد أطاعه أو عصاه ،

(أَمْ لَكُمْ كِتابٌ) مدرس أوحاه اللّه حامل للأوامر والأحكام (فِيهِ) المدرس (تَدْرُسُونَ) ( 37 ) علما وإعلاما .

(إِنَّ لَكُمْ فِيهِ) هو مع اسمه ومحموله معمول الدّرس وكسر لورود اللّام

----------

أهل مكة وأصحاب الجنة (العذاب) الدنيوي (ولعذاب الآخرة أكبر) أعظم (لو كانوا يعلمون) ذلك لأطاعوا.

(إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين) إنكار لقولهم إن بعثنا كما يزعم المسلمون نعطي أفضل منهم كما في الدنيا أو نساويهم (ما لكم) التفات (كيف تحكمون) هذا الحكم الباطل (أم لكم كتاب) من الله (فيه تدرسون) تقرءون (إن لكم فيه لما تخيرون)

ص: 91

معموله هو (لَما تَخَيَّرُونَ) ( 38 ) ما هو مرادكم ومأمولكم .

(أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ) عهود وآصار لسم (عَلَيْنا) إكمالها (بالِغَةٌ) لها وصول وحدّ (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) الموعود وروده ، والمراد عهد اللّه معكم (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) ( 39 ) حاصل لكم ما هو محكومكم لادراركم ومرادكم وهو حوار للعهد .

(سَلْهُمْ) الطّلاح (أَيُّهُمْ بِذلِكَ) الحكم (زَعِيمٌ) ( 40 ) عهد

(أَمْ لَهُمْ) رهط (شُرَكاءُ) كلاما ومسلكا (فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ) والسّهماء لهم امدادا لمرامهم وإسعادا لكلامهم (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) ( 41 ) كلاما وادّعاء وما أحد مسلّمه لهم ولا مصحّحه ولا مساعدهم له ولا عهود عهدها اللّه وأحكمها لهم مع أحلاط وما مدرس لهم .

وادّكر رسول اللّه

(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) المراد عسر الأمر معادا (وَيُدْعَوْنَ) كلّهم (إِلَى السُّجُودِ) للّه حال سطوع لوامعه (فَلا يَسْتَطِيعُونَ) ( 42 ) أداءه للهول أو لاسمهرار الأمطاء ، أو لمرور عصره .

(خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) ما لهم طموح وسطوع وهو حال (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) أحاطهم إلهاد وعوار (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ) لإعلام الرّسل وأمرهم (إِلَى

----------

تختارون (أم لكم أيمان) عهود بأيمان (علينا بالغة) في التوكيد (إلى يوم القيامة) متعلق بمقدر في علينا أي ثابتة (إن لكم لما تحكمون) به لأنفسكم (سلهم أيهم بذلك) الحكم أي بتصحيحه (زعيم) كفيل لهم (أم لهم شركاء) في هذا القول (فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين) في دعواهم ومفاد الآيات أنهم لا مستند لهم من عقل ولا نقل (يوم) ظرف يأتوا أو مقدر باذكر (يكشف عن ساق) عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة (ويدعون إلى السجود) توبيخا (فلا يستطيعون) ليبس ظهورهم (خاشعة أبصارهم) لا ترفع (ترهقهم) تغشاها (ذلة وقد كانوا) في الدنيا (يدعون إلى السجود وهم سالمون) أصحاء متمكنون فلا يجيبون.

ص: 92

السُّجُودِ) أوّلا أو عصر الصّح (وَهُمْ سالِمُونَ) ( 43 ) أصحّاء وما عملوا كما أمروا .

(فَذَرْنِي) دع رسول اللّه حكم اللّه (وَ) كلّ (مَنْ يُكَذِّبُ) طلاحا (بِهذَا الْحَدِيثِ) كلام اللّه المرسل وكل أمرهم للّه (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) آصارا وآلاما ماصلا ماصلا ، وهو إعطاء اللّه لهم موادّ السّرور ومصالح الحال ، كما وسّع مآكلهم وصعّد مراكدهم وصحّحهم دواما ومدّ أعمارهم وأصحّهم دهرا ، وهم ما أدركوا عطاء اللّه وما أطاعوه وعصوه وهو اورطهم واراحهم (مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) إمهاله .

(وَأُمْلِي لَهُمْ) وأمهلهم (إِنَّ كَيْدِي) هو المكر (مَتِينٌ) ( 45 ) محكم مؤكّد ما دسع لامر أصلا

(أَمْ تَسْئَلُهُمْ) أهل الطلاح (أَجْراً) لإصلاح حالهم وإعلام ما أوحاك اللّه (فَهُمْ) هؤلاء الطّلاح (مِنْ مَغْرَمٍ) ما لسم أداءه (مُثْقَلُونَ) ( 46 ) محمّلو الآصار وعدولهم عمّا هو مأمورك للأحمال .

(أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ) اللّوح المسطور (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) ( 47 ) الأحكام والأوامر ممّا أرادوا وودّوا .

(فَاصْبِرْ) محمّد ( ص ) (لِحُكْمِ) اللّه (رَبِّكَ) وهو إمهالهم ولو أمهلوا ما أهملوا (وَلا تَكُنْ) سرعا وأحاحا لرهطك (كَصاحِبِ الْحُوتِ) هو رسول سرطه السّمك (إِذْ نادى) دعا اللّه مسروط السّمك (وَهُوَ مَكْظُومٌ) ( 48 )

----------

(فذرني ومن يكذب بهذا الحديث) كله إني أكفكه (سنستدرجهم) سنقربهم من النعمة درجة درجة بالإمهال وترادف النعم (من حيث لا يعلمون) ذلك (وأملي لهم) أمهلهم (إن كيدي متين) بطشي شديد سمي كيدا لأنه بصورته (أم تسئلهم أجرا) على التبليغ (فهم من مغرم) غرم لك (مثقلون) بذلك فلا يؤمنون (أم عندهم الغيب) أي علمه (فهم يكتبون) منه ما يقولون (فاصبر لحكم ربك) بإمهالهم (ولا تكن) في الضجر (كصاحب الحوت) يونس (إذ نادى) ربه (وهو مكظوم) مملوء غيظا في بطن الحوت

ص: 93

مملوّ حردا وهمّا .

(لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ) أدركه (نِعْمَةٌ) رحم (مِنْ رَبِّهِ) وما سمع اللّه دعاء أسحاره وإملاهه وما أدركه إلاه (لَنُبِذَ) طرح هو حوار لولا (بِالْعَراءِ) صحراء لا كلاء له ولا دوح (وَهُوَ مَذْمُومٌ) ( 49 ) ملوم عاص لطرح ما هو أصلح له ، وهو حال عماد للحوار .

(فَاجْتَباهُ) اللّه (رَبُّهُ) وأعلاه وأكرمه لهوده ودعاء صلاحه (فَجَعَلَهُ مِنَ) الملأ (الصَّالِحِينَ) ( 50 ) الكمّل صلاحا وسدادا ، أو الرّسل وهم أصول الصلاح والسّداد ، والأوّل أصحّ لمّا صحّ ألوكه أمامه .

لمّا أراد رسول اللّه صلعم دعاء السّوء للأعداء أرسله اللّه إمهالا له ، ولمّا عمد أهل المكر والسّحر إهلاك رسول اللّه صلعم لمحا وسعادا ، عصمه اللّه عمّا همّوه ، وأوحاه

(وَإِنْ) مطروح الاسم كما دلّ ورود اللّام محموله (يَكادُ) الملأ (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا عمّا هو السّداد وهو مسلك الإسلام (لَيُزْلِقُونَكَ) ممّا هو صدر كمالك ومحلّ علوّك (بِأَبْصارِهِمْ) حسدا وطلاحا وصحّ وروده كالسّحر وهو (لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) كلام اللّه المرسل أو أحوال رسول اللّه صلعم (وَيَقُولُونَ) لكمال حسدهم (إِنَّهُ) محمّدا (لَمَجْنُونٌ) ( 51 ) مصروع ممسوس .

(وَما هُوَ) كلام اللّه المرسل أو محمّد رسول اللّه صلعم (إِلَّا ذِكْرٌ) ادّكار أو كمال (لِلْعالَمِينَ) ( 52 ) ومصلح للكلّ

----------

في قومه (لو لا أن تداركه نعمة من ربه) أدركه رحمة منه والتذكير للفصل (لنبذ بالعراء) بالفضاء (وهو مذموم) ملوم بترك الأولى (فاجتباه ربه فجعله من الصالحين وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) إن هي المخففة واللام فارقة أي ينظرون إليك نظر بغض يكادون يزلونك به عن موقفك أو يصيبونك بأعينهم (لما سمعوا الذكر) القرآن (ويقولون) حسدا (إنه لمجنون) بما يتلوه من القرآن (وما هو) أي القرآن (إلا ذكر) عظة (للعالمين) أو مذكر لهم.

ص: 94

سورة الحاقّة

ص: 95

ص: 96

( سورة الحاقة )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام عسر المعاد ، والومء لإهلاك الأمم الأول كرهط صالح ورهط عاد وملك مصر ورهط لوط علاه السلام ، وإعلاء أحوال الصّور وصدع السّماء وحلّ مواردها ومصادرها ، وإعلام حال السّعداء والطّلاح حال درس طروس أعمالهم ، وعوار أهل العدول لمّا سطاهم مالك موكّل السّاعور ، ووهمهم لكلام اللّه سحرا ، وإعلام حال كلام اللّه ممّا هو ادّكار وإصلاح لأهل الإسلام ، وحسر وسدم لأهل العدول ، والأمر للرّسول صلعم لدعاء اسم اللّه وهو دعاء الركوع

ص: 97

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(الْحَاقَّةُ) ( 1 ) السّعواء الموعود ورودها ، والعهد الممدود والعصر المحدود اللّاسم حصوله لعود الأرواح وإحصاء الأعمال ، أو العرك المهوّل ، أو كلام الإصر ، والأوّل أصحّ .

(مَا الْحَاقَّةُ) ( 2 ) أعادها إكراما لأمر وإعلاء لهولها .

(وَما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد ( ص ) (مَا الْحَاقَّةُ) ( 3 ) لا علم لك كما هو أمرها ومدّ دهرها وطول أمدها وعسر حالها .

(كَذَّبَتْ ثَمُودُ) رهط صالح عم (وَعادٌ) رهط هود (بِالْقارِعَةِ) ( 4 ) سمّاها لكسرها وإهلاكها أوهالا وأهوالا .

(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) ( 5 ) اللّاواء المهلك هولها المؤلم وصولها سمّاها لعدوها الحدّ ، وورد هو مصدر والمراد أهلكوا لعدولهم عمّا أمروا وهو ما صلح لعدم وئامه

----------

(69 سورة الحاقة إحدى أو اثنتان وخمسون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحاقة) القيامة الواجبة الوقوع أو التي تحق فيها الأمور أو تقع الحواق فيها كالحساب والجزاء (ما الحاقة) أي شيء هي تفخيم وتهويل (وما أدراك) أي أي شيء أعلمك (ما الحاقة) هي أعظم من أن يعلم كنهها (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) بالقيامة التي تقرع الناس بأهوالها (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية)

ص: 98

(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ) هو هواء له حراك ، وأصلها الرّوح وهو العود (صَرْصَرٍ) عسر وعاها أو كامل هرءها (عاتِيَةٍ) ( 6 ) عاد طام حراكها لإهلاكهم ولا طول لعاد ردّها .

(سَخَّرَها) سلّطها اللّه (عَلَيْهِمْ) أو أدامها (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ) أمد موسم الهرء وأسماءها الأمر والمعلّل وما سواهما (حُسُوماً) ولاء واحده الحاسم وهو كأوّ أعاد عمله ولاء لحسم الدّاء ، والمراد ولاءها كولاء الوسم ورووا حسوما ، أو هو مصدر وهو الاصطلام (فَتَرَى) الكلام لكلّ راء لو حصل وروده (الْقَوْمَ) رهط عاد (فِيها) الإعصار أو ممارّ الصّرصر (صَرْعى) هلّاكا وهو حال (كَأَنَّهُمْ) حال (أَعْجازُ نَخْلٍ) أصولها (خاوِيَةٍ) ( 7 ) هار أوعر وسطها لوصول الاكّال لها .

(فَهَلْ تَرى لَهُمْ) لهؤلاء الرّهط (مِنْ باقِيَةٍ) ( 8 ) دوام أو درّ لها دوام ، والمراد كلّهم هلكوا ودرس اسمهم ورسمهم .

(وَجاءَ فِرْعَوْنُ) ملك مصر وعسكره ممدّا لدعواه (وَ) ورد (مَنْ قَبْلَهُ) رهط الرّسل ، ورووا مكسور الأوّل محرّك الوسط كملل والمراد ما صدده وهم عسكره (وَالْمُؤْتَفِكاتُ) أمصار رهط لوط عم والمراد أهلها

----------

بالصيحة أو الرجفة المجاوزة للحد في الشدة (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر) شديدة الصوت أو البرد (عاتية) عليهم أو على خزانها فعجزوا عن ضبطها (سخرها) سلطها (عليهم سبع ليال وثمانية أيام) أولها صبح الأربعاء وهي أيام العجوز لوقوعها عجز الشتاء أو لأن عجوزا من عاد دخلت سربا فانتزعتها الريح فقتلتها (حسوما) متتابعات (فترى القوم) لو حضرتهم (فيها) أي في الليالي أو الأيام (صرعى) ملقين هلكى (كأنهم أعجاز) أصول (نخل خاوية) نخرة ساقطة (فهل ترى لهم من باقية) من بقاء أو نفس باقية.

(وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات) قرىء قوم لوط أي أهلها

ص: 99

(بِالْخاطِئَةِ) ( 9 ) الآصار السّواء .

(فَعَصَوْا) رهط لوط (رَسُولَ) اللّه (رَبِّهِمْ) لوطا أو كلّ رهط رسوله (فَأَخَذَهُمْ) اللّه (أَخْذَةً رابِيَةً) ( 10 ) لها كمال العسر كما ساء عملهم ، والمراد سطاهم سطوا صعدا .

(إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ) علا رؤوس الأطواد وعدا حدّه (حَمَلْناكُمْ) ولّادكم (فِي الْجارِيَةِ) ( 11 ) الودع المأمور عملها الممهّد أساسها الموصّل أعوادها الموسّع محلّها .

(لِنَجْعَلَها) أحوالا مرّ عصرها (لَكُمْ تَذْكِرَةً) معلاما لأوامر اللّه وأحكامه وادّكارا لأهل الأحلام (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ( 12 ) للمسموع وعاه حرسه أراد مسمع أهل الصّلاح والسّداد ، وهو سامع كلام اللّه ورسوله ومدركه وعامله وحارسه .

(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ) أوّل حال المعاد (نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) ( 13 ) والمراد أولاها أهلك الكلّ حال صدورها .

(وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) حملهما صعودهما عمّا هو محلّهما (فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) ( 14 ) وحصل كسرهما ودكّ آحادها مع آحاد دكّا واحدا وصار كالرّمل

----------

(بالخاطئة) بالخطأ أو بالغفلات ذات الخطإ (فعصوا رسول ربهم) أي رسله (فأخذهم أخذة رابية) زائدة في الشدة (إنا لما طغا الماء) تجاوز حده المعتاد على قوم نوح أو على خزانه (حملناكم) في أصلاب آبائكم (في الجارية) سفينة نوح (لنجعلها) أي الفعلة وهي إنجاء المؤمنين وإغراق الكافرين (لكم تذكرة) عبرة (وتعيها) ولتحفظها (أذن واعية) من شأنها أن تعي وتحفظ هي أذن علي (عليه السلام) كما رواه العام والخاص (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة) هي الأولى أو الثانية (وحملت الأرض والجبال) رفعت من أماكنها (فدكتا دكة واحدة) بعضها ببعض فصارتا هباء أو قاعا صفصفا.

ص: 100

(فَيَوْمَئِذٍ) الموعود (وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) ( 15 ) السّعواء المعهود هولها وإعلاء عملها .

(وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) أواسطها والمراد حلّ مواردها لورود الأملاك (فَهِيَ) السّماء (يَوْمَئِذٍ) الموعود (واهِيَةٌ) ( 16 ) أوهاها اللّه .

(وَالْمَلَكُ) المراد الأملاك وهو الاعمّ ممّا الاملاك (عَلى أَرْجائِها) حدودها واطرارها (وَيَحْمِلُ عَرْشَ) اللّه (رَبِّكَ فَوْقَهُمْ) رؤوس الملك (يَوْمَئِذٍ) الموعود (ثَمانِيَةٌ) ( 17 ) أراد ملكا ، أو سمطهم ، أو صروعهم .

(يَوْمَئِذٍ) الموعود (تُعْرَضُونَ) للسؤال وإحصاء الأعمال كإعلاء أحوال العساكر والعمّال للملك (لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) ( 18 ) حال وسرّ مدموس وهو عالم أسراركم ومطّلع صدوركم .

(فَأَمَّا مَنْ) كلّ أحد (أُوتِيَ كِتابَهُ) طرس أعماله (بِيَمِينِهِ) معادل إساره وهو الأسلم الأكرم (فَيَقُولُ) سرورا وصلاحا (هاؤُمُ) أعطوه وأدركوه وهو اسم له (اقْرَؤُا) ادرسوا واعلموا (كِتابِيَهْ) ( 19 ) المسطور .

(إِنِّي ظَنَنْتُ) المراد العلم المؤكّد وهو كلام أهل الطّرس (أَنِّي مُلاقٍ) راء (حِسابِيَهْ) ( 20 ) الأسدّ الأكمل .

(فَهُوَ) المسلم المكرّم (فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) ( 21 ) ما أدركه الهموم

----------

(فيومئذ وقعت الواقعة) قامت القيامة (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) ضعيفة (والملك) جنسه (على أرجائها) جوانبها (ويحمل عرش ربك فوقهم) الضمير للملك على المعنى وللثمانية لتقدمهم حكما (يومئذ ثمانية) من أفراد الملائكة أو صفوفهم (يومئذ تعرضون) للحساب (لا تخفى منكم خافية) على الله.

(فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول) ابتهاجا (هاؤم) ها بالمد اسم خذ للواحد، وهاؤم لجمعه وهاء بالكسر للواحدة (اقرءوا كتابيه إني ظننت) علمت (أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية) مرضية أو راض صاحبها.

ص: 101

ولا العلل ولا السّام أصلا .

(فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) ( 22 ) محلّا وأساسا أو أمرا وحالا أو صروحا وسرحا .

(قُطُوفُها) أحمالها وأكلها (دانِيَةٌ) ( 23 ) صددهم لكلّ حال .

وأمروا

(كُلُوا وَاشْرَبُوا) أكلا وعلسا (هَنِيئاً) أمرا لا مكروه لهما ، أو هو مصدر لعامل مطروح (بِما أَسْلَفْتُمْ) لصوالح أعمالكم أوّلا (فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ) ( 24 ) أعصار أعماركم ومدد أعمالكم ، وورد هو مرسل للصوّام والمراد كلوا واعلسوا أوس إمساككم الأكل والحسو للّه .

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ) وأورد (كِتابَهُ) لوح عمله (بِشِمالِهِ) اساره وهو الأردأ الأطلح (فَيَقُولُ) حسرا (يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ) لم أعط (كِتابِيَهْ) ( 25 ) ولم أر سوء الأعمال .

(وَلَمْ أَدْرِ) لم أعلم (ما حِسابِيَهْ) ( 26 ) عدد الأسواء .

(يا لَيْتَها) مدد العمر (كانَتِ الْقاضِيَةَ) ( 27 ) السّام لما لها حسم الأمور وصرم الأعمال حكما أو معاد الهاء سام أدركه ، والمراد لم أعد ولم أعط الرّوح وراء وروده

(ما أَغْنى) ما عاد وما دسع (عَنِّي مالِيَهْ) ( 28 ) وهو المصلح لكلّ أمر وما أصلح أمر المعاد

(هَلَكَ) مصحّ (عَنِّي سُلْطانِيَهْ) ( 29 ) الملك والمال وأمر مالك مع الأرداء

----------

(في جنة عالية) رفيعة المكان والقصور والأشجار (قطوفها) ثمارها جمع قطف أي مقطوف (دانية) من المتناول فيقال لهم (كلوا واشربوا) أكلا وشربا (هنيئا بما أسلفتم) قدمتم من الخير (في الأيام الخالية) أيام الدنيا الماضية (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول) حزنا (يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها) أي الموتة في الدنيا (كانت القاضية) القاطعة لحياتي فلم أبعث (ما أغنى عني ماليه) نفي أو استفهام إنكار (هلك عني سلطانية) تسلطي على

ص: 102

(خُذُوهُ) أعطوه وامسكوه (فَغُلُّوهُ) ( 30 ) وأسروه

(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) ( 31 ) أوردوه

(ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها) طولها (سَبْعُونَ ذِراعاً) للملك واللّه أعلم لحاله والمراد كمال طولها لا المعدود المحدود (فَاسْلُكُوهُ) ( 32 ) أوردوه وألووه وأحكموه .

(إِنَّهُ) علّله اللّه كما سأل أحد ما له هؤلاء الآصار ولمّا أولم أورد اللّه لمّه (كانَ لا يُؤْمِنُ) طلاحا (بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) ( 33 ) مع إدراك كماله واطّلاع علوّه وعصاه

(وَلا يَحُضُّ) لا حرص له (عَلى) إعطاء (طَعامِ الْمِسْكِينِ) ( 34 ) وسمحه للصّعلوك أملا لصلاح المعاد وطمعا لحصول آلاء اللّه .

(فَلَيْسَ لَهُ) للطّالح الممسك (الْيَوْمَ) العسر (هاهُنا) الدّرك (حَمِيمٌ) ( 35 ) أهل رحم راحم

(وَلا) له (طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) ( 36 ) وهو مال سال ممّا المدد والدماء لمّا صدّ كلوم أهل السّاعور

(لا يَأْكُلُهُ) مسال الكلوم (إِلَّا) الرّهط (الْخاطِؤُنَ) ( 37 ) الّلاءوا عصو عمدا .

(فَلا أُقْسِمُ) لسطوع الأمر ، أو لا ردّ لردّهم المعاد وما وراءه أوّل كلام أو لا مدلول له (بِما تُبْصِرُونَ) ( 38 ) كالسّماء والطّود وكلّ محسوس

(وَما لا تُبْصِرُونَ) ( 39 ) كالملك والرّوح والمراد الكلّ

----------

الناس أو حجتي فيقول الله للزبانية: (خذوه فغلوه) أجمعوا يديه ورجليه إلى عنقه (ثم الجحيم صلوه) أدخلوه وقدم الجحيم للحصر وكذا السلسلة (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا) أي طويلة وثم للتفاوت بالشدة (فاسلكوه) أدخلوه (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين) لا يحث على إطعامه (فليس له اليوم هاهنا حميم) قريب ينفعه (ولا طعام إلا من غسلين) صديد أهل النار (لا يأكله إلا الخاطئون) المتعمدون للخطايا.

(فلا أقسم) لا زائدة أو لنفي الحاجة إلى القسم لوضوح الأمر أو لرد ما يخالف المقسم عليه (بما تبصرون وما لا تبصرون) من المخلوقات أي بها كلها

ص: 103

(إِنَّهُ) الكلام المرسل (لَقَوْلُ) لكلام (رَسُولٍ كَرِيمٍ) ( 40 ) هو محمّد رسول اللّه صلعم أو الملك وهو الرّوح أرسله وأدّاه ألوكا وما هو كلام محمّد ( ص )

(وَما هُوَ) الكلام المرسل (بِقَوْلِ) كلام (شاعِرٍ) كما هو ادّعاءكم .

(قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ) ( 41 ) لمّا لاح سداده إسلاما ماصلا لكمال صدوركم ، أو المراد العدم والحاصل لا إسلام لكم أصلا .

(وَلا) (بِقَوْلِ كاهِنٍ) والع معهود كما هو موهومكم ومرادكم (قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ) ( 42 ) ادّكاركم وإصلاحكم ما صل أو معدوم هو

(تَنْزِيلٌ) مرسل لإصلاح الكلّ وأورده الرّوح (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ( 43 ) أرسله كاملا .

(وَلَوْ تَقَوَّلَ) ولع محمّد ( ص ) (عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) ( 44 ) وادّعاها كلام اللّه

(لَأَخَذْنا مِنْهُ) إصرا (بِالْيَمِينِ) ( 45 ) الحول والسّطو أو المراد لأهلكه إهلاكا صعدا صوّره كصور ما هو عمل الملوك مع ما ولع علاهم وهو عطوهم له مع معادل الاسئار وحسم كرده

(ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) ( 46 ) وحسمه مهلك لوصوله الرّوع

(فَما مِنْكُمْ) أهل الإسلام

----------

أو بها وبخالقها (إنه) أي القرآن (لقول رسول) أرسله الله ولم يتقوله من نفسه (كريم) على ربه (وما هو بقول شاعر) كما زعمتم (قليلا ما تؤمنون) إيمانا قليلا تؤمنون (ولا بقول كاهن) كما قلتم (قليلا ما تذكرون) أي تذكرا قليلا، وقرن نفي الشاعرية بالإيمان لوضوح عدم مشابهة القرآن للشعر لكل أحد ونفي الكاهنية بالتذكر لتوقفه على تأمل ما ليظهر منافاة القرآن للكهانة بل هو (تنزيل من رب العالمين) على لسان جبرئيل (ولو تقول علينا) محمد (بعض الأقاويل) بأن نسب إلينا قولا لم نقله (لأخذنا منه باليمين) بيمينه (ثم لقطعنا منه الوتين) أي عرق قلبه الذي يموت بقطعه أي لقتلناه أشنع قتل بأن يؤخذ بيمينه ويضرب عنقه وهو ينظر أو لأخذنا منه بالقوة (فما منكم)

ص: 104

(مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ) إهلاك محمّد ( ص ) (حاجِزِينَ) ( 47 ) حدّاد ما وحّده للمح مدلول أحد لمّا أراد العموم .

(وَإِنَّهُ) كلام اللّه المرسل (لَتَذْكِرَةٌ) ادّكار وإصلاح (لِلْمُتَّقِينَ) ( 48 ) لعلمهم مدلوله وعملهم أحكامه

(وَإِنَّا لَنَعْلَمُ) علما واطدا (أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ) ( 49 ) ردّادا للكلام

(وَإِنَّهُ) كلام اللّه المرسل (لَحَسْرَةٌ) وسدم (عَلَى) الرّهط (الْكافِرِينَ) ( 50 ) لمّا رأوا علوّ حال أهل الإسلام وعدلهم

(وَإِنَّهُ) كلام اللّه (لَحَقُّ الْيَقِينِ) ( 51 ) صحّ إرساله .

(فَسَبِّحْ) محمّد ( ص ) (بِاسْمِ) اللّه (رَبِّكَ الْعَظِيمِ) ( 52 ) صلّ له وادعه سرمدا وطهّر اللّه مع ادّكار اسمه الأكرم

----------

أيها الناس (من أحد عنه) عن الرسول أو القتل (حاجزين) مانعين جمع لعموم أحد (وإنه) أي القرآن (لتذكرة للمتقين) لعود نفعه إليهم (وإنا لنعلم أن منكم مكذبين) وعيد لمن كذب (وإنه لحسرة على الكافرين) إذا رأوا ثواب المصدقين (وإنه لحق اليقين) للحق المتيقن أضيف تأكيدا (فسبح باسم ربك العظيم) صفة الاسم أو الرب.

ص: 105

ص: 106

سورة المعارج

ص: 107

ص: 108

( سورة المعارج )

موردها أمّ الرّحم ومحصول أصول مدلولها :

سؤال أهل العدول لورود الإصر مسرعا وإعلاء هول المعاد لحول السّماء كالمهل ، وعدم سؤال أحدهم لأحد وعدم وآم أحوالهم صلاحا وطلاحا ، ووطود أهل الإسلام مع صوالح الأملاء وطمع أهل العدول وراء المطمع وهو ورودهم دارالسّلام وهلاكهم وعوارهم معادا

ص: 109

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(سَأَلَ سائِلٌ) دعا داع ورام ، ورووا سأل مع مصدره والمراد سأل واد (بِعَذابٍ واقِعٍ) ( 1 ) وارد وما سأل محمّد رسول اللّه حاول حلول الإصر علاهم مسرعا ، أو العدوّ الألدّ المعهود سأل أمطار السّلام وإرسال كسر ممّا السّماء إلهادا لرسول اللّه .

(لِلْكافِرينَ) كلّهم (لَيْسَ لَهُ) للإصر الوارد (دافِعٌ) ( 2 ) راد

(مِنَ اللَّهِ) لمّا سطع أمره وحلّ (ذِي الْمَعارِجِ) ( 3 ) مصاعد السّماء للملك ، أو مصاعد الكلم الظّاهر والعمل الصّالح ، أو مصاعد أهل الإسلام صعدوها حال سلوكهم أو دار العدل .

(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ) عموما (وَالرُّوحُ) وهو ملك حامل كلام اللّه

----------

(70 سورة المعارج أربع وأربعون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(سأل سائل) دعا داع (بعذاب واقع) نزلت لما قال بعض المنافقين يوم الغدير: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه الله بحجر فقتله (للكافرين ليس له دافع) راد (من الله ذي المعارج) المصاعد وهي السموات لعروج الملائكة فيها أو درجات الجنة أو الفواضل المفاضلة (تعرج الملائكة والروح) جبرئيل وأفرد لفضله أو خلق أعظم من الملائكة

ص: 110

المرسل ، أو أرواح أهل الإسلام (إِلَيْهِ) مورد أمره ومحطّه وصعودهم (فِي يَوْمٍ) كامل (كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) ( 4 ) أعوام دهوركم لو صعد ما عدا الملك أو ورود الدرك لعصر لهائه العدد المسطور وهو عصر المعاد وطله لعسر أهل الطلاح .

(فَاصْبِرْ) محمّد ( ص ) (صَبْراً جَمِيلًا) ( 5 ) محمودا لا هلع له

(إِنَّهُمْ) أهل الطلاح (يَرَوْنَهُ) الإصر أو المعاد وهوله (بَعِيداً) ( 6 ) محالا

(وَنَراهُ) وروده (قَرِيباً) ( 7 ) واردا لا رادّ له أصلا

(يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) ( 8 ) وهو الهكر مورا

(وَتَكُونُ الْجِبالُ) أطواد العالم (كَالْعِهْنِ) ( 9 ) حمرا وسودا وما سواهما

(وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) ( 10 ) ما سأل أهل الأواصر أهل الأرحام وما عاد أحدهم أحدا للأهوال ، ورووه لا معلوما وح المراد لا أحد مسؤول عمّا عمل وساء ما سواه .

(يُبَصَّرُونَهُمْ) الأحمّاء الأحمّاء وهو حال أو أوّل كلام أورد لردّ سؤال أحد سأل لعلّه لعدم احساس أحدهم أحدا والحاصل عدم السّؤال للهول والهمّ لا لعدم الإحساس والاطّلاع (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) الطّالح آملا عامدا ، وهو حال أوّل كلام (لَوْ يَفْتَدِي) الطّالح (مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ) الموعود (بِبَنِيهِ) ( 11 ) أولاده

(وَصاحِبَتِهِ) أهله (وَأَخِيهِ) ( 12 ) رحما أو ودادا وهو الرّدء

----------

(إليه) إلى عرشه أو محيط أمره (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا) لا جزع ولا شكوى فيه (إنهم يرونه) أي العذاب أو يوم القيامة (بعيدا) عن الإمكان (ونراه قريبا) من الوقوع (يوم تكون السماء كالمهل) كالفلز المذاب أو دردي الزيت (وتكون الجبال كالعهن) كالصوف الملون المنفوش يطيره الريح (ولا يسئل حميم حميما) قريب قريبه عن حاله للدهشة (يبصرونهم) استئناف لبيان أن انتفاء السؤال لتشاغلهم لا لعدم الإبصار والجمع للمعنى (يود المجرم لو) يتمنى أن (يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته) زوجته (وأخيه وفصيلته التي) عشيرته

ص: 111

(وَفَصِيلَتِهِ) رهطه وأهل أواصره (الَّتِي تُؤْوِيهِ) ( 13 ) آووه لحّا وصدد الأهوال

(وَ) كلّ (مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ولد آدم والأرواح أو أهل العالم كلّهم (ثُمَّ) لو (يُنْجِيهِ) ( 14 ) الأمر المودود .

(كَلَّا) ردع له (إِنَّها) السّاعور (لَظى) ( 15 ) علم للسّاعور

(نَزَّاعَةً) لها سلّ عسر وهو حال (لِلشَّوى) ( 16 ) حدود ولد آدم كالاسار ومعادله والحوامل ، أو صروم الرّاس ، أو الصّرم واللّحم

(تَدْعُوا) أسماء لأهل العدول والولع أو أصله ما ورد دعاك اللّه أهلكك (مَنْ أَدْبَرَ) عدل عمّا هو السّداد (وَتَوَلَّى) ( 17 ) صدّ عمّا أمر اللّه ورسوله

(وَجَمَعَ) المال (فَأَوْعى) ( 18 ) أصاره وسط الوعاء حرصا وما أداه كما أمر .

(إِنَّ الْإِنْسانَ) عموما (خُلِقَ هَلُوعاً) ( 19 ) حارصا للمال وممسكا له وحاصله

(إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) المكروه كالعدم والعسر أو الداء (جَزُوعاً) ( 20 ) سروعا لا هكوع له

(وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ) الوسع وصلاح الحال أو الصّحّ (مَنُوعاً) ( 21 ) حادّا عمّا أمر ، ما أطاع اللّه وما سمح للّه وهو حال كلّهم

(إِلَّا)

----------

التي فصل منها (تؤويه) تضمه في الشدة أو النسب (ومن في الأرض جميعا) من الخلائق (ثم ينجيه) الافتداء وثم لاستبعاد الإنجاء.

(كلا) ردع (إنها) أي النار أو القصة (لظى) وهي اللهب أو علم جهنم (نزاعة للشوى) هي الأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس (تدعو من أدبر وتولى) عن الإيمان أي تأخذه فلا يفوتها كأنها تدعوه أو ينطقها الله تعالى فتقول: إلي إلي (وجمع) المال (فأوعى) جعله في وعاء ومنع حق الله منه (إن الإنسان) جنسه (خلق هلوعا) مائلا طبعا إلى الهلع وهو قلة الصبر وشدة الحرص كما يفسره (إذا مسه الشر) كالفقر والمرض (جزوعا وإذا مسه الخير) كالغنى (منوعا) ونصب الثلاث أحوال وكلمتا إذا ظرفا جزوعا ومنوعا (إلا

ص: 112

الرّهط (الْمُصَلِّينَ) ( 22 ) المراد أهل الإسلام

(الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ) المحدود عصرها المعدود أعدادها المعلوم أسماؤها (دائِمُونَ) ( 23 ) مداوموها ومعدّلوها ومكمّلوها .

(وَ) الملأ (الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ) وأملاكهم (حَقٌّ مَعْلُومٌ) ( 24 ) وأداء معهود وعصر مأمور أو كلّ ما أعطوه للّه

(لِلسَّائِلِ) حال سؤاله للعسر (وَالْمَحْرُومِ) ( 25 ) المعسر المعدوم السّؤال مسرّ العسر .

(وَ) الملأ (الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ) سدادا (بِيَوْمِ الدِّينِ) ( 26 ) أعمالا كإعطاء الأموال طمعا لصوالح المعاد

(وَ) الملأ (الَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ) اللّه (رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) ( 27 ) لهم دوام الهول

(إِنَّ عَذابَ) اللّه (رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) ( 28 ) وروده ووصوله سموما لرهط عصوا .

(وَ) الملأ (الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ) أسرارهم (حافِظُونَ) ( 29 ) حرّاس عمّا حرّمه

(إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) أعراسهم (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) الإماء (فَإِنَّهُمْ) هؤلاء الملأ الحرّاس لإسرارهم عمّا وراء الأعراس والإماء (غَيْرُ مَلُومِينَ) ( 30 ) لا لوم لهم لعدم الحرس .

(فَمَنِ ابْتَغى) رام أهلا (وَراءَ ذلِكَ) الحلال (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) ( 31 ) عادلوا حدود اللّه ، لهم عدو عمّا احلّ اللّه وروم لما حرّمه .

(وَ) الملأ (الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ) ورووا موحّدا وهو كلّ ما أودع

----------

المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون) مواظبون (والذين في أموالهم حق معلوم) هو الزكاة المفروضة، وعن الصادق (عليه السلام) أنه الصدقة المندوبة (للسائل والمحروم) من لا يسأل فيحسب غنيا فيحرم.

(والذين يصدقون بيوم الدين) الجزاء (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون) خائفون (إن عذاب ربهم غير مأمون) أن ينزل (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم

ص: 113

(وَعَهْدِهِمْ) عهودهم وأصارهم (راعُونَ) ( 32 ) مراعوها وحارسوها لا مدالسوها ولا مواكسوها .

(وَ) الملأ (الَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ) لإعلاء ما هو الصّلاح والسّداد ، ورووا موحّدا (قائِمُونَ) ( 33 ) صدد الحكّام حال الأداء وما لهم اسرار ما علموه .

(وَ) الملأ (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) ( 34 ) مراعو أعمالها وراصدو اعصارها كرّر لما هو أهمّ المهام وأحوط أوامر الإسلام

(أُولئِكَ) أهل هؤلاء الأهوال (فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) ( 35 ) لهم دوام الإكرام أكرمهم اللّه سرمدا .

(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا عمّا أمروا (قِبَلَكَ) حولك (مُهْطِعِينَ) ( 36 ) سرّاعا وهو حال .

(عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) ( 37 ) رهطا رهطا ما وصل أحدهم أحدا لمّا حام أهل العدول حول رسول اللّه صلعم رهطا رهطا وسمعوا كلامه وألهدوا له ووهموا لو ورد هؤلاء دارالسّلام كما كلّم محمّد لو ردوها أمامهم أرسل اللّه

(أَ يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) أرهاط أهل الطلاح (أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) ( 38 ) كاهل الإسلام

----------

وعهدهم راعون) فسر في المؤمنين (والذين هم بشهاداتهم قائمون) يقيمونها كما علموها ولا يكتمونها (والذين هم على صلاتهم يحافظون) يؤدونها لأوقاتها بحدودها والمضارع لتجددها وتكررها ولفضلها افتتح بها وختم بها باعتبارين (أولئك في جنات مكرمون) في نعيمها (فما للذين كفروا قبلك) نحوك (مهطعين) مسرعين.

(عن اليمين وعن الشمال عزين) فرقا متفرقة جمع عزة وأصلها عزوة من عزاه نسبه كانوا يحفون بالرسول ويستهزءون به وبالمؤمنين (أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم) إنكار لقولهم لئن دخل هؤلاء الجنة كما يزعمون

ص: 114

(كَلَّا) ردع لهم عمّا طمعوا (إِنَّا خَلَقْناهُمْ) كما سواهم (مِمَّا يَعْلَمُونَ) ( 39 ) وهو الماء المعلوم كما أسر ولد آدم كلّهم وورود دارالسّلام ما صلح إلّا لأهل الإسلام ولم طمعوه ولا إسلام لهم .

(فَلا أُقْسِمُ) لا مدلول للا (بِرَبِّ الْمَشارِقِ) المطالع (وَالْمَغارِبِ) المدالك (إِنَّا لَقادِرُونَ) حول كاملا

(عَلى أَنْ نُبَدِّلَ) أورد أوسهم رهطا (خَيْراً مِنْهُمْ) المراد إهلاكهم حالا وأسر أصلحهم وأطوعهم للّه (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) ( 41 ) معدوم الطّول والسّطو لاهلاكهم .

(فَذَرْهُمْ) دع محمّد أهل الولع واطرحهم (يَخُوضُوا) مهالكهم (وَيَلْعَبُوا) محالّ لهوهم ومسالك هواهم (حَتَّى يُلاقُوا) مهادا (يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) ( 42 ) هوله وإصره .

(يَوْمَ يَخْرُجُونَ) كلّهم (مِنَ الْأَجْداثِ) المرامس (سِراعاً) لمّا دعاهم داع وهو حال (كَأَنَّهُمْ) حال (إِلى نُصُبٍ) اعلام (يُوفِضُونَ) ( 43 ) اسراعا

----------

لندخلنها قبلهم (كلا) ردع لهم (إنا خلقناهم مما يعلمون) من نطفة قذرة كسائر الناس فكيف ينكرون الخالق وقدرته على إعادته ويدعي الشرف بنفسه ويطمع في محل قدسه ولم يستكمل الإيمان والطاعة (فلا أقسم) مر مثله (برب المشارق والمغارب) للشمس أو لكل نير (إنا لقادرون على أن نبدل) أي نهلكهم ونخلق بدلهم (خيرا منهم)(وما نحن بمسبوقين) بمغلوبين على ذلك (فذرهم يخوضوا ويلعبوا) في هواهم (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) فيه للجزاء (يوم يخرجون من الأجداث) القبور (سراعا) سريعين (كأنهم إلى نصب) بفتح النون وإسكان الصاد صنم أو علم نصب لهم وقرىء بضمها (يوفضون) يسرعون.

ص: 115

(خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) لا صعود ولا طماح لها (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) وهم محاطوها (ذلِكَ الْيَوْمُ) المهوّل (الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) ( 44 ) دهرا وما سلّموا أصلا

----------

(خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) وهو يوم القيامة.

ص: 116

سورة نوح

ص: 117

ص: 118

( سورة نوح )

موردها امّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

الأمر لرسول أطول عمرا لدعاء رهطه للإسلام ، وعدم طوعهم أمره ، وأمره لهم روم إسعاد اللّه للهود والعود كارسال السّماء مدرارا ، وإمداد الأموال والأولاد وحئول أحوال العالم حالا ، وإعلاء كمال طوله علو السّماء وسطح الرّمكاء وإهلاك الماء رهطه ، وورودهم ساعورا واعلام مآل العمو والطّلاح ، ودعاء الرّسول دعاء الهلاك لأهل العدول ودعاء الرّحم لأهل الإسلام ، ودعاء الدّمار لأهل الحدل معادا

ص: 119

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِنَّا أَرْسَلْنا) رسولا (نُوحاً) مدوله الرّاكد (إِلى قَوْمِهِ) لاصلاح رهطه (أَنْ أَنْذِرْ) هوّل (قَوْمَكَ) واهدهم صراط السّداد (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ) أمام ورودهم (عَذابٌ أَلِيمٌ) ( 1 ) مؤلم مهلك وهو إصر المعاد أو إهلاك المعاد .

(قالَ) الرّسول (يا قَوْمِ) إكراما لهم وإعلاء لودّهم (إِنِّي لَكُمْ) رسول (نَذِيرٌ) مهوّل لاصلاحكم (مُبِينٌ) ( 2 ) أصرّح لكم ما أرسل اللّه لكم ، وهو

(أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ) وحدوه وطاوعوه أمرا وردعا (وَاتَّقُوهُ) روعوا آصاره (وَأَطِيعُونِ) ( 3 ) كما أمركم اللّه

(يَغْفِرْ) اللّه (لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) طرّا (وَيُؤَخِّرْكُمْ) لإسلامكم (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) وهو عصر سامكم وحسم

----------

(71 سورة نوح ثمان أو تسع وعشرون أو ثلاثون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن) بأن أو أي لتضمن الإرسال معنى القول (أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم) عاجلا وآجلا (قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله) وحده (واتقوه) بترك معاصيه (وأطيعون) فإن طاعتي طاعته (يغفر لكم من ذنوبكم) أي بعضها مما سوى حق الناس (ويؤخركم إلى أجل مسمى) هو الأقصى المشروط بالإيمان فلم يخترمكم قلبه

ص: 120

أعماركم ، والمراد لو أسلموا عمّرهم اللّه وإلّا أهلكم مسرعا (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ) السّام (إِذا جاءَ) عصرا موعودا (لا يُؤَخَّرُ) لمحا سارعوا حال الإمهال لصوالح الأعمال (لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ( 4 ) لو حصل لكم العلم .

(قالَ) رسولهم هكوعا (رَبِّ) اللّهمّ (إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي) إصلاحا لأمورهم (لَيْلًا وَنَهاراً) ( 5 ) دواما مواصلا .

(فَلَمْ يَزِدْهُمْ) أمرا ما (دُعائِي) لهم للإسلام لطلاح سرّهم وسوء معادهم (إِلَّا فِراراً) ( 6 ) وعدولا عمّا أمروا وهو الإسلام والطّوع .

(وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ) للإسلام (لِتَغْفِرَ لَهُمْ) معادا ما أساءوا (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ) رءوسها (فِي آذانِهِمْ) سدّوا مسامعهم وما سمعوا الأوامر والأحكام (وَاسْتَغْشَوْا) طلاحا (ثِيابَهُمْ) وأسرّوا رؤوسهم لكره احساس ما دعاهم للّه ، أو لمّا لا أعلمهم ولا ادعوهم (وَأَصَرُّوا) عمدوا الإصر دواما وعصوا وطودا (وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً) ( 7 ) سمدوا سمودا كاملا .

(ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ) للإسلام دعاء (جِهاراً) ( 8 ) صراحا علوّا وهو أحد أطوار الدّعاء ، أو هو مصدر حلّ محلّ الحال ، والأوّل دعاهم سرا

(ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ) الدّعاء مكرّرا (لَهُمْ) عهدا (وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ) الكلام (إِسْراراً) ( 9 ) عهدا والمراد كدّ الدّعاء مرارا

----------

بالاستئصال (إن أجل الله) المسمى عنده (إذا جاء لا يؤخر) فبادروا وقت الإمهال (لو كنتم تعلمون) ذلك أو من أهل العلم لعلمتم صحبته.

(قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا) أي دائما متصلا (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) عن الإيمان (وإني كلما دعوتهم) إليه (لتغفر لهم) بسببه (جعلوا أصابعهم في ءاذانهم) لئلا يسمعوا دعائي (واستغشوا ثيابهم) تغطوا بها لئلا يروني (و أصروا) على كفرهم (واستكبروا) عن إجابتي (استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا) للتغليظ أو مجاهرا (ثم إني أعلنت لهم) الدعوة (وأسررت لهم إسرارا) فجمعت بين الأمرين زيادة للتغليظ وثم للتراخي في

ص: 121

(فَقُلْتُ) لهم (اسْتَغْفِرُوا) اللّه (رَبَّكُمْ) هودوا واسألوا مراحمه ، وهو لمّا دعاهم أعواما وهم ما سمعوا الدّعاء وما أطاعوه سدّ اللّه المطر وعطّل أرحام أعراسهم (إِنَّهُ) اللّه (كانَ) دواما (غَفَّاراً) ( 10 ) محّاء للاصار .

(يُرْسِلِ السَّماءَ) المطر (عَلَيْكُمْ مِدْراراً) ( 11 ) أمر الورود كامل الدّرور

(وَيُمْدِدْكُمْ) اللّه كرما (بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) أموالا وأولادا (وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ) ومآكر (وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) ( 12 ) لإرواء أكركم ودوحكم وعدهم لو أسلموا رحمهم اللّه .

(ما) الحال (لَكُمْ لا تَرْجُونَ) روعا وأملّا (لِلَّهِ) الآسر لكم (وَقاراً) ( 13 ) علوّا وإكراما

(وَقَدْ خَلَقَكُمْ) اللّه (أَطْواراً) ( 14 ) طورا طورا طورا ماء وطورا دماء وطورا عكالدا وطورا لحوما وطورا مع أرواح ، والمراد صروع الأحوال

(أَ لَمْ تَرَوْا) حسّا وعلما (كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ) وسمك (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) ( 15 ) آحادها علو آحاد

(وَجَعَلَ) اللّه (الْقَمَرَ) اللامع (فِيهِنَّ) وهو ممّا سومح والمراد سماء عالم الأمر (نُوراً) لمعا كاملا (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) ( 16 ) لمّاعا لمصالح الملك

----------

المراتب أو تفاوتها (فقلت استغفروا ربكم) بالتوبة من كفركم (إنه كان غفارا) لمن استغفره (يرسل السماء) المطر وكان قد حبس عنهم وأعقمت نساؤهم أربعين سنة (عليكم مدرارا) كثير الدر (ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات) بساتين (ويجعل لكم أنهارا) جارية (ما لكم لا ترجون لله وقارا) لا تخافون عظمته فتوحدوه أو لا تعتقدون له ثباتا فتخشوا عقوبته (وقد خلقكم أطوارا) نطفة ثم علقة إلى آخره أو أحوالا أي مختلفين أصنافا وأوصافا.

(ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا) فسر في الملك اية / 3 (وجعل القمر فيهن) في مجموعهن لصدقه بالسماء الدنيا (نورا وجعل الشمس سراجا) شبهت به لأن ضوءها ذاتي ولإذهابها ظلمة الليل.

ص: 122

(وَاللَّهُ) الملك (أَنْبَتَكُمْ) أسركم وصوّركم (مِنَ الْأَرْضِ) وهو أصل المواد (نَباتاً) ( 17 ) أسرا

(ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها) لمّا أدرككم السّام (وَيُخْرِجُكُمْ) معادا (إِخْراجاً) ( 18 ) مصدر مؤكّد كما أكّد الأوّل لإعلام وطود أعادهم لا محال كأسرهم أوّلا .

(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً) ( 19 ) مهادا ممهّدا

(لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا) صرطا ومسالك (فِجاجاً) ( 20 ) لها الوسع

(قالَ) الرّسول (نُوحٌ) صامدا للدّعاء (رَبِّ) اللّهمّ (إِنَّهُمْ) أهل الطلاح (عَصَوْنِي) أحكاما وأوامر (وَاتَّبَعُوا) هم أهل العسر (مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ) الرّؤساء وهم أهل الأموال والأولاد ، ورووا ولده وهو واحد أو كأسد وأسد (إِلَّا خَساراً) ( 21 ) وكسا لا عماله سرمدا .

(وَمَكَرُوا) كادوا وحالوا (مَكْراً كُبَّاراً) ( 22 ) أكمل الإكمال

(وَقالُوا) الرّؤساء لعوامهم وردعوهم (لا تَذَرُنَّ) أصلا (آلِهَتَكُمْ) عموما (وَلا تَذَرُنَّ) سموما (وَدًّا) صوّروه كالمرء (وَلا سُواعاً) صوّروه كعرس (وَلا يَغُوثَ) صوّروه كاسد (وَيَعُوقَ) صوّروه كوساع

----------

(والله أنبتكم) أنشأكم (من الأرض) إذ أنشأ آباءكم وأغذيتكم منها (نباتا ثم يعيدكم فيها) أمواتا (ويخرجكم) منها أحياء للبعث (إخراجا) أكد به كالسابق وإيذانا بتحقق الإعادة كالبدء (والله جعل لكم الأرض بساطا) مبسوطة (لتسلكوا منها سبلا فجاجا) واسعة.

(قال نوح رب إنهم عصوني) فيما أمرتهم به (واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) اتبعوا رؤساءهم الذين بطروا النعمة عليهم بالمال والولد حتى صيروها سببا لزيادة خسارتهم (ومكروا مكرا كبارا) كبيرا جدا فإنهم كذبوا نوحا وحرضوا سفلتهم على أذاه (وقالوا) لهم (لا تذرن ءالهتكم) خصوا منها خمسة فقالوا (ولا تذرن ودا) بالفتح والضم (ولا سواعا ولا يغوث ويعوق

ص: 123

(وَنَسْراً) ( 23 ) صوّروه كاسمه ، وورد هؤلاء كلّها أسماء أكارم الصّلحاء ، ولمّا هلكوا صوّروا صورهم لمّا دعاهم صورهم للطّوع ، ولمّا طال العهد ألّهوها .

(وَقَدْ أَضَلُّوا) هم الرّؤساء أو دماهم (كَثِيراً) آمرا لا حصر لهم (وَلا تَزِدِ) اللّهمّ الرّهط (الظَّالِمِينَ) أهل العدول (إِلَّا ضَلالًا) ( 24 ) هلاكا ودمارا أو عدولا عمّا صلح لهم وهو الإسلام دعاهم دعاء السّوء .

(مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) معارّهم وآصارهم ما مؤكّد (أُغْرِقُوا) ماء علا رؤوس الأطواد (فَأُدْخِلُوا) أوردوا ناراً أعدّها اللّه لهم ، والمراد اصلاء مرامسهم وآصارها ، أو إصر المعاد (فَلَمْ يَجِدُوا) ما أدركوا (لَهُمْ) لإمدادهم (مِنْ دُونِ اللَّهِ) سواه وحده (أَنْصاراً) ( 25 ) أرداء .

(وَقالَ) دعا (نُوحٌ) لمّا علم عدم إسلامهم سرمدا (رَبِّ لا تَذَرْ) أصلا (عَلَى الْأَرْضِ مِنَ) هؤلاء (الْكافِرِينَ دَيَّاراً) ( 26 ) أحدا وهو ممّا أورد للإعدام العام وأصله الدّار أو الدّور .

(إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ) امهالا لهم (يُضِلُّوا عِبادَكَ) لكمال طلاحهم

----------

ونسرا) قيل هي أسماء قوم صلحاء بين آدم ونوح فلما ماتوا صوروهم ليقتدوا بهم ثم عبدوا ثم انتقلت إلى العرب (وقد أضلوا) أي الرؤساء أو الأصنام (كثيرا) كقوله (إنهن أضللن كثيرا) 14:36 (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) عن الجنة أو إلا خذلانا أو عذابا نحو (في ضلال وسعر) 54 : 47 (مما خطيئاتهم) من أجلها (أغرقوا) بالطوفان (فأدخلوا نارا) عذبوا بها عقيب الإغراق تحت الماء عذاب القبر أو في الآخرة والتعقيب لعدم الاعتداد بمدة البرزخ ونكرت تعظيما (فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا) يمنعونهم منها (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) نازل دار أي أحدا دعا عليهم بعد أن عرف طباعهم بصحبتهم ألف سنة إلا خمسين عاما وأوحى الله إليه: (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن)11:36.

ص: 124

واطلاحهم (وَلا يَلِدُوا) ولدا (إِلَّا) ولدا (فاجِراً) طالحا وعادلا مصرا (كَفَّاراً) ( 27 ) لآلاء اللّه وما أسلم سرمدا وعلمه له لمّا أوحاه اللّه أو لدرك أحوالهم وأطوارهم أعواما .

(رَبِّ اغْفِرْ) امح آصارا (لِي وَلِوالِدَيَّ) الوالد والأمّ وهما أسلما أوّل الحال واسم والده لمك ، ووردهما آدم وحوّاء ، ورووا الولد محلّ الوالد وح أراد ساما وحوما (وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ) أراد داره أو مصلّاه أو ودعه (مُؤْمِناً) أو مسلما ، وهو علم دوام إسلامه (وَ) امح آصارا (لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) عموما (وَلا تَزِدِ) اللّهمّ الرّهط (الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) ( 28 ) إهلاكا ، ولمّا دعا وسأل السّلام لأهل الإسلام والهلاك لأهل العدول والصّدود ، سمع اللّه دعاءه وسلّم طوّعه عمّا ساء وكره وأهلك الأعداء كلّهم

----------

(إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) علم ذلك بالوحي (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي) منزلي أو مسجدي (مؤمنا) حال (وللمؤمنين والمؤمنات) عامة (ولا تزد الظالمين) عامة أو قومه (إلا تبارا) هلاكا فأهلكوا.

ص: 125

ص: 126

سورة الجنّ

ص: 127

ص: 128

( سورة الجن )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام علوّ كلام اللّه وإعلاء علوّ اللّه وكماله ، وعدّ طلّاح ولد آدم عمّا سواهم ، وصدّ رهط صعدوا السّماء لسماع كلام أهلها أمام إرسال محمّد رسول اللّه صلعم وعدم وصولهم لها حالا ، واعلام ادّكار أهل الإسلام وصلاحهم ، وهول أهل العدول لورودهم السّاعور وركودهم دواما ، وعلم اللّه أسرار أهل العالم ، وأحوال إرسال الملك للرّسل ، والعلوم كلّه محصول علم اللّه أحاط علمه الكلّ

ص: 129

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ ) رسول اللّه لرهطك كلّهم وأسمعهم لإصلاحهم (أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ) الأمر (اسْتَمَعَ) رام سماع كلام اللّه (نَفَرٌ) رهط (مِنَ الْجِنِّ) هم أولو أحلام وراء ولد آدم لاحوا صروح صور لمّا أرادوا ، ووردهم أرواح لا صور لهم وما رآهم رسول اللّه صلعم وما درسهم كلام اللّه ، وهم وردوا صدده حال درسه وسمعوه أعلمه اللّه رسوله (فَقالُوا) لرهطهم حال عودهم لمّا وصلوهم (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً) كلاما (عَجَباً) ( 1 ) لا معادلا ولا مساهما لكلام ولد آدم ، ولا لكلام طروس سواه دالّا ومدلولا ، وهو مصدر أورد مدحا لمّا هو أمامه اطراء .

(يَهْدِي) للسّامع (إِلَى الرُّشْدِ) سواء الصّراط وصلاح الأمر وهو الإسلام (فَآمَنَّا) سدادا (بِهِ) كلام اللّه (وَلَنْ نُشْرِكَ) أصلا (بِرَبِّنا

----------

(72 سورة الجن ثماني وعشرون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل أوحي إلي أنه) أي الشأن (استمع نفر من الجن) جن نصيبين أو غيرهم ويفيد أنه مبعوث إلى الثقلين وأن الجن مكلفون ويفهمون لغة العرب ويميزون بين المعجز وغيره بدليل (فقالوا) لقومهم لما رجعوا إليهم (إنا سمعنا قرءانا عجبا) عجيبا مباينا لأشكاله في حسن مبانيه وصحة معانيه (يهدي إلى الرشد) الصواب والإيمان (فآمنا به) بالقرآن (ولن نشرك) فيما بعد (بربنا

ص: 130

أَحَداً) ( 2 ) .

