مرآه الکمال لمن رام درک مصالح الاعمال المجلد 1

اشارة

شماره کتابشناسی ملی:3340706

سرشناسه:مامقانی ، عبدالله ، ‫1290؟ - 1351ق.

عنوان و نام پديدآور:مرآه الکمال لمن رام درک مصالح الاعمال/مامقانی

وضعيت نشر: دارالامیره - بیروت - لبنان

مشخصات ظاهری:3ج

عنوانهاي گونه گون ديگر:مرآت الکمال

موضوع:اخلاق اسلامی -- متون قدیمی تا قرن 14

احادیث اخلاقی -- متون قدیمی تا قرن 14 .

به زبان عربى است. اين اثر مشتمل بر بيان آداب در اعمال و مستحبات دينى است كه در سال 1335ق تأليف گرديده است.

مؤلف، انگيزه تأليف كتاب را اين گونه بيان مى كند: «فقهاء اهتمام به بيان واجبات و محرمات دارند و كمتر به آداب اعمال و مستحبات و مكروهات پرداخته اند به نحوى كه بسيارى از آنها فراموش شده است، پس براى سهولت كسانى كه دوستدار كمال و طالب درك مصالح اعمال هستند كتاب را تأليف نمودم».

ص :1

اشارة

ص :2

ص :3

مرآه الکمال لمن رام درک مصالح الاعمال

مامقانی

ص :4

شماره کتابشناسی ملی:3340706

سرشناسه:مامقانی ، عبدالله ، ‫1290؟ - 1351ق.

عنوان و نام پديدآور:مرآه الکمال لمن رام درک مصالح الاعمال [چاپ سنگی]/مامقانی

وضعيت نشر:: نجف اشرف: [بی نا]، 1341ق.(نجف اشرف:مطبعه مرتضویه)

مشخصات ظاهری:3ج

عنوانهاي گونه گون ديگر:مرآت الکمال

موضوع:اخلاق اسلامی -- متون قدیمی تا قرن 14

احادیث اخلاقی -- متون قدیمی تا قرن 14 .

ص :5

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :6

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه على آلائه و الصلاة و السّلام على محمد و آله (عليهم السّلام)

و بعد:

فهذه طبعة جديدة لكتاب:

مرآة الكمال لمن رام درك مصالح الاعمال

حرصنا على اخراجه بطابع جديد، و حلة قشيبة، كي تسد فراغا في الموسوعات الاخلاقية الاسلامية، و الأداب و السنن الشرعية.

و لما فيه من الأهمية من الوجهتين-العلمية و العملية-حيث يحتوي على سبق علمي في برمجة و عرض الاحكام، و درج و تبويب السنن و المستحبات مع ما توخي فيه من الاعراض عن الايجاز المخّل أو التفصيل الممل. لذا تركز الاهتمام في التعليق-بعد ضبط الاحاديث و تخريجها-على بيان بعض من الفروع الفقهية مع الاشارة إلى أدلتها التفصيلية مع توضيح ما قد يقتضيه المتن من الجلي عن نص مجمل، او ازالة الشبهة المحتملة.

و هذه الطبعة تعتبر حلقة من فكرة سابقة لا خراج مؤلفات شيخنا الجد (قدس سره) بطباعة فنية، على ما تقتضيه أصول التحقيق و التخريج كانت و لا

ص:7

تزال تحوم في فكر سيدي الوالد-دام ظله-مع ما هو عليه من تشتت البال، و كثرة الانشغال، و الاستغراق في تحقيق الموسوعة الرجالية «تنقيح المقال» . فقد أدرج-دام بقاه-بعض التعليقات و التخريجات على هذا السفر و غيره-و ظهر المجلد الاول من هذا الكتاب في النجف الاشرف سنة 1386 ه و لكن الظروف القاهرة أدت إلى الهجرة من الجوار العلوي-على قاطنه آلاف التحية و السّلام -إلى جوار السيدة فاطمة-سلام اللّه عليها-ممّا دعى إلى البدء من جديد، فكانت طبعتنا هذه. . .

و كان بودي ان أترجم ترجمة ضافية لشيخنا الجد-عطّر اللّه مرقده-لو لا أن كتاب مخزن المعاني و التنقيح قد وفّيا بجانب من الموضوع، و عسى أن اوفق للتشرف بتكميلهما في فرصة اخرى-بإذن اللّه.

هذا، و لا يسعنى-في هذه العجالة-إلا أن اشكر كل من آزرنا و اعاننا في اخراج و تصحيح سفرنا هذا، و أسأله-عز اسمه-أن يتغمد فقيدنا برضوانه، و يطيل عمر المحقق بعنايته و إحسانه، و يوفقنا لمرضاته-و هو حسبنا و نعم الوكيل.

محمد رضا المامقاني

قم-20 صفر 1397 ه

ص:8

تاريخ الطبعة الاولى

طبع هذا الكتاب للمرة الاولى تلو كتاب مرآة الرشاد في الوصية الى الاحبة و الذرية و الاولاد في المطبعة المرتضوية في النجف الاشرف سنة 1342 ه في حياة المؤلف (قدس سره) و انشد بعض الفضلاء-حينذاك-في مادة تاريخ طبع الكتابين ما يلي:

أ «عبد اللّه» دم للدين كهفا فغيرك لم نجد كهفا مشادا

و عين لا تراك فلم نلمها فقد فقدت برؤيتك السوادا

فهّز يراعة الاسلام و احكم فقد صار القضاء لها مدادا

و جرّد سيفك الماضي شباه فسيف الدين يأبى الاغتمادا

و دونك منبر الاسلام فاتل على اعواده نونا و صادا

و للعرب الفصيحة كن خطيبا فانك أفصح البلغاء ضادا

زعيم الدين أوضح بل و أرخ ب «مرآة الكمال» لي «الرشادا»

(1342 ه)

ملاحظة:

حيث ان الموسوعة الحديثية الموسومة ب «وسائل الشيعة» للمحدث الحر العاملي (قدس سره) [1104 ه]أصبحت اكثر تداولا في الوسط العلمي من غيرها، اعتمدنا عليها في ضبط متون الروايات و بما ان طبعات الكتاب كثيرة و مختلفة، لذا استندنا على الطبعتين التاليتين:

أ-الطبعة الحجرية المطبوعة في طهران سنة 1323 ه المعروفة بطبعة: عين الدولة.

ب-الطبعة الجديدة ذات العشرين مجلدا، المطبوعة في طهران سنة 1376-1389 ه و في بيروت سنة 1391 ه و رمزنا لها ب «ط ج» و للباب ب «ب» . و بدانا بالجزء ثم الصفحة و ميزنّا بينهما ب خط مائل/.

ص:9

الصوره

ص:10

الصوره

ص:11

الصوره

ص:12

مقدمة الطبعة الحجرية

بسم اللّه الرحمن الرحيم

و به ثقتي

نحمدك يا من ارانا بمرآة الرشاد كمال معرفته، فدعانا كمال معرفته الى شكر نعمته، فشكرنا فكان شكرنا من آثار رحمته، و نصلّي على رسولك المصطفى و آله المستكملين الشّرفا.

اما بعد، فان ابهى ما رسمته اكف البيان، و اتم نور تجلّى في سماء البرهان، كتاب لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، فجلّ عن الافصاح بشأوه، و الاطواء بوصفه، كيف لا و هو مجمع بحري السنن و الاداب، و كتاب جواهر و جواهر كتاب، فاكرم بيد صاغت ابريز بيانه و معانيه، و حيّا اللّه تعالى منظّم درره و لآليه، كتاب لم يؤت بمثله، و هو للكمال مثال، و لكل شيء مرآة و لا ك «مرآة الكمال» حيث لم ينسج ناسج على منواله، فكأنه بزغ لإتمام الدين و إكماله، فما هو إلاّ رياض علوم يانعة الأثمار و حدائق دررها بحار الأنوار، و كفى به كافيا في سننه و آدابه، و وافيا بتهذيب فصوله و أبوابه، انّى و ناظم درره و لآليه في سلك بيانه وحيد زمانه و فريد اوانه، من يشير إليه العلم ببنانه، السابق في حلبات ميدانه، بحر العلم الخضم، و بدر الفضل الأتم، و طود الحلم الأشم، الحجة اللائحة للدين، و الآية الواضحة للعالمين، من سما فحلّق و سبق حيث لم

ص:13

يسبق، فجاءنا بمعجز آياته، فتفرد في كمال صفاته، و حبانا في «مرآة رشاده» الرائق و «مرآة كماله» الفائق، و لو أنّ ما في الأرض من شجرة اقلام تملى لنا من بحار الانوار جواهر الكلام، ناظمة بابدع الاساليب انوار الربيع، راقمة بأنامل البديع أنواع البديع، شارحة مختصر تلخيص المعاني بمطول الإيضاح، فاتحة باب معاجر البيان بألف مفتاح، واصفة هذه المرآة التي مثل نورها كمشكاة فيها مصباح، لأعوزها المقال، و لضاق بها المجال عن وصف هذا الكتاب، كيف و مؤتي هذه الحكمة و فصل الخطاب قال إِنِّي عَبْدُ اَللّهِ آتانِيَ اَلْكِتابَ أعني به جناب علامة العالم و فخر بني آدم، سلطان الفقهاء و المجتهدين، و قطب المحققين و المدققين، أعلم العلماء العاملين حجة الإسلام و المسلمين آية اللّه في العالمين مفتي الشيعة و مدار الشريعة شيخ الطائفة الإمامية، و سيد مجتهدي الجعفريّة، من عجزت الأقلام من تحرير معناه، الفقيه المخالف لهواه الحاج الشيخ عبد اللّه المامقاني الغروي متع اللّه الاسلام و المسلمين بطول بقائه، و أدام ظله الشريف على مفارق أهل عصره و أوانه، فهلم و انظر الى ما تضمنته سطوره من الحكم و جوامع الكلم، و خاطبه بهذه الابيات التي نظمها بعض الفضلاء ايده اللّه تعالى بتاييده و لكل خير هداه:

هي الحكمة الغرّا أم الآية الكبرى أم السحر أم تلك التي تبطل السحرا

صحائف لكن تحت كلّ صحيفة من الغيب سرّ كنهه يذهل الفكرا

براها الذي لم تلق في الكون مثله و ان كنت قد قلبته البطن و الظهرا

و ذكرّ فيها الناس آداب دينها و هل لسوى أمثالها تنفع الذكرى

جزى اللّه عبد اللّه خيرا فانه أرانا بمرآة الكمال الهدى جهرا

فيا فكر صه عن نعت بعض صفاته فذلك معنى لا تحيط به خبرا

1342 ه

ص:14

ثم لا يخفى عليك انه لما ورد بطريق صحيح عن اهل البيت عليهم السّلام انه اذا مات ابن آدم انقطع عنه [كذا]إلا ثلاث: علم ينتفع به و ولد صالح و صدقة جارية، و كان احسن الصدقات الجارية طبع كتب العلم لكونها ابعدها فناء و ادومها بقاء، و كون نشرها خدمة للدين المبين، عقد جمع شركة بدفع كل منهم مقدارا لطبع الكتب الدينية، و لما احبّوا الجمع بين الخدمة للدين و الخدمة لجنابه مدّ ظله نقلوا مجموع ما جمعوه إليه مدّ ظله العالي بعقد لازم بشرط ان يطبع به الكتب الدينية و يباع و يطبع بالثمن كتاب آخر و هكذا الى ان يرث اللّه تعالى الارض و من عليها، مقدما مصنفاته و مصنفات حضرة والده الشيخ العلامة انار اللّه برهانه و اعلى في فراديس الجنان مقرّه و مقامه على غيرها، و جعلوا تولية هذا الامر الشريف بيده مدّ ظله، ثم بيد متولّي مقبرتهم في كل عصر، و جعلوا لمن بعده من المتولين نصف عشر المنافع بشرط بذل جهده في حفظ الاصل و ضبط النّماء و ثبت ذلك كلّه في دفتر مضبوط، و اشترطوا ايضا في ضمن العقد ان لا تعطى ورقة منها مجانا حفظا لمقصد استمرار هذه الخيرية، و حيث ان الشركاء لم يسلموا جميع ما التزموا به اخرنا إدراج أسمائهم و مقدار ما دفعه كل منهم إلى ظهر ما يطبع بعد هذا و يلزم المطالع في هذا الكتاب ان يدعو لهم و يترّحم عليهم و على من أعان على طبعه باقراض ثمن الكاغد و نحوه.

و هذا فهرس مصنفات حضرة المصنف دام ظله العالي:

منتهى مقاصد الانام في نكت شرايع الاسلام.

مخزن اللآلي في فروع العلم الاجمالي مطبوع.

إزاحة الوسوسة عن تقبيل الاعتاب المقدسة مطبوع.

مناهج المتقين، متن مفصّل من الطهارة الى الديات.

مقباس الهداية في علم الدراية.

رسالة احكام العزل عن الحرة الدائمة.

ص:15

منهاج التقوى في حواشي غاية القصوى (5) .

وسيلة النجاة في أجوبة جملة من الاستفتاءات.

إرشاد المتبصرين، مطبوع.

نجاة المتقين، سؤال و جواب كبير.

تحفة الصفوة في أحكام الحبوة، مطبوعة.

مرآة الرشاد في الوصية الى الأحبة و الأولاد.

تحفة الخيرة في احكام الحج و العمرة.

مرآة الكمال لمن رام درك مصالح الاعمال، و هو هذا.

مخزن المعاني في ترجمة الشيخ المامقاني قدس سره.

رسالة المسألة الجيلانية تتضمن المحاكمة بين جليلين.

نهاية المقال في تكلمة غاية الآمال حاشية خيارات المكاسب.

وسيلة التقى في حواشي العروة الوثقى (مطبوعة) .

غاية المسؤول في انتصاف المهر بالموت قبل الدخول (مطبوعة) .

القلائد الثمينة، تعليق على ملحقات الشيخ قدس سره.

هداية الأنام في اموال الإمام عليه السّلام (مطبوعة) .

إرشاد المتبحرين (مطبوع) .

رسالة المسائل الخوئية.

رسالة الأربعين، في أربعين مسألة.

مطارح الافهام في مباني الأحكام

رسالة إقرار بعض الورثة بدين على المورث و انكار الباقي.

رسالة إغناء الأغسال عن الوضوء.

رسالة المسافرة للافطار لمن عليه قضاء مضيق.

نجاة المتقين، سؤال و جواب كبير.

ص:16

منهج الرشاد، سؤال و جواب وسيط.

رسالة تكليف الكفار بالفروع.

المسائل البصرية (مطبوعة) .

رسالة الجمع بين فاطميتين.

رسالة في حرمان الزوجة من الأرض.

رسالة في المرأة المعتقدة كونها مطلقة المتزوجة-اذا طلقها الزوج، فهل تحلّ لمن تزوجها قبل الطلاق أم لا؟ .

رسالتان أخريان في مناسك الحج وسيطة و صغيرة.

و حواشي على الرسائل الفارسية تتجاوز العشر.

رسالة في جملة من المطالب الرجالية.

. . . الى غير ذلك.

ص:17

ص:18

بسم اللّه الرحمن الرحيم

و به أستعين

الحمد للّه على ما أنعم، و الثناء بما قدم، و الصلاة و السّلام على أشرف الأمم، محمد و آله الأطهار، ينابيع الفضائل و الآداب و الحكم، سيما ابن عمّه و وصيه أمير المؤمنين من العرب و العجم.

و بعد:

فيقول الفائز بحب أهل البيت، و اللائذ بحبل ولائهم، و النازل بفنائهم، العبد الجاني الفاني (عبد اللّه المامقاني) عفا عنه ربه ابن الشيخ (قدس سره) :

إنه لما كانت من الأمور المهمة الأدب؛ المائز بين الحيوان و البشر، و كانت الآداب الشرعية صادرة عن حكم خفيّة، و مصالح كامنة، تقصر عن أغلبها عقول البشر، و كانت همم الفقهاء رضوان اللّه تعالى عليهم مصروفة غالبا إلى بيان الواجبات و المحرّمات، و لم يستوفوا لذلك ذكر الآداب و السنن و المكروهات، بحيث صارت جملة منها من المنسيّات، و جملة أخرى-بزعم من لا خبرة له-من المبتدعات، و أوصيت إلى الأولاد في رسالة «مرآة الرشاد»

ص:19

بالالتزام بها، و وعدتهم بتأليف رسالة في ذلك، حائزة لها، جامعة لشتاتها، و كانت التشاويش العامة في البلاد مانعة من الاشتغال بالمطالب المحتاجة إلى فضل نظر، رأيت أن أوفي بالوعد، ليسهل الأمر على من أحب الكمال، و طلب درك مصالح الأعمال، و التحرّز من مفاسدها، مجتزئا في ذلك بالميسور، اتباعا للخبر المأثور، لوضوح تعذّر الاستيفاء، معبّرا غالبا بعبائر الاخبار، سيما في حكم الاعمال، و سميّته ب:

(مرآة الكمال لمن رام درك مصالح الأعمال) .

راجيا من الكريم ذي الجلال أن يوفقّني للاتمام و الإكمال، و ينفعني بها يوم لا ينفع بنون و لا مال، أنه هو القادر المتعال.

و قبل الأخذ في المقصود فأعلم:

أن من الواضح أن اللّه سبحانه عز و جلّ غنيّ على الاطلاق، لا تنفعه اطاعة المطيعين، و لا يضره عصيان العاصين، و أن إرسال الرسل، و نصب الأولياء من باب اللطف و الرحمة و الرأفة؛ إنما هو لارشاد العباد إلى ما فيه مصالح دنياهم و آخرتهم و مفاسدهما، ليجتنبوا ما فيه مفسدة، و لا تفوتهم مصلحة ذوات المصالح، و أن السنن كالواجبات متضمّنة لمصالح كامنة، غايته عدم وصول المصلحة إلى حدّ الالزام، الموجب لترتب العقاب على الترك، و كذا المكروهات ذوات مفاسد، نهايته عدم وصول المفسدة إلى حدّ التحريم، المورث لاستحقاق العقاب بفعله، و أنّ العاقل الكيّس ينبغي له المبادرة في الدنيا-التي هي مزرعة الآخرة-إلى تحصيل أنواع المثوبات الاخروية، و جلب الفوائد الدنيوية، و التحرّز من الحزازات و مقلاّت الأجر و الثواب، و مورثات المفاسد الدنيوية، المبيّن كل ذلك على لسان أهل الوحي، الّذين لا ينطقون عن الهوى، فلا تستحقرنّ-أيها

ص:20

الأخ الرشيد-السنن، و لا تستخفن بالمكروهات، فتفوتك المصالح الخطيرة بترك السنن، و تلحقك المفاسد الكثيرة بفعل المكروهات، كما ستمر عليك ان شاء اللّه تعالى.

و إذ قد عرفت ذلك فأعلم أنّي قد رتبّت الكتاب على أثني عشر فصلا، مراعيا الترتيب الطبيعي غالبا، و خاتمة في الآداب المتفرقة، فجاء اسم الكتاب ثانيا:

الاثنا عشرية.

ص:21

ص:22

الفصل الاول: في آداب الولادة

اشارة

و فيه مقامات:

المقام الاول: في آداب ساعة الولادة

اشارة

في آداب ساعة الولادة،

و هي أمور عديدة:

فمنها: اخراج النساء ساعة الولادة،

فعن علي بن الحسين عليهما السّلام أنه كان إذا حضر ولادة المرأة يقول: اخرجوا من في البيت من النساء، لا تكون المرأة أول ناظر إلى عورته (1).

و منها: أنه إن تأخرت الولادة و صعبت عليها تكتب هذه الآيات،

و يشد بفخذها اليمنى، و تحلّ بعد الولادة سريعا، و الآيات هذه: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ (2)، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ

ص:23


1- الكافي:6/17 باب في اداب الولادة حديث 1.
2- سورة الاحقاف آية 35.

عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (1)، إِذْ قالَتِ اِمْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً (2)(3).

و ورد قراءة هذه الآية عليها: فَأَجاءَهَا اَلْمَخاضُ إِلى جِذْعِ اَلنَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا* فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا* وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ اَلنَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (4)، ثم يقرأ بصوت عال: وَ اَللّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَ اَلْأَبْصارَ وَ اَلْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (5)كذلك اخرج أيها الطلق باذن اللّه (6).

فإنه حينئذ يولد من ساعته.

و ورد أنه تكتب هذه الآيات بالمسك و الزعفران على اناء نظيف و يغسل بماء البئر و تسقى صاحبة المخاض، و يرش على بطنها و فرجها، و الآيات هذه: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (7)، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْفاسِقُونَ (8)، لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي اَلْأَلْبابِ*ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَ لكِنْ تَصْدِيقَ اَلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً

ص:24


1- سورة النازعات آية 46.
2- سورة آل عمران آية 35.
3- مستدرك وسائل الشيعة:2/634 باب 79 برقم 7.
4- سورة مريم آية 23 و 24 و 25.
5- سورة النحل آية 78.
6- مستدرك وسائل الشيعة:2/633 باب 79 برقم 4.
7- سورة النازعات:46.
8- سورة الاحقاف:35.

لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (1) (2).

و ورد أنه تكتب هذه الآيات على قرطاس و تلف بخرقة من غير عقد، و تشد على ظهر الحامل عند دخولها في شهر ولادتها، فإنه لا يصيبها الوجع عند الولادة، و تحلّ بعد الولادة سريعا قبل مضي ساعة (3)، و الآيات هذه: أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ اَلْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ (4)، وَ آيَةٌ لَهُمُ اَللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ اَلنَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ* وَ اَلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ اَلْعَزِيزِ اَلْعَلِيمِ* وَ اَلْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالْعُرْجُونِ اَلْقَدِيمِ* لاَ اَلشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ اَلْقَمَرَ وَ لاَ اَللَّيْلُ سابِقُ اَلنَّهارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ* وَ آيَةٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي اَلْفُلْكِ اَلْمَشْحُونِ* وَ خَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ* وَ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَ لا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلاّ رَحْمَةً مِنّا وَ مَتاعاً إِلى حِينٍ (5)، وَ نُفِخَ فِي اَلصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ اَلْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (6)، و يكتب على ظهر القرطاس: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْفاسِقُونَ (7)، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (8)(9).

ص:25


1- سورة يوسف:111.
2- مستدرك وسائل الشيعة 3/633، باب 79، حديث 2.
3- مستدرك وسائل الشيعة 3/633 باب 79 حديث 2.
4- سورة الانبياء:30.
5- سورة يس:37-44.
6- سورة يس:51.
7- سورة الاحقاف:35.
8- سورة النازعات:46.
9- مستدرك وسائل الشيعة 2/633 باب 79 حديث 1.

و منها: غسل المولود بعد الولادة كغسل الجنابة،

ترتيبا أو ارتماسا، لا الغسل-بالفتح-فقط على الاظهر (1).

و منها: الأذان في أذنه اليمنى، و الاقامة في اليسرى قبل قطع سرته،

فقد ورد أن ذلك عصمة من الشيطان الرجيم (2)، و لا يفزع و لا يصيبه ابدا الجنون و لا أم الصبيان (3)و لا التابعة (4)، و هي الجنية تكون مع الانسان تتبعه حيث ذهب (5).

و منها: أن يقرأ في أذنه بعد الأذان فاتحة الكتاب و آية الكرسي و آخر

سورة الحشر ، و سورة الاخلاص و المعوذتان.

(6)

و المراد بآخر سورة الحشر قوله جلّ ذكره: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا اَلْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اَللّهِ وَ تِلْكَ اَلْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ* هُوَ اَللّهُ اَلَّذِي لا إِلهَ إِلاّ

ص:26


1- افتى بعض فقهائنا، كأبي حمزة بوجوب غسل المولود، و ذلك لو روده في عداد الاغسال الواجبة في موثقة سماعة، و لكن المشهور المدعى عليه الاجماع و نفى الخلاف هو الاستحباب، بل لم يعرف له قائل سوى من ذكر، و الاستدلال بموثقة سماعة ضعيف جدا لامور: الاول-ان الرواية متروكة في المورد باعراض الاصحاب. الثاني-حصر الاغسال الواجبة في الاخبار الاخر، و عدم عد غسل المولود منها. الثالث-اطلاق الوجوب فيها على جملة من الاغسال المندوبة كغسل الزيارة و غسل يوم عرفة المقطوع باستحبابهما، فالرواية لا تصلح لاثبات الحكم إلاّ تأكد الاستحباب. و أما احتمال كون الغسل بالفتح لا بالضم لا يلتفت إليه، لاصالة العبادية فيما شك في عبادة الاوامر الواردة، و حينئذ يعتبر فيه الترتيب المعتبر في سائر الاغسال، و اللّه العالم.
2- الكافي:6/24 باب ما يفعل بالمولود من التحنيك و غيره اذا ولد برقم 6.
3- الكافي:6/23 باب ما يفعل بالمولود من التحنيك و غيره اذا ولد برقم 1.
4- في المتن: النابغة.
5- المصدر المتقدم برقم 1 و 2.
6- الاية 21-24.

هُوَ عالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهادَةِ هُوَ اَلرَّحْمنُ اَلرَّحِيمُ* هُوَ اَللّهُ اَلَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ اَلْمَلِكُ اَلْقُدُّوسُ اَلسَّلامُ اَلْمُؤْمِنُ اَلْمُهَيْمِنُ اَلْعَزِيزُ اَلْجَبّارُ اَلْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اَللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ، هُوَ اَللّهُ اَلْخالِقُ اَلْبارِئُ اَلْمُصَوِّرُ لَهُ اَلْأَسْماءُ اَلْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ (1).

و منها: أن يؤخذ عدسة جاوشير

(2)، و يحل بالماء و يقطر في أنفه في المنخر الايمن قطرتان و في الايسر قطرة قبل قطع سرته، لورود الأمر بذلك عن الصادق عليه السّلام (3).

و منها: تحنيكه بماء الفرات،

لاستفاضة الاخبار بأنه ما حنك به أحد إلاّ و أحبّ أهل البيت عليهم السّلام و صار لهم شيعة (4)، و بتربة سيد الشهداء عليه السّلام، لأنها أمان (5)، و بالتمر. فإن لم يوجد ماء الفرات فبماء السماء (6)،

و قيل: إن لم يوجد إلاّ ماء مالح جعل فيه شيء من التمر أو العسل (7).

و منها: لفّه في خرقة بيضاء،

و يكره لفّه في خرقة صفراء (8).

و منها: أن يضع من كان تقيا صالحا من جده و أبيه لسانه في فيه ليمصه،

تأسيا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (9).

ص:27


1- مستدرك الوسائل:2/619 باب 26 حديث 1.
2- الجاوشر صمغ كريه الرائحة ظاهره احمر، و باطنه ابيض.
3- الكافي:6/23 باب ما يفعل بالمولود من التحنيك و غيره اذا ولد حديث 1 [2] بسنده، و في آخر الحديث (فانه لا يفزع ابدا و لا تصيبه ام الصبيان) .
4- مستدرك وسائل الشيعة:2/620 باب 27 حديث 4.
5- مستدرك وسائل الشيعة:2/620 باب 27 حديث 2.
6- الكافي:6/24 باب ما يفعل بالمولود من التحنيك و غيره اذا ولد حديث 5.
7- الكافي:6/24 باب ما يفعل بالمولود من التحنيك و غيره اذا ولد حديث 4.
8- وسائل الشيعة:15/141 حديث 13 و/138 حديث 4.
9- لم اعثر على رواية تخص المورد.

و منها: سؤال الأب عن استواء خلقته،

و أن يحمد اللّه تعالى إن بشر بالاستواء قبل السؤال عن ذكورّيته و انوثته (1).

و منها: تسميته، بل يستحب تسميته قبل الولادة،

لما عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة و السّلام أنه قال: سموا أولادكم قبل أن يولدوا، فإن لم تدروا أذكر أم أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون للذكر و الأنثى، فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة و لم تسموهم سيقول السقط لأبيه: ألاّ سميتني؟ (2).

و يقرب منه ما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ممثّلا للأسماء المشتركة بمثل: زائدة و طلحة و عنبسة و حمزة (3).

و يستحب تسمية المولود باسم حسن، فقد ورد عن أبي الحسن موسى عليه السّلام: إنّ أول ما يبرّ الرجل ولده أن يسميه باسم حسن، فليحسن أحدكم اسم ولده (4).

و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: استحسنوا اسمائكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة (5).

و ورد أن أصدق الاسماء ما تضمّن العبودية للّه تعالى كعبد اللّه

ص:28


1- الكافي:6/21 باب تسوية الخلقة برقم 1 [1] بسنده (كان علي بن الحسين عليهما السّلام اذا بشر بالولد لم يسأل اذكر هو ام انثى حتى يقول: اسوّي؟ فان كان سويّا قال: الحمد للّه الذي لم يخلق منّي شيئا مشوّها) .
2- الكافي:6/18 باب الاسماء و الكنى برقم 2.
3- قرب الاسناد/74.
4- الكافي:6/18 باب الاسماء و الكنى برقم 3.
5- الكافي:6/19 باب الاسماء و الكنى برقم 10.

و عبد الرحمن (1)، و أفضلها أسماء الأنبياء و الأئمة عليهم السّلام (2).

و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلاّ بعث اللّه عز و جل إليهم ملكا يقدسهم بالغداة و العشي (3).

و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن من ولد له ثلاثة بنين و لم يسم أحدهم محمدا فقد جفاني (4).

و عن الرضا عليه السّلام: ان البيت الذي فيه محمد يصبح أهله بخير و يمسون بخير (5).

و عن الباقر عليه السّلام: ان الشيطان إذا سمع مناديا ينادي يا محمد أو يا علي ذاب كما يذوب الرصاص، حتى إذا سمع مناديا ينادي باسم عدو من أعدائنا أهتزّ و اختال (6).

و عن أبي الحسن عليه السّلام أنه قال: لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد اللّه، أو فاطمة من النساء (7).

و عن الصادق عليه السّلام أنه قال: لا يولد لنا ولد إلاّ سميناه محمدا فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيّرنا و إلاّ تركنا (8).

ص:29


1- الكافي:6/18 باب الاسماء و الكنى برقم 5 و [1]مستدرك وسائل الشيعة:2/618 باب 15 حديث 1 [2] عن الجعفريات.
2- الكافي:6/19 باب الاسماء و الكنى حديث 8 و [3]حديث 1.
3- وسائل الشيعة:7/126 باب 23 برقم 4.
4- الكافي:6/19 باب الاسماء و الكنى برقم 6.
5- وسائل الشيعة:7/127 باب 24 حديث 6 [6]عن عدة الداعي.
6- الكافي:6/20 باب الاسماء و الكنى برقم 12.
7- الكافي:6/19 باب الاسماء و الكنى برقم 8.
8- الكافي:6/18 باب الاسماء و الكنى برقم 4.

و يستحب إكرام من اسمه محمد، و التوسعة له في المجلس. و ورد النهي عن تقبيح الوجه له (1).

و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمد [و حامد و محمود] (2)و أحمد فادخلوه في مشورتهم إلاّ خير لهم (3).

و يكره التسمية باسم حكم و حكيم و خالد و مالك و حارث و ياسين و ضرار و مرة و حرب و ظالم و ضريس و أسماء أعداء أهل البيت سلام اللّه عليهم و لعنة اللّه على أعدائهم (4).

و منها: تكنيتة مخافة أن يلحق به النبز .

(5)

و أحسن الكنى كنى أهل البيت عليهم السّلام. و قد ورد أن من السنة أن يكنى الرجل باسم ابنه (6).

و يكره التكنية بأبي القاسم إذا كان الاسم محمدا للنهي عنه، و كذا

ص:30


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/198 و [1]وسائل الشيعة:7/127 باب 24 حديث 8.
2- ليس في الحديث ما بين المعقوفين.
3- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/198 و [3]وسائل الشيعة:7/127 باب 24 حديث 8.
4- وسائل الشيعة:7/130 باب 28 [5] احاديث الباب.
5- الكافي:6/19 باب الاسماء و الكنى برقم 11 [6] بسنده (عن معمر بن خثيم قال: قال لي ابو جعفر عليه السّلام: ما تكنّى؟ قال: قلت: ما اكتنيت بعد، و مالي من ولد و لا امرأة و لا جارية، قال: فما يمنعك من ذلك؟ قال: قلت حديث بلغنا عن علي عليه السّلام؛ قال: و ما هو؟ قلت: بلغنا عن علي عليه السّلام انّه قال: من اكتنى و ليس له اهل فهو جعر، فقال ابو جعفر عليه السّلام: شوّه، ليس هذا من حديث علي عليه السّلام، إنّا لنكنّى اولادنا في صغرهم مخافة النبز ان يلحق بهم) اقول: جعر ما يبس من الثقل في الدبر، و ابو جعر بالكسر: الجعل. و النبز-بالتحريك-اللقب، و التنابز بالالقاب، اي لقب بعضهم بعضا، و هو يكثر فيما كان ذمّا، و النبز: التعاير بالالقاب، تاج العروس:4/83.
6- الكافي:2/162 باب البرّ بالوالدين برقم 16.

التكنية بأبي مرة و أبي عيسى و أبي الحكم و أبي مالك (1).

و يكره ذكر اللقب و الكنية الذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما (2).

و منها: أن يكون أول ما تأكله النفساء الرطب،

فإن لم يكن أيام الرطب فسبع تمرات من تمر المدينة، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر سائر الأمصار، فإنّ ذلك مندوب، لأنه يوجب كون المولود حليما (3).

و يستحب أن يهنّى أبو المولود بقول: شكرت الواهب، و بورك لك في الموهوب، و بلغ أشده، و رزقت برّه (4).

ص:31


1- التهذيب:7/439 باب 40 برقم 1752.
2- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/306.
3- المحاسن/535 برقم 803.
4- الكافي:6/17 باب التهنئة بالولد برقم 1 و 2.

المقام الثاني: في آداب اليوم السابع

اشارة

و هي أمور شتى:

فمنها: تسميته إن لم يسمّ أو سمي باسم محمد بقصد تغييره يوم السابع .

(1)

و منها: حلق رأسه قبل العقيقة ذكرا كان أو أنثى، و التصدق

بوزن شعره ذهبا أو فضة (2)، غير مسكوكين على الأفضل (3)، و لو أعسر عين وزنه و تصدق بذلك الوزن إذا أيسر (4). و روي أنه إذا مضى اليوم السابع فليس عليه حلق (5).

و يكره أن يحلق من رأسه موضع و يترك موضع، و هو المسمى: بالقزع و القنازع (6).

و منها: طلي رأسه بالخلوق بعد الحلق،

تأسيا بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، حيث فعل ذلك بالحسنين عليهما السّلام (7).

ص:32


1- الكافي:6/18 باب الاسماء و الكنى برقم 4.
2- الكافي:6/28 باب انه يعق يوم السابع للمولود برقم 7.
3- الفقيه:3/315 باب 149 برقم 1531.
4- وسائل الشيعة:15/149 باب 43 حديث 3.
5- الفقيه:3/316 باب 149 حديث 1533.
6- الكافي:6/40 باب كراهية القنازع حديث 1 و 2.
7- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:195[ [4]ط. ج:2/25]بسنده عن اسماء بنت عميس قالت: حدثتني فاطمة عليها السّلام لما حملت بالحسن عليه السّلام و ولدته جاء النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا أسماء هلمي ابني فدفعته إليه في خرفة صفراء فرمى بها النبي صلّى اللّه عليه-

و ورد لطخه بالزعفران (1).

ص:33


1- مكارم الاخلاق:262.

و منها: ختانه،

فإنّ من المستحب المؤكد أن يختن المولود يوم السابع، حرا كان أو بردا (1). و قد ورد أن الختان يوم السابع أطيب و أطهر و أسرع لنبات اللحم (2). و أن الأرض تضجّ إلى اللّه تعالى من بول الأغلف، و تنجس منه أربعين صباحا (3).

و يستحب الدعاء عند الختان بقول: «اللهم هذه سنتك و سنة نبيك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أتّباع منّا لك و لدينك، بمشيتك و بإرادتك (4)، لأمر أردته، و قضاء حتمته، و أمر أنفذته، فأذقته حر الحديد في ختانه و حجامته، لأمر أنت أعرف به مني، اللهم فطهّره من الذنوب، و زد في عمره، و ادفع الآفات عن بدنه، و الأوجاع عن جسمه، و زده من الغنى، و ادفع عنه الفقر، فإنّك تعلم و لا نعلم» .

و روي عن الصادق عليه السّلام: إنّ من لم يقرأ هذا الدعاء عند ختان ولده فليقرأه من قبل أن يحتلم، فإن قرائته تورث حفظه من حرّ الحديد من قتل أو غيره (5).

ثم إنّ ظاهر هذا الدعاء هو استحباب حجامة المولود أيضا في أيام الولادة من جهة عطف الحجامة على الختان، و لم أجد من صرّح به. نعم عمل العوام على شرطه في الأربعين.

و ورد الأمر بحجامته بعد بلوغه أو بعد أربعة أشهر في كلّ شهر مرّة في

ص:34


1- حرا كان او بردا-اي في ايّام الصيف و حرارة الهواء كانت ولادته ام ايام الشتاء و البرد.
2- الكافي:6/34 باب التطهير برقم 1 و 2.
3- الكافي:6/35 باب التطهير برقم 2 و 3، و [2]مستدرك الوسائل:2/622 باب 38 حديث 3.
4- في المتن: و ارادتك.
5- الفقيه:3/315 باب 149 برقم 1530.

النقرة (1)، معلّلا بأنها تجفف لعابه، و تهبط الحرارة من رأسه و جسده (2)، و لو ولد الذكر مختونا استحب إمرار الموسى على محله، لإصابة السنة و اتّباع الحنيفية (3).

و لو نبتت الغلفة بعد قطعها، أعيد الختان استحبابا قبل البلوغ، و وجوبا بعده (4)، و يجوز تأخير الختان إلى أن يبلغ، فإذا بلغ غير مجنون وجب عليه أن يختن نفسه (5)، و كذا لو أسلم الكافر كذلك (6)، و الخنثى إن لحق بالذكور كذلك وجب ختانه، و كذا إن كان مشكلا على الأحوط، و لو ألحق بالإناث ففي لزوم الختان وجهان، أحوطهما الاول (7).

ص:35


1- النقرة: الحفرة، و المراد بها هنا وقوع الاحتجام في الحفرة التي بين المنكبين.
2- الكافي:6/53 باب النوادر حديث 7.
3- اكمال الدين:2/433 باب 42 [2] في ما روي في ميلاد القائم عليه السّلام برقم 15.
4- وسائل الشيعة:7/167 باب 57 برقم 1.
5- أقول: التقييد بعدم الجنون لعدم التكليف على المجنون، حيث انه يجوز للوليّ ان لا يختنه و لا يجب على المجنون بعد البلوغ حيث لا تكليف عليه، فتفطّن.
6- الكافي:6/37 باب التطهير برقم 10 [3] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: إذا أسلم الرجل اختتن و لو بلغ ثمانين.
7- اقول: ختان الذكور واجب بالضرورة من [4] الدين و المذهب، و بالاجماع بقسميه، و بالنصوص المتظافرة، و الرجل يجب عليه ان يختن نفسه عند بلوغه ان لم يختن من قبل، كما و لا خلاف- بل ادّعي عليه الاجماع-باستحباب ختان المولود يوم السابع من ولادته، كما و لا خلاف أيضا باستحباب ختان الاناث المعبر عنه (بخفض الجوراي) ، و انما الخلاف في الخنثى المشكل، و ذلك اذا ألحق بالذكور، فقد قيل بوجوب ختانه، لان صحة صلاته تتوقف عليه، و من المعلوم أن كلّ ماله مدخليّة في صحة المكلف به لا بد من الاتيان به لتحصيل العلم بفراغ الذّمة، و لشمول الاجماعات و النصوص على وجوب ختان الولد الذكر، و المفروض انه ذكر الحاقا و لشمول قوله عليه السّلام-اختنوا اولادكم-و هذا ذكر الحاقا فيجب ختانه، و لخروج الانثى بالنص عن عمومات الختان، فيبقى الباقي مشمولا للعموم، و قد نقل هذه الاقوال في الجواهر، -

و يستحب خفض الجواري و لا يجب، و قد ورد أنّه مكرمة (1). و روي أنه لم يبايع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحدا من النساء إلاّ مختونة (2). و أول من اختتن من النساء هاجر، لحلف سارة أن تقطع عضوا منها، فأمر اللّه باختتانها (3). و الفضل في كيفيته قطع بعض النواة، و عدم استيصالها، لقول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لام حبيب الخافضة: إذا أنت فعلت فلا تنهكي -أي لا تستأصلي-و أشمّي، فإنه أشرق للوجه، و أحظى عند الزوج (4)، شبّه صلوات اللّه عليه و آله القطع اليسير بإشمام الرائحة، و النهك بالمبالغة فيه، أي أقطعي بعض النواة و لا تستأصلي، و لذا أبدل صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النهك في خبر آخر: بالاجحاف. قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لإمّ طيّبة الماشطة أخت أم حبيبة: إذا خفضت فأشمّي و لا تجحفي، فإنّه أصفى للون الوجه، و أحظى عند البعل (5).

و وقت الخفض إذا بلغت سبع سنين فما زاد، لقول أمير المؤمنين عليه

ص:36


1- الكافي:6/37 باب خفض الجوارى برقم 3 بسنده [1] عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: خفض الجواري مكرمة، و ليست من السنّة، و لا شيئا واجبا، و ايّ شيء أفضل من المكرمة
2- مستدرك وسائل الشيعة:2/422 باب 42 حديث 4.
3- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/135 ب [2]اب 24.
4- الكافي:6/38 باب خفض الجواري برقم 6.
5- الكافي:6/38 باب خفض الجواري برقم 5.

السّلام: لا تخفض الجارية حتى تبلغ سبع سنين (1).

و منها: العقيقة:

و هي سنة مؤكدة عن الذكر و الأنثى، و قد استفاضت النصوص بأنّ كل ولد مرهون بعقيقته يوم القيامة (2). و يتأكّد الاستحباب يوم السابع (3). و قد سئل الصادق عليه السّلام عن الولد يموت يوم السابع هل يعق عنه؟ فقال عليه السّلام: إن كان مات قبل الظهر لم يعق عنه، و إن مات بعد الظهر عقّ عنه (4). و لا يجزي التصدق بثمن العقيقة عنها في القيام بالسنة حتى إن لم يوجد عينها، للنهي عن ذلك، معللا بأنّ اللّه تعالى يحب إطعام الطعام و إراقة الدماء (5)، و قد ولد لأبي جعفر عليه السّلام غلامان جميعا، فأمر زيد بن علي أن يشتري له جزورين للعقيقة، و كان زمن غلاء، فأشترى له واحدة و عسرت عليه الأخرى، فقال لأبي جعفر عليه السّلام: قد عسرت عليّ الأخرى، فأتصدق بثمنها؟ قال: لا، أطلبها فإنّ اللّه عزّ و جلّ يحب إهراق الدماء، و إطعام الطعام (6).

نعم تسقط العقيقة عن الفقير إلى أن يوسر (7)، و لا يسقط استحباب العقيقة بتأخيرها عن اليوم السابع و لو لغير عذر، و ما نطق بأنه إذا جازت سبعة أيام فلا عقيقة (8)محمول على نفي الكمال و التأكد. و من لم يعق عنه يستحب له

ص:37


1- الكافي:6/38 باب خفض الجواري حديث 5.
2- الكافي:6/25 باب العقيقة و وجوبها برقم 4.
3- الكافي:6/27 باب انه يعق يوم السابع برقم 1 و 3.
4- الفقيه:3/314 باب 149 برقم 1525، و الكافي:6/39 باب النوادر حديث 1.
5- التهذيب:7/441 باب 40 برقم 1764.
6- الكافي:6/25 باب العقيقة و وجوبها برقم 8.
7- الفقيه:3/312 باب 149 برقم 1517.
8- الكافي:6/38 باب انه اذ مضى السابع فليس عليه الحلق برقم 2.

أن يعق عن نفسه إذا بلغ (1)، و لو شك في أنّ أباه عقّ عنه أم لا، استحب أن يعق هو عن نفسه، و قد قال عمر بن يزيد: أني قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إني و اللّه ما أدري كان أبي عقّ عني أم لا؟ قال: فأمرني أبو عبد اللّه عليه السّلام فعققت عن نفسي و أنا شيخ كبير (2). نعم نطق غير واحد من الأخبار بأن من لم يعق عنه حتى ضحي عنه، أو ضحى هو عن نفسه أجزأته عن العقيقة.

و العقيقة كبش أو بقرة أو بدنة، فإن لم يوجد فحمل أعظم ما يكون من حملان السنة (3). و الفضل في مماثلة العقيقة للمولود ذكورة و أنوثة (4). و روي مرسلا أنه يعق عن الذكر بذكر أو أنثيين، و عن الأنثى بواحدة (5).

و يجزي أن يعق عن المولود غير الأب (6).

و يستحب تعدّد العقيقة عن المولود الواحد (7). و لا يشترط في العقيقة شروط الأضحية من كونها ثنيا إن كان معزا، و جذعا إن كان ضأنا، و كونها تامة

ص:38


1- الكافي:6/39 باب نوادر برقم 3 و [1]الفقيه:3/312 حديث 1515.
2- التهذيب:7/441 باب 40 برقم 1763.
3- الفقيه:3/312 باب 149 برقم 1517 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: العقيقة لازمة لمن كان غنيّا، و من كان فقيرا إذا أيسر فعل، فإن لم يقدر على ذلك فليس عليه شيء، و ان لم يعق عنه حتى ضحّى عنه فقد أجزأته الاضحيّة، و كل مولود مرتهن بعقيقته، و قال في العقيقة: يذبح عنه كبش، فان لم يوجد كبش أجزأ ما يجزي في الاضحيّة، و إلاّ فحمل أعظم ما يكون من حملان السنة.
4- الفقيه:3/313 باب 148 برقم 1518.
5- الفقيه:3/313 باب 148 برقم 1520.
6- الفقيه:3/313 باب 148 برقم 1519: و عقّ ابو طالب رحمه اللّه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم السابع. . . .
7- اكمال الدين:2/431 باب 42 باب ما روي في ميلاد القائم عليه السّلام برقم 6 و [2]فيه (و عق عنه بكذا و كذا شاة) و في 432 برقم 11(و عقّ عنه بثلاثمائة شاة) .

غير عوراء، و لا عرجاء البّين عرجها، و لا المريضة البّين مرضها، و لا مكسورا قرنها الداخل، و لا مقطوعة الاذن، و لا خصيّا من الفحولة، و لا مهزولة (1).

و قد ورد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: أنها شاة لحم، ليست بمنزلة الأضحية يجزي فيها كل شيء (2)، و أنّ خيرها أسمنها (3)، و مع ذلك فقد أفتى جمع باستحباب أن يجتمع فيها شروط الأضحية، و لا بأس بذلك إن اجتمع معها الأسمنية.

و يستحب أن تخص القابلة منها بربعها (4)، و لو لم تكن قابلة أعطي الربع الأم حتى تعطي ذلك من شاءت من فقير أو غني (5)، و إن كان إعطاء الفقير أفضل. و روي إعطاء القابلة ثلثها (6)، و روي رجلها (7)، و روي رجلها و وركها (8)، و السنة تتأدى بكل منها، و روي أنّ القابلة إن كانت ذمّية لا تستحل ذبايحنا أعطيت ثمن حصتها (9).

ص:39


1- الكافي:6/29 باب ان العقيقة ليست بمنزلة الاضحيّة برقم 1.
2- الحديث المتقدم.
3- الكافي:6/30 باب ان العقيقة ليست بمنزلة الاضحيّة برقم 2.
4- الكافي:6/28 باب انه يعق يوم السابع للمولود حديث 4.
5- الحديث المتقدم.
6- الكافي:6/32 باب ان الام لا تأكل من العقيقة حديث 2.
7- الكافي:6/32 باب ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فاطمة عليها السّلام عقّا عن الحسن و [4]الحسين عليهما السّلام برقم 5 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: سمّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حسنا و حسينا عليهما السّلام يوم سابعهما، و عقّ عنهما شاة شاة، و بعثوا برجل الى القابلة. . .
8- الكافي:6/28 باب انه يعق يوم السابع حديث 5.
9- الفقيه:3/313 باب 149 برقم 1521 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: ان كانت القابلة يهوديّة لا تاكل من ذبيحة المسلمين أعطيت ربع قيمة الكبش يشترى ذلك منها.

و لا يشرع لطخ رأس المولود المعقّ عنه بدم العقيقة، و قد ورد أنه شرك، و أنه كان يعمل في الجاهلية و نهي عنه في الاسلام (1).

و يستحب تفريق لحم العقيقة على قوم مؤمنين محتاجين، و أفضل منه طبخها و دعاء رهط من المسلمين عليها، و في الخبر أنها تطعم عشرة من المسلمين فإن زاد فهو أفضل (2)، و لا فرق بين أن يقتصر على طبخها بالماء و الملح، و بين أن يضاف إليها شيء آخر من الحبوب و غيرها، و إن كان ظاهر بعض الأخبار أنّ الأول أفضل (3). و قيل: يكره أن تشوى بالنار، و لم أقف على مستنده، كما لا مستند لما تداول بين العوام من دفن عظامها، بل و لفها في خرقة، و لو جاز الدفن لا بقصد التشريع كما هو الظاهر، فلا يجوز لفها في خرقة لكونه إتلافا للخرقة بغير داع مسوغ (4).

و يستحب الدعاء عند ذبح العقيقة بالمأثور، و ذكر اسم المولود و اسم أبيه، و الأدعية كثيرة، و جمع جملة منها أن يقال: «يا قوم إنّي بريء مما تشركون إني وجّهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين، إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه ربّ العالمين، لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين، اللّهم منك و لك بسم اللّه و باللّه و الحمد للّه و اللّه أكبر،

ص:40


1- الكافي:6/33 باب ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و فاطمه عليهما السّلام عقّا عن الحسن و [1]الحسين عليهما السّلام برقم 2 و 3.
2- الكافي:6/27 باب انه يعق يوم السابع للمولود برقم 1 [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: عقّ عنه، و احلق رأسه يوم السابع، و تصدق بوزن شعره فضّة، و اقطع العقيقة جذارى، و اطبخها و ادع عليها رهطا من المسلمين. اقول: لم أجد في الروايات تصريحا بتفريق اللحم على قوم محتاجين. نعم لا بأس بهذا التقييد استحسانا. و في 28 برقم 9(و تطعم منه عشرة من المسلمين، فإن زادوا فهو افضل) .
3- الفقيه:3/313 باب 149 حديث 1523(و روي ان افضل ما يطبخ به ماء و ملح) .
4- ان صدق عرفا الإسراف، و الترك احوط-و الخرقة: القطعة من القماش.

إيمانا للّه، و ثناء على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و العصمة لأمره، و الشكر لرزقه، و المعرفة بفضله على أهل البيت. اللهم صلّ على محمد و آل محمد، اللهم هذه عقيقة عن. . . فلان بن فلان لحمها بلحمه و دمها بدمه و عظمها بعظمه. اللهم اجعلها وقاية له و لآل محمد صلّى اللّه عليه و عليهم. اللهّم منك و لك ما وهبت، و أنت أعطيت، اللهم فتقبّله منّا على سنة نبيك، و نستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم» و يسمى المولود و أباه بدل فلان ابن فلان. و إن كان ذكرا زاد قوله: «اللهم إنك وهبت لنا ذكرا و أنت أعلم بما وهبت، و منك ما أعطيت، و كلما صنعنا فتقبله منّا على سنتك و سنة نبيك صلواتك عليه و آله، و اخسأ عنّا الشيطان الرجيم، لك سفكت الدماء، لا شريك لك و الحمد للّه رب العالمين» (1).

و يكره للوالدين أن يأكلا من عقيقة المولود، و تشتد الكراهة في الأم (2). و ظاهر بعض الأخبار كراهة أكل عيال الأب أيضا منها (3)، و كذا يكره كسر عظامها، بل يفصل أعضائها (4)، و لا يبعد أن تعارف دفنها لصونها عن ذلك. و الافضل أن يخصّ بالعقيقة أهل الولاية، و لا يطعم غيرهم منها، بل ورد النهي

ص:41


1- الكافي:6/31 باب القول على العقيقة احاديث الباب. أقول: [1] إن شيخي الوالد قدس سره ما ذكره هو مجموع الادعية الواردة في الباب المذكور.
2- تسالم الفقهاء على كراهة اكل الابوين من لحم عقيقة مولودهما، استنادا الى روايات متظافرة يثبت من ملاحظتها مجموعا الحكم بالكراهة، و ان كان بعضها لا يخلو من مناقشة، و قد استفيد شدة كراهة اكل الامّ من حسنة الكاهلي بقوله عليه السّلام: (لا تطعم الامّ منها شيئا) و الخبر المحكّى عن فقه الرضا عليه السّلام: (انّ الامّ اذا اكلت من لحم العقيقة فلا ترضعه) . و الكل كما ترى، و الذي ينبغي الجزم به هو الكراهة فقط، و اللّه سبحانه العالم.
3- الكافي:6/32 باب انّ الامّ لا تاكل من العقيقة برقم 2 [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا ياكل هو و لا احد من عياله من العقيقة. . .
4- الكافي:6/29 باب انه يعق يوم السابع للمولود رقم 11.

-في خبر-عن إعطائها لغير أهل الولاية (1)، و الأفضل من بين أهل الولاية فقراء الجيران (2).

و منها: ثقب أذن المولود:

ثقب أذني المولود اليمنى في أسفلها و اليسرى في أعلاها يوم السابع، و إدخال القرط في اليمنى، و الشنف (3)في اليسرى (4).

و منها: الإطعام عند الولادة:

و إطعام الناس عند ولادة المولود ثلاثة أيام، أفتى به الشيخ الحر (رحمه اللّه) في الوسائل، و استند في ذلك إلى خبر منهال القصاب قال: خرجت من مكة و أنا أريد المدينة، فمررت بالأبواء و قد ولد لأبي عبد اللّه عليه السّلام موسى عليه السّلام فسبقته إلى المدينة، و دخل بعدي بيوم، فأطعم الناس ثلاثا، فكنت آكل في من يأكل (5). الخبر.

ص:42


1- التهذيب:7/444 باب 40 برقم 1775، و الكافي:6/32 باب ان الام لا تاكل من العقيقة حديث 2.
2- الكافي:6/32 باب ان الام لا تاكل من العقيقة برقم 1.
3- الشنف: هو الذي يلبس في اعلى الاذن، و هو بفتح الشين، و الذي في اسفل الاذن القرط. لسان العرب:9/183.
4- وسائل الشيعة:7/159 باب 51 حديث 2.
5- المحاسن/418 باب 24 [4] الاطعام في الخرس برقم 187 بسنده عن منهال القصّاب، قال : خرجت من مكّة و أريد المدينة فمررت بالابواء و قد ولد لأبي عبد اللّه موسى عليه السّلام فسبقته الى المدينة و دخل بعدي بيوم، فأطعم الناس ثلاثا، فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئا إلى الغد حتى أعود فاكل، فمكثت بذلك ثلاثا، اطعم حتى ارتفق، ثم لا اطعم شيئا الى الغد. و الرواية ضعيفة السند.

و هو كما ترى قاصر عن الدلالة على ما رامه، لأنه فعل غير معلوم الوجه، فلعل الإطعام في الأيام الثلاثة من باب رجوعه من مكة. على أنّ ظاهر الخبر أنّ الإطعام لم يكن في الأيام الثلاثة المتصلة بالولادة، بل بعدها بايام.

و بالجملة، فإطعام الطعام حسن في كل وقت، إلاّ أن أستحباب الإطعام بهذا العنوان الخاص ثلاثة أيام ممّا لم نقف له على مستند، و الاستدلال له بما روي من أنه لما مضى من ولادة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سبعة أيام أولم عبد المطلب وليمة عظيمة و ذبح الأغنام و نحر الإبل و أكل الناس ثلاثة أيام (1)، كما ترى، لعدم حجية فعل عبد المطلب.

و يكره وضع الموسى من حديد تحت رأس المولود، و أن يلبس الحديد (2).

ص:43


1- مستدرك وسائل الشيعة:2/219 باب 22 برقم 2.
2- قرب الاسناد/66.

المقام الثالث: في الآداب العامة للحمل و الولادة و ما بعدها

اشارة

و الكلام فيه من جهات:

الأولى: في الرضاع.

يستحب للمرأة الصبر على الحمل و الولادة، و احتسابهما عند اللّه سبحانه، و التبرع بإرضاع المولود؛ فإنّ فيه لها أجرا عظيما، فقد ورد عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: و الذي بعثني بالحق نبيا و رسولا و مبشرا و نذيرا ما من امرأة تحمل من زوجها ولدا إلاّ كانت في ظلّ اللّه عز و جل حتى يصيبها طلق، يكون لها بكل طلقة عتق رقبة مؤمنة، فإذا وضعت حملها و أخذت في رضاعه، فما يمص الولد مصة من لبن أمّه إلاّ كان بين يديها نورا ساطعا يوم القيامة يعجب من رآها من الأوّلين و الآخرين، و كتبت صائمة قائمة، و إن كانت غير مفطرة كتب لها صيام الدهر كلّه و قيامه (1).

و قالت أم سلمة للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا رسول اللّه! ذهب الرجال بكل خير فأيّ شيء للنساء المساكين؟ فقال: بلى، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه تعالى، فإذا وضعت

ص:44


1- مستدرك وسائل الشيعة 2/623 باب 47، حديث 1 [1] بزيادة قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في اول الحديث: (يا حولاء! ما من امرأة تكسي زوجها إلا كساها اللّه يوم القيامة سبعين خلعة منها مثل شقائق النعمان و الريحان، تعطى يوم القيامة أربعون جارية تخدمها من الحور العين) و بزيادة قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في آخر الحديث: (فإذا فطمت ولدها، قال الحق جل ذكره: يا أيتها المرأة [2]قد غفرت لك ما تقدم من الذنوب، فاستأنفى العمل) .

كان لها من الأجر ما لا يدري أحد ما هو لعظمه، فإذا أرضعت كان لها بكل مصة كعدل عتق رقبة محررة من ولد إسماعيل، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها و قال: استأنفي العمل و قد (1)غفر لك (2).

و الافضل أن يكون الرضاع بلبن الأم لأنه أبرك، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال: ما لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمّه (3). و لا يجب على الأم الإرضاع كما ذكرنا ذلك مع فروعه في مناهج المتقين (4).

ص:45


1- الظاهر: فقد. (منه قدس سره) .
2- الامالي/247 [1] عن ابي خالد الكعبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أيّما امراة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به اصلاحا، نظر اللّه اليها، و من نظر اللّه اليه لم يعذبه، فقالت أم سلمة الحديث بلفظه.
3- وسائل الشيعة 3/130 باب 68، حديث 2. [ [2]ط ج 15/175].
4- قال قدس اللّه روحه الطاهرة في كتاب النكاح ص 379 [3] ما نصه: و أما الرضاع فلا يجب على الأم من غير فرق بين اللبّاء-و هو اول اللبن بعد وضع الحمل-و غيره، و لا يجوز للزوج إلزامها بذلك، شريفة كانت أو وضيعة، غنية كانت أو فقيرة، مسلمة كانت أم ذمية، معتادة لإرضاع ولدها أم لا. نعم لو توقف حياة الولد على إرضاعها مجانا وجب عليها ذلك، و حيث لم يجب عليها ، يجوز لها المطالبة بأجرة الرضاع. و يجوز استيجارها لرضاع ولدها على الأقوى، و يجب على الأب بذل أجرة الرضاع من ماله إذا لم يكن للولد مال، و أما إذا كان للولد مال فلا يجب على الأب بذل الأجرة من مال نفسه معسرا كان أو موسرا. و لو لم يكن للولد أب و لا مال، وجبت أجرة إرضاعه على من تجب نفقته من الأقارب. أقول: لا يجب على الأم أن ترضع ولدها بالإجماع نصا و فتوى في الجملة، و ذلك لظاهر قوله تعالى: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) ، [الطلاق:6]و [4]قوله تعالى: (وَ إِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى) [الطلاق:6]، و [5]قوله تعالى: (لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها) [البقرة: 233]و [6]لخبر سليمان بن داود المنقري قال: سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن الرضاع قال: لا تجبر الحرة على رضاع الولد، و تجبر أم الولد [وسائل الشيعة 15/175 باب 68]، و [7]للاصل. و ما يظهر من بعض الفقهاء من تقييد عدم وجوب إرضاعها بصورة وجود مرضعة أخرى، أو-

و ينبغي استرضاع الحسناء النظيفة التقية، لأن اللبن قد يعدي 1، و الولد قد يشب على الظئر و يشبهها 2، و قد ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال: تخيّروا للرضاع كما تخيّرون للنكاح، فإن الرضاع يغير الطباع 3.

و يكره استرضاع القبيحة، و لبن الولادة عن زنا، و لبن بنت الزنا 4. نعم لو كانت صاحبة اللبن من زنا جارية، و جعل المولى من فجر بها في حلّ، لم يكن بالاسترضاع بلبنها بأس 5.

و يكره استرضاع اليهودية و النصرانية و المجوسية 6، بل الأحوط الاجتناب من ذلك إلاّ عند الضرورة، مع منعها حينئذ من شرب الخمر، و أكل ما لا يحلّ، مثل لحم الخنزير، و من أن تأخذ بالطفل إلى بيتها 7.

ص:46

و قد ورد أن رضاع اليهودية و النصرانية خير من رضاع الناصبيّة (1).

و يكره استرضاع الحمقاء و العمشاء، فإن الغلام ينزع إلى اللبن و يشبه الظئر في الرعونة و الحمق (2).

الثانية: الحضانة.

و حيث أن أحكامها لا ربط لها بالآداب يطلب تفصيلها من المناهج (3).

ص:47


1- المقنع/28.
2- الكافي:6/43 باب من يكره لبنه و من لا يكره.
3- الحضانة لغة: ما دون الابط و الصدر، و ايضا جانب الشيء و ناحيته و الجمع احضان، و حضنا الشيء جانباه، و حضن الصبيّ يحضنه حضنا-بالفتح-و حضانة-بالكسر-جعله في حضنه، و حضن الطفل: كفله و ربّاه تاج العروس:9/180. [3] اقول: الحضن يعبّر عن الحجر-بكسر الحاء-و لما كانت رعاية الصبيّ غالبا في الحجر اطلق على مطلق الرعاية و الكفالة و التربية الحضانة، فرعاية الطفل فيما يرجع الى غسله و تنظيفه و مأكله و مشربه و ملبسه في صحته و مرضه و في كل ما تتوقف عليه حياته و تربيته يسمى حضانة. و أمّا في اصطلاح الفقهاء: فهي حضانة الام للطفل مدّة معينة بشرط ان تكون مسلمة حرّة في حبالة اب الصبيّ. ثم هل انّ هذه الحضانة حق لازم لها بحيث لا يسقط بالاسقاط أم انه حق قابل للاسقاط؟ ذهب الى كل فريق، و على القول الثاني يجوز لها أخذ الاجرة على الحضانة من أبيه إن لم يكن للطفل مال، و يجوز لها اسقاط حقّها، بخلاف القول الأول، ثم إذا طلقها الزوج أو ارتدّت أو صارت مملوكة فالأب أحقّ بالحضانة منها و من غيرها، و أمّا إذا مات الأب كانت الأم أحق بالحضانة من الوصيّ و الجد، و اذا مات الأب أو الابوان كان أب الأب أولى من غيره، و اذا لم يكن للطفل جدّ كانت الحضانة للاقارب على ترتيب الارث. اما مدّة الحضانة ففيها تفصيل، فالحضانة في السنتين الاوليتين مختصة بالام ذكرا كان المولود أو انثى، و حق الأمّ مقدم فيها، و بعد ذلك تكون الام احقّ بحضانة ابنتها إلى ان تبلغ سبع سنين، و قيل إلى تسع، و قيل إلى ان تتزوج البنت، و الأب احق بحضانة ابنه الى سبع أو الى تسع سنين، -

الثالثة: تأديب الأطفال.

في التلطف بالأطفال و تأديبهم، و بيان حقوقهم على الوالدين، و حقوق الوالدين عليهم.

يستحب التلطف بالطفل، و قد ورد أن من قبّل ولده كتب اللّه له حسنة 1، و ورد الأمر بإكثار تقبيله، معلّلا بأن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام 2، و ورد أنه إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للوالد عتق نسمة 3، و ورد الأمر بالتصابي مع الصبي 4، و ورد الأمر ببرّ الأولاد بعد برّ الوالدين 5، و أن اللّه ليرحم العبد لشدة حبه لولده 6، و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: أحبّوا الصبيان و ارحموهم، و إذا وعدتموهم شيئا ففوا لهم، فإنهم لا يرون إلاّ أنكم ترزقونهم 7، و أن اللّه عزّ و جل ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء و الصبيان 8.

ص:48

و ورد الأمر بتعليم الصبي معالم الدين و المذهب قبل أن يسبق أحد إليه من أهل الضلالة فيفسد عقيدته، فإنّ القلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته، فيلزم المبادرة إليه بالأدب و الدين قبل أن يقسو قلبه و يشتغل لبّه (1).

و روي عن الصادق عليه السّلام أنه قال: أمهل صبيّك (2)يلعب حتى يأتي له ست سنين، ثم ضمّه إليك سبع سنين فأدبه بأدبك، فإن قبل و أفلح و صلح و إلاّ فخل عنه فإنه لا خير فيه (3).

و عنه عليه السّلام أنه قال: الغلام يلعب سبع سنين، و يتعلم الكتاب سبع سنين، و يتعلم الحلال و الحرام سبع سنين (4).

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال: يرف (5)الصبي سبعا، و يؤدب سبعا، و يستخدم سبعا، و منتهى طوله في ثلاث و عشرين سنة، و عقله في خمس و ثلاثين، و ما كان بعد ذلك فبالتجارب (6).

و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: الولد سيد سبع سنين، و عبد سبع سنين، و وزير سبع سنين، فإن رضيت خلائقه في احدى و عشرين سنة، و إلاّ ضرب على جبينه، فقد أعذرت إلى اللّه تعالى (7).

و عن أحدهما (عليهما السّلام) أنه قال: إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال

ص:49


1- وسائل الشيعة:7/197 باب 84 حديث 5.
2- خ ل: دع ابنك.
3- وسائل الشيعة:7/197 باب 84 برقم 6، و [2]الكافي:6/47 باب تأديب الولد حديث 2.
4- الكافي:6/47 باب تأديب الولد برقم 3.
5- يرف: بالراء و الفاء: أي يحسن اليه [منه (قدس سره)]خ ل: يربّي.
6- الفقيه:3/319 باب 152 برقم 1551.
7- مكارم الاخلاق/255.

له سبع مرات: قل لا إله إلاّ اللّه، ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين و سبعة أشهر و عشرون يوما، فيقال له: قلّ محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، سبع مرات، و يترك حتى يتم له أربع سنين، ثم يقال له سبع مرات: قلّ اللهم صلّ على محمد و آل محمد، ثم يترك حتى يتم له خمس سنين، ثم يقال له: أيهما يمينك و أيهما شمالك؟ فإذا تمّ له ست سنين يقال له: صلّ، و علّم الركوع و السجود حتى يتم له سبع سنين، فإذا تمّ له سبع سنين قيل له: اغسل وجهك و كفيك، فإذا غسلهما قيل له: صل، ثم يترك حتى يتّم له تسع (خ. ل: سبع) ، فإذا تمت له علّم الوضوء و ضرب عليه، و علّم الصلاة و ضرب عليها، فإذا تعلم الوضوء و الصلاة غفر اللّه [له و]لوالديه (1).

و يستحب تعليمه القرآن، فعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قبّل ولده كتب اللّه له حسنة، و من فرّحه فرّحه اللّه يوم القيامة، و من علمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة (2).

و يستحب تأديبه كما عرفت.

و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: لأن يؤدب أحدكم ولده خير [له] من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم (3)، و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أكرموا أولادكم، و أحسنوا آدابهم يغفر لكم (4).

و ورد الأمر بتعليمهم السباحة و الرماية (5)، و عن العبد الصالح عليه

ص:50


1- الفقيه:1/182 باب 43 برقم 863.
2- الكافي:6/49 باب برّ الاولاد برقم 1.
3- مكارم الاخلاق/255.
4- المصدر المتقدّم.
5- الكافي:6/47.

السّلام أنه قال: يستحب غرامة (1)الصبّي في صغره ليكون حليما في كبره (2).

و لا بأس بالضرب للتأديب بالقدر المتعارف، حتى إذا كان الصبي يتيما، لأنه إحسان إليه.

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال: أدب اليتيم مما تؤدب به ولدك، و اضربه مما تضرب به ولدك (3).

ثم إنّ للولد حقوقا على الوالدين، فمن حقوقه ما مرّ من تسميته باسم حسن، و تأديبه و وضعه موضعا حسنا، و الوفاء بما وعده، و تعليمه الطهارة و معالم الدين و القرآن الكريم، و كذا تعليمه السباحة و الكتابة إن كان ذكرا، و الغزل و سورة النور إن كانت أنثى (4). و ورد النهي عن تعليمها سورة يوسف، و إنزالها لغرف (5).

و من حقوقه استفراه أمّه و إكرامها، و عدم الإساءة إليها الموجبة لحزنه، و يأتي إن شاء اللّه تعالى في أول الفصل الحادي عشر فضل تعليمه القرآن.

و منها: تزويجه إذا بلغ .

(6)

ص:51


1- ما يلزم اداؤه، اي تغريمه [منه (قدس سره)]و في الكافي-عرامة بالعين المهملة اي الامور الشاقة.
2- الكافي:6/51 باب التفرس في الغلام حديث 2.
3- الكافي:6/47 باب تأديب الولد برقم 8.
4- وسائل الشيعة:7/199 باب 86 برقم 7 و/200 حديث 9.
5- في تاج العروس:6/210(الغرفة بالضم العلّية الجمع غرفات بضمتين) و في اقرب الموارد: 2/826(العليّة بالكسر و العلّية بالضم لغة، بيت منفصل عن الارض ببيت او نحوه) و معنى الحديث الشريف يكون بناء على ما ذكره اللغويون هو انه لا تنزلوا النساء البيوت التي فوق البيوت لأنها تشرف على ساير البيوت و تكون مظنّة الاشراف على الجيران و اللّه العالم.
6- روضة الواعظين/369 فصل في ذكر حق الولد على الوالد (و [4]قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من حق الولد على والده ثلاثة: يحسّن اسمه، و يعلمه الكتابة، و يزوجه اذا بلغ) .

و منها: تخفيف الصلاة إذا صرخ و لم يكن من يسكنه ،

(1)

و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنه يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما (2)، و ورد عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: رحم اللّه من أعان ولده على بره، قال: [قلت: كيف يعينه على بره؟ قال]: يقبل ميسوره، و يتجاوز عن معسوره، و لا يرهقه، و لا يخرق به، و ليس بينه و بين أن يدخل في حدّ من حدود الكفر إلاّ أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم، ثم قال [رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]: الجنة طيبة، طيبها اللّه و طيب ريحها و يوجد ريحها من مسيرة ألفي عام، و لا يجد ريح الجنة عاق و لا قاطع رحم، و لا مرخي الإزار خيلاء (3).

و يستحب إكرام البنت التي اسمها فاطمة، و ترك إهانتها و سبّها و لعنها و ضربها (4).

و يجوز تفضيل بعض الأولاد على بعض ذكورا و إناثا في الحب و آثاره

ص:52


1- الكافي:6/48 باب حق الاولاد برقم 4 [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالناس الظهر فخفّف في الركعتين الاخيرتين فلما انصرف قال له الناس: هل حدث في الصلاة حدث؟ قال: و ما ذاك؟ قالوا: خفّفت في الركعتين الاخيرتين، فقال لهم: اما سمعتم صراخ الصبيّ؟ ! .
2- الفقيه:3/311 باب 148 حديث 1508.
3- وسائل الشيعة:15/199 باب 86 حديث 8، و [2]الكافي 6/50 باب حق الاولاد حديث 6.
4- الكافي:6/48 باب حق الاولاد برقم 6 [4] بسنده عن السكوني، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام و أنا مغموم مكروب فقال لي: يا سكوني ما غمك؟ فقلت: ولدت لي ابنة، فقال: يا سكوني، على الأرض ثقلها، و على اللّه رزقها، تعيش في غير أجلك و تأكل من غير رزقك. فسرّى و اللّه عني، فقال: ما سميتها؟ قلت: فاطمة، قال: آه آه. ثم وضع يده على جبهته. . . إلى أن قال: امّا اذا سميتها فاطمة فلا تسبها، و لا تلعنها، و لا تضربها.

و العطاء (1)، و إن كانت التسوية أفضل.

و يستحب احتساب مرض الطفل و بكاءه، فقد ورد أن مرضه كفارة لوالديه، و أن بكائه لا إله إلاّ اللّه، إلى أن يأتي عليه سبع سنين، فإذا جاز السبع فبكاؤه استغفار لوالديه، إلى أن يأتي عليه الحدود، فإذا جاز الحد فما أتى من حسنة فلوالديه و ما أتى من سيئة فلا عليهما (2).

و يلحق بالمقام أمور:

الأول: في فضل الولد ذكرا و أنثى:

قد استفاضت الأخبار بإستحباب الاستيلاد، و تهيئة أسباب كثرة الأولاد، و وردت الأوامر الأكيدة في ذلك معللا بأنه إن سقط بقي سقطه محبنطئا على باب الجنة لا يدخلها إلى أن يدخل أبواه (3)، و إن ولد حيا و مات قبل الأبوين أجرا فيه، و إن بقي بعدهما استغفر لهما (4)، و ورد أن من سعادة المرء أن لا يموت حتى يرى خلفا من نفسه (5)، و أن الذليل من لا ولد له (6)، و أنّ

ص:53


1- الكافي:6/51 باب تفضيل الولد بعضهم على بعض برقم 1 [1] عن سعد بن سعد الأشعري، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرجل يكون بعض ولده أحب إليه من بعض، و يقدم بعض ولده على بعض فقال: نعم، قد فعل ذلك أبو عبد اللّه، نحل محمدا، و فعل ذلك أبو الحسن عليه السّلام نحل احمد شيئا، فقمت أنا به حتى حزته له، فقلت: الرجل تكون بناته أحب إليه من بنيه، فقال: البنات و البنون في ذلك سواء، إنما هو بقدر ما ينزلهم اللّه عز و جل منه.
2- الكافي:6/52 باب النوادر برقم 5.
3- معاني الاخبار/291 باب معنى المحبنطىء.
4- الفقيه:3/311 باب 148 برقم 1504.
5- الكافي:6/4 باب شبه الولد برقم 3.
6- وسائل الشيعة:7/99 باب 3 برقم 2 [4] سعيد بن هبة اللّه الراونديّ في الخرائج و الجرايح، -

الولد الصالح ريحانة من اللّه قسمها بين عباده (1)، و أن ميراث اللّه من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له (2). و أن الولد نعم العضد 3، و أن عمل الولد يوجب نجاة الابوين. و قد مرّ عيسى بن مريم عليه السّلام بقبر يعذّب صاحبه، ثم مرّ من قابل فإذا هو لا يعذّب، فسأل اللّه تعالى عن السبب، فأوحى إليه أنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا، و أوى يتيما، فلهذا غفرت له بما عمل ابنه 4.

و يستحب طلب البنات و إكرامّهن، و قد سأل [إبراهيم]عليه السّلام

ص:54


1- الكافي:6/2 باب فضل الولد برقم 1 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الولد الصالح ريحانة من اللّه قسّمها بين عباده، و ان ريحانتيّ من الدنيا الحسن و الحسين، سميتهما باسم سبطين من بني اسرائيل شبّرا و شبيرا.
2- الفقيه:3/309 باب 148 برقم 1491.

ربّه أن يرزقه ابنة تبكيه و تندبه بعد موته (1)، و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: نعم الولد البنات، ملطفات مجهزات مؤنسات مباركات مفلّيات (2)، و أنّ من كنّ له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن، و ضرّائهن، و سرّائهن كن له حجابا يوم القيامة (3)، و أنّ من عال ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات و صبر على لأوائهن (4)حتى يأتين إلى أزواجهن أو يمتن فيصرن إلى القبور، كنت أنا و هو في الجنة كهاتين-و أشار بالسبّابة و الوسطى-، فقيل: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! و أثنتين؟ قال: و أثنتين. قيل: و واحدة؟ قال: و واحدة (5). و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنّ من كانت له ابنة واحدة كانت خيرا له من ألف حجّة، و ألف غزوة، و ألف بدنة، و ألف ضيافة (6)، و جعلها اللّه له سترا من النار، و من كانت عنده ابنتان أدخله اللّه بهما الجنة، و من كن (7)ثلاثا أو مثلهن من الأخوات وضع عنه الجهاد و الصدقة (8)، و أن من عال ثلاث بنات يعطى ثلاث روضات من رياض الجنة، كل روضة أوسع من الدنيا و ما فيها (9)، و أنه ما من بيت فيه البنات إلاّ نزلت كل يوم أثنتا عشرة بركة و رحمة

ص:55


1- الكافي:6/5 باب فضل البنات برقم 3.
2- الكافي:6/5 باب فضل البنات برقم 5.
3- الخصال:1/174 باب ثواب من كنّ له ثلاث بنات فصبر عليهن برقم 231.
4- اللاواء، الشدة و المحنة.
5- عدّه الداعي/80.
6- مستدرك وسائل الشيعة:2/615 باب 3 برقم 7.
7- الظاهر انّها: و ان كنّ [منه (قدس سره)].
8- مستدرك وسائل الشيعة:2/615 باب 3 برقم 10.
9- مستدرك وسائل الشيعة:2/615 باب 3 برقم 7.

من السماء، و لا تنقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت، يكتبون لأبيهم كلّ يوم و ليلة عبادة سنة (1).

و يكره كراهة البنات، و قد قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمن تغيّر وجهه عند إخباره بولادة بنت له: الأرض تقلّها، و السماء تظلّها، و اللّه يرزقها، و هي ريحانة تشمّها. ثم أقبل على أصحابه فقال: من كانت له ابنة فهو مقدوح (2)، و من كانت له ابنتان فوا غوثاه باللّه، و من كانت له ثلاث وضع عنه الجهاد و كل مكروه، و من كانت له أربع فيا عباد اللّه أعينوه، يا عباد اللّه أقرضوه، يا عباد اللّه ارحموه (3).

و ورد أن البنات حسنات، و البنون نعمة، و الحسنات يثاب عليها، و النعمة يسأل عنها (4). و أن من تمنى موت البنت لم يؤجر يوم القيامة، و لقي ربه حين يلقاه و هو عاص (5).

و يستحب زيادة الرقة على البنات و الشفقة عليهن أكثر من الصبيان، لما عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أن من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، و ليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإنه من فرّح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل (6).

ص:56


1- مستدرك وسائل الشيعة:2/615 باب 3 برقم 12.
2- خ ل: مقروح. و المقدوح اي متعوب.
3- الكافي:6/5 باب فضل البنات برقم 6.
4- الفقيه:3/310 باب 148 برقم 1494.
5- الكافي:6/5 باب فضل البنات برقم 4.
6- مستدرك وسائل الشيعة:2/615 باب 5 حديث 1 [4] بسنده قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم: من دخل السوق و اشترى تحفة فحملها الى عياله كان كحامل الصدقة الى قوم محاويج، و ليبدأ بالاناث قبل الذكور، فإنّه من فرّح ابنة فكأنّما اعتق رقبة من ولد اسماعيل، و من اقرّ عين ابنة فكانّها بكى من خشية اللّه، و من بكى من خشية اللّه ادخله جنات النعيم.

و يستحب الدعاء لمن أبطأ عليه الولد بالمأثور و هو: «اللهم لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين، وحيدا وحشا فيقصر شكري عن تفكري، بل هب لي (1)عاقبة صدق ذكورا و إناثا آنس بهم من الوحشة، و أسكن إليهم من الوحدة، و أشكرك عند تمام النعمة، يا وهاب يا عظيم [يا معظم]، يا معطي أعطني في كل عافية شكرا حتى تبلغني منها رضوانك (2)في صدق الحديث، و أداء الأمانة، و وفاء العهد» (3).

و من المأثور أن يقول و هو ساجد: «رب هب لي من لدنك (4)ذرية طيبة [انك سميع الدعاء]، رب لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين» (5). و أن يقول عند الجماع: «اللهم ارزقني ولدا، و أجعله تقيا (6)، ليس في خلقه زيادة و لا نقصان، و أجعل عاقبته إلى خير» (7).

و أرسل الصدوق (رحمه اللّه) عن مولانا السجاد عليه السّلام أنه قال: قل في طلب الولد «رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوارِثِينَ و اجعل لي من لدنك وليا يرثني في حياتي و يستغفر لي بعد موتي، و اجعله خلقا سويا، و لا تجعل للشيطان فيه نصيبا، اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك إنك أنت الغفور الرحيم» سبعين مرة. فإنه من أكثر هذا القول رزقه اللّه تعالى ما تمنّى من مال و ولد، و من خير الدنيا و الآخرة فإنه يقول: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً*

ص:57


1- [انسا]
2- خ ل: رضاك.
3- الكافي:6/9 باب الدعاء في طلب الولد برقم 8.
4- خ ل: وليا. مع حذف: ذرية طيبة.
5- الكافي:6/8 باب الدعاء في طلب الولد برقم 2.
6- خ ل: نقيا.
7- الكافي:6/10 باب الدعاء في طلب الولد برقم 12.

يُرْسِلِ اَلسَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً* وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (1). و عن الصادق عليه السّلام أنه من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع و السجود، ثم يقول: «اللهم إني أسألك بما سألك به زكريا، رب لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين، اللهم هب لي ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، اللهم باسمك استحللتها، و في أمانتك أخذتها، فإن قضيت في رحمها ولدا فاجعله مباركا (2)و لا تجعل للشيطان فيه شركا و لا نصيبا (3). و في خبر أن الاستغفار في كل يوم و في كل ليلة مائة مرة يورث رزق الولد (4)-. و في آخر ما معناه: أن من قال كل صباح و مساء «سبحان اللّه» سبعين مرة، ثم استغفر اللّه مرة، رزق ذرية كثيرة (5).

و ورد رفع الصوت بالأذان في المنزل لطلب كثرة الولد، و زوال السقم (6).

ص:58


1- الفقيه:3/304 باب 145 برقم 1462. سورة نوح: الاية/10-12.
2- خ. ل: زكيا.
3- الكافي:6/8 باب الدعاء في طلب الولد برقم 3.
4- الكافي:6/9 باب الدعاء في طلب الولد برقم 6.
5- الكافي:6/8 باب الدعاء في طلب الولد برقم 5 [4] بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام-في حديث-انه علم حاجب هشام و كان لا يولد له، فقال: قل كل يوم إذا اصبحت و امسيت « سبحان اللّه» سبعين مرة، و تستغفر اللّه عشر مرات، و تسبح تسع مرات، و تختم العاشرة بالاستغفار، يقول اللّه عز و جل: «اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً، يُرْسِلِ اَلسَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً، وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً» فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة، و كان بعد ذلك يصل ابا جعفر و ابا عبد اللّه عليهما السّلام. و الذي ذكره المؤلف قدس سره من الاستغفار مرة واحدة و لم يذكر سبحان اللّه تسع مرات لم اجد روايته، لكن المجرب لدينا العمل بهذه الرواية شريطة قول الاذكار في حال السجدة لطلب الولد و لسعة الرزق.
6- الكافي:6/10 باب الدعاء في طلب الولد حديث 9 [5] بسنده قال: حدثني هشام بن ابراهيم انه شكا-

و روي أن رجلا شكا إلى مولانا الباقر عليه السّلام قلّة الولد، و أنه يطلب الولد من الاماء و الحرائر فلا يرزق له، و هو ابن ستين سنة، فقال عليه السّلام: قلّ ثلاثة أيام في دبر صلاة المكتوبة-صلاة العشاء الآخرة و في دبر صلاة الفجر-: «سبحان اللّه» سبعين مرة، «و استغفر اللّه» سبعين مرة، و تختمه بقول اللّه عز و جل: اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً* يُرْسِلِ اَلسَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً* وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً 1، ثم واقع امرأتك الليلة الثالثة فإنك ترزق بإذن اللّه تعالى ذكرا سويا، ففعل ذلك فلم يحل الحول حتى رزق قرة عين 2.

و ورد قراءة وَ ذَا اَلنُّونِ. . إلى ثلاث آيات 3عند الجماع لطلب الولد 4.

ص:59

و ورد وضع من طلب الولد الذكر يده اليمنى عند قعوده مقعد الرجل من المرأة على يمين سرة المرأة، و قراءة إِنّا أَنْزَلْناهُ سبع مرات، و بعد تبين الحمل يضع يده على يمنة سرتها و يقرأ إِنّا أَنْزَلْناهُ سبعا أيضا (1)

و ورد أن من نوى أن يسمي حمل زوجته محمدا أو عليا ولد له ذكر (2)، و إن من كان له حمل مضت عليه أربعة أشهر فأستقبل بالحامل القبلة و قرأ آية الكرسي و ضرب على جنبها و قال: اللهم إني قد سميته محمدا، فإن اللّه تعالى يجعله غلاما، فإن و فى بالاسم بارك اللّه له فيه، و ان رجع عن الاسم كان للّه فيه الخيار، إن شاء أخذه و إن شاء تركه (3).

*فائدة*

يستحب إطعام الحبلى اللبان (4)، للأمر به معللا بأن الصبي إذا غذي في بطن أمّه باللبّان اشتد عقله، فإن يك ذكرا كان زكي القلب عالما شجاعا، و إن كانت جارية حسن خلقها و خلقتها و عظمت عجيزتها و حظيت عند زوجها (5).

و يستحب أكل الحامل السفرجل، للأمر به معللا بأنه يحسن خلق المولود و يكون أطيب ريحا، و أصفى لونا (6).

ص:60


1- مكارم الاخلاق/258.
2- الكافي:6/12 باب من كان له حمل فنوى ان يسميه محمدا او عليا [2]ولد له ذكر برقم 4.
3- الكافي:6/11 باب من كان له حمل فنوى ان يسميه محمدا او عليا [3]ولد له ذكر برقم 1.
4- اللباء: اول اللبن من النتاج، و هو اول اللبن يكون بعد الولادة، و اكثر ما يكون ثلاث حلبات و اقلّه حلبة. لسان العرب:1/150 [4] اقول: المقصود به هاهنا استحباب اطعام الحبلى لباء الحيوان.
5- الكافي:6/23 باب ما يستحب ان تطعم الحبلى برقم 6.
6- الكافي:6/22 باب ما يستحب ان تطعم الحبلى برقم 1.
الثاني: يستحب مسح رأس اليتيم

يستحب مسح رأس اليتيم ترحما به، و قد ورد أنه: ما من مؤمن و لا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترّحما به، إلاّ كتب اللّه له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة، و أعطاه بكل شعرة نورا يوم القيامة (1).

و ورد إن مسح رأس اليتيم و ملاطفته يزيل قساوة القلب (2).

و أنه إذا بكى اليتيم اهتزّ العرش على بكائه، فيقول اللّه تعالى: يا ملائكتي! اشهدوا عليّ أن من أسكته و استرضاه أرضيته في يوم القيامة (3). و في خبر آخر: من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنة (4). و في ثالث: يقول اللّه عز و جل: من أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أبويه أو أباه في الأرض؟ أشهدكم ملائكتي أن من أسكته برضاه فأنا ضامن لرضاه من الجنة، قيل: يا رسول اللّه! و ما يرضيه؟ قال: يمسح رأسه، و يطعمه ثمرة (5).

و أن خير بيوتكم بيت فيه يتيم يحسن إليه، و شر بيوتكم بيت يساء إليه (6). و أن من كفل يتيما من المسلمين فأدخله إلى طعامه و شرابه أدخله اللّه الجنة البتة، إلاّ أن يعمل ذنبا لا يغفر (7). و أنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أنا و كافل

ص:61


1- ثواب الاعمال/237 ثواب من مسح يده على رأس اليمتيم برقم 1 و 2.
2- ثواب الاعمال/237 باب ثواب من مسح يده على رأس اليتيم برقم 3 [1] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من انكر منكم قسوة قلبه فليدن يتيما فيلاطفه و ليمسح رأسه يلين قلبه باذن اللّه، ان لليتيم حقّا.
3- مستدرك وسائل الشيعة:2/622 باب 44 برقم 1.
4- مستدرك وسائل الشيعة:2/622 باب 44 برقم 2.
5- مستدرك وسائل الشيعة:2/622 باب 44 برقم 3.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/148 باب 78 برقم 6.
7- مستدرك وسائل الشيعة:1/148 باب 78 برقم 5.

اليتيم كهاتين في الجنة-و أشار باصبعه السبابة و الوسطى- (1).

و ان مما رآه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة الإسراء مكتوبا على الباب الثاني من الجنة: لكل شيء حيلة، و حيلة السرور في الآخرة أربع خصال: مسح رأس اليتامى، و التعطف على الأرامل، و السعي في حوائج المؤمنين، و تعهد الفقراء و المساكين (2).

الثالث: إنّ البرّ بالوالدين واجب
اشارة

إنّ البرّ بالوالدين واجب، برّين كانا أو فاجرين، حيّين كانا أو ميتّين، مؤمنين كانا أو مخالفين أو كافرين (3). و قد ورد أنه أكبر فريضة (4). و أنه لن يدخل النار البار بوالديه (5). و أن رضى الربّ في رضاء الوالدين، و سخط الرب في سخط الوالدين 6. و أنّ من أحبّ أن يكون أطول الناس عمرا فليّبر والديه،

ص:62


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/148 باب 78 برقم 7.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/148 باب 78 برقم 9.
3- الكافي:2/59 باب البرّ بالوالدين برقم 8 [3] عن معمر بن خلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحق؟ قال: ادع لهما و تصدق عنهما، و إن كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: ان اللّه بعثني بالرحمة لا بالعقوق. و حديث عن عنبسة بن مصعب، عن ابي جعفر عليه السّلام قال: ثلاث لم يجعل اللّه فيهن رخصة: اداء الامانة إلى البر و الفاجر، و الوفاء بالعهد للبر و الفاجر، و بر الوالدين برين كانا أو فاجرين. الكافي:2/162 باب البر بالوالدين حديث 15.
4- مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68، حديث 21.
5- 5 و 6) مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68، حديث 5.

و ليصل رحمه، و ليحسن (1)إلى جاره (2). و أنّ من يضمن لي برّ الوالدين أضمن له كثرة المال، و زيادة العمر، و المحبّة في العشيرة (3). و أنّ برّ الوالدين و صلة الرحم يهوّنان الحساب (4). و أنّ البارّ يطير مع الكرام البررة. و أنّ ملك الموت يتبّسم في وجه الباّر، و يكلح في وجه العاّق (5). و أنّ بين الأنبياء و الباّر درجة، و بين العاّق و الفراعنة دركة (6).

هذا كلّه مضافا إلى أنّ البرّ بالوالدين يتسبّب لدعائهما له، و دعاؤهما مفيد لا يحجب عن اللّه تعالى، كما نطقت بذلك الأخبار، كما لا يحجب دعاؤهما عليه إذا عقّهما (7). و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنّ العبد ليرفع له درجة في الجنة لا يعرفها من أعماله، فيقول: ربّ أنّى لي هذه؟ فيقول: بإستغفار والديك لك من بعدك (8).

و قد عد في الاخبار من حقوقهما أن تحسن صحبتهما، و لا تكلّفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه و إن كانا مستغنيين. و أن لا تقول لهما أفّ إن ضجراك، و لا تنهرهما إن ضرباك، و أن تقول لهما قولا كريما، بأن تقول إذا

ص:63


1- في المطبوع: و ليحن.
2- مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68، حديث 10.
3- مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68، حديث 12.
4- مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68، حديث 19.
5- مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68 برقم 16.
6- مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68 برقم 14.
7- مستدرك وسائل الشيعة:2/627 باب 68 برقم 10 [6] بسنده قال الصادق عليه السّلام: ثلاث دعوات لا يحجبن عن اللّه تعالى دعاء الوالد لولده اذا برّه، و دعوته عليه اذا عقّه، الحديث.
8- مستدرك وسائل الشيعة:2/627 باب 68 برقم 7.

ضرباك: غفر اللّه لكما، و أن تخفض لهما جناح الذّل، بأن لا تملأ عينيك من النظّر إليهما إلاّ رحمة و رقّة، و أن لا ترفع صوتك فوق أصواتهما، و لا يدك فوق أيديهما، و لا تتقدّم قدامّهما (1)، و لا تمشي بين يديهما، و لا تسمّيهما باسمهما، و لا تجلس قبلهما، و لا تحوّل وجهك عنهما، و لا تضيّق عليهما فيما قد وسع اللّه عليك من المأكول و الملبوس، و أن تعظّمهما بحّق ما يلزمك لهما إذا رأيتهما، و أن تحملهما عند الكبر إلى قضاء الحاجة، و تضع اللقمة في فيهما عند العجز، و تقضي دينهما بعد الموت، و تستغفر لهما، و تصلي و تصوم و تحج عنهما (2). و قد قيل للإمام زين العابدين عليه السّلام: أنت أبّر الناس و لا نراك تواكل أمكّ؟ قال: أخاف أن أمدّ يدي إلى شيء قد سبقت عينها عليه فأكون قد عققتها (3).

و يحرم عقوق الوالدين كما يأتي توضيحه في المقام العاشر من الفصل العاشر في العشرة. و جعل مولانا الصادق عليه السّلام من العقوق قول الرجل لأبنه أو أبنته في حياة والديه المؤمنين: بأبي أنت و أمّي أو بأبويّ أنت، و نفي البأس عن قول ذلك بعد موتهما (4).

و يستحب الزيادة في بّر الأم على الأب، حتّى قيل أنّ للأم ثلثي البّر و للأب الثلث (5). و قد أمر صلوات اللّه عليه و آله ثلاث مراّت بالبّر بالأم ثم في

ص:64


1- الكافي:2/157 باب البر بالوالدين برقم 1 [1] بتفاوت يسير.
2- مستدرك وسائل الشيعة 2/627 باب 68، حديث 2. و [2]ص 231 باب 77، حديث 2. و ص 632، باب 78، حديث 2. و من الصفحة و الباب نفسه حديث 8 و حديث 16. و المؤلف قدس اللّه روحه الطاهرة أخذ ما ذكره من مجموع هذه الروايات التي اشرنا اليها.
3- مكارم الاخلاق/254 الفصل السادس، [3] في فضل الاولاد.
4- وسائل الشيعة:2/653 باب 26 برقم 1.
5- مستدرك وسائل الشيعة 2/628 باب 70، حديث 5.

الرابعة أمر بالبّر بالأب (1). و قد قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أيّ الوالدين أعظم؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: التي حملته بين الجنبين، و أرضعته من (2)الثديين، و حضنته على الفخذين، و فدته بالوالدين (3). و قيل له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما حق الوالد؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أن تطيعه ما عاش، فقيل: و ما حق الوالدة؟ فقال: هيهات هيهات لو أنه عدد رمل عالج و قطر المطر أيام الدنيا قام بين يديها، ما عدل (4)ذلك يوما حملته في بطنها (5).

و قال رجل له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: انّ والدتي بلغها الكبر و هي عندي الآن أحملها على ظهري، و أطعمها من كسبي، و أميط عنها الأذى بيدي، و أصرف عنها مع ذلك وجهي استحياء منها و إعظاما لها، فهل كافأتها؟ قال: لا، لأن بطنها كان لك وعاء، و ثديها كان لك سقاء، و قدمها لك حذاء، و يدها لك وقاء، و كانت تصنع ذلك لك و هي تتمنى حياتك، و أنت تصنع هذا بها و تحّب مماتها (6).

و ورد عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: إذا كنت في صلاة تطوع فإن دعاك والدك فلا تقطعها، و ان دعتك والدتك فاقطعها (7).

ص:65


1- مستدرك وسائل الشيعة 2/628 باب 70، حديث 5.
2- في المطبوع: بين، و هو غلط.
3- مستدرك وسائل الشيعة 2/628 باب 70، حديث 10.
4- خ ل: لم يعدل.
5- مستدرك وسائل الشيعة 2/628 باب 70، برقم 8.
6- مستدرك وسائل الشيعة 2/628 باب 70، برقم 3.
7- مستدرك وسائل الشيعة 2/628 باب 70، برقم 4 [5] اقول: صلاة التطوع هي الصلاة المستحبة، و قطع الصلاة الواجبة لا يجوز الاّ في موارد خاصة منصوصة صرح الفقهاء بها جمعا-

و ورد الأمر ببر الخالة لمن لم تكن له أمّ (1).

و يحرم عقوق الوالدين (2)، و قد مرّ أن العاق لا يجد ريح الجنة (3).

و ورد تأكيد كثير بصلة الأرحام، و هي كناية عن الاحسان إلى الاقربين من ذوي النسب و الاصهار، و التعّطف عليهم، و الرفق بهم، و الرعاية لاحوالهم. و قد ورد إنّ صلة الرحم مثراة للمال، و منساة للأجل (4). و جعل النبي

ص:66


1- الكافي:2/162 باب البر بالوالدين برقم 18 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: جاء رجل الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: انّي ولدت بنتا و ربّيتها حتى اذا بلغت فالبستها و حلّيتها ثم جئت بها الى قليب فدفعتها في جوفه، و كان آخر ما سمعت منها و هي تقول: يا ابتاه، فما كفّارة ذلك؟ قال ا لك امّ حيّة؟ قال: لا، قال: فلك خالة حيّة؟ قال: نعم، قال فابررها فانها بمنزلة الام يكفّر عنك ما صنعت، قال أبو خديجة: فقلت لابي عبد اللّه عليه السّلام: متى كان هذا؟ فقال: كان في الجاهليّة، و كانوا يقتلون البنات مخافة ان يسبين فيلدن في قوم آخرين.
2- عقوق الوالدين من المحرمات الكب [1]يرة، و تواترت الاخبار على حرمة العقوق، و انّه يورث غضب الجبار تعالى شأنه، و يوجب تعجيل العقاب في الدنيا من تقصير العقوق للعمر، و ضيق [2]المعاش، و الرزق، الى غير ذلك من الآثار، و حرمة العقوق اجماعي نصا و فتوى في المباحات و المكروهات و المندوبات، اما مخالفة الابوين في ترك الواجبات او فعل المحرمات فليس ممّا يتحقق به العقوق، بل يجب مخالفتهما في الصورتين المذكورتين بالاتفاق.
3- الكافي:2/349 باب العقوق برقم 6 بسنده عن [3]ابي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في كلام له: ايّاكم و عقوق الوالدين فانّ ريح الجنّة توجد من مسيرة الف عام و لا يجدها عاقّ، و لا قاطع رحم، و لا شيخ زان، و لا جارّ ازاره خيلاء، انّما الكبرياء للّه ربّ العالمين.
4- مستدرك وسائل الشيعة:2/639 باب 10 برقم 25 بسنده سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: صلة الرحم مثراة في المال، و محبّة في الاهل، و منساة في الاجل.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلة الرحم من الدين و ان كان على مسيرة سنة (1). و ورد في جملة ما هو مكتوب على باب الجنة: إنّ صلة الرحم بأربعة و عشرين (2). و روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. إنّ من رعى حقّ قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف درجة بعد ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر مائة سنة، إحدى الدرجات من فضة، و الأخرى من ذهب، و الأخرى من لؤلؤ، و الأخرى من زمّرد، و الأخرى من زبرجد، و الأخرى من مسك، و الأخرى من عنبر، و الأخرى من كافور، و تلك الدرجات من هذه الأصناف (3).

و يحرم قطع الرحم، و قد ورد أنّ الرحّم معلّقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني، و اقطع من قطعني (4).

و إن أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم تقول: يا رب من وصلني في الدنيا فصل اللهّم اليوم ما بينك و بينه، و من قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك و بينه (5).

و ان حافتي الصراط يوم القيامة الرحم و الأمانة، فإذا مرّ الوصول للرحّم

ص:67


1- الكافي:2/151 باب صلة الرحم برقم 5 [1] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أوصي الشاهد من أمّتي و الغائب منهم و من في اصلاب الرجال و أرحام النساء إلى يوم القيامة ان يصل الرّحم و ان كانت منه على مسيرة سنة، فان ذلك من الدين.
2- الجعفريات/188 باب في المعروف و الصدقة بسنده عن علي بن ابي طالب [2]عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الصدقة بعشر، و القرض بثمانية عشر، و صلة الاخوان بعشرين، و صلة الرحم بأربعة و عشرين.
3- مستدرك وسائل الشيعة:2/641 باب 10 برقم 34.
4- اصول الكافي:2/151 باب صلة الرحم برقم 10.
5- اصول الكافي:2/151 باب صلة الرحم برقم 8.

المؤدّي للامانة نفذ إلى الجنة، و إذا مرّ الخائن القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل و تكفّأ به الصراط في النّار (1). و إنّ قطع الرحم من الذنوب التي تعجّل الفناء (2). و إنّ الرجل قد يكون أجله ثلاثا و ثلاثين سنة فيصيره اللّه تعالى إلى ثلاث سنين أو أدنى بسبب قطع الرحم (3). و يأتي في المقام العاشر من الفصل العاشر باقي ما ورد في قطع الرحم إن شاء اللّه تعالى.

و ورد إنّ صلة الرحم تزكي الاعمال، و تنمي المال، و تدفع البلوى، و تيّسر الحساب، و تعصم من الذنوب، و تحبّب في الأهل، و تكبت العدو، و تورث السؤدد، و تزيد في الرزق، و تنفي الفقر، و تدّر النعم، و تدفع النقم، و هي من أحسن الشيم، و تحسّن الخلق، و تسمح الكف، و تطيّب النفس، و تزيد في العمر، و تنسي في الأجل، حتّى إنّ الرجل يكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصل رحمه فيزيد اللّه في عمره ثلاثين سنة، و يكون أجله ثلاثا و ثلاثين سنة (4). و روي إنّ من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله ليصل رحمه أعطاه اللّه عز و جلّ أجر مائة شهيد، و له بكّل خطوة أربعون ألف حسنة، و يمحى عنه أربعون ألف سيئة، و يرفع له من الدرجات مثل ذلك، و كأنّما عبد اللّه مائة سنة صابرا محتسبا (5).

ص:68


1- اصول الكافي:2/152 باب صلة الرحم برقم 11.
2- مستدرك وسائل الشيعة:2/629 باب 71 برقم 4 [2] بسنده عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم انه قال: ما من ذنب اجدر ان يعجل اللّه لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما ادّخره في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم.
3- الكافي:2/152 باب صلة الرحم برقم 17.
4- اصول الكافي:2/150 باب صلة الرحم الى 157، و [4]مستدرك وسائل الشيعة:2/638 باب 10 الى 641 [5] تجد الخصال المذكورة هنا في طي الاحاديث المذكورة في الكتابين.
5- مستدرك وسائل الشيعة:2/641 باب 10 برقم 45.

و في عدّة أخبار إنّ الرحم رحم محمد و آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1)و رحم كلّ مؤمن، فتجب صلة رحمه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2). و يأتي إن شاء اللّه تعالى في المقام السادس في آداب السفر من الفصل الحادي عشر ما ينطق بفضل السفر لصلة الرحم.

و ورد الأمر بصلة القاطع من الأرحام أيضا، معلّلا بأنّك إذا وصلته و قطعك وصلكما اللّه تعالى جميعا، و إن قطعته و قطعك قطعكما اللّه تعالى جميعا (3). و ورد الأمر بصلة من قطع منهم، و اعطاء من حرم منهم، و العفو عمّن ظلم منهم.

قال عليه السّلام: فإنّك إذا فعلت ذلك كان لك من اللّه عليهم ظهيرا (4). و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه: ما من خطوة أحب إلى اللّه من خطوتين: خطوة يسّد بها صفا في سبيل اللّه؛ و خطوة إلى ذي رحم قاطع يصلها (5). و عن الصادق عليه السّلام الأمر بصلة الرحم و لو بشربة من ماء (6)، بل و لو بحسن

ص:69


1- لقد ورد في الحديث الصحيح قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي انا و أنت أبوا هذه الامة، فلذلك تكون ذريته الطيبة ارحام افراد الامة، فتفطن.
2- اصول الكافي:2/156 باب صلة الرحم برقم 26 [1] بسنده عن الرضا عليه السّلام قال: انّ رحم آل محمد الائمة عليهم السّلام لمعلقة بالعرش تقول: اللّهم صل من وصلني، و اقطع من قطعني، ثم هذه جارية بعدها في ارحام المؤمنين، ثم تلا هذه الاية وَ اِتَّقُوا اَللّهَ اَلَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ اَلْأَرْحامَ و برقم 28 بسنده عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبد اللّه عليه السّلام «اَلَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اَللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» قال: نزلت في رحم آل محمد عليه و آله السّلام، و قد تكون في قرابتك، ثم قال: فلا تكوننّ ممّن يقول للشيء: انّه في شيء واحد. اصول الكافي: 2/151 حديث 7.
3- اصول الكافي:2/155 باب صلة الارحام برقم 24.
4- اصول الكافي:2/150 باب صلة الارحام برقم 2.
5- مستدرك وسائل الشيعة:2/642 باب 11 برقم 5.
6- اصول الكافي:2/151 باب صلة الرحم برقم 9 [5] بسنده عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام-

السّلام ورّد الجواب (1). و قال عليه السّلام: أفضل ما توصل به كف الأذى عنه (2).

و الأولى إرجاع الأمر في الصلة و القطع إلى العرف، فإنّهما يختلفان بإختلاف الأزمنة و الأمكنة و الأشخاص كما لا يخفى على الناقد البصير. فعليك بإمعان النظر حتى لا يفوتك أجر الصلة و لا تلحقك مضارّ القطع.

و لا يعتبر في الرحم الإيمان و الاسلام، لما روي عن الجهم بن حميد قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: يكون لي القرابة على غير أمري، ألهم حقّ؟ قال: نعم، حقّ الرحم لا يقطعه شيء، و إذا كانوا على أمرك كان لهم حقّان: حقّ الرحم، و حقّ الاسلام (3).

تذييل: الرحم و إن كانت بعيدة يلزم صلتها

الرحم و إن كانت بعيدة يلزم صلتها، لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه: لما أسري بي إلى السماء، رأيت رحما معلقّة بالعرش تشكو رحما إلى ربّها، فقلت لها: كم بينك و بينها من أب؟ فقالت: نلتقي في أربعين أبا (4).

ص:70


1- الكافي:2/155 باب صلة الرحم برقم 22 بسند [1]ه عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: صلوا ارحامكم و لو بالتسليم، يقول اللّه تبارك و تعالى وَ اِتَّقُوا اَللّهَ اَلَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ اَلْأَرْحامَ، إِنَّ اَللّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً.
2- اصول الكافي:2/151 باب صلة الرحم برقم 9.
3- اصول الكافي:2/157 باب صلة الرحم برقم 30.
4- مستدرك وسائل الشيعة:2/633 باب 78 برقم 1.

الفصل الثاني: في آداب اللباس

اشارة

و فيه مقامات:

المقام الاول: في آداب ما يلبس

الذي هو بعد الولادة أول ما يحتاج إليه.

يعتبر في الثوب أن يكون حلالا، و يستحب كونه طاهرا، و يحرم للرجال لبس الحرير و الذهب، و يعتبر في لباس الصلاة أن يكون طاهرا (1)مباحا (2)

ص:71


1- لا ريب في اشتراط طهارة اللباس في الصلاة ساترا كان أو لا عدا ما لا تتم الصلاة به منفردا كالجورب و نحوه بالاجماع بقسميه، و للنصوص الدالة على بطلان الصلاة في النجس و غيرها المتجاوزة حد التواتر، فالحكم مسلم إلا في بعض الصور، منها ما اذا لم يتستر به بل القاه على ظهره مثلا، فراجع.
2- لا خلاف في اشتراط صحة الصلاة باباحة اللباس، و قد ادعي عليه الاجماع، من دون فرق بين الساتر و غيره، و استدل على الحكم تارة بأن التصرف في الثوب المغصوب قبيح، و لا تصح نية-

غير نجس و لا مغصوب، و لا من جلد الميتة (1)و لا من أجزاء غير المأكول لحمه (2)، عدى ما أستثني من الخز و نحوه (3)، و يعتبر في لباس صلاة الرجل-

ص:72


1- بلا خلاف و لا إشكال، و قد استفاض فيه نقل الاجماع، و النصوص متظافرة إن لم تكن متواترة، من دون فرق بين المذكّى و غيره، و حتى بناء على طهارة اجزائ [1]ها بالدبغ، او عدم نجاستها اصلا كميتة السمك و كل ما ليس له نفس سائلة، و تفصيل الكلام يرجع إلى مستمسك العروة في لباس المصلي.
2- بلا خلاف و دعوى الاجماع عليه مكررة و النصوص مستفيضة ايضا إن لم تكن متواترة من دون فرق بين الحي و المذكّى، و لا بين جلده و غيره، فلا تصح الصلاة في جلد غير مأكول اللحم و لا في شعره و صوفه و ريشه و وبره، و لا في فضلاته، سواء أ كان ملبوسا أم مخلوطا به حتى الشعرة الواقعة على لباسه، من دون فرق في الحكم بين كونه ذا نفس سائلة أو لا، كالسمك المحرم أكله. هذا، و لا يخفى ما في بعض الصور من المناقشة في شمول الادلة لها، و تفصيل الكلام في مبحث لباس المصلي من منتهى المقاصد.
3- يستثنى من غير مأكول اللحم الخز الخالص غير المخلوط بوبر غير مأكول لحم آخر كالارانب و الثعالب، و كذلك جلده و السنجاب، اما الحكم في الوبر فإجماعي و بلا خلاف كما هو المتيقن من مورد النصوص، و أما في جلد الخز فهو المشهور بين فقهائنا رضوان اللّه عليهم، بل لم ينقل عن احد القول بالمنع، و الذي يدل عليه هو خبر ابن ابي يعفور، و موثق معمر بن خلاد، و صحيح ابن الحجاج و غيره، و اما السنجاب فقد ادّعى أنه المشهور، او انه من دين الامامية، و استدل عليه ببعض النصوص كصحيح ابي علي الحسن بن راشد و صحيح

مضافا إلى ما ذكر-أنّ لا يكون حريرا (1)و لا ذهبا (2)و يحرم لبسهما للرجال أيضا في غير الصلاة (3)كما ذكرنا ذلك كله مع فروعها في المناهج 4.

و يستحب التجمل من الحلال، لما ورد من أنّ اللّه سبحانه جميل يحب الجمال و التجمّل و يبغض البؤس و التباؤس 5.

و أن اللّه إذا أنعم على عبده بنعمة أحّب أن يرى عليه أثرها 6بان ينظّف

ص:73


1- و ذلك لانّ لبس الحرير الخالص محرم على الرجال في كل حال إجماعا، و النصوص الصحيحة تصرح بذلك سواء أ كان ساترا أو غير ساتر، لاطلاق الادلة بتحريم لبس الحرير على الرجال، و لشمول معقد الاجماع لهما، و خصوص مكاتبتي محمد بن عبد الجبار و غيرهما، و المسألة لا تخلو من نظر و تحقيق في بعض الصور الخفية.
2- و ذلك لأنّ لبس الذهب على الرجال محرم مطلقا ثوبا ساترا كان أم غير ساتر ام كان خاتما، و الحكم لا خلاف فيه في الجملة، اما لبس الخاتم فعليه اجماع الطائفة و النصوص الصريحة التي لا نقاش فيها، و اما لبس غير الخاتم فهو المشهور بين الامامية، و يدل على الحكم موثقة عمار و غيرها من دون تفصيل بين الساتر و غيره، و هو الاقوى مع صدق اللبس، و للكلام تفصيل ليس هذا محله.
3- لاطلاق الادلة الدالة على حرمة لبس الحرير و الذهب على الرجال و عدم تقييدها بحال الصلاة.

ثوبه، و يطيّب ريحه، و يجصّص داره، و يكنس أفنيته، حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، و يزيد الرزق (1). و أن اللّه إذا أنعم على عبد 2فظهرت عليه سمّي حبيب اللّه محدّث بنعمة اللّه، و إذا أنعم اللّه على عبد بنعمة فلم تظهر عليه سمّي بغيض اللّه مكذّب بنعمة اللّه 3.

و يستحب تزيّن المسلم لأخيه المسلم و لاصحابه و لإهله، كما يتزيّن للغريب الذي يحّب أن يراه على أحسن هيئة 4. و يستحب أن يكون الانسان في أحسن زيّ قومه 5، و أن يظهر الغنى بين الناس و إن لم يكن غنيا، إلاّ مع التهمة المنقصة له 6.

ص:74


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/244 باب 7، حديث 2، فقه الرضا عليه السّلام روى انه: جصص الدار و اكسح الأفنية و نظفها و اسرج السراج قبل مغيب الشمس كل ذلك ينفي الفقر و يزيد في الرزق.

و يستحب لبس الثوب النقي النظيف فإنه يذهب الهمّ و الحزن و يكبت العدو (1)، و لا يكره لبس الثوب الفاخر الثمين، بل يستحب إذا لم يؤدّ إلى الشهرة (2). فيلزم تركه، كما يلزم ترك لبس الخلق و الخشن و نحوهما إذا أدى إلى الشهرة، لما ورد من أنّ اللّه تعالى يبغض شهرة اللباس (3). و أن من لبس ثوبا يشهّره كساه اللّه يوم القيامة ثوبا من النار (4). و أنّ الشهرة خيرها و شرها في النار (5). و قد كان يلبس الإمام الزكي و من بعده صلوات اللّه عليهم ثيابا فاخرة ثمينة، فقيل لهم في ذلك و أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لم يكن يلبسها، فأجابوا: بأن اللّه جلّ جلاله لم يحرم لباسا أحله و لا شرابا من حلال، و إنما حرم الحرام قلّ أو كثر، و قد قال اللّه عز و جل: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ

ص:75


1- الكافي:6/444 باب اللباس برقم 14 [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: النظيف من الثياب يذهب الهم و الحزن و هو طهور للصلاة. و في 441 باب اللباس برقم 1 بسنده عن سفيان بن السمط، قال: سمعت ابا عبد اللّه يقول: الثوب النقي يكبت العدوّ.
2- الكافي:6/442 باب اللباس برقم 8 و [2]في الكافي:5/65 كتاب المعيشه برقم 1 [3] بسنده عن مسعدة بن صدقة، قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد اللّه عليه السّلام فرأى عليه ثياب بيض كأنّها غرقى البيض، فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك، فقال له: اسمع منّي و عما أقول لك فإنّه خير لك عاجلا و اجلا ان انت متّ على السنّة و الحق و لم تمت على بدعة، أخبرك انّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]كان في زمان مقفر جدب، فامّا اذا أقبلت الدنيا فاحقّ اهلها بها ابرارها لا فجّارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا كفّارها، فما انكرت يا ثوري فو اللّه إنني لمع ما ترى ما أتى عليّ مذ عقلت صباح و لا مساء و للّه في مالي حقّ أمرني ان أضعه موضعا ألا وضعته.
3- الكافي:6/444 باب كراهيّة الشهرة برقم 1.
4- الكافي:6/445 باب كراهيّة الشهرة برقم 4.
5- الكافي:6/445 باب كراهيّة الشهرة برقم 3.

لِعِبادِهِ وَ اَلطَّيِّباتِ مِنَ اَلرِّزْقِ (1) (2)و قوله جل شأنه: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (3)، و أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان يلبس الخشن في زمان لا ينكر، و لو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به (4)، و أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين عليه السّلام كانا في زمان مقفر مقصر جدب، فأما إذا أقبلت الدنيا و أرخت فأحق الناس بها أبرارها لا فجارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا كفارها (5).

و الذي يستفاد من مجموع الأخبار، حسن تحسين الثياب، و عدم حسن التزهد فيها لمن له عيال، إلاّ إذا كان رئيس الدين و إمام عدل، و لذا إنّ عاصم

ص:76


1- الاعراف:32.
2- الكافي:6/453 باب لبس الحرير و الديباج حديث 5 [2] بسنده عن العباس بن هلال الشاميّ مولى ابي الحسن عليه السّلام عنه قال: قلت له: جعلت فداك ما اعجب الى الناس من يأكل الجشب و يلبس الخشن و يتخشّع، فقال: اما علمت ان يوسف عليه السّلام نبيّ ابن نبيّ كان يلبس اقبية الديباج مزروة بالذهب و يجلس في مجلس آل فرعون يحكم فلم يحتج الناس الى لباسه، و انّما احتاجوا الى قسطه، و انّما يحتاج من الإمام في ان اذا قال صدق، و اذا وعد انجز، و اذا حكم عدل، انّ اللّه لا يحرّم طعاما و لا شرابا من حلال، و انّما حرّم الحرام قلّ او كثر و قد قال اللّه عزّ و جلّ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ اَلطَّيِّباتِ مِنَ اَلرِّزْقِ.
3- الاعراف:31.
4- الكافي:6/444 باب اللباس برقم 15 [4] بسنده عن حمّاد بن عثمان قال: كنت حاضرا عند ابي عبد اللّه عليه السّلام اذ قال له رجل: اصلحك اللّه ذكرت ان عليّ بن ابي طالب عليه السّلام كان يلبس الخشن، يلبس القميص باربعة دراهم و ما اشبه ذلك، و نرى عليك اللباس الجيّد؟ قال: فقال له: ان علي بن ابي طالب عليه السّلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر و لو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به، فخير لباس كل زمان لباس اهله، غير ان قائمنا اذا قام لبس لباس علي عليه السّلام و سار بسيرته.
5- الكافي:6/442 باب اللباس برقم 8.

بن زياد لمّا تزهد في اللباس و لامه أمير المؤمنين عليه السّلام على ذلك، فقال له عاصم: يا أمير؟ ! فعلى ما [خ. ل: فلم]اقتصرت في مطعمك على الجشوبة، و في ملبسك على الخشونة؟ ! قال عليه السّلام: ويحك! إنّ اللّه عزّ و جلّ فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس، كي لا يتبغ (1)بالفقير فقره (2).

و المستفاد من جملة من الأخبار أن أحسن الثياب جنسا و وصفا أقربها إلى المتعارف بين المتدينين، و أن خير لباس كل زمان لباس أخيار أهله (3).

نعم ورد عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن من ترك لبس ثوب جمال و هو يقدر عليه تواضعا كساه اللّه تعالى حلة الكرامة (4).

ص:77


1- خ ل: يتبيغ. و هو الصحيح.
2- وسائل الشيعة 1/292 باب 72: حديث 1[ [1]ط ج 3/419]عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد و غيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام على عاصم بن زياد، حين لبس العباء و ترك الملأ و شكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السّلام: انه قد غم أهله و أحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: عليّ بعاصم بن زياد، فجيء به، فلما رآه عبس في وجهه فقال له: أما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أ ترى اللّه أحل لك الطيبات و هو يكره أخذك منها؟ أنت أهون على اللّه من ذلك، أو ليس هو الذي يقول: وَ اَلْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَ اَلنَّخْلُ ذاتُ اَلْأَكْمامِ؟ أو ليس يقول: مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ إلى قوله يَخْرُجُ مِنْهُمَا اَللُّؤْلُؤُ وَ اَلْمَرْجانُ؟ فباللّه لابتذال نعم اللّه بالفعال أحبّ إليه من ابتذالها له بالمقال، و قد قال اللّه عز و جل: وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ. فقال عاصم: يا أمير المؤمنين: فعلى م اقتصرت في مطعمك على الجشوبة و في ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك، ان اللّه عز و جل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يبتيغ بالفقير فقره. فالقى عاصم العباء و لبس الملأ. الحديث، يبتيغ أي يتهيج.
3- وسائل الشيعة:3/342 باب 2 برقم 2 [2] بسنده عن حماد بن عثمان قال: سمعت ابا عبد اللّه عليه السّلام يقول (في حديث) خير لباس كل زمان لباس اهله.
4- وسائل الشيعة:3/376 باب 29 حديث 5 [3] عن أبي ذر عليه الرحمة عن رسول اللّه صلّى اللّه-

و يستحب لمن أراد أن يتزهد لبس الثوب الحسن من خارج و الخشن من داخل، و يكره العكس (1). و يتأكد لبس الخشن من داخل لمن وجد من نفسه الطغيان بلبس اللين، و قد ورد أنّ الجسد إذا لبس الثوب اللين طغى، و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال لأبي ذر: البس الخشن من اللباس و الصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكه (2).

و يجوز اتخاذ ثياب كثيرة مختلفة يراوح بينها، و ليس ذلك اسرافا، حتى سئل مولانا الصادق عليه السّلام عن ثلاثين ثوبا فقال: ليس ذلك من السرف، إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك (3)، يعني تجعل الثوب الفاخر

ص:78


1- الكافي:6/442 باب اللباس برقم 8 بس [1]نده عن محمد بن علي رفعه قال: مرّ سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد اللّه عليه السّلام و عليه ثياب كثيرة القيمة حسان، فقال: و اللّه لآتيّنه و لأوبخّنه، فدنا منه فقال: يا بن رسول اللّه، و أللّه ما لبس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مثل هذا اللباس و لا عليّ و لا احد من آبائك! فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: كان رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في زمان قتر مقتر، و كان يأخذ لقتره و اقتاره، و ان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها، فأحقّ أهلها بها أبرارها، ثم تلا: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ اَلطَّيِّباتِ مِنَ اَلرِّزْقِ فنحن أحقّ من أخذ منه ما أعطاه اللّه، غير أنّى يا ثوري ما ترى عليّ من ثوب إنما لبسته للناس، ثم اجتذب يد سفيان فجّرها إليه، ثم رفع الثوب الأعلى و أخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا، فقال: هذا لبسته لنفسي غليظا و ما رأيته للناس. ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن و داخل ذلك ثوب لين، فقال: لبست هذا الأعلى للناس و لبست هذا لنفسك تسرّها.
2- وسائل الشيعة:3/376 باب 29 برقم [2] 5.
3- الكافي:6/ [3]441 باب اللباس برقم 4 بسنده عن اسحاق بن عمار، قال: قلت لابي-

الذي تصون به ماء وجهك مكان الثوب الذي يلبس في البيت و يبتذل، و لذا صار ابتذال ثوب الصون مكروها، و سئل عليه السّلام عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد و الطيالسة و القمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها، أ يكون مسرفا؟ قال: لا، لأن اللّه عز و جل يقول: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ 12.

و يكره التعرّي من الثياب لغير ضرورة ليلا و نهارا للرجل و المرأة مع عدم وجود الناظر المحترم، و إلاّ حرم ما به يحصل كشف العورة، و روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال: إذا تعرّى أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه فأستتروا 3.

و يستحب لبس السراويل و نحوه ممّا يمنع انكشاف العورة سيما في الصلاة، فقد روي أنّ ركعة بسراويل تعدل أربعا بغيره 4، و ورد أن اللّه سبحانه أوحى إلى إبراهيم عليه السّلام أنّ الأرض تشتكي إليّ من عورتك، فاجعل بينها و بين الأرض حجابا، فصنع سراويل إلى ركبته فلبسه 5.

و الاحوط لزوما الاجتناب من تشبه الرجل بالمرأة و بالعكس في اللباس

ص:79

و غيره (1)، و كذا التشبه بأعداء اللّه تعالى و سلوك مسالكهم (2). و عن الصادق عليه السّلام أن اللّه تعالى أوحى إلى نبي من أنبيائه: قلّ للمؤمنين لا تلبسوا ملابس أعدائي، و لا تطعموا مطاعم أعدائي، و لا تسلكوا مسالك أعدائي، فتكونوا أعدائي (3). و لعن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المتشبهين من الرجال بالنساء، و المتشبهات من النساء بالرجال (4). و يروى أن خير شبابكم من تشبه بالكهول، و شر كهولكم من تشبه بالشباب (5).

