ص: 2

ص: 4

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا یَنْزِلُ أَحَدُکُمْ عَلَی أَخِیهِ حَتَّی یُؤْثِمَهُ ، قَالُوا : یَا رَسُولَ اللهِ وَکَیْفَ یُؤْثِمُهُ؟ قَالَ : لَا یَکُونُ عِنْدَهُ مَا یُنْفِقُ عَلَیْهِ » یعنی فیوقعه فی الإثم.

بفتحتین وَفِی الْخَبَرِ « کَانَتْ مِخَدَّتُهُ صلی الله علیه وآله مِنْ أَدَم » أی من الجلود وَفِی آخَرَ « کَانَتْ مِرْفَقَتُهُ مِنْ أَدَم ».

ضرب : اشتد وقل خیره ، والأَزْمَةُ : اسم منه وهی الشدة والقحط.

وأَزِمَ من باب تعب لغة وأَزَمَ القومُ أمسکوا عن الطعام.

قال بعض أهل اللغة : والمشهور أَرَمَّ القوم بالراء المهملة والمیم المشددة.

والأَزَمُ : الصمت. ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « ثُمَ أَزَمَ سَاکِتاً طَوِیلاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ».

وَالْیَاءَ مِنْ حَکِیمٍ ، وَالْعَیْنَ مِنْ عَلِیمٍ وَالصَّادَ مِنْ صَادِقٍ.

وَنَقَلَ الزَّجَّاجُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَ ( الم ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ » و ( المر ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَرَی » و ( المص ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَعْلَمُ وَأَفْصِلُ ».

وأما ( ق ) فقیل مجازها مجاز سائر الحروف الهجائیة فی أوائل السور. وَیُقَالُ ( ق ) جَبَلٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ مُحِیطٌ بِالدُّنْیَا.

وَأَمَّا ( ن وَالْقَلَمِ ) فَقِیلَ : هُوَ نُونُ الْحُوتِ. وَقِیلَ هُوَ الْحُوتُ الَّتِی تَحْتَ الْأَرْضِ. وَقِیلَ النُّونُ الدَّوَاةُ. وقِیلَ هُوَ نَهَرٌ فِی الْجَنَّةِ ، قَالَ اللهُ تَعَالَی لَهُ کُنْ مِدَاداً فَجَمَدَ ، وَکَانَ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ ، فَقَالَ لِلْقَلَمِ : اکْتُبْ فَکَتَبَ الْقَلَمُ مَا کَانَ وَمَا یَکُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ. رُوِیَ ذَلِکَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام.

وأما ( یس ) فقیل : معناه « یا إنسان » وقیل « یا رجل » وقیل « یا محمد » وقیل کسائر الحروف الهجائیة فی أوائل السور. وأما ( المر ) فقیل : هو حرف من حروف الاسم الأعظم المتقطع فی القرآن فإذا ألفه الرسول أو الإمام فدعی به أجیب.

قوله : ( وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ ) [ 2 / 10 ] أی مؤلم موجع کالسمیع بمعنی المستمع إذ لا ألم فوق ألم عذاب لا رجاء معه للخلاص إذ الرجاء یهون العذاب. قوله : ( یَأْلَمُونَ کَما تَأْلَمُونَ ) [ 4 / 103 ] أی یجدون ألم الجراح ووجعها کما تجدون ذلک.

وآلَمَهُ : أوجعه.

والتَّأَلُّمُ : التوجع.

والإِیلَامُ : الإیجاع.

فصل فی القرآن المجید ، لاشتمالها علی المعانی فی القرآن من الثناء علی الله بما هو أهله ، ومن التعبد بالأمر والنهی والوعد والوعید فکأنه نشأ وتولد منها بالتفصیل بعد الإجمال ، کما سمیت مکة أُمَ القری لأن الأرض دحیت منها.

قوله : ( هُنَ أُمُ الْکِتابِ ) [ 3 / 7 ] ولم یقل أمهات الکتاب لأنه علی الحکایة وهی کما یقول الرجل : لیس لی معین ، فتقول نحن معینک فتحکیه ، وکذلک قوله ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً ) [ 25 / 74 ]

وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی : ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً ) قَالَ « إِیَّانَا عَنَی » ، وَفِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ : « هَذِهِ فِینَا ». وَفِی حَدِیثِ أَبِی بَصِیرٍ أَنَّهُ قَالَ ( وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً ) فَقَالَعلیه السلام : « سَأَلْتَ رَبَّکَ عَظِیماً إِنَّمَا هِیَ وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِینَ إِمَاماً ».

قوله : ( إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً ) [ 2 / 124 ] أی یأتم بک الناس فیتبعونک ویأخذون عنک ، لأن الناس یَأُمُّونَ أفعاله أی یقصدونها فیتبعونها ویقال للطریق إِمَامٌ ، لأنه یُؤَمُ أی یقصد ویتبع.

قوله : ( وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِینٍ ) [ 15 / 79 ] أی لبطریق واضح.

والإِمَامُ : الکتاب أیضا ، قال تعالی ( یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) [ 17 / 71 ] أی بکتابهم ، ویقال بدینهم ، ویقال بمن ائْتَمُّوا به من نبی أو إمام أو کتاب وَفِی حَدِیثِ الشِّیعَةِ ، وَقَدْ قَالَ لَهُمُ الصَّادِقُ علیه السلام « أَلَا تَحْمَدُونَ اللهَ تَعَالَی إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ فَدَعَا کُلَّ قَوْمٍ إِلَی مَنْ یَتَوَلَّوْنَهُ وَفَزِعْنَا إِلَی رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وَفَزِعْتُمْ إِلَیْنَا ، أَیْنَ تَرَوْنَ یُذْهَبُ بِکُمْ؟ إِلَی الْجَنَّةِ وَرَبِّ الْکَعْبَةِ » قَالَهَا ثَلَاثاً.

قوله : ( یُرِیدُ الْإِنْسانُ لِیَفْجُرَ أَمامَهُ ) [ 75 / 5 ] أی لیدوم علی فجوره فیما بین یدیه من الأوقات ، وفیما یستقبله من الأزمان لا ینزع منه ، وقیل معناه یقدم الذنب ویؤخر التوبة ، یقول سوف أتوب سوف أتوب إلی أن یأتیه الموت علی أسوإ حالة.

قوله : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) [ 21 / 73 ] أی حکمنا لهم بالإمامة ومثله ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ ) [ 28 / 41 ].

ص: 10

وأصل أَئِمَّة : أءممة فألقیت حرکة المیم الأولی علی الهمزة وأدغمت المیم فی المیم ، وخففت الهمزة الثانیة ، لئلا تجتمع همزتان فی حرف واحد مثل آدم وآخر ، فمن القراء من یبقی الهمزة مخففة علی الأصل ومنهم من یسهلها والقیاس « بین بین » وبعضهم یعده لحنا ویقول : لا وجه له فی القیاس.

قوله : ( وَقَطَّعْناهُمْ فِی الْأَرْضِ أُمَماً ) [ 7 / 168 ] أی فرقناهم فی الأرض بحیث لا یکاد یخلو قطر منهم.

قوله : أُمِّیُّونَ [ 2 / 78 ] هو جمع الأُمِّیِ والأُمِّیُ فی کلام العرب : الذی لا کتاب له من مشرکی العرب. قیل : هو نسبة إلی الأُمِ ، لأن الکتابة مکتسبة فهو علی ما ولدته أمه من الجهل بالکتابة. وقیل : نسبة إلی أُمَّةِ العرب لأن أکثرهم أمیون ، والکتابة فیهم عزیزة أو عدیمة ، فهم علی أصل ولادة أمهم.

قوله : ( آمِّینَ الْبَیْتَ ) [ 5 / 3 ] أی عامرین البیت.

والأُمُ : الوالدة ، قیل أصلها أُمَّهَة ، ولهذا تجمع علی أُمَّهَات ، وإن الأصل أمات. ویقال : إن الأُمَّهَات للناس والأُمَّات للبهائم. قال فی البارع ، نقلا عنه : فیها أربع لغات « أُمّ » بضم الهمزة وکسرها « وأُمَّة » و « أُمَّهَة » فالأُمَّات والأُمَّهَات لغتان ، لیس إحدیهما أصلا للأخری.

قوله : ( وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) [ 33 / 6 ] أی فی تحریم النکاح کما قال : ( وَلا أَنْ تَنْکِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) [ 33 / 53 ] ولسن بأمهات علی الحقیقة

وجائت الأُمَّةُ فی الکتاب العزیز علی وجوه :

أُمَّة بمعنی جماعة ، ومنه قوله تعالی ( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ یَسْقُونَ ) [ 28 / 23 ] أی جماعة ، وسمیت بذلک لأن الفرق تأمها. قال تعالی : ( وَیَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ کُلِ أُمَّةٍ شَهِیداً ) [ 16 / 84 ] و ( تَری کُلَ أُمَّةٍ جاثِیَةً کُلُ أُمَّةٍ تُدْعی إِلی کِتابِهَا ) [ 45 / 27 ].

وأُمَّة : رجل جامع للخیر یقتدی به ، ومنه قوله ( إِنَّ إِبْراهِیمَ کانَ أُمَّةً قانِتاً

ص: 11

لِلَّهِ ) [ 16 / 120 ].

وأُمَّة : دین ، ومنه قوله تعالی : ( إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلی أُمَّةٍ ) [ 43 / 22 ]

وأُمَّة : حین وزمان ، ومنه قوله تعالی ( إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) [ 11 / 8 ] وقوله ( وَادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) [ 12 / 45 ] وقوله ( کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) [ 2 / 213 ] أی کانوا مذهبا واحدا قبل نوح متفقین علی الفطرة فاختلفوا ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِیِّینَ ) ، بدلالة قوله : ( لِیَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ فِیمَا اخْتَلَفُوا فِیهِ ) وقیل : ( کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) کفارا ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِیِّینَ ) فاختلفوا علیهم. قوله : ( وَلَوْ لا أَنْ یَکُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) [ 43 / 33 ] أی لو لا أن یجتمعوا علی الکفر لجعلنا - الآیة.

والواحد قد سماه الله أُمَّة کما فی إبراهیم علیه السلام. ویقال لجمیع أجناس الحیوان : أُمَّة ، وهو قوله تعالی : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ ) [ 35 / 24 ] ومنه أُمَّة محمد صلی الله علیه وآله ، قوله ( کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ ) [ 3 / 110 ]

قال بعض الأفاضل : استدل بعض مخالفینا بالآیة علی کون الإجماع حجة ، من حیث إن اللام فی المعروف والمنکر للاستغراق أی تأمرون بکل معروف وتنهون عن کل منکر ، فلو أجمع علی الخطإ لم یتحقق واحدة من الکلمتین وهو المطلوب.

والجواب : منع کون اللام فی اسم الجنس للاستغراق. وإن سلم فنحمله علی المعصومین لعدم تحقق ما ذکرتم فی غیرهم ، وبذلک ورد النقل أیضا عَنْ أَئِمَّتِنَا علیهم السلام قَالُوا : « وَکَیْفَ تَکُونُ ( خَیْرَ أُمَّةٍ ) وَقَدْ قُتِلَ فِیهَا ابْنُ بِنْتِ نَبِیِّهَا » (1).

وقد أطنب الشیخ الطوسی رحمه الله فی البحث عن هذه الآیة فی کتاب العدة.

قوله : ( أَرْسَلْناکَ فِی أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ ) [ 13 / 30 ] هی أُمَّةُ محمد صلی الله علیه وآله.

والأُمَّةُ : الخلق کلهم.

ص: 12

وأُمَّةُ کل نبی : أتباعه. ومن لم یتبع دینه - وإن کان فی زمانه - فلیس من أمته.

وقد جائت الأُمَّةُ فی غیر الکتاب بمعنی القامة ، یقال فلان حسن الأُمَّةِ أی حسن القامة. وبمعنی الأُمِ أیضا یقال هذه أُمَّةُ زید.

والأُمَّةُ : کل جماعة یجمعهم أمر ، إما دین واحد ، أو دعوة واحدة ، أو طریقة واحدة ، أو زمان واحد ، أو مکان واحد ،

ومنه الْحَدِیثُ « یُبْعَثُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أُمَّةً وَحْدَهُ ، عَلَیْهِ بَهَاءُ الْمُلُوکِ وَسِیمَاءُ الْأَنْبِیَاءِ ».

ویقال لکل جنس من الحیوان أُمَّة.

ومنه الْخَبَرُ « لَوْ لَا أَنْ یَکُونَ الْکِلَابُ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا ».

قوله : ( وَلا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُکُمْ ) [ 6 / 38 ] أی فی الخلق والرزق والحیاة والموت والحشر والمحاسبة والاقتصاص لبعضها من بعض. وقیل غیر ذلک وقد مر فی « طیر ».

وأَمَ الشیءَ أَمّاً من باب قتل : قصده.

ومنه الْحَدِیثُ « مَنْ أَمَ هَذَا الْبَیْتَ فَکَذَا » یعنی البیت الحرام.

وأُمُ الخیر للتی تجمع کل الخیر.

وأُمُ الشر للتی تجمع کل الشر.

وأُمُ الصبیان : ریح تعرض لهم.

وأُمُ فروة : أم جعفر الصادق علیه السلام، وقد تقدم ذکرها (1).

وقولهم : « لا أُمَ لک » ذم وسب أی أنت لقیط لا تعرف لک أم. وقیل : قد یقع مدحا بمعنی التعجب منه ، قال فی النهایة : وفیه بعد.

وأَمْ منقطعة تقدر ببل والهمزة فی الخبر والاستفهام.

قال تعالی : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ) [ 2 / 214 ] ومعناها بل أحسبتم. والهمزة فیها للتقریر.

وأَمْ المتصلة بمعنی أو فی مواضع منها : إذا کان أَمْ معادلا لهمزة الاستفهام.

قال تعالی : ( أَهُمْ خَیْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) [ 44 / 37 ] وهو علی التفریع والتوبیخ من

ص: 13

الله ، لأنه عالم بمن هو خیر ، والمعنی لیسوا بخیر ، کقوله ( أَفَمَنْ یُلْقی فِی النَّارِ خَیْرٌ أَمْ مَنْ یَأْتِی آمِناً یَوْمَ الْقِیامَةِ ) [ 41 / 40 ].

ویکون للتسویة من غیر استفهام کقوله ( سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ) [ 2 / 6 ].

قال بعض المحققین من أهل العربیة : أَمْ فی الکلام حرف عطف فی الاستفهام ولها موضعان :

« أحدهما » - أن تقع معادلة لألف الاستفهام بمعنی أی ، تقول : « أزید فی الدار أَمْ عمرو » والمعنی أیهما فیها ، وتسمی متصلة ، لأن ما قبلها وما بعدها کلام واحد ، ولا تستعمل فی الأمر والنهی ، ویجب أن یعادل ما قبلها فی الاسمیة ، فإن کان الأول اسما أو فعلا کان الثانی مثله ، نحو « أزید قائم أَمْ قاعد » و « أقام زید أَمْ قعد » لأنها لطلب تعیین أحد الأمرین ، ولا یسأل بها إلا بعد ثبوت أحدهما ، ولا یجاب إلا بالیقین ، لأن المتکلم یدعی وجود أحدهما ، ویسأل عن تعیینه.

و « الثانی » - أن تکون منقطعة مما قبلها خبرا کان أو استفهاما ، تقول فی الخبر : « إنها لإبل أَمْ شاة » وذلک إذا نظرت إلی شخص فتوهمته إبلا فقلت ما سبق إلیک ، ثم أدرکک الظن بأنه شاة فانصرفت عن الأول فقلت أَمْ شاة ، بمعنی بل ، فهو إضراب عما کان قبله ، إلا أن ما یقع بعد بل یقین ، وما بعد أم مظنون وتقول فی الاستفهام : « هل زید منطلق أَمْ عمرو » فَأَمْ معها ظن واستفهام وإضراب.

والآمَّةُ من الشجاج وهی بالمد : اسم فاعل ، وبعض العرب یقول : مَأْمُومَة ، وهی الشجة التی بلغت أم الرأس ، وهی الشجة التی تجمع أم الدماغ ، وهی أشد الشجاج وتجمع الأولی علی أمام [ أَوَامّ ] مثل دابة علی دواب ، والثانیة علی لفظها مَأْمُومَات.

والإِمَامُ بالکسر علی فعال للذی یؤتم به وجمعه أَئِمَّة.

وَفِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ : سُمِّیَ الْإِمَامُ إِمَاماً لِأَنَّهُ قُدْوَةٌ لِلنَّاسِ مَنْصُوبٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ تَعَالَی مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَی الْعِبَادِ.

ص: 14

وأَمَامُ الشیء : مستقبله ، وهو ضد خلف وهو ظرف ، ولهذا یذکر ویؤنث علی معنی الجهة.

والإِمَامَةُ : هی الرئاسة العامة علی جمیع الناس ، فإذا أخذت لا بشرط شیء تجامع النبوة والرسالة ، وإذا أخذت بشرط لا شیء لا تجامعهما.

وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِی الْعَاصِ بْنِ الرَّبِیعِ : أُمُّهَا زَیْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله ، تَزَوَّجَهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَعْدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ علیها السلام، فَلَمَّا قُتِلَ عَلِیٌّ علیه السلاموَکَانَ قَدْ أَمَرَ الْمُغِیرَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَرْثِ أَنْ یَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بَعْدَهُ ، لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ یَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِیَةُ ، فَتَزَوَّجَهَا الْمُغِیرَةُ فَوَلَدَتْ لَهُ یَحْیَی وَبِهِ کَانَ یُکَنَّی وَهَلَکَتْ عِنْدَهُ.

أُمَامَةَ الأنصاری الخزرجی غلبت کنیته واشتهر بها وکان عقبیا نقیبا شهد العقبة الأولی والثانیة وبایع فیهما وکانت البیعة الأولی فی ستة نفر أو سبعة ، والثانیة فی اثنی عشر رجلا ، والثالثة فی سبعین رجلا.

وإنما قیل للمرأة أَیِّم ولم یقل أیمة لأن أکثر ذلک للنساء فهو کالمستعار.

وایْمُ الله بفتح الهمزة وکسرها : اسم موضوع للقسم ، لا جمع یمین خلافا للکوفیین ، مثل لعمرو الله. وفیها لغات کثیرة. وهمزتها للوصل وقد تقطع.

وَمِنْهُ « وَایْمُ اللهِ لَوْ کُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بِإِحْسَانِهِ » - الحدیث.

اتخم من کثرة الأکل.

لَمْ تُنِلْهُ مِنْهَا شَیْئاً!.

وَفِی الْحَدِیثِ « یُکْرَهُ الْحَرِیرُ الْمُبْهَمُ لِلرِّجَالِ » أی الخالص الذی لا یمازجه شیء.

ومنه فرس بَهِیمٌ أی مصمت وهو الذی لا یخالط لونه شیء سوی لونه ، ومنه الأسود البَهِیم.

وَفِیهِ « یُحْشَرُ النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً بُهْماً » یعنی لیس فیهم من العاهات والأعراض التی تکون فی الدنیا ، کالعور والعرج.

والبُهْمُ بالضم : جمع البُهْمَة وهو المجهول الذی لا یعرف.

ومنه الْحَدِیثُ « شِیعَتُنَا الْبُهْمُ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلُوبُ الْمُؤْمِنِینَ مُبْهَمَةٌ عَلَی الْإِیمَانِ » أی مصمتة مثل قولهم : « فرس بَهِیمٌ » أی مصمت کأنه أراد بقوله مُبْهَمَة أی لا یخالطها شیء سوی الإیمان.

وهذه الآیة مُبْهَمَة أی عامة أو مطلقة.

وأمر مُبْهَمٌ أی مفصل لا مأتی له.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « کَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ إِحْدَی الْمُبْهَمَاتِ کَشَفَهَا ». یرید مسألة معضلة مشکلة ، سمیت مُبْهَمَة لأنها أبهمت عن البیان فلم یجعل علیها دلیل.

والمُبْهَمُ من المحرمات کمکرم : ما لا یحل بوجه ، کتحریم الأم والأخت والجمع : بُهْم بالضم ، وبضمتین قاله فی القاموس.

والأسماء المُبْهَمَة عند النحویین هی أسماء الإشارة نحو هذا وهؤلاء وذلک وأولئک.

والإِبْهَامُ : أکبر أصابع الید والرجل فی الطرف ، وهو مؤنث ، وقد یذکر. والجمع أَبَاهِم.

واحد ، أی هما زوجان وأخوان. قال بعض الشارحین : وهذه من أحسن العبارات.

والولدان : تَوْأَمَانِ. والجمع : تَوَائِم مثل قشعم وقشاعم.

والتَّوْأَمُ علی فوعل والأنثی : تَوْأَمَة.

والتَّوْأَمُ : الثانی من سهام المیسر.

وعن الخلیل : أصل تَوْأَم : ووأم ، فأبدل من إحدی الواوین تاء کما قالوا : تولج ، من ولج

وَتَفْصِیلاً ) [ 6 / 154 ] أی تماما من الله علی المحسنین ، أو تماما علی الذی أحسنه موسی من طاعة الله.

قوله : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) [ 2 / 196 ] أی قوموا بأمورهما والإِتْمَامُ القیام بالأمر. قیل : وإِتْمَامُهَما أن یحرم بهما من دویرة أهله. وقیل : أن یفرد لکل منهما سفرا. وقیل : أن تکون النفقة حلالا. وقیل : إخلاصهما للعبادة لا للمعاش. وقیل : المراد أن یأتی بجمیع أجزائهما وکیفیات تلک الأجزاء ، لکن کون کل واحد منهما مرکبا من أجزاء مختلفة ربما یوهم أن من أتی ببعض تلک الأجزاء وأخل بالباقی عمدا یصح منه ذلک المأتی به ، ویجب علیه قضاء الباقی کمن صام بعض شهر رمضان وترک الباقی ، وذلک وهم باطل ، فإن کل واحد من تلک الأجزاء شرط فی صحة الباقی ، کأجزاء الصلاة فإذا لم یأت الحاج أو المصلی بکل الأجزاء بطل حجه وصلاته ، بخلاف الصوم.

وأَتْمَمَتُ الشیءَ : أکملته.

ومنه قوله : ( مُتِمُ نُورِهِ ) [ 61 / 8 ] أی مکمله.

وَفِی الْخَبَرِ « مَنْ عَلَّقَ تَمِیمَةً فَلَا أَتَمَّ اللهُ لَهُ » التَّمِیمَةُ : خرزات کانت العرب تعلقها علی أولادهم یتقون بها العین فی زعمهم ، فأبطلها الإسلام. والتَّمِیمَة أیضا : عوذة تعلق علی الإنسان ومنه شعر أبی الأسود الدئلی فی علی بن الحسین علیهم السلام :

وإن غلاما بین کسری وهاشم

لأکرم من نیطت علیه التَّمَائِم

نُقِلَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام عَادَ مُعَاوِیَةَ فِی مَرَضِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِیَةُ قَامَ وَتَجَلَّدَ وَأَنْشَدَ یَقُولُ :

بِتَجَلُّدِی لِلشَّامَتَیْنِ أُرِیهِمُ

أَنِّی لِرَیْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ

فَأَجَابَهُ الْحَسَنُ علیه السلام عَلَی الْفَوْرِ :

وَإِذَا الْمَنِیَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا

أَلْفَیْتَ کُلَّ تَمِیمَةٍ لَا تَنْفَعُ

وکان تسمیتها تمیمة لما یعتقد من أنها تمام الدواء والشفاء.

وَفِی الدُّعَاءِ « أُعِیذُ نَفْسِی بِکَلِمَاتِ اللهِ

ص: 22

التَّامَّاتِ » قیل : إنما وصف کلامه بالتمام لأنه لا یجوز أن یکون فی شیء من کلامه نقص وعیب ، کما یکون فی کلام الناس وقیل : معنی التَّمَام هنا : أن تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتکفیه.

وَفِیهِ « اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ » أی دعوة إلی الصلاة تامة فی إلزام الحجة وإیجاب الإجابة. أو التامة التی لا یدخلها تغییر بل باقیة إلی یوم النشور. وقیل : وصفها بِالتَّمَامِ لأنها ذکر الله ، ویدعی بها إلی عبادته ، وذلک هو الذی یستحق صفات الکمال والتمام.

وَفِی حَدِیثِ الْکَفَنِ « الْمَفْرُوضُ ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ تَامٌ لَا أَقَلَّ مِنْهُ » قوله « تام » خبر مبتدإ محذوف أی وهو تام ، والضمیر للکفن

وَفِی حَدِیثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ « قَالَ : لَمَّا نَفَرْتُ مِنْ مِنًی نَوَیْتُ الْمُقَامَ بِمَکَّةَ فَأَتْمَمْتُ الصَّلَاةَ ، ثُمَّ جَائَنِی خَبَرٌ مِنَ الْمَنْزِلِ فَلَمْ أَدْرِ أُتِمُ أَمْ أُقَصِّرُ؟ فَقَصَصْتُ الْقِصَّةَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ : ارْجِعْ إِلَی التَّقْصِیرِ » هکذا صح - الحدیث. ولا یخفی منافاته لما اشتهر به الفتوی. وحمل الشیخ الإتمام فیه علی صلاة النافلة ، وبعض المتأخرین (1) « فأتم » بقرینة قوله لما نفرت من منی نویت المقام ، والنیة فی ذلک الوقت لیس إلا للإتمام - انتهی ، وهو قریب.

وتِهَامَةُ بکسر الفوقانیة : اسم لکل ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز. قیل : هی مشتقة من تَهِمَ الحَرُّ ، اشتد مع رکود الریح لشدة حرها. وفی المجمع هی مشتقة من التَّهَمِ وهی الحر وسکون الریح ، وهی أرض أولها ذات عرق من قبل نجد إلی مکة وما وراءها بمرحلتین أو أکثر ، وتأخذ إلی البحر.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْعَقِیقُ لِأَهْلِ نَجْدٍ » وقال : هو وقت لما أنجدت الأرض. وأنت مُتْهِمٌ : علی صیغة اسم الفاعل وقد تقدم القول فی « نجد ».

ومنه حَدِیثُ الْوُضُوءِ « ثُمَ مَسَحَ بِیَدِهِ الْحَاجِبَیْنِ جَمِیعاً ».

قال بعض الأفاضل : أجری الکوفیون ثُمَ مجری الواو فی جواز نصب المضارع بما بعد فعل الشرط ، واستدلالهم بقراءة الحسن ( وَمَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَ یُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللهِ ) [ 4 / 100 ] بنصب یُدْرِکَهُ ، وأجراها ابن مالک مجریها بعد الطلب ، فأجاز فی قَوْلِهِ صلی الله علیه وآله « لَا یَبُولَنَّ أَحَدُکُمْ فِی الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِی لَا یَجْرِی ثُمَ یَغْتَسِلُ مِنْهُ ». ثلاثة أوجه : الرفع ، بتقدیر « ثم هو یغتسل منه ». والجزم بالعطف علی موضع فعل النهی. والنصب بإعطاء ثم حکم الواو.

أحجم.

­- قاله فی النهایة - و « لا » رد لما قبلها من الکلام ثم یبتدأ بها کقوله تعالی : ( لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ ) [ 16 / 62 ] أی لیس لهم الأمر کما قالوا ، ثم ابتدأ فقال : وجب لهم النار.

قوله : ( فَعَلَیَ إِجْرامِی ) [ 11 / 35 ] أی وبالی ، مصدر أَجْرَمْتُ إِجْرَاماً.

قوله : ( لا یَجْرِمَنَّکُمْ شِقاقِی ) [ 11 / 89 ] أی لا یحملنکم أو یکسبنکم معاداتی ، من قولهم : جَرَمْتُ علی أهلی أی کسبت.

ومثله قوله : ( لا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ ) أی بغض قوم ( أَنْ صَدُّوکُمْ ) أی لأجل أنهم صدوکم ( عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) یعنی النبی صلی الله علیه وآله وأصحابه لما صدوهم عام الحدیبیة ( أَنْ تَعْتَدُوا ) [ 5 / 2 ] وقرئ إِنْ صَدُّوکُمْ (1) وجواب إن قد أغنی عنه ما تقدم.

والمُجْرِمُ : المنقطع عن الحق إلی الباطل.

والمُجْرِمُ : المذنب.

ومنه قوله تعالی : ( کَذلِکَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِینَ ) [ 37 / 34 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « قَالَ مَنْ أَجْرَمَ إِلَی آلِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله ».

وجَرَمَ یَجْرِمُ جَرْماً من باب ضرب : أذنب واکتسب الإثم ، وبالمصدر سمی الرجل. ومنه بنو جَرْمٍ.

والجَرْمِیُ : منسوب إلی بنی جرم : قبیلة.

ومنه کلیب الجَرْمِیُ الذی بایع علیا علیه السلام.

والجُرْمُ بضم الجیم : الذنب ، وجمعه : أَجْرَام.

والجَرِیمَةُ : مثله. وجَرَمَ واجْتَرَمَ وأَجْرَمَ بمعنی. والجِرْمُ بالکسر : الجسد والجمع أَجْرَام ، کحمل وأحمال.

والجِرْمُ أیضا : اللون

بالضم فالسکون أصله ، والمراد قعر جهنم وأسفلها.

وجَرَاثِیمُ الأرض : أعالیها

مَالِکِ بْنِ جُعْشُمٍ ». قال فی القاموس : جُعْشُم کقنفذ وجندب. وجُعْشُمُ بْنُ خُلَیْبَةَ بْنِ جُعْشُم وسراقة بن مالک بن جُعْشُم صحابیان.

وفی بعض النسخ (1) : المجانین ، وکأنه أراد المخالفین ، والله أعلم.

والجُمْجُمَة بالضم : عظم الرأس المشتمل علی الدماغ ، ومنه قَوْلُهُ صلی الله علیه وآله « أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْفَلِقُ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِهِ ».

وجُمْجُمَةُ العرب : ساداتها ، لأن الجمجمة الرأس ، وهو أشرف الأعضاء.

والجُمْجُمَةُ : القدح الخشب.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْیَا بِجَمَّاتِهَا عَلَی الْمُنَافِقِ أَنْ یُحِبَّنِی مَا أَحَبَّنِی » الجَمَّاتُ جمع جَمَّة وهو مجتمع الماء من الأرض أراد بجملتها.

بالخماسی بتشدید الحرف الثالث فیه. وهو فارسی معرب.

ولذلک نسبها إلی القلوب ، ویلزم من ذلک الاعتقاد شدة التحرز من الوقوع فیها ، وجعلها کالشیء المحتمی

قوله : ( وَعَلَی الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا کُلَّ ذِی ظُفُرٍ ) [ 6 / 146 ] الآیة قد تقدم شرحها فی « ظفر ».

قوله : ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ طَیِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ) [ 4 / 159 ] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ یَعْفُورٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیه السلام یَقُولُ « مَنْ زَرَعَ حِنْطَةً فِی أَرْضٍ فَلَمْ تَزْکُ فِی أَرْضِهِ وَزَرْعِهِ ، وَخَرَجَ زَرْعُهُ کَثِیرَ الشَّعِیرِ فَبِظُلْمٍ عَمِلَهُ فِی رَقَبَةِ الْأَرْضِ ، وَبِظُلْمِ زُرَّاعِهِ وَأَکَرَتِهِ ، لِأَنَّ اللهَ یَقُولُ ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِینَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ طَیِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ).

والحُرْمَةُ : ما وجب القیام به ، وحرم التفریط فیه. وأصل التَّحْرِیمِ : المنع.

ومنه قوله ( وَحَرَّمْنا عَلَیْهِ الْمَراضِعَ ) [ 28 / 12 ].

قوله : ( یا أَیُّهَا النَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَکَ ) [ 66 / 1 ] أی من ملک یمین.

رُوِیَ « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله خَلَا بِمَارِیَةَ فِی یَوْمِ عَائِشَةَ ، وَعَلِمَتْ بِذَلِکَ حَفْصَةُ ، فَقَالَ لَهَا : اکْتُمِی عَلَیَّ وَقَدْ حَرَّمْتُ مَارِیَةَ عَلَی نَفْسِی وَاسْتَکْتَمَهَا فَلَمْ تَکْتُمْ وَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ الْخَبَرَ ، وَحَدَّثَتْ کُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِیَّاهَا بِذَلِکَ ، فَأَطْلَعَ اللهُ نَبِیَّهُ عَلَی ذَلِکَ فَطَلَّقَهَا ، وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ تِسْعاً وَعِشْرِینَ لَیْلَةً فِی بَیْتِ مَارِیَةَ ».

قوله : ( إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِیلُ عَلی نَفْسِهِ ) [ 3 / 93 ] رُوِیَ « أَنَّهُ حَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا لَمَّا اشْتَکَی عِرْقَ النَّسَا وَهُمَا لَا یُلَائِمَانِهَا ». قیل : فعل ذلک بإشارة الأطباء ، وقیل : إنه نذر إن شفی لم یأکل أحب الطعام إلیه وکان ذلک أحبه إلیه.

وَفِی تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ : إِنَّ إِسْرَائِیلَ کَانَ إِذَا أَکَلَ مِنْ لَحْمِ الْإِبِلِ هَیَّجَ عَلَیْهِ وَجَعَ الْخَاصِرَةِ فَحَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ لَحْمَ الْإِبِلِ ، وَذَلِکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ فَلَمَّا نُزِّلَتِ التَّوْرَاةُ لَمْ یُحَرِّمْهُ وَلَمْ یَأْکُلْهُ. ویتم البحث فی « طعم ».

ص: 34

قوله : ( أَوَلَمْ یَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً ) [ 29 / 67 ] سمی حَرَمُ مکة حرما لتحریم الله فیه کثیرا مما لیس بمحرم فی غیره.

وقوله ( لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) [ 51 / 19 ] قوله ( الْمَحْرُومِ ) : المحارف الذی قد حرم کد یده فی الشراء والبیع.

وَفِی رِوَایَةٍ أُخْرَی « الْمَحْرُومُ : الرَّجُلُ الَّذِی لَیْسَ بِعَقْلِهِ بَأْسٌ وَلَا یُبْسَطُ لَهُ فِی الرِّزْقِ وَهُوَ مُحَارَفٌ ».

قوله : ( الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ ) [ 2 / 194 ] الآیة ، کَانَ أَهْلُ مَکَّةَ قَدْ مَنَعُوا النبی صلی الله علیه وآله مِنَ الدُّخُولِ عَامَ الْحُدَیْبِیَةِ سَنَةَ [ سِتٍ ] فِی ذِی الْقَعْدَةِ وَهَتَکُوا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ، فَأَجَازَ اللهُ تَعَالَی لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه وآله وَأَصْحَابِهِ أَنْ یَدْخُلُوا فِی سَنَةِ سَبْعٍ فِی ذِی الْقَعْدَةِ لِعُمْرَةِ الْقَضَاءِ ، وَیَکُونُ ذَلِکَ مُقَابِلاً لِمَنْعِهِمْ فِی الْعَامِ الْأَوَّلِ. ثم قال : ( وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ ) [ 2 / 194 ] أی یجوز القصاص فی کل شیء حتی فی هتک حرمة الشهور ثم عمم الحکم فقال ( فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ ) الآیة. قال بعض العارفین : وفی الآیة أحکام :

« منها » - إباحة القتال فی الشهر الحرام لمن لا یری له حرمة.

و « منها » - أنه یجوز مقاتلة المحارب المعتدی بمثل فعله لقوله ( وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ ).

و « منها » - إذا دهم المسلمین داهم من عدو یخشی منه علی بیضة الإسلام فإنه یجوز قتاله وإن لم یکن الإمام حاضرا لقوله ( فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْکُمْ فَاعْتَدُوا عَلَیْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدی عَلَیْکُمْ ).

و « منها » - أنه یجوز بمقتضی الآیة أن الغاصب والظالم إذا لم یرد المظلمة أن یؤخذ من ماله قدر ما غصب سواء کان بحکم الحاکم أم لا.

قوله : ( فَلا یَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ ) [ 9 / 28 ] قیل المراد جملة الحرم ، سمی به تسمیة للشیء بأشرف أجزائه ، أمر المؤمنون أن لا یمکنوا المشرکین من الدخول إلی الحرم وذلک قبل سنة حجة الوداع ، وقِیلَ سَنَةَ تِسْعٍ لَمَّا بُعِثَ أَبُو بَکْرٍ بِبَرَاءَةَ ، ثُمَّ أَمَرَ اللهُ

ص: 35

بِرَدِّهِ وَأَنْ لَا یَقْرَأَ إِلَّا الرَّسُولُ صلی الله علیه وآله أَوْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ، فَبَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام.

قوله ( لا تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) [ 5 / 95 ] الصید یجیء مصدرا ، واسما للصید ، وهو المراد هنا.

والحُرُم جمع حَرَام وهو مصدر أیضا سمی به المُحْرِم مجازا ، لأن الحَرَامَ فی الحقیقة یوصف به الفعل ، کذا عن بعض المفسرین.

قوله : ( فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ ) [ 5 / 26 ] رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ مُوسَی علیه السلام أَنْ یُفَارِقَهُمْ فَزِعُوا ، وَقَالُوا : إِنْ خَرَجَ مُوسَی مِنْ بَیْنِنَا نَزَلَ الْعَذَابُ إِلَیْنَا ، فَفَزِعُوا إِلَیْهِ وَسَأَلُوهُ أَنْ یُقِیمَ مَعَهُمْ ، وَإِنَّمَا حَرَّمَهَا عَلَیْهِمْ یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ أَرْبَعِینَ سَنَةً عُقُوبَةً لَهُمْ ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّکَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ ) [ 5 / 24 ] کَانُوا یَقُومُونَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ ، وَیَأْخُذُونَ فِی قِرَاءَةِ التَّوْرَاةِ فَإِذَا أَصْبَحُوا عَلَی بَابِ مِصْرَ دَارَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ ، فَرَدَّتْهُمْ إِلَی مَکَانِهِمْ ، وَکَانَ بَیْنَهُمْ وَبَیْنَ مِصْرَ أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ فَبَقُوا عَلَی ذَلِکَ أَرْبَعِینَ سَنَةً ، فَمَاتَ هَارُونُ وَمُوسَی فِی التِّیهِ ، وَدَخَلَهَا أَبْنَاؤُهُمْ وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِهِمْ.

ورُوِیَ « أَنَّ الَّذِی حَفَرَ قَبْرَ مُوسَی مَلَکُ الْمَوْتِ فِی صُورَةِ آدَمِیٍّ وَلِذَلِکَ لَا یَعْرِفُ بَنُو إِسْرَائِیلَ قَبْرَهُ » وَسُئِلَ النبی صلی الله علیه وآله عَنْ قَبْرِهِ ، فَقَالَ : « عِنْدَ الطَّرِیقِ الْأَعْظَمِ ، عِنْدَ الْکَثِیبِ الْأَحْمَرِ ».

وکان بین موسی وداود خمسمائة سنة وبین داود وعیسی ألف سنة ومائة سنة.

وَفِی حَدِیثِ نَافِعٍ وَقَدْ سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام : أَخْبِرْنِی کَمْ کَانَ بَیْنَ عِیسَی وَمُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله مِنْ سَنَةٍ؟ « قَالَ : أُخْبِرُکَ بِقَوْلِی أَمْ بِقَوْلِکَ؟ قَالَ : أَخْبِرْنِی بِالْقَوْلَیْنِ مَعاً. قَالَ : أَمَّا بِقَوْلِی فَخَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَأَمَّا بِقَوْلِکَ فَسِتُّمِائَةِ سَنَةٍ ».

قوله : ( وَقالُوا ما فِی بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُکُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلی أَزْواجِنا وَإِنْ یَکُنْ مَیْتَةً فَهُمْ فِیهِ شُرَکاءُ ) [ 6 / 139 ] قَالَ الشَّیْخُ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ : کَانُوا یُحَرِّمُونَ الْجَنِینَ الَّذِی یُخْرِجُونَهُ مِنْ

ص: 36

بُطُونِ الْأَنْعَامِ عَلَی النِّسَاءِ ، فَإِذَا کَانَ مَیِّتاً یَأْکُلُهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ ، فَحَکَی اللهُ لِرَسُولِهِ صلی الله علیه وآله ذَلِکَ.

قوله : ( قُلْ لا أَجِدُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَ مُحَرَّماً عَلی طاعِمٍ یَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ یَکُونَ مَیْتَةً ) [ 6 / 145 ] الآیة ، قال الشیخ علی بن إبراهیم « تأولوا هذه الآیة أنه لیس شیء محرم إلا هذه الآیة ، وأحلوا کل شیء من البهائم : القردة والکلاب والسباع والذباب وزعموا أن ذلک کله حلال بقول الله ( قُلْ لا أَجِدُ فِی ما أُوحِیَ إِلَیَ مُحَرَّماً ) الآیة. وغلطوا فی هذا غلطا بینا ، وإنما هذه الآیة رد علی ما أحلت العرب وحرمت لأن العرب کانت تحلل علی أنفسها أشیاء وتحرم أشیاء فحکی الله ذلک لنبیه صلی الله علیه وآله ما قالوا.

قوله ( وَحُرِّمَ ذلِکَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ ) [ 24 / 3 ] قال الشیخ علی بن إبراهیم : هو رد علی من یستحل التمتع بالزوانی والتزویج بهن ، وهن المشهورات المعروفات بذلک فی الدنیا ، لا یقدر الرجل علی تحصینهن. وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی نِسَاءِ أَهْلِ مَکَّةَ ، کُنَّ مُسْتَعْلِنَاتٍ بِالزِّنَا : « سَارَةُ » و « حَنْتَمَةُ » و « الرَّبَابُ » کُنَّ یُغَنِّینَ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله فَحَرَّمَ اللهُ نِکَاحَهُنَّ ، وَجَرَتْ بَعْدَهُنَّ فِی النِّسَاءِ مِنْ أَمْثَالِهِنَّ.