(وَأَنَّهُ) الأمر ، ورووه مكسور الأوّل (تَعالى) علا (جَدُّ) اللّه (رَبِّنا) كماله وسموه (مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً) أهلا (وَلا وَلَداً) ( 3 ) كما وهموه

(وَأَنَّهُ) ورووه مكسور الأوّل (كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا) المارد الموسوس أو المراد عوامّهم (عَلَى اللَّهِ) الملك العدل (شَطَطاً) ( 4 ) ولعا وعدولا .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (ظَنَنَّا) علما وسدادا (أَنْ) مطروح الاسم محموله (لَنْ تَقُولَ) أصلا (الْإِنْسُ وَالْجِنُّ) كلاهما (عَلَى اللَّهِ) كلاما (كَذِباً) ( 5 ) ولعا أو والعا لمّا وهموا له أهلا وولدا علا كماله عمّا هو موهومهم ، ولمّا سمع كلام اللّه علم الصّراط الأسلم الأسدّ .

(وَأَنَّهُ) ورووه مكسور الأوّل (كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ) كلّما رحلوا ووردوا مراحل الهول ومهامه الوهم (يَعُوذُونَ) روعا (بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ) دعاء وأكرموا أسماء هؤلاء ، وأرادوا إصلاح حالهم وعدم وصول مكروه لهم (فَزادُوهُمْ) مرؤ ولد آدم لأرواح (رَهَقاً) ( 6 ) عدولا وحدلا وسمودا ، أو معاد الواو الأرواح ومعادهم مرؤ ولد آدم والمراد الأرواح أكروهم عموا وإصرا

----------

أحدا وأنه) أي الشأن (تعالى جد ربنا) تنزه جلالة وعظمة أو ملكه وغناه عما نسب إليه من الصاحبة والولد (ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه) أي الشأن (كان يقول سفيهنا) إبليس أو غيره (على الله شططا) قولا ذا شطط أي بعد عن الحق بنسبة الصاحبة والولد إليه أو وصف بالمصدر مبالغة (وأنا ظننا أن) الشأن (لن تقول الإنس والجن على الله كذبا) أي إنما قلدنا السفيه في ذلك لظننا أن أحدا لا يكذب على الله حتى تبين لنا كذبه (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) كان الرجل إذا أمسى بقفر يقول أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهائه (فزادوهم رهقا) فزاد الإنس الجن بعوذهم بهم طغيانا فقالوا سدنا الجن والإنس أو فزاد الجن والإنس إثما بإغوائهم وهو من كلام الجن بعضهم لبعض أو

ص: 131

(وَأَنَّهُمْ) ورووه مكسور الأوّل (ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ) أهل امّ الرّحم (أَنْ) مطروح الاسم محموله (لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ) أصلا (أَحَداً) ( 7 ) مآل الأمر لإحصاء الأعمال .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (لَمَسْنَا) اللّمس المسّ والمراد صعودهم (السَّماءَ) لسماع كلام أهلها (فَوَجَدْناها) السّماء (مُلِئَتْ حَرَساً) واحده حارس ، أو هو اسم واحد لمدلول الحرّاس والحاصل ملأ السّماء رهط حرّاس حرسوها وهم رهط الملك (شَدِيداً) أحكمهم اللّه للحرس حال اسلام السّمع (وَشُهُباً) ( 8 ) لوامع طوالا طرحها اللّه لطردهم .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (كُنَّا) أوّلا وما أرسل محمّد رسول اللّه صلعم (نَقْعُدُ مِنْها) السّماء (مَقْعَدِ) مصاعد (لِلسَّمْعِ) لسمع كلام الملك وأسرار السّماء وما لها حرّاس أصلا (فَمَنْ يَسْتَمِعِ) كلّ أحد أراد سماع كلام أهل السّماء وأسرارها (الْآنَ) وهو عصر محمّد صلعم (يَجِدْ لَهُ) لطرده (شِهاباً) أو أهله (رَصَداً) ( 9 ) راصدا وصادا له عمّا سمع ورصّادا وهم الأملاك الحرّاس الرّصّاد .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (لا نَدْرِي أَ شَرٌّ) إصر وهلاك (أُرِيدَ) أراد اللّه (بِمَنْ) حلّ (فِي الْأَرْضِ) حال حرس السّماء وحدّ السّمع

----------

استئناف من الله وعلى الفتح من الوحي وكذا الكلام في (وأنهم) أي الإنس (ظنوا كما ظننتم) أيها الجن أو بالعكس (أن) المخففة (لن يبعث الله أحدا) بعد الموت وقال الجن (وأنا لمسنا السماء) مسسناها مستعار للطلب أي طلبنا بلوغها لاستراق السمع (فوجدناها ملئت حرسا شديدا) من الملائكة (وشهبا) جمع شهاب وهو كوكب الرجم وهذا حين بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم ).

(وأنا كنا) قبل مبعثه (نقعد منها مقاعد) خالية من الحرس والشهب (للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) قد رصد ليرجم به (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض) يمنع الاستراق

ص: 132

(أَمْ أَرادَ بِهِمْ) اللّه (رَبُّهُمْ رَشَداً) ( 10 ) سدادا وصلاحا ورحما أو إرسال رسول هاد لهم .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (مِنَّا) الملأ (الصَّالِحُونَ) الصلحاء السعداء (وَمِنَّا) رهط (دُونَ ذلِكَ) صلاحا وسدادا ما وصلوا حمّد الكمال ، أو أرادوا الطّلاح (كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) ( 11 ) أهل ملل لا دوام لها ، أو أهل مسالك ومعاوك صعاصع .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (ظَنَنَّا) أراد علمهم (أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ) أصلا لو أراد أمرا لمّا له طول عام للكلّ (فِي الْأَرْضِ) واطرارها وهو حال (وَلَنْ نُعْجِزَهُ) اللّه (هَرَباً) ( 12 ) حول السّماء والأطواد ، وهو مصدر حلّ محلّ الحال .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى) كلام اللّه المرسل (آمَنَّا) سدادا (بِهِ) كلام اللّه أو اللّه (فَمَنْ يُؤْمِنْ) إسلاما كاملا (بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً) حورا ووكسا لعدله (وَلا رَهَقاً) ( 13 ) كورا وحدلا لاكراء معاره .

(وَأَنَّا) ورووه مكسور الأوّل (مِنَّا) الرّهط (الْمُسْلِمُونَ) أسلموا كما أسلم ولد آدم وأطاعوا محمّدا رسول اللّه صلعم وأسلموا لأوامره وأحكامه (وَمِنَّا) الرّهط (الْقاسِطُونَ) أهل الحدل والعدول وهم رهط ما أسلموا للّه

----------

(أم أراد بهم ربهم رشدا) خيرا (وأنا منا الصالحون) عقيدة وعملا (ومنا دون ذلك) أي قوم أدون حالا منهم في الصلاح (كنا طرائق) في طرائق أي مذاهب أو ذوي طرائق (قددا) متفرقة (وأنا ظننا) تيقنا (أن) المخففة (لن نعجز الله) كائنين (في الأرض ولن نعجزه هربا) هاربين أي لا نفوته حيث كنا (وأنا لما سمعنا الهدى) القرآن (ءامنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا) نقصا من أجره ولا غشيان ظلم بعقوبة أو جزاء بخس ولا رهق (وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون)

ص: 133

(فَمَنْ أَسْلَمَ) أطاع اللّه ورسوله (فَأُولئِكَ) رهط أهل الإسلام (تَحَرَّوْا رَشَداً) ( 14 ) راموا سواء صراط وهمّوا أسدّ أعمال وأحراها .

(وَأَمَّا) الرّهط (الْقاسِطُونَ) هم الحدّال (فَكانُوا) وسط علم اللّه وحكمه (لِجَهَنَّمَ حَطَباً) ( 15 ) مسعارا .

(وَ) مطروح الاسم والمراد الأمر وهو ممّا أوحاه اللّه لرسوله (أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا) وصدّوا ووطدوا هؤلاء الحدّال (عَلَى الطَّرِيقَةِ) صراط الإسلام ومسلك السّداد (لَأَسْقَيْناهُمْ) كرما ماءً (غَدَقاً) ( 16 ) أمرا واسعا والمراد وسّع اللّه أكلهم

(لِنَفْتِنَهُمْ) لأعاملهم عمل الممحّص (فِيهِ) ما وسّعهم اللّه أهم حامدوا الآلاء أم لا (وَمَنْ يُعْرِضْ) عدل (عَنْ ذِكْرِ) اللّه (رَبِّهِ) كلام اللّه المرسل أو طوع اللّه (يَسْلُكْهُ) أورده اللّه لعدم أداء حمده (عَذاباً صَعَداً) ( 17 ) عسرا مصدر صعد صعدا وصعودا أورده لمّا صعد أهله وعلاه .

(وَأَنَّ الْمَساجِدَ) دور الطّوع وأساسها (لِلَّهِ) الواحد الصّمد أسّسها الصّلحاء لمّا صلّوا ودعوا للّه وهو ممّا أوحاه اللّه لرسوله (فَلا تَدْعُوا) وسطها

----------

الجائرون عن الحق بكفرهم (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا) طلبوا صوابا موجبا للثواب.

(وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) وقودا ككفرة الإنس (وأن) الشأن (لو استقاموا) أي الثقلان أو أحدهما (على الطريقة) أي الإيمان (لأسقيناهم ماء غدقا) كثيرا أي لوسعنا عليهم الرزق وخص الماء بالذكر لأنه أصل السعة (لنفتنهم) لنختبرهم (فيه) ليظهر كيف يشكرونه .

وقيل معناه لو استقاموا على طريقة الكفر لوسعنا عليهم استدراجا لهم (ومن يعرض عن ذكر ربه) وعظه أو عبادته (يسلكه) يدخله بالنون والياء (عذابا صعدا) شاقا يتصعد المعذب ويعلوه.

(وأن المساجد لله) من الموحى أو بتقدير لام العلة لقوله (فلا تدعوا)

ص: 134

(مَعَ اللَّهِ) لأحد (أَحَداً) ( 18 ) مساهما سواه وهو مدعوّ أهل اللّه لا سواه .

(وَأَنَّهُ) الأمر هو ممّا أوحاه اللّه لرسوله ورووه مكسور الأوّل (لَمَّا قامَ) طوعا لأمر اللّه (عَبْدُ اللَّهِ) محمّد المرسل ما أورد محمّد أو رسول اللّه وسمّاه اسما وراء المعهود لمّا هو أحمد الأسماء وأهواها صدد رسول اللّه صلعم (يَدْعُوهُ) اللّه دارسا لكلامه وهو مصلّ (كادُوا) الملأ المعهود وهم الورّاد لسماع كلام اللّه (يَكُونُونَ عَلَيْهِ) رسول اللّه صلعم (لِبَداً) ( 19 ) أرهاطا وأمما لسماع كلام اللّه واحساس أعمال رسول اللّه صلعم ورهطه لمّا صلّوا وهو أمامهم هكرا ممّا رأوا مكارم أحواله ومحامد أعماله وأهل أمّ الرّحم .

لمّا رأوا مراسم محمّد رسول اللّه صلعم ، وسمعوا دعواه أوّل إرساله ولاموه ، وأرادوا عوده عمّا أمر وردع ، ووصّوه دع دعواك أرسل اللّه

(قُلْ) لهم محمّد (إِنَّما) ما (أَدْعُوا) الّا (رَبِّي) اللّه وحده دواما (وَلا أُشْرِكُ بِهِ) اللّه (أَحَداً) ( 20 ) سواه ممّا الهوهم

(قُلْ) لهم (إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا) سوءا (وَلا رَشَداً) ( 21 ) إصلاحا وأمرهما للّه .

(قُلْ) لهم رسول اللّه (إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي) أصلا (مِنَ) إصر (اللَّهِ

----------

تعبدوا فيها (مع الله أحدا) بأن تشركوا كأهل الكتابين في بيعهم وكنائسهم وقيل أريد بالمساجد الأرض كلها لأنها جعلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مسجدا وروي مواضع السجود وهي الأعضاء السبعة أي لا تسجدوا بها لغير الله (وأنه) أي الشأن من الموحى أو استئناف (لما قام عبد الله) النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وذكر العبد للتواضع كأنه كالمتكلم عن نفسه (يدعوه) يعبده (كادوا) أي الجن (يكونون عليه لبدا) جمع لبدة أي مزدحمين عليه يركب بعضهم بعضا تعجبا من قراءته وحرصا على سماعها أو كاد المشركون يتراكبون عليه لمنعه عما هو فيه (قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا) رد عليهم (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) ولا نفعا (قل إني لن يجيرني من الله أحد) إن أراد به ضرا

ص: 135

أَحَدٌ) أو إصر عمل السّوء وأرسل اللّه آصارا له (وَلَنْ أَجِدَ) أحدا (مِنْ دُونِهِ) سواه (مُلْتَحَداً) ( 22 ) مآلا ومعوّلا .

(إِلَّا بَلاغاً) إرسالا هو موصول مع لا أملك وما وسطهما كلام لا محلّ له مؤكّد لإعدام الطّول والحاصل لا أملك لكم أمرا ممّا كره وصلح إلّا إرسالا (مِنَ اللَّهِ) العدل (وَرِسالاتِهِ) أوامره وأحكامه كما أدّاها الرسل كلّهم (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) وما أطاع أحكامها (فَإِنَّ لَهُ) لعاص (نارَ جَهَنَّمَ) إصرها مآلا ومعادا (خالِدِينَ) دوّاما حال ما وحّده لمحا لمدلول ما هو حال له (فِيها أَبَداً) ( 23 ) سرمدا وهم عصوك .

(حَتَّى إِذا رَأَوْا) أحسّ أهل معاص وأدركوا (ما يُوعَدُونَ) ما أوعدهم اللّه حالا ومآلا (فَسَيَعْلَمُونَ) لمّا رأوه ووصل لهم الموعود وهم حلول الآصار (مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً) ممدّا مسعدا (وَأَقَلُّ عَدَداً) ( 24 ) أهم أم أهل الإسلام .

ولمّا سمعه الأعداء ووهموا ما كاد الموعود ورودا أرسل اللّه

(قُلْ) رسول اللّه لهم (إِنْ) ما (أَدْرِي) أعلم (أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ) ورود الإصر الموعود (أَمْ يَجْعَلُ لَهُ) لورود (رَبِّي) اللّه (أَمَداً) ( 25 ) عهدا طوالا ،

----------

(ولن أجد من دونه ملتحدا) معدلا وملجأ (إلا بلاغا) استثناء من مفعول أملك أي لا أملك لكم شيئا إلا البلاغ إليكم (من الله) أي عنه أو كائنا منه (ورسالاته ومن يعص الله ورسوله) في التوحيد (فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) جمع للمعنى (حتى إذا رأوا ما يوعدون) من العذاب في بدر أو القيامة (فسيعلمون) حينئذ (من أضعف ناصرا وأقل عددا) أعوانا هو أم هم وكأنهم قالوا متى هذا الوعد فقيل (قل إن) ما (أدري أقريب ما توعدون) من العذاب (أم يجعل له ربي أمدا) أجلا بعيدا أي هو كائن قطعا ولا يعلم وقته إلا

ص: 136

والحاصل ما أعلم عصره أهو حال أو ممهل هو

(عالِمُ الْغَيْبِ) مطّلع السّر كلّه (فَلا يُظْهِرُ) اطّلاعا كاملا (عَلى غَيْبِهِ) وسرّ حكمه (أَحَداً) ( 26 ) ممّا هو مأسوره .

(إِلَّا مَنِ ارْتَضى) وأكرم (مِنْ رَسُولٍ) إلّا رسولا علّمه اللّه الأسرار واطّلعها له ماصلا لإعلام الأمم ، وحصول إعلام الأسرار للصّلحاء والأحكام للحكماء كلّها علوم الرّسل (فَإِنَّهُ) اللّه (يَسْلُكُ) سلك أو رد (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) أمام الرّسول (وَمِنْ خَلْفِهِ) وراءه (رَصَداً) ( 27 ) رصّادا حرّاسا وهم أرهاط ملك حرسوه عمّا ساء له ووسوسه المارد المطرود .

(لِيَعْلَمَ) اللّه أو الرّسول (أَنْ) مطروح الاسم ومحموله (قَدْ أَبْلَغُوا) الرّسل أو الملك المرسل وهو الرّوح وأرداؤه (رِسالاتِ) اللّه (رَبِّهِمْ) كمالا كما أرسلها اللّه (وَأَحاطَ) اللّه (بِما لَدَيْهِمْ) الرّسل وهو العلم (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ) العلوم والحكم والاسرار والأمطار والرّمال والأمواه وما سواها (عَدَداً) ( 28 ) حال والحاصل علم الكلّ معدودا محصورا أو مصدر مدلوله إحصاء

----------

الله هو (عالم الغيب فلا يظهر) يطلع (على غيبه أحدا) من خلقه (إلا من ارتضى) للاطلاع على بعضه لمصلحة (من رسول) بيان لمن وأما علم الأوصياء فبتوسط الرسول كعلمنا بأمور الآخرة بتوسطهم وإن اختلف طريق التعلم (فإنه) أي الله (يسلك) أي يدخل (من بين يديه) من أمام المرتضى (ومن خلفه رصدا) ملائكة يحرسونه من تخاليط الشياطين حتى يبلغ ما يوحى إليه وقيل التقدير فإن المرتضى يسير أمامه وخلفه الملائكة يحرسونه.

(ليعلم) الله علم ظهور (أن) المخففة (قد أبلغوا) أي الرسل (رسالات ربهم) بلا تغيير (وأحاط) وقد أحاط الله قبل (بما لديهم) من العلم والحكمة (وأحصى كل شيء عددا).

ص: 137

ص: 138

سورة المزّمّل

ص: 139

ص: 140

( سورة المزمّل )

موردها أمّ الرّحم ومحصول أصول مدلولها :

كلام الرّوح والسّرور مع رسول اللّه صلعم ، والأمر له لطوع السّمر ، وإعلاء أدلّاء الوحود ، والأمر للرّسول لحمل مكاره أهل العدول وما هدّدهم لإصر السّاعور ، وإعلام إرسال محمّد رسول اللّه صلعم كإرسال رسول الهود وعدم طوعهم له ، وهول أهل العدول لأهوال المعاد ، وما سهّل اللّه وسامح لطوع السّمر ، والأمر لأداء ما صلّوا وإعطاء مال لسم أداءه ، وأمر العود والهود عمّا هو معاص

ص: 141

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ( 1 ) الكلام مع محمّد رسول اللّه - علاه السّلام - دعاه اللّه مع الاسم المسطور هرطا لمّا هو علاه ممّا هكره ، أو روعه ممّا سطع الرّوح علاه أوّلا ، وهو طاو لعطله مع كساء له أو إكراما له لمّا هو طاو لطلله مع أحد أطرار مرط لأهله مطروح علاها ، وهو مصلّ أو حامل أسرار اللّه وإعسار الألوك .

(قُمِ اللَّيْلَ) وصلّ أو ادع أو داوم وكرّر كلام اللّه (إِلَّا قَلِيلًا) ( 2 ) .

(نِصْفَهُ) وهو محلّ إعلاء الأسرار ومطرح لوامع الوصول (أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا) ( 3 ) هو سدساه .

(أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) والمراد أحد الأمور وكلّ هؤلاء الأعصار حاو لحصول

----------

(73 سورة المزمل تسع عشرة أو عشرون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها المزمل) أي المتزمل أدغم التاء في الزاء من تزمل تلفف بثيابه خوطب به (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنه ارتعد بدء مجيء جبرئيل فقال زملوني أو كان يتزمل بثيابه للنوم أو للصلاة أو من تزمل أي تحمل الحمل أي المتحمل لأعباء النبوة (قم الليل) للصلاة (إلا قليلا نصفه) بدل من قليلا (أو انقص) من القليل أو النصف (قليلا) إلى الثلث (أو زد عليه) أي على القليل

ص: 142

مرادك وسمو حالك (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ) ادرسه مهلا وصرّح كلمه وكمّل مراسمها كما لو أراد السّامع عدّها لعدّها (تَرْتِيلًا) ( 4 ) مؤكّد للأمر .

(إِنَّا سَنُلْقِي) سأرسل (عَلَيْكَ) محمّد ( ص ) (قَوْلًا ثَقِيلًا) ( 5 ) كلاما عسرا حاملا للحدود والأوامر والأحكام وما وعد وأوعد والحلال والحرام .

(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) ساعها كلّها أو أوّله أو وسطه أو سهره وسهاده أو عمله (هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) أعسر حملا وأحكم إصرا لمصلّ لطرد كراه ، ورووه وطاء مكسور الواو محرّك الطّاء ممدودا ومدلوله وآما للرّوع والمسحل والكلام وسرّ الصّدر (وَأَقْوَمُ قِيلًا) ( 6 ) أصحّ وأحكم وأسدّ كلاما لهدو العرك وركود الحراك .

(إِنَّ لَكَ) محمّد ( ص ) (فِي النَّهارِ سَبْحاً) حولا وسرعا (طَوِيلًا) ( 7 ) لهمّ الأمور وحسم المهام .

(وَاذْكُرِ) ادع دواما (اسْمَ) اللّه (رَبِّكَ) إعلاء وإكراما (وَتَبَتَّلْ) اصّرّم عمّا سواه وأحل وصل (إِلَيْهِ) اللّه طوعا (تَبْتِيلًا) ( 8 ) مؤكّد عدل عمّا هو مصدر عامله وآما للكلام

----------

قليلا (ورتل القرءان ترتيلا) بحفظ الوقوف وتبيين الحروف (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) هو القرآن لما فيه من التكاليف الشاقة سيما على النبي أو ثقيلا تلقيه فإنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان يتغير حاله ويعرق عند نزوله أو إدراك معانيه أو في الميزان أو على الكفار أو رزينا له موقع لأنه حكمه (إن ناشئة الليل) القيام في الساعات الآخرة للصلاة أو النفس التي تنشأ أي تنهض من منامها للعبادة (هي أشد وطأ) أي ثقلا أو ثبات قدم (وأقوم قيلا) أصوب قولا وقراءة لفراغ البال (إن لك في النهار سبحا طويلا) تصرفا في مهامك فلا تفرغ لمناجاة الله فتهجد بالليل (واذكر اسم ربك) في تهجدك أو دائما بالتسبيح ونحوه (وتبتل) وانقطع (إليه) في العبادة

ص: 143

هو

(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) ملك العالم كلّه (لا إِلهَ) مألوه (إِلَّا هُوَ) اللّه وحده (فَاتَّخِذْهُ) اللّه (وَكِيلًا) ( 9 ) موكولا له لأمورك ومعدّا لمهامك ومدرها لما وعدك وهو الإسعاد .

(وَاصْبِرْ) محمّد ( ص ) (عَلى ما) كلام (يَقُولُونَ) للّه ممّا ادّعوا له ولدا ومساهما أو لك ممّا وهموك ساحرا ومدروسا (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا) ( 10 ) واطرحهم سرّا ودارهم .

(وَذَرْنِي وَ) الرّهط (الْمُكَذِّبِينَ) دعهم وكلهم وهم رؤساء الحمس (أُولِي النَّعْمَةِ) أهل الوسع والسّرور وهو ممّا أوعدهم اللّه (وَمَهِّلْهُمْ) إمهالا (قَلِيلًا) ( 11 ) أو عهدا ماصلا وهو حال عماس الرّسّ المعهود ، أو المعاد الموعود أمدا .

(إِنَّ لَدَيْنا) لأعداء الإسلام معادا (أَنْكالًا) سلاسل (وَجَحِيماً) ( 12 ) ساعورا مسعّرا

(وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) راكدا ممرّ الطّعام وما هو وارد المعد (وَعَذاباً أَلِيماً) ( 13 ) أهله ومؤلما .

(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ) وهو الحراك الكامل (وَالْجِبالُ) الأطواد ومحركهما الصّور (وَكانَتِ الْجِبالُ) كلّها (كَثِيباً) رملا مركوما (مَهِيلًا) ( 14 ) مارا روحا

----------

(تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) موكولا إليه أمورك فإنه يكفيكها (واصبر على ما يقولون) من التكذيب (واهجرهم هجرا جميلا) بالمجانبة والمداواة (وذرني والمكذبين أولي النعمة) التنعم صناديد قريش (ومهلهم) زمنا (قليلا).

( إن لدينا أنكالا) قيودا ثقالا جمع نكل بالكسر (وجحيما) نارا عظيمة (وطعاما ذا غصة) ينشب في الحلق كالزقوم والضريع (وعذابا أليما) زيادة على ما ذكر وتنكير الكل للتعظيم (يوم ترجف الأرض والجبال) تزلزل (وكانت الجبال كثيبا) رملا مجتمعا (مهيلا) منشورا بعد اجتماعه.

ص: 144

(إِنَّا أَرْسَلْنا) كرما (إِلَيْكُمْ) أهل أمّ الرّحم (رَسُولًا) محمّدا ( ص ) (شاهِداً عَلَيْكُمْ) كما هو عملكم معادا (كَما أَرْسَلْنا) أمامكم (إِلى فِرْعَوْنَ) ملك مصر (رَسُولًا) ( 15 ) مصلحا مسدّدا لإصلاح حاله وإعلاء أمره .

(فَعَصى) وما أطاع (فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) وما سمع كلامه وما عمل أحكامه واللّام للعهد (فَأَخَذْناهُ) ملك مصر (أَخْذاً وَبِيلًا) ( 16 ) عسرا مهلكا أوردهما لعلوّ حالهما وسطوع أمرهما صدد أهل امّ الرّحم .

(فَكَيْفَ تَتَّقُونَ) أهل العدول معادا (إِنْ كَفَرْتُمْ) حالا (يَوْماً) موعودا والمراد إصره (يَجْعَلُ) مسرعا (الْوِلْدانَ شِيباً) ( 17 ) لكمال هوله وهمومه أو طوله .

(السَّماءُ) مع علوّها وإحكامها (مُنْفَطِرٌ) مصدوع (بِهِ) عسره وهوله (كانَ وَعْدُهُ) وعد اللّه (مَفْعُولًا) ( 18 ) وارد صحّ وروده مالا

(إِنَّ هذِهِ) الكلم والدّوال (تَذْكِرَةٌ) ادّكار واعلام للكلّ (فَمَنْ شاءَ) أراد سواء الصّراط (اتَّخَذَ) طوعا (إِلى) اللّه (رَبِّهِ سَبِيلًا) ( 19 ) مسلكا سالما وهو الإسلام

(إِنَّ) اللّه (رَبَّكَ) محمّد ( ص ) (يَعْلَمُ) وهو عالم اسرارك سحرا

----------

(إنا أرسلنا إليكم) يا أهل مكة (رسولا) هو محمد (شاهدا عليكم) في الآخرة بما يكون منكم (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) هو موسى (فعصى فرعون الرسول) المعهود (فأخذناه أخذا وبيلا) ثقيلا (فكيف تتقون إن كفرتم يوما) مفعول تتقون أي تدفعون عذاب يوم (يجعل الولدان شيبا) لشدة هوله جمع أشيب (السماء منفطر) منشق (به كان وعده مفعولا إن هذه) الآيات المخوفة (تذكرة) عظة (فمن شاء اتخذ إلى ربه) إلى رضاه (سبيلا) بالاتعاظ والإيمان والطاعة.

ص: 145

ومساء (أَنَّكَ تَقُومُ) لأعداء صوالح الأعمال (أَدْنى) أمصل (مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) السّمر (وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ) كما أمرك اللّه ومرّ أوّلا ، ورووهما مكسور الأمد (وَطائِفَةٌ) رهط (مِنْ) الرّحماء (الَّذِينَ) أسلموا (مَعَكَ) وأطاعوا أوامرك وأعمالك (وَاللَّهُ) كامل الطّول (يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) وساعهما إحصاء وما علم لهاء ساعهما إلّا اللّه وحده (عَلِمَ) اللّه (أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) إحصاء كاملا ولا وسع لكم إحصاء السّاع إلّا مع عسر (فَتابَ) عاد اللّه (عَلَيْكُمْ) كرما ومحوا (فَاقْرَؤُا) حال أداء ما صلّوا أو العموم (ما تَيَسَّرَ) ما سهّل لكم (مِنَ الْقُرْآنِ) المرسل لكم وصلّوا أصلا واسحارا ما لا عسر لكم (عَلِمَ) اللّه (إِنَّ) مطروح الاسم ومحموله (سَيَكُونُ مِنْكُمْ) أهل الإسلام (مَرْضى) إعلاء وما صلح لهم السّهر (وَ) رهط (آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي) سطح (الْأَرْضِ) سلّاك المراحل (يَبْتَغُونَ) حال (مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) وكرمه كدّا لمأكل الحلال ، أو روما للعلم (وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) هم أولو العماس مع الأعداء لإعلاء الإسلام (فَاقْرَؤُا ما) كلاما (تَيَسَّرَ مِنْهُ )

----------

(إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى) أقل (من ثلثي الليل) بضم اللام وإسكانها (ونصفه وثلثه) عطف على ثلثي وقرىء بالنصب عطف على أدنى (وطائفة من الذين معك) عطف على مستكن تقوم (والله يقدر الليل والنهار) يعلم مقاديرهما فيعلم القدر الذي يقومون به (علم أن) المخففة (لن تحصوه) لن تطيقوا إحصاء الوقت المقدر على الحقيقة بسهولة (فتاب عليكم) فخفف عنكم (فاقرءوا ما تيسر من القرءان) أي صلوا ما سهل عليكم بالليل عبر عن الصلاة بالقراءة لأنها جزؤها (علم أن سيكون منكم مرضى وءاخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) يسافرون طالبين للتجارة أو تحصيل العلم وكل طاعة (وءاخرون يقاتلون في سبيل الله) وكل من الفرق الثلاث يشق عليهم التهجد المذكور فهم أحق بالتخفيف فلذا كرر مرتبا عليهم بقوله

ص: 146

كلام اللّه كرّر الأمر لكمال حرصهم لدرس كلام اللّه حال ما صلّوا (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أدّوها كما أمركم اللّه (وَآتُوا) وأعطوا (الزَّكاةَ) المأمور أداءها عاما كاملا (وَأَقْرِضُوا اللَّهَ) أعطوا أموالكم للّه عموما كأهل الأرحام والأرداء وأهل العدم والعسر ، أو أدّوا مالا أمر أداءه ولسم إعطاءه (قَرْضاً حَسَناً) محمودا أورده لمحا للأوس كما وعد اللّه (وَ) كلّ (ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) لروحها وسرورها (مِنْ خَيْرٍ) عمل صالح عموما (تَجِدُوهُ) معاده ما والمراد عدله وأوسه (عِنْدَ اللَّهِ) معادا (هُوَ) مؤكّد (خَيْراً) ممّا هو عملكم (وَأَعْظَمَ أَجْراً) وأكمل عطاء (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ) اسألوه محو آصاركم دواما وحاولوا رحمه (إِنَّ اللَّهَ) العدل (غَفُورٌ) ماح للآصار (رَحِيمٌ) ( 20 ) كامل رحم لأهل معاص ----------

(فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلوة) الواجبة (وءاتوا الزكوة) المفروضة (وأقرضوا الله قرضا حسنا) بالإنفاق تطوعا في سبيل الخير أو بفعل الحسنات مطلقا وفيه ترغيب لإشعاره بالعوض كالتصريح في (وما تقدموا لأنفسكم من خير) مال أو إحسان (تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) لبقاء ثوابه (واستغفروا الله) في كل حال (إن الله غفور رحيم).

ص: 147

ص: 148

سورة المدّثّر

ص: 149

ص: 150

( سورة المدّثر )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

الأمر لرسول اللّه صلعم لدعاء الكلّ للإسلام ووكود عسر المعاد لأهل العدول وهو طالح له مال وأولاد لعدم طوعه كلام اللّه ، ووهمه سحرا ، وإعلاء عدد املاك السّاعور ، ولوم أهل العدول لعدولهم وصدودهم الإسلام ، ووعد الرّحم ومحو الآصار للطّوع والورع لأهل الإسلام

ص: 151

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ورد صعد محمّد رسول اللّه صلعم طود حراء ودعاه داع أمحمّد أرسلك اللّه وأحسّ سدو أساره ، وما رآه ، وأحسّ سدو معادله وما رآه ، ولمّا أحسّ علو رأسه رآه واطدا سطحا ومدحوّا وسط السّماء والرّمكاء ، وراع وورد داره وأمر غرسه لطرح الكساء علاه ، وورد الملك الدّاع ودعاه وهو طاو للكساء .

(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) ( 1 ) وهو محمّد رسول اللّه صلعم كأس كساء علو كساء

(قُمْ) ممّا محلّ هكرك أو مصمّما هامّا (فَأَنْذِرْ) ( 2 ) رهطك ممّا أوعد اللّه لأهل الصّدود

(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) ( 3 ) أكرم إكراما كاملا وأحمده وهلّله دواما ، ورد لمّا أرسلها اللّه حمد رسول اللّه صلعم وأهله وعلم هو ملك أوحاه اللّه .

(وَثِيابَكَ) وكساك (فَطَهِّرْ) ( 4 ) ممّا هو وكس أو طهّر درّك ممّا هو سوء الأملاء وأصلح عملك

(وَالرُّجْزَ) الإصر أو المألوه المولوع ، ورووه

----------

74 سورة المدثر خمس أو ست وخمسون آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيها المدثر) أي المتغطي بالدثار (قم) من مضجعك أو شمر وجد (فأنذر) ترك مفعوله للتعميم أو قومك (وربك فكبر) عظمه عما لا يليق به (وثيابك فطهر) فقصر فإنه أبقى وأتقى وأنقى كما عن علي (عليه السلام) أو من النجاسة أو نفسك فنزه عن الأخلاق الذميمة (والرجز) الأوثان أو العذاب أي موجبة من

ص: 152

مكسور الرّاء (فَاهْجُرْ) ( 5 ) اطرح

(وَلا تَمْنُنْ) إلهك لعملك الصّالح ، أو رهطك لأداء ما أرسلك اللّه ، أو المعسر لسماحك له (تَسْتَكْثِرُ) ( 6 ) حال

(وَلِرَبِّكَ) الأمر إلهك (فَاصْبِرْ) ( 7 ) حال ورود اللّاواء أو حال ورود الأوامر والروادع .

(فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) ( 8 ) الصّور

(فَذلِكَ) العصر (يَوْمَئِذٍ) الموعود (يَوْمٌ عَسِيرٌ) ( 9 ) عسر أمره

(عَلَى) الرّهط (الْكافِرِينَ) أهل العدول (غَيْرُ يَسِيرٍ) ( 10 ) مؤكّد لما مرّ .

(ذَرْنِي) محمّد ( ص ) (وَ) مع (مَنْ خَلَقْتُ) وهو ألدّ الأعداء لرسول اللّه صلعم (وَحِيداً) ( 11 ) واحدا لإهلاكه وادماره ، أو لأسره ، أو أسر أوّل الأمر واحدا لا مال له ولا ولد وهو اسمه وسمّاه اللّه إلهادا له .

(وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً) ( 12 ) ممدّا مع الاكراء أو آمرا لا حدّ ولا عدّ له

(وَبَنِينَ شُهُوداً) ( 13 ) معه أمّ الرّحم وما وحلوا لروم المال

(وَمَهَّدْتُ لَهُ) مهاد السّرور وطول العمر وحصول المال وعلوّ الحال (تَمْهِيداً) ( 14 )

----------

الشرك أو المعاصي (فاهجر) دم على هجره (ولا تمنن تستكثر) بالرفع حال أي لا تعط شيئا مستكثرا إلي طالبا أكثر منه أو رائيا أنه كثير أو لا تمنن على الله بطاعتك مستكثرا لها أو على الناس برسالتك (ولربك) لوجهه (فاصبر) على ما كلفته أو أذى قومك.

(فإذا نقر في الناقور) نفخ في الصور فاعول من النقر بمعنى النفخ (فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير) تأكيد يفيد أن عسره عليهم لا يرجى زواله بخلاف المؤمنين فإنه يسير عليهم (ذرني ومن خلقت وحيدا) حال من الياء أي اتركني وحدي معه أكفله أو من التاء أي ومن خلقته وحدي بلا شركة أحد أو من العائد المقدر أي خلقته فريدا لا مال له ولا ولد وهو الوليد بن المغيرة (وجعلت له مالا ممدودا) متسعا مستمرا من الزرع والضرع والتجارة (و بنين شهودا) حضورا معه يأنس بهم لا يفارقونه (ومهدت له تمهيدا) بسطت الجاه

ص: 153

كاملا

(ثُمَّ يَطْمَعُ) الطّالح (أَنْ أَزِيدَ) ( 15 ) أمواله وأولاده لطول أمله طمعا وحرصا .

(كَلَّا) ردع وحسم لآماله وأطماعه وصار كوره حورا وهلك (إِنَّهُ) الطّالح (كانَ) دواما (لِآياتِنا) لكلام اللّه المرسل (عَنِيداً) ( 16 ) عادلا عمّا أطاعها ورادّا لسدادها مع علمه وهو معلّل للرّدع .

(سَأُرْهِقُهُ) سأحمله (صَعُوداً) ( 17 ) إصرا عسر المصعد لا روح له أصلا ، ورد هو طود السّاعور

(إِنَّهُ) الطّالح لمّا سمع كلام اللّه (فَكَّرَ) لردّه وسمّاه سحرا وهو معلّل لما أوعد (وَقَدَّرَ) ( 18 ) ما هو عواره وهما وادّعاء

(فَقُتِلَ) طرد وأولم علاه (كَيْفَ قَدَّرَ) ( 19 ) هكر ممّا احمامه لمّا وصل أمد أوهامه

(ثُمَّ قُتِلَ) طرد (كَيْفَ قَدَّرَ) ( 20 ) كرّره مؤكّدا

(ثُمَّ نَظَرَ) ( 21 ) ما وهم لردّ كلام اللّه وأمر محمّد رسول اللّه صلعم

(ثُمَّ عَبَسَ) كلح (وَبَسَرَ) ( 22 ) كمّل الكلوح

(ثُمَّ أَدْبَرَ) عمّا هو السّداد (وَاسْتَكْبَرَ) ( 23 ) سمد عمّا أمره رسول اللّه صلعم وما أطاعه

----------

والرئاسة (ثم يطمع أن أزيد) استبعاد لطمعه في الزيادة على ما أوتي مع كفرانه النعمة (كلا) ردع له عن الطمع (إنه كان لآياتنا عنيدا) معاندا استئناف يعلل الردع كأنه قيل لم لا يزداد فقيل لعناده الموجب لسلب النعمة فكيف الزيادة.

(سأرهقه صعودا) سأغشيه مشقة من العذاب أو جبلا من النار يصعد فيه ثم يهوي أبدا ثم فسر عناده فقال (إنه فكر) فيما يطعن به في القرآن (وقدر) ذلك في نفسه (فقتل كيف قدر) فلعن على أي حال كان تقديره أو هو عجب من تقديره استهزاء به كقولهم قتله الله ما أشعره أي بلغ في الشعر حيث يحسد ويدعى عليه (ثم قتل كيف قدر) كرر بثم إيذانا بلعنه الثاني (ثم نظر) في وجوه قومه أو فيما يطعن به (ثم عبس) قطب وجهه حيرة فيما يقول (وبسر) واهتم لذلك (ثم أدبر) عن الحق (واستكبر) عن اتباع النبي.

ص: 154

(فَقالَ) طلاحا (إِنْ) ما (هذا) الكلام (إِلَّا سِحْرٌ) وما محمّد إلا ساحر (يُؤْثَرُ) ( 24 ) رواه محمّد ( ص ) وحكاه عمّا كلّم السّحّار

(إِنْ) ما (هذا) المدروس (إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) ( 25 ) كلامهم وهم معلموه ومكلّموه .

(سَأُصْلِيهِ) سأورده (سَقَرَ) ( 27 ) مهوّل لحالها

(لا تُبْقِي) لحما (وَلا تَذَرُ) ( 28 ) عمودا للعطل أو أهلك ساعورها كلّ ما صلاها

(لَوَّاحَةٌ) محمول لمطروح (لِلْبَشَرِ) ( 29 ) مسوّد اصلاءها اصراما لولد آدم ، لو رأوها رأوها دسماء

(عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) ( 30 ) ملكا موكّلا مسلّطا حارسا .

(وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ) حرّاسها (إِلَّا مَلائِكَةً) لعلوّ حالهم ولواحدهم حول الأحمر والأسود ورأسهم مالك (وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ) عددهم المعهود (إِلَّا فِتْنَةً) وهلاكا (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) لرهط عدلوا عمّا أمروا لعدم ادراك حالهم وعلم حولهم (لِيَسْتَيْقِنَ) الملأ (الَّذِينَ أُوتُوا) أعطوا (الْكِتابَ) الطّرس هم الهود ورهط روح اللّه لمّا سمعوه الحال علموه كلاما

----------

(فقال إن) ما (هذا) القرآن (إلا سحر يؤثر) يروي عن السحرة (إن) ما (هذا إلا قول البشر) لم يعطف على ما قبله لأنه كالتأكيد (سأصليه) سأدخله (سقر) النار أو دركة منها (وما أدراك ما سقر) تعظيم لها (لا تبقي) شيئا دخلها (ولا تذر) ولا تتركه حتى تهلكه (لواحة للبشر) مغيرة لظاهر الجلود بالإحراق (عليها تسعة عشر) ملكا خزنتها مالك ومن معه قيل لما نزلت قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فقال بعضهم أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين فنزل (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) فلا يطاقون لشدتهم ولا يرحمون لعدم مجانستهم لكم (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا) محنة لهم ليظهر كفرهم باعتراضهم لم كانوا تسعة عشر أو استهزائهم المذكور (ليستيقن الذين أوتوا الكتاب) نبوة

ص: 155

أرسله اللّه لمّا عددهم مسطور طرسهم (وَيَزْدادَ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) اسلموا لمحمّد رسول اللّه صلعم (إِيماناً) إسلاما كاملا (وَلا يَرْتابَ) الملأ (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) مرّ حالهم والرّهط (وَالْمُؤْمِنُونَ) أهل الإسلام عددهم وهو مؤكّد للأوّل (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ) أرواعهم وصدورهم (مَرَضٌ) وهم ومكر وطلاح مسطعه مصر رسول اللّه صلعم (وَ) الرهط (الْكافِرُونَ) أهل امّ الرّحم (ما ذا) ما (أَرادَ اللَّهُ بِهذا) العدد المسطور (مَثَلًا) سمّوه لروعه وهكره وهو حال (كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ) سوء معاده وطلاح ماله (وَيَهْدِي) اللّه (مَنْ يَشاءُ) صلاح أمره وسداد حاله وهداه (وَما يَعْلَمُ) أحد (جُنُودَ) اللّه (رَبِّكَ) كلّ ما أسره اللّه (إِلَّا هُوَ) اللّه لما لا حدّ ولا حصر لها ولا مسلك علمه لأحد ، أو المراد عساكر الملك ولعدد المعهود حكم ومصالح ما علمها أحد إلا اللّه (وَما هِيَ) الدّرك وأحوالها أو الأدلّاء أو أعداد الملك الحرّاس (إِلَّا ذِكْرى) ادّكار وإصلاح (لِلْبَشَرِ) ( 31 ) أوردها اللّه لإصلاحهم وإكمالهم .

(كَلَّا) ردع للعدوّ الطّالح (وَالْقَمَرِ) ( 32 )

( وَاللَّيْلِ إِذْ

----------

محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) لإخباره بما يوافق ما في كتبهم من عدتهم (ويزداد الذين ءامنوا إيمانا) بالإيمان به (ولا يرتاب) فيه (الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض) نفاق مما سيحدثون بالمدينة فهو إخبار بالغيب (والكافرون) علانية بمكة (ماذا أراد الله بهذا) العدد (مثلا) سموه به استغرابا له (كذلك) الإضلال أي الخذلان لمنكر هذا العدد (يضل الله من يشاء) يخذله لعدم نفع اللطف فيه (ويهدي من يشاء) بلطفه لانتفاعه (وما يعلم جنود ربك) في قوتهم وكثرتهم (إلا هو وما هي) أي سقر أو السورة (إلا ذكرى) تذكرة (للبشر).

( كلا) ردع لمنكريها أو بمعنى حقا (والقمر والليل إذا) وبألف بعد الذال

ص: 156

أَدْبَرَ) ( 33 ) راح ومصح

(وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) ( 34 ) ألمع وأسطع ، والواو للعهد وحواره

(إِنَّها) الدّرك (لَإِحْدَى الْكُبَرِ) ( 35 ) صواكم اللّه العسر إصرها

(نَذِيراً) مهوّلا (لِلْبَشَرِ) ( 36 ) لادّكارهم وإصلاحهم

(لِمَنْ شاءَ) أراد (مِنْكُمْ) ولد آدم (أَنْ يَتَقَدَّمَ) لصالح علمه (أَوْ يَتَأَخَّرَ) ( 37 ) لسوء أمره وحاله .

(كُلُّ نَفْسٍ) كلّ أحد (بِما) اعمال (كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) ( 38 ) حال إحصاء الأعمال لو صلح عملها صلح حالها ، ولو ساء عملها ساء أمرها ، وهو مصدر أصلا

(إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) ( 39 ) هم أولاد أهل الإسلام لمّا لا أعمال لهم أو أهل الإسلام وهم أدّوا ما أودع اللّه صددهم وأطاعوا ، ووردهم الملك هم

(فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ) ( 40 ) أحدهم أحدا

(عَنِ) الرّهط (الْمُجْرِمِينَ) ( 41 ) حالهم

(ما سَلَكَكُمْ) أوردكم (فِي سَقَرَ) ( 42 ) هو سؤال للطلّاح .

(قالُوا) أهل الطلاح لأهل السؤال (لَمْ نَكُ مِنَ) الملأ (الْمُصَلِّينَ) ( 43 ) للّه

(وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ) الرّهط (الْمِسْكِينَ) ( 44 ) ما لسم إعطاءه كما أطعمهم أهل الإسلام

(وَكُنَّا نَخُوضُ) لإطلاح مدلول كلام اللّه

----------

(أدبر) كفعل بمعنى أفعل وقرىء إذ ساكنة وأدبر كأفعل (والصبح إذا أسفر) أضاء (إنها) أي سقر (لإحدى) الدواهي (الكبر) جمع كبرى أي عظمى (نذيرا للبشر) تمييز (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) بدل من البشر أي لمن شاء السبق إلى الخير والتخلف عنه (كل نفس بما كسبت رهينة) مرهونة بكسبها أي عملها (إلا أصحاب اليمين) قال الباقر (عليه السلام) هم نحن وشيعتنا (في جنات يتساءلون) بينهم أو يسألون غيرهم (عن المجرمين) عن حالهم (ما سلككم في سقر) (قالوا لم نك من المصلين) لصلاة المفروضة (ولم نك نطعم المسكين) ما فرض له ويفيد أن الكفار مخاطبون بالفروع (وكنا نخوض) في

ص: 157

(مَعَ الْخائِضِينَ) ( 45 ) مع الرّهط الطّلاح

(وَكُنَّا نُكَذِّبُ) طلاحا (بِيَوْمِ الدِّينِ) ( 46 ) المعاد للكلّ لإحصاء الأعمال وإعطاء عدلها

(حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) ( 47 ) العلم الواطد أو السّام

(فَما تَنْفَعُهُمْ) ح أصلا (شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) ( 48 ) امداد الرّسل والصلحاء والملك واسعادهم لو أمدّوهم طرّا .

(فَما) ما الحال (لَهُمْ عَنِ) سماع (التَّذْكِرَةِ) كلام اللّه المرسل (مُعْرِضِينَ) ( 49 ) ولّوا أرواعهم ، وهو حال

(كَأَنَّهُمْ) أهل الطلاح وهو حال (حُمُرٌ) واحدها الحمار (مُسْتَنْفِرَةٌ) ( 50 ) عرّد للهول

(فَرَّتْ) روعا (مِنْ قَسْوَرَةٍ) ( 51 ) أسد ، وهو حال

(بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) هؤلاء الطّلاح (أَنْ يُؤْتى صُحُفاً) طروسا (مُنَشَّرَةً) ( 52 ) واحدا واحدا لكلّ أحد طرس معلوم مدلوله طاوع محمّدا وأطعه .

(كَلَّا) ردع لهم عمّا أرادوا (بَلْ لا يَخافُونَ) الدّار (الْآخِرَةَ) ( 53 ) وآصارها وهم عدلوا وولّوا عمّا أطاعوا كلام اللّه له لا لعدم ورود الطّروس لهم

(كَلَّا) ردعهم عمّا عدلوا (إِنَّهُ) كلام اللّه المرسل (تَذْكِرَةٌ) ( 54 ) ادّكار لإصلاح الكلّ

(فَمَنْ شاءَ) أراد علمه وعمله (ذَكَرَهُ) ( 55 ) دعاه

----------

الباطل (مع الخائضين وكنا) مع ذلك كله (نكذب بيوم الدين) البعث والجزاء (حتى أتانا اليقين) عيان الموت (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) لو شفعوا لهم فرضا (فما لهم عن التذكرة) التذكير أي القرآن (معرضين) حال مثل ما لك قائما (كأنهم) في نفارهم عن الذكر وبلادتهم (حمر مستنفرة) وحشية (فرت من قسورة) أي أسد (بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفا منشرة) إذ قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا من السماء (كلا بل لا يخافون الآخرة كلا) أي حقا (إنه) أي القرآن (تذكرة) عظة بالغة (فمن شاء ذكره)

ص: 158

(وَما يَذْكُرُونَ) كلام اللّه (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ) حال أراد اللّه أو مع إرادة ادّكاره علمه وعمله (هُوَ) اللّه (أَهْلُ التَّقْوى) أهل الرّحم ومحو الآصار لأهل الرّوع (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) ( 56 ) حرّ للرّوع عمّا إصره معادا لصلاح أعمالهم

----------

اتعظ به (وما يذكرون إلا أن يشاء الله) جبرهم على الذكر (هو أهل التقوى) أن يتقي (وأهل المغفرة) أن يغفر لمن اتقاه.

ص: 159

ص: 160

سورة القيامة

ص: 161

ص: 162

( سورة القيامة )

موردها امّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام هول المعاد لأهل العمو والطلاح ، وإعلاء عدل الأعمال ، والأمر لرسول اللّه صلعم لسماع ما أوحاه اللّه ، وعدم اسراعه لدرسه ، ووعد احساس اللّه ، واعلام أحوال الطّلاح معادا ، والعود لإعلاء أدلّاء المعاد ، ووطود حول إعطاء الأرواح لأهل المرامس للّه وحده

ص: 163

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(لا) حسم مدلول لا أورد مؤكّدا كلا واللّه ، وورد لا ردّ لردّ أهل العدول المعاد وما وراءه أوّل كلام (أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) ( 1 ) الموعود معادا المعهود أمدا المعلوم إصرا .

(وَلا) هو كالأوّل (أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) ( 2 ) لها كمال اللّوم لأهل الطّوع لعدم إكمال الورع ، وحوار العهد مطروح دلّ علاه

(أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ) الطالح الرّادّ للمعاد (أَلَّنْ نَجْمَعَ) أصلا (عِظامَهُ) ( 3 ) غمود عطله الرّمام وراء صعصاعها ، والمراد عود طلله معادا أوردها لاحكامها كالعهد للدّار .

(بَلى) ألمّها (قادِرِينَ) حال (عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) ( 4 ) سلاماه وأسرها كأوّل حالها كملا ، ولمّا سوّاها مع مارك صار أعاد الكلّ كما

----------

75 سورة القيامة أربعون أو تسع وثلاثون آية (39 - 40) مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا أقسم بيوم القيامة) مر تفسيره في سورة الواقعة وغيرها (ولا أقسم بالنفس اللوامة) المؤمنة التي تلوم صاحبها أبدا وإن اجتهدت في الخير أو المتقية اللائمة في القيامة للنفوس التاركة للتقوى أو المطمئنة للأمارة وجواب القسم مقدر أي لتبعثن (أيحسب الإنسان) منكر البعث (ألن نجمع عظامه) للبعث (بلى) نجمعها (قادرين على أن نسوي بنانه) أنملته التي بها يتم الإصبع بأن نؤلف سلامياته كما كانت مع صغرها فكيف بالكبار.

ص: 164

أوّل الحال أسهل .

(بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ) وهو العدوّ المعهود المطرود ، أو أعمّ (لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) ( 5 ) أراد دوام طلاحه

(يَسْئَلُ) إلهادا (أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ) ( 6 ) وروده لوهمه محالا .

(فَإِذا بَرِقَ) ورووه مع اللّام محلّ الرّاء (الْبَصَرُ) ( 7 ) حار هولا

(وَخَسَفَ) ورووه لا معلوما (الْقَمَرُ) ( 8 ) راح ومصح لمعه واسودّ

(وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) ( 9 ) طلوعا سدو المدلك أو مصح لمعها

(يَقُولُ الْإِنْسانُ) عموما أو الطّالح (يَوْمَئِذٍ) عصرا موعودا وروده (أَيْنَ الْمَفَرُّ) ( 10 ) المعرد والممرّ وهو مصدر ورووه مكسور الوسط وله محمل المحلّ والمصدر .

(كَلَّا) ردع عمّا رام الممرّ (لا وَزَرَ) ( 11 ) لا عصر ولا معرّد .

(إِلى) اللّه (رَبِّكَ) لا سواه (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (الْمُسْتَقَرُّ) ( 12 ) المآل المركد .

(يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (بِما قَدَّمَ) عمل عمله (وَ) عمل (أَخَّرَ) ( 13 ) ما عمله

----------

(بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) ليستمر على فجوره في أوقاته الآتية أو يكذب بما أمامه من البعث (يسئل) استهزاء وتكذيبا (أيان) متى (يوم القيامة فإذا برق البصر) تحير رعبا من برق الرجل دهش بصره (وخسف القمر) ذهب نوره (وجمع الشمس والقمر) في ذهاب أو الطلوع من المغرب والتذكير لتغليب القمر.

(يقول الإنسان يومئذ أين المفر) الفرار قول آيس من وجدانه (كلا) ردع عن طلب المفر (لا وزر) لا ملجأ يعتصم به (إلى ربك) وحده (يومئذ المستقر) استقرار العباد فيحاسبهم ويجازيهم (ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) بأول عمله وآخره أو بما قدم من عمل عمله وبما أخره فلم يعمله أو بما عمله وبما سنه

ص: 165

(بَلِ الْإِنْسانُ) ولد آدم ، والمراد مسامعه ولوامحه ومساحله (عَلى نَفْسِهِ) عملا (بَصِيرَةٌ) ( 14 ) مطّلع والهاء للإطراء أو للمح المدلول وهو المسامع واللّوامح والمساحل

(وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) ( 15 ) وأورد علله وأدلّاءه أو اسرّ أعماله .

(لا تُحَرِّكْ) محمّد ( ص ) (بِهِ) كلام اللّه المرسل (لِسانَكَ) مسحلك لدرسه ما دام الملك معلّما لك دارسا له (لِتَعْجَلَ بِهِ) ( 16 ) كلام اللّه عطوا وحرسا لروع الإملاص

(إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ) لمّه وسط صدرك (وَقُرْآنَهُ) ( 17 ) أداء كلمه مسحلك

(فَإِذا قَرَأْناهُ) إرسالا (فَاتَّبِعْ) طاوع واسمع (قُرْآنَهُ) ( 18 ) وكمّل أداء كلامه وكرّر درسه لحرسك

(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) ( 19 ) حلّ مدلوله وإعلاء سرّه .

(كَلَّا) ردع لرادّ المعاد أو ردع لرسول اللّه صلعم عمّا أسرع وأكّده (بَلْ تُحِبُّونَ) ولد آدم الدّار (الْعاجِلَةَ) ( 20 ) وهواها

(وَتَذَرُونَ) الدّار (الْآخِرَةَ) ( 21 ) وآلاءها ودوام سرورها

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (ناضِرَةٌ) ( 22 ) لها مهاه

(إِلى) طوالع لوامع اللّه (رَبِّها ناظِرَةٌ) ( 23 )

----------

فعمل به بعده أو بما قدم من مال لنفسه وبما خلفه لغيره (بل الإنسان على نفسه بصيرة) حجة واضحة لشهادته بما عملت أو بصير أي عليم بها والهاء للمبالغة (ولو ألقى معاذيره) ولو جاء بكل معذرة لم تنفعه (لا تحرك) يا محمد (به) بالقرآن (لسانك) قبل تمام وحيه (لتعجل به) لتأخذه بعجلة حرصا عليه خوف نسيانه (إن علينا جمعه) في صدرك (وقرءانه) وإجراء قراءته على لسانك (فإذا قرأناه) عليك بقراءة جبرئيل (فاتبع قرءانه) قراءته بعد استماعها ولا تساوقه فيها (ثم إن علينا بيانه) بتفهيمك معناه (كلا) حقا أو ردع (بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة) تؤثرون الدنيا على العقبى (وجوه يومئذ ناضرة) بهجة حسنة (إلى ربها ناظرة) إلى رحمته أو إنعامه.

ص: 166

وسدّ عمّا سواه وما علم حاله إلّا اللّه وهم أهل الصّلاح .

(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (باسِرَةٌ) ( 24 ) لها كمال الكلوح وهم أهل الطلاح

(تَظُنُّ) أهلها (أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) ( 25 ) أمر عسر كاسر الإمطاء .