و يستحب اختيار البياض من بين الالوان، فإنه أطيب و أطهر، و هو

ص:80


1- مكارم الاخلاق/134 [1] في تشبه الرجال بالنساء: عن ابي عبد اللّه، عن ابائه عليهم السّلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يزجر الرجل يتشبّه بالنساء، و ينهى المرأة [2]ان تتشبّه بالرجال في لباسها.
2- وسائل الشيعة:3/279 باب 19 برقم 8.
3- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/193.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/208 باب 9 برقم 1.
5- مكارم الاخلاق/135. [6] بحث في التشبّه التشبّه: هو تنزيل شخص نفسه بمنزلة شخص آخر و حكايته له بما يختصّ به و يميزه عن غيره في قول او فعل او لباس او صوت او حركة أو غيرها، بحيث اذا شوهد يظن أنه المشبّه به، و لا ريب في مرجوحية ذلك في كثير من الموارد، اما الحكم بالحرمة مطلقا فهو مشكل لعدم قيام دليل فقهي واضح على حرمة مطلق التشبّه. نعم اذا اوجب ذلك ترويج الكفر او شيوع الباطل و الانحراف عن التعاليم المسلّمة الدينيّة او اوجب تضعيف الاسلام كان حراما بلا ريب لكن بهذه العناوين الثانوية، و ما جاء من النهي من قوله عليه السّلام لا تلبسوا ملابس اعدائي. . الى اخر الحديث و غيره فلحنه لا يدل على التحريم بل على المرجوحية، و كذا الحكم في تشبه الرجال بالنساء او بالعكس. فالحاصل ان استفادة حرمة مطلق التشبه من الروايات المشار اليها مشكل، و اللّه العالم.

خير الالوان (1)، و القطن من بين الاجناس، فإنه لباس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2)، و الأئمة عليهم السّلام، و كذا الكتان فإنه من لباس الانبياء، و هو ينبت اللحم (3).

و يكره لبس الثوب الرقيق (4)، و الأحمر المشبع الذي هو في نهاية الحمرة بل مطلق الأحمر إلاّ للعرس (5)، و لا يكره الأحمر الوردي، بل لعله مستحب لمن لم يكن خلاف زيّه في عادة عصره و مصره، للبس الباقر عليه السّلام له (6). و كذا يكره المصبوغ بالزعفران، و لا بأس بالمصبوغ بالعصفر (7)، و قد ورد عن أهل البيت عليهم السّلام: صبغنا البهرمان و صبغ بني أميّة الزعفران (8). و البهرمان هو العصفر أو ضرب منه كما صرح به أهل اللغة (9). و لا يكره لبس الاخضر (10)، و الازرق 11، و الأصفر (11)، و العدسي (12)، بل لا يبعد

ص:81


1- الكافي:6/445 باب لباس البياض و القطن برقم 1 و 2.
2- الكافي:6/446 باب لباس البياض و القطن برقم 4.
3- الكافي:6/449 باب الكتّان برقم 1.
4- الخصال:2/623 حديث الاربعمائة و فيه (عليكم بالصفيق من الثياب فانّه من رقّ ثوبه رقّ دينه) .
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/209 باب 13 برقم 1 و 4.
6- الكافي:6/448 باب لبس المعصفر برقم 13، و [5]مستدرك الوسائل:1/209 باب 13.
7- العصفر: نبت يصبغ به، منه ريفي، و منه برّي و كلاهما نبت بارض العرب، لسان العرب: 4/581.
8- الكافي:6/448 باب لبس المعصفر برقم 10 [7] بسنده عن زرارة عن ابي جعفر عليه السّلام.
9- راجع القاموس:4/82 مادّة بهرم.
10- 10 و 11) مكارم الاخلاق/120.
11- مستدرك وسائل الشيعة:1/206 باب 45 برقم 8.
12- الكافي:6/448 باب لبس المعصفر برقم 12.

الاستحباب، للبس الصادق عليه السّلام الاول و الثالث، و السجاد و الرضا عليهما السّلام الثاني، و باب الحوائج عليه السّلام الرابع على ما ورد. و يمكن الاستيناس لرجحان الأزرق من الثياب، بقول الصادق عليه السّلام: السبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في ألبسة بني إسرائيل، إن اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى موسى عليه السّلام أن مر بني اسرائيل أن يجعلوا في أربعة جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق، و يذكرون به إله السماء.

و يكره لبس الأسود لأنّه لباس فرعون و لباس أهل النار و لباس العباسيين (1). و أستثني من ذلك العمامة و الخف و الكساء مطلقا (2)، و الباقي حال التقية من الأعداء (3)، و الأظهر عندي استثناء لبسه في عزاء أهل البيت عليهم السّلام (4)، بل و مطلق عزاء المؤمن احتراما له كما أوضحناه في رسالة وسيلة

ص:82


1- وسائل الشيعة:3/278 باب 19 برقم 5 و 6 و 7.
2- الكافي:6/449 باب لبس السواد برقم 1.
3- الكافي:6/449 باب لبس السواد برقم 2 [2] بسنده عن حذيفة بن منصور، قال: كنت عند ابي عبد اللّه عليه السّلام بالحيرة فاتاه رسول ابي جعفر (رسول ابي العباس خ ل) الخلفية يدعوه فدعا بممطر أحد وجيه أسود و الآخر أبيض فلبسه ثم قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: أمّا انّي البسه و انا اعلم انه لباس اهل النار.
4- اقول: لبس السواد صار اليوم شعارا للحزن، و رمزا لتعظيم المحزون عليه و حينئذ لا ينبغي الشكّ في رجحان لبس السواد في عزاء سيد شباب اهل الجنة عليه و على أهل بيته آلاف الصلاة و السّلام، لأن تعظيمه واجب و البراءة من اعدائه فرض، فالقول بالاستحباب بعد انطباق المورد على لزوم البراءة من اعداء اهل البيت عليهم السّلام لا محيص منه. و اعلم انّ العلّة في الحكم بكراهة لبس السواد انما هي لكون لبس السواد كان شعارا لفرعون و بنى العباس، و المتأمل يتضح له ان الكراهة لا معنى لها سوى ايجاب ذلك تاييدا لمن اختص الشعار به، و بهذا الملاك لما صار لبس السواد لمصاب الحسين عليه السّلام شعارا كان الجزم برجحانه، بل الحكم باستحبابه متعينا. و اما لبس السواد في عزاء المؤمن قريبا كان أو غيره لما عدّ عرفا اعزازا-

النجاة، و لا يلحق بالعمامة القلنسوة و نحوها من ملابس الرأس (1).

و يكره لبس الصوف و الشعر سيما في الصيف، إلاّ من علة برد و نحوه. و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في وصيته لأبي ذر: يا أبا ذر! يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم و شتائهم، يرون أنّ لهم الفضل بذلك على غيرهم، أولئك يلعنهم أهل السموات و الأرض (2).

و يستحب توسعة جيب القميص و الثوب و هو طوقه، و قد ورد أنه أمان من الجذام (3). و تخفيف الرداء، فإنه أقرب إلى طول العمر (4).

و يكره حل ازرار القباء و القميص، لأنه من فعل قوم لوط (5)، و يحتمل أن يكون المراد به اللبس محلول الازرار دائما المنافي للستر كما هي عادة العرب، لا الحل في بعض الأوقات (6).

ص:83


1- التهذيب:2/213 باب 11 برقم 836 بس [1]نده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال قلت له: أصلّي في القلنسوة السوداء؟ فقال: لا تصلّ فيها فانها لباس اهل النّار.
2- وسائل الشيعة:3/362 باب 19 برقم [2]5 اقول: لعن أهل السموات و الارض في الحديث ليس للبس الصوف، بل لتفضيل انفسهم على غيرهم في ذلك، و هو من باب لعن المتكبرين، فتفطّن.
3- الكافي:6/479 باب النوادر برقم 8 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: سعة الجربان و نبات الشعر في الانف امان من الجذام، ثم قال: اما سمعت قول الشاعر: و لا ترى قميصي الاّ واسع الجيب و اليد.
4- وسائل الشيعة:3/381 باب 32 برقم 5.
5- وسائل الشيعة:3/286 باب 23 برقم 6.
6- اقول: يؤيد هذا الاحتمال ما روى في ال [4]فقيه:1/174 برقم 123 باب 39 بسنده عن

و يستحب تقصير الثياب، فإنه أبقى للثوب و أنقى للقلب (1).

و يكره تجاوز ذيله الكعبين و كمّه أطراف أصابع اليدين، و قد ورد أنّ ما جاوز الكعبين في النار (2)، و لعله لإيراثه الكبر و الخيلاء. و قد ورد أن من لبس ثوبا و اختال فيه خسف اللّه به من شفير جهنم، و كان قرين قارون، لأنه أول من اختال فخسف اللّه به و بداره الأرض. و أن من أختال فقد نازع اللّه في جبروته (3)، و أنه لا يجد ريح الجنة مرخي الإزار خيلاء (4)، و أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان إذا لبس القميص مدّ يده فإذا طلع عن أطراف أصابعه قطعه 5.

و يكره التوشح بالازار فوق القميص، لأنه من فعل الجبابرة 6، و زيّ الجاهلية. و كيفيته إدخال الإزار تحت اليد اليمنى و إلقاؤه على المنكب الأيسر. و قيل: هو أخذ الطرف الذي ألقاه على المنكب الأيمن من تحت يده اليسرى، و أخذ طرفه الذي ألقاه على الأيسر من تحت يده اليمنى، ثم يعقدهما على صدره بالمخالفة بين طرفيه. و كذا يكره سدل الرداء لمن لبس الازار فقط 7، فأما إذا كان لابسا قميصا و نحوه فلا بأس به. و كذا يكره اشتمال الصماء

ص:84


1- الكافي:6/457 باب تشمير الثياب برق [1]م 6 بسنده نظر أمير المؤمنين عليه السّلام الى فتى مرخ ازاره، فقال: يا بنيّ ارفع ازارك فإنّه ابقى لثوبك و انقى لقلبك.
2- وسائل الشيعة:3/367 باب 23 برقم 5.
3- وسائل الشيعة:3/368 باب 23 برقم 6.
4- اخر السرائر/474.

و التحافه، و هو أن يدخل رداءه تحت إبطه، ثم يجعل طرفيه على منكب واحد (1).

و يكره القناع للرجل ليلا و نهارا، لأنه ريبة بالليل و مذلة بالنهار (2).

و أحسن الأيام لقطع الثوب يوم الخميس، فإنه يوم مبارك (3)، و كذا الجمعة فإنه سيّد الأيام (4). و ورد النهي عن قطعها يوم السبت، لأنّ صاحبه يكون مريضا (5). و يوم الأحد، لأنه يورث الغمّ و الحزن (6). و يوم الثلاثاء لأنه إما أن يحرق أو يغرق أو يسرق (7). و أما الأربعاء فهو و إن كان يوما نحسا إلاّ أنه ورد الاذن بالقطع فيه (8)، كما ورد مدح القطع يوم الاثنين و أنه يكون

ص:85


1- التهذيب:2/214 باب 11 برقم 841.
2- مكارم الاخلاق/133.
3- مستدرك وسائل الشيعة:2/22 باب 3 برقم 1: قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللهم بارك لأمّتي في بكروها يوم سبتها و خميسها.
4- مصباح المتهجّد/382 [2] بسنده عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ان يوم الجمعة سيد الايّام تضاعف فيه الحسنات، و تمحى فيه السيّئات، و ترفع فيه الدرجات، و تستجاب فيه الدعوات، و تكشف فيه الكربات، و تقضى فيه الحوائج العظام، و هو يوم المزيد للّه فيه عتقاء و طلقاء من النار، و ما دعا فيه احد من الناس و عرف حقّه و حرمته الاّ كان حقّا على اللّه ان يجعله من عتقائه و طلقائه من النار، فان مات في يومه أو ليلته مات شهيدا، و بعث آمنا، و ما استخفّ احد بحرمته، و ضيّع حقّه الاّ كان حقّا على اللّه أن يصليه نار جهنّم الاّ ان يتوب.
5- أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: من قطع الثوب يوم السبت يكون مريضا ما دام ذلك الثوب في بدنه، إلاّ أن يهبه لغيره.
6- أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: من قطع الثوب يوم الأحد أصابه الغم و لم يكن مباركا.
7- أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: من قطع الثوب يوم الثلاثاء يسرقه السارق أو يغرق أو يحرق ذلك الثوب.
8- أحسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: من قطع الثوب يوم-

مباركا (1). و يستحب عند قطع ثوب جديد أن يقرأ سورة القدر ستا و ثلاثين مرة، فإذا بلغ تَنَزَّلُ اَلْمَلائِكَةُ أخرج شيئا من الماء ورش بعضه على الثوب رشا خفيفا، ثم يلبسه و يصلي فيه ركعتين بالحمد و آية الكرسي و التوحيد و القدر و يدعو بقول: «الحمد للّه الذي رزقني ما أتجمّل به في الناس و أواري به عورتي و أصلي فيه لربي» ، و يكثر من قول: «لا حول و لا قوة إلاّ باللّه» (2)، فقد ورد أنّ من فعل ذلك لا يعصي اللّه فيه، و له بكل سلك فيه ملك يقدس له و يستغفر له و يترحّم عليه، و لم يزل يأكل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب (3).

و يستحب الابتداء عند اللبّس باليمين، فقد ورد أنّ الإمام باب الحوائج عليه السّلام كان يلبس ثيابه مما يلي يمينه، و كان إذا لبس ثوبا جديدا دعا بقدح من ماء فقرأ فيه سورة القدر عشرا، و التوحيد عشرا، و: قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ عشرا، ثم نضحه على ذلك الثوب، ثم قال: من فعل هذا بثوبه قبل أن يلبسه لم يزل في رغد من العيش ما بقي منه سلك 4.

و عن الباقر عليه السّلام الأمر لمن لبس الجديد بقوله: «اللهم اجعله ثوب يمن و تقى و بركة، اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك، و عملا بطاعتك، و أداء شكر نعمتك. الحمد للّه الذي كساني ما أواري به عورتي، و أتجمّل به في الناس» 5. و ورد أن من قال عند لبس الجديد: «الحمد للّه الذي كساني

ص:86


1- احسن التقويم ص 37 عن النبي صلّى اللّه عليه و آ [1]له و سلّم انه قال: من قطع الثوب يوم الاثنين يكون مباركا.
2- الكافي:6/459 باب القول عند لباس الجديد برقم 4.
3- الكافي:6/459 باب [3]القول عند لباس الجديد برقم 5.

من اللباس ما أتجمّل به في الناس، اللهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها لمرضاتك، و أعمّر فيها مساجدك» غفر له (1).

و ورد إمرار اليد على الثوب الجديد بعد لبسه عند قراءة الدعاء (2)، و أنّ من قال عند لبس الجديد: «لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه» أمن من الآفة (3). و ورد عند لبس الثوب الجديد قول: «اللهم ألبسني لباس الإيمان، و زينّي بالتقوى، اللهم أجعل جديده أبليه في طاعتك و طاعة رسولك، و أبدلني بخلقه حلل الجنة، و لا تبدلني بخلقه مقطعات النيران» (4).

و يأتّي في الخاتمة إن شاء اللّه تعالى كراهة خياطة الثوب على البدن، و أنها من موجبات الفقر.

و يستحب لبس السراويل من قعود، فإنّ من فعل ذلك وقي وجع الخاصرة (5). و يكره من قيام، و مستقبل القبلة، و كذا مستقبل الانسان (6). و قد ورد أن من لبسه من قيام لم تقض له حاجة ثلاثة أيام (7)، و أنه يورث الجبن و الماء الأصفر، و الغم و الهم (8). و روي استحباب الدعاء عند لبس السراويل بقول: «بسم اللّه اللهم استر عورتي، و لا تهتكني في عرصات القيامة، و أعف

ص:87


1- الكافي:6/459 باب القول عند لباس الجديد برقم 2.
2- الكافي:6/459 باب القول عند لباس الجديد برقم 3.
3- الكافي:6/459 باب القول عند لباس الجديد برقم 6.
4- وسائل الشيعة:3/374 باب 27 برقم 5.
5- الكافي:6/479 باب النوادر برقم 7.
6- وسائل الشيعة:3/416 باب 68 برقم 4. [6]مكارم الاخلاق/115 [7] في الدعاء قبل اللبس.
7- السرائر/470.
8- مستدرك وسائل الشيعة:1/219 باب 34 برقم 1.

عنّي فرجي، و لا تخلع عنّي زينة الإيمان» (1).

و في رواية أخرى بقول: «اللهم استر عورتي، و آمن روعتي [و لا تبد عورتي]، و عفّ فرجي، و لا تجعل للشيطان في ذلك نصيبا و [خ. ل لا سبيلا]، و لا إلى ذلك وصولا، فيضع لي المكائد و يهيجّني لارتكاب محارمك» (2).

و ورد استحباب لبس الثوب قبل السراويل، لأنه من عمل الأنبياء (3). و يستحب التسمية عند خلع الثياب، لئلا يلبسها الجن (4)، و طيها لأنه راحتها و أبقى لها (5). و لأنها إذا كانت منشورة لبسها الشياطين بالليل (6).

و يكره مسح اليد و الوجه بالذيل (7)، و المسح بثوب من لم يكسه الماسح (8).

و يستحب التبّرع بكسوة المؤمن فقيرا كان أو غنيّا، فإنّ من كسا فقيرا مسلما ثوبا من عري أو أعانه بشيء ممّا يقويه على معيشته و كلّ اللّه عزّ و جلّ به سبعين ألف ملك يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور (9). و من كسا

ص:88


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/219 باب 34 برقم 1.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/219 باب 34 برقم 2.
3- مكارم الاخلاق/115 في الدعاء قبل اللبس.
4- وسائل الشيعة:3/415 باب 67 برقم 1.
5- الكافي:6/478 باب النوادر برقم 3.
6- الكافي:6/480 باب النوادر برقم 11.
7- الخصال:1/225 اربع خصال يتولد منها الغمّ حديث 59 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: اغتمّ امير المؤمنين عليه السّلام يوما فقال: من اين اتيت، فما اعلم انّي جلست على عتبة باب، و لا شققت بين غنم، و لا لبست سراويلي من قيام، و لا مسحت يدي و وجهي بذيلي.
8- الكافي:6/479 باب النوادر برقم 10.
9- الكافي:2/204 باب من كسا مؤمنا برقم 2.

أخاه المؤمن شتاءا أو صيفا كان حّقا على اللّه تعالى أن يكسوه من ثياب الجنة و استبرقها، و أن يهوّن عليه من سكرات الموت، و أن يوسّع في قبره، و أن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى (1). و من كسا مؤمنا ثوبا من غنى، لم يزل في ستر من اللّه ما بقي من الثوب خرقة (2).

و يجب على القادر إكساء المؤمن عند ضرورته، و قد روي أنّ من كان عنده فضل ثوب و قدر أن يخصّ به مؤمنا يحتاج إليه فلم يدفعه إليه أكبّه اللّه في النار على منخريه (3).

ص:89


1- الكافي:2/204 باب من كسا مؤمنا برقم 1.
2- الكافي:2/205 باب من كسا مؤمنا برقم 5 [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انه كان يقول: من كسا مؤمنا ثوبا من عرى كساه اللّه من استبرق الجنة، و من كسا مؤمنا ثوبا من غنى لم يزل في ستر من اللّه ما بقى من الثوب خرقة.
3- المحاسن/98 [3] عقاب من اكتسى و مؤمن عارى برقم 63 بسنده: قال على بن الحسين عليهما السّلام: من كان عنده فضل ثوب فعلم انه بحضرته مؤمن يحتاج اليه فلم يدفعه اليه اكبّه اللّه على منخريه.

المقام الثاني: في آداب العمامة و القلنسوة و الحذاء و الخلخال

يستحب لبس العمامة، و قد ورد أنها تزيد في الحلم (1)، و أنها تيجان الملائكة و العرب (2)، و أن العرب إذا وضعوها وضع اللّه عزّهم (3). و يتأكد لبسها في الصلاة، و قد ورد أن ركعتين مع العمامة خير من أربع ركعات بغير عمامة (4). و أفضلها لونا البياض (5)، و كيفية إلقاء طرف منها على الصدر و طرف آخر طول أربع أصابع من خلف بين الكتفين (6)، و روي أن من خرج من منزله معتما تحت حنكه يريد سفرا لم يصبه في سفره سرق و لا حرق و لا مكروه (7). و عن الصادق عليه السّلام أنه قال: إني لأعجب ممن يأخذ في حاجة و هو معتم تحت حنكه

ص:90


1- مكارم الاخلاق/136 الفصل السابع في العمائم و القلانس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: ( [1]اعتمّوا تزدادوا حلما) .
2- مكارم الاخلاق/136 الفصل السابع في العمائم.
3- المصدر نفسه.
4- المصدر المتقدم.
5- الكافي:6/461 باب العمائم برقم 3 [3] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: كانت على الملائكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر.
6- الكافي:6/461 باب العمائم برقم 4 [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: عمّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليّا عليه السّلام بيده فسدلها من بين يديه و قصّرها من خلفه قدر أربع أصابع، ثم قال: ادبر فادبر ثم قال: اقبل فاقبل، ثم قال: هكذا تيجان الملائكة.
7- الكافي:6/461 باب العمائم برقم 6.

كيف لا تقضى حاجته (1)؟ !

و يكره التّعمم من غير تحنك، و قد ورد أن من فعل ذلك فأصابه ألم أو داء لا دواء له فلا يلومّن إلاّ نفسه (2). و قد فسرّت العمامة الطابقية-التي ورد أنها عمة إبليس-بما لا حنك لها (3)، و كذا فسّر الاقتطاع-الذي ورد عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النهي عنه-بشدّ العمامة من غير إدارة حنك (4). و قيل: يكره صلاة المتعّمم من غير تحنّك، و لم يثبت (5). نعم الاجتناب من ذلك أولى، و في تحقّق التحنّك بوضع حنك للعمامة و ان لم يسد له تأمّل، بل في تحقّق التحنّك بالاسدال من غير إدارته و جهان، و الأخبار الحاكية لكيفية تعمّم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة عليهم السّلام من إسدال طرف منها بين أيديهم و مقدار أربع أصابع بين الكتفين تقضي بتحقّق التحنّك بالإسدال، و ظاهر الروايتين المزبورتين آنفا هو الإدارة تحت الحنّك، و يمكن العمل بالأخبار جميعا باعتبار الإدارة تحت الحنك لمن أراد السفر أو الذهاب إلى حاجة لظاهر الخبرين، و عدم الإعتبار في غيرهما لإطلاق باقي الأخبار.

و روي استحباب أن يدعو عند لبس العمامة بقول: «اللهم أرفع ذكري، و أعل شأني، و أعزني بعزتّك، و أكرمني بكرمك بين يديك و بين خلقك،

ص:91


1- الفقيه:1/173 باب 39 برقم 816.
2- الفقيه:1/173 باب 39 برقم 814.
3- الفقيه:1/172 باب 39 برقم 813، و الكافي:6/461 باب العمائم برقم 5 [1] ذيله.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/204 باب 21 برقم 2.
5- و ذلك لعدم العثور على رواية مسندة سوى ما نقل عن خط الشهيد رحمه اللّه قوله: و يكره الصلاة في عمامة لا حنك لها الاّ ان ينقص طولها عن سبعة اذرع. نعم كراهة ترك أصل التحنّك ثابت بروايات عديدة مسندة، اما ان التحنك يسقط اذا كانت العمامة اقل من سبعة اذرع فلم نقف له على دليل.

اللهم توجّني بتاج الكرامة و العزّ و القبول» (1). و في رواية أخرى أنه يقول: «اللّهم سوّمني بسيماء الإيمان، و توجّني بتاج الكرامة، و قلّدني حبل الإسلام، و لا تخلع رغبة (2)الإيمان من عنقي» (3).

و قيل: ينبغي لفّ العمامة من قيام، و عدّ لفهّا من جلوس من مورثات الفقر، و أمّا ما اشتهر على الالسن من كراهة وضع العمامة الملفوفة و نحوها من ملبوسات الرأس في الأرض مقلوبة باطنها إلى فوق و أنّ الشيطان يفرّخ فيها أو يحدث، و إن وضع منديل عليها يسترها رافع للكراهة، فلم أقف على مستند شيء منه.

و يكره لبس البرطلّة فإنها من زيّ اليهود (4). و كذا يكره لبس القلنسوة المتركة (5). و ورد أنه إذا ظهرت القلانس المتركة ظهر الزنا (6). و استظهر العلامة المجلسي قدس سره كون المراد بها نحو قلنسوة البكتاشية و بعض الدراويش، و ورد أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يلبس قلنسوة بيضاء مضربة، و كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يلبس القلانس اليمنيّة و البيضاء و المضربة و ذوات

ص:92


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/213 باب 23 برقم 8.
2- الظاهر: ربقة. (منه قدس سره) .
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/213 باب 23 برقم 10.
4- مكارم الاخلاق/138 و البرطّلة نوع قنلسوة مجمع البحرين.
5- الكافي:6/478 باب النوادر برقم 2 [3] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: اذا ظهرت القلانس المتركة ظهر الزنا. اقول: المتركة يحتمل ان تكون مأخوذة من الترك الذي يطلق في لغة غير العرب على ما يكون فيه اعلام المعروفة سابقا- بالبكتاشي-و يحتمل ان يكون بالمعنى العربي ان يكون فيه زوائد متروكه فوق الرأس المعروفة بالشراوني و هي القلانس العريضة، فراجع.
6- المصدر المتقدم.

الاذنين في الحرب (1). و عن أبي الحسن الأول عليه السّلام أنه قال للحسين بن المختار: اعمل لي قلنسوة و لا تكن مصبغة، فإن السيد مثلي لا يلبس المصبغ، و المصبغ: المكسّر بالظفر (2).

و لا بأس بلبس البرنس، لأن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان له برنس يتبرنس به (3). و البرنس: قلنسوة طويلة كان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام (4).

و لا يصلح لبس الخلخال الذي له صوت، سيما عند سماع الاجانب صوته، و لا بأس بما لا صوت له.

و يستحب لبس ما يمنع الرجل من مباشرة الأرض من نعل أو حذاء أو نحوهما، و قد روي أن أول من أتّخذ النعلين إبراهيم عليه السّلام (5)، بل قيل بكراهة المشي حافيا على الأرض. و يستحب أستجادته فإنها تكبت العدو، و تزيد في ضوء البصر، و تطيل العمر، و تحفظ من البلاء، و هي عون على الصلاة و الطهور (6).

ص:93


1- الكافي:6/461 باب القلانس برقم 1 [1] اقول هي اقسام القلانس.
2- مكارم الاخلاق/138.
3- الكافي:6/461 باب القلانس برقم 1.
4- البرنس: كل ثوب راسه منه ملتزق به من دراعة، او جبّة او ممطر او غيرها. نهاية ابن الأثير :1/122.
5- الكافي:6/462 باب الاحتذاء برقم 2.
6- وسائل الشيعة:3/382 باب 32 برقم 6 [6] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: سمعته يقول: جوّدوا الحذاء فانه مكتبة العدوّ، و زيادة في ضوء البصر، و خفّفوا الديّن فانّ في خفّة الدين زيادة العمر، و تدهنوا فانّه يظهر الغناء، و عليكم بالسّواك، فانه يذهب وسوسة الصدور، و ادمنوا الخفّ، فانه امان من السلّ. و في الكافي:6/462 باب الاحتذاء برقم 1 [7] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: استجادة-

و يكره لبس ما يشاكل حذاء الكفار، و ورد النهي عن لبس النعل الممسوحة، لأنها حذاء اليهود (1). و المراد بها النعل التي يلصق جميع باطنها الأرض مأخوذ من: أمسح الرجل و هو الذي ليس له أخمص، و الأخمص: ما رقّ من باطن القدم و تجافى عن الأرض. و كذا ورد النهي عن لبس النعل غير المخصرة. و قال الصادق عليه السّلام: اني لا مقتها 2، و فسرها في رواية بالممسوحة. و يساعده تفسير أهل اللغة النعل المخصّرة بالتي قطع خصرها حتى صار مستدقا، مأخوذ من رجل مخصر القدمين إذا كان قدمه تمس الأرض من مقدمها و عقبها و ينخوي أخمصها و يخلو مع رقة فيه 3. و كذا ورد النهي عن النعل غير المعقبة و مقتها الصادق عليه السّلام 4أيضا، و فسرها في مجمع البحرين بغير المخصرة، و لعله لأنها إذا لم يكن لها عقب تساوى أسفله. و ورد النهي أيضا عن النعل الملس، و هو حذاء فرعون، و هو أول من أتخّذ الملس 5. و في مجمع البحرين 6، أنه لعل المراد به غير المخصره. و حينئذ فمرجع النواهي المزبورة إلى أمر واحد و هو تساوي أسفل النعل و عدم وجود خصرة لها كخصرة القدم.

ص:94


1- الكافي:6/463 باب الاحتذاء برقم 6.

و يكره عقد شراك النعل (1)، و يستحب إطالة ذوائب النعلين (2)، و يستحب إصلاح نعل من انقطع شسع نعله، و قد ورد أن من فعل ذلك حمله اللّه تعالى على ناقة سريعة حين يخرج من قبره (3). و لا بأس بالمشي حافيا و على نعل واحدة إذا أنقطع الشسع في أثناء الطريق إلى أن يصلح (4)، و يكره المشي على واحدة لغير ذلك، لأن الشيطان لا يفارقه إلاّ أن يشاء اللّه تعالى (5)، و في خبر آخر أنه يتخوف عليه الجنون (6).

و يستحب خلع النعل عند الجلوس، و عند الأكل، فإنه سنة جميلة، و أرّوح للقدمين (7).

و يكره لبس النعل السوداء، فإنها من لباس الجبارين، و تورث الهم، و تضعف البصر، و ترخي الذكر (8). و يستحب البيضاء و الصفراء، فإن من أخذ النعل البيضاء لم يبلها حتى يكتسب مالا من حيث لا يحتسب أو علما (9)، و من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها، و فيها خصال ثلاث: تجلوا البصر، و تشّد الذكر، و تنفي الهم، و هي مع ذلك من لباس النبيّين (10). و من لبس صفراء

ص:95


1- الكافي:6/464 باب الاحتذاء برقم 10.
2- الكافي:6/464 باب الاحتذاء برقم 11.
3- الكافي:6/464 باب الاحتذاء برقم 13.
4- الكافي:6/464 باب الاحتذاء برقم 14.
5- الكافي:6/468 باب السنّة في لبس الخف و النعل و خلعهما برقم 5.
6- الكافي:6/467 باب السنة في لبس الخف و النعل و خلعهما برقم 4.
7- وسائل الشيعة:3/385 باب 37 برقم 3.
8- الكافي:6/465 باب الوان النعال برقم 2.
9- الكافي:6/465 باب الوان النعال برقم 3.
10- الكافي:6/465 باب الوان النعال برقم 5.

[تميل]إلى البياض لم يعدم مالا و ولدا (1).

و يستحب لبس الخف شتاء و صيفا، فإنه يزيد في قوة البصر، و من داوم عليه أمن من مرض السل و موت السوء (2). و تقييد لبسه في بعض الأخبار بعدم وجدان النعل يكشف عن كون النعل أفضل منه (3). و الفضل في لون الخف عكس النعل، فيستحب منه الأسود، لأنه ملبوس بني هاشم، و يكره الأبيض لأنه ملبوس الجبابرة (4)، و كذا يكره الأحمر منه في الحضر لا في السفر، لأنه أبقى على الطين و المطر و أحمل له (5).

و يستحب الابتداء في لبس النعل و الخف و نحوهما كالثياب باليمين، و في الخلع باليسار (6). و ورد النهي عن لبس النعل و هو قائم (7)، و ورد الأمر بلبسه قاعدا و خلعه قائما (8).

و روي استحباب الدعاء عند لبس النعل بقول: «بسم اللّه و باللّه و الحمد للّه اللهم صل على محمد و آل محمد و وطّي قدمي في الدنيا و الآخرة، و ثبّتهما على الإيمان، و لا تزلزلهما يوم زلزلة الاقدام، اللهم وقنّي من جميع الآفات و العاهات و من الاذى» . و عند خلعهما بقول: «اللهم فرجّ عنّي كل همّ و غم و لا تنزع

ص:96


1- الكافي:6/466 باب الوان النعال برقم 7.
2- ثواب الاعمال/44 [2] ثواب لبس الخف برقم 2.
3- وسائل الشيعة:386 باب 41 برقم 7.
4- الكافي:6/467 باب الخفّ برقم 5.
5- المحاسن/378 برقم 156.
6- الكافي:6/467 باب السنة في لبس الخف و النعل و خلعهما برقم 1.
7- التهذيب:3/255 باب 25 برقم 709.
8- مستدرك وسائل الشيعة:1/214 باب 28 برقم 2.

عني حلّة الإيمان» (1). و في رواية أخرى يقول عند الخلع: «بسم اللّه و الحمد للّه الذي رزقني ما أقي به قدمي من الأذى، اللهم ثبتهما على صراطك [المستقيم يوم تزّل فيه الأقدام]و لا تزّلهما عن صراطك السوّي» (2).

ص:97


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/214 باب 28 برقم 1 باختلاف يسير.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/214 باب 28 برقم 3.

المقام الثالث: في آداب الخاتم

اشارة

يستحب للرجال و النساء لبس الخاتم في اليمين وحدها (1)، أو فيها و في اليسار (2)جميعا، إلاّ أن التختم في اليمين أفضل، لأنه من علائم المؤمن (3)، و من خواص أهل البيت عليهم السّلام (4)، و المقرّبين من الملائكة كجبرئيل و ميكائيل، و من علائم الشيعة (5). و روي أنّ جبرئيل قال للنبي صلّى اللّه عليه

ص:98


1- الكافي:6/468 باب الخواتيم برقم 3.
2- الكافي:6/468 باب الخواتيم احاديث [2]الباب.
3- مصباح المتهجد:551، و في المستدرك:1/115 [3] عن الحسين بن علي عليهما السّلام قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى ان قال تختم بيمينك فانها سنّتي و سنن المرسلين و من رغب عن سنتي فليس مني، و لا تختم بالشمال.
4- وسائل الشيعة:3/398 باب 49 برقم 9.
5- علل الشرايع/158 باب 127 برقم 1 [5] بسنده عن محمد بن ابي عمير قال: قلت لابي الحسن موسى عليه السّلام: اخبرني عن تختّم امير المؤمنين عليه السّلام بيمينه لايّ شيء كان؟ فقال: انّما كان يتختم بيمينه لانه امام اصحاب اليمين بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قد مدح اللّه تعالى اصحاب اليمين، و ذمّ اصحاب الشمال، و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتختّم بيمينه، و هو علامة لشيعتنا يعرفون به و بالمحافظة على اوقات الصلاة و ايتاء الزكاة، و مواساة الاخوان، و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر. و برقم 3 بسنده عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعليّ عليه السّلام: يا عليّ تختّم باليمين تكن من المقربين، قال: يا رسول اللّه و ما المقربون؟ قال: جبرئيل و ميكائيل، قال: بم اتختّم يا رسول اللّه؟ قال: بالعقيق الأحمر فانه اقرّ للّه عز و جل بالوحدانيّة، و لي بالنبوة، و لك يا-

و آله و سلّم ما معناه: إنّ من تختّم في يمينه اتباعا لسنتّك و وجدته يوم القيامة متحيرا أخذت بيده و أوصلته إليك و إلى أمير المؤمنين عليه السّلام 1.

و يكره الاقتصار على التختم في اليسار، لأنّه من سنة معاوية و بني أميّة عليه و عليهم لعائن اللّه تعالى 2، بل الّذي يستشم من الأخبار كراهة مطلق التختم باليسار لغير تقيّة 3، و لو تختم في اليسار بخاتم عليه اسم اللّه تعالى و نحوه من [الاسماء]المحترمات، لزم نزعه عند الاستنجاء 4.

و الافضل لبس الخاتم في الخنصر، و يكره تعريته و اللبس في غيره، و يكره لبسه في الوسطى و السبابة، و لا بأس باللبس في البنصر و الابهام إذا لبس في الخنصر ايضا 5.

ص:99

و يستحب كون الخاتم من الفضة (1)، و يكره لبس الخاتم من غيرها من المعادن كالحديد الّذي هو حليه أهل النار (2)، و في الدنيا زينة الجن و الشياطين، و كذا الصفر، و قد ورد نهي النبي صلّى اللّه عليه و آله عنهما (3).

و يحرم لبس الخاتم من الذهب للرجل دون المرأة (4).

و يستحب التبليغ بالخواتيم آخر الاصابع، و عدم جعلها في أطرافها، لأنّه من عمل قوم لوط (5).

و روي استحباب الدعاء عند لبس الخاتم بقول: «اللّهمّ سومني بسيماء الايمان، و اختم لي بخير، و اجعل عاقبتي إلى خير، إنّك أنت الاعزّ الاكرم» (6).

و يستحب التختم بالعقيق، فإنّه مبارك، خلق من نور وجه موسى بن

ص:100


1- الكافي:6/468 باب الخواتيم برقم 6 [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: لا تختموا بغير الفضّة فان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: ما طهرت كف فيها خاتم حديد. و برقم 1 و 2 بسندهما عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: كان خاتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من ورق، قال: قلت له: كان فيه فصّ؟ قال: لا.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/214 باب 29 برقم 3 [2]عن دعائم الاسلام [3]عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه رأى رجلا في اصبعه خاتم من حديد، فقال: هذا حلية اهل النار فاقذفه عنك، اما انّى اجد ريح المجوسية و سنّتها فيك، فرماه و تختّم بخاتم من ذهب فقال انّ اصبعك في النار ما كان فيها هذا الخاتم فقال يا رسول اللّه أ فلا اتّخذ خاتما قال نعم فاتخذه ان شئت من ورق و لا تبلغ به مثقالا.
3- الفقيه:4/5 في حديث المناهي (و نهى [رسول اللّه ص]عن التختم بخاتم صفر او حديد) .
4- حرمة لبس خاتم الذهب للرجال ممّا ادعى عليه الاجماع و النصوص متّفقة عليه، بل هو من ضروريات فقه الاماميّة.
5- وسائل الشيعة:3/398 باب 50 برقم 1 و 2.
6- مكارم الاخلاق/106 و [5]فيه اختلاف.

عمران عليه السّلام (1)، و التختم به للشيعي ينفي الفقر و النفاق (2)و يوجب قضاء الحوائج (3)و السلامة من جميع أنواع البلاء، و هو أمان من السلطان الجائر و اللص، و من كلّ ما يخاف الانسان و يحذر، و لم يصبه مكروه و لم يقض له إلا بالتي هي أحسن، و يوشك أن يقضى له بالحسنى (4)و لم يصبه الغم ما دام عليه (5)، و لم يزل من اللّه تعالى عليه واقية، و هو أمان من إراقة الدم، و من كل بلاء و من الفقر، و من تختم به رجي أن تكون عاقبتة الى خير، و ختم اللّه له بالحسنى. و ما رفعت كف الى اللّه سبحانه أحب اليه من كف فيها عقيق، و قد آلى اللّه عز و جل على نفسه أن لا يعذب كف لابسيه بالنار إذا كان مواليا لعلّي عليه السّلام، و أنه يحرس من كل سوء (6). و قد تعجب الصادق عليه السّلام من يد فيها فصّ عقيق كيف تخلو عن الدنانير و الدراهم؟ (7). و ورد أن من أقرع بخاتم من عقيق خرج حظه أتم و أوفر (8). و لعل كل ذلك لما ورد من أنه أول جبل أقرّ للّه بالوحدانية، و لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالنبوة، و لعلي عليه السّلام بالوصية، و لشيعته بالجنة (9). و لا فرق بين الأحمر منه و الأصفر و الأبيض، فإنها ثلاثة جبال في الجنة، فالأحمر مشرف على دار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،

ص:101


1- ثواب الاعمال/209 ثواب التختم بالعقيق برقم 11.
2- الامالي للشيخ الطوسي الجزء الثاني/ [1]36 و الكافي:6/470 باب العقيق برقم 1.
3- الكافي:6/470 باب العقيق برقم 4.
4- الامالي للشيخ الطوسي الجزء الثاني/ [3]37.
5- عيون اخبار الرضا/211.
6- ثواب الاعمال/208، و وسائل الشيعة:3/401 باب 52 و 53 [4] احاديث الباب.
7- مكارم الاخلاق/99 باب في فصوص الخاتم.
8- ثواب الاعمال/208 في ثواب التختم بالعقيق برقم 10 و فيه: من ساهم بالعقيق.
9- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/227.

و الأصفر على دار الصديقة الكبرى سلام اللّه عليها، و الأبيض على دار أمير المؤمنين عليه السّلام، و يخرج من تحت كل جبل نهر [ماءه]أبرد من الثلج و أحلى من العسل و أصفى من اللبن، لا يشرب منها إلاّ آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و شيعتهم، و تخرج الأنهار الثلاثة من الكوثر و تجتمع في مكان واحد، و هذه الجبال تسبّح و تقدّس و تمجّد للّه تعالى و تستغفر لمحبّي آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1). و يتأكد استحبابه في السفر، لأنّه حرز فيه و أمان (2)، و في الصلاة لأن ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره (3)، و روي إن الصلاة في خاتم عقيق منفردا أفضل من الصلاة جماعة بغير عقيق بأربعين درجة (4)، و عند الخوف لأنه أمان منه (5)، و عند الدعاء لأن اللّه تعالى يحب أن ترفع إليه في الدعاء يد فيها فص عقيق (6).

ص:102


1- الامالي للشيخ الطوسي. الجزء الثاني/ [1]37.
2- ثواب الاعمال/207 ثواب التختم بالعقيق احاديث الباب.
3- عدّة الداعي/94.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/216 باب 34 برقم 1 عن دعائم الاسلام و فيه (و الصلاة فيه سبعون صلاة) و لم اظفر على رواية اربعين درجه.
5- وسائل الشيعة:3/401 باب 52 برقم 1 [3] عن الامالي للشيخ الطوسي.
6- مكارم الاخلاق:99 باب في فص الخواتيم: [4] عن سليمان الاعمش قال: كنت مع جعفر بن محمد عليهما السّلام على باب أبي جعفر المنصور فخرج من عنده رجل مجلود بالسوط، فقال لي: يا سليمان، انظر ما فصّ خاتمه؟ فقلت: يا بن رسول اللّه فصه غير عقيق، فقال: يا سليمان أما انه لو كان عقيقا لما جلد بالسوط، قلت: يا بن رسول اللّه زدني، قال: يا سليمان هو أمان من قطع اليد، قلت: يا بن رسول زدني، قال: هو أمان من إراقة الدم، قلت: زدني، قال: ان اللّه يحب ان ترفع إليه في الدعاء يد فيها فص عقيق، قلت: زدني، قال: العجب كل العجب من يد فيها فص عقيق كيف تخلو من الدنانير و الدراهم، قلت: زدني قال: انه امان من كل بلاء، قلت: زدني، قال: هو امان من الفقر، قلت: أحدّث بها عن جدك الحسين عن أمير-

و يستحب نقشه بأسماء أهل الكساء سلام اللّه عليهم، لأن آدم عليه السّلام فعل ذلك لما تاب اللّه عليه ببركة هذه الأسماء فجرت السّنة في ولده بذلك (1)، و يستحب نقشه ب «ما شاء اللّه لا قوة إلاّ باللّه استغفر اللّه» فإنه أمان من الفقر (2). و روي أن من نقش ذلك على عقيق أصفر و نقش في الوجه الآخر «محمد و علي» و استصحبه كان أمانا له من السارقين و قطاع الطريق، و كان أسلم له و أحفظ لدينه. و عن مولانا السجاد عليه السّلام أن من صاغ خاتما من عقيق و نقش فيه «محمد نبي اللّه و علي ولي اللّه» وقاه اللّه ميتة السوء، و لم يمت إلاّ على الفطرة (3). و عن الرضا عليه السّلام إنّ من أصبح و في يده خاتم فصه عقيق متختما به في يده اليمنى، و أصبح من قبل أن يراه أحد فقلب فصه إلى باطن كفه. و قرأ إِنّا أَنْزَلْناهُ. . إلى آخرها ثم قال: «آمنت باللّه وحده لا شريك له، و آمنت بسر آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علانيتهم» وقاه اللّه في ذلك اليوم شرّ ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها، و ما يلج في الأرض و ما يخرج منها، و كان في حرز اللّه و حرز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى يمسي (4).

و قيل: يستحب تدوير الفص، و كونه أسود، لأن فص خاتم رسول اللّه

ص:103


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/197: عن جعفر بن محمد عليهما السّلام قال: كان على خاتم محمد بن علي عليهما السّلام مكتوبا: ظنّي باللّه حسن و بالنبي المؤتمن و بالوصي ذي المنن و بالحسين و الحسن
2- ثواب الاعمال/214.
3- ثواب الاعمال/20 [1]8.
4- عدّة الداعي/94.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان مدورا أسود (1). و لا تخلو الدلالة من مناقشة.

و يستحب التختم بالخاتم الذي فصه أحد أمور:

فمنها: العقيق،

و قد مرّ.

و منها: الياقوت-

أيّ لون كان منه-فإنه أفضل الخواتيم، و أنه ينفي الفقر، و يورث النبل-أي الحلم أو الحذق في الأمور- (2). و يستحب نقشه: ب «لا إله إلاّ اللّه الملك الحق المبين» (3).

و منها: الزمرد،

فإنه يسر لا عسر فيه (4).

و منها: الفيروزج:

فارسي معرب، و اسمه بالعربية: الظفر، و قد ورد أنه لا يفتقر كف فيها خاتم منه (5). و أنه نزهة الناظر من المؤمنين و المؤمنات، و أنه يقوي البصر، و يوسع الصدر، و يزيد في قوّة القلب (6)، و يوجب النصر (7). و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: قال اللّه سبحانه: إني لأستحيي من عبد يرفع يده و فيها خاتم فصه فيروزج فأردّها خائبة (8). و يستحب نقش «الله الملك» عليه، و لو نقش ذلك على وجهه، و نقش

ص:104


1- الكافي:6/474 باب نقش الخواتيم برقم 7.
2- الكافي:6/471 باب الياقوت و الزمرّد برقم 4، و علل الشرايع/157 باب 126 برقم 1.
3- علل الشرايع/157 باب 126 برقم 1.
4- ثواب الاعمال/210 باب ثواب التختم بالزمرّد برقم 1.
5- ثواب الاعمال/209 باب الثواب التختم بالفيروزج برقم 1.
6- التهذيب:6/37 باب 10 برقم 75.
7- علل الشرايع/157 باب 126 [5] العلّة التي من اجلها كان امير المؤمنين عليه السّلام يتختم باربع خواتيم برقم 1 بسنده عن عبد الخير، قال: كان لعلي بن ابي طالب أربعة خواتيم يتختم بها 1 ياقوت لنبله 2 و فيروزج لنصره 3 و الحديد الصيني لقوّته 4 و عقيق لحرزه.
8- وسائل الشيعة:3/406 باب 56 برقم 5.

اللّه الملك الواحد القهار على قفاه كان لابسه في أمن من السباع و مظفرا في الحروب. و يستفاد من بعض الأخبار إن هذا الخاتم لو غسل بالماء و سقي مائه المريض عوفي من مرضه، و من لا يولد له يتخّذ فصا منه مكتوب علية رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوارِثِينَ فإنه يولد له ولد ذكر (1).

و منها: الزبرجد،

فإن لبسه يورث اليسر بغير عسر (2).

و منها: حصى الغري،

فقد روي عن الصادق عليه السّلام أنه قال: من تختم به و نظر إليه كتب اللّه له بكل نظرة زورة-أي زيارة-أجرها أجر النبيين و الصالحين، و لو لا رحمة اللّه لشيعتنا لبلغ الفص ما لا يوجد بالثمن، و لكن اللّه رخصه عليهم ليتختم به غنيهم و فقيرهم (3).

و منها: الحديد الصيني،

فإنه يورث القوة (4). و يظهر مما روي عن الصادق عليه السّلام إن المستحب اتخاذه لا لبسه، لأنه عليه السّلام قال: ما أحب التختم به و لا أكره لبسه عند لقاء أهل الشر ليطفي شرهم، و أحب اتخاذه فإنه يشرد المردة من الجن و الشياطين (5). و يستحب إن ينقش عليه اَلْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (6). و روي أنه أتى رجل إلى سيدنا الصادق عليه السّلام فقال:

ص:105


1- وسائل الشيعة:3/406 باب 56 برقم 4.
2- مكارم الاخلاق/101.
3- التهذيب:6/37 باب 10 برقم 75.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/316 باب 34 برقم 1.
5- التهذيب:6/37 باب 10 برقم 75.
6- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 1 و 2 و 8 و [2]ليس في هذه الروايات كلمة (جميعا ) اقول: الحكم بالاستحباب ليس الاّ للتأسّي بالأئمة الطاهرين صلوات اللّه عليهم اجمعين، حيث كان احد خواتيم امير المؤمنين و الحسن عليهما السّلام الحديد الصيني منقوشا عليه العزّة للّه.

يا سيدي! أني خائف من والي بلدة الجزيرة، و أخاف أن يعرّفه بي أعدائي، و لست آمن على نفسي، فقال عليه السّلام: استعمل خاتما فصه حديد صيني منقوشا عليه من ظاهره ثلاثة اسطر: الأول: اعوذ بجلال اللّه، الثاني: أعوذ بكلمات اللّه، الثالث: أعوذ برسول اللّه، و تحت الفص سطران: الأول: «آمنت باللّه و كتبه» ، الثاني: «اني واثق باللّه و رسله» ، و أنقش حول الفص على جوانبه «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه مخلصا» و البسه في ساير ما يصعب عليك

من حوائجك، و اذا خفت أذى أحد من الناس فالبسه، فإن حوائجك تنجح و مخاوفك تزول، و كذلك [إذا علقه]على المرأة التي يتعسر عليها الولد، فإنها تضع بمشية اللّه، و كذلك من تصيبه العين فإنها تزول. و احذر عليه من النجاسات و الزهومة و دخول الحمام و الخلاء، و أحفظه فإنه من أسرار اللّه عز و جلّ و حراسته. ثم التفت عليه السّلام إلى الحاضرين من الشيعة و قال: و أنتم فمن خاف منكم على نفسه فليستعمل ذلك، و أكتموه عن أعدائكم لئلا ينتفعوا به، و لا تبيحونه إلاّ لمن تثقون به (1).

و روي أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان له خاتم فصه حديد صيني أبيض صافي كان يلبسه في الحروب و الشدائد، منقوش عليه في سبعة أسطر هذه

ص:106


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/216 باب 34 برقم 3.

الكلمات: «اعددت لكل هول: لا إله إلاّ اللّه، و لكل كرب: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، و لك مصيبة نزلت: حسبي اللّه، و لكل ذنب صغيرة و كبيرة: أستغفر اللّه، و لكل غمّ و همّ فادح: ما شاء اللّه، و لكلّ نعمة متجدّدة: الحمد للّه، ما بعلي بن أبي طالب من نعم اللّه فمن اللّه» (1).

و الظاهر أنّ من أراد إعداد مثله ينبغي أن ينقش مكان علي بن أبي طالب اسمه و اسم أبيه، و اللّه العالم.

و روي نقش آخر لخاتم أمير المؤمنين عليه السّلام الذي هو حديد صيني، و هو [الذي ذكر في المستدرك] (2).

و منها: البلور،

فقد ورد عنهم عليهم السّلام مدحه (3).

و منها: حصى زمزم،

فقد ورد تحسين جعلها فصّا مع الأمر بالاخراج من اليد عند الاستنجاء إذا كانت في اليسرى.

و منها: الجزع اليماني،

فقد ورد أن التختم به يرد كيد مردة الشياطين (4)و إن الصلاة في الجزع سبعون صلاة، و إنه يسبح و يستغفر، و أجره لصاحبه (5).

و منها: الفضة،

لما ورد من أنه كان لأمير المؤمنين عليه السّلام خاتم من فضة منقوش عليه: «نعم القادر اللّه» (6). و للصادق عليه السّلام خاتم

ص:107


1- مكارم الاخلاق/104 باب في نقوش الخواتيم.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/216 باب 34، حديث 3، و حيث لا يمكن تصوير الطلسم فليراجع المستدرك.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/217 باب 36، حديث 2.
4- الكافي:6/472 باب الجزع اليماني برقم 1.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:273 باب 34.
6- مكارم الاخلاق/102 باب في نقوش الخواتيم.

جميعه من الفضة منقوش عليه: «يا ثقتي قني من شر جميع خلقك» (1).

و هناك روايات وردت في بيان ما ينقش على الفص من غير تقييد بجنس خاص من الفص، فقد روي أنه كان نقش خاتم آدم عليه السّلام: «لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه» كان قد أتى به معه من الجنة (2).

و كان نقش خاتم نوح عليه السّلام: «لا إله إلاّ اللّه-ألف مرة-يا رب اصلحني» (3).

و كان نقش الخاتم الذي بعث اللّه به إلى ابراهيم عليه السّلام و امره بلبسه ليجعل له النار بردا و سلاما: «لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه، لا حول و لا قوة إلاّ باللّه [العلي العظيم]، فوّضت أمري إلى اللّه، أسندت ظهري إلى اللّه، حسبي اللّه» (4).

و كان نقش خاتم موسى عليه السّلام حرفين أشتقّهما من التوراة: «اصبر تؤجر، أصدق تنج» (5).

و كان نقش خاتم سليمان عليه السّلام حرفين أشتقهما من الأنجيل: «سبحان من ألجم الجن بكلماته» (6).

و كان نقش خاتم عيسى عليه السّلام حرفين أشتقّهما من الأنجيل، و هما: «طوبى لعبد ذكر اللّه من أجله، و ويل لعبد نسي اللّه من أجله» (7).

ص:108


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/217 باب 38 برقم 4.
2- الكافي:6/474 باب نقش الخواتيم 8.
3- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/217.
4- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/217.
5- الحديث المتقدم.
6- الحديث المتقدم.
7- مكارم الاخلاق باب نقوش الخواتيم/103.

و كان نقش أحد خاتمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه» صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الآخر: «صدق اللّه» (1).

و كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السّلام «الملك للّه» (2).

و في رواية أخرى: «نعم القادر اللّه» و لا منافاة بينهما، لا مكان التعدّد بل أظنّه.

و نقش خاتم الحسن عليه السّلام «العزّة للّه» (3). و في رواية أخرى: «حسبي اللّه» (4). و لا منافاة بينهما لما ذكر.

و نقش خاتم الحسين عليه السّلام: «ان اللّه بالغ أمره» (5).

و نقش خاتم زين العابدين عليه السّلام: «خزي و شقي قاتل الحسين بن علي» (6). و في رواية أخرى: «الحمد للّه العلي» (7)، و لا تنافي بينهما لما مرّ.

و نقش خاتم الباقر عليه السّلام: «العزة للّه» (8). و في رواية أخرى: «ظني باللّه حسن، و بالنبّي المؤتمن، و بالوصّي ذي المنن، و بالحسين و الحسن» (9). و لا منافاة بينهما لما مرّ.

ص:109


1- الخصال:1/61 باب كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خاتمان برقم 1.
2- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 1.
3- الكافي:6/474 باب نقش الخواتيم برقم 8.
4- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 2.
5- الكافي:6/474 باب نقش الخواتيم برقم 8.
6- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 6.
7- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 2.
8- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 1.
9- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/197.

و نقش خاتم الصادق عليه السّلام: «اللّه خالق كلّ شيء» (1). و في رواية أخرى: «اللهم أنت ثقتي فقني [شرّ]خلقك» (2). و في ثالثة: «أنت ثقتي فاعصمني من الناس» (3). و في رابعة: «اللّه وليّي و عصمتي من خلقه» (4). و لا منافاة بينهما لما مرّ.

و نقش خاتم أبي الحسن موسى عليه السّلام: «حسبي اللّه» (5).

و نقش خاتم الرضا عليه السّلام: «ما شاء اللّه لا قوة إلاّ باللّه» (6).

و ورد إنّ من نقش على خاتمه آية من القرآن غفر له (7). و ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النهي عن نقش صورة شيء من الحيوانات على الخاتم (8)، و لا بأس بنقش صورة وردة و هلال فيه، لما روي من نقش ذلك على خاتم أبي الحسن موسى عليه السّلام مع «حسبي اللّه» . و مثلهما غيرهما مما لا روح له (9). و لا بأس بنقش اسم صاحبه و اسم أبيه و اسم غير صاحبه عليه (10).

ص:110


1- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 2 و [1]سوف نذكر نصّ الرواية.
2- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 3.
3- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 4.
4- الكافي:6/474 باب نقش الخواتيم برقم 8.
5- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 4.
6- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم برقم 4.
7- مكارم الاخلاق/104.
8- وسائل الشيعة:1/274 باب 45 حديث 2.
9- مكارم الاخلاق/102.
10- الكافي:6/473 باب نقش الخواتيم 2 [10] بسنده عن يونس بن ظبيان، و حفص بن غياث، عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قالا: قلنا: جعلنا اللّه فداك ا يكره ان يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه و اسم ابيه؟ فقال: في خاتمي مكتوب «اللّه خالق كل شيء. . .» اقول: ليس في-

و يستحب التختم بالخواتيم المتعدّدة دركا للفضيلة ما أمكن منها (1). و أشتهر على الألسن كراهة لبس الزوج من الخاتم، و أعتبار لبس الفرد منه واحدة أو ثلاثة أو خمسة، و لم أقف له على مستند، و لا بذلك مفتيا، و العلم عند اللّه.

و الاحوط ترك تحويل الخاتم لتذكر الحاجة (2)، بل أفتى الشيخ الحر رحمه اللّه بحرمته، لجعل الصادق عليه السّلام ذلك من الشرك الخفي، نعم لا بأس بالتحويل لضبط عدد الركعات، لورود الاذن بذلك (3).

ص:111


1- التهذيب:6/37 باب 10 برقم 75 بسند [1]ه عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: احب لكل مؤمن ان يتختم بخمسة خواتيم. . .
2- وسائل الشيعة:3/409 باب 61 حديث 1 بسنده: قال ابو عبد اللّه عليه السّلام انّ الشرك اخفى من دبيب النّمل، و قال: منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة و شبه هذا.
3- الفقيه:1/224 برقم 987، بسنده في رواية عبد اللّه بن المغيرة انّه قال: لا بأس ان يعدّ الرجل صلاته بخاتمه، او بحصاة يأخذ بيده فيعدّ به. و في صفحه 166 برقم 777 بسنده: و سأل حبيب بن المعلى ابا عبد اللّه عليه السّلام فقال له: انّه رجل كثير السهو فما احفظ صلاتي الاّ بخاتمي احوّله من مكان الى مكان؟ فقال: لا بأس به.

المقام الرابع: في آداب لباس الصلاة

تكره الصلاة فيما عدا العمامة و الكساء و الخف من الثياب السود حتى القلنسوة السوداء (1). و المدار في السواد على مسّماه، من غير فرق بين المصبوغ و الأصلي، و لا بين الرجل و المرأة، و تزول الكراهة عند التقية (2)، و عند عزاء سيد الشهداء عليه السّلام (3).

و يكره صلاة الرجل في ثوب واحد رقيق لا يحكي البشرة، و لو حكى بطلت (4).

ص:112


1- الكافي:6/449 باب لبس السواد برقم 1 [1] بسنده مرفوعا قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يكره السواد الاّ في ثلاث: الخفّ و العمامة و الكساء.
2- الفقيه:1/163 باب 39 برقم 770.
3- تقدم الكلام في رجحان لبس السواد في عزاء ائمة الدين عليهم صلوات رب العالمين، و كذا في عزاء فقد العالم او المؤمنين من سائر الناس، لانه صار اليوم رمز تقدير و احترام لهم، فراجع.
4- الذكرى/146، و [2]التهذيب:2/214 باب 11 برقم 837. أقول: يجب ستر القبل و الدبر عن كل ناظر انساني-عدا من استثني-وجوبا نفسيا على كل مكلف بكل ما يتحقق به عنوان ستر العورتين في كل حال، اما الستر في الصلاة [3]للمصلي فهو شرط في صحة الصلاة، [4] سواء أ كان هناك ناظر أم لم يكن، و سواء أ كان الناظر محرما ام اجنّبيا، مكلّفا بالغا ام مميّزا على المختار في المميز، و الحكم اجماعي في الجملة، و قد استدل للحكم بنصوص كثيرة مختلفة بحسب موردها، لكنها لا تخلو من مناقشات سديدة، و العمدة في دليل الحكم الاجماع المحقّق بوجوب الستر على المصلي، و الواجب من الستر يختلف بالنسبة إلى الرجل و المرأة، [5] ففي الرجل يجب عليه ستر عورتيه و ما بينهما على الاحوط، بحيث يستر لون البشرة، و اما الحجم فلا-

و يكره أن يتوشّح بإزار فوق القميص و يصلّي سيّما للإمام، لأنه من أفعال قوم لوط و الجبابرة و زيّ الجاهلية (1). و كذا الارتداء فوق التوشّح، و تتأكّد في حق إمام الجماعة (2).

و يكره سدل الرداء و اشتمال الصمّاء و التحافه، و هو أن يدخل رداءه تحت

ص:113


1- التهذيب:2/371 باب 17 برقم 1542 بس [1]نده: اخبرني زياد بن المنذر عن ابي جعفر عليه السّلام قال: سأله رجل و أنا حاضر عن الرجل يخرج من الحمام أو يغتسل فيتوشّح و يلبس قميصه فوق الازار فيصلي و هو كذلك، قال: هذا عمل قول لوط، قال: قلت فانه يتوشح فوق القميص، قال: هذا من التجبر، قال: قلت: ان القميص رقيق يلتحف به، قال: نعم، ثم قال: إن حل الازرار في الصلاة و الحذف [خ ل: خذف]بالحصى، و مضغ الكندر في المجالس، و على ظهر الطريق من عمل قوم لوط.
2- وسائل الشيعة:3/287 باب 24 برقم 2. عن عمار قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام [خ ل: عن ابي عبد اللّه عليه السّلام سئل عن الرجل. .]عن الرجل يؤم بقوم يجوز له ان يتوشح؟ قال: لا يصلي الرجل بقوم و هو متوشح فوق ثيابه، و ان كان [خ ل: كانت]عليه ثياب كثيرة، لان الامام لا يجوز له الصلاة و هو متوشح.

إبطه، ثم يجعل طرفيه على منكب واحد (1).

و يكره جمع طرفي الرداء على اليسار، بل إما أن يجمعهما على اليمين أو يرسل (2). و قيل: يكره النقاب للمرأة، و الذي نطق به الخبر هو أفضلية تركه لا كراهة إبقائه (3).

و يكره اللثام للرجل في الصلاة ما لم يمنع من القراءة، و إلاّ حرم.

و يكره الصلاة في قباء مشدود الوسط إلاّ في الحرب (4). و أن يؤم بغير رداء،

ص:114


1- الكافي:3/394 باب الصلاة في ثوب واحد. . . برقم 4 [1] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام انّه قال: ايّاك و التحاف الصمّاء، قلت: و ما التحاف الصماء؟ قال: ان تدخل الثوب من تحت جناحك فتجعله على منكب واحد.
2- وسائل الشيعة:3/291 باب 25 برقم 7 [2] بسنده عن علي بن جعفر، عن اخيه موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: سألته عن الرجل هل يصلح له ان يجمع طرفي ردائه على يساره؟ قال: لا يصلح جمعهما على اليسار، و لكن اجمعهما على يمينك او دعهما.
3- التهذيب:2/230 باب 11 برقم 104 بسنده عن سماعة قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الرجل يصلي فيتلوا [خ ل: و يقرء]القرآن و هو متلثّم؟ فقال لا بأس [خ ل: به]، و إن كشف عن فيه فهو أفضل. و سألته عن المرأة تصلّي متنقبة قال: إن كشفت عن موضع السجود فلا بأس، و إن أسفرت فهو أفضل.
4- لا يخفى بأن جمعا من الفقهاء ذكروا هذه المسألة و حكموا بالكراهة كالمفيد رحمه اللّه في المقنعة قال: لا يجوز أن يصلّي المكلّف و عليه قباء مشدود إلاّ أن يكون في الحرب فلا يتمكّن أن يحلّه فيجوز ذلك للاضطرار. إلاّ أنّ الشيخ رحمه اللّه في التهذيب-بعد ما نقل الكلام المتقدم-قال: ذكر ذلك علي بن الحسين بن بابويه و سمعناه من الشيوخ مذاكرة و لم أعرف به خبرا مسندا، إلا أن الشهيد رحمه اللّه ذكر في الذكرى- [3]بعد ما نقل هذا الكلام عن الشيخ-قال: قلت: قد روى العامة أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: (لا يصلي أحدكم و هو متحزّم) و هو كناية عن شدّ الوسط، و كرهه في المبسوط و قال الشهيد الثاني: (الظاهر أن جعل هذا الحديث دليلا على الكراهة بعيد، لكونه على تقدير تسلميه غير المدعى. و من الفقهاء من حمل القباء المشدودة على القباء الذي شدت أزراره، و ظاهر الأخبار كراهة حل الازرار في الصلاة، و انه-

بل قيل: يكره ترك الرداء حتى للمنفرد (1).

و يكره الصلاة في ثوب واحد، و ورد أن من ليس عنده إلاّ السراويل، فليجعل التكة بعد إخراجها منه على عاتقه (2). و ورد أن أدنى ما يجزيك أن تصلي فيه بقدر ما يكون على منكبيك مثل جناحي الخطاف 3.

و يكره استصحاب حديد بارز في الصلاة حتى ما لا يكون محددا كالخاتم في الأصبع و المفتاح المشدود بالتكة 4، و لا بأس بغير البارز منه كالسيف يتقلد

ص:115


1- الكافي:3/394 باب الصلاة في ثوب واحد برقم 1 بسنده [1] عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الرجل أمّ قوما في قميص ليس عليه رداء؟ فقال: لا ينبغي إلا أن يكون عليه رداء و عمامة يرتدي بها. و التهذيب:2/366 باب 17 برقم 1518 بسنده عن جميل [ابن دراج]قال: سأل مرازم أبا عبد اللّه عليه السّلام-و أنا معه حاضر-عن الرجل الحاضر يصلي في ازار مؤتزرا به؟ قال: يجعل على رقبته منديلا أو عمامة يرتدي بها. و بمضمون هاتين الروايتين أفتى الفقهاء رضوان اللّه عليهم بالكراهة و منهم سماحة الوالد قدس اللّه سره في مناهج المتقين/56 في مكروهات لباس المصلي، فراجع.
2- الكافي:3/395 باب الصلاة في ثوب واحد. . . برقم 5.

به و هو في غمده، و يكره ذلك للإمام إلاّ في الحرب 1.

و يكره الصلاة في ثوب من يتهم بمباشرة النجاسة إلاّ بعد غسله 2.

و يكره أن تصلي المرأة في خلخال له صوت 3، و أن تصلي هي أو الرجل في ثوب فيه تماثيل أو خاتم فيه صورة ذي روح 4. و تخف الكراهة بمواراة التمثال و الصورة على وجه لا يرى في الصلاة، مع عدم كونه [حائلا]بينه و بين القبلة، بل إلى أحد جانبيه أو خلفه 5، و حينئذ فينبغي للمصلي أن لا يضع الدنانير و الدراهم التي فيها تمثال ذي روح في جيبه المقدم، بل في أحد جانبيه من الجيوب 6.

و يكره أن يصلي الرجل الفريضة معقص الشعر 7. و يستحب الصلاة

ص:116

في النعل الطاهرة من جلد المأكول (1). و يكره صلاة المختضب و على يده أو رأسه أو لحيته الخضاب و خرقته، بل ينزعهما، و كذا المرأة (2).

و يستحب إخراج الرجل يديه في الصلاة من تحت ثيابه، بل يكره وضعهما في ثوبه إذا لم يكن عليه ثوب آخر أزار أو سراويل، و تخف الكراهة بإخراج احداهما و إدخال الأخرى (3).

و يكره لبس البرطلة في الصلاة، و هي قلنسوة خاصة (4).

و يستحب الصلاة في أخشن الثياب و أغلظها في الخلوة، و في أجملها بين الناس (5). و يستحب الاكثار من الثياب في الصلاة لأنها تسبّح [له] (6).

ص:117


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/189 و [1]فيه (رايت ابا الحسن عليه السّلام) الى ان قال: (و صلى ست ركعات او ثمان ركعات في نعليه) اقول قيد المؤلف قدس سره النعل بطهارة جلدها و إنها من حيوان مأكول اللحم لان غير ذلك لا يجوز في الصلاة، فراجع.
2- مناهج المتقين/56 الثامنة، و الكافي:3/408 باب الرجل يصلي و هو متلثّم او مختضب برقم 2 بسنده عن ابي بكر الحضرمي، قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن الرجل يصلّي [2]و عليه خضابه، قال: لا يصلّي و هو عليه، و المرأة ايضا [3]لا تصلّي و عليها خضابها.
3- مناهج المتقين/56 الثامنة.
4- وسائل الشيعة:1/273 باب 42 حديث 1 [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انه كره البرطلة، و مناهج المتقين/56.
5- الكافي:6/450 باب لبس الصوف برقم 4 [5] بسنده قال رأيت ابا عبد اللّه عليه السّلام و عليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه و فوقها جبّة صوف و فوقها قميص غليظ، فمسستها، فقلت: جعلت فداك انّ الناس يكرهون لباس الصوف، فقال: كلاّ كان ابي محمد بن علي عليهم السّلام يلبسها، و كان علي بن الحسين عليهما السّلام يلبسها و كانوا عليهم السّلام يلبسون اغلظ ثيابهم اذا قاموا الى الصلاة و نحن نفعل ذلك.
6- علل الشرايع/633 باب 33 برقم 2 [6] بسنده عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن علي عليهم السّلام قال: ان الانسان اذا كان في الصلوة فان جسده و ثيابه و كل شيء حوله يسبّح.

و يكره أتقاء المصلي على ثوبه و حفظه من أن يباشر الأرض و نحوه (1). و يكره الصلاة في الثوب الأحمر و المزعفر و المعصفر و المشبع المقدم (2). و كذا في الجلد الذي يشترى من مسلم يستحل الميتة بالدباغ (3).

و يستحب التعمم و التسرول للصلاة، لأن ركعتين مع العمامة خير من أربع ركعات بغير عمامة، و ركعة بسراويل تعدل أربعا بغيره (4).

و تكره الصلاة في عمامة لا حنك لها (5). و قد ورد أن من فعل فأصابه داء لا دواء له فلا يلومن إلاّ نفسه (6).

و يكره للمرأة أن تصلي بغير حليّ و زينة و حناء، و لا أقلّ من أن تعقد في

ص:118


1- وسائل الشيعة:1/276 باب 53 حديث 4 [1] بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم من اتّقى على ثوبه في صلاته فليس للّه اكتسى.
2- التهذيب:2/373 باب 18 برقم 1550 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انه كره الصلاة في المشبع بالعصفر المضرّج بالزعفران.
3- التهذيب:2/303 باب 11 برقم 796 بسنده عن ابي بصير، قال سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن الصلاة [2]في الفراء، فقال: كان علي بن الحسين عليهم السّلام رجلا صردا [أي مبردا]فلا تدفئه فراء الحجاز لان دباغها بالقرظ فكان يبعث الى العراق فيؤتى ممّا قبلكم بالفرو فيلبسه فاذا حضرت الصلاة [3]القاه و القى القميص الذي يليه فكان يسئل عن ذلك فيقول: انّ اهل العراق يستحلون لباس الجلود الميتة و يزعمون ان دباغها ذكاتها.
4- مكارم الأخلاق/136 الفصل السابع في العمائم و القلانس.
5- مناهج المتقين/56 الثامنة اقول الظاهر ان لا يجعل للعمامة حنك أصلا لا انه يجعل لها حنك و لا ينشره.
6- المحاسن للبرقي/378 باب كذا فيما عندي من النسخ برقم 157 [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: من اعتمّ و لم يدر العمامة تحت حنكه فاصابه الم لا دواء له فلا يلومنّ الاّ نفسه اقول لم اظفر على رواية تدلّ على التحنك في خصوص الصلاة، بلى حكى دعوى الشيخ البهائي قدّس سرّه عدم وجود نصّ يخصّ حال الصلاة.

عنقها و لو السير، و تمس مواضع الحناء بالخلوق (1).

و ورد النهي عن الصلاة في ثياب اليهود و النصارى (2).

و يستحب إعداد ثياب لخصوص الصلاة تلبس عندها و تنزع بعد الفراغ منها (3).

و لا بأس بتحلية النساء و الأطفال بالفضة و الذهب، و كذا تحلية السيف و الكرسي بالفضة (4).

ص:119


1- التهذيب:2/371 باب 17 برقم 1543، و وسائل الشيعة:3/276 باب 57 حديث 1.
2- البحار:83/262 برقم 13.
3- مكارم الاخلاق/130 باب في التواضع في الثياب بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: [2]كان لابي ثوبان خشنان يصلّي فيهما صلاته، فاذا اراد ان يسأل اللّه الحاجة لبسهما و سأل اللّه الحاجة.
4- مناهج المتقين/57 المقام الرابع في لباس المصلّي. وسائل الشيعة:3/413 باب 64 برقم 3 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ليس بتحلية المصاحف و السيوف بالذهب و الفضة [3]بأس.

ص:120

الفصل الثالث: في آداب المسكن

اشارة

يستحب اختيار المسكن الواسع، و قد ورد ان من سعادة الرجل سعة منزله و مسكنه (1)، و أن فيها راحته، و أن المنزل الواسع عيش الدنيا (2)، و أن من شقاء العيش ضيق المنزل (3)، و أن شوم المنزل ضيقه (4)، و أن اختيار المنزل الضيق من الحمق، و أنه يكره اختياره، و يستحب التحول منه و إن كان أحدثه أبوه، و قد اشترى أبو الحسن عليه السّلام دارا، و أمر مولى له أن يتحول إليه

ص:121


1- الكافي:6/526 باب سعة المنزل برقم 7 [1] بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع.
2- الكافي:6/525 باب سعة المنزل برقم 3 [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: ثلاثة للمؤمن فيها راحة: دار واسعة تواري عورته و سوء حاله من الناس، الحديث.
3- الكافي:6/526 باب سعة المنزل برقم 6 [3] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: من شقاء العيش ضيق المنزل.
4- وسائل الشيعة:1/317 باب 2 حديث 3(و [4]اما الدار فشؤمها ضيقها و خبث جيرانها) .

لضيق منزله، فاعتذر بأن أباه أحدثه، فقال عليه السّلام: إن كان أبوك أحمق ينبغي أن تكون مثله؟ (1).

و يكره رفع بناء البيت أكثر من سبعة أذرع أو ثمانية (2). و قد ورد أن ما فوق هذا القدر يكون محل حضور الجن، و مسكن الشياطين، لأن الشياطين لا في السماء و لا في الأرض، و إنما تسكن الهواء (3). و عن الصادق عليه السّلام أنه إذا بنى الرجل فوق ثمانية أذرع نودي: يا أفسق الفاسقين أين تريد (4)؟ و علاج ما كان أعلى من ثمانية أذرع أن يكتب على حدّ الثمانية آية الكرسي. و قد شكى رجل إلى الصادق عليه السّلام من عبث أهل الأرض-يعني الجن- بأهل بيته و عياله، فقال: كم سقف بيتك؟ فقال: عشرة أذرع، فقال: اذرع ثمانية أذرع، ثم أكتب آية الكرسي فيما بين الثمانية إلى العشرة كما تدور (5). و قد ورد ذلك في المسجد الذي كان أعلى من الحد المذكور أيضا (6)

ص:122


1- الكافي:6/525 باب سعة المنزل برقم 2 [1] بسنده ان ابا الحسن عليه السّلام اشترى دارا و امر مولى له ان يتحول اليها، و قال: ان منزلك ضيق، فقال: قد احدث هذه الدار ابي، فقال ابو الحسن عليه السّلام: ان كان ابوك احمق ينبغي ان تكون مثله.
2- المحاسن/609 باب البنيان برقم 9.
3- الكافي:6/529 باب تشييد البناء برقم 6 [3] بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام ابن بيتك سبعة اذرع فما كان فوق ذلك سكنه الشياطين، انّ الشياطين لا في السماء و لا في الارض و انّما تسكن الهواء، و برقم 5.
4- المحاسن/608 باب البنيان برقم 7.
5- الكافي:6/529 باب تشييد البناء برقم 3.
6- المحاسن/609 باب البنيان برقم 13 [6] اقول: لم اظفر على رواية تمنع تعلية سقف المسجد خاصه و انه اذا تجاوز الثمانية اذرع استحب كتابة آية الكرسي، و كلما ورد فهو خاص بالبيوت، نعم ذكر الشيخ الحر قدس سره في الوسائل [7]في عنوان الباب ذلك و تبعه الفقهاء في موسوعاتهم، فتدبر.

و ينبغي أن يكون البناء بقدر الحاجة، بل لعل البناء الزائد عن قدر الحاجة بحسب الزيّ من الاسراف المحرم، و قد ورد أن كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه يوم القيامة (1). و انه يكلّف بحمله يوم القيامة (2). و أن من كسب مالا بغير حله، سلط اللّه عليه البنّاء و الماء و الطين (3). و ان للّه عز و جل بقاعا تسمي المنتقمة، فإذا أعطى اللّه عبدا مالا لم يخرج حق اللّه منه، سلط اللّه عليه بقعة من تلك البقاع، فأتلف ذلك المال فيها ثم مات و تركها (4). و من بنى بيتا رياء و سمعة حمله اللّه يوم القيامة من الأرض السابعة و هو نار يشتعل منه ثم يطوق في عنقه و يلقى في النار فلا يحبسه شيء دون قعرها إلاّ أن يتوب. و فسر البناء رياء و سمعة في الخبر ببناء زائد على قدر حاجته، استطالة به على جيرانه، و مباهاة لإخوانه (5).

و يستحب تحجير السطوح، بمعنى بناء حائط في اطرافها (6).

و يكره النوم على سطح غير محجر من غير فرق بين الرجل و المرأة، لنهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عنه (7). و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

ص:123


1- الكافي:6/531 باب النوادر برقم 7.
2- المحاسن/608 باب البنيان برقم 4.
3- الكافي:6/531 باب النوادر برقم 2.
4- الكافي:6/532 باب النوادر برقم 15.
5- وسائل الشيعة:1/322 باب 24 حديث 4.
6- الكافي:6/530 باب تحجير السطوح برقم 1 [6] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ان يبات على سطح غير محجّر. أقول: عنون الشيخ الحر رحمه اللّه في الوسائل 3/567 باب 7 [7] استحباب تحجير السطوح، و الروايات التي ذكرها تصرح بالنهي عن البيتوتة على سطح غير محجّر، و لم اجد رواية تصرح باستحباب التحجير، و من المعلوم ان لا ملازمة بينهما.
7- الكافي:6/530 باب تحجير السطوح برقم 1 و 4.

إن من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة، و إن أصابه شيء فلا يلومن إلاّ نفسه (1). و لا يكفي تحجير ثلاثة جوانبه بل يعتبر تحجير الجوانب الأربعة (2). و أقل التحجير ذراع و شبر، ثم ذراعان، و لا تقدير لأكثره (3).

و ورد النهي الأكيد عن تصوير سقوف البيت و حيطانه بصور ذوات الأرواخ (4). و الأحوط الاجتناب منه، كما أن الأولى الاجتناب من مطلق التصوير حتى صورة الشجر و نحوه (5)، و ان كان جواز صورة الشمس و القمر و الشجر أظهر (6). و روي أن جبرئيل عليه السّلام قال للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّا لا ندخل بيتا فيه تمثال لا يوطأ (7). و لا بأس بابقاء التمثال على البساط و نحوه مما يوطأ (8)، و قد كان لعلي بن الحسين عليهما السّلام و سايد و أنماط فيها تماثيل يجلس عليها (9). و كذا لا بأس بالتمثال على غير ما يوطأ

ص:124


1- الفقيه:4/258 باب 176 النوادر، و الكافي:6/530 باب تحجير السطوح برقم 2.
2- الكافي:6/530 باب تحجير السطوح برقم 6.
3- الكافي:6/530 باب تحجير السطوح برقم 6 و 5.
4- الكافي:6/527 باب تزويق البيوت برقم 5 [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: ان عليا كره الصورة في البيوت.
5- الكافي:6/528 باب تزويق البيوت حديث 14( [5]قال امير المؤمنين عليه السّلام بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى المدينة فقال لا تدع صورة الا محوتها. . .) .
6- الكافي:6/473 باب نقش الخاتم برقم 4 [6] بسنده (و نقش خاتم ابي الحسن عليه السّلام- حسبي اللّه-و فيه وردة و هلال في اعلاه) .
7- الكافي:6/527 باب تزويق البيوت برقم 6 [7] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال سالته عن الوسادة و البساط يكون فيه التماثيل، فقال لا باس به يكون في البيت، قلت: التماثيل؟ فقال: كل شيء يوطأ فلا باس به.
8- الحديث المتقدم.
9- الكافي:6/477 باب الفرش برقم 4.

إذا غيّر رأسه أو غطي بثوب أو كان للنساء (1).

و يستحب كنس البيت و الأفنية (2)، و قد ورد أن كنس البيت ينفي الفقر، و كنس الفناء يجلب الرزق (3). و يكره إبقاء القمامة خلف الباب، لأنه مأوى الشياطين (4)، بل يكره أن تبات القمامة في البيت، بل تخرج نهارا لأنها مقعد الشيطان (5)، كما يكره إيواء منديل اللحم في البيت، فإنه مربض الشيطان (6).

و يستحب تنظيف البيوت من بيت العنكبوت، و يكره تركها، فقد ورد أن بيوت العنكبوت بيوت الشياطين، و أن تركها في البيت يورث الفقر (7).

و يستحب التسمية عند دخول الحجرة، لأنه بذلك يفّر منه الشيطان، كما يستحب التسليم عند دخول البيت، فإنه تنزل البركة و تؤنسه الملائكة (8). و كيفية التسليم عند وجود أحد من أهله أو غيرهم «السّلام عليكم» ، و عند خلو البيت «السّلام علينا من ربنا» (9). و في خبر آخر «السّلام على محمد ابن عبد اللّه خاتم النبيين، السّلام على الأئمة الهادين المهديين، السّلام علينا و على عباد اللّه الصالحين» (10). و يستحب قراءة قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ عند

ص:125


1- المحاسن/617 باب 5 [1] تزويق البيوت و التصاوير رقم 50 و 621 برقم 61.
2- المحاسن/624 باب 9 برقم 76.
3- الكافي:6/531 باب النوادر برقم 8.
4- الكافي:6/531 باب النوادر برقم 6.
5- وسائل الشيعة:3/319 باب 10 حديث 2.
6- وسائل الشيعة:1/319 باب 10 حديث 3.
7- الكافي:6/532 باب النوادر برقم 11 و [7]قرب الاسناد/25.
8- وسائل الشيعة:1/321 باب 19 حديث 8.
9- الخصال:2/626 حديث الاربعمائة.
10- مستدرك وسائل الشيعة:1/245 باب 13 برقم 3.

دخول المنزل، فإنها تنفي الفقر (1). و قد ورد أنه شكى رجل من الأنصار إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الفقر و ضيق المعاش، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا دخلت بيتك فسلم إن كان فيه أحد، و إن لم يكن فيه أحد فصلّ عليّ، و أقرأ: قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ مرة واحدة، ففعل الرجل فأفاض اللّه عليه رزقا و وسع عليه حتى أفاض على جيرانه (2). و ورد عند الدخول قول: «بسم اللّه و باللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله» 3.

و يستحب إسراج السراج قبل أن تغيب الشمس، فإنه ينفي الفقر (3). و يكره السراج في القمر لأنه يذهب ضياعا (4)، و مقتضى العلة عدم الكراهة عند عدم إغناء القمر لغيم أو إرادة قراءة شيء أو خياطته و نحو ذلك مع عدم إجزاء نور القمر لذلك. و يستحب أن يدعو عند إدخال السراج البيت بقول: «اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس، و لا تحرمنا نورك يوم نلقاك، و أجعل لنا نورك، إنك نور، لا إله إلاّ أنت» ، و عند إطفاء السراج بقول: «اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور» (5). و ما تعارف من التسليم على الحاضر عند إسراج السراج أو إدخاله البيت لم أقف على مستنده، و يشمله إطلاق ما دلّ على رجحان التسليم، و أما ما تعارف عند الجهّال من التسليم على

ص:126


1- الخصال:2/626 باب 10 حديث الاربعمائة.
2- 2 و 3) مستدرك وسائل الشيعة:1/245 باب 13 حديث 3.
3- الكافي:6/532 باب النوادر حديث 13.
4- الخصال:1/263 باب أربعة يذهبن ضياعا برقم 143 بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّه قال في وصّيته له: يا علّي أربعة يذهبن ضياعا: الأكل بعد الشبع، و السراج في القمر، و الزرّع في السبخة، و الصنيعة عند غير اهلها.
5- مكارم الاخلاق:152.

السراج عند إسراجه فعار من الوجه، و أظن أنه بقي بين الناس الجهال يدا بيد من زمان عبادتهم للنيران، و العلم عند اللّه سبحانه.

و يكره التحول من منزل إلى منزل، لأنه من مرّ العيش إلاّ للنزهة (1)، أو ضرورة أخرى كفقد مسكن مملوك له أو عدم أستراحته في المنزل الأول.

و يستحب عند الدخول على أحد الجلوس حيث يأمره صاحب الرحل، لأنّه أعرف بعورة بيته من الداخل عليه (2). و يستحب عند الخروج من المنزل -في سفر أو حضر-إسدال حنكه، فإنّ الصادق عليه السّلام قد ضمن عوده سالما (3)، و أن يقول: «بسم اللّه، لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، توكلت على اللّه» ، فإنه إذا قال: «بسم اللّه» قال الملكان: هديت، و إذا قال: «لا حول و لا قوة إلاّ باللّه» قالا: وقيت، و إذا قال: «توكلت على اللّه» قالا: كفيت، فيقول الشيطان: كيف لي بعبد هدي و وقي و كفي؟ (4). و زاد في آخر: «آمنت باللّه» بعد «بسم اللّه» ، و في ثالث: «و باللّه» بعد: «بسم اللّه» ، و ورد قراءة سورة الحمد و التوحيد و المعوذتين و آية الكرسي بعد الدعاء مع النفخ إلى الجوانب الستة (5). و ورد عند الخروج قول: «بسم اللّه

ص:127


1- الكافي:6/531 باب النوادر برقم 1 و المحاسن:622.
2- قرب الاسناد:33.
3- مكارم الاخلاق:245 [2] في التعمّم.
4- مستدرك وسائل الشيعة:2/25 باب 16 برقم 1 مع اختلاف يسير [3]جدا و الكافي:2/541 باب الدعاء اذا خرج حديث 2.
5- الكافي:2/543 باب الدعاء اذا خرج الانسان من منزله برقم 9 [5] بسنده: قال ابو الحسن عليه السّلام: اذا اردت السفر فقف على باب دارك، و اقرأ فاتحة الكتاب امامك، و عن يمينك و عن شمالك، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» امامك، و عن يمينك و عن شمالك، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» امامك و عن يمينك و عن شمالك، ثم قل: اللهم احفظني-

توكلت على اللّه، ما شاء اللّه، لا قوة إلاّ باللّه (1)، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له 2. [و أعوذ بك من شر ما خرجت له]، اللهم أوسع عليّ [من فضلك، و أتمم عليّ]نعمتك، و استعملني في طاعتك، و اجعلني راغبا فيما عندك، و توفني في سبيلك على ملّتك و ملّة رسولك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم» 3.

و ورد قول: «بسم اللّه خرجت و بسم اللّه ولجت، و على اللّه توكلت، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم» 4و قول: «اللهم إني أسألك خير أموري كلها، و أعوذ بك من خزي الدنيا و عذاب الآخرة» ، فإنّ من قال ذلك كفاه اللّه ما أهمّه من أمر دنياه و آخرته 5. و ورد قول: «اللهم بك [لك خ. ل]خرجت، و لك أسلمت، و بك آمنت، و عليك توكلت، اللهم بارك لي في يومي هذا، و ارزقني فوزه [قوتّه خ. ل]و فتحه و نصره و ظهوره و هداه و بركته، و اصرف عني شره و شر ما فيه، بسم اللّه و باللّه و اللّه أكبر و الحمد للّه رب العالمين، اللهم إني قد خرجت فبارك لي في خروجي و انفعني به» 6. و ورد قول: «بسم اللّه [الرحمن الرحيم خ. ل]خرجت بحول اللّه و قوته بلا حول منّي و لا قوّتي، بل بحولك و قوّتك يا رب متعرّضا لرزقك

ص:128


1- خ ل: توكلت على اللّه، لا حول و لا قوة إلاّ باللّه. . . إلى آخر.

فأتني به في عافية» (1). و ورد أنّ من قال عند الخروج من باب الدار: «أعوذ بما [خ. ل: مما]عاذت منه ملائكة اللّه و رسله من شرّ هذا اليوم الجديد الذي إذا غابت شمسه لم تعد، من شرّ نفسي و من شر غيري و من شرّ الشياطين، و من شر من نصب لأولياء اللّه، و من شرّ الجن و الأنس، و من شرّ السباع و الهوام، و من شرّ ركوب المحارم كلّها، أجير نفسي باللّه من كلّ سوء [شر خ. ل]» غفر اللّه له ذنوبه، و تاب عليه، و قضى أموره، و حفظه من الشرور و الأسواء (2). و ورد أن من قال عند الخروج: «اللّه أكبر» ثم قال ثلاث مرات: «باللّه أخرج و باللّه أدخل و على اللّه أتوكل» و ثلاث مرات: «اللّهم افتح لي في وجهي هذا بخير [و أختم لي بخير]وقني شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم» لم يزل في حفظ اللّه تعالى حتى يرجع إلى ذلك المكان (3).

و ورد أنّ من أراد أن يمضي إلى حاجة فليمض صبح يوم الخميس و ليقرأ قوله تعالى في سورة آل عمران (4): إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اِخْتِلافِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي اَلْأَلْبابِ* اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اَللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ اَلنّارِ* رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ اَلنّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ* رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ اَلْأَبْرارِ* رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ اَلْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ اَلْمِيعادَ

ص:129


1- المحاسن:352 باب 9 برقم 39.
2- المحاسن:350 باب 9 برقم 34 مع اختلاف يسير، و [2]لا يوجد في الوسائل: و [3]من شر غيري.
3- الكافي:2/540 باب الدعاء اذا خرج الانسان من منزله برقم 1.
4- سورة آل عمران:190-194.

ثم يقرأ آية الكرسي و سورة القدر و سورة الحمد (1).

و يستحب لمن أشترى دارا أن يولم، و لمن بنى مسكنا أن يذبح كبشا سمينا و يطعم لحمه المساكين، ثم يقول: «اللّهم ادحر عنّي مردة ابا الجن [و الانس]و الشياطين و بارك لي في بنائي» فإنه يعطى ما سأل (2).

و يحرم التطلّع في دور الناس، و كذا دخولها بغير إذنهم، و قد ورد أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نهى عن أن يطّلع الرجل في بيت جاره، و قال: من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله اللّه مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس، و لم يخرج من الدنيا حتى يفضحه اللّه، إلاّ أن يتوب (3). و ورد أنّ من أطّلع على مؤمن بغير إذنه فعيناه مباحة للمؤمن في تلك الحال، و من اطّلع [خ. ل: دمّر]على مؤمن بغير إذنه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحالة (4). و عن الصادّق عليه السّلام أنه قال: إذا أطّلع رجل على قوم يشرف عليهم أو ينظر من خلل شيء لهم فرموه فأصابوه فقتلوه، أو فقعوا عينه، فليس عليهم غرم. و قال عليه السّلام: إنّ رجلا أطّلع من خلل حجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمشقص (5)ليفقأ عينه فوجده قد أنطلق، فقال رسول اللّه صلّى

ص:130


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:206 و في اخر الحديث (فان فيها قضاء حوائج الدنيا و الآخرة) .
2- ثواب الاعمال:221 باب ثواب من بنى مسكنا و ذبح كبشا برقم 1.
3- الفقيه:4/6 باب 1 ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم برقم 1.
4- الفقيه:4/76 باب 21 برقم 236.
5- المشقص: سهم فيه نصل عريض. المصباح المنير [منه (قدس سره)].

اللّه عليه و آله و سلّم: أي خبيث! أما و اللّه لو ثبت لي لفقأت عينيك (1).

و يكره اتخاذ فرش النوم زايدا على قدر حاجته و حاجة عياله و ضيفه، فإنّ الزايد يكون للشيطان (2)، و لا بأس بما كان بمقدار الحاجة، و لا بكثرة البسط و الوسائد و المرافق و الأنماط و النمارق (3). إذا كانت جهاز الزوجة (4). و لا بأس بتوسد الريش (5).

و يستحب استحبابا مؤكّدا حسن الجوار، فإنه يزيد في الرزق و الأعمار، و يعمّر الديار (6). و قد ورد أنه كان في بني اسرائيل مؤمن و كان له جار كافر، و كان الكافر يرفق بجاره و يوليه المعروف في الدنيا، فلما أن مات الكافر بنى اللّه له بيتا في النار من طين، و كان يقيه حرها، و يأتيه الرزق من غيرها، و قيل له: هذا ما كنت تدخله على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق، و توليه من المعروف في الدنيا. و ورد أن الجار كالنفس غير مضار و لا اثم، و حرمة الجار على الجار كحرمة أمّه (7). و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيّورثه (8). و عنه صلّى اللّه عليه و آله

ص:131


1- الكافي:7/291 باب من لا دية له برقم 5.
2- الخصال:1/120 باب الفرش ثلاثة برقم 111.
3- البسط معروفة، و الوسائد جمع الوسادة و هي معروفة، و المرافق: جمع مرفقة كمكنسة، و هي مخدّة النوم. و الانماط: جمع نمط معرب نمد. و النمارق جمع نمرقة الوسادة الصغيرة [منه (قدس سره)].
4- الكافي:6/476 باب الفرش برقم 1 و 2.
5- الكافي:6/450 باب لبس الصوف و الشعر و الوبر برقم 5.
6- الكافي:2/666 باب حق الجوار برقم 3 و 7.
7- الكافي:2/666 باب حق الجوار برقم 2.
8- الفقيه 2/197، و وسائل الشيعة 8/488 حديث 5.

و سلّم أنه: ما آمن بي من بات شبعانا و جاره جائع (1). و ورد أن يعقوب عليه السّلام أذهب اللّه بصره و ابتلاه بفراق ولده لأنه شوى شاة و أكلها و لم ينل جاره الصائم منها شيئا (2). و قال الصادق عليه السّلام: ليس منّا من لم يحسن مجاورة من جاوره (3). و أن المؤمن من أمن جاره بوائقه-أي ظلمه- (4). و لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه (5). و من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يؤذي جاره (6). و ورد أن حسن الجوار ليس كفّ الأذى، و لكن حسن الجوار صبرك على الأذى (7). و قد استفاض أنه ما كان و لا يكون و ليس بكائن مؤمن إلاّ و له جار يؤذيه (8). و لو أنّ مؤمنا في جزيرة من جزائر البحر لبعث اللّه له من يؤذيه ليأجره على ذلك (9). و ورد أن من كان مؤذيا لجاره من غير حق حرمه اللّه ريح الجنة و مأواه النّار، ألاّ و إنّ اللّه يسأل الرجل عن حقّ جاره، و من ضيّع حق جاره [فليس منّا. و من منع الماعون من جاره] (10)إذا احتاج إليه منعه اللّه فضله يوم القيامة. و وكله إلى نفسه، و من وكله اللّه عز و جلّ إلى نفسه هلك، و لا يقبل اللّه عز و جلّ له عذرا (11).

ص:132


1- الفقيه:1/32 باب 11 برقم 108.
2- الكافي:2/666 باب حق الجوار برقم 4.
3- الكافي:2/668 باب حق الجوار برقم 11.
4- الكافي:2/668 باب حق الجوار برقم 12.
5- الكافي:2/666 باب حق الجوار برقم 1.
6- الكافي:2/667 باب حق الجوار برقم 6.
7- الكافي:2/667 باب حق الجوار برقم 9.
8- وسائل الشيعة:8/485 باب 85 برقم 4.
9- وسائل الشيعة:8/485 باب 85 برقم 4.
10- عقاب الاعمال/333 باب يجمع عقوبات الاعمال.
11- عقاب الاعمال/334 باب يجمع عقوبات الاعمال.

و قد استعاذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من جار السوء، [و قال]: تراك عيناه و يرعاك قلبه، إن رآك بخير ساءه، و إن رآك بشر سرّه (1). و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن من القواصم التي تقصم الظهر جار السوء (2). و استنادا إلى ذلك و نحوه أفتى في الوسائل بكراهة [مجاورة]جار السوء، و في دلالتة خفاء. و شكى رجل مرتّين إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أذى جاره فأمره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالصبر، و أمره في الثالثة بإخراج متاعه إلى الطريق حتى يراه من يروح إلى الجمعة، و يخبر بالحال من سأله عن سبب إخراج متاعه، فتاب جاره و التزم بأن لا يعود إلى إيذائه (3).

و حد الجار أربعون دارا من كل جانب من الجوانب الأربعة، كما ورد مستفيضا (4). و عن الصادق عليه السّلام: إن الرجل منكم يكون في المحلة فيحتج اللّه تعالى يوم القيامة على جيرانه به، فيقال لهم: ألم يكن فلان بينكم؟ ألم تسمعوا بكاءه في الليل؟ فيكون حجة اللّه عليهم.

ص:133


1- الكافي:668 باب حق الجوار برقم 16 [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اعوذ باللّه من جار السوء في دار اقامة، تراك عيناه، و يرعاك قلبه، ان رآك بخير ساءه، و ان رآك بشر سرّه.
2- الكافي:2/668 باب حق الجوار برقم 15 [2] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: من القواصم الفواقر التي تقصم الظهر جار السوء، ان رأى حسنة اخفاها، و ان رأى سيّئة افشاها.
3- الكافي:2/668 باب حق الجوار برقم 13.
4- الكافي:2/669 باب حدّ الجوار بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: [4] قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كل اربعين دارا جيران من بين يديه و من خلفه و عن يمينه، و عن شماله.

تذييل:

اشارة

لهذا الفصل يتّضمن مقالات:

الأولى: انه يستحب تعيين بيت في الدار خال من أثاث البيت للصلاة و قراءة

القرآن و العبادة فيه]

انه يستحب تعيين بيت في الدار خال من أثاث البيت للصلاة و قراءة القرآن و العبادة فيه، فقد ورد الأمر بذلك (1)، و أنه كان لأمير المؤمنين عليه السّلام بيت في داره ليس بالصغير و لا بالكبير اتخذّه لصلاته ليس فيه شيء إلاّ فراش و سيف و مصحف، و كان إذا أراد أن يصلّي في آخر الليل أخذ معه صبيا لا يحتشم منه، ثم يذهب إلى ذلك البيت فيصلّي (2). و ورد الأمر بصلاة النافلة و قراءة القرآن في البيوت (3). و عدم اتخاذها قبورا (4)، كما فعلت اليهود و النصارى؛ صلّوا في الكنايس و البيع، و عطّلوا بيوتهم، فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، و أتسّع أهله و يسر عليهم، و كان سكّانه في زيادة،

ص:134


1- المحاسن/612 باب اتّخاذ المسجد في الدار حديث 29 و 31 [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: كان لعليّ عليه السّلام بيت ليس فيه شىء الا فراش و سيف و مصحف، و كان يصلّي فيه. . .
2- قرب الاسناد/75.
3- الكافي:2/610 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن برقم 1 [3] بسنده عن ليث بن ابي سليم، رفعه، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن، و لا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود و النصارى، صلّوا في الكنائس و البيع، و عطّلوا بيوتهم، فان البيت اذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره، و اتّسع اهله، و اضاء لاهل السماء كما تضىء نجوم السماء لاهل الدنيا.
4- لعل هذا الخبر هو منشأ ارتكاز كراهة دفن الميت في الدار المسكونة في ذهن بعض المتشرعة، و لم نقف له على مستند غير هذا الخبر، و هو غير دالّ على ما ارتكز في ذهن البعض، كما لا يخفى [منه (قدس سره)].

و أضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا، و إذا لم يقرأ فيه القرآن ضيّق على أهله، و قلّ خيره، و كان سكّانه في نقصان، و تهجره الملائكة، و تحضره الشياطين (1). و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في وصيته إلى أبي ذر: يا أبا ذر! إنّ صلاة النافلة تفضل في السرّ على الصلاة في العلانية كفضل الفريضة على النافلة. يا أبا ذر! ما يتقّرب العبد إلى اللّه بشيء أفضل من السجود الخفّي. يا أبا ذر! أذكر اللّه ذكرا خاملا-أي خفيا-. يا أبا ذر! إن اللّه [خ. ل: ربك]يباهي الملائكة بثلاثة نفر: رجل يصبح في أرض قفر فيؤّذن و يقيم ثم يصلي، فيقول ربّك للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلّي و لا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراءه و يستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم، و رجل قام من الليل يصلي وحده فسجد و نام و هو ساجد، فيقول اللّه تعالى: انظروا إلى عبدي روحه عندي، و جسده في طاعتي ساجد، و رجل في زحف ففّر أصحابه و ثبت هو يقاتل حتى قتل (2).

المقالة الثانية: إنه تكره الصلاة في أماكن و مواضع:

اشارة

]

إنه تكره الصلاة في أماكن و مواضع:

أما الاماكن:

فمنها: الحمام ،

(3)

حتى المسلخ في وجه (4)، و إن كانت الكراهة فيه أخف

ص:135


1- الكافي:2/610 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن حديث 1 و 3.
2- مكارم الاخلاق/548 [2] في وصاياه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لابي ذر.
3- الفقيه:1/156 باب 38 برقم 725: (و قال الصادق عليه السّلام: عشرة مواضع لا يصلّى فيها: الطين، و الماء، و الحمام. . .) و افتى الفقهاء بكراهة الصلاة في الحمام استنادا لهذه المرسلة.
4- الفقيه:1/156 باب 38 برقم 727: (و سأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليهما السّلام عن الصلاة في بيت الحمام فقال: اذا كان الموضع نظيفا فلا بأس-يعني المسلخ-) اقول: -

من داخله، و لا يكره على سطح الحمام (1).

و منها: بيت يبال فيه أو يتغوط،

و إن كان محل الصلاة منه طاهرا، بل و كذا البيت الذي فيه بول في إناء 2.

و منها: مبارك الإبل،

و هي الامكنة التي تأوي إليها الإبل عند الشرب و الأكل و النوم و نحوها، لأنها خلقت للشياطين 3، و لا فرق بين وجودها فيها فعلا أم لا، و قيل: يحرم الصلاة فيها 4، و لم يثبت. نعم الترك أحوط، و تخف الكراهة بالكنس و الرش في وجه، سيما إذا خاف على متاعه لو صلى في غير ذلك المكان، و ينبغي انتظار يبسه.

و منها: مساكن النمل و أوديتها،

سواء أ كانت بارزة فيها فعلا أم لا 5.

ص:136


1- اقول: و ذلك لعدم صدق عنوان الحم [1]ام على سطحه، فيكون خارجا عن موضوع البحث تخصّصا.
و منها: مجرى المياه،

سواء أ كان فيه ماء فعلا أم لا، توقع جريانه عن قريب أم لا 1. و في كراهة الصلاة في السفينة و على ساباط تحته ماء جار أو واقف تأمل.

و منها: الأرض ذات السبخ ،

2

و قيل: يحرم، و لم يثبت، و تخف الكراهة أو ترتفع إذا كان فيها نبت، أو كان مكانا لينّا تقع فيه الجبهة مستوية، أو ضاق الوقت عن الانتقال إلى غيره 3.

و منها: كل أرض عذاب أو خسف أو سخط عليها،

سيما البيداء و ضجنان، و ذات الصلاصل، و وادي الشقرة 4. و فسر البيداء بذات الجيش، لأنها التي ينزل عليها جيش السفياني لعنه اللّه قاصدا مكة المعظمة زادها اللّه تعالى شرفا، فيخسف اللّه به تلك الأرض. و ضجنان: واد أهلك اللّه تعالى فيه قوم لوط. و ذات الصلاصل: اسم الموضع الذي أهلك اللّه تعالى فيه النمرود.

ص:137

و وادي الشقرة: موضع معروف بمكة.

و منها: أرض بابل،

فإنها أرض ملعونة (1).

و منها: الأرض ذات الثلج،

فإن الصلاة على الثلج مكروهة (2).

و منها: ما بين القبور،

فإن الصلاة فيه مكروهة (3)و قيل: محرمة، و الأول أقوى (4). و لا فرق بين أن تكون القبور جديدة أو عتيقة (5)ما لم ينمح آثارها،

ص:138


1- الفقيه:1/130 باب 29 فرض الصلاة برقم 611: [1] روى جويرة بن مسهر انّه قال: اقبلنا مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السّلام من قتل الخوارج حتى اذا قطعنا ارض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل امير المؤمنين عليه السّلام و نزل الناس، فقال علي عليه السّلام: ايّها الناس ان هذه الارض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرّات-و في خبر آخر مرتين و هي تتوقع الثالثة-و هي احدى المؤتفكات، و هي اول ارض عبد فيها وثن. . . الحديث.
2- الكافي:3/390 باب الصلاة في الكعبة و فوقها و البيع و الكنائس و [2]المواضع التي تكره الصلاة فيها برقم 12 مرسلة عبد اللّه بن الفضل و برقم 14 حسنة داود الصرمي و صحيحة هشام بن الحكم و غيرها.
3- الفقيه:4/5 باب 1 ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: (و نهى ان يصلّي الرجل في المقابر) . و غير هذه الرواية المصرح فيها بالمنع من الصلاة [3]في المقابر و بين القبور، و هناك روايات تصرح بعدم البأس بالصلاة بين المقابر، منها ما في التهذيب:2/374 برقم 1555 بسنده عن علي بن يقطين قال: سألت ابا الحسن الماضي عليه السّلام عن الصلاة [4]بين القبور هل تصلح؟ قال: لا باس، و غيرها مثلها.
4- علّة كون الحكم بالكراهة اقوى هو الجمع بين الروايات الصحيحة و الموثقة، كما و ان المشهور بين الاصحاب بل ادّعى عليه الاجماع هو الحكم بالكراهة، و اللّه العالم.
5- لصدق عنوان الصلاة [5]بين القبور الوارد في النصوص مثل موثق عمار عن ابي عبد اللّه عليه السّلام في حديث قال: سألته عن الرجل يصلّي بين القبور، قال: لا يجوز ذلك، الاّ ان يجعل بينه و بين القبور اذا صلى عشرة اذرع من بين يديه، و عشرة اذرع من خلفه، و عشرة اذرع عن يمينه و عشرة اذرع عن يساره، ثم يصلي ان شاء. وسائل الشيعة:3/453 باب 25 برقم 5 طبع بيروت.

فلو أنمحت على وجه صارت أرضا بسيطة لا يصدق معها الصلاة بين القبور فلا كراهة، و لذا لا تكره الصلاة في صحن الروضات المطهرة و إن دفن فيه الموتى (1). كما لا كراهة فيما لو صلى بين قبرين لا قبور، أو صلى إلى جنب قبر أو قبرين أو قبور كلها في جانب منه و لم يقف بينها (2). نعم تكره الصلاة على ظهر القبر و إن كان واحدا (3)، كما يكره جعل القبر قبلة و إن كان واحدا، بلّ قيل: يحرم، و هو أحوط، إلاّ أن الجواز على كراهية أقرب (4). و المراد بجعله قبلة جعله في طرف القبلة و الوقوف خلفه، لا التوجه إليه عوض القبلة حقيقة، فإنه تشريع محرم، و لو جعل بيتا (5)موضعا لقبر واحد، ففي كراهة الصلاة فيه من دون

ص:139


1- و ذلك لعدم صدق الصلاة بين القبور عرفا.
2- و ذلك لان الكراهة حدّدت بالصلاة بين القبور، فاذا صلى الى قبرين أو الى جنب القبور كان خارجا عما حدّد ضرورة، فلا يمكن الحكم بالكراهة الاّ بتنقيح المناط، و لا مناط ظاهرا، فتدبر.
3- ان صدق بصلاته فوق القبر توهينا للميت، بل ربّما يمكن القول بالحرمة اذا كان صاحب القبر محرز الايمان و تحقق التوهين، لانه كما يحرم توهين المؤمن حيّا فكذلك ميتا، و في الصدق توقف و الاّ فلا دليل على الحكم بالكراهة او الحرمة ظاهرا، فتدبر.
4- الفقيه:1/158 باب 38 المواضع التي تجوز الصلاة [1]فيها برقم 337 قال: و سألته عن الصلاة [2]بين القبور هل تصلح؟ فقال: لا باس به. و التهذيب 2/228 باب 11 باب ما يجوز الصلاة فيه من اللباس و المكان برقم 897 بسنده عن الرضا عليه السّلام قال: لا باس بالصلاة بين المقابر ما لم يتخذ القبر قبلة. و الفقيه:1/114 باب 26 باب التعزية برقم 432 بسنده: و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تتخذوا قبري قبلة و لا مسجدا، فان اللّه عز و جل لعن اليهود حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. اقول: غاية ما يستفاد من النصوص المذكورة و غيرها هي الكراهة، و اللّه العالم.
5- خ ل: بيت. منه قدس سره. بناء على قراءة جعل بالبناء للمجهول.

استقبال القبر تأمل، و على فرضها فتختص بما إذا كان الدفن فيه، فلا كراهة فيما لو كان الدفن في سرداب تحته-كما هو المرسوم في بلدتنا هذه-. و لو بنى مسجدا بين المقابر فإن كان له حائط حائل عن القبور، أو كان واسعا لا يصدق على الصلاة فيه الصلاة بين المقابر، فلا كراهة، و إلا لم تزل الكراهة، و كذا تزول الكراهة بكل حائل و مزيل لصدق الصلاة بين القبور، بل قيل بكفاية الحيلولة بالرمح و العصى. . و نحوهما بينه و بين القبور (1)، و في حكم الحائل بعد عشرة أذرع عن القبور (2). و لا بأس بالصلاة مستدبرا لغير قبور المعصومين صلوات اللّه و سلامه عليهم واحدا كان ما استدبره أو متعددا، ما لم يصدق الصلاة بين القبور، و أما قبور المعصومين صلوات اللّه عليهم فلا شبهة في مرجوحية الصلاة مستدبرا لشيء منها. و هل الثابت هي الحرمة أو الكراهة فقط؟ قولان؛ ثانيهما و إن كان لا يخلو من وجه إلاّ أنّ الاول أوجه، فالاحتياط بالاجتناب لا يترك (3)، من غير فرق بين الفريضة و النافلة، بل و أجزاء الصلاة المنسية و ركعات الاحتياط، و الأشبه-و إن كان عدم جريان ذلك في الأذان و الاقامة و سجود الشكر و التلاوة و الأذكار و الدعوات و التعقيبات-إلاّ أنه يمكن الاستيناس للمنع من ذلك كله، بل من استدبار قبورهم مطلقا، بإنه إذا حرم أو كره الاستدبار في الصلاة المتوجه فيها إلى اللّه سبحانه؛ ففي غيرها الحرمة أو الكراهة أولى بالاذعان. و لا بأس بالصلاة متقدما على قبورهم مع الحائل

ص:140


1- قرب الاسناد:87.
2- و ذلك لما ورد في موثق عمار المروي في الكافي:3/390 باب الصلاة في الكعبة و فوقها و المواضع التي تكره الصلاة [2]فيها برقم 13.
3- هذا اذا كانت الصلاة باستدبار القبر الشريف، و لم يقصد المصلي و كذلك لم يصدق عرفا التوهين، اما اذا قصد التوهين باستدباره القبر الشريف أو صدق عرفا توهين فلا ريب في الحرمة و بطلان الصلاة، لعدم قابليّة الصلاة حينئذ للقربة المعتبرة في عبادية العبادة، فتدبّر.

المانع من الرؤية، أو بعد يوجب سلب اسم التقدم على قبورهم. و لا يكفي الصندوق و الضريح حائلا على الأظهر، لأنهما نازلان منزلة القبر. و يجوز التقدم على قبورهم عليهم السّلام تقية (1)، و لا بأس بالصلاة عن يمين قبورهم و يسارها مع المحاذاة أو التأخر عنها (2)، و الأحوط التأخر عن المحاذاة يسيرا. و في الصلاة خلف قبورهم عليهم السّلام مواجها اياها أقوال، أظهرها الاستحباب. و قد ورد إن من صلى خلف قبر الحسين عليه السّلام صلاة واحدة يريد بها وجه اللّه تعالى لقى اللّه تعالى يوم يلقاه و عليه من النور ما يغشي كل شيء يراه (3).

و منها: بيوت النيران،

و المراد بها المعابد، و إن كان الاولى اجتناب الصلاة في البيوت المعدة لا ضرام النار بها عادة و إن لم يكن اعدادها للعبادة، بل و إن لم تكن النار موجودة حال الصلاة، و في الحاق أمكنة النار في الصحراء و نحوها مما لا يسمى بيتا وجه (4).

و منها: بيت فيه خمر أو مسكر آخر،

و الاولى اجتناب بيت المسكر و إن

ص:141


1- و ذلك لعموم أدلّة التقيّة الشاملة للمقام.
2- التهذيب:2/228 باب 11 برقم 898 بسنده: قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه الحميري، قال: كتبت الى الفقيه عليه السّلام أسأله عن الرجل يزور قبور الأئمة عليهم السّلام هل يجوز له ان يسجد على القبر أم لا؟ و هل يجوز لمن صلى عند قبورهم ان يقوم وراء القبر و يجعل القبر قبلة، يقوم عند رأسه و رجليه؟ و هل يجوز ان يتقدم القبر و يصلّى و يجعله خلفه ام لا؟ فاجاب عليه السّلام و قرأت التوقيع و منه نسخت: أمّا السجود على القبر فلا يجوز في نافلة و لا فريضة و لا زيارة، بل يضع خدّه الايمن على القبر، و اما الصلاة [1]فانها خلفه يجعله الامام، و لا يجوز ان يصلّي بين يديه، لان الامام لا يتقدم، و يصلي عن يمينه و شماله.
3- كامل الزيارات/122 الباب الرابع و الاربعون برقم 1.
4- قرب الاسناد/87 [3] بالاسناد الى ابي ابراهيم موسى بن جعفر عليه السّلام: (و سألته عن الرجل هل يصلح له ان يصلّي و السراج موضوع بين يديه في القبلة؟ قال: لا يصلح له ان يستقبل النار) .

لم يكن فيه فعلا (1).

و منها: بيت أو دار فيه كلب،

لأن الملائكة لا يدخلونه (2).

و منها: جواد الطرق،

و هي معظمها و وسطها الذي يكثر التردد عليه، بل وردت كراهة الصلاة في كل طريق يوطأ و يتطرق و إن لم تكن فيه جادة (3)، و لا تكره الصلاة في الجوانب المرتفعة عن الطريق حسا أو جهة (4)، و لا فرق في موضع الكراهة بين وجود المارة فعلا أو ترقبها أو عدمهما (5). نعم، لو هجر الطريق إلى حد سلب عنه الاسم زالت الكراهة، و الحكم يشمل الطرق في المدن، بل لو زاحم بصلاته في الشوارع المارة بطلت صلاته (6).

و منها: بيت فيه مجوسي،

بخلاف بيت فيه يهودي أو نصراني، فإنه لا

ص:142


1- التهذيب:2/220 برقم 864 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا تصل في بيت فيه خمر او مسكر اقول: الظاهر ان المقصود كراهة الصلاة في البيت الذي فيه خمر حين الصلاة، او بيت اعدّ لشرب الخمر كالحانات و ان لم يكن فيها خمر حال الصلاة.
2- المحاسن/615 باب 5 برقم 39 و 40 و 41.
3- الكافي:3/389 برقم 8 [2] بسنده: قال الرضا عليه السّلام: كلّ طريق يوطأ و يتطرّق كانت جادّة او لم تكن لا ينبغي الصلاة فيه، قلت: فاين اصلّى قال: يمنة و يسرة.
4- التهذيب:2/221 باب 11 برقم 869 بسنده عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن الصلاة في السفر، فقال: لا تصلّ على الجادة و اعتزل على جانبيها.
5- التهذيب:2/220 باب 11 برقم 866 بسنده: قال الرضا عليه السّلام: كل طريق يوطأ أو يتطرق و كانت فيه جادة أو لم تكن فلا ينبغي الصلاة فيه، قلت فاين اصلّي؟ فقال يمنة و يسرة.
6- للعموم في الروايات التي استفيد منها الكراهة، و صدق اسم الجادة عليها، و ان لم تكن مسلوكة فعلا. أمّا الحكم بالحرمة في صورة المزاحمة للمارة فقد افتى الفقهاء بالحرمة استنادا لنفي الضرر، و لمنافاة مزاحمته لحق الغير الموجب لصيرورة صلاته عدوانا على الغير و غصبا لحقه. هذا و المقام لا يخلو من مناقشة في اصل الدليل، ثم في تطبيقه على المورد، و المهم في المقام الشهرة الفتوائية، و اللّه العالم.

تكره الصلاة فيه (1)، و تخف الكراهة أو تزول في بيت المجوسي بالرش (2). و في كراهة الصلاة في بيت المجوسي إذا لم يكن هو فيه وجه، و تزول الكراهة بالرش (3). و لا بأس بالصلاة في البيع و الكنائس مع مراعاة القبلة و نحوها من الشرائط، سيما بعد الرش، و الأولى انتظار الجفاف (4).

و منها: سطح الكعبة .

(5)

و منها: مرابط الخيل و البغال و الحمير

(6)

من غير فرق بين حال كونها فيها و بين حال غيبتها عنها، إلاّ إذا هجرت على وجه زال به الاسم، و لا بين الأهلّية و الوحشّية في وجه، و لا بأس بمرابض الغنم سيما بعد الكنس و النضح و الرش (7).

و لا بأس بالصلاة في منازل المسافرين، و لا على الكدس من الطعام مطينا مثل السطح (8)، و لا على الفرش الموضوعة على القت أو الحنطة أو الشعير أو

ص:143


1- الكافي:3/389 برقم 6 [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا تصلّ في بيت فيه مجوسيّ و لا بأس بان تصلّي و فيه يهوديّ أو نصرانيّ.
2- التهذيب:2/222 باب 11 برقم 875.
3- الفقيه:1/157 باب 38 برقم 730: و سئل الصادق عليه السّلام عن الصلاة في بيوت المجوس و هي ترش بالماء، قال: لا باس.
4- التهذيب:2/222 باب 11 برقم 875 و 876 اقول انتظار الجفاف ليس في الحديث و لا باس بذلك تورعا.
5- وسائل الشيعة:3/248 باب 19 برقم 1 و 2.
6- الكافي:3/388 باب الصلاة في الكعبة و فوقها. . . حديث 3.
7- التهذيب:2/220 باب 11 برقم 867 بسنده عن سماعة قال: سألته عن الصلاة في اعطان الابل و في مرابض البقر و الغنم فقال: ان نضحته بالماء و قد كان يابسا فلا بأس بالصلاة فيها، فأمّا مرابط الخيل و البغال فلا.
8- الاسبتصار:1/400 باب 241 الصلاة على كدس حنطة اذا كان مطينا برقم 1528 بسنده عن عمر بن حنظلة قال: قلت لابي عبد اللّه عليه السّلام: يكون الكدس من الطعام مطينا-

نحو ذلك مع عدم فوت الاستقرار و تمكن الجبهة في السجود (1)، و لا في بيت الحجام حتى مع عدم الضرورة إذا كان نظيفا (2).

و أمّا الأحوال التي يكره الصلاة فيها:
فمنها: ما إذا كان بين يدي المصلي حال صلاته نار

في الأرض أو في الاناء من مجمرة و غيرها أو سراج موقد (3). و تشتد الكراهة إذا كان السراج معلقا قدامه مرتفعا، و تزول في صورة بعده عنه على وجه لا يصدق عليه الصلاة إلى النار و السراج عرفا، أو وجود حائل بينه و بين المصلي، فينبغي لمن صلى في الحضرات المشرفة ليلا مراعاة ذلك.

و منها: ما إذا كان بين يديه صورة ذي روح

سواء كانت في الفرش أو الجدار أو غيرهما، و سواء أ كانت الصورة مجسمة أم لا (4). و تزول الكراهة بقطع

ص:144


1- التهذيب:3/296 باب [1]28 برقم 896 بسنده عن ابيه علي بن يقطين قال: سألت ابا الحسن الماضي عليه السّلام عن الرجل يكون في السفينة هل له ان يضع الحصر [2]على المتاع، او القت او التبن او الحنطة أو الشعير و اشباهه ثم يصلّي عليه؟ فقال: لا باس.
2- قرب الاسناد/91: و سأ [3]لته عن الصلاة في بيت الحجام من غير ضرورة قال لا بأس اذا كان المكان الذي صلّى فيه نظيفا. و في الوسائل:3/474 باب 43 برقم 1.
3- الكافي:3/390 برقم 15 بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال في الرجل يصلّي و بين يديه مصحف مفتوح في قبلته، قال: لا، قلت: فان كان في غلاف؟ قال: نعم، و قال: لا يصلي الرجل و في قبلته نار او حديد، و عن الرجل يصلي و بين يديه قنديل معلق و فيه نار الاّ انّه بحياله، قال: اذا ارتفع كان شرا لا يصلّي بحياله.
4- الاستبصار:1/394 باب 233 برقم 1503 بسنده (سألت ابا الحسن الرضا عليه السّلام عن المصلّي و البساط يكون عليه التماثيل أ يقوم عليه و يصلّي أم لا؟ فقال: و اللّه اني لا كره، و عن الرجل دخل على رجل عنده بساط عليه تمثال؟ فقال: لا تجلس عليه و لا تصل عليه) و في قرب-

رأسه. و ألحق به نقص سائر الأعضاء، و فيه تردد. و كذا تزول بتغطيته (1)، و تخفّ الكراهة بكون الصورة في غير طرف وجه المصلي كيمينه و شماله و خلفه و تحت قدميه و فوق رأسه (2). و قيل بعدم الكراهة (3)في ذلك أصلا، و هو مردود بما نطق بإطلاق النهي عن الصلاة في بيت فيه تمثال، و ان الملائكة لا تدخله (4).

و منها: ما إذا كان بين يديه مصحف مفتوح أو كتاب كذلك ،

(5)

من غير فرق بين أن يكون المصلي قاريا أو أمّيا، و إن كان خفة الكراهة في الثاني غير بعيد (6).

و يكره أن ينظر المصلي في الصلاة إلى ما كتب على خاتمه 7.

و منها: ما إذا كان بين يديه حائط ينزّ من بالوعة يبال فيها أو يتغوط،

أو يوضع فيها سائر النجاسات، و لا بأس مع الحائل أو الساتر، كما لا بأس إذا كان النزّ من غير ذلك 8.

ص:145


1- قرب الاسناد/87.
2- التهذيب:2/226 باب 11 برقم 891.
3- التهذيب:2/226 باب 11 برقم 89 [1]0 و بعد ذكر الرواية [2] قال الشيخ رحمه اللّه: فهذه الرواية شاذة و مع هذا ليست مسندة و ما يجري هذا المجرى لا يعدل اليه عن اخبار كثيرة مسندة، فتدبّر.
4- المحاسن:615 باب 5 برقم 39 و راجع جواهر الكلام:2 مبحث لباس المصلّي.
5- الفقيه:1/165 باب 39 برقم 776.
6- القول بخفة الكراهة استحسانيّ و الاطلاق يقتضي عدم الفرق، و اللّه العالم.
و منها: ما إذا كان بين يديه سيف .

(1)

و منها: ما إذا كان بين يديه عذرة .

(2)

و منها: ما إذا كان بين يديه باب مفتوح،

على قول لم نقف على مستنده.

و منها: ما إذا كان قدامه إنسان مواجه له،

و لا تبطل الصلاة بمرور إنسان أو كلب أو حمار أو غير ذلك من قدامه (3). نعم يستحب للمصلي الاستتار بشيء من عصى أو سهم أو سبحة أو قلنسوة أو نحوها بوضعه بين يديه اتقاء به عن المار و نحوه، و لو لم يكن شيء منها خط قدامه في الأرض خطا و صلّى، و لو كانت الأرض مرتفعة قدامه بقدر ذراع، كفت سترا (4). و لا بأس بالصلاة و أمامه الكرم و عليه حمله، أو النخلة و عليها حملها، أو شيء من الطير أو المشجب (5)، و عليه الثياب أو ثوم أو بصل (6).

و يستحب تفريق الصلوات في أماكن متعددة فإنها تشهد له يوم القيامة و تبكي عليه عند موته (7)، و لذا إن سيد الساجدين عليه السّلام كان يفرق الألف ركعة التي كان يصليها في اليوم و الليلة على جنب الخمس مائة نخلة التي كانت له، و كان يصلي عند كل نخلة ركعتين (8).