قوله ( وَحَرامٌ عَلی قَرْیَةٍ ) [ 21 / 95 ] أی واجب من قولهم حَرُمَ : وجب.

والحَرَامُ : ضد الحلال ، کذلک الحِرْمُ بالکسر. قال الجوهری : وقرئ وحِرْمٌ عَلَی قَرْیَةٍ أَهْلَکْنَاهَا قال الکسائی : ومعناه واجب.

والتَّحْرِیمُ : ضد التحلیل.

وحَرُمَ عَلَیَّ الشیءُ بالضم حُرْمَةً : نقیض حل.

ومِنْهُ « حَرُمَتِ الصَّلَاةُ عَلَی الْحَائِضِ ».

وحَرِمَتْ بالکسر لغة. وحَرَّمْتُ الظلمَ علی نفسی أی تقدست عنه کالشیء المحرم علی الناس.

ومَحَارِمُ الله : حُرُمَاتُهُ.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا وَرَعَ کَالْکَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ ». وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « أَهْلُ بَیْتِی مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ »

ص: 37

بضم حاء وخفة راء.

وَفِی حَدِیثِ الصَّلَاةِ « وَتَحْرِیمُهَا التَّکْبِیرُ ». کأن المصلی بالتکبیر والدخول فی الصلاة صار ممنوعا من الکلام والأفعال الخارجة عن کلام الصلاة وأفعالها ، فقیل للتکبیر تَحْرِیمٌ ، لمنعه المصلی من ذلک ، ولهذا سمیت « تکبیرة الإِحْرَام » أی الإحرام بالصلاة. کذا فی النهایة.

والحُرْمَةُ والمَحْرُمَةُ - بفتح الراء وضمها - : ما لا یجوز انتهاکه ، وجمیع ما کلف الله به بهذه الصفة ، فمن خالف فقد انتهک الحُرْمَةَ.

ومنه حَدِیثُ غُسْلِ الْجُنُبِ الْمَیِّتِ « یُغَسَّلُ غُسْلاً وَاحِداً لِأَنَّهُمَا حُرْمَتَانِ اجْتَمَعَتَا فِی حُرْمَةٍ وَاحِدَةٍ ». أی تکلیفان اجتمعا فی واحد.

والحُرْمَةُ : المرأة والجمع حُرَم ، مثل غرفة وغرف.

وحُرْمَةُ الرجل : أهله.

والإِحْرَامُ : مصدر أَحْرَمَ الرجلُ یُحْرِمُ إذا أهل بالحج أو العمرة وباشر أسبابها وشروطها ، من خلع المخیط واجتناب الأشیاء التی منع الشرع منها.

والإِحْرَامُ : توطین النفس علی اجتناب المحرمات من الصید والطیب والنساء ولبس المخیط وأمثال ذلک.

والحُرْمُ - بضم الحاء وسکون الراء - : الإحرام بالحج. وبالکسر : الرجل المحرم ، یقال : أنت حِلٌّ وأنت حِرْمٌ.

والمَحْرَمُ - بفتح المیم - : ذو الحرمة من القرابة ، یقال : هو ذو مَحْرَمٍ منها إذا لم تحل له نکاحا.

والمَحْرَمُ : ما حرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة تحریما مؤبدا. والمُحَرَّمُ - بتشدید الراء - : أول شهور السنة العربیة.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « أَلَا إِنَّ مَکَّةَ حَرَامٌ حَرَّمَهَا اللهُ لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِی ، وَإِنْ أُحِلَّتْ لِی سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ». یعنی دخوله إیاها بغیر إحرام.

وحَرَمْتُ زیداً أَحْرِمُهُ بالکسر ، یتعدی إلی مفعولین ، حَرِماً بفتح الحاء وکسر الراء ، وحِرْمَاناً ، وحِرْمَةً بالکسر : منعته إیاه.

ص: 38

وأَحْرَمْتُهُ بالألف لغة.

وسمیت الکعبة البیت الحَرَام لأنه حرم علی المشرکین أن یدخلوه.

وفی الحدیث تکرر « ذکر الحَرِیم » فَحَرِیمُ البئر وغیره : ما حولها من مرافقها وحقوقها التی یلقی فیها ترابها ، أی البئر التی یحفرها الرجل فی موات ، لیس لأحد أن ینزل فیه ولا ینازعه علیه.

وحَرِیمُ البئر العادیة : خمسون ذراعا.

وحَرِیمُ الدار : حقوقها.

وحَرِیمُ قبر الحسین علیه السلام : خمس فراسخ من أربع جوانبه ، وَفِی رِوَایَةٍ « فَرْسَخٌ فِی فَرْسَخٍ مِنْ أَرْبَعِ جَوَانِبِهِ » وَفِی أُخْرَی « خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً مِنْ نَاحِیَةِ رِجْلَیْهِ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً مِنْ نَاحِیَةِ رَأْسِهِ » (1).

الممکنة قبل وقوعها بما هو أبعد من الغرور وأقرب إلی السلامة ، وهو السبب الأقرب للظفر بالمطالب ، والمتوسط هو إجالة الرأی وإعماله فی تحصیل الوجه الأَحْزَم ، وهو سبب أقرب لِلْحَزْمِ ، والأبعد وهو إسرار ما یطلب ، وهو سبب أقرب للرأی الصالح إذ قل ما یتم رأی ویظفر بمطلوب مع ظهور إرادته.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْحَزْمُ فِی الْقَلْبِ ، وَالرَّحْمَةُ وَالْغِلَظُ فِی الْکَبِدِ ، وَالْحَیَاءُ فِی الرِّئَةِ ».

وابن حَزْمٍ کان والی المدینة.

وحَزَمْتُ الدابةَ من باب ضرب : شددتها بِالْحِزَامِ. وجمعه حُزُم ، ککتاب وکتب.

والمِحْزَمُ : بکسر المیم.

والمِحْزَمَةُ بالهاء : ما یُحْزَمُ به أی یشد.

والحُزْمَةُ کغرفة والحَیْزُومُ : ما استدار بالصدر والظهر والبطن.

ومنه حَدِیثُ الْعَالِمِ الْمُمَارِی « فَدَقَّ اللهُ مِنْ هَذَا خَیْشُومَهُ وَقَطَعَ مِنْهُ حَیْزُومَهُ ».

والحَیَازِیمُ : جمع حَیْزُوم. ومنه

حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « اشْدُدْ حَیَازِیمَکَ لِلْمَوْتِ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَاقِیکَ » « وَلَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْتِ إِذَا حَلَّ بِنَادِیکَ ».

وحَیْزُومُ : اسم فرس کان لرسول الله صلی الله علیه وآله.

ومنه « أَقْدِمْ حَیْزُومُ » (1) ، وفی التفسیر اسم فرس جبرئیل علیه السلام (2) أراد « أقدم یا حیزوم » علی الحذف وزیادة الیاء.

ص: 40

وفی الصحاح : حَیْزُومُ فرس من خیل الملائکة

حُطاماً ) [ 56 / 65 ] أی فتاتا والحُطَامُ : ما یحطم من عیدان الزرع إذا یبس.

قوله : ( لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَجُنُودُهُ ) [ 27 / 18 ] أی لا یحطمنکم جنود سلیمان ، فجاء بما هو أبلغ. والوجه فی قولها ذلک مع أن الریح کانت تحملهم احتمال إرادتهم النزول عند منقطع الوادی لأنهم ما دامت الریح تحملهم فی الهواء لا یخاف حطمهم. ویمکن أن یکون جنود سلیمان کانوا رکبانا ومشاة فی ذلک الوقت ولم تحملهم الریح.

قوله : ( وَما أَدْراکَ مَا الْحُطَمَةُ ) [ 104 / 5 ] الْحُطَمَةُ : اسم من أسماء النار ، وهی التی تحطم العظم وتأکل اللحم حتی تهجم علی القلوب.

وَفِی الْحَدِیثِ « زَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله فَاطِمَةَ علیها السلامعَلَی دِرْعٍ حُطَمِیَّةٍ تَسْوَی ثَلَاثِینَ دِرْهَماً » وَفِیهِ « أَیْنَ دِرْعُکَ الحُطَمِیَّةُ » قیل سمیت بذلک لأنها تَحْطِمُ السیوف أی تکسرها. وقیل : هی العریضة الثقیلة وهی منسوبة إلی بطن من عبد القیس یقال لهم « حُطَمَةُ بن حارث » کانوا یعملون الدروع.

وفی الحدیث تکرر ذکر « الحَطِیم » وهو ما بین الرکن الذی فیه الحجر الأسود ، وبین الباب ، کما جائت به الروایة. سمی حَطِیماً لأن الناس یزدحمون فیه علی الدعاء ، ویحطم بعضهم بعضا. وقیل : لأن من حلف هناک عجلت عقوبته.

وتسمیة الحِجْر بِالْحَطِیمِ من أوضاع الجاهلیة ، کان عادتهم أنهم إذا کانوا یتحالفون بینهم کانوا یَحْطِمُونَ أی یدفعون فعلا أو سوطا أو قوسا إلی الحجر ، علامة لعقد حلفهم ، فسموه به لذلک. وقیل : سمی بذلک لما حطم من جداره فلم یسو ببناء البیت وترک خارجا.

وحَطِمَ الشیءُ حَطَماً من باب تعب إذا انکسر وحَطَمْتُهُ حَطْماً من باب ضرب فَانْحَطَمَ.

وحَطَمَ دینَه ، وهو لدینه حَاطِمٌ أی کاسر.

وَفِی الْخَبَرِ « کَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله إِذَا رَفَعَ یَدَیْهِ فِی الدُّعَاءِ لَمْ یَحْطِمْهُمَا حَتَّی یَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ » قیل فی

ص: 42

تعلیله : هو أن مسح الوجه بهما فی خاتمة الدعاء نظرا إلی أن کفیه ملئت من البرکات السماویة والأنوار الإلهیة ، فهو یفیض منها علی وجهه الذی هو أولی الأعضاء بالکرامة.

والحَطِمُ هو بفتح الحاء وکسر الطاء : الذی ینکسر من الهزال. ومنه الْحَدِیثُ « لَا سَهْمَ لِلْحَطِمِ ».

بینهما ، وقد نص اللغویون علی أن المُتَشَابِهَات هی المتماثلات. یقال هذا شبه هذا أی شبیهه ومثله یقال أیضا بینهما شبه. وشبه بالتحریک أی مماثلة ، وفسروا الشَّبَهَ بکل لون یخالف معظم لون صاحبه ومن هذا یتبین أن الظواهر لیست من المتشابه ، إذ لیس فیها شیء من هذه المعانی ، وإن احتملت - ضعفا - خلاف المعنی الظاهری ، علی أن ذلک الاحتمال منها من حیث الإرادة لا من حیث الدلالة (1)

وینقسم المُحْکَم إلی « النَّصِ » وهو الراجح المانع من النقیض کقوله تعالی ( وَهُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ ) [ 2 / 29 ] و « الظَّاهِر » هو الراجح الغیر المانع من النقیض کقوله تعالی ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ ) [ 9 / 5 ] ونحوه (2).

وفی تفسیر الشیخ أبی علی ( آیاتٌ مُحْکَماتٌ ) أی أحکمت عبارتها ، بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه ( هُنَّ أُمُّ الْکِتابِ ) أی أصل الکتاب ، تحمل المتشابهات علیها وترد إلیها ، ولو کان القرآن کله مُحْکَماً لتعلق الناس به لسهولة أخذه وأعرضوا عما یحتاجون فیه إلی النظر والاستدلال ، ولو فعلوا ذلک لعطلوا الطریق الذی یتوصل به إلی معرفة الله تعالی وتوحیده وکان لا یتبین فضل العلماء والذین یتبعون القرائح فی استخراج معانی المتشابه - انتهی.

والمُحْکَمُ کما جائت به الروایة

ص: 44

لیس بشیئین إنما هو شیء واحد ، فمن حکم بما لیس فیه اختلاف فحکمه من الله تعالی ، ومن حکم بأمر فیه اختلاف فقد حکم بحکم الطاغوت.

قوله : ( وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً ) [ 2 / 269 ] أی : یعطی الله الحکمة أی العلم ویوفق للعمل وقیل : الحِکْمَةُ القرآن والفقه. وقرئ « مَنْ یُؤْتِ الْحِکْمَةَ » بکسر التاء أی « مَنْ یُؤْتِهِ اللهُ الحِکْمَةَ. » و ( خَیْراً کَثِیراً ) تنکیر تعظیم. والحِکْمَةُ : العلم الذی یرفع الإنسان عن فعل القبیح ، مستعار من حِکْمَةِ اللجام وهی ما أحاط بحنک الدابة یمنعها الخروج.

والحِکْمَةُ : فهم المعانی ، وسمیت حکمة لأنها مانعة من الجهل. قیل : ومنه الآیة ( وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ ).

وَفِی الْحَدِیثِ « قَوْلُهُ : ( وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ ) ، قَالَ : هِیَ طَاعَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ الْإِمَامِ ».

قوله : ( بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) [ 16 / 125 ] قیل ( بِالْحِکْمَةِ ) أی بالنبوة وقوله : ( وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) ، أی القرآن.

قوله ( وَیُعَلِّمُهُ الْکِتابَ وَالْحِکْمَةَ ) [ 3 / 48 ] قیل أی الفقه والمعرفة. قوله ( فَابْعَثُوا حَکَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَکَماً مِنْ أَهْلِها ) [ 4 / 35 ] الحَکَمُ بفتحتین : تحاکم القاضی بالشیء فیختار الرجل رجلا وتختار المرأة رجلا فیجتمعان علی فرقة أو علی صلح ، فإن أرادا الإصلاح أصلحا من غیر أن یستأمرا ، وإن أرادا أن یفرقا فلیس لهما أن یفرقا إلا بعد أن یستأمرا ، الزوج والمرأة.

قوله ( وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ ) [ 36 / 2 ] أی المحکم قاله أبو عبیدة نقلا عنه. قوله ( أُحْکِمَتْ آیاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ) [ 11 / 1 ] أی أُحْکِمَتْ بالأمر والنهی ثم فصلت بالوعد والوعید. أو أُحْکِمَتْ عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه.

قوله ( رَبِّ هَبْ لِی حُکْماً ) [ 26 / 83 ] قیل : أراد به الحُکْمُ بین الناس بالحق فإنه من أفضل الأعمال

ص: 45

وأکملها.

قوله ( وَمَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [ 5 / 45 ] وفی آیة أخری ( فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) [ 5 / 47 ] وفی أخری ( فَأُولئِکَ هُمُ الْکافِرُونَ ) [ 5 / 44 ] قیل فی توجیهه : إن الحَاکِمَ بغیر ما أنزل الله إن کان لا مع الاعتقاد فهو إما ظالم أو فاسق ، وإن حکم بذلک مع اعتقاد أنه غیر ما أنزل الله فهو کافر.

قوله ( وَکُنَّا لِحُکْمِهِمْ شاهِدِینَ ) [ 21 / 78 ] جمع الضمیر لأنه أراد داود وسلیمان والمتحاکمین إلیهما (1).

ومن أسمائه تعالی « الحَکَمُ » والمراد به الحَاکِم ، وذلک لمنعه الناس عن المظالم.

قَوْلُهُ ( وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ ) [ 31 / 12 ] قَالَ علیه السلام : « الْفَهْمَ وَالْعَقْلَ ».

وفلان صاحب الحِکْمَة : إذا کان متقنا للأمور.

والحِکْمَةُ : علم الشریعة.

وَفِی حَدِیثِ أَوْلِیَاءِ اللهِ « نَطَقُوا فَکَانَ نُطْقُهُمْ حِکْمَةً » أراد بها صلاح أمور الآخرة والأولی ، من المعارف والعلوم لا الدنیا.

وَفِی حَدِیثِ الْحَقِّ تَعَالَی « لَیْسَ کُلَّ کَلَامِ الْحِکْمَةِ أَتَقَبَّلُ ، إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ هَوَاهُ وَهَمَّهُ ، فَإِنْ کَانَ هَوَاهُ وَهَمُّهُ فِی رِضَایَ جَعَلْتُ هَمَّهُ تَقْدِیساً وَتَسْبِیحاً » قال بعض الشارحین : کأنه ناظر إلی الواعظ الغیر العامل ، والمراد من الهوی والهمة النیة وأنه یکتب ثواب الأعمال بالنیات.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحُکْماً » أی کلاما نافعا یمنع من الجهل والسفه ، وینهی عنهما کالمواعظ والأمثال.

والحُکْمُ : العلم والفقه والقضاء بالعدل ، وهو مصدر حَکَمَ یَحْکُمُ.

وَیُرْوَی « إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِکْمَةً » وهی بمعنی الحُکْمِ.

ص: 46

ومن أسمائه تعالی ( الْحَکِیمُ ) وهو القاضی. فَالحَکِیم فعیل بمعنی فاعل ، أو هو الذی یحکم الأشیاء ویتقنها ، فهو فعیل بمعنی مفعل ، أو ذو الحِکْمَةِ وهی معرفة أفضل الأشیاء بأفضل العلوم.

ویقال لمن یحسن دقائق الصناعات ویتقنها حَکِیمٌ.

وَفِی الْحَدِیثِ « ادْعُ اللهَ أَنْ یَمْلَأَ قَلْبِی عِلْماً وَحُکْماً » أی حکمة ویحتمل أن یقرأ وحِکَماً بکسر الحاء وفتح الکاف جمع حِکْمَة.

والحِکْمَةُ العملیة : ما لها تعلق بالعمل کالعلم بأحوال أصول الموجودات الثمانیة : الواجب ، والعقل ، والهیولی والصورة ، والجسم ، والعرض ، والمادة (1)

وَفِی الْحَدِیثِ « مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَفِی رَأْسِهِ حَکَمَةٌ ، وَمَلَکٌ یُمْسِکُهَا ، فَإِذَا تَکَبَّرَ قَالَ لَهُ اتَّضِعْ ، وَإِذَا تَوَاضَعَ قَالَ انْتَعِشْ ، فَلَا یَزَالُ أَصْغَرَ النَّاسِ فِی نَفْسِهِ وَأَرْفَعَ النَّاسِ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ ».

الحَکَمَةُ : حدیدة فی اللجام تکون علی أنف الفرس تمنعه عن مخالفة راکبه ولما کانت الحَکَمَةُ تأخذ بفم الدابة ، وکان الحنک متصلا بالرأس جعلها تمنع من هی فی رأسه ، کما تمنع الحکمة الدابة.

وَفِیهِ « الْکَلِمَةُ الْحَکِیمَةُ ضَالَّةُ الْحَکِیمِ » قیل أراد بالکلمة الجملة المفیدة ، وبالحکیمة التی أحکمت مبانیها بالعلم والعقل ، مصونة معانیها عن الاختلاف والتهافت.

والحَکِیمُ : المتقن للأمور ، والمعنی : أن الکلمة الحکیمة ربما تکلم بها من لیس لها بأهل فیلتقطها الحکیم فإنه أهل لها وأولی بها من الذی قالها ، کصاحب الضالة الذی یجدها فإنه أحق بها من غیره

ص: 47

وَفِیهِ « الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ » أی أصل علم الدین ومسائل الشرع ثلاثة « آیَةٌ مُحْکَمَةٌ » أی غیر منسوخة « أَوْ فَرِیضَةٌ عَادِلَةٌ » أی غیر منسوخة من الحدیث « أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ » أی غیر متروکة. وفی النهایة القائمة : الدائمة المستمرة التی یعمل بها.

والحُکْمُ الشرعی : طلب الشارع الفعل أو ترکه مع استحقاق الذم بمخالفته وبدونه أو تسویته. وعند الأشاعرة : هو خطاب الله المتعلق بأفعال المکلفین.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ بِکَ حَاکَمْتُ » أی رفعت الحکم إلیک فلا حکم إلا لک « وَبِکَ خَاصَمْتُ مَنْ نَازَعَنِی فِی الدِّینِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « فِی أَرْشِ الْجِرَاحَاتِ الْحُکُومَةُ » یرید بالجراحات التی لیس فیها دیة مقدرة ، وذلک أن یجرح فی موضع من بدنه جراحة تشینه فیقیس الحاکم أرشها ، بأن یقول : لو کان هذا المجروح عبدا غیر مشین بهذه الجراحة کانت قیمته مثلا مائة ، وقیمته بعد الشین تسعون ، فقد نقص عشر قیمته ، فیجب عشر دیة الحر لأن المجروح حر. وحَکِیمُ بْنُ حِزَامٍ کان رجلا من قریش ، وکان إذا دخل الطعامُ المدینةَ اشتراه کله ، فَمَرَّ عَلَیْهِ النبی صلی الله علیه وآله فَقَالَ لَهُ « یَا حَکِیمَ بْنَ حِزَامٍ إِیَّاکَ أَنْ تَحْتَکِرَ » قال فی القاموس حَکِیم کأمیر ابن حزام ککتاب : صحابی.

وأُمُ الحَکَمِ بالتحریک : أخت معاویة علیه ما یستحقه.

ویکره التسمیة بِحَکِیم أو حَکَم أو خالد أو مالک أو ضرار - کذا فی الحدیث قیل لأنها کانت أسماء الجاهلیة. وقیل لأنها أسماء إبلیس لعنة الله علیه.

والحِلْمُ : العقل والتؤدة ، وضبط النفس عن هیجان الغضب. والجمع أَحْلَام وحُلُوم.

ومنه قوله : ( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا ) [ 52 / 32 ] وتفسیره بالعقل لیس علی الحقیقة ، لکن فسروه بذلک لکونه مقتضی العلم. والحَلِیمُ : من أسمائه تعالی وهو الذی لا یستفزه الغضب.

وحَلُمَ یَحْلُمُ حِلْماً - بضمتین وإسکان الثانی للتخفیف - إذا صفح وستر ، فهو حَلِیم.

وذوو الأَحْلَام والنهی : ذوو الأناة والعقول.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « حُلُومُهُمْ کَحُلُومِ الْأَطْفَالِ » شبه عقولهم بعقول الأطفال الذین لا عقل لهم.

والحُلُمُ بالضم : واحد الأَحْلَام فی النوم ، وحقیقته علی ما قیل : أن الله تعالی یخلق بأسباب مختلفة فی الأذهان عند النوم صورا علمیة ، منها مطابق لما مضی ولما یستقبل ، ومنها غیر مطابق (1) وقد مر فی « رأی » أن منها ما یکون من الشیطان.

وَفِی الْحَدِیثِ » لَمْ تَکُنِ الْأَحْلَامُ قَبْلُ وَإِنَّمَا حَدَثَتْ ، وَالْعِلَّةُ فِی ذَلِکَ أَنَّ اللهَ عَزَّ ذِکْرُهُ بَعَثَ رَسُولاً إِلَی أَهْلِ زَمَانِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَی عِبَادَةِ اللهِ وَطَاعَتِهِ فَقَالُوا : إِنْ فَعَلْنَا ذَلِکَ فَمَا لَنَا؟ فَقَالَ : إِنْ أَطَعْتُمُونِی أَدْخَلَکُمُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ عَصَیْتُمْ أَدْخَلَکُمُ النَّارَ! فَقَالُوا : وَمَا الْجَنَّةُ وَمَا النَّارُ؟ فَوَصَفَ لَهُمْ ذَلِکَ ، فَقَالُوا : مَتَی نَصِیرُ إِلَی ذَلِکَ؟ فَقَالَ : إِذَا مِتُّمْ ، فَقَالُوا : لَقَدْ رَأَیْنَا أَمْوَاتَنَا صَارُوا عِظَاماً وَرُفَاتاً!

ص: 49

وَازْدَادُوا تَکْذِیباً وَبِهِ اسْتِخْفَافاً فَأُحْدِثَتِ الْأَحْلَامُ فِیهِمْ فَأَتَوْهُ وَأَخْبَرُوهُ بِمَا رَأَوْا وَمَا أَنْکَرُوا مِنْ ذَلِکَ. فَقَالَ : إِنَّ اللهَ تَعَالَی أَرَادَ أَنْ یَحْتَجَّ عَلَیْکُمْ بِهَذَا ، هَکَذَا تَکُونُ أَرْوَاحُکُمْ إِذَا مِتُّمْ وَأُزِیلَتْ أَبْدَانُکُمْ تَصِیرُ الْأَرْوَاحُ إِلَی عِقَابٍ حَتَّی تُبْعَثَ الْأَبْدَانُ.

ویستفاد من هذا الحدیث أمور : « منها » أن الأَحْلَامَ حادثة ، و « منها » أن عالم البرزخ یشبه عالم الأَحْلَام ، و « منها » أن الأرواح تعذب قبل أن تبعث الأبدان.

وحَلَمَ - بالفتح - واحْتَلَمَ.

والاحْتِلَامُ : رؤیة اللذة فی النوم ، أنزل أم لم ینزل.

ومنه « احْتَلَمَتْ » أی رأت فی النوم أنها تجامع.

والحَلَمُ - بالتحریک - : القراد الضخم. الواحدة حَلَمَة ، کقصب وقصبة. ومنه قیل لرأس الثدی حَلَمَة علی التشبیه بقدرها ، وهما حَلَمَتَانِ.

وحَلِیمَةُ السَّعْدِیَّة : مرضعة النبی صلی الله علیه وآله.

التی یستشفی بها الأعلاء والمرضی.

وما ذکر فِی الْحَدِیثِ « أَنَّ مَاءَ الْحَمَّامَاتِ نَهَی النبی صلی الله علیه وآله أَنْ یُسْتَشْفَی بِهَا ». فلا یبعد أن یراد بها الحَمَّات کما دل علیه قَوْلُ الصَّدُوقِ : « وَأَمَّا مَاءُ الْحَمَّاتِ فَإِنَّ النبی صلی الله علیه وآله نَهَی أَنْ یُسْتَشْفَی بِهَا ». ویکون فی الکلام تصحیف.

والحُمَةُ بالتخفیف : السم. وقد تشدد. ونقل عن الأزهری : إنکاره.

وحُمَةُ کل دابة : سمها. وتطلق الحُمَةُ علی إبرة العقرب للمجاورة ، لأن السم یخرج منها. وأصله : حمو أو حمی بوزن صرد والهاء فیه عوض عن الواو المحذوفة أو الیاء. وَمِنْهُ « أَنَّهُ کَرِهَ أَکْلَ کُلِّ ذِی حُمَةٍ ».

والحُمَمَةُ کرطبة : الفحمة. وجمعها حُمَم.

ومنه حَدِیثُ الْمُخْتَارِ « فَیَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حُمَمَةً » ومثله « عادوا حُمَماً » أی صاروا فحما.

والحَمَامُ کسحاب : جنس الحَمَامَة کسحابة أیضا. یقال للذکر والأنثی. والهاء فارقة بینه وبین الجنس. وقال الجوهری : الحَمَامُ عند العرب : ذوات الأطواق کالفواخت والقماری بضم القاف وتشدید الیاء وساق حر (1) والقطا بالفتح والوراشین وأشباه ذلک. وجمع الحَمَامَة : حَمَام وحَمَامَات وحَمَائِم. ونقل عن الأصمعی أن کل ذات طوق فهو حَمَامٌ. والمراد بالطوق الخضرة أو الحمرة أو السواد المحیط بعنق الحمامة. وعن الأزهری عن الشافعی : أن الحَمَام کل - ما عَبَّ وهدر وإن تفرقت أسماؤه.

والحِمَامُ بالکسر والتخفیف : الموت. وبالفتح والتشدید : الموضع المعد للاغتسال والحَمَّامَات جمعه. وهی ما اتخذته الشیاطین لبلقیس ، وکذلک النورة وأرحیة الماء.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « مَاءُ الْحَمَّامِ سَبِیلُهُ سَبِیلُ الْمَاءِ الْجَارِی إِذَا کَانَ لَهُ مَادَّةٌ »

ص: 51

یرید ما فی حیاضه الصغار دون الکر ، وهی التی تجری علیها أحکام الطهارة والنجاسة.

واسْتَحَمَ الرجل : اغتسل بالماء الحمیم ومثله « لَا بَأْسَ أَنْ یَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِالْمَاءِ الْحَمِیمِ الْحَارِّ » أی المتناهی فی الحرارة. وکأنه أراد بالرجل الشخص وإلا فلا خصوصیة.

ویطلق الحَمِیمُ أیضا علی البارد کما نص علیه جمع من أهل اللغة ، فهو من الأضداد.

وَفِی حَدِیثِ الْحَسَنِ علیه السلام وَقَدْ قِیلَ لَهُ : طَابَ اسْتِحْمَامُکَ - فَقَالَ : « وَمَا تَصْنَعُ بِالاسْتِ (1) هَاهُنَا؟ فَقَالَ لَهُ : طَابَ حَمَّامُکَ فَقَالَ : إِذَا طَابَ الْحَمَّامُ فَمَا رَاحَةُ الْبَدَنِ؟ فَقَالَ لَهُ : طَابَ حَمِیمُکَ! قَالَ : وَیْحَکَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَ الْحَمِیمَ الْعَرَقُ ».

وسورة من آل حم أی سورة أولها حم.

وحَمَ لقائه أی قُدِّرَ.

وحُمَ الرجلُ بالضم من الحُمَّی وأَحَمَّهُ اللهُ فهو مَحْمُومٌ. وهو من الشواذ قاله الجوهری.

والحُمَّةُ بالضم : السواد.

وحُمَّةُ الحر : معظمه.

والحَامَّةُ بتشدید المیم : الخاصة ، یقال کیف الحَامَّة والعامة.

وحَامَّةُ الرجل : أقرباؤه. وَمِنْهُ « هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَحَامَّتِی أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ».

وحَمْحَمَةُ الفرس : صوته لطلب العلف دون الصهیل. ومنه « التَّحَمْحَم ».

الأول.

وحَنْتَمَةُ : أم عمر بن الخطاب وهی بنت هشام ابنة عم أبی جهل ، وهی من المشهورات المستعلنات بالزنا ، هی وسارة والرباب وممن کن یغنین بهجاء رسول الله صلی الله علیه وآله وقد جاء فِی الْحَدِیثِ « ابْنُ حَنْتَمَةَ وَصَاحِبُهُ » یعنی بهما أبا بکر وعمر

عَلِیٍّ علیه السلام ذَکَرَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِینَ (1)

قوله : ( خَتَمَ اللهُ عَلی قُلُوبِهِمْ ) [ 2 / 7 ] أی طبع الله علی قلوبهم ومثله ( یَخْتِمْ عَلی قَلْبِکَ ) [ 42 / 24 ] من الخَتْمِ وهو الشد وهو الطبع حتی لا یوصل إلی الشیء المختوم علیه.

ومنه خَتَمَ البابَ والکتابَ ومعناه : أنه ختم علی قلوبهم أنها لا تؤمن لما علم من إصرارها علی الکفر.

وَعَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « سَبَقَ فِی عِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ فَخَتَمَ عَلَی قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ ، لِیُوَافِقَ قَضَاؤُهُ عَلَیْهِمْ عِلْمَهُ فِیهِمْ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَی قَوْلِهِ ( وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِیهِمْ خَیْراً لَأَسْمَعَهُمْ ) [ 8 / 23 ] ».

والخَاتَمُ بفتح التاء ، وکسرها أشهر کما نص علیه البعض : واحد الخَوَاتِیم ، وهو حلقة ذات فص من غیرها ، فإن لم یکن لها فص فهی فَتَخَة - بالفاء والتاء والخاء المعجمة - کقصبة.

ومحمد خَاتَمُ النبیین یجوز فیه فتح التاء وکسرها ، فالفتح بمعنی الزینة مأخوذ من الخَاتَم الذی هو زینة للابسه. والکسر اسم فاعل بمعنی الآخر.

وتَخَتَّمَ إذا لبس الخاتم.

والخَاتَمُ : الطین الذی یختم به علی رءوس الآنیة والشمع الذی یختم به الکتاب. وخَتَمْتُ الکتابَ خَتْماً من باب ضرب.

وخَاتِمَةُ العمل : آخره.

وَمِنْهُ الدُّعَاءُ « اللهُمَّ إِنِّی أَسْتَوْدِعُکَ خَاتِمَةَ عَمَلِی ».

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِیَامِ لَیْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ».

وخَتَمْتُ القرآن : حفظت خاتمه وهو آخره ، والمعنی حفظته جمیعه.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَسْلَمَ دَرَاهِمَ فِی خَمْسَةِ مَخَاتِیمَ حِنْطَةٍ أَوْ شَعِیرٍ » کأنه یرید بِالْمَخَاتِیم ما ختم علیه من صبر الطعام المعلومة الخاتم وهو ما یختم به الطعام من الخشب وغیره.

وَفِی الْخَبَرِ « أُوتِیتُ جَوَامِعَ الْکَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ. یعنی القرآن کله.

وَفِیهِ « فَنَظَرْتُ إِلَی خَاتَمِ النُّبُوَّةِ ». أی

ص: 54

شیء یدل علی أنه لا نبی بعده. وَرُوِیَ أَنَّهُ مِثْلُ التُّفَّاحَةِ. وَذَکَرَتْ أُمُّهُ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ غَمَسَهُ الْمَلَکُ فِی مَاءٍ أَتْبَعَهُ ثَلَاثَ غَمَسَاتٍ ثُمَّ أَخْرَجَ صُرَّةً مِنْ حَرِیرٍ أَبْیَضَ فَإِذَا فِیهَا خَاتَمٌ فَضَرَبَ بِهِ عَلَی کَتِفِهِ کَالْبَیْضَةِ الْمَکْنُونَةِ تُضِیءُ کَالزُّهَرَةِ » وقیل کان المکتوب فِیهِ « تَوَجَّهْ حَیْثُ شِئْتَ فَإِنَّکَ مَنْصُورٌ ».

وَرُوِیَ أَنَّهُ قَالَ صلی الله علیه وآله لِمَنْ رَآهُ مُتَخَتِّماً بِخَاتَمِ شَبَهٍ : « مَا لِی أَجِدُ مِنْکَ رِیحَ الْأَصْنَامِ؟ » لأنها کانت تتخذ من الشبه وَقَالَ لِمَنْ رَآهُ مُتَخَتِّماً بِحَدِیدٍ : « مَا لِی أَرَی عَلَیْکَ حِلْیَةَ أَهْلِ النَّارِ؟ » لأنه من زی الکفار الذین هم أهل النار.

وَفِیهِ « التَّخَتُّمُ بِالْیَاقُوتِ یَنْفِی الْفَقْرَ » قیل : وذلک أنه إذا افتقر باعه ووجد غنی. وفی المجمع : الأصح - إن صح الحدیث - أن تکون لخاصیة فیه. وهو جید.

خوارزم.

وَعَنِ الْأَصْمَعِیِّ أَنَّهُ قَالَ : لَمْ یُولَدْ بِغَدِیرِ خُمٍ أَحَدٌ فَعَاشَ إِلَی أَنْ یَحْتَلِمَ إِلَّا أَنْ یَتَحَوَّلَ مِنْهَا.

ولحم مُخِمٌ أی منتن.

عَظُمَ کَعْثَبُهَا » الدَّرَمُ فی الکعب : أن یواریه اللحم حتی لا یکون له حجم ، وقد دَرِمَ بالکسر. وامرأة دَرْمَاءُ. والکعثب مر تفسیره (1).

والأَدْرَمُ هو الذی لا حجم لعظامه.

والکعب الأَدْرَم : الذی لیس له نتوء واستواؤه دلیل السمن ونتوءه دلیل الضعف.

ودَرَمَ دَرْماً من باب ضرب : مشی مشیا متقارب الخطا ، فهو دَارِمٌ.

قال فی المبسوط : وبه سمی دَارِم أبو قبیلة من تمیم. قال الجوهری : هو دَارِمُ بن مالک بن حنظلة بن مالک بن زید بن مناة من تمیم ، والنسبة : دَارِمِیٌ وهو نسبة لبعض أصحابنا.

وفی النهایة دِرْهَمُ أهل مکة : ستة دوانیق ، ودَرَاهِمُ الإسلام المعدلة : کل عشرة سبعة مثاقیل. وَکَانَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَتَعَامَلُونَ بِالدَّرَاهِمِ عِنْدَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله فَأَرْشَدَهُمْ إِلَی وَزْنِ مَکَّةَ. وأما الدَّنَانِیر فکانت تحمل إلی العرب من الروم إلی أن ضرب عبد الملک ابن مروان الدینار فی أیامه.

وشیخ مُدَرْهِمٌ أی مسن.

مخالفا للون سائر جسده. والأنثی : دَغْمَاء. والإِدْغَامُ : إدخال الشیء بالشیء ، ومنه إِدْغَامُ الحروف بعضها فی بعض.

والدَّمِیمُ : القبیح المنظر ، یقال : دَمَ الرجلُ من بابی ضرب وتعب ، ومن باب قرب لغة ، دَمَامَة بالفتح : قبح منظره وصغر جسمه فهو دَمِیمٌ ، ودِمَامٌ مثل کریم وکرام.

والدَّامَّاء بالمد : أحد جحر الیربوع.

بین المدینة والشام یقرب من تبوک وهی أقرب إلی الشام ، وهی الفصل بین الشام والعراق ، وهی أحد حدود فدک ، ویقال إنها تسمی بالجوف. قال الجوهری : وأصحاب اللغة یقولون بضم الدال ، وأصحاب الحدیث یفتحونها.

وأَسْتَدِیمُ اللهَ عزک ، مما یتعدی إلی مفعولین ، والمعنی : أسأله أن یدیم عزک

أمانه وضمانه « وَمَنْ تَرَکَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ تَعَالَی وَذِمَّةِ رَسُولِهِ » کأن المراد أن الله تعالی أخذ علیه العهد بها ، فلو خالف ذلک العهد والذمام فقد برئت منه ذمة الله ورسوله أی عهدهما وذمامهما.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَصْبَحْتُ فِی ذِمَّتِکَ » أی فی ضمانک وجوارک.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « مَنْ نَامَ عَلَی سَطْحٍ غَیْرِ مُحَجَّرٍ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهُ الذِّمَّةَ » ذکر فی « برأ ».

والذَّمُ : نقیض المدح. وذَمَمْتُهُ ذَمّاً : خلاف مدحته ، فهو ذَمِیمٌ ومَذْمُومٌ أی غیر محمود.

وماء ذَمِیمٌ أی مکروه. و « البخل مَذَمَّةٌ » بفتح المیم والذال وقد تکسر أی ما یذم علیه.

وتَذَمَّمَ : أی استنکف.

والذِّمَامُ بالکسر : ما یذم الرجل علی إضاعته من العهد.

وَفِی الْحَدِیثِ « مِنَ الْمَکَارِمِ التَّذَمُّمُ لِلْجَارِ » وهو أن یحفظ ذمامه ، ویطرح عن نفسه ذم الناس إن لم یحفظه.

والرَّجْمُ هو أن یتکلم الرجل بالظن.

قوله ( وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّیاطِینِ ) [ 67 / 5 ] هو جمع رَجْم سمی به ، ویجوز کونه مصدرا لا جمعا ، ومعناه أن الشهب التی تنقض منفصلة من نار الکواکب ، ونورها کقبس یوجد من نار ، لا أنهم یرجمون بأنفس الکواکب ، لأنها ثابتة لا تزول. وقیل أراد بِالرُّجُوم : الظنون التی تحرز.

ومنه ( وَیَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ کَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَیْبِ ) [ 18 / 22 ] وما یعانیه المنجمون من الحدس والظن والحکم علی اتصال النجوم وافتراقها. وإیاهم عنی بالشیاطین لأنهم شیاطین الإنس.

قوله لَرَجَمْناکَ [ 11 / 91 ] أی لقتلناک برمی الحجارة أو بأصعب وجه ، والرَّجْمُ : القتل. وأصله الرمی بالحجارة ومنه المَرْجُوم والمَرْجُومَة.

وَفِی الدُّعَاءِ « وَلَا تَجْعَلْ جُوعَهُ عَلَیْنَا رُجُوماً » أی عذابا.

والشیطان الرَّجِیم أی المَرْجُوم باللعنة المطرود من مواضع الخیر ، لا یذکره مؤمن إلا لعنه.

« وَفِی عِلْمِ اللهِ السَّابِقِ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ « عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ » لَا یَبْقَی مُؤْمِنٌ فِی زَمَانِهِ إِلَّا رَجَمَهُ بِالْحِجَارَةِ کَمَا کَانَ قَبْلَ ذَلِکَ مَرْجُوماً بِاللَّعْنِ ».

بسکون الحاء مع فتح الراء ، وکسرها أیضا فی لغة ، وفی لغة کسر الحاء أیضا إتباعا لکسرة الراء ، وهو أنثی فی المعنیین وقیل مذکر. وهو الأکثر فی القراءة.

قوله ( الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ ) [ 2 / 163 ] هما اسمان مشتقان من الرَّحْمَة (1) وهی فی بنی آدم عند العرب : رقة القلب ثم عطفه ، وفی الله : عطفه وبره ورزقه وإحسانه. والرَّحْمَن هو ذو الرحمة ولا یوصف به غیر الله بخلاف الرَّحِیم الذی هو عظیم الرحمة. وأما قول بنی حنیفة فی مسیلمة (2) « رَحْمَنُ الیمامة » وقول شاعرهم فیه « وأنت غیث الوری لا زلت رَحْمَاناً » فمن تعنتهم وکفرهم فلا یعبأ به قوله : ( إِنَ رَحْمَتَ اللهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ ) [ 7 / 56 ] أی عفوه وغفرانه فلذلک لم یقل قریبة (3) ولأن تأنیث الرحمة غیر حقیقی لأنه مصدر.

والرُّحْمُ - بالضم الرحمة.

ومنه قوله تعالی ( وَأَقْرَبَ رُحْماً ) [ 18 / 81 ] وقد حرکه زهیر مثل عسر وعسر.