(كَلَّا) ردع لهم عمّا ودّوا الأهواء وردّوا المعاد (إِذا بَلَغَتِ) الرّوح (التَّراقِيَ) ( 26 ) صدد أصاعد الصّدر أعاد ما عاد أمام معاده ، وهو الرّوح لما دلّ الكلام علاه وهو حال ورود السّام

(وَقِيلَ مَنْ راقٍ) ( 27 ) داسع له مع كلام معهود ومداو له

(وَظَنَّ) علم المرء (أَنَّهُ) ما حلّ له (الْفِراقُ) ( 28 ) الاصطرام ممّا هو المودود .

(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) ( 29 ) صدد السّام لعسر الأهوال وحصر الأحوال ووردهما همّ الأهل والولد وهمّ وروده صدد الواحد الصّمد

(إِلى) صدد اللّه (رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (الْمَساقُ) ( 30 ) والمعاد والمال وهو مصدر .

(فَلا صَدَّقَ) المرء الطّالح محمّدا رسول اللّه صلعم والكلام المرسل أو حاله ومدلوله ح ما طهّره لأداء ما أمر أداءه له (وَلا صَلَّى) ( 31 ) كما أمره اللّه

----------

(ووجوه يومئذ باسرة) عابسة كالحة (تظن أن يفعل بها فاقرة) داهية تقصم فقار الظهر.

(كلا) ردع عن إيثار العاجل على الآجل (إذا بلغت) النفس بقرينة الحال والمقال (التراقي) أعالي الصدر (وقيل) قال من حوله (من راق) يرقيه بما يشقيه أو قالت الملائكة من يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ (وظن) أيقن المحتضر (أنه الفراق) أن ما حل به فراق الدنيا (والتفت الساق بالساق) ساقه بساقه من كرب الموت أو اتصلت شدة فراق ما يحب بشدة هول الآخرة (إلى ربك) إلى حكمه (يومئذ المساق) السوق (فلا صدق) بالحق أو فلا زكى ماله (ولا صلى) لله (ولكن كذب) بالحق (وتولى) عن الإيمان.

ص: 167

(وَلكِنْ كَذَّبَ) رسوله (وَتَوَلَّى) ( 32 ) صدّ وعدل ممّا صلح له وهو الإسلام

(ثُمَّ ذَهَبَ) راح (إِلى أَهْلِهِ) عرسه (يَتَمَطَّى) ( 33 ) أصله المطّ وهو السّمود ومدّ الرّأس أو أصله المطاء والمراد هو لاو له

(أَوْلى لَكَ) هلاك لك وهو دعاء السّوء (فَأَوْلى) ( 34 ) .

(ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) ( 35 ) كرّر مؤكّدا .

(أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ) الطّالح (أَنْ يُتْرَكَ) مطروحا (سُدىً) ( 36 ) مهملا ومعطلا عمّا حكم أو سرمدا دواما

(أَ لَمْ يَكُ) المرء المعهود (نُطْفَةً) ماء (مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) ( 37 ) وسط الرّحم

(ثُمَّ كانَ) الماء (عَلَقَةً) دما ماسكا (فَخَلَقَ) اللّه ولدا (فَسَوَّى) ( 38 ) عدل روحه وحواسّه

(فَجَعَلَ مِنْهُ) الماء (الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ) لحرّ الموادّ (وَالْأُنْثى) ( 39 ) لهوء الماء .

(أَ لَيْسَ ذلِكَ) اللّه المصوّر لأطوار الصّور (بِقادِرٍ) كامل طول (عَلى أَنْ يُحْيِيَ) الملأ (الْمَوْتى) ( 40 ) له حول إعطاء الرّوح معادا

----------

(ثم ذهب إلى أهله يتمطى) يتبختر إعجابا بنفسه (أولى لك فأولى) دعا عليه فيه تهديد واللام زائدة أي وليك ما تكره أو الهلاك (ثم أولى لك فأولى) أو وليك الشر في الدنيا ثم في الآخرة (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) هملا لا يكلف ولا يجازى (ألم يك نطفة من مني يمنى) تراق في الرحم (ثم كان علقة فخلق فسوى) فقدره إنسانا فعدله (فجعل منه الزوجين) الصنفين (الذكر والأنثى أليس ذلك) الفاعل لهذه الأمور (بقادر على أن يحيي الموتى) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لما نزلت قال: سبحانك بلى.

ص: 168

سورة الإنسان

ص: 169

ص: 170

( سورة الدّهر )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

اعلام عصر أسر آدم - علاه السّلام - ، وإصلاح العالم وهداهم ، وإعلاء العطاء للصّلحاء دارالسّلام وعدّ الآلاء أعطاها للرّسول صلعم ، والأمر له لحمل المكاره ، وطوع السّمر وعدّ الآلاء لأهل العالم كاحكام أسرهم وسواه ، وعدم حصول أمر ووروده إلّا ما أراده اللّه

ص: 171

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(هَلْ) أصله أهل (أَتى) ورد ورودا واطدا ومرّ (عَلَى الْإِنْسانِ) آدم علاه السلام أو اعمّ (حِينٌ) عهد محدود (مِنَ الدَّهْرِ) الممدود معدوم الحدود مصوّرا وما أعطاه الرّوح (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) ( 1 ) للملك لا اسم ولا رسم له وهو حال .

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) ولد آدم علاه السلام (مِنْ نُطْفَةٍ) للمرء وأهله (أَمْشاجٍ) موادّ وأطوار (نَبْتَلِيهِ) أمحّصه أمرا وردعا واحوّله حالا حالا وهو حال (فَجَعَلْناهُ) كرما (سَمِيعاً) سامع الكلام (بَصِيراً) ( 2 ) لامح الكلّ .

(إِنَّا هَدَيْناهُ) ولد آدم (السَّبِيلَ) صراط الصّلاح ومسلك السّداد (إِمَّا) مسلما (شاكِراً) للآلاء (وَإِمَّا) عادلا (كَفُوراً) ( 3 ) لها وهو حال

----------

(76 سورة الإنسان إحدى وثلاثون آية مدنية)

(وقيل كلها مكية، ويكذبه النقل الصحيح.)

بسم الله الرحمن الرحيم

(هل أتى على الإنسان) جنسه (حين من الدهر) طائفة من الزمان الغير المحدود (لم يكن شيئا مذكورا) بالإنسانية بل كان عنصرا ونطفة وقيل أريد بالإنسان آدم (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه) أخلاط لأنه من مجموع ماء الزوجين (فجعلناه) بسبب الابتلاء (سميعا بصيرا) ليسمع الآيات ويبصر الدلائل فتلزمه الحجة (إنا هديناه السبيل) بنصب الأدلة

ص: 172

كالأوّل .

(إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ) لإصرهم (سَلاسِلَ) طوالا لأسرهم ومدّهم (وَأَغْلالًا) لمرادهم (وَسَعِيراً) ( 4 ) لصهدهم وهم مساعره .

(إِنَّ الْأَبْرارَ) الصلحاء (يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ) مدام سمّاها كأسا والأصل هو معلسها لما هو محلّها (كانَ مِزاجُها) ما سوّط معها (كافُوراً) ( 5 ) للهرء والعطر ، أو هو اسم ماء لدار السّلام معادل له أحوالا

(عَيْناً) المراد ماءها وهو صدع لما أمامه (يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ) الصّلحاء رواء أو معمول لمطروح صرّحه ما وراءه (يُفَجِّرُونَها) لدورهم كما أرادوا (تَفْجِيراً) ( 6 ) اصدارا سهلا لهم .

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) للّه وأداء أوامره ، أرسله اللّه لمدح أسد اللّه الكرّار وعرسه وكهداء لها لمّا علّ ولداهما ألسموا لصحّهما صوما معدودا كعدد رهط أعطوهم الطّعام ، وأعاد أسد اللّه مرء ممّا الهود أصوع طعام عددها كعددهم لمّا رامها ، وصاموا وأعدّوا لصومهم طعاما ، ووردهم معسر لا مال له ، وأعطوه الطّعام كلّه وما علسوا إلّا الماء ، وهمّوا الصّوم سواه مع السّعر وأعدّوا طعاما ، وسألهم حسكل لا والد له وأعطوه الطّعام كلّه وما علسوا إلّا الماء ، وهمّوا الصّوم سواه مع السّعر وأعدّوا طعاما ووردهم مأمور وأعطوه الطّعام كلّه ، وعلسوا الماء وحده وصحّحهما اللّه (وَيَخافُونَ) روعا كاملا (يَوْماً كانَ شَرُّهُ) عسره وسوءه

----------

(إما شاكرا وإما كفورا إنا أعتدنا للكافرين سلاسل) يسلكون فيها (وأغلالا) في أعناقهم وأيديهم (وسعيرا) يصلونها.

(إن الأبرار) جمع بر أو بار والمراد بهم علي وفاطمة وابناهما بإجماع أهل البيت وشيعتهم وتضافر روايات العامة والخاصة (يشربون من كأس) إناء فيه خمر أو من خمر (كان مزاجها كافورا) يخلق فيها رائحته وبياضه وبرده وقيل اسم عين في الجنة تشبه الكافور (عينا يشرب بها) منها (عباد الله يفجرونها تفجيرا) يجرونها حيث شاءوا بسهولة (يوفون بالنذر

ص: 173

(مُسْتَطِيراً) ( 7 ) ممدّدا مطوّلا .

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) مع عسر حالهم وكمال سعرهم (عَلى حُبِّهِ) اللّه أو الطّعام أو الإطعام (مِسْكِيناً) معسرا لا مال له (وَيَتِيماً) ولدا والد له وما أدركه الحلم (وَأَسِيراً) ( 8 ) مأسورا مملوكا أو حرّا مسلما أو عادلا وعلّلوا إطعامهم .

(إِنَّما) ما (نُطْعِمُكُمْ) الّا (لِوَجْهِ اللَّهِ) لروم مراحمه أو هو إعلاء اللّه صرّح اللّه أسرارهم ومدحهم لعلمه أسرارهم (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ) للإطعام (جَزاءً) أمرا صالحا معادلا له (وَلا شُكُوراً) ( 9 ) حمدا وهو مصدر .

(إِنَّا نَخافُ مِنْ) إصر اللّه (رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً) كالحا أو كالأسد الكالح حال عدوه للمصطاد (قَمْطَرِيراً) ( 10 ) أعسر الكلوح وأطول .

(فَوَقاهُمُ اللَّهُ) حماهم (شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) العسر وإصره (وَلَقَّاهُمْ) أعطاهم أوسا لكلوح الطّلاح (نَضْرَةً) مهاها ولمعا (وَسُرُوراً) ( 11 ) وروحا .

(وَجَزاهُمْ) اللّه (بِما صَبَرُوا) حملوا المكاره وصاموا وأعطوا طعامهم لأهل العسر (جَنَّةً) أوردها لأكل أحمالها (وَحَرِيراً) ( 12 ) كسوه

----------

ويخافون يوما كان شره) هواه (مستطيرا) منتشرا ذاهبا في الجهات.

(ويطعمون الطعام على حبه) حب الله أو الطعام أي مع حاجتهم إليه (مسكينا ويتيما) من المسلمين (وأسيرا) من الكفار أخذ من دار الحرب وقيل من المسلمين ويعم المحبوس والمملوك قائلين بلسان الحال (إنما نطعمكم لوجه الله) لطلب رضاه خاصة روي أنهم لا يتكلمون به ولكن علمه الله منهم فأثنى عليهم (لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا) ولا شكرا على الإطعام (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا) مكفهرا لشدته كالأسد العبوس أو تعبس به الكفار لهوله (قمطريرا) شديد العبوس (فوقاهم الله شر ذلك اليوم) الذي يخافونه (ولقاهم نضرة) حسنا بهاء في وجوههم (وسرورا وجزاهم بما صبروا) على التكاليف والإيثار مع شدة الحاجة (جنة) يسكنونها

ص: 174

(مُتَّكِئِينَ) حال (فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) السّرور (لا يَرَوْنَ) حال (فِيها شَمْساً) وحرّها واحماءها (وَلا زَمْهَرِيراً) ( 13 ) كمال هرء والحاصل هواءها أعدل وأصلح لا حار محم ولا هرء مولم .

(وَدانِيَةً) حال والمراد محمّا ، ورووه محمولا لما وراءه ، والكلام حال (عَلَيْهِمْ) صددهم (ظِلالُها) سرح دارالسّلام (وَ) الحال (ذُلِّلَتْ) سهّل لهم (قُطُوفُها) أحمالها (تَذْلِيلًا) ( 14 ) أكّد لعموم حصولها ودوام أكلها

(وَيُطافُ عَلَيْهِمْ) هؤلاء الورّاد (بِآنِيَةٍ) وعاء (مِنْ فِضَّةٍ) طاؤس والمراد كئوس المدام لمّا وردوا دارالسّلام أدارها ملاح (وَأَكْوابٍ) كئوس كرام لا عرا لها (كانَتْ قَوارِيرَا) ( 15 ) مهاها ولمعا .

(قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) احورارا أو مملسا والمراد لها أحوالهما (قَدَّرُوها) لصوالح أعمالهم وأدركوها عدلها أو أرادوها وأدركوها كما أملوها وهم أهل دارالسّلام (تَقْدِيراً) ( 16 ) مؤكّد .

(وَ) هم (يُسْقَوْنَ فِيها) دارالسّلام (كَأْساً) مداما أورد المحلّ وأراد الحال (كانَ مِزاجُها) ما سوّط معها (زَنْجَبِيلًا) ( 17 ) سمّاه لطعمه وهو مودود صدد أولاد ماء السّماء

----------

(وحريرا) يلبسونه (متكئين فيها على الأرائك) الأسرة في الحجال أو المساند (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) أي لا يجدون حرا ولا بردا والزمهرير القمر أي هي مضيئة بذاتها لا لشمس ولا قمر (ودانية عليهم ظلالها) أشجارها (وذللت قطوفها تذليلا) سهل أخذ ثمارها للمتناول كيف شاء (ويطاف عليهم بانية من فضة وأكواب) أقداح لا عرى لها (كانت قواريرا قواريرا من فضة) أي جامعة لصفاء الزجاج وبياض الفضة فيرى باطنها من ظاهرها (قدروها تقديرا) أي قدروها في أنفسهم على صنعة فجاءت كما قدروها أو قدر الطائفون شرابها على قدر ريهم لا يزيد ولا ينقص وذلك ألذ للشارب.

(ويسقون فيها كأسا) خمرا (كان مزاجها زنجبيلا) في الطعم والعرب

ص: 175

(عَيْناً) صدع لما أمامه (فِيها) دارالسّلام (تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا) ( 18 ) وهو رواء عطر سمّاه لسلس حدود ماء له السّواعل .

(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ) لإعداد الأمور وإسعاد الأعمال (وِلْدانٌ) حساكل ملاح أسرهم اللّه معادا لإصلاح أمور أهل دارالسّلام أو هم ولداء أهل العدول أعطاهم لمصالحهم (مُخَلَّدُونَ) دوّام لهم أو لا حول لهم عمّا هو حالهم والمراد ح هم حساكل دواما (إِذا رَأَيْتَهُمْ) محمّد ( ص ) (حَسِبْتَهُمْ) لكمال مهاههم لمعهم (لُؤْلُؤاً) لا معا (مَنْثُوراً) ( 19 ) لا مسلوكا ما مسّه أحد .

(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ) دارالسّلام (رَأَيْتَ نَعِيماً) كاملا لا عدّ له (وَمُلْكاً كَبِيراً) ( 20 ) واسعا لا حدّ له أو ملك لإهلاك له وله دوام ، أو المراد أهل ملك .

(عالِيَهُمْ) ما علاهم وهو حال (ثِيابُ سُندُسٍ) مهلهل (خُضْرٌ) احمد صروع الحلل (وَإِسْتَبْرَقٌ) وهو معادل المهلهل ، ورووهما مكسور الأمد (وَحُلُّوا) هؤلاء (أَساوِرَ) واحده السّوار (مِنْ فِضَّةٍ) أصلها (وَسَقاهُمْ) اللّه (رَبُّهُمْ شَراباً) مداما (طَهُوراً) ( 21 ) طاهرا لعدم عصرها ومسّها ودوسها ومطهّرا لعالسها عمّا أراد وراء اللّه وله عطر المسك لا ركسا كراح الطّلاح

----------

تستلذه (عينا فيها تسمى سلسبيلا) من السلاسة على زيادة الباء لسلاسة مساغها في الحلق ويفيد نفي لذع الزنجبيل المنافي للسلاسة (و يطوف عليهم ولدان مخلدون) لا يتغيرون (إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) لحسنهم وصفائهم وانتشارهم في الخدمة (وإذا رأيت ثم) لا مفعول له أي إذا رميت ببصرك في الجنة (رأيت نعيما) أي نعيم (وملكا كبيرا) باقيا لا يزول أو متسعا (عاليهم) أي فوقهم (ثياب سندس) ما رق من الحرير (خضر وإستبرق) ما غلظ من الديباج (وحلوا أساور من فضة) وفي مواضع من ذهب ولا منافاة لجواز التعاقب والجمع وكون تلك الفضة أفضل من الذهب (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) طاهرا من الأقذار لم تمسه الأيدي الخاطئة الدنسة.

ص: 176

وكلّم لأهل دارالسّلام

(إِنَّ هذا) العطاء المعدّ (كانَ لَكُمْ جَزاءً) معادلا لصوالح أعمالكم (وَكانَ سَعْيُكُمْ) لأداء أوامر اللّه واعمال أحكامه (مَشْكُوراً) ( 22 ) محمودا .

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا) كرما (عَلَيْكَ) محمّد ( ص ) (الْقُرْآنَ) كلام اللّه (تَنْزِيلًا) ( 23 ) روحا سهما لحكم ومصالح .

(فَاصْبِرْ) أمسك (لِحُكْمِ) اللّه (رَبِّكَ) وامره حال أداء الأحكام واكراء علوّك الأعداء واحمل المكاره (وَلا تُطِعْ) أحدا (مِنْهُمْ) الأعداء (آثِماً) طالحا ولّاعا ملمّا للمعار وهو داع لك للعدول (أَوْ كَفُوراً) ( 24 ) لأكرم الآلاء وهو الإسلام وأراد العدوّ الألدّ أو الأعمّ .

(وَاذْكُرِ اسْمَ) اللّه (رَبِّكَ) ادعه (بُكْرَةً) وراء السّحر أمام الطّلوع (وَأَصِيلًا) ( 25 ) رواحا ومساء والمراد الدّوام أو صلّ له أمام الطّلوع وحال الدّلوك والعصر .

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ) صلّ كما أمرك اللّه لعلّ المراد ما صلّوا مساء (وَسَبِّحْهُ) وصلّ له وراء سهرك ممّا هكرك (لَيْلًا طَوِيلًا) ( 26 ) ممدودا .

(إِنَّ هؤُلاءِ) الطّلّاح (يُحِبُّونَ) الدّار (الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ) امامهم (يَوْماً ثَقِيلًا) ( 27 ) حاملا للإصر والعسر ومحلّا للأهوال والهموم

----------

(إن هذا) الثواب (كان لكم جزاء) على حسناتكم (وكان سعيكم) في مرضاة الله (مشكورا) مقبولا مثابا عليه.

(إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) مفصلا نجوما لحكم منها تسليتك (فاصبر لحكم ربك) تبليغ رسالته وتحمل أذى قومك (ولا تطع منهم ءاثما أو كفورا واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) واظب على ذكره أو على صلاة الفجر والظهرين (ومن الليل) بعضه (فاسجد له) فصل العشاءين له (وسبحه) تهجد له (ليلا طويلا إن هؤلاء يحبون العاجلة) الدنيا (ويذرون وراءهم) أمامهم (يوما ثقيلا) شديدا لا يعملون له.

ص: 177

وهو معادهم مآلا .

(نَحْنُ خَلَقْناهُمْ) إكمالا (وَشَدَدْنا) هم إحكاما (أَسْرَهُمْ) أوصالهم (وَإِذا شِئْنا) إهلاكهم (بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ) أسرا (تَبْدِيلًا) ( 28 ) صالحا وهو أسر الطّوّع الصلحاء .

(إِنَّ هذِهِ) الكلم والأحكام (تَذْكِرَةٌ) ادّكار لإصلاح الكلّ (فَمَنْ) كلّ أحد (شاءَ) أراد ورام الصّلاح (اتَّخَذَ إِلى) اللّه (رَبِّهِ سَبِيلًا) ( 29 ) صراطا وسلك مسلكا مسلوكا موصلا .

(وَما تَشاؤُنَ) سلوك صراط السّداد ورد هو عمّ سلوك الطّوع والرّدّ والإسلام والعدول (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ) سلوكه وهداه وما وصل له أحد إلّا وأراده (إِنَّ اللَّهَ كانَ) دواما (عَلِيماً) أحاط علمه الكلّ (حَكِيماً) ( 30 ) كامل حكم ومصالح .

(يُدْخِلُ) كرما (مَنْ يَشاءُ) هم أهل الإسلام (فِي رَحْمَتِهِ) دارالسّلام لطوعهم وهداهم (وَ) الرّهط (الظَّالِمِينَ) هم أهل العدول والطلاح لمّا أحلّوا الطّوّع وراء محلّه وهو معمول لمطروح صرّحه (أَعَدَّ) اللّه (لَهُمْ) وأوعدهم (عَذاباً أَلِيماً) ( 31 ) مؤلما

----------

(نحن خلقناهم وشددنا أسرهم) وثقنا ربط أوصالهم بالعصب (وإذا شئنا بدلنا) بعد إهلاكهم (أمثالهم) في الخلقة وشد الأسر (تبديلا) أي أعدناهم وجيء بالماضي لتحققه وكذا لفظ إذا (إن هذه) السورة (تذكرة) عظة (فمن شاء اتخذ إلى ربه) رضاه (سبيلا) بالطاعة (وما تشاءون) اتخاذ السبيل إليه (إلا أن يشاء الله) جبرهم عليه ولكن لا يشاءوه لمخالفته للحكم (إن الله كان عليما حكيما) فلا يفعل خلاف مقتضى الحكمة.

(يدخل من يشاء في رحمته) جنته وهم المؤمنون (والظالمين أعد لهم عذابا أليما).

ص: 178

سورة المرسلات

ص: 179

ص: 180

( سورة المرسلات ) موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

العهد لحصول المعاد ووروده ، وإعلام هلاك الأمم الأول ، وإعلاء طوله لأسر العالم أوّلا ، وإعدامه أمدا ، وصلاء أهل العدول دار السّاعور ، وصروع الإكرام والعطاء لأهل الإسلام دارالسّلام ، ولوم أهل العدول لعدم طوعهم كلام اللّه

ص: 181

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالْمُرْسَلاتِ) الواو للعهد (عُرْفاً) ( 1 ) ولاء حال .

(فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) ( 2 )

(وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) ( 3 )

(فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) ( 4 )

(فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) ( 5 ) والمراد ملك أرسلها اللّه مع أوامره ولاء واسرعوا اسراع الأرواح لطوع أمره ، وصعصعوا أحكام الإسلام وسط أهل العالم ، وصدعوا وسط السّداد والعدول ، وطرحوا كلام اللّه المرسل وأوصلوه إلاهم .

أو المراد إعلام كلام اللّه أرسلها اللّه لمحمّد - علاه السّلام - وحوّل هؤلاء الأعلام طروس الرّسل والملك كالأرواح ، وصعصع معها رسوم صرط السّداد والحكم مطلعا ومدلكا ، وصدع معها السّداد والعدول وطرح معها ادّكار السّداد وسط أهل العالم .

أو المراد الأرواح الكمّل أرسلها اللّه للاطلال لا كمالها ، وطرحوا ما وراء السّداد ، وصعصعوا رسمه وسط الأطلال ، وصدعوا السّداد ومعادله ، ورأوا كلّ ما

----------

(77 سورة المرسلات خمسون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا) أقسم بطوائف الملائكة المرسلة بأوامره متتابعة كعرف الفرس

ص: 182

وراء اللّه هالكا ، وطرحوا ادّكار اللّه أرواعا ومساحل .

أو المراد أرواح الإصر أرسلها اللّه واحصل معها العسر الكامل ، وأرواح رحم حوامل للسّدّ وسط الهواء وصوادع له ولادكار اللّه .

(عُذْراً) للصّلحاء وهو صدع لما أمامه أو معلّل (أَوْ نُذْراً) ( 6 ) للطلّاح وحوار العهد

(إِنَّما تُوعَدُونَ) معادا كعود الأرواح وإحصاء الأعمال (لَواقِعٌ) ( 7 ) لواطد وارد لا إعوار له مآل الأمر .

(فَإِذَا النُّجُومُ) عامله مطروح صرّحه (طُمِسَتْ) ( 8 ) محاها اللّه ومصح لمعها

(وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) ( 9 ) صدعها اللّه وصار لها موارد ومسالك

(وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) ( 10 ) اصطلم أصولها

(وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) ( 11 ) والمراد اعلام العصر المرصود وإعلاء الموعد الموعود لهم لا علام أحوال الأمم وإعلاء أعمالهم ، ورووه مع الواو

(لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) ( 12 ) أمهل الأمور كلّمهم اللّه

(لِيَوْمِ الْفَصْلِ) ( 13 ) للصّالح والطّالح أو الرّسل

----------

أو للمعروف فعصفن كالرياح ممتثلات أمره ونشرن الشرائع في الأرض أو أجنحتهن نازلات بالوحي ففرقن بين الحق والباطل فألقين ذكرا إلى الأنبياء أو بآيات القرآن المرسلة بكل عرف إلى محمد فعصفت بسائر الكتب بالفسخ ونشرت أنوار الهدى في القلوب ففرقت بين الحق والباطل فألقت الذكر إلى النبي وقيل الثلاث الأول أو الأوليان للرياح والباقيتان أو البواقي للملائكة (عذرا) للمحققين (أو نذرا) للمبطلين (إنما توعدون) من البعث والجزاء (لواقع) كائن لا محالة (فإذا النجوم طمست) محق نورها (وإذا السماء فرجت) شقت (وإذا الجبال نسفت) ذريت كحب نسف بمنسف (وإذا الرسل أقتت) عرفت وقت شهادتهم على أممهم (لأي يوم أجلت) أخرت وضرب الأجل لجمعهم تهويل وتعجيب منه (ليوم الفصل) بين الخلائق (وما أدراك ما يوم الفصل) زيادة تهويل لشأنه.

ص: 183

وأممهم

(وَما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد (ما يَوْمُ الْفَصْلِ) ( 14 ) إكرام لأمره المهوّل .

(وَيْلٌ) هلاك وهو مصدر أصلا سادّ مسدّ عامله المطروح كسلام (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 15 ) رسلهم أو ما وعده اللّه .

(أَ لَمْ نُهْلِكِ) الأمم (الْأَوَّلِينَ) ( 16 ) والمراد إهلاكهم كرهط عاد وصالح - علاه السّلام -

(ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ) إهلاكا الأرهاط (الْآخِرِينَ) ( 17 ) الّلاءوا سلكوا صراطهم ، وهم طلّاح أمّ الرّحم أوعدهم اللّه وهو رأس كلام ، ورووه معمولا للم وح المراد رهط لوط وصهر رسول الهود - علاهم السّلام - وأعدالهم .

(كَذلِكَ) كعمل مرّ (نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) ( 18 ) كلّ رهط عصوا وأهلكهم

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 19 ) ما أوعده اللّه كرّره مرارا وهو عدد أهد .

(أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ) أسركم كلّهم (مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) ( 20 ) محسول سهل

(فَجَعَلْناهُ) الماء (فِي قَرارٍ مَكِينٍ) ( 21 ) محلّ محكم وهو الرّحم

(إِلى قَدَرٍ) لهاء (مَعْلُومٍ) ( 22 ) علمه اللّه وحكمه وهو عصر الولاد

(فَقَدَرْنا) احماما هؤلاء الأمور ، أو طولا علاها ، والأوّل أوطد لمّا رووه مكرّر الوسط (فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) ( 23 ) أسرا وإكمالا ----------

(ويل يومئذ للمكذبين) بذلك كرر تجديدا للتهديد وتأكيدا للوعيد (ألم نهلك الأولين) بتكذيبهم (ثم نتبعهم) أي نحن (الآخرين) ممن كذبوا كفار مكة (كذلك) الفعل أي الإهلاك (نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين) بآياتنا.

(ألم نخلقكم من ماء مهين) مني قذر حقير (فجعلناه في قرار مكين) حريز هو الرحم (إلى قدر) مقدار من الوقت (معلوم) عند الله للولادة (فقدرنا) على ذلك أو فقدرناه ليوافق قراءة التشديد (فنعم القادرون) نحن.

ص: 184

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 24 ) ما أمره اللّه .

(أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) ( 25 ) وعاء

(أَحْياءً) لدورهم ومحالّهم (وَأَمْواتاً) ( 26 ) لمرامسهم ولحدهم

(وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ) أطوادا أصاعد (شامِخاتٍ) سواطع الرّءوس (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) ( 27 ) رواء أمرأ حلوا

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 28 ) هؤلاء الآلاء .

(انْطَلِقُوا) روحوا (إِلى ما) ساعور (كُنْتُمْ بِهِ) وروده (تُكَذِّبُونَ) ( 29 )

(انْطَلِقُوا) روحوا كرّر مؤكّدا (إِلى ظِلٍّ) ما لساعور الدّرك كالسّدّ (ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) ( 30 ) لكمال صعوده

(لا ظَلِيلٍ) لا مروّح لحرّه (وَلا يُغْنِي مِنَ) حرّ (اللَّهَبِ) ( 31 ) الصّاعد

(إِنَّها) السّاعور (تَرْمِي بِشَرَرٍ) ما طار لو حرّك المسعر (كَالْقَصْرِ) ( 32 ) كالصّرح علوّا أو كالدّوح

(كَأَنَّهُ جِمالَتٌ) دواعر طوال واحدها كعمل (صُفْرٌ) ( 33 ) سود

----------

(ويل يومئذ للمكذبين) بقدرتنا (ألم نجعل الأرض كفاتا) مصدر كفت أي ضم (أحياء) على ظهرها (وأمواتا) في بطنها ونصب على المفعولية لكفاتا ونكر تفخيما (وجعلنا فيها رواسي شامخات) جبالا ثوابت عوالي (وأسقيناكم ماء فراتا) عذبا (ويل يومئذ للمكذبين) بهذه النعم ويقال (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) من العذاب (انطلقوا إلى ظل) هو دخان جهنم (ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب) يتشعب لعظمته أو يحيط بهم يمينا وشمالا ومن فوقهم وقيل هو النار (إنها) أي الشعب أو النار (ترمي بشرر) وهو ما تطاير منها (كالقصر) في عظمته (كأنه) في اللون والكثرة والتتابع والاختلاط والسرعة (جمالة) جمع جمال وقرىء جمالات (صفر) فإن النار صفراء وقيل سوداء إذ سواد الإبل يشوبه صفرة وقرىء جمالات بالضم جمع جمالة ما غلظ من جبال السفن شبه بها في امتداده.

ص: 185

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر المعهود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 34 ) اعلامها وأوسامها .

هذا (يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) ( 35 ) مورد الأهوال لمّا وردوها كلّ مساحلهم ، أو ما كلّموا كلاما عادهم

(وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ) إصدار الكلام للإملاه (فَيَعْتَذِرُونَ) ( 36 ) لأعمالهم السّواء

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 37 ) هؤلاء الأحوال .

هذا (يَوْمُ الْفَصْلِ) لأهل الصلاح والطلاح (جَمَعْناكُمْ) أعداء محمّد ( ص ) (وَالْأَوَّلِينَ) ( 38 ) أعداء رسل مرّ عهدهم

(فَإِنْ كانَ لَكُمْ) أهل العدول (كَيْدٌ) مكر محوا للاصار (فَكِيدُونِ) ( 39 ) أمكروا وأصلحوا أحوالكم

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 40 ) معادا .

(إِنَّ) الملأ (الْمُتَّقِينَ) عمّا طلح (فِي ظِلالٍ) لسرح دارالسّلام (وَعُيُونٍ) ( 41 ) مسل الماء والمدام والدّر والعسل

(وَفَواكِهَ) صروع الأحمال (مِمَّا يَشْتَهُونَ) ( 42 ) ممّا هو هواهم ومرادهم

(كُلُوا) أهل الورع هؤلاء الأحمال (وَاشْرَبُوا) أحسوا هؤلاء الأمواه (هَنِيئاً) أمرأ (بِما) لما (كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ( 43 ) صوالح أعمالكم أعصار أعماركم

----------

(ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم لا ينطقون) بما ينفعهم فنطقهم كلا نطق أو بشيء دهشة وحيرة وهذا في موطن ويختصمون في آخر (و لا يؤذن لهم) في الاعتذار (فيعتذرون ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد) حيلة (فكيدون) فاحتالوا لدفع العذاب عنكم تعجيز لهم وتوبيخ على كيدهم للمؤمنين في الدنيا (ويل يومئذ للمكذبين إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون) ويقال لهم (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون) من الحسنات.

ص: 186

(إِنَّا كَذلِكَ) كعطاء مرّ (نَجْزِي) الملأ (الْمُحْسِنِينَ) ( 44 ) أعمالا وهم أهل الإسلام

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 45 ) دارالسّلام وآلاءها .

(كُلُوا) أهل الطلاح (وَتَمَتَّعُوا) عهدا (قَلِيلًا) ماصلا وهو كلام مهدّد والحاصل اعملوا كما هو هواكم (إِنَّكُمْ) كلّكم (مُجْرِمُونَ) ( 46 ) أهل معاص وكلّ عاص آكل الحطام عهدا ماصلا وهالك دواما

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 47 ) إعطاء اللّه وإكرامه .

(وَإِذا قِيلَ) امر (لَهُمُ) لهؤلاء الطّلاح (ارْكَعُوا) صلّوا أو اركدوا هكوعا ودعوا سوء العمل (لا يَرْكَعُونَ) ( 48 ) سمودا وأصرّوا اصرارا علاه

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) العصر الموعود (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 49 ) أوامر اللّه وأحكامه .

(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ) كلام (بَعْدَهُ) كلام اللّه المرسل مع سطوع دوالّه (يُؤْمِنُونَ) ( 50 ) سدادا

----------

(إنا كذلك نجزي المحسنين ويل يومئذ للمكذبين كلوا وتمتعوا قليلا) من الزمان وهو مدة أعماركم (إنكم مجرمون) مستحقون للعقاب.

(ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا) سلموا أو اخشعوا أو انقادوا (لا يركعون) يفيد أن الأمر للوجوب وأن الكفار مخاطبون بالفروع (ويل يومئذ للمكذبين فبأي حديث بعده) بعد القرآن (يؤمنون) إذ هو أعظم حديث وأبلغه.

ص: 187

----------

ص: 188

سورة النّبإ

ص: 189

ص: 190

( سوره التساؤل [ النّبإ ] ) سمّاها لإسّاءلهم ، وورد اسمها عمّ لمّا هو صدرها كالسّور كلّها ، وموردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

سؤال المعاد وأسر السّماء وما حواه والرّمكاء وما أحاطه كالأطواد والأمواه والدّوح ، وإرسال الأمطار وإعلام أعلام المعاد كاعلاء الصّور وصدع السّماء وكسر الأطواد وإصر السّاعور لأهل العدول ، وسرور أهل دارالسّلام ووصولهم الدّوح والأحمال والحور وكئوس المدام ، وسماعهم كلام السّداد وسطوع الرّوح والملك كلّهم ، وكلامهم لأمر اللّه وحكمه وطمع أهل المحال وهو حولهم حصحصا

ص: 191

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(عَمَّ ) أصله عمّا كما رووه كممّ وممّا وهو لروم العلم ومدلوله إكرام أمر ما سألوه لعلّه لعلوه ما لاح حاله لكلّ أحد ، وهو معمول لعامل ورد وراءه أو لما طرح امامه مصرّحا له ما وراءه كما دلّ ما رووه عمّه مع الهاء (يَتَساءَلُونَ) ( 1 ) أهل أمّ الرّحم آحادهم آحادا ، أو رسول اللّه صلعم وأهل الإسلام ردّا لمّا أمر لهم ، وورد هم أهل الإسلام والعدول كلاهما معا وسؤال أهل الإسلام لإكمال روعهم وسؤال أهل العدول للردّ .

(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) ( 2 ) وهو المعاد وورد هو كلام أرسله اللّه وأوحاه لإصلاح الكلّ ، أو إرسال محمّد صلعم وهو إعلاء الأمر المكرّم .

(الَّذِي هُمْ) أهل السؤال (فِيهِ) سداده أو وروده (مُخْتَلِفُونَ) ( 3 ) ردّا وإعوارا لأهل العالم معادا أم لا ، أو هو كلام اللّه أم كلام محمّد أو هو رسول اللّه أم لا وكلّهم حاروا لسوء أوهامهم أو ردّا وأمها

----------

(78 سورة النبإ إحدى وأربعون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(عم يتساءلون) بحذف ألف ما الاستفهامية تفخيما لشأن المسئول عنه كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث أو غيره (عن النبإ العظيم) هو البعث أو الكتاب الصامت أو الناطق (الذي هم فيه مختلفون) بالتصديق والتكذيب.

ص: 192

(كَلَّا) ردع وردّ لأهل السّؤال عمّا سألوا إلهادا (سَيَعْلَمُونَ) ( 4 ) أمد أعمارهم سداد ما سألوه وعدم سداد سؤالهم وسوء أحوالهم وأعمالهم وهو ممّا أوعدهم اللّه

(ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) ( 5 ) معادا كرّر الرّدع هولا لهم وهو أكمل ممّا ردع أوّلا ، ولمّا ساء دركهم ووكس روعهم وما سلّموا أحوال المعاد وما عملوا سداده عدّد اللّه سواطع علوه ومعالم أسره ودوالّ طوله ممّا رأوها وعلموها .

وأورد

(أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ) الرّمكاء (مِهاداً) ( 6 ) ألم أمهّدها لركودكم وروحكم ، ورووا مهدا والحاصل أسرها اللّه كالمهد لكم ، وهو مصدر أصلا صار اسما لمّا مهد للإطراء .

(وَالْجِبالَ) الأطواد الأصاعد (أَوْتاداً) ( 7 ) لها كلّ واحد مسمار لوطودها

(وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) ( 8 ) مرءا أو عرسا لولادكم ودوام صرعكم أو صروعا وأطوارا

(وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ) هكركم (سُباتاً) ( 9 ) حسما لإحساسكم وحراككم وروحا لأعطالكم ودسعا لكلالكم وسرورا لأرواحكم وركودا لكم

(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ) لدموسه (لِباساً) ( 10 ) لاسراركم وكساء لأعمالكم اللّواء أراد أحدكم عدم اطلاع أحد علاها

(وَجَعَلْنَا النَّهارَ) لسطوع

----------

(كلا) ردع على التكذيب به (سيعلمون) عاقبة تكذيبهم (ثم كلا سيعلمون) كرر بثم مبالغة في التهديد أو الأولى عند النزع والثاني في الآخرة ثم نبه على قدرته على البعث بقوله (ألم نجعل الأرض مهادا) وطاء كالمهد (والجبال أوتادا) تثبت الأرض لئلا تميد بأهلها (وخلقناكم أزواجا) ذكرانا وإناثا (وجعلنا نومكم سبأتا) راحة أو قطعا لتصرف جوارحكم وقواكم (وجعلنا الليل لباسا) ساترا بظلمة (وجعلنا النهار معاشا) وقت معاش (وبنينا فوقكم سبعا) من السموات (شدادا) لا تبلى بمرور الدهر (وجعلنا)

ص: 193

لمعه (مَعاشاً) ( 11 ) عصرا لحصوله وحصول أمور كماله .

(وَبَنَيْنا) مؤسّسا (فَوْقَكُمْ) علو رءوسكم (سَبْعاً شِداداً) ( 12 ) لها كمال إحكام ما أوهاها مرور الدّهور لحكم ومصالح .

(وَجَعَلْنا) لاصلاح العالم (سِراجاً) أراد إكمال السّعود (وَهَّاجاً) ( 13 ) لماعا حرورا

(وَأَنْزَلْنا) إمطارا (مِنَ الْمُعْصِراتِ) السّدود حوامل الماء (ماءً) مطرا سلسالا (ثَجَّاجاً) ( 14 ) سحّاحا مدرارا

(لِنُخْرِجَ بِهِ) المطر (حَبًّا) وهو ما أحاطه الكمام كالسّمراء والحمّص أو اللّؤلؤ وأصل مواده المطر (وَنَباتاً) ( 15 ) كلاء طارّا

(وَجَنَّاتٍ) دوحها (أَلْفافاً) ( 16 ) مركوما موصولا طردها .

(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) الموعود ورودها أمد الدّهر سمّاه لما هو حاسم الصّلحاء عمّا سواهم (كانَ مِيقاتاً) ( 17 ) عصرا محدودا وحدّا معلوما ، أو موعودا لمّا وعده اللّه وأوعده

(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) وعامله الملك المعهود ، ورووا الصّور والمراد الإعطاء ومدلوله ح إعطاء الأرواح لها وهو إعلاء لمدلول الصّدر (فَتَأْتُونَ) أهل السّؤال لمواعدكم (أَفْواجاً) ( 18 ) أمما مع رسلها ، أو أرهاطا كلّ رهط مع إمامهم ، وهو حال .

(وَفُتِحَتِ السَّماءُ) صدعا (فَكانَتْ) مصادعها (أَبْواباً) ( 19 )

----------

الشمس (سراجا وهاجا) منيرا متلألئا للعالمين شديد الحر.

(وأنزلنا من المعصرات) السحائب التي شارفت أن تمطر أو الرياح التي تعصر السحاب (ماء ثجاجا) صبابا بدفع (لنخرج به حبا) كالحنطة والشعير (ونباتا) كالتبن والحشيش (وجنات ألفافا) بساتين ملتفة بالشجر.

(إن يوم الفصل) بين الخلق (كان ميقاتا) وقتا لما وعد الله من الجزاء (يوم ينفخ في الصور) النفخة الثانية (فتأتون أفواجا) جماعات من قبوركم إلى المحشر (وفتحت السماء) شقت لنزول الملائكة (فكانت) فصارت (أبوابا)

ص: 194

موارد ومسالك لورود الملك

(وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ) الأطواد مصاعد الهواء (فَكانَتْ) الأطواد (سَراباً) ( 20 ) آلا موهوما كالماء

(إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ) دواما (مِرْصاداً) ( 21 ) صراطا ممرّا للطلّاح الّلاءوا هم واردوها حال المرور والصّلحاء الّلاءوا هم مارّوها لا واردوها أو حدّا ومحلّا لا ملاك رصدوا أهل العدول للإصر والحدّ أو أملاك وصدوا أهل الإسلام لحرسهم عمّا حرّها وسمومها حال مرورهم .

(لِلطَّاغِينَ) لرهط عدوا حدود اللّه وهم أهل العدول (مَآباً) ( 22 ) معادا ومآلا .

(لابِثِينَ) حلّالا وركّادا وهو حال (فِيها أَحْقاباً) ( 23 ) دهورا ومددا لا حدّ لها ولا أمد وما علم احصاءها إلّا اللّه ، وورد حصر إعدادها

(لا يَذُوقُونَ) أهل العدول وهو حال (فِيها بَرْداً) روحا وهواء صادا لكمال الحرّ أو هكرا (وَلا شَراباً) ( 24 ) ماء أو سواه داسعا لأوامهم

(إِلَّا حَمِيماً) ماء حارّا مهلكا لما ورد علاه (وَغَسَّاقاً) ( 25 ) دما وماء سال ممّا هم لكمال الحرّ

(جَزاءً) مصدر لعامل مطروح (وِفاقاً) ( 26 ) مساعدا لاعمالهم كما هو العدل وهو مصدر أصلا

----------

كلها لكثرة شقوقها أو ذوات أبواب (وسيرت الجبال) في الجو كالهباء (فكانت سرابا) كالسراب يظن أنها جبال وليست إياها (إن جهنم كانت مرصادا) مكان يرصد فيه خزنتها الكفار أو خزنة الجنة للمؤمنين ليقوهم وهجها لأن مجازهم عليها أو راصدة للكفرة لا يفوتونها (للطاغين مآبا) مرجعا (لابثين) حال مقدرة (فيها أحقابا) دهورا متتابعة لا تتناهى وعن الباقر (عليه السلام) أنها في الذين يخرجون من النار (لا يذوقون فيها بردا) روحا من حر النار أو نوما (ولا شرابا) ما يسكن عطشهم (إلا) لكن (حميما) ماء شديد الحر (وغساقا) ما يغسق أي يسيل من صديدهم (جزاء وفاقا) موافقا أو ذا وفاق لأعمالهم في القبح.

ص: 195

(إِنَّهُمْ) هؤلاء الطّلاح (كانُوا) دواما (لا يَرْجُونَ حِساباً) ( 27 ) ما لهم روع إحصاء اللّه أعمالهم ، أو أمل أوسها معادا لردّهم المعاد

(وَكَذَّبُوا) ولّعوا وما سدّدوا (بِآياتِنا) الأدلّاء اللاء أوردها الرّسل (كِذَّاباً) ( 28 ) مصدر مؤكّد لعامله .

(وَكُلَّ شَيْءٍ) ممّا عمله ولد آدم وهو معمول لعامل مطروح أمامه صرّحه (أَحْصَيْناهُ) عدده (كِتاباً) ( 29 ) مرسوما ومرسمه اللّوح أو ألواح الأملاك الحرّاس لهم ، أو إحصاء كاملا ، وهو حال . أو مصدر حلّ محلّ إحصاء لمّا الإحصاء مع الرّسم آمرا والكلام ممّا لا محلّ له .

وأمروا

(فَذُوقُوا) مرّ الآلام لردّكم أحكام اللّه وإحصاءه أعمالكم عدلا ، وأورد الكلام عكس ما سلك للإطراء (فَلَنْ نَزِيدَكُمْ) أهل العدول والعدوّ سرمدا (إِلَّا عَذاباً) ( 30 ) صعدا ولاء .

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ) والصّلحاء (مَفازاً) ( 31 ) سلاما عمّا كرهوه ووصولا لكلّ ما راموه أو محلا لهما

(حَدائِقَ) محالّ الدّوح الحوامل الأحمال والأولاد (وَأَعْناباً) ( 32 ) كروما

(وَكَواعِبَ) حورا وأعراسا علامهاه صدورها (أَتْراباً) ( 33 ) سواء أعوامها .

(وَكَأْساً دِهاقاً) ( 34 ) ملاءها المدام

(لا يَسْمَعُونَ) أهل الإسلام وهو حال (فِيها) دارالسّلام (لَغْواً) كلاما مهملا لا حاصل وَلا

----------

(إنهم كانوا لا يرجون) لا يتوقعون أو لا يخافون (حسابا) لإنكارهم البعث (وكذبوا بآياتنا) الذي أتت به الرسل أو بالقرآن (كذابا وكل شيء أحصيناه كتابا) مكتوبا في اللوح أو صحف الحفظة (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) لاستمراره فهو متزايد أبدا (إن للمتقين مفازا) فوزا أو مكانة (حدائق) بساتين (وأعنابا) تخصيصه لفضله (وكواعب) جواري يتكعب ثديهن (أترابا) لدات (وكأسا دهاقا) مملوءة مترعة (لا يسمعون فيها) في الجنة (لغوا) قولا ساقطا (ولا

ص: 196

(كِذَّاباً) ( 35 ) ولعا أو ولاعا والمراد ما والع أحدهم أحدا ورووه مكرّر الوسط ، والحاصل ما ولّع أحدهم أحدا .

(جَزاءً) حاصلا (مِنْ رَبِّكَ) العدل كما وعدوا وهو مصدر لعامل مطروح أعطوا (عَطاءً) أعطاهم اللّه كرما (حِساباً) ( 36 ) كاملا أو معادلا لأعمالهم ورووه كعلّام كالدّرّاك لمدلول المدرك .

(رَبِّ السَّماواتِ) ومدوّرها (وَالْأَرْضِ) ومسطّحها (وَ) مالك (ما) عالم (بَيْنَهُمَا) وهو عالم الأمر (الرَّحْمنِ) لمّا أحاط مراحمه الكلّ (لا يَمْلِكُونَ) أهل العوالم كلّهم (مِنْهُ) معاده اللّه (خِطاباً) ( 37 ) كلاما روعا لعلوّ أمره وسمو ملكه وحطوط حالهم وكمال وكسهم لمّا هم مملوكوه ومأسوروه والمملوك ما اسطاع الكلام مع المالك إلّا ما أمر له .

(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) اسم ملك موكّل الأرواح أو الملك المرسل ، أو الرّوح عموما (وَالْمَلائِكَةُ) كلّهم (صَفًّا) سمطا وهو حال (لا يَتَكَلَّمُونَ) كلّهم مع اللّه لإعداد أحد وإسعاده روعا ، وهو كلام مؤكّد لما هو أمامه (إِلَّا مَنْ أَذِنَ) وأمر (لَهُ الرَّحْمنُ) للكلام أو للإسعاد لكمال مراحمه (وَقالَ) المأمور كلاما (صَواباً) ( 38 ) لمّا كلّم المساعد له دار الأعمال لا إله إلا اللّه أو كلاما أصلح وأسدّ لإصلاح أهل الأرحام وكلّ مودود له

----------

كذابا) تكذيبا من بعض لبعض (جزاء من ربك عطاء) بدل من جزاء ومفعوله (حسابا) كافيا (رب السموات والأرض وما بينهما) خبر محذوف وقرىء بالجر بدلا عن ربك (الرحمن لا يملكون) أي أهل السموات والأرض (منه) تعالى (خطابا) لا يقدرون أن يخاطبوه إلا بإذنه (يوم يقوم الروح) جبرئيل أو خلق أعظم من الملائكة أو جنس الأرواح (والملائكة صفا) أي مصطفين (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن) أن يشفع أو يشفع له (وقال صوابا) شفع لمن

ص: 197

(ذلِكَ الْيَوْمُ) الموعود (الْحَقُّ) الواطد وروده وهو مورد العدل وموعد مآل الأعمال (فَمَنْ) امرؤ (شاءَ) أراد (اتَّخَذَ) إسلاما (إِلى) عطاء اللّه (رَبِّهِ) مالك العدل (مَآباً) ( 39 ) معادا وأصلح أعماله .

(إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ) هولا الكلام مع الأعداء (عَذاباً قَرِيباً) أراد إصر المعاد وإحمامه لمّا وطد وروده موعودا ، أو كلّ ما وعده اللّه أسرع حصولا (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ) الصّالح والطّالح وهو عام وورد المرء هو العادل الطّالح كما دلّ صدر الكلام وصرّحه وراءه لكمال اللّوم ما عملا صالحا أو طالحا وهو موصول معمول لعامل أمامه (قَدَّمَتْ) أرسله أمامه (يَداهُ) سمّهما لما هما مصدر الأعمال (وَيَقُولُ الْكافِرُ) لعلمه المعاد ودرك أهواله (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) ( 40 ) ما مسّه الرّوح وما ورد الأمر ، أو أراد حوله حصحصا حال ما لاح عمله وراءه وأدركه الألم ، وورد لمّا طالع حال السّوام وعلم إعدامها ودّ حاله كحالها روعا عمّا عمل السّوء ، أو الأمل الطّامع هو الوسواس ودّ لو أصله الحصحص كآدم وحصل له الرّوح والسّلام كما حصل لأولاد آدم

----------

ارتضى أو شهد بالتوحيد عنهم (عليهم السلام) نحن هم (ذلك اليوم الحق) الثابت الوقوع لا محالة (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا) مرجعا بطاعته.

(إنا أنذرناكم) أيها الكفار (عذابا قريبا) عذاب الآخرة الآتي وكل آت قريب (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) من خير وشر (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) أي لم أخلق في الدنيا ولم أبعث اليوم أو حال البهائم إذ ترد ترابا بعد حشرها للقصاص.

ص: 198

سورة النّازعات

ص: 199

ص: 200

( سورة النّازعات )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

اعلام أحوال المعاد وكمال روع أرواع أهل العالم حال وروده ، وردّ أهل العدول المعاد ، وإرسال رسول الهود لاصلاح ملك مصر وما أراه الرّسول له وهو ولّعه وعصاه وسطاه اللّه سطو دار الأعمال والمآل ، وإعلام أعلام طوله كأسر السّماء وسمكها ودحو الرّمكاء وإصدار الماء ومرعاها وإحكام الأطواد لمصالح العالم ، وورود المعاد لهم وهولهم عمّا هو أهواله وإعلاء حال مرء رام العمر الماصل وما مسعاه إلّا له ووروده السّاعور معادا وإعلام حال الرّواع وركودهم دارالسّلام مآلا ، وسؤال أهل العدول ورود المعاد اسراعا وهكرهم للعمر الماصل حال وروده

ص: 201

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالنَّازِعاتِ) الواو للعهد وهم أرهاط ملك صلّاح أرواح أهل العدول ومدلعوها (غَرْقاً) ( 1 ) صلما مؤلما وادلاعا كاملا وأصلا حدود الأعطال .

(وَالنَّاشِطاتِ) هم سألوا أرواح أهل الإسلام وحالّوها (نَشْطاً) ( 2 ) سلّا سهلا وحلّا مسامحا .

(وَالسَّابِحاتِ) وهم مسارعوهم لإصلاح أمر العالم كما رسم لهم (سَبْحاً) ( 3 ) اسراعا لا امهالا وإملالا أو الّلاءوا سارعوا لادّلاع الأرواح .

(فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) ( 4 ) هم أملاك ورّاد دارالسّلام مع أرواح أهل الإسلام والدّرك مع أرواح أهل العدول وسارعوا لمّا أوردوها ، أو أملاك سارعوا

----------

(79 سورة النازعات خمس أو ست وأربعون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا) أقسم تعالى بالملائكة التي تنزع من أقصى أبدانهم وتنشط أي تخرج أرواحهم بعنف أو أرواح المؤمنين برفق وتسبح بها كالسابح بشيء في الماء فتسبق الأرواح إلى محالها فتدبر جسما أمرت به أو ما عدا الأولين للملائكة التي تسبح أي تسرع في مضيها فتسبق إلى ما أمرت به فتدبر أمره أو بالنجوم التي تنزع من المشرق غرقا في النزع حتى تغيب في المغرب وتنشط من برج إلى برج أي تخرج وتسبح في الفلك فيستبق بعضها بعضا في السير فتدبر أمرا خلقت لأجله

ص: 202

لمّا أمروا .

(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) ( 5 ) هم أملاك معدّ والأرواح لادراك ما أعدّ لها آلاء وآلاما معادلا للأعمال ، أو هم عالمو مصالح أمور أهل العالم ومصلحوها ومكمّلوها ، ووردهم حمّاس أهل الإسلام أو رواحلهم وكراعهم ، أو الأرواح الكمّل حال صدورها أو حال سلوكها مسالك كمالها ، أو السعود حال طلوعها ودلوكها وحطوطها وساء وصل أمرا مع ما وراءه وإلّا لساء مدلول الكلام وما مرّ امامه .

كلّه موصول

(يَوْمَ تَرْجُفُ) حراكا كاملا (الرَّاجِفَةُ) ( 6 ) المراد الرّواكد كالأطواد والرّمكاء أو العرك الأوّل للصّور لاهلاك الكلّ .

(تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) ( 7 ) المراد السّماء وما معها لمّا صدعها حاصل ولاء للأوّل أو عرك صور كرّره الملك لعود الأرواح ، وهو حال .

(قُلُوبٌ) أراد أرواع ردّاد المعاد (يَوْمَئِذٍ) حال ورودها (واجِفَةٌ) ( 8 ) كوامل الارعاد والرّعس لكمال الرّوع

(أَبْصارُها) أهلها (خاشِعَةٌ) ( 9 ) لهول ما حصل لها إحساسه

(يَقُولُونَ) ردّاد المعاد حالا ردّا له (أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ) مالا وحاصل سؤالهم عدم الرّدّ والعود (فِي الْحافِرَةِ) ( 10 ) أوّل الأمر وهو حال الحسّ والحراك

(أَ إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) ( 11 ) وماما

----------

كتقدير الأزمنة والفصول أو بسرايا الغزاة تنزع القسي بإغراق السهام وتنشطها منها وتسرع في مضيها فتسبق إلى الجهاد فتدبر أمره وجواب القسم محذوف أي لتبعثن بدليل (يوم ترجف الراجفة) النفخة الأولى يرجف بها كل شيء أي يتزلزل أو هي الأرض والجبال (تتبعها الرادفة) النفخة الثانية والسماء والكواكب تتفطر وتنتثر (قلوب يومئذ واجفة) قلقة من الخوف (أبصارها خاشعة) أبصار أهلها ذليلة (يقولون) إنكارا للبعث (أإنا لمردودون) بعد الموت (في الحافرة) في الحالة الأولى أي الحياة (أإذا كنا عظاما نخرة) بالية.

ص: 203

(قالُوا) رادّو المعاد (تِلْكَ) الحال (إِذاً) لو صحّ وحصل (كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) ( 12 ) عود سوء لأهله لسطوع عدم سدادهم .

(فَإِنَّما) ما (هِيَ) إلّا (زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) ( 13 ) واد واحد والحاصل هو أمر سهل للّه معمول لا محال ولا عسر له معه لكمال طوله

(فَإِذا هُمْ) كلّهم أولو أرواح وراء ما أعدموا وصاروا كلّهم رماما (بِالسَّاهِرَةِ) ( 14 ) الرّمكاء الملساء سمّاها لسهر سلاكها روعا ، وورد هو اسم الدّرك .