ص:146


1- الوسائل:3/472 باب 41 برقم 1.
2- المحاسن/365 باب 30 برقم 109.
3- قرب الاسناد/87 و [1]سألته عن الرجل هل يصلح له ان يصلّي و امامه حمار واقف؟ قال: يضع بينه و بينه عودا او قصبة او شيئا يقيمه بينهما و يصلي لا باس، قلت فان لم يفعل و صلّى ا يعيد صلاته او ما عليه؟ قال: لا يعيد صلواته و لا شيء عليه.
4- الاستبصار:1/406 باب 245 برقم 1553 و برقم 1556.
5- مشجّب: خشبات موثقة تنصب و ينشر عليها الثوب. [منه (قدس سره)].
6- الفقيه:1/164 باب 39 برقم 775.
7- امالي الصدوق/216، و قرب الاسناد/124.
8- الوسائل:3/73 باب 30 برقم 6 [2] عن الخصال.

المقالة الثالثة:

اشارة

في فضل المسجد و آدابه

اعلم أن المسجد هو المكان الموقوف على عامة المسلمين للصلاة و نحوها من العبادات، و لو وقف المكان على خاص منهم لزم الوقف مع اجتماع شرائطه (1).

ص:147


1- الشرايط المعتبرة في صحة الوقف و الواقف و الموقوف عليهم أمور: اما في الواقف فهي: 1-كونه بالغا فلا يصح وقف الصبي. 2-كامل العقل، فلا يصح وقف السفيه و المجنون. 3-مختارا، فلا يصح وقف المجبور و المضطر. 4-جايز التصرف، فلا يصح وقف المفلس و السفيه. و اما الشرائط المعتبرة في الوقف فهي: 1-أن يكون الوقف عينا، فلا يصح وقف الدين و لا وقف المنفعة. 2-مشخصة خارجية، فلا يجوز وقف الكلي. 3-مملوكة للواقف أو بحكم المملوكة، كوقف الحاكم الشرعي لإبل الصدقة، فلا يجوز وقف ما لا يملكه الواقف. 4-قابلة للانتفاع بها مع بقاء عينها، فلا يجوز وقف المنافع. 5-ان تكون المنفعة محللة، فلا يجوز وقف آلات اللهو. و أما اذا كانت للعين منافع مشتركة متساوية فلا بد في صحة الوقف من قصد المنفعة المحللة. 6-ان تكون العين مما يمكن قبضها و الاستيلاء عليها، فلا يصح وقف الطير في الهواء و العبد الآبق. 7-منجزا، فلا يصح وقف المعلق. -

و في جريان أحكام المسجد عليه تردد، و الإجراء أحوط (1). و لا يجري شيء من الأحكام حتى ثواب المسجد على ما يتخذه في داره مصلى لنفسه خاصة، أو لأهل الدار من دون وقف، حتى ورد الإذن في جعله كنيفا (2)، و إن كان نفس اتخاذ ذلك مسنونا كما عرفت في المقالة الأولى.

و يستحب اتخاذ المسجد، و فيه فضل عظيم، إذ قد ورد أن من بنى

ص:148


1- اختلفت آراء فقهائنا الاعلام قدس اللّه ارواحهم الطاهرة في المقام:1-فمن قائل بصحة الوقف و بطلان المسجدية، و ذلك لأن المتيقن من النصوص و ظاهر الأدلة هو إذا وقف المسجد على جميع المسلمين، أما إذا خصه بطائفة دون أخرى كان خارجا عن المتيقن من النصوص، و اخذا بالقدر المتيقن، فالحكم ببطلان المسجدية يكون هو المتعين، و أما الحكم بصحة الوقف فذلك لعموم أدلة لزوم الوقف الجامع للشرائط، و هذا منه قطعا، و على هذا أكثر المتأخرين. 2-و قائل ببطلان الوقف و المسجدية معا، و ذلك لبطلان المسجدية لعين ما تقدم، و بطلان الوقف، لعدم قصد الواقف أن يكون وقفا صرفا، و لأن وقف المسجد كالتحرير، فكما يبطل التحرير إذا قيد بقيد، فكذلك تبطل المسجدية و الوقف. و هذا صريح فخر الحققين و المحقق الثاني. 3-و قائل بصحة الوقف و التخصيص، و ذلك لعموم لزوم الوقف، و عدم دليل صالح على ابطال هذا النوع من التخصيص، و هذا يظهر تقويته عن العلامة في التذكرة. و الذي يقتضيه صناعة الفن هو القول الاول، و إن كان التورع يقتضي الاحتياط في المقام و ترتيب آثار المسجدية احتياطا، و اللّه سبحانه العالم العاصم.
2- السرائر/469: عن ابي نصر صاحب الرضا عليه السّلام قال: سألته عن رجل كان له مسجد في بعض بيوته او داره، هل يصلح له ان يجعله كنيفا؟ قال: لا باس.

مسجدا في الدنيا أعطاه اللّه يوم القيامة بكل شبر منه-أو قال بكل ذراع منه- مسيرة أربعين ألف عام، مدينة من ذهب و فضة و در و ياقوت و زمرد و زبرجد و لؤلؤ (1). و يكفي في ذلك أقل مسماه، حتى ورد أن من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى اللّه تعالى له بيتا في الجنة (2). و من ذلك نصب أحجار و تسوية الأرض للصلاة و لو في الصحراء (3).

و يعتبر فيه صيغة الوقف، فلا تكفي صلاة مسلم فيه من دون صيغة (4). نعم لو أنشأ صيغة الوقف كفى الاتيان بصلاة واحدة من مسلم قبضا في ذلك (5).

ص:149


1- وسائل الشيعة:3/486 باب 8 برقم 4. باختلاف يسير.
2- الفقيه:1/152 باب 37 برقم 704.
3- المحاسن/55 باب 67 برقم 85، و [2]التهذيب:3/264 باب 25 برقم 748 بسنده عن ابي عبيدة الحذاء قال سمعت ابا عبد اللّه عليه السّلام يقول: من بنى مسجدا بنى اللّه له بيتا في الجنة. قال ابو عبيدة: فمر بي أبو عبد اللّه عليه السّلام في طريق مكة و قد سويت بأحجار مسجدا، فقلت: جعلت فداك، نرجوا أن يكون هذا من ذلك. قال: نعم.
4- اعتبر اكثر الفقهاء في تحقق المسجدية التلفظ بصيغة الوقف، و ادعى الشهيد في المسالك الاتفاق على ذلك للاصل، و لخلو النصوص من الايماء بالاكتفاء ببناء المسجد مع نية المسجدية عن الصيغة، و لأن التمسك بان معظم المساجد في الاسلام كذلك مما لا شاهد له، و لم يشترط جماعة اخرى الصيغة في تحقق المسجدية، منهم الشيخ في المبسوط [3]حيث قال: اذا بنى مسجدا خارج داره في ملكه فإن نوى به أن يكون مسجدا يصلي فيه كل من أراد زال ملكه، و ان لم ينو ذلك فملكه باق عليه، سواء أصلى فيه أم لم يصل فيه، و استقرب العلامة في التذكرة ذلك، حيث قال-بعد نقل كلام الشيخ-: و ظاهره الاكتفاء بالنية، و ليس في كلامه دلالة على التلفظ و لعله الاقرب. و وافقه في الدروس و مجمع البرهان، و الدليل عليه سيرة المسلمين و عرف المتشرعة في إلحاق المقام بالعقود التي يصح فيها المعاطات، و الحاقا له بالوقف، و عدم دليل صالح في المقام رادع للالحاق فيبنى على الاصل، و لكن اتفقوا على اشتراط التسليم، و ذلك بان يصلي فيه و لو مشيد المسجد، و افتى بهذا من فطاحل المتأخرين جمع منهم سيدنا الاستاذ قدس اللّه سره.
5- لا يخفى انّ عدّ شخص واحد صلاته اقباضا للمسجد لا دليل عليه سوى الاجماع ان تمّ، -
و سنن المساجد أمور:
فمنها: أن تكون مكشوفة غير مسقوفة و لا مظلّلة مع عدم الحاجة،

بل يكره التسقيف و الصلاة تحت السقف منه (1). نعم لا بأس بالتظليل بالحصر و البواري و نحوها من غير طين، لدفع الحر و البرد و الصلاة تحته (2).

و منها: أن تكون الميضاة-و هي المطهرة للحدث و الخبث-خارجة عن

المساجد على جهة القرب من أبوابها ،

3

بل يكره الوضوء من حدث البول و الغائط في المسجد 4.

و منها: أن تكون المنارة مع الحائط لا في الوسط،

و يكره كونها أرفع من سطح المسجد أو حائطه 5.

و منها: التطيب و التطهر و لبس الثياب الفاخرة عند الذهاب إليها .

6

ص:150


1- الكافي:3/295 باب بناء مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و 368 باب بناء المساجد برقم 4.
2- و ذلك تأسّيا بما فعله النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمسجده راجع الكافي:3/295 باب بناء مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم برقم 1.
و منها: أن يكون المشي إلى المسجد على سكينة و وقار .

1

و منها: أن يقدم الداخل إليها رجله اليمنى، و الخارج رجله اليسرى .

2

و منها: أن يتعاهد نعله،

و يستعلم حاله، حتى لا يكون تحته شيء من النجاسات 3.

و منها: أن يستقبل القبلة إذا دخله، و أن يصلي على النبي و آله، و يحمد

اللّه تعالى و يثنى عليه عند الدخول، و يدعو بالمأثور و غيره

. و من المأثور: «بسم اللّه و باللّه و السّلام على رسول اللّه و ملائكته، السّلام على محمد و آل محمد، السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته، رب أغفر لي ذنوبي، و أفتح لي أبواب فضلك» 4.

و ورد لمن خرج من المسجد أن يقف بالباب و يقول: «اللهم دعوتني فأجبت دعوتك، و صليت مكتوبتك، و أنتشرت في أرضك كما أمرتني، فأسألك من فضلك العمل بطاعتك، و اجتناب سخطك، و الكفاف من الرزق برحمتك» 5.

و ورد ان من توضأ ثم خرج إلى المسجد فقال حين يخرج من بيته: «بسم اللّه اَلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ» هداه اللّه إلى الصواب للإيمان، و إذا قال: «وَ اَلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ» أطعمه اللّه عزّ و جل من طعام الجنة، و سقاه من شراب

ص:151

الجنة، و إذا قال: «وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» جعله اللّه عزّ و جل كفارة لذنوبه، و إذا قال: «وَ اَلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ» أماته اللّه موتة الشهداء، و أحياه حياة السعداء، و إذا قال: «وَ اَلَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ اَلدِّينِ» غفر اللّه عزّ و جل خطأه كله و إن كان أكثر من زبد البحر، و إذا قال: «رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ» و هب اللّه له حكما و علما، و ألحقه بصالح من مضى و صالح من بقي، و إذا قال: «وَ اِجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي اَلْآخِرِينَ» كتب اللّه عز و جل في ورقة بيضاء: إن فلان بن فلان من الصادقين، و إذا قال: «وَ اِجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ اَلنَّعِيمِ» اعطاه اللّه عز و جل منازل في الجنة، و إذا قال: «و أغفر لأبي» غفر اللّه لأبويه. و ورد غير ذلك من الأدعية فراجع نوادر أبواب المساجد من المستدركات تقف على ذلك إن شاء اللّه تعالى (1).

و منها: كنسها و تنظيفها و إخراج كناستها،

و قد ورد أن من قمّ (2)مسجدا كتب اللّه له عتق رقبة، و من أخرج منه ما يقذي عينيه (3)كتب اللّه عز و جل له كفلين من رحمته، و يتأكد ذلك يوم الخميس و ليلة الجمعة (4).

و منها: الاسراج في المسجد،

فقد ورد أن من أسرج في مسجد من مساجد اللّه سراجا لم تزل الملائكة و حملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج (5).

ص:152


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/240 باب 54 برقم 1.
2- قمّ: بفتح القاف و تشديد الميم، اي جمع القمامه، و هي اوساخ المسجد. و في المتن: قيّم بمعنى عظّم و احترم، و ما اثبتناه هو ما ورد في الرواية.
3- في المتن: عينا و معنى: يقذي عيناه هو: ما يقع في العين و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك.
4- ثواب الأعمال/51 باب ثواب كنس المسجد.
5- ثواب الاعمال/49 ثواب من اسرج في مسجد من مساجد اللّه.
و مكروهات المسجد أمور:
فمنها: زخرفتها و تمويهها بالذهب، و نقشها بالصور،

كما تكره الصلاه في مثل ذلك المسجد (1). و قيل: بالحرمة في الموضعين، و هو أحوط (2)، لكن الاول أظهر. و ليست من النقش كتابة الآيات و الأخبار و اسماء اللّه و الرسل و الأئمه صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين على الجدران (3).

و منها: تعليتها أزيد من سبعة أذرع أو ثمانية .

(4)

و منها: أن يعمل لها شرف .

(5)

ص:153


1- افتى جمع من الفقهاء بحرمة ذلك، و المشهور الكراهة، للادلة العامة المحمولة على كراهة نقش البيوت بالتماثيل بذوات الأرواح، و بزخرفتها بالذهب الشاملة للمسجد، و في المقيس و المقيس عليه كلام، خصوصا في الزخرفة بالذهب، و ذلك لقصور الادلة سندا تارة، و دلالة اخرى، و المقام لا يسع التفصيل.
2- ينبغي عدم الاحتياط، بعد الجزم بعدم دلالة الروايات بمجموعها على الحرمة، إلا من باب الاحتياط في كل ما لم يحصل القطع بحليته، و قوله رضوان اللّه عليه: (و الاول أظهر) أيضا فيه مسامحة، لأن غاية ما يمكن اثباته من الجمع بين الروايات هي الكراهة، و ذلك يقتضي اثبات الظهور لا الاظهرية.
3- الانصاف ان النقوش شاملة للمقام، فينبغي الحكم بالكراهة، إلا ان الروايات استثنت النقوش القرآنية، و ألحقت الاسماء المقدسة بها، و به وردت روايات.
4- و ذلك لكراهة تعلية البيت اكثر من سبعة أو ثمانية اذرع و المسجد بيت، و ذلك لرواية محمد بن مسلم عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال: ابن بيتك سبعة أذرع، فما كان بعد ذلك سكنته الشياطين، ان الشياطين لا في السماء و لا في الارض، إنما تسكن الهواء. وسائل الشيعة:2/ 566 باب 5 برقم 4 و [1]غير ذلك من النصوص التي كلها في بيوت السكنى، و لم أجد رواية في خصوص المساجد، فراجع.
5- أفتى اكثر الفقهاء بكراهه بناء الشرف للمساجد، و استدلو برواية يحيى بن طلحه بن زيد عن جعفر عن أبيه ان عليا عليهم السّلام رأى مسجدا بالكوفة قد شرف، فقال: كأنه بيعة، و قال: -
و منها: أن يعمل فيها المقاصير التي أحدثها الجبارون للامامة فيها،

و مثلها المحراب الداخل تمامه في الحائط (1).

و منها: أن يجعل المسجد طريقا بالدخول من باب و الخروج من آخر،

بعنوان الطريقية (2).

و منها: البيع و الشراء فيها،

و في حكمه ساير المعاملات [كالاجارة. . و غيرها].

و منها: تمكين المجانين و الصبيان منها .

(3)

و منها: تعريف الضوال فيها .

(4)

ص:154


1- لم يسبق تشريع احداث المقاصير و المحاريب التي تكون في داخل الحائط من المشرع الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لا من أئمة أهل البيت عليه السّلام، و انما أحدثه و ابتدعه معاوية بن ابي سفيان الملعون على لسان النبي الأعظم، و ذلك بعد تواطىء ثلاثة من الخوارج بقتل ثلاثة: أمير المؤمنين عليه السّلام، و معاوية و عمرو بن العاص، فاحدث معاوية مقصورة في المسجد يدخلها عند الصلاة و يصلي بالناس جماعة، فلما لم يكن تشريع المقاصير ممن له التشريع أو بيانه، كان بدعة، و لما لم يكن دليل واضح على الحرمة كان مكروها، لروايات يستفاد منها الكراهة، منها: ما تتعلق بكراهة المحاريب الداخلة في الجدار. التهذيب:3/ 253 باب 25 برقم 696.
2- الفقيه:4/2 باب 1 ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلّوا فيها ركعتين.
3- الخصال:2/410 باب تجنّب المساجد ثمانية اشياء برقم 13 بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام جنّبوا مساجدكم الشراء و البيع، و المجانين، و الصبيان، و الضالّة، و الاحكام، و الحدود، و رفع الصّوت.
4- الحديث المتقدم و غيره.
و منها: اقامة الحدود فيها إذا لم تستلزم تلويث المسجد بالدم و نحوه،

و إلاّ حرمت (1).

و منها: رفع الصوت فيها بغير الأذان و الوعظ و تعليم الاحكام .

(2)

و منها: انشاد الشعر إلاّ شعر الحكمة و الموعظة و تعزية المعصومين عليهم

السّلام .

(3)

و منها: اللغو و الخوض بالباطل و ذكر الدنيا فيها .

(4)

و منها: عمل الصنايع فيها حتى بري النبل.
و منها: سل السيف فيها .

(5)

ص:155


1- الحديث السابق و غيره. اما اذا استلزم اقامة الحدود تلويث المسجد او تنجيسه فحرمته ممّا لا ريب فيه للادلّة الواردة و الاجماع على حرمة تنجيس المسجد و تلويثه، فتفطن.
2- وسائل الشيعة:3/507 باب 77 برقم 3 [1] بسنده عن ابي ذر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في وصيّته له قال: يا ابا ذر الكلمة الطيّبة صدقة، و كلّ خطوة تخطوها الى الصلاة صدقة. يا ابا ذر من اجاب داعي اللّه و احسن عمارة مساجد اللّه كان ثوابه من اللّه الجنة، فقلت: كيف يعمر مساجد اللّه؟ قال: لا ترفع الاصوات فيها، و لا يخاض فيها بالباطل، و لا يشترى فيها و لا يباع، و اترك اللّغو ما دمت فيها، فان لم تفعل فلا تلومنّ يوم القيامة الاّ نفسك. امّا عدم كراهة الاذان و الوعظ و تعليم الاحكام فلأنّ ذلك ليس الاّ من الامور التي وضعت المساجد لها و جعلت مركز تحقيق و تركيز اهداف الاسلام، و عليه لا يبعد القول باستحباب الوعظم و الارشاد و تعليم الاحكام الشرعيه فيها، و اللّه العالم.
3- الكافي:3/369 باب بناء المساجد برقم 5 [2] بسنده (عن علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سمعتموه ينشد الشعر في المساجد فقولوا له: فضّ اللّه فاك انما نصبت المساجد للقرآن) اما عدم كراهة الشعر المتضمّن للوعظ و الحكمة و تعزية الائمة المعصومين عليهم السّلام فالان المساجد نصبت للقرآن و ما يرجع الى تعاليمه و يمتّ به.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/228 باب 11 و باب 20 صفحه 230.
5- الكافي:3/369 باب بناء المساجد برقم 8 [3] بسنده قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه-
و منها: اتخاذها مجلسا للقضاء دائما على قول،

و لم يثبت كما بينّاه في محله (1).

و منها: النوم فيها،

و تشتد الكراهة في المسجدين الأعظمين، سيما لغير الغريب (2).

و منها: دخول من في فيه رائحة الثوم و البصل و. . نحوهما من الروائح

المؤذية فيها .

(3)

و منها: التنخم و البصاق فيها سيما في جهة القبلة .

(4)

و المكروه إنما هو اخراجهما إلى أرض المسجد لا مجرد اخراجهما إلى فيه مع وضعهما في خرقة معه أو ردهما إلى جوفه تعظيما لحق المسجد، و قد ورد أن من تنّخع في المسجد أو بصق ثم ردّ ذلك إلى جوفه تعظيما لحق المسجد جعل اللّه ريقه صحة في بدنه، و قوة في جسده، و كتب له بها حسنة، و حطّ عنه بها سيئة، و لم تمر بداء في جوفه إلاّ

ص:156


1- ان المستفاد من خلال الروايات و التاريخ [1] انّ القضاء اذا كان ممن له القضاء كما كان جاريا في العصر النبوي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و في زمان أمير المؤمنين عليه السّلام في مسجد الكوفة ليس بمكروه، و منه يمكن استفادة علة الكراهة بان القاضي اذا لم يكن ممن له ذلك كان في مظنّة قضائه على خلاف حكم اللّه عز اسمه و مثله لا ينبغي ان يقع في بيت اللّه جل شأنه.
2- الكافي:3/370 باب بناء المساجد حديث 11، بسنده عن زرارة بن اعين قال: قلت لابي جعفر عليه السّلام: ما تقول في النوم في المساجد؟ فقال لا بأس به الاّ في المسجدين؛ مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المسجد الحرام، قال: و كان ياخذ بيدي في بعض الليل فيتنحّى ناحية، ثم يجلس فيتحدث في المسجد الحرام فربّما نام و نمت، فقلت له في ذلك، فقال: انّما يكره ان ينام في المسجد الحرام الذي كان على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأمّا النوم في هذا الموضع فليس به بأس.
3- التهذيب:3/255 باب 25 حديث 708.
4- التهذيب:3/257 باب 25 حديث 715.

ابرأته (1). و إن من وقّر بنخامته المسجد، لقى اللّه يوم القيامة ضاحكا قد أعطي كتابه بيمينه (2). و لو تنخع في المسجد أو بصق فكفارته دفنه بالتراب (3).

و منها: قتل القملة على قول جمع،

و المروي عن أبي جعفر عليه السّلام أنه كان إذا وجد قملة في المسجد دفنها في الحصى.

و منها: كشف العورة فيها مع الأمن من المطلع،

و إلاّ حرم (4)، بل يكره كشف السرة و الفخذ و الركبة فيها (5).

و منها: الرمي بالحصى فيها،

فإنها تلعن الرامي حتى تقع (6).

و منها: رطانة الاعاجم فيها ،

(7)

و الرطانة-بكسر الراء و فتحها-و التراطن كلام لا يفهمه الجمهور، و إنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة.

و منها: الخروج منها بعد سماع الإقامة،

و قد ورد أن من سمع النداء في المسجد فخرج من غير علة فهو منافق، إلاّ أن يريد الرجوع إليه-يعني قبل فوت الجماعة- (8).

و أما أحكام المساجد الالزامية مثل حرمة مكث الجنب فيها، و تلويثها. . و نحو ذلك، فتطلب من مناهج المتقين.

ص:157


1- التهذيب:3/256 باب 25 حديث 714. و في المتن: الا ابرأه.
2- التهذيب:3/256 باب 25 حديث 713.
3- التهذيب:3/256 باب 25 حديث 712.
4- مستدرك الوسائل:1/231 باب 28 حديث 1.
5- التهذيب:3/263 حديث 742.
6- وسائل الشيعة:3/514 باب 36 حديث 1.
7- الكافي:3/369 باب بناء المساجد حديث 7.
8- التهذيب:3/262 باب 25 حديث 740.
استحباب الصلاة في المسجد

ثم إن الاتيان بالمكتوبة للرجال في المسجد أفضل من الاتيان بها في المنزل، و قد ورد الحث العظيم على حضور المساجد، و إن من كان القرآن حديثه، و المسجد بيته، بنى اللّه له بيتا في الجنة (1). و إن من اختلف إلى المسجد أصاب احدى الثمان: أخا مستفادا في اللّه، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدل على هدى، أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى، أو يترك ذنبا خشية أو حياء (2). و إن الرجل إذا تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، يظلّه اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه (3). و إن بيوت اللّه في الأرض المساجد، فطوبى لمن تطّهر في بيته، ثم زار اللّه في بيته، و حقّ على المزور أن يكرم الزائر (4). و إن من مشى إلى المسجد لم يضع رجلا على رطب و لا يابس إلاّ سبحّت له الأرض إلى الأرضين السابعة (5). و إنّه ما عبد اللّه بشيء مثل الصمت، و المشي

ص:158


1- ثواب الاعمال:47 باب ثواب من كان القرآن حديثه و المسجد بيته.
2- ثواب الاعمال:46 باب ثواب الاختلاف الى المساجد.
3- الخصال:2/342 باب سبعة في ظل عرش اللّه يوم القيامة، عن ابي سعيد الخدري او عن ابي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: سبعة يظلهم اللّه في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه: امام عادل، و شاب نشأ في عبادة اللّه عزّ و جلّ، و رجل قلبه متعلّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود اليه، و رجلان كانا في طاعة اللّه عزّ و جلّ فاجتمعا على ذلك و تفرقا، و رجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه، و رجل دعته امرأة ذات حسب و جمال فقال: اني اخاف اللّه، و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم [خ. ل: تعلم]شماله ما يتصدق بيمينه.
4- المقنع:7، و [1]ثواب الاعمال:74 حديث 1.
5- ثواب الاعمال:46 باب ثواب المشي الى المساجد حديث 1، و في الفقيه:1/152 حديث 702(الى الارضين السابعة) .

إلى بيته (1). و إن من مشى إلى مسجد من مساجد اللّه فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات، و محي له عشر سيئات، و رفع له عشر درجات (2). و إنّ أحب البقاع إلى اللّه المساجد، و أحّب أهلها إلى اللّه أولهم دخولا و آخرهم خروجا منها (3).

و يتأكّد الفضل في حق جار المسجد، و حدّه إلى أربعين دارا، و قد ورد أنه لا صلاة مكتوبة لجار المسجد-في حال صحته و فراغه من الأعذار-إلاّ في المسجد (4). و قيل: بإن الصلاة في المسجد فرادى أفضل من الصلاة في غيره جماعة.

و أما النافلة، ففضلها في السر عليها علانية كفضل الفريضة على النافلة (5). كما إن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها، و قد ورد أن خير مساجد النساء البيوت (6). و إن صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجمع خمسا و عشرين درجة (7). و إن صلاتها في مخدعها (8)، أفضل من صلاتها في بيتها، و صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في الدار (9).

ثم إن صلاة الرجل في المسجد الأعظم الذي يكثر اختلاف عامة أهل

ص:159


1- ثواب الاعمال:212 باب ثواب الصمت و المشي الى بيت اللّه عزّ و جلّ حديث 1.
2- عقاب الاعمال:340 باب يجمع عقوبات الاعمال حديث 1.
3- الكافي:3/489 باب النوادر حديث 14.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/226 باب 2 حديث 1.
5- الوسائل:3/555 باب 69 حديث 7.
6- وسائل الشيعة:3/510 باب 30 حديث 3.
7- وسائل الشيعة:3/510 باب 30 حديث 5.
8- المخدع: البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير. مجمع البحرين [منه (قدس سره)].
9- الفقيه:1/259 باب 56 حديث 1178.

البلد إليه بمائة صلاة، و في مسجد القبيلة الذي لا يأتيه إلاّ طائفة من الناس كمساجد محاليل البلد و مساجد القرى بخمس و عشرين صلاة، و في مسجد السوق الذي لا يأتيه غالبا إلاّ أهل السوق بإثني عشر صلاة (1).

فضل المساجد العظام
اشارة

و أما المساجد العظام فلها فضائل زائدة:

المسجد الحرام

فمنها: المسجد الحرام، و فضله عظيم، و قد ورد إن من صلّى فيه صلاه مكتوبة قبل اللّه كل صلاة صلاها منذ يوم وجبت عليه الصلاة، و كل صلاة يصليها إلى أن يموت (2). و إن نافلة فيه تعدل عمرة مبروره، و الفريضة فيه تعدل حجة متقبلة (3). و إن صلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد (4)، بل ورد إن الصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة (5)، و أفضل مواضعه الحطيم-ما

ص:160


1- وسائل الشيعة:3/551 باب 64 حديث 2.
2- الفقيه:1/147 باب 37 حديث 680.
3- مستدرك الوسائل:1/237 باب 41 حديث 1، و [2]الفقيه:1/148 حديث 683.
4- ثواب الاعمال:49 باب ثواب الصلاة في المسجد الحرام حديث 1، و [3]الفقيه:1/147 باب 37 حديث 679.
5- كامل الزيارات:20 باب 4 حديث 2، [4] بسنده عن مرازم، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الصلاة [5]في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره، و صلاة في مسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي. . الحديث.

بين الحجر و باب البيت-ثم مقام إبراهيم، ثم الحجر، ثم ما دنا من البيت (1). و سمي الحطيم حطيما لأن الناس يحطم بعضهم بعضا هناك. و ورد إنه أفضل بقعة على وجه الأرض، و هو الموضع الذي تاب اللّه فيه على آدم (2).

و لا تكره صلاة الفريضة في الحجر، و ليس شيء منه من الكعبة (3).

مسجد الخيف

و منها: مسجد الخيف (4)بمنى، فقد ورد ان من صلى فيه مائة ركعة قبل ان يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما، و من سبح اللّه فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة، و من هلل اللّه فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة، و من حمد اللّه فيه مائه تحميدة عدلت خراج العراقين يتصدق به في سبيل اللّه عزّ و جل (5).

مسجد الرسول

و منها: مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالمدينة المشرفة، فقد ورد ان الصلاة فيه تعدل الف صلاة في غيره (6). و في خبر آخر تعدل عشرة آلاف

ص:161


1- الكافي:4/525 باب فضل الصلاة في المسجد الحرام و أفضل بقعة فيه حديث 1.
2- وسائل الشيعة:3/539 باب 53 حديث 7.
3- كما صرح بذلك الفقهاء كما جاء في جواهر الكلام كتاب الحج.
4- قال الصادق عليه السّلام: انّما سمّي مسجد الخيف لانّه مرتفع من الوادي، و ما ارتفع عن الوادي يسمّى خيفا. [منه (قدس سره)]. وسائل الشيعة:3/534 باب 50 حديث 1.
5- الفقيه:1/149 باب 36 حديث 690.
6- كامل الزيارات:21 باب 4 حديث 5.

صلاة فيما عدى المسجد الحرام من المساجد (1). و أفضل أماكنه ما بين القبر و المنبر، فانه روضة من رياض الجنة، و افضل منه الصلاة في بيت فاطمة سلام اللّه عليها (2).

مساجد المدينة

و منها: مساجد المدينة المشرفة كمسجد قبا، فانه المسجد الذي اسس على التقوى من أول يوم. [و مشربة أم إبراهيم]و مسجد الفضيخ [و قبور الشهداء]، و مسجد الاحزاب، و هو مسجد الفتح (3).

ص:162


1- كامل الزيارات:21 باب 4 حديث 3.
2- الكافي:4/554 باب المنبر و الروضة و مقام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حديث 3، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما بين بيتي و منبري روضة [3]من رياض الجنة، و منبري على ترعة من ترع الجنّة، و [4]قوائم منبري ربّت في الجنّة، [5] قال: قلت: هي روضة [6]اليوم؟ قال: نعم، إنّه لو كشف الغطاء [7]لرأيتم. و في صفحة 556 حديث 13، بسنده عن يونس بن يعقوب قال: قلت لابي عبد اللّه عليه السّلام: الصلاة في بيت فاطمة عليها السّلام أفضل أو في الروضة؟ [8] قال: في بيت فاطمة عليها السّلام.
3- الكافي:4/560 باب اتيان المشاهد و قبور الشهداء حديث 1، [9] بسنده عن معاوية بن عمار قال: قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: لا تدع اتيان المشاهد كلها، مسجد قبا؛ فانه المسجد الذي اسّس على التقوى من اول يوم، و مشربة ام ابراهيم، و مسجد الفضيخ، و قبور الشهداء، و مسجد الاحزاب و هو مسجد الفتح. قال: و بلغنا ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان اذا اتى قبور الشهداء قال: السّلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، و ليكن فيما تقول عند مسجد الفتح «يا صريخ المكروبين، و يا مجيب دعوة المضطرين اكشف همّي و غمّي و كربي كما كشفت عن نبيك همّه و غمّه و كربه، و كفيته هول عدوه في هذا المكان» .
مسجد الغدير

و منها: مسجد الغدير، فان في الصلاة فيه فضلا سيما ميسرة المسجد (1).

مسجد براثا

و منها: مسجد براثا بين بغداد و الكاظمية، فان فيه فضلا كثيرا (2).

ص:163


1- الكافي:4/566 باب مسجد غدير خم حديث 2، [1] بسنده عن حسان الجمال، قال: حملت ابا عبد اللّه عليه السّلام من المدينة الى مكّة فلمّا انتهينا الى مسجد الغدير نظر الى ميسرة المسجد فقال: ذلك موضع قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حيث قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، ثم نظر الى الجانب الآخر فقال: ذلك موضع فسطاط ابي فلان و فلان و سالم مولى ابي حذيفة و ابي عبيدة الجرّاح، فلمّا ان رأوه رافعا يديه قال بعضهم لبعض: انظروا الى عينيه تدور كأنّهما عينا مجنون، فنزل جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية وَ إِنْ يَكادُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمّا سَمِعُوا اَلذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ.
2- الفقيه:1/151 باب 37 حديث 699، بسنده عن جابر بن عبد اللّه الانصاري انه قال: صلّى بنا علي عليه السّلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة، و نحن زهاء مائة الف رجل، فنزل نصرانيّ من صومعته، فقال: من عميد هذا الجيش؟ فقلنا: هذا، فاقبل اليه فسلّم عليه، فقال: يا سيّدي! انت نبيّ؟ فقال: لا، النبي سيّدي، قد مات، قال: فانت وصيّ نبيّ؟ قال: نعم، ثم قال له: اجلس، كيف سألت عن هذا؟ قال: انا بنيت هذه الصومعة من اجل هذا الموضع-و هو براثا-و قرأت في الكتب انه لا يصلّي في هذا الموضع بهذا الجمع الاّ نبيّ او وصيّ نبيّ، و قد جئت اسلم، فأسلم و خرج معنا الى الكوفة، فقال علي عليه السّلام: فمن صلّى ههنا؟ قال: صلّى عيسى بن مريم عليه السّلام و امّه، فقال له علي عليه السّلام: أ فأخبرك من صلّى ههنا؟ قال: نعم، قال: الخليل عليه السّلام.
مسجد بيت المقدس

و منها: بيت المقدس، فان الصلاة فيه تعدل الف صلاة (1).

مسجد الكوفة

و منها: المسجد الأعظم بالكوفة، فإن فضله عظيم، و إنه روضة من رياض الجنة، صلى فيه ألف و سبعون نبيا، و ألف وصي، و فيه عصا موسى، [ و شجرة يقطين]و خاتم سليمان، و منه فار التنور، و نجرت السفينة، و هو صرة بابل، و مجمع الأنبياء (2). و الصلاة فيه بالف صلاة، و النافلة فيه بخمسمائة صلاة، و إن الجلوس فيه-بغير تلاوة و لا ذكر-لعبادة (3). و إن صلاة فريضة فيه تعدل حجة، و صلاة نافلة فيه تعدل عمرة (4)، و ميمنته و وسطه أفضل من ميسرته، لما

ص:164


1- المحاسن:55 باب 66 [1] ثواب الصلاة في بيت المقدس حديث 84.
2- الكافي:3/492 باب فضل المسجد الاعظم بالكوفة 3، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: سمعته يقول: نعم المسجد مسجد الكوفة، صلّى فيه الف نبي و ألف وصيّ، و منه فار التنور، و فيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان اللّه، و وسطه روضة [3]من رياض الجنّة، و ميسرته مكر، فقلت لابي بصير: ما يعني بقوله مكر؟ قال: يعني منازل السلطان. و في 493 حديث 9، بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: مسجد كوفان روضة [4]من رياض الجنّة، صلّى فيه الف نبيّ و سبعون نبيّا، و ميمنته رحمة، و ميسرته مكر، فيه عصا موسى، و شجرة يقطين، و خاتم سليمان، و منه فار التّنور، و نجرت السفينة، و هي صرّة بابل، و مجمع الانبياء عليهم السّلام. و المؤلف قدس سره جمع بين الروايتين تقريبا.
3- الكافي:3/490 باب فضل المسجد الاعظم بالكوفة و فضل الصلاة فيه حديث 1.
4- الكافي:3/491 باب فضل المسجد الاعظم بالكوفة و فضل الصلاة فيه حديث 2، [6] بسنده-

ورد من أن ميمنته رحمة، و وسطه روضة، و ميسرته مكر، يعني منازل السلاطين كما في خبر، و الشياطين كما في آخر (1).

و يستحب قصده و لو من بعيد، و قد قصده السجاد عليه السّلام من المدينة (2). و ورد أنه لو علم الناس ما فيه لأتوه و لو حبوا (3). و قال أمير المؤمنين

ص:165


1- الكافي:3 [1]/492 باب فضل المسجد ا [2]لاعظم بالكوفة و فضل الصلاة فيه حديث 3.
2- الكافي:8 الروضة/255 حديث 363، ب [3]سنده عن ابي حمزة قال: ان اوّل ما عرفت علي بن الحسين عليهما السّلام انّي رايت رجلا دخل من باب الفيل فصلّى اربع ركعات فتبعته حتى اتى بئر الزكاة [خ. ل: بئر الركوة]و هي عند دار صالح بن علي، و اذا بناقتين معقولتين و معهما غلام اسود، فقلت له: من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين عليهما السّلام، فدنوت اليه فسلّمت عليه و قلت له: ما اقدمك بلادا قتل فيها ابوك و جدّك؟ ! فقال: زرت ابي و صلّيت في هذا المسجد، ثم قال: ها هو ذا وجهي صلّى اللّه عليه.
3- كامل الزيارات:31 باب 8 حديث 13، بسنده قال ابو جعفر عليه السّلام لا تدع يا ابا عبيدة الصلاة في مسجد الكوفة و لو اتيته حبوا، فانّ الصلاة فيه بسبعين صلاة في غيره من المساجد.

عليه السّلام: يا أهل الكوفة! لقد حباكم اللّه [خ ل: عز و جلّ]بما لم يحب به أحدا، من فضل مصلاّكم بيت آدم عليه السّلام و بيت نوح، و بيت ادريس، و مصلّى إبراهيم الخليل، و مصلّى أخي الخضر عليهم السّلام و مصلاّي، و إنّ مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة التي اختارها اللّه عزّ و جلّ لأهلها، و كأنّي به قد أتى [خ. ل: به]يوم القيامة في ثوبين أبيضين يتشبه بالمحرم، و يشفع لأهله و لمن يصلّي فيه فلا تردّ شفاعته، و لا تذهب الأيام و الليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه، و ليأتّين عليه زمان يكون مصلّى المهدي عجل اللّه تعالى فرجه من ولدي، و مصلّى كل مؤمن، و لا يبقى على الأرض مؤمن إلاّ كان به أو حّن قلبه إليه، فلا تهجروه، و تقربوا إلى اللّه عز و جل بالصلاة فيه، و أرغبوا [خ. ل: إليه]في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوا من أقطار الأرض و لو حبوا على الثلج (1).

و يستحب فيه صلاة الحاجة، بما يأتي في باب صلوات الحاجة إن شاء اللّه تعالى (2).

مسجد السهلة

و منها: مسجد السهلة، فإن فيه بيت إبراهيم عليه السّلام الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، و فيه بيت ادريس عليه السّلام الذي كان يخيط فيه، و فيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين عليهم السّلام، و تحت الصخرة الطينة التي خلق اللّه منها النبيين، و فيها المعراج، و هو الفاروق الأعظم (3). [خ.

ص:166


1- الفقيه 1/150 باب 37 حديث 697.
2- مصباح الزائر الفصل الخامس. [1] ذكر صلاة الحاجة في مسجد الكوفة.
3- في الاصل: الفارق الاعظم.

ل: موضع منه]و هو ممّر الناس، و هو من كوفان، و فيه مناخ الخضر عليه السّلام، و فيه ينفخ في الصور و إليه المحشر، و يحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب (1)، و ما بعث اللّه نبيا إلاّ و قد صلّى فيه (2)، و المقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (3)، و ما من مؤمن و لا مؤمنة إلاّ و قلبه يحّن إليه (4)، و ما من يوم و ليلة إلاّ و الملائكة يأوون إليه و يعبدون اللّه فيه (5)،

ص:167


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/236 باب 39 حديث 4، [1] بتصرف، و في آخر الحديث: اولئك الذين افلج اللّه حججهم و ضاعف نعمهم، فهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبّون ان يدرأوا عن انفسهم، يحلون بعدل اللّه عن لقائه [خ. ل: و يخافون عدل اللّه عند لقائه]و اسرعوا في الطاعة فعملوا، و علموا انّ اللّه بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب و لا عذاب، يذهب الضغّن، يطهر المؤمنين. .
2- التهذيب:6/31 باب 10 حديث 57، بسنده عن ابي بكر الحضرمي، عن ابي جعفر الباقر عليه السّلام قال: قلت له: ايّ البقاع افضل بعد حرم اللّه و حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ فقال: الكوفة يا ابا بكر، هي الزكيّة الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين و غير المرسلين، و الاوصياء الصادقين، و فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث اللّه نبيّا الاّ و قد صلّى فيه، و فيها يظهر عدل اللّه، و فيها قائمه و القوام من بعده، و هي منازل النبيين و الاوصياء و الصالحين.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/236 باب 39 حديث 3، [2] بسنده عن ابي بصير، عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انّه قال: يا ابا محمد! كأنّي ارى نزول القائم عليه السّلام في مسجد السهلة بأهله و عياله. قلت: يكون منزله؟ قال: نعم، هو منزل ادريس عليه السّلام، و ما بعث اللّه نبيّا الاّ و قد صلّى فيه، و المقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، و ما من مؤمن و لا مؤمنة الاّ و قلبه يحنّ اليه، و ما من يوم و لا ليلة الاّ و الملائكة ياؤون الى هذا المسجد يعبدون اللّه فيه، يا ابا محمد! اما انّي لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة الاّ فيه، ثم اذا قام قائمنا عليه السّلام انتقم للّه و رسوله و لنا اجمعين.
4- الحديث المتقدم و في المتن: اليها، بدلا من: أليه.
5- الحديث السالف-ايضا-.

و منه يظهر عدل اللّه، و فيه يكون قائمه و القوّام من بعده (1)، و من دعى اللّه فيه بما أحب قضى له حوائجه، و رفعه يوم القيامة مكانا عليّا إلى درجة إدريس عليه السّلام، و أجاره من مكروه الدنيا و مكائد أعدائه (2).

و ورد في عدة أخبار عنهم عليهم السّلام إنّ من أتاه و صلى فيه ركعتين ثم استجار باللّه لا جاره سنة (3). و في رواية أخرى: عشرين سنة (4). و في ثالثة: إن من صلى فيه ركعتين زاد اللّه في عمره سنتين (5). و في عدة أخبار اخر عنهم عليهم السّلام أنه ما أتاه مكروب قط فصلى فيه بين العشاءين و دعا اللّه عز و جل إلاّ فرج اللّه كربته (6).

و قد أشتبه الأمر على الشيعة الأطهار اليوم فخبطوا بين هاتين الطائفتين، و أستقر عملهم على الإتيان بصلاة الاستجارة بين العشاءين و زادوا تقييدها بليلة الأربعاء، و الأخبار على كثرتها خالية عن التقييد بليلة الأربعاء، و يعزى إلى ابن طاووس قده سره أنه قال: الأولى الإتيان بها ليلة الأربعاء، و لم نقف على مستنده، و الحق إن صلاة الاستجارة لا تتقيد بليل و لا نهار، و لا بما بين العشاءين و لا بغير ذلك، و إنّها تصّح في كلّ يوم و ليلة، و كلّ ساعة و دقيقة، و إنّ صلاة المكروب موردها ما بين العشاءين، فلا تذهل.

ص:168


1- التهذيب:6/31 باب 10 حديث 57.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/236 باب 39 حديث 1.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/236 باب 39 حديث 4.
4- الكافي:3/495 باب مسجد السهلة حديث 3.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/237 باب 39 حديث 8.
6- التهذيب:6/38 باب 10 حديث 77.
مسجد صعصعة

و منها: مسجد صعصعة بالكوفة، فإن فيه فضلا (1).

و يطلب شرح أعمال المساجد المذكورة من الكتب المعدة لذلك إن شاء اللّه تعالى.

ص:169


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/241 باب 54 النوادر حديث 11 و 13.

ص:170

الفصل الرابع: في آداب الأكل و الشرب و متعلقاتهما

اشارة

و فيه مقامات:

المقام الاول: آداب الأكل و الشرب

الأول: يجب الأكل و الشرب عند الضرورة إليهما، و ينبغي الاقتصار في الأكل-سيما لصاحب الأوجاع و التخم و المزاج الضعيف-على لقمة الصباح و الغداء و العشاء، و عدم الأكل بينها، و قد ورد أن لقمة الصباح مسمار البدن، و ورد استحباب أكل شيء و لو خبزا و ملحا قبل الخروج من المنزل، فإنه أعزّ للمؤمن و أقضى لحاجته (1). و ورد أن في الأكل بين الأكلات المزبورة فساد البدن (2).

و يستحب العشاء و لو بلقمة من خبز، و لو بشربة من ماء، فإنه قوة

ص:171


1- المحاسن:449 باب 48 نوادر في الطعام حديث 355.
2- المحاسن:420 باب 26 [1] الغداء و العشاء حديث 196.

للجسم. و صالح للجماع (1)، و يتأكد الاستحباب في حق الكهل-و هو من تجاوز الثلاثين-و الشيخ (2)-و هو من تجاوز الأربعين (3)-. و ينبغي للرجل إذا أسّن أن لا يبيت إلاّ و جوفه ممتلئ من الطعام (4)-يعني امتلاء غير مكروه-.

و يكره ترك العشاء سيما ليلتي السبت و الأحد متواليتين، فإن من تركه فيهما ذهبت منه قوة لا ترجع إليه أربعين يوما (5). و ورد أن في ترك العشاء خراب البدن (6)، و إنه ينقص قوة لا تعود إليه (7)، و إنّ طعام الليل أنفع من طعام النهار (8)، و إن في الجسد عرقا يقال له: عرق العشاء، فإذا ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق حتى يصبح، يقول: أجاعك اللّه كما أجعتني، و أظماك اللّه كما ظمأتني (9).

و يستحب البكور في الغداء، فإنه يطيل العمر (10)، و كون العشاء بعد

ص:172


1- المحاسن:421 باب 26 [1] الغداء و العشاء حديث 199 و 202، و صفحه 423 باب 26 حديث 211.
2- الشيخ هو من جاوز سنّه اربعين سنة، و الشاب من تجاوز البلوغ الى ثلاثين سنة، و ما بينهما كهل، فالشيخ فوق الكهل. مجمع البحرين باب ما آخره الخاء.
3- المحاسن:422 باب 26 [3] الغداء و العشاء حديث 205 و 207 و 208.
4- المحاسن:422 باب 26 [4] الغداء و العشاء حديث 205، و الكافي:6/288 باب فضل العشاء و كراهية تركه حديث 3.
5- المحاسن:422 باب 26 [6] الغداء و العشاء حديث 209.
6- المحاسن:422 باب 26 [7] الغداء و العشاء حديث 203، و الكافي:6/288 باب فضل العشاء و كراهية تركه حديث 1.
7- المحاسن:423 باب 26 [9] الغداء و العشاء حديث 210.
8- الكافي:6/289 باب فضل العشاء و كراهية تركه حديث 11.
9- الكافي:6/289 باب فضل العشاء و كراهية تركه حديث 12.
10- طبّ الائمّة عليهم السّلام:73.

صلاة العشاء، فإنه عشاء النبيين و الأئمة صلوات اللّه عليهم أجمعين (1).

و يكره الأكل في حال الجنابة، لأنه يورث الفقر، و يخاف عليه من البرص (2). و تخف الكراهة أو ترتفع بغسل اليدين و المضمضة، و أفضل من ذلك الوضوء (3).

و يستحب غسل اليدين جميعا قبل أكل الطعام و بعده و إن لم يأكل إلاّ بإحداهما، و قد ورد أنهما يذيبان الفقر، و يزيدان في الرزق، و إن أوله ينفي الفقر، و آخره ينفي الّهم (4). و إن من غسل يده قبل الطعام و بعده عاش في سعة، و عوفي من بلوى جسده (5). و إنه زيادة في العمر، و إماطة للغمر (6)[خ. ل: عن الثياب]، و يجلو البصر (7). و لا فرق بين كون الطعام مايعا كالمرق أو غير مايع كالخبز و نحوه، و لا بين كونه يباشر بيده أو بآلة كالملعقة. و ينبغي عدم مسح اليد من الغسل قبل الطعام بالمنديل، و الأكل قبل أن تيبس، فإنه لا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد (8).

ص:173


1- الكافي:6/289 باب فضل العشاء و كراهيّة تركه حديث 7.
2- الفقيه:1/47 باب 19 حديث 178، قال: و روي ان الاكل على الجنابة يورث الفقر. و الكافي:3/51 باب الجنب ياكل و يشرب حديث 12، و [1]فيه: و لا بأس ان يتنور الجنب و يحتجم و يذبح و لا يذوق شيئا حتى يغسل يديه و يتمضمض، فانه يخاف منه الوضح.
3- الفقيه:1/47 باب 19 حديث 179.
4- الكافي:6/290 باب الوضوء قبل الطعام حديث 2 و 5.
5- الكافي:6/290 باب الوضوء قبل الطعام حديث 1.
6- و الغمر-بالتحريك-الدسم و الزهوة من اللحم، و منه الحديث: لا يبيّتن احدكم و يده غمرة. مجمع البحرين.
7- الكافي:6/290 باب الوضوء قبل الطعام و بعده حديث 3.
8- الكافي:6/291 باب التمندل و مسح الوجه بعد الوضوء حديث 1.

و يستحب أن يبدأ صاحب الطعام في الضيافة قبل الضيف بغسل اليد قبل الطعام، ثم من على يمينه، ثم يدور عليهم إلى الأخير. و في الغسل الأخير يبدأ بمن على يسار صاحب المنزل أو يسار باب المجلس، و يكون صاحب الطعام آخر من يغسل (1). و يستفاد من بعض المراسيل أن مراعاة الترتيب المذكور إنما هو حيث لا يكون في المجلس إمام أو فقيه عدل، و إلاّ بدأ بهما، و اللّه العالم. و كذا يستحب أن يبدأ صاحب الطعام بالأكل قبل الجميع، و يكون هو آخر من يمتنع من الأكل (2). و كذا الحال في رئيس المجلس الذي يحتشمه أهل المجلس. و يستحب أن تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد عند تعدد الغاسلين، لأنه أدعى للمحبة، و يحسّن الأخلاق (3).

و يستحب أن يدعو إذا وضعت المائدة بين يديه بالمأثور، مثل قول: «اللهم هذا من منّك و من فضلك و عطائك، فبارك لنا فيه، و سوّ غناه، و أرزقنا خلفا إذا أكلناه فرّب محتاج إليه، رزقت فأحسنت، اللهم أجعلنا من الشاكرين» (4)و قول: «سبحانك اللهم ما أحسن ما تبتلينا، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعطينا، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا و على فقراء المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات» (5).

و يستحب إن يجلس عند إرادة الأكل جلسة العبد، و يأكل أكل العبيد من حيث التواضع (6). و ورد ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يجلس عند

ص:174


1- الكافي:6/290 باب صفة الوضوء قبل الطعام حديث 1.
2- المحاسن:449 باب 48 [2] نوادر الطعام حديث 354.
3- المحاسن:426 باب 30 [3] الوضوء قبل الطعام و بعده حديث 229.
4- الكافي:6/294 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 12.
5- الكافي:6/293 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 8. [5] باختلاف مع المتن.
6- المحاسن:456 باب 51 باب الاكل متكئا حديث 386، [6] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام-

الأكل على نحو جلوس التشهد، و كان يضع ركبته اليمنى على اليسرى، و ظاهر رجله اليمنى على باطن رجله اليسرى (1).

و يكره الأكل على السرير، و التربع أيضا-بوضع احدى الرجلين على فخذ الأخرى-و منبطحا على البطن، و متكئا على الظهر، أو أحد الشقين كما يصنعه الملوك و المتكبرون (2)، و لا بأس بالاعتماد على اليسرى، بل لا يبعد استحبابه (3).

و يكره الأكل في السوق (4)، و أما ماشيا فقد ورد النهي عنه (5)، و ورد صدوره منهم عليهم السّلام (6)، و حيث ان الفعل مجمل، فلعل ما صدر منهم

ص:175


1- مكارم الاخلاق:27.
2- الكافي:6/271 باب الاكل متكئا حديث 4 [1]و 7 و 8.
3- الكافي:6/271 باب الاكل متكئا حديث 5، بسنده عن الفضيل بن يسار قال: كان عباد البصري عند ابي عبد اللّه عليه السّلام يأكل فوضع ابو عبد اللّه عليه السّلام يده على الارض، فقال له عباد: اصلحك اللّه! اما تعلم ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نهى عن هذا، فرفع يده فاكل، ثم اعادها ايضا فقال له ايضا فرفعها، ثم اكل فاعادها، فقال له عباد ايضا، فقال له ابو عبد اللّه عليه السّلام: لا و اللّه ما نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن هذا قطّ. و لعل من فعل الامام عليه السّلام استفيد الاستحباب مع ان الفعل اعمّ، و اللّه العالم.
4- السرائر:469-الطبعة [2] الحجرية-.
5- المحاسن:459 باب 52 الاكل ماشيا حديث 200، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا تأكل و انت ماش الاّ ان تضطر الى ذلك.
6- المحاسن:458 باب 52 الاكل ماشيا حديث 398.

عليهم السّلام كان في مقام الضرورة (1)، فالأولى تركه عند عدم الضرورة.

و يستحب عند الشروع في الأكل التسمية، فإنّ من سمّى بعد عنه الشيطان، و لم يسأل عن نعيم ذلك، و من لم يسمّ أكل الشيطان معه (2). و ورد أنه إذا وضعت المائدة حفّها أربعة آلاف ملك، فإذا قال العبد: بسم اللّه، قالت الملائكة: بارك اللّه عليكم في طعامكم، ثم يقولون للشيطان: أخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم، فإذا فرغوا فقالوا: الحمد للّه، قالت الملائكة: قوم أنعم اللّه عليهم فأدّوا شكر ربهم، و إذا لم يسمّوا قالت الملائكة للشيطان: ادن يا فاسق فكل معهم، فإذا رفعت المائدة و لم يذكروا اسم اللّه عليها، قالت الملائكة: قوم أنعم اللّه عليهم فنسوا ربهم (3).

و يستحب أن يسمّى عند أكل كل لون على انفراده، و على كل لقمة (4). و قد ضمن أمير المؤمنين عليه السّلام لمن سمّى عند أكل الطعام أن لا يضره، فقيل له: قد سميت و ضرني، فقال: لعلك أكلت ألوانا فسميت على بعضها دون بعض (5).

و يستحب إعادة التسمية عند قطعها بالكلام، و لو قال: بسم اللّه على أوله و آخره، قيل: أجزأ (6). و لو نسي التسمية في الابتداء أستحب له ذلك حيثما ذكر، بقول: بسم اللّه على أوله و آخره، فإنه إذا سمّى عند التذكر تقيأ الشيطان

ص:176


1- او لبيان اصل الجواز.
2- المحاسن:432 باب 34 [1] القول قبل الطعام و بعده حديث 259 و حديث 265.
3- الكافي:6/292 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 1.
4- المحاسن:438 باب 35 حديث 288.
5- الكافي:6/295 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 18 و 19.
6- الكافي:6/295 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 20.

ما أكل، و أستقل الانسان بالطعام (1).

و يستحب التحميد بعد التسمية، فقد ورد أن من قال عند رفع اللقمة: بسم اللّه و الحمد للّه رب العالمين، ثم وضع اللقمة في فيه، غفر اللّه له ذنوبه قبل أن تصير اللقمة إلى فيه (2).

و يستحب عند إرادة الأكل أن يقول: «اللهم إني أسألك خير الاسماء ملء الأرض و السماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر معه داء» (3). و إذا خاف من أكل شيء قال: «بسم اللّه خير الاسماء، بسم اللّه ملء الأرض و السماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر مع اسمه شيء و لا داء» ، و يأكل فإنه لا يضر مع هذا الدعاء شيء (4).

و يكره رد السائل بعد حضور الطعام (5).

و ينبغي عند أكل طعام ذي رائحة إطعام من يشم رائحته (6).

و يستحب الابتداء عند الأكل بالملح أو الخل، و الختم بشيء منهما أو بهما، أو الابتداء بالملح و الختم بالخل. و قد ورد أن من أفتتح طعامه بالملح و ختم به عوفي من اثنين و سبعين نوعا من أنواع البلاء، منها الجنون و الجذام و البرص (7)و وجع الحلق و الاضراس و وجع البطن (8). و ان الناس لو علموا ما في الملح

ص:177


1- الكافي:6/294 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 11.
2- الكافي:6/293 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 7.
3- المحاسن:438 باب 35 حديث 289.
4- الكافي:6/318 باب الشواء و الكباب و الرؤوس حديث 1.
5- المحاسن:423 باب 28 حق المائدة حديث 213.
6- لم اعثر على رواية بما ذكره المؤلف قدس سره، و لكن الاعتبار برعاية حال الفقراء يساعده.
7- الكافي:6/326 باب فضل الملح حديث 2.
8- المحاسن:593 باب 19 [6] الملح حديث 110.

لاختاروه على الترياق المجرّب (1). و ان من ذرّ الملح على أول لقمة فأكلها استقبل الغنى (2)، و ان اللّه و ملائكته يصلّون على خوان عليه خلّ و ملح (3). و ورد أن البدأة بالخل ليشد الذهن، و يزيد في العقل (4). و ورد أنهم عليهم السّلام كانوا يبدأون بالملح و يختمون بالخل (5).

و يستحب الأكل باليمين مع الاختيار دون الشمال و دونهما (6). نعم ورد أن شيئين يؤكلان باليدين جميعا: العنب و الرمان (7).

و يستحب تصغير اللّقمة، و إجادة المضغ، و قلّة النظر في وجوه الناس (8)، و خلع النعل عند الأكل (9)، و عدم الأكل إلاّ مع الجوع (10)، بل يكره الأكل على الشبع و عدم الجوع، لأنه يورث البرص (11)و الحماقة و البله. و عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال للحسن عليه السّلام: أ لا أعلمّك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ قال: بلى، قال: لا تجلس على الطعام إلاّ و أنت جائع،

ص:178


1- الكافي:6/326 باب فضل الملح حديث 4.
2- المحاسن:594 باب 19 [2] فضل الملح حديث 113.
3- المحاسن:487 باب الخلّ 71 حديث 552.
4- الكافي:6/329 باب الخلّ حديث 4.
5- الكافي:6/330 باب الخل حديث 12.
6- المحاسن:456 باب 50 [6] الاكل و الشرب بالشمال حديث 383.
7- المحاسن:556 باب 120 حديث 914.
8- الوسائل:2/283 باب 112 حديث 1.
9- المحاسن:449 باب 47 حديث 351، [9] بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنه سنّة جميلة، و أروح للقدمين.
10- الخصال:1/228 باب اربع خصال يستغنى بها عن الطبّ حديث 67.
11- الكافي:6/269 باب كراهية كثرة الاكل حديث 7.

و لا تقم عن الطعام إلاّ و أنت تشتهيه، و جوّد المضغ، و إذا نمت فإعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب (1).

و يستحب طول الجلوس على المائدة، فإنه لا يحسب من العمر، و الحمد و الشكر في الأثناء، و رفع الصوت بذلك، و ترك استعجال الذي يأكل و إن كان عبدا (2)، و كذا محادثته المانعة من (3)الأكل لا مطلق الكلام كما يزعم، غايته اقتضاء الكلام تجديد التسمية كما مرّ.

و يكره الأكل من رأس الثريد، و يستحب الأكل من جوانبه و مما يليه لا مما في قدام غيره (4).

و يستحب الأكل بثلاث أصابع أقلاّ، و هي الإبهام و السبابة و الوسطى (5)، و أفضل منه الأكل بالجميع، بل بالكف. و يكره الأكل بالأصبعين فإنه أكل الشيطان (6).

ص:179


1- حديث الخصال المتقدم.
2- تحف العقول:172 باسناده عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه السّلام-في وصيّته له -قال: يا كميل! احسن خلقك، و ابسط جليسك، و لا تنهرن خادمك. يا كميل! إذا أنت أكلت فطول اكلك ليستوف [خ. ل: يستوف]من معك، و ترزق منه غيرك. يا كميل! اذا استويت على طعامك فاحمد اللّه ما رزقك، و ارفع بذلك صوتك، ليحمده سواك، فيعظم بذلك اجرك. يا كميل! لا توقر معدتك طعاما، ودع فيها للماء موضعا، و للريح مجالا.
3- الشاغلة عن: خ. ل. [منه (قدس سره)].
4- الكافي:6/318 باب الثريد حديث 9.
5- الكافي:6/297 باب نوادر حديث 6، و [2]مكارم الاخلاق:28، [3] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انه كان يجلس جلسة العبد، و يضع يده على الارض، و ياكل بثلاث اصابع، و ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان ياكل هكذا ليس كما يفعل الجبارون احدهم ياكل باصبعيه.
6- مكارم الاخلاق:28.

و يكره رمي الفاكهة قبل استقصاء أكلها، بل يتّم أو يطعم الباقي محتاجا (1).

و يكره وضع منديل على الركبتين فوق الثوب عند الأكل (2).

و يستحب مناولة المؤمن اللقمة و الماء و الحلواء، و قد كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا أكل لقم من بين عينيه، و إذا شرب سقى (3)من عن يمينه (4). و عن الصادق عليه السّلام: إن من لقّم مؤمنا لقمة حلاوة صرف اللّه عنه بها مرارة يوم القيامة (5).

و يستحب إذا حضر الخبز أن لا ينتظر به غيره، و أكله إذا حضر قبل اللحم و الادام (6).

و يكره وضع الخبز تحت القصعة (7)و شمّه و قطعه بالسكين (8)، بل يستحب كسره باليد (9). و يكره ايضا قطعه بالسن، و قد عدّ من مورثات الفقر، و ورد في بعض الاخبار عدم البأس بقطعه بالسكين عند عدم الادام (10).

و يكره اكل الطعام الحار جدا، لانه ممحوق البركة، و للشيطان فيه

ص:180


1- المحاسن:441 باب 39 تقصّي الفاكهة حديث 304.
2- المحاسن:450 باب 48 نوادر في الطعام حديث 364.
3- كذا في الرواية. و في الاصل: لقم.
4- الكافي:6/299 باب نوادر حديث 17.
5- ثواب الاعمال:181 ثواب من لقّم مؤمنا لقمة حلاوة حديث 1.
6- الكافي:6/303 باب فضل الخبز حديث 5.
7- الكافي:6/304 باب فضل الخبز حديث 11.
8- الكافي:6/304 باب فضل الخبز حديث 13.
9- الكافي:6/304 باب فضل الخبز حديث 14.
10- الكافي:6/303 باب فضل الخبز حديث 9.

نصيب (1)، بل يستحب تركه حتى يبرد لكن لا بالّمرة (2)، بل يستحب اكله قبل ان تذهب حرارته بالكلّية، و ذكر النار عند احساس حرارته (3). و قد ورد ان البركة في السخونة، و ان الطعام السخن اطيب (4).

و يكره النفخ في الطعام و الشراب، سيّما اذا كان معه من يخاف ان يعافه (5). و ورد عدم البأس بالنفخ على الطعام ليبرد (6)، و احتمل حمله على حال الاستعجال و الضرورة.

و يكره التّملي من المأكل، لان اللّه يبغض كثرة الأكل (7). و قد ورد ان أقرب ما يكون العبد الى الشيطان حين يملأ بطنه (8)، و ما من شيء أبغض الى اللّه سبحانه من بطن مملوة، و ليس شيء أضرّ على قلوب المؤمنين من كثرة الأكل، و انها تذهب بماء الوجه (9). و ورد الامر بجعل ثلث البطن للطعام، و ثلث للشراب، و ثلث للنفس (10). و لو وصل التّملي الى حد الافراط حرم (11).

ص:181


1- المحاسن:406 باب 13 [1] الطعام الحارّ حديث 117.
2- الكافي:6/322 باب الطعام الحارّ حديث 2.
3- الكافي:6/322 باب الطعام الحارّ حديث 5.
4- المحاسن:406 باب 12 الطعام السخن حديث 114.
5- الفقيه:4/5 باب 1 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و وسائل الشيعة:16/518 باب 92 حديث 2.
6- وسائل الشيعة:16/518 باب 92 حديث 2.
7- الكافي:6/269 باب كراهية كثرة الاكل حديث 4.
8- المحاسن:439 باب 37 باب الاقتصاد في الاكل و مقداره حديث 297، و [5]الكافي:6/270 باب كراهية كثرة الاكل حديث 11.
9- مستدرك وسائل الشيعة:3/81 باب 2 حديث 9.
10- الكافي:6/269 باب كراهية كثرة الاكل حديث 9.
11- و ذلك لان الافراط في التملي و كثرة الاكل يوجب الاضرار بالنفس و هو محرّم شرعا.

و يكره ارتكاب ما يورث التخمة، فقد ورد ان كل داء من التخمة إلا الحمى فانها ترد ورودا (1).

و يستحب التحميد عند الشبع من الطعام، فان من فعل ذلك لم يسأل عن نعيم ذلك (2). و ورد ان ما من رجل يجمع عياله و يضع مائدة، فيسمون في أول طعامهم و يحمدون في آخره، فترفع (3)المائدة حتى يغفر لهم (4).

و ورد استحباب ان يقول: «الحمد للّه الذي يطعم و لا يطعم» (5). و يستحب إذا رفعت المائدة الدعاء بالمأثور و هو قول: «الحمد للّه الذي حملنا في البر و البحر، و رزقنا من الطيبات، و فضلنا على كثير ممن خلق [خلقه]تفضيلا (6)، الحمد للّه الذي اطعمنا و سقانا و كفانا و أيدنا و آوانا و أنعم علينا و أفضل، الحمد للّه الذي يطعم و لا يطعم» (7)و قول: «الحمد للّه هذا منك و من محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم» (8)و قول: «الحمد للّه الذي أشبعنا في جايعين، و أروانا في ضامئين، و آوانا في ضائعين (9)، و حملنا في راجلين، و آمننا في خائفين، و أخدمنا في عانين» (10)و قول:

ص:182


1- الكافي:6/269 باب كراهيّة كثر الاكل حديث 8.
2- الكافي:6/293 باب التسيمة و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 6.
3- خ. ل: فلا ترفع. و هو الظاهر. [منه (قدس سره)].
4- الكافي:6/296 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 25.
5- الكافي:6/294 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 13، [4] بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: اذكر اسم اللّه على الطعام، فاذا فرغت فقل: «الحمد للّه الذي يطعم و لا يطعم» .
6- الكافي:6/294 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 12.
7- المحاسن 435 باب 34 [6] القول قبل الطعام و بعده حديث 177.
8- الكافي:6/296 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 21.
9- في الاصل: ضاحين.
10- الكافي:6/295 باب التسمية و التحميد و الدعاء على الطعام حديث 16.

«اللهم لك الحمد بمحمد رسولك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [لك الحمد]، اللهم لك الحمد صلي على محمد و على أهل بيته» (1).

و يستحب الدعاء لصاحب الطعام بعد الفراغ منه (2).

و يستحب غسل اليدين بعد الطعام، كما مرّ.

و يستحب مسح الوجه و الرأس و الحاجبين ببلل هذا الغسل، و قول: «الحمد للّه المحسن المجمل المنعم المفضل (3)، اللهم أجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر و [خ. ل: لا]ذلة (4)، اللهم إني أسألك الزينة و المحبة، و أعوذ بك من المقت و البغضة» ، فقد ورد إن ذلك يدفع رمد العين (5). و أرسل عدل ثقة أمين قدس سره منذ نيف و عشرين سنة رواية باستحباب المضمضة عند الغسل بعد الطعام مرتين، و ابتلاع ماء المضمضة الأولى، فإنه لا يمر بداء إلاّ أزاله، و قذف ماء المضمضة الثانية، فإنه داء، و لكني لم أعثر على هذه الرواية إلى الآن، و ليته -قدس سره-كان حيا فاستعمله محلها.

و يستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر الغسل الأخير، لا الغسل قبل الطعام كما مر (6).

و يستحب غسل أيدي الصبيان أيضا من الغمر، فإن الشيطان يشم

ص:183


1- وسائل الشيعة:16/488 باب 59 حديث 7.
2- المحاسن:439 باب 294 الدعاء لصاحب الطعام حديث 295، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه السمّان، انّه حمل الى ابي عبد اللّه عليه السّلام لطفا فاكل معه منه فلمّا فرغ قال: الحمد للّه. و قال له: اكل طعامك الابرار وصلت عليك الملائكة الاخيار.
3- الكافي:6/292 باب التمندل و مسح الوجه بعد الوضوء حديث 5.
4- المحاسن:426 باب 30 [4] الوضوء قبل الطعام حديث 224 و ذيله.
5- المحاسن:426 باب 30 [5] الوضوء قبل الطعام حديث 224 ذيله.
6- الكافي:6/291 باب التمندل و مسح الوجه بعد الوضوء حديث 2.

الغمر، فيفزع الصبي في رقاده و يتأذى به الملكان (1).

و يستحب إن يلعق الانسان بعد الأكل أصابعه في فيه فيمصها قبل الغسل الأخير، فإنه إذا فعل ذلك قال اللّه عزّ و جل: بارك اللّه فيك (2). و إن يلطع ظرف الطعام، فإن من لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها (3).

و يكره مسح اليد بالمنديل و فيها شيء من الطعام حتى يمصها، أو يكون إلى جانبه صبي فيمصه (4).

و يكره ايواء منديل الغمر في البيت فإنه مربض الشيطان (5).

و يستحب غسل داخل الفم بعد الطعام بالسعد (6)، فإنه يطيب الفم، و يزيد في الجماع، و لا تصيبه علّة في فمه. و غسل خارجه بالأشنان (7)، من دون ان يأكل شيئا منه، فإن أكله يبخر الفم، و يورث السل، و يذهب بماء الظهر، و يوهن الركبتين (8).

و يستحب تخليل الاسنان بعد الأكل، فإنه يطيب الفم، و ينقيه، و يصلح اللثة و النواجذ، و يجلب الرزق (9). و يكره تركه لتأذي الملائكة من ريح ما بين

ص:184


1- الخصال:632 حديث الاربعمائة حديث 10، و فيه: الكاتبان.
2- المحاسن:443 باب 42 باب لعق الاصابع حديث 315.
3- الكافي:6/297 باب نوادر حديث 4.
4- المحاسن:443 باب 42 باب لعق الاصابع حديث 317.
5- الكافي:6/299 باب نوادر حديث 18.
6- السعد-بضم السين-طيب معروف بين الناس، و منه الحديث: اتخذوا السعد لا سنانكم فانه يطيب الفم. مجمع البحرين.
7- الاشنان نبت معروف.
8- الكافي:6/378 باب الاشنان و السعد حديث 1 و 2.
9- الكافي:6/376 باب الخلال حديث 3 و 4 و [6] 5.

الاسنان (1). و يجوز الخلال بكل عود (2)، و يكره بعود الريحان و الرمان، فإنهما يهيجان عرق الجذام، و بالقصب و الآس (3)، فإنهما يحركان عرق الاكلة (4)، و بالطرفاء (5)فإنه يورث الفقر (6). و روي إن من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة ستة أيام (7).

و يستحب أكل ما دار عليه اللسان من بقية الطعام و أخرجه (8)، و رمي ما أخرجه الخلال و ما كان في الاضراس، فإن ابتلاعه يورث جراحة الامعاء. و يكره ازدراد (9)ما يتخلل به فإن منه يكون الدبيلة-و هي الطاعون-و دمّل يكون في الجوف، و يقتل صاحبه غالبا (10).

و يستحب تتبع ما يسقط من الخوان في المنزل من الطعام و لو مثل السمسم و أكله، فإنه شفاء من كل داء (11)، و ينفي الفقر عنه، و عن ولده إلى

ص:185


1- المحاسن:558 باب 123 [1] الخلال و السواك حديث 927.
2- الكافي:6/377 باب الخلال حديث 10، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتخلّل بكل ما اصاب ما خلا الخوص و القصب.
3- الاس: فسّره المجلسي (قدس سره) بسعف النخل. [منه (قدس سره)].
4- الآكلة: تسوّس الاسنان.
5- الطرفاء: عود وحش.
6- مكارم الاخلاق:175.
7- مكارم الاخلاق:175.
8- الكافي:6/377 باب رمي ما يدخل بين الاسنان حديث 1، [5] بسنده عن اسحاق بن جرير، قال سالت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن اللّحم الذي يكون في الاسنان، فقال: امّا ما كان في مقدّم الفم فكله، و ما كان في الاضراس فاطرحه. و ما في المتن هو الحديث الثاني هناك، فلاحظ.
9- الازدراد: هو الابتلاع.
10- الكافي:6/378 باب رمي ما يدخل بين الاسنان حديث 4.
11- الكافي:6/301 باب اكل ما يسقط من الخوان حديث 9، و [7]المحاسن:444 باب 43 [8] اكل-

السابع، و يكثر الولد (1)، و أنه مهور حور العين (2)، و أنه أمان من الجنون و الجذام، و البرص، و المرة الصفراء، و الحمق (3)، و هذا بخلاف الصحراء، فإن المسنون فيها ترك ما يسقط من سفرته للطير و السبع و لو كان فخذ شاة 4.

و ينبغي اكرام الطعام 5، و يكره إن يداس بالرجل، بل لعله يحرم إذا كان بقصد الاهانة 6، و كذا يكره إن تداس السفرة بالرجل 7، و يكره الأكل على الخوان المرتفع من الأرض، لأنه من فعل المتكبرين 8، و إذا حضر الطعام في وقت الصلاة، فإن لم يؤد الأكل إلى فوات وقت الفضيلة أو عروض الكسل المانع من التوجه قدم الأكل، و إلاّ قدمت الصلاة 9.

ص:186


1- الكافي:6/300 باب أكل ما يسقط من الخوان حديث 4، و المحاسن:444 باب 43 أكل ما يسقط من الفتات حديث 322.
2- عيون اخبار الرضا ع [1]ليه السّلام:202 باب 31.
3- مكارم الاخلاق:167.

و يستحب بعد الطعام-سيما الغداء-الاستلقاء و وضع الرجل اليمنى على اليسرى (1)، و يكره عند الجشاء رفع الرأس إلى السماء، و كذا عند البزاق (2). و يستحب تقصير الجشاء (3)إذا أمكن و [قول]: «الحمد للّه» بعده، لأنه نعمة من اللّه سبحانه (4).

و يستحب الاجتماع على أكل الطعام، و أكل الرجل مع عياله و مماليكه صغارا و كبارا و خدمه حتى السودان و البواب و السايس و الحجام، و كثرة الأيدي على الطعام (5)، بل يكره عزل مائدة للسودان و الخدم (6). و قد ورد إن من عزل

ص:187


1- الكافي:6/299 باب نوادر حديث 21.
2- قرب الاسناد:22.
3- التجشّي: اخراج ريح من الفم مع الصوت عند الشبع.
4- قرب الاسناد:22.
5- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:293، [2] بسنده قال: حدثني ياسر الخادم قال: كان الرضا عليه السّلام اذا خلا جمع حشمه كلهم عنده؛ الصغير و الكبير فيحدّثهم و يأنس بهم و يؤنسهم، و كان عليه السّلام اذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا و لا كبيرا حتى السائس و الحجام الاّ اقعده معه على مائدته. . و في صفحه 311 باب 43، بسنده عن ابراهيم بن العباس قال: ما رايت ابا الحسن الرضا عليه السّلام جفا احدا بكلمة قطّ، و لا رايته قطع على احد كلامه حتى يفرغ منه، و ما ردّ احدا عن حاجة يقدر عليها، و لا مدّ رجله بين يدي جليس له قطّ، و لا اتّكى بين يدي جليس له قطّ، و لا رأيته شتم احدا من مواليه و مماليكه قطّ، و لا رأيته تفل، و لا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم، و كان اذا خلا و نصب مائدته اجلس معه على مائدته مماليكه و مواليه حتى البوّاب و السائس. . .
6- الكافي:8 [3] الروضة/230 حديث 296، بسنده قال: كنت مع الرضا عليه السّلام في سفره الى خراسان، فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان و غيرهم، فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة. فقال: مه! انّ الربّ تبارك و تعالى واحد، و الام واحدة، و الاب واحد، و الجزاء بالاعمال.

ملعون (1)، و يستثنى من ذلك ما إذا حضر من يعّد ذلك نقصا على [الرجل] الجليل (2)، لأمر الرضا عليه السّلام بتفرق هؤلاء عند احساس مجيء المأمون لعنه اللّه (3).

و يكره أكل الزاد منفردا (4)، و كذا الأكل مع المرأة في اناء واحد، فإنه يورث النسيان (5). و ورد النهي عن الأكل مع الأم، مخافة سبق اليد إلى ما سبقت عينها إليه فيوجب العقوق، و قد علل مولانا السجاد عليه السّلام عدم أكله مع أمه أيضا بذلك (6).

و يستحب أكل سؤر المؤمن و شربه، لأنه شفاء من كل داء (7). و يكره سؤر ما لا يؤكل لحمه إذا كان طاهر العين سيما الفار (8)فان سؤره يورث النسيان.

ص:188


1- المحاسن:398 باب 5 الانفراد بالطعام حديث 76 و 77.
2- اقول: اذا كان عزل المائدة ناشئا عن تكبر الشخص و ترفّعه على من حضره فذاك محرّم قطعا، و اللّعن في الحديث محمول عليه، اما اذا لم يكن عن ذلك فلا دليل عليه، بل ربّما في بعض الموارد يكون مكروها كما اذا كان عدم عزل المائدة موجبا لتحقير المؤمن، بل ربّما يكون حراما، فتفطن.
3- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:293.
4- المحاسن:398 باب 5 الانفراد بالطعام حديث 76.
5- لم اعثر على رواية كراهة الاكل مع المرأة في اناء واحد، فراجع.
6- وسائل الشيعة:16/323 باب 12 حديث 7.
7- الوسائل:17/208 باب 18 حديث 3، و ثواب الاعمال:181.
8- الكافي:3/10 باب الوضوء من سؤر الدواب، [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انه كره سؤر كل شىء لا يؤكل لحمه. اقول: استثنى من هذا الحكم سؤر الهرة كما في الكافي:3/9 باب الوضوء من سؤر الدواب حديث 4.

و يحرم حضور مائدة يشرب عليها الخمر (1)، أو غيرها من المسكرات، سواء اكل من محلل تلك المائدة ام لم يأكل، و ان أكل كان عاصيا، و لم يكن ما في بطنه محرما. ما لم يأكل من المحرم، و ان جيئ بالمسكر في اثناء المائدة وجب القيام منها (2)، و اما الحضور على مائدة يعصى عليها بغير شرب المسكر فلا يحرم (3)، إلاّ ان يتوقف النهي عن المنكر-مع اجتماع شرايطه-على القيام، أو ترك الأكل، فانه يجب لذلك (4).

و يحرم الأكل و الشرب في أواني الذهب و الفضة (5)كما ذكرناه مشروحا في مناهج المتقين.

ص:189


1- اقول: اذا كان حضوره على المائدة التي يشرب عليها الخمر يصدق عليه عرفا امضاء و موافقة او ترويجا لذلك المحرم كان حضورا محرما قطعا، و ان كان غيابه عن تلك المائده موجبا للارتداع او مصداقا لانكار المنكر كانت غيبته واجبا بلا ريب، و ربّما يناقش في بعض مصاديق المسألة، فتدبّر.
2- الكافي:6/268 باب كراهية الاكل على مائدة يشرب عليها الخمر، [1] عن هارون بن الجهم قال: كنّا مع ابي عبد اللّه عليه السّلام بالحيرة حين قدم على ابي جعفر المنصور فختن بعض القواد ابنا له و وضع طعاما و دعا الناس، و كان ابو عبد اللّه عليه السّلام فيمن دعي، فبينما هو على المائدة يأكل و معه عدة على المائدة، استسقى رجل منهم فاتي بقدح فيه شراب لهم، فلما صار القدح في يد الرجل، قام ابو عبد اللّه عليه السّلام عن المائدة، فسئل عن قيامه فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ملعون ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر.
3- لعدم دليل صالح على الحرمة بالعنوان الاوّلي، و عند الشك فالمعول عليه اصالة حلية الجلوس، و عدم وجوب القيام عن المائدة.
4- و ذلك لدليل وجوب النهي عن المنكر ان اجتمعت شرائطه.
5- حرمة الاكل و الشرب في اواني الذهب و الفضة مما قام الاجماع عليه بين الامامية، بل ادعي اجماع المسلمين عليه، و قد وردت روايات كثيرة في الباب و لا تخلو بعضها من مناقشة، و العمدة-

و يكره ترك الاناء الذي فيه شيء من المأكول و المشروب بغير غطاء، فان الشيطان يبزق فيه و يأخذ منه شيئا (1)، و يستفاد من بعض الأخبار كراهة القيام في أثناء الطعام قبل الفراغ منه حتى لاحترام المولى (2).

ص:190


1- المحاسن:523 باب 29 مناولة الخاد [1]م حديث 214.
2- الكافي:6/298 باب نوادر حديث 10، بسنده عن ياسر الخادم و نادر جميعا قالا: قال لنا ابو الحسن عليه السّلام: ان قمت على رؤسكم و انتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا، و لربّما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون، فيقول: دعهم حتى يفرغوا.

المقام الثاني: في آداب شرب الماء

الذي ورد انه سيد الأشربة في الدنيا و الآخرة (1)، و ان طعمه طعم الحياة (2)، و منه خلق كل شيء حي (3)، و البارد منه ألّذ (4)، و المفّور منه سبع مرات مع التبريد بين كل مرة و مرة بالقلب من اناء إلى اناء يذهب بالحمّى، و يقوّي الساقين و القدمين (5).

و يستحب شرب الماء بعد الطعام، فانه يدير الطعام في المعدة، و يسكن الغضب، و يزيد في اللب، و يطفي المرار (6). و يستحب تقليله مهما امكن، بل يكره اكثاره، فانه مادة لكل داء (7)سيما بعد الدسم، فانه يهيج الداء (8). و يستحب شربه بعد التمر (9).

ص:191


1- الكافي:6/380 باب فضل الماء حديث 1.
2- الكافي:6/381 باب فضل الماء حديث 7.
3- سورة الانبياء:30 [3] في قوله تعالى شأنه: أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ اَلْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ.
4- الكافي:6/382 باب كثرة شرب الماء حديث 1، [4] بسنده قال ابو الحسن عليه السّلام: انّ شرب الماء البارد اكثر تلذذا.
5- مكارم الاخلاق:179. [5]و انظر وسائل الشيعة 2/284 باب 5، حديث 2[ [6]ط ج 17/8].
6- الكافي:6/381 باب اخر حديث 2.
7- المحاسن:571 باب 1 [8] فضل الماء حديث 11.
8- المحاسن:572 باب 1 [9] فضل الماء حديث 14.
9- الكافي:6/381 باب فضل الماء حديث 3.

و يستحب لمن شرب الماء التسمية قبله (1)، و شربه مصّا و يكره عبّا (2)-. و يستحب الشرب قياما نهارا، فان شربه من قيام نهارا ادّر للعروق (3)، و اقوى للبدن، و ليلا يورث الماء الأصفر (4). و يكره الشرب قائما ليلا، و قد حمل عليه ما ورد من ان من شرب الماء قائما فابتلاه اللّه تعالى بداء لا دواء له، فلا يلوّمن إلا نفسه، و كذا ما ورد من انه يورث الماء الأصفر، و ظاهر جملة من الأخبار انكار كراهة الشرب قائما مطلقا (5)، و فصّل بعضها بين الليل و النهار بحمل المانعة على الليل، لأنه يورث الماء الاصفر، و المرخّصة على النهار.

و يكره الشرب بنفس واحد، سيما إذا كان من يناول الماء عبدا (6). نعم إن كان حرا فظاهر بعض الأخبار عدم البأس بالشرب بنفس واحد (7)و ان كان الأفضل الشرب بثلاثة انفاس بين كل اثنين منها تحميد (8). و قد قال مولانا الصادق عليه السّلام: ان الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب اللّه تعالى له بها الجنة، ثم قال في بيانه: انه ليأخذ الاناء فيضعه على فيه فيسمي، ثم يشرب فينحّيه و هو يشتهيه، فيحمد اللّه، ثم يعود فيشرب، ثم ينحّيه فيحمد

ص:192


1- الكافي:6/384 باب القول على شرب الماء حديث 3.
2- الكافي:6/381 باب آخر حديث 1.
3- في المتن: للعرق.
4- الفقيه:3/223 باب 97 حديث 1037 و حديث 1038، و الكافي:6/372 باب شرب الماء من قيام حديث 1 و 2.
5- وسائل الشيعة:17/192 باب 7 حديث 10، و [2]الفقيه:3/223 باب 97 حديث 1038.
6- الفقيه:3/223 باب 97 حديث 1039.
7- الكافي:6/383 باب شرب الماء قياما حديث 4.
8- المحاسن:578 باب 8 [4] القول عند شرب الماء حديث 44، و قريب منه في الكافي:6/384 باب القول على شرب الماء حديث 1.

اللّه، ثم يعود فيشرب، ثم ينحّيه، فيوجب اللّه عز و جل بها له الجنة (1).

و يستحب أن يدعو بالمأثور، و منه ان يقول عند الشرب: «الحمد للّه الذي سقانا عذبا ذلولا [خ. ل: زلالا]، و لم يسقنا ملحا اجاجا، و لم يؤاخذنا بذنوبنا» (2). و ان يقول: «الحمد للّه الذي سقاني فارواني، و أعطاني فارضاني، و عافاني و كفاني. اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تسعده بمرافقته، برحمتك يا أرحم الراحمين» (3). و ورد أن من قال عند شرب الماء بالليل ثلاث مرات: «عليك السّلام من ماء زمزم و ماء فرات» أو قال: «يا ماء! ماء زمزم و ماء فرات يقرؤك السّلام» بعد تحريك الاناء، لم يضره شرب الماء بالليل (4).

و يستحب ذكر سيد الشهداء أرواحنا فداه و السّلام عليه و لعن قاتله لمن شرب الماء، فإن من فعل ذلك كتب اللّه عز و جل له مائة ألف حسنة، و حطّ عنه مائة ألف سيئة، و رفع له مائة ألف درجة، و كان كمن أعتق ألف نسمة، و حشره اللّه تعالى يوم القيامة ثلج الفؤاد (5). و أحسن ما يشرب فيه الخزف (6)، إلاّ

ص:193


1- المحاسن:577 باب 7 حديث 41 [1] اخر الحديث، و صفحه 578 باب 43 القول على شرب الماء حديث 1.
2- الكافي:6/384 [2] القول على شرب الماء حديث 2.
3- مستدرك وسائل الشيعة:3/309 باب 10 حديث 5.
4- وسائل الشيعة:17/199 باب 10 حديث 5، و [4]الكافي:6/384 حديث 4.
5- كامل الزيارات:106 باب 34 حديث 1 [6] بسنده عن داود الرقي قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام اذ استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر و اغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي: يا داود، لعن اللّه قاتل الحسين عليه السّلام فما انغص [خ. ل: انقض]ذكر الحسين [خ. ل: للعيش]، اني ما شربت ماء باردا إلا ذكرت الحسين عليه السّلام، و ما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه السّلام و أهل بيته و لعن قاتله. . إلى آخر الحديث.
6- الكافي:6/385 باب الاواني حديث 2.

خزف مصر، فإن الشرب فيه و الغسل بطين مصر يذهب بالغيرة و يورث الدياثة (1). و يكره الشرب بالافواه من أفواه الأسقية، و من ثلمة الاناء، و من موضع عروته، و من أذنه فإن الشيطان يقعد عند ذلك، و يشرب من ذلك الموضع (2)، بل ينبغي الشرب من شفته الوسطى (3). و يستحب الشرب باليد، و باليمنى دون اليسرى (4)، بل يكره الشرب باليسرى، و لي في شمول الكراهة لرفع اناء الماء باليسرى و الشرب من الاناء تأمل، و إن كان الاجتناب أولى (5)

و يكره النفخ في قدح الماء (6). و يستحب شرب سؤر المؤمن تبّركا كما مرّ، لأنه شفاء من سبعين داء (7)، و من شرب سؤر المؤمن تبرّكا به خلق اللّه بينهما ملكا يستغفر لهما حتى تقوم الساعة (8). و من شرب من سؤر أخيه المؤمن يريد به التواضع، أدخله اللّه الجنة البتة (9).

و يستحب الاستشفاء بماء المطر النازل من ميزاب الكعبة (10)، و كذا

ص:194


1- الكافي:6/386 باب الاواني حديث 9.
2- وسائل الشيعة:17/203 باب 14 [2] احاديث الباب، و الكافي:6/385 حديث 6 و 7.
3- المحاسن:448 باب 46 [3] الادب في الطعام حديث 350.
4- الكافي:6/272 باب الاكل باليسار حديث 1، [4] بسنده عن جراح المدايني، عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انّه كره للرجل ان يأكل بشماله او يشرب بها او يتناول بها. و حديث 3 مثله.
5- وجه التامل ان الشرب تحقق بالاناء لا باليسرى و لا باليمنى، و اولوية الاجتناب للحدثيين المشار اليها.
6- مستدرك وسائل الشيعة:17/205 باب 15 حديث 1.
7- ثواب الاعمال:181 ثواب من شرب سؤر اخيه المؤمن حديث 2، و الوسائل:17/208 باب 18 حديث 1.
8- ثواب الاعمال:181 باب ثواب من شرب من سؤر اخيه المؤمن حديث 1.
9- وسائل الشيعة:17/200 باب 11 [7] احاديث الباب.
10- الكافي:6/387 باب فضل ماء زمزم و ماء الميزاب حديث 6.

يستحب شرب ماء زمزم، و الاستشفاء به، فإنه شفاء من كل داء (1)، و كذا شرب ماء الفرات و الاستشفاء به، و قد ورد أنه يصّب فيه ميزابان من الجنة (2)، و إنه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة (3)، و إن ملكا من السماء يهبط كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل مسكا من مسك الجنة فيطرحها في الفرات، و ما من نهر في شرق الأرض و غربها أعظم بركة منه (4)، و إن من حنّك به كان شيعيا (5). و ورد أنه لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه، و لو لا ما يدخله من الخاطئين ما أغتمس فيه ذو عاهة إلاّ برأ (6)، و أنه لو كان بيننا و بين الفرات كذا و كذا ميلا، لذهبنا إليه و أستشفينا به (7). و ورد استحباب شرب ماء نيل مصر، و ماء العقيق، و ماء سيحان و جيحان (8)، لكن عن أمير المؤمنين عليه السّلام: إن ماء نيل مصر يميت القلب (9). و يكره اختيار ماء دجلة، و ماء بلخ

ص:195


1- الكافي:6/386 باب فضل ماء زمزم و ماء الميزاب حديث 4.
2- الكافي:6/388 باب فضل ماء الفرات حديث 1.
3- مستدرك وسائل الشيعة:3/131 باب 13 حديث 1.
4- الكافي:6/389 باب فضل ماء الفرات حديث 6.
5- الكافي:6/389 باب فضل ماء الفرات حديث 5. [5] اقول: حنّكت القابلة الطفل دلكت حلقة قبل ان يرضع، و منه تحنيك الميت.
6- مستدرك وسائل الشيعة:3/132 باب 19 حديث 4.
7- الكافي:6/388 باب فضل ماء الفرات حديث 3.
8- الخصال:1/250 باب اربعة انهار من الجنّة حديث 116.
9- الكافي:6/391 باب النوادر حديث 3، و [8]علق الشيخ الحر قدس سره على هذه الرواية في الوسائل:17/215 باب 26 حديث 3 [9] بقوله: اقول: يمكن ان يكون المراد انّه يذهب قسوة القلب و يحصل منه اللّين و الخشوع و رقّة القلب فيكون مدحا، و يمكن حمله على الكراهة، و الأول على الجواز. اقول: هذا التوجيه بعيد فتدبّر.

للشرب، لأنهما كافران (1). و يكره شرب ماء حضرموت (2)و كذا ماء الكبريت، و الماء المرّ، و التداوي بهما، لأن نوحا عليه السّلام لما دعى المياه أيام الطوفان أجابته، إلاّ ماء الكبريت و الماء المرّ، فلعنهما و دعا عليهما (3).

و يستحب شرب ماء السماء، فإنه يطهّر البدن، و يدفع الاسقام (4). و ورد استحباب قراءة الحمد و الاخلاص و المعوذتين سبعين مرة على ماء السماء المجموع قبل وصوله الأرض في اناء، و الاستشفاء به (5).

و يكره أكل البرد.

و يستحب سقي الماء حتى على الماء، و قد ورد إن من سقى مؤمنا شربة من ماء حيث يقدر على الماء، أعطاه اللّه بكل شربة سبعين ألف حسنة، و إن سقاه من حيث لا يقدر على الماء، فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد اسماعيل (6)، و إن من سقى مؤمنا شربة من عطش سقاه اللّه من الرحيق المختوم (7).

ص:196


1- الكافي:6/391 باب النوادر حديث 5، [1] بسنده عن ابي الحسن عليه السّلام قال: نهران مؤمنان و نهران كافران، فأمّا المؤمنان: فالفرات و نيل مصر، و امّا الكافران فدجلة و نهر بلخ.
2- الكافي:6/386 باب فضل ماء زمزم و ماء الميزاب حديث 3.
3- الكافي:6/389 باب المياه المنهّي عنها حديث 2.
4- الكافي:6/387 باب ماء السماء حديث 2، [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: اشربوا ماء السماء فانّه يطهّر البدن، و يدفع الاسقام، قال اللّه عزّ و جلّ: وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ اَلسَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ اَلشَّيْطانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ اَلْأَقْدامَ.
5- مكارم الاخلاق:446 باب للشفاء من كل داء و في آخر [5]الحديث: ثم يشرب منه قدحا بالغداة و قدحا بالعشيّ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي بعثني بالحق لينزعن اللّه ذلك الدّاء من بدنه و عظامه و مخه و عروقه.
6- الكافي:2/201 باب اطعام المؤمن حديث 7.
7- الكافي:2/201 باب اطعام المؤمن حديث 5.

ثم المعروف بين العوام تقديم الأصغر سنا في شرب الماء على الأكبر، و لم أقف له إلى الآن على مستند، و هو خلاف قاعدة احترام الكبير (1)، و مقتضى قول الشيخ العلامة ابن الأعسم في منظومته:

لا تعرضن شربه على أحد لكن متى يعرض عليك لا ترد

هو كراهة عرض الماء، و لم أقف له على مستند، بل ينافيه ما مرّ من ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إذا شرب لقمّ من عن يمينه. و يظهر ممن شرحه بالنظم من فضلاء الهند انه أيضا لم يقف على سنده، حيث حمله على العرض بقصد الورود فقال:

لا تعرضن بشربه على أحد بقصد أن ذاك مما قد ورد

كما تراه شائعا بين العجم و يحسبون أنه من الكرم

لكن متى يعرض عليك لا ترد إذ لم يقابل قط احسان برد

و إن يكن مستهجنا عند العجم بل يحسبون ردّه من الكرم

و ظاهره إنه لم يقف على مستند الفقرة الثانية أيضا، و لكن يدلّ عليه ما ورد من أنه ما عرض الماء على عاقل فأبى.

ص:197


1- هنا سقط في المتن، فراجع.

المقام الثالث: في بيان ما ورد في الحبوب

من أعظم المأكولات قدرا و أجلّها شأنا الخبز اللاّزم اكرامه، و عدم اهانته، و لذا ورد النهي عن إن يداس بالرجل، و يوضع تحت القصعة، و يقطع بالسكين كما مرّ.

و يستحب اختيار خبز الشعير على خبز الحنطة، فقد ورد إنه ما دخل جوفا إلاّ و أخرج كل داء فيه، و هو قوت الأنبياء، و طعام الابرار (1). و يستحب تخمير الخمير، و تصغير الرغفان، فإن مع كل رغيف بركة (2).

و يستحب أكل الارز، فإنه سيد طعام الدنيا بعد اللحم (3). و أنه يوسع الامعاء، و يقطع البواسير (4)، و أكله مطبوخا مع السماق ينفع وجع البطن (5).

و يستحب اختيار خبزه، سيما للمسلوس و المبطون، فإنه يدبغ المعدة، و يسل الداء سلا (6).

و يستحب اختيار السويق على غيره. فقد ورد ان شربه بالزيت ينبت

ص:198


1- الكافي:6/304 باب خبز الشعير حديث 1.
2- الكافي:6/303 باب فضل الخبز حديث 8.
3- مستدرك وسائل الشيعة:3/111 باب 47 حديث 1.
4- المحاسن:503 باب 83 باب الارز حديث 534.
5- الكافي:6/342 باب الارز حديث 7.
6- الكافي:6/305 باب خبز الارز حديث 2.

اللحم، و يشدّ العظم، و يرقّق البشرة، و يزيد في الباه (1). و إن شربه على الريق جافا يطفي الحرارة، و يسكن المرارة، و يذهب بالبياض، و ينشف المرة و البلغم حتى لا يكاد يدع شيئا (2)، و إنه يدفع سبعين بلاء (3)، و ان من شربه أربعين صباحا امتلأ كفاه أو كتفاه قوة (4)، و انه إذا غسل سبع غسلات بالتقليب من إناء إلى اناء ثم شرب أذهب الحمى و نزل القوة الى الساقين و القدمين (5)، و يكره شرب الرجل له بالسكر (6).

و يستحب أكل العدس، فإنه مبارك مقدس. يرقق القلب، و يسرع الدمعة و يكثرها، و قد بارك عليه سبعون نبيا آخرهم عيسى بن مريم عليه السّلام (7). و يستحب أكل سويقه فإنه يقطع العطش، و يقوي المعدة، و فيه شفاء من سبعين داء، و إنه يطفي الحرارة و الصفراء، و يبرّد الجوف، و يسكّن هيجان الدم (8).

و يستحب أكل الحمص المطبوخ قبل الطعام و بعده، و قد ورد انه جيّد لوجع الظهر (9). و ظاهر بعض الأخبار إنه المراد بالعدس في الأخبار الواردة في

ص:199


1- الكافي:6/306 باب الاسوقة حديث 7. [1] اقول: السويق الناعم من دقيق الحنطة و الشيعر.
2- الكافي:6/306 باب الاسوقة حديث 6 و 8.
3- الكافي:6/306 باب الاسوقة حديث 11.
4- الكافي:6/306 باب الاسوقة حديث 12.
5- الكافي:6/306 باب الاسوقة حديث 9.
6- الكافي:6/307 باب الاسوقة حديث 13.
7- مستدرك وسائل الشيعة:3/111 باب 49 حديث 1.
8- الكافي:6/307 باب سويق العدس حديث 1.
9- الكافي:6/343 باب الحمص حديث 4.

العدس، حيث قال عليه السّلام: أنتم تسمّونه الحمص و نحن نسميه العدس (1).

و يستحب أكل الباقلاء، فإنه يمخخّ الساقين و يزيد في الدماغ، و يولد الدم الطرّي (2)، و مع قشره فإنه يدبغ المعدة (3).

و أكل اللوبيا، فإنها تطرد الرياح المستبطنة (4).

و أكل الماش المطبوخ المتحسى، فإنه ينفع البهق (5).

ص:200


1- الكافي:6/342 باب الحمص حديث 2.
2- الكافي:6/344 باب الباقلى و اللوبيا حديث 1.
3- الكافي:6/344 باب الباقلى و اللوبيا حديث 3.
4- الكافي:6/344 باب الباقلى و اللوبيا حديث 4.
5- الكافي:6/344 باب الماش حديث 1، و التحسّي: شرب المرق شيئا بعد شىء. و البهق: بياض يكون في الجسد لا من البرص.

المقام الرابع: في بيان ما ورد في اللحم و السمن و اللبن

اشارة

يستحب اختيار اللحم على جميع الآدام، فإنه سيد طعام الدنيا و الآخرة (1)، و سيد آدام الجنة (2)، و ورد انه ليس منها مضغة تقع في المعدة إلاّ أنبتت مكانها شفاء و أخرجت من مكانها داء (3). و لا بأس بكثرة حبّ اللحم، فإن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل البيت عليهم السّلام كانوا يحبّونه (4)-و يكثرون أكله.

و ما ورد من بغض النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له مفسر في كلمات أهل بيته عليهم السّلام بلحوم الناس، المكنى بها عن الغيبة (5). و لا بأس بإدمان اللحم

ص:201


1- الكافي:6/308 باب فضل اللحم حديث 1.
2- الكافي:6/308 باب فضل اللحم حديث 3.
3- وسائل الشيعة:17/15 باب استحباب اختيار اللحم على جميع الادام حديث 26.
4- الفقيه:3/221 باب 96 حديث 1025، بسنده و قيل للصادق جعفر بن محمد عليه السّلام: بلغنا ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى ليبغض البيت اللحم، و اللحم السمين، فقال عليه السّلام: انّا لنأكل اللحم و نحبّه، و انّما عني عليه السّلام البيت الذي تؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة، و عنى باللحم السمين المتبختر المختال في مشيته.
5- الكافي:6/308 باب فضل اللحم حديث 5، [4] بسنده عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: انّا نروي عندنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: انّ اللّه تبارك و تعالى يبغض البيت اللحم، فقال عليه السّلام: كذبوا انّما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: البيت الذي يغتابون فيه الناس و يأكلون لحومهم، و قد كان ابي عليه السّلام لحما. و لقد مات يوم مات و في كمّ امّ ولده ثلاثون درهما للحمّ.

كل يوم و ليلة لادمان الأئمة عليهم السّلام إياه (1). و ما ورد من المنع منه إلاّ في كل ثلاثة أيام مرة محمول على التقية (2). و ورد إن من ترك اللحم أياما فسد عقله، و من تركه أربعين يوما ساء خلقه، و من ساء خلقه يؤذن في أذنه (3). و يستحب له أكله و لو بالقرض (4).

و يكره أكل لحم الفحل الذي اغتلم وهاج من شدة شهوة النكاح، لنهي أمير المؤمنين عليه السّلام عنه (5). و يكره قطع اللحم عند أكله بالسكين، لنهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عنه (6). و يكره نهك العظام فإن للجن فيها نصيبا، فإذا فعل ذلك ذهب من البيت ما هو خير من ذلك (7).

و يستحب اختيار الذراع و الكتف على ساير أعضاء الذبيحة، و يكره اختيار الورك (8). و يستحب أكل الثريد من ماء اللحّم المطبوخ (9)، و الكباب و هو اللحّم المشوّي بالنّار أقوى منه، و ورد انّه يذهب بالحمى (10). و يستحب أكل

ص:202


1- المحاسن:460 باب 54 [1] اللحم حديث 408، و فيه قوله عليه السّلام: لا بأس بادمانه.
2- مستدرك وسائل الشيعة:3/106 باب 15 حديث 1 و 2، و [2]لم اجد رواية باكل اللحم كل ثلاثة ايام، نعم ان رويت عنهم رواية بذلك فهي محمولة على التقيّة لان العامّة رووا ذلك.
3- الكافي:6/309 باب ان من لم يأكل اللحم اربعين يوما تغيّر خلقه حديث 1.
4- الكافي:6/309 باب ان من لم ياكل اللحم اربعين يوما تغير خلقه حديث 3، [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من اتى عليه اربعون يوما و لم ياكل اللحم فليستقرض على اللّه عزّ و جلّ و ليأكله.
5- الكافي:6/259 باب في لحم الفحل عند اغتلامه حديث 1.
6- المحاسن:471 باب 59 حديث 465.
7- الكافي:6/322 باب نهك العظام حديث 1.
8- الكافي:6/315 باب فضل الذراع على ساير الاعضاء حديث 3.
9- الكافي:6/317 باب الثريد حديث 5.
10- الكافي:6/319 باب الشواء و الكباب حديث 4.

الرأس من الشاة إذا طبخ، فإنه أبعد من الأذى (1)، و أكل الهريسة التي تطبخ من الحنطة و اللحم، فإنها تقوّي الظهر و الباه، و تنشط للعبادة أربعين يوما، و هي المائدة التي نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2). و يكره أكل العريض-و هو اللحم النّي (3)غير المغير بالنّار و الشمس-و كذا القديد-و هو اللحم يقّد و يذر عليه الملح و يجفف في الظل من دون طبخ-فإنه لحم سوء، و إنه يسترخي في المعدة و يهيج كل داء، و لا ينفع من شيء بل يضره، و يهزل البدن و لا يدخل جوفا إلاّ أفسده (4).

و يستحب اختيار لحم الضأن على لحم الماعز و غيره (5)، و لحم البقر بالسلق، فإنه يذهب بالبياض (6)، و يكره لحم البقر وحده فإنه داء و لبنه دواء، و سمنه شفاء (7). و ورد في شحمه أنه يخرج مثله من الداء (8).

و يكره اختيار لحم الدجاج على الطير. و يستحب اختيار الفراخ القريبة من الطيران (9).

و يستحب لحم القباج (10)فإنه يقوي الساقين، و يطرد الحمى طردا (11)،

ص:203


1- الكافي:6/319 باب الشواء و الكباب و الرؤوس حديث 5.
2- الكافي:6/319 باب الهريسة حديث 1. و [2]صفحه 320 حديث 3 و 4.
3- النّي-مهموز-يطلق على كل شيء شأنه ان يطبح و لم يطبخ. [منه (قدس سره)].
4- الكافي:6/314 باب القديد حديث 4 و 5 و [3] 7.
5- الكافي:6/310 باب فضل لحم الضأن على المعز حديث 1.
6- الكافي:6/310 باب لحم البقر و شحومها حديث 1 و 2.
7- الكافي:6/311 باب لحم البقر و شحومها حديث 3.
8- الكافي:6/311 باب لحم البقر و شحومها حديث 4.
9- الكافي:6/312 باب لحوم الطير حديث 2.
10- كپك ([منه (قدس سره)]. كذا يقال له في الفارسية.
11- الكافي:6/312 باب لحوم الطير حديث 4.

و لحم الدراج فإنه يقتل الغيظ (1)، و لحم الحبارى فإنه جيد للبواسير و وجع الظهر، و هو مما يعين على كثرة الجماع (2). و لحم القطا، فإنه مبارك، و ينفع مشويه اليرقان (3)و لحم السمك مع التمر أو العسل، و شرب الماء بعد ذلك (4)، و يكره أكله من دونهما (5)، و أكل الطري منه إلاّ على أثر الحجامة فيؤكل كبابا (6).

و يكره ادمان أكل السمك و الاكثار منه فإنه يذيب الجسد، و يكثر البلغم، و يغلظ النفس، و يبلي الجسد، و يذيب شحم العين، و يورث السل (7). و من اجتمع به الدم و الصفراء و خاف من الحجامة هيجان الصفراء، و من تأخيرها اضرار الدم، يحتجم و يأكل على أثر الحجامة سمكا طريا كبابا بماء و ملح، فإنه يكون في عافية إن شاء اللّه تعالى (8).

و يكره لحم الهدهد و لا يحرم (9)، و كذا الخطاف على الأظهر (10). و الفاختة

ص:204


1- المحاسن:475 باب 65 لحوم الحمام و الدراج حديث 478، و الكافي:6/312 باب لحوم الطير حديث 3.
2- الكافي:6/313 باب لحوم الطير حديث 6.
3- الكافي:6/212 باب لحوم الطير حديث 5.
4- الكافي:6/323 باب السمك [4]حديث 1، و صفحة 324 باب السمك حديث 10.
5- الكافي:6/324 باب السمك حديث 9.
6- الكافي:6/324 باب السمك حديث 10.
7- المحاسن:476 باب 66 حديث 482 و 488 و [7] 489.
8- الكافي:6/324 باب السمك حديث 10.
9- المشهور عند فقهائنا قدس اللّه اسرارهم الحكم بكراهة اكل لحم الهدهد، و استفيد الحكم من جملة من النصوص الدّالة على كراهة قتله، و قد ذكر الهدهد في جملة من الطيور التي ثبت كراهة اكل لحمها، و هناك قول بالحرمة.
10- الحكم بالكراهة هو المشهور بين المتأخرين، و ان كان من المتقدمين من يقول بحرمة اكله، و الجزم بالكراهة-بعد ملاحظة النصوص و سياقها-لا يخلو من قوّة، خصوصا بعد ملاحظة-

و القبرة و الصرد و الصوام و الشقراق (1). و مقتضى ما ورد في وجه كراهة الخطاف كراهة أكل كل ما سكن الدار من الطيور، و هو قول الصادق عليه السّلام في الخطاف إنه كره أكله لأنه استجار بك و أوى إلى منزلك، و كل طير يستجير بك فاجره (2). و من هنا ظهر وجه ما في الأذهان من التجنب عن أكل حمام الاعتاب المقدسة، و اللّه العالم.

و يستحب الاتيان للعيال بالفاكهة أو اللحم يوم الجمعة ليفرحوا بالجمعة (3).

و يستحب أكل السمن و خصوصا من البقرة، و هو في الصيف خير منه في الشتاء (4). و يكره أكله بالليل لمن تجاوز عمره خمسين سنة 5.

و يستحب أكل الزيت و الادهان به فإنه شجرة مباركة سبحت بالقدس مرتين، و من أكله و أدهن به لم يقر به الشيطان أربعين يوما، و هو أدام المصطفين، و طعام الاتقياء 6.

ص:205


1- انواع من الطيور، حكم الفقهاء بكراهتها، راجع مناهج المتقين:433.
2- المختلف:2/127، بسنده عن الصادق [1]عليه السّلام الى ان قال: لانه استجار بك و اوى في منزلك يستجير بك فاجره.
3- الكافي:6/299 باب نوادر حديث 19 [2]، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اطرفوا اهاليكم في كلّ جمعة بشيء من الفاكهة او اللّحم حتى يفرحوا بالجمعة.
4- الكافي:6/335 باب السمن حديث 2، [3] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: السمن دواء و هو في الصيف خير منه في الشتاء، و ما دخل جوفا مثله.

و يستحب شرب اللبن-يعني الحليب-فإنه ينبت اللحم و يشد العظم (1)، و خصوصا لبن الشاة السوداء، و البقرة الحمراء (2)، و ورد إنه شفاء من كل داء إلاّ الموت، و إنه ينبت اللحم و يشد العظم (3)، و إن أكل اللحم باللبن مرق الأنبياء، و يشد الجسم، و فيه القوة و البركة (4). و اكل اللبن مع العسل يزيد ماء الظهر، و ينفع من تغير عليه ماء الظهر (5)، و ورد إن لبن البقرة يدبغ المعدة، و يكثر شحم الكليتين، و يشهي الطعام (6). و من اراد أكل الماست و خاف ضرره فليصب عليه الهاضوم و هو النانخواه (7). و يستحب أكل الجبن بالعشاء مطلقا، و بالغداة مع الجوز (8). و ورد إن كل منهما منفردا داء لا دواء فيه. فإذا اجتمعا زال ذلك (9). و إن أكل الجبن بالعشى يزيد في ماء الظهر (10). و إن اللقمة من الجبن تعذبّ الفم، و تطيب النكهة، و إن من أكله رأس الشهر أوشك ان لا تردّ له حاجة (11).

ص:206


1- الكافي:6/336 باب الالبان حديث 7.
2- الكافي:6/336 باب الالبان حديث 2.
3- الكافي:6/336 باب الالبان حديث 7.
4- الكافي:6/316 باب الطبيخ حديث 1 و 4، و [4]المحاسن:467 باب 55 حديث 439.
5- الكافي:6/337 باب الالبان حديث 8.
6- الكافي:6/337 باب ألبان البقر حديث 2.
7- الكافي:6/338 باب الماست حديث 1. [8] اقول: الماست: هو اللبن الرائب.
8- الكافي:6/340 باب الجبن [9]حديث 3، و باب الجبن و الجوز حديث 2.
9- الكافي:6/340 باب الجبن و الجوز حديث 3.
10- الكافي:6/340 باب الجبن حديث 3 [11] ذيله.
11- الدروع الواقية [12]نقل عنها المجلسي رضوان اللّه عليه في البحار:14/65 طبعة كمباني.

و يستحب اتخاذ شاة أو نعجة أو بقرة حلوب في المنزل (1)، و قد ورد إن أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة، فمن كان في منزله شاة قدست عليه الملائكة كل يوم مرة، و من كانت عنده شاتان قدست عليه الملائكة كل يوم مرتين، و كذلك في الثلاث تقول: بورك فيكم (2).

و يلحق بالمقام:

سنن الذبح

و هي تحديد الشفرة، و سرعة القطع، و استقبال الذابح نفسه (3)، و ان لا يحرك الذبيحة، و لا يجرها قبل خروج روحها، و ان تساق إلى الذبح برفق، و تضجع برفق، و ان يعرض عليها الماء قبل الذبح، و ان يعبر السكين ذهابا و إيابا بقوة و تحامل (4). و يكره ان يذبح بيده ما ربّاه من النعم (5).

و يستحب في ذبح الغنم أن تربط يداه و رجل واحدة، و تطلق الاخرى، و يمسك صوفه أو شعره حتى يبرد. و في البقر إن تعقل يداه و رجلاه و يطلق ذنبه. و في الابل ان تربط يداه ما بين الخف إلى الركبة و تطلق رجلاه، و في الطير ان يرسل بعد الذبح (6).

ص:207


1- مستدرك وسائل الشيعة:3/101 باب 97 حديث 3.
2- الكافي:6/544 باب الغنم حديث 6.
3- مستدرك وسائل الشيعة:3/65 باب 2 حديث 2، [3] عن ابي جعفر عليه السّلام انه قال: اذا اردت ان تذبح ذبيحة فلا تعذب البهيمة؛ احدّ الشفرة، و استقبل القبلة، و لا تنخعها حتى تموت.
4- مناهج المتقين:429 في الذباحة.
5- وسائل الشيعة:16/308 باب 40 حديث 1 و 2.
6- الكافي:6/229 باب صفة الذبح و النحر حديث 4.

و يكره الذبح ليلا إلاّ مع الضرورة، و نهارا يوم الجمعة إلى الزوال (1). و أما نخع الذبيحة-و هو ابلاغ السكين إلى ان يتجاوز منتهى الذبح فيصيب النخاع- فمكروه إلاّ بعد موتها على الاظهر (2)، و كذا ذبح حيوان و حيوان آخر ينظر إليه (3).

ص:208


1- الكافي:6/236 باب الاوقات التي يكره فيها الذبح حديث 1 و 3.
2- الفقيه:3/211 باب 96 حديث 979.
3- الكافي:6/229 باب صفة الذبح و النحر حديث 7.

المقام الخامس: فيما ورد في البقول و الفواكه و الثمار

اشارة

يستحب احضار البقل و الخضرة على المائدة و الأكل منها، و يكره خلو المائدة منها (1). و يستحب أكل جملة من البقول و الخضر:

يستحب أكل جملة من البقول و الخضر

فمنها: الهندباء ،

(2)

فإنه ما من صباح إلاّ و تقطر عليه قطرة من قطرات الجنة (3). و انه بقلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (4)، و سيد البقول (5)و فضله عليها كفضل الأئمة عليهم السّلام على الناس (6)، و انه شفاء من ألف داء (7)، و من سرّه ان من أكله و أدمن عليه يكثر ماله و ولده الذكور (8)، و انه يزيد في الماء،

ص:209


1- المحاسن:507 باب 87 البقول حديث 651.
2- و هي نبت معروف لها خواص طبّية.
3- مستدرك وسائل الشيعة:3/118 باب 80 حديث 1.
4- الكافي:6/363 باب ما جاء في الهندباء حديث 10، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: بقلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الهندباء، و بقلة امير المؤمنين عليه السّلام الباذروج، و بقلة فاطمة عليها السّلام الفرفخ.
5- الكافي:6/363 باب ما جاء في الهندباء حديث 5.
6- الكافي:6/363 باب ما جاء في الهندباء حديث 7.
7- مستدرك وسائل الشيعة:3/118 باب 80 حديث 5، و [5]فيه: قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما من ورقة من ورق الهندباء الاّ عليها قطرة من ماء الجنّة فيه شفاء من كل داء.
8- الكافي:6/363 باب ما جاء في الهندباء حديث 6، [6] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: عليك بالهندباء، فانه يزيد في الماء، و يحسن الولد، و هو حارّ ليّن، يزيد في الولد الذكورة. -

و يحسن الوجه و الولد، و هو حار لين 1، و من أكل سبع ورقات منه يوم الجمعة قبل الزوال دخل الجنة 2. و من بات و في جوفه سبع طاقات منه أمن من القولنج ليلته ان شاء اللّه تعالى 3. و من أخذه الحمى و الصداع فليدّقه و يضعه على القرطاس و يصب عليه دهن البنفسج و يضعه على رأسه فإنه يقمع الحمى، و يذهب بالصداع 4. و يكره نفضها عند الأكل، لأن عليها قطرة من الجنة 5.

و منها: الباذروج ،

6

و هو الحوك الذي هو بقلة أمير المؤمنين عليه السّلام 7، و فيه ثمان خصال: يمرئ، و يفتح السدد، و يطيب الجشاء و النكهة، و يشهي الطعام، و يسيل الدم و يسّل الداء 8، و هو أمان من الجذام، و إذا استقر في جوف الانسان قمع الداء كله 9. و يستحب افتتاح الطعام و اختتامه به 10.

و منها: الكراث،

فإنه يستحب أكله بعد غسله 11، لأنه يطيب النكهة،

ص:210

و يطرد الرياح، و يقطع البواسير، و هو أمان من الجذام لمن أدمن عليه (1)، و فيه ست قطرات من قطرات الجنة (2).

و منها: الكرفس،

فإنه بقلة الأنبياء (3).

و منها: السلق

(4)

-يعني ورقه-فإنه ينبت على شاطئ الفردوس، و فيه شفاء من الادواء (5)، و لا داء معه و لا غائلة له، و يهدّئ نوم المريض (6)و يرفع الجذام و يقمع عرقه (7)، و ينفع ذات الجنب (8)، و يغلظ العظم، و ينبت اللحم. و يكره أصله للامر بالاجتناب منه، لأنه يهيّج السوداء (9).

ص:211


1- الكافي:6/365 باب الكراث حديث 4.
2- المحاسن:510 باب 89 [2] الكراث حديث 677.
3- المحاسن:515 باب الكرفس حديث 704.
4- و هو-بكسر السين-بقل من فصيلة السرمقيات اوراقة كبيرة و غليظة.
5- المحاسن:519 باب 99 [4] السلق حديث 725، بسنده عن احمد بن محمد بن ابي نصر، قال: قال ابو الحسن الرضا عليه السّلام: يا احمد! كيف شهوتك للبقل؟ فقلت: انّي لاشتهي عامّته، فقال: اذا كان كذلك فعليك بالسلق، فانّه ينبت على شاطيء الفردوس، و فيه شفاء من الادواء، و هو يغلظ العظم، و ينبت اللحم، و لو لا ان تمسّه ايدي الخاطئين لكانت الورقة منه تستر رجالا، قلت: من احبّ البقول اليّ، فقال: احمد اللّه على معرفتك به.
6- الكافي:6/369 باب السلق حديث 4.
7- الكافي:6/369 باب السلق حديث 5، [6] بسنده عن ابي الحسن عليه السّلام: انّ السلق يقمع عرق الجذام، و ما دخل جوف المبرسم مثل ورق السلق.
8- لم اعثر على رواية تصرح بان السلق ينفع ذات الجنب، نعم توجد رواية في الكافي:6/369 باب السلق حديث 4، [7] بسنده عن ابي الحسن الرضا عليه السّلام انه قال: اطعموا مرضاكم السلق-يعني ورقه-فانّ فيه شفاء و لا داء معه، و لا غائلة له، و يهديء نوم المريض، و اجتنبوا اصله فانه يهيج السوداء.
9- الحديث المتقدم 8.
و منها: الفرفخ ،

(1)

فإنه بقلة فاطمة عليها السّلام و قد سمته بنو أمية لعنهم اللّه تعالى: بقلة الحمقاء عداوة لها عليها أفضل الصلاة و السّلام (2).

و منها: الخس،

فإنه يصفي الدم (3).

و منها: البصل،

فإنه يذهب النصب، و يشدّ العصب، و يزيد في الخطى، و يذهب بالحمى، و يطيب الفم، و يشدّ الظهر و اللثة، و يرق البشرة، و يذهب بالبلغم، و يزيد في الماء و الجماع (4). و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: إذا دخلتم بلادا، فكلوا من بصلها، يطرد عنكم و باؤها (5).

و منها: الفجل،

فإن ورقه يطرد الريح، و لبه يسهل البول، و اصوله تقطع البلغم، و تهضم الطعام (6).

و منها: الشلجم،

و يسمى: اللفت أيضا، فإنه يذيب ريح الجذام، و يذهب كل داء (7)، و ورد في حقه الأمر بأكله و عدم ابدائه-لاعداء

ص:212


1- اقول: لهذه البقلة اسماء عديدة:1-الفرفح.2-البويردة.3-البربين. و للمؤلف حاشية هنا، قال: و هو بعربية العراق: البويردة، و بالعجمية: خرفة. [منه (قدس سره)].
2- الكافي:6/367 باب الفرفخ حديث 1، [1] بسنده عن فرات بن احنف، قال سمعت ابا عبد اللّه عليه السّلام يقول: ليس على وجه الارض بقلة اشرف و لا انفع من الفرفخ، و هو بقلة فاطمة عليها السّلام، ثم قال: لعن اللّه بني اميّة هم سموها بقلة الحمقاء بغضا لنا و عداوة لفاطمة عليها السّلام.
3- الكافي:6/367 باب الخس حديث 1، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: عليكم بالخسّ فانّه يصفّي الدم.
4- الكافي:6/374 باب البصل حديث 1 و 2 و [3] 3 و 4.
5- الكافي:6/374 باب البصل حديث 5.
6- الكافي:6/371 باب الفجل حديث 1 و 2.
7- المحاسن:525 باب 106 [6] الشلجم و هو اللفت حديث 751، بسنده. و في حديث آخر: ما من احد الاّ و به عرق من الجذام، و انّ اللفت-و هو الشلجم-يذيبه، فكلوه في زمانه يذهب-

الدين (1).

و منها: الجزر،

فإنه أمان من القولنج و البواسير (2)، و يسخن الكليتين، و يقيم الذكر، و يعين على الجماع (3).

و منها: الباذنجان،

سيما عند ادراك الرطب (4)، فإنه يذهب بالداء و لا داء له، حار في وقت الحرارة، بارد في وقت البرودة، معتدل في الاوقات كلها، صالح للطبيعة (5)، جيد للمرة السوداء 6.

و منها: القرع

-و هو اليقطين-فإنه يشد قلب الحزين 7، و يزيد في الدماغ و العقل 8.

ص:213


1- الكافي:6/372 باب الشلجم حديث 4 [1]، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: عليكم بالشلجم فكلوه و اديموا اكله، و اكتموه الاّ عن اهله، فما من أحد الاّ و به عرق من الجذام فأذيبوه بأكله.
2- الكافي:6/372 باب الجزر حديث 2، بسن [2]ده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: الجزر امان من القولنج و البواسير، و يعين على الجماع.
3- الكافي:6/371 باب ال [3]جزر حديث 1 و 2.
4- المحاسن:525 باب 107 الباذنجان حديث 755، [4] بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: اذا ادرك الرّطب و نضج ذهب ضرر الباذنجان.
5- الكافي:6/373 باب الباذنجان حديث 1 و [5] 2 و 3.
و منها: القثاء

-سيما مع الملح-و ورد انه اذا اكلتموه فكلوه من اسفله فإنه اعظم للبركة (1).

و منها: البطيخ،

فقد ورد إن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأكله مع الرطب، و يحبه (2)، و ربّما كان يأكله مع السكر 3، و ورد ان اكله على الريق يورث الفالج 4.

و منها: الكرنب،

و هو الذي يسمى بالعجمية: كلما، فإنه كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعجبه ذلك 5.

و منها: الكماة،

فإن أمير المؤمنين عليه السّلام كان يحبها 6، و عن النبي

ص:214


1- الكافي:6/373 باب القثاء حديث 1، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ياكل القثاء بالملح، و حديث 2 قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: اذا اكلتم القثاء فكلوه من اسفله، فانه اعظم لبركته.
2- المحاسن:557 باب 121 البطيخ حديث [1] 917.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنها من المن، و المن من الجنة، و ماؤها شفاء للعين (1).

و منها: السداب،

فإنه يزيد في العقل، و يوفر الدماغ، و ينفع وجع الأذن إلا انه ينتن ماء الظهر (2).

و يكره أكل الجرجير و هو المسمى بالعجمية ترتيزه، فإنه لبني أمية، و إنه شجرة على باب النار (3)، و كأني انظر إليه يهتز في النار (4)، و من بات و في جوفه شيء منه بات و الجذام يرفرف على رأسه حتى يصبح، فإما إن يسلم أو يعطب (5)، و من أكله بالليل ضرب عليه عرق الجذام و بات ينزف الدم (6). و أما ما ورد على خلاف ذلك، مثل ما روي من إن أبا الحسن عليه السّلام كان يشترى له الجرجير، و كان يقول: ما أحمق بعض الناس يقولون إنه ينبت في وادي جهنم، و اللّه عز و جل يقول: وَقُودُهَا اَلنّاسُ وَ اَلْحِجارَةُ 7فكيف تنبت البقل؟ 8. فمحمول على التقية.