قوله : ( أُولئِکَ سَیَرْحَمُهُمُ اللهُ ) [ 9 / 71 ] قال الزمخشری : السین فی ( سَیَرْحَمُهُمُ اللهُ ) مفیدة وجوب الرحمة لا محالة ، فهی مؤکدة للوعد.

قال ابن هشام : واعترض بعض الفضلاء بأن وجوب الرحمة مستفاد من الفعل لا من السین ، وبأن الوجوب المشار إلیه بقوله « لا محالة » لا إشعار للسین به.

ص: 69

وأجیب بأن السین موضوعة للدلالة علی الوقوع مع التأخر ، فإذا کان المقام لیس مقام التأخر لکونه بشارة ، تمحضت لإفادة الوقوع ، وبتحقق الوقوع یصل إلی درجة الوجوب.

وَفِی الْحَدِیثِ « صِلُوا أَرْحَامَکُمْ » جمع رَحِم وهم القرابة ، ویقال علی من یجمع بینک وبینه نسب ، وقیل من عرف بنسبه وإن بعد کما رُوِیَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی : و ( تُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ ) [ 47 / 22 ] أَنَّهَا نَزَلَتْ فِی بَنِی أُمَیَّةَ بِالنِّسْبَةِ إِلَی أَئِمَّةِ الْحَقِّ.

وأراد بالصلة : ما یسمی برا ، کما تقدم فی « وصل ».

وَفِیهِ « لَا یُؤْکَلُ مِنَ الذَّبِیحَةِ الرَّحِمُ وَالْحَیَاءُ » ویراد منه منبت الولد.

وَمِنْهُ « أَفْضَلُ الْبُدْنِ ذَوَاتُ الْأَرْحَامِ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ » یرید به من کثرت أولادهما.

والرَّحِمُ المُحَرَّمَة : من لا یحل نکاحه کالأم والبنت والأخت والعمة والخالة ونحو ذلک مما هو مذکور فی محله. ومنه الْحَدِیثُ « لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ مَحْرَمٍ مِنْهَا ».

والاسْتِرْحَام : مناشدة الرحم.

ورَحِمْتُ الرجلَ إذا رققت له وحسنت علیه. والفاعل : رَاحِمٌ. وفی المبالغة « رَحِیمٌ » والجمع رُحَمَاء.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّمَا یَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ » یروی بالنصب علی أنه مفعول یرحم ، وبالرفع علی أنه خبر إن ، وما بمعنی الذین.

وَفِیهِ « مَنْ لَا یَرْحَمْ لَا یُرْحَمْ » بالجزم فیهما ، ویجوز الرفع فیهما ، علی أن من شرطیة أو موصولة.

وَفِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِ « رَحْمَتِی تَغْلِبُ عَلَی غَضَبِی » أی تعلق إرادتی بإیصال الرحمة أکثر من تعلقها بإیصال العقوبة ، فإن الأول من مقتضیات صفته ، والغضب باعتبار المعصیة.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَی مِائَةَ رَحْمَةٍ » قصد به ضرب التفاوت بین الدنیا والآخرة لا التحدید.

وقَوْلُهُ « اخْتِلَافُ أُمَّتِی رَحْمَةٌ » أَرَادَ بِذَلِکَ قَوْلَهُ تَعَالَی ( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِ

ص: 70

فِرْقَةٍ مِنْهُمْ ) [ 9 / 122 ] الْآیَةَ. فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَنْفِرُوا إِلَی رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله وَیَخْتَلِفُوا إِلَیْهِ فیعلموا [ فَیَتَعَلَّمُوا ] (1) ثُمَّ یَرْجِعُوا إِلَی قَوْمِهِمْ فَیُعَلِّمُوهُمْ ، إِنَّمَا أَرَادَ اخْتِلَافَهُمْ إِلَی الْبُلْدَانِ لَا اختلاف [ الِاخْتِلَافَ ] (2) فِی الدِّینِ ، إِنَّمَا الدِّینُ وَاحِدٌ - کَذَا فِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ

یخرجون منها ، وذلک بعد الدجال.

وَفِی الْحَدِیثِ « کَانَتِ الْعَرَبُ تَحُجُّ الْبَیْتَ وَکَانَ رَدْماً » أی کان لا حیطان له کأنه من تَرَدَّمَ الثوبُ أی أخلق واسترقع فکأنه مُتَرَدِّمٌ. ورَدَمْتُ الثلمةَ أَرْدِمُهَا بالکسر رَدْماً إذا سددتها کذا فی الصحاح. وفی المصباح : هو من باب قتل وفی القاموس یقال رَدَمَ البابَ والثلمةَ : سده کله أو ثلثه.

إذا ختمته.

بِالرَّغْمِ مِنَّا مَا نَرَی بِکِ یَا خَدِیجَةُ ».

والمُرَاغَمَةُ : الهجران والتباعد والمغاضبة. ومنه الْحَدِیثُ « مَنْ کَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَی علیه السلام مَعَ أَبِیهِ الَّذِی هُوَ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ فَمَضَی أَبُوهُ وَهُوَ یُرَاغِمُهُ » أَیْ یُغَاضِبُهُ « حَتَّی بَلَغَا طَرَفَیِ الْبَحْرِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « إِذَا صَلَّی أَحَدُکُمْ فَلْیُلْزِمْ جَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ الْأَرْضَ حَتَّی یَخْرُجَ مِنْهُ الرَّغْمُ » هو بتثلیث الراء ما یسیل من الأنف.

وَفِیهِ « وَإِنْ رَغِمَ [ أَنْفُ ] أَبِی الدَّرْدَاءِ » (1) أی وإن ذل وکره.

وَفِیهِ « رَغِمَ أَنْفِی لِلَّهِ » أی ذل وانقاد.

وَفِیهِ « السِّقْطُ یُرَاغِمُ رَبَّهُ إِنْ أَدْخَلَ أَبَوَیْهِ النَّارَ » أی یحاجه ویغاضبه. قال بعض الشارحین : هو تخییل نحو « قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ».

والمُرْغِمَتَانِ فی الحدیث - بکسر المعجمة - : سجدتا السهو ، سمیتا بذلک لکون فعلهما یرغم أنف الشیطان ویذله ، فإنه یکلف فی التلبیس فأضل الله سعیه وأبطل قصده وجعل هاتین السجدتین سببا لطرده وإذلاله.

ورَقَمْتُ الشیءَ : علمته بعلامة تمیزه عن غیره کالکتابة ونحوها.

وَفِی الْخَبَرِ « مَا أَنْتُمْ فِی الْأُمَمِ إِلَّا کَرَقْمَةٍ فِی ذِرَاعِ الدَّابَّةِ » هی بفتح القاف وسکونها : الأثران فی باطن عضدیها ، وهما رقمتان فی ذراعیها.

وقولهم « هو یَرْقُمُ علی الماء » أی بلغ من حذاقته فی الأمور أن یرقم حیث لا یثبت الرقم.

والأَرْقَمُ الحیة التی فیها سواد وبیاض

لَذَّةٍ مِنْ غَیْرِ مُحَرَّمٍ ».

ورَمَّهُ بمعنی أکله.

والرُّمَّةُ - بالضم والتشدید - قطعة من الحبل بالیة والجمع رِمَام ورِمَم ، وبه سمی ذو الرُّمَّة.

ومنه قولهم : « دَفَعَ الشَّیْءَ بِرُمَّتِهِ » أی بجملته. قال الجوهری : وأصله أن رجلا دفع إلی رجل بعیرا بحبل فی عنقه فقیل ذلک لکل من دفع شیئا بجملته.

وَمِنْهُ « الْقَاتِلُ نَفْساً خَطَأً یُتَلُ بِرُمَّتِهِ إِلَی أَوْلِیَاءِ الْمَقْتُولِ ».

آدم فی قبره. وقد مر حدیثه فی « طیر ».

وبئر رُومَة - بضم راء وسکون واو - : بئر بالمدینة للیهود.

وعن ابن القوطیة - فی زَعَمَ زَعْماً - قال : هو خبر لا یدری أحق هو أو باطل ، ولهذا قال الخطابی : زَعَمَ مطیة الکذب.

ومثله قولهم « بئس مطیة الرجل زَعَمُوا » شبه ما یتوصل به إلی حاجته بمطیة یتوصل بها إلی مقصده.

وَفِی الْحَدِیثِ « کُلُ زَعْمٍ فِی الْقُرْآنِ کَذِبٌ ».

وزَعَمْتُ بالمال من بابی قتل ونفع : کفلت.

وزَعَمَ علی القوم یَزْعُمُ من باب قتل زَعَامَةً بالفتح : تأمر علیهم ، فهو زَعِیمٌ.

وزَعِیمُ القوم : سیدهم.

والزَّعِیمُ : الضمین والکفیل ، ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « وَأَنَا بِنَجَاتِکُمْ زَعِیمٌ » أی ضامن لنجاتکم.

و « الزَّعِیمُ غَارِمٌ » أی الکفیل یلزم نفسه بما ضمنه ، والغُرْمُ أداء لشیء یلزمه. والزَّعَمُ بالتحریک : الطمع ، وقد زَعِمَ بالکسر أی طمع یَزْعَمُ زَعْماً.

أسفارهم وأعمالهم ، قیل مکتوب علی بعضها أمرنی ربی ، وعلی بعضها نهانی ربی ، وبعضها غفل لم یکتب علیها شیء ، فإذا خرج ما لیس علیه شیء أعادها

والمراد بها فی المشهور ، ودلالة الروایة عن النبی صلی الله علیه وآله هو أن الأَزْلَام : القداح العشرة المعروفة فیما بینهم فی الجاهلیة.

والقصة فی ذلک : أنه کان یجتمع العشرة من الرجال فیشترون بعیرا فیما بینهم وینحرونه ، ویقسمونه عشرة أجزاء وکان لهم عشرة قداح ، لها أسماء وهی الفذ وله سهم ، والتوأم وله سهمان ، والرقیب وله ثلاثة ، والحلس وله أربعة ، والنافس وله خمسة ، والمسبل وله ستة والمعلی وله سبعة ، وثلاثة لا أنصباء لها ، وهی المنیح والسفیح والوغد.

قال : « هی فذ وتوأم ورقیب ، ثم حلس ونافس ثم مسبل « و » المعلی والوغد ثم منیح ، وسفیح وذی الثلاثة تهمل ». وکانوا یجعلون القداح فی خریطة ، ویضعونها علی ید من یثقون به فیحرکها ویدخل یده فی تلک الخریطة ویخرج باسم کل قدحا ، فمن خرج له قدح من الأقداح التی لا أنصباء لها لم یأخذ شیئا وألزم بأداء ثلث قیمة البعیر ، فلا یزال یخرج واحدا بعد واحد حتی یأخذ أصحاب الأنصباء السبعة أنصباءهم ، ویغرم الثلاثة الذین لا أنصباء لهم ، قیمة البعیر ، وهو القمار الذی حرم الله تعالی فقال ( وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِکُمْ فِسْقٌ ) [ 5 / 3 ] یعنی حراما.

ومعنی الاستقسام بِالْأَزْلَام : طلب معرفة ما یقسم لهم بها ، وقیل هو الشطرنج والنرد.

قال بعضهم (1) فی الزِّمَام : هو الخیط الذی یشد فی البرة أو فی الخشاش ثم یشد علیه المقود بنفسه ، وهو هنا کنایة عما یحصل للقلب من الاعتقاد الذی یصل إلی الحق ، وبه یدوم ثباته علیه.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « أَمْکَنَ الْکِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ » أی أمکن الکتاب من عقله ، فاستعار لفظ الزمام له فهو قائده وإمامه.

وزَمَ الرجلُ بأنفه : تکبر فهو زَامٌ.

وزَمْزَم کجعفر : اسم بئر بمکة ، سمیت به لکثرة مائها ، وقیل : لِزَمِ هاجر ماءها حین انفجرت. وقیل : لِزَمْزَمَةِ جبرئیل وکلامه ، وهو أول من أظهرها سقیا لإسماعیل علیه السلام ثم حفرها الخلیل ، ثم غاضت بعده حین استخفت جرهم بحرمة الحرم ، ثم حفرها عبد المطلب بعد أن علمت له فی المنام ، ولم تزل ظاهرة إلی الآن. ولها أسماء غیر ذلک ، منها : رکضة جبرئیل ، وسقیا إسمعیل ، وحفیرة عبد المطلب ، والمصونة وطعام طعم ، وشفاء سقم.

ومنه قاضی سَدُوم ، وهو قاض کان فی زمن إبراهیم علیه السلام.

قوله ( قِیلَ یا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا ) [ 11 / 48 ] أی مسلما محفوظا من جهتنا ، أو مسلما علیک مکرما ، کذا ذکره الشیخ أبو علی (1).

قوله : ( لَهُمْ دارُ السَّلامِ ) [ 6 / 127 ] أی الجنة. ویقال : دار السَّلَامَة.

وَمِنْهُ « لَبَّیْکَ دَاعِیاً إِلَی دَارِ السَّلَامِ لَبَّیْکَ » وسمیت الجنة دار السَّلَام ، لأن سکانها سالمون من کل آفة ، ولأنها داره عزوجل ، والسَّلَامُ هو الله. ومنه قوله ( السَّلامُ الْمُؤْمِنُ ).

قال بعض العارفین : معنی « هو السَّلَامُ » أی ذو السلام لأنه هو الذی سلم من کل عیب وآفة ونقص وفناء وقد وجدنا العرب یضعون المصادر موضع الأسماء ، ویصفون بها [ لا ] سیما (2) إذا أرادوا المبالغة ، والله هو السَّلَامُ : وصف مبالغة فی کونه سلیما من النقایص.

والسَّلَامُ : التسلیم ، یقال سَلَّمْتُ سَلَاماً وتَسْلِیماً.

والتَّسْلِیمِ فی قوله تعالی ( وَسَلِّمُوا تَسْلِیماً ) [ 33 / 56 ] قیل المراد به الانقیاد له صلی الله علیه وآله کما فی قوله تعالی ( فَلا وَرَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَیُسَلِّمُوا تَسْلِیماً ) [ 4 / 65 ].

وقیل هو « السَّلَامُ علیک أیها النبی » قاله الزمخشری والقاضی فی تفسیریهما وذکره الشیخ (3) فی تبیانه. واستصوبه بعض الأفاضل لقضیة العطف (4) ولأنه المتبادر إلی الفهم عرفا.

ص: 84

قوله ( سُبُلَ السَّلامِ ) [ 5 / 18 ] یعنی طریق السلامة من العذاب ، وسبل السَّلَام : دین الله.

قوله ( سَلامٌ هِیَ حَتَّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) [ 97 / 5 ] أی تسلم علیک یا محمد ملائکتی وروحی بسلامی من أول ما یهبطون إلی طلوع الفجر

قوله سَلامٌ عَلی آلِ یاسِینَ [ 37 / 130 ] قال : السَّلَامُ من رب العالمین علی محمد وآله ، والسَّلَامَةُ لمن تولاهم فی القیامة.

وَعَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « یس : مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله وَنَحْنُ آلُ یس ».

قوله ( وَالسَّلامُ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی ) [ 20 / 47 ] أی من عذاب الله.

ومثله قوله ( وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ ) [ 43 / 89 ] قوله ( ادْخُلُوها بِسَلامٍ ) [ 50 / 34 ] أی سالمین مسلمین من الآفات.

قوله ( أَلْقی إِلَیْکُمُ السَّلامَ ) [ 4 / 94 ] أی الاستسلام والانقیاد وقرئ السَّلَمَ وهو بمعناه.

قوله ( فَإِذا دَخَلْتُمْ بُیُوتاً فَسَلِّمُوا عَلی أَنْفُسِکُمْ ) [ 24 / 61 ] أی فابدءوا بالسلام علی أهلها الذین منکم دینا وقرابة. وَرُوِیَ « هُوَ سَلَامُکُمْ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ وَرَدُّهُمْ عَلَیْکُمْ وَهُوَ سَلَامُکَ عَلَی نَفْسِکَ « وَعَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ « إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ مِنْکُمْ بَیْتَهُ فَإِنْ کَانَ فِیهِ أَحَدٌ یُسَلِّمُ عَلَیْهِمْ ، وَإِنْ لَمْ یَکُنْ فِیهِ أَحَدٌ فَلْیَقُلْ السَّلَامُ عَلَیْکُمْ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا » وقِیلَ إِذَا لَمْ یَرَ الرَّجُلُ أَحَداً یَقُولُ « السَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ » یَقْصِدُ بِهِ الْمَلَکَیْنِ اللَّذَیْنِ عَلَیْهِ.

واسْتَسْلَمَ : انقاد وخضع.

ومنه قوله تعالی ( فَلَمَّا أَسْلَما ) [ 37 / 103 ] ویقال « اسْتَسْلَمَا » أی سلما لأمر الله تعالی.

قوله ( سَلَماً لِرَجُلٍ ) [ 39 / 29 ] أی لا یشرکه فیه أحد. وسَلَماً وسِلْماً : مصدران وصف بهما ، وهو مثل ضربه الله لأهل التوحید ، فمثل الذی عبد الآلهة : مثل صاحب الشرکاء المتشاکسین المختلفین العسرین ، ثم قال ( هَلْ یَسْتَوِیانِ مَثَلاً

ص: 85

الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ )(1)

قوله ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَکَرْهاً وَإِلَیْهِ یُرْجَعُونَ ) [ 3 / 83 ] قال المفسر (2) : انتصب ( طَوْعاً وَکَرْهاً ) علی الحال ، أی طائعین ومکرهین وقیل. طوعا لأهل السماوات ، وأما أهل الأرض فمنهم من أسلم طوعا بالنظر فی الأدلة ومنهم من أسلم کرها بالسیف أو بمعاینة ما یلجئ إلی الإسلام کنتق الجبل فوق بنی إسرائیل ، أو عند رؤیة البأس بالإشفاء علی الموت (3).

قوله ( قُولُوا أَسْلَمْنا ) [ 49 / 14 ] أی دخلنا فی السلم والطاعة.

(أَسْلَمْتُ وَجْهِیَ لِلَّهِ) [ 3 / 20 ] أی أخلصت عبادتی لله عظمت نعمته. قوله مُسْتَسْلِمُونَ [ 37 / 26 ] معطون کتبهم بأیدیهم.

قوله ( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) [ 3 / 84 ] أی مذعنون لحکمه ، منقادون لأمره ، مخلصون فی عبادته ، کما قال المفسرون.

ومثله قوله ( وَاجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَکَ ) [ 2 / 128 ] أی منقادین لأوامرک ونواهیک.

قوله ( مُسَلَّمَةٌ لا شِیَةَ فِیها ) [ 2 / 71 ] أی سلمها الله من العیوب.

قوله ( أَوْ سُلَّماً ) [ 6 / 35 ] أی مصعدا تصعد به إلی السماء فتنزل منها آیة.

والسَّلِیمُ : السالم.

ومنه قوله ( إِلَّا مَنْ أَتَی اللهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ ) [ 26 / 89 ] یقال سالم من حب الدنیا.

قوله ( إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ ) [ 37 / 84 ] أی حین صدق الله وآمن به

ص: 86

قلبه خالصا من الشرک ، بریئا من المعاصی والغل والغش ، علی ذلک عاش وعلیه مات وقِیلَ : ( بِقَلْبٍ سَلِیمٍ ) مِنْ کُلِّ مَا سِوَی اللهِ تَعَالَی لَمْ یَتَعَلَّقْ بِشَیْءٍ غَیْرِهِ ، کَمَا هُوَ مَرْوِیٌّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام.

قوله : ( إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) [ 3 / 19 ] أی لا دین عند الله مرضی سواه.

والإِسْلَامُ ضربان : « أحدهما » - دون الإیمان ، وهو الاعتراف باللسان.

و « الثانی » - أن یکون مع الاعتراف معتقدا وافیا بالفعل نحو ( أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 2 / 131 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلْتُ لَهُ مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ : دِینُ اللهِ ، اسْمُهُ الْإِسْلَامُ ، وَهُوَ دِینُ اللهِ قَبْلَ أَنْ تَکُونُوا وَحَیْثُ کُنْتُمْ ، وَبَعْدَ أَنْ تَکُونُوا ، فَمَنْ أَقَرَّ بِدِینِ اللهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَمَنْ عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ».

والفرق بین الإِسْلَام والإیمان الذی جاء به الْحَدِیثُ : هُوَ أَنَ الْإِسْلَامَ شَهَادَةُ « أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ » و « التَّصْدِیقُ بِرَسُولِهِ » بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَیْهِ جَرَتِ الْمَنَاکِحُ وَالْمَوَارِیثُ ، وَعَلَی ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ.

وَالْإِیمَانُ : الْهُدَی ، وَمَا ثَبَتَ فِی الْقُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ ، وَمَا ظَهَرَ مِنَ الْعَمَلِ. وَالْإِیمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةِ أَنَّ الْإِیمَانَ یُشَارِکُ الْإِسْلَامَ فِی الظَّاهِرِ ، وَالْإِسْلَامَ لَا یُشَارِکُ الْإِیمَانَ فِی الْبَاطِنِ.

وَفِی حَدِیثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « جَعَلَهُ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ » قال بعض الشارحین : استعار لفظ السِّلْم باعتبار عدم أذاه لمن دخله ، فهو کالمسالم له

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْکَ السَّلَامُ » أی : أنت المُسَلِّم أولیاءک والمُسَلِّم علیهم ، أی منک بدء السَّلَام وإلیک عوده فی حالتی الإیجاد والإعدام.

واختلفت الأقاویل فی معنی « السَّلَامُ علیک » فمن قائل : معناه « الدعاء » أی سَلِمْتَ من المکاره.

ومن قائل معناه « اسْمُ السَّلَامِ علیک » ومن قائل معناه : « اسم الله علیک » أی أنت فی حفظه کما یقال « الله معک ».

وإذا قلت « السَّلَامُ علینا » و « السَّلَامُ

ص: 87

علی الأموات « فلا وجه لکون المراد به الإعلام بالسلامة ، بل الوجه أن یقال : هو دعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدنیا ، ومن عذاب الآخرة وضعه الشارع موضع التحیة والبشری بالسلامة.

ثم إنه اختار لفظ « السَّلَام » وجعله تحیة لما فیه من المعانی ، أو لأنه مطابق لِلسَّلَامِ الذی هو اسم من أسماء الله تعالی تیمنا وتبرکا ، وکان یحیی به قبل الإسلام ، ویحیی بغیره ، بل کان السَّلَامُ أقل ، وغیره أکثر وأغلب ، فلما جاء الإسلام اقتصروا علیه ومنعوا ما سواه من تحایا الجاهلیة ،

وإیراده علی صیغة التعریف أزین لفظا ، وأبلغ معنی.

وأشد ساعات ابن آدم ثلاثة : یوم یولد ویوم یموت ویوم یبعث حیا. وقد سَلَّمَ عیسی علیه السلام علی نفسه ، فقال ( وَالسَّلامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدْتُ وَیَوْمَ أَمُوتُ وَیَوْمَ أُبْعَثُ حَیًّا ) [ 19 / 33 ].

ووادی السَّلَام : اسم موضع فی ظهر الکوفة یقرب من النجف.

وَفِی الْخَبَرِ « قُلْتُ أَیْنَ وَادِی السَّلَامِ؟ قَالَ : ظَهْرُ الْکُوفَةِ ».

وفِی الْحَدِیثِ « إِنَّهَا لَبُقْعَةٌ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ ».

وَفِی خَبَرِ الْجِهَادِ « لَا یُسَالِمُ مُؤْمِنٌ فِی قِتَالٍ فِی سَبِیلِ اللهِ إِلَّا عَلَی عَدْلٍ وَسَوَاءٍ » أی لا یسالم مؤمن دون مؤمن ، أی لا یصالح واحد دون أصحابه ، وإنما یقع الصلح بینهم وبین عدوهم باجتماع ملئهم علی ذلک. کذا فی النهایة.

وفی الحدیث ذکر « السَّلَمِ فی البیع » وهو مثل السلف وزنا ومعنی. وأَسْلَمْتُ إلیه ، بمعنی : أَسْلَفْتُ وکیفیته : أن یسلم فی شیء موصوف إلی أجل معلوم ومحروس من الزیادة والنقصان ، إما بالسنین والأعوام أو الشهور والأیام ، بذکر الصفات المقصودة.

والسَّلَمُ بفتح السین أیضا : شجر الغضا الواحدة سَلَمَة ، کقصبة. وبه کنی فقیل أُمُ سَلَمَةَ ، أعنی هند المخزومیة زوجة رسول الله صلی الله علیه وآله کانت من حسنها وجمالها کأنها جمان ، وکانت إذا

ص: 88

قامت فأرخت شعرها ، جلل جسدها.

وسَلِمَة - وزان کلمة - : الحجر ، وبها سمی بنو سَلِمَة : حی من الأنصار.

والسِّلْمُ - بکسر السین وفتحها - : الصلح. ویذکر ویؤنث.

وسَلِمَ المسافرُ من الآفات یَسْلَمُ من باب تعب : خلص منها ، فهو سَالِمٌ.

وَفِی الدُّعَاءِ « وَأَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ سَالِماً » أی من العقاب ، قبل دخولها بأن تعفو عن ذنبی وتدخلنیها. وسَلَامَةُ : شاه زنان أم علی بن الحسین علیه السلام بنت یزدجرد بن شهریار بن شیرویه بن کسری أبرویز. رُوِیَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِین علیه السلام سَأَلَهَا مَا اسْمُکِ؟ فَقَالَتْ : جَهَانْشَاهُ. فَقَالَ علیه السلام لَهَا : شَهْرَبَانُوَیْهِ.

والسُّلَامَیَاتُ : عروق ظاهر الکف والقدم. وفی الصحاح السُّلَامَیَات : عظام الأصابع ، کذا عن الخلیل ، وزاد الزجاج علی ذلک فقال : وتسمی القصب أیضا. وأَسْلَمَ فلانٌ فلاناً أی ألقاه إلی الهلکة ولم یحمه عن عدوه.

وأَسْلَمْتُهُ بمعنی خذلته.

وأَسْلَمَ أمرَه لله ، وسَلَّمَ بالتثقیل لغة. و « أَسْلَمْتُ وجهی إلیک » أی انقدت فی أوامرک ونواهیک وسلمتها لک ، إذ لا قدرة لی فی جلب نفع ولا دفع ضر. والوجه بمعنی الذات.

و « أَسْلِمْ تَسْلَمْ » بکسر اللام الأولی ، وفتحها فی الثانیة.

وأَسْلَمُ : کوکب صغیر تسمیه العرب « السُّهَا » قریب من أوسط الکواکب الثلاثة من بنات نعش.

و « اسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیْءٍ لِقُدْرَتِهِ » أی انقاد.

وسَلَّمَ الودیعةَ صاحبَهَا - بالتثقیل - أوصلها إلیه. ومنه قَوْلُهُ « وَیُسَلِّمُکَ إِلَی قَبْرِکَ خَالِصاً » یقال أَسْلَمَهُ إلیه أی أعطاه فتناوله. وقوله « خالصا » یعنی من الدنیا وحطامها لیس معک شیء منها.

وسَلَّمَ الدعوی إذا اعترف بصحتها.

وَفِی حَدِیثِ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ وَالرُّکْنِ الْیَمَانِیِ « لِأَنَّ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّکْنَ الْیَمَانِیَّ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ

ص: 89

تَعَالَی أَنْ یُسْتَلَمَ مَا عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ « ثُمَّ ذَکَرَ فِیهِ « أَنَّ مَقَامَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلامعَنْ شِمَالِ الْعَرْشِ » وَذَکَرَ الْعِلَّةَ فِی ذَلِکَ ، ثُمَّ قَالَ « وَعَرْشُ رَبِّنَا مُقْبِلٌ غَیْرُ مُدْبِرٍ ».

ویمکن أن یقال فی توضیحه : إن الحجر الأسود والرکن الیمانی واقعان فی شمال البیت شرفه الله تعالی ، کما هو مشاهد ، ومقام إبراهیم علیه السلام واقع عن یمینه ، وقد عرف أن الکعبة بحذاء العرش ، وأن کلا منهما مربع ، وأن العرش مقبل غیر مدبر ، یعنی أنه تجاه الکعبة ملاق لها ، فتکون الکعبة تجاهه وملاقیة له ، فیقع ما عن یمین العرش ملاقیا لشمال البیت. وفیه الرکنان المُسْتَلَمَانِ ویقع ما عن شمال العرش ملاقیا لیمین البیت ، وفیه مقام إبراهیم علیه السلام.

واسْتَلَمَ الحجرَ أی لمسه إما بالقبلة أو بالید ، وهو افتعل من السَّلَامِ : التحیة.

وأهل الیمن یسمون الرکن الأسود : المحیی ، لأن الناس یحیونه بِالسَّلَامِ.

وقال ابن السکیت فی اسْتَلَمْتُ الحجرَ همزته العرب (1) علی غیر قیاس والأصل اسْتَلَمْتُ لأنه من السِّلَامِ وهی الحجارة.

وعن ابن الأعرابی : الاسْتِلَامُ أصله مهموز من الملامسة (2) وهی الاجتماع.

وَفِی حَدِیثِ شَهْرِ رَمَضَانَ « وَسَلِّمْهُ لَنَا » أی لا تغمه علینا فی أوله وآخره ، فیلتبس الصوم علینا والفطر.

قَوْلُهُ « وَسَلِّمْهُ مِنَّا » أی تعصمنا من المعاصی.

وفیه قَوْلُهُ « وَسَلِّمْنَا فِیهِ » أی لا یصیبنا فیه ما یحول بیننا وبین صومه من مرض أو غیره.

والسَّلْمُ : الدلو لها عروة واحدة. وسَلْمَی : حی من دارم. وسُلَیْم : قبیلة من قیس ، ومن غیرهم أیضا. والسُّلَّمُ - بالضم والتشدید - واحد السَّلَالِیم : التی یرتقی علیها ویصعد علیها.

ص: 90

والسِّلْمُ کحمل : المُسَالِم ، یقال : أنا سِلْمٌ لمن سالمنی وحرب لمن حاربنی.

وَفِی حَدِیثِ وَصْفِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام « لَا یُطَهِّرُ اللهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتَّی یُسَلِّمَ لَنَا وَیَکُونَ سِلْماً لَنَا » أی یرضی بحکمنا ولا یکون حربا علینا.

وَفِی حَدِیثِ الْمُتَعَارِضَیْنِ مِنَ الْأَحَادِیثِ « خُذْ بِأَیِّ الْحَدِیثَیْنِ شِئْتَ مِنْ بَابِ التَّسْلِیمِ » أی من باب تسلیم أمرنا ووجوب طاعتنا علی الرعیة.

والتَّسَالُمُ : التصافح.

والمُسَالَمَة : المصافحة.

والسَّلِیمُ : الملسوع (1).

وسَلْمَان : اسم جبل.

وسَلْمَانُ الفارسی : صاحب رسول الله صلی الله علیه وآله.

وسُلَیْمَانُ بن داود : من أنبیاء الله تعالی قیل عمر سبعمائة واثنتی عشرة سنة وقیل عمر ثلاثا وخمسین سنة ، وملک وعمره ثلاثة عشر سنة.

والسُّلَیْمَانِیَّة : هم المنسوبون إلی سُلَیْمَان بن جریر ، وهم القائلون بإمامة الشیخین وکفر عثمان (2).

التی تهب بالنار ، وقد تکون باللیل.

والسَّمُ : ما یقتل ، یضم ویفتح ، والفتح أکثر ، وفی المصباح الضم لغة أهل العالیة (1) وجمعه سُمُوم کفلس وفلوس وسِمَام کسهم وسهام.

وَفِی حَدِیثِ الدُّنْیَا « غِذَاؤُهَا سِمَامٌ وَأَسْبَابُهَا رِمَامٌ » قوله غذاؤها ، باعتبار ما یلزمها فی الآخرة من مرارة العقاب وسوء المذاق ، وأسبابها ما یتعلق به المرء منها ، والرمام البالیة ، لأنها فی عدم بقائها کالبالیة.

وسَمَمْتُ الطعامَ من باب قتل : جعلت فیه السم.

ومَسَامُ البدن : ثقبه التی یبرز عرقه وبخار باطنه منها.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ السَّامَّةِ ».

بتشدید المیم اسم فاعل ، وهو کل ما سم ولا یبلغ أن یقتل بسم کالعقرب والزنبور والجمع سَوَامُ کدابة ودواب.

وَقَوْلُهُ « نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ ».

قیل : السَّامَّةُ هنا خاصة الرجل من سَمَ إذا خص. قال بعض المحققین : إذا قرنت السَّامَّةُ بالعامَّة فَالسَّامَّةُ الخاصة ، وإذا قرنت بالهامَّة فهی ذات السموم. والسِّمْسِمُ : حب معروف. والسَّمْسَمَةُ : النملة الحمراء ، والجمع السَّمَاسِم قاله الجوهری.

نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْیُنٍ ).

[ 32 / 17 ]

وَقِیلَ : هُوَ نَهَرٌ یَجْرِی فِی الْهَوَاءِ وَیَنْصِبُ فِی أَوَانِی أَهْلِ الْجَنَّةِ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ کَذَا فِی تَفْسِیرِ الشَّیْخِ أَبِی عَلِیِ (1)

و ( عَیْناً ) : مفعول له أو حال. والسَّنَامُ بفتح السین : واحد أَسْنِمَة الإبل ، وهو کالألیة للغنم.

وَفِی الْحَدِیثِ « ذِرْوَةُ الْإِسْلَامِ وَسَنَامُهُ الْجِهَادُ » وذلک علی الاستعارة وقد مر الکلام فیه (2).

وَمِنْهُ « إِنْ أَعِشْ أَکُنْ مَعَکُمْ فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی » أی فی الدرجة الرفیعة العالیة.

وسَنَّمْتُ القبرَ تَسْنِیماً إذا رفعته عن الأرض ، وهو خلاف التسطیح.

ومنه « قبر مُسَنَّمٌ » أی مرتفع غیر مسطح ، وأصله من السَّنَام.

قوله : ( وَالْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ ) [ 3 / 14 ] أی المعلمة بعلامة من السیماء ، أو من المرعیة من أَسَامَ الدابةَ وسَوَّمَهَا. وقیل : المُسَوَّمَة : المُطَهَّمَة أی المحسنة ، والتَّطَهُّمُ : التحسن.

قوله ( حِجارَةً مِنْ طِینٍ مُسَوَّمَةً ) [ 51 / 34 ] یعنی حجارة معلمة علیها أمثال الخواتیم.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ یَوْمَ بَدْرٍ « سَوِّمُوا فَإِنَّ الْمَلَائِکَةَ قَدْ سَوَّمَتْ » أی أعلموا لکم علامة یعرف بها بعضکم بعضا.

والسُّومَةُ بالضم : العلامة تجعل فی الشاة وفی الحرب أیضا.

وَفِی الْحَدِیثِ « سَوِّمْنِی بِسِیمَاءِ الْإِیمَانِ » أی أظهر علامة الإیمان فی أقوالی وأفعالی وسائر أحوالی. ومثله « عَلَیْهِ سِیمَاءُ الْأَنْبِیَاءِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « فِی سَائِمَةِ الْغَنَمِ زَکَاةٌ » السَّائِمَةُ من الماشیة : الراعیة.

وَمِنْهُ « السَّائِمَةُ جُبَارٌ » (1) أی الدابة المرسلة فی مرعاها إذا أصابت إنسانا کانت جنایتها هدرا.

وسَامَتِ الماشیة سَوْماً من باب قال : رعت بنفسها. وتتعدی بالهمزة فیقال أَسَامَهَا راعیها.

وَمِنْهُ « هَلَکَ السَّوَامُ » یعنی السائمة. وسَامَ البائعُ السلعةَ من باب قال أیضا : عرضها للبیع.

وأَسَامَهَا المشتری واسْتَامَهَا : طلب بیعها.

وَمِنْهُ « لَا یَسُومُ أَحَدُکُمْ عَلَی سَوْمِ أَخِیهِ » أی لا یشتری. ویجوز حمله علی البائع أیضا قال فی المصباح : وصورته أن یعرض الرجل علی المشتری سلعة بثمن فیقول آخر : عندی مثلها بأقل من هذا الثمن ، فیکون النهی عاما فی البائع والمشتری. أو یقال : هو أن یَتَسَاوَمَ المتبایعان ویتقارب الانعقاد فیجیء آخر فیزید فی الثمن.

والمُسَاوَمَةُ : المجاذبة بین البائع والمشتری علی السلعة وفصل ثمنها. یقال

ص: 94

سَامَ یَسُومُ وسَاوَمَ یُسَاوِمُ.

ومنه الْحَدِیثُ « وَقَفَ عَلَی قَطِیعِ غَنَمٍ یُسَاوِمُهُمْ وَیُمَاکِسُهُمْ ».

وبیع المُسَاوَمَة هو البیع بما یتفقان علیه من غیر تعرض للإخبار بالثمن

وَفِیهِ « نَهَی عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ » وذلک لأنه وقت ذکر الله تعالی. قیل : وقد یجوز أن یکون من رعی الإبل لأنه إذا رعت قبل طلوعها والمرعی ند ، أصابها منه الوباء ، وربما قتلها ، وهذا معروف عند العرب.

وَفِیهِ « لِکُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ إِلَّا السَّامَ » بتخفیف المیم أی إلا الموت ، وألفه عن واو.

ومنه حَدِیثُ تَسْلِیمِ الْیَهُودِیِّ عَلَی الْمُسْلِمِینَ « السَّامُ عَلَیْکُمْ » ولذا قَالَ صلی الله علیه وآله « إِذَا سَلَّمَ عَلَیْکُمْ أَهْلُ الْکِتَابِ فَقُولُوا : وَعَلَیْکُمْ » ردا لما قالوه علیهم.

وسَامٌ : أحد بنی نوح علیه السلام وهو أبو العرب.

وفی السیر : سَامٌ وحام ویافث أولاد نوح علیه السلام ، والذی خص به نوح علیه السلام بالاسم الأکبر ومیراث العلم وآثار النبوة : سَامٌ دون أخویه.

وأُسَامَة بن زید بن حارثة بن شراحیل الکلبی مولی رسول الله صلی الله علیه وآله ، أمه أم أیمن ، اسمها برکة مولاة رسول الله صلی الله علیه وآله.

وأَسَامَهُ الخسفَ أی أولاه الذل. ومنه

الْحَدِیثُ « مَنْ تَرَکَ الْجِهَادَ أَلْبَسَهُ اللهُ الذِّلَّةَ وَسِیمَ الْخَسْفَ » أی کلف وألزم وأصله الواو.

أَنْ یَذْبَحَهُ - وَرَسُولُ اللهِ فِی صُلْبِهِ فَسَاهَمَ عَلَیْهِ فِی الْإِبِلِ ».

والسَّهْمُ : واحد السِّهَام التی یضرب بها فی المیسر وهی القداح ، ثم سمی ما یفوز به الفالح أی الغالب فی القمار ، ثم کثر حتی سمی کل نصیب سَهْماً.

وَمِنْهُ « کَانَ لَهُ سَهْمٌ مِنَ الْغَنِیمَةِ شَهِدَ أَوْ غَابَ ».

والسَّهْمُ : واحد سِهَام النبل. وقیل : السَّهْمُ : نفس النصل. وَفِی الْحَدِیثِ « ثُمَّ یَنْصَرِفُونَ إِلَی مَنَازِلِهِمْ وَهُمْ یَرَوْنَ مَوْضِعَ سِهَامِهِمْ ».

والوصیة بِالسَّهْمِ ، تحمل علی الواحد من الثمانیة (1) وروی من ستة.

وسَاهِمُ الوجهِ (2) : متغیره ، من قولهم سَهَمَ لونه : تغیر حاله لعارض.

وَمِنْهُ « إِبِلٌ سَوَاهِمُ » (3) إذا غیرها السفر.

والسَّاهِمَة : الناقة الضامرة.

وسَهْمٌ : قبیلة من قریش.

وسَهْمٌ أیضا فی باهلة (4) قاله الجوهری.

وَفِی حَدِیثِ عَبَّادِ بْنِ کَثِیرٍ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام - وَقَدْ قَالَ لَهُ : مَرَرْتُ بِقَصَّاصٍ یَقُصُّ وَهُوَ یَقُولُ : هَذَا الْمَجْلِسُ لَا یَشْقَی بِهِ جَلِیسٌ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام « هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ أَخْطَأَتْ أَسْتَاهُهُمُ الْحُفْرَةَ » قیل فی تفسیره : أی مقعدهم حفرة من حفر النیران ، وربما کان المراد غیر ذلک ووقع فی العبارة تصحیف.

ص: 96

الأیسر ، أعنی الشمال الذی یقال له الوحشی فی قول الأصمعی. ویرید بخیرها لبنها ، لأنها إنما تحلب وترکب من الجانب الأیسر.

وتَشَأَّمَ القومُ به : تطیروا.

وتَشَأَّمَ الرجلُ : انتسب إلی الشأم.

والشَّامُ : بلاد ، یذکر ویؤنث. یقال رجل شَأْمِیٌ وشَآمِیٌ.

والشَّحْمَةُ أخص منه.

وشَحُمَ جسدُهُ بالضم شَحَامَةً : کثر شحم جسده ، فهو شَحِیمٌ.

وشَحْمَةُ الأذن : ما لان من أسفلها ، وهی موضع القرط.

والشَّحَّامُ : بیاع الشحم ، ومنه « زید الشَّحَّام » من أصحاب الرجال (1)

وکسر لام ومعناه بالعبرانیة : بیت السلام.

وعن ابن الأعرابی : یقال لما فیه الولد : المَشِیمَةُ والکیس والغلاف والجمع مَشِیمٌ بحذف الهاء ومَشَایِم کمعیشة ومعایش. ویقال لها من غیره : السلی.

