للمُحدّث الجليل الثقة أبی جعفرأحمد بن محمّد بن خالد البرقي
المتوفى سنة 274 أو 280 ه- ق
الجزء الأوَّل
تحقيق السيّد مهدي الرَّحَابي
المجمع العالمي لأهل البيت (عَلَيهِ السَّلَامُ)
سرشناسه : برقی، احمدبن محمد، - 274؟ق
عنوان و نام پديدآور : المحاسن / ابی جعفر احمدبن محمدبن خالد البرقی؛ تحقیق مهدی الرجائی
مشخصات نشر : قم: المجمع العالمی لاهل البیت(ع)، 1416ق. = - 1374.
فروست : (المجمع العالمی لاهل البیت 2، 3)
وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی
يادداشت : عربی
یادداشت : کتابنامه
موضوع : احادیث شیعه -- قرن ق 3
شناسه افزوده : رجائی، مهدی، 1336 - ، محقق
شناسه افزوده : مجمع اهل بیت(ع)
رده بندی کنگره : BP128/7/ب4م3 1374
رده بندی دیویی : 297/212
شماره کتابشناسی ملی : م 75-11172
محرر الرقمي: ولي رادمرد
ص: 1
المَحَاسِنُ
ص: 2
المَحَاسِنُ
للمُحدّث الجليل الثقة أبی جعفرأحمد بن محمّد بن خالد البرقي
المتوفى سنة 274 أو 280 ه ق
الجزء الأوَّل
تحقيق السيّد مهدي الرَّحَابي
المجمع العالمي لأهل البيت
ص: 3
ص: 4
المجمع العالمي لأهل البيت
الكتاب: المحاسن ج 2
المؤلف: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي
الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت (عَلَيهِ السَّلَامُ)
الطبعة: الثالثة
تاريخ الطبع: 1432 ه 2011م
ص: 5
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم ومخالفيهم أجمعين الى يوم الدين.
ص: 6
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
نقدّم الى القرّاء والأفاضل الكرام هذا الكتاب المبارك الموسوم بالمحاسن للعلامة الجليل المحدّث الثقة أبي عبدالله أحمد بن محمّد بن خالد البرقي تغمده الله برحمته الذي كان من اجلّاء الرواة وأصحاب الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، بهذه الطباعة الأنيقة والحلّة القشيبة.
وتقديراً للجهود المبذولة في تحقيق هذا الكتاب واخراجه بالصورة المهذّبة التي ظهر بها فعلاً نتقدم بالشكر الجزيل إلى سماحة الحجّة السيد محسن الحسيني الأميني، وسماحة الحجّة السيد مهدى الرجائي، اللذين قاما بتحقيق هذا الكتاب واخراجه الى عالم النور.
والمعاونيّة الثقافيّة للمجمع العالمي لأهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) في الوقت الذي تقدّم فيه للقراء الأعزاء هذا السفر الجليل بثوبه الجديد محققاً، ترجو من العلماء الأفاضل والمحقّقين الكرام أن لا يبخلوا عليها بما يظهر لهم من موارد النقد والتعليق والتقويم إكمالاً للمهمة وأداء للرسالة في أمثال هذه الأعمال التحقيقية لتراث اتباع أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) العظام.
وهي على استعداد لاستقبال كافّة المقترحات والنظرات الخاصة
ص: 7
بمشاريع التحقيق الأساسية لتراث مدرسة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) والتعاون العلمي على انجازها أو اتمامها واصدارها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين.
المعاونية الثقافيّة للمجع العالمي لأهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)
قم المقدسة
ص: 8
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
اسمه ونسبه:
أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن على البرقي الكوفي.
أصله كوفيّ، وكان جدّه محمّد بن علي حبسه يوسف بن عمر والي العراق بعد قتل زيد بن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، ثمّ قتله، وكان خالد صغير السنّ، فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق روذ قرية من قرى قم، فأقاموا بها.
وقال في الإيضاح [272]: برق روذ بالباء المنقطة تحتها نقطة، والراء بعدها، ثمّ القاف، ثمّ الراء، ثمّ الواو، ثمّ الذال المعجمة، وهي قرية من سواد قم على واد هناك.
قال في القاموس [3: 211]: والبرقة - بفتح الباء - الدهشة، وقرية بقم.
ص: 9
قال العلّامة الطباطبائي في رجاله [1: 331]: أبوهم خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي، كوفيّ من موالي أبي الحسن الأشعري، وقيل: مولى جرير بن عبد الله.
قتل يوسف بن عمر - والي العراق - جدّه محمّد بن علي بعد قتل زيد رضي الله عنه، فهرب خالد وهو صغير مع أبيه عبد الرحمن الى برق روذ قرية في سواد قم على واد هناك يعرف بذلك فنسبوا إليها. وهم أهل بيت علم، وفقه، وحديث، وأدب.
منهم: أبو عبد الله محمّد بن خالد، وأخواه أبو علي الحسن، وقيل: الحسين وأبو القاسم الفضل.
وابنه أبو جعفر أحمد بن محمّد خالد [المترجم] ويعرف أيضاً بأحمد بن أبي عبد الله.
وابن إبن إبنه أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن خالد. ويحتمل أن يكون هذا هو أحمد بن عبد الله إبن بنت أحمد بن أبي عبد الله، كما يأتي في كلام الشيخ (رَحمَةُ اللّه)، حيث روى كتب أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن عبد الله ابن بنته، لكنّ النجاشی روی کتب محمّد بن خالد عن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله. والجمع بين الكلامين يقتضي أن يكون عبد الله اثنين: أحدهما: إبن أحمد، والآخر صهره، وله صهر آخر هو محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه وابن بنته منه هو علي بن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه فتأمل.
ومنهم: ابن إبن أخيه على بن العلاء بن الفضل بن خالد.
ذكرهم النجاشي (رَحمَةُ اللّه)، وقال في الحسن بن خالد: ثقة له كتاب نوادر.
ص: 10
الى أن قال: قال: ولابن الفضل إبن يعرف ب- «علي بن العلاء بن الفضل بن خالد» فقيه. وذكر أنّ صهر أحمد على إبنته محمّد بن أبي القاسم الملقّب «ماجيلويه» سيّد من أصحابنا القمّيين، ثقة، عالم، فقيه، عارف بالأدب والشعر والغريب أخذ العلم والأدب عن أحمد بن أبي عبد الله.
وكان ابنه على بن محمّد من بنت أحمد، وهو ثقة فاضل، أديب فقيه، رأى جدّه أحمد بن محمّد البرقي وتأدب عليه.
وقال في الروضات [1: 45]: ولأحمد أيضاً أولاد وأحفاد صلحاء ومحدّثون، ويروي شيخنا الصدوق رضوان الله عليه، عن على بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله المذكور مترضياً عليه، عن أبيه، عن جدّه أبي عبد الله، عن أبيه محمّد بن خالد المعظم، فليلاحظ.
قال النجاشي في كتابه:[76] وكان ثقة في نفسه، يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل.
وقال الشيخ في الفهرست:[20] وكان ثقة في نفسه، غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء، واعتمد المراسيل، وصنّف كتباً كثيرة.
وذكره الشيخ أيضاً في رجاله، تارة في أصحاب الإمام الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قائلا [398] أحمد بن محمّد بن خالد وتارة في أصحاب الإمام الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قائلاً [410]: أحمد بن أبي عبد الله البرقي.
وقال ابن داود في رجاله [40]: كان ثقة في نفسه، يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، صنّف كثيراً. ثمّ قال: أقول: وذكرته في الضعفاء [421] لطعن ابن الغضائري فيه، ويقوّي عندي ثقته، مشي أحمد بن محمّد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً تنصّلاً مما قذفه به.
ص: 11
وقال العلّامة في الخلاصة: [14] كوفىّ ثقة، غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل. قال ابن الغضائري: طعن عليه القمّيون وليس الطعن فيه، وانما الطعن في من يروي عنه، فانه كان لا يبالي عمّن أخذ على طريقة أهل الأخبار، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى أبعده عن قم، ثم أعاده إليها واعتذر إليه.
وقال: وجدت كتاباً فيه وساطة بين أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن محمّد بن خالد، لمّا توفّى مشى أحمد بن محمّد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبرىء نفسه مما قذفه به وعندي أن روايته مقبولة.
وقال الشهيد في الرعاية [369 - 371]: أحمد بن محمّد مشترك بين جماعة: أحمد بن محمّد بن عيسى، وأحمد بن محمّد بن خالد، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، وأحمد بن محمّد بن الوليد، وجماعة أخرى من أفاضل أصحابنا في تلك الأعصار، ويتميّز عند الاطلاق بقرائن الزمان الى أن قال: ولكنه مع الجهل لا يضر؛ لأنّ جميعهم ثقات.
وقال الشيخ البهائي في مشرق الشمسين [11]: أحمد بن محمّد مشترك بين جماعة يزيدون على الثلاثين، ولكن أكثرهم اطلاقاً وتكرّراً في الأسانيد أربعة ثقات: ابن الوليد القمّي، وابن عيسى الأشعري، وابن خالد البرقي، وابن أبي نصر البزنطي. ووصف رواياته بالصحة في الحبل المتين ص 39 و 136 و 146.
وقال العلّامة المجلسي في البحار [1: 8]: الشيخ الكامل الثقة أحمد بن محمّد بن خالد البرقى. خالد البرقي. ووزّقه أيضاً في الوجيزة صفحه 144.
وقال المحقّق البحراني في البلغة [330]: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ثقة.
ص: 12
وقال الشيخ فخر الدين الطريحي في جامع المقال [19]: أحمد بن محمّد مشترك بين جماعة أكثرهم دوراناً فى الاسناد أربعة: أحمد بن محمّد بن الوليد، وأحمد بن محمّد بن أبى نصر، وأحمد بن محمّد بن خالد، وأحمد بن محمّد بن عيسى، والأربعة ثقات أخيار.
ونحوه ذكره الشيخ محمّد أمين الكاظمي في هداية المحدّثين ص 174.
وذكره جمع آخر من أرباب المعاجم والرجال:
منهم: المولى عناية الله القهبائي في مجمع الرجال.
والشيخ عبد النبي ابن الشيخ سعد الجزائري الحائري في حاوي الأقوال.
والميرزا محمّد الاسترابادي في رجاله الكبير المسمّى بمنهج المقال.
والعلّامة الوحيد البهبهاني في تعليقته على الرجال الكبير.
والشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال.
والحاج ملا علي العلياري التبريزي في كتاب بهجة الآمال في شرح زبدة المقال.
والعلّامة الشيخ محمّد بن علي الاردبيلي الغروي في جامع الرواة.
والعلّامة السيد حسن الصدر في تأسيس الشيعة.
والشيخ حسن بن محمّد بن الحسن القمّي المتوفى سنة (378) ه-.ق في تاريخ قم.
والعلّامة الخوئى النجفي في ملخص المقال.
والعلّامة السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة.
والعلّامة الشيخ محمّد اسماعيل الخواجوئي في فوائده الرجاليّة
ص: 13
ورسائله الفقهيّة.
والعلّامة الخوانساري في روضات الجنّات.
والعلّامة ابن شهر آشوب المازندراني في معالم العلماء.
و محمّد بن اسحاق المعروف بابن النديم في الفهرست.
والمسعودي في مروج الذهب.
و من أعلام السنّة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان.
وياقوت الحموي في معجم البلدان.
وغيرهم ممن يطول ذكرهم وسيأتي نص عباراتهم وعبارات غيرهم في هذه الترجمة
وقال العلّامة المولى محمّد تقي المجلسي (قُدِّسَ سِرُّه) في كتابه روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه [14: 42]: أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي، منسوب إلى برق روذ من قرى قم، وكان ثقة في نفسه، روى عن الضعفاء، واعتمد المراسيل (النجاشي).
والظاهر أنّ إعتماده عليها كان كاعتماد الصدوقين بأنها كانت من الكتب المعتمدة، كما يظهر من كتابه المحاسن ثم ذكر كلام الفهرست، وابن الغضائري، والخلاصة.
ثم قال: وفي الكافي بعد ذكره حديث الخضر الذي تقدّم، قال محمّد العطّار: فقلت لمحمّد بن الحسن الصفّار: وددت أنّ هذا الخبر بن يحيى جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله، قال: فقال: حدّثني قبل الحيرة بعشر سنين انتهى.
ويظهر منه أنه صار متحيراً، ويمكن أن يكون تحيّره في نقل الأخبار المرسلة، أو الضعيفة، أو للإخراج عن قم والا فهو روى أخباراً كثيرة
ص: 14
في الأئمّة الإثني عشر، منها هذا الخبر.
مع أنه يظهر أنهم كانوا يعتمدون على أخبار الاستقامة، كما ذكره الصفّار، بل لم يكن لهم إلا الأخبار التي رووها عن كتب المشايخ، كالحسين بن سعيد، وكانت الكتب موجودة عندهم، فلا يضر أمثال ذلك، ولهذا اعتمد على أخباره المشايخ الثلاثة وغيرهم.
ويمكن أن يكون المراد به تحيّر الناس فى أمره باعتبار إخراجه ابن عيسى، والظاهر أنهم كانوا يجتهدون أمثال هذه الإجتهادات ويخطؤون، فلو جعل هذا خطأ لابن عيسى كان أظهر، لكن كان ورعاً، وتلافى ما وقع منه. انتهى.
وقال المحقّق الشيخ سليمان الماحوزي البحراني في كتابه الشريف معراج أهل الكمال إلى معرفة الرجال [156 - 161] بعد كلام الشيخ في الفهرست: أقول: كلام الشيخ (قُدِّسَ سِرُّه) صريح في تعديل أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في نفسه، ووثاقته في ذاته وكلام الشيخ النجاشي أيضاً قريب من ذلك، ومثله في الخلاصة للعلامة (قُدِّسَ سِرُّه).
إلى أن قال: فقد ظهر أنّ كلام الأئمّة متطابق، وأنه عندهم في مكان من الوثاقة، ومحلّ من الجلالة والعدالة، ولم يثبت كون الرواية عن الضعفاء واعتماد المراسيل جرحاً.
أمّا أوّلاً، فظاهر؛ فإنّ رواية الثقات عن كثير من الضعفاء مما لا يكاد يدفعه محصل.
وأما الثاني، فلأنّ عدم قبول المراسيل مسألة إجتهاديّة أصوليّة، قد حرّر الكلام فيها في أصول الفقه، فلا توجب المخالفة فيها الفسق والجرح، كما هو بيّن.
ص: 15
هذا إن أريد باعتماد المراسيل العمل عليها وقبولها، كما هو الظاهر، وقد صرّح به العلّامة (رَحمَةُ اللّه) فى كتابه نهاية الوصول إلى علم الأصول في بحث قبول الخبر المرسل، حيث نسبه إلى محمّد بن خالد البرقي، قاله أحمد المذكور، والمذكور في ترجمته في الخلاصة أيضاً نقلاً عن ابن الغضائري أنه يعتمد المراسيل، فعلم أنّ المراد باعتماد المراسيل العمل بها والتعويل عليها.
وإن أريد باعتماد المراسيل الرواية بالإرسال من دون البيان، كما قاله بعض المحقّق ين من المتأخرين، وقال: إنّه نوع تدليس يقتضي الطعن فيه، ففيه أنه على التقدير المذكور لا يجامع العدالة والوثاقة إلّا بتكلّف، فتدبّر.
نعم في الكافي لثقة الاسلام الاسلام محمّد بن يعقوب الكليني في باب ما جاء في الأئمّة الإثني عشر، بعد ما نقل حديثاً، قال: وحدّثني محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي هاشم مثله.
قال محمّد بن يحيى: فقلت لمحمّد بن الحسن: يا أبا جعفر وددت أنّ هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله، قال: فقال: لقد حدّثني قبل الحيرة بعشر سنين إنتهى.
وربّما أشعر هذا بتغيّره بعد الحيرة، إلا أنّ الإعتماد عليه مشكل لإجماله وعدم صراحته في القدح فيه، فلا يتجه العدول عن شهادة الأئمّة بوثاقته وحكمهم بعدالته بمجرّد هذا الخبر الغير القاطع الدلالة، بل ولا ظاهر الدلالة.
وقد وقع في المختلف في غير موضع أنّ في أحمد المذكور قولاً بالقدح والضعف، وجعل ذلك طعناً في الأخبار التي هو في طريقه، أو
ص: 16
هو غير واضح، والذي حققه في الخلاصة هو قبول روايته، كما نقلناه فيما سبق.
ومن العجائب أنّ شيخنا الشهيد الثاني (قُدِّسَ سِرُّه) في شرح الشرائع في بحث الإرث بالنكاح المنقطع، طعن في صحيحة سعيد بن عبّاد الواردة بعدم الإرث مطلقا، باشتمالها على البرقي مطلقا، ويحتمل كونه محمّداً أو إبنه أحمد، فقد طعن عليه، كما طعن على أبيه أيضاً، وقال إبن العضائري: كان لا يبالي عمّن أخذ، وإخراج أحمد بن محمّد بن عيسى له عن قم لذلك ولغيره انتهی کلامه زید اکرامه.
وفيه نظر بيّن يعلم ممّا سلف، وقد حقق (رَحمَةُ اللّه) في فوائد الخلاصة وشرح الدراية توثيقه. إنتهى كلام المحقّق البحراني.
وقد تقدم كلام الشهيد الثاني (قُدِّسَ سِرُّه) في الرعاية في شرح الدراية الدالة على توثيق الرجل صريحاً.
وقال العلّامة المحقّق السيد مهدي بحر العلوم «(قُدِّسَ سِرُّه)» في کتابه الوزين «الفوائد الرجالية» [1: 338 -: 344] أما أحمد بن محمّد، فقد توافق الشيخان رحمهما الله على توثيقه في نفسه، وروايته عن الضعفاء، واعتماده المراسيل، وتبعهما العلّامة «(رَحمَةُ اللّه)» الله في ذلك، وذكره في الباب الأول من كتابه، ثم ذكر كلامه في «الخلاصة».
إلى أن قال: وذكره ابن داود في باب الضعفاء، وعلله بطعن ابن الغضائري، وردّ بأنه لم يطعن فيه، بل دفع الطعن عنه. وكأنه أراد نقله الطعن عن القمّيين، أو ذكره لما يطعن به غالباً من الرواية عن الضعفاء، وإن لم يطعن به هنا.
والحق أن الرواية عن الضعفاء لا تقتضي تضعيف الراوي، ولأضعف
ص: 17
الرواية إذا كانت مسندة عن ثقة وكذا إعتماد المراسيل؛ فإنّها مسألة إجتهادية، والخلاف فيها معروف، ورواية الأجلاء عن الضعفاء كثيرة، وكذا إرسالهم للروايات.
واحتمال الإرسال - باسقاط الواسطة لقلة المبالاة - ينفيه توثيق الشيخين رحمهما الله له في نفسه، وكذا إسقاطها بناءً على مذهبه من جواز الإعتماد على المراسيل، فإنه تدليس ينافي العدالة.
وقول ابن الغضائري طعن عليه القمّيون، وليس الطعن فيه، بل في من يروي عنه يحتمل وجهين:
أحدهما: أنّ طعن القمّيين ليس فيه نفسه، بل في من يروي عنه، فيكون توجيهاً لطعن القمّيين وبياناً لمرادهم، فإنه في نفسه سالم من الطعن عند الجميع.
وثانيهما: إنهم وان كانوا طعنوا فيه، إلّا أنّ ما طعنوا به إنما يقتضي الطعن في الرواية، لا فيه نفسه. وهذا أقرب. وقد عرفت أنّ ذلك ليس طعناً في روايته أيضاً، إلا إذا روى عن مجهول، أو روى مرسلاً، وقد مرّ تحقيق ذلك في محلّه.
وروى الكليني (رَحمَةُ اللّه) في باب ما جاء النص على الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) بعد أبواب المواليد، حديث الخضر (عَلَيهِ السَّلَامُ) المشتمل على شهادته بإمامتهم واحداً بعد واحد بحضرة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ثم قال: وحدّثني محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي هاشم مثله سواء. قال محمّد بن يحيى: فقلت لمحمّد بن الحسن: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال فقال: لقد حدّثني قبل الحيرة بعشر
ص: 18
سنين.
وهذا القول من محمّد بن يحيى، والإعتذار من الصفّار يعطيان تضعيفهما لأحمد بن أبي عبد الله، وأنه لم يكن عندهما في مقام عدالة.
ورأيت جماعة من الناظرين في الحديث قد تحيّروا في معنى الحيرة الواقعة فى هذا الخبر، فاحتملوا أنّ المراد تحيّر أحمد بن محمّد في المذهب، أو خرافته وتغيّره في آخر عمره، أو حيرته بعد إخراجه من قم، أو حيرة الناس فيه بعد ذلك.
واعتمد أكثرهم على الأوّل، وضعفوه بتوقفه في المذهب، وذلك غفلة عن الإصطلاح المعروف في الحيرة، فإنّ المراد بها: حيرة الغيبة، ولذلك يسمّى زمان الغيبة زمان الحيرة، لتحيّر الناس فيه، من جهة غيبة الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو لوقوع الإختلاف والشك، وتفرّق الكلمة بعد غيبته.
وفي الحديث عن أبي غانم قال: سمعت أبا محمّد يقول: في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي قال أبو غانم وفيها قبض (عَلَيهِ السَّلَامُ) وتفرّقت شيعته، فمنهم من انتهى إلى جعفر، ومنهم من تاه وشك، ومنهم من وقف على الحيرة، ومنهم من ثبت على دين الله.
وقول محمّد بن يحيى «وددت أنّ هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله» جار على المعهود من القمّيين، من طعنهم في أحمد، بعد مبالاته في الرواية واعتماده المراسيل، وأخذه من الضعفاء.
وكذا اعتذار الصفّار بأنه قد حدّثه بهذا الحديث قبل الحيرة بعشر سنين، فإنهما من مشايخ قم ووجوه القمّيين، وقد كانوا سيّىء الرأي في أحمد بن أبي عبد الله.
وبناء الإعتذار: إما على أن تغيّره عندهم قد كان بعد الغيبة، فلا يقدح
ص: 19
في المروي عنه قبلها أو على أن احتمال عدم صحة هذا الخبر إنما تأتى لو أخبر به بعد الغيبة، أما قبلها فلا؛ فإنّ في الحديث: وأشهد على رجل من ولد الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا يكنّى ولا يسمى، حتى يظهر أمره فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً. وهذا غيب لا يجترىء عليه عاقل قبل وقوعه مخافة الشنعة والتكذيب.
وكيف كان، فليس المراد حيرته في الإمامة، وتوقفه في من توقف، والا لنقل ذلك عنه، وكان من أكبر الطعون فيه.
وروايته لهذا الحديث وغيره من النصوص على الإثني عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ) تنافي ذلك، وتخالف غرضه، لو كان متوقفاً في القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وقد يوهم القدح فيه - من غير جهة القمّيين المتسرّعين إلى الطعن بأدنى سبب - كتاب أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي (رَحمَةُ اللّه) إلى النجاشي، وقد كتب إليه يسأله تعريف الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الأهوازي، قال: والذي سألت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد، فقد روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمّي، وأبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، والحسين بن الحسن بن أبان، وأحمد بن محمّد بن الحسن السكن القرشي البردعي، وأبو العباس أحمد بن محمّد الدينوري.
قال: فأما ما عليه أصحابنا والمعوّل عليه، ما رواه أحمد بن محمّد بن عیسى، ثم ذكر طريقه وسائر الطرق إلى الحسين.
فهذا يعطي الطعن في أحمد بن محمّد بن خالد، وعدم تعويل أبي العبّاس ابن نوح الثقة عليه، وهو طعن من غير القمّيين.
وفيه منع ظاهر؛ إذ لعلّ المراد أنّ ما عليه جميع أصحابنا والمعوّل
ص: 20
عليه عند كلهم، هو طريق إبن عيسى، دون غيره كابن خالد، لوجود الخلاف فيه من القمّيين، فيعود إلى طعن المنقول عنهم، وليس في الكلام تصريح بعدم تعويله نفسه.
على أنّه لو كان المراد ذلك، أمكن أن يكون الوجه ضعف الواسطة، وهو محمّد بن جعفر بن بطة، فقد ضعفه جماعة.
والحقّ وفاقاً لأكثر الأصحاب، خصوصاً المتأخرين، توثيق أحمد بن محمّد بن خالد. انتهى.
والمحقّق العلّامة الورع الحاج السيّد محمّد باقر الشفتي الاصفهاني المعروف بحجّة الاسلام، قد ألف رسالة مستقلة في تحقيق حال أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وتكلّم في الرسالة في مقامات ثلاث:
الأوّل في طبقته، وقد أوردت المقام الأول في مبحث طبقته و تمييزه فراجع.
ثم قال: والمقام الثاني: في حاله. فنقول: الظاهر أنه ثقة، وفاقاً للمحققين من علماء الرجال وغيرهم، منهم: النجاشي، ثمّ نقل كلامه.
ومنهم الشيخ، ثم أورد كلامه في الرجال والفهرست. ومنهم: العلّامة، ثم أورد كلامه في الخلاصة وذكر تصحيح العلّامة طريق الصدوق الى جماعة وقد اشتمل الطريق عليه. ثم ذكر نبذة من تلك الطرق.
ومنهم: ابن داود، فإنه وان ذكره في القسم الثاني أيضاً، لكن صرّح في القسم الأوّل بتوثيقه، ثم أورد كلامه المتقدّم.
ومنهم: شيخنا الشهيد الثاني في شرحه على الدراية، ثم أورد كلامه المتقدم.
ص: 21
ومنهم: شيخنا البهائي في مشرق الشمسين، ثم أورد كلامه المتقدّم.
ومنهم: العلّامة المجلسي في الوجيرة وأربعينه.
ثمّ بعد كلام قال: والمقام الثالث في بيان ما يتوهّم منه قدح هذا الرجل مع الجواب عنه، وهو أمور:
الأوّل ما اشتمل عليه ما ذكره ثقة الإسلام بعد ما رواه في باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم، ثم ذكر الرواية بطولها، ثم قال: بناء على أنّ المدلول عليه بهذا الكلام الثابت من محمّد بن الحسن الصفّار، أنّ أحمد بن محمّد البرقي قد تحيّر في مذهبه، ومعلوم أن من كان متحيراً في مذهبه ليس ممّن يعوّل عليه ولا يعتنى به.
والجواب عنه: أنّ حمل الحيرة في كلام الصفّار على التحيّر المذهب غير صحيح، لوضوح أن الحديث المذكور وغيره مما اشتمل على امامة الأئمّة الاثني عشر ممّا يكون هو الراوي فيه أحمد بن محمّد، صريح في خلافه.
ان قيل: إنّ المنافي رواية أمثال ذلك حال التحيّر، وأما التحيّر الحادث بعده فلا.
قلنا: يظهر من التحيّر الحادث بعد الرواية أنّ الرواية الصادرة منه قبل، لم تكن مقرونة بالصواب والصحة، فلم يكن الجواب بكون الرواية قبل الحيرة حاسماً للاشكال، فحمل الحيرة على المعنى المذكور غير صحيح.
وقيل: إنّ المراد من الحيرة فيه هو البهت والخرافة في آخر عمره. وفيه: أن مماته بناءً على التاريخ السالف كانت في سنة ثمانين ومائتين، وقد قبض مولانا الامام العسكري عليه السلم في سنة ستّين ومائتين، والظاهر أن الحكاية بين محمّد بن يحيى والصفّار كانت في
ص: 22
ذلك الوقت والمدة المتخلّلة بین انتقال الإمامة الى مولانا الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) – أي: سنة ثلاث ومائتين - وانتقال الروح المطهرة لمولانا العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى أعلى غرفات الجنان سبع وخمسون سنة، وبعد فرض درك أحمد بن أبي عبد الله البرقي نبذة من إمامة مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) - لم تكن مدّة عمره حينئذ - ينجر الأمر فيها الى الخرافة، مضافاً إلى ما في حمل الحيرة على ذلك من البعد الشديد الذي لا داعي لارتكابه.
والتحقيق أن يقال: إنّ المراد من الحيرة، هو تحيّر الناس في أمر الامامة، وذلك وقت قبض مولانا العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)، كما كانت العادة كذلك بعد كل امام كان الناس في حيرة إلى أن يتشخّص لهم إمامهم بهداية من الله تعالى، ودلالة منه إليه بعد الفحص والبحث.
ثمّ ذكر حكاية هشام بن سالم ومحمّد بن النعمان وتحيّر الناس بعد وفاة الامام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ودلالة الامام الكاظم (عَلَيهِ السَّلَامُ) الشيعة إلى نفسه. انتهى.
وقال المحقّق المتتبع السيّد الخوانساري في روضات الجنّات[1: 44 – 45]: الشيخ الجليل أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي.. وهو من أجلاء أصحابنا المشاهير، مصرّح بتوثيقه في عبارات كثير من أصحابنا، ذكره الشيخ في رجال الجواد والهادي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وممّن يروي عنه الصفّار صاحب بصائر الدرجات.
وله تصانيف كثيرة فصلها الرجاليون، ومن أجلها وأجمعها كتاب المحاسن المشهور الموجود بيننا في هذه الأزمان، وقد اشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية
ص: 23
والتوحيد، وسائر مراتب الأصول والفروع، وكان الصدوق (رَحمَةُ اللّه) وضع على حذوها كثيراً من مؤلفاته.
وكان (رَحمَةُ اللّه) ماهراً فى العربية وعلوم الأدب جداً، كما ذكره الفقيه الفاضل السيد صدر الدين الموسوي العاملي لنا شفاهاً. قال: وقد أخذ هذه المراتب منه أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي المشهور وأبو الفضل العباس بن محمّد النحوي الملقب بعرام شيخا إسماعيل بن عبّاد.
وكان أبوه محمّد بن خالد أيضاً من كبراء الرواة والمحدثين، وعظماء أهل الفضل والدين، ومن ثقات أصحاب الرضا والكاظم (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، كما نص عليه الشيخ (رَحمَةُ اللّه)، وقد صنف أيضاً في الآداب والتفسير والتواريخ والخطب والعلل والنوادر كثيراً. انتهى.
وقال المحدّث الخبير الحاج ميرزا حسين النوري طاب مثواه في خاتمة كتابه مستدرك الوسائل:: 552 - 55]: وأما أحمد، فقد وثقه الشيخ والنجاشي وغيرهما.
إلى أن قال: وبالجملة فهو من أجلّاء رواتنا، وقد نقل عن جامعه الكبير المسمّى بالمحاسن كلّ من تأخّر عنه من المصنّقين وأرباب الجوامع، بل منه أخذوا عناوين الكتب.
إلى أن قال: وكفى فى جلالة قدره أن عقد له ثقة الاسلام في الكافي عدة منفردة، وأكثر من الرواية عنه، وعدّ في أوّل الفقيه كتاب المحاسن وروى عنه أجلاء المشايخ في هذه الطبقة، ثمّ عدّ عدّة منهم.
ثم قال: نعم في الكافي في كتاب الحجّة في باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم خبر صار سبب الحيرة، ثم ذكر الخبر والشاهد منه،
ص: 24
ثم قال: وظاهره يوهم أن أحمد صار متحيراً في أمر الإمامة، أو خصوص إمامة الخلف (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهذا طعن عظيم و أجاب عنه نقاد الأحاديث بوجوه:
الأول: ما في شرح المولى الخليل القزويني في شرحه، من أن هذا الكلام من محمّد بن يحيى وقع بعد ابعاده من قم وقبل إعادته، هو زمان حيرة أحمد بن محمّد بن خالد بزعم جمع، أو زمان تردّده في مواضع خارجة من قم منحيّراً، وذلك لأنه كان حينئذ منهماً بما قذف به، ولم يظهر بعد كذب ذلك القذف.
الثاني: ما احتمله بعضهم من أنّ المراد تحيّره بالخرافة لكبر سنه. ولأ يخفى بعده.
الثالث: ما أشار اليه المولى محمّد صالح في شرحه، وفصله السيد السند المحقّق السيد صدر الدين العاملي فيما علقه على رجال أبي علي فقال بعد نقل كلام التقي المجلسي في حواشيه على النقد، وكلام بعضهم في حواشيه على رجال ابن داود من فهمهما تحيّر أحمد من الخبر ما لفظه: من الجائز أن لا يكون الأمر على ما فهمه المحشيان، بل يكون محمّد بن يحيى إنما عنى أن يكون هذا الخبر بسند ثان وثالث، بحيث يبلغ حد التواتر أو الاستفاضة، ليرغم به أنف المنكرين، لا أنه تمنّى أن يكون من جاء به غير البرقى ليكون قدحاً منه في البرقي، بل هو المتعيّن بعد الوقوف على توثيق البرقي، وانتفاء القدح فيه بعد تدقيق النظر في عبارات القوم.
وأما قوله قبل الحيرة فلم يرد منه أن أحمد بن أبي عبد الله قد تحيّر، حاشاه وحاشا محمّد بن يحي أن يقذفه بذلك، وإنما المراد بالحيرة زمن الغيبة وهي السنة التي مات فيها العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)
ص: 25
وتحيّرت الشيعة، ومن طالع الكتب التي صنّفت في الغيبة علم أنّ إطلاق لفظ الحيرة على مثل ما قلناه شائع في كلامهم.
وبالجملة فقد أحبّ محمّد بن يحيى أن يكون هذا الخبر قد ورد من طرق متعددة، لأنّ الامامة من الأصول وليست كالفروع، فأجابه محمّد بن الحسن بما معناه أنّ الرواية قد تضمّنت ذكر الغيبة، وقد حدثت بها قبل وقوعها، فأغنى ظهور الإعجاز، وهو الإعلام بما لم يقع قبل أن يقع عن الاستفاضة انتهى.
وعلى ما حقّقه من أنّ المراد من الحيرة في ألسنة الرواة أيّام الغيبة، ومبدؤها سنة وفاة العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فالظاهر أن غرض محمّد بن يحيى من قوله «وددت» إلى آخره أن رواي هذا الخبر يكون من الذين لم يدركوا أيّام الحيرة ليكون إخباره بما لم يقع قبل وقوعه خالصاً عن التوهّم والريبة و أتمّ في الدلالة على المقصود وظهور الإعجاز.
قال الصدوق في كمال الدين في جملة كلام له: وذلك أنّ الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) أخبروا بغيبته - يعني: صاحب الأمر صلوات الله عليه - ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة، فليس أحد من أتباع الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) إلاّ وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته، ودونه في مصنفاته، وهي الكتب التي تعرف بالأصول، مدوّنة مستحفظة عند شيعة آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين انتهى.
فأحبّ محمّد أن يكون الراوي منهم، لا من مثل أحمد بن يحيى الذي أدرك أيّام الحيرة، فإنّه عاش بعد وفاة العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) أربعة عشر سنة، وقيل: عشرين وتوفّي سنة أربع وسبعين ومائتين، لا أنّ غرضه الاستكثار من السند، فإنّ العبارة لا تفيده، بل الجواب لا يلائمه
ص: 26
الا بتكلف، والله العاصم. انتهى.
وقال المحقّق المتتبّع الشيخ عبد الله المامقاني (قُدِّسَ سِرُّه) في كتابه النفيس تنقيح المقال في علم الرجال[1: 183 – 184] بعد أن ذكر كلام النجاشي والشيخ وابن الغضائري والخلاصه. قال: وتنقيح المقال أنك قد سمعت توثيقه من النجاشي، والشيخ في الفهرست، والعلّامة في الخلاصة، ووثقه ابن داود، والمجلسي في الوجيزة، والبحراني في البلغة، والطريحي والكاظمي في المشتركاتين، وهو المحكي عن مشرق الشمسين ومجمع المولى عناية الله، ومجمع الفائدة للأردبيلي (رَحمَةُ اللّه) وغيرها، وهو ظاهر الحاوي حيث ذكره في الفصل الأوّل المعد لعد الثقات، ونقل كلام النجاشي والشيخ والعلّامة ولم يلحقها بغمز أو تأمل، كما هي عادته في كثير من الثقات.
وبالجملة فهذه التوثيقات حجّة لنا كافية والذي صدر من عدّة من الموهن لذلك أمور مندفعة:
فمنها ما في رجال ابن داود حيث أنه ذكره تارة في الباب الأول، وأخرى فى الباب الثاني، وقال بعد توثيق الشيخ والنجاشي ونقلهما روايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل ما لفظه: وقد ذكرته في الضعفاء لطعن ابن الغضائري فيه، ويقوى عندى ثقته أيضاً.
وفيه أن إبن الغضائري لم يطعن فيه، بل ردّ الطعن عنه بنقل طعن القمّيين عليه، وردّه بأنّ الطعن ليس فيه بل في من يروي عنه كما سمعت.
ومنها: روايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل.
وفيه أن الرواية عن الضعفاء واعتماد المراسيل ليس قادحاً؛ لأنه مذهب جماعة من المحدثين والأصوليين المجتهدين، وإن كان
ص: 27
المشهور خلافه، فهي مسألة خلافية لا تقتضي الطعن باختيار أحد شقّيها، كما في سائر المسائل الخلافيّة، مع أنّ رواية كثير من المتّفق على وثاقتهم عن كثير من الضعفاء مما لا تكاد تناله يد الإنكار. وليس غرض النجاشي بقوله «يروي عن الضعفاء» القدح فيه، وإلا لم يوثّقه، وانّما غرضه التنبيه على رويته وطريقته، لئلا يعتمد لحسن الظن به على مراسيله وما يرويه، حتّى ينظر ويلاحظ.
ولقد أجاد الشيخ محمّد السبط (رَحمَةُ اللّه) في محكي شرح الإستبصار، حيث قال: فان قلت: يعتمد المراسيل وأمثالها، فلا اعتماد عليه، فكل حديث يرويه ويعتمده جاز أن يكون ضعيفاً أو مرسلاً، ويسقط الإعتماد عليه، ولعلّ إلى هذا أشار إبن الغضائري بقوله «إنما الطعن فيما يرويه».
قلت: قد جرت عادة المحدّثين لا سيّما القدماء بذكر السند: إمّا مرسلاً، أو معنعناً متصلاً، ولا يخرج عن هذين القمسين بالنسبة إلى محلّ البحث، فينظر في ذلك السند، ويعمل به على حسب ما يراه الناظر، فلا دخل لاعتماده على الضعفاء والمراسيل للإعتماد عليه، ولا يقتضي سقوط الإعتماد عليه من رأس، والفرق بين الإعتماد عليه وعدمه، هو قبول قوله حدّثنى فلان وعدمه، ولذلك اعتمد عليه جلّ المحدثين إن لم يكن كلّهم، مع ذكرهم ذلك في حقه، بل ذكروا ذلك في حق كثير من المحدثين، ومع ذلك اعتمدوا عليهم إنتهى.
وحاصله: أنّ غاية ما يقتضيه اعتماده على المراسيل وروايته عن الضعفاء إنما هو عدم الإعتماد على مراسيله، وعدم الحكم بصحة ما يصح عنه. وأما مسانيده بطرق صحيحة، فلا مانع من الأخذ بها بعد وثاقته، كما هو ظاهر.
ص: 28
ومنها: طعن القمّيين عليه وإخراج أحمد بن محمّد بن عيسى إياه من قم.
والجواب: أمّا عن طعن القمّيين عليه، فما سمعته من إبن الغضائري من ردّه له وعدم اعتماده على ذلك، فنحن أولى بعدم الإعتماد على طعنهم.
وأمّا نفي أحمد بن محمّد بن عيسى إيّاه الذي هو رئيس الطاعنين فيه فقد مر نقل ندمه واعتذاره وتوبته وإرجاعه له، ومشيه في جنازته حافياً حاسراً، الكاشف عن أن ما وقع من الطعن لم يكن له حقيقة، وإنما كان وهماً واشتباهاً، واقتضت ديانة أحمد بن محمّد بن عيسى بعد تبين إشتباهه لنفسه أن يتوب، ويرجعه ويعتذر منه، ويمشي في جنازته حافياً حاسراً لاخلاء أذهان الناس ممّا وقع فيه منه.
ومنها: أنّ الشيخ البهائي (رَحمَةُ اللّه) قال في سند رواية فيه أحمد بن محد بن خالد، بتوجه الطعن من جهة قول النجاشي أن البرقي ضعيف في الحديث.
وفيه أنّ عبارة النجاشي المزبورة خالية عمّا نسبه إليه، وإنما ذكر ذلك في أبيه محمّد، فاشتبه البهائي (رَحمَةُ اللّه)، فنقله في أحمد نفسه، وعليك بمراجعة ما ذكرناه في باب ألفاظ الذم من مقباس الهداية في معنى قولهم «فلان ضعيف الحديث».
ومنها: أنّه قد وقع في المختلف في غير موضع أنّ في أحمد قولاً بالقدح والضعف، وجعل ذلك طعناً في الأخبار التي هو في طريقها.
وأنت خبير بأنه كما ترى سهو من قلمه الشريف، بعد تحقيقه في الخلاصة قبول خبر الرجل. ومنها: أن الشهيد الثاني (رَحمَةُ اللّه) في بحث الإرث بالنكاح المنقطع
ص: 29
من المسالك قد طعن في صحيح سعيد بن يسار الوارد بعدم الإرث مطلقا، باشتماله على البرقي مطلقا. ويحتمل كونه محمّداً أو أبنه أحمد، ثم قال: ولكن النجاشي ضعف محمّداً، وقال إبن الغضائري: حديثه يعرف وينكر، ويروي عن الضعفاء، ويعتمد المراسيل، وإذا تعارض الجرح والتعديل، فالجرح مقدّم، وظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجل. وأما إبنه فقد طعن عليه أيضاً، وقال ابن الغضائري: كان لا يبالي عمّن أخذ، وإخراج أحمد بن محمّد بن عيسى له من قم لذلك ولغيره انتهى.
وهو من مثله الغريب، فانك قد سمعت قول إبن الغضائري، وأنّه ردّ الطاعنين لا أنه طعن هو، فنسبة الطعن إليه نفسه لم تقع في محلّه، كتوقفه في العمل بحديث الرجل بعد توثيق جماعة كثيرة له.
ومنها: أنّ الكليني (رَحمَةُ اللّه) في باب ما جاء في الأئمّة الإثني عشر، نقل حديثاً ناطقاً بأنّ الخضر حضر عند أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وشهد بإمامة الأئمّة الإثنى عشر واحداً بعد واحد يسميهم بأسمائهم حتى انتهى إلى الخلف الحجّة (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ثم قال الكليني (رَحمَةُ اللّه): وحدّثني محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي هاشم مثله. قال محمّد بن يحيى: فقلت لمحمّد بن الحسن يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير أحمد بن أبي عبد الله، قال: فقال: لقد حدّثني قبل الحيرة بعشر سنين انتهى ما في الكافي.
وقد حكي عن مجمع المقال للمولى عناية الله أنه قال بعد ذكر الخبر: إنّ فيه دلالة على أن أحمد بن أبي عبد الله صار متحيراً أو وقف إنتهى.
ص: 30
وعن الفاضل الإسترابادي مشيراً إلى الخبر: أن هذا يدل على أن في قلب محمّد بن يحيى من أحمد بن أبي عبد الله شيئاً.
والجواب عن ذلك: أنّ الخبر مجمل لا يرفع به اليد عن التوثيقات الكثيرة المتقدّمة والامارات الجليّة المعتمدة، وذلك أن في الحيرة احتمالات:
أحدها: ما زعمه المستدلّ من كون المراد بالحيرة الوقف، أو التحيّر في المذهب، وهذا أضعف الإحتمالات، ضرورة أن كونه من أصحاب الجواد والهادي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من المسلّمات، وقد مرّ من الشيخ (رَحمَةُ اللّه) التنصيص عليه في رجاله، وذلك لا يجامع الوقف والحيرة في المذهب بوجه.
ويشهد بالبعد المذكور - مضافاً إلى ما ذكرنا - أنه لو كان واقفاً و متحيّراً في أمر مذهبه، لما ندم أحمد بن محمّد بن عيسى على إخراجه، ولا أقدم على ارجاعه واظهار الندم من إخراجه، والمشي في تشييعه حافياً حاسراً، فإنّ ذلك كله يكشف عن أن ما رمي به غير الخروج عن الإمامية ولا الوقف والا لما أعاده ولا أظهر ما أظهر، كما هو ظاهر لأسترة عليه. فما في الوافي للقاشاني من أنّ المستفاد منه أنه تحيّر في أمر دينه برهة من عمره، وان اخباره في تلك المدّة ليست بنقية، واضح الضعف، وكيف يمكن ما ذكره بعد التوثيقات المستفيضة المزبورة، ومباشرة أحمد بن محمّد بن عيسى لإعادته والتوبة ونحوهما ممّا
هو فوق التوثيق.
ثانيها: كون المراد بحيرته تحيّره في أمر نفسه، بتردّده في مواضع خارجة من قم متحيّراً، لكونه متهماً بما قذف به، ولم يظهر بعد كذب
ص: 31
ذلك القذف، فكان متحيّراً، في أمر نفسه، متردّداً في الأماكن الخارجة من قم، حائراً بائراً. وهذا أيضاً في غاية الضعف، ضرورة عدم تعقل كون ذلك جواباً لتمني محمّد بن يحيى.
ثالثها: كون المراد بالحيرة تحيّره بعد موت العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) في وجود الصاحب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإنّه عاش بعد العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) أربع عشرة سنة. وقيل: عشرين سنة، وتوفّي سنة أربع وسبعين ومائتين. ويستفاد من هذا التاريخ بعد ملاحظة تاريخ إمامة الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) الذي كان الرجل من أصحابه، أنّ عمر الرجل في حدود الثمانين، كما لا يخفى.
رابعها: كون المراد تحيّره في نقل الأخبار المرسلة أو الضعيفة.
خامسها: كون المراد تحيّر الناس في أمره باعتبار إخراج أحمد إياه. إلى غير ذلك من الإحتمالات.
والذي أظنّه: أنّ غرض محمّد بن يحيى لم يكن تمنّي كون الراوي للخبر واحداً آخر غير البرقي، حتى يكون قدحاً فيه، بل غرضه - والله العالم - تمنّي أن يكون قد جاء هذا الحديث من غير جهة البرقي أيضاً، يعني: بسند ثان وثالث بحيث يبلغ حد التواتر والإستفاضة لرغم أنف المنكرين. وغرض محمّد بن الحسن في جوابه والله العالم - أنّ الحديث قد تضمّن ذكر الغيبة، وقد حدثت بها قبل وقوعها بما يغني ظهور الإعجاز بها، وهو الإعلام بما وقع قبل أن يقع عن الاستفاضة.
وحينئذ فيتعين أن يكون المراد بالحيرة زمن الغيبة التي هي رأس كل بلية وحيرة. ومن لأحظ الكتب المصنفة في الغيبة، ظهر له أن إطلاق لفظ الحيرة على زمن الغيبة شايع ذائع في لسان الأخبار والمحدثين وعلى كل حال فالخبر المزبور قاصر عن معارضة التوثيقات المستفيضة
ص: 32
كلام المحقّق الخوئي في المعجم
المتقدمة.
ولقد أجاد الوحيد (رَحمَةُ اللّه)، حيث قال في التعليقة: إنّ التوثيق ثابت من العدول، والقدح غير معلوم بل ولا ظاهر. ومما يؤيد التوثيق ويضعف الطعن رواية محمّد بن أحمد عنه كثيراً، وعدم إستثناء القمّيين رواياته مع أنهم استثنوا ما استثنوه وكذا إعادته إلى قم والإعتذار ومشي أحمد في جنازته بتلك الكيفية، مضافاً إلى ملاحظة محاسنه، وتلقي الأعاظم إياه بالقبول، وإكثار المعتمدين من المشايخ من الرواية عنه والاعتداد بها إلى آخره.
فلا وجه للتوقف في الرجل بوجه من الوجوه، والله العالم. انتهى.
وقال المحقّق الاصولى السيد أبو القاسم الخوئي (قُدِّسَ سِرُّه) في معجم رجال الحديث[2: 267 - 272] بعد ما ذكر كلام النجاشي، والشيخ في الفهرست والرجال، والعلّامة في الخلاصة: ثم أنه قد روى الكليني في الكافي في باب من جاء في الاثني عشر والنص عليهم، الى أن قال: أقول: هذه الرواية قد أشكلت على كثيرين، أولهم فيما نعلم السيد التفريشي (قُدِّسَ سِرُّه)، فتخيلوا أن فيها ذماً على أحمد بن أبي عبد الله، ولكن التأمل في الرواية يعطى أن معناها ما ذكره بعض الأفاضل.
بيان ذلك بتوضيح منّا: أن محمّد بن يحيى احتمل أن رواية أحمد بن أبي عبد الله كان بعد وقوع الناس في حيرة من أمر الإمامة، حيث كان جماعة يقولون: بأنّ الحسن العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) لم يكن له ولد، وكانت الشيعة يعتقدون بوجود الحجّة سلام الله عليه، وأنّه الامام بعد أبيه.
فودّ محمّد بن يحيى أن يكون راوي هذه الرواية شخصاً آخر، أي:
ص: 33
رجلاً كان من السابقين على زمان الحيرة، ليكون إخباره إخباراً عن المغيب قبل وقوعه، فأجابه محمّد بن الحسن بأن إخبار أحمد بن أبي عبد الله كان قبل الحيرة بعشر سنين، يعنى أنه كان قبل ولادة الحجّة بخمس سنين، وعلى ذلك فليس في الرواية ما يدل على ذمّ أحمد بن أبي عبد الله أصلاً.
روى النجاشي عنه كتبه جميعاً بسنده عن الحسين بن عبیدالله، عن أحمد بن محمّد أبو غالب الزراري، عن مؤدّبه علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمى، عن أحمد بن أبي عبد الله.
وروى الشيخ في الفهرست جميع كتبه ورواياته عن عدة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون وغيرهم، عن أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري، عن مؤدّبه على بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمّي، عن أحمد بن أبي عبد الله.
وقال: وأخبرنا هؤلاء الثلاثة عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري، عن أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي، عن جدّه أحمد بن محمّد.
وقال: وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ أبا عبد الله وغيرهم، عن أبي المفضّل الشيباني، عن محمّد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله.
وقال: وأخبرنا بها ابن أبى جيد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله.
وميزه الطريحي في المشتركات بهؤلاء الثلاثة المذكورة في الفهرست.
ص: 34
وزاد الكاظمي في الهداية[175] عليهم: رواية على بن إبراهيم -كما في المنتقى - وأحمد بن عبد الله ابن بنت الياس البرقي، ومحمّد بن الحسن الصفّار، وعبد الله بن جعفر الحميري عنه.
وزاد في جامع الرواة: رواية محمّد بن أحمد بن يحيى، ومحمّد بن علي بن محبوب، ومحمّد بن عيسى، وعلي بن محمّد بن عبد الله القمّي و محمّد بن علي ما جيلويه عن عمه محمّد بن أبي القاسم، وعن أبيه عنه، ورواية محمّد بن أبي القاسم، وعلي بن محمّد بن بندار، ومحمّد بن يحيى، وعلي بن ابراهيم عنه، وبوساطة إبنه أيضاً عنه، وبرواية أحمد بن أدريس، والحسن بن متيل، ومعلى بن محمّد، وابن الوليد، وسهل بن زياد، وعلى بن الحسن المؤدّب عنه.
قال في التنقيح[1: 84]: واعترض السيّد صدر الدين (قُدِّسَ سِرُّه) في حواشيه على منتهى المقال على ما سمعته من الكاظمي، بأنه لم يذكر هنا رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن خالد، وذكر في أحمد بن محمّد بن عيسى، مع أنّ محمّد بن يحيى يروي عنهما، فلا معنى لجعلها تميّزاً لأحدهما دون الآخر.
و من المسلّم أن ثقة الإسلام رضوان الله عليه كثيراً ما يقول محمّد بن يحيى، أو عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، فتارة يقيد بكونه ابن خالد، أو ابن عيسى، وتارة يطلق والإطلاق كثير في كلامه، بل لعلّه الأكثر، فإن كان الراوي عنهما غير العدّة ومحمّد بن يحيى أمكن التمييز به، وإلا فلا؛ لوحدة طبقة الرجلين فترى كثيراً ما يروي عن أحدهما من يروي عن الآخر أيضاً، فلا يمكن التمييز.
فممن يروي عنه كل منهما: حمّاد بن عيسى، وعلي بن الحكم، والحسن بن محبوب، ومحمّد بن سنان، والحسن بن فضّال، والحسن بن
ص: 35
علي الوشّاء، وعثمان بن عيسى، وعلي بن يوسف.
وإذا جاءك أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، فاقطع بأن الراوي ليس بالبرقي، والا لقال عن أبيه، بل هو الأشعري القمّي، كما يظهر من النجاشي.
وكذا إذا جاءك أحمد بن محمّد، عن يعقوب بن يزيد، أو شريف بن سابق، أو النوفلي، أو محمّد بن عيسى، أو الحسن بن الحسين، أو عمرو بن عثمان، أو جهم بن الحكم المدائني، أو إبراهيم بن محمّد الثقفي، أو الحسن بن علي بن بكار بن كردم، أو يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، فالمظنون كونه ابن خالد والذي يحضرني الآن أن الذي يروي عن الحسن بن علي بن يقطين وإسماعيل بن مهران ، والقاسم بن يحيى، والحسن بن راشد هو ابن خالد، لكن يظهر من كتب الرجال أن إبن عيسى أيضاً يروي عنهم، فلا تغفل من الاستقراء والتتّبع.
وإذا جاءك أحمد بن محمّد، عن صفوان أو محمّد بن إسماعيل بن بزيع، أو عبد الله الحجّال، أو شاذان بن جليل، أو إبن أبي عمير، أو علي بن الوليد، أو يحيى بن سليم الطائي، أو جعفر بن محمّد البغدادي، أو عمر بن عبد العزيز أو إبراهيم بن عمر أو اسماعيل بن سهل، أو العباس بن موسى الوراق، أو محمّد بن عبد العزيز، أو أحمد بن محمّد بن أبي داود، أو عمّار بن المبارك، أو محمّد بن يحيى، فهو أحمد بن محمّد بن عيسى.
وكثيراً ما يروي بن أحمد محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، والحسين بن سعيد، وابن أبي نجران، وأبي يحيى الواسطي. ويروي عنهم أحمد بن محمّد بن خالد أيضاً، كما يفهم من كتب الرجال. هذا ما أفاده السيّد صدر الدين، وعليك بالتتّبع
ص: 36
كما أمر به. وقال في المعجم[2: 273] وروى أحمد بن محمّد بن خالد عن أبي إسحاق الخفاف، وأبي البختري وأبي الجوزاء، وأبي الخزرج، وأبي علي الواسطي، وعن أبيه، وعن ابن أبي نجران، وابن أبي نصر، وابن بقاح وابن بكير، وابن العرزمي، وابن فضّال، وابن محبوب.
وابراهيم بن عقبة، وابراهيم بن محمّد الثقفي، وأحمد بن عبید، وأحمد بن المبارك الدينوري، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، وادريس بن الحسن، وإسماعيل بن أبان، وإسماعيل بن محمّد، واسماعيل بن مهران، وبكر بن صالح، وجعفر بن محمّد، وجعفر بن محمّد الأشعري، و جعفر بن محمّد بن حكيم، والجهم بن الحكم المدائني.
والحسن بن الحسين والحسن بن ظريف، والحسن بن علي بن فضّال، والحسن بن علي بن يقطين، والحسن بن علي الوشاء، والحسن بن محبوب، والحسين بن سعيد والحسين بن سيف، والحسين بن يزيد والحسين بن يوسف (سيف والحصين بن المخارق، وحمّاد بن عيسى و داود بن إسحاق الحذاء، وسعد بن سعد الأشعري، والسندي بن محمّد، وشريف بن سابق.
وعبد الرحمن بن أبي نجران، وعبد الرحمن بن حمّاد الكوفي، وعبد العظيم بن عبد الله الحسني، وعبد الله بن محمّد النهيكي، وعبد الله بن يحيى، وعثمان بن عيسى، والعلاء بن رزين، وعلي بن أحمد بن أشيم.
وعلي بن أسباط، وعلي بن حديد، وعلي بن حسان الواسطي، وعلي بن حفص العوصي الكوفي، وعلي بن الحكم، وعلي بن محمّد القاساني، وعمر بن يزيد، وعمرو بن عثمان، وعيسى بن عبد الله القمّي، وفرات بن أحنف، والقاسم بن عروة، والقاسم بن يحيى.
ص: 37
ومحمّد بن أسلم، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع، ومحمّد بن حبيب، ومحمّد بن الحسن بن شمون، ومحمّد بن سعيد، ومحمّد بن سنان ومحمّد بن عبدالحميد، ومحمّد بن على، ومحمّد بن عيسى، ومحمّد بن عيسى بن عبيد، ومحمّد بن الفضيل، ومنصور بن العباس، وموسى بن القاسم.
ونوح بن شعيب ووهب بن وهب، والهيثم بن عبد الله النهدي ويحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد، ويحيى بن عيسى، ويحيى بن محمّد، ويعقوب بن يزيد،والجاموراني والحجّال، والسياري، والنوفلي، والنهيكي، والوشاء.
وروى عنه: سعد بن عبد الله، وسهل بن زياد، وعلي بن ابراهيم وعلي بن الحسن المؤدّب وعلي بن الحسين، وعلي بن الحسين السعد آبادي، وعلى بن الحسين المؤدّب وعلي بن محمّد، وعلي بن محمّد بن بندار و علی بن محمّد بن عبد الله، وعلى ماجيلويه، ومحمّد بن أبي القاسم، ومحمّد بن أحمد بن يحيى، والسياري.
وقال المحقّق العلّامة الشفتي (قُدِّسَ سِرُّه) في رسالته المؤلّفة في حال المترجم: إعلم أنّ شيخ الطائفة نوّر الله تعالى مرقده أورده في رجاله في أصحاب مولانا الجواد والهادي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، ولم يورده في أصحاب مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومقتضاه أنه لم يعثر بروايته عنه، لكن في أصول الكافي[1: 234 5] في باب ما عند الأئمّة (عَلَيهِم السَّلَامُ) من سلاح رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ما يتضمن لروايته عنه.
فروى ثقة الإسلام في الباب المذكور عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن ذي الفقار
ص: 38
سيف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من أين هو؟ قال: هبط به جبرئیل من السماء وكان حليته من فضّة وهو عندي.
ومعلوم أن أحمد بن أبي عبد الله هو أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وقد روى الحديث عن مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ولا استبعاد في ذلك؛ لأنّ روايته عن والده أكثر من أن تحصى، وقد عده شيخ الطائفة من أصحاب مولانا الكاظم والرضا والجواد (عَلَيهِم السَّلَامُ). ولأنّ أحمد هذا مات في حياة أحمد بن محمّد بن عيسى، على ما يظهر مما حكي عن إبن الغضائري أنه قال: كان أحمد بن محمّد بن عيسى أبعده عن قم، ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه، ولما توفّى مشى أحمد في جنازته حافياً حاسراً نفسه مما قذفه به انتهى. وقد عد شيخ الطائفة أحمد بن محمّد بن عيسى من أصحاب الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) أيضاً.
وغاية ما يمكن أن يقال في المقام أمران:
الأوّل: أنّ النجاشي حكى عن علي بن محمّد ماجيلويه أنه قال: توفّي أحمد بن محمّد بن خالد في سنة ثمانين ومائتين، بعد أن حكى عن أحمد بن الحسين أنه قال: توفّي سنة أربع وسبعين ومائتين، وعلى الأول يكون وفاته بعد انتقال الروح المطهر لمولانا العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى أعلى غرفات الجنان بعشرين سنة، وهو ينافي روايته عن مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ).
والثاني: أنّ الحديث المذكور مروي في روضة الكافي أيضاً، والراوي فيه صفوان بن يحيى عن مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ).
والجواب: أمّا عن الأوّل، فبالنقض والحلّ.
أمّا الأوّل: فهو أنك قد عرفت أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى مماته بعد أن مات أحمد البرقي، والمفروض أنه من أصحاب الرضا (عَلَيهِ
ص: 39
السَّلَامُ)، ولمّا لم يكن ذاك منافياً لهذا في ابن عيسى، فليكن غير مناف له في إبن البرقي بل أولى.
وأما الثاني، فهو أنا نقول: إن شهادة مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) في سنة ثلاث ومائتين، فالمدة المتخلّلة بينهما وبين تاريخ وفاة أحمد البرقي، على ما في كلام ما جيلويه سبع وسبعين سنة، فلو فرض أن عمر أحمد بن محمّد بن خالد في وقت شهادته ست عشرة سنة يكون مدة عمره ثلاثاً وتسعين سنة، فلا استحالة في ذلك، وقد عرفت من كلام إبن الغضائري أن وفاة إبن عيسى بعد وفاة البرقي، وعلمت أيضاً أنّ شيخ الطائفة عدّ إبن عيسى من أصحاب مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ).
وأمّا عن الثاني، فبأن رواية حديث بسندين ليست من الأمور المستحيلة، ولأ من الأمور البعيدة، فكم من حديث واحد روي بأسانيد معتدّدة فضلاً عن سندين نعم إنما يكون منافياً إذا كان الراوي عن صفوان ابن البرقي في حديث الروضة، ولم يكن كذلك.
فها أنا أورد السندين مع الحديث في المقام رفعاً لتطرّق الشبهة عن الافهام.
فنقول: أما السند في الباب المذكور فقد عرفته.
وأما في الروضة[8: 267 ح 391] فقد أورده قبل حديث نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ)يوم القيامة هكذا: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن على بن أشيم، عن صفوان بن يحيى، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن ذي الفقار سيف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: نزل به جبرئيل من السماء، وكانت حلقته فضّة.
مضافاً إلى ما في المتن سؤالاً وجواباً من الإختلاف. أمّا في السؤال، فلمّا عرفت أنّ الموجود في السؤال من أحمد بن أبي عبد الله من أين
ص: 40
هو؟ ولم يوجد في سؤال صفوان بن يحيى. وأما في الجواب، فلمّا علمت من أنّ الموجود في آخر جوابه (عَلَيهِ السَّلَامُ) على ما في كتاب الحجّة وكانت حليته فضّة، وعلى ما في الروضة حلقته.
والحاصل أنّ المقتضى لكونه من أصحاب الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) موجود، والمانع عنه مفقود لما عرفت، وغاية ما هنا أن شيخ الطائفة لم يورده في أصحابه (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأمر فيه سهل. نعم في المقام شيء آخر ينبغي التنبيه عليه، وهو أنه قد وجد في بعض الأسانيد رواية أحمد بن محمّد البرقي عن مولانا الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد روى شيخنا الصدوق في المجلس الثامن والثمانين، عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمّد بن عبد الله الحميري عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبي عبد الله الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن جدّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من قال سبحان الله الحديث. ولكن لا يخفى ما فيه من الغرابة، بل الظاهر القريب من القطع أنها غير صحيحة، اذ رواية والده محمّد بن خالد عنه (عَلَيهِ السَّلَامُ) غير ثابتة فضلاً عن رواية إبنه عنه، فهو مرسل.
وممّا يؤيّده أنّ شيخنا الصدوق روى هذا الحديث في ثواب الأعمال بسند اشتمل على أحمد بن أبي عبد الله المذكور، وهو يروي بثلاث وسائط عن مولانا الباقر (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ثم بعد ذلك عثرت برواية أبيه محمّد بن خالد عن مولانا الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) في روضة الكافي[8: 1832 ح 208] وعلى أيّ حال يمكن القطع بعدم ثبوت روايته - أي: أحمد بن محمّد - عن مولانا الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) بل ولا عن مولانا الكاظم (عَلَيهِ السَّلَامُ). وأمّا الرواية عن
ص: 41
مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقد عرفت الحال في ذلك، فهو من أصحاب موالينا الرضا والجواد والهادي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وقد عرفت من تاريخ وفاته أنه مات بعد انقضاء برهة من الغيبة الصغرى، فهو أدرك بعض أيّام إمامة مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) وكلّ أيّام موالينا الجواد والهادي والعسكري (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وعشرين سنة على ما في كلام ماجيلوية من الغيبة الصغرى، لكن روايته عن مولانا العسكري غير معلومة. انتهى.
فمنها: ما رواه الشيخ في اختيار معرفة الرجال[2: 831 ح 1053] عن محمّد بن مسعود قال: حدّثني علي بن محمّد، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن أبي محمّد الرازي، قال: كنت أنا وأحمد بن أبي عبد الله البرقي بالعسكر، فورد علينا رسول من الرجل، فقال لنا: الغائب العليل ثقة، وأيوب بن نوح، وابراهيم بن محمّد الهمداني، وأحمد بن حمزة، وأحمد بن اسحاق ثقات جميعاً.
ورواه العلّامة الشيخ حسن صاحب المعالم في التحرير الطاووسي ص 17 و 53.
ومنها ما ذكره المحدّث الخبير الحاج ميرزا حسين النوري (قُدِّسَ سِرُّه) في دار السلام (3: 372- 373] قال: وفي منهاج الصلاح في مختصر المصباح لآية الله العلّامة في أعمال أواخر ذي الحجّة، عن أحمد بن محمّد الله بن عبد البرقي صاحب المحاسن، قال: كنت نزيلاً بالري على أبي الحسن الماذرائي (1) كاتب كوتكين، وكانت لي عليه وظيفة في
ص: 42
كل سنة عشرة آلاف درهم أخرجها عن خراج ضيعتي بقاشان، فلحقتنى المطالبة بالمال، وشغل عنّى ببعض أسبابه.
فبينما أنا ذات يوم على قلقي وارتماضي، إذ دخل عليّ شيخ مستور، وقد نزف دمه، وهو ميت في صورة الأحياء، فقال: يا أبا عبد الله تجمع بيني وبينك عصمة الدين وموالاة الأئمّة الطاهرين (عَلَيهِم السَّلَامُ)، فأنهضني في هذا الأمر لله ولساداتنا، فقلت له: وما ذاك؟ فقال: إنه قد ألقي في حقي أني كاتبت السلطان سرّاً بأمر كوتكين، فاستحل بذلك مالي ودمي، فأنعمت له بقضاء الحاجة وانصرف، وفكرت بعد انصرافه وقلت: إن طلبت حاجتي وحاجته لم تقضيا معاً، وإن طلبت حاجته لم يقض حاجتي ولم يطب بردّه.
فقمت من وقتي وساعتي الى خزانة كتبي، فوجدت حديثاً قد رويته عن جعفر بن محمّد الصادق (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) وهو: من أخلص النية في حاجة أخيه المؤمن جعل الله نجاحها على يديه، وقضي له كل حاجة في نفسه.
قال: فقمت من وقتي وساعتي وركبت بغلتي وجئت الى باب أبي الحسن الماذرائي، فمنعني بعض الحجّاب وأنعم بعض، ثم اتفقوا على إدخالي، فدخلت فوجدته في روشن له، متكئاً على دار بزين، وفي يده قضيب، فسلمت عليه فأجابني، ثمّ أومىء بالجلوس، فجلست، فألقى الله تعالى على لساني آية قرأتها برفع الصوت، وهي (وابتغ فيما آتاك الله والدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين).
فقال لي: كرماً يا أبا عبدالله تفضّل الله علينا بأموال فجعلها ثمناً لدار الآخرة، فقال: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من
ص: 43
الدنيا) اشارة الى المعاش والرياش (وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) هذه تقدمة وتشبيب بحاجة، فاذكرها منبسطاً مسترسلاً.
فقلت له: فلان ألقى فى حقه كيت وكيت، فقال لي: أشيعي تعرفه؟ قلت: أجل، قال: بالولاء والبراءة؟ قلت أجل، فألقى القضيب من يده ونزل عن كرسيه، ثمّ أو مىء إلى غلام له، فقال: يا غلام آت بالجريدة فأتى بجريدة وفيها أموال الرجل وهو مال لا يحصى، فأمر برده، ثم أمر له بخلعة وبغلة وصرفه إلى أهله مكرماً.
ثم قال: يا أبا عبد الله لقد بالغت في النصيحة وتلافيت أمري بسببه، ثمّ قطع من جانبه رقعة من غير سؤال وكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، يطلق لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم، وذلك من خراج ضيعته بقاشان.
ثم صبر هنيئة وقال: يا أبا عبد الله جزاك الله عني خيراً، لقد تداركت أمري بسببه وتلافيت حالي من أجله، ثمّ قطع من جانبه رقعة أخرى وكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، يلطلق لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم، وذلك لاهتدائه الضيعة والعارفة إلينا. قال: فملت على يده لأقبلها، فقال: يا أبا عبد الله لا تشوبنّ فعلي ببغيض، والله لئن قبلت يدي لأقبلن رجلك، هذا قليل في حقه، هذا متمسك بحبل آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ).
للمترجم تأليف ورسائل كثيرة، أكثرها داخلة في موسوعته الكبيرة وهي كتاب المحاسن وقال النجاشي وصنّف كتباً، منها المحاسن وغيرها، وقد زيد في المحاسن ونقص. ومراده من الزيادة والنقصان هو
ص: 44
الزيادة والنقصان فى الاجزاء والكتب المتكوّنة منها المحاسن، كما أنّ الشيخ (قُدِّسَ سِرُّه) زاد في الاجزاء والكتب على ما في النجاشي، وكما أنّ النجاشي ذكر كتباً لم يذكرها الشيخ (قُدِّسَ سِرُّه). ونحن نذكر أولا ما ذكره النجاشي من الأجزاء والكتب على ترتيب حروف التهجي، ثمّ تذكر ما ذكره الشيخ وغيره، أما ما ذكره النجاشي من الكتب والرسائل فهي:
1- كتاب الأجناس والحيوان.
2-كتاب أحاديث الجن وإبليس.
3- كتاب الاحتجاج.
4- كتاب أحكام الأنبياء والرسل.
5- كتاب أخبار الأمم.
6- كتاب أخص الأعمال.
7- كتاب الإخوان.
8- كتاب أدب المعاشرة.
9- كتاب أدب النفس. وفي الفهرست: آداب النفس.
10- كتاب الأرضين
11- كتاب الأزاهير.
12- كتاب الأشكال والقرائن
13-كتاب الأصفية.
14- كتاب أفاضل الأعمال.
15- كتاب الأفانين
16- كتاب الأمثال.
17- كتاب الأنساب. وفي الفهرست: كتاب المآثر والأنساب.
ص: 45
18- كتاب الأوائل.
19- كتاب الأوامر والزواجر.
20 - كتاب البلدان والمساحة. وهو الذي ذكره النجاشي أيضاً[355] في ترجمة محمّد بن عبد الله بن جعفر قال: ولمحمّد كتب، منها: كتاب الحقوق، كتاب الأوائل، كتاب السماء، كتاب الأرض، كتاب المساحة والبلدان، کتاب ابليس وجنوده، كتاب الإحتجاج. أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان القزويني، قال: حدثنا علي بن حاتم بن أبي حاتم، قال: قال محمّد بن عبد الله بن جعفر: كان السبب في تصنيفي هذه الكتب أني تفقدت فهرست كتب المساحة التي صنّفها أحمد بن أبي عبد الله البرقي ونسختها ورويتها عمّن رواها عنه، وسقطت هذه السنة الكتب عنّي، فلم أجد لها نسخة فسألت إخواننا بقم وبغداد والريّ، فلم أجدّه ا عند أحد منهم، فرجعت إلى الأصول والمصنفات، فأخرجتها وألزمت كل حديث منها كتابه وبابه الذي شاكله.
21- كتاب التاريخ.
22- كتاب التبصرة.
23- کتاب التبليغ والرسالة. وفي الفهرست: كتاب الإبلاغ.
24 - كتاب التحذير.
25- كتاب التحريف.
26 - کتاب التراحم والتعاطف.
27 - كتاب التسلية.
28 - كتاب التعازي.
29 - كتاب تعبير الرؤيا.
30- كتاب تفسير الحديث وفي الفهرست: كتاب تفسير الأحاديث
ص: 46
وأحكامه.
31- كتاب التهاني.
32- كتاب التهذيب.
33 - كتاب الثواب.
34 - كتاب جداول الحكمة.
35- كتاب الجمل.
36 - كتاب الحقائق.
37- كتاب الحياة.
38- كتاب الخصائص.
39- كتاب الدعاء.
40 - كتاب الدواجن والرواجن
41- كتاب ذكر الكعبة.
42 - كتاب الرجال.
43 - كتاب الرفاهية.
44 - كتاب الرواية.
45 - كتاب الرياضة.
46- كتاب الزجر والفال.
47 كتاب الزي.
48- كتاب الزينة.
49 - كتاب السفر.
50 - كتاب السماء.
51- كتاب الشعر والشعراء.
52 - كتاب الصفوة.
ص: 47
53- کتاب صوم الأيّام.
54- كتاب الصيانة.
55 - كتاب الطب.
56 - كتاب الطبقات.
57 - كتاب الطيب.
58 - كتاب العجائب.
59 - كتاب العقاب.
60- كتاب العقوبات.
61- كتاب علل الحديث. وفي الفهرست كتاب العلل.
62- كتاب العويص. وفي الفهرست كتاب العويض.
63- كتاب الغرائب.
64- كتاب الفراسة.
65- كتاب الفروق
66- كتاب فضل القرآن.
67- كتاب اللطائف.
68 - كتاب ما خاطب الله به خلقه.
69- كتاب المآكل.
70- كتاب المحبوبات.
71- كتاب مذام الأخلاق.
72- كتاب مذام الأفعال.
73- کتاب المراشد.
74- كتاب المرافق.
75 - كتاب المساجد الأربعة.
ص: 48
76- كتاب المشارب. وفي الفهرست: كتاب الماء.
77- کتاب مصابيح الظلم.
78- كتاب المصالح.
79- كتاب معاني الحديث والتحريف. وفي الفهرست: كتاب المعاني والتحريف.
80- كتاب المعيشة.
81- كتاب المغازي. وفي الفهرست كتاب مغازي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ).
82- كتاب مكارم الأخلاق.
83- كتاب مكارم الأفعال.
84- كتاب المكروهات.
85- كتاب المنافع.
86 - كتاب المواعظ.
87- كتاب المواهب. وفي الفهرست كتاب المواهب والحظوظ.
88- كتاب النجابة.
89- كتاب النجوم.
90- كتاب النحو.
91- كتاب النساء.
92 - كتاب النوادر.
93- كتاب الهداية.
هذا ما ذكره النجاشي في كتابه، ثمّ قال: هذا الفهرست الذي ذكره محمّد بن جعفر بن بطّة من كتب المحاسن، ثم ذكر طريقه إلى الكتب.
وأما الشيخ في الفهرست، فقال: وصنّف كتباً كثيرة، منها المحاسن
ص: 49
وغيرها، وقد زيد في المحاسن ونقص، فمما وقع إلي منها. ثم ذكر عدّة من الكتب وأنا أذكر هنا من الكتب التي لم يذكرها النجاشي في كتابه وان كان يحتمل اتحاد بعضها مع بعض، وهي:
94- كتاب اختلاف الحديث.
95- كتاب الأركان.
96 - كتاب الإمتحان.
97- كتاب أنساب الأمم.
98- كتاب بدأ خلق إبليس والجن.
99- كتاب بنات النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وأزواجه.
100- كتاب التأويل.
101- كتاب التبيان.
102- كتاب التخويف.
103- كتاب الترغيب.
104- كتاب التفسير.
105- كتاب ثواب القرآن.
106- كتاب خلق السماوات والأرض.
107- كتاب الدعابة والمزاح.
108- كتاب الرؤيا.
109- كتاب الزهد والمواعظ.
110-كتاب الزواجر.
111- كتاب السوم.
112- كتاب الشواهد من كتاب الله عزّ وجلّ.
113- كتاب العقل.
ص: 50
114- كتاب العيافة والقيافة.
115- كتاب العين.
116- كتاب الغريب.
117- كتاب الطير.
118- كتاب الفهم.
119- كتاب المحاسن.
120- كتاب المعاريض.
121- كتاب المكاسب.
122- كتاب المنتخبات.
123- كتاب النور والرحمة.
ثم ذكر طرقه إلى هذه الكتب وغيرها.
وهو من أجل الكتب والأصول المعتبرة عند الشيعة، وقد اعتمد عليه الرواة ومشايخ الحديث وأرباب الكتب الأربعة.
فالصدوق (قُدِّسَ سِرُّه) قال في مقدّمة كتابه من لا يحضره الفقيه: ولم أقصد فيه قصد المصنفين في ايراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته، وأعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربي تقدّس ذكره وتعالت قدرته - وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المعوّل وإليها المرجع، ثمّ ذكر عدّة من تلك الكتب، ثمّ قال: وكتب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي.
والكليني (قُدِّسَ سِرُّه) قد أكثر الرواية عن كتاب المحاسن في كتابه القيم الكافي، واعتمد على رواية البرقي كمال الاعتماد، كما هو المشهود للمراجع.
ص: 51
والشيخ (قُدِّسَ سِرُّه) أيضاً قد أكثر الرواية عنه بطريق الكليني وغيره. قال العلّامة المجلسي (قُدِّسَ سِرُّه) في مقدّمة البحار[1: 27]: وكتاب المحاسن للبرقي من الأصول المعتبرة، وقد نقل عنه الكليني وكل من تأخر عنه من المؤلفين وأورد العلّامة المجلسي جميع أحاديثه - إلا ما شد وندر - فى كتابه القيم بحار الأنوار، وجعل رمز الكتاب «سن».
والشيخ الفقيه ابن ادريس الحلّي في خاتمة كتابه السرائر[3: 64] استطرف جملة من أحاديثه، وذكر خطبة المحاسن، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم، قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي في خطبة كتابه الذي قد وسمه بكتاب المحاسن أما بعد، فإنّ خير الأمور أصلحها، وأحمدها أنجحها، وأسلمها أقومها، وأشدّها أعمها خيراً، وأفضلها أدومها نفعاً، وإن قطب المحاسن الدين وعماد الدين اليقين، والقول الرضي، والعمل الزكي، ولم نجد في وثيقة المعقول، وحقيقة المحصول عند المناقشة والمباحثة، لذي المقايسة والموازنة، خصلة أجمع لفضائل الدين والدنيا، ولا أشدّ تصفية لاقذاء العقل، ولا أقمع لخواطر الجهل، ولا أدعا إلى اقتناء كلّ محمود، ونفي كل مذموم من العلم بالدين، وكيف لا يكون ذلك كذلك ما من الله عزّ وجلّ سببه، ورسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مستودعه ومعدنه، وأولوا النهى تراجمته وحملته، وما ظنّك بشيء الصدق خلته، والذكاء والفهم آلته، والتوفيق والحلم قريحته واللين والتواضع نتيجته، وهو الشيء الذي لا يستوحش معه صاحبه إلى شيء، ولا يأنس العاقل مع نبذه شيء، ولأ يستخلف منه عوضاً يوازيه، ولا يعتاض منه بدلاً يدانيه، ولا تحول فضيلته، ولا تزول منفعته، وأنى لك بكنز باق على الإنفاق، لا يقدح فيه يد الزمان ولا تكلمه غوائل الحدثان، وأقل خصاله الثناء له في
ص: 52
العاجل، مع الفوز برضوان الله في الآجل، وأشرف بما صاحبه على كلّ حال مقبول، وقوله وفعله محتمل محمول، وسببه أقرب من الرحم الماسة، وقوله أصدق وأوثق من التجربة، وادراك الحاسة، وهو نجوة من تسليط التهم، وتحاذير الندم، وكفاك من كريم مناقبه، ورفيع مراتبه، إنّ العالم بما أدّى من صدق قوله شريك لكلّ عامل به في فعله طوال المسند، وهو به ناظر ناطق ، صامت حاضر، غائب، حي، ميت، ووداع نصب.
ثم استطرف جملة من أحاديث المحاسن.
وابن أبي نديم في الفهرست قال: كتاب المحاسن للبرقي يحتوي على نيف وسبعين كتاباً، ويقال على ثمانين كتاباً، وكانت هذه الكتب عند أبي علي بن همام.
هذا ولكن نسب الكتاب الى والده محمّد بن خالد خلاف ما ذكره جميع أرباب المعاجم والرجال.
والمولى محمّد تقي المجلسي في كتابه اللوامع، وهو شرحه الفارسي لكتاب من لا يحضره الفقيه، قال: وهذا الكتاب -أي: المحاسن - هو عندي، وحسبما ذكره المشايخ، كبير جداً، ومعتمد عليه عندهم، وهذا الموجود منه اليوم لعلّه ثلث أصل الكتاب، وقد صنف البرقي غير هذا الكتاب ثلاثة وتسعين كتاباً أخر في فنون العلوم، وأسامي هذه الكتب ذكرها أرباب الرجال في فهارسهم.
أقول: ظاهر كلامه أنّ المحاسن غير كتبه المذكورة في التراجم، مع أنّ الظاهر أنّ المحاسن متكوّن من الكتب المذكورة، كما يدلّ عليه سياق كلام أرباب التراجم والمعاجم، وصريح بعض العبارات المتقدّمة والآتية.
ص: 53
وقال المحقّق الخوانساري في الروضات وله تصانيف كثيرة فصلها الرجاليون، ومن أجلها وأجمعها كتاب المحاسن المشهور الموجود بيننا في هذه الأزمان، وقد اشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر مراتب الأصول والفروع، وكان الصدوق (رَحمَةُ اللّه) وضع على حذوها كثيراً من مؤلّفاته.
وقال المحدّث النوري في خاتمة المستدرك: وقد نقل عن جامعه الكبير المسمّى بالمحاسن كل من تأخر عنه من المصنفين وأرباب الجوامع، بل منه أخذوا عناوين الكتب، خصوصاً أبو جعفر الصدوق الله، فإنّ من كتب المحاسن كتاب ثواب الأعمال، كتاب عقاب الأعمال، كتاب العلل كتاب القرائن وعليه بنى كتاب الخصال، وإن قال في أوّله: فإنّي وجدت مشايخي وأسلافي رحمة الله عليهم قد صنفوا في فنون العلم كتباً، وغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الأعداد والخصال الممدوحة والمذمومة الى آخره. ثمّ قال: وهذه الكتب كلّها داخلة في جملة كتب المحاسن، كما أنّ كتاب رجاله موجود أيضاً وعندنا منه نسخة، ولم يصل إلينا من المحاسن إلا ثلاثة عشر كتاباً منه، والباقي ذهب فيما ذهب، ولو وجد لوجد فيه علم كثير.
وقال سيّدنا الأمين في أعيان الشيعة قول النجاشي فيما سمعت «وهذا الفهرست الذي ذكره محمّد بن جعفر بن بطة من كتب المحاسن» يدلّ على أن ما ذكره كله من أجزاء كتاب المحاسن. وقول الشيخ الطوسي فيما مرّ «وقع إليّ منها»:أي من كتب المحاسن، أو من مصنّفاته. وقول الشيخ الطوسي والنجاشي وغيرهما «وقد زيد في المحاسن ونقص» أي: فى عدد أجزائها وأبوابها، فذكر كل واحد ما وصل اليه منها، فلذلك حصلت الزيادة والنقصان، فكل واحد زاد عن
ص: 54
الآخر ونقص عنه، وشاهد ذلك ما سمعت من الشيخ الطوسي والنجاشي وعن ابن بطة وغيره.
وقال العلّامة الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة[20: 122]: المحاسن للشيخ أبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، من برق روذ قم الكوفي الثقة المتوفّى (280) أو قبلها بست سنين، وقد زيد في كتب المحاسن ونقص، كما صرح به النجاشي والشيخ الطوسي وما بقي من كتبه إلى يومنا هذا، وكان عند الشيخ الحرّ، وصرّح في خاتمة وسائله بأبوابه وكتبه:هكذا كتاب القرائن فيه عشرة أبواب. كتاب ثواب الأعمال، فيه مائة وثلاثة وعشرون باباً، كتاب عقاب الأعمال، فيه سبعون باباً، كتاب الصفوة والنور والرحمة فيه تسعة وأربعون باباً، كتاب النوادر، كتاب مصابيح الظلم فيه تسعة وأربعون باباً، وفيه باب المكروهات التي عده بعضهم كتاباً منفرداً، كالشيخ في الفهرست. كتاب العلل في ذكر علل الأشياء، وليس فيه أبواب كتاب السفر، وفيه تسعة وثلاثون باباً. كتاب المآكل فيه مائة وثلاثون باباً. كتاب الماء، فيه عشرون باباً. كتاب المنافع والاستخارات فيه أبواب. كتاب المرافق والبنيان واتخاذ العبيد والدواب، فيه سنّة عشر باباً. ثم ذكر بعض نسخ المحاسن الموجودة في بعض الخزائن والمكاتب.
أما سنة ولادته، فلم يعينها لنا التاريخ ولا المعاجم الرجالية.
وأما تاريخ وفاته، فقال النجاشي في كتابه[77]: وقال أحمد بن الحسين (رَحمَةُ اللّه) في تاريخه: توفّي أحمد بن أبي عبد الله البرقي في سنة أربع وسبعين ومائتين، وقال علي بن محمّد ماجيلويه: مات سنة أخرى سنة ثمانين ومائتين.
ص: 55
وأمّا مدّة عمره الشريف، فالذي يظهر من عدّ الشيخ الطوس (رَحمَةُ اللّه) في كتاب رجاله أنّ المترجم له من أصحاب الإمام الجواد (عَلَيهِ السَّلَامُ) المتوفى سنة (220) ه-، ومن أصحاب الإمام الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ) المتوفى سنة (254) ه-، وما ذكره النجاشي من القولين في وفاته، أنّ المترجم له عاش بعد الامام العسكري (عَلَيهِ السَّلَامُ) المتوفى سنة (260) ه- أربع عشرة سنة أو عشرين سنة، فيكون عمره الشريف في حدود الثمانين سنة، والله أعلم.
وأما قبره الشريف، فليس له اليوم منه أثر، ككثير من قبور العلماء والمحدثين. ونقل شيخنا المحدّث القمّي (رَحمَةُ اللّه) عن العلّامة المجلسي (قُدِّسَ سِرُّه): أن مقابر قم مملوءة من الأفاضل والمحدثين وإكرامهم إكرام الأئمّة الطاهرين (عَلَيهِم السَّلَامُ).
قوبل الكتاب على إحدى عشر نسخة، وهي:
1- نسخة كاملة، بخط النسخ كاتبها الشيخ أبو تراب بن الشيخ محمّد مهدي في سنة ( 1120) ه-.ق، وعلى النسخة علامة المقابلة، والنسخة محفوظة في خزانة مكتبة المرحوم آية الله العظمى المرعشي النجفي (قُدِّسَ سِرُّه)، برقم: 3473، ورمز النسخة «أ».
2- نسخة كاملة بخط النسخ، كاتبها عبد الصانع العلوي السبزواري، في سنة (1130) ه-.ق، والنسخة محفوظة في خزانة المكتبة المذكورة، برقم: 1877 ورمز النسخة «ب».
3- نسخة كاملة بخط النسخ، كاتبها الحاج مؤمن الأبهري الاصفهاني في سنة (1070 ه-.ق، وعلى النسخة تملك العلّامة محمّد باقر المجلسي (قُدِّسَ سِرُّه) بخطه الشريف، والنسخة محفوظة في المكتبة
ص: 56
المذكورة برقم 7399، ورمز النسخة «ج».
4- نسخة كاملة، بخط النسخ، كاتبها ناصر الدين بن علي بن الشيخ تقي الدين، في سنة (983) ه-.ق في مشهد مولانا أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، والنسخة محفوظة في المكتبة المذكورة في مجموعة برقم: 6723، ورمز النسخة «د».
5- نسخة كاملة بخط النسخ، كاتبها محمّد صادق بن محمّد كاظم في سنة (1090)، والنسخة محفوظة في خزانة مكتبة المجلس الشورى الإسلامي، برقم: 13904، ورمز النسخة «ش».
6- نسخة كاملة بخط النسخ، فرغ من كتابتها يوم الجمعة أربع وعشرين من شهر رمضان في المكّة المعظمة، وكاتبها وتاريخ السنة غير معلوم والنسخة محفوظة فى خزانة المكتبة المذكورة برقم: 16367، ورمز النسخة «س».
7- نسخة كاملة، بخط النسخ الجيّد، كاتبها محمّد جعفر بن عبد الله خرم آبادي الساكن في المسجد الكبير العبّاسي، في سنة (1077) ه-.ق، والنسخة محفوظة في خزانة المكتبة الرضويّة في مشهد مولانا الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، برقم: 7915، ورمز النسخة «ص».
8- نسخة كاملة بخط النسخ الجيّد، كاتبها محمّد حسين بن ملاً زين العابدين الأروميه اي الغروي، فى سنة (1346)، وقوبل هذه النسخة على نسخة «ص» المتقدّمة ونسخة أخرى تاريخ كتابتها سنة (1088) ه-.ق وهي نسخة ممتازة لتعرّضها لاختلاف النسخ في الهوامش والنسخة محفوظة في خزانة المكتبة المذكورة برقم: 8130، ورمز النسخة «ض».
9- نسخة كاملة بخط النسخ، كاتبها محمّد كاظم الجنابدي، في سنة
ص: 57
( 1094) ه-.ق والنسخة محفوظة في خزانة مكتبة الحاج حسين الملك، برقم: 2445، ورمز النسخة «ز».
10- نسخة كاملة بخط النسخ كاتبها محمّد قاسم بن أحمد الطبرستاني، في سنة ( 1065) ه-.ق والنسخة محفوظة في خزانة المكتبة المذكورة برقم: 1304، ورمز النسخة «ح».
11- النسخة المطبوعة من المحاسن، وهي مطبوعة عن نسخة المحدّث الخبير الحاج ميرزا حسين النوري (قُدِّسَ سِرُّه) المصححة على نسختين مصححتين، ورمز النسخة «ط».
و بما أنّ الكتاب من المصادر الرئيسية لكتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي (قُدِّسَ سِرُّه)، حاولنا استخراج المصادر من المحاسن المنقولة في البحار، وربما نذكر استطراداً بعض المصادر الأخرى من كتب الصدوق والكليني والشيخ الطوسي وغيرهم.
هذا وقد بذلت الوسع والطاقة في تصحيح و تحقيق الكتاب وأسانيده والمراجعة الى المصادر المنقولة عنه، وتخريج الآيات، وتوضيح الكلمات واللغات الصعبة، وترقيم الأحاديث، وما يحتاج اليه في تحقيق الكتاب وتخريجه.
وبالختام أني أقدم ثنائي العاطر لإدارة المجع العالمي لأهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لنشرها هذا الأثر القيم والخالد، واخراجه بهذه الطباعة الأنيقة، وأطلب من الله جل وعزّ أن يوفقهم ويسددهم لاحياء ونشر آثار أسلافنا المتقدمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد مهدي الرجائي
ه شعبان / 1413 ه-.ق
ص: 58
ص: 59
ص: 60
بسم الله الرحمن الرحيم
[1] 1- أحمد بن أبي عبدالله البرقي عن أبيه،[عن ابن أبي عمير] (3) عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يا معاوية من أعطي ثلاثاً (4) لم يحرم ثلاثاً، من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية، إن الله عزّ وجلّ يقول: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) (5) وقال عزّ وجلّ:
ص: 61
(ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (1)، وقال: (ادْعُوني أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (2)،(3).
[2] 2- عنه (4)، عن حمّاد بن عيسى، عن عبد الحميد الطائي، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كتب معي إلى عبدالله بن معاوية - وهو بفارس -: من اتقى الله،وقاه، ومن شكره زاده، ومن أقرضه جزاه» (5).
[3] 3- وعنه عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس (6)، عن ن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله، أو علي بن الحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، قالوا: يا رسول الله ما المنجيات؟ قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): خوف الله في السرّ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، قالوا: يا رسول الله فما المهلكات؟ قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): هوى منبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه (7).
[4] 4- عنه، عن هارون بن الجهم، عن أبي جميلة مفضّل بن صالح (8)،
ص: 62
عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث موبقات (1)، وثلاث منجيات. فأما الدرجات: فإفشاء السلام، وإطعام الطعام والصلاة والناس نيام. وأما الكفارات فاسباغ الوضوء بالسبرات (2) والمشي بالليل والنهار إلى الصلوات والمحافظة على الجماعات. وأما الموبقات: فشح مطاع (3)، وهوى منبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط (4).
[5] 5- عنه عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائه،، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: ثلاث منجيات تكفّ لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك (5) بيتك [وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): طوبى لمن لزم بيته وأكل قوته، واشتغل بطاعة ربه، وبكى على خطيئته] (6).
[6] 6- عنه، رفعه إلى سلمان رضوان الله عليه، قال: قال: أضحكتني ثلاث، وأبكتني ثلاث فأما الثلاث التي أبكتني: ففراق
ص: 63
الأحبّة (1) رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) و حزبه، والهول عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي ربّ العالمين يوم تكون السريرة علانية، لا أدري إلى الجنّة أصير أم إلى النار وأما الثلاث التي أضحكتني فغافل ليس بمغفول عنه، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وضاحك ملء فيه لا يدري أراض عنه سيده أم ساخط عليه (2).
[7] 7- عنه، عن الحسن بن علي اليقطيني، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي هارون العبدي، عن سلمان (رَضِیَ اللهُ عَنهُ) قال(3): أعجبتني ثلاث وثلاث أحزنتني. فأما اللواتي أعجبتني: فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل لا يغفل عنه، وضاحك ملء فيه وجهنّم وراء ظهره لم يأته ثقة ببراءته (4).
[8] 8- عنه، عن محمّد بن سنان، عن خضر (5)، عمّن سمع أبا عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ثلاث[خصال] (6) من كن فيه أو واحدة منهنّ، كان في ظل عرش الله يوم لا ظلّ إلا ظله: رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها، ورجل لم يقدّم رجلاً حتى يعلم أنّ ذلك لله رضا أو يحبس، ورجل لم يعب أخاه
ص: 64
المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه، فأنه لا ينتفي عنه عيب الا بدا له عيب وكفى بالمرء شغلاً بنفسه عن الناس (1).
[9] 9- عنه، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي عبيدة، عن أبي سخيلة (2)، قال: سمعت علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) على منبر الكوفة يقول: أيها الناس (3)، ثلاث لا دين لهم: لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بطاعة من عصى الله تبارك وتعالى، ثم قال: أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه، ولا خير في دنيا لا تدبّر (4) فيها، ولا خير في نسك لأ ورع فيه (5).
[10] 10 - عنه، عمّن ذكره، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): الخير كله في ثلاث خصال: في النظر، والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره اعتباراً، وسكوته فكرة، وكلامه ذكراً، وبكى على خطيئته، وأمن الناس شره (6).
[11] 11- عنه، عن الحسن (7) بن سيف، عن أخيه على عن سليمان بن
ص: 65
عمر، عن أبي عبدالله عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: لا يستكمل عبد (1) حقيقة الايمان حتى يكون فيه خصال ثلاث: التفقّه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا (2).
[12] 12 - عنه، عن ابن فضّال، عن عاصم، عن أبي حمزة (3)، عن عبد الله بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين، قالت: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ثلاث خصال من كن فيه يستكمل خصال الايمان، الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (4).
[13] 13- عنه عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من لم يكن فيه ثلاث لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاص الله، وخُلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل (5).
[14] 14 عنه عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): ثلاث من أبواب البرّ: سخاء النفس، وطيب الكلام، والصبر على الأذى (6).
ص: 66
[15] 15- عنه، رفعه، قال: قال أبو عبدالله (1) (عَلَيهِ السَّلَامُ): ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين كيف شاء كظم الغيظ، والصبر على السيوف الله، ورجل أشرف على مال حرام فتركه الله (2).
[16] 16- عنه، عن موسى بن القاسم، عن المحاربي، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ثلاثة (3) إن لم تظلمهم ظلموك السفلة، وزوجتك، وخادمك.
وقال: ثلاثة لا ينتصفون (4) من ثلاثة شريف من وضيع، وحليم من سفيه، وبرّ من فاجر (5).
[17] 17- عنه، عن عبد الرحمن بن حمّاد، عن أبي عمران عمر بن مصعب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: العبد بين ثلاث: بلاء، وقضاء، ونعمة فعليه للبلاء من الله الصبر فريضة، وعليه للقضاء الله التسليم فريضة، وعليه للنعمة من الله الشكر فريضة (6).
[18] 18- عنه، رفعه قال: إنّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) صعد المنبر بالكوفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس إنّ الذنوب ثلاثة،
(1)
ص: 67
ثم أمسك، فقال له حبّة العرني: يا أمير المؤمنين قلت: الذنوب ثلاثة ثمّ أمسكت، فقال له: ما ذكرتها إلّا وأنا أريد أن أفسّرها، ولكنّه عرض لى بهر (1) حال بيني وبين الكلام، نعم، الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه و نخاف (2) عليه، قيل (3): يا أمير المؤمنين فبيّنها لنا، قال: نعم، أما الذنب المغفور، فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا، فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين. وأما الذنب الذي لا يغفر: فظلم العباد بعضهم لبعض، إنّ الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسماً على نفسه، فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّ بكفّ، ولو مسحة بكفّ، ونطحة (4) ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء، فيقتصّ الله للعباد بعضهم من بعض، حتّى لا يبقى الأحد عند أحد مظلمة، ثمّ يبعثهم الله إلى الحساب. وأما الذنب الثالث، فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة، فأصبح خاشعاً من ذنبه، راجياً لربه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العقاب (5).
[19] 19 عنه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ
ص: 68
وَآلِهِ): أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم: من كان (1) عصمة أمره شهادة أن لا إله إلّا الله و أني رسول الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيراً قال: الحمد لله رب العالمين ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب اليه (2).
[20]20- عنه، عن أبي سعيد القماط عن المفضّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لا يكمل إيمان العبد (3) حتى تكون فيه خصال أربع (4): يحسن خلقه، و تسخو (5) نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله (6).
[21] 21- عنه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): أربع من كن فيه كمل إيمانه (7)، ومحصت عنه ذنوبه، ولقي ربّه وهو عنه راضٍ: من وفى الله بما يجعل على نفسه للناس، وصدّق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيح عند الله وعند الناس ويحسن (8) خلقه مع أهله (9).
ص: 69
[22] 22- عنه، عن محمّد بن سنان بن عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من يضمن لي أربعة أضمن له أربعة أبيات (1) في الجنّة: أنفق ولا تخف فقراً (2)، وأنصف الناس من نفسك (3)، وأفش السلام في العالم، واترك (4) المراء وان كنت محقّاً (5)؟
[23] 23- عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أربع من كنّ فيه بنى الله له بيتاً في الجنّة: من أوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه (6).
[24] 24- عنه، رفعه الى أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الأرض من المطر، والعين من النظر، والأنثى من الذكر، والعالم من العلم (7).
ص: 70
[25] 25- عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن اسماعيل بن قتيبة (1) البصري، عن أبي خالد الجهني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: خمس من لم يكن فيه (2) لم يهنّأ (3) بالعيش: الصحّة والأمن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق (4).
[26] 26- عنه عن جعفر بن محمّد، عن ابن القدّاح (5)، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأصحابه: ألا أخبركم بخمس لو ركبتم فيهنّ المطي حتى تنضوها (6) لم تأتوا بمثلهنّ: لا يخشى أحد إلا الله وعمله، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحيي العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: لا علم لي به، ولا يستحيي الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلّم، والصبر في الأمور (7).
[27] 27- عنه، عن محمّد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمّد
ص: 71
الأسدي، عن حريب (1) الغزال، عن صدقة القتّاب (2)، عن الحسن البصري، قال: كنت مع أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمنى وقد مات رجل من قريش، فقال: يا أبا سعيد قم بنا إلى جنازته، فلمّا دخلنا المقابر، قال: ألا أخبركم بخمس خصال هي (3) من البرّ، والبر يدعو إلى الجنّة؟ قلت: بلى، قال: إخفاء المصيبة وكتمانها، والصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك، وبر الوالدين فإنّ برهما الله رضى، والاكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإنّه من كنوز الجنّة، والحبّ لمحمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وعليهم أجمعين (4).
[28] 28- عنه، عن محمّد بن عيسى عن خلف بن حمّاد، عن علي بن عثمان بن رزین عمّن رواه عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ستّ خصال من كن فيه كان بين يدي الله وعن يمينه: إنّ الله يحبّ المرء المسلم الذي يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ويناصحه الولاية، ويعرف فضلي، ويطأ عقبي (5)، وينتظر عاقبني (6).
[29] 29- عنه، رفعه إلى أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ستة أشياء
ص: 72
ليس للعباد فيها صنع: المعرفة، والجهل والرضا والغضب، والنوم، واليقظة (1).
[30]30- عنه، عن داود النهدي، عن علي بن أسباط، عن الحلبي رفعه إلى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن الله تبارك وتعالى يعذب السنّة بالسنّة: العرب بالعصبية والدهاقنة بالكبر، والأمراء بالجور، والفقهاء بالحسد والنجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل (2).
[31] 31- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): سنّة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذرّيّتي، وكرّهها (3) الأئمّة لأتباعهم: العبث في الصلاة، والمن في الصدقة، والرفث في الصيام، والضحك بين القبور، والتطلّع في الدور، وإتيان المساجد جنباً.
قال: قلت: وما الرفث في الصيام؟ قال: ما كره الله لمريم في قوله (إنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلَّمَ اليَوْمَ إِنْسِيّاً) (4)، قال: قلت: صمتت (5) من أي شيء؟ قال: من الكذب (6).
ص: 73
[32] 32- عنه عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدّى زكاته، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدّى النصيحة لأهل بيت نبيّه (1)، فقد استكمل حقائق الإيمان وأبواب الجنّة مفتحة له (2).
[33] 33- عنه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حمّاد، عمّن ذكره، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إني لعنت سبعة (3) لعنهم الله تعالى وكل نبي مجاب، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله والمخالف لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرّم الله، والمتسلّط (4) بالجبروت ليعزّ من أذلّ الله، ويذل من أعزّ الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلاً له، والمحرم ما أحل الله (5).
[34] 34- عنه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع رفعه،
ص: 74
قال: قال سلمان الفارسي رضوان الله عليه: أوصاني خليلي بسبعة خصال لا أدعهن على كل حال: أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني، ولأ أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحب الفقراء وأدنو منهم، وأن أقول الحق وإن كان مرّاً، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة، ولا أسأل الناس شيئاً، وأوصاني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإنّها كنز من كنوز الجنّة (1).
[35] 35- عنه، عن أبي يحيى الواسطى (2)، عمّن ذكره، أنه قيل لأبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أترى هذا الخلق كلّهم من الناس؟ فقال: ألق منهم التارك للسواك، والمتربع في الموضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والممارى فيما لا علم له به، والمتمرّض من غير علة، والمتشعّث (3) من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه، والمفتخر بفخر آبائه (4) وهو خلو من صالح أعمالهم، وهو بمنزلة الخلنج (5) يقشّر لحاء عن لحاء حتّى يوصل إلى جوهره، وهو كما قال الله
ص: 75
تعالى (إنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (1)، (2).
[36] 36- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ثمانية لا تقبل منهم صلاة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز وزوجها ساخط عليها، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلّي بغير خمار، وإمام قوم يصلّي بهم وهم له كارهون، والزبين. قالوا: يا رسول الله وما الزبين؟ قال: الرجل يدافع الغائط والبول، والسكران، فهؤلاء الثمانية لا تقبل منهم صلاة (3).
[37] 37 عنه عن الحسن بن ظريف (4) بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن وفد عبد القيس قدموا (5) على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: فوضعوا بين يديه جلّة تمر،، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أصدقة أم هدية؟ قالوا: بل هديّة، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أي تمراتكم (6) هذه؟ قالوا: هو البرنيّ يا
ص: 76
رسول الله، فقال: هذا جبرئيل يخبرني أنّ في تمرتكم (1) هذه تسع خصال: تخبل الشيطان، وتقوّي الظهر، وتزيد في المجامعة، وتزيد في السمع والبصر، وتقرب من الله، وتباعد عن الشيطان، وتهضم الطعام وتذهب بالداء، وتطيب النكهة (2).
[38] 38- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الفضيل (3) بن يسار، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: عشرة من لقى الله بهنّ دخل الجنّة: شهادة أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسول الله، والاقرار بما جاء به من عند الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت والولاية لأولياء الله، والبراءة من أعداء الله، واجتناب كل مسكر (4).
[39] 39- عنه، عن محمّد بن أبي أبي عمير، عمّن رواه، عن عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: عشرة مواضع لا يصلى فيها: الطين، والماء،،والحمام والقبور، ومسان الطريق (5)، وقرى النمل، ومعاطن الابل ومجرى الماء، والسبخة، والثلج (6).
ص: 77
[40] 40- عنه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خالد، عن رجل، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: النشرة (1) فى عشرة أشياء: المشي والركوب، والإرتماس في الماء، والنظر الى الخضرة والأكل والشرب، والنظر إلى المرأة الحسناء، والجماع، والسواك، وغسل الرأس بالخطمي (2) في الحمّام وغيره، ومحادثة الرجال (3).
[41] 41 عنه عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير (4).
[42] 42 - عنه عن محمّد بن عيسى بن يقطين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الاصفهاني، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله (5).
ص: 78
[43] 43- عنه عن علي بن أسباط رفعه، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): رحم الله عبداً قال خيراً فغنم، أو سكت على سوء (1) فسلم (2).
[44] 44- عنه، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلاة ممن تواضع (3) لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري (4)، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس وأجعل له في الظلمات نوراً، وفي الجهالة علماً (5)، وأكلأه بعزّتي و أستحفظه بملائكتي (6)، يدعوني فألبّيه (7)، ويسألني فأعطيه (8)، فمثل ذلك عندي كمثل جنّات الفردوس لا تيبس ثمارها، ولا تتغير عن حالها (9).
[45] 45- عنه، عن جعفر بن محمّد، عن عبدالله بن ميمون القدّاح عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا ربّ من أهلك الذين تظلّهم في ظلّ
ص: 79
عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والتربة (1) أيديهم، الذين يذكرون جلالي (2) إذا ذكروا ربهم، الذين يكتفون بطاعتي، كما يكتفي الصبي الصغير باللبن، الذين يأوون الى مساجدي كما تأوي النسور الى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت، مثل النمر إذا خرد (3)، (4).
[46] 46- عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أتى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) رجل، فقال: علمني يا رسول الله، فقال: عليك باليأس عمّا (5) في أيدي الناس، فإنّه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إيّاك والطمع، فإنّه الفقر الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك خيراً ورشداً فاتبعه، وإن يك غیّاً فدعه (6).
[47] 47- عنه، عن حمّاد بن عمر و النصيبي، عن السريّ بن خالد، عن
ص: 80
أبي عبدالله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: قال لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا على أوصيك بوصية فاحفظها عنّي، فقال له عليّ: يا رسول الله أوص، فكان في وصيّته أن (1) قال: إنّ اليقين ألّا ترضى أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً على ما آتاك الله، ولا تذمّ أحداً على ما لم يؤتك الله؛ فإنّ الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهية كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
يا عليّ، إنه لا فقر أشدّ من الجهل، ولأ مال أعود من العقل، ولأ وحدة أو حش من العجب، ولأ مظاهرة أو ثق من المشاورة، ولأ عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ، ولأ حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكّر.
يا علي آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف (2)، وآفة السماحة المنّ، وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر.
يا علي، إنك لا نزال بخير ما حفظت وصيّتي، أنت مع الحقّ (3) والحق معك (4).
[48] 48- عنه، عن محمّد بن اسماعيل، رفعه الى أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أوصيك يا علي في
ص: 81
نفسك بخصال فاحفظها اللهم أعنه: الأولى: الصدق، فلا يخرج من فيك كذب (1) أبداً، والثانية: الورع، فلا تجترىء على خيانة أبداً، والثالثة: الخوف من الله كأنك تراه والرابعة: البكاء لله، يبنى لك بكل دمعة بيت في الجنّة، والخامسة: بذلك مالك ودمك دون دينك، والسادسة: الأخذ بسنّتي في صلاتي وصومي وصدقتي. فأما الصلاة [فالخمسون ركعة] (2) في الليل والنهار. وأما الصيام فثلاثة أيّام فى الشهر: الخميس في أوّل الشهر، والأربعاء في وسط الشهر، والخميس في آخر الشهر. والصدقة بجهدك حتى تقول: قد أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل - يكررها أربعاً -، وعليك بصلاة الزوال، وعليك برفع يديك الى ربّك، وكثرة تقلبها، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال، وعليك بالسواك لكل وضوء، وعليك بمحاسن الاخلاق فارتكبها، وعليك بمساوىء الأخلاق فاجتنبها، فان لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك (3).
[49] 49- عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن عطيّة الحذاء، قال: سمعت أبا عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وجد كتاباً في قراب سيف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مثل الإصبع، فيه: إن أعنى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على
ص: 82
محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ومن أحدث حدثاً، أو آوى محدثاً، فلا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا، ولا يحلّ (1) لمسلم أن يشفع في حد (2).
[50] 50 عنه، عن أحمد بن محمّد، قال: حدثنا علي بن حديد، عن أبي أسامة، قال: سمعت أبا عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: عليكم بتقوى الله، والورع والاجتهاد وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زيناً ولا تكونوا شيئاً، وعليكم بطول الركوع والسجود، فإنّ أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف (3) إبليس (4) من خلفه، وقال: يا ويلتاه أطاعوا و عصيت، وسجدوا و أبيت (5).
[51] 51- عنه عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت، أبا عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: أوصيكم بتقوى الله، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلّوا، إنّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: (وَقُولُو الِلنَّاسِ حُسْناً). ثمّ قال: عودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا معهم في مساجدّه م، ثم قال: أي شيء أشدّ على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم، فيأمرونهم وينهونهم، فلا يقبلون منهم،
ص: 83
ويذيعون حديثهم عند عدوّهم، فيأتي عدوّهم إلينا، فيقولون لنا: انّ قوماً يقولون ويروون عنكم كذا وكذا، فنحن نقول: إنّا براء ممن يقول هذا، فيقع عليهم البراءة (1).
تمّ كتاب القرائن بحمد الله ومنّه، وصلى الله على محمّد وآله.
ص: 84
ص: 85
ص: 86
بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
(وفيه من الأبواب مائة وأربعة وعشرون بابا)
1- ثواب من بلغه ثواب شيء، فعمل به طلباً لذلك الثواب.
2- ثواب حسن الظن بالله.
3- ثواب التفكر في الله
4- ثواب تعديل الله في خلقه.
5- ثواب الأخذ بالسنّة.
6- ثواب من سن سنة عدل.
7- ثواب من علم باب هدى.
8- ثواب من سنّ سنّة عدل على نفسه.
9- ثواب من ناصح الله في نفسه.
10- ثواب إيثار طاعة الله على الهوى.
11- ثواب من أصلح فيما بينه وبين الله.
ص: 87
12- ثواب الإقبال على العمل.
13- ثواب ما جاء في التوحيد.
14- ثواب قول: «لا إله إلّا الله وحده وحده وحده».
15- ثواب قول: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له».
16- ثواب قول: «لا إله إلّا الله ربّى لا أشرك به شيئاً».
17- ثواب قول: «لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً».
18- ثواب من قال: «لا إله إلّا الله الحق المبين».
19- ثواب قول: «لا إله إلّا الله مخلصاً».
20- ثواب قول: «لا إله إلّا الله والله أكبر».
21-ثواب من شهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسول الله».
22- ثواب من شهد أن لا إله إلّا الله» عند موته
23-ثواب کلمات الفرج
24- ثواب من قال: «یا الله یا الله»
25- ثواب من قال: «يا الله يا ربّي».
26- ثواب من قال: « يا رب ثلاثاً.
27- ثواب من قال: يا رب يا ربّ».
28- ثواب من كبر الله مائة تكبيرة.
29- ثواب تسبيح فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ).
30- ثواب ما جاء في التسبيح.
31- ثواب التمجيد.
32- ثواب فضل ذكر الله.
33- ثواب الشغل بذكر الله.
34- ثواب ذكر الله في الملاء والخلاء.
ص: 88
35- ثواب ذكر الله في الغافلين.
36 - ثواب ذكر الله في الأسواق.
37- ثواب ما جاء في «بسم الله الرحمن الرحيم
38- ثواب «بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
39- ثواب قول: «لاحول ولا قوة إلا بالله».
40- ثواب قول: «ما شاء الله».
41- ثواب قول: «لا إله إلّا الله، والحمد لله، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
42- ثواب قول: «سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر».
43- ثواب القول في الإصباح والإمساء.
44- ثواب الصلاة.
45- ثواب الطهور.
46- ثواب من ذكر اسم الله على طهوره.
47- ثواب الطهر على الطهر.
48- ثواب من بات على طهر.
49- ثواب دخول المسجد.
50- ثواب الإختلاف إلى المسجد.
51- ثواب الأذان.
52- ثواب القول عند سماع الأذان.
53- ثواب الجلوس بين الأذان والإقامة.
54 - ثواب المصلي.
55- ثواب المصلّي للفريضة.
ص: 89
56-ثواب الدعاء بعد الفريضة.
57- ثواب المحافظة على الصلاة.
58- ثواب الصلاة في جماعة.
59- ثواب صلاة النوافل.
60- ثواب قضاء النوافل
61- ثواب صلاة الليل.
62- ثواب إستغفار الوتر.
63- ثواب إستغفار الأسحار.
64- ثواب إجلال القبلة.
65- ثواب توقير المسجد.
66- ثواب الصلاة في بيت المقدس.
67- ثواب بناء المساجد.
68- ثواب مسجد الكوفة وفضله.
69- ثواب من قم مسجداً.
70- ثواب من سرّج في المسجد.
71-ثواب الصلاة في مسجد القبيلة.
72- ثواب الصلاة في المسجد الأعظم.
73- ثواب الصلاة في مسجد السوق.
74- ثواب يوم الجمعة.
75- ثواب العمل يوم الجمعة.
76- ثواب الصلاة بين الجمعتين.
77- ثواب من مات يوم الجمعة وليلتها.
78- ثواب من تولّى آل محمّد.
ص: 90
79- ثواب من مات مع ولاية آل محمّد.
80- ثواب من أحب آل محمّد.
81- ثواب مودّة آل محمّد.
82- ثواب من استشهد مع آل محمّد.
83 - ثواب ذكر آل محمّد.
84- ثواب النظر إلى آل محمّد
85- ثواب صلة آل محمّد.
86- ثواب من دمعت عينه في آل محمّد.
87- ثواب من اصطنع إلى آل محمّد
88 - ثواب الحجّ.
89- ثواب التجهز إلى الحجّ.
90- ثواب النفقة في الحجّ.
91- ثواب من وصل قريباً بحجة وعمرة أو أشركه في حجّه.
92- ثواب الإحرام.
93- ثواب التلبية.
94- ثواب الطواف.
95- ثواب إستلام الركن.
96- ثواب السعي.
97- ثواب الوقوف بعرفات.
98- ثواب جمع منى.
99- ثواب العتق بعرفة.
100- ثواب الإفاضة من منى.
101- ثواب المارّ بالمأزمين.
ص: 91
102- ثواب رمي الجمار.
103- ثواب النحر.
104- ثواب العمل يوم النحر.
105- ثواب من دخل مكّة بسكينة.
106- ثواب من دخل الحرم حافياً.
107-ثواب من دخل مكّة وليس في قلبه كبر.
108 - ثواب التسبيح بمكّة.
109- ثواب الساجد بمكّة.
110- ثواب النائم بمكّة.
111- ثواب من ختم القرآن بمكّة.
112-ثواب النظر إلى الكعبة.
113- ثواب معرفة حق الكعبة.
114- ثواب دخول الكعبة.
115- ثواب من حجّ ماشياً.
116- ثواب من مات في طريق مكّة.
117- ثواب من خلف حاجاً في أهله.
118- ثواب من عظم الحاج وصافحه والتسليم عليه.
119- ثواب من حجّ كل سنة ثم تخلف سنة.
120- ثواب من نوى الحجّ ثمّ حرمه.
121- ثواب من ارتبط محملاً للحج.
122- ثواب من دفن في الحرم.
123- ثواب الصوم.
124- ثواب عمل الحي للميت.
ص: 92
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
[52] 1- أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن النضر عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من بلغه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شيء من (1) الثواب، ففعل ذلك طلب قول النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، كان له ذلك الثواب، وان كان النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لم يقله (2).
[53] 2- وعنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من بلغه عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شيء من الثواب فعمله، كان أجر ذلك له، وان كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لم يقله (3).
ص: 93
[54] 3- عنه عن ابن فضّال: عن الحسن بن الجهم، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يوقف عبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيأمر (1) به إلى النار فيقول: لأ وعزتك ما كان هذا ظنّي بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ فيقول: كان ظني بك أن تغفر لي، فيقول: قد غفرت لك. قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أما والله ما ظنّ به في الدنيا طرفة عين، ولو كان ظنّ به في الدنيا طرفة عين ما أوقفه ذلك الموقف لما رأى من العفو (2).
[55] 4- عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه، فيقول الله تعالى له: ألم أمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟ فيقول: بلى يا ربّ، ولكن غلبت علي شهوتي، فان تعذبني فبذنبي لم تظلمني، فيأمر الله به إلى النار، فيقول: ما كان هذا ظنّى بك، فيقول ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظنّى بك أحسن الظن فيأمر الله به إلى الجنّة، فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة (3).
[56] 5 عنه، عن بنان بن العبّاس، عن الحسين الكرخي، عن جعفر بن أبان، عن الحسن الصيقل، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): تفكّر ساعة خير من قيام ليلة؟ قال: نعم، قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): تفكّر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف يتفكر؟ قال: يمرّ
ص: 94
بالدور الخربة (1)؛ فيقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ مالك لا تتكلّمين؟ (2)
[57] 6- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يرفعه إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: قال الله تبارك وتعالى: من أذنب ذنباً، فعلم أن لي أن أعذبه وأن لي ن أعفو عنه عفوت عنه (3).
[58] 7- عنه عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن أبيه سيف بن عميرة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من تمسك بسنّتي في اختلاف أُمتي، كان له أجر مائة شهيد (4).
[60] 9- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: حدّثني أبان بن محمّد البجلي، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من علم باب هدى كان له أجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم. ومن علّم باب ضلال كان عليه مثل وزر (1) من عمل به، ولا ينقص أولئك من أوزارهم (2).
[61]10- عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما من مؤمن سنّ على نفسه سنة حسنة، أو شيئاً من الخير، ثم حال بينه وبين ذلك حائل، الأكتب الله له ما أجرى على نفسه أيّام الدنيا (3).
[63] 12- عنه عن ابن بنت الياس (1)،، عن عبد الله بن سنان، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): قال الله تعالى: وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وعلائي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلّا جعلت غناه في نفسه، وكفيته همّه، وكففت عليه ضيعته (2)، وضمّنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر (3).
[64] 13- عنه عن الحسين (4) بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: من أصلح فيما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه (5) وبين الناس (6).
[65] 14- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من صلّى وأقبل على صلاته لم يحدَّث نفسه ولم يسه فيها، أقبل الله عليه ما أقبل عليها، فربّما رفع نصفها، وثلثها، وربعها، وخمسها، وإنّما أمر بالسنّة ليكمّل ما ذهب من
ص: 97
المكتوبة (1).
[66] 15- عنه، عن محمّد بن على، عن أبي الفضيل (2)، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما من شيء أعظم (3) من شهادة أن لا إله إلّا الله؛ لأنّ الله لم يعد له شيء، ولا يشركه في الأمور أحد (4).
[67] 16- وعنه عن الفضيل (5) بن عبد الوهاب، رفعه، قال: حدّثني إسحاق بن[عبد الله، عن] (6) عبيد الله (7) بن الوليد الوصّافى رفعه، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من قال: لا إله إلّا الله، غرست له شجرة في الجنّة من ياقوتة حمراء، منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل، وأشدّ بياضاً من الثلج، وأطيب ريحاً من المسك، فيها أمثال (8) ثدي الأبكار، تفلق على سبعين حلة.
وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): خير العبادة الإستغفار، وذلك قول الله عزّ وجل فى كتابه (فَاعْلَمْ أَنه لا إله إلّا الله وَاسْتَغْفِرْ
ص: 98
[68] 17 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان فيما أعلم، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال جبرئيل لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): طوبى لمن قال من أمتك: «لا إله إلّا الله وحده وحده وحده» (3).
[69] 18- أحمد، عن أبيه، وعمرو بن عثمان، وأيوب، جميعاً عن ابن المغيرة عن ابن مسكان عن ليث المرادي عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت (4)، وهو، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير» كانت كفّارة لذنوبه (5) في ذلك اليوم (6).
[70] 19- وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عبد العزيز العبدي، عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من قال في كلّ يوم عشر مرّات «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له إلها واحداً أحداً
ص: 99
فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً كتب الله له خمساً وأربعين ألف حسنة، ومحا عنه خمساً وأربعين ألف سيئة، ورفع له عشر درجات، وكن له حرزاً في يومه من الشيطان والسلطان، ولم تحط به كبيرة من الذنوب (1).
16- ثواب قول: «لا إله إلّا الله ربّى لا أشرك به شيئاً
[71] 20- عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن سعيد بن المسيب، عن على بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ألا أخبركم بما يكون به خير الدنيا والآخرة، واذا كربتم واغممتم دعوتم الله به (2) ففرّج عنكم قالوا: بلى يا رسول الله قال: قولوا: «لا إله إلّا الله ربنا لا نشرك به شيئاً، ثم ادعوا بما بدا لكم (3).
[72] 21- عنه، قال: حدّثني محمّد بن عيسى الأرمني، عن أبي عمران الخرّاط، عن الأوزاعي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: من قال في كلّ يوم خمسة (4) عشر مرّة «لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً، لا إله إلّا الله عبوديّة ورقاً، لا إله إلّا الله إيماناً وصدقا أقبل الله عليه بوجهه، فلم يصرف عنه وجهه حتى يدخل الجنّة (5)؟
ص: 100
[73] 22 عنه بهذا الاسناد، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: من قال في كل يوم ثلاثين مرّة «لا إله إلّا الله الحق (1) المبين»، استقبل الغنى، واستدبر الفقر، وآنس وحشته في القبر، وقرع باب الجنّة (2).
[74] 23- عنه، قال: حدّثني ابن بنت إلياس، عن أحمد بن عائذ، عن أبي الحسن السوّاق، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: يا أبان إذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث: من شهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً، وجبت له الجنّة، قال: قلت له: إنه يأتينى من كل صنف من الأصناف، فأروي لهم هذا الحديث؟ قال: نعم يا أبان، إنه إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الأولين والآخرين، فيسلب منهم «لا إله إلّا الله» إلا من كان على هذا الأمر (3).
[75] 24- عنه، عن إبن فضّال، عن محمّد بن سعيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من هبط وادياً فقال: «لا إله إلّا الله والله أكبر»، ملأ الله الوادي حسنات، فليعظم الوادى بعداً، أو ليصغر (4).
ص: 101
[76] 25- عنه، عن محمّد بن علي، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من شهد أن لا إله إلّا الله، ولم يشهد أن محمّداً رسول الله، كتب الله له (1) عشر حسنات، فإن شهد أنّ محمّداً رسول الله، كتب له ألفي ألف حسنة (2).
[77] 26- عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن هيثم (3) بن عبد الله، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله أو أبي جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: من قال: «انّي أشهدك وكفى بك شهيداً، وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك، بأنّك أنت الله وحدك لا شريك لك، وأن محمّداً عبدك ورسولك»، مرّة واحدة أعتق ربعه، ومن قال مرّتين أُعتق نصفه، ومن قال ثلاثاً أعتق ثلثاه، ومن قال أربعاً أعتق كلّه (4).
إله إلا الله، فأنّها أُنس (1) للمؤمن من (2) حين يمزق (3) قبره، قال: قال لي جبرئیل (عَلَيهِ السَّلَامُ) يا محمّد لو تراهم حين يخرجون من قبورهم، ينفضون التراب عن رؤوسهم، هذا يقول: «لا إله إلّا الله والحمد لله» يبيّض وجهه، وهذا يقول: يا حسرتاه على ما فرّطت في جنب الله (4).
[79] 28- وفي رواية فضيل بن عثمان، عمّن رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من شهد «أن لا إله إلّا الله» عند موته، دخل الجنّة، قال النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لقّنوا موتاكم «لا إله إلّا الله» فانّها تهدم الخطايا، قال (5): كيف من قالها في حياته؟ قال: هي أهدم وأهدم (6).
[80] 29- عنه، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله (7) الأشعري، عن عبد الله بن جعفر قال: بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه، عن عبد الله قال لي عمّي علي بن أبي طالب (عَلَيهِم السَّلَامُ): ألا أحبوك (8) كلمات، والله ما حدثت بها حسناً ولا حسيناً، إذا كانت لك إلى الله حاجة تحبّ قضاها فقل: «لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع، وما فيهنّ وما بينهنّ وربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين، اللهم إنّي أسألك بأنك ملك مقتدر،
ص: 103
وأنت على كلّ شيء قدير، ما تشاء من كلّ شيء يكون» ثمّ تسأل حاجتك (1).
[81] 30- عنه، عن ابن بنت الياس، عن عبد الله بن سنان، عن حفص (2) بن مسلم، قال: إشتكى بعض ولد أبي جعفر، فمرّ عليه جعفر وهو شاكّ، فقال له: يا جعفر، تقول: «يا الله يا الله» فإنّه لم يقلها أحد عشر مرّات إلّا قال له الربّ تبارك وتعالى: لبّيك (3).
[82] 31- عنه، عن أبيه، عن حمّاد، وصفوان (4)، وابن المغيرة، عن معاوية بن عمّار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إذا قال العبد: «يا الله يا ربّي» حتّى ينقطع النفس، قال له الربّ: سل ما حاجتك.
[83] 32- وفي رواية أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قول الله عزّ وجلّ في كتابه (وحناناً مِنْ لَدُنَا) (5) قال: إنّه كان يحيى إذا دعا قال في دعائه: «يا ربّ يا الله» ناداه الله من (6) السماء لبّيك يا يحيى (7) سل حاجتك (8).
ص: 104
[84] 33- عنه، عن محمّد بن على، عن إسماعيل بن يسار، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الرجل منكم ليقف عند ذكر الجنّة والنار، ثمّ يقول: «أي ربّ، أي ربّ أي ربّ» ثلاثاً، فإذا قالها نودي من فوق رأسه: سل ما حاجتك (1).
[85] 34- عنه، عن محمّد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن معاوية بن عمار الدهني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من قال: «يا رب يا ربّ» حتى ينقطع نفسه (2)، قيل له: لبيك ما حاجتك؟.
وروي من يقولها (3) عشر مرّات، قيل له: لبّيك ما حاجتك (4)؟
[86] 35- عنه، عن الحسن بن ظريف، عن عبد الله بن المغيرة، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من كبّر الله مائة تكبيرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كتب الله له من الأجر كأجر من أعتق مائة رقبة، ومن قال: «سبحان الله وبحمده» كتب الله له عشر حسنات، وان زاد زاده الله (5).
[87] 36- عنه، عن يحيى بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن إبن أبي
ص: 105
نجران، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من سبّح الله في دبر الفريضة قبل أن يثنّي رجليه تسبيح فاطمة عليها الصلاة والسلام المائة، وأتبعها ب- « لا إله إلّا الله» مرّة واحدة، غفر له (1).
[88] 37- عنه، عن يحيى (2) وعمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فسأله أبي عن تسبيح فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فقال: الله أكبر حتّى أحصاها أربعة وثلاثين، ثمّ قال: الحمد لله، حتى بلغ سبعة (3) وستّين، ثمّ قال: سبحان الله، حتّى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة (4).
[89] 38- عنه، عن على بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن ثابت، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من قال: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر» خلق الله منها أربعة أطيار تسبّحه وتقدّسه وتهلّله إلى يوم القيامة (5).
[90] 39- وفي رواية محمّد بن مروان، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسوا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا قال العبد (6): «سبحان
ص: 106
الله» فقد أنف لله، وحق على الله أن ينصره (1).
[91] 40- وعنه، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمّد بن أبي حمزة، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من سبح الله مائة مرّة، كان أفضل الناس ذلك اليوم، الا من قال مثل قوله (2).
[92] 41- وعنه، عن على بن سيف عن أخيه الحسين بن سيف بن عميرة، عن مالك (3) بن عطيّة، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال: إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مرّ برجل يغرس غرساً في حائط له، فوقف عليه، فقال له: ألا أدّلك على شيء أثبت أصلا، وأسرع ينعاً، وأطيب ثمراً، وأبقى؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر» فإنّ لك بكل تسبيحة شجرات (4) في الجنّة من أنواع الفاكهة، وهي الباقيات الصالحات (5).
[93] 42 - عنه، عن محمّد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن داود بن الحصين، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من بخل منكم بمال أن ينفقه، وبالجهاد أن يحضره، وبالليل أن يكابده (6)، فلا يبخل ب- «سبحان الله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله» (7).
ص: 107
[94] 43- عنه، عن الوشّاء، عن رفاعة بن موسى، عن ليث المرادي أبي بصير (1). قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من قال: «سبحان الله» من غير تعجّب، خلق الله منها طائراً أخضر يستظلّ بظلّ العرش يسبّح، فيكتب له ثوابه إلى يوم القيامة (2).
[95] 44- عن ابن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن أعين (3)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن الله يمجّد نفسه (4) في كل يوم ثلاث مرّات، فمن مجّد الله بما يمجّد نفسه (5) وكان في شقوة، حوّل إلى سعادة، يقول: «أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العزيز الكبير، وأنت الله لا إله إلا أنت ملك (6) يوم الدين، وأنت الله لا إله الا أنت الغفور الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت[منك] (7) بدء كلّ شيء وإليك يعود، وأنت الله لا إله إلا أنت، لم تزل ولا تزال، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشرّ، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الجنّة والنار، وأنت الله لا إله إلا أنت أحداً صمداً (8)، لم تلد ولم
ص: 108
تولد، ولم يكن لك كفواً أحد، وأنت الله لا إله إلا أنت الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر، سبحان الله عمّا يشركون، وأنت الله الخالق البارى المصوّر لك الأسماء الحسنى يسبّح لك ما في السماوات والأرض وأنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الكبير المتعال، والكبرياء رداؤك» (1).
[96] 45- عنه، عن جعفر بن محمّد، الله عن عبد بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: قال: النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لأصحابه: ألا أُخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من الدينار والدرهم، وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتقتلونهم ويقتلونكم؟ قالوا: بلى يا رسول اللهّ قال: ذكر الله كثيراً (2).
[97] 46- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول (3): من شغل بذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي من سألني (4).
[98] 47 - عنه، عن ابن فضّال، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهّان،
ص: 109
عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال الله تعالى: ابن آدم أذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، ابن آدم أذكرني في خلاء (1) أذكرك في خلاء، ابن آدم أذكرني في ملاء أذكرك في ملاء خير من ملائك. وقال: ما من عبد يذكر الله في ملاء (2) من الناس إلا ذكره الله في ملاء من الملائكة (3).
[99] 48- عنه عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ): انّ أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل في الفارين (4)، والمقاتل في الفارّين نزوله (5) الجنّة (6).
[100] 49- عنه، عن علي بن الحكم، وعلى بن حديد جميعاً (7)، عن سيف بن عميرة، عن سعد الخفّاف، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرَّها وحامضها، فليقل: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأن محمّداً عبده ورسوله، اللهم إني أسألك من فضلك، وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم» (8).
[101] 50- عنه، عن أبي أيوب المدائني، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: قال أبو عبد الله عليه
ص: 110
السلام: من قال فى السوق: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله» كتب الله له ألف ألف حسنة (1).
[102] 51- عنه عن علي بن الحكم عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من دخل سوق جماعة، أو مسجد (2) أهل نصب، فقال، فقال مرّة واحدة: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، وصلى الله على محمّد وآله وأهل بيته» عدلت حجّة مبرورة (3).
[103] 52- عنه، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن على بن يوسف (4)، هارون بن الخطاب التميمي، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما نزل كتاب من السماء إلا وأوّله «بسم الله الرحمن الرحيم» (5).
38- ثواب «بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم»
[104] 53- عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من قال: «بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول
ص: 111
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ثلاث مرّات، كفاه الله تعالى تسعة وتسعين نوعاً من أنواع البلاء (1) أيسرها الخنق (2).
[105] 54- أحمد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن (3) (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال من قال: «بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ثلاث مرّات حين يصبح، وثلاث مرّات حين يمسي، لم يخف شيطاناً ولا سلطاناً ولا جذاماً ولا برصاً. قال أبو الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): وأنا أقولها مائة مرة (4).
[106] 55- عنه، عن محمّد بن بكر، عن زكريا بن محمّد، عن عامر بن معقل، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) شكى إلى ربّه حديث النفس، فقال: أكثر من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» (5).
[107] 56- وبهذا الاسناد، رفعه إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن حملة العرش لما ذهبوا ينهضون بالعرش لم يستقلوه، فألهمهم الله لا حول ولا قوة إلا بالله فنهضوا به (6).
[108] 57 وفي رواية محمّد بن عمران، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا قال العبد «لأ
ص: 112
حول ولا قوة إلا بالله» فقد فوّض أمره إلى الله، وحق على الله أن يكفيه (1).
[109] 58- وفي رواية هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا قال العبد: «لا حول ولا قوة إلا بالله» قال الله عزّ وجلّ للملائكة: إستسلم عبدي، اقضوا حاجته (2).
[110]59- وعنه، عن عيسى بن جعفر العلوي، عن حفص السدوسي، وأحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سألته عن تفسير «لا حول ولا قوة إلا بالله» قال: لا يحول بيننا وبين المعاصي إلّا الله، ولا يقوّينا على أداء الطاعة والفرائض إلا الله (3).
[111] 60- عنه، قال: حدّثني يحيى بن أبي بكر، عن بعض أصحابه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا قال العبد: «ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله» قال الله: ملائكتي استسلم عبدي، أعينوه، وأدركوه، اقضوا حاجته (4).
[112] 61- وفي رواية قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من قال ما شاء الله ألف مرّة في دفعة واحدة، رزق الحجّ من عامه، فان لم يرزق أخره الله حتى يرزقه (5).
ص: 113
[113] 62- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر «الحمد لله» ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألحّ عليه الفقر فليكثر من قول «لا حول ولا قوة إلا بالله» ينفى الله عنه الفقر (1).
وقال فقد النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) رجلاً من الأنصار، فقال له: ما غيّبك عنّا؟ فقال: الفقر يا رسول الله، وطول السقم، فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ألا أعلمك كلاماً إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم؟ قال: بلى، قال: إذا أصبحت وأمسيت، فقل: «لا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الحى الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له وليّ من الذلّ، وكبّره تكبيراً»، قال الرجل: فوالله ما قلته إلا ثلاثة أيّام حتى ذهب عنّى الفقر والسقم (2).
[114] 63- قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لأمّ هاني: من سبّح الله مائة مرّة كلّ يوم، كان أفضل ممّن ساق مائة بدنة إلى بيت الله الحرام، ومن حمد الله مائة تحميدة، كان أفضل ممّن أعتق مائة
ص: 114
رقبة، ومن كبّر الله مائة تكبيرة، كان أفضل ممن حمل على مائة فرس في سبيل الله بسروجها ولجمها. ومن هلّل الله مائة تهليلة، كان أفضل الناس عملاً يوم القيامة الا من قال أفضل من هذا (1).
[115] 64- وعنه، عن أبي يوسف، عن ابن أبي عمير، عن عمير، عن الأنماطي، عن كليمة صاحب الكلل، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من قال هذا القول إذا أصبح، فمات في ذلك اليوم دخل الجنّة، فان قال: إذا أمسى فمات من ليلته دخل الجنّة «أللهم إنى أشهدك وأشهد ملائكتك المقرّبين وحملة العرش (2) المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وفلان وفلان (3) حتّى ينتهي إليه أئمتي وأوليائي، على ذلك أحيى وعليه أموت، وعليه أبعث يوم القيامة ان شاء الله، وأبرأ من فلان وفلان وفلان وفلان، أربعة» فإن مات في يومه أو ليلته دخل الجنّة (4).
[116] 65- عنه عن أبي يوسف عن علي بن حسان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من قال إذا أصبح هذا القول، لم يصبه سوء حتى يمسي، ومن قاله (5) حين بمسي، لم يصبه سوء حتى يصبح، يقول: «سبحان الله مع كلّ شيء حتى لا يكون شيء بعدد كلّ شيء وحده، وعدد جميع الأشياء
ص: 115
وأضعافها منتهى رضا الله والحمد لله كذلك، ولا إله إلّا الله مثل ذلك، والله أكبر مثل ذلك (1).
[117] 66- عنه، عن على بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: الصلاة عمود الدين مثلها كمثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود يثبت (2) الأوتاد والأطناب، وإذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب (3).
[118] 67- عنه، عن محمّد بن علي، عن على بن حسان (4)، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بينما أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قاعد ومعه ابنه محمّد إذ قال: يا محمّد إئتني بإناء فيه ماء أتوضأ منه للصلاة[فأتاه محمّد بالماء، فأكفأ بيده اليسرى على اليمنى] (5)، ثم قال: «بسم الله الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً» ثم استنجى، فقال: «اللهم حصّن فرجي وأعفّه، واستر عورتي وحرّمني على النار» ثمّ تمضمض فقال: «اللهم لقني حجّتي يوم ألقاك، وأنطق (6)
ص: 116
لساني بذكرك ثم استنشق وقال: «اللهم لا تحرمني (1) ريح الجنّة، واجعلني ممن يشم ريحها وطيبها (2)».
ثم غسل وجهه وقال: «اللّهمّ بيّض وجهى يوم تبيّض وجوه وتسودّ وجوه، ولا تسودّ وجهي يوم تبيّض وجوه وتسودّ وجوه». ثم غسل يده اليمنى فقال: «اللهم أعطني كتابي بيميني، والخلد في الجنان بيساري». ثمّ غسل يده اليسرى، فقال: «اللهم لا تعطنی کتابی بيساري ولا تجعلها مغلولة إلى عنقى، وأعوذ بك من مقطعات النيران».
ثمّ مسح على رأسه فقال: «اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك». ثم مسح على قدميه، فقال: «اللهم ثبتني على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، واجعل سعيي فيما برضيك عنّي».
ثمّ رفع رأسه إلى محمّد فقال: يا محمّد من توضأ مثل وضوئي، وقال مثل قولى خلق الله له من كل قطرة ملكاً يقدسه ويسبّحه ويكبره، فيكتب الله له ثواب ذلك إلى يوم القيامة (3).
[119] 68- عنه، عن محمّد بن أبي المثنّى، عن محمّد بن حسان (4) السلمي، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من ذكر اسم
ص: 117
الله على وضوئه طهر جسده كله، ومن لم يذكر اسم الله على وضوئه طهر من جسده ما أصاب (1) به الماء (2).
[120] 69- وفي رواية إبن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): لا يتوضّأ الرجل حتى يسمّي، ويقول قبل أن يمس الماء: «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين» فإذا فرغ من طهوره قال: «أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله» فعندها (3) يستحق المغفرة (4).
الله شيئاً إلا أعطاه (1).
[123] 72- وفي رواية حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال من أوى إلى فراشه، فذكر أنه على غير طهر، فتيمم من دثار ثيابه، كان في صلاة ما ذكر الله (2).
[124] 73- عنه، عن محمّد بن عيسى الأرمني، عن الحسين بن خالد، عن حمّاد بن سليمان، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): قال الله تبارك وتعالى: إن بيوتي في الأرض المساجد، تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض، ألا طوبى لمن كانت المساجد بيوته، ألأ طوبى لعبد توضّأ في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إنّ على المزور كرامة الزائر، ألا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة (3).
الحسن بن على (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: أتيت الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، فقلت له: حدّثني عن جدّك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، قال: نعم، قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية آية محكمة، أو فريضة مستعملة، أو سنة قائمة، أو علم مستطرف، أو أخ مستفاد، أو كلمة تدله على هدى، أو تردّه عن ردى، وتركه الذنب (1) خشية أو حياءً (2).
[126] 75- وفي رواية إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من أقام في مسجد بعد صلاته إنتظاراً للصلاة، فهو ضيف الله، وحق على الله أن يكرم ضيفه (3).
[127] 76- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان طول حائط مسجد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، قامة فكان يقول لبلال إذا أذن: أعل فوق الجدار، وارفع صوتك بالأذان، فإنّ الله عزّ وجلّ قد وكل بالأذان ريحاً ترفعه إلى السماء، فإذا سمعته الملائكة، قالوا: هذه أصوات أمّة محمّد بتوحيد الله، فيستغفرون الله لأمّة محمّد حتّى يفروغوا من تلك الصلاة (4).
[128] 77- عنه، عن عبيد بن يحيى بن المغيرة، عن سهل بن سنان، عن سلام المدائني، عن جابر الجعفي، عن محمّد بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)،
ص: 120
قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): المؤذن المحتسب كالشاهر بسيفه في سبيل الله، القاتل بين الصفّين.
وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): من أذن إحتساباً سبع سنين، جاء يوم القيامة ولا ذنب له.
وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا تغوّلت (1) لكم الغيلان، فأذنوا بأذان الصلاة.
وقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): يحشر المؤذنون يوم القيامة طوال الأعناق (2).
[129] 78- عنه عن إبن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الحارث البصري (3)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من سمع المؤذن يقول: «أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسول الله، أكتفي بها عمّن أبى وجحد وأعين بها من أقرّ وشهد» كان له من الأجر مثل عدد من أنكر وجحد، وعدد من أقرّ واعترف (4)؛
[130] 79- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم العامري، عن إسحاق بن إبراهيم الجريري، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من جلس بين
ص: 121
الأذان والإقامة في المغرب، كان كالمتشحط (1) بدمه في سبيل الله (2).
[131]80- وفي رواية ابن القدّاح، عن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): للمصلّي ثلاث خصال: ملائكة حافّين به من قدميه إلى أعنان السماء، والبرّ ينتثر (3) عليه من رأسه إلى قدمه، وملك عن يمينه وعن يساره، فإن التفت قال الرب تبارك وتعالى: إلى خير منّي تلتفت يا ابن آدم؟ لو يعلم المصلّي من يناجي ما انفتل (4).
[132] 81- وفي رواية جابر، عن محمّد بن علي، قال: إذا استقبل[المصلّي] (5) القبلة استقبل الرحمن بوجهه لا إله غيره (6).
[133] 82- عنه، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما من مؤمن يؤدّي فريضة من فرائض الله إلا كان له عند أدائها دعوة مستجابة (7).
[134] 83- عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو
ص: 122
عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من قال بعد فراغه (1) من الصلاة قبل أن يزوّل ركبتيه: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له إلها واحداً صمداً (2)، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا» عشر مرّات محى الله عنه أربعين ألف ألف سيئة، وكتب الله له أربعين ألف ألف حسنة، وكان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشر مرّة، ثم التفت إليَّ، فقال: أما أنا فلا أزوّل (3) ركبتي حتّى أقولها مائة مرّة، وأما أنتم فقولوها عشر مرّات (4).
[135] 84- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن درّاج، عن زرارة (5)، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أيما مؤمن حافظ على صلاة الفريضة فصلاها لوقتها، فليس هو من الغافلين، فإن قرأ فيها بمائة آية، فهو من الذاكرين (6).
[136] 85- عنه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من صلى فريضة، وعقب إلى أخرى، فهو ضيف الله، وحق على الله أن يكرم ضيفه (7).
ص: 123
[137] 86- عنه، عن الحسين (1) بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من صلّى الغداة والعشاء الآخرة في جماعة، فهو في ذمة الله، فمن ظلمه فإنّما يظلم الله، ومن حقره (2) فإنما يحقر الله (3).
[138] 87- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن الحسن (4) بن صالح بن حي، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين، فأتم ركوعها وسجودها، ثم جلس فأثنى على الله وصلى على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ثم سأل الله حاجته، فقد طلب الخير في مظانّه (5)، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب (6).
ص: 124
[139] 88- عنه، عن الحسن بن علي (1) بن فضّال، عن عاصم بن حميد، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الربّ ليعجّب ملائكته من العبد من عباده، يراه يقضي النافلة، فيقول: أنظروا إلى عبدي يقضي ما لم أفترض عليه (2).
[140] 89 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قيام الليل مصحّة (3) للبدن، ورضاء الربّ (4)، وتمسك بأخلاق النبيين، وتعرّض للرحمة (5).
[141]90- وفي رواية يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كذب من زعم أنه يصلّي صلاة الليل وهو يجوع، إنّ صلاة الليل تضمن رزق النهار (6).
وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من صلّى بالليل حسن وجهه بالنهار (7).
ص: 125
[142] 91- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن حمّاد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من قال في آخر الوتر: «أستغفر الله[ربّي] (1) وأتوب اليه» سبعين مرة، ودام (2) على ذلك سنة، كتب من المستغفرين بالأسحار (3).
[143] 92- عنه، عن العبّاس بن الفضل عن إبراهيم بن محمّد، عن موسى بن سابق، عن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إن الله إذا أراد أن يعذب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون في جلالي (4)، ويعمرون مساجدي، ويتسغفرون (5) بالأسحار لأنزلت عذابي (6).
[144] 93 - عنه، عن أبيه، عن الحارث بن بهرام (7) عن عمرو بن جميع قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من بال حذاء القلبة، ثمّ ذكر فانحرف عنها إجلالاً للقبلة وتعظيماً لها، لم يقم من مقعده حتى
ص: 126
يغفر له (1).
[145] 94- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن على (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من وقر مسجداً، لقى الله يوم يلقاه ضاحكاً مستبشراً، وأعطاه كتابه بيمينه.
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من ردّ ريقه تعظيماً لحق المسجد، جعل الله ذلك الله ذلك قوّة في بدنه، وكتب له بها حسنة، وحط عنه بها سيئة، وقال: لا تمرّ بداء في جوفه الا أبرأته (2).
[146] 15- عنه عن النوفلي، عن السكوني، باسناده عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الصلاة في بيت المقدس ألف صلاة (3).
[147] 96 - عنه، عن أبيه، عن أحمد بن داود المزني، حدّثني هاشم الخلّال (4)، قال: دخلت أنا وأبو الصباح الكناني على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له: يا أبا الصباح ما تقول في هذه المساجد التي بنتها (5) الحاجّ في طريق مكّة؟ فقال: بخّ بخّ تلك (6) أفضل المساجد، من بنى
ص: 127
مسجداً كمفحص (1) قطاة بنى الله له بيتاً في الجنّة.
[148] 97- وفي رواية أبي عبيدة الحذاء، قال: بينا أنا بین مكّة والمدينة أضع الأحجار كما يصنع الناس، فقلت له: هذا من ذاك؟ قال: نعم (2).
[149] 98- عنه، عن عمرو بن عثمان الكندي، عن محمّد بن زياد، عن هارون بن خارجة، قال: قال لى أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا؟ قلت: لأ، قال: أفتصلّى فيه الصلاة كلّها؟ قلت: لا، قال: أما أنا لو كنت حاضراً بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة، أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من نبي ولا عبد صالح الا وقد صلّى في مسجد الكوفة، حتى أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لما أسرى به إلى السماء، قال له جبرئيل: أتدري أين أنت يا محمّد؟ أنت الساعة مقابل مسجد كوفان، قال: فاستأذن لي فأصلي فيه ركعتين، فنزل فصلّى فيه، وإنّ مقدّمه لروضة من رياض الجنّة، وميمنته وميسرته لروضة من رياض الجنّة، وإنّ وسطه لروضة من رياض الجنّة، وإن مؤخره لروضة من رياض الجنّة، والصلاة فيه فريضة تعدل فيه بألف صلاة، والنافلة فيه بخمس مائة صلاة (3).
بكير، عن سلام بن غانم، عن أبي عبد الله، أو عمّن رواه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من قم مسجداً كتب الله له عنق رقبة، ومن أخرج منه ما يقذي (1) عيناً كتب الله له كفلين (2) من رحمته (3).
ثواب من سرّج (4) في المسجد
[151] 100 - عنه، عن محمّد بن علي، عن إسحاق بن بشره (5) الكاهلي (6)، عن الحكم بن مسكين، عن رجل قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من سرّج (7) في مسجد من مساجد الله لم تزل الملائكة وحملة العرش يسبّحون (8) له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج (9)
[152] 101- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: الصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون
ص: 129
صلاة (1).
[153] 102- عنه عن النوفلي عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: الصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة (2).
[154] 103- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: الصلاة في مسجد السوق اثنتا عشر صلاة (3).
[155] 104- عنه، عن عبد الله بن محمّد، عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الحسين بن جعفر عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن الحور العين يؤذن لهنّ (4) يوم الجمعة (5)، فيشرفن (6) على الدنيا، فيلقن: أين الذين يخطبونا إلى ربّنا؟ (7)
[109] 105- عنه، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن المفضّل بن صالح، عن محمّد بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: ليلة الجمعة ليلة غرّاء (8)، ويومها يوم أزهر، وليس على الأرض يوم تغرب فيه الشمس أكثر معتقاً
ص: 130
فيه من النار من يوم الجمعة (1).
[157] 106- عنه، عن ابن محبوب رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ المؤمن ليدعو في الحاجة، فيؤخر الله حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة. وقال: من مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من ضغطة القبر (2).
[158] 107- أحمد، عن عبد الله بن محمّد، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: كان على (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: أكثروا المسألة في يوم الجمعة والدعاء، فإنّ فيه ساعات يستجاب فيها الدعاء والمسألة ما لم تدعوا بقطيعة (3)، أو معصية، أو عقوق، واعلموا أنّ الخير والشر يضاعفان يوم الجمعة (4).
[159] 108- وعنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، أنه سأل أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أخبرنا عن أفضل الأعمال يوم الجمعة، فقال: الصلاة على محمّد وآل محمّد مائة مرّة بعد العصر، وما زدت فهو أفضل (5).
[160] 109 وفي حديث آخر رواه عبد الله بن سنان (6) وأبو
ص: 131
إسماعيل (1)، عن أخيه (2)، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إذا صليت يوم الجمعة، فقل: «اللهم صل على محمّد وآل محمّد، الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته» كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سيّئة، وقضى له بها مائة ألف حاجة، ورفع له بها مائة ألف درجة (3)؟
[161] 110- عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من صلى عليّ يوم الجمعة إيماناً واحتساباً إستأنف العمل (4).
[163] 111- عنه عن إبن فضّال، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ الصدقة يوم الجمعة تضاعف، وكان أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يتصدق بدينار (5).
[163] 112- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبى زياد السكوني عن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من صلّى ما بين الجمعتين خمس مائة صلاة،
ص: 132
فله عند الله ما يتمنى من الخير (1).
[164] 113- عنه، عن ابن فضّال، عن المفضّل بن صالح، عن سعد بن ظريف (2)، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من مات ليلة الجمعة كتب الله له براءة من عذاب النار، ومن مات يوم الجمعة أعتق من النار.
وقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): بلغني أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، رفع عنه عذاب القبر.
[165] 114- عنه عن بكر بن صالح عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من سره أن ينظر إلى الله بغير حجاب، وينظر الله إليه بغير حجاب، فلينول آل محمّد وليتبرأ من عدوّهم، وليأتم بإمام المؤمنين منهم، فإنه إذا كان يوم القيامة نظر الله إليه بغير حجاب، ونظر إلى الله بغیر حجاب (3).
العبدي، عن أبي أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام ما بين الركن والمقام، ثمّ ذبح كما يذبح الكبش مظلوماً، لبعثه الله مع النفر الذين يقتدي بهم، ويهتدي بهداهم ويسير بسيرتهم، إن جنّة فجنّة، وإن ناراً فنار (1).
[167] 116 - عنه، عن القاسم بن يحيى (2)، عن جدّه الحسن بن راشد، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من أحبنّا (3) أهل البيت، وحقّق حبّنا في قلبه، جرى ينابع الحكمة على لسانه، وجدّد الإيمان في قلبه، وجدّد له عمل سبعين نبياً وسبعين صديقاً وسبعين شهيداً، وعمل سبعين عابداً عبد الله سبعين سنة (4).
[168] 117- عنه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن جماعة، عن بشر بن غالب الأسدى قال: حدّثني الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال لي: يا بشر بن غالب من أحبنا لا يحبّنا إلا لله، جئنا نحن وهو كهاتين - و قدر بين سبابتيه - ومن أحبنا لأ يحبّنا الا للدنيا، فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر (5).
[169] 118- عنه قال: حدّثني خلاد المقري عن قيس بن الربيع،
ص: 134
عن ليث بن سليمان (1)، عن إبن أبي ليلى، عن الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ألزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لقى الله وهو يودّنا أهل البيت دخل الجنّة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلّا بمعرفة حقّنا (2).
[170] 119- عنه، عن إسماعيل بن إسحاق، عن الحسن بن الحسين، عن سعيد بن خيثم (3)، عن محمّد بن القاسم، عن زيد بن علي، قال: من استشهد معنا أهل البيت له سبع رقوات، قيل: وما سبع رقوات؟ قال: سبع درجات، ويشفع في سبعين من أهل بيته (4).
(عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: النظر إلى آل محمّد عبادة (1).
[173] 122- عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين، فينادي مناد: من كانت له عند رسول الله يد فليقم، فيقوم عنق من الناس، فيقول: ما كانت أياديكم (2) عند رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)؟ فيقولون: كنّا نصل أهل بيته من بعده، فيقال لهم: إذهبوا فطوفوا في الناس، فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده فأدخلوه الجنّة (3).
وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) من وصلنا وصل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ومن وصل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقد وصل الله تبارك وتعالى (4).
[175] 124- عنه، عن محمّد بن علي الصيرفي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جدّه، عن على بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافيته يوم القيامة (1).
[176] 125- عنه، عن يحيى بن إبراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: الحاج حملانه وضمانه على الله، فإذا دخل المسجد الحرام وكل به ملكان يحفظان عليه طوافه وسعيه، فإذا كانت عشيّة عرفة ضربا على منكبه الأيمن، ثمّ يقولان: يا هذا أما ما مضى فقد كفيته، فانظر كيف تكون فيما تستقبل (2).
89- ثواب التجهز للحج
[17] 126 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال:[قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ:] (3) إن العبد المؤمن إذا أخذ في جهازه لم يرفع قدماً ولم يضع قدماً إلا كتب الله له بها حسنة، حتّى إذا استقل لم يرفع بعيره خفاً ولم يضع خفاً الأكتب الله له بها حسنة، حتّى إذا قضى حجّه مكث ذا الحجّة ومحرّما وصفراً (4) يكتب له الحسنات ولا يكتب عليه السيئات إلا أن يأتي بكبيرة (5).
ص: 137
[178] 127- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن عمرو (1)، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لو كان لأحدكم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله ما عدل الحجّ، ولدرهم (2) ينفقه الحاج يعدل ألفي درهم في سبيل الله (3).
ثواب من وصل قريباً بحجّة وعمرة أو أشركه في حجّه (4)
92- ثواب الإحرام
[179] 128 - عنه، عن الحسن بن على الوشّاء، عن المثنى بن راشد الحناط، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ المسلم إذا خرج إلى هذا الوجه يحفظ الله عليه نفسه وأهله، حتى إذا انتهى إلى المكان الذي يحرم فيه، وكل ملكان يكتبان له أثره، ويضربان على منكبه ويقولان له: أما ما مضى فقد غفر لك ذلك فاستأنف العمل (5).
[180] 129- عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن إبن أبي عمير وابن فضّال، عن رجال شتّى، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من لبّى فى إحرامه سبعين مرة إحتساباً،
ص: 138
أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من النفاق (1).
[181]130- عنه، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن زكريّا، عن علي بن ميمون الصائغ، قال: قدم رجل على أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له (عَلَيهِ السَّلَامُ): قدمت حاجاً؟ فقال: نعم، فقال: تدري ما للحاجّ؟ قال: قلت: لا، قال: من قدم حاجّاً وطاف بالبيت وصلّى ركعتين، كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحى عنه سبعين ألف سيّئة، وشفع (2) في سبعين ألف حاجة، وكتب له عتق سبعين رقبة، كل رقبة عشرة آلاف درهم (3).
[182] 131- عنه، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن محمّد بن مسلم، بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إستلموا الركن، فإنّه يمين الله في خلقه، يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الرجل، ويشهد لمن وافاه (4)، (5).
[183] 132- عنه عن إبن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لرجل من الأنصار: إذا سعيت بين الصفا والمروة[سبعة أشواط] (6)
ص: 139
كان لك عند الله أجر من حجّ ماشياً من بلاده، ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة (1).
[184] 133- عنه، عن يحيى بن إبراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): أما علمت أنه إذا كان عشيّة عرفة برز الله (2) فى ملائكته إلى سماء الدنيا، ثم يقول: أنظروا إلى عبادي، أتوني شعثاً غبراً، أرسلت إليهم رسولاً من وراء وراء، فسألوني ودعوني، أشهدكم أنه حق عليَّ أن أجيبهم اليوم قد شفّعت محسنهم في مسيئهم، وقد تقبّلت من محسنهم فأفيضوا مغفوراً لكم، ثم يأمر ملكين فيقومان بالمأزمين هذا من هذا الجانب، وهذا من هذا الجانب، فيقولان: اللهم سلّم سلّم، فما تكاد ترى من صريع ولا كسير (3).
يقول الله تبارك وتعالى: إن عبداً إذا أوسعت عليه في رزقه لم يفد إليّ في كل أربع المحروم (1).
[186] 135- عنه، عن ابن محبوب، عن شهاب (2) عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رجل أعتق عبده عشيّة عرفة، قال: يجزي عن العبد حجّة الإسلام، ويكتب للسيد أجر ثواب العتق وثواب الحجّ (3).
[189] 138- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رمي الجمار، قال: له بكلّ حصاة يرمي بها تحطّ عنه كبيرة موبقة (1).
[190] 139- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال على بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) في حديث له: إذا ذبح الحاج كان فداه من النّار (2).
[191]140- عنه عن أبيه عن القاسم بن إسحاق، عن عباد الدواجني، عن جعفر بن سعيد (3)، عن بشير بن زيد، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ): اشهدي ذبح ذبيحتك، فإنّ أوّل قطرة منها يكفّر الله بها كلّ ذنب عليك وكل خطيئة عليك، فسمعه بعض المسلمين، فقال: يا رسول الله هذا لأهل بيتك خاصة أم للمسلمين عامة؟ قال: إنّ الله وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحداً منهم، وهذا للناس عامة (4).
[192]141- عنه، عن محمّد بن علي، عن المفضّل بن صالح، عن أبي
ص: 142
حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من دخل مكّة بسكينة غفر الله (1)ذنوبه (2).
[193] 142 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن إسماعيل، عن أبان بن تغلب، قال: كنت مع أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) مزامله (3) ما بين مكّة والمدينة، فلمّا انتهى إلى الحرم نزل فاغتسل، فأخذ نعليه بيده، ثمّ دخل الحرم حافياً، قال أبان فصنعت مثل ما صنع، فقال: يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعاً لله محى الله الله عنه مائة ألف سيئة، وكتب له مائة ألف حسنة، وقضى له مائة ألف حاجة (4).
[194] 143- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أنظروا إذا هبط الرجل منكم وادي مكّة، فالبسوا خلقان ثيابكم، أو سمل (5) ثيابكم، فإنه لم يهبط وادي مكّة أحد ليس في قلبه من الكبر إلّا غفر له (6).
[195] 144- عنه، عن عمرو بن عثمان، وأبي علي الكندي، عن علي
ص: 143
بن عبد الله بن جبلة، عن رجاله، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: تسبيح بمكّة يعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله (1).
[196] 145- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد، عمّن حدثه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: الساجد بمكّة كالمنشخط بدمه في سبيل الله (2).
[197] 146- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: النائم بمكّة كالمتشحّط (3) في البلدان (4).
[198] 147- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن علي بن خالد، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتى يرى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ويرى منزله من (5) الجنّة (6).
[199] 148- عنه عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن
ص: 144
أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا خرجتم حجّاجا (1) إلى بيت الله، فأكثروا النظر إلى بيت الله، فإنّ لله مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام، ستون (2) للطائفين، وأربعون للمصلّين، وعشرون للناظرين (3).
[200] 149- وفى رواية إسماعيل بن مسلم، عن جعفر، عن أبيه، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: النظر إلى الكعبة حبّاً لها (4) يهدم الخطايا هدماً (5)؟
[201] 150- عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من أيسر ما ينظر إلى الكعبة أن يعطيه الله بكل نظرة حسنة، ويمحى (6) عنه سيئة، ويرفع له درجة (7).
[202] 151- عنه عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا، عن علي بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من أتى الكعبة، فعرف[من حقنا وحرمتنا ما عرف] (8) من حقّها وحرمتها، لم
ص: 145
يخرج من مكّة إلّا وقد غفر له ذنوبه، وكفاه الله ما أهمّه (1) من أمر الدنيا وآخرته (2).
[203] 152- عنه، عن عمرو بن عثمان عن علي بن خالد، عمّن حدثه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان يقول: الداخل الكعبة يدخل والله عنه راض، ويخرج منها عطلاً (3) من الذنوب (4).
[204] 153- عنه، عن محمّد بن بكر، عن زكريا بن محمّد، عن عيسى بن سوادة، عن ابن المنكدر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال إبن عباس: ماندمت على شيء ندمي على أن لم أحجّ ماشياً؛ لأني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: من حج بيت الله ماشياً، كتب الله له سبعة آلاف حسنة من حسنات الحرم، قيل: يا رسول الله وما حسنات الحرم؟ قال: حسنته ألف ألف حسنة، وقال: فضل المشاة في الحجّ كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم. وكان الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يمشى إلى الحجّ ودابته تقاد وراءه (5).
جميل (1)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من مات بين الحرمين بعثه الله فى الآمنين يوم القيامة، أما إن عبد الرحمن بن الحجّاج وأبا عبيدة منهم (2).
[20] 155- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من خلف حاجاً في أهله وماله، كان له كأجره، حتّى كأنه يستلم الأحجار (3).
[207] 156- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظموهم، فإنّ ذلك يجب عليكم تشاركوهم (4) في الأجر (5).
[208] 157- عنه، عن عبد الله بن محمّد الحجّال رفعه، قال: لا يزال على الحاجّ نور الحجّ ما لم يذنب (6).
ص: 147
[209] 158- عنه، عن محمّد عبد الحميد، عن عبد الله بن جندب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا كان الرجل من شأنه الحجّ في كلّ سنة، ثمّ تخلّف سنة فلم يخرج، قالت الملائكة الذين هم على الأرض للذين هم على الجبال: لقد فقدنا صوت فلان، فيقولون: أطلبوه، فيطلبونه فلا يصيبونه، فيقولون: اللهمّ إن كان حبسه دين فأدّه عنه، أو مرض فاشفه، أو فقر فأغنهم (1)، أو حبس ففرّج عنهم، أو فُعِل بهم فافعل بهم، والناس يدعون لأنفسهم، وهم يدعون لمن تخلّف (2).
[210] 159- عنه عن الحجّال عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من أراد الحجّ، فتهيأ له، فحرمه، فبذنب حرمه (3).
[211] 160- عنه، عن أبي يوسف، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، ومحمّد بن أبي حمزة وغيرهما، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من اتخذ محملاً للحج، كان كمن ارتبط فرساً في سبيل الله (4).
[212] 161- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله
ص: 148
عثمان، عن هارون بن خارجة (1)، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، قلت: من برّ
الناس وفاجرهم؟ قال: نعم من برّ الناس وفاجرهم (2).
[213] 162- عنه، عن عدّة من أصحابنا، عن هارون بن مسلم، قال: حدّثني مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: نوم الصائم عبادة، ونفسه تسبيح (3).
[214] 163- وباسناده قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنّ الله وكلّ ملائكة بالدعاء للصائمين.
وقال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أخبرني جبرئيل عن ربّى أنه قال: ما أمرت أحداً من ملائكتي أن يستغفروا لأحد من خلقي إلا استجبت (4) لهم فيه (5)؟
[215] 164- وباسناده عن أبي عبد الله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: إنّ على كلّ شيء
ص: 149
زكاة، وزكاة الأجساد الصيام (1).
[21] 165- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما من عبد يصبح صائماً فيستجير (2)، فيقول: إنّي صائم سلام عليك، إلّا قال الربّ تبارك وتعالى: إستجار عبدي بالصوم من عبدي، أجيروه من ناري، وأدخلوه جنّتي (3).
[217] 166- عنه، عنه، عن أبيه، عن أبان بن عثمان الأحمر التميمي، عن معاوية بن عمار الدهني، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أيّ شيء يلحق الرجل بعد موته؟ قال: يلحقه الحجّ عنه، والصدقة عنه، والصوم عنه (4).
تم كتاب الثواب من المحاسن بمشية الله وعونه، وصلواته على محمّد وآله الطاهرين
ص: 150
ص: 151
ص: 152
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ
كتاب عقاب الأعمال
وفيه من الأبواب سبعون باباً
1- عقاب من تهاون بالوضوء
2- عقاب من قرأ خلف إمام يأتمّ به
3- عقاب من تهاون بالصلاة
4- عقاب من نظر إلى إمرأة وهو في الصلاة
5- عقاب من صلّى وبه بول أو غائط
6- عقاب من أخّر صلاة العصر
7- عقاب من نام عن العشاء
8- عقاب من ترك الجماعة
9- عقاب من ترك الجمعة
10- عقاب من ترك صلاة الليل
11- عقاب من منع الزكاة
ص: 153
12- عقاب من ترك الزكاة
13- عقاب من ترك الحجّ
14- عقاب من شك فى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
15- عقاب من شك في علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)
16- عقاب من أنكر آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) حقهم وجهل أمرهم
17- عقاب من لم يعرف إمامه
18- عقاب من اتخذ إمام جور
19- عقاب من نكث صفقة الإمام
20- عقاب من ترك الصلاة على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
21- عقاب من رغب عن قراءة قل هو الله أحد
22- عقاب من نسى سورة من القرآن
23- عقاب من تهاون بأمر الله
24- عقاب من أتى الله من غير بابه
25- عقاب من حقر مؤمناً وأذله
26- عقاب من شبع ومؤمن جائع
27- عقاب من اكتسى ومؤمن عاري
28- عقاب من مشى في حاجة المؤمن ولم ينصحه
29- عقاب من خذل مؤمناً
30- عقاب من قال لمؤسن أفّ
31- عقاب من استعان به المؤمن فلم يعنه
32- عقاب من طعن في عين مؤمن
33- عقاب من منع مؤمنا شيئاً من عنده أو من عند غيره
34- عقاب من ربح على المؤمن
ص: 154
35- عقاب من حجّب المؤمن
36- عقاب من منع مؤمناً سكنى داره
37- عقاب من بهت مؤمنا
38- عقاب من كان المؤمن عنده أقل وثيقة من رهن
39- عقاب من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه
40- عقاب من أعان على مسلم
41- عقاب من اغتيب عنده المؤمن فلم ينصره
42- عقاب من أذاع فاحشة
43- عقاب من تتبع عشرة المؤمن
44- عقاب الإذاعة
45- عقاب القتل
46- عقاب الزاني
47- عقاب الزانية
48- عقاب ولد الزنا
49- عقاب النظر إلى النساء
50- عقاب اللواط
51- عقاب من أمكن نفسه يؤتى
52- عقاب اللواتي مع اللواتي
53- عقاب القوادة
54- عقاب من لا يغار
55- عقاب الديوث
56- عقاب الذنب
57- عقاب المعاصي
58- عقاب السيئة
ص: 155
59- عقاب الكذب
60- عقاب الكذب على الله وعلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وعلى الأوصياء
61- عقاب من حلف بالله كذباً
62 - عقاب اليمين الفاجرة
63- عقاب من حلف له بالله ولم يرض ولم يصدق
64- عقاب من وصف عدلاً وعمل بغيره
65- عقاب الرياء
66- عقاب الكبر
67 - عقاب العجب
68- عقاب الخيلاء وإسبال الإزار
69- عقاب الإختيال في المشي
70- عقاب شارب الخمر
ص: 156
بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم
[218] 1- أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمّد بن حسان، عن محمّد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أقعد رجل من الأحبار (1) في قبره، فقيل له: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: لا أطيقها، فلم يزالوا يقولون حتى انتهى (2) إلى واحدة فقالوا ليس منها بدّ، فقال: فبم تجلّدونی (3)؟ قالوا: نجلدك لأنك صليت صلاة يوماً بغير وضوء، ومررت على ضعيف فلم تنصره فجلد جلدة (4) من عذاب الله، فامتلأ قبره ناراً (5).
ص: 157
قال: وأخبرني عبد العظيم بن عبد الله (1) الهاشمي، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): لأصلاة إلا بطهور (2).
[219] 2- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ جلّ عذاب القبر في البول (3).
[220] 3- وعنه، عن أبى محمّد، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من قرأ خلف إمام يأتمّ به فمات، بعث على غير الفطرة (4).
[221] 4- عنه، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله عزّ وجلّ (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُه) (5)، قال: ترك الصلاة الذي أقرّ به، قلت: فما موضع ترك العمل حين (6) يدعه أجمع؟ قال: الذي يدع الصلاة متعمّداً لأ من سكر ولا من علّة (7).
[222] 5- عنه، عن إبن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال:
ص: 158
سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: دخل رجل مسجداً فيه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فصلّى فخفف سجوده دون ما ينبغي، أو دون ما يكون من السجود، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): نقر كنقر الغراب (1)، لو مات مات على غیر دین محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (2).
[223] 6- وفي رواية أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته، ولا يرد على الحوض لا والله (3).
[224] 7- وفي رواية إبن محبوب رفع الحديث إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) في مرضه الذي توفّي فيه وأغمي عليه، ثم أفاق فقال: لا ينال شفاعتي من أخر الصلاة بعد وقتها (4).
[225] - محمّد بن على وغيره عن إبن فضّال، عن المثنّى، عن أبي بصير، قال: دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فبكت وبكيت لبكائها، ثمّ قالت: يا أبا محمّد لو رأيت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه، ثمّ قال: أجمعوا إليّ (5) كلّ
ص: 159
من كان بيني وبينه قرابة قالت: فما تركنا أحداً إلا جمعناه، قالت: فنظر إليهم، ثم قال: إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة (1).
[226] 9- عنه، عن محمّد بن علي، عن وهب (2) بن بن حفص، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ):قال يا أيها الناس أقيموا صفوفكم وامسحوا بمناكبكم (3) لثلاً يكون فيكم خلل، ولا تخالفوا فيخالف الله بين قلوبكم، ألا وإني أراكم من خلفي (4).
[227] 10- وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): من لم يقم صلبه في الصلاة فلا صلاة له (5).
[228] 11- عنه، عن محمّد بن علي، عن إبن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ما بين المسلم وبين أن يكفر إلا ترك صلاة فريضة (6) متعمداً، أو يتهاون بها فلا يصليها (7).
[229] 12- وعنه، عن الحكم بن مسكين، عن خضر (8)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: سمعته يقول: إذا قام العبد إلى الصلاة أقبل الله عليه
ص: 160
بوجهه، فلا يزال مقبلاً عليه حتى يلتفت ثلاث مرات، فاذا التفت ثلاث مرّات أعرض عنه (1).
[230] 13- عنه، عن أبي عمران الأرمني (2)، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن هشام الجواليقي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من صلى الفريضة لغير وقتها، رفعت له سوداء مظلمة، تقول له: ضيعك الله كما ضيعتني، وأوّل ما يسأل العبد إذا وقف (3) بين يدى الله تعالى عن صلاته، فإن زكت صلاته زكا سائر عمله، وإن لم تزك صلاته لم يزك عمله (4).
[231] 14- عنه عن البرقي، عن صفوان بن يحيى، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الصلاة وكل بها ملك ليس له عمل غيرها، فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها، فإن كانت ممّا يقبل قبلت وإن كانت ممّا لا يقبل قيل: ردّها على عبدي فيأتي (5) بها حتى يضرب بها وجهه، ثمّ يقول: أنّ لك ما يزال (6) لك عمل يعنّيني (7).
[232] 15- وفي رواية عبد الله بن ميمون القدّاح، عن أبي عبد الله
ص: 161
(عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أبصر (1) علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) رجلاً ينقر بصلاته، فقال: منذ كم صليت بهذه الصلاة؟ فقال له الرجل: منذ كذا وكذا، فقال: مثلك عند الله كمثل الغراب إذا ما نقر لو مت مت على غير ملة أبي القاسم محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، ثمّ قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنَّ أسرق الناس من سرق صلاته (2).
[233] 16- عنه، عن محمّد بن علي، عن إبن فضّال، عن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لا يزال الشيطان هائباً لابن آدم ذعراً (3) منه ما صلّى الصلوات الخمس لوقتهنّ (4).
[235] 18- عنه، عن محمّد بن علي، عن عيسى (1) بن عبد الله العمري، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: لا يصلّي أحدكم وبه أحد العصرين: يعنى البول والغائط (2).
[236] 19- عنه، عن البرقي أبيه (3)، عن ابن عمير عن هشام بن الحكم (4)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا صلاة لحاقن وحاقنة، وهو بمنزلة من هو في ثوبه (5)؟
[237]20- عنه، عن أبيه البرقى، عن ابن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن محمّد بن هارون قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من ترك صلاة العصر غير ناس لها حتى تفوته وتره الله أهله وماله يوم القيامة (6).
[238] 21- عنه، عن محمّد بن على، عن حنان بن سدير، عن أبي سلام العبدي، قال: دخلت على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقلت له: ما تقول في رجل يؤخر الصلاة (7) متعمداً؟ قال لي: يأتي هذا يوم القيامة
ص: 163
موتوراً أهله وماله قال: قلت (1): جعلت فداك وإن كان من أهل الجنّة؟ قال: نعم، قلت: فما منزلته في الجنّة موتوراً أهله وماله؟ قال: يضيف أهلها ليس له فيها منزل (2).
[239] 22- عنه، عن محمّد بن علي، عن علي بن النعمان، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما خدعوك عن شيء، فلا يخدعوك في العصر، صلّها والشمس بيضاء نقيّة، فإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: الموتور أهله وماله المضيّع لصلاة العصر (3)، قلت: وما الموتور أهله وماله؟ قال: لا يكون له في الجنّة أهل ولا مال، قلت: وما تضييعها؟ قال: يدعها والله حتى تصفر الشمس أو تغیب (4).
[240] 23- عنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن موسى بن بكر عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ملك موكل يقول: من نام عن العشاء إلى نصف الليل، فلا أنام الله عينيه (5).
ص: 164
[241] 24- عنه، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن القدّاح، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إشترط رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) على جيران المسجد شهود الصلاة، وقال: لينتهين أقوام لا يشهدون الصلاة، أو لأمرنّ مؤذناً يؤذّن ثمّ يقيم، ثمّ أمر رجلاً من أهل بيتي - وهو علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) - فليحرقنَّ على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لا يأتون (1) الصلاة (2).
[242] 25- عنه، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال صلّى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) الفجر فلمّا انصرف أقبل بوجهه على أصحابه، فسأل عن أناس هل حضروا الصلاة؟ قالوا: لأ يا رسول الله قال: أغيب هم؟ قالوا: لا يا رسول الله؟ فقال: أما إنه ليس من صلاة أشدّ على المنافقين من هذه الصلاة والعشاء (3).
[243] 26- وفي رواية زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علة، فلا صلاة له (4).
ص: 165
[244] 27- وفي رواية محمّد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من خلع جماعة المسلمين قدر شبر، خلع ربقة (1) الإيمان من عنقه (2)؟
[245] 28- وفي رواية أبي بصير، عن أبي جعفر (3) (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من سمع النداء من جيران المسجد، فلم يجب، فلا صلاة له (4).
[246] 29- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن عاسم بن حميد، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم، قالا: سمعنا أبا جعفر محمّد بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: من ترك الجمعة ثلاثاً متوالية (5) بغير علّة، طبع الله على قلبه (6).
[247]30- عنه، عن أبي محمّد، حمّاد بن عيسى، عن حريز وفضيل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: صلاة الجمعة فريضة، والإجتماع إليها فريضة مع الإمام، فإن ترك من غير علّة ثلاث جمع متوالية[فقد] ترك ثلاث فرائض، ولا يدع ثلاث فرائض من غير علّة إلّا منافق (7).
ص: 166
[248] 31- عنه، عن الوساء، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما من عبد إلا وهو يتيقظ مرّة أو مرتين في الليل أو مراراً، فإن قام وإلا فحج (1) الشيطان، فبال في أذنه، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذلك قام ثقيلاً وكسلان (2).
[249] 32- عنه، عن أبيه، عن صفوان عن خضر أبي هاشم، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (3) (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن لليل شيطاناً يقال له: الزهاء، فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة، قال له: ليست ساعتك، ثمّ يستيقظ مرّة أخرى، فيقول له: لم يأن لك، فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر بال في أذنه، ثمّ انصاع (4) يمصع بذنبه فخراً ويصيح (5).
أقرع (1) يريده وهو يحيد عنه، فإذا رأى أنه لا يتخلّص منه أمكنه من يده، فقضمها كما يقضم الفجل، ثمّ يصير طوقاً في عنقه، وذلك قول الله تعالى (سَيُطَوْقُونَ ما يَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ) (2) وما من ذي مال إبل أو بقر أو غنم يمنع زكاة ماله إلا حبسه الله يوم القيامة بقاع قفر، تطأه كل ذات ظلف بظلفها، وتنهشه كلّ ذات ناب بنابها وما من ذي مال نخل أو كرم أو زرع يمنع زكاتها إلا طوقه الله ريعة (3) أرضه إلى سبع أرضين يوم القيامة (4).
[251] 34- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن داود، عن أخيه عبد الله، قال: بعثني إنسان إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) زعم أنه يفزع في منامه من امرأة تأتيه، قال: فصحت حتى سمع الجيران، فقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذهب فقل له: إنّك لا تؤدّي الزكاة، قال: بلى والله إنِّي لأوديها، فقال: قل له: إن كنت تؤديها لا توديها إلى أهلها (5)؟
[252] 35 في حديث له وفي رواية أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول الله تبارك وتعالى (ربِّ ارْجُمُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فيما تَرَكْتُ) (6)، (7).
ص: 168
[253] 36- عنه، عن محمّد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن مالك بن عطيّة، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): دمان (1) في الإسلام حلال لا يقضي فيهما أحد بحكم الله حتّى يقوم قائمنا: الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة يضرب عنقه (2).
[254] 37- وفى رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من منع قيراطاً من الزكاة فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً.
وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) من منع الزكاة في حياته طلب الكرة بعد موته (3).
[255] 38- عنه عن البرقي، عن بعض أصحابه، قال: من منع قيراطاً من الزكاة، فما هو بمسلم ولا بمؤمن.
وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما ضاع مال في برّ ولا بحر إلا من منع الزكاة.
وقال: إذا قام القائم أخذ مانع الزكاة، فضرب عنقه (4).
[256] 39 عنه، عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي، عن الحسن بن علي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: تارك الزكاة وقد وجبت له كمانعها وقد وجبت عليه (5).
ص: 169
[257]40- عنه، عن محمّد بن على، عن موسى بن سعدان، عن الحسين بن أبي العلاء، عن ذريح، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال:سمعته يقول: من مات ولم يحجّ حجة الإسلام، ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق معه الحجّ، أو سلطان يمنعه، فليمت يهودياً أو نصرانياً (1).
[258] 41- وفي حديث ابن القدّاح، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان في وصيّة على (عَلَيهِ السَّلَامُ): لا تدعوا حج بيت ربكم فتهلكوا. وقال: من ترك الحجّ لحاجة من حوائج الدنيا، لم تقض حتى ينظر إلى المحلّقين (2).
[259] 42- عنه عن إبن أبي محمّد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): إن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) حمل جهازه على راحلته قال: هذه حجة لأرياء فيها ولا سمعة، ثمّ قال: من تجهز وفي جهازه علم حرام، لم يقبل الله منه ه الحجّ (3).
[261] 44- عنه، عن علي بن عبد الله، عن موسى بن سعدان (1)، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال: أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن الله تعالى جعل عليّاً علماً بينه وبين خلقه، ليس بينه وبينهم علم غيره، فمن تبعه كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً، ومن شك فيه كان مشركاً (2).
[262] 45- عنه، عن محمّد بن حسّان السلمي، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) باب الهدى، من خالفه كان کافراً، ومن أنكره دخل النار (3).
وفي رواية أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): التاركون ولاية علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) المنكرون لفضله، والمظاهرون أعداءه، خارجون عن الإسلام، من مات منهم على ذلك (4).
[263] 46- عنه، عن ابن عمر (5) الأرمني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني[عن أبيه] (6) عن الحسين بن أبي العلاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لو جحد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) جميع
ص: 171
من في الأرض، لعذبهم الله جميعاً وأدخلهم النار (1).
[264] 47- عنه عن إسماعيل بن مهران، قال: أخبرني أبي، عن إسحاق بن جرير البجلي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): جاءني ابن عمّك، كأنه أعرابي مجنون، عليه إزار وطيلسان ونعلاه (2) في يده، فقال لي: إنّ قوماً يقولون فيك، فقلت له: ألست عربياً؟ قال: بلى، فقلت: إنّ العرب لا تبغض عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثمّ قلت له: لعلّك ممن يكذب بالحوض؟ أما والله لئن أبغضته، ثمّ وردت عليه الحوض، لتموتنّ عطشاً (3).
[265] 48- عنه، عن محمّد بن حسّان السلمي، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال نزل جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: يا محمّد السلام يقرؤك السلام، ويقول: خلقت السماوات وما فيهن، والأرضين السبع ومن (4) عليهنّ، وما خلقت خلقاً أعظم من الركن والمقام، ولو أنّ عبداً دعاني منذ خلقت السماوات والأرضين (5)، ثمّ لقيني جاحداً لولاية علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأكببته في سقر (6).
ص: 172
[266] 49- عنه، عن محمّد بن علي، عن المفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من أبغضنا أهل البيت، بعثه الله يهوديّاً، قيل (1): يا رسول الله وإن شهد الشهادتين؟ قال: نعم، إنما احتجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدّي الجزية وهو صاغر، ثمّ قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهودياً، قيل: وكيف يا رسول الله؟ قال: إن أدرك الدجّال آمن به (2).
[267]50- عنه عن الوشّاء، عن كرام الخثعمي، عن أبي الصامت، عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا معلّى لو أنّ عبداً عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام، يصوم النهار ويقوم الليل، حتى يسقط حاجباه على عينيه، وتلتقي تراقيه (3) هرماً، جاهلاً لحقنا، لم يكن له ثواب (4).
[268] 51- عنه، عن محمّد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن أبي سعيد المكاري، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): أصبح عدوّنا على شفا حفرة من النار، وكأنّ شفا حفرة قد انهارت به في نار جهنم، فتعساً لأهل النار مثواهم، إن الله
ص: 173
تعالى يقول: (فبِئْسَ مَثوى المُتَكَبِّرين) (1) وما من أحد نقص (2) عن حبنا لخير (3) يجعله (4) الله عنده (5).
[299] 52- عنه عن إبن فضّال، عن إسماعيل الجعفي (6)، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لا يبغضنا أحد إلا بعثه الله يوم القيامة أجذم (7)، (8).
[270] 53- عنه، عن محمّد بن علي، عن إبن أبي نجران، عن عاصم، عن أبي حمزة، قال: قال لنا على بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): أي البقاع أفضل؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أنّ رجلاً عمر ما عمر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان، ولقى (9) الله بغير ولايتنا، لم ينفعه شيئاً (10).
[271] 54- عنه، عن محمّد بن علي، وعلي بن عبد الله (11)، عن إبن
ص: 174
فضّال، عن علي بن عقبة بن خالد (1)، عن ميسّر، قال: كنت عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وفي الفسطاط نحو من خمسين رجلاً، فجلس بعد سكوت منا طويل، فقال: ما لكم؟ لعلكم ترون أني نبي الله؟ لا والله ما أنا كذلك، ولكن لي قرابة من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وولادة، فمن وصلها وصله الله، ومن أحبّها أحبّه الله، ومن حرمها (2) حرمه الله أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلّم منا أحد، وكان هو الراد على نفسه، فقال: ذاك مكّة بيت الله الحرام التي رضيها الله لنفسه حرماً، وجعل بيته فيها.
ثمّ قال: أتدرون أي بقعة في مكّة أفضل عند الله حرمة؟ فلم يتكلّم منا أحد، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ذاك المسجد الحرام. ثم قال: أتدرون أي البقعة في المسجد الحرام أعظم حرمة عند الله؟ فلم يتكلّم منا أحد، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ذاك الراد على نفسه، فقال: ذاك بين الركن والحجّر الأسود، وذلك باب الكعبة، وذلك حطيم إسماعيل، الذي كان يزوّد فيه غنيماته ويصلّى فيه، والله لو أن عبداً صف قدميه في ذلك المكان، قائم الليل مصلّياً حتّى يجيئه النهار، وصائم النهار حتى يجيئه الليل، ثمّ لم يعرف لنا حقنا وحرمتنا أهل البيت، لم يقبل الله منه شيئاً أبداً (3).
[272] 55- عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن رجل، عن أبي
ص: 175
المعزاء (1)، عن ذريح عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: منا الإمام المفروض طاعنه من جحده مات يهوديّاً أو نصرانيّاً، والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، حجّة على العباد من تركه هلك، ومن لزمه نجا، حقاً على الله (2).
[273] 56- عنه، عن عبد العظيم بن عبد الله، وكان مرضيّاً، عن محمّد بن عمر، عن حمّاد بن عثمان، عن عيسى بن السري أبي اليسع، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال (3) رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة؟ قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أحوج ما يكون العبد إلى معرفته إذا بلغ نفسه هذه، وأشار إلى صدره يقول: لقد كنت على أمر حسن (4).
[274] 57 - عنه، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العلاء بن رزین، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه بلا إمام عادل من الله، فإنّ سعيه غير مقبول، وهو ضالّ متحيّر، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فتاهت ذاهبة وجائية يومها، فلمّا أن جنّها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فجاءت إليها، فباتت معها في ربضتها (5) [فلمّا أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت] (6) متحيّرة تطلب راعيها
ص: 176
وقطيعها، فبصرت بسرح قطيع غنم آخر، فعمدت نحوه وحنّت إليها، فصاح بها الراعي: ألحقي بقطيعك فإنّك تائهة متحيرة، قد ضللت عن راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة متحيّرة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها، أو يردّها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها. وهكذا يا محمّد بن مسلم من أصبح من هذه الأمة ولا إمام له من الله عادل أصبح تائهاً متحيراً، إن مات على حاله تلك مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمّد أنّ أئمة الحق وأتباعهم على دين الله إلى آخره (1).
[275] 58- عنه، عن محمّد بن علي عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحق، قد ضلوا بأعمالهم التي يعملونها (كَرَمادِ اشتَدَّتْ بِهِ الريحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا على شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلال البعيد) (2)، (3).
[276] 59- عنه، عن أبيه، عن القاسم الجوهري (4)، عن الحسين بن أبي العلاء، عن العزرمي، عن أبيه، رفع الحديث إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: من أم قوماً وفيهم[من هو] (5) أعلم منه، أو
ص: 177
أفقه منه، لم يزل أمرهم في سفال (1) إلى يوم القيامة (2).
[277]60- عنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الله بن بكير، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: أربع من قواصم الظهر، منها: إمام يعصى الله ويطاع أمره (3).
[278] 61- عنه، عن أبي محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كلّ رعيّة في الإسلام أطاعت إماماً جائراً ليس من الله، وإن كانت الرعية في أعمالها برّة تقيّة، ولأعفون عن كل رعيّة في الإسلام أطاعت إماماً هادياً من الله، وإن كانت الرعيّة في أعمالها ظالمة مسيئة (4).
[279] 62- عنه، عن عبد الله بن علي العمري، عن علي بن الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: ثلاث موبقات: نكث الصفقة (5)، وترك السنّة، وفراق الجماعة (6). قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من نكث صفقة الإمام جاء إلى الله أجدم (7).
ص: 178
[28] 63- عنه، عن محمّد بن علي، عن مفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن هارون، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا صلّى أحدكم ولم يذكر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) في صلاته سلك (1) بصلاته غير سبيل الجنّة.
وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من ذكرت عنده، فلم يصلّ على فدخل النار فأبعده الله.
وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من ذكرت عنده فنسي الصلاة على خطىء (2) به طريق الجنّة (3).
[281] 64- عنه عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي البطائني، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من مضت به ثلاثة أيّام ولم يقرأ (4) (قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فقد خذل ونزع ربقة الإيمان من عنقه، وإن مات في هذه الثلاثة الأيّام كان كافراً بالله العظيم (5).
[282] 65- وفي رواية إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من مضت له جمعة لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد، ثمّ
ص: 179
مات، مات على دين أبي لهب (1).
[283] 66- عنه عن الحسن بن على البطائني، عن صندل، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من أصابه مرض أو شدّة، فلم يقرأ فى مرضه أو شدّته (قل هو الله أحد) ثم مات في مرضه، أو شدّته التي نزلت به، فهو في النار (2).
[284] 67- عنه، عن الحسن، عن سيف (3) بن عميرة، عن منصور بن حازم، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من مضى به يوم واحد صلّى فيه خمسين ركعة (4)، ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد، قيل له: يا عبد الله لست من المصلين (5).
[285] 68- عنه، عن محمّد بن علي، عن إبن فضّال، عن أبي المعزاء (6)، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من نسي سورة من القرآن، مثلت له في صورة حسنة، ودرجة رفيعة في الجنّة، فإذا رآها قال: من أنت؟ ما أحسنك؟! ليتك لي، فتقول: أما تعرفني؟ أنا
ص: 180
سورة كذا وكذا لو لم تنسنى لرفعتك إلى هذا المكان (1).
[286] 69- عنه، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القدّاح عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال إيّاكم والغفلة فإنّما (2) من غفل، فإنّما يغفل عن نفسه. وإيّاكم والتهاون بأمر الله، فإنّ من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة (3).
[287] 70- عنه، عن محمّد بن علي، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال: إنّ حبراً من أحبار بني إسرائيل عبد الله حتى صار مثل الخلال، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه في زمانه قل له: وعزتي وجلالي وجبروتي لو أنك عبدتني حتى تذوب كما تذوب الإليه في القدر ما قبلت منك، حتّى تأتيني من الباب الذي أمرتك (4).
[288] 71- عنه عن ابن محبوب، عن المثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا تحقروا مؤمناً فقيراً، فإنه من حقر مؤمناً فقيراً واستخفّ به، حقره الله، ولم يزل الله ماقتاً له حتى يرجع عن محقرته أو يتوب.
وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): من استذلّ مؤمناً، أو احتقره لقلة ذات يده ولفقره،
ص: 181
شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق (1).
[289] 72- عنه، عن علي بن عبد الله، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمعته يقول: ليأذن بحرب منّي من أذل عبدي المؤمن، وليأ من غضبي من أكرم عبدي المؤمن (2).
[290] 73- عنه، عن محمّد بن علي، عن ابن سنان، عن فرات بن أحنف قال: قال على بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) من بات شبعاناً وبحضرته مؤمن طاوٍ قال الله تعالى: ملائكتي أشهدكم على هذا العبد أني أمرته، فعصاني وأطاع غيري فوكلته إلى عمله، وعزتي وجلالي لأ غفرت له أبداً.
[291] 74- وفي رواية حريز، عن أبى عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال قال الله تعالى: ما آمن بي من أمسى شبعاناً وأخوه المسلم طاوي (3).
[292] 75- وفي رواية الوصافي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (4) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ما آمن بي من أمسى شبعاناً، وأمسى جاره جائعاً (5).
[293] 76- عنه، عن محمّد بن علی، عن محمّد بن سنان، عن فرات بن
ص: 182
أحنف قال: قال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): من كان عنده فضل ثوب، فعلم أنّه (1) بحضرته مؤمن يحتاج إليه، فلم يدفعه إليه، أكبه الله في النار على منخريه (2).
[294] 77- عنه، عن محمّد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول من مشى فى حاجة أخيه المسلم، ثم لم (3) يناصحه فيها، كان كمن خان الله ورسوله، وكان الله خصمه (4).
[295] 78- عنه، عن إدريس بن الحسن، عن مصبح بن هلقام، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: سمعته يقول: أيّما رجل من أصحابنا إستعان به رجل من إخوانه في حاجة، فلم يبالغ فيها بكلّ جهد، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. قال أبو بصير: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما تعني بقولك «والمؤمنين»؟ قال من لدن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى آخرهم (5).
[296] 79- عنه، عن محمّد بن على، عن إبن فضّال، عن حمّاد (6) ابن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته، إلّا خذله الله في الدنيا
ص: 183
والآخرة (1).
[297] 80- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إذا قال المؤمن لأخيه: أف خرج من ولايته، وإذا قال: أنت عدوّي، كفر أحدهما، ولا يقبل الله من مؤمن عملاً وهو يضمر على المؤمن سوء (2).
[298] 81- عنه، عن إدريس بن الحسن، عن يونس (3) بن عبد الرحمن، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخوانه (4)، واستعان به في حاجة، فلم يعنه وهو يقدر، إلا ابتلاه الله بأن يقضي حوائج عدوّ من أعدائنا، يعذبه الله عليه يوم القيامة (5).
وفي رواية سدير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) مثله (6).
[299] 82- عنه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أنس، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام في
ص: 184
حاجته، إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر (1).
[300] 83- عنه عن محمّد بن علي، عن إبن سنان، عن حمّاد بن عثمان، عن ربعي عن الفضيل، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلا مات بشر ميتة، وكان يتمنى الا يرجع (2) إلى خير (3).
[301] 84- وفي رواية المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن الله تعالى خلق المؤمن من نور عظمته و جلال كبريائه، فمن طعن على المؤمن، أو ردّ عليه قوله، فقد ردّ على الله في عرشه، وليس هو من الله في شيء، وأنما هو شرك الشيطان (4).
[302] 85- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أيما مؤمن منع مؤمناً شيئاً مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده، أو من عند غيره، أقامه الله يوم القيامة مسوداً وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثمّ يؤمر به إلى الناره (5).
ص: 185
[303] 86- عنه،[عن محمّد بن علي] (1)، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا يونس من حبس حق المؤمن، أقامه الله يوم القيامة خمس مائة عام على رجليه، حتى يسيل من عرقه أودية (2)، وينادي مناد من عند الله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه، قال: فيوبخ أربعين يوماً، ثمّ يؤمر به إلى النار (3).
[304] 87- وفي رواية المفضّل، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أيما مؤمن حبس مؤمناً عن ماله وهو يحتاج (4) اليه، لم يذق والله من طعام الجنّة، ولا يشرب من الرحيق المختوم (5).
[305] 88- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ربح المؤمن على المؤمن ربا (6).
[306] 89- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من كان بينه وبين المؤمن حجاب، ضرب الله بينه وبين الجنّة سبعين ألف سور، مسيرة ما
ص: 186
بين السور إلى السور مسيرة ألف (1) عام (2).
[307] 90- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان عن المفضّل، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أيما مؤمن كانت له دار، فاحتاج مؤمن إلى سكناها، فمنعه اياها، قال الله تعالى: ملائكتي بخل عبدي على عبدي بسكنى الدنيا، وعزّتي وجلالي لا يسكن جناني أبداً (3).
[30] 91- عنه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن إبن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من بهت (4) مؤمناً أو مؤمنة بما ليس فيه، بعثه الله يوم القيامة في طينة خبال، حتى يخرج ممّا قال قلت: وما طينة خبال؟ قال: صديد يخرج من فروج المؤمسات (5)، (6).
[309 92 عنه، عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة، عن عبد الله بن بكير، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل
ص: 187
لحمه معصية (1).
[310] 93- عنه[عن محمّد بن على] (2)، عن مروك بن عبيد، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من كان الرهن عنده أوثق من أخيه المسلم، فأنا منه بريء (3).
[311] 94- عنه،[عن محمّد بن علی] (4)، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس، أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان (5).
[312] 95- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من أعان على مسلم بشطر كلمة، كتب بين عينيه يوم القيامة: آيس من رحمة الله (6).
[313] 96- عنه، عن محمّد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي
ص: 188
الورد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من اغتيب عنده أخوه المؤمن، فنصره وأعانه، نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن لم ينصره (1) ولم يدفع عنه، وهو يقدر على نصرته وعونه، حفظه الله في الدنيا والآخرة (2).
[314] 97- عنه، عن محمّد بن على، وعلى بن عبد الله، عن ابن أبي عمير، عن علي بن إسماعيل، عن منصور بن حازم، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من أذاع فاحشة كان كمبتديها، ومن غير مسلماً بذنب (3) لم يمت حتى يركبه (4).
[315] 98- عنه، عن إبن أبي نجران، عن محمّد بن سنان، ومحمّد بن علي، عن إبن سنان عن أبي الجارود، عن أبي برزة (5)، قال: صلّى بنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، ثم انصرف مسرعاً حتى وضع يده على باب المسجد، ثمّ نادى بأعلى صوته: يا معشر من آمن بلسانه، ولم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين، فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه، ولو في جوف بيته (6).
[316] 99- وفي رواية زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ
ص: 189
أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل على الدين، فيحصي عليه عثراته أو زلاته ليعنّفه بها يوماً مّا (1).
[317]100- وفي رواية إبن سنان، قال قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال: نعم، تعني سفليه (2)؟ قال: ليس هو حيث تذهب إنما هو إذاعة سرّه (3).
[318] 101- عنه، عن محمّد بن علي، وعلي بن عبد الله جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء ومحمّد بن سنان معاً، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول: إن العبد يحشر يوم القيامة وما يدمي دماً، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان فيقول: يا ربّ إنّك لتعلم أنك قبضتني وما سفکت دماً، قال: بلی، سمعت من فلان بن فلان كذا وكذا، فرويتها عنه، فنقلت عنه حتى صار إلى فلان الجبّار، فقتله عليها، فهذا سهمك من دمه (4).
[319] 102- عنه عن محمّد بن علي عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ألا لا يعجبنك رحب الذراعين
ص: 190
بالدم، إن له عند الله قاتلاً لا يموت (1).
[320] 103- عنه، عن محمّد بن حسان، عن بن جعفر عن محمّد أبيه: أنه وجد لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة معلّقة في سيفه: إنّ أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه ومن آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً (2).
[321] 104- عنه، عن محمّد بن على، عن محمّد بن أسلم الجبلي (3)، عن عبد الرحمن بن أسلم، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من قتل مومناً متعمداً، أثبت الله على قائله جميع الذنوب، وبرىء المقتول منها، وذلك قول الله تبارك وتعالى (إني أريدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَاثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (4)، (5).
[322] 105- وفي رواية سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول: أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا موسى قل للملأ من بني إسرائيل: إيّاكم وقتل النفس الحرام بغير حق، فمن قتل منكم نفساً في الدنيا، قتله الله في النار مائة ألف قتلة مثل قتله صاحبه (6).
ص: 191
[323] 106- عنه عن محمّد بن علي عن المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أوّل ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابني آدم فيفصل بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء، حتّى لا يبقى منهم أحد، ثم الناس بعد ذلك، فيأتي المقتول قاتله، فيشخب دمه في وجهه، فيقول: هذا قتلني، فيقول: أنت قتلته؟ فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً (1).
[324] 107- أبو عبد الله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن سالم (2)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة رجل أقر نطفته في رحم تحرم عليه (3).
[325] 108- عنه، عن إبن فضّال، عن عبد الله بن بكير، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا زنا الرجل فارقه روح الإيمان قال قوله تعالى ﴿وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (4) ذلك الذي يفارقه (5)، (6).
[326] 109- عنه، عن محمّد بن على، عن ابن فضّال، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه، قال: للزاني سنّ خصال، ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة: أما التي في الدنيا، فإنّه
ص: 192
بذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجّل الفناء. وأما التي في الآخرة، فسخط الربّ، وسوء الحساب، والخلود في النار (1).
[327] 110- عنه، عن محمّد بن علي، عن ابن فضّال، عن ابن القدّاح عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال يعقوب (عَلَيهِ السَّلَامُ) لإبنه، يا بني لا تزن، فلو أن الطير زنا لتناثر ريشه (2).
[328] 111- عنه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن صباح بن سيابة، قال: كنت عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقيل له: يزني الزاني وهو مؤمن؟ قال: لا، إذا كان على بطنها سلب الإيمان منه، فإذا قام ردّ عليه، قال: فإنه إذا أراد أن يعود؟ قال: ما أكثر ما يهمّ أن يعود ثمّ لأ يعود (3).
[329] 112- وفي رواية أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: وجدنا في كتاب علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا كثر الزناكثر موت الفجأة (4).
[330] 113- عنه، عن علي بن عبد الله، عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبى قرّة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لما أقام العالم الجدار، أوحى الله إلى موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) أني مجاز الأبناء بسعي الأباء، إن خير فخير، وإن شر فشر، لا تزنوا فتزني نساؤكم، ومن وطىء فراش امری مسلم وطی فراشه، كما تدين تدان (5).
ص: 193
[331] 114- وفي رواية أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أوحى الله إلى موسى بن عمران: لا تزن فأحجب (1) عنك نور وجهي، وتغلق أبواب السماوات دون دعائك (2).
[332] 115- عنه عن البرقي، عن إبن فضّال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الملك بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إذا زنا الرجل، أدخل الشيطان ذكره، فعملا جميعاً، فكانت النطفة واحدة، فخلق منها (3)، ويكون شرك شيطان (4).
[333] 116 - عنه، عن يحيى بن المغيرة، عن حفص، قال: قال زيد بن علي قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا كان يوم القيامة أهبّ الله ريحاً منتنة يتأذى بها أهل الجمع، حتى إذا همت أن تمسك بأنفاس الناس، ناداهم مناد: هل تدرون ما هذه الريح التي آذتكم؟ فيقولون: لأ، وقد آذتنا وبلغت مناكل المبلغ، قال: فيقال: هذه ريح فروج الزناة الذين لقوا الله بالزنا ثمّ لم يتوبوا، فالعنوهم لعنهم الله، قال: فلا يبقى في الموقف أحد إلا قال: اللهم العن الزناة (5).
[334] 117 - عنه، عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ثلاثة لا يكلمهم الله تعالى
ص: 194
ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، منهم المرأة توطىء على فراش زوجها (1).
[335] 118- عنه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن أبي هلال، أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال على (عَلَيهِ السَّلَامُ): ألا أخبركم بكبر (2) [ قالوا: بلى] (3) قال: هي إمرأة توطىء على فراش زوجها، فتأت بولد من غيره، فتلك التي لا يكلمها الله، ولا ينظر اليها يوم القيامة، ولأ يزكيها ولها عذاب أليم (4).
[336] 119- عنه، عن محمّد بن علي، عن المفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا (5).
[337]120- عنه، عن أبيه أبي عبد الله البرقي، عن إبن فضّال، عن وعبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول: خير في ولد الزنا، ولا في بشره، ولا في شعره، ولا في لحمه، ولا في دمه، ولا في شيء منه، يعني: ولد الزنا (6).
338] 121- وفي رواية أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)،
ص: 195
قال: إن (1) كان أحد من أولاد الزنا نجا لنجا سائح بني إسرائيل، فقيل له: وما سائح بني إسرائيل؟ قال: كان عابداً، فقيل له: إن الزنا لا يطيب أبداً، ولا يقبل الله منه عملاً، قال: فخرج يسيح بين الجبال، ويقول: ما ذنبي؟ (2).
[339] 122- عنه عن محمّد بن علي عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمعته يقول: النظر سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة (3).
[340] 123- وفي رواية يحيى بن المغيرة، عن ذافر رفعه، قال: قال عيسى بن مريم (عَلَيهِ السَّلَامُ) إيّاكم والنظرة، فإنّها تزرع في القلب، وكفى بها لصاحبها فتنة (4).
[341] 124- عنه، عن محمّد بن علي، عن إبن فضّال، غزوان عن سعید بن، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لما عمل قوم لوط ما عملوا، بكت الأرض إلى ربّها حتى بلغت دموعها السماء، وبكت السماء حتى بلغت دموعها إلى العرش، فأوحى الله إلى السماء أن أحصبيهم (5)، وأوحى
ص: 196
إلى الأرض أن اخسفي بهم (1).
[342] 125- عنه، عن محمّد بن سعيد، قال: أخبرني زكريا بن محمّد، عن أبيه، عن عمرو، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان قوم لوط أفضل (2) قوم خلقهم الله، فطلبهم إبليس الطلب الشديد، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم، وتبقى النساء (3) خلفهم، فلمّا حسدهم إبليس لعبادتهم (4)، كانوا إذا رجعوا خرب ابليس ما يعملون قال بعضهم لبعض: تعالوا نرصد هذا الذي يخرب متاعنا، فرصدوه، فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان، فقالوا: أنت الذي تخرب متاعنا مرّة بعد مرّة؟ فقال: نعم، فأخذوه، فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه، فبيتوه عند رجل، فلمّا كان الليل صاح، فقال له: ما لك؟ قال: كان أبي ينومني في بطنه(5)، فقال له: تعال فنم في بطني.
قال: فلم يزل يدلك (6) الرجل، حتّى علمه أن يعمل بنفسه، فأولا علمه إبليس، والثانية علّمه (7)، هو ثم انسلّ (8) ففرّ منهم، وأصبحوا فجعل
ص: 197
الرجل يخبر بما فعل بالغلام، ويعجبهم منه شيء لا يعرفونه (1)، فوضعوا أيديهم فيه، حتّى اكتفى الرجال بعضهم ببعض، ثم جعلوا يرصدون مارّ الطريق، فيفعلون (2) بهم، حتّى تركت مدينتهم الناس، ثم تركوا نساءهم، فأقبلوا على الغلمان.
فلمّا رأى إبليس أنه قد أحكم أمره في الرجال، دار إلى النساء، فصيّر نفسه إمرأة، ثمّ قال: إنّ رجالكنّ (3) يفعلون بعضهم ببعض، قلن: نعم قد رأينا ذلك[فقال: وأنتنّ إفعلنّ كذلك، وعلّمهنّ المساحقة، ففعلن حتّى استغنت النساء بالنساء] (4)، وكلّ ذلك يعظهم لوط ويوصيهم. فلمّا (5) كملت عليهم الحجّة، بعث الله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زيّ غلمان عليهم أقبية، فمروا بلوط وهو يحرث، قال: أين تريدون؟ فما رأيت أجمل منكم قط، قالوا أرسلنا سيدنا إلى ربّ هذه المدينة، قال: أو لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة؟ يا بني إنّهم والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم، فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمرّ وسطها (6)، قال: فلي إليكم حاجة، قالوا: وما هي؟ قال: تصبرون ها هنا إلى اختلاط الظلام، فجلسوا.
قال: فبعث إبنته، فقال: جيئيني لهم بخبز، وجيئيني لهم بماء في القرعة، وجيئيني لهم بعباء يتغطّون بها من البرد، فلمّا أن ذهبت إلى
ص: 198
البيت أقبل المطر وامتلأ الوادي، فقال لوط الساعة يذهب بالصبيان الوادي، قال (1): فقوموا حتى نمضي فجعل لوط يمشي في أصل الحائط، وجعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون في وسط (2) الطريق، فقال: يا بني امشوا هاهنا، فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمرّ في وسطها، وكان لوط يستغنم الظلام، ومرّ إبليس فأخذ من حجر إمرأة صبيّاً فطرحه في البئر، فتصايح أهل المدينة كلّهم على باب لوط، فلمّا نظروا إلى الغلمان في منزله، قالوا يا لوط قد دخلت في عملنا؟ فقال: هولاء ضيفي، فلا تفضحون في ضيفي قالوا هم ثلاثة، خذ أنت واحداً وأعطنا اثنين قال: فأدخلهم الحجّرة، وقال لوط: لو أن لي أهل بيت يمنعونني (3) منكم.
قال: وتدافعوا (4) على الباب فكسروا باب لوط وطرحوا لوطاً، قال جبرئيل (إنا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) (5) فأخذ كفّاً من بطحاء، فضرب بها وجوههم، وقال شاهت الوجوه (6)، فعمي أهل المدينه كلّهم، فقال لهم لوط يا رسل ربى بما أمركم فيهم؟ قالوا: أمرنا أن نأخذهم بسحر، قال: فلي إليكم حاجة؟ قالوا: وما حاجتك؟ قال تأخذونهم الساعة، فإني أخاف أن يبدو لربّي فيهم، فقالوا يا لوط (وإنّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ
ص: 199
الصُّبْحُ بَقَريب) لمن يريد (1) أن يأخذ (2)، فخذ أنت بناتك وامض ودع إمرأتك.
قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): رحم الله لوطاً لم يدر من معه (3) الحجّرة، ولم يعلم (4) أنه منصور، حين يقول: ( لَوْ أَن لي بِكُمْ قُوَّةً أو أوي إلى رُكْنٍ شَديد) أي ركن أشدّ من جبرئيل معه في الحجّرة؟ قال الله لمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نبيه (وما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعيد) أي: من ظالمي أمّتك إن عملوا ما عمل قوم لوط (5).
وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من ألحّ في وطىء الرجال، لم يمت حتّى يدعو الرجال إلى نفسه (6).
[343] 126- وروي عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رجل لعب بغلام، قال: إذا أوقب لم تحل له أخته أبداً (7).
وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): لو كان ينبغي لأحد أن يرجم مرّتين، لرجم اللوطي مرّتين (8).
وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ):
ص: 200
اللواط ما دون الدبر فهو لوطى (1)، والدبر فهو الكفر بالله (2).
[344] 127 - عنه عن جعفر بن محمّد، عن عبد الله بن میمون القدّاح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: جاء رجل إلى أبي صلوات الله عليه فقال يا ابن رسول الله إني قد ابتليت ببلاء، فادع الله لي، فقال: قيل له: إنه يؤتى في دبره، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما أبلى (3) الله أحداً بهذا البلاء وله فيه حاجة، ثمّ قال أبي: قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا يقعد على إستبرقها وحريرها من يؤتى في دبره (4).
[345] 128- وبهذا الاسناد، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): كتب خالد إلى أبي بكر: سلام عليك، أما بعد فإني أتيت برجل قامت عليه البينة أنه يؤتى في دبره، كما توتى المرأة. فاستشار فيه أبو بكر، فقالوا: اقتلوه، فاستشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: أحرقه بالنار، فإنّ العرب لا ترى القتل شيئاً، قال لعثمان: ما تقول؟ قال: أقول ما قال علي تحرقه (5) بالنار، قال أبو بكر: وأنا مع قولكما، وكتب إلى خالد بن الوليد أن أحرقه بالنار، فأحرقه (6).
[346] 129- عنه، عن محمّد بن على، عن غير واحد من أصحابه، يرفعه إلى أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال قيل له: أيكون المؤمن مبتلى؟
ص: 201
قال: نعم، ولكن يعلوا ولا يعلى (1).
[347] 130- عنه، عن علي بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن محمّد عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لعن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال قال: وهم المخنثون واللاتي ينكح بعضهنّ (2) بعضاً، وأنما أهلك الله قوم لوط حين عمل النساء مثل ما عمل الرجال، يأتي بعضهم (3) بعضاً (4).
[348] 131- وفي رواية غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي صلوات الله عليهم: إنّ الله عزّ وجل عباداً لا يعبأ بهم شيئاً، لهم أرحام كأرحام النساء. قيل: يا أمير المؤمنين أفلا يحبلون؟ قال: إنها منكوسة (5).
[349] 132- وباسناده، قال: من أمكن من نفسه طائعاً يلعب به، ألقى الله عليه شهوة النساء (6).
[350] 133- عنه، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن الله تبارك وتعالى لم يبتل شيعتنا بأربع: أن يسألوا الناس في أكفّهم، وأن يؤتوا في أنفسهم، وأن يبتليهم بولاية
ص: 202
سوء، وأن لا يولد لهم أزرق أخضر (1).
[351] 134- عنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن إسحاق بن جرير قال: سألتني إمرأة أن أستأذن لها على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأذن لها فقالت: أخبرني عن اللواتي مع اللواتي ما حدّهن فيه؟ قال: حد الزنا إنه إذا كان يوم القيامة أتى (2) بهن، قد البسن مقطعات من النار، وقمعن بمقامع من نار و سرولن من نار (3)، وأدخل في أجوافهنّ إلى رؤوسهن أعمدة من نار، وقذف بهنّ في النار، أيتها المرأة ان أوّل من عمل هذا قوم لوط، فاستغنى الرجال بالرجال، فبقي النساء بغير رجال، ففعلن كما فعل رجالهن (4).
[352] 135- عنه، عن علي بن عبد الله، عن إبن أبي هاشم (5)، عن أبي خديجة، عن بعض الصادقين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: ليس لامرأتين أن تبيتا في لحاف واحد إلا أن يكون بينهما حاجز، فإن فعلتا نهيتا عن ذلك، فإن وجدتا مع النهي جلدت كل واحدة منهما حداً حداً، فإن وجدتا أيضاً في لحاف جلدتا، فإن وجدتا الثالثة قتلتا (6).
[353] 136 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
ص: 203
أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: دخلت (1) عليه نسوة، فسألته إمرأة عن السحق، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): حدّها حدّ الزاني، فقالت المرأة: ما ذكر الله ذلك في القرآن؟ قال: بلى، قالت: وأين هو؟ قال: هم أصحاب الرس (2).
[354] 137- عنه، عن علي بن عبد الله - و أظنّ محمّد بن عبد الله - عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن سعد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قيل له: بلغنا أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لعن الواصلة،والموصولة، قال: إنّما لعن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) الواصلة التي كانت تزني في شبابها، فلمّا أن كبرت كانت تقود النساء إلى الرجال، فتلك الواصلة والموصولة (3).
[355] 138- عنه، عن محمّد بن علي وغيره، عن الحسن بن علي بن فضّال عن محمّد بن يحيى، عن غياث، عن أبي الله عبد (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن الله يغار للمؤمن (4)، فليغر من لا يغار، فإنه منكوس القلب (5).
[356] 139- وفي رواية غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يا أهل العراق نبّئت أن نساءكم
ص: 204
يوافين (1) الرجال في الطريق، أما تستحيون؟ وقال: لعن الله من لا يغار (2).
[357] 140- عنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن رجل عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): كان إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) غيوراً و أنا غيور، وجدع الله أنف من لا يغار (3).
[358] 141- عنه، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة، منهم الديوث الذي يفجر بامرأته (4).
[359] 142- وفي رواية محمّد بن قيس، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمعته يقول: عرض إبليس لنوح (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو قائم يصلي، فحسده على حسن صلاته، فقال: يا نوح إنّ الله تعالى خلق جنّة عدن بيده، وغرس أشجارها، واتخذ قصورها، وشقّ أنهارها، ثمّ اطّلع إليها، فقال: قد أفلح المؤمنون لا (5) وعزتي وجلالي لا يسكنها ديّوث (6).
[360] 143- عنه، عن محمّد بن علي، عن ابن فضّال، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الرجل ليذنب الذنب، فيحرم صلاة
ص: 205
الليل، وإنّ عمل السيّء (1) أسرع في صاحبه من السكّين في اللحم (2).
[361] 144- وفي رواية الفضيل، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ الرجل ليذنب الذنب، فيدرأ عنه الرزق، وتلا هذه الآية (إذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَها مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَتْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْها طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ) (3).
[362] 145- وفي رواية بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن لينوي الذنب، فيحرم رزقه (4).
[363] 146- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ قوماً أذنبوا ذنوباً كثيرة، فأشفقوا منها وخافوا خوفاً شديداً، فجاء آخرون وقالوا: ذنوبكم علينا، فأنزل الله تعالى عليهم العذاب، ثمّ قال تبارك وتعالى: خافوني واجترأتم (5).
[364] 147- عنه، عن محمّد بن علی، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن عثمان، عن خلف بن حمّاد، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا أخذ القوم في معصية الله، فإن كانوا ركباناً كانوا من خيل إبليس، وإن كانوا رجالة كانوا من رجالته (6).
[365] 148- عنه، عن أحمد بن محمّد، عن إبن محبوب، عن مالك بن
ص: 206
عطيّة، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمعته يقول: ما من سنة أقل مطراً من سنة، ولكنّ الله تعالى يضعه حيث يشاء، إنّ الله تعالى إذا عمل قوم بالمعاصي، صرف عنهم ما كان قدره لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال، وإن الله ليعذب الجُعَل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلّتها لخطايا من بحضرتها، وقد جعل الله لها (1) السبيل إلى مسلك سوى من محلة (2) أهل المعاصي، قال: ثمّ قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): فاعتبروا يا أولى الأبصار (3).
[366] 149- وفي رواية أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يسوءك (4)، قال الله تعالى: أي قوم عصوني جعلت الملوك عليهم نقمة، ألا لا تولّعوا بسب الملوك، توبوا إلى الله تعالى يعطف بقلوبهم عليكم (5).
[367]150- عنه، عن إبن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ الله تعالى بعث نبياً إلى قومه، فأوحى الله إليه أن قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على طاعتي، فأصابهم فيهما سوء (6)، فانتقلوا عما أحب إلى ما أكره، إلاّ تحولت لهم عما يحبّون إلى ما يكرهون (7).
ص: 207
[368] 151- عنه، عن أبيه البرقي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من هم بالسيئة فلا يعملها، فإنّه ربّما عمل العبد السيئة فيراه الربّ، فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك أبداً (1).
[369] 152- عنه عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن محمّد بن سالم، الكندي، عمّن حدّثه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) عندكم (2) إذا صعد المنبر، يقول: ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذاب، فإنه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك وينقل الأحاديث إليك، كلّما فنيت أحدوثة مطّها بأخرى، حتى أنه ليحدث بالصدق فما (3) يصدق، فينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض، يكسب بينهم العداوة، وينبت (4) الشحناء في الصدور (5)؟
[370] 153- وفي رواية أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ العبد ليكذب حتى يكتب من الكذابين، فإذا كذب قال الله تعالى: كذب وفجر (6).
ص: 208
[371] 154- عنه، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سئل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، قيل: ويكون بخيلاً، قال: نعم، قيل: ويكون كذاباً؟ قال: لا (1).
[372] 155- وفي رواية الأصبغ بن نباتة، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتى يدع الكذب جدّه وهزله (2).
[373] 156- وفي رواية الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أوّل من يكذب الكاذب الله تعالى، ثم الملكان اللذان معه ثم هو يعلم أنه كاذب (3).
[374] 157- عنه، عن محمّد بن علي، وعلي بن بن علي، وعلي بن عبد الله عن عبد الرحمن بن محمّد الأسدي (4)، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياء من الكبائر، وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من قال علي ما لم أقله فليتبوء مقعده من النار (5).
ص: 209
[375] 158- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن شيخ من أصحابنا، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله تعالى خلق ديكاً أبيض، عنقه تحت العرش، ورجلاه في تخوم الأرضين (1) السابعة، له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، لا تصيح الديكة حتى يصيح، فإذا صاح خفق بجناحيه، ثمّ قال: سبحان الله سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء، فيجيبه الله، فيقول: ما آمن بما تقول من حلف بي كاذباً (2).
[376] 159- عنه، عن أبيه البرقي، عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود، عن رجل من عبد القيس (3)، عن سلمان رحمه الله، قال: مرّ سلمان على المقابر، فقال: السلام عليكم يا أهل الديار (4) من المؤمنين والمسلمين، يا أهل الديار هل علمتم أنّ اليوم جمعة؟ فلمّا انصرف إلى منزله وملكته عيناه أتاه آت فقال: وعليك السلام يا أبا عبد الله، تكلّمت فسمعنا، وسلّمت فرددنا وقلت: هل تعلمون أن اليوم جمعة، وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة، قال: فقال: وما تقول الطير في يوم الجمعة؟ قال: تقول: قدّوس قدوس ربنا الرحمن الملك، ما يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه كاذباً (5).
ص: 210
[377] 160- عنه، عن محمّد بن علي، عن علي بن حمّاد، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: اليمين الغموس ينتظر بها (1) أربعين ليلة (2).
[378] 161- عنه، عن محمّد بن علي، عن إبن فضّال، عن ثعلبة، عن يعقوب الأحمر، عن أبي عبد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من حلف على يمين وهو يعلم أنه كاذب، فقد بارز الله (3).
[379] 162- وفي رواية الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله ليبغض المنفق سلعته بالإيمان (4).
[380] 163- عنه، عن أحمد بن محمّد (5)، عن علي، عن حريز، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: اليمين الغموس التي توجب النار الرجل يحلف على حق امرىء مسلم على حبس ماله (6).
[381] 164- عنه، عن أبي محمّد، عن عثمان بن عيسى العامري، عن أبي أيوب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من حلف بالله (7) فليصدق، ومن لم يصدق فليس من الله، ومن حلف له بالله فليرض، ومن
ص: 211
لم يرض فليس من الله (1).
[382] 165- عنه، عن أبى محمّد (2)، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن يزيد الصائغ عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يا يزيد إن أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثمّ خالفوه، وهو قول الله تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتي عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللهِ) (3)، (4).
[383] 166- وفي رواية عثمان بن عيسى، أو غيره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالغَاوُونَ) (5)، قال: من وصف عدلاً، ثمّ خالفه إلى غيره (6).
[384] 167- عنه عن محمّد بن علي عن المفضّل بن صالح، عن محمّد بن علي الحلبي، عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لو أنّ عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله والدار الآخرة، وأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركاً. وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من عمل للناس كان ثوابه على الناس، يا يزيد كلّ رياء شرك.
ص: 212
وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال الله تعالى: من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له (1).
[385] 168- وفي رواية عبد الرحمن بن أبي نجران، قال قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثمّ يعمل شيئاً من البرّ، فيدخله شبه العجب لما عمل، قال: فهو في حاله الأولى أحسن حالاً منه في هذه الحال (2).
[389] 169- عنه، عن أبيه البرقي، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كانت لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ناقة لا تسبق فسابق أعرابي بناقته فسبقتها، فاكتاب (3) لذلك المسلمون، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنها ترفعت، فحق على الله أن لا يرتفع شيء إلا وضعه الله (4).
[387] 170- عنه، عن أبيه البرقي باسناده، رفعه إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ المتكبرين يجعلون في صور الذر، فيطأهم الناس حتى يفرغوا من الحساب (5).
[388] 171 وفي رواية معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنّ في السماء
ص: 213
ملكين موكّلين بالعباد، فمن تجبّر وضعاه (1).
[389] 172 عنه، رفعه عن إبن بكير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن في جهنم وادياً يقال له: سقر للمتكبرين، شكى إلى الله شدّة حرّه، وسأله أن يتنفّس، فأذن له، فأحرق جهنّم (2).
[390] 173- وفي رواية ميسر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ في جهنّم جبلاً (3) يقال له: صعود (4)، وإن في صعود الوادياً يقال له: سقر، وإن في قعر سقر لجباً يقال له: هبهب (5)، كلّما كشف غطاء ذلك الجبّ، ضجّ أهل النار من حرّه، وذلك منازل الجبّارين (6).
[391] 174- عنه عن إبن سنان، عن العلاء عن خالد الصيقل، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ الله فوّض الأمر إلى ملك من الملائكة، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين فلمّا رأى أنّ الأشياء قد انقادت له، قال: من مثلى؟ فأرسل الله إليه (7) نويرة من النار، قلت: وما النويرة؟ قال: نار مثل الأنملة، فاستقبلها بجميع ما خلق، فتخبّل (8) لذلك، حتى وصلت
ص: 214
إلى نفسه، لما أن دخله العجب (1).
[392] 175- عنه، عن محمّد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أوصى رجلاً من بني تميم، فقال له: إيّاك وإسبال والإزار والقمّيص، فإنّ ذلك من المخيّلة (2)، والله لا يحب المخيّلة.
وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما جاز (3) الكعبين من الثوب، ففي النار. وقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): ثلاث إذا كن في المرء (4)، فلا تتحرّج أن تقول إنها (5) في جهنم: البذاء، والخيلاء، والفخر (6).
[393] 176- عنه، عن علي بن عبد الله، عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء، عن بشير النبال، قال، كنا مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد، إذ مرّ علينا أسود وهو ينزع (7) في مشيته، فقال له أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنه لجبّار، قلت: إنه سائل، قال: إنّه جبّار وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): كان علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)
ص: 215
يمشي مشية كأن على رأسه الطير، لا يسبق يمينه شماله (1).
[394] 177- عنه،[عن أبيه] (2)، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: مدمن الخمر يلقى الله تعالى كعابد وثن، ومن شرب منه شربة لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً (3).
[395] 178- عنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سأله رجل، فقال: أصلحك الله الخمر أشر، أم ترك الصلاة؟ فقال: شرب الخمر أشرّ (4) من ترك الصلاة، ثمّ قال: أو تدري لم ذاك؟ قال: لأ، قال: لأنه يصير في حال لا يعرف ربه (5).
تمّ كتاب عقاب الأعمال من المحاسن بحمد الله ومنه وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين
ص: 216
ص: 217
ص: 218
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الصفوة
وفيه من الأبواب سبعة وأربعون باباً
1- باب ما خلق الله المؤمن من نوره.
2- باب خلق المؤمن من علّيّين.
3- باب خلق المؤمن من طينة الأنبياء.
4- باب خلق المؤمن من طينة الجنان.
5- باب خلق المؤمن من طينة مخزونة.
6- باب الميثاق.
7- باب إختلاط الطينتين.
8- باب خلق المؤمن.
9- باب طيب المولد.
10- باب الولاية.
11- باب «ما هو إلا الله ورسوله ونحن وشعيتنا».
ص: 219
12- باب «يوم ندعو كل أناس بإمامهم».
13 - باب «قل لا أسألكم».
14- باب أنتم أهل دين الله.
15- باب «أنكم على الحق».
16 - باب «ما على ملة إبراهيم غيركم».
17– باب «أنتم على ديني ودين آبائي».
18– باب «نظرتم حيث نظر الله».
19- باب المعرفة.
20- باب الحب.
21- باب من أحبنا بقلبه.
22 باب «من مات لا يعرف إمامه».
23- باب الأهواء.
24- باب الرافضة.
25- باب الشيعة.
26 - باب خصائص المؤمن.
27- باب الإنفراد.
28- باب.
29- باب.
30 - باب التزكية.
31- باب «أنّي لأحبّ ريحكم).
32- باب «المؤمن صديق وشهيد».
33- باب الموالاة في الله.
34- باب قبول العمل.
ص: 220
35- باب.
36- باب ما نزل في الشيعة.
37- باب تطهير المؤمن.
38- باب «من مات على هذا الأمر».
39- باب الإغتباط عند الوفاة.
40 - باب أرواح المؤمن.
41- باب في البعث.
42- باب.
43- باب «شيعتنا أقرب الخلق من الله».
44- باب «شيعتنا آخذون بحجزتنا».
45- باب الشفاعة.
46 - باب شفاعة المؤمنين.
47- باب «الرادّ لحديث آل محمّد».
ص: 221
ص: 222
بسم الله الرحمن الرحيم
[396] 1- أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال لي سليمان إنّ الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية (1)، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، أبوه النور، وأمّه الرحمة، فاتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله الذي خلق منه (2).
[397] 2- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن الله تبارك وتعالى أجرى في المؤمن من ريح روح الله، والله تبارك وتعالى يقول: (رُحماء بَيْنَهُم) (3)، (4).
ص: 223
[398] 3- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نور عظمته وجلال كبريائه، فمن طعن على المؤمن أو ردّ (1) عليه، فقد ردّ على الله في عرشه، وليس هو من الله في ولاية (2)، وإنّما هو شرك شيطان (3).
[399] 4- عنه عن أبيه، عن إبن فضّال، عن محمّد، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لو كشف الغطاء عن الناس، فنظروا إلى وصل (4) ما بين الله وبين المؤمن، خضعت للمؤمن رقابهم، وتسهلت له أمورهم، ولأنت طاعتهم، ولو نظروا إلى مردود الأعمال من السماء، لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملاً (5)؟
[400] 5- أحمد، عن أبيه، عن أبي نهشل، قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يقول: إنّ الله تبارك وتعالى خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلا هذه الآية ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِليِّين *
ص: 224
وَما أَدْريك ما عِليُّونَ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُونَ ) (1)، (2).
[401]6- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى الجهني، عن ربعي بن عبد الله الهذلي، عمّن ذكره، عن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إنّ الله خلق النبيين من طينة علّيين قلوبهم وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة، وخلق أبدان المؤمنين من دون ذلك (3).
[402] 7- عنه، عن أبيه، عن صالح بن سهل الهمداني، قال: قلت لأبي، عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): جعلت فداك من أي شيء خلق الله طينة المؤمن؟ قال: من طينة الأنبياء، فلن ينجس أبداً (4).
[403] 8- عنه، عن أبيه، عن صالح بن سهل من أهل همدان، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): المؤمنون (5) من طينة الأنبياء؟ قال: نعم (6).
[404] 9- عنه عن أبيه، عن إبن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: المؤمن لا ينجسه شيء (7).
ص: 225
[405] 10- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن عمر (1) بن أبان الكلبي، عن جابر بن يزيد الجعفي قال تنفّست بين يدي أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ثم قلت: يابن رسول الله أهتم من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل (2) بي، حتّى يعرف ذلك أهلي في وجهي، ويعرفه صديقي، قال: نعم يا جابر، قلت: وممّ ذلك يابن رسول الله؟ قال: وما تصنع بذلك؟ قلت: أحب أن أعلمه فقال: يا جابر إن الله خلق المؤمنين (3) من طينة الجنان، وأجرى فيهم من ريح روحه، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، فإذا أصاب تلك الأرواح في بلد من البلدان شيء حزنت عليه الأرواح؛ لأنّها منه (4).
[406] 11- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، لأنّ الله خلق طينتهما من سبع سماوات، وهي من طينة الجنان، ثم تلا و(رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (5) فهل يكون الرحيم (6) الا برّاً وصولا؟
وفي حديث آخر: وأجرى فيهما من روح رحمته (7).
[407] 12- وعنه، عن أبي عبد الله أحمد بن محمّد السيّاري،
ص: 226
وحسن بن معاوية، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأُمّه، وذلك أنّ الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السموات، وأجرى فيهم من روح رحمته، فلذلك هو أخوه لأبيه وأمه (1).
[408] 13- عنه، عن محمّد بن علي، رفعه عن جابر، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: خلق الله تبارك وتعالى شيعتنا من طينة مخزونة، لأ يشدّ منها شاذّ (2)، ولا يدخل فيها داخل أبداً إلى يوم القيامة (3)؟
[409] 14- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة (4).
[410] 15- عنه، عن أبي إسحاق الخفاف، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): المؤمن أنس الأنس، جيّد الجنس، من طينتنا (5) أهل البيت (6).
[411] 16- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن بكير
ص: 227
بن أعين قال: كان أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن الله تعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ، يوم أخذ الميثاق (1) على الذرّ بالإقرار له بالربوبية، ولمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بالنبوّة، وعرض على محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أمته في الطين (2) وهم أظلّة، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم، وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام، وعرضهم عليه، وعرّفهم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وعلي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ونحن نعرفهم في لحن القول.
ورواه عثمان بن عيسى، عن أبي الجرّاح، عن أبي جعفر (3) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وزاد فيه: وكلّ قلب يحنّ إلى بدنه (4).
[412] 17- عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جدّه، عن رجل من أصحابه يقال له عمران، أنه خرج في عمرة زمن الحجّاج، فقلت له: هل لقيت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)؟ قال: نعم، قلت: فما قال لك؟ قال: قال لي: يا عمران ما خبر الناس؟ فقلت: تركت الحجّاج يشتم أباك على المنابر - أعني علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) - فقال: أعداء الله يبدهون (5) بسبنا، أما إنهم لو استطاعوا أن يكونوا من شيعتنا لكانوا، ولكنّهم لا يستطيعون؛ إنّ الله أخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا
ص: 228
ونحن وهم أظلّة، فلو جهد الناس أن يزيدوا فيهم (1) رجلاً أو ينقصوا منهم رجلاً ما قدروا عليه (2).
[413] 18- عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لا تخاصموا الناس، فإنّ الناس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا، إن الله أخذ ميثاق النفس (3)، فلا يزيد فيهم أحد أبداً، ولا ينقص منهم أحد أبداً (4).
[414] 19- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لقد أسري بي، فأوحى الله إلي من وراء الحجّاب ما أوحى، وشافهني من دونه بما شافهني، فكان فيما شافهني أن قال: يا محمّد من أذل (5) لى وليّاً، فقد أرصد لي بالمحاربة، ومن حاربني حاربته، قال: فقلت: يا رب ومن وليك هذا؟ فقد علمت أنه من حاربك حاربته، فقال: ذلك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولورثتكما بالولاية (6).
[415] 20- عنه عن محمّد بن علي، عن إسماعيل بن يسار، عن عثمان بن يوسف، عن عبد الله بن كيسان قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): جعلت فداك أنا مولاك عبد الله بن كيسان، فقال: أما النسب
ص: 229
فأعرفه، وأمّا أنت فلست أعرفك قال: فقلت له: إنّى ولدت بالجبل (1)، ونشأت بأرض فارس، وأنا أخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فأرى الرجل حسن السمت، وحسن الخلق والأمانة، ثمّ أفتشه، فأفتشه عن عدواتكم، وأخالط الرجل فأرى فيه سوء الخلق، وقلة أمانة وزعارة (2)، ثم أفتشه فأفتشه عن ولايتكم، فكيف يكون ذلك؟
قال: فقال لي: أما علمت يا بن كيسان أنّ الله تعالى أخذ طينة من الجنّة وطينة من النار، فخلطهما جميعاً، ثمّ نزع هذه من هذه، فما رأيت من أولئك من الأمانة (3) وحسن السمت وحسن الخلق، فمما مستهم من طينة الجنّة، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الأمانة وسوء الخلق والزعارة، فمما مستهم من طينة النار، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه (4).
[416] 21- وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عمّن حدثه، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أرى الرجل من أصحابنا ممّن يقول بقولنا خبيث اللسان، خبيث الخلطة، قليل الوفاء بالميعاد، فيغمّني غماً شديداً، وأرى الرجل من المخالفين علينا حسن السمت، حسن الهدى، وفياً بالميعاد، فأغتم لذلك غمّاً شديداً، فقال: أو تدري لم ذاك؟ قلت: لأ.
ص: 230
قال: إنّ الله تبارك وتعالى خلط (1) الطينتين فعركهما، وقال بيده هكذا راحتيه جميعاً واحدة على الأخرى، ثمّ فلقهما، فقال: هذه إلى الجنّة وهذه إلى النار ولا أبالي، فالذي رأيت من خبث اللسان والبذاء وسوء الخلطة وقلّة الوفاء بالميعاد من الرجل الذي هو من أصحابكم يقول بقولكم، فيما التطخ بهذه من الطينة الخبيثة، وهو عائد إلى طينته، والذي رأيت من حسن الهدى وحسن السمت وحسن الخلطة والوفاء بالمعياد من الرجال من المخالفين، فبما التطخ به من الطينة الطيبة (2). فقلت: جعلت فداك فرّجت عنّي فرج الله عنك (3).
[17] 22- عنه، عن علي بن حديد، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله إذا أراد أن يخلق المؤمن من المؤمن والمؤمن من الكافر، بعث ملكاً فأخذ قطرة من ماء المزن، فألقاها على ورقة، فأكل منها أحد الأبوين، فذلك المؤمن منه (4).
[418] 23- وعنه عن الحسن بن على الوساء، عن علي بن ميسر، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ نطفة المؤمن لتكون في صلب المشرك، فلا يصيبه من الشرّ (5) شيء حتى يضعه، فإذا صار بشراً سويّاً، لم يصبه من الشرّ شيء حتى يجري عليه القلم (6).
ص: 231
[419] 24- عنه عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حمّاد الكوفي، عن أبي محمّد عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من أحبّنا أهل البيت، فليحمد الله على أولى (1) النعم، قلت: وما أولى النعم؟ قال: طيب الولادة، ولأ يحبنا الا من طابت ولادته (2).
[420] 25- وعنه، عن عبد الله (3) بن محمّد الحجّال، عن أبي عبدالله المدائني، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا برد على قلب أحدكم حبنا، فليحمد الله على أولى النعم، قلت: على فطرة الاسلام؟ قال: لا، ولكن على طيب المولد؛ إنه لا يحبّنا إلا من طابت ولادته، ولا يبغضنا (4) إلا الملزق الذي تأتي به أُمّه من رجل آخر، فتلزمه زوجها، فيطلع على عوراتهم، ويرثهم أموالهم، فلا يحبّنا ذلك أبداً، ولا يحبّنا إلا من كان صفوة من أي الجيل كان (5).
[421] 26- وعنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمار، عمّن ذكره عن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)
ص: 232
يقول: من وجد منكم برد حبّنا على قلبه، فليحمد الله على أولى النعم، قلت: وما أولى النعم؟ قال: طيب الولادة (1).
[422] 27- عنه، عن عبد الله بن محمّد الحجّال، عن حمّاد بن عثمان، عن معمر بن يحيى، عن أبي خالد الكابلي، أنه سمع علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لا يدخل الجنّة إلا من خلص من آدم (2).
[423] 28- عنه عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن شريس (3) الوابشي، عن سدير الصيرفي، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): من طهرت ولادته دخل الجنّة (4).
[424] 29- وعنه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: خلق الله الجنّة طاهرة مطهرة، لا يدخلها إلا من طابت ولادته (5).
[425] 30- عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن عبد الله مولى شريح القاضي الكندي، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، وعنده نصر القاضي، ورجل من بني كعب من أحمس، فتحدّث (6) بأحاديث، فلمّا خرجا، قلت: جعلت فداك ما خلّفت بالكوفة عربيين ولا عجميّين أنصب منهما، فقال: إنّ هذين صحيح نسبهما، ومن صحّ نسبه لم يدع على مثلي ما تريد عيبه.
ص: 233
قال: فخرجت إلى الكوفة فلقيتهما، فقلت للنصر أولا: سمعت ما كنا فيه من الأحاديث مع جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)؟ فقال: والله ما كنا إلا في ذكر الله ومواعظ حسنة، قال: ثم لقيت الآخر، فقلت له مثل ذلك، فقال: ما أحفظه (1) ولا أذكر أني سمعت منه شيئاً، قال: فذكرته حديثاً من الأحاديث، قال لي: ويلك سمعت هذا من جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) وتعيده؟ والله لو كان رأس عبد من ذهب لكانت رجلاه من خشب، إذهب قبّحك الله (2).
[426] 31- عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن الله، قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قوماً غلبوني على دار لي في أحمس وجيرانها نصاب والرجل ليس منهم، فقال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ هؤلاء الذين ذكرت قوم لهم نسب، صحيح، فاستعن بهم على استخراج حقك، فإنهم يفعلون.
قال: فجئت إليهم، فقلت لهم: إنّ جعفراً أمرني أن أستعين بكم فقالوا لي: والله لو لم نكن بموالى جعفر لكان الواجب علينا في صحة نسبه أن نقوم في رسالته، فقاموا معى حتّى استخرجوا الدار، فباعوها لي وأعطوني الثمن (3).
[427] 32- وحدّثني بعض أصحابه، عن عبد الله بن عون الشيباني، عن رجل من أصحابنا، قال: إكتريت من جمّال شقّ محمل، وقال لى: لا تهتمّ لزميل فلك زميل، فلمّا كنا بالقادسية إذا هو قد جاءني بجار لي من العرب، قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال: هذا زميلك فأظهرت له
ص: 234
أنّي قد كنت أتمناه على ربِّي وأبديت (1) له فرحاً بمزاملته، ووطنت نفسى أن أكون عبداً له وأخدمه، كل ذلك فرقاً منه (2)، قال: فإذا كل شيء وطنت نفسي عليه من خدمته والعبودية له قد بادرني (3) إليه.