ص:215


1- الكافي:6/370 باب الكماة حديث 2.
2- الكافي:6/368 باب ا [2]لسداب حديث 2.
3- المحاسن:517 باب 97 [3] الجرير حديث 714 و 716.
4- المحاسن:5 [4]18 باب 97 الجرير حديث 716.
5- البحار:14 السماء و العالم/66 طب [5]ع كمباني.
6- الكافي:6/3 [6]68 باب الجرير حديث 2.

الثمار الممدوحة

اشارة

و اما الثمار الممدوحة في الاخبار المستحب اكلها:

فمنها: التمر،

الذي قد ورد فيه ان الشيعة يحبونه (1)، و ان مع كل تمرة حسنة (2)و ان من اكله على شهوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اياه لم يضره (3)، و خير التمور البرني (4)فقد ورد انه يذهب الداء، لا داء فيه، و يذهب بالاعياء، و بالبلغم، و يشبع (5)، و يطيب النكهة و المعدة، و يهظم الطعام، و يزيد في السمع و البصر، و يقوي الظهر، و يزيد في المجامعة، و يخبّل الشيطان، و يقرّب

ص:216


1- الكافي:6/345 باب التمر حديث 6، [1] بسنده عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: دخلت على ابي الحسن الرضا عليه السّلام و بين يديه تمر برني، و هو مجدّ في اكله، يأكل بشهوة، فقال: يا سليمان! ادن فكل، فدنوت منه فاكلت معه و انا اقول له: جعلت فداك انّي اراك تاكل هذا التمر بشهوة! فقال: نعم انّي احبّه، فقلت: و لم؟ قال: لانّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان تمريّا، و كان أمير المؤمنين عليه السّلام تمريّا، و كان الحسن تمريّا، و كان ابو عبد اللّه الحسين تمريّا، و كان سيد العابدين تمريّا، و كان ابو جعفر تمريّا، و كان ابو عبد اللّه تمريّا، و كان ابي تمريّا، و انا تمريّ، و شيعتنا يحبّون التمر، لأنّهم خلقوا من طينتنا، و أعداؤنا-يا سليمان- يحبون المسكر لانّهم خلقوا من مارج من نار.
2- الكافي:6/345 باب التمر حديث 5، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: خير تموركم البرني، يذهب بالداء و لا داء فيه، و يذهب بالاعياء و لا ضرر له، و يذهب بالبلغم، و مع كل تمرة حسنة. و في رواية اخرى: يهنيء، و يمري، و يذهب بالاعياء، و يشبع.
3- المحاسن:539 باب 110 حديث 819.
4- الكافي:6/345 باب التمر حديث 5.
5- الحديث المتقدّم.

من اللّه تعالى، و يباعد من الشيطان (1). و ورد ان أكل التمر على الريق يقتل الديدان في البطن (2)، و ان من أكل البرني على الريق و شرب عليه الماء سمن (3)، و من غلبت عليه الرطوبة فاكله على الريق و لم يشرب عليه الماء، اعتدل مزاجه (4).

و الغبيراء: و هي تمرة تشبه العناب تنفع المحموم (5).

و العجوة: و هو قسم من التمر شفاء من السم (6)، و من اكل سبعا منه

ص:217


1- الخصال:2/416 في التمر البرني تسع خصال حديث 8، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اذ ورد عليه وفد عبد القيس فسلّموا ثم وضعوا بين يديه جلّة تمر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أ صدقة أم هديّة؟ قالوا: بل هي هديّة يا رسول اللّه، قال: ايّ تمراتكم هذه؟ قالوا: البرني، فقال عليه السّلام: في تمرتكم هذه تسع خصال: انّ جبرئيل يخبرني انّ فيه تسع خصال، يطيب النكهة، و يطيب المعدة، و يهضم الطعام، و يزيد في السمع و البصر، و يقوّي الظهر، و يخبل الشيطان، و يقرب من اللّه عزّ و جلّ، و يباعد من الشيطان.
2- الكافي:6/349 باب التمر حديث 20 عن ابي عبد اللّه [1]عليه السّلام قال: من اكل سبع تمرات عجوة عند منامه قتلن الديدان. و في المستدرك:3/114 باب 57 حديث 6، [2] في طبّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: كلوا التمر على الريق فانّه يقتل الدود.
3- المحاسن:533 باب 110 [3] التمر حديث 793.
4- الحديث المتقدم.
5- الكافي:6/361 باب الغبيراء حديث 1، [4] بسنده عن ابن بكير انّه سمع ابا عبد اللّه عليه السّلام يقول: الغبيراء لحمه ينبت اللّحم، و عظمه ينبت العظم، و جلده ينبت الجلد، و مع ذلك فانّه يسخن الكليتين، و يدبغ المعدة، و هو امان من البواسير و التقتير، و يقوّي الساقين، و يقمع عرق الجذام.
6- المحاسن:532 باب 110 [5] التمر حديث 788، بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: العجوة من الجنّة، و فيها شفاء من السّم.

على الريق لم يضره سم و لا سحر، و لا شيطان (1)، و من اكل سبعا منه عند منامه قتلت (2)الديدان في بطنه (3).

و يستحب الابتداء بالتمر إذا حضر في الخوان (4). و يكره لمن اكل التمر طرح النوى يمينا و شمالا، و يستحب جمعها. و يكره اكل الطلع لأنه يورث الهزل في البدن (5). و يستحب اكرام النخل لانها خلقت من طينة آدم عليه السّلام، و لذا تلقّح، و لعله بهذا الاعتبار عبّر عنها في الأخبار بالعمّات (6)فكأنها لخلقها من طينة آدم عليه السّلام [صارت]اخواته.

و منها: العنب،

فانه يستحب اكله سيما للمغموم، فانه يذهب بالغمّ، سيما الأسود منه (7). و يستحب اكله حبتين حبتين لا اكثر و لا أقل، إلا الشيخ

ص:218


1- المحاسن:532 باب 110 [1] التمر حديث 789، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: من اكل في كل يوم سبع عجوات تمر على الريق من تمر العالية لم يضرّه سمّ و لا سحر و لا شيطان.
2- في المتن: قلّت.
3- الكافي:6/349 باب التمر حديث 20.
4- الكافي:6/345 باب التمر حديث 2، [3] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: ما قدّم الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طعام فيه تمر الاّ بدأ بالتمر.
5- وسائل الشيعة:16/541 باب 112 حديث 7، [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: ثلاث لا يؤكلن يسمّن، و ثلاث يؤكلن يهزلن: فاما اللّواتي يؤكلن فيهزلن فالطلع و الكسب و الجوز، و اما اللواتي لا يؤكلن و يسمن فالنورة و الطيب و لبس الكتان.
6- المحاسن:528 باب 110 حديث 768، [5] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: استوصوا بعمتّكم النخلة خيرا، فانّها خلقت من طينة آدم، الا ترون انّه ليس شيء من الشجر يلقح غيرها.
7- الكافي:6/350 باب العنب حديث 2، [6] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لمّا حسر الماء عن عظام الموتى فرأى ذلك نوح عليه السّلام جزع جزعا شديدا، و اغتمّ لذلك، فاوحى اللّه عزّ و جلّ اليه: هذا عملك بنفسك، انت دعوت عليهم، فقال: يا ربّ! اني استغفرك-

الكبير و الطفل الصغير فحبّة حبّة (1). و يكره تسمية العنب: الكرم (2).

و يستحب اكل الزبيب فانه يشد العصب و القلب، و يذهب بالنصب، و يطيّب النفس، و يحسن الخلق، و يكشف المرّة، و يذهب بالبلغم و بالغمّ و المرض، و يطفي الحرارة (3). و يستحب اكل احدى و عشرين زبيبة حمراء في كل يوم على الريق، فان فاعل ذلك لا يمرض إلاّ مرض الموت (4).

و منها: الرمّان،

فانه من فواكه الجنة 5، و سيد الفواكه 6، و هو ينير القلب، و يطرد عنه وسوسة الشيطان 7، و يغضبه اربعين صباحا، و ينفي الغم 8. و يستحب اكله بشحمه، فانه يدبغ المعدة، و يزيد في الذهن 9، و يذهب بالحفر و بالبخر، و يطيب النفس 10، و يشفي التخمة، و يهضم الطعام، و يسبّح في

ص:219


1- الكافي:6/351 باب ال [1]عنب حديث 6، بسنده دخل ابو عكاشة بن محصن الاسدي على ابي جعفر عليه السّلام فقدّم اليه عنبا و قال له: حبّة حبّة ياكل الشيخ الكبير، و الصبيّ الصغير، و ثلاث و اربع ياكل من يظن انه لا يشبع، و كله حبّتين حبتين فانه مستحب.
2- المحاسن:546 باب 112 العنب حديث 861، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: لا تسمّوا العنب الكرم فان المؤمن هو الكرم. اقول: يقال الرجل الكرم اي كريم وصف بالمصدر مثل زيد عدل. النهاية.
3- الخصال:2/343 باب في الزبيب حديث [2] 9.
4- الكافي:6/351 باب الزبيب حد [3]يث 1.

الجوف (1). و ورد انّ في كل حبّة منه إذا استقرت في المعدة حياة للقلب، و امانا للنفس، و ان الرمّان يمرض وسواس الشيطان، و يطرده اربعين ليلة (2)و انه لم يأكله جايع إلا اجزأه، و لا شبعان إلاّ امرأه (3). و الافضل الانفراد في أكله، و يكره الاشتراك في الرمانة الواحدة خوفا من فوات ما فيها من حبة الجنة، و لذا استحب استيعاب حبات الرمانة، و تتبع ما سقط منها (4). و ورد ان كل رمانة فيها حبة من الجنة فاذا اكلها الكافر بعث اللّه عز و جل اليه ملكا فانتزعها (5). و يستحب اكل المتعدّد من الرمان، فقد ورد ان أي مؤمن اكل رمانة حتى يستوفيها أذهب اللّه الشيطان عن انارة قلبه اربعين صباحا، و من اكل اثنتين اذهب اللّه الشيطان عن انارة قلبه مائة يوم، و من اكل ثلاثا حتى يستوفيها اذهب اللّه الشيطان عن انارة قلبه سنة، و من أذهب اللّه الشيطان عن انارة قلبه لم يذنب، و من لم يذنب دخل الجنة (6).

و يستحب اكله على الريق سيما يوم الجمعة و ليلتها (7)و ورد ان دخان شجرة الرمان ينفي الهوام (8).

و منها: التفاح،

فانه نصوح المعدة، و ينفع الوباء و الرعاف المهلك، و ما شيء انفع منه (9)، و الأخضر منه يقلع الحمّى، و يسكّن الحراق، و يطفي الحرارة،

ص:220


1- طبّ الأئمة:134 طبعة النجف [1]الاشرف.
2- طبّ الأئمّة:134 طبعة النجف [2]الاشرف.
3- الكافي:6/352 باب الرمان حديث 1.
4- المحاسن:544 باب 111 [4] الرمان حديث 850.
5- الكافي:6/353 باب الرمان حديث 5.
6- الكافي:6/353 باب الرمان حديث 9.
7- الكافي:6/355 باب الرمان حديث 16.
8- الكافي:6/355 باب الرمان حديث 18.
9- الكافي:6/355 باب التفّاح حديث 1 و 4 و 5 و 10.

و يبرد الجوف (1). و يكره اكل الحامض منه لانه يورث النسيان (2)و كذا الكزبرة. و يستحب النظر الى التفاح الأحمر (3).

و منها: السفرجل،

فانه يجمّ الفؤاد، و يزيد في قوته و يزكّيه و يشدّه، و يسخي البخيل، و يشجّع الجبان (4)، و يذهب بهمّ الحزين، كما يذهب اليد بعرق الجبين (5)و يحسّن الوجه، و يصفّي اللون (6)، و يجّم القلب و يجليه و يقوّيه، و يطيب المعدة و يضرجها (7)و يدبغها، و يزيد في العقل و المروءة، و يذهب بطخاء الصدر و ثقله و ظلمته (8). و من اكل سفرجلة انطق اللّه الحكمة على لسانه اربعين صباحا (9)، و من أكلها ثلاثة أيام على الريق صفا ذهنه، و امتلأ جوفه حلما و علما،

ص:221


1- الكافي:6/355 باب التفّاح حديث 3، و [1]المحاسن:552.
2- الخصال:2/422 تسعة اشياء تورث النسيان حديث 22.
3- الكافي:6/360 باب الاترج حديث 6، [3] بسنده ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يعجبه النظر الى الاترج الاخضر، و التفاح الاحمر.
4- الخصال:1/157 باب السفرجل فيه ثلاث خصال حديث 199، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام يقول: ان الزبير دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بيده سفرجلة فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما هذه بيدك؟ فقال له: يا رسول اللّه! هذه سفرجلة، فقال: يا زبير! كل السفرجل فان فيه ثلاث خصال، قال: و ما هي يا رسول اللّه؟ قال: يجمّ الفؤاد، و يسخّي البخيل، و يشجع الجبان. اقول: الجمّ الراحه، يقال: اجمّ الفؤاد اراحه.
5- الكافي:6/358 باب السفرجل حديث 7.
6- الكافي:6/357 باب السفرجل حديث 2.
7- ضرج الكلام حسّنه و زوّقه، و هنا بمعنى تحسين المعدة. و بطخاء الصدر الطخاء الكرب على القلب.
8- المحاسن:549 باب 114 [6] السفرجل حديث 876، و صفحه 550 حديث 887.
9- الكافي:6/357 باب السفرجل حديث 5.

و وقى من كيد ابليس و جنوده (1). و يستحب اكله للحامل، فان الولد يكون اطيب ريحا، و اصفى لونا (2)، و كذا اذا أكل السفرجل و جامع زوجته خرج الولد كذلك (3).

و منها: التين،

فانه يذهب بالبخر، و يشّد العظم، و ينبت الشعر، و يذهب بالداء، و لا يحتاج معه الى دواء (4)و ورد انه يليّن السدد (5)، و ينفع ارياح القولنج، و يدفع البواسير (6)و النقرس، و يزيد قوة الجماع (7).

و منها: الزيتون،

فانه من شجرة مباركة، و أكله يطرد الرياح، و يزيد في الماء (8)، و قد مرّ مدح دهنه في المقام الرابع.

و منها: الكمثرى،

فانه يجلو القلب، و يسكّن اوجاع الجوف بإذن اللّه تعالى (9)، و يدبغ المعدة و يقوّيها، و هو على الشبع انفع منه على الريق، و من اصابه الطخاء-أي ثقل الصدر و ظلمته-فليأكله على الطعام (10).

ص:222


1- وسائل الشيعة:17/132 باب 94 حديث 1.
2- المستدرك:3/116 باب 69 حديث 5، و فيه: [اطعموها حبالاكم يحسن اولادكم]. و حديث 10 يحسن اخلاق اولادكم.
3- المحاسن:549 حديث 880، [2] بسنده عن محمد بن مسلم قال: نظر أبو عبد اللّه عليه السّلام الى غلام جميل فقال: ينبغي ان يكون ابوا هذا الغلام اكلا السفرجل. و قال: السفرجل يحسن الوجه و يجمّ الفؤاد.
4- الكافي:6/358 باب التين حديث 1.
5- السدد هنا ما يتحجّر من المدفوع في المعدة.
6- مستدرك وسائل الشيعة:3/116 باب 71 حديث 2.
7- مستدرك وسائل الشيعة:3/116 باب 71 حديث 6.
8- الكافي:6/331 باب الزيت و الزيتون حديث 1، و [6]صفحه 332 حديث 7.
9- الكافي:6/358 باب الكمثري حديث 1.
10- الكافي:6/358 باب الكمثري حديث 2.
و منها: الاجاص،

فأنه يطفي الحرارة، و يسكّن الصفراء، و اليابس منه يسكن الدم، و يسل الداء الدوي (1).

و منها: الموز،

و هو ثمر اخضر قدر القثاء، و له منافع مذكورة في الطب.

و منها: الاترج ،

(2)

فقد ورد الندب الى اكله سيما بعد الطعام (3)و من اكثر منه و وجد ثقله فليأكل الخبز المجفف في التنّور، فانه يدفع ثقله (4)و يستحب النظر الى الاترج الاخضر (5).

و منها: الغبيراء

-و هو المسمى بالفارسية ب: سنجد-فان لحمه ينبت اللحم، و عظمه ينبت العظم، و يسخّن الكليتين، و يدبّغ المعدة، و هو امان من البواسير و التقطير، و يقوّي الساقين، و يقمع عرق الجذام (6).

و يستحب اختيار الرمّان الملاسي، و التفاح الشيقان، و السفرجل و العنب الرازقي، و الرطب المشان، و قصب السكر على ساير الفواكه (7).

و يستحب غسل الفاكهة قبل الاكل، لان لكل ثمرة سمّا (8). و يكره تقشير الثمرة (9)و يستحب اكل الثمرة الجديدة مع العتيقة دفعة، لأن الشيطان

ص:223


1- الكافي:6/359 باب الاجاص حديث 1.
2- و هو عند العرب يشمل النارنج و الليمون، كما صرح بذلك الفاضل المجلسي رحمه اللّه [منه (قدس سره)].
3- الكافي:6/359 باب الاترج حديث 2.
4- الكافي:6/360 باب الاترج حديث 4.
5- الكافي:6/360 باب الاترج حديث 6.
6- الكافي:6/361 باب الغبيراء حديث 1.
7- الخصال:1/289 خمس من فاكهة الجنّة في الدنيا حديث 47، و المحاسن:527 باب 109 ابواب الفواكه حديث 764.
8- الكافي:6/350 ابواب الفواكه حديث 4.
9- المحاسن:556 باب 120 حديث 912.

يشتد غضبه، و يقول: عاش ابن آدم حتى أكل العتيق بالحديث (1).

و يكره القران بين التين و التمر و ساير الفواكه لمن اكل مع قوم مسلمين إلاّ بإذنهم، و لا بأس به عند الانفراد (2).

و يستحب عند رؤية الثمرة الجديدة تقبيلها و وضعها على العينين، و قول: «اللهم كما اريتنا اولها في عافية فإرنا آخرها في عافية» (3). و ورد ان من رأى الفاكهة تباع و الشيء مما يشتهيه كان له بكل ما يراه فلا يقدر على شرائه و يصبر عليه حسنة (4)، و ان من اشتهى شهوة من شهوات الدنيا فيصبر و يذكر اهله و يغتم و يتنفس، كتب اللّه له بكل نفس الفي الف حسنة، و محى عنه الفي الف سيئة، و رفع له الفي الف درجة (5).

و يستحب مضغ اللبان (6)فانه يشد الأضراس، و ينفي البلغم، و يذهب بريح الفم (7).

ص:224


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:229.
2- قرب الاسناد:116.
3- مستدرك وسائل الشيعة:3/127 باب 112 حديث 15.
4- ثواب الاعمال:214 باب ثواب من يرى الفاكهة او غيرها و يشتهيها و لا [4]يقدر عليها حديث 1.
5- مستدرك وسائل الشيعة:2/303 حديث 10.
6- اللبان: اي الكندر-بالفارسية-. [منه (قدس سره)].
7- مستدرك وسائل الشيعة:3/109 باب 37 حديث 4 و 9.

المقام السادس: في المآكل المتفرقة

يستحب أكل البيض وحده (1)و مع اللحم (2)، و مع البصل (3). و الاكثار منه فانه يكثر النسل (4). و ورد ان صفاره خفيف، و بياضه ثقيل (5).

و اكل الخل وحده، فانّه يكسر المرة، و يطفي الصفراء، و يحيي القلب و ينيره (6). و مع الزيت فانه طعام الانبياء (7). و لا يفتقر أهل بيت عندهم الخل (8). و خل الخمر يشد اللّثة و الفم، و يقتل دود البطن، و يشدّ العقل (9).

ص:225


1- الكافي:6/324 باب بيض الدجاج حديث 1.
2- الكافي:6/324 باب بيض الدجاج حديث 3، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: شكى نبيّ من الانبياء عليهم السّلام الى اللّه عزّ و جلّ قلّة النسل فقال: كل اللحم بالبيض.
3- الكافي:6/324 باب بيض الدجاج حديث 2، [3] بسنده عن عمر بن ابي حسنة الجمال قال: شكوت الى ابي الحسن عليه السلام قلة الولد، فقال لي: استغفر اللّه، و كل البيض بالبصل.
4- الكافي:6/325 باب بيض الدجاج حديث 4.
5- الكافي:6/325 باب بيض الدجاج حديث 5.
6- الكافي:6/329 باب الخل حديث 7، [6] بسنده قال امير المؤمنين عليه السّلام: نعم الادام الخلّ، يكسر المرّة، و يطفي الصفراء، و يحيى القلب.
7- المحاسن:483 باب 96 [7] الخل و الزيت حديث 520.
8- الكافي:6/329 باب الخلّ حديث 1 و 3، و [8]فيهما: ما افتقر بيت فيه خلّ. اي لم يخل من الادام.
9- الكافي:6/330 باب الخل حديث 8 و 9.

و يستحب أكل العسل، فانه يزيد في الحفظ، و يذهب بالبلغم، و انه شفاء كل داء (1).

و يستحب اكل السكّر و التداوي به (2)، و اكله عند النوم (3)، و اختيار السليماني منه، و الطبرزد و الابيض للاكل و التداوي به (4). و قد ورد ان الطبرزد يأكل البلغم اكلا (5)، و ان من ملك الف درهم و لم يملك غيرها، و صرف جميعها في شراء السكّر لم يكن مسرفا (6).

و يكره اكل الجوز في شدة الحرّ، فانه يهيج الحرّ في الجوف، و يهيج

ص:226


1- مستدرك وسائل الشيعة:3/109 باب 37 حديث 4، [1]فقه الرضا عليه السّلام: [2] قال العالم عليه السّلام: في العسل شفاء من كل داء، و من لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم، و يكسر الصفراء، و يقطع المرّة السوداء، و يصفوا الذهن، و يجوّد الحفظ.
2- الكافي:6/334 باب السكر حديث 9، [3] بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام لأبي: يا بشير! بايّ شيء تداوون مرضاكم؟ فقال: بهذه الادوية المرار، فقال له: لا، اذا مرض احدكم فخذ السكّر الابيض فدقّة و صبّ عليه الماء البارد، و اسقه ايّاه فان الذي جعل الشفاء في المرارة قادر ان يجعله في الحلاوة.
3- الكافي:6/332 باب السكّر حديث 1، [4] بسنده عن موسى بن بكر قال: كان ابو الحسن الاول عليه السّلام كثيرا ما يأكل السكر عند النوم.
4- اقول: السكر السليماني ما يقال له في زماننا: نبات، و السكر الطبرزرد: اصفى من الابيض، و الابيض هو النبات الذي بولغ في تصفيته، بان طبخ جيّدا ببياض البيض، و اخذ زبده و درده، و صبّ مصفّاه في قالب مخروطي، و خرج من رأس القالب ما لم ينعقد منه، فما بقي منه يسمى السكر الابيض، و ان طبخ ثانيا و صفّى قيل له الطبرزرد، و نوع منه يقال له: شكر بنير. و يحتمل ان يكون المراد بالسكر الابيض في الرواية ما يقابل السكّر الاحمر، و هو ما يعصر من نوع من قصب السكر، و عصارته حمراء أو صفراء.
5- الكافي:6/333 باب السكر حديث 4.
6- الكافي:6/334 باب السكر حديث 8.

القروح على الجسد، و اكله في الشتاء مستحب، لانه يسخّن الكليتين، و يدفع البرد (1). و ورد انه يورث الهزل في البدن (2)، و حمله على ما إذا أكل في الحر لا داعي له.

و يستحب أكل التلبينية، فقد ورد انه لو اغنى شيء من الموت لأغنت التلبينية (3)، و هو الحسو باللبن، فالحسو طبيخ يتخذ من دقيق و ماء و دهن و قد يضاف اليه الحلو [ى]، و الحسو باللبن ان يجعل بدل الماء اللبن فهو التلبينية.

و يستحب اكل المثلثة، و هي ان يؤخذ من كل من الارز و الحمص و الباقلاء او غيره من الحبوب ثلث، ثم يرض الجميع و يطبخ (4).

و من جملة ما يؤتدم به المربّى، و هو ان يجعل الخبز اليابس في الخابية، و يصب عليه الماء و الملح و يترك حتى يصير مربى، و قد شكى يوسف عليه السّلام في السجن من اكل الخبز وحده، فأمر بتهيئة ذلك (5).

و يستحب اكل هريسة الجاورس، و هو قسم صغير من الدخن، فانه طعام ليس فيه ثقل و لا غائلة، و هو باللبن أنفع و الين في المعدة (6)، و سويق الجاورس بماء الكمون يمسك المعدة (7).

ص:227


1- الكافي:6/340 باب الجبن و الجوز حديث 1.
2- المحاسن:450 باب 48 [2] نوادر في الطعام 63، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: ثلاث لا يؤكلن و يسمّن، و ثلاث يؤكل و يهزلن: فأمّا اللّواتي يؤكلن و يهزلن فالطّلع و الكسب و الجوز. . الحديث.
3- المحاسن:405 باب 10 المثلثة و الاحساء حديث 109.
4- المحاسن:404 باب 10 المثلثة و الاحساء حديث 107.
5- الكافي:6/330 باب المري حديث 1.
6- الكافي:6/344 باب الجاورس حديث 1.
7- الكافي:6/345 باب الجاورس حديث 2.

و يجوز جعل المسك و العنبر و نحوهما من الطيب في الطعام (1).

و يستحب اكل الحلواء (2)و الفالوذج (3)و كذا الثريد، فان فيه بركة، و قد استباركه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لامّته (4).

و لا بأس بأكل السكباج، و هو طعام يصنع من خل و زعفران و لحم (5).

و يستحب اكل الحبة السوداء، فانها شفاء من كل داء إلاّ السام (6).

و كان الصادق عليه السّلام يحب النار باج و هو مرق الرمان، معرب (7).

و لا بأس بتهيئة الاطعمة الجيدة و اكلها و اطعامها، بل لا يبعد استحبابها، لصدور ذلك من أهل البيت عليهم السّلام مرارا عديدة (8)، و قول بعض من

ص:228


1- البحار:10/280 طبع الاخوندي [1]عن كتاب علي بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: سألته عن المسك و العنبر و غيره من الطيب يجعل في الطعام؟ قال: لا بأس.
2- الكافي:6/321 باب الحلوا حديث 1.
3- الكافي:6/321 باب الحلوا حديث 4، [3] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: كنّا بالمدينة فارسل الينا اصنعوا لنا فالوذج و اقلّوا، فارسلنا اليه في قصعة صغيرة.
4- الكافي:6/317 باب الثريد حديث 3، [4] بسنده عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح، عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللهم بارك لامّتي في الثرد و الثريد. قال جعفر: الثرد ما صغر، و الثريد ما كبر.
5- وسائل الشيعة:17/47 باب 29 احاديث الباب.
6- الخصال:2/637 حديث الاربعمائة، آخر الحديث.
7- المحاسن:401 باب 7 الالوان حديث 91.
8- المحاسن:400 باب 6 [5] لا سرف في الطعام حديث 83، بسنده عن ابي حمزة قال: كنّا عند ابي عبد اللّه عليه السّلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة و طيبا حتى تملينا و اتينا بتمر ينظر فيه الى وجوهنا من صفائه و حسنه، فقال رجل: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ اَلنَّعِيمِ عن النعيم الذي نعمتم عند ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ فقال ابو عبد اللّه عليه السّلام: اللّه اكرم و اجلّ من ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه، ثم يسألكم عنه، و لكنّه انعم عليكم بمحمد-

حضر في نفسه: لتسألن عن هذا النعيم، و قولهم عليهم السّلام-جوابا عمّا في ضمير البعض-: ان اللّه اكرم و أجلّ من ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه، و ان المراد في الآية بالنعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة، ما انعم اللّه به على العباد من ولاية آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1).

نعم يأتي هنا ما مرّ في فصل اللباس من ان المستفاد من مجموع الاخبار ان من كان مرجعا للعباد، و محطّ نظر الفقراء من رؤساء الدين، تكليفه الزهد حتى يتسلّى به الفقراء (2). نعم ورد استحباب التواضع للّه تعالى بترك اكل

ص:229


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:170، بسنده عن ابراهيم بن العباس الصولي، عن الرضا عليه السّلام انّه قال: ليس في الدّنيا نعيم حقيقي، فقيل له: فقول اللّه تعالى لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ اَلنَّعِيمِ ما هذا النعيم في الدنيا؟ هو الماء البارد؟ فقال الرضا عليه السّلام-و علا صوته-: و كذا فسّرتموه انتم، و جعلتموه على ضروب: فقالت طائفة هو الماء البارد، و قال غيرهم: هو الطعام الطيّب، و قال آخرون: هو النوم الطيّب، و لقد حدثني أبي، عن أبيه الصادق عليه السّلام لما ذكرت اقوالكم [خ. ل: ان اقوالكم ذكرت]عنده في قول اللّه عزّ و جلّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ اَلنَّعِيمِ فغضب، و قال: انّ اللّه لا يسأل عباده عمّا تفضّل به عليهم و لا يمنّ بذلك عليهم، و الامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين [خ. ل: عن المخلوقين]فكيف يضاف الى الخالق ما لا يرضى به المخلوق [خ. ل: المخلوقون به]؟ ! ، و لكن النعيم حبّنا اهل البيت و موالاتنا لينال اللّه عباده بعد التوحيد و النبوّة، و لان العبد اذا وفا [خ. ل: وافاه]بذلك اداه الى نعيم الجنة الذي لا يزول.
2- اقول: ممّا لا يخفى على المتضلّع في التشريعات الاسلاميّة ان لمن يتسنم دست الخلافة و زعامة المسلمين وظائف خاصّة حين تسنّمه الحكم، و منها ان يطبق الزعيم حياته المعيشيّة بحياة اضعف المسلمين و يواسيهم في جشوبة العيش و مشاكل الحياة، كما يتضح ذلك من كلمات امير المؤمنين عليه صلوات اللّه و سلامه و سيرته الشريفة في ايام تصدّيه للخلافة و قبلها، و هذه المواساة مختصة بمن يتسنم دست الخلافة، أمّا من زويت عنه فليس له ذلك، كما يكشف عنه سيرة ائمة الهدى المعصومين عليهم صلوات اللّه و سلامه، فتفطّن.

الطيّبات حتى ترك نخل الطحين (1): بل يكره الافراط في التنعم و المواظبة على أكل الطيبات حتى تصير عادة (2)، كما لا يبعد كراهة المواظبة الدائمة على ترك أكل الطيب تزهدا، سيما إذا أدى الى الاشتهار بذلك، لما ورد من انّ الشهرة خيرها و شرّها في النّار (3).

ص:230


1- المحاسن:410 باب 15 حديث 136، و صفحه 409 باب 15 حديث 133.
2- المحاسن:409 باب 15 حديث 134.
3- الكافي:6/445 حديث 3.

المقام السابع: في آداب الوليمة و الضيافة و الضيف

يستحب الوليمة و اجابة الدعوة في العرس، و العقيقة، و الختان، و الاياب من الحج او الزيارة، و شراء الدار، و الفراغ من البناء (1). و قد ورد ان اطعام الطعام من الايمان (2)، و انه محبوب للّه تعالى (3)، و انه من المنجيات، و من افضل الأعمال (4)، و انه يوجب المغفرة من اللّه سبحانه و سرعة الرزق اليه (5). و ورد انّ من الحقوق الواجبة اجابة دعوة المسلم و لو على خمسة اميال، دون الكافر

ص:231


1- الخصال:1/313 حديث 92 و فيه: لا وليمة الاّ في خمس، بسنده عن علي بن ابي طالب عليه السّلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّه قال في وصيّته له: يا عليّ! لا وليمة الاّ في خمس: في عرس، او خرس، او عذار، او وكار، او ركاز. و العرس: التزويج، و الخرس: النفاس بالولد، و العذار: الختان، و الوكار: في شراء الدار، و الركاز: الذي يقدم من مكّة.
2- الكافي:4/50 باب فضل اطعام الطعام حديث 2، [1] بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: من الايمان حسن الخلق، و اطعام الطعام.
3- الكافي:4/51 باب فضل اطعام الطعام حديث 6.
4- الكافي:4/51 باب فضل الطعام حديث 50، [3] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال المنجيات: اطعام الطعام، و افشاء السّلام، و الصلاة بالليل و النّاس نيام. و انظر: المحاسن:387 باب 1 [4] الاطعام حديث 5، بسنده عن ابي المنكدر، قال: اخذ رجل بلجام دابّة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول اللّه! ايّ الاعمال افضل؟ فقال: اطعام الطعام، و اطياب الكلام. و انظر أحاديث الباب.
5- المحاسن:390 حديث 27.

و المنافق بل و الفاسق فان اجابتهم منهي عنها (1). و يكره اجابة الدعوة في خفض الجواري (2).

و يستحب إذا قدم المؤمن على اخيه عرض الطعام عليه، فان لم يأكل فالشراب، فان لم يشرب فالوضوء (3). و يستحب اطعام المؤمن (4)، و لا يجوز اطعام الكافر إذا ادى الى اعانته على النصب، او الى الموادة معه، و قد ورد ان من اشبع كافرا كان حقا على اللّه أن يملأ جوفه من الزقوم، مؤمنا كان المشبع او كافرا (5)، و ان من أشبع عدوا لأهل البيت عليهم السّلام فقد قتل وليا لهم (6). و يستحب ان لا يحتشم المؤمن من اخيه، و لا يتكلف له، و ان يتحفه، و يقبل

ص:232


1- المحاسن:411 باب 17 اجابة الدعوة حديث 42، و الكافي:6/274 حديث 1.
2- الكافي:6/275 باب اجابة دعوة المسلم حديث 6، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: اجب في الوليمة و الختان و لا تجب في خفض الجواري.
3- الكافي:6/275 باب العرض حديث 2، [3] بسند رفعوه الى ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: اذا دخل عليك اخوك فاعرض عليه الطعام، فان لم يأكل فاعرض عليه الماء، فان لم يشرب فاعرض عليه الوضوء.
4- اصول الكافي:2/201 باب اطعام المؤمن حديث 5، [4] بسنده عن علي بن الحسين عليهما السّلام قال: من اطعم مؤمنا من جوع اطعمه اللّه من ثمار الجنّة، و من سقى مؤمنا من ضمأ سقاه اللّه من الرحيق المختوم.
5- اصول الكافي:2/200 باب اطعام المؤمن حديث 1، [5] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: من اشبع مؤمنا وجبت له الجنّة، و من اشبع كافرا كان حقّا على اللّه ان يملأ جوفه من الزقّوم، مؤمنا كان او كافرا.
6- معاني الاخبار:365 باب معنى الناصب حديث 1، بسنده عن المعلّى بن خنيس، [6] قال: سمعت ابا عبد اللّه عليه يقول: ليس الناصب من نصب لنا اهل البيت، لأنّك لا تجد احدا يقول: انا أبغض محمدا و آل محمد، و لكن الناصب من نصب لكم و هو يعلم انّكم تتولّونا، او تتبرّؤن من اعدائنا، و قال: من اشبع عدوّا لنا فقد قتل وليّا لنا.

تحفته (1).

و يستحب الضيافة، حتى ورد ان من سمع صوت الضيف فسّره ذلك، غفر له ذنوبه و ان ملأت ما بين السماء و الارض (2)و انه لا تدخل الملائكة دارا لا يدخلها الضيف (3). و يكره كراهة شديدة استقلال صاحب المنزل ما يقدمه الى الضيف و احتقاره إيّاه (4)، و استقلال الضيف له و احتقاره (5). بل افتى الشيخ الحر (قدس سره) بحرمته (6)و هو وجيه ان رجع الاحتقار الى الاستخفاف بالنعمة، و من دعي الى طعام له يجز له ان يستتبع ولده و اتباعه إلا مع العلم بالرضا (7).

و يستحب لأهل البلد ضيافة من يرد عليهم من اخوانهم في الدين، حتى يرحل عنهم (8).

و يستحب التلطّف به ليلتين فاذا كانت الليلة الثالثة فهو من أهل البيت يأكل ما وجد (9).

ص:233


1- الكافي:6/275 باب انس الرجل في منزل اخيه حديث 1.
2- مستدرك وسائل الشيعة:3/89 باب 33 حديث 4.
3- مستدرك وسائل الشيعة:3/89 باب 33 حديث 7.
4- المحاسن:414 باب 2 انس الرجل في منزل اخيه حديث 166.
5- المحاسن:415 باب 2 انس الرجل في منزل اخيه حديث 167.
6- حيث عنون في الوسائل:16/431 باب عدم جواز استقلال صاحب المنزل ما يقدّمه للضيف و احتقاره و [4]استقلال الضيف له و احتقاره. و هذا العنوان ظاهره الحكم بالحرمة.
7- المحاسن:411 باب 17 اجابة الدعوة حديث 147.
8- الكافي: [5]6/282 باب ان الرجل اذا دخل بلدة فهو ضيف على من بها من اخوانه حديث 2، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من اهل دينه حتى يرحل عنهم.
9- الكافي:6/283 باب ان الضيافة ثلاثة ايام حديث 1، [6] بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه-

و يكره استخدام الضيف لأنه من الجفاء، و كذا تمكينه من ان يخدم (1).

و يستحبّ اعانة الضيف على النزول و اكرامه و توقيره، و ترك اعانته على الارتحال، و اجادة زاده فانه من السخاء 2.

و يستحب للضيف ان لا يكلف صاحب المنزل شيئا ليس فيه، و ان يمنعه من الاتيان بشيء من الخارج 3، و ان لا ينزل عند من لا يتمكّن من شيء ينفقه عليه 4. و يستحبّ لصاحب المنزل اذا دعى أخاه ان يتكلّف له، و ان لا يدخّر عنه شيئا ممّا في بيته من المأكولات 5.

و يستحب اقراء الضيف، و هو حبّه و الاحسان اليه، و قد ورد انه لا يقري الضيف إلاّ مؤمن تقيّ 6.

و يستحب للضيف اجادة الأكل في منزل المؤمن، و الانبساط فيه و الاكثار منه و لو بعد الامتلاء، ما لم يصل الى حدّ الكراهة، و ان لا يقصّر و لا يحتشم 7.

ص:234


1- الكافي:6/283 باب كراهيّة استخدام الضيف حديث 1 [1]و 2.

و قد ورد انه: يعرف حبّ الرجل أخاه بكثرة الاكل عنده 1.

و يستحب تقدير الطعام بقدر سعة المال و قلّته، و اجادة الطعام و اكثاره مع الامكان 2. و يستحب اتخاذ الطعام و دعاء الناس اليه 3. و يكره القصر على دعاء الاغنياء 4. و قد ورد انّ اشباع مؤمن [يعدل]عتق نسمة 5، و انّ اشباع مؤمنين خير من عتق نسمة 6، و انّ اطعام ثلاثة نفر من المسلمين أحبّ من [عتق]سبع نسمات 7، و انّ من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه اللّه من ثلاث جنان في ملكوت السموات: الفردوس، و جنّة عدن، و طوبى 8. و انّ من اطعم مؤمنا جائعا اطعمه اللّه من ثمار الجنة، و من سقى مؤمنا من ظمأ سقاه اللّه من الرحيق

ص:235

المختوم (1). و ان من أطعم مؤمنا موسرا كان له بعدل رقبة من ولد اسماعيل ينقذه من الذبح، و من أطعم مؤمنا محتاجا كان له بعدل مائة رقبة من ولد اسماعيل ينقذها من الذبح (2). و عن مولانا الصادق عليه السّلام انه قال: لان اطعم رجلا من المسلمين أحب اليّ من ان اطعم افقا من الناس، قيل له: و ما الافق؟ فقال: مائة الف او يزيدون (3). و ورد ان الضيف إذا نزل جاء برزقه معه من السماء، و إذا دخل دخل بمغفرة المضيف و مغفرة عياله، و اذا خرج خرج بذنوبه و ذنوب عياله (4).

و يستحب لصاحب الطعام الابتداء بالاكل و الاشتغال به بعد الجميع- كما مرّ مع كيفيّة غسل اليد في المقام الأول-.

و ليجتنب من الإطعام رياء و سمعة، لما ورد من انّ من اطعم طعاما رياء و سمعة اطعمه اللّه مثله من صديد جهنم، و جعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضي بين الناس (5). و ورد ان من حق الضيف تهيئة الخلال له (6).

ص:236


1- اصول الكافي:2/201 باب اطعام المؤمن حديث 5.
2- اصول الكافي:2/203 باب اطعام المؤمن حديث 19.
3- اصول الكافي:2/202 باب اطعام المؤمن حديث 10.
4- اصول الكافي:2/201 باب اطعام المؤمن حديث 8، [4] بسنده عن حسين بن نعيم الصحاف قال: قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: اتحبّ اخوانك يا حسين؟ قلت: نعم، قال: تنفع فقراءهم؟ قلت: نعم، قال: أمّا انّه يحق عليك ان تحبّ من يحب اللّه، اما و اللّه لا تنفع منهم احدا حتى تحبّه، أ تدعوهم الى منزلك؟ قلت: نعم، ما آكل الاّ و معي رجلان و الثلاثة و الاقل و الاكثر، فقال ابو عبد اللّه عليه السّلام: أمّا ان فضلهم عليك اعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك اطعمهم طعامي و اوطئهم رحلي و يكون فضلهم عليّ اعظم؟ ! قال: نعم، انّهم اذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك و مغفرة عيالك، و اذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك و ذنوب عيالك.
5- عقاب الاعمال:238 باب يجمع عقوبات الاعمال.
6- المحاسن:564 باب 124 [6] الخلال حديث 964، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: انّ من حقّ الضيف ان يعدّ له الخلال.

الفصل الخامس: في آداب النوم و الانتباه منه

اشارة

و فيه مقامات:

المقام الأول: اذاب النوم

الأول: انه يستحب النوم بالليل فانه قرار البدن، بل يكره السهر إلا للتفقه و طلب العلوم الدينيّة، أو التهجّد بقراءة القرآن و الصلاة و الدعاء، أو ليلة العرس، او السفر (1).

و يكره كثرة النوم و استيفاء الليل به، فانها تدع الرجل فقيرا يوم القيامة، ممقوتا من اللّه عزّ و جل (2)، و ورد ان كثرة النوم مذهبة للدين و الدنيا (3)، و ان اللّه يبغض كثرة النوم و كثرة الفراغ (4)فينبغي الانتباه بعد نصف الليل و الاشتغال

ص:237


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/352 باب 34 حديث 7، [1] بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا سهر الاّ في ثلاث: متهجّد بالقرآن، او طالب العلم، او عروس تهدى لزوجها.
2- الخصال:1/89 حديث 25، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: ثلاث فيهن المقت من اللّه عزّ و جلّ: نوم من غير سهر، و ضحك من غير عجب، و اكل على الشبع.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/352 باب 34 حديث 9.
4- مكارم الاخلاق:151 طبع التفرشي.

مقدارا من الزمان بالعبادة، و يكره النوم بين صلاة الليل و الفجر، فان صاحبه لا يحمد على ما قدّم من صلاته، و لا بأس بالضجعة من غير نوم (1)و اشدّ كراهة من النوم في ذلك الوقت النوم من طلوع الفجر الى طلوع الشمس (2)، و قد ورد انه يورث الفقر (3)، و ان اللّه تعالى يقسّم في ذلك الوقت ارزاق العباد يجريها على يد الأئمة عليهم السّلام (4)، فمن نام في ذلك الوقت حرم من الرزق و لم ينزل نصيبه، و كان إذا انتبه فلا يرى نصيبه احتاج الى السؤال و الطلب (5)، و انّ الأرض لتعجّ الى اللّه تعالى من النوم عليها قبل طلوع الشمس (6)، و ان نومة الغداة مشومة، تطرد الرزق، و تصفّر اللون، و تقبّحه و تغيّره، و هو نوم كل مشوم (7)، و ان النوم

ص:238


1- التهذيب:2/137 باب 8 حديث 534، بسنده قال ابو الحسن الاخير عليه السّلام: ايّاك و النوم بين صلاة الليل و الفجر، و لكن ضجعة بلا نوم، فان صاحبه لا يحمد على ما قدم من صلاته.
2- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1444.
3- الفقيه:1/319 باب 78 حديث 1454.
4- وسائل الشيعة:4/1065 باب 36 حديث 11، [1] بسنده عن ابي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السّلام-في حديث-قال: لا تنامنّ قبل طلوع الشمس فانّي اكرهها لك، انّ اللّه يقسّم في ذلك الوقت ارزاق العباد، على ايدينا يجريها. اقول: من معتقدات الشيعة الاماميّة رفع اللّه تعالى شأنهم و اهلك عدوهم ان النبي و اهل بيته المعصومين صلوات اللّه عليهم اجمعين هم الوسائط بين الخالق و الخلق، و كل خير يفيضه اللّه تعالى على عباده فهم وسائط في الفيض، و الوسيلة الحقيقية، و الموضوع يستدعي بحثا مسهبا ليس هذا محلّه، و من شاء ذلك فليراجع الكتب الكلامية و الحديثية.
5- التهذيب:2/139 باب 9 حديث 540.
6- الخصال:1/141 حديث 160.
7- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1445.

بعد الغداة خرق-أي حمق و ضعف عقل و جهل- (1)و ان ابليس إنما يبثّ جنود الليل من حين تغيب الشمس الى مغيب الشفق، و يبث جنود النهار من حين يطلع الفجر الى طلوع الشمس. و ذكر ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يقول: أكثروا ذكر اللّه عز و جل في هاتين الساعتين، فانهما ساعتا غفلة، و تعوذوا باللّه عزّ و جل من شر ابليس و جنوده، و عوذوا صغاركم في هاتين الساعتين، فانهما ساعتا غفلة (2)و ما ورد من اخبار الرضا عليه السّلام بانه ينام بعد صلاة الفجر (3)محمول على الجواز، او جهة اخرى، و مثل هذا الوقت في كراهة النوم فيه ما بعد صلاة المغرب قبل صلاة العشاء، لانه يحرم الرزق (4)، و قد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: دخلت الجنة فوجدت قصرا من ياقوت احمر يرى باطنه من ظاهره لضيائه و نوره، و فيه قبتان من درّ و زبرجد، فقلت: يا جبرئيل! لمن هذا القصر؟ فقال: لمن أطاب الكلام، و ادام الصّيام، و اطعم الطعام، و تهجّد بالليل و الناس نيام، ثم فسر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اطابة الكلام بقول: سبحان اللّه و الحمد للّه و اللّه اكبر. و ادامة الصيام بصوم جميع شهر رمضان. و اطعام الطعام بطلب ما يكفّ به وجوه عياله عن الناس. و التهجّد بالليل و الناس نيام بعدم النوم حتى يصلّي العشاء الآخر، قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و يريد بالناس هنا اليهود و النصارى و غيرهم من المشركين لأنهم ينامون بينهما (5).

ص:239


1- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1446.
2- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1444.
3- الاستبصار:1/350 باب 203 حديث 1323.
4- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1446.
5- امالي الشيخ الطوسي:2/73 [1] ذكره المصنف قدس سره ملخصا.

و يكره النوم بعد العصر، فقد ورد انه حماقة، و انه يورث السقم (1).

و يستحب نوم القيلولة، و هو النوم نصف النهار، أو بين الضحى و نصف النهار (2)، و قد ورد ان القيلولة نعمة (3)، و انها نعم العون على يقظة الليل و عبادته (4)، و ورد الأمر بالقيلولة معلّلا بان الشيطان لا يقيل (5). و قد امر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من عرضه النسيان بالعود الى ما كان متعوّدا به من القيلولة، فعاد اليه فعادت حافظته (6).

و يكره النوم على سطح غير محجر (7)كما مرّ في الفصل الثالث، و هكذا النوم في بيت ليس عليه باب و لا ستر (8).

و يستحب عند النوم-سيما في الليل-غلق الابواب، و ايكاء السقاء، و تغطية الاناء، فان الشيطان لا يكشف غطاء، و لا يحل وكاء (9). و ورد ان الآنية إذا لم تغط يبزق فيها الشيطان و يأخذ منها (10)، و ورد الأمر بحبس المواشي و الأهل

ص:240


1- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1446.
2- مجمع البحرين:452 [1] مادة: قيل-الطبعة الحجرية-.
3- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1446.
4- امالي الشيخ الطوسي:2/111.
5- الفقيه:1/319 باب 78 حديث 1452.
6- الفقيه:1/318 باب 78 حديث 1449.
7- المحاسن:622 باب 6 حديث 66، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام في السطح يبات عليه غير محجّر؟ فقال: يجزيه ان يكون مقدار ارتفاع الحائط ذراعين. و حديث 67، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من بات على سطح غير محجّر فأصابه شيء فلا يلومنّ الاّ نفسه.
8- قرب الاسناد:68.
9- الكافي:6/532 باب نوادر حديث 12.
10- المحاسن:584 باب 15 حديث 75.

في الدار حين تجب الشمس الى ان تذهب فحة (1)العشاء (2).

و يكره النوم وحده، لما مرّ من ان اجرأ ما يكون الشيطان على الانسان اذا كان وحده (3)، و ان من نام وحده يتخوّف عليه الجنون (4)و قد لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النائم في البيت وحده (5)، و ورد كراهة ان يبيت على سطح وحده (6)، و من اضطر الى النوم وحده فليكثر ذكر اللّه سبحانه عند المنام ما استطاع، و يستصحب القرآن المجيد (7)، و ليقل: «اللهم آنس وحشتي و وحدتي» و ليقل ايضا: «يا ارض ربي و ربك اللّه، اعوذ باللّه من شرّك و شرّ ما فيك، و من شرّ ما خلق فيك، و من شرّ ما يحاذر عليك، اعوذ باللّه من شرّ كل أسد و أسود و حيّة و عقرب من ساكن البلد و من شرّ والد و ما ولد، أ فغير دين اللّه يبغون و له أسلم من في السموات و الأرض طوعا و كرها و اليه ترجعون، الحمد للّه بنعمته و حسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا في السفر و افضل علينا فانه لا حول و لا قوة إلا باللّه» ثم يقرأ سورة التكاثر، فانه ان فعل ذلك لم يؤذه شيء من السباع و الهوام و الحيّات و العقارب، و لو بات على الحيّة باذن اللّه عزّ و جلّ (8).

ص:241


1- فحّة العشاء: اي حرارة العشاء، يقال: فحة الفلفل اي حرارته.
2- وسائل الشيعة:3/576 باب 16 حديث 4.
3- الكافي:6/533 باب كراهيّة ان يبيت الانسان وحده حديث 1.
4- وسائل الشيعة:3/582 باب 20 حديث 9.
5- الخصال:1/93 باب لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثلاثة حديث 38، و الوسائل: 3/582 باب 20 حديث 9.
6- المحاسن:622 باب 6 حديث 65، [5] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انّه كان يكره البيتوتة للرجل على سطح وحده، او على سطح ليست عليه حجرة، و الرجل و المرأة [6]فيه بمنزلة.
7- الكافي:6/533 باب كراهية ان يبيت الانسان وحده حديث 4.
8- مستدرك وسائل الشيعة:2/47 باب 49 [8] نوادر حديث 8.

و يكره ابقاء النار في البيت عند النوم (1)، و كذا يكره ابقاء السراج في البيت عند النوم، للامر باطفائه حينئذ معلّلا بان الفويسقة-يعني الفارة-تجرها و تحرق البيت و ما فيه (2)، و مقتضى هذه العلة عدم كراهة ابقاء السراج الذي لا يمكن جرّ الفارة له و احراق البيت، كالشمعة في الفانوس المسدود بابه. نعم لا يبعد جريان الكراهة في سرج النفط التي قد تحترق بنفسها.

و يكره النوم و في اليد غمر الطعام، فانه ان فعل ذلك فاصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه (3).

و يكره النوم على الطريق، لنهي امير المؤمنين عليه السّلام عنه (4).

و المشهور بين الفقهاء رضوان اللّه عليهم كراهة النوم في المساجد. و هو ظاهر بعض الاخبار (5)إلا ان جملة من الأخبار تأبى عن ذلك (6)، و لا شك ان

ص:242


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:230، [1] بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اطفئوا المصابيح بالليل لا تجرّها الفويسقة فتحرق البيت و ما فيه.
2- الكافي:6/532 باب النوادر حديث 12.
3- الفقيه:4/3 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حديث 1.
4- المحاسن:364 باب 29 حديث 103.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/229 باب 14 حديث 2، [3] بسنده عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من نام في المسجد بغير عذر ابتلاه اللّه بداء لا زوال له.
6- وسائل الشيعة:3/498 باب 18 حديث 7، [4] بسنده و فيه انما نصبت المساجد للقرآن. أقول: هذان الحديثان ربّما يدلان على الكراهة، و هناك روايات تدل على عدم كراهة النوم في المساجد فمنها ما في الكافي:3/269 باب بناء المساجد حديث 10، [5] بسنده عن معاوية بن وهب، قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن النوم في المسجد الحرام و مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: نعم، فأين ينام الناس؟ . و حديث 11، بسنده عن زرارة بن اعين قال: قلت لابي جعفر عليه السّلام: ما تقول في النوم في المساجد؟ فقال: لا بأس به الاّ في المسجدين؛ مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المسجد الحرام، قال: و كان يأخذ بيدي في-

الاجتناب أولى (1).

و ليكن النوم نوم المتعبدين الاكياس الذين ينامون استرواحا، و هم الذين ينامون بعد الفراغ من اداء الفرائض و السنن و الواجبات من الحقوق، فانه نوم محمود، و ليس في هذا الزمان و امثاله أسلم من هذا النوم، و احذر من ان يكون نومك نوم الغافلين الخاسرين، و هو النوم عن فريضة او سنة او نافلة اتاه سببها (2).

ص:243


1- كراهة النوم في المساجد مصرّح به من جلّ ا [1]لفقهاء كالشيخ و ا [2]لحلي و الفاضل و الشهيد و المحقق الثاني و السيد بحر العلوم قدست اسرارهم و غيرهم، بل هو المشهور عند المتأخرين، و استدلّوا على الحكم بامور: أولا: حديث: إنما نصبت المساجد للقرآن، و من نام في المسجد ابتلاه اللّه ببلاء لا زوال له. و ثانيا: من كراهة دخول الصبيان، و من في فيه رائحة الثوم و البصل كراهة النوم. و ثالثا: من مخالفة النوم لتوقير المسجد، و مظّنة خروج الريح، و الحدث من النائم. و رابعا: من آية لا تَقْرَبُوا اَلصَّلاةَ وَ أَنْتُمْ سُكارى بناء على ان المراد مواضع الصلاة التي هي المساجد، و من السكارى النوم. و الاستدلال بكل من هذه الأدلة على الحكم ضعيف جدا، لمناقشات اما في اسنادها أو دلالتها، لكن الانصاف ثبوت الكراهة، و ذلك لا من باب التسامح في أدلة السنن فانه غير سديد، بل من حيث حصول الاطمئنان بالحكم من ملاحظة مجموع الروايات و المناسبات و اقوال الفقهاء، و اللّه العالم.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/353 باب 35 حديث 6-عن مصباح الشريعة-قال الصادق عليه السّلام: نم نوم المعتبرين و لا تنم نومة الغافلين، فان المعتبرين من الاكياس ينامون استراحة و لا ينامون استبطارا، قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تنام عيناي و لا ينام قلبي، و انو بنومك تخفيف معونتك على الملائكة، و اعتزال النفس عن شهواتها، و اختبر بها نفسك، -

و احسن اصناف النوم للمؤمن النوم على اليمين مستقبل القبلة على حالة الميت في اللحد (1)فان النوم على اربعة اصناف، نوم الانبياء، و هو النوم على القفاء مستلقيا مستقبلا بباطن كفي الرجلين القبلة، و نوم المؤمنين، و هو على ما وصفناه. و نوم المنافقين و هو النوم على الشمال، و في بعض الاخبار انه نوم الملوك و ابنائها ليستمرئوا ما يأكلون، و نوم ابليس و جنوده و كل مجنون و ذي عاهلة (2)، و هو النوم على الوجه منبطحا، و ظاهر بعض الاخبار انّ من كان اكله ثقيلا فالراجح له ان يتمدّد أوّلا على جانبه الايمن مدّة، ثم ينقلب على الايسر و ينام عليه (3).

و يكره النوم للجنب إلاّ بعد الغسل، للنهي عنه، و لانه لا يعلم ما يطرقه في رقدته، فان لم يجد الماء أو ضره فليتيمم، و تخف الكراهة بالوضوء (4).

و يستحب للمحدث بالحدث الأصغر ان يتوضأ إذا أراد أن ينام، لأن من نام على طهارة فكأنما أحيى الليل [كلّه] (5)، و من تطهر واوى الى فراشه بات

ص:244


1- يستفاد الحكم من جملة من الروايات.
2- الخصال:1/262 باب النوم على اربعة وجوه حد [1]يث 140.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/352 باب 34 حديث 1.
4- الفقيه:1/47 باب 19 حديث 179.
5- المجالس لابن بابويه رحمه اللّه:21.

و فراشه كمسجده (1)، و لم يزل في صلاة ما ذكر اللّه، فان اوى الى فراشه، ثم ذكر انه ليس على وضوء أجزأه ان يتيمم من دثاره كائنا ما كان (2)، و لا يلزمه ان يقوم و يتوضأ. و قد ورد عن امير المؤمنين عليه السّلام النهي عن النوم إلا على طهور، قال عليه السّلام: فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد، فان روح المؤمن تروح الى اللّه عزّ و جل فيلقاها و يبارك عليها، فان كان اجلها قد حضر جعلها في مكنون رحمته، و ان لم يكن أجلها قد حضر، بعث بها مع امنائه من الملائكة فيردها في جسده (3).

و يستحب لمن أراد ان يأوى الى فراشه ان يمسحه بطرف ازاره دفعا لاحتمال ان يكون موذيا عليه، فانه لا يدري ما حدث بالفراش قبله (4).

و ينبغي لمن اراد النوم ان يحاسب نفسه و يستغفر مما صدر منه، و يصلح ما فات منه (5)و يفرض نفسه كأنه يريد أن يموت، و يتشهد الشهادات، فان

ص:245


1- المحاسن:47 باب 48 حديث 64.
2- المحاسن:47 باب 48 حديث 64.
3- وسائل الشيعة:1/266 باب 9 حديث 4.
4- قرب الاسناد:11.
5- تفسير الامام الحسن العسكري:38 [4] بتصرف، عن علي عليه السّلام. عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: اكيس الكيسين من حاسب نفسه، و عمل لما بعد الموت، فقال رجل: يا امير المؤمنين! كيف يحاسب نفسه؟ قال: اذا اصبح ثم امسى رجع الى نفسه و قال: يا نفسي! ان هذا يوم مضى عليك لا يعود اليك ابدا، و اللّه يسألك عنه بما افنيته فما الذي عملت فيه؟ اذكرت اللّه ام حمدته؟ اقضيت حاجة [خ. ل: حوائج]مؤمن فيه؟ أ نفّست عنه كربة؟ أحفظته بظهر الغيب في اهله و ولده؟ أحفظته بعد الموت في خلفه [خ. ل: مخلفيه]؟ أكففت عن غيبة اخ مؤمن؟ اعنت مسلما؟ ما الذي صنعت فيه؟ . . فيذكر ما كان منه، فان ذكر انه جرى منه خير حمد اللّه و كبره على توفيقه، و ان ذكر معصية او تقصيرا استغفر اللّه و عزم على ترك معاودته.

النوم أخو الموت، و قد لا يقوم من رقدته، و كذا ينبغي له ان يلتفت الى انه عبد مملوك حقير يريد ان ينام و يمدّ رجليه و ينبسط في الحركات و السكنات بين يدي مالك عظيم كبير فيتأدّب قولا و فعلا، فكلّما يتأدب و يتذلّل كان مولاه اهلا له و كان العبد اصغر و احقر محلاّ، و ان ينوي بنومته ان يتقوّى بها في اليقظة على طاعة اللّه و على ما يراد في تلك الحال من العبودية و الذّلة.

و يستحب ان يستاك قبل النوم تاسّيا بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1)، و ان يضع يده اليمنى تحت خده الايمن عند النوم، للامر به معللا بانه لا يدري ا ينتبه من رقدته ام لا (2).

ص:246


1- الكافي:3/445 باب صلاة النوافل حديث 13، [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان اذا صلّى العشاء الآخرة امر بوضوئه و سواكه يوضع عند رأسه مخمّرا، فيرقد ما شاء اللّه ثم يقوم فيستاك و يتوضّأ و يصلّي اربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك و يتوضّأ و يصلى اربع ركعات، ثم يرقد حتى اذا كان في وجه الصبح قام فأوتر، ثم صلى ركعتين، ثم قال: «لقد كان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة» قلت: متى كان يقوم؟ قال: بعد ثلث الليل، و قال في حديث آخر: بعد نصف الليل. و في رواية اخرى: يكون قيامه و ركوعه و سجوده سواء و يستاك في كل مرّة قام من نومه. . .
2- الخصال:2/631، و الوسائل:4/1069 باب 40 حديث 12، [2] بسنده عن علي عليه السّلام قال: لا ينام الرجل على وجهه، و من رأيتموه نائما على وجهه فانبهوه. . الى ان قال: ليس في البدن اقلّ شكرا من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر اللّه عزّ و جلّ، اذا نام احدكم فليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن فانّه لا يدري ا ينتبه من رقدته ام لا.

المقام الثاني ادعيه النوم

اشارة

انه يستحب لمن أراد النوم ان يذكر اللّه تعالى عند النوم، و كلّما استيقظ في الاثناء حتى يكلأه الملك الذي يحضر، فان المروي عن الصادق عليه السّلام انه قال: إذا أوى أحدكم الى فراشه ابتدره ملك كريم و شيطان مريد، فيقول له الملك: اختم يومك بخير و افتح ليلك بخير، و يقول له الشيطان: اختم يومك باثم و افتح ليلك باثم، فان اطاع الملك الكريم و ختم يومه بذكر اللّه، و فتح ليله بذكر اللّه اذا أخذ مضجعه، و سبح تسبيح الزهراء سلام اللّه عليها، زجر الملك الشيطان فتنحى و كلأه الملك حتى ينتبه من رقدته، فاذا انتبه ابتدره شيطانه فقال له مثل مقالته قبل أن يرقد، و يقول له الملك مثل ما قاله قبل أن يرقد، فان ذكر اللّه عزّ و جل بمثل ما ذكره اولا طرد الملك شيطانه عنه فتنحى و كلأه الملك حتى ينتبه من رقدته. . و هكذا كلما ينتبه (1).

و قد ورد فضل قراءة جملة من السور و الآيات و الاذكار و الأدعية عند النوم:

فمن السور: سورة فاتحة الكتاب، فقد ورد قراءتها ثلاث مرّات قبل النوم (2).

قراءة السور

و منها: التوحيد،

فان من قرأها حين يأخذ مضجعه غفر اللّه له ذنوب خمسين سنة (3)، و وكل اللّه عز و جل به خمسين الف ملك يحرسونه ليلته، و الاولى

ص:247


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/338 باب 9 حديث 2.
2- بحار الانوار:76/210.
3- مكارم الاخلاق:336. [3] قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. . الحديث بلفظه.

قراءتها ثلاثا، لما نطقت به الأخبار من ان قراءتها ثلاثا تعدل ختم القرآن المجيد (1)، و ورد ان من قرأها احدى عشرة مرة عند الايواء الى الفراش حفظه اللّه تعالى في داره و دويرات حوله (2)، و ورد ان من قرأها مائة مرة حين يأخذ مضجعه غفر اللّه له ذنوب ما قبل ذلك خمسين عاما (3).

و منها: المعوذتان،

فقد ورد قراءتهما عند النوم مرة مرة (4)، و ورد ان من قرأ التوحيد و المعوذتين كل ليلة عشرا كان كمّن قرأ القرآن كله، و خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه، و إن مات في يومه أو ليلته مات شهيدا (5)، و ورد انه ما من أحد في حد الصبا يتعهد في كل ليلة قراءة المعوذتين كل واحدة ثلاث مرات، و التوحيد مائة مرة فان لم يقدر فخمسين، إلا صرف اللّه عنه كل لّمم أو عرض من أعراض الصبيان، و العطاش و فساد المعدة و بدور الدم ابدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظا الى يوم يقبض اللّه عز و جل نفسه (6).

ص:248


1- الامالي لابن بابويه باب 9 حديث 5.
2- ثواب الاعمال:156 باب ثواب قراءة قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ حديث 7.
3- ثواب الاعمال:156 باب ثواب قراءة قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ حديث 5.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/298 باب 27 حديث 1، [1] عن الشيخ الطبرسي في مجمع البيان عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: يا عقبة! الاّ اعلمك سورتين هما افضل القرآن، او من افضل القرآن؟ قلت: بلى يا رسول اللّه. فعلّمني المعوّذتين و قال: اقرأهما كلّما قمت و نمت.
5- مستدرك وسائل الشيعة 1/299 باب 27 حديث 5، [2] عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّ من قرأ التوحيد و المعوّذتين ثلاثا عند نومه كان كمّن قرأ القرآن، و له بكل آية من القرآن ثواب نبيّ من الانبياء، و خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه، و ان مات في يومه او ليلته مات شهيدا.
6- اصول الكافي:2/623 باب فضل القرآن حديث 17.
و منها: سورة القدر،

فان من قرأها حين ينام و يستيقظ ملأ اللوح المحفوظ ثوابه (1)، و من قرأها احدى عشرة مرة عند منامه وكّل اللّه به احد عشر ملكا يحفظونه من كل شيطان رجيم حتى يصبح (2)، و خلق اللّه له نورا سعته سعة الهواء عرضا و طولا ممتدا من قرار الهواء الى حجب النور فوق العرش في كل درجة منه ألف ملك، و لكل ملك ألف لسان، و لكل لسان الف لغة، يستغفرون لقاريها الى زوال الليل (3)، ثم يضع اللّه تعالى ذلك النور في جسد قاريها الى يوم القيامة، و من قرأها مائة مرة في ليلة رأى الجنة قبل ان يصبح.

و منها: سورة الجحد،

فان من قرأها عند النوم برئ من الشرك (4).

و منها: سورة التكاثر،

فان من قرأها عند النوم وقي فتنة القبر (5).

و منها: سورة الملك،

فقد ورد ان من قرأها في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في امان اللّه حتى يصبح، و في امانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة ان شاء اللّه تعالى (6).

و منها: سورة يس،

فان من قرأها في ليله قبل ان ينام وكّل اللّه به مائة الف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم و من كل آفة، و ان مات في يومه ادخله اللّه الجنة (7).

و منها: سورة الواقعة،

فان من قرأها قبل النوم كل ليلة كان وجهه في

ص:249


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/299 باب 27 حديث 6.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/299 باب 27 حديث 4.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/299 باب 27 حديث 6.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/298 باب 27 حديث 2، و [4]الفقيه:1/297 حديث 1356.
5- اصول الكافي:2/623 باب فضل القرآن حديث 14.
6- ثواب الاعمال:146 ثواب قراءة تبارك حديث 1.
7- ثواب الاعمال:138 ثواب من قرأ سورة يس و الحديث طويل جدا.

القيامة كالقمر في ليلة البدر (1).

و منها: المسبحات

-أي السور التي أولها سبح او يسبح-فإن من قرأها كلها عند النوم لم يمت حتى يدرك القائم عجل اللّه تعالى فرجه، و ان مات كان في جوار النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2).

و أما الآيات:

قراءه الآيات

فمنها: آية الكرسي،

فان من قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه اللّه على نفسه و جاره و جار جاره و البيوت التي حوله، و لم يخف الفالج، و أمن من الفزع في النوم (3).

و منها: آية شَهِدَ اَللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ

وَ اَلْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ* إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللّهِ اَلْإِسْلامُ وَ مَا اِخْتَلَفَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ اَلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اَللّهِ فَإِنَّ اَللّهَ سَرِيعُ اَلْحِسابِ (4)، فان من قرأها أمن من الفزع في النوم (5).

و منها: آية السخرة،

و هي قوله جلّ شأنه: إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى اَلْعَرْشِ يُغْشِي اَللَّيْلَ اَلنَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ وَ اَلنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ تَبارَكَ اَللّهُ رَبُّ اَلْعالَمِينَ اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ اَلْمُعْتَدِينَ* وَ لا

ص:250


1- ثواب الاعمال:144 ثواب قراءة سورة الواقعة حديث 3.
2- اصول الكافي:2/620 باب فضل القرآن حديث 3، و [1]فيه: و ان مات كان في جوار محمد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
3- الوافي:5/270 باب فضائل بعض آيات القرآن حديث 2.
4- سورة آل عمران:18-19.
5- مكارم الاخلاق:472 [4] للفزع ايضا مع زيادة و تفصيل، فراجع.

تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ اُدْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اَللّهِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ (1).

و منها: آية السجدة،

يعني قوله جلّ شأنه في آخر حم السجدة: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي اَلْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ اَلْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ* أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (2). أو الآية التي بعد آية السجدة في آلم، و هو قوله سبحانه: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ اَلْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3).

و قد ورد ان من قرأ آية الكرسي عند منامه ثلاثا ثم الآيات المذكورة بعدها وكّل به شيطانان يحفظانه من مردة الشياطين شاءوا أو أبوا، و معهما من اللّه ثلاثون ملكا يحمدون اللّه عزّ و جلّ و يسبّحونه و يهللونه و يكبّرونه و يستغفرونه الى أن ينتبه ذلك العبد من نومه، و ثواب ذلك كله له (4).

و منها: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى

إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (5)، فإنه ما من عبد يقرأ ذلك عند النوم إلاّ كان له نورا من مضجعه إلى بيت اللّه الحرام، حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح، فإن كان من أهل بيت اللّه الحرام كان له نورا إلى بيت المقدس (6).

ص:251


1- تفسير الصافي [1]سورة الاعراف آية 54 و 55 و 56: [2] في الفقيه في وصية النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام: يا عليّ! من خاف ساحرا او شيطانا فليقرأ الآية. . .
2- سورة فصلت:53 و 54.
3- سورة السجدة:16.
4- الوافي:5/1587.
5- سورة الكهف:110.
6- عدة الداعي:282.
و منها: آخر سورة بني اسرائيل،

و هو: قُلِ اُدْعُوا اَللّهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ اَلْأَسْماءُ اَلْحُسْنى وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ اِبْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً* وَ قُلِ اَلْحَمْدُ لِلّهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي اَلْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ اَلذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً (1)، فإن من قرأ ذلك أمن من السرق (2).

و منها: آخر سورة التوبة

و هو: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ* فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اَللّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ (3).

و منها: قوله تعالى في سورة الانبياء: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ

بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّهارِ مِنَ اَلرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (4).

و منها: قوله جلّ ذكره في سورة المؤمن: لِمَنِ اَلْمُلْكُ اَلْيَوْمَ

لِلّهِ اَلْواحِدِ اَلْقَهّارِ* اَلْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ اَلْيَوْمَ إِنَّ اَللّهَ سَرِيعُ اَلْحِسابِ (5).

و منها: قوله تبارك و تعالى في آخر سورة البقرة: آمَنَ اَلرَّسُولُ

بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ. . (6).

ص:252


1- سورة الاسراء آية 110 و 111.
2- اصول الكافي:2/625 حديث 20.
3- سورة التوبة:128 و 129، و [3]الوافي:5/1762 باب فضائل بعض سور القرآن.
4- سورة الانبياء:42، و [4]مكارم الاخلاق:472.
5- سورة غافر:16 و 17، و [6]راجع مكارم الاخلاق:472.
6- مجمع البيان:3/404: ففي الحديث المشهور عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه-اي كفتاه قيام ليلته. سورة البقرة:285.
و منها: عشر آيات من أول «وَ اَلصَّافّاتِ» و عشر آيات من آخرها. .

(1)

إلى غير ذلك من الآيات.

و أمّا الاذكار:

فمنها: «استغفر اللّه» ،

فإن من قاله حين ينام مائة مرة بات و قد تحاتت عنه الذنوب كلّها كما يتحاتت الورق من الشجر، و يصبح و ليس عليه ذنب (2).

و منها: «استغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و اتوب إليه» ،

فان من قاله ثلاث مرات حين يأوي الى فراشه غفر اللّه له ذنوبه و ان كانت مثل زبد البحر، و ان كانت مثل ورق الشجر، و ان كانت عدد رمل عالج، و ان كانت عدد أيام الدنيا (3).

و منها: «لا إله إلا اللّه» ،

فان من قاله عند النوم مائة مرة بنى اللّه له بيتا في الجنة (4).

و منها: تسبيح الزهراء سلام اللّه عليها على الوجه المتعارف، و على غير

المتعارف،

و هو التسبيح ثلاثا و ثلاثين مرّة، و التحميد ثلاثا و ثلاثين مرّة، و التكبير أربعا و ثلاثين مرّة (5)، و لذا استظهر الفاضل المجلسي «رحمه اللّه» التخيير بين الطريقين في المقام.

ص:253


1- الوافي:2/237 باب ما يقال عند المنام.
2- ثواب الاعمال:197 ثواب الاستغفار.
3- بحار الانوار:87/179.
4- ثواب الاعمال:18 ثواب من قال لا اله الاّ اللّه مائة مرة حديث 2.
5- وسائل الشيعة:4/1026 باب 11 حديث 3. [3] اقول: تسبيح الزهراء عليها السّلام المتعارف الذي ورد في اكثر الروايات عنهم عليهم السّلام هو التكبير اربعا و ثلاثين مرّة اولا، و ثلاثا و ثلاثين الحمد للّه ثانيا، و ثلاثا و ثلاثين سبحان-

[الادعية المأثورة عند إرادة النوم]

و أمّا الأدعية المأثورة عند ارادة النوم فكثيرة، و هي على قسمين: مطلقة لكّل من أراد النوم، و مقيدة:

فمن المطلقة: «يفعل اللّه ما يشاء بقدرته، و يحكم ما يريد بعزته» ، فإن من قاله ثلاثا عند نومه فقد صلّى ألف ركعة (1).

الادعيه المطلقه

و منها: «أعوذ بكلمات اللّه التامّات التي

لا يجاوزهن برّ و لا فاجر من شّر ما ذرأ و من شرّ ما برأ و من شرّ كل دابّة هو آخذ بناصيتها، انّ ربّي على صراط مستقيم» فقد ضمن مولانا الباقر عليه السّلام أن من قال ذلك لا يصيبه عقرب و لا هامة حتى يصبح (2).

و منها: «بسم اللّه وضعت جنبي للّه على

ملة ابراهيم عليه السّلام و دين محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولاية من افترض اللّه طاعته علّي، ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن، اشهد ان اللّه على كل شيء قدير» فإن من قال ذلك عند منامه حفظ من اللصّ و المغير و الهدم و استغفرت له الملائكة (3).

و منها: «بسم اللّه و باللّه و في سبيل اللّه و على

ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، اللهم اني اسلمت نفسي إليك، و وجّهت وجهي إليك، و فوّضت

ص:254


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/339 باب 10 حديث 21.
2- الفقيه:1/298 باب 64 حديث 1360، بسنده عن ا [1]بي جعفر عليه السّلام قال: من قال هذه الكلمات فانا ضامن له ان لا يصيبه عقرب و لا هامة حتى يصبح. . ثم ذكر الدعاء.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/338 باب 10 حديث 19.

امري إليك، و الجأت ظهري إليك، و توكّلت عليك رهبة منك و رغبة إليك، لا ملجأ و لا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي انزلت و برسولك الذي ارسلت» ثم يسبح تسبيح الزهراء سلام اللّه عليها (1).

و منها: «الحمد للّه الذي علا فقهر، و الحمد للّه الذي

بطن فخبر، و الحمد للّه الذي ملك فقدر، و الحمد للّه الذي يحي الموتى و يميت الاحياء و هو على كلّ شيء قدير» ، فإنّ من قال ذلك ثلاث مرّات حين يأخذ مضجعه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (2).

و منها: «اعيذ نفسي و ذرّيتي و اهل بيتي و مالي بكلمات

اللّه التامّات من كلّ شيطان و هامة و من كلّ عين لامّة» فقد ورد النهي من ترك النطق به عند النوم، و انّ ذلك ما عوّذ به جبرئيل الحسن و الحسين عليهما السّلام (3).

و منها: «اللهم اني احتسبت نفسي عندك فاحتسبها في

محلّ رضوانك و مغفرتك و ان رددتها [إلى بدني]فارددها مؤمنة و عارفة بحق اوليائك حتى تتوفّاها على ذلك» (4).

و منها: «اشهد ان لا إله إلا اللّه و ان

محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده و رسوله، اعوذ بعظمة اللّه، و اعوذ بعزّة اللّه، و اعوذ بقدرة اللّه، و اعوذ بجلال اللّه، و اعوذ بسلطان اللّه، انّ اللّه على كل شيء قدير [و أعوذ بعفو اللّه]، و اعوذ بغفران اللّه، و اعوذ برحمة اللّه من شّر الساّمة و الهاّمة و من شرّ كلّ دابّة صغيرة أو كبيرة بليل أو نهار، و من شرّ فسقة الجن و الانس، و من شرّ فسقة العرب و العجم، و من شرّ الصواعق و البرد، اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و آله

ص:255


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/338 باب 10 حديث 9.
2- الوافي:5/1577 حديث 1.
3- الفقيه:1/297 باب 64 حديث 1355.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/338 باب 10 حديث 1.

الطاهرين» (1).

و منها: «اعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و خواتيم

عملي و ما رزقتي [ربّي] و خوّلني ربي بعزّة اللّه، و عظمة اللّه، و جبروت اللّه، و سلطان اللّه، و رحمة اللّه، و رأفة اللّه، و غفران اللّه، و قوة اللّه، و قدرة اللّه (2)، و جلال اللّه، و بصنع [و صنع خ ل]اللّه، و اركان اللّه، و بجمع اللّه، و برسول اللّه، و بقدرة اللّه، على ما يشاء من شرّ السّامة و الهامّة و من شرّ الجنّ و الانس و من شرّ ما يدب في الارض و ما يخرج منها، و [من شرّ]ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها، و من شرّ كل دابّة أنت (3)آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم و هو على كل شيء قدير، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» يقول ذلك قبل ان يضع جنبه إلى الارض (4).

و منها: «اللهم ان امسكت نفسي في منامي فاغفر لها، و ان

ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» (5).

و منها: احد عشر حرفا الذي امر عليه السّلام

بان لا يبيت الانسان إلا بعد التعوّذ بها، و قال عليه السّلام: انك تتعوّذ به ممّا شئت فانه لا يضرك هوام و لا انس و لا شيطان ان شاء اللّه تعالى، و هو «اعوذ بعزّة اللّه، و اعوذ بقدرة اللّه، و اعوذ بجلال اللّه، و اعوذ بسلطان اللّه، و اعوذ بجمال اللّه، و اعوذ بدفع اللّه، و اعوذ بمنع اللّه، و اعوذ بجمع اللّه، و اعوذ بملك اللّه، و اعوذ بوجه اللّه، و اعوذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من شرّ ما خلق و برأ و ذرأ» و تعوّذ به كل

ص:256


1- اصول الكافي:2/537 باب الدعاء عند النوم حديث 8.
2- في الاصل: و قدرة اللّه و قوة اللّه و غفران اللّه.
3- في المتن: ربّي بدلا من: انت.
4- الخصال:2/631 حديث الاربعمائة.
5- اصول الكافي:2/539 باب الدعاء عند النوم حديث 14 باختلاف يسير.

ما شئت (1).

و منها: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» .

(2)

و منها: «بسم اللّه آمنت باللّه و كفرت

بالطاغوت، اللهم احفظني في منامي و في يقظتي» يقوله بعد قراءة آية الكرسي (3).

و منها: «اللهم اني اعوذ بك وبمعافاتك من

عقوبتك، و اعوذ برضاك من سخطك، و اعوذ بك منك. اللهم اني لا استطيع ان ابلغ في الثناء عليك و لو حرصت، انت كما اثنيت على نفسك» (4).

و منها: «بسم اللّه اموت و احيا و الى اللّه

المصير. اللهم آمن روعتي و استر عورتي، و أدّ عنّي امانتي» (5).

و منها: «اعوذ بعزّة اللّه، و اعوذ بقدرة اللّه، و اعوذ

بكمال اللّه، و اعوذ بسلطان اللّه، و اعوذ بجبروت اللّه، [و اعوذ بملكوت اللّه]و اعوذ بدفع اللّه، و اعوذ بجمع اللّه، و اعوذ بملك اللّه، و اعوذ برحمة اللّه، و اعوذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من شرّ ما خلق و ذرأ و برأ و من شر الهامّة [العامة خ ل]

ص:257


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/338 باب 10 حديث 5. [1] في الاصل: اعوذ بقدرة اللّه، اعوذ بجلال اللّه، اعوذ بجمال اللّه، اعوذ بسلطان اللّه، اعوذ بدفع اللّه، اعوذ بمنّ اللّه، اعوذ بجمع اللّه، اعوذ بملك اللّه، أعوذ بتمام رحمة اللّه، اعوذ برسول اللّه و عليّ و أهل بيته من شرّ ما خلق و ذرأ و برأ.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/339 باب 10 حديث 15، [2] في صفة نوم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: كان اذا اوى الى فراشه اضطجع على شقّه الايمن و وضع يده اليمنى تحت خدّه الايمن، ثم يقول: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» .
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/339 باب 10 حديث 3.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/339 باب 10 حديث 16.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/339 باب 10 حديث 17.

و السّامة، و من شرّ فسقة الجّن و الانس، و من شرّ فسقة العرب و العجم، و من شر كل دابة في الليل و النهار انت أخذ بناصيتها، ان ربي على صراط مستقيم» (1).

و منها: «اللهم اني اشهدك انك افترضت عليّ طاعة

علي بن ابي طالب و الأئمة عليه و عليهم السّلام من ولده» ثم يسمّيهم واحدا بعد واحد حتى ينتهي الى الامام الذي في عصره، فان من فعل ذلك ثم مات في تلك الليلة دخل الجنة (2).

و منها: «اعوذ باللّه الذي يمسك السماء ان تقع على

الأرض إلا باذنه من شر ما خلق و ذرأ و برأ و انشأ و صوّر، و من شر الشيطان و شركه و قرعه [نزغه: خ. ل]، و من شر شياطين الانس و الجن، [خ ل: و]اعوذ بكلمات اللّه التامّة من شرّ السامّة و الحامة [الهامة خ ل]و اللامة و الخاصة [خ ل: و العامة]، و من شرّ ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها، [و من شر ما يلج في الارض و ما يخرج منها خ ل]و من شرّ طوارق الليل و النهار إلاّ طارقا يطرق بخير، باللّه و بالرحمن استغيث، و عليه توكلت [استعنت خ ل]، حسبي اللّه و نعم الوكيل» (3).

و منها: «يا من يمسك السموات و الارض ان تزولا و لئن

زالتا إن امسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا، صلّ على محمد و آل محمد، و امسك عنا السوء انك على كل شيء قدير» (4).

ص:258


1- فلاح السائل:249.
2- فلاح السائل:250.
3- فلاح السائل:251.
4- بحار الانوار:87/178.

[القسم الثاني من

الادعية المقيده

اشارة

و أما القسم الثاني؛ و هي الادعية المقيدة:

فمنها: ما ورد قراءته لمن فزع من الليل،

و هو ان يقول عشر مرات: «أعوذ بكلمات اللّه من غضبه، و من عقابه، و من شرّ عباده، و من همزات الشياطين، و اعوذ بك ربّ ان يحضرون» (1).

و ورد للامن من الفزع في النوم ان يقرأ عند النوم شَهِدَ اَللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ اَلْمَلائِكَةُ. . . الآية (2)، و آية الكرسي (3)و إِذْ يُغَشِّيكُمُ اَلنُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ (4)وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (5)و قُلِ اُدْعُوا اَللّهَ. . . إلى آخر السورة (6)و إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضَ. . . (7)إلى آخر الآية، و لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ. . . إلى آخر السورة (8)«و من يكلؤكم بالليل و النهار من السباع و الجن و السحرة قل اللّه الواحد القهار، اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان اللّه سريع الحساب، لمن الملك اليوم للّه الواحد القهار» (9)و ورد لذلك

ص:259


1- مكارم الاخلاق:472.
2- سورة آل عمران:18، و [2]راجع مكارم الاخلاق:472.
3- سورة البقرة:255، و [4]راجع مكارم الاخلاق:472.
4- سورة الانفال:11، و [6]راجع مكارم الاخلاق:337.
5- سورة النبأ:9، و [8]راجع مكارم الاخلاق:337.
6- سورة الاسراء:110 و 111، و [10]راجع مكارم الاخلاق:472.
7- سورة الاعراف:54.
8- سورة التوبة:128 و 129، و [13]راجع مكارم الاخلاق:472.
9- مكارم الاخلاق:472، و الدعاء مركب من جمل من آيات متفرقة.

ايضا قول: «لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له [له الملك و له الحمد]يحيي و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت، [بيده الخير، و له اختلاف الليل و النهار و هو على كل شيء قدير]» ثم تسبيح الزهراء سلام اللّه عليها (1).

و ورد التعويذ لمن فزع بالليل، و للمرأة إذا سهرت من وجع، و للصبي اذا كثر بكاؤه بقوله تعالى: فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي اَلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً* ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ اَلْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (2).

و ورد ايضا لدفع الفزع في النوم قراءة المعوذتين و آية الكرسي قبل النوم (3)، و قراءة احدى عشرة مرة: «اعوذ بكلمات اللّه من غضبه و من عقابه و من شر عباده، و من همزات الشياطين، و ان يحضرون» (4). و ورد قراءته لذلك ايضا اربع و ثلاثون تكبيرة، ثم ثلاث و ثلاثون تسبيحة، ثم ثلاث و ثلاثون تحميدة، ثم أحد عشر مرة: «لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت [و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت]بيده الخير و له اختلاف الليل و النهار، و هو على كل شيء قدير» (5).

و ورد ان سبب الفزع في النوم ترك اداء الزكاة، او اداؤها الى غير اهلها (6).

ص:260


1- وسائل الشيعة:4/1028 حديث 9.
2- مكارم الاخلاق:445. [2]الكهف/11-12.
3- مكارم الاخلاق:336.
4- مكارم الاخلاق:336.
5- اصول الكافي:2/536 باب الدعاء عند النوم حديث 7، و [6]في الحديث قراءة عشر مرات بدلا من إحدى عشر مرّة.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/521 باب 3 حديث 1، [7] بسنده قال شهاب: اني ارى بالليل اهوالا عظيمة و أرى امرأة تفزعني فاسأل ابا عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام عن ذلك-
و منها: ما ورد قراءته لمن خاف من اللصوص و السارقين،

و هو ما مرّ من قول: «بسم اللّه وضعت جنبي للّه على ملة ابراهيم عليه السّلام و دين محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولاية من افترض اللّه طاعته عليّ، ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن، اشهد ان اللّه على كل شيء قدير» 1. و ورد لذلك قراءة قُلِ اُدْعُوا اَللّهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمنَ. . . الى آخر سورة بني اسرائيل من الآيات المزبورة 2.

و منها: ما ورد قراءته لمن خاف من الاحتلام،

و هو قول: «اللهم اني اعوذ بك من الاحتلام، و من سوء [خ. ل: شر]الاحلام، و من ان يتلاعب [خ. ل: يلعب]بي الشيطان في اليقظة و المنام» 3. و ورد في بعض الأخبار بعد ذلك قراءة آية قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّهارِ مِنَ اَلرَّحْمنِ. . . الآية ثم آية قُلِ اُدْعُوا اَللّهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمنَ. . . الى آخر السورة من الآيات، و قد تقدمت، ثم يسبح تسبيح الزهراء سلام اللّه عليها 4.

و منها: ما ورد قراءته لمن طلب الرزق و الامان من الهوام،

و هو: «ربّ اللهمّ انت الأوّل فلا شيء قبلك، و انت الظاهر فلا شيء فوقك، و انت الباطن فلا شيء دونك، و انت الآخر فلا شيء بعدك، اللهم ربّ السموات و الارضين السبع و رب التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان الحكيم، اعوذ بك من شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها، انك على صراط المستقيم» فانّ من قال ذلك حين

ص:261

يأوي الى فراشه نفى اللّه عنه الفقر، و صرف عنه كل دابّة (1).

و منها: ما ورد قراءته لمن اعتراه الأرق و السهر فلا يأتيه النوم

مع رغبته اليه و هو: «سبحان اللّه ذي الشأن، دائم السلطان، عظيم البرهان، كل يوم هو في شأن» ثم يقول: «يا مشبع البطون الجايعة، و يا كاسي الجنوب العارية، و يا مسكّن العروق الضاربة، و يا منوّم العيون الساهرة، سكّن عروقي الضاربة، و أذن لعيني ان تنام نوما عاجلا» (2).

و ورد لذلك قراءة آية الكرسي، و قول: إِذْ يُغَشِّيكُمُ اَلنُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ [. . الى آخر الآية] (3)وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (4)و ورد ايضا لذلك قوله: «اللهم رب السموات السبع و ما اظلّت، و ربّ الأرضين السبع و ما اقلّت، و ربّ الشياطين و ما اضلّت، كن حرزي من خلقك جميعا (5)ان يفرط عليّ احدهم او ان يطغى، عزّ جارك و لا إله غيرك» (6).

و منها: ما ورد لمن بال في النوم او فزع فيه،

و الظاهر انه يكتب و يستصحبه صاحب البول و الفزع، و هو هذا «بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللّه النّبي الامّي العربيّ الهاشميّ القرشيّ المدني الابطحي التّهامي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى من حضر الدار من العمّار. اما بعد: فانّ لنا و لكم في

ص:262


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/339 باب 10 حديث 12.
2- مكارم الاخلاق:337. و [2]فيه: و أذن لعيني ان تنام عاجلا.
3- سورة الانفال:11.
4- سورة النبأ:9.
5- العبارة مشوشة في المتن، و هناك نسخة بدل: جاري بدلا من حوزي، و من خلقك بعدها نسخه بدل: كلهم.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/354 باب 35 حديث 9.

الحقّ بيعة (1)فان يكن فاجرا مقتحما، او داعي (2)حقّ مبطلا، او من يؤذي الولدان، و يفزع الصبيان [و يبكيهم]و يبوّلهم في الفراش فليمضوا الى اصحاب الاصنام، و الى عبدة الاوثان، و ليخلّوا عن اصحاب القرآن في جوار الرحمن، و مخازي (3)الشيطان، و عن أيمانهم القرآن و صلّى اللّه على محمد النبي» (4).

و منها: ما ورد قراءته لدفع النعاس

و هو قوله عزّ و جلّ: وَ لَمّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا. . الى قوله: أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِينَ (5)فانه يقرأ على الماء و يمسح رأس ذي النعاس و وجهه و ذراعيه فانه يزول نعاسه (6).

و منها: ما ورد لمن أراد الانتباه في ساعة خاصة للصلاة أو غيرها

من قول: «اللهم لا تؤمنّي مكرك، و لا تنسني ذكرك، و لا تجعلني من الغافلين، اقوم ان شاء اللّه تعالى في ساعة. . كذا و كذا» و يذكر الساعة التي يريد بدل كذا و كذا، فانه يوكل اللّه به ملكا ينبّهه تلك الساعة (7).

و ورد ايضا لذلك قول: «اللهم لا تؤمنّي مكرك، و لا تنسني ذكرك، و لا توّل عنّي وجهك، و لا تهتك عني سترك، و لا تأخذني على تمرّدي [خ ل: تمددي]، و لا تجعلني من الغافلين، و ايقظني من رقدتي، و سهل لي القيام في هذه الليلة في احبّ الاوقات اليك، و ارزقني فيها الصلاة [خ. ل: و الذكر]و الشكر و الدعاء، حتى اسألك فتعطيني، و ادعوك فتستجيب لي، و استغفرك فتغفر لي انك انت

ص:263


1- في المتن: سعة بدلا من بيعة.
2- في المتن: او رأى.
3- في المتن: و مجازي.
4- مكارم الاخلاق:471.
5- سورة الاعراف:143.
6- مكارم الاخلاق:446.
7- اصول الكافي:2/540 باب الدعاء عند النوم و الانتباه حديث 18.

الغفور الرحيم» (1).

و ورد لذلك ايضا قراءة آخر الكهف حين يأوي الى فراشه و هو: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ. . إلى آخر السورة و قد تقدم آنفا، فانه اذا قرأ ذلك استيقظ في الساعة التي يريد أن شاء اللّه (2).

و ورد ايضا قول: «اللهم لا تنسيني ذكرك، و لا تؤمني مكرك، و لا تجعلني من الغافلين، و انبهني لاحب الساعات اليك، ادعوك فيها فتستجيب لي، و اسألك فتعطيني، و استغفرك فتغفر لي، انه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا ارحم الراحمين» فانه اذا احب ان ينتبه و قرأ ذلك عند النوم بعث اللّه تعالى اليه ملكين ينبهانه، فان انتبه و إلا امرا ان يستغفرا له، و ان مات في تلك الليلة مات شهيدا، و اذا انتبه لم يسأل اللّه تعالى شيئا في ذلك الموقف إلا اعطاه (3).

و منها: ما ورد قراءته في الليل اذا غزا او سافر،

فقد روي ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان اذا غزا او سافر قال: «يا ارض ربّي و ربّك اللّه، اعوذ باللّه من شرّك و من شرّ ما فيك، و من شرّ ما خلق فيك، و من شرّ ما دبّ عليك، اعوذ باللّه من شرّ كل اسد و اسود، و حيّة و عقرب بين ساكن البلاد، و من شر والد و ما ولد» (4).

و منها: ما ورد في من أراد رؤية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في

المنام

من الغسل بعد العشاء الآخرة غسلا نظيفا، و صلاة اربع ركعات، في كل ركعة مائة مرة آية الكرسي بعد الحمد، و بعد الفراغ الصلاة على محمد و آله الف مرة، و البيتوتة على ثوب نظيف لم يجامع عليه حلالا و لا حراما، مع وضع اليد

ص:264


1- بحار الانوار:87/177.
2- اصول الكافي:2/540 باب الدعاء عند النوم و الانتباه حديث 17.
3- فلاح السائل:260.
4- مكارم الاخلاق:409 [4] مع تفاوت.

تحت خده الأيمن، و التسبيح مائة مرة ب «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» ثم مائة مرة «ما شاء اللّه» فانه يرى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في منامه (1).

و ورد ايضا ان من اراد ان يبلغ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سلامه فليقرأ اذا اوى الى فراشه سورة تبارك الذي بيده الملك ثم يقول: «اللهم رب الحل و الحرام [خ. ل: و الحرم]بلغ روح محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عنّي تحيّة و سلاما» اربع مرات، فان اللّه تعالى يوكّل به ملكين حتى يأتيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يقولا له يا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّ فلان بن فلان يقرئك السّلام و رحمة اللّه [فيقول:]و على فلان بن فلان السّلام و رحمة اللّه و بركاته.

و

منها: ماورد ان من أراد رؤيا امير المؤمنين عليه السّلام في منامه

فليقلّ عند مضجعه: «اللهم اني اسألك يا من له لطف خفي، و اياديه باسطة لا تنقضي، اسألك بلطفك الخفي الذي ما ألطفت به لعبد إلا كفي، ان تريني مولاي امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السّلام في منامي» (2).

و منها: ما ورد قراءته لمن اراد ان يرى ميّته في منامه

من البيتوتة على طهر، و الضجعة على الجانب الايمن، و التسبيح بتسبيح الزهراء سلام اللّه عليها و قول: «اللهم انت الحد [خ ل: الحيّ]الذي لا يوصف، و الايمان يعرف منه، منك بدت الاشياء و اليك تعود، فما اقبل منها كنت ملجأه و منجاه، و ما ادبر منها لم يكن له ملجأ و لا منجأ (3)منك إلاّ اليك، فاسألك [خ. ل: اسألك]بلا إله إلا انت، و اسألك ببسم اللّه الرحمن الرحيم، و بحق محمد حبيبك سيد النبيين

ص:265


1- فلاح السائل:258.
2- فلاح السائل:259.
3- كذا، و الظاهر: منجى.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [خ. ل: نبيك محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سيد النبيين]، و بحق علي خير الوصيين، و بحق فاطمة سيدة نساء العالمين، و بحق الحسن و الحسين اللذين جعلتهما سيدي شباب اهل الجنة عليهم السّلام اجمعين [خ. ل: اجمعين السّلام]، ان تصلي على محمد و اهل بيته [خ. ل: و آل محمد]، و ان تريني ميّتي في الحالة التي هو فيها» فان من فعل ذلك يرى ميته في المنام ان شاء تعالى (1).

و ورد الصلاة على محمد و آله مائة مرة بعد العشاء الآخرة لرؤية الميت في المنام.

ص:266


1- فلاح السائل:259.

المقام الثالث: في آداب الانتباه في الاثناء و التقلّب في الفراش و الجلوس من النوم

اشارة

في آداب الانتباه في الاثناء و التقلّب في الفراش و الجلوس من النوم، و ما ينبغي ان يصنعه من رأى في المنام ما يكرهه:

يستحب للنائم كلّما انتبه في الاثناء ان يذكر اللّه سبحانه حتى يطرد الملك الشيطان عنه، و يكلأه الملك كما مرّ شرحه في أول المقام الثاني، و يستحب عند الانتباه في الاثناء و التقلب في الفراش قول: «الحمد للّه و اللّه اكبر» (1)و قول «لا إله إلا اللّه الحيّ القيّوم، و هو على كل شيء قدير، سبحان اللّه ربّ العالمين و إله المرسلين، و سبحان اللّه رب السموات السبع و ما فيهن و ربّ الارضين السبع و ما فيهن و ربّ العرش العظيم، و سلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين» (2).

و يستحب عند الانتباه و الجلوس من النوم أمور:

فمنها: النظر الى اكناف السماء

و قول: «اللهم [خ. ل: انه]لا يوارى منك ليل داج و لا سماء ذات ابراج، و لا ارض ذات مهاد، و لا ظلمات بعضها فوق بعض، و لا بحر لّجي، تدلج بين المدلج من خلقك، تعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور، غارت النجوم و نامت العيون و انت الحيّ القيّوم، لا تأخذك سنة و لا نوم، سبحان [اللّه]رب العالمين و آله المسلمين و الحمد للّه رب العالمين» . ثم قراءة إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اِخْتِلافِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهارِ لَآياتٍ

ص:267


1- فلاح السائل:261.
2- فلاح السائل:262 و [2]لا يوجد فيه: سبحانه اللّه رب العالمين و إله المرسلين و. . .

لِأُولِي اَلْأَلْبابِ* اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اَللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ اَلنّارِ* رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ اَلنّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ* رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ اَلْأَبْرارِ* رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ اَلْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ اَلْمِيعادَ (1). ثم يشتغل بمقدمات صلاة الليل على الوجه الآتي في الفصل اللاحق ان شاء اللّه تعالى (2).

و منها: النظر في آفاق السماء

و قول: «سبحان من جعل في السماء بروجا، و جعل فيها سراجا و قمرا منيرا، و جعل لنا نجوما و قبلة نهتدي بها الى التوجه اليه في ظلمات البر و البحر، اللهم كما هديتنا الى التوجه اليك و الى قبلتك المنصوبة لخلقك، فاهدنا الى نجومك التي جعلتها امانا لأهل الارض و لأهل السماء حتى نتوجه بهم اليك، فلا يتوجه المتوجهون اليك إلا بهم، و لا يسلك الطريق اليك من سلك من غيرهم، و لا لزم المحجة من لم يلزمهم، استمسكت بالعروة الوثقى، و اعتصمت بحبل اللّه المتين، و اعوذ باللّه من شرّ ما ينزل من السماء و من شرّ ما يعرج فيها، و من شرّ ما ذرأ في الارض و من شرّ ما خرج منها، و لا حول و لا قوة إلا باللّه، اللهم ربّ السقف المرفوع، و البحر المكفوف، و الفلك المسجور، و النجوم المسخرات، و رب هود، براسنه (3)صل على محمد و آل محمد، و عافني من كل حية و عقرب، و من جميع هوام الارض و الهواء و السباع

ص:268


1- سورة آل عمران:190-194.
2- بحار الانوار:87/187.
3- هي كوكب في السماء خفيّة تحت الوسطى من الثلاثة كواكب التي في بنات نعش المتفرقات، هي امان مما في الدعاء من الحية و ما بعدها كما نطقت به الرواية. [منه (قدس سره)].

مما في البر و البحر، و من أهل الارض و سكان الارض و الهواء» (1).

و منها: قول: «لا إله إلا اللّه الحليم الكريم الحي

القيّوم، و هو على كل شيء قدير، سبحان رب النبيين و إله المرسلين، ربّ السموات السبع و ما فيهن و ربّ الارضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم، و الحمد للّه ربّ العالمين» يقول ذلك إذا انتبه، و اذا جلس قال قبل ان يقوم: «حسبي اللّه، حسبي الربّ من العباد، حسبي اللّه الذي هو حسبي منذ كنت، حسبي اللّه و نعم الوكيل» فاذا قام نظر الى اكناف السماء و قرأ آية إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ . . . المزبورة (2).

و منها: ان يقول عند الاستيقاظ:

«سبحان الذي يحيي الموتى و هو على كل شيء قدير» و عند القيام الى الصلاة «الحمد للّه نور السموات و الأرض، و الحمد للّه قيوم السموات و الأرض، و الحمد للّه رب السموات و الأرض و من فيهن، انت الحق، و قولك الحق، و لقاؤك الحق، و الجنة حق، و النار حق، و الساعة حق، اللهم لك اسلمت، و بك آمنت، و عليك توكلت، و اليك أنبت، و بك خلصت [خ. ل: خاصمت]و اليك حللت [خ ل: حاكمت]، فاغفر لي ما قدّمت و ما اخّرت و ما اسررت و ما اعلنت، انت إلهي لا إله إلا أنت» (3).

و منها: ان يقول بصوت عال:

«اللهم اعنّي على هول المطلع، و وسّع عليّ المضجع، و ارزقني خير ما قبل الموت، و ارزقني خير ما بعد الموت» (4).

و منها: ان يقول عند الاستيقاظ:

«الحمد للّه الذي بعثني من مرقدي هذا و لو شاء لجعله الى يوم القيامة، الحمد للّه الذي جعل الليل و النهار خلفة لمن

ص:269


1- بحار الانوار:87/186.
2- بحار الانوار:76/191 باب 44 حديث 1.
3- مكارم الاخلاق:340.
4- مكارم الاخلاق:339.

أراد أن يذكّر أو أراد شكورا، الحمد للّه الذي جعل الليل لباسا و النوم سباتا و جعل النهار نشورا، لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، الحمد للّه الذي لا تجنّ منه النجوم [خ. ل: لا تخبو منه النجوم]، و لا تكّن منه الستور، و لا يخفى عليه ما في الصدور» (1).

و منها: قول «لا إله إلا هو الحي

القيوم، و هو على كل شيى قدير، سبحان ربّ النبيّين و إله المرسلين، سبحان ربّ السموات السبع و ما فيهن، و رب العرش العظيم، و الحمد للّه رب العالمين» (2).

و منها: قول: «الحمد للّه الذي أحياني بعد ما

اماتني و اليه النشور، و الحمد للّه الذي ردّ عليّ روحي لأحمده و أعبده» (3).

و منها: قول: «سبّوح قدوس ربّنا و رب الملائكة و

الروح، سبقت رحمتك غضبك، لا إله إلا انت [خ. ل عملت سوء، و]انّي ظلمت نفسي فاغفر لي و ارحمني انك انت [خ. ل: يا كريم فتب عليّ انك انت الغفور]التواب الرحيم الغفور» (4). و ورد استحباب ان يقول نظير ذلك عند سماع صوت الديك بعد الاستيقاظ و هو: «سبّوح قدوس رب الملائكة و الروح، سبقت رحمتك غضبك، لا إله إلا أنت [خ. ل سبحانك و بحمدك]وحدك لا شريك لك، عملت سوء و ظلمت نفسي، فاغفر لي و أرحمني انه لا يغفر الذنوب إلا انت» (5).

ص:270


1- مكارم الاخلاق:340.
2- مصباح المتهجد:88.
3- مصباح المتهجد:88.
4- مصباح المتهجد:88.
5- الفقيه:1/305 باب 68 حديث 1395، و اصول الكافي:2/538 باب الدعاء عند النوم و الانتباه حديث 12.

المقام الرابع ما يستحب لمن رأى في منامه ما يروعه

يستحب لمن رأى في منامه ما يروعه ان يقول: «هو اللّه لا شريك له» (1). و لمن رأى في منامه ما يكره، ان يتحوّل عن شقه الذي كان عليه نائما، و يقول: إِنَّمَا اَلنَّجْوى مِنَ اَلشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاّ بِإِذْنِ اَللّهِ (2)، ثم يقول: «اعوذ بما عاذت به ملائكة اللّه المقربون و انبياء اللّه المرسلون و عباد اللّه الصالحون من شرّ رؤياي التي رأيت ان تضرّني في ديني و دنياي» ثم يتفل على يساره ثلاثا (3).

و في خبر آخر انه يقول: «اعوذ [خ. ل: باللّه و]بما عاذت به ملائكة اللّه المقربون، و انبياء اللّه المرسلون، و عباد اللّه الصالحون، و الأئمّة الراشدون المهدّيون [خ ل و عباده الصالحون]، من شر ما رأيت، و من شرّ رؤياي ان تضرّني [خ. ل في ديني و دنياي]و من الشيطان الرجيم» ثم يتفل على يساره ثلاثا (4).

و في خبر ثالث: يقرأ بعد نحو هذا الدعاء؛ الحمد و المعوذتين و التوحيد، ثم يتفل عن يساره ثلاث تفلات (5).

و ورد لدفع عاقبة الرؤيا المكروهة ان يسجد بعد الاستيقاظ، و يثني على

ص:271


1- مكارم الاخلاق:340.
2- سورة المجادلة:10.
3- بحار الانوار:76/218 حديث 24.
4- مصباح المتهجد:88، و [3]بحار الانوار:76 [4] من الرواية الثانية.
5- بحار الانوار:61/188، و 218.

اللّه تعالى بما تيسر له من الثناء، ثم يصلّي على محمد و آله و يتضرّع إلى اللّه و يسأله كفاية الرؤيا المكروهة و سلامة عاقبتها، فإنه لا يرى لها أثر سوء بفضل اللّه و رحمته.

و قد استفاض أو تواتر النهي عن التحدث برؤيا مكروهة، لأنه إذا لم يتحدّث بها لم تضرّه، بل ينفث عن يساره ثلاثا كما في عدة أخبار (1)، و يتفل كما في عدة أخرى، و لا يخبر بها أحدا، بل ليقم و ليصل (2).

و ورد ان الرؤيا من اللّه و الحلم من الشيطان (3)، و ان الرؤيا المكروهة من الشيطان، اسمه: الدها [خ. ل: الدهار]، يؤذي المؤمنين في نومهم فيريهم ما يغتمّون به (4)و في خبر آخر: ان لإبليس شيطانا يقال له: الهزع، يملأ المشرق و المغرب في كل ليلة، يأتي الناس في المنام (5). و ورد ان سبب الرؤيا المروعة قد يكون أن العبد يكون على معصية اللّه عزّ و جلّ و يريد اللّه به خيرا فيريه في منامه رؤيا تروعه فينزجر بها عن تلك المعصية (6). و ورد ان الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة و اربعين جزء من النبوّة (7)، و قيل في تفسيره: انّ مدّة الوحي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من حين بدأ الى أن ارتحل كان ثلاثا و عشرين سنة، و كان ستة أشهر منها في أوّل الأمر يوحى إليه في النوم و هو نصف سنة، فكانت مدّة وحيه في النوم جزء من ستة و أربعين

ص:272


1- بحار الانوار:61/191.
2- بحار الانوار:61/192 باب 44 [1] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 67.
3- بحار الانوار:61/191 باب 44 [2] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 58.
4- بحار الانوار:61/187 باب 44 [3] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 52.
5- بحار الانوار:61/159 باب 44 [4] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 2.
6- بحار الانوار:61/167 باب 44 [5] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 19.
7- بحار الانوار:61/192 باب 44 [6] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 68.

جزء من أيّام الوحي (1). لكن في رواية اخرى: انّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوّة (2). و في ثالثة: انّ رؤيا المؤمن جزء من سبعة و سبعين جزء من النبوّة (3).

و ورد انّ رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام من تكلّم به الرب عنده (4). و قد روي عنهم عليهم السّلام تعبيرات كثيرة ذكرت في البحار، طوينا الاشارة الى مضامينها، لاحتمال ابتنائها على علومهم الالهية في تلك القضية الخاصة. و ذكر أهل التعبيرات امورا خالية من مستند قويم، راجعة الى اجتهادات و استيناسات لا حجة فيها، من اراد العثور عليها فليراجع كتب التعبيرات.

و قد استفاضت الأخبار بان الرؤيا على ما يفسر و يعبّر، و ان الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبّر فإذا عبرّت وقعت (5)، و يشهد لذلك أيضا ما روي من ان امرأة واحدة رأت رؤيا واحدة ثلاث مرات، فقصتها مرتين للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعبرّها بعود زوجها سالما من السفر، فصار كما عبرّ، و قصتها في الثالثة لخبيث، فعبرها بمجيىء خبر موت زوجها، فصار كما عبرّ (6). فينبغي عدم بيان الرؤيا المكروهة لأحد كما مرّ، و بيان الرؤيا الحسنة و المشتبهة لعاقل ديّن فطن محب وادّ عالم ناصح خال من الحسد و البغي، و قد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: ان رؤيا المؤمن ترفّ بين السماء و الأرض على رأس

ص:273


1- بحار الانوار:61/178 باب 44 [1] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 40، و ذيله نقلا عن الجزري في النهاية.
2- بحار الانوار:61/192 باب 44 [2] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 70.
3- بحار الانوار:61/210 باب 44 [3] حقيقة الرؤيا و تعبيرها.
4- بحار الانوار:61/210 باب 44 [4] تفصيل و تعبير.
5- بحار الانوار:61/175 باب 44 [5] حقيقة الرؤيا و تعبيرها في ذيل حديث 34.
6- روضة الكافي:8/335 حديث 528.

صاحبها حتى يعبّرها بنفسه، أو يعبرها [له]مثله، فإذا عبّرت لزمت الأرض، فلا تقصّوا رؤياكم إلاّ على من يعقل (1). و في خبر آخر: لا تقص الرؤيا إلاّ على مؤمن خلا من الحسد و البغي (2). و في خبر ثالث: لا تقصها إلاّ على وادّ لا يحب ان يستقبلك في تفسيرها إلاّ بما تحب، و ان لم يكن عالما بالعبارة لم يعجل لك بما يغمك (3). و في رابع: إذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلاّ ناصحا عالما (4). و ورد ايضا ان الرؤيا المكدرة من الشيطان فلا تحدث به الناس، و الرؤيا الصالحة من اللّه، فإذا رأى أحدكم فلا يحدث بها إلاّ من يجب، لأن من لا يحبه لا يؤمن ان يعبره حسدا على غير وجهه، فيغمه أو يكيده بأمر (5).

ثم انه قد سئل الصادق عليه السّلام عن سبب ان المؤمن قد يرى رؤيا فتصدق رؤياه، و قد يرى [رؤيا]فلا يظهر لها أثر، فإجاب عليه السّلام-بما معناه-ان المؤمن اذا نام عرج بروحه الى السماء، فما يراه في ملكوت السموات كان في محل التقدير و التدبير، و كان حقا و يظهر أثره، و ما يراه في الأرض و الهواء فهو مضطرب، فقيل له عليه السّلام: أ يعرج بجميع روحه إلى السماء؟ فقال عليه السّلام: لو كان كذلك لمات، و إنما الصاعد الى السماء شعاعها، كما ان الشمس في السماء و شعاعها في الأرض (6). و في خبر آخر: ان اللّه تعالى خلق الروح و جعل لها سلطانا في البدن و سلطانها النفس، فإذا نام الانسان خرجت

ص:274


1- روضة الكافي:8/336 حديث 529 بلفظه، عن ابي جعفر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
2- روضة الكافي:8/336 حديث 530، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام، بلفظه.
3- البحار:61/174 [1] في بيان حديث 34.
4- بحار الانوار:61/175 [2] في بيان حديث 34.
5- بحار الانوار:61/174 [3] في بيان حديث 34.
6- بحار الانوار:61/173 [4] في بيان حديث 34.

الروح من الجسد و عرجت الى السماء، و بقي سلطانها في البدن، فتمر الروح على الملائكه و الجن، فما كانت من رؤيا صادقة فهي من الملائكة، و ما كانت من كاذبة فمن الجن.

و ورد ان: رؤيا الليل أقوى من رؤيا النهار، و ان أصدق ساعات الرؤيا وقت السحر، و ان اسرعها تأويلا رؤيا القيلولة (1).

و قيل: ان رؤيا أوّل الليل يبطؤ تأوليها، و من النصف الثاني يسرع، و ان اسرعها تأويلا وقت السحر لا سيما عند طلوع الفجر (2).

و ورد: ان رؤيا أول الليل كاذبة لأنه وقت استيلاء الشياطين المتمردين (3). و ان الرؤيا الصادقة هي رؤيا الثلث الاخير من الليل، فإنه وقت نزول الملائكة، و أصدقها وقت السحر، و رؤياه صدق لا تخلف فيها، إلاّ أن يكون صاحبها جنبا، أو نام بغير وضوء، أو بغير ما ينبغي من ذكر اللّه تعالى (4).

و روى الصدوق رحمه اللّه في محكي الفقيه عن مولانا الصادق عليه السّلام: ان نوم سادس الشهر، و سابعه، و ثامنه، و تاسعه، و خامس عشره، و ثامن عشره، و تاسع عشره، و السابع و العشرين، و الثامن و العشرين، و الثلاثين منه صحيح معتبر، و نوم رابعه، و خامسه، و حادي عشره، و ثاني عشره، و سادس عشره، و سابع عشره صحيح يتعوق كرؤيا يوسف عليه السّلام، و نوم أوله، و عاشره، و ثالث عشره، و رابع عشره، و الحادي و العشرين منه، و الخامس و العشرين، و السادس و العشرين منه، و التاسع و العشرين منه كذب لا عبرة به، و نوم الثاني، و الثالث، و الثالث و العشرين، و الرابع و العشرين منه على

ص:275


1- بحار الانوار:61/174 [1] في بيان حديث 34.
2- بحار الانوار:61/195 [2] في ذيل بيان حديث 34.
3- بحار الانوار:61/194 [3] في بيان حديث 34.
4- روضة الكافي:8/91 باب حديث الاحلام و الحجة على اهل ذلك الزمان حديث 62.

العكس.

و استفاضت الاخبار عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة عليهم السّلام بإن من رآهم في المنام فقد رآهم، لأن الشيطان لا يتمثّل في صورهم، بل و لا في صورة أحد من شيعتهم (1).

و ورد المنع الاكيد من الكذب في الرؤيا، و إنّ من كذب في منامه يعذّب يوم القيامة حتى يعقد بين شعيرتين و ليس بعاقدهما.

و ينبغي للمعبّر ان يلاحظ في التعبير المناسبات الزمانية و المكانية و الشخصية، بإن يلتفت مثلا إلى ان النار في الشتاء نعمة، و في الصيف غير مطلوبة. . و هكذا.

و ورد أنّ اصل خلق الرؤيا للاحتجاج على من انكر المعاد و القيامة و الجنة و النار. . و نحو ذلك مما كانوا ينكرونه (2).

ص:276


1- بحار الانوار:61/176 باب 44 [1] حقيقة الرؤيا و تعبيرها حديث 36.
2- الكافي [2]الروضة:8/90 [3] حديث الاحلام و الحجة على اهل ذلك الزمان حديث 57، بسنده عن ابي الحسن عليه السّلام قال: انّ الاحلام لم تكن فيما مضى في اوّل الخلق و انّما حدثت، فقلت: و ما العلّة في ذلك؟ فقال: انّ اللّه عزّ ذكره بعث رسولا الى اهل زمانه فدعاهم الى عبادة اللّه و طاعته، فقالوا: ان فعلنا ذلك فما لنا؟ فو اللّه ما انت باكثرنا مالا، و لا باعزّنا عشيرة، فقال: ان اطعتموني ادخلكم اللّه الجنة، و ان عصيتموني ادخلكم اللّه النار، فقالوا: لقد رأينا امواتنا صاروا عظاما و رفاتا، فازدادوا له تكذيبا و به استخفافا، فاحدث اللّه عزّ و جلّ فيهم الاحلام فأتوه فاخبروه بما رأوا و ما انكروا من ذلك، فقال: ان اللّه عزّ و جلّ اراد ان يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون ارواحكم اذا متّم، و ان بليت ابدانكم تصير الارواح الى عقاب حتى تبعث الابدان.

الفصل السادس: في آداب الطهور و الصلاة

اشارة

و فيه مقامات:

الاول: في آداب التخلي:

اشارة

يكره حبس البول، لما ورد من ان من أراد ان لا تشتكي مثانته فلا يحبس البول و لو على ظهر دابة (1).

و يستحب لمن اراد التخلي تغطية الرأس ان كان مكشوفا (2)، بل ورد الأمر بالتقنع بالثوب، مضافا إلى التغطية للرأس استحياء من الملكين (3)، و كذا

ص:277


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/40 باب 29 حديث 4، [1] عن الرسالة الذهبية للرضا عليه السّلام.
2- التهذيب:1/24 باب 3 حديث 62، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انه كان يعمله اذا دخل الكنيف يقنّع رأسه و يقول سرّا في نفسه: «بسم اللّه و باللّه» .
3- وسائل الشيعة:1/214 باب 3 حديث 3.

يستحب الاستتار عن الناس و التباعد عنهم مهما امكن، حتى عدّ من جملة اسباب اتيان لقمان الحكمة عدم رؤية احد اياه على بول و لا غائط قط (1).

و المشهور استحباب تقديم الرجل اليسرى عند الدخول و اليمنى عند الخروج (2).

و يستحب التوقي من البول، و تهيئة مكان للبول و الغائط لا ينضح فيه البول (3)، و اختيار مكان في السفر مرتفع من الأرض، او كثيب التراب، فإن التهاون بالبول مذموم 4، حتى ورد ان أهل النار على ما بهم من الأذى و سقي الحميم و النداء بالويل و الثبور، يتأذون ممّن لا يبالي اين أصاب البول من جسده (4).

و يستحب قبل دخول الخلاء الوقوف على الباب، و الالتفات يمينا و شمالا إلى الملكين، و قول: «اميطا عني فلكما اللّه عليّ ان لا احدث حدثا [خ. ل: بلساني شيئا]حتى اخرج إليكما» (5).

و يستحب التسمية عند دخول بيت الخلاء و الدعاء بقول: «اللهم إني اعوذ بك من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم» (6)و بقول: «بسم اللّه و باللّه لا إله إلاّ اللّه، ربّ أخرج عني الأذى سرحا بغير حساب،

ص:278


1- الفقيه:1/17 باب 2 حديث 41، و الوسائل:1/215 باب 4 حديث 1 و 2.
2- مناهج المتقين:9 في المبحث الثالث في آداب التخلي. و الفقيه:1/17 باب 2 حديث 41.
3- 3 و 4) التهذيب:1/33 باب 2 حديث 87.
4- وسائل الشيعة:1/239 باب 23 حديث 2.
5- التهذيب:1/351 باب 15 حديث 1040، بسنده ان امير المؤمنين عليه السّلام كان اذا اراد قضاء الحاجة وقف على باب المذهب، ثم التفت يمينا و شمالا الى ملكيه فيقول: اميطا عنّي . . الحديث.
6- الكافي:3/16 باب القول عند دخول الخلاء حديث 1.

و أجعلني لك من الشاكرين فيما تصرفه عني من الأذي [خ. ل: و الغّم]الذي لو حبسته عني هلكت، لك الحمد، اعصمني من شر ما [في بطني]في هذه البقعة، و اخرجني منها سالما، و حل بيني و بين طاعة الشيطان الرجيم» (1)و عند الجلوس بقول: «اللهم اذهب عني القذى و الأذى و أجعلني من المتطهرين» (2). و يبسمل عند كشف عورته حتى يغض الشيطان بصره عنه، و لا ينظر إلى عورته حتى يفرغ (3).

و قيل: باستحباب الاتكاء عند الجلوس للتخلي على الرجل اليسرى و تفريج ما بين الفخذين و الساق اليمنى حتى يسهل التغوط (4).

و يستحب عند التخلي قول: «اللهم كما اطعمتنيه طيبا في عافية، فاخرجه مني خبيثا في عافية» (5). و عند الفراغ قول: «الحمد للّه على ما أخرج منّي من الأذى في يسر و عافية» (6)و قول: «الحمد للّه الذي عافاني من البلاء و اماط عني الأذى» (7).

و يستحب عند النظر في ماء الاستنجاء قول: «الحمد للّه الذي جعل الماء طهورا و لم يجعله نجسا» (8)و عند الاستنجاء قول: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه،

ص:279


1- الفقيه:1/17 باب 2 حديث 41.
2- الفقيه:1/16 باب 2 حديث 37.
3- الفقيه:1/18 باب 2 حديث 43.
4- ذكر ذلك فقهائنا رضوان اللّه عليهم في مؤلفاتهم الفقهية في باب آداب التخلي، و منهم المصنف (قدس سره) في مناهج المتقين:9.
5- الفقيه:1/16 باب 2 حديث 37.
6- الكافي:3/69 باب النوادر حديث 3.
7- التهذيب:1/351 باب 15 حديث 1038.
8- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 6.

اللهم أجعلني من التوّابين و أجعلني من المتطهّرين، و الحمد للّه رب العالمين» (1)و قول: «اللهم حصّن فرجي، و أستر عورتي، و حرمني [خ. ل: و حرمها]على النار، و وفّقني لما يقربني منك يا ذا الجلال و الاكرام» (2). و عند القيام بعد مسح بطنه بيده قول: «الحمد للّه الذي [خ. ل: اماط عنّي الاذى و]هنّأني طعامي و شرابي و عافاني من البلوى» ، و عند الخروج بعد مسح يده على بطنه «الحمد للّه الذي عرفّني لذتّه، و أبقى في جسدي قوّته، و أخرج عنّي أذاه، يا لها من نعمة يا لها نعمة [خ. ل: يا لها من نعمة]، لا يقدّر القادرون قدرها» (3). و قول: «بسم اللّه الحمد للّه الذي عافاني من الخبيث المخبث و اماط عني الأذى» (4).

و يستحب أيضا في بيت الخلا ذكر اللّه تعالى بغير ما ذكر (5)، و حكاية الأذان (6)، و قراءة آية الكرسي (7)، و الحمد للّه إذا عطس (8).

ص:280


1- الكافي:3/16 باب القول عند دخول الخلاء و عند الخروج حديث 1.
2- مناهج المتقين:9 المبحث الثالث في آداب التخلّي.
3- مصباح المتهجد:5.
4- الكافي:3/16 باب القول عند دخول الخلاء و عند الخروج.
5- وسائل الشيعة:1/219 باب 2، [4] بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا بأس بذكر اللّه و انت تبول، فان ذكر اللّه حسن على كل حال، فلا تسام من ذكر اللّه.
6- وسائل الشيعة:1/221 باب 8 حديث 1، [5] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام انّه قال له: يا محمد بن مسلم لا تدعنّ ذكر اللّه على كل حال. و لو سمعت المنادي ينادي بالاذان و انت على الخلا فاذكر اللّه عزّ و جلّ و قلّ كما يقول المؤذّن.
7- التهذيب:1/352 باب 15 حديث 1042، بسنده عن عمر بن يزيد، قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن التسبيح في المخرج و قراءة القرآن، فقال: لم يرخّص في الكنيف في اكثر من آية الكرسي، و بحمد اللّه او آية.
8- قرب الاسناد:36، [6] بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عليهما السّلام، قال كان ابي عليه السّلام يقول: اذا عطس احدكم و هو على خلاء فليحمد اللّه في نفسه.

