إحقاق الحق و إزهاق الباطل جلد 3
هوية الكتاب
المؤلف: السيّد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري
الطبعة: 0
الموضوع : العقائد والكلام
تاريخ النشر : 0 ه.ق
الصفحات: 588
المكتبة الإسلامية
اِحْقاقُ الْحَقِ وَ اِزْهاقُ الباطِلْ
تألیف
العَلّامة في العُلوم العَقلِيّة والنّقلِيّة
مُتَكَلِّم الشيعَة نابغَة الفَضْل والاَدَبْ
اَلقَاضِي السَّيَدِ نورُ اللهِ الحُسيني المرعَشِى لتستريّ
اَلشَهيدُ
في بلاد الهندسنة 1019
الجز الثالث
مَعَ تعليقات نَفيسَةٍ هَامَّةٍ
لِلعَلامَةُ الحُجَّةِ ايَةُ اللهِ العُظمى
السِيّد شهاب الدِينِ الحُسيني المرعَشِى النَّجَفِىّ دَامَ ظلّهُ الوارف
باهتمام السَيد مَحمود المَرعَشى
ص: 1
فهرس مسائل المجلد الثالث
من احقاق الحق
في سرد بقية الايات النازلة في شأن امير المؤمنين على وسائر أهل البيت عليهم السلام وذكر مداركها من كتب العامة
موضوعات البحث ... الصفحة
«الآية الرابعة» قوله تعالى: قل لا أسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربي ... 2
«الاية الخامسة» قوله تعالى: ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله ... 33
«الاية السادسة» قوله تعالى: قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ... 46
«الآية السابعة» قوله تعالى: فتلقی آدم من ربّه كلمات ... 76
«الآية الثامنة» قوله تعالى: إنّي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي ... 80
«الاية التاسعة» قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً ... 82
«الآية العاشرة» قوله تعالى: انّما أنت منذر ولكل قوم هاد ... 88
«الآية الحادية عشر» قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون ... 104
«الاية الثانية عشر» قوله تعالى: ولتعرفنهم في لحن القول
«الآية الثالثة عشر» قوله تعالى: والسابقون السابقون اولئك المقربون ... 114
«الاية الرابعة عشر» قوله تعالى: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ... 122
«الاية الخامسة عشر» قوله تعالى: يا ايها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدى نجواكم صدقة ... 129
«الاية السادسة عشر» قوله تعالى: واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا ... 144
«الاية السابعة عشر» قوله تعالى: وتعيها اذن واعية ... 147
ص: 2
موضوعات البحث ... الصفحة
«الاية الثامنة عشر» قوله تعالى: هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا، إلخ ... 157
«الاية التاسعة عشر» قوله تعالى: والذي جاء بالصّدق وصدّق به ... 177
الاشارة إلى مناظرة المأمون مع أبي العتاهية في أفضلية أمير المؤمنين علىّ عليه السلام ... 184
«الاية العشرون» قوله تعالى: هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين ... 194
«الاية الحادية والعشرون» قوله تعالى: يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ... 196
«الآية الثانية والعشرون» قوله تعالى: فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبونه ... 197
کلام ابن العربي في عصمة الائمة وأعقابهم ومن يختص بهم کسلمان ... 203
تشكيك فخر الدين الرازي في دلالة الاية ... 205
كلام ابن العربي في المهدي قائم آل محمد صلّي الله عليه و آله ... 212
دفع تشكيك الرازي في دلالة الآية ... 219
«الآية الثالثة والعشرون» قوله تعالى: والذين آمنوا بالله ورسوله اولئك هم الصديقون ... 243
«الآية الرابعة والعشرون» قوله تعالى: الذين ينفقون أموالهم باللّيل والنهارسرا و علانية ... 264
«الآية الخامسة والعشرون» قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ... 252
«الآية السادسة والعشرون» قوله تعالى: مرج البحرين يلتقيان ... 274
تزويج فاطمة من علي عليهما السلام في السّماء نقلا عن كتاب المقدسي الشافعي ... 278
ص: 3
موضوعات البحث ... الصفحة
«الآية السابعة والعشرون» قوله تعالى: ومن عنده علم الكتاب ... 280
«الآية الثامنة والعشرون» قوله تعالى: يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه ... 285
«الاية التاسعة والعشرون» قوله تعالى: ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ... 287
«الاية الثلاثون» قوله تعالى: هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وسهراً ... 294
«الاية الحادية والثلاثون» قوله تعالى: وكونوا مع الصادقين ... 296
«الاية الثانية و الثلاثون» قوله تعالى: اخوانا على سرر متقابلين ... 304
«الآية الثالثة و الثلاثون» قوله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ... 307
مدارك قوله تعالى: أنا ربكم ومحمّد نبيكم وعليّ أميركم ... 307
«الآية الرابعة والثلاثون» قوله تعالى: وصالح المؤمنين ... 311
«الآية الخامسة والثلاثون» قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ... 320
«الاية السادسة والثلاثون» قوله تعالى: والنجم اذا هوى ... 336
«الاية السابعة والثلاثون» قوله تعالى: والعاديات ضبحاً، الخ ... 342
«الآية الثامنة والثلاثون» قوله تعالى: أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ... 347