(هَلْ أَتاكَ) الكلام مع محمّد صلعم (حَدِيثُ مُوسى) ( 15 ) ورهط هم مولّعوه وما عامل اللّه معهم وهو مسلّ لك عمّا عامل معك رهط مولّعوك ومهدّد لهم

(إِذْ ناداهُ) دعاه (رَبُّهُ) مصلح أموره (بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ) المطهّر (طُوىً) ( 16 ) اسمه وهو كعمر معدول أو كصرد ولا عدل ، وأمره

(اذْهَبْ) رح مرسلا (إِلى فِرْعَوْنَ) ملك مصر (إِنَّهُ طَغى) ( 17 ) عدل وعد الحدّ وعلا

(فَقُلْ) له وسله (هَلْ لَكَ) ودّ وصور (إِلى أَنْ تَزَكَّى) ( 18 ) إصلاحك وإسلامك

(وَأَهْدِيَكَ) أدلّك (إِلى) صراط (رَبِّكَ)

----------

(قالوا) استهزاء (تلك) أي رجعتنا إلى الحياة (إذا) إن صحت (كرة خاسرة) رجعة ذات خسران أو خاسر أهلها (فإنما هي) أي ما الكرة إلا (زجرة) صيحة (واحدة) وهي النفخة الثانية (فإذا هم بالساهرة) بوجه الأرض أحياء بعد ما كانوا ببطنها أمواتا سمي بها لأن سالكها يسهر خوفا وقيل هي أرض القيامة أو جهنم.

(هل أتاك حديث موسى) استفهام تقرير لتسليته (صلى الله عليه وآله وسلّم) وتهديد قومه المكذبين بما أصاب من كذب موسى (إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى) فسر في طه فقال له (اذهب إلى فرعون إنه طغى) تجبر في كفره (فقل هل لك إلى أن تزكى) تتزكى أي تتطهر من الكفر (وأهديك إلى ربك)

ص: 204

وسلوك وصوله وهو مسلك الصلاح والسداد (فَتَخْشى) ( 19 ) اللّه أداء لما أمرك وطرحا لما حرّمك ، وهو لمّا امر راح وأعلمه ما أمره اللّه

(فَأَراهُ) الرّسول ملك مصر (الْآيَةَ الْكُبْرى) ( 20 ) العصا وحولها صلّا أو المراد الأدلّاء كلّها وعدّ الكل واحدا لمّا مدلولها واحد .

(فَكَذَّبَ) ملك مصر الرّسول وما معه وسمّاهما ساحرا وسحرا (وَعَصى) ( 21 ) اللّه وما أطاع أمره لمّا لاح إعلامه ووطد حكمه

(ثُمَّ أَدْبَرَ) عاد عمّا أمره الرّسول (يَسْعى) ( 22 ) محاولا للمكر ورادا لأمر الرّسول ، أو عاد معرّدا مسرعا لكمال روعه لمّا أحسّ العصا صلّا

(فَحَشَرَ) لمّ عساكره وسحّاره (فَنادى) ( 23 ) ملك مصر أو مأموره إعلاء .

(فَقالَ) لهم (أَنَا رَبُّكُمُ) إلهكم ومصلحكم (الْأَعْلى) ( 24 ) الأكوح

(فَأَخَذَهُ اللَّهُ) سطاه (نَكالَ) سطو الدّار (الْآخِرَةِ) دار الإحصاء وهو مصدر لما أمامه لوحودهما مدلولا (وَالْأُولى) ( 25 ) دار الأعمال لادّكار كلّ راء وسامع .

(إِنَّ فِي ذلِكَ) المسطور (لَعِبْرَةً) ادّكارا (لِمَنْ يَخْشى) ( 26 ) اللّه والمراد الصّالح للرّوع

(أَ أَنْتُمْ) ردّاد المعاد عاد الكلام مع هؤلاء الأعداء (أَشَدُّ) وأحكم (خَلْقاً أَمِ السَّماءُ) أحكم (بَناها) ( 27 )

----------

أدلك على معرفته (فتخشى) قهره وعظمته (فأراه الآية الكبرى) من آياته وهي العصا أو هي واليد (فكذب) بها وسماها سحرا (وعصى) الله تمردا (ثم أدبر) عن الإيمان أو عن الجنة (يسعى) في دفع موسى أو مسرعا في الهرب (فحشر) فجمع جنوده والسحرة (فنادى) فيهم (فقال أنا ربكم الأعلى) لا رب فوقي (فأخذه الله نكال) مصدر مؤكد أي نكل به تنكيل (الآخرة) أي فيها بالإحراق (والأولى) بالإغراق (إن في ذلك) المذكور (لعبرة لمن يخشى) الله (أأنتم) أي منكرو البعث (أشد) أصعب (خلقا أم

ص: 205

(رَفَعَ سَمْكَها) طرح وأسّس سموّها (فَسَوَّاها) ( 28 ) عدّلها أو أصلحها وكمّلها ولا صدوع لها ولا مسامّ .

(وَأَغْطَشَ) سوّد اللّه (لَيْلَها) سمرها الحاصل لحراك السّماء وحوّله دامسا مسوّدا (وَأَخْرَجَ) اللّه (ضُحاها) ( 29 ) وسلّ لمعها أراد لمع أكمل سعودها .

(وَالْأَرْضَ) معمول لعامل مطروح صرّحه دحاها (بَعْدَ ذلِكَ) سمك السّماء (دَحاها) ( 30 ) مهّدها اللّه ووطّأها للرّكود

(أَخْرَجَ) هو حال أو إعلاء للدّحو كما دلّ طرح الواو (مِنْها ماءَها) السّلسال الامرء (وَمَرْعاها) ( 31 ) كلاءها ودوحها وأحمالها

(وَالْجِبالَ أَرْساها) ( 32 ) رصّصها وأحكمها ووطّدها

(مَتاعاً) عودا أو إصلاحا هو معلّل لما طرح وهو أصلح اللّه هؤلاء وأحكمها (لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) ( 33 ) كالكراع والكوم والأطوم .

(فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى) ( 34 ) السّعواء الموعود ورودها أمد الدّهر سمّاها لطمومها وهو العلوّ

(يَوْمَ) مصرّح للصّدر (يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى) ( 35 ) عمل عملا صالحا أو طالحا وما للمصدر أو موصول

----------

السماء) ثم بين كيف خلقها فقال (بناها رفع سمكها) جمل مقدار علوها رفيعا (فسواها) جعلها مستوية بلا تفاوت ولا عيب (و أغطش ليلها) أظلمه (وأخرج ضحاها) أبرز نهارها أي ضوء شمسها (والأرض بعد ذلك دحاها) بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء غير مدحية (أخرج) حال بتقدير قد أي مخرجا (منها ماءها) بتفجير عيونها (ومرعاها) مما يأكل الأنعام والناس (والجبال أرساها) أثبتها أوتاد الأرض (متاعا لكم ولأنعامكم ).

(فإذا جاءت الطامة) الداهية التي تطم أي تعلو وتقهر (الكبرى) التي هي أكبر من كل طامة وهي النفخة الثانية أو القيامة (يوم يتذكر الإنسان ما سعى)

ص: 206

(وَبُرِّزَتِ) ورووه معلوما لا مكرّر الوسط (الْجَحِيمُ) السّاعور وحرّها واصلاءها (لِمَنْ يَرى) ( 36 ) لكلّ راء لكمال سطوعها .

(فَأَمَّا مَنْ طَغى) ( 37 ) عدا الحدّ وعدل وأساء عمله

(وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا) ( 38 ) وأهواءها وما مسعاه إلّا لها

(فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) ( 39 ) له أو مأواه .

(وَأَمَّا مَنْ خافَ) راع ووهل (مَقامَ رَبِّهِ) محلّ وروده صدده معادا لإحصاء الأعمال (وَنَهَى) ردع (النَّفْسَ) السّواء (عَنِ الْهَوى) ( 40 ) لها أو هواها وهو صورها لمّا هو مرادها لمّا هو مردّ ومهلك لها ، وورد هو مرء لمّا همّ طلاحا ادّكر محلّ إحصاء الأعمال وطرّحه .

(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) ( 41 ) المعاد له أو مأواه كما مرّ .

(يَسْئَلُونَكَ) محمّدا ( ص ) أعداء الإسلام (عَنِ السَّاعَةِ) المعهود ورودها (أَيَّانَ مُرْساها) ( 42 ) ارساؤها وحصولها ووطودها ولدوام ادّكاره صلعم اسمها وأحوالها وأهوالها .

لحرصه لحوارهم ورد

(فِيمَ) أصله ما (أَنْتَ) محمّد (مِنْ ذِكْراها) ( 43 ) علمها والحاصل مالك ادّكارها لهم لما لا حاصل له الإكمال الرّدّ ومالك إعلاء عصرها لما لا عالم له الّا اللّه

(إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) ( 44 ) أمد علمها

----------

ما عمل بأن يجده مكتوبا وكان قد نسيه (وبرزت الجحيم لمن يرى) أظهرت لكل راء (فأما من طغى) بكفره (وءاثر الحيوة الدنيا) فاشتغل بشهواتها عن عمل الآخرة (فإن الجحيم هي المأوى) مأواه واللام بدل من الهاء (وأما من خاف مقام ربه) قيامه بين يديه (ونهى النفس عن الهوى) بتوطينها على الطاعات وكفها عن المعاصي (فإن الجنة هي المأوى) مأواه (يسئلونك عن الساعة أيان مرساها) متى إرساؤها أي إثباتها وإقامتها (فيم) في أي شيء (أنت من ذكراها) من العلم بها حتى تذكرها أي لا تعلم وقتها وقيل هو متصل بسؤالهم والجواب (إلى ربك منتهاها) منتهى علمها.

ص: 207

(إِنَّما) ما (أَنْتَ) محمّد إلّا (مُنْذِرُ) مهوّل (مَنْ يَخْشاها) ( 45 ) أحوالها وأهوالها ، والحاصل ما ارسالك لإعلام عصرها لهم وما هو إلّا لهولك لهم لورودها .

(كَأَنَّهُمْ) أعداء الإسلام وردّاد المعاد (يَوْمَ يَرَوْنَها) السّعواء كما هو المعود معادا (لَمْ يَلْبَثُوا) وما علموا ركودهم عالم الأمر ، أو المرامس مع كرور مدده ومرور اعصاره (إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) ( 46 ) والمراد العصر الماصل

----------

(إنما أنت منذر من يخشاها) يخاف هولها لأنه المنتفع بالإنذار (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا) في الدنيا أو في القبور (إلا عشية أو ضحاها) أي إلا ساعة من نهار عشية أو ضحاه.

ص: 208

سورة عبس

ص: 209

ص: 210

( سورة عبس )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

اعلام كلح رسول اللّه صلعم عمّا ورده عادم الحسّ وسأله مكرّرا وما علم حاله صلعم لعماه ، وردع اللّه له عمّا كلح وعلوّ أمر كلام اللّه واللّوم للطّالح الألدّ وردّه المعاد ، وردعه عمّا عدل ، وأمره لادراك موادّ طعامه ومسلك حصوله لحصول سداد ورود المعاد له ، والأدلّاء ممّا هو حال الطرّ لمعاد الهلّاك وأهل المرامس ، وإعلاء أحوال أهل دارالسّلام والسّاعور سرورا وهمّا روحا والما

ص: 211

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(عَبَسَ) كلح رسول اللّه صلعم (وَتَوَلَّى) ( 1 ) عدل وكره .

(أَنْ جاءَهُ) ورده (الْأَعْمى) ( 2 ) وهو معلّل مطروح كاسره وهو لمّا ورد صدد رسول اللّه صلعم وهو داع رؤساء أمّ الرّحم وأكارم الخمس وما أدرك الوارد حاله لعماه ، وسأل علّم ما علّمك اللّه ، وكرّر السّؤال وكره رسول اللّه صلعم حسمه لكلامه أرسلها اللّه ورسول اللّه صلعم وراء ورودها أكرمه لمّا رآه وودّه وأمره لمصره مكرّرا .

(وَما) للسّؤال (يُدْرِيكَ) محمّد حاله والادراء الإعلام (لَعَلَّهُ) امرؤ سال وورد معاده العادل المدعوّ (يَزَّكَّى) ( 3 ) اطّهرا إصلاحا لاعماله .

(أَوْ يَذَّكَّرُ) ادّكارا سمعا لكلامك (فَتَنْفَعَهُ) هو حوار للعلّ (الذِّكْرى) ( 4 ) سواطع اعلامك وصوالح كلمك ، والحاصل ما لك علم لحصول أحواله وإصلاح أعماله ولو حصل لما حصل عدولك عمّا سأله

----------

(80 سورة عبس إحدى أو اثنتان وأربعون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(عبس) قطب وجهه (وتولى) أعرض (أن) لأن (جاءه الأعمى) عنهم (عليهم السلام): نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فنزلت (وما يدريك) أيها العابس (لعله يزكى) يكون طاهرا زكيا (أو يذكر) يتعظ (فتنفعه الذكرى)

ص: 212

(أَمَّا مَنِ) امرؤ (اسْتَغْنى) ( 5 ) مالا أو صدّ عمّا أمر

(فَأَنْتَ) محمّد (لَهُ) لمرء له مال أو صدود (تَصَدَّى) ( 6 ) إكراما وحرصا لاسلامه .

(وَما عَلَيْكَ) أصر ما (أَلَّا يَزَّكَّى) ( 7 ) السّامد الصّاد إسلاما وطوعا لحلمك وما أمرك إلّا الإعلام .

(وَأَمَّا مَنْ) امرؤ (جاءَكَ) وردك (يَسْعى) ( 8 ) مسرعا روما للعلم وسلوكا للعمل الصّالح

(وَهُوَ) معاده الموصول (يَخْشى) ( 9 ) اللّه أو الأعداء الهور حال المرور وسط الصّراط لعماه

(فَأَنْتَ عَنْهُ) ساع مسرع (تَلَهَّى) ( 10 ) هو الصّدود ملاملا وكرها .

(كَلَّا) ردع عمّا مرّ والحاصل اطرح هؤلاء الإعمال (إِنَّها) كلام اللّه كلّه أو اللّوم المسطور وما هو ح مساعدا لمعاده رعاء لمحموله (تَذْكِرَةٌ) ( 11 ) اعلام للادّكار والعمل

(فَمَنْ شاءَ) أراد العمل وأراد اللّه ادّكاره (ذَكَرَهُ) ( 12 ) ألهمه اللّه ، أو سمعه سمع الطّوع وحرسه

(فِي صُحُفٍ) طروس أصلها اللّوح وعامله أودعها اللّه وح هو مدح لمصدر امامه أو محمول لمطروح (مُكَرَّمَةٍ) ( 13 ) كرّمها اللّه .

(مَرْفُوعَةٍ) مصاعد السّماء أو عال أمرها وحالها (مُطَهَّرَةٍ) ( 14 ) ما مسّها إلّا الملك أو طهّرها اللّه عمّا هو كلام سواه

(بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) ( 15 ) رسّام

----------

العظة (أما من استغنى) بالمال (فأنت له تصدى) أي تتعرض مقبلا عليه (وما عليك) بأس أو أي بأس عليك في (ألا يزكى) بالإسلام إن عليك إلا البلاغ (وأما من جاءك يسعى) يسرع في طلب الخير (وهو يخشى فأنت عنه تلهى) تتلهى أي متشاغل .

(كلا) لا تعد لمثله (إنها) أي السورة (تذكرة) عظة (فمن شاء ذكره) حفظه واتعظ به (في صحف مكرمة) عند الله (مرفوعة) قدرا (مطهرة) منزهة عن الشياطين (بأيدي سفرة) كتبة من الملائكة ينسخونها من

ص: 213

وسطّار وهم أملاك أو رسل ورسموها ، أو أملاك أرسلوا معها .

(كِرامٍ) أهل كرم وعلوّ صدد اللّه أو رحماء لأهل الإسلام لرومهم لهم إسعاد اللّه ورحمه (بَرَرَةٍ) ( 16 ) أهل صلاح وسداد ودوام طوع .

(قُتِلَ) طرد وردّ أو أهلك (الْإِنْسانُ) العدوّ عموما أو مرء معهود ورسول اللّه صلعم صهره أوّلا ولمّا سرّح هو ولده - علاه السّلام - واساءه ودعا علاه رسول اللّه صلعم سلّط اللّه علاه الأسد وأهلكه وهو راحل وأكل رأسه (ما أَكْفَرَهُ) ( 17 ) ما حمله للعدول أو ما أكمل طلاحه وهو كلام مهدّد أو هكر

(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ) امر أردأ (خَلَقَهُ) ( 18 ) أسره أوّل الأمر

(مِنْ نُطْفَةٍ) وهو ماء حلّ الرّحم (خَلَقَهُ) أسره وسوّاه (فَقَدَّرَهُ) ( 19 ) أعدّه لما صلح له ممّا الإعطاء والصّور وأحمّه أحوالا وأطوارا وكمّله

(ثُمَّ السَّبِيلَ) أورده مع اللّام اعلاما لعمومه وهو معمول لعامل مطروح امامه صرّحه (يَسَّرَهُ) ( 20 ) سهّله صراط الولاد أو صدع له مسلك الصلاح والطلاح

(ثُمَّ أَماتَهُ) أعدمه وسلّ روحه (فَأَقْبَرَهُ) ( 21 ) وأورده مرمسا ومحلّا وأراه وأمر رمسه وما أهمله كالسوّام إكراما له .

(ثُمَّ إِذا شاءَ) عصرا أراد اللّه عوده (أَنْشَرَهُ) ( 22 ) أعاده وأعطاه

----------

اللوح جمع سافر أو سفراء بالوحي بين الله ورسله جمع سفير (كرام) على الله (بررة) أتقياء.

(قتل الإنسان) لعن وعذب الكافر (ما أكفره) تعجب من شدة كفرانه لنعم خالقه (من أي شيء خلقه من نطفة) قذرة (خلقه فقدره) أطوارا حتى تم خلقه أو أحوالا ذكرا أو أنثى أو أعضاء وحواسا حسب مصلحته (ثم السبيل يسره) سهل سبيل خروجه من بطن أمه ويبين له سبيل الخير والشر (ثم أماته) ليتوصل إلى السعادة الدائمة إن أطاع (فأقبره) جعله ذا قبر وأمر بأن يقبر احتراما (ثم إذا شاء أنشره) بعثه حيا.

ص: 214

الرّوح وما علمه إلّا اللّه كما دلّ الكلام .

(كَلَّا) ردع وردّ له عمّا عدل وألحد (لَمَّا يَقْضِ) أحد أو العادل الملحد (ما أَمَرَهُ) ( 23 ) اللّه وما أراده كما هو المأمور لعسر الأداء لمّا عدّد اللّه آلاء عطله وإكماله أورد كساه آلاء أوطاره .

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ) لمحا حادّا مدركا (إِلى طَعامِهِ) ( 24 ) مأكوله ومسلك حصوله وهو ملاك العمر وصلاح الأمر

(أَنَّا) ورووه مكسور الأوّل وهو ح كلام لا محلّ له مصرّح لأحوال أسر الطّعام (صَبَبْنَا الْماءَ) المطر (صَبًّا) ( 25 ) حدرا

(ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) ( 26 ) صدعا مصلحا للطّرّ وصدور الكلاء

(فَأَنْبَتْنا) رعراعا (فِيها حَبًّا) ( 27 ) كالسّمراء والحمّص وسواهما

(وَعِنَباً) حمل الكرم (وَقَضْباً) ( 28 ) وهو صرع كلاء معدّ السّوام أصله الحسم سمّوه لحسمه مرارا عاما واحدا .

(وَزَيْتُوناً) دوحا معلوما (وَنَخْلًا) ( 29 )

(وَحَدائِقَ) محال دوح (غُلْباً) ( 30 ) كراما طوالا

(وَفاكِهَةً) لكم (وَأَبًّا) ( 31 ) وهو محلّ ما رعاه السّوام

(مَتاعاً) عودا (لَكُمْ) أولاد آدم (وَلِأَنْعامِكُمْ) ( 32 ) لسوّامكم إكراما لكم

----------

(كلا) حقا أو ردع للإنسان عن كفره (لما يقض) لم يفعل (ما أمره) به الله.

(فلينظر الإنسان) نظر اعتبار (إلى طعامه) المنعم به لتعيشه (أنا صببنا الماء صبا) أي المطر (ثم شققنا الأرض شقا) بالنبات أو الكراب (فأنبتنا فيها حبا) كالحنطة والشعير (وعنبا وقضبا) يعني الرطبة وهي القت لأنه يقضب أي يقطع فينبت (وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا) عظاما لكثرة أشجارها أو غلاظ الأشجار (وفاكهة وأبا) ومرعى لأنه يؤب أي يؤم أو الفاكهة اليابسة تؤب أي تعد للشتاء (متاعا) خلق ذلك تمتيعا (لكم) بأطعمته (ولأنعامكم) بعلفه.

ص: 215

(فَإِذا) حواره مطروح (جاءَتِ الصَّاخَّةُ) ( 33 ) الوأد المصمّ للمسامع

(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) ( 34 ) أصلا أو حكما وهو الرّدء مع كمال وداده وآم ولادة

(وَأُمِّهِ) مع دوام مراحمها (وَأَبِيهِ) ( 35 ) مع سطوع مكارمه

(وَصاحِبَتِهِ) عرسه مع وصاله السّارّ له دهرا ممدودا (وَبَنِيهِ) ( 36 ) أولاده مع رصد ولّادهم وآمال ورودهم لعموم الأهوال والمكاره ولعلمهم عدم إسعاد أحدهم أحدا

(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) أهل المعاد (يَوْمَئِذٍ) حال عموم روع المطّلع (شَأْنٌ) امر (يُغْنِيهِ) ( 37 ) عمّا سواه .

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) ( 38 ) لمعاه

(ضاحِكَةٌ) أهلها (مُسْتَبْشِرَةٌ) ( 39 ) مع السّرور لمّا هم رأوا آلاء أعدّها اللّه لهم لصلاح أعمالهم وسداد أسرارهم وهم أهل الإسلام ، وما أوردهم مصرّحا لعلو حالهم وكمال أمرهم .

(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) ( 40 ) حصحص وعسر

(تَرْهَقُها) هو العرو (قَتَرَةٌ) ( 41 ) حلك وسواد

(أُولئِكَ) أولو هؤلاء الأحوال السّوءاء (هُمُ الْكَفَرَةُ) الردّاد لأوامر اللّه (الْفَجَرَةُ) ( 42 ) عمّال أعمال السّوء ولهم سوء المعاد ----------

(فإذا جاءت الصاخة) نفخة القيامة تصخ الأسماع أي تصكها أو يصخ الناس لها أي يستمعون (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته) زوجته (وبنيه) لشغله بنفسه أو لئلا يطالبوه بحقوقهم (لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه) حال يشغله عن غيره (وجوه يومئذ مسفرة) مضيئة (ضاحكة مستبشرة) بفوزها بالكرامة (ووجوه يومئذ عليها غبرة) غبرة وكآبة (ترهقها قترة) تغشاها ظلمة وسواد (أولئك هم الكفرة الفجرة) أي الجامعون بين سوء العقيدة وفساد العمل.

ص: 216

سورة التّكوير

ص: 217

ص: 218

( سورة التّكوير )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام أحوال المعاد وأهواله كطرح السّعود وإعدام أكملها وكسر الأطواد وإعمال الرّواحل الحوامل أهلها ، وسؤال ولد وأده والده مع عدم هلاكه ، واصطلام السّماء واسعار السّاعور لورود أهل العدول ، واحمام دارالسّلام لأهل الإسلام ، وعلم كلّ أحد ما عمل صالحا أو طالحا ، وعهد علوّ حال الملك المرسل المطاع وإعلاء عدم اسرار محمّد صلعم للكلام السّداد ، وعدم رود أحد أمرا إلّا ما أراده اللّه

ص: 219

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِذَا الشَّمْسُ) هو وأعداله معمول لعامل مطروح أمامه صرّحه ما ورد وراءه ككوّر وعطّل وسعّر (كُوِّرَتْ) ( 1 ) كوّر اللّه لوامعها أو أعدمها .

(وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) ( 2 ) كدّرها اللّه أو طرحها

(وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) ( 3 ) كالرّكام والصّراد والطّهاء

(وَإِذَا الْعِشارُ) الرّواحل الحوامل الواصل حملها حد الكمال وصار هو اسمها ما دام حملها (عُطِّلَتْ) ( 4 ) عطّلها وأهملها أهلها إهمالا وما راعوها مع ودّهم لها حال وصول حملها حدّ الكمال

(وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) ( 5 ) أعطاها اللّه أرواحها ولمّها للحكم والعدل وردّها حصحصا إلّا ما هو سارّ لولد آدم كالطاؤس ، أو أعدمها اللّه وسلّ أرواحها

(وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) ( 6 ) أحماها اللّه وسعّرها أو ملأها ملاء ماء

----------

(81 سورة التكوير تسع وعشرون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا الشمس كورت) لفت فرفعت أو طوى ضوءها المنبسط أو ألقيت (وإذا النجوم انكدرت) انقضت أو أظلمت (وإذا الجبال سيرت) في الجو فهي تمر مر السحاب (وإذا العشار) جمع عشراء الناقة الحامل أتى عليها عشرة أشهر (عطلت) أهملت (وإذا الوحوش حشرت) جمعت بعد البعث للقصاص (وإذا البحار سجرت) أوقدت نارا أو ملئت بفتح بعضها في بعض

ص: 220

كلّ واحد وعداه وصار كلّها طمّا واحدا .

(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) ( 7 ) وصل كلّ واحد مع طرسه وعمله ، أو مع معادله عملا الصّالح مع الصّالح دارالسّلام والطّالح مع الطّالح الساعور ، أو المراد وصل الأرواح مع الصور والأعطال أو وصل أصل الإسلام مع الحور وأهل العدول مع أولاد المارد المطرود .

(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ) ما وأدها والدها ورمسها مع عدم هلاكها للعار أو الإعسار ، وهو معمول أهل امّ الرّحم وأرهاط سواهم أمام عهد أهل الإسلام (سُئِلَتْ) ( 8 ) سؤال رحم لإعلامها مهلكها ، أو المراد سؤال مهلكها أوردها اللّه محلّه وحوّل السّؤال طردا وردعا له واعلاما لعدم صلوحه للسّؤال والكلام معه ورووه معلوما .

(بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) ( 9 ) وما سرّ اهلاكها ولم أهدر دمها وسطع حالها وصار مهلكها مطرودا .

(وَإِذَا الصُّحُفُ) طروس الأعمال (نُشِرَتْ) ( 10 ) لإعلام كلّ عامل ما عمل

(وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) ( 11 ) اصطلمها اللّه وطواها

(وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) ( 12 ) سعّرها اللّه سعرا كاملا لسعر أهل العدول

(وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) ( 13 ) أوردها اللّه صدد أهل الإسلام

----------

حتى تصير بحرا واحدا (وإذا النفوس زوجت) قرنت بأجسادها أو بأشكالها أو أعمالها أو بجزائها (وإذا الموءودة) المدفونة حية (سئلت) تبكيتا لقاتلها وعن علي (عليه السلام) بالبناء للفاعل (بأي ذنب قتلت) أي بلا ذنب.

(وإذا الصحف) صحف الأعمال (نشرت) لحساب أهلها وقرىء بالتشديد لكثرتها (وإذا السماء كشطت) قلعت كما يكشط الجلد عن الشاة (وإذا الجحيم سعرت) أوقدت فازدادت شدة (وإذا الجنة أزلفت) قربت لأهلها وجواب إذا الأولى وما عطف عليها:.

ص: 221

(عَلِمَتْ) حال حصول ما مرّ وهو عامل لما هو له حوار (نَفْسٌ) كلّ أحد (ما أَحْضَرَتْ) ( 14 ) عملا صالحا أو طالحا

(فَلا) لا مؤكّد والحاصل (أُقْسِمُ) أعهد (بِالْخُنَّسِ) ( 15 ) السّعود العوّاد لأوّل المرحل

(الْجَوارِ) الدّوّار (الْكُنَّسِ) ( 16 ) الودّس والمراد درار حالها ما مرّ كعطارد وما سواه أو اللّوامع كلّها أو الاملاك أو الحرّاس .

(وَاللَّيْلِ) الواو للعهد أو الوصل (إِذا عَسْعَسَ) ( 17 ) أحال دلسه وسواده أو حال وسعسع وعاد .

(وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) ( 18 ) عطس وسطع لمعه ، والواو للعهد أو الوصل وحواره

(إِنَّهُ) كلام اللّه المرسل (لَقَوْلُ) لكلام (رَسُولٍ) ملك حكاه وهو الرّوح (كَرِيمٍ) ( 19 ) مكرّم كرّمه اللّه

(ذِي قُوَّةٍ) طول وحول (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ) وهو اللّه (مَكِينٍ) عال حاله وله علوّ محلّ

(مُطاعٍ ثَمَّ) عالم السّماء أطاعه كلّ ما هو أهلها أمرا وحكما وهو معمول لمطاع أو لمّا هو وال له وهو (أَمِينٍ) ( 21 ) لمودعه ولمّا أوحاه اللّه .

(وَما صاحِبُكُمْ) أراد محمّدا رسول اللّه صلعم وهو موصول مع حوار العهد (بِمَجْنُونٍ) ( 22 ) مألوس كما وهمه الأعداء

(وَلَقَدْ رَآهُ) محمّد

----------

(علمت نفس) أي كل نفس وقت وقوع المذكورات وهو يوم القيامة (ما أحضرت) من خير وشر (فلا أقسم بالخنس) النجوم التي تخنس ترجع وهي ما عدا النيرين من السيارات (الجوار الكنس) السيارات التي تكنس أي تخفى بالنهار أو في مغيبها، وعن علي (عليه السلام) أنها كل الكواكب تخنس بالنهار فلا ترى وتكنس بالليل أي تأوي إلى مجاريها فتأوي (والليل إذا عسعس) أدبر ظلامه أو أقبل (والصبح إذا تنفس) أضاء (إنه) أي القرآن (لقول رسول كريم) هو جبريل قاله عن الله (ذي قوة) شدة في العلم والعمل (عند ذي العرش) أي الله (مكين) ذي مكانة وجاه (مطاع) في ملائكته (ثم أمين) على الوحي.

(وما صاحبكم) محمد (بمجنون) كما زعمتم (ولقد رءاه) رأى

ص: 222

صلعم الرّوح كما هو (بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) ( 23 ) المطلع اللّامع لأكمل السّعود .

(وَما هُوَ) وما محمّد صلعم (عَلَى) اطلاع أسرار (الْغَيْبِ) واعلامه (بِضَنِينٍ) ( 24 ) ممسك لمّا أرسل له اعلاما اعلم كلّه كلّا كما علم وما اسرّ أمرا ممّا علم

(وَما هُوَ) كلام اللّه المرسل (بِقَوْلِ شَيْطانٍ) صاعد السّماء للسّمع (رَجِيمٍ) ( 25 ) مطرود مردود كما هو موهوم الطّلاح ، وهو ردّ لكلامهم ما هو الّا سحر أو كلام مارد .

(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ( 26 ) أهل العدول ممّا هو الصّراط الأسد والمسلك الأصلح

(إِنْ هُوَ) ما كلام اللّه المرسل (إِلَّا ذِكْرٌ) ادّكار وإصلاح (لِلْعالَمِينَ) ( 27 ) كلّهم

(لِمَنْ شاءَ) أراد وهو مصرح لما مرّ امامه ، أورده لمّا لهم الإصلاح والادّكار ولو عمّهم وما سواهم ما مرّ (مِنْكُمْ) أهل العلم والرّوع (أَنْ يَسْتَقِيمَ) ( 28 ) سلوك الصّراط السّواء كما امره اللّه وهو الإسلام .

(وَ) أصل الكلام (ما تَشاؤُنَ) السّداد (إِلَّا) حال (أَنْ يَشاءَ اللَّهُ) مرادك (رَبُّ الْعالَمِينَ) ( 29 ) مالك الملك والأمر ، ما أراد حصل وما ردّ عطل ، وما معاد صلاحهم إلّا سلامهم وما مآل طلاحهم إلّا هلاكهم

----------

النبي جبرئيل على صورته (بالأفق المبين) وهو الأعلى الشرقي (وما هو) أي النبي (على الغيب) ما غاب عن الوحي وأخبار السماء والأمم (بضنين) بالضاد من الضن البخل، أي بخيل بتبليغ الوحي وقرىء بظنين بالظاء، بمتهم من الظنة وهي التهمة (وما هو) أي القرآن (بقول شيطان رجيم) من مسترقة السمع كما زعمتم أنه كهانة (فأين تذهبون) عن الحق والباطل (إن) ما (هو إلا ذكر) عظة (للعالمين) الثقلين (لمن شاء منكم)(أن يستقيم) بسلوك طريق الحق وأبدل من العالمين لأنهم المنتفعون بالذكر (وما تشاءون) أيها الكفرة الاستقامة (إلا أن يشاء الله رب العالمين) جبركم عليها.

ص: 223

ص: 224

سورة الانفطار

ص: 225

ص: 226

( سورة الانفطار )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام حال السّماء والسّعود والمرامس ، وعلم كلّ أحد ما عمل ، وسؤال اللّه لرادّ المعاد ما مكره عمّا أطاع أسره وردعه له عمّا هو موهومه ، وإعلام أحوال الأملاك الحرّاس الرّسام الكرام ، وعلمهم كلّ ما عمل أهل العالم ، وورود الصّلحاء دارالسّلام والطّلاح دار الآلام معادا ، وسؤال اللّه رسوله عمّا أعمله وأدراه سرّ المعاد وعصره وإعلاء وحود اللّه حكما وأمرا ومعادا

ص: 227

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِذَا السَّماءُ) معمول لعامل مطروح صرّحه (انْفَطَرَتْ) ( 1 ) اصّدّع وصار لها أواسط كما هو الموعود أمد الدّهر .

(وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) ( 2 ) طرحها اللّه وصعصعها

(وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) ( 3 ) حلّها اللّه وأسال ماء كلّ واحد وأرسل آحاد لآحاد وأصار كلّها طمّا واحدا .

(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) ( 4 ) دحص كلّها وحوّل حصحصها وسلّ مرموسوها وهالكوها .

(عَلِمَتْ) هو عامل لمّا هو له حوار (نَفْسٌ) كلّ أحد صلح عمله ، أو طلح (ما قَدَّمَتْ) ما عمل عملا صالحا أو ما أعطاه للّه وأرسل أمامه (وَ) ما (أَخَّرَتْ) ( 5 ) ما أهمله وطرحه ممّا هو عمل صالح أو مال أهمله لأولاده وسواهم

----------

(82 سورة الانفطار تسع عشرة آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا السماء انفطرت) انشقت (وإذا الكواكب انتثرت) تساقطت (وإذا البحار فجرت) فتح بعضها في بعض حتى تصير بحرا واحدا (وإذا القبور بعثرت) قلب ترابها وبعث موتاها وجواب إذا: (علمت نفس ما قدمت وأخرت) سبق نحوه في القيامة الأية 13.

ص: 228

(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ) الكلام مع رادّ المعاد (ما غَرَّكَ) مكرك (بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) ( 6 ) مع كرمه العام أرسلها اللّه للأعور والأصل عمومها

(الَّذِي خَلَقَكَ) أسرك وصوّرك (فَسَوَّاكَ) وسلّمك ممّا هو العوار (فَعَدَلَكَ) ( 7 ) أصلحك حسّا وسرّا

(فِي أَيِّ صُورَةٍ ما) مؤكّد (شاءَ) أرادها اللّه وعلم صلاحها لحكمه وهو معمول لعدلك أو عامله (رَكَّبَكَ) ( 8 ) رصّعك أصلح الصّور ، وهو مصرّح لمدلول عدلك كما دلّ عدم وصلها مع وصل أعدالها الأول .

(كَلَّا) ردع لهم عمّا وهموا والحاصل ما الأمر كما هو موهومكم (بَلْ تُكَذِّبُونَ) ردّاد المعاد (بِالدِّينِ) ( 9 ) أصلا وهو الإسلام ، أو المعاد وأوس الأعمال .

(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ) ما دام عمركم (لَحافِظِينَ) ( 10 ) وصّادا لاعمالكم وكلامكم وهم الأملاك

(كِراماً) أهل كرم ومكارم (كاتِبِينَ) ( 11 ) رسّام أحوالكم وأعمالكم وسمّاهم كراما لمّا هم ساطر وصوالح الأعمال اسراعا وراسمو طوالحها امهالا أملا لورود حكم محوها وعدم سطوها

(يَعْلَمُونَ) الكرام علما واطدا (ما تَفْعَلُونَ) ( 12 ) أعمالكم الصّوالح والطّوالح كلّها وهو واعد وموعد

----------

(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) حتى عصيته ولعل ذكر الكريم للتلقين حتى يقول كرمك (الذي خلقك) ولم تك شيئا (فسواك) جعلك مستوى الخلقة (فعدلك) جعلك معتدل البنية متناسب الأعضاء (في أي صورة ما) زائدة (شاء ركبك) ولو شاء ركبك على غير هذه الصورة (كلا) ردع (بل تكذبون) أيها الكفار (بالدين) بالجزاء لنفيكم البعث (وإن عليكم لحافظين) رقباء من الملائكة (كراما) على الله (كاتبين) أعمالكم (يعلمون ما تفعلون) من خير وشر.

ص: 229

(إِنَّ الْأَبْرارَ) الصلحاء الطوّع (لَفِي نَعِيمٍ) ( 13 ) آلاء دارالسلام وسرورها

(وَإِنَّ الْفُجَّارَ) أهل الطلاح والولع (لَفِي جَحِيمٍ) ( 14 ) آلام السّاعور وسمومها

(يَصْلَوْنَها) واردوها أو مدركو حرّها (يَوْمَ الدِّينِ) ( 15 ) وهو المعاد

(وَما هُمْ) أهل الطلاح (عَنْها) الدّرك (بِغائِبِينَ) ( 16 ) لوكودهم وسطها دواما .

(وَما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد ( ص ) (ما يَوْمُ الدِّينِ) ( 17 ) ما سرّ المعاد

(ثُمَّ ما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد ( ص ) (ما يَوْمُ الدِّينِ) ( 18 ) ما أمره وما حكمه وما حاله ، وهو لكمال ودسه ما دراه دار وما وصله ادراك مدرك كرّره مؤكّدا ومهوّلا .

(يَوْمَ) عامله ادّكر أو محمول ل « هو » المطروح أو مصرّح للأوّل (لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ) أحد لأحد (شَيْئاً) أمرا دسعا للإصر عمّاها ، أو عودا لها إلّا إسعادا وإمدادا لأمر اللّه وحكمه (وَالْأَمْرُ) والحكم (يَوْمَئِذٍ) معادا (لِلَّهِ) ( 19 ) الأحد لا أمر إلّا للّه وحده ، وهو مالك الأمور حالا ومآلا

----------

(إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها) يقاسون حرها (يوم الدين وما هم عنها بغائبين) بخارجين (وما أدراك ما يوم الدين) تعظيم لشأنه (ثم ما أدراك ما يوم الدين) كرر تأكيدا (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا) من النفع (والأمر يومئذ لله) وحده.

ص: 230

سورة المطفّفين

ص: 231

ص: 232

( سورة المطفّفين )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام أحوال رهط كمّلوا الاطواع والإمداد لهم ووكسوها لسواهم ، وإعلام محالّ الطّروس لأعمال أهل العدول والإسلام ، وهلاك رادّ المعاد ومولّعه ، ولوم رهط صدأ أرواعهم طوالح أعمالهم وردعهم عمّا عملوا طلاحا ، وسرور أهل الطّوع حال ورودهم دارالسّلام وحسوهم مداما مسكوك مسك ، وهمّ أهل معاص هم ألهدوا أهل الإسلام لمّا مرّوهم وصاروا مسرورا لوصم أهل الإسلام لمّا عادوا أهلهم ، وإعلاء ورودهم وركودهم دار السّاعور والعمل معهم كأعمالهم الطّوالح

ص: 233

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا وكس أهل مصر رسول اللّه صلعم صواعهم ومدّهم وما كالوه مملوّا ، وكره صلعم عملهم ، ورحل ووصل عدد أمّ الرّحم أرسل اللّه .

(وَيْلٌ) هلاك وألم وإصر ، وهو اسم واد للدّرك لو وصل الطّود حرّها ماع ، أو هو كلام مهدّد أورد لمرء لا أمل لصلاحه (لِلْمُطَفِّفِينَ) ( 1 ) هم طلّاح ما ملئوا الأصوع والإمداد وما سواهما وما كمّلوها ووكسوها .

(الَّذِينَ إِذَا) لمّا (اكْتالُوا) لهم (عَلَى النَّاسِ) وعطوا أموالهم (يَسْتَوْفُونَ) ( 2 ) أموالهم كوامل .

(وَإِذا كالُوهُمْ) كلّما كالوا لهم طرح اللّام وأوصل العامل وهو كالوا معمولها (أَوْ وَزَنُوهُمْ) لهم طرح اللّام كما مرّ وأعطوهم أموالهم (يُخْسِرُونَ) ( 3 ) أموالا أعطوها لهم

----------

83 سورة التطفيف ست وثلاثون آية مكية أو مبعضة

بسم الله الرحمن الرحيم

(ويل للمطففين) التطفيف بخس المكيال والميزان لأن ما يسرق به طفيف أي قليل (الذين إذا اكتالوا على الناس) أي منهم (يستوفون) الكيل أي يأخذونه وافيا وجيء ب على إيذانا باكتيالهم لما لهم على الناس (وإذا كالوهم أو وزنوهم) أي كالوا للناس أو وزنوا لهم فحذف الجار وأوصل الفعل وقيل هم تأكيد (يخسرون) ينقصون.

ص: 234

(أَ لا) مهدّد (يَظُنُّ أُولئِكَ) هؤلاء الطّلاح أو هم وأهل الإسلام (أَنَّهُمْ) كلّهم (مَبْعُوثُونَ) ( 4 ) معادا لعدّ أعمالهم .

(لِيَوْمٍ) موعود وروده (عَظِيمٍ) ( 5 ) مكرّم لعلوّ أحواله وأطواره ، وها هو حال رهط عملهم أداء الأموال وعطو كسر وما حال ملوك عملهم عطوا أموال أهل العالم مع عدم أداء كسر .

(يَوْمَ) ورووه مكسورا (يَقُومُ النَّاسُ) هوّالا مددا (لِرَبِّ الْعالَمِينَ) ( 6 ) لحكمه وأمره ومالهم محلّ كلام لكمال روعهم ، ولمّا طال روعهم وعال أمرهم سلّاهم محمّد رسول اللّه صلعم ، وسأل اللّه آمالهم وأوردهم محالّ إحصاء الأعمال .

(كَلَّا) ردع والحاصل ردعهم اللّه عمّا عملوا وأوعد الطّلاح عموما كما أرسل (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ) طروس أعمالهم ، والمراد ما سطر ممّا عملوه (لَفِي سِجِّينٍ) ( 7 )

(وَما أَدْراكَ) أعلمك محمّد ( ص ) (ما سِجِّينٌ) ( 8 ) ما مدلوله هو

(كِتابٌ) طرس (مَرْقُومٌ) ( 9 ) مسطور أو معلم له اعلام حاو لأعمال أهل الطّلاح كلّهم ، وسمّاه اللّه ما سمّاه وأصله الأسر والحصر لمّا هو موصل لأسرهم وحصرهم وسط السّاعور ، أو لمّا طرح محلّا مدلهمّا هو مركد المارد وأولاده وهو اسم علم ، وورد هو اسم لمحلّ طروس أهل الطّرد والرّدوح احمّ الطّرس وراء ما أو المحلّ أمام الحوار

----------

(ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون) فيرتدعوا عن هذا الذنب (ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين) لحكمه وقد بولغ في تعظيم هذا الذنب بالتوبيخ وذكر الظن ووصف اليوم بالعظيم وقيام الناس فيه لله والتعبير عنه برب العالمين.

(كلا) ردع عما هم عليه (إن كتاب الفجار) ما كتب من أعمالهم (لفي سجين) كتاب جامع لأعمال الكفرة والشياطين (وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم) كالرقم في الحجارة لا ينمحي أو المعلم بعلامة شر وقيل هو مكان أسفل

ص: 235

(وَيْلٌ) هلاك (يَوْمَئِذٍ) وهو العصر الموعود وروده (لِلْمُكَذِّبِينَ) ( 10 ) الردّاد

(الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ) الحال (بِيَوْمِ الدِّينِ) ( 11 ) معاد أهل الصّلاح ومآل أهل الطّلاح

(وَما يُكَذِّبُ) أحد (بِهِ) المعاد (إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ) عاد للحدّ (أَثِيمٍ) ( 12 ) عمّال إصر

(إِذا) كلّما (تُتْلى عَلَيْهِ) عاد (آياتُنا) كلام اللّه (قالَ) مولّع المعاد (أَساطِيرُ) الأمم (الْأَوَّلِينَ) ( 13 ) أسمارهم اللّوا حكوها .

(كَلَّا) ردع لهم عمّا كلّموا (بَلْ رانَ) ردّ لما كلّموا وإعلام لما دعاهم له والمراد كاح (عَلى قُلُوبِهِمْ) أرواع ردّاد المعاد وصداها ووارها (ما) عمل (كانُوا يَكْسِبُونَ) ( 14 ) وهو عمل السّوء .

(كَلَّا) ردع عمّا كدحوا عملا صدأ أرواعهم (إِنَّهُمْ عَنْ) لمح (رَبِّهِمْ) أو إكرامه والأوّل أصحّ (يَوْمَئِذٍ) عصر موعود (لَمَحْجُوبُونَ) ( 15 ) وما هو مرآهم لمّا حدّ اللّه حواسّهم عمّا رأوه

(ثُمَّ إِنَّهُمْ) أهل الصّدأ (لَصالُوا الْجَحِيمِ) ( 16 ) واردوها

(ثُمَّ يُقالُ) لهم (هذَا) الإصر المؤلم (الَّذِي كُنْتُمْ) دار الأعمال (بِهِ) وروده (تُكَذِّبُونَ) ( 17 ) دهرا ممدودا .

(كَلَّا) ردع عمّا ولعوا أو هو مكرّر للأوّل (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ) أعمال

----------

سبع أرضين والتقدير ما كتاب سجين أو مكان كتاب مرقوم (ويل يومئذ للمكذبين) بالحق (الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد) مجاوز للحد في الباطل بترك النظر (أثيم) كثير الإثم (إذا تتلى عليه ءاياتنا) القرآن (قال) هذا (أساطير الأولين) أكاذيبهم التي سطروها (كلا) ردع عما قالوا (بل ران) غلب (على قلوبهم ما كانوا يكسبون) من الذنوب حتى غطاها (كلا إنهم عن ربهم) عن رحمته (يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم) داخلوها (ثم يقال) يقول الخزنة توبيخا (هذا) أي الكتاب (الذي كنتم به تكذبون كلا) ردع عن التكذيب (إن كتاب الأبرار) ما كتب من أعمالهم

ص: 236

الصّلحاء وسطور أحوالهم (لَفِي عِلِّيِّينَ) ( 18 ) هو علم لطومار الصلّاح والسّرور مرسم أعمال الأملاك والصّلحاء ، وسمّاه اللّه ما سمّاه لمّا هو موصل لهم لمراهص عال ووسط دارالسّلام ، أو لعلوّ محلّه وهو سمّاء الدّحوس الأكمل ومركد الأملاك الّلاءوا حملوا السّماء الأطلس .

(وَما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد ( ص ) (ما عِلِّيُّونَ) ( 19 ) ما هو وما مراده والسّؤال الإكرام حاله ، أو ما هو معلومك ومعلوم رهطك

(كِتابٌ مَرْقُومٌ) ( 20 ) طرس مسطور وطومار مرسوم

(يَشْهَدُهُ) مسطوره وهو أعمال الصّلحاء الأملاك (الْمُقَرَّبُونَ) ( 21 ) راكدوا كلّ سماء حال إعلاء الطّومار .

(إِنَّ الْأَبْرارَ) الصّلحاء (لَفِي نَعِيمٍ) ( 22 ) آلاء دارالسّلام وسرورها

(عَلَى الْأَرائِكِ) السّرر (يَنْظُرُونَ) ( 23 ) آلاء اللّه ومراحمه لهم وأصار اللّه للأعداء وكلّ ما أعدّه اللّه لهم معادا

(تَعْرِفُ) محمّد ( ص ) أو الكلام مع كلّ عالم (فِي وُجُوهِهِمْ) أهل دارالسّلام (نَضْرَةَ النَّعِيمِ) ( 24 ) مهاهه وماءه

(يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ) مدام مصاص (مَخْتُومٍ) ( 25 ) مسكوك

(خِتامُهُ مِسْكٌ) محلّ الحماء وأوسه ، أمر اللّه سكّه إكراما لأهله أو محسمه مسك .

والمراد حصل أمد علسه سكّ مسك (وَفِي ذلِكَ) المدام أو آلاء دارالسّلام

----------

(لفي عليين) كتاب أعمال الأتقياء أو مكان في السماء السابعة أو الجنة (وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون) من الملائكة.

(إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك) السرر في الحجال (ينظرون) إلى أنواع نعيمهم فيزيد سرورهم (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) بهجة التنعم ونوره (يسقون من رحيق) خمر خالصة (مختوم) على أوانيه صيانة له أو إكراما (ختامه) أي ما ختم به (مسك) مكان الطين أو مقطعة رائحة المسك إذا شرب (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) فليرغبوا بالمبادرة إلى طاعة الله.

ص: 237

(فَلْيَتَنافَسِ) هو الصّور الرّهط (الْمُتَنافِسُونَ) ( 26 ) والمراد الإسراع للصّوالح والصد عمّا ساء .

(وَمِزاجُهُ) المدام (مِنْ تَسْنِيمٍ) ( 27 ) علم لماء معهود لدار السّلام سمّاها لعلوّها عمّا سواها أو لعلوّ محلّها

(عَيْناً) حال أو معمول أمدح (يَشْرَبُ بِهَا) ممّاها (الْمُقَرَّبُونَ) ( 28 ) كلّهم لحصول السّرور .

(إِنَّ) الملأ (الَّذِينَ أَجْرَمُوا) عدلوا أراد رؤساء الحمس (كانُوا مِنَ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (يَضْحَكُونَ) ( 29 ) عهدا ممدودا إلهادا لعسرهم وعدمهم

(وَإِذا مَرُّوا) أهل العدول (بِهِمْ) أهل الإسلام (يَتَغامَزُونَ) ( 30 ) لمحا كلّ أحد موم لأحد ، وورد مرّ أسد اللّه الكرّار عصرا مع أهل الإسلام والأعداء وصموه وسمّوه أصلع وهو رأس الرّؤساء ، وأرسلها اللّه أمام وصول الكرّار رسول اللّه صلعم .

(وَإِذَا انْقَلَبُوا) عادوا (إِلى أَهْلِهِمُ) ودورهم (انْقَلَبُوا) عادوا (فَكِهِينَ) ( 31 ) مع السّرور لوصمهم

(وَإِذا رَأَوْهُمْ) الأعداء أهل الإسلام (قالُوا) أحدهم لأحد (إِنَّ هؤُلاءِ) الرّهط (لَضالُّونَ) ( 32 ) مكر محمّد ( ص ) هؤلاء وهم طرحوا موادّ السّرور لمّا أملوا ورصدوا أوهام المعاد

(وَما أُرْسِلُوا) ما أرسل أهل العدول (عَلَيْهِمْ) أهل الإسلام (حافِظِينَ) ( 33 )

----------

(ومزاجه) ما يمزج به (من تسنيم) علم عين في الجنة سميت به لرفعة شرابها أو محلها (عينا يشرب بها) منها (المقربون إن الذين أجرموا) من مترفي قريش (كانوا من الذين ءامنوا) من فقراء المؤمنين (يضحكون) استهزاء بهم (وإذا مروا) أي الكفار (بهم يتغامزون) بالأعين والحواجب استهانة (وإذا انقلبوا) أي الكفار (إلى أهلهم انقلبوا فكهين) ملتذين بما صنعوا (وإذا رأوهم) رأوا المؤمنين (قالوا إن هؤلاء لضالون) باتباع محمد (وما أرسلوا) أي الكفار (عليهم) أي على المؤمنين (حافظين) موكلين بحفظ أعمالهم وأحوالهم.

ص: 238

أحوالهم وأعمالهم .

(فَالْيَوْمَ) الموعود الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (مِنَ) حال (الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) ( 34 ) كما عمل العدّال أوّلا

(عَلَى الْأَرائِكِ) مصاعد السّرور (يَنْظُرُونَ) ( 35 ) حال أهل الدّرك ، وهو حال ، وورد حلّ لهم موارد دارالسّلام وأمر لهم هلمّوا وردوا صددها ، وهم لمّا وصلوا صددها سدّ لهم مواردها وحصل لأهل الإسلام ما حصل .

(هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ) هل أعطوا ح عدل (ما) أعمال (كانُوا يَفْعَلُونَ) ( 36 ) أوّلا وعوملوا ما عملوا دهرا

----------

(فاليوم) أي يوم القيامة (الذين ءامنوا من الكفار يضحكون) حتى يرون حالهم في النار (على الأرائك ينظرون) إليهم (هل ثوب) هل جوزي (الكفار ما كانوا يفعلون) استفهام تقرير.

ص: 239

ص: 240

سورة الانشقاق

ص: 241

ص: 242

( سورة الانشقاق )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام حال طوع السّماء والرّمكاء ومدّها وطرحها كلّ ما هو وسطها ، وإصدار أهل المرامس وإعلاء حال ولد آدم ، وكدح أعماله صوالح أو طوالح ، وإحصاء الأعمال الصّوالح سهلا ، وسرور أهل الطّوع وعودهم لأهلهم مسرورا ، ووهم أهل الطّلاح ودعاءهم لهلاكهم وورودهم ساعورا ، وإعلاء وهمهم عدم ورود المعاد وردعهم عمّا وهموه ، واطلاع اللّه للأسرار كلّها ، وعدم طوع أهل العدول لكلام اللّه حال درسه ، وإعلام الرّسول إصرا مؤلما لهم معادا ، وعدم الحسم لمحصول أعمال أهل الطّوع

ص: 243

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِذَا السَّماءُ) معمول لعامل مطروح صرّحه (انْشَقَّتْ) ( 1 ) اصّدّع للرّكام

(وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) سمعه وأطاعه وما كرهه (وَحُقَّتْ) ( 2 ) وحر لها السّمع والطّوع لمّا هو مأسوره ومملوكه .

(وَإِذَا) كرّرها لمّا مع كلّ واحد صرع طول (الْأَرْضُ مُدَّتْ) ( 3 ) مدّها اللّه ومهّدها وسوّاها لدك أوطادها وآكامها ، وملّسها كالطّرس الأملس أو مدّها ووسّعها مدّ الأدم

(وَأَلْقَتْ) طرحا (ما فِيها) ما ودس وسطها وهو الأموال والهلاك (وَتَخَلَّتْ) ( 4 ) وصار وسطها عروا هواء

(وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) حكمه (وَحُقَّتْ) ( 5 ) مرّ مدلوله موصولا ، وحواره مطروح لمّا دلّ علاه كلام

----------

(84 سورة الانشقاق ثلاث أو خمس وعشرون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا السماء انشقت) انصدعت وعن علي (عليه السلام) تنشق من المجرة (وأذنت لربها) استمعت وانقادت لإرادته (وحقت) جعلت حقيقة بذلك (وإذا الأرض مدت) بسطت أو سويت أو زيد في سعتها بإزالة جبالها وبنائها (و ألقت ما فيها) من الموتى والكنوز (وتخلت) خلت غاية الخلو عنه (وأذنت لربها) في ذلك (وحقت) للإذن و.

حذف جواب إذا تهويلا بالإبهام أو لدلالة ما بعده عليه أي لقي الإنسان

ص: 244

ورد وراءه .

(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ) المراد الصّرع (إِنَّكَ كادِحٌ) كادّ ساع عملا (إِلى) وصول (رَبِّكَ) وحصول حاصل عملك (كَدْحاً) كدّا كاملا (فَمُلاقِيهِ) ( 6 ) الكدح والمراد حاصل العمل ومآله وكلّ مرء واصل لحاصل عمله ومآله صالحا أو طالحا ، أو المراد طرس رسم وسطه كدحه ومسعاه .

(فَأَمَّا مَنْ) مرء (أُوتِيَ) أعطاه اللّه (كِتابَهُ) طرس صوالح أعماله (بِيَمِينِهِ) ( 7 ) وهو المسلم

(فَسَوْفَ يُحاسَبُ) حال إحصاء الأعمال (حِساباً يَسِيراً) ( 8 ) سهلا ماصلا أسرع ، والإحصاء لإعلام أعماله له

(وَيَنْقَلِبُ) المرء (إِلى أَهْلِهِ) كلّ ما أعدّ اللّه له دارالسّلام وهو أهل الأرحام الصلحاء أو الحور (مَسْرُوراً) ( 9 ) مع السّرور .

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ) طرس طوالح أعماله (وَراءَ ظَهْرِهِ) ( 10 ) وهو الملحد العادل

(فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) ( 11 ) هلاكا وهو داع وا هلاكاه لعلمه أعماله وأصاره

(وَيَصْلى سَعِيراً) ( 12 ) محلّ ساعور الصّلاء الورود ، أو حمل كأداء الحرّ

(إِنَّهُ كانَ) مدد العمر (فِي أَهْلِهِ) معهم

----------

عمله (يا أيها الإنسان إنك كادح) جاهد في عملك (إلى ربك) إلى وقت لقائه وهو الموت (كدحا فملاقيه) أي ربك أو كدحك أي جزاءه (فأما من أوتي كتابه) صحيفة عمله (بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله) في الجنة (مسرورا) بما أوتي (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) قيل تغل يمناه إلى عنقه وتجعل شماله وراء ظهره ويؤتى كتابه بها (فسوف يدعوا ثبورا) هلاكا قائلا: وا ثبوراه (ويصلى سعيرا إنه كان في أهله) في

ص: 245

(مَسْرُوراً) ( 13 ) مطاوعا لهواه واصلا لآماله واصما لأهل الإسلام

(إِنَّهُ ظَنَّ) ووهم (أَنْ لَنْ يَحُورَ) ( 14 ) ماله عود أصلا وما اللّه معاده لردّه المعاد .