و يجب جواب من يسلّم عليه (1). و قد كان يستحي موسى عليه السّلام من ذكر اللّه تعالى على الخلاء فاتاه الأمر بالذكر، و انه حسن على كل حال (2). و ورد تعليل استحباب حكاية الأذان على التخّلي بأنها تزيد الرزق (3). و أختلفت الأخبار في قراءة القرآن في الخلاء فبين مانعة مطلقا (4)، و مجوّزة كذلك، و مفصلّة بين آية الكرسي و «الحمد لله رب العالمين. .» و غير ذلك 4. و أحتمل بعضهم الجمع (5)بالقول بالكراهة الخفيفة في آية الكرسي، و «الحمد لله رب العالمين،» و الشديدة في

ص:281


1- و ذلك لعموم وجوب ردّ السّلام، و عدم ورود ما يخصّص هذا العموم، و لما في وسائل الشيعة:2 /1266 حديث 6.
2- الفقيه:1/20 باب 2 حديث 58.
3- علل الشرايع:284 باب 202 حديث 4.
4- علل الشرايع:283 باب 201 حديث 1، [3] بسنده عن ابي بصير، قال: قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: لا تتكلّم على الخلاء، فان من تكلم على الخلاء لم تقض له حاجة. اقول: الاخبار المختلفة المانعة و المجوّزة كثيرة، فمن المانعة الرواية المتقدمة، و من المجوّزة ما رواه الشيخ رحمه اللّه في التهذيب:1/128 باب 6 حديث 348، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: سألته أ تقرأ النفساء و الحائض و الجنب و الرجل المتغوّط القرآن؟ فقال: يقرأون ما شاءوا. و هناك رواية مفصّلة، و هي ما رواه الشيخ الصدوق رحمه اللّه في الفقيه:1 /29 باب 2 حديث 57، و سأل عمر بن يزيد ابا عبد اللّه عليه السّلام عن التسبيح في المخرج و قراءة القرآن، فقال: لم يرخّص في الكنيف اكثر من آية الكرسي و يحمد اللّه، أو آية اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ اَلْعالَمِينَ.
5- لا يخفى ان الجمع المذكور بين الروايات هو جمع تبرّعي لا شاهد له، بل مجرّد استحسان، و ان كان لا بد من الجمع، فالجمع بحمل الرواية المطلقة على الكراهة في غير القرآن و الدعاء، و الرواية المرخّصة بقراءة آية الكرسي و «الحمد لله رب العالمين» و ان الروايتين مقيدتان لرواية عدم الترخيص التي جاءت في الرواية المانعة مطلقا من قراءة كل شيء هو أولى، و للكلام في المقام مجال ليس هذا محله، و اللّه العالم.

غير ذلك من القرآن (1). و أحتمل آخر حمل المانعة على التقية، و الأظهر الجمع بالقول بعدم الكراهة أصلا في قراءة آية الكرسي و «الحمد لله رب العالمين،» و الكراهة الخفيفة في غيرهما من القرآن (2).

و يستحب لمن دخل الخلاء تذكّر ما يوجب الاعتبار و التواضع و الزهد و ترك الحرام، بإن يلتفت إلى ان ما يحصّله و يأكله يعود إلى ما يستقذر. و قد ورد انه: ما من عبد إلاّ و به ملك موكّل يلوي عنقه حتى ينظر إلى حدثه، ثم يقول له الملك: يا بن آدم! هذا رزقك، فإنظر من أين أخذته، و إلى ما صار، فينبغي للعبد عند ذلك ان يقول: «اللهم أرزقني الحلال و جنّبني الحرام» (3). و ورد ان الغائط تصغير لابن آدم، لكي لا يتكبّر و هو يحمل غائطه معه (4). و لقد تعجب أمير المؤمنين عليه السّلام من ابن آدم بإن أوّله نطفة و آخره جيفة و هو قائم بينهما وعاء للغائط ثم يتكبر (5).

و يحرم استقبال القبلة و استدبارها عند التخلي (6).

ص:282


1- تقدم ذكر الحديث.
2- و هذا الجمع لم يذكره شيخنا الوالد قدس اللّه روحه الطاهرة في مؤلفاته الفقهية القيّمة، و انما ذكره هنا لمجرد الاحتمال.
3- الفقيه 1/16 باب 2 حديث 38، و فيه: و كان علي عليه السّلام يقول. . الحديث بلفظه.
4- علل الشرايع:275 باب 183 حديث 1.
5- علل الشرايع:275 باب 184 حديث 2.
6- الكافي:3/16 باب الموضع الذي يكره ان يتغوط فيه او يبال حديث 5، [3] بسنده قال: خرج ابو حنيفة من عند ابي عبد اللّه عليه السّلام و ابو الحسن موسى عليه السّلام قائم-و هو غلام- فقال له ابو حنيفة: يا غلام! اين يضع الغريب ببلدكم؟ فقال: اجتنب افنية المساجد، و شطوط الانهار، و مساقط الثمار، و منازل النزّال، و لا تستقبل القبلة بغائط و لا بول، و ارفع ثوبك وضع حيث شئت. -

و يكره عند التخلي أمور:

فمنها: الكلام بغير ذكر اللّه تعالى،

فإنّ من فعل ذلك لا تقضى حاجته 1و ورد ان ترك الكلام على الخلاء يزيد [في]الرزق 2. نعم لا بأس بالكلام في حال الضرورة و الحاجة التي يضرّ فوتها 3.

و يكره مكالمة الغير من على الخلاء، بل و تسليمه عليه للنهي عنه، كما يكره اعجاله له 4.

و منها: الاكل و الشرب .

5

و منها: السواك،

فإنه يورث البخر-أي نتن الحلق- 6.

ص:283

و منها: طول الجلوس على الخلاء،

فإنه يورث البواسير، و يصعد الحراره إلى الرأس (1).

و منها: استقبال قرص الشمس و القمر و الريح بفرجه في حال البول .

(2)

و منها: استصحاب الدرهم غير المصرور .

(3)

و منها: استصحاب الدعاء و التعويذ .

(4)

و منها: دخول الخلاء و في اليد خاتم فيه اسم من اسماء اللّه تعالى .

(5)

و منها: البول و التغوّط قائما من غير علّة،

فإنه من الجفاء (6)إلا أن يكون [جسمه]مطليا بالنورة فإنه يبول قائما، لأنه يخاف عليه إذا بال جالسا الفتق (7).

و منها: البول-بل و قيل: و الغائط-في الماء الراكد

فإنه يورث تسلط الجن و الشياطين و يتخوف منهم عليه، و اسرع ما يكون الشيطان إلى العبد في تلك الحالة (8). و قد عدّه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من موجبات الشدة

ص:284


1- مجمع البيان:8/317 سورة لقمان.
2- التهذيب:1/34 باب 3 حديث 91.
3- التهذيب:1/353 باب 15 حديث 1046. أقول: المصرور اي المشدود؛ يعني ينبغي ان يشد المتخلي دراهمه بشيء من قماش و نحوه و لا يتركها غير مصرورة، لانها تكون في معرض السقوط.
4- قرب الاسناد:121.
5- التهذيب:1/31 باب 3 حديث 82، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انّه قال: لا يمسّ الجنب درهما و لا دينارا عليه اسم اللّه، و لا يستنجي و عليه خاتم فيه اسم اللّه، و لا يجامع و هو عليه، و لا يدخل المخرج و هو عليه.
6- الفقيه:1/19 باب 2 حديث 51، بلفظه.
7- الكافي:6/500 باب الحمام حديث 18، و الفقيه:1/67 باب 22 حديث 257.
8- الكافي:6/533 باب كراهيّة ان يبيت الانسان وحده و الخصال المنهي عنها حديث 2، و [1]في-

و العسر و الحزن في جميع الأحوال و كثرة الهموم و تعسّر الرزق. و مثله في عدّه من موجبات ذلك البول مطمحا في الهواء (1). و ورد ان البول في الماء الراكد من موجبات النسيان (2)، بل ورد ان منه ذهاب العقل (3)، بل ورد النهي عن البول في الماء الجاري أيضا إلاّ من ضرورة، لأن للماء أهلا (4)، و يساعد عليه ما جوز فيه البول في الماء من غير تقييد بالراكد و لكن قال: انه يتخوّف عليه من الشيطان 5.

و منها: التخلّي في شطوط الأنهار و شفير البئر التي يستعذب منها و يستقى،

و مساقط الثمار، و تحت الاشجار التي عليها الثمار،

لمكان الملائكة الموكلين بها، و مواضع اللعن-و هي ابواب الدور-، و على القبر و بين القبور، لأنه يخاف عليه من الجنون، و كذا في الطرق النافذة، و أفنية المساجد و ابوابها، و منازل النزال 6.

و منها: البول في الأرض الصلبة،

و جحور الحيوانات 7.

و منها: ان يطمح ببوله في الهواء من مرتفع من سطح و غيره .

8

ص:285


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/39 باب 24 حديث 1. أقول: الطمح: هو رفع الشيء الى فوق.
2- الفقيه:1/16 باب 1 حديث 35.
3- الفقيه:4/2 باب 1 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
4- التهذيب:1/34 باب 3 حديث 90.
و منها: الاستنجاء باليمين،

فإنه من الجفاء (1)، إلا لضرورة.

و منها: مس الذكر بيمينه عند البول .

(2)

و منها: الاستنجاء بالماء المتغير بغير النجاسة تغييرا غير واصل إلى حد

الاضافة،

فإن جمعا أفتوا بكراهته حملا لبعض الأخبار الدالة على المنع من الاستنجاء بالماء المتغير بغير النجس عليه (3).

و منها: البول في الحمام،

فإنه يورث الفقر (4). و المراد البول في داخل الحمام لا بيت الخلاء الذي فيه.

و يستحب بعد التخلي مضافا إلى ما مر أمور:

فمنها: الاستبراء ،

(5)

فإنه سنة مؤكدة، و في كيفيته خلاف، و ثمرة الخلاف تظهر في نجاسة الخارج بعد البول قبل الاستبراء و نقضه للوضوء، و حينئذ فالاحوط-ان لم يكن أقوى-اعادة الوضوء، إلاّ فيما لو استبرأ بالمسح من المقعدة إلى أصل القضيب ثلاثا، و منه الى رأس الحشفة ثلاثا، و نتر رأس الحشفة ثلاثا (6).

و ينبغي ان يكون الاستبراء باليسار (7).

ص:286


1- الكافي:3/17 باب القول عند دخول الخلاء حديث 7، [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: الاستنجاء باليمين من الجفاء، و روي انه اذ كانت باليسار علّة. و حديث 5. أقول: الاستنجاء باليمين من الجفاء إلاّ اذا كانت باليسار علّة فلا باس، فتدبّر.
2- الفقيه:1/19 باب 2 حديث 55.
3- مناهج المتقين:6.
4- البحار:76/314 ابواب النوادر، باب ما يورث الفقر حديث 1.
5- الكافي:3/19 باب الاستبراء من البول و غسله حديث 1.
6- في المسألة بحث ذكره الفقهاء قدس اللّه اسرارهم يراجع الجواهر و [4]ذرايع الاحلام باب الاستبراء.
7- و ذلك لكراهة الاستنجاء باليمين و استخدام اليمين في مثل هذه الامور الخسيسة، و اما عدم-

و لا يسقط الاستبراء بقطع الذكر بل عليه وظيفة الباقي حينئذ.

و منها: اختيار الاستنجاء بالماء على الاستجمار،

فإن الماء مطهر للحواشي، و مذهب للبواسير (1).

و منها: المبالغة في الاستنجاء بالماء سيما للنساء .

(2)

و منها: الاستنجاء بالماء البارد فإنه يدفع البواسير .

(3)

و منها: الاستنجاء بالسعد بعد الغائط،

فإن من فعل ذلك لا يخاف عليه شيء من أرياح البواسير (4).

و منها: البدأة في الغسل بالماء بالفرج، ثم المقعدة .

(5)

و منها: تثليث الغسلات .

(6)

و اما وجوب ستر العورة عن الناظر المحترم و فروعه، و كذا حرمة استقبال القبلة و استدبارها في حال التخلي بلا شبهة، و في حال الاستنجاء على الاحوط، و فروع الاستقبال و الاستدبار و كيفية الاستنجاء و ما يستنجى به و ما لا يستنجى [منه]، و فروعهما، و المنع من الاستنجاء و في اليد خاتم عليه اسم اللّه تعالى. . فيطلب من مناهج المتقين، لكون التعرض لها خلاف وضع الرسالة،

ص:287


1- التهذيب:1/354 باب 15 حديث 1052 و حديث 1056.
2- التهذيب:1/44 باب 3 حديث 125.
3- التهذيب:1/354 باب 15 حديث 1056.
4- لم اظفر على رواية بذلك لكن ذكره بعضهم في السنن.
5- هذا الحكم مخالف لما ذكره المصنف قدس سره في مناهج المتقين، و ما ذكره هناك موافق لرواية عمار الساباطي من استحباب الابتداء في الاستنجاء بالمقعدة، ثم بالاحليل، و لعل ما هنا من خطأ الناسخ.
6- التهذيب:1/354 باب 15 حديث 1054.

لانحصار الأمر فيها بالسنن و الآداب.

و يكره غسل الحرّة فرج زوجها عند الاستنجاء في غير سقم، لمنافاته لاحترامها، و لا بأس بذلك بالنسبة إلى الامة (1). و من دخل الخلاء فوجد تمرة أو لقمة خبز في القذر. . أو نحو ذلك استحب له غسلها و أكلها بعد الخروج، فإن من فعل ذلك ما استقرت اللقمة في جوفه إلاّ اعتقه اللّه تعالى من النار، و وجبت له الجنة. و قد اعتق كل من مولانا سيد الشهداء عليه السّلام (2)و مولانا الباقر عليه السّلام مملوكا له أكل ذلك، معلّلا بأني اكره ان استخدم رجلا من أهل الجنة و [قد]اعتقه اللّه من النار (3). و على ضد ذلك اهانة الخبز، فإن قوما طغوا و استنجوا بالمأكولات فسلط اللّه عليهم القحط، حتى غسلوا ما كانوا قد

ص:288


1- التهذيب:1/356 باب 15 حديث 1068، بسنده عن يونس بن يعقوب قال: قلت لابي عبد اللّه عليه السّلام: المرأة تغسل فرج زوجها؟ فقال: و لم؟ من سقم؟ قلت: لا، قال: ما احبّ للحرّة ان تفعل، فأمّا الامة فلا تضرّه، قال: قلت له: ا يغتسل الرجل بين يدي اهله؟ فقال: نعم، ما يفضي به اعظم.
2- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:208، [1] بسنده عن الحسين بن علي عليهما السّلام انّه دخل المستراح فوجد لقمة ملقاة فدفعها الى غلام له، فقال: يا غلام! اذكرني بهذه اللقمة اذا خرجت، فاكلها الغلام، فلما خرج الحسين بن علي عليهما السّلام قال: يا غلام! اين اللقمة؟ قال: اكلتها يا مولاي، قال: انت حرّ لوجه اللّه تعالى، قال له رجل: اعتقته يا سيدي؟ ! قال: نعم، سمعت جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من وجد لقمة ملقاة فمسح منها، او غسل ما عليها، ثم اكلها، لم تستقرّ في جوفه الاّ اعتقه اللّه من النار.
3- الفقيه:1/18 باب 2 حديث 49، و دخل ابو جعفر الباقر عليه السّلام الخلاء فوجد لقمة خبز في القذر فاخذها و غسلها و دفعها الى مملوك كان معه، فقال: تكون معك لاكلها اذا خرجت، فلمّا خرج عليه السّلام قال للملوك: اين اللقمة؟ قال: اكلتها يا بن رسول اللّه، فقال: انها ما استقرت في جوف احد الاّ وجبت له الجنّة، فاذهب فانت حرّ، فإنّي اكره ان استخدم رجلا من اهل الجنّة.

استنجوا به و اكلوه.

و يستحب لمن مرّ بمازمان-و هو موضع بين عرفة و المشعر-ان ينزل و يبول فيه تأسيا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (1). حيث روى الصادق عليه السّلام انه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حج عشرين حجة، و كان يمّر في كل حجة بالمازمين فينزل فيبول فيه، لأنه أول موضع عبد فيه الاصنام، و منه أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي عليه السّلام من ظهر الكعبة (2).

ص:289


1- الكافي:4/244 باب حج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حديث 2، [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عشر حجّات مستترا في كلها يمرّ بالمأزمين فينزل و يبول.
2- علل الشرايع:2/449 باب 203 حديث 1، [2] بسنده عن سليمان بن مهران قال: قلت لجعفر بن محمد عليهما السّلام: كم حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ فقال: عشرين مستترا في حجه يمرّ بالمأزمين فينزل فيبول، فقلت: يا بن رسول اللّه! و لم كان ينزل هناك فيبول؟ قال: لأنّه اوّل موضوع عبد فيه الاصنام، و منه اخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي من ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول اللّه فامر بدفنه عند باب بني شيبة، فصار الدخول الى المسجد من باب بني شيبة سنّة لاجل ذلك. . .

المقام الثاني: في آداب الوضوء

اشارة

الذي فرض اللّه تعالى على آدم عليه السّلام و ذريته لما تاب عليه تطهيرا لهم، فامره بغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة التي نهي عن أكلها، و أمره بغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها، و امره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه عند بكائه و ندمه، و امره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة (1).

ص:290


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/44 باب 15 حديث 9، [1] عن الحسين بن علي عليهما السّلام انه جاء نفر من اليهود الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسأله اعلمهم عن مسائل، و كان فيما سأله ان قال: يا محمد! فاخبرني لاي شيء توضأ هذه الجوارح الاربع و هي انظف المواضع (في المسجد) ؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا ان وسوس الشيطان الى آدم، و دنا آدم من الشجرة، و نظر اليها ذهب ماء وجهه، ثم قام و هو أول قدم مشت الى الخطيئة، ثم تناول بيده ثم مسّها فاكل منها فطار الحلّي و الحلل عن جسده، ثم وضع يده على ام رأسه و بكى، فلما تاب اللّه عزّ و جلّ عليه فرض اللّه عز و جلّ عليه و على ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع، و أمره ان يغسل الوجه لما نظر الى الشجرة، و امره بغسل الساعدين الى المرفقين لما تناول منها، و امره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه، و امره بمسح القدمين لما مشى من الخطيئة، ثم سنّ على امّتي المضمضة لتنقي القلب من الحرام، و الاستنشاق ليحرم عليهم رائحة النار و نتنها. قال اليهودي: صدقت يا محمد، فما جزاء عاملها؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم: اول ما يمس الماء يتباعد عنه الشيطان، و اذا تمضمض نور اللّه قلبه و لسانه بالحكمة، فاذا استنشق آمنه اللّه من النار، و رزقه رائحة الجنة، فاذا غسل وجهه بيض اللّه وجهه يوم تبيض فيه الوجوه، و اذا غسل ساعديه حرم اللّه عليه اغلال النار، و اذا مسح رأسه مسح اللّه-

و سننه أمور:

فمنها: وضع الاناء اذا كان مكشوف الرأس على اليمين .

(1)

و منها: الاغتراف باليمين .

(2)

و منها: التسمية و ذكر اللّه و الدعاء عند رؤية الماء

بقول: «بسم اللّه الحمد للّه الذي جعل الماء طهورا و لم يجعله نجسا» (3). و قد ورد ان من ذكر اسم اللّه على وضوئه فكأنما اغتسل و طهر جميع جسده، و كان الوضوء إلى الوضوء كفارة لما بينهما من الذنوب، و من لم يسمّ لم يطهر جسده إلاّ ما أصابه الماء (4).

و منها: غسل اليدين قبل ادخالهما الاناء من حدث النوم مرة، و من

البول مرة أو مرتين، و من الغائط مرتين .

(5)

و قد ورد ان أول ما يمس المتوضي الماء يتباعد عنه الشيطان (6).

و منها: ان يقول عند غسل اليدين أو عند وضع اليد في الماء: «بسم

ص:291


1- استحباب جعل الاناء عن اليمين اجماع [1]ي بين الفقهاء رضوان اللّه عليهم و ان كانت توجد رواية عامية قاصرة الدلالة لاثبات المدعى، و العمدة في المقام هو الاجماع المعبر عنه بنسبتهم الى الاصحاب، و ان شئت تفصيل المقام فراجع منتهى المقاصد كتاب الطهارة، فصل الوضوء، في الكلام في بيان احكام مستحبات الوضوء.
2- الكافي:3/24 باب صفة الوضوء حديث 2.
3- التهذيب:1/53 باب 4 صفة الوضوء حديث 153.
4- الفقيه:1/31 باب 10 باب حدّ الوضوء حديث 102، و روي انّ من توضّأ فذكر اسم اللّه طهر جميع جسده و كان الوضوء الى الوضوء كفارة لما بينهما من الذنوب، و من لم يسمّ لم يطهر من جسده الاّ ما اصابه الماء.
5- الفقيه:1/29 باب 10 حدّ الوضوء حديث 91 و [2] 92.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/44 باب 15 حديث 9.

اللّه [و باللّه]اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين» (1).

و منها: المضمضة ثلاثا بعد غسل اليدين،

فإنها تنقي القلب من الحرام و تنّوره، و تنوّر اللسان بالحكمة (2).

و منها: الدعاء عند المضمضة بقول: «اللهم لقني حجتي حين

[خ. ل: يوم]القاك، و أطلق لساني بذكرك و شكرك، و أجعلني ممن ترضى عنه» (3).

و منها: الاستنشاق ثلاثا بعد المضمضة،

فإنه إذا فعل ذلك امنه اللّه من النار، و رزقه رائحة الجنة (4).

و منها: الدعاء عند الاستنشاق بقول: «اللهم لا تحرّم علي ريح

الجنة و أجعلني ممن يشم ريحها [و روحها]و ريحانها و طيبها» (5).

و منها: الدعاء عند غسل الوجه بقول: «اللهم بيض وجهي

يوم تسود فيه الوجوه، و لا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه» (6).

و ورد ان غسل الوجه في الوضوء يوجب بياض وجهه في اليوم المذكور (7).

و منها: كون ايصال الماء إلى الوجه بالصب،

تأسيا بالنبي صلّى اللّه عليه

ص:292


1- وسائل الشيعة:1/53 باب 16 حديث 1[ [1]ط ج 1/282]باختلاف يسير.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/44 باب 15 حديث 9، و [2]فيه: ثم سن على امتي المضمضة لتنقي القلب من الحرام، ثم قال: و اذا تمضمض نور اللّه قلبه و لسانه بالحكمة. أقول: لم اظفر على رواية تحدّد المضمضة ثلاثا.
3- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 6، و [3]فيه: ثم تمضمض فقال: «اللهم انطق لساني بذكرك و اجعلني ممن ترضى عنه» . و التهذيب:1/53 باب 4 صفة الوضوء حديث 153، و فيه: ثم تمضمض فقال «اللهم لقّني حجّتي يوم القاك، و اطلق لساني بذكرك» .
4- التهذيب:1/53 باب 4 صفة الوضوء حديث 153.
5- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 6.
6- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 6.
7- مستدرك وسائل الشيعة:1/44 باب 15 حديث 9.

و آله و سلّم (1)دون الضرب و اللطم فإنه مما نهي عنه (2)إلاّ عند النعاس أو البرد فإنه لا بأس بتصفيق الوجه به حينئذ (3).

و منها: أخذ الماء عند غسل اليد اليمنى بالكف اليمنى، و صبّه على

الكف اليسرى، و غسل اليد اليمنى به .

(4)

و منها: ان يبدأ الرجل في الغسلة الأولى بظاهر ذراعه و في الثانية بباطنها،

و المرأة بالعكس .

(5)

ص:293


1- التهذيب:1/75 باب 4 صفة الوضوء حديث 190، بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: الا احكي لكم وضوء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ ثم اخذ كفّا من ماء فصبها على وجهه ثم اخذ كفّا فصبّها على ذراعه، ثم اخذ كفّا آخر فصبها على ذراعه الاخرى. الحديث.
2- قرب الاسناد:129، [1] بسنده عن ابي جرير الرقاشي قال: قلت لابي الحسن موسى عليه السّلام: كيف اتوضّأ للصلاة؟ قال: فقال: لا تعمّق في الوضوء [خ. ل: لا تغمس]و لا تلطم وجهك بالماء لطما، و لكن اغسله من اعلى وجهك الى اسفله بالماء مسحا، و كذلك فامسح بالماء على ذراعيك و رأسك و قدميك.
3- التهذيب:1/357 باب 16 صفة الوضوء و الفرض منه حديث 1071، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: اذا توضّأ الرجل فليصفق وجهه بالماء فانّه ان كان ناعسا فزع و استيقظ، و ان كان البرد فزع و لم يجد البرد.
4- الكافي:3/44 باب صفة الوضوء حديث 3، [2] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام. . الى ان قال: الاّ احكي لكم وضوء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ قلت: بلى، قال: فادخل يده في الاناء و لم يغسل يده فاخذ كفّا من ماء فصبّه على وجهه، ثم مسح جانبيه حتى مسحه كلّه، ثم اخذ كفّا اخر بيمينه فصبّه على يساره ثم غسل به ذراعه الايمن. الحديث.
5- الكافي:3/28 باب حدّ الوجه الذي يغسل و الذراعين و كيف يغسل حديث 6، [3] بسنده عن ابي الحسن الرضا عليه السّلام قال: فرض اللّه على النساء في الوضوء للصلاة ان يبتدئن بباطن اذرعهن و في الرجال بظاهر الذراع.
و منها: ان يكون الوضوء بمدّ من ماء .

(1)

و منها: الدعاء عند غسل اليد اليمنى بقول: «اللهم أعطني كتابي

بيميني و الخلد في الجنان بيساري، و حاسبني حسابا يسيرا» (2)«و أجعلني ممن ينقلب إلى اهله مسرورا» (3).

و منها: الدعاء عند غسل اليد اليسرى بقول: «اللهم لا تعطني كتابي

بشمالي و لا من وراء ظهري، و لا تجعلها مغلولة الى عنقي، و اعوذ بك من مقطعات النيران و نقصان الايمان» (4). و ورد ان المتوضي إذا غسل ساعديه حرّم اللّه عليه اغلال النار (5).

و منها: الدعاء عند مسح الرأس بقول: «اللهم غشني

برحمتك و بركاتك و عفوك، و اظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلاّ ظلك» (6).

و ورد انه اذا مسح المتوضي رأسه مسح اللّه سيئاته (7).

و منها: الدعاء عند مسح الرجلين بقول: «اللهم ثبت

قدميّ على

ص:294


1- التهذيب:1/135 باب 6 حكم الجنابة و صفة الطهارة حديث 374، [1] بسنده: قال ابو الحسن عليه السّلام: الغسل بصاع من ماء، و الوضوء بمدّ من ماء، و صاع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خمسة امداد، و المدّ مائتان و ثمانون درهما، و الدرهم وزن ستة دوانيق، و الدانق وزن ست حبّات، و الحبّة وزن حبّتي شعير من اوساط الحب لا من صغاره و لا من كباره.
2- التهذيب:1/53 باب 4 صفة الوضوء حديث 153، و الفقيه:1/26 باب 9 صفة وضوء امير المؤمنين عليه السّلام حديث 84.
3- لم اجد هاتين الجملتين في الكافي و [2]التهذيب و الفقيه و المحاسن و [3]المقنع و [4]الوسائل.
4- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 6.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/44 باب 15 حديث 9، و [7]الاختصاص:36 في مسائل اليهودي التي القاها على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
6- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 6.
7- الامالي [9]او المجالس للشيخ الصدوق رحمه اللّه:115.

الصراط يوم تزل فيه الاقدام، و اجعل سعيي فيما يرضيك عني (1)يا أرحم الراحمين» (2).

و ورد انه اذا مسح المتوضي قدميه اجازه اللّه على الصراط يوم تزل فيه الاقدام (3).

و ورد ان من توضأ بهذه الآداب خلق اللّه عزّ و جلّ من كل قطرة ملكا يقدّسه و يسبّحه و يكبّره، و يكتب اللّه عزّ و جلّ له ثواب ذلك الى يوم القيامة (4).

و منها: قراءة سورة القدر عند الوضوء،

فإن من قرأ ذلك عنده خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (5).

و منها: فتح العينين عند الوضوء و ادخال الماء فيهما

حتى لا ترى نار جهنم (6)، و لعله من باب استظهار غسل نواحيها.

و منها: ان يقول بعد الوضوء او عنده: «اللهم إني اسألك تمام

الوضوء و تمام الصلاة و تمام رضوانك و الجنة» فقد ورد انه زكاة الوضوء (7).

و ورد انّ من قال ذلك بعد قراءة سورة القدر لم يمّر بذنب اذنبه إلاّ حتّه (8).

ص:295


1- الكافي:3/248 باب النوادر حديث 6، و [1]الفقيه:1/26 باب 9 صفة وضوء امير المؤمنين عليه السّلام حديث 84.
2- لم تذكر (يا ارحم الراحمين) في الكافي و [2]المقنع و [3]التهذيب و الفقيه و المحاسن.
3- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 6.
4- الحديث المتقدم.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/46 باب 23 حديث 3 [6] عن فقه الرضا عليه السّلام.
6- الفقيه:1/31 باب 10 حدّ الوضوء حديث 104: و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: افتحوا عيونكم عند الوضوء لعلّها لا ترى نار جهنّم.
7- الفقيه:1/31 باب 10 حدّ الوضوء و ترتيبه و ثوابه حديث 107.
8- البلد الامين:3، و [7]البحار:80/328 باب 5 [8] التسمية و الادعية المستحبة عند الوضوء حديث-
و منها: قول: «سبحانك اللهم و بحمدك،

اشهد ان لا إله إلاّ انت، استغفرك و اتوب إليك، و اشهد انّ محمدا عبدك و رسولك، و اشهد انّ عليا وليّك و خليفتك بعد نبيّك على خلقك، و انّ أولياءه اولياؤك، و خلفاءه خلفاؤك، و اوصيائه [اوصياؤك]» فقد ورد ان من قال ذلك في آخر وضوئه او غسله للجنابة تحاتّت عنه الذنوب كلّها كما تحاتّ ورق الشجر، و خلق اللّه بعدد كل قطرة من قطرات وضوئه او غسله ملكا يسبح اللّه و يقدّسه و يهلّله و يكبّره و يصلّي على محمد و آله الطيبين، و ثواب ذلك لهذا المتوضّي، ثم يأمر اللّه بوضوئه و غسله فيختم عليه بخواتيم ربّ العزة، ثم يرفع تحت العرش حيث لا تتناوله اللصوص، و لا يلحقه السوس [خ. ل: الوسواس]و لا تفسده الاعداء حتى يرد عليه و يسلّم إليه اوفر ما هو احوج و أفقر ما يكون إليه، فيعطى بذلك في الجنة ما لا يحصيه العادّون، و لا يعيه الحافظون، و يغفر اللّه له جميع ذنوبه حتى تكون صلاته نافلة، فإذا توجه إلى مصلاّه ليصلّي قال اللّه عز و جل لملائكته: يا ملائكتي! أ لا ترون إلى عبدي هذا قد انقطع من جميع الخلائق إليّ، و امّل رحمتي وجودي و رأفتي، أشهدكم انّي اخصّه برحمتي و كراماتي» (1).

و منها: ان يتلو عند الفرغ قوله عز من قائل: فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا

بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دابِرُ اَلْقَوْمِ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا وَ اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ اَلْعالَمِينَ (2).

ص:296


1- البحار:80/316 باب 5 [1]التسمية و الادعية المستح [2]بة عند الوضوء حديث 7.
2- تفسير العياشي:1/359 سورة الانعام:44 و 45، و فيه: عن ابي الحسن علي بن محمد [عليهما السّلام]ان قنبرا مولى امير المؤمنين ادخل على الحجاج بن يوسف [لعنه اللّه]فقال له: ما الذي كنت تلي من امر علي بن ابي طالب (ع) ؟ قال: كنت اوضيّه، فقال له: ما كان يقول اذا فرغ من وضوئه؟ قال: كان يتلوا هذه الآية فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا-
و منها: ان يقول بعد الفراغ: «اشهد ان لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك

له، و اشهد ان محمدا عبده و رسوله»

فانه يستحق المغفرة إذا قال ذلك 1.

و يكره في الوضوء أمور:

فمنها: الاستعانة في الوضوء فيما لا يجب عليه فعله مباشرة من افعاله،

كأن يصب آخر الماء في يده 2. و اما الصب على نفس العضو فلا يجوز الاستعانة فيه 3إلا عند الضرورة 4.

ص:297

و منها: صبّ ماء الوضوء في الكنيف .

(1)

و منها: الوضوء في المسجد من حدث البول و الغائط ،

(2)

و اما حدث النوم و الريح فلا بأس بالتوضي منه في المسجد، سيما إذا كان الحدث وقع فيه 3.

و منها: الوضوء بالماء المسخن بالشمس في آنية،

فإنه يورث البرص 4.

و ربّما عدّ جمع من المكروهات مسح بلل الوضوء من اعضائه و لم يثبت 5، بل الأخبار الناطقة بمسح أمير المؤمنين عليه السّلام و اعداده لذلك خرقة تدلّ على عدم الكراهة، لمنافاة مواظبته عليه السّلام عليه لذلك 6. نعم لا يبعد كون تركه افضل، لما ورد من ان من توضأ و تمندل كتب اللّه له حسنة، و من توضأ و لم

ص:298


1- الكافي:3/150 باب حدّ الماء الذي يغسل [1]به الميت حديث 3، بسنده كتب محمد بن الحسن الى ابي محمد عليه السّلام في الماء الّذي يغسل به الميت كم حدّه. . الى ان قال: و كتب اليه: هل يجوز ان يغسّل الميت و ماؤه الذي يصبّ عليه يدخل الى بئر كنيف، او الرجل يتوضّأ وضوء الصلاة ان يصب ماء وضوئه في كنيف؟ فوقع عليه السّلام: يكون ذلك في بلاليع.
2- الكافي:3/369 باب بناء المساجد حديث 9، بسنده عن رفاعة بن موسى، قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن الوضوء في المسجد، فكرهه من الغائط و البول.

يتمندل حتى يجف وضوؤه كتب اللّه له ثلاثين حسنة (1)، و احتمل بعضهم استحباب كون الاناء الذي يتوضأ من مائه مكشوف الرأس.

ثم انه يستحب الوضوء استحبابا شرعيا لأمور:

فمنها: الصلاة المندوبة، فإن الوضوء لها مسنون

و ان كانت لا تصح بدونه (2).

و منها: الطواف المندوب،

و لا يجب الوضوء له و ان كان شرطا في ركعتيه، و تظهر الثمرة فيما لو طاف بغير وضوء ثم توضأ و صلّى ركعتيه، فإنه يصح طوافه (3).

و منها: ما عدا الصلاة و الطواف من افعال الحج .

(4)

و منها: قراءة القرآن على الأقرب ،

(5)

و القول بحرمة قراءة القرآن محدثا كانكار استحباب الوضوء لها ساقطان.

ص:299


1- المحاسن:429 باب 33 حديث 250.
2- لاستحباب الصلاة و استحباب الوضوء هنا رشحي اي ترشح من استحباب الصلاة على الوضوء فصار مستحبا.
3- و ذلك لاستحباب الصلاة، و هذا الاستحباب هو المعبر عنه بالاستحباب الرشحي او الشرطي، أي انه لما كانت ذي المقدمة-و هي الصلاة-مستحبة، و لا تصلح الاّ بالوضوء، فالاستحباب يترشح على المقدمة فتكون مستحبة، مكتسبة استحبابها من ذي المقدّمة.
4- التهذيب:5/154 باب 10 الخروج الى الصفا حديث 509، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا باس أن يقضي المناسك كلها على غير وضوء الاّ الطواف، فان فيه صلاة، و الوضوء افضل.
5- اقول: للفقهاء في استحباب الوضوء لقراءة القرآن كلام ناش من الاختلاف في الروايات، ففي قرب الاسناد:175: [2] قال محمد بن الفضيل: فسألته قلت: اقرأ المصحف ثم يأخذني البول فاقوم فابول و استنجي و اغسل يدي ثم اعود الى المصحف فاقرأ فيه، قال: لا، حتى تتوضّأ للصلاة، و الخصال:2/627 في حديث الاربعمائة قال علي امير المؤمنين عليه السّلام: -
و منها: مس ما عدا الخط من المصحف و حمله و كتابته في وجه،

و ان كان اجراء ما يأتي ان شاء اللّه من حكم المستحب تسامحا عليه، و ما قبله احوط (1).

و منها: دخول المسجد،

للامر بذلك معللا بإنه بيت اللّه في الأرض من اتاه متطهرا طهره اللّه من ذنوبه، و كتبه من زوّاره (2).

و منها: طلب الحوائج،

لما ورد من تعجب الصادق عليه السّلام ممن يأخذ في حاجة و هو على وضوء كيف لا تقضى حاجته، و قال عليه السّلام: من طلب حاجة و هو على غير وضوء فلم تقض فلا يلومن إلاّ نفسه (3)، لكن الدلالة لا تخلو من مناقشة (4).

ص:300


1- لا خلاف في حرمة مسّ كتابة القرآن لغير المتطهّر نصا و فتوا.
2- الامالي او المجالس للشيخ الصدوق:359 المجلس السابع و الخمسون، بسنده عن جعفر بن محمد عليهما السّلام انه قال: عليكم باتيان المساجد فانها بيوت اللّه في الارض، و من اتاها متطهّرا طهّره اللّه من ذنوبه، و كتب من زوّاره.
3- التهذيب:1/359 باب 16 صفة الوضوء حديث 1077.
4- قوله قدس اللّه روحه الطاهرة: لكن الدلالة لا تخلو من مناقشة ربّما يشير الى ان غاية ما يمكن ان يستفاد من الحديث ان شرط قضاء الحاجة هو الوضوء، و ليس طلب الحاجة مستحبا كي يكون ما يشترط له مستحبا مقدّميا، فمن اين جاء الاستحباب لهذا الشرط؟ و لمّا لم تكن الغاية مستحبة لم يمكن القول باستحبابه.
و منها: الكون على الطهارة،

فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لأنس: يا انس! أكثر من الطهور يزيد اللّه في عمرك، و ان استطعت ان تكون بالليل و النهار على طهارة فافعل، فإنك تكون إذا مت-على طهارة-شهيدا (1).

و منها: التأهب للفرض و التهيؤ له .

(2)

و منها: ارادة النوم،

لما مرّ في الفصل السابق ممّا نطق بفضله (3).

و منها: صلاة الجنازة .

(4)

و منها: التجديد،

لأن الوضوء على الوضوء نور على نور، سيما للمغرب و الصبح، لما ورد من ان من توضأ للمغرب كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في يومه إلاّ الكبائر، و من توضأ للصبح كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليلته إلاّ الكبائر (5).

و منها: زيارة قبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قبور الأئمة عليهم

السّلام .

(6)

ص:301


1- امالي الشيخ المفيد:60 المجلس السابع حديث 5.
2- ذكر الفقهاء استحباب هذا الوضوء و اشترطوا ان يكون قريبا من دخول وقت الفريضة ليصدق عنوان التّهيؤ، راجع مناهج المتقين و العروة الوثقى.
3- المحاسن:47 باب 48 [1] ثواب من بات على طهر حديث 64: في رواية حفص بن غياث عن ابي عبد اللّه عليه السّلام، قال: من آوى الى فراشه فذكر انه على غير طهر و تيمّم من دثار ثيابه كان في الصلاة ما ذكر اللّه.
4- الكافي:3/178 باب من يصلى على الجنازة و هو على غير وضوء احاديث [2]الباب.
5- الكافي:3/70 باب النوادر حديث 5.
6- لا ريب لمن راجع الاحاديث الواردة في كتاب المزار و آداب الزيارة ان الوضوء للزيارة من الآداب المندوبة، و نص على استحبابها في جملة من زيارات الأئمة عليهم السّلام كزيارة امير المؤمنين و الحسين عليهما السّلام، فراجع.
و منها: نوم الجنب،

كما مرّ في الفصل السابق (1).

و منها: اكل الجنب،

كما مر في الفصل الرابع (2).

و منها: الجماع بعد غسل الميت قبل غسل المس .

(3)

و منها: تغسيل الجنب للميت .

(4)

و منها: جلوس الحائض للذكر اوقات الصلاة بمقدار صلاتها .

(5)

و منها: العود إلى الجماع و ان تكرر .

(6)

و يستحب الوضوء استحبابا تسامحيا عقليا في موارد عدّة:

فمنها: دخول المرأة على زوجها و الرجل على زوجته في أول الامر .

(7)

و منها: جماع الحامل .

(8)

ص:302


1- الفقيه:1/47 باب 19 صفة غسل الجنابة حديث 179، [1] بسنده: سئل ابو عبد اللّه عليه السّلام عن الرجل ا ينبغي له ان ينام و هو جنب؟ فقال: يكره ذلك حتى يتوضّأ.
2- الفقيه:1/47 باب 19 صفة غسل الجنابة حديث 178، و روي ان الاكل على الجنابة يورث الفقر.
3- مناهج المتقين في الوضوآت المستحبة.
4- المصدر المتقدم.
5- لاحظ: الجواهر و [2]منتهى المقاصد في باب الافعال المستحبة و العروة الوثقى و شروحها. و في الكافي:3/101 باب ما يجب على الحائض في اوقات الصلاة حديث 4، [3] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: اذا كانت المرأة [4]طامثا فلا تحلّ لها الصلاة، و [5]عليها ان تتوضّأ وضوء الصلاة [6]عند وقت كل صلاة، ثم تقعد في موضع طاهر و تذكر اللّه عزّ و جلّ و تسبّحه و تحمده و تهلّله كمقدار صلاتها ثم تفرغ لحاجتها.
6- وسائل الشيعة:1/270 باب 13 حديث 2.
7- العروة الوثقى:16، و مناهج المتقين:2.
8- مناهج المتقين:2، الامالي او المجالس للشيخ الصدوق:339.
و منها: ارادة مس خط المصحف .

(1)

و منها: وطي جارية بعد وطي حرة قبلها .

(2)

و منها: ارادة ادخال الميت القبر .

(3)

و منها: القدوم من السفر .

(4)

و منها: ارادة السفر .

(5)

و منها: زيارة قبور المؤمنين .

(6)

و منها: جماع المحتلم .

(7)

و منها: وضوء الميت قبل غسله.

(8)

و منها: إرادة تكفين الميت قبل غسل المس.

(9)

و منها: جلوس القاضي مجلس القضاء. . إلى غير ذلك،

(10)

و ربما قيل

ص:303


1- مناهج المتقين:2 في عداد الوضوآت المستحبّة: و منها: مسّ ما عدا الخط من المصحف و حمله و كتابته في وجه، و ان كان اجراء حكم المستحب تسامحيّا عليه احوط. اقول: و ذلك لعدم استحباب المس و الحمل للقرآن الكريم كي يكون الوضوء للغاية المستحبة مستحبّا.
2- مناهج المتقين:2.
3- التهذيب:1/321 باب 13 تلقين المحتضرين حديث 934، ذيل الخبر. و قال: توضّأ اذا ادخلت الميت القبر.
4- مناهج المتقين:2.
5- مناهج المتقين:2.
6- عروة الوثقى و مناهج المتقين:2.
7- مناهج المتقين:2.
8- المصدر المتقدم:2.
9- المصدر السابق:2.
10- العروة الوثقى:61.

باستحباب الوضوء بعد المذي، و الودي، و الرعاف، و القي، و الكذب، و الظلم، و مسّ الكلب، و مصافحة المجوسي، و مسّ الفرج، و باطن الدبر، و باطن الاحليل، بل و ظاهرهما من نفسه و غيره، و التقبيل بشهوة، و الخلال المخرج للدم إذا كرهه الطبع، و الاستنجاء بالماء للمتوضّي قبله، و لو كان قد استجمر، و الغضب، و القهقهة في الصلاة او مطلقا، بل و مطلق الضحك، بل و بعد قراءة أربعة أبيات شعر باطل، و الانعاظ، و النخامة، و البصاق، و المخاط، و المدّة (1)، و الجشاء، و القرقرة في البطن، و الحجامة، بل مطلق خروج الدم غير الدماء الثلاثة، و المضاجعة، و اصابة البول أو الغائط الجسد، و مسّ الكافر، و تقليم الظفر، و الحلق، و نتف الابط، بل مطلق أخذ الشعر، و الأكل و الشرب حتى ما غيّرته النّار، و استدخال شيء في الدبر أو الفرج، و قتل البقة و البرغوث و القملة و الذباب. و لي في هذا القول تأمّل، لأن الاخبار الآمرة بالوضوء بعد الأمور المذكورة إنما وردت تقيّة فلا تقوم حجّة على الاستحباب.

ثم إنّه يجوز الدخول في العبادة المشروطة بالطهارة من الحدث بالوضوآت المستحبة استحبابا شرّعيا على الأظهر (2)ما لم يمنع منه مانع من جنابة او حيض أو نحوهما.

و أما الوضوآت المستحبّة استحبابا تسامّحيا فالاحوط ترك الدخول معها في المشروط بالطهارة من صلاة أو طواف واجب أو نحوهما، و حينئذ فالاولى لمن أراد الاتيان بشيء من الوضوآت التسامّحية ان يأتي به بقصد الكون على

ص:304


1- المدّة-بالكسر-ما يجتمع في الجرح من القيح.
2- بل الاقوى، حيث ان تشريع الوضوء للغاية المشرّع لها يوجب اتصاف المكلف بكونه متطهرا، فيكون اتيانه بفعل مشروط بالطهارة عن طهارة شرعية، اما اذا لم تكن الغاية من الغايات التي شرع لها الوضوء كان اتصاف المكلف بالطهارة بذلك الوضوء مشكوكا فيه، فلا يمكن احراز كونه متطهرا كي يتمكن من استباحة الفعل المشروط بالطهارة.

الطهارة (1)ضاما إليه نية ما يريده من الوضوء التسامحي ليصّح له الدخول في المشروط بالطهارة و يؤجر على ما ضمّه إليه، بل الأولى ذلك في جميع الوضوآت المندوبة حتى بالندب الشرعي، و لو كانت له غايات متعددة كفى قصد غاية واحدة للجميع (2)إلاّ انه لا يثاب على غير المنويّ من الوضوء (3)فالأولى قصد جميع الغايات ليستحق ثواب جميعها.

ص:305


1- و ذلك لان كون المكلف على طهارة من الغايات التي شرّع لها الوضوء.
2- لان القصد للغاية الواحدة و الوضوء لها تخرجه عن كونه محدثا و يتصف بها بكونه متطهّرا، فاذا اتصف بالطهارة ساغ له كل مشروط بالطهارة.
3- لان الثواب لا يكون إلاّ بالعمل المنويّ، و لما كان العمل الوضوء واحدا و المنويّ كذلك كان الاجر الذي في مقابل العمل الواحد واحدا.

المقام الثالث: في الغسل

اشارة

الذي فرضه اللّه تعالى على الجنب لعلة النظافة (1)و تطهير بدنه ممّا أصابه من اذاه، فإنّ آدم عليه السّلام لمّا اكل من الشجرة دبّ ذلك في عروقه و شعره و بشره، فإذا خرج المني منه خرج من كل عرق و شعرة في جسده، فأوجب اللّه عزّ و جلّ على ذريته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة (2)و قد سأل اليهودي (3)النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن علة ايجابه في الجنابة و عدم ايجابه في البول و الغائط، فعلّل صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ايجابه مع الجنابة بذلك و عدم ايجابه في البول و الغائط مع ان البول انجس من المني؛ بإنّ البول و الغائط شيء دائم غير ممكن للخلق الاغتسال منه كلّما يصيب ذلك، و لا يكلّف اللّه نفسا إلاّ وسعها، بخلاف الجنابة فإنها ليست امرا دائما و انما هي شهوة يصيبها الانسان إذا اراد، و يمكنه تعجيلها و تأخيرها الايام الثلاثة و الاقلّ و الأكثر (4).

و آداب الغسل أمور:

اشارة

تختص ثلاثة منها بغسل الجنابة، و هو البول قبل الغسل ان أجنب

ص:306


1- الاولى التعبير لمصلحة النظافة لا لعلّة النظافة، و ذلك لانّ علل التشريع غير ثابتة لنا، بل الذي يمكن احيانا التوصّل اليه هي مصالح التشريع.
2- الامالي او المجالس للشيخ الصدوق: المجلس 35 حديث 1:191.
3- و قد سأل يهودي هذه الامة ايضا الصادق عليه السّلام. [منه (قدس سره)].
4- علل الشرايع:258 باب 182 حديث 9.

بالانزال بجماع أو احتلام أو استمناء (1)، و الاستبراء بعد البول (2)و قول: «اللهم طهّر قلبي من كل آفة تمحو به [خ. ل: تمحق بها]ديني و تبطل به عملي، اللهم أجعلني من التوّابين و أجعلني من المتطهّرين» (3). و تشترك في الباقي بقية الأغسال.

و منها: غسل اليدين ثلاثا قبل ادخالهما الاناء من نصف الذراعين،

و أولى منه غسل تمام الذراعين (4).

ص:307


1- التهذيب:1/143 باب 6 حديث 404.
2- تنبيه: ذكر استحباب الاستبراء قبل غسل الجنابة جمع من فقهائنا المتأخرين، و منهم آية اللّه الوالد (قدس سره) بل لعله المشهور بينهم، الاّ ان في دليل هذا الاستحباب المذكور في المتن تأمّلا، حيث ان الروايات الواردة في آداب الخلوة هي صرحية في استحباب الاستبراء بعد البول كما في الوسائل:1/225 باب 11. [1] اما استحباب الاستبراء قبل البول و الغسل فلم يثبت فيما بين ايدينا من الادلّة. و اما استحباب الاستبراء مطلقا حتى للجماع من دون انزال فبعيد جدّا، و ابعد منه القول باستحباب البول من دون انزال قبل غسل الجنابة بالخصوص، فانه لا دليل عليه اصلا، و انما الوارد استحباب الاستبراء من البول المذكور في آداب التخلي مطلقا، هذا و للكلام في المقام مجال، راجع المؤلفات الفقهيه المبسوطة.
3- وسائل الشيعة:1/520 باب 37 حديث 3، [2] اذا اغتسلت من الجنابة فقل «اللهم طهر قلبي و تقبل سعيي و اجعل ما عندك خيرا لي، اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين» ، و اذا اغتسلت للجمعه فقل «اللهم طهر قلبي من كل آفة تمحق ديني و تبطل عملي، اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المطهرين» .
4- لا ريب في مشروعيّة غسل اليدين قبل غسل الجنابة و استحبابه، و لم يعرف من احد الخلاف فيه، بل حكي الاجماع على استحبابه لروايات كثيرة صريحة بالاستحباب، و انّما الخلاف في تعيين المغسول؛ و هو على اقوال، فقد قيل الى الزندين لصريح صحيحة محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السّلام من قوله (عليه السّلام) و قد سألته عن غسل الجنابة فقال: تبدأ بكفيك فتغسلهما ثم تغسل فرجك. . . الى آخره. راجع الكافي:3/43 باب صفة الغسل و الوضوء. . ، [3]فانّ الكف يطلق الى الزند، و بقرينة الجمع بين هذه الرواية و الاحاديث الواردة في باب-
و منها: المضمضة و الاستنشاق بعد غسل اليدين .

(1)

و منها: امرار اليد على الجسد .

(2)

و منها: تخليل ما لعله يحتاج إليه استظهارا .

(3)

ص:308


1- الكافي:3/50 باب الجنب ياكل و يشرب [1]حديث 1، بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: الجنب اذا اراد ان ياكل و يشرب غسل يده، و تمضمض و غسل وجهه و اكل و شرب.
2- وسائل الشيعة:1/504 باب 26 حديث 11، هذا بالنسبة الى الجنب.
3- ذكره الفقهاء قدس اللّه ارواحهم، و منهم آية اللّه الوالد رضوان اللّه عليه في مناهج المتقين:18. أقول: و وجهه واضح، لان ايصال الماء الى جميع اجزاء البدن يحقق الغسل و تحصل الطهارة-
و منها: كون ماء الغسل صاعا .

(1)

و الاغسال المسنونة على ثلاثة أقسام:

الاول: ما يستحب للوقت
اشارة

و هو كثير، و من جملته غسل الجمعة، و لا شبهة في رجحانه لكل مكلف من الرجال و النساء و الخناثي، الحر و العبد، في الحضر و السفر، مخاطب بالجمعة و غيره (2)، و المشهور المنصور استحبابه (3). و القول بوجوبه نادر (4)و ان ورد به النص (5)إلاّ ان المراد بالوجوب فيه هو

ص:309


1- الفقيه:1/23 باب 7 حديث 70. و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الوضوء مدّ و الغسل صاع، و سيأتي اقوام بعدي يستقلون ذلك، فاولئك على خلاف سنّتي، و الثابت على سنتي معي في حظيرة القدس.
2- نقل الاجماع عن جماعة من فطاحل الفقهاء قدس اللّه ارواحهم الطاهرة كالخلاف و الغنية و ظاهر التذكرة، كما و ادّعي عليه الشهرة، و انه من دين الاماميّة، و كذا قاله في المهذب البارع و الروض و التنقيح و المجمع و الذخيرة و غيرهم.
3- و هو معقد الاجماع المتقدم، و لم اجد للقول بالوجوب منشأ سوى ما يظهر من بعض الروايات ان غسل الجمعة واجب، المفسر بروايات صحيحة اخر بانه ليس بواجب بل هو سنة، و التعبير عن الاستحباب الشديد بالوجوب في [1]لسان الحديث كثير خارج عن حدّ الاحصاء، هذا بناء على وجوب صلاة الجمعة في عصر الغيبة، و هو القول المرجوح لفقد شرائط الوجوب، بل ليس ببعيد القول بل الجزم بعدم مشروعيتها لفقد شرائطها، فالقول بوجوب غسلها موهون، و الاستحباب متيقن، فتفطّن.
4- لم يظهر قائل بوجوب غسل الجمعة من فقهائنا سوى ما يظهر من قول المحقق رحمه اللّه في الشرايع من [2]قوله: الاشهر. الذي يظهر منه وجود القول المشهور و امثال هذه العبارات. راجع مفتاح الكرامة باب غسل الجمعة.
5- النص الذي اشار اليه المؤلف قدس سره هو ما رواه في الك [3]افي:3/42 باب وجوب غسل يوم الجمعة حديث 2، عن محمد بن عبد اللّه قال: سألت الرضا عليه السّلام عن غسل يوم الجمعة، فقال: واجب على كل ذكر و انثى عبد او حرّ. لكن رواية علي بن يقطين رحمه اللّه-

الثبوت المطلق الذي هو أعم من الوجوب و الندب. نعم استحبابه مؤكد إلاّ للنساء في السفر فإنه لا يتأكد في حقهن (1).

و يكره ترك غسل الجمعة إلاّ لعذر (2). و وقته ما بين طلوع الفجر الصادق إلى الزوال (3)، و قيل: انه كلّما قرب من الزوال كان أفضل (4)، و يجوز تعجيله في يوم الخميس و ليلة الجمعة لمن خاف عدم الماء يوم الجمعة (5)، كما يجوز بل يستحب قضائه يوم الجمعة بعد الزوال و يوم السبت، سواء كان الفوات لعذر ام لا (6)، و في الحاق ليلة السبت به في ذلك وجه لا يخلو من قرب.

و يستحب الدعاء عند هذا الغسل بالمأثور و هو: «اشهد ان لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و ان محمدا عبده و رسوله، اللهم صلّ على محمد و آل

ص:310


1- كما في الكافي:3/42 باب وجوب الغسل [1] يوم الجمعة حديث 3، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: الغسل يوم الجمعة على الرجال و النساء في الحضر و على الرجال في السفر، و ليس على النساء في السفر.
2- وسائل الشيعة:2/945 باب 6 حديث 11، بسنده عن احدهما عليهما السّلام قال: اغتسل يوم الجمعة الاّ ان تكون مريضا، او تخاف على نفسك.
3- ذكره فقهاؤنا قدس اللّه ارواحهم في مجاميعهم الفقهية و منهم شيخي الوالد قدس سره في مناهج المتقين.
4- مناهج المتقين:29 المبحث السابع في الاغسال الم [2]سنونة.
5- الكافي:3/42 باب وجوب الغسل يوم الج [3]معة حديث 6، بسنده: قال: كنّا مع ابي الحسن عليه السّلام بالبادية و نحن نريد بغداد، فقال لنا يوم الخميس: اغتسلا اليوم لغد يوم الجمعة، فان الماء غدا قليل، فاغتسلنا يوم الخميس ليوم الجمعة.
6- وسائل الشيعة 2/949 باب 10، حديث 3.

محمد و أجعلني من التوّابين، و أجعلني من المتطّهرين» (1). و قد ورد ان غسل الجمعة مع الدعاء المذكور يطهّره إلى الجمعة الاخرى (2). و ورد أيضا قول: «اللهم طهّر قلبي من كل آفة تمحق بها ديني، و تبطل بها عملي. اللهم أجعلني من التوّابين، و أجعلني من المتطهرين» . و يقول بعد الفراغ: «اللهم طهّرني و طهّر قلبي من كل آفة، و انق غسلي، و اجر على لساني ذكرك و ذكر نبيك محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أجعلني من التوابين و أجعلني من المتطّهرين» .

و منها: غسل ليلة النصف من رجب،

بل يستحب الغسل في أول هذا الشهر و وسطه و آخره، فإنّ من فعل ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه (3)، و هذا يمتّد وقته من أول الليالي الثلاث إلى آخر ايامها الثلاثة.

و منها: غسل يوم المبعث ،

(4)

و هو السابع و العشرون من رجب.

و منها: غسل ليلة النصف من شعبان .

(5)

و منها: غسل أول ليلة من شهر رمضان .

(6)

و منها: غسل أول يوم من شهر رمضان

(7)

و الفضل ان يكون في ماء جار،

ص:311


1- وسائل الشيعة:2/951 باب 12، حديث 1، و [1]في آخر الحديث: كان طهرا له من الجمعة الى الجمعة.
2- وسائل الشيعة 2/951 باب 12 حديث 1.
3- وسائل الشيعة 2/959 باب 22 حديث 1 [3] بلفظه.
4- استحباب غسل هذا اليوم المبارك لا خلاف فيه بين الطائفة، و ادّعي عليه الاجماع و نفي الخلاف و جزم الفقهاء بالاستحباب اتفاقا.
5- التهذيب:1/117 باب 5 حديث 308، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: صوموا شعبان، و اغتسلوا ليلة النصف منه، ذلك تخفيف من ربّكم.
6- الاقبال:14، [4] بسنده: روى ابن ابي قرة في كتاب عمل شهر رمضان باسناده الى ابي عبد اللّه عليه عليه السّلام قال: يستحب الغسل في اول ليلة من شهر رمضان، و ليلة النصف منه.
7- الاقبال:14. [5] اقول: قوله-و الفضل ان يكون الغسل في ماء جار لا ماء راكد، اذا امكن-

يصبّ منه على رأسه ثلاثين غرفة، فإنّ ذلك يكون دواء السنّة.

و منها: غسل كل ليلة من شهر رمضان ،

1

و يتأكّد في العشر الأواخر 2شفعها و وترها، و وتر العشرتين الأوليين، سيما ليلة السابع عشر و التاسع عشر، كما يزداد التأكيد في ليلة الحادي و العشرين و الثالث و العشرين 3، بل في الأخير غسلان احدهما أول الليل و الآخر آخره 4.

و منها: غسل ليلة الفطر .

5

و فضل اوقات الغسل في هذه الليالي مقارن الغروب و لو أخّره جاز، و يمتّد بامتداد الليل.

و منها: غسل يومي العيدين الفطر و الأضحى

6

و يمتدّ بامتداد اليوم و ان

ص:312

كان في أوله أفضل، و يتأكّد تقديمه على الصلاة.

و منها: غسل يوم التروية و يوم عرفة للناسك في عرفات و. . غيره

من أهل الاقطار (1)، و يمتد بإمتداد النهار و ان كان كلّما قرب من أوله كان أفضل، و كذا في سائر اغسال الأوقات الآتية.

و منها: غسل يوم الغدير ،

(2)

و هو الثامن عشر من ذي الحجة، الذي أخذ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه-في السنة العاشرة من الهجرة-البيعة لأمير المؤمنين عليه السّلام.

و منها: غسل يوم دحو الأرض،

و هو الخامس و العشرون من ذي القعدة على قول (3).

و منها: غسل يوم المباهلة،

و هو الرابع و العشرون من ذي الحجة (4).

و منها: غسل اليوم التاسع من ربيع الاول

على احتمال (5).

و منها: غسل يوم المولود،

و هو السابع عشر من ربيع الاول (6).

و منها: غسل يوم النيروز ،

(7)

و في تعيينه أقوال شتى، أشهرها انه يوم

ص:313


1- الفقيه:1/44 باب 18 حديث 172.
2- التهذيب:3/143 باب 7 صلاة الغدير حديث 317.
3- انكر استحباب غسل هذا اليوم جمع من الفقهاء، و اثبته آخرون، راجع جواهر الكلام كتاب الطهارة فصل الاغسال المسنونة.
4- وسائل الشيعة:2/937 باب الاغسال المسنونة حديث 3.
5- الكلام في استحباب غسل هذا اليوم هو الكلام في غسل يوم دحو الارض، فراجع جواهر الكلام كتاب الطهارة في فصل الاغسال المسنونة.
6- تمسك بعض الفقهاء لاستحباب غسل هذا اليوم بشرف اليوم، و بعض بالعمومات الواردة في استحباب الغسل للاعياد، و انكره آخرون، لعدم وقوفهم على حديث ينص عليه، و ان شئت فراجع الكتب الفقهية.
7- مصباح المتهجد:591 [4] يوم النوروز.

انتقال الشمس إلى الحمل.

القسم الثاني
اشارة

ما سنّ للعمل

و هو أغسال عديدة:

فمن جملتها ما سنّ للاحرام (1)، فإنه مستحب مؤكد، و القول بوجوبه ضعيف.

و منها: الغسل لزيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة الاطهار

عليهم السّلام و لو من بعيد .

(2)

ص:314


1- الكافي:3/40 باب انواع الغسل حديث 1. اتفق الفقهاء على استحبابه، بل نقل عليه الاجماع، و انه من دين الامامية، فلا ريب في أصل الاستحباب، و ما وقع في بعض الاخبار من لفظ الوجوب فانما هو لبيان تأكّد الاستحباب، كما وقع مثله كثيرا، و لانه لو كان واجبا لكان صحة الاحرام متوقفا عليه، لعدم احتمال الوجوب النفسي، فلا بد من الوجوب الغيري، و لم يقل أحد من الفقهاء رضوان اللّه عليهم يتوقّف صحة الاحرام على الغسل، فلا مجال-بعد التأمل-من القول بالوجوب، كما و لا مجال لانكار الاستحباب بعد ما ذكر من انه من دين الاماميه و من الاتفاق و الاجماع المؤيد بالروايات المتظافره.
2- ادعي عليه تارة بشهرة الاصحاب و اخرى باجماعهم على ذلك، و بالاخبار الكثيرة الواردة في المقام، مثل قوله عليه السّلام: في قوله تعالى خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قال عليه السّلام: الغسل عند لقاء كل امام. و بالاحاديث الواردة في بيان الاغسال المسنونة، كما في كامل الزيارات:15 باب 3 حديث 1، و الكافي:4/550 باب دخول المدينة و زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جلّ كتب المزار.
و منها: الغسل لزيارة البيت ، بل لمطلق الطواف،

(1)

من غير فرق بين طواف الزيارة و العمرة و النساء و الوداع و. . غيرها.

و منها: الغسل للوقوف بعرفات و للذبح و النحر و الحلق دون رمي الجمار .

(2)

و منها: غسل المفرّط في صلاة الكسوفين بالترك عمدا عند احتراق

القرص كلّه إذ اراد قضاءها،

(3)

و قيل بالوجوب، و هو أحوط، و ان كان الأول أقوى، و في استحبابه لأدائها عند احتراق القرص كلّه تأمّل، و العدم اشبه، و ان كان الاتيان به لأحتمال المطلوبيّة لا بأس به.

ص:315


1- الكافي:3/40 باب انواع الغسل حديث 1 و 2. و قد ادعى الاجماع على استحباب الغسل، و الاطلاق في الحديث يقتضي استحباب الغسل لمطلق دخول الحرم، لا لخصوص دخول البلد، كما و قد ادعي الاجماع على استحباب الغسل لدخول المسجد الحرام، و القول بالوجوب شاذ لا يلتفت إليه.
2- الكافي:4/461 باب الغدو الى عرفات و حدودها حديث 3، و [1]صفحه:462 حديث 4 عن الحلبي و صحيحة معاوية بن عمار. و قد افتى الفقهاء استنادا الى الصحيحة باستحباب الغسل للوقوف بعرفات، و الجمع بين الظهرين بعد الغسل، و ادّعى عليه الاجماع و نفي الخلاف، هذا في ما يرجع الى الغسل للوقوف بعرفات، و اما استحباب الغسل للذبح و النحر و الحلق فقد افتى به الفقهاء، راجع الجواهر:19/13، و [2]مناهج المتقين:30، و القسم الثاني ما سنّ للعمل و الظاهر استنادهم في الحكم برواية زرارة في باب الجنابة في إجزاء الغسل الواحد عن الاسباب المتعدّدة، قال: اذا اغتسلت بعد طلوع الفجر اجزأك غسلك ذلك للجنابة، و الحجامة، و عرفه، و النحر، و الحلق، و الذبح، و الزيارة، و اذا اجتمعت عليك حقوق اجزأها عنك غسل واحد الكافي:3/41 باب ما يجزي الغسل منه اذا اجتمع.
3- الاستبصار:1/453 باب 283 باب من فاتته صلاة الكسوف حديث 4. عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال اذا انكسف القمر فاستيقظ الرجل فكسل ان يصلي، فليغتسل من غد و ليقض الصلاة، و [4]ان لم يستيقظ و لم يعلم بانكساف القمر فليس عليه إلاّ القضاء بغير غسل.
و منها: غسل التوبة

(1)

سواء كانت عن فسق بارتكاب كبيرة و اصرار على صغيرة، أو كفر أصليّ أو ارتداديّ، و محلّه في الظاهر بعد الندم، و قبل الاستغفار و العزم على عدمه، و يمكن شرعيّته بعدهما أيضا، و في شرعيّته للتوبة من الصغيرة من دون اصرار وجه، لا يخلو من قوة.

و منها: غسل صلاة الحاجة الآتية في الصلوات المرغبات .

(2)

ص:316


1- اتفق فقهاؤنا على مشروعيّة الغسل للتوبة، و ادعى جماعة الاتفاق عليه، و عن العلامة رحمه اللّه في المنتهى [1]الاجماع عليه، لكن اختلفوا في اختصاص الغسل بالمحرمات الكبيرة، او ان الحكم اعمّ، و الذي صرح به المتأخرون هو التعميم، و دليلهم روايات، منها: رواية مسعد بن زياد التي رواها الشيخ الطوسي رحمه اللّه في التهذيب:1/116 حديث 304 عن ابي عبد اللّه عليه السّلام ان رجلا جاء اليه فقال له: انّ لي جيرانا و لهم جوار يتغّنين و يضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فاطيل الجلوس استماعا منّي لهنّ، فقال له عليه السّلام: لا تفعل، فقال و اللّه ما هو شيء آتيه برجلي انما هو سماع اسمعه باذني، فقال الصادق عليه السّلام: يا للّه! انت أما سمعت اللّه يقول: «ان السمع و البصر و الفؤاد كلّ اولئك كان عنه مسئولا» ؟ فقال الرجل: كأنّي لم اسمع بهذه الآية من كتاب اللّه عزّ و جلّ من عربيّ و لا عجميّ، لا جرم اني قد تركتها، و انّي استغفر اللّه تعالى، فقال له الصادق عليه السّلام: قم فاغتسل، و صلّ ما بدا لك، فلقد كنت مقيما على أمر عظيم، ما كان اسوأ حالك لو متّ على ذلك، استغفر اللّه و اسأله التوبة من كل ما يكره، فانه لا يكره الاّ القبيح، و القبيح دعه لأهله، فان لكل أهلا. أقول: و وجه القوّة التي ذكرها شيخي الوالد قدس اللّه روحه الطاهرة هو عموم الحكم في الحديث لمن أذنب ذنبا، و خصوصيّة المورد لا توجب تقييد الحكم.
2- لا خلاف في مشروعيّة الغسل لطلب الحاجة من اللّه سبحانه و تعالى، لكن هل يختصّ بصلاة الحاجة ام لا، محلّ نقاش، و الذي عليه جلّ الاصحاب هو الاختصاص، و ادعى على ذلك الاجماع، و انه عمل الاصحاب، و الذي عليه رواية عبد الرحيم القصير المرويّة في الكافي:3 /476 باب صلاة الحوائج حديث 1، [2] قال: دخلت على ابي عبد اللّه عليه السّلام فقلت: جعلت فداك اني اخترعت دعاء، قال: دعني من اختراعك، اذا نزل بك امر فافزع الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و صلّ ركعتين تهديهما الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قلت-
و منها: غسل صلاة الاستسقاء .

(1)

و منها: غسل صلاة الاستخارة .

2

و منها: الغسل لصلاة الظلامة الآتية في الصلوات المرغبات .

3

و منها: الغسل لصلاة الخوف من الظالم، المرويّة في مكارم الاخلاق .

4

و منها: الغسل بعد قتل الوزغ

-الذي هو حيوان ملعون-قد ورد في الاخبار ذمّه و الترغيب في قتله، و ان من قتله كان كمن قتل شيطانا 5.

و منها: الغسل للتوجه إلى السفر خصوصا سفر الحج،

و زيارة سيد الشهداء عليه السّلام 6.

ص:317


1- ذكر الفقهاء رضوان اللّه عليهم من الاغسال المسنونة غسل صلاة الاستسقاء، و ادعّى في الغنية الاجم [1]اع عليه، و الاصل فيه موثقة سماعة المروية في التهذيب:1/104 باب 5 حديث 270 و الموسوعات الفقهية.
و منها: الغسل قريب الزوال من يومالخامس عشر من رجب،

لعمل ام داود 1.

و منها: غسل من سعى عمدا إلى رؤيةمصلوب بحق،

قبل مضي ثلاثة أيام على صلبه فرآه، فإنه مستحب بعد الرؤية عقوبة. و قيل: يجب، و لم يثبت 2.

و الأولى الغسل حتى عند رؤية المصلوب بظلم، بل و بعد الثلاثة أيضا، و لا غسل في رؤية المقتول و. . نحوه بغير الصلب، و لو كان بحق، بل و لا في المصلوب بعد انزاله من الخشبة، و ذهاب هيئة الصلب، و مبدأ الثلاثة أيام من الصلب دون الموت، و لا غسل في الحضور من دون نظر إلى المصلوب، و لا في النظر من غير سعي، و لا في السعي من غير نظر، أو النظر لا عن قصد، و لو سعى في [الأيام]الثلاثة لينظر بعدها ففي ثبوت الغسل تردّد، و لا فرق بين

ص:318

كون المصلوب حيّا أو ميّتا حين النظر. و هل يعتبر في النظر ان لا يكون لغرض شرعي كالشهادة على عينه و نحوها أم لا؟ و جهان، أوّلهما غير بعيد، و كذا يعتبر كون المصلوب من المسلمين، فلو كان كافرا ففي ثبوت الغسل بالسعي و النظر إليه في الثلاثة تأمل، و ان كان الغسل لاحتمال المطلوبية حينئذ، و في سائر موارد عدم ثبوت الغسل لا بأس به.

ثم ان من الأغسال المسنونة غسل المولود، كما مرّ في الفصل الأول، و ربّما قيل باستحباب الغسل في موارد أخر:

فمنها: غسل من اهريق عليه ماء يغلب عليه احتمال النجاسة .

(1)

و منها: الغسل عند احتمال الجنابة،

كواجدي المني في الثوب المشترك (2).

و منها: اعادة الغسل عند زوال العذر

الذي رخصّ في الغسل المتضّمن لنقص لعذر، [كما اذا اغتسل جبيرة ثم ارتفع عذره] (3).

و منها: من مات جنبا قبل تغسيله غسل الميت .

(4)

و منها: غسل الجنب لمعاودة الجماع .

(5)

و منها: الغسل عند الافاقة من الجنون .

(6)

و لم يثبت عندي استحباب شيء منها، نعم لا بأس بالاتيان بالغسل لاحتمال المطلوبيّة، و لكن لا يترتب عليه أثر الغسل الصحيح، فلا يغني عن

ص:319


1- اقول الظاهر ان الغسل هنا بفتح الغين لا بالضم، فيكون خارجا عن محلّ البحث، فراجع و تدبر.
2- مناهج المتقين/30 القسم الثاني ما سنّ للعمل.
3- مناهج المتقين/30 القسم الثاني ما سنّ للعمل.
4- المصدر السابق.
5- مناهج المتقين/30.
6- مناهج المتقين/30.

الوضوء، حتى على المختار من اغناء كل غسل عن الوضوء، بل الأحوط عدم ترك الوضوء بقصد القربة مع جميع الأغسال المسنونة، بل الاحتياط به لا يترك، سيما فيما لم يكن مستنده في غاية القوة، كغسل الجمعة مثلا (1).

القسم الثالث
اشارة

في ما سنّ للمكان

و هي عدّة أغسال:

فمنها: غسل دخول الحرمين

-حرم مكة المعظمة و حرم المدينة المشرفة- (2).

و منها: غسل دخول المسجد الحرام في وجه .

(3)

و منها: غسل دخول الكعبة .

(4)

و منها: غسل دخول المدينة .

(5)

و منها: غسل دخول مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم .

(6)

فرعان:

الاول: - ما يستحب للفعل أو المكان من الأغسال يقدم عليهما على

ص:320


1- لا يخفى انه وقع الكلام و النقض و الابرام في انه هل يجزي كل غسل عن الوضوء، ام انه مختصّ بغسل الجنابة، فاستدلّ كل فريق بدليل، لكن هذا بعد الفراغ عن مشروعيّة الغسل و وروده، اما عند الشك في ذلك، فلا ينبغي التوقف بالحكم بعدم الاجزاء، و المسألة تستحق البحث و التدقيق و النظر و التحقيق، اعرضنا عنها لئلا نخرج عن موضوع الكتاب.
2- وسائل الشيعة 1/936 باب 1 حديث 1 و 2.
3- مناهج المتقين/30 وسائل الشيعة:1/937 باب الاغسال المسنونة حديث 3.
4- وسائل الشيعة 1/937 باب 1 حديث 3.
5- وسائل الشيعة 1/936 باب 1، حديث 1، [4] فراجع.
6- مناهج المتقين/30.

وجه يقع الفعل و دخول المكان مغتسلا، و لا شبهة في امتداد هذا الغسل ما لم يحدث، و اما لو أحدث فقد روي امتداد غسل النهار إلى آخره، و امتداد غسل الليل إلى منتهاه، و روي امتداده إلى آخر يوم الليلة و ليلة اليوم، و الأول أقرب، و لو وقع الغسل في وسط اليوم أو الليلة ففي تكميل اليوم بالليل بقدر ما مضى منه و هكذا في الليل تردّد، و العدم اشبه (1).

و لا فرق في عدم جواز تقديم غسل الفعل أو المكان ازيد من يوم-ان قصد إلى الغاية في ذلك اليوم، و كذا الليل-بين مخافة اعواز الماء و عدمه. نعم الاغسال الفعلية السببيّة تمتّد بإمتداد العمر، كرؤية المصلوب، و ارادة التوبة، و قتل الوزغ. . و نحوها.

و اما الاغسال للزمان فوقتها بعد دخول الزمان. نعم، قد عرفت شرعيّة تقديم غسل الجمعة يوم الخميس، و لو قيل بجواز تقديم غسل الزمان عليه بقدر ما يعدّ له عرفا-كغسل الليالي المتبرّكة المزبورة قبيل الغروب-لم يكن بعيدا، و قد ورد في بعضها ذلك.

الثاني: اذا اجتمعت اغسال مسنونة كفى غسل واحد لها إذا نوى كلا منها: و لم يكف لو نوى بعضها خاصة، أو القربة فقط (2).

ص:321


1- و ذلك لعدم صدق عنوان النهار على الملفق من النهار و الليل، و لمّا كان الغسل مثلا غسلا نهاريّا كان التلفيق لا مورد له، و هذا واضح، و لكن الذي اوجب هذا الشرح من المصنّف قدس سره وقوع الخلاف في صدق التلفيق على العنوان المطلوب في الموارد الاخر كالاكتفاء بالتلفيق في باب منزوحات البئر مثلا، فراجع.
2- فمثلا في من أراد غسل الزيارة و غسل رؤية المصلوب و غسل مس الميت، اذا نوى أحد هذه الاغسال و لم ينو الآخر لم يسقط، بخلاف ما اذا نوى الاغسال الثلاثة، فان غسلا واحدا يكفي عنها، و تسقط عنه كلها.

المقام الرابع: في فضل الصلاة

التي ورد انها قربان كل تقي (1)، و خير موضوع فمن شاء استقل و من شاء استكثر (2)، و انها أفضل ما يتقرب العباد به إلى ربهم، و احب ذلك إليه سبحانه (3)و انه ليس بعد المعرفة بإصول الدين شيء أفضل من الصلاة (4)، و انه لا أفضل من الحج إلاّ الصلاة (5)، و انها آخر وصايا الانبياء (6)، و انه أقرب ما يكون

ص:322


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:182، و الكافي:3/265 [1] فضل الصلاة حديث 6.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/175 باب 12 حديث 4.
3- الكافي:3/264 باب فضل الصلاة حديث 1 [3] بسنده عن معاوية بن وهب قال: سالت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن افضل ما يتقرب به العباد إلى ربّهم، و احّب ذلك إلى اللّه عز و جل ما هو؟ فقال: ما اعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة، [4] إلاّ ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السّلام قال: «و اوصاني بالصلاة و الزكوة ما دمت حيّا» .
4- وسائل الشيعة:1/17 باب 1 حديث 34 [5] بسنده عن زريق، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قلت له ايّ الاعمال أفضل بعد المعرفة؟ فقال: ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، و لا بعد المعرفة و الصلاه شيء يعدل الزكاة، و لا بعد ذلك شيء يعدل الصوم، و لا بعد ذلك شيء يعدل الحج، و فاتحة ذلك كلّه معرفتنا، و خاتمته معرفتنا، و لا شيء بعد ذلك كبّر الاخوان، و المواساة ببذل الدينار و الدرهم. . .
5- الكافي:4/253 باب فضل الحج و العمرة حديث 7.
6- الكافي:3/264 باب فضل الصلاة حديث 2.

العبد من اللّه سبحانه و هو ساجد (1)، و ان الانسان إذا سجد فاطال نادى ابليس: يا ويله! اطاعوا و عصيت، و سجدوا و ابيت (2). و انّ صلاة فريضة خير من عشرين حجة، و حجة خير من بيت مملوّ ذهبا يتصدّق به حتى يفنى (3)-. و انها أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم، فإن صحت نظر في عمله و ان لم تصح لم ينظر في بقية عمله (4)، و انها عمود الدين، و اصل الاسلام (5)، و انّ من استخّف بها لا ينال شفاعتهم عليهم السّلام، و لا يرد على الحوض (6)، و انّ من تهاون بها من الرجال و النساء رفع اللّه البركة عن عمره و رزقه، و محا سيماء الصالحين من وجهه، و لا يؤجر على شيء من عمله، و لا يرفع دعاؤه إلى السماء، و لا حظّ له في دعاء الصالحين، و يموت ذليلا جائعا عطشانا، و يوكّل اللّه به [ملكا يزعجه في قبره، و يضيّق عليه قبره، و يكون قبره مظلما، و يوكّل اللّه به]يوم القيامة ملكا يسحبه على وجهه و الخلائق ينظرون إليه، و يحاسبه اللّه حسابا شديدا، و لا ينظر إليه و لا

ص:323


1- الكافي:3/264 باب فضل الصلاة حديث 3 [1] بسنده عن الوشا، قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: اقرب ما يكون العبد من اللّه عزّ و جلّ و هو ساجد، و ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ اُسْجُدْ وَ اِقْتَرِبْ.
2- الكافي:3/264 باب فضل الصلاة حديث 2.
3- الكافي:3/265 باب فضل الصلاة حديث 7.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/172 باب 6 حديث 2.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/172 باب 7 حديث 7 [5] عن علي عليه السّلام قال: اوصيكم بالصلاة التي هي عمود الدين و قوام الاسلام.
6- الكافي:3/269 باب من حافظ على صلاته او ضيّعها حديث 7، [6] بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: قال: لا تتهاون بصلاتك فان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال عند موته: ليس منّي من استخف بصلاته، ليس منّي من شرب مسكرا، لا يرد عليّ الحوض لا و اللّه، و في صفحه 270 حديث 15، بسنده قال ابو الحسن الاول عليه السّلام: انّه لمّا حضر ابي الوفاة قال لي: يا بنيّ! انه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة.

يزكّيه، و له عذاب أليم (1). . إلى غير ذلك من فضائلها، و زواجر التهاون بها التي لا تحصى.

ثم انّ اعداد الفرائض و النوافل المرتبة معروفة، و انما شرعت الرواتب ليتم بها ما نقص من الفريضة (2)و هي أفضل من المبتدئة، و قيل: ان أفضل الرواتب ركعتا الفجر، ثم ركعة الوتر، ثم ركعتا الزوال، ثم نافلة المغرب، ثم صلاة الليل، ثم نوافل النهار، و لم يثبت هذا الترتيب. نعم ورد في كل منها فضل عظيم.

فمما ورد في ركعتي الفجر انّهما من صلاة الحامدين (3)و انه يشهدهما ملائكة الليل و النهار (4)، و أنهما خير من الدنيا و ما فيها، و ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن على شيء من النوافل اشّد معاهدة منه عليهما (5)، و في نافلة الظهر انها صلاة الأوابين (6)، و ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اوصى بها عليّا عليه السّلام ثلاثا (7). و في نافلة المغرب انها من صلاة الذاكرين و انها لا تترك سفرا

ص:324


1- فلاح السائل:19 الفصل الاول في تعظيم حال الصلاة و ان مهملها من اعظم [1]الجناة.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/176 باب 13 حديث 1، [2] بسنده عن ابي الحسن الرضا عليه السّلام قال: انّ اللّه عزّ و جلّ انّما فرض على الناس في اليوم و الليلة سبع عشرة ركعة، من اتى بها لم يسأله اللّه عزّ و جلّ عمّا سواها، و انّما اضاف اليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مثليها ليتمّ بالنوافل ما يقع فيها من النقصان، و انّ اللّه عز و جل لا يعذب على كثرة الصلاة و الصوم و لكنه يعذب على خلاف السنّة.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/176 باب 13 حديث 4.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/176 باب 13 حديث 6.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/180 باب 29 حديث 4.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/178 باب 24 حديث 1.
7- مستدرك وسائل الشيعة:1/178 باب 22 حديث 1، عن فقه الرضا عليه السّلام.

و لا حضرا، و لا إذا طلبته الخيل (1)، و انها تعدل حجة مبرورة. و في الوتيرة ان من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يبيتنّ إلاّ بوتر، و لم يرد في شيء من النوافل مثل ما ورد في صلاة الليل، فقد ورد فيها فوائد عظيمة تأتي عن قريب ان شاء اللّه تعالى.

و لا بأس بترك النافلة و الاقتصار على الفريضة عند العذر، و منه الهمّ و الغمّ، و عدم الاقبال أحيانا عليها، و الاولى قضاؤها حينئذ بعد ذلك، بل يستحب قضاء كل راتبة فاتت على المكلف، و قد ورد ان العبد يقوم فيقضي النافلة فيعجب الربّ ملائكته منه فيقول: ملائكتي عبدي يقضي ما لم افترضه عليه. نعم لا يتأكد قضاء ما فات في المرض من النوافل، لأن المريض ليس كالصحيح، و ما غلب اللّه عليه فاللّه اولى بالعذر فيه.

و يصحّ قضاء النوافل المرتبة في ليل و نهار، فيجوز قضاء الليليّة منها نهارا حتى في السفر و بالعكس، و الأظهر افضليّة مطابقة وقت القضاء لوقت الاداء بقضاء الليليّة منها في الليل، و النهارية منها في النهار، و الافضل الجهر في قضاء الليليّة منها، و الاخفات في النهارية، و الوتر يقضى وترا، و روي شفعا، و حملت على التقيّة.

و الأفضل في كل صلاة ان يؤتى بها في أول وقتها إلاّ في الفريضة في موارد ذكرناها في المناهج (2)، كما ذكرنا فيه أفضليّة تأخير الوتيرة عن التعقيبات، و أفضليّة تأخير صلاة نافلة الليل إلى قريب الفجر، و سننبّه هنا عن قريب على الأخير.

ص:325


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/178 باب 21 حديث 1 و 3.
2- مناهج المتقين:49، السابعة: الافضل في كل صلاة ان يؤتى بها في اول وقتها الاّ في موارد.

المقام الخامس: في آداب صلاة الليل

اشارة

التي قد ورد أنها أشد وطأ و اقوم قيلا (1)، و انها الرهبانية المبتدعة ابتغاء مرضاة اللّه، و الحسنة المذهبة للسيئة (2)، و انها شرف المؤمن (3)و سنة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دأب الصالحين، و مطردة الداء من الأجساد (4)، و مصححة البدن (5)، و انها تبيّض الوجه و تحسّنه، و تحسّن الخلق، و تطيّب الريح، و تجلب الرزق و تدرّه، و تقضي الدين، و تذهب بالهم، و تجلو البصر (6)، و انها تمنع من نزول العذاب (7)، و انها من روح اللّه تعالى، و انها تجلب رضا الرب، و انها تمسّك باخلاق النبيين، و تعرّض لرحمة رب العالمين، و تنفي السيئات، و تذهب بما عمل من ذنب بالنهار (8)، و ان العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا و شمالا و قد وقع ذقنه

ص:326


1- مجمع البيان:10/377 سورة المزّمل:6 [1]إِنَّ ناشِئَةَ اَللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلاً.
2- بحار الانوار:87/147 باب 6 [2] فضل صلاة الليل.
3- ثواب الاعمال:63 ثواب من صلى صلاة الليل حديث 1، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: شرف المؤمن صلاة الليل، و عزّ المؤمن كفّه عن الناس.
4- ثواب الاعمال:63 ثواب من صلى صلاة الليل حديث 2.
5- ثواب الاعمال:64 [3] ثواب من صلى صلاة الليل حديث 6.
6- ثواب الاعمال:64 ثواب من صلى صلاة الليل حديث 8.
7- بحار الانوار:87/150 باب 6 [4] فضل صلاة الليل: حديث 26 ذيله.
8- البلد الامين:47 الدعاء بعد صلاة الليل في الهامش.

على صدره، فيأمر اللّه تعالى ابواب السماء فتفتح، ثم يقول للملائكة: انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرّب إليّ بما لم افترضه عليه راجيا مني لثلاث خصال: ذنبا اغفر له، أو توبة اجدّدها، أو رزقا ازيده. اشهدوا ملائكتي أني قد جمعتهن له (1). و سئل علي بن الحسين عليهما السّلام: ما بال المتهجدين بالليل من احسن الناس وجها؟ قال: لأنهم خلوا باللّه فكساهم اللّه من نوره (2)، و ان البيوت التي يصلّى فيها بالليل و يتلى [فيها]القرآن تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض (3). و ورد انه كذب من زعم انه يصلّي بالليل و يجوع بالنهار، ان صلاة الليل تضمن رزق النهار (4)، و ان الرجل يكذب الكذبة فيحرم صلاه الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق (5)، بلّ عن الصادق عليه السّلام انه: ليس منّا-و في خبر آخر: ليس من شيعتنا-من لم يصلّ صلاة الليل (6). و ورد انه ليس من عبد إلاّ و يوقظ كل ليلة مرة او مرتين أو مرارا، فإن قام كان ذلك، و إلاّ جاء الشيطان فبال في اذنه، أ و لا يرى أحدكم انه إذا قام و لم يكن ذلك منه قام و هو متحيّر ثقيل كسلان (7)؟ ! و ان للّيل شيطانا يقال له: الدهاء [خ. ل: الدبهاء، الرهاء]، فإذا استيقظ العبد و اراد القيام إلى الصلاة فقال له: ليست ساعتك، ثم يستيقظ مرة أخرى فيقول له: لم يإن لك، فما يزال كذلك يزيله و يحبسه حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر بال في اذنه ثم

ص:327


1- ثواب الاعمال:64 ثواب صلاة الليل حديث 7.
2- علل الشرايع:2/365 باب 87 حديث 1.
3- ثواب الاعمال:66 [2] ثواب من صلى صلاة الليل حديث 10.
4- ثواب الاعمال:64 ثواب من صلى صلاة الليل حديث 5.
5- ثواب الاعمال:65 ثواب من صلى صلاة الليل حديث 9.
6- المقنع:19.
7- المحاسن:86 باب 10 [7] عقاب من ترك صلاة الليل حديث 24.

انصاع يمصع بذنبه فخرا و يصيح (1).

ثم ان أول وقتها انتصاف الليل، و كلّما قربت من الفجر زادت فضلا سيما الوتر (2)، و المشهور عدم جواز تقديم شيء من نافلة الليل على الانتصاف (3)إلاّ لعذر من رطوبة رأس مانعة من الاستيقاظ لها، أو سفر يخاف معه فوتها، أو خوف جنابة مفوتة لها، أو مرض يعسر عليه الاتيان بها في وقتها. . أو نحو ذلك من الاعذار التي يجمعها خوف الفوت، فإنه يجوز حينئذ تقديمها على الانتصاف و تكون اداء على الأظهر (4).

و في جواز تقديمها على المغرب تأمل، و العدم أحوط، بل الأحوط عدم تقديمها على صلاة العشاء و نافلتها (5)، و لو زال بعد الانتصاف عذر من قدمها عليه لعذر لم يعدها، و كذا المشهور كون قضاء صلاة الليل أفضل من تقديمها للمعذور، و الذي اعتقده و تجتمع عليه الأخبار هي شرعيّة تقديم صلاة الليل على الانتصاف لا لعذر أيضا، إلاّ ان قضاؤها في النهار لغير المعذور أفضل من تقديمه إيّاها على الانتصاف (6)بخلاف المعذور فإن التقديم له أفضل، بل فضل ما يأتي به مقدما على الانتصاف كفضل ما يأتي به غير المعذور بعد النصف، و اللّه العالم (7).

ص:328


1- المحاسن:86 باب 10 [1] عقاب من ترك صلاة الليل حديث 25.
2- و ذلك للاخبار الواردة في المقام.
3- وردت رواية في المنع عن تقديم صلاة الليل على النصف منه، و رواية تبيح ذلك، لكن اعراض الاصحاب عن رواية جواز التقديم يوهنها.
4- راجع النصوص المصرحة بذلك في وسائل الشيعة:3/181 باب 44 حديث 1 و 2.
5- و ذلك ان المتيقن من الليل المعنون في الروايات بما بعد العشاء و المعبّر عنه باوّل الليل راجع وسائل الشيعة:3/181 باب 44 روايات الباب.
6- لم اقف على دليل الافضلية في المقام فراجع و تتبع.
7- مناهج المتقين/48 النوافل اليوميّة.

و آخر وقت نافلة الليل طلوع الفجر الصادق على الأقوى، فإذا طلع و كان قد أتى باربع ركعات منها فما زاد جاز له الاتيان بما بقي منها حتى الشفع و الوتر بعد الفجر قبل نافلته و فريضته (1)، و بوجوب الإتمام حينئذ قول غير مرضي (2)، و ان كان لم يتلبس بشيء من نافلة الليل عند طلوع الفجر اشتغل بنافلة الفجر و فريضته، و ان كان قد تلبّس بها و لم يتم أربع ركعات منها، فالمشهور تعيّن تركها و الاتيان بوظيفة الفجر حينئذ، و الأظهر جواز أتمامه لنافلة الليل حينئذ أيضا، و في لزوم تخفيفه اياها عند الإتمام قول لا دليل عليه (3)، و لا فرق في الحكم بين كون الشروع في نافلة الليل و الاتيان بإربع ركعات منها باعتقاد سعة الوقت للجميع أم لا، فلو علم عدم اتّساع الوقت إلاّ لاربع ركعات جاز له الاشتغال بها و الاتيان بالباقي بعد الفجر في وجه لا يخلو من قوة، و لا يلزمه حينئذ تقديم الشفع و الوتر على الأشبه، و كذا لا فرق بين مفاجأة الفجر حال الاشتغال بها أم لا، بل لو أتى بالأربع ثم اشتغل بشيء آخر فإن له الإتمام بعد الفجر على الأجود، و لو شك في بقاء مقدار أربع ركعات إلى الفجر استصحب و شرع فيها، بل و كذا لو ظنّ ضيق الوقت في وجه. و لو علم أو ظن عدم اتّساع الوقت إلاّ للوتر، ففي تعين اتيانه بالشفع و الوتر ان أراد التنّفل أو جواز أخذه في صلاة الليل و جهان، اشبههما الثاني، و ان كان الأول أفضل،

ص:329


1- مناهج المتقين/48 آخر وقت نافلة الليل.
2- لم يقل به احد من الفقهاء، و إنما نقل الاتفاق على جواز الاتمام و بالعدول الى الفريضة، و الذي لا ينبغي الشك فيه ان صلاة الليل مستحبة و الشروع في المستحب لا يصيّر المستحب واجبا، فقول المصنف قدس سره (قول غير مرضي) لم اعرف وجهه، و الذي ينبغي له ان يقول: و احتمال وجوب الاتمام لا وجه له. هذا و الفقهاء قدس اللّه ارواحهم الطاهرة اعطوا المقام حقه، و عليك بمراجعة منتهى المقاصد مجلد الصلاة/156.
3- لمكان اطلاق جواز الاتمام من غير تقييد بالتخفيف.

سواء و في الوقت بالوتر مع جميع آدابه أو هو مخفّفا، و لا يشرع تقديم غير الوتر بمعنى تقديم الثنائيّة الرابعة من ثمان ركعات صلاة الليل على الثنائيات المتقدمة عليهما، و لو لم يبق إلى الفجر إلاّ مقدار ركعة الوتر قدمهما [كذا]خاصة. و يجوز الاقتصار على الوتر ثلاث ركعات أو الأخيرة خاصة مع ضيق الوقت عن تمام صلاة الليل، بل و مع سعته لها بأجمعها.

و قد ورد ان من قام قبيل الفجر و صلى الوتر و ركعتي الفجر كتبت له صلاة الليل، و ظاهره صورة ضيق الوقت. و لو أتى بالوتر بإعتقاد عدم سعة الوقت لغيره، فإن لم ينكشف الخلاف كان له قضاء صلاة الليل بعد الوقت، و ان انكشف خطأه جاز له الاتيان حينئذ بالثمان ركعات، سواء بان خطأه بعد الاتيان بنافلة الفجر أو قبله على الأظهر، كما ان الأظهر عدم لزوم اعادته للوتر بعد ذلك (1). نعم لو تبين له خطأ في أثناء الوتر، فالأحوط له العدول به إلى الثمان ركعات، و الاتيان بعدها، فالأولى لمن فاجأه الفجر بعد الاتيان باربع ركعات من صلاة الليل عدم قصده بالباقي الأداء و لا القضاء (2)و ان كان كونها أداء غير بعيد. و من فاجأه الفجر بعد الأتيان باربع منها-على المشهور-او بعد الأخذ فيها على المختار-فهل الأفضل هو اتمام صلاة الليل قبل وظيفة الفجر من نافلة و فريضة او بعدها، أو يتساويان؟ وجوه، ثالثها أوجه (3).

ثم انه يستحب اذا قام من النوم لصلاة الليل ان يأتي بما مرّ في الفصل

ص:330


1- كل هذه الصور قد ذكرها و نقحها آية اللّه الوالد قدس سره في منتهى المقاصد/154 فراجع، و لو تعرضنا لها لخرج الكتاب عن موضوع السنن و الآداب، و لهذا نحيل ذلك الى موسوعته الفقهية.
2- بل يأتي بها برجاء المطلوبية، و وجهه ظاهر.
3- راجع منتهى المقاصد كتاب الصلاة/155 تقف على روايات الباب و اقوال العلماء و ادلتهم.

السابق من آداب القيام من النوم من السجدة و قراءة الخمس آيات من آخر سورة آل عمران، و الأدعية المأثورة المتقدّمة، ثم يستاك و يتوّضأ، فإذا قام إلى الصلاة قال: «بسم اللّه و باللّه و إلى اللّه و ما شاء اللّه و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، اللهم أجعلني من زوّارك و عمّار مساجدك، و أفتح لي باب توبتك، و اغلق باب معصيتك و كل معصية، و الحمد للّه الذي جعلني ممن يناجيه، اللهم أقبل إليّ بوجهك جلّ ثناؤك» (1).

و يستحب ان يصلي أمام صلاة الليل ركعتين خفيفتين يقرأ [في]أولاهما: ب: قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ، و في الثانية: ب: قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ. و تسميّان بصلاة الورود (2)و الافتتاح (3)، و يدعو بعد ذلك بالدعاء الذي نقله السيد ابن الباقي في محكي مصباحه من ان أمير المؤمنين عليه السّلام كان يدعو بعد الركعتين قبل صلاة الليل به، و هو: «اللهم إليك خبت قلوب المخبتين، و بك انست عقول العاقلين، و عليك عكفت رهبة العاملين، و بك استجارت افئدة المقصرين، فيا أمل العارفين و رجاء العاملين، صل على محمد و آله الطاهرين، و اجرني من فضايح يوم الدين، عند هتك الستور، و تحصيل ما في الصدور، و آنسني عند خوف المذنبين، و رهبة المفرطين، برحمتك يا أرحم الراحمين. فو عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي إياك مخالفتك، و لا عصيتك إذ عصيت و أنا بمكانك جاهل، و لا لعقوبتك متعرّض، و لا بنظرك مستخفّ، لكن سوّلت لي نفسي، و اعانني على ذلك شقوتي، و غرّني سترك المرخي عليّ، فعصيتك بجهلي، و خالفتك بجهدي، فمن الآن من عذابك [من]يستنقذني، و بحبل من اعتصم إذا قطعت حبلك عنّي، وا سوأتاه من الوقوف بين يديك غدا إذا قيل للمخففين [خ. ل: للمخفيّن]

ص:331


1- المذكورات تقدم ذكرها في آداب النوم فراجع.
2- في المتن: الورد.
3- مناهج المتقين/48.

جوزوا، و للمثقلين حطوا، أ مع المخففين [خ. ل: المخفين]أجوز، أم مع المثقلين أحط؟ يا ويلتاه! كلما كبرت [خ. ل: كبر]سنّي كثرت معاصي، فكم ذا أتوب فكم [خ. ل: و كم]ذا أعود؟ ما آن لي ان استحيي من ربي» ؟ ! ثم يسجد و يقول ثلاثمائة مرة: «استغفر اللّه ربي و أتوب إليه» ، ثم يبدأ في صلاة الليل و يتوجه بالتكبيرات السبعة الافتتاحية المأثورة بينها.

و يستحب ان يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الليل بعد الحمد التوحيد ثلاثين مرة، فإن من فعل ذلك انفتل و ليس بينه و بين اللّه عزّ و جلّ ذنب (1)، و ان يصلّي صلاة جعفر الطيار مكان الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة من الثمان، و ان يقرأ في السابعة بعد الحمد سورة الملك، و في الثامنة بعد الحمد سورة هل أتى. و ان يقرأ في كل ركعة من الشفع بعد الحمد التوحيد ثلاثا، و في الوتر بعد الحمد التوحيد ثلاثا، و كلا من المعوذتين مرة (2).

و ورد في نافلة ليلة الجمعة قراءة التوحيد في الركعة الأولى، و الجحد في الثانية، و ألم السجدة في الثالثة، و المدثر في الرابعة، و حم السجدة في الخامسة، و الملك في السادسة، و يس في السابعة، و الواقعة في الثامنة (3).

و يستحب التفريق في صلاة الليل (4). و يستحب القنوت في ركعة الوتر

ص:332


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/283 باب 41 حديث 2.
2- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/308.
3- جمال الاسبوع/201 [3] في الفصل السادس عشر فيما يقرأ من السور في نافلة الليل و ادعيتها كل ليلة جمعة.
4- الكافي:3/445 باب صلاة النوافل حديث 13 [4] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان اذا صلّى العشاء الاخرة أمر بوضوئه و سواكه يوضع عند رأسه مخمّرا فيرقد ما شاء اللّه ثم يقوم فيستاك و يتوضّأ و يصلّى اربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك و يتوضّأ و يصلّي اربع ركعات، ثم يرقد حتى اذا كان في وجه الصبح قام فأوتر، -

قبل الركوع (1)، و في استحباب قنوت آخر فيه بعد الركوع قول معروف خال عن مستند معتمد [عليه]، نعم لا بأس بالاتيان به بقصد احتمال الحسن و المطلوبية، و الأقوى استحباب القنوت في ثانية الشفع أيضا قبل الركوع 2، و له ان يدعو في قنوت الوتر كسائر القنوتات بما شاء، نعم ورد فيه بالخصوص فضل أمور:

فمنها: الاستغفار سبعين مرة،

و قد ورد ان من صلى صلاة الليل مع الاستغفار سبعين مرة في قنوت الوتر يجار من عذاب القبر، و يمدّ له في عمره، و يوسع عليه في معيشته 3. و يستحب ان يرفع يده اليسرى في قنوته، و يعد الاستغفار باليمنى 4.

و منها: ان يقول: «اسأت و ظلمت نفسي

و بئس ما صنعت [خ. ل: بما كسبت]، و هذه يداي جزاء بما صنعتا [صنعت]. .» ثم يبسط يديه جميعا قدام وجهه، و يقول: «و ها أنا ذا بين يديك، فخذ لنفسك الرضا من نفسي حتى ترضى، لك العتبى، لا أعود، لا أعود، لا أعود» 5. . إلى غير ذلك من الأدعية المأثورة المذكورة في الكتب المعدة لأعمال اليوم و الليلة و لخصوص نافلة الليل.

و منها: قول: «العفو» ثلاثمائة مرة .

6

ص:333


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام/309.

و منها: قول: «هذا مقام العائذ بك من النار» سبع مرات .

(1)

و منها: الدعاء لأربعين مؤمنا على قول جمع،

و لم أقف له على مستند (2). نعم ورد استحباب الدعاء للاخ المؤمن بظهر الغيب مطلقا، و انه يدرّ الرزق و يرفع [خ. ل: و يدفع]المكروه (3)و انه ينادى من العرش: و لك مائة ألف ضعف (4)، و ان من دعا لأربعين من المؤمنين ثم دعا لنفسه استجيب له (5).

و لا ترتيب فيما ذكر من سنن قنوت الوتر (6).

و يستحب عند رفع الرأس من آخر ركعة من الوتر قول: «هذا مقام من حسناته نعمة منك، و شكره ضعيف، و ذنبه عظيم، و ليس لذلك إلاّ رفقك و رحمتك فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيّك المرسل: «كانوا قليلا من اللّيل ما يهجعون و بالاسحار هم يستغفرون. طال هجوعي و قلّ قيامي و هذا السحر، و انا استغفرك لذنوبي استغفار من لا يجد [خ. ل: يملك]لنفسه ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا» (7).

و يستحب عند الانصراف من الوتر أن يقول: «سبحان ربي الملك القدوس العزيز الحكيم» ثلاث مرات، ثم يقول: «يا حي يا قيوم يا برّ يا رحيم

ص:334


1- الفقيه:1/309 باب 72 دعاء قنوت الوتر برقم 1409.
2- مصباح المتهجد/109 دعا و اداب صلاة الوتر. و لم يذكر الشيخ رحمه اللّه مستنده.
3- الكافي الاصول:2/507 باب الدعاء للاخوان بظهر الغيب حديث 2 [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: دعاء المرء لاخيه بظهر الغيب يدرّ الرزق و يدفع المكروه.
4- الكافي [2]الاصول:2/508 باب الدعاء للاخوان بظهر الغيب حديث 6.
5- الكافي [4]الاصول:2/509 باب من تستجاب دعوته حديث 5.
6- و ذلك لعدم اشارة للترتيب في النصوص الواردة.
7- مصباح المتهجد/109 و [6]فيه: هذا مقام من حسناته نعمة منك، و سيئاته بعمله، و ذنبه عظيم، و شكره قليل. . . الخ.

يا غني يا كريم ارزقني من التجارة اعظمها فضلا و اوسعها رزقا، و خيرها لي عافية فإنه لا خير فيما لا عافية [خ. ل: عاقبة]فيه» (1).

و الأظهر عدم وجوب اكمال صلاة الليل على من شرع فيها، بل يجوز الاقتصار على البعض حتى ابتداء و اختيارا (2).

و يكره النوم بين صلاة الليل و الفجر (3)كما مرّ في الفصل السابق، و روي عن مولانا الصادق عليه السّلام ان من غفل عن صلاة الليل فليصل عشر ركعات بعشر سور، يقرأ في الأولى: الحمد و ألم تنزيل، و في الثانية: الحمد و يس، و في الثالثة: الحمد و الرحمن-و في رواية الدخان-و في الرابعة: الفاتحة و أقتربت، و في الخامسة: الفاتحة و الواقعة، و في السادسة: الفاتحة و تَبارَكَ اَلَّذِي بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ، و في السابعة: الحمد و المرسلات، و في الثامنة: الحمد و عَمَّ يَتَساءَلُونَ، و في التاسعة: الحمد و إِذَا اَلشَّمْسُ كُوِّرَتْ، و في العاشرة: الحمد و الفجر (4). قالوا: و من صلاها على هذه الصفة لم يغفل عنها.

و يدخل وقت نافلة الفجر بمجرد الفراغ من صلاة الليل، و القول بعدم دخول وقتها إلاّ عند الفجر الكاذب بعيد، نعم الافضل لمن فرغ من صلاة الليل قبل السدس الأخير من الليل هو تأخيرهما إلى السدس، و أفضل منه الاتيان بهما بين الفجرين، و الأفضل لمن أتى بهما قبل الفجر و نام بعدهما ان يعيدهما بعد الفجر الكاذب، و يمتد وقتهما إلى طلوع الحمرة المشرقية، و بعدها

ص:335


1- مصباح المتهجد/116.
2- و ذلك لان تلك الصلوات مستحبّة، و كلّ مستحب يجوز قطعه، الاّ فيما ورد نصّ بعدم جوازه، و عند الشك يرجع الى عمومات الجواز و الحلّ.
3- التهذيب:2/137 باب 8 حديث 534، بسنده قال ابو الحسن الاخير عليه السّلام: ايّاك و النوم بين صلاة الليل و الفجر، و لكن ضجعة بلا نوم، فان صاحبه على ما قدم من صلاته.
4- مصباح المتهجد:96( [2]ما ينبغي ان يفعله) .

يتعين الاتيان بالفريضة، و قيل: يمتد وقتهما بإمتداد وقت الفريضة، و هو غير بعيد. و يجوز الاتيان بهما بعد فريضة الغداة قبل طلوع الحمرة و بعده من دون قصد أداء و لا قضاء، و ان كان جواز نية الاداء-ما لم تطلع الحمرة-غير بعيد (1).

و يستحب الفصل بين صلاة الغداة و نافلتها بالاضطجاع على الجانب الأيمن و وضع الاصابع من اليد اليمنى على الأرض و الاتكاء، و قراءة الخمس آيات المزبورة من آخر سورة آل عمران (2)، و الدعاء بالمأثور (3)، و الصلاة على محمد و آله مائة مرة، و قراءة الاخلاص احدى عشرة مرة، أو أحدى و عشرين

ص:336


1- مناهج المتقين:48.
2- امّا الايات فهي «إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اِخْتِلافِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي اَلْأَلْبابِ 190 اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اَللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ اَلنّارِ 191 رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ اَلنّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ 192 رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ اَلْأَبْرارِ 193 رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ اَلْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ اَلْمِيعادَ 194 فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اَللّهِ وَ اَللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ اَلثَّوابِ 195» .
3- التهذيب:2/136 باب 8 حديث 530، بسنده عن سليمان بن خالد، قال: سألته عمّا اقول اذا اضطجعت على يميني بعد ركعتي الفجر، فقال ابو عبد اللّه عليه السّلام: اقرأ الخمس آيات من آخر سورة آل عمران الى «. . إِنَّكَ لا تُخْلِفُ اَلْمِيعادَ» و قل «استمسكت بعروة اللّه الوثقى التي لا انفصام لها، و اعتصمت بحبل اللّه المتين، و اعوذ باللّه من شرّ فسقة العرب و العجم، آمنت باللّه، توكلت على اللّه، الجأت ظهري الى اللّه، فوضت امري الى اللّه، و من يتوكل على اللّه فهو حسبه، انّ اللّه بالغ امره، قد جعل اللّه لكل شىء قدرا، حسبي اللّه و نعم الوكيل، اللهم من اصبحت حاجته الى مخلوق فان حاجتي و رغبتي اليك، الحمد لربّ الصباح، الحمد لفالق الاصباح» ثلاثا.

مرة، أو أربعين مرة، و السجدة بعد ذلك (1)و يقوم مقام الضجعة السجود و القيام و القعود و الكلام (2)، و ان نسي ذلك حتى شرع في الإقامة لم يرجع، بل يجزي السّلام من ركعتي الفجر (3).

آداب سائر النوافل

و يلحق بالمقام جملة من آداب سائر النوافل الرواتب:

يستحب ان يقال في آخر سجدة من رابعة نوافل المغرب في كل ليلة- و ليلة الجمعة اكد-سبع مرات: «اللهم اني اسألك بوجهك الكريم و اسمك العظيم ان تصلي على محمد و آل محمد، و ان تغفر لي ذنبي العظيم (4)» . و الأفضل تقديم سجدة الشكر على النافلة في المغرب، و العكس أيضا مشروع، و الجمع أكمل. و يكره الكلام بين الثنائيتين اللتين هما نافلة المغرب، و كذا بينهما و بين فريضة المغرب (5). و في تقديم التعقيب على نافلة المغرب و تأخير ما عدا تسبيح الزهراء عليها السّلام و جهان، و الأقرب ان الأول أفضل، و ان كان الثاني أيضا حسنا، و ما بين المغرب و العشاء ساعة الغفلة التي ورد الحث على ذكر اللّه تعالى فيها، و التعوّذ من شر ابليس، و في الصحيح عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تنفّلوا في ساعة الغفلة و لو بركعتين خفيفتين بالحمد وحده، فإنهما تورثان دار

ص:337


1- الفقيه:1/314 باب 74 حديث 1426.
2- التهذيب:2/137 باب 8 حديث 531 و 532.
3- قرب الاسناد:93.
4- الكافي:3/428 باب نوادر الجمعة حديث 1.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/350 باب 28 حديث 1، [2] بسنده: ان من صلى نوافل المغرب و لم يتكلم في خلالها كتب في عليين.

الكرامة (1). و الأفضل ان يقرأ في الأولى بعد الحمد قوله تعالى: وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي اَلظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ اَلْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ (2)، و في الثانية بعد الحمد قوله سبحانه: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ اَلْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ*وَ يَعْلَمُ ما فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها*وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ اَلْأَرْضِ*وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3)(4)، و ان يقول في القنوت: «اللهم اني اسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا انت ان تصلي على محمد و آل محمد و ان تفعل بي. . كذا و كذا و يسأل اللّه تعالى حاجته، فانها تقضى ان شاء اللّه تعالى ثم يقول: «اللهم أنت ولي نعمتي، و القادر على طلبتي، تعلم حاجتي، فاسألك بحق محمد و آل محمد لما قضيتها» (5). و الأحوط عدم الاتيان بهاتين الركعتين بعد المغرب قبل صلاة المغرب، و لا بعد صلاة العشاء، و ان كان الشفق باقيا، و لا بين العشاءين بعد زوال الشفق، إلاّ بقصد القربة المطلقة، و الأظهر جواز الفصل بين ثنائّيتي المغرب بها.

و يستحب قراءة مائة آية في الوتيرة، و الأظهر جواز القيام فيها، بل افضليته من الجلوس، و ورد انّ من صلّى الوتيرة و حدث به حدث مات على وتر -يعني مات كأنه قد صلّى نافلة الليل-لكن لا تختّص لذلك شرعية الوتيرة بمن

ص:338


1- فلاح السائل:221 الفصل الخامس و العشرون.
2- سورة الانبياء:87 و 88.
3- سورة الانعام:59.
4- فلاح السائل:223.
5- فلاح السائل:223.

يحتمل الموت، بل تجري في حق القاطع فرضا بحياته إلى الصبح، و المشهور أفضلية جعل الوتيرة خاتمة لما يأتي به بعد فرض العشاء من الصلوات المندوبة و التعقيبات، و يطلب أوقات النوافل و اعدادها و بقية فروعها من مناهج المتقين (1).

ص:339


1- مناهج المتقين:45.

المقام السادس: في الصلوات المرغبات

اشارة

في بيان جملة من النوافل غير المرتبة، و يعبّر عنها ب: الصلوات المرغبات، أي التي يرغب فيها الناس من جهة ما فيها من الأجر و الثواب، و هي قسمان:

الأول: ما يختص وقتا معينا

اشارة

الأول: ما يختص وقتا معينا، و هذا القسم في غاية الكثرة، و نحن نورد ما تيّسر لنا ايراده منها، و قبل الأخذ في تعدادها.

فأعلم انه حيث ان اقتضاء جملة من هذه الصلوات المسنونة الوقوف الطويل الذي يعجز عنه أغلب الضعفاء، هو الذي يمنع الغالب من الاتيان بها، لزمنا التنبيه على انه يتخيّر المصلي بين الوقوف فيها و الجلوس، لما ثبت في محله من جواز الاتيان بالنوافل قاعدا في حال الاختيار، و ان كان القيام فيها أفضل، و دونه في الفضل القراءة قاعدا و القيام قبل اتمام السورة بيسير و يتمّها قائما، و يركع قائما، و قد روي ان تلك تحسب له بصلاة القائم (1). و يتخير المصلي جالسا بين انحنائه من التورك، و التربع، و الاقعاء، و مدّ الرجلين. . و نحوها، و ان كان الاقعاء مكروها، و التربع حال القراءة مندوبا كالتثنية حال الركوع، و التورّك حال التشهّد، و فيما بين السجدتين (2).

و إذ قد عرفت ذلك فاعلم ان من جملة تلك الصلوات:

ص:340


1- الكافي:3/411 باب صلاة الشيخ الكبير و المريض حديث 8، [1] بسنده عن زرارة، عن ابي جعفر عليه السّلام قال: قلت: الرجل يصلّي و هو قاعد فيقرأ السورة، فاذا اراد ان يختمها قام فركع بآخرها؟ قال: صلاته صلاة قائم
2- مناهج المتقين:83 خاتمة.
منها صلاة عشر ركعات بعد المغرب

و نافلتها، و ركعتين اخريين بكيفية مخصوصة، فعن مولانا الرضا عليه السّلام ان من صلى المغرب و بعدها اربع ركعات و لم يتكلم حتى يصلي عشر ركعات في كل ركعة بالحمد و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ كانت عدل [عتق]عشر رقاب (1)، و يتأكّد ذلك ليلة الجمعة.

و عنهم عليهم السّلام في تفسير قوله تعالى: إِنَّ ناشِئَةَ اَللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلاً (2)قال: هي ركعتان بعد المغرب يقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و عشر آيات من أول البقرة (3)، و آية السخرة، و قوله سبحانه وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ 4و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ خمس عشرة مرة، و في الثانية فاتحة الكتاب و آية الكرسي و آخر سورة البقرة من قوله تعالى: لِلّهِ ما فِي اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ. . 5إلى آخر السورة، و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ خمس عشرة مرة، ثم ادع بما شئت بعدها، قال عليه السّلام: فمن فعل ذلك و واظب عليه كتب له بكل صلاة ستمائة ألف حجة 6. و روي زيادة على ذلك أوردها في المستدركات، فراجع.

ص:341


1- الكافي:3/468 باب صلاة فاطمة سلام اللّه عليها و غيرها من صلوات الترغيب حديث 4.
2- سورة المزّمل آية 6.
3- من «الم» الى «وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ» .
و منها: صلاة الغفيلة

و قد مرّ شرحها في آخر المقام الخامس في ذيل الكلام على الرواتب.

و منها: صلاة الوصية بين المغرب و العشاء

و هي ما رواه ابن طاووس رحمه اللّه في فلاح السائل مسندا عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: قلنا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند وفاته: يا رسول اللّه (ص) ! اوصنا، فقال: أوصيكم بركعتين بين المغرب و العشاء الآخرة تقرأ في الأولى الحمد و إِذا زُلْزِلَتِ اَلْأَرْضُ زِلْزالَها ثلاث عشرة مرة، و في الثانية الحمد و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ خمس عشر مرة [فانه من فعل ذلك في كل شهر كان من المتّقين]، فان فعل في كل سنة كتب من المحسنين، فان فعل ذلك في كل جمعة مرة كتب من المصلين، فان فعل ذلك في كل ليلة يزاحمني في الجنة، و لم يحص ثوابه إلاّ اللّه ربّ العالمين جلّ و علا (1).

و منها: صلاة أربع ركعات بعد العشاء

فروى ابن طاووس في فلاح السائل بسند في آخره رفع، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة، و قرأ في الركعتين الأولتين: قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ، و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ و في الركعتين الاخرتين تَبارَكَ اَلَّذِي بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ، و الم تَنْزِيلُ السجدة كنّ له كاربع ركعات من ليلة القدر (2).

ص:342


1- فلاح السائل:223 الفصل الخامس و العشرون.
2- فلاح السائل:235 الفصل الثامن و العشرون.

و عن مولانا الصادق عليه السّلام انه كان يصلّي بعد العشاء ركعتين يقرأ فيهما بمائة آية و لا يحتسب بهما (1)، و ركعتين و هو جالس يقرأ فيهما ب: قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ، و قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ، فان استيقظ من الليل صلّى صلاة الليل و أوتر، و ان لم يستيقظ حتى يطلع الفجر صلى ركعتين فصارت شفعا، و احتسب بالركعتين اللّتين صلاهما بعد العشاء وترا (2).

و منها: صلاة الورد و الافتتاح

و هي الركعتان الخفيفتان اللّتان تصليّان قبل صلاة الليل، كما مرّت الاشارة إليهما في المقام السابق (3).

و منها: صلاة اليوم

فعن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: يا ابا ذر! ايّما رجل تطوّع في يوم باثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، كان له حقا واجبا بيت في الجنة. و في رواية اخرى: من صلّى كل يوم. . إلى آخر الحديث، فيتحد مع ما يأتي.

و منها: صلاة كل يوم

فعن مصباح الكفعمي عن الصادق عليه السّلام انه قال: من صلى اربعا في كل يوم قبل الزوال يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و القدر خمسا و عشرين مرة لم يمرض إلاّ مرض الموت (4). و عن الكاظم عليه السّلام قال: من صلى في كل يوم

ص:343


1- فلاح السائل:235 الفصل التاسع و العشرون.
2- فلاح السائل:209 الفصل الثالث و العشرون.
3- فلاح السائل:222 الفصل الخامس و العشرون.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/470 باب 38 حديث 1.

أربعا عند الزوال، يقرأ في كل ركعة الحمد و آية الكرسي، عصمه اللّه في اهله و ماله و دينه [و ماله و آخرته]و دنياه (1).

و منها: صلاة أوّل كل شهر

و هي ركعتان؛ أولهما بالحمد و التوحيد، و ثانيتهما بالحمد و القدر، و يتصدق بما تسهل، يشتري به سلامة ذلك الشهر كله (2). و الأفضل قراءة التوحيد في الأولى ثلاثين مرة، و القدر في الثانية كذلك (3). و أفضل منه ان يقول بعد الفراغ من الركعتين: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاّ عَلَى اَللّهِ رِزْقُها، وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها، كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (4). بسم اللّه الرحمن الرحيم، وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ، وَ إِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ، يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، وَ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ (5)، وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ، وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 6 . بسم اللّه الرحمن الرحيم سَيَجْعَلُ اَللّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً 7 ، ما شاءَ اَللّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ 8 ، حَسْبُنَا اَللّهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ 9، و أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّهِ،

ص:344


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/470 باب 38 حديث 2.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/470 باب 37 حديث 1.
3- مصباح الكفعمي:407.
4- سورة هود:6.
5- سورة يونس:107.

إِنَّ اَللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ 1، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّالِمِينَ 2، رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ 3، رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوارِثِينَ (1).

و منها: صلاة ليالي الاسبوع و أيّامها

فصلاة ليلة السبت

ركعتان كل منهما بالحمد و سَبِّحِ اِسْمَ رَبِّكَ اَلْأَعْلَى و آية الكرسي و القدر مرة، روي ذلك عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (2).

و في رواية اخرى (3)عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الركعة الأولى: الحمد و القدر ثلاثا، و في الثانية: الحمد و «إِذا زُلْزِلَتِ» ثلاثا، و الاستغفار بعد الفراغ مائة، و الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة، و ان من فعل ذلك لم يقم من مكانه حتى يغفر له (4).

ص:345


1- سورة الانبياء:88، و [1]مستدرك وسائل الشيعة:1/470 باب 37 حديث 1 [2]عن الدروع الواقية.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/471، باب 41، حديث 1.
3- لا يخفى عليك ان كل ما قلنا في صلاة ايام الاسبوع: و في رواية اخرى، و في رواية ثالثة. . و هكذا، فانّما المراد بذلك صلاة اخرى، لا أن صلاة واحده وردت على كيفيتين، فلا تغفل. [منه (قدس سره)]
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/471، باب 41، حديث 2.

و في رواية ثالثة: ان من صلى ليلة السبت ركعتين في كل منهما الحمد مرّة و التوحيد مرّة، و التسبيحات الأربع سبعا و عشرين مرة غفر اللّه له ذنوبه كيوم ولدته امه (1).

و في رابعة: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: انّ من صلّى ليلة السبت أربع ركعات بالحمد مرة و التوحيد سبع مرات، كتب له ثواب كل ركعة سبع مائة حسنة، و اعطاه اللّه عزّ و جلّ مداين في الجنة (2).

و في خامسة: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ان من صلّى ليلة السبت اربع ركعات، كل ركعة بالحمد مرة و آية الكرسي ثلاثا و التوحيد مرة، و يقرأ بعد الفراغ منها آية الكرسي ثلاثا فان اللّه تعالى يغفر له و لوالديه، و كان ممّن يشفع له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (3).

و في سادسة: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنّ من صلّى ليلة السبت ثمان ركعات، كل ركعة بفاتحة الكتاب و الكوثر مرة، و التوحيد سبعا، مع الاستغفار بعد الفراغ منها سبعين مرة كان كمن حجّ، و كأنّما اشترى من المشركين الف رجل فاعتقهم، و غفر له ذنوبه، و إن كانت مثل زبد البحر و رمل عالج و عدد قطر المطر و ورق الشجر، و جاز على الصراط كالبرق اللامع، و يدخل الجنة بغير حساب (4).

و صلاة يوم السبت

عند الضحى عشر ركعات، في كل ركعة الحمد مرة و التوحيد ثلاثا، و أنّ

ص:346


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/471، باب 41، حديث 5، [1] بلفظه.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/471، باب 41، حديث 4.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، باب 41، حديث 8.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/471، باب 41، حديث 3.

من فعل ذلك فكأنما أعتق الف الف رقبة من ولد اسماعيل، و اعطاه اللّه ثواب الف شهيد (1).

و صلاة ليلة الأحد

ركعتان، كل ركعة بالحمد، و آية الكرسي، و آية «شَهِدَ اَللّهُ. .» 2مرة مرة 3.

و في رواية أخرى: أربع ركعات، كل ركعة بالحمد مرة و التوحيد خمسين مرة، و ان من فعل ذلك حرّم اللّه جسده على النار، و اعطاه قصرا في الجنة كاوسع مدينة في الدنيا 4.

و ثالثة: هي أربع ركعات، كل ركعة بالحمد مرة و آية الكرسي احدى عشرة مرة، و ان من فعل ذلك حفظه اللّه في الدنيا و الآخرة، و غفر له ذنوبه، فان توفّى و هو مخلص للّه اعطاه اللّه الشفاعة يوم القيامة في من أخلص للّه، و اعطاه اللّه أربع مداين في الجنة 5.

و في رابعة: هي ست ركعات، كل ركعة بالحمد و التوحيد سبع مرات، و ان من فعل ذلك اعطاه اللّه ثواب الشاكرين، و ثواب الصابرين، و اعمال المتقين، و كتب له عبادة أربعين سنة، و لا يقوم من مقامه إلاّ مغفورا، و لا يخرج من الدّنيا حتى يرى مكانه في الجنة، و يرى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في منامه،

ص:347


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/472 باب 41 حديث 9.

و من يراه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في منامه وجبت له الجنة (1).