والصُّرُومَة : جمع صِرْمَة وهی القطعة من الإبل نحوا من ثلاثین.

وصَرُمَ السیف : احتدّ.

وسیف صَارِمٌ : أی قاطع.

قال الأصمعی : اشتمال الصَّمَّاء عند العرب أن یشتمل الرجل بثوبه ، فیجلل به جسده کله ، ولا یرفع منه جانبا ، فیخرج منه یده. وأما الفقهاء فإنهم یقولون : هو أن یشتمل الرجل بثوب واحد لیس علیه غیره ، ولم یرفعه من أحد جانبیه ، فیضعه علی منکب ، یبدو منه فرجه. کذا ذکر فی معانی الأخبار.

وفی الصحاح قال أبو عبیدة واشتمال الصَّمَّاء : أن تجلل جسدک بثوبک نحو شملة الأعراب بأکسیتهم ، وهو أن یرد الکساء من قبل یمینه علی یده الیسری وعاتقه الأیسر ، ثم یرده ثانیة من خلفه علی یده الیمنی وعاتقه الأیمن فیعطفهما جمیعا.

وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام « هُوَ أَنْ یَدْخُلَ الرَّجُلُ رِدَاءَهُ تَحْتَ إِبْطَیْهِ ، ثُمَّ یَجْعَلَ طَرَفَیْهِ عَلَی مَنْکِبٍ وَاحِدٍ ». وهذا هو الأرجح ، فالأخذ به أولی.

والخلخال الأصم : الذی لا صوت له.

وَفِی حَدِیثِ الْجِمَارِ « لَا تَأْخُذِ الْجِمَارَ الصُّمَ وَخُذِ الْبُرْشَ » یعنی خذ الجمرة الرخوة البرشاء.

وصِمَام القارورة ونحوها - بالکسر - هو ما یجعل فی فمها سدادها.

وصَمِیم القلب : وسطه.

والصَّمِیم ککریم : الخالص.

وصَمَّمَ فی الأمر بالتشدید : مضی فیه.

والصِّمَّة بالکسر : الأسد ، ثم سمی به الرجل. ومنه « درید بن الصِّمَّة ».

وصَمِیم الحر والبرد : أشده. والصَّمْصَام : السیف القاطع الصارم الذی لا ینثنی.

وفی الشرع : هو الکف عن المفطرات مع النیة.

وفی الحدیث ذکر « الصُّوّام » بالضم والتشدید هو طائر أغبر اللون ، طویل الرقبة أکثر ما یبیت فی النخل. وفی التحریر فی الجبل.

الْقَبْرِ » أی من ضغطته.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَنَا أَضَامِیم مِنْ هُنَا وَهَاهُنَا » أی جماعات لیس أصلهم واحدا کان بعضهم ضُمَ إلی بعض.

کل کتابی ممن أنزل علیه التوراة والإنجیل ومن دخل فی ملتهم ودان بدینهم وإن لم یکن منهم ، ثم نقل غیر ذلک ، إلی أن قال : وقِیلَ الْمُرَادُ بِالطَّعَامِ ذَبَائِحُهُمْ وَغَیْرُهَا مِنْ الْأَطْعِمَةِ. وقِیلَ : إِنَّهُ یَخْتَصُّ بالحبوب وَمَا لَا یَحْتَاجُ فِیهِ إِلَی التَّذْکِیَةِ ، وَهُوَ الْمَرْوِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام (1).

وطَعِمَ یَطْعَمُ : إذا أکل.

قال تعالی : ( فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ) [ 33 / 53 ].

وطَعِمْتُهُ أَطْعَمُهُ من باب تعب طَعْماً بفتح الطاء ، ویقع علی کل ما یساغ حتی الماء ، وذوق الشیء. وفی التنزیل ( وَمَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّی ) [ 2 / 249 ] أی من لم یذقه (2).

والطَّعْمُ - بفتح فسکون - : ما یؤدیه الذوق ، یقال طَعْمُهُ مر أو حلو أو نحو ذلک.

واسْتَطْعَمَهُ : سأله أن یُطْعِمَهُ قال تعالی ( حَتَّی إِذا أَتَیا أَهْلَ قَرْیَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها ) [ 18 / 77 ].

واسْتَطْعَمْتُ الطَّعَامَ : ذقته لأعرف طَعْمَهُ ، وتَطَعَّمْتُهُ کذلک.

وَفِی الْحَدِیثِ « نَهَی عَنْ بَیْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّی تُطْعِمَ » بضم تاء وکسر عین أی حتی یبدو صلاحها ، یقال أَطْعَمَتِ الشجرة : إذا أثمرت ، وأَطْعَمَتِ الثمرة : إذا أدرکت.

وَفِیهِ « إِنِّی لَا أَمْتَنِعُ مِنْ طَعَامٍ طَعِمَ مِنْهُ السِّنَّوْرِ » أی ذاقه وأکل منه.

وَفِیهِ « لَا تَدْخُلُوا الْحَمَّامَ حَتَّی تَطْعَمُوا شَیْئاً » أی حتی تأکلوا.

وَفِی حَدِیثِ زَمْزَمَ « أَنَّهُ طَعَامُ طُعْمٍ » بالضم أی یشبع منه الإنسان. قاله فی المصباح.

والطُّعْمُ بالضم : الطَّعَامُ.

والطُّعْمُ أیضا : الحب الذی یلقی للطیر.

والطُّعْمَةُ : الرزق ، وجمعها طُعَم مثل

ص: 106

غرفة وغرف.

وَمِنْهُ « لَا مِیرَاثَ للجدات إِنَّمَا هِیَ طُعْمَةٌ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُکْرِهُوا مَرْضَاکُمْ عَلَی الطَّعَامِ فَإِنَّ اللهَ یُطْعِمُهُمْ وَیَسْقِیهِمْ » أی یحفظ قواهم ویمدهم بما یفید فائدة الطَّعَامِ والشراب فی الروح وتقویم البدن.

قوله ( فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ) [ 21 / 87 ] جمعت الظُّلُمَاتُ لشدة تکاثفها ، فإنها ظُلْمَةُ بطن الحوت ، وظُلْمَةُ اللیل ، وظُلْمَةُ البحر. قِیلَ : وَظُلْمَةُ الْحُوتِ الَّذِی الْتَقَمَ الْحُوتَ الْأَوَّلَ.

وَاخْتُلِفَ فِی مُدَّةِ مَکْثِهِ فِی بَطْنِهِ ، فَقِیلَ : سَبْعَ سَاعَاتٍ ، وَقِیلَ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ ، وَقِیلَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ ، وَقِیلَ : أَرْبَعَةَ عَشَرَ یَوْماً ، وَقِیلَ أَرْبَعِینَ ، یَتَرَدَّدُ بِهِ فِی مَاءِ دِجْلَةَ.

وَفِی الدُّعَاءِ « سُبْحَانَ اللهِ جَاعِلِ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ » أی اللیل والنهار والجنة والنار ، وإنما قدم الظُّلُمَاتُ لأن الله تعالی خلقها قبل النور.

والظلمة : خلاف النور. والظُّلُمَةُ - بضم اللام - لغة فیه ، والجمع ظُلَم کغرفة وغرف. وظُلُمَات کغرفات.

وقد أَظْلَمَ اللیل ، والظَّلَام : أول اللیل

والظَّلْمَاء : الظُّلْمَةُ.

ولیلة ظَلْمَاء أی مُظْلِمَة.

وظَلِمَ اللیل بالکسر وأَظْلَمَ بمعنی

وأَظْلَمَ القوم : دخلوا فی الظَّلَام.

ومنه قوله تعالی ( فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ ) [ 36 / 37 ] أی داخلون فی الظَّلَام.

وَفِی صِفَاتِهِ تَعَالَی « الَّذِی صَدَقَ فِی مِیعَادِهِ وَارْتَفَعَ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ ».

قال ابن أبی الحدید فی شرح هذه العبارة : هذا هو مذهب أصحابنا المعتزلة عن أمیر المؤمنین علیه السلام أخذوه ، وهو أستادهم وشیخهم فی العدل والتوحید ، فأما الأشعریة فإنها وإن کانت تمنع عن إطلاق القول بأن الله یَظْلِمُ العباد إلا أنها تعطی المعنی فی الحقیقة لأن الله عندهم یکلف العباد ما لا یطیقون ، وذلک لأن القدرة عندهم مع الفعل ، فالقاعد عندهم غیر قادر علی القیام ، وإنما یکون قادرا علی القیام عند حصول القیام ویستحیل عندهم أن یوصف الباری تعالی بإقدار العبد القادر علی القیام وهو مع ذلک مکلف له أن یقوم. وهذا غایة ما یکون من الظُّلْم سواء أطلقوا هذه اللفظة علیه أم لم یطلقوها.

والاسم : ظُلْم من ظَلَمَهُ ظُلْماً من باب ضرب.

والظَّالِم : من یتعد حدود الله تعالی بدلیل قوله تعالی ( وَمَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ

ص: 109

فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [ 2 / 229 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « أَلَا وَإِنَ الظُّلْمَ ثَلَاثَةٌ : ظُلْمٌ لَا یُغْفَرُ ، وَظُلْمٌ لَا یُتْرَکُ ، وَظُلْمٌ مَغْفُورٌ لَا یُطْلَبُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُغْفَرُ فَالشِّرْکُ بِاللهِ تَعَالَی ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی یُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ ، یَعْنِی الصَّغِیرَةَ مِنْ الزَّلَّاتِ ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِی لَا یُتْرَکُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً ».

والظُّلَامَة والظَّلِیمَة والْمَظْلِمَة بفتح اللام ، والکسر أشهر : ما تطلبه عند الظَّالِم وهو اسم ما أخذ منک بغیر حق.

ومنه حَدِیثُ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام « النَّاسُ یَعِیشُونَ فِی فَضْلِ مَظْلِمَتِنَا ».

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلِمَتِهِ فَهُوَ شَهِیدٌ » وذلک کأن یقتل دون أهله أو دون ماله أو نحو ذلک.

والظَّلِیم : الذکر من النعام.

ومنه الْحَدِیثُ « فأدلفت - یَعْنِی الرَّاحِلَةَ کَالظَّلِیم » یعنی فی سرعته.

علی غیر استواء وبقی فیها شیء. وعُثْمَان بضم : اسم رجل (1). وعثمیشا - بالعین المهملة والثاء المثلثة والشین المعجمة بینهما میم ویاء علی ما صح فی النسخ - : من الأوصیاء السابقین علی إدریس علیه السلام وهو الذی أوصی إلی إدریس علیه السلام.

وَفِی الْحَدِیثِ « نَهَی عَنْ رَطَانَةِ الْأَعَاجِمِ » کأنه یرید بذلک ما عدا العرب کما یفهم من حدیث التعویذ « اللهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ».

وینسب إلی الْعَجَمِ بالیاء فیقال هو عَجَمِیٌ أی منسوب إلیهم.

وَفِیهِ « حُرُوفُ الْمُعْجَمِ وَهِیَ ثَمَانِیَةٌ وَعِشْرُونَ حَرْفاً ا ب ت ث إِلَخْ » قیل سمیت بذلک من التَّعْجِیم وهی إزالة الْعُجْمَةِ بالنقط. یقال أَعْجَمْتُ الحرف بالألف : أزلت عُجْمَتَهُ بما یمیزه عن غیره بنقط وشکل ، فالهمزة للسلب.

وأَعْجَمْتُهُ : خلاف أعربته.

وعن الخلیل : الحروف الْمُعْجَمَة هی الحروف المقطعة ، لأنها أَعْجَمِیَّة ، یعنی أن الحرف الواحد لا یدل علی ما یدل علیه الحروف الموصلة ، فکأن أمرها مُسْتَعْجِمٌ فإذا وصلت أعربت وبینت.

وفی الصحاح : حروف الْمُعْجَم هی الحروف المقطعة التی یختص بالنقط من بین سائر الحروف ، ومعناه حروف الخط الْمُعْجَم کما تقول مسجد الجامع.

واسْتَعْجَمَ علیه الکلام أی استبهم. وَفِی حَدِیثِ الرِّضَا علیه السلام « وَلَکِنَّ اللهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَی لَمْ یَزَلْ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وَهَلُمَّ جَرّاً یَمُنُّ بِهَذَا الدِّینِ عَلَی أَوْلَادِ الْأَعَاجِمِ وَیَصْرِفُهُ عَنْ قَرَابَةِ نَبِیِّهِ فَیُعْطِی هَؤُلَاءِ وَیَمْنَعُ هَؤُلَاءِ » کأنه یرید بأولاد الْأَعَاجِم ما عدا القرابة من العلماء ، ویرید بالقرابة من عدا الأئمة علیهم السلام کإبراهیم وأخیه العباس وکبنی العباس ونحوهم.

وَفِی حَدِیثِ التِّینِ « لَوْ قُلْتُ إِنَّ فَاکِهَةً نَزَلَتْ مِنَ الْجَنَّةِ لَقُلْتُ هَذِهِ ، لِأَنَّ فَاکِهَةَ الْجَنَّةِ بِلَا عَجَمٍ - یَعْنِی لَا نَوَی فِیهَا - فَکُلُوهَا فَإِنَّهَا تَقْطَعُ الْبَوَاسِیرَ ».

وعَدِمْتُهُ عَدَماً من باب تعب : فقدته ، والاسم : الْعُدْم ویتعدی بالهمزة فیقال لا أَعْدَمَنِی فضله.

وعن أبی حاتم - نقلا عنه - : عَدِمَنِی الشیء وأَعْدَمَنِی : فقدنی وأَعْدَمْتُهُ فَعُدِمَ مثل أفقدته ففقد ، ببناء الرباعی للفاعل والثلاثی للمفعول

والْعَنْدَم هو البقم ، وقیل دم الأخوین وقد جاء فی الحدیث.

الولد وذهاب البصر ، ویوسف صبر فی البئر والسجن ، وأیوب صبر علی الضر.

وفی القاموس : هم نوح وإبراهیم وإسحق ویعقوب وموسی ومحمد صلی الله علیه وآله.

وقیل سموا أولی الْعَزْم لأنه عهد إلیهم فی محمد صلی الله علیه وآله والأوصیاء من بعده والقائم وسیرته فأجمع عَزْمَهُمْ علی أن ذلک کذلک والإقرار به. وَرُوِیَ لِأَنَّهُمْ بُعِثُوا إِلَی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا ، وَجِنِّهَا وَإِنْسِهَا.

وفی تفسیر الشیخ أبی علی : أولوا الْعَزْم أولو الجد والثبات والصبر ، وقیل إن من للتبیین والمراد جمیع الرسل والأظهر أن من للتبعیض (1).

قوله ( فَإِنَّ ذلِکَ ) أی الصبر والمغفرة ( لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) [ 42 / 43 ] أی من مَعْزُومَات الأمور التی یجب الْعَزْم علیها.

وعَزَمَ عَزْماً وعَزِیمَة : اجتهد وجد فی أمره.

وعَزَائِم السجود : فرائضه التی فرض الله تعالی السجود فیها وهی : الم تنزیل ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ. کذا فی المغرب - نقلا عنه - وهو المروی أیضا وَفِی الْفَقِیهِ : سَجْدَةً لُقْمَانُ بَدَلَ الم تَنْزِیلٌ ، ولعله أراد بسجدة لقمان السجدة المجاورة للقمان.

وَفِی الْحَدِیثِ « مِنْ عَزَائِمِ اللهِ کَذَا » عَزَائِم الله : موجباته ، والأمر المقطوع علیه لا ریب فیه ولا شبهة ولا تأویل فیها ولا نسخ.

وَفِیهِ « عَرَفْتُ اللهَ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ وَحَلِّ الْعُقُودِ » أی نظرت فی أحوال نفسی وأنی ربما أَعْزِمُ وأعقد قلبی علی أمر ثم ینحل العقد من غیر تجدد موجب لذلک ، فأعلم بهذا النظر من هذین الأمرین أن هذا ممن یقلب القلوب والأبصار ، وبیده أزمتها وکل مسخر له ، فنحو هذا هو الطریق لمعرفة الله تعالی.

وَفِیهِ « أَنَّ عِنْدَنَا قَوْماً لَهُمْ مَحَبَّةٌ وَلَیْسَ لَهُمْ تِلْکَ الْعَزِیمَةُ ، یَقُولُونَ بِهَذَا الْقَوْلِ » أراد نفی ذلک عنهم لعدم قوة تمیزهم.

ص: 114

وَفِی حَدِیثِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ « فَإِنَّهَا عَزِیمَةُ الْإِیمَانِ » أی عقیدته المطلوبة لله من خلقه ، وما زاد علیها کمال لها.

والْعَزِیمَة : هی إرادة الفعل والقطع علیه ، والجد فی الأمر.

ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُکَ الثَّبَاتَ فِی الْأَمْرِ وَالْعَزِیمَةَ عَلَی الرُّشْدِ ».

أی عقد القلب علی إمضاء الأمر. وقدم الثبات علی الْعَزِیمَة وإن تقدمت هی علیه ، إشارة إلی أنه المقصود بالذات لأن الغایات مقدمة فی الرتبة.

وعَزَمَ الله لی أی : خلق الله فی قوة وصبرا.

وعَزَمَ الله لی : أی خلق الله لی عَزْماً.

وَفِی الْحَدِیثِ « الزَّکَاةُ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَات اللهِ تَعَالَی » أی حق من حقوقه وواجب من واجباته.

والْعَزَائِم : الرقی (1).

وعَزَمْتُ علیکم : أی أقسمت علیکم.

ومنه الدُّعَاءُ عَلَی الْأَسَدِ « عَزَمْتُ عَلَیْکَ بِعَزِیمَةِ اللهِ وَعَزِیمَةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله وَعَزِیمَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَعَزِیمَةِ أمیر المؤمنین علیه السلام » (2).

وعَزَائِم المغفرة : محتماتها ، والمراد ما یجعلها حتما.

والْعَوَازِم : جمع عَازِمَة وهی التی جرت بها السنة من الفرائض والسنن من قوله تعالی ( فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ ) [ 47 / 21 ] أی لزم فرض الجهاد. وتلخیصها : أن الْعَوَازِم هی الأمور الثابتة بالکتاب والسنة وعَوَازِم الأمر : ما أمر الله فیها.

والِاعْتِزَام : القصد فی المشی.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « أَرْسَلَهُ ( عَلی فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ) وَاعْتِزَامٍ مِنْ الْفِتَنِ ».

فَمَا مَعْنَی الْمَعْصُومِ؟ قَالَ : الْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اللهِ ، وَحَبْلُ اللهِ هُوَ الْقُرْآنِ ، لَا یَفْتَرِقَانِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ، وَالْإِمَامُ یَهْدِی إِلَی الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ یَهْدِی إِلَی الْإِمَامِ ، وَذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی ( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ ) [ 17 / 9 ] ».

وَفِی الدُّعَاءِ « إِنَ عِصْمَةَ أَمْرِی کَذَا » أی وقایتی وحافظی من الشقاء المخلد.

واعْتَصَمْتُ بالله : امتنعت به.

وَفِی حَدِیثِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله « أَرْبَعٌ مَنْ کُنَّ فِیهِ کَانَ فِی نُورِ اللهِ الْأَعْظَمِ وَعَدَّ ، مِنْهَا : مَنْ کَانَ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنِّی رَسُولُ اللهِ » أی ما یَعْصِمُ من المهلک یوم القیامة. والمعنی : من کانت الشهادتان ، ویعنی بهما الإیمان ، عِصْمَة ووقایة له من المعاصی تحجزه وتمنعه من اقتراف ساخط الله وساخط رسوله.

ومنه قول أبی طالب « ثمال الیتامی عِصْمَةٌ للأرامل » أی حفظ لهم ووقایة یمنعهم من الضیاع والحاجة.

والغراب الْأَعْصَم : الذی فی جناحه ریشة بیضاء.

والْأَعْصَم من الظباء والوعول : الذی فی ذراعیه أو إحدی یدیه بیاض.

والْمِعْصَمُ کمقود : موضع السوار من الساعد ، والجمع مَعَاصِمُ.

والْعِصَامُ : رباط القربة وسیرها الذی یحمل به ، والجمع عُصُمٌ ککتاب وکتب.

یَلْقَی اللهَ تَعَالَی غَضْبَانَ » التَّعَظُّمُ فی النفس : الکبر والنخوة والزهو.

والاسم الْأَعْظَمُ : معناه الْعَظِیمُ ، إذ لیس بعض الأسماء أَعْظَمُ من بعض ، لأن جمیعها عَظِیمٌ. وقیل : بل کل اسم أکثر تَعْظِیماً فهو أَعْظَمُ مما قل.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَ أَعْظَمَ الْأَیَّامِ یَوْمُ النَّحْرِ » أی من أَعْظَمِ الأیام ، فلا ینافی « إِنَّ أَفْضَلَهَا یَوْمُ عَرَفَةَ ».

وعَظُمَ الشیء عِظَماً - وزان عنب - وعَظَامَة بالفتح أیضا : کبر ، فهو عَظِیم.

وعُظْمُ الشیء بالضم فالسکون : أکثره ومُعْظَمُهُ.

وتَعَظَّمَ واسْتَعْظَمَ : تکبر.

واسْتَعْظَمَهُ : عده عَظِیماً.

وأَعْظَمْتُهُ بالألف وعَظَّمْتُهُ تَعْظِیماً : وقرته توقیرا وفخمته.

والتَّعْظِیم : التبجیل.

والْعَظَمَةُ : الکبریاء.

وعَظْمٌ کسهم : قصب الحیوان الذی علیه اللحم ، الجمع أَعْظُم وعِظَام وعِظَامَة.

وَفِی الْحَدِیثِ « سَجَدَ عَلَی سَبْعَةِ أَعْظُمٍ » أی أعضاء ، سمی العضو عَظْماً وإن کان من عِظَام ، وجعلها سبعة بناء علی أن الجبین والأنف واحد.

وَفِیهِ « السُّنَّةُ فِی الْحَلْقِ أَنْ یَبْلُغَ الْعَظْمَیْنِ » المراد بهما الْعَظْمَانِ اللذان فی أسفل الصدغ تحاذیان وتد الأذنین. قال بعض الشارحین : وهما الهنتان اللتان فی مقدمهما.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ الْبَاقِرِ علیه السلام - فِی الرِّیحِ الْعَقِیمِ - قَالَ « مَا یَخْرُجُ مِنْهَا شَیْءٌ قَطُّ إِلَّا عَلَی قَوْمِ عَادٍ ، حِینَ غَضِبَ اللهُ عَلَیْهِمْ فَأَمَرَ الْجِنَّ أَنْ یُخْرِجُوا مِنْهَا مِثْلَ سَعَةِ الْخَاتَمِ ، فَعَصَفَتْ عَلَی الْخَزَنَةِ فَخَرَجَ مِنْهَا بِمِقْدَارِ مَنْخِرِ الثَّوْرِ تَغَیُّظاً مِنْهَا عَلَی قَوْمِ عَادٍ ، فَأَهْلَکَتْهُمْ ».

والْعَقِیم : الذی لا یولد له ، یطلق علی الذکر والأنثی.

ومنه « المرأة الْعَقِیم » یقال : عَقِمَتِ الرحم عُقْماً من باب تعب ، والْعُقْمُ وزان قفل.

قال فی المصباح : ویجمع الرجل علی عُقَمَاء وعِقَام ککریم وکرام وکرماء. وتجمع علی عِقَام وعُقُم بضمتین.

وقولهم : « الملک عَقِیم » أی لا ینفع فی طلبه نسب ولا صداقة ، فإن الرجل یقتل أباه وابنه علی الملک ، فکأنه سد باب الرعایة والمحافظة.

و ( یَوْمٍ عَقِیمٍ ) : لا هواء فیه ، فهو شدید الحر.

قوله ( وَأُولُوا الْعِلْمِ ) [ 3 / 18 ] أی المتصفون به.

قوله ( وَفَوْقَ کُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ ) [ 12 / 76 ] أی أرفع منه درجة حتی ینتهی إلی الله تعالی.

قوله ( هُدیً لِلْعالَمِینَ ) [ 3 / 96 ] الْعَالَمُونَ بفتح اللام : أصناف الخلق ، کل صنف منهم عَالَمٌ ، جمع لا واحد له من لفظه.

وقیل الْعَالَمُ : یختص بمن یعقل ، وجمعه بالواو والنون.

وذهب أکثر المتکلمین إلی أن الْعَالَمَ إنما هو الجسمانی المنحصر فی الفلک العلوی ، والعنصری السفلی.

وعن بعض العارفین : المصنوع اثنان عَالَمُ المادیات ، وعَالَمُ المجردات ، والکائن فی الأول هو الجسم والفلک والفلکیات والعنصر والعنصریات والعوارض اللازمة له ، وفی الثانی هم الملائکة المسماة بالملإ الأعلی ، والعقول والنفوس الفلکیة ، والأرواح البشریة المسماة بالنفوس الناطقة.

قوله ( لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا ) [ 2 / 32 ] ونحوها من الآیات فیها دلالة علی أن الصور الإدراکیة کلها فائضة من الله ، کما هو قول الحکماء وعُلَمَاء الإسلام.

قوله ( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی کُنْتَ عَلَیْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ ) [ 2 / 143 ] الآیة ضمن الْعِلْم معنی التمییز أی لیتمیز بِالْعِلْم ، فإن الْعِلْمَ صفة تقتضی تمییز الْعُلُوم ، فیتمیز لک الناس التابعون لک والناکصون عنک.

قوله ( أَیَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) [ 2 / 197 ] هی عشر ذی الحجة.

قوله ( فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ ) [ 42 / 32 ] أی کالجبال الطوال ، واحدها : عَلَمٌ.

قَوْلُهُ ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ ) [ 16 / 16 ] قَالَ النَّجْمُ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وَالْعَلَامَاتُ هُمُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْمَاءُ کُلُّهُ طَهُورٌ إِلَّا مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَذِرٌ » وقد ذکر فی ( قذر ).

والْعِلْم الیقین : الذی لا یدخله الاحتمال

ص: 120

هذا هو الأصل فیه لغة وشرعا وعرفا. وکثیرا ما یطلق علی الاعتقاد الراجح المستفاد من سند ، سواء کان یقینا أو ظنا.

ومنه قوله تعالی ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَ مُؤْمِناتٍ ) [ 60 / 10 ] الآیة. قال المفسر : أراد الظن المتآخم لِلْعِلْم لا الْعِلْم حقیقة ، فإنه غیر ممکن ، وعبر عن الظن بِالْعِلْم إیذانا بأنه کهو فی وجوب العمل به - انتهی.

ومثله قوله تعالی ( إِنْ عَلِمْتُمْ فِیهِمْ خَیْراً ) [ 24 / 33 ].

وجاء الْعِلْم بمعنی المعرفة کما جاءت بمعناه ، لاشتراکهما فی کون کل منهما مسبوقا بالجهل ، لأن الْعِلْم وإن حصل عن کسب فذلک الکسب مسبوق بالجهل.

وفی التنزیل ( مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ ) [ 5 / 83 ] أی عَلِمُوا.

وقال ( لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ یَعْلَمُهُمْ ) [ 8 / 60 ] أی لا تعرفونهم الله یعرفهم.

قال فی المصباح : وأطلقت المعرفة علی الله ، لأنها أحد الْعِلْمَیْنِ. والفرق بینهما اصطلاح وهو تعالی منزه عن سابقة الجهل ، وعن الاکتساب ، لأنه تعالی یَعْلَمُ ما کان وما یکون ، کیف یکون ، وعِلْمُهُ صفة قدیمة ذاتیة له. قال : وإذا کان الْعِلْمُ بمعنی الیقین تعدی إلی مفعولین ، وإذا کان بمعنی المعرفة تعدی إلی واحد - انتهی ،

وقد یضمن الْعِلْم معنی شعر ، فتدخل الباء ، یقال عَلِمْتُهُ وعَلِمْتُ به.

والْعَالِم بکسر اللام : من اتصف بِالْعِلْم ، وقد یطلق ویراد به أحد الأئمة علیهم السلام من غیر تعیین.

والله تعالی عَالِمٌ بکل مَعْلُومٍ علی ما هو علیه ، من کونه واجبا وممکنا وممتنعا ، وکلیا وجزئیا ، لنسبة ذاته إلی جمیع الممکنات بالسویة. وما زعمه الفلاسفة من عدم عِلْمِهِ بالجزئیات الزمانیة باطل ، وشبههم ضعیفة لا تستحق أن تذکر.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّمَا سُمِّیَ اللهُ عَالِماً لِأَنَّهُ لَا یَجْهَلُ شَیْئاً ، وَسُمِّیَ اللهُ تَعَالَی بِالْعِلْمِ بِغَیْرِ عِلْمٍ حَادِثٍ ، عَلِمَ بِهِ الْأَشْیَاءَ وَاسْتَعَانَ بِهِ عَلَی حِفْظِ مَا یَسْتَقْبِلُ مِنْ أَمْرِهِ ، کَمَا لَوْ رَأَیْنَا عُلَمَاءَ الْخَلْقِ إِنَّمَا سُمُّوا بِالْعِلْمِ

ص: 121

الْحَادِثِ إِذْ کَانُوا قَبْلَهُ جَهَلَةً وَرُبَّمَا فَارَقَهُمُ الْعِلْمُ فَعَادُوا إِلَی الْجَهْلِ ».

وَفِیهِ أَیْضاً « لَمْ یَزَلِ اللهُ تَعَالَی عَالِماً وَالْعِلْمُ ذَاتُهُ وَلَا مَعْلُومَ ، وَالسَّمْعُ ذَاتُهُ وَلَا مَسْمُوعَ ، وَالْبَصَرُ ذَاتُهُ وَلَا مُبْصَرَ ، وَالْقُدْرَةُ ذَاتُهُ وَلَا مَقْدُورَ ، فَلَمَّا أَحْدَثَ الْأَشْیَاءَ وَکَانَ الْمَعْلُومُ ، وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْهُ عَلَی الْمَعْلُومِ وَالسَّمْعُ عَلَی الْمَسْمُوعِ ، وَالْبَصَرُ عَلَی الْمُبْصَرِ وَالْقُدْرَةُ عَلَی الْمَقْدُورِ ».

قال بعض الشارحین : قوله وقع الْعِلْمُ علی الْمَعْلُومِ ، لا بمعنی أن التعلق لم یکن بالفعل فی الأزل ، بل الانطباق علی الْمَعْلُومِ الخارجی لیس فی الأزل.

ونقل عن ابن سینا شبهة فی بحث عِلْمِهِ تعالی بِالْمَعْلُومَاتِ عجز عن جوابها وهو « أن عِلْمَهُ تعالی فی الأزل متعلق بکل مفهوم فلا بد للمفهومات من وجود خارجی أو ذهنی ، وعلی التقدیرین هی قائمة بأنفسها أو بغیرها ، وعلی تقدیر قیامها بغیرها فهی قائمة بذاته ، أو بغیره تعالی ، والکل محال ».

ویمکن أن یقال : إن منشأ هذه الشبهة من الحصر المذکور فی قوله لا بد للمفهومات من وجود خارجی أو ذهنی ، وهذا الحصر وإن ثبت فی حق المخلوق لکن لا یلزم ثبوت مثله فی حق الخالق تعالی هذا.

وقد نقل عن صاحب المحاکمات احتمال القیام بالوجود الذهنی من غیر قیام الوجود الذهنی بشیء.

وَفِیهِ « أَنْ لِلَّهِ تَعَالَی عِلْمَیْنِ عِلْمٌ مَبْذُولٌ نَحْنُ نَعْلَمُهُ ، وَعِلْمٌ مَکْفُوفٌ هُوَ الَّذِی عِنْدَهُ تَعَالَی فِی أُمِّ الْکِتَابِ إِذَا خَرَجَ نَفَذَ » کأنه یرید اللوح المحفوظ.

وَفِیهِ « الْعِلْمُ الَّذِی نَزَلَ مَعَ آدَمَ علیه السلام لَمْ یُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ ، وَالْعِلْمُ یُتَوَارَثُ ».

والْعِلْمُ عِلْمَانِ مسموع ومطبوع کما وردت الروایة بذلک عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام حَیْثُ قَالَ :

رَأَیْتُ الْعِلْمَ عِلْمَیْنِ فمسموع وَمَطْبُوعٌ

فَلَا یَنْفَعُ مَسْمُوعٌ إِذَا لَمْ یَکُ

مَطْبُوعٌ

کَمَا لَا تَنْفَعُ الشَّمْسُ وَضَوْءُ الْعَیْنِ مَمْنُوعٌ

قال بعض الشارحین : الْعِلْمُ المسموع

ص: 122

هو الْعِلْمُ بالشرعیات ، والْعِلْمُ المطبوع : الْعِلْمُ بأصول الدین.

ورُوِیَ هَکَذَا « رَأَیْتُ الْعَقْلَ عَقْلَیْنِ فَمَوْهُوبٌ وَمَکْسُوبٌ » « فَلَا یَنْفَعُ مَکْسُوبٌ إِذَا لَمْ یَکُ مَوْهُوبٌ » « کَمَا لَا تَنْفَعُ الشَّمْسُ وَضَوْءُ الْعَیْنِ مَحْجُوبٌ ».

ولا منافاة بین الروایتین ، فإن الأولی فی الْعِلْمِ ، والثانیة فی العقل.

والْعَلَمُ بالتحریک : عَلَمُ الثوب من طراز وغیره ، وهو الْعَلَامَةُ ، وجمعه أَعْلَام مثل سبب وأسباب ، وجمع الْعَلَامَة : عَلَامَات.

وعَلَّمْتُ له عَلَامَةً بالتشدید : وضعت له أمارة یعرفها.

والْعَلَم : الرایة.

والْأَعْلَم : مشقوق الشفة العلیا ، یقال عَلَمَ الرجل یَعْلِمُ عَلْماً : إذا صار أَعْلَم ، والمرأة عَلْمَاء ، مثل أحمر وحمراء.

وأَعْلَمَ الفارس : جعل لنفسه عَلَامَةَ الشجعان ، فهو مُعْلِمٌ.

والْمَعْلَمُ : الأثر ، یستدل به علی الطریق

وَالْمَعْلُومُ : اسْمُ لِوَاءٍ کَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله.

وفی الحدیث ذکر « الْأَعْلَام والمنار » فَالْأَعْلَام : جمع عَلَم وهو الجبل الذی یُعْلَمُ به الطریق ، والْمَنَار بفتح المیم : المرتفع الذی یوقد فی أعلاه النار لهدایة الضلال ونحوه.

وأَعْلَام الأزمنة : هم الأئمة علیهم السلام لأنهم یهتدی بهم.

ومنه حدیث یوم الغدیر « وهو الذی نصب فیه أمیر المؤمنین علیه السلام عَلَماً للناس ».

والْعَلَّامَة : الْعَالِمُ جدا ، والهاء للمبالغة کأنهم یریدون به داهیة. والْعَلَّامَة الحلی : الحسن بن یوسف بن مطهر ، له کثیر من التصانیف ، وعن بعض الأفاضل : وجد بخطه خمسمائة مجلد من مصنفاته غیر خط غیره من تصانیفه ، قال الشیخ البهائی : من جملة کتبه قدس سره کتاب شرح الإشارات. ولم یذکره فی عداد الکتب المذکورة هنا ، یعنی فی الخلاصة. قال : وهو موجود عندی بخطه.

ص: 123

ومدة عمره : سبع وسبعون سنة وثلاثة أشهر وسبعة عشر یوما ، توفی فی لیلة الحادی عشر من المحرم سنة ستة وعشرین وسبعمائة ، ومولده تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعین وستمائة.

وَمِنْهُ « عَمَّهُمْ بِالْعَطِیَّةِ » و « عَمَّهُمُ الْمَطَرُ ».

الاسم ، ویرید به مَغْرَم الذنوب والمعاصی وقیل : الْمَغْرَم کَالْغُرْم وهو الدین ویرید به ما استدین فیما یکرهه الله تعالی ، ثم عجز عن أدائه.

والْغَرِیم : الذی علیه الدین یقال خذ من غَرِیم السوء ما سنح.

وقد یکون الْغَرِیم أیضا : الذی له الدین ، قال کُثَیِّرُ عَزَّةَ (1).

قضی کل ذی دین فوفی غَرِیمَهُ.

وعزة ممطول معنی غَرِیمُهَا

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ تَکْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ » والمراد من الْمَغْرَمِ : ما یلزم به الإنسان من غَرَامَةٍ ، أو یصاب به فی ماله من خسارة ، وما یلزمه کالدین ، وما یلحق به من المظالم. والْمَأْثَمُ : مصدر کالإثم ، وهو الوقوع فی الذنب.

والْغَرَامَة : ما یلزم أداؤه کَالْغُرْم بالضم وَمِنْهُ « یُسْتَحَبُ غَرَامَةُ الصَّبِیِّ لِیَکُونَ حَلِیماً فِی کِبَرِهِ ».

وغَرِمْتُ الدیة والدین وغیر ذلک أَغْرَمُ من باب تعب إذا أدیته غُرْماً.

ویتعدی بالتضعیف فیقال غَرَّمْتُهُ ،

ص: 126

وأَغْرَمْتُهُ بالألف أی جعلته غَارِماً.

وغَرِمَ فی تجارته مثل خسر ، خلاف ربح.

والْغَارِم : من یلتزم ما ضمنه وتکفل به وفلان مُغْرَمٌ بکذا أی لازم له ومولع به

الموضع الناتی فی الحلق ، قاله الجوهری وغیره ، والجمع : غَلَاصِم.

وغَلْصَمَهُ (1) قطع غَلْصَمَتَهُ.

الآیة. الْغَنِیمَةُ فی الأصل هی الفائدة المکتسبة ، ولکن اصطلح جماعة علی أن ما أخذ من الکفار ، إن کان من غیر قتال فهو فیء ، وإن کان مع القتال فهو غَنِیمَةٌ ، وإلیه ذهب الإمامیة ، وهو مروی عن أئمة الهدی علیهم السلام کذا قیل. وقیل هما بمعنی واحد.

ثم اعلم أن الفیء للإمام خاصة ، والْغَنِیمَةُ یخرج منها الخمس ، والباقی بعد المؤن للمقاتلین ومن حضر ، هذا. وقد عمم فقهاء الإمامیة مسألة الخمس ، وذکروا أن جمیع ما یستفاد من أرباح التجارات والزراعات والصناعات زائدا عن مئونة السنة ، والمعادن ، والکنوز ، والغوص والحلال المختلط بالحرام ولا یتمیز عند المالک ولا یعرف قدر الحرام ، وأرض الذمی إذا اشتراها من مسلم ، وما یغنم من دار الحرب ، جمیعه یخرج منه الخمس هذا.

وقد تقدم فی ( خمس ) کیفیة التقسیم للخمس.

قوله ( مَغانِمُ کَثِیرَةٌ ) [ 4 / 94 ] هی جمع مَغْنَمٍ ، والْمَغْنَمُ والْغَنِیمَةُ : ما أصیب من المحاربین من أهل الشرک عنوة.

والفیء : ما نیل منهم بعد أن تضع الحرب أوزارها.

واغْتَنَمَهُ وتَغَنَّمَهُ : عده غَنِیمَةً ، وجمع الْغَنِیمَةِ غَنَائِمُ.

والْغَنَمُ بالتحریک : اسم مؤنث موضوع للجنس ، یقع علی الضأن ، والمعز الذکور والإناث ، وعلیهما جمیعا ، ویجمع علی أَغْنَامٍ. وعن الأزهری : الْغَنَمُ الشاء ، الواحدة شاة.

« أَنَّهُ کُرِهَ الْمُفْدَمُ لِلْمُحْرِمِ ».

الْجَنَّةِ ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِیُهَوَّنَ عَلَیْهَا ».

وَفِی الْحَدِیثِ « قَدْ وَلَّدَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّةِ ثَلَاثُ فَوَاطِمَ » أراد فَاطِمَةَ بنت عمران بن عائذ ، وفَاطِمَةَ بنت أسد ، وفَاطِمَةَ بنت زائد بن الأصم.

سلیمان نسخت حکومة داود ، لأن الأنبیاء لا یجوز أن یحکموا بالظن والاجتهاد ، ولهم طریق إلی العلم.

وفی قوله تعالی ( وَکُلًّا آتَیْنا حُکْماً وَعِلْماً ) [ 21 / 79 ] دلالة علی هذا.

والْفَهْمُ : ضد الغباوة ، یقال فَهِمْتُهُ فَهْماً وفَهَامَةً من باب تعب - وتسکین المصدر لغة - إذا علمته ، وقیل الساکن اسم المصدر.

وفلان فَهِمَ ، وقد اسْتَفْهَمَنِی الشیء ، وأَفْهَمْتُهُ وفَهَّمْتُهُ تَفْهِیماً.

وَفِی حَدِیثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « جَعَلَهُ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ » أی مَفْهُوماً ، أطلق علیه لفظ الْفَهْمِ مجازا ، إطلاقا لاسم المسبب علی السبب ، وهو مسبب (1) من فَهِمَ عنه وعقل مقاصده.

وحروف الِاسْتِفْهَام : هل ، وهی سؤال عن الوجود. ومن وهی سؤال عن الشخص ومتی وهی سؤال عن الحال. وما وهی سؤال عن المهیة. وکم وهی سؤال عن العدد. وأین وهی سؤال عن المکان. وأی وهی سؤال عن التفسیر والعدد. ولم وهی سؤال عن العلة.

وفهم : قبیلة.

الْإِقْدَام فی الحرب وهی الشجاعة وعدم الخوف ، ویجوز أن یقرأ علی وزن ینصر ، وماضیه قَدَمَ کنصر أی یَتَقَدَّمُهُ ، کما قال تعالی ( یَقْدُمُ قَوْمَهُ ) [ 11 / 98 ] وأمامه تأکید کذا ذکره بعض الأفاضل. والْمُقَدَّمُ - بفتح الدال والتشدید - : نقیض المؤخر ، وَمِنْهُ « مَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِی ».