(بَلى) له العود مآلا وهو لحصول ما وراء الإعدام (إِنَّ رَبَّهُ) العدل (كانَ بِهِ) أعماله (بَصِيراً) ( 15 ) عالما ولأحواله راصدا ومعاملا لأوس أعماله وما له إهمال أمر .

(فَلا) مؤكّد (أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) ( 16 ) وهو احمرار دور السّماء وحولها مساء ، أو ما هو وال له أمام الاسوداد

(وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) ( 17 ) حواه وهو حاو للكلّ وما طرده لمحاله

(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) ( 18 ) صار كاملا مدوّرا

(لَتَرْكَبُنَّ) حوار للحلط وهو كلام مع ولد آدم عموما والمراد وصولهم ، ورووه معلوما واحدا وح الكلام مع رسول اللّه صلعم (طَبَقاً) حالا أو سماء (عَنْ طَبَقٍ) ( 19 ) حال أو سماء وكلّ حال مطو لعدلها عسرا وهولا أو أعلاها كمالا وعلوّا .

(فَما لَهُمْ) لأهل العدول (لا يُؤْمِنُونَ) ( 20 ) للرّسول أو للمعاد مع علمهم صلاح الإسلام

(وَ) ما لهم (إِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ) وهو كلام أرسله اللّه لرسوله صلعم (لا يَسْجُدُونَ) ( 21 ) ما أودحوا وما حطّوا رؤوسهم

----------

الدنيا (مسرورا) ناعما بشهواته فلا يهمه أمر الآخرة (إنه ظن أن لن يحور) لن يرجع إلى ربه (بلى) يرجع إليه (إن ربه كان به بصيرا) عالما بأعماله فيجازيه بها.

(فلا أقسم بالشفق) حمرة الأفق الغربي بعد غروب الشمس (والليل وما وسق) ما جمعه وضمه من الدواب وغيرها (والقمر إذا اتسق) اجتمع وتم (لتركبن طبقا عن طبق) حالا بعد حال مطابقة لها في الشدة وهي الموت ومواقف القيامة وأهوالها، وعن الصادق (عليه السلام) لتركبن سنن من قبلكم (فما لهم لا يؤمنون) أي عذر لهم في ترك الإيمان مع وضوح دلائله (وإذا قرىء عليهم القرءان لا يسجدون) سجود التلاوة أو لا يصلون أو لا يخضعون.

ص: 246

الرّمكاء لدرسه .

(بَلِ) الملأ (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا وألحدوا (يُكَذِّبُونَ) ( 22 ) كلام اللّه والمعاد .

(وَاللَّهُ) العالم للكلّ (أَعْلَمُ) أحاط علمه (بِما يُوعُونَ) ( 23 ) أعمال سوءهم حاووها اسرارا وواعوها صدورا أو حاووها وسط طروسهم ومعدّ وصروع الآصار والآلام لإدرارهم

(فَبَشِّرْهُمْ) أعلمهم محمّد ( ص ) أوردها اللّه محلّ الإعلام مساعدا لكلامهم مع الرّسول صلعم وأهل الإسلام هرطا وإلهادا (بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ( 24 ) أهله أو مؤلم

(إِلَّا) الصّلحاء (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا إسلاما كاملا ، أو المراد أرهاطا لهم هادوا وعادوا وأسلموا (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ لَهُمْ) لأهل الإسلام والصّلاح (أَجْرٌ) كامل لإسلامهم وصوالح أعمالهم (غَيْرُ مَمْنُونٍ) ( 25 ) مصروم أو موكوس

----------

(بل الذين كفروا) بدلائل الإيمان (يكذبون والله أعلم بما يوعون) يجمعون في صدورهم من الكفر والبغض (فبشرهم بعذاب أليم) تهكم (إلا) لكن (الذين ءامنوا وعملوا الصالحات) أو متصل أي إلا من آمن منهم (لهم أجر غير ممنون) مقطوع أو مكدر بالمن.

ص: 247

ص: 248

سورة البروج

ص: 249

ص: 250

( سورة البروج )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام أحوال أهل الصّدع الطّوال وعملهم مع أهل الإسلام وإهلاكهم لهم وسط السّاعور ، وسرور أهل الإسلام وسط دارالسّلام وألم أهل العدول وسط الورد المورود ووماء إهلاك ملك مصر ورهط صالح - علاه السلام - واعلام مرسم كلام اللّه وهو اللّوح

ص: 251

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالسَّماءِ) الواو للعهد (ذاتِ الْبُرُوجِ) ( 1 ) الحصص المعلوم حدودها والسّهام المحدود صورها المعدود أسماءها كالحمل والأسد والدّلو وما سواها أو المراد كوامل السّعود أو موارد السّماء وأواسطها

(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) ( 2 ) وعد اللّه وروده أمد الدّهر

(وَشاهِدٍ) وهو اللّه عالم الكلّ (وَمَشْهُودٍ) ( 3 ) ما سواه المعلوم له أو المأسور العلم الدّال واسره المدلول ، أو محمّد رسول اللّه صلعم ورهطه ، أو رهطه وأمم رسول سواه ، أو كلّ رسول ورهطه ، أو أملاك راسمو أعمالهم وحارسوهم ورهط محروسوهم ، أو كلّ عصر وأهله ، أو روح اللّه ورهطه ، أو الرّسل ومحمّد رسول اللّه صلعم ، أو الرّسول والمعاد ، أو كلّ راء أمور المعاد ومحسوسه وحوار العهد مطروح لما دلّ

----------

(85 سورة البروج اثنتان وعشرون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(والسماء ذات البروج) هي الاثنا عشر شبهت بالقصور العالية (واليوم الموعود) يوم القيامة (وشاهد ومشهود) يوم الجمعة يشهد بما عمل فيه أو يوم عرفة يشهده الحجيج والملائكة أو كل يوم وأهله أو محمد ويوم القيامة لقوله تعالى إنا أرسلناك شاهدا وذلك يوم مشهود أو كل نبي وأمته أو الخالق والخلق أو الحفظة والمكلفين أو الجوارح والإنسان.

ص: 252

(قُتِلَ) طرد وحرد (أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) ( 4 ) أهل الصّدوع الطّوال ، ورد لملك ساحر لمّا هرم السّاحر سلّم له الملك ولدا لمّا علّمه السّحر وصار سادّا مسدّ السّاحر والولد أسلم وأطاع ورعا صالحا مصلحا مطواعا للّه ، لمّا رآه وأحسّ صوالح أعماله وسط الصّراط حال مروره لعلم السّحر ، وحصل للولد ح حال صحّح الأكمه والأعلاء كلّها ، وصحّح ردء للملك ودسع عمّاه ، وسأله الملك عمّا صحّحه ، وحاوره الرّدء اللّه هو المصحّح ، وحرد الملك واولمه وصرّح الرّدء اسم الولد ، ولمّا أولم الولد صرّح الولد اسم الورع الصّالح ، وهدّد الملك الورع لطرح مراسمه ، وأكرهه للعود وهو ما عاد ، وأمر الملك لرهطه إهلاكه ، وهم أهلكوه وطرّوه طولا وصدعوه ، ولمّا دعا الملك الولد للعود وأكرهه وما عاد وعهد الملك إهلاكه وأرسله مع الوكلاء للإهلاك ، ما اسطاعوا إهلاكه ، وسلم هو وهم هلكوا لدعاء الملك ، وكلّما أرسله الملك مع وكلاء عمدوا صروع إهلاكه سلم هو ، وطاح موكّلوا إهلاكه وهلكوا ، وح صاح الولد وكلّم لا أهلك إلّا حال عملكم ما أعلّمكم ، وعلّمهم مسلك هلاكه وهم عملوا ما علّمهم ولمّوا العوامّ وسمّوا اسم اللّه أسر الوالد ورموا للولد سهمه وهلك ، وأسلم العوامّ طرّا له وأطاعوا أحكامه وحار الملك وأمر رهطه للأكر ، وهم أكروا صدعا طوالا وملئوه ساعورا وأكرهوا العوامّ ، وكلّ واحد رسا لإسلامه وما عاد طرحوه وسطها ، وورد لمّا حساملك المدام وسكر وعمل مع أحد أولاد الوالد والأمّ العهر ، ولام أهل ملكه دعاهم لإحلالها وأكرههم لأهول أولاد الوالد والأمّ ، وحكم أحلّه اللّه ، وهم لمّا ردّوا أمره أمر الملك رهطه للأكر والإصر والإهلاك ، كما مرّ رواه أسد اللّه الكرّار ، ووردهم ملك هود ورهطه لمّا دعوا أهل مصر أسلموا لروح اللّه وأطاعوه وأكرهوهم للعود وهم ردّوا أمرهم وما عادوا أكروا

----------

(قتل) لعن (أصحاب الأخدود) الأخدود شق في الأرض شقوا أخاديد

ص: 253

صدعا طوالا وأهلكوهم كما مرّ .

(النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) ( 5 ) السعار وهم سعروها واللّام للعموم

(إِذْ هُمْ) أهل الطلاح (عَلَيْها) حولها (قُعُودٌ) ( 6 ) علو السّرد راؤها وأحوال ما طرحوا وسطها .

(وَهُمْ) أهل الطّلاح (عَلى ما) عمل (يَفْعَلُونَ) حدلا وهو السّعر والإهلاك (بِالْمُؤْمِنِينَ) اللاؤا أصرّوا إسلامهم (شُهُودٌ) ( 7 ) أحدهم لأحد صدد الملك لإعلام عدم ألوه لمّا أمر ، أو مساحلهم وأعدالها معادا ، وهو كلام مسلّ لأهل الإسلام ممّا أو صلهم أهل أمّ الرّحم عداء .

(وَما نَقَمُوا) كرهوا ووصموا ، ورووه مكسور الوسط (مِنْهُمْ) أهل الإسلام (إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا) إلّا إسلامهم ، وهو مدح لهم موهم للوم (بِاللَّهِ) المالك (الْعَزِيزِ) له الكوح والحول سرمدا (الْحَمِيدِ) ( 8 ) له الحمد دواما .

(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ) عالم العلو (وَالْأَرْضِ) عالم الأمر (وَاللَّهُ) لا سواه (عَلى كُلِّ شَيْءٍ) عمل وأمر (شَهِيدٌ) ( 9 ) راء مطّلع وهو مما أو عدهم اللّه لمّا علم ما عملوه وهو معاملهم كأعمالهم

----------

وأوقدوا فيها النيران وطرحوا فيها المؤمنين (النار) بدل اشتمال من الأخدود (ذات الوقود إذ هم عليها) على شفير النار (قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين) من طرحهم بالنار إن لم يرجعوا عن الإيمان (شهود) حضور أو يشهد بعضهم لبعض أو تشهد جوارحهم يوم القيامة على ذلك (وما نقموا) أنكروا (منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز) بقهره (الحميد) في أفعاله (الذي له ملك السموات والأرض) فهو المستحق لأن يؤمن به (والله على كل شيء شهيد) فيعلم فعلهم ويجازيهم به.

ص: 254

(إِنَّ) هؤلاء الطّلاح (الَّذِينَ فَتَنُوا) سعروا وأهلكوا أو آلموا ، والمراد أرهاط مرّ أحوالهم أو أعمّ (الْمُؤْمِنِينَ) كلّهم (وَالْمُؤْمِناتِ) كلّها أو المراد أرهاط سعروا وأهلكوا كما مرّ (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) ما هادوا وما عادوا (فَلَهُمْ) لهؤلاء الطّلّاح معاد الأمر (عَذابُ جَهَنَّمَ) لعدو لهم (وَلَهُمْ) لهؤلاء (عَذابُ الْحَرِيقِ) ( 10 ) إصر أسوأ وأكمل ممّا هو لسواهم معادا لمّا ألموا أهل الإسلام أو حالا ومآلا لو أراد أرهاطا مرّ أحوالهم لمّا ورد حال لهم السّاعور وأهلكهم واللّه معاملهم كما عاملوا .

(إِنَّ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) صوالح الأعمال وهم أرهاط حملوا ما أوصلهم الأعداء الّلاءوا مرّ أحوالهم أو اعمّ (لَهُمْ) لهؤلاء الصلحاء (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) دوحها ودورها (الْأَنْهارُ) أمواهها (ذلِكَ) العطاء (الْفَوْزُ) وصول الآلاء (الْكَبِيرُ) ( 11 ) ممّا هو لأهل الآلاء حالا .

(إِنَّ بَطْشَ) سطو (رَبِّكَ) محمّد لأهل الطّلاح (لَشَدِيدٌ) ( 12 ) صعد عسر .

(إِنَّهُ) اللّه (هُوَ) لا سواه (يُبْدِئُ) العالم حالا (وَيُعِيدُ) ( 13 ) له مآلا معلّل للسّطو لإعلام هوله وطوله ، أو أوعد اللّه الأعداء لمّا أعادهم كما أسرهم أوّلا وسطاهم لردّهم المعاد

----------

(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) بلوهم بالعذاب (ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) تأكيد له لتلازمهما أو أريد به الحريق في الدنيا (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير) العظيم (إن بطش ربك) أخذه بعنف (لشديد) بليغ العنف (إنه هو يبدىء) الخلق والبطش في الدنيا (ويعيد) ما أبدأه في الآخرة.

ص: 255

(وَهُوَ الْغَفُورُ) محّاء أعمال السّوء (الْوَدُودُ) ( 14 ) وادّ صوالح الإعمال وأهلها أو العامل مع أهل طوعه عمل الودود ، وهو إعطاءهم ما أرادوا .

(ذُو الْعَرْشِ) المحدّد الصّاعد أو الملك ، والمراد آسره ومالكه (الْمَجِيدُ) ( 15 ) الكامل درّا وأحوالا ، ورووه مكسور الدّال والمراد ح السّاطع علوّه وهو

(فَعَّالٌ لِما) لامر (يُرِيدُ) ( 16 ) أسرا وإعداما ما سدّه سادّ ولا حدّه حادّ عمّا أراد .

(هَلْ أَتاكَ) وصار معلومك والكلام مع محمّد صلعم سلاه اللّه وهوّل أعداءه (حَدِيثُ الْجُنُودِ) ( 17 ) الأمم وعساكر الأعداء وحالهم مع الرّسل وما عملوا معهم

(فِرْعَوْنَ) المراد هو وآله (وَثَمُودَ) ( 18 ) رهط صالح

(بَلِ) رهطك (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا (فِي تَكْذِيبٍ) ( 19 ) لك ولأحكامك حسدا وحالهم أسوأ أحوال هؤلاء الأمم لمّا هم سمعوا أحوالهم ورأوا أعلام مهالكهم

(وَاللَّهُ) المالك العدل (مِنْ وَرائِهِمْ) وراء الأعداء (مُحِيطٌ) ( 20 ) أحاطهم علما وألوا .

(بَلْ هُوَ) ما ردّوه حسدا (قُرْآنٌ مَجِيدٌ) ( 21 ) كلام عال كلما ومدلولا مرسوم

(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) ( 22 ) عمّا حوّله محوّل ، أو اسطاع الوسواس وعساكره الحوم حماه ، ورووا لوح وهو الهواء

----------

(وهو الغفور) للمؤمنين (الودود) المكرم لهم (ذو العرش) خالقه ومالكه (المجيد) المتعالي بعظمة ذاته وكمال صفاته (فعال لما يريد) لا يمتنع عليه شيء.

(هل أتاك حديث الجنود فرعون) أي هو وقومه (وثمود) وحديثهم أنهم أهلكوا بتكذيبهم للرسل (بل الذين كفروا في تكذيب) لما جئت به (والله من ورائهم محيط) بهم علما (بل هو قرءان مجيد) عظيم الشأن (في لوح محفوظ) عن الشياطين والتغيير والتحريف.

ص: 256

سورة الطّارق

ص: 257

ص: 258

( سورة الطّارق )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

العهد لحرس أحوال ولد آدم وإعلام حاله أوّلا وأمدا وإعلاء الأسرار معادا وعدم طول أحد وممدّه حال سطوعها ، ومدح كلام اللّه المرسل وسداده وعدم وروده لهوا ، ومكر أهل العدول لردّ أمر اللّه ورسوله ، ومكر اللّه معهم كمكرهم معه ، والأمر للرّسول لإمهال أهل العدول وعدم دعاء هلاكهم حال مكرهم

ص: 259

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالسَّماءِ) أكرمها لمّا هو أسطع ما أسره اللّه سموّا ، الواو للعهد (وَالطَّارِقِ) ( 1 ) أصله كلّ ما ورد سمرا والمراد اللامع مساء .

(وَما أَدْراكَ) أعلمك محمّد ( ص ) (مَا الطَّارِقُ) ( 2 ) هو

(النَّجْمُ الثَّاقِبُ) ( 3 ) اللّامع .

(إِنْ) ما (كُلُّ نَفْسٍ) أحد (لَمَّا) إلّا وهو ما رواه عاصم (عَلَيْها حافِظٌ) ( 4 ) حارس عمّا هو السّوء وهو اللّه . وورد هو ملك ساطر للأعمال ، والكلام حوار العهد .

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ) لمحا حادّا مدركا أصله وأوّل أمره (مِمَّ خُلِقَ) ( 5 ) ممّا أسر وما أس مواده

(خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ) ( 6 ) ساح مسرعا

----------

86 سورة الطارق سبع عشرة آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(والسماء والطارق) أصله كل ما يأتي ليلا وأريد به الكوكب لظهوره ليلا (وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب) المضيء لثقبه الظلام أو الأفلاك بضوئه أريد به زحل أو الثريا أو الجنس، والمروي الأول.

(إن) مخففة أي إن الشأن (كل نفس لما عليها حافظ) اللام فارقة وما زائدة أي ملك يحصي عملها أو يحفظ رزقها وأجلها وقرىء لما بالتشديد بمعنى إلا وإن نافية (فلينظر الإنسان) نظر اعتبار في مبدئه (مم

ص: 260

وهو ماء المرء وعرسه وحّده لهما ماء واحدا حال حلولهما الرّحم .

(يَخْرُجُ) الماء السّاحّ (مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ) للمرء (وَالتَّرائِبِ) ( 7 ) لأهله والمراد عمود صدرها ، وورد المراد محالّ الولاد .

(إِنَّهُ) اللّه علا اسمه (عَلى رَجْعِهِ) ردّ عطله وإرساله روحه له (لَقادِرٌ) ( 8 ) دام حوله وله كمال الطّول

(يَوْمَ تُبْلَى) هو الصّدع (السَّرائِرُ) ( 9 ) أسرار الأرواع وأعمال الصّدور وكلّ ما أسرّ ممّا الأعمال

(فَما لَهُ) لولد آدم (مِنْ قُوَّةٍ) ألوّ لردّ ما مسّه (وَلا ناصِرٍ) ( 10 ) ممدّ له حال حلول المعاسر .

(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) ( 11 ) العود والدّور لعوده كلّ دور لمحركه أوّلا ، أو المراد المطر سمّاه لعوده كلّ عام ولولاه لهلك ولد آدم والسّوام

(وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) ( 12 ) الكلاء الصّادع لها لمّا أحلس السّماء

(إِنَّهُ) كلام اللّه المرسل (لَقَوْلٌ) كلام (فَصْلٌ) ( 13 ) صار وسط الصّلاح والطّلاح

(وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) ( 14 ) واللهو .

(إِنَّهُمْ) طلاح أمّ الرّحم (يَكِيدُونَ كَيْداً) ( 15 ) مكرا لردّ أمر للّه

----------

خلق خلق من ماء دافق) ذي دفق أي صب بدفع من الزوجين في الرحم (يخرج من بين الصلب) من الرجل (والترائب) من المرأة وهي عظام الصدر (إنه) أي الخالق لدلالة الخلق عليه (على رجعه) إعادته (لقادر) كما قدر على بدئه (يوم) ظرف رجعة (تبلى السرائر) تختبر وتظهر الضمائر وخفايا الأعمال من خير وشر (فما له) للإنسان (من قوة) يمتنع بها (ولا ناصر) يمنعه.

(والسماء ذات الرجع) المطر لرجوعه حينا فحينا أو النيرات ترجع بعد مغيبها (والأرض ذات الصدع) الشق بالنبات والأنهار (إنه) أي القرآن (لقول فصل) فاصل بين الحق والباطل (وما هو بالهزل) باللعب بل هو الجد (إنهم) أي الكفار (يكيدون كيدا) يحتالون في إبطال أمرك.

ص: 261

ورسوله صلعم ومحو اللّمع ما أورده

(وَأَكِيدُ كَيْداً) ( 16 ) أمكر مكرا وأعاملهم كعملهم

(فَمَهِّلِ) محمّد ( ص ) (الْكافِرِينَ) أهل العدول والطّلاح ، ودع دعاء هلاكهم مسرعا لما أحاول وطأهم (أَمْهِلْهُمْ) وأهملهم (رُوَيْداً) ( 17 ) امهالا ماصلا أصله الرّود راد الرّوح رودا حرك حراكا سهلا ، كرّره وحوّل الكلم لكمال ما سلّاه

----------

(وأكيد كيدا) أقابل كيدهم (فمهل الكافرين أمهلهم) تأكيد (رويدا) إمهالا قليلا أجله يوم بدر أو القيامة.

ص: 262

سورة الأعلى

ص: 263

ص: 264

( سورة الأعلى )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام علوّ اللّه ، وأسره وإصلاحه وإكماله طورا طورا لمّا له حسّ وحراك ، والومء للأحمال والطّرّ والسّلام ممّا أمه أعلام كلام اللّه ، وإعلام ما سهّل اللّه الطّوع للرّسول صلعم ، والأمر له لإعلام ما وعد اللّه وأوعد ، وادكار أهل الورع والصّلاح وآلام أهل العدول محطّ الدّرك مع عدم هلاكهم سرمدا ، وروح أهل إسلام دعوا اسم اللّه وصلّوا وسرورهم دارالسّلام دواما وحراصهم دوام الصّوالح حالا لحصول دوام المراهص معادا

ص: 265

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ( 1 ) طهّر اسمه عما ما صلح له وعما أوّله أولو الأهواء ، أو أورد اسمه إعلاء وإكراما له ، أو المراد طهّر مسمّاه وورد الاسم ومسمّاه واحد كما دلّ الكلام ولا مسدّد له ، أو المراد صلّ له ، والمأمور محمّد رسول اللّه صلعم أو كلّ واحد عموما .

(الَّذِي خَلَقَ) الكل (فَسَوَّى) ( 2 ) كمّله وأصلحه وعدّله وصار أعدل الصّور وأكملها وأصلحها

(وَالَّذِي قَدَّرَ) عدلا لكلّ واحد ما هو صلاحه (فَهَدى) ( 3 ) وعلّمه سلوك هداه إلهاما وإرسالا للأدلّاء والأعلام ، أو أعلمه صرط مصالحه

(وَالَّذِي أَخْرَجَ) أدلع كرما وعطاء (الْمَرْعى) ( 4 ) الكلاء المصحام للسّوام أوّلا

(فَجَعَلَهُ) لمصالح (غُثاءً) صاملا خطاما (أَحْوى) ( 5 ) أسود حمله المد .

----------

87 سورة الأعلى تسع عشرة آية (19) مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(سبح اسم ربك الأعلى) نزه اسمه عما لا يليق به من معاني أسماء المخلوقين أو نزه ربك والاسم مقحم (الذي خلق) كل شيء(فسوى) خلقه بجعله مستعدا للكمال اللائق به (والذي قدر) لكل مخلوق ما يصلح له (فهدى) دله على نفعه وضره (والذي أخرج المرعى) أنبت الكلأ للنعم (فجعله) بعد خضرته (غثاء) يابسا (أحوى) أسود ليبسه أو لشدة خضرته.

ص: 266

(سَنُقْرِئُكَ) سأعلمك محمّد كلاما مرسلا (فَلا تَنْسى) ( 6 ) كلمه وسوره أو عمله أصلا وهو إعلام أو ردع

(إِلَّا ما) كلما (شاءَ اللَّهُ) أراد اللّه أمهه ومحوه درسا (إِنَّهُ) اللّه عالم الكلّ (يَعْلَمُ الْجَهْرَ) إعلاء درسك كلام اللّه مع الملك أو كلّ ما هو أحوالكم كلاما وعملا (وَما يَخْفى) ( 7 ) ما هو سرّك ودعاك لإعلاء الدّرس وهو روع آلامه ، أو كلّ ما هو أعمالكم سرّا وسأوا والكلام ممّا لا محلّ له .

(وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى) ( 8 ) السمحاء وهو الإسلام الأصلح أو الصّراط الأسهل لحرس ما أوحاه أو أعمال دارالسّلام

(فَذَكِّرْ) عد وأوعد أهل العالم طرّا لمّا أعدّ لك الأمر (إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى) ( 9 ) لهم وصلح أحوالهم

(سَيَذَّكَّرُ) صلاحا (مَنْ يَخْشى) ( 10 ) اللّه وآصاره

(وَيَتَجَنَّبُهَا) طلاحا (الْأَشْقَى) ( 11 ) الألدّ أصلا

(الَّذِي يَصْلَى) هو الورود لعدو له وكماله طلاحا (النَّارَ الْكُبْرى) ( 12 ) حرّا وسعرا محلّلها الدّرك

(ثُمَّ لا يَمُوتُ) الألدّ (فِيها) إصرها مصوصا لآلامه (وَلا يَحْيى) ( 13 ) روحا وسرورا

----------

(سنقرئك) القرآن بقراءة جبرئيل (فلا تنسى) ما نقرئه وهذا إعجاز لكونه أميا (إلا ما شاء الله) نسيانه بأن نسخ تلاوته أو أريد به التبرك (إنه يعلم الجهر وما يخفى) الظاهر والباطن (ونيسرك لليسرى) هي حفظ القرآن أو الشريعة السهلة وهي أيسر الشرائع (فذكر) بالقرآن (إن نفعت الذكرى) أي وإن لم تنفع فحذف للعلم به أو اشتراط ذلك في تكريره مع حصول اليأس من البعض أو قصد به ذمهم بأن الذكرى لا تنفعهم كقولك عظه إن اتعظ أي لا يتعظ (سيذكر) سيتعظ بها (من يخشى) الله (ويتجنبها) أي الذكرى (الأشقى الذي يصلى النار الكبرى) جهنم أو السفلى من أطباقها (ثم لا يموت فيها) فيستريح (ولا يحيى) حياة هنيئة.

ص: 267

(قَدْ أَفْلَحَ) أدرك المرام وسلم (مَنْ تَزَكَّى) ( 14 ) صار مطهّرا عمّا هو ركس العدول والطّلاح

(وَذَكَرَ) مسحلا وروعا (اسْمَ رَبِّهِ) سدادا وصلاحا (فَصَلَّى) ( 15 ) أعصارا كما أمر له

(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) ( 16 ) وما لكم همّ المعاد أصلا ، ولا عمل مسعد وممدّ لكم معادا ، والكلام مع الطّلاح

(وَ) الدّار (الْآخِرَةُ خَيْرٌ) أصلح لكم مالا (وَأَبْقى) ( 17 ) أدوم معادا .

(إِنَّ هذا) المدلول (لَفِي الصُّحُفِ) لمسطور الألواح (الْأُولى) ( 18 )

(صُحُفِ) ألواح والدكم (إِبْراهِيمَ وَ) ألواح (مُوسى) ( 19 ) رسول الهود

----------

(قد أفلح) فاز (من تزكى) تطهر من الشرك والمعاصي أو آتى الزكاة أو الفطرة (وذكر اسم ربه) بأن وحده أو كبر للتحريم أو للعيد (فصلى) الصلوات الخمس أو صلاة العيد.

(بل تؤثرون الحيوة الدنيا) على الآخرة (والآخرة خير وأبقى) من الدنيا (إن هذا) المذكور (لفي الصحف الأولى) الكتب المنزلة قبل القرآن (صحف إبراهيم وموسى).

ص: 268

سورة الغاشية

ص: 269

ص: 270

( سورة الغاشية )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

الهول لورود المعاد ، وإعلام أحوال أهل الإصر وورودهم السّاعور وحسوهم ماء حارّا وعدم أكلهم إلّا طعاما مهلكا ، وكلاء أمرّ وإعلاء مآل أهل الرّوح والسّرور لصوالح أعمالهم وورودهم دارا لها دوح ومسل ماء مطّرد وسرر عوال وكوس ملاءها مدام ووسد ومهد أعدّها اللّه ومهّدها لهم ، وعدم سماعهم كلم لهو ، وإعلام كمال طوله كأسر السّماء والأطواد وسطح الرّمكاء ، والأمر للرّسول صلعم لإعلام أوامر اللّه وروادعه لرهطه رحما وكرما ، ومعاد الكلّ هو اللّه لا سواه

ص: 271

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(هَلْ أَتاكَ) محمّد ( ص ) وصار معلومك (حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) ( 1 ) الدّهواء الموعود ورودها معادا وورد السّاعور

(وُجُوهٌ) أوردها لسطوع مراسم السّرور والهمّ علاها ، والمراد أهلها وهم رهط ألّهوا ما وراء اللّه ، أو أهل الطّرس أو أعمّ (يَوْمَئِذٍ) هو العصر المعهود (خاشِعَةٌ) ( 2 ) لها علم الرّوع لإعلاء اعمال السّوء

(عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) ( 3 ) عملها وكدّها مدّ السّلاسل ، وورودهم صعود الدّرك وحدوده كورود الدّاعر الوحل ، ووردهم أهل صوامع صلّوا وصاموا للّه دواما

(تَصْلى) أهلها الطّلاح (ناراً) ساعورا (حامِيَةً) ( 4 ) لا حدّ لحموها ولا حر عادل لحرّها أحموها مددا طوالا

(تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) ( 5 ) ماءها حارّ وصل أمد الحرّ .

(لَيْسَ لَهُمْ) لأهل السّاعور (طَعامٌ) أكل (إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) ( 6 ) وهو كلاء أمرّ وأردأ وسمّ مهلك وأهل الدّرك صروع وأصارهم صروع ومآكلهم

----------

88 سورة الغاشية ست وعشرون آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(هل أتاك حديث الغاشية) القيامة تغشى الناس بأهوالها أو النار تغشى وجوه الكفار (وجوه) أريد بها وبالآتية الذوات (يومئذ خاشعة) ذليلة (عاملة ناصبة) ذات نصب أي تعب في عملها في النار لجر السلاسل والأغلال أو في الدنيا (تصلى نارا حامية) شديدة الحر (تسقى من عين ءانية) متناهية في الحر (ليس لهم طعام إلا من ضريع) هو شيء يكون في النار يشبه الشوك أمر من

ص: 272

صروع

(لا يُسْمِنُ) أكله أحدا وهو مكسور المحلّ (وَلا يُغْنِي) آكله (مِنْ جُوعٍ) ( 7 ) ومراد الآكل أحدهما .

(وُجُوهٌ) أراد أهل الإسلام (يَوْمَئِذٍ) هو العصر الموعود ما أورد الواو لمّا طال الكلام الأوّل وحسم (ناعِمَةٌ) ( 8 ) لها لوامع الآلاء ، أو أوسام السّرور

(لِسَعْيِها) وعملها مدد العمر (راضِيَةٌ) ( 9 ) معادا لحصول المراد

(فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) ( 10 ) أعلاها اللّه حالا ومحلّا

(لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) ( 11 ) كلم لهو لا مدلول لها وكلام أهلها حاو للمحامد والحكم

(فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ) ( 12 ) سرمدا لا مصوح لها

(فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ) ( 13 ) سمكلها اللّه لأهل الصّلاح وهم لمّا أرادوا صعودها طاطاءهم السّرر كما طاطاء الدّاعر لمرعرعه مع كمال الطّول

(وَأَكْوابٌ) كئوس أو مدلول واحده وعاء معدوم عراه (مَوْضُوعَةٌ) ( 14 ) أمامهم أعدّها اللّه لعلسهم المدام

(وَنَمارِقُ) وسد (مَصْفُوفَةٌ) ( 15 ) مراكد ومطارح

(وَزَرابِيُّ) مهد (مَبْثُوثَةٌ) ( 16 ) مهدها اللّه ومدّها ووسعها لروح أهل الإسلام لمّا أرسلها اللّه وأوّل رسول اللّه صلعم طول السّرر وأحول الكئوس والوسد والمهد وردّها أهل العدول وأحالوها لعدم احساسهم لها مع هؤلاء الأحوال ، أرسل اللّه لردهم ودسع ما أحالوه

(أَ فَلا يَنْظُرُونَ) الأعداء لمح الإدراك (إِلَى الْإِبِلِ) لا واحد لها (كَيْفَ خُلِقَتْ) ( 17 ) طوالا أصاعد لها كمال الطّرع مع كمال الطّول

(وَإِلَى السَّماءِ) السامك (كَيْفَ رُفِعَتْ) ( 18 )

----------

الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار (لا يسمن ولا يغني من جوع) فهو ضار بلا نفع (وجوه يومئذ ناعمة) بهجة أو متنعمة (لسعيها) لعملها في الدنيا (راضية) راضية في الآخرة حين أثيبت عليه (في جنة عالية) محلا أو شأنا (لا تسمع فيها لاغية) لغوا أو نفسا تلغو أو كلمة ذات لغو (فيها عين) عيون (جارية) حيث أرادوا (فيها سرر مرفوعة) بنية ومحلا وقدرا (وأكواب) أقداح لا عرى لها (موضوعة) بين أيديهم (ونمارق) مساند جمع نمرقة (مصفوفة) بعضها إلى بعض (وزرابي) بسط فاخرة جمع زربية (مبثوثة) مبسوطة (أفلا ينظرون) يتفكرون (إلى الإبل كيف خلقت) تحمل الأثقال وتقطع

ص: 273

ولا عمد لها ولا إمساك مع صروع أدوارها وطوالعها ومطالعها وإحكامها كما أوردها أهل الأرصاد

(وَإِلَى الْجِبالِ) الأواطد (كَيْفَ نُصِبَتْ) ( 19 ) كالمسمار إحكاما للرّمكاء ولا عول لها ولا صور مع طولها

(وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) ( 20 ) سطحا ممهّدا أصارها وطاء واحدا وهؤلاء كالعلل السّرر وأعدالها ولاء .

(فَذَكِّرْ) هم الأدلّاء وأعلمهم (إِنَّما) ما (أَنْتَ) محمّد ( ص ) الّا (مُذَكِّرٌ) ( 21 ) وما أمرك إلّا الإعلام والإرسال وما كلامك إلّا الدّعاء

(لَسْتَ) محمّد (عَلَيْهِمْ) هؤلاء الطّلاح (بِمُصَيْطِرٍ) ( 22 ) مسلّط مكره ، وراه عاصم مع الصّاد وحكمها محوّل حوّله أمر العماس

(إِلَّا مَنْ تَوَلَّى) حال ومال عمّا صلح له (وَكَفَرَ) ( 23 ) ما أرسل اللّه وعدل عمّا امره اللّه .

(فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ) الملك العدل (الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) ( 24 ) الأعسر الأسوأ لعدوله وطلاحه .

(إِنَّ إِلَيْنا) معادا (إِيابَهُمْ) ( 25 ) عودهم ولو طال الدّهر

(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا) مالا (حِسابَهُمْ) ( 26 ) إحصاء أعمالهم وإعطاء أعدالها مساعدا لها كما هو العدل ، وأورد محمولاهما أوّلا وعدل عمّا هو الأصل إعلاما للحصر وروما لكمال الهول

----------

القفار وتتحمل الجوع والعطش وتقنع بأقل علف وتبرك للحمل وتنهض بالثقل وتنقاد للصبي وينتفع بدرها ووبرها وسائر أجزائها (وإلى السماء كيف رفعت) فجعلت بما فيها سببا للنظام (وإلى الجبال كيف نصبت) أوتادا للأرض وأسبأبا لمنافع الخلق (وإلى الأرض كيف سطحت) بسطت لمصالح لا يمكن التعيش بدونها.

(فذكر) بهذه الدلائل (إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) بمتسلط تقدر أن تجعلهم مؤمنين (إلا) لكن (من تولى) عن الإيمان (وكفر) بالله (فيعذبه الله العذاب الأكبر) في الآخرة (إن إلينا إيابهم) رجوعهم (ثم إن علينا حسابهم) وتقديم الخبر للحصر.

ص: 274

سورة الفجر

ص: 275

ص: 276

( سورة الفجر )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

عهد عصر السّحر وأعصار أداء مراسم الحرم إكراما لها والومء لإهلاك عاد ورهط صالح - علاه السلام - وملك مصر وإرسال سوط إصر لهم ، وإعلاء أحوال ولد آدم وسعا وعسرا ووهمهم له إكرام اللّه وحرده وحرصهم للمّ مواد العمر الماصل ، والمال الآمر وعدم إطعامهم المعسر وأكلهم سهام الأولاد والأعراس أكلا لمّا ، وردعهم عمّا عملوا ، وإعلام حال الرّمكاء معادا ، وورود الأملاك وسدم ولد آدم معادا لوكس الأعمال ، وصدور الآصار وعدم عود هودهم وسدمهم لهم وأملهم لصوالح الأعمال ، ومعاد أهل الإسلام لمّا هو رحم اللّه وكرمه ، وورودهم دارالسّلام مع الصّلحاء الكمّل والطوّع

ص: 277

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالْفَجْرِ) ( 1 ) الصّادع سواد السّمر صدد السّحر أمام الطّلوع والواو للعهد

(وَلَيالٍ عَشْرٍ) ( 2 ) أوّل المحرّم أو أمد موسم الحرم وموعد أداء أعماله

(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) ( 3 ) العالم كلّه عدده وواحده أو العالم ومصوّره .

ورووا مكسور الواو

(وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) ( 4 ) هو المرور وهو مطروح الأمد للكسر

(هَلْ فِي ذلِكَ) العهد أو المعهود (قَسَمٌ) عهد أو أمر معهود (لِذِي حِجْرٍ) ( 5 ) حلم وادراك وحوار العهد مطروح .

(أَ لَمْ تَرَ) محمّد ( ص ) والمراد علمه (كَيْفَ) ما (فَعَلَ) عامل (رَبُّكَ) مصلح أمورك (بِعادٍ) ( 6 ) لسوء أعمالهم أراد أولاد عاد ولد عوص

----------

89 سورة الفجر تسع وعشرون أو ثلاثون أو اثنتان وثلاثون آية (29 - 30 - 32) مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(والفجر) الصبح وصلاته وقد يخص بفجر عرفة أو النحر لقوله (وليال عشر) أي عشر ذي الحجة أو عشر رمضان الأخيرة ونكرت تعظيما (والشفع والوتر) أي الأشياء كلها زوجها ووترها أو نفس العدد أو الخلق لقوله تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين 51:49 والخالق لأنه فرد أو شفع الصلاة وترها أو يوم النحر وعرفة روي ذلك عن النبي والأئمة (عليهم السلام والليل إذا يسر) يمضي كإذ أدبر أو يسري فيه وحذف الياء اكتفاء بالكسرة (هل في ذلك) القسم (قسم لذي حجر) عقل (ألم تر كيف فعل ربك بعاد

ص: 278

ولد ارم سام ، وهم رهط هود الرّسول سمّوا لمّا هو اسم والدهم

(إِرَمَ) اسم والد عوص كما مرّ أو اسم أمّ عاد أو أسم عاد ، والمراد أولاد ارم أو اسم مصرهم والمراد ح أهل ارم (ذاتِ الْعِمادِ) ( 7 ) المعامر الطوال والمراكد الأصاعد ، أو أهلها طوال الأطلال كالعمد الطّوال ، أو عماد السّؤدد ، وورد ملك ولدا عاد الملك وسطوا وهلك أحدهما ، وصار أمر الملك لولد سواه وهو ملك العالم كلّه وأطاعه ملوكه ، ولمّا سمع مدح دارالسّلام ودوحها وحورها وصروحها كلّم اعمرّ عدلها وعمّرها وسمّاها ارم ، ولمّا كمل أساسها عمادها وأراد ورودها سار مع عساكره وأهل ملكه ولمّا وصلوا صددها أرسل اللّه إمرا مهلكا لهم وهلكوا .

(الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها) عاد أو ارم اسم مصر أو اسم رهط عاد أو العماد والمعامر (فِي الْبِلادِ) ( 8 ) والأمصار كلّها

(وَ) ما عامل اللّه (ثَمُودَ) رهط صالح علاه السلام أولاد عمّ عاد (الَّذِينَ جابُوا) سحلوا وصدعوا (الصَّخْرَ) أصلاد الأطواد وأسّسوا دورا ومراكد ومصروا امصارا وهم أوّل رهط صدعوا الأطواد والأصلاد (بِالْوادِ) ( 9 ) المعلوم

(وَ) ما عامل اللّه (فِرْعَوْنَ) ملك مصر (ذِي الْأَوْتادِ) ( 10 ) السّكاك لعدّ العساكر ورحالهم أو المراد السّكاك للإصر والإهلاك .

(الَّذِينَ) مكسور المحلّ لمّا هو حال رهط عاد وصالح وملك مصر أو محمول لهم المطروح ، أو معمول ألوم (طَغَوْا) عدوا (فِي الْبِلادِ) ( 11 ) الأمصار

(فَأَكْثَرُوا) هؤلاء الأرهاط (فِيهَا) الأمصار (الْفَسادَ) ( 12 )

----------

إرم) عطف بيان لعاد (ذات العماد) أي كانوا بدويين أو الأجساد الطوال أو الشرف والنعمة أو البناء الرفيع (التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر) قطعوه ونحتوه بيوتا (بالواد) وادي القرى (وفرعون ذي الأوتاد) التي يعذب بها أو الجنود الكثيرة المثبتة لملكه (الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد) القتل والظلم.

ص: 279

للعدول والإهلاك والحدل والعلوّ

(فَصَبَّ) هال وأرسل إرسالا مدرارا (عَلَيْهِمْ) هؤلاء الطّلاح (رَبُّكَ) محمّد عدلا (سَوْطَ عَذابٍ) ( 13 ) أعسره وأدومه والمراد ما حلّهم حالا ومع أعدّ لهم مآلا كالسّوط مع الصّارم .

(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) ( 14 ) هو محلّ رصود الرّصد والمراد هو كراصدهم وعالم لأحوالهم ومعامل معهم كأعمالهم صوالح أو طوالح ، أو هو محلّ إرصاد الأملاك وإعدادهم لمسلك العالم وممرّهم .

(فَأَمَّا الْإِنْسانُ) المعكوس أمره (إِذا مَا ابْتَلاهُ) محّصه (رَبُّهُ) وأصاره موسرا (فَأَكْرَمَهُ) مآلا وسرورا (وَنَعَّمَهُ) أولاه آلاء (فَيَقُولُ) ولد آدم الموسر (رَبِّي أَكْرَمَنِ) ( 15 ) عطاء

(وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ) اللّه عسرا وصار معسرا (فَقَدَرَ) وكس (عَلَيْهِ رِزْقَهُ) وصعلكه وأعطاه عسرا (فَيَقُولُ) المعسر لوكس روعه وسوء إدراكه (رَبِّي أَهانَنِ) ( 16 ) ألهد .

(كَلَّا) ما الأمر كما وهم لا المال للإكرام ولا العسر للطّرد ، وكم صالح عسر حاله وكم طالح وسع ماله (بَلْ) عملكم أسوأ ممّا هو كلامكم وهو (لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) ( 17 ) رحما وعطاء

(وَلا تَحَاضُّونَ) هو الأحماء أهلكم

----------

(فصب عليهم ربك سوط عذاب) أي عذابا متواترا تواتر السوط على المضروب أو استعير السوط لعذاب الدنيا (إن ربك لبالمرصاد) يرصد الأعمال فلا يفوته شيء منها.

(فأما الإنسان) الجنس أو الكافر (إذا ما ابتلاه ربه) اختبره بالغنى (فأكرمه ونعمه) بالمال وغيره (فيقول ربي أكرمن) أعطاني لكرامتي عليه (وأما إذا ما ابتلاه) بالفقر (فقدر) بالتخفيف والتشديد ضيق (عليه رزقه فيقول ربي أهانن) بالتضييق عليه زاعما أن الغنى للكرامة والفقر للهوان (كلا) ردع عن ذلك (بل لا تكرمون اليتيم) إضراب إلى ما هو شر من ذلك القول أي لا تحسنون إليه مع غناكم (ولا تحاضون) لا تحثون أنفسكم ولا غيركم (على

ص: 280

(عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) ( 18 ) إطعامه

(وَتَأْكُلُونَ) عدوا (التُّراثَ) سهام الأولاد الحساكل والأعراس .

(أَكْلًا لَمًّا) ( 19 ) لامّا للحلال وهو سهمهم والحرام وهو سهام ما سواهم

(وَتُحِبُّونَ الْمالَ) حلاله وحرامه (حُبًّا جَمًّا) ( 20 ) امرا مع الحرص والولوع .

(كَلَّا) ردع لهم عمّا هو عملهم (إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ) وكسر الأطواد (دَكًّا دَكًّا) ( 21 ) كسرا مكرّرا

(وَجاءَ رَبُّكَ) طلع أمره ولاح حكمه (وَ) حطّ (الْمَلَكُ) ملك كلّ سماء وأهله واللّام للعموم (صَفًّا صَفًّا) ( 22 ) سماطا سماطا حول الرّمكاء كعساكر الملوك وهو حال أو مصدر .

(وَجِيءَ) أورد (يَوْمَئِذٍ) هو العصر الموعود معادا (بِجَهَنَّمَ) صدد أهل المطلع والأملاك مادوها (يَوْمَئِذٍ) عصرا موعودا وروده وعامله (يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ) ولد آدم طوالح أعماله ، أو هو الهود والادّكار لمّا علم سوءها وحصل له السّدم (وَأَنَّى) للمحلّ (لَهُ) عود (الذِّكْرى) ( 23 ) الهود المسلم المسموع .

(يَقُولُ) حسرا وسدما (يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ) عملا صالحا

----------

طعام المسكين) أي إطعامه (وتأكلون التراث) الميراث (أكلا لما) ذا لم أي جمع لجمعهم نصيب النساء والصبيان مع نصيبهم ويأكلون الكل (وتحبون المال حبا جما) كثيرا شديدا وقرىء بالياء في الأفعال الأربعة (كلا) ردع لهم عن ذلك (إذا دكت الأرض) بالزلزلة (دكا دكا) متكررا حتى سقطت جبالها (وجاء ربك) أمره أو قهره أو آيات قدرته (والملك) الملائكة (صفا صفا) مصطفين صفوفا مرتبة (وجيء يومئذ بجهنم) تجر بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك لها تغيظ وزفير (يومئذ يتذكر الإنسان) سيئاته أو يتعظ (وأنى له الذكرى) أي منفعتها (يقول) تحسرا: (يا ليتني قدمت) خيرا

ص: 281

(لِحَياتِي) ( 24 ) لطلاح العمر معادا أو أراد عمر الحال الماصل

(فَيَوْمَئِذٍ) الموعود (لا يُعَذِّبُ) ورووه لا معلوما (عَذابَهُ) اللّه (أَحَدٌ) ( 25 ) لا ملك ولا سواه والأمر للّه وحده أو معاد الهاء ولد آدم الطّلّاح .

(وَلا يُوثِقُ) هو أسر السّلاسل ورووه لا معلوما (وَثاقَهُ) اللّه أو ولد آدم كما مرّ (أَحَدٌ) ( 26 ) عداه والحكم حكمه لا حكم لسواه .

(يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ) دعاها اللّه وكلّمها كما كلّم رسول الهود إكراما للمسلم أو دعاها الملك المأمور (الْمُطْمَئِنَّةُ) ( 27 ) إسلاما وصلاحا أو ادّكارا للّه أو لعدم الرّوع والسّدم لها

(ارْجِعِي إِلى) موعد (رَبِّكِ) أو إكرامه أو أمره (راضِيَةً) مع السّرور لما أعطاك اللّه (مَرْضِيَّةً) ( 28 ) عملا صددا للّه ، ودعاء اللّه لها وكلامه معها إمّا حال أمد العمر أو حال المعاد أو حال ورودها دارالسّلام

(فَادْخُلِي فِي) عداد (عِبادِي) ( 29 ) الصّلحاء وسلكهم

(وَادْخُلِي جَنَّتِي) ( 30 ) دارالسّلام معهم

----------

(لحياتي) هذه أو وقت حياتي في الدنيا.

(فيومئذ لا يعذب عذابه) عذاب الإنسان (أحد) أي لا يتولاه غيره أو لا يعذب أحد في الدنيا مثل عذاب الكافر وكذا (ولا يوثق وثاقه أحد) ويقال للنفس المؤمنة: (يا أيتها النفس المطمئنة) بذكر الله أو بحصول العقائد الصحيحة أو الآمنة ثقة بوعد الله (ارجعي إلى ربك) إلى ثوابه (راضية) بما أعطاك (مرضية) عنده (فادخلي في عبادي) الصالحين (وادخلي جنتي) معهم.

ص: 282

سورة البلد

ص: 283

ص: 284

( سورة البلد )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إكرام أمّ الرّحم وعهد الوالد والولد ، وعسر حال ولد آدم ، ووهم أحد أهل العدول عدم طول أحد علاه ، وسدمه لاهلاك مال آمر لعداء الرّسول صلعم ، وإعلام سرّهم وحسّهم ، وإعلاء آلاء أعطاها اللّه لهم ، ومدح أهل الإسلام وحملهم المكاره ، ودوام ركود أهل العدول دار الآلام

ص: 285

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(لا) مؤكّد للعهد ، أو أصله اللّام وحده ، أو المراد ما الأمر كما وهموا (أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) ( 1 ) وهو أمّ الرّحم أو الحرم كلّه

(وَأَنْتَ) محمّد ( ص ) (حِلٌّ) حال أورد حلول الرّسول صلعم إعلاء لعلوّه وإعلاما لعلوّ المحلّ لعلوّ أهله ، أو آل لا محرّم كما وهم طلّاح أمّ الرّحم وأحلّوا إهلاكك وحرّموا إهلاك سواك ممّا اصطادوا ، أو احلّ اللّه لك الإهلاك والأسر (بِهذَا الْبَلَدِ) ( 2 ) حال ورودك لها وهو وعد لما أحلّ له عاما معهودا

(وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) ( 3 ) آدم وأولاده أو والد إسماعيل الرّسول - علاه السلام - وولده محمّد رسول اللّه صلعم ، أو كلّ والد وولده .

(لَقَدْ خَلَقْنَا) لحكم ومصالح ، هو حوار العهد (الْإِنْسانَ) عموما (فِي كَبَدٍ) ( 4 ) كدّ حال وعسر مآل لمّا أوّله طرمساء الرّحم وعسرها وأمده السّام وإصره

----------

90 سورة البلد عشرون آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا أقسم بهذا البلد) مكة (وأنت حل بهذا البلد) حال به (ووالد وما ولد) آدم وذريته من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم (لقد خلقنا الإنسان) جنسه (في كبد) تعب وشدة إذ يكابد الشدائد من وقت احتباسه في ضيق الرحم إلى

ص: 286

(أَ يَحْسَبُ) المرء وهما وهو أحد رؤساء الحمس لعلوّ حاله وسطوع أمره (أَنْ لَنْ يَقْدِرَ) أصلا (عَلَيْهِ) إهلاكه (أَحَدٌ) ( 5 ) مرء عموما ، أو أحد هو اللّه .

(يَقُولُ) المرء ح (أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً) ( 6 ) آمرا لا عدّ له ولا حدّ اسماعا أو عداء لرسول اللّه صلعم وإهلاكه

(أَ يَحْسَبُ) وهما (أَنْ لَمْ يَرَهُ) ما علم حاله حال إهلاك المال (أَحَدٌ) ( 7 ) واللّه راء له وراصد لأحواله ، ومعامل معه كأعماله معادا .

ولمّا صرّح اللّه حاله أورد آلاء أعطاها اللّه له كما أرسل

(أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ) كرما وعطاء (عَيْنَيْنِ) ( 8 ) للإحساس

(وَلِساناً) مسحلا لأداء الكلام وإعلام المرام (وَشَفَتَيْنِ) ( 9 ) لإمداد الأكل والحسو والكلام ودمس السّمام

(وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) ( 10 ) صراط الصّلاح الموصل له دارالسّلام والطّلاح الموصل له دار الآلام وأصله المحلّ السّامك .

(فَلَا اقْتَحَمَ) المرء (الْعَقَبَةَ) ( 11 ) وما وردها كدّا وعسرا وما عداها

(وَما أَدْراكَ) أعلمك محمّد ( ص ) (مَا الْعَقَبَةُ) ( 12 ) ما مدلولها وما مرادها أورد السّؤال إكراما لأمرها

(فَكُّ رَقَبَةٍ) ( 13 ) لحول أهلها حرّا

(أَوْ إِطْعامٌ )

----------

الموت وما بعده (أيحسب) الإنسان (أن) أنه (لن يقدر عليه أحد) فيبطش به (يقول أهلكت مالا لبدا) كثيرا بعضه على بعض يعني ما أنفقه رياء وسمعة أو في عداوة علي (عليه السلام أيحسب أن لم يره أحد) فيما أنفقه أي الله يراه ويعلم قصده فيجازيه عليه (ألم نجعل له عينين) يبصر بهما (ولسانا) يعبر به عما في ضميره (وشفتين) يستعين بهما على النطق وغيره (وهديناه النجدين) بينا له طريقي الخير والشر (فلا اقتحم العقبة) أي فلم يطع من أولاه بذلك باقتحام العقبة أي دخولهما (وما أدراك ما العقبة) وهي الطريق في الجبل استعيرت لما فسرت به وهو: (فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة) مجاعة لأن

ص: 287

ولو ماصلا (فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) ( 14 ) سعار ومحل

(يَتِيماً) ولدا لا والد له وما وصل حدّ الحلم (ذا مَقْرَبَةٍ) ( 15 ) أهل رحم

(أَوْ مِسْكِيناً) أهل عسر وعدم (ذا مَتْرَبَةٍ) ( 16 ) ارماد وأصله وصول الصّعد لعدم مهاد .

(ثُمَّ كانَ مِنَ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (وَتَواصَوْا) أمر أحادهم آحادا (بِالصَّبْرِ) حال ورود المكاره (وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) ( 17 ) الرّحم لأهل العسر والإعطاء لهم

(أُولئِكَ) المسطور أعمالهم (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) ( 18 ) السّعداء وأهل دارالسّلام .

(وَ) الملأ (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا وما أسلموا (بِآياتِنا) أدلّاء اللّه وما سمعوا كلام اللّه وكلام رسوله (هُمْ) لا سواهم (أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) ( 19 ) أهل السّوء وأهل الدّرك

(عَلَيْهِمْ) هؤلاء الطّلاح (نارٌ مُؤْصَدَةٌ) ( 20 ) أوصدها اللّه وسدّها وأحكمها ، ورووها مع الواو

----------

في العتق والإطعام مجاهدة كاقتحام النفس العقبة (يتيما ذا مقربة) ذا قرابة في النسب فإنه مقدم على الأجنبي (أو مسكينا ذا متربة) مصدر ترب إذا افتقر والتصق بالتراب (ثم كان من الذين ءامنوا) عطف على اقتحم وثم للتراخي الذكري أو للبعد في الرتبة لتقدم الإيمان على سائر الطاعات (وتواصوا بالصبر) على الطاعة (وتواصوا بالمرحمة) الرحمة على الخلق (أولئك أصحاب الميمنة) اليمين أو اليمن (والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة) الشمال أو الشؤم (عليهم نار مؤصدة) مطبقة ص: 288

سورة الشّمس

ص: 289

ص: 290

( سورة الشمس )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

عهد أكمل السّعود ولمعه ، وعهد السّماء ومؤسّسها ، وعهد الرّمكاء وممهّدها ، وعهد آدم ومصوّره ، وإلهام اللّه له الطّلاح والصّلاح ، وروح مرء أصلحه اللّه علما وعملا ، وسعده وطلاح مرء دسّسه اللّه . ووكسه عملا ، وإعلام دمدام رهط صالح - علاه السّلام - وإهلاكهم لمّا هلكوا كوماءه لهول أهل أمّ الرّحم

ص: 291

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالشَّمْسِ) الواو للعهد (وَضُحاها) ( 1 ) لمعها وسطوعها

(وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) ( 2 ) كساها طلوعا كما هو حاله سمر الهلال أو طلوعه دلوكها كما هو حاله سمر الكمال

(وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) ( 3 ) أراها لأهل الإحساس ، أو الهاء للطّر مساء ومدلوله ح أطاحها وأماطها

(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) ( 4 ) عراها ودمسها

(وَالسَّماءِ وَما) موصول والمراد هو اللّه (بَناها) ( 5 ) أسّسها ورصّصها

(وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) ( 6 ) دحاها ومهدها .

(وَنَفْسٍ) أراد آدم أو كلّها عموما (وَما سَوَّاها) ( 7 ) عدّلها وصوّرها أحمد الصّور

(فَأَلْهَمَها) أعلمها اللّه (فُجُورَها وَتَقْواها) ( 8 ) طلاحها وسوء حاله وأمده وصلاحها ومحامد حاله ومآله

(قَدْ أَفْلَحَ) سعد (مَنْ)

----------

91 سورة الشمس خمس عشرة أو ست عشرة آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(والشمس وضحاها) ضوءها (والقمر إذا تلاها) تبعها طالعا عند غروبها ليلة البدر أو غاربا بعدها أول الشهر (والنهار إذا جلاها) فإنه تبرز فيه فكأنه أبرزها (والليل إذا يغشاها) يغطي ضوءها بظلامه (والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها) عدل خلقها وما في الثلاثة بمعنى من وأوثرت عليها لقصد معنى الوصفية كأنه قيل والقادر الذي بناها (فألهمها فجورها وتقواها) عرفها طريقي الخير والشر وأخر التقوى للفاصلة.

ص: 292

روح (زَكَّاها) ( 9 ) طهّرها اللّه وأصلحها علما وعملا

(وَقَدْ خابَ) ما أدرك المرام وما وصل المراد (مَنْ دَسَّاها) ( 10 ) دسّسها اللّه ووكسها وأسرّها طلاحا وأعلمها السّوء ، وأصله دسّس أعلّ لامه .

(كَذَّبَتْ ثَمُودُ) رهط صالح صالحا - علاه السلام - (بِطَغْواها) ( 11 ) عدم طوعها الحامل لهم لمّا ردّوا

(إِذِ انْبَعَثَ) سار لإهلاك الكوماء (أَشْقاها) ( 12 ) أسوؤها وأطلحها

(فَقالَ لَهُمْ) للرّهط كلّهم (رَسُولُ اللَّهِ) وهو صالح - علاه السلام - (ناقَةَ اللَّهِ) دعوها واطرحوها وروعوا اهلاكها (وَسُقْياها) ( 13 ) حسوها ماء وهو ككلامهم الأسد الأسد

(فَكَذَّبُوهُ) رسولهم وما حلّهم الإصر لو عملوا وردّوا هوله (فَعَقَرُوها) حسموا حواملها وأهلكوها وهو ممّا سومح لمّا أورد الرّهط والمهلك واحد لإمدادهم له (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ) عدلا (رَبُّهُمْ) أهلكهم كلّهم عموما (بِذَنْبِهِمْ) لإصرهم الأسوأ وهو إهلاك ما ردعهم رسولهم صالح إهلاكه وهو الكوماء (فَسَوَّاها) ( 14 ) دمّرهم والهاء لمصدر دمدم أو لرهط صالح - علاه السلام -

(وَ) الحال (لا يَخافُ) اللّه (عُقْباها) ( 15 ) مآل إهلاكهم

----------

(قد أفلح من زكاها) طهرها بالطاعة أو أنماها بالعلم والعمل (وقد خاب) خسر (من دساها) أخفاها بالمعصية أو بها وبالجهل.

(كذبت ثمود بطغواها) بسبب طغيانها (إذ انبعث) حين انتدب ظرف كذبت (أشقاها) أشقى ثمود قدار بن سالف عاقر الناقة (فقال لهم رسول الله) صالح (ناقة الله) احذروا عقرها (وسقياها) وشرابها فلا تزاحموها فيه (فكذبوه) بما أوعدهم به من نزول العذاب إن فعلوه (فعقروها) أسند إليهم فعل بعضهم لرضاهم به (فدمدم) أطبق (عليهم ربهم) العذاب (بذنبهم) بسببه (فسواها) أي الدمدمة عليهم أي عمهم بها فلم يفلت منهم أحد أو ثمود بالإهلاك (ولا يخاف) تعالى (عقباها) تبعة الدمدمة أو إهلاك ثمود فلا يستوفي العقوبة.

ص: 293

ص: 294

سورة اللّيل

ص: 295

ص: 296

( سورة اللّيل )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

العهد لإعلاء حال العالم وصروع أعماله صلاحا وطلاحا ، وحصول الوسع لورع له مال أعطاه للّه وأطاعه وطرح محارمه ، وحصول العسر لطالح أمسك مالا وما أعطاه للّه وصدّ عمّا أمر ، وعدم عوده إمساك المال حال هلاكه وروده السّام وإعلام هداهم لإرسال كلام اللّه ، وهول أحدهم ورود السّاعور ، وعدم ورودها إلّا الأطلح الرّادّ ، وإعلام ورود دارالسّلام للمسلم الأصلح وإعطاءه الأموال لمحو الآصار ، وحصول ودّ اللّه

ص: 297

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَاللَّيْلِ) الواو للعهد (إِذا يَغْشى) ( 1 ) ألمع السّعود وأسطعها ، أو كلّ ما وراه طر مساءه

(وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) ( 2 ) لاح وسطح

(وَما) موصول والمراد هو اللّه (خَلَقَ) أسر (الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) ( 3 ) آدم وحوّاء وأولاده ، أو ما للمصدر ، وحوار العهد

(إِنَّ سَعْيَكُمْ) عملكم وكدحكم (لَشَتَّى) ( 4 ) صروع وأطوار .

(فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) صوالح ماله وأدّها لمصالح الإسلام (وَاتَّقى) ( 5 ) اللّه وطرح محارمه

(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) ( 6 ) الإسلام أو دارالسّلام أو لا إله الّا اللّه

(فَسَنُيَسِّرُهُ) سأسهّله وأعدّه (لِلْيُسْرى) ( 7 ) الأمر السّهل والعمل الصّالح

----------

(92 سورة الليل إحدى وعشرون آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(والليل إذا يغشى) بظلامه النهار أو كل ما يواريه (والنهار إذا تجلى) ظهر وانكشف بضوء الشمس (وما خلق) بمعنى من أو مصدرية (الذكر والأنثى) أي صنفيهما من كل نوع أو آدم وحواء (إن سعيكم لشتى) إن أعمالكم لمختلفة جمع شتيت.

(فأما من أعطى) حق الله (واتقى) المحارم (وصدق بالحسنى) بالتوبة أو الكلمة الحسنى وهي كلمة الشهادة (فسنيسره لليسرى) للطريقة

ص: 298

(وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ) وأمسك ماله وما أعطاه كما أمر (وَاسْتَغْنى) ( 8 ) عمّا هو صلاحه لودّ المال

(وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) ( 9 ) ردّها لردّ مدلولها والمراد ما مرّ

(فَسَنُيَسِّرُهُ) أورده وآما للأوّل (لِلْعُسْرى) ( 10 ) الدّرك والعدول وأعاسر أعماله وطوالحها

(وَما يُغْنِي عَنْهُ) ممسك المال سوء المعاد (مالُهُ) لمّا أمسكه وما أعطاه محلّا صالحا (إِذا تَرَدَّى) ( 11 ) هلك وأدركه السّام أو هار وسط السّاعور .

(إِنَّ عَلَيْنا) لحكم ومصالح (لَلْهُدى) ( 12 ) إسلاك سواء الصّراط ، أو إعلام سلوك السّداد إرسالا للرّسل وإعلاء للأدلّاء والأوامر والرّوادع

(وَإِنَّ لَنا) ملكا وملكا (لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى) ( 13 ) وكلّ واحد رامها ممّا عدا مالكها ما أدركهما وساء رومه .

(فَأَنْذَرْتُكُمْ) أهل الإدراك لإصلاحكم (ناراً تَلَظَّى) ( 14 ) لها سعر مع كمال حرّها لما سعّرها اللّه

(لا يَصْلاها) أحد والمراد الورود دواما (إِلَّا) المرء (الْأَشْقَى) ( 15 ) الأطلح حالا

(الَّذِي كَذَّبَ) رسول اللّه صلعم وما أوحاه له (وَتَوَلَّى) ( 16 ) عدل عمّا أمره اللّه

(وَسَيُجَنَّبُهَا) المسلم (الْأَتْقَى) ( 17 ) الأصلح

----------

اليسرى نسهل عليه فعل الطاعة أو الحالة اليسرى وهي دخول الجنة (وأما من بخل) بحق الله (واستغنى) عن ثوابه (وكذب بالحسنى) (فسنيسره للعسرى) للطريقة العسرى أو الحالة العسرى وهي دخول النار (وما يغني عنه ماله) نفي واستفهام بمعناه (إذا تردى) في النار أو مات من الردى والهلاك (إن علينا) بمقتضى عدلنا (للهدى) إلى الحق ببعث الرسل ونصب الدلائل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر18:29 (وإن لنا) خاصة (للآخرة والأولى) فلا تنفعنا الطاعات ولا تضرنا المعاصي (فأنذرتكم نارا تلظى) تتلظى أي تتهلب (لا يصلاها) لا يدخلها مؤبدا (إلا الأشقى) الشقي الكافر (الذي كذب) بالحق (وتولى) عن الإيمان (وسيجنبها) يبعد عنها (الأتقى) التقي.

ص: 299

(الَّذِي يُؤْتِي) هو الإعطاء طوعا لأمر اللّه (مالَهُ) أهل العسر (يَتَزَكَّى) ( 18 ) روما لطهره صدد اللّه ، والمراد إعطاءه للّه لا لأمر سواه ، وهو حالؤ

(وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ) اللّه (مِنْ) مؤكّد لما (نِعْمَةٍ تُجْزى) ( 19 ) أعطاه اللّه أوسها ، وورد أرسلها اللّه إعلاما لحال مرء هو أوّل أمراء أهل الإسلام وصهر رسول اللّه صلعم لمّا حرّر مملوكا أسود ، وهو مراد أحد ح ومعاد الهاء المسلم الأصلح ، وهو صهر رسول اللّه صلعم وردّا لمّا هو موهوم الأعداء ، وهو ما حرّره الّا لعود وصله ممّاه .

ما عمل عملا

(إِلَّا) عملا (ابْتِغاءَ وَجْهِ) اللّه (رَبِّهِ) وروم كرمه (الْأَعْلى) ( 20 ) كمالا وامرا وملكا ممّا أدركه أولو الأحلام ، وإلّا للحسم أو للوصل عمّا مطروح والمراد ما أس المال لآمر إلا لرود ودّ اللّه وكرمه

(وَلَسَوْفَ يَرْضى) ( 21 ) وعد لصلاح المعاد

----------

(الذي يؤتي ماله) ينفقه في وجوه البر (يتزكى) يطلب أن يكون زاكيا عند الله (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) فيجعل ما أنفق مجازاة لها (إلا) لكن أنفق (ابتغاء وجه ربه الأعلى) أي طلب رضاه وثوابه (ولسوف يرضى) بما يعطيه من الثواب.

ص: 300

سورة الضّحى

ص: 301

ص: 302

( سورة الضّحى )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إكرام الرّسول صلعم لعهد عدم طرحه وطرح إلهامه وعدم ما عاداه اللّه ، وإعلاء علوّ حاله معادا ، ووعد الإسعاد له لمحو آصار رهطه ، وإعداد صروع آلاء أعطاها اللّه له ورعاء أحوال ولد هلك والده ، ورعاء أهل العسر والسّؤال ، والأمر لأداء حمد الآلاء

ص: 303

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالضُّحى) ( 1 ) صدر عصر معادل للسّمر سمّه لمّا كلّم اللّه وسطه رسول الهود ، وطرح السّحّار ركعا ، أو المراد العصر المسطور كلّه ، والواو للعهد

(وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) ( 2 ) ركد أهله أو طرمساؤه ، وحوار العهد

(ما وَدَّعَكَ) حسمك محمّد ( ص ) وصرمك حسم المودّع ، ورووا ما ودعك ومدلوله ح ما طرحك (رَبُّكَ) واللّه مواصلك ، أرسلها اللّه ردّا لمّا وهم الأعداء ودّع اللّه رسوله محمّدا وطرحه وما ألهمه وما أوحاه (وَما قَلى) ( 3 ) ما عاداك

(وَلَلْآخِرَةُ) ما أعدّ اللّه لك معادا وهو المحلّ المحمود ولواء الحمد والمورد الأطهر والعطاء الموعود (خَيْرٌ) أصلح وأحمد (لَكَ مِنَ الْأُولى) ( 4 ) ممّا أعطاك حالا .

(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ) اللّه (رَبُّكَ) معادا موعودا ما هو معدّ لك وهو المحلّ الموعود وما سواه (فَتَرْضى) ( 5 ) لوصول ما وعد اللّه لك ----------

93 سورة الضحى إحدى عشرة آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(والضحى) أي صدر النهار أو كله (والليل إذا سجى) استقر ظلامه أو أهله (ما ودعك ربك) ما تركك (وما قلى) ما أبغضك (وللآخرة خير لك من الأولى) الدنيا الفانية (ولسوف يعطيك ربك) من الخير ما لم يعلم كنهه حذف المفعول الثاني للإبهام والتعظيم (فترضى) به.

ص: 304

(أَ لَمْ يَجِدْكَ) أما علمك اللّه ، أو أما أدركك (يَتِيماً) لا سمسار لك (فَآوى) ( 6 ) آواك اللّه صدد عمّك

(وَوَجَدَكَ) علمك (ضَالًّا) لا اطّلاع ولا علم لك لمعالم الإرسال وأحكام الإسلام وما صراطه السّمع (فَهَدى) ( 7 ) هداك اللّه وعلّمك الإلهام وما أوحاك وأصارك إماما رسولا لأهل السّلوك

(وَوَجَدَكَ عائِلًا) معسرا لا مال لك (فَأَغْنى) ( 8 ) لك مالا وحلما .

(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) ( 9 ) هو الكوح لماله لعدم طوله وأرحمه والدّكر عهد مولدك وأوّل عمرك

(وَأَمَّا السَّائِلَ) سؤال الصّلاح (فَلا تَنْهَرْ) ( 10 ) وأعطه ما هو صلاح العهد ، أو ردّ له ردّا أصلح لحاله .

(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ) اللّه (رَبِّكَ) ما أرسلك اللّه وأوحاك ، أو كلّ ما أعطاك عموما (فَحَدِّثْ) ( 11 ) أهل العالم طرّا وعلّمهم وأعلمهم ، أو احمدها كلّها

----------

(ألم يجدك يتيما فآوى) فضمك إلى جدك عبد المطلب ثم إلى عمك أبي طالب فعطفه عليك (ووجدك ضالا) في الطريق حتى أتت بك حليمة إلى جدك أو في شعاب مكة أو في طريق الشام مع عمك أبي طالب (فهدى) هداك إلى جدك أو عمك أو ضالا عن المعارف والعلوم فعلمك بالوحي (ووجدك عائلا) فقيرا (فأغنى) بتربية أبي طالب وربح التجارة والغنائم.

(فأما اليتيم فلا تقهر) فلا تغلبه على حقه لضعفه (وأما السائل فلا تنهر) فلا تزجره (وأما بنعمة ربك فحدث) هو شامل لكل نعمة وللتحدث بلسان المقال والحال.

ص: 305

ص: 306

سورة الشّرح

ص: 307

ص: 308

( سورة الانشراح )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام وسع صدر الرّسول وحمل حمله العسر وعلوّ حاله وأمره ، وحول العسر وسعا ، والأمر لطوع اللّه وحده طمعا للأوس معادا

ص: 309

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ) لإكرامك محمّد ( ص ) (صَدْرَكَ) ( 1 ) لسرارك مع اللّه ودعاء أهل العالم إلاه ، أو للعلوم والحكم ، وورد صدع الملك صدره مرارا وصار موسعا مملوّ الأسرار والكلم ، ومودع العلوم والحكم

(وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) ( 2 ) حمل الإرسال وإصلاح الكلّ ، أو المراد ما صدر عمّاه أمام الألوك ، أو حمل طلاح رهطه مع الوكل عما صددهم وإصرارهم ودوام صدودهم عمّا أمر لهم وردّهم أمره وحكمه كلّما دعاهم للاسلام

(الَّذِي أَنْقَضَ) الهد أو كسّر (ظَهْرَكَ) ( 3 ) حملا وإصرا ، وهو ما كسّر كرد السّماء لو حمّل

(وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) ( 4 ) وهو وصل اسمه صلعم مع اسمه - علاه أمره -

----------

(94 سورة الانشراح ثماني آيات مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(ألم نشرح لك صدرك) ألم نفتحه بالنبوة والعلم حتى قمت بأعباء الرسالة وصبرت على الأذى، أو بإزالة كل شاغل عن الحق (ووضعنا) حططنا (عنك وزرك) حملك الثقيل (الذي أنقض ظهرك) أثقله حتى سمع له نقيض أي صوت وهو أعباء النبوة، خففها الله عنه بتسهيل القيام بها، أو همه من ضلال قومه، أو من إيذائهم لك (ورفعنا لك ذكرك) بأن قرنت اسمك باسمي في الأذان

ص: 310

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) ( 5 ) مع الهمّ والألم والعماس اللواء أوصلك هؤلاء الأعداء سرورا وسلاما وعلوّا لإصلاح الأمر والإعلاء الإسلام

(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) ( 6 ) كرّره مؤكّدا أو العسر هو العسر الأوّل وما هو وال له وراء الأوّل .

(فَإِذا فَرَغْتَ) عمّا أمرك اللّه وهو إعلام الأحكام (فَانْصَبْ) ( 7 ) كدّ واكدح للّه لا ما سواه واسع لطوعه أداء لمحامد آلاء عددها اللّه ووعدها لك

(وَإِلى) اللّه (رَبِّكَ فَارْغَبْ) ( 8 ) مل وعد عمّا عداه وهو وحده موصل مرامك ومكمّل آمالك

----------

والشهادة والخطبة وفي القرآن وذكرت نعتك في الكتب المتقدمة (فإن مع العسر يسرا) مع الفقر الذي عيروك به سعة أو مع الشدة التي أنت فيها من الكفار سهولة ونكر تعظيما (إن مع العسر يسرا) تأكيد أو استئناف وعد بأن مع العسر يسرا آخر في الآخرة وعليه توجه حديث لن يغلب عسر يسرين بأن العسر معرف فيتحد سواء كان للجنس أو العهد واليسر منكر فيتعدد لرجحان تغايرهما نظرا إلى سبقت رحمتي غضبي (فإذا فرغت) من الصلاة (فانصب) فأتعب في الدعاء أو فإذا فرغت من الفرائض فانصب في أعمال الخير أو قيام الليل أو من جهاد أعدائك فانصب في جهاد نفسك (وإلى ربك) خاصة (فارغب) تطلب ما عنده من خير الدارين.

ص: 311

ص: 312

سورة التّين

ص: 313

ص: 314

( سورة التّين ) موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

العهد لا علاء أسر ولد آدم أروع صور ، ومعاد أهل العدول السّاعور ، وإكرام أهل الإسلام لإعطاء العطاء الأكرم ، وإعلام حكم اللّه الأحكم

ص: 315

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالتِّينِ) الواو ، للعهد ، وهو حمل حلو صالح كلّه للأكل ، وطعام امر ، ودواء أعود محلّل الموادّ ومطهّر محالّ الرّمل ومصلح سدد الضحال ومسهل الأمعاء والمعد . وأصله سواك الرّسل (وَالزَّيْتُونِ) ( 1 ) وهو حمل وإدام ودواء أصبح عموما ، وهو اسم الطّود أو المصر كالأوّل ومأكرهما مولد روح اللّه

(وَطُورِ سِينِينَ) ( 2 ) طوده وهو اسم لمحلّه مطرح لوامع الولاء ، ومورد دعا ، رسول الهود وموعد طلوع سواطع الصّعود ومطلع كلام اللّه الودود

(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) ( 3 ) المصر السّالم حماه اللّه ، والمراد أم الرّحم .

(لَقَدْ خَلَقْنَا) إكراما (الْإِنْسانَ) أراد العموم (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ( 4 ) معدل لصوره ، والمراد أحمد صور ممّا سواه .

----------

95 سورة التين ثماني آيات مختلف فيها

بسم الله الرحمن الرحيم

(والتين والزيتون) أي الثمرين خصتا بالقسم لكثرة منافعهما وخواصهما أو جبلين بالشام ينبتان الثمرين أو مسجدي دمشق وبيت المقدس (وطور سينين) الجبل الذي كلم الله عليه موسى وسينين الحسن أو المبارك أو اسم لمكان الطور كسيناء (وهذا البلد الأمين) مكة( ومن دخله كان ءامنا3:97.)

(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) من انتصابه وحسن شكله وتميزه

ص: 316

(ثُمَّ رَدَدْناهُ) عدلا الحاصل صار معاد أمره ومآل حاله لعدم حمده وصلاحه حوله أو حطّه (أَسْفَلَ سافِلِينَ) ( 5 ) آدم كلّ ما دمّ صورا ، أو أحطّ كلّ محطحط محلّا

(إِلَّا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا إسلاما كاملا (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) اللّواء أمر اللّه لهم (فَلَهُمْ) أهل الإسلام (أَجْرٌ) لصوالح أعمالهم (غَيْرُ مَمْنُونٍ) ( 6 ) لا حسم له ولا عدّ له علاهم .

(فَما يُكَذِّبُكَ) محمّد ( ص ) (بَعْدُ) وراء ما لاح الأدلّاء ، ووطد أمر الإسلام (بِالدِّينِ) ( 7 ) أوس الأعمال والمعاد وإحصاء الأعمال

(أَ لَيْسَ اللَّهُ) المالك للكلّ (بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) ( 8 ) له الحكم والعدل وهو ممّا أو عد اللّه للأعداء

----------

واشتماله على ما في العالم الأكبر (ثم رددناه أسفل سافلين) إلى أرذل العمر أو الخرف أو إلى النار (إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) مقطوع أو منغص (فما يكذبك) يحملك على الكذب أيها الإنسان بأن تكذب (بعد بالدين) بعد هذه الحجج (أليس الله بأحكم الحاكمين) أقضى القاضين فيجب بعدله البعث للجزاء.

ص: 317

ص: 318

سورة العلق

ص: 319

ص: 320

( سورة العلق )

وهو أوّل ما أوحاه اللّه ، ومورده حراء ، ومحصول أصول مدلولها :

الأمر لرسول اللّه صلعم لدرسه اسم اللّه الآسر لإعلامه صلعم اسم اللّه أوّل كلّ أمر ، وإعداد ما علّم اللّه لولد آدم علما ورسما وحكما ، ولوم أهل الآصار وإعلاء حال مرء ردع رسول اللّه صلعم وأهل الإسلام عمّا صلّوا وعدم علمه علم اللّه أعماله وأحواله حال صلاحه ، وأمره لطوع ما عدا اللّه كما وهمه ، وحال طلاحه وعدوله عمّا هو السّداد وردعه عمّا هو موهومه ، والهول لأهل الطّلاح إصرا وألما ، والرّدع للرّسول صلعم عمّا أطاعهم والأمر له صلعم لطوع اللّه وحده

ص: 321

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(اقْرَأْ) محمّد ( ص ) كلام اللّه وادرسه معوّلا (بِاسْمِ) اللّه (رَبِّكَ) وهو حال (الَّذِي خَلَقَ) ( 1 ) الكلّ ولا آسر سواه

(خَلَقَ الْإِنْسانَ) أراد العموم وسمّه مع عمومه الكلّ لإكرامه ولإرسال كلام اللّه له (مِنْ عَلَقٍ) ( 2 ) دم عكالد .

(اقْرَأْ) كرّر مؤكّدا وهو للإعلام والأوّل أعمّ (وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) ( 3 ) الكامل كرمه

(الَّذِي عَلَّمَ) الرّسم (بِالْقَلَمِ) ( 4 ) روما لدوام الأسرار والعلوم والحكم وصور الأحوال والأحكام والأوامر والمصالح كلّها

(عَلَّمَ الْإِنْسانَ) ألهمه وأراه وأعلمه (ما لَمْ يَعْلَمْ) ( 5 ) ممّا هو صلاحه حالا ومآلا أسرا للحواسّ وإرسالا للأعلام وإعلاما للأدلّاء ----------

96 سورة العلق ثماني عشرة أو تسع عشرة أو عشرون آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(اقرأ) القرآن متلبسا أو مستعينا أو مفتتحا (باسم ربك الذي خلق) الخلق (خلق الإنسان من علق) جمع علقة وهي قطعة دم جامد (اقرأ) كرر تأكيدا أو الأول لنفسه والثاني للتبليغ(و ربك الأكرم) الأعظم كرما من أن يوازيه كريم (الذي علم) الخط (بالقلم) لبقاء العلوم وإعلام الغائب (علم الإنسان ما لم يعلم) من العلوم والصناعات.

ص: 322

(كَلَّا) ردع لطارح محامد الآلاء (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) ( 6 ) لاسوداد صدره وطموح وساوسه وأوهامه

(أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) ( 7 ) علمه موسرا

(إِنَّ إِلى) اللّه (رَبِّكَ) والكلام مع طالح مرّ حاله أورده عكس ما سلك مهوّلا ومهدّدا (الرُّجْعى) ( 8 ) العود مآلا والمعاد أمدا وهو مصدر .

(أَ رَأَيْتَ) العدو الألد (الَّذِي يَنْهى) ( 9 ) ردعا

(عَبْداً) كاملا هو رسول اللّه صلعم (إِذا صَلَّى) ( 10 ) ورد عمد العدوّ وطأ رأسه صلعم حال الرّكوع ، وكما رآه راع واهرع ، وعاد لمّا أحسّ وسطه ووسط الرّسول ساعورا وأهوالا

(أَ رَأَيْتَ) مكرّر للأوّل (إِنْ كانَ) الرّادع المحدود عمّا أراد (عَلَى الْهُدى) ( 11 ) سواء الصّراط حال الرّدع

(أَوْ أَمَرَ) ما عداه (بِالتَّقْوى) ( 12 ) طوع ما عدا اللّه كما وهمه .

(أَ رَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ) الحاد (وَتَوَلَّى) ( 13 ) عدل عمّا هو السّداد كما هو حاله ، أو المراد لو المردوع هدوّا آمرا للصّلاح والسّداد والرّادع الحادّ رادا له وعادلا عمّا هو السّداد .

(أَ لَمْ يَعْلَمْ) العدوّ (بِأَنَّ اللَّهَ) عالم الكلّ (يَرى) ( 14 ) أعماله وأسراره وعالم لهداه وطلاحه ، ومعامل معه كأعماله ، وهو ممّا أوعده اللّه

(كَلَّا) ردع للعدوّ عمّا ردع الرّسول ووهمه سدادا (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) وما رعا عمّا هو مسلكه ، وهو لدده رسول اللّه صلعم (لَنَسْفَعاً) لأعطوا لا محال (بِالنَّاصِيَةِ)

----------

(كلا) حقا (إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى) بالمال والجاه (إن إلى ربك الرجعى) الرجوع خطاب وعيد للإنسان على الالتفات (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) أخبرني عمن ينهى بعض عباد الله عن صلاته (أرأيت إن كان) العبد المنهي (على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب) الناهي بالحق (وتولى) عنه (ألم يعلم بأن الله يرى) يعلم ما فعل فيجازيه.

(كلا) ردع له (لئن لم ينته) عن فعله (لنسفعا بالناصية) لنأخذن

ص: 323

( 15 ) ولا معدا هامعدا ولا أورداها الدّرك

(ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) ( 16 ) والمراد أهلها .

ورد لمّا مرّ العدوّ صدد رسول اللّه - علاه السّلام - وهو مصلّ وكلّم ألم أودعك ، وهدّده رسول اللّه - علاه السّلام - وحاوره ما مهدّدك ادعوا الأهل والأرداء ، وهم أمر ممّا معك أرسل اللّه .

(فَلْيَدْعُ) العدو (نادِيَهُ) ( 17 ) أهل محلّه ورهط داره

(سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) ( 18 ) أملاك السّاعور لمدّه للدّرك

(كَلَّا) ردع له والمراد ما الأمر كما أمر وأراد (لا تُطِعْهُ) محمّد ( ص ) كلامه وامره (وَاسْجُدْ) للّه دواما (وَاقْتَرِبْ) ( 19 ) وصر له مؤاما

----------

بناصيته ونجر بها إلى النار أو لنسودن وجهه بها (ناصية كاذبة خاطئة) من مجاز الإسناد مبالغة في كذب صاحبها وخطئه (فليدع ناديه) أهل ناديه أي مجلسه لينصروه وذلك أن أبا جهل قال للنبي أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا (سندع الزبانية) خزنة جهنم فيأخذوه إليها.

(كلا لا تطعه) في مراده (واسجد) دم على سجودك وصل لله (واقترب) وتقرب إليه.

ص: 324

ص: 325

سورة القدر

ص: 326

( سورة القدر )

موردها أمّ الرّحم ، وورد موردها مصر رسول اللّه صلعم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام إكرام أسعد الأسمار وهو عصر ورود كلام اللّه المرسل ورود أملاك السّماء والرّوح والسّلام للعالم عمّا وردهم اللّاواء والكره ، وسلام الأملاك لأهل الإسلام كلّ أعصاره وساعة

ص: 327

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِنَّا أَنْزَلْناهُ) كلام اللّه كلّه مصاعد السّماء الأوّل أو أوّله للرّسول صلعم ، أو الملك الأكرم والأوّل أصحّ لما ورد هو مسطور اللّوح ومحطّه كلّه ومورده اوّلا السّماء الأوّل وأوحاه للرّسول كلاما كلاما كما هو الصّلاح (فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ( 1 ) أسعد الأسمار لإصلاح الأمور والأحكام وإحصاء الأعمال والأطوار

(وَما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد ( ص ) (ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) ( 2 ) ما أمرها وما حالها أورد للإكرام والمدح

(لَيْلَةُ الْقَدْرِ) وحدها (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ( 3 ) لا معها عملا وصلاحا وامرأ لسدّها مسدّ عمر أطول ممّا مرّ مع صوالح الأعمال .

(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) كلّهم (وَالرُّوحُ) الملك الأكرم أو صرع أملاك أو الرّحم معهم (فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) وحكمه (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) ( 4 ) لكلّ أمر أراده

----------

97 سورة القدر خمس آيات أو ست مكية أو مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

(إنا أنزلناه) أي القرآن أضمر ولم يذكر تعظيما له بأنه غني عن التصريح (في ليلة القدر) جملة من اللوح إلى السماء الدنيا ثم نزل نجوما إلى النبي في نحو ثلاث وعشرين سنة أو ابتدأ بإنزاله فيها (وما أدراك ما ليلة القدر) تعظيم لها وإبهام لفضلها (ليلة القدر خير من ألف شهر) ليس فيها ليلة القدر (تنزل) تتنزل (الملائكة والروح) جبرئيل أو خلق أعظم من الملائكة (فيها بإذن

ص: 328

اللّه للعامّ كلّه ممّا هو الصّلاح ، ورووه كلّ امرئ .

(سَلامٌ) وحده والمراد عصر احمام السّلام وهو الرّوح والصّحّ أو عصر عدّ سلام الأملاك لأهل الإسلام (هِيَ) وحدها وسواها عصر احمام سوء وسلام (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ( 5 ) عصر طلوعه وهو مطرح لوامع الأسرار وموعد وصول الأحرار ، ورووه مطلع مكسور اللّام ----------

ربهم) بأمره في كل سنة إلى النبي وبعده إلى أوصيائه (من كل أمر) بكل أمر قدر في تلك السنة أو من أجله (سلام هي) قدم الخبر للحصر أي ما هي إلا سلامة أو سلام لكثرة سلام الملائكة فيها على ولي الأمر (حتى مطلع الفجر) وقت طلوعه.

ص: 329

ص: 330

سورة البيّنة

ص: 331

ص: 332

( سورة لم يكن ( البينة ) )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام كمال طلاح أهل الطّرس وأهل العدول ، وسداد أحكام كلام اللّه ، وإعلاء حال طوع العالم للّه وأطلح الأمم وأصلحهم ، وعدل أعمال كلّ ، وموعودى أهل الرّوع وداد اللّه حالا ومآلا

ص: 333

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا رصد أهل الطّرس وأهل الودّ والسّواع إرسال محمد الموعود - صلعم - وعلوّ عصره كما هو المسطور ، وأرادوا إسلامهم ، وطرح أطوارهم حال سطوع عهده صلعم حكاه اللّه إعلاء لحالهم ، وأرسل (لَمْ يَكُنِ) الملأ (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا وألحدوا (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) الهود ورهط روح اللّه (وَ ) الرّهط (الْمُشْرِكِينَ) أهل الودّ والسّواع (مُنْفَكِّينَ) عمّا هو عملهم وهو العدول ، أو الوعد لأطاعهم للرّسول صلعم حال وروده (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ) أهل العدول (الْبَيِّنَةُ) ( 1 ) والمراد محمّد رسول اللّه صلعم ، أو كلام اللّه المرسل له صلعم .

(رَسُولٌ) وهو محمّد رسول اللّه صلعم أو الملك المرسل مرسل (مِنَ اللَّهِ) المرسل للرّسل (يَتْلُوا) الرّسل أو الملك المرسل (صُحُفاً) طروسا (مُطَهَّرَةً) ( 2 ) طهّرها اللّه عمّا الرّكس وهو الولع أو ما مسّها إلّا الأطهار

----------

(98 سورة البينة ثماني آيات أو تسع مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) اليهود والنصارى (والمشركين) عبدة الأصنام (منفكين) عن كفرهم أو وعدهم باتباع الرسول إذا جاءهم (حتى تأتيهم البينة) الحجة الواضحة وهي محمد (رسول من الله) بدل من البينة (يتلو صحفا) أي ما تتضمنه لأنه كان أميا (مطهرة) من الباطل لا يمسها إلا

ص: 334

(فِيها) الطّروس (كُتُبٌ) ما سطر ورسم والمراد أحكامها (قَيِّمَةٌ) ( 3 ) عدول سوّاها اللّه عدلا .

(وَما تَفَرَّقَ) وما اصّدّع الملأ (الَّذِينَ أُوتُوا) أعطوا (الْكِتابَ) المرسل والمراد إسلام رهط وعدول رهط حسدا (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما) للمصدر (جاءَتْهُمُ) أهل الطّرس (الْبَيِّنَةُ) ( 4 ) الرّسول الممدوح المعلوم أوّلا المرصود الموعود سطوعه ولمّا طلع لوامع أعلامه وسطع معالم أحكامه أسلم رهط وعدل رهط .

(وَما أُمِرُوا) وما أمرهم الطّروس (إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ) كما هو عمل الموحّد (مُخْلِصِينَ لَهُ) للّه (الدِّينَ) الإسلام ومراسمه (حُنَفاءَ) وسّالا عمّا سواه لهم الإسلام الكامل والسّداد الواطد (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ) كما أمروا (وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ) أهلها حولا كما هو المعهود (وَذلِكَ) العمل (دِينُ) السّمحاء (الْقَيِّمَةِ) ( 5 ) السّواء وهو الإسلام .

(إِنَّ) الملأ (الَّذِينَ كَفَرُوا) عدلوا عمّا أمروا (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) الهود ورهط روح اللّه (وَالْمُشْرِكِينَ) أهل الودّ والسّواع (فِي نارِ جَهَنَّمَ) ودركها معادا (خالِدِينَ فِيها) دوّاما

----------

المطهرون (فيها كتب قيمة) مكتوبات مستقيمات بالحق (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) عما اجتمعوا عليه من كفرهم بأن آمن بعضهم أو عن وعدهم باتباع الرسول بأن يثبتوا على الكفر (إلا من بعد ما جاءتهم البينة) كقوله فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وخص أهل الكتاب بمزيد التوبيخ لعلمهم ويلزمه كون المشركين أولى بالتفرق لجهلهم (وما أمروا) بما أمروا به من كتبهم (إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) من الشرك والرياء (حنفاء) مائلين عن الأديان الباطلة (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) الملة المستقيمة.

(إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها)

ص: 335

(أُولئِكَ) الرّهط (هُمْ) لا سواهم (شَرُّ الْبَرِيَّةِ) ( 6 ) أسوأ أهل العالم .

(إِنَّ) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا للّه سدادا مع رسوله (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) صوالح الأعمال (أُولئِكَ) أهل الإسلام (هُمْ) لا سواهم (خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ( 7 ) أكرمها وأصلحها .

(جَزاؤُهُمْ عِنْدَ) اللّه (رَبِّهِمْ) معادا (جَنَّاتُ) ورود محال (عَدْنٍ) رموك مع الحور والسّرور (تَجْرِي) اطّرادا (مِنْ تَحْتِهَا) دوحها وصروحها (الْأَنْهارُ) مسل الماء والعسل والدّر والمدام (خالِدِينَ فِيها) لهم دوام الرّموك والسّرور وهو حال (أَبَداً) مؤكّد (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ) أهل الإسلام وعمّا عملوا (وَرَضُوا) هؤلاء الصّلحاء (عَنْهُ) اللّه وعمّا أعطاهم (ذلِكَ) المسطور (لِمَنْ خَشِيَ) راع اللّه (رَبَّهُ) ( 8 ) وآصاره

----------

حال مقدرة (أولئك هم شر البرية) الخليقة (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قدم مدحهم مبالغة (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) جمعت مضافة وموصوفة بما به يتم نعيمها مبالغة (أبدا) تأكيد لخلودهم (رضي الله عنهم) بطاعتهم (ورضوا عنه) بثوابه (ذلك) المعدود من الجزاء والرضوان (لمن خشي ربه) فأطاعه ولم يعصه.

ص: 336

سورة الزّلزلة

ص: 337

ص: 338

( سورة الزّلزلة ( الزّلزال ) )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

اعلام أحوال المعاد وأهوالها وإصدار الرّمكاء أموالها وأحمالها ، وإعلامها أعمال أهلها طرّا لإعلام اللّه وإلهامه لها ، وصدور أهل العالم عمّا هو مرامسهم لإحساسهم أعمالهم وعدل الطّوع للصّالح وأوس الإصر للطّالح

ص: 339

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِذا زُلْزِلَتِ) حرّك (الْأَرْضُ) كلّها (زِلْزالَها) ( 1 ) الموعود وهو مصدر مكسور أو كسلسال اسم ومحرّكها الصّور وكسر دوحها وأطوادها وهدم دورها وآكامها

(وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ) لأمر اللّه وحكمه (أَثْقالَها) ( 2 ) أموالها وأحمالها طرّا

(وَقالَ الْإِنْسانُ) الطّالح لمّا رآها لعدم إسلامه المعاد أو الأعمّ لمّا أحسّ أمرا مهوّلا وحالا مروّعا (ما) حصل (لَها) ( 3 ) وما حالها روعا لهؤلاء الأحوال .

(يَوْمَئِذٍ) الموعود (تُحَدِّثُ) العالم (أَخْبارَها) ( 4 ) أعمال أهلها صوالح أو طوالح

(بِأَنَّ) اللّه (رَبَّكَ) أعطاها مسحلا وكلاما محاورا معلوما و (أَوْحى لَها) ( 5 ) أمرها وألهمها

----------

(99 سورة الزلزلة ثماني آيات أو تسع مدنية أو مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا زلزلت الأرض) أرجفت لقيام الساعة (زلزالها) المستوجبة له أو المقدر لها أو العام لجميعها (وأخرجت الأرض أثقالها) ما في بطنها من الكنوز أو الموتى أحياء على ظهرها (وقال الإنسان) وقال الجنس أو الكافر بالبعث لأن المؤمن به يعلمه (ما لها) تعجبا من حالها (يومئذ) بدل من إذا أو ناصبها (تحدث أخبارها) تخبر بلسان حالها بقيام الساعة أو ينطقها الله فتخبر بما عمل عليها (بأن) تحدث بسبب أن (ربك أوحى لها) إليها أمرها بذلك.

ص: 340

(يَوْمَئِذٍ) الموعود (يَصْدُرُ النَّاسُ) صدرا عمّا ركدوه مددا طوالا وهو مراسمهم لمعادهم ، وهو محصّل إحصاء الأعمال أو عودا عمّا وهو محلّ الإحصاء (أَشْتاتاً) صعاصع واحدا واحدا لواحد سرور وروح ولواحد همّ وروع أو لواحد سلوك صراط دارالسّلام ولواحد ورود دار الآلام (لِيُرَوْا) ورووه معلوما (أَعْمالَهُمْ) ( 6 ) طروس أعمالهم أو مآل أعمالهم .

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ) لهاء (ذَرَّةٍ) أراد عملا ما صلا (خَيْراً) صالحا (يَرَهُ) ( 7 ) العمل الصّالح مسطور الطّرس أو مآل عمله وهو المسلم الصّالح

(وَمَنْ يَعْمَلْ) عملا (مِثْقالَ) لهاء (ذَرَّةٍ شَرًّا) سوء (يَرَهُ) ( 8 ) العمل السّوء أو مآله وهو الملحد الطّالح ، وكلّهم راءو عملهم ومدركو سهمهم معادا

----------

(يومئذ يصدر الناس) من مخارجهم من قبورهم إلى الموقف (أشتاتا) متفرقين في أحوالهم أو يصدرون من الموقف متفرقين إلى منازلهم من جنة أو نار (ليروا أعمالهم) جزاءها (فمن يعمل مثقال ذرة) زنة نملة صغيرة أو هباءة (خيرا يره) يرى ثوابه هذا في المؤمن وأما في الكافر فقيل يرى جزاءه في الدنيا أو يخفف عنه في الآخرة (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).

ص: 341

ص: 342

سورة العاديات

ص: 343

ص: 344

( سورة العاديات )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام إكرام أهل العماس مع أعداء الإسلام واعلام اطّلاع اللّه ولوم ممسك ودّ المال وما أعطاه للّه ، وإعلام إصدار أهل المرامس وإعطاء الرّوح لهم وسطوع الأسرار وعلم اللّه للطّوع والإصر

ص: 345

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا أرسل رسول اللّه صلعم ولد عمرو مع رهط ممرّا معهودا للأعداء وأمرهم ورودهم ودهمهم الأعداء سحرا وعودهم عصرا معلوما ، وهم ما عادوا لموعدهم لأمر طرئهم والحسّاد وهموا هلاكهم ، أرسل اللّه لسرور أهل الإسلام (وَ ) الكراع (الْعادِياتِ) عدا عدوا سار مسرعا والواو للعهد (ضَبْحاً) ( 1 ) عدوا أو هو حمسها حال عدوها وهو أخ أخ وهو مصدر أو حال

(فَالْمُورِياتِ) الدّوالع للسّاعور مع مراكلها (قَدْحاً) ( 2 ) صكّا للصّلد

(فَالْمُغِيراتِ) أعداء (صُبْحاً) ( 3 ) سحرا كما أمر رسول اللّه صلعم

(فَأَثَرْنَ بِهِ) السّحر المعهود (نَقْعاً) ( 4 ) عصرا

(فَوَسَطْنَ بِهِ) المحلّ الموعود أو العدو أو السّحر (جَمْعاً) ( 5 ) أعداء والمراد أهل الكراع .

----------

(100 سورة العاديات إحدى عشرة آية مدنية أو مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(والعاديات) خيل الغزاة تعدو فتضبح (ضبحا) وهو صوت أنفسها إذا عدت أو ضابحة (فالموريات) الخيل توري النار (قدحا) بحوافرها (فالمغيرات صبحا) وقت الصبح (فأثرن به نقعا) هيجن بعدوهن أو بذلك الوقت غبارا (فوسطن به) توسطن بالعدو أو بذلك الوقت أو متلبسات بالنقع (جمعا) من العدو عطف على الاسم لأنه بمعنى الفعل أي اللائي عدون فأورين

ص: 346

(إِنَّ الْإِنْسانَ) عموما ، وهو حوار العهد (لِرَبِّهِ) لآلاء اللّه (لَكَنُودٌ) ( 6 ) لطارح محامدها أو لعاص أو ممسك لمّا أعطاه اللّه لودّه المال ، وورد هو كلّ مرء أكل وحده ولدم مملوكه وأمسك ماله

(وَإِنَّهُ) المرء أو اللّه (عَلى ذلِكَ) العمل (لَشَهِيدٌ) ( 7 ) عدل لسطوع مال عمله له أو راصد مطّلع معامل معه كما أوعد

(وَإِنَّهُ) المرء (لِحُبِّ الْخَيْرِ) لودّ المال (لَشَدِيدٌ) ( 8 ) ممسك حدّ الإمساك .

(أَ فَلا يَعْلَمُ) المرء (إِذا بُعْثِرَ) وصدع (ما) كلّ أحد (فِي الْقُبُورِ) ( 9 ) المرامس وما سدّ مسدّها

(وَحُصِّلَ) صدع ومحص (ما فِي الصُّدُورِ) ( 10 ) الإسرار صالحا أو طالحا .

(إِنَّ) اللّه (رَبَّهُمْ بِهِمْ) وأحوالهم (يَوْمَئِذٍ) الموعود (لَخَبِيرٌ) ( 11 ) لعالم أحاط علمه الكلّ ممّا أعلموا وما أسرّوا ، ومعامل معهم كأعمالهم

----------

فأغرن (إن الإنسان) الجنس أو الكافر (لربه لكنود) لكفور يجحد نعمة الله (وإنه على ذلك) على كنوده (لشهيد) على نفسه بصنعه أو الهاء لله (وإنه لحب الخير) لأجل حب المال (لشديد) لبخيل أو لقوي ولطاعة ربه ضعيف (أفلا يعلم إذا بعثر) بحث وأخرج (ما في القبور) من الموتى أحياء (وحصل) ميز وبين (ما في الصدور) من إيمان وكفر (إن ربهم بهم يومئذ لخبير) عليم بأحوالهم وأعمالهم فمجازيهم بها.

ص: 347

ص: 348

سورة القارعة

ص: 349

ص: 350

( سورة القارعة )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام روع المعاد وحصوله لكلّ ما له حسّ وحراك أو لا ، وإعلاء روح أهل دارالسّلام وصوالح الأعمال وهم أهل الدّرك والسّاعور وحولها أمّهم ومأواهم

ص: 351

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(الْقارِعَةُ) ( 1 ) (مَا الْقارِعَةُ) ( 2 ) محمول لما وهو مع محموله محمول للمحكوم الأوّل كرّرها إكراما لحالها

(وَما أَدْراكَ) وما أعلمك محمّد ( ص ) (مَا الْقارِعَةُ) ( 3 ) ما أمرها وما حالها .

(يَوْمَ) معمول لمطروح (يَكُونُ النَّاسُ) كلّهم لكمال الرّوع (كَالْفَراشِ) ممّا طار وهام وحار وهلك (الْمَبْثُوثِ) ( 4 ) المصعصع

(وَتَكُونُ الْجِبالُ) الأطواد كلّها كسورا صروعا صعاصع لأمر اللّه وروعه (كَالْعِهْنِ) الأحمر والأسود والأصحم (الْمَنْفُوشِ) ( 5 ) المصعصع .

(فَأَمَّا) كلّ (مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) ( 6 ) صوالح أعماله أو معالمها

(فَهُوَ) معاده الموصول (فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) ( 7 ) أهلها وعمر سارّ كامل

----------

(101 سورة القارعة ثماني آيات أو إحدى عشرة آية مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(القارعة) القيامة فإنها تقرع القلوب بأهوالها (ما القارعة وما أدراك ما القارعة) مر نظيره في سورة الحاقة (يوم يكون الناس) نصب بما دل عليه القارعة أي يقرع (كالفراش المبثوث) كالجراد أو ما يتهافت في النار المنتشر لكثرتهم وتفرقهم وتموجهم حيرة (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) كالصوف الملون المندوف لتفرق أجزائها وخفة سيرها (فأما من ثقلت موازينه) بأن رجحت حسناته (فهو في عيشة راضية) راض صاحبها من مجاز الإسناد أو ذات

ص: 352

وهو واحد السّعداء .

(وَأَمَّا مَنْ) كلّ أحد (خَفَّتْ مَوازِينُهُ) ( 8 ) وطلح عمله وساء أمره

(فَأُمُّهُ) مأواه ، أو أمّ رأسه (هاوِيَةٌ) ( 9 ) الدّرك والمراد هووا وسطها لرءوسهم

(وَما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد ( ص ) (ما هِيَهْ) ( 10 )

(نارٌ حامِيَةٌ) ( 11 ) كامل حرّها

----------

رضا (وأما من خفت موازينه) بأن رجحت سيئاته (فأمه هاوية) مأواه النار ثم عظم هاوية بقوله: (وما أدراك ما هيه نار حامية) شديدة الحر.

ص: 353

ص: 354

سورة التّكاثر

ص: 355

ص: 356

( سورة التّكاثر )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

لوم رهط ودّوا العمر الماصل وسهدوا مع عدّ الأولاد والأموال ، وردعهم عمّا ودّوه وسمدوا معه ، وإعلام ما هو أمد الأمر وهو السّام ، وسهم أهل اللّهو وهو الآصار والآلام ، والسّؤال لأهل الأموال معادا

ص: 357

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(أَلْهاكُمُ) ولّاكم وصدّكم عمّا أمركم اللّه (التَّكاثُرُ) ( 1 ) أموالا وأولادا

(حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) ( 2 ) وأدرككم السّام .

(كَلَّا) ردع ، والمراد ما الأمر كما هو وهمكم لوكس روعكم (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ( 3 ) أمد العمر حال حلول السّام سوء أعمالكم

(ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ( 4 ) ومأواكم المرامس أو كرّر مؤكّدا

(كَلَّا) كرّر الرّدع مهوّلا (لَوْ تَعْلَمُونَ) مآل أحوالكم (عِلْمَ) الأمر (الْيَقِينِ) ( 5 ) والمراد كعلم الأمر كما هو هو ، أو هو العلم الحاصل حال إدراك السّام وحوار لو مطروح وهو لمّا ألهاكم ما مرّ كما مرّ

----------

(102 ثماني آيات مدنية أو مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(ألهاكم) شغلكم عن التفكر في أمور الآخرة (التكاثر) التفاخر بكثرة المال والرجال (حتى زرتم المقابر) بأن متم ودفنتم فيها أو بأن عددتم الموتى تكاثرا بهم (كلا) ردع عما هم فيه (سوف تعلمون) سوء عاقبة تكاثركم (ثم كلا سوف تعلمون) كرر تأكيدا أو الأول عند النزع أو في القبر والثاني عند البعث (كلا لو تعلمون علم اليقين) علما يقينا عاقبة أمركم وجواب لو مقدر أي ما ألهاكم التكاثر (لترون الجحيم) جواب قسم محذوف.

ص: 358

واللّه

(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) ( 6 ) دار الآلام حسّا أمام الورود ، أو علما وإدراكا

(ثُمَّ لَتَرَوُنَّها) حسّا حال ورودكم أو كرّره موعدا مهدّدا (عَيْنَ الْيَقِينِ) ( 7 ) أراد حسّا هو أكمل مراهص العلم وأعلاها ، أو إدراكا كالاحساس

(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ) أهل الإلهاء (يَوْمَئِذٍ) الموعود (عَنِ النَّعِيمِ) ( 8 ) الصّحّ والسّلام والسّرور

----------

(ثم لترونها) تأكيد أو الأولى من بعيد والثانية من قريب أو الأولى عند ورودها والثانية عند دخولها (عين اليقين) مصدر لأن المعاينة بمعنى الرؤية أي رؤية هي نفس اليقين (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) الأمن والصحة وقيل جميع الملاذ وعنهم (عليهم السلام): ولاية أهل البيت ومحبتهم.

ص: 359

ص: 360

سورة العصر

ص: 361

ص: 362

( سورة العصر )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

عهد العصر لإعلام سوء أحوال أهل العدول وكرهها ، وصلاح حال أهل الإسلام ، وإعلاء حال مرء داع للسداد وحمل المكاره

ص: 363

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالْعَصْرِ) ( 1 ) وهو عصر محمّد رسول اللّه صلعم وعهد علوّ إرساله وسطوع اعلام كماله ، أو ما صلّوه العصر أورده وحده لمّا هو أوسط ما صلّوه وأعدله ، أو العصر عموما والواو للعهد .

(إِنَّ الْإِنْسانَ) طرّا (لَفِي خُسْرٍ) ( 2 ) حور وهلاك ، وهو حوار العهد .

(إِلَّا) الملأ (الَّذِينَ آمَنُوا) أسلموا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) صوالح الأعمال (وَتَواصَوْا) أمر أحدهم أحدا (بِالْحَقِّ) الأمر الواطد وهو الإسلام الكامل (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) ( 3 ) حال ورود اللأواء.

----------

(103 سورة العصر ثلاث آيات مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(والعصر) أقسم بالدهر لما فيه من العبر أو بآخر النهار كما أقسم بأوله الضحى أو بصلاة العصر لفضلها (إن الإنسان) الجنس (لفي خسر) خسران في صفقته وبيعه الجليل الباقي بالقليل الفاني (إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا) أوصى بعضهم بعضا (بالحق) من اعتقاد أو عمل (وتواصوا بالصبر) على الطاعة وعن المعصية وفي إبهام سبب الخير وتفصيل سبب الربح إشعار بأن ما عدا المذكور يوجب الخسر ويتناهى سره وكرمه إذا ظهر الجميل وستر القبيح.

ص: 364

سورة الهمزة

ص: 365

ص: 366

( سورة الهمزة )

موردها أمّ الرحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام هلاك كلّ وصّام لام للمال ومعدّده ووهمه له دواما ، وردعه عمّا هو وهمه وإعلاء كمال آصار الساعور ووصول حرّها وألمها أوساط الأرواع ، وإعلام حال أهل الطلاح إصرا مسدودا أهله مع عمد طوال

ص: 367

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَيْلٌ) هلاك أو هو اسم واد للدرك (لِكُلِّ هُمَزَةٍ) معاود وصم لأولاد آدم حال عدم صراحهم (لُمَزَةٍ) ( 1 ) معاود وصم صراحا أو مدلولها واحد ، وهو الوصّام .

(الَّذِي جَمَعَ) لمّ (مالًا وَعَدَّدَهُ) ( 2 ) أحصاه مكرّرا أو أمسكه وأعدّه عددا لحوال الدهر .

(يَحْسَبُ) وهما (أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) ( 3 ) أدامه موسرا مسرورا ما أدركه السام ، وما هو كما وهم وما أدامه هو العمل الصالح .

(كَلَّا) ردع له عمّا وهمه (لَيُنْبَذَنَّ) هو الطرح (فِي الْحُطَمَةِ) ( 4 )

----------

104 سورة الهمزة تسع آيات مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(ويل لكل همزة لمزة) كثير الهمز أي الكسر من أعراض الناس واللمز أي الطعن فيهم وبناء فعله يفيد الاعتياد وهي عامة وإن نزلت في معين يغتاب الرسول كالوليد بن المغيرة وغيره (الذي جمع مالا وعدده) عده مرارا أو جعله عدة للنوائب (يحسب أن ماله أخلده) جعله خالدا في الدنيا فاشتد حرصه عليه أو طول الأمل أغفله حتى غفل عن الموت وحسب أنه مخلد.

(كلا) ردع (لينبذن في الحطمة) النار التي تحطم كل ما ينبذ فيها

ص: 368

الدرك سمّاها لحطمها كلّ مطروحها وكسرها له

(وَما أَدْراكَ) ما أعلمك محمّد ( ص ) (مَا الْحُطَمَةُ) ( 5 ) وما حالها

(نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ) ( 6 ) سعّرها اللّه سعرا كاملا

(الَّتِي تَطَّلِعُ) اطّلاعا وعلّوا (عَلَى الْأَفْئِدَةِ) ( 7 ) أوساط الأرواع ووصول الحرّ لها أعسر ألما وأسوأ إصرا

(إِنَّها) الساعور المسطور (عَلَيْهِمْ) هؤلاء الطّلاح (مُؤْصَدَةٌ) ( 8 ) اوصدها اللّه وسدّها وأحكمها لا ورود لروح ولا سرور .

(فِي عَمَدٍ) واحده العمود أو العماد ، ورووه عمد كدسر (مُمَدَّدَةٍ) ( 9 ) طوال ، والمراد أوصد علاهم أواسطها ، ومدّد هؤلاء العمد علاها إحكاما

----------

(وما أدراك ما الحطمة) تعظيم لها هي (نار الله) إضافة تعظيم (الموقدة التي تطلع على الأفئدة) تستولي على القلوب (إنها عليهم مؤصدة) مطبقة (في عمد ممددة) عليهم أو مطبقة أبوابها في عمد ممددة عليها استيثاقا.

ص: 369

ص: 370

سورة الفيل

ص: 371

ص: 372

( سورة الفيل )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام ردّ مكر الأعداء ، وما أرسلها اللّه علاهم ، وعامل معهم وأهلكهم وحوّلهم كما كر مأكول

ص: 373

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا سمع ملك السود إكرام حرم اللّه وإحرام داره ، حسد وأسّس دارا ورصّعها وكلّلها وأمر إحرامه وإكرامه ، وحار رؤساء الملك وصلحاء الدهر كلّهم ، وورد أحد أكارم أمّ الرّحم حولها راكدا صددها وماسّا سددها دهرا وسلح وطرح الركس وسطها مساء وعرّد ورحل ، وعلم الملك عمله وحرد وصار عدّوا لأهل أمّ الرّحم كلّهم ، وأعدّ عسكرا لهدم حرم اللّه وأساسه المرصّص ، وأرسل معهم لحمسا مسلحا ومعه محمود كالطود سمّوا ، وسمع رؤساء المصر المسطور حاله ، وادّاركوا روع الهلاك ، ولمّا ورد العسكر صدد المصر وسط المحسّر ، عاد المحمود وهرول وأسرع ، وأرسل اللّه سودا مما طار ركدا مصاعد رؤوسهم مع كلّ واحد حصا كالعدس والحمّص ، طرحها وكسر رأس مرء صدده ، وهلكوا وهو ارهاص لاح عام ولاد رسول اللّه صلعم ، وأرسل اللّه إعلاما لأحواله مهدّدا للأعداء

(أَ لَمْ تَرَ) محمّد ( ص ) (كَيْفَ فَعَلَ) اللّه (رَبُّكَ) لمّا سمعه رسول اللّه صلعم مكرّرا وعلم حاله كما هو وصار له كالمحسوس ورد ألم آه ، أو مدلوله الأمر والمراد أعلم أمر إلهك وعدل ملكك وعمله (بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ( 1 ) المحمود وهم عساكر ملك ممالك السّود ----------

(105 سورة الفيل خمس آيات مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) الذين قصدوا تخريب الكعبة

ص: 374

(أَ لَمْ يَجْعَلْ) اللّه (كَيْدَهُمْ) ومكرهم وهمّهم لهدم أساس الحرم ودار اللّه ، وكسر مرسم الإسلام ومعلمه (فِي تَضْلِيلٍ) ( 2 ) عمّا أرادوا ودمّرهم اللّه وكرّم أمرها .

(وَأَرْسَلَ) اللّه (عَلَيْهِمْ) إهلاكا لهم (طَيْراً أَبابِيلَ) ( 3 ) عماعم لا واحد لها

(تَرْمِيهِمْ) عساكر السود (بِحِجارَةٍ) حصا (مِنْ سِجِّيلٍ) ( 4 ) وحل مطهوّ صار صلدا

(فَجَعَلَهُمْ) اللّه (كَعَصْفٍ) مأكر (مَأْكُولٍ) ( 5 ) وصله الاكال وأكل الدود وصار مدوّدا لمرور الدهر

----------

وقادوا معه فيل الهدمة (ألم يجعل كيدهم) في هدمها (في تضليل) تضييع بأن أهلكهم وعصمها (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) جماعات لا واحد له أو جمع إبالة أو أبول كعجول أو إبيل كسكيت القطعة من الطير والتنكير للتعظيم أو التحقير لصغر جثتها (ترميهم بحجارة من سجيل) طين متحجر معرب سنك كل وقيل من أسجله أرسله كان في منقار كل طير حجران أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة فيرمي الرجل بحجر في رأسه فيخرج من دبره (فجعلهم كعصف مأكول) كورق زرع أكله الدواب وراثته أو وقع فيه أكال من الدود أي دمرهم.

ص: 375

ص: 376

سورة القريش

ص: 377

ص: 378

( سورة قريش )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعداد آلاء أعطاها اللّه للحمس كلّ الأعصار حرّا وصرّا ، وأمر الطوع لهم لأداء محامد الآلاء ، وما أطمعهم حال العسر وعام المحلّ وسلامهم ممّا هو الروع

ص: 379

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ( 1 ) ورد وصل لامها مع لام مأكول وعدّهما كلاما واحدا ، والمدلول أهلكهم اللّه له ، والأصحّ عدم الوصل والمراد مرهم احمدوا اللّه لآلاء لا إحصاء لها سموما للمح .

(إِيلافِهِمْ) وصلهم ولمّهم كرّره إكراما لأمره أو الأوّل عامّ (رِحْلَةَ الشِّتاءِ) وهو موسم الصرّ (وَالصَّيْفِ) ( 2 ) وهو موسم الحرّ كلّما رحلوا عادوا سلماء صلحاء عاما كاملا وملوك الحدود أكرموهم وسمّوهم أهل حرم اللّه .

(فَلْيَعْبُدُوا) أهل الحمس (رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) ( 3 ) الحرام المكرّم لا أحد سواه

(الَّذِي أَطْعَمَهُمْ) عطاء وكرما (مِنْ جُوعٍ) كامل عام المحل وحال

----------

(106 سورة قريش أربع أو خمس آيات مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(لإيلاف قريش) مصدر آلفه بالمد يؤلفه متعلق بمحذوف كاعجبوا بإيلافهم أو بقوله فليعبدوا أو بما قبله لما روي أنهما سورة واحدة أي جعلهم كعصف لأجل (إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) بدل من الأول أي إيلافهم في رحلتهم في الشتاء إلى اليمن ورحلتهم في الصيف إلى الشام في كل سنة يمتارون ويتجرون لم يتعرضهم أحد (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع)

ص: 380

العسر (وَآمَنَهُمْ) كلّهم (مِنْ خَوْفٍ) ( 4 ) هول الأعداء ، وورد كلّه لدعاء رسول مؤسس لأساس الودع الحرام حرّمه اللّه دواما ----------

من أجله بما رزقهم في رحلتيهم أو بعد قحط أكلوا فيه الجيف والتنكير للتعظيم وكذا (وءامنهم من خوف) خوف جيش الفيل أو التعرض لهم في بلدهم ومتاجرهم.

ص: 381

ص: 382

سورة الماعون

ص: 383

ص: 384

( سورة الماعون )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

لوم حدّال أولاد هلك ولأدهم وممسك الطعام عمّا أهل العسر والعدم ، ولوم وكّاس الأعمال ورهط هم مراؤها ، وما أسعدوا أحماءهم وأهل أرحامهم

ص: 385

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(أَ) هل (رَأَيْتَ) محمّد ( ص ) المرء (الَّذِي) وهو العاص أو عمرو أو عمّه الألدّ أو أعمّ (يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) ( 1 ) الإسلام أو إحصاء الأعمال وأمور المعاد كلّها

(فَذلِكَ) هو الحاسد (الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) ( 2 ) طردا وردّا وهو سأله لحما ، وعصاه حردا ، وورد لمّا سأله مالا له صدده طرده وردّه ردّا مؤلما .

(وَلا يَحُضُّ) أهله (عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) ( 3 ) إطعام المعسر حال امعاره لعدم علمه المعاد وإحصاء الأعمال .

(فَوَيْلٌ) هلاك سرمدا (لِلْمُصَلِّينَ) ( 4 )

(الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ) وأعصارها (ساهُونَ) ( 5 ) طارحوها

----------

(107 سورة الماعون ست أو سبع آيات مختلف فيه.)

بسم الله الرحمن الرحيم

(أرأيت) هل عرفت (الذي يكذب بالدين) بالجزاء والإسلام (فذلك الذي يدع اليتيم) يدفعه عن حقه بعنف، نزلت في الوليد أو أبي جهل أو أبي سفيان أو عام في كل مكذب (ولا يحض) لا يحث نفسه ولا غيره (على طعام المسكين) أي إطعامه لتكذيبه بالجزاء (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) غافلون يؤخرونها عن وقتها، وعنهم (عليهم السلام) وهو الترك لها والتواني عنها أو التضييع لها والفاء للسببية أي فويل لهم فوضع المصلين موضع ضميرهم إيذانا

ص: 386

(الَّذِينَ هُمْ) مصلّوها (يُراؤُنَ) ( 6 ) أهل الإسلام والمراد أداءها لإحساسهم وإهمالها سرّا لوهمهم ولعها وما أمرها اللّه ، أو عدم الأداء للّه لوساوس الأوهام لا لوهمهم ولعها

(وَيَمْنَعُونَ) طلاحا (الْماعُونَ) ( 7 ) سهم المال المأمور أداءه ، أو هو ما أعاروه كالكأس والدلو ، أو الماء والملح ، أو رهاط الدّار عموما ----------

بتقصيرهم مع الخالق أو المخلوق (الذين هم يراءون) الناس في أعمالهم (ويمنعون الماعون) عنهم (عليهم السلام) هو الزكاة المفروضة وفي آخر هو القرض يقرضه والمعروف يضعه ومتاع البيت يعيره.

ص: 387

ص: 388

سورة الكوثر

ص: 389

ص: 390

( سورة الكوثر )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعداد آلاء أعطاها اللّه لأكرم الرسل محمّد - صلعم - والأمر له لمّا صلّاه ولسحط الداعر ، وإعلام إهلاك الأعداء له

ص: 391

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا رحل ولد رسول اللّه صلعم وأدركه السام ، وسمعه العاص ووصمه صلعم ، وكلّم هو عسور لا ولد له لو أدركه السام وهلك حسم اسمه صلعم ، أرسل اللّه (إِنَّا أَعْطَيْناكَ) محمّد (الْكَوْثَرَ) ( 1 ) العطاء الكامل علما وعملا ، أو المورد الامرء ماء وأحمد هواء ، وورد ماءه المدام وهو مورد رسول اللّه صلعم أعطاه اللّه له صلعم كرما ، أو المراد الأولاد ، أو علماء الإسلام ، أو كلام اللّه المرسل .

(فَصَلِّ) دواما (لِرَبِّكَ) للّه لا لما سواه كما هو عمل مرء مراءه عمدا لا سهوا (وَانْحَرْ) ( 2 ) واسدح للّه وأعطه أهل السؤال ، وهو عكس الكلام الأوّل

----------

(108 سورة الكوثر ثلاث آيات مكية أو مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إنا أعطيناك الكوثر) الخير الكثير وهو يعم جميع ما فسر به من العلم أو النبوة والقرآن والشفاعة وشرف الدارين أو نهر في الجنة وهو حوضه (صلى الله عليه وآله وسلّم) أو ذريته رد على من زعم أنه أبتر أي يعطيك نسلا في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة والتعبير بالماضي لتحققه وقد وقع كل ذلك كما أخبر وكثر نسله من فاطمة (عليها السلام) حتى ملأ أقطار العالم.

(فصل لربك وانحر) البدن أو استقبل القبلة

ص: 392

المصرح لأحوال أهل السهو والصد وأعمالهم

(إِنَّ شانِئَكَ) عدوّك (هُوَ الْأَبْتَرُ) ( 3 ) المعدم لا ولد له وأدام اللّه أولادك ومراسم أوامرك ومكارم عصرك ومحامد اسمك ----------

بنحرك في الصلاة أو ارفع يديك إلى نحرك في تكبيرها (إن شانئك هو الأبتر) المنقطع النسل والذكر لا أنت لبقاء عقبك وحسن ذكرك إلى يوم القيامة.

ص: 393

ص: 394

سورة الكافرون

ص: 395

ص: 396

( سوره الكافرون )

موردها أمّ الرحم ، ومحصول أصول مدلولها :

حسم أطماع أهل العدول عمّا أطاعهم رسول اللّه صلعم ، وسمع كلامهم ، وإعلام عدم حمل أحد إصر أحد

ص: 397

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

رهط حمس دعوا رسول اللّه لطوعه ألههم حولا أوس طوعهم اللّه حولا ، ومرادهم دوال الطوع كما مرّ ، وكره رسول اللّه صلعم كلامهم وكلّمهم لا أعدل مع اللّه سواه ، وأرسل اللّه (قُلْ ) لهم محمّد (يا أَيُّهَا) الرهط (الْكافِرُونَ) ( 1 ) الكلام مع أهل عدول علم اللّه عدم إسلامهم دواما .

(لا أَعْبُدُ) حالا (ما تَعْبُدُونَ) ( 2 ) وهو كلّ إله سواه

(وَلا أَنْتُمْ) أهل العدول (عابِدُونَ) حالا (ما) إلها (أَعْبُدُ) ( 3 ) وهو اللّه وحده

(وَلا أَنا عابِدٌ) مآلا (ما) إلها ما (عَبَدْتُّمْ) ( 4 ) .

(وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ) مآلا (ما) إلها (أَعْبُدُ) ( 5 ) لمّا علم اللّه عدم إسلامكم سرمدا

----------

(109 سورة الكافرون ست آيات مكية أو مدنية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل يا أيها الكافرون) القائلون يا محمد تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة (لا أعبد) في المستقبل (ما تعبدون) من الأصنام (ولا أنتم عابدون) في المستقبل (ما أعبد) معبودي وهو الله وحده وأتى بما دون من لقصد الصفة كأنه قيل لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق أو للطباق (ولا أنا عابد) في الحال (ما عبدتم) (ولا أنتم عابدون) في الحال (ما أعبد) وقيل الأولان للحال والأخير

ص: 398

(لَكُمْ دِينُكُمْ) وهو العدول (وَلِيَ دِينِ) ( 6 ) وهو الإسلام ، والحاصل أرسل اللّه لأدعوكم للإسلام ، ولمّا لاح عدم إسلامكم سرمدا ما أدعوكم ودعوا دعاءكم للعدول

----------

للاستقبال (لكم دينكم ولي دين).

ص: 399

ص: 400

سورة النّصر

ص: 401

ص: 402

( سورة النصر )

موردها مصر رسول اللّه صلعم ، ومحصول أصول مدلولها :

اعلام إسعاد اللّه لرسوله ، وإكمال إمداده لأهل الإسلام وسلوكهم مسلك الإسلام رهطا رهطا ، والأمر لحمد اللّه وسؤال محو الآصار والهود أمد الأمر

ص: 403

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ) لك وسطوع أعلام الإسلام حولك وعلو أمرك ، أو المراد إمداد اللّه وإسعاده لأهل الإسلام عموما (وَالْفَتْحُ) ( 1 ) حصول أمّ الرّحم وملكها .

(وَرَأَيْتَ) محمّد ( ص ) والمراد الإحساس أو العلم (النَّاسَ) أرهاط الحدود والممالك (يَدْخُلُونَ) طوعا وهو حال أو معمول (فِي دِينِ اللَّهِ) الإسلام (أَفْواجاً) ( 2 ) رهطا رهطا كأهل أمّ الرّحم والروم وما سواهما ، وهو حال .

(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) ادع اللّه حامدا له أو صلّ له أو طهّره عمّا وهمه أهل العدول حامدا له (وَاسْتَغْفِرْهُ) هصما لدرك وكسرا لأعمالك ، أو أدمه أو

----------

110 سورة النصر ثلاث آيات مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا جاء نصر الله) إياك على أعدائك (والفتح) فتح مكة وهذه بشارة ومعجزة لأنها إخبار بالغيب وقد وقع (ورأيت الناس يدخلون في دين الله) الإسلام (أفواجا) جماعات وقبائل بعد ما كان يدخل فيه واحد واحد (فسبح بحمد ربك) نزه الله عما لا يليق به متلبسا بحمده على نعمه (واستغفره)

ص: 404

سله محو آصار رهطك (إِنَّهُ) اللّه (كانَ) دواما (تَوَّاباً) ( 3 ) سامعا للهود لمّا سدم المرء وآل سدادا ، وورد أرسلها اللّه عام الوداع حال أداء مراسم الحرم

----------

انقطاعا إليه أو لخلاف الأولى أو للمؤمنين (إنه كان توابا) للمستغفرين.

ص: 405

ص: 406

سورة اللّهب

ص: 407

ص: 408

( سورة تبت )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

هول عمّ رسول اللّه صلعم وألدّ الأعداء له إهلاكا لصدوده وحسده معه صلعم وعدم عود ماله وعمله له ، واعلام وروده الساعور معادا ، ولوم عرسه لعدم إكرامها لرسول اللّه صلعم وورودها الساعور معادا

ص: 409

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(تَبَّتْ) هلك (يَدا أَبِي لَهَبٍ) هو عمّ رسول اللّه صلعم وألدّ الأعداء له أوردهما لمّا عطا صلدا ، وأراد طرحه لإهلاك رسول اللّه صلعم (وَتَبَّ) ( 1 ) هلك هو كلّه .

(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما) للمصدر أو للموصول (كَسَبَ) ( 2 ) رد لما أراد ، وهو إعطاء المال والأولاد لردّ الدعاء لو صح

(سَيَصْلى) الصلاء الورود (ناراً ذاتَ لَهَبٍ) ( 3 ) حدم مآلا كما هو علمه .

(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) ( 4 ) لحملها الحسك وطرحها صراط

----------

(111 سورة تبت خمس آيات مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(تبت) خسرت أو هلكت (يدا أبي لهب) أي جملته (وتب) إخبار والأول دعاء فلا تكرار أو الأول إخبار عن هلاك عمله والثاني عن هلاك نفسه والتعبير بالماضي لتحققه وكذا (ما أغنى عنه ماله) من عذاب الله شيئا (وما كسب) وكسبه أي عمله الخبيث أو ولده عتبة (سيصلى نارا ذات لهب) جهنم ودل على أنه يموت كافرا (وامرأته) عطف على ضمير يصلى سوغه الفصل أو مبتدأ وهي أم جميل أخت أبي سفيان (حمالة الحطب) الشوك كانت تنشره بالليل في طريق النبي أو حطب جهنم (في جيدها حبل من مسد) مسد أي فتل من ليف وغيره تحقير لها بتصويرها صورة من يحمل الحطب ويربطه في جيده أو

ص: 410

رسول اللّه صلعم مساء وهو حال

(فِي) حول (جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) ( 5 ) ممسود كالصمد مدلوله المصمود وهو حال

----------

إعلام بأنها تحمل في جهنم حرمة من شوكها كهيئتها في الدنيا أو في جيدها سلسلة من نار.

ص: 411

ص: 412

سورة الإخلاص

ص: 413

ص: 414

( سورة الإخلاص )

موردها أمّ الرّحم ، ومحصول أصول مدلولها :

إعلام وحود اللّه الأحد الصمد ، وإعلاء علوّه ممّا ولد وولد وسمّوه عمّا عادله أحد وساهمه

ص: 415

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لمّا سأل الحمس رسول اللّه صلعم وأرادوا إعلام محامد اللّه ، أرسل اللّه (قُلْ ) محمّد ( ص ) (هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ( 1 ) واحد لا مساهم له ولا إله سواه أصله وحد ، ورووا هو اللّه الواحد ورووا أحد .

(اللَّهُ) موصولا (الصَّمَدُ) ( 2 ) المصمود المعمود آمالا وأعمالا لكلّ ما عداه وهو المالك الحاكم لمّا أراد لا مردّ لحكمه ولا رادّ لأمره .

(لَمْ يَلِدْ) أحدا هو ردّ للهود (وَلَمْ يُولَدْ) ( 3 ) ما هو ولدا مولودا لأحد ، ومعلوم كل أحد لكل مولود أوّل ولا أول له ، وهو ردّ لرهط روح اللّه

----------

(112 سورة الإخلاص أربع أو خمس آيات مكية أو مدنية)

(قيل سئل عن ربه فنزلت.)

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل هو الله أحد) هو للشأن والجملة خبره أو للمسئول عنه والله خبر هو وأحد بدل أو خبر ثان (الله الصمد) السيد المحمود إليه أي المقصود في الحوائج (لم يلد) لامتناع مجانسته واحتياجه إلى معين وفنائه وتوريثه وهو رد على من قال عزير أو عيسى ابن الله والملائكة بناته ولعل صيغة الماضي لذلك (ولم يولد) لامتناع الحدوث عليه (ولم يكن له كفوا أحد) أصله يكن أحد مكافئا له أي مماثلا.

ص: 416

(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ) للّه (كُفُواً) مساهما معادلا وهو حال أو محمول (أَحَدٌ) ( 4 ) حالا ومآلا ، وهو ردّ لأهل عدول وهموا إلها مساهما له عملا وأمرا - علاه اسمه - ومسمّاه عمّا هو مدرك الأوهام ، وورد هو عدل لكلام اللّه كلّه ومدلوله ملاك كل موحّد

ص: 417

ص: 418

سورة الفلق

ص: 419

ص: 420

( سورة الفلق ) موردها مصر رسول اللّه صلعم ، ومحصول أصول مدلولها :

الأمر لسؤال السلام عمّا ساء وكره وهو السحر والحسد ولأواء السمر ، ورد لمّا سحر الهود رسول اللّه صلعم أرسله اللّه وما هو أمد الكلام وأعلم الساحر ومحلّ السحر ، وأرسل رسول صلعم أسد اللّه الكرّار وأورده وحلّ ما سدّ سحرا كلّه ، وصحّ رسول اللّه صلعم

ص: 421

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ ) محمّد ( ص ) (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ( 1 ) وهو أمد السحر وحماداه مطلع أكمل طوالح ومسطعه لوامع ، أو أهل العالم كلّه ، أو هو اسم واد للدرك ، أو رسّ لها .

(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) ( 2 ) سوء ولد آدم والهوامّ وما سواها ، أو المراد الساعور ، أو المارد المطرود .

(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ) سمر مدلهمّ أو أكمل طوالعه (إِذا وَقَبَ) ( 3 ) عمّا دلسه كلّ المعمور أو اسودّ اسودادا كاملا وواراه الرمكاء .

(وَمِنْ شَرِّ) السواحر (النَّفَّاثاتِ) هو إرسال الروح (فِي الْعُقَدِ) ( 4 ) الأسلاك وعراها ممّا هو عمل أهل السحر والطلسم

----------

(113 سورة الفلق خمس آيات مدنية أو مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل أعوذ برب الفلق) الصبح لأنه فلق عنه الظلام أي فرق وتخصيصه لفضله إن قرآن الفجر كان مشهودا أو كل ما ينفلق عنه كالمطر والنبات والعيون والأولاد (من شر ما خلق) من ذي نفس وغيره جسما كان أو عرضا (ومن شر غاسق) ليل شديد الظلمة (إذا وقب) دخل ظلامه وتخصيصه بهجوم البلاء فيه غالبا (ومن شر النفاثات) النساء أو النفوس السواحر اللواتي ينفثن أي ينفخن بريق أو بدونه (في العقد) التي يعقد بها في خيط برقيته وعرفت دون غاسق وحاسد لأن كل نفاثة شريرة بخلافهما (ومن شر حاسد إذا حسد) أظهر حسده وفعل ما يحمله عليه وتخصيص الثلاثة بعد ما يعمها وهو ما خلق لشدة شرها.

ص: 422

(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) ( 5 ) سطع حسده وعمل كما هو مراده والحسد كره آلاء المرء وودّ إعدامها ، وهو أوّل سوء صدر وصار آدم محسودا وحاسده مطرودا ، وأهلك ولده للحسد وهو أسوأ آلام الأرواح وأعسر عللها

ص: 423

ص: 424

سورة النّاس

ص: 425

ص: 426

( سورة النّاس ) موردها مصر رسول اللّه صلعم ، ومحصول أصول مدلولها :

الإمساك لحرس اللّه ، وروع وساوس المارد المطرود وطلاح ولد آدم

ص: 427

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ ) محمّد ( ص ) (أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ( 1 ) مصلحهم .

(مَلِكِ النَّاسِ) ( 2 ) مالك مصالحهم ومسدّد أمورهم وأعمالهم

(إِلهِ النَّاسِ) ( 3 ) مألوههم ومرادهم .

(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ) وهو الموسوس المطرود المردود (الْخَنَّاسِ) ( 4 ) العوّاد حال الادّكار .

(الَّذِي يُوَسْوِسُ) حال سهوهم ادّكار اللّه (فِي صُدُورِ النَّاسِ) ( 5 ) أرواعهم وأرواحهم ولمّا صلّوا ودعوا وعملوا كلّ عمل صالح عرّد وولّاهم .

والموسوس

(مِنَ الْجِنَّةِ) سمّاهم لدوام ودسهم (وَالنَّاسِ) ( 6 ) ولد

----------

(114 سورة الناس ست آيات مدنية أو مكية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل أعوذ برب الناس) خصوا بالذكر تشريفا لهم (ملك الناس إله الناس) عطف بيان إذ ليس كل رب ملكا وليس كل ملك إلها وهذه الثلاثة تؤذن بكمال قدرته على الإعادة وتكرير الناس لزيادة التشريف والبيان (من شر الوسواس) اسم بمعنى الوسوسة أريد به الشيطان سمي بفعله مبالغة (الخناس) لأنه يخنس أي يتأخر إذا ذكر العبد ربه (الذي يوسوس في صدور الناس) عند غفلتهم عن ذكر ربهم (من الجنة والناس) بيان للوسواس أي الشيطان أو للذي إذ الشيطان الموسوس يكون جنيا أو إنسيا اللهم اكفنا شر الجن

ص: 428

آدم وطلحاؤهم أسوأ أهل الوسواس وكرّرهم مرارا ، أو لكلّ واحد مدلول معهود ، ومدلول الأوّل الأولاد اللاؤا ما وصلوا عصر الحلم ، ومدلول ما وراءه أهل الحلم والحلم ، ومدلول ما وراءه أهل الهرم والكمال ، ومدلول ما وراءه أهل الصلاح ، ومدلول ما وراءه رهط الطلاح أصلحهم اللّه معادا ومآلا

----------

والإنس واغفر لنا ما تعمدنا وأخطأنا ونسينا وسهونا واعف عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

ص: 429

الخاتمة

ص: 430

الحمد للّه محصّل المرام لكمل سواطع الإلهام ، ألهم المحرّر وحده لإطراء أس الكلام ، واللّه مسرّد الأمور ، ومسهّل كمّل المهام كلّه الدرّ كماء سلسال طاهر مطهّر ، أو سدل كهواء أسحار عطر معطّر ، وللّه سطوعه لسعود طالع العهد ، وعلوّ حال الدّهر ولطوعه الأحمد سمد الملوك وسرمد العصر ما دلع مساحل العصر إلّا لمدحه رواء ما سمع مسامع السماء ، لوحا سلم مطوه اطراء لمع العصر لكمال لوامع سواطعه دواما وراءه كمّل الدهر صلاحا وسلاما مدلول رسوم الكرام علوما علوما ، مملوّ سماح الإسلام رسوما رسوما ، محصول عمّا أوّله الأكامل طروسا طروسا ، مآل الكلّ ممّا أوردوها رؤسا . مطلع سعود الأوامر والأوامر والروادع معادا ، مصرح مال الحلال والحرام إصلاحا وسدادا ، مسطور أسرار إعلاء أحوال الأمد ، مرسوم سطور ألواح السرمد ، حدود أسرار كلام اللّه المرسل لوح مسطور معصوم مكرّم أوسل صرط إعلام أسرار آلاء اللّه ، مطارح إدرار صعود أسماء اللّه ، سماء أدوار مطالع الأسرار حولا ، مطّلع إدرار المدارك الحواس طولا ، ركام أمطار الأدرار حمدا ، أراه لأرواء الأحرار عمدا حدّ أسرار أسرار اللّه در كه دارس طامس رادّ لكلّ ما سواه ، سرّ أسرار عالم السمح مصمد إعلاء اطرار مصاعد اللمح ، مروح أرواح أكمل الأحرار أرواع أرواع درّ الأدرار درر السور سمّوا سرر الدرر علوّا إدرار أسرار الاعلاء سرّ اسرار معالم السواء إعلاء أسرار الإدرار ، إدرار أسماء الأسرار سرّ أسرار عوالم السماء سرّ اسرار علوم الأسماء محرم حرم سرور محرم لإحرام ، طهر طهور سطوره مسالكها كسلك الدرر ، كلمه أحمد صورها كلم الطرد ، طومار المصروع موارد أوهامه ، دعاء المسرسم مصارع حداد آلامه حصار عدد أسرار الإسلام ، سور مصر العلم علوا والكلام دأماء درر الأسرار ألوكا صحراء آساد اللّه مرورا وسلوكا ، صرح مرصوص الأمور ، طلسم ما محاه مرور عهود الدهور ، مرصود بآراء لسماح

ص: 431

المراحم مصمود ارواع لإعلاء محال المكارم ، ملاك أدلّ موارد الأمور ومصادرها مورد سمود روادع الأحكام وأوامرها أمام صوامع سرور الأرواح صدر سطور مرسوم ودّ الألواح أراح رحراح لصحو الكلّ أم ماء رواء لسموك سكر الدهر أدلّ هدر راح أسرار الكمال ، دهر سماط الدسوم إدرارا لأهل الحال ، مدار مصالح صوالح الأحرار إهداء عالم اسرار الدرك دلاء وعلاء .

مصر اسرار حاصل الكلّ رصّص اسراعا أراد واملّ مرصاد ارصاد طروس الحكم مصعاد صواعد أهل الإكرام والكرم أساس الاسرار سور الكلام ما سمح عدله ، وسع روع الرسام ما مسه مدارك علماء الاعصار كلّها ولو سامح مرّ أدوار الأعمار كلّها كلام عسر اسطره اوّلا ، وسهّل اللّه أمدا والمروم إكرامه ودوام طوله سرمدا حصل كماله لكدّ الآصال وسهر الأسحار ما لاح لحواصل ولد آدم وسع هؤلاء الأسرار أودعه اللّه لمراسم المحرّر ما أدركه مرّ المكرّر أحكم الكلام إسرارا محصحصا مهلهلا ، وحار ملوك الكلام لحسد كلامه سلسا مسلسلا ، راع الكلّ وروده المسعود مطوالا مكمّلا وإصلاحه مع السرور مكوّما معوّلا ، رسم أصحّ مال سلوك المهامة والمراحل صراط دروء الأطواد ما عداه أولو الرواحل ، ومدّ سطره مكملا له مدّ العصر الأطوال لو عدّ مدد رسمه لحصل عام مسعود ، كمل ما كرّر كاملا لحصر الكلم وهو محال وسرّه مكرّره لعلم كلّه لمراسم مراحم الملك الأسعد ، أحكم اللّه أساس حدّ علوّه المرصص ، وأصعد وأماد إسعاد دعاء الوالد الأورع الأروع الأحد ، روّح اللّه سموكا روحه الأكرم الأحمد .

اللهمّ احرس كلمه عمّا عمل لصوص اللدّ وأورد أمره موارد مسامع أهل الودّ واعصم سطوره ممّا هرطه هؤلاء الأعداء الحساد وحوّل درره عمّا ادارره سلك الكساد ، واعد محرّره معصوما مودودا حامدا مهلّلا ، ولك الحمد دهورا حمدا صاعدا مصعدا كاملا مكمّلا

ص: 432

حل معاسر سواطع الإلهام

ص: 433

ص: 434

( هو اللّه الأحد الصمد )

الألف المهموزة

الأحاح : الغيظ ، وحرارة الفم ، والعطش .

أحار : أجاب . ومنه : لم يحر جوابا .

أحال : اقبل .

أحاول : أريد .

الإحداد : إزالة الشعر .

الإحدام : الإيقاد أحدهم النار أي اتقد ( واحتدمت النار اتقدت ) « قاموس » أحدر : أسمن الإحرام : والتحريم بمعنى الإحصار : الحبس ، الحصر .

احصصته : أي أعطيته نصيبه .

الإحصاص .

الإحكاء : الاحكام ، احكام العقدة .

الأحكل : لأشكل . أحكل أي أشكل .

الإخلاس : غبن في البيع والإفلاس « قاموس » .

أحلست : السّماء أي مطرت مطرا رقيقا .

حنس السماء : دام مطرها غير وابل .

الإحلال : الإخراج . « قاموس » . الاحلال من الإحرام الخروج منه .

أحلّ : نزل . « صحاح » .

الأحلام : العقول واحده الحلم .

الأحماء : جمع حمو ، حم . الأحمّاء : جمع الحميم يعني قريب .

احمى : أي سجن .

الإحمام : يقال أحمّ الأمر أي حان وقته وقرب ، والإحمام التسخين ، وأحمّه أي أهمّه . « قاموس » وأحمّه اللّه أي قدّره اللّه .

الأحمر : الذهب ، الياقوت والعجمي ، ولون معروف .

الأحمس : الشديد في الدين والقتال .

« صحاح » .

الإحماس : الاغضاب يقال احمسه عليه أي أغضبه عليه .

الأحور : الأبيض ، الاحورار الابيضاض .

الأحوس : الجري الذي لا يهوله شيء .

الأدّ : القوة ، الطاقة يقال : أداه إيداء إذا قوّاه .

الإدّ : بالكسر الصيرورة ، اعوجاج ، بالفتح الداهية والأمر الفظيع ، وادّه : أي عطفه ، وادّ : مال ورجع .

الادّارء : الاختلاف .

ادّاروا : أي تلاحقوا . « قاموس » .

الإدالة : الغلبة .

الأدحاض : الأبحاث ، ادحضوا أي ابحثوا . دحض عن الأمر : بحث

ص: 435

أدر : الخصية .

الإدرار : الوظيفة المستمرة ، إدرار السماء بالمطر . « تاج المصادر » .

الإدرار : الأنفس جمع الدر والأنهار .

الإدراع : لبس الدرع .

أدرطه : في البئر أي ادخله وألقاه فيها .

أدرك : الشيء بلغ وقته وانتهى .

ادّع : علىّ ما شئت أي تمنه .

ادّكارا : أي اتفاقا وبمعنى الأذكار معروف .

الإدلاء : الاحتجاج . أدلى بحجّته .

الإدلا : الإلقاء في البئر .

الإدلال : دلال . الغنج .

الادلهمام : الظلام ، ظلام الليل .

أدّم : أي أقبح من الدّمّة .

الإدماء : إخراج الدم ، والتلويث بالدّم ( تاج المصادر ) .

الإدواء : الاتهام . اتّهام الغير .

الادومة : الانسة والألفة ، يقال آدم اللّه بينهما أي ألف وجعل المحبّة بينهما .

الأدهم : الحصان الأسود ، وإدهام الزّرع أن علاه السّواد ريّا . ( لوامع ) .

أرّ : احماء النار . إشعال النار .

الآراء ؛ وأرأى : كلاهما جمع الرأي .

الإرام : الرفق والمحبّة والعطف .

أرامه : أي اعطفه . « تاج المصادر » .

الارام : جمع الريم وهو الظباء البيض .

أراح : أي تنفّس ، أراحه اللّه أي . أعطاه اللّه راحة ، وهم أراحوا أي : استراحوا ، مصدره بمعنى الراحة . وأيضا أراحوا :

ماتوا .

الأرحاء : الضرس الكبير ، والأرحاء الأضراس واحده رحي الطّواحن .

الأرحل : من الخيل الأبيض الظهر .

أرداهم : أي أهلكهم .

الأرداء : جمع ردء ، أي الرفيق والصاحب ، الإرداء : الإفساد ، أردءوا أي أفسدوا .

الإرساء : الإثبات ورسّوا الشيء ثباته واستقراره ؛ ومنه رسى الجبل والجبال أرساها ( نازعات 32 ) . وأرسى السفينة .

الإرصاد : التقويم التّرصّد .

الإرصاع : الالزاق ، اللّصق .

الارعواء : الكف عن القبيح ، ارعووا أي كفوا عن الحرب وأيضا بمعنى الرجوع والنّدم .

الإركاء : الالتجاء ، أركى إليه : التجأ اليه .

الاركاء : الضعفاء . الذين زالت دولتهم .

الإركاس : رد الشيء مقلوبا وقلب الشيء مقلوبا وقلب الشيء على رأسه ، وأركسهم نكّسهم وردهم في كفرهم .

إركاح : الاعتماد والثقة .

أركحت : اليه أي أسندت اليه « قاموس » وأركحه : أسنده وألحاه .

أرم : بالفتح أي أكله ، أرم القوم أي

ص: 436

استأصلهم .

ارموا : أي عضوا .

الإرماد : أرمد الرّجل : افتقر .

الأرمال : الافتقار ، إرمال القوم : نفد زادهم افتقروا ، والأرامل : المساكين من رجال ونساء .

الإرمام : السكوت .

الإرواء : الإشباع من الماء .

الأرواح : جمع الريح ، الأرواح الانتن .

الأروع : الذي نعجب من جماله الأعجب .

الإرهاص : أمر خارق للعادة يظهر عن النّبي قبل دعوى النبوة ( الجرجاني ) .

أس : شجر نباته طيب الرائحة ، مرد ، اسمار .

الأسّ : القلب والجمع أساس والأس مثلثة أصل البناء كالأساس . « قاموس » .

الأسا : الحزن والكآبة .

أسارهم : بقاياهم ، سؤرهم . والإسار ما يشد به ، جمعها ، أسر والأسار الأسر .

« تاج المصادر » .

الإساعة : ترك الشيء ، وضعه على الأرض والإهمال به ، ومنه أساع .

الإسام : الإبقاء في التهلكة والاسام أيضا بمعنى الرّوم .

الأسحال : الأبيض ، ثوب ابيض ، والاسحال جمع السحل وهو ثوب لا يبرم غزله كالسحيل وقد سحله ، وثوب ابيض أو من القطن . « قاموس » .

الأسحم : الأسود أسحم داج : ليل مظلم .

أسد : حيوان معروف ، آساد وأسد جماعة ، وأسد بين القوم أي أفسد ، وأسدّ فلان أي أصاب السداد والاستقامة .

( اسم تفصيل من سديد ) .

الأسر : الخلق . والشد والحبس .

الإسراء : السير ليلا سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا . . .

الإسرار : الإظهار : أسرّ اليه حديثا . والإخفاء : إذ أسرّ النبيّ إلى بعض أزواجه ( التحريم الآية 3 ) . وهو من الاضداد .

أسطمّ : وسط البحر .

اسطمته واصطمة : احقه ، اسطمة القوم وسطهم وأشرفهم .

الإسعاد : الإعانة في النّياح .

أسل : القاتل ، الرماح المحدّدة .

الإسلال : إخراج المال غصبا والرشوة والسرقة .

الإسلام : الأسلاف ، السّلف .

الأسلط : الأفصح ( وزن افعل من السلاطة ) .

الأسلع : أبرص . مشقوق القدم .

الاسلهمام : تغيير اللون والرائحة ، واسلهمّ لونه أي تغيّر .

الإسماع : الشتم والمفاخرة الرياء

ص: 437

واسماع الكلام للآخرين ، من السمعة ، والاسماع جمع السمع ولد الذئب .

الاسمهرار : شدة التصلب والظلام ، اسمهرّ أي اشتد وصلب . « قاموس » .

الأسوأ : الأبرص . ( وزن أفعل من سوء :

الأقبح ) .

الأسود : مائل إلى الحمرة .

أسوة : وأسوة .

الإسهار : الظلم . « تاج المصادر » .

الإسهام : الاقتراع .

الإصحار : الخروج إلى الصحراء ، أصحروا أي برزوا . رأيتهم مصحرين أي بارزين إلى الصحراء .

الإصحام : الابيضاض وأيضا اصحام المنبت أي اشتد خضرته وخالط سواد حضرته صفرة . « قاموس » . واصحامت البقلة اخضرت ، والأصحم الأخضر والأسود الذي يضرب إلى الصفرة ، وأيضا اسحامّت البقلة بتشديد الميم سحميا أي اصفرت . « تاج الأسماء » .

أصدادهم : حبالهم .

أصدت : الباب وأوصدته أي أغلقته .

أصد : الجرح أي صار فيه المدة وهي ما يجتمع فيه من القيح .

الإصداع : الإظهار .

أصدع : أي انتشر وافترق .

الإصر : العقوبة والعذاب ، والإصر : الذنب وجمعه اصار ، والإصر : القرابة ، والاصرة :

ما عطفك على رجل من رحم أو قرابة أو صهر أو معروف ، وجمعه أو أصر ، أي الأقارب ، والإصر أيضا الرسائل ، الإصر :

الحبس ، المنع .

الإصراد : الإنقاذ ، أصرده أي أنقذه وبمعنى تمّ وانتهى وعبر ولم يصبه .

الإصرام : الافتقار ، أصرم الرجل أي افتقر . « صحاح » .

أصرم : أي أصرع ، اصرعوا أي كبّوا .

الاصطرام : القطع ، اصطرام النّخل ، قطعها ، احترام .

اصطكاك : الركام ، ضرب بعض السحاب بعضا .

الاصطلاء : الدف بالنار .

الاصطلاح : المصالحة .

الاصطلام : الاقتلاع ، اصطلم أي استأصل .

الإصعاد : الذهاب والابتعاد في الأرض .

السير في الأرض .

الإصعار : إدارة الوجه تكبرا . إصعار الخدّ .

أصل : أصل الإنسان ، والأصل جمع أصيل .

الإصلاء : الإدخال . ابقاء شيء في النّار .

الأصلع : الذي انحسر شعر مقدمة رأسه .

الأصمّ : شهر رجب .

الأصمعله : المشي السريع

ص: 438

أصمل : أي أشد .

أصهار : الحماة . « صراح » جمع ، صهر .

الإطاحة : الإهلاك ، أطاحهم أي أهلكهم .

اطار : أي أحاط ، ومنه الأطر . « صراح » .

والإطار .

إطراء : مدحا وإطراء مبالغة في المدح يقال أطرأه أي بالغ في مدحه وأحسن الثناء عليه .

اطووا : أي أرسموا .

الإطراد : الإخراج ، أطرده أمر بإخراجه عن البلد والاطّراد : المطاردة ، وأطرد الأمر أي اتبع بعضه بعضا . « قاموس » .

اطّراد الأنهار جريان الأنهار .

الاطراد : الاطواف .

إطرهمّ : اعتدل في الشباب .

الاطّلاع : افعال من الطلوع ، والاطّلاع من الافتعال الوقوف على أمر أو سرّ . العلم بأمر ما . « تاج المصادر » .

أطلّ : عليه أي أشرف .

الأطلال : الأشخاص .

الأطم : بضمتين سور البلد ، الحصن .

الأطوم : البقرة .

أعاله : العويل ومنه أعال . « صراح » .

الإعداد : الإعانة ، إسداء العون .

اسعاف .

اعداد العماس : الأعداد .

إعدال : الإضراب . عدل عن كذا . .

أعرا : يقال أعراه صديقه أي تباعد عنه ولم ينصره . « صراح » ، وأعراه أي جعله عاريا .

الإعسام : إعطاء ما يطمع فيه .

الأعصم : وقيل الغراب الأعصم الذي في جناحه ريشة بيضاء . وقيل الأحمر الرجلين والمنقار .

اعصوا : أي اضربوا .

الإعكام : الانتظار . عكم : انتظر .

الإعلاء : الإظهار ، الأعلّاء جمع العليل .

اعماء : العوام أعوامهم ، الأعمّاء الجهّال .

أعمرته دارا : أي أعطيه .

الإعوار : الريبة . أعور الرجل : أراب .

الإعوال : الحرص .

الأعود : الأنفع .

الأعور : الغراب وجمعه أعاور .

الأعور : الذي قد عور ولم يقض حاجته فلم يصب ما طلب . « صحاح » .

الآكام : جمع أكمة محركة : وهي موضع يكون أشد ارتفاعا ممّا حوله وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرا . « قاموس » ، آكام :

تل وكذا أكمة ، والجمع آكام بالمد وإكام بالكسر كالجبال أيضا . « صراح » .

الأكال : أكل الدود في جسدي اكال .

أكداس : جمع كدس ، البيدر .

الإكراء : التأخير ، والإكراء الزيادة والنقصان وهو من الأضداد

ص: 439

الأكر : الزرع ، والأكر : المزارع والحافر ، والأكر : الحصر ومنه الاكّار .

الأكسح : الأعرج والمقعد . « قاموس » .

الاكلاء : الأسلف . والإكلاء : التأخير كالإكراء . « صراح » .

الأكل : بالضم وبضمتين الرزق ، أكل بالضم ثمرة النخيل وكل ما يأكل .

الإكماء : الإخفاء .

أكور : جمع كور وكورة الحدّاد .

أكهم : بصره أي كلّ . « قاموس » .

الإل : هو اللّه تعالى والربوبية ، والأل : أنّ وصرخ عند المصيبة والجراح ، وآل بالفتح والمدّ السراب . « تاج المصادر » .

ألاحهم : أي أهلكهم ، وألاح الرّجل أي أخاف .

الال : من الافعال دخل في الليل .

ألحاه : لعنه .

إلحاد : العدول عن دين اللّه ، ألحد في الحرم : ترك القصد فيما أمر به أو أشرك باللّه أو ظلم أو احتكر الطعام .

الالحاس : الإنبات . « صراح » .

الإلحام : الاشتباك في الحرب .

الألدّ : شديد الخصومة .

الألس : الخيانة .

الألاس : الجنون واختلاط العقل .

ألم : أي باشر اللّمم .

الإلماء : الاشتمال .

إلماح : جمع ألمح اختلاس النظر ، النزول ، الهبوط وارتكاب الصغيرة . « تاج المصادر » .

ألمّوا : أي أذنبوا من الصغائر .

الإلمام : الصغائر .

الألامّه : ارتكاب العمل الذي يستوجب ملامة الناس . « تاج المصادر » .

الألو : التقصير ، والألو : الاستطاعة .

الألوك : الرسالة ، الرسول .

الووها : أي اثروها .

الإلهاء : ألهاه أي شغله ، ويقال إله أي اترك ولهيت عن الشيء لهيانا إذا سلوت عنه وتركت ذكره وأضربت عنه ، ويعدى بعن . « تاج المصادر » .

ألهه : أجاره وآمنه .

الإلهاد : الهرو ، ألهد به : أزرى ، إلهاد :

الحرق بازراء ، الازدراء ، وألهده : أثقله ، وألهد : ظلم .

أمّ الحوار : كنية النّسر .

أم الرأس : أم الدماغ يعني الجلدة التي يجمع الدماغ .

أمّ الرّحم : اسم مكة المعظمة زادها اللّه شرفا .

أمّ الطّعام : القمح .

أمّ عامر : كنية الضبع . « صحاح » .

أمّهم : مكانهم ، أمّه أي قصده ، وهم آمّ بالمد والتشديد أي قاصدون

ص: 440

الأمار : الامارة يعني العلامة .

أماط : أزال ، أمط : أزلّ .

الأمام : جمع الامّ .

الأمحص : من يقبل اعتذار الصادق والكاذب . « قاموس » .

أمحل : القوم أي أصابهم المحل والجدب .

الأمد : النهاية ، وأمد أي قضب ، أمدّ الجرح أي صار فيه المدة القيح .

الآمر : الكثير ، والأمر الأكثر ، أمر كفرح كثر وتمّ ، أمره اللّه وأمره أي كثر نسله ، الإمر : العمل المثير ، آمروا أي شاوروا ، وآمرا : مباركا ، الإمراء الإهناء لغة من المراءة الطعام الهنيء المريء ولكل شيء لذيذ ، وأطيب يقال أمراء .

الإمراط : نتف الشّعر .

أمسك : أي اعتصم .

أمصل : ماله أي أفسده وصرفه فيما لا خير فيه .

الإمطاء : الإدبار .

الإمعار : الفقر ، ومنه أمعر الرّجل أي افتقر .

الأمل : الرجاء وكذلك التأميل . « صحاح » .

الأملاء : الأخلاق .

أملاء : أي أعنى إملاء الملاء أي أغنى الأغنياء وأكرم الكرماء . الإملاء أن يكتب كلام الآخر .

إملاص : ( امّلاص انملاص ) بإدغام النون في الميم من الانفعال الخلاص .

الإملال : الإملاء ، كتابة كلام الغير .

والضّجر والملل . ومنه أملّ . « تاج المصادر » .

الإملاه : الاعذار . « قاموس » . لأجل التملص .

الأمم : القرب ، وأمم : قصد لا قريب ولا بعيد . « صراح » .

الأمة : النسيان ، والأمة الإقرار والاعتراف .

الآد : الصلب والقوة كالأيد . « قاموس » . أدّ الشيء أيدا إذا اشتد وقوي . « شمس العلوم » .

الإدواء : وأصله الإيواء . « صراح » .

أوال : أي ايال والإيالة : السياسة .

الأوام : بالضم العطش وحرّ العطش .

الأود : الاعوجاج ، أود : عرج .

أودح : أقر بالباطل أو بالذل والانقياد لمن يقوده ، وأودح الرجل أذعن وخضع .

الأوس : العوض ودفع العوض ، والأوس :

الذنب .

أوسطهم : أعدلهم .

الأول : الافتراء ، والأول : الرجوع ، آل فلان أي رجع .

أولاد ماء السّماء : العرب .

أولاهم : أي أعطاهم من الإيلاء معناه الإحسان والتقرب . « تاج المصادر »

ص: 441

أولع : به أغرى به . « قاموس » .

أولم : وليمة العرس من الوليمة .

الإهداء : الراحة ، أهداهم : أراحهم ، أراح خاطرهم .

الأهرم : الأنفس جمع الهرم .

الإهلال : رؤية الهلال ، ومنه ما أهلّ به لغير اللّه أي ما نودي عليه بغير اسم اللّه .

« تاج المصادر » ، وأهلّ المعتمر إذا رفع صوته في التلبية ، وأهلّ بالتسمية على الذبيحة وقوله تعالى ما أهل لغير اللّه به .

« صراح » .

الأهل : الأنس ، آهل : ناكح أهلها ، مكان آهل ، مجمع الأهل . « صراح » .

الإهمام : بمعنى الرّوم .

الأهول : التروح .

أهوال : جمع هول .

أهواه : أسقطه ورماه ( لوامع ) .

الحاء

الحادور : القرط ، ومكان ينحدر منه « قاموس » الأرض المنحدرة .

حادوا : أي مالوا يقال حاد عنه أي مال عنه . مصدره ، حياد ومحايدة .

حال : واستحال بمعنى واحد .

الحامل والحاملة : القدم ، الحوامل :

الأرجل .

الحاصي : الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدود قيل : عشرة ابطن فإذا بلغ ذلك قيل حمى ظهره وهو يرعى حيث شاء .

الحدّ : المنع والعذاب ، والتحديد وإقامة الحدّ والتحريم وحدّ السكين ، يقال :

حدّدت الدّار أحدّها حدّا ، والتحديد مثله « صحاح » ؛ « صراح » والحد : تأديب المذنب بما يمنعه عن الذنب . « قاموس » .

الحدّاد : البواب والسجّان ، معالج الحديد ، ومجرى الحدّ ، حدّاد : أي مانعين .

الحدد : الباطل دعوة حدد أي باطلة .

وحدد أي منيع حرام .

الحدل : الظلم .

حدم : النار صولتها ، شفيرها ، صولتها ، صوت النار ، حدم مثله .

حدود ولد آدم : أعضاءه .

حر : خليق ، جدير ، الحرّ بالكسر : فرج

ص: 442

المرأة لغة في المخففة .

حراه : أي ساحته حراه جانبه وجهته ، حرا ساحة الشيء : وسط البيت . حرا قبل .

الحرار : جمع الحرة وهي أرض ذات حجارة ، الحرار ، عتق العبد .

الحراص : التحريص والحرّاص جمع حريص .

الحراك : الحركة ، ما به حراك .

الحرح : الفرج ، أحراح جماعة .

الحرد : الغضب ، حردوا أي غضبوا .

الحرص : الشق . شق الثوب ونحوه .

حرم : بالكسر ضد حلال .

الحرود : الاعتزال ، الابتعاد ، والعزلة .

الحرور : الريح الحارة بالليل . ضد سموم .

حسّه : حرقه . ألقاه في النار ليطبخ .

الحسر : الاغتمام ، حسور الأعياء ، حسورا أي أعمى ، حسر حسورا : كلّ وانقطع ، حسروا أي كشفوا . حسره حسرا : كشفه .

« قاموس » .

الحسك : نبات تعلق ثمرته بصوف الغنم « قاموس » ، والحسك : عشبة شوكها مدحرج واحده ، حسيكة ، يقال : في صدره حسيكة وحساكة أي ضغن وعداوة .

الحسكل : الردى من كل شيء أو الصغير من ولد من كل شيء « قاموس » .

الحسل : الأرذال ، حسله : رذله ، ويقال :

فلان يحسل بنفسه أي يقصر ويركب بها الدناءة ، والحسل : الشوق الشديد « قاموس » .

الحسم : القطع .

الحسو : الشرب ، الحسا : ما يشرب ، وحسا شرب ، حسوا شربوا ، حسا زيد الماء شربه شيئا بعد شيء . « قاموس » .

الحسوم : الشؤم .

الحصحص : التراب ، جمعها حصاحص وحصحص أي : ظهر .

الحصد : الاستحكام واستحكام الحبل .

« تاج المصادر » .

الحصر : الحبس والتضييق ، حصر كفرح امتنع ، حصر أي مات ، والحصر : ضيق الصدر .

حصور : الضيّق الصدر البخيل ، والحصور من لا يأتي النساء وهو قادر على ذلك أو الممنوع منهن أو من لا يقربهن ولا يشتهيهن أو المحبوب .

حطّه : وهي كلمة أمر بها بني إسرائيل للاستغفار من ذنوبهم ، وهو من استحطه وزره ومنه في القرآن الكريم ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ . ( البقرة 2 : 51 ) .

الحطّ : النزول ، حطحط : انحط واسرع ، حطحاط كذلك .

الحطام : ما تكسر من اليبس ، حطام الدنيا : ما فيها من مال قليل أو كثير .

الحطم : الكسر

ص: 443

الحطوط : المنحدر .

الحكّ : الشك .

الحكل : بالضم اسم سليمان عليه السّلام .

حلّ : زيت السمسم .

الحلا : بالضم جمع الحلية ، وبالكسر بمعنى الحلي .

الحلاحل : سيد القوم ، الهمام ، الرئيس .

الحلّام : بالضم والتشديد الجدي وصغار الغنم « قاموس » .

الحلس : خسران ، حلس بفتحتين : القدح الرابع في الميسر .

الحلط : الحلف واليمين .

حلك : محركة ، الغراب . السواد - الحالك .

الحلم : العقل والدهاء ، أحلام جماعة ، الحالم : العاقل ، والحلم : البلوغ .

الحلو : الضرب بالسوط الحلو بالضم :

الرشوة والعطاء .

الحمّ : المتاع ، حمّ الأمر بالضم حما :

قضى ، وحم أي قدر ، والحم : الكريمة من الإبل .

الحماء : الفداء ، حماهم : فداهم .

حماداه : آخره .

الحماء : محركة الطين الأسود المنتن .

« قاموس » .

الحماس : الفرات .

الحمام : الموت ، الحمام تقدير الموت ، حم الشيء قدر فهو محموم ، ومحم أي مقدر ، أحمّت الحاجة أي حانت ، وأحم الأمر أي دنا . « شمس العلوم » .

حمامه : أي طلبه .

الحمراء : العجم .

حمر : الشاة سلخها . « قاموس » .

الحمس : بالتحريك مصدر الشجاعة في الحرب ، الحماسة الشجاعة حمس :

الأشداء والشجعان .

حمّاس : جماعة ، الحمس لقب قريش وكنانة وجديلة ومن تابعهم في الجاهلية لتحمسهم وتصلبهم في دينهم أو لالتجاءهم بالحمساء وهي الكعبة الشريفة لأنّ حجرها ابيض إلى السواد .

« قاموس » ، والحمس : الصوت ، حمس اللحم أي قلاه ، حمس كفرح اشتد وصلب في الدين ، الحميس : الشديد .

« قاموس » .

الحمك : القملة ، والحمك النعامة ، والحمك النملة وهي الذرة .

الحمل : بالفتح والكسر ثمر الشجر ، وبالفتح ما في البطن من ولد ، أحمال جماعة ، والحمل بالكسر ما حمل .

الحمم : كصرد الفحم . « قاموس » ، حمّم امرأته أي متعها بالطلاق « صراح » . « أقرب الموارد » .

الحمو : اشتداد الحرّ .

الحمى : أمر محظور لا يقرب .

حواه : أي جمعه ، حاو : جامع

ص: 444

الحوار : الجواب .

الحواس : العيون .

الحواص : عود يخاط به .

الحوال : الحاجز . « قاموس » ، حوال الدهر : تغييره وصرفه .

الحور : النقصان ، حوّر أي بيّض ، حواري بالضم مشدد الواو ابيض وهو بيض من الطعام .

الحوس : الاختلاط .

الحوص : الخياطة .

الحوط : الحفظ .

الحوك : النسج ، والحوك : القدرة ، والحوك والحيك : وقوع شيء في القلب . « لوامع » .

الحول : السنة لأنها تحول أي تمضى ، الحذق وجودة النظر والقوة والقدرة على التصرف ، والرضيع الذي بلغ سنة من العمر ، يقال : حالت الدار وحال الغلام :

أتى عليها أحوال ، والغلام تحول من حال إلى حال والقوة صارت معوجة وتغير من الاستواء إلى العوج .

الحولاء : جمع حويل وهو الشاهد والكفيل .

الحوم : حام الطائر حول الماء ، وحام عليه دار به .

الدال

الداء : المرض العىّ .

داد الطعام : أي يقع فيه السوس .

الدارس : ممحي .

الداعر : فحل من الإبل ، والداعر :

المفسد ، دواعر جماعة .

دارك : أي تابع من المداركة .

داو : أي فاسد .

دحرصوا : بينوا .

الدحص : البحث والفحص .

الدحل : هوة تكون في الأرض وفي أسفل الأودية فيها ضيق .

الدحل : الخدّاع والمماكس عند البيع حتى يتمكن من حاجة ، دحلا : فرار .

« تاج الأسماء » .

الدحم : الطرد والابعاد والدفع كالدحور .

الدحو : البسط . دحو الأرض .

الدحور : الطرد والابعاد . « قاموس » .

الدد : بالتخفيف اللهو واللعب .

الدرء : الحجم .

الدرّ : خير كثير ، الدرّ اللبن ، والدرّ النفس ، إدرار جماعة .

الدرء : يقال درأته وداريته إذا دفعته ، ودارأته : دافعته ، درء درءا أو دروء أي خرج فجأة ، الدّرء : الأحقوق وهو شق الأرض

ص: 445

درار : جمع درّى .

درر الطريق : قصده ووسطه .

الدردور : الماء الذي يدور واسعا دافعا وموضع وسط البحر . « قاموس » ، في « تاج الأسماء » بمعنى البحر وهو المطلوب .

درس : المنزل دروسا إذا خربت ، درس اسمهم ورسمهم أي ذهب .

الدرك : التبعة وبالسكون قعر الشيء .

الدرمك : الطحين والخبز الأبيض « تاج الأسماء » .

الدّرور : السيلان والانصباب .

دروس : ذهاب الأثر .

الدرهام : كمحراب الدرهم . « قاموس » .

درى : النصرة ، ودرا مثل عصا أيضا .

الدس : الإخفاء ودفن الشيء تحت الشيء . « قاموس » ، دفن الشيء تحت التراب .

الدسار : خيط من ليف يشد به ألواح السفن .

الدسام : ما يسد به رأس القارورة .

الدسراء : السفينة .

الدسع : الدفع .

الدسم : الوسخ والدنس والقيح .

الدعر : الفساد ، والداعر : المفسد ، دعّار جمعه ، دعر : العود الذي يدخن ولا يتقد .

الدعس : الطعن بالرمح ، والدهس الحشو .

« صحاح » ، الدعس : الجماع .

الدّكّ : القرع .

الدكاس : النوم .

الدلاء : بالكسر جمع الدلو .

الدلس : بالتحريك الظلمة .

الدلك : الغروب ، والدلوك كذلك .

الدلوح : يقال سحابة دلوح أي كثير الماء .

الدلوع : الخروج . « قاموس » ، ودوالع الساعور شعلة النار ، التنور ، مقدّم النصارى في الطب ، الدلع : خروج اللسان من الفم لتعب أو ظمأ .

الدله : التحير ، والدلوة كذلك ، وذهاب الفؤاد من الهم ونحوه .

الدماء : الأصنام ، واحده دمية .

الدمار : الهلاك .

دمّ : القوم أهلكهم ، ودم : قيح .

دمدمه : أهلكه .

الدمدام : الإهلاك .

الدمس : شدة ظلام الليل ، دفن الشيء في التراب ، إخفاء الشيء وكتمانه ، دمسوا أي كتموا ودفنوا ، الدمس : الأمور العظام يقال : أمور دمس أي عظيم .

الدمور : الدخول من غير إذن .

الدوّ : البرّ والمفازة .

الدّوار : بالضم والفتح أشبه ، دوران يأخذ في الرّأس .

الدوال : الانقلاب .

الدوام : كغراب داء في الرّأس ، دوران

ص: 446

الرأس .

الدوح : الشجر .

دوّد الطعام : أي يقع فيه السوس .

الدوس : السحق بالرجل ، داس فلانا أذلّه .

الدوكس : العدد الكثير .

الدول : مثلثة جمع الدولة .

الدوم : شجر المقل والنبق وضخام الشجر . « قاموس » .

الدهاء : جودة الرأي . « لوامع » .

دهاه : أصابه بداهية وهي الأمر العظيم ، يقال : ما دهاك أي ما أصابك فجأة .

الدّهم : الخلق العدد الكثير ، الجماعة من الناس والجيش ، والكثير من كل شيء ، هجوم ، دهمه الأمر : غشيه .

دهدمه : هدمه وقلب بعضه على بعض .

الدهماء : الداهية دهماء النّاس جماعتهم وكثرتهم ، والدهماء : اسود اللون من الدهمة يقال : ناقة دهماء .

الدهواء : الشديدة .

دهوروا : أي جمعوا ، دهورة جمع الشيء يقال دهورت الشيء أي جمعته .

الرّاء

الراح : جمع الراحة وهي الكف ، والراح المدام .

الراحلة : مركب من الإبل ذكر كان أو أنثى ، الرواحل جماعة .

راع : أعجب وخاف وأخاف من الروع ، وراع زاد من الريع .

الراكح : المائل .

رام : طلب وقصد من الروم .

راه : أي دائم .

الرحراح : الواسع المنبسط ، يقال : عيش رحراح أي واسع .

الرحل : مركب الإبل رحال جمع . « تاج الأسماء » ، رحل : انتقل . « قاموس » .

الرحم : بالضم الرحمة ، الرّحم القرابة ، والرحم .

الرحول : الناقة ، والرحولة والرحول الصالحة لأن ترحل .

رد : بالكسر إرجاع .

ردء : رفيق ومصاحب ، أرداء جماعة .

الرداء : الزينة .

ردح : أقام ردحا من الدهر محركة أي طويلا . « قاموس » .

الردس : الرمي بالحجارة ، ردس القوم

ص: 447

أو الأرض دكه بشيء صلب عريض .

« قاموس » .

الردع : النهي ، والرادع : المانع .

الرس : البئر المطوية بالحجارة ، والرس بئر كانت لبقية ثمود . « صراح » .

الرسل : بالتحريك القطيع من الإبل والغنم ، رسل بالكسر التؤدة والرفق .

الرسم : الخط ، الراسم الكاتب العلامة ، التقليد ، رسوم جماعة .

الرسوّ : مشدد أو مخففا الثبوت ، رسا الشيء ثبت واستقر ، رسو السفن في البحر ، ومنه جبال راسيات وروّاسى .

« صراح » .

الرصّ : إحكام الشيء بعضه ببعض وضمه : « كأنه بنيان مرصوص » القرآن الكريم ، رصّصه ورصّه ألزق بعضه ببعض .

الرصد : الانتظار ، الراصد : الحافظ والمنتظر ، المراقب .

رصع : ركب ، رصعوا ركبوا ، رصّع الشيء :

ركّبه ، رصّعها حلّاها بالجواهر .

رطل : الشيء جرّ به ليعرف وزنه ، الراطل :

الوازن .

رعاء : بالكسر جمع راعى والرعاء مصدر من راعيته أي لاحظته محسنا إليه والأمر نظرت إلام يصير ؟ والنجوم راقبتها وانتظرت مغيبها . « قاموس » .

الرعاع : كسحاب الأحداث . « قاموس » ، والرعاع : السفلة . « تاج الأسماء » .

رعرع : أنبت ، رعرع الفارس دابته أي ركبها .

الرعراع : حسن الاعتدال ، ورعرع مثلها .

الرعس : الارتعاش .

الرّعل : الثياب الوحلة القطعة من الحيل ، والجمع الرعال .

الرعو : الكف عن الشيء ، الرعو والرعوة كفّ ورجع عن السوء وحسن رجوعه عنه ، والرعوة : حسن الرجوع .

الركوّ : وضع الحمل ، والرّكو : إلقاء الذنب على الغير ، مضاعفة حمل بعير ، يقال : ركا الحمل على البعير ضاعفه وركوت ذلك عليه ضاعفته .

الركام : السحاب المتراكم ، والركام الرمل المتراكم ، والركام الأرض .

الركح : بالضم ركن الجبل وناحيته المشرفة على الهواء ، وركح : اعتمد واستند اليه وأناب .

الركس : الرجس ، والركس : النكس ، ويقال : ركس الصدقة قلب .

ركع : أي انحنى ومنه الركوع

ص: 448

الركم : ركم الشيء من باب نصر إذا جمعه وألقى بعضها على بعض ، ركوم كذلك .

الركوح : الركود ركن وأناب .

الركود : السكون والثبات ، راكدا : ثابتا .

الرمّ : إصلاح البناء .

الرما : الرّبو .

رماد رمدد : كثير دقيق : « قاموس » .

الرمة : الخلق والبالي والعظم البالي والحبل البالي ، رمم ورمام وأيضا الرم ما على وجه الأرض من فتات الأشياء . « تاج الأسماء » .

الرمح : رفس الدابة بالرجل .

رمرك : اضطراب .

الرمس : المدفن والدفن .

الرّمكاء : الأرض العلياء ، تأنيث الأرمك .

الرمل : الحصور ، رمال جمع .

رملوها : نسجوها . المنسوج بالسعف .

الرموك : الإقامة بالمكان ، رمك : أقام .

رموه : أي شتموه .

الرواء : بالفتح والمد ماء عذب ، وماء روى كذلك بالكسر والقصر ، رواء بالضم والمد المنظر .

الروء : الفكر .

الروح : ملك من أعظم الملائكة خلقا ، والرّوح يعني الريح ، الرّوح بالتحريك سعة الأقدام . تباعد صدور القدمين .

روحا : متفرقة ، روحاء بالمد بلد .

رواح : وقت العشاء ، والرواح : الذهاب .

الرود : بالفتح الطلب ويقال : يمشي فلان على رود بالضم أي على مهل . « صراح » ، الرود : الذهاب والمجيء الرود : الشابة الحسنة طوافة في بيوت جاراتها ، السريعة الشباب .

الروط : بالضم النهر . معرب رود الفارسية .

الروع : بالفتح الاعجاب ، والروع :

الخوف ، روعوا : خافوا ، الروعاء :

الحسناء .

الروم : القصد والطلب .

رواهص : الأحجار المتراصّة ، المتراكمة بعضها على بعض .

الرهاط : متاع البيت .

الرّهص : بالكسر العرق . الأسفل من الحائط ، والرهص : عرق الجدار الأسفل .

رهكه : حبسه بين حجرين أو سحقه .

« قاموس » .

رهل : الرخو .

الرهمة : المطر الضعيف ، الجمع رهام جماعة .

رهوا : أي ساكنا على هبة .

الرهوك : استرخاء المفاصل

ص: 449

السين

ساد : قومه يسودهم سؤددا أي سيدهم .

ساده : خنقه .

ساس : من السياسة .

الساطر : الكاتب .

الساطع : الصبح .

الساع : جمع الساعة ساعا ساعة .

الساعل : الحلقوم والحلق .

الساعور : النار .

ساك : استعمل المسواك .

السام : الموت ، والسام : الذهب .

السامل : الساعي في صلاح المعاش .

السأو : النية .

سحاسح : جمع السحسحة وهي مساحة الدار .

السح : الصب والسيلان من فوق ، سح الماء أي سال ومنه السحا .

سحساح : مطر يصب صبا شديدا .

السحط : الذبح .

سحل : أي حك وقشر ، سحلت الدراهم فانسحلت أي املاست . « صراح » ، والسحل : الحكّ والتقشير . يقال : سحله أي نحته . « قاموس » .

سحماء : مؤنث أسحم وهو الأسود .

السّد : الحاجز .

السد : بالضم السحاب الأسود والدخان ، والسدود جماعة .

السداد : ما يشد به راس القارورة والاذن ، سدد قوم أي وقفه للسداد ، وسدوا اعلامهم أي صدّقوا بتبليغهم .

السدح : الذبح ، والسدح أن يصرعه ويضجعه على وجهه .

السدر : شجر في الجنة شجر النبق ، والسدر مرض من أمراض الرأس ، والسدر بالكسر التحير .

السدل : بالضم والكسر الستر ، وعقد من الجواهر . وسدل الشعر : ارخاءه .

سدم : الهول على شيء .

السدم : الندم والتلف .

السدو : الجانب والبحر .

السدوس : بالضم الطيلسان الأخضر .

السدول : جمع السديل وهو ما اسدل على الهودج . « صحاح » وبردها .

السر : الذكر ، وفرج المرأة ، والجماع ، وما يكتم ، والنكاح ، والزنا . « قاموس » .

السراح : الطلاق ، والسراح أيضا جمع السرحان .

السرار : الاختفاء .

السرح : شجر عظام طوال ، سرحت فلانا إلى موضع كذا أي أرسلته .

السرد : جودة سياق الحديث ، والسرد

ص: 450

نسبح الدرع بإتقان ، والتتابع في عمل .

السّرسام : داء .

السرط : البلع ، سرطه : ابتلعه . « قاموس » .

السّرم : مخرج وهو طرف المعاء المستقيم ، والجمع اسرم . « صحاح » .

السرو : ذا مروءة وسخاء وسيادة .

سرهد : الصبي أحسن غذاءه وأحسن تربيته .

السطاع : العمود ، والسطاع ككتاب الجمل الطويل الضخم . « قاموس » .

السطام : بالكسر حدّ السيف ، والسّطام بالكسر المسعار . « قاموس » .

سطر : ألّف يعني تلفيق أمور لم يكن لها أصل . تلفيق . « تاج المصادر » ، وسطر :

كتب ، والسطر : الصف من الشيء .

السطو : الأخذ بالقهر والبطش ، ويقال سطاه اللّه قهره بالبطش ، سطا أي علا .

السطور : الخط . « قاموس » .

سطوع : المسلك وضوح الطريق .

السعار والسعر : الجوع وأيضا حر النار ، السعر : اللهب ، سعر : إيقاد النار ، وإشعال نار الحرب ، يقال : سعرت النار والحرب هجتها أي ألهبتها . والسعر : القيمة .

سعسع : أدبر يقال سعسع الليل إذا أدبر .

السعود : النجوم ، يقال احكام سعود أي نجوم .

السعور والسعار : الخشب الذي تسعر به النار .

السعواء : ساعة من يوم القيامة .

السك : نوع من الطيب يتخذ من المسك ، والسك أيضا مسامير الحديد ومسمار .

سكاك : الهواء الملاقي عنان السماء مثله السمهى .

السكور : سكون الريح ، وليلة ساكرة أي ساكنة .

السل : الإخراج بالرفق وانتزاع الشيء .

« قاموس » .

السلاح : بالضم النجو ، والنجو ما يخرج من البطن . « لوامع » .

السلال : جمع سلة يوضع الطعام فيها .

السلام : بالكسر الأحجار ، واحده سلمة كقرحة . « قاموس » . سلاميات بالضم وفتح الميم عظام الأصابع في اليد والقدم .

« صراح » .

السلط : الشديد .

السلع : الغور في الباطل . « صراح » ، وأسلع : جبل بالمدينة . « صحاح » ، والسلع بالكسر غار . « قاموس » .

السلك : بالكسر خيط يخاط به ، والسلك بالفتح إدخال شيء في شيء . « صراح » ، سلك صفوف .

السلم : السلام والصلح

ص: 451

السلو : الاستراحة عن الشيء والغفلة .

السّم : بالفتح الفتحة ، الشق ، الثقب ، ومنه سم الخياط ، سم بالضم والفتح الثقب ، ومسام الجسد ، سمام جماعة سموم الإنسان وسمامه . « صحاح » ، والسم :

الصلح بين شخصين ، التوجه والقصد ، اسم الشيء : أصلحه .

السماء : بالضم جمع السّماء .

السمام : والسمامة الناقة ، والسّمام بالفتح ضرب من الطير .

السماط : الصنف من الناس ومن النحل ، السماط : الجانب ، والسماط من الطعام ما يمد عليه .

السماكان : كوكبان نيران الأغزل وهو من منازل القمر ، وسماك الرامح وليس من المنازل . « صحاح » .

سمح : كريم جواد عفو .

السمحاء : الملة السهلة ، الشريعة السمحة .

السمد : السرمد .

السمدود : نعاس العين من أثر السكر .

السمر : محركة ، الليل وحديثه ، السّامر اسم الجمع ، مجلس السمّار ، سمر : شجر من العضاه . « تاج الأسماء » . السّمر بالسكون السمل : فقء العين .

السمراء : الحنطة .

السمسار : مصلح ومالك . « قاموس » .

والسمسار : القيم .

السمسام : خفيف السير .

سمسم : من الحبوب .

السمط : سلك اللؤلؤ ، خيط النظم ، سيور تعلق من السرج . « تاج الأسماء » ، وسمط القوم صفهم .

السمع : بالكسر ولد الذئب ، وذكر الجميل .

السمل : سمل العين فقأها .

السمو : الخروج للصيد ، السماة الصيادون ، سما : خرج ، السمو : العلو .

السمود : التكبر والغناء ، سمد : رفع رأسه تكبرا ، سامد : متكبر ، والسمود : الحزن والسرور .

السموك : الارتفاع ، سامك : مرتفع .

السموم : الخصوص ، ساما خاصا ، سام الوداد خاصه يقال : سم النعمة أي خصّها .

السوءاء : ضد الحسناء . « لوامع » ، السّواء الفرج والفاحشة . « قاموس » .

سورا : شخص .

السوار : ككتاب وغراب هو القلب ، والجمع السور والسوار .

السواعد : مجاري الماء إلى النهر والبحر .

« قاموس » .

السوام : سامه هو جسده « مهذب الأسماء » ، سوام : خواص

ص: 452

السوداء : القبيحة .

السؤدد : الرئاسة والسيادة .

السور : الأخذ بالغلبة ، سوار : وثاب ، سار له أي : وثب عليه .

السوس : الطبيعة ، والسوس : الدود .

السوط : الضّرب بالسوط ، أسواط جماعة ، والسوط الخلط ساط أي خلط ، سوّطوه ، خلطوه .

سوّلوا : زينوا .

السوم : الإبل الراعية التي لا تعلف في العطن ، العذاب والشر ، وتعيين الثمن .

« تاج المصادر » .

السهاد : الأرق ، سهدهم : أيقظهم .

السهال : التسامح والمساهلة .

السهام : بالضم النفير والظلام ، والسهام بالفتح حر السموم .

سهل مهد : أي حسن . « قاموس » .

سهك : الرائحة الكريهة .

سهل : الأرض الطرية . سهال جماعة .

سهو : السكون واللين ، والسهواء كذلك .

الصاد

الصاد : النحاس .

صار : قاطع .

صاع : كيل مكيال ، اصؤع بالهمزة جماعة وبالواو أيضا ، صواع بالضم الصاع وقدح كبير يشرب فيه الخمر ، والصاع أربعة امداد .

الصحح والصحصحة والصحاح : ما استوى من الأرض ، الصحاصح جماعة وهي الأمكنة المستوية ، والصحاصح الأباطيل والزخارف ، وصحصح أي تبين .

الصحو : الانتباه ، صحا : انتبه .

الصد : الصرف ، والصد : الحبل ، أصداد :

أحبال .

الصدا : طائر من البوميات كنيته « أم السهر » ، صداء الحديد علاه الطبع والوسخ . « قاموس » .

صدارا : أي مصادرة على المطلوب .

الصدح : الصوت .

صدده : بفتحتين أي عنده وقريبه .

صدر : أي رجع صدر ، وصدرة والصدار ، الصدرية . « صراح » .

صدع : أي أظهر ، وصدع أي أشرق ، الصادع : المشرق ، والصادع :

ص: 453

الفالق ، الصدع : البيان ، والصدع هو الشّق بين الشيء ، صدوع جماعه . « لوامع » .

الصدم : القرع ، والصدم : ضرب الشيء الصلب بشيء مثله « قاموس » . الصدمة :

الشديدة « صحاح » .

الصدود : الإعراض ، صدّ : أي أعرض ، صادّ : معرض ، صاداه : ساتره وعارضه .

الصر : البرد الشديد أي شدته وبرد يضرب النبات والحرث . « صحاح » والصر : العزيمة والجد .

الصراح : بالضم ، الخالص صرّاح بالضم والتشديد خالصين ، والصراح بالفتح المواجهة يقال : كلّمته صراحا أي مواجهة .

الصّراد : بالضم والتشديد غيم رقيق لا ماء فيه .

صرّح : بالضم والتشديد أي بيّن ، صرّحوا :

بينوا .

الصرح : القصر وكل بناء عال ، والجمع صروح وصراح « لوامع » .

الصردح والصرداح : كجعفر وكسرداب المكان المستوي ، صرادح جماعة .

الصرد : البرد ، والصرد بالضم طائر ضخيم الرأس يصطاد العصافير ، هو أوّل طائر صام للّه تعالى وهو طائر أبقع أبيض البطن ضخم الرأس والمنقار ، له مخلب يصطاد العصافير ، ويكنى بأبي كثير وهو مما يتشاءم به من الطير .

صرد : نفذ حكمه ، صارد أي نافذ .

الصرع : النوع ، والصروع الأنواع والشقوق والضروب والأقسام ، والصرع : علة تمنع الأعضاء النفسية عن أعماله منعا غير تام ، الصرع : الطرح . « تاج الأسماء » . صرعه أي أضجعه على الأرض .

الصرعان : الغداة والعشي .

الصرم : القطع ، والصرم : القصد ، والصرم الجلد معرّب چرم . اصرام جمعه .

الصرماء : الصحراء الجرداء لا ماء فيها .

« تاج الأسماء » .

صرى : قطع يقال صرى بوله صريا إذا قطعه ، صار أي قاطع .

الصعد : جمع الصعيد وهو التراب ، الصعد بالحركة شديد . « قاموس » .

الصعداء : التنفس الطويل .

صعّر : خده تصعيرا وصاعره وأصعره يعنى رفع خده كبرا وغرورا .

صعصع : تفرق وتفريق ، الصعصعة :

التفريق . « قاموس » .

الصعلوك : الفقير والمسكين ، صعلكه أي جعله فقيرا

ص: 454

صك : أي تحاكت الاقدام . « صراح » صكّه ، شكّه ، تصاكت الرّكب تحاكت .

الصكمة : الصدمة الشديدة ، الصكم الدفع .

الصل : بالكسر الحية والتي لا تؤثّر فيها الرقية . « صراح » . صل : المختلط بالتراب .

ومنه الصلصال : الحمار المصوت ، الطين الحرّ خلط بالرمل وقيل الطين ما لم يجعل خزفا ولا يصلصل من يبسه ويقال الصلصال المنتن . « تاج الأسماء » . وصل أي صوت مصدره الصليل معناه صوت وقع الحديد بعضه على بعض ، صوت وقع السيف مطلقا . « تاج المصادر » .

صلاصل : الأصوات .

الصلاء : المقاساة والمعاناة والمشقة ، ومنه صال يعني مبتلا ، والصلا : الوقود وقيل النار للشواء ، وهو بالياء .

الصّلاح : بالكسر اسم مكة زادها اللّه شرفا .

الصلد : الحجر ، صلد الزند إذا صوت ولم يخرج نارا . « صحاح » .

الصلصل : الفاختة .

الصلم : قطع الاذن والاستيصال .

الصمّ : الضرب والصّمّ الشديد .

الصماح : الشدة والفقر .

الصمارح : الخالص من كل شيء والميم زائدة . « صراح » .

صمام : بالفتح والكسر قارورة محكمة الرأس ، سداد القارورة . « صراح » .

صمد : أي قصد .

الصمصام : السيف .

الصمول : اليبس والصلابة . « تاج الأسماء » .

الصامل : اليابس .

الصواكم : النوائب والحوادث والشدائد .

« قاموس » .

صور : الميل والرغبة ، صور كفرح مال .

صوع : التّفريق ، صاعوا أي افترقوا .

الصهاء : الغدير . « صراح » .

والصحاء : المنابع ، الواحد صهوة .

« صحاح » .

صهد : كمنع ، صخد وصخدته الشمس أحرقته . « قاموس » . الصهد والصهود شدة الحر . صهده : أحرقه

ص: 455

الطاء

الطأطاء : خفض الرأس .

طاح : هلك .

طاد : كأس .

طارد : أبعده ، نحّاه من المطاردة .

طامه : اللّه على الخير أي جبله .

الطاوس : طائر ، والجميل من الرجال ، والفضة . والأرض المخضرة فيها كل ضرب من النبت .

الطحاء : السحاب . « قاموس » . والطحاء :

الطباخ .

طحطحكم : أي كسركم كسرا كاملا .

الطحور : السريع .

الطرّ : الشق والقطع ، طر النبت طرورا نبت . طرّها : نبتها .

طرّا : جميعا .

الطرد : الإبعاد ، طردا : ابعادا .

الطرّة : طرف كل شيء وكان لها شعبة ، وجمعه طرر وطرار أي أطراف ، طرّت يده سقطت .

طرح : كفرح تنعم تنعما واسعا . طرح أي بعد ، طرحوه : أبعدوه .

الطرس : الكتاب .

طرسموا : أي أطرقوا .

طرمح : البناء طوّله . « قاموس » .

الطرمساء : الظلمة وتراكمها . « قاموس » .

الطرء : بضمتين جاء من بلد أو مكان بعيد ، وطرء كذلك .

الطروح : المكان البعيد .

الطسل : ضوء السراب واضطرابه .

الطعم : بالضم ما يؤكل .

الطلح : بالتحريك النعمة ، والطلح :

الإعياء ، طلح : شجر الموز . « تاج الأسماء » .

الطلاح : الفساد .

الطلس : كالطرس . المكتوب ، الكتاب .

الطلع : المقدار ، طلعه : مقداره . « قاموس » .

طلع : الطلع من النخيل ما يخرج كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود .

( متن اللغة ) . برعم . نوّار . طلعوا أي علوا .

الطلل : الجسد . الشخص .

الطمّ : البحر ، اطمام جماعة ، طم : غمس ، والطم : التكديس .

طماء : الماء إذا ارتفع وملأ النهر .

الطماح : الجماع .

الطمس : المحو .

الطمطم : عجمة في اللسان . « قاموس » .

الطموح : الارتفاع . ارتفع ونظر يقال طمح بصره اليه أي ارتفع وكل مرتفع فهو طامح .

الطود : الجبل العظيم .

الطوس : القمر .

الطوط : الحية ، والطوط : القطن

ص: 456

الطول : الغلبة والقدرة ، الطول : الفضل .

الطهاء : ممدود أو هو السحاب المرتفع .

طهره : أبعده ، طهره كمنعه بعّده .

« قاموس » .

طهس : في الأرض كمنع رحل فيها راسخا ، وما أدري أين طهس وطهس به ذهب به .

الطهو : طبخ اللحم . الطبخ .

العين

العاد : جمع العادة ، وعادة أي صار عادة له .

العادل : هو المشرك الذي يشرك به .

العدّال جمعه . « صحاح » انك لساقط عادل : أي مشرك .

عاركوا : حاربوا .

العاصد : لاوي العنق .

عاطس : ما استقبلك من أمامك من الظباء ، عطّاس جمعه . « قاموس » ، عطسهم : استقبلهم . أيضا ، العطاس :

الصبح .

العاطل : الخالي .

عال : الأمر اشتد وتفاقم أي عظم ، عال :

ناح ، وعال : اتفق .

عالوا : افتقروا من العالة بمعنى الفقر .

العام : جمع عامة وهي الحزمة أو هي عيدان مشدودة تركب في البحر ويعبر عليها في النهر ، حجري السفينة في الماء .

والعام : السنة .

عامر : بمعنى معمور ، مثل ماء دافق أي مدفوق .

عاوده : أي جعله من عادته . « قاموس » .

العداء : بالفتح والمد منتهى الظلم والعدوان . العدول عن الأمر وتركه ، والعداء بالكسر الصفح

ص: 457

العدد : جمع العدة وهي ما أعد لحوادث الدهر .

العد : بالكسر الكثرة في الشيء ، والماء الذي لا ينقطع كماء العين . « صحاح » ، والعدّ : الندّ والقرن . « قاموس » .

عدس : خدم ، عدسهم : خدمهم ، العدّاس : الخدام ، وعداس اسم غلام عجمي لبعض ثقيف .

العدل : المثل والجمع ، أعدال ، والعدل :

التسوية ، والعدل بالكسر الجزاء .

العدو : الإغاثة ، والعدو : الشديد .

العدول : الكفر .

العدوي : طلبك إلى وال ليعديك على من ظلمك أي ينتقم منه وهي اسم بمعنى المعونة والاستعانة .

عرّ : الجرب ، عرّت الإبل جربت .

عرا : مقصورا الساحة ، فسحة الدار ، الفناء .

عراه : غشيه .

العرى : جمع عروة يعنى المقبض . من الدلو والكوز اذنهما ، ومن الثوب أخت زرّه « تاج الأسماء » .

العرار : القصاص .

العراص : بالكسر جمع عرصه الفناء ، وفسحة الدار : الساحة « صراح » .

العرام : الجيش وكثرته .

عرد : فرّ وهرب ، وعرد ارتفع وبعد .

العردام : العود الذي فيه الشماريخ « صحاح وصراح » .

العرس : بضمتين الرجال ، العرس بالكسر المرأة .

عرّسوا : نزلوا في آخر الليل .

عرطس : تنحى ، العرطسة تنحى عن القوم وذل عن منازعتهم ، لغة في عرطزة .

التّحرّف والتّحيّز في القتال .

العرك : الصوت . « قاموس » ، بالتحريك أيضا الذين يصيدون السمك انهماكا وربان السفن « صراح » ، والعرك : الحيض عرك المرأة عركا وعراكا حاضت .

« قاموس » .

العرمرم : الجيش الكثير .

العرمس : الصخرة الكبيرة . « صراح » ، والعرمس : الناقة الصلبة .

العرو : بالكسر الخلو يقال : أنا عرو منه :

خال منه ، فلان عرو من الذنوب : برئ منها . عرو أمر أصابه ، وعرض له : غشاه الضيف . « صراح » .

العروك : الحيض .

عسا : الجراد أيضا ، وعيسى وعسا بالقصر البلح أصله بالياء .

العسر : مشكل صعب .

العسم : الاكتساب .

العسور : لا ولد له .

عصام : من الدلو والقربة والأدوات ، حبل

ص: 458

يشد فتحمل به ، ومن الوعاء عروة .

عصد : أي مات .

العصر : الغبار ، عصر اللجوء وملجأ .

« صراح » .

العصعص : بضمتين عجب الذنب .

« قاموس » يعنى عظم بين الأليتين .

عصمه : الطعام أي منعه من الجوع .

العصو : الضرب .

عصواد : يقال رجل عصواد وامرأة عصوادة بالكسر والضم عسر شديد ، وهم في عصواد أي في أمر عظيم .

العطّ : الشق طولا وعرضا ، والعط : الغلبة .

العطر : الطيب .

العطاس : طلوع الفجر .

العطل : الجسد . الحسنة العطل : تامة الجسم .

عطلهم : خلوّهم .

عطلت : المرأة عطلا ، إذا لم يكن عليها حلي ، وامرأة عاطل : لا قلادة عليها .

« لوامع » .

العطو : الأخذ .

العكالد : الغليظ . « قاموس » .

العكام : الخيط الذي يعكم ويشد به ، عكمت المتاع أي شددته . « قاموس » ، ما يشد به من حبل أو خيط .

العكركر : اللبن الغليظ .

العكس : الظلّ .

العكل : عكله حبسه .

العكم : الانتظار .

العكر : درديّ الزيت ودردي كل شيء .

« قاموس » ، والعكر : الميل ، الكرة بعد الفرار . التّحيّز أو التحرّف والعودة إلى القتال . « صراح » .

العلّ : النحيف الرقيق الجسم المسن .

العلال : جمع عليل .

العلّام : بالضم والتشديد الحناء . « صراح » .

علدا : صلبا .

العلس : الشرب .

العلك : الصمغ ، علك علكه : مضغه .

العلكم : الشديد القوي من الإبل وغيرها ، وكذلك العلكوم . « لوامع » .

عله : بفتحتين التحير والتردد والحرص .

« » ، والعلة : الشديد الانهماك « لوامع » .

العلهمّ : كجرد حل الضخيم العظيم من الإبل . « قاموس » .

العماء : السحاب الرقيق .

العماعم : الجماعات المتفرقة .

العمد : جمع العمود معروف ، والعمد جمع العماد وهو الأسطوانة .

عمدا : قصدا .

عمّار : جعل منزلة آهلا ، الكثير الصلاة والصيام ، القوى الايمان الرجل يجمع أهل بيته على أدب شريعة اللّه

ص: 459

العماس : الحرب .

العمس : تعسف الأشياء جهلا ، والحلف على غير الحق ، وأن ترى أنك لا تعرف الأمر وأنت تعرفه ، عموس كذلك .

« قاموس » .

العمم : بالفتح التام . « لوامع » ، والعمم :

الاجتماع ، والعمم ككتب جمع عميم وهو كل ما اجتمع وكثر .

العمو : الضلالة عن الهدى والغواية .

« لوامع » .

العمود : العظام .

العموس : المظلم ، وبمعنى العمس المذكور أيضا .

العمة : محركة التحير في الضلال والتردد ، والعمّة : المتحيّرون ، الحيارى .

لعوّا : بالتشديد الكلب النبّاح .

العوار : العيب ، العوار : الضعيف الجبان .

العواسر : العلل العاسرة .

العوّام : السابحين ، الفرس السابح في جريه .

العوامل : كناية عن الأيدي .

العواور : جمع العوّار وهو الحيّال وقياسه العوارير .

العود : النفع ، العوّاد : النفّاع ، والعود أيضا الطريق القديم والسؤدد يقال سؤدد ، عود أي قديم ، والعود : الرجوع ، العواد :

الرجّاع .

العود : الخشب .

عوراء : بالضم والفتح عيب .

عوره : صرفه .

العوس : القمر وضرب من الغنم .

عوص : صعب ، عوصاء عويص .

العول والعولة : رفع الصوت بالبكاء .

« صحاح » ، والعول والعويل : الصوت المؤلم ، والعول : الميل والاعتماد ، عوّل عليه معوّلا اتكل واعتمد من التعويل معناه الاستعانة بالآخرين والعول عليهم ، والاسم عول كعنب . « قاموس » .

العوام : السباحة .

عوّه : تأخّر ، وكل من احتبس في مكان فقد عوّه .

العهر : الزنا

ص: 460

الكاف

الكأداء : الشدة . الظلم . الخوف . الهول .

كاو : من الكي . كوّاه كيّا : أحرق جلده .

الكحط : القحط . الجدب .

الكدّ : الشدة في العمل .

الكداء : اسم لعرفات .

الكدح : السعي في العمل .

الكدس : ما يجمع من الدراهم ، جمعه أكداس الحب المحصود المجموع .

كرّ : بالفتح أي رجع ، كر ، رجوع .

الكرى : النوم .

الكراع : اسم لجمع الخيل .

الكرد : العنق والجيب من الثوب .

الكردح : بالكسر العجوز . « صراح » .

كردسه : أوثقه جمع يديه ورجليه .

الكردوس : القطعة ، الكتيبة ، العضو من الإنسان .

كرع : كرع في الماء أو في الإناء تناوله بفيه من موضعه . « قاموس » .

الكركم : الزعفران . نبت يشبه الزعفران .

الكرم : القلادة من ذهب أو فضة أو شيء يصاغ في القلادة من فضة تلبسه نساء العرب ، الجمع كرم وكروم ، والكرم قد جاء بمعنى الطريق الواضح .

كساها : تبعها .

الكسار : ما تكسر من الشيء .

الكسح : كنس الدار ، كسحت البيت أي كنسته .

كسحا : عرجا .

كسد : كساد إذا لم يرج . فسد .

كسر : الطائر جناحيه إذا ضمهما وجمعهما .

كسوء : كل شيء مؤخره ، أو مؤخّر العجز .

والجمع أكساء .

الكسو : السوق ، كساء الدابة ساقها .

« قاموس » .

كسى : كرضي لبس الكسوة ، كساه ألبسه .

« قاموس » .

الكعم : كعم البعير ، شدّ فاه ، وكعم المرأة كعما وكعوما أي قبلها .

الكعوع : الجبن والضعيف .

الكلّ : الإعياء ، يقال كلّ الطرف واللسان ، الكلّ بالفتح والكلال الاعياء . « قاموس » .

الكلاء : التأخر ، كلاء الدّين تأخّر ، الكلاء :

النجم وهي النبات التي لا ساق لها .

العشب .

الكلاح : العبوسة ، الكالح : العابس والغالب ، والكلوح : العبوس ، والكلاح بالضم : السنة المجدبة ضد المخصبة .

« صحاح » .

الكلال : جمع الكليل .

الكلام : الجرح ، كلاما خطابا .

كلس : بالكسر النورة لإزالة الشعر ، كلله

ص: 461

أي ألبس له ، الإكليل : التاج .

الكلمح : بالكسر التراب . « قاموس » .

الكم : بالكسر وعاء الطلع ، كمّها . كماه ستره . كامّ اسم الفاعل .

الكمد : بالتحريك وبالفتح الحزن الشديد ، ومرض القلب .

الكمع : بالكسر المضاجعة ، الكماع :

المضاجعة في ثوب واحد .

الكوح : الغلبة .

الكوالح : قبائح . « صراح » .

الكور : الزيادة ، وكور : مجمرة الحدّاد .

الكير ، الجمع ، كيرة ، كيران .

الكوع والكاع : طرف الزند الذي هو الإبهام ، أكوع جماعة .

كوم : بالضم القطيع من الإبل .

الكوماء : الناقة .

الكهام : كسحاب الكليل عىّ بطيء اللسان .

الكهداء : الأمة يعنى الجارية .

الكهر : القهر .

اللام

اللّام : الشخص ، لام الإنسان : شخصه .

لاءم : وافق وأصبح ملائما ، من الملاءمة .

اللاحوس : المشئوم ، « قاموس » .

اللأواء : واللاء الشدة . « قاموس » .

لا وهم : اى لا بد .

اللحّ : واصل لاحق النسب ، لحا نسبا .

« صحاح » .

اللحاء : القشر ، وقولهم لحاه اللّه أي قبحه ولعنه ، لحاهم : لحيتهم .

اللحك : التصفيق ، لحك الشيء بالشيء شدّه التأمه وألزقه به ، لو حك فقار ظهره أي دخل بعضها في بعض .

اللد : التحير والخصومة .

اللدد : الخصومة .

اللدم : الضرب بشيء ثقيل يسمع وقعه ، لدم أي ضرب .

اللّسد : ولسد رضع جميع ما في الضرع .

اللسوم : اللزوم ، اللاسم : اللازم .

اللطو : الكم .

لطو : أي جحد ، والططت بحقه إذا جحدته .

اللطس : الضرب ، واللطس وأيضا : الدق الشديد والوطء الشديد .

اللطم : ضرب الخد بالكف مفتوحة أو بباطن كفه

ص: 462

لعا : يقال للعاثر لعا لك عاليا دعاء له .

اللعاع : جرعة من شراب . « قاموس » ، واللعاع : نبت ناعم في أول ما يبدو .

« صحاح » .

اللكم : الضرب باليد بجمع الكف ، واللكم : الوكز وهو الدفع والطعن والضرب بجمع الكف .

لمّ : أي جمع ، لامّ جامع ، لمّهم جمعهم جمع لمّة وأيضا الجماع .

لماما : أحيانا ، ولمام بالكسر بمعنى الغيب . « قاموس » ، ولما أيضا جمع لمة بمعنى شعر الطفل . « تاج الأسماء » .

لمك : والد نوح عليه السلام ، لامك : جدّه .

لمكاء : اسم رجل من النصارى .

اللمم : محركة المجنون . « قاموس » ، واللمم : الصغير من كل شيء .

لوّح : احماء ، لوحت الشيء بالنار أي أحميته . « صحاح » .

اللوع : حرقة القلب من العشق .

اللوم : العتب والخوف .

لوى : الرجل رأسه ، وألوى برأسه أمال وأعرض ، لووا مساحلهم أي أحالوا .

لواه : أي جفاه لوا - أيضا - المحنة الشديدة .

لوا : أي اختار وآثر ، ولويته عليه آثرته عليه ، ولووا أي استأثروا .

لهى : عنه غفل وترك ذكره لهيت عن الشيء بالكسر إذا سلوت عنه وتركت ذكره ، لاه عنه أي غافل تارك ذكره .

اللهاء : المقدار .

اللهام : كغراب الجيش العظيم .

لهده : أثقله ولهده دفعه ، ألهد : حار .

اللّهم : السرط يعنى الابتلاع ، لهمه ابتلعه مرة . « قاموس » . بمعنى التقمه .

لهو : اللعب

ص: 463

الميم

ماء السّماء : لقب عامر ابن حارث الازديّ .

مار : مار بين القوم اندس واغرى بهم .

الماس : رجل ماس أي لا ينفع فيه العتاب ، وقيل خفيف طائش . مفسد .

المأسور : المخلوق والمحبوس .

الماسل : السائل من السيلان .

ماع : دأب .

الماكر : المنبت والمزرع .

مالوهم : أي نهوا عن مساعدتهم إياهم .

المالس : الخائن .

مالك ومالكه : بضم اللام فيهما الرسالة .

مأوله : مفسره .

مأهول : مأنوس .

المح : بالضم خالص كل شيء وصفرة البيض أو ما في البيض كله .

محا : سلاله .

المحاح : الكذاب والمحقّر .

المحاداة : المخالفة .

المحاص : المجالس .

المحال : المكر والكيد ، محلهم : مكرهم ، والمحال : الملجأ .

المحاولة : المطالبة .

المحد : العرش .

المحدد : المعتد .

المحدود : المنسوخ .

المحرد : المعوج .

المحسر : بكسر السين موضع في منى .

المحسوس : المشوي ، حسست اللحم إذا جعلته على الجمرة .

المحسول : المرذول والمنسوخ ، الخسيس : كل شيء تافه غير نافع .

المحص : الخالص ، والمحص : الاختيار .

المحصص : المبين الواضح .

المحطوم : النحل .

المحط : المنزل .

المحل : النفاق يقال أهل المحل أي أهل النفاق ، والمحل : الجدب والقحط .

المحم : القريب ، ومحما : مقدرا مقضيا .

المحور : المنقوص .

المحول : المنسوخ .

المد : مكيال وهو ثلث ورطل عند أهل الحجاز ، ورطلان عند أهل العراق ، أمداد جمعه .

المد : السيل وكثرة الماء .

المدارك : اتبع بعضه على بعض ، ومنه دارك ودوركوا مدارك : تتابع .

المدالسة : الخيانة ، والمدالس : الخائن .

المدام : الخمر .

المدحو : المبسوط ، دحو الأرض .

المدرار : كثير الدر ، مطر مدارا أي كثير الدر

ص: 464

المدرس : الكتاب ، المدارس لليهود كالمدرسة لأهل الإسلام .

المدرع والمدرعة : ثوب لا يكون إلا من الصوف .

مدروس : مجنون .

المدره : زعيم القوم ورئيسهم والمتكلم عنهم ، مداره جمعه ، مدارها : كفيلا .

المدعس : بالفتح كمدخر مختبز القوم في البادية . المخبز . « صراح » . والمدعس :

الكسر الرمح .

مدعس : المقتول .

مدلس : مكتوم العيب .

المدموس : المستور .

المدى : الغاية ، النهاية .

المرء : الإنسان أو الرجل ، وضم الميم لغة فيه ، وهما مرءان ولا يجمع على لفظه ، وبعضهم يقولون مرءون .

مراى : منظر .

مرأى : حسن المرأى والمنظر ، مراه حقه : جحده كذا في الصحاح ، مروا :

جحدوا ، مراء صار مريا : أصبح لطيفا ومرغوبا فيه .

المراح : محل عقل الإبل .

المراد : قبيلة المرادة الحنث .

المراهص : المراتب .

المرح : بالتحريك مرحوا مرحا : فرحوا فرحا والمراد التكبر .

المرد والمراد : بالفتح العنق .

المرداس : الحجر .

مردم : مرقع ، ثوب مردم : الثوب الخلق .

مرسوا : أي استعملوا ، مرس يده بالمنديل مسحها .

المرسس : الكتاب المجلّد . « تاج الأسماء » .

المرسال : جمع مرسل ، الإبل السريع السير .

المرصد : مكان الارصاد ، مراصد جماعة .

المرط : الكساء ، العباءة ، والمرط : للرجل برد فيه تصاوير . المرط بالفتح نتف الشعر . بضمتين سهم لا ريش عليه .

المرعرع : المركوب أو الراكب .

المركل : الرجل والحافر ، مراكل جماعة والحافر مراكل الدابة .

المركو : المتضاعف .

المركوم : المجتمع .

المرمس : القبر المرموس المدفون .

مروّ : مفكر .

مروح : منتن .

المرود : ما يكتحل به .

مرود : السير برفق وسهولة .

المرهوك : ضعيف مضطرب ، الماء المرهوك : المتموج المضطرب .

المس : الجنون والجماع .

المسا : المغرب

ص: 465

المساد : القوام .

مسارّا : مناجيا .

المساعد : الشافع والمساعد : المشفوع ، مساعدا : مرافقا .

المسام : المنافذ مسام الجسد : ثقبه .

مسامكها : أي محال ارتفاعها وصعودها .

مساهم : مطلوب ومراد أي المقترع عليه « تاج الأسماء » .

المسحل : اللسان ، والمسحل حلقتان على شكيم اللجام ، اللجام مسحل :

غطف عنان فرسه .

المسد : حبل من ليف امساد جماعة .

« تاج الأسماء » ، مسده أي فتله .

المسدد : المقوم .

المرس : القراطيس المكتوبة ، المكتوبة عليها .

مسطر : مؤلف الأساطير ، الذي يأتي بأحاديث تشبه الباطل ، الذي يزخرف الأقاويل وينمقها مصدره التسطير وأيضا بمعنى الكتابة .

مسطعه : ظهوره .

المسعار : الخشب الذي يسعر به النار .

المسعر : مهيج الحرب وموقد النار ، والمسعر : هو ما يوقد به النار الحطب وغيره ، المساعر جمعه ، مسعر : موقد وكورة الحداد .

المسك : الجلد ، مسوك جماعة .

مسل : الماء وهو جمع مسل ومسيل .

مسلم : مقدم .

مسلو : بالضم فارغ البال غير مهتم .

المسمار : المسمار الحديدى .

المسماس : بالكسر المسمسة وهي اختلاط الأمر والتباسه . « قاموس » .

مسوح : جمع مسح البساط من الشّعر .

المسوط : المخلوط .

المسوطر والمسطر : الرقيب .

المسهم : المخطط .

المصاص : خالص كل شيء . « الصحاح » .

مصام ، المصامعة : المقابلة .

مصح : انقطع وذهب .

مصحام : اصفر اللون .

المصد : الجماع .

المصدور : من له وجع الصدر .

مصروحا : مبنيا .

المصرح : السقوط عند الموت « لوامع » ، مصارع جماعة .

المصطع : البليغ والفصيح .

المصع : الضرب بالسيف أو السوط ، ماصعوا : قاتلوا . « قاموس » ، موصع : قوتل ومصع أيضا اهتزاز السيف والذّنب .

المصعد : المنبر .

المصعصع : المتفرق .

المصل : الجرح

ص: 466

المصمد : المقصود ، مصامد : مقاصد .

المصوح : الذهاب ، مصح مصوحا : ذهب وانقطع ، مصوح : جاف . يابس .

المصول : القلة ، الماصل القليل .

المصومد : الغليظ .

المط : المد .

المطا : الظهر ، والجمع الامطاء ، مطا :

صاحب وصديق . « قاموس » .

مطاوعا : موافقا .

المطحرم : المملو .

المطحطح : الذي بدده وشرّده الدهر .

المطرّ : المدل ، غضب مطرّ : الغضب في غير مورده ، وجاء فلان مطرّا أي متحيرا .

المطل : الامهال ، مطلّ الحديد : دقّه ومدّه ليطول ، مطل : مشرف .

المطّلع : وهو من الإشراف إلى انحدار وفي الحديث هو من هول المطّلع شبه ما أشرف عليه من الأمر الآخرة بذلك .

مطمحه : غرضه .

مطموس : مدفون .

المطو : مصاحب ، مطاء جماعة .

المطواء : كصدعاء التبختر .

المطهم : فرس مطهم ورجل مطهم : تمام الخلق وهو التام من كل شيء ، وجه مطهم أي مدور تام .

المطهوّ : المطبوخ .

المعاد : الآخرة .

المعار : الآثام واحده المعرة وهي الإثم والأذى والغرم والدية والخيانة .

المعاك : المذهب والملاذ .

المعامع : الحرب والعنف والعظائم .

المعد : الغضّ من البقل ، ومعد كمنع : اختلس ، معده : جذبه واختلسه بسرعة . « قاموس » .

المعدل : المستوي .

المعسّ : المطلب . « صحاح » .

المعصر : السحاب ، معصر بالفتح رجل كريم المعصر ، أي كريم حين يسال .

المعصم : موضع السوار ، معاصم جماعة .

المعطوط : المغلوب .

المعكل : المحبس ، المعكول : المحبوس .

المعل : الاختلاس . « قاموس » . السير بسرعة ، معل أمره : عجل به ، معله عن حاجته أعجله . « لوامع » .

معلّل : بالفتح والكسر يوم من أيّام برد العجوز . « صراح » .

المعمر : كمسكن المنزل الكثير الماء والكلأ . « قاموس » .

معولا : مستعينا .

مكّاء : طير . جمعه مكاكي طائر غرد اخرج من القبريّات يصفر تصفيرا حسنا وله ذكر في الشعر القديم .

مكامعه : مضاجعة الرجل الرجل ، مكامع : مضاجع ومجامع

ص: 467

مكر : الحيلة ، الخدعة .

المكردس : مغلول اليد والرجل .

المكس : النقص والظلم ، ماكسه : شاحّه واستحطه الثمن واستنقصه إياه ، ومكّاس مبالغه في المكايسة بين المتبايعين وذلك أن يطلب صاحب السلعة من المشتري سوما فلا يزال المشتري يراجعه .

المكسح : المكنسة .

مكلأ : مؤخر . الضّفّة . المرسى .

مكمودا : محزونا .

مكموم : مغطّى .

مكوح : مغلوب .

مكهور : مقهور .

ملاء : خلق ، إملاء : اخلاق .

الملاء : الأغنياء .

الملاح : بالضم بمعنى المليح .

الملاحم : الوقائع .

الملاط : ككتاب : الجند . « قاموس » .

ملاك : الأمر بالفتح والكسر ما يقوم به ، يقال القلب ملاك الجسد .

الملامح : المشابه . « قاموس » .

الملح : الإرضاع .

ملحم : كمكرم جنس من الثياب .

« قاموس » ، قسم من القماش يصنع منه الثياب .

الملدّ : الخصم .

الملساء : المستوية .

ملص : بالتحريك أن ينزلق من اليد شيء ، املاص متعد منه .

الملطّ : الخصم .

ملطاط : بالكسر حرف من أعلى الجبل وجانبه وحافة الوادي . « قاموس » . ساحل .

« تاج الأسماء » .

ملطس ملطاس : بالكسر الحجر الذي يدق به نواة التمر ، ملاطس جماعة .

ملموم : مجموع ، ورجل ملموم به لمم أي جنون .

الملوح : المكشوف ملوحا مغيرا .

ملهد : محقر ، وملهدوه مستخفوه .

مماه : مشربه .

الممرّد : أي مملّس ، ومنه صرح ممرد من قوارير .

الممرع : يقال : مصر ممرع أي أهله في خصب .

الممحص : المجرّب .

الممسمس : المشتبه الملتبس .

الممسود : المفتول والمجدول .

الممسوك : المجنون .

الممسوك : المحفوظ .

الممعود : المجتذب المختلس .

المملّس : الأملس ، ممرّد .

المموه : المستخلص .

المموه : المزخرف ، موّهت الشيء :

طليته بفضة أو ذهب وتحت ذلك

ص: 468

نحاس أو حديد .

مموه : بالكسر اسم آلة بمعنى الصاع .

الممهوّ : الرقيق .

المواصر : الجار . « قاموس » .

الموام : القريب والموافق .

المؤامرة : المشاورة .

الموّاه : الساقي ، ماهه : سقاه ، موه : نبع الماء في البئر .

المودم : المؤلفة .

المور : الموج ، الطريق ، الحركة ، ومنه مار التنور .

مورك : في الأمر أي ليس له ذنب فيه .

مورود : الأحمر الوجه من الوردة . « تاج الأسماء » .

الموس : المبدّل النمّام .

المؤس : حلق الشعر . « قاموس » .

موسم : بكسر السين المجتمع ، مواسم :

مجامع . « صراح » .

الموص : الغسل .

الموطود : المثبت .

الموكوء : المتكأ .

مول : لهم أي معطى لهم ، مصدره إيلاء يعنى الإحسان .

مولع : بفتح اللام مغرى .

الموم : الشمع معزب واحده مومة .

مؤملا : راجيا .

المهار : جمع مهرة .

المهال : محل الهول .

المهامسة : المسارة ، يقال : تهامسوا سرّا .

المهاوسة : التعاطف واللين ، سير الفرس والإبل سيرا خفيفا .

المهاه : الحسن والطراوة والملاحة والزينة واللذة .

المهد : الفرش ، مهّد أي ابسط .

مهو : بالضم ولد الفرس .

مهل : بفتحتين التؤدة والرفق ، مهل أي تقدّم .

المهل : الاسلاف ، مهلة : سلفة .

مهل : ما ذاب من صفر أو حديد ، القيح ، وقيل درديه .

مهلّل : ما يظهر على الوجه من تباشر الفرح .

مهلهل : الثوب الرقيق خلاف الإستبرق الغليظ .

مهمه : المفازة البعيدة ، مهامه جماعة .

الواو

الواد : الصوت العالي الشديد . « قاموس » .

الوأد : الدس في التراب حيا .

واراه : غطاه .

الوارس : لغة من الايراس معناه ضرب إلى لون الحمرة والصفرة .

واركوا : جاوزوا .

الواسط : الباب

ص: 469

الواسل : الراغب إلى اللّه تعالى .

واطئوا : رافقوا .

واعوها : حافظوها .

الوام : الموافقة .

وال : اليه لجأ اليه . « لوامع » .

والاهم : ولاء أي قربهم قربا .

الوحود : الاعتزال .

الوحر : الحقد ، وحد في الصدر مثل الغل .

الوحل : الطّين .

الودح : الانقياد .

الودس : مغطّى ، خفى ، والودس اوّل نبات الأرض .

ودع : بالتحريك سفينة نوح عليه السلام .

« قاموس » .

الودع : الكعبة زاد اللّه شرفا .

ودّع : أي ترك .

الودك : الدسم من اللحم .

الودي : دفع الدية . « تاج المصادر » .

وراءه : خلفه ورى الخبر جعله وراء .

الورد : شرب الماء ، الورد : النصيب ، الورد : الجزء جزء من القرآن وغيره .

« صراح » .

الورس : الإحضار بمعنى الوارس .

ورع : التقوى .

ورّعوا : الكفّ .

ورك : كورث اضطجع « قاموس » .

الورة : الحمق ، وره كفرح أي حمق « قاموس » .

ورّى : الأمر أي أخفاه .

الورى : اشتعال النار من الزند .

الوس : العوض ، والوس : القرض .

الوساع : فرس واسع الخطو .

الوسام : الحسن يقال فلان وسيم أي حسن الوجه وامرأة وسيمة وقوم وسام .

الوسد : جمع الوسادة .

الوسع : مثلة الجدة والطاقة .

الوسود : الإيساد ، وسدت الشيء وأوسدت الكلب : أغريته بالصيد .

الوصل : جمع الوصيلة يعنى اتصال .

الوصم : العيب ، الوصّام : العيّاب .

الوصود : الايصاد .

وصدوا : ثبتوا وأقاموا .

الوطاء : الأخذ ، ووطاء : وفاقا .

الوطاء : بالفتح خلاف الغطاء ، الوطاء : الفراش .

وطاء : ووطوءة ووطأة أي صار وطيئا .

وطأهم : إهلاكهم .

الوطود : الثبوت .

الوطر : الحاجة أو طار جماعة .

الوطواط : الخفاش وضرب من خطاطيف الجبال .

الوعا : الصوت والحفظ والتعلم ، الوعاء :

الظرف

ص: 470

الوعر : ضد السهل يقال أوعر الرجل : وقع في وعر ، وعور جمعه .

الوعل : تيس الجبل . « قاموس » .

الوكاح : المشائمة .

وكر : وكر الدجاج ، والذهاب إلى البيت .

الوكس : النقصان ، الوكاس : نواقص العقل .

الوكل : العجز ، رجل وكل أي عاجز .

الوكود : الاستقرار .

الوكول والوكل : التفويض .

الولاء : القرب .

ولاء : متابعا .

الولداء : جمع الوليد وهو الغلام .

الولع : الكذب .

الولوع : شديد الحرص .

ولولوا : نادوا .

الوهاد : جمع الوهدة وهي المنخفضة من الأرض .

الوهط : الكسر .

وهل : كفرح فزع وخاف .

وهى ووها : الفتور الاسترخاء .

الهاء

هاء هاء : لبّيك لبّيك .

الهاد : الصوت الشديد ، وصوت من البحر ، وصيحة يسمعه أهل الساحل يأتيهم من قبل البحر ، والهاد : الضعيف الساقط من شدة الزمان .

الهادر : اللاعب ، رجل .

هاع لاع : جبان .

هاك : اسم فعل أي خدها . صبب وأرسل .

الهالع : النعامة « تاج الأسماء » .

الهامة : الدابة ، الجمع الهوام . « قاموس » هاما أي قاصدا .

هاما : فائضا .

الهامل : أي ساقط .

الهدم : الشديد والكسر والجواد الكريم ، وبالكسر الجبان الضعيف ، هدك : كفاك .

هدأ : سكن .

الهدا : السيرة .

هداوى : جمع هدية .

هدر : أي غلى . « صحاح » . يقال هدر أي أعاب ، وهدر أي سقط .

هاد : هادي هدوا أي اهتدوا .

الهراء : البرد هرأه يهرؤه أي اشتد عليه حتى كاد يقتله ، واهراءه البرد كذلك .

هراء : الكلام إذا كثر منه الخنا أو الخطأ .

والهراء : بالضم كلام قبيح

ص: 471

هراوى : جمع الهراوة وهي العصا الضخمة . الهراوة .

الهرم : النفس ، والجمع اهرم ، وهرم :

الشيخوخة .

هرط : في الكلام سفسف وهو الردي ، هرطه : طعنه ، هرطا : طعنا .

هرع : أي بكى .

الهرول : الضرب .

هرول : أي اسرع .

الهطم : الكسر .

الهطاهط : الفرس .

الهطل : تتابع القطر أو الماء هاطل كذلك .

الهطوع : اقبال الرجل ببصره على الشيء .

« تاج المصادر » .

الهكر : اشتداد النوم ، والهكر : العجب .

« قاموس » .

الهكوع : السكون والاطمينان ، هكع كمنع : سكن واطمأن وقام ، والهكوع :

غاية التواضع .

الهلاك : القتال .

الهلع : الجزع ، وأفحش الجزع . « صحاح » .

هلك : فنى .

هلهل : نسيج ، هلهل النساج ثوبه : إذا أراد حفظه . « صحاح » .

الهم : القصد ، هامّا : قاصدا .

الهمّار : الثّرثار . المكثار في الكلام .

الهمس : الصوت الخفي .

الهمط : الظلم والخبط .

الهمع : الإسالة ، والهموع : إسالة الدمع .

همك : الرجل أي جدّ ولحّ ، همكه في الأمر فانهمك لححه فلحّ . « قاموس » ، هموكا : أي جدا ، وهموكا : جفاء .

الهمل بفتحتين : الإبل بغير راع ، إبل أهمل وكذا غيرها ، « لوامع » .

هملت : أي فاضت .

الهمود : الموت وفي الأرض لا يكون بها حياة ولا عود ولا نبت ولا مطرقا .

« قاموس » . والهامد من المكان ما لا نبات فيه ، والهمود أيضا طفو النار .

هواء : خاليا .

هواكع : خواشع .

الهود : التوبة .

الهور : الاتهام ، والهور الخفض والسقوط .

الهور : القطيع من الغنم لأنه من كثرته يتساقط بعضه على بعض

ص: 472

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.