%

ص: 2

%

ص: 4

لآل الرسول صلی الله علیه واله (1).

وفی تاریخ المدینة الْبُغَیْبِغَةُ تصغیر البَغْبَغِ ، وهی البئر القریبة الرشا ، والبَغْبَغَاتُ والبَغْبَغَةُ عیون عملها علی بن أبی طالب علیه السلام بینبع أول ما صارت إلیه وتصدق بها وبلغ جذاذها فی زمنه ألف وسق ، ومنها خیف الأراک وخیف لیلی وخیف الطاس ، وأعطاها حسین بن علی عبد الله بن جعفر بن أبی طالب یأکل ثمرها ویستعین بها علی دینه علی أن لا یزوج ابنته من یزید بن معاویة.

والبَغْبَغَةُ : ضرب من الهدیر.

والمُبَغْبِغُ : السیر العجل.

ونظیر ذلک فی لغة العرب کثیر ، قال تعالی : ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ ) والاستعاذة قبل.

والبُلُوغُ : الوصول أیضا ، قال تعالی : ( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ ) [ 2 / 232 ] وقوله : ( هَدْیاً بالِغَ الْکَعْبَةِ ) [ 5 / 95 ] أی واصلها.

قوله : ( وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْکُمُ الْحُلُمَ ) [ 24 / 59 ] الآیة ، هو من قوله بَلَغَ الصبی بُلُوغاً من باب قعد : احتلم ولزمه التکلیف ، فهو بالغ والجاریة بالغ بغیر هاء ، وربما أنث مع ذکر الموصوف.

قال بعض الأفاضل : ویعلم البلوغ بإنبات الشعر الخشن علی العانة أو خروج المنی الذی منه الولد ، وهذان الوصفان للذکور والإناث ، أو السن وهو بلوغ خمسة عشر سنة ، وفی روایة من ثلاثة عشر إلی أربعة عشر ، وفی أخری ببلوغ عشر ، وأما الأنثی فببلوغ تسع ، ویعلم بلوغ الخنثی بخمسة عشر سنة وبالمنی من الفرجین والحیض من فرج النساء مع المنی من فرج الرجال والإنبات.

وَفِی حَدِیثِ عِیسَی علیه السلام « رُحْ مِنَ الدُّنْیَا بِبُلْغَةٍ » أَیُّ بِکِفَایَةٍ « وَلْیَکْفِکَ الْخَشِنُ الْجَشِبُ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تَطْلُبُوا مِنْ الدُّنْیَا أَکْثَرَ مِنْ الْبَلَاغُ (1) ».

هو ما کفی وبلغ مدة الحیاة.

وَفِی دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ « وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغاً إِلَی حِینَ ». أی نتوصل به إلی حین وزمان.

وبَالَغَ فی الأمر یُبَالِغُ مُبَالِغَةً وبَلَاغاً : إذا اجتهد فیه ولم یقصر.

وَفِی خَبَرِ عَائِشَةَ یَوْمَ الْجَمَلِ وَقَدْ قَالَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام « قَدْ بَلَغْتَ مِنَّا البِلَغَیْنِ ». البِلَغَیْنِ بکسر الباء وضمها مع فتح اللام الداهیة ، وهو مثل ، ومعناه بلغت منا کل مبلغ ، مثل « لقیت منه البرحین » أی کل الدواهی.

والبُلُوغُ والبَلَاغُ : الانتهاء إلی أقصی الحقیقة ، ومنه البَلَاغَةُ ، والأصل فیه أن یجمع الکلام ثلاثة أوصاف : صوابا فی

====

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 92.

%

ص: 7

موضوع اللغة ، وطبقا للمعنی المراد منه ، وصدقا فی نفسه.

وبُلِغَ الرجل بالضم : أی صار بَلِیغاً.

والبَلِیغُ : من یبلغ بلسانه کنه ما فی ضمیره.

والبُلْغَةُ بالضم : الکفایة وهو ما یکتفی به فی العیش.

ومنه الْحَدِیثُ فِی الدُّنْیَا « فَإِنَّهَا دَارُ بُلْغَةٍ وَمَنْزِلُ قُلْعَةٍ » (1).

أی دار عمل یُتَبَلَّغُ فیها من صالح الأعمال ویتزود ، ومنزل قلعة أی یتحول عنها من دار إلی دار أخری.

وتَبَلَّغَ بکذا : اکتفی به.

وتَبَلَّغَت به العلة : اشتدت.

عظم دماغه فی الشجة.

والدِّمَاغُ بالکسر واحد الأَدْمِغَة کسلاح وأسلحة ، وفیه علی ما حکاه جالینوس ثلاث مساکن : التخیل فی مقدمه ، والتفکر فی وسطه ، والذکر فی مؤخره.

وَفِی الْحَدِیثِ « الدُّبَّاءُ یَزِیدُ فِی الدِّمَاغِ (1) ». أی یقویه.

والدَّامِغَة : أحد أصناف الشجاج العشرة.

وسائر المغابن ، وکل موضع اجتمع فیه الوسخ فهو رَفْغٌ.

وفی المصباح الرُّفْغُ ما حول الفرج ، وقد یطلق علی الفرج وهو بضم الراء فی لغة أهل العالیة والحجاز ، والجمع أَ : رَفاغ کقفل وأقفال ، وفتح الراء فی لغة تمیم والجمع رُفُوغ ، وأَرْفُغ مثل فلس وفلوس وأفلس.

وَفِی الْخَبَرِ « سُئِلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام هَلْ زَالَتِ الشَّمْسُ؟ فَأَجَابَ بِلَا وَنَعَمْ وَقَالَ : قَطَعَتِ الشَّمْسُ بَیْنَ قَوْلِی لَا وَنَعَمْ مَسِیرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ».

والزَّیْغُ : الشک والحول والعدول عن الحق ، ومنه « قتال أهل الزَّیْغِ » أی أهل الشرک.

و « الزَّاغُ » نوع من الغربان یقال له الزرعی وغراب الزرع ، وهو غراب أسود صغیر وقد یکون محمر المنقار والرجلین ویقال له غراب الزیتون لأنه یأکله ، وهو لطیف الشکل حسن المنظر - قاله فی حیاة الحیوان (1).

علیه بها.

صبغة الله.

وفی الغریب الصِّبْغَةُ : دین الله وفطرته ( الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها ).

قال : وإنما سمیت الملة صبغة لأن النصاری استعاذوا فی ختان أولادهم بماء أصفر یصبغ أولادهم ، فرد الله سبحانه علیهم.

قوله : ( صِبْغٍ لِلْآکِلِینَ ) [ 23 / 20 ] الصِّبْغُ بکسر الصاد ما یُصْبَغُ به من الإدام : أی یغمز فیه الخبز ویؤکل ، ویختص بکل إدام مائع کالخل ونحوه ، والجمع أَصْبَاغ.

وصبغت الثوب - من بابی نفع وقتل ومن باب ضرب لغة أصبغه صبغا وثیاب مُصَبَّغَةُ شدد للکثرة.

والثوب الصَّبِیغُ : أی المَصْبُوغُ.

والأَصْبَغُ من الخیل : الذی ابیضت ناصیته ، أو ابیضت أطراف ذنبه.

والأَصْبَغُ من الطیر : ما ابیض ذنبه.

و « الأَصْبَغُ بن نباتة » قد مر ذکره (1)

یقال له الصَّمْغُ العربی فصمغ الطلح.

یشهد بأنه مجاز القول ، لأنه تعالی لا یشغله شأن عن شأن.

والفَرَاغُ من الشیء : الخلاص منه.

والفَرَاغُ : خلاف الشغل.

وَمِنْهُ « أُفٍّ لِرَجُلٍ لَا یُفَرِّغُ نَفْسَهُ بِکُلِّ جُمُعَةٍ لِأَمْرِ دِینِهِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ اللهَ یُبْغِضُ کَثْرَةَ الْفَرَاغِ ».

وفرغ من الشغل من باب قعد فُرُوغاً وفَرِغَ یَفْرَغُ من باب تعب لغة.

وأَفْرَغْتُ الماء فی الإناء : صببته فیه.

وأفرغت علیهم النعمة : صببتها علیهم ویُفْرِغُ علی یده الماء : أی یصبه علیها.

وأَفْرَغْتُ الدماء : أرقتها.

والفُرَاغَةُ : ماء الرجل ، وهو النطفة.

واسْتَفْرَغْتُ مجهودی : بذلته.

وَفِی حَدِیثِ الْغُسْلِ « کَانَ یُفْرِغُ عَلَی رَأْسِهِ ثَلَاثَ إِفْرَاغَاتٍ » هِیَ جَمْعُ إِفْرَاغَةِ ، وَهِیَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ الإِفْرَاغِ.

یقال أَفْرَغْتُ الإناء إِفْرَاغاً وفَرَّغْتُهُ تَفْرِیغاً : إذا قلبت ما فیه.

%

ص: 20

%

ص: 22

وَأَنْشَأَهُمَا لَجَازَ لِقَائِلِ هَذَا أَنْ یَقُولَ : إِنَّ الْخَالِقَ یَبِیدُ [ یَوْماً مَا ] لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ الْغَضَبُ وَالضَّجْرُ جَازَ عَلَیْهِ التَّغْیِیرُ ، وَإِذَا دَخَلَ عَلَیْهِ التَّغْیِیرُ لَمْ یُؤْمَنْ عَلَیْهِ الْإِبَادَةُ ثُمَّ لَمْ یُعْرَفِ الْمُکَوِّنُ مِنَ الْمُکَوَّنِ وَلَا الْقَادِرُ مِنَ الْمَقْدُورِ [ عَلَیْهِ وَلَا الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ تَعَالَی اللهُ عَنْ ذَلِکَ عُلُوّاً کَبِیراً » (1).

و « إِسَافٌ » ککتاب وسحاب صنم وضعه عمرو بن یحیی علی الصفا ونائلة علی المروة ، وکان یذبح علیهما تجاه الکعبة ، وهما إِسَافُ بن عمرو ونائلة بنت سهل کانا شخصین من جرهم ففجرا فی الکعبة فمسخا حجرین فعبدتهما قریش ، وقالوا لو لا أن الله رضی أن یعبد هذان ما حولهما عن حالهما.

وَفِی الْخَبَرِ « لَا تَقْتُلُوا أَسِیفاً ». الأَسِیفُ : الشیخ الفانی ، وقیل العدو ، وقیل الأسیر.

و « یُوسُفُ » النبی علیه السلام ولد یعقوب ، ومعناه مأخوذ من أَسِفَ أی غضب ، لأنه أغضب إخوته بما ظهر من فضله علیهم وشدة محبة والده له ، وفیه ستة أوجه ضم السین وکسرها وفتحها مع الهمزة وترکها ، وَفِی کُتُبِ السِّیَرِ عَاشَ یُوسُفُ مِائَةً وَعِشْرِینَ سَنَةً.

وَفِی الْخَبَرِ « أَلْقَی ثَوْبَهُ عَلَی أَنْفِهِ ثُمَّ قَالَ أُفٍ أُفٍّ ».

قال فی النهایة : ومعناه الاستقذار لما شم.

زعمتم أن إخوتکم قریشا

لهم إِلْفٌ ولیس لکم إِلَافٌ

و ( رِحْلَةَ ) مفعول به لإِیلافِهِمْ ، وأراد رحلتی ، فأفرد لأمن الالتباس کما قیل شعر :

کلوا فی بعض بطنکم تعفوا

والتنکیر فی جوع وخوف لشدتهما یعنی أطعمهم بالرحلتین من جوع شدید کانوا فیه وآمنهم من خوف عظیم وهو خوف أصحاب الفیل أو خوف التخطف فی بلادهم ومسائرهم. قوله : ( وَهُمْ أُلُوفٌ ) [ 2 / 243 ] هی جمع أَلْف.

والأَلْفُ من الأعداد معروف ، وجمعه فی القلیل علی آلَاف وفی الکثیر أُلُوفٌ ، وبهما ورد الکتاب العزیز.

قوله : أَلْفَوْا [ 37 / 69 ] أی وجدوا.

قوله : ( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) [ 9 / 60 ] أی المستمالة قلوبهم بالمودة والإحسان ،وَ کَانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله یُعْطِی الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ مِنْ الصَّدَقَاتِ وَکَانُوا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ کَانَ یُعْطِیهِ دَفْعاً لِأَذَاهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ کَانَ یُعْطِیهِ طَمَعاً فِی إِسْلَامِهِ وَإِسْلَامِ أَتْبَاعِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ کَانَ یُعْطِیهِ لِیَثْبُتَ عَلَی إِسْلَامِهِ لِقُرْبِ عَهْدِهِ بِالْجَاهِلِیَّةِ.

وَفِی حَدِیثِ « الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ هُمْ قَوْمٌ وَحَّدُوا اللهَ وَخَلَعُوا عِبَادَةَ مَنْ یُعْبَدُ دُونِ اللهِ وَلَمْ تَدْخُلِ الْمَعْرِفَةُ قُلُوبَهُمْ إَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ وَکَانَ رَسُولُ اللهِ یَتَأَلَّفُهُمْ بِالْمَالِ وَالْعَطَاءِ حَتَّی یَحْسُنَ إِسْلَامُهُمْ وَیُعَلِّمُهُمْ وَیَعْرِفْهُمْ کَمَا یَعْرِفُون ، فَجَعَلَ لَهُمْ نَصِیباً فِی الصَّدَقَاتِ لِکَیْ یَعْرِفُوا وَیَرْغَبُوا » (1).

والتَّأَلُّفُ : المداراة والاستیناس.

وأَلَّفَ بین الشیئین : جمع ، ومنه قوله ( وَلکِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ ) والألفة اسم من الایتِلَافِ ، وهو الالتیام والاجتماع واسم الفاعل مثل علم.

وأَلَفْتُ الموضع إِیلَافاً من باب أکرمت وأَلَفْتُهُ أُؤالِفُهُ مُؤالَفَةً وإِلَافاً من باب قاتل.

====

(1) سفینة البحار ج 1 ص 28 والبرهان ج 2 ص 136.

%

ص: 26

والمَأْلَفُ : الموضع الذی یَأْلَفُهُ الإنسان.

وَفِی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاسٍ « وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَیْشٌ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهَا الإِیلَافَ هَاشِمٌ ».

الإِیلَافُ : العهد والزمام ، کان هاشم بن عبد مناف أخذه من الملوک لقریش.

وَمِنْهُ « وَمَا الْعِلْمُ وَالْعَمَلُ إِلَّا إِلْفَانِ مُؤْتَلِفَانِ ». هو من قولهم أَلِفْتُهُ إِلْفاً من باب علم : أنست به وأحببته ، والاسم الأُلْفَةُ بالضم.

والایتِلَافُ : نقیض الاختلاف.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْمُؤْمِنُ مأْلُوفٌ وَلَا خَیْرَ فِیمَنْ لَا یَأْلَفُ وَلَا یُؤلَفُ ».

و « الأَلِفُ » حرف من حروف المعجم ولها مواضع تکون للضمیر نحو ( آمَنَّا بِرَبِّنا ) وتکون مبدلة من الواو نحو بوب ومن الیاء نحو ( یا أَسَفی ) أصله أسفی ومن الهمزة نحو ( آمَنَ ) ومن النون الخفیفة نحو ( لَنَسْفَعاً ) ومن التنوین فی الوقف نحو « یا زیدا » وزائدة نحو « ضاربة ضرابا » وتکون للتأنیث نحو « حبلی » وللجمع نحو « قوم غرقی » وللتثنیة وتکون للوصل فی رءوس الآی فی الوقف نحو ( فَأَضَلُّونَا السَّبِیلَا ) وتکون للنداء نحو « وا زیداه » وتکون للوصل فی الخط دون اللفظ کقوله ( فَاضْرِبْ بِهِ ) وتکون للإلحاق فی الخط دون اللفظ کقوله ( کَفَرُوا وَصَدُّوا ) قال الخلیل : زیدت فی الخط فرقا بین واو الإضمار والأصلیة نحو « لو » وقیل للفرق بین المضمر المتصل والمنفصل نحو « صدوکم » و « صدوا » وقیل للفرق بین هذه الواو وواو العطف - کذا فی شمس العلوم.

وَفِی حَدِیثِ الْأَئِمَّةِ « وَمَا عَسَیْتُمْ تَرْوُونَ مِنْ فَضْلِنَا إِلَّا أَلْفاً غَیْرِ مَقْطُوعَةً ». قال بعض الشارحین :قَوْلِهُ « إِلَّا أَلْفاً مَقْطُوعةً ». احتراز عن الهمزة وکنایة عن الوحدة. قال : ویمکن أن یکون إشارة إلی ألف منقوشة لیس قبلها صفرا وغیره ، ومحصله لم ترووا من فضلنا سوی القلیل المتناهی فی القلة.

ومِثْلَهُ « الْمُؤْمِنُونَ هَیِّنُونَ لَیِّنُونَ کَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ».

أی إن قید انقاد وإن استنیخ علی صخرة استناخ.

والجمل الأَنِفُ : أی المَأْنُوفُ الذی عقر الخشاش أَنْفُهُ ، فهو لا یمتنع علی قائده للوجع الذی به ، وکان الأصل أن یقال مَأْنُوفٌ لأنه مفعول کما یقال مصدور ومبطون للذی یشتکی صدره وبطنه ، وإنما جاء هذا علی الشذوذ ، وقیل الأَنِفُ الذلول ، ویروی الآنِفُ بالمد وهو بمعناه.

وأَنِفَ من الشیء من باب تعب یَأْنَفُ أَنَفاً : إذا کرهه وعرفت نفسه عنه.

وَفِی الْحَدِیثِ « سَأَلْتُهُ عَنْ سُبْحَانَ اللهِ؟ فَقَالَ : أَنَفَةٌ ».

هو کقصبة أی تنزیه الله تعالی. کما أن سبحان تنزیه.

قال بعض الشارحین : الأَنَفَةُ فی الأصل الضرب علی الأنف لیرجع ، ثم استعمل لتعبید الأشیاء ، فیکون هنا بمعنی رفع الله عن مرتبة المخلوقین بالکلیة لأنه تنزیه عن صفات الرذائل والأجسام.

وأَنِفَ من الشیء : أی استنکف وهو الاستکبار.

وأَنْفُ کل شیء : طرفه.

وأَنْفُ کل شیء : أوله.

وأَنْفُ الرجل وغیره معروف ، والجمع آنُفٌ وأُنُوفٌ وآنَافٌ.

ومنه حَدِیثُ « مَنْ أَحْدَثَ فِی الصَّلَاةِ فَلْیَأْخُذْ بِأَنْفِهِ وَلْیَخْرُجْ ».

قال بعض الشارحین : إنما أمر بذلک لیوهم المصلین أن به رعافا ، وهو نوع من الأدب فی ستر العورة وإخفاء القبیح والکنایة بالأحسن عن الأقبح ، ولا یدخل فی باب الکذب والریاء وإنما هو من باب التجمل والحیاء وطلب السلامة من الناس.

وَفِی الْخَبَرِ « شَجَاعَةٌ الْمَرْءِ عَلَی قَدْرِ أَنَفَتِهِ (1) ».

الأَنْفَةُ حمیة الأنف وثوران الغضب لما یتخیل من مکروه یعرض استنکارا له واستنکافا من وقوعه ، وظاهر کونه مبدأ للشجاعة فی الإقدام علی الأمور.

وجاء آنِفاً : أی من قبل.

====

(1) نهج البلاغة ج 3 ص 163.

%

ص: 28

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام فِی حَدِیثِ عَصَا مُوسَی « وَإِنَّ عَهْدِی بِهَا آنِفاً وَهِیَ خَضْرَاءُ ».

« وَأُنْزِلَتْ عَلَیَّ سُورَةٌ آنِفاً ». أی الآن.

وفعلت الشیء آنِفاً : أی أول وقت یقرب منی.

وکنی به عن التکبر ، وثَقِیفٌ أبو قبیلة من هوازن ، والنسبة إلیه ثقفی بفتحتین.

و « مسجد ثَقِیفٍ » أحد المساجد الملعونة فی الکوفة.

وثَقِفْتُ الشیء ثَقَفاً من باب تعب : أخذته.

وثَقِفْتُ الرجل فی الحراب : أدرکته.

وفی القاموس ثَقِفَهُ کسمعه : صادفه وأخذه.

و « غلام لقن ثَقِفٌ » أی ذو فطنة وذکاء.

والثِّقَافُ : ما تسوی به الرماح.

ولم یُجْحِفْ بماله : لم ینقصه.

وأَجْحَفَتْ بهم الفاقة : أی أفقرت بهم الحاجة وأذهبت أموالهم.

والمُجْحِفَةُ : المنقصة.

من الیمن ، وهو جُعْفِیُ بن سعد العشیرة ، والنسبة إلیه کذلک.

قوله : ( غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ ) [ 5 / 3 ] أی غیر مائل إلی الحرام ومتعمد له.

نفسه ، أو لأنهم کانوا یتخیلون أن المریض تخرج روحه من أنفه والجریح من جراحته

الله تعالی فی الزنا ونقلوه من الرجم إلی أربعین جلدة - کذا نقل عن جماعة من المفسرین. وقیل نقلوا حکم القتل من القود إلی الدیة حتی کثر القتل فیهم.

قوله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللهَ عَلی حَرْفٍ ) [ 22 / 11 ] یعنی علی شک من محمد وما جاء به ( فَإِنْ أَصابَهُ خَیْرٌ ) یعنی عافیة فی نفسه وماله وولده ( اطْمَأَنَّ بِهِ ) ورضی به ( وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ ) یعنی بلاء فی جسده أو ماله تطیر وکره المقام علی الإقرار بالنبی صلی الله علیه واله ورجع إلی الوقف والشک ونصب العداوة لله والرسول ، ویقال ( وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ ) یعنی بلاء فی نفسه ( انْقَلَبَ عَلی وَجْهِهِ ) أی انقلب عن شکه إلی الشرک ( خَسِرَ الدُّنْیا وَالْآخِرَةَ ذلِکَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ ).

قوله : ( إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ ) [ 8 / 16 ] التَّحَرُّفُ المیل إلی حَرْفٍ ، أی طرف ، وقیل یرید الکر بعد الفر وتغریر العدو.

وقوله : ( یَسْمَعُونَ کَلامَ اللهِ ثُمَ یُحَرِّفُونَهُ ) [ 2 / 75 ] أی یقلبونه ویغیرونه.

وحَرْفُ کل شیء : طرفه وشفیره وحده.

والحَرْفُ واحد حَرَوف التهجی ، وربما جاء للکلام التام.

ومنه الْحَدِیثُ « الْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ حَرْفاً » (1). یعنی فصلا.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ علیه السلام أَنَّهُمْ یَقُولُونَ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَی سَبْعَةِ أَحْرُفٍ؟ فَقَالَ : کَذَبَ أَعْدَاءُ اللهِ وَلَکِنَّهُ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَی حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ وَاحِدٍ » (2).

وَفِی آخَرَ « وَلَکِنَّ الِاخْتِلَافَ یَجِیءُ مِنْ قِبَلِ الرُّوَاةِ » (3). وفیه رد لما رووه فی أخبارهم من أن القرآن نزل علی سبعة أحرف ، ثم إنهم اختلفوا فی معناه علی أقوال : فقیل المراد بِالْحَرْفِ الإعراب ، وقیل الکیفیات ، وقیل إنها وجوه القراءة التی اختارها القراء ، ومنه « فلان یقرأ بحرف ابن مسعود ».

====

(1) الکافی ج 3 ص 302.

(2) الکافی ج 2 ص 630.

(3) نفس المصدر والصفحة.

%

ص: 36

یشتر لی متاعا ویَحْتَرِفُ للمسلمین أی یکتسب لهم.

وعن أبی عبیدة علی سبعة أَحْرُفٍ أی لغات من لغات العرب.

قال : ولیس معناه أن یکون فی الحرف الواحد سبعة أوجه ولکن نقول هذه اللغات السبع معروفة فی القرآن ، فبعضه بلغة قریش ، وبعضه بلغة هذیل ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة أهل الیمن.

ثم قال : ومما یبین ذلک قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ « إِنِّی سَمِعْتُ الْقُرَّاءَ فَوَجَدْتُهُم مُتَقَارِبِینَ فَاقْرَءُوا کَمَا عُلِّمْتُمْ إِنَّمَا هُوَ کَقَوْلِ أَحَدِهِمْ هَلُمَّ وَتَعَالَ وَأَقْبِلَ ».

وحُرُوفُ القسم معروفة.

وتَحْرِیفُ القلم : قطه.

وتَحْرِیفُ الکلام : تغییره عن مواضعه.

وتَحْرِیفُ الغالین : من الغلو وهو التجاوز عن القدر ، والغالی هو الذی یتجاوز فی أمر الدین عما عدل وبین قال تعالی : ( لا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ ) فالمبتدعة غلاة فی الدین یتجاوزون فی کتاب الله وسنة رسول الله صلی الله علیه واله عن المعنی المراد فیحرفونه عن جهته.

والحُرْفَةُ بالضم : الحرمان کالحِرْفَةِ بالکسر والمُحَارَفُ بفتح الراء : المحروم الذی إذا طلب لا یرزق أو یکون لا یسعی فی الکسب ، وهو خلاف قولک المبارک (1).

ومنه الْحَدِیثُ « لَا تَشْتَرِ مِنْ مُحَارَفٍ فَإِنَّ صَفْقَتَهُ لَا بَرَکَةَ فِیهَا ».

والمُحَارَفُ أیضا : المنقوص من الحظ لا ینمو له مال ، والحُرْفُ بالضم اسم منه ، وقد حُورِفَ کسب فلان : إذا شدد علیه فی معاشه ، کأنه میل برزقه عنه.

وفلان یَحْتَرِفُ لعیاله : أی یکتسب من هنا ومن هنا.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّ الْعَبْدَ لَیُحَارَفُ عَلَی فَعَلِ الْخَیْرِ وَالشَّرِّ ». أی لیجازی.

وحَرِیفُ الرجل الذی یعامله فی حِرْفَتِهِ وفلان حَرِیفِی : أی معاملی.

ومنه الْحَدِیثُ دُلَّنِی عَلَی حَرِیفٍ.

====

(1) ومنه الحدیث : « کان فی بنی إسرائیل رجل عابد وکان محارفا لا یتوجه فی شیء فیصیب فیه شیئا .. » الوافی ج 14 ص 96.

%

ص: 37

و « الحِرْفَةُ » بالکسر الاسم من الاحْتِرَافِ ، وهو الاکتساب بالصناعة والتجارة

والمِحَفَّةُ بکسر المیم : مرکب من مراکب النساء کالهودج.

لَا یَتَخَاذَلُوا ، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِیْباً فَوَضَعَتْهَا لِأَحْلَافِهِمْ وَهُمْ أَسَدٌ وَزُهْرَةُ وَتَیْمٌ فِی الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْکَعْبَةِ ، ثُمَّ غَمَسَ الْقَوْمُ أَیْدِیَهُمْ فِیهَا وَتَعَاقَدُوا فَسُمُّوا الْمُطْمَئِنِّینَ ، وَتَعَاقَدَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وَحُلَفَاؤُهَا حَلْفاً آخَرَ مُؤَکَّداً فَسُمُّوا الأَحْلَافَ لِذَلِکَ.

والحِلْفُ بالکسر : العهد بین القوم والصدیق یحلف لصاحبه وأنه لا یغدر به.

وحَالَفَهُ : عاهده.

وتَحَالَفُوا : تعاهدوا.

والحَلِیفُ : المعاهد.

وتَحَالَفَا : إذا تعاهدا علی أن یکون أمرهما واحدا فی النصرة والحمایة وحِلْفَةُ بالکسر : أی عهد.

والمُحَالِفُ : المعاهد.

وحَالَفَ بین قریش والأنصار : أی آخی بینهم.

والحَلْفُ : الیمین ، یقال حَلَفَ یَحْلِفُ حَلْفاً : أقسم ، ومَحْلُوفًا أیضا وهو أحد ما جاء من المصادر علی مفعول کالمجلود والمعقول.

ورجل حَلِیفُ اللسان : إذا کان حدید اللسان فصیحا.

وقد تکرر فی الحدیث « ذو الحُلَیْفَةِ » هو بضم الحاء المهملة وفتح اللام وإسکان الیاء مصغر الحَلَفَةُ إما واحد الحُلَفَاءِ أعنی النبات المعروف أو بمعنی الیمین لتحالف قوم من العرب فیه ، وهو موضع علی ستة أمیال من المدینة ومیقات الحاج منه (1).

تحری الدین المستقیم.

والحَنَفُ محرکة : الاستقامة.

ومنهقَوْلُهُ « دَیْنُ مُحَمَّدٍ حَنِیفٌ ». أی مستقیم لا عوج فیه.

و « الحَنِیفُ » عند العرب من کان علی دین إبراهیم علیه السلام ، وأصل الحَنَفُ المیل ، ومنه « بُعِثْتُ بِالْحَنِیفِیَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ ».

أی المستقیمة المائلة عن الباطل إلی الحق.

ومثله « أَحَبُّ دِینِکُمْ إِلَی اللهِ الْحَنِیفِیَّةُ ». أی الطریقة الحنیفیة التی لا ضیق فیها قوله : ( فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً ) [ 30 / 30 ] قال : أمره أن یقیم وجهه للقبلة لیس فیه شیء من عبادة الأوثان خالصا مخلصا (1).

قوله : ( حُنَفاءَ ) [ 22 / 31 ] یعنی مائلین عن جمیع الأدیان إلی دین الإسلام مسلمین مؤمنین بالرسل کلهم.

وَفِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِ « خَلَقْتُ عِبَادِی حُنَفَاءَ ». أی مستعدین لقبول الحق ، وهو فی معنی « کُلُّ مَوْلُودٍ یُولَدُ عَلَی الْفِطْرَةِ ». وقیل أی طاهری الأعضاء من المعاصی ، لا أنهم خلقهم مسلمین کلهم ، لقوله تعالی ( هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ فَمِنْکُمْ کافِرٌ وَمِنْکُمْ مُؤْمِنٌ ) وقیل خلقهم حنفاء مؤمنین لما أخذ علیهم المیثاق بقوله ( أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلی ) فلا یوجد أحد إلا وهو مقر بأن له ربا وإن أشرک به.

وَفِی الْحَدِیثِ « السِّوَاکُ مِنَ الْحَنِیفِیَّةِ ».

أی من السنن الحنیفیة ، وهی عشر سنن - الحدیث. وتَحَنَّفَ الرجل : عمل بالحنیفیة.

وحَنِیفَةُ أبو حی من العرب ، وهو حَنِیفَةُ بن لجیم بن صعب بن بکر بن وائل.

و « أبو حَنِیفَةِ » سائق الحاج (2)

====

(1) هذا التفسیر فی حدیث عن الإمام الصادق علیه السلام - انظر البرهان ج 3 ص 262.

(2) قال فی الکنی والألقاب ج 1 ص 54 : سایق الحاج بالمثناة التحتانیة قبل القاف أی أمیر الحاج فی کل سنة من الکوفة إلی مکة ، وقیل بالموحدة مکان المثناة أی یسبقهم بوصول مکة أو الکوفة.

%

ص: 41

اسمه سعید بن بیان وثقه النجاشی وضعفه غیره.

و « أبو حَنِیفَةِ » النعمان بن ثابت المعروف (1).

وأولاد الأَحْنَافِ : هم الإخوة من أم واحدة وآباء متعددة

وفی المصباح : « خَذَفْتُ الحصاة خَذْفاً » رمیتها بطرفی الإبهام والسبابة.

فکان یحدث بما رأی فکذبوه فقالوا حدیث خرافة یا أم عمرو.

وَفِی الْخَبَرِ « عَائِدٌ الْمَرِیضِ عَلَی مَخَارِفِ الْجَنَّةِ حَتَّی یَرْجِعُ ». المَخَارِفُ جمع مَخْرَفٍ بالفتح ، وهو الحائط من النخل ، أی إن العائد فیما یحوز من الثواب کأنه علی نخل الجنة یَخْتَرِفُ فی الثواب.

وَحَرَّمَهَا ( عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ ) ، فَکَانُوا یَقُومُونَ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ وَیَأْخُذُونَ فِی قِرَاءَةِ التَّوْرَاةِ وَالدُّعَاءِ وَالْبُکَاءِ ، وَکَانَ قَارُونُ مَعَهُمْ ، وَکَانَ یَقْرَأُ التَّوْرَاةَ وَلَمْ یَکُنْ فِیهِمْ أَحْسَنُ صَوْتاً مِنْهُ ، فَلَمَّا طَالَ الْأَمْرُ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی التِّیهِ وَالتَّوْبَةِ وَکَانَ قَارُونُ قَدْ امْتَنَعَ مِنْهُمْ مِنْ الدُّخُولِ فِی التَّوْبَةِ کَانَ مُوسَی یُحِبُّهُ ، فَدَخَلَ إِلَیْهِ وَقَالَ لَهُ : یَا قَارُونَ ادْخُلْ مَعَ قَوْمِکَ فِی التَّوْبَةِ وَإِلَّا نَزَلَ بِکَ الْعَذَابُ ، فَاسْتَهَانَ بِهِ وَاسْتَهَزَأَ بِقَوْلِهِ ، فَخَرَجَ مُوسَی مِنْ عِنْدَهِ مُغْتَمّاً فَجَلَسَ فِی فَنَاءِ قَصْرِهِ وَعَلَیْهِ جُبَّةُ شَعْرٍ وَنَعْلَانِ مِنْ جِلْدٍ وَشِرَاکُهُمَا مِنْ خُیُوطِ شَعْرٍ وَبِیَدِهِ عَصَا ، فَأَمَرَ قَارُونُ أَنْ یُصَبَّ عَلَیْهِ رَمَادٌ قَدْ خُلِطَ بِالْمَاءِ ، فَصُبَّ عَلَیْهِ فَغَضِبَ مُوسَی غَضَباً شَدِیداً وَکَانَ فِی کَتِفِهِ شَعَرَاتٌ کَانَ إِذَا غَضِبَ خَرَجَتْ مِنْ ثِیَابِهِ وَقَطَرَ مِنْهَا الدَّمُ ، فَقَالَ مُوسَی : یَا رَبِّ إِنْ لَمْ تَغْضَبْ لِی فَلَسْتُ لَکَ بِنَبِیٍّ ، فَأَوْحَی اللهُ إِلَیْهِ قَدْ أَمَرْتُ الْأَرْضَ أَنْ تُطِیَعَکَ فَمُرْهَا بِمَا شِئْتَ ، وَقَدْ کَانَ قَارُونُ أَمَرَ أَنْ یُغْلَقَ بَابُ الْقَصْرِ فَأَوْمَی مُوسَی إِلَی الْأَبْوَابِ فَانْفَرَجَتْ فَدَخَلَ عَلَیْهِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ قَارُونُ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ أُوتِیَ الْعَذَابُ ، فَقَالَ : یَا مُوسَی أَسْأَلُکَ بِالرَّحِمِ الَّتِی بَیْنِی وَبَیْنَکَ. فَقَالَ مُوسَی : یَا ابْنَ لَاوَی لَا تَزِدْنِی مِنْ کَلَامِکَ یَا أَرْضُ خُذِیهِ ، فَدَخَلَ الْقَصْرُ بِمَا فِیهِ فِی الْأَرْضِ وَدَخَلَ قَارُونُ فِی الْأَرْضِ إِلَی رُکْبَتَیْهِ ، فَبَکَی وَحَلَّفَهُ بِالرَّحِمِ ، فَقَالَ مُوسَی : یَا ابْنَ لَاوَی لَا تَزِدْنِی مِنْ کَلَامِکَ یَا أَرْضُ خُذِیهِ ، فَابْتَلَعَتْهُ الْأَرْضُ بِقَصْرِهِ فَهَلَکَ.

رُوِیَ أَنَّ اللهَ تَعَالَی عَیَّرَ مُوسَی بِمَا قَالَهُ لِقَارُونَ ، فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ إِنَّهُ دَعَانِی بِغَیْرِکَ وَلَوْ دَعَانِی بِکَ لَأَجَبْتُهُ ، فَقَالَ اللهُ مَا قُلْتَ لَا تَزِدْنِی مِنْ کَلَامِکَ ، فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ لَوْ عَلِمَتْ أَنَّ ذَلِکَ لَکَ رِضًی لَأَجَبْتُهُ ، فَقَالَ اللهُ یَا مُوسَی وَعِزَّتِی وَجَلَالِی وَجُودِی وَمَجْدِی وَعُلُوِّ مَکَانِی لَوْ أَنَّ قَارُونَ دَعَانِی کَمَا دَعَاکَ لَأَجَبْتُهُ.

والخَسْفُ : النقصان ، ومنه قولهم رضی فلان بالخسف.

ومنه الْحَدِیثُ « مِنْ تَرَکَ الْجِهَادَ أَلْبَسَهُ

%

ص: 45

اللهُ الذِّلَّةَ وَسِیمَ الْخَسْفَ » (1).

ویقال سامه الخَسْفُ : أی أولاه ذلا وهوانا.

والخَسِیفُ : البئر التی تحفر فی حجارة ولا ینقطع ماؤها کثرة.

وَفِی الْحَدِیثِ « اسْتَخْفَفْتَهَا وَنِلْتَ بِهَا ». وربما قرئ « استحققتها » بقافین ، أی نظرت فیها حق النظر فوجدتها لائقة.

والخُفُ بالضم للإبل ، ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « لَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُکَ خُفّاً إِلَّا کُتِبَ لَکَ کَذَا » (1). وجمعه أَخْفَافٌ کقفل وأقفال.

وقوله « صدقة الخُفِ تدفع إلی المتجملین » یرید بِالْخُفِ الإبل ، کمافِی قَوْلِهِ « لَا سَبَقَ إِلَّا فِی خُفٍ أَوْ نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ » (2). ولا بد هنا من حذف مضاف ، أی فی ذی خف وفی ذی نصل وذی حافر ، وَمِنْهُ « الرِّهَانُ فِی الْخُفِ ».

وَفِی الْخَبَرِ « نَهَی عَنْ حَمْیِ الْأَرَاکِ إِلَّا مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ ». أی ما لم تبلغه أفواهها بمشیها إلیه.

والخُفُ أیضا : ما یلبس فی الرجل ، وجمعه خِفَافٌ ککتاب.

ومنه الْحَدِیثُ « سَبَقَ الْکِتَابُ الْخُفَّیْنِ ». یرید أن الکتاب أمر بالمسح علی الرجل لا الخف ، فالمسح علی الخفین حادث بعده.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَمْ یُعْرَفْ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه واله خُفٌ إِلَّا خُفّاً أَهْدَاهُ لَهُ النَّجَاشِیُّ ». قال بعض الشارحین : ظهر عندی من إطلاقات أهل الحرمین ومن تتبع الأحادیث إطلاق الخُفِ علی ما یستر ظهر القدمین سواء کان له ساق أو لم یکن.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَمَا لَوْ لَا الْخِفَافُ إِلَی التَّجْمِیرِ لَکَانَ کَذَا ».

هی بالخاء المعجمة والفاءین بعدها ، لعل المراد بها الإبل الخفاف المسرعات إلی رمی الجمار ، من خف إلی العدو وأسرع إلیه والله أعلم.

قال بعض الشارحین : ولم أقف لمعنی مناسب لذلک ، ولعل صوابه الحفاف بالحاء المهملة والفاءین بمعنی الزمان المستطیل ، هذا کلامه وهو کما تری.

وَفِی الْخَبَرِ « أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّی خُفُوفٌ مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِکُمْ ».

أی حرکة وقرب ارتحال ، یرید الإنذار بموته.

کل واحد منهما الآخر ، إذ لو دام أحدهما لاختل نظام الوجود ولم یکونا رحمة ( لِمَنْ أَرادَ أَنْ یَذَّکَّرَ أَوْ أَرادَ شُکُوراً )

وَفِی الْحَدِیثِ « یَعْنِی یَقْضِی الرَّجُلُ مَا فَاتَهُ بِاللَّیْلِ بِالنَّهَارِ وَمَا فَاتَهُ بِالنَّهَارِ بِاللَّیْلِ » (1).

قوله : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ ) [ 9 / 81 ] أی مخالفة رسول الله صلی الله علیه واله ، والخِلَافُ المخالفة أو بعد رسول الله من أقام خِلَافَ القوم أی بعدهم.

ومثله قوله : ( وَإِذاً لا یَلْبَثُونَ خِلافَکَ إِلَّا قَلِیلاً ) [ 17 / 76 ] أی بعدک.

قوله : ( لَأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ مِنْ خِلافٍ ) [ 7 / 124 ] أی مخالفة ، بأن یقطع من کل شق حرفا أی یده الیمنی ورجله الیسری لیبقی فی العذاب ، قیل إن أول من قطع من خلاف وصلب فرعون.

قوله : ( ما کانَ لِأَهْلِ الْمَدِینَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ یَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ ) [ 9 / 120 ].

قال الشیخ أبو علی : ظاهره خبر ومعناه نهی ، مثل قوله ( وَما کانَ لَکُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْکِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) إلی أن قال ( ذلِکَ بِأَنَّهُ ) إلخ ، فذلک إشارة إلی ما دل علیه قوله ما کان لکم أن تتخلفوا من وجوب متابعته ، أی ذلک الوجوب بسبب أنهم لا یصیبهم شیء من ظمإ - إلخ.

قوله : ( جَعَلَکُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ ) [ 6 / 165 ] أی سکان الأرض یَخْلُفُ بعضهم بعضا ، واحدهم خَلِیفَة.

ومثله قوله : ( وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِینَ کَذَّبُوا ) [ 10 / 73 ].

قوله : ( مَلائِکَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ ) [ 43 / 60 ] أی یکونون بدلا منکم.

قوله : ( یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ ) [ 38 / 26 ] الخَلِیفَةُ یراد به فی العرف لمعنیین : إما کونه خِلْفَةً لمن

====

(1) البرهان ج 3 ص 172.

%

ص: 50

کان قبل من الرسل ، أو کونه مدبرا للأمور من قبل غیره.

قوله : ( إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً ) [ 2 / 30 ].

فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ اللهَ أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ خَلْقاً بِیَدِهِ ، وَذَلِکَ بَعْدَ مَا مَضَی مِنْ الْجِنِّ وَالنَّسْنَاسِ فِی الْأَرْضِ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ ، وَکَانَ مِنْ شَأْنِهِ خَلْقُ آدَمَ ، کَشَطَ عَنْ أَطْبَاقِ السَّمَاوَاتِ وَقَالَ لِلْمَلَائِکَةِ : انْظُرُوا إِلَی أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ خَلْقِی مِنْ الْجِنِّ وَالنَّسْنَاسِ ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا یَعْمَلُونَ فِیهَا مِنْ الْمَعَاصِی وَسَفْکِ الدِّمَاءِ وَالْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ عَظُمَ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ وَغَضِبُوا لِلَّهِ وَتَأَسَّفُوا عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَمْ یَمْلِکُوا غَضَبَهُمْ ، فَقَالُوا : رَبَّنَا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ الْقَادِرُ الْجَبَّارُ الْقَاهِرُ الْعَظِیمُ الشَّأْنِ وَهَذَا خَلْقُکَ الضَّعِیفُ الذَّلِیلُ یَتَقَلَّبُونَ فِی قَبْضَتِکَ وَیَعِیشُونَ بِرِزْقِکَ وَیَتَمَتَّعُونَ بِعَافِیَتِکَ وَهُمْ یَصْنَعُونَ مِثْلَ هَذِهِ الذُّنُوبِ وَلَا تَأْسَفْ عَلَیْهِمْ وَلَا تَغْضَبْ وَلَا تَنْتَقِمُ لِنَفْسِکَ لِمَا تَسْمَعُ مِنْهُمْ وَتَرَی وَقَدْ عَظُمَ ذَلِکَ عَلَیْنَا وَأَکْبَرْنَاهُ فِیکَ ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِکَ مِنْ الْمَلَائِکَةِ قَالَ : ( إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً ) الْآیَةِ (1).

قَوْلِهِ : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ ) [ 24 / 55 ] قَالَ الصادق علیه السلام : هُمْ الْأَئِمَّةُ (2).

قوله ( وَلَوْ شاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً ) وهی ملة الإسلام ، ولکنه مکنهم من الاختیار لیستحقوا الثواب فاختار بعضهم الحق وبعضهم الباطل فاختلفوا ( وَلا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ ) [ 11 / 118 ]. قوله : ( وَلِذلِکَ خَلَقَهُمْ ) ذلک إشارة إلی ما دل علیه الکلام الأول أی لذلک التمکین والاختیار الذی کان عنه الاختلاف خلقهم لیثبت الذی یختار الحق ویحسن اختیاره.

وَعَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ : ( وَلا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ ) أَیْ فِی إِصَابَةِ

====

(1) تفسیر علی بن إبراهیم ص 32.

(2) البرهان ج 3 ص 146.

%

ص: 51

الْقَوْلِ ، وَکُلُّهُمْ هَالِکٌ ( إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ ) ، قَالَ : هُمْ شِیعَتُنَا وَلِرَحْمَتِهِ خَلَقَهُمْ ، وَهُوَ قَوْلُهُ ( وَلِذلِکَ خَلَقَهُمْ ) (1).

قوله : ( رَضُوا بِأَنْ یَکُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ ) [ 9 / 87 ] قال المفسر : وهم النساء والصبیان والمرضی (2).

قوله : ( مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ) [ 16 / 69 ] یعنی العسل اختلفت ألوانه أبیض وأصفر وأحمر.

وخَلَفَ فلان فلانا : إذا کان خَلِیفَةً یقال خلفه فی قومه ، ومنه قوله ( اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی ) [ 7 / 142 ].

وأَخْلَفَ : إذا لم یف بوعده ولم یصدق ، والاسم منه الخُلْفُ بالضم ، قال تعالی : ( ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَکَ ) [ 20 / 87 ] قال ( إِنَّ لَکَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ ) [ 20 / 97 ] قرئ بالنون وکسر اللام وقرئ بالتاء مضمومة وفتح اللام.

قوله : ( مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ ) [ 57 / 7 ] أی علی نفقته فی الصدقات ووجوه البر ، ویقال مُسْتَخْلَفِینَ مملکین ( فِیهِ ).

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی کُلِ خَلَفٍ عُدُولاً یَنْفُونَ عَنْ هَذَا الدِّینِ تَحْرِیفَ الْغَالِینَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِینَ وَتَأْوِیلَ الْجَاهِلِینَ ».

الخَلَفُ بالتحریک والسکون : من یجیء بعد من مضی إلا أنه بالتحریک فی الخیر وبالتسکین فی الشر ، یقال خَلَفُ صدق وخَلْفُ سوء بالتسکین ، ومعناهما جمیعا القرن من الناس ، والمراد فی الحدیث المفتوح ، ومن السکون ما جَاءَ فِی الْخَبَرِ سَیَکُونُ بَعْدَ سِتِّینَ سَنَةً ( خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ ).

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَعْطِ کُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفاً ». أی عوضا عاجلا مالا أو دفع سوء وآجلا ثوابا ، فکم من منفق قل ما یقع له الخَلَفُ المالی.

ویقال خَلَفَ الله لک خَلَفاً بخیر ، وأَخْلَفَ علیک خیرا : أی أبدلک بما ذهب منک وعوضک عنه.

====

(1) هذا مختصر من حدیث مذکور فی البرهان ج 2 ص 240.

(2) مجمع البیان ج 3 ص 58.

%

ص: 52

ویقال إذا أذهب للرجال ما یُخَلِّفُهُ مثل المال والولد « أَخْلَفَ الله لک وعلیک » وإذا ذهب له ما یخلفه غالبا کالأب والأم قیل « خَالَفَ الله علیک ».

وعن بعض الأفاضل جوز بعض اللغویین أَخْلَفَ بالألف بمعنی عوض فی المقامین.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَ اخْلُفْهُ فِی عَقِبِهِ فِی الْغَابِرِینَ ». قال بعض الشارحین : اخْلُفْ بالضم والکسر : العقب والولد وولد الولد والغابرین الباقین ، ولعل لفظ فی للسببیة والمراد الدعاء بجعل الباقین من أقارب عقبه عوضا لهم عن المیت.

وقولهم « هو یُخَالِفُ امرأة فلان » أی یأتیها إذا غاب عنها زوجها.

وَفِی خَبَرِ الصَّلَاةِ « ثُمَ أُخَالِفُ إِلَی رِجَالٍ فَأُحْرِقَ عَلَیْهِمْ بُیُوتِهِمْ ».

أی آتیهم من خلفهم.

وَفِیهِ « سَوُّوا صُفُوفَکُمْ وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبِکُمْ ».

أی إذا تقدم بعضکم علی بعض فی الصفوف تأثرت قلوبکم ونشأ بینکم الخَلْفُ.

والخُلُوفُ بضم الخاء علی الأصح وقیل بفتحها : هو رائحة الفم المتغیر ، من قولهم خَلَفَ فم الصائم خُلُوفاً من باب قعد : أی تغیرت رائحة فمه ، وأَخْلَفَ فوه لغة فی خلف.

ومنه الْحَدِیثُ « لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْیَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِیحِ الْمِسْکِ » (1).

فإن قلت : هو علی سبیل الفرض ، أی لو تصور الطیب عند الله لکان الخلوف أطیب منه.

قال بعض الشراح : لما أراد رسول الله أن یبین فضل الصوم ودرجة الصائم ضرب ما یکره من الرائحة فی الطباع البشریة بأطیب ما یرام ویستنشق من الروائح ، والنزول من الأعلی إلی الأدنی فی هذا الباب عند التمثیل وتقریر المعنی من أحد طرق البلاغة وأنهج مناهج البیان و « الخَلِفَةُ » بفتح الخاء وکسر اللام : الحامل من النوق ، وجمعها مخاض من غیر

====

(1) الکافی ج 4 ص 65.

%

ص: 53

لفظها ، کما تجمع المرأة علی النساء من غیر لفظها ، وهی اسم فاعل ، یقال خَلِفْتُ خَلَفاً من باب تعب : إذا حملت فهی خَلِفَةٌ وقیل تجمع علی خَلِفَاتٍ وخَلَائِفَ ، ویقال خَلِفَتْ إذا حملت وأَخْلَفَتْ إذا حالت.

وقد تکررت فی الحدیث مفردة ومجموعة.

والأَخْلَافُ جمع خِلْفٍ بالکسر ، وهو الضرع لکل ذات خف وظلف ، وقیل مقبض ید الحالب من الضرع.

ومنه الْحَدِیثُ « شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ لَهَا أَخْلَافٌ کَأَخْلَافِ الْبَقَرِ ».

والخَلْفُ : القرن بعد القرن.

والخَلْفُ : الردیء من القول.

والخِلْفُ : أقصر أضلاع الجنب والجمع خُلُوف.

والخُلْفُ بالضم الاسم من الأَخْلَافِ ، وهو فی المستقبل کالکذب فی الماضی.

وجلست خَلْفَ فلان : أی بعده والمُخْلِفُ من الإبل : الذی جاز البازل ، الذکر والأنثی سواء ، یقال مُخْلِف عام ومخلف عامین.

والخَلِفُ بکسر اللام : المخاض ، وهی الحوامل من النوق.

ورجل مُخْلِفٌ : أی کثیر الإخلاف لوعده.

وَفِی حَدِیثِ الْهَدْیِ « تَخَلَّفَ ثَمَنُهُ عِنْدَ ثِقَةٍ ».

أی یجعله عنده ، خَلَّفَ الشیء بالتشدید : إذا ترکه خلفه.

وخَالَفَهُ : نقیض وافقه.

والاخْتِلَافُ : نقیض الاتفاق.

وَفِی حَدِیثِ إِثْبَاتِ الصَّانِعِ « الْعَالِمُ الْخَبِیرُ بِلَا اخْتِلَافِ الْمَعْنَی ». أی لیس مرکبا من أجزاء ، ولیس له صفات زائدة علی ذاته.

واخْتَلَفَ من موضع إلی موضع : تردد

ومنه الْحَدِیثُ « مِنْ اخْتَلَفَ إِلَی الْمَسَاجِدِ أَصَابَ إِحْدَی الثَّمَانِ ». أی من تردد إلیها.

ومثله « کُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَی ابْنِ أَبِی لَیْلَی فِی مَوَارِیثَ لَنَا ».

وأهل الخِلَافِ الجمهور.

والخِلَافُ : المخالفة.

%

ص: 54

وشجر الخِلَافِ : الصفصاف بلغة أهل الشام.

والخَلِیفَةُ : السلطان الأعظم.

وَفِی الْخَبَرِ « جَاءَ أَعْرَابِیٌّ إِلَی أَبِی بَکْرٍ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ خَلِیفَةُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله؟ فَقَالَ : لَا ، فَقَالَ : فَمَا أَنْتَ. قَالَ : أَنَا الخَالِفَةُ بَعْدَهُ ».

قال بعض أکابرهم : الخالفة هو الذی لا غنی عنده ولا خیر فیه ، وکذلک الخَالِفُ ، وقیل هو الکثیر الخلاف. ثم قال : وإنما قال ذلک تواضعا وهضما من نفسه حین قال له « أنت خلیفة رسول الله صلی الله علیه واله؟ » - انتهی.

وهو لعمری عذر فاضح غیر واضح.

والخَلِیفَةُ : من یقوم مقام الذاهب ویسد مسده ، والهاء فیه للمبالغة. وجمعه خُلَفَاءُ علی معنی التذکیر لا علی اللفظ ، ویجمع اللفظ علی خَلَائِفَ.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ أَنْتَ الْخَلِیفَةُ فِی السَّفَرِ ». والمعنی أنت الذی أرجوه وأعتمد علیه فی غیبتی عن أهلی أن تلم شعثهم وتقوم إودهم وتداوی سقمهم وتحفظ علیهم دینهم وأمانتهم.

ومثله « أَنْتَ الصَّاحِبُ فِی السَّفَرِ وَالْخَلِیفَةُ فِی الْأَهْلِ وَلَا یَجْمَعَهُمَا غَیْرُکَ ».

وفیه تنزیه لله تعالی عن الجهة والجسمیة إذا کان اجتماع الأمرین فی الجسم الواحد محالا ، کما علله علیه السلام بِقَوْلِهِ « لِأَنَ المُسْتَخْلِفُ لَا یَکُونُ مستصحبا وَالمستصحب لَا یَکُونُ مستخلفا » (1).

والخِلافَةُ بالکسر : خلافة الخلفاء ومدة خلافة الثلاثة علی ما فی المغرب خمس وعشرون سنة إلا ثلاثة أشهر : لأبی بکر ثنتان وثلاثة أشهر وتسع لیال ، ولعمر عشر سنین وستة أشهر وخمس لیال ، ولعثمان اثنا عشر سنة إلا اثنا عشر لیلة. مُدَّةُ خِلَافَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أبی طالب علیه السلام خَمْسُ سِنِینَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَفِی هَذِهِ الْمُدَّةِ مَا وَضَعَ فِیهَا آجُرَّةً عَلَی آجُرَّةٍ وَلَا لَبِنَةً عَلَی لَبِنَةٍ وَلَا أَقْطَعَ قَطِیعَةً وَلَا أَوْرَثَ بَیْضَاءَ وَلَا حَمْرَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَایَاهُ أَرَادَ أَنْ یَبْتَاعَ بِهَا لِأَهْلِهِ خَادِماً.

====

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 92.

%

ص: 55

وَمِمَّا وَرَدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أبی طالب علیه السلام قَالَ : بَیْنَمَا أَنَا أَمْشِی مَعَ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله فِی بَعْضِ طُرُقَاتِ الْمَدِینَةِ إِذْ لَقِینَا شَیْخٌ طَوِیلٌ کَثُّ اللِّحْیَةِ بَعِیدٌ مَا بَیْنَ الْمَنْکِبَیْنِ ، فَسَلَّمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه واله وَرَحَّبَ بِهِ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا رَابِعَ الْخُلَفَاءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ أَلَیْسَ هُوَ کَذَلِکَ یَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ : بَلَی ، ثُمَّ مَضَی فَقُلْتُ : یَا رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه واله مَا هَذَا الَّذِی قَالَ لِی هَذَا الشَّیْخُ وَتَصْدِیقُکَ لَهُ؟ قَالَ : أَنْتَ کَذَلِکَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِنَّ اللهَ تَعَالَی قَالَ فِی کِتَابِهِ ( إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً ) وَالْخَلِیفَةُ الْمَجْعُولُ فِیهَا آدَمُ ، وَقَالَ تَعَالَی ( یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ ) فَهُوَ الثَّانِی ، وَقَالَ تَعَالَی حِکَایَةً عَنْ مُوسَی حِینَ قَالَ لِهَارُونَ ( اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ ) فَهُوَ هَارُونَ إِذْ اسْتَخْلَفَهُ مُوسَی علیه السلام فِی قَوْمِهِ وَهُوَ الثَّالِثُ ، وَقَالَ تَعَالَی ( وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَکْبَرِ ) فَکُنْتَ أَنْتَ الْمُبَلِّغُ عَنِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِهِ ، وَأَنْتَ وَصِیِّی وَوَزِیرِی وَقَاضِی دَیْنِی وَالْمُؤَدِّی عَنِّی ، وَأَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ مِنْ بَعْدِی ، فَأَنْتَ رَابِعُ الْخُلَفَاءِ کَمَا سَلَّمَ عَلَیْکَ الشَّیْخُ ، أَوَلَا تَدْرِی مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : هُوَ أَخُوکَ الْخَضِرُ علیه السلام.

وَمِمَّا ذُکِرَ فِی بَعْضِ التَّوَارِیخِ : أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام لَمَّا خَلَعَ نَفْسَهُ مِنْ الْخِلَافَةِ تَمَّ الْأَمْرُ لِمُعَاوِیَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ. وهو أول الخلفاء من بنی أمیة وآخرهم السفاح (1) ، وکانت مدة خلافتهم نیفا وثمانین سنة وهی ألف شهر ، ثم جاءت الدولة العباسیة بخراسان وقام بالأمر أبو جعفر المنصور بعد أخیه السفاح ثم

====

(1) آخر خلفاء بنی أمیة هو مروان بن محمد المعروف بمروان الحمار ، والسفاح المذکور هنا هو أول الخلفاء العباسیین.

%

ص: 56

قام من بعده ابنه محمد المهدی ثم ابنه موسی الهادی ثم أخوه هارون الرشید ثم تابعوا فی الخلافة إلی زمن المستعصم بالله ثم من بعدهم تفرقت الدولة علی سلاطین الزمان

وَفِی حَدِیثِ أَبِی الْخَالِدِ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام قَالَ : « قَالَ بَنُو إِسْرَائِیلَ لِسُلَیْمَانَ : اسْتَخْلِفْ عَلَیْنَا ابْنَکَ. فَقَالَ لَهُمْ : انَّهُ لَا یَصْلُحُ لِذَلِکَ فَأَلَحُّوا عَلَیْهِ فَقَالَ : إِنِّی سَائِلُهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَحْسَنَ الْجَوَابَ فِیهَا اسْتَخْلَفْتُهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَقَالَ : یَا بُنَیَّ مَا طَعْمُ الْمَاءِ وَطَعْمُ الْخُبْزِ وَمِنْ أَیِّ شَیْءٍ ضَعْفُ الصَّوْتِ وَشِدَّتُهُ ، وَأَیْنَ مَوْضِعُ الْعَقْلِ مِنْ الْبَدَنِ ، وَمِنْ أَیِّ شَیْءٍ الْقَسَاوَةُ وَالرِّقَّةُ ، وَمِمَّ تَعَبُ الْبَدَنِ وَدَعَتُهُ ، وَمِمَّ مَکْسَبُ الْبَدَنِ وَحِرْمَانُهُ ، فَلَمْ یُجِبْهُ بِشَیْءٍ مِنْهَا. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام : طَعْمُ الْمَاءِ الْحَیَاةُ ، وَطَعْمُ الْخُبْزِ الْقُوَّةُ ، وَضَعْفُ الصَّوْتِ وَقُوَّتُهُ مِنْ شَحْمِ الْکُلْیَتَیْنِ ، وَمَوْضِعُ الْعَقْلِ الدِّمَاغُ ، أَلَا تَرَی أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا کَانَ قَلِیلَ الْعَقْلِ قِیلَ لَهُ مَا أَخَفَّ دِمَاغَهُ ، وَالْقَسْوَةُ وَالرِّقَّةُ مِنْ الْقَلْبِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی ( فَوَیْلٌ لِلْقاسِیَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِکْرِ اللهِ ) ، وَتَعَبُ الْبَدَنِ وَدَعَتُهُ مِنْ الْقَدَمَیْنِ إِذَا أُتْعِبَا فِی الْمَشْیِ یَتْعَبُ الْبَدَنُ ، وَکَسْبُ الْبَدَنِ وَحِرْمَانُهُ مِنْ الْیَدَیْنِ إِذَا عُمِلَ بِهِمَا وَإِذَا لَمْ یُعْمَلْ بِهِمَا لَمْ یَزِدْ عَلَی الْبَدَنِ شَیْءٌ » (1).

الرد لقصور أعمالکم طامعین فی الإجابة لسعة رحمته ووفور کرمه.

والخَوْفُ من الشیء : الحذر منه.

قوله : ( وَاذْکُرْ رَبَّکَ فِی نَفْسِکَ تَضَرُّعاً وَخِیفَةً ) [ 7 / 205 ] الخِیفَة بالکسر فالسکون : الخوف ، یقال خَافَ یَخَافُ خَوْفاً وخِیفَةً بالکسر ومَخَافَةً أیضا فهو خَائِفٌ إذا حذر من عدو ونحوه.

والتَّخَوُّفُ : التنقص ، ومنه قوله تعالی : ( أَوْ یَأْخُذَهُمْ عَلی تَخَوُّفٍ ) [ 16 / 47 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ کَمَثَلِ خَافَةِ الزَّرْعِ ».

قال بعض الشارحین : الخَافَةُ وعاء الحب ، سمیت بذلک لأنها وقایة له ، وروی بالمیم وسیأتی.

وَفِی الْخَبَرِ « الْکُسُوفُ آیَةٌ یُخَوِّفُ اللهَ بِهَا عِبَادَهُ ». إذ تبدیل النور بالظلمة یحصل الخَوْف لیترکوا معاصیه ، وکونها آیة من حیث الکسف لا من حیث الذات ، وإن کان کل مخلوق آیة ، وهو رد علی أهل الهیئة حیث قالوا إن الکسوف عادی لا یتقدم ولا یتأخر.

والفرق بین الخوف والحزن أن الخَوْفُ من المتوقع والحزن علی الواقع.

فهو مُدْنِفٌ. ومدنف یتعدی ولا یتعدی.

ورجل دَنَفٌ وامرأة دَنَفٌ یستوی فیه المذکر والمؤنث والتثنیة والجمع.

قال المطرزی فی مغربه : أَدْنَفَ المریض ودَنِفَ : ثقل بالمرض ودنا من الموت.

وأَدْنَفَهُ المرض : أثقله.

خفیف سریع.

ومنه الْحَدِیثُ « مَوْتٌ ذَفِیفٌ یَحْزَنُ الْقَلْبَ ».

وفی بعض النسخ دفیق بالقاف مکان الفاء الأخیرة ، والدال المهملة مکان المعجمة.

أَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا ( أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ) مِنْ أَجَلِ دَعْوَاهُمْ عَلَی مُوسَی علیه السلام ، وَذَلِکَ أَنَّ مُوسَی علیه السلام وَهَارُونَ وَشَبِیراً وَشَبَّراً ابْنَیْ هَارُونَ انْطَلَقُوا إِلَی سَفْحِ جَبَلٍ ، فَنَامَ هَارُونَ عَلَی سَرِیرٍ فَتَوَفَّاهُ اللهُ ، فَلَمَّا مَاتَ دَفَنَهُ مُوسَی علیه السلام ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ قَالُوا لَهُ : أَیْنَ هَارُونُ؟ قَالَ : تَوَفَّاهُ اللهُ ، قَالُوا : لَا. بَلْ أَنْتَ قَتَلْتَهُ وَحَسَدْتَنَا عَلَی خُلْقِهِ وَلِینِهِ! قَالَ : فَاخْتَارَ مُوسَی مِنْهُمْ ( سَبْعِینَ رَجُلاً ) ، وَذَهَبَ بِهِمْ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَی الْقَبْرِ قَالَ مُوسَی : یَا هَارُونُ أَقُتِلْتَ أَمْ مِتَّ؟ فَقَالَ هَارُونُ : مَا قَتَلَنِی أَحَدٌ وَلَکِنْ تَوَفَّانِی اللهُ فَقَالُوا لَنْ نُعْصَی بَعْدَ الْیَوْمِ ( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ) فصعقوا وَمَاتُوا ثُمَّ أَحْیَاهُمْ اللهُ وَجَعَلَهُمْ أَنْبِیَاءَ ».

قوله ( یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ) [ 79 / 6 ] فسرت بالنفخة الأولی التی تموت فیها الخلائق ، وهی صیحة عظیمة مع اضطراب کالرعدة ترجف عندها الجبال والأرض.

قوله ( وَالْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَةِ ) [ 33 / 60 ] أی فی الأخبار المضعضعة لقلوب المسلمین عن سراة النبی صلی الله علیه واله ، یقولون : هزموا وقتلوا.

وأصله من الرَّجْفَةِ وهی الزلزلة لکونه خبرا متزلزلا غیر ثابت.

ومنه « الأَرَاجِیفُ الملفقة » واحدها الأَرْجَافُ.

ورَجَفَ الشیء من باب قتل : تحرک واضطرب.

ویقال أَرْجَفُوا فی الشیء أی خاضوا فیه.

وأصله مُرْتَدِفِینَ أی مستدبرین.

والارْتَدَافُ : الاستدبار. یقال : أتینا فلانا فَارْتَدَفْنَاهُ أی أخذناه من ورائه أخذا.

ورَدِفْتُهُ : لحقته وتبعته.

وصلاة مُتَرَادِفَةٌ أی متتابعة.

والتَّرَادُفُ : التتابع. وتعاونوا علیه وتَرَادَفُوا بمعنی

ورَدِفْتُهُ بالکسر : إذا رکبت خلفه.

والرِّدْفُ بالکسر : الراکب خلف الراکب.

ومثله الرَّدِیفُ. تقول : أَرْدَفْتُهُ إِرْدَافاً وارْتَدَفْتُهُ فهو رَدِیفٌ.

واسْتَرْدَفْتُهُ : سألته أن یُرْدِفَنِی. والرِّدْفُ : الکفل والعجز.

والرِّدْفَان : اللیل والنهار.

بضم الراء : الدم الذی یخرج من الأنف.

یقال رَعَفَ الرجلُ من بابی قتل ونفع والضم لغة : إذا خرج الدم من أنفه.

والاسم : الرُّعَافُ. ویقال الرُّعَافُ : الدم نفسه قاله فی المصباح.

عیالی إلی بعض الرِّیفِ » أی أرض الزرع والخصب.

کِتَابَ اللهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ ».

أی باطل مزین. وَفِیهِ « إِنَّ الْجِنَانَ لَتُزَخْرَفُ ». أی تزین.

قتل أَزُفُ بالضم زَفّاً وزِفَافاً : إذا أهدیتها. والاسم الزِّفَافُ ککتاب.

والزِّفَافُ : الإهداء.

وَفِی حَدِیثِ تَزْوِیجِ فَاطِمَةَ علیها السلام لَیْهَا السَّلَامُ « إِنَّهُ صَنَعَ طَعَاماً وَقَالَ لِبِلَالٍ : أَدْخِلِ النَّاسَ عَلَیَ زَفَّةً زَفَّةً ». أی طائفة بعد طائفة سمیت به لزفیفها فی مشیها وإقبالها بسرعة.

والمِزَفَّةُ : المِحَفَّة التی تُزَفّ بها العروس.

مِنْ عَیْشِکَ إِلَّا لَذَّةٍ تَزْدَلِفُ بِکَ إِلَی حِمَامِکَ ». أی تقربک إلی موتک.

وفی الحدیث « المُزْدَلِفَةُ » بضم المیم وسکون المعجمة وفتح المهملة وکسر اللام : اسم فاعل من الازْدِلَافِ ، وهو التقدم.

تقول ازْدَلَفَ القومُ : إذا تقدموا ، وهی موضع یتقدم الناس فیه إلی منی.

وقیل : لأنه یتقرب فیها إلی الله ، أو لمجیء الناس إلیها فی زلف من اللیل ، أو من الازْدِلَافِ : الاجتماع لاجتماع الناس فیها.

أو لازدلاف آدم إلی حواء واجتماعه معها ، ولذا تسمی جمعا.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُمِّیَ الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ مُزْدَلِفَةَ لِأَنَّ جَبْرَئِیلَ قَالَ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام بِعَرَفَاتٍ : یَا إِبْرَاهِیمُ ازْدَلِفْ إِلَی الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ فَسُمِّیَتِ الْمُزْدَلِفَةَ » ..

وَفِی حَدِیثِ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصادق علیه السلام « إِنَّمَا سُمِّیَتْ مُزْدَلِفَةَ لِأَنَّهُمُ ازْدَلَفُوا إِلَیْهَا مِنْ عَرَفَاتٍ ».

[ 3 / 147 ] أی إفراطنا فیه وجهلنا ، والسَّرَفُ : الجهل.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ لِلَّهِ مَلَکاً یَکْتُبُ سَرَفَ الْوَضُوءِ کَمَا یَکْتُبُ عَدَاوَتَهُ ». السَّرَفُ محرکة ضد القصد وهو الإسراف.

وفی بعض نسخ الحدیث : بالشین المعجمة ، وفی بعضها : عدوانه.

قال بعض الشراح : یمکن أن یکون العدوان إشارة إلی ما ذهب إلیه العامة من جعل غسل الرجلین مسحا.

وَفِیهِ « لَوْ قُتِلَ فِی الْحُسَیْنِ أَهْلُ الْأَرْضِ مَا کَانَ سَرَفاً ».

وَفِیهِ « لَیْسَ لِأَهْلِ سَرِفٍ مُتْعَةٌ ».

سَرِفٌ - مثال کتف - : موضع قریب من التنعیم ، وهو من مکة علی عشرة أمیال ، وقیل أقل وأکثر.

وَبِهِ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله مَیْمُونَةَ الْهِلَالِیَّة ، وَبِهِ تُوُفِّیَتْ وَدُفِنَتْ. وهو مذکر مصروف.

ومن أصحاب الحدیث من یری أنه غیر منصرف ، قال بعض الشارحین : الأکثرون رووا سَرِف بالسین المهملة ، ورواه ابن وهب بالشین المعجمة قیل وهو الصواب.

وإِسْرَافِیلُ : اسم أعجمی کأنه مضاف إلی ( إیل ).

وقال الأخفش : ویقال إِسْرَافِین کما قالوا : جبرین وإسمعین وإسرائین.

( هجر ) (1) لبعد المسافة ولکثرة النخیل بها.

والسَّعَفُ : التشعث حول الأظفار.

وقد سَعِفَتْ یدُهُ بالکسر.

ومنه الْحَدِیثُ « مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لَمْ تَسْعَفْ أَنَامِلُهُ ». أی لم تتشعث.

رستاق (1) کبیر بین النهروان (2) والبصرة (3) کانت عامرة فانقرضوا لما صارت غامرة.

ومنهم أبو جعفر الإِسْکَافُ وله کتب کثیرة.

وأُسْکُفَّةُ الباب بالضم : عتبته العلیا ، وقد تستعمل فی السفلی.

قال فی المصباح : واقتصر فی التهذیب ومختصر العین علیها ، فقال الأُسْکُفَّةُ : عتبة الباب التی یوطأ علیها والجمع أُسْکُفَّاتٌ.

إلی أجل معلوم ، بزیادة فی السعر الموجود عند السلف ، وذلک منفعة للسلف ، ویقال له ( سلم ) دون الأول ، وهو یقابل ( النسیئة )

وقد أَسْلَفْتُ فی کذا من باب طلب. والجمع أَسْلَافٌ ، مثل سبب وأسباب.

وتَسَلَّفْتُ فَأَسْلَفَنِی.

والشَّرَفُ : المجد ، ولا یکون إلا فی الآباء أو علو الحسب.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِذَا أَتَاکُمْ شَرِیفُ قَوْمٍ فَأَکْرِمُوهُ ، سُئِلَ وَمَا الشَّرِیفُ؟ فَقَالَ : الشَّرِیفُ مَنْ کَانَ لَهُ مَالٌ ، قُلْتُ : فَالْحَسِیبُ؟ قَالَ : الَّذِی یَفْعَلُ الْأَفْعَالَ الْحَسَنَةَ بِمَالِهِ وَغَیْرِ مَالِهِ ».

وجمع الشَّرِیفِ شُرَفَاءُ وأَشْرَافٌ.

وشُرْفَةُ القصرِ تجمع علی شُرَفٍ کغرفة وغرف.

وَفِی حَدِیثِ الْمَسَاجِدِ « تُبْنَی جُمّاً وَلَا تُشَرَّفُ ». أی لا تجعل لها شُرَفاً.

وَفِی حَدِیثِ التَّضْحِیَةِ « أَمَرَ أَنْ تُسْتَشْرَفَ الْعَیْنُ وَالْأُذُنُ ». أی تتأمل سلامتهما من آفة کالعور والجدع.

والأصل فی الاسْتِشْرَافِ : أن تضع یدک علی حاجبک کالذی یستظل من الشمس حتی یتبین الشیء.

واسْتَشْرَفَهَا الشیطانُ : أی تطلعها وتأملها.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله مَعَ جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ بَعْدَ قَوْلِهِ : « أَلَا أَمْنَحُکَ أَلَا أُعْطِیکَ؟ فَتَشَرَّفَ النَّاسُ لِذَلِکَ ».

أی فتطلعوا إلیه ونظروا ما یمنحه به.

وسیف مَشْرَفِیٌ : منسوب إلی مَشَارِفِ الشامِ وهی أرض من قری العرب تدنو من الریف.

وفی المصباح : وقیل هذا خطأ بل هی نسبة إلی موضع من الیمن.

الْخَدْشِ. « سُئِلَ علیه السلام وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام؟ قَالَ إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام مَکَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله خَمْسَةً وَسَبْعِینَ یَوْماً وَکَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِیدٌ عَلَی أَبِیهَا فَکَانَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَأْتِیهَا فَیُحْسِنُ عَزَاهَا عَلَی أَبِیهَا وَیُطَیِّبُ نَفْسَهَا وَیُخْبِرُهَا عَنْ أَبِیهَا وَمَکَانِهِ ، وَیُخْبِرُهَا بِمَا یَکُونُ بَعْدَهَا فِی ذُرِّیَّتِهَا ، وَکَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَکْتُبُ ذَلِکَ. فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام ».

وَفِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنِ الصادق علیه السلام « مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام فِیهِ مِثْلُ قُرْآنِکُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَاللهِ مَا فِیهِ مِنْ قُرْآنِکُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ وَلَیْسَ فِیهِ مِنْ حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ ، وَلَکِنْ فِیهِ عِلْمُ مَا یَکُونُ ».

والمُصْحَفُ بضم المیم أشهر من کسرها والتَّصْحِیفُ : تغییر اللفظ حتی یتغیر المعنی ، وأصله الخطایا یقال صَحَّفَهُ فَتَصَحَّفَ أی غیره فتغیر حتی التبس.

صَرْفٌ ولا عَدلٌ أی توبة وفدیة ، أو نافلة فریضة.

قوله ( صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ ) [ 7 / 47 ] أی قلبت تلقاء أصحاب النار.

قوله ( وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِی هذَا الْقُرْآنِ مِنْ کُلِّ مَثَلٍ ) [ 17 / 89 ] أی بینا لهم وکررنا من کل شیء ، وهو کالمثل فی حسنه وغرابته قد احتاجوا إلیه فی دینهم ودنیاهم فلم یرضوا إلا کفورا أو جحودا.

قوله ( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَیْکَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ ) [ 46 / 29 ] أی أملناهم إلیک عن بلادهم بالتوفیق والألطاف حتی أتوک.

قوله ( وَتَصْرِیفِ الرِّیاحِ ) [ 2 / 146 ] أی تحویلها من حال إلی حال جنوبا وشمالا ودبورا وصباء وسائر أجناسها.

قوله ( فَأَنَّی تُصْرَفُونَ ) [ 10 / 32 ] أی أی جهة تقلبون عن الحق إلی الضلال.

قوله ( نُصَرِّفُ الْآیاتِ ) [ 6 / 105 ] أی نکررها تارة من جهة المقدمات العقلیة ، وتارة من جهة الترغیب والترهیب وتارة من جهة التنبیه والتذکیر بأحوال المتقدمین.

قوله مَصْرِفاً [ 18 / 53 ] أی معدلا.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَوْ تَفَرَّثَتْ کَبِدُهُ عَطَشاً لَمْ یَسْتَسْقِ مِنْ دَارِ صَیْرَفِیٍ ».

هو من صَرَفْتُ الدینارَ بالذهب : بعته.

واسم الفاعل من هذا ( صَیْرَفِیٌ ).

وصَرَّافٌ للمبالغة.

وقوم صَیَارِفَةٌ ، الهاء فیه للنسبة.

وَمِنْهُ « أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْکَهْفِ کَانُوا صَیَارِفَةً ».

قال الصدوق : یعنی صَیَارِفَةَ الکلام ولم یعن صَیَارِفَةَ الدراهم.

وعن بعض المعاصرین من شراح الحدیث : المعنی کأن الإمام علیه السلام قال لسدیر : ما لک ولقول الحسن البصری أما علمت أن أصحاب الکهف کانوا صیارفة الکلام ونقدة الأقاویل ، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق ، ورفضوا الباطل ، ولم یسمعوا ما فی أهل الضلال ، وأکاذیب رهط السفاهة ، فأنت أیضا کن صیرفیا لما

%

ص: 79

یبلغک من الأقاویل ، ناقدا منتقدا آخذا بالحق رافضا للباطل ، ولیس المراد أنهم کانوا صیارفة الدراهم ، کما هو المتبادر إلی بعض الأوهام ، لأنهم کانوا فتیة من أشراف الروم مع عظم شأنهم وکبر خطرهم - انتهی کلامه.

ویتوجه علیه : أن من الممکن أن یقال إن قوله یعنی إلی آخره ، لیس هو من کلام الإمام فإنما هو من کلام الصدوق ، یدل علی ذلک أن هذه الروایة بعینها ذکرت فی التهذیب فی باب الحرف المکروهة إلی قوله : أن أصحاب الکهف کانوا صَیَارِفَةً ، بدون الزیادة المذکورة وحینئذ فلا مانع من حمل الروایة علی ظاهرها ، ویکون فیها دلالة علی جواز الصِّرَافَةِ المخصوصة ردا علی الحسن حیث اعتقد عدم جواز فعلها کما دل علیه قوله : کذب الحسن ، خذ سواء وأعط سواء ، فإذا حضر وقت الصلاة فدع ما فی یدک وانهض إلی الصلاة وحینئذ فلا ینافی کونها من الحرف المذمومة اتصاف أهل الکهف بها مع کونهم أشرافا لأن شرع من تقدمنا غیر شرعنا. فلعلها فیه لم تکن مکروهة ، وإذا کان الأمر کذلک حملنا الصرف علی معناه الحقیقی دون غیره ، ولا حاجة إلی التکلف.

والصَّیْرَفِیّ : المحتال المتصرف فی الأمور.

وصَرْفُ الدهرِ : حدثانه ونوائبه.

والجمع صُرُوفٌ کفلس وفلوس.

وصَرْفُ الحدیثِ : تزیینه بالزیادة فیه.

والصِّرْفُ بالکسر : الشراب الذی لم یمزج.

ویقال لکل خالص من شوائب الکدر : صِرْفٌ ، لأنه صُرِفَ عن الخلط.

وصَرَفَ اللهُ عنک الأذی أی قلبه عنک وأزاله.

ومنه الْحَدِیثُ « لَمْ یَزَلِ الْإِمَامُ مَصْرُوفاً عَنْهُ قَوَارِفُ السُّوءِ ».

وصَرَّفْتُ الرجلَ فی أمری فَتَصَرَّفَ فیه ، واصْطَرَفَ فی طلب الکسب.

وصَرَفْتُ المالَ : أنفقته.

والله یسمع صَرِیفَ الأقلامِ أی صوت جریانها ، وروی « صریر » براء مهملة ، وهو أشهر فی اللغة وأدل فی الروایة.

%

ص: 80

وَفِی الْحَدِیثِ « الرَّجُلُ یَنَامُ وَهُوَ سَاجِدٌ قَالَ یَنْصَرِفُ وَیَتَوَضَّأُ ».

أی ینقلب من مکانه وَفِی خَبَرِ مُوسَی علیه السلام « کَانَ یَسْمَعُ صَرِیرَ الْقَلَمِ حِینَ کَتَبَ اللهُ التَّوْرَاةَ ».

وانْصَرَفَ من صلاته : أی سلم.

وصَرَفْتُهُ عن وجهه من باب ضرب : حولته.

وصُرِفَ رسولُ الله إلی الکعبة یعنی وُجِّهَ إلیها وحُوِّلَ.

وَمِنْهُ « وَاصْرِفْ قَلْبِی إِلَی طَاعَتِکَ وَخَشْیَتِکَ ».

ومِنْهُ « یَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِی ».

وصَرَفْتُ الأجیرَ : خلیت سبیله.

وکلبه صَارِفٌ : إذا اشتهت الفحل.

والصَّرَفَانُ : ضرب من التمر.

ومنه الْخَبَرُ « الصَّرَفَانُ سَیِّدُ تُمُورِکُمْ ».

صلی الله علیه وآله کانت مسکن الغرباء والفقراء.

وَمِنْهُ « أَهْلُ الصُّفَّةِ » مِنَ الْمُهَاجِرِینَ لَمْ یَکُنْ لَهُمْ مَنَازِلُ وَلَا أَمْوَالٌ.

رُوِیَ « أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام کَانَ عِنْدَهُ سِتْرٌ مِنَ الْغَنِیمَةِ فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله فَقَسَّمَ ذَلِکَ السِّتْرَ بَیْنَهُمْ قِطَعاً ، جَعَلَ یَدْعُو الْعَارِیَ مِنْهُمُ الَّذِی لَا یَسْتَتِرُ بِشَیْءٍ فَیُؤَزِّرُهُ ، وَإِذَا الْتَقَی عَلَیْهِ الْإِزَارُ قَطَعَهُ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « إِلَّا مَا قُتِلَ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ ».

أی بین العسکرین.

والمَصَفّ بفتح المیم : الموقف فی الحرب.

وصِفِّینُ بکسر الصاد مثقل الفاء : موضع علی الفرات من الجانب الغربی بطرف الشام ، وکان هناک وقعة بین علی ومعاویة ، وهو فعلین من الصف أو فعیل من الصفوف فالنون أصلیة علی الثانی قاله فی المصباح.

والصَّفْصَافُ بالفتح شجر معروف ، وهو شجر الخلاف بلغة الشام.

محذوف وجوبا لکونه مثلا أی عرفتهم.

وقیل معناه : ترکت الشیء وهو ممکن ، وطلبته فی غیر وقت إمکانه.

أو منصوب علی الاختصاص بمعنی واختص فی سبیل الله خلاص المستضعفین ، لأنه من أعظم الخیرات.

قیل : والمراد بهم الذین أسلموا بمکة وصدهم المشرکون عن الهجرة ، فبقوا بین أظهرهم یلقون منهم الأذی ویدعون الله بالخلاص ویستغفرونه.

قوله ( وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ ) [ 28 / 5 ] قال الشیخ أبو علی : ( وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَ ) جملة معطوفة علی الکلام المتقدم أی ونحن نرید حکایة حال ماضیة ، ویجوز أن یکون حالا من ( یَسْتَضْعِفُ ) أی یستضعفهم فرعون ونحن نرید أن نمن علیهم ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) متقدمین فی الدین والدنیا وقادة فی الآخرة یقتدی بهم ( وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ ) یرثون فرعون وقومه وملکهم.

وَعَنْ بَعْضِ الْمُفَسِّرِینَ : الْمُسْتَضْعَفُونَ فِی الْأَرْضِ « مُحَمَّدٌ صلی الله علیه واله وَأَهْلُ بَیْتِهِ » وَ ( فِرْعَوْنُ ) وَ ( هَامَانُ ) : الْأَوَّلُ وَالثَّانِی وَهُمَا ( تَیْمٌ ) وَ ( عَدِیٌّ ) وَجنودُهُما : مَنْ تَابَعَهُمَا ، وَذَلِکَ فِی دَوْلَةِ الْقَائِمِ علیه السلام فَهُنَاکَ یَحْصُلُ الْأَمْنُ التَّامُّ بَعْدَ الْخَوْفِ الشَّدِیدِ فِی الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ وَیَسْتَمِرُّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

ومثلها قوله تعالی ( وَعَدَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ ) [ 24 / 55 ] الآیة.

وقوله ( یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) [ 37 / 83 ] حیث جعل بعض المفسرین من للتبعیض.

وقوله ( ثُمَّ بَعَثْناکُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ) [ 2 / 56 ] فإن الشکر إنما یکون فی الدنیا لأنها دار تکلیف.

وقوله ( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُکَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ کانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ ) [ 27 / 82 ] فإن المراد بالآیات علی ما ذکره البعض : العلامات التی تکون عند القائم علیه السلام ورجوع من أمر الله برجوعهم إلی الدنیا.

وقوله ( وَلَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَکْبَرِ ) [ 32 / 21 ] فإن

%

ص: 85

العذاب الأدنی علی ما جاء فی الروایة عذاب الرجعة ، والعذاب الأکبر عذاب یوم القیامة ، هذا.

وأما أحادیث أهل البیت فی هذا الباب فأکثر من أن تحصی.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنَّ اللهَ لَیُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِیفَ ».

قیل : المراد ( الضعیف الإیمان ) والمراد : أنه یعامله معاملة المبغض کما مر نظیره مرارا.

وَفِیهِ « اتَّقُوا اللهَ فِی الضَّعِیفَیْنِ ».

یعنی الیتیم والنساء کما جاءت به الروایة عنهم علیهم السلام.

وَفِیهِ « رَأَیْتُ فِی أَضْعَافِ الثِّیَابِ طِیناً ».

أی فی أثنائها کما یقال وقع لفلان فی أَضْعَافِ کتابِهِ أی فی أثناء السطور والحواشی. والضَّعْفُ : خلافُ القوة.

وقد ضَعُفَ عن الشیء أی عجز عن احتماله فهو ضَعِیفٌ.

وأَضْعَفَهُ غیرُهُ.

وقومٌ ضِعَافٌ وضُعَفَاءُ.

واسْتَضْعَفَ الشیءَ : عده ضعیفا.

وفلانٌ ضَعِیفٌ مُضْعِفٌ ، یعنی ضعیفا فی بدنه مضعفا فی دابته.

والضِّعْفُ فی کلام العرب : المثل فما زاد ، ولیس بمقصور علی المثلین.

وأقل الضِّعْفِ محصور فی الواحد وأکثره غیر محصور.

أما لو قال فی الوصیة « أعطوه ضِعْفَ نصیبِ ولدی » أعطی مثلیه.

ولو قال « ضِعْفَیْهِ » أعطی ثلاثة أمثال حتی لو حصل للابن مائة أعطی مائتین فی الضعف والثلاثمائة فی الضعفین ، وعلی هذا جری عرف الناس واصطلاحهم ، والوصیة تحمل علی العرف لا علی دقائق اللغة.

وَفِی الْحَدِیثِ « تَضْعُفُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ عَلَی صَلَاةِ الْفَرْدِ خَمْساً وَعِشْرِینَ دَرَجَةً ».

أی تزید علیها من ضَعُفَ الشیءُ : زاد.

وأَضْعَفْتُهُ وضَعَّفْتُهُ وضَاعَفْتُهُ بمعنی واحد.

والمُسْتَضْعَفُ هو الذی لا یستطیع حیلة الکفر فیکفر ، ولا یهتدی سبیلا إلی الإیمان کالصبیان ومن کان من الرجال

%

ص: 86

مثل عقول الصبیان مرفوع القلم عنهم.

وعن بعض الشارحین : المُسْتَضْعَفُ من لا یعتقد الحق ولا یعاند أهله ولا یوالی أحدا من الأئمة ولا من غیرهم ، ولیس من قسم المُسْتَضْعَفِ من یعتقد الحق ولا یعرف دلیله التفصیلی ، فإن ذلک من جملة المؤمنین ولعدم کونه منافقا کما دل علیه الحدیث.

وَفِی الْحَدِیثِ « سُئِلَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فَقَالَ : الْبَلْهَاءُ فِی خِدْرِهَا وَالْخَادِمُ ، تَقُولُ لَهَا صَلِّی فَتُصَلِّی لَا تَدْرِی إِلَّا مَا قُلْتَ لَهَا وَالْکَبِیرُ الْفَانِی وَالصَّبِیُّ الصَّغِیرُ ».

کذا قرره وهو محل کلام.

قالوا وتکون الإِضَافَةُ للملک نحو ( غلام زید ).

وللتخصیص نحو ( سرج الدابة ) و ( حصیر المسجد ).

ویکون مجازا نحو ( دار زید ) لدار یسکنها ولا یملکها.

وقد یحذف المضاف إلیه ویعوض عنه ألف ولام لفهم المعنی نحو ( نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی ) [ 79 / 40 ] أی عن هواها ( وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّکاحِ ) [ 2 / 235 ] أی نکاحها.

وقد یحذف المضاف ویقام المضاف إلیه مقامه إذا أمن اللبس وهو کثیر.

تکون طرفة عندکم.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « إِنَّ هَذِهِ النُّفُوسَ تَمَلُّ کَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِکْمَةِ » (1). أی لطائفها وغرائبها المعجبة للنفس اللذیذة لها ، وذلک لیکون زائدا فی اکتساب الحکمة بنشاط.

والطُّرْفَةُ بالضم : ما یستطرف ویستملح والجمع طُرَفٌ کغرفة وغرف.

وأَطْرَفَ الرجلُ إِطْرَافاً : جاء بطرفه.

وطَرُفَ الشیءُ بالضم فهو طَرِیفٌ.

والطَّرَفُ بالتحریک : الناحیة والجانب.

والجمع أَطْرَافٌ کسبب وأسباب.

وطَرَفَا الإنسانِ : لسانه واسته.

وطَرَفَاهُ الأسفلان : فرجاه لأن کلا منهما فی جانب.

وفلان کریم الطَّرَفَیْنِ ، ویراد نسب الأب والأم.

والطَّرْفُ : العین ولا یجمع ، لأنه فی الأصل مصدر ، فیکون واحدا ، ویکون جمعا. وطَرَفَ البصرُ یَطْرِفُ من باب ضرب : تحرک.

ومنه حَدِیثُ الصَّیْدِ « إِذَا أَدْرَکْتَهُ وَالْعَیْنُ تَطْرِفُ ». أی تتحرک.

وطَرَفَتْ عینُهُ من ضرب : إذا أصبتها بشیء فدمعت.

وطَرَفَ بصرُهُ : إذا أطبق أحد جفنه علی الآخر.

وَمِنْهُ « اللهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ کُلَّمَا طَرَفَتْ عَیْنٌ أَوْ ذَرَفَتْ ».

وقَوْلُهُ فِی الدُّعَاءِ « لَا تَکِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ ».

والطَّرْفُ بالفاء : اللطم بالید.

ولعل منه الْحَدِیثُ « رَجُلٌ طَرَفَ لِغُلَامٍ طَرْفَةً فَقَطَعَ بَعْضَ لِسَانِهِ ».

والطَّارِفُ والطَّرِیفُ من المال : المستحدث وهو خلاف التالد والتلید.

والمطْرَفُ بکسر المیم وفتحها وضمها رداء من خز مربع فی طرفه علمان ، وقد جاء فی الحدیث والجمع مَطَارِفُ.

وقولهم فعلت ذلک فی مُسْتَطْرَفِ الأیامِ أی فی مستأنف الأیام.

====

(1) نهج البلاغة ج 2 ص 181 لکن فی الأصل : « إن هذه القلوب تمل. إلخ » وهو مکرر فی نهج البلاغة. وفی ج 2 ص 156 « الحکم » بدل « الحکمة ».

%

ص: 89

عند إصرارهم علی الکفر حیث قال : رب إن عبدک فرعون علا فی الأرض وبغی وعتا ، وإن قومه قد نقضوا عهدک فخذهم بعقوبة تجعلها لهم ولقومی عظة ولمن بعدهم آیة وعبرة فبعث الله علیهم الطُّوفَانَ وهو الماء أرسل الله علیهم من السماء.

وکانت بیوت بنی إسرائیل وبیوت القبط مشتبکة مختلطة فامتلأت بیوت القبط حتی قاموا فی الماء إلی تراقیهم ، من جلس منهم غرق ، ولم یدخل بیوت بنی إسرائیل من الماء قطرة.

ورکد الماء علی أرضهم لا یقدرون علی حرث ولا غیره من الأعمال أسبوعا.

وقیل الطُّوفَانُ : الجدری ، وهو أول ما عذب به فبقی فی الأرض.

وقیل الطُّوفَانُ : الموت الذریع أی الکثیر.

وطَافَ بالشیء یَطُوفُ طَوْفاً وطَوَفَاناً استدار به.

واسْتَطَافَ بمعناه.

وَفِی حَدِیثِ الْهِرَّةِ « هِیَ مِنَ الطَّوَّافِینَ عَلَیْکُمْ وَالطَّوَّافَاتِ ».

أی تطوف علیکم باللیل وتحفظکم من کثیر من الآفات.

وَفِی الْخَبَرِ « کَانَ یَطُوفُ عَلَی نِسَائِهِ فِی لَیْلَةٍ وَهُنَّ تِسْعٌ ». أی یدور ، وهو کنایة عن الجماع.

وأَطَافَ بالشیء : ألم به وقاربه.

ومنه الْحَدِیثُ « إِنَّ الزَّیْدِیَّةَ وَالْمُعْتَزِلَةَ أَطَافُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ».

وهو عبد الله بن الحسن الذی یقال له النفس الزکیة أی اجتمعوا علیه وألموا به.

والمَطَافُ : موضع الطواف.

وتَطَوَّفَ بالبیت ، واطَّوَّفَ علی البدل والإدغام.

والطَّوْفُ : الغائط.

ومنه الْخَبَرُ « لَا یُصَلِّ أَحَدُکُمْ وَهُوَ یُدَافِعُ الطَّوْفَ ».

ومنه الْحَدِیثُ « لَا تَبُلْ فِی مُسْتَنْقَعٍ وَلَا تَطُفْ بِقَبْرٍ ».

والطَّائِفُ : بلاد معروفة وهی أبرد مکان بالحجاز ، سمیت بذلک إما لأنها طافت علی الماء فی الطوفان ، أو لأن جبرئیل علیه السلام طاف بها فی البیت.

وَفِی الْحَدِیثِ « وَجْهُ تَسْمِیَةِ الطَّائِفِ :

%

ص: 91

أَنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام لَمَّا دَعَا رَبَّهُ أَنْ یَرْزُقَ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ، قَطَعَ لَهُمْ قِطْعَةً مِنَ الْأُرْدُنِّ ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّی طَافَتْ بِالْبَیْتِ سَبْعاً ثُمَّ أَقَرَّهَا اللهُ فِی مَوْضِعِهَا ، فَسُمِّیَتِ الطَّائِفَ لِلطَّوَافِ بِالْبَیْتِ ».

الجوع.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُضَحِّ فِی العَجْفَاءِ ».

أی الضعیفة المهزولة من العَجَفِ بالتحریک وهو الهزال.

یقال عَجِفَ الفرسُ من باب تعب : ضعف ، ومن باب قرب لغة.

قوله ( فَأَمْسِکُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ 65 / 2 ] أی بحسن عشرة وإنفاق مناسب ( أَوْ فارِقُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ 65 / 2 ] بأن تترکوهن حتی یخرجن من العدة فتبین منکم ، لا بغیر معروف بأن یراجعها ثم یطلقها تطویلا للعدة وقصدا للمضارة.

قوله ( إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً ) [ 2 / 235 ] قیل هو التعرض بالخطبة.

قوله ( وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَیْناکَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِیماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ ) [ 47 / 30 ] قال الشیخ أبو علی : ( وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَیْناکَهُمْ ) یا محمد حتی تعرفهم بأعیانهم إلی أن قال :وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ « مَا خَفِیَ عَلَی رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله بَعْدَ هَذِهِ الْآیَةِ أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ ، کَانَ یَعْرِفُهُمْ بِسِیمَاهُمْ ».

ثم قال : والفرق بین اللامین أن الأولی هی الداخلة فی جواب لو کالتی فی ( لَأَرَیْناکَهُمْ ) ، ثم کررت فی المعطوف ، واللام فی ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ ) وقعت مع النون فی جواب القسم المحذوف (1).

قوله تعالی لِتَعارَفُوا [ 49 / 13 ] أی لذلک لا للتفاخر.

قوله ( فَلْیَأْکُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) [ 4 / 5 ] أی ما یسد حاجته والمَعْرُوفُ : القوت وإنما عنی الوصی والقیم فی أموالهم بما یصلحهم.

قوله ( قُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) [ 4 / 5 ] أی ما یوجبه الدین بتصریح وبیان.

قوله ( وَعاشِرُوهُنَ بِالْمَعْرُوفِ ) [ 4 / 18 ] فی البیت والنفقة.

قوله ( فَأَمْسِکُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ 2 / 231 ] أی بما یجب لهن من النفقة والمسکن.

قوله ( وَصاحِبْهُما فِی الدُّنْیا مَعْرُوفاً ) [ 31 / 15 ] أی بالمعروف ، والمَعْرُوفُ ما عرف من طاعة الله ، والمنکر ما أخرج منها.

قوله ( فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ )

====

(1) الشیخ الطبرسی : جوامع الجامع ص 450 ، لکنه روی الحدیث المذکور عن ( أنس ).

%

ص: 94

[ 2 / 198 ] الآیة عَرَفَاتٌ هی الموضع المعروف ، قِیلَ سُمِّیَتْ بِذَلِکَ لِمَا رُوِیَ أَنَّ جَبْرَئِیلَ عَمَدَ بِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِلَی عَرَفَاتٍ فَقَالَ : هَذِهِ عَرَفَاتٌ فَاعْرِفْ بِهَا مَنَاسِکَکَ ، وَاعْتَرِفْ بِذَنْبِکَ فَسُمِّیَتِ عَرَفَاتٍ.

وروی غیر ذلک فی وجه التسمیة ، ولا منافاة.

وحدها : من بطن عرنة وثویة ونمرة إلی ذی المجاز ، کما جاءت به الروایة وسیتم الکلام بها إن شاء الله تعالی.

وَفِی الْحَدِیثِ « کُلُ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ».

الصدقة : ما یخرجه الإنسان من ماله علی وجه القربة ، ومعناه یحل کل معروف محل الصدقة بالمال ، فالمعروف والصدقة وإن اختلفا فی اللفظ ، فإنهما متقاربان فی المعنی.

وَفِیهِ « أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ ». أی من بذل معروفه آتاه الله جزاء معروفه.

وَفِی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاسٍ « قَالَ : یَأْتِی أَصْحَابُ الْمَعْرُوفِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُغْفَرُ لَهُمْ لِمَعْرُوفِهِمْ وَتَبْقَی حَسَنَاتُهُمْ تَامَّةً فَیُعْطُونَهَا لِمَنْ زَادَتْ سَیِّئَاتُهُ عَلَی حَسَنَاتِهِ فَیُغْفَرُ لَهُ فَیَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَیَجْتَمِعُ لَهُمُ الْإِحْسَانُ إِلَی النَّاسِ فِی الدُّنْیَا وَالْآخِرَةِ ».

وفِیهِ « لَیْسَ شَیْءٌ أَفْضَلَ مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا ثَوَابُهُ ».

وفِیهِ « لَیْسَ کُلُّ مَنْ یُحِبُّ أَنْ یَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ إِلَی النَّاسِ یَصْنَعُهُ ، وَلَیْسَ کُلُّ مَنْ یَرْغَبُ فِیهِ یَقْدِرُ عَلَیْهِ ، وَلَا کُلُّ مَنْ یَقْدِرُ عَلَیْهِ یُؤْذَنُ لَهُ فِیهِ ، فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الرَّغْبَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْإِذْنُ فَهُنَاکَ تَمَّتِ السَّعَادَةُ لِلطَّالِبِ وَالْمَطْلُوبِ إِلَیْهِ ».

وفیه دلالة علی عدم الاستطاعة للإنسان کما تقدم.

وفِیهِ « صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَدْفَعُ مِیتَةَ السَّوْءِ وَتَقِی مَصَارِعَ الْهَوَانِ ». یعنی أعمال الخیر والرفق والإحسان إلی الغیر تدفع میتة السوء وتدفع مصارع الهوان أعنی الذل.

والمَعْرُوفُ : ما یقابل الحسن المشتمل علی رجحان فیخص الواجب والمندوب دون المباح والمکروه وإن دخلا فی الحسن.

%

ص: 95

والعَارِفَةُ : الخیر مثل المعروف.

وفِیهِ « اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ ». ومعناه أن الله خلق الأشخاص والأنوار والأرواح ، وهو جل ثناؤه لا یشبهه شیء من ذلک فإذا نفی عنه الشبهین : شبه الأبدان وشبه الأرواح ، فقد عرف الله بالله.

وقیل یعنی اعرفوا الله بالعنوان الذی ألقاه فی قلوبکم بطریق الضرورة من غیر اکتساب واختیار منکم.

وفِیهِ « مَنْ عَرَفَ اللهَ ». إلخ هو مِن عَرَفْتُ الشیءَ من باب ضرب : أدرکته.

والمَعْرِفَةُ باعتبار السبر قد یراد بها : العلم بالجزئیات المدرکة بالحواس الخمسة کما یقال عَرَفْتُ الشیءَ أَعْرِفُهُ بالکسر عِرْفَاناً إذا علمته بإحدی الحواس الخمسة.

وقد یراد بها إدراک الجزئی والبسیط المجرد عن الإدراک المذکور کما یقال عَرَفْتُ اللهَ ولا یقال علمته.

وقد یطلق علی الإدراک المسبوق بالعدم أو علی الإدراک الأخیر من الإدراکین إذا تخلل بینهما عدم کما لو عرف الشیء ثم ذهل عنه ثم أدرک ثانیا وعلی الحکم بالشیء إیجابا أو سلبا.

والمراد من مَعْرِفَةِ الله تعالی کما قیل : الاطلاع علی نعوته وصفاته الجلالیة والجمالیة بقدر الطاقة البشریة.

وأما الاطلاع علی الذات المقدسة فمما لا مطمع فیه لأحد.

قال سلطان المحققین : إن مراتب المَعْرِفَةِ مثل مراتب النار مثلا ، وإن أدناها من سمع أن فی الوجود شیئا یعدم کل شیء یلاقیه ویظهر أثره فی کل شیء یحاذیه ویسمی ذلک الموجود نارا ، ونظیر هذه المرتبة فی معرفة الله تعالی مَعْرِفَةُ المقلدین الذین صدقوا بالدین من غیر وقوف علی الحجة.

وأعلی منها : مرتبة من وصل إلیه دخان النار وعلم أنه لا بد له من مؤثر فحکم بذات لها أثر هو الدخان ، ونظیر هذه المرتبة فی معرفة الله مَعْرِفَةُ أهل النظر والاستدلال الذین حکموا بالبراهین القاطعة علی وجود الصانع.

وأعلی منها : مرتبة من أحس بحرارة

%

ص: 96

النار بسبب مجاورتها ، وشاهد الموجودات بنورها وانتفع بذلک الأثر ، ونظیر هذه المرتبة فی معرفة الله مَعْرِفَةُ المؤمنین المخلصین الذین اطمأنت قلوبهم بالله وتیقنوا أن الله ( نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) کما وصف به نفسه.

وأعلی منها : مرتبة من احترق بالنار بکلیته وتلاشا فیها بجملته ، ونظیر هذه المرتبة فی معرفة الله مَعْرِفَةُ أهلِ الشهود والفناء فی الله وهی الدرجة العلیا والمرتبة القصوی ، رزقنا الله الوصول إلیها والوقوف علیها بمنه وکرمه - انتهی کلامه.

وقد جعل بعض الشارحین المَعْرِفَةَ التی تضمنها قَوْلُهُ علیه السلام « مَنْ عَرَفَ اللهَ ». إلخ ، هی المرتبة الثالثة والرابعة.

وقد ورد فی کلام علی علیه السلام إطلاق المَعْرِفَةِ علیه تعالی ، وبه بطلان قول زاعمی عدم صحة ذلک.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا فَضْلُ مَعْرِفَةِ اللهِ تَعَالَی مَا مَدُّوا أَعْیُنَهُمْ إِلَی مَا مَتَّعَ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا ».

کأن المراد بِالْمَعْرِفَةِ الثقة بالله ، والانقطاع إلیه ، والتوکل علیه ، والاستغناء به عن غیره.

وَفِیهِ « الْمَعْرِفَةُ مِنْ صُنْعِ اللهِ لَیْسَ لِلْعِبَادِ فِیهَا صُنْعٌ ».

واستدل به وبنظائره بعض المتأخرین من أصحابنا علی ضروریة المعرفة ، وهو خلاف المتفق علیه من کسبیتها وتأویله أن الله سبحانه لو لم یخلق للعبد القوی التی تحصل له بها هذه الحالة لم یکن له فیها صُنْعٌ من نفسه.

وَفِیهِ « مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَی تَصْدِیقُ اللهِ تَعَالَی ، وَتَصْدِیقُ رَسُولِهِ ، وَمُوَالاةُ عَلِیٍّ علیه السلام ، وَالِایتِمَامُ بِهِ وَبِأَئِمَّةِ الْهُدَی وَالْبَرَاءَةُ إِلَی اللهِ تَعَالَی مِنْ عَدُوِّهِمْ ، هَکَذَا یُعْرَفُ اللهُ ».

وَفِیهِ « أَدْنَی مَا یَکُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَنْ یُعَرِّفَهُ اللهُ تَعَالَی نَفْسَهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ ، وَیُعَرِّفَهُ نَبِیَّهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ وَیُعَرِّفَهُ إِمَامَهُ فَیُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ ».

وَفِیهِ « حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ». قیل فیه : الْعُرَفَاءُ جمع عَرِیفٍ وهو القیم بأمور القبیلة والجماعة من الناس یلی أمورهم ویتعرف الغیر منه أحوالهم

%

ص: 97

وهو دون الرئیس.

وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَعْنَی أَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ : « رُؤَسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ».

وَفِیهِ « الْعُرَفَاءُ فِی النَّارِ ».

وَفِیهِ « مَنْ تَوَلَّی عِرَافَةً أُتِیَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَیَدَاهُ مَغْلُولَتَانِ إِلَی عُنُقِهِ ».

وهذا تحذیر من التصدر للرئاسة لما فی ذلک من الفتنة ، وأنه إذا لم یقم بحقه أثم واستحق العقوبة.

والْعَرِیفُ کأمیر فعیل بمعنی فاعل ، والعِرَافَةُ : عملُهُ.

وعَرُفَ فلانٌ بالضم عَرَافَةً بالفتح أی صار عریفا مثل خطب خطابة بالفتح صار خطیبا.

وإذا أردت أنه عمل ذلک قلت عَرَفَ یَعْرُفُ عِرَافَةً مثل کتب یکتب کتابة.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام « لَا آخُذُ بِقَوْلِ عَرَّافٍ وَلَا قَائِفٍ ».

والْعَرَّافُ مثقلا : المنجم ، والکاهن یستدل علی معرفة المسروق والضالة بکلام أو فعل ، وقیل الْعَرَّافُ یخبر عن الماضی ، والکاهن یخبر عن الماضی والمستقبل.

وَفِی حَدِیثٍ مَنِ انْقَطَعَ ظُفْرُهُ وَجَعَلَ عَلَیْهِ مَرَارَةً کَیْفَ یَصْنَعُ بِالْوُضُوءِ؟ فَقَالَ علیه السلام « تُعْرَفُ هَذَا وَأَشْبَاهُهُ مِنْ کِتَابِ اللهِ » ، ( ما جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ ) [ 22 / 78 ].

قال الشهید محمد بن مکی : فیه تنبیه علی جواز استنباط الأحکام الشرعیة من أدلتها التفصیلیة.

وأقول : فیه أیضا دلالة علی جواز العمل بالظواهر القرآنیة.

وَفِی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ « مَنْ عَرَفَنِی عَرَفَنِی وَمَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا جُنْدَبٌ ». قیل فی اتحاد الشرط والجزاء إشعار بصدق لهجته أی من لم یعرفنی فلیعلم أنی جندب ، وَرُوِیَ « فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ ». أی المعروف بالصدق بِحَدِیثِ « مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ». إلخ.

والتَّعْرِیفُ : الوقوفُ بعرفات ، یقال عَرَّفَ الناسُ : إذا شهدوا عرفات.

وعَرَفَاتٌ یُعْرَبُ أعراب مسلماتٍ ومؤمنات ، والتنوین یشبه تنوین المقابلة کما فی مسلمات ، ولیس تنوین صرف ،

%

ص: 98

لوجود مقتضی منع الصرف من العلمیة والتأنیث ، ولهذا لا یدخلها الألف واللام.

وبعضهم یقول : عَرَفَةُ هی الجبل ، وعَرَفَات جمع عَرَفَةَ تقدیرا لأنه یقال وقفت بعرفة کما یقال بعرفات.

ویوم عَرَفَةَ : یوم التاسع من ذی الحجة علم لا یدخله الألف واللام ، وهی ممنوعة من الصرف للتأنیث والعلمیة کعرفات.

ومَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذٍ - بفتح الخاء والراء المشددة وضم الباء الموحدة - : مکی محدث لغوی قاله فی القاموس.

ومَعْرُوفٌ الکَرْخِیُ (1) ممن یروی عن جعفر بن محمد الصادق علیه السلام.

وَمِنْ حَدِیثِهِ عَنْهُ « أَنَّهُ قَالَ : أَوْصِنِی یَا بْنَ رَسُولِ اللهِ! فَقَالَ : أَقْلِلْ مَعَارِفَکَ.

قَالَ : زِدْنِی.

قَالَ أَنْکِرْ مَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ ».

والاعْتِرَافُ بالذنب : الإقرار به.

وقد تَعَارَفَ القومُ : إذا عرف بعضهم بعضا وتَعْرِیفُ اللقطةِ : الإعلام بها.

وکیفیته علی ما ذکره فقهاء الفریقین أن تعرفها أسبوعا ، فی کل یوم مرة ، ثم ثلاثة أسابیع کل أسبوع مرة.

وفی المجمع فِی قَوْلِهِ « ثُمَ عَرِّفْهَا سَنَةً ».

أی عرفها للناس سنة بذکر صفاتها فی المحافل کل یوم مرتین ، ثم فی کل أسبوع ثم فی کل شهر فی بلد اللقیط.

والمَعْرَفَةُ بفتح المیم والراء وسکون العین : المکان الذی ینبت علیه العُرْفُ ، والعُرْفُ للفرس.

والعَزْفُ - کفلس - : واحد المَعَازِفِ علی غیر القیاس. والعَازِفُ : اللاعب.

وعَزَفَ عَزْفاً من باب ضرب وعَزِیفاً لعب بالمعازف.

وَفِی خَبَرِ حَارِثَةَ « عَزَفَتْ نَفْسِی عَنِ الدُّنْیَا ». أی عافتها وکرهتها ، وَرُوِیَ « عَزَفْتُ نَفْسِی ». بضم التاء أی منعتها وصرفتها

قوله ( فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ) [ 77 / 2 ] هی الریاح الشداد ، من قولهم عَصَفَتِ الریحُ عَصْفاً من باب ضرب : اشتدت فهی عَاصِفٌ وعَصُوفٌ وعَاصِفَةٌ ، وجمع الأولی عَوَاصِفُ ، والثانیة عَاصِفَاتٌ.

ویقال أیضا عَصَفَتِ الریحُ وأَعْصَفَتْ فهی مُعْصِفَةٌ ولا یقال ریحٌ عَاصِفٌ حتی تشتد ، وقد یسند الفعل إلی الیوم واللیلة لوقوعه فیه.

ومنه قولهم « یوم عَاصِفٌ » وهو فاعل بمعنی مفعول فیه ، مثل قولهم « لیل نائم » و « هم ناصب » کما یقال « یوم بارد » لوقوع البرد فیه.

وأَعْصَفَ الرجلُ : هلک. وأَعْصَفَتْهُ الریاحُ : أهلکته

لا یَجِدُونَ نِکاحاً ) [ 24 / 33 ] أی إن کان الفقیر یخاف زیادة الفقر بالنکاح فلیجتهد فی قمع الشهوة وطلب العفة بالریاضة لتسکین شهوته کما قَالَ : « یَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْکُمُ الْبَاهَ فَلْیَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَعَلَیْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ وِجَاءٌ ».

وقیل الاسْتِعْفَافُ هو النکاح ، فمعنی قوله ( وَلْیَسْتَعْفِفِ ) أی یتزوج وقوله ( لا یَجِدُونَ نِکاحاً ) أی لا یجدون ما یکون مسببا عن النکاح وهو المهر والنفقة ، فإذا نکح فتح الله علیه باب الرزق فیغنیه من فضله ما یؤدی به حقوق النکاح ، ولا یجوز أن یترک النکاح لخوف لزوم الحق لأنه إساءة الظن بالله.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : « قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام الْحَدِیثُ الَّذِی یَرْوِیهِ النَّاسُ أَنَّ رَجُلاً أَتَی النَّبِیَّ صلی الله علیه واله فَشَکَی إِلَیْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ بِالتَّزْوِیجِ ، ثُمَّ أَتَاهُ فَشَکَی إِلَیْهِ الْحَاجَةَ فَأَمَرَهُ التَّزْوِیجَ حَتَّی أَمَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام نَعَمْ هُوَ حَقٌّ ، ثُمَّ قَالَ : الرِّزْقُ مَعَ النِّسَاءِ وَالْعِیَالِ ».

وفِی حَدِیثِ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللهِ علیه السلام ، فِی قَوْلِ اللهِ تَعَالَی ( وَلْیَسْتَعْفِفِ ) الْآیَةَ « قَالَ : یَتَزَوَّجُونَ ( حَتَّی یُغْنِیَهُمُ اللهُ ) فِی فَضْلِهِ ».

ونحو ذلک من الأخبار.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ ». العَفَافُ بفتح العین ، والتَّعَفُّفُ : کف النفس عن المحرمات وعن سؤال الناس.

وَمِنْهُ « رَحِمَ اللهُ عَبْداً عَفَ وَتَعَفَّفَ وَکَفَّ عَنِ الْمَسْأَلَةِ ».

وعَفَ عن الشیء یَعِفُ من باب ضرب عِفَّةً بالکسر وعَفَافاً بالفتح : امتنع عنه فهو عَفِیفٌ.

واسْتَعَفَ عن المسألة : مثل عَفَّ.

ورجل عَفٌ وامرأة عَفَّةٌ بفتح العین فیهما.

وتَعَفَّفَ کذلک.

وأَعَفَّهُ اللهُ إِعْفَافاً.

وجمع العَفِیفِ أَعِفَّةٌ وأَعِفَّاءُ.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ الْعَفَافُ

%

ص: 102

وَالْغِنَی ». قیل : العَفَافُ هنا قدر الکفاف والغنی غنی النفس.

وَفِی الْخَبَرِ « مَنْ یَسْتَعْفِفْ یُعِفَّهُ اللهُ ». قال بعض الشارحین : الاسْتِعْفَافُ : طلب العفاف ، والتَّعَفُّفُ هو الکف عن الحرام والسؤال من الناس.

وقیل الاسْتِعْفَافُ : الصبر والنزاهة عن القبائح ، یقال عَفَ عن الشیء یَعِفُ عِفَّةً فهو عَفِیفٌ.

ومنه « اللهم إنی أسألک العِفَّةَ والغنی ».

وعِفَّةُ الفرج : صونه عن المحرمات.

وَمِنْهُ « اللهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِی وَأَعِفَّهُ ».

الْحَرَمِ. العَلَفُ للدابة بالتحریک : معروف ، یقال عَلَفْتُ الدابةَ عَلَفاً من باب ضرب والجمع عِلَافٌ مثل جبل وجبال.

والمِعْلَفُ بکسر المیم : موضع العلف.

وَقِیلَ : سَبْعِینَ أَلْفاً ( قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِیکُمْ بِنَهَرٍ ) [ 2 / 249 ] أَیْ مُخْتَبِرُکُمْ بِنَهَرٍ ( فَمَنْ شَرِبَ ) مِنَ النَّهَرِ بِأَنْ کَرِعَ فِی مَائِهِ ( فَلَیْسَ مِنِّی ) أَیْ لَیْسَ مِنْ جُمْلَتِی وَأَشْیَاعِی ( وَمَنْ لَمْ یَطْعَمْهُ ) أَیْ لَمْ یَذُقْهُ ( فَإِنَّهُ مِنِّی ).

فقوله ( إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ ) استثناء من قوله ( فَمَنْ شَرِبَ ).

ومعناه : الرخصة فی اغتراف الغرفة بالید دون الکروع ( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِیلاً مِنْهُمْ ) قِیلَ : وَلَمْ یَبْقَ مَعَ طَالُوتَ إِلَّا ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً.

قوله ( أُوْلئِکَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا ) [ 25 / 75 ] أی الغُرُفَاتِ وهی العلالی فی الجنة.

قوله الْغُرُفاتِ [ 34 / 37 ] أی منازل فی الجنة رفیعة ، من فوقها منازل رفیعة.

وَفِی تَفْسِیرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ : حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ : سَأَلَ عَلِیٌّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه واله عَنْ تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ یَعْنِی قَوْلَهُ تَعَالَی ( لکِنِ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِیَّةٌ ) [ 39 / 20 ] فَقَالَ : لِمَا ذَا بُنِیَتْ هَذِهِ الْغُرَفُ یَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ : یَا عَلِیُّ تِلْکَ غُرَفٌ بَنَاهَا اللهُ لِأَوْلِیَائِهِ بِالدُّرِّ وَالْیَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ ، سُقُوفُهَا الذَّهَبُ مَحْبُوکَةً بِالْفِضَّةِ ، لِکُلِّ غُرْفَةٍ مِنْهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ ، عَلَی کُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِ ، وَفِیهَا فُرُشٌ مَرْفُوعَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ مِنَ الْحَرِیرِ وَالدِّیبَاجِ ، بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَحَشْوُهَا الْمِسْکُ وَالْعَنْبَرُ وَالْکَافُورُ ، وَذَلِکَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَی ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) [ 56 / 34 ] کُلَّمَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ مَنَازِلَهُ فِی الْجَنَّةِ وُضِعَ عَلَی رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْکِ وَالْکَرَامَةِ ، وَأُلْبِسَ سَبْعِینَ حُلَّةً بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ مَنْسُوجَةً بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ ، وَذَلِکَ قَوْلُهُ ( یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِیها حَرِیرٌ ) [ 22 / 23 ]. والحدیث طویل.

وجمع الغُرْفَةِ غُرَفٌ ثم غُرَفَاتٌ بفتح الراء ، وهی جمع الجمع عند قوم ، وتخفف

%

ص: 105

عند قوم وتضم الراء للاتباع ، وتسکن حملا علی الواحد.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا تُنْزِلُوا النِّسَاءَ الْغُرَفَ ».

وغُرْفَةُ أُمِّ إبراهیم علیه السلام فی المدینة والمِغْرَفَةُ بکسر المیم : ما یُغْرَفُ به الطعام ، والجمع مَغَارِفُ.

غُلْفٌ من باب أحمر.

والغُلْفَةُ بالضم : هی العزلة والقلفة.

أی صوت شدید کأنها تَقْصِفُ أی تکسر لأنها لا تمر بشیء إلا قَصَفَتْهُ.

ومنه قَوْلُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی وَصْفِ النَّارِ « لَهَا قَصِیفٌ هَائِلٌ ».

والرعد القَاصِفُ : الشدیدُ الصوت.

وقَصِفْتُ العودَ قَصَفاً فَانْقَصَفَ أی کسرته فانکسر وزنا ومعنی.

وَمِنْهُ « یَأْتِیهِ الْمَوْتُ فَیَقْصِفَهُ ».

وانْقَصَفَ عن الشیء : ترکه.

ورجل قَصِفٌ : سریع الانکسار عن النجدة.

والقَصْفُ : اللهو واللعب.

والقُصُوفُ : الإقامة علی الأکل والشرب.

والقَیْصَفَاءُ أو القَصْفَاءُ علی ما فی بعض النسخ من المسوخ ، وقد تکثرت النسخ فی ذلک ، ومحصل الجمیع : أنه حیوان غیر مأکول.

وقَلَفَاتٌ مثل قصبة وقصب وقصبات.

وقَلِفَ قَلَفاً من باب تعب إذا لم یختن ویقال إذا عظمت قُلْفَتُهُ فهو أَقْلَفُ.

قوله ( أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ کَما زَعَمْتَ عَلَیْنا کِسَفاً ) وقُرِئَ کِسْفاً.

فمن قرأه مثقلا جعله جمع کِسْفٍ وهی القطعة والجانب ، ومن قرأه کِسْفاً علی التوحید فجمعه أَکْسَافٌ وکُسُوفٌ ، کأنه قال أو یسقطها طبقا علینا ، واشتقاقه من کَسَفْتُ الشیءَ : إذا غَطَّیْتَهُ.

وقد تکرر فی الحدیث « ذکر الکُسُوفِ » ویقال للشمس والقمر وکذا الخُسُوف.

لکن اشتهر الأول للأول ، والثانی للثانی ، یقال کَسَفَتِ الشمسُ تَکْسِفُ کُسُوفاً من باب ضرب : اسودت ، وخسف القمر.

وَکُلُّهُمْ رَوَوْا « أَنَّهُمَا آیَتَانِ مِنْ آیَاتِ اللهِ یُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ، وَلَا یَنْکَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَیَاتِهِ ».

قال فی المصباح : ویقال انْکَسَفَتِ الشمسُ فبعضهم یجعله مطاوعا ، وعلیه

حَدِیثٌ رَوَاهُ أَبُو عُبَیْدَةَ وَغَیْرُهُ « انْکَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله ».

وبعضهم یجعله غَلَطاً.

وتقول کَسَفَهَا اللهُ فَکُسِفَتْ ، وإذا عدیت الفعل نصبت عنه المفعول باسم الفاعل کما تنصبه بالفعل.

قال جریر (1) :

الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَیْسَتْ بِکَاسِفَةٍ

تَبْکِی عَلَیْکَ نُجُومُ اللَّیْلِ وَالْقَمَرَا (2)

ومعنی کَسْفِ الشمسِ النجومَ :

====

(1) هو : جریر بن عطیة بن الخطفی من کلیب بن یربوع ، نشأ فی البادیة أیام معاویة ، وکان یفد إلی الشام مع من یفد علی الخلفاء للاستجداء بالمدیح ، فعرفه أحدهم إلی یزید بن معاویة وهو أمیر ، فجعل یختلف إلیه وهو شاب ، فاستلطف یزید نظمه ، ثم تقرب إلی عبد الملک بواسطة الحجاج ، وتوفی سنة 110 بعد الفرزدق ببضعة أشهر ، ودفن فی الیمامة حیث قبر الأعشی.

(2) بنصب القمر عطفا علی النجوم مفعول « کاسفة » أی إن الشمس طالعة ومع ذلک لم تکسف ولم یغط ضوءها نور الکواکب والقمر ، وجملة « یبکی علیک » معترضة بین الفعل ومفعوله.

%

ص: 111

غلبةُ ضوئِهَا علیها.

والکُسُوفُ فی الوجه : التغییر.

نصبت لأنها فی مذهب المصدر ، ولذلک لم تدخل العرب فیها الألف واللام ، لأنها آخر الکلام مع معنی المصدر ، وهی فی مذهب قولک « جاءوا معا » و « قاموا جمیعا » فلا یدخلون اللام علی معا وجمیعا إذا کانتا بمعناها أیضا.

وعن الأزهری : کافة منصوبة علی الحال ، وهو مصدر علی ( فاعلة ) کالعافیة والعاقبة ، ولا یثنی ولا یجمع کما لو قلت اقتلوا المشرکین عامة أو خاصة فلا یثنی ذلک ولا یجمع.

ومعنی کَافَّة فی اللغة : الإحاطة مأخوذة من کُفَّةِ الشیء وهو طرفه إذا انتهی الشیء إلی ذلک کُفَّ عن الزیادة - کذا فی الغریبین -.

وَفِی الْحَدِیثِ الْقُدْسِیِ « لَا یُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَایَ عَلَی هَوَی نَفْسِهِ إِلَّا کَفَفْتُ عَلَیْهِ ضَیْعَتَهُ ». کان المعنی أغنیته فیها عن الحاجة إلی غیرها.

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ الْکَفَافَ مِنَ الرِّزْقِ ».

هو بالفتح : الذی لا یفضل عن الشیء ، ویکون بقدر الحاجة.

ومنه حَدِیثُ الْحَسَنِ علیه السلام « ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَلَا تُلَامُ عَلَی کَفَافٍ ».

أی إذا لم یکن عندک کفاف لم تلم أن لا تعطی أحدا.

ومنه قَوْلُهُ صلی الله علیه واله « طُوبَی لِمَنْ کَانَ عَیْشُهُ کَفَافاً ».

وَفِی حَدِیثِ الدُّنْیَا « لَا تَسْأَلُوا فَوْقَ الْکَفَافِ » وَهُوَ مَا یَکُفُّ عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَیُسْتَغْنَی بِهِ « وَلَا تَطْلُبُوا مِنْهَا أَکْثَرَ مِنَ الْبَلَاغِ ». وهو ما بلغ مدة الحیاة.

ورجلٌ یَکُفُ علیه ماءَ وجهِهِ أی یصونه ویجمعه عن بذل السؤال.

وصِبْیَةٌ یَتَکَفَّفُونَ الناسَ : أی یمدون إلی الناس أکفهم للسؤال.

وکُفُّوا صبیانَکُم أی امنعوهم من الخروج ذلک الوقت لأنه یخاف علیهم من إیذاء الشیاطین لکثرتهم وانتشارهم.

وکَفَ عن الشیء کَفّاً من باب قتل : ترکه وکَفَفْتُهُ کَفّاً : منعته فکف یتعدی ولا یتعدی.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « مَنْ هَمَّ بِخَیْرٍ

%

ص: 113

أَوْ صِلَةٍ فَلْیُبَادِرْ فَإِنَّ عَنْ یَمِینِهِ وَشِمَالِهِ شَیْطَانَیْنِ فَلْیُبَادِرْ لَا یَکُفَّانِهِ ». أی یمنعانه عن فعل الخیر والصلة.

ومنه أیضا قیل لطرف الکَفّ کَفّاً لأنه کان یَکُفُّ بها عن سائر البدن.

وحد الکَفِ : الکوع بالضم أعنی رأس الزند مما یلی الإبهام ، وأما الکُرْسُوعُ بالضم والمهملات فهو رأس الزند مما یلی الخنصر وقد تقدم (1).

وجمع الکَفّ : کُفُوفٌ وأَکُفّ مثل فلس وفلوس وأفلس.

وهی مؤنثة عند البعض ، وعند بعض آخر مذکر.

قال بعض الشارحین : ولعل الحجة قولهم کَفٌ مُخَضَّب ، وهو ضعیف لإمکان حمله علی الساعد.

وکُفَّةُ کلِّ شیء : حاشیتُهُ.

والکُفَفُ : الحواشی.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی وَصْفِ السَّحَابِ « وَالْتَمَعَ بَرْقُهُ فِی کُفَفِهِ ». أی حواشیه.

وکُفَّةُ الثوبِ : ما استدار حول الذیل.

وکَفَفْتُ الثوبَ : خِطْتُ حواشیه.

وکَفَ الخیَّاطُ الثوبَ کَفّاً : خاطه الخیاطة الثانیة.

وثوبُهُ کَفَافٌ بالفتح : أی مقدار حاجته من غیر زیادة ولا نقص ، سمی بذلک لأنه یکف عن سؤال الناس ویغنی عنهم.

وکِفَّةُ المیزانِ بالکسر والفتح لغة والجمع کِفَفٌ.

أما الکِفَّةُ لغیر المیزان فقال الأصمعی : کل مستدیر فهو بالکسر نحو کِفَّةُ اللثةِ وهو ما انحدر منها.

وکل مستطیل فهو بالفتح نحو کَفَّةُ الثوبِ وهی حاشیتُهُ.

والکُفَّةُ بالضم ما استطال من السحاب وما استدار فبالکسر.

وَفِی الدُّعَاءِ « الْعَنَانُ المَکْفُوفُ ». أی الممنوع من الاسترسال أن یقع علی الأرض وهی معلقة بلا عمد.

والمَکْفُوفُ : الضریر ، والجمع مَکَافِیفُ

====

(1)فی ( کرسع ).

%

ص: 114

وقد کُفَ بصرُهُ بالبناء للمفعول وفی النهایة تکرر فی الحدیث ذکر « الکَفِ والحَفْنَةِ والید » وکلها تمثیل من غیر تشبیه

وَفِی الْخَبَرِ « ثُمَّ یَقْعُدُ یَسْتَکِفَ النَّاسَ ». یقال اسْتَکَفَ وتَکَفَّفَ إذا أخذ ببطن کَفِّهِ أو سأل کَفّاً من الطعام أو ما یَکُفُّ الجوع.

تَکَنَّفُوهُ واکْتَنَفُوهُ أی أحاطوا به یمنة ویسرة.

والکَنَفُ بالتحریک : الجانب والناحیة.

والأَکْنَافُ : الجوانب والنواحی.

ومنه الْخَبَرُ « أَفَاضِلُکُمْ أَحَاسِنُکُمْ أَخْلَاقاً الْمُوَطَّئُونَ أَکْنَافاً ».

وَفِی الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اجْعَلْنِی فِی کَنَفِکَ ». أی فی حرزک.

والکَنِیفُ : الموضع المعد للخلاء.

والکَنِیفُ : الساتر.

ومنه قیل للمذهب : کَنِیفاً ، لکونه ساترا.

وکل ما ستر من بناء أو حظیرة فهو کَنِیفٌ ، والجمع کُنُفٌ مثل برید وبرد.

ومنه الْحَدِیثُ « الْبِئْرُ یَکُونُ بَیْنَهَا وَبَیْنَ الْکَنِیفِ خَمْسَةٌ أَوْ أَقَلُّ ».

وکِنْفُ الراعی وزان حِمْل : وعاؤه الذی یجعل فیه آلته.

قال الجوهری : وبتصغیره

جَاءَ الْحَدِیثُ « کُنَیْفٌ مُلِئَ عِلْماً ».

وقیل : کان اسمها قدیما « کُوفَانَ ».

ومن کلامهم « ترکتهم فی کُوفَانٍ » أی فی رمل مستدیر.

والکَافُ : حرف من حروف الهجاء : شدید ، یخرج من أسفل الحنک ، ومن أقصی اللسان ، یذکر ویؤنث ، وکذلک جمیع حروف الهجاء.

فقد تکون بمعنی ( مثل ) نحو « زید کالأسد ».

وتکون زائدة ، ومنه فی أحد الوجهین ( لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ ) [ 42 / 11 ].

وتکون للتعلیل کقوله تعالی : ( وَاذْکُرُوهُ کَما هَداکُمْ ) [ 2 / 198 ] أی لأجل هدایتکم و ( کَما أَرْسَلْنا فِیکُمْ ) [ 2 / 151 ].

وتقول : فعلت کما أمرت أی لأجل أمرک.

وقد یقع موقع الاسم ، فیدخل علیها حرف الجر.

وقد تکون ضمیر المخاطب المجرور والمنصوب کقولک : غلامک ، وضربک.

یفتح للمذکر ، ویکسر للمؤنث للفرق.

وقد تکون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب کقولک : ذلک وتلک ورویدک ، لأنها لیست باسم هناک وإنما هی للخطاب تفتح للمذکر وتکسر للمؤنث.

وَفِی الْحَدِیثِ « الدُّعَاءُ کَهْفُ الْإِجَابَةِ کَمَا أَنَّ السَّحَابَ کَهْفُ الْمَطَرِ ». أی الإجابة تأوی إلیه فیکون مظنة لها کالمطر مع السحاب.

لا یعلمون ، ومن حیث لا یحتسبون.

ولَطَفَ الله بنا - من باب طلب - رفق بنا.

وجاء فِی الْحَدِیثِ « اللهُ لَطِیفٌ لِعِلْمِهِ بِالشَّیْءِ اللَّطِیفِ ، مِثْلِ الْبَعُوضَةِ وَأَخْفَی مِنْهَا ، وَمَوْضِعِ النُّشُوءِ مِنْهَا ، وَالْعَقْلِ وَالشَّهْوَةِ لِلْفَسَادِ ، وَالْحَدَبِ عَلَی نَسْلِهَا وَنَقْلِهَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ إِلَی أَوْلَادِهَا فِی الْمَفَاوِزِ وَالْأَوْدِیَةِ وَالْقِفَارِ. فَعَلِمْنَا أَنَّ خَالِقَهَا لَطِیفٌ بِلَا کَیْفِیَّةٍ ، وَإِنَّمَا الْکَیْفِیَّةُ لِلْمَخْلُوقِ الْمُکَیَّفِ ».

ولَطُفَ الشیء یَلْطُفُ لَطَافَةً من باب قرب : صغر حجمه ، وهو ضد الضخامة والاسم اللَّطافَةُ بالفتح.

واللُّطْفُ فی العمل : الرفق به.

واللُّطْفُ فی عرف المتکلمین : ما یقرب من الطاعة ویبعد عن المعاصی ، ولا حظ له فی التمکین ، ولا یبلغ الإلجاء لمنافاته للتکلیف ، کالجذب من الزنا إلی مجلس العلم.

وقد یکون من الله تعالی کخلق القدرة للعبد وإکمال العقل ونصب الأدلة وتهیئة آلات فعل الطاعة وترک المعصیة فیکون واجبا علیه تعالی.

وإما یکون فعل المکلف نفسه کفکره ونظره فی ما یجب علیه ویوصل إلی تحصیله فیجب علی الله أن یعرفه ذلک ویوجب علیه.

وإما أن یکون فعل غیرهما من المکلفین مثل الإعانة فی تحصیل مصالحه ورفع مفاسده والتأسی به فی أفعاله الصالحة وإیمانه وطاعته والانزجار عن أفعاله الفاسدة اعتبارا به.

فیشترط فی التکلیف بالملطوف فیه العلم بأن ذلک الغیر یفعل اللطف.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا جَبْرَ وَلَا تَفْوِیضَ ، قُلْتُ : فَمَا ذَا؟ قَالَ : لُطْفٌ مِنْ رَبِّکَ بَیْنَ ذَلِکَ ».

قیل : هو نظیر قوله تعالی ( وَیَسْئَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی ) [ 17 / 85 ] فإن المقامات الصعبة تقتضی الاکتفاء بالإجمال فیها وترک التفصیل خصوصا مع ملاحظة

« کَلَّمِ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ ».

%

ص: 120

وفِیهِ « الْطُفُوا بِحَاجَتِی کَمَا تَلْطُفُونَ بِحَوائَجَکُمْ ».

یقال تَلَطَّفُوا وتَلَاطَفُوا أی ارفقوا.

والمُلَاطَفَةُ : المبارة.

والتَّلَطُّفُ هو إدخال الشیء فی الفرج مطلقا.

وَمِنْهُ « لَا بَأْسَ بِالتَّلَطُّفِ لِلصَّائِمِ ».

وأَلْطَفَ البعیر : أدخل قضیبه فی الحیاء وهو رحم الناقة.

الواحدة : لِیفَةٌ.

ومنه الْحَدِیثُ « کَانَ خِطَامُ نَاقَتِهِ مِنْ لِیفٍ ».

نَحِیفٌ.

والنَّحَافَةُ : الهزال.

ویعدی بالهمزة فیقال أَنْحَفَهُ الهم : إذا هزله.

ومنه الْحَدِیثُ « یَتَنَشَّفُ بِثَوْبٍ ».

ونَشَفْتُ الماء من باب ضرب : إذا أخذته من غدیر أو أرض بخرقة ونحوها ونَشَّفْتُهُ مشددا مبالغة.

ونَشِفَ الثوب العرق کسمع ونصر یَنْشَفُهُ نَشْفاً : شربه ، وتَنُشَفُهُ کذلک.

الشقین.

والنَّصِیفُ : نصف الشیء.

والنَّصِیفُ : خمار المرأة.

ومنه قول النابغة (1) الذبیانی :

سقط النَّصِیفُ ولم ترد إسقاطه

فتناولته واتقتنا بالید

و المِنْصَفُ بکسر المیم : الخادم ، وقد تفتح

ومنه حَدِیثُ الْکَعْبَةِ « إِنِّی مُبْدِلُکِ بِهِمْ قَوْماً یَتَنَظَّفُونَ بِقُضْبَانِ الشَّجَرِ ».

واسْتَنْظَفْتُ الشیء : أخذته کله.

صاحب علی علیه السلام.

أموالهم بالغلبة والقتال ، ولکن الله سلط رسله علیهم وخوله أموالهم.

والوَجِیفُ : ضرب من سیر الإبل والخیل.

والوَجِیفُ : سرعة السیر.

ومنه الْحَدِیثَ « اتْرُکِ الْوَجِیفَ الَّذِی یَصْنَعُهُ النَّاسِ ».

یرید شدة الإسراع ، وکان أهل الجاهلیة یفیضون بِإِیجَافِ الخیل أی بإسراعها ، فهو رد علیهم.

کذلک فهی من صفات الذات.

ووَصَفْتُ الشیء وَصْفاً وصِفَةً من باب وعد : نعته بما فیه ، والهاء عوض من الواو.

ومنه الْحَدِیثُ « وَأَشْهَدُ أَنْ الْإِسْلَامَ کَمَا وُصِفَ » أی بین ونعت.

وتَوَاصَفُوا الشیء ، من الوصف.

ومنه بیع « المُوَاصَفَةِ » وهو أن یبیع الشیء بصفة من غیر رؤیة.

والصِّفَةُ من الوَصْفِ کالعدة من الوعد والجمع صِفَات.

والصِّفَةُ کالعلم والسواد وعند النحویین هی النعت.

والنعت هو اسم الفاعل أو اسم المفعول نحو ضارب ومضروب وما یرجع إلیهما من طریق المعنی نحو مثل وشبه.

ویقال : الصفة إنما هی الحال المنتقلة ، والنعت ما کان فی خلق أو خلق.

والوَصِیفُ : الخادم دون المراهق والوَصِیفَةُ : الجاریة کذلک ، والجمع وَصْفَاءُ ووَصَائِفُ مثل کریم وکریمة وکرماء وکرائم.

وقد یطلق الوصیف علی الخادم غلاما کان أو جاریة.

واسْتَوْصَفْتُ الطبیب لدائی : إذا سألته أن یصف لک ما تتعالج به.

الذی کنت فیه » أی أقلعت.

ووَقَّفْتُهُ علی دینه : أطلعته علیه.

والوِقَافُ والمُوَاقَفَةُ هو أن تقف معه ویقف معک فی حرب أو خصومة.

والمُوَاقَفَةُ : المحاربة.

والمُوَاقِفُ بضم المیم : الشخص المشغول بالمحاربة.

وَفِی الْخَبَرِ « الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ مُتَأَنٍّ ».

هو علی فعال من الوقوف ، وهو الذی لا یستعجل فی الأمور.

والوُقُوفُ والتَّوَقُّفُ فی الشیء کالتلوم فیه.

وَفِی الْحَدِیثِ « مِنْ الْأُمُورِ أُمُورٌ مَوْقُوفَةٌ یُقَدِّمُ مِنْهَا مَا یَشَاءُ وَیُؤَخِّرُ مَا یَشَاءُ ».

قوله « مَوْقُوفَةٌ » أی مقدرة فی اللوح المحفوظ أولا علی وجه ثم یغیر ذلک علی وجه آخر ، وهذا هو البداء.

ومنه أجل مَوْقُوفٌ أی علی مشیة جدیدة ، وهی البداء أیضا.

ووَقَفَتِ الدابة تَقِفُ وُقُوفاً ووَقَفْتُهَا أنا یتعدی ولا یتعدی.

والمَوْقِفُ : الموضع الذی تقف فیه حیث کان.

والمَوْقِفَانِ : عرفات والمشعر.

ویوم المَوْقِفِ : یوم القیامة.

وَفِی الْحَدِیثِ « لِلْقِیَامَةِ خَمْسُونَ مَوْقِفاً کُلُ مَوْقِفٍ مِقْدَارُهُ أَلْفُ سَنَةٍ ».

وفِیهِ « مِثْلُ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِذَا قَامُوا لِرَبِّ الْعَالَمِینَ مَثَلُ السَّهْمِ فِی الْغَرْبِ لَیْسَ لَهُمْ مِنْ الْأَرْضِ إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمِهِ ، لَا یَقْدِرُ أَنْ یَزُولَ هَاهُنَا وَلَا هَاهُنَا ».

وما أَوْقَفَکَ هاهنا أی أی شیء صیرک إلی الوُقُوفِ هنا.

وتَوْقِیفُ الناس للحج : وُقُوفُهُم بِالْمَوَاقِفِ.

والوَاقِفِیَّةُ : من وقف علی موسی الکاظم علیه السلام.

والسبب الذی من أجله قیل بالوقوف (1) هو

أَنَّهُ مَاتَ علیه السلام وَلَیْسَ لَهُ مِنْ قُوَّامِهِ أَحَدٌ إِلَّا وَعِنْدَهُ الْمَالُ الْکَثِیرُ ، وَکَانَ ذَلِکَ سَبَبَ وَقْفِهِمْ وَجُحُودِهِمْ لِمَوْتِهِ ، وَکَانَ عِنْدَ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ سَبْعُونَ أَلْفَ دِینَارٍ ، وَکَانَ

====

(1) فی نسخة : بالوقف.

%

ص: 130

أَحَدُ الْقُوَّامِ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی الرَّوَّاسِیِّ ، وَکَانَ بِمِصْرَ وَکَانَ عِنْدَهُ مَالٌ کَثِیرٌ وَسِتَّ جَوَارِیَ.

فَبَعَثَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فِیهِنَّ وَفِی الْمَالِ.

فَکَتَبَ إِلَیْهِ : إِنْ أَبَاکَ لَمْ یَمُتْ.

فَکَتَبَ إِلَیْهِ : إِنَّ أَبِی قَدْ مَاتَ وَقَدْ اقْتَسَمْنَا مِیرَاثَهُ ، وَقَدْ صَحَّتِ الْأَخْبَارُ بِمَوْتِهِ.

فَکَتَبَ إِلَیْهِ : إِنْ لَمْ یَکُنْ أَبُوکَ مَاتَ فَلَیْسَ لَکَ مِنْ ذَلِکَ شَیْءٌ وَإِنْ کَانَ قَدْ مَاتَ عَلَی مَا تَحْکِی فَلَمْ یَأْمُرْنِی بِدَفْعِ شَیْءٌ إِلَیْکَ ، وَقَدْ أَعْتَقْتُ الْجَوَارِیَ وَتَزَوَّجْتُهُنَّ.

قال الصدوق رحمه الله : لم یکن موسی بن جعفر علیه السلام ممن یجمع المال ، ولکنه حصل فی وقت الرشید وکثر أعداؤه ولم یقدر علی تفریق ما کان یجتمع إلا علی القلیل ممن یثق بهم فی کتمان السر فاجتمعت هذه الأموال لذلک.

علی أنها لم تکن أموال الفقراء ، وإنما کانت أمواله یصله بها موالیه علیه السلام.

وَفِی حَدِیثِ الرِّضَا علیه السلام « إِنَّ الزَّیْدِیَّةَ وَالْوَاقِفِیَّةَ وَالنُّصَّابَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ » وکَانَ علیه السلام یَقُولُ « وَالْوَاقِفَةِ حُمُرَ الشِّیعَةِ » ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ( إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلاً ) [ 25 / 44 ]

وَفِی حَدِیثِ الْمَیِّتِ « ثَلَاثَةَ لَا أَدْرِی أَیُّهُمْ أَعْظَمُ وِزْراً ، وَعَدَّ مِنْهُمْ : الَّذِی یَقُولُ قِفُوا وَالَّذِی یَقُولُ اسْتَغْفِرُوا لَهُ ». وکان ذلک لأن فی قوله قفوا تفویت الاستحباب بتعجیل الدفن ، وفی قوله استغفروا له إشعار بمعصیة المیت.

نقص ولیس علیه فی هذا وَکَفٌ أی منقصة وعیب.

والوَکَفُ بالتحریک : الوقوع فی الإثم والعیب.

یقال وَکِفَ یَوْکَفُ أی أثم.

%

ص: 134

والأُفُقُ من الناس علی ما فی الحدیث مائة ألف أو یزیدون.

والبِثْقُ بالکسر : اسم للمصدر.

ألفاظ حروف عربیة وقع فیها وفاق بین العربیة والعجمیة.

وَفِی الدُّعَاءِ « إِذَا بَرَقَتِ الْأَبْصَارُ ». قال بعض الشراح : یجوز کسر الراء وفتحها ، فالکسر بمعنی الحیرة ، والفتح بمعنی البرق اللموع.

وفِی حَدِیثِ الْمِعْرَاجِ « ذُکِرَ الْبُرَاقِ » بِضَمِّ الْبَاءِ وَهِیَ دَابَّةٌ رَکِبَهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله لَیْلَةَ الْإِسْرَاء ، سُمِّیَ بِذَلِکَ لِنُصُوعِ لَوْنِهِ وَشِدَّةِ بَرِیقِهِ. وَقِیلَ لِسُرْعَةِ حَرَکَتِهِ تَشْبِیهاً بِالبَرْقِ.

وَجَاءَ وَصْفُهُ : أَصْغَرُ مِنَ الْبَغْلِ ، وَأَکْبَرُ مِنَ الْحِمَارِ ، مُضْطَرِبُ الْأُذُنَیْنِ ، عَیْنَاهُ فِی حَافِرِهِ ، وَخُطَاهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَإِذَا انْتَهَی إِلَی جَبَلٍ قَصُرَتْ یَدَاهُ وَطَالَتْ رِجْلَاهُ ، وَإِذَا هَبَطَ طَالَتْ یَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ ، أَهْدَبَ الْعُرْفِ الْأَیْمَنِ ، لَهُ مِنْ خَلْفِهُ جَنَاحَانِ.

وَالْأَبْرَقَةُ : دَابَّةٌ غَیرَ الْبُرَاقِ أَتَاهُ بِهَا جَبْرَئِیلُ لَمَّا بَدَأَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله بِتَعْلِیمِ الْأَذَانِ ، وَأَتَاهُ بِالْبُرَاقِ فَاسْتَصْعَبَ عَلَیْهِ ، أَتَاهُ بِهَا.

وَالْأَبْرَقَةُ أَیْضاً : شُقَّةٌ یُسْتَذْفَرُ بِهَا مَکَانَ الْمِنْطَقَةِ کَادَتْ تَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ، مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ کَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله ، فَأَوْصَی بِهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام ، وَقَالَ لَهُ : یَا عَلِیُّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی بِهَا وَقَالَ : یَا مُحَمَّدُ اجْعَلْهَا فِی حَلْقَةِ الدِّرْعِ ، وَاسْتَذْفِرْ بِهَا مَکَانَ الْمِنْطَقَةِ.

وَالْبُرْقَةِ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُکُونِ الرَّاءُ : أَحَدٌ الْحِیطَانِ السَّبْعَةِ الْمَوْقُوفَةِ عَلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله فِی الْمَدِینَةِ.

والأَبْرُقُ من الحبل : الذی فیه لونان وکل شیء اجتمع فیه لونان سواد وبیاض فهو أبرق.

وأرعد الرجل وأَبْرَقَ أی تهدد.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « وَلَعَمْرِی فَلْیُبْرِقُوا وَلْیُرْعِدُوا ».

وأَبْرَقُوا : إذا أصابهم رعد وبرق.

والبَرْقَاءُ من الشیاة : التی فی خلال صوفها الأبیض طاقات سود.

وَفِی حَدِیثِ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله وَقَدْ سُئِلَ مَا بَالُ الشَّهِیدِ لَا یُفْتَنُ فِی قَبْرِهِ؟

%

ص: 138

فَقَالَ « کَفَی بِالْبَارِقَةِ فَوْقَ رَأْسِهِ فِتْنَةً ». أی لمعان السیوف.

یقال بَرَقَ بسیفه وأَبْرَقَ : إذا لمع

وَعِنْدَهُ بَطَارِقةٌ مِنْ الرُّومِ ».

البَطَارِقَةُ بالموحدة المفتوحة جمع بِطْرِیقٍ بکسرها : خواص الدولة.

والبِطْرِیقُ (1) : الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم ، وهو ذو منصب.

ویقدم عندهم ، وهو معرب.

والبَلْقَاء بالمد : مدینة بالشام (1).

یُؤْمِنُ جِوَارَهُ بَوَائِقَهُ » أی غوائله وشروره.

البَوَائِقُ : جمع بَائِقَة ، وهی الداهیة.

ومنه بَاقَتْهُمُ الداهیة : إذا أصابتهم.

وَفِی الْحَدِیثِ « قُلْتُ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ : ظُلْمُهُ وَغَشَّهُ ».

البُوقُ هو القرن الذی ینفخ فیه.

وقیل : مأخوذ من الریق ، والتاء زائدة ، ووزنه تفعال بکسر التاء ، لما فیه من ریق الحیات.

قال بعض اللغویین : وهذا یقتضی أن یکون عربیا.

جَلَاهِقَة فارسی معرب (1).

ویضاف القوس إلیه للتخصیص ، فیقال قوس الجلاهیق کما یقال قوس النشاب.

تِلاوَتِهِ ) [ 2 / 121 ] أی لا یحرفونه ولا یغیرون ما فیه من نعت رسول الله صلی الله علیه وآله.

وقِیلَ ( حَقَ تِلاوَتِهِ ) ، وَهُوَ الْوُقُوفُ عِنْدَ ذِکْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ یَسْأَلُ فِی الْأُولَی وَیَسْتَعِیذُ فِی الْأُخْرَی وَهُوَ مَرْوِیٌّ عَنِ الصادق علیه السلام وقد تقدم فی ( تلا ) غیر هذا.

قوله ( فَحَقَ عَلَیْهَا الْقَوْلُ ) [ 17 / 16 ] أی وجب علیهم الوعید.

ومثله قوله ( وَیَحِقَ الْقَوْلُ عَلَی الْکافِرِینَ ) [ 36 / 70 ] أی یجب علیهم الوعید بکفرهم.

ومثله ( لَقَدْ حَقَ الْقَوْلُ عَلی أَکْثَرِهِمْ ) [ 36 / 7 ].

أی ثبت علیهم هذا القول ووجب لهم لأنهم ممن علم من حالهم أنهم یموتون علی الکفر ، وهو قوله سبحانه ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِینَ ) [ 11 / 119 ].

قوله ( وَکانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ ) [ 30 / 47 ] أی إیجابا حققت علیه القضاء.

قوله ( وَیُحِقُ اللهُ الْحَقَ ) [ 10 / 82 ] أی یثبته ویظهره.

قوله ( حَقِیقٌ عَلی أَنْ لا أَقُولَ عَلَی اللهِ إِلَّا الْحَقَ ) [ 7 / 105 ] هو مثل قولهم فلان حَقِیقٌ بکذا أی خلیق به ، وحقیق أن تفعل کذا مثل ذلک.

قال الشیخ أبو علی : جائز أن یکون ضمن « حقیق » معنی « حریص » ویجوز أن یکون موسی علیه السلام أعرف (1) فی وصف نفسه بالصدق فی ذلک المقام ، فقال أنا حَقِیقٌ علی قول الحق أی واجب علی قول الحق أن أکون قائله وقرأ نافع حَقِیقٌ عَلَیَّ ومعناه واجب علی (2).

قوله ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ) [ 84 / 2 ] أی حق لها أن تسمع إذ هی مخلوقة لله تعالی.

قوله ( حَقَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ ) [ 10 / 33 ] أی وجبت.

قوله ( ما نُنَزِّلُ الْمَلائِکَةَ إِلَّا بِالْحَقِ ) [ 15 / 8 ] أی الأمر المقتضی المفصول.

قوله ( فَالْحَقُ وَالْحَقَ أَقُولُ ) [ 38 / 84 ].

====

(1) فی الأصل : « أغرق ».

(2) عن تفسیر جوامع الجامع باختصار وتصرف یسیر ص 152.

%

ص: 146

قال الشیخ أبو علی : قرئ بالرفع والنصب ، فالرفع علی أن یکون خبر مبتدإ محذوف ، أی فأنا الحق ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أی فالحق قسمی

والنصب علی أنه مقسم به ، والتقدیر بالحق (1) لأملأن کما تقول بحق الله لأفعلن ، والحق أقول اعتراض بین المقسم به والمقسم علیه.

والمراد بِالْحِقِ إما اسمه تعالی الذی فی قوله ( أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ الْمُبِینُ ) [ 24 / 25 ] أو الحق الذی نقیض الباطل عظمه الله بأقسامه به (2).

والحَقُ المعلوم : غیر الزکوة وهو شیء یفرضه الرجل علی نفسه علی قدر طاقته ووسعه ، کما جاءت به الروایة.

قوله ( وَآتُوا حَقَّهُ یَوْمَ حَصادِهِ ) [ 6 / 141 ] وهو أن یأخذ الضغث فیعطیه المسکین ثم المسکین حتی یفرغ ، وعند الحصاد الحفنة بعد الحفنة حتی یفرغ.

قوله ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ ) [ 69 / 2 ] الحَاقَّةُ هی الساعة والقیامة ، سمیت بذلک لأن فیها حواق الأمور الثابتة الوقوع کالحساب والثواب والعقاب.

وقیل لأنها تحقق (3) کل إنسان بعمله وقیل لأنها تحاق الکفار الذین حَاقُّوا الأنبیاء یعنی خاصموهم.

ویقال حَقَّتِ القیامة من باب قتل : أحاطت بالخلائق فهی حَاقَّةٌ.

وهی مرتفعة علی الابتداء ، وخبرها ما الحاقة.

قوله ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ عَلَی الْباطِلِ ) [ 21 / 18 ] أی بالقرآن علی الکفر.

قوله ( إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُ الْیَقِینِ ) [ 56 / 95 ] قال الشیخ أبو علی : أی هو الحق الثابت من الیقین (4).

قوله ( فَآخَرانِ یَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِینَ اسْتَحَقَ عَلَیْهِمُ الْأَوْلَیانِ ) [ 5 / 107 ] فإن قرئ بالمجهول فمعناه

====

(1) فی الأصل : « الحق » بدون الباء.

(2) عن تفسیر جوامع الجامع باختصار یسیر ص 408.

(3) فی نسخة « تحق ».

(4) الشیخ الطبرسی : جوامع الجامع ص 480.

%

ص: 147

علی ما ذکر : جنی علیهم وهم الورثة ، ویکون معنی الأولیان : الأَحَقَّانِ بالشهادة لقرابتهما ومعرفتهما ، وهو خبر محذوف المبتدإ أی هما الأولیان.

وإن قرئ بالمعلوم کان الفاعل الأولیان ، ویکون معنی الأولویة : التقدم فی الشهادة.

والْحَقُ من أسمائه تعالی ، وهو الموجود المتحقق وجوده وإلهیته.

والحَقُ : ضد الباطل.

وحَقَائِقُ الشیء : ما حق وثبت.

وَفِی حَدِیثِ وَصْفِهِ تَعَالَی « لَا تُدْرِکُهُ الْعُیُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعَیَانِ ، وَلَکِنْ تُدْرِکُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِیمَانِ ».

قال بعض الشارحین : حَقَائِقُ الإیمان أرکانه وهو التصدیق بوجوده تعالی ووحدانیته ، واعتبار أسمائه الحسنی ، ومحصله الحقائق التی ثبت بها الإیمان.

وَفِی حَدِیثِ التَّلْبِیَةِ « لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ حَقّاً حَقّاً ».

أی غیر باطل ، وهو مصدر مؤکد لغیره ، أی إنه أکد به معنی « الزم طاعتک الذی دل علیه لبیک » کما تقول هذا عبد الله حقا فیؤکد به ، وتکریره لزیادة التأکید.

وأعط کل ذی حَقٍ حقه أی حظه ونصیبه الذی فرض له.

وفلان حامی الحَقِیقَةِ إذا حمی ما یجب علیه حمایته.

وحَقِیقَةُ الشیء : کنهه.

وکلام مُحَقَّقٌ : أی رصین.

والحَقُ أصله المطابقة والموافقة ویأتی فیما ذکر علی وجوه متعددة ، یستعمل استعمال « الواجب » و « اللازم » و « الجدیر ».

وأما حَقُ الله فهو بمعنی الواجب واللازم.

وأما حَقُ العباد فهو علی معنی الجدیر من حیث إن الإحسان إلی من لم یتخذ ربا سواه مطابق للحکمة.

ویجوز أن یکون سماه حقا لأنه فی مقابلة حق الله من جهة الثواب.

والحَقِیقَةُ فی مصطلح العلماء : ما قابل المجاز ، وهی فعیلة من الحق الثابت المقابل للباطل أو المثبت ، لأن فعیلا تارة یکون بمعنی فاعل کعلیم وقدیر.

%

ص: 148

وتارة بمعنی مفعول کجریح وقتیل.

قیل والتاء فیه للنقل من الوصفیة إلی الاسمیة الصرفة ، فلذا لا یقال شاة أکیلة ولا نطیحة.

والحقیقة لغویة وعرفیة ، وفی ثبوت الشرعیة خلاف.

وَفِی حَدِیثِ الْأَخْذِ بِالْکِتَابِ وَالسُّنَّةِ « إِنَّ عَلَی کُلِ حَقٍ حَقِیقَةً وَعَلَی کُلِّ صَوَابٍ نُوراً ».

قیل فی معناه أن کل واقعة ورد فیها حکم من الله نصب علیها دلیلا یدل علیها.

وحَقَّقْتُ الأمر أَحُقُّهُ : إذا تیقنته وجعلته ثابتا لازما.

وفی لغة أَحْقَقْتُهُ وحَقَّقْتُهُ مشددا مبالغة.

وحَاقَّهُ : خاصمه وادعی کل واحد منهما الحق ، فإذا غلبه قیل حقة.

ومنه حَدِیثُ الْحَضَانَةِ « فَجَاءَ رَجُلَانِ یَتَحَاقَّانِ فِی وَلَدٍ ».

أی یختصمان ویطلب کل واحد منهما حقه.

وما له فیه حَقٌ أی خصومة.

والْتَّحَاقٌ : التخاصم.

وحَقَ الشیء یَحِقُ بالکسر أی وجب.

وفلان أَحَقُ بکذا یستعمل علی ما ذکره بعض الشارحین لمعنیین أحدهما : اختصاصه بذلک من غیر مشارکة نحو « زید أحق بماله » أی لا حق لغیره فیه.

والثانی : أن یکون أفعل تفضیل فیقتضی اشتراک غیره معه.

ومن هذا الباب « الْأَیِّمِ أَحَقُ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِیِّهَا ». فهما مشترکان ولکن حقها آکد.

والحُقَّةُ بالضم معروفة ، والجمع حُقٌ وحُقَقٌ وحِقَاقٌ.

والحِقُ بالکسر : ما کان من الإبل ابن ثلاث سنین ودخل فی الرابعة وجمعها حِقَقٌ مثل سدرة وسدر ، والأنثی حِقَّةٌ وهی دون الجذعة بسنة.

وسمی الحِقُ حِقّاً لاستحقاقه أن یحمل علیه وأن ینتفع به.

وتَحَقَّقَ عنده الخبر : إذا صح.

وَفِی الدُّعَاءِ « حَقٌ مَا قَالَ الْعَبْدُ ».

قیل : هو مرفوع علی أنه خبر مقدم.

واسْتَحَقَ فلان الأمر أی استوجبه.

%

ص: 149

ومِنْهُ « إِذَا اسْتَحَقَّتْ وَلَایَةُ اللهِ وَالسَّعَادَةُ إِنْ کُنْتَ مُسْتَحِقَّهُمَا وَمُسْتَوْجِبَهُمَا بِعَمَلٍ صَالِحٍ جَاءَ الْأَجَلُ بَیْنَ الْعَیْنَیْنِ وَذَهَبَ الْأَمَلُ ، وَإِذَا اسْتَحَقَّتْ وَلَایَةُ الشَّیْطَانِ وَالشَّقَاوَةُ إِنْ کُنْتَ مُسْتَحِقّاً لَهُمَا بِعَمَلٍ فَاسِدٍ غَیْرِ صَالِحٍ جَاءَ الْأَمَلُ بَیْنَ الْعَیْنَیْنِ وَذَهَبَ الْأَجَلُ وَرَاءَ الظَّهْرِ ».

واسْتَحَقَ المبیع علی المشتری أی ملکه.

وفِیهِ « لَا تَتَعَرَّضُوا لِلْحُقُوقِ ». أی لا تشغلوا ذممکم بحقوق الناس ولا بحقوق الله ولکن إذا شغلتم ذممکم فاصبروا لها وتحملوا مشاقها.

والمراد بِحُقُوقِ الناس الضمان والکفالات وغیر ذلک.

وحُقُوقِ الله کنذر ونحوه.

بیع الطیر فی الهواء.

وحَلَقَ ببصره إلی السماء : رفعه.

وَفِی حَدِیثِ الْأَمْوَاتِ « کَأَنِّی بِهِمْ حِلَقٌ حِلَقٌ یَتَحَدَّثُونَ » الحِلَقُ بکسر الحاء وفتح اللام : جمع الحَلْقَةِ مثل قصعة وقصع ، وهی الجماعة من الناس مستدیرة کحلقة الباب وغیره.

وحَلْقَةُ الباب بالسکون من حدید وغیره والجمع حَلَقٌ بفتحتین علی غیر قیاس.

وعن الأصمعی الجمع حِلَقٌ کقصعة وقصع وبدرة وبدر.

قال فی المصباح وحکی یونس عن عمرو بن أبی العلا : إن حَلَقَةُ بفتح اللام لغة فی السکون ، والجمع بحذف الهاء قیاس مثل قصبة وقصب.

وَفِی الدُّعَاءِ و « حَلْقَةِ بَلَاءٍ قَدْ فَکَکْتَهَا ».

علی الاستعارة استعیرت للبلاء إذا طافت بالإنسان واستدارت علیه.

وعن بعضهم لیس فی کلام العرب حَلَقَة بفتح اللام إلا حلقة الشعر فقط ، جمع حَالِقٍ کفجرة جمع فاجر.

والحَالِقُ : الجبل المرتفع.

ومنه قوله « سقط من حَالِقٍ ».

وجاء من حَالِقٍ أی من مکان مشرف.

والحَلْقُ بالفتح فالسکون جز الشعر واستئصاله.

یقال حَلَقَ الرجل رأسه من باب ضرب وحَلَقَتِ المرأة رأسها.

وَقَوْلُهُ « إِنَّهُ ابْنُ مَنْ حَلَقَ رُءُوسَ مَنْ تَرَوْنَ ».

کأنه یرید القتل.

والحَلْقُ من الحیوان معروف ، والجمع حُلُوقٌ کفلس وفلوس.

و « حَلَقَ بإصبعه الإبهام والتی تلیها وعقد عشرا » أی جعل إصبعه کَالْحَلْقَةِ.

والحَوْلَقُ : کلمة جمعت کلمتین من « لا حول ولا قوة إلا بالله » مثل البسملة من « بسم الله » وعلی هذا القیاس والحولقة بقاف بعد لام عند الجوهری ، وبعکسه عند غیره.

والحاء والواو من الحوقلة للحول ، وقافة للقوة.

ومعناها : إظهار الفقر إلی الله تعالی بطلب المعونة علی ما یحاول من الأمور وهو حقیقة العبودیة.

%

ص: 151

قال تعالی ( وَلا یَحِیقُ الْمَکْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) [ 35 / 43 ] أی لا یحیط وینزل إلا بأهله.

بالحاء المهملة والزاء المعجمة ، وعلیها من القاموس أی فقر ، ولم نجده.

والخَرْقُ بالفتح : الثقب فی الحائط وغیره والجمع خُرُوقٌ کفلس وفلوس.

ومنه خَرْقُ الإبرة.

ومنه الْحَدِیثُ « فَخَرَجَ مِثْلَ خَرْقِ الْإِبْرَةِ فَأَغْرَقَ قَوْمَ نُوحٍ ».

والخِرْقَةُ بالکسر : القطعة من الثوب والجمع خِرَقٌ کسِدْرَةٍ وسِدَرٍ.

ومنه خِرْقَةُ المیت.

وخَرَقْتُ الثوبَ وخَرَّقْتُهُ مبالغة.

ومُخَرِّقٌ : اسم رجل.

ومُخَارِقٌ أیضا : اسم رجل صاحب صوت أی مغن.

وَفِی الْحَدِیثِ « الْبَرْقُ مَخَارِیقُ الْمَلَائِکَةِ ».

هی جمع مِخْرَاق وهی فی الأصل : ثوب یلف ویضرب به الصبیان بعضهم بعضا یعنی البرق آلة تزجر الملائکة بها السحاب وتسوقه.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : الْبَرْقُ سَوْطٌ مِنْ نُورِ اللهِ تَزْجُرُ الْمَلَائِکَةُ بِهِ السَّحَابَ.

وَفِی حَدِیثِ إِمَامِ الْجَمَاعَةِ « أَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِ ». بفتح المعجمة وسکون الفاء أی أصواتها.

والخَفْقُ : صوت النعل.

ومنه حَدِیثُ الْمَیِّتِ « إِنَّهُ لَیَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِینَ یُوَلُّونَ عَنْهُ ».

أی یسمع صوت نعالهم علی الأرض أی صوت مباشری دفنه وغیرهم عند دوسها علی الأرض.

وخَفَقَ قلبُ الرجل : إذا اضطرب.

ومنه خَفَقَتِ الرایةُ.

وخَفَقَ النجمُ خُفُوقاً : إذا غاب.

وقولهم : وردت خُفُوق النجم أی وقت خفوق الثریا تجعله ظرفا وهو مصدر.

وخَفَقَتِ الریحُ : إذا سمع دوی جریه.

وخَفَقَ الطائرُ : إذا طار ، وخَفَقَانُهُ : اضطراب جناحیه.

وخَفَقَهُ خَفْقاً : إذا ضربه بشیء عریض کالدرة.

والخَافِقَانِ : جانبا الجو من المشرق إلی المغرب.

وقوله : ما اطرد الخَافِقَانِ أی ما بقیا واطرادهما : بقاؤهما.

والخَافَقَانِ : السماء والأرض.

وَمِنْهُ « مَنْکِبَا إِسْرَافِیلَ یَحُکَّانِ الْخَافِقَیْنِ ».

وخَوَافِقُ السماءِ : الجهات التی تخرج منها الریاح الأربع.

وَفِی حَدِیثِ الِاسْتِسْقَاءِ « سَقْیاً مُتَتَابِعاً خُفُوقُهُ ».

أی اضطرابه من قولهم خَفَقَ البرقُ : إذا اضطرب.

وَفِی حَدِیثِ عُمَرَ بْنِ شِمْرٍ « رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَعَلَیْهِ بُرْدٌ مُخْفِقٌ وَهُوَ مُحْرِمٌ » وهذه أظهر نسخة فی هذا الباب وکأن المراد به : اللامع من خَفَقَ الرجلُ بثوبه أی لمع به.

الإنسان مَخْلُوقٌ من المنی ودم طمث وهما یتوالدان من الدم ، والدم إنما یتولد من الأغذیة ، والأغذیة إما حیوانیة أو نباتیة فإن کانت حیوانیة فالحال فی تولد ذلک الحیوان کالحال فی تولد الإنسان فبقی أن تکون نباتیة ، فالإنسان مخلوق من الأغذیة النباتیة ، ولا شک أنها متولدة من الطین فیکون هو أیضا متولدا من الطین.

قوله ( خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ ) [ 7 / 11 ]رُوِیَ أَنَّ إِبْلِیسَ قَاسَ نَفْسَهُ بِآدَمَ فَقَالَ ( خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ ) وَلَوْ قَاسَ الْجَوْهَرَ الَّذِی خَلَقَ اللهُ مِنْهُ آدَمَ بِالنَّارِ کَانَ ذَلِکَ أَکْثَرَ نُوراً وَضِیَاءً مِنَ النَّارِ.

قوله ( لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللهِ ) [ 30 / 30 ] قیل أی دینه.

ومثله ( فَلَیُغَیِّرُنَ خَلْقَ اللهِ ) [ 4 / 119 ] أی دینه یعنی الأحکام.

قوله ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی کَما خَلَقْناکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) [ 6 / 94 ] أی قدرتنا علی حشرکم کقدرتنا علی خلقکم ، وقد مر فی ( فرد ) مزید بحث فی الآیة.

قوله ( اللهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ) [ 29 / 44 ]

عَنْ الْبَاقِرِ علیه السلام إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ النَّارَ ، وَخَلَقَ الطَّاعَةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْمَعْصِیَةَ ، وَخَلَقَ الرَّحْمَةَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْغَضَبَ ، وَخَلَقَ الْخَیْرَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الشَّرَّ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ الحَیَاةَ قَبْلَ الْمَوْتِ ، وَخَلَقَ الشَّمْسَ قَبْلَ الْقَمَرِ ، وَخَلَقَ النُّورَ قَبْلَ الظُّلْمَةِ.

قوله ( إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِینَ ) [ 26 / 137 ] بسکون اللام یرید مذهبهم وما جری علیه أمرهم وعادتهم.

والخُلُقُ بضمتین : السجیة والجمع أَخْلَاقٌ.

ویقال ( خُلُقُ الْأَوَّلِینَ ) أی اخْتِلَاقُهُمْ وکذبهم.

قوله ( هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ ) [ 59 / 24 ] فالخَالِقُ هو المقدر لما یوجده ، والبارئ الممیز بعضه عن بعض بالأشکال المختلفة والمصور الممثل.

%

ص: 156

قال بعض الأعلام : قد یظن أن الخَالِقُ والبارئ والمصور ألفاظ مترادفة ، وأن الکل یرجع إلی الخَلْقِ والاختراع ، ولیس کذلک بل کلما یخرج من العدم إلی الوجود مفتقر إلی تقدیره أولا ، وإیجاده علی وفق التقدیر ثانیا ، وإلی التصویر بعد الإیجاد ثالثا ، فالله تعالی خَالِقٌ من حیث هو مقدر ، وبارئ من حیث هو مخترع ، وموجد ومصور من حیث إنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتیب.

قوله ( فَتَبارَکَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ ) [ 23 / 14 ] أی المقدرین إذ لا تعدد فی الخالق وهو کلی ذو إفراد فرضا.

والخَلَاقُ کسَلَام : النصیب.

والِاخْتِلَاقُ : الکذب المخترع.

ومنه قوله تعالی ( إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) [ 38 / 7 ] أی ما هذا إلا کذب تخترعونه اختراعا.

وخَلَقَ الإفکَ واخْتَلَقَهُ وتَخَلَّقَهُ : افتراه.

ومنه قوله ( وَتَخْلُقُونَ إِفْکاً ) [ 29 / 17 ].

قوله مُخَلَّقَةٍ [ 22 / 5 ] أی مصورة ومخلوقة تامة غیر ناقصة ولا معیوبة.

( وَغَیْرِ مُخَلَّقَةٍ ) بخلافه کالسقط ، فیتفاوت الناس لذلک فی خلقهم وصورهم ونقصانهم.

وفی الحدیث ذکر « الخَلُوقِ » هو کرَسُول علی ما قیل : طیب مرکب یتخذ من الزعفران وغیره من أنواع الطیب والغالب علیه الصفرة أو الحمرة.

ومنه الْحَدِیثُ « وَتَحْشُوهَا الْقَابِلَةُ بِالْخَلُوقِ ».

وفِیهِ « قِیَامُ اللَّیْلِ تُمْسِکُ بِأَخْلَاقِ النَّبِیِّینَ ».

أی بسجایاهم وعاداتهم.

والخُلُقُ : السجیة.

وَمِنْهُ « وَأَکْرَهُ أَنْ أَتَّخِذَ ذَلِکَ خُلُقاً ».

أی عادة وطبعا.

والخُلُقُ : کیفیة نفسانیة تصدر عنها الأفعال بسهولة.

وَفِیهِ « مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الدِّینِ حُسْنُ الْخُلُقِ ».

%

ص: 157

وَفِیهِ « لَیْسَ شَیْءٌ فِی الْمِیزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ ».

هو بضم لام وسکونها : الدین والطبع والسجیة.

وفسر فی الحدیث بأن تلین جناحک وتطیب کلامک وتلقی أخاک ببشر.

وعن بعض الشارحین : حقیقة حسن الخُلُقِ أنه لصورة الإنسان الباطنة وهی نفسه وأوصافها ومعانیها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانیها ولها أوصاف حسنة وقبیحة ، والثواب والعقاب یتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أکثر مما یتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة ولهذا تکرر مدح حسن الخُلُقِ وذم سوئه فی الأحادیث.

وَفِی الْأَحَادِیثِ « مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ أَنْ یَکُونَ لَهُ وَلَدٌ یُعْرَفُ فِیهِ شِبْهُ خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ ».

وفلان یَتَخَلَّقُ بغیر خلقه أی یتکلفه.

والخِلْقَةُ : الفطرة.

والخَلِیقَةُ : الطبیعة والجمع الخَلَائِقُ.

ومنه قول بعضهم (1) :

ومهما یکن عند امرئ من خَلِیقَةٍ

وإن خالها تخفی علی الناس تعلم

وَفِی حَدِیثِ الْخَوَارِجِ « هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِیقَةِ ».

قال بعض الشارحین : الخَلْقُ الناس ، والخَلِیقَةُ البهائم.

وقیل هما بمعنی ، ویرید بهما جمیع الخَلَائِقِ.

یقال هم خَلْقُ اللهِ وخَلِیقَةُ اللهِ.

وفلان خَلِیقٌ بکذا أی جدیر.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « مَا أَخْلَقَکَ أَنْ تَمْرَضَ سَنَةً ».

کأن المعنی ما ألیق بک وأجدر بک ذلک.

وخَلُقَ الثوبُ بالضم : إذا بَلِیَ فهو خَلَقٌ بفتحتین.

وأَخْلَقَ الثوبُ مثله.

وثوب أَخْلَاقٌ : إذا کان الخُلُوقَةُ فیه کله.

واخْلَوْلَقَ الأجلُ : إذا تقادم عهده.

====

(1) هو زهیر بن أبی سلمی المری وهذا البیت من قصیدته التی کانت إحدی المعلقات السبع.

%

ص: 158

وَفِی الْحَدِیثِ « خَلَقْتُ الْخَیْرَ وَأَجْرَیْتُهُ عَلَی یَدَیْ مَنْ أُحِبُّ ، وَخَلَقْتُ الشَّرَّ وَأَجْرَیْتُهُ عَلَی یَدَیْ مَنْ أُرِیدُهُ ».

المراد بخَلْقِ الخیر والشر خَلْقُ تقدیر لا خَلْقُ تکوین.

ومعنی خَلْقِ التقدیر : نقوش فی اللوح المحفوظ.

ومعنی خَلْقِ التکوین وجود الخیر والشر فی الخارج ، وهو من فعلنا.

ومثله « إِنَّ اللهَ خَلَقَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَاوَةَ » وبهذا یندفع ما یقال : إنه ورد فی النقل الصحیح أنه خَالِقُ الخیر والشر.

وکذا قوله تعالی بعد ذکر الحسنة والسیئة ( قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ ) [ 4 / 78 ] علی أنه ممکن أن یراد بالخیر ما کان ملائما للطباع کالمستلذ من المدرکات ، وبالشر ما لا یلائم کخلق الحیات والعقارب والمؤذیات ، فإنها تشتمل علی حکمة لا نعلم تفصیلها.

وقد تقدم فی ( سوا ) مزید بحث فی هذا.

وَفِی حَدِیثِ أَوَّلِ مَا خَلَقَ اللهُ تَعَالَی « وَلَوْ کَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ الشَّیْءَ مِنَ الشَّیْءِ إِذاً لَمْ یَکُنْ لَهُ انْقِطَاعٌ أَبَداً ، وَلَمْ یَزَلِ اللهُ وَمَعَهُ شَیْءٌ لَیْسَ هُوَ یَتَقَدَّمُهُ ».

قال بعض الشارحین : فیه رد علی ما زعمته الفلاسفة ومن تابعهم أن کل حادث مسبوق بمادة ، ولو صح ذلک للزم محالان : أحدهما التسلسل فی جانب المبدإ.

والثانی خلاف ما أجمعت علیه البراهین القطعیة

وإذا المنیة أنشبت أظفارها

ألفیت کل تمیمة لا تنفع (1)

و خَنَقَهُ یَخْنُقُهُ من باب قَتَلَ وخَنِقَ من باب تَعِبَ : اغتاض.

والخَنِقُ بکسر النون : مصدر قولک خَنَقَ یَخْنُقُ ومنه الخُنَاقُ والخُنَاقُ کغُرَاب : داء یمنع منه نفوذ النفس إلی الریة والقلب.

والمِخْنَقَةُ بکسر المیم : القلادة ، وسمیت بذلک لأنها تطیف بالعنق وهو موضع الخَنْقِ.

لِلْفُقَرَاءِ المُدْعَقِینَ » الدَّعْقُ : سوء احتمال الفقر.

وتَدْعَقُ الخیلُ بالدماء : تطأ فیه من دَعَقَتِ الدوابُّ الطریقَ : إذا أثرت فیه.

ومنه حَدِیثُ عَلِیٍّ علیه السلام « حِینَ تَدْعَقُ الْخُیُولُ فِی نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ » أی تدق الخیول بحوافرها أرضهم ، ونواحر أرضهم متقابلاتها من قولهم : منازل بنی فلان تتناحر أی تتقابل.

والانْدِفَاقُ : الانصباب.

وسیل دُفَاق بالضم : یملأ الوادی.

والدَّفْقَةُ بالفتح : المرة.

وبالضم : اسم المدفوق.

والتَّدَفُّقُ وَمِنْهُ « أَصْبَحَ النِّیلُ یَتَدَفَّقُ مِنْ کَثْرَةِ الْمَاءِ ».

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا یَجِبُ الْغُسْلُ إِلَّا مِنْ الدَّفْقِ ».

هو کنایة عن الإنزال ، والحصر إضافی.

وجاء القوم دُفْقَةً أی مجتمعین.

ودَفَقَ اللهُ روحَهُ : إذا دعی علیه بالموت.

غلظ فهو دَقِیقٌ ، وکذلک الدُّقَاقُ بالضم.

ومثله الدِّقُ بالکسر.

ومنه حُمَّی الدِّقِ.

وأخذت جِلَّهُ ودِقَّهُ کما یقال أخذت قلیله وکثیره.

وتَدُقُّهُمُ الفتنةُ کما تَدُقُ النارُ الحطبَ أی تهلکهم وتحطمهم.

وَفِی حَدِیثِ الْأَئِمَّةِ وَقَدْ سُئِلَ علیه السلام مَتَی یَعْرِفُ الْأَخِیرُ مَا عِنْدَ الْأَوَّلِ؟ قَالَ : « فِی آخِرِ دَقِیقَةٍ تَبْقَی مِنْ رُوحِهِ » أی آخر جزء.

ومثله « کَمْ بَیْنَ الْقَمَرِ وَالزُّهَرَةِ مِنْ دَقِیقَةٍ ».

والمُدُقُ بضم المیم والدال علی غیر القیاس ، وجاء کسر المیم وفتح الدال قیاسا ، وهو ما یُدَقُ به القماش وغیره.

واسْتَدَقَ الشیءُ : صار دقیقا.

ودَقَقْتُ الشیءَ فانْدَقَ.

والدَّقْدَقَةُ : حکایة أصوات حوافر الدواب.

والدَّوَانِیقِی : لقب لأبی جعفر المنصور ، وهو الثانی من خلفاء بنی العباس ، ویقال له أبو الدَّوَانِیق لأنه لما أراد حفر الخندق بالکوفة قسط علی کل منهم دانق فضة وأخذه وصرفه إلی الحفر کذا فی المغرب ، واسمه عبد الله بن محمد.

مِنْ زَبَدٍ ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ ، ثُمَّ مَکَثَ الرَّبُّ تَعَالَی مَا شَاءَ اللهُ.

فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاءَ أَمَرَ الرِّیَاحَ فَضَرَبَ الْبُحُورَ حَتَّی أَزْبَدَتْ فَخَرَجَ مِنْ ذَلِکَ الْمَوْجِ وَالزَّبَدِ مِنْ وَسَطِهِ دُخَانٌ سَاطِعٌ مِنْ غَیْرِ نَارٍ ، فَخَلَقَ مِنْهُ السَّمَاءَ ، وَجَعَلَ فِیهَا الْبُرُوجَ وَالنُّجُومَ ، وَمَنَازِلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَأَجْرَاهَا فِی الْفَلَکِ ، وَکَانَتْ السَّمَاءُ خَضْرَاءَ عَلَی لَوْنِ الْمَاءِ الْأَخْضَرِ ، وَکَانَتِ الْأَرْضُ غَبْرَاءَ عَلَی لَوْنِ الْمَاءِ الْعَذْبِ.

وَکَانَتَا مَرْتُوقَتَیْنِ لَیْسَ لَهُمَا أَبْوَابٌ ، فَفَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ ، وَالْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ.

وَذَلِکَ قَوْلُهُ ( أَوَلَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ).

[ 21 / 30 ].

وَفِی الدُّعَاءِ « وَارْتُقْ فَتْقَنَا ».

وهو علی الاستعارة.

والرَّتَقُ بالتحریک : هو أن یکون الفرج ملتحما لیس فیه للذکر مدخل.

ورَتِقَتِ المرأةُ رَتَقاً من باب تَعِبَ فهی رَتْقَاءُ : إذا انسد مدخل الذکر من فرجها فلا یستطاع جماعها.

وعن ابن القوطیة : رَتَقَتِ الجاریةُ والناقةُ من باب قَتَلَ : سددت فرجها فَارْتَتَقَ أی التأم.

رِزْقُکُمْ وَما تُوعَدُونَ ) [ 51 / 22 ] والمراد بالوعد الجنة.

قوله ( لا نَسْئَلُکَ رِزْقاً ) [ 20 / 132 ] أی لا نسألک أن ترزق نفسک.

قوله ( وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً ) [ 3 / 37 ]قِیلَ کَانَ رِزْقُهَا یَنْزِلُ مِنْ الْجَنَّةِ ، فَکَانَ یَجِدُ عِنْدَهَا فَاکِهَةَ الشِّتَاءِ فِی الصَّیْفِ ، وَفَاکِهَةَ الصَّیْفِ فِی الشِّتَاءِ.

وَفِی الْحَدِیثِ « شَهْرُ رَمَضَانَ کَانَ یُسَمَّی عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله الْمَرْزُوقَ ، لِکَثْرَةِ مَا یَکُونُ فِیهِ مِنْ الْأَرْزَاقِ لِلْعِبَادِ ».

والرِّزْقُ : اسم للمَرْزُوقِ والجمع أَرْزَاقٌ کحَمْل وأَحْمَال.

وهو عند الأشاعرة : کل ما انتفع به مباحا کان أو حراما.

وعند المعتزلة هو کل ما صح انتفاع الحیوان به بالتغذی ولیس الحرام رزقا.

وأنت خبیر بأن الأحادیث المنقولة فی هذا الباب متخالفة.

فالمعتزلة تمسکوا بِقَوْلِهِ صلی الله علیه واله « إِنَّ اللهَ تَعَالَی قَسَمَ الْأَرْزَاقَ بَیْنَ خَلْقِهِ حَلَالاً ، وَلَمْ یَقْسِمْهَا حَرَاماً ».

والأشاعرة تمسکوا بِقَوْلِ عُمَرَ بْنِ قُرَّةَ حَیْثُ قَالَ « یَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ اللهَ کَتَبَ عَلَیَّ الشِّقْوَةَ فَلَا أَرَادَنِی أُرْزَقُ إِلَّا مِنْ دفِّی بِکَفِّی أَتَأْذَنُ لِی فِی الْغِنَاءِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله بَعْدَ کَلَامٍ : أَیْ عَدُوَّ اللهِ إِنَّ اللهَ قَدْ رَزَقَکَ طَیِّباً فَاخْتَرْتَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَیْکَ مِنْ رِزْقِهِ مَکَانَ مَا أَحَلَّ اللهُ لَکَ مِنْ حَلَالِهِ ».

والمعتزلة یطعنون فی سند هذا الحدیث ویؤولونه أخری بأن سیاق الکلام یقتضی أن یقال فاخترت ما حرم الله علیک من حرامه ، فأطلق علی الحرام اسم الرِّزْقِ للمشاکلة لقوله : « فلا أرانی أُرْزَقُ ».

وَفِی الدُّعَاءِ « وَاجْعَلْنِی فِی الْأَحْیَاءِ الْمَرْزُوقِینَ ».

لعل المراد بذلک الشهادة بین یدی الإمام علیه السلام لأن الشهداء ( أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ ).

ومن أسمائه تعالی ( الرَّزَّاقُ ) وهو الذی خلق الأرزاق وأعطی الخلائق أرزاقها وأوصلها إلیهم ، وفَعَّال من أبنیة

%

ص: 168

المبالغة.

قال فی المجمع : والأَرْزَاقُ نوعان ظاهرة للأبدان کالأقوات ، وباطنة للقلوب کالمعارف والعلوم.

والرَّازِقِیُ : الضعیف من کل شیء.

والرَّازِقِیَّةُ : ثیاب کتان بیض - قاله الجوهری وغیره.

وبالعکس لغتان : ما ارتفقت به وانتفعت.

ومنه مَرْفِقُ الإنسان ، وهو موصل الذراع فی العضد.

وأما مِرْفَقُ الدار کالمطبخ والکنیف ونحوه فبکسر المیم وفتح الفاء لا غیر ، علی التشبیه بالآلة ، والجمع الْمَرَافِقُ.

وإنما جمع المرفق فی قوله تعالی ( وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ ) [ 5 / 7 ] لأن العرب إذا قابلت جمعا بجمع حملت کل مفرد من هذا علی کل مفرد من هذا.

وعلیه قوله تعالی ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ ) [ 5 / 7 ] و ( امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ ) [ 5 / 7 ] و ( لْیَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ) [ 4 / 102 ] ( وَلا تَنْکِحُوا ما نَکَحَ آباؤُکُمْ مِنَ النِّساءِ ) [ 4 / 21 ].

أی لیأخذ کل واحد منکم سلاحه.

ولا ینکح کل واحد ما نکح أبوه من النساء ، وهکذا.

وکذلک إذا کان للجمع متعلق واحد ، فتارة یفردون المتعلق باعتبار وحدته بالنسبة إلی إضافته إلی متعلقه نحو ( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً ) [ 9 / 104 ] أی خذ من أموال کل واحد منهم صدقته.

وتارة یجمعونه لیناسب اللفظ بصیغ الجموع.

قالوا رکب الناس دوابهم برحالها وأرسانها أی رکب کل منهم دابته برحلها ورسنها.

ومنه قوله تعالی ( وَأَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ ) [ 5 / 7 ] أی لیغسل کل واحد کل ید إلی مرفقها لأن لکل ید مرفقا واحدا.

وإن کان له متعلقان ثنوا المتعلق فی الأکثر قالوا طفنا بلادهم بطرفیها.

ومنه قوله تعالی ( وَأَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ ) [ 5 / 7 ]

وجاز الجمع فیقال بأطرافها وإلی الکعاب - کذا فی المصباح.

وَفِی حَدِیثِ تَغْسِیلِ الْمَیِّتِ « تَبْدَأُ بِمَرَافِقِهِ فَتَغْسِلُهَا ».

قال بعض الشارحین : المراد بِالْمَرَافِقِ هنا العورتان وما بینهما.

ولم نظفر بما یدل علیه من الکتب

%

ص: 170

ولعل الکلمة بالغین المعجمة (1) بدل القاف فصحفت.

وَفِی حَدِیثِ عَائِشَةَ سَمِعْتُهُ صلی الله علیه واله یَقُولُ عِنْدَ مَوْتِهِ « بِالرَّفِیقِ الْأَعْلَی » وذلک أنه صلی الله علیه واله خیر بین البقاء فی الدنیا وبین ما عند الله فاختار ما عند الله تعالی.

والرِّفْقُ بالکسر : ضد الخرق وهو أن یحسن الرجل العمل.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِذَا کَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً کَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً ».

ومعناه علی ما قیل : إذا کان الرفق فی الأمر غیر نافع فعلیک بالخرق وهو العجلة وإذا کان الخرق أی العجلة غیر نافع فعلیک بالرفق.

والمراد بذلک أن یستعمل کل واحد من الرفق والخرق فی موضعه.

فإن الرفق إذا استعمل فی غیر موضعه کان خرقا.

والخرق إذا استعمل فی غیر موضعه کان رفقا.

وقریب من هذا قَوْلُهُ علیه السلام « رُبَّمَا کَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَالدَّاءُ دَوَاءً ».

والرِّفْقُ : لین الجانب وهو خلاف العنف.

وَفِی الْحَدِیثِ « الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَیْشِ ».

وَفِی حَدِیثِ تَغْسِیلِ الْمَیِّتِ « تُلَیِّنُ أَصَابِعَهُ بِرِفْقٍ ».

أی بلین من غیر عنف.

والرُّفْقَةُ بضم الراء فی لغة بنی تمیم : الجماعة من الناس ترافقهم فی سفرک فإذا

تفرقوا زال الاسم عنهم.

والجمع رِفَاقٌ مثل برمة وبرام.

وبکسر الراء فی لغة قیس ، والجمع رِفَقٌ مثل سدرة وسدر.

ورَفَقْتُ فی العمل من باب قتل : أحکمته.

ورَفَقْتُ فی السیر : اقتصدت.

ومرتع رَفَقٌ أی سهل.

====

(1) لأن المرافغ - بغین معجمة - : أصول الیدین والفخذین ، وهی مجمع القذارات ، فلعل الحدیث یرید الاعتناء بهذه المواضع والابتداء بها لإزالة الأوساخ عن المیت رأسا.

%

ص: 171

والْمِرْفَقُ بالکسر فالسکون : المخدة.

ومنه تَمَرْفَقَ : إذا أخذ المرفقة.

ومنه « کانت مرفقته صلی الله علیه واله من أدم ».

ومنه قَوْلُهُ صلی الله علیه واله « لَا بَأْسَ أَنْ یَکُونَ بَیْنَ یَدَیِ الْمُصَلِّی مِرْفَقَةٌ أَوْ شَیْءٌ ».

والرَّافِقَةُ : اسم بلد.

فِیهِ الرِّقَّةَ وَالنِّیَّةَ الصَّادِقَةَ » یرید رقة القلب وعدم صلابته ، والنیة الصادقة : التی لا یعتریها شک.

والرَّقَّةُ : اسم بلد فی بغداد (1) وتَرْقِیقُ الکلام : تحسینه.

واسْتَرَقَ مملوکه ، وهو نقیض أعتقه.

ومنه « لا تقبل شهادتهما لِرَهَقَهِمَا » أی لکذبهما.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّهُ صَلَّی عَلَی امْرَأَةٍ مُرْهَقٍ ».

أی تتهم بالسوء.

ورَهِقْتُ الشیء من باب تعب : قربت منه.

ورجل أَرْهَقَ الصلاة أی أخرها حتی یدنو وقت الأخری.

والرَّیْهُقَانُ : الزعفران - قاله الجوهری وغیره.

وبه سمی الرجل ، وهو القائل :

ولا رهیبة إلا سید صمد

وزَبْرَقْتُ الشیء : صفرته.

وقد أَزْعَقَهُ الخوف حتی زَعِقَ.

والزُّعَاقُ کغراب : الماء المر الغلیظ الذی لا یطاق شربه - قاله فی القاموس.

والعرب تعبر عنه بقولهم : ملحد.

والجمع زَنَادِقَةٌ.

وَفِی الْحَدِیثِ « الزَّنَادِقَةُ هُمُ الدَّهْرِیَّةُ الَّذِینَ یَقُولُونَ لَا رَبَّ وَلَا جَنَّةَ وَلَا نَارَ ( وَما یُهْلِکُنا إِلَّا الدَّهْرُ ) ».

وفی المجمع : الزَّنَادِقَةُ قوم من المجوس یقال لهم الثنویة یقولون : النور مبدأ الخیرات ، والظلمة مبدأ الشرور.

وقیل : مأخوذ من الزند ، وهو کتاب الفهلویة کان لزرادشت (1) المجوس.

ثم استعمل فی کل ملحد فی الدین.

وقیل هم قوم من السبائیة أصحاب عبد الله بن سبإ (2) أظهر الإسلام ابتغاء الفتنة وتضلیلا للإسلام فسعی أولا بإثارة الفتنة علی عثمان.

ثم انضوی إلی الشیعة وأخذ فی تضلیل جهالهم حتی اعتقدوا فی علی علیه السلام العبودیة فاستتابهم علی علیه السلام فلم یتوبوا فأحرقهم مبالغة فی النکایة.

وفی مفاتیح العلوم : الزَّنَادِقَةُ هم المانویة (3) وکانت الْمَزْدَکِیَّةُ یسمون بذلک.

ومَزْدَکُ (4) هو الذی ظهر فی أیام قباذ ، وزعم أن الأموال والحرم مشترکة

====

(1) نبی أرسله الله إلی الفرس فی أزمنة سحیقة فی القدم وفی أحادیثنا : إنه جاءهم بکتاب ضخم فی اثنی عشر ألف إهاب ثور ، فقتلوه وأحرقوا کتابه ولذلک کانت المجوس من أهل الکتاب عندنا

(2) شخصیة موهومة ، حاکتها السیاسة الأمویة تمویها علی قداسة البیت العلوی الرفیع وحطا من کرامتهم التلیدة راجع ( المدخل ) للعلامة : السید مرتضی العسکری.

(3) المانویة : نسبة إلی ( مانی ) مؤسس المذهب المانوی القائل بمبدأین للوجود : مبدإ الخیر : یزدان ومبدإ الشر : أهریمن وکانت أهم معجزاته : براعته فی فن التصویر کان ظهوره فی بلاد الفرس قبل الإسلام حوالی ثلاثة قرون

(4) مزدک : متنبیء فارسی : جاء أیام قباذ ( والد أنوشیروان ) وکان نهما شرسا وهو القائل بالإباحیة الجنسیة والاشتراکیة الاقتصادیة وکان یکافح الاختصاص فی النساء والأموال فاجتمعت حوله الأراذل والأوباش وجنح إلیه ذووا الشهوات ومنهم الملک ( قباذ ) ولم تطل مدته حتی أفناهم الملک العادل أنوشیروان عن آخرهم.

%

ص: 178

وأظهر کتابا سماه زندا ، وهو کتاب المجوس الذی جاء به زردشت الذی یزعمون أنه نبی.

ونسب أصحاب مزدک إلی زندا ، فأعربت الکلمة ، فقیل زندیق.

والجمع زنادقة والهاء عوض من الیاء المحذوفة وأصله الزنادیق.

والاسم الزَّنْدَقَةُ عرب من الزند وهو اسم کتاب لهم.

وفی القاموس : زِنْدِیقٌ معرب زن دین أی دین المرأة.

وَفِی الْحَدِیثِ « إِنِّی أَصَبْتُ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِینَ زَنَادِقَةً ».

قیل تسمیتهم مسلمین باعتبار ما کانوا علیه وإلا فلیسوا بمسلمین عند الکل.

السَّابِقُونَ فَإِنَّهُمْ أَنْبِیَاءُ مُرْسَلُونَ وَغَیْرُ مُرْسَلِینَ جَعَلَ اللهُ فِیهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ :

رُوحَ الْقُدُسِ ، وَبِهَا بُعِثُوا أَنْبِیَاءَ مُرْسَلِینَ وَغَیْرَ مُرْسَلِینَ وَبِهَا عَلِمُوا الْأَشْیَاءَ.

وَرُوحَ الْإِیمَانِ ، وَبِهَا عَبَدُوا اللهَ تَعَالَی وَلَمْ یُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَبِهَا جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ وَعَالَجُوا مَعَاشَهُمْ.

وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَبِهَا أَصَابُوا لَذِیذَ الطَّعَامِ وَنَکَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ النِّسَاءِ.

وَرُوحَ الْبَدَنِ ، وَبِهَا دَبُّوا وَدَرَجُوا.

وَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً جَعَلَ اللهُ فِیهِمْ أَرْبَعَةَ أَرْوَاحٍ :

رُوحَ الْإِیمَانِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ.

فَلَا زَالَ الْعَبْدُ یَسْتَکْمِلُ هَذِهِ الْأَرْوَاحَ الْأَرْبَعَةَ حَتَّی تَأْتِیَ عَلَیْهِ حَالاتٌ.

أَمَّا الْأُولَی فَکَمَا قَالَ تَعَالَی ( وَمِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْ لا یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئاً ) [ 16 / 70 ] فَهَذَا تَنْتَقِصُ مِنْهُ جَمِیعُ الْأَرْوَاحِ ، وَلَیْسَ بِالَّذِی یَخْرُجُ مِنْ دِینِ اللهِ لِأَنَّ الْفَاعِلَ بِهِ هُوَ الَّذِی رَدَّهُ إِلَی أَرْذَلِ الْعُمُرِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّةِ فَلَا یَسْتَطِیعُ جِهَادَ عَدُوِّهِ وَلَا یَسْتَطِیعُ طَلَبَ الْمَعِیشَةِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ أَصْبَحُ بَنَاتِ آدَمَ لَمْ یَحِنَّ إِلَیْهَا.

وَتَبْقَی رُوحُ الْبَدَنِ فِیهِ فَهُوَ یَدِبُّ وَیَدْرُجُ حَتَّی یَأْتِیَهُ الْمَوْتُ.

فَهَذَا الْحَالُ خَیْرٌ لَهُ لِأَنَّ اللهَ هُوَ الْفَاعِلُ بِهِ ذَلِکَ وَقَدْ تَأْتِی عَلَیْهِ حَالاتٌ فِی قُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ فَیَهُمُّ بِالْخَطِیئَةِ فَتُشَجِّعُهُ رُوحُ الْقُوَّةِ وَتُزَیِّنُ لَهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ وَتَقُودُهُ رُوحُ الْبَدَنِ حَتَّی تُوقِعَهُ فِی الْخَطِیئَةِ فَإِذَا لَامَسَهَا نَقَصَ مِنْهُ الْإِیمَانُ فَلَیْسَ یَعُودُ فِیهِ حَتَّی یَتُوبَ.

وَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ فَهُمُ الْیَهُودُ وَالنَّصَارَی ، جَحَدُوا مَا عَرَفُوا فَسَلَبَهُمُ اللهُ رُوحَ الْإِیمَانِ وَأَسْکَنَ أَبْدَانَهُمْ ثَلَاثَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ، ثُمَّ أَضَافَهُمْ إِلَی الْأَنْعَامِ فَقَالَ ( إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ ) [ 25 / 44 ].

قوله ( فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ ) [ 36 / 66 ] أی جاوزوه حتی ضلوا.

%

ص: 181

قوله ( وَاسْتَبَقَا الْبابَ ) [ 12 / 25 ] أی تسابقا إلیه.

قوله ( فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ ) [ 2 / 148 ] أی بادروا إلی ما أمرتکم به فإنی لا آمر إلا بالإصلاح.

قال المفسر : وفی هذه دلالة علی وجوب المبادرة إلی أفعال الخیرات ویکون محمولا علی الواجبات.

ومن قال إن الأمر للندب حمله علی جمیع الطاعات.

قوله ( لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ) [ 21 / 27 ] أی لا یقولون به بغیر علم حتی یعلمهم.

قوله نَسْتَبِقُ [ 12 / 17 ] من السباق أی یُسَابِقُ بعضنا بعضا فی الرمی.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَا سَبَقَ إِلَّا فِی نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ ».

اختلف المحدثون فی أن الَسَّبَقَ فی هذا الحدیث هل هو بسکون الباء لیکون مصدرا بمعنی المسابقة.

أو بفتحها بمعنی المال المبذول للسابق.

فعلی الأول لا تصح المسابقة فی غیر هذه الثلاثة.

وعلی الثانی - وهو الأصح روایة علی ما نقله بعض العلماء - تصح.

ولکن أخذ العوض حرام.

وَفِیهِ « إِنَّ اللهَ یُسْبِقُ بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ کَمَا یُسْبَقُ بَیْنَ الْخَیْلِ یَوْمَ الرِّهَانِ » وهو ظاهر.

وتَسَابَقُوا إلی کذا واسْتَبَقُوا بمعنی.

وله سَابِقَةٌ فی هذا الأمر : إذا سبق الناس إلیه.

وسَبَقَ سَبْقاً من باب ضرب.

وفی خطبة الکافی فی من تدین بغیر علم إذا کانوا داخلین فی الدین مقرین بجمیع أموره علی جهة الاستحسان.

و « السَّبَقُ علیه » بالتحریک : وفی بعض النسخ والنشو علیه.

وفی بعضها والنشق علیه بالقاف.

یقال رجل نشق : إذا دخل فی أمور لا یکاد یتخلص منها.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَلَا وَإِنَ السُّبْقَةَ الْجَنَّةُ وَالْغَایَةَ النَّارُ ».

%

ص: 182

قال بعض الشارحین : غایر بین اللفظین لاختلاف المعنیین لأن الاستباق إنما یکون إلی أمر محبوب وغرض مطلوب.

وهذه صفه الجنة ولیس هذا المعنی موجودا فی النار.

لأن الغایة قد ینتهی إلیها من لا یسره ذلک.

وفی بعض النسخ السُّبْقَةُ بضم السین وهی عندهم : اسم لما یجعل للسباق إذا سبق من مال أو عرض ، والمعنیان متقاربان.

والسَّبْقَةُ بالفتح فالسکون : ما یتسابق إلیه.

ومنه حَدِیثُ وَصْفِ الْإِسْلَامِ « وَالْجَنَّةُ سَبْقَتُهُ ».

وسَابِقٌ : اسم رجل.

وقد جاء فی الحدیث.

وفِیهِ « سَابِقُ الْحَاجِّ » یَعْنِی الَّذِی یَتَقَدَّمُهُمْ وَلَا یَمْشِی کَمَشْیِهِمْ « لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ لِأَنَّهُ قَتَلَ رَاحِلَتَهُ وَأَفْنَی زَادَهُ وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ وَاسْتَخَفَّ بِصَلَاتِهِ ».

.

وسَحَقْتُ الدواء سَحْقاً من باب نفع

وفیه « وَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ عَنِ السَّحْقِ » یعنی دلک فرج امرأة بفرج أخری.

وَفِیهِ « أَهْلُ السَّحْقِ أَصْحَابُ الرَّسِّ ».

وإِسْحَاقُ : ولد إبراهیم علیه السلام.

وإسماعیل أکبر منه بخمس سنین.

وَفِی الْمَجْمَعِ.

إِسْحَاقُ أَصْغَرُ مِنْ إِسْمَاعِیلَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ سَنَةً.

قِیلَ عَاشَ مِائَةً وَثَمَانِینَ سِنِینَ.

وَوُلِدَ وَلِأَبِیهِ مِائَةُ سَنَةٍ.

وَعَاشَ إِسْمَاعِیلُ مِائَةً وَعِشْرِینَ سَنَةً.

وفی معانی الأخبار : ومن زعم أن إِسْحَاقَ أکبر وأن الذبیح إِسْحَاقُ فقد کذب بما أنزل الله فی القرآن من نبئهما.

قال الجوهری وإِسْحَاقُ : اسم رجل ، فإن أردت به الاسم الأعجمی لم تصرفه فی المعرفة.

لأنه غیر عن جهته ، فوقع فی کلام العرب غیر معروف المذهب وإن أردت المصدر من قولک أَسْحَقَهُ السفر إِسْحَاقاً أی أبعده ، صرفته لأنه لم یغیر.

والسَّحُوقُ من النخل : الطویل ، والجمع سُحُقٌ.

کَانَتْ تُعْبَدُ عَلَی جِهَةِ الْإِنْکَارِ.

وَفِی الْحَدِیثِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام قَالَ : کَانَتِ الْحُکُومَةُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ إِذَا سَرَقَ أَحَدٌ شَیْئاً اسْتُرِقَّ بِهِ ، وَکَانَ یُوسُفَ علیه السلام عِنْدَ عَمَّتِهِ وَهُوَ صَغِیرٌ ، وَکَانَتْ تُحِبُّهُ ، وَکَانَ لِإِسْحَاقَ مِنْطَقَةٌ ، وَکَانَتْ عِنْدَ ابْنَتِهِ.

وَإِنَّ یَعْقُوبَ علیه السلام طَلَبَ یُوسُفَ علیه السلام مِنْ عَمَّتِهِ فَاغْتَمَّتْ لَهُ فَبَعَثَتْ دَعْهُ عِنْدِی اللَّیْلَةَ أَشَمُّهُ ، ثُمَّ أُرْسِلُهُ إِلَیْکَ غُدْوَةً.

قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخَذَتِ الْمِنْطَقَةَ وَرَبَطَتْهُ فِی وَسَطِهِ مِنْ تَحْتِ الثِّیَابِ.

فَلَمَّا أَتَی یُوسُفَ علیه السلام أَبَاهُ ، جَاءَتْ فَقَالَتْ سُرِقَتِ الْمِنْطَقَةُ فَفَتَّشَتْهُ فَوَجَدَتْهَا فِی وَسَطِهِ.

فَلِذَلِکَ إِخْوَةُ یُوسُفَ حِینَ جَعَلَ الصَّاعَ فِی وِعَاءِ أَخِیهِ قَالُوا ( إِنْ یَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) [ 12 / 77 ].

قَوْلُهُ ( أَیَّتُهَا الْعِیرُ إِنَّکُمْ لَسارِقُونَ ) [ 12 / 70 ] قِیلَ فِیهِ : وَاللهِ مَا سَرَقُوا وَلَکِنْ قَوْلُهُ لِلتَّقِیَّةِ کَقَوْلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام ( إِنِّی سَقِیمٌ ) [ 37 / 89 ].

وَفِی الْحَدِیثِ عَنِ الصادق علیه السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنْ ذَلِکَ قَالَ « مَا سَرَقُوا وَمَا کَذَبَ یُوسُفَ علیه السلام ، وَإِنَّمَا عَنَی سَرِقَتِهِمْ یُوسُفَ مِنْ أَبِیهِ ».

ومعنی ( أَیَّتُهَا ) : یا أهل العیر.

قوله ( إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ ) [ 15 / 18 ] أی استرق متخفیا.

قِیلَ کَانَ الشَّیَاطِینُ قَبْلَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه واله یَصْعَدُونَ السَّمَاءَ وَیَسْمَعُونَ کَلَامَ الْمَلَائِکَةِ عَلَی السَّرِقَةِ وَیُوحُونَ إِلَی أَوْلِیَائِهِمْ مِنَ الْکُفَّارِ.

وَفِی حَدِیثِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ « إِنَّ الشَّیْطَانَ یَأْتِی فَیَسْتَمِعُ الْکَلِمَةَ فَیَأْتِی إِلَی الْکَاهِنِ فَیُقِرُّهَا فِی أُذُنِهِ کَمَا تُقَرُّ الْقَارُورَةُ إِذَا أُفْرِغَ فِیهَا » وقد مر فی ( حفظ ) کلام عن ابن عباس یناسب المقام.

والسَّارِقُ : من جاء مستترا.

فإن أخذ من ظاهر فهو مختلس ومستلب ومنتهب.

وإن منع ما فی یده فغاصب.

وسَرَقَ منه یَسْرِقُ من باب ضرب

%

ص: 185

سَرَقاً بالتحریک.

والاسم السَّرِقُ والسَّرِقَةُ بکسر الراء فیهما.

وقال الجوهری : وقرئ إِنَّ ابْنَکَ سُرِقَ بالمجهول.

وَفِی الْخَبَرِ « إِنَّهُ قَطَعَ فِی السَّرَقِ ».

جمع سَارِقٍ أو مصدر وبالکسر بمعنی السرقة - قاله فی المجمع.

والسَّرَقُ بالتحریک : الحریر.

ومنه قَوْلُهُ علیه السلام « یَلْبَسُونَ السَّرَقَ وَالدِّیبَاجَ وَالْإِسْتَبْرَقَ ».

والدیباج : الغلیظ کما مر فی ( دبج ).

وسُرَاقَةُ بن مالک بن جعشم بالشین المعجمة بعد الجیم والعین المهملة کقنفذ : صحابی وقد جاء فی الحدیث.

ویقال سَلَقَهُ بلسانه : إذا خاطبه بما یکره.

وَفِی الْحَدِیثِ « لَیْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ ».

أی رفع صوته عند المصیبة.

وقیل أن تصک وجهها وتخرشه.

والسِّلْقُ بالکسر : نبات معروف یؤکل.

وقد جاء فی الحدیث.

[ والسِّلْقُ : الذئبُ والأنثی سِلْقَةٌ وربما قیل للمرأة السلیطة الفاحشة : سِلْقَةٌ.

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام لَیْهِ السَّلَامُ « وَإِنَّهَا لَهِیَ هَذِهِ السَّلَقْلَقُ الْجَلِعَةُ الْمَجِعَةُ ».

وفسر السَّلَقْلَقُ : بالمرأة السلیطة ، والتی تحیض من دُبرها ] وَالسُّلَاقُ کغراب : بثر یخرج علی أصل اللسان.

والسَّلِیقَةُ : الطبیعة.

یقال فلان یتکلم بِالسَّلِیقَةِ أی بسجیته وطبیعته من غیر تعمد إعراب ولا تجنب لحن.

قال الشاعر :

ولست بنحوی یلوک لسانه

ولکن سَلِیقِی أقول فأعرب

وَفِی حَدِیثِ أَبُو الْأَسْوَدِ أَنَّهُ وَضَعَ النَّحْوَ حِینَ اضْطَرَبَ کَلَامُ الْعَرَبِ وَغُلِبَتِ السَّلِیقَةُ.

وسَلَقْتُ البیض سَلْقاً : إذا غلیته بالنار.

وسَلَقْتُ الشاة من باب قتل : نحیت شعرها بالماء الحمیم.

وسَلَقْتُ البقل : طبخته.

والسَّلُوقُ کصبور : قریة بالیمن ینسب إلیها الدروع والکلاب.

وتَسَلَّقَ الحائطَ : صعده.

قال : المصیر إلی رب العالمین.

قوله إلی محشرها ، وشاهد یشهد علیها بعملها.

وَفِی حَدِیثِ الِاسْتِبْرَاءِ « فَإِنْ سَالَ حَتَّی بَلَغَ السُّوقَ فَلَا یُبَالِی » هی جمع سَاقٍ القدم کأسد وأسد وهو ما بین القدم والرکبة.

ویجمع علی سِیقَان وأَسْوُقٌ.

والسُّوقُ بالضم : الذی یباع فیها تذکر وتؤنث.

وقیل هی مؤنثة لا غیر.

وتصغیره سُوَیْقَةٌ.

والتذکیر خطأ ، لأنه یقال سُوقٌ نافقة.

وَقَوْلُهُ علیه السلام « الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ سُوقَانِ مِنْ أَسْوَاقِ الْآخِرَةِ » علی الاستعارة.

وَفِی الْحَدِیثِ « شَرُّ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْأَسْوَاقُ وَهِیَ مَیْدَانُ إِبْلِیسَ ».

الحدیث ، وقد مر فی ( مید ).

والسَّوْقُ بالفتح : النزع کان روح الإنسان تُسَاقُ لتخرج من بدنه.

ویقال له السِّیَاقُ أیضا ، وأصله سواق قلبت الواو یاء لکسرة السین.

وهما مصدران من سَاقَ یَسُوقُ.

وَقَوْلُهُ « وَعَجِّلْ سِیَاقَهَا » أی سوقها إلینا.

وسَاقَ المریض سَوْقاً وسِیَاقاً : شرع فی نزع الروح.

وسَاقُ الشجرة : جذعها.

وسَاقُ حر : ذکر الورشان ، وهو ذکر القماری.

وسَاقَ الماشیة یَسُوقُهَا سَوْقاً وسِیَاقاً فهو سَائِقٌ.

وسَوَّاقٌ شدد للمبالغة.

وَمِنْهُ « لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أَسُوقَ إِلَی نَفْسِی خَیْرَ مَا أَرْجُو ».

وَفِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام لِعُثْمَانَ « فَلَا تَکُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَیِّقَةً یَسُوقُکَ حَیْثُ شَاءَ ».

السَّیِّقَةُ : الناقة التی ساقها العدوّ.

وسَاقَ الصداقَ إلی امرأته : حمله إلیها.

والسُّوقَةُ بالضم : الرعیة ومن دون الملک.

%

ص: 188

ومنه الْحَدِیثُ « مَا مِنْ مَلِکٍ وَلَا سُوقَةٍ یَصِلُ إِلَی الْحَجِّ إِلَّا بِمَشَقَّةٍ ».

والسَّوِیقُ : دقیق مقلو یعمل من الحنطة أو الشعیر ، وقد جاء فی الحدیث.

قوله ( مُشْرِقِینَ ) [ 26 / 60 ] أی مصادفین مشرق الشمس أی طلوعها.

قوله ( بِالْعَشِیِّ وَالْإِشْراقِ ) [ 38 / 18 ] یراد به ما قابل العشی وقد مر تعریفه.

قوله ( لا شَرْقِیَّةٍ وَلا غَرْبِیَّةٍ ) [ 24 / 35 ] قیل هی شجرة الزیتون لأن منبتها الشام وهی بین المشرق والمغرب.

وأجود الزیتون زیتون الشام.

وقیل لا تظل ظل شرق ولا غرب ، بل هی صاحبة للشمس وقد مر فی ( نور ) غیر هذا.

وَفِی الْحَدِیثِ « نَهَی عَنِ التَّضْحِیَةِ بِالشَّرْقَاءِ » یعنی المشقوقة الأذن من قولهم شَرِقَتِ الشاةُ شَرَقاً من باب تعب : إذا کانت مشقوقة الأذن باثنتین وهی شَرْقَاءُ

والشَّرْقُ : المشرق.

والشَّرْقُ : مصدر قولک شَرَقَتِ الشمس تَشْرُقُ من باب قعد : إذا طلعت.

وأَشْرَقَتِ الشمس : إذا أضاءت علی وجه الأرض وصفت.

وَفِی حَدِیثِ الْخَلْوَةِ « شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا ».

أی توجهوا ناحیة المشرق أو ناحیة المغرب.

وَفِی الْخَبَرِ « یُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَی مَشْرِقِ الْمَوْتَی » أی یؤخرونها إلی أن یبقی من الشمس مقدار ما یبقی من حیاة من شَرِقَ بریقه عند الموت.

وَفِی الْحَدِیثِ « مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ » وکأنها لمن ظن أن صلاته إلی القبلة ، فتبین الخطأ بعد ذلک.

أو اشتبه علیه أمر القبلة وصلی بالاجتهاد ثم تبین الخطأ.

قال بعض الشارحین : الحد الأول من المشرق مشرق الشمس فی أطول یوم من السنة قریبا من مطلع السمک الرامح ، وعلی هذا السمت أول المغارب مغرب الصیف ، وهو مغیب الشمس عند مغرب السمک الرامح ، وآخر المَشَارِق مشارق الشتاء وهو مطلع الشمس فی أقصر یوم من السنة قریبا من مطلع العقرب وعلی هذا السمت آخر المغارب مغرب الشتاء وهو مغیب الشمس عند مغرب العقرب.

ثم قال : والظاهر أن المعنی بالقبلة

%

ص: 190

فی هذا الحدیث : قبلة المدینة فإنها واقعة بین المشرق والمغرب وهی إلی الطرف الغربی أمیل.

قال : وقد قیل إنه أراد به قبلة من اشتبه علیه القبلة فإلی أی جهة یصلی بالاجتهاد کفته - انتهی.

ولعل ما ذکره من القیل هو الأرجح کما یفهم من ظواهر الأخبار.

وَفِی الْحَدِیثِ « وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعَقِیقَ ».

یرید بهم من کان منزلهم خارج المیقات من شرقی مکة من أهل نجد وما وراه إلی أقصی بلاد المشرق.

وَفِی حَدِیثِ مَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی الله علیه واله « وُلِدَ لِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ لَیْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ فِی عَامِ الْفِیلِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ ».

وَرُوِیَ أَیْضاً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.

وَحَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِی أَیَّامِ التَّشْرِیقِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَی.

وهذا علی الظاهر خلاف ما جاء فی الشرع.

وأجیب عنه بأن ذلک من خصائصه صلی الله علیه واله ولم ینقل لعدم شهرته وکماله.

أو أن أیام التَّشْرِیقِ غیر أیام التشریق المشروعة لأنها حدثت بعد الإسلام کما نقل عن علی بن طاوس فی کتاب الإقبال (1).

وأیام التَّشْرِیقِ : أیام منی وهی الحادی عشر والثانی عشر والثالث عشر بعد یوم النحر.

واختلف فی وجه التسمیة فقیل سمیت بذلک من تَشْرِیقِ اللحم وهو تقدیده وبسطه فی الشمس لیجف.

لأن لحوم الأضاحی کانت تشرق فیها أی تشرق فی الشمس.

وقیل سمیت بذلک لقولهم « أَشْرَقَ

====

(1) والصحیح فی توجیه هذا الحدیث : أن أیام التشریق یومذاک کانت فی شهر جمادی الثانیة بناء علی عادة العرب الجاهلیة من النسیء فی أشهر الحرام ومن معانی النسیء مداورة أیام الحج بما ینفق واعدال الهواء فکانوا یؤخرون من الأشهر الهلالیة بما یتوافق والأشهر الشمسیة والتفصیل فی مجال آخر.

%

ص: 191

ثبیر کیما نغیر ».

قال الجوهری : حکاه یعقوب.

وعن ابن الأعرابی : سمیت بذلک لأن الهدی والضحایا لا تنحر حتی تَشْرُقَ الشمس أی تطلع.

والتَّشْرِیقُ : الجمال.

والتَّشْرِیقُ : الأخذ فی ناحیة المشرق والمَشْرِقُ بکسر الراء وفتحها : شروق الشمس.

وَفِی حَدِیثِ وَصْفِ الْإِسْلَامِ « مُشْرِقُ الْمَنَارِ ».

وذلک لأن الصالحات مناره.

المَشْرُقَةُ بضم الراء : موضع القعود فی الشمس.

قال الجوهری : وفیه أربع لغات.

وشَرِقَ بریقه من باب تعب : إذا غص به.

والشَّرَقُ : الغصة.

ومنه « الشَّرَقُ شهادة » وهو الذی یَشْرَقُ بالماء.

ومنه الْحَدِیثُ « أَنَا ضَامِنٌ لِمَنْ یُرِیدُ السَّفَرَ مُعْتَمّاً تَحْتَ حَنَکِهِ ثَلَاثاً لَا یُصِیبُهُ الشَّرَقُ وَالْغَرَقُ وَالْحَرَقُ ».

وفی بعض النسخ بالسین المهملة وهی السرقة.

وأَشْرَقَ الوجه : أضاء وتلألأ حسنا.

وبه أخذ أبو حنیفة فی حدیث بلال.

وَفِی الْحَدِیثِ « الشَّفَقُ : الْحُمْرَةُ ».

قوله تعالی ( مُشْفِقُونَ ) [ 21 / 28 ] أی خائفون.

وَفِی الْحَدِیثِ « أَشْفَقْتُ مِنْ کَذَا ».

و « أَشْفَقْتُ مِمَّا کَانَ مِنِّی » أی خفت وحذرت.

وأَشْفَقْتُ علی الصغیر : حنوت علیه وعطفت والاسم : الشَّفَقَةُ.

وشَفَقْتُ من باب ضرب لغة.

فأنا مُشْفِقٌ وشَفِیقٌ.

وعن ابن درید : شَفَقْتُ وأَشْفَقْتُ بمعنی.

قال الجوهری : وأنکره أهل اللغة.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : انْشَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَیْنِ وَرَسُولُ اللهِ صلی الله علیه واله یُنَادِی یَا فُلَانُ یَا فُلَانُ اشْهَدُوا.

وَفِی حَدِیثِ یُونُسَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ علیه السلام : اجْتَمَعَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ ، لَیْلَةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ ، فَقَالُوا لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه واله مَا مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا وَلَهُ آیَةٌ فَمَا آیَتُکَ فِی لَیْلَتِکَ هَذِهِ؟ فَقَالَ : مَا الَّذِی تُرِیدُونَ؟ فَقَالُوا : إِنْ یَکُنْ لَکَ عِنْدَ رَبِّکَ قَدْرٌ فَأْمُرِ الْقَمَرَ أَنْ یَنْقَطِعَ قِطْعَتَیْنِ.

فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ : یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ یُقْرِئُکَ السَّلَامَ وَیَقُولُ لَکَ إِنِّی قَدْ أَمَرْتُ کُلَّ شَیْءٍ بِطَاعَتِکَ.

فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَمَرَ الْقَمَرَ أَنْ یَنْقَطِعَ قِطْعَتَیْنِ فَصَارَ قِطْعَتَیْنِ فَسَجَدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله شُکْراً لِلَّهِ فَسَجَدَ شِیعَتُنَا.

ثُمَّ رَفَعَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله رَأْسَهُ وَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ.

فَقَالُوا أَیَعُودُ کَمَا کَانَ؟ فَعَادَ کَمَا کَانَ.

فَقَالُوا یَنْشَقُ رَأْسُهُ؟ فَأَمَرَهُ فَانْشَقَ.

فَسَجَدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه واله شُکْراً وَسَجَدَ شِیعَتُنَا.

فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللهِ حِینَ یَقْدَمُ أَسْفَارُنَا مِنَ الشَّامِ وَالْیَمَنِ نَسْأَلُهُمْ مَا رَأَوْا فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَإِنْ یَکُونُوا رَأَوْا مِثْلَ مَا رَأَیْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ یَرَوْا مِثْلَ مَا رَأَیْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ سِحْرٌ سَحَرْتَنَا بِهِ.

فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَی ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَ الْقَمَرُ ) [ 54 / 1 ] إِلَی آخِرِ السُّورَةِ.

والشُّقَّة بالضم والکسر : البعد ، والناحیة یقصدها المسافر ، والسفر البعید ، والمشقة.

ومنه قوله ( بَعُدَتْ عَلَیْهِمُ الشُّقَّةُ ) [ 9 / 42 ].

والشِّقَاقُ : العداوة ، والخلاف قال تعالی ( لا یَجْرِمَنَّکُمْ شِقاقِی ) [ 11 / 89 ] أی عداوتی وخلافی.

والشِّقُ بالکسر : المشقة قال تعالی ( إِلی بَلَدٍ لَمْ تَکُونُوا بالِغِیهِ إِلَّا بِشِقِ الْأَنْفُسِ ) [ 16 / 7 ].

وَفِی الْحَدِیثِ « أَعُوذُ بِکَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ ».

%

ص: 194