و في خامسة: انها عشرون ركعة، كلّ ركعة بفاتحة الكتاب مرّة، و التوحيد خمسا و عشرين مرة، و انّ من صلاّها اعطاه اللّه عزّ و جلّ ثلاثين ملكا يحفظونه من المعاصي في الدنيا و عشرة يحفظونه من اعدائه، فان مات فضلّه اللّه على ثواب ثلاثين شهيدا، فإذا خرج من قبره يوم القيامة حضر مائة ملك من الملائكة من حوله بالتسبيح و التهليل حتى يدخل الجنة (2).

و صلاة يوم الاحد

عند الضحى ركعتان؛ يقرأ في الاولى: الحمد مرة و «إِنّا أَعْطَيْناكَ اَلْكَوْثَرَ» ثلاث مرات، و في الثانية الحمد مرة، و التوحيد ثلاث مرات، و انّ من صلاّها عفي من النار، و برئ من النفاق، و امن من العذاب، و كأنما تصدق على مسكين، و كأنّما حج عشر حجات، و اعطي بكل نجم في السماء درجة في الجنة (3).

و في خبر آخر: انها اربع ركعات، كل ركعة بالحمد مرّة، و آية الكرسي مرّة، و التوحيد ثلاثا، و ان من صلاّها اعطي في الجنة أربعة بيوت، كل بيت اربع طبقات، كل طبقة بها سرير، على كل سرير حورية، بين يدي كلّ حورية و صائف و ولدان و انهار و اشجار (4).

و في ثالث: انها اربع، كلّ واحدة بالحمد مرّة، و آخر سورة البقرة من قوله سبحانه لِلّهِ ما فِي اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ. . (5)الى آخر السورة، فاذا

ص:348


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/472 باب 41 حديث 12.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، ب 41، حديث 11.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، ب 41، حديث 15.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، ب 41، حديث 16.
5- سورة البقرة:284.

فرغ قرأ آية الكرسي، و صلى على محمد و آله، و لعن اليهود و النصارى مائة مرة، و سأل اللّه حاجته، فمن فعل ذلك كتب اللّه له بكل يهوديّ و يهوديّة عبادة سنة، و اعطاه اللّه ثواب الف نبي، و يكتب له بكلّ نصراني و نصرانية الف غزوة، و فتح اللّه له ثمانية ابواب الجنة (1).

و صلاة ليلة الاثنين

ركعتان، كل ركعة بفاتحة الكتاب و آية الكرسي و التوحيد و المعوّذتين، كل واحدة مرّة، فاذا فرغ استغفر اللّه عشر مرات، فانه يكتب له عشر حجج، و عشر عمر للمخلص للّه (2).

و في رواية أخرى: بالحمد مرة و التوحيد سبعا، فإذا سلّم قال: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم» سبع مرات، فان من فعل ذلك، اعطاه اللّه من الثواب ما شاء، و كتب له ثواب خاتم القرآن (3).

و في ثالثة: بالحمد و التوحيد و المعوذتين كل واحدة خمس عشرة مرة، فاذا فرغ قرأ آية الكرسي خمس عشرة مرة، فان من فعلها جعل اللّه اسمه من أهل الجنة و ان كان من أهل النار، و غفر له ذنوبه العلانية، و كتب اللّه بكل آية قرأها حجة و عمرة، و كانما اعتق رقبتين من ولد اسماعيل، و مات شهيدا (4).

و في رابعة: هي اربع ركعات بتسليمتين، كل ركعة بفاتحة الكتاب سبعا، و القدر مرة، فاذا فرغ قال مائة مرة: «اللهم صل على محمد و آل محمد، اللهم صل

ص:349


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، باب 41، حديث 17.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، باب 41، حديث 21.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، باب 41 حديث 22.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، باب 41 حديث 19.

على جبرئيل» و ان من فعل ذلك اعطاه اللّه بكل ركعة سبعين قصرا في الجنة، في كل قصر سبعون ألف دار، في كل دار سبعون الف بيت، في كل بيت سبعون ألف جارية (1).

و في خامسة-كما في الرابعة-إلاّ انّه بعد الصلاة على محمد و آله و جبرئيل مائة: يلعن الظالمين مائة مرة، و يقرأ آية الكرسي، ثم يضع خده الايمن على الأرض مكان سجوده، و يقول: «هو اللّه ربي حقا» حتى ينقطع النفس، ثم يقول: «لا اشرك به شيئا، و لا اتخذ من دونه وليا. اللهم اني اسألك بمعاقد العزّ من عرشك، و بموضع الرحمة من كتابك ان تصلي على محمد آل محمد و ان تفعل بي. . كذا و كذا» و يسأل حاجته، و قال ابن طاووس رحمه اللّه: ان هذه الصلاة تسمّى ب: صلاة جبرئيل (2).

و في سادسة: انها اثنتا عشرة ركعة؛ بالحمد و آية الكرسي مرّة مرّة، فاذا فرغ من صلاته قرأ التوحيد اثنتي عشرة مرة، و استغفر اللّه اثنتي عشرة مرة، و صلى على النبي و آله اثنتي عشرة مرة، فان من فعل ذلك نادى مناد يوم القيامة: اين فلان بن فلان ليقم و ليأخذ ثوابه من اللّه تعالى (3).

و صلاة يوم الاثنين

عند ارتفاع النهار ركعتان، كل ركعة بالحمد مرة و المعوذتين خمس عشرة مرة، و التوحيد و آية الكرسي مرّة مرّة، و من فعل ذلك جعل اللّه عزّ و جلّ اسمه مع أهل الجنة، و اعطاه اللّه قصرا في الجنة كاوسع مدينة في الدنيا (4).

ص:350


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 23.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، باب 41 حديث 18.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/472، باب 41 حديث 20.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 28.

و في رواية اخرى: انها عند ارتفاع النهار اربع ركعات، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي مرة، و «إِنّا أَعْطَيْناكَ اَلْكَوْثَرَ» مائة مرة، ثم يسلم و يخرّ ساجدا و يقول في سجوده: «يا حسن التقدير، يا لطيف التدبير، يا من لا يحتاج الى تفسير، يا حنّان يا منّان، صل على محمد و آل محمد، و افعل بي ما أنت اهله، فانّك أهل التقوى و الرحمة، و وليّ الرضوان و المغفرة (1)» .

و في ثالثة: انها اربع ركعات، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي مرّة مرّة، و التوحيد ثلاثا، فاذا صلى ذلك و وهب ثوابه لوالديه، اعطاه اللّه قصرا كاوسع مدينة في الدنيا (2).

و في رابعة: انها اربع [ركعات]كل ركعة بالحمد و التوحيد و المعوذتين مرّة مرّة، و ان من فعل ذلك اعطاه اللّه اربع بيوت في الجنة كل بيت انتصابه الف ذراع، كل بيت اربع طبقات، كل طبقة بها سرير من ياقوت، و حوريّة من الحور العين و وصائف و ولدان، و اشجار و اثمار (3).

و في خامسة: انها اربع [ركعات]في الاولى بعد الحمد آية الكرسي مرّة، و في الثانية التوحيد، و في الثالثة «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» ، و في الرابعة «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» ، فاذا فرغ استغفر اللّه عشر مرات، فانه يغفر له ذنوبه كلّها، و يعطيه اللّه قصرا في الفردوس من درّة بيضاء، في جوف ذلك القصر سبعة بيوت، طول كل بيت ثلاثة آلاف ذراع، و عرضه مثل ذلك، البيت الأول من فضة، و الثاني من ذهب، و الثالث من لؤلؤ، و الرابع من زبرجد، و الخامس من ياقوت، و السادس من درّ، و السابع من نور يتلألأ، و ابواب البيوت من العنبر،

ص:351


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 29.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 27.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 26.

على كل باب ستر من الزعفران، في كل بيت الف سرير، على كل سرير الف فراش، فوق كل فراش حوراء جعلها اللّه من طيّب الطيب من لدن أصابعها الى ركبتيها من الزعفران، و من لدن ركبتيها الى ثدييها من المسك، و من لدن ثدييها الى رقبتها الى مفرق رأسها من الكافور الابيض، على كل واحدة منهن سبعون الف حلّه من حلل الجنة كاحسن من رآهن إذا أقبلت الى زوجها، كانّهن الشمس بدت للناظرين، لكل واحدة منهن ثلاثون ذوابة من المسك في روض الجنة بين مسك و زعفران، بين يدي كل حورية الف وصيفة، ذلك الثواب لأولياء اللّه جزاء بما كانوا يعملون (1).

و في رواية سادسة: انها اربع ركعات، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي و الكوثر و التوحيد مرّة مرّة، و من صلاّها ثم استغفر لوالديه عشر مرات كتب له الحسنات، و بني له قصر في الجنة من درّة بيضاء فيها سبعة بيوت، طول كل بيت سبعمائة ذراع-و البيوت من الاجناس المزبورة في الخبر السابق-، و ترابها من عنبر اشهب، في كل بيت سرير، عليه الوان الفرش، فوق ذلك جارية، من جاءها افلح، و بين رأسها الى رجلها من الزعفران الرطب، و من ثدييها الى عنقها من عنبر اشهب، و من فوق ذلك من الكافور الابيض، عليها الحلّي و الحلل (2).

و في رواية سابعة: انها اربع ركعات، كل ركعة بفاتحة الكتاب سبعا، و القدر مرّة، فاذا فرغ يقول مائة مرة: «اللهم صل على محمد و آل محمد» ، و مائة مرة «اللهم صل على جبرئيل» و يلعن الظالمين مائة مرة، و يقرأ آية الكرسي، ثم يضع خده الايمن على الارض مكان سجوده، و يقول: «اللّه ربي

ص:352


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 24.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 30.

حقا [حقّا]» حتى ينقطع النفس، ثم يقول: «لا اشرك به شيئا، و لا اتخذ من دونه وليّا، اللهم اني اسألك بمعاقد العزّ من عرشك، و بموضع الرحمة من كتابك ان تصلي على محمد و آل محمد، و ان تفعل بي. . كذا و كذا» و يسأل حاجته، ثم يقلب خده الايسر على الأرض، و يقول: «يا محمد يا علي يا جبرئيل بكم أتوسل الى اللّه» ثم يسجد و يكرر هذا القول، و يسأل حاجته، فان اللّه يعطيه سبعين الف قصر في الجنة، في كل قصر سبعون الف دار، في كل دار سبعون الف بيت، في كل بيت سبعون الف جارية (1).

و في ثامنة: انها اثنتا عشرة ركعة، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي مرّة مرّة، فاذا فرغ قرأ التوحيد اثنتي عشرة مرّة، و استغفر اللّه اثنتي عشرة مرّة، فاوّل ما يعطى من الثواب يوم القيامة ألف حلّه، و يتوّج الف تاج، و يقال له مرّ مع الصديقين و الشهداء، فيدخل الجنة، فيستقبله مائة الف ملك، بيد كل ملك اكواب و شراب فيسقونه من ذلك الشراب، و يأكل من تلك الهدية، ثم يمرّون به على الف قصر من نور، في كل قصر الف حديقة، في كل حديقة الف قبة بيضاء، في كل قبة الف سرير، على كل سرير حورية، بين يدي كل حورية الف خادم (2).

و هذه الاخبار على اختلافها في الكيفية اتفقت على ان وقتها الضحى و عند ارتفاع النهار.

و صلاة ليلة الثلاثاء

ركعتان، اولاهما بالحمد و القدر مرة، و الثانية بالحمد مرة و التوحيد سبعا،

ص:353


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 31.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/473، باب 41 حديث 25.

و من فعل ذلك يغفر اللّه له، و يرفع له الدرجات، و يؤتى من لدن اللّه في الجنة خيمة من درّة كاوسع مدينة في الدنيا (1).

و في رواية اخرى: انها اربع ركعات، كل ركعة بالحمد و الجحد اربع مرات فاذا فرغ قال سبع مرات: «يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال و الاكرام، يا وهّاب يا توّاب» فان من فعل ذلك نادى مناد من تحت العرش: يا عبد اللّه! استأنف العمل فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر، و كانما أدرك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاعانه بماله و نفسه، و رفع من يومه عبادة سنة (2).

و في ثالثة: انها عشر ركعات، كل ركعة بالحمد مرة، و آية الكرسي ثلاثا، و التوحيد عشرا، و المعوذتين ثلاثا [و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ ثلاثا]فان من فعل ذلك لا يخرج من الدنيا حتى يرضى اللّه عنه، و يدخل الجنة، و يعطيه اللّه من الثواب عن كل ركعة مثل رمل عالج، و قطر الامطار، و ورق الاشجار، و يقوم يوم القيامة في صفّ الانبياء، و يركب على نجيب من درّ و ياقوت لباسه السندس و الاستبرق، و هو ينادي بشهادة ان لا إله إلا اللّه، و ان محمدا رسول اللّه حتى يدخل الجنة، و يستقبله سبعون الف ملك و يقولون: هذه هدية من اللّه الملك الجبار، و هذا آخر جزاء من صلّى هذه الصلاة (3).

و صلاة يوم الثلاثاء

ركعتان، كل ركعة بالحمد و التين و التوحيد و المعوذتين مرّة مرّة، و من صلاّها كتب اللّه له بكل قطرة من السماء عشر حسنات، و كتب اللّه له بكل

ص:354


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 32.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 34.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 33.

شيطان مريد مدينة من ذهب، و اغلق اللّه عنه سبعة ابواب جهنم، و اعطاه من الثواب مثل ما يعطي آدم و موسى و هارون و ايوب، و فتح له ثمانية ابواب الجنة يدخل من ايها شاء (1).

و في رواية اخرى: انها اربع، عند ارتفاع النهار بعد الحمد، في الاولى: «إِذا زُلْزِلَتِ» ثلاثا و يس، و في الثانية: «إِذا زُلْزِلَتِ» ثلاثا و حم السجدة، و في الثالثة: «إِذا زُلْزِلَتِ» ثلاثا و حم الدخان، و في الركعة الرابعة: «إِذا زُلْزِلَتِ» ثلاثا و «تَبارَكَ اَلَّذِي بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ» ، و ان شاء قرأ بدل ما يقرأه من يس و حم السجدة و حم الدخان و تبارك «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمسين مرة، بعد الحمد مرة، و «إِذا زُلْزِلَتِ» ثلاثا، و من صلاها رفع اللّه له عمل نبيّ ممّن بلّغ رسالة ربّه، و كانّما اعتق الف رقبة من ولد اسماعيل، و كانّما انفق ملء الارض ذهبا في سبيل اللّه. و له ثواب [عتق]الف عبد، و كتب له عبادة سبعين سنة، و كانّما حج الف حجّة، و الف عمرة (2).

و في رواية ثالثة: انّها عشر ركعات، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي مرة، و التوحيد سعبا. فان من صلاّها لم تكتب عليه خطيئة الى سبعين يوما، و غفر له ذنوب سبعين يوما، فان مات الى تسعين يوما مات شهيدا، و كتب له بكل قطرة تقطر في تلك السنة الف حسنة، و بنى له بكل ورقة مدينة في الجنة، و كتب له بكل شيطان عبادة سنة، و غلّقت عنه ابواب جهنم، و فتحت له ثمانية ابواب الجنة يدخل من ايّها شاء، و كتب له مائة الف تاج، و تلقّاه الف ملك بيد كل ملك شراب و هدية، و يشرب من ذلك الشراب، و يأكل من تلك الهدية، و يخرج مع الملائكة حتى يطاف به على مدائن نوره، في كل مدينة داران من نور، في

ص:355


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 37.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 35.

كل دار الف حجرة من نور، في كل حجرة الف بيت، في كل بيت الف فراش، على كل فراش حورية، بين يديّ كلّ حوريّة وصيفة (1).

و قال ابن طاووس (رحمه اللّه) : صلاة اخرى يوم الثلاثاء، و هي اثنتا عشرة ركعة، في كل ركعة فاتحة الكتاب و ما تيسّر لك من سور القرآن، و تسأل اللّه عقيبها ما احببت (2).

و صلاة ليلة الاربعاء

ركعتان، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي و القدر و «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ» مرّة مرّة. و الاخلاص ثلاث مرات (3).

و في رواية اخرى: انها أربع ركعات، كل ركعة بالحمد، و إِذَا اَلسَّماءُ اِنْشَقَّتْ [فاذا بلغ السجدة سجد]و ان من صلاها خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه، و كتب له بكل آية من القرآن عبادة سنة (4).

و في ثالثة: انها ست ركعات، رويت عن الصديقة الكبرى سلام اللّه عليها، قالت: علمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلاة ليلة الاربعاء، فقال: من صلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد و قُلِ اَللّهُمَّ مالِكَ اَلْمُلْكِ تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَ تَنْزِعُ اَلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ الى قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ (5)فاذا فرغ من صلاته قال: «جزى اللّه محمدا ما هو أهله» غفر اللّه له كل ذنب الى

ص:356


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 36.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 38.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 41.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 39.
5- سورة آل عمران:26،27.

سبعين سنة، و اعطاه من الثواب ما لا يحصى (1).

و في رابعة: انها ثلاثون ركعة، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي مرّة و التوحيد سبعا، و ان من صلاّها اعطاه اللّه تعالى يوم القيامة ثواب ايوب الصابر، و ثواب يحيى بن زكريا، و ثواب عيسى بن مريم، و بنى اللّه له في جنة الفردوس الف مدينة من لؤلؤ شرفها من ياقوت أحمر، في كل مدينة الف قصر من نور، في كل قصر الف دار من نور، في كل دار الف سرير من نور، على كل سرير حجلة، في كل حجلة حورية من نور، عليها سبعون الف حلة من نور، هذا جزاء من صلى هذه الصلاة (2).

و صلاة يوم الاربعاء

ركعتان عند ارتفاع النهار، كل ركعة بالحمد و الجحد و التوحيد و المعوذتين مرّة مرّة، و من صلاّها استغفر له سبعون الف ملك يوم القيامة، و اعطاه اللّه في الجنة قصرا كاوسع مدينة في الدنيا (3).

و في رواية اخرى، انها ركعتان، كل ركعة بالحمد و إِذا زُلْزِلَتِ مرة مرة و التوحيد ثلاثا، و من صلاها رفع اللّه عنه ظلمة القبر الى يوم القيامة، و اعطاه اللّه بكل آية مدينة، و اعطاه اللّه الف الف نور، و كتب له عبادة سنة، و بيّض وجهه، و اعطاه كتابه بيمينه (4).

و في ثالثة: انها عشرون ركعة، كل ركعة بالحمد و سورة، فاذا فرغ من

ص:357


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 41.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 40.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41 حديث 42.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 43.

الصلاة سبح للّه تعالى و حمده و هلله كثيرا (1).

و صلاة ليلة الخميس

ركعتان بين المغرب و العشاء، كل ركعة بالحمد مرة و كلا من آية الكرسي و الجحد و التوحيد و المعوذتين خمسا خمسا، فاذا فرغ من صلاته استغفر اللّه تعالى خمس عشرة مرة و جعل ثوابه لوالديه، فمن فعل ذلك فقد ادى حق والديه (2).

و في رواية اخرى: اربع ركعات، كل ركعة بفاتحة الكتاب سبعا و القدر مرة، فاذا فرغ يقول مائة مرة: «اللهم صل على محمد و آل محمد» ، و مائة مرة: «اللهم صل على جبرئيل» ، و لعن الظالمين مائة مرة، فمن فعل ذلك اعطاه اللّه سبعين الف قصر في الجنة، في كل قصر سبعون الف دار، في كل دار سبعون الف بيت، في كل بيت سبعون الف حوراء (3).

و في رواية ثالثة: انها اربع، في كل ركعة الحمد مرة و الجحد اربعين مرة، و من صلاها فكأنما اعتق الف الف رقبة مؤمنة، و اعطاه اللّه قصرا كاوسع مدينة في الدنيا في الجنة (4).

و في رابعة: انها ست ركعات، كل ركعة بالحمد و آية الكرسي و الجحد مرة مرة، و التوحيد ثلاث مرات، فاذا سلم قرأ آية الكرسي ثلاث مرات، فان كان عند اللّه مكتوبا من الاشقياء بعث اللّه ملكا ليمحو شقوته و يكتب مكانه سعادته، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ يَمْحُوا اَللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتابِ (5).

ص:358


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 44.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/474، باب 41، حديث 45.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 46.
4- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 48.
5- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 47، و [5]الاية الشريفة من سورة الرعد-
و صلاة يوم الخميس

ركعتان، يقرأ في الاولى بعد الحمد التوحيد ثلاثمائة مرة، و في الثانية مائتي مرة، و من صلاّها بنى اللّه له الف الف مدينة في جنة الفردوس ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلوب المخلوقين، و خلق اللّه له سبعين الف الف ملك في ذلك اليوم يمحون عنه السيئات، و يثبتون له الحسنات، و يرفعون له الدرجات في ذلك اليوم الى أن يحول الحول (1).

و في رواية اخرى: انها ركعتان، كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ» خمس مرات، و «إِنّا أَعْطَيْناكَ اَلْكَوْثَرَ» خمسا، و يقرأ في يومه بعد العصر التوحيد اربعين مرّة، و يستغفر اللّه اربعين مرّة، و من صلاّها اعطاه اللّه يوم القيامة بعدد ما في الجنة و النار حسنات، و اعطاه اللّه مدينة في الجنة، و رزقه اللّه مئتي زوجة من الحور العين، و كتب اللّه له بكل ملك عبادة سنة، و اعطاه اللّه بكل آية ثواب الف شهيد (2).

و في ثالثة: انها ركعتان ما بين الظهر و العصر. أولاهما: بالحمد و آية الكرسي مائة مرة، و الثانية: بالحمد و التوحيد مائة مرة، فاذا فرغ من صلاته استغفر اللّه مائة مرة و صلى على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، فانه لا يقوم من مقامه حتى يغفر اللّه له (3).

في رابعة: انها اربع، يقرأ في الاولى الحمد مرّة و التوحيد مائة مرّة، و في الثانية: مثل ذلك، و في الثالثة: الحمد مرّة و آية الكرسي مائة مرّة، و في الرابعة:

ص:359


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 49.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 51.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/476، باب 41، حديث 55.

الحمد مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مائة مرّة (1)، فاذا سلم يقول: «لا إله إلا اللّه [خ. ل: هو]وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيى و يميت، و هو حيّ لا يموت، بيده الخير، و هو على كل شيء قدير» و من صلاّها اعطاه اللّه اجر من صام رجب و شعبان و شهر رمضان، و كتب اللّه له حجّة و عمرة، و كتب له خمسين صلاة، و اعطاه اللّه بكل آية ثواب عابد، و كتب اللّه له بكل كافر مدينة في الجنة، و زوجه اللّه بكل آية من القرآن مئتى الف زوجة، و كأنما اشترى امّة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و اعتقهم، و لا يخرج من الدنيا إلاّ أن يرى في منامه مكانه في الجنة (2).

و ورد في يوم الخميس صلوات للحاجة تأتي في طيّ صلوات الحاجة ان شاء اللّه تعالى.

و صلاة ليلة الجمعة

ركعتان، كلّ ركعة بالحمد و «إِذا زُلْزِلَتِ» خمس عشرة مرّة، و من صلاّها آمنه اللّه تعالى من عذاب القبر، و من أهوال يوم القيامة (3).

و في رواية اخرى: من صلّى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمسين مرة، و يقول في آخر صلاته: «اللهم صلّ على النّبي الامّي العربيّ» ، غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر، و كأنّما قرأ القرآن اثنى عشر الف مرة، و رفع اللّه عنه يوم القيامة الجوع و العطش، و فرّج اللّه عنه كل همّ و حزن، و عصمه من ابليس و جنوده، و لم يكتب عليه خطيئة البتّه، و خفّف اللّه عنه سكرات الموت، فان مات في يومه او ليلته مات شهيدا، و رفع عنه عذاب

ص:360


1- وضع المصنف قدس سره على مائة مرة رمز الاستظهار.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/475، باب 41، حديث 50.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/420، باب 37، حديث 5.

القبر، و لم يسأل اللّه شيئا إلا اعطاه اللّه، و تقبّل صلاته و صيامه، و استجاب دعاءه، و لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان برياح الجنة و شراب من الجنة (1).

و في رواية ثالثة: انّ من صلّى ليلة الجمعة ركعتين، كلّ ركعة بالحمد و آية الكرسي مرّة و التوحيد خمس عشرة مرة، و قال في آخر صلاته الف مرة: «اللهم صلّ على النبيّ الامّي» ، اعطاه اللّه شفاعة الف نبيّ، و كتب له عشر حجج و عشر عمر، و اعطاه اللّه قصرا في الجنة كاوسع مدينة في الدنيا (2).

و في رابعة: عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و الاخلاص سبعين مرة، فاذا فرغ من صلاته يقول: «استغفر اللّه» سبعين مرّة [قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:]و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا انّ جميع أمّتي لو دعا لهم هذا المصلّي بهذه الصلاة و بهذا الاستغفار لاخذ لهم من اللّه الجنة بشفاعته، و يعطيه اللّه بكل حرف قرأ في هذا الاستغفار بعدد نجوم السماء دورا، في كل دار بعدد نجوم السماء قصورا، في كل قصر بعدد نجوم السماء حجرة، في كل حجرة بعدد نجوم السماء صفاف، في كل صفة بعدد نجوم السماء بيوت، في كل بيت بعدد نجوم السماء خزائن، في كل خزينة بعدد نجوم السماء اسرّة، على كل سرير بعدد نجوم السماء فرش، على كل فرش بعدد نجوم السماء و سائد، و بعدد نجوم السماء جواري، لكل جارية منهن بعدد نجوم السماء و صايف و ولدان، في كل بيت بعدد نجوم السماء صحاف، في كل صحيفة بعدد نجوم السماء الوان الطعام لا يشبه ريحه و لا طعمه بعضه بعضا، يعطي اللّه كل هذا الثواب لمن صلّى هاتين الركعتين (3).

ص:361


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/421، باب 37، حديث 11.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/421، باب 37، حديث 13.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/421، باب 37، حديث 19.

و في رواية خامسة: ان من قرأ في ليلة الجمعة او يومها «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مئتى مرة في اربع ركعات، في كل ركعة خمسين مرة، غفرت ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر (1).

و في السادسة: انّ من صلّى ليلة الجمعة اربع ركعات يقرأ فيها «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» الف مرة في كل ركعة مائتين و خمسين مرة لم يمت حتى يرى الجنة او ترى له (2).

و في سابعة: انّ من صلّى ليلة الجمعة أو يومها، أو ليلة الخميس او يومه، أو ليلة الاثنين او يومه، اربع ركعات، في كل ركعة فاتحة الكتاب سبع مرات، و «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» مرّة، و يفصل بينها بتسليمة، فاذا فرغ منها قال: «اللهم صل على محمد و آل محمد» مائة مرّة، و مائة مرّة «اللهم صلّ على محمد و جبرئيل» ، اعطاه اللّه سبعين الف قصر، في كل قصر سبعون الف دار، في كل دار سبعون الف بيت، في كل بيت سبعون الف جارية (3).

و في ثامنة: انّ من صلى ليلة الجمعة اربع ركعات لا يفرق بينها، في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة و سورة الجمعة مرّة، و يصلّي على النّبي و آله سبعين مرّة، و يقول: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي و العظيم» سبعين مرّة، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، و قضى اللّه تعالى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا، و سبعين حاجة من حوائج الآخرة، و كتب له الف حسنة، و محا عنه الف سيئة، و اعطي جميع ما يريد، و ان كان عاقا لوالديه غفر له (4).

ص:362


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/421، باب 37، حديث 9.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/421، باب 37، حديث 10.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/420، باب 37، حديث 7.
4- لم اعثر على هذه الرواية و انما المروي هكذا [4]: عن جابر عن سلمان عن امير المؤمنين عليه-

و في تاسعة: من صلّى ليلة الجمعة احدى عشرة ركعة بتسليمة واحدة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مرّة، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» مرّة، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» مرّة، فاذا فرغ من صلاته خرّ ساجدا، و قال في سجوده سبع مرّات: «لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» ، دخل الجنة يوم القيامة من أيّ ابوابها شاء، و يعطيه اللّه بكل ركعة ثواب نبيّ من الانبياء، و بنى اللّه له بكل ركعة مدينة، و يكتب اللّه تعالى له ثواب كل آية قرأها ثواب حجّة و عمرة، و كان يوم القيامة في زمرة الانبياء عليهم السّلام (1).

لكن لا يخفى عليك مخالفة هذه الرواية لقاعدة لزوم التسليم في النافلة في كل ركعتين فيما عدا صلاة الاعرابي، فالاولى التسليم على كل ركعتين، و بالحادية عشرة مع عدم قصد الورود فيها، او الاتيان بها من غير تسليم بينها لمجرد احتمال المطلوبية، رجاء الثواب الموعود.

و في رواية عاشرة: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ان من صلى ليلة الجمعة بين المغرب و العشاء اثنتى عشرة ركعة، في كل ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» اربعين مرة لقيته على الصراط و صافحته و رافقته، و من لقيته على الصراط و صافحته كفيته الحساب و الميزان (2).

و في حادية عشرة: ان من صلى ليلة الجمعة بين المغرب و العشاء الآخرة

ص:363


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/421 باب 37، حديث 12 [1].
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/420 باب 37، حديث 3.

عشرين ركعة، يقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» عشر مرات حفظه اللّه تعالى في اهله و ماله و دينه و دنياه و آخرته (1).

و صلاة يوم الجمعة

ركعتان، يقرأ في احداهما فاتحة الكتاب مائة مرة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مائة مرّة، ثم يتشهّد و يسلّم، و يقول: «يا نور النور يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا حيّ يا قيّوم افتح لي ابواب رحمتك و مغفرتك، و منّ عليّ بدخول جنّتك، و اعتقني من النار» يقولها سبع مرات، غفر اللّه له سبعين مرة، واحدة تصحّ [تصلح] دنياه و تسعة و ستين له في الجنة درجات لا يعلم ثوابه إلا اللّه عزّ و جلّ (2).

و في رواية اخرى: عن مولانا الصادق عليه السّلام انه قال: إذا كان يوم الجمعة فصلّ ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة ستّين مرة الاخلاص، فاذا ركعت قلت: «سبحان ربي العظيم و بحمده» ثلاث مرات، فاذا سجدت قلت: «سجد لك سوادي و خيالي، و آمن بك فؤادي، و أبوء اليك بالنعم، و اعترف لك بالذنب العظيم، عملت سوء، و ظلمت نفسي، فاغفر لي، فانه لا يغفر الذنب إلا انت، اعوذ بعفوك عن عقوبتك، و اعوذ برحمتك من نقمتك، و اعوذ برضاك من سخطك، و اعوذ بك منك، لا ابلغ مدحتك، و لا احصي نعمتك و لا الثناء عليك كما اثنيت على نفسك، عملت سوء و ظلمت نفسي، فاغفر لي ذنوبي، انه لا يغفر الذنوب إلا انت» ، قال حميد بن المثنى: قلت-يعني للصادق عليه السّلام-: في أي ساعة اصلي من يوم الجمعة جعلت فداك؟ قال عليه السّلام: إذا ارتفع النهار ما بينك و بين زوال الشمس، ثم قال: من فعلها فكانما قرأ

ص:364


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/420 باب 37، حديث 4.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/415 باب 31، حديث 5.

القرآن اربعين مرة (1).

و في رواية ثالثة: عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ان من دخل يوم الجمعة المسجد فصلى اربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمسين مرة، فذلك مائة مرة، لم يمت حتى يرى منزله في الجنة او يرى له (2).

و في رابعة: عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ان من أراد ان يدرك فضل يوم الجمعة فليصلّ قبل الظهر اربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و آية الكرسي خمس عشرة مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمس عشرة مرّة، فاذا فرغ من الصّلاة استغفر اللّه سبعين مرّة، و يقول: «لا حول و لا قوة إلاّ باللّه» خمسين مرّة، و يقول: «صلّى اللّه على النبي الامي» خمسين مرّة، فاذا فعل ذلك لم يقم من مكانه حتى يعتقه اللّه من النّار، و يتقبّل صلاته، و يستجيب دعاءه، و يغفر له و لابويه، و يكتب اللّه تعالى له بكل حرف خرج من فمه حجة و عمرة، و يبني له بكل حرف مدينة، و يعطيه ثواب من صلى في مساجد الامصار الجامعة من الانبياء عليهم السّلام (3).

و في خامسة: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ان من صلّى يوم الجمعة اربع ركعات قبل الفريضة، قرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرة و «سَبِّحِ اِسْمَ رَبِّكَ اَلْأَعْلَى» مرّة، و خمس عشرة مرة «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، و في الركعة الثانية: فاتحة الكتاب مرّة، و «إِذا زُلْزِلَتِ اَلْأَرْضُ» مرّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمس عشرة مرّة، في الركعة الثالثة: فاتحة الكتاب مرّة، و «أَلْهاكُمُ اَلتَّكاثُرُ» مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمس عشرة مرّة، و في الركعة الرابعة:

ص:365


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/416 باب 31، حديث 7.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/416 باب 31، حديث 10.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/416 باب 31، حديث 6.

فاتحة الكتاب مرّة، و «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ» مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمس عشرة مرّة، فاذا فرغ من صلاته رفع يديه الى اللّه عزّ و جلّ و يسأل حاجته (1).

و في سادسة: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ان من صلّى اربع ركعات يوم الجمعة قبل الصلاة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب عشر مرّات، و مثلها «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» ، و مثلها «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» ، و مثلها «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، و مثلها «قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ» ، و مثلها آية الكرسي (2).

و في رواية اخرى: يقرأ عشر مرّات إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ و عشر مرات شَهِدَ اَللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ اَلْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ (3)، و بعد فراغه من الصلاة يستغفر اللّه مائة مرّة، و يقول: «استغفر اللّه ربّي و اتوب اليه» (4).

و في رواية اخرى: «استغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم، غافر الذنب واسع المغفرة» و يقول: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم» مائة مرّة، و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة. و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من صلّى هذه الصلاة و قال هذا القول رفع [دفع]اللّه عنه شرّ أهل السماء و اهل الأرض و شرّ الشيطان، و شرّ كل سلطان جائر، و قضى اللّه له سبعين حاجة في الدنيا، و سبعين حاجة في الآخرة مقضية غير مردودة.

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الليل و النهار اربع و عشرون ساعة، يعتق اللّه تعالى لصاحب هذه الصلاة في كل ساعة لكرامته سبعين الف انسان قد

ص:366


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/416 باب 31، حديث 8.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/415 باب 31، حديث 3.
3- سورة آل عمران آية 18.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/415 باب 31 حديث 3.

استوجبوا النار من الموحّدين، يعتقهم اللّه من النار، و لو انّ صاحب هذه الصلاة أتى المقابر فدعا الموتى أجابوه باذن اللّه تعالى لكرامته على اللّه تعالى. ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي بعثني بالحق ان العبد إذا صلى بهذه الصلاة و دعا بهذا الدعاء بعث اللّه له سبعين الف ملك يكتبون له الحسنات، و يدفعون عنه السيئات، و يرفعون له الدرجات، و يستغفرون له و يصلون عليه حتى يموت، و لو ان رجلا لا يولد له ولد و امرأته لا يولد لها صلّيا هذه الصلاة و دعيا بهذا الدعاء لرزقهما اللّه تعالى ولدا، و لو مات بعد هذه الصلاة لكان له أجر سبعين الف شهيد، و حين يفرغ من هذه الصلاة يعطيه اللّه بكل قطرة قطرت [قطرة من قطرات]من السماء و بعدد نبات الأرض حسنات، و كتب له مثل أجر ابراهيم عليه السّلام، و موسى عليه السّلام، و زكريا، و يحيى صلّى اللّه عليهم، و فتح عليه باب الغني، و سدّ عنه باب الفقر، و لم تلدغه حيّة و لا عقرب، و لا يموت غرقا، و لا حرقا و لا شرقا.

و قال مولانا الصادق عليه السّلام-بعد رواية هذه الصلاة-الى هنا عن ابيه عن جدّه عن امير المؤمنين عليهم السّلام، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [ثم قال:]و انا الضامن عليه، و ينظر اللّه اليه في كل يوم ثلاثمائة و ستين نظرة، و من ينظر اليه تنزل عليه الرّحمة و المغفرة، و لو صلّى هذه الصلاة و كتب ما قال فيها بزعفران و غسل بماء المطر و سقى المجنون و المجذوم و الابرص لشفاهم اللّه عزّ و جلّ، و خفّف عنه و عن والديه و لو كانا مشركين (1).

و في رواية سابعة: عن امير المؤمنين عليه السّلام: ان يوم الجمعة صلاة كلّه، ما من عبد قام اذا ارتفعت الشمس قدر رمح او اكثر يصلّي بسبحة الضحى ركعتين ايمانا و احتسابا إلاّ كتب اللّه عزّ و جلّ له مائتي حسنة، و محا عنه مائتي

ص:367


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/415 باب 31، حديث 8.

سيئة، و من صلّى ثمانى ركعات رفع اللّه له في الجنة [ثمانمائة درجه، و غفر له ذنوبه كلها و من صلى اثنتى عشرة ركعة كتب اللّه له]الفا و مائتي [حسنة و محا عنه الفا و مائتي سيئة، و رفع له في الجنة الفا و مائتي]درجة.

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من صلّى الصبح يوم الجمعة ثم جلس في المسجد حتى تطلع الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة، و بعد ما بين الدرجتين حضر الفرس المضمر سبعين مرة.

و من صلّى يوم الجمعة اربع ركعات قرأ في كل ركعة الحمد مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمسين مرة، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة [او يرى له (1). و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]انه إذا كان ارتفاع النهار من يوم الجمعة فصلّ ركعتين تقرأ في أول ركعة الحمد مرّة واحدة، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» سبع مرات، و اقرأ في الثانية الحمد مرّة واحدة و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» سبع مرات، فاذا سلّمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرات (2).

و منها: صلاة الاعرابي

و هي ما تضمنّته الرواية التي رواها السيد ابن طاووس رضي اللّه عنه في محكي جمال الاسبوع مسندا عن زيد بن ثابت قال: قام رجل من الاعراب فقال: بابي أنت و امّي يا رسول اللّه، انّا نكون في هذه البادية بعيدا من المدينة و لا نقدر ان نأتيك في كل جمعة، فدلّني على عمل فيه فضل صلاة يوم

ص:368


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/415 باب 31، حديث 4.
2- تجد الرواية في المستدرك 1/415 باب 31 حديث 2، [2] لكن فيها زيادة صلاة ثمان ركعات بتسليمتين، و زيادات كثيرة، و الغريب أني لم أعثر على رواية مقتصرة على الترتيب المذكور في المتن بل هذه الصلاة رويت في طي صلاة الاعرابي الآتية، فراجع و اللّه سبحانه الهادي للصواب.

الجمعة اذا مضيت الى اهلي خبّرتهم به؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا كان ارتفاع النهار فصلّ ركعتين تقرأ في اول ركعة الحمد مرّة واحدة، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» سبع مرات، و اقرأ في الثانية: الحمد مرة واحدة، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» سبع مرات، فاذا سلّمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرات، ثم قمّ فصلّ ثمانى ركعات بتسليمتين، و تجلس في كل ركعتين منها و لا تسلم، فاذا تممت أربع ركعات سلّمت، ثم صلّيت اربع ركعات الاخر كما صليت الأولى، و اقرأ في كل ركعة الحمد مرّة، و «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ وَ اَلْفَتْحُ» مرّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمسا و عشرين مرّة، فاذا أتممت ذلك تشهّدت و سلّمت، و دعوت هذا الدعاء سبع مرات، و هو: «يا حىّ يا قيّوم، يا ذا الجلال و الاكرام، يا إله الأوّلين و الآخرين، يا ارحم الراحمين، يا رحمن الدنيا و الآخرة، يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب، يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا اللّه، صلّ على محمد و آله و اغفر لي» و اذكر حاجتك، و قل: «لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم» سبعين مرة و «سبحان اللّه رب العرش الكريم» . و الذي بعثني و اصطفاني بالحق ما من مؤمن و لا مؤمنة يصلي هذه الصلاة يوم الجمعة و يقول كما اقول إلاّ و انا ضامن له الجنة، و لا يقوم من مقامه حتى يغفر ذنوبه و لأبويه ذنوبهما، و اعطاه اللّه تعالى ثواب من صلّى في ذلك اليوم في امصار المسلمين، و كتب له أجر من صام و صلى في ذلك اليوم في مشارق الارض و مغاربها، و اعطاه اللّه تعالى ما لا عين رأت و لا اذن سمعت (1).

و تضمنها التنفّل بالرباعيتين بعد الثنائية المخالف لقاعدة كون النوافل ركعتين غير ضائر، لان شهرة العمل بالرواية تجبرها و تعضدها، فيخصّص بها دليل لزوم التسليم في النوافل على الركعتين.

ص:369


1- جمال الاسبوع:320 الفصل الثاني و الثلاثون فيما تذكره من صلاة الاعرابي.
و منها: صلاة يوم النيروز

المختلف فيه، و الاظهر انه يوم انتقال الشمس من برج الحوت الى برج الحمل، و قد ورد فيه الغسل و الصوم و لبس انظف الثياب و التطيّب و الصلاة (1). و الذي يظهر من الاخبار ان شرف هذا اليوم لامور تضمنتها رواية المعلى بن خنيس التي رواها في البحار مسندا عنه قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام يوم النيروز فقال: اتعرف هذا اليوم؟ قلت: جعلت فداك، هذا يوم تعظمه العجم و تتهادى فيه، فقال ابو عبد اللّه الصادق عليه السّلام: و البيت العتيق الذي بمكة ما هذا إلاّ لامر قديم افسره لك حتى تفهمه، قلت: يا سيدي انّ علم هذا من عندك أحب إليّ من ان يعيش امواتي و تموت اعدائي، فقال: يا معلى! ان يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ فيه مواثيق العباد ان يعبدوه و لا يشركوا به شيئا و أن يؤمنوا بالائمة عليهم السّلام [خ. ل: يدينوا لرسله و حججه و أوليائه]، و هو أول يوم طلعت فيه الشمس و هبّت فيه الرياح [اللواقح]، و خلقت فيه زهرة الأرض، و هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السّلام على الجودي [و هو اليوم الذي أحيا اللّه فيه القوم الذين خرجوا من ديارهم و هم الوف حذر الموت فقال لهم اللّه موتوا ثم أحياهم، و هو اليوم الذي كسر فيه ابراهيم أصنام قومه]، و هو اليوم الذي حمل فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمير المؤمنين عليه السّلام على منكبه حتى رمى اصنام قريش من

ص:370


1- المصباح للشيخ الطوسي رضوان اللّه تعالى عليه:591 يوم النيروز. روى المعلى بن خنيس [1]عن مولانا الصادق عليه السّلام في يوم النيروز، قال: اذا كان يوم النيروز فاغتسل و البس انظف ثيابك و تطيّب باطيب طيبك و تكون ذلك اليوم صائما، فاذا صليت النوافل و الظهر و العصر فصل بعد ذلك اربع ركعات. . .

فوق البيت الحرام فهشمها (1)و كذلك ابراهيم عليه السّلام، و هو اليوم الذي أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يبايعوا عليا عليه السّلام [في غدير خم] بامرة المؤمنين، و هو اليوم الذي وجّه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليّا عليه السّلام الى وادي الجن يأخذ عليهم البيعة له (2)، و هو اليوم الذي بويع فيه لامير المؤمنين عليه السّلام البيعة الثانية، و هو اليوم الذي ظفر فيه بأهل نهروان، و قتل ذا الثدية، و هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا عجل اللّه تعالى فرجه و ولاة الامر، و هو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا عليه السّلام بالدجّال فيصلبه على كناسة الكوفة، و ما من يوم نيروز إلا و نحن نتوقّع الفرج لانه من أيّامنا و أيام شيعتنا حفظته العجم [خ. ل: الفرس]و ضيّعتموه انتم، و قال: انّ نبيّا من الانبياء [خ. ل: انبياء بني اسرائيل]عليهم السّلام سأل ربّه كيف يحيى هؤلاء القوم الذين خرجوا [من ديارهم و هم الوف حذر الموت فاماتهم اللّه]؟ فاوحى اللّه اليه ان يصب الماء عليهم في مضاجعهم في هذا اليوم، و هو أول يوم من سنة الفرس فعاشوا-و هم ثلاثون الفا-فصار صبّ الماء في النيروز سنة [لا يعلم سببها إلا الراسخون في العلم] (3).

قال المعلى بن خنيس: قال الصادق عليه السّلام: اذا كان يوم النيروز فاغتسل و البس انظف ثيابك و تطيّب باطيب طيبك، و تكون ذلك اليوم صائما، فاذا صلّيت النوافل و الظهر و العصر فصلّ اربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و عشر مرّات «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» ، و في الثانية: فاتحة الكتاب و عشر مرات «قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ» ، و في الثالثة: فاتحة الكتاب و عشر

ص:371


1- وسائل الشيعة:1/506 باب 38، حديث 3[ [1]ط ج 5/289 ب 48].
2- وسائل الشيعة:1/506 ب 38 حديث 2[ [2]ط ح 5/288 ب 48].
3- وسائل الشيعة:5/289 باب 48 [3] عن المهذب البارع حديث 3 و نقل المؤلف (قدس سره) مضمون الحديث، و اتممناه.

مرات «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» و في الرابعة فاتحة الكتاب و عشر مرات المعوذتين، و تسجد بعد فراغك من الركعات سجدة الشكر و تدعو فيها، و يغفر [اللّه]لك ذنوب خمسين سنة (1).

و منها: صلاة اول محرم

فعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: ان في المحرم ليلة [ شريفه]و هي أول ليلة منه، من صلّى فيها ركعتين يقرأ فيهما سورة الحمد و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» عشر مرّات، و صام صبيحتها-و هو أول يوم من السنة-كان ممن يدوم على الخير سنة، و لا يزال محفوظا من السنة الى قابل، فان مات قبل ذلك صار الى الجنة ان شاء اللّه تعالى (2).

و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نظير هذه الرواية مع ابدال الركعتين بمائة ركعة، و عدم تقييد «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» بعشر مرات (3).

و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ايضا انه قال: تصلّي اول ليلة من المحرم ركعتين، تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و سورة الانعام، و في الثانية فاتحة الكتاب و سورة يس (4).

و عنهم عليهم السّلام: انّه كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يصلّي اوّل يوم من المحرم ركعتين، فاذا فرغ رفع يديه و دعا بهذا الدعاء ثلاث مرات: «اللهم انت الإله القديم، و هذه سنة جديدة، فاسألك فيها العصمة من الشيطان، و القوّة على هذه النفس الامّارة بالسوء، و الاشتغال بما يقرّبني إليك،

ص:372


1- مصباح المتهجد للشيخ الطوسي رحمه اللّه 591 آخر الكتاب.
2- الاقبال:553 فصل فيما نذكره من عمل اول ليلة من المحرم.
3- الاقبال:552 فصل فيما نذكره من عمل أول ليلة المحرم.
4- الاقبال:552 فصل فيما نذكره من عمل أول ليلة المحرم.

يا كريم يا ذا الجلال و الاكرام، يا عماد من لا عماد له، يا ذخيرة من لا ذخيرة له، يا حرز من لا حرز له، يا غياث من لا غياث له، يا سند من لا سند له، يا كنز من لا كنز له، يا حسن البلاء، يا عظيم الرجاء، يا عزّ الضعفاء، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا منعم يا مجمل يا مفضل يا محسن، أنت الذي سجد لك سواد الليل و نور النهار و نور القمر و شعاع الشمس و دوىّ الماء و حفيف الشجر، يا اللّه لا شريك له، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون، و اغفر لنا ما لا يعلمون، و لا تؤاخذنا بما يقولون، حسبي اللّه لا إله إلا هو، عليه توكلت، و هو ربّ العرش العظيم، آمنّا به كلّ من عند ربّنا و ما يذكر إلاّ أولوا الالباب، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا، وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهّابُ» (1).

و منها: صلاة ليلة عاشوراء

ففي البحار عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: من صلى ليلة عاشوراء اربع ركعات من آخر الليل، فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و آية الكرسي عشر مرّات، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» عشر مرّات، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» عشر مرّات، و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» عشر مرّات، فاذا سلم قرأ «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مائة مرة، بنى اللّه له في الجنة مائة الف الف [خ. ل: مائة ألف]مدينة من نور، في كل مدنية الف الف قصر، في كل قصر الف الف بيت، في كل بيت الف الف سرير، في كل سرير الف الف فراش، في كل فراش زوجة من الحور العين، في كل بيت الف الف مائدة، في كل مائدة الف الف قصعة، في كل قصعة مائة الف الف لون، و من الخدم على كل مائدة الف الف وصيف و مائة الف الف وصيفة، على عاتق كل وصيف و وصيفة

ص:373


1- الاقبال:553 فصل فيما نذكره من عمل اول ليلة المحرم.

منديل (1).

و في خبر آخر: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من صلى ليلة عاشوراء مائة ركعة بالحمد مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، و يسلّم بين كل ركعتين، فاذا فرغ من جميع صلاته قال: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» سبعين مرّة، ملأ اللّه قبره إذا مات مسكا و عنبرا، و يدخل الى قبره في كل يوم نورا الى ان ينفخ في الصور، و توضع له مائدة لم يتنعم بها اهل الدنيا منذ يوم خلق [خلقها]الى ان ينفخ في الصور، و ليس من الرجال إذا وضع في قبره إلا يتساقط شعورهم إلا من صلّى هذه الصلاة، و ليس احد يخرج من قبره إلاّ ابيض الشعر إلا من صلّى هذه الصلاة، فان اللّه عز و جل ينظر اليه في قبره بمنزلة العروس في حجلته الى ان ينفخ في الصور، يخرج من قبره كهيئته الى الجنان كما تزفّ العروس الى زوجها (2). الحديث.

و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: تصلّى ليلة عاشوراء اربع ركعات، في كل ركعة الحمد مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمسين مرة، فاذا سلّمت من الرابعة فاكثر ذكر اللّه تعالى و الصلاة على رسوله و اللعن على اعدائهم ما استطعت (3).

و منها: صلاة يوم عاشوراء

رواها عبد اللّه بن سنان قال: دخلت على سيدي ابي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام يوم عاشوراء فالفيته كاسف اللون، ظاهر الحزن، و دموعه

ص:374


1- الاقبال:555 فصل فيما نذكره من عمل ليلة عاشوراء.
2- الاقبال:555 فصل فيما نذكره من عمل ليلة عاشوراء.
3- الاقبال:556 فصل فيما نذكره من عمل ليلة عاشوراء.

تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا بن رسول اللّه (ص) ممّ بكاؤك؟ لا ابكى اللّه عينيك، فقال لي: او في غفلة أنت! ؟ او ما علمت ان الحسين بن علي عليهما السّلام قتل في مثل هذا اليوم؟ ! . . الى ان قال: يا عبد اللّه بن سنان! و ان أفضل ما تأتي به في هذا اليوم-يعني يوم عاشوراء-ان تعمد الى ثياب طاهرة فتلبسها و تتسلب، قلت: و ما التسلب؟ قال: تحلل ازرارك، و تكشف عن ذراعيك كهيئة اهل المصاب، ثم تخرج الى ارض مقفرة او مكان لا يراك به احد، و تعمد الى منزل لك [خ. ل: أرض]خال او في خلوة منذ حين يرتفع النهار، فتصلّي اربع ركعات، تحسن ركوعهنّ و سجودهنّ و خشوعهنّ، و تسلّم بين كل ركعتين، تقرأ في الركعة الأولى الحمد و «قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ» ، و في الثانية الحمد و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، ثم تصلّي ركعتين اخريين، تقرأ في الاولى الحمد و سورة الاحزاب، و في الثانية الحمد و «إِذا جاءَكَ اَلْمُنافِقُونَ» ، أو ما تيسّر من القرآن، ثم تسلّم و تحوّل وجهك نحو قبر الحسين عليه السّلام و مضجعه، فتمثل لنفسك مصرعه و من كان معه من أهله و ولده، و تسلّم و تصلّي عليه، و تلعن قاتله و تبرأ من افعالهم. . يرفع اللّه عزّ و جلّ لك بذلك في الجنة من الدرجات، و يحطّ عنك [من]السيّئات. . ثم ذكر الدعاء يدعى بعد ذلك، ثم قال: ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه ان كان صحراء أو فضاء، و أي شيء كان، خطوات تقول: «إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» فان هذا أفضل يا بن سنان من كذا و كذا حجة، و كذا و كذا عمرة تتطوّعها و تنفق فيها مالك، و تنصب [خ ل: تتعب]فيها بدنك، و تفارق فيها اهلك و ولدك، و اعلم ان اللّه تعالى يعطي من صلّى هذه الصلاة في هذا اليوم، و دعا بهذا الدعاء مخلصا، و عمل هذا العمل موقنا مصدّقا عشر خصال: منها: أن يقيه اللّه ميتة السوء، و يؤمنه من المكاره و الفقر، و لا يظهر عليه عدوا إلاّ [إلى ظ]ان يموت، و يقيه من الجنون و البرص في نفسه و ولده إلى أربعة اعقاب له، و لا يجعل للشيطان و لا لاوليائه عليه و لا على نسله إلى أربعة اعقاب

ص:375

سبيلا (1). الحديث.

و قد اهمل في الوسائل و المستدركات ذكر الدعاء و طوينا نقله لطوله، فمن اراده فليراجع الفصل الثالث من الباب السادس في اعمال العشرة الاولى من المحرم من زاد المعاد، و اوله: «اللهم عذّب الفجرة الذين شاقوا رسولك. . الى آخره» (2).

و روى في آخر المجلد العشرين من البحار في باب اعمال عشرة محرّم صلاة اخرى ليوم عاشوراء، و هي اربع ركعات، في كلّ ركعة الحمد مرّة و التوحيد خمسين مرة، فاذا سلّم من الرابعة اكثر ذكر اللّه تعالى و الصّلاة على محمد و آله، و اللّعن على اعدائهم ما استطاع (3).

ثم نقل صلاة ثالثة، و هي عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مائة مرّة (4). قال: و قد روى ان تصلي مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة الحمد مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، فاذا فرغت منهن و سلّمت تقول: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» مائة مرّة، و روي سبعين مرّة، و استغفر اللّه مائة مرّة،

ص:376


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/456 باب 4، حديث 1 [1] بلفظه.
2- المصباح للشيخ الطوسي:548. [2] تنبيه: لا يخفى على المراجع ان الاجر الذي ذكر في هذه الاحاديث المتقدمة إنما هو للترغيب، و تشويق المؤمنين باقامة الصلوات المذكورة، و ذلك لان ما عند اللّه عزّ و جلّ أعلى و أجلّ من هذه الامور المذكورة، لكن حيث ان المؤمن في هذه الدنيا لا يمكن ان يتصور حقيقة ما لا يراه و لا يتعقله على واقعه فشبه الثواب الذي يمنح في الآخرة بهذه الامور الدنيوية المحسوسة افهاما له و تقريبا للمعقول بالمحسوس، فتفطن.
3- الاقبال:556 فصل فيما نذكره من عمل ليلة عاشوراء و فضل إحيائها.
4- الاقبال:556 فصل فيما نذكره من عمل ليلة عاشوراء و فضل إحيائها.

و قد روي سبعين مرّة، و صلّى اللّه على محمد و آل محمد مائة مرة، و قد روي سبعين مرة، و تقول دعاء فيه فضل عظيم (1).

قلت: من أراد الدعاء فليطلبه من الباب المذكور من البحار، و اوله: «اللهم اني اسألك يا اللّه يا رحمن. . . الى آخره» .

و منها: صلاة جمادى الآخرة

و هي اربع ركعات، بالحمد و آية الكرسي مرّة و القدر خمسا و عشرين مرّة في الاولى، و الحمد و «أَلْهاكُمُ اَلتَّكاثُرُ» مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمسا و عشرين مرّة في الثّانية (2)، و الحمد و الجحد مرّة و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» خمسا و عشرين مرة في الثالثة، و الحمد و «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ» مرّة و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» خمسا و عشرين مرّة في الرابعة، و التسبيحات الاربعة بعد الفراغ سبعين مرّة، و كذا الصلاة على النبي و آله [سبعين مرة]، ثم ثلاث مرات: «اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات» ، ثم يسجد و يقول في سجوده ثلاث مرّات: «يا حيّ يا قيّوم يا ذا الجلال و الاكرام يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا ارحم الراحمين» ثم يسأل اللّه حاجته، فاذا فعل ذلك يصان نفسه [هو]و ماله و أهله و ولده و دينه و دنياه الى مثلها في السنة القابلة، و ان مات في تلك السنة مات على الشهادة (3).

و منها: صلاة كلّ ليلة من رجب

فقد روى الكفعمي في محكي مصباحه عن ابن طاووس رحمه اللّه عن سلمان الفارسي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لكلّ ليلة من لياليه الثلاثين

ص:377


1- الاقبال:556 فصل فيما نذكره من عمل ليلة عاشوراء و فضل إحيائها.
2- في المتن: و القدر خمسا و عشرين مرة في الثانية.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/480 حديث 38.

صلاة تتضمّن اجرا جزيلا، فليراجع و ليعمل به (1).

و منها: صلاة اول ليلة من رجب

فقد روى في اواخر المجلد العشرين من البحار في باب ما يتعلّق بأوّل ليلة و أوّل يوم من هذا الشهر صلوات لاول ليلة منه، نقتصر منها على ما روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من انّ: من صلّى المغرب اول ليلة من رجب، ثم صلّى بعدها عشرين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مرة، و يسلّم بعد كلّ ركعتين. . الى أن قال (صلّى اللّه عليه و آله) : حفظ و اللّه في نفسه و اهله و ماله و ولده، و اجير من عذاب القبر، و جاز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب (2).

و ما روي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من انّ من صلّى ركعتين في أوّل ليلة من رجب بعد العشاء يقرأ في أوّل ركعة فاتحة الكتاب و «أَ لَمْ نَشْرَحْ» مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، و في الركعة الثانية فاتحة الكتاب و «أَ لَمْ نَشْرَحْ» و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» و المعوذتين، ثم يتشهّد و يسلّم، ثم يهلّل اللّه تعالى ثلاثين مرّة [و يصلّي على النبي عليه السّلام ثلاثين مرّة]فإنّه يغفر له ما سلف من ذنوبه و يخرجه من الخطايا كيوم ولدته امه (3).

ص:378


1- مصباح الكفعمي:524 الفصل الثالث و الاربعون فيما يعمل في رجب.
2- الاقبال:629 فصل فيما نذكره من صلاة اول ليلة من رجب.
3- الاقبال:629 فصل فيما نذكره من صلاة اول ليلة من رجب.
و منها: صلاة الرغائب

و هي ليلة اول جمعة من رجب

فقد روى في باب اعماله من المجلد العشرين من البحار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: ما من احد يصوم يوم الخميس، اول خميس من رجب، ثم يصلي ما بين العشاءين او العتمة اثنتي عشرة ركعة، يفصل بين كل ركعتين بتسليم، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة واحدة، و «إِنّا أَنْزَلْناهُ» ثلاث مرّات، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» اثنتي عشرة مرة، فاذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين مرة يقول: اللهم صلّ على محمد و آل محمدا [النبي الامّي الهاشمي و على آله]، ثم يسجد و يقول في سجوده سبعين مرّة: [«سبوح قدوس رب الملائكة و الروح» ، و يقول:] «ربّ اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم، انّك انت العليّ العظيم» ، ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها ما قال في الأولى، ثم يسأل اللّه حاجته في سجوده فانّها تقضى ان شاء اللّه تعالى، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي نفسي بيده لا يصلّي عبد أو أمة هذه الصلاة إلاّ غفر اللّه جميع ذنوبه و لو كانت ذنوبه مثل زبد البحر و عدد الرمل و وزان الجبال و عدد ورق الاشجار، و يشفع يوم القيامة في سبعمائة من اهل بيته ممّن قد استوجب النّار، فاذا كان اول ليلة في قبره بعث اللّه اليه ثواب هذه الصلاة في احسن صورة، فتجيئه بوجه طلق و لسان ذلق، فتقول: يا حبيبي ابشر، فقد نجوت من كل شدة [سوء]، فيقول: من انت؟ فو اللّه ما رأيت وجها احسن من وجهك [منك]، و لا سمعت كلاما احسن من كلامك، و لا شممت رائحة اطيب من رائحتك، فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صلّيتها في ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا، جئتك هذه الساعة لا قضي حقّك، و أونس وحدتك، و ارفع وحشتك، فاذا نفخ في الصور ظلّلت في عرصة القيامة على رأسك، فابشر

ص:379

فلن تقدم [إلا على]الخير [من مولاك]ابدا، و رواه في الوسائل ايضا (1).

و منها: صلاة ليلة النصف من رجب

فقد روى في الباب الخامس من ابواب الصلوات المندوبة من المستدركات عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: من صلى ليلة النصف من رجب عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ثلاثين مرّة فاذا فرغ استغفر اللّه، و سجد و سبّحه و مجّده و كبّره مائة مرة، لم يكتب عليه خطيئة الى مثلها من القابل، و كتب اللّه له بكل قطرة تنزل من السماء في تلك السنة حسنة، و اعطاه بكل ركعة و سجدة قصرا في الجنة من زبرجد، و اعطاه بكل حرف من القرآن الذى قرأ مدينة من ياقوت، و يتوّج بتاج الكرامة (2).

و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-ما معناه-ان من صلّى في تلك الليلة ثلاثين ركعة بفاتحة الكتاب مرّة و التوحيد إحدى عشرة مرّة اعتقه اللّه من النّار، و كتب له بكل ركعة عبادة اربعين شهيدا، و اعطاه بكل آية اثنى عشر نورا، و بنى له بكل مرّة يقرأ «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» اثنتى عشرة مدينة من مسك و عنبر، و كتب اللّه له ثواب من صام و صلّى في ذلك الشهر من ذكر و انثى، فان مات ما بينه و بين السنة القابلة مات شهيدا و وقي فتنة القبر (3).

و في خبر آخر: انّ من صلّى تلك الصلاة لم يخرج من صلاته حتى يعطى ثواب سبعين شهيدا، و يجىء يوم القيامة و نوره يضيء لاهل الجمع كما بين مكة

ص:380


1- وسائل الشيعة:5/232 باب 6 حديث 1، و [1]الاقبال:632 فصل فيما نذكره من زيارة مختصة بشهر رجب.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/457 باب 5، حديث 4 [3] بلفظه.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/457 باب 5، حديث 6 [4] بلفظه.

و المدينة، و اعطاه اللّه براءة من النار و براءة من النفاق، و يرفع عنه عذاب القبر (1).

و روي أيضا في الباب المذكور صلاة مائة ركعة في هذه الليلة (2).

و روى في الوسائل في باب صلاة كل ليلة من رجب صلاة اثنتى عشرة ركعة، في ليلة النصف منه يقرأ في كل ركعة الحمد و سورة، فاذا فرغ قرأ كلا من الحمد و المعوذتين و الاخلاص و آية الكرسي اربعا، ثم قال اربعا: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر» ، ثم اربعا: «اللّه اللّه ربّي لا أشرك به شيئا، ما شاء اللّه، لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم» (3).

و روي فيه ايضا في يوم النصف من رجب صلاة خمسين ركعة عند ارتفاع النهار بالحمد و التوحيد و المعوّذتين مرّة مرّة، و ان من فعل ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه (4)، و روي غير ذلك.

و منها: صلاة ليلة المبعث و يومه

و هو السابع و العشرون من رجب [و هي اثنتا عشرة ركعة]، ففي خبر: انّها تصلى في ايّ وقت من الليل شاء (5)، و في آخر: انّها تصلى بعد الاستيقاظ ايّ ساعة منها قبل النصف او بعده، و كذا في خبر (6): انّها تصلّى بايّ سورة كانت،

ص:381


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/457 باب 5، حديث 7 [1] بلفظه.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/457 باب 5، حديث 3، [2] راجعه و فيه تفصيل.
3- وسائل الشيعة:5/231 باب 5 حديث 13، و [3]مصباح المتهجد:561.
4- الاقبال:658 [5] فيما نذكره من صلاة اخرى في يوم النصف من رجب، و الوسائل:5/231 حديث 12.
5- الاقبال:671 فصل فيما نذكره من عمل ليلة سبع و عشرين من رجب.
6- المصباح:566 [8] اعمال يوم المبعث.

فاذا فرغ قرأ كلا من الحمد و التوحيد و المعوذتين اربعا و «لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر، و سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» اربعا، و «اللّه اللّه ربي لا اشرك به شيئا» اربعا، و «لا اشرك بربي احدا» اربعا (1).

و في آخر: انّها تصلّى بخفاف المفصّل من السور من بعد يس الى الجحد، فاذا فرغ في كل شفع جلس بعد التسليم، و قرأ كلا من الحمد و المعوّذتين و الجحد و القدر و آية الكرسي سبعا، ثم قال: «الحمد للّه الذي لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا، و لم يكن له شريك في الملك، و لم يكن له وليّ من الذلّ و كبّره تكبيرا، اللهم اني اسألك بمعاقد عزّك على اركان عرشك، و منتهى الرحمة من كتابك، و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم، و بذكرك الأجل الأعلى الأعلى الأعلى، و بكلماتك التامات التى تمّت صدقا و عدلا، ان تصلي على محمد و آل محمد، و ان تفعل بي ما أنت اهله» (2).

و في خبر ثالث: انّه يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و سورة يسبح عشرا و القدر عشرا، فاذا فرغ صلى على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، و استغفر اللّه مائة مرّة (3). . الى غير ذلك من الطرق التي يجزي العمل بكل منها.

و قد ورد في بعض الاخبار انه اذا عمل ذلك كتب له مثل أجر عمل ستين سنة (4).

ص:382


1- المصباح للشيخ الطوسى:567 [1] اعمال يوم المبعث.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/459 باب 7 حديث 1، و [2]مصباح المتهجد:567.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/459 باب 7 حديث 2، و [4]في آخر الحديث: كتب اللّه سبحانه له ثواب عبادة الملائكة.
4- لم اجد هذه الرواية، بل التي عثرت عليها في مستدرك وسائل الشيعة:1/459 باب 7 حديث 4 هكذا بلفظه: ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: كان يقول في سبع و عشرين-

و في آخر: انه يكتب له ثواب عبادة الملائكة (1)، و في اغلبها انه لا يدعو بشيء إلاّ استجيب ما لم يدع بمأثم او قطيعة رحم او هلاك مؤمن.

و ورد في يوم المبعث ايضا صلاة اثنتي عشرة ركعة، كل ركعة بالحمد و أيّ سورة تيسّرت 2، فاذا فرغ و سلّم جلس مكانه، ثم قرأ ام القرآن اربع مرّات و المعوّذات الثلاث كلّ واحدة اربعا، فاذا فرغ-و هو في مكانه-قال: «لا إله إلاّ اللّه و اللّه اكبر و الحمد للّه و سبحان اللّه و لا حول و لا قوة إلا باللّه» اربعا، ثم قال: «اللّه اللّه ربي لا اشرك به شيئا» اربعا، ثم يدعو، فلا يدعو بشيء إلا استجيب له في كل حاجة، إلا ان يدعو [خ. ل: فى جايحة (هلاك) قوم او قطيعة رحم]بما لا يجوز 3.

و ورد ان يقرأ في كل ركعة منها كلا من الحمد و التوحيد و المعوّذتين اربعا، و يقول بعد ذلك اربعا: «لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر، [و]سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» [اربعا]، ثم يقول اربعا: «اللّه اللّه ربي لا اشرك به شيئا» ، ثم يقول اربعا: «لا اشرك بربي احدا» 4.

ص:383


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/459 باب 7 حديث 2.
و منها: صلاة كل ليلة من شعبان

فقد روى الكفعمي رحمه اللّه في المحكي من مصباحه عن ابن طاووس رحمه اللّه عن سلمان عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [انّ]لكل ليلة من لياليه صلاة تتضمّن اجرا عظيما فليراجع المصباح و ليعمل به، و قد اورد الرواية في الوسائل في باب صلاة كل ليلة من شعبان مسقطا غالبا الاجر المذكور لكل صلاة (1).

و منها: صلاة أول ليلة من شعبان

و ليلة النصف منه

فقد روى في الوسائل و المستدركات و البحار لكل من اول ليلة منه و نصفه صلوات، فوردت في اول ليلة ركعتان، و وردت اثنتي عشرة ركعة، و وردت مائة ركعة، و وردت في ليلة النصف ركعتان، و وردت أربع، و وردت مائة ركعة، فليراجع و ليعمل بها (2).

و منها: نوافل شهر رمضان

و هي الف ركعة، في كل ليلة زيادة على النوافل الرواتب (3)، و تتأكد الالف في مجموع الشهر، بان يصلّى في كل ليلة من العشرتين الأوليين عشرون ركعة، ثمان بعد نافلة المغرب و اثنتا عشرة ركعة بعد نافلة العشاء، او عكس ذلك

ص:384


1- المصباح للشيخ الكفع [1]مي:539 الفصل الرابع و الاربعون فيما يعمل في شعبان.
2- الوسائل:5/233 باب 7 احاديث الباب.
3- التهذيب:3/66 باب 4 حديث 218.

مخيّرا بينهما، مع افضلّية الأول على رأي، و في كل ليلة من العشر الأواخر ثلاثون ركعة، ثمان بعد نافلة المغرب، و اثنتان و عشرون بعد نافلة العشاء، او بالعكس مخيّرا بينهما، و في ليالي الأفراد المتبرّكة: التاسعة عشرة و الحادية و العشرين و الثالثة و العشرين كل ليلة زيادة على العشرين في الاولى و الثلاثين في الاخيرتين مائة ركعة بالحمد و التوحيد عشر مرات.

و روي الاقتصار في كل ليلة من الليالي الثلاث على مائة فتبقى ثمانون، عشرون من ليلة التاسع عشر، و ستون من ليلة الحادي و العشرين و الثالث و العشرين، تصلى في كل يوم جمعة من الجمع الاربع في الشهر مبتدئا بذلك من أول جمعة الشهر، عشر ركعات بصلاة عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و فاطمة الزهراء سلام اللّه عليها و جعفر الطيّار، الآتي ان شاء اللّه تعالى شرحها، و في ليلة آخر جمعة عشرين بصلاة أمير المؤمنين عليه السّلام، و في ليلة آخر سبت الشهر عشرين ركعة بصلاة الزهراء سلام اللّه عليها (1).

و منها: صلاة الليالي الثلاثين من شهر رمضان

فقد روى في الباب الثامن عشر من ابواب الصلوات المندوبة من وسائل الشيعة عن الشهيد (رحمه اللّه) في اربعينه لكل ليلة من لياليه الثلاثين صلاة كثيرة الأجر و الفائدة، فليراجع و ليعمل بها (2).

و منها: صلاة كلّ ليلة من شهر رمضان

أوردها الكفعمي (رحمه اللّه) في محكي جنّته، قال: يستحبّ ان يصلّى

ص:385


1- المصدر المتقدم.
2- وسائل الشيعة:5/186 باب 8 حديث 1.

كل ليلة من شهر رمضان ركعتين بالحمد فيهما و التوحيد ثلاثا، فاذا سلّم قال: «سبحان من هو حفيظ لا يغفل، سبحان من هو رحيم لا يعجل، سبحان من هو قائم لا يسهو، سبحان من هو دائم لا يلهو» ثم يقول التسبيحات الاربع سبعا، ثم يقول ثلاثا: «سبحانك سبحانك سبحانك يا عظيم اغفر لي الذنب العظيم» ، ثم يصلّي على النّبي و آله عشرا، من صلاهما غفر اللّه له سبعين الف ذنب. الحديث (1).

و منها: صلاة اوّل يوم من شهر رمضان

و هي ركعتان بامّ الكتاب و «إِنّا فَتَحْنا» في الركعة الاولى، و ما أحبّ في الثانية، و قد ورد انّ من فعل ذلك رفع اللّه عنه السوء في سنته، و لم يزل في حرز اللّه الى مثلها من قابل (2).

و منها: صلاة ليلة النصف من شهر رمضان

و هي مائة ركعة، في كل ركعة الحمد مرة و التوحيد عشر مرّات، فتلك الف مرّة التوحيد في مائة ركعة، و قد ورد انّ من فعل ذلك لم يمت حتى يرى في منامه مائة من الملائكة: ثلاثين يبشرونه بالجنة، و ثلاثين يؤمنونه من النار، و ثلاثين تعصمه من ان يخطئ، و عشرة يكيدون من كاده (3).

و وردت في ليلة النصف من شهر رمضان عند سيد الشهداء عليه السّلام صلاة عشر ركعات بعد العشاء غير صلاة الليل، يقرأ في كل ركعة الحمد مرّة و التوحيد عشر مرّات، و قد روي ان من اتى بها و استجار باللّه من النار كتبه اللّه

ص:386


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/444 باب 5 حديث 1.
2- الاقبال:87 فصل فيما نذكره من صلاة للسلامة.
3- الاقبال:151 الباب التاسع عشر فيما نذكره من زيارات و دعوات في الليلة [3]الخامسة عشرة.

تعالى عتيقا من النّار، و لم يمت حتى يرى ملائكة يبشرونه بالجنة و ملائكة يؤمنونه من النار (1).

و منها: صلاة آخر ليلة من شهر رمضان

و هي عشر ركعات بخمس تسليمات، كل ركعة بفاتحة الكتاب مرّة و التوحيد عشر مرّات، و يقول في كل من ركوعه و سجوده عشر مرات: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر» و يستغفر اللّه بعد الفراغ من الجميع الف مرّة، ثم يسجد و يقول: «يا حيّ يا قيّوم يا ذا الجلال و الاكرام يا رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما يا أرحم الراحمين، يا إله الاوّلين و الآخرين اغفر لنا ذنوبنا و تقبّل صلواتنا و صيامنا و قيامنا» فانه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر اللّه له (2).

قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي بعثني بالحق انه لا يرفع رأسه حتى يغفر اللّه له و يتقبل منه شهر رمضان و يتجاوز عن ذنوبه، و ان كان قد اذنب سبعين ذنبا، كل ذنب أعظم من ذنوب العباد، و يتقبل من جميع اهل الكورة التي هو فيها. الحديث (3).

و منها: صلاة ليالي البيض من رجب و شعبان و شهر رمضان

و هي ان يصلي في الليلة الثالثة عشرة من كل من هذه الأشهر ركعتين، كل ركعة بالحمد مرّة و يس و تبارك و التوحيد كلا منها مرّة، و في الليلة الرابعة عشر اربع ركعات بالحمد و السور الثلاث، و في الليلة الخامسة عشرة ست ركعات

ص:387


1- الاقبال:151.
2- وسائل الشيعة:5/189 باب 8 حديث 3.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/445 باب 8 حديث 1.

كذلك، و روي ان من صلاّها كذلك حاز فضل الأشهر الثلاثة، و غفر له كل ذنب سوى الشرك (1).

و منها: صلاة ليلة الفطر

و هي ركعتان، يقرأ في الاولى: الحمد مرّة و التوحيد الف مرّة، و في الثانية: الحمد مرّة و التوحيد مرّة، و قد روي ان من صلاها لم يسأل اللّه شيئا إلا اعطاه إياه (2).

و في رواية اخرى: ان في الاولى الحمد مرّة و التوحيد مائة مرّة، و في الثانية: الحمد مرّة و التوحيد مرّة، و يخرّ بعد الصلاة للّه ساجدا، و يقول فيه مائة مرّة: «اتوب الى اللّه» (3).

و في ثالثة: انها اربع ركعات، في كل ركعة: الحمد مرّة و التوحيد مائة مرّة (4). و لا يبعد أن يكون ما بين العشاءين افضل اجزاء الليلة لهذه الصلاة.

و منها: صلاة يوم الفطر

و هي صلاة العيدين المعروفة المختلف في وجوبها و استحبابها، و قد ذكرناها مشروحة في منهاج المتقين (5).

ص:388


1- الاقبال:655 فصل فيما نذكره من عمل الليلة الثالثة عشرة و الليالي البيض.
2- المقنعة:27، و الاقبال:272.
3- الاقبال:272.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/455 باب 1 [4] بقية ابواب الصلوات المندوبة حديث 2، و الاقبال: 272.
5- مناهج المتقين:77 الفصل الثاني في صلاة العيدين.
و منها: صلاة يوم الخامس و العشرين من ذي القعدة

و هي ركعتان عند الضحى بالحمد مرّة و «وَ اَلشَّمْسِ وَ ضُحاها» خمس مرّات، و يقول بعد التسليم: «لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم» ، و يدعو بقول: «يا مقيل العثرات اقلني عثرتي، يا مجيب الدعوات اجب دعوتي، يا سامع الاصوات اسمع صوتي، و ارحمني و تجاوز عن سيّئاتي و ما عندي يا ذا الجلال و الاكرام» رواه ابن طاوس (رحمه اللّه) في الاقبال (1).

و منها: صلاة ليالي العشر الاول من ذي الحجة

و هي ركعتان، في كل ليلة من تلك الليالي العشر بين المغرب و العشاء بالحمد و التوحيد و آية وَ واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً*وَ قالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ اَلْمُفْسِدِينَ (2). و قد روى في الاقبال عن مولانا الباقر عليه السّلام النهي عن ترك هذه الصلاة، و ان من فعل ذلك شارك الحاج في ثوابهم و ان لم يحج (3).

و منها: صلاة يوم عرفة

فعن مولانا الصادق عليه السّلام: ان من صلى يوم عرفة-قبل ان يخرج الى الدعاء في ذلك اليوم، و يكون بارزا تحت السماء-ركعتين، و اعترف للّه عزّ و جلّ بذنوبه و اقرّ له بخطاياه، نال ما نال الواقفون بعرفة من الفوز، و غفر له

ص:389


1- الاقبال:314 فصل في صلوات غريبة.
2- سورة الاعراف:142.
3- الاقبال:317.

ما تقدم من ذنبه و ما تأخر (1).

و منها: صلاة يوم عيد الاضحى

التي هي كصلاة عيد الفطر.

و منها: صلاة يوم الغدير

و هو الثامن عشر من ذي الحجة، فعن الصادق عليه السّلام: ان من صلّى في هذا اليوم ركعتين قبل الزوال بنصف ساعة، شكر اللّه على ما منّ به و خصّه به، يقرأ في كل ركعة ام الكتاب مرة و عشرة مرّات «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» و عشر مرّات آية الكرسي الى قوله: «هُمْ فِيها خالِدُونَ» ، و عشر مرّات «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» عدلت عند اللّه مائة الف حجة و مائة الف عمرة، و لم يسأل اللّه حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلاّ قضاها له كائنة ما كانت الحاجة ان شاء اللّه تعالى، و لهذا اليوم فضائل كثيرة و مناقب غفيرة مذكورة في الكتب المفصلة كالبحار و نحوه و المختصرة كزاد المعاد و الاقبال و غيرهما فراجعها، و لا تحرم نفسك من ثمراتها السنيّة (2).

و منها: صلاة يوم المباهلة

و هو على الاصحّ الرابع و العشرون من ذي الحجة، و هو على رواية محمد بن الحسن الطوسي قدس اللّه سرهما في مصباحه عين صلاة يوم الغدير (3). و روى السيد ابن طاووس رحمه اللّه في الاقبال لهذا اليوم صلاة اخرى و عملا

ص:390


1- الاقبال:336.
2- التهذيب:3/143 باب 7 صلاة الغدير حديث 317.
3- مصباح المتهجّد:530 [2] يوم الرابع و العشرين منه.

و دعاء فراجعه و اعمل به بتوفيق اللّه سبحانه (1).

و منها: صلاة آخر يوم من ذي الحجة

و هي-على ارسال السيد رحمه اللّه في الاقبال-ركعتان بفاتحة الكتاب مرّة و التوحيد عشرا و آية الكرسي عشرا، ثم الدعاء بقول: «اللهم ما عملت في هذه السنة من عمل نهيتني عنه و لم ترضه، و نسيته و لم تنسه، و دعوتني الى التوبة بعد اجترائي عليك، اللهم فاني استغفرك منه فاغفر لي، و ما عملت من عمل يقربني اليك فاقبله مني، و لا تقطع رجائي منك يا كريم» قال عليه السّلام: فاذا قلت هذا قال الشيطان: يا ويله، ما تعب [خ. ل: ما تعبت]في هذه السنة هدمه [هدمته هذه الكلمات]اجمع، و شهدت له السنة الماضية انه قد ختمها بخير (2).

القسم الثاني

اشارة

ما لا يختص وقتا بعينه

و هذا القسم كثير، نقتصر على بيان جملة منها:

فمنها: صلاة الاستسقاء

و هي مسنونة عند غور الانهار و احتباس الامطار، و ظهور الغلاء و الجدب و ساير علامات الغضب الذي منشأه على ما يستفاد من الآيات و الأخبار شيوع المعصية، و كفران النعمة، و التعدي في البغي و العدوان، و منع الحقوق، و التطفيف في المكيال و الميزان، و الظلم و الغدر، و ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر،

ص:391


1- الاقبال:515.
2- الاقبال:530 الباب الثامن فيما نذكره ممّا يتعلق باليوم التاسع و العشرين من [2]ذي الحجة.

و منع الزكاة، و الحكم بغير ما انزل اللّه تعالى، و جور السلطان، و كذب الولاة، و الزنا و الاستهانة بجلائل النعم خصوصا الخبز. . و نحو ذلك من المعاصي التي تخرق الاستار و تغضب الجبار.

و ينبغي للناس عند ظهور امارات الجدب و الغلاء ان يفزعوا الى اللّه سبحانه و يلحّوا بالدعاء ليلا و نهارا و سرا و جهرا و اعلانا عن صدر تقي و قلب نقي و اخلاص، خوفا و طمعا، فان ذلك يحرّك بحار الجود، و يستعطف كرم المعبود.

و ينبغي أن يكون الدعاء بعد التوبة و الاستغفار من المعصية، و ردّ المظالم الى اهلها، و اخراج الحقوق و التواصل و التراحم و الاستعطاف و المواسات و التصدق، و حيث ان هذه الصلاة متروكة نحيل كيفيتها و فروعها و شرعيتها عند جفاف مياه العيون و الآبار و كثرتهما و كثرة الغيوث إذا خيف الضرر الى المناهج (1).

و منها: صلاة الاستخارة

و يأتي كيفيتها في طيّ الكلام على اقسام الاستخارة في ذيل آداب السفر ان شاء اللّه تعالى.

و منها: صلاة الف ركعة في كل يوم و ليلة

ان امكنت، تأسّيا بامير المؤمنين عليه السّلام و مولانا السجاد و الرضا و غيرهم عليهم الصلاة و السّلام (2).

و منها: صلاة الشكر

[الشكر]للّه سبحانه عند تجدد النعم و دفع النقم و قضاء الحوائج، و هي

ص:392


1- مناهج المتقين:81 الفصل الخامس في الصلوات المرغبات.
2- تقدّم ذكر صلاة ألف ركعة في كل يوم و ليلة، فراجع.

مستحبة، و هي ركعتان، و الافضل ان يقرأ في الأولى بعد الحمد الاخلاص، و في الثانية بعد الحمد الجحد، و يقول في ركوع الركعة الاولى و سجودها: «الحمد للّه شكرا شكرا و حمدا حمدا» سبع مرات، و في ركوع الثانية و سجودها «الحمد للّه الذي استجاب دعائي و اعطاني مسألتي» (1).

و منها: صلاة الزيارة

و هي مسنونة عند حصول سببها، و هي غير صلاة الهدية، و لذا تختص بموارد ورودها، كزيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الصدّيقة الكبرى سلام اللّه عليها، و الأئمة الاثنى عشر سلام اللّه عليهم، و ابي الفضل العباس عليه السّلام و آدم و نوح على نبيّنا و آله و عليهما السّلام، بخلاف صلاة الهدية فانها تشرع لكل ميت مؤمن هاشميا كان ام لا، عالما كان أم لا (2).

و منها: صلاة تحية المسجد

فانه يستحب لكل من دخل مسجدا ان يصلي فيه ركعتين تحيّة له، و يجزي عنها الاتيان بفريضة او سنّة ذات عنوان مخصوص (3).

و منها: صلاة الاحرام

فانه يستحب لمن احرم ان يصلي للاحرام ست ركعات، و دونها في الفضل اربع، و دونها ركعتان، و يستحب ان يقرأ بعد الحمد في أولاهما التوحيد، و في

ص:393


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/465 باب 29 حديث 1.
2- ليس لأحد من المعصومين الاربعة عشر زيارة إلاّ و ذكر معها صلاة، فراجع.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/232 باب 33 استحباب تحية المسجد حديث 1، عن دعائم الاسلام.

الثانية الجحد، كما ذكرناه في محله (1).

و منها: صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

و هي ركعتان؛ كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و القدر خمس عشرة مرة، ثم يقرأ في كل من الركوع و بعد رفع الرأس منه، و في السجود و بعد رفع الرأس منه، و في السجدة الثانية و بعد رفع الرأس منه القدر خمس عشرة مرة، ثم يأتي بالركعة الثانية كالاولى، فاذا فعل ذلك انصرف و ليس بينه و بين اللّه ذنب إلا و قد غفر له، و يعطى جميع ما سأل، و يستحب الدعاء بعدها بقول: «لا إله إلا اللّه ربنا و رب آبائنا الاولين، لا إله إلا اللّه إلها واحدا و نحن له مسلمون، لا إله إلا اللّه لا نعبد إلاّ اياه مخلصين له الدّين و لو كره المشركون، لا إله إلاّ اللّه وحده وحده، انجز وعده، و نصر عبده، [و اعزّ جنده]و هزم الاحزاب وحده، فله الملك و له الحمد [خ. ل: فللّه الملك و الحمد]و هو على كل شيء قدير، اللهم انت نور السماوات و الأرض فلك الحمد، و انت قيام السماوات و الارض و من فيهن و لك [خ. ل: فلك]الحمد، و انت الحق و وعدك الحق، و قولك الحق و انجازك حق، و الجنة حق و النار حق، اللهم لك اسلمت و بك آمنت، و عليك توكلت، و بك خاصمت، و اليك حاكمت، يا رب يا رب اغفر لي ما قدمت و اخرت و اسررت و اعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت، صل على محمد و آله محمد، و أرحمني و اغفر لي و تب عليّ، انك أنت كريم رؤف رحيم» (2).

و منها: صلاة امير المؤمنين عليه السّلام

و هي اربع ركعات بتشهد و تسليمتين، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة

ص:394


1- في مناهج المتقين:82، فراجع.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/455 باب 2 حديث 1، [1] بلفظه.

و التوحيد خمسين مرة، و قد ورد ان من صلاها انفتل و ليس بينه و بين اللّه ذنب (1).

و منها: صلاة الصدّيقة الكبرى عليها السّلام

و هي ركعتان، يقرأ في الأولى الحمد مرّة و القدر مائة مرّة، و في الثانية الحمد مرّة و التوحيد مائة مرّة، فاذا فرغ سبح بتسبيحها عليها السّلام، و قد روي انّها افضل الصلوات المندوبة، و تتأكد هذه الصلاة في أوّل ليلة من ذي الحجة الحرام، و رويت هذه الصلاة بترتيبن آخرين نقلهما في المستدركات (2)، فراجع.

و منها: صلاة الحسنين عليهما السّلام

و هي على ما رواه القطب الراوندي رحمه اللّه ركعتان: يقرأ في كل ركعة الحمد مرّة و التوحيد خمسا و عشرين مرّة (3).

و ذكر السيد ابن طاووس رضوان اللّه عليه في محكيّ جمال الاسبوع صلاة للحسن عليه السّلام يوم الجمعة اربع ركعات، كل ركعة بالحمد مرة و الاخلاص خمسا و عشرين مرة (4).

و صلاة للحسين عليه السّلام اربع ركعات، تقرأ في كل ركعة الفاتحة خمسين مرة و الاخلاص خمسين مرة، و يقرأ في كل ركوع و رفع الرأس منه و كل

ص:395


1- جمال الاسبوع 248 الفصل الثامن و العشرون و ذكر عقيب الصلاة دعاء.
2- جمال الاسبوع:267 الفصل التاسع و العشرون ذكر صلاة اخرى لفاطمة عليها السّلام و ذكر دعاء عقيبها.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 43 حديث 1.
4- جمال الاسبوع:270 [3] ذكر صلاة لمولانا الحسن عليه السّلام و ذكر بعدها دعاء.

سجدة و رفع منها الفاتحة عشرا و الاخلاص عشرا، و ذكر دعاء طويلا (1)، فراجع.

و منها: صلاة سيدنا السجاد عليه السّلام

و هي على رواية القطب ركعتان، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و آية الكرسي مائة مرة (2).

و على رواية ابن طاووس رحمه اللّه اربع ركعات، كل ركعة بالحمد مرة و الاخلاص مائة مرة (3)، و الظاهر التعدد.

و منها: صلاة مولانا الباقر عليه السّلام

و هي على رواية القطب رحمه اللّه ركعتان، في كل ركعة الفاتحة مرّة و آية «شَهِدَ اَللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ» 4مائة مرّة 5.

و على رواية ابن طاووس رحمه اللّه ركعتان، في كل ركعة الحمد مرّة و التسبيحات الاربعة المعروفة مائة مرّة 6.

و منها: صلاة مولانا الصادق عليه السّلام

و هي على رواية القطب قدس سرّه اربع ركعات، في كل ركعة الحمد مرة

ص:396


1- جمال الاسبوع:270 [1] ذكر صلاة الحسين بن علي عليهما السّلام و ذكر بعدها دعاء.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 43 حديث 2، و [2]ذكر بعدها دعاء.
3- جمال الاسبوع:274 [3] صلاة الامام زين العابدين عليه السّلام و ذكر بعدها دعاء.

و التسبيحات الاربعة مائة مرّة (1).

و على رواية ابن طاوس رحمه اللّه ركعتان، في كل ركعة الحمد مرّة و آية «شَهِدَ اَللّهُ» مائة مرّة (2).

و منها: صلاة الامام موسى الكاظم عليه السّلام

و هي على رواية القطب رحمه اللّه و ابن طاووس رحمه اللّه جميعا، ركعتان بالحمد مرّة و التوحيد اثنتي عشرة مرّة (3).

و منها: صلاة مولانا الرضا عليه السّلام

و هي على رواية القطب و ابن طاووس رحمهما اللّه جميعا ست ركعات، في كل ركعة الحمد مرّة و «هَلْ أَتى عَلَى اَلْإِنْسانِ. .» عشر مرّات (4).

و منها: صلاة الامام الجواد عليه السّلام

و هي على رواية القطب اربع ركعات، في كل ركعة الحمد مرّة و التوحيد اربع مرّات (5).

و على رواية ابن طاوس رحمه اللّه ركعتان، كل ركعة بالحمد مرّة و الاخلاص سبعين مرّة (6).

ص:397


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 43 حديث 4.
2- جمال الاسبوع:276 [2] صلاة الصادق عليه السّلام و ذكر بعدها دعاء.
3- جمال الاسبوع:276 [3] صلاة الكاظم عليه السّلام و ذكر بعدها دعاء.
4- جمال الاسبوع:277 [4] صلاة الرضا عليه السّلام و ذكر بعدها دعاء.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 43 حديث 7.
6- جمال الاسبوع:278 [6] صلاة الجواد عليه السّلام و ذكر دعاء بعد الصلاة. و في الاصل: سبع مرات.
و منها: صلاة مولانا الهادي عليه السّلام

و هي ركعتان، في كل ركعة-على رواية القطب رحمه اللّه-: الحمد مرّة و التوحيد سبعين مرّة (1).

و على رواية ابن طاوس رحمه اللّه: في الأولى الحمد و يس، و في الثانية: الحمد و الرّحمن (2).

و منها: صلاة الامام الزكي العسكري عليه السّلام

و هي على رواية القطب ركعتان، في كل ركعة الحمد مرة و التوحيد مائة مرة (3).

و على رواية ابن طاوس رحمه اللّه: اربع ركعات، في الركعتين الأوليين كل ركعة الحمد مرة، و «إِذا زُلْزِلَتِ اَلْأَرْضُ» خمس عشرة مرة. و في الاخيرتين كل ركعة الحمد مرة و الاخلاص خمس عشرة مرة (4).

و منها: صلاة الامام الغائب عليه السّلام

صلاة الامام الغائب عن الابصار الحجة المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه، و جعلنا من كلّ مكروه فداه، و هي على رواية القطب ركعتان، كل ركعة بالحمد مرّة مع تكرير «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ» مائة مرّة (5).

و على رواية ابن طاووس رحمه اللّه يقول بعد «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ»

ص:398


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 43 حديث 10.
2- جمال الاسبوع:278 [2] صلاة علي بن محمد عليهما السّلام و ذكر دعاء بعد الصلاة.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 43 حديث 9.
4- جمال الاسبوع:279 [4] صلاة الحسن بن علي عليهما السّلام و ذكر دعاء بعد الصلاة.
5- جمال الاسبوع:280 [5] صلاة الحجة القائم عليه السّلام.

[ثم يقول مائة مرة]: «اللهم إياك نعبد و اياك نستعين» ، ثم يقرأ بقية الفاتحة، و يقرأ بعدها الاخلاص مرّة، ثم يدعو عقيبها بقول: «اللهم عظم البلاء، و برح الخفاء، و انكشف الغطاء، و ضاقت الارض، و منعت السماء، و اليك يا ربّ المشتكى، و عليك المعوّل في الشدّة و الرخاء، اللهم صل على محمد و آل محمد الذين امرتنا بطاعتهم، و عجل اللهم فرجهم بقائمهم، و اظهر اعزازه، يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني فانكما كافياي، يا محمد يا علي يا علي يا محمد انصراني فانكما ناصراي، يا محمد يا علي يا علي يا محمد احفظاني فانكما حافظاي، يا مولاي يا صاحب الزمان. .» [و تقول]ثلاث مرات: «الغوث [الغوث]ادركني ادركني الامان الامان» (1).

و في رواية القطب: انه يصلي على النبي و آله مائة مرّة بعد كل صلاة من صلوات الأئمة المزبورة ثم يسأل اللّه حاجته (2).

و منها: صلاة جعفر الطيار عليه السّلام

و قد منح بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ابن عمّه جعفرا، و قال: ان انت صنعته كل يوم كان خيرا لك من الدنيا و ما فيها، و ان صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما، او كل جمعة او كل شهر او كل سنة غفر لك ما بينهما (3).

و في خبر: انك لو كنت صلّيتها و كنت فررت من الزحف و كان عليك مثل رمل عالج و زبد البحر ذنوبا غفر لك (4).

ص:399


1- وسائل الشيعة:5/298 باب 53 حديث 1 و [1]ذكر الدعاء.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 43 حديث 10.
3- الكافي:3/465 باب صلاة التسبيح حديث 1.
4- الكافي:3/466 باب صلاة التسبيح ذيل حديث 1.

و كيفيّتها: ان يصلي اربع ركعات بتسليمتين على الأظهر من غير فصل بينهما بزمان و نحوه اختيارا، و لو فصل بينهما لضرورة بنى، و لو كان اختيارا استأنف، و لو كان مستعجلا صلى الاربع مجرّدة عن التسبيحات و قضى التسبيحات و هو ذاهب في حوائجه (1).

و يستحب ان يقرأ فيها بعد الحمد في الركعة الاولى: «إِذا زُلْزِلَتِ» ، و في الثانية: «وَ اَلْعادِياتِ» ، و في الثالثة: «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ وَ اَلْفَتْحُ» ، و في الرابعة: «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» على الاشهر الاظهر (2)، ثم يقول و هو واقف: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه اكبر» خمس عشرة مرّة، ثم يركع و يقولها عشرا بعد ذكر الركوع، و هكذا يقول عشرا بعد رفع رأسه من الركوع، و عشرا في سجوده بعد الذكر، و عشرا بين السجدتين، و عشرا في السجدة الثانية، و عشرا بعد رفع الرأس من السجدة الثانية، فيكون في كل ركعة خمس و سبعون مرة، و في مجموع الاربع ركعات ثلاثمائة مرة (3)، و لو نسي التسبيح في حالة من الحالات و ذكر في حالة اخرى قضى ما فاته في الحالة التي ذكره فيها.

و يستحب ان يدعو في آخر سجدة منها بعد التسبيح بالدعاء المأثور، و هو «سبحان من لبس العزّ و الوقار، سبحان من تعطف بالمجد و تكرم به، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلاّ له، سبحان من احصى كل شيء علمه» (4).

ص:400


1- الكافي:3/466 باب صلاة التسبيح حديث 3.
2- التهذيب:3/187 باب 20 صلاة التسبيح حديث 423.
3- الكافي:3/465 باب صلاة التسبيح حديث 1، و [2]التهذيب:3/186 حديث 420.
4- الكافي:3/466 باب صلاة التسبيح حديث 5، و [3]زاد في الدعاء: «يا من احصى كل شىء علمه، يا ذا النعمة و الطول، يا ذا المنّ و الفضل، يا ذا القدرة و الكرم، اسألك بمعاقد العزّ من عرشك و بمنتهى الرحمة من كتابك، و باسمك الاعظم الاعلى، و كلماتك التامّة ان تصلّي على محمد و آل محمد، و ان تفعل بي. . كذا و كذا» . . و تذكر حاجتك.

و روى الشيخ رحمه اللّه في محكي مصباحه و ابن طاووس رحمه اللّه في محكي جمال الاسبوع دعاء آخر بعد صلاة جعفر، و هو ان يرفع يديه و يقول: «يا رب» حتى ينقطع نفسه [خ. ل: «يا ربّاه» حتى ينقطع النفس، «ربّ ربّ» حتى ينقطع النفس، «يا اللّه يا اللّه» حتى ينقطع النفس] «يا رحيم» حتى ينقطع نفسه، «يا اللّه» حتى ينقطع نفسه، «يا حي» حتى ينقطع نفسه، «يا رحيم» حتى ينقطع نفسه، «يا رحمن» سبعا «يا ارحم الراحمين» سبعا، ثم يقول: «اللهم اني افتتح القول بحمدك و انطق بالثناء عليك، و امجّدك و لا غاية لمدحك [خ. ل: لمجدك]، و اثنى عليك و من يبلغ غاية ثناءك و امد مجدك و انّى لخليقتك كنه معرفة مجدك، و ايّ زمن لم تكن ممدوحا بفضلك، موصوفا بمجدك، عوّادا على المؤمنين بحلمك، تخلّف سكان ارضك عن طاعتك فكنت عليهم عطوفا بجودك، جوادا بفضلك، عوادا بكرمك، يا لا إله إلا انت المنّان ذو الجلال و الاكرام» .

قال الصادق عليه السّلام لمفضل بن عمر: يا مفضل! إذا كانت لك حاجة مهمّة فصل هذه الصلاة، و ادع بهذا الدعاء، و سل حوائجك، يقضي اللّه حاجتك ان شاء اللّه تعالى و به الثقة (1).

و منها: صلاة ليلة الدفن و ساعته

و يأتي بيان كيفيّتها باقسامها في المقام الثامن من الفصل الثاني عشر ان شاء اللّه تعالى.

ص:401


1- جمال الاسبوع:294 و [1]روي عن المفضل بن عمر. و مصباح الشيخ الطوسي رحمه اللّه:212 [2]صلاة التسبيح و روى ادعية متعدّدة بعد الصلاة.
و منها: صلاة الهدية

و هي صلاة ركعتين و اهداء ثوابهما الى روح الميت المؤمن، و ورد قسم خاص منها بخصوصيات زائدة يأتي نقلها في المقام الثامن من الفصل الثاني عشر ان شاء اللّه تعالى (1).

و منها: الصلاة عند ارادة السفر

و هي ركعتان، يأتي بيانهما في المقام السادس في آداب السفر من الفصل الحادي عشر ان شاء اللّه تعالى.

و منها: الصلاة عند ارادة التزويج و الدخول بالزوجة

يأتي ذكرهما مع دعائهما في الفصل الثامن في آداب النكاح ان شاء اللّه تعالى.

و منها: صلاة ركعتين خفيفتين

لقول الصادق عليه السّلام: من صلى ركعتين خفيفتين ب «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» في كل ركعة ستين مرة انفتل و ليس بينه و بين اللّه ذنب (2).

و منها: صلاة الحاجة
اشارة

و هي مستحبة، من غير فرق بين اقسام الحاجات، و لا بين رجوعها الى نفس المصلي أو الى غيره كشفاء مريض و سلامة مسافر و نحوهما.

ص:402


1- مصباح الكفعمي:411.
2- الكافي:3/468 باب صلاة فاطمة سلام اللّه عليها حديث 3.

و هي قسمان: مطلقة، و هي صلاة ركعتين، و الدعاء بعدهما بالحاجة. و مقيدة بخصوصيات زائدة أو حوائج خاصة، و هي كثيرة جدا مذكورة في المفصلات، و نقتصر منها هنا على ذكر جملة من ذوات الخصوصيات الواردة في مطلق الحاجة، و جملة اخرى منها الواردة في حوائج خاصة.

فمن الجملة الاولى:

ما عن مولانا الصادق عليه السلام من ان من نزل به كرب فليغتسل و ليصلّ ركعتين، ثم يضطجع و يضع خدّه الايمن على الارض، و يقول: «يا معزّ كلّ ذليل، و يا مذلّ كلّ عزيز، و حقّك لقد شقّ عليّ. . كذا» و يذكر الكرب بدل كذا (1).

و منها: ما رواه الكفعمي رحمه اللّه في محكي البلد الامين و الصهرشتي في

محكي مصباحه عن المفضل بن عمر، عن مولانا الصادق عليه السّلام

قال ما مضمونه: انه اذا كانت لك حاجة الى اللّه سبحانه ضقت منها فصل ركعتين، فاذا سلّمت تكبر ثلاثا ثم تسبح تسبيح الزهراء سلام اللّه عليها، ثم تسجد و تقول في سجودك مائة مرة: «يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني» ، ثم تضع خدك الايمن على الارض، و تقول ذلك مائة مرة، ثم تضع خدك الايسر و تقول ذلك مائة مرة، ثم تضع جبهتك ايضا و تقول مائة و عشر مرات، ثم تذكر حاجتك، فان اللّه سبحانه يقضيها لك ان شاء اللّه تعالى (2).

قلت: قد جربت هذه الصلاة مرارا فوجدتها لا تخطي ببركة سيدة النساء سلام اللّه عليها.

ص:403


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/464 باب 23 حديث 1.
2- البلد الامين:159 [2] في الاستغاثة.
و منها: ما رواه ثقة الاسلام رحمه اللّه بسند معتبر عن عبد الرحيم القصير،

قال: دخلت على ابي عبد اللّه عليه السّلام

فقلت: جعلت فداك اني اخترعت دعاء فقال: دعني من اختراعك، اذا نزل بك أمر فافزع الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و صل ركعتين تهديهما الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قلت: كيف اصنع؟ قال: تغتسل و تصلي ركعتين، تستفتح فيهما افتتاح الفريضة و تشهد [و تتشهد]الفريضة، فاذا فرغت من التشهد و سلّمت قلت: «اللهم أنت السّلام، و منك السّلام، و اليك يرجع السّلام، اللهم صل على محمد و آل محمد، و بلغ روح محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منّي السّلام، و أرواح الأئمة الصالحين سلامي، و اردد عليّ منهم السّلام، و السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته، اللهم انّ هاتين الركعتين هديّة منّي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، فاثبني عليهما ما املّت و رجوت فيك، و في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا ولي المؤمنين» ثم تخرّ ساجدا و تقول: «يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ لا يموت، يا حي لا إله إلا انت، يا ذا الجلال و الاكرام [يا ارحم الراحمين]» اربعين مرة، ثم تضع خدك الايمن فتقولها اربعين مرّة، ثم تضع خدك الايسر فتقولها اربعين مرّة، ثم ترفع رأسك و تمدّ يديك فتقول اربعين مرّة، ثم تردّ يدك الى رقبتك و تلوذ بسبابتك و تقول ذلك اربعين مرّة، ثم خذ لحيتك بيدك اليسرى و ابك او تباك و قلّ: «يا محمد يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اشكوا الى اللّه و اليك حاجتي، و الى اهل بيتك الراشدين حاجتي، و بكم اتوجّه الى اللّه في حاجتي» ، ثم تسجد و تقول: «يا اللّه يا اللّه. .» الى ان ينقطع نفسك «صلى على محمد و آل محمد و افعل. . كذا و كذا» قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: فانا الضّامن على اللّه عزّ و جلّ ان لا يبرح حتى تقضى حاجته (1).

ص:404


1- الكافي:3/476 باب صلاة الحوائج حديث 1.
و منها: صلاة التوسّل

بولّي العصر ارواحنا له الفداء، و قد عملتها مرارا عديدة فقضى اللّه سبحانه لي حاجتي.

و كيفيتها: ان تصلّي ركعتين صلاة الحاجة، تقرأ في اولاهما بعد الحمد سورة «إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً» ، و في الثانية بعد الحمد «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ وَ اَلْفَتْحُ» ، فاذا سلّمت تقف مستقبل القبلة و تقول: «سلام اللّه الكامل التامّ الشامل العام، و صلاته الدائمة و بركاته القائمة [العامة]على حجّة اللّه و وليّه في ارضه و بلاده، و خليفته على خلقه و عباده، سلالة النبوة، و بقيّة العترة و الصفوة، صاحب الزمان، و مظهر الايمان، و معلن احكام القرآن، مطهّر الارض، و ناشر العدل في الطول و العرض، الحجة القائم المهدي، و الامام المنتظر المرضي الطاهر، ابن الأئمة المعصومين (1)، السّلام عليك يا وارث علم النبيّين، و مستودع حكمة ربّ الوصيّين، السّلام عليك يا عصمة الدين، السّلام عليك يا معزّ المؤمنين المستضعفين، السّلام عليك يا مذلّ الكافرين المتكبرين الظالمين، السّلام عليك يا [مولاي]صاحب الزمان [يا ابن رسول اللّه، السّلام عليك]يا بن امير المؤمنين [السّلام عليك يا بن]و ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السّلام عليك يا بن الأئمة الحجج على الخلق اجمعين، السّلام عليك [يا مولاي]سلام مخلص لك في الولاء، اشهد انك الامام المهدي قولا و فعلا، و انّك الذي تملأ الأرض قسطا و عدلا، فعجّل اللّه تعالى فرجك، و سهل مخرجك، و قرّب زمانك، و كثّر انصارك و اعوانك، و انجز لك موعدك، و هو اصدق القائلين وَ نُرِيدُ أَنْ

ص:405


1- في الاصل: . . ابن الائمة الطاهرين الاوصياء أولاد الاوصياء المرضيين الهادي ابن الهداة المعصومين. السّلام. . . الى آخره.

نَمُنَّ عَلَى اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي اَلْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ اَلْوارِثِينَ يا مولاي حاجتي. . كذا و كذا فاشفع [لي الى ربك]في نجاحها» و يذكر مكان كذا و كذا حاجته، فانها تقضى ببركته عجل اللّه تعالى فرجه (1).

و منها: ما تضمّنه صحيح زرارة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام

قال: في الامر يطلبه الطالب من ربّه، قال: تصدّق في يومك على ستين مسكينا، كلّ مسكين صاعا بصاع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [. . . من تمر او برّ او شعير]فاذا كان الليل اغتسلت في الثلث الباقي، و لبست ادنى ما يلبس من تعول من الثياب، إلاّ ان عليك في تلك الثياب ازارا، ثم تصلي ركعتين تقرأ فيهما التوحيد و «قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ» ، فاذا وضعت جبهتك في الركعة الاخيرة للسجود هلّلت اللّه و عظّمته و قدّسته و مجّدته، و ذكرت ذنوبك فاقررت بما تعرف منها مسمّي، ثم رفعت رأسك، ثم اذا وضعت رأسك للسجدة الثانية استجرت اللّه مائة مرّة، تقول: «اللهم اني استجيرك» ثم تدعو اللّه بما شئت، و تقول: «يا كائنا قبل كل شيء، و يا مكوّن كل شيء، و يا كائنا بعد كل شيء، افعل بي. .» . كذا و كذا، و تسأله اياه، و كلّما سجدت فافض بركبتيك الى الارض، ثم ترفع الازار حتى تكشفها، و اجعل الإزار من خلفك بين اليتيك و بين باطن ساقيك (2).

و منها: ما رواه محمد بن كردوس، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام

قال: من تطهّر ثم أوى الى فراشه بات و فراشه كمسجده، فان قام من الليل فذكر اللّه تناثرت عنه خطاياه، فان قام من آخر الليل و تطهر فصلى ركعتين و حمد اللّه و أثنى عليه و صلى على النبي و آله لم يسأل اللّه شيئا إلاّ اعطاه، أما ان يعطيه الذي يريد [يسأل بعينه]و اما ان يدخر له ما هو خير له منه (3).

ص:406


1- البلد الامين:158 [1] في الاستغاثة.
2- وسائل الشيعة:5/255 باب 28 حديث 1.
3- الكافي:3/468 باب صلاة فاطمة عليها السّلام حديث 5.
و منها: ما رواه مقاتل قال: قلت للرضا عليه السّلام

: جعلت فداك، علّمني دعاء لقضاء الحوائج، فقال: اذا كانت لك حاجة الى اللّه مهمّة فاغتسل و البس انظف ثيابك، و شمّ شيئا من الطيب، ثم ابرز تحت السماء، و صلّ ركعتين، تفتح الصلاة فتقرأ فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» خمس عشرة مرّة، ثم تركع فتقرأ خمس عشرة مرّة [ثم يتمّها]على مثال صلاة التسبيح، غير أن القراءة خمس عشرة مرّة، فاذا سلّمت فاقرأها خمس عشرة مرّة، ثم تسجد فتقول في سجودك: «اللهم ان كلّ معبود من لدن عرشك الى قرار ارضك فهو باطل سواك، فانك [انت]اللّه الحق المبين، اقض لي حاجتي. . كذا و كذا، الساعة الساعة» و تلحّ فيما اردت (1).

و منها: ما رواه شرحبيل الكندي عن ابي جعفر عليه السّلام

: قال: قال: اذا اردت امرا تسأله ربّك فتوّضأ و احسن الوضوء، ثم صلّ ركعتين، و عظم اللّه، و صلّ على النبي، و قل بعد التسليم: «اللهم اني اسألك بانك ملك و أنّك على كل شيء قدير مقتدر، و انك [خ. ل: و بانّك]ما تشاء لا بدّ (2)من ان يكون [خ. ل: و بانك ما تشاء من امر يكون]، اللهم اني اتوجّه اليك بنبيّك [محمّد] نبيّ الرحمة، يا محمد يا رسول اللّه اني اتوجّه بك الى اللّه ربّي و ربّك لينجح لي بك طلبتي، اللهم بنبيّك انجح لي طلبتي بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم» ثم سل حاجتك (3).

و منها: ما رواه صفوان بن يحيى و محمد بن سهل عن اشياخهما عن ابي

عبد اللّه عليه السّلام

قال: اذا حضرت لك حاجة مهمّة الى اللّه عزّ و جلّ فصم ثلاثة أيام متوالية الاربعاء و الخميس و الجمعة، فاذا كان يوم الجمعة ان شاء اللّه

ص:407


1- الكافي:3/477 باب صلاة الحوائج حديث 3.
2- كذا استظهره المصنف قدس سره.
3- الكافي:3/478 باب صلاة الحوائج حديث 7.

تعالى فاغتسل و البس ثوبا جديدا، ثم اصعد الى اعلى بيت في دارك و صلّ ركعتين و ارفع يديك الى السماء، ثم قل: «اللهم اني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك و صمدانيّتك، و انّه لا قادر على حاجتي غيرك، و قد علمت يا رب انه كلّما تظاهرت نعمك عليّ اشتدّت فاقتي اليك، و قد طرقني همّ. . . كذا و كذا، و انت بكشفه عالم غير معلّم، واسع غير متكلّف، فاسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت، و وضعته على السماء فانشقت، و على النجوم فانتثرت [خ. ل: فانتشرت]و على الأرض فسطحت، و اسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة عليهم السّلام. . . تسميهم الى آخرهم، أن تصلي على محمد و اهل بيته، و ان تقضي لي حاجتي، و ان تيسّر لي عسيرها، و تكفيني مهمّها، فان فعلت فلك الحمد، و ان لم تفعل فلك الحمد، غير جائر في حكمك، و لا متّهم في قضائك، و لا حائف في عدلك» و تلصق خدّك بالارض، و تقول: «اللهم انّ يونس بن متّى دعاك في بطن الحوت و هو عبدك فاستجبت له، و انا عبدك ادعوك فاستجب لي» ثم قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: لربّما كانت الحاجة لي فادعوا بهذا الدعاء فارجع و قد قضيت (1).

و منها: ما تضمّنه خبر ابي بصير عن ابي عبد اللّه عليه السّلام

قال: ان سورة الانعام نزلت جملة، و شيّعها سبعون الف ملك فعظموها و بجّلوها، فان اسم اللّه فيها في سبعين موضعا، و لو يعلم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تركوها، ثم قال عليه السّلام: من كانت له الى اللّه تعالى حاجة يريد قضاءها فليصلّ اربع ركعات بفاتحة الكتاب و الانعام، و ليقل في دبر صلاته اذا فرغ من القراءة: «يا كريم يا كريم يا كريم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، يا اعظم من كل عظيم، يا سميع الدعاء، يا من لا تغيّره اللّيالي و الايام، صلّ على محمد و آله، و ارحم ضعفي و فقري و فاقتي و مسكنتي، فانك اعلم بها منّي، و انت اعلم

ص:408


1- الفقيه:1/350 باب 83 صلاة الحاجة حديث 1546.

بحاجتي، يا من رحم الشيخ يعقوب عليه السّلام حين ردّ عليه يوسف عليه السّلام قرّة عينه، يا من رحم ايوب عليه السّلام بعد طول بلائه، يا من رحم محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من اليتم آواه، و نصره على جبابرة قريش و طواغيتها و امكنه منهم، يا مغيث [يا مغيث]يا مغيث. .» تقوله مرارا، فو الذي نفسي بيده لو دعوت بها، ثم سألت اللّه على جميع حوائجك إلاّ اعطاه (1).

و منها: ما تضمّنته رواية الصباح الحذاء

قال: قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: من كانت له إلى اللّه حاجة فليقصد الى مسجد الكوفة، و يسبغ وضوءه و يصلّي في المسجد ركعتين، يقرأ في كلّ واحدة منهما فاتحة الكتاب و سبع سور معها، و هي المعوذتان و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» و «قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ» و «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ وَ اَلْفَتْحُ» و «سَبِّحِ اِسْمَ رَبِّكَ اَلْأَعْلَى» و «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» فاذا فرغ من الركعتين و تشهّد و سلّم سأل اللّه حاجته، فانّها تقضى بعون اللّه ان شاء اللّه تعالى (2).

و منها: صلاة اخرى للحاجة يؤتى بها في مسجد الكوفة،

و هي اربع ركعات بالحمد و ما شاء من السور، ثم يقول: «إلهي ان كنت عصيتك فاني قد اطعتك في احبّ الاشياء اليك، لم اتخذ لك ولدا، و لم ادع لك شريكا، و قد عصيتك في اشياء كثيرة لا على وجه المكابرة لك، و لا الاستكبار عن عبادتك، و لا الجحود لربوبيّتك، و لا الخروج عن العبوديّة لك، و لكن اتّبعت هواي، و ازلّني الشيطان بعد الحجّة و البيان، فان تعذّبني فبذنوبي غير ظالم انت، و ان تعف عنّي و ترحمنى فبجودك و كرمك يا كريم» (3).

ص:409


1- تفسير العياشي:1/352 [1] سورة الانعام حديث 1.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/235 باب 38 حديث 1، [2]عن امالي الشيخ الطوسي.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/463 باب 22 حديث 4.
و منها: ما عن الصادق عليه السّلام في الرجل يحزنه الامر و يريد الحاجة،

يصلّي ركعتين، يقرأ في احداهما الحمد مرة و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ألف مرّة، و في الثانية: الحمد و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» مرّة، ثم يسأل اللّه تعالى حاجته (1).

و منها: ما عن مولانا الصادق عليه السّلام ايضا

قال: من كانت له حاجة الى اللّه مهمّة يريد قضاءها، فليغتسل، و ليلبس انظف ثيابه، و يصعد الى سطحه، و يصلّي ركعتين، ثم يسجد و يثني على اللّه تعالى، و يقول: «يا جبرئيل يا محمد انتما كافياي فاكفياني، و انتما حافظاي فاحفظاني، و انتما كالئاي فاكلآني» مائة مرّة. قال عليه السّلام: حقّ على اللّه تعالى ان لا يقول ذلك أحد إلاّ قضى اللّه تعالى حاجته (2).

و منها: ما عنه عليه السّلام ايضا

قال: من كانت له حاجة فليقم جوف الليل و يغتسل و ليلبس اطهر ثيابه، و ليأخذ قلّة جديدة ملاء من ماء و يقرأ عليها القدر عشرا، ثم يرشّ حول مسجده و موضع سجوده، ثم يصلّي ركعتين بالحمد و القدر فيهما جميعا، ثم يسأل حاجته، فانه حريّ ان تقضى [حاجته]ان شاء اللّه تعالى (3).

و منها: ما عن مولانا الرضا عليه السّلام

قال: اذا حزنك أمر شديد فصلّ ركعتين، تقرأ في إحداهما الفاتحة و آية الكرسي، و في الثانية الحمد و «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» ، ثمّ خذ المصحف و ارفعه فوق رأسك و قل: اللّهم بحقّ من ارسلته به الى خلقك، و بحقّ كلّ [آية فيه و بحق كلّ]من مدحته فيه عليك، و بحقّك عليه، و لا نعرف احدا اعرف بحقك منك يا سيدي يا اللّه (عشر مرات) ، بحقّ محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (عشرا) ، بحقّ علي عليه السّلام

ص:410


1- الكافي:3/477 باب صلاة الحوائج حديث 2.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/463 باب 22 حديث 5.
3- البلد الامين:155.

(عشرا) ، بحقّ فاطمة (عشرا) . بحق امام بعد كل امام تعدّه عشرا، حتى تنتهي الى امام حق الذي هو امام زمانك، فإنّك لا تقوم من مقامك حتّى يقضي اللّه حاجتك (1).

و منها: ما عن مولانا الباقر عليه السّلام

قال: اذا كانت للمرأة الى اللّه حاجة صعدت فوق بيتها، و صلّت ركعتين، و كشفت رأسها الى السماء، فإنّها اذا فعلت ذلك استجاب اللّه لها و لم يخيّبها (2).

و منها: ثلاث صلوات وردت يوم الخميس لطلب الحاجة:

(3)

احداها: ما عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من انّ من صلّى يوم الخميس اربع ركعات، يقرأ في الاولى منهنّ الحمد مرّة و الاخلاص احدى عشر مرّة، و في الثانية: الحمد مرّة و الاخلاص احدى و عشرين مرّة، و في الثالثة: الحمد مرّة و الاخلاص احدى و ثلاثين مرّة، و في الرابعة: الحمد مرّة و الاخلاص احدى و اربعين مرّة، كلّ ركعتين بتسليم، فاذا سلّم في الرابعة قرأ «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» احدى و خمسين مرّة، و قال: (اللهم صلّ على محمد و آل محمد) احدى و خمسين مرّة، ثمّ يسجد و يقول في سجوده: (يا اللّه يا اللّه) مائة مرّة، و يدعو بما شاء، و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من صلّى هذه الصّلاة و قال هذا القول، لو سأل اللّه في زوال الجبال لزالت، او في نزول الغيث لنزل، و انه لا يحجب ما بينه و بين اللّه، و انّ اللّه [تعالى]ليغضب على من صلّى هذه الصلاة و لم يسأله

ص:411


1- مكارم الاخلاق:378 [1] في صلاة الحاجة.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/464 باب 22 حديث 1.
3- كان مقتضى الترتيب ذكر هذه الصلاة و نحوها من الصلوات الخاصّة الموقتة بيوم الخميس و ليلة الجمعة في طيّ القسم الاول من الصلوات المندوبة، الاّ انّ تأخيرنا لها الى هنا ليكون اسهل تناولا لمن طلب صلوات الحاجة [منه (قدس سره)].

حاجته (1).

و الثانية: ما عن مولانا الصادق عليه السّلام، فانه دخل اليه اسماعيل بن قيس الموصلي فقال عليه السّلام له: ما هذا الغمّ و النفس؟ فقال: يا مولاي جعلت فداك قد و حقّك بلغ مجهودي و ضاق صدري، قال عليه السّلام: اين أنت عن صلاة الحوائج؟ قال: و كيف اصلّيها جعلت فداك؟ قال: اذا كان يوم الخميس بعد الضحى، فاغتسل و ائت مصلاّك و صلّ اربع ركعات، تقرأ في كل ركعة الحمد مرّة و سورة القدر عشر مرّات [فاذا سلّمت فقلّ مائة مرّة: اللهم صلّ على محمد و آل محمد، ثم ارفع يديك الى السماء و قلّ: يا اللّه يا اللّه عشر مرات]، ثمّ تحرّك مسبحتك [سبحتك، و]تقول: يا ربّ. . يا ربّ حتّى ينقطع النفس، ثم تبسط كفيّك و ترفعهما تلقاء وجهك، و تقول: يا اللّه. . يا اللّه عشر مرّات، و قلّ: «يا افضل من رجي، يا خير من دعي، و يا اجود من سمح، و اكرم من سئل، يا من لا يعزب [خ. ل: يعزّ، يعير]عليه ما يفعله، يا من حيثما دعي اجاب، اسألك بموجبات رحمتك و عزائم مغفرتك، و اسألك باسمائك العظام، و بكل اسم هو لك عظيم، و اسألك بوجهك الكريم و بفضلك العظيم، و اسألك باسمك العظيم العظيم ديّان الدين محيي العظام و هي رميم، و اسألك بانّك اللّه لا إله إلاّ أنت، ان تصلّي على محمّد و آل محمّد، و ان تقضي حاجتي، و تيسّر لي من أمري فلا تعسّر عليّ، و تسهلّ لي مطلب رزقي من فضلك الواسع، يا قاضي الحاجات، يا قديرا على من لا يقدر عليه غيرك يا أرحم الراحمين و اكرم الاكرمين» قال عليه السّلام: افعلها مرّات.

قال الراوي-و هو المفضل بن عمر-: لما كان بعد الحول و كنّا في دار ابي عبد اللّه عليه السّلام اذ دخل علينا داود، فاخرج من كمّه كيسا، فقال:

ص:412


1- جمال الاسبوع:110 [1] صلاة اخرى للحاجة في يوم الخميس.

جعلت فداك هذه خمسمائة دينار وجبت عليّ ببركتك و بما علّمتنى من الخير (1).

و الثالثة: ما ذكره ابن طاووس رحمه اللّه قال: من كانت له حاجة مهمة فليغتسل يوم الخميس عند ارتفاع النهار قبل الزوال، و ليصلّ ركعتين، يقرأ في الاولى منهما: الحمد و آية الكرسي، و في الثانية: الحمد و آخر الحشر و سورة القدر، فاذا سلّم يأخذ المصحف فيرفعه فوق رأسه، ثم يقول: بحقّ من ارسلته به الى خلقك، و بحقّ كلّ آية لك فيه، و بحقّ كلّ مؤمن مدحته فيه، و بحقّك عليهم، و لا [فلا]احد اعرف بحقّك منك يا سيّدي يا اللّه» عشر مرّات (بحق محمّد) عشر مرات (بحقّ عليّ) عشر مرّات (بحقّ فاطمة) عشر مرّات. . ثم تعدّ كلّ امام عشر مرات حتّى تنتهي الى امام زمانك: (اصنع بي. . كذا و كذا) تقضى حاجتك ان شاء اللّه تعالى (2).

و منها: ما ورد للحوائج يؤتى بها ليلة الجمعة آخر الليل،

و هي اربع ركعات تقرأ في الأولى الحمد مرّة و يس مرّة، ثم تركع، فاذا رفعت رأسك من الركوع تقرأ: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي. . . إلى قوله تعالى يَرْشُدُونَ 3و تردّد ذكرها مائة مرّة، و تقرأ في الثانية: الحمد مرتين و يس مرّة و تقنت و تركع و ترفع رأسك و تقرأ المتقدم ذكرها مائة مرّة، ثم تسجد، فاذا فرغت من السجدتين تتشهّد و تنهض الى الثالثة من غير تسليم فتقرأ الحمد ثلاث مرات و يس مرّة، فاذا رفعت رأسك من الركوع تقرأ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللّهُ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ 4و تقرأ في الركعة الرابعة الحمد اربع مرات و يس مرّة، و تقرأ

ص:413


1- جمال الاسبوع:106 [1] صلاة اخرى ليوم الخميس و هي صلاة الحاجة.
2- جمال الاسبوع:109 [2] صلاة اخرى في يوم الخميس للحاجة.

بعد الركوع ربّ أَنِّي مَسَّنِيَ اَلضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ اَلرّاحِمِينَ فاذا سلّمت سجدت و استغفرت اللّه مائة مرّة، و تضع خدّك الايمن على الارض و تصلّ على محمد و آله مائة مرّة، و تضع خدّك الايسر على الارض، و تقرأ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (1)و تدعو بما شئت، فيستجاب لك ان شاء اللّه تعالى (2).

و منها: صلاة الحاجة تصلّى ليلة الجمعة و ليلة عيد الاضحى،

و هي ركعتان، تقرأ في كل منهما الحمد الى «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ» ، و تكرّر «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ» مائة مرّة، ثم تتمّ الحمد، ثم تقرأ التوحيد مائتي مرّة، فاذا اتيت بالركعتين هكذا سلّمت، ثم قلت: (لا حول و لا قوة إلا باللّه العليّ العظيم) سبعين مرّة، ثم سجدت و قلت مائتي مرّة: (يا ربّ يا ربّ) ثم تسأل كلّ حاجة [فتقضى]ان شاء اللّه تعالى (3).

و منها: صلاة اخرى للحاجة ليلة الجمعة،

و هي ركعتان، في كلّ ركعة الحمد و آية الكرسي مرّة مرّة، و الاخلاص خمس عشرة مرّة، فاذا سلّم صلّى على محمد و آله مائة مرّة (4).

و منها: صلاة الخضر ليلة الجمعة للحاجة،

و هي اربع ركعات بتسليمتين، في كل ركعة الحمد مرّة، و مائة مرّة وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ. . . 5الى قوله

ص:414


1- سورة يس:82.
2- جمال الاسبوع:121 [2] صلاة اخرى ليلة الجمعة للحوائج.
3- جمال الاسبوع:124 [3] صلاة للحاجة في ليلة الجمعة و ليلة عيد الاضحى.
4- جمال الاسبوع:125 [4] صلاة اخرى ليلة الجمعة.

اَلْمُؤْمِنِينَ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّهِ. . الى قوله سُوءُ اَلْعَذابِ (1)فاذا فرغ من صلاته قال مائة مرّة: (لا حول و لا قوة إلا باللّه العليّ العظيم) ، ثم يسأل حاجته، فانها مقضيّة ان شاء اللّه تعالى (2).

و منها: صلاة الحاجة الخارجة من الناحية المقدّسة،

قال عجّل اللّه تعالى فرجه-على ما روي-: من كانت له الى اللّه حاجة فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل و يأتي مصلاّه، و يصلّي ركعتين، يقرأ في الاولى الحمد، فاذا بلغ «إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ» يكررّها مائة مرّة، و يتمّ في المائة (3)الى آخرها، و يقرأ التوحيد مرّة واحدة، ثم يركع و يسجد و يسبح فيهما سبعة سبعة، و يصلّي الركعة الثانية على هيئتها، و يدعو بهذا الدعاء، فان اللّه تعالى يقضي حاجته البتة كائنا ما كان، إلا أن يكون في قطيعة رحم، و الدعاء: «اللهم ان اطعتك فالمحمدة لك، و ان عصيتك فالحجّة لك، منك الروح و منك الفرج، سبحان من انعم و شكر، سبحان من قدّر و غفر، اللهم ان كان [خ. ل: ان كنت]قد عصيتك فانّى قد اطعتك في احبّ الاشياء اليك و هو الايمان بك، لم اتخّذ لك ولدا، و لم ادع لك شريكا، منّا منك به عليّ. لا منّا منّي [به]عليك، و قد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابره، و لا الخروج عن عبوديّتك، و لا الجحود لربوبيّتك، و لكن اطعت هواي و ازلنّي الشيطان، فلك الحجة عليّ و البيان، فان تعذّبني فبذنوبي غير ظالم، و ان تغفر لي و ترحمني فانّك جواد كريم، يا كريم. .» حتّى ينقطع النفس. ثم يقول: «يا أمنا من كلّ شيء و كل شيء منك خائف حذر،

ص:415


1- سورة غافر:44 [1]أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّهِ إِنَّ اَللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ* فَوَقاهُ اَللّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ اَلْعَذابِ.
2- جمال الاسبوع:125 [2] صلاة الخضر في ليلة الجمعة.
3- يعني انه بعد قول المرّة الاخيرة من المائة: إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ يتمّ الحمد. [منه (قدس سره)].

اسألك بأمنك من كلّ شيء و خوف كل شيء منك ان تصلّي على محمد و آل محمد، و ان تعطيني امانا لنفسي و اهلي و مالي [و ولدي]و ساير ما انعمت به عليّ حتّى لا اخاف احدا، و لا احذر من شيء ابدا، انك على كل شيء قدير، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل. يا كافي ابراهيم عليه السّلام نمرود، و يا كافي موسى [عليه السّلام]فرعون، و يا كافي محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الاحزاب، اسألك أن تصلّي على محمد و آل محمد، و ان تكفيني شرّ. . فلان بن فلان» فيستكفي شرّ من يخاف شرّه، فانّه يكفى شرّه ان شاء اللّه تعالى، ثم يسجد و يسأل حاجته و يتضرّع الى اللّه تعالى، فانّه ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى هذه الصلاة و دعا بهذا الدعاء إلاّ فتحت له ابواب السماء للاجابة، و يجاب في وقته و ليلته كائنا ما كان، و ذلك من فضل اللّه تعالى علينا و على الناس (1).

و منها: ما عن سيد العابدين عليه السّلام

قال: اذا كان لك مهمّ فصل اربع ركعات تحسن قنوتهنّ و اركانهنّ، تقرأ في الاولى الحمد مرّة و «حَسْبُنَا اَللّهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ» سبع مرّات، و في الثانية الحمد مرّة و قوله تعالى ما شاءَ اَللّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَ وَلَداً (2)سبع مرات، و في الثالثة الحمد مرّة و قوله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّالِمِينَ (3)سبع مرّات، و في الرابعة الحمد مرّة و أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّهِ إِنَّ اَللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (4)سبع مرّات، ثم يسأل حاجتك (5). و تسمى هذه الصلاة ب: صلاة المهمّات.

ص:416


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/420 باب 37 حديث 1، [1] بلفظه.
2- سورة الكهف:39.
3- سورة الانبياء:87.
4- سورة غافر:44.
5- مكارم الاخلاق:385 [5] صلاة في المهمات.

و كذا ما روي عنه عليه السّلام من انّه إذا احزنه امر يلبس أنظف ثيابه و اسبغ الوضوء و صعد أعلى سطوحه، فصلّى اربع ركعات، في الاولى: الحمد و «إِذا زُلْزِلَتِ» ، و في الثانية الحمد و «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ» ، و في الثالثة الحمد و «قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ» ، و في الرابعة الحمد و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، ثم يرفع يديه الى السماء و يقول: «اللهم انّي اسألك باسمائك الّتي اذا دعيت بها على ابواب السماء للفتح انفتحت، و اذا دعيت به (خ. ل: بها) على مضائق الارضين للفرج انفرجت، و اسألك باسمائك الّتي اذا دعيت به (خ. ل: بها) على ابواب العسر لليسر تيسرّت، و اسألك باسمائك الّتي اذا دعيت بها على القبور انتشرت، صلّى على محمّد و آل محمّد و اقلبني بقضاء حاجتي» .

قال عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) : اذا و اللّه لا يزول قدمه حتّى تقضى حاجته ان شاء اللّه تعالى (1).

صلوات الحاجة

و اما الجملة الثانية من صلوات الحاجة و هي ذوات الخصوصية في حوائج خاصة.

فمنها: صلاة الظلامة

فعن أبي عبد اللّه عليه السّلام انه قال: اذا ظلمت بمظلمة فلا تدعو على صاحبك، فانّ الرجل يكون مظلوما فلا يزال يدعو حتى يكون ظالما، و لكن إذا ظلمت فاغتسل و صلّ ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء، ثم قلّ: «اللّهم ان -فلان بن فلان-قد ظلمني و ليس لي أحد اصول به عليه غيرك، فاستوف لي ظلامتي الساعة الساعة» فانك لا تلبث حتى ترى ما تحبّ (2).

ص:417


1- مكارم الاخلاق:391 [1] صلاة اخرى للمهمات.
2- مكارم الاخلاق:384 [2] صلاة الانتصار من الظالم.

و زاد في رواية اخرى بعد: (الساعة) قول: «بالاسم الذي اذا سألك به المضطرّ اجبته فكشفت ما به من ضرّ، و مكّنت له في الارض، و جعلته خليفتك على خلقك، فاسألك ان تصلّي على محمد و آل محمد، و ان تستوفي ظلامتي الساعة الساعة» (1).

و ذكر الكفعمي رحمه اللّه مكان هذا الدعاء دعاء آخر رواه بعد هذه الصلاة عن علي عليه السّلام، و هو: «اللهم انّ-فلان بن فلان-ظلمني و اعتدى عليّ، و نصب لي و امضني و ارمضني و اذلّني و اخلقني، اللهم فكله الى نفسه، و هدّ ركنه، و عجل جائحته (2)و اسلبه نعمتك عنده، و اقطع رزقه، و ابتر عمره، و امح اثره، و سلّط عليه عدوّه، و خذه في مأمنه، كما ظلمني و اعتدى عليّ و نصب لي و امض و ارمض و اذلّ و اخلق. اللهم اني استعيدك [كذا، و لعله استعديك]على-فلان بن فلان-فاعدني، فانك اشدّ بأسا و أشد تنكيلا» قال عليه السّلام: فانه لا يمهل ان شاء اللّه تعالى . . يفعل ذلك ثلاثا (3).

و منها: الصلاة عند العسرة

روى الطبرسي رحمه اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إذا عسر عليك امر، فصلّ [عند الزوال]ركعتين، تقرأ في الاولى بفاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، و «إِنّا فَتَحْنا» الى قوله «وَ يَنْصُرَكَ اَللّهُ نَصْراً عَزِيزاً» ، و في الثانية فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» و «أَ لَمْ نَشْرَحْ» [و قد جرّب] (4).

ص:418


1- المصدر نفسه.
2- الجائحة: كل مصيبة عظيمة و فتنة مبيرة جائحة. . مجمع البحرين مادة جوح [منه (قدس سره)].
3- مصباح الكفعمي:205، و [2]مستدرك وسائل الشيعة:1/460 باب 11 حديث 1.
4- مكارم الاخلاق:384 [4] صلاة العسر.
و منها: الصلاة عند الامر المخوف

فعن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: للامر المخوّف العظيم ركعتان-و هي التي كانت الزهراء (سلام اللّه عليها) تصلّيها-تقرأ في الركعة الاولى الحمد مرّة، و خمسين مرّة «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، و في الركعة الثانية: مثل ذلك، فاذا سلّمت صلّيت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة (1).

و في رواية اخرى: عند الامر المخوف تصوم الاربعاء و الخميس و الجمعة و تصلي [فاذا كان وقت الافطار فصلّي]بين العشائين اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كل ركعة الحمد مرّة و الاخلاص احدى عشر [اثنتي عشرة]مرّة، فإذا صلّيت أربع ركعات فا [سجد]قلت: [ثم قل]: «اللّهم يا سابق الفوت، و يا سامع الصوت، و يا محيي العظام بعد الموت و هي رميم (2)، أسألك باسمك العظيم الأعظم ان تصلّي على محمد عبدك و رسولك، و اهل بيته الطاهرين، و [ان]تعجل لي الفرج ممّا انا فيه برحمتك يا ارحم الراحمين» (3).

و منها: الصلاة عند خوف المكروه

فعن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: اتّخذ مسجدا في بيتك، فاذا خفت شيئا فالبس ثوبين غليظين من اغلظ ثيابك فصلّ فيهما، ثم اجث على ركبتيك، فاصرخ الى اللّه و سله الجنة، و تعوّذ باللّه من شرّ الذى تخافه، و إيّاك ان يسمع اللّه منك كلمة بغي، و ان اعجبتك نفسك [و عشيرتك] (4).

ص:419


1- جمال الاسبوع:266 [1] صلاة اخرى لها عليها السّلام.
2- في المصدر: و هي رميم بعد الموت.
3- مصباح المتهجد:298.
4- الكافي:3/480 باب صلاة من خاف مكروها حديث 2.
و منها: الصلاة عند الخوف من العدو و الدعاء عليه

قال يونس بن عمار: شكوت الى ابي عبد اللّه عليه السّلام رجلا كان يؤذيني فقال لي: ادع عليه، فقلت: قد دعوت. فقال عليه السّلام: ليس هكذا، و لكن اقلع عن الذنوب، و صم و تصدّق و صلّ فاذا كان آخر الليل فاسبغ الوضوء فصلّ ركعتين، ثم قلّ و أنت ساجد: «اللهم انّ-فلان بن فلان-آذاني، اللهم اسقم بدنه، و اقطع اثره، و انقص اجلّه، و عجّل ذلك له في عامه هذا» قال: ففعلت فما لبث ان هلك (1).

و روى الطبرسي رحمه اللّه عن الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) لدفع الاعداء و الخصماء و المعاندين، قال: تصلّي اربع ركعات بتشهدّين و سلامين، و تقرأ في الركعة الأولى سورة الحمد مرّة و سورة «إِذا جاءَ نَصْرُ اَللّهِ» عشر مرّات، و في الركعة الثانية: سورة الحمد مرّة و سورة «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» عشر مرّات، و في الركعة الثالثة: سورة الحمد مرّة و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ» عشر مرّات، و في الركعة الرابعة سورة الحمد مرّة و سورة «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّاسِ» عشر مرّات، و بعد الفراغ من الصّلاة تصلّي على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما استطعت، ثم تقول عشر مرّات: «يا فارج الهم، و يا كاشف الغم، و يا مجيب دعوة المضطّرين، خلّصنا من اعدائك» ، ثم تقول عشرا: «يا قاضي الحاجات» ، ثم تقول عشرا: «يا مجيب الدعوات خلّصنا من اعدائك» ثم تقول عشرا: «يا دليل المتحيّرين، و غياث المستغيثين خلّصنا من اعدائك» ثم تقول عشرا: «يا جليل يا كريم» ، ثم تقول عشرا: «حسبنا اللّه و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير خلّصنا من اعدائك يا لطيف» ، ثم تقول: «و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه خلّصنا من اعدائك يا حليم» ، ثم تقول مائة مرّة: «يا ربّ. . يا ربّ» ، ثم تسأل حاجتك فانّها تستجاب ان شاء اللّه تعالى (2).

ص:420


1- الفقيه:1/352 صلاة اخرى للحاجة حديث 1549.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/465 باب 27 حديث 1.
و منها: صلاة الخوف من الظالم

قال الطبرسي رحمه اللّه: اغتسل و صلّ ركعتين، و اكشف عن ركبتيك و اجعلهما ممّا تلي القبلة، و قل مائة مرّة «يا حيّ يا قيّوم [يا قيوم يا حيّ]، يا لا إله إلاّ أنت برحمتك استغيث، فصلّ على محمد و آل محمد، و أغثني الساعة الساعة» فاذا فرغت من ذلك فقل: «اسألك ان تصلّي على محمد و آل محمّد و ان تلطف لي، و ان تغلب لي، و ان تمكر لي، و ان تخدع لي، و ان تكيد لي، و ان تكفيني مؤونة-فلان- بلا مؤونة» (1)فإنّ هذا كان دعاء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم غزوة أحد.

و منها: الصلاة للخلاص من السجن

فروي عن الفضل بن الربيع انّ موسى بن جعفر عليهما السّلام كان في حبس الرشيد-لعنه اللّه-فامر ليلة باطلاقه و اعطائه جائزة، و لم يظهر لذلك سبب، فسئل موسى بن جعفر عليهما السّلام عنه، فقال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة الأربعاء في النوم، فقال لي: يا موسى! أنت محبوس مظلوم؟ فقلت: نعم. . الى ان قال : فقال: اصبح صائما و اتبعه بصيام الخميس و الجمعة، فاذا كان وقت الافطار فصل اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كل ركعة الحمد مرّة و اثنتي عشرة مرّة «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، فاذا صلّيت منها اربع ركعات فاسجد، ثم قل: «اللهم يا سابق الفوت، و يا سامع الصوت، و يا محيي العظام و هي رميم بعد الموت، اسألك باسمك العظيم الأعظم ان تصلي على محمد عبدك و رسولك و على أهل بيته الطاهرين، و ان تعجّل لي الفرج مما انا فيه» ففعلت فكان الذي رأيت (2).

و في خبر آخر انه عليه السّلام لما حبس فجنّ عليه الليل فخاف ناحية هارون

ص:421


1- مكارم الاخلاق:392 [1] صلاة الخوف من الظالم.
2- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:43.

ان يقتله، فجدّد عليه السّلام طهوره و استقبل القبلة بوجهه، و صلّى للّه عز و جل اربع ركعات، ثم دعا بهذه الدعوات، فقال: «يا سيدي! نجّني من حبس هارون، و خلّصني من يده، يا مخلّص الشجر من بين رمل و طين [و ماء]، و يا مخلّص اللبن من بين فرث و دم، و يا مخلّص الولد من بين مشيمة و رحم، و يا مخلص النار من بين حديد و حجر، و يا مخلص الارواح من بين الاحشاء و الامعاء، خلّصني من يد هارون» فلما دعا عليه السّلام بهذه الدعوات اتى هارون رجل اسود في منامه و بيده سيف قد سلّه فوقف على رأس هارون، و هو يقول: (يا هارون! اطلق عن موسى بن جعفر (عليهما السّلام) و إلاّ ضربت علاوتك بسيفي هذا) فخاف هارون من هيبته، ثم دعا الحاجب فقال له: اذهب إلى السجن فاطلق عن موسى بن جعفر (عليهما السّلام) الحديث (1).

و منها: الصلاة لدفع شر السلطان و قضاء الدين

فقد روى سليمان الديلمي قال: جاء رجل الى الصادق عليه السّلام فقال: يا سيّدي! اشكو اليك دينا ركبني، و سلطانا غشمني، فقال: إذا جنّك الليل فصلّ ركعتين، اقرأ في الأولى منهما الحمد و آية الكرسي، و في الركعة الثانية: الحمد و آخر سورة الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا اَلْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ. . . الى آخر السورة، ثم خذ المصحف و دعه على رأسك، و قلّ: «بحقّ هذا القرآن، و بحقّ من ارسلته به، و بحقّ كل مؤمن مدحته فيه، و بحقّك عليهم فلا احد اعرف بحقّك منك، يا اللّه-عشر مرات-، يا محمد-عشر مرات-، يا علي-عشر مرات-، يا حسن-عشر مرات- يا حسين-عشر مرات-يا علي بن الحسين-عشر مرات-، يا محمد بن علي -عشر مرات-، يا جعفر بن محمد-عشر مرات-، يا موسى بن جعفر-عشر مرات-، يا علي بن موسى-عشر مرات-يا محمد بن علي-عشر مرات-يا علي بن محمد

ص:422


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:53.

-عشر مرات-، يا حسن بن علي-عشر مرات-، يا الحجة [بالحجة]-عشر مرات-» ثم تسأل حاجتك، قال: فمضى الرجل و عاد اليه بعد مدة، و قد قضي دينه و صلح له سلطانه، و عظم يساره (1).

و منها: الصلاة لقضاء الدين

فروى ابن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: انّي ذو عيال و عليّ دين و قد اشتدّت حالتي [خ. ل: حالي]، فعلّمني دعاء إذا دعوت اللّه رزقني ما اقضي به ديني و استعين به على عيالي، فقال: يا عبد اللّه! توضّأ و اسبغ وضوءك، ثم صلّ ركعتين تتّم الركوع و السجود فيهما، ثم قل: «يا ماجد يا واحد يا كريم اتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، يا محمد يا رسول اللّه انّي اتوجه بك إلى اللّه ربّك و ربّ كلّ شيء ان تصلّي على محمد و على أهل بيته، و اسألك نفحة من نفحاتك، و فتحا يسيرا، و رزقا واسعا، الّم به شعثي، و اقضي به ديني، و استعين به على عيالي» (2).

و روى في مكارم الاخلاق صلاتين اخريين لقضاء الدين (3).

و منها: الصلاة لطلب الرزق

ففي رواية هشام بن سالم عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا تتركوا ركعتين بعد العشاء الآخرة فانّها مجلبة للرزق، تقرأ في الاولى الحمد و آية الكرسي و «قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ» ، و في الثانية: الحمد و ثلاث عشرة مرّة «قُلْ هُوَ اَللّهُ

ص:423


1- وسائل الشيعة:5/253 باب 24 حديث 1.
2- الكافي:3/473 باب الصلاة في طلب الرزق حديث 2.
3- راجع مكارم الاخلاق:388 [3] صلاة الرزق، و صلاة الفقر.

أَحَدٌ» ، فاذا سلمت فارفع يدك و قل: «اللهم انّي اسألك يا من لا تراه العيون، و لا تخالطه الظنون، و لا يصفه الواصفون، يا من لا تغيّره الدهور، و لا تبليه الازمنة، و لا تحليه [تحيله]الامور، يا من لا يذوق الموت، و لا يخاف الفوت، يا من لا تضرّه الذنوب، و لا تنقصه المغفرة، صلّ على محمد و آله، و هبّ لي ما لا ينقصك، و اغفر لي ما لا يضرّك، و افعل بي. . كذا و كذا» . و تسأل حاجتك و قال: من صلاّها بنى اللّه له بيتا في الجنّة (1).

و روى في مكارم الاخلاق عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: اذا رأيت في معاشك ضيقا، و في امرك التيانا (2)، فانزل حاجتك باللّه تعالى و جلّ، و لا تدع صلاة الاستغفار، و هي ركعتان، تفتح الصلاة و تقرأ الحمد و «إِنّا أَنْزَلْناهُ» مرّة واحدة في كل ركعة، ثم تقول-بعد القراءة-: استغفر اللّه خمس عشر مرّة، ثم تركع فتقولها عشرا هيئة صلاة جعفر، يصلح اللّه لك شأنك كلّه ان شاء اللّه تعالى (3).

و روي فيه-ايضا-صلاة اخرى للرزق، و هي ركعتان في كل ركعة فاتحة الكتاب و خمس عشرة مرّة سورة قريش، و بعد التسليم يصلّي عشر مرّات على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يسجد و يقول عشر مرّات: «اللهمّ اغنني بفضلك عن خلقك» (4).

و روى عبد العزيز عن ابي عبد اللّه (عليه السّلام) انّ رجلا قال له: انّي فقير. فقال: استقبل يوم الاربعاء فصمه و اتله بالخميس و الجمعة ثلاثة ايام، فاذا كان في ضحى يوم الجمعة فزر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من اعلى

ص:424


1- فلاح السائل:234 الفصل الثامن و العشرون.
2- الالتياث: هو الاضطراب، مجمع البحرين.
3- مكارم الاخلاق:380 [2] صلاة الاستغفار.
4- مكارم الاخلاق:387 [3] صلاة اخرى.

سطحك او في فلاة من الارض حيث لا يراك أحد، ثم صلّ مكانك ركعتين، ثم اجث على ركبتيك و افض بهما الى الارض و انت متوجّه الى القبلة [واضعا]يدك اليمنى فوق اليسرى و قلّ: «[اللهم]أنت أنت انقطع الرجاء إلاّ منك، و خابت الآمال الا فيك، يا ثقة من لا ثقة له، لا ثقة لي غيرك، اجعل لي من امري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث احتسب و من حيث لا احتسب» ثم اسجد على الارض و قلّ: «يا مغيث اجعل لي رزقا من فضلك» فلن يطلع عليك نهار يوم السبت إلاّ برزق جديد (1).

و منها: الصلاة لطلب الرزق عند الخروج الى السوق

فقد روي عن ابن طيار قال: قلت لابي عبد اللّه عليه السّلام: انّه كان في يدي شيء و تفرّق، و ضقت ضيقا شديدا، فقال لي: أ لك حانوت في السوق؟ قلت: نعم، و قد تركته، قال: اذا رجعت الى الكوفة فاقعد في حانوتك و اكنسه، فاذا اردت ان تخرج الى سوقك فصلّ ركعتين او اربع ركعات، ثم قلّ في دبر صلاتك: «توجهت بلا حول منّي و لا قوّة و لكن بحولك و قوّتك، و أبرأ اليك من الحول و القوة إلاّ بك، فانت حولي و بك قوّتي، اللهمّ فارزقني من فضلك الواسع رزقا كثيرا طيّبا و أنا خافض في عافيتك فانّه لا يملكها أحد غيرك» . . . الى أن قال: فما زلت حتّى ركبت الدواب و اشتريت الرقيق و بنيت الدور (2).

و روى في الوسائل (3)و المستدركات (4)صلوات اخر لطلب الرزق و عند الخروج الى السوق قريبة ممّا ذكر، فراجع.

ص:425


1- مصباح المتهجد:230 [1] صلاة اخرى.
2- الكافي:3/474 باب الصلاة في طلب الرزق حديث 3.
3- وسائل الشيعة:5/250 باب 22 [3] صلوات عديدة.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/461 باب 17 [4] صلوات عديدة.
و منها: الصلاة للاستطعام عند الجوع

فقد روى شعيب عن ابي عبد اللّه عليه السّلام انه قال: من جاع فليتوضّأ و ليصلّ ركعتين، ثم يقول: «يا ربّ انّي جايع فاطعمني» ، فانّه يطعم من ساعته (1).

و روي في خبر طويل ذكر فيه جوع سيّدة النساء و ابيها و زوجها و ولديها (صلوات اللّه عليهم اجمعين) انّها دخلت بيتها و صلّت ركعتين، قرأت في اولهما الحمد و ألم السجدة، و في الثانية: الحمد و سورة الانعام، فلما سلّمت دعت فانزل اللّه عليها مائدة (2).

و منها: الصلاة عند نزول البلاء

ففي خبر ابي علي الخزاز قال حضرت ابا عبد اللّه عليه السّلام و اتاه رجل فقال له: جعلت فداك، اخي به بليّة استحيي ان اذكرها، فقال عليه السّلام: استر ذلك و قل له يصوم الأربعاء و الخميس و الجمعة، و يخرج إذا زالت الشمس، و يلبس ثوبين أمّا جديدين، و أمّا غسيلين حيث لا يراه أحد، فيصلّي و يكشف عن ركبتيه و يتمطّى براحتيه الأرض و جنبيه، و يقرأ في صلاته فاتحة الكتاب عشر مرّات، و «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» عشر مرّات، فاذا ركع قرأ خمس عشرة مرّة «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، فاذا سجد قرأها عشرا، فاذا رفع رأسه قبل ان يسجد قرأها عشرين مرّة، يصلي اربع ركعات على مثل هذا، فاذا فرغ من التشهّد قال: «يا معروفا بالمعروف يا اول الأولين يا آخر الآخرين يا ذا القوّة المتين، يا رازق المساكين، يا ارحم الراحمين، اني اشتريت نفسي منك بثلث ما املك فاصرف

ص:426


1- الكافي:3/475 باب الصلاة في طلب الحوائج حديث 6.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/463 باب 20 حديث 1 و 2.

عنّي ما ابتليت به إنّك على كل شيء قدير» (1).

و قال الصادق عليه السّلام لسماعة: ان احدكم إذا مرض دعا الطبيب و اعطاه، و ان كان له حاجة الى سلطان رشا البواب و اعطاه، و لو ان احدكم إذا فدحه امر فزع الى اللّه عزّ و جلّ فتطهّر و تصدّق بصدقة قلّت أو كثرت، ثم دخل المسجد فصلّى ركعتين فحمد اللّه و اثنى عليه و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم و اهل بيته (عليهم السّلام) ، ثم قال: «اللهم ان عافيتني من مرضي او رددتني من سفري او عافيتني مما اخاف من. . كذا و كذا» إلاّ آتاه اللّه ذلك، و هي اليمين الواجبة، و ما جعل اللّه عليه في الشكر (2).

و روى الكفعمي مسندا عن الصادق عليه السّلام قال: من نزل به كرب فليغتسل و ليصلّ ركعتين، ثم يضطجع و يضع خده الأيمن على يده اليمنى، و يقول: «يا معزّ كل ذليل و مذلّ كل عزيز، و حقّك لقد شقّ عليّ كذا و كذا» و يسمّي ما نزل به، يكشف [اللّه]كربه ان شاء اللّه تعالى (3).

و منها: الصلاة لمكالمة اهل القبور و سماع الجواب منهم

و هي الصلاة السابعة من صلوات يوم الجمعة المزبورة.

و منها: الصلاة لرؤية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في المنام

فروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام انه قال: إني إذا اشتقت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اصلّي صلاة العبهر في أيّ يوم كان فلا ابرح من مكاني حتى ارى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في المنام، قال عليّ بن

ص:427


1- الكافي:3/477 باب صلاة الحوائج حديث 4.
2- الفقيه:1/351 صلاة اخرى للحاجة حديث 1547.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/464 باب 23 حديث 1.

منهال: جرّبته سبع مرّات، و هي: اربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة و إِنّا أَنْزَلْناهُ عشر مرّات، و يسبّح خمس عشرة مرّة ب «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه اكبر» ثم يركع و يقول ثلاث مرّات: «سبحان ربّي العظيم» ، و يسبح عشر مرّات، ثم يرفع رأسه و يسبّح ثلاث مرّات، ثم يسجد و يسبّح خمس عشرة مرّة، ثم يرفع رأسه و ليس فيما بين السجدتين شيء، ثم يسجد ثانيا كما وصفت إلى ان يتمّ اربع ركعات بتسليمة واحدة، فاذا فرغ لا يكلّم أحدا حتى يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرّات، و «إِنّا أَنْزَلْناهُ» عشر مرّات، و يسبح ثلاثا و ثلاثين مرّة، ثم يقول: «صلّى اللّه على النبي الأميّ، جزى اللّه محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عنّا ما هو أهله و مستحقّه» ثلاثا و ثلاثين مرّة، من فعل هذا وجد ملك الموت و هو ريّان (1).

و روى في البحار عن مجموع الدعوات لأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: من اراد ان يرى النبّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في منامه فليقم ليلة الجمعة فيصلّي المغرب ثم يدوم على الصلاة إلى ان يصلي العتمة و لا يكلم احدا، ثمّ يصلّي و يسلم في ركعتين يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ ثلاث مرّات، فاذا فرغ من صلاته انصرف، ثم صلّى ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب مرّة واحدة، و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ سبع مرّات، و يسجد بعد تسليمه و يصلّي على النبّي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سبع مرّات، و يقول: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه» سبع مرّات، ثم يرفع رأسه من السجود و يستوي جالسا و يرفع يديه، و يقول: «يا حيّ يا قيّوم يا ذا الجلال و الاكرام، يا إله الأولين و الآخرين، يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما، يا ربّ يا ربّ. .» ثم يقول رافعا يديه «يا ربّ» ثلاثا «يا

ص:428


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/479 باب 44 حديث 28.

عظيم الجلال» ثلاثا «يا بديع الكمال، يا كريم الفعال، يا كثير النوال، يا دائم الافضال، يا كريم يا متعال، يا اوّل بلا مثال، يا قيّوم بغير زوال، يا واحد بلا انتقال، يا شديد المحال، يا رازق الخلائق على كلّ حال، ارني وجه حبيبي و حبيبك محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في منامي يا ذا الجلال و الاكرام» ثم ينام في فراشه مستقبل القبلة على يمينه، و يلزم الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتى يذهب به النوم، فانّه يراه في منامه ان شاء اللّه تعالى (1).

و منها: صلاة الذكاء و الحفظ

ففي مرفوعة سدير عن الصّادقين عليهما السّلام انهّما قالا: تكتب بزعفران الحمد و آية الكرسي و إِنّا أَنْزَلْناهُ، و يس، و الواقعة، و سَبَّحَ لِلّهِ الحشر، و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ و المعوذّتين في اناء نظيف، ثم تغسله (2)بماء زمزم، او بماء المطر، او بماء نظيف، ثمّ تلقي عليه مثقالين لبانا، و عشرة مثاقيل سكرا، و عشرة مثاقيل عسلا، ثم تضعه (3)تحت السماء بالليل و يوضع على رأسه حديد، ثمّ تصلّي آخر الليل ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد مرّة و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ خمسين مرّة، فإذا فرغت من صلاتك شربت الماء على ما وصفت لك، فانه جيّد مجرّب للحفظ ان شاء اللّه تعالى (4).

و منها: صلاة حديث النفس

فروى الطبرسي رحمه اللّه في مكارم الاخلاق عن الصادق عليه السّلام

ص:429


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/422 باب 37 حديث 22.
2- في المتن: تغسل.
3- في المتن: تضع.
4- مكارم الاخلاق:393 [2] صلاة الذكاء و جودة الحفظ.

قال: ليس من مؤمن يمّر عليه اربعون صباحا إلاّ حدّث نفسه، فليصل ركعتين و ليستعذ باللّه من ذلك (1).

و منها: صلاة طلب الحمل و الولد

فروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال: من اراد ان يحبل له، فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع و السجود، ثم يقول: «اللهم انّي اسألك بما سألك به زكريّا إذ قال: رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوارِثِينَ، اللهم هبّ لي ذرية طيّبة انكّ سميع الدعاء، اللهم باسمك استحللتها، و في امانتك اخذتها، فان قضيت لي في رحمها ولدا فاجعله غلاما، و لا تجعل للشيطان فيه نصيبا و لا شريكا» (2).

و روى في مكارم الاخلاق عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: اذا اردت الولد فتوضأ سابغا، و صلّ ركعتين و حسّنهما، و اسجد بعدهما سجدة، و قل: «استغفر اللّه» احدى و سبعين مرّة، ثم تغشى امرأتك، و قل: «اللهم ان ترزقني ولدا لاسمّيه [خ. ل: لاسميّنه]باسم نبيك [محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلم]» ، فان اللّه يفعل ذلك (3)الخبر.

و قد مرّ في ضمن الخبر السابع من اخبار صلوات يوم الجمعة ان ما تضمّنها من الصلوات تنفع لمن اراد الولد.

و منها: صلاة ام المريض و دعائها له بالشفاء

فعن اسماعيل الارقط-ابن اخت مولانا الصادق عليه السّلام-قال:

ص:430


1- مكارم الاخلاق:379 [1] صلاة لحديث النفس.
2- الكافي:3/482 باب صلاة من اراد ان يدخل باهله حديث 3.
3- مكارم الاخلاق:391 [3] صلاة طلب الولد.

مرضت في شهر رمضان مرضا شديدا حتى ثقلت فجزعت امّي، فقال لها ابو عبد اللّه عليه السّلام: اصعدي إلى فوق البيت و ابرزي إلى السماء و صلّى ركعتين، فإذا سلّمت فقولي: «اللّهم و هبته لي و لم يك شيئا، اللّهم إنّي استوهبكه مبتدأ فاعرنيه» قال: ففعلت فافقت و قعدت، فدعوا بسحور لهم هريسة فتسحّروا بها و تسحرت معهم (1).

و منها: صلاة العفو

رواها الطبرسي قال: اذا احسست من نفسك بفترة فلا تدع عند ذلك صلاة العفو، و هي ركعتان بالحمد و إِنّا أَنْزَلْناهُ مرة واحدة في كلّ ركعة، و تقول بعد القراءة: «ربّ عفوك عفوك. .» خمس عشرة مرّة، ثم تركع و تقول بعد ذلك عشرا، و تتم الصلاة كمثل صلاة جعفر (2).

و منها: صلاة التوبة

فروى ابن طاووس (رحمه اللّه) مسندا عن انس قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم الأحد في شهر ذي القعدة، فقال: ايها النّاس! من كان منكم يريد التوبة؟ قلنا: كلّنا نريد التوبة يا رسول اللّه، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اغتسلوا و توضّأوا و صلّوا اربع ركعات، و اقرأوا في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ ثلاث مرات و المعوذّتين مرّة، ثم استغفروا سبعين مرّة، ثم اختموا ب «لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلّي العظيم» ، ثم قولوا: «يا عزيز يا غفار اغفر لي ذنوبي و ذنوب جميع المؤمنين و المؤمنات،

ص:431


1- الكافي:3/478 باب صلاة الحوائج حديث 6.
2- مستدرك الوسائل:1/477 باب 44 حديث 1.

فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت» ثم قال: ما من عبد من أمتّي فعل هذا إلاّ نودي من السماء يا عبد اللّه! استأنف العمل فإنك مقبول التوبة و مغفور الذنب، و ينادي ملك من تحت العرش: ايّها العبد بورك عليك و على اهلك و ذريّتك، [و ينادي منادي آخر: أيّها العبد ترضى خصمائك يوم القيامة، و ينادي ملك آخر: ايها العبد تموت على الايمان و لا اسلب منك الدين و يفسح في قبرك و ينوّر فيه] و ينادي مناد آخر: ايها العبد يرضى ابواك و ان كانا ساخطين، و غفر لابويك و لك و لذريتك، و انت في سعة من الرزق في الدنيا و الآخرة، و ينادي جبرئيل: انا الذي آتيك مع ملك الموت و اوصيه ان يرفق بك و لا يخدشك أثر الموت، إنما تخرج الروح من جسدك سلا، قلنا: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! لو ان عبدا يقول [هذا]؟ في غير [هذا]الشهر. فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: مثل ما وصفت، و إنّما علمّني جبرئيل هذه الكلمات يوم اسري بي (1).

و في الدعائم عن عليّ عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من اذنب ذنبا فاشفق منه فليسبغ الوضوء، ثم ليخرج إلى براز من الأرض حيث لا يراه احد فيصلّي ركعتين، ثم يقول: اللهم اغفر لي ذنب. . كذا و كذا، فانّه كفارة له (2).

و منها: صلاة الكفاية

فقد روى في مكارم الاخلاق عن مولانا الصادق عليه السّلام قال: تصلّي ركعتين و تسلّم و تسجد و تثني على اللّه تعالى و تحمده و تصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و تقول: «يا محمّد يا جبرئيل يا جبرئيل يا محمّد اكفياني ممّا انا

ص:432


1- الاقبال:307 فصل فيما نذكره مما يعمل في يوم الاحد.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/479 باب 44 حديث 30، [2]عن دعائم الاسلام.

فيه فانّكما كافيان، و احفظاني باذن اللّه فانكما حافظان» . [يقولها مائة مرّة] (1).

و منها: صلاة الفرج

فعن أمير المؤمنين عليه السّلام انه قال: تصلّي ركعتين تقرأ في الأولى: الحمد و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ ألف مرّة، و في الثانية الحمد و قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ مرّة، ثم تتشهّد و تسلّم و تدعو بدعاء الفرج، و تقول: «اللهم يا من لا تراه العيون و لا تخالطه الظنون، يا من لا يصفه الواصفون، يا من لا تغيره الدهور، يا من لا يخشى الدوائر، يا من لا يذوق الموت، يا من لا يخشى الفوت، يا من لا تضرّه الذنوب و لا تنقصه المغفرة، يا من يعلم مثاقيل الجبال، و كيل البحار [البحور]، و عدد الامطار، و ورق الاشجار، و دبيب الذر، و لا يوارى منه سماء سماء، و لا ارض أرضا، و لا بحر ما في قعره، و لا جبل ما في وعره، و يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، و ما اظلم عليه الليل و اشرق عليه النهار، اسألك باسمك المخزون المكنون الذي في علم الغيب عندك، و اختصصت به لنفسك، و اشتققت منه اسمك فإنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك وحدك وحدك، لا شريك لك، الذي اذا دعيت به أجبت، و اذا سألك [خ. ل: سئلت]به اعطيت، و اسألك بحق انبيائك المرسلين، و بحقّ حملة العرش، و بحقّ ملائكتك المقربين، و بحق جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل، و بحق محمد و عترته صلواتك عليهم ان تصلي على محمد و آل محمد، و ان تجعل خير عمري آخره، و خير اعمالي خواتيمها، و اسألك مغفرتك و رضوانك يا ارحم الراحمين» (2).

ص:433


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 44 حديث 3، [1]مكارم الاخلاق:380 [2] باختلاف في الدعاء يسير.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 44 حديث 4، و [3]مكارم الاخلاق:381 باختلاف يسير.
و منها: صلاة المكروب

تصلي ركعتين و تأخذ المصحف فترفعه إلى اللّه تعالى، و تقول: «اللهم انّي اتوجّه إليك بما فيه، و فيه اسمك الأكبر و اسماؤك الحسنى، و ما به يخاف و يرجى، اسألك انّ تصلّي على محمد و آل محمد و تقضي حاجتي» و تسمّي حاجتك (1).

و منها صلاة الغياث

فعن أبي عبد اللّه عليه السّلام انه قال: إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى اللّه تعالى فليصلّ ركعتين، ثم يسجد و يقول: «يا محمّد! يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يا عليّ! يا وليّ اللّه يا سيّد المؤمنين و المؤمنات بكما استغيث إلى اللّه تعالى، يا محمّد يا عليّ استغيث بكما، يا غوثاه يا اللّه و بمحمد و عليّ و فاطمة -. . . و تعّد الأئمة عليهم السّلام-بكم اتوسّل إلى اللّه عز و جل» فإنّك تغاث من ساعتك بإذن اللّه تعالى (2).

و منها: صلاة الاستغاثة

اذا هممت بالنوم في الليل، فضع عند رأسك اناءا نظيفا فيه ماء طاهر، و غطّه بخرقة نظيفة، فإذا انتبهت لصلاتك في آخر الليل فاشرب من الماء ثلاث جرع، ثم توّضأ بباقيه، و توجّه إلى القبلة، و اذّن و اقم و صلّ ركعتين تقرأ فيهما ما تيّسر من القرآن، فاذا فرغت من القراءة قلت في الركوع: (يا غياث المستغيثين) خمسا و عشرين مرّة، ثم ترفع رأسك و تقول مثل ذلك، ثم تجلس و تقول مثل ذلك، و تسجد و تقوله، و تنهض إلى الثانية، و تفعل كفعلك في الأولى

ص:434


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 44 حديث 5، و [1]مكارم الاخلاق:382.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 44 حديث 6، [3]مكارم الاخلاق:382-383.

و تسلّم، و قد أكملت ثلاثمائة مرّة ما تقوله، و ترفع رأسك إلى السماء و تقول ثلاثين مرّة: (من العبد الذليل إلى المولى الجليل) . و تذكر حاجتك، فان الاجابة تسرع بإذن اللّه تعالى (1).

و منها: الصلاة لمن اصابته مصيبة

تصلّي أربع ركعات بفاتحة الكتاب مرّة، و الاخلاص سبع مرّات، و آية الكرسي مرّة، فإذا سلّم يقول: «صلّى اللّه على محمّد النبيّ الأمّي و آله عليه و عليهم الصلاة و السّلام» ثم يسبّح و يحمد و يهلّل و يكبّر فيعطيه اللّه ما وعد (2).

و روى الثمالي عن مولانا الباقر عليه السّلام قال: كان يقول لولده: يا بنّي! إذا اصابتكم مصيبة من الدّنيا، او نزلت بكم فاقة، فليتوّضأ الرّجل فليحسن وضوءه، فليصلّ أربع ركعات أو ركعتين، فإذا انصرف من صلاته فليقل: «يا موضع كلّ شكوى، يا سامع كلّ نجوى، يا شافي كلّ بلاء، يا عالم كل خفّية، و يا كاشف ما يشاء من بليّة، يا نجّي [موسى]، يا مصطفي محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، يا خليل ابراهيم عليه السّلام، ادعوك دعاء من اشتدّت فاقته، و ضعفت قوّته، و قلّت حيلته، دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلاّ أنت يا أرحم الراحمين، لا إله إلاّ أنت سبحانك انّي كنت من الظالمين» . قال الثمالي: قال السجاد عليه السّلام: لا يدعو بها رجل اصابه بلاء إلاّ فرج اللّه تعالى عنه (3).

و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه كان اذا اصيب بمصيبة قام

ص:435


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 44 حديث 7، [1]مكارم الاخلاق:382.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/477 باب 44 حديث 9، [3]مكارم الاخلاق:385.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/479 باب 44 حديث 26.

فتوّضأ و صلّى ركعتين، و قال: اللهم قد فعلت ما امرتنا فانجز لنا ما وعدتنا (1).

و منها: الصلاة اذا اخبر بوقيعة احد فيه و شتمه له

فقد روى حماد اللحام قال: اتى رجل ابا عبد اللّه عليه السّلام فقال: انّ فلانا ابن عمك ذكرك فما ترك شيئا من الوقيعة و الشتيمة إلاّ قاله فيك، فقال ابو عبد اللّه عليه السّلام للجارية: ايتيني بوضوء، فتوضّأ و دخل، فقلت في نفسي يدعو عليه، فصلّى ركعتين فقال: «يا رب هو حقّي قد و هبته له و انت اجود منّي و اكرم، فهبه لي و لا توآخذه بي و لا تقايسه» ثم رقّ فلم يزل يدعو، فجعلت اتعجّب (2).

و روى حمّاد البشير قال: كنت عند عبد اللّه بن الحسن و عنده اخوه الحسن بن الحسن فذكرنا ابا عبد اللّه عليه السّلام فنال منه، فقمت من ذلك المجلس فاتيت ابا عبد اللّه عليه السّلام ليلا فدخلت عليه، و هو في فراشه قد اخذ الشعار (3)فخبّرته بالمجلس الذي كنّا فيه، و ما يقول حسن، فقال: يا جارية ضعي لي ماء، فاتي به فتوّضأ و قام في مسجد بيته، فصلّى ركعتين، ثم قال: «يا ربّ ان فلانا أتاني بالذي اتاني عن الحسن و هو يظلمني، و قد غفرت له فلا تأخذه و لا تقايسه يا رب» فقال: لم يزل يلحّ في الدعاء على ربّه، ثم التفت اليّ فقال: انصرف رحمك اللّه، فانصرفت ثم زاره بعد ذلك (4).

ص:436


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/479 باب 44 حديث 33.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/479 باب 44 حديث 35.
3- الشعار-بكسر الشين-ما تحت الدثار من اللباس و هو ما يلي الجسد. مجمع البحرين.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/479 باب 44 حديث 34، و [3]مشكاة الانوار:196.
و منها: صلاة الغنية

و هي ركعتان، في كل ركعة الفاتحة و عشر مرّات قُلِ اَللّهُمَّ مالِكَ اَلْمُلْكِ الآية (1)، فاذا سلم يقول عشرا رَبِّ اِغْفِرْ وَ اِرْحَمْ وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلرّاحِمِينَ (2)و عشر مرات: (اللهم صلّ على محمد و آل محمد) ثم يسجد و يقول: رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهّابُ (3)(4).

و هنا صلاة اخرى: ركعتان في كل ركعة فاتحة الكتاب، و خمس عشرة مرّة سورة قريش، و بعد التسليم يصلّي عشر مرّات على النّبي و آله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم يسجد و يقول عشر مرات: «اللهم اغنني بفضلك عن خلقك» (5).

و منها: صلاة الشدّة

فعن الكاظم عليه السّلام انه قال: تصلّي ما بدا لك، فاذا فرغت فالصق خدك بالأرض، و قل: «يا قوة كل ضعيف، يا مذلّ كل جبّار، قد و حقّك بلغ خوفك مجهودي ففرّج عنّي» ثلاث مرات، ثم ضع خدّك الأيسر على الأرض، و قل: «يا مذلّ كل جبّار، يا معزّ كل ذليل، قد و حقك أعيا صبري ففرّج عنّي»

ص:437


1- سورة آل عمران:26 [1]قُلِ اَللّهُمَّ مالِكَ اَلْمُلْكِ تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ اَلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ اَلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اقول: انما سمّيت هذه الصلاة صلاة الغنية لانها تدرّ الرزق و الغنى.
2- سورة المؤمنين:118.
3- سورة ص:35.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 10.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 11.

ثلاث مرات، ثم تقلب خدك الأيسر، و تقول مثل ذلك ثلاث مرات، ثم تضع جبهتك على الأرض، و تقول: «اشهد انّ كل معبود من دون عرشك الى قرار ارضك باطل إلاّ وجهك، تعلم كربتي ففرّج عنّي» . . ثلاث مرات، ثم اجلس و انت مترسل، و قل: «اللهم أنت الحيّ القيّوم العليّ العظيم الخالق البارىء المحيى المميت البدىء البديع، لك الكرم و لك الحمد و لك المنّ و لك الجود وحدك لا شريك لك، يا واحد يا احد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد، كذلك اللّه ربّي (ثلاث مرات) صلّ على محمد و آله الصادقين و افعل بي. . كذا و كذا» (1).

و منها: صلاة الشفاء من كلّ علّة خصوصا السلعة

(2)

تصوم ثلاثة أيام، و تغتسل في اليوم الثالث عند الزوال، و ابرز لربّك و ليكن معك خرقة نظيفة، و صلّ اربع ركعات، تقرأ فيهن ما تيسّر من القرآن، و اخضع بجهدك، فاذا فرغت من صلاتك فالق ثيابك، و اتّزر بالخرقة، و الصق خدّك الايمن بالارض، ثم قل: «يا واحد يا ماجد يا كريم يا حنّان يا قريب يا مجيب يا ارحم الراحمين صلّ على محمد و آل محمد و اكشف ما بي من ضرّ و معرّة، و البسني العافية في الدّنيا و الآخرة، و امنن عليّ بتمام النعمة، و اذهب ما بي فانه قد اذاني و غمّني» . و قال الصادق عليه السّلام: انه لا ينفعك حتى تتيقّن انه ينفعك فتبرء منها (3).

و روى عبد اللّه بن سنان ان رجلا من الشيعة شكا الى ابي عبد اللّه من

ص:438


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 12.
2- السلعة-بالكسر-زيادة في الجسد كالغدّة تتحرك اذا حركت، و السلعة: الشّجة، و الاسلع : الابرص. مجمع البحرين.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 13.

سلعة ظهرت به فقال ابو عبد اللّه عليه السّلام: صم ثلاثة أيام، ثم اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس، و ابرز لربّك، و ليكن معك خرقة نظيفة، فصلّ اربع ركعات، و اقرأ فيها ما تيسّر من القرآن، و اخضع بجهدك، فاذا فرغت من صلاتك فالق ثيابك، و اتّزر بالخرقة، و الصق خدّك الايمن على الارض، ثم قلّ بابتهال و تضرّع و خشوع: «يا واحد يا احد يا كريم يا جبّار يا قريب يا مجيب يا ارحم الراحمين صلّ على محمد و آل محمد، و اكشف ما بي من مرض، و البسنى العافية الكافية الشافية في الدّنيا و الآخرة، و امنن عليّ بتمام النّعمة، و اذهب ما بي فقد اذاني و غمّني» . فقال له ابو عبد اللّه عليه السّلام: و اعلم انّه لا ينفعك حتى لا تخالج في قلبك خلافه، و تعلم انه ينفعك. قال: ففعل الرجل ما امر به جعفر الصادق عليه السّلام فعوفي منها (1).

و منها: صلاة لجميع الامراض

رواها ابو امامة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: تكتب في اناء نظيف بزعفران: «اعوذ بكلمات اللّه التامات، و اسمائه كلّها عامّة، من شرّ السامّة و الهامّة و العين اللاّمة، وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، بسم اللّه الرحمن الرحيم اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ اَلْعالَمِينَ» [تتمّ]السورة، و سورة الاخلاص، و المعوذّتين، و ثلاث آيات من سورة البقرة، و هي قوله تعالى: وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ إلى قوله يَعْقِلُونَ (2)، و آية الكرسي و آمَنَ اَلرَّسُولُ. . الى آخر السورة (3)، و عشر آيات من سورة آل عمران من أوّلها (4)، و عشر من آخرها [و هي]:

ص:439


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/479 باب 44 حديث 27.
2- سورة البقرة:163 و 164.
3- سورة البقرة:285 و 286.
4- سورة آل عمران: من آية 1 الى 10 وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ اَلنّارِ.

إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ (1)، و اوّل آية من النساء (2)، و اوّل آية من الاعراف (3)، و قوله تعالى إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّهُ اَلَّذِي خَلَقَ الى قوله رَبُّ اَلْعالَمِينَ (4)قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ اَلسِّحْرُ إِنَّ اَللّهَ سَيُبْطِلُهُ (5)الآية، وَ أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا. . الى قوله حَيْثُ أَتى (6)و عشر آيات من اوّل الصافّات 7، ثم تغسله ثلاث مرات، و تتوضّأ وضوء الصلاة، و تحسو منه ثلاث حسوات، و تمسح به وجهك و ساير جسدك، ثم تصلّي ركعتين و تستشفي اللّه تعالى، تفعل ذلك ثلاثة ايام، قال حسان: قد جرّبناه فوجدناه ينفع باذن اللّه 8.

و منها: صلاة الحمّى

ففي مرفوعة محمد بن الحسن الصفار، قال: دخلت على ابي عبد اللّه عليه السّلام و انا محموم، فقال لي: مالى اراك منقبضا؟ فقلت: جعلت فداك،

ص:440


1- سورة آل عمران:190 [1]إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّماواتِ وَ اَلْأَرْضِ الى آية 200 وَ اِتَّقُوا اَللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
2- بسم اللّه الرحمن الرحيم يا أَيُّهَا اَلنّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ اَلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ. . الى قوله تعالى كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً.
3- بسم اللّه الرحمن الرحيم المص* كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَ ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ.
4- سورة الاعراف:54.
5- سورة يونس:81.
6- سورة طه:69.

حمّى اصابتني فقال: إذا حمّ أحدكم فليدخل البيت وحده، و يصلّي ركعتين، و يضع خدّه الأيمن على الارض، و يقول (يا فاطمة بنت محمد) عشر مرات (أ تشفع بك الى اللّه فيما نزل بي) فانه يبرأ ان شاء اللّه تعالى (1).

و روى ايضا انّ صلاة الحمّى ركعتان، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب ثلاث مرّات، و قوله تعالى أَلا لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ تَبارَكَ اَللّهُ رَبُّ اَلْعالَمِينَ (2)(3).

و منها: صلاة الصداع

و هي ركعتان، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، و الاخلاص ثلاث مرات، و قوله تعالى رَبِّ إِنِّي وَهَنَ اَلْعَظْمُ مِنِّي وَ اِشْتَعَلَ اَلرَّأْسُ شَيْباً وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)(5).

و منها: الصلاة لوجع العين

و هي ركعتان، يقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة و ثلاث مرات أَلا لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ تَبارَكَ اَللّهُ رَبُّ اَلْعالَمِينَ (6).

ص:441


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 15، [1] بلفظه.
2- سورة الاعراف:54.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 16، [3] بلفظه.
4- سورة مريم:4.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 17.
6- هذه الصلاة رواها في مستدرك الوسائل [6]للحمّى، و لم اجد رواية لوجع العين بهذا الترتيب المذكور في المتن. و انّما الموجود هو صلاة ركعتين يقرأ في كل ركعة الفاتحة ثلاث مرات و قوله تعالى وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ اَلْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ الآية، راجع مستدرك وسائل الشيعة:1/478 باب 44 حديث 18.
و منها: صلاة الاعمى

عن ابى حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السّلام قال: مرّ اعمى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تشتهى ان يردّ اللّه عليك بصرك؟ قال: نعم، فقال له: توضأ و اسبغ الوضوء، ثم صلّ ركعتين، و قل «اللهم انّي اسألك، و ارغب اليك، و اتوجّه بنبيّك نبيّ الرّحمة، يا محمّد (ص) انّي اتوجّه بك الى اللّه ان يردّ علي بصري» ، قال: فما قام (عليه السّلام) حتى رجع الاعمى، و قد ردّ اللّه عليه بصره (1).

و منها: الصلاة لوجع البطن

روي انّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رأى سلمان مكبوبا على وجهه من وجع البطن فقال (صلّى اللّه عليه و آله) : يا سلمان! أ شكمت درد؟ قمّ فصل، فانّ في الصلاة شفاء (2).

و منها الصلاة لوجع الرقبة

تصلّي ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، و «إِذا زُلْزِلَتِ» ثلاث مرّات (3).

و منها: الصلاة لوجع الصدر

و هي اربع ركعات، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و بعدها في الأولى «أَ لَمْ

ص:442


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/478 باب 44 حديث 19، [1] بلفظه.
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/478 باب 44 حديث 20، [2] بلفظه.
3- مستدرك وسائل الشيعة 1/478 باب 44 حديث 21، [3] بلفظه.

نَشْرَحْ. .» مرّة، و في الثانية: الاخلاص ثلاث مرّات، و في الثالثة: الضحى مرّة، و في الرابعة: يَعْلَمُ خائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي اَلصُّدُورُ (1)(2).

و منها: الصلاة للقولنج

(3)

و هي ركعتان، يقرأ في كل ركعة الحمد مرّة، و قوله فَفَتَحْنا أَبْوابَ اَلسَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (4)(5).

و منها: الصلاة لوجع الرجل

و هي ركعتان، يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و قوله سبحانه: آمَنَ اَلرَّسُولُ. . إلى تمام البقرة (6)(7).

و منها: الصلاة للّقوة

(8)

تصلّي ركعتين، و تضع يدك على وجهك و تستشفع الى اللّه تعالى برسوله محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تقول: «بسم اللّه احرج عليك يا وجع من عين

ص:443


1- مستدرك وسائل الشيعة 1/478 باب 44 حديث 22، [1] بلفظه.
2- سورة غافر:19.
3- القولنج: وجع يحدث في اطراف الكليتين.
4- سورة القمر:11.
5- مكارم الاخلاق:458.
6- سورة البقرة من آية 285 الى 286.
7- مكارم الاخلاق:458.
8- اللقوة: هو الشلل في نصف الوجه.

الانس او من عين الجنّ، احرّج (1)عليك [يا وجع]بالذي اتّخذ ابراهيم خليلا، و كلّم موسى تكليما، و خلق عيسى من روح القدس لما هدات و اطفئت كما طفئت نار ابراهيم عليه السّلام باذن اللّه» و تقول ذلك ثلاث مرات (2).

تنبيه

حيث ان تتبّع صحة السند و عدمه يوجب الحرمان من الاجور العظام، و يكفي في العمل الوثوق بالرواية، تركنا مراعاة صحّة السند، و ادرجنا ما صحّ سنده اصطلاحا و ما وثقنا بوروده ممّا لم يصح سنده، و ما ارسل، فينبغي لمن يأتي بشيء من الصلوات المزبورة ان يحتاط بعدم قصد الورود و الخصوصية، بل يقصد القربة المطلقة ملتمسا الثواب الموعود من ربّ البريّة، جمعا بين الحقّين.

ص:444


1- تحرّج: تجنّب الشيء.
2- مكارم الاخلاق:458.

المقام السابع: في فضل الاذان و الاقامة

اشارة

حتى يعرف قدرهما و يهتمّ لهما

فقد ورد ان للمؤذن فيما بين الاذان و الاقامة مثل أجر الشهيد المتشحّط بدمه في سبيل اللّه (1). و انّ المؤذّن المحتسب كالشاهر سيفه في سبيل اللّه المقاتل بين الصفّين (2). و من أذّن في مصر من امصار المسلمين سنة وجبت له الجنة (3). و انّه يبعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة و قد غفرت ذنوبه كلّها بالغة ما بلغت، و لو كانت مثل زنة جبل احد (4). و ان من اذّن محتسبا كان في الجنة على المسك الأذفر (5). و من اذّن سبع سنين احتسابا جاء يوم القيامة و لا ذنب له (6)، و من اذّن عشر سنين محتسبا يغفر اللّه [له]مدّ بصره و صوته في السماء، و يصدّقه كلّ رطب و يابس سمعه، و له عن كلّ (7)من يصلّي معه في مسجده سهم، و له من كلّ من يصلّي

ص:445


1- الفقيه:1/184 باب 44 حديث 869، بلفظه.
2- المحاسن:48 باب 51 [1] ثواب الاذان حديث 68.
3- التهذيب:2/283 باب 14 حديث 1126.
4- وسائل الشيعة:4/615 باب 2 حديث 16.
5- التهذيب:2/283 باب 14 حديث 1127. و المسك الاذفر هو: المسك الذي ظهرت رائحته.
6- التهذيب:2/283 باب 14 حديث 1128.
7- في التهذيب (و له من كلّ) بدلا عن (و له عن كلّ) .

بصوته حسنة (1). و من اذّن أربعين عاما محتسبا بعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة و له عمل أربعين صديقا عملا مبرورا متقبّلا (2)، و انه يعطى ثواب أربعين ألف شهيد، و أربعين ألف صدّيق، و يدخل في شفاعته أربعون ألف مسيء من امّة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى الجنة (3)، و انّ من اذّن في سبيل اللّه صلاة واحدة ايمانا و احتسابا و تقرّبا إلى اللّه عزّ و جلّ غفر اللّه له ما سلف من ذنوبه، و منّ عليه بالعصمة فيما بقى من عمره، و جمع بينه و بين الشهداء في الجنة (4)، و أنّ المؤذّن اطول الناس اعناقا يوم القيامة (5)، و انه اذا كان يوم القيامة، و جمع اللّه الناس في صعيد واحد بعث اللّه عزّ و جلّ إلى المؤذّنين ملائكة [بملائكة]من نور، و معهم ألوية و اعلام من نور يقودون الجنائب (6)ازّمتها زبرجد أخضر، و حفايفها المسك الأذفر، يركبها المؤذّن (7)فيقومون عليها قياما، تقودهم الملائكة، ينادون بأعلى

ص:446


1- التهذيب:2/284 باب 14 حديث 1131.
2- امالي الشيخ الصدوق المجلس الثامن و [1]الثلاثون حديث 1.
3- الحديث هكذا: شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه في حديث المناهي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من اذّن محتسبا يريد بذلك وجه اللّه اعطاه اللّه تعالى ثواب اربعين الف شهيد و اربعين الف صدّيق، و يدخل في شفاعته اربعون الف مسيء من امّتي الى الجنة، الا و انّ المؤذن اذا قال: اشهد ان لا إله اللّه صلّى عليه سبعون الف ملك، و استغفروا له و كان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ اللّه من حساب الخلائق، و يكتب ثواب قوله: اشهد انّ محمدا رسول اللّه اربعون الف ملك. الحديث. الفقيه:4/ 10 باب 1 حديث 1.
4- وسائل الشيعة:1/327 باب 2 حديث 17، [2] بلفظه.
5- وسائل الشيعة:1/326 باب 2 حديث 6، [3] بلفظه.
6- الجنبية: الدابّة تقاد، و منه: جنبت الدّابة اذا قدتها الى جنبك، و الجمع الجنائب، و كل طائع منقاد جنيب، و منه حديث الاذان يقودون جنائب من نور.
7- كذا، و الظاهر: المؤذنون، كما في الوسائل.

صوتهم بالأذان (1). و انّ المؤذّن إذا قال: أشهد ان لا إله إلاّ اللّه، صلّى عليه سبعون ألف ملك و استغفروا له، و كان يوم القيامة في ظلّ العرش حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق، و يكتب ثواب قوله: أشهد انّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أربعون ألف ملك (2). و انّ من تولّى اذان مسجد من مساجد اللّه فاذّن فيه-و هو يريد وجه اللّه-اعطاه اللّه ثواب أربعين ألف ألف نبيّ، و انّه إذا قال: أشهد ان لا إله إلاّ اللّه اكتنفه أربعون ألف ألف ملك كلّهم يصلّون عليه، و يستغفرون له، و كان في ظلّ رحمة اللّه حتى يفرغ (3).

و يستحب في الاذان امور .

اشارة

(4)

فمنها: القيام،

بل يكره اذان الجالس إلاّ عند الركوب أو الضرورة من مرض و نحوه، و هو كالطهارة شرط في الاقامة، و لو انتفى احدهما اعادها بعد احرازه (5).

و منها: استقبال القبلة،

فانه مستحبّ فيهما، و يتأكّد في الاقامة، و في

ص:447


1- الفقيه:1/191 باب 44 حديث 905.
2- الفقيه:4/11 باب 1، حديث 1، آخر حديث المناهي.
3- ثواب الاعمال:343.
4- ذكر هذه الامور آية اللّه الوالد قدس سره في مناهج المتقين باب الأذان، و لا يخفى انّ المستحبات المذكورة في الاذان و الاقامة ذكرها الفقهاء قدس اللّه ارواحهم الطاهرة في مؤلّفاتهم الفقهية مستندين في ذلك بروايات بعضها لا تخلو من مناقشة في سندها او دلالتها، و لكنّهم حيث بنوا على التسامح في ادلة السنن، تسالموا على استحباب هذه المذكورات، و نحن نقتفي اثرهم و نحيل الى المصادر الفقهيه، راجع مناهج المتقين:62 الموقع الثالث و الرابع و الخامس، و مع ذلك نشير الى بعض الروايات الواردة في المقام تتميما للفائدة.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/251 باب 12 حديث 2، و مناهج المتقين:62.

شهادة الاذان (1)بل يكره للمؤذّن ان يلتفت يمينا و شمالا حتى بوجهه في شيء من الفصول، بل يلزم سمت القبلة في اذانه، و الامر في الاقامة اكد (2).

و منها: الوقوف على اواخر الفصول،

بان يجزم و يترك الاعراب عليها 3

و منها: ان يتأنى في الاذان،

و يحدر في الاقامة (3).

و منها: ان يترك التكلّم في خلال فصولهما،

بل قيل بكراهة التكلّم قبل الفراغ، و لا بأس بذلك، و تتأكد الكراهة في حال الاقامة، كما يكره التكلم بعد الاقامة (4)، بل و بعد: قد قامت الصلاة؛ الى أن يدخل في الصلاة كراهة شديدة، سيما في الجماعة إلاّ بما يتعلّق بتدبير الصلاة من تسوية الصفوف، و تقديم امام او. . نحو ذلك. و في بطلان الاقامة بالكلام بعدها تأمل، نعم لا نضايق من استحباب الاعادة حينئذ.

و يكره الكلام بين الاذان و الاقامة في صلاة الغداة (5).

و منها: ان يفصل بين الاذان و الاقامة بركعتين او جلسة او سجدة او

خطوة او تسبيحة

كقول «الحمد لله» (6). و قيل: ان الافضل ان لا يجلس بين

ص:448


1- المقنع:27، و الكافي:3/305 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 17.
2- 2 و 3) مناهج المتقين:62.
3- الكافي:3/306 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 26، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: الاذان ترتيل و الاقامة حدر.
4- الكافي:3/305 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 20، [3] بسنده قال ابو عبد اللّه عليه السّلام: يا ابا هارون! الاقامة من الصلاة [4]فاذا اقمته فلا تتكلم و لا توم بيدك، و صفحه 306 حديث 21، بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا يقم احدكم الصلاة و [5]هو ماش، و لا راكب، و لا مضطجع، الاّ ان يكون مريضا، و ليتمكّن في الاقامة كما يتمكن في الصلاة، [6] فانه اذا اخذ في الاقامة فهو في الصلاة.
5- مناهج المتقين:62.
6- مناهج المتقين:62.

اذان المغرب و الاقامة لها (1). و ورد ان من سجد بين الاذان و الاقامة فقال في سجوده: «ربّ لك سجدت خاضعا خاشعا ذليلا» يقول اللّه عزّ و جلّ: ملائكتي و عزّتي و جلالي لاجعلن محبّته في قلوب عبادي المؤمنين، و هيبته في قلوب المنافقين (2). و ورد عند الفصل بخطوة الامر بقول: «باللّه استفتح و بمحمد (3)صلّى اللّه عليه و آله استنجح و اتوجه، اللهم صلّ على محمد و آل محمد، و اجعلني بهم وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقرّبين» (4).

و ورد انّ من جلس بين اذان المغرب و اقامتها كان كالمتشحطّ بدمه في سبيل اللّه (5). و قد دعا مولانا الصادق عليه السّلام في جلوسه بينهما في المغرب بدعاء مبيت امير المؤمنين عليه السّلام على الفراش، و هو: «يا من ليس معه ربّ يدعى، يا من ليس فوقه خالق يخشى، يا من ليس دونه إله يتّقى، يا من ليس له وزير يغشى، يا من ليس له بواب ينادى، يا من لا يزداد على كثرة العطاء إلاّ كرما و جودا، يا من لا يزداد على عظم الأجر إلاّ رحمة و عفوا، صلّ على محمد و آل محمد، و افعل بي ما أنت أهله فانّك أهل التقوى و اهل المغفرة، و انت اهل الجود و الخير و الكرم» (6).

و منها: رفع الصوت بالاذان إذا كان ذكرا لا انثى،

فان اللّه سبحانه يأجر المؤذن لمدّ صوته، و كلّما كان السامع له اكثر كان الاجر اعظم (7).

ص:449


1- المقنع:27، مناهج المتقين:62.
2- فلاح السائل:140.
3- في نسخة الاصل: و بحمده.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/251 باب 10 حديث 2، [2]عن فقه الرضا عليه السّلام.
5- مناهج المتقين:62، مستدرك وسائل الشيعة:1/252 باب 15 حديث 6.
6- مناهج المتقين:63، مستدرك وسائل الشيعة:1/252 باب 17 حديث 1 و 2.
7- مستدرك وسائل الشيعة:1/252 باب 15 حديث 5.

و قد ورد الامر برفع الصوت بالاذان في المنزل عند السقم و عدم الولد، و انه يزيل السقم و يكثر الولد (1). و ينبغي أن تكون الاقامة دون الاذان ارتفاعا (2).

و يستحب ان يكون المقيم لصلاة الجماعة غير المؤذّن (3)و ليس في الاذان ترجيع-و هو تكرار الشهادتين مرتين برفع الصوت بعد فعلهما مرتين بخفض الصوت-او مطلق التكرير زائدا على الوارد، إلاّ اذا اراد بذلك اشعار الناس و تنبيههم ليجتمعوا على صلاة الجماعة (4). و الأحوط-ان لم يكن اقوى-هو ترك التثويب في الاذان و الاقامة-و هو قول: الصلاة خير من النوم-بعد حيّ على خير العمل (5). نعم، لو قال ذلك بين الاذان و الاقامة لا بقصد التشريع لم يكن

ص:450


1- الكافي:3/308 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 33، [1] بسنده عن هشام بن سالم انه شكا الى ابي الحسن الرضا عليه السّلام سقمه، و انّه لا يولد له ولد، فامره ان يرفع صوته بالاذان في منزله، قال: ففعلت، فاذهب اللّه عنّي سقمي، و كثر ولدي، قال محمد بن راشد: و كنت دائم العلّة ما انفكّ منها في نفسي و جماعة خدمي و عيالي فلمّا سمعت ذلك من هشام عملت به فاذهب اللّه عنّي و عن عيالي العلل.
2- الكافي:3/307 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 31.
3- مناهج المتقين:63 الموقع الرابع.
4- الكافي:3/308 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 34، [2] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: لو انّ مؤذّنا اعاد في الشهادتين «و في حيّ على الصلاة» [3] او «حيّ على الفلاح» المرتين و اكثر من ذلك اذا كان انّما يريد به جماعة القوم ليجمعهم لم يكن به بأس.
5- الكافي:3/303 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 6، [4] بسنده عن معاوية بن وهب، قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن التثويب في الاذان و الاقامة؟ فقال: لا نعرفه. و المستدرك: 1/253 باب 19 حديث 2 [5] عن اصل زيد النرسي عن ابي الحسن عليه السّلام قال: الصلاة خير من النوم بدعة بني اميّه و ليس ذلك من اصل الاذان، و لا بأس اذا اراد الرجل ان ينبّه الناس للصلاة ان ينادي بذلك، و لا يجعله من اصل الاذان، فانّا لا نراه اذانا. و حديث-

محظورا، و ان كان تركه مطلقا-لكونه من شعائر العامة-إلاّ عند التقيّة اولى.

و تستحب حكاية الاذان و الاقامة بقول ما يقوله المؤذن لكل من يسمعه حتى في الخلاء (1). و قد ورد انها تزيد في الرزق (2). و روى ابدال: حيّ على الصلاة بقول: اللهم اقمها و ادمها و اجعلنا من خير صالحي اهلها 3. و الأولى ابدال الحيعلات بالحولقة 4.

و في جواز الحكاية في اثناء الصلاة اشكال 5. و لا فرق في استحباب

ص:451


1- الكافي:3/307 باب بدء الاذان و الاقامة حديث 29، بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اذا سمع المؤذن يؤذّن، قال: مثل ما يقوله في كل شيء، و مناهج المتقين:63.
2- الفقيه:1/189 باب 44 حديث 904.

الحكاية بين اذان الاعلام و اذان الصلاة جماعة أو فرادى إذا كان اذانا مشروعا (1)لا غير المشروع، كالاذان للنافلة او لغير اليوميّة من الواجبات، او لعصر الجمعة و عرفة و عشاء المزدلفة على ما ذكرناه في مناهج المتقين.

و يستحب-ايضا-لمن سمع تشهّد المؤذّن بالشهادتين ان يقول مصدقا محتسبا: (و انا اشهد ان لا إله إلاّ اللّه و ان محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم اكتفي بها عمّن ابى و جحد، و اعين بها من اقرّ و شهد) 2فانه اذا قال ذلك كان له من الأجر عدد من انكر و جحد، و عدد من اقرّ و شهد.

و يستحب الدعاء عند سماع اذان الصبح و المغرب، بقول: «اللهم اني اسألك باقبال نهارك، و ادبار ليلك، و حضور صلواتك، و اصوات دعائك، و تسبيح ملائكتك، ان تتوب عليّ انّك انت التواب الرحيم» 3. و قد ورد انّه اذا قال ذلك، ثم مات من يومه أو ليلته مات تائبا 4. و الاولى قول ذلك عند سماع اذان الصبح، و تبديل اوّله عند سماع اذان المغرب بقوله «اللهم اني اسألك باقبال ليلك و ادبار نهارك» .

و يكره التنفّل بوظيفة الوقت عند شروع مقيم الجماعة في الاقامة، و لو دخل في النافلة قطعها عند خوف فوت الجماعة.

و ورد الاذان لغير الصلاة في موارد:

فمنها: اذان المولود،

فقد ورد الامر بالاذان في اذنه اليمنى و الاقامة في

ص:452


1- لعموم الحكم الشامل [1] لجميع الصور المذكورة.

اليسرى حين يولد، كما مرّ في الفصل الاوّل (1).

و منها: من لم يأكل اللحم أربعين يوما،

فقد ورد أنه ساء خلقا [ان تركه يسيء الخلق]و من ساء خلقا فاذّنوا في اذنه.

و منها: من تغول به الغول ،

(2)

فانه يستحب ان يؤذّن باذان الصلاة في تلك الحال (3).

و منها: الاذان و الاقامة خلف المسافر بعد الركوب و المضي على ما تعارف،

و لم اقف على مستنده، و تأتي الاشارة اليه في آداب السفر ان شاء اللّه تعالى، و يطلب ساير فروع الاذان و الاقامة من مناهج المتّقين ان شاء اللّه تعالى.

ص:453


1- التهذيب:2/84 باب 14 حديث 1131.
2- الغول-بالضمّ-واحد الغيلان، و هو جنس من الجنّ و الشياطين و هم سحرتهم. مجمع البحرين.
3- مناهج المتقين:63 تحت عنوان تذييل. و الفقيه:1/195 باب 44 حديث 912.

المقام الثامن: في سنن افعال الصلاة

اشارة

اما القيام؛ فمن سننه النظر حاله الى موضع السجود، و الخشوع ببصره، و يكره رفع الطرف الى السماء و الى اليمين و الشمال (1).

ص:454


1- الكافي:3/334 باب القيام و القعود حديث 1، [1] صحيحة زرارة عن ابي جعفر عليه السّلام قال: اذا اقمت الصلاة [2]فلا تلصق قدمك بالاخرى، دع بينهما فاصلا اصبعا اقلا و ذلك الى شبر، و اسدل منكبيك، و ارسل يديك، و لا تشبّك اصابعك، و ليكونا فخذاك قبالة ركبتيك، و ليكن نظرك الى موضع سجودك، فاذا ركعت فصفّ في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر، و تمكّن راحتيك من ركبتيك، و تضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى، و بلغ اطراف اصابعك عين الركبة، و فرج اصابعك اذا وضعتها على ركبتيك فان وصلت اطراف اصابعك في ركوعك الى ركبتيك أجزأك ذلك، و احبّ اليّ ان تمكن كفّيك من ركبتيك، فتجعل اصابعك في عين الركبة، و تفرّج بينهما، و اقم صلبك، و مدّ عنقك، و ليكن نظرك الى ما بين قدميك، فاذا اردت ان تسجد فارفع يديك بالتكبيره و خرّ ساجدا، و ابدأ بيديك فضعهما على الارض قبل ركبتيك تضعهما معا، و لا تفترش ذراعيك افتراش الاسد ذراعيه، و لا تضعنّ ذراعيك على ركبتيك و فخذيك، و لكن تجنح بمرفقيك، و لا تلزق كفيك بركبتيك، و لا تدنهما من وجهك بين حيال منكبيك، و لا تجعلهما بين يدي ركبتيك، و لكن تحرفهما عن ذلك شيئا و ابسطهما على الارض بسطا، و اقبضهما اليك قبضا، و ان كان تحتهما ثوب فلا يضرك ان افضيت بهما الى الارض فهو افضل، و لا تفرّجن بين اصابعك في سجودك، و لكن ضمّهما جميعا، قال عليه السّلام: و اذا قعدت في تشهّدك فالصق ركبتيك بالارض و فرّج بينهما شيئا، و ليكن ظاهر قدمك اليسرى على الارض، و ظاهر قدمك اليمنى على باطن قدمك اليسرى على الارض، و اطراف ابهامك اليمنى على الارض، و إيّاك و القعود على قدميك فتتأذّى بذلك، و لا تكن قاعدا على الارض فيكون إنما قعد بعضك على بعض فلا تصبر للتشهد و الدعاء. و انّما ذكرنا هذا الحديث-

القيام

و منها: ارسال اليدين قبالة الركبتين مضمومتي الاصابع.
و منها: اسدال المنكبين و عدم رفعهما.
و منها: تباعد القدمين بقدر ثلاث اصابع، مفرّجات الى شبر.
و منها: استقبال الفخذين القبلة باصابع الرجلين جميعا من دون تحريف

شيء منها عن القبلة.

التكبيره الاحرام

و منها: ان يقول بعد القيام الى الصلاة قبل التكبير:

«اللهم لا تؤايسني من روحك، و لا تقنطني من رحمتك، و لا تؤمنّي مكرك، فانه لا يأمن مكر اللّه إلاّ القوم الخاسرون» (1). و ان يقول: «اللهم انّي اتوجه اليك بمحمد و آل محمد و اقدّمهم بين يدي صلواتي و اتقرّب بهم اليك فاجعلني بهم وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقرّبين، مننت عليّ بمعرفتهم فاختم لي بطاعتهم و معرفتهم و ولايتهم، فانها السعادة، اختم لي بها انك على كل شيء قدير» (2).

و يكره التورك في حال القيام-و هو ان يضع يديه على وركيه في الصلاة و هو قائم-لقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تورّك فان قوما عذبوا بنقص الاصابع و التورك.

[تكبيرة الاحرام]

و اما تكبيرة الاحرام فمن سننها: رفع اليدين بالتكبير حيال وجهه مستقبلا القبلة ببطن كفيه مبتدئا بالتكبير عند ابتداء الرفع، و بالوضع عند انتهائه، و يكره ان يجاوز بهما اذنيه (3).

ص:455


1- مناهج المتقين:66 و يستحب في قيام الصلاة امور.
2- المصدر المتقدم.
3- مناهج المتقين:73 المسنون من افعال الصلاة.
و منها: التوجّه بست تكبيرات مضافة إلى تكبيرة الاحرام .

(1)

و يستحب الدعاء بين كل زوج و ما بعده بالمأثور، و مما ورد بين الثانية و الثالثة قول: «اللهم أنت الملك الحق المبين لا إله إلاّ أنت سبحانك أني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي انه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت» ، و بين الرابعة و الخامسة قول: «لبيك و سعديك و الخير في يديك، و الشرّ ليس إليك، و المهديّ من هديت، لا ملجأ منك إلاّ إليك، سبحانك و حنانيك، تباركت و تعاليت، سبحانك ربّ البيت» ، و بين السادسة و السابعة قول: «وجّهت وجهي للّذي فطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة حنيفا مسلما على ملّة ابراهيم عليه السلام و دين محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هدى [خ. ل: و منهاج]علي أمير المؤمنين عليه السّلام و الائتمام بآل محمد حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين، انّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه رب العالمين، لا شريك له و بذلك امرت و انا من المسلمين اللهم اجعلني من المسلمين» (2). . و ورد غير ذلك من الدعاء.

و منها: الجهر بتكبيرة الاحرام الواجبة منها و المندوبة،

و الجهريّة و الإخفاتيّة، و الاخفات بالست الافتتاحية للامام (3).

و منها: التحميد سبعا،

و التسبيح سبعا، و التهليل سبعا، و حمد اللّه و الثناء عليه بعد تكبيرات الافتتاح، و قراءة آية الكرسي و المعوّذتين بعد استفتاح صلاة اللّيل قبل فاتحة الكتاب (4).

ص:456


1- المصدر السالف.
2- مناهج المتقين:73.
3- مناهج المتقين:68. و الخصال:2/347 تكبيرات الافتتاح سبع حديث 18.
4- مناهج المتقين:68، و اما المسنون في القراءة.

القراءة

اشارة

و اما القراءة؛ فمن سننها الاستعاذة باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم امام القراءة، و ليست بواجبة (1).

و منها: الجهر بالبسملة في موضع الاخفات في اوّل كلّ من الحمد

و السورة من الركعتين الأوليين للامام و المنفرد،

و قيل: بالوجوب، و الأول اظهر (2)، و ان كان الثاني احوط، و اما في الركعتين الاخرتين من الظهرين اذا قرأ فيها الحمد فاستحباب الجهر ببسملته غير ثابت، و الاحوط الاخفات (3).

و منها: ترتيل القراءة،

و المراد به الترسل و التأني بها بسبب المحافظة على كمال البيان للحروف و الحركات حتى يحسن تأليفها و تنضيدها، و عدم مدها حتى يشبه الغناء، و قد قال أمير المؤمنين عليه السّلام في تفسير قوله تعالى: وَ رَتِّلِ اَلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً بيّنه تبيينا، و لا تهذّه هذي الشعر، و لا تنشره نشر الرمل، و لكن اقرعوا به قلوبكم القاسية، و لا يكن همّ أحدكم آخر السورة (4).

ص:457


1- المصدر المتقدم.
2- اما القول بالوجوب فلرواية الاعمش من قول الصادق عليه السّلام و الاجهار ببسم اللّه الرحمن الرحيم في الصلاة واجب، و عمل الأئمة عليهم السّلام، لكن لا يخفى ما في هذين الدليلين، و ذلك لان التعبير بلفظ الواجب في المندوبات اكثر من حد الاحصاء، و ما لم تقم قرينة على التعيين بالوجوب لا يمكن الحمل عليه، و انما اللاّزم الحمل على تأكّد الاستحباب، و اما فعل الامام عليه السّلام فهو مجمل من هذه الجهة كما لا يخفى، فقول المؤلف قدس اللّه روحه: و ان كان الثاني احوط، صرف احتياط و تورّع في الدّين.
3- ان الروايات تصرّح بجهر الامام عليه السّلام ساكتة عن تعيين الركعة، و حيث انّ قراءة السورة لا تكون تعيينية إلاّ في الركعتين الأوليين فعليه تكون الروايات منصرفة اليها، امّا حملها على ساير الركعات فلا بدّ له من صارف يصرف هذا الظهور، فالاخفات هو المتعيّن.
4- اصول الكافي:2/614 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن حديث 1، [1] عن عبد اللّه بن-
و منها: الخشوع و التفكر في القراءة و سؤال الجنة عند المرور بآية في

السورة فيها ذكرها، و الاستعاذة من النار عند المرور بآية فيها ذكرها .

(1)

و منها: الوقف على مواضعه المقررة المعروفة.
و منها: قراءة سورة فما زاد في النوافل،

فإنها مسنونة، و ليست بشرط لصحة النافلة (2).

و منها: اختيار السور القصار كالضحى،

و ما بعدها إلى آخر القرآن في الظهرين و المغرب، و المتوسطات كسورة عمّ، و ما بعدها إلى الضحى، في العشاء، و المطوّلات كسورة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ما بعدها إلى عمّ في الصبح 3. و جعل الصدوق (رحمه اللّه) الافضل قراءة سورة القدر في الركعة الأولى من الصلوات كلّها و التوحيد في الثانية 4، و التزام الرّضا عليه السّلام في

ص:458


1- مجمع البيان:10/378.
2- و ذلك للجمع بين الروايات المصرحة بكفاية الحمد، و بان السورة في الصلوات المسنونة ليست بلازمة. و في الاصل: الصحة النافلة بغير سورة.

سفر خراسان يشهد به 1، و ما أوحى [اللّه]إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة المعراج يشهد بعكسه، أعني قراءة التوحيد في الأولى و القدر في الثانية 2، و لا مانع من حسنهما جميعا، و يحتمل أفضلية الأول في السفر، و الثاني في الحضر، و روي انه إذا ترك سورة ممّا فيها الثواب و قرأ قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ، أو إِنّا أَنْزَلْناهُ لفضلهما، اعطي ثواب ما قرأ، و ثواب السورة التي تركها بعد العزم على قراءتها، و يجوز ان يقرأ غير هاتين، لكنّه يكون قد ترك الأفضل 3.

و قد ورد في جملة من السور فضائل كثيرة لا بأس بالاشارة إلى جملة منها.

فمنها: قراءة هَلْ أَتى في الركعة الأولى من

غداة الخميس و الاثنين، و هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ اَلْغاشِيَةِ في ثانيتها 4، و قد ورد انّ من قرأ هَلْ أَتى في كل غداة الخميس زوجه اللّه من الحور العين ثمانمائة عذراء، و أربعة آلاف ثيب، و جواري من الحور العين، و كان مع محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 5.

و منها: قراءة الجمعة و الاعلى في مغرب

ليلة الجمعة و عشائها، و في غداتها بسورة الجمعة، أو التوحيد، أو المنافقون، و في الظهرين منها بالجمعة

ص:459

و المنافقون (1)، و القول بوجوب قراءة الجمعة في ظهر يوم الجمعة مردود (2)، و ان كان الالتزام بها احوط و اولى (3).

و منها: القراءة في نوافل النهار بالسور القصار و الاخفات فيها، و في

نوافل الليل بالطوال مع سعة الوقت، و الجهر بها،

و مع الضيق يخفف بالتبعيض، أو قراءة القصار أو ترك السورة بالمرة (4).

و منها: قراءة الواقعة و التوحيد في نافلة العشاء .

(5)

و منها: قراءة قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ و التوحيد في سبع مواضع

في ركعتي نافلة الفجر، و ركعتي نافلة الزوال، و ركعتي نافلة المغرب، و ركعتي صلاة الليل الأوليين، و ركعتي الاحرام، و ركعتي الغداة إذا أتى بهما عند انتشار الصبح و ذهاب الغسق، و ركعتي الطواف، و لو قرأ في الأولى من هذه السبعة التوحيد،

ص:460


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/283 باب 37 حديث 1 [1] عن فقه الرضا.
2- مناهج المتقين:68 في سنن القراءة و ردّ وجوب قراءة سورة الجمعة و وردت روايات متعدده بالترخيص في قراءة غيرها.
3- لا وجه للاحتياط المذكور الاّ التورّع المطلق، و ذلك ان وجوب صلاة الجمعه في عصر الغيبة محلّ خلاف و نقض و ابرام، و قد الّف فقهاؤنا رضوان اللّه تعالى عليهم في الحكم عليها بالوجوب و عدمه رسائل عديده و المشهور بين المتاخرين هو وجوبها التخييري مع اجتماع شرائطها، و رواية محمد بن مسلم قال: قلت: لابي عبد اللّه عليه السّلام القراءة في الصلاة فيها شىء موقت؟ قال: لا، الاّ الجمعه، تقرأ الجمعه و المنافقون» . و نظائرها منصرفة الى قراءتها في صلاة الجمعة لا وجوب قرائتها مطلقا حتى على من لا تجب عليه كالمسافر، و بناء على المشهور في عصرنا من وجوبها التخييري او عدم وجوبها كلية لم يفت احد بوجوب قراءة سورة الجمعة على من اختار الظهر او تعين الظهر عليه.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/283 باب 36 حديث 1 [2] عن فقه الرضا عليه السّلام.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/282 باب 33 حديث 1 [3] عن فلاح السائل.

و في الثانية الجحد كان حسنا أيضا (1).

و منها: ان يسمع الامام من خلفه القراءة الجهرية كباقي الاذكار ما

لم يبلغ العلّو المفرط، و كذا الشهادتان .

(2)(3)

و منها: الفصل بين الحمد و السورة، و بين السورة و التكبير للركوع

بسكتة خفيفة

اطول من الوقف على الفواصل (4).

و منها: ان يقول سرّا بعد الفراغ من الحمد، الحمد للّه رب العالمين،

و بعد

قوله قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ، اَللّهُ أَحَدٌ، و بعد الفراغ من سورة التوحيد «كذلك اللّه ربي» مرّة، و أفضل منه ان يقوله ثلاثا 5. و بعد الفراغ من سورة و التين، «بلى و انا على ذلك من الشاهدين» ، و بعد سورة لا أقسم، «سبحانك اللّهم و بلى» ، و بعد سورة أبي لهب، الدعاء على أبي لهب، و بعد قُلْ يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ سرا يا أَيُّهَا اَلْكافِرُونَ و بعد قوله لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ، «اعبد اللّه وحده» ، و بعد لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ، «ربّي اللّه و ديني الاسلام» ، و بعد سَبِّحِ اِسْمَ رَبِّكَ اَلْأَعْلَى «سبحان ربي الأعلى» و بعد قوله: يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا، (لبيّك اللهم لبيّك) ، و بعد تُكَذِّبانِ في سورة الرحمن، «لا بشيء من آلائك ربي اكذب» ، و بعد «اللّه خير عن مّا يشركون» اللّه خير. . ثلاثا، و بعد ثُمَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، «كذب العادلون باللّه» و بعد وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً، اللّه أكبر. . ثلاثا، و بعد يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً، الصلاة على النبي و آله.

ص:461


1- المقنع و الهداية تاليف الشيخ الصدوق،41 باب 18 صلاة الليل.
2- عود الى سنن القراءة. [منه (قدس سره)].
3- مناهج المتقين:68 في سنن القراءة.
4- 4 و 5) مناهج المتقين:68 باب المسنون في القراءة.

و يكره ان يقرأ في الركعة الثانية السورة التي قرأها في الركعة الأولى ان كان يحسن غيرها، من غير فرق بين الفريضة و النافلة، إلاّ سورة التوحيد، فإنه لا يكره ذلك فيها، و كذا يكره قراءة سورة التوحيد بنفس واحد (1).

سنن الركوع

اشارة

و اما الركوع؛ فمن سننه: التكبير للركوع قائما منتصبا، رافعا يديه بالتكبير محاذيا باذنيه ثم يرسلهما ثم يركع.

و منها: ان يضع يده اليمنى على ركبته اليمنى قبل وضع اليسرى على

اليسرى.

و منها: ان يرّد ركبتيه إلى خلفه، و يسوي ظهره،

حتى لو صبّ عليه قطرة من ماء أو دهن لم تنزل لاستواء ظهره.

و منها: مدّ عنقه موازيا لظهره ناويا به الإيمان باللّه و لو ضرب عنقه.
و منها: فصل الرجل بين قدميه بشبر،

و وصل المرأة إحداهما بالأخرى.

و منها: فصل اليدين عن البدن بالتجنيح،

بإن يخرج العضدين و المرفقين عن يديه كالجناحين.

و منها: شغل النظر فيه ان يشغل نظره في الركوعإلى ما بين

الرجلين.

و منها: الصلاة على محمد و آله فيه و في السجود.
و منها: الدعاء امام التسبيح

بقوله: «ربّ لك ركعت، و لك اسملت، و بك آمنت، و عليك توكلت، و أنت ربّي، خشع لك سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي و دمي و مخّي و عظامي، و ما اقلّته قدماي، غير مستنكف و لا مستكبر و لا

ص:462


1- راجع المسنونات المذكورة كلّها في مناهج المتقين:68 باب سنن القراءة.

مستحسر» .

و منها: ان يسبّح ثلاثا أو سبعا فما زاد،

حتى عدّ على مولانا الصادق عليه السلام ستون تسبيحة.

و منها: اطالة الركوع بزيادة التسبيح و الدعاء إلاّ للامام،

فإن الافضل له مراعاة اضعف من خلفه.

و منها: رفع الامام صوته بالذكر فيه

حتى يسمع المأموم ما لم يبلغ العلو المفرط.

و منها: ان يقول بعد الانتصاب منه قبل الهوي للسجود: (سمع اللّه

لمن حمده) يجهر بذلك صوته، و أفضل منه زيادة: (الحمد للّه رب العالمين أهل الجبروت و الكبرياء و العظمة الحمد للّه رب العالمين) من غير فرق في ذلك بين الامام و المأموم و المنفرد، و قيل: باستحباب التحميد خاصّة للمأموم، و الاحوط ان لا يقول ربّنا و لك الحمد، بقصد الورود، لعدم وروده عندنا، و إنّما هو من سنن العامة (1).

و يكره في حال الركوع امور:

فمنها: التبازخ،

و هو اخراج الصدر و ادخال الظهر.

و منها: التدبيخ،

و هو ان يقبب الظهر و يطأطئ الرأس و المنكبين.

و منها: الاقناع،

و هو جعل الرأس أرفع من الجسد.

و منها: الانخناس على وجه يحصل به الانحناء الواجب و إلاّ بطل،

و هو تقويس الركبتين و الرجوع إلى الوراء.

و منها: التطبيق،

و هو وضع احدى الكفين على الأخرى، ثم ادخالهما بين ركبتيه، بل يحرم ذلك بقصد المشروعيّة، بل الأحوط تركه مطلقا.

ص:463


1- المسنونات المذكورة راجعها في مناهج المتقين:70 في سنن الركوع.
و منها: ان يركع و يداه تحت ثيابه،

و تخف الكراهة باخراج إحداهما، أو وحدة الثوب عليه [أي يكون الثوب الذي على يده واحدا].

و منها: قراءة القرآن فيه و في السجود .

(1)

سنن السجود

اشارة

و اما السجود؛ فمن سننه التكبير له رافعا يديه قبل ان يهوي له؛ أعني حال القيام في الأولى، و حال الجلوس بعد الأولى في الثانية، و بعد رفع الرأس منه فيهما.

و منها: ان يسبق الرجل بيديه عند هوّيه من القيام إلى السجود قبل

ركبتيه،

بل يكره وضعهما معا فضلا عن وضع الركبتين أوّلا، كما انّه ينبغي وضع الركبتين قبل الجبهة، و اما المرأة فتبدأ بالقعود و وضع الركبتين قبل اليدين.

و منها: مساواة موضع سجوده لموقفه،

أو كونه اخفض منه باقّل من لبنة (2).

و منها: ان يرغم عرنين انفه حال سجوده،

(3)

فإنه مستحب مؤكّد.

و منها: ان يباشر بيديه الأرض من دون ان يفصل بينهما و بينها شيء.
و منها: النظر حاله إلى طرف انفه.
و منها: ان يدعو في السجود قبل التسبيح و بعده بالمأثور و غيره،

فإنّ أقرب ما يكون العبد من ربّه إذا دعاه و هو ساجد، و من المأثور قول: «اللّهم لك سجدت، و بك آمنت، و لك اسلمت، و عليك توكلّت، و أنت ربّي، سجد وجهي للذي خلقه و شقّ سمعه و بصره، و الحمد للّه رب العالمين تبارك اللّه أحسن

ص:464


1- راجع المكروهات المذكورة للركوع في مناهج المتقين:70 باب سنن الركوع.
2- اللبنّة: هي الآجر و ما يعمل من الطين و يبنى به. مجمع البحرين.
3- العرنين: هو الانف كله او ما صلب منه. مجمع البحرين.

الخالقين» . و قول: «يا ربّ الارباب، و يا ملك [مالك]الملوك، و يا سيّد السادات، و يا جبّار الجبّارين، و يا إله الآلهة، صلّ على محمد و آل محمد و أفعل بي. . كذا و كذا، فإنّي عبدك ناصيتي بيدك» و قول: «اللهم أنت ربي حقّا حقّا، سجدت لك تعبّدا و رقا، اللّهم انّ عملي ضعيف فضاعفه لي، اللّهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، و تب علّي انك أنت التوّاب الرحيم» . . إلى غير ذلك من الأدعية المأثورة.

و قد ورد الأمر بطلب الرزق في سجود المكتوبة بقول: «يا خير المسؤولين، و اوسع المعطين، ارزقني و ارزق عيالي من فضلك فإنك ذو الفضل العظيم» ، و يجوز الدعاء فيه بإمور الدّنيا المشروعة، و أمور الآخرة، و تسمية الحاجة، من غير فرق بين الفريضة و النافلة على كراهية في تسمية الأمور الدنيويّة.

و منها: ان يزيد على الواحدة من التسبيحة الكبرى و الثلاث من

الصغرى بما تيسر.

و منها: اخراج مرفقيه كالجناحين.
و منها: مسّح الجبهة من التراب بعد السجود، و تسوية ما يسجد عليه

عند إرادة العود إلى السجود الثاني.

و منها: ان يقول بين السجدتين: «استغفر اللّه ربّي و اتوب إليه» ،

و فوق ذلك في الفضل قول: «اللهمّ أغفر لي و أرحمني و أجبرني و أرفع (خ. ل أدفع) عني و عافني، اني لما انزلت إليّ من خير فقير، تبارك اللّه رب العالمين» .

و منها: ان يقعد الرجل بين السجدتين على الفخذ اليسرى مع اخراج

رجله اليسرى من تحت اليمنى، و وضع

باطن اليسرى تحت ظاهر اليمنى، و طرف الابهام اليمنى على الأرض، و التفريج بين الركبتين، و اما المرأة فالافضل لها ضمّ فخذيها و رفع ركبتيها من الأرض.

ص:465

و منها: ان يجلس عقيب السجدة الثانية من الركعة الأولى و الثالثة

مطمئنا،

و تسمّى جلسة الاستراحة، و هي مستحبة استحبابا مؤكّدا، بل يكره القيام من السجدة من دونها، بل قيل بوجوبها، و ليس ببعيد، و ان كان الاستحباب المؤكّد اظهر، و الاحتياط مهما أمكن لا يترك.

و منها: ان يدعو عند النهوض للقيام من الجلوس بقول: «بحول

اللّه و قوته اقوم و اقعد» ، و ان شاء زاد «و اركع و اسجد» و ان شاء قال: «اللهم بحولك و قوتك اقوم و اقعد» ، و ان شاء اجتزأ بالتكبير، و كذا الحال في القيام من التشهد في الثانية.

و منها: ان يعتمد في القيام على يديه مبسوطة الاصابع سابقا برفع ركبتيه

و ساير جسده،

بل يكره ضمّ الاصابع عند الاعتماد عليهما للقيام (1).

مكروهات السجود

اشارة

و يكره في السجود أمور:

فمنها: نفخ موضع السجود في الصلاة،

و تتأكّد الكراهة فيما اذا تأذى بالعجاج (2)من إلى جنبه.

و منها: افتراش الذراعين فيه.
و منها: وضع الذراعين على الركبتين و الفخذين.
و منها: تقريب الكفين من الوجه حيال المنكبين.
و منها: ترك رفع اليدين من الأرض بين السجدتين ما لم يستلزم نقص

الانتصاب بينهما و إلاّ أفسد،

بل الاحتياط برفعهما مطلقا لا يترك.

ص:466


1- راجع مناهج المتقين:71 تحت عنوان في سنن السجود امور.
2- العجاج: التراب المتصاعد من النفخ.
و منها: الاقعاء بين السجدتين و بعدهما،

و هو ان يضع الرجل اليتيه على عقبه معتمدا على صدور القدمين (1).

القنوت و مستحباته

اشارة

و اما القنوت؛ فهو في ثانية جميع الصلوات مستحب، سواء كانت ثنائيّة أو ثلاثيّة أو رباعيّة، فريضة أو نافلة، راتبة كانت أو ذات سبب أو مبتدأة، بعد القراءة قبل الركوع حتّى في الشفع، و كذا في ركعة الوتر، و ليس بواجب حتى في الصلوات الواجبة على الأقوى. نعم استحبابه مؤكّد لا تكمل الصلاة بدونه. و في الجهرية و الجمعة و الوتر آكد، و يلزم تركه عند التقية (2).

و يستحب فيه أمور:

فمنها: ان يدعو فيه بما شاء،

و أقله ثلاث تسبيحات، أو البسملة ثلاثا، و الأفضل الدعاء بشيء من الأدعية المأثورة مثل: «اللّهم اغفر لنا و ارحمنا و عافنا و اعف عنا في الدّنيا و الآخرة إنّك على كل شيء قدير» ، و غيره ممّا لا يمكن استيفاؤه. و روي ان أفضل القنوتات كلمات الفرج، و الأولى ترك «و سلام على المرسلين» في آخرها، سيما في صلاة الجمعة.

و منها: تسمية الأئمة عليهم السّلام فيه و الصلاة عليهم.
و منها: تطويل القنوت،

و قد ورد ان اطولكم قنوتا في دار الدنيا اطولكم راحة يوم القيامة في الموقف.

و منها: الجهر به حتى في الاخفاتية إلاّ للمأموم

اذا سمع الامام حتى في الجهرية.

ص:467


1- مناهج المتقين:72 و يكره في السجود امور.
2- مناهج المتقين:73 تحت عنوان: و اما المسنون من الافعال في الصلاة.
و منها: بسط اليدين و الذراعين تلقاء الوجه إلى القبلة في غير التقية،

لما ورد من الأمر بذلك في مطلق الدعاء. و عن الصادق عليه السّلام: انك تستقبل القبلة بباطن كفيك في دعاء التعويذ، و تبسطهما و تقضى بباطنهما إلى السماء في الدعاء بالرزق، و تومي باصبعك السبابة في التبتل (1). . إلى غير ذلك مما يأتي في آداب الدعاء ان شاء اللّه تعالى (2).

و منها: التكبير عند رفع اليدين له،

و يكره ردّ اليدين من القنوت على الرأس و الوجه و الصدر في الفرائض، و يستحب ذلك في نوافل الليل و النهار.

التشّهد و سننه

اشارة

و اما التشّهد؛ فمن سننه التوّرك فيه، و هو ان يجلس على وركه الأيسر و يخرج رجليه جميعا من تحته، و يجعل رجله اليسرى على الأرض، و ظاهر قدمه اليمنى إلى باطن قدمه اليسرى، و يفضي بمقعدته إلى الأرض، و كذا يستحّب التوّرك بين السجدتين.

و يكره الاقعاء في الموضعين، و هو ان يضع الييه على عقبيه، أو يلصق الييه بالأرض و ينصب ساقيه و فخذيه، و يضع يديه على الأرض أو يقعد على عقبيه و يجعل يديه على الأرض، بل الاحوط و الأولى ترك الاقعاء 2.

و منها: شغل النظر حالة التشهدإلى حجره.
و منها: قول ما زاد على الواجب من تحميد و دعاء و تحيّات و بسملة و ثناء

و. . . غير ذلك من المأثور و. . . غيره، و من الاول ان يقول قبل التشهّد: «بسم

ص:468


1- التبتل في الدعاء هو الدعاء باصبع واحد يشير بها او يرفع اصابعه مرّة و يضعها مرّة و يرفعها الى السماء رسلا، و يضعها ثانيا، و التبتل-ايضا-هو ان يحرك السبابة اليسرى، و بجميع ما ذكرناه وردت الرواية عنهم عليهم السّلام. مجمع البحرين.
2- وسائل الشيعة:4/895-920 ابواب القنوت.

اللّه و باللّه و الحمد للّه و خير الاسماء للّه» ، أو: «بسم اللّه و باللّه و لا إله إلاّ اللّه و الحمد للّه، و الاسماء الحسنى كلّها للّه» و يجزي عن ذلك كلّه «الحمد للّه» (1).

و منها: ان يقول بعد التشهد الأول بعد الصلاة على محمد و آل محمد:

«و تقبل

شفاعته في امته و ارفع درجته» و لو زاد: «و قرب وسيلته و احشرنا معه» من غير قصد الورود كان حسنا، و الاحوط ترك ذلك بعد التشهد الثاني، و ورد بعد الشهادة الثانية قبل الصلاة على النبي و آله من التشهد الأول و الثاني جميعا، قول: «ارسله بالحق بشيرا و نذيرا بين يدي الساعة، اشهد انّك نعم الرّب، و انّ محمدا نعم الرسول» .

و ورد بعد الصلاة على محمّد و آل محمّد التحميد مرتّين، أو ثلاثا و ورد غير ذلك.

و يكره قول: (تبارك اسمك و تعالى جدّك) في التشهد، بل تركه احوط.

و يستحبّ لمن قام من التشهد قول ما مرّ في مطلق النهوض للقيام من الجلوس (2).

التسليم و سننه

اشارة

و اما التسليم:

فمن المسنون فيه: التورك.

و منها: الصيغة الأولى من السّلام،

و هي: (السّلام عليك ايها النبي و رحمة اللّه و بركاته) .

و منها: ان يسلم عند الانفراد السّلام الثالث إلى القبلة،

و يومي بمؤخر

ص:469


1- وسائل الشيعة:4/957 باب استحباب الجلوس حديث 3، و [1]صفحة 987 ابواب التشهد حديث 1.
2- مناهج المتقين:72 في قوله: السابع: التشهد، و راجع وسائل الشيعة:4/989 باب 3 حديث 1.

عينيه إلى يساره، و اما الامام فيومي بصفحة وجهه إلى يمينه و كذا المأموم، ثم ان كان على يسار المأموم غيره أومأ بتسليمة اخرى إلى يساره بصفحة وجهه، و لو لم يكن على شماله أحد لم يترك التسليم على اليمين، [حتّى]و ان لم يكن على يمينه احد.

و منها: السّلام الثالث لمن أتى بالثاني .

(1)

تذييل: يتضمن امورا

اشارة

يتضمن امورا:

الأول: انه بقي من آداب أفعال الصلاة أمور:

فمنها: شغل النظر في كل حال بما مرّ في آدابها.
و منها: شغل اليدين بإن يكونا في حال قيامه على فخذيه بحذاء ركبتية،

و في حال

القنوت تلقاء وجهه، و في حال الركوع على ركبتيه، و في حال السجود بحذاء اذنيه، و في حال التشهد و التسليم على فخذيه بحذاء عيني ركبتيه، مبلغا اطراف الاصابع عين الركبة، و يرفع يديه في حال التكبيرات كلها حيال وجهه مستقبلا بباطن كفيه (2).

و منها: ضمّ الاصابع بعضها ببعض حتى الابهام عند تكبيرة الافتتاح

و القراءة و السجود و التشهد و التسليم،

و اما في الركوع فيفرج بينها و يضعها على اطراف الركبة، و قيل في خصوص تكبيرة الاحرام ببسط الابهامين خاصة و ضمّ الباقي 3.

و منها: غمض العينين في حال الركوع فإنه مسنون،

و يكره في ساير احوال الصلاة 4.

ص:470


1- مناهج المتقين:73 في قوله: الثامن: التسليم، فراجع.
2- 2 و 3 و 4) مناهج المتقين:73 في قوله: المسنون من الافعال في الصلاة، فراجع. و وسائل-

ثم انّ وظيفة التكبيرات المسنونة عند الانتقال من حالة إلى اخرى ان يؤتي بها في حال الطمأنينة، و كذا قول: (سمع اللّه لمن حمده) بعد القيام من الركوع. نعم لا بأس بالاتيان بها في حال الحركة لا بقصد الورود، بل بقصد مطلق الذكر، و اما قول: (بحول اللّه و قوته اقوم و اقعد) ، فلم يوظف إلاّ في حال النهوض للقيام، و لذا لو نسى ذلك إلى ان قام فالأحوط له تركه إلاّ بقصد مطلق الذكر (1).

الثاني: ان من جملة آداب الصلاة لعن اعداء أهل البيت (عليهم السّلام) فيها 2، لما ورد من انّ رجلا قال للصادق عليه السّلام: يا بن رسول اللّه (ص) اني عاجز [ببدني]من نصرتكم، و لست املك إلاّ البراءة من اعدائكم و اللّعن عليهم، [فكيف حالي]؟ فقال الصادق عليه السّلام له: حدثني أبي عن جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت و اقامة عزائنا، و لعن في صلاته أعداءنا، بلغ اللّه صوته إلى جميع الملائكة من قرار الأرض إلى اعلى العرش، فإذا لعن أحدكم أعداءنا فساعدوه و العنوا من لا يلعنهم، فإذا سمعت الملائكة صوت هذا العبد قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك هذا. و في خبر تقول الملائكة: اللهم صلّ على عبدك هذا لقد بذل ما وسعه، و لو قدر على أكثر من هذا لفعل، فإذا النداء من اللّه تعالى: ملائكتي أني سمعت نداءكم و أجبت دعاءكم فصليّت على روحه في الأرواح و غفرت له [خ. ل: و جعلته عندي من المصطفين الأخيار] 3.

الثالث: انه يكره للمصلي امور غير ما مرّ.

ص:471


1- مناهج المتقين:73.
فمنها: الالتفات بالوجه و العين يمينا و شمالا،

بل قد ذكرنا في المناهج بطلان الصلاة في بعض صور الالتفات بالوجه، و قد ورد ان الالتفات في الصلاة اختلال من الشيطان، و انه إذا قام العبد إلى الصلاة أقبل اللّه تعالى عليه بوجهه و لا يزال مقبلا عليه حتى يلتفت ثلاث مرات، فإذا التفت ثلاث مرات اعرض عنه.

و منها: التثاوب اختيارا،

و هي فترة [فتور]تعتري الانسان فيفتح عند ذلك فمه.

و منها: التمطّي اختيارا،

(1)

و هو مدّ اليدين و العنق و الرجلين.

و منها: العبث باللحية و اليد و الرأس و القبل و. . غيرها.
و منها: نفخ موضع السجود كما مرّ.
و منها: التنخّم ما لم يحصل منه حرفان،

و إلاّ فالأحوط اعادة الصلاة.

و منها: ان يبصق أو يبزق اختيارا،

و قد ورد انّ من حبس ريقه اجلالا للّه في صلاته اورثه اللّه صحة حتى الممات.

و منها: ان يفرقع اصابعه.
و منها: ان ينصت لسماع الكلام و. . نحوه.
و منها: غمض العينين جميعا

بحيث لا يرى ما بين يديه إلاّ في حال الركوع، فإنه لا بأس به، بل هو فيه مسنون كما مرّ.

و منها: ان يتأوه أو يئنّ بحرف واحد.
و منها: ان يصلّي عند مدافعة البول أو الغائط و الريح إلاّ عند ضيق

الوقت،

و كذا الصلاة لمن كان خفه ضيقا، حتى ورد انه: لا صلاة لحاقن، و لا لحاقب، و لا لحاذق. فالحاقن الذي به البول، و الحاقب الذي به الغائط، و الحاذق الذي قد ضغطه الخف.

ص:472


1- هو بالفارسية خميازه كشيدن. [منه (قدس سره)].
و منها: ان يصلي عند الغفلة و اللهو و الاستعجال و الكسل و النعاس، إلاّ

مع ضيق الوقت.

و منها: وضع اليد على الخاصرة و الورك في الصلاة كما مرّ.
و منها: الصفن فيها،

و هو الاقران بين القدمين كأنهما في قيد.

و منها: الصفد،

و هو الجمع بين القدمين و ضم احدى اليدين بالأخرى في حال ارسالهما، لا ما إذا وضعهما على بطنه، و إلاّ صار تكفيرا محرّما.

و منها: حديث النفس بهموم دنياه.
و منها: تشبيك الاصابع.
و منها: قرض الظفر أو اللحية بالاسنان و العض عليها.
و منها: النظر في نقش الخاتم أو مصحف أو كتاب قدامه .

(1)

الرابع: انه لا ريب في رجحان السجود للّه تعالى في غير الصلاة أيضا، لأنّ مطلق السجود عبادة، لما فيه من الخضوع للّه سبحانه، و قد ورد انه خير عمل مشروع، بل هو منتهى عبادة بني آدم، و اعظم شيء تواضعا للربّ، بل ما عبد جلّ ذكره بمثل السجود، و لذا اختصّ به و حرّمه لغيره إلاّ بإعتبار كونه جهة يتوجه إليها كسجود الملائكة لآدم عليه السّلام، و ورد أيضا انّ أقرب ما يكون العبد إلى اللّه سبحانه و هو ساجد، و انه اشدّ الاعمال على ابليس، و به تحطّ الاوزار حطّ الرياح و ورق الاشجار، و به يباهي الربّ الجليل، و باكثاره نال الخلّة ابراهيم عليه السّلام، و اطالته محبوبة، لأن الشيطان حينئذ يقول: ويلاه اطاعوا و عصيت، و سجدوا و ابيت. و قد سجد آدم عليه السّلام ثلاثة أيام بلياليها، و سجد علي بن الحسين (عليهما السّلام) على حجارة خشنة حتى

ص:473


1- جميع هذه المكروهات المذكورة في الصلاة راجعها في مناهج المتقين:73-76، و مستدرك وسائل الشيعة:1/261 ابحاث الصلاة و جملة من احكامها و آدابها.

أحصى عليه ألف مرة: «لا إله إلاّ اللّه حقا حقا، لا إله إلاّ اللّه تعبدا و رقا، لا إله إلاّ اللّه ايمانا و صدقا» ، و كان للامام موسى عليه السّلام في كل يوم عند طلوع الشمس سجدة إلى وقت الزوال (1).

و يستحب بالخصوص سجدة الشكر على تجدّد النعم، بل و عند تذكّر النعمة، و كذا على دفع النّقم، و عقيب الفرائض على ما وفّق من إداء الفريضة، و عند الاصلاح بين اثنين، و من سجد للّه تعالى في غير الصلاة سجدة لشكر نعمة-و هو متوضئ-كتب اللّه له بها عشر حسنات، و محا عنه عشر سيئات، و رفع له عشر درجات في الجنان.

و في خبر آخر: كتب له بها عشر حسنات، و محا عنه عشر خطايا عظام.

و يستحب في سجده الشكر قول (شكرا للّه) ثلاثا اقّلا فما زاد، و يعني بقوله: شكرا للّه في السجدة عقيب الفريضة انّ هذه السجدة منّي شكرا للّه على ما وفّقني له من خدمته و اداء فرضه، و الشكر موجب للزيادة، فإن كان في الصلاة نقص لم يتمّم بالنوافل تمّ بهذه السجدة، بل تستحب سجدة الشكر عقيب كل صلاة حتى النافلة (2)، و قد ورد انه إذا قام العبد نصف الليل بين يدي ربّه فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم، ثم سجد سجدة الشكر بعد فراغه فقال: (ما شاء اللّه. . ما شاء اللّه) مائة مرة، ناداه اللّه من فوق عرشه: عبدي إلى كم تقول ما شاء اللّه، انا ربك و الّي المشية، و قد شئت قضاء حاجتك فاسألني ما شئت (3). و ورد ان العبد اذا صلّى ثم سجد سجدة الشكر فتح الربّ تبارك و تعالى الحجاب بين العبد و بين الملائكة فيقول: يا ملائكتي! انظروا إلى عبدي ادّى قربتي، و اتّم عهدي، ثم سجد لي شكرا على ما انعمت به عليه، ملائكتي

ص:474


1- راجع مناهج المتقين:72 في سجود التلاوة، و وسائل الشيعة المجلد الرابع [1]باب السجود.
2- وسائل الشيعة:4/1058 باب 31 حديث 2 و 3 و [2] 4.
3- وسائل الشيعة:4/1071 باب 1 حديث 4.

ما ذا له عندي؟ فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك. ثم يقول الرب تبارك و تعالى: ثم ما ذا له؟ فتقول: يا ربّنا جنتّك. فيقول الرب تعالى: ثم ما ذا؟ فتقول الملائكة: يا ربنا كفاية مهمته (1)، فيقول الرب ثم ما ذا؟ فلا يبقى شيء من الخير إلاّ قالته الملائكة فيقول اللّه تعالى: يا ملائكتي ثم ما ذا؟ فتقول الملائكة: يا ربنا لا علم لنا، فيقول اللّه تعالى لاشكرنه كما شكرني، و أقبل إليه بفضلي، و اريه رحمتي (2).

و يستحب تكرار السجدة مرة أخرى بفصل التعفير بينهما بالخد دون الجلوس، و لذا يعبر عنها ب: سجدتي الشكر (3). و قد ورد الأمر بنفس التعفير عند تذكر النعمة بل مطلقا (4). و قد صار موسى عليه السّلام كليما بسبب التعفير بعد الصلاة (5). و ورد ان تعفير الجبينين من علائم المؤمن (6).

و يستحب في سجدة الشكر افتراش الذراعين، و الصاق الجؤجؤة و الصدر و البطن بالأرض، و قراءة اذكار خاصة مأثورة (7)مثل ما ورد من وضع الجبهة على

ص:475


1- مهمّه: كذا في الاصل. و المعنى واحد.
2- التهذيب:2/110 باب 8 حديث 415.
3- علل الشرايع:56 باب 50 حديث 1 و 2.
4- اصول الكافي:2/98 باب الشكر حديث 25، [1] بسنده عن ابي عبد اللّه عليه السّلام قال: اذا ذكر احدكم نعمة اللّه عزّ و جلّ فليضع خدّه على التراب شكرا للّه، فان كان راكبا فلينزل فليضع خدّه على التراب، و ان لم يكن يقدر على النزول للشهره فليضع خدّه على قربوسه، و ان لم يقدر فليضع خده على كفه ثم ليحمد اللّه على ما انعم عليه.
5- اصول الكافي:2/123 باب التواضع حديث 7.
6- مصباح المتهجد:551، [2] عن ابي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السّلام انه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة الخمسين، و زيارة الاربعين، و التختم باليمين، و تعفير الجبين، و الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم.
7- وسائل الشيعة:4/1076 باب 4 حديث 2.

الأرض و قول: «اللهم اني اشهدك و اشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك انك أنت اللّه ربي، و الاسلام ديني، و محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيّي، و عليّا و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة بن الحسن بن علي أئمتي بهم أتولّى و من اعدائهم اتبّرء، اللّهم انّي أنشدك بدم المظلوم-ثلاثا-اللهم اني انشدك بايوائك على نفسك لاعدائك لتهلكنّهم بايدينا و ايدي المؤمنين، اللهم اني انشدك بايوائك على نفسك لاوليائك لتظفرنهم بعدوّك و عدوّهم ان تصلي على محمد و على المستحفظين من آل محمد» ثلاثا «اللهم اني اسألك اليسر» ثلاثا، ثم يضع خده الأيمن على الأرض، و يقول: «يا كهفي حين تعييني المذاهب و تضيق عليّ الأرض بما رحبت، يا بارئ خلقي رحمة بي و كنت عن خلقي غنيّا، صل على محمد و آل محمد، و على المستحفظين من آل محمد» ثلاثا، ثم يضع خده الأيسر على الأرض، و يقول: «يا مذلّ كلّ جبّار، و معزّ كلّ ذليل، قد و عزّتك بلغ مجهودي فرجّ عني» ثلاثا، ثم يعود إلى السجود و يقول مائة مرة: «شكرا شكرا» ، ثم يسأل حاجته فإنّها تقضى ان شاء اللّه تعالى (1).

و ورد قول مائة مرة (عفوا) بدل مائة مرة (شكرا) ، و قول: (يا ربّ يا ربّ. .) حتى ينقطع نفسه، فإنّ الربّ تبارك و تعالى يقول له: لبيك ما حاجتك؟ (2).

و روي انّ سيد الساجدين عليه السّلام كان يقول في سجدة الشكر مائة مرة (الحمد للّه) ، و كلما قال عشر مرات قال: شكرا للمجيب ثم يقول: «يا ذا

ص:476


1- الفقيه:1/217 باب 47 سجدة الشكر و القول فيها حديث 966.
2- الفقيه:1/218 باب 47 سجدة الشكر و القول فيها حديث 969، و صفحة 219 حديث 975.

المنّ الذي لا ينقطع ابدا، و لا يحصيه غيره عددا، يا ذا المعروف الذي لا ينفد ابدا يا كريم يا كريم يا كريم» ، ثم يدعو و يتضرع و يذكر حاجته (1).

و روي ان موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال في سجود الشكر بصوت حزين مع تغرغر دموعه: «ربّ عصيتك بلساني و لو شئت و عزّتك لأخرستني، و عصيتك ببصري و لو شئت و عزّتك لا كمهتني، و عصيتك بسمعي و لو شئت و عزتك لا صممتني، و عصيتك بيدي و لو شئت و عزّتك لشللتني (2)، و عصيتك برجلي و لو شئت و عزّتك لجذمتني، و عصيتك بفرجي و لو شئت و عزّتك لعقمتني، و عصيتك بجميع جوارحي التي انعمت بها علّي و ليس هذا جزاءك منّي» ثم قال: (العفو) ألف مرة، ثم الصق خده الأيمن بالأرض، و قال بصوت حزين: «بؤت إليك بذنبي، و عملت سوء و ظلمت نفسي فإنه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي» ثلاث مرات، ثم الصق خده الأيسر فقال: «ارحم من اساء و اقترف و استكان و اعترف» ثلاث مرات (3).

و الأدعية المأثورة لسجود الشكر غير ما ذكر كثيرة تطلب من المفصلاّت.

و يستحب اطالة سجود الشكر تأسّيا بالأئمة عليهم السّلام، و قد روى ان مقدار ركوع باب الحوائج عليه السّلام و سجوده في الصلاة ثلاث تسبيحات أو أكثر، و كان يسجد بعد الفراغ سجدة يطيل فيها حتى يبل عرقه الحصى (4). و كان يعدّ على الرضا عليه السّلام خمسمائة تسبيحة، و كان يبقى في سجدة الشكر من بعد صلاة الغداة إلى ان يتعالى النهار. و في خبر آخر: إلى قريب زوال

ص:477


1- مصباح المتهجد:55.
2- في المصدر: لكنعتني.
3- الكافي:3/326 باب السجود و التسبيح حديث 4.
4- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:189.

الشمس (1). و كان عليه السلام يقول: اذا نام العبد و هو ساجد قال اللّه تبارك و تعالى عبدي قبضت روحه في طاعتي (2).

و يستحب لمن أصابه همّ ان يمسح موضع السجود باليد ثم يمسح اليد على وجهه من جانب الخد الأيسر و على الجبهة إلى جانب الخد الأيمن ثم يقول: «بسم اللّه الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني اللهم و الحزن» ثلاثا (3).

و السجود اعم من سجود الشكر و سجود الصلاة.

و ورد ان من كان به داء من سقم أو وجع فإذا قضى صلاته مسح يده على موضع سجوده من الأرض، و يمر يده على موضع وجهه سبع مرات، و يقول: «يا من كبس الأرض على الماء، و سد الهواء بالسماء، و اختار لنفسه احسن الاسماء، صل على محمد و آله، و أفعل بي كذا. . و كذا، و أرزقني كذا. . و كذا، و عافني من كذا. . و كذا» (4). و امر اللّه سبحانه موسى عليه السّلام بإمرار يده على موضع سجوده و مسحه بها وجهه و ما نالته من بدنه، و قال تعالى: انّه امان من كل سقم، و داء و آفة و عاهة (5).

ص:478


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:276 باب 38، و صفحه 308 باب 43، و [1]صفحه 54 باب 7.
2- عيون اخبار الرضا عليه السلام:155 باب 28.
3- الفقيه:1/218 باب 47 حديث 968.
4- الكافي:3/344 باب التعقيب بعد الصلاة و الدعاء حديث 23.
5- وسائل الشيعة:4/1077 باب 5 حديث 3، [5] عن امالي الشيخ.

المقام التاسع: في فضل الصلاة جماعة و آدابها

اشارة

اعلم ان فضل الصلاة جماعة عظيم، و ثوابها جسيم، و قد ورد انّ الصلاة في جماعة افضل من خمس و عشرين صلاة على الانفراد (1). و ان الركعة في جماعة اربع و عشرون ركعة، كل ركعة احبّ الى اللّه عزّ و جلّ من عبادة اربعين سنة (2). و ان فضل الجماعة على الانفراد بكل ركعة الفا ركعة (3). و ان من مشى إلى مسجد يطلب فيه جماعة كان له بكل خطوة سبعون الف حسنة، و يرفع له من الدرجات مثل ذلك، فان مات و هو على ذلك، و كلّ اللّه به سبعين الف ملك يعودونه في قبره، و يبشرّونه، و يونسونه في وحدته، و يستغفرون له حتّى يبعث (4). و ان اللّه تعالى يستحيى من عبده إذا صلّى في جماعة، ثمّ سأله حاجته ان ينصرف حتّى يقضيها (5). و ان من ترك الجماعة رغبة عنها و عن جماعة المسلمين فلا صلاة له (6). . إلى غير ذلك من فضائلها، و هي مستحبة في الفرائض كلّها، و تتأكّد في الخمس اليومية. و قد ورد انّ من صلّى الفجر في جماعة ثمّ جلس يذكر اللّه عزّ و جلّ حتّى تطلع الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة، بعد ما بين كلّ درجتين كحضر

ص:479


1- الكافي:3/371 باب فضل الصلاة في جماعة حديث 1.
2- وسائل الشيعة:5/372 باب 1 [2] تاكد استحباب صلاة جماعة حديث 1.
3- وسائل الشيعة:5/374 باب 1 حديث 18 [3] عن تحف العقول.
4- وسائل الشيعة:5/372 باب 1 حديث 7 [4] عن الفقيه.
5- وسائل الشيعة:5/374 باب 1 حديث 15 [5]عن تنبيه الخواطر.
6- المحاسن:84.

الفرس الجواد المضمر سبعين سنة (1). و من صلّى الظهر في جماعة كان له في جنّات عدن خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد المضمر خمسين سنة (2). و من صلّى العصر في جماعة كان له كاجر ثمانية من ولد اسماعيل كلّهم ربّ بيت يعتقهم (3)، و من صلّى المغرب في جماعة كان له كحجة مبرورة و عمرة مقبولة (4). و من صلّى العشاء في جماعة كان له كقيام ليلة القدر (5). و يزداد التأكيد في حقّ صلاة الغداة و العشاء، فقد ورد في حقهما ان الناس لو علموا أيّ فضل فيهما في جماعة لا توهما و لو حبوا (6).

ثمّ انّ من سنن الجماعة ان يقف المأموم عن يمين الامام لا خلفه ان كان رجلا واحدا، و خلفه لا يمينه و يساره ان كانوا جماعة، او كانت امرأة و لو واحدة، و لو كان امام النساء امرأة فالفضل في ان تقف في وسط الصف، و لا تتقدم عليهنّ، و لو كان المأموم رجلا و امرأة وقف الرجل عن يمين الامام و المرأة خلفه، و لو كانوا اكثر من رجل و امرأة وقف الرجلان فما زاد خلف الامام و النساء خلف الرجال (7). و لو صلّى العاري بالعراة جلسوا و جلس الامام بينهم متقدما عليه بركبتيه، و لو امنوا من المطلع صلّوا قائما، و أومأ الامام للركوع و السجود، و ركع المأمومون و سجدوا (8).

ص:480


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/488 باب 1 حديث 23، [1] عن درر اللئالي لابن ابي جمهور.
2- المصدر المتقدم.
3- امالي الشيخ الصدوق:66 المجلس السادس [3]عشر حديث 1.
4- المصدر المتقدم، حديث 1.
5- المصدر المتقدم.
6- الفقيه:1/246 باب 56 الجماعة و فضلها حديث 1097.
7- وسائل الشيعة:5/386 باب 19 [6] احاديث الباب.
8- مناهج المتقين:94 في قوله: المندوب في هذا الباب امور: فمنها: . . .

آدابها

و منها: انّ من صلّى منفردا يستحب له ان يعيد صلاته جماعة

اذا وجد من يصلي جماعة يصح اقتداؤه به في تلك الصلاة، كما انّه لو التمس من صلّى جماعة أو فرادى ان يعيد [صلاته]ليقتدى به، فان اعادة الامام حينئذ للصلاة مستحبّة (1). و لا فرق في الحكم بين الأدائيّة و القضائيّة، و لا بين توافق صلاة الامام و المأموم في الصنف ام لا؛ بعد ان كانت صلاة الامام ممّا يصحّ الاقتداء به فيها (2).

و هل لمن صلّى جماعة ان يعيد صلاته مع جماعة اخرى، او يلتمس من صلّى ان يعيد صلاته فيقتدى به ام لا؟ و جهان: اوّلهما و ان كان غير بعيد إلاّ ان الاحوط الترك، و في الاعادة مع الجماعة بعد الاعادة مع جماعة اخرى قبلها تأمل (3).

و منها: ان يسبّح المأموم حتّى يركع الامام إذا اكمل القراءة قبله

حتّى تسوغ له القراءة (4).

و منها: تعديل الصفوف.
و منها: ان يكون في الصف الاول اهل الفضل و النهى،

فان افضل الصفوف أولها، فينبغي ان يقف فيه أولو الاحلام و النهى، و كلّما قرب من الصف الأول إلى الامام كان افضل (5).

ص:481


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/496 باب 43 حديث 2 و 4.
2- لاطلاق الادلة الشاملة لجميع الصور المذكورة.
3- راجع منتهى المقاصد كتاب الصلاة مبحث الجماعة تجد الاقوال و ادلتها و تفنيدها او اختيارها.
4- مناهج المتقين:94 في قوله: و المندوب في هذا الباب.
5- مستدرك وسائل الشيعة:1/497 باب 54 حديث 2 و 3 و 4.

و يكره امور:

فمنها: تمكين الصبيان و المجانين من الصف الاول .

(1)

و منها: ان يقف الرجل المأموم في صف وحده إلاّ ان تمتلي الصفوف

فلا يجد فيها مكانا، فانّه حينئذ لا يكره له القيام وحده.

و منها: ان يصلي المأموم نافلة اذا اقيمت الصلاة،

بمعنى انّه قد قال المؤذن: قد قامت الصلاة.

و تطلب بقية احكام الجماعة من المناهج (2).

ص:482


1- مناهج المتقين:94.
2- مناهج المتقين:94 في قوله: يكره امور: . . .

المقام العاشر: في فضل التعقيب و آدابه

اشارة

إعلم أنّ في التعقيب-أعني الاشتغال عقيب الصلاة بالدعاء و الذكر- فضلا عظيما. و قد ورد أنّه ما عالج الناس شيئا أشد من التعقيب (1). و أنّ التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد (2). و أنّ من صلّى فريضة و عقّب إلى اخرى فهو ضيف اللّه، و حقّ على اللّه أن يكرم ضيفه (3). و أنّ الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفّلا، و بذلك جرت السّنة (4).

و يستحب البقاء على طهارة، و ترك كل ما يضرّ بالصلاة حال التعقيب (5). و كذا يستحب البقاء على طهارة في حال الانصراف لمن شغله عن التعقيب حاجة (6). و قد ورد أنّ المؤمن معقّب ما دام على وضوئه (7)، و قال هشام لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إنّي أخرج في الحاجة و أحبّ أن أكون معقّبا، فقال: إن كنت على وضوء فأنت معقّب (8).

ثمّ التعقيبات على قسمين: عامّة لجميع الصلوات، و خاصّة ببعض

ص:483


1- وسائل الشيعة:4/1014 ابواب التعقيب 1 برقم 2. و [1]التهذيب:2/104 برقم 393.
2- التهذيب:2/104 برقم 391.
3- المحاسن:51 برقم 75. [2] التهذيب:2/103 برقم 388.
4- التهذيب:2/103 برقم 389. و الفقيه:1/216 برقم 962.
5- وسائل الشيعة:2/1034 باب 17 برقم 4. [3] مفتاح الفلاح/49.
6- مفتاح الفلاح ص 49. و الوسائل:2/1034 باب 17 برقم 3.
7- وسائل الشيعة:2/1034 باب 17 برقم 2.
8- الفقيه:1/216 باب 46 برقم 963.

الفرائض.

فمن القسم الأول: التكبير ثلاثا عقيب الصلوات رافعا بها اليدين و هي أوّلها (1)، ثمّ بعده أفضل التعقيبات تسبيح سيّدتنا الصدّيقة الكبرى سلام اللّه عليها، و هو: اللّه أكبر أربعا و ثلاثين مرّة، ثمّ الحمد للّه ثلاثا و ثلاثين مرّة، ثمّ سبحان اللّه ثلاثا و ثلاثين مرّة (2). و قد ورد أنّه لم يلزمه عبد فشقي (3). و ان من سبّح به غفر اللّه له (4). و أنّ من سبّح به و أتبعه بلا إله إلاّ اللّه غفر له، و أنّ من سبّح به ثمّ استغفر غفر له (5). و أنّ من سبّح به في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب اللّه له الجنّة (6). و أنّه في كلّ يوم في دبر كلّ صلاة أحبّ إلى مولانا الصادق عليه السّلام من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم (7). و أنّه أفضل من ألف ركعة لا يسبح عقيبها (8). و أنّه مائة باللسان و ألف في الميزان، و أنّه يطرد الشيطان و يرضي الرحمن (9). و أنّه ما عبد اللّه بشيء من التحميد أفضل منه. و أنّه لو كان شيء

ص:484


1- العروة الوثقى فصل في التعقيب و نصت علّيه جلّ الكتب الحديثية و الفقهية.
2- الكافي:3/342 باب التعقيب بعد الصلاة برقم 8.
3- ثواب الاعمال 195 [3] ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 1. و التهذيب:2/105 برقم 397. الكافي:3/343 برقم 13.
4- ثواب الاعمال: /196 ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 4. و الكافي:3/342 برقم 6.
5- ثواب الاعمال: /196 ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 2 و الكافي:3/342 باب التعقيب بعد الصلاة و الدعاء حديث 7.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/337 باب 6 برقم 1.
7- الكافي:3/343 باب التعقيب برقم 15.
8- التهذيب:2/105 برقم 399. و الكافي:3/343 برقم 15.
9- ثواب الاعمال/196 برقم 2.

أفضل منه لنحله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاطمة عليها السّلام (1).

و يستحبّ تقديمه على ساير التعقيبات (2)، و تعليمه الصبيان (3)، و الإتيان به قبل تغيّر هيئة جلوس التشهد (4)، و الموالاة فيه و عدم قطعه، و إعادته عند الشك (5)، و أن يكون التسبيح به بالسبحة (6)، و الأفضل السبحة المصنوعة من طين قبر سيد الشهداء أرواحنا فداه (7)كما يأتي بيان فضلها في ذيل مبحث الزيارات إن شاء اللّه تعالى، و من سها فجاوز في شيء من التكبير، و التحميد، و التسبيح عدده، عاد إلى ما دون نصاب المسهو فيه بواحد و بنى عليه و أتمّه (8).

و من التعقيبات العامة المندوب إليها بالخصوص في دبر كلّ صلاة: الشهادتان و الإقرار بالأئمّة الطاهرين سلام اللّه عليهم أجمعين، و الصلاة على النبّي و آله.

و قال محمد بن سليمان الدّيلمي لأبي عبد اللّه عليه السّلام: جعلت فداك، إنّ شيعتك تقول: إنّ الإيمان مستقرّ و مستودع، فعلّمني شيئا إذا قلته استكملت الإيمان. فقال عليه السّلام: قل في دبر كلّ فريضة: «رضيت باللّه ربّا، و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيّا، و بالاسلام دينا، و بالقرآن كتابا،

ص:485


1- الكافي:3/343 برقم 14.
2- قرب الاسناد:4. و ثواب الاعمال:196 باب ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 4.
3- الكافي:3/343 برقم 13.
4- التهذيب:2/105 برقم 395.
5- الكافي:3/342 برقم 11 [2] بسنده (قال أبو عبد اللّه عليه السّلام اذا شككت في تسبيح فاطمة الزهراء عليها السّلام فاعد) و برقم 12.
6- مكارم الاخلاق 2/328.
7- مكارم الاخلاق:2/328. [3] وسائل الشّيعة:4/1033 برقم 2.
8- مكارم الاخلاق:2/328. وسائل الشيعة:4/1033 برقم 1 و 4.

و بالكعبة قبلة، و بعليّ وليّا و إماما، و بالحسن و الحسين و الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين (1)، اللّهمّ إنّي رضيت بهم أئمّة فأرضني لهم شيعة (2)، إنّك على كلّ شيء قدير» (3).

القسم الاول المشتركه

منها: التقّرب،

فقد روي عن الأئمة عليهم السّلام الأمر بذلك عقيب كلّ صلاة فريضة، و التقرب: أن يبسط يديه بعد فراغه من الصلاة، و قبل أن يقوم من مقامه، و بعد أن يدعو إن شاء ما أحبّ، و إن شاء جعل الدّعاء بعد التقّرب و هو احسن، و يرفع باطن كفّيه و يقلّب ظاهرهما و يقول: «اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بمحمّد رسولك و نبيّك و بعليّ وصيّه و وليّك و بالأئمة من ولده الطاهرين الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمّد بن علي و جعفر بن محمد . .» و يسمّي الأئمة إماما إماما عليهم السّلام حتّى يسمّي إمام عصره عجّل اللّه تعالى له بالفرج، ثمّ يقول: «اللّهم إنّي أتقرّب إليك بهم و أتولاهم، و أتبرّأ من أعدائهم، و أشهد اللّهمّ بحقايق الإخلاص و صدق اليقين أنّهم خلفاؤك في أرضك، و حججك على عبادك، و الوسائل إليك، و أبواب رحمتك، اللّهم احشرني معهم، و لا تخرجني من جملة أوليائهم، و ثبّتني على عهدهم، و اجعلني بهم وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقربين، و ثبّت اليقين في قلبي و زدني هدى و نورا، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أعطني من جزيل ما أعطيت عبادك المؤمنين ما آمن به من عقابك، و أستوجب به رضاك و رحمتك، و اهدني إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، و أسألك يا ربّ في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و أسألك أن تقيني عذاب النّار» (4).

ص:486


1- ليس في التهذيب كلمة (أجمعين)
2- لا توجد في الرواية كلمة-شيعة-و قد استظهرها المؤلف قدس سرّه، و كتب عليها: ظ.
3- التهذيب:2/109 برقم 412. و الوسائل:4/1038 باب 20 برقم 1.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/342 باب 18 برقم 2.
و منها: لعن أعداء الدين من ذكور و إناث باسمائهم،

و لعن خصوص الطواغيت المعلومة و الملعونتين و هند و أمّ الحكم أخت معاوية و ساير بني أميّة. و قد سمع أبو عبد اللّه عليه السّلام يلعن في دبر كلّ صلاة هؤلاء الثمانية (1)، و قال الباقر عليه السّلام: إذا انحرفت من صلاة مكتوبة فلا تنحرف إلاّ بلعن بني أميّة (2).

و عن الصادق عليه السّلام أنّه قال: إنّ من حقّنا على أوليائنا و أشياعنا أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته حتى يدعو بهذا الدّعاء، و هو: «اللّهمّ إنّي أسألك باسمك (3)العظيم أن تصلّي على محمد و آله الطاهرين صلاة تامّة دائمة، و أن تدخل على محمد و آل محمد و محبيّهم و أوليائهم حيث كانوا في سهل أو جبل، أو برّ أو بحر، من بركة دعائي ما تقرّ به عيونهم، احفظ يا مولاي الغائبين منهم، و أرددهم إلى أهاليهم سالمين، و نفّس عن المهمومين، و فرّج عن المكروبين، و اكس العارين، و أشبع الجايعين، و ارو الظّامئين، و اقض دين الغارمين، و زوّج العازبين، و اشف مرضى المسلمين، و أدخل على الأموات ما تقّر به عيونهم، و انصر المظلومين من أولياء آل محمّد عليهم السّلام، و اطف نائرة المخالفين، اللّهمّ و ضاعف لعنتك و بأسك و نكالك و عذابك على اللّذّين كفرا نعمتك، و خوّنا (4)رسولك، و اتّهما نبّيك، و بايناه و حلاّ عقده في وصيته (5)، و نبذا عهده في خليفته من بعده، و ادّعيا مقامه، و غيّرا أحكامه، و بدّلا سنّته، و قلّبا دينه، و صغّرا قدر حججك [خ. ل: حجتك]، و بدا بظلمهم و طرّقا طريق الغدر عليهم، و الخلاف

ص:487


1- الكافي:3/342 باب التعقيب برقم 10.
2- التهذيب:2/109 برقم 411.
3- خ ل: بحقّك. (منه قدس سره) .
4- خ ل: و خوّفا (منه قدس سره) .
5- قد تقرأ: وصيّه.

عن أمرهم، و القتل لهم، و إرهاج الحروب عليهم، و منعا خليفتك من سدّ الثّلم، و تقويم العوج، و تثقيف الأود، و إمضاء الأحكام، و إظهار دين الإسلام، و إقامة حدود القرآن، اللّهم العنهما و ابنتيهما و كلّ من مال ميلهم، و حذا حذوهم، و سلك طريقتهم، و تصدّر ببدعتهم، لعنا لا يخطر على بال، و يستعيذ منه اهل النار، العن اللهم من دان بقولهم، و اتبع امرهم و دعا إلى ولايتهم، و شكّ في كفرهم من الأوّلين و الآخرين» . ثم ادع بما شئت (1).

و منها: المواظبة بعد كلّ صلاة على سئوال الجنّة، و الحور

العين، و الاستعاذة من النّار، و الصلاة على النبيّ و آله، بل يكره ترك ذلك، و قد روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: اعطي السّمع أربعة: النّبيّ و الجنّة و النّار و الحور العين، فإذا فرغ العبد من صلاته فليصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ليسأل الجنّة، و ليستجز باللّه من النّار، و يسأل اللّه أن يزوّجه من الحور العين، فإنّ من صلّى على النّبي رفعت دعوته، و من سأل اللّه الجنّة قالت الجنّة: يا ربّ اعط عبدك ما سأل، و من استجار باللّه من النار قالت النار: اجر عبدك مما استجار منه، و من سأل الحور قلن: يا ربّ اعط عبدك ما سأل (2). و زاد في خبر عن الصادق عليه السّلام أنّه إن هو انصرف من صلاته و لم يسأل اللّه شيئا من هذا قلن الحور العين: إنّ هذا العبد فينا لزاهد، و قالت الجنة: ان هذا العبد فيّ لزاهد، و قالت النار: ان هذا العبد فيّ لجاهل (3). و قال الصادق عليه السّلام أيضا: إذا قام المؤمن في الصلاة بعث اللّه الحور العين حتّى يحدقن به، فإذا انصرف و لم يسأل اللّه منهنّ شيئا انصرفن متعجّبات (4). و عن رسول اللّه صلّى اللّه

ص:488


1- مستدرك وسائل الشيعة ج 1 ص 341 باب 17 برقم 1.
2- عدة الداعي:152. [2] الخصال:2/629 حديث الاربعمائة.
3- وسائل الشيعة:4/1040 حديث 2 باب 22.
4- وسائل الشيعة:4/1041 باب 22 برقم 4 [4] عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد.

عليه و آله و سلّم: إنّ ملكا عند رأسي في القبر فإذا قال العبد من أمّتي: اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد، قال الملك الذي عند رأسي: يا محمّد إنّ فلان ابن فلان صلّى عليك، فأقول: صلّى اللّه عليه كما صلّى عليّ (1).

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: انّ اللّه عزّ و جلّ أمر جبرئيل ليلة المعراج فعرض عليّ قصور الجنان فرأيتها من الذهب و الفضّة، ملاطها المسك و العنبر، غير أنّي رأيت لبعضها شرفا عالية و لم أر لبعضها، فقلت: يا حبيبي! ما بال هذه بلا شرف كما لساير تلك القصور شرف؟ فقال: يا محمّد! هذه قصور المصلّين فرايضهم الذين يكسلون عن الصّلاة عليك و على آلك بعدها، فان بعث مادّة لبناء الشرف من الصلاّة على محمّد و آله الطيبين بنيت له الشرف، و الاّ بقيت هكذا، فيقال حتى يعرف سكان الجنان: إنّ القصر الّذي لا شرف له هو الّذي كسل صاحبه بعد صلاته عن الصلاة على محمّد و آله الطيبين (2).

و منها: قراءة الحمد، و آية الكرسي، و آية

شَهِدَ اَللّهُ. . و آية قُلِ اَللّهُمَّ مالِكَ اَلْمُلْكِ (3)-بعد كلّ فريضة، لما عن مولانا الصادق عليه السّلام من انّه لما أمر اللّه هذه الآيات أن يهبطن إلى الأرض تعلّقن بالعرش و قلن: أي ربّ إلى أين تهبطنا؟ إلى أهل الخطايا و الذنوب؟ فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليهنّ: اهبطن، فو عزّتي و جلالي لا يتلوكنّ أحد من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و شيعتهم في دبر كلّ ما افترضت عليه-يعني المكتوبة-إلاّ نظرت إليه في كلّ يوم سبعين نظرة، أقضي له في كلّ نظرة سبعين حاجة، و قبلته على ما كان فيه من المعاصي، و هي أم الكتاب (4)و شَهِدَ اَللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ اَلْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا

ص:489


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/389 باب 31 حديث 2.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/342 باب 20 حديث 3.
3- سورة آل عمران:18 و 26.
4- و هي فاتحة الكتاب و لها اسماء متعدّدة.

اَلْعِلْمِ (1)و آية الكرسي، و آية الملك (2).

و ورد أنّ من قرأ آية الكرسي في دبر كلّ صلاة مكتوبة تقبّلت صلاته، و يكون في أمان اللّه (3)و بعصمة اللّه، و تولّى اللّه جل جلاله قبض روحه، و كان كمن جاهد مع الأنبياء حتّى استشهد، و ما يمنعه من دخول الجنّة إلاّ الموت، و أعطاه اللّه تعالى قلب الشاكرين، و أجر النبيّين، و عمل الصدّيقين، و بسط اللّه عليه يده، و أوحى اللّه إلى موسى عليه السّلام انّه لا يداوم عليه إلاّ نبيّ، أو صدّيق، أو رجل رضيت عنه، أو رجل رزقته الشهادة (4).

و منها: قراءة التسبيحات الأربعة ثلاثين مرّة،

لما عن الصادق عليه السّلام من أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لأصحابه ذات يوم: أ رأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب و الآنية ثمّ وضعتم بعضه على بعض أ كنتم ترون أنّه يبلغ السّماء؟ قالوا: لا، فما بالنا يا رسول اللّه؟ قال: أ فلا أدلّكم على شيء أصله في الأرض و فرعه في السماء؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: يقول أحدكم إذا فرغ من الفريضة: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا اله إلا اللّه و اللّه أكبر» ثلاثين مرّة، فإنّ أصلهنّ في الأرض و فرعهنّ في السّماء، و هنّ يدفعن الهدم، و الحرق، و الغرق، و التردّي في البئر، و أكل السبع، و ميتة السّوء، و البليّة الّتي تنزل من السّماء في ذلك اليوم على العبد، و هنّ الباقيات

ص:490


1- سورة آل عمران آية 18 [1]شَهِدَ اَللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ اَلْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ.
2- سورة آل عمران آية 26 [2]قُلِ اَللّهُمَّ مالِكَ اَلْمُلْكِ تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ اَلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ اَلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/343 باب 21 حديث 5 و 1 و [3] 3.
4- مستدرك وسائل الشيعة:1/343 باب 21 حديث 2 و 3.

الصالحات (1).

و منها: قراءة سورة التوحيد في دبر الفريضة،

لما ورد من أنّ: من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يدع أن يقرأ ب قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ في دبر الفريضة، فانّ من قرأها جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة (2).

و ورد أنّ من تعاهد قراءتها بعد كلّ صلاة تناثر البرّ من السماء على مفرق رأسه (3)، و نزلت عليه السكينة لها دويّ حول العرش حتّى ينظر اللّه تعالى إلى قاريها فيغفر اللّه له مغفرة لا يعذّبه بعدها، ثمّ لا يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه إيّاه، و يجعله في كلاءته (4)، و له من يوم يقرأها إلى يوم القيامة خير الدنيا و الآخرة، و يصيب الفوز و المنزلة و الرفعة، و يوسّع عليه في الرزق، و يمدّ له في العمر، و يكفى من أموره كلّها، و لا يذوق سكرات الموت، و ينجو من عذاب القبر، و لا يخاف أموره إذا خاف العباد، و لا يفزع إذا فزعوا، فإذا وافى المجمع أتوه بنجيبة (5)خلقت من درّة بيضاء، فيركبها فتمر به حتّى يقف بين يدي اللّه عزّ و جلّ، فينظر اللّه إليه بالرّحمة، و يكرمه بالجنّة يتبوّأ منها حيث يشاء (6). و ورد أنّ

ص:491


1- مستدرك وسائل الشيعة ج 1 ص 340 باب 13 حديث 4 [1] اقول ورد استحباب قراءة التسبيحات الاربعة ثلاثين مرّة لمن قصر صلاته بدل ما فاته من ثواب الاتمام.
2- وسائل الشيعة:4/1056 باب 29 حديث 3. و [2]ثواب الاعمال/156 برقم 4. و في آخر الحديث (و غفر اللّه له و لوالديه و ما ولد) .
3- تناثر البرّ من السماء على مفرق رأسه، اي تناثر الاحسان و العطاء و اللطف و الشفقة على مفرق رأسه.
4- كلأ اللّه فلانا: حرسه و حفظه، يجعله في كلاءته: أي جعله في حفظه و حراسته، و توجد نسخة بدل: كلامه.
5- النجيب الفاضل من كل حيوان. النجيب: البعير و الفرس اذا كانا كريمين عتيقين. تاج العروس:1/477.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/296 باب 24 برقم 1 و [4]الحديث طويل جدا.

من قرأها بعد صلاة الصبح غفر له ذنب سنة، و رفع له ألف درجة أوسع من الدنيا سبعين مرّة (1). و في خبر آخر: غفرت له ذنوب مائة سنة (2). و يأتي إن شاء اللّه تعالى في المقام الأوّل من الفصل الحادي عشر فضائل لهذه السورة المباركة.

و منها: قول: «أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم ذو الجلال

و الاكرام و أتوب إليه» ثلاث مرّات.

و قد ورد أنّ من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثني رجليه ذلك ثلاث مرّات غفر اللّه له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر (3).

و منها: قول: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا

أحدا صمدا لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا» عشرا.

فقد ورد أنّ من قال ذلك بعد فراغه من الصلاة قبل أن تزول ركبته محا اللّه عنه أربعين ألف ألف سيّئة، و كتب له أربعين ألف ألف حسنة، و كان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّة (4).

و منها: قول: «اللّهمّ اهدني من عندك، و أفض عليّ من فضلك، و انشر

عليّ من رحمتك، و أنزل عليّ من بركاتك»

لما ورد عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من أنّ من قال ذلك في دبر كلّ صلاة و وافى بها لم يدعها متعمّدا فتح اللّه له يوم القيامة ثمانية أبواب الجنّة يدخل من أيّها شاء (5).

و منها: ما في صحيح زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال: أقلّ ما يجزيك

من الدّعاء بعد الفريضة أن تقول: «اللّهمّ

إنّي أسألك من كلّ خير أحاط به علمك، و أعوذ بك من كلّ شرّ أحاط به علمك، اللّهمّ إنّي أسألك عافيتك في

ص:492


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/297 باب 24 برقم 4.
2- المصدر المتقدم.
3- الكافي:2/521 باب من قال: [3] استغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو الحي. . . برقم 1.
4- المحاسن:31 باب 15 برقم 19. [4]وسائل الشيعة:4/1046 باب 24 برقم 12.
5- التهذيب:2/106 برقم 404. وسائل الشيعة:4/1046 باب 24 برقم 10.

أموري كلّها، و أعوذ بك من خزي الدّنيا و عذاب الآخرة» (1).

و منها: قول: «يا من يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره»

فقد ورد أنّ من قاله في دبر الفريضة ثلاثا أعطي ما سأل (2).

و منها: ما عن أبي عبد اللّه عليه السّلام

قال: لا تدع في دبر كلّ صلاة: «أعيذ نفسي و ما رزقني ربّي باللّه الواحد الصّمد. .» حتّى يختمها، «و أعيذ نفسي و ما رزقني ربّي بربّ الفلق. .» حتّى يختمها، «و أعيذ نفسي و ما رزقني ربّي بربّ النّاس. .» حتّى يختمها (3).

بيان: الضمير في المواضع الثلاثة راجع إلى السورة، يعني حتّى يختم سورة التوحيد في الأوّل، و سورة الفلق في الثاني، و سورة النّاس في الثالث، كما يكشف عن ذلك ما عنه عليه السّلام أيضا قال: من قال هذه الكلمات عند كلّ صلاة (4)مكتوبة حفظ في نفسه و داره و ولده و ماله: «اجير نفسي و مالي و ولدي و أهلي و داري و كلّ ما هو منّي باللّه الواحد الأحد اَلصَّمَدُ. .» إلى آخر السورة، و أجير نفسي و مالي و ولدي و كلّ ما هو منّي بِرَبِّ اَلْفَلَقِ. . إلى آخرها، و بِرَبِّ اَلنّاسِ. . إلى آخرها، و آية الكرسي إلى آخرها» (5).

و منها: ما في خبر علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي

الحسن عليه السّلام:

إن رأيت يا سيدي أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلاتي يجمع اللّه لي به خير الدنيا و الآخرة، فكتب عليه السّلام تقول: «أعوذ بوجهك

ص:493


1- التهذيب:2/107 برقم 407. الكافي:3/343 باب التعقيب بعد الصلاة برقم 16.
2- التهذيب:2/115 برقم 430. و فيه «الحمد للّه الذي يفعل ما يشاء، و لا يفعل ما يشاء غيره» من قال ذلك بعد صلاة المغرب اعطي خيرا كثيرا.
3- الكافي:3/346 برقم 27. و [2]التهذيب:2/108 برقم 409.
4- أي بعد كل صلاة واجبة. (منه [قدس سره]) .
5- الكافي:2/549 برقم 8.

الكريم و عزتك الّتي لا ترام و قدرتك الّتي لا يمتنع منها شيء من شرّ الدّنيا و الآخرة و من شر الأوجاع كلّها» (1).

و منها: ما عن أبي عبد اللّه عليه السّلام

قال: جاء جبرئيل إلى يوسف عليه السّلام و هو في السّجن فقال له: يا يوسف! قل في دبر كلّ صلاة: «اللّهمّ أجعل لي من أمري فرجا و مخرجا، و أرزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب» (2).

و منها: ما في خبر أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال عليه السّلام:

قل بعد التسليم: «اللّه أكبر لا اله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت، و يميت و يحيي، و هو حيّ لا يموت، بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، لا إله إلاّ اللّه وحده، صدق وعده، و نصر عبده، و هزم الأحزاب وحده، اللّهمّ اهدني لما أختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (3).

و منها: ما في خبر إدريس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام

قال: إذا فرغت من صلاتك فقل: «اللّهمّ إنّي ادينك بطاعتك و ولايتك، و ولاية رسولك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ولاية الأئمة عليهم السّلام من أوّلهم و آخرهم. .» و تسمّيهم، ثمّ قل: «اللّهمّ إنّي ادينك بطاعتك، و ولايتهم، و الرّضا بما فضّلتهم به غير متكبّر و لا مستكبر على معنى ما انزلت في كتابك على حدود ما أتانا فيه و ما لم يأتنا، مؤمن مقرّ، مسلّم بذلك، راض بما رضيت به يا ربّ، أريد به وجهك و الدار الآخرة، مرهوبا و مرغوبا إليك فيه، فاحيني ما أحييتني على ذلك، و أمتني إذا أمتنّي على ذلك، و ابعثني إذا بعثتني على ذلك، و ان كان منّي تقصير فيما مضى،

ص:494


1- الكافي:3/346 برقم 17.
2- الفقيه:1/213 باب 46 برقم 950.
3- التهذيب:2/106 برقم 402.

فانّي أتوب إليك منه، و أرغب إليك فيما عندك، و اسألك أن تعصمني من معاصيك، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ما احييتني لا أقلّ من ذلك و لا أكثر، إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلاّ ما رحمت يا أرحم الراحمين، و اسألك أن تعصمني بطاعتك حتّى تتوفّاني عليها و أنت عنّي راض، و أن تختم لي بالسعادة، و لا تحوّلني عنها أبدا، و لا قوّة إلاّ بك» (1).

و منها: ما في مسند معاني الأخبار عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه

السّلام

قال: من أحبّ أن يخرج من الدّنيا و قد تخلّص من الذّنوب كما يتخلص الذهب الّذي لا كدر فيه، و لا يطلبه أحد بمظلمة، فليقل في دبر الصّلوات الخمس نسبة الرّب (2)عزّ و جلّ: قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ أثنتي عشرة مرّة، ثمّ يبسط يديه فيقول: «اللّهمّ انّي اسألك باسمك المكنون المخزون الطّاهر المطهّر المبارك، و اسألك باسمك العظيم، و سلطانك القديم، أن تصلّي على محمد و آل محمد، يا واهب العطايا، يا مطلق الأسارى، يا فكّاك الرقاب من النّار، أسألك أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تعتق رقبتي من النّار، و تخرجني من الدنيا سالما، و تدخلني الجنّة آمنا، و أن تجعل دعائي أوّله فلاحا، و أوسطه نجاحا، و آخره صلاحا انّك انت علام الغيوب» . ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السّلام: هذا من المختار ممّا علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمرني أن أعلّمه الحسن و الحسين عليهما السّلام (3).

و منها: ما عن أمير المؤمنين عليه السّلام

من أنّ من دعا بهذا الدّعاء في

ص:495


1- الكافي:3/345 برقم 26.
2- قد وقع التعبير في الاخبار عن سورة التوحيد بنسبة الرّب، و سئل الصادق عليه السّلام عن «قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ» ، فقال: نسبة اللّه إلى خلقه، أي فيه بيان النسبة السّلبية بين اللّه و بين الممكنات. (منه [قدس سره]) .
3- مستدرك الوسائل 1/350 باب 27 برقم 1. و [2]الفقيه:1/213 باب 46 برقم 949.

أعقاب الصّلوات غفرت له ذنوبه و لو كانت مثل عدد نجوم السماء و قطرها و خصب الأرض و ثراها و دوابّها، و هو دعاء الخضر عليه السّلام: «إلهي هذه صلاتي صلّيتها لا لحاجة منك إليها، و لا لرغبة منك فيها إلاّ تعظيما و طاعة و إجابة إلى ما أمرتني به، إلهي إن كان فيها خلل أو نقص في (1)ركوعها أو سجودها فلا تؤاخذني، و تفضّل عليّ بالقبول و الغفران برحمتك يا أرحم الراحمين» .

و منها: ما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

من أنّ من أراد أن لا يقفه اللّه تعالى يوم القيامة على قبيح أعماله، و لا ينشر له ديوان ذنوبه، فليدع بهذا الدّعاء في دبر كلّ صلاة: «اللّهمّ انّ مغفرتك أرجى من عملي و أوسع من ذنبي، اللّهمّ إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك فرحمتك أهل أن تبلغني لأنّها وسعت كلّ شيء، و أنا شيء، فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين» (2).

و منها: ما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الدّعاء

الذي ما يدعو مخلوق إلاّ حشره اللّه عزّ و جلّ مع ذلك الدّعاء، و كان شفيعه في آخرته، و فرّج اللّه عنه كربه، و قضى به دينه، و يسّر أمره، و أوضح سبيله، و قوّاه على عدوّه، و لم يهتك ستره. قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تقول اذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد: «اللّهمّ إنّي اسألك بكلماتك، و معاقد عزّك (3)، و سكّان سمواتك و أرضك، و أنبيائك و رسلك، أن تستجيب لي، فقد رهقني من أمري عسرا، فاسألك ان تصلّي على محمّد و آل محمّد، و ان تجعل لي من أمري يسرا» . فإنّ اللّه عزّ و جلّ يسهّل أمرك، و يشرح لك صدرك، و يلقّنك شهادة أن لا اله إلاّ اللّه عند خروج نفسك (4).

ص:496


1- : خ ل: من. (منه قدس سره) .
2- مستدرك وسائل الشيعة 1/346 باب 22 برقم 24.
3- خ ل: عرشك. (منه قدس سره) .
4- مستدرك وسائل الشيعة ج 1/346 باب 22 برقم 28.

بقي هنا أمر و هو: انّ من آداب الدّعاء-كما يأتي في المقام الثالث من الفصل الحادي عشر ان شاء اللّه تعالى-هو رفع اليدين عنده.

و ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال: اذا خرج أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السّماء، و لينصب في الدعاء، فقال ابن سبا: يا أمير المؤمنين (ع) ! أ ليس اللّه عزّ و جلّ في كلّ مكان؟ فقال: بلى، فقال: فلم يرفع يديه إلى السّماء؟ فقال: أو ما تقرأ وَ فِي اَلسَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (1). فمن أين يطلب الرّزق إلاّ من موضعه؟ و موضع الرّزق ما وعد اللّه عزّ و جلّ إلى السّماء (2).

و ورد في بعض أدعية التّعقيب رفع اليد فوق الرأس.

و روى صفوان الجمّال قال: رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام إذا صلّى و فرغ من صلاته رفع يديه فوق رأسه (3). و المراد به-و اللّه العالم-هو رفع اليد فوق الرأس ممدودة إلى السّماء، لا وضعهما على الرأس، و لا يبعد أن يكون ما تعارف عند العوام من وضع اليدين بعد الصّلاة على الرّاس لاصقا بطنهما به شبه ما تصنعه النّساء عند الأسر و الذّلّة، ناشئا من الاشتباه في فهم هذه الرّواية، زعما كون المراد برفع اليدين فوق الرأس وضعهما عليه، مع أنّ الوضع على الرأس غير الرّفع فوق الرأس، فتدبّر جيّدا.

ص:497


1- سورة و الذاريات:22.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/363 باب 11 برقم 1. [2] الفقيه:1/213 باب 46 برقم 955.
3- الفقيه:1/213 باب 46 برقم 952.

و أمّا القسم الثّاني من التّعقيب-و هو المختصّ ببعض الصّلوات-:

اشارة

فممّا يختصّ بصلاة الظّهر

ما في خبر عيسى القميّ رحمه اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول اذا فرغ من الزّوال: «اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بجودك و كرمك، و اتقرّب إليك بمحمّد عبدك و رسولك، و أتقرّب إليك بملائكتك المقرّبين، و أنبيائك المرسلين، و بك، اللّهمّ انت الغنيّ عنّي، و بي الفاقة إليك، أنت الغنيّ و انا الفقير إليك، أقلتني عثرتي، و سترت عليّ ذنوبي، فاقض اليوم حاجتي، و لا تعذّبني بقبيح ما تعلم منّي، بل عفوك وجودك يسعني» . قال: ثمّ يخّر ساجدا و يقول: «يا أهل التقوى، يا أهل المغفرة، يا برّ، يا رحيم، أنت أبّر لي من أبي و أمّي و من جميع الخلائق، أقلبني بقضاء حاجتي، مجابا دعائي، مرحوما صوتي، قد كشفت انواع البلاء عنّي» (1).

و ممّا ورد في تعقيب صلاة العصر

قراءة سورة القدر عشر مرّات، و انّ من فعل ذلك مرّت له في ذلك على مثل أعمال الخلائق يوم القيامة (2).

و ورد أيضا الاستغفار سبعين مرّة، و انّ من فعل ذلك غفر اللّه له ذلك اليوم سبعمائة ذنب، فان لم يكن له فلابيه، فإن لم يكن لابيه فلأمه، فان لم يكن لأمه فلأخيه، فإن لم يكن لأخيه فلأخته، فإن لم يكن لأخته فللأقرب

ص:498


1- الكافي:2/545 باب الدعاء في أدبار الصلوات حديث 1.
2- مصباح المتهجد:51. و [2]مصباح الكفعمي/33.

فالأقرب (1).

و ورد في خبر آخر الاستغفار سبعا و سبعين مرّة (2).

و عن مولانا الصّادق عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قال بعد العصر في كلّ يوم مرّة واحدة: «استغفر اللّه الّذي لا اله إلاّ هو الرّحمن الرّحيم الحيّ القيّوم ذو الجلال و الاكرام، و أسأله ان يتوب عليّ توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين مستجير لا يملك لنفسه ضرّا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا» أمر اللّه الملكين بتخريق صحيفة السّيّئات كائنة ما كانت (3).

و ممّا ورد في خصوص تعقيب صلاة المغرب

ما عن أبي عبد اللّه عليه السّلام من أنّ من قال إذا صلّى المغرب ثلاث مرّات: «الحمد للّه الّذي يفعل ما يشاء، و لا يفعل ما يشاء غيره» أعطي خيرا كثيرا (4).

و عنه عليه السّلام انّه قال: اذا صلّيت المغرب و الغداة فقل: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم» سبع مرّات، فإنّ من قالها لم يصبه جذام، و لا برص، و لا جنون، و لا سبعون نوعا من أنواع البلاء (5)،

ص:499


1- مصباح المتهجد:51. و [1]وسائل الشيعة:4/1053 باب 27 حديث 1.
2- وسائل الشيعة:4/1053 باب 27 برقم 4. و [3]أمالي الشيخ الطوسي:323.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/353 باب 35 برقم 3.
4- الكافي:2/545 باب الدعاء في أدبار الصلوات برقم 2. و [6]الفقيه:1/214 باب 46 برقم 957.
5- الكافي:2/531 باب القول عند الاصباح و الامساء حديث 28.

أهونها الرّيح و البرص و الجنون، و يكتب في ديوان السعداء و إن كان شقيّا (1).

و في خبر آخر يقوله مائة مرّة (2). و عنه عليه السّلام انّه قال: اذا صلّيت المغرب فامّر يدك على جبهتك و قل: «بسم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرّحيم، اللّهمّ اذهب عنّي الهمّ و الحزن» ثلاث مرّات (3).

و عنه عليه السّلام انّه قال: تقول بعد العشاءين-كما في الكافي (4)-و بين العشاءين-كما في التهذيب (5)و الفقيه (6): «اللّهمّ بيدك مقادير اللّيل و النّهار، و بيدك مقادير الدّنيا و الآخرة، و مقادير الموت و الحياة، و مقادير الشّمس و القمر، و مقادير النصر و الخذلان، و مقادير الغنى و الفقر، اللّهمّ بارك لي في ديني و دنياي، و في جسدي و أهلي و ولدي، اللّهمّ ادرأ عنّي فسقة العرب و العجم و الجنّ و الإنس، و اجعل منقلبي إلى خير دائم و نعيم لا يزول» .

و عن أبي الحسن عليه السّلام انّه قال: إذا صلّيت المغرب فلا تبسط رجلك، و لا تكلّم احدا حتّى تبسمل، و تحوقل مائة مرّة، و كذا عقيب الصّبح، فمن قال ذلك دفع اللّه عنه مائة نوع من أنواع البلاء، أدنى نوع منها البرص و الجذام و الشّيطان و السّلطان (7).

و عن محمّد بن الجعفي عن أبيه قال: كنت كثيرا ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام فقال: أ لا أعلّمك دعاء لدنياك

ص:500


1- الكافي:2/531 باب القول عند الاصباح و الامساء حديث 25.
2- الكافي:2/531 باب القول عند الاصباح و الامساء حديث 29.
3- الكافي:2/549 باب الدعاء في ادبار الصلوات حديث 10.
4- الكافي:2/545 باب الدعاء في ادبار الصلوات حديث 3.
5- التهذيب:2/115 برقم 432.
6- الفقيه:1/214 باب 46 برقم 958.
7- الكافي:2/531 باب القول عند الاصباح و الامساء حديث 29.

و آخرتك، و بلاغا لوجع عينك؟ قلت: بلى، قال: تقول في دبر الفجر و المغرب: «اللّهمّ إنّي اسألك بحقّ محمّد و آل محمّد عليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و اجعل (1)النّور في بصري، و البصيرة في ديني، و اليقين في قلبي، و الاخلاص في عملي، و السّلامة في نفسي، و السّعة في رزقي، و الشكر لك أبدا ما أبقيتني» (2).

و مما ورد في تعقيب خصوص صلاة العشاء

مضافا الى ما مرّ، قراءة سورة القدر سبع مرات، و أن من فعل ذلك بعد عشاء الآخرة كان في ضمان اللّه حتى يصبح.

و ممّا ورد في تعقيب صلاة الغداة

(3)

مضافا إلى ما مرّ من المشتركات بينها و بين المغرب، قراءة خمسين آية (4)، و من ذلك ايضا قول عشر مرّات: «سبحان اللّه العظيم و بحمده و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم» .

فقد ورد أنّ من فعل ذلك فإنّ اللّه تعالى يعافيه بذلك عن العمى و الجنون و الجذام و الفقر و الهرم (5).

ص:501


1- خ ل: و ان تجعل. (منه [قدس سره]) .
2- الكافي:2/549 باب الدعاء في أدبار الصلوات برقم 11.
3- أي صلاة الفجر. في تاج العروس:10/262 فصل الغين من باب الواو و الياء ( [2]الغدوة ما بين صلاة الفجر، و في الصحاح صلاة الغداه، و في المصباح صلاة الصبح، و طلوع الشمس، و المجمع غدي كمدية و مدي (كالغداة) يقال اتيك غداة غد. و في المصباح الغداة الضحوة. .) إلى ان قال: و قوله تعالى «بِالْغَداةِ وَ اَلْعَشِيِّ» أي بعد صلاة الفجر و صلاة العصر. . .) .
4- التهذيب:2/138 باب 8 برقم 537.
5- التهذيب:2/106 باب 8 حديث 404.

و من ذلك أيضا ما روي لسعة الرّزق من قول عشر مرّات في آخر الدّعاء بعد صلاة الفجر: «سبحان اللّه العظيم و بحمده أستغفر اللّه و اسأله من فضله» (1).

و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال لابن سيّابة: أ لا أعلّمك شيئا يقي اللّه به وجهك من حرّ جهنّم؟ قال: قلت: بلى، قال: قلّ بعد الفجر: «اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد» مائة مرّة يقي اللّه به وجهك من حرّ جهنّم (2).

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّ من قرأ قُلْ هُوَ اَللّهُ أَحَدٌ احدى عشرة مرّة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب، و إنه رغم أنف الشيطان (3).

و عن الباقر عليه السّلام انّ من استغفر اللّه بعد صلاة الفجر سبعين مرّة غفر اللّه له و لو عمل ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب، و من عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه (4).

و في رواية: سبعمائة ذنب (5).

. . إلى غير ذلك من التعقيبات الّتي يعسر استقصاؤها، و من لم يكفه ما ذكر فليراجع مظانّه كأبواب التعقيب من مستدرك الوسائل و غيره.

بقي هنا أمر و هو: أنّ من أراد الانصراف عن مصلاّه استحبّ له أن ينصرف عن يمينه، للأمر بذلك في عدّة أخبار المحمول على النّدب (6).

ص:502


1- وسائل الشيعة:2/1048 باب 25 حديث 3.
2- ثواب الاعمال:186 برقم 1.
3- ثواب الاعمال:157 برقم 8.
4- ثواب الاعمال:198 برقم 1.
5- الخصال:2/581 برقم 4.
6- وسائل الشيعة:4/1066.

الصوم المندوب

فضل الصوم المندوب و ايامها
اشارة

و يلحق بهذا الفصل الاشارة إلى فضل الصّوم، و المندوب منه و ما يكره له.

اعلم أنّ الصّوم أحد الخمسة الّتي بني عليها الاسلام، و لو لم يكن فيه إلاّ الارتقاء من حضيض حظوظ النّفس البهيميّة إلى ذروة التّشبّه بالملائكة الرّوحانيّة لكفى به فضلا و منقبة، مضافا إلى ما ورد من أنّه جنّة من النّار (1)، و انّه يزيد في الحفظ، و يضعّف الباه، و يذهب البلغم، و يصحّح البدن (2). و انّه زكاة الأبدان، و انّه يسوّد وجه الشّيطان (3). و انّ اللّه تعالى قد وكّل ملائكة بالدّعاء للصّائمين (4). و انّ خلوف فم الصّائم أطيب عند اللّه عزّ و جلّ من ريح المسك (5). و انّ للصّائم فرحتين: فرحة عند إفطاره، و فرحة عند لقاء ربّه (6). و انّ من صام يوما تطوّعا ابتغاء ما عند اللّه تعالى دخل الجنّة، و وجبت له المغفرة (7). و انّ الصّائم في عبادة و ان كان على فراشه ما لم يغتب مسلما (8). و انّ نومه عبادة، و نفسه تسبيح، و عمله متقبّل، و دعاءه مستجاب (9). و انّه ليرتع في رياض الجنّة،

ص:503


1- التهذيب:4/151 باب 40 فرض الصيام برقم 408.
2- التهذيب:4/191 باب 46 برقم 545.
3- التهذيب:4/191 باب 46 برقم 542. وسائل الشيعة:7/296 باب 1 برقم 35.
4- التهذيب:4/190 باب 46 برقم 539. وسائل الشيعة:7/289 باب 1 برقم 2.
5- الكافي:4/64 باب ما جاء في فضل الصوم برقم 13. و [3]وسائل الشيعة:7/290 باب 1 برقم 5. و [4]في الاصل: خلوق.
6- الكافي:4/65 باب ما جاء في فضل الصوم برقم 15. و [5]وسائل الشيعة:7/290 باب 1 برقم 6.
7- التهذيب:4/190 باب 46 برقم 538. و وسائل الشيعة:7/293 باب 1 برقم 21.
8- وسائل الشيعة:7/291 باب 1 برقم 12.
9- ثواب الاعمال:75 برقم 3. وسائل الشيعة:7/294 باب 1 برقم 24.

و تدعو له الملائكة حتّى يفطر (1). و انّه إذا قام المؤمن ليله و صام نهاره لم يكتب عليه ذنب، و لم يخط خطوة إلاّ كتب اللّه له بها حسنة، و لم يتكلّم بكلمة خير إلاّ كتب له بها حسنة، و إن مات في نهاره صعد بروحه إلى عليّين، و إن عاش حتّى يفطر كتبه اللّه من الأوّابين (2). و انّ من صام يوما في سبيل اللّه كان له كعدل سنة يصومها (3). و انّ من صام يوما تطوّعا فلو أعطي ملء الأرض ذهبا ما وفى أجره دون يوم الحساب (4). و من صام للّه عزّ و جلّ يوما في شدّة الحرّ فأصابه ظمأ و كلّ اللّه به ألف ملك يمسحون وجهه و يبّشرونه، حتّى إذا أفطر قال اللّه عزّ و جلّ: ما أطيب ريحك و روحك، ملائكتي اشهدوا انّي قد غفرت له (5). و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّه قال: قال اللّه عزّ و جلّ: كلّ عمل ابن آدم بعشرة أضعافها إلى سبعمائة ضعف إلاّ الصّبر، فإنّه لي، و انا أجزي به، فثواب الصّبر مخزون عند اللّه (6)، و الصّبر: الصّوم (7).

و ينبغي لمن صام أن يمسك جميع أعضائه و قواه عن ارتكاب ما يكرهه اللّه عزّ و جلّ، و اذا شتمه أحد فلا يشتمه بل يسلّم عليه (8).

و يستحبّ الصوم عند نزول الشدّة، و كذا عند ضيق اليد (9)، و عند غلبة

ص:504


1- المقنعة:305. وسائل الشيعة:7/296 باب 1 برقم 38.
2- المقنعة:305 و في نسخة: من التوابين. وسائل الشيعة:7/296 باب 1 برقم 39.
3- الفقيه:2/52 باب 25 برقم 227. وسائل الشيعة:7/293 باب 1 برقم 19.
4- وسائل الشيعة:7/295 باب 1 برقم 32.
5- الفقيه:2/45 باب 22 برقم 205. الوسائل:7/299 باب 3 برقم 1.
6- -في علم اللّه-خ ل.
7- وسائل الشيعة:7/295 باب 1 برقم 33.
8- الفقيه:2/68 باب 32 برقم 283. الكافي:4/88 باب آداب الصائم برقم 1 و 5.
9- وسائل الشيعة:7/298 باب 2 برقم 1 و 2. الفقيه:2/45 باب 22 برقم 201.

الشهوة، و عدم تيّسر دفعها بالحلال (1).

و يستحبّ صوم ما عدا العيدين من جميع أيام السّنة، و المؤكّد منه صوم أيّام خاصّة:

فمنها: ثلاثة أيّام من كلّ شهر:

أوّل خميس منه، و آخر خميس، و أوّل أربعاء من العشر الثاني، و قد ورد انّ به جرت السّنّة (2)، و انّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التزم بها في آخر عمره، و انّه يعدل صوم الدّهر، و يذهب بوحر الصّدر و وسوسته (3)، و انّه انّما جعل في الشّهر ثلاثة أيّام لأنّ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، فمن صام في كلّ عشرة واحدا فكأنّما صام الدّهر كلّه (4)، و انّما خصّ من العشر الأوّل و الأخير الخميس لأنّ فيه ترفع الأعمال، و من العشر الثاني الأربعاء لأنّه اليوم الّذي خلق اللّه فيه النّار (5)، و أهلك القرون الأولى، و هو يوم نحس مستمرّ، فأحبّ اللّه أن يدفع العبد عن نفسه نحس ذلك اليوم بصومه (6)، و من أخّر صوم هذه الأيّام استحبّ له قضاؤها (7)، و يجوز تقديم ما لأشهر الصّيف منها في الشّتاء (8).

و يستحبّ لمن ترك صوم هذه الأيّام الثّلاثة لمشقّة، أو مرض، أو سفر، أو كبر، أو ضعف، أو عطش. . أو نحوها التّصدّق عن كلّ يوم بمدّ من طعام

ص:505


1- وسائل الشيعة:7/300 باب 4 برقم 1 و 2.
2- التهذيب:4/302 باب 68 احاديث الباب.
3- التهذيب:4/302 باب 68 برقم 913: الوحر: الوسوسة. و في المتن: الوجر.
4- التهذيب:4/302 باب 68 برقم 914 و 915.
5- الفقيه:2/50 باب 24 برقم 214 و 215.
6- وسائل الشيعة:7/306 باب 7 حديث 8. و [2]علل الشرائع:380 باب 112 حديث 2.
7- مناهج المتّقين:133-الحجريه-.
8- الفقيه:2/51 باب 24 حديث 219.

أو درهم (1).

و منها: الأيّام البيض،

و هي الثّالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر من كل شهر، و قد ورد أنّ صوم هذه الأيّام يعدل صوم الدّهر (2).

و ورد انّه يكتب بأوّل يوم صوم عشرة آلاف سنة، و بالثّاني ثلاثون ألفا، و بالثّالث مائة ألف سنة (3).

و منها: صوم يوم و إفطار يوم، أو صوم

ثلاثة من أوّل الشّهر، و ثلاثة من وسطه، و ثلاثة من آخره، أو صوم يومين و إفطار يوم، فإنّ الأوّل صوم داود عليه السّلام (4)، و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ملتزما به مدّة من الزّمان، و قال: انّ أفضل الصّيام صيام أخي داود عليه السّلام، و الثاني صوم سليمان عليه السّلام، و الثالث صوم مريم عليها السّلام (5).

و منها: صوم الخميس و الجمعة و السّبت من كلّ شهر من أشهر الحرم،

لما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من أنّ من صام من شهر الحرام الخميس و الجمعة و السبت كتب اللّه له عبادة تسعمائة سنة (6).

و منها: صوم الخميس و الجمعة و الاثنين مطلقا،

لما روي من أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يصوم الاثنين و الخميس في كلّ اسبوع، و يقول:

ص:506


1- الفقيه:2/50 باب 24 حديث 217 و 218.
2- علل الشرائع/380 باب 111 حديث 1 [1] اقول: افتى فقهاؤنا رضوان اللّه تعالى عليهم باستحباب صوم أيام البيض. راجع جواهر الكلام كتاب الصوم، فصل الصيام المستحب.
3- وسائل الشيعة:7/321 باب 12 حديث 3. و [3]الدروع الواقية لابن طاوس رحمه اللّه.
4- التهذيب:4/302 باب 68 حديث 913.
5- وسائل الشيعة:7/322 باب 13 برقم 3 و [4]الدروع الواقية.
6- المقنعة:375. وسائل الشيعة:7/347 باب 25 برقم 4.

انّهما يومان يعرض فيهما الأعمال على ربّ العالمين (1)، و زاد في خبر آخر: أنّي أحبّ أن يرفع عملي و أنا صائم (2).

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ من صام يوم الجمعة صبرا و احتسابا أعطي ثواب صيام عشرة أيّام غرّ زهر لا تشاكل أيّام الدّنيا (3). نعم صوم يوم الاثنين ليس من المؤكّد، لما ورد من أنّ صاحبه بالخيار بين الصّوم و الافطار (4). و المعروف على الألسن كراهة صوم يوم الجمعة وحده، و يشهد به الأخبار النّاهية عن إفراد يوم الجمعة بالصّوم (5).

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال: لا يخصّ يوم الجمعة بالصّوم وحده إلاّ ان يصوم معه غيره قبله أو بعده، لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نهى ان يخصّ يوم الجمعة بالصوم ما بين الأيّام (6)، إلاّ انّه يعارض ذلك قول ابن سنان رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام صائما يوم الجمعة، فقلت له: جعلت فداك، انّ النّاس يزعمون انّه يوم عيد، فقال: كلاّ، انّه يوم خفض و دعة (7)، فانّه لو كان صومه مكروها لما كان عليه السّلام يصومه، إلاّ أن يقال: انّه لم يعلم انّه عليه السّلام لم يكن قد صام الخميس، و لم يكن من عزمه صوم السّبت بعده، و امّا إنكاره عليه السّلام كونه عيدا فمحمول على انّه ليس عيدا يحرم صومه.

ص:507


1- مستدرك وسائل الشيعة:1/591 باب 4 برقم 6.
2- مستدرك وسائل الشيعة:1/594 باب 18 برقم 1.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:203 [3] صحيفة الرضا عليه السّلام.
4- وسائل الشيعة:7/342 باب 22 برقم 1.
5- عيون أخبار الرضا عليه السلام:230.
6- مستدرك وسائل الشيعة:1/591 باب 3 حديث 2.
7- التهذيب:4/316 باب 72 حديث 959.
و منها: أوّل يوم من المحرّم و ثالثه، بل كلّ يوم منه، بل جميعه.

أمّا الأوّل: فلقول الرّضا عليه السّلام: انّه اليوم الّذي دعا فيه زكريا ربّه فقال: هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ اَلدُّعاءِ (1)، فاستجاب اللّه له، و أمر الملائكة فَنادَتْهُ اَلْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي اَلْمِحْرابِ أَنَّ اَللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى (2)فمن صام هذا اليوم ثمّ دعا اللّه عزّ و جلّ استجاب اللّه له كما استجاب لزكريّا عليه السّلام (3).

و أمّا الثّاني: فلما عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من صام اليوم الثالث من المحرّم استجيبت: دعوته (4).

و امّا الثّالث: فلما عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قوله: من صام يوما من المحرّم فله بكل يوم ثلاثون يوما (5). و عنهم عليهم السّلام: انّ من صام يوما من المحرّم محتسبا جعل اللّه تعالى بينه و بين جهنّم جنّة كما بين السّماء و الأرض (6).

و أمّا الرّابع: فلما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قوله لرجل: ان كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرّم، فانّه شهر تاب اللّه فيه على قوم، و يتوب اللّه تعالى فيه على آخرين (7).

ص:508


1- سورة آل عمران:38.
2- سورة آل عمران:39.
3- مستدرك وسائل الشيعة:1/595 باب 20 برقم 2. و [3]الفقيه:2/55 باب 25 حديث 241 ذيل الحديث.5.
4- الاقبال:554. [4]وسائل الشيعة:7/348 باب 25 برقم 9، و [5]في الاصل: استجيب كما في الخبر، و الصحيح ما ذكرناه.
5- الاقبال:553.
6- الاقبال:553. [7]وسائل الشيعة:7/347 باب 25 برقم 6.
7- المقنعة:375. وسائل الشيعة:7/347 باب 25 برقم 3.

و عن مولانا الصّادق عليه السّلام انّه قال: من أمكنه صوم المحرّم فانّه يعصم صاحبه من كلّ سيّئة (1).

و منها: اليوم التاسع و العاشر من المحرّم

لقول أمير المؤمنين عليه السّلام: صوموا العاشوراء التاسع و العاشر، فانّه يكفّر ذنوب سنة (2). و قال الباقر عليه السّلام: لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي، فأمر نوح عليه السّلام من معه من الجنّ و الانس أن يصوموا ذلك اليوم، ثمّ قال: أ تدرون ما هذا اليوم؟ هذا اليوم الذي تاب اللّه عزّ و جلّ فيه على آدم و حوّا عليهما السّلام، و هذا اليوم الّذي فلق اللّه فيه البحر لبني اسرائيل فأغرق فرعون و من معه، و هذا اليوم الّذي غلب فيه موسى عليه السّلام فرعون، و هذا اليوم الّذي ولد فيه ابراهيم عليه السّلام، و هذا اليوم الّذي تاب اللّه فيه على قوم يونس عليه السّلام، و هذا اليوم الّذي ولد فيه عيسى بن مريم عليه السّلام، و هذا اليوم الّذي يقوم فيه القائم عليه السّلام عجّل اللّه فيه فرجه (3).

و أقول: الّذي اعتقده عدم جواز صومه تبرّكا، و جواز صومه حزنا، و كون الافطار بعد العصر أفضل من إتمامه إلى اللّيل، و ذلك لعدم وقوع وقعة الطّف فى زمان نوح عليه السّلام، و لا في زمان أمير المؤمنين عليه السّلام الآمرين بالصّوم، فيبقى خبر عبد اللّه بن سنان بالنّسبة إلى زمان ما بعد وقعة الطّف سليما عن المعارض، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام يوم عاشوراء و دموعه تنحدر من عينيه كاللّؤلؤ المتساقط، فقلت: ممّ بكاؤك؟ فقال: أفي غفلة أنت؟ أما علمت انّ الحسين عليه السّلام أصيب في مثل هذا اليوم؟ ! فقلت: ما

ص:509


1- وسائل الشيعة:7/347 باب 25 حديث 7.
2- التهذيب:4/299 باب 67 برقم 905.
3- التهذيب:4/300 باب 67 برقم 908.

قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت، و أفطره من غير تشميت (1)، و لا تجعله يوم صوم كملا، و ليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنّ في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجّلت الهيجاء عن آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. . الحديث (2).

ص:510


1- *) التشميت من الشماتة، الفرح بما ينزل بالعدّو من البلاء. لسان العرب:2/51.
2- مصباح المتهجد:547( [1]روى عبد اللّه بن سنان قال: دخلت على سيّدي أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام في يوم عاشوراء، فالفيته كاسف اللّون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا ابن رسول اللّه مّم بكائك؟ لا ابكى اللّه عينيك. . .) و الحديث طويل. و في الكافي:4/147 باب صوم يوم عرفة و عاشوراء برقم 7 [2] بسنده عن عبد الملك، قال: سألت ابا عبد اللّه عليه السّلام عن صوم تاسوعاء و عاشوراء من شهر محرّم، فقال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين عليه السّلام و اصحابه رضي اللّه عنهم بكربلا، و اجتمع عليه خيل أهل الشام، و اناخوا عليه، و فرح ابن مرجانة و عمر بن سعد بتوافر الخيل و كثرتها و استضعفوا فيه الحسين صلوات اللّه عليه و اصحابه رضي اللّه عنهم، و ايقنوا ان لا يأتي الحسين عليه السّلام ناصر و لا يمّده اهل العراق-بابي المستضعف الغريب-ثم قال: و امّا يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين عليه السّلام صريعا بين اصحابه، و اصحابه صرعى حوله عراة، افصوم يكون في ذلك اليوم؟ ! كلاّ و ربّ البيت الحرام ما هو يوم صوم، و ما هو إلاّ يوم حزن و مصيبة دخلت على اهل السماء و اهل الارض و جميع المؤمنين، و يوم فرح و سرور لابن مرجانة و آل زياد و اهل الشام، فمن صامه او تبركّ به حشره اللّه مع آل زياد ممسوخ القلب، مسخوطا عليه، و من ادّخر إلى منزله ذخيرة اعقبه اللّه تعالى نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه، و انتزع البركة عنه و عن اهل بيته و ولده، و شاركه الشيطان في جميع ذلك. أقول: الذي يظهر من هاتين الروايتين و غيرهما ان الصوم [3]في اليومين المذكورين اذا كان بعنوان الصوم [4]المطلق فهو غير مرغوب فيه، اما اذا كان للتبرك أو الفرح و السرور كان محرما قطعا، و أما اذا كان بقصد الشماتة بأهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان من أكبر الكبائر، و ربما كان موجبا لخروج الصائم عن ربقة الاسلام، و الصوم [5]المرغوب فيه هو الامساك عن الأكل و الشرب بدون نيّة الصوم، [6] بل بنيّة مواساة أهل البيت عليهم السّلام و التشبه بهم في حرمانهم عن-
و منها: يوم مولد النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو اليوم السّابع عشر

من ربيع الأوّل،

فقد ورد انّ من صامه كتب اللّه له صيام سنة (1)، و في خبر آخر عن الصّادقين عليهما السّلام: انّ من صامه كتب اللّه له صيام ستّين سنة (2).

فضل صوم شهر رجب
و منها: شهر رجب،

فقد ورد انّه شهر اللّه سبحانه (3)، و ورد انّه شهر أمير المؤمنين عليه السّلام، و كان يصومه كلّه (4)، و ورد في أوّل يوم منه انّ من صامه رغبة في ثواب اللّه عزّ و جلّ وجبت له الجنّة 5، و تباعدت عنه النّار مسيرة سنة 6، و ورد في الأوّل و الثّاني منه انّ من صامهما تباعدت عنه النار مسيرة سنتين 7،

ص:511


1- الفقيه:2/55 باب 26 برقم 1. و مصباح المتهجد/554.
2- المقنعة:371 و فيه: و من صامه كان كفارة س [1]تين شهرا. أقول: افتى فقهاؤنا الأعلام باستحباب صوم هذا اليوم، راجع مناهج المتقين ص 133 و امّا المندوب من الصوم.
3- الامالي للصدوق 535 المجلس 80. حديث 1. و ثواب الاعمال/78 باب ثواب صوم رجب برقم 4.
4- مصباح المتهجّد:554. مسارّ الشيعة/2 [2]6.

و انّ من صام يوم النّصف منه شفع في مثل ربيعة و مضر (1)، و من صام ثلاثة أيّام منه و قام لياليها: ثلاثة عشرة و اربعة عشرة و خمسة عشرة، لا يخرج من الدّنيا إلاّ على التّوبة النّصوح (2)، و من صام أيّام البيض منه كتب اللّه له بكّل يوم صيام سنة و قيامها، و وقف يوم القيامة موقف الآمنين (3)، و من صام يوم المبعث منه عدل عند اللّه صيام سبعين سنة (4)، و ورد مثله في صوم الخامس و العشرين منه (5)، و من صام يوم السادس و العشرين منه جعل اللّه صوم ذلك اليوم كفارة ثمانين سنة (6)، و من صام يوما. في آخره كان ذلك أمانا له من شدّة سكرات الموت، و أمانا له من هول المطّلع، و عذاب القبر (7)، و جعله اللّه عزّ و جلّ من ملوك الجنّة، و شفّعه في أبيه و أمّه و ابنه و ابنته و أخيه و أخته و عمّه و عمّته و خاله و خالته و معارفه و جيرانه، و إن كان فيهم مستوجب النّار (8)، و من صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز الصّراط (9)، و من صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشهر أمن من الفزع الأكبر من أهواله و شدائده، و أعطى براءة من النّار (10)، و انّ من صام ثلاثة أيّام

ص:512


1- الامالي للشيخ الصدوق:9 المجلس الثالث [1]حديث 2. و عيون أخبار الرضا عليه السّلام/ 160 باب 28.
2- الاقبال:656.
3- الاقبال:656 [4] عن الشيخ الطوسي رحمه اللّه.
4- الاقبال:673. [5]مصباح المتهجد/571. و [6]في التهذيب:4/304 باب 69 برقم 919 (كتب اللّه له صيام ستين شهرا) .
5- مصباح المتهجد:571.
6- الاقبال:670.
7- امالي الصدوق:15 المجلس الرابع [9]حديث 7.
8- امالي الصدوق:10 المجلس الثالث [10]حديث 2.
9- امالي الصدوق:15 المجلس الرابع [11]حديث 7. وسائل الشيعة:4/351 باب 26 برقم 8.
10- الامالي للشيخ الصدوق:15 المجلس الرابع [13]حديث 7.

من رجب في أوّله، و ثلاثة أيّام في وسطه، و ثلاثة أيّام في آخره غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر (1). و ورد انّ من صام يوما منه ايمانا و احتسابا غفر اللّه له (2)، و استوجب رضوان اللّه الأكبر (3)، و جعل اللّه بينه و بين النّار سبعين خندقا عرض كلّ خندق ما بين السّماء و الأرض (4)، و انّ رجب نهر في الجنّة أشدّ بياضا من اللّبن، و أحلى من العسل، فمن صام يوما من رجب سقاه اللّه من ذلك النّهر (5)، و من صام يوما منه في أوّله أو وسطه أو آخره غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، و اوجب اللّه له الجنّة، و جعله مع أهل البيت عليهم السّلام في درجتهم يوم القيامة، و انّ من صام يومين منه قيل له: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى (6)، و لم يصف الواصفون من أهل السّموات و الأرض ما له عند اللّه من الكرامة (7)، و من صام ثلاثة ايّام منه كتب اللّه له بكلّ يوم صيام سنة، و وجبت له الجنّة، و جعل اللّه بينه و بين النّار خندقا و حجابا طوله مسيرة سبعين عاما (8). و من صام أربعة ايّام منه عوفي من البلايا كلّها من الجنون و الجذام و البرص و فتنة الدّجّال. و من صام خمسة أيّام منه كان حّقا على اللّه أن يرضيه يوم القيامة. و من صام ستّة ايّام منه خرج من قبره و لوجهه نور يتلألأ، و يبعث

ص:513


1- الامالي للشيخ الصدوق:542 [1] المجلس الحادي و الثمانون حديث 1.
2- الامالي للشيخ الصدوق:534 [2] المجلس الثمانون حديث 1.
3- ثواب الأعمال:77 [3] ثواب صوم رجب برقم 4.
4- الامالي للشيخ الصدوق:9 المجلس الثالث [4]حديث 1. و ثواب الاعمال باب ثواب صوم رجب حديث 4.
5- الفقيه:2/56 باب 26 برقم 244.
6- الامالي للشيخ الصدوق:5 المجلس الثاني [6]حديث 1.
7- الامالي للشيخ الصدوق:534 [7] المجلس الثمانون حديث 1.
8- الامالي للشيخ الصدوق:545 [8] المجلس الثمانون حديث 1. ثواب الأعمال:79 باب ثواب صوم رجب برقم 4.

من الآمنين. و من صام سبعة أيّام منه أغلقت عنه أبواب النّيران السّبعة بصوم كلّ يوم باب. و من صام ثمانية أيّام منه فتحت له أبواب الجنان الثّمانية، يفتح اللّه له بصوم كلّ يوم بابا من أبوابها. و من صام تسعة أيّام منه خرج من قبره و هو ينادي: لا اله الاّ اللّه، و لا يصرف وجهه دون الجنّة. و من صام عشرة أيّام منه أعطى مسألته، و جعل اللّه له جناحين أخضرين يطير بهما على الصّراط كالبرق الخاطف إلى الجنان. و من صام أحد عشر يوما منه لم يواف اللّه يوم القيامة عبدا أفضل ثوابا منه إلاّ من صام مثله أو زاد عليه. و من صام اثنى عشر يوما منه كسي يوم القيامة حلّتين خضراوتين من سندس و استبرق يحبر بهما. و من صام ثلاثة عشر يوما منه وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظلّ العرش فيأكل منها و النّاس في شدّة شديدة و كرب عظيم. و من صام أربعة عشر يوما منه أعطاه اللّه من الثّواب ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. و من صام خمسة عشر يوما منه أعطي مسألته، و قيل له: استأنف العمل فقد غفر لك، و وقف يوم القيامة موقف الآمنين، و حاسبه اللّه حسابا يسيرا. و من صام ستّة عشر يوما منه كان في أوائل من يركب على دوابّ من نور تطير بهم في عرصة الجنان. و من صام سبعة عشر يوما منه وضع له يوم القيامة على الصّراط سبعون ألف مصباح من نور حتّى يمرّ على الصّراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان. و من صام ثمانية عشر يوما منه زاحم ابراهيم عليه السّلام في قبتّه. و من صام تسعة عشر يوما منه بنى اللّه له قصرا من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم عليه السّلام و ابراهيم عليه السّلام. و من صام عشرين يوما منه فكأنّما عبد اللّه عشرين ألف عام. و من صام احدا و عشرين يوما منه شفّع يوم القيامة من مثل ربيعة و مضر. و من صام اثنين و عشرين يوما منه نادى مناد من السّماء: ابشر يا وليّ اللّه بالكرامة العظيمة. و من صام ثلاثة و عشرين يوما منه نودي من السّماء: طوبى لك يا عبد اللّه نصبت قليلا و نعمت طويلا. و من صام أربعة

ص:514

و عشرين يوما منه هوّن عليه سكرات الموت و يرد حوض النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و من صام خمسة و عشرين يوما منه فهو من أوّل النّاس دخولا في جنّات عدن مع المقرّبين. و من صام ستّة و عشرين يوما منه بنى اللّه له في ظل العرش مائة قصر ليسكنها ناعما و النّاس في الحساب. و من صام سبعة و عشرين يوما منه أوسع اللّه عليه القبر مسيرة أربعمائة عام. و من صام ثمانية و عشرين يوما منه جعل اللّه بينه و بين النّار سبعة خنادق. و من صام تسعة و عشرين يوما منه غفر اللّه له و لو كان عشّارا، و لو كانت امرأة فجرت سبعين مرّة. و من صام ثلاثين يوما منه نادى مناد من السّماء: يا عبد اللّه أمّا ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي (1).

و ورد انّ من صام رجب كلّه انجاه اللّه من النّار، و اعتق رقبته منها، و اوجب له الجنّة، و كتب له رضاه و رضوانه، و من كتب له رضاه و رضوانه لم يعذّبه، و قضى له حوائج الدّنيا و الآخرة، و كتب في الصّدّيقين و الشّهداء (2).

فضل صوم شهر شعبان
و منها: شهر شعبان.

فانّه شهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (3)و قد كان يصومه و سنّ صومه، و هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين (4)، و قد ورد انّ صومه و صوم

ص:515


1- الامالي للشيخ الصدوق/534 حديث 1 [1] اختصره المؤلف قدس سره. و وسائل الشيعة:7 /352 باب 26 حديث 9.
2- وسائل الشيعة:7/356 باب 26 حديث 17. و [3]المقنعة/372. و مسار الشيعة/26.
3- ثواب الاعمال:84 حديث 9. وسائل الشيعة:7/360 باب 28 برقم 2.
4- ثواب الاعمال:85 برقم 13. [6]وسائل الشيعة:7/373 باب 29 برقم 14.

شهر رمضان توبة من اللّه (1)و لو من دم حرام (2)، و انّ صيام شعبان ذخر للعبد يوم القيامة، و ما من عبد يكثر الصّوم فيه الاّ أصلح اللّه له أمر معيشته، و كفاه شرّ عدوّه (3)، و انّ من صام منكم شعبان حتّى يصله بشهر رمضان كان حقّا على اللّه أن يعطيه جنّتين، و يناديه ملك من بطنان العرش عند إفطاره كلّ ليلة: يا فلان طبت و طابت لك الجنّة، و كفى بك انّك سررت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد موته (4)، و ورد انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا ينادي في المدنية: يا أهل يثرب! إنّي رسول اللّه إليكم، ألاّ و إنّ شعبان شهري، فرحم اللّه من أعانني على شهري. و انّ أمير المؤمنين عليه السّلام كان يقول: ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ينادي في شعبان، و لن يفوتني في أيّام حياتي صوم شعبان إن شاء اللّه تعالى (5). و ورد انّ من صام من شعبان يوما واحدا ابتغاء ثواب اللّه حرّم اللّه جسده على النّار (6)و دخل الجنّة، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شفيعه يوم القيامة (7)، بل ورد أنّ أدنى ما يكون لمن صام يوما منه ان تجب له

ص:516


1- ثواب الاعمال:84 برقم 3.
2- ثواب الاعمال:83 برقم 2 بسنده عن اسماعيل بن عبد الخالق، قال: جرى ذكر شعبان عند أبي عبد اللّه عليه السلام و صومه قال: فقال: انّ فيه من الفضل كذا و كذا، و فيه. . كذا و كذا، حتّى ان الرجل ليدخل في الدّم الحرام فيصوم شعبان فينفعه ذلك، و يغفر له. وسائل الشيعة:7/375 باب 29 برقم 23.
3- الامالي للشيخ الصدوق:16 [2] المجلسي الخامس حديث 1.
4- المقنعة:374. وسائل الشيعة:7/377 باب 29 برقم 32.
5- مصباح المتهجد:573. [4]وسائل الشيعة:7/378 باب 29 برقم 33.
6- الاقبال:688 فصل في ما نذكر من فضل كل خميس في شعبان و [6]الصلاة فيه. وسائل الشيعة 7/366 باب 29 برقم 25.
7- الاقبال:684 فصل في ما نذكره من صوم يوم أو يومين أو ثلاثة [8]أيّام منه.

الجنّة (1)، و انّه تتزيّن السّموات في كلّ خميس من شعبان فتقول الملائكة: إلهنا اغفر لصائميه، و اجب دعاءهم (2)، و انّ من صام يوم الاثنين و الخميس من شعبان جعل اللّه له نصيبا، و قضى له عشرين حاجة من حوائج الدّنيا و عشرين حاجة من حوائج الآخرة (3). و من صام أوّل يوم من شعبان وجبت له الجنّة البتّة (4). و من صام يومين منه غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه [و ما تأخّر] (5)، و نظر اللّه إليه في كلّ يوم و ليلة في دار الدّنيا، و دام نظره اليه في الجنّة (6). و من صام ثلاثة ايّام منه قيل له: استأنف العمل، و زار اللّه في عرشه من جنّته في كلّ يوم (7). و من صام ثلاثة ايّام من آخره و وصلها بصيام شهر رمضان كتب اللّه له صوم شهرين متتابعين (8)، و انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان اذا دخل شعبان يصوم في اوّله ثلاثا، و في وسطه ثلاثا، و في آخره ثلاثا (9). و ورد انّه تذاكر عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اصحابه فضايل شعبان فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: شهر شريف و هو شهري، و حملة العرش تعظّمه و تعرف حقّه، و هو شهر تزاد فيه أرزاق المؤمنين كشهر رمضان، و تزيّن فيه الجنان، و انّما سمّي شعبان لأنّه

ص:517


1- وسائل الشيعة:7/376 باب 29 برقم 28.
2- الاقبال:688 فصل فيما نذكره من فضل كل خميس من شعبان.
3- الاقبال:688 فصل فيما نذكره من فضل كل خميس في شعبان. [3]وسائل الشيعة:7/366 باب 28 برقم 26.
4- الفقيه:2/56 باب 27 برقم 247. ثواب الاعمال:84 ثواب صوم شعبان برقم 4 و 8.
5- المجالس:13 المجلس السادس.
6- الفقيه:2/56 باب 27 برقم 247. ثواب الاعمال:84 باب ثواب صوم شعبان برقم 4.
7- ثواب الاعمال:84 ثواب صوم شعبان حديث 4.
8- الفقيه:2/57 باب 27 برقم 252.
9- عيون اخبار الرضا عليه السّلام:228. و [5]الامالي للشيخ الصدوق:22 المجلس السابع [6]حديث 1.

تتشعّب فيه أرزاق المؤمنين، و هو شهر العمل، و [يضاعف فيه]الحسنة بسبعين، و السّيّئة محطوطة، و الذّنب مغفور، و الحسنة مقبولة، و الجبّار جلّ جلاله يباهي فيه بعباده، و ينظر إلى صوّامه و قوّامه، فيباهي بهم حملة العرش. فقام علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه (ص) ! صف لنا شيئا من فضائله لنزداد رغبة في صيامه و قيامه، و لنجتهد للجليل عزّ و جلّ فيه. فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من صام أوّل يوم من شعبان كتب اللّه له سبعين حسنة، الحسنة تعدل عبادة سنه. و من صام يومين من شعبان حطّت عنه السّيّئة الموبقة. و من صام ثلاثة أيّام من شعبان رفع اللّه له سبعين درجة في الجنان من درّ و ياقوت. و من صام أربعة أيّام من شعبان وسّع اللّه عليه في الرّزق. و من صام خمسة أيّام من شعبان حبّب الى العباد. و من صام ستّة أيّام من شعبان صرف عنه سبعون نوعا من البلاء. و من صام سبعة أيّام من شعبان عصم من إبليس و جنوده و [همزه و غمزه]دهره و عمره. و من صام ثمانية أيّام من شعبان لم يخرج من الدّنيا حتّى يسقى من حياض القدس. و من صام تسعة أيّام من شعبان عطف عليه منكر و نكير عند ما يسألانه. و من صام عشرة أيّام من شعبان استغفرت له الملائكة إلى يوم القيامة، و وسّع اللّه عليه في قبره سبعين ذراعا، و من صام أحد عشر يوما من شعبان ضرب على قبره إحدى عشرة منارة من نور. و من صام اثنى عشر يوما من شعبان زاره كلّ يوم في قبره تسعون ألف ملك إلى النّفخ في الصّور. و من صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفر له ملائكة سبع سموات. و من صام أربعة عشر يوما من شعبان الهمت الدّوابّ و السّباع حتّى الحيتان في البحر أن يستغفروا له. و من صام خمسة عشر يوما من شعبان ناداه ربّ العزّة: و عزّتي لا أحرقنّك بالنّار. و من صام ستّة عشر يوما من شعبان أطفي عنه سبعون بحرا من النيّران. و من صام سبعة عشر يوما من شعبان غلقت عنه أبواب النيّران كلّها. و من صام ثمانية عشر يوما من شعبان فتحت له أبواب

ص:518

الجنان كلّها. و من صام تسعة عشر يوما من شعبان أعطي سبعين ألف قصر في الجنان من درّ و ياقوت. و من صام عشرين يوما من شعبان زوّج سبعين ألف زوجة من الحور العين. و من صام واحدا و عشرين يوما من شعبان رحّبت به الملائكة و مسحته بأجنحتها. و من صام اثنين و عشرين يوما من شعبان كسي سبعين ألف حلّة من سندس و استبرق. و من صام ثلاثة و عشرين يوما من شعبان أتي بدابّة من نور عند خروجه من قبره فيركبها طيّارا إلى الجنان. و من صام أربعة و عشرين يوما من شعبان شفع في سبعين ألف من أهل التّوحيد. و من صام خمسة و عشرين يوما من شعبان أعطي براءة من النّفاق. و من صام ستّة و عشرين يوما من شعبان كتب اللّه له جوازا على الصّراط. و من صام سبعة و عشرين يوما من شعبان كتب اللّه له براءة من النّار. و من صام ثمانية و عشرين يوما من شعبان تهلّل وجهه يوم القيامة. و من صام تسعة و عشرين يوما من شعبان نال رضوان اللّه الأكبر. و من صام ثلاثين يوما من شعبان ناداه جبرئيل من قدام العرش: يا هذا استأنف العمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى و تقدم من ذنوبك، و الجليل عزّ و جلّ يقول: لو كانت ذنوبك عدد نجوم السّماء و قطر الأمطار و ورق الأشجار و عدد الرّمل و أيّام الدّنيا لغفرتها لك، و ما ذلك على اللّه بعزيز بعد صيامك شهر شعبان (1).

فصل صوم شهر رمضان
و منها: شهر رمضان:

و صومه و ان كان واجبا إلاّ أنّ وضع الكتاب لمّا كان على بيان مقدار فضائل الأعمال ناسب بيان فضل أيّامه ليزداد المؤمنون شوقا و رغبة إلى صومه

ص:519


1- وسائل الشيعة:7/370 باب 29 حديث 9، و [1]الامالي للشيخ الصدوق/22 المجلس السابع-

فنقول:

قد ورد انّ من صام شهر رمضان، و حفظ فرجه و لسانه، و كفّ أذاه عن النّاس، غفر اللّه له ذنوبه ما تقدّم منها و ما تأخّر، و أعتقه من النّار، و أحلّه دار القرار، و قبلت شفاعته بعدد رمل عالج من مذنبي أهل التّوحيد (1). و انّ من صامه احتسابا ذاب الحرام في جسده، و قرب من رحمة اللّه عزّ و جلّ، و هانت عليه سكرات الموت، و أمن من الجوع و العطش يوم القيامة (2). و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّه قال: لو علمتم ما لكم في شهر رمضان لزدتم للّه تعالى ذكره شكرا، اذا كان أوّل ليلة منه غفر اللّه لأمّتي الذّنوب كلّها سرّها و علانيتها، و رفع لكم ألفي ألف درجة، و بنى لكم خمسين مدينة، و كتب اللّه لكم يوم الثّاني بكلّ خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة، و ثواب نبيّ، و كتب لكم صوم سنة، و اعطاكم اللّه يوم الثّالث بكلّ شعرة على ابدانكم قبّة في الفردوس من درّة بيضاء في أعلاها اثنا عشر ألف بيت من النّور و في أسفلها اثنا عشر ألف بيت من النور و في كلّ بيت ألف سرير على كلّ سرير حوراء، يدخل عليكم كلّ يوم ألف ملك، مع كلّ ملك هدية، و أعطاكم اللّه يوم الرّابع في جنّة الخلد مائة ألف قصر، و أعطاكم في يوم الخامس في جنة المأوى ألف ألف مدينة، في كلّ مدينة سبعون ألف بيت، و في كلّ بيت سبعون ألف مائدة، على كلّ مائدة سبعون ألف قصعة، في كلّ قصعة ستّون ألف لون من الطّعام، لا يشبه بعضها بعضا، و أعطاكم اللّه عزّ و جلّ يوم السّادس في دار السّلام مائة ألف مدينة في كلّ مدينة مائة ألف دار في كلّ دار مائة ألف بيت في كلّ بيت مائة ألف سرير من ذهب طول كلّ سرير الف ذراع، على كل سرير زوجة من الحور العين،

ص:520


1- الامالي للشيخ الصدوق/19 المجلس السادس [1]حديث 1.
2- علل الشرايع للصدوق/378 باب 109 حديث 1.

عليها ثلاثون الف ذوابة منسوجة بالدرّ و الياقوت، تحمل كلّ ذوابه مائة جارية، و أعطاكم اللّه يوم السّابع في جنّة النّعيم ثواب أربعين ألف شهيد، و أربعين ألف صدّيق، و اعطاكم اللّه يوم الثّامن عمل ستّين ألف عابد، و ستّين ألف زاهد، و أعطاكم اللّه يوم التّاسع ما يعطي ألف عالم، و ألف معتكف، و ألف مرابط، و أعطاكم اللّه يوم العاشر قضاء سبعين ألف حاجة، و يستغفر لكم كلّ رطب و يابس، و كتب اللّه لكم يوم أحد عشر ثواب أربع حجّات و عمرات، و جعل اللّه لكم يوم اثني عشر أن يبدّل اللّه سيّئاتكم حسنات، و يجعل حسناتكم أضعافا، و كتب اللّه لكم يوم ثلاثة عشر مثل عبادة أهل مكّة و المدينة، و يوم أربعة عشر كأنّما عبدتم اللّه مع كلّ نبيّ مئتي سنة، و قضى لكم في يوم خمسة عشر حوائج الدّنيا و الآخرة، و اعطاكم اللّه عزّ و جلّ يوم ستّة عشر اذا خرجتم من القبر ستّين حلّة تلبسونها، و ناقة تركبونها، و يوم سبعة عشر يقول اللّه: انّي قد غفرت لهم و لآبائهم، و اذا كان يوم ثمانية عشر أمر اللّه الملائكة أن يستغفروا لأمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى السّنة القابلة، و اذا كان يوم التّاسع عشر لم يبق ملك إلاّ استأذنوا ربّكم في زيارة قبوركم، مع كلّ ملك هديّة و شراب، فإذا تمّ لكم عشرون يوما بعث اللّه إليكم سبعين ألف ملك يحفظونكم من كلّ شيطان رجيم، و كتب لكم بكلّ يوم صوم مائة سنة، و يوم أحد و عشرين يوسّع اللّه عليكم القبر ألف فرسخ، و يوم الاثنين و العشرين يدفع عنكم هول منكر و نكير، و يدفع عنكم همّ الدّنيا و عذاب الآخرة، و يوم ثلاثة و عشرين تمرّون على الصّراط مع النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء، و يوم أربعة و عشرين لا تخرجون من الدّنيا حتّى يرى كلّ واحد منكم مكانه في الجنّة، و يوم خمسة و عشرين يبني اللّه لكم تحت العرش ألف قبّة خضراء، و اذا كان يوم ستّة و عشرين ينظر اللّه إليكم بالرّحمة فيغفر ذنوبكم، و يوم سبعة و عشرين فكأنّما نصرتم كلّ مؤمن و مؤمنة، و يوم ثمانية و عشرين يجعل اللّه لكم في جنّة الخلد مائة ألف مدينة من نور، فإذا كان يوم

ص:521

تسعة و عشرين أعطاكم اللّه ألف ألف محلّة في جوف كلّ محلّة قبّة بيضاء، و اذا تمّ ثلاثون يوما كتب اللّه لكم بكلّ يوم مرّ عليكم ثواب ألف صدّيق و ألف شهيد. الحديث (1).

و عن مولانا الباقر عليه السّلام انّه قال: إنّ للّه ملائكة موكلّين بالصّائمين يستغفرون لهم في كلّ يوم من شهر رمضان إلى آخره، و ينادون الصّائمين كلّ ليلة عند افطارهم: ابشروا يا عباد اللّه فقد جعتم قليلا و تشبعون كثيرا، بوركتم و بورك فيكم، حتّى اذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادوهم: ابشروا يا عباد اللّه فقد غفر اللّه لكم ذنوبكم، و قبل توبتكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون (2). و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّ من صام شهر رمضان ايمانا و احتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه (3).

و يستحبّ إتيان الاهل في أوّل ليلة من شهر رمضان، و هو الرّفث و الجماع (4). و يكره تسمية رمضان من دون إضافة الشّهر إليه، للنّهي عنه في الأخبار تنزيها، معلّلا بإنّ رمضان اسم من اسماء اللّه عزّ ذكره، فلا يضاف إليه الذّهاب و المجيء و نحوهما (5).

و ورد انّ من قال: رمضان، من دون اضافة الشّهر إليه فليتصدّق، و ليصم

ص:522


1- وسائل الشيعة:7/174 باب 1 برقم 9. [1] ثواب الاعمال:93 باب فضل شهر رمضان برقم 93. و الامالي للشيخ الصدوق:48 المجلس الثاني [2]عشر حديث 2.
2- وسائل الشيعة:2/97 باب 1 برقم 10. [3]الامالي للشيخ الصدوق:33 المجلس الثالث [4]عشر حديث 1.
3- وسائل الشيعة:7/177 باب 1 برقم 14. [5] التهذيب:4/152 باب 40 برقم 421.
4- وسائل الشيعة:7/255 باب 30 برقم 1. [6] الخصال:2/612 برقم 10 حديث الاربعمائة.
5- وسائل الشيعة:7/232 باب 19 برقم 2. [7]الكافي:4/69 باب في النهي عن قول رمضان بلا شهر برقم 2.

كفّارة لقوله ذلك (1).

و منها: ستّة أيّام من شوّال بعد يوم العيد بلا فصل

على رواية معارضة بما نطق بكراهة الصّوم تطّوعا بعد عيد الفطر إلاّ بعد ثلاثة يمضين، و كراهة صوم الثلاثة (2).

و منها: يوم دحو الأرض،

و هو الخامس و العشرون من ذي القعدة، فإنّه يوم هبط فيه آدم عليه السّلام، و ولد فيه ابراهيم عليه السّلام و عيسى بن مريم عليه السّلام، و فيه نشرت الرّحمة، و دحيت الأرض من تحت الكعبة، و انزل اللّه فيه الكعبة البيت الحرام، و من صامه كان كمن صام ستّين شهرا. و في خبر آخر: انّه كصوم سبعين سنة. و في ثالث: انّه كفّارة سبعين سنة. و في رابع: انّه استغفر له كلّ شيء بين السّماء و الأرض. و في خامس: انّ من صام نهاره و قام ليلة فله عبادة مائة سنة صام نهارها و قام ليلها (3).

و منها: يوم التاسع و العشرين من ذي القعدة،

فإنّ من صامه كان كفّارة سبعين سنة (4).

و منها: أوّل ذي الحجّة،

فإنّ من صامه كتب اللّه له صيام ستّين شهرا (5)، و في خبر آخر: ثمانين شهرا (6). و في ثالث: انّه كفّارة ستّين سنة (7).

ص:523


1- وسائل الشيعة:7/132 باب 19 برقم 3. [1]الاقبال:3 فصل في تعظيم التلفّظ بشهر رمضان.
2- وسائل الشيعة:4/300 باب 5 برقم 1. [3]الكافي:4/148 باب صوم العيدين و ايام التشريق حديث 2 و 3.
3- وسائل الشيعة:7/331 باب 16. حديث 1 و 2 و [5] 3 و باقي أحاديث الباب.
4- وسائل الشيعة:7/333 باب 17 برقم 1.
5- وسائل الشيعة:7/333 باب 18 برقم 1.
6- وسائل الشيعة:7/334 باب 18 برقم 2. [8] مصباح المتهجد:465.
7- وسائل الشيعة:7/334 باب 18 برقم 5. [9] ثواب الاعمال:98 باب ثواب صيام عشر ذي-
و منها: اليوم الثامن من ذي الحجّة،

و هو يوم التّروية، و صومه كفّارة سنة (1).

و منها: يوم عرفة،

و صومه كفّارة سنة 2، و في خبر آخر: كفّارة سنتين 3. و في ثالث: انّه كفّارة تسعين سنة 4. و يشترط تحقّق الهلال و عدم احتمال كونه يوم العيد 5، و عدم كون الصّوم مضعفا له عن الدّعاء 6.

و منها: جميع التسعة أيّام من أوّل ذي الحجّة،

فقد ورد أنّ من صامه كتب اللّه عزّ و جلّ له صوم الدّهر 7. و ورد أنّ للصّائم أيّام أوائل ذي الحجّة بكلّ يوم عدل عتق مائة رقبة و مائة بدنة و مائة فرس يحمل عليها في سبيل اللّه، فإذا كان

ص:524


1- وسائل الشيعة:7/334 باب 18 برقم 4. [1] ثواب الاعمال:99 باب ثواب صيام عشر ذي الحجة برقم 3.

يوم التّروية فلمن صامه عدل ألفي رقبة، و ألفي بدنة، و ألفي فرس تحمل عليها في سبيل اللّه، فإذا كان يوم عرفة فله عدل ألفي رقبة، و ألفي بدنة، و ألفي فرس تحمل عليها في سبيل اللّه، و كفّارة ستّين سنة قبلها و [ستين سنة]بعدها (1).

و منها: يوم غدير خم،

و هو اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة الّذي أقام فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمير المؤمنين عليا عليه السّلام و نصبه للنّاس علما و إماما، و صومه يعدل ستّين شهرا من أشهر الحرم (2). و في خبر آخر: انّه كفّارة ستّين سنة (3). و في ثالث: انّه يعدل عند اللّه في كلّ عام مائة حجّة و مائة عمرة مبرورات متقّبلات، و هو عيد اللّه الأكبر (4). و في رابع: انّ من صامه و لم يستبدل به كتب اللّه له صيام الدّهر (5).

و منها: صوم يوم المباهلة،

فانّ الصّدوق رحمه اللّه أرسل انّ صومه كفّارة سبعين سنة (6).

ص:525


1- ثواب الاعمال:98 باب ثواب صيام عشر ذي الحجة برقم 1.
2- مصباح المتهجّد:513 [1] بسنده عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة فوجدته صائما، فقال لي: هذا يوم عظيم، عظمّ اللّه حرمته على المؤمنين، و اكمل لهم فيه الدّين، و تممّ عليهم النّعمة، و جدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد و الميثاق. فقيل له: ما ثواب صوم هذا اليوم؟ قال: انّه يوم عيد و فرح و سرور، و يوم صوم شكرا للّه، و انّ صومه يعدل ستين شهرا من اشهر الحرم. . . و ثواب الاعمال باب ثواب صوم يوم الغدير حديث 3.
3- الفقيه:2/55 باب 25 برقم 241.
4- وسائل الشيعة:7/324 حديث 4. [3] أقول: أفتى فقهاؤنا رضوان اللّه عليهم باستحباب صوم يوم عيد الغدير [4]مستندين بروايات كثيرة، منها حسنة سعد بن عبد اللّه المرويّة في ثواب الاعمال.
5- وسائل الشيعة:7/329 باب 14 برقم 14.
6- مناهج المتقين:133 باب: و امّا المندوب من الصوم.
و منها: يوم عيد نيروز الفرس،

فانّه ورد الأمر بصومه (1).

بقي هنا أمور:

الأوّل: انّه يكره صوم عرفة لمن يضعفه عن الدّعاء، و لمن شكّ في الهلال و أحتمل كونه يوم العيد (2). و للضّيف ندبا من دون إذن مضيّفه (3). و للولد ندبا بغير إذن والده، و امّا مع نهيه فالأحوط لزوم التّرك فيهما (4). و كذا يكره الصّوم

ص:526


1- وسائل الشيعة:4/346 باب 24 برقم 1 [1] بسنده عن المعلّى بن خنيس، عن الصادق عليه السّلام في يوم النوروز، قال: اذا كان يوم النيروز فاغتسل، و البس انظف ثيابك، و تطيّب بأطيب طيبك، و تكون ذلك اليوم صائما. و مصباح المتهجد/591. أقول: ينبغي لمن يصوم النيروز ان ينوي الصوم برجاء انه مطلوب من الشارع، لا انه يصوم بقصد ورود استحباب صومه جزما، و للبحث تفصيل تعرض له الفقهاء، و ليس هنا محل ذكره، فراجع.
2- تقدم البحث عنه قبيل هذا فراجع.
3- علل الشرايع:384 باب 115 برقم 1 [2] بسنده عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اذا دخل رجل فهو ضيف على من بها من أهل دينه، حتى يرحل عنهم، و لا ينبغي للضيف ان يصوم إلاّ باذنهم، لئلاّ يعملوا له الشيء فيفسد عليهم، و لا ينبغي لهم ان يصوموا إلاّ بإذن الضيف، لئلاّ يحشمهم فيشتهي الطعام فيتركه لهم [لمكانهم خ-ل]. و الوسائل:7/394 باب 9 برقم 1.
4- علل الشرايع:385 باب 115 برقم 4 [4] بسنده عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من فقه الضيف ان لا يصوم تطوّعا إلاّ بإذن صاحبه، و من طاعة المرأة [5]لزوجها ان لا تصوم تطوّعا إلاّ بإذن زوجها، و من صلاح العبد و طاعته و نصيحته لمولاه ان لا يصوم تطّوعا إلاّ بإذن مولاه و أمره، و من برّ الولد بأبويه ان لا يصوم تطوّعا إلاّ بإذن أبويه و امرهما، و إلاّ كان الضيف جاهلا، و كانت المرأة [6]عاصية، و كان العبد فاسدا عاصيا، و كان الولد عاقّا قاطعا للرحم. و وسائل الشيعة:4/396 باب 10 برقم 2. -

ندبا لمن دعي إلى طعام، في قول جمع، و الّذي ورد انّما هو كون الافطار أفضل له من الصّوم (1). و قد ورد انّ من دخل على أخيه و هو صائم، فأفطر عنده و لم يعلمه بصومه فيمنّ عليه، كتب اللّه له صوم سنة (2). و انّ من دخل على أخيه و هو صائم تطوّعا فأفطر كان له أجران: أجر لنيّته صيامه، و أجر لإدخاله السّرور عليه 3. بل ورد انّه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيّام 4. بل قال الصّادق عليه السّلام: لافطارك في منزل أخيك المسلم أفضل من صيامك سبعين أو تسعين ضعفا 5. و مقتضى الاطلاق عدم الفرق بين كون الطّعام معمولا له أم لا، و لا بين كون الأخ ممّن يشقّ عليه إمساك الوارد عليه و غيره، و لا بين كون الدّخول أوّل النّهار أو آخره، و لا بين كون الصّوم مندوبا أو واجبا موسّعا.

ص:527


1- اشار المؤلف قدّس سرّه إلى عدم ا [1]لملازمة بين رجحان شيء و عدم كراهة [2] تركه، و الرواية تنصّ على رجحان الافطار لا كراهة البقاء على صيامه، فما أشار إليه المؤلف رضوان اللّه عليه متين لا نقاش فيه.
2- المحاسن:412 باب 18 برقم 153. و عل [3]ل الشرايع 2/387 باب 120 برقم 3.

الثّاني: انّه يستحبّ الامساك تأدّبا و إن لم يكن صوما في مواضع.

فمنها: المسافر إذا قدم أهله أو بلدا يعزم فيه الإقامة عشرا فما زاد

بعد الزّوال أو قبله بعد الافطار (1).

و منها: المريض إذا برئ بعد الزوال أو قبله بعد الافطار.
و منها: الحائض و النفساء إذا طهرتا بعد الفجر.
و منها: الكافر اذا أسلم بعد الفجر.
و منها: الصّبيّ اذا بلغ بعد الفجر، و كذا المجنون و المغمى عليه إذا افاقا

بعده،

و لا يجب إتمام صوم النّافلة بالدّخول فيه، بل يجوز الإفطار في أيّ وقت شاء و لو بعد الزّوال (2).

الثّالث: انه يكره للصّائم أمور:

فمنها: الاستياك بالعود الرّطب .

(3)

و منها: الشعر الدنيوي إنشاء أو إنشادا،

بخلاف الشّعر المتضمّن لحكمة، أو وعظ، أو مدح أهل البيت عليهم السّلام، أو رثائهم، أو نحو ذلك، فإنّه راجح (4).

ص:528


1- و يستحب الامساك تادّيبا و ان لم يكن صوما شرعا، و هو المراد بصوم التاديب و يكون في سبعة موارد:1-المسافر اذا قدم اهله أو بلدته ليعزم فيه الاقامة عشرا فما زاد بعد الزوال أو قبله و قد أفطر 2-المريض اذا برئ بعده او قبله و قد تناول 3-الحائض و النفساء اذا طهرتا في اثناء النهار 4-الكافر اذا اسلم 5-الصبّي اذا بلغ 6-المجنون اذا افاق 7-المغمى عليه.
2- مناهج المتّقين:129 المقصد الثالث فيما يكره للصائم.
3- التهذيب:4/263 باب 63 برقم 787.
4- وسائل الشيعة:7/121 باب 13 برقم 1 [1] بسنده عن حمّاد بن عثمان قال: سمعت ابا عبد اللّه عليه السّلام يقول: يكره رواية الشعر للصائم، و للمحرم، و في الحرم، و في يوم الجمعة، -
و منها: الجدال، و الجهل، و الحلف، و أذى الخادم

على وجه لا يبلغ حدّ الأذى المحرّم (1).

و منها: النّساء تقبيلا، و لمسا، و ملاعبة،

مع عدم تعمدّ الإمناء و عدم ظنّه، و إلاّ حرمت (2).

و منها: الاكتحال مطلقا،

و تشتدّ الكراهة في الاكتحال بما فيه شيء نفّاذ يجد طعمه في الحلق كالصّبر و المسك و نحوهما (3).

و منها: إخراج الدّم المضعف،

فلو لم يضعف لم يكره (4).

و منها: دخول الحمّام مطلقا،

و تشتدّ الكراهة في المضعف منه (5).

و منها: السّعوط بما لا يتعدّى إلى الحلق ،

(6)

و يحرم المتعدّي منه و يوجب القضاء و الكفارة مع العمد (7).

و منها: شمّ الريحان المعروف، و النّرجس، و الكراهة في الثّاني أشدّ،

ص:529


1- الفقيه:2/51 باب 49 برقم 211. و الكافي:4/88 باب ادب الصائم برقم 4.
2- وسائل الشيعة:7/68 باب 33 برقم 1 و 3.
3- الكافي:4/111 باب الكحل و الذرور للصائم برقم 2.
4- الفقيه:2/68 باب 32 برقم 287.
5- مناهج المتقين: كتاب الصوم: /129 المقصد الثالث فيما يكره للصائم.
6- الفقيه:2/69 باب 32 برقم 292.
7- لا ريب في وجوب الكفّارة لتعّمده الافطار باستعمال ما يفسد صومه فإن الكفارة لمن تعمّد الافطار مما تسالم عليه الفقهاء.

لكون شمّه سنّة ملوك الفرس في صومهم لرفع العطش (1). و في كراهة شمّ كلّ نبات طيّب الرّيح تردّد، و العدم أشبه (2).

و يستحبّ شمّ الطيب و استعماله حتّى ورد انّه تحفة الصّائم (3). نعم يكره التّطيّب بالمسك خاصّة للصّائم (4).

و منها: الاحتقان بالجامد .

(5)

و منها: بلّ الثّوب على الجسد، و تخفّ الكراهة بعصره .

(6)

و منها: جلوس المرأة في الماء .

(7)

و لا يلحق الخنثى المشكل، و الخصي الممسوح بالمرأة، و لا سائر المايعات بالماء و ان كان الالحاق أولى (8).

الرّابع: في آداب متفرّقة:

فمنها: انّه يستحبّ كتم الصوم المندوب

إلاّ ان يسأل فلا يجوز الكذب، و قد قال مولانا الصّادق عليه السّلام: انّ من كتم صومه قال اللّه تعالى: عبدي

ص:530


1- الفقيه:2/71 باب 32 برقم 301 و 302.
2- أقول: المصرح به في روايات الباب كراهة التلذّذ بشمّ الريحان و النرجس و عدم كراهة شم كل طيب للصائم، بل شم الطيب سنّة راجع الفقيه:2/71 باب 32 برقم 302. و الوسائل: 7/64 باب 32 برقم 1.
3- الفقيه:2/70 باب 32 برقم 295. و الكافي:4/113 باب الطيب و الريحان للصائم برقم 3.
4- الكافي:4/112 باب الطيب و الريحان للصائم برقم 1.
5- مناهج المتقين: كتاب الصوم/129 المقصد الثالث فيما يكره للصائم.
6- مناهج المتقين/129 كتاب الصوم المقصد الثالث فيما يكره للصائم. و وسائل الشيعة:7/ 23 باب 3 برقم 3.
7- وسائل الشيعة:4/23 باب 3 برقم 6. و [2]علل الشرايع/388 باب 122 برقم 1.
8- وجه الأولويّة الاشتراك في العّلة التي كره للمرأة جلوسها في الماء بإنها تحمل بقبلها الماء، و وجه عدم إلحاق الخنثى و الخصي الممسوح بالمرأة هو الاقتصار بمورد تصريح الروايات بالمرأة.

استجار من عذابي فأجيروه، و وكّل اللّه تعالى ملائكته بالدّعاء للصّائمين، و لم يأمرهم بالدّعاء لأحد إلاّ استجاب لهم فيه (1). و سئل عليه السّلام عن الرّجل يكون صائما فيقال له: أ صائم أنت؟ فيقول: لا، فقال عليه السّلام: هو كذّاب (2).

و منها: انّه يستحبّ السّحور في خصوص شهر رمضان

و لو بشربة من الماء للأمر بذلك، و ورد انّه بركة (3). و امّا صوم غير شهر رمضان فلا يتأكّد فيه السّحور، و أفضل السّحور السّويق و التّمر (4).

و منها: انّه يستحبّ تفطير الصّائم،

لما ورد من أنّ فطرك لأخيك و ادخالك السّرور عليه أعظم أجرا و أفضل من صيامك (5). و انّ من فطّر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص منه شيء (6). و انّ من فطّر مؤمنا وكّل اللّه به سبعين ملكا يقدّسونه إلى مثل تلك اللّيلة من قابل، و من فطّر اثنين كان حقّا على اللّه أن يدخله الجنّة (7). و قال أبو جعفر عليه السّلام: لأن أفطّر رجلا مؤمنا في بيتي أحبّ إليّ من أن أعتق كذا و كذا نسمة من ولد إسماعيل (8).

و يتأكّد الاستحباب في شهر رمضان، و قد ورد أن من فطّر مؤمنا صائما فيه كان له بذلك عند اللّه عتق رقبة من ولد إسماعيل، و مغفرة لذنبه فيما مضى،

ص:531


1- وسائل الشيعة:7/97 باب 3 برقم 1.
2- التهذيب:4/319 باب 72 برقم 973.
3- التهذيب:4/198 باب 51 برقم 568.
4- التهذيب:4/198 باب 51 برقم 567.
5- التهذيب:4/201 باب 53 برقم 580. و المقنعة/54.
6- التهذيب:4/201 باب 53 برقم 582. و المقنعة/54.
7- وسائل الشيعة:7/102 باب 3 برقم 10.
8- وسائل الشيعة:7/102 باب 3 برقم 13.

و كفارة لذنبه إلى قابل (1). بل في خبر آخر: انّ اللّه يكتب له بذلك أجر من أعتق ثلاثين نسمة، و كان له بذلك دعوة مستجابة (2). و من فطّر اثنين كان حقّا على اللّه أن يدخله الجنّة (3).

و منها: انّه يستحبّ للصّائم قراءة سورة القدر عند السّحور و الافطار،

فقد ورد انّ من قرأها عند فطوره و عند سحوره كان فيما بينهما كالمتشّحط بدمه في سبيل اللّه (4).

و يستحبّ له أيضا الدّعاء بالمأثور و غيره، لما ورد من أنّ لكلّ صائم عند إفطاره دعوة مستجابة. و من المأثور البسملة و إتباعها بقوله: «يا واسع المغفرة اغفر لي» فإنّ من قالها عند افطاره غفر له (5).

و منه قول: «اللّهمّ لك صمنا، و على رزقك أفطرنا، فتقبّله منّا، ذهب الظّمأ، و أبتلّت العروق، و بقي الأجر» (6). و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول ذلك اذا أفطر.

ص:532


1- وسائل الشيعة:4/102 باب 3 [1] أحاديث الباب.
2- المحاسن:396 باب 2 [2] الاطعام في شهر رمضان برقم 64 بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال أيّما مؤمن فطر مؤمنا ليلة من شهر رمضان كتب اللّه له بذلك اجر من أعتق نسمة مؤمنة و من فطر شهر رمضان كلّه كتب اللّه له اجر من اعتق ثلاثين نسمة مؤمنة و كان له عند اللّه دعوة مستجابة.
3- المقنعة/344 باب 19. و وسائل الشيعة:4/101 باب 3 برقم 9.
4- الاقبال/114 [4] عن مولانا زين العابدين عليه السلام انه قال من قرأ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ عند فطوره و سحوره كان فيما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه.
5- الاقبال:116.
6- الفقيه:2/66 باب 31 برقم 273. و التهذيب:4/199 باب 52 برقم 576.

و منه: «الحمد للّه الّذي أعاننا فصمنا، و رزقنا فأفطرنا، اللّهمّ تقبّل منّا، و اعنّا عليه، و سلّمنا فيه، و تسلّمه منّا في يسر منك و عافية، الحمد للّه الذّي قضى عنّا يوما من شهر رمضان (1)» .

و منه: «يا عظيم يا عظيم أنت إلهي، لا إله لي غيرك، أغفر لي الذّنب العظيم، انّه لا يغفر الذنب العظيم الاّ العظيم» . و ورد أنّ من قال ذلك عند افطاره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه (2).

و منها: انّه يستحبّ للصّائم تقديم الصّلاه على الافطار،

إلاّ أن يكون معه قوم ينتظرونه يخاف أن يحبسهم عن عشائهم، أو تكون نفسه تنازعه للافطار و تشغله شهوته عن الصلاة (3).

و منها: انّه يستحبّ الافطار بالحلوى،

فإن لم يوجد فبالسكّر، فإن لم يوجد فبالتّمر، فإن لم يوجد فبماء فاتر، تأسّيا بالنّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (4). و قد ورد أن الافطار بالماء الفاتر ينقي المعدة و القلب، و يطيب النكهة و الفم، و يقوي الحدق، و يحدّ الناظر، و يغسل الذّنوب غسلا، و يسكن العروق الهايجة، و المرّة الغالبة، و يقطع البلغم، و يطفي الحرارة عن المعدة، و يذهب بالصّداع (5).

و يستحبّ أيضا الافطار باللبن تأسّيا بأمير المؤمنين عليه السّلام (6).

و منها: انّه يستحبّ للصّائم الحضور عند من يأكل،

لما عن مولانا الصادق عليه السّلام من أنّه إذا رأى الصائم قوما يأكلون أو رجلا يأكل سبحّت

ص:533


1- التهذيب:4/200 باب 52 برقم 577. و الفقيه:2/66 باب 31 برقم 274.
2- الاقبال: /114.
3- وسائل الشيعة:4/107 باب 7 برقم 1. و [2]المقنعة/318.
4- المقنعة/317. و وسائل الشيعة:4/113 باب 10 برقم 6.
5- المقنعة/317. و الكافي:4/153 باب ما يستحب ان يفطر عليه برقم 4.
6- التهذيب:4/199 باب 51 برقم 574.

كلّ شعرة منه (1).

و عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انّه: ما من صائم يحضر قوما يطعمون إلاّ سبحّت له أعضاؤه و كانت صلاة الملائكة عليه، و كانت صلاتهم استغفارا (2).

و منها: انّه يستحبّ الاجتهاد في العبادة

سيّما الدّعاء، و الاستغفار، و العتق، و الصّدقة في شهر رمضان، و خصوصا ليلة القدر و آخر ليلة من الشهر (3)، على النحو المسطور في الكتب المعدّة لذلك، فلتراجع.

انتهى إلى هنا الجزء الاول من كتاب مرآة الكمال على حسب

تجزئتنا للكتاب و من اللّه سبحانه نستمد التوفيق و العون

لاكمال باقي الاجزاء انّه ولي التوفيق و التأييد

على يد خادم العلم و الفضيلة الشيخ

محيى الدين نجل آية اللّه المؤلف

قدّس اللّه روحه الطاهرة

ص:534


1- الامالي للشيخ الصدوق/587 المجلس 86 حديث 9. و [1]ثواب الاعمال/82 باب ثواب الصائم يحضر قوما يأكلون.
2- وسائل الشيعة:7/112 باب 9 برقم 2.
3- وسائل الشيعة:7/219 باب 18. [4] أحاديث الباب.

فهرس موضوعات الجزء الأول من

كتاب مرآة الكمال

الموضوع الصفحة

المقدمة 7

مقدمة الطبعة الحجرية 13

ديباجة المؤلف 19

الفصل الأول: في آداب الولادة:

المقام الأول: في آداب ساعة الولادة 23

اخراج النساء ساعة الولادة 23

ما يستحب كتابته من الايات عند تعسر الولادة 23

غسل المولود بعد الولادة 26

الأذان في اذنه اليمنى و الاقامة في اليسرى و آداب أخر 26

تسمية المولود باسم حسن 28

المقام الثاني: في آداب اليوم السابع 32

التسمية 32

الحلق 32

الطلي 32

الختان 34

العقيقة 37

ثقب الأذن 42

ص:535

الاطعام عند الولادة 42

المقام الثالث: في الآداب العامة للحمل و الولادة و ما بعدها 44

الرضاع 44

الحضانة 47

تأديب الأطفال 48

تزويجه اذا بلغ و آداب أخر 51

ملحقات المقام الثالث 53

فضل الولد ذكرا أو انثى 53

يستحب طلب البنات 54

يستحب اطعام الحبلى اللبان و السفرجل 60

ما يستحب فعله مع اليتيم 61

برّ الوالدين 62

حكم عقوق الوالدين 66

حكم صلة الرحم 66

الفصل الثاني: في آداب اللباس:

المقام الأول: في آداب ما يلبس 71

المقام الثاني: في آداب العمامة و القلنسوة و الحذاء و الخلخال 90

المقام الثالث: في آداب الخاتم 98

المقام الرابع: في آداب لباس الصلاة 112

الفصل الثالث: في آداب المسكن:

يستحب اختيار المسكن الواسع 121

يكره رفع بناء البيت أكثر من سبعة أذرع أو ثمانية 122

يستحب تحجير السطوح 123

يستحب كنس البيت و الافنية 125

يستحب التسمية عند دخول الحجرة 125

ص:536

يستحب اسراج السراج قبل المغيب 126

يكره التحول من منزل الى منزل 127

يستحب الوليمة عند شراء الدار 130

يحرم التطلع في دور الناس 130

يكره اتخاذ فرش زايدا على قدر الحاجة 131

يستحب حسن الجوار 131

تذييل يتضمن مقالات 134

الأولى: تعيين بيت الصلاة 134

الثانية: الاماكن التي تكره الصلاة فيها 135

الأحوال التي يكره الصلاة فيها 144

الثالثة: في فضل المسجد و آدابه 147

في سنن المساجد 150

مكروهات المسجد 153

استحباب الصلاة في المسجد 158

فضل المساجد العظام 160

فضل المسجد الحرام 160

فضل مسجد الخيف 161

فضل مسجد الرسول (ص)161

فضل مساجد المدينة 162

فضل مسجد الغدير 163

فضل مسجد براثا 163

فضل مسجد بيت المقدس 164

فضل مسجد الكوفة 164

فضل مسجد السهلة 166

فضل مسجد صعصعة 169

ص:537

الفصل الرابع: في آداب الأكل و الشرب و متعلقاتهما:

المقام الأول: آداب الأكل 171

المقام الثاني: آداب شرب الماء 191

المقام الثالث: ما ورد في الحبوب 198

المقام الرابع: ما ورد في اللحم و السمن و اللبن 201

سنن الذبح 207

المقام الخامس: ما ورد في البقول و الفواكه و الثمار 209

الثمار الممدوحة 216

المقام السادس: في المآكل المتفرقة 225

المقام السابع: في آداب الوليمة و الضيافة و الضيف 231

الفصل الخامس: في آداب النوم و الانتباه منه:

المقام الأول: آداب النوم 237

المقام الثاني: أدعية النوم 247

ما ورد قراءته من السور عند النوم 247

ما ورد قراءته من الآيات عند النوم 250

ما ورد قراءته من الأذكار عند النوم 253

ما ورد قراءته من الأدعية المطلقة عند النوم 254

ما ورد قراءته من الأدعية المقيدة عند النوم 259

المقام الثالث: آداب الانتباه 267

المقام الرابع: آداب الرؤيا 271

الفصل السادس: في آداب الطهور و الصلاة:

المقام الأول: في آداب التخلي 277

مكروهات التخلي 283

مستحبات التخلي 286

المقام الثاني: في آداب الوضوء 290

ص:538

يستحب الوضوء لأمور 299

المقام الثالث: في آداب الغسل 306

الاغسال المسنونة للوقت 309

الاغسال المسنونة للعمل 314

الاغسال المسنونة للمكان 320

المقام الرابع: في فضل الصلاة 322

المقام الخامس: في آداب صلاة الليل 326

آداب سائر النوافل 337

المقام الخامس: في الصلوات المرغبات 340

صلاة عشر ركعات بعد المغرب 341

صلاة الغفيلة 342

صلاة الوصية بين المغرب و العشاء 342

صلاة أربع ركعات بعد العشاء 342

صلاة الورود و الافتتاح 343

صلاة اليوم 343

صلاة أول كل شهر 344

صلاة ليلة السبت و يومه 345

صلاة ليلة الاحد و يومه 347

صلاة ليلة الأثنين و يومه 349

صلاة ليلة الثلاثاء و يومه 353

صلاة ليلة الاربعاء و يومه 356

صلاة ليلة الخميس و يومه 358

صلاة ليلة الجمعة و يومه 360

صلاة الاعرابي 368

صلاة يوم النيروز 370

ص:539

صلاة أول محرم 372

صلاة ليلة عاشوراء 373

صلاة يوم عاشوراء 374

صلاة جمادى الآخرة 377

صلاة كل ليلة من رجب 377

صلاة أول ليلة من رجب 378

صلاة الرغائب 379

صلاة ليلة النصف من رجب 380

صلاة ليلة المبعث و يومه 381

صلاة كل ليلة من شعبان 484

صلاة أول ليلة من شعبان و ليلة النصف منه 384

نوافل شهر رمضان 384

صلاة الليالي الثلاثين من شهر رمضان 385

صلاة كل ليلة من شهر رمضان 385

صلاة أول يوم من شهر رمضان 386

صلاة ليلة النصف من شهر رمضان 386

صلاة آخر ليلة من شهر رمضان 387

صلاة ليالي البيض من رجب و شعبان و شهر رمضان 387

صلاة ليلة الفطر 388

صلاة يوم الفطر 388

صلاة يوم الخامس و العشرين من ذي القعدة 389

صلاة ليالي العشر الأول من ذي الحجة 389

صلاة يوم عرفة 389

صلاة يوم عيد الأضحى 390

صلاة يوم الغدير 390

ص:540

صلاة يوم المباهلة 390

صلاة آخر يوم من ذي الحجة 391

صلاة الاستسقاء 391

صلاة الاستخارة 392

صلاة الف ركعة في كل يوم و ليلة 392

صلاة الشكر 392

صلاة الزيارة 393

صلاة تحية المسجد 393

صلاة الاحرام 393

صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 394

صلاة أمير المؤمنين عليه السّلام 494

صلاة الصديقة الكبرى سلام اللّه عليها 395

صلاة الحسنين عليهما السّلام 395

صلاة السجاد عليه السّلام 396

صلاة الباقر عليه السّلام 396

صلاة الصادق عليه السّلام 396

صلاة الكاظم عليه السّلام 397

صلاة الرضا عليه السّلام 397

صلاة الجواد عليه السّلام 397

صلاة الهادي عليه السّلام 398

صلاة العسكري عليه السّلام 398

صلاة الحجة عليه السّلام 398

صلاة جعفر الطيار عليه السّلام 399

صلاة ليلة الدفن و ساعته 401

صلاة الهدية 402

ص:541

صلاة عند ارادة السفر 402

صلاة عند إرادة التزويج و الدخول بالزوجة 402

صلاة ركعتين خفيفتين 402

صلوات الحاجة المطلقة 402

صلوات الحاجة المقيدة 417

صلاة الظلامة 417

الصلاة عند العسرة 418

صلاة عند الأمر المخوف 419

صلاة عند خوف المكروه 419

الصلاة عند الخوف من العدو 420

صلاة الخوف من الظالم 421

الصلاة للخلاص من السجن 421

الصلاة لدفع شر السلطان و قضاء الدين 422

الصلاة لقضاء الدين 423

الصلاة لطلب الرزق 423

الصلاة لطلب الرزق عند الخروج الى السوق 425

الصلاة للاستطعام عند الجوع 426

الصلاة عند نزول البلاء 426

الصلاة لمكاملة أهل القبور و سماع الجواب منهم 427

الصلاة لرؤية النبي صلّى اللّه عليه و آله بالمنام 427

الصلاة الذكاء و الحفظ 429

صلاة حديث النفس 429

صلاة طلب الحمل و الولد 430

صلاة ام المريض 430

صلاة العفو 431

ص:542

صلاة التوبة 431

صلاة الكفاية 432

صلاة الفرج 433

صلاة المكروب 434

صلاة الاستغاثة 434

الصلاة لمن أصابته مصيبة 435

الصلاة اذا أخبر بوقيعه أحد فيه 436

الصلاة الغنية 437

صلاة الشدة 437

صلاة الشفاء 438

صلاة لجميع الامراض 439

صلاة الحمى 440

صلاة الصداع 441

صلاة لوجع العين 441

صلاة الأعمى 442

صلاة لوجع البطن 442

صلاة لوجع الرقبة 442

صلاة لوجع الصدر 442

صلاة للقولنج 443

صلاة لوجع الرجل 443

صلاة للّقوة 443

المقام السابع: في فضل الأذان و الاقامة 445

مستحبات الأذان 447

المقام الثامن: في سنن أفعال الصلاة 454

سنن تكبيرة الاحرام 455

ص:543

سنن القراءة 457

سنن الركوع 462

سنن السجود 464

مكروهات السجود 466

القنوت و مستحباته 467

سنن التشهد 468

سنن التسليم 469

تذييل: ما بقي من آداب أفعال الصلاة 470

المقام التاسع: في فضل الصلاة جماعة و آدابها 479

المقام العاشر: في فضل التعقيب و آدابه 483

تعقيب صلاة الظهر 498

تعقيب صلاة العصر 498

تعقيب صلاة المغرب 499

تعقيب صلاة العشاء 501

تعقيب صلاة الغداة 501

فضل الصوم المندوب 503

فضل صوم شهر رجب 511

فضل صوم شهر شعبان 515

فضل صوم شهر رمضان 519

فضل صوم بقية الأيام 523

موارد كراهة صوم عرفة 526

موارد استحباب الامساك تأدبا 528

ما يكره للصائم 528

آداب متفرقة للصائم 530

الفهرس 535

ص:544

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.