«الآية التاسعة والثلاثون» قوله تعالى: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ... 352
«الآية الأربعون» قوله تعالى: فاستوى على سوقه ... 359
«الاية الحادية والاربعون» قوله تعالى: يسقى بماء واحد ... 360
«الآية الثانية والاربعون» قوله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... 363
«الاية الثالثة والاربعون» قوله تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ... 366
«الآية الرابعة والاربعون» قوله تعالى: أنا ومن اتبعني ... 368
ص: 4
موضوعات البحث ... الصفحة
«الاية الخامسة والاربعون» قوله تعالى: أفمن يعلم أنّما النزل إليك من ربّك الحق ... 368
«الآية السادسة والاربعون» قوله تعالى: الم أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون ... 369
«الآية السابعة والأربعون» قوله تعالى: رشاقوا الرّسول من بعد ماتييّن لهم الهدى ... 371
«الآية الثامنة والاربعون» قوله تعالى: ويؤت كلّ ذي فضل فضله ... 372
«الآية التاسعة والاربعون» قوله تعالى: فمن أظلم ممّن كذب على الله وكذب بالصّدق إذ جاءه ... 372
«الاية الخمسون» قوله تعالى: وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ... 373
«الآية الحادية والخمسون» قوله تعالى: وكفى الله المؤمنين القتال ... 376
«الآية الثانية و الخمسون» قوله تعالى: واجعل لى لسان صدق في الآخرين ... 380
«الآية الثالثة والخمسون» قوله تعالى: والعصر إن الانسان لفي خسر ... 382
«الآية الرابعة والخمسون» قوله تعالى: وتواصوا بالصبر ... 385
«الاية الخامسة والخمسون» قوله تعالى: و السابقون الاوَّلون ... 386
«الاية السادسة والخمسون» قوله تعالى: وبشر المخبتين إلى قوله تعالى و ممّا رزقناهم ينفقون ... 389
«الآية السابعة والخمسون» قوله تعالى: إنّ الذين سبقت لهم منّا الحسنى ... 390
«الآية الثامنة و الخمسون» قوله تعالى: من جاء بالحسنة ... 391
«الآية التاسعة والخمسون» قوله تعالى: فاذّن مؤذن بينهم ... 393
«الآية الستون» قوله تعالى: إذا دعاكم لما يحييكم ... 394
«الآية الحادية و الستون» قوله تعالى: في مقعد صدق عند مليك مقتدر ... 396
«الاية الثانية والستون» قوله تعالى: ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا فومك منه يصدّون ... 397
ص: 5
موضوعات البحث ... الصفحة
إفراط القوم في بغض علىّ عليه السّلام ودفعهم إيّاه عن مقامه الذي نصبه الله تعالى فيه ... 406
إضرام النّار في بيت علىّ عليه السّلام من قبل القوم وسبّ معاوية واعقابه وخطبائهم ايّاه على المنابر ... 411
«الآية الثالثة والستون» قوله تعالى: وممّن خلقنا امقيهدون بالحق و به يعدلون ... 413
«الاية الرابعة والستون» قوله تعالى: و تريهم ركعا سجّداً ... 416
«الآية الخامسة والستون» قوله تعالى: و الذين يودون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ... 417
«الآية السادسة والستون» قوله تعالى: و اولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمؤمنات ... 419
«الاية السابعة والستون» قوله تعالى: وبشر الذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق ... 422
«الآية الثامنة والستون» قوله تعالى: أطيعوا اللهو أطيعوا الرسول واولوا الأَمر منكم ... 424
«الآية التاسعة والستون» قوله تعالى: وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ... 427
«الاية السبعون» قوله تعالى: طوبی لهم و حسن مآب ... 440
«الآية الحادية والسبعون» قوله تعالى: فامّا نذهين بك فانّا منهم منتقمون ... 444
«الآية الثانية والسبعون» قوله تعالى: هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل ... 447
«الآية الثالثة والسبعون» قوله تعالى: سلام على آل ياسين ... 449
«الاية الرابعة والسبعون» قوله تعالى: ومن عنده علم الكتاب ... 451
«الاية الخامسة والسبعون» قوله تعالى: ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخواناً على سرر متقابلين ... 454
قول النبيّ صلّي الله عليه و آله لعليّ: فاطمة أحبّ إلىّ منك وأنت أعزّ علىّ منها ... 455
«الآية السادسة والسبعون» قوله تعالى: يعجب الزّراع ليغيظ بهم الكفّار ... 456
ص: 6
موضوعات البحث ... الصفحة
«الاية السابعة والسبعون» قوله تعالى لم يحسدون النّاس على ما آتاهم الله من فضله ... 457
«الآية الثامنة والسبعون» قوله تعالى: كمشكاة فيها مصباح ... 458
«الآية التاسعة والسبعون» قوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم إنّه كان بكم رحيما ... 460
«الآية الثمانون» قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة و أجراً عظيماً ... 471
«الآية الحادية والثمانون» قوله تعالى: والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إناّ الله و إنا إليه راجعون ... 474
قول ابن عباس: ما في القرآن آية الاوعلىّ رأسها وقائدها وشريفها وأميرها ولقد عاتب الله تعالى أصحاب محمد صلّي الله عليه و آله في القرآن وما ذكر علياً إلا بخير وما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في عليّ عليه السّلام وعن مجاهد نزل في عليّ سبعون آية ... 476