فلمّا بلغنا المدينة، قال: يا هذا إنّ لي عليك حقاً، ولي بك حرمة، فقلت: حقوق وحرم، قال: قد عرفت أين تنحو، فاستأذن لي على صاحبك، قال: فبهت أن أنظر في وجهه، لا أدري بما أجيبه.
قال: فدخلت على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأخبرته عن الرجل وجواره منّى وأنه من أهل الخلاف وقصصت عليه قصته إلى أن سألني الإستئذان عليك، فما أجبته إلى شيء، قال: فأذن له، قال فلم أوت شيئاً من أمور الدنيا كنت به أشدّ سروراً من إذنه ليعلم مكاني منه.
قال: فجئت بالرجل، فأقبل عليه أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالترحيب، ثم دعا له بالمائدة، وأقبل لا يدعه يتناول الاً ممّا كان يتناوله، ويقول: أطعم رحمك الله، حتى إذا رفعت المائدة، قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فأقبلت أستمع (4)، منه أحاديث، لم أطمع أن أسمع مثلها من أحد يرويها على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ).
ثم قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في آخر كلامه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مَنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنَا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةٌ( (5) فجعل لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ
ص: 235
وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من الأزواج والذريّة مثل ما جعل للرسل من قبله، فنحن عقب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وذرّيّته، أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لأوّلنا، قال: ثمّ قمنا فلم تمرّ بي ليلة كانت أطول منها.
فلمّا أصبحت جئت إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقلت له: ألم أخبرك بخبر الرجل؟ قال: بلى، ولكنّ الرجل له أصل، فإن يرد الله به خيراً قبل ما سمع منا، وإن يرد به غير ذلك منعه ما ذكرت (1) منه من قدره أن يحكي عنا شيئاً من أمرنا، قال: فلمّا بلغت العراق لا أرى (2) أنّ في الدنيا أحداً أنفذ منه في هذا الأمر (3).
[428] 33- عنه، عن إبن فضّال، عن يونس بن يعقوب البجلي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا كان يوم القيامة دعي الخلائق بأسماء أمهاتهم، الا نحن وشعيتنا، فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم (4).
[429] 34- عنه عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن علوان، وحدّثني عن أحمد بن عبيد (5)، عن الحسين بن علوان، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا كان يوم القيامة يدعى الناس جميعاً بأسمائهم وأسماء أمهاتهم ستراً من الله عليهم، إلا شيعة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فإنّهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم، وذلك أن
ص: 236
[430] 35- عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى - فيما أعلم - عن يعقوب بن شعیب، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى (إلا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (3) قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط الله عز وجل (4).
[431] 36- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، في قول الله تعالى (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَدَاكُمْ) (5) قال: التكبير التعظيم لله، والهداية الولاية (6).
[432] 37- عنه، عن أبي محمّد الخليل بن يزيد (7)، عن عبد الرحمن الحذّاء، عن أبي كلدة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): الروح والراحة، والرحمة، والنصرة، واليسر، واليسار، والرضا والرضوان والفرج، والمخرج، والظهور (8)، والتمكين والغنم، والمحبة من الله ومن رسوله، لمن والى عليّاً عليه
ص: 237
السلام وائتمّ به (1).
[433] 38- عنه عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) والله ما بعدنا، غيركم أبي بصير، وأنكم معنا في السنام الأعلى، فتنافسوا في الدرجات (2).
[434] 39- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ لكلّ شيء جوهراً. وجوهر ولد آدم محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ونحن وشيعتنا (3).
[435]40- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن سدير قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنتم آل محمّد أنتم آل محمّد (4).
[436] 41- عنه، عن إبن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام (5)، عن مالك بن أعين الجهني، قال: أقبل إلى أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: يا مالك أنتم والله شيعتنا حقا، يا مالك نراك قد أفرطت في القول في فضلنا، إنه ليس يقدر أحد على صفة الله وكنه قدرته وعظمته، فكما لا يقدر أحد على كنه صفة الله وكنه قدرته وعظمته - ولله المثل الأعلى - فكذلك لا يقدر أحد على صفة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وفضلنا، وما أعطانا الله وما أوجب من حقوقنا، وكما لا يقدر أحد أن
ص: 238
يصف فضلنا، وما أعطانا الله وما أوجب الله من حقوقنا، فكذلك لأ يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به ممّا أوجب الله على أخيه المؤمن، والله يا مالك إن المؤمنين ليلتقيان (1)، فيصافح كل واحد منهما صاحبه، فما يزال الله تبارك وتعالى ناظراً إليهما بالمحبة والمغفرة، وإنّ الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما حتّى يفترقا، فمن يقدر على صفة الله وصفة من هو هكذا عند الله؟! (2)
[437] 42- عنه، عن أبيه، عن النضر عن الحلبي، عن ابن مسكان، عن مالك الجهني، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنه ليس من قوم ائتموا بإمامهم في الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم و من كان على مثل حالكم (3).
[438] 43- عنه عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل (4) بن درّاج، عن مالك بن أعين قال: قال لى أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا مالك أما ترضون أن يأتى كلّ قوم يلعن بعضهم بعضاً إلا أنتم ومن قال بقولكم (5).
[439] 44- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن ابن مسكان، عن يعقوب بن شعيب، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): (يَوْمَ نَدْعُوا كُلّ
ص: 239
أُناسٍ بِإِمامِهِم) (1)، فقال: ندعو كلّ قرن من هذه الأمة بإمامهم، قلت: فيجيء رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) في قرنه، وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قرنه، والحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قرنه، والحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قرنه، وكلّ إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم (2).
[440] 45- عنه، عن أبيه، عمّن حدّثه عن إسحاق بن عمار، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن الرجل يحبّ (3) الرجل ويبغض ولده فأبى الله عزّ وجلّ إلا أن يجعل حبّنا مفترضاً، أخذه من أخذه وتركه من تركه واجباً، فقال ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُربي( (4) ، (5).
[441] 46- عنه، عن إبن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُربي( فقال: هي (6) والله فريضة من الله على العباد لمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) في أهل بيته (7).
[442] 47- عنه، عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن العباس بن عامر القصير، عن حجّاج الخشّاب قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)
ص: 240
يقول لأبي جعفر الأحول ما يقول من عندكم في قول الله تبارك وتعالى (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُربى) فقال: كان الحسن البصري يقول: في أقربائي من العرب، فقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): لكنّي أقول لقريش الذين عندنا: هي لنا (1) خاصة، فيقولون: هی لنا ولكم عامة، فأقول: خبروني عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إذا نزلت به شديدة من خص بها؟ أليس إيانا خص بها؟ حين أراد أن يلا عن أهل نجران أخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ)، ويوم بدر قال لعلي وحمزة وعبيدة بن الحارث قال: فأبوا (2) يقرون لي، أفلكم الحلو ولنا المرّ؟! (3)
[443] 48- عنه، عن الحسن بن علي الخزاز، عن مثّنى الحنّاط، عن عبد الله بن عجلان، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا المَوَدَّةَ فى القربي) فقال: هم (4) الأئمّة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم (5).
[444] 49- عنه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن درّاج، عن عبد الله بن مسكان، عن عمر الكلبي (6) قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله (عَلَيهِ
ص: 241
السَّلَامُ) وهو متّكى عليّ، اذ قال يا عمر ما أكثر السواد، يعني الناس فقلت: أجل جعلت فداك، فقال: أما والله ما يحج لله غيركم، ولا يؤتى أجره مرتين غيركم أنتم والله رعاة الشمس والقمر، وأنتم والله أهل دین الله منكم يقبل، ولكم يغفر (1).
[445] 50- عنه، عن أبيه، عمّن حدّثه، عن عبيد الله بن على الحلبي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما أردت أن أحدثكم ولأحدثتكم ولأنصحن لكم، وكيف لا أنصح لكم؟ وأنتم والله جند الله، والله ما يعبد الله تعالى أهل دين غيركم فخذوه ولا تذيعوه، ولا تحبسوه عن أهله، فلو حبست عنكم يحبس (2) عنّي (3).
[446] 51- عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن حرّ، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أنتم والله على دين الله، ودين رسوله، ودين على بن أبى طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وما هي إلا آثار عندنا من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نكنزها (4).
[447]52- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن بدر بن الوليد الخثعمي، قال: دخل يحيى بن سابور على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليودعه، فقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أما والله إنكم لعلى الحقّ، وإنّ من خالفكم لعلى غير الحق، والله ما أشكّ أنّكم في الجنّة، فإنّي لأرجو أن يقرّ الله أعينكم إلى
ص: 242
قريب (1).
[448] 53- عنه، عن إبن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أما أنه ليس عندنا لأحد (2) من الناس حق ولأصواب إلا من شيء أخذوه منا أهل البيت، ولا أحد من الناس يقضي بحق وعدل وصواب إلا مفتاح ذلك القضاء وبابه وأوّله وسببه علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فاذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطؤوا، والصواب من قبل علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) (3).
[449] 54- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن حسّان أبي (4) علي العجلي، عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبيّة، قال: دخلنا على إمرأة قد صفّرتها العبادة أنا وعباية بن ربعي، فقال: من الذي معك؟ قلت: هذا إبن أخيك ميثم، قالت: إبن أخي والله حقاً، أما إنّي سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: ما أحد على ملّة إبراهيم إلّا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها براء (5).
[450] 55- عنه، عن أبيه وابن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن حسين بن المختار، عن عبد الرحمن بن سيابة عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبيّة، قال: دخلت عليها فقالت: من أنت؟ قلت: إبن أخيك
ص: 243
میثم، فقالت: [ابن] (1) أخي والله لأحدثتك بحديث سمعته من مولاك الحسين بن علي بن أبي طالب (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، إني سمعته يقول: والذي جعل أحمس (2) خير بجيلة، وعبد القيس (3) خير ربيعة، وهمدان خير اليمن، إنكم لخير الفرق، ثمّ قال: ما على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء (4).
[451] 56- عنه، عن أبيه ومحمّد بن عيسى عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار، عن عباد بن زیاد قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا عباد ما على ملة إبراهيم أحد غيركم، وما يقبل الله إلا منكم ولا يغفر الذنوب إلا لكم (5).
[452] 57- عنه، عن إبن فضّال، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان الصيرفي، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: (إنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإبْراهيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذا النبيُّ وَالَّذينَ آمَنُوا) (6) ثم قال: أنتم والله على دين إبراهيم،ومنهاجه، وأنتم أولى الناس به (7).
[453] 58- عنه عن الحسن (8) بن علي الوشّاء، عن مثنّى الحنّاط، قال:
ص: 244
حدّثني أحمد، عن رجل، عن أبي المغيرة (1)، قال: سمعت عليّاً (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إتّقوا الله، ولا يخد عنّكم إنسان، ولا يكذبنّكم إنسان، فإنّما ديني دين واحد، دين آدم الذي ارتضاه الله، وإنّما أنا عبد مخلوق، ولا أملك لنفسي نفعاً ولأضراً إلا ما شاء الله، وما أشاء إلا ما شاء الله (2).
[454] 59- عنه، نه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغراء، عن يزيد بن خليفة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال لنا ونحن عنده: نظرتم والله حيث نظر الله، واخترتم من اختار الله وأخذ الناس يميناً وشمالا، وقصدتم قصد محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، أما والله إنكم لعلى المحجة البيضاء (3).
[455]60- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن أبي بصير ، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تبارك وتعالى: (وَمَنْ يُؤْتِى الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثيراً) (4) فقال: هي طاعة الله ومعرفة الإمام (5) ، (6).
[456]61- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة،
ص: 245
عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا تطعم النار واحداً وصف هذا الأمر (1).
[457] 62- عنه، عن أبيه، عن النضر عن الحلبي، عن أبي المغراء، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال: إنّي لأعلم أنّ هذا الحبّ الذي تحبّونا ليس بشيء صنعتموه، ولكن الله صنعه (2).
[458] 63- عنه، عن إبن فضّال، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي، قال: قيل لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ عكرمة مولى إبن عباس قد حضرته الوفاة، قال: فانتقل، ثمّ قال: إن أدركته علّمته كلاماً لم تطعمه النار، فدخل عليه داخل فقال: قد هلك، قال: فقال له أبي (3): فعلمناه، فقال: والله ما هو الا هذا الأمر الذي أنتم عليه (4).
[459] 64- عنه عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن، أيوب بن حرّ، عن أبي بكر، قال: كنا عنده ومعنا عبد الله بن عجلان، فقال عبد الله بن عجلان معنا رجل يعرف ما نعرف، ويقال: إنه ولد زنا، فقال: ما تقول؟ فقلت: إنّ ذلك ليقال له، فقال: إن كان ذلك كذلك بني له بيت في النار من صدر (5)، يردّ عنه وهج جهنم، ويؤتى برزقه (6).
[460] 65- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، في قول الله تعالى (وَالكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَدِيكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (7) قال: الشكر: المعرفة
ص: 246
وفي قوله (وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) (1) فقال: الكفر هاهنا الخلاف، والشكر الولاية والمعرفة (2).
[461] 66- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي (3)، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لكل شيء أساس، وأساس الإسلام حبنا أهل البيت (4).
[462] 67- عنه، عن علي بن الحكم أو غيره، عن حفص الدهان، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ فوق كل عبادة عبادة، وحبّنا أهل البيت أفضل عبادة (5) ، (6).
[463] 68- عنه، عن محمّد بن علي، عن الفضيل، قال: قلت لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): أيّ شيء أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فيما افترض عليهم؟ فقال: أفضل ما يتقرّب به العباد إلى الله طاعة الله وطاعة رسوله، وحبّ رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وأولى الأمر، وكان أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: حبّنا إيمان، وبغضنا كفر (7).
[464] 69- عنه، عن إبن محبوب، عن زيد الشحّام، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): یا زید حبّنا إيمان، وبغضنا كفر (8).
ص: 247
[465] 70- عنه عن إبن فضّال، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي داود عن أبي عبد الله الجدلي، قال: قال لي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا أبا عبد الله ألا أحدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة، وبالسيئة التي من جاء بها أكبّه الله على وجهه في النار؟ قلت: بلى، قال: الحسنة حبّنا، والسيئة بغضنا (1).
[466] 71- عنه، عن أبيه (رَحمَةُ اللّه)، عن يونس بن عبد الرحمن أو غيره، عن رياح بن أبي نصر، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كان جالساً في ملأ من أصحابه إذ قام فزعاً، فاستقبل جنازة على أربعة رجال من الحبش، فقال: ضعوه، ثمّ كشف عن وجهه، فقال: أيكم يعرف هذا؟ فقال علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنا يا رسول الله هذا عبد بني رياح، ما استقبلني قطّ إلّا قال: أنا و الله أحبّك قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): فاشهد ما يحبّك إلا مؤمن، وما يبغضك إلا كافر، وإنه قد شيعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كل قبيل على سبعين ألف قبيل، قال: ثم أطلقه من جريده (2) وغسله وكفنه وصلّى عليه، وقال: إنّ الملائكة تضايق به الطريق، وإنّما فعل به هذا الحبّه إيّاك يا على (3).
[467] 72- عنه، عن أبيه، عمّن حدّثه عن جابر، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ما من مؤمن إلّا
ص: 248
وقد خلص ودّي إلى قلبه وما خلص ودّي إلى قلب أحد إلا وقد خلص ودّ علي إلى قلبه كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك.
قال: فقال رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بهذا الغلام فأنزل الله تبارك وتعالى ﴿فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بأَيْكُمُ المَفْتُونَ) (1) (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فيدهنون * وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهين) (2) قال: نزلت فيهما إلى آخر الآية (3).
[468] 73- عنه، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إن ابنتي فاطمة اشترك في حبّهما (4) البرّ والفاجر، وأنه كتب لي أن لا يحبني كافر، ولا يبغضني مؤمن، وقد خاب من افترى (5).
[499] 74- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحرّ أخى أديم، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما أحببتمونا (6) على ذهب ولأفضّة عندنا، قال أيوب: قال أصحابنا: وقد عرفتم موضع الذهب والفضة (7).
[470] 75- عنه، عن علي بن الحكم عن سعد بن أبي خلف، عن
ص: 249
جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): الروح والراحة والفلح (1) والفلاح، والنجاح والبركة، والعفو والعافية والمعافاة،والبشرى والنضرة والرضا والقرب والقرابة والنصر والظفر، والتمكين والسرور والمحبّة، من الله تبارك وتعالى، على من أحب علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ووالاه وائتم به، وأقرّ بفضله، وتولى الأوصياء من بعده، وحقّ علي أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربّي أن يستجيب لي فيهم، وهم أتباعي، ومن تبعني فإنّه منّي، جرى في مثل إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) وفي الأوصياء من بعدي، لأني من إبراهيم وإبراهيم مني دينه ديني، وسنته سنتي، وأنا أفضل منه، وفضلي من فضله، وفضله من فضلي، وتصديق (2) قولي قول ربّي، (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَليمٌ) (3) ، (4).
[471] 76- وعنه، عن محمّد بن علي وغيره، عن الحسن بن محمّد بن الفضل الهاشمي، عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ حبنا أهل البيت لينتفع به في سبع مواطن عند الله، وعند الموت، وعند القبر، ويوم الحشر، وعند الحوض، وعند الميزان، وعند الصراط (5).
[472] 77- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن درّاج عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا
ص: 250
السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): في الجنّة ثلاث درجات، وفى النار ثلاث دركات فأعلى درجات الجنّة لمن (1) أحبّنا بقلبه، ونصرنا بلسانه ويده، وفي الدرجة الثانية من أحبّنا بقلبه ونصرنا بلسانه، وفى الدرجة الثالثة من أحبّنا بقلبه، وفي أسفل درك من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده، وفي الدرك الثانية من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه، وفي الدرك الثالثة من النار من أبغضنا بقلبه (2).
[473] 78- عنه، عن منصور بن العباس، عن أحمد بن عبد الرحيم عمّن حدّثه عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنما مثلك مثل قل هو الله أحد فإنه من قرأها مرة، فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثى القرآن، ومن قرأها ثلاث مرّات، فكأنما قرأ القرآن وكذلك من أحبّك بقلبه، كان له مثل ثلث ثواب أعمال العباد، ومن أحبّك بقلبه ونصرك بلسانه كان له مثل ثلثى ثواب أعمال العباد، ومن أحبّك بقلبه ونصرك بلسانه ويده، كان له مثل ثواب أعمال العباد (3).
[474] (79 عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشر الدهان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة
ص: 251
جاهليّة، فعليكم بالطاعة، قد رأيتم أصحاب علي (1)، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته لنا كرائم القرآن (2)، ونحن أقوام إفترض الله طاعتنا، ولنا الأنفال، ولنا صفو المال (3).
[475] 80- عنه، عن إبن فضّال، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي اليسع عيسى بن السري قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الأرض لأ تصلح الا بالإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة، وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هذه، وأهوى بيده إلى صدره، يقول: لقد كنت على أمر حسن (4).
[476] 81- عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن حسين بن أبى العلاء، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من مات ليس له إمام مات ميتة جاهليّة» فقال: نعم، لو أنّ الناس تبعوا علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، وتركوا عبد الملك بن مروان اهتدوا فقلنا: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة ميتة كفر؟ فقال: لأ ميتة ضلال (5).
[477] 82- عنه عن النضر عن يحيى، عن أيوب بن الحرّ، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال أبي: من مات ليس له إمام
ص: 252
مات ميتة جاهليّة (1).
[478] 83- عنه، عن محمّد بن علي، عن علي بن النعمان النخعي، قال: حدّثني (2) الحارث بن المغيرة النضري، قال: سمعت عثمان بن المغيرة يقول: حدّثني الصادق عن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من مات بغير إمام جماعة مات ميتة جاهليّة، قال الحارث بن المغيرة فلقيت جعفر بن محمّد (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فقال نعم قلنا فمات ميتة جاهليّة؟ قال: ميتة كفر وضلال ونفاق (3).
[479] 84- عنه، عن إبن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بشير العطّار، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): (يَوْمَ نَدْعُوا كُلِّ أُناسٍ بإمامِهِمْ) (4) ثم قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): وعلى إمامكم وكم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه، نحن ذرّيّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وأمنا فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، وما أتى الله أحداً من المرسلين شيئاً إلا وقد آتاه محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كما أتى المرسلين من قلبه، ثم تلا ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) (5) ، (6).
[480] 85- عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر بن
ص: 253
يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لما أنزلت (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) قال المسلمون: يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أنا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من الله، يقومون في الناس فيكذبونهم، ويظلمهم أئمة الكفر والضلال،وأشياعهم ألأ فمن والاهم واتبعهم وصدقهم، فهو مني ومعي وسيلقاني، ألأ ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكدبهم، فليس مني ولا معي وأنا منه بريء (1).
[481] 86- عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن محمّد بن مروان عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من مات وليس له إمام فموته ميتة جاهليّة، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم، ومن مات وهو عارف لإمامه لا يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخره، ومن مات عارفاً لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه (2).
[482] 87- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن درّاج، عن سعيد بن يسار، قال: دخلت على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو على سرير، فقال: يا سعيد إنّ طائفة سمّيت المرجئة (3)، وطائفة سمّيت الخوارج، وسمّيتم الترابية (4).
[483] 88- وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن القاسم بن محمّد
ص: 254
الجوهري، عن حبيب الخثعمي، والنضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان عن حبيب، قال: قال لنا أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما أحد أحب إلى منكم، إنّ الناس سلكوا سبلاً شتّى، منهم من (1) أخذ بهواه، ومنهم من أخذ برأيه، وإنكم أخذتم بأمر له أصل (2).
[484] 89- وفي حديث آخر لحبيب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الناس أخذوا هكذا وهكذا، فطائفة أخذوا بأهوائهم، وطائفة قالوا بآرائهم، وطائفة قالوا بالرواية، وإنّ الله هداكم (3) لحبّه وحبّ من ينفعكم حبّه عنده (4).
[485] 90 - عنه عن إبن فضّال، عن أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون عن بشير الدهان، قال: قال لى أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ هذه المرجئة، وهذه القدرية، وهذه الخوارج، ليس منهم أحد إلا وهو يرى أنه على الحق، وإنكم إنما أحببتمونا (5) في الله، ثمّ تلا (أطيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمْرِ مَنْكُمْ) (6) (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (7) (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (8) (َإِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (9) ثمّ قال: والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في
ص: 255
القرآن إلى إبراهيم من قبل النساء، ثمّ قال: ﴿وَمِنْ ذرّيّته دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ) إلى قوله (وَيَحْيى وعيسى) (1) ، (2).
[486] 91- وعنه، عن أبيه (رَحمَةُ اللّه)، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بشير في (3) حديث سليمان مولى طربال: قال: ذكرت هذه الأهواء عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا والله ما هم على شيء مما جاء به رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إلا إستقبال الكعبة فقط (4).
[487] 92 - عنه، عن علي بن أسباط، عن عتيبة (5) بيّاع القصب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: والله لنعم الإسم الذي منحكم الله مادمتم تأخذون بقولنا ولا تكذبون علينا قال: وقال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) هذا القول، أني كنت (6) خبّرته أنّ رجلاً قال لي: إيّاك أن تكون رافضيّاً (7).
[488] 93- عنه، عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد الشحّام عن أبي الجارود، قال: أصم الله أذنية كما أعمى عينيه، إن لم يكن سمع أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن فلاناً سمّانا بإسم، قال:: وما ذاك الإسم؟ قال: سمّانا الرافضة، فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)
ص: 256
يده إلى صدره: و أنا من الرافضة وهو منّي، قالها ثلاثاً (1).
[489] 94- عنه، عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب، عن حمد بن سليمان الديلمي عن رجلين عن أبي بصير، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): جعلت فداك إسم سُمّينا به، إستحلت به الولاة ماءنا وأموالنا وعذابنا، قال: وما هو؟ قال: الرافضة، فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ سبعين رجلاً من عسكر فرعون رفضوا فرعون، فأتوا وسی (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فلم يكن في قوم موسى أحد أشدّ إجتهاداً ولا أشدّ حباً لهارون منهم، فسمّاهم قوم موسى الرافضة، فأوحى الله إلى وسى: أن أثبت لهم هذا الإسم في التوراة، فإنّى قد نحلتهم، وذلك إسم د نحلكموه الله (2).
[490] 95- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحّام قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن وليّ علي إن نزلّ به قدم تثبت (3) خرى (4).
[491] 96 عنه، عن أبيه، عن النضر عن يحيى الحلبي، عن إبن سكان، عن زرارة، قال: سئل أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأنا جالس (5) عن
ص: 257
قول الله تعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (1) يجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الأمر؟ فقال: لا إنما هذه للمؤمنين خاصة، قلت له: أصلحك الله أرأيت من صام وصلّى واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف ولا ينصب؟ فقال: إنّ الله يدخل أولئك الجنّة برحمته (2).
[492] 97 - عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن أسلم، عن الخطاب الكوفي، ومصعب بن عبد الله الكوفي، قالا (3): دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وعنده جماعة من أصحابه، فقال له: يا سدير لا تزال شيعتنا مرعيين (4) محفوظين مستورين معصومين، ما أحسنوا النظر لأنفسهم فيما بينهم وبين خالقهم، وصحت نياتهم لأئمتهم، وبرُّوا إخوانهم، فعطفوا على ضعيفهم، وتصدّقوا على ذوي الفاقة منهم إنا لا نأمر بظلم، ولكنا نأمركم بالورع، الورع الورع والمواساة المواساة لإخوانكم، فإنّ أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5).
[493] 98- وروي عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال: سنّة لا تكون في مؤمن قيل: وما هي؟ قال: العسر، والنكد (6)، واللجاجة، والكذب،
ص: 258
والحسد، وقال: لا يكون المؤمن مجازفاً (1) ، (2).
[494] 99- عنه عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبه بن ميمون عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيد، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن تكونوا وحدانيين، فقد كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وحدانيّاً، قال: يدعو الناس فلا يستجيبون له، وقد (3) كان أوّل من استجاب له علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقد قال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (4).
[495] 100- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن شجرة، عن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما من مؤمن إلا وقد جعل الله له من إيمانه أنساً يسكن إليه حتى لو كان على قلة (5) جبل يستوحش (6) إلى من خالفه (7).
[496] 101- عنه، عن إبن فضّال، عن ابن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال الله تعالى: ما تردّدت عن شيء أنا فاعله كتردّدي عن المؤمن، فإنّي أحبّ لقاءه، ويكره
ص: 259
الموت، فأزويه عنه، ولو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي، ولجعلت (1) له من إيمانه أنساً لا يحتاج معه إلى أحد (2).
[497] 102- عنه، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن على الحلبي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال الله تعالى: ليأذن بحرب منّى (3) مستذلّ عبدي المؤمن، وما تردّدت عن شيء كتردّدي في موت المؤمن، إنّى لأحبّ لقاءه ويكره الموت، فأصرفه عنه، وإنه ليدعوني في أمر (4)، فأستجيب له لما هو خير (5) له [ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي] (6) وأجعل له (7) من إيمانه أنساً لا يستوحش فيه إلى أحد (8).
[498] 103- عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحرّ أخي أديم، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما يضرّ أحدكم لو كان على قلة جبل يجوع يوماً ويشبع يوماً إذا كان على دين
ص: 260
الله (1).
28- باب (2)
[499] 104- عنه، عن أبيه وحسن بن حسين (3)، عن إبن سنان، عن أبي الجارود، قال: خرج أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) على أصحابه يوماً، وهم ينتظرون خروجه، فقال لهم: تحرّوا (4) البشرى من الله، ما أحد يتحرّى (5) البشرى من الله غيركم (6).
[500] 105- عنه، عن ابن فضّال، عن أبى كهمس قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: أخذ الناس يميناً وشمالاً، ولزمتم أهل بيت نبيكم فابشروا، قال: قلت: جعلت فداك أرجو أن لا يجعلنا الله وإياهم سواء، فقال: لا والله لا والله ثلاثاً (7).
[501] 106- عنه، عن إبن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن بريد العجلي وزرارة بن أعين، ومحمّد بن مسلم، قالوا: قال لنا أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما الذي تبغون؟ أما أنه لو كانت فزعة من السماء لفزع كل قوم إلى مأمنهم، ولفزعنا نحن إلى نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وفزعتم إلينا، فأبشروا، ثمّ أبشروا ثمّ أبشروا، ألا والله لا يسوّيكم (8) الله
ص: 261
وغيركم لأ ولأكرامة لهم (1).
29- باب (2)
[502] 107 - عنه، عن عمر بن عبد العزيز عن أبي داود الحدّاد، عن موسی بن بكر، قال: كنا عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال رجل في المجلس: أسأل الله الجنّة، فقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنتم في الجنّة، فاسألوا الله أن لا يخرجكم منها، فقالوا: جعلنا فداك نحن في الدنيا؟ فقال: ألستم تقرّون بإمامتنا؟ قالوا: نعم، فقال: هذا معنى الجنّة الذي من أقرّ به (3) كان في الجنّة، فاسألوا الله أن لا يسلبكم (4).
[503] 108- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عمّن أخبره، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال: لن يطعم النار من وصف هذا الأمر (5).
[504] 109- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: عرفتمونا وأنكرنا الناس، وأحببتمونا وأبغضنا الناس، ووصلتمونا وقطعنا الناس، رزقكم الله مرافقة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وسقاكم من حوضه (6).
[505] 110- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن
ص: 262
السیر الکناسی، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: وصلتم وقطع اناس، وأحببتم وأبغض الناس، وعرفتم وأنكر الناس، وهو الحق (1).
[506] 111- عنه، عن إبن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون عن بشير الدهان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): عرفتم في منكرين كثيراً، أحببتم في مبغضين كثيراً، وقد يكون حبّ في الله ورسوله وحبّ في الدنيا، فما (2) كان في الله ورسوله فثوابه على الله، وما كان في الدنيا لیس بشيء، ثم نفض يده (3).
[507] 112 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي، عن ن مسكان عن الحارث بن المغيرة النضري، عن محمّد بن شريح، قال: کنت عند الشيخ (4) (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال لي: جحد الناس جحد الناس يا محمّد وآمنتم بالله حقاً (5).
[508] 113- عنه عن إبن فضّال، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي (6) قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ الله تبارك وتعالى أدّب نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) على محبّته (7)، فقال:
ص: 263
(إنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيم) (1)، وقال: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُو) (2) وقال: (ومَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاع الله) (3) وإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فوّض إلى على (عَلَيهِ السَّلَامُ) وائتمنه (4)، فسلمتم وجحد الناس فوالله فبحسبكم (5) أن تقولوا إذا قلنا وتصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله (6).
[509] 114- عنه عن ابن فضّال عن علي بن عقبة، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أنتم والله نور في ظلمات الأرض (7).
[510] 115- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمّار، عن علي بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: والله إني لأحبّ ريحكم وأرواحكم ورؤيتكم وزيارتكم، وإنّي لعلى دين الله ودين ملائكته، فأعينوا على ذلك بورع، أنا في المدينة بمنزلة الشعرة (8)، أتقلقل حتى أرى الرجل منكم، فأستريح إليه (9).
[511] 116 - عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عبد
ص: 264
الله بن الوليد قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول ونحن جماعة: والله إنى لأحبّ رؤيتكم، وأشتاق إلى حديثكم (1).
[512] 117- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن أرقم، عن الحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: ما من شعيتنا إلا صديق شهید، قال: قلت: جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فراشهم؟ فقال: أما تتلو كتاب الله في الحديد (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ (2) قال: فقلت: فكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله تعالى قطّ، قال: لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول، لكان (3) الشهداء قليلاً (4).
[513] 118- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال لي: يا أبا محمّد إن الميت منكم على هذا الأمر شهيد، قلت: وإن مات على فراشه؟ قال: أي والله وإن مات على فراشه حي عند ربّه يرزق (5).
[514] 119- عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمرو بن عاصم، عن منهال القصاب، قال: قلت لأبي عبد الله
ص: 265
(عَلَيهِ السَّلَامُ): أدع الله لي بالشهادة، فقال: المؤمن لشهيد حيث ما مات، أو ما سمعت قول الله في كتابه (وَالَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (1).
[515] 120 - عنه، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن أبان بن تغلب قال: كان أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور، يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا؟ يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهداء إلا شيعتنا وإن ماتوا على فراشهم (2).
[516] 121- عنه، عن إبن محبوب، عن عمرو بن ثابت أبي المقدام، عن مالك الجهني، قال: قال لي قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا مالك إنّ الميت منكم على هذا الأمر شهيد، بمنزلة الضارب في سبيل الله.
وقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما يضر رجلاً من شعيتنا أية ميتة مات، أكله السبع، أو أحرق بالنار، أو غرق (3)، أو قتل، هو والله شهيد (4).
[517] 122- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن حكم بن ايمن (5)، عن ميسر بن عبد العزيز النخعي، عن أبي خالد الكابلي، قال: أتى نفر إلى علي بن الحسين بن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ) فقالوا: إنّ بني عمنا وفدوا إلى معاوية بن أبي سفيان طلب رفده
ص: 266
وجائزته، وإنا قد وفدنا إليك صلة لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فقال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قصيرة من طويلة (1)، من أحبنا لألدنيا يصيبها منا، وعادى عدوّنا لأ لشحناء كانت بينه وبينه، أتى الله يوم القيامة مع محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وإبراهيم وعلي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (2).
[518] 123- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن درّاج عن عمر بن مدرك أبي على الطائي، قال: قال أبو عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أي عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم فقال: قولوا، فقالوا: يابن رسول الله الصلاة، فقال: إنّ للصلاة فضلاً، ولكن ليس بالصلاة قالوا الزكاة قال: إن للزكاة فضلاً وليس بالزكاة، فقالوا: صوم شهر رمضان فقال: إنّ لرمضان فضلاً وليس برمضان، قالوا: فالحجّ والعمرة قال: إنّ للحج والعمرة فضلاً وليس بالحجّ والعمرة، قالوا: فالجهاد في سبيل الله، قال: إن للجهاد في سبيل الله فضلاً وليس بالجهاد، قالوا: فالله ورسوله وابن رسوله (3) أعلم، فقال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إن أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله، والبغض في الله، توالي (4) وليّ الله، وتعادي عدوّ الله (5)؟
ص: 267
[519] 124- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام عن مالك بن أعين الجهني، وعن ابن فضّال، عن أبي جميلة النخاس، عن مالك بن أعين الجهني، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أما ترضون أن تقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتكفّوا ألسنتكم، وتدخلوا الجنّة؟
قال: ورواه أبي، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان (1).
[520] 125- عنه، عن إبن محبوب، عن علی بن رئاب، وعبد الله بن بكير، عن يوسف بن ثابت، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لا يضر مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل، ثمّ قال: ألا ترى أنه قال تعالى: (وَما مَنَعهم أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ كافرون) (2).
[521] 126- عنه، عن إبن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى (يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُم في الدِّينِ مِنْ حَرَج) (3) في الصلاة
ص: 268
والزكاة والصوم والخير، إذا تولّوا الله ورسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وأولي الأمر منا أهل البيت، قبل الله أعمالهم (1).
[522] 127- عنه، عن إبن فضّال، عن معاوية بن وهب، عن أبي برحة الرمّاح (2)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الناس سواد وأنتم حاجّ (3).
[523] 128- عنه، عن أبيه، عن بعض أصحابه، يرفعه إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قلت له: إني خرجت بأهلي، فلم أدع أحداً إلاّ خرجت به الأجارية لي نسيت فقال: ترجع وتذكر إن شاء الله، ثمّ قال: فخرجت بهم لتسدّ بهم الفجاج (4)؟ قلت: نعم، قال: والله ما يحجّ غيركم ولا يتقبل (5) الا منكم (6).
[524] 129- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما أكثر السواد؟! قلت: أجل يابن رسول الله، قال: أما والله ما يحج لله غيركم، ولا يصلي الصلاتين (7) غيركم، ولا يؤتى أجره مرّتين غيركم، وإنكم لرعاة الشمس
ص: 269
والقمر والنجوم (1)، وأهل الدين، ولكم يغفر، ومنكم يقبل (2).
[525] 130- عنه، عن إبن فضّال، عن الحارث بن المغيرة، قال: كنت عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) جالساً، فدخل عليه داخل، فقال: يا بن رسول الله ما أكثر الحاج العامّ؟! فقال: إن شاؤا فليكثروا، وإن شاؤا فليقلوا، والله ما يقبل الله إلا منكم ولا يغفر إلا لكم.
ورواه النضر عن يحيى الحلبي، عن الحارث (3).
[526] 131- محمّد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن عبد الكريم وهو كرام بن عمر الخثعمي، عن عمرو بن حنظلة، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ آية في القرآن تشككني، قال: وما هي؟ قلت: قول الله (إنَّما يَتَقَبَّلُ الله مِنَ المُتَّقِينَ) (4)، قال: وأي شيء شككت فيها؟ قلت: من صلّى وصام وعبد الله قبل منه؟ قال: إنما يتقبل الله من المتقين العارفين، ثمّ قال: أنت أزهد فى الدنيا أم الضحاك بن قيس؟ قلت: لأ، بل الضحاك بن قيس، قال: فإنّ ذلك (5) لا يتقبل منه شيء مما ذكرت (6).
ص: 270
35- باب (1)
[527] 132- عنه عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لو أن عبداً عبد الله ألف عام ثم ذبح كما يذبح الكبش، ثمّ أتى الله ببغضنا أهل البيت لردّ الله عليه عمله (2).
[528] 133- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن ميسر، عن أبيه النخعي قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا ميسر أي البلدان أعظم حرمة؟ قال: فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه، فقال: مكّة، فقال: أي بقاعها أعظم حرمة؟ قال: فما كان منّا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه فقال: ما بين الركن إلى الحجّر، والله لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام حتى ينقطع علباؤه (3) هرماً، ثمّ أتى الله ببغضنا أهل البيت لردّ الله عليه عمله (4).
[529] 134- عنه، عن بعض أصحابه محمّد بن علي أو غيره رفعه، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أكان حذيفة بن اليمان يعرف المنافقين؟ فقال: أجل (5) كان يعرف إثنى عشر رجلاً، وأنت تعرف إثني عشر ألف رجل، إنّ الله تعالى يقول (فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في
ص: 271
لَحْنِ الْقَوْلِ) (1) فهل تدري ما لحن القول؟ قلت: لا والله، قال: بغض على بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) ورب الكعبة (2).
[530] 135- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن حنان بن أبي على (3) ، عر ضريس الكناسي، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله (وَهُدُوا إلى الطيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَميد) (4)، فقال: هو والله هذا الأمر الذي أنتم عليه (5).
[531] 136- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي علي حسان العجلي، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأنا جالس عن قول الله تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ﴾ (6) قال: نحن الذين يعلمون، وعدوّنا الذين لا يعلمون، وشعيتنا أولوا الألباب (7).
[532] 137- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة بن خالد، عن أبيه (8)، قال: دخلت أنا ومعلى بن خنيس على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فأذن لنا، وليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه، وليس عليه جلباب، فلمّا نظر إلينا رحّب، فقال: مرحباً بكما وأهلاً، ثمّ
ص: 272
جلس، وقال: أنتم أولوا الألباب فى كتاب الله، قال الله تعالى (إنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ) (1) فأبشروا فأنتم على إحدى الحسنيين من الله، أما أنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم، شفی الله صدوركم وأذهب غيظ قلوبكم، وأدلّكم (2) على عدوّكم، وهو قول الله تعالى (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) (3) وإن مضيتم قبل أن تروا ذلك، مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وبعثه عليه (4).
[533] 138- عنه عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن سلیمان بن خالد، قال: كنت في محمل إقرأ إذ ناداني أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): اقرأ يا سليمان وأنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك (وَالَّذِينَ لا يُدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضاعَفْ) فقال: هذه فينا، أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لأنزني إقرأ يا سليمان، فقرأت حتى انتهيت إلى قوله (إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) قال: قف هذه فيكم، إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة، حتى يوقف بين يدي الله تعالى، فيكون هو الذي يلي حسابه، فيوقفه على سيئاته شيئاً فشيئاً (5)، فيقول: عملت كذا وكذا في يوم كذا في ساعة كذا، فيقول: أعرف يا ربّ، قال: حتى يوقفه على سيّئاته كلها، كل ذلك يقول:
ص: 273
أعرف، فيقول: سترتها عليك في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، أبدلوها لعبدي حسنات، قال: فترفع صحيفته للناس، فيقولون: سبحان الله، أما كانت لهذا العبد ولا سيّئة واحدة؟ فهو قول الله تعالى ﴿ فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) قال: ثم قرأت حتى انتهيت إلى قوله (والذين لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) الله فقال: هذه فينا، ثم قرأت (والذين إذا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْياناً) فقال: هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوّا، ثم قرأت (والذينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْواجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) (1) إلى آخر السورة، فقال: هذه فينا (2).
[534] 139- عنه، عن أبيه عن على بن النعمان، عمّن ذكره عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فى قول الله (إن عبادي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) (3) فقال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان قلت: وكيف وفيهم ما فيهم؟ فقال: ليس حيث تذهب، إنما هو ليس لك عليهم سلطان (4) أن تحبّب إليهم الكفر، وتبغض إليهم الإيمان (5).
[535] 140- عنه، عن إبن محبوب، عن حنان بن سدير، وعلي بن رئاب، عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): قوله (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكرين) (6) فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا زرارة
ص: 274
لما صمد لك ولأصحابك، فأما الآخرين فقد فرغ منهم (1).
[536] 141- عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن نوح لمضروب، عن أبي شيبة، عن عنبسة العابد (2)، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلا أَصْحابَ ليمين) (3) قال: هم شيعتنا أهل البيت (4).
[537] 142- عنه عن يعقوب بن يزيد عن بعض الكوفيين، عن عنبسة، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى (إنّ الذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة) (5) قال: هم شيعتنا أهل البيت (6).
[538] 143- عنه، عن أبيه، عمّن حدثه، عن أبي سلام النخاس (7)، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): والله لا يصف عبد هذا الأمر فتطعمه النار، قلت إنّ فيهم من يفعل ويفعل، فقال: إنه إذا كان ذلك إبتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه، والّا ضيّق الله عليه في رزقه، فإن كان ذلك كفارة الذنوبه، والّا شدّد الله عليه عند موته، حتى يأتي الله ولا ذنب (8) له، ثم يدخله
ص: 275
الجنّة (1).
[539] 144- عنه، عن إبن محبوب، عن محمّد بن القاسم، عن داود بن فرقد، عن يعقوب بن شعیب، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): رجل يعمل بكذا وكذا، فلم أدع شيئاً إلا قلته، وهو يعرف هذا الأمر، فقال: هذا يرجى له والناصب لا يرجى له وان كان كما تقول لم يخرج (2) من الدنيا حتى يسلّط الله عليه شيئاً يكفّر الله عنه به إما فقراً، وإما مرضاً (3).
[540] 145- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي الصباح الكناني، قال: كنت أنا وزرارة عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: لا تطعم النار أحداً وصف هذا الأمر، فقال زرارة: إن فيمن يصف هذا الأمر من يعمل موجبات الكبائر، فقال: أو ما تدري ما كان يقول في ذلك؟ إنه كان يقول: إذا تاب الرجل منهم من تلك الذنوب شيئاً، إبتلاه الله ببلية في جسده، أو خوف يدخله عليه، حتى يخرجه من الدنيا وقد خرج من ذنوبه (4).
[541] 146- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن حسان (5) بن درّاج، عن مالك بن أعين قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من مات منكم على أمرنا هذا كان كمن استشهد مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ
ص: 276
وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (1).
[542] 147- عنه، عن أبيه، عن العلاء بن سيابة، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) من مات منكم على أمرنا هذا، فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) بل بمنزلة من يضرب (2) معه بسيفه (3)، بل بمنزلة من استشهد معه بل بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (4).
[543] 148- عنه عن السندي، عن جدّه، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما تقول فيمن مات على هذا الأمر منتظراً له؟ قال: هو بمنزلة من كان مع القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) في فسطاطه، ثم سكت هنيئة، ثمّ قال: هو كمن كان مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (5).
[544] 149- عنه، عن ابن فضّال: عن على بن عقبة، عن موسى النميري، عن علاء (6) بن سيابة، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له (7)، كان كمن في فسطاط القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (8).
[545] 150- عنه، عن ابن فضّال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان
ص: 277
الكلبي، عن عبد الحميد (1) الواسطي، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أصلحك الله والله لقد تركنا أسواقنا إنتظاراً لهذا الأمر، حتى أوشك الرجل منا يسأل في يديه، فقال: يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجاً؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجاً، رحم الله عبداً حبس نفسه علينا، رحم الله أحيى أمرنا، قال: فقلت: فإن مت قبل أن أدرك القائم؟ فقال: القائل منكم: إن (2) أدركت القائم من آل محمّد نصرته كالمقارع معه بسيفه والشهيد معه له شهادتان (3).
[546] 151- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن شجرة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من مات على هذا الأمر كان بمنزلة من حضر مع القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) وشهد (4) مع القائم (عَلَيهِ السَّلَامُ) (5).
[547] 152- عنه، عن إبن محبوب، عن عمرو بن أبى المقدام، عن مالك بن أعين الجهني، قال: قال [لي] (6) أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الميت منكم على هذا الأمر بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله (7).
[548] 153- عنه عن علي بن النعمان، قال: حدّثني إسحاق بن عمّار
ص: 278
وغيره، عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر، كمن هو مع القائم في فسطاطه، قال، ثم مكث هنيئة، ثمّ قال: لا، بل كمن قارع معه بسيفه، ثمّ قال: لأ والله الأكمن استشهد مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (1).
[549] 154- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج عن كليب بن معاوية الأسدي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): بين من وصف هذا الأمر وبين أن يغتبط ويرى ما تقر به عينه إلّا (2) أن تبلغ نفسه هذه، فيقال: أما ما كنت ترجو فقد قدمت عليه، وأما ما كنت تتخوّف فقد أمنت منه، وإنّ أمامك لإمام صدق أقدم على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وعلى والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) (3).
[550] 155- عنه عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن الوليد النخعي قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: أشهد على أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما تقرّ به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه، وأومأ بيده إلى حلقه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) (4) فنحن والله ذرية رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (5).
ص: 279
[551] 156- عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن شجرة (1) أخي بشير النبال، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما بين أحدكم وبين أن يعاين ما تقرّ به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه، وأومأ بيده إلى حلقه (2).
[552] 157 - عنه، عن إبن فضّال، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الحميد بن عواض قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: بلغت نفس أحدكم هذه قيل له: أما ما كنت تحزن من هم الدنيا وحزنها، فقد أمنت منه، ويقال له: أمامك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وعلي وفاطمة صلوات الله عليهما.
ورواه عن إبن فضّال، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وزاد فيه: الحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) (3).
[553] 158- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ أشدّ ما يكون عدوّكم كراهة لهذا الأمر إذا بلغت، نفسه هذه، وأومأ بيده إلى حلقه، وأشدّ ما يكون أحدكم إغتباطاً بهذا الأمر إذا بلغت (4) نفسه هذه، وأومأ (5) بيده إلى حلقه فينقطع عنه أهوال الدنيا وما كان يحاذر فيها (6)، ويقال: أمامك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وعلي وفاطمة
ص: 280
(عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، ثمّ قال: أمّا فاطمة فلا تذكرها (1).
[554] 159- عنه، عن ابن فضّال، عن محمّد بن فضيل، عن عبد الله بن بي يعفور، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قد استحييت ممّا ردّد هذا الكلام عليكم، ما بين (2) أحدكم وبين أن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه، وأهوى بيده إلى حنجرته، يأتيه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) سلّم وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فيقولان له: أما ما كنت تخاف فقد أمنك الله منه، وأما ما كنت ترجو فأمامك (3).
[555] 160- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، عن عقبة بن خالد، قال: دخلنا على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنا والمعلى بن خنيس، فقال: یا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه، وأومأ بيده إلى الوريد، قال: ثم اتكأ وغمز إلى المعلى أن سله، فقلت: يابن رسول الله ماذا بلغت نفسه هذه فأيّ شيء يرى؟ فردّد عليه بضعة عشر مرّة «أيّ شيء يرى؟»، فقال في كلّها: يرى، لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها، قال: يا عقبة؟ قلت لبيك وسعديك فقال: أبيت إلا أن تعلم؟ فقلت: هم یا بن رسول الله، إنما ديني مع دمي، فإذا ذهب دمي كان ذلك، وكيف ك يابن رسول الله كلّ (4) ساعة؟ وبكيت، فرق لي، فقال: يراهما والله لت: بأبي أنت وأمي من هما؟ فقال: ذاك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ
ص: 281
وَسَلَّم) وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبداً حتى تراهما، قلت: فاذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ قال: لأ، بل يمضي أمامه، فقلت له: يقولان شيئاً جعلت فداك؟ فقال: نعم، يدخلان جميعاً على المؤمن، فيجلس رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عند رأسه وعلى (عَلَيهِ السَّلَامُ) عند رجليه، فيكبّ (1) عليه رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فيقول: يا ولي الله أبشر أنا رسول الله، إنّي خير لك مما تترك من الدنيا، ثمّ ينهض رسول الله، فيقوم (2) عليه علي صلوات الله عليه حتى يكبّ عليه، فيقول: يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني أما لأنفعنّك.
ثمّ قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أما إنّ هذا في كتاب الله تعالى، قلت: أين هذا جعلت فداك من كتاب الله؟ قال: في سورة يونس قول الله تعالى هاهنا (الَّذينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ لا تبديلَ لِكَلِمَاتِ الله ذلك هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيم) (3) ، (4).
[556] 161- عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن قتيبة الأعشى (5)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أما إن أحوج ما تكونون فيه إلى حبنا حين تبلغ نفس أحدكم هذه، وأومأ بيده إلى نحره، ثم قال:
ص: 282
لا، بل إلى هاهنا، وأهوى (1) بيده إلى حنجرته، فيأتيه البشير، فيقول: أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه (2)؟
[557] 162- عنه، عن أبيه، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي، قال: دخلنا على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: حدث أصحابكم إنّ أبي كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه، وأومأ بيده إلى حلقه (3)؟
[558] 163- عنه، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن أسلم (4)، عن الخطاب الكوفي، ومصعب الكوفي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنه قال السدير: والذي بعث محمّداً بالنبوّة، وعجّل روحه إلى الجنّة، ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور (5)، أو تبيّن له الندامة والحسرة، إلاّ (6) أن يعاين ما قال الله تعالى في كتابه: (عَنِ اليَمينِ وَعَنِ الشِّمَالِ فَعِيدٌ) (7) وأتاه ملك الموت يقبض (8) روحه، فينادي روحه، فتخرج من جسده، فأما المؤمن فما يحسّ بخروجها، وذلك قول الله تعالى (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيّة * فَادْخُلي في عِبادي * وَادْخُلِي جَنَّتي) (9) ثم قال: ذلك لمن كان ورعاً مواسياً لإخوانه، وصولاً لهم، وإن
ص: 283
كان غير ورع ولا وصول لإخوانه قيل له: ما منعك من الورع والمواساة لإخوانك؟ أنت ممن انتحل المحبّة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعل، وإذا لقى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وأمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لقيهما معرضين مقطبين (1) في وجهه، غير شافعين له، قال سدير: من جدع (2) الله أنفه، قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): فهو ذلك (3).
[559] 164- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والإجتهاد في طاعة الله، فإنّ أشدّ يكون أحدكم اغتباطاً ما هو (4) عليه لو قد صار في حدّ الآخرة وانقطعت الدنيا عنه، فإذا كان في ذلك الحدّ عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنّة، وأمن ممن كان يخاف، وأيقن أنّ [الدين] (5) الذي كان عليه هو الحق، وأنّ من خالف دينه على باطل هالك (6).
[560] 165- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم أصعد الله بأرواحهم إليه، فمن قضى له عليه الموت جعله
ص: 284
في رياض الجنّة[في] (1) كنوز رحمته، ونور عزّته، وإن لم يقدر عليه الموت بعث بها مع أمنائه من الملائكة إلى الأبدان التي هي فيها (2).
[561] 166- عنه، عن ابن فضّال، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ذكر الأرواح، أرواح المؤمنين، فقال: يلتقون، قلت: يلتقون؟ فقال: نعم ويتساءلون ويتعارفون، حتى إذا رأيته قلت: فلان (3).
[562] 167 عنه، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم بن إسحاق لجازي، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أين أرواح المؤمنين؟ نقال: أرواح المؤمنين في حجرات في الجنّة، يأكلون من طعامها، و يشربون من شرابها، ويتزاورون فيها، ويقولون: ربنا أقم لنا الساعة، یتنجز لنا ما وعدتنا، قال: قلت فأين أرواح الكفار؟ فقال: في حجرات في النار، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويتزاورون فيها، ويقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة، لتنجز لنا ما وعدتنا (4).
[563] 168- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن أبي الحسن الدهني، وعن (5) جميل بن دراج، عنه، عن أبان بن تغلب قال: قال بو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن الله يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب أو غيره، مبيضة وجوههم، مستورة عوراتهم، آمنة روعتهم
ص: 285
قد سهّلت لهم الموارد وذهبت عنهم الشدائد، يركبون نوقاً من ياقوت فلا يزالون يدورون خلال الجنّة، عليهم شرك (1) من نور يتلألأ، توضع لهم الموائد، فلا يزالون يطعمون والناس في الحساب، وهو قول الله تعالى في كتابه (إنَّ الَّذينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسنى أُولئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسيسَها وَهُمْ فِيمَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ) (2) ، (3).
[564] 169- عنه، عن محمّد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن أسباط بن سالم عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يخرج شيعتنا من قبورهم على نوق بيض لها أجنحة، وشرك نعالهم نور يتلألأ، قد وضعت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، مستورة عوراتهم، مسكنة روعاتهم، قد أعطوا الأمن والإيمان، وانقطعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، وهم في ظل عرش الرحمن، توضع لهم مائدة يأكلون منها والناس في الحساب (4).
[565] 170- عنه، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن عبد الله بن شريك العامري، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: بينا (5) رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) في نفر من أصحابه فيهم على بن أبى طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: يخرج قوم من قبورهم، وجوههم أشدّ بياضاً من القمر عليهم ثياب أشد بياضاً من
ص: 286
اللبن عليهم نعال من نور شركها (1) من ذهب فيؤتون بنجائب من نور عليها رحائل من نور، أزمتها سلاسل من ذهب (2)، وركبها من زبرجد، فيركبون عليها حتى يصيروا أمام العرش، والناس يهتمون، ويغتمون، ويحزنون، وهم يأكلون ويشربون فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) من هم يا رسول الله؟ فقال: أولئك شيعتك وأنت إمامهم (3).
[566] 171- عنه، عن عبد الرحمن بن حمّاد، عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن علي بن أبي على اللهبي رفعه، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أجلس يوم القيامة بين إبراهيم وعلي، إبراهيم عن يميني وعلي عن يساري، فينادي مناد: نعم الأب أبوك ابراهيم، ونعم الأخ أخوك على (4).
[567] 172 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان وغيره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى (يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلى الرَّحْمَنِ وَفدَا) (5)، قال: يحشرون على النجائب (6).
[568] 173- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إذا كان يوم القيامة دعي برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فيكسى حلّة وردية، فقلت: جعلت فداك
ص: 287
ورديّة؟ قال: نعم، أما سمعت قول الله تعالى (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدّهانِ) (1) ثمّ يدعى علي: فيقوم على يمين رسول الله، ثمّ يدعى من شاء الله، فيقومون على يمين علي، ثمّ يدعى شيعتنا، فيقومون على يمين من شاء الله، ثمّ قال: يا أبا محمّد أين ترى ينطلق بنا؟ قال: قلت: إلى الجنّة والله، قال: ما شاء الله (2).
[569] 174- عنه، عن أبيه، والحسن بن علي بن فضّال جميعاً، عن علي بن النعمان، عن الحارث بن محمّد الأحول، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قالا: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لعلي يا علي إنه لما أسري بي، رأيت في الجنّة نهراً أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأشدّ إستقامة من السهم، فيه أباريق عدد النجوم، على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدرّ الأبيض، فضرب جبرئيل بجناحيه إلى جانبه فإذا هو مسكة ذفرة.
ثمّ قال: والذي نفس محمّد بيده إنّ في الجنّة لشجراً يتصفّق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأوّلون والآخرون بمثله، يثمر ثمراً كالرمان يلقى الثمرة إلى الرجل، فيشقها عن (3) سبعين حلة، والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغرّ المحجّلون، أنت إمامهم يوم القيامة، على الرجل منهم نعلان، شراكهما من نور يضيء أمامهم حيث شاؤوا من الجنّة، فبينا (4) هم كذلك إذ أشرفت عليه إمرأة من فوقه، تقول: سبحان الله يا عبد الله أما لنا منك دولة؟ فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من
ص: 288
اللواتي، قال الله تعالى: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كانُوا يَعْمَلُونَ) (1) ثمّ قال: والذي نفس محمّد بيده إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه (2).
42- باب (3)
[570] 175 عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن الصباح الحذاء، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: من شهد أن لا إله إلّا الله فليدخل الجنّة، قال: قلت: فعلى م تخاصم الناس إذا كان من شهد أن لا إله إلّا الله دخل الجنّة؟ فقال: إنه إذا كان يوم القيامة نسوها (4).
[571] 176- عنه، عن إبن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا قدمت الكوفة إن شاء الله فارو عنّي هذا الحديث: «من شهد أن لا إله إلّا الله وجبت له الجنّة» فقلت: جعلت فداك يجيئني كل صنف من الأصناف، فأروي لهم هذا الحديث؟ قال: نعم يا أبان بن تغلب إنه إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأوّلين والآخرين في روضة واحدة، فيسلب لا إله إلّا الله لاّ من (5) كان على هذا الأمر (6).
ص: 289
[572] 177- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله (1)، عن جميل بن دراج، عن محمّد بن مسلم الثقفي، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إن عن يمين العرش قوماً وجوههم من نور على منابر من نور يغبطهم النبيون ليسوا بأنبياء ولا شهداء، فقالوا: يا نبي الله وما ازدادوا هؤلاء من الله إذا لم يكونوا أنبياء ولا شهداء إلا قرباً من الله؟ قال: أولئك شيعة علي، وعلي إمامهم (2).
[573] 178- عنه، عن إبن فضّال، عن مثنّى الحناط، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) نحوه واختلف فيه بعض لفظه، قال: يغبطهم النبيون والمرسلون قلت: جعلت فداك ما أعظم منزلة هؤلاء القوم؟ فقال: هؤلاء والله شيعة علي، وهو إمامهم (3).
[574] 179- عنه، عن إبن فضّال، عن محمّد بن فضيل، عن أبي حمزة، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله يوم القيامة بعدنا (4).
[575] 180 - عنه، عن أبيه، عن سعدان (5) بن مسلم، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا حسين شيعتنا ما أقربهم من الله، وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لولا أن يدخلهم وهن
ص: 290
ويستعظم الناس ذلك، لسلّمت عليهم الملائكة قبلا (1).
[576] 181- عنه عن الحسن بن علي بن فضّال، عن علي بن عقبة، عن يحيى بن زكريا أخي دارم قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): كان أبي يقول: إنّ شيعتنا آخذون بحجزتنا، ونحن آخذون بحجزة نبينا، ونبينا آخذ بحجزة الله (2).
[577] 182 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا كان يوم القيامة أخذ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بحجزة ربّه، وأخذ على (عَلَيهِ السَّلَامُ) بحجزة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وأخذنا بحجزة علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وأخذ شعيتنا بحجزتنا فأين ترون بوردنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)؟ قلت: إلى الجنّة (3).
[578] 183- عنه، عن إبن فضّال، عن ابن مسكان، عمّن حدثه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان على بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يقول: إنّ أحق الناس بالورع والاجتهاد فيما يحبّ الله ويرضى الأوصياء وأتباعهم، أما ترضون أنه لو كانت فزعة من السماء، فزع كلّ قوم إلى مأمنهم، وفزعتم إلينا، وفزعنا إلى نبينا إن نبينا آخذ بحجزة ربه، ونحن
ص: 291
آخذون بحجزة نبينا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا (1).
[579] 184- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما تبغون؟ (2) أو ما تريدون غير أنها لو كانت فزعة من السماء، فزع كلّ قوم إلى مأمنهم، وفزعنا إلى نبينا، وفزعتم إلينا؟ (3).
[580] 185- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن وهب، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى (لا يَتَكَلَّمُونَ إلا ولا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَواباً) (4)، قال: نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم والقائلون صواباً، قلت: جعلت فداك وما تقولون [إذا تكلمتم] (5) قال: نمجّد ربّنا، ونصلّي على نبينا، ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربّنا (6).
[581] 186- وبإسناده قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): قوله (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ (7) قال: نحن أولئك الشافعون (8).
[582] 187- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي العباس المكي، قال: دخل مولى لإمرأة علي بن الحسين (عَلَيهِما
ص: 292
السَّلَامُ) على أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقال له: أبو أيمن، فقال: تغرّون (1) الناس فتقولون: شفاعة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، قال: فغضب أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) حتى تربّد وجهه (2)، ثمّ قال: ويحك أو ويلك يا أبا أيمن أغرّك أن عف بطنك وفرجك؟ أما والله أن لو قد رأيت أفزاع يوم القيامة، لقد احتجت إلى شفاعة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، ويلك وهل يشفع الاّ لمن قد وجبت له النار؟ (3)
[583] 188- عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال رجل لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ لنا جاراً من الخوارج، يقول: إنّ محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يوم القيامة همه نفسه، فكيف يشفع؟ فقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يحتاج (4) إلى شفاعة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يوم القيامة (5).
[585] 190- عنه، عن أبيه، حمزة بن عبد الله، عن سيف بن عميرة النخعي، عن أبي حمزة، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شفاعة في أمّته (1).
[586] 191- ورواه (2) عن أبيه، عن فضّالة، عن حسين بن عثمان، عن أبي حمزة، أنه قال: للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شفاعة في أمّته، ولنا شفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهل بيتهم (3).
[587] 192- عنه، عن أبيه (رَحمَةُ اللّه)، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمار، عن علي الخدمي (4)، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الجار يشفع لجاره، والحميم لحميمه، ولو أنّ الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين شفعوا في ناصب ما شفّعوا (5).
[588] 193- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، قال: سئل أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن المؤمن هل يشفع في أهله؟ قال: نعم المؤمن يشفع فيشفّع (6).
[589] 194- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاّد الحنّاط، عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن المؤمن منكم
ص: 294
يوم القيامة ليمرّ عليه بالرجل، وقد أمر به إلى النار، فيقول له: يا فلان أغثني (1)، فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، فيقول المؤمن للملك: خلّ سبيله، فيأمر الله الملك أن أجز قول المؤمن، فيخلّى الملك سبيله (2).
[590] 195- عنه، عن إبن محبوب، عن أبان، عن أسد بن إسماعيل، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا جابر لا تستعن بعدوّنا في حاجة، ولا تستطعمه (3)، ولا تسأله شربة ماء، إنه ليمر به المؤمن في النار فيقول: يا مؤمن ألست فعلت بك كذا وكذا؟ فيستحيي منه، فيستنقذه من النار، وأنما سمّى المؤمن مؤمناً؛ لأنه يؤمن على الله فيؤمن أمانه (4).
[591] 196- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أرأيت الراد على هذا الأمر كالراد عليكم؟ فقال: يا أبا محمّد من ردّ عليك هذا الأمر، فهو كالراد على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (5).
[592] 197 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغراء، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من نصب
ص: 295
لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) حرباً كمن نصب لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)؟ فقال: إي والله ومن نصب لك أنت لا ينصب لك إلا على هذا الدين، كما كان نصب لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (1).
[593] 198- عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن هاشم بن أبي سعيد الأنصاري (2)، عن أبي بصير ليث المرادي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن نوحاً حمل في السفينة الكلب والخنزير، ولم يحمل فيها ولد الزنا، وإنّ الناصب شرّ من ولد الزنا (3).
[594] 199- عنه، عن إبن فضّال، عن على بن عقبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد الواسطي، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ لنا جاراً ينتهك المحارم كلّها، حتى أنه ليدع الصلاة فضلاً، فقال: سبحان الله، وأعظم ذلك، ثمّ قال: ألا أخبرك بمن هو شرّ منه؟ قلت: بلى، قال: الناصب لنا شرّ منه (4).
[595]200- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي عن أبي المغراء، عن أبي بصير، عن علي الصائغ، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن المؤمن ليشفع لحميمه، إلا أن يكون ناصباً (5)، ولو أنّ ناصباً شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا (6).
[596] 201- عنه، عن بعض أصحابه، رفعه في قول الله تعالى و(يُريدُ
ص: 296
بِكُمُ اليُسْرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسْرَ) (1) اليسر: الولاية: والعسر الخلاف الموالاة أعداء الله (2).
[597] 202- عنه، عن محمّد بن علي، عن علي بن النعمان (3)، عن عبد الله بن مسكان عن أبي عاصم السجستاني، قال: سمعت مولی بنی أمية يحدّث، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من أبغض عليّاً دخل النار، ثمّ جعل الله في عنقه إثني عشر ألف شعبة، على كلّ شعبة منها شيطان، يبزق في وجهه ويكلح (4).
[598] 203- عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن حميدة، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): التاركون ولاية علي، المنكرون لفضله، المظاهرون (5) أعداءه، خارجون عن الإسلام، من مات نهم على ذلك (6).
تمّ كتاب الصفوة من المحاسن بحمد الله ومنه، وصلى الله على محمّد وآله
ص: 297
ص: 298
ص: 299
ص: 300
بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم
كتاب مصابيح الظلم
فيه من الأبواب تسعة وأربعون باباً
1- باب العقل
2- باب المعرفة
3- باب الهداية
4- باب حق الله على خلقه
5- باب النهي عن القول والفتيا بغير علم
6- باب البدع
7- باب المقائیس والرای
8- باب التثبت
9- باب الدين
10- باب فضيلة الجماعة
11- باب الإحتياط في الدين والأخذ بالسنة
ص: 301
12- باب الشواهد من كتاب الله
13- باب فرض طلب العلم
14- باب حقيقة الحق
15- باب الحثّ على طلب العلم
16- باب «خذ الحق»
17- باب إظهار الحق
18- باب النهي عن الخصومة مع الناس
19- باب حق العالم
20- باب ما لا يسع الناس جهله
21 - باب لا تخلو الأرض من عالم
22- باب حجج الله على خلقه
23- باب جوامع من التوحيد
24- باب العلم
25- باب الإرادة والمشيئة
26 - باب الأمر والنهي
27- باب الوعد والوعيد
28- باب لأطاعة لمخلوق في معصية الخالق
29- باب اليقين والصبر في الدين
30- باب الإخلاص
31- باب التقيّة
32 - باب الإغضاء والمداراة
33- باب النية
34- باب الحب والبغض في الله
ص: 302
35 - باب نوادر في الحب والبغض
36- باب أنزل الله في القرآن تبيان كلّ شيء
37- باب تصديق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) والتسليم له
38- باب التحديد
39- باب البيان والتعريف ولزوم الحجّة
40- باب الإبتلاء والإختبار
41- باب السعادة والشقاء
42- باب التطوّل من الله على خلقه
43- باب بدء الخلق
44- باب خلق الخير والشر
45- باب الإسلام والإيمان
46- باب الشرائع
47 - باب المحبوبات
48- باب المكروهات
49- باب الإستطاعة والإجبار والتفويض
ص: 303
ص: 304
بِسْم الله الرَّحمنِ الرَّحيم
[599] 1- أحمد بن أبي عبد الله البرقي المكنى بأبي جعفر، عن يعقوب بن يزيد عن إسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد العجمي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: خمس من لم يكن فيه، لم يكن فيه كثير مستمتع قلت: وما هي؟ جعلت فداك، قال: العقل والدين والأدب، والجود (1)، وحسن الخلق (2).
[600] 2- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: هبط جبرئيل على آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: يا آدم أني أمرت أن أخيرك بين ثلاثة، فاختر واحدة ودع اثنتين، فقال له:آدم يا جبرئيل وما الثلاثة؟ فقال: العقل، والحياء، والدين، فقال آدم: فإنّي قد
ص: 305
اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين إنصرفا ودعاه فقالا يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما، وعرج (1).
[601] 3- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): لم يقسّم الله بین الناس شيئاً أقل من خمس: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والذي يكمل هذا كلّه العقل (2).
[602] 4- عنه، عن محمّد بن علي، عن وهيب (3) بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله خلق العقل، فقال له: أقبل، فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر، ثمّ قال له: وعزتي وجلالي ما خلقت شيئاً أحب إلي منك، لك الثواب، وعليك العقاب (4).
[603] 5- عنه عن السندي بن محمّد عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قالا: لمّا خلق الله العقل، قال له: أدبر، فأدبر، ثمّ قال له: أقبل فأقبل فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك، إيّاك آمر، وإيّاك أنهي، وإيّاك أثيب، وإيّاك أعاقب (5).
[604] 6- عنه عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لما خلق الله العقل استنطقه.، ثمّ
ص: 306
قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إلىّ منك، ولا أكمّلك إلا فيمن أُحبّ، أما إنِّي إيّاك آمر، وإيّاك أنهى، وإيّاك أُعاقب، وإيّاك أثيب (1).
[605] 7- عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثمّ قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، وعليك أثيب (2).
[606] 8- عنه، عن محمّد بن خالد، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): خلق الله العقل، فقال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثمّ قال: ما خلقت خلقاً أحب إلي منك، قال: فأعطى الله محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) تسعة وتسعين جزء، ثم قسم بين العباد جزء واحداً (3).
[207] 9- محمّد بن عيسى اليقطيني، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: ما بعث الله نبيّاً قط إلا عاقلاً، وبعض النبيين أرجح من بعض، وما استخلف داود سليمان حتّى اختبر، عقله واستخلف داود سليمان وهو ابن ثلاثة عشر سنة، ومكث في ملكه أربعين سنة، وملك ذو القرنين وهو إبن إثني عشر
ص: 307
سنة (1)، ومكث في ملكه ثلاثين سنة (2).
[608] 10- عنه عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن رجل من همدان من بني واعظ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان يرى موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ) رجلاً من بني إسرائيل، يطول سجوده ويطول سكوته، فلا يكاد يذهب إلى موضع إلا وهو معه، فبينا (3) هو يوماً من الأيّام في بعض حوائجه، إذ مرّ على أرض معشبة تزهو وتهتز (4)، قال: فتأوّه الرجل، فقال له موسى: على ماذا تأوّهت؟ قال: تمنيت أن يكون لربي حمار أرعاه هاهنا قال: فأكبّ موسی (عَلَيهِ السَّلَامُ) طويلاً ببصره على الأرض إغتماماً بما سمع منه، قال: فانحط عليه الوحى فقال له: ما الذي أكبرت من مقالة عبدي؟ أنا أواخذ عبادي على قدر ما أعطيتهم من العقل (5).
[609] 11- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولاً ولا نبياً حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته،
ص: 308
وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين، وما أدّى العاقل (1) فرائض الله حتى عقل منه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل إنّ (2) العقلاء هم أولوا الألباب، الذين قال الله تعالى ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَابِ) (3) ، (4).
[610] 12- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن الحسن بن جهم: قال: سمعت الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): صدیق کل امرىء عقله، وعدوّه جهله (5)؟
[611] 13- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل له قال: قلت: جعلت فداك أنا نأتي قوماً لا بأس بهم (6) عندنا ممّن يصف هذا الأمر ليس لهم تلك العقول، فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله: يا أولي الألباب، إن الله خلق العقل، فقال له: أقبل، فأقبل، ثمّ قال له: أدبر، فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت شيئاً أحسن منك وأحب (7) إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي (8).
[612] 14- عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي، وجهم بن حكيم المدائني، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن
ص: 309
آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إذا بلغكم عن رجل حسن، حاله فانظروا في حسن عقله، فإنما يجازي بعقله (1).
[613] 15- وعنه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عبد الجبار، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ قال: تلك النكراء (2)، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل وليس بعقل (3).
[614] 16- عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا (4).
[615] 17- عنه، عن أبيه البرقي، عن سليمان بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، رفعه، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنا معاشر الأنبياء نكلّم الناس على قدر عقولهم (5).
[616] 18- عنه عن العوسي، عن أبي حفص (6) الجوهري، عن إبراهيم بن محمّد الكوفي، رفعه قال: سئل الحسن (7) بن علي (عَلَيهِما
ص: 310
السَّلَامُ) عن العقل، قال: التجرّع للغصة ومداهنة (1) الأعداء (2).
[617] 19- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: قال (عَلَيهِ السَّلَامُ): العاقل لا يحدّث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولأ يقدم على (3) ما يخاف العذر (4) منه، ولا يرجو من لا يوثق برجائه (5).
[618] 20- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يستدلّ بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله على فهمه وفطنته (6).
[19] 21- عنه عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله السلام، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنّ الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له (7).
[620] 22- عنه، عن علي بن حديد، عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وعنده عدّة من مواليه، فجرى ذكر العقل والجهل، فقال (عَلَيهِ السَّلَامُ): إعرفوا العقل وجنده (8) واعرفوا الجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة: فقلت جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الله خلق العقل، وهو أوّل خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره، فقال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له
ص: 311
أقبل فأقبل، فقال الله تعالى له: خلقتك خلقاً عظيماً، وأكرمتك على جميع خلقي.
قال: ثمّ خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني، فقال له: أدبر، فأدبر، ثمّ قال له: أقبل، فلم يقبل، فقال الله له: إستكبرت؟ فلعنه، ثمّ جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً فلمّا رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة، فقال الجهل: يا ربّ هذا خلق مثلي خلقته وكرمته،وقوّيته، وأنا ضدّه ولا قوة لي به، فأعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال: نعم، فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي، قال: قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جنداً.
فكان ممّا أعطى (1) الله العقل من الخمسة والسبعين الجند: الخير وهو وزير العقل، وجعل ضدّه الشرّ وهو وزير الجهل، والإيمان وضدّه الكفر، والتصديق وضدّه الجحود، والرجاء وضدّه القنوط، والعدل وضدّه الجور، والرضا وضدّه السخط والشكر وضدّه الكفران والطمع وضدّه اليأس، والتوكل وضدّه الحرص والرأفة وضدّها (2) الغرّة (3)، والرحمة وضدّها الغضب، والعلم وضدّه الجهل، والفهم وضدّه الحمق، والعفّة وضدّها التهتك، والزهد وضدّه الرغبة، والرفق وضدّه الخرق والرهبة وضدّها الجرأة والتواضع وضدّه التكبّر، والتؤدة وضدّها التسرّع والحلم وضدّه السفه، والصمت وضدّه الهذر، والإستسلام وضدّه الإستكبار، والتسليم وضده التجبّر، والعفو وضدّه
ص: 312
الحقد، والرأفة وضدّها القسوة (1)، واليقين وضدّه الشك، والصبر وضدّه الجزع والصفح وضدّه الإنتقام، والغنى وضدّه الفقر، والتفكر وضدّه السهو، والحفظ وضدّه النسيان والتعطف وضدّه القطيعة، والقنوع ضده الحرص، والمواساة وضدّها المنع، والمودّة وضدّها العداوة، الوفاء وضدّه الغدر والطاعة وضدّها المعصية، والخضوع (2) وضدّه التطاول، والسلامة وضدّها البلاء، والحبّ وضدّه البغض، والصدق ضده الكذب والحق وضدّه الباطل، والأمانة وضدّها الخيانة، الإخلاص وضدّه الشوب والشهامة وضدّها البلادة، والفهم وضدّه الغباوة، والمعرفة وضدّها الإنكار، والمداراة وضدّها المخاشنة (3) سلامة الغيب (4) وضدّها المماكرة، والكتمان وضدّه الإفشاء، والصلاة ضدّها الإضاعة والصوم وضدّه الإفطار والجهاد وضده النكول، الحجّ وضدّه نبذ الميثاق، وصون الحديث وضده النميمة، وبرّ الوالدين وضدّه العقوق، والحقيقة وضدّها الرياء، والمعروف وضدّه المنكر، والستر وضدّه التبرّج، والتقيّة وضدّها الإذاعة، والإنصاف ضده الحمية، والتهيئة (5) وضدّها البغي والنظافة وضدّها القذارة، الحياء وضدّه الخلع، والقصد وضدّه العدوان، والراحة وضدّها التعب، السهولة وضدّها الصعوبة، والبركة وضدّها المحق، والعافية وضدّها
ص: 313
البلاء، والقوام وضدّه المكاثرة والحكمة وضدّها الهوى، والوقار وضدّه الخفّة، والسعادة وضدّها الشقاوة (1)، والتوبة وضدّها الإصرار، والإستغفار وضدّه الإغترار والمحافظة وضدّها التهاون، والدعاء وضدّه الاستنكاف والنشاط وضدّه الكسل، والفرح وضدّه الحزن، والألفة وضدّها العصبيّة (2)، والسخاء وضدّه البخل.
ولا تكمل هذه الخصال كلّها من أجناد العقل إلا في نبي، أو وصيّ نبي، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. وأما سائر ذلك من موالينا، فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود، حتى يستكمل وينقي (3) من الجهل، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا الأنبياء مع والأوصياء، وإنما يدرك الفوز بمعرفة العقل وجنوده، وبمجانبة الجهل وجنوده، وفقنا الله وإيّاكم لطاعته ومرضاته (4).
[622] 24- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، وعبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: العامل على غير بصيرة، كالسائر على غير طريق، لا يزيده سرعة السير إلاّ بعداً (1).
[623] 25- عنه، [عن أبيه] (2) عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل (3)، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة، ولأ معرفة إلا بعمل، ومن عمل (4) دلّته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل، فلا معرفة له، إنما الإيمان بعضه من بعض (5).
[624] 26- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، وفضل الأسدي، عن عبد الأعلى مولى بني سام (6)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لم يكلّف الله العباد المعرفة، ولم يجعل لهم إليها سبيلا (7).
[625] 27- عنه، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبان الأحمر بن عثمان (8)، عن الفضل أبي العباس البقباق، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ
ص: 315
السَّلَامُ) عن قول الله (كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان) (1) هل لهم في (2) ذلك صنع؟ قال: لا (3).
[626] 28- عنه عن الوشّاء، عن أبان الأحمر، عن الحسن بن زياد، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الإيمان هل للعباد فيه صنع؟ قال: لأ، ولأكرامة، بل هو من الله وفضله (4).
[627] 29- عنه، عن محمّد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحرّ، عن الحسن بن زیاد، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله (حبَّبَ إلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) (5) هل للعباد بما حبّب صنع؟ قال: لا، ولا كرامة (6).
[628] 30- عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي بصير، عن الحارث بن المغيرة النضري (7)، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى (كلَّ شَيْءٍ هَالِك إِلا وَجْهَهُ) (8)، فقال: كل شيء هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه (9).
[629] 31- عنه، عن محمّد بن علي، عن عبيس بن هشام الناشري،
ص: 316
عن الحسن بن الحسين، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة (1)، عن أبي الطفيل، قال: قام أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) على المنبر، فقال: إنّ له بعث محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بالنبوة، واصطفاء بالرسالة، إيّاك والناس وإيّاك (2)، وعندنا أهل البيت مفاتيح العلم، وأبواب الحكمة، وضياء الأمر، وفصل الخطاب، ومن يحبّنا أهل البيت ينفعه إیمانه، ويتقبل منه عمله، ومن لا يحبّنا أهل البيت لا ينفعه إيمانه، ولا یتقبل منه عمله، وإن أدأب (3) الليل والنهار لم يزل (4).
[630] 32- عنه، عن أبى خداش المهدي (5)، عن الهيثم بن حفص، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ليس على الناس أن علموا حتى يكون الله هو المعلّم لهم، فإذا علّمهم (6)، فعليهم أن إعلموا (7).
[631] 33- عنه، عن عدّة، عن عبّاس بن عامر، عن مثنى الحناط عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن الله خلق خلقه، فخلق قوماً لحبّنا، لو أن أحدهم خرج من هذا الرأي،
ص: 317
لردّه الله إليه، وإن رغم أنفه، وخلق قوماً (1) لبغضنا، لا يحبوننا أبداً (2).
[232] 34- عنه، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان عن ثابت أبي سعيد قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا ثابت ما لكم وللناس؟ كفّوا عن الناس، ولا تدعوا أحداً إلى أمركم فوالله لو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبداً يريد الله ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه، ولو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلوا عبداً يريد الله هداه ما استطاعوا أن يضلّوه، كفّوا عن الناس، ولا يقل أحدكم أخي وابن عمى وجاري، فإنّ الله إذا أراد بعبد خيراً طيب روحه، فلا يسمع معروفاً إلا عرفه ولا منكراً إلا أنكره، ثمّ يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره.
عنه، عن أبيه عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت مثله (3).
[633] 35- عنه، عن عبد الله بن يحيى، عن هشام بن سالم، عن سلیمان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا سليمان إنّ لك قلباً ومسامع، وإنّ الله إذا أراد أن يهدي عبداً فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه، فلا يصلح أبداً، وهو قول الله تعالى (أمْ
ص: 318
عَلَى قُلوبٍ أَقفَالُهَا) (1) ، (2).
[634] 36- عنه، عن القاسم بن محمّد وفضّالة بن أيوب، عن كليب بن معاوية الأسدي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما أنتم والناس؟ إن الله إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة بيضاء، فإذا هو يجول لذلك ويطلبه (3).
[635] 37 عنه عن فضّالة بن أيوب، عن القاسم بن يزيد (4)، عن سلیمان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا أراد الله بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة بيضاء، فجال القلب يطلب الحق، ثمّ هو إلى أمركم أسرع من الطير إلى وكره (5).
[636] 38- عنه، عن إبن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إجعلوا أمركم لله، ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، فلا تخاصموا الناس لدينكم، فإنّ المخاصمة ممرضة للقلب، إن الله قال النبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): (إنك لا تهدي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (6) وقال: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنينَ) (7) ذروا الناس، فإنّ الناس أخذوا عن الناس، وإنّكم أخذتم عن رسول الله
ص: 319
(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولأسواء، إنّي سمعت أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ الله إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (1).
[637] 39- عنه، عن أبيه، عن صفوان، وفضّالة بن أيوب، عن داود بن، فرقد قال: كان أبي يقول: ما لكم ولدعاء الناس، إنه لا يدخل في هذا الأمر إلا من كتب الله له.
قال: وحدّثني أبي، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا ثابت ما لكم وللناس؟ (2)
[638] 40- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن أيوب بن الحرّ، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ رجلاً أتى أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: إنّي رجل خصم، أخاصم من أحب أن يدخل في هذا الأمر، فقال له أبي: لا تخاصم أحداً، فإنّ الله إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة، حتى أنه ليبصر به الرجل منكم يشتهي لقاءه.
قال: وحدّثني أبي،، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) مثله (3).
[639] 41- عنه، عن أبيه، عن فضّالة، عن أبي المغراء، عن أبي بصير عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق قرّ، ثمّ ضمّ أصابعه، وقرأ هذه الآية (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ
ص: 320
يدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) (1) ، (2).
[640] 42- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لا تدعوا إلى هذا الأمر، فإن الله إذا أراد بعبد خيراً أخذ بعنقه، فأدخله في هذا الأمر.
عنه، عن يحيى بن إبراهم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) مثله (3).
[641] 43- عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عمران قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً أخذ بعنقه، دخله في هذا الأمر.
عنه، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن ربعي، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) مثله.
عنه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) مثله (4).
[642] 44- عنه عن صفوان عن محمّد بن مروان، عن فضيل بن مار، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ندعوا الناس إلى هذا الأمر؟ قال: لا يا فضيل، إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً أمر (5) ملكاً، فأخذ بعنقه، دخله في هذا الأمر، طائعاً أو كارها (6).
ص: 321
[143] 45- عنه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن معاذ بن كثير، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّي لا أسألك إلا عمّا يعنيني، إنّ لي أولاداً قد أدركوا، فأدعوهم إلى شيء من هذا الأمر؟ فقال: لا، إنّ الإنسان إذا خلق علويّاً أو جعفريّاً يأخذ (1) الله بناصيته حتى يدخله في هذا الأمر (2).
[144] 46- عنه، عن صفوان بن يحيى، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان أبي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إذا أراد الله بعبد خيراً أخذ بعنقه، فأدخله في هذا الأمر، قال: وأومأ بيده إلى رأسه (3).
[645] 47- عنه، عن حمّاد بن عيسى، عن نباتة بن محمّد البصري، قال: أدخلني ميسّر بن عبد العزيز على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وفي البيت نحو من أربعين رجلاً، فجعل ميسر يقول: جعلت فداك هذا فلان بن فلان من أهل بيت كذا وكذا، حتى انتهى إلي، فقال: إنّ هذا ليس في أهل بيته أحد يعرف هذا الأمر غيره، فقال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً وكل به ملكاً، فأخذ بعضده، فأدخله في هذا الأمر (4).
[646] 48- عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جدّه، عن رجل من أصحابه يقال له: عمران أصحابه يقال له: عمران أنه خرج في عمرة زمن الحجّاج فقلت له: هل لقيت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)؟ قال: نعم، فقلت: فما قال لك؟ قال: قال لي: يا عمران ما خبر الناس؟ فقلت: تركت
ص: 322
الحجّاج يشتم أباك على المنبر - أعني: علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) - فقال: أعداء الله يبدهون بسبنا، أما أنهم لو استطاعوا أن يكونوا من شعيتنا لكانوا، ولكنهم لا يستطيعون؛ إنّ الله أخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا ونحن وهم أظلّة، فلو جهد الناس أن يزيداوا فيهم (1) رجلاً، أو ينقصوا منهم (2) رجلاً، ما قدروا على ذلك (3).
[647] 49- عنه، عن أبيه عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (4) (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لا تخاصموا الناس، فإنّ الناس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا، إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بوم أخذ ميثاق النبيّين، فلا يزيد فيهم أحداً أبداً، ولا ينقص منهم أحداً أبداً (5).
[648] 50- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن أبي الحسين، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى ﴿اتَّقُوا للهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) (6)؟ قال: يطاع ولا يعصى، ويذكر ولا ينسى، ويشكر ولا يكفر (7).
[649] 51- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن القاسم
ص: 323
الهاشمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من أصبح من أُمتي وهمه غير الله، فليس من الله (1).
[650] 52- عنه، عن أبيه رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): من أراد أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده (2).
[651] 53- عنه، عن على بن حسان الواسطى، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن درست بن أبي منصور، عن زرارة بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما حق الله على خلقه؟ قال: حق الله على خلقه أن يقولوا بما (3) يعلمون، ويكفّوا عمّا لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك، فقد والله أدّوا إليه حقّه (4).
[652] 54- عنه، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن مفضّل بن یزید، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنهاك عن خصلتين فيهما هلك (5) الرجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل (6)، وتفتي الناس بما لا تعلم (7).
[653] 55- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إيّاك وخصلتين مهلكتين:
ص: 324
أن تفتي الناس برأيك، أو (1) تقول ما لا تعلم (2).
[654] 56- عنه عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن مجالسة أصحاب الرأي، فقال: جالسهم وإيّاك وخصلتين تهلك (3) فيهما الرجال: أن تدين بشيء من رأيك، أو تفتي الناس بغير علم (4).
[655] 57- عنه، عن أحمد، عن علي بن حسّان (5)، عمّن حدّثه، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحق، وإن ضرّك على الباطل، وإن نفعك، وأن لا يجوز منطقك علمك (6).
[656] 58- عنه، عن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد بن أبي الصباح، عن إبراهيم بن أبي سماك، عن موسى بن بكر، قال: قال أبو الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) من أفتى الناس بغير علم، لعنته ملائكة الأرض وملائكة السماء (7).
[657] 59- أحمد، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن إسماعيل بن زياد، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من أفتى الناس بغير علم، لعنته ملائكة السماء والأرض.
ص: 325
ورواه عن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) مثله (1).
[658] 60- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من أفتى الناس بغير علم ولأهدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه (2).
[659] 61- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن فرقد، عمّن حدّثه، عن عبد الله بن شبرمة (3) قال: ما أذكر حديثاً سمعته من جعفر بن محمّد الأكاد يتصدّع قلبي قال: قال أبي، عن جدي، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، قال إبن شبرمة، وأقسم بالله ما كذب أبوه على جدّه، ولأكذب جدّه على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ والمنسوخ (4)، والمحكم والمتشابه، فقد هلك وأهلك (5).
[660] 62- عنه عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبان الأحمر، عن
ص: 326
زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقلوا: الله أعلم، إنّ الرجل لينتزع (1) بالآية من القرآن يخرّ (2) فيها أبعد من السماء (3)؟.
[661] 63- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حریز بن عبد الله، عن الهيثم، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا سئل الرجل منكم عمّا لا يعلم فليقل: لا أدري، ولا يقل: الله أعلم فيوقع في قلب صاحبه شكاً، وإذا قال المسؤول: لا أدري، فلا يتهمه السائل (4).
[662] 64- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: للعالم إذا سئل عن شيء وهو لا يعلمه أن يقول: الله أعلم، وليس لغير العالم أن يقول ذلك (5)؟
[663] 65- عنه، عن أبيه، عن الله عن عبد بن المغيرة، عن فضيل بن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إذا سئلت عمّا لا تعلم فقل: لا أدري، فإنّ لا أدري خير من الفتيا (6).
[664] 66- عنه، عن جعفر بن محمّد، عن عبيد الله الأشعري (7)، عن
ص: 327
إبن القدّاح، وهو عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في كلام له: لا يستحيي العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: لأعلم لي به (1).
[665] 67- عنه، أبي يوسف يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن حريز، رفعه، قال: كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار(2).
[666] 68- عنه، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً، فيحبّ عليه ويبغض (3).
[667] 69- عنه، عن يعقوب بن يزيد عن العمّي باسناده، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة، قيل: یا رسول الله كيف ذاك؟ قال: إنه قد أشرب قلبه حبّها (4).
[668] 70- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومحمّد بن حمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان رجل في الزمان الأوّل طلب الدنيا من حلال، فلم يقدر عليها، فطلبها حراماً فلم يقدر عليها، فأتاه الشيطان فقال: يا هذا قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها، وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها، أفلا أدلك على شيء تكثر به دنياك
ص: 328
ويكثر به تبعك؟ قال: نعم قال: تبتدع ديناً وتدعو إليه الناس، قال: ففعل، فاستجاب له الناس فأطاعوه، وأصاب من الدنيا، قال: ثم إنه فكر، وقال: ما صنعت شيئاً؟ إبتدعت ديناً، ودعوت الناس إليه، ما أرى لي توبة، إلا أن آتي من دعوته إليه فأردّه عنه، قال: فجعل يأتى أصحابه الذين أجابوه، فيقول: إنّ الذي دعوتكم إليه باطل، وإنما ابتدعته كذباً، فجعلوا يقولون له كذبت هو الحق، ولكنك شككت في دينك، فرجعت عنه، قال: فلمّا رأى ذلك عمد إلى سلسلة فأوتد لها وتداً، ثمّ جعلها في عنقه، قال: لا أحلّها حتى يتوب الله علي، قال: فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه، أن قل لفلان بن فلان: وعزتي وجلالي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك، حتى تردّ من مات على ما دعوته إليه، فيرجع عنه (1).
[669] 71- عنه عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب، قال:، سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنّ الله عند كل بدعة تكون بعدي يكاد (2) بها الإيمان ولياً من أهل بيتي موكلا به يذبّ عنه، ينطق بإلهام من الله، ويعلن الحق، وينوره، ويرد (3) كيد الكائدين ويعبر (4) عن الضعفاء فاعتبروا يا أولي الأبصار،
ص: 329
وتوکّلوا على الله (1).
[170] 72- عنه، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن جمهور العمّی، رفعه، قال: من أتى ذا بدعة فعظّمه، فإنّما سعى في هدم الإسلام (2).
[671] 73- عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمرو، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: من مشى إلى صاحب بدعة فوقره، فقد مشى في هدم الإسلام (3).
[672] 74- عنه عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: خطب على أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الناس فقال: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله (4) يقلد فيها رجال رجالاً، ولو أنّ الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أنّ الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث، فيمزجان، فيجيئان معاً، فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى (5)؟
[673] 75- عنه، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من اجترأ على الله في المعصية وارتكاب الكبائر، فهو كافر، ومن نصب ديناً غير دين الله،
ص: 330
فهو مشرك (1).
[674] 76- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رسالته إلى أصحاب الرأي والقياس: أما بعد، فإنه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقائيس لم ينصف ولم يصب حظه؛ لأنّ المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضاً من الإرتياء والمقائيس، ومتى ما لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل ؛ لأنا قدرأينا المتعلّم الطالب ربّما كان فائقاً لمعلّم (2) ولو بعد حين، ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأي من يدعو، وفي ذلك تحيّر الجاهلون، وشك المرتابون، وظنّ الظانون، ولو كان ذلك عند الله جائزاً، لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل، ولم ينه عن الهزل، ولم يعب الجهل، ولكنّ الناس لما سفهوا الحق وغمطوا النعمة، واستغنوا بجهلهم و تدابيرهم عن علم الله واكتفوا بذلك دون رسله والقوام بأمره، وقالوا: لا شيء إلا ما أدركته عقولنا، وعرفته ألبابنا، فولاهم الله ما تولّوا،وأهملهم، وخذلهم، حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لأ يعلمون، ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم وارتياءهم فيما ادعوا من ذلك، لم يبعث الله إليهم فاصلاً لما بينهم، ولا زاجراً عن وصفهم، وإنما استدللنا أنّ رضا الله غير ذلك ببعثه الرسل بالأمور القيمة الصحيحة، والتحذير عن الأمور المشكلة المفسدة، ثمّ جعلهم أبوابه، وصراطه، والأدلاء عليه بأمور محجوبة عن الرأي والقياس، فمن طلب ما عند الله
ص: 331
بقياس ورأي، لم يزدد من الله إلا بعداً، ولم يبعث (1) رسولاً قط، وإن طال عمره قابلاً من الناس خلاف ما جاء به، حتى يكون متبوعاً مرّة وتابعاً أخرى، ولم ير (2) أيضاً فيما جاء به استعمل رأياً ولا مقياساً، حتى يكون ذلك واضحاً عنده كالوحي من الله، وفي ذلك دليل لكلّ ذي لبّ وحجي أن أصحاب الرأي والقياس مخطؤون مدحضون، وإنما الإختلاف فيما دون الرسل لأ في الرسل، فإيّاك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين إحداهما القذف بما جاش (3) به صدرك، واتباعك لنفسك إلى غير قصد ولا معرفة حدّ، والأخرى إستغناؤك عمّا فيه حاجتك، وتكذيبك لمن إليه مردّك، وإيّاك وترك الحق سأمة وملالة، وانتجاعك (4) الباطل جهلاً وضلالة؛ لأنا لم نجد تابعاً لهواه جائزاً عما ذكرنا قط رشيداً، فانظر في ذلك (5).
[675] 77- عنه، عن بعض أصحابنا، عمّن ذكره، عن معاوية بن ميسرة بن شريح قال: شهدت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل، وفيهم عبد الله بن شبرمة، فقال: يا أبا عبد الله إنا نقضي بالعراق، فنقضي ما نعلم من الكتاب والسنّة، وترد علينا المسألة، فنجتهد فيها بالرأي، قال: فأنصت الناس جميع من حضر للجواب، وأقبل أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) على
ص: 332
من على يمينه يحدّثهم، فلمّا رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض (1) وتركوا الإنصات. قال: ثمّ تحدّثوا ما شاء الله، ثمّ إنّ إبن شبرمة قال: يا أبا عبد الله إنا قضاة العراق، وإنا نقضي بالكتاب والسنة، وإنه ترد علينا أشياء ونجتهد فيها بالرأي، قال: فأنصت جميع الناس للجواب، وأقبل أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) على من على يساره يحدثهم، فلمّا رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الإنصات، ثمّ إنّ إبن شبرمة مكث (2) ما شاء الله، ثم عاد لمثل قوله، فأقبل أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ فقد كان عندكم بالعراق ولكم به خبر،:قال: فأطرأه إبن شبرمة، وقال فيه قولاً عظيماً، قال له أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): فإنّ علياً أبى أن يدخل في دين الله الرأي، وأن يقول في شيء من دين الله بالرأي والمقائيس، فقال أبو ساسان: فلمّا كان الليل دخلت على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال لي: يا أبا ساسان لم يدعني صاحبكم إبن شبرمة حتى أجبته، ثمّ قال: لو علم إبن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقائيس، ولا عمل بها (3).
[676] 78- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): لأ رأي في الدين (4).
[677] 79- عنه، عن أبيه، عن فضّالة، عن أبان الأحمر، عن أبي شيبة، قال:: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ أصحاب المقائيس
ص: 333
طلبوا العلم بالمقائيس، فلم تزدهم المقائيس من الحق إلا بعداً، وإن دين الله لا يصاب بالمقائيس (1).
[678] 80- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن بعض أصحابه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) لأبي حنيفة: ويحك إنّ أوّل من قاس إبليس، لما (2) أمره بالسجود لآدم قال: (خَلَقْتَني مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طين) (3) ، (4).
[679] 81- عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن ميّاح، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن ابليس قاس نفسه بآدم، فقال: (خَلَقْتَني مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طبن) فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار، كان ذلك أكثر نوراً وضياء من النار(5).
[680] 82- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حریز بن عبد الله، عن إبن مسكان، عن أبي الربيع الشامي، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما أدنى ما يخرج العبد من الإيمان (6)؟ فقال: الرأي يراه مخالفاً للحق، فيقيم عليه (7).
[181] 83- عنه، عن محمّد بن عبد الحميد العطار البجلي، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن يحيى بن عقيل، قال: قال
ص: 334
أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): إني أخاف عليكم إثنين: إتباع الهوى وطول الأمل، فأما إتباع الهوى، فإنّه يرد عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة (1).
[682] 84- عنه، عن الحسن بن علی بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن رجل لم يسمه، أنه سأل أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) رجلان تدارءا (2) في شيء، فقال أحدهما: أشهد أن هذا كذا وكذا برأيه، فوافق الحق، وكفّ الآخر، فقال: القول قول العلماء؟ فقال: هذا أفضل الرجلين، أو قال: أورعهما (3).
[683] 85- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): سمعت أبي يقول: ما ضرب الرجل القرآن بعضه ببعض الاّ كفر (4).
[684] 86- عنه، عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة، عن أبي المغراء (5)، عن سماعة، قال: قلت لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك، وإنّ الرجل منا يبتلي بالشيء لا يكون عندنا فيه شيء، فيقيس (6)؟ فقال: إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا (7).
ص: 335
[685] 87- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمّد بن حكيم قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن قوماً أصحابنا قد تفقهوا وأصابوا علماً ورووا أحاديث، فيرد عليهم الشيء، فيقولون فيه برأيهم؟ فقال: لأ، وهل هلك من مضى إلا بهذا وأشباهه؟ (1)
[686] 88- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن حكيم، قال، قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): جعلت فداك فقهنا في الدين، وأغنانا الله بكم عن الناس، حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس، ما يسأل رجل صاحبه يحضره (2) المسألة ويحضره جوابها، مناً من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شيء، فننظر إلى أحسن ما يحضرنا، وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به؟ فقال: هيهات هيهات! في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم، ثمّ قال: لعن الله أبا حنيفة يقول: قال علي وقلت، وقال محمّد بن حكيم لهشام بن الحكم والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس (3).
[987] 89- عنه، عن الوساء، عن المثنّى، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يرد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا
ص: 336
سنّة، فننظر فيها (1)؟ فقال: لأ، أما إنك إن أصبت لم توجر، وإن كان خطاً (2) كذبت على الله (3)؟
[688] 10- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن محمّد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنا نتلاقي فيما بيننا، فلا يكاد يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه[شيء] (4) وذلك شيء أنعم الله به علينا بكم، وقد يرد علينا الشيء وليس عندنا فيه شيء، وعندنا ما يشبهه، فنقيس على أحسنه؟ فقال: لأ، وما لكم وللقياس، ثمّ قال: لعن الله أبا فلان كان يقول: قال علي وقلت وقالت الصحابة وقلت، ثمّ قال لي: أكنت تجلس إليه؟ قلت: لأ، ولكن هذا قوله، فقال أبو الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها - ووضع يده على فيه (5) - فقلت: ولم ذاك؟ قال: لأنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة (6).
[689] 91- عنه عن الحسن بن علي بن فضّال، عن إبن بكير، عن محمّد بن الطيار، قال: قال لي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): تخاصم الناس؟ قلت: نعم، قال: ولا يسألونك عن شيء إلا قلت فيه شيئاً؟ قلت: نعم،
ص: 337
قال: فأين باب الردّ إذاً؟! (1)
[690] 92- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) نقيس على الأثر، نسمع الرواية، فنقيس عليها، فأبى ذلك، وقال: قد رجع الأمر إذا إليهم، فليس معهم لأحد أمر (2).
[691] 93- عنه، عن عثمان بن عيسى، قال: سألت أبا الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن القياس؟ فقال: ما لكم وللقياس؟ إن الله لا يسأل كيف أحل وكيف حرّم (3).
[692] 94- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد المؤمن بن الربيع، عن محمّد بن بشر الأسلمي، قال: كنت عند أبى أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وورقة يسأله، فقال له أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أنتم قوم تحملون الحلال (4) على السنّة، ونحن قوم نتبع على الأثر (5).
[693] 95- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن موسى بن بكر، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن السنة لا تقاس
ص: 338
وكيف تقاس السنّة والحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟ (1)
[694] 96 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): رجل قطع أصبع إمرأة، فقال: فيها عشرة من الإبل، قلت: قطع اثنتين، قال: فيهما عشرون من الإبل، قلت: قطع ثلاث أصابع، قال: فيهن (2) ثلاثون من الإبل، قلت: قطع أربعاً قال فيهنّ عشرون من الإبل، قلت: أيقطع ثلاثاً وفيهنّ ثلاثون من الإبل، ويقطع أربعاً وفيها عشرون من الإبل؟ قال: نعم إن المرأة إذا بلغت الثلث من دية الرجل سفلت المرأة وارتفع الرجل، إنّ السنّة لا تقاس ألا ترى أنها تؤمر بقضاء صومها ولا تؤمر بقضاء صلاتها، يا أبان حدثنني (3) بالقياس، وإنّ السنة إذا قيست محق الدين (4).
[695] 97- عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في كتاب آداب (5) أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا تقيسوا الدين فإن أمر الله لا يقاس، وسيأتي قوم يقيسون، وهم أعداء الدين (6).
[696] 98- عنه، عن إبن محبوب أو غيره، عن المثنى الحناط، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): ترد علينا أشياء لا نجدّه ا في الكتاب والسنّة، فنقول فيها برأينا؟ فقال: أما إنك إن أصبت لم
ص: 339
توجر، وإن أخطأت كذبت على الله (1).
[697] 99- عنه، عن أبي عبد الله، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس بزرج، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنما أهلك الناس العجلة، ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد (2).
[698] 100- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيّوب الأزدي، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): الأناة من الله، والعجلة من الشيطان (3).
[699] 101- عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر أو عن أبى عبد الله (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: الوقوف عند الشبهة خير من الإقتحام في الهلكة، وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثاً لم تحصه (4).
[700] 102- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن إبن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا، لم يجحدوا ولم يكفروا (5).
[701] 103- عنه، عن أبيه، عمّن حدثه، رفعه إلى أبي عبد الله عليه
ص: 340
السلام، قال: إنه لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه، والتثبت فيه، والردّ إلى أئمّة المسلمين، حتّى يعرفوكم فيه الحق ويحملوكم فيه على القصد، قال الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (1) ، (2).
[702] 104- عنه، عن علي بن إسحاق (3)، عن داود، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب الفتن (4).
[703]10- عنه، عن إبن فضّال، عن ابن بكير، عن حمزة بن الطيار، أنه عرض على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعض خطب أبيه، حتّى إذا بلغ موضعاً منها، قال له: كفّ، قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أكتب، فأملى عليه: إنه لا ينفعكم فيما ينزل بكم ممّا لا تعلمون إلا الكف عنه، والتثبت فيه، وردّه إلى أئمة الهدى، حتى يحملوكم فيه على القصد (5).
[705] 107 - عنه، عن أبيه، عن على بن النعمان، عن أبي سليمان، عن ميسر، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الدنيا يعطيها الله من أحب وأبغض، وإنّ الإيمان لا يعطيه إلا من أحبّ (1).
[706] 108- عنه، عن الوشّاء، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن عمر بن حنظلة، عن حمزة بن حمّاد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ هذه الدنيا يعطاها البرّ والفاجر، وإنّ هذا الدين لا يعطاه (2) إلا أهله خاصة (3).
[707] 109- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن عمر بن حنظلة، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطى الإيمان إلا أهل صفوته من خلقه (4).
[708] 110- عنه، عن محمّد بن خالد الأشعري، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري، عن حمزة بن حمران، عن عمر بن حنظلة، قال: بينا أنا أمشي مع أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في بعض طرق المدينة إذا التفت إليّ، فقال: إنّ الله يعطي البرّ والفاجر الدنيا ولا يعطي الدين إلا أهل صفوته من خلقه.
عنه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن عمرو بن أبي المقدام عن رجل من أهل البصرة مثله (5)؟
ص: 342
[709] 111- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن الله يعطى المال البر والفاجر، ولا يعطى الإيمان إلا من أحبّ (1).
[710] 112 - عنه عن الحسن بن علي بن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابه، قال: كان رجل يدخل على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2) من أصحابه، فصبر حيناً لا يحج، فدخل عليه بعض معارفه ممّن يدخل عليه معه، فقال له: فلان ما فعل؟ قال: فجعل يضجع الكلام (3)، يظنّ أنّه إنما عنى الميسرة،والدنيا، فقال له أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): كيف حاله في دينه؟ فقال له: كما تحبّ، فقال: هو والله الغنى (4).
[711] 113- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: خطب أمير المؤمنين على بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) الناس، فقال: أيها (5) الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله يقلّد فيها رجال رجالاً، ولو أنّ الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أنّ الحقِّ خلص لم يكن إختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضعت فيمزجان، فيجيئان معاً، فهنالك إستحوذ الشيطان على أوليائه،
ص: 343
ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى (1).
[712] 114- عنه، عن الوساء، عن عاصم بن حميد، عن عمرو بن أبي نصر، قال: حدّثني رجل من أهل البصرة، قال: رأيت الحسين بن علي الله (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) وعبد بن عمر يطوفان بالبيت، فسألت إبن عمر فقلت: قول الله (وأما بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدَّتْ) (2)؟ قال: أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه، ثمّ إنّي قلت للحسين بن علي (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): قول الله( وأما بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّتْ)؟ قال: أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه من دينه (3).
[713] 115- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس عن جليس لأبي حمزة الثمالي، عن أبي حمزة، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): قول الله تعالى (كُلُّ شَيْءٍ هَالِك إِلا وَجْهَهُ) (4)، قال: فيهلك كل شيء ويبقى الوجه، ثمّ قال: إنّ الله أعظم من أن يوصف، ولكن معناها كل شيء هالك إلا دينه، والوجه الذي يؤتى منه (5)؟
[714] 116- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سعيد، عن أبي بصير، عن الحارث بن المغيرة النضري قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ؟ قال: كل شيء هالك إلا من أخذ طريق الحق (6).
ص: 344
[715] 117- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (كُلُّ شَيْءٍ هَالِك إلا وَجْهَهُ) قال: قال من أتى الله بما أمر به من طاعته وطاعة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فهو الوجه الذي لا يهلك، ولذلك (1) قال: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (2) ، (3).
[719] 118- عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحرّ، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى ﴿فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ ما مَكَرُوا) (4)، قال: أما لقد سطوا (5) عليه وقتلوه، ولكن أتدرون ما وقاه؟ وقاه أن يفتنوه في دينه (6).
[717] 119- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) (7)، قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من زينة الدنيا حسب (8).
[718] 120- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من خلع
ص: 345
جماعة المسلمين قدر شبر، خلع ربق الإيمان (1) من عنقه، ومن نکث صفقة الإمام جاء إلى الله أجذم (2).
[719] 121- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): ثلاث موبقات نكث الصفقة، وترك السنّة، وفراق الجماعة (3).
[720] 122 - عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر (4)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: سئل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عن جماعة أمّته؟ فقال: جماعة أمّتي أهل الحقّ وإن قلّوا (5).
[721] 123 - عنه، عن أبي علي الواسطي (6)، عن عبد الله بن عاصم، عن يحيى بن عبد الله رفعه قال: قيل لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ما جماعة أمتك؟ قال: من كان على الحق وإن كانوا عشرة (7).
[722] 124- عنه عن الوساء عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير،، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إن القليل من المؤمنين كثير(8).
ص: 346
[723] 125- عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن مرازم (1) بن حكيم قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من خالف سنّة محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقد كفر (2).
[724] 126 - عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (فَلْيَنْظُرِ الإِنْسانُ إِلى طَعَامِهِ) (3) قال: قلت: ما طعامه؟ قال: علمه الذي يأخذه ممن يأخذه (4).
[725] 127- عنه، عن أبيه عن على بن النعمان، عن أيوب بن الحرّ، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: كل شيء مردود إلى كتاب الله والسنّة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف (5).
[726] 128- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن كليب بن معاوية الأسدي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما أتاكم عنا من حديث لأ يصدقه كتاب الله، فهو باطل (6).
[727] 129 - عنه، عن أبي أيوب المدائني، عن إبن أبي عمير، عن الهشامين جميعاً وغيرهما، قال: خطب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
ص: 347
بمنى، فقال: أيها الناس ما جاءكم عنّي فوافق (1) كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله (2).
[728] 130- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن علي، عن أيّوب (3)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا حدثتم عني بالحديث، فأنحلوني (4)، أهنأه وأسهله وأرشده، فإن وافق كتاب الله فأنا قلته، وإن لم يوافق كتاب الله فلم أقله (5).
[729] 131- عنه عن علي بن حسّان الواسطي، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حديث له، قال: كل من تعدى السنة ردّ إلى السنة (6).
[730] 132- وفي حديث آخر، قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) من جهل السنة ردّ إلى السنة (7).
[731] 133- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه، قال: قال علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) إنّ أفضل الأعمال ما عمل بالسنّة وإن قلّ (8).
[732] 134- عنه عن أبيه، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق
ص: 348
الأزدي الكوفي، عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر بن محمّد بن علي، عن أبيه، عن علي (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وذكر الله أكبر (1) من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنة من النار (2).
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لأ قول الا بعمل، ولأ قول ولا عمل الأبنية، ولأ قول ولأ عمل ولأنية إلا بإصابة السنّة (3).
[733] 135- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): لأنسبنّ اليوم الإسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي، ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك: الإسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار والإقرار هو العمل والعمل هو الأداء، إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه، ولكن أتاه عن ربه وأخذ به، إن المؤمن يرى يقينه في عمله، والكافر يرى إنكاره في عمله فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمر ربِّهم، فاعتبروا إنكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة (4).
[734] 136- عنه، عن رفاعة، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال الناس لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ): ألا تخلف رجلاً يصلّي بضعفاء
ص: 349
الناس في العيدين؟ فقال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): لا أخالف السنّة (1).
[735] 137 - عنه عن ابن فضّال عن علي بن عقبة، عن ميسّر، قال: دخلت على أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأنا متغيّر اللون، فقال: من أين أحرمت؟ قلت: من موضع كذا وكذا، وليس من المواقيت المعروفة، قال: رب طالب خير تزلّ قدمه، ثمّ قال: أيسرّك أنّك صلّيت الظهر في السفر أربعاً؟ قلت: لا، قال: فهو ذاك (2).
[736] 138- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن بشير، عن عبد الله بن عمر (3) الخثعمي، عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أني أصلي الزوال سنة، وأصلّي بالليل سنة عشر ركعة، قال: إذن تخالف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كان يصلّى الزوال ثمان ركعات، وصلاة الليل ثمان ركعات فقلت: قد أعرف أنّ هذا هكذا، ولكنّي أقضى للأيّام (4) الخالية (5)؟
[737] 139- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) إذا سافر صلى ركعتين، ثمّ ركب راحلته، وبقي مواليه يتنقلون، فيقف ينتظرهم، فقيل له: ألا تنهاهم؟ فقال: إني أكره أن أنهى عبداً إذا صلّى،
ص: 350
والسنة أحبّ اليّ (1).
[738]140- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن المفضّل (2) بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) سئل عن مسألة، فأجاب فيها، فقال الرجل: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا، فقال له أبي: ويحك إنّ الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، المتمسك بسنّة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (3).
[739] 141- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): السنّة سنّتان: سنّة في فريضة، الأخذ بها هدى وتركها ضلالة.. وسنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة، وتركها إلى غيرها خطيئة (4).
[740] 142 - عنه، عن بعض أصحابنا، أصحابنا، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن إبن مسكان عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال مرّ موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ) برجل وهو رافع يده إلى السماء يدعو الله، فانطلق موسى في حاجته، فغاب (5) سبعة أيّام، ثم رجع إليه وهو رافع يده إلى السماء، فقال: يا ربّ هذا عبدك رافع يديه إليك، يسألك حاجته، ويسألك المغفرة منذ سبعة أيّام لا تستجيب له؟ قال: فأوحى الله إليه: يا موسى لو دعاني حتى
ص: 351
تسقط يداه أو تنقطع يداه، أو ينقطع لسانه، ما استجبت له، حتى يأتيني من الباب الذي أمرته (1).
[741] 143- عنه، عن القاسم، عن المنقري، عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّ (2) أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان يقول: لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل يزداد كل يوم إحساناً، ورجل يتدارك منيته بالتوبة وأنّى له بالتوبة والله أن لو سجد حتّى ينقطع عنقه، ما قبل الله منه إلا بمعرفة الحق (3).
[742] 144- عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) فى قول الله (وَأتُوا البيوت مِنْ أَبوابِها) (4) قال:، قال: يعني أن يأتى الأمر من وجهه أي الأمور كان (5).
[743] 145- عنه، عن علي بن سيف، عن أبي حفص الأعشى، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من تمسك بسنّتي في اختلاف أمتي كان له أجر مائة شهيد (6).
[744] 146 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال علي: وحدّثني الحسين بن أبي العلاء، أنه حضر إبن
ص: 352
أبي يعفور في هذا المجلس، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن إختلاف الحديث يرويه من يثق به وفيهم من لا يثق (1) به، فقال: إذا ورد عليكم حدیث، فوجدتموه له شاهد من كتاب الله، أو من قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وإلا فالذي جاءكم به أولى به (2).
[745] 147- عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله، عن رجل من أصحابنا، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): طلب العلم فريضة.
وفي حديث آخر قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا وإن الله يحبّ بغاة العلم (3).
[749] 148- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الأحول، واسمه محمّد بن النعمان عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا يسع الناس حتى يسألوا أو يتفقّهوا (4).
[747] 149- عنه، عن أبيه وموسى بن القاسم، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بعض أصحابهما (5)، قال: سئل أبو الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) هل يسع الناس ترك المسألة عمّا يحتاجون إليه؟ قال: لا (6).
[748] 150- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي
ص: 353
زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أنّ لكلّ مسلم لا يجعل في كل جمعة يوماً يتفقه فيه أمر دينه ويسأل عن دينه. وروى بعضهم، أف لكل رجل مسلم (1).
[749] 151- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه، عن على (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالف كتاب الله فدعوه (2).
[750] 152- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بينا رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) في بعض أسفاره إذ لقيه ركب، فقالوا: السلام عليك يا رسول الله فقال: ما أنتم؟ قالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله قال: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لأمر الله، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذى إليه ترجعون (3).
[751] 153- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، رفعه، قال:
ص: 354
قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إلا غلب الباطل، وذلك قول الله (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) (1) ، (2).
[752] 154 عنه، عن أبيه، رفعه إلى أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أغد عالماً خيراً، وتعلّم خيراً (3).
[753] 155- عنه عن إبن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أغد عالماً أو متعلماً، وإيّاك أن تكون لاهياً متلذّذاً (4).
وفي حديث آخر: وإيّاك أن تكون من الثلاثة متلذذاً.
[754] -156 عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أغد عالماً أو متعلّماً، أو أحبب (5) أهل العلم، ولا تكن رابعاً فتهلك ببغضهم (6).
عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن الحسين بن عثمان، عن أبى
ص: 355
أيّوب الخزاز، عن أبي حمزة مثله.
[755] 157- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سارعوا في طلب العلم، فو الذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك أنّ الله يقول: (ما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتهوا) (1) وإن كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليأمر بقراءة المصحف (2).
[756] 158- عنه، عن أبيه (3)، عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال لي: يا جابر والله لحديث تصيبه من صادق في حلال وحرام خير لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب (4).
[757] 159- عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: تفقهوا في الحلال والحرام، والا فأنتم أعراب (5).
[758] 160- عنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن حمّاد، عن رجل سمع أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لأ يشغلك طلب دنياك عن طلب دينك، فإنّ طالب الدنيا ربّما أدرك، وربّما فاتته، فهلك بما فاته
ص: 356
منها (1).
[759] 161- عنه عن الوساء، عن مثنى بن الوليد، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: كان في خطبة أبي ذر (رَحمَةُ اللّه): يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ولا مال (2) عن نفسك، أنت يوم تفارقهم، كضيف بتّ فيهم، ثمّ غدوت عنهم إلى غيرهم، الدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثمّ استيقظت منها، يا مبتغي العلم إنّ قلباً ليس فيه شيء من العلم، كالبيت الخرب (3) لا عامر له (4).
[760] 162- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو عبد الله وأبو جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه [في الدين] (5) الأدبته.
قال: وكان أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: تفقهوا وإلا فأنتم أعراب (6).
[761] 163- وفي حديث آخر لابن أبي عمير، رفعه، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لأوجعته (7).
[762] 164- وفي وصيّة المفضّل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله
ص: 357
(عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: تفقّهوا في دين الله، ولا تكونوا أعراباً، فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة، ولم يزك له عملاً (1).
[763] 165- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: تفقهوا في الدين، فإنه من لم يتفقه منكم، فهو أعرابي إنّ الله تعالى يقول في كتابه (لِيَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لعلّهمْ يَحْذَرُونَ) (2) ، (3).
[764] 166- عنه، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في كلام له: لا يستحي الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلّم (4).
[765] 167- عنه عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام (5)؟
[766] 168- عنه، عن محمّد بن عبد الحميد العطّار، عن عمه عبد السلام بن سالم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: حدیث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضة (6).
[767] 169- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: قال أبو عبد الله
ص: 358
(عَلَيهِ السَّلَامُ): تفقهوا فإنه يوشك أن يحتاج إليكم (1).
[798] 170- عنه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ لي إبناً قد أحب أن يسألك عن حلال وحرام، لا يسألك عما لا يعنيه، قال: فقال لي: وهل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال والحرام؟! (2)
[799] 171- عنه، عن علي بن عيسى القاساني، عن أبي مسعود المسيري (3)، رفعه قال: قال المسيح (عَلَيهِ السَّلَامُ): خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق كونوا نقاد الكلام، فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله، كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضّة المموهة (4)، النظر إلى ذلك سواء، والبصراء به خبراء (5).
[770] 172- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، قال: غريبتان: كلمة حكم (6) من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها (7).
[771] 173- عنه، عن علي بن سيف، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ
ص: 359
السَّلَامُ): خذوا الحكمة ولو من المشركين (1).
[772] 174- عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال المسيح (عَلَيهِ السَّلَامُ): معشر الحواريين ما يضرّكم (2) من نتن القطران إذا أصابكم سراجه، خذوا العلم ممن عنده، ولا تنظروا إلى عمله (3).
[773] 175- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سيف، رفعه، قال: سئل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من أعلم الناس؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه (4).
[774] 176- عنه، عن محمّد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ورواه أحمد بن أبي عبد الله، عن الوساء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ كلمة الحكمة لتكون في قلب المنافق، فتجلجل (5) حتى يخرجها (6).
[775] 177- عنه، عن محمّد بن إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن 177-
أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أو عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئى، ولا قدري، ولا حروريّ.
ص: 360
نَسبه إلينا، فإنكم لا تدرون لعلّه شيء من الحق، فيكذّب (1) الله فوق رشه (2).
[776] 178- عنه، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن جمهور عمّي (3)، رفعه، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا هرت البدعة في أمتي، فليظهر العالم علمه، فإن لم يفعل، فعليه لعنة الله (4).
[777] 179- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحاً، يلعنه كل دابة حتّى دواب الأرض الصغار (5).
[778] 180- عنه، عمّن ذكره (6)، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد له (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة، فيكتب الله بها إيماناً فی قلب آخر، فيغفر لهما جميعاً (7).
ص: 361
18- باب النهي عن الخصومة مع الناس (1)
[779] 181- عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لا تخاصموا الناس، فإنّ الناس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا (2).
[780] 182- عنه، عن أخيه، عن على بن النعمان، عن عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ لي أهل بيت وهم يسمعون مني، أفأدعوهم إلى هذا الأمر؟ قال: نعم، إنّ الله يقول في كتابه: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحجّارَة) (3) ، (4).
[781] 183- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قلت له قول الله تعالى (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ في الْأَرْضِ فَكَأَنما قتل النّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيى النّاسَ جَميعاً ) (5)؟ فقال: من أخرجها من ضلالة إلى هدى فقد أحياها ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها (6).
[782] 184- عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): قول الله في كتابه (وَمَنْ
ص: 362
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّما أَحْيَى النَّاسَ جَميعاً) قال: من حرق، أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟ فقال: ذلك تأويلها الأعظم (1).
[783] 185- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أسألك أصلحك الله؟ قال: نعم، قال: كنت على حال وأنا اليوم على حال أخرى، كنت أدخل الأرض، فأدعو الرجل والإثنين والمرأة، فينقذ الله من يشاء، وأنا اليوم لا أدعو أحداً؟ فقال: وما عليك أن تخلّي بين الناس وبين ربهم؟ فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه، ثمّ قال: ولا عليك إن آنست من أحد خيراً أن تنبذ إليه الشيء نبذاً، قلت: أخبرني عن قول الله وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَى النَّاسَ جميعاً قال: من حرق، أو غرق، أو غدر (2)، ثم سكت، فقال: تأويلها الأعظم أن دعاها فاستجابت له (3).
[784] 186- عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أدعو الناس إلى حبّك بما في يدي (4)؟ فقال: لا، قلت: إن استر شدني أحد أرشده؟ قال: نعم إن استرشدك فأرشده، فإن استزادك فزده، فإن جاحدك فجاحده (5).
ص: 363
785] 187- عنه، عن أبيه، به عن سليمان بن جعفر الجعفري (1)، عن رجل، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كان على (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تجرّ بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعاً، وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه، ولا تجلس خلفه، ولا تغمز بعينيك، ولا تشر بيدك، ولا تكثر من قول قال فلان وقال فلان خلافاً لقوله ولا تضجر بطول صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة، ينتظر بها متى يسقط عليك منها شيء، والعالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء إلى يوم القيامة (2).
[786] 188- عنه، عن أبيه، عن سعدان، عن عبد الرحيم بن مسلم، عن إسحاق بنعمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) من قام من مجلسه تعظيماً لرجل؟ قال: مكروه، إلا لرجل في الدين (3).
[787] 189- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا جلست إلى عالم (4)، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الإستماع كما تعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه (5).
ص: 364
[788] 190- عنه، عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: وجدت علوم الناس كلّهم فى أربعة: أوّلها: أن تعرف ربّك. والثاني: أن تعرف ما صنع بك. والثالث أن تعرف ما أراد منك. والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك (1).
[789] 191- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ما بعث الله نبيّاً قط حتى يأخذ عليه ثلاثاً: الإقرار لله بالعبودية، وخلع الأنداد، وأن الله يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء (2).
[790] 192- عنه، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن عمر الكوفي أخي يحيى قال: سمعت مرازم بن حكيم يقول: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما تنبأ نبئ قط حتى يقر بخمسة: بالبداء، والمشيئة، والسجود، والعبودية، والطاعة (3).
[791] 193 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحرّ، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ما كانت الأرض الا وفيها عالم (4).
ص: 365
[792] 194- عنه، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبان الأحمر، عن الحسين بن زياد العطّار، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): هل تكون الأرض إلا وفيها عالم؟ قال: لا والله لحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه (1).
[793] 195- عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن زياد العطّار، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ الأرض لا تكون إلا وفيها حجة، إنه لا يصلح الناس إلا ذلك، ولا يصلح الأرض إلا ذلك (2).
[794] 196 - عنه عن الوشّاء، عن أبان الأحمر، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سمعته يقول: إنّ الأرض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إلى الناس يعلم الحلال والحرام (3).
[795] 197- عنه، عن بعض أصحابنا، عن الأصمّ عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لن تبقى الأرض إلا وفيها يعرف الحق من الباطل (4).
[796] 198- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ العلم الذي هبط مع آدم (عَلَيهِ السَّلَامُ) لم يرفع والعلم يتوارث، وإنه لم يمت عالم إلا
ص: 366
تکلّف من بعده من يعلم مثل علمه، أو ما شاء الله (1).
[797] 199- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سفيان، عن نعمان الرازي، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: لما انقضت نبوّة آدم وانقطع لله، أوحى الله إليه: يا آدم انه قد انقضت نبوّتك، وانقطع أكلك، فانظر ن ما عندك من العلم والإيمان، وميراث النبوة، وآثار العلم (2)، والإسم الاعظم، فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة الله، فإنّي لن أدع الأرض بر عالم يعرف به دیني، ويعرف به طاعتي، ويكون نجاة لمن يولد ما من قبض النبي إلى ظهور النبي الآخر (3).
[798] 200- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن معلّی بن عثمان (4)، عن معلى بن خنيس، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) هل من الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح؟ فقال: لم يزالوا ذلك، ولكنّ أكثرهم لا يؤمنون (5).
[799] 201- عنه، عن أبي إسحاق الخفاف، عمّن ذكره، عن درست، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كان الذي تناهت إليه وصايا عيسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) أبي.
ورواه عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن درست، وزاد فيه: فلمّا أن أتاه لمان، قال له: إن الذي تطلب قد ظهر اليوم بمكّة، فتوجه إليه (6).
ص: 367
[800] 202- عنه عن بعض أصحابنا، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن محمّد بن حكيم، عن أبي الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: أتاهم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بما اكتفوا به في عهده، و استغنوا به من بعده (1).
[801] 203- عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن شعيب الحدّاد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لن تخلو الأرض من رجل يعرف الحق، فإذا زاد الناس فيه قال: قد زادوا، وإذا نقصوا منه (2)، قال: قد نقصوا، وإذا جاؤا به صدقهم، ولو لم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحق من الباطل (3).
[802] 204- عنه، عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمّد المسلي (4)، عن عبد الله بن سليمان العامري، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ما زالت الأرض ولله فيها حجّة يعرف الحلال والحرام، ويدعو إلى سبيل الله، ولا تنقطع الحجّة من الأرض إلا أربعين يوماً قبل يوم القيامة، فإذا رفعت الحجّة أغلق باب التوبة، ولم ينفع نفساً إيمانها، لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجّة، وأولئك شرار من خلق الله، وهم الذين تقوم عليهم القيامة (5).
ص: 368
[803] 205- عنه، عن محمّد بن على، عن حكم بن مسكين الثقفي، عن النضر بن قرواش، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّما احتجَّ الله على العباد بما آتاهم وعرَّفهم (1).
[804] 206- عنه، عن على بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطيّار (2)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال لي: أكتب، فأملى: أنّ من قولنا: إن الله يحتج على العبد بالذي أتاهم وعرفهم، ثم أرسل إليهم رسولاً وأنزل عليه الكتاب وأمر فيه ونهى أمر فيه بالصلاة والصوم فنام رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عن الصلاة، فقال: أنا (3) أنيمك وأنا أوقظك، فإذا قمت فصل ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون، ليس كما يقولون: إذا نام (4)، عنها هلك، وكذلك الصيام أنا أمرضك وأنا أصحك، فإذا شفيتك فاقضه.
ثمّ قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء، لم تجد أحداً في ضيق، ولم تجد أحداً إلا ولله عليه حجة وله فيه المشيئة، ولا أقول إنّهم ما شاؤوا صنعوا، ثمّ قال: إنّ الله يهدي ويضلّ، وقال: ما أمروا إلا بدون سعتهم، وكلّ شيء أمر الناس به فهم يسعون له، وكلّ شيء لا يسعون له، فموضوع عنهم، ولكن الناس لا
ص: 369
خير فيهم، ثم تلا (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى المَرْضى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَج) فوضع عنم (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلِ وَاللَّهُ عَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) قال: فوضع عنهم لأنهم لا يجدون ما ينفقون، وقال: (إنَّما السَّبيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوالِفِ وَطَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (1) ، (2) ، (3).
[805] 207- عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تبارك وتعالى ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) (4) فقال: يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حقّ (5).
[806] 208- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، ومحمّد بن أبى عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن سليمان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا سليمان إن الله يقول: (وأَنَّ إلى رَبِّكَ المُنْتَهى) (6) فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا (7).
[807] 209- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحيم القصير، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن شيء من الصفة؟ فقال: فرفع يديه إلى السماء، ثمّ قال: تعالى الله
ص: 370
الجبار، إنه من تعاطى ما ثم هلك. يقولها مرتين (1).
[808] 210- عنه، عن بعض أصحابنا، عن حسين بن ميّاح، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من نظر في الله كيف هو؟ هلك (2).
[809] 211- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا محمّد إن الناس لا يزال لهم (3) المنطق، حتى يتكلموا في الله، فإذا سمعتم ذلك، فقولوا: لا إله إلّا الله (4).
[810] 212- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال لي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا زياد إيّاك والخصومات فإنها تورث الشك، وتحبط العمل، وتردي صاحبها، وعسى أن يتكلّم بالشيء لا يغفر له، يا زياد إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به، وطلبوا علم ما كفوه، حتى انتهى الكلام بهم إلى الله فتحيّروا، فإن كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه (5).
[811] 213- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون عن الحسن الصيقل عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: تكلّموا فيما دون العرش، ولا تكلّموا فيما فوق العرش، فإنّ قوماً
ص: 371
تكلموا في الله فتاهوا حتى كان الرجل ينادي من بين يديه، فيجيب من خلفه (1).
[812] 214- عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) وسئل عن معنى قول الله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (2) فقال: إستولى على (3) ما دقّ وجلّ (4).
[813] 215- عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن (بسم الرّحمن الرّحيم)؟ فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله، وقال بعضهم: ملك الله و«الله» إله كل شيء، والرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصّة (5).
[814] 216- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حفص أخي مرازم، عن الفضل بن يحيى، قال: سأل أبي أبا الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) عن شيء من الصفة، فقال: لا تجاوز عمّا (6) في القرآن (7).
[815] 217- عنه، عن محمّد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري، قال: أخبرني الأشعث بن حاتم، أنه سأل الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن شيء من التوحيد، فقال: ألأ تقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: إقرأ (لا تُدْرِكَهُ الْأَبْصَارُ
ص: 372
وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) (1) فقرأت، فقال: ما (2) الأبصار؟ قلت: أبصار العين قال: لا إنما عنى الأوهام، لا تدرك الأوهام كيفيته، وهو يدرك كلّ فهم (3).
[816] 218- عنه، عن محمّد بن عيسى، عن أبي هاشم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) نحوه، إلا أنه قال: الأبصار هاهنا أوهام العباد، فالأوهام أكثر من الأبصار، وهو يدرك الأوهام ولا تدركه الأوهام (4).
[817] 219- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن رجل من أهل الجزيرة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن رجلاً من اليهود أتى أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال: يا على هل رأيت ربك؟ فقال: ما كنت بالذي أعبد الها لم أره، ثم قال: لم تره العيون في مشاهدة الأبصار، غير أنّ الإيمان بالغيب بين (5) عقد القلوب (6).
[818]220- عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن قيس بن سمعان، عن أبي ربيحة (7) مولى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) رفعه، قال: سئل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بما عرفت ربك؟ قال: بما عرّفنی نفسه قيل: وكيف عرّفك نفسه؟ فقال: لا تشبهه صورة، ولأ يحس بالحواس، ولا يقاس بالقياس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كلّ شيء، ولا يقال شيء تحته وتحت كل شيء، ولا يقال شيء
ص: 373
فوقه، أمام كل شيء، ولا يقال له أمام، داخل في الأشياء، لاكشيء في شيء داخل وخارج من الأشياء لأكشيء من شيء خارج، فسبحان من هو هكذا، ولا هكذا غيره، ولكلّ شيء مبتدأ (1).
[819] 221- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، قال: إجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت، فقالوا: إنّ هذا الرجل عالم - يعنون علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) - فانطلق بنا إليه لنسأله، فأتوه فقيل له (2): هو في القصر، فانتظروه حتى خرج فقال له رأس الجالوت: يا أمير المؤمنين جئنا نسألك قال: سل يا يهودي عما بدا لك، قال: أسألك عن ربنا متى كان؟ فقال: كان بلا كينونة كان بلا،كيف كان لم يزل بلا كم وبلا كيف كان ليس له قبل هو القبل بلا قبل ولا غاية ولا منتهى غاية، ولا غاية إليها، إنقطعت عنه الغايات، فهو غاية كل غاية، قال: فقال رأس الجالوت لليهود مرّوا (3) فهذا أعلم مما يقال فيه (4).
[20] 222- أبو أيوب المدني (5)، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن ملكاً كان في مجلسه، فتناول الرب تبارك وتعالى ففقد، فما يدرى أين هو؟ (6)
[821] 223- عنه، عن محمّد بن عيسى عمّن ذكره، قال: سئل أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): أيجوز أن يقال لله: إنه موجود؟ قال: نعم، تخرجه
ص: 374
من الحدّين: حدّ الإبطال، وحدّ التشبيه (1).
[822] 224- عنه، عن المحسن (2) بن أحمد، عن أبان الأحمر، عن أبي جعفر الأحول، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: عروة الله الوثقى: التوحيد، والصبغة: الإسلام (3).
[823] 225- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله (فِطْرَةَ اللهِ التي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) (4) قال: فطروا على التوحيد (5).
[824] 226- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة [عن زرارة] (6) قال سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله (حُنَفَاءَ لِلهِ غَيْرَ مَشْرِكِينَ بِهِ) (7) ما الحنيفيّة؟ قال: هي الفطرة التي فطر الناس عليها، فطر الله الخلق على معرفته (8).
[825] 227- عنه، عن أبيه، عن على بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى (فِطْرَةَ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) (9)؟ قال: فطرهم على معرفته أنّه ربّهم،
ص: 375
ولولا ذلك لم يعلموا إذا سئلوا من ربهم؟ ولا من رازقهم؟ (1)
[826] 228- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن إبن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذرّيّتهمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بَرَبِّكُمْ قَالُوا بلى) (2) قال ثبتت (3) المعرفة في قلوبهم، ونسوا الموقف، وسيذكرونه يوماً ما، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (4).
[827] 229- عنه، عن مروك بن عبيد عن جميع بن عمرو (5)، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه قال: أي شيء الله أكبر؟ قلت: الله أكبر من كل شيء، قال: وكان ثمّ شيء فيكون أكبر منه؟ قلت: فما هو؟ فقال: الله أكبر من أن يوصف (6).
[828] 230- عنه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن السري عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن الله - تباركت أسماؤه التي يدعى بها وتعالى في علو كنهه - أحد توحد بالتوحيد في توحّده (7)، ثم أجراه على خلقه، فهو أحد صمد قدوس يعبده كلّ شيء، ويصمد إليه، وفوق الذي عسينا (8)
ص: 376
نبلغ، وسع كلّ شيء علماً (1).
[829] 231- عنه، عن أبيه، عن أصحابه (2)، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله تبارك وتعالى كان وليس شيء غيره، نوراً لأظلام فيه، وصدقاً لأكذب فيه، وعلماً لأ جهل فيه، وحياة لأموت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبداً (3).
[830] 232- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن رفاعة النخاس بن موسى (4)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذرّيّتهمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالوا بلى) (5) قال: نعم لله الحجّة على جميع خلقه، أخذهم يوم أخذ الميثاق هكذا، وقبض يده (6).
[831] 233- عنه عن أبان عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: العجب كلّ العجب للشاك في قدرة الله، وهو يرى خلق الله، والعجب كلّ العجب للمكذب بالنشأة الأخرى، وهو يرى النشأة الأولى، والعجب كل العجب للمصدّق بدار الخلود، وهو يعمل لدار الغرور، والعجب كل العجب للمختال الفخور الذي خلق من نطفة ثمّ يصير جيفة، وهو فيما بين ذلك لا يدري كيف
ص: 377
يصنع (1).
[832] 234- ورواه على بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: عجبت للمتكبّر الفخور، كان أمس نطفة، وهو غداً جيفة، والعجب كل العجب لمن شكّ في الله، وهو يرى الخلق، والعجب كلّ العجب لمن أنكر الموت وهوى يرى من يموت كل يوم وليلة، والعجب كلّ العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى الأولى، والعجب كل العجب لعامر دار الفناء ويترك دار البقاء (2).
[833] 235- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: العلم علمان، فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحداً من خلقه، وعلم علمه ملائكته ورسله، فأما ما علّم ملائكته ورسله فإنه سيكون، ولا يكذب نفسه، ولا ملائكته ولأ رسله، وعلم عنده مخزون، يقدّم فيه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويثبت ما يشاء (3).
[834] 236- عنه، عن أبيه، عن حمّاد، عن ربعي، عن فضيل، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من الأمور أمور موقوفة عند الله يقدّم (4)، منها ما يشاء، ويؤخر منها ما يشاء؟ (5).
ص: 378
[835] 237- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أرأيت ما كان وما هو كائن [إلی يوم القيامة] (1) أليس كان في علم الله قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: نعم (2).
[839] 238- عنه، عن أبيه، عن إسماعيل بن إبراهيم، ومحمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن حمران، قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله عزّ وجلّ[هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً] (3) فقال: كان شيئاً ولم يكن مذكوراً، قلت: فقوله [أو لا يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا] (4) قال: لم يكن شيئاً في كتاب ولا علم (5).
[837] 239- عنه عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ان الله إذا أراد شيئاً قدره، فإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاه (6).
[838] 240- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن محمّد بن عمارة عن حریز بن عبد الله، وعبد الله بن مسكان قالا: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلا بهذه الخصال
ص: 379
السبعة بمشيئة، وإرادة،وقدر،وقضاء، وإذن، وكتاب وأجل، فمن زعم أنّه يقدر على نقص واحدة منهنّ فقد كفر (1).
[839] 241- عنه عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قلت: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقضى؟ فقال: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، قلت: فما معنى شاء؟ قال: إبتداء الفعل قلت: فما معنى أراد؟ قال: الثبوت عليه، قلت: فما معنى قدر؟ قال: تقدير الشيء من طوله وعرضه، قلت: فما معنى قضى؟ قال: إذا قضاه أمضاه، فذلك الذي لا مردّ له (2).
ورواه عن أبيه، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن علي بن إبراهيم.
[840] 242- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي محمّد بن أبي عمير، عن عمير، عن محمّد بن إسحاق، قال: قال أبو الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) ليونس مولى علي بن يقطين: يا يونس لا تتكلّم بالقدر قال: إنّي لا أتكلم بالقدر ولكنّي (3) أقول: لا يكون إلا ما أراد الله وشاء وقضى وقدّر، فقال: ليس هكذا أقول، ولكنّي أقول: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدّر وقضى، ثمّ قال: أتدري ما المشيئة؟ فقال: لأ، فقال: همه بالشيء، أو تدري ما أراد؟ قال: لأ، قال: إتمامه على المشيئة، فقال: أو تدري ما قدّر (4)؟ قال: لا، قال: هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء.
ثمّ قال: إنّ الله إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده (5) قدره، وإذا قدّره قضاه،
ص: 380
وإذا قضاء أمضاه يا يونس إنّ القدرية لم يقولوا بقول الله ﴿وَما تَشاؤُونَ إلا أنْ يَشَاءَ الله) (1) ولا قالوا بقول أهل الجنّة (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لهذا وَما كُنا لِتَهْتَدِي لَوْلاً أَنْ هَدانا الله) (2) ولا قالوا بقول أهل النار (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالّينَ) (3) ولا قالوا بقول إبليس (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَني) (4) ولا قالوا بقول نوح (وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إنْ كانَ اللهُ يُريدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (5) ثمّ قال:[قال الله:] (6) یا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوّتي أديت الي فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي، وجعلتك سميعاً بصيراً قوياً، فما أصابك من حسنة فمنّي، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذلك أني لأ أسأل عمّا أفعل وهم يسألون، ثمّ قال: قد نظمت لك كل شيء تريده (7).
[841] 243- عنه عن النضر بن سويد، عن هشام وعبيد بن زرارة عن حمران، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: كنت أنا والطيار جالسين، فجاء أبو بصير، فأفرجنا له، فجلس بيني وبين الطيار، فقال: في أي شيء أنتم؟ فقلنا: كنا في الإرادة والمشيئة والمحبّة، فقال: أبو بصير: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): شاء لهم الكفر وأراده؟ فقال: نعم، قلت: فأحب ذلك ورضيه؟ فقال: لأ، قلت: شاء وأراد ما لم يحبّ
ص: 381
ولم يرض؟ قال: هكذا خرج (1) إلينا (2).
[842] 244- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام وعبيد، عن حمران، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: القضاء والقدر خلقان من خلق الله، والله يزيد في الخلق ما يشاء (3).
[843] 245- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: المشيئة محدثة (4).
[844] 246- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): الناس مأمورون ومنهيّون و من كان له عذر عذره الله (5).
[845] 247 - عنه، عن علي بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من وعده الله على عمل ثواباً، فهو منجز (6) له، ومن أو عده على عمل عقاباً، فهو فيه
ص: 382
بالخيار (1).
[846] 248- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن عمرو بن أبي المقدام، عن رجل، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى ﴿إِتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) (2) قال: والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله (3)؟
[847] 249- عنه، عن محمّد بن خالد، عن حمّاد، عن ربعي بن عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (اِتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ الله) فقال: والله ما صلوا لهم، ولا صاموا، ولكنّهم أحلّوا لهم حراماً، وحرموا عليهم حلالاً فاتّبعوهم (4).
[848] 250- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكن أحلّوا لهم حراماً، وحرّموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون (5).
[849] 251- عنه، عن أبيه، عن إبن سنان، عن إبن مسكان، عن أبي
ص: 383
بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إستقبل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) حارثة بن مالك بن النعمان، فقال له: كيف أنت يا حارثة؟ فقال: يا رسول الله أصبحت مؤمناً حقاً، فقال [له] (1) رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يا حارثة لكلّ شيء حقيقة، فما حقيقة قولك (2)؟ قال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت ليلي، وأظمأت هواجري، وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون في الجنّة، وكأني أسمع عواء أهل النار في النار، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): عبد نور الله قلبه للإيمان فأثبت فقال: يا رسول الله أدع الله لي أن يرزقني الشهادة فقال: اللهم ارزق حارثة الشهادة، فلم يلبث إلا أيّاماً حتى بعث رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) سريّة، فبعثه فيها، فقاتل، فقتل سبعة أو ثمانية، ثمّ قتل (3).
[850] 252- عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، ومحمّد بن سنان، عن الحسن (4) بن يحيى، عن فرات بن أحنف، عن رجل من أصحاب على (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن ولياً لله وعدواً لله إجتمعا، فقال ولى الله: الحمد لله والعاقبة للمتقين، وقال الآخر: الحمد لله والعاقبة للأغنياء - وفي رواية أخرى: والعاقبة للملوك - فقال ولى الله: ارض (5) بيننا بأوّل طالع يطلع من الوادي؟ قال: فطلع إبليس في أحسن هيئة، فقال ولي الله:
ص: 384
الحمد لله والعاقبة للمتقين، فقال الآخر: الحمد لله والعاقبة للملوك، فقال إبليس: كذا (1).
[851] 253- عنه، عن محمّد بن عبد الحميد عن صفوان بن يحيى، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله لإبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ): (أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبي) (2) أكان في قلبه شكّ؟ قال: لأ، كان على يقين ولكنّه أراد من الله الزيادة في يقينه (3).
[852] 254- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقينِ) (4) قال: المعاينة (5).
[853] 255- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): كفى باليقين غنى، وبالعبادة شغلاً (6).
[854] 256- عنه عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) (7) قال: يعلمون ما عملوا من عمل، وهم يعلمون أنّهم يثابون عليه (8).
ص: 385
[855] 257- وروى عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يعملون ويعلمون أنهم سينابون عليه (1).
[856] 258- عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أتى رجل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فقال: يا رسول الله إنّي جئتك أبايعك على الإسلام، فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أبايعك على أن تقتل أباك، فقبض الرجل يده فانصرف، ثم عاد، فقال: يا رسول الله إني جئت على أن أبا يعك على الإسلام، فقال له: على أن تقتل أباك، قال: نعم، فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنا والله لا نأمركم بقتل آبائكم، ولكن الآن علمت منك حقيقة الإيمان، وأنك لن تتخذ من دون الله وليجة، أطيعوا أباءكم فيما أمروكم، ولا تطيعوهم في معاصي الله (2).
[857] 259- ورواه أبي، عن فضّالة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أتى أعرابي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: يا رسول الله بايعني على الإسلام، فقال: على أن تقتل أباك، فكفّ الأعرابي يده، وأقبل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) على القوم يحدثهم، فقال الأعرابي: يا رسول الله بايعني على الإسلام فقال: على أن تقتل أباك، فكفّ الأعرابي يده، وأقبل رسول الله على القوم يحدثهم، فقال الأعرابي: بايعني يا رسول الله على الإسلام، فقال: على أن تقتل أباك؟ قال: نعم، فبايعه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ
ص: 386
وَسَلَّمَ)، ثمّ قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): الآن لم تتخذ من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة، أنى لا أمرك بعقوق الوالدين ولكن صاحبهما في الدنيا معروفاً (1).
[858] 260- عنه، عن أبيه رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في خطبة له يا أيها الناس سلوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العافية، فإنّ أجلَّ النعمة العافية، وخير ما دام في القلب اليقين، والمغبون من غبن دينه والمغبوط من غبط يقينه قال: وكان على بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يطيل القعود بعد المغرب يسأل الله اليقين (2).
[859] 261- عنه، عن أبيه، عن إبن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لو أنّ العباد وصفوا الحق وعملوا به، ولم يعقد قلوبهم على أنه الحق ما انتفعوا (3).
[860] 262- عنه عن إبن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ (4) قال: يعملون ما عملوا من عمل، وهم يعلمون أنهم يثابون عليه (5).
[861] 263- عنه، عن أبيه، عن إبن سنان، عن محمّد بن حكيم، عمّن حدثه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): اعلموا
ص: 387
أنه لا يصغر ما ضرّ (1) يوم القيامة، ولا يصغر ما ينفع يوم القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين (2).
[862] 264- عنه عن إبن فضّال عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى مولى بني سام، قال: قال لي رجل من قريش: عندي تمر (3) من نخلة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، قال فذكرت ذلك لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال: أنها ليست الا لمن عرفها (4).
[863] 265- عنه، عن أبيه، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الشك والمعصية في النار، ليسا منا ولا إلينا (5).
[864] 266- عنه، عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حمّاد، عن القندي (6)، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: الإيمان في القلب، واليقين خطرات (7).
[865] 267 - عنه، عن أبيه، عن إبن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن القلب ليترجّج (8) فيما بين الصدر والحنجرة، حتّى يعقد على الإيمان، فإذا عقد على الإيمان
ص: 388
قرّ، وذلك قول الله تعالى (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (1) قال: يسكن (2).
[866] 268- عنه عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضّل بن صالح، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بعث الله نبياً حبشياً إلى قومه فقاتلهم فقتل أصحابه وأسروا، وخدّوا لهم أخدوداً من نار، ثمّ نادوا من كان من أهل ملّتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فيقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، وأقبلت إمرأة معها صبي لها، فهابت النار، فقال لها صبيها: إقتحمي، قال: فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود (3).
[867] 269- عنه، عن الوشّاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: سلوا ربكم العفو والعافية، فإنكم لستم من رجال البلاء، فإنه من كان قبلكم من بني إسرائيل شقوا بالمناشير على أن يعطوا الكفر، فلم يعطوه (4).
[868] 270- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (5) (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن أناساً أتوا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بعد ما أسلموا، فقالوا: يا رسول الله يؤخذ الرجل منا بما عمل في الجاهليّة بعد إسلامه؟ فقال: من حسن (6) إسلامه، وصحّ يقين ايمانه، لم يأخذه الله بما عمل في الجاهليّة، ومن
ص: 389
سخف إسلامه، ولم يصح يقين إيمانه، أخذه الله بالأوّل والآخر (1).
[899] 271- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي، وابراهيم بن مهزم عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) صلّى بالناس الصبح، فنظر إلى شاب من الأنصار وهو في المسجد يخفق ويهوي برأسه (2)، مصفر لونه نحيف جسمه وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): كيف أصبحت يا فلان؟ فقال: أصبحت يا رسول الله موقناً، فقال: فعجب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من قوله، وقال له: إنّ لكلّ شيء حقيقة، فما حقيقة يقينك؟ قال: إن يقيني يا رسول الله هو أحزنني (3)، وأسهر ليلي، وأضماً هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد نصب للحساب، وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنّة يتنعمون فيها، ويتعارفون على الأرائك متكئين، وكأني أنظر إلى أهل النار فيها معذبين (4) يصطرخون، وكأني أسمع الآن زفير النار ينقرون (5) في مسامعي قال: فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لأصحابه: هذا عبد نوّر الله قلبه للإيمان، ثمّ قال: ألزم ما أنت عليه، قال: فقال له الشاب: يا رسول الله أدع الله لي أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بذلك، فلم يلبث أن
ص: 390
خرج في بعض غزوات النبي، فاستشهد بعد تسعة نفر، وكان هو العاشر (1).
[870] 272- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن خضر بن عمرو قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ المؤمن أشدّ من زبر الحديد، إنّ الحديد إذا دخل النار لأن، وإن المؤمن لو قتل ونشر، ثم قتل ونشر، لم يتغيّر قلبه (2).
[871] 273- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود، عن قنوة (3) إبنة رشيد الهجري قالت: قلت لأبي: ما أشدّ إجتهادك؟ فقال: يا بنيّة سيجيء قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهاد أوّليهم (4).
[872] 274- عنه، عن أبيه، عمّن رفعه إلى أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): يا أيها الناس إنّما هو الله والشيطان، والحق والباطل والهدى والضلال (5)، والرشد والغيّ، والعاجلة،والعاقبة والحسنات والسيئات، فما كان من حسنات فلله، وما كان من سيّئات فللشيطان (6).
[873] 275- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى (حَنيفَاً
ص: 391
مُسْلِماً) (1) قال: خالصاً مخلصاً لا يشوبه شيء (2).
[874] 276- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: قال الله عزّ وجلّ: أنا خير شريك من أشرك معي غيري في عمله، لم أقبله إلا ما كان لي خالصاً (3).
[875] 277- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يقول الله تعالى: أنا خير شريك، فمن عمل لي ولغيري، فهو لمن عمله غيري (4) ، (5).
[876] 278 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: تصدق بصدقة، ثمّ ردّت عليه، فليعدها ولا يأكلها؛ لأنه لا من شريك لله في شيء مما يجعل له إنما هي بمنزلة العتاقة (6) لا يصلح ردها بعد ما تعتق (7).
[877] 279 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، من أحبّ أن يعلم ما له عند الله، فليعلم ما لله عنده (8).
ص: 392
[878] 280- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان عن منضّل (1) بن صالح، عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن الحسرة والندامة والويل كلّه لمن لم ينتفع بما أبصر، ومن لم يدر الأمر الذي هو عليه مقيم، أنفع هو له أم ضرر؟ قال: قلت: فيما يعرف الناجي؟ قال: من كان فعله لقوله موافقاً، فأثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً، فإنما ذلك مستودع (2).
[879] 281- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ العبد إذا قام - يعني: في الصلاة - فقام لحاجته، يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي أنى أنا الذي أقضى الحوائج (3).
[880] 282- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن إسماعيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ ربّكم لرحيم، يشكر القليل، إنّ العبد ليصلّي الركعتين يريد بها (4) وجه الله، فيدخله الله به (5) الجنّة، وأنه ليتصدق بالدرهم يريد به وجه الله، فيدخله الله به الجنّة (6).
[881] 283- عنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن المفضّل بن
ص: 393
صالح، عن جابر الجعفي، رفعه قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): خرج ثلاث نفر يسيحون في الأرض، فبيناهم يعبدون الله في كهف في قلّة جبل، حين (1) بدت صخرة من أعلى الجبل حتّى التقمت باب الكهف.
فقال بعضهم لبعض: عباد الله والله ما ينجيكم ممّا وقعتم إلّا أن تصدّقوا الله، فهلم ما عملتم الله خالصاً، فإنما ابتليتم بالذنوب، فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني طلبت إمرأة لحسنها وجمالها، فأعطيت فيها مالاً ضخماً، حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة، ذكرت النار، فقمت عنها فرقاً منك، اللهم فارفع عنا هذه الصخرة، فانصدعت حتى نظروا إلى الصدع.
ثمّ قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنى استأجرت قوماً يحرثون كلّ رجل منهم بنصف درهم، فلمّا فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: قد عملت عمل اثنين، والله لا آخذ إلا درهماً واحداً، وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف الدرهم في الأرض، فأخرج الله ذلك رزقاً، من وجاء صاحب النصف الدرهم فأراده، فدفعت إليه ثمان عشرة آلاف (2)، فإن كنت تعلم إنّما فعلته مخافة منك فارفع (3) عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت عنهم حتى نظر بعضهم إلى بعض.
ثمّ إنّ الآخر قال: اللهمّ إن كنت تعلم أن أبي وأمّي كانا نائمين، فأتيتهما بقعب من لبن، فخفت إن أضعه أن تمج فيه هامة، وكرهت أن أوقظهما من نومهما، فيشق ذلك عليهما، فلم أزل كذلك حتّى استيقظا
ص: 394
وشربا، اللهم فإن كنت تعلم أنّي كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فارفع (1) عنا هذه الصخرة، فانفرجت لهم حتى سهل لهم طرقهم، ثمّ قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من صدق الله نجا (2).
[882] 284- عنه، عن علي بن الحكم عن المفضّل بن صالح، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: جاء رجل الى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: يا رسول الله نافقت، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لو نافقت ما قلت أتاك الشيطان، فقال: من خلقك؟ فقلت: الله فقال: ومن خلق الله؟ الآن حين أخلصت الإيمان (3).
[883] 285- عنه، عن عدة من أصحابنا، عن عبّاس بن عامر القصبي، عن عمرو بن عبيد (4)، وأحمد، عن أبيه، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله، ورواه إبن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن الله يأتي بكلّ شيء يعبد من دونه من شمس، أو قمر، أو تمثال، أو صورة، فيقال: إذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون من دون الله إلى النار (5).
[884] 286- عنه، عن بعض أصحابنا، بلغ به أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما بين الحق والباطل إلا قلة العقل، قيل: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: إنّ العبد يعمل العمل الذى هو لله رضاً، فیرید به غیرالله، فلو
ص: 395
أنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك (1).
[885] 287- عنه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حمّاد الكوفي، عن میسر (2) بن سعيد القصير الجوهري، عن رجل، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يعرف من يصف الحق بثلاث خصال: ينظر إلى أصحابه من هم؟ وإلى صلاته كيف هي؟ وفي أي وقت يصلّيها؟ فإن كان ذا مال نظر أين يضع ماله (3)؟.
[886] 288- عنه، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله (4) الأشعري، عن إبن القدّاح، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن أبيه (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال علي (عَلَيهِ السَّلَامُ): إخشوا الله خشية ليست بتغدير (5) واعملوا الله في غير رياء ولا سمعة، فإنّه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة (6).
[887] 289- عنه، عن إبن محبوب، عن عمر بن يزيد، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إذا أحسن المؤمن عمله، ضاعف الله عمله لكلّ حسنة سبعمائة، وذلك قول الله تبارك وتعالى ﴿وَاللهُ يَضَاعِفُ لِمَنْ يشاء) (7) فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله، فقلت له: وما الإحسان؟ قال: فقال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوق كلّما فيه فساد صومك، وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك
ص: 396
في حجّك وعمرتك، قال: وكلّ عمل تعمله لله، فليكن نقيّاً من الدنس (1).
[888] 290- عنه، عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن يحيى بن بشير النبال، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من أراد الله بالقليل من عمله، أظهر الله له أكثر ممّا أراده به، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من (2) ليله، أبى الله إلا أن يقلله في عين من سمعه (3).
[889] 291- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن مروان عن حسين بن المختار، عن أبي أسامة زيد الشحام، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أمر الناس بخصلتين فضيّعوهما، فصاروا منهما على غير شيء: كثرة (4) الصبر، والكتمان (5).
[890] 292- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن حریز بن عبد السجستاني، عن معلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله عليه:السلام يا معلّى أكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزّه الله في الدنيا، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة، يا معلى من أذاع حديثنا و أمرنا ولم يكتمهما (6)، أذّله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار يا معلّى إن
ص: 397
التقيّة ديني ودين آبائي، ولأدين لمن لا تقيّة له، يا معلى إنّ الله يحبّ أن يعبد في السر، كما يحبّ أن يعبد في العلانية، يا معلى إنّ المذيع لأمرنا کالجاحد به (1).
[891] 293- عنه، عن إبن الديلمي، عن داود الرقي، ومفضّل، وفضيل قال: كنا جماعة عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في منزله، يحدّثنا في أشياء (2)، فلمّا انصرفنا وقف على باب منزله قبل أن يدخل، ثمّ أقبل علينا، فقال: رحمكم الله لا تذيعوا أمرنا، ولا تحدّثوا به إلاّ أهله، فإنّ المذيع علينا سرنا أشدّ علينا مؤونة من عدوّنا، إنصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرّنا (3).
[892] 294- عنه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمّن أخبره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال ما الناطق عنا بما نكره أشدّ علينا مؤونة من المذيع (4) ، (5).
[893] 295- عنه، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من أذاع علينا شيئاً من أمرنا، فهو كمن قتلنا عمداً، ولم يقتلنا خطاً (6).
[894] 296- عنه، عن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد
ص: 398
الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بَغَيْرِ حَقٌّ) (1) فقال: أما والله ما قتلوهم بالسيف، ولكن أذاعوا سرّهم وأفشوا عليهم، فقتلوا (2).
[895] 297- عنه، عن إبن سنان عن إسحاق بن عمّار، قال: تلا أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) هذه الآية (ذلك بأنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ ويَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بغَيْر حَقٌّ ذَلِكَ بمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون) (3) فقال: والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم، ولكن (4) سمعوا أحاديثهم، فأذاعوها، فأخذوا عليها، فقتلوا، فصار ذلك قتلاً واعتداء ومعصية (5).
[896] 298- عنه، عن إبن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عمّن ذكره عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ما قتلنا من أذاع حديثنا خطاً، ولكن قتلنا قتل عمد (6).
[897] 299- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن محمّد بن عجلان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن الله عيّر قوماً بالإذاعة، فقال: (وإذا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ) (7) فإيّاكم والإذاعة (8).
[898] 300- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء، عن حبيب بن بشير، قال: قال لي أبو
ص: 399
عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض (1) شيء أحب إلي من التقيّة، يا حبيب إنه من كانت له تقيّة رفعه الله، يا حبيب من لم يكن له نقيّة وضعه الله يا حبيب إنما الناس هم في هدنة، فلو قد كان ذلك كان هذا (2).
[899] 301- عنه عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان بن خالد، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله (3).
[900] 302- عنه عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (أولئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) قال: بما صبروا على التقيّة (وَيَدْرَونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةِ) (4) قال: الحسنة: التقيّة، والإذاعة: السيئة (5).
[901] 303- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عمّن أخبره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَة) قال: الحسنة: التقيّة والسيّئة الإذاعة، وقوله (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) قال: التي هي أحسن التقيّة (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمیمٌ) (6) ، (7).
ص: 400
[902] 304- عنه، عن أبيه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (وَلَا تُبَذِّر تَبذيراً) (1) قال: لا تبذّروا ولاية علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (2).
[903] 305- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لا خير فيمن لأ تقيّة له، ولا إيمان لمن لا تقيّة له (3).
[904] 306 عنه، عن عدّة من أصحابنا النهديّان (4) وغيرهما، عباس بن عامر القصبي، عن جابر المكفوف، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: اتقوا الله على دينكم واحجبوه (5) بالتقيّة، فإنه لا إيمان لمن لا تقيّة له إنّما أنتم في الناس كالنحل في الطير، لو أن الطير تعلم ما في جوف النحل، ما بقي فيها شيء إلا أكلته، ولو أنّ الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبّونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم، ولنحلوكم (6) في السرّ والعلانية، رحم الله عبداً منكم كان على ولا يتنا (7).
[905] 307- عنه، عن إبن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمّد بن مروان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ أبي كان يقول: ما من
ص: 401
شيء أقرّ لعين أبيك من التقيّة.
وزاد فيه الحسن بن محبوب عن جميل أيضاً، قال: التقيّة جنّة المؤمن (1).
[906] 308- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن عبد الله بن حبيب، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (2) قال: أشدّكم تقيّة (3).
[907] 309- عنه، عن عثمان (4) بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) التقيّة من دين الله، قلت: من دين الله؟ قال: إي والله من دين الله، وقد قال يوسف: (أَيَّتُهَا الغَيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) (5) والله ما كانوا سرقوا، ولقد قال ابراهيم (إِنّي سَقيمٌ) (6) والله ما كان سقيماً (7).
[908] 310- عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن أبان، عن ضريس، عن عبد الواحد بن المختار، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: لو أن على ألسنتكم (8) أوكية، لحدّث كل امرء بما له (9).
[909] 311- عنه، عن أبيه، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي بصير،
ص: 402
قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما لنا لن تخبرنا (1) بما يكون كما كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يخبر أصحابه؟ فقال: بلى والله، ولكن هات حديثاً واحداً حدثتكه فكتمته؟ فقال أبو بصير: فوالله ما وجدت حديثاً واحداً كتمته (2).
[910] 312- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حسين بن مختار، عن أبي أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن حديث كثير، فقال: هل كتمت عليّ شيئاً قط؟ فبقيت أتذكّر، فلمّا رأى ما بي، قال: أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس، إنما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك (3).
[911] 313- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن ابن مسكان، عن معمّر (4) بن يحيى بن سالم (5)، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: التقيّة في كل ضرورة.
والنضر، عن يحيى الحلبي، عن معمر مثله.
وابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة نحوه (6).
[912] 314- عنه، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن محمّد بن مسلم، وإسماعيل الجعفي، وعدة، قالوا: سمعنا أبا جعفر (عَلَيهِ
ص: 403
السَّلَامُ) يقول: التقيّة في كل شيء، وكلّ شيء اضطرّ إليه ابن آدم، فقد أحلّه الله له (1).
[913] 315- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام، وعن أبي عمر العجمي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يا با عمر تسعة أعشار الدين في التقيّة، ولا دين لمن لا نقية له، والنقية في كل شيء، إلا في شرب النبيذ، والمسح على الخفّين (2).
[914] 316- عنه، عن أبيه، وعن وعن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب الحدّاد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنما جعلت التقيّة ليحقن بها الدماء، فإذا بلغ الدم فلا تقيّة (3).
[915] 317- عنه، عن ابن فضّال، عن إبن بكير، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كلّما تقارب هذا الأمر كان أشدّ للتقيّة (4).
[916] 318- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن ثابت مولى آل جرير قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم نقيّة، حزم لمن أخذ بها، وتحرّز من التعرّض للبلاء في الدنيا (5).
ص: 404
[917] 319- عنه عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان قال: قال لى أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، إنّي لأ حسبك إذا شتم عليٌّ بين يديك لو تستطيع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت، فقلت: إي والله جعلت فداك إنّي لهكذا وأهل بيتي، فقال لي: فلا تفعل، فو الله لربما سمعت من يشتم عليّاً وما بيني وبينه إلا أسطوانة فأستتر بها، فإذا فرغت من صلاتي فأمر به، فأسلم عليه وأصافحه (1).
[918] 320- عنه، عن أبيه، عن فضّالة، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: قال علقمة أخي لأبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ أبا بكر قال: يقاتل (2) الناس في عليّ، فقال لي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّي أراك لو سمعت إنساناً يشتم عليّاً، فاستطعت أن تقطع أنفه فعلت؟ قلت: نعم، قال: فلا تفعل، ثمّ قال: إنّي لأسمع الرجل يسب عليّاً وأستتر منه بالسارية، فإذا فرغ أتيته فصافحته (3).
[919] 321- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): نيّة المؤمن (4) خير من عمله، ونيّة الفاجر شرّ من عمله، وكلّ عامل يعمل بنيّته (5).
[920] 322- عنه، عن محمّد بن الحسن بن شمّون البصري، عن عبد
ص: 405
الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الرحمن بن حمّاد الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: قال لي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا جابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح ماكان يكتب في صحته، ويكتب للكافر في سقمه من العمل السيء ما كان يكتب في صحته، قال:، ثمّ قال: يا جابر ما أشدّ هذا من حديث!؟ (1)
[921] 323- عنه، عن جعفر بن محمّد بن الأشعث (2)، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: صلّى النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) صلاةً وجهر فيها بالقراءة، فلمّا انصرف قال لأصحابه: هل أسقطت شيئاً فى القراءة (3)؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا: نعم، فقال هل أسقطت فيها بشيء؟ قال: نعم يا رسول الله، إنه كان كذا وكذا، فغضب (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ثم قال: ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله فلا يدرون ما يتلى عليهم منه، ولأ ما يترك؟! هكذا هلكت بنو إسرائيل، حضرت أبدانهم وغابت قلوبهم، ولا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه (4).
[922] 324- عنه عن الوشّاء، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن المثنّى الحنّاط، عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ):
ص: 406
من حسنت نيّته زاد الله في رزقه (1).
[923] 325- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن أبي المغراء، عن إسحاق بن عمار ويونس، قالا: سألنا أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله تعالى (خُذوا ما آتَيْنَاكُمْ بِقُوَةٍ) (2) أقوة [في] (3) الأبدان أو قوّة في القلب؟ قال: فيهما جميعاً (4).
[924] 326- عنه، عن إبن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن العبد المؤمن الفقير ليقول: يا ربّ ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البرّ ووجوه الخير، فإذا علم الله ذلك منه بصدق نيته كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله، إنّ الله واسع كريم (5).
[925] 327- عنه، عن بعض أصحابنا، بلغ به خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، قال: سأل عبد عیسی بن الله القمّي أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأنا حاضر فقال: ما العبادة؟ فقال: حسن النيّة بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه.
وفي حديث آخر قال: حسن النية بالطاعة عن الوجه الذي أمر به (6).
[926] 328- عنه، عن محمّد بن الحسن بن شمون البصري، عن عبد
ص: 407
الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله (1) بن حمّاد الأنصاري، عن الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة عن الحكم بن عيينة، قال: لما قتل أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) الخوارج يوم النهروان، قام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ (2) شهدنا معك هذا الموقف، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج، فقال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف أناس (3) لم يخلق الله آباء هم ولا أجدادهم بعد فقال الرجل: وكيف شهدنا (4) قوم لم يخلقوا؟ قال بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه، ويسلّمون لنا، فأولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقّاً حقّاً (5).
[927] 329- عنه، عن محمّد بن سلمة رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّما يجمع الناس الرضا والسخط، فمن رضي أمراً فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه (6).
[928] 330- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم بن عمر و الخثعمي عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لو أن أهل السماوات والأرض لم يحبّوا أن يكونوا شهدوا مع رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لكانوا من أهل
ص: 408
النار (1).
[929] 331- عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي عروة السلمي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة (2).
[930] 332- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حریز بن عبد الله السجستاني، عن فضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الحب والبغض أمن الإيمان هو؟ قال: وهل الإيمان إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآية (حَبَّبَ إلَيْكُمُ الايمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ ) (3) ، (4).
[931] 333- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة زياد الحذاء، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في حديث له، قال يا زياد ويحك وهل الدين إلا الحبّ، ألا ترى إلى قول الله (وإن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (5) أولاً ترى قول الله لمحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الأيمانَ وَزَيَّنَهُ في قُلُوبِكُمْ) (6) وقال: (يُحبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) (7) فقال: الدين هو الحبّ، والحب هو الدين (8).
ص: 409
[932] 334- عنه، عن إبن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من أوثق عرى الإيمان أن تحبّ في الله، وتبغض في الله، وتعطي في الله، وتمنع في الله (1).
[933] 335- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر الأحول صاحب الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان، ومن أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع فى الله، فهو من أصفياء الله (2).
[934] 336- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: من أحب الله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فهو ممن كمل إيمانه (3).
[935] 337- عنه، عن العرزمي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً، فانظر إلى قلبك، فإن كان يحبّ أهل طاعة الله، ويبغض أهل معصية الله (4)، ففيك خير، والله يحبّك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحبّ أهل معصية الله، ففيك شرّ، والله يبغضك، والمرأ مع من أحبّ (5).
ص: 410
[936] 338- عنه، عن علي بن حسّان الواسطي، عمّن ذكر، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ثلاث هنّ من علامات المؤمن علمه بالله ومن يحبّ، ومن يبغض (1).
[937] 339- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، وابن فضّال، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما التقى مؤمنان قط الأكان أفضلهما أشدّهما حبّاً لأخيه. وفي حديث آخر: أشدّهما حبّاً لصاحبه (2).
[938] 340- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ المسلمين يلتقيان، فأفضلهما أشدّهما حباً لصاحبه (3).
[939] 341- عنه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، بن عيسى اليقطيني، عن أبي الحسن علي بن يحيى فيما أعلم، عن عمرو بن مدرك الطائي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لأصحابه: أيّ عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصوم، وقال بعضهم: الحجّ والعمرة، وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لكل ما قلتم فضل وليس به، ولكن أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله، والتبري من أعداء الله عزّ وجلّ (4).
ص: 411
[940] 342- عنه، عن أبيه، عن النضر، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين، قام مناد ينادي بصوت يسمع الناس، فيقول: أين المتحابون الله؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: إذهبوا إلى الجنّة بغير حساب، قال: فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنّة بغير حساب، قال: فيقولون: أي حزب أنتم من الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قالوا: وأي شيء كانت أعمالكم؟ قالوا: كنا نحبّ فی الله ونبغض في الله، قال: فيقولون: نعم أجر العاملين (1).
[941] 343- عنه، عن محمّد بن على، عن محمّد بن جبلة الأحمسى، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): المتحابّون في الله يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء، في ظلّ عرشه عن يمينه، وكلتا يديه يمين (2)، وجوههم أشدّ بياضاً من الثلج، وأضوء من الشمس الطالعة، يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرّب، وكل نبي مرسل، يقول الناس: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابّون في الله (3).
[942] 344- عنه، عن أبيه مرسلاً، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال:
ص: 412
المتحابّون في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم أجسادهم، ونور منابرهم كلّ شيء، حتى يعرفوا بالمتحابين في الله (1).
[943] 345- عنه، عن الحسن بن علي الوساء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن المتحابين الله يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كلّ شيء، حتى يعرفوا به، فيقال: هؤلاء المتحابون في الله (2).
[944] 346- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن مروان عن محمّد بن عجلان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ويل لمن يبدل نعمة الله كفراً، طوبى للمتحابين في الله (3).
[945] 347- عنه، عن محمّد بن خالد الأشعري، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري، عن حسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من أحب الله، وأبغض عدوّه، لم يبغضه لوتر وتره (4) في الدنيا، ثمّ جاء يوم القيامة بمثل زبد البحر ذنوباً، كفّرها الله له (5).
[949] 348- عنه، عن أبي علي الواسطي، عن الحسين بن أبان، عمّن ذكره، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لو أنّ رجلاً أحبّ رجلاً لله، لأثابه الله على حبّه إياه، وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار،
ص: 413
ولو أنّ رجلاً أبغض رجلاً لله، لأثابه الله على بغضه إياه، ولو (1) كان المبغض في علم الله من أهل الجنّة (2).
[947] 349- عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن بشير الدهان، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الرجل ليحب ولى الله وما يعلم ما يقول، فيدخله الله الجنّة، وإنّ الرجل ليبغض ولي الله وما يعلم ما يقول، فيموت فيدخل النار (3).
[948] 350- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قد يكون حبّ في الله ورسوله، وحبّ في الدنيا، فما كان في الله وفي رسوله (4)، فثوابه على الله، وما كان في الدنيا، فليس بشيء (5).
[949] 351- عنه، عن علی بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، قال: سمعت معت أبا أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار، وحب الفجّار للأبرار فضيلة للأبرار، وبغض الفجّار للأبرار زين للأبرار، وبغض الأبرار للفجّار خزي على الفجّار (6).
ص: 414
[950] 352- عنه، عن علي بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: من وضع حبّه في غير موضعه، فقد تعرّض للقطيعة (1).
[951] 353- عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جدّه، قال: مرّ رجل في المسجد وأبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) جالس وأبوعبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له بعض جلسائه: والله إنى لأحبّ هذا الرجل، قال له أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) ألأ فأعلمه، فإنه أبقى للمودّة، وخير في الألفة (2).
[952] 354- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إذا أحببت رجلاً، فأخبره (3).
[953] 355- عنه، عن علي بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إذا أحب أحدكم صاحبه أو أخاه، فليعلمه (4).
[954] 356- عنه، عن محمّد بن علي عن الحسين بن علي بن يوسف (5)، عن زكريا بن محمّد، عن صالح بن الحكم، قال: سمعت رجلاً
ص: 415
يسأل أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الرجل يقول: إني أودّك، فكيف أعلم أنه يودّني؟ قال: إمتحن قلبك، فإن كنت تودّه فإنه يودّك (1).
[955] 357- عنه عن بعض أصحابنا، عن عبيد الله بن إسحاق المدائني، قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ): إنّ الرجل من عُرض الناس (2) يلقاني، فيحلف بالله أنه يحبّني، أفأحلف (3) بالله إنه لصادق؟ فقال: إمتحن قلبك، فإن كنت تحبّه، فاحلف والا فلا (4).
36- باب أنزل (5) الله في القرآن تبياناً لكل شيء
[959] 358- عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ أنزل في القرآن تبياناً لكل شيء، حتى والله ما ترك شيئاً يحتاج إليه العبد، حتى والله ما يستطيع (6) عبد أن يقول: لو كان في القرآن هذا إلا وقد أنزله الله فيه (7).
[957] 359- عنه، عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن الله أنزل عليكم كتابه الصادق البارّ (8)، فيه خبركم، وخبر ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وخبر السماء، و خبر الأرض، فلو أتاكم من يخبركم عن ذلك لعجبتم (9).
ص: 416
[958] 360- عنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمّد بن مران، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أتاني الفضل بن عبد الملك النوفلي ومعه مولى له يقال له: شبيب معتزلي المذهب، ونحن بمنى، فخرجت إلى باب الفسطاط في ليلة مقمرة، فأنشأ المعتزلي يتكلّم، فقلت: ما أدري ما كلامك هذا الموصول الذي قد وصلته، إن الله خلق فرقتين، فجعل خيرته في إحدى الفرقتين، ثمّ جعلهم أثلاثاً، فجعل خيرته في إحدى الأثلاث، ثمّ لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف، ثمّ اختار من عبد مناف هاشم (1)، ثمّ اختار من هاشم عبد المطلب، ثمّ اختار من عبد المطلب عبد الله، ثم اختار من عبد الله محمّداً رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فكان أطيب الناس ولادة، فبعثه الله بالحق، و أنزل عليه الكتاب، فليس من شيء إلا وفي كتاب الله تبيانه (2).
[959] 361- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون عمّن حدّثه، عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ما من أمر يختلف فيه إثنان إلا وله أصل في كتاب الله، ولكن لا تبلغه عقول الرجال (3).
[960] 362- عنه، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في رسالة (4): وأما ما سألت من القرآن، فذلك أيضاً من خطراتك المتفاوتة المختلفة؛ لأنّ القرآن ليس على ما ذكرت وكلّ ما سمعت فمعناه غير ما ذهبت إليه، وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم،
ص: 417
ولقوم يتلونه حق تلاوته، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه، فأما غيرهم فما أشدّ إشكاله عليهم، وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنه ليس شيء بأبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن، وفي ذلك تحيّر الخلائق أجمعون إلا من شاء الله.
وإنما أراد الله بتعميته فى ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه، وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوّام بكتابه، والناطقين عن أمره، وأن يستنبطوا (1) ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم، لا عن أنفسهم، ثم قال: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ (2) فَأَمّا عن غيرهم (3)، فليس يعلم ذلك أبداً، ولا يوجد، وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلّهم ولاة الأمر اذاً لا يجدون من يأتمرون عليه، ولأ من يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة خواصاً ليقتدي بهم من لم يخصصهم بذلك، فافهم ذلك إن شاء الله. وإيّاك وإيّاك وتلاوة القرآن برأيك، فإنّ الناس غير مشتركين في، علمه کاشتراكهم فيما سواه من الأمور، ولا قادرين عليه ولا على تأويله، إلا من حده وبابه الذي جعله الله له، فافهم إن شاء الله، واطلب الأمر من مكانه تجدّه إن شاء الله (4).
[961] 363- عنه، قال: حدّثني مرسلاً، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ القرآن شاهد الحقِّ، ومحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لذلك مستقر، فمن اتخذ سبباً إلى سبب الله لم يقطع به الأسباب، ومن
ص: 418
اتخذ غير ذلك سبباً مع كلّ كذاب، فاتقوا الله، فإنّ الله قد أوضح لكم أعلام دينكم، ومنار هداكم، فلا تأخذوا أمركم بالوهن، ولا أديانكم هزؤاً، فتدحض أعمالكم، وتخبطوا (1) سبيلكم، ولا تكونوا أطعتم الله ربكم، أثبتوا على القرآن الثابت، وكونوا فى حزب الله تهتدوا، ولا تكونوا في حزب الشيطان فتضلوا، يهلك من هلك، ويحيي من حي، وعلى الله البيان، بين لكم فاهتدوا، وبقول العلماء فانتفعوا، والسبيل في ذلك إلى الله، فمن يهده (2) الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً (3).
[962] 364- عنه، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إذا حدثتكم بشيء فسألوني عنه من كتاب الله، ثمّ قال في بعض حديثه: إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نهى عن القيل والقال، وفساد المال، وفساد الأرض، وكثرة السؤال، قالوا: يابن رسول الله وأين هذا من كتاب الله؟ قال: إن الله يقول فى كتابه: (لا خَيْرَ في كثير مِنْ نَخْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاح بَيْنَ النَّاسِ) (4) وقال: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيامَا) (5) و(َلَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (6) ، (7).
ص: 419
[963] 365- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قول الله (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) (1) فقال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وعلى جميع أنبياء الله (2) ورسله، قلت: كيف صاروا أولي العزم؟ قال: لأنّ نوحاً بعث بكتاب وشريعة، فكل من جاء بعد نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ) أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه، حتى جاء إبراهيم (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالصحف، وبعزيمة ترك كتاب نوح لأكفراً به، فكل نبي جاء بعد إبراهيم، جاء بشريعة ابراهيم ومنهاجه وبالصحف، حتى جاء موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالتوراة[وشريعته ومنهاجه] (3) وبعزيمة ترك الصحف، فكل نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه، حتى جاء المسيح (عَلَيهِ السَّلَامُ) بالإنجيل، وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه. فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه، حتى جاء محمّد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فجاء بالقرآن وشريعته ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة، فهؤلاء أولوا العزم من الرسل (4).
[964] 366- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن خيثمة (5) بن عبد الرحمن الجعفي، قال: حدّثني أبو لبيد
ص: 420
البحراني المراء الهجرين (1)، قال: جاء رجل إلى أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) بمكّة، فسأله عن مسائل، فأجابه فيها، ثمّ قال له الرجل: أنت الذي تزعم أنه ليس شيء من كتاب الله إلا معروف؟ قال: ليس هكذا قلت، ولكن ليس شيء من كتاب الله إلا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه مما لا يعلمه الناس، قال: فأنت الذي تزعم أنه ليس من كتاب الله إلا والناس يحتاجون إليه؟ قال: نعم، ولأ حرف واحد، فقال له: فما «المص»؟ قال أبو لبيد: فأجابه بجواب نسيته.
فخرج الرجل، فقال لي أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): هذا تفسيرها في ظهر القرآن، أفلا أخبرك بتفسيرها في بطن القرآن؟ قلت: وللقرآن بطن وظهر؟ فقال: نعم، إنّ لكتاب الله ظاهراً وباطناً، ومعانياً وناسخاً ومنسوخاً، ومحكماً و متشابهاً، وسنناً وأمثالا، وفصلاً ووصلاً، وأحرفاً وتصريفاً، فمن زعم أنّ كتاب الله فقد هلك وأهلك، ثمّ قال: أمسك، الألف واحد، واللام ثلاثون والميم أربعون، والصاد تسعون، فقلت: فهذه مائة وإحدى وستون فقال: يا لبيد إذا دخلت سنة إحدى وستين ومائة، سلب الله قوماً سلطانهم (2).
[965] 367- عنه عن علي بن إسماعيل الميثمي (3)، عن محمّد بن حكيم، عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلَامُ): قال أتاهم رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بما يستغنون به في عهده، وما يكتفون به من
ص: 421
بعده: كتاب الله وسنّة نبيّه (1).
37- باب تصديق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) والتسليم له
[966] 368- عنه، عن عبّاس بن عامر القصباني، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن أبي غيلان، عن أبي إسماعيل الجعفي، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): إنّ الله برأ محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من ثلاث: أن يتقوّل على الله، أو ينطق عن هواه، أو يتكلف (2).
[967] 369- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله عزّ وجل (إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلَّمُوا تَسْلِيماً ) (3) قال: الصلاة عليه، والتسليم له في كلّ شيء جاء به (4).
[968] 370- عنه، عن عدة من أصحابنا، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما) (5) قال: التسليم: الرضا والقنوع بقضائه (6).
[999] 371- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، وأحمد بن محمّد
ص: 422
بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الله الكاهلي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجّوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثمّ قالوا لشيء ء صنعه الله تعالى، أو صنعه النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ألا صنع خلاف الذي صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم، لكانوا بذلك مشركين، ثمّ تلأ هذه الآية ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (1) ثم قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): وعليكم بالتسليم (2).
[970] 372- عنه، عن محمّد بن عبد الحميد الكوفي، عن حمّاد بن عيسى، ومنصور بن يونس بزرج، عن بشير الدهان، عن كامل التمار، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (3) أتدري من هم؟ قلت: أنت أعلم، قال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، إن المسلمين هم النجباء، والمؤمن غريب، والمؤمن غريب، ثمّ قال: طوبى للغرباء (4).
[971] 373- عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن كامل التمّار، قال: قال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) یا کامل المؤمن غريب، المؤمن غريب، ثمّ قال أتدري ما قول الله قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾؟ قلت: قد أفلحوا وفازوا ودخلوا الجنّة، فقال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، إن المسلمين هم النجباء (5).
ص: 423
[972] 374- عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن سلمة بن حيّان (1)، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) مثله إلا أنه قال: يا أبا الصباح إنّ المسلمين هم المنتجبون يوم القيامة، هم أصحاب النجائب (2).
[973] 375- عنه، عن بعض أصحابنا رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): كلّ من تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج، قلت: ما هي؟ قال: التسليم (3).
[974] 376- عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنّ لكم معالم السلام فاتبعوها، ونهاية فانتهوا إليها (4).
[975] 377- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، وربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): إن للدين حداً كحدود بيني هذا، وأوما بيده إلى جدار فيه (5).
[979] 378- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما من شيء إلا وله حدّ كحدود داري هذه، فما كان في الطريق فهو من الطريق، وما كان في الدار فهو من
ص: 424
الدار (1).
[977] 379- عنه عن الحسن بن علي الوساء، عن أبان الأحمر، عن سليم بن أبي حسان العجلي قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما خلق الله حلالاً ولا حراماً إلا وله حدّ كحدود داري هذه، فما كان في الطريق (2) فهو من الطريق، وما كان في (3) الدارّ فهو من الدار، حتى أرش الخدش فما سواه، والجلدة ونصف الجلدة (4).
[978] 380- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حفص بن قرط (5)، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: كان علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) يعلم الخبر (6) الحلال والحرام، ويعلم القرآن، ولكلّ شيء منهما حداً (7).
[979] 381 عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الحميد بن عواض الطائي، قال: سمعت أبا عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ للقرآن حدوداً كحدود الدار (8).
ص: 425
[980] 382- عنه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن محمّد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل (1)، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: الرجم حدّ الله الأكبر، والجلد حد الله الأصغر (2).
[981] 383- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن في كتاب على (عَلَيهِ السَّلَامُ): كان يضرب بالسوط وبنصف السوط وببعضه في الحدود، وكان إذا أتي بغلام أو جارية لم يدركا، كان يأخذ السوط بيده من وسطه، أو ثلثه، فيضرب به على قدر أسنانهم، ولا يبطل حداً من حدود الله (3).
[982] 384- عنه، عن على بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: في نصف الجلدة وثلث الجلدة قال: يؤخذ بنصف السوط، وبثلثي السوط، ثم يضرب به (4).
[983] 385- عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال مرّ أبو الحسن موسى بن جعفر (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) برجل يحدّ في الشتاء، فقال: سبحان الله! ما ينبغي هذا، ينبغى لمن حدّ أن يستقبل به في الشتاء النهار (5)، وإن كان في الصيف استقبل به برد النهار (6).
ص: 426
[984] 386- عنه، عن بعض أصحابنا، عن على بن أسباط، رفعه قال: نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عن الأدب عند الغضب (1).
[985] 387- عنه، عن علي بن محمّد القاساني، عمّن حدّثه، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال سعد بن عبادة: أرأيت يا رسول الله إن رأيت (2) مع أهلي رجلاً، أفأقتله (3) قال: يا سعد فأين الشهود الأربعة (4).
[986] 388- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيّوب، عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن أصحاب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قالوا لسعد بن عبادة: يا سعد أرأيت لو وجدت على بطن إمرأتك رجلاً ما كنت تصنع به؟ فقال: كنت أضربه بالسيف.
قال: فخرج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فقال: ماذا يا سعد؟ فقال سعد: قالوا: لي: لو وجدت على بطن إمرأتك رجلاً ما كنت تفعل به؟ فقلت: كنت أضربه بالسيف، فقال يا سعد فكيف بالشهود الأربعة؟ فقال: يا رسول الله بعد رأي عيني وعلم الله أنه قد فعل؟ فقال: نعم؛ لأنّ الله قد جعل لكلّ شيء حداً، وجعل على من تعدّى الحدّ حدّاً (5).
ص: 427
[987] 389- عنه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي اسماعيل السراج، عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، قال: حدّثني أبو لبيد البحراني (1)، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنّه أتاه رجل بمكّة، فقال له: يا محمّد بن علي أنت الذي تزعم أنه ليس شيء إلا وله حدّ؟ فقال أبو جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ): نعم أنا أقول: إنه ليس شيء مما خلق الله صغيراً ولا كبيراً (2)، إلا وقد جعل الله له حداً، إذا جوّز به ذلك الحد، فقد تعدّى حدّ الله فيه، قال (3): فما حدّ مائدتك هذه؟ قال: تذكر اسم الله حين توضع، وتحمد الله حين ترفع، وتقمّ ما تحتها، قال: فما حدّ كوزك هذا؟ قال: لا تشرب من موضع أذنه، ولا من موضع كسره، فإنه مقعد الشيطان، وإذا وضعته على فيك فاذكر اسم الله، وإذا رفعته عن فيك فاحمد الله، و تنفّس فيه ثلاثة أنفاس، فإنّ النفس الواحد يكره (4).
[988] 390- عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علی بن الحسن (5) بن رباط، عن أبي مخلّد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال قوم من الصحابة لسعد بن عبادة، ما كنت صانعاً برجل لو وجدته على بطن إمرأتك؟ قال: كنت والله ضارباً رقبته بالسيف.
قال: فخرج النبي (6) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: من هذا الذي
ص: 428
كنت ضاربه بالسيف يا سعد؟ فأخبر النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بخبرهم وما قال سعد، فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): يا سعد فأين الأربعة الشهداء الذين قال الله؟ فقال: يا رسول الله مع رأي عيني وعلم الله فيه أنه قد فعل؟ فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): والله يا سعد بعد رأي عينك وعلم الله، إن الله قد جعل لكل شيء حداً، وجعل على من تعدى حداً من حدود الله حداً، وجعل ما دون الأربعة الشهداء مستوراً على المسلمين (1).
[989] 391- عنه عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): من بلغ حداً في غير حد، فهو من المعتدين (2).
[990] 392- عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: يجلّد المكاتب إذا زنا قدر ما عتق منه (3).
[991] 393- عنه عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغراء، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن من الحدود ثلث جلد، ومن تعدّى ذلك كان عليه حدّ (4).
[992] 394- عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن حكم بن مسكين الثقفي، عن النضر بن قرواش، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ
ص: 429
السَّلَامُ) يقول: إنما احتج الله على العباد بما آتاهم وعرّفهم (1).
[993] 395- وعنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيّوب الأزدي، عن أبان الأحمر، وحدثنا به أحمد عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله (وما كان الله ليُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) (2) قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه، وقال: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورها وتقواها) (3) قال: بين لها ما تأتى وما تترك، وقال: (إنا هَدَيْناهُ السَّبيل إما شاكراً وَإِما كَفُوراً) (4) قال: عرّفناه: فإمّا أخذ، واما تارك (5).
وسألته عن قول الله (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) (6) قال: يشتهي سمعه وبصره ولسانه ويده،وقلبه، أما إنه هو غشى (7) شيئاً مما يشتهي، فإنه لا يأتيه إلا وقلبه منكر، لا يقبل الذي يأتى، يعرف أن الحق غيره، وعن قوله تعالى ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدى) (8) قال: نهاهم عن فعلهم (9) فاستحبّوا العمى على الهدى، وهم يعرفون (10).
[994] 396- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد الله بن بكير،
ص: 430
عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن قول الله إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً؟ قال: علّمه (1) السبيل: فإما آخذ فهو شاكر، وإما تارك فهو كافر (2).
[995] 397- عنه، عن يعقوب بن يزيد عن رجل، عن الحكم بن مسكين، عن أيوب بن الحرّ بياع الهروي، قال: قال لي أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا أيوب ما من أحد إلا وقد يرد (3) عليه الحق، حتى يصدع قلبه، قبله أم تركه، وذلك أن الله يقول في كتابه: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَعُهُ فإذا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (4) ، (5).
[996] 398- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الأعلى، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): هل جعل في الناس أداة ينالون بها المعرفة؟ قال: لأ، قلت: فهل كلّفوا المعرفة؟ قال: لا، إنّ على الله البيان لا يكلف الله العباد إلا وسعها ولا يكلّف نفساً الا ما آتاها (6).
[997] 399- عنه، عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ الله تبارك وتعالى ليمن على قوم وما فيهم خير، فيحتجّ الله عليهم، فيلزمهم
ص: 431
الحجّة (1).
[998] 400- عنه عن ابن مح- عنه، عن ابن محبوب، عن سيف بن عميرة، وعبد العزيز العبدي، وعبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أبى الله أن يعرف باطلاً حقاً، أبى الله أن يجعل الحق في قلب المؤمن باطلاً لا شك فيه، وأبى الله أن يجعل الباطل في قلب الكافر المخالف حقاً لا شك فيه، ولو لم يجعل هذا هكذا ما عرف حق من باطل (2).
[999] 401- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إلا غلب الحق الباطل، وذلك قوله تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإذا هُوَ رَاهِق) (3) ، (4).
[1000] 402- عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: كلّ قوم يعملون على ريبة من أمرهم، ومشكلة من رأيهم (5)، وزارى (6) منهم على من سواهم، وقد تبين الحق من ذلك بمقايسة العدل عند ذوي الألباب (7). [1001] 403- عنه، عن بعض أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن جميل بن درّاج عن زرارة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول
ص: 432
الله تبارك وتعالى ﴿وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إذْ يَحْكُمَانَ فِي الْحَرْثِ) (1) قال: لم يحكما، إنّما كانا يتناظران (2) (فَفَهَمْناها سُلَيْمَانَ) (3) ، (4).
[1002] 404- عنه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغراء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من عرف اختلاف الناس، فليس بمستضعف (5).
[1003] 405- عنه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) في خطبته في حجة الوداع: أيها الناس اتقوا الله، ما من شيء يقرّ بكم من الجنّة، ويباعدكم من النار، الا وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به (6).
[1004] 406- عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن صباح الحذاء، عن أبي أسامة، قال: كنت عند أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) فسأله رجل من المغيرية عن شيء من السنن، فقال: ما من شيء يحتاج إليه أحد من ولد آدم الا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنّة، عرفها من عرفها، وأنكرها من أنكرها قال الرجل: فما السنة في دخول الخلاء؟ قال: تذكر الله، وتتعوّذ من الشيطان فإذا فرغت قلت: الحمد لله على ما أخرج عنّي من الأذى في يسر منه وعافية، فقال الرجل:
ص: 433
فالإنسان يكون على تلك الحال، فلا يصبر حتّى ينظر إلى ما خرج منه؟ فقال: إنه ليس في الأرض آدمى إلا ومعه ملكان موكلان به، فإذا كان على و تلك الحال ثنيا رقبته، ثمّ قالا: ابن آدم (1) أنظر إلى ما كنت تكدح (2) له، والدنيا (3) إلى ما هو صائر (4).
[1005] 407- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيّوب، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطيار (5)، عن أبي عبدالله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنه ليس شيء فيه قبض أو بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا وفيه من الله إبتلاء وقضاء (6).
[1006] 408- عنه، عن إبن فضّال، عن عبد الأعلى بن أعين، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ليس للعبد قبض ولا بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا و من الله فيه إبتلاء (7).
[1007] 409- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حمزة بن محمّد الطيار، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: ما من قبض ولابسط، إلا ولله فيه مشيئة وفضل (8) وابتلاء (9).
ص: 434
[1008] 10 4- عنه، عن ابن فضّال، عن مفضّل بن صالح، عن محمّد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى ﴿وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ (1) قال: وهم يستطيعون الأخذ لما أمروا به، والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا وقال: ليس في العبد قبض ولا بسط ممّا أمر الله به أو نهى عنه إلا ومن (2) الله فيه ابتلاء وقضاء (3).
[1009] 411- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله خلق السعادة والشقاء (4) قبل أن يخلق خلقه، فمن خلقه (5) الله سعيداً لم يبغضه أبداً، وإن عمل شراً أبغض عمله ولم يبغضه، وإن كان شقيّاً لم يحبّه الله أبداً، وإن عمل صالحاً أحب الله عمله، وأبغضه لما يصيّره إليه، فإذا أحب الله شيئاً لم يبغضه أبداً، وإذا أبغض الله شيئاً لم يحبّه أبداً (6).
[1010] 412 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن عبد الله بن مسكان عن منصور بن حازم، قال قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أيحبّ الله العبد ثمّ يبغضه؟ أو يبغضه ثمّ يحبّه؟ فقال: ما تزال ء، فقلت: هذا ديني وبه أخاصم الناس، فإن نهيتني عنه تأتيني بشيء، تركته، ثم قلت له: هل أبغض الله محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
ص: 435
على حال من الحالات؟ فقال: لو أبغضه على حال الحالات لما من ألطف له، حتّى أخرجه من حال إلى حال فجعله نبيّاً، فقلت: ألم تجبني منذ سنين عن الشقاء (1) والسعادة أنهما كانا من قبل أن يخلق الله الخلق؟ قال: بلى وأنا الساعة أقوله قلت: فأخبرني عن السعيد هل أبغضه الله على حال من الحالات؟ فقال: لو أبغضه الله على حال من الحالات لما ألطف له حتّى يخرجه من حال إلى حال فيجعله سعيداً، قلت: فأخبرني عن الشقي هل أحبّه الله على حال من الحالات؟ فقال: لو أحبّه في حال من الحالات ما تركه شقيّاً، ولا استنقذه من الشقاء إلى السعادة، قلت: فهل يبغض الله العبد ثمّ يحبّه؟ أو يحبه ثم يبغضه؟ فقال: لا (2).
[1011] 413- عنه، عن الوساء، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ الله خلق خلقه، فخلق خلقاً لحبّنا، لو أنّ أحداً خرج من هذا الرأي لردّه الله إليه، وإن رغم أنفه، وخلق قوماً لبغضنا، فلا يحبّوننا أبداً (3).
[1012] 414- عنه، عن إبن فضّال، عن مثنّى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله خلق قوماً لحبّنا، وخلق قوماً لبغضنا، فلو أنّ الذين خلقهم لحبّنا خرجوا من هذا الأمر إلى غيره، لأعادهم الله إليه (4)، وان رغمت آنافهم، وخلق الله قوماً (5) لبغضنا، فلا
ص: 436
يحبّوننا أبداً (1).
[1013] 415- عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي عن معلّى أبي عثمان، عن على بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إختصم رجلان بالمدينة: قدريّ ورجل من أهل مكّة، فجعلا أبا الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) بينهما، فأتياه، فذكرا كلامهما، فقال: إن شئتما أخبرتكما بقول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)؟ فقالا: قد شئنا، فقال: قام رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: كتاب كتبه الله بيمينه - وكلتا يديه يمين - فيه أسماء أهل الجنّة بأسمائهم، وأسماء آبائهم وعشائرهم، مجمل (2) عليهم، لا يزيد فيهم رجلاً، ولا ينقص منهم أحداً أبداً (3)، وكتاب كتبه الله فيه أسماء أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، مجمل عليهم، لا يزيد فيهم رجلاً ولا ينقص منهم رجلاً، وقد يسلك بالسعيد فى الأشقياء حتى يقول الناس: كأَنه (4) منهم، ما أشبهه بهم بل هو منهم ثمّ تداركه السعادة، وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس ما أشبهه بهم بل هو منهم، ثمّ يتداركه الشقاء، من كتبه الله سعيداً - ولو لم يبق من الدنيا الأفواق ناقة - ختم الله له بالسعادة (5).
[1014] 416- عنه، عن أبيه، عن صفوان، قال: قلت لعبد صالح: هل
ص: 437
في الناس إستطاعة يتعاطون بها المعرفة؟ قال: لا، إنما هو تطوّل من الله، قلت: أفلهم على المعرفة ثواب إذا كانوا (1) ليس فيهم ما يتعاطونه بمنزلة الركوع والسجود الذي أمروا به ففعلوه؟ قال: لأ، إنما هو تطوّل من الله عليهم، وتطوّل بالثواب (2).
[1015] 417- عنه، عن أبيه، عن فضّالة بن أيوب، عن جميل بن دراج عن زرارة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) في قول الله تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذرّيّتهمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ (3) قال: كان ذلك معاينة لله (4) فأنساهم المعاينة وأثبت الإقرار في صدورهم، ولو لأ ذلك ما عرف أحد خالقه ولا رازقه، وهو قول الله (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله) (5) ، (6).
[1016] 418- عنه، عن على بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن أبى جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق لما اختلف اثنان فقال: إنّ الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماء عذباً، أخلق منك جنّتي وأهل طاعتي، وقال: كن ماءً ملحاً أجاجاً، أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثمّ أمرهما فامتزجا، فمن ذلك صار
ص: 438
يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر مؤمناً (1)، ثمّ أخذ طين آدم من أديم الأرض، فعركه (2) عركاً شديداً، فإذا هم كالذرّ (3) يدبون، فقال لأصحاب اليمين إلى الجنّة بسلام، وقال لأصحاب النار (4) إلى النار ولا أبالي، ثمّ أمر ناراً فاستعرت، فقال لأصحاب الشمال: أدخلوها، فهابوها، وقال لأصحاب اليمين أدخلوها، فدخلوها، فقال كوني برداً وسلاماً، فكانت برداً وسلاماً، فقال أصحاب الشمال: يا ربّ أقلنا (5)، فقال: قد أقلتكم فادخلوها، فذهبوا فها بوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية، فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولأ هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء (6).
[1017] 419- عنه، عن عبد الله بن محمّد النهيكي، عن حسّان، عن أبيه، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قالا: كان قالا: كان في بدء خلق الله أن خلق أرضاً،وطينة، وفجّر منها ماءها، وأجرى ذلك الماء على الأرض سبعة أيّام ولياليها، ثمّ نضب الماء عنها، ثمّ أخذ من صفوة تلك الطينة من صفوة تلك الطينة وهي طينة الأئمّة، ثمّ أخذ قبضة أخرى من أسفل تلك الطينة، وهي طينة ذرّيّة الأئمّة وشيعتهم، فلو تركت طينتكم، كما تركت طينتنا، لكنتم أنتم ونحن شيئاً واحداً، قلت: فما صنع بطينتنا؟ قال: إنّ الله عزّ وجلّ خلق أرضاً سبخة، ثمّ
ص: 439
أجرى عليها ماءً أجاجاً، أجراه (1) سبعة أيّام ولياليها، ثمّ نضب عنها الماء، ثمّ أخذ من صفوة تلك الطينة وهى طينة أئمة الكفر، فلو تركت طينة عدوّنا كما أخذها لم يشهدوا الشهادتين: أن لا إله إلّا الله، وأن محمّداً رسول الله، ولم يكونوا يحجون البيت، ولا يعتمرون، ولا يؤتون الزكاة، ولا يصدقون، ولا يعملون شيئاً من أعمال البرّ، ثم قال: أخذ الله طينة شيعتنا وطينة عدوّنا فخلطهما وعركهما عرك الأديم، ثمّ مزجهما (2) بالماء، ثمّ جذب هذه من هذه، وقال: هذه في الجنّة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي فما رأيت في المؤمن من زعارة وسوء الخلق واكتساب سيِّئات، فمن تلك السبخة التي مازجته من الناصب، وما رأيت من حسن خلق الناصب وطلاقة وجهه وحسن بشره وصومه وصلاته، فمن تلك السبخة التي أصابته من المؤمن (3).
[1018] 420- عنه، عن ابن محبوب، وعلي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال: سم- سمعت أنا أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ ممّا أوحى الله إلى موسى وأنزل في التوراة: إنّي أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق، وخلقت الخير، وأجريته على يدي من أحبّ، فطوبى لمن أجريته على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق، وخلقت الشر، وأجريته على يدي من أريد فويل لمن أجريته على يديه (4).
[119] 421- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن
ص: 440
حكيم، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ في بعض ما أنزل الله في كتبه (1): إني أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخير، وخلقت الشر، فطوبى لمن أجريت على يديه الخير، وويل لمن أجريت على يديه الشرّ، وويل لمن قال كيف ذا؟ وكيف ذا؟ (2)
[1020] 422- عنه، عن سنان، عن حسين بن أبي عبيد محمّد بن عبيد (3)، وعمرو الأفرق الخيّاط (4)، وعبد الله بن مسكان، كلّهم عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إن الله يقول: أنا الله لا إله إلا أنا، خالق الخير والشر، وهما خلقان من خلقي، فطوبى لمن قدرت له الخير، وويل لمن قدرت له الشرّ، وويل لمن قال: كيف ذا؟ (5)
[1021] 423- عنه عن الحسن (6) بن علي، عن داود بن سليمان الحمّار (7) قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) وذكر عنده القدر وكلام الإستطاعة، فقال: هذا كلام خبيث، أنا على دين آبائي، لا أرجع عنه،
ص: 441
القدر حلوه ومرّه من الله، والخير والشرّ كلّه من الله (1).
[1022] 424- عنه، عن أبي شعيب المحاملي، عن أبي سليمان الحمّار (2)، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن شيء من الإستطاعة، فقال: يا أبا محمّد الخير والشرّ حلوه ومرّه صغيره (3) وكبيره من الله (4).
[1023] 425- عنه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: من زعم أنّالله يأمر بالفحشاء، فقد كذب على الله، ومن زعم أنّ الخير والشرّ إليه، فقد كذب على الله (5).
[1024] 426- عنه، عن محمّد بن سنان، عن عبد الله بن مسکان، وإسحاق بن عمار، جميعاً عن عبيد الله (6) بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ فيما ناجى الله به موسى (عَلَيهِ السَّلَامُ) أن قال: يا ربّ هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه ه، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: أن تلك من فتنتي، فلا تفصحن (7) عنها (8).
ص: 442
[1025] 427- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير (1)، عن حمّاد بن عثمان عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أيها الناس إنِّي أُمرت أن أقاتلكم حتى تشهدوا أن لا إله إلّا الله، وأني محمّد رسول الله، فإذا فعلتم ذلك حقنتم بها أموالكم ودماءكم إلا بحقها، وكان حسابكم على الله (2).
[1026] 428- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحرّ، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقال له سلام: إن خيثمة (3) بن أبي خيثمة حدّثنا أنّه سألك عن الإسلام، فقلت له: إنّ الإسلام من استقبل قبلتنا، وشهد شهادتنا، ونسك نسكنا، ووالى ولينا، وعادى عدوّنا فهو مسلم؟ قال: صدق وسألك عن الإيمان فقلت: الإيمان بالله، والتصديق بكتابه، وأن أحبّ في الله، وأبغض في الله؟ فقال: صدق خيثمة (4).
[1027] 429- عنه، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن الحكم بن أيمن عن القاسم الصيرفي شريك (5) المفضّل، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: الإسلام يحقن به الدم، وتؤدّى به الأمانه، وتستحل به
ص: 443
الفرج، والثواب على الإيمان (1).
[1028] 430 عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) عن الإيمان؟ فقال: الإيمان ما كان في القلب والاسلام ما كان عليه المناكح والمواريث، وتحقن به الدماء، والإيمان يشرك الإسلام، والإسلام لا يشرك الإيمان (2).
[1029] 431- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن 1029 أبي الصباح الكناني، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أي شيء أفضل الإيمان أم الإسلام؟ فإنّ من قبلنا يقولون: الإسلام أفضل، فقال: الإيمان أرفع من الإسلام، قلت: فأوجدني ذلك، قال: ما تقول فيمن أحدث في [المسجد الحرام متعمداً؟ قال: قلت: يضرب ضرباً شديداً، قال: أصبت، قال: فما تقول فيمن أحدث في] (3) الكعبة متعمداً؟ قلت: يقتل قال: أصبت، أما ترى أنَّ الكعبة أفضل من المسجد، وأن الكعبة تشرك المسجد، والمسجد لا يشرك الكعبة، وكذلك الإيمان يشرك الإسلام، والإسلام لا يشرك الإيمان (4).
[1030] 432 - عنه عن فضّالة بن أيوب، عن أبان الأحمر، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ألا أنبؤكم بالمؤمن؟ المؤمن من ائتمنه المؤمنون على أموالهم وأمورهم، والمسلم من سلم المسلمون
ص: 444
من لسانه ويده والمهاجر من هجر السيئات، وترك ما حرم الله عليه (1).
[131] 433- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) الإسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكلّ شيء أساس، وأساس الإسلام حبّنا أهل البيت (2).
[1032] 434- عنه، عن محمّد بن علي، وأبي الخزرج، عن سفيان بن إبراهيم الجريري (3)، عن أبيه، عن أبي صادق، قال: سمعت عليا يقول: أثافيّ (4) الاسلام ثلاث لا تنفع واحدة منهن دون صاحبتيها: الصلاة والزكاة، والولاية (5).
[1033] 435- عنه، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والحجّ، والصوم، والولاية، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية. وزاد فيها
ص: 445
عبّاس بن عامر: فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه، يعني: الولاية (1).
[1034] 436 - عنه، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله عن زرارة، عن أبي جعفر (2) (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، والولاية، قال زرارة فأتي ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضلهنّ (3)، لأنها مفتاحهنّ، والوالي هو الدليل عليهن، قلت: ثم الذي يلي ذلك (4) في الفضل؟ قال: الصلاة، إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قال: الصلاة عمود دينكم قال: قلت: ثم الذي يليه (5) في الفضل؟ قال: الزكاة؛ لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها، وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): الزكاة تذهب بالذنوب.
قلت: فالذي يليه (6) في الفضل؟ قال: الحجّ ؛ لأن الله قال: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ (7) وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): لحجة متقبّلة (8) خير من عشرين صلاة نافلة، طاف بهذا البيت طوافاً أحصى فيه أسبوعه، ومن وأحسن ركعتيه غفر له، وقال يوم (9) عرفة ويوم المزدلفة ما قال.
ص: 446
قلت: ثم ماذا يتبعه؟ قال: الصوم، قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع، فقال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): الصوم جنّة من النار، ثمّ قال: إن أفضل الأشياء ما إذا أنت فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤدّيه بعينه، إن الصلاة والزكاة والحجّ والولاية ليس شيء يقع (1) مكانها دون أداءها، وان الصوم إذا فاتك، أو قصرت أو سافرت فيه، أديت مكانه أيّاماً غيرها، وجبرت (2) ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك، وليس من (3) تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره.
قال: ثمّ قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمان، الطاعة للإمام بعد معرفته إن الله يقول: (ومَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفيظا) (4) أما لو أنّ رجلاً قام ليله، وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته له إليه (5)، ما كان له على الله حق فى ثواب ولأ كان من أهل الإيمان، ثم قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنّة بفضل رحمته (6).
[1035] 437- عنه، عن أبي إسحاق الثقفي، قال: حدثنا محمّد بن مروان، عن أبان بن عثمان، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)،
ص: 447
قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى التوحيد والإخلاص، وخلع الأنداد، والفطرة، والحنيفية السمحة، لأرهبانية ولأ سياحة، أحلّ فيها الطيبات، وحرّم فيها الخبيثات، ووضع عنهم إصرهم، والأغلال التي كانت عليهم، فعرّف فضله بذلك، ثمّ افترض عليها فيها (1) الصلاة، والزكاة والصيام والحجّ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله وزاده الوضوء، وفضّله بفاتحة الكتاب، وبخواتيم سورة البقرة والمفصّل (2)، وأحلّ له المغنم، والفيء، ونصره بالرعب، وجعل له الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسله كافّة إلى الأبيض والأسود، والجن والإنس، وأعطاه الجزية، وأسر المشركين وفداهم، ثمّ كلف (3) ما لم يكلّف أحداً من الأنبياء، أنزل عليه سيفاً من السماء في غير غمد، وقيل له: ﴿ فَقاتِل في سبيل الله لا تُخَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ) (4).
عبّاس بن عامر: وزاد فيه بعضهم: فأخذ الناس بأربع، وتركوا هذه، يعني: الولاية (5).
[1039] 438- عنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أحدهما
ص: 448
(عَلَيهِمَا السَّلَامُ) قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره سنّة صور، فيهن صورة هي أحسنهن وجهاً، وأبها هن هيئة، وأطيبهنّ ريحاً، وأنظفهنّ صورة قال: فتقف صورة عن يمينه، وأخرى عن يساره، وأخرى بين يديه، وأخرى خلفه (1)، وأخرى عند رجليه، وتقف التي هي أحسنهن فوق رأسه، فان أتي عن يمينه منعته التي عن يمينه، ثمّ كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست قال: فتقول أحسنهن صورة: من أنتم جزاكم الله عنّي خيراً؟ فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول التي عن يساره: أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحجّ والعمرة، وتقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانك، ثم يقلن: من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً، وأطيبنا ريحاً، وأبهانا هيئة، فتقول: أنا الولاية لآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين (2).
[1037] 439- عنه، عن علي بن الحكم، عن حسين بن سيف الكندي، عن معاذ بن مسلم قال: أدخلت عمر أخي على أبي عبد (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقلت له: هذا عمر أخي، وهو يريد أن يسمع منك شيئاً، فقال له: سل عمّا شئت (3)، فقال: أسألك عن الذي لا يقبل الله من العباد غيره ولا يعذرهم على جهله فقال: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأن محمّداً رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) والصلوات (4) الخمس، وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة، وحجّ البيت، والإقرار بما جاء من
ص: 449
عند الله جملة، والإيتمام بأئمة الحق من آل محمّد، فقال عمر: سمّهم لى أصلحك الله، فقال: علي أمير المؤمنين، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمّد بن علي، والخير يعطيه الله من يشاء.
فقال له: فأنت جعلت فداك؟ قال:[هذا الأمر] (1) يجري لآخرنا ما (2) يجري لأولنا، ولمحمّد وعلي فضلهما، قال (3): فأنت جعلت فداك؟ قال: هذا الأمر يجري كما يجري الليل والنهار، قال فأنت؟ قال: هذا الأمر يجري كما يجري حد الزاني والسارق، قال فأنت جعلت فداك؟ قال: القرآن نزل في أقوام وهي تجري في الناس إلى يوم القيامة، قال: قلت: جعلت فداك أنت لتزيدني على أمر (4) ، (5).
[1038] 440- عنه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن علي بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): ألا أخبرك بأصل الإسلام وفرعه وذروته وسنامه قال: قلت: بلى جعلت فداك، قال: أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أخبرك بأبواب الخير؟ [قلت: نعم جعلت فداك، قال:] (6) الصوم جنّة [من النار] (7) والصدقة تحطّ الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يناجي ربّه، ثم تلا (تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً
ص: 450
وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) (1) ، (2).
[1039] 441- عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سلیمان بن خالد، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال ألا أخبرك بالإسلام (3) وفرعه وذروته و سنامه؟ قال: قلت: بلى جعلت فداك، قال: أمّا أصله فالصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد، قال: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: الصوم جنة، والصدقة تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يذكر (4) الله، ثمّ قرأ (تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِع) (5) ، (6).
[1040] 442- عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عمّن ذكره عن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه كان يقول: إن أفضل ما يتوسّل(7) به المتوسّلون الإيمان بالله ورسوله (8)، والجهاد في سبيل الله، وكلمة الإخلاص فأنّها الفطرة، وتمام (9) الصلاة فإنها الفطرة (10)، وإيتاء الزكاة، فإنها من فرائض الله [وصوم شهر رمضان] (11) فإنها جنّة من عذابه،
ص: 451
وحجّ البيت فإنّها منفاة للفقر ومدحضة للذنب، وصلة الرحم فإنها مثراة للمال، ومنسأة في الأجل، وصدقة السرّ فإنها تطفىء الخطيئة، وتطفىء غضب الربّ، وصنائع الخير والمعروف فإنّها تدفع ميتة السوء، وتقي مصارع الهول (1)÷، ألأ فاصدقوا فإنّ الله مع من صدق، وجانبوا الكذب، فإنّ الكذب مجانب للإيمان (2)، ألا إنّ الصادق على شفا منجاة وكرامة، ألا وإنّ الكاذب على شفا مخزاة،وهلكة، ألا وقولوا خيراً تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم وصلوا الأرحام من قطعكم، وعودوا بالفضل عليهم (3).
[1041] 443- عنه، عن محمّد خالد بن عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): جعلت فداك أخبرني عن الفرائض التي افترض الله على العباد ما هي؟ فقال: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأن محمّداً رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وإقام الصلاة، والخُمس (4)، والزكاة، وحجّ البيت، وصوم شهر رمضان والولاية فمن أقامهن وسدّد وقارب (5)، واجتنب كل منكر (6)، دخل الجنّة (7).
[1042] 444- عنه، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن
ص: 452
أخيه موس موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدّى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدّى النصيحة لأهل بيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنّة مفتّحة له (1).
[1043] 445- قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي: حدثنا أبي مرسلاً، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أفضل العبادة العلم بالله (2).
[1044] 446- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: أفضل عبادة المؤمن إنتظار فرج الله (3).
[1045] 447- عنه عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أفضل العبادة قول «لا إله إلّا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله» وخير الدعاء الإستغفار، ثم تلا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إله إلّا الله وَاسْتَغْفِرْ لِذَليك) (4) ، (5).
[1046] 448- عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن على بن هارون
ص: 453
عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال لي (1) أبو أيوب الأنصاري، قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لعلي: إنّ الله زينك بزينة لم يزين العباد بشيء أحبّ إلى الله منها، ولا أبلغ عنده منها، الزهد في الدنيا، وإنّ الله قد أعطاك ذلك، جعل الدنيا لا تنال منك شيئاً، وجعل لك من ذلك سيماء تعرف بها (2).
[1047] 449- عنه، عن عبد الرحمن بن حمّاد، عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): قال الله: ما تحبّب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وأنه ليتحبّب إلى بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، إذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وما تردّدت في شيء (3) أنا فاعله كتردّدي في موت المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته (4).
[1048] 450- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، وعبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، أنّ رجلاً من خنعم جاء إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، فقال له: أخبرني ما أفضل الإسلام؟ فقال: الإيمان بالله قال: ثم ماذا؟ قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ فقال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (5).
ص: 454
[1049] 451- عنه، عن الوشّاء، عن مثنّى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، وبرّ الوالدين والجهاد في سبيل الله (1).
[1050] 452- عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن خاله محمّد (2) بن سليمان، رفعه، قال: أخذ رجل بلجام دابة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ فقال: إطعام الطعام، وإطياب الكلام (3).
[1051] 453- عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن مفرّق، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ أفضل العبادة عفّة بطن وفرج، وما [من] (4) شيء أحبّ إلى الله من أن يسأل، وإن أسرع الشرّ عقوبة البغي، وإنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عنه عن نفسه، أو ينهى الناس عمّا لا يستطيع التحوّل عنه، وأن يؤذي جليسه بما (5) لا يعنيه (6).
[1052] 454- عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن معلّى أبي عثمان (7)، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: قال له
ص: 455
رجل: إنّي ضعيف العمل، قليل الصلاة، قليل الصوم، ولكن أرجو أن لا أكل الأحلالاً، ولا أنكح الاً حلالاً، فقال: وأي جهاد أفضل من عفّة بطن وفرج؟ (1)
[1053] 455- عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، عن آبائه (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد (2).
[1054] 456- عنه، عن الوشّاء، عن مثنّى الحناط، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرة دمع في سواد الليل، يقطرها العبد مخافة من الله، لا يريد بها غيره، وما من جرعة يتجرعها عبد أحبّ إلى الله من جرعة غيظ، يتجرعها عبد يردّها في قلبه: اما بصبر، وإما بحلم (3).
[1055] 457- عنه، عن محمّد بن على، عن عبد الرحمن بن محمّد بن أبي هاشم، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إن الله يحبّ العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم، ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير (4).
[156.] 458- عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمّد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إن الله يحب المداعب (5) في الجماعة بلا رفث المتوحد بالفكرة، المتحلّي
ص: 456
بالصبر (1)، المتباهي (2) بالصلاة (3).
[1057] 459- عنه، عن بعض أصحابنا، عن عبّاد بن صهيب، عن يعقوب، عن يحيى بن المساور، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا ربّ أيّ الأعمال أفضل عندك؟ فقال: حبّ الأطفال، فإنّي (4) فطرتهم على توحيدي، فإن أمتّهم أدخلتهم (5) برحمتي جنّتي (6).
[1058] 460- عنه، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال: قال موسى بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ): يا ربّ من أهلك الذين تظلّهم في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلا ظلك؟ قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والبريّة (7) أيديهم، الذين يذكرون بجلالي (8) إذا ذكروا ربّهم (9)، الذين يكتفون بطاعتي، كما يكتفى الصبيّ الصغير باللبان (10)، الذين
ص: 457
يأوون إلى مساجدي، كما تأوي النسور إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت مثل النمر إذا حرد (1).
[1059] 461- عنه، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عَلَيهِمَا السَّلَامُ)، قال: قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلاة لمن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعظّم (2) على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره كمثل الشمس، أجعل له في الظلمات نوراً، وفي الجهالة علماً، أكلوه بعزّتي وأستحفظه بملائكتي (3)، يدعونى فاُلبّيه، ويسألني فأعطيه، مثل (4) ذلك عندي كمثل جنات الفردوس، لا تيبس ثمارها، ولا تتغيّر حالها (5).
[1060] 462- عنه، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبي عبد الله البجلي (6)، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: أربع من أتى بواحدة منهنّ دخل الجنّة: من سقى هامّة ظامئة، أو أشبع كبداً جائعة، أو كسى جلدة عارية، أو أعتق رقبة عانية (7).
[1061] 463- عنه، عن محمّد بن عيسى الأرمني، عن العرزمي، عن
ص: 458
الوصّافي، عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): أحب الأعمال إلى الله ثلاثة: إشباع جوعة المسلم، وقضاء دينه، وتنفيس كربته (1).
[1062] 464- عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عمّن سمع أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: ما ضاع مال في برّ ولا بحر، إلّا بتضييع الزكاة، فحصّنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم (2) بالصدقة، وادفعوا نوائب البلايا بالإستغفار، الصاعقة لا تصيب ذاكراً، وليس يصاد من الطير إلا ما ضيع تسبيحه (3).
[1063] 465- عنه، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): إنّ أوّل ما عصی الله به ست: حب الدنيا، وحبّ الرئاسة، وحبّ الطعام، وحبّ النساء، وحبّ النوم، وحبّ الراحة (4).
[1064] 466- عنه عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: إنّ رجلاً من خثعم جاء إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، وقال: أتي الأعمال أبغض إلى الله؟ فقال: الشرك بالله قال: ثم ماذا؟ قال: قطعية الرحم.
ص: 459
قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف (1).
[1065] 467 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن حسين بن المختار، قال: سمعت أبا عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) يقول: إنّ الله يبغض ثلاثة: ثاني عطفه والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالأيمان
وفي حديث آخر: المسبل إزاره خيلاء (2).
[1066] 468- عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب الأسدي، عن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي برزة - وكان مكفوفاً، وكان من أصحاب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) - في حديث له طويل، قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): ما أخاف عليكم بعدي إلا ثلاثاً: فرق (3) الجهل بعد المعرفة، ومضلات الفتن وشهوات العين (4) من البطن والفرج (5).
[1067] 469- عنه، عن أبيه، عن عبّاس بن عامر، قال: حدّثني محمّد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قال: سأله حفص الأعور وأنا أسمع، فقال: جعلني الله فداك قول (6) الله (وللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا) (7) قال: ذلك
ص: 460
القوّة في المال واليسار، قال: فإن كانوا موسرين، فهم ممن يستطيع إليه السبيل؟ قال: نعم، فقال له إبن سيابة: بلغنا عن أبي جعفر (عَلَيهِ السَّلَامُ) أنه كان يقول: يكتب وفد الحاج فقطع كلامه، فقال: كان أبي يقول: يكتبون في الليلة التي قال الله: (فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا) (1) قال: فإن لم يكتب في تلك الليلة يستطيع الحجّ؟ قال: لا، معاذ الله، فتكلّم حفص (2)، فقال: لست من خصومتكم في شيء، هكذا الأمر (3).
[1068] 470- عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: إنّ الله أكرم من أن يكلّف الناس ما لأ يطيقون، والله أعزّ من أن يكون في سلطانه ما لا يريد (4).
[1099] 471- عنه، عن على بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: ما كلّف الله العباد إلا ما يطيقون، إنما كلّفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، وكلّفهم من كلّ مائتي درهم خمسة دراهم، وكلّفهم صيام شهر رمضان في السنة، وكلفهم حجة واحدة، وهم يطيقون أكثر من ذلك، وإنما كلّفهم دون ما يطيقون ونحو هذا (5).
[170] 472 - عنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين (6) بن المختار، عن حمزة بن حمران قال: قلت له: إنا نقول: إن الله لم يكلّف العباد إلا ما آتاهم، وكلّ شيء لا يطيقونه، فهو عنهم موضوع، ولا يكون
ص: 461
إلا ما شاء الله وقضى وقدر وأراد فقال: والله إنّ هذا لديني ودين آبائی (1).
[1071] 473- عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلَامُ): رجل كان له مال فذهب، ثمّ عرض عليه الحجّ فاستحيى؟ فقال: من عرض عليه الحجّ، فاستحيى -ولو على حمار أجدع (2) مقطوع الذنب - فهو ممن يستطيع الحجّ (3).
تم كتاب مصابيح الظلم من المحاسن
بمنّ الله، وعونه، وصلى الله على محمّد وآله وسلم تسليماً
ص: 462
كلمة المجمع…7
ترجمة أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، اسمه ونسبه…9
بنو خالد البرقي القمّي…10
وتوثيقه وذكره في كتب الرجال… 11
كلام المولى التقي المجلسي في الروضة… 14
كلام المحقّق البحراني في المعراج… 15
كلام المحقّق الطباطبائي في الفوائد… 17
كلام المحقّق الشفني في الرسالة… 21
كلام المحقّق الخوانساري في الروضات…23
كلام المحدّث النوري في خاتمة المستدرك… 24
كلام المحقّق المامقاني في التنقيح… 27
كلام المحقّق الخوئي في المعجم… 33
طبقته في الرواية وتمييزه…34
ما يدل على عظمة المترجم…42
ص: 463
تأليفه الممتّعة… 44
حول كتاب المحاسن… 51
ولادته ووفاته… 55
في طريق التحقيق…56
كتاب القرائن… 59
باب الثلاثة… 61
باب الأربعة… 68
باب الخمسة… 71
باب الستة… 72
باب السبعة… 74
باب الثمانية… 75
باب التسعة… 76
باب العشرة…77
باب فضل قول الخير… 78
وصايا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)…80
وصايا أهل بيته (عَلَيهِم السَّلَامُ) … 83
كتاب ثواب الأعمال… 85
أبواب الكتاب… 87
ثواب من بلغه ثواب شيء فعمل به طالباً لذلك الثواب… 93
ثواب حسن الظنّ بالله… 94
ثواب التفكر في الله… 94
ثواب تعديل الله في خلقه ثواب الأخذ بالسنة… 95
ص: 464
ثواب من سنّ سنّة عدل… 95
ثواب من علم باب هدى… 96
ثواب من سنّ سنّة عدل على نفسه… 96
ثواب من ناصح الله في نفسه… 96
ثواب من أصلح فيما بينه وبين الله… 97
ثواب الإقبال على العمل… 97
ثواب ما جاء في التوحيد… 98
ثواب قول: «لا إله إلّا الله وحده وحده وحده» …99
ثواب قول: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له»… 99
ثواب قول: «لا إله إلّا الله ربّى لا أشرك به شيئاً»… 100
ثواب قول: «لا إله إلّا الله حقّاً حقّاً»… 100
ثواب من قال: «لا إله إلّا الله الحق المبين»… 101
ثواب قول: «لا إله إلّا الله مخلصاً»… 101
ثواب قول: «لا إله إلّا الله والله أكبر»… 101
ثواب من شهد«أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسول الله» …102
ثواب من شهد «أن لا إله إلّا الله» عند موته… 102
ثواب کلمات الفرج ...103
ثواب من قال: «یا الله یا الله»… 104
ثواب من قال: «يا الله يا ربّي»… 104
ثواب من قال: «يا ربّ» ثلاثاً… 105
ثواب من قال: «يا رب يا ربّ»… 105
ثواب من كبّر الله مائة تكبيرة… 105
ثواب تسبيح فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) … 105
ص: 465
ثواب ما جاء في التسبيح… 106
ثواب التمجيد… 108
ثواب فضل ذكر الله… 109
ثواب الشغل بذكر الله… 109
ثواب ذكر الله في الملاء والخلاء… 109
ثواب ذكر الله في الغافلين… 110
ثواب ذكر الله في الأسواق… 110
ثواب ما جاء في «بسم الله الرحمن الرحيم»… 111
ثواب «بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»… 111
ثواب قول: « لا حول ولا قوة إلا بالله»… 112
ثواب قول: «ما شاء الله»… 113
ثواب قول: «لا إله إلّا الله، والحمد لله، وأستغفر الله… ولا حول ولا قوة الا بالله»… 114
ثواب قول: «سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر»… 114
ثواب القول في الإصباح والإمساء… 115
ثواب الصلاة… 116
ثواب الطهور… 116
ثواب من ذكر اسم الله على طهوره… 117
ثواب الطهر على الطهر… 118
ثواب من بات على طهر… 118
ثواب دخول المسجد… 119
ثواب الإختلاف إلى المسجد… 119
ص: 466
ثواب الأذان… 120
ثواب القول عند سماع الأذان… 121
ثواب الجلوس بين الآذان والإقامة… 121
ثواب المصلّي… 122
ثواب المصلى للفريضة… 122
ثواب الدعاء بعد الفريضة… 122
ثواب المحافظة على الصلاة …123
ثواب الصلاة في جماعة… 124
ثواب صلاة النوافل… 124
ثواب قضاء النوافل… 125
ثواب صلاة الليل… 125
ثواب استغفار الوتر… 126
ثواب استغفار الأسحار… 126
ثواب إجلال القبلة… 126
ثواب توقير المسجد… 127
اب الصلاة في بيت المقدس… 127
ثواب بناء المساجد… 127
ثواب مسجد الكوفة وفضله… 128
ثواب من قم مسجداً… 128
ثواب من سرّج في المسجد… 129
ثواب الصلاة في مسجد القبيلة… 129
ثواب الصلاة في المسجد الأعظم… 130
ثواب الصلاة في مسجد السوق… 130
ص: 467
ثواب يوم الجمعة… 130
ثواب العمل يوم الجمعة… 131
ثواب الصلاة بين الجمعتين… 132
ثواب من مات يوم الجمعة وليلتها… 133
ثواب من تولّى آل محمّد… 133
ثواب من مات مع ولاية آل محمّد… 133
ثواب من أحب آل محمّد… 134
ثواب مودّة آل محمّد… 134
ثواب من استشهد مع آل محمّد… 135
ثواب ذکر آل محمّد… 135
ثواب النظر إلى آل محمّد… 135
ثواب صلة آل محمّد… 135
ثواب من دمعت عينه في آل محمّد… 136
ثواب من اصطنع إلى آل محمّد يداً …136
ثواب الحجّ… 137
ثواب التجهز إلى الحجّ… 137
ثواب النفقة في الحجّ… 138
ثواب من وصل قريباً بحجة وعمرة أو أشركه في حجّه… 138
ثواب الإحرام… 138
ثواب التلبية… 138
ثواب الطواف… 139
ثواب إستلام الركن… 139
ثواب السعي… 139
ص: 468
ثواب الوقوف بعرفات… 140
ثواب جمع منى… 140
ثواب العنق بعرفة… 141
ثواب الإفاضة من منى… 141
ثواب المار بالمأزمين… 141
ثواب رمي الجمار… 142
ثواب النحر… 142
ثواب العمل يوم النحر…142
ثواب من دخل مكّة بسكينة… 142
ثواب من دخل الحرم حافياً… 143
ثواب من دخل مكّة وليس في قلبه كبر… 143
ثواب التسبيح بمكّة… 143
ثواب الساجد بمكّة… 144
ثواب النائم بمكّة… 144
ثواب من ختم القرآن بمكّة… 144
ثواب النظر إلى الكعبة… 144
ثواب معرفة حق الكعبة …145
ثواب دخول الكعبة… 146
ثواب من حجّ ماشياً …146
ثواب من مات في طريق مكّة… 146
ثواب من خلف حاجاً في أهله …147
ثواب من عظم الحاج وصافحه والتسليم عليه… 147
ثواب من حجّ كلّ سنة ثم تخلّف سنة …148
ص: 469
ثواب من نوى الحجّ ثمّ حرمه… 148
ثواب من ارتبط محملاً للحج… 148
ثواب من دفن في الحرم… 148
ثواب الصوم… 149
ثواب عمل الحي للميت…150
كتاب عقاب الأعمال… 151
عقاب من تهاون بالوضوء… 157
عقاب من قرأ خلف إمام يأتمّ به… 158
عقاب من تهاون بالصلاة …158
عقاب من نظر إلى إمرأة وهو في الصلاة… 162
عقاب من صلّى وبه بول أو غائط… 163
عقاب من أخر صلاة العصر… 163
عقاب من نام عن العشاء… 164
عقاب من ترك الجماعة… 165
عقاب من ترك الجمعة… 166
عقاب من ترك صلاة الليل… 167
عقاب من منع الزكاة …167
عقاب من ترك الزكاة …169
عقاب من ترك الحجّ …170
عقاب من شك في رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)… 170
عقاب من شك في علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) … 171
عقاب من أنكر آل محمّد (عَلَيهِم السَّلَامُ) حقهم وجهل أمرهم… 173
عقاب من لم يعرف إمامه… 175
ص: 470
عقاب من اتخذ إمام جور… 177
عقاب من نكث صفقة الإمام… 178
عقاب من ترك الصلاة على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)… 179
عقاب من رغب عن قراءة قل هو الله أحد…179
عقاب من نسى سورة من القرآن… 180
عقاب من تهاون بأمر الله… 181
عقاب من أتى الله من غير بابه… 181
عقاب من حقر مؤمناً وأذله… 181
عقاب من شبع ومؤمن جائع… 182
عقاب من اكتسى ومؤمن عاري… 182
عقاب من مشى في حاجة المؤمن ولم ينصحه… 183
عقاب من خذل مؤمناً …183
عقاب من قال لمؤمن أُفّ… 184
عقاب من استعان به المؤمن فلم يعنه… 184
عقاب من طعن في عين مؤمن… 185
عقاب من منع مؤمنا شيئاً من عنده أو من عند غيره… 185
عقاب من ربح على المؤمن… 186
عقاب من حجب المؤمن… 186
عقاب من منع مؤمناً سكنى داره… 187
عقاب من بهت مؤمنا… 187
عقاب من كان المؤمن عنده أقل وثيقة من رهن… 188
عقاب من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه… 188
عقاب من أعان على مسلم… 188
ص: 471
عقاب من اغتيب عنده المؤمن فلم ينصره… 188
عقاب من أذاع فاحشة… 189
عقاب من تتبع عثرة المؤمن… 189
عقاب الإذاعة… 190
عقاب القتل… 190
عقاب الزاني… 192
عقاب الزانية… 194
عقاب ولد الزنا… 195
عقاب النظر إلى النساء… 196
عقاب اللواط… 196
عقاب من أمكن نفسه يؤتى… 201
عقاب اللواتي مع اللواتي… 203
عقاب القوادة عقاب من لا يغار… 204
عقاب الديوث… 205
عقاب الذنب… 205
عقاب المعاصي… 206
عقاب السيئة… 208
عقاب الكذب…208
عقاب الكذب على الله وعلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)…208
وسلّم وعلى الأوصياء… 209
عقاب من حلف بالله كذباً…210
عقاب اليمين الفاجرة…211
ص: 472
عقاب من حلف له بالله ولم يرض ولم يصدّق …211
عقاب من وصف عدلاً وعمل بغيره …212
عقاب الرياء …212
عقاب الكبر …213
عقاب العجب …214
عقاب الخيلاء وإسبال الإزار …215
عقاب الإختيال في المشي …215
عقاب شارب الخمر …217
كتاب الصفوة …219
باب ما خلق الله المؤمن من نوره …223
باب خلق المؤمن من علّيّين …224
باب خلق المؤمن من طينة الأنبياء …225
باب خلق المؤمن من طينة الجنان …226
باب خلق المؤمن من طينة مخزونة …227
باب الميثاق …227
باب إختلاط الطينتين …229
باب خلق المؤمن …231
باب طيب المولد …232
باب الولاية …237
باب «ما هو إلا الله ورسوله ونحن وشعيتنا» …238
باب «يوم ندعو كل أناس بإمامهم» …239
باب قل لا أسألكم …240
باب «أنتم أهل دين الله»… 241
ص: 473
باب «أنكم على الحق» …242
باب «ما على ملة إبراهيم غيركم»… 243
باب «أنتم على ديني ودين آبائي» …244
باب «نظر تم حيث نظر «الله» …245
باب المعرفة …245
باب الحب …247
باب من أحبّنا بقلبه… 250
باب «من مات لا يعرف إمامه» … 251
باب الأهواء… 254
باب الرافضة… 256
باب الشيعة… 257
باب خصائص المؤمن… 257
باب الإنفراد… 259
باب… 261
باب… 262
باب التزكية… 262
باب «انّي لأحبّ ريحكم»… 264
باب المؤمن صديق وشهيد… 265
باب الموالاة في الله… 266
باب قبول العمل… 268
باب… 271
باب ما نزل في الشيعة… 272
باب تطهير المؤمن… 275
ص: 474
باب «من مات على هذا الأمر»… 276
باب الإغتباط عند الوفاة… 279
باب أرواح المؤمن… 284
باب في البعث… 285
باب… 289
باب شيعتنا أقرب الخلق من الله… 290
باب شيعتنا آخذون بحجزتنا… 291
باب الشفاعة… 293
باب شفاعة المؤمنين… 294
باب «الراد لحديث آل محمّد»… 295
كتاب مصابيح الظلم… 299
باب العقل… 305
باب المعرفة… 314
باب الهداية… 317
باب حق الله على خلقه… 323
باب النهي عن القول والفتيا بغير علم… 324
باب البدع… 328
باب المقایس و الرأی…331
باب التثبت… 340
باب الدين… 341
باب فضيلة الجماعة… 345
باب الإحتياط في الدين والأخذ بالسنة… 347
باب الشواهد من كتاب الله… 352
ص: 475
باب فرض طلب العلم… 353
باب حقيقة الحق… 354
باب الحثّ على طلب العلم… 355
باب «خذ الحق»… 359
باب إظهار الحق… 361
باب النهي عن الخصومة مع الناس…362
باب حق العالم… 364
باب ما لا يسع الناس جهله… 365
باب لا تخلو الأرض من عالم… 365
باب حجج الله على خلقه… 369
باب جوامع من التوحيد… 370
باب العلم… 378
باب الإرادة والمشيئة… 379
باب الأمر والنهي… 382
باب الوعد والوعيد… 382
باب لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق… 383
باب اليقين والصبر في الدين … 383
باب الإخلاص… 391
باب التقيّة… 397
باب الإغضاء والمداراة… 404
باب النية… 405
باب الحب والبغض في الله…409
باب نوادر في الحب والبغض…415
ص: 476
باب أنزل الله في القرآن تبيان كل شيء…416
باب تصديق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) والتسليم له…422
باب التحديد…424
باب البيان والتعريف ولزوم الحجّة…429
باب الإبتلاء والإختبار…434
باب السعادة والشقاء…435
باب التطوّل من الله على خلقه…437
باب بدء الخلق…438
باب خلق الخير والشر…440
باب الإسلام والإيمان…443
باب الشرائع…445
باب المحبوبات… 453
باب المكروهات… 459
باب الاستطاعة والإجبار والتفويض…460
ص: 477