والْمُقَدِّمُ بکسر الدال : نقیض المؤخر بالکسر أیضا.

ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَّ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ » أی أنت الذی تُقَدِّمُ من تشاء من خلقک إلی رحمتک بتوفیقک ، وأنت الذی تؤخر من تشاء عن ذلک بخذلانک ، وهما من أسمائه تعالی ، ومعناه فیهما : تنزیل الأشیاء منازلها ، وترتیبها فی التکوین والتفضیل وغیر ذلک مما تقتضیه الحکمة.

والجمع بین هذین الاسمین أحسن من التفرقة.

والْقَدَمُ من الرجل : ما یطأ علیه الإنسان من لدن الرسغ إلی ما دون ذلک ، والجمع أَقْدَام کسبب وأسباب.

وقولهم : هذا تحت قَدَمِی ، عبارة عن الإبطال والإهدار. قاله فی المغرب.

والْقَدَمُ أیضا : السابقة فی الأمر ، یقال لفلان « قَدَمُ صدق » أی أثرة حسنة

وَفِی الدُّعَاءِ « أَثْبِتْ لِی قَدَمَ صِدْقٍ « فِی الْهِجْرَةِ ».

وقَدُمَ الشیء قِدَماً وزان عنب فهو قَدِیم ، وتَقَادَمَ : مثله.

وعیب قَدِیمٌ أی سابق ، وزمانه مُتَقَدِّم الوقوع علی وقته.

والْقَدِیم : من أسمائه تعالی وهو الموجود الذی لم یزل ، وإن شئت فسرته بالموجود الذی لیس لوجوده ابتداء.

وأصل الْقَدِیم فی اللسان : السابق فیقال « الله قَدِیم » بمعنی أنه سابق الموجودات کلها.

وعن جماعة من المتکلمین : یجوز أن یشتق اسم الله تعالی مما لا یؤدی إلی نقص أو عیب. وزاد بعض المحققین علی ذلک أنه إذا دل علی الاشتقاق الکتاب أو السنة أو الإجماع ، فیجوز أن یقال « الله القاضی »

ص: 135

أخذا من قوله ( یَقْضِی بِالْحَقِ ) [ 40 / 20 ] إلی أن قال : فیحمل قولهم « أسماؤه تعالی توقیفیة » علی واحد من الأصول الثلاثة ، فإنه تعالی یسمی جوادا وکریما ، ولا یسمی سخیا لعدم سماع قوله. وقد تَقَدَّمَ البحث فی تحقیق ذلک فی ( سما ).

و « مضی قُدُماً » بضم الدال. لم یعرج ولم ینثن ، ومثله « ومضوا قُدُماً » أی مضوا ولم یعرجوا علی شیء ، وکانوا علی الطریقة المستقیمة وغیر ناکل عن قُدُمٍ أی غیر جبان ضعیف عن التَّقَدُّم یقال نکل فلان عن العدو ، إذا جبن.

وَفِی حَقِّ الْأَئِمَّةِ « مَاضٍ عَلَی نُصْرَتِهِمْ قُدُماً غَیْرَ مُوَلٍّ دُبُراً ».

والْقِدَمُ بالکسر : خلاف الحدوث ، ومنه یقال : قِدَماً کان کذا وکذا ، وله فی العلم قِدَمٌ أی سبق.

وأَقْدِم : زجر للفرس ، کأنه یؤمر بِالْإِقْدَام. وَمِنْهُ « أَقْدِمْ حَیْزُومُ » بفتح الهمزة.

والْمِقْدَامُ بکسر المیم : الرجل الکثیر الْإِقْدَام علی العدو ، ومثله الْمِقْدَامَة بالکسر أیضا.

ومُقْدِمُ العین بکسر الدال : مما یلی الأنف کمؤخرها (1) مما یلی الصدغ

وقَوَادِم الطیر : مَقَادِیم ریشه ، قاله الجوهری وغیره. وهی عشرة فی کل جناح.

وَمِنْهُ « کَانَ النِّسَاءُ الْأَوَّلُ یَمْشُطْنَ الْمَقَادِیمَ » یعنی من شعر الرأس.

ومَقَادِیم الأسنان : ضد مآخیرها.

وقَادِمُ الإنسان : رأسه والجمع قَوَادِم.

وقَدَّمَ وتَقَدَّمَ بمعنی.

ومنه « مُقَدِّمَة الجیش » بکسر الدال والتشدید : أوله وهم الذین یَتَقَدَّمُونَهُ. ومُقَدِّمَةُ الکتاب : مثله.

وقَدِمَ الرجل البلد من باب تعب قُدُوماً ومَقْدَماً بفتح المیم والدال.

وقَدَّمْتُ الشیء : خلاف أخرته. وقَدَمْتُ القوم قَدْماً من باب قتل :

ص: 136

مثل تَقَدَّمْتُهُمْ.

وتَقَدَّمْتُ إلیه بکذا : أمرته به.

وقَدَّمْتُهُ إلی کذا : قربته إلیه.

وقُدَّام بضم القاف : نقیض وراء ، وهما یؤنثان ویصغران بالهاء.

والْقَدُوم کرسول : الآلة التی ینحت بها النجار ، مؤنثة وعن ابن السکیت : ولا تقل قَدُّوم ، بالتشدید. وعن الزمخشری والمطرزی : التشدید لغة.

وَفِی صَحِیحِ الْبُخَارِیِّ عَنْ أَبِی الزِّنَادِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی هُرَیْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله قَالَ : « اخْتَتَنَ إِبْرَاهِیمُ بَعْدَ ثَمَانِینَ سَنَةً وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ » مخففة.

قال أبو الزناد : والْقَدُوم موضع.

علیه وآله ، وقیل علی تکذیبه. وقِیلَ الْمُقْتَسِمِینَ هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الشِّرْکِ ، قَالُوا لِأَصْحَابِهِمْ : تَفَرَّقُوا عَلَی أَعْقَابِ مَکَّةَ حَیْثُ یَمُرُّ بِهِمْ أَهْلُ الْمَوَاسِمِ فَإِذَا سَأَلُوکُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله ، فَلْیَقُلْ بَعْضُکُمْ : هُوَ کَاهِنٌ ، وَبَعْضُکُمْ : هُوَ مَجْنُونٌ. فَمَضَوْا فَأَهْلَکَهُمُ اللهُ. وَسُمُّوا مُقْتَسِمِینَ ، لِأَنَّهُمُ اقْتَسَمُوا طَرِیقَ مَکَّةَ.

والْقِسْمُ کحمل : الحظ والنصیب.

وقَسَمْنَا له قِسْمَةً أی فرضنا له فیما بیننا شیئا ، وقسطنا علی أنفسنا.

وفی الحدیث تکرر ذکر « الْقَسَامَة » بالفتح وهی الأیمان ، تُقْسَمُ علی أولیاء القتیل إذا ادعوا الدم. یقال قتل فلان بِالْقَسَامَةِ إذا اجتمعت جماعة من أولیاء القتیل وادعوا علی رجل أنه قتل صاحبهم ، ومعهم دلیل دون البینة ، فحلفوا خمسین یمینا أن المدعی علیه قتل صاحبهم ، فهؤلاء الذین یُقْسِمُونَ علی دعویهم یسمون قَسَامَة أیضا - کذا فی المصباح.

قال بعض المحققین : والْقَسَامَة تثبت مع اللوث ، وقدرها خمسون یمینا بالله تعالی فی العمد إجماعا ، وفی الخطإ علی الأشهر ، وقیل خمسة وعشرون. فإن کان للمدعی قوم حلف کل واحد منهم یمینا إن کانوا خمسین ، ولو زادوا عنها اقتصر علی حلف الخمسین ، والمدعی من جملتهم ، ولو نقصوا عن الخمسین کررت علیهم أو علی بعضهم حسبما یقتضیه العدد ، ولو لم یکن له قَسَامَةٌ أی قوم یُقْسِمُونَ أو امتنع المدعی عن الیمین ، وإن بذلها قومه أو بعضهم ، حلف المنکر وقومه خمسون (1) یمینا ببراءته فإن امتنع المنکر ألزم الدعوی. ولا یکون فیهم صبی ولا امرأة ولا مجنون ولا عبد - انتهی.

وقَاسَمُوا الشیء. أخذ کل قِسْمَتَهُ.

ومنه حَدِیثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام « أَنَّهُ قَاسَمَ رَبَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی نَعْلاً وَنَعْلاً ».

والتَّقْسِیمُ : التفریق.

والْقَسَمُ بالتحریک : الیمین ، وهو اسم من أَقْسَمَ بالله إِقْسَاماً : إذا حلف.

ص: 138

ومنه حَدِیثُ التَّقْبِیلِ « فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ رِجْلَاکَ! فَقَالَ : أَقْسَمْتُ أَقْسَمْتُ أَقْسَمْتُ ، وَبَقِیَ شَیْءٌ وَبَقِیَ شَیْءٌ وَبَقِیَ شَیْءٌ » لعل المراد بقوله أَقْسَمْتُ أی حلفت لا أعطی رجلی للتقبیل ، والتکرار للتأکید ، وقوله بقی شیء لعل المراد منه التقبیل بین العینین ، کما وردت به الروایة ، والتکرار للتأکید کسابقه ، والله أعلم.

والْقَسْمُ بفتح القاف : مصدر ، یقال قَسَمْتُهُ قَسْماً من باب ضرب : فرزته أجزاء فَانْقَسَمَ ، والموضع مَقْسِم کمسجد ، والفاعل قَاسِم ، وقَسَّام للمبالغة ، والاسم الْقِسْم بالکسر ، ثم أطلق علی الحصة والنصیب ، یقال هذا قِسْمِی ، والجمع أَقْسَام کحمل وأحمال.

ومنه الدُّعَاءُ « وَأَعُوذُ بِکَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی تَحْبِسُ الْقِسْمَ » وَهِیَ کَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَایَةُ عَنْهُمْ علیهم السلام : إِظْهَارُ الِافْتِقَارِ وَالنَّوْمُ عَنْ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ ، وَعَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَاسْتِحْقَارُ النِّعَمِ وَشَکْوَی الْمَعْبُودِ تَعَالَی.

بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی لَا انْفِصامَ لَها ) [ 2 / 256 ]

وَفِی الْحَدِیثِ « مَا بَیْنَ الرُّکْنِ وَالْمَقَامِ مَشْحُونٌ مِنْ قُبُورِ الْأَنْبِیَاءِ ، وَإِنَّ آدَمَ علیه السلام لَفِی حَرَمِ اللهِ تَعَالَی ».

والْمُقَام بالضم : موضع الْإِقَامَة.

قوله ( وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) [ 37 / 164 ] قال المفسر : هذا قول جبرئیل علیه السلام. وقیل : إنه قول الملائکة.

قوله ( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَی النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ ) [ 4 / 33 ] الآیة أی لهم علیهن قِیَامُ الولاء والسیاسة ، وعلل ذلک بأمرین :

« أحدهما » - موهبی من الله تعالی وهو أن الله فضل الرجال علیهن بأمور کثیرة من کمال العقل ، وحسن التدبیر وتزائد القوة فی الأعمال والطاعات. ولذلک خصوا بالنبوة ، والإمامة ، والولایة وإِقَامَة الشعائر والجهاد ، وقبول شهادتهم فی کل الأمور ، ومزید النصیب فی الإرث وغیر ذلک.

و « ثانیهما » - کسبی وهو أنهم ینفقون علیهن ، ویعطونهن المهور مع أن فائدة النکاح مشترکة بینهما. والباء فی قوله ( بِما ) وفی قوله ( وَبِما أَنْفَقُوا ) للسببیة ، وما مصدریة أی بسبب تفضیل الله ، وبسبب إنفاقهم. وإنما لم یقل : بما فضلهم علیهن ، لأنه لم یفضل کل واحد من الرجال علی کل واحدة واحدة من النساء ، لأنه کم امرأة أفضل من کثیر من الرجال. کذا قرره بعض المفسرین.

و ( الْقَیُّومُ ) من أسمائه تعالی ، أی الْقَائِمُ الدائم الذی لا یزول ، أو الذی به قِیَامُ کل موجود ، والْقَیِّم علی کل شیء بمراعاة حاله ودرجة کماله.

قوله : ( قائِمٌ عَلی کُلِّ نَفْسٍ ) [ 13 / 33 ] أی رقیب علیها.

قوله ( دِیناً قَیِّماً ) [ 18 / 2 ] هو فَعِیل من قَامَ ، کسید من ساد (1) ، وهو أبلغ من الْمُسْتَقِیم ، باعتبار الزنة.

ص: 142

وقَیِّم : قَائِم.

قوله ( وَلا تَقُمْ عَلی قَبْرِهِ ) [ 9 / 84 ] أی لا تقف علی قبره للدفن أو الزیارة.

قوله ( وَأَقامُوا الصَّلاةَ ) [ 2 / 277 ] أداموها فی مواقیتها من قولهم أَقَامَ الشیء أی أدامه ( وَیُقِیمُونَ الصَّلاةَ ) [ 2 / 2 ] مثله. ویقال إِقَامَتُهَا : أن یؤتی بها بحقوقها کما فرض الله عزوجل. من قَامَ بالأمر وأَقَامَ : إذا جاء معطی حقوقه.

قوله ( وَإِقامَ الصَّلاةِ ) [ 24 / 37 ] أی إدامتها ، فالتاء فی الْإِقَامَةِ عوض عن العین الساقطة ، إذ الأصل : إِقْوَامٌ. فلما أضیفت ، أُقِیمَتِ الإضافة مَقَامَ حرف التعویض وأسقطت. وفی المحذوف من الألفین : الزائدة أو الأصلیة؟ قولان مشهوران « الأول » قول سیبویه و « الثانی » قول الأخفش.

(وَإِقامَ الصَّلاةِ) : نادی لها.

قوله ( وَالْمُؤْمِنُونَ یُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ وَالْمُقِیمِینَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّکاةَ ) [ 4 / 162 ] قال الشیخ أبو علی : ( الْمُقِیمِینَ الصَّلاةَ ) نصب علی المدح ، لبیان فضیلة الصلاة. وقیل : هو عطف علی ما أنزل إلیک أی یؤمنون بالکتب ، وبِالْمُقِیمِینَ الصلاة وهم الأنبیاء ، ( وَالْمُقِیمِی الصَّلاةِ ) بالنصب علی تقدیر النون ، وإنما حذفت تخفیفا ، وقرأ ابن مسعود : والْمُقِیمِینَ علی الأصل.

قوله ( یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلی أَنْفُسِکُمْ ) [ 4 / 33 ] أی ولو کان ذلک بإقرار علی أنفسکم.

قوله ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ ) [ 26 / 218 ] قَالَ الْمُفَسِّرُ : الْمُرَادُ حِینَ تَقُومُ مِنْ مَجْلِسِکَ ، فَإِنَّهُ کَانَ یَقُولُ « سُبْحَانَکَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِکَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اغْفِرْ لِی وَتُبْ عَلَیَّ » وَکَذَلِکَ وَرَدَ مَرْفُوعاً « أَنَّهُ کَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ ». وَعَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَکْتَالَ بِالْمِکْیَالِ الْأَوْفَی فَلْیَقُلْ فِی آخِرِ کَلَامِهِ فِی مَجْلِسِهِ : سُبْحَانَ رَبِّکَ ».

قوله ( یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ ) [ 5 / 6 ] الآیة. قال بعض المفسرین : قِیَامُ الصلاة قسمان ، قِیَامُ

ص: 143

الدخول فیها ، وقِیَامُ التهیؤ لها ، والمراد هنا الثانی وإلا لزم تأخیر الوضوء عن الصلاة ، وهو باطل إجماعا ، فلذلک قیل : إذا أردتم الْقِیَامَ کقوله تعالی ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ) [ 17 / 45 ] عبر عن إرادة الفعل بالفعل المسبب عنها ، فهو من إطلاق المسبب علی السبب ، کقولهم کما تدین تدان.

وقیل : المراد إذا قصدتم الصلاة ، لأن الْقِیَامَ إلی الشیء والتوجه إلیه یستلزم القصد إلیه ، فیکون من إطلاق الملزوم علی اللازم.

وقیل : کل ذلک یخرج ( إلی ) عن موضعها الحقیقی ، وهو کونها للغایة الزمانیة أو المکانیة ، والحقیقة أولی وذلک مستلزم لتقدیر زمان هی موضوعة لغایته ، فیکون التقدیر : إذا أَقَمْتُمْ زمانا ینتهی إلی الصلاة ، فیکون الْقِیَامُ علی حقیقته ، والمقدر هو الزمان الذی یقتضیه لفظ إلی والفعل معا - انتهی.

قوله ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِینَ کانُوا یُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ ) [ 7 / 137 ] الآیة. قال الشیخ أبو علی : الْقَوْمُ هم بنو إسرائیل کان یستضعفهم فرعون وقَوْمُهُ ، والأرض : أرض مصر والشام ، ملکها بنو إسرائیل بعد العمالقة والفراعنة فتصرفوا فی نواحیها الشرقیة والغربیة کیف شاءوا.

قوله ( وَمِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ) [ 30 / 25 ] أی قِیَام السماوات والأرض واستمساکها بغیر عمد بأمره أی بقوله کونوا قَائِمِینَ.

قوله ( دارَ الْمُقامَةِ ) [ 35 / 35 ] بالضم أی دار الْإِقَامَةِ ، والْمَقَامَة بالفتح : المجلس.

قوله ( لا مُقامَ لَکُمْ ) [ 33 / 13 ] أی لا موضع لکم ، وقریء بالضم أی لا إِقَامَةَ لکم.

قوله ( مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً ) [ 25 / 76 ] أی موضعا.

وقِوَام الأمر : نظامه وعماده ، یقال فلان قِوَام أهل بیته وقِیَامُهُمْ ، وهو الذی

ص: 144

یُقِیمُ شأنهم.

ومنه قوله تعالی ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَکُمُ الَّتِی جَعَلَ اللهُ لَکُمْ قِیاماً ) [ 4 / 4 ].

قوله ( إِلَّا ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً ) [ 3 / 75 ] أی تطالبه بإلحاح.

قوله ( أُمَّةٌ قائِمَةٌ ) [ 3 / 113 ] مُسْتَقِیمَةٌ عادلة ، والِاسْتِقَامَة : الاعتدال فی الأمر.

وقوله ( فَاسْتَقِیمُوا إِلَیْهِ ) [ 41 / 6 ] یعنی فی توجه دون الآلهة.

قوله ( لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ )(1) أی علی الطاعة. وقیل : لم یشرکوا به شیئا.

قوله ( جَعَلَ اللهُ الْکَعْبَةَ الْبَیْتَ الْحَرامَ قِیاماً لِلنَّاسِ ) [ 5 / 97 ] قال المفسر : قرأ ابن عباس قیما ، والباقون ( قِیاماً ) ، مصدر کالصیام والعیاذ. والمعنی : أن الله جعلها لِیَقُومَ الناس بالتوجه إلیها فی متعبداتهم ومعاشهم ، أما فی متعبداتهم فواضح ، وأما فی معاشهم فأمنهم عندها من المخاوف وأذی الظالمین ، وتحصیل الرزق عندها بالمعاش والاجتماع العام عندها بجملة الخلق الذی هو أحد أسباب انتظام معاشهم إلی غیر ذلک.

قوله ( عَذابٌ مُقِیمٌ ) [ 5 / 37 ] أی دائم کعذاب النار ، أو عذاب مُقِیم معهم فی العاجل لا ینفکون منه.

قوله ( وَکانَ بَیْنَ ذلِکَ قَواماً ) [ 25 / 67 ] الْقَوَامُ بالفتح : العدل والاعتدال.

قوله ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) [ 55 / 46 ] المراد بِالْمَقَام علی ما قیل : موقفه الذی یقف فیه العباد للحساب ، أو هو مصدر بمعنی قِیَامِهِ علی أحوالهم ومراقبته لهم ، والمراد مَقَام الخائف عند ربه.

ص: 145

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْهُ علیه السلام « قَالَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ یَرَاهُ وَیَسْمَعُ مَا یَقُولُ ، وَیَعْلَمُ مَا یَعْمَلُهُ مِنْ خَیْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَیَحْجُزُهُ ذَلِکَ عَنِ الْقُبْحِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، فَذَلِکَ الَّذِی ( خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی ) ».

قیل : والمراد بالجنتین جنة یستحقها العبد بعقائده الحقة ، وأخری بأعماله الصالحة. أو إحداهما بفعل الحسنات ، والأخری باجتناب السیئات. أو جنة یثاب بها ، وأخری یتفضل بها علیه ، أو جنة روحانیة وأخری جسمانیة.

قوله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ ) [ 95 / 4 ] أی منتصب الْقَامَة ، وسائر الحیوان مکب علی وجهه. أو أراد أنه خلقهم علی کمال فی أنفسهم واعتدال فی جوارحهم ، وأمازهم (1) عن غیرهم بالنطق والتمییز والتدبیر إلی غیر ذلک ، مما یختص به الإنسان.

قوله تعالی ( یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 83 / 6 ] یعنی یوم یَقُومُ الناس به من قبورهم لأمر رب العالمین فی الجزاء والحساب.

وَفِی الْحَدِیثِ « یَقُومُونَ رَشْحُهُمْ إِلَی أَنْصَافِ آذَانِهِمْ » وَفِی آخَرَ « یَقُومُونَ حَتَّی یَبْلُغَ الرَّشْحُ إِلَی أَطْرَافِ آذَانِهِمْ ».

قوله ( وَذلِکَ دِینُ الْقَیِّمَةِ ) [ 98 / 5 ] یعنی الذی تقدم ذکره. قال الشیخ أبو علی : وقیل دین الملة الْقَیِّمَة. والشریعة الْقَیِّمَة. قال النضر بن شمیل سألت الخلیل عن هذا؟ فقال « الْقَیِّمَة جمع الْقَیِّم ، والْقَیِّم والْقَائِم واحد فالمراد وذلک دین الْقَائِمِینَ لله بالتوحید ، ثم قال : وفی الآیة دلالة علی بطلان مذهب أهل الجبر لأن فیها تصریحا بأنه تعالی إنما خلق الخلق لیعبدوه ».

واستدل بهذه الآیة أیضا علی وجوب النیة فی الطهارة وأنه أمر تعالی بالعبادة علی وجه الإخلاص ولا یمکن الإخلاص إلا بالنیة والقربة والطهارة عبادة ، فلا یجزی بغیر نیة.

قوله ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ عَلی عَبْدِهِ الْکِتابَ وَلَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَیِّماً ) [ 18 / 1 ] قال الطبرسی : انتصب قَیِّماً

ص: 146

بمضمر ، ولیس بحال من الکتاب لأن قوله ( وَلَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ) معطوف علی ( أَنْزَلَ ) فهو داخل فی حیز الصلة فمن جعله حالا من الکتاب یکون فاصلا بین الحال وذی الحال ببعض الصلة ، وذلک غیر جائز ، والتقدیر : ولم یجعل له عوجا جعله قَیِّماً ، لأنه إذا نفی عنه العوج فقد ثبت له الِاسْتِقَامَة ، وجمع بینهما للتأکید.

والْقَوْمُ فی کلام المحققین من اللغویین : الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال زهیر :

وما أدری وسوف إخال أدری

أقَوْمٌ آل حصن أم نساء

قال تعالی ( لا یَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسی أَنْ یَکُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ ) [ 49 / 11 ].

وجمع الْقَوْم : أَقْوَام ، وجمع الجمع : أَقَاوِم. نص علی ذلک الجوهری وغیره. سموا بذلک لِقِیَامِهِمْ بالعظائم والمهمات.

وعن الصنعانی وربما دخل النساء تبعا لأن قَوْمَ کل نبی رجال ونساء.

وقَوْمُ الرجل : أقرباؤه والذین یجتمعون معه فی حد واحد. وقد یعم الرجل من الأجانب فیسمیه قَوْمَهُ توسعا للمجاورة.

وقوله ( یا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ ) [ 36 / 20 ] قیل کان مُقِیماً بینهم ، ولم یکن منهم. وقیل کانوا قَوْمَهُ.

ویذکر الْقَوْم ویؤنث ، یقال قَامَ الْقَوْمُ وقَامَتِ الْقَوْمُ. قال فی المصباح : وکذلک اسم کل جمع لا واحد له من لفظه کرهط ونحوه.

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقِیَامِ اللَّیْلِ ثُمَّ مَاتَ فَلَهُ الْجَنَّةُ » یرید بذلک التهجد وعبادة الله تعالی.

ومنه الدُّعَاءُ « طَالَ هُجُوعِی » أی نومی « وَقَلَ قِیَامِی » أی طاعتی لک وعبادتی إیاک. وهذا قِوَام الأمر بالفتح والکسر أی عماده الذی یَقُومُ به وینتظم. وتقلب الواو یاء جوازا مع الکسرة ، بل منهم من یقتصر علی الکسر.

ومنه قوله تعالی ( جَعَلَ اللهُ لَکُمْ قِیاماً ) [ 4 / 4 ].

وَفِی الدُّعَاءِ « أَنْتَ قَیَّامُ السَّمَاوَاتِ

ص: 147

وَالْأَرْضِ » قال فی المجمع الْقَیَّام والْقَیُّوم : الْقَائِمُ بأمور الخلائق ، والمدبر للعالم بجمیع أحواله.

والْقِوَام بالکسر : ما یُقِیمُ الإنسان من القوت.

وقَوَام الرجل بالفتح : قَامَتُهُ وحسن طوله. وقَامَ : خلاف قعد.

وقَامَ علی باب داره أی وقف.

وقَوْلُهُ « أَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الَّذِی قَامَ بِهِ الْعَرْشُ وَالْکُرْسِیُّ » أی ثبت واستقر. ومثله « مَا قَامَتْ لِلْمُؤْمِنِینَ سُوقٌ ».

وقَامَ بالأمر یَقُومُ به قِیَاماً فهو قَوَّام وقَائِم.

واسْتَقَامَ الأمر : تم.

وأَقَامُوا حروف الکتاب : أثبتوها وصدقوا بها.

وقَامَ یَقُومُ قِیَاماً : انتصب ، واسم الموضع : الْمَقَام بالفتح.

وأَقَامَ بالبلد إِقَامَةً : اتخذه وطنا ، فهو مُقِیم. والهاء عوض عن عین الفعل (1).

وقَامَ المتاع بکذا أی تعدلت قِیمَتُهُ به وقَوَّمْتُهُ فَتَقَوَّمَ : عدلته فتعدل.

وقَوَّمْتُ المتاع : جعلت له قِیمَةً.

والْقِیمَةُ : الثمن الذی یُقَاوِمُ المتاع أی یَقُومُ مَقَامَهُ ، والجمع الْقِیَم ، مثل سدرة وسدر.

ومنه الْحَدِیثُ « قِیمَةُ الْمَرْءِ مَا یُحْسِنُهُ » والمراد محله عند الناس ، والغرض : الترغیب فی إعلاء ما یکتسب من الکمالات.

وشیء قِیمِیٌ : نسب إلی الْقِیمَة علی لفظها ، لأنه لا وصف له ینضبط ، بخلاف ما له وصف ینضبط به ، کالحبوب والحیوان

ص: 148

فإن له مثلا وشکلا وصورة فیقال مثلی (1).

وقَامَتِ الدابة : وقفت من الکلال.

ومنه حَدِیثُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله حِینَ سَأَلَ « مَا فِی قُدُورِکُمْ؟ فَقَالُوا حُمُرٌ لَنَا کُنَّا نَرْکَبُهَا ، فَقَامَتْ فَذَبَحْنَاهَا ».

وقَامَتِ السوق : کسدت.

وسنة قَائِمَةٌ أی ثابتة مستمرة معمول بها لم تنسخ ، من قولهم : قَامَ فلان علی الشیء إذا ثبت.

وقَائِمَةُ العرش هی کالعمود للعرش.

والْقَائِمَةُ واحدة قَوَائِم الدابة.

وقَائِم السیف وقَائِمَتُهُ : مقبضه.

وقَائِم الظهیرة : نصف النهار وهو استواء حال الشمس ، سمی قَائِماً لأن الظل لا یظهر حینئذ فکأنه قَائِمٌ واقف.

والشیء قَائِم بعینه أی غیر تالف.

والْقَیِّمُ علی الشیء : المستولی علیه. ومنه قَیِّمُ الخان والحمام.

ومِنْهُ « أَنْتَ قَیِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِیهِنَّ » أی الذی تَقُومُ بحفظها ومراعاتها ، وحفظ من أحاطت به واشتملت علیه ، تؤتی کل شیء ما به قِوَامُهُ وتَقُومُ علی کل شیء بما تراه من تدبیره من خلقک.

والْقَائِم : یکنی به عن صاحب الأمر محمد بن الحسن العسکری الذی یملأ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا ، فهو یَقُومُ بأمر الله.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام « أَنَ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ بِمَکَّةَ وَأَرَادَ أَنْ یَتَوَجَّهَ إِلَی الْکُوفَةِ ، نَادَی مُنَادِیهِ أَلَا لَا یَحْمِلْ أَحَدُکُمْ طَعَاماً وَلَا شَرَاباً ، وَیَحْمِلُ حَجَرَ

ص: 149

مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ ، وَهُوَ وِقْرُ بَعِیرٍ ، فَلَا یَتْرُکُ مَنْزِلاً إِلَّا انْبَعَثَ عَیْنٌ مِنْهُ ، فَمَنْ کَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَمَنْ کَانَ ظَامِئاً رَوِیَ فَهُوَ زَادَهُمْ حَتَّی یَنْزِلُوا النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْکُوفَةِ ».

وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام « أَنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَکَتَ فِی قَلْبِهِ ، فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَی ».

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَ اسْتَقِمْ » أی اشهد بوحدانیته وصدقه بجمیع ما أخبر عنه وأمر به ونهی عنه ، ثم الزم الْقِیَامَ بحقیقة قولک. واسْتِقَامَةُ الإنسان : ملازمته للمنهج. ویوم الْقِیَامَةِ : معروف.

والمشهور التخفیف.

وَتُکْتَمُ : اسْمُ بِئْرِ زَمْزَمَ سُمِّیَتْ بِهَا لِأَنَّهَا کَانَتْ قَدْ انْدَفَنَتْ بَعْدَ جُرْهُمَ ، وَصَارَتْ مَکْتُومَةً حَتَّی أَظْهَرَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ.

وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ رَأَی فِی الْمَنَامِ « احْفِرْ تُکْتَمَ ».

وَتُکْتَمُ : أُمُّ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام ، اشترتها حَمِیدَةُ أُمُّ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام ، وَوَهَبَتْهَا لِمُوسَی علیه السلام ، فَلَمَّا وَلَدَتْ لَهُ الرِّضَا علیه السلام سَمَّاهَا الطَّاهِرَةَ. وَرُوِیَ أَنَّ أُمَّ الرِّضَا علیه السلام ( سَکَنَ ) النُّوبِیَّةَ ، وَسُمِّیَتْ أَرْوَی وَسُمِّیَتْ نَجْمَةَ ، وَسُمِّیَتْ سَمَانَةَ ، وَتُکَنَّی أُمَّ الْبَنِینَ.

واسْتَکْتَمْتُ زیدا سری : سألته أن یَکْتُمَهُ.

ورجل کُتَمَةٌ مثل همزة : إذا کان یَکْتُمُ سره.

وَالْکَتُومُ : اسْمُ قَوْسٍ کَانَ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه وآله ، سُمِّیَتْ بِهِ لانخفاض صَوْتِهَا إِذَا رُمِیَ بِهَا.

وابن أم مَکْتُومٍ : مؤذن ، اسمه عمرو وقیل عبد الله ، واختلف فی اسم أبیه ، والأکثرون علی أنه قیس بن زائدة بن أطم القرشی العامر بن العامر بن لؤی ، وأمه عاتکة بنت عبد الله بن عنبسة المخزومیة.

والْکَرَمُ : نقیض اللؤم.

وقد کَرُمَ الرجل فهو کَرِیمٌ.

وکَرُمَ الشیء کَرَماً : نفس وعز ، فهو کَرِیمٌ ، والجمع کِرَامٌ وکُرَمَاءُ ، والأنثی کَرِیمَةٌ ، وجمعها کَرِیمَاتٌ.

وکَرَائِمُ الأموال : نفائسها وخیارها.

والْکُرَّام بالضم والتشدید : أَکْرَمُ من الْکَرِیمِ.

والتَّکْرِیمُ والْإِکْرَامُ بمعنی ، والاسم منه الْکَرَامَةُ.

ودار الْکَرَامَةِ : الجنة.

والْمَکْرُمَةُ بضم الراء : واحدة الْمَکَارِمِ اسم من الْکَرَمِ ، ومِنْهُ « الْوَلِیمَةُ یَوْماً وَیَوْمَیْنِ مَکْرُمَةٌ ».

وفعل الخیر : مَکْرُمَةٌ أی سبب لِلْکَرَمِ والتَّکُرِیمِ.

قال الجوهری : ولم یجیء مَفْعُل للمذکر إلا حرفان نادران لا یقاس علیهما مَکْرُم ، ومعون.

وکَرَّمْتُهُ تَکْرِیماً ، والاسم التَّکْرِمَةُ.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَکْرِمُوا الضَّیْفَ ».

وذکر من جملة إِکْرَامِهِ : تعجیل الطعام ، وطلاقة الوجه ، والبشاشة ، وحسن الحدیث حال المؤاکلة ، ومشایعته إلی باب الدار.

وَمَکَارِمُ الْأَخْلَاقِ الَّتِی حَضَّ النبی صلی الله علیه وآله بِهَا عَشَرَةٌ : الْیَقِینُ ، وَالْقَنَاعَةُ ، وَالصَّبْرُ ، وَالشُّکْرُ ، وَالْحِلْمُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالسَّخَاءُ ، وَالْغَیْرَةُ ، وَالشَّجَاعَةُ ، وَالْمُرُوَّةُ.

وَفِی الْحَدِیثِ « امْتَحِنُوا أَنْفُسَکُمْ بِمَکَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، فَإِنْ کَانَتْ فِیکُمْ فَاحْمَدُوا اللهَ تَعَالَی ، وَإِلَّا تَکُنْ فِیکُمْ فَاسْأَلُوا اللهَ وَارْغَبُوا إِلَیْهِ فِیهَا » ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام ذَکَرَ الْعَشَرَةَ السَّالِفَةَ.

وَفِیهِ - وَقَدْ سُئِلَ عَنْ مَکَارِمِ الْأَخْلَاقِ - فَقَالَ « الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَکَ ، وَصِلَةُ مَنْ قَطَعَکَ وَإِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَکَ ، وَقَوْلُ الْحَقِّ وَلَوْ عَلَی نَفْسِکَ ».

وکَرَّام بفتح الکاف والتشدید : والد أبی عبد الله محمد بن عبد الله بن المشبه الذی أطلق اسم الجوهر علی الله تعالی ، وأنه استقر علی العرش ، والْکَرَّامِیَّةُ منسوبون إلیه.

والْکَرْمُ کفلس : العنب ، قیل : وإنما

ص: 153

سمت العرب العنب کَرْماً ، ذهابا إلی أن الخمر یکتسب شاربها کَرَماً ، وإلی هذا یلتفت قول الشعراء فی تسمیة الخمر بابنة الْکَرَمِ بالتحریک.

ومنه قول قائلهم « فیا ابنة الْکَرْم لا بل یا ابنة الْکَرَم » فلما جاء الله بالإسلام وحرم الخمر نهاهم النبی صلی الله علیه وآله عن قولهم ذلک وَقَالَ : « لَا تَقُولُوا الْکَرْمُ فَإِنَّ الْکَرْمَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ لِأَنَّهُ مَعْدِنُ التَّقْوَی ».

وکَرْمَانُ کسکران ، وقیل کَرْمَانُ بفتح الکاف وکسرها ، وهو المستعمل عند أهلها : بلد معروف بین خراسان وبحر الهند ، وبین عراق العجم وسجستان.

وَفِی الْخَبَرِ « لَهُ التَّوْبَةُ مَا لَمْ یُؤْخَذُ بِکَظَمِهِ » أی عند خروج نفسه ، وانقطاع نفسه.

وَفِی وَصْفِ الْمُؤْمِنِ « کَظَّامٌ بَسَّامٌ » أی کَظَّامٌ غیظه بسام فی وجوه الناس من إخوانه المؤمنین.

وَالْکَاظِمُ : مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام سُمِّیَ بِذَلِکَ لِأَنَّهُ کَانَ یَعْلَمُ مَنْ یَجْحَدُ بَعْدَهُ إِمَامَتَهُ ، وَیَکْظِمِ غَیْظَهُ عَلَیْهِمْ ، وَقَدْ سُقِیَ السَّمَّ فِی سَبْعِ تَمَرَاتٍ ، وَمَاتَ فِی حَبْسِ سِنْدِیِّ بْنِ شَاهَکَ مِنْ عُمَّالِ هَارُونَ الرَّشِیدِ.

قوله ( وَتَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ صِدْقاً وَعَدْلاً ) [ 6 / 115 ] أی بلغت الغایة أخباره ، وأحکامه ، ومواعیده صدقا وعدلا.

قوله ( فَمَنْ حَقَّ عَلَیْهِ کَلِمَةُ الْعَذابِ ) [ 39 / 19 ] هی قوله ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِینَ ) [ 38 / 85 ].

قوله ( وَلَوْ لا کَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ ) [ 10 / 19 ] فی تأخیر العذاب عن قومک وهی قوله ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ) [ 54 / 46 ].

قوله ( کَلِمَةَ التَّقْوی ) [ 48 / 26 ] قیل هی « الإیمان ». وقیل « لا إله إلا الله محمد رسول الله » وقیل ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ) وأضافها إلی التقوی ، لأنها سبب لها ، وأساسها.

وَفِی الْحَدِیثِ فِی مَعْنَی کَلِمَةَ التَّقْوَی عَنْ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله قَالَ « إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ علیه السلام هْداً ، قُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی ، قَالَ : اسْتَمِعْ! قُلْتُ سَمِعْتُ ، قَالَ : إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام آیَةُ الْهُدَی ، وَإِمَامُ أَوْلِیَائِی ، وَنُورُ مَنْ أَطَاعَنِی ، وَهُوَ الْکَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ ، مَنْ أَحَبَّنِی أَحَبَّهُ ، وَمَنْ أَطَاعَنِی أَطَاعَهُ ».

قوله کَلِمَة ربک العلیا (1) هی دعوته إلی الإسلام.

قوله ( کَلِمَةَ الَّذِینَ کَفَرُوا السُّفْلی ) [ 9 / 40 ] هی دعوتهم إلی الکفر.

قوله ( وَلا یُکَلِّمُهُمُ اللهُ ) [ 2 / 174 ] قال الزمخشری تعریض بحرمانهم حال أهل الجنة فی تکرمة الله إیاهم بِکَلَامِهِ ، وتزکیتهم بالثناء علیهم.

وقیل نفی الْکَلَام عبارة عن غضبه علیهم کمن غضب علی صاحبه فصرمه ، وقطع کَلَامَهُ. وقیل : لا یُکَلِّمُهُم بما یحبون ، ولکن بنحو قوله ( اخْسَؤُا فِیها وَلا تُکَلِّمُونِ ) [ 23 / 108 ]

قوله ( لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ اللهِ ) [ 10 / 64 ] أی لا خلف لوعده.

قوله ( وَصَدَّقَتْ بِکَلِماتِ رَبِّها ) [ 66 / 12 ] یعنی أم عیسی علیه السلام.

قوله ( إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ )

ص: 156

[ 35 / 10 ] الْکَلِمُ بکسر اللام : جنس لا جمع ، کتمر وتمرة. وقیل جمع حیث لا یقع إلا علی الثلاثة فصاعدا.

والْکَلِمُ الطیب یؤول ببعض الْکَلِم الطیب وهو « تمجید الله ، وتقدیسه ، وتحمیده » وقیل : هو « کَلِمَةُ الشهادة » وَعَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ : ( الْکَلِمُ الطَّیِّبُ ) هُوَ قَوْلُ الْمُؤْمِنِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِیٌّ وَلِیُّ اللهِ ، وَخَلِیفَةُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله ، قَالَ ( وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ ) : الِاعْتِقَادُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ لَا شَکَّ فِیهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ ».

وکَلَمْتُهُ کَلْماً من باب قتل : جرحته ، ومن باب ضرب لغة.

وفی قراءة بعضهم أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تَکْلِمُهُمْ [ 27 / 82 ] أی تجرحهم وتسمهم.

والتَّکْلِیمُ : التجریح.

وَفِی الدُّعَاءِ « نَعُوذُ بِکَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ » قیل : هی أسماؤه الحسنی وکتبه المنزلة ، وقیل : علمه أو کَلَامُهُ أو القرآن. وقد مر وجه وصفها بالتمام (1).

قَوْلُهُ « أَسْأَلُکَ بِکَلِمَتِکَ الَّتِی غَلَبْتَ بِهَا کُلَّ شَیْءٍ » یحتمل أن یکون القوة والقدرة ، ویحتمل أن یکون الحجج والبراهین.

والْکَلِمَةُ التامة یحتمل أن یراد بها الاسم الأعظم ، أو الإمامة ، ویحتمل القرآن ، ویحتمل آل محمد صلی الله علیه وآله.

والْکَلِمَةُ : تقع علی الاسم والفعل والحرف وتقع علی الألفاظ المنظومة ، والمعانی المجموعة تحتها ، ولهذا تقول العرب لکل قضیة : کَلِمَةٌ. ویقال للحجة : کَلِمَةٌ.

ومنه ( وَیُحِقُّ الْحَقَ بِکَلِماتِهِ ) [ 42 / 24 ] أی بحججه.

والْکَلَامُ فی أصل اللغة عبارة عن أصوات متتابعة ، لمعنی مفهوم ، وفی عرف النحاة « اسم لما ترکب من مسند ومسند إلیه » ولیس هو عبارة عن فعل الْمُتَکَلِّمِ ، وربما جعل کذلک نحو « عجبت من کَلَامِکَ زیدا » وهو علی ما صرح به الجوهری : اسم جنس یقع علی القلیل

ص: 157

والکثیر ، وقد یقع علی الْکَلِمَةِ الواحدة ، وعلی الجماعة ، بخلاف الْکَلِمِ فإنه لا یکون أقل من ثلاث کَلِمَاتٍ.

هذا إذا لم یستعمل استعمال المصدر کقولک « سمعت کَلَامَ زید ».

فإن استعمل استعماله کقولک کَلَّمْتُهُ کَلَاماً ، ففیه خلاف قیل : إنه مصدر لأنهم أعملوه ، فقالوا کَلَامِی زیدا حسن. وقیل : إنه اسم مصدر ، ونقله ابن الخشاب عن المحققین.

ومما یدل علی أنه اسم مصدر : أن الفعل الماضی المستعمل من هذه المادة أربعة : کَلَّمَ ، ومصدره التَّکْلِیمُ.

وتَکَلَّمَ ، ومصدره التَّکَلُّمُ بضم اللام.

وتَکَالَمَ ومصدره تَکَالُماً بضم اللام.

فظهر أن الْکَلَامَ لیس مصدرا.

والفرق بین المصدر واسم المصدر : أن المصدر مدلوله الحدث ، واسم المصدر مدلوله : لفظ. وذلک اللفظ یدل علی الحدث (1).

وهل یطلق الْکَلَامُ علی المعانی النفسانیة إطلاقا حقیقیا أم هو مجاز؟ قولان أصحهما الثانی.

والله تعالی مُتَکَلِّمٌ ، والمراد بِالْکَلَامِ : الحروف المسموعة المنتظمة. ومعنی کونه مُتَکَلِّماً : أنه أوجد الْکَلَامَ فی بعض الأجسام کما فی الشجرة التی کَلَّمَتْ موسی.

وما زعمه الأشعریون من أنه مُتَکَلِّمٌ بلسان وشفتین! فبطلانه بدیهی ، فإنه لو کان کذلک لکان ذا حاسة ، ولو کان ذا حاسة لکان جسما ولو کان جسما لکان محدثا ، وهو محال.

وکذا ما زعمه بعضهم من أن الْکَلَامَ معنی قائم بالنفس ، لیس بأمر ولا نهی ولا خبر ، ولا استخبار ، فإن ذلک لا دلیل علیه ، ولیس هو معقولا.

ورتب بعضهم غیر ذلک بأن للباری

ص: 158

تعالی صفة قدیمة تسمی الْکَلَامَ ، غیر القدرة والعلم والإرادة ، وهو باطل أیضا ببطلان المعانی والأحوال ، وثبوت أمر زائد علی الذات.

وکَلَامُ الله حادث بدلیل قوله تعالی ( ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ ) [ 26 / 5 ] والذکر هو القرآن بدلیل قوله تعالی ( وَإِنَّهُ لَذِکْرٌ لَکَ وَلِقَوْمِکَ ) [ 43 / 44 ].

الصبرة ، وتلک بمنزلة السترة تحول بینه وبین المارة.

والْکَوْمَاء من الإبل : الضخمة السنام ومنه حَدِیثُ الْمُحْرِمِ « عَلَیْهِ جَزُورٌ کَوْمَاءُ » أی سمینة.

والبعیر أَکْوَمُ ، والجمع کُومٌ ، من باب أحمر ، قاله فی المصباح.

والْکِیمِیَاءُ شیء معروف.

والْکِیمِیَاءُ الأکبر : الزراعة.

قبلته ، ومن باب تعب لغة ، قال قائلهم : « فَلَثِمْتُ فاها آخذا بقرونها » قال ابن کیسان : سمعت المبرد ینشده بفتح الثاء وکسرها.

حَتَّی یَصِلَ إِلَیْهَا طَالِبُهَا وَیَخْتِلَهَا » اللَّدْمُ بسکون الدال : ضرب الحجر أو غیره علی الأرض لیس بالقوی.

ویحکی أن الضبع تستغفل بمثل ذلک لتسکن حتی تصاد.

واللَّدْمُ : ضرب الوجه والصدر ونحوه. واللَّدِیمُ : الثوب الخلق.

ولَدَمْتُ الثوب لَدْماً : رقعته.

ولَدِیم : مرقع مصلح.

وأم مِلْدَم بکسر المیم : کنیة الحمی.

وأدرک داود علیه السلام ، وأخذ منه العلم (1).

وَفِی الْحَدِیثِ « رَأَیْتُ دَایَةَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام تُلْقِمُهُ الْأَرُزَّ » أی تطعمه.

وَفِی حَدِیثِ الرُّکُوعِ « تُلْقِمُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِکَ عَیْنَ الرَّکِیَّةِ » أی تجعلها کَاللُّقْمَةِ لها.

واللُّقْمَةُ من الخبز : اسم لما یُلْقَمُ فی مرة کالجرعة اسم لما یجرع فی مرة.

ولَقِمْتُهُ الشیء لَقْماً من باب تعب ، والْتَقَمَهُ : أکله بسرعة.

والْتَقَمْتُ اللُّقْمَةَ إذا ابتلعتها.

ویعدی بالهمزة والتضعیف ، فیقال لَقَّمَهُ الطعام تَلْقِیماً ، وأَلْقَمَهُ إِلْقَاماً.

وأَلْقَمْتُهُ الحجة : أسکتته عن الخصام

حافِظٌ ) [ 68 / 4 ] أی ما کل نفس إلا علیها حافظ ، إن قرئت مشددة ، ولعلیها حافظ ، إن قرئت مخففة ، وتکون ما زائدة.

قال الشیخ أبو علی : قرأ جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة : ( لَمَّا عَلَیْها ) بتشدید المیم ، والباقون بالتخفیف. وحجة من خفف : أن إن عنده هی المخففة من المثقلة واللام معها هی التی تدخل مع هذه المخففة لتخلیصها من إن النافیة ، وما صلة کالتی فی قوله ( فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ ) [ 3 / 159 ] و ( عَمَّا قَلِیلٍ ) [ 23 / 40 ] وتکون إن متلقیة. وحجة من ثقل لما کانت إن عنده إن النافیة کالتی فی قوله ( فِیما إِنْ مَکَّنَّاکُمْ فِیهِ ) [ 46 / 26 ] ولَمَّا فی المعنی بمعنی إلا وهی متلقیة للقسم - انتهی (1).

والمعنی : ما کل نفس إلا علیها حافظ من الملائکة یحفظ عملها وفعلها وقولها ویحصی ما تکسبه من خیر وشر.

ومن قرأ بالتخفیف فالمعنی : إن کل نفس لعلیها حافظ من الملائکة یحفظ عملها ورزقها وأجلها.

وأما قوله ( إِنَّ کُلًّا لَمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ ) [ 11 / 111 ] بالتشدید فقال الجوهری : قال الفراء : أصله « لمن ما » فلما کثرت فیه المیمات حذفت منها واحدة ، قال وقرأ الزهری لَمّاً بالتنوین أی جمیعا.

ویحتمل أن یکون أصله لمن من (2) فحذفت منها إحدی المیمین.

وقول من قال لَمَّا بمعنی إلا فلیس یعرف فی اللغة.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَسْأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ حَبِیبِکَ لَمَّا أَدْخَلْتَنِی الْجَنَّةَ » قیل لَمَّا هنا بمعنی إلا أی إلا أدخلتنی ، کما فی قولک « عزمت علیک لَمَّا فعلت » أی إلا فعلت. والمعنی

ص: 164

ما أسألک إلا فعلک.

وَفِی الْخَبَرِ « لِابْنِ آدَمَ لَمَّتَانِ لَمَّةٌ مِنَ الْمَلَکِ ، وَلَمَّةٌ مِنَ الشَّیْطَانِ » اللَّمَّةُ من الْإِلْمَامِ وهی کالحضرة والزورة والأتیة ، ومعناه النزول به والقرب منه. وقیل : اللَّمَّةُ : الهمة تقع فی القلب فما کان من خطرات الخیر فهو من الملک ، وما کان من خطرات الشر فهو من الشیطان.

وَفِی حَدِیثِ فَاطِمَةَ علیها السلام« فَخَرَجَتْ فِی لُمَّةٍ مِنْ نِسَائِهَا » أی فی جماعة منهن ، من غیر حصر فی عدد ، وقیل هی ما بین الثلاثة إلی العشرة ، والهاء عوض عن همزة فی وسطه (1) وهی فعلة من الْمُلَاءَمَة : الموافقة.

واللِّمَّةُ بکسر اللام وتشدید المیم : الشعر المتدلی الذی یجاوز شحمة الأذنین فإذا بلغ المنکبین فهو جُمَّة ، والجمع لِمَم ولِمَام.

ولَمَمْتُ شعثه لَمّاً من باب قتل : أصلحت من حاله ما تشتت وتشعث ، ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَ الْمُمْ بِهِ شَعْثَنَا ».

ولَمَمْتُ الشیء لَمّاً : ضممته.

واللَّمَمُ : طرف من الجنون ، یَلُمُ بالإنسان ، من باب قتل. یقال « أصابه من الشیطان لَمَمٌ » و « أصابته من الجن لَمَّةٌ » أی مس.

والعین اللَّامَّةُ أی الْمُلِمَّة. وَفِی الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِکَ مِنْ کُلِّ سَامَّةٍ ، وَمِنْ عَیْنٍ لَامَّةٍ ». أی ذات لَمَمٍ ، وهی التی تصیب بسوء وأما قَوْلُهُ « أُعِیذُهُ مِنْ حَادِثَاتِ اللَّمَّةِ ». فیقال هو الدهر ، ویقال الشدة.

والْمُلِمَّة : النازلة من نوازل الدهر والْمُلِمَّات - بضم المیم الأولی وتشدید الثانیة وکسر اللام بینهما - : الشدائد. ومنه الْحَدِیثُ الْقُدْسِیُ « یَا مُوسَی اتَّخِذْنِی حِصْناً لِلْمُلِمَّاتِ ».

والْإِلْمَام : النزول ، وقد أَلَمَ به أی نزل به ، وَفِی الْحَدِیثِ « فَإِنِّی مُصَدِّقُ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله بِنَاقَةٍ مُلَمْلِمَة ».

الْمُلَمْلِمَة المستدیرة سمنا.

ویَلَمْلَم وأَلَمْلَم : موضع وهو میقات أهل الیمن.

ص: 165

ولَمْ : حرف نفی لما مضی من الزمان وهی جازمة ، وحروف الجزم : « لَمْ ولَمَّا »

وعن بعض المحققین : اختلف النحویون فی لَمَّا الرابطة دون الجازمة والتی بمعنی إلا نحو « لَمَّا جائنی أکرمته » فقیل : إنها حرف وجود (1) ، وقیل ظرف بمعنی حین ، ورد بقوله تعالی ( فَلَمَّا قَضَیْنا عَلَیْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ ) [ 34 / 14 ] الآیة لانتفاء عامل النصب هنا فیها علی تقدیر ظرفیتها ، لأنه إما قضینا وهو باطل لأن المضاف إلیه لا یکون عاملا فی المضاف (2) ، ولا دلهم لأن ما بعد النفی لا یعمل فی متقدمه (3) ، فثبتت الحرفیة.

ولِمَ بالکسر (4) حرف یستفهم به والأصل ( لِمَا ) قال الله تعالی ( عَفَا اللهُ عَنْکَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) [ 9 / 44 ] ولک أن تدخل الهاء علیها فی الوقف فتقول لِمَهْ.

[ 15 / 7 ] أی هلا تأتینا بهم یشهدون بصدقک ، أو هلا تأتینا بالعقاب علی تکذیبنا إیاک.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « قَدْ خُلِّیتُمْ وَالطَّرِیقَ فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ » أَیْ الدَّاخِلِ « وَالْهَلَکَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ » أی المنتظر المتمکث.

والتَّلَوُّمُ : التمکث.

واللَّامَات من حروف الزیادة ، وهی علی أقسام :

« منها » - لَامُ الابتداء نحو قوله تعالی ( لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً ) [ 59 / 13 ].

والواقعة فی خبر إن المثقلة نحو ( إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ الدُّعاءِ ) [ 14 / 39 ].

والمخففة نحو ( وَإِنْ کانَتْ لَکَبِیرَةً ) [ 2 / 143 ].

ولَامُ جواب لو نحو قوله تعالی ( لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ کَفَرُوا ) [ 48 / 25 ].

ولَامُ جواب لولا نحو ( لَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) [ 2 / 251 ]. و

لام جواب القسم نحو قوله تعالی : ( تَاللهِ لَقَدْ آثَرَکَ اللهُ عَلَیْنا ) [ 12 / 91 ].

وقد تدخل هذه علی أداة الشرط للإیذان بأن الجواب بعدها مبنی علی قسم قبلها لا علی الشرط ، ومن ثم تسمی اللَّامَ المؤذنة والموطئة لأنها وطأت الجواب للقسم ومهدته ، نحو قوله تعالی ( لَئِنْ أُخْرِجُوا لا یَخْرُجُونَ مَعَهُمْ ، وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا یَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَیُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ) [ 59 / 12 ].

قال الأزهری : وجمیع لَامَات التوکید تصلح أن تکون جوابا للقسم. کقوله تعالی : ( وَإِنَّ مِنْکُمْ لَمَنْ لَیُبَطِّئَنَ ) [ 4 / 72 ] فَاللَّامُ الأولی للتوکید ، والثانیة جواب لأن القسم جملة ، توصل بأخری ، وهی المقسم علیه لتوکید الثانیة بالأولی.

قال ویربطون بین الجملتین بحروف یسمیها النحویون جواب القسم ، وهی :

إن المکسورة المشددة ، واللَّامُ المعترض بها وهما بمعنی واحد کقولک : والله إن زیدا خیر منک والله لزید خیر

ص: 167

منک ، وقولک والله لیقومن زید.

إذا أدخلوا لَام القسم علی فعل مستقبل أدخلوا فی آخره النون شدیدة أو خفیفة لتأکید الاستقبال وإخراجه عن الحال لا بد من ذلک. ومنها أن الخفیفة المکسورة ، وما ، وهما بمعنی کقولک والله ما فعلت وو الله إن فعلت بمعنی.

ومنها لا کقولک والله لا أفعل ، ولا یتصل الحلف بالمحلوف إلا بأحد الحروف الخمسة (1) وقد تحذف وهی مرادة - انتهی.

ومنها لَام التعریف (2) وهی لَام وضعت ساکنة مبالغة فی الخفة ، ولذلک أدخل علیها ألف الوصل لیصح النطق بها ، فإذا اتصلت بما قبلها سقطت الألف ، نحو ( وَالْوالِداتُ یُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَ ) [ 2 / 233 ]

ومنها اللَّامُ اللاحقة لأسماء الإشارة ، وأصلها السکون أیضا کما فی تلک ، وإنما کسرت فی ذلک لالتقاء الساکنین.

واللَّامُ فی جمیع ما تقدم مهملة غیر عاملة.

ومنها لَامُ الأمر ، وهی الموضوعة للطلب ومقتضاها : الجزم سواء کان مدخولها أمرا نحو قوله تعالی ( لِیُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) [ 65 / 7 ] أو دعاء نحو قوله ( لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّکَ ) [ 43 / 77 ] أو التماسا نحو قولک « لیفعل کذا » إذا کان مساویا ، ولم یقصد الاستعلاء ، أو بمعنی الخبر نحو قوله تعالی ( مَنْ کانَ فِی الضَّلالَةِ فَلْیَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا ) [ 19 / 75 ] أو بمعنی التهدید نحو قوله ( وَمَنْ شاءَ فَلْیَکْفُرْ ) [ 18 / 29 ].

ومنها لام الإضافة وهی التی تجر الأسماء ، ولها أقسام کثیرة.

تکون للاستحقاق ، وهی الواقعة بین معنی وذات نحو قوله تعالی ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) [ 1 / 2 ] ( وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ ) [ 83 / 1 ]

ص: 168

(لَهُمْ فِی الدُّنْیا خِزْیٌ) [ 2 / 114 ].

وللاختصاص نحو ( الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ ) [ 26 / 90 ].

وللملک نحو قوله تعالی ( لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَما فِی الْأَرْضِ ) [ 2 / 284 ].

وللتملیک نحو وهبت لزید دینارا ولشبهه نحو ( جَعَلَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً ) [ 16 / 72 ].

وللتعلیل نحو قول إمریء القیس :

ویوم عقرت للعذاری مطیتی

ولتوکید النفی وهی التی یسمیها الأکثر : لام الجحود ، نحو قوله تعالی : ( وَما کانَ اللهُ لِیُطْلِعَکُمْ عَلَی الْغَیْبِ ) [ 3 / 179 ] ( لَمْ یَکُنِ اللهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ ) [ 4 / 137 ].

وللتبیین نحو « ما أحبنی لزید » (1) و « ما أبغضنی لعمرو » فأنت (2) فاعل الحب والبغض وهما (3) مفعولاه ، واللَّامُ تبینت الفاعل من المفعول. قال ابن مالک نقلا عنه : ولو قلت إلی بدل اللَّام فالأمر بالعکس.

وبمعنی إلی نحو قوله تعالی ( أَوْحی لَها ) [ 99 / 5 ] ( کُلٌّ یَجْرِی لِأَجَلٍ مُسَمًّی ) [ 113 / 2 ] ( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) [ 6 / 28 ].

وبمعنی الاستعلاء ، إما حقیقیا نحو قوله تعالی ( یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً ) [ 17 / 107 ] ( وَتَلَّهُ لِلْجَبِینِ ) [ 37 / 103 ] أو مجازیا نحو قوله تعالی ( وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها ) [ 17 / 7 ] ومنه خَبَرُ عَائِشَةَ نَحْوُ « اشْتَرِطِی لَهُمْ الْوَلَاءَ ».

وبمعنی فی نحو قوله تعالی ( وَنَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ ) [ 21 / 47 ] ( لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ) [ 7 / 187 ] ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « حَتَّی مَضَی الْأَوَّلُ لِسَبِیلِهِ ، فَأَدْلَی بِهَا إِلَی فُلَانٍ بَعْدَهُ ».

وبمعنی بعد نحو ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوکِ الشَّمْسِ ) [ 17 / 78 ].

ومنه الْحَدِیثُ « صُومُوا لِلرُّؤْیَةِ ، وَأَفْطِرُوا لِلرُّؤْیَةِ ».

ص: 169

وبمعنی عند نحو « کتبته لثلاث خلون من کذا » وسماها الجوهری « لَامَ التأریخ » وجعلها بمعنی بعد. وبمعنی مع ، قاله البعض ، وأنشد علیه قول الشاعر :

فلما تفرقنا کأنی ومالکا

لطول اجتماع لم نبت لیلة معا

والأظهر : کونها فیه بمعنی بعد.

وبمعنی من نحو « سمعت له صراخا ». وللتبلیغ وهی الجارة لاسم السامع لقول أو ما فی معناه نحو « قلت له » ، و « أذنت له » و « فسرت له ».

وبمعنی عن نحو قوله تعالی ( وَقالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا لَوْ کانَ خَیْراً ما سَبَقُونا إِلَیْهِ ) [ 46 / 11 ] وقیل هی للتعلیل ، وقیل للتبلیغ.

وللصیرورة وتسمی لام العاقبة ولَامَ المآل ، نحو قوله تعالی ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِیَکُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) [ 28 / 8 ] ومنه قول الشاعر :

لدوا للموت وابنوا للخراب (1)

وللتعجب مع القسم ، وهو مختص باسم الله نحو قول الشاعر :

لله لا یبقی علی الأیام ذو حید (2).

وللتعجب المجرد عن القسم نحو « یا للماء » و « یا للغیث » إذا تعجبوا من کثرتهما. وللتعدیة نحو قوله ( فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا ) [ 19 / 5 ]. وللمستغاث به ، والمستغاث له ، نحو قول الشاعر :

یا للرجال لعظم هول مصیبة

فتحوا اللَّامَ الأولی ، وکسروا الثانیة فرقا بین المستغاث به والمستغاث له.

قال الجوهری : فإن عطفت علی المستغاث به بِلَامٍ أخری کسرتها لأنک قد أمنت اللبس بالعطف قال الشاعر :

یا للکهول وللشبان للعجب (3)

ص: 170

وللزیادة وهی إما معترضة بین الفعل المتعدی ومفعوله ، نحو قول الشاعر :

وملکت ما بین العراق ویثرب

ملکا أجار لمسلم ومعاهد

وجعل المبرد - علی ما نقل عنه - من ذلک قوله تعالی ( رَدِفَ لَکُمْ ) [ 27 / 72 ].

وقال غیره : ضمن ردف معنی اقترب فهو مثل قوله تعالی ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ ) [ 21 / 1 ].

واختلف فی اللام من قوله تعالی ( یُرِیدُ اللهُ لِیُبَیِّنَ لَکُمْ ) [ 4 / 26 ] وقوله ( وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 6 / 71 ] فقیل : زائدة ، وقیل : للتعلیل.

وإما مقحمة بین المتضایفین تقویة للاختصاص ، نحو قول الشاعر :

یا بؤس للحرب التی

وضعت أراهط فاستراحوا

وهل الاسم بعدها مجرور بها أم بالمضاف؟ قولان.

وإما مزیدة لتقویة عامل ضعف بتأخره نحو قوله تعالی ( هُدیً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِینَ هُمْ لِرَبِّهِمْ یَرْهَبُونَ ) [ 7 / 154 ] وقوله ( إِنْ کُنْتُمْ لِلرُّءْیا تَعْبُرُونَ ) [ 12 / 43 ] أو بکونه فرعا فی العمل نحو قوله ( مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ ) [ 2 / 91 ] ( فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ ) [ 11 / 107 ] ( نَزَّاعَةً لِلشَّوی ) [ 70 / 16 ].

وقد اجتمع التأخر والفرعیة فی قوله تعالی ( وَکُنَّا لِحُکْمِهِمْ شاهِدِینَ ) [ 21 / 78 ]

والنَّجْمُ : الکوکب وجمعه أَنْجُم ونُجُوم مثل فلس وأفلس وفلوس.

وَفِی حَدِیثِ مَنِ ادَّعَی مَعْرِفَةَ عَلْمِ النُّجُومِ ، وَقَدْ قَالَ لَهُ علیه السلام : « کَیْفَ دَوَرَانُ الْفَلَکِ عِنْدَکُمْ؟ قَالَ : فَأَخَذْتُ الْقَلَنْسُوَةَ مِنْ رَأْسِی فَأَدَرْتُهَا! فَقَالَ : إِنْ کَانَ الْأَمْرُ کَمَا تَقُولُونَ ، فَمَا بَالُ بَنَاتِ نَعْشٍ وَالْجَدْیِ وَالْفَرْقَدَیْنِ لَا یَدُورُونَ یَوْماً مِنَ الدَّهْرِ » الحدیث ، وفیه إنکار علی من یدعی معرفة علم النُّجُومِ کما لا یخفی.

قال بعض العارفین : ومما یستفاد من فحوی الحدیث ، أن هذه الکواکب لها حرکات خفیة غیر واضحة عند الحس ، والْمُنَجِّمُونَ بنوا قواعدهم فی ضبط الحرکات وفی رصد الکواکب ، وفی قدر الأبعاد ، وقدر الأجرام علی مقتضی رؤیة العین منه ونصب الآلات الرصدیة ، وبالعین إنما تدرک الأمور الجلیلة الواضحة ، لا الدقائق الخفیة ، فعلم من ذلک أن القواعد النُّجُومِیَّةَ المبنیة علی الحس غیر تحقیقیة.

وَفِی حَدِیثِ الِاسْتِشْفَاءِ « خُذْ سُکَّرَةً وَنِصْفاً فَصَیِّرْهَا فِی إِنَاءٍ وَصُبَّ عَلَیْهَا الْمَاءَ ، حَتَّی یَغْمُرَهَا وَضَعْ عَلَیْهَا حَدِیدَةً وَنَجِّمْهَا » الحدیث ، أی ضع علی رأس الإناء حدیدة کالسکین وغیره من الأشیاء مما لا یغطی رأس الإناء جمیعا لأجل التَّنْجِیمِ ، بدل الغطاء لئلا تشمها الشیاطین ، والأجنة (1) لأنهم ینفرون من الحدید.

وَنَجْمَةُ : أُمُّ الرِّضَا علیه السلام ، وَکَانَتْ تَسْمَعُ فِی مَنَامِهَا تَسْبِیحَهُ وَتَهْلِیلَهُ وَتَحْمِیدَهُ فِی بَطْنِهَا.

یَقْدِرُ ، وَتَرْکُ الْوَصِیَّةِ ، وَرَدِّ الْمَظَالِمِ (1) وَمَنْعُ الزَّکَاةِ حَتَّی یَحْضُرَ الْمَوْتُ.

والنَّدَمُ : ضرب من الغم ، وهو أن یغم علی ما وقع منه ، یتمنی أنه لم یقع یقال نَدِمَ علی فعل نَدَامَةً فهو نَادِمٌ : إذا حزن. وتَنَدَّمَ : مثله.

ورجل نَادِمٌ ونَدْمَان بمعنی ، وامرأة نَدْمَانَة ، ونسوة نَدَامَی کسکاری بالفتح.

والنَّدِیمُ : الْمُنَادِمُ علی الشرب ، وجمعه نِدَام بالکسر ونُدَمَاء ککریم وکرماء ، ویقال فیه أیضا نَدْمَان ، والمرأة نَدْمَانَة ، وجمعها نِدَام.

ومنه قول زهیر :

تفانوا ودقوا بینهم عطر مَنْشِم (1).

ونحو ذلک.

قوله ( ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّکَ بِمَجْنُونٍ ) [ 68 / 2 ] قال المفسر : تقدیره « ما أنت بمجنون ، مُنْعَماً علیک بذلک » وهو جواب لقولهم ( یا أَیُّهَا الَّذِی نُزِّلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ إِنَّکَ لَمَجْنُونٌ ) [ 15 / 6 ] فیکون ( بِنِعْمَةِ رَبِّکَ ) فی محل النصب علی الحال (1).

قوله ( وَمَنْ یُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ ) [ 2 / 211 ] أی الدین والإسلام.

قوله ( یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ یُنْکِرُونَها ) [ 16 / 83 ].

وقوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ کُفْراً ) [ 14 / 28 ]

قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام : « نَحْنُ وَاللهِ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِی أَنْعَمَ بِهَا عَلَی عِبَادِهِ ، وَبِنَا فَازَ مَنْ فَازَ ».

قوله ( لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ ) [ 102 / 8 ] قیل یعنی کفار مکة ، کانوا فی الدنیا فی الخیر والنِّعْمَةِ ، فیسألون یوم القیامة عن شکر ما کانوا فیه ، إذ لم یشکروا رب النَّعِیم ، حیث عبدوا غیره.

وقال الأکثرون : المعنی « لتسألن یا معاشر المکلفین عن النَّعِیم ».

قَالَ قَتَادَةُ « إِنَّ اللهَ سَائِلٌ کُلَّ ذِی نِعْمَةٍ عَمَّا أَنْعَمَ عَلَیْهِ » وقِیلَ « الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » وقِیلَ هُوَ « الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ » وَرُوِیَ ذَلِکَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَأَبِی عَبْدِ اللهِ ع

وقِیلَ « یُسْأَلُ عَنْ کُلِ نِعْمَةٍ إِلَّا مَا خَصَّهُ الْحَدِیثُ وَهُوَ ثَلَاثَةٌ ، لَا یُسْأَلُ عَنْهَا الْعَبْدُ : خِرْقَةٌ تُوَارِی عَوْرَتَهُ ، وَکِسْرَةٌ تَسُدُّ جَوْعَتَهُ ، وَبَیْتٌ یَکُنُّهُ عَنِ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ ».

وَرَوَی الْعَیَّاشِیُّ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ : « سَأَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام أَبَا حَنِیفَةَ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا النَّعِیمُ عِنْدَکَ یَا نُعْمَانُ؟ قَالَ : القُوتُ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْمَاءُ الْبَارِدُ! فَقَالَ : لَئِنْ أَوْقَفَکَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ یَدَیْهِ حَتَّی سَأَلَکَ عَنْ کُلِّ أَکْلَةٍ أَکَلْتَهَا ، وَشَرْبَةٍ شَرِبْتَهَا لَیَطُولَنَّ وُقُوفُکَ بَیْنَ یَدَیْهِ! قَالَ : فَمَا النَّعِیمُ جُعِلْتُ فِدَاکَ؟ قَالَ : نَحْنُ - أَهْلَ

ص: 177

الْبَیْتِ (1) النَّعِیمُ الَّذِی أَنْعَمَ اللهُ بِنَا عَلَی الْعِبَادِ ، وَبِنَا ائْتَلَفُوا بَعْدَ أَنْ کَانُوا مُخْتَلِفِینَ ، وَبِنَا أَلَّفَ اللهُ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَجَعَلَهُمْ إِخْوَاناً بَعْدَ أَنْ کَانُوا أَعْدَاءً ، وَبِنَا هَدَاهُمُ اللهُ لِلْإِسْلَامِ ، وَهُوَ النِّعْمَةُ الَّتِی لَا تَنْقَطِعُ ، وَاللهُ سَائِلُهُمْ (2) عَنْ حَقِ النَّعِیمِ الَّذِی أَنْعَمَ اللهُ عَلَیْهِمْ ، وَهُوَ النَّبِیُّ وَعِتْرَتُهُ صلی الله علیه وآله » (3).

قوله ( خَوَّلَهُ نِعْمَةً ) [ 39 / 8 ] یعنی العافیة.

والنَّعْمَةُ بالفتح : اسم من التَّنَعُّمِ. ومنه قوله ( أُولِی النَّعْمَةِ ) [ 73 / 11 ] أی التَّنَعُّمِ فی الدنیا ، وهم صنادید قریش کانوا أهل ثروة وترفه.

والنَّعْمَاء بالفتح والمد هی : النِّعَمُ الباطنة. والآلاء هی : النِّعَمُ الظاهرة.

قوله ( وَنَعْمَةٍ کانُوا فِیها فاکِهِینَ ) [ 44 / 27 ] أی تَنَعُّمٍ وسعة فی العیش.

قوله ( وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ ) [ 88 / 8 ] أی مُنَعَّمَةٌ فی أنواع اللذات ، ظاهر علیها آثار النِّعَمِ والسرور مضیئة مشرقة ( لِسَعْیِها راضِیَةٌ ) [ 88 / 9 ] حین أعطیت الجنة بعملها. والمعنی « لثواب سعیها وعملها من الطاعات راضیة » قال الشیخ أبو علی : کما یقال « عند الصباح یحمد القوم السری ».

وَفِی حَدِیثِ الْمَیِّتِ مَعَ مَلَائِکَةِ الْقَبْرِ « نَمْ نَوْمَةَ الشَّابِ النَّاعِمِ » قال بعض الشارحین فی النَّاعِمِ ، هو من النِّعْمَةِ بالکسر ، وهو ما یَتَنَعَّمُ به الإنسان من المال ونحوه. أو بالفتح ، وهی النفس الْمُتَنَعِّمَة ، قال : ولعل الثانی أولی ، فقد قیل « کم ذی نِعْمَةٍ لا نَعْمَةَ له ».

والنَّعَمُ (4) : بقر وغنم وإبل ، وهو جمع

ص: 178

لا واحد له من لفظه ، وجمع النَّعَمِ أَنْعَام یذکر ویؤنث ، قال تعالی فی موضع ( مِمَّا فِی بُطُونِهِ ) [ 16 / 66 ] وفی موضع ( مِمَّا فِی بُطُونِها ) [ 23 / 21 ].

والَنِّعْمَةُ : الید والصنیعة والمنة. وما أَنْعَمَ الله به علیک. وکذلک النُّعْمَی فإن فتحت النون مددت ، وقلت : النَّعْمَاء.

وجمع النِّعْمَةِ نِعَم کسدرة وسدر.

وأَنْعُم أیضا کأفلس ، وجمع النَّعْمَاء ، أَنْعُم أیضا.

وفلان واسع النِّعْمَة أی واسع المال.

قال الجوهری : وقولهم « إن فعلت ذاک فبها ونِعْمَتْ » یریدون نِعْمَت الخصلة ، والتاء ثابتة للوقف.

ونَعُمَ الشیء بالضم نُعُومَةً أی صار نَاعِماً لینا.

والنَّعَام : اسم جنس ، واحده : نَعَامَة کحمام وحمامة.

والنَّعَامَة من الطیر یذکر ویؤنث.

والنَّعَائِم : منزل من منازل القمر ، قال الجوهری : وهی ثمانیة أنجم ، کأنها سریر معوج ،

ونُعْمَان بن المنذر : ملک العرب نسبت إلیه شقائق لأنه حماه.

والنُّعْمَان بالضم : اسم من أسماء الدم

ونَعْمَان بالفتح : واد فی طریق الطائف یخرج إلی عرفات.

والتَّنْعِیم : موضع قریب من مکة ، وهو أقرب إلی أطراف الحل إلی مکة. ویقال بینه وبین مکة أربعة أمیال ، ویعرف بمسجد عائشة.

ونَعَم فیه لغات : نَعِم بالفتح وکسر العین وهی الأصل ، ونَعْم بالفتح فالسکون ونِعْم بالکسر فالسکون ، ونِعِم بکسرتین.

قال الشریف فی حواشیه : هذه اللغات جائزة فیما إذا قصد به الإخبار. أما الإنشاء فَنِعْم ، بکسر الفاء وسکون العین متعین.

قالوا : وهذه اللغات جاریة فی کل اسم وفعل مکسور العین وعینه حرف حلق.

ونَعَمْ : جواب فی التصدیق إذا وقعت بعد الماضی مثل هل قام زید ، والوعد إن وقعت بعد المستقبل نحو هل یقوم زید ،

ص: 179

وهی تبقی الکلام علی ما کان علیه ، من إیجاب ونفی ، ولم تبطل النفی کما تبطله بلی ، وفی التنزیل ( أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلی ) [ 7 / 172 ] ولو قالوا نَعَمْ لکفروا إذ معناه : لست بربنا ، لأنها لا تزیل النفی بخلاف بلی.

ریح تقدم من أغشیة الدماغ ، فإذا وصل إلی العین فترت ، وإذا وصل إلی القلب نَامَ.

وحده الفقهاء بذهاب حاسة السمع والبصر ، وغیبة إدراکهما عنهما تحقیقا ، أو تقدیرا.

وبابه تعب یقال نَامَ نَوْماً ومَنَاماً فهو نَائِمٌ والجمع نِیَامٌ ، وجمع النَّائِمَةِ نُوَّمٌ علی الأصل ونُیَّمٌ علی اللفظ.

ونَامَ عن حاجته : إذا لم یهتم لها.

وَفِی الْحَدِیثِ « طُوبَی لِعَبْدٍ نُومَةٍ لَا یُؤْبَهُ لَهُ » النُّومَةُ بالضم وسکون الواو : الرجل الضعیف ، وعن أبی عبیدة هو الخامل الذکر الغامض فی الناس الذی لا یعرف الشر وأهله قال الدریدی فی کتاب الجمهرة :

رجل نُومَةٌ إذا کان خاملا.

ونُوَمَة یعنی بفتح الواو إذا کان کثیر النَّوْمِ.

وفی القاموس نُوَمَة کهمزة : مغفل أو خامل ، وَمِنْهُ « خَیْرُ أَهْلِ الزَّمَانِ کُلِّهِ نُوَمَةٌ ، أُولَئِکَ أَئِمَّةُ الْهُدَی مَصَابِیحُ الْعِلْمِ ، لَیْسُوا بِالْعِجْلِ وَالْمَذَایِیعِ الْبَذْرِ » العجل جمع عجول وهو قلیل التحمل والصبر فی تحصیل المطالب ، والمذاییع : جمع المذیاع وهو کثیر الإذاعة ، لم یکتم شیئا والبذر : جمع المبذار وهو سریع المبادرة فی الجوابات الدنیویة ، والمجادلات المقصود بها الغلبة ، وإظهار الفضیلة.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا یَزَالُ الْمَنَامُ طَائِراً حَتَّی یُقَصَّ ، فَإِذَا قُصَّ وَقَعَ » ولا یخفی ما فیه من لطافة التناسب بین القَصِّ والطائر والْمَنَامِ ، لأنه بالنسبة إلی الْمَنَامِ القصة وإلی الطائر قطع جناحه ، والمراد هنا القصة.

وَالنَّوْمُ عَلَی مَا فِی الرِّوَایَةِ أَرْبَعَةٌ : « نَوْمُ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی أَقْفِیَتِهِمْ ، وَنَوْمُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَیْمَانِهِمْ ، وَنَوْمُ الْکُفَّارِ عَلَی یَسَارِهِمْ ، وَنَوْمُ الشَّیَاطِینِ عَلَی وُجُوهِهِمْ ».

والْمَنَامَةُ : ثوب یُنَامُ فیه وهو القطیفة وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « دَخَلَ عَلَیَّ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله وَأَنَا عَلَی الْمَنَامَةِ ».

قال القتیبی - نقلا عنه - : هی الدکان هاهنا ، وفی غیره القطیفة.

ص: 181

ردیء.

کما یقال عیدوا (1).

والْوَسِمَةُ بکسر السین ، وهی أفصح من التسکین : نبت یخضب بورقه ، ویقال هو العظلم ، وأنکر الأزهری السکون وفی القاموس : الْوَسِمَةُ ورق النیل أو نبات یختضب بورقه.

وهَدَمْتُ البناء ، من باب ضرب : أسقطته.

والْهَدَمُ بالتحریک : ما تُهْدَمُ من جوانب البئر فسقط فیها.

والْهَدْمَةُ : الدفعة من المطر.

وهَضِمَهُ حقه من باب تعب : ظلمه.

واهْتَضَمَهُ وتَهَضَّمَهُ کذلک.

وهَضَمَهُ : دفعه عن موضعه.

ورجل هَضِیمٌ ومُهْتَضِمٌ أی مظلوم.

والْهَاضُومُ : الذی یقال له الجوارش ، لأنه یَهْضِمُ الطعام ، قاله الجوهری.

وطعام سریع الِانْهِضَامِ ، وبطیء الِانْهِضَامِ.

وأَهَمَّهُ الأمر : إذا عنی به یحدث نفسه.

والفرق بین الْهَمِ بالشیء والقصد إلیه : أنه قد یَهُمُ بالشیء قبل أن یریده ویقصده بأنه یحدث نفسه به وهو مع ذلک مقبل علی فعله.

قوله ( وَهَمُّوا بِما لَمْ یَنالُوا ) [ 9 / 74 ] هو من قولهم هَمَمْتُ بالشیء أَهُمُ هَمّاً : أردته وقصدته ،

کَانَ طَائِفَةٌ عَزَمُوا عَلَی قَتْلِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وآله. وَهُوَ فِی سَفَرٍ ، فَوَقَفُوا فِی طَرِیقِهِ فَلَمَّا بَلَغَهُ أَمْرُهُمْ تَنَحَّی عَنِ الطَّرِیقِ وَسَمَّاهُمْ رَجُلاً رَجُلاً.

قوله ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَ بِها ) [ 12 / 24 ] ذکر فی ( عصا ).

وَفِی صِفَاتِهِ تَعَالَی « مُرِیدٌ بِلَا هِمَّةٍ ».

أی لا عزم له علی ما یفعله ، لأن الْهِمَّةَ والعزیمة یجوزان علی من له قلب فیطمئن بها علی فعل شیء فی المستقبل.

وَفِی الْحَدِیثِ « مَنْ کَانَتِ الدُّنْیَا هِمَّتَهُ فَرَّقَ اللهُ أَمْرَهُ ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَلَمْ یَأْتِهِ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا مَا کُتِبَ لَهُ ، وَمَنْ کَانَتْ هِمَّتَهُ الْآخِرَةُ جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِی قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْیَا وَهِیَ رَاغِمَةٌ ذَلِیلَةٌ » والْهِمَّةُ أراد بها : العزم الجازم.

وَفِی صِفَاتِهِ تَعَالَی « لَا یُدْرِکُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ » أی الْهِمَمُ البعیدة ، وبعدها : تعلقها بعلیات الأمور ، دون محقراتها ، أی لا تدرک النفوس ذوات الْهِمَمِ البعیدة وإن اتسعت فی الطلب ، کنه حقیقته

وَفِی الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ الْهَمِ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْکَسَلِ » اه قیل هذا الدعاء من جوامع الکلم ، لما قالوا أنواع الرذائل ثلاثة : نفسانیة ، وبدنیة ، وخارجیة. والأول بحسب القوی التی للإنسان العقلیة والغضبیة والشهویة ثلاثة أیضا ، والْهَمُ والحزن یتعلق بالعقلیة ، والجبن بالغضبیة ، والبخل بالشهویة ، والعجز والکسل بالبدنیة ، والضلع والغلبة بالخارجیة ، والدعاء یشتمل علی الکل.

وَفِی دُعَاءٍ آخَرَ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ الْهَمِ وَالْغَمِّ وَالْحَزَنِ » قیل : الفرق بین الثلاثة هو أن الْهَمَ قبل نزول الأمر ویطرد النوم ، والغم بعد نزول الأمر ویجلب النوم ،

ص: 188

والحزن : الأسف علی ما فات ، وخشونة فی النفس لما یحصل فیها من الغم.

وأَهَمَّنِی الأمر : أقلقنی وأحزننی.

والْمُهِمُ : الأمر الشدید.

وَقَوْلُهُ « إِلَّا هَمّاً وَاحِداً قَدِ انْفَرَدَ بِهِ هُوَ الْوُصُولُ إِلَی سَاحِلِ الْعِزَّةِ ».

وَفِی حَدِیثِ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ « بَعِیدٌ هَمُّهُ ، طَوِیلٌ غَمُّهُ » وذلک نظرا إلی ما بین یدیه من الموت ، وما بعده ، وبحسب ذلک کان بعد هِمَّتِهِ فی المطالب العالیة ، والسعادة الباقیة ، وشغل نفسه بعبادة ربه

وهَمَّنِی المرض : أذابنی.

وسنام مَهْمُومٌ : مذاب

والْهِمُ بالکسر والتشدید : الشیخ الکبیر ، والمرأة هِمَّةٌ.

والْهُمَامُ : الملک العظیم الْهِمَّةُ.

والْهَامَّةُ بتشدید میم : واحدة الْهَوَامِ ، کدابة ودواب. قال الجوهری : ولا یقع هذا الاسم إلا علی المخوف من الأحناش کالحیة ونحوها ، وقد تطلق الْهَوَامُ علی ما لا یقتل من الحیوان کالحشرات ، ومنه الْحَدِیثُ « أُعِیذُ نَفْسِی مِنْ کُلِّ شَیْطَانٍ وَهَامَّةٍ »

وما له هَمَامَةٌ فی هذا الأمر ولا هِمَّةٌ أی لا یَهُمُ به.

والْهَمَامَةُ : التردد.

والْهَمْهَمَةُ : تردید الصوت فی الصدر.

والِاهْتِمَامُ : الاغتمام ، ومنه الْحَدِیثُ « إِذَا کَانَ اللهُ قَدْ تَکَفَّلَ فِی الرِّزْقِ فَاهْتِمَامُکَ لِمَا ذَا؟ ».

وَفِی الْخَبَرِ « لَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ ». وفیه تأویلات :

« منها » - أن العرب کانت تتشاءم بِالْهَامَةِ وهی الطائر المعروف من طیر اللیل ، وقیل هی البومة ، کانت إذا سقطت علی دار أحد ، قال نعت إلیه نفسه أو بعض أهله.

« ومنها » - أن العرب کانت تعتقد أن روح القتیل الذی لم یؤخذ بثأره تصیر هَامَةً ، وتقول « اسقونی من دم قاتلی » فإن أخذ بثأره طارت ، وقیل کانوا یزعمون أن عظام المیت وقیل روحه تصیر هَامَةً ویسمونها الصدی ، قیل : وهذا تفسیر أکثر العلماء ، وهو المشهور.

وَقَوْلُهُ : « لَا صَفَرَ » مر ذکره (1).

وهَامَ علی وجهه یَهِیمُ هَیْماً وهَیَمَاناً : ذهب من العشق وغیره.

وقلب مُسْتَهَامٌ أی هَائِمٌ.

والْهُیَامُ : العطش ، ومنه دعاء الاستسقاء « هَامَتْ دوابنا » أی عطشت.

والْهُیَامَ بالضم : حالة شبیهة بالجنون تکون للعاشق.

والْهَیَامُ بالفتح : الرمل الذی لا یتماسک أن یسیل من الید للینه ، قاله الجوهری.

والْهَامَةُ : الرأس والجمع هَامٌ ، ومنه الْحَدِیثُ « بِئْرُ بَرَهُوتَ یَرِدُ عَلَیْهِ هَامُ الْکُفَّارِ وَصَدَاهُمْ » والصدی مقصور : حشو الرأس والدماغ ، ومنه حَدِیثُ الْحمَّامِ « خُذْ مِنَ الْمَاءِ الْحَارِّ وَضَعْهُ عَلَی هَامَتِکَ » أی علی رأسک.

عنه -.

قال الجوهری الْیَتِیمُ فی الناس من قبل الأب ، وفی البهائم من قبل الأم. وقال غیره : والْیَتِیمُ من الجواهر : الذی لا أخ له ، ومنه « درة یَتِیمَةٌ » أی لا أخت لها. ویَتِمَ الصبی بالکسر یَیْتَمُ یُتْماً ویَتْمَاناً بالتسکین فیهما.

فِیهَا أَقْوَاتَ الْعَالَمِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَالطَّیْرِ وَحَشَرَاتِ الْأَرْضِ وَمَا فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِنَ الْخَلْقِ وَالثِّمَارِ وَالشَّجَرِ وَمَا یَکُونُ فِیهِ مَعَاشُ الْحَیَوَانِ کُلِّهِ ، وَهِیَ الرَّبِیعُ وَالصَّیْفُ وَالْخَرِیفُ وَالشِّتَاءُ ، فَفِی الشِّتَاءِ یُرْسِلُ الرِّیَاحَ وَالْأَمْطَارَ وَالْأَنْدَاءَ وَالطُّلُولَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَیَسْقِی الْأَرْضَ وَالشَّجَرَ وَهُوَ وَقْتٌ بَارِدٌ ، ثُمَّ یَجِیءُ بَعْدَهُ الرَّبِیعُ وَهُوَ وَقْتٌ مُعْتَدِلٌ حَارٌّ وَبَارِدٌ فَتُخْرِجُ الشَّجَرُ ثِمَارَهَا وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا ، فَیَکُونُ أَخْضَرَ ضَعِیفاً ، ثُمَّ یَجِیءُ وَقْتُ الصَّیْفِ وَهُوَ حَارٌّ فَیَنْضَجُ الثِّمَارُ وَیَصْلُبُ الْحُبُوبُ الَّتِی هِیَ أَقْوَاتُ الْعَالَمِ وَجَمِیعِ الْحَیَوَانِ ، ثُمَّ یَجِیءُ مِنْ بَعْدِهِ الْخَرِیفُ فَیُطَیِّبُهُ وَیُبَرِّدُهُ ، وَلَوْ کَانَ الْوَقْتُ کُلُّهُ شِتَاءً وَاحِداً لَمْ یَخْرُجِ النَّبَاتُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَلَوْ کَانَ کُلُّهُ رَبِیعاً لَمْ تَنْضَجِ الثِّمَارُ وَلَمْ تَبْلُغِ الْحُبُوبُ ، وَلَوْ کَانَ صَیْفاً لَاحْتَرَقَ کُلُّ شَیْءٍ فِی الْأَرْضِ ، وَهَکَذَا. فَجَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْأَوْقَاتَ لِمَصَالِحِ الْعِبَادِ ، وَجَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْأَقْوَاتَ ( سَواءً لِلسَّائِلِینَ ) [ 41 / 10 ] یَعْنِی الْمُحْتَاجِینَ لِأَنَّ کُلَّ مُحْتَاجٍ سَائِلٌ - کَذَا فِی الرِّوَایَةِ عَنْهُمْ ع

قوله ( هذا یَوْمُ یَنْفَعُ الصَّادِقِینَ صِدْقُهُمْ ) [ 5 / 119 ] قریء ( هذا یَوْمُ ) بالرفع والإضافة ، وبالنصب إما علی أنه ظرف ل ( قالَ ) ، وإما علی أن ( هذا ) مبتدأ والظرف خبره.

قال الشیخ أبو علی قوله ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَی التَّقْوی مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ ) [ 9 / 108 ] قال : من أول الْأَیَّامِ کما یقال لقیت کل رجل یرید کل الرجال.

والْیَوْمُ : معروف من طلوع الفجر الثانی إلی غروب الشمس ، لقوله تعالی ( کُلُوا وَاشْرَبُوا ) [ 2 / 187 ] الآیة.

وجمع الْیَوْمِ : أَیَّامٌ ، وأصله أَیْوَامٌ فأدغمت

قوله ( وَذَکِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللهِ ) [ 14 / 5 ] أی بنعمة إنجائهم من آل فرعون ، وظلل علیهم الغمام. وقیل بنقمة الله التی انْتقم الله بها من الأمم السالفة ، فتکون « أَیَّامُ الله » کنایة عن عقوباته التی نزلت بمن

ص: 192

مضی فی الْأَیَّامِ الخالیة. قوله ( یَوْمَ لا تَمْلِکُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَیْئاً ) [ 82 / 19 ] قال الشیخ أبو علی : قرأ ابن کثیر وأهل البصرة « یَوْمُ لا تَمْلِکُ » بالرفع ، والباقون بالنصب ، والمعنی یَوْم لا یملک أحد الدفاع عن غیره ممن یستحق العقاب کما یملک کثیر من الناس فی دار الدنیا ذلک.

قوله ( سَخَّرَها عَلَیْهِمْ سَبْعَ لَیالٍ وَثَمانِیَةَ أَیَّامٍ ) [ 69 / 7 ] قیل هی أَیَّامُ العجوز ، وذلک أَنَّ عَجُوزاً مِنْ عَادٍ دَخَلَتْ سَرَباً فَأَنْزَعَتْهَا الرِّیحُ فِی الْیَوْمِ الثَّامِنِ فَأَهْلَکَتْهَا وقیل سمیت أَیَّام العجوز لأنها فی عجز الشتاء أی فی آخره.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُعَادُوا الْأَیَّامَ فَتُعَادِیَکُمْ » قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ علیه السلام : « یَوْمُ السَّبْتِ اسْمُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله » وَالْأَحَدِ أمیر المؤمنین علیه السلام ، وَالْإِثْنَیْنِ الْحَسَنُ وَالْحُسَیْنُ علیه السلام، وَالثَّلَاثَاءِ عَلِیُّ بْنُ الحسین علیه السلام وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام ، وَالْأَرْبِعَاءِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَعَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَأَنَا ، وَالْخَمِیسِ ابْنِی الْحَسَنِ ، وَالْجُمُعَةِ ابْنُ ابْنِی ، وَإِلَیْهِ تَجْتَمِعُ عِصَابَةُ الْحَقِّ ، وَهُوَ الَّذِی یَمْلَأُهَا قِسْطاً کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً. فَهَذَا مَعْنَی الْأَیَّامِ ، فَلَا تُعَادُوهُمْ فِی الدُّنْیَا ، فَیُعَادُوکُمْ فِی الْآخِرَةِ ».

وأَیَّامُ العرب : وقائعها.

وفیه عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ : « الْحَمَّامُ یَوْمٌ وَیَوْمٌ لَا یُکْثِرُ اللَّحْمَ » قال بعض الأفاضل : الْیَوْمُ الأول فِی قَوْلِهِ « یَوْمٌ وَیَوْمٌ لَا ». خبر مبتدأ محذوف ، أی دخوله فی یَوْمٍ. وقَوْلُهُ علیه السلام وَیَوْمٌ لَا. « أی لا دخول فیه ، » ویکثر « علی وزن یکرم خبر ثان للمبتدإ المحذوف وهو من قبیل » الرمان حلو حامض » فی عدم تمامیة الکلام بدون الخبر الثانی ، فتأمل ، ثم قال وجه التأمل : أن نقول : الْیَوْمُ الأول لا یصح حمله علی المبتدإ فکیف یجعل خبرا عنه ، فلیس هذا الترکیب من قبیل « الرمان حلو حامض » لإمکان الاقتصار علی خبر واحد ، ویمکن دفعه بنوع من التکلف.

ویَامُ بن نوح علیه السلام غرق فی الطوفان قاله فی الصحاح.

ص: 193

ص: 194

ص: 196

قائِمَةً عَلی أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ ) [ 59 / 5 ] أی قطعها بِإِذْنِ الله وأمره ( لِیُخْزِیَ الْفاسِقِینَ ).

قوله ( وَما هُمْ بِضارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) [ 2 / 102 ] أی بأمره تعالی لأنه وغیره من الأسباب غیر مؤثر بالذات بل بأمره تعالی.

قوله ( تُؤْتِی أُکُلَها کُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) [ 14 / 25 ] أی بتیسیر خالقها وتکوینه.

قوله ( لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) [ 78 / 38 ].

رَوَی مُعَاوِیَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « قَالَ : سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ؟ فَقَالَ : نَحْنُ وَاللهِ الْمَأْذُونُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ، وَالْقَائِلُونَ صَوَاباً ، قَالَ : جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ : نُمَجِّدُ رَبَّنَا ، وَنُصَلِّی عَلَی نَبِیِّنَا ، وَنَشْفَعُ لِشِیعَتِنَا فَلَا یَرُدُّنَا ».

قوله ( وَأَذِّنْ فِی النَّاسِ بِالْحَجِ ) [ 22 / 27 ] أی ناد فیهم ، والخطاب لإبراهیم علیه السلام ، والنداء فی الحج « أن یقول حجوا وعلیکم بالحج ».

رُوِیَ أَنَّهُ صَعِدَ أَبَا قُبَیْسٍ فَقَالَ « أَیُّهَا النَّاسُ حُجُّوا بَیْتَ رَبِّکُمْ » فَأَسْمَعَ اللهُ صَوْتَهُ کُلَّ مَنْ سَبَقَ عِلْمُهُ بِالْحَجِّ ، بِأَنَّهُ یَحُجُّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ، فَأَجَابُوهُ بِالتَّلْبِیَةِ ، فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ.

وَفِی حَدِیثٍ آخَرَ « أَنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلاملَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْبَیْتِ جَاءَهُ جبرئیل علیه السلام فَأَمَرَهُ أَنْ ، فَقَالَ إبراهیم علیه السلام : یَا رَبِّ وَمَا مَبْلَغُ صَوْتِی ، قَالَ اللهُ تَعَالَی أَذِّنْ وَعَلَیَّ الْبَلَاغُ ، فَعَلَا إبراهیم علیه السلام الْمَقَامَ وَأَشْرَفَ حَتَّی صَارَ کَأَطْوَلِ الْجِبَالِ ، وَأَقْبَلَ عَلَیْهِ یَمِیناً وَشِمَالاً ، وَشَرْقاً وَغَرْباً ، وَنَادَی : یَا أَیُّهَا النَّاسُ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْحَجُّ إِلَی الْبَیْتِ فَأَجِیبُوا رَبَّکُمْ ، فَأَجَابَهُ مَنْ کَانَ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ : لَبَّیْکَ اللهُمَّ لَبَّیْکَ ».

قال بعض الأعلام : وفیه إشارات لطیفة منها : أن إجابة من کان فی الأصلاب والأرحام إشارة إلی ما کتب بقلم القضاء فی اللوح المحفوظ من طاعة المطیع بهذه الدعوة علی لسان إبراهیم

ص: 199

علیه السلام ، وما بعده من الأنبیاء وهم المراد بالسماع الذین أجابوا دعوته لحجهم ، وصدقوا ما بلغه عن ربه تعالی.

قوله ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ) [ 84 / 2 ] قال الشیخ أبو علی : الْأَذَانُ الاستماع یقول العرب : أَذِنَ لک هذا الأمر إِذْناً بمعنی استمع لک ، ومعنی ( أَذِنَتْ لِرَبِّها ) أی استمعت وأطاعت فی الانشقاق ، وانقادت لتدبیر الله ، وحق لها أن تَأْذَنَ بالانقیاد لأمر ربها الذی خلقها وتطیع له. ثم قال فی قوله ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ) [ 84 / 5 ] الثانیة : لیس هذا تکرارا ولکن الأول فی صفة السماء والثانی فی صفة الأرض ، وهذا کله من أشراط الساعة.

والِاسْتِئْذَانُ : طلب الْإِذْنِ.

قال تعالی ( لِیَسْتَأْذِنْکُمُ الَّذِینَ مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ ) [ 24 / 58 ] الآیة. أمر الله تعالی بأن یَسْتَأْذِنَ العبد والأطفال ( الَّذِینَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ ) من الأحرار ( ثَلاثَ مَرَّاتٍ ) فی الیوم واللیلة : قبل صلاة الفجر لأنه وقت القیام من المضاجع ولبس الثیاب ، وبالظهیرة لأنه وقت وضع الثیاب للقائلة وبعد صلاة العشاء لأنه وقت التجرد من ثیاب الیقظة والالتحاف بثیاب النوم. وسمی کل وقت من هذه الأوقات عورة.

وفی الحدیث تکرر ذکر « الْأَذَانِ » - وهو بفتح الفاء - لغة : الإعلام والإجازة ، إما من الْإِذْنِ بمعنی العلم أو من الْإِذْنِ بمعنی الإجازة ، وعلی التقدیرین إما أصله الْإِیذَانُ کالأمان بمعنی الإیمان والعطاء بمعنی الإعطاء. أو هو فعال بمعنی التفعیل کالسلام والکلام بمعنی التسلیم والتکلیم

وشرعا : ألفاظ متلقاة من الشارع.

والْمِئْذَنَةُ بکسر المیم وسکون الهمزة : المنارة.

وأَذِنْتُ له فی کذا : أطلقت له فی فعله. ومثله أَذِنَ لی فی فعله. وأَذِنْتُ للعبد فی التجارة فهو مَأْذُونٌ له. والفقهاء یحذفون الصلة ویقولون العبد الْمَأْذُونُ.

ص: 200

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَعَلِمَ مَا هُمْ صَائِرُونَ إِلَیْهِ وَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ فَلَا یَکُونُونَ آخِذِینَ وَلَا تَارِکِینَ إِلَّا بِإِذْنٍ ».

قال بعض الشارحین : الْإِذْنُ مقارن لحدوث الفعل والترک ، وإن مصداقه الحیلولة أو التخلیة ، ومعناه لیس ما شاءوا صنعوا ، بل فعلهم معلق علی إرادة حادثة متعلقة بالتخلیة أو بالصرف ، وَفِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَحَادِیثِ « أَنَّ تَأْثِیرَ السِّحْرِ مَوْقُوفٌ عَلَی إِذْنِهِ تَعَالَی ». وکأن السر فی ذلک أنه تعالی قال : لا یکن شیء من طاعة أو معصیة أو غیرهما کالأفعال الطبیعیة إلا بِإِذْنٍ جدید منی فیتوقف فی کل حادث علی الْإِذْنِ توقف المعلول علی شرطه لا توقفه علی سببه.

والْآذِنُ بالمد : الحاجب.

وإِذَنْ : حرف مکافأة وجواب ، قال الجوهری : إن قدمتها علی الفعل المستقبل نصبت بها لا غیر ، وإن أخرتها ألغیت وقلت أکرمک إِذَنْ ، وإن کان الفعل بعدها فعل الحال لم تعمل فیها العوامل الناصبة.

قال : وإذا وقفت علی إِذَنْ قلت : إِذَا ، کما تقول زیدا.

وَإِذِ ینُونَةُ : - بکسر الذال وسکون الیاء المثناة التحتانیة ، علی ما صح فی النسخ - : اسْمٌ لِعَابِدِ الْعِجْلِ بِأَمْرِ السَّامِرِیِّ ، وَهُوَ أَحَدُ الْخَمْسَةِ الَّذِینَ ذَبَحُوا الْبَقَرَةَ الَّتِی أَمَرَ اللهُ بِذَبْحِهَا ، وَأَخُوهُ مَیْذُونَةُ ، وَابْنُ أَخِیهِ ، وَابْنَتُهُ ، وَامْرَأَتُهُ.

بالتحریک ضعف الرأی ، قاله الجوهری.

وقال غیره الْأَفَنُ : النقص.

ورأی أَفِنٌ ومَأْفُونٌ : ناقص.

والْأَفْیُونُ : لبن الخشخاش ، وهو مأخوذ من الْأَفْنِ ، وهو أن لا یبقی الحالب من اللبن فی الضرع شیئا.

أن فی تضییع الْأَمَانَةِ الإثم العظیم وکذلک فی ترک أوامر الله تعالی وأحکامه فبین تعالی جرأة الإنسان علی المعاصی ، وإشفاق الملائکة من ذلک فیکون المعنی ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی ) أَهْلِ ( السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ ) من الملائکة والإنس والجن ( فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها ) أی فأبی أهلهن أن یحملوا ترکها وعقابها والمأثم فیها ، ( وَأَشْفَقْنَ مِنْها ) أی أشفقن (1) أهلهن من حملها ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً ) لنفسه بارتکاب المعاصی ( جَهُولاً ) بموضع الْأَمَانَةِ فی استحقاق العقاب علی الخیانة فیها.

وأَمِنْتُهُ علی کذا وائْتَمَنْتُهُ بمعنی.

وقرأ ما لَکَ لا تَأْمَنُنَا عَلی یُوسُفَ [ 12 / 11 ] بین الإدغام والإظهار ، وعن الأخفش : الإدغام أحسن.

قوله ( ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) [ 9 / 7 ] أی موضع أَمْنِهِ إن لم یسلم.

قوله ( قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمانَهُ ) [ 40 / 28 ] قِیلَ اسْمُهُ حِزْبِیلُ مِنْ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ ، وَکَانَ نَجَّاراً لَهُ ، وَهُوَ الَّذِی نَجَرَ التَّابُوتَ لِأُمِّ مُوسَی حِینَ قَذَفَتْهُ فِی الْبَحْرِ ، وَقِیلَ کَانَ خَازِناً لِفِرْعَوْنَ قَدْ خَزَنَ لَهُ مِائَةَ سَنَةٍ وَکَانَ مُؤْمِناً خَالِصاً یَکْتُمُ إِیمَانَهُ فَأَخَذَهُ یَوْمَئِذٍ مَعَ السَّحَرَةِ ، وَقُتِلَ صَلْباً.

قوله ( وَما کانَ اللهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ ) [ 2 / 143 ] أی صلواتکم والْإِیمَانُ هنا الصلوة.

قوله ( فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ) [ 4 / 92 ] یعنی بذلک مقرة قد بلغت الحنث.

قَوْلُهُ ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) [ 29 / 26 ] قِیلَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ بِهِ ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِ.

قوله ( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ ) [ 35 / 9 ] أی الْآمِنِ یعنی مکة ، وکان آمِناً قبل مبعث النبی صلی الله علیه وآله لا یغار علیها.

قوله ( وَمَنْ دَخَلَهُ کانَ آمِناً ) [ 3 / 97 ] أی من العقاب إذا قام بحقوق الله تعالی ، وقیل آمِناً من القتل ، وَقِیلَ

ص: 203

إِنَّ مَکَّةَ کَانَتْ أَمْناً قَبْلَ دَعْوَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلاممِنْ لَدُنْ آدَمَ علیه السلام مِنَ الْخَسْفِ وَالزَّلَازِلِ وَالطُّوفَانِ وَغَیْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمُهْلِکَاتِ ، وَإِنَّمَا تَأَکَّدَ ذَلِکَ بِدُعَائِهِ علیه السلام وقیل الْأَمَانُ للصید.

قوله ( فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَیْرِ حِسابٍ ) [ 38 / 39 ] جعل الله لسلیمان أن یحبس من یشاء من الجن والإنس ویطلق من یشاء. یقال مَنَنْتُ علی الأسیر : أطلقته.

قوله تعالی ( لا یَعْلَمُونَ الْکِتابَ إِلَّا أَمانِیَ ) [ 2 / 78 ] الکتاب التوراة.

وقوله ( إِلَّا أَمانِیَ ) أی إلا ما هم علیه من أَمَانِیِّهِمْ إن الله یعفو عنهم ، ولا یؤاخذهم بخطایاهم.

وقیل إلا أکاذیب مختلقة من علمائهم فقبلوها علی التقلید ، کما قال أحدهم هذا شیء رویته أم تمنیته أی اختلقته.

وقیل إلا ما یقرءون من کتاب الله کقول الشاعر :

تمنی کتاب الله أول لیله

قوله ( أَمَنَةً نُعاساً ) [ 3 / 154 ] الْأَمَنَةُ : الْأَمْنُ مصدر أَمِنْتُ.

والْأَمَنَةُ أیضا : الذی یثق بکل شیء وکذلک الْأُمَنَةُ کهمزة.

والْأَمْنُ : الْأَمَانُ.

قال تعالی ( لَهُمُ الْأَمْنُ ) [ 6 / 82 ] أی الْأَمَانُ.

قوله ( وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ ) [ 11 / 40 ] قیل یعنی نوحا علیه السلام قیل کانوا ثمانیة وقیل کانوا اثنین وسبعین رجلا وامرأة.

قوله ( وَما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) [ 10 / 100 ] ظاهره تحریم الْإِیمَانِ علیها ، ولکن علی معنی أَنَّهَا مَا کَانَتْ لِتُؤمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ، وَإِذْنِهِ أَمَرَهُ لَهَا بِالْإِیمَانِ کَمَا هُوَ مَرْوِیٌّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام.

والْإِیمَانُ لغة هو التصدیق المطلق اتفاقا من الکل ومنه قوله تعالی ( وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا ) [ 12 / 17 ].

وشرعا علی الأظهر هو التصدیق بالله بأن یصدق بوجوده ، وبصفاته ، وبرسله بأن یصدق بأنهم صادقون فیما أخبروا به عن الله ، وبکتبه بأن یصدق بأنها

ص: 204

کلام الله وأن مضمونها حق ، وبالبعث من القبور والصراط والمیزان ، وبالجنة والنار ، وبالملائکة بأنهم موجودون وأنهم ( عِبادٌ مُکْرَمُونَ لا یَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَیَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ ) ، یسبحون الله باللیل والنهار ( لا یَفْتُرُونَ ) ، مطهرون من أنواع الشهوات من الأکل والشرب والجماع إلی غیر ذلک ، مبرءون عن التناسل والتوالد لیسوا بذکور ولا إناث ، بل خلقهم الله تعالی من نور وجعلهم رسلا إلی من شاء من عباده.

وَفِی الْحَدِیثِ - وَقَدْ سُئِلَ علیه السلام عَنْ أَدْنَی مَا یَکُونُ الْعَبْدُ بِهِ مُؤْمِناً - فَقَالَ « یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَیُقِرُّ بِالطَّاعَةِ ، وَیَعْرِفُ إِمَامَ زَمَانِهِ ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ».

والْإِیمَانُ یرد علی صیغتین الْإِیمَانُ بالله ، والْإِیمَانُ لله.

فَالْإِیمَانُ بالله هو التصدیق بإثباته علی النعت الذی یلیق بکبریائه.

والْإِیمَانُ لله هو الخضوع والقبول عنه والاتباع لما یأمر والانتهاء لما ینهی.

وَفِی کَشْفِ الْغُمَّةِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ : « الْإِیمَانُ ثَابِتٌ فِی الْقَلْبِ ، وَالْیَقِینُ خَطَرَاتُ فَمَرَّةً یَقْوَی فَیَصِیرُ کَأَنَّهُ زُبَرُ الْحَدِیدِ وَمَرَّةً یَصِیرُ کَأَنَّهُ خِرْقَةٌ بَالِیَةٌ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « الْوَسَائِلُ إِلَی اللهِ : الْإِیمَانُ الْکَامِلُ » أی الْإِیمَانُ بالله ورسوله هو أصله ، وباقی الفرائض والسنن کمالات.

وَفِیهِ « لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ » هذا الکلام ونحوه وعید لا یراد به حقیقة الإیقاع ، وإنما یقصد به الزجر والردع ونفی الفضیلة دون الحقیقة فی رفع الإیمان وإبطاله.

وَفِیهِ « مَنْ صَامَ إِیمَاناً وَاحْتِسَاباً فَکَذَا » أی تصدیقا بالله وبوعده ، وإیمانا مفعول له ، ویجوز أن ینتصب علی الحال ، أی صام مؤمنا ومصدقا ، ویجوز نصبه علی المصدر أی صام صوم مُؤْمِنٍ مصدق له. قیل : وأحسن الوجوه کونه مفعولا. والْمُؤْمِنُ : من کان متصفا بالإیمان ، وهل یکلف الدلیل؟ قال المحقق الشیخ علی رحمه الله : الْمُؤْمِنُ من کان یعتقد

ص: 205

اعتقاد الإمامیة ، وإن لم یکن عنده دلیل.

وقریب منه ما نقل عن المحقق الطوسی.

وقیل لا بد منه ولو إجمالا.

وَفِی حَدِیثِ رِفَاعَةَ « أَتَدْرِی یَا رِفَاعَةُ لِمَ سُمِّیَ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً؟ قَالَ : لَا أَدْرِی! قَالَ : لِأَنَّهُ یُؤْمِنُ عَلَی اللهِ فَیُجِیزُ أَمَانَهُ ».

وَالْمُؤْمِنُ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَی سُمِّیَ اللهُ تَعَالَی بِهِ لِأَنَّهُ یُؤْمِنُ مِنْ عَذَابِهِ مَنْ أَطَاعَهُ کَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ

وَفِیهِ « نَهْرَانِ مُؤْمِنَانِ النِّیلُ وَالْفُرَاتُ وَنَهْرَانِ کَافِرَانِ » وهذا علی التشبیه لا الحقیقة لأنهما یفیضان فیسقیان الحرث بلا مؤنة وکلفة ، وجعل الأخیرین کافرین لأنهما لا یسقیان ولا ینتفع بهما إلا بمؤنة وکلفة فهذان فی الخیر والنفع کَالْمُؤْمِنِینَ ، وهذان فی قلة النفع کالکافرین.

وَفِی الدُّعَاءِ « وَأَخْرِجْنِی مِنَ الدُّنْیَا آمِناً » أی من الذنوب التی بینی وبینک ، بأن توفقنی للتوبة منها قبل الموت ، ومن التی بینی وبین خلقک ، بأن توفقنی للخلاص منها ».

وَفِیهِ « لَا تُؤْمِنِّی مَکْرَکَ » قیل فیه کالاستدراج ونحوه.

وَفِیهِ « الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ وَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یُحَدِّثَ بِحَدِیثٍ یَکْتُمُهُ صَاحِبُهُ إِلَّا أَنْ یَکُونَ لِلَّهِ أَوْ ذَاکِراً لَهُ بِخَیْرٍ » فقوله بِالْأَمَانَةِ أی کالودیعة التی یجب حفظها.

وفی المجمع فی قَوْلِهِ « الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ » : إلا ثلاثة کما إذا سمع فی المجلس قائلا یقول أرید أقتل فلانا ، وأرید الزنا بفلانة ، أو آخذ ماله فإنه لا یستره.

وَفِی حَدِیثِ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « الْمَجْلِسُ بِالْأَمَانَةِ وَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یُحَدِّثَ بِحَدِیثٍ یَکْتُمُهُ صَاحِبُهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ ثِقَةً أَوْ ذَاکِراً لَهُ بِخَیْرٍ ».

وَفِی حَدِیثِ الرِّضَا علیه السلام مَعَ الرَّشِیدِ « الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ ، وَخَاصَّةً مَجْلِسُکَ ، فَقَالَ : لَا بَأْسَ عَلَیْکَ ».

والْأَمِینُ : الْمُؤْتَمَنُ علی الشیء ، ومنه مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله أَمِینُ اللهِ

ص: 206

عَلَی رِسَالَتِهِ.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ الْمُسْلِمِینَ عَلَی صَلَاتِهِمْ وَصِیَامِهِمْ وَلُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ » أی ممن یصدقونهم ویَأْتَمِنُونَهُمْ علی ذلک کله.

قیل فی شرح الحدیث : أما فی الصلاة والصیام فظاهر ، وأما فی اللحوم والدماء فقیل فیه إن من صدر منه ذلک جاز استحلال لحمه الذی یؤخذ منه ، ولحم یؤخذ من بلد هو فیه ، وأما فی الدماء فمعناه أن من صدر منه إهراق دم جاز استحلاله ، ومثله « الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ مَا لَمْ یَدْخُلُوا فِی الدُّنْیَا ».

والْأَمَانُ : عدم الخوف.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « کَسَاهُ اللهُ مِنْ حُلَلِ الْأَمَانِ ».

قال بعض الشارحین : المراد أَمَانُ أمته من النار ، فإن الله تعالی قال له ( وَلَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضی ) [ 93 / 5 ] وَهُوَ صلی الله علیه وآله لَا یَرْضَی بِدُخُولِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَی النَّارِ کَمَا وَرَدَ فِی الْحَدِیثِ وحُلَلُ الْأَمَانِ : استعارة ، وذکر الکسوة ترشیح.

وآمِینَ بالمد ، والقصر لغة ، بمعنی « اللهم استجب ». وعند بعضهم : « فلیکن کذلک ».

وأَمَّنْتُ علی الدعاء تَأْمِیناً : قلت عنده آمِینَ.

ومنه « فلان یدعو وفلان یُؤَمِّنُ علی دعائه ».

والرجل الْمَأْمُونُ : المتصف بِالْأَمَانَةِ.

وکذا الحائض الْمَأْمُونَةُ.

والْمَأْمُونُ من ألقاب الخلفاء ، واسمه عبد الله بن هارون الرشید.

وَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ : أُمُّ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله تُوُفِّیَتْ وَلِلنَّبِیِّ أَرْبَعُ سِنِینَ ، وَتُوُفِّیَ أَبُوهُ وَهُوَ ابْنُ شَهْرَیْنِ ، وَمَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَلِلنَّبِیِّ صلی الله علیه وآله نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِ سِنِینَ کَذَا فِی الْکَافِی

وآمِنَةُ بنت أبی سفیان : زوجة النبی صلی الله علیه وآله.

أَنْ قالُوا ) [ 7 / 5 ].

ومخففة من الثقیلة نحو ( أَفَلا یَرَوْنَ أَلَّا یَرْجِعُ إِلَیْهِمْ قَوْلاً ) [ 20 / 89 ] وقوله ( وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ) [ 10 / 10 ] والمعنی أَنَّهُ الحمد لله ، وقرأ بعضهم أَنَ الْحَمْدَ لِلَّهِ بالتشدید للنون ونصب الدال ، قیل وهو خارج من رأی الأئمة.

وقرئ وَأَنْ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً [ 6 / 153 ] بسکون النون.

واختلف فی قوله ( أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَی الظَّالِمِینَ ) [ 7 / 43 ] فقرئ بتشدید النون ، ونصب التاء ، والباقون بالرفع والتخفیف.

وأما قوله تعالی ( وَالْخامِسَةُ أَنَ لَعْنَتَ اللهِ عَلَیْهِ ) [ 24 / 7 ] ( وَالْخامِسَةَ أَنَ غَضَبَ اللهِ عَلَیْها ) [ 24 / 9 ] فقرئ بالتخفیف والرفع ، وقرئ بالتشدید والنصب.

وتکون مفسرة بمعنی أی نحو ( وَنُودُوا أَنْ تِلْکُمُ الْجَنَّةُ ) [ 7 / 43 ] وقوله ( وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ) [ 38 / 6 ].

وزائدة نحو ( فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ ) [ 12 / 69 ] ولا معنی للزیادة سوی التأکید.

وأَنَا : اسم مکنی به ، وهو للمتکلم وحده ، وإنما بنی علی الفتح فرقا بینه وبین أن التی هی حرف ناصب للفعل ، والألف الأخیرة إنما هی لبیان الحرکة فی الوقف.

وقد یوصل بها تاء الخطاب فیصیران کالشیء الواحد ، تقول أنت ، وتکسر للمؤنث ، وأنتم ، وأنتن.

وقد یدخل علیه کاف التشبیه تقول أنا کأنت ، وأنت کأنا.

وأما إن المکسورة ، فتأتی فی أول الکلام ، نحو ( إِنَّا أَعْطَیْناکَ الْکَوْثَرَ ) [ 108 / 1 ] وتأتی بعد القول نحو قوله تعالی ( قالَ إِنَّهُ یَقُولُ ) [ 2 / 71 ] وبعد القسم نحو قوله تعالی ( وَالْعَصْرِ إِنَ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ ) [ 103 / 1 ].

وهی إما حرف توکید تنصب الاسم وترفع الخبر.

أو جواب بمعنی نعم کَقَوْلِ ابْنِ الزُّبَیْرِ

ص: 209

لِمَنْ قَالَ لَهُ لَعَنَ اللهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِی إِلَیْکَ : « إِنْ وَرَاکِبَهَا » أی نعم ولعن الله راکبها.

وأما أَنَ المفتوحة المشددة فتکون بمعنی المصدر کقوله تعالی ( أَیَعِدُکُمْ أَنَّکُمْ إِذا مِتُّمْ وَکُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّکُمْ مُخْرَجُونَ ) [ 23 / 35 ].

قال سیبویه : أنَ الثانیة مبدلة من أَنَ الأولی ، والمعنی أَنَّکُمْ مخرجون إذا متم.

قال الفراء والمبرد : أَنَ الثانیة مکررة للتوکید لما طال الکلام کان تکریرها حسنا.

وهی فی العربیة علی وجهین أیضا.

« أحدهما » - التوکید کالمکسورة ،

و « الثانیة » - أن تکون لغة فی لعل ، وعلیه حمل قراءة من قرأ ( وَما یُشْعِرُکُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا یُؤْمِنُونَ ) [ 6 / 109 ] قال الجوهری : وفی قراءة أبی : لعلها ، وَفِی حَدِیثِ التَّلْبِیَةَ « لَبَّیْکَ إِنَ الْحَمْدَ لَکَ » بکسر الهمزة علی معنی الاستیناف ، وربما فتحت علی تأویل : بأَنَ الْحَمْدَ لَکَ.

وأما أَنَّی بتشدید النون والألف ، فیکون شرطا فی الأمکنة بمعنی أین.

ویکون استفهاما بمعنی ثلاث کلمات ، وهی « متی وأین وکیف ».

قال فی الارتشاف - نقلا عنه - : إلا أنها بمعنی « من أین » بزیادة حرف الجر علی الابتداء ، لا بمعنی أین وحدها ، ألا تری أَنَ مریم علیها السلام لما قیل لها ( أَنَّی لَکِ هذا ) [ 3 / 37 ] أجابت ( هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ) ولم تقل هو عند الله ، بل لو أجابت به لم یحصل المقصود.

وقد فسرت فی قوله تعالی ( فَأْتُوا حَرْثَکُمْ أَنَّی شِئْتُمْ ) [ 2 / 223 ] بثلاثة معان : کیف شئتم ، وحیث شئتم ، ومتی شئتم.

واقتصر الجوهری من ذلک علی معنیین. قال علی بن إبراهیم : وتأولت العامة ( أَنَّی شِئْتُمْ ) فی القبل والدبر ، وقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام ( أَنَّی شِئْتُمْ ) فِی الْفَرْجِ. وَالدَّلِیلُ عَلَیْهِ قَوْلُهُ ( نِساؤُکُمْ حَرْثٌ لَکُمْ ) [ 2 / 223 ] فَالْحَرْثُ الزَّرْعُ

ص: 210

وَالزَّرْعُ فِی الْفَرْجِ مَوْضِعُ الْوَلَدِ.

وقوله تعالی ( أَنَّی یَکُونُ لِی غُلامٌ ) [ 3 / 40 ] قال المفسر : هو استبعاد من حیث العادة ( وَقَدْ بَلَغَنِیَ الْکِبَرُ ) [ 3 / 40 ] أی أثر فی الکبر ، وأضعفنی ، وَکَانَتْ لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً ، وَلِامْرَأَتِهِ ثَمَانٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً.

وآنَ له أن یفعل کذا أی حان له أن یفعل کذا.

والْأَیْنِیَّةُ : الوجود ، والمائیة : الماهیة ومنه الْحَدِیثُ « لَا یُثْبَتُ الشَّیْءُ إِلَّا بِأَیْنِیَّةٍ وَمَائِیَّةٍ » ومنه الْحَدِیثُ « إِنَّ اللهَ أَیَّنَ الْأَیْنَ وَکَیَّفَ الْکَیْفَ بِلَا کَیْفٍ » وکأن المعنی أوجد الْأَیْنَ لمن یقول أَیْنَ ، وأوجد الکیف لمن یقول کیف.

وأَیْنَ : سؤال عن مکان إذا قلت أین زید ، فإنما تسأل عن مکانه.

فی السادسة.

فِی مَعْنَاهُ قَالَ : « قَامَتِ امْرَأَةُ الْعَزِیزِ إِلَی الصَّنَمِ فَأَلْقَتْ عَلَیْهِ ثَوْباً. فَقَالَ لَهَا یُوسُفُ : مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ : أَسْتَحِی مِنَ الصَّنَمِ أَنْ یَرَانَا. فَقَالَ لَهَا یُوسُفُ : أَتَسْتَحِینَ مِمَّنْ لَا یُبْصِرُ وَلَا یَفْقَهُ ، وَلَا أَسْتَحِی مِمَّنْ ( خَلَقَ الْإِنْسانَ ) و ( عَلَّمَهُ الْبَیانَ ) ».

قوله : ( فَذانِکَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّکَ ) [ 28 / 32 ] هما الید البیضاء وضم الجناح من الرهب.

حاله.

وبُطْنَانُ العرش بالضم : وسطه وداخله ، ومنه الْحَدِیثُ « فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ ».

وَفِی حَدِیثِ الشَّمْسِ « إِذَا غَابَتْ انْتَهَتْ إِلَی حَدِّ بُطْنَانِ الْعَرْشِ » قال بعض الشارحین کأن المراد وصولها إلی دائرة نصف النهار فإنها حینئذ تحاذی النقطة التی هی وسط العرش.

والْبُطْنَانُ جمع الْبَطْنِ وهو المنخفض من الأرض.

والْباطِنُ من أسمائه تعالی ، وهو المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا یدرکه بصر ولا یحیط به وهم ، وهو العالم بما بَطَنَ قاله فی النهایة.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْبَاطِنُ لَیْسَ عَلَی مَعْنَی الِاسْتِبْصَارِ لِلْأَشْیَاءِ أَنْ یَغُورَ فِیهَا ، وَلَکِنْ ذَلِکَ مِنْهُ عَلَی اسْتِبْطَانِهِ لِلْأَشْیَاءِ عِلْماً وَحِفْظاً وَتَدْبِیراً ، کَقَوْلِ الْقَائِلِ أَبْطَنْتُهُ أَیْ أَخْبَرْتُهُ وَعَلِمْتُ مَکْنُونَ سَرِّهِ ».

وفِیهِ « أَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَیْسَ دُونَکَ شَیْءٌ » أی فلیس شیء أَبْطَنَ منک.

وَفِی حَدِیثٍ الْوُضُوءِ « أَیُبَطِّنُ الرَّجُلُ لِحْیَتَهُ » بتشدید الطاء من بطن یَبْطُنُ إذا أدخل الماء تحتها مما هو مستور بشعرها لا من بَطَنْتُ الوادی دخلته.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « أَنَّهُ مَسَحَ عَلَی النَّعْلَیْنِ وَلَمْ یَسْتَبْطِنِ الشِّرَاکَیْنِ » أی لم یمسح ما تحتهما.

والْبَطْنُ : دون القبیلة ، وفوقها : الْفَخِذَةُ مؤنثة ، وإن أرید الحی فمذکر ، ویجمع الْبَطْنُ علی أَبْطُنٍ وبُطُونٍ.

والْبَطَنُ محرکة : داء الْبَطْنِ.

والْمَبْطُونُ : الذی یموت بمرض الْبَطَنِ والْمَبْطُونُ : من به إسهال أو انتفاخ فی بَطْنٍ أو من یشتکی بَطْنَهُ.

وَفِی الْخَبَرِ « الْمَبْطُونُ لَمْ یُعَذِّبْ فِی الْقَبْرِ ».

وبَطِنَ بالکسر یَبْطَنُ فهو بَطِینٌ : إذا عظم بَطْنُهُ. والْمِبْطَانُ مثله.

والْمِبْطَانُ : الذی لا یزال عظیم الْبَطْنِ من کثرة الأکل.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « أَوْ أَبِیْتُ

ص: 215

مِبْطَاناً وَحَوْلِی بُطُونٌ غَرْثَی ».

والْبِطْنَةُ بالکسر : الامتلاء الشدید.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « إِنْ أَفْرَطَ فِی الشِّبَعِ کَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ ».

ومنه :

بِحَسْبِکَ دَاءً أَنْ تَبِیتَ بِبِطْنَةٍ

وَحَوْلَکَ أَکْبَادٌ تَحِنُّ إِلَی الْقِدِّ

وبینهما بَوْنٌ أی بین درجتیهما أو بین اعتبارهما فی الشرف.

وأما فی التباعد الجسمانی فیقال بینهما بَیْنٌ بالیاء.

وقال الجوهری : بینهما بَوْنٌ بعید ، وبین بعید والواو أفصح.

(لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ ما لَبِثُوا فِی الْعَذابِ الْمُهِینِ) [ 34 / 14 ] من تَبَیَّنَ الشیء إذا ظهر وتجلی.

والْبَیْنُ : الواضح ، قال تعالی ( بِسُلْطانٍ بَیِّنٍ ) [ 18 / 15 ] أی واضح.

قوله تعالی ( فِی کِتابٍ مُبِینٍ ) [ 6 / 59 ] أی فی اللوح المحفوظ ، وقیل علم الله تعالی.

قوله ( إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ ) [ 12 / 5 ] أی مظهر للعداوة.

قوله ( فَإِذا هِیَ ثُعْبانٌ مُبِینٌ ) [ 7 / 107 ] أی بَیِّنٌ.

وبَیَّنَ الشیء : إذا أوضحه.

قال تعالی ( لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَکْتُمُونَهُ ) [ 3 / 187 ] وقال ( إِلَّا أَنْ یَأْتِینَ بِفاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ ) [ 4 / 19 ].

واسْتَبَانَ الشیء : تَبَیَّنَ.

واسْتَبَانَهُ : بَیَّنَهُ ، وعلی الوجهین قرئ قوله ( وَلِتَسْتَبِینَ سَبِیلَ الْمُجْرِمِینَ ) [ 6 / 55 ] بنصب السبیل ورفعه.

قوله ( الْکِتابَ الْمُسْتَبِینَ ) [ 37 / 117 ] أی البلیغ فی بَیَانِهِ وهو التوراة.

قوله ( وَلا یَکادُ یُبِینُ ) [ 43 / 52 ] من بَانَ الأمر یَبِینُ فهو بَیِّنٌ إذا وضح. وأَبَانَ إِبَانَةً وبَیَّنَ وتَبَّیَنَ واسْتَبَانَ ، کله بمعنی الوضوح والانکشاف.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ اللهَ نَصَرَ النَّبِیِّینَ بِالْبَیَانِ » أی بالمعجزة ، وبأن ألهمهم وأوحی إلیهم بمقدمات واضحة الدلائل علی المدعی عند الخصم ، مؤثرة فی قلبه.

وَفِیهِ « أَنْزَلَ اللهُ فِی الْقُرْآنِ تِبْیَانَ کُلِّ شَیْءٍ » أی کشفه وإیضاحه.

والْبَیَانُ والسلطان والبرهان والفرقان : نظائر ، وحدودها مختلفة.

فَالْبَیَانُ : إظهار المعنی للنفس ، کإظهار نقیضه.

والبرهان : إظهار صحة المعنی وإفساد نقیضه.

والفرقان : إظهار تمیز النفس مما التبس.

والسلطان : إظهار ما یتسلط به علی نقض المعنی بالإبطال.

وتَبَیَّنَ الشیء لی إذا ظهر عندی وزال

ص: 218

خفاه عنی ، وفی المثل « قَدَّ بَیَّنَ الصُّبْحُ لِذِی عَیْنَیْنِ » أی تَبَیَّنَ.

وبَانَ الحی بَیْناً وبَیْنُونَةً : ظعنوا وأبعدوا.

وضرب رأسه فَأَبَانَهُ من جسده : فصله. والْمُبَایَنَةُ : المفارقة.

وتَبَایَنَ القوم : تهاجروا.

والْبَائِنُ من الطلاق : ما لا رجعة فیه.

وتطلیقة بَائِنَةٌ هی فاعلة بمعنی مفعولة.

وَفِی الْحَدِیثِ « کَسْبُ الْحَرَامِ یَبِینُ فِی الذُّرِّیَّةِ ».

ویرد علیه قوله تعالی ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری ) [ 6 / 184 ].

ویمکن الجواب بأن أثر الحرام یسری إلی الذریة بحیث تفعل أفعالا موجبة للنکال.

وغراب الْبَیْنِ : مر بیانه (1).

وَفِی وَصْفِهِ صلی الله علیه وآله « لَیْسَ بِالطَّوِیلِ الْبَائِنِ » أی المفرط طولا الذی بعد عن قد الرجال.

وتَبَیَّنَ الشیء : تحقق.

ومِنْهُ « تَبَیَّنَ زِنَا الزَّانِیَةِ » أی تحقق زِنَاهَا بِبَیِّنَةٍ أو رؤیة.

وَفِی الْخَبَرِ « مَا قُطِعَ مِنْ حَیٍّ وَأُبِینَ مِنْهُ » أَیْ انفصل منه وهو حی « فَهُوَ مَیْتَةٌ » یعنی أنه لا یجوز أکله.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُقَدِّمَنَّ شَیْئاً بَیْنَ یَدَیْ شَیْءٍ » أی قدامه متوسطا یدیه.

وقولهم « لإصلاح ذات الْبَیْنِ » یعنی الأحوال التی بَیْنَ القوم وإسکان النائرة التی بَیْنَهُمْ ، وإصلاحها بالتعهد والتفقد ولما کانت ملابسة الْبَیْنِ وصفت به ، فقیل لها ذات الْبَیْنِ کما قیل للأسرار ذات الصدور.

وبَیْنَ : ظرف مبهم لا یَتَبَیَّنُ معناه إلا بالإضافة إلی اثنین فصاعدا أو ما یقوم مقام ذلک کقوله تعالی ( عَوانٌ بَیْنَ ذلِکَ ) [ 2 / 68 ].

وتکون ظرف مکان ، نحو جلست بین القوم.

وظرف زمان وهو کثیر قال فی المصباح والمشهور فی العطف بعدها أن تکون

ص: 219

بالواو لأنها للجمع المطلق نحو « المال بین زید وعمرو ».

وأجاز بعضهم بالفاء مستدلا بقوله بین الدخول فحومل (1).

وأجیب بأن ( الدخول ) اسم لمواضع شتی ، فهو بمنزلة « المال بین القوم ».

وَفِی الْحَدِیثِ « بَیْنَا أمیر المؤمنین علیه السلام جَالِسٌ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ إِذْ قَالَ کَذَا وَکَذَا ».

قال بعض الشارحین - ووافقه غیره من اللغویین بَیْنَا : فعلی من الْبَیْنِ ، أشبعت الفتحة فصارت ألفا.

بَیْنَا ویقال بَیْنَمَا بزیادة المیم والمعنی واحد ، تقول « بَیْنَا نحن نرقبه أتانا » أی أتانا بین أوقات رقبتنا إیاه.

وتضاف إلی جملة « من فعل وفاعل » أو « مبتدإ وخبر » وتستدعی فی الصورتین جوابا یتم به المعنی ، کما یستدعی ( إذا ) و ( لما ).

وتقع بعدها إذ الفجائیة غالبا تقول « بَیْنَا أنا فی عسر إذ جاء الفرج ».

وعامله محذوف یفسر الفعل الواقع بعد إذ ، أی بَیْنَ أوقات إعساری مجیء الفرج.

وبَیْنَ بَیْنَ : هما اسمان جعلا اسما واحدا وبنیا علی الفتح کخمسة عشر.

وأَبْیَنَ وزان أحمر : اسم رجل من حمیر بن عدن فنسب إلیه. وقیل عدن أَبْیَنُ ، وکسر الهمزة لغة قاله فی المصباح

ص: 220

وَالْهَوَامِّ ، فِیهَا یَتَعَاطَفُونَ ، وَبِهَا یَتَرَاحَمُونَ ، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِینَ رَحْمَةً.

فتبین لنا أن الله تعالی بین لعباده معالم معرفته بهذه الأسماء ، وعرفنا أن ما خص الله به المؤمنین من رحمته فی الآخرة بالنسبة إلی ما عم به الخلائق من رحمته فی دار الدنیا نسبة تسعة وتسعین جزءا إلی الجزء الأقل من جزء واحد.

والکافر حیث کفر بالله ولم یؤد حق العبودیة فی هذه الأسماء ، ولا فی بعضها حرم الله علیه أقسام رحمته فی الآخرة المعبر عنها بتسع وتسعین ، فجعل الله مکان کل عدد من هذه الأعداد تِنِّیناً یسلط علیه فی قبره - انتهی. وهو جید.

تَرْغُو » جِرَانُ البعیر بالکسر من مقدم عنقه من مذبحه إلی منحره ، فإذا برک البعیر ومد عنقه علی الأرض ، قیل : ألقی جِرَانَهُ بالأرض. والجمع جَرَنَ وأَجْرِنَةٌ کحمار وحمر وأحمرة.

والْجَرِینُ کالبرید : البیدر الذی یداس فیه الطعام ، وموضع التمر الذی یجفف فیه والجمع جُرْنٌ ، کبرید وبرد وَمِنْهُ « لَا قَطْعَ فِی ثَمَرٍ حَتَّی کُومَةِ الْجَرِینِ ».

وتضیء فی وجه الظلام منیرة

کَجُمَانَةِ البحری سل نظامها

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : صَارَتْ حَیَّةً صَفْرَاءَ لَهَا عُرْفٌ کَعُرْفِ الْفَرَسِ ، صَارَتْ تَتَوَرَّمُ حَتَّی صَارَتْ ثُعْبَاناً ، وَهُوَ أَعْظَمُ مَا یَکُونُ مِنَ الْحَیَّاتِ ، وَلَمَّا أَلْقَی مُوسَی الْعَصَا صَارَتْ جَانّاً فِی الِابْتِدَاءِ ، ثُمَّ صَارَتْ ثُعْبَاناً فِی الِانْتِهَاءِ.

ویقال وصف الله العصا بثلاثة أوصاف الحیةِ ، والْجَانِ ، والثعبانِ. لأنها کالحیة لعدوها ، وکَالْجَانِ لتحرکها ، وکالثعبان لابتلاعها.

وَنُقِلَ أَیْضاً أَنَّهُ علیه السلام « لَمَّا أَلْقَی الْعَصَا صَارَتْ حَیَّةً عَظِیمَةً ، صَفْرَاءَ ، شَعْرَاءَ فَاغِرَةً فَاهَا ، بَیْنَ لَحْیَیْهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعاً ، وَارْتَفَعَتْ مِنَ الْأَرْضِ بِقَدْرِ مِیلٍ ، وَقَامَتْ عَلَی ذَنَبِهَا وَاضِعَةً فَاهَا الْأَسْفَلَ فِی الْأَرْضِ وَالْأَعْلَی عَلَی سُورِ الْقَصْرِ ، وَتَوَجَّهَتْ نَحْوَ فِرْعَوْنَ لِتَأْخُذَهُ ».

ویقال کانت العصا حیة لموسی وثعبانا لفرعون وجَانّاً للسحرة.

والْجَنَّةُ بالفتح : البستان من النخل والشجر ، وأصلها من الستر کأنها لتکاثفها والتفاف أغصانها سمیت بِالْجَنَّةِ التی هی المرة من جَنَّهُ إذا ستره.

قال تعالی ( وَقُلْنا یا آدَمُ اسْکُنْ أَنْتَ وَزَوْجُکَ الْجَنَّةَ ) [ 2 / 35 ].

وَسُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام عَنْ جَنَّةِ آدَمَ « أَمِنْ جِنَانِ الدُّنْیَا کَانَتْ أَمْ مِنْ جِنَانِ الْآخِرَةِ؟ فَقَالَ علیه السلام : کَانَتْ مِنْ جِنَانِ الدُّنْیَا ، تَطْلُعُ فِیهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وَلَوْ کَانَتْ مِنْ جِنَانِ الْآخِرَةِ لَمْ یَدْخُلْهَا إِبْلِیسُ ، وَمَا خَرَجَ مِنْهَا آدَمُ أَبَداً ».

قوله ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِی وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ) [ 13 / 35 ] قال بعض الأعلام اختلف فی أنها مخلوقة الآن أم لا؟ والذی ذهب إلیه الأکثرون ، وعلیه المحقق الطوسی فی التجرید القول بوجودها الآن ، وکل من قال بخلق الْجَنَّةِ قال بخلق النار.

ولهذا القول شواهد من الکتاب والسنة کقوله تعالی ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ ) [ 3 / 133 ] وفی حق النار ( أُعِدَّتْ لِلْکافِرِینَ ) [ 3 / 131 ] فقد أخبر تعالی عن إعدادها بلفظ الماضی ، وهو یدل علی وجودها ، وإلا لزم الکذب.

ص: 227

والحمل علی التعبیر عن المستقبل بلفظ الماضی عدول عن الظاهر.

وَفِی حَدِیثِ أَبِی الصَّلْتِ مَعَ الرِّضَا علیه السلام « قَالَ : قُلْتُ یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ أَخْبِرْنِی عَنِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ أَهُمَا الْیَوْمَ مَخْلُوقَتَانِ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وآله قَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَرَأَی النَّارَ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ إِنَّهُمَا الْیَوْمَ مُقَدَّرَتَانِ غَیْرُ مَخْلُوقَتَیْنِ! فَقَالَ علیه السلام : مَا أُولَئِکَ مِنَّا وَلَا نَحْنُ مِنْهُمْ ، مَنْ أَنْکَرَ خَلْقَ الْجَنَّةَ وَالنَّارِ فَقَدْ کَذَّبَ النبی صلی الله علیه وآله ، وَکَذَّبَنَا ، وَلَیْسَ مِنْ وَلَایَتِنَا عَلَی شَیْءٍ وَیُخَلَّدُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ ».

وَعَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام « قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وآله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی دَاخِلُهُ مِنْ خَارِجِهِ ، وَخَارِجُهُ مِنْ دَاخِلِهِ ، وَفِیهِ بَیْتَانِ مِنْ دُرٍّ وَزَبَرْجَدٍ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْکَلَامَ وَأَدَامَ الصِّیَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَالنَّاسُ نِیَامٌ.

فَقَالَ أمیر المؤمنین علیه السلام یَا رَسُولَ اللهِ وَفِی أُمَّتِکَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا؟

فَقَالَ ادْنُ مِنِّی یَا عَلِیُّ ، فَدَنَا فَقَالَ أَتَدْرِی مَا إِطَابَةُ الْکَلَامِ؟ فَقَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ مَنْ قَالَ « سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَکْبَرُ ».

فَقَالَ : أَتَدْرِی مَا إِدَامَةُ الصِّیَامِ؟

قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ شَیْئاً.

قَالَ : أَتَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ؟ قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ : مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَکُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ وَتَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَالنَّاسُ نِیَامٌ؟

قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ : مَنْ لَمْ یَنَمْ حَتَّی یُصَلِّیَ عِشَاءَ الْآخِرَةِ ، وَیَعْنِی بِالنَّاسِ نِیَامَ ( الْیَهُودِ

ص: 228

وَالنَّصَارَی ) فَإِنَّهُمْ یَنَامُونَ فِیمَا بَیْنَهُمَا ».

وَفِی الْحَدِیثِ « أَنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْجَنَّةِ عَلَی صُوَرِ أَبْدَانِهِمْ ، لَوْ رَأَیْتَهُ لَقُلْتَ فُلَانٌ » والمراد بها جَنَّةٌ من جَنَّاتِ الدنیا ، تطلع علیها الشمس ، وتغیب.

وعلی ذلک دلت الأخبار عن الأئمة الأطهار.

وَفِیهِ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ النَّارَ ، وَخَلَقَ الطَّاعَةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْمَعْصِیَةَ ، وَخَلَقَ الرَّحْمَةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْغَضَبَ ، وَخَلَقَ الْخَیْرَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الشَّرَّ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الْحَیَاةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْمَوْتَ ، وَخَلَقَ الشَّمْسَ قَبْلَ الْقَمَرِ ، وَخَلَقَ النُّورَ قَبْلَ الظُّلْمَةِ ».

وقد تقدم فی ( جمل ) ما یدل علی أن الْجَنَّةَ فی السماء ، والنار فی الأرض ، والصراط من الأرض إلی الْجِنَانِ.

والْجِنُ : الذین هم خلاف الإنس ، الواحد منهم : جِنِّیٌ ، سمیت بذلک لأنها لا تری.

قیل : إن الْجِنَ أجسام هوائیة قادرة علی التشکل بأشکال مختلفة ، لها عقول وأفهام وقدرة علی الأعمال الشاقة.

وحکی ابن الأعرابی إجماع المسلمین علی أنهم یأکلون ویشربون وینکحون ، خلافا للفلاسفة النافین لوجودهم.

ولیلة الْجِنِ : اللیلة التی جاءت الْجِنِ رسول الله صلی الله علیه وآله ، وذهبوا به إلی قومهم لیتعلموا منه الدین.

واختلف فی ثوابهم ، فقال أبو حنیفة ثوابهم السلامة من العذاب ، لقوله تعالی ( یَغْفِرْ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَیُجِرْکُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ ) [ 46 / 31 ] وقال مالک لهم الکرامة بالجنة ، لقوله تعالی ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) [ 55 / 46 ].

واستدل البخاری علی الثواب ، بقوله تعالی ( وَلِکُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) [ 6 / 132 ] وبقوله ( فَلا یَخافُ بَخْساً ) [ 72 / 13 ] أی نقصانا.

وَفِی الْخَبَرِ « خَلَقَ اللهُ الْجِنَ خَمْسَةَ أَصْنَافٍ ، صِنْفٌ حَیَّاتٌ وَعَقَارِبُ ، وَصِنْفٌ حَشَرَاتُ الْأَرْضِ ، وَصِنْفٌ کَالرِّیحِ فِی الْهَوَاءِ وَصِنْفٌ کَبَنِی آدَمَ عَلَیْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ ».

والْجُنَّةُ بالضم والتشدید : السترة ،

ص: 229

وما تسترت به من سلاح ونحوه.

وَفِی الْحَدِیثِ « الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ » أی یتستر به من دخول النار والمعاصی ، لأنه یکسر الشهوة ویضعف القوة ، ولذلک قَالَ صلی الله علیه وآله « إِنَّ الشَّیْطَانَ لَیَجْرِی فِی ابْنِ آدَمَ مَجْرَی الدَّمِ ، فَضَیِّقُوا مَجَارِیَهُ بِالْجُوعِ » فکأن الصوم علی الخصوص أشد قمعا للشیطان من سائر العبادات.

وَفِی حَدِیثِ الْحَقِّ تَعَالَی « یَا مُوسَی اتَّخِذْنِی جُنَّةً لِلشَّدَائِدِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « الْإِمَامُ جُنَّةٌ » أی یتقی به ، ویستدفع به الشر.

والْمِجَنُ بالکسر والتشدید : الترس لأن صاحبه یستتر به.

ومنه الْحَدِیثُ « لَا یُطَوِّلَنَّ أَحَدُکُمْ شَعْرَ إِبْطَیْهِ ، فَإِنَّ الشَّیْطَانَ یَتَّخِذُهُ مِجَنّاً یَسْتَتِرُ بِهِ ».

والجمع الْمَجَانُ بالفتح.

والْجَنِینُ الولد فی بطن أمه.

والْجَنَاجِنُ : عظام الصدر ، الواحدة جِنْجِنٌ وجِنْجِنَةٌ بکسر الجیمین فیهما.

والْمَنْجَنُونُ : الدولاب التی یستقی علیها.

قال الصدوق رحمه الله : واسمه عبد الله ابن أنیس الأنصاری.

وقد حَزِنَ حَزَناً من باب تعب فهو حَزِنٌ وحَزِینٌ.

قال فی المصباح : ویتعدی فی لغة قریش بالحرکة ، یقال حَزَنَنِی الأمر یَحْزُنُنِی من باب قتل ، وفی لغة تمیم بالألف.

قال الجوهری : وقرئ بهما ، قال : ومنع أبو زید استعمال الماضی من الثلاثی ، فلا یقال حَزَنَهُ ، وإنما یستعمل المضارع من الثلاثی فیقال یَحْزُنُهُ.

والْحَزَنُ بفتحتین کَالْحُزْنِ : ضد السرور.

والْحُزَانَةُ بالضم والتخفیف : عیال الرجل الذی یَتَحَزَّنُ لهم. ومنه الدُّعَاءُ « وَأَهْلَ حُزَانَتِی ».

والْحَزْنُ کفلس : ما غلظ من الأرض وهو خلاف السهل ، والجمع حُزُونٌ کفلوس

کَمَا سَمِعُوهُ لَا یَزِیدُونَ وَلَا یَنْقُصُونَ » (1).

قوله ( وَأْمُرْ قَوْمَکَ یَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها ) [ 7 / 145 ] أی فیها ما هو حَسَنٌ وأَحْسَنُ کالاقتصاص والعفو والانتصار والصبر ، فمرهم أن یأخذوا مما هو أدخل فی الْحُسْنِ وأکثر للثواب ، کقوله ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَیْکُمْ ) [ 39 / 55 ] وقیل : یأخذوا بما هو واجب أو ندب لأنه أَحْسَنُ من المباح.

قوله ( وَجادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ ) [ 16 / 125 ] قال : القرآن.

قوله ( رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنْیا حَسَنَةً ) [ 2 / 201 ] أی الصدق ، وَرُوِیَ أَنَّهَا سَعَةٌ فِی الْخَلْقِ وَسَعَةٌ فِی الرِّزْقِ ( وَفِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً ) [ 2 / 201 ] أی رضوانک والجنة.

قوله ( إِنْ تَمْسَسْکُمْ حَسَنَةٌ ) [ 3 / 120 ] أی غنیمة ( تَسُؤْهُمْ ).

قوله ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها ، وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَکُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ ) [ 27 / 89 ].

عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « قَالَ : الْحَسَنَةُ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ ، وَالسَّیِّئَةُ بُغْضُنَا »

یؤیده ما رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وآله « أَنَّهُ قَالَ : یَا عَلِیُّ لَوْ أَنَّ أُمَّتِی صَامُوا حَتَّی صَارُوا کَالْأَوْتَادِ وَصَلَّوْا حَتَّی صَارُوا کَالْحَنَایَا ، ثُمَّ أَبْغَضُوکَ لَأَکَبَّهُمُ اللهُ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ ».

قوله ( وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّیِّئاتِ ) [ 7 / 167 ] أی بالنعم والنقم ، والمسخ والمحن ( لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ ).

قوله ( إِنَ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ) [ 11 / 115 ] قیل : أراد بِالْحَسَنَاتِ الصلاة.

وفی معنی إذهابها للسیئات قولان : مر أحدهما فی ( ذهب ).

والثانی : أنها لطف فی ترک السیئات کما قال تعالی ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْکَرِ ) [ 29 / 45 ].

ص: 233

قَوْلُهُ ( إِنَّا نَراکَ مِنَ الْمُحْسِنِینَ ) [ 12 / 36 ] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام قَالَ « کَانَ یُوَسِّعُ الْمَجْلِسَ ، وَیَسْتَقْرِضُ لِلْمُحْتَاجِ ، وَیُعِینُ الضَّعِیفَ ».

والْحُسْنَی : خلاف السُّوأَی ، وقوله ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنی ) [ 92 / 6 ] أی بالخصلة الْحَسَنَةِ ، وهی الإیمان أو بالملة الْحُسْنَی ، وهو الإسلام.

وفی الروایة غیر ذلک وقد مر فی ( یسر ).

قوله ( إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ ) [ 9 / 52 ] أی إحدی العاقبتین اللتین کل واحدة منهما حُسْنَی العواقب ، وهما النصر والشهادة.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام « الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِیءُ مِنَ الْخِیَانَةِ ، یَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَی الْحُسْنَیَیْنِ ، إِمَّا دَاعِیَ اللهِ ، فَمَا عِنْدَ اللهِ ، خَیْرٌ لَهُ ، وَإِمَّا رِزْقَ اللهِ ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ ، وَمَعَهُ دِینُهُ وَحَسَبُهُ ».

والْحُسْنَی : أحد الحیطان الموقوفة علی فاطمة علیها السلام.

قَوْلُهُ ( وَبِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً ) [ 2 / 83 ] سُئِلَ علیه السلام مَا هَذَا الْإِحْسَانُ؟ فَقَالَ : « الْإِحْسَانُ أَنْ یُحْسِنَ صُحْبَتَهُمَا ، وَأَنْ لَا یُکَلِّفَهُمَا أَنْ یَسْأَلَانِهِ شَیْئاً مِمَّا یَحْتَاجَانِ إِلَیْهِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « حَسِّنْ بِالْقُرْآنِ صَوْتَکَ » ومثله « حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِکُمْ ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ یَزِیدُ الْقُرْآنَ حُسْناً ».

وفِیهِ « لِکُلِّ شَیْءٍ حِلْیَةٌ ، وَحِلْیَةُ الْقُرْآنِ الصَّوْتُ الْحَسَنُ ».

وَفِی حَدِیثِ الْبَاقِرِ علیه السلام « وَرَجِّعْ بِالْقُرْآنِ صَوْتَکَ ، فَإِنَّ اللهَ یُحِبُّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ » إلی غیر ذلک مما دل صریحا علی رجحان تَحْسِینِ الصوت فی القرآن بالمعنی المتعارف ، وما قیل من أن تَحْسِینَ الصوت إنما هو بتأدیة الحروف والإعراب ، والاعتماد علی المخارج ، فإنه یُحَسِّنُ الصوت به حُسْناً جیدا ، وأن تَحْسِینَ الصوت لا دخل له فی القرآن ، ففی غایة البعد عن مفاد تلک الأحادیث ، وخروج عن مناطیقها ، إلی ما لا دلیل علیه (1).

ص: 234

والْحَسَنَةُ : خلاف السیئة.

والْحَسَنُ : نقیض القبح ، والجمع مَحَاسِنُ علی غیر قیاس.

وقد حَسُنَ الشیء ، وإن شئت خففت الضمة ، فقلت : حَسُنَ الشیء قاله الجوهری.

وحَسَّانُ : اسم رجل ، إن جعلته فعالا من الْحُسْنِ یکون النون أصلیة ، وإن جعلته فعلانا من الحس ، وهو القتل تکون النون زائدة.

وقالوا « امرأة حَسَنَةٌ وحَسْنَاءُ » ولم یقولوا : رجل أَحْسَنُ.

وحَسَّنْتُ الشیء تَحْسِیناً : زینته.

والْحَسَنُ والْحُسَینُ : ابنان لعلی وفاطمة علیها السلام ، فإن ثنیت قلت : الْحَسَنَانِ وکان بینهما فی المیلاد ستة أشهر وعشر وفیه نزلت ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) [ 46 / 15 ].

وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَسْکَرِیُّ علیه السلام وُلِدَ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَثَلَاثِینَ وَمِائَتَیْنِ ، وَقُبِضَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَمِائَتَیْنِ ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِینَ سَنَةً ، وَدُفِنَ فِی دَارِهِ الَّتِی دُفِنَ فِیهَا أَبُوهُ.

ومَحَاسِنُ المرأة : المواضع الْحَسَنَةُ من بدنها ، التی أمر الله بسترها (1).

ومَحَاسِنُ الأعمال : نقیض مساویها.

واسْتَحْسَنَ الشیء : عده حَسَناً ، ومنه « الِاسْتِحْسَانُ عند أهل الرأی »

ثم قال : وقال أصحابنا : لا یجوز عقد النکاح الدوام علی الکتابیة ، لقوله تعالی ( وَلا تَنْکِحُوا الْمُشْرِکاتِ حَتَّی یُؤْمِنَ ) [ 2 / 221 ] ولقوله ( لا تُمْسِکُوا بِعِصَمِ الْکَوافِرِ ) [ 60 / 10 ].

وأولوا هذه الآیة بأن المراد ب ( الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ ) : اللاتی أسلمن منهن. والمراد من ( الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ ) : اللاتی کن فی الأصل مؤمنات ، بأن ولدن علی الإسلام ، وذلک لأن قوما کانوا یتحرجون من العقد علی من أسلمت عن کفر ، فبین تعالی أن لا حرج فی ذلک.

قالوا : ویجوز أیضا أن یکون مخصوصا بنکاح المتعة ، وملک الیمین (1).

قوله ( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ ) [ 4 / 23 ] أی ویحرم علیکم المتزوجات من النساء ( إِلَّا ما مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ ) أی إلا الأمة المزوجة بعبده فإن لسیده أن ینتزعها من تحت نکاح زوجها ، واللاتی سبین ، ولهن أزواج فی دار الکفر ، هن حلال للغزاة.

قوله ( وَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ مِنْکُمْ طَوْلاً أَنْ یَنْکِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ ) [ 4 / 25 ] أی الحرائر العفیفات ، وقد ذکر البحث عن الآیة مستوفی فی ( طول ).

قوله ( فَإِذا أُحْصِنَ ) [ 4 / 25 ] علی ما لم یسم فاعله أی تزوجن ، وأصل الْإِحْصَانِ : المنع.

وأَحْصَنَ الرجل : إذا تزوج فهو مُحْصِنٌ بالکسر علی القیاس ، ومُحْصَنٌ بالفتح علی غیر القیاس.

وحَصُنَتِ المرأة بالضم حَصْناً أی عفت فهی حَاصِنٌ.

وحَصَانٌ بالفتح ، والْمُحْصِنُ : من له فرج یغدو علیه ویروح.

قوله ( إِلَّا فِی قُریً مُحَصَّنَةٍ ) [ 59 / 14 ] أی ممنوعة من أن یوصل إلیها ، من حَصَّنْتُ القریة إذا بنیت حولها

(تُحْصِنُونَ) [ 12 / 48] أی تحرزون لبذر الزراعة.

قوله ( مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسافِحِینَ )

ص: 236

[ 4 / 24 ] أی أعفاء غیر زناة.

والمسلمة مُحْصَنَةٌ ، لأن الإسلام یمنعها إلا مما یحل.

والمرأة تکون مُحْصَنَةً بالعفاف والإسلام والحریة والتزویج.

والْحِصْنُ : واحد الْحُصُونِ وهو المکان المرتفع لا یقدر علیه لارتفاعه. وَمِنْهُ « الْفُقَهَاءُ حُصُونُ الْإِسْلَامِ کَحِصْنِ سُورِ الْمَدِینَةِ ».

وحَصُنَ بالضم حَصَانَةً فهو حَصِینٌ ، أی منیع.

ویتعدی بالهمزة والتضعیف فیقال أَحْصَنْتُهُ ، وحَصَّنْتُهُ.

وَفِی الدُّعَاءِ « أَسْأَلُکَ بِدِرْعِکَ الْحَصِینَةِ » أی التی یُتَحَصَّنُ ویستدفع بها المکاره.

وَفِی دُعَاءِ الِاسْتِنْجَاءِ « اللهُمَ حَصِّنْ فَرْجِی » أراد ستره وعفته وصونه عن المحرمات.

وَمِنْهُ « حَصِّنُوا أَمْوَالَکُمْ بِالزَّکَاةِ ».

والمرأة الْحِصَانُ بالکسر : المتعففة

والْحِصَانُ بالکسر أیضا : الکریم من فحولة الخیل ، یقال فرس حِصَانٌ ، سمی به لأنه حَصِینٌ بمائه ، فلم ینز إلا علی کریمة ، ثم کثر ذلک حتی سموا کل ذکر من الخیل حِصَاناً ، وإن لم یکن عتیقا.

وقیل سمی بذلک لأن ظهره کَالْحِصْنِ لراکبه.

والجمع حُصُنٌ ککتاب وکتب.

وأبو الْحُصَیْنِ : کنیة تغلب.

وحَاضِنَةُ الصبی : التی تقوم علیه فی تربیته.

وحَضَنْتُهُ عن حاجته أی حبسته عنها.

وعلی بن محمد الْحُضَیْنِیُ من رواة الحدیث.

وإسحاق بن إبراهیم الْحُضَیْنِیُ کان خادما للرضا علیه السلام.

یقال حَنَنْتُ علی الشیء أَحِنُ من باب ضرب حَنَّةً بالفتح وحَنَاناً : عطفت علیه وترحمت.

وقیل الْحَنَانُ : الرزق والبرکة.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ علیه السلام مَا عَنَی فِی یَحْیَی ( وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا )؟ قَالَ : تَحَنَّنَ اللهُ عَلَیْهِ ، قُلْتُ : فَمَا بَلَغَ مِنْ تَحَنُّنِ اللهِ عَلَیْهِ؟ قَالَ : کَانَ إِذَا قَالَ : یَا رَبِّ! قَالَ : لَبَّیْکَ یَا یَحْیَی ».

قوله ( وَیَوْمَ حُنَیْنٍ ) [ 9 / 26 ] الآیة حُنَیْنٌ کلُجَین : واد بین مکة والطائف حارب فیه رسول الله صلی الله علیه وآله والمسلمون ، وکانوا اثنی عشر ألفا. وهو مذکر منصرف ، وقد یؤنث علی معنی البقعة.

قال فی المصباح : وقصة حُنَیْنٍ أن النبی صلی الله علیه وآله فتح مکة فی رمضان ، سنة ثمان ثم خرج وقد بقی من شهر رمضان أیام ، لقتال هوازن وثقیف وسار إلی حنین ، فلما التقی الجمعان انکشف المسلمون ، ثم أمدهم الله بنصره فانعطفوا ، وانهزم المشرکون إلی أوطاس ، وغنم المسلمون أموالهم وأهلهم ، ثم منهم من سار إلی نخلة الیمامة ، ومنهم من سلک الثنایا.

ویقال إنه علیه السلام أقام بها یوما ولیلة ، ثم سار إلی أوطاس فاقتتلوا وانهزم المشرکون إلی الطائف ، وغنم المسلمون منها أیضا أموالهم وعیالهم ، ثم سار إلی الطائف فقاتلهم بقیة شوال ، فلما حل ذو القعدة رحل عنها راجعا ، فنزل الجعرانة وقسم بها غنائم أوطاس.

قیل کانت ستة آلاف سبی.

وحُنَیْنٌ : اسم رجل قَالَ ابْنُ السِّکِّیتِ عَنْ أَبِی الْیَقْظَانِ : کَانَ حُنَیْنٌ رَجُلاً شَدِیداً ادَّعَی أَنَّهُ ابْنُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، فَأَتَی عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَعَلَیْهِ خُفَّانِ أَحْمَرَانِ ، فَقَالَ : یَا عَمِّ أَنَا ابْنُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : لَا وَثِیَابِ هَاشِمٍ مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِیکَ فَارْجِعْ ، فَقَالُوا رَجَعَ حُنَیْنٌ بِخُفَّیْهِ ، فَصَارَ مَثَلَا.

والْحَنَانُ بالتخفیف : الرحمة ، وبالتشدید ذو الرحمة.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام ، وَقَدْ

ص: 239

سُئِلَ عَنِ الْحَنَّانِ وَالْمَنَّانِ فَقَالَ « الْحَنَّانُ هُوَ الَّذِی یُقْبِلُ عَلَی مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ، وَالْمَنَّانُ هُوَ الَّذِی یَبْدَأُ بِالنَّوَال قَبْلَ السُّؤَالِ » فَالْحَنَّانُ مشددا من صفاته تعالی.

وَفِی الدُّعَاءِ « سُبْحَانَکَ وَحَنَانَیْکَ ».

أی أنزهک عما لا یلیق بک تنزیها ، والحال أنی أسألک رحمة بعد رحمة.

وتَحَنَّنَ علیهم : ترحم.

والعرب تقول : حَنَانَیْکَ یا رب أی ارحمنی رحمة بعد رحمة ، وهو کلبیک.

وَفِی الْحَدِیثِ « تَحَنَّنُوا عَلَی أَیْتَامِ الْمُسْلِمِینَ » أی تعطفوا علیهم وارحموهم.

وَفِیهِ « لَا یَحْنِنْ أَحَدُکُمْ حَنِینَ الْأَمَةِ » علی ما روی عنه ، وخص الأمة لأن العادة أن الأمة تضرب وتؤذی ، فیکثر حَنِینُهَا ، أو لأن الغالب علیها الغربة فَتَحِنُ إلی أهلها.

وَفِی الْخَبَرِ « فَحَنَ الْجَذَعُ إِلَیْهِ » أی حین صعد المنبر أی نزع واشتاق ، وأصله ترجیع الناقة صوتها إثر ولدها.

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلُوبُ شِیعَتِنَا تَحِنُ إِلَیْنَا » أی تشتاق.

وحَنَّةُ : امرأة عمران ، أم مریم علیها السلام.

والْحَنَّانَةُ : موضع قرب النجف علی مشرفه السلام.

قوله ( تُؤْتِی أُکُلَها کُلَ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) [ 14 / 25 ] أی کل ستة أشهر.

قوله ( تَمَتَّعُوا حَتَّی حِینٍ ) [ 51 / 43 ] أی إلی وقت الموت.

قال أبو حاتم - نقلا عنه - : وغلط کثیر من العلماء فجعلوا ( حِینَ ) بمعنی ( حیث ) والصواب أن یقال ( حیث ) بالثاء المثلثة : ظرف مکان.

و ( حِینٌ ) بالنون : ظرف زمان.

یقال « قمت حیث قمت » أی فی الموضع الذی قمت فیه ، « واذهب حیث شئت » أی إلی أی موضع شئت.

وأما حِینٌ فیقال « قم حِینَ قمت » أی فی ذلک الوقت ، ولا یقال « حیث خرج الخارج » بالثاء المثلثة (1)

وضابطه : أن کل موضع حسن فیه ( أین ) و ( إذا ) اختصت به ( حیث ) بالثاء.

وکل موضع حسن فیه ( إذا ) و ( لما ) و ( یوم ) و ( وقت ) وشبهه اختص به ( حِینٌ ) بالنون.

وقولهم : « حِینَئذ » بتبعید الآن کانوا إذا باعدوا بین الوقتین باعدوا بإذ فقالوا « حِینَئذٍ » وتبدل الهمزة یاء للتخفیف فقالوا « حِینَیذ ».

وحَانَ له أن یفعل کذا یَحِینُ أی آن له.

وحَانَ حِینُهُ أی قرب وقته ، ومثله « حَانَتِ الصلاةُ ».

والْحِینُ بالفتح : الهلاک. ومنه الْحَدِیثُ « الْبَغْیُ سَائِقٌ إِلَی الْحِینِ » (2).

موضع القطع من الذکر. وقد یطلق علی موضع القطع من الفرج.

فالمراد من التقاء الْخِتَانَیْنِ : تقابل موضع قطعهما.

قَالَ بَعْضُ الْأَعْلَامِ : وَجَدْتُ فِی کُتُبِ الْعِلْمِ بِالرِّوَایَةِ « أَنَّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وُلِدُوا مَخْتُونِینَ ، وَهُمْ : آدم علیه السلام ، وَشِیثٌ ، وَنُوحٌ ، وَهُودٌ ، وَصَالِحٌ ، وَلُوطٌ ، وَشُعَیْبٌ ، وَیُوسُفُ ، وَمُوسَی ، وَسُلَیْمَانُ ، وَزَکَرِیَّا ، وَعِیسَی ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ نَبِیُّ أَصْحَابِ الرَّسِّ ، وَنَبِیُّنَا مُحَمَّدٌ صلی الله علیه وآله ».

وفِی الْحَدِیثِ « یَقَعُ الْإِمَامُ مَخْتُوناً » یعنی من بطن أمه. وقد مر فی ( قدم ) حدیث « خَتْنِ إِسْحَاقَ ».

وخَتَنَ الْخَاتِنُ الغلام من باب ضرب : فعل به ذلک ، فهو مَخْتُونٌ ، والجاریة مَخْتُونَةٌ.

والْخَتَنُ بفتحتین : کل من کان من قبل المرأة ، مثل الأب والأخ وهم الْأَخْتَانُ ، هکذا عند العرب.

وأما العامة فَخَتَنُ الرجل عندهم : زوج ابنته ، کذا قاله الجوهری.