«الآية الثالثة والثمانون» قوله تعالى: فاسئلوا أهل الذكر ... 482
«الآية الرابعة والثمانون» قوله تعالى: عمّ يتسائلون عن النباء العظيم ... 484
نقل ما ذكره الرازي في تفسير هذه الآية الشريفة ... 490
ردّ تخطئة الرازي مع التحقيق التام في هذا المقام ... 492
ذكر لطيفة ممّا ذكره صاحب الكشاف والقاضي البيضاوي وغيرهما في شأن نزول الآية ... 495
قول رسول الله صلّى الله عليه و آله: اللهم إني أبرء إليك ممّا فعله خالد ... 496
تحقيق في أن المراد من قوله تعالى: (ليستخلفنهم في الأرض) هو مهدي أهل البيت عليهم السّلام لا جميع الامّة ... 501
ص: 7
فهرس تعاليق الكتاب
في نقل نزول قوله تعالى قل لا اسئلكم عليه اجراً في حق الخمسة الاطهار عن (اثنين وخمسين) من فطاحل العامة وارباب مداركهم ... 2
(1) الحافظ أحمد بن حنبل في (فضائل الصحابة) ... 2
(2) الحافظ البخارى في (صحيحه) ... 3
(3) الحافظ المورخ الطبرى في «تفسيره» بثلاثة اسانيد ... 3
(4) العلامة الحاكم في «المستدرك» ... 3
(5) العلامة الزمخشري في «الكشاف» ... 4
(6) اخطب خوارزم في «مقتل الحمين» ... 4
(7) العلامة ابن الأثير في «جامع الاصول» ... 5
(8) العلامة فخر الدّين الرّازي في « تفسيره » ... 5
(9) العلامة ابن بطريق في «العمدة» ... 6
(10) العلامة كمال الدين محمد بن طلحة في «مطالب السؤول» ... 6
(11) صدر الحفاظ الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» بسندين ... 6
(12) القاضي البيضاوى في «تفسيره» ... 7
(13) العلامة محبّ الدّين الطبرى في «ذخائر العقبی» بسندین ... 7
(14) العلامة النسفي في« تفسیره» ... 7
(15) العلامة الحمويني ... 7
(16) صاحب كتاب المناقب الفاخرة ... 8
(17) نظام الدّين النيسابورى ... 8
(18) العلامة ابوحيان في «البحر المحيط» ... 8
(19) العلامة الحافظ ابن كثير الدمشقي في «تفسيره» بسندين ... 8
(20) العلامة الحافظ أبو بكر الهيثمي في (مجمع الزوائد) ... 10
(21) العلامة الشيخ علاء الدّين المهايمي الهندي في «تفسير تبصير المهايمي الرحمان» ... 10
(22) العلامة ابن حجر العسقلاني في «الكافي الشاف» بثلاثة اسانید ... 11
ص: 8
(23) العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» ... 11
(24) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» بثلاثة أسانيد ... 11
(25) العلامة المذكور في «الاكليل» بتسعة أسانيد ... 11
(26) العلامة المذكور في «احياء الميت» باربعة اسانید ... 12
(27) المورخ غياث الدين بن م في «حبيب السير» ... 13
(28) ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة » بثلاثة أسانيد ... 13
(29) العلامة الخطيب الشربيني في «السراج المنير» ... 13
(30) العلامة البركوى في (الاربعين) العلامة المير محمد صالح الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 13
(31) العلامة المحلي في «الحدائق الوردية» ... 14
(32) العلامة المولى حسين الكاشفي في «روضة الشهداء» ... 14
(33) العلامة المذكور في «المواهب» ... 14
(34) الشيخ عبدالله الشيراوى في «الإتحاف» بثلاثة أسانيد ... 14
(35) العلامة الشيخ محمّد الصّبان في «اسعاف الراغبين» بثلاثة أسانيد ... 14
(36) القاضي الشوكاني في «فتح القدير» بستة أسانيد ... 14
(37) العلامة الالوسي في «روح المعانى» بأربعة أسانيد ... 15
(38) صاحب کتاب ارجح المطالب ... 15
(39) العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» بثمانية أسانيد ... 15
(40) الحافظ جمال الدّین البرزندى ... 16
(41) الطبراني ... 16
(42) أحمد بن حنبل في «المناقب» ... 16
(43) ابن أبي حاتم في «التفسير» ... 16
(44) الحاكم في «المناقب» ... 16
(45) الواحدى النيسابورى في «الوسيط» ... 16
(46) صاحب تفسير جامع البيان ... 16
(47) الحقاني ... 16
(48) العلامة الشبلنجي في
ص: 9
«نور الابصار» ... 16
(49) العلامة السيد صدّيق حسن خان في «هداية السائل في ادلة المسائل» بسندين ... 17
(50) العلامة شهاب الدّين الحضرمي في «رشفة الصادى» ... 17
(51) الفاصل التونسي في «السيف المسلول» ... 17
(52) العلامة السيد علوي الحدّاد في «القول الفصل» عن سبعة عشر محدثاً ... 17
في انكار ما اشتهر من عدم دخول المستثنى المنقطع في المستثنى منه و بیان ما يستفاد من الفضيلة في حقّ قربي رسول الله صلّي الله عليه و آله من الاية الشريفة ... 19
في نقل نزول قوله تعالى و من الناس من يشرى نفسه في شأن أمير المؤمنين علي عليه السّلام عن (41) من فطاحل العامة وارباب كتبهم ... 24
(1) أحمد بن حنبل في «مسنده» ... 24
(3) العلامة الطبرى في «تفسيره» بأربعة أسانيد ... 24
(3) الحاكم في «المستدرك» ونقل ابيات لعلي عليه السّلام في ليلة المبيت ... 25
(4) الذهبي في «تلخيص المستدرك»
(5) العلامة الثعلبي في «تفسيره» بسندين ... 26
(6) الحافظ أبونعيم الأصبهاني في «مانزل من القرآن في عليّ» ... 27
(7) قدوة العرفاء أبو حامد محمد الغزالي في «احياء العلوم» ... 27
(8) العلامة موفق بن أحمد «على ما في اللوامع» بسندين ... 27
(9) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسيره» ... 27
(10) العلامة عز الدين الجزري المعروف بابن الاثير في «اسدالغابة» ... 27
(11) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 28
(12) العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» عن أربعة رجال و باسناد متصل ... 28
(13) العلامة القرطبي في «الجامع
ص: 10
لاحكام القرآن» ... 30
(14) العلامة الحمويني على ما في اللوامع ... 30
(15) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 30
(16) العلامه أبو حيان المغربي في «البحر المحيط» ... 30
(17) العلامة الشيخ محمّد الكازروني في «السيرة المحمّديّة» ... 30
(18) العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» ... 31
(19) العلامة ملامعين الدّين الكاشفي في «معارج النبوة في مدارج الفتوّة» ... 31
(20) العلامة القسطلاني في «المواهب اللدنية» ... 31
(21) صاحب كتاب المجمع والمباني ... 31
(22) المورخ الشهير غياث الدين همام ... 31
(23) العلامة الشاه عبدالحق الدهلوى في «مدارج النبوة» ... 32
(24) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 32
(25) العلامة الالوسي في «روح المعاني» ... 32
(26) العلامة السيّد أحمد زيني دحلان في «السيرة النبويّة» ... 32
(27) العلامة الشيخ السيد سليمان الرضوى الحنفي في «ينابيع المودة» عن عدّة ... 32
(28) الشيخ عزالدّين الحنبلي (على ما في البحار) ... 33
(29) صاحب كتاب فضائل الصحابة (على ما في البحار) ... 33
(30) ابن عقب في «الملحمة» (على ما في البحار) ... 33
(31) ابو السعادات في «فضائل العترة» ... 33
في تعيين غايات افعال الانسان بحسب الشرف والخسة على احدى عشر مرتبة وبسطها ... 34
في تعيين مراتب ما يبذله الإنسان لتحصيل تلك الغايات علی ست مراتب ... 37
في تلفيق مراتب الغايات مع مراتب ما يبذله الانسان في الوصول اليها و تعیین اعلى جميع المراتب المتحصلة
ص: 11
من تلفيقها اعني المرتبة الملفّقة من المرتبة الأعلى في كلا الجانبين وهى بذل النفس لمجرد تحصيل مرضاة الله، وكون آية ومن الناس من يشري مشتملة على اثبات ذلك في حق أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ... 38
في ترجمة صهيب الرّومي ... 38
في نقل قصة ليلة المبيت من كتاب الخرائج والجرائح ... 44
في نقل نزول آية المباهلة في حق الخمسة الاطهار عن «ثمانية وخمسين» من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 45
(1) الحافظ أبوعبدالله مسلم بن حجاج في «صحيحه» ... 46
(2) الحافظ احمد بن حنبل «المسند» ... 47
(3) العلامة الطبري في «تفسيره» بخمسة أسانيد ... 47
(4) العلامة أبوبكر الجصّاص في «أحكام القرآن» ... 48
(5) الحافظ الحاكم في «المستدرك» ... 48
(6) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 49
(7) الحافظ أبو نعيم في «دلائل النبوّة» ... 49
(8) العلامة الواحدي في «اسباب النزول» سندين ... 50
(9) العلامة ابن المغازلى الواسطي ... 50
(10) العلامة البغوي في «معالم التنزيل» ... 50
(11) العلامة المذكور في «مصابيح السنة» ... 50
(12) العلامة الزمخشري في « الكشاف » ... 51
العلامة الحافظ أبو بكر محمّد بن عبد الله المعروف بابن العربي في «احكام القرآن» ... 51
(13) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسیره» ... 51
(14) العلامة مبارك بن الاثير في «جامع الاصول» ... 52
(15) العلامة شمس الدين الذهبي في «تلخيصه» ... 52
ص: 12
(16) الشيخ محمّد بن طلحة الشامي في «مطالب السؤول» ... 52
(17) العلامة الحافظ عزّ الدّين الشبير بابن الأَثير في «اسدالغابة» ... 52
(18) العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة»... 53
(19) العلامة القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ... 53
(20) العلامة البيضاوي في «تفسيره» ... 53
(21) العلامة محبّ الدين الطبري في «ذخائر العقبي» ... 53
(22) العلامة المذكور في «الرياض النضرة» ... 54
(23) العلامة النسفي في «تفسيره» ... 54
(24) العلامة المهايمى في «تبصير الرحمان وتيسير المنان» ... 54
(25) العلامة الخطيب التبريزى في «مشكاة المصابيح»... 54
(26) العلامة الخطيب الشربيني في «السراج المنير» ... 54
(27) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 54
(28) العلامة الخازن في «تفسيره»... 55
(29) العلامة أبوحيان الاندلسي في «البحر المحيط» ... 55
(30) الحافظ عماد الدین اسماعيل ابن كثير في «تفسيره» ... 55
(31) الحافظ المذكور في كتاب «البداية والنهاية» بسندين ... 56
(32) العلامة المولى عز الدين في «مبارق الازهار» ... 56
(33) الحافظ احمد بن حجر العسقلاني في «الاصابة» ... 56
(34) الحافظ المذكور في «الكافي الشاف» بسندين ... 56
(35) العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمة» ... 56
(36) العلامة المولى حسين الكاشفي في «تفسير المواهب» ... 57
(37) العلامة المولى معين الدين الكاشفي في «معارج النبوة» ... 57
(38) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» بسبعة أسانيد ... 57
(39) العلامة المذكور في «تاريخ الخلفاء» ... 58
(40) العلامة المذكور فى «الإكليل» ... 58
(41) العلامة المذكور فى «تفسير الجلالين» ... 58
ص: 13
(42) العلامة ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 58
(43) العلامة أبو مسعود افندي في «تفسيره الشهير» ... 59
(44) العلامة الحلبي في «السيرة المحمّدية» ... 59
(45) العلامة الشاه عبدالحقّ الدهلوي في «مدارج النبوة» ... 59
(46) العلامة المير محمّد صالح الكشفي الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 59
(47) العلامة الشبراوى فى «الاتحاف بحبّ الأُشراف» ... 59
(48) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 59
(49) العلامة الالوسي في «روح المعاني» ... 60
(50) العلامة الطنطاوي في «تفسير الجواهر» ... 60
(51) السيد أبو بكر العلوى الحضرمي في «رشفة الصادي» ... 61
(52) العلامة المعاصر في «التاج الجامع للاصول» ... 61
(53) الفاضل المعاصر الشيخ محمّد محمود الحجازي في «تفسير الواضح» ... 61
(54) العلامة ابن المغازلي في «المناقب» ... 61
(55) العلامة الحمويني ... 61
(56) العلامة السيّد صدّيق حسن خان في «حسن الاسوة» ... 61
(57) العلامة السيد أحمد زيني دحلان فى «السيرة النبوية» ... 61
(58) السيد محمّد رشید رضا فی «تفسير المنار» ... 62
فى نقل كلام للطبرسى فى الاحتجاج ... 63
في بيان معنى الاسقف وانها منزلة من منازل النصارى ونقل كلام ابن الاثير في ذلك ... 65
في ترجمة الدارقطني فی ان «کفرسی رهان» عن الامثال السائرة والاشارة الى ماسيجيء من كون حديث أنا أبو بكر كفرسي رهان من الموضوعات ... 67
في تعيين محل الحديث المذكور في المتن عن مستدرك الحاكم ... 67
ص: 14
في ترجمة سيف الدين علي بن محمّد بن سالم الشافعي ... 68
فى نقل كلام القلقشندي حول بني حمدان ... 70
في ترجمة أبي سعيد النيلي ... 75
فى نقل ان المراد من الكلمات في قوله تعالى فتلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه الخمسة الطاهرة عن (ثمانية) من فطاحل العامة و ارباب مدارکهم ... 76
(1) العلامة البيهقي في «دلائل النبوّة» ... 76
(2) العلامة ابن عساكر في كلا مسندیه ... 77
(3) العلامة ابن المغازلي في «المناقب» ... 77
(4) العلامة النطنزى فى «الخصائص» ... 78
(5) العلامة السيوطى فى الدرّ المنثور ... 78
(6) العلامة المذكور في «جمع الجوامع» ... 78
(7) العلامة المولى معين الكاشفى في «معارج النبوة» .. 78
(8) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» ... 79
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن الكشاف ... 79
في نقل ماورد في حق علي عليه السّلام في تفسير قوله تعالى إنّي جاعلك للنّاس اماماً عن (مؤلفين) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 80
(1) الحافظ ابن المغازلي في «المناقب» ... 80
(2) العلامة المير محمّد صالح الكشفي في «مناقب مرتضوى» ... 80
في توضيح ان سبق الكفرينا في الامامة ... 81
في نقل نزول قوله تعالى ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودّاً في شأن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام عن (سبعة عشر) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 82
(1) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 82
(2) العلامة الزمخشري في «الكشاف» ... 83
(3) العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة» ... 83
ص: 15
(4) العلامة الكنجى الشافعي في «كفاية الطالب» ... 83
(5) العلامة أبو عبد الله القرطبي في «الجامع لاحكام القرآن» ... 83
(6) العلامة محب الدين الطبرى في «ذخائر العقبی» ... 84
(7) العلامة المذكور في «الرياض النضرة» ... 84
(8) العلامة النيشابورى في «تفسيره» ... 84
(9) العلامة الاديب أبو حيان الاندلسي في «البحر المحيط» ... 84
(10) العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمة» ... 85
(11) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 85
(12) العلامة الميرغياث الدين المعروف بخواند ميرفي «حبيب السير» ... 85
(13) العلامة الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 85
(14) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوي» ... 85
(15) العلامة الشوكاني في «تفسيره» ... 86
(16) العلامة الالوسى فى «روح المعاني» ... 86
(17) العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدين في «رشفة الصادي» ... 86
في كلمة «الدّست» ... 87
في نقل نزول قوله تعالى ولكل قوم هاد في شأن علي عليه السّلام عن «تسعة عشر» من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 88
(1) العلامة الحافظ الحاكم في «المستدرك» ... 88
(2) العلامة الذهبي في «تلخيصه» ... 88
(3) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسیره» ... 88
(4) العلامة ابن كثير في «تفسیره» ... 89
(5) العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» ... 89
(6) العلامة الكنجي الشافعى في «كفاية الطالب» ... 89
(7) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 60
(8) العلامة أبو حيان الاندلسي في «البحر المحيط» ... 90
(9) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 90
ص: 16
(10) صاحب كتاب «فتح البيان» ... 90
(11) صاحب کتاب «ترجمان القرآن» ... 91
(13) العلامة الشيخ على المتقى الهندى في (منتخب كنز العمال) ... 90
(13) العلامة الحمويني في «فرائد السمطين» ... 91
(14) العلامة خواندمير في «حبيب السير» ... 91
(15) المير محمد صالح الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 91
(16) العلامة الشوكاني في «تفسيره» ... 91
(17) العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 92
(18) العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» ... 92
(19) الشيخ سليمان القندوزى فى «ينابيع المودة» ... 92
في الارجاع الى المجلد الأول في كوين حديث اصحابي كالنجوم من الموضوعات ... 93
في ترجمة ابن عبدالبرّ ... 95
في ترجمة الحارث بن حصين و عبد بن حمید و عبدالرحیم بن زید وسعيد بن المسيّب ... 96
في ترجمة البزّار و ابن عدى ... 97
في ترجمة ابي حمزة النصيبى و نافع و ابن عمر و البیهقی ... 98
في ترجمة الحافظ زین الدین العراقی ... 99
في الاشارة الى قتال علي عليه السّلام مع القاسطين والناكثين والمارقين ... 101
تصریح ابن حجر يكون الحسن عليه السّلام يطالع اللوح المحفوظ ... 102
في الاشارة إلى جهل الشيخين والارجاع الى ما تقدم وما يأتي ... 102
في الاشارة الى بعض الموارد التي قال فيها عمر لولا علي لهلك عمر ... 102
في ترجمة والد الشارح العلامة القاضي «قده» ... 103
في نقل كون المسؤل عنه في قوله تعالى قفوهم انهم مسئولون ولاية علي عن (اربعة عشر) من فطاحل القوم وأرباب مداركهم ... 104
(1) العلامة ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 104
(2) العلامة الشيخ عز الدين
ص: 17
عبدالرّزاق الحنبلی ... 104
(3) العلامة الآلوسى في «تفسيره» ... 104
(4) العلامة المير محمّد صالح الكشفى الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 105
(5) العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة» ... 105
(6) صاحب كتاب ارجح المطالب ... 105
(7) الديلمى في «الفردوس» ... 105
(8) الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازى في «رسالة الاعتقاد» ... 105
(9) العلامة ابن شيرويه الديلمي في «الفردوس» ... 105
(10) العلامة أبو نعيم الإصفهاني ... 106
(11) العلامة الجبرى ... 106
(13) العلامة المشتهر بدرويش برهان في «بحر المناقب» ... 106
(13) العلامة الشيرازي ... 106
(14) العلامة الشيخ سليمان القندوزی ... 107
في ترجمة الديلمي ... 107
في ترجمة الواحدى ... 108
في ترجمة أبي سعيد الخدرى ... 109
في نقل ان المنافقين يعرفون ببغض عليّ بن ابيطالب عن (سبعة عشر) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 110
(1) الحافظ أحمد في «كتاب الفضائل» ... 110
(2) الحافظ المذكور في محل آخر من كتاب الفضائل ... 111
(3) الحافظ ابن عبدالبرّ في «الاستيعاب» ... 111
(4) الحافظ الذهبي في «تاريخ دول الاسلام» ... 111
(5) العلامة ابن الاثير في «جامع الاصول» ... 111
(6) العلامة ابن الأثير الجزري في «اسدالغابة» ... 111
(7) العلامة الكنجى في «كفاية الطالب» ... 111
(8) العلامة محب الدين الطبرى في «الرياض النضرة» ... 112
(9) العلامة الشيخ على المتقى الهندى في «كنز العمال» ... 112
(10) العلامة المذكور في
ص: 18
«منتخب کنز العمال» ... 11
(11) الحافظ النووى في «تهذيب الأسماء و اللغات» ... 112
(13) العلامة الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 113
(13) العلامة الشيخ عبدالرؤوف المناوى في «الكواكب الدرّيّة» ... 113
(14) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 113
(15) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 113
(16) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 113
(17) العلامة الألوسى في «روح المعاني» ... 113
في نقل ان سابق هذه الامة علي عليه السّلام عن (ستة عشر) من فطاحل القوم و أرباب مداركهم ... 114
(1) العلامة ابن المغازلى ... 114
(3) العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة» ... 115
(3) العلامة محبّ الدين الطبرى في «الرياض النضرة» ... 115
(4) العلامة ابن كثير الدمشقى في «تفسيره» ... 115
(5) العلامة السيوطى في «الدر المنشور» ... 116
(6) العلامة ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 116
(7) العلامة السيد عطاء الله الدشتكي في «روضة الأَحباب» ... 116
(8) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوی» ...117
(9) صاحب كتاب ارجح المطالب ... 117
(10) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 117
(11) العلامة الألوسي في «روح المعاني» ... 118
(12) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة على التفصيل» ... 118
(13) محمد بن العباس عن أحمد بن محمّد ... 120
(14) عمرو بن محمّد الوراق ... 121
(15) ابن مردویه ... 121
(16) محمّد بن العباس عن الحسن بن عليّ ... 121
ص: 19
في نقل نزول قوله تعالى اجعلتم سقاية الحاج في عليّ عليه السّلام عن (تسعة عشر) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 122
(1) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 122
(2) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 123
(3) العلامة الواحدي في «اسباب النزول» ... 123
(4) العلامة الخازن البغدادي في «تفسیره» ... 123
(5) العلامة البغوي في «معالم التنزيل» ... 124
(6) العلامة ابن المغازلي الشافعي في «مناقبه» ... 124
(7) العلامة ابن الأثير في «جامع الاصول» ... 124
(8) العلامة فخر الدّين الرازي في «تفسیره» ... 125
(9) العلامة الكنجي في «كفاية الطالب» ... 125
(10) العلامة القرطبي في «تفسيره» ... 125
(11) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 126
(12) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 126
(13) العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمة» ... 126
(14) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» ... 126
(15) العلامة المذكور في «لباب النقول» ... 127
(16) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 127
(17) العلامة الشبلنجى في «نور الابصار» ... 127
(18) العلامة الشّوكاني في «فتح القدير» ... 127
(19) العلامة القندوزى في «ينابيع المودّة»... 128
في ترجمة طلحة ... 128
في كون كلام القاضي في المتن اشارة إلى مثل معروف ... 129
في نقل تفرّد علىّ عليه السّلام بالعمل بآية المناجاة وحصول التخفيف به عن
ص: 20
هذه الامة عن «ثمانية وعشرين» من فطاحل القوم وأرباب مداركهم
(1) الحافظ العلامة النسائي في «الخصائص» ... 129
(2) العلامة الطبرى في «تفسيره» ... 129
(3) العلامة الجصاص الحنفي في «أحكام القرآن» ... 131
(4) العلامة الشّيخ هبة الله في «الناسخ و المنسوخ» ... 131
(5) الحاكم في المستدرك ... 131
(6) العلامة الواحدي في «اسباب النزول» ... 131
(7) العلامة ابن المغازلي في «مناقب الكاشي» ... 131
(8) العلامة الخطيب الخازن في «تفسیره» ... 132
(9) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 132
(10) العلامة جار الله في «ربيع الابرار» ... 132
(11) العلامة البغوى في «معالم التنزيل» ... 132
(12) الحافظ ابن العربي الاندلسي في «أحكام القرآن» ... 133
(13) العلامة ابن الأثير في «جامع الاصول» ... 134
(14) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسیره» ... 134
(15) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 134
(16) العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» ... 135
(17) أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي في «الجامع لاحكام القرآن» ... 136
(18) العلامة البيضاوي في تفسيره 1360
(19) العلامة الطبرى في «الرياض النضرة» ... 136
(20) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 136
(21) العلامة أبو حيان في «البحر المحيط» ... 137
(22) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 137
(24) العلامة ابن الصباغ في «فصول المهمة» ... 138
ص: 21
(24) العلامة السيوطي في «لباب النقول» ... 138
(25) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 138
(26) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 138
(27) العلامة الالوسي في «روح المعاني» ... 139
(28) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 139
في ترجمة ابن المرتضى ... 140
في تعيين محل الكلام المنقول في المتن عن الزمخشري في الكشاف ... 141
في كون كلام القاضي « قده » في المتن إشارة إلى مثل سائر ... 143
في تعيين محل الكلام المنقول عن النيشابوري في تفسيره ... 143
في كون كلام القاضى «قده» اشارة الى حديث نبوي شهير قد تقدم مدارکه ... 144
فى نقل سؤال النبى من الانبياء ليلة اسرى به إلى السماء عن ولاية عليّ عليه السّلام عن (أربعة) من فطاحل القوم وأرباب مداركهم ... 144
(1) الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» ... 145
(2) العلامة الحمويني عن ابن عباس ... 145
(2 مكرر) العلامة المذكور في «فرائد السمطين» عن ابن مسعود ... 145
(3) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 145
(4) العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» ... 145
في توضيح ارتباط الاية بالتفسير المذكور في الرواية ... 146
في معنى كلمة « الزِيف» ... 147
في نقل نزول قوله تعالی و تعیها اذن واعية في علىّ بن ابيطالب عليه السّلام عن (احد و عشرين) من فطاحل القوم و ارباب مداركهم ... 147
(1) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 147
(2) الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» ... 148
ص: 22
(3) العلامة الواحدى فى «اسباب النزول» ... 148
(4) العلامة الزمخشرى فى «الكشاف» ... 149
(5) العلامة الشيخ عبدالرؤوف المناوى فى «الكواكب الدرّية» ... 149
(6) عبدالعزيز الدهلوي في «تفسيره» ... 149
(7) العلامة الثعلبي ... 149
(8) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسیره» ... 149
(9) العلامة الكنجي في «كفاية الطالب» ... 150
(10) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 150
(11) العلامة أبو عبدالله القرطي في «تفسيره» ... 151
(12) العلامة المتقي الهندي في «منتخب كنز العمال» ... 151
(13) العلامة أبوحيان الاندلسي في «تفسيره» ... 151
(14) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 152
(15) العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمة» ... 152
(16) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 152
(17) العلامة المذكور في «لباب النقول» ... 153
(18) العلامة الترمذی فی «مناقب مرتضوی» ... 153
(19) العلامة الالوسي في «روح المعاني» ... 153
(20) العلامة الشبلنجي في «نور الابصار» ... 153
(21) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» ... 154
في تعيين المراد بابی القاسم المذكور في المتن وذكر شطر من ترجمته ... 155
في ترجمة زر بن حبيش ... 155
في نقل حديث في فضل العالم عن مختصر جامع بيان العلم والمعرفة ... 156
فى الاشارة الى بعض موارد استفتاء عمر عن علي عليه السّلام ... 157
فى نقل نزول سورة هل اتي في
ص: 23
شان عليّ وفاطمة والحسن و الحسين عليهم السلام عن (سبعة وثلاثين) من فطاحل العامة و أرباب كتبهم ... 157
(1) العلامة الزمخشري في «الكشاف» ... 158
(2) العلامة الواحدى فى «اسباب النزول» ... 159
(3) العلامة البغوى في «معالم التنزيل» ... 159
(4) العلامة فخر الدین الرازي في «تفسیره» ... 159
(5) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 159
(6) العلامة الكنجى فى «كفاية الطالب» ... 160
(7) العلامة القرطبي في «تفسيره» آورده تفصیلا ... 161
(8) العلامة محبّ الدين الطبرى في «ذخائر العقبی» ... 164
(9) العلامة ابن ابى الحديد في «شرح النهج» ... 165
(10) العلامة النيسابورى فى «تفسیره» ... 165
(11) العلامة ابو حيان في «البحر المحيط» ... 166
(13) العلامة الخازن في «تفسيره» ... 166
(13) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» ... 166
(14) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 166
(15) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 166
(16) العلامة الالوسى في «روح المعاني» ... 166
(17) العلامة البيضاوى في «تفسيره» ... 168
(18) العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» ... 168
(19) ابوصالح في «تفسيره» ... 169
(20) مجاهد في «تفسيره» ... 169
(21) الضحاك في «تفسيره» ... 169
(22) الحسن في «تفسيره» ... 169
(23) عطاء في «تفسيره» ... 169
(24) القتادة ... 169
ص: 24
(25) المقاتل ... 169
(26) الليث ... 169
(27) ابن عبّاس ... 169
(28) ابن مسعود ... 169
(29) ابن جبير ... 169
(30) عمرو بن شعیب ... 169
(31) الحسن بن مهران ... 169
(32) النقاش ... 169
(33) القشيري ... 169
(34) الخطيب المكي في «الاربعين» ... 169
(35) ابوبكر الشيرازي في «نزول القرآن في أمير المؤمنين» ... 169
(36) الأشتهي في «اعتقاد أهل السنة» ... 170
(37) ابوبكر محمّد بن احمد النحوى في «العروس في الزهد» ... 170
في «النقشبنديّة» و ذكر وجه تسميتهم بذلك وبيان طبقات سلسلتهم و ذكر انه قد الف كتب في تراجم مشاهير النقشبنديّة، و اسنادهم في تحمل الرياضيات و مشاق الجوع و العطش اموراً غريبة الى اقطابهم، ومن ذلك تحمل الجوع ثلاثة ايام وسبعة أيام وعشرة ايام و اربعين يوماً وسنة كاملة و ذكر عدة من الكتب والارجاع في ذلك اليها ... 171
في تفسير العفو في قوله تعالى ماذا ينفقون قل العفو بأفضل المال وأطيبه ونقله عن تفسير ابن كثير و تعيين موضعه ... 176
في تعيين موضع الرواية المذكورة في المتن عن الجامع الصغير ... 176
في نقل كون المراد من قوله تعالى الذي جاء بالصدق و صدّق به عليا عليه السّلام عن (سبعة) من فطاحل القوم و ارباب مداركهم ... 177
(1) العلامة ابن المغازلى في «المناقب» ... 177
(2) العلامة الكنجى في «كفاية الطالب» ... 177
(3) العلامة القرطبى في «الجامع لأحكام القرآن» ... 178
(4) العلامة ابو حيان في «البحر المحيط» ... 178
ص: 25
(5) العلامة السيوطى في «الدر المنشور» ... 178
(6) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 178
(7) العلامة الأاوسى في «روح المعاني» ... 178
في كون كلام القاضى «قده» إشارة إلى مثل شهير ... 179
في إن عدم عبادة عليّ عليه السّلام لصنم قط مما اتفقت عليه الفريقان، والارجاع في ذلك الى عدة من كتب العامة ... 181
في استفادة عبادة ابي بكر للأونان بأزيد من اربعين سنة من من كلام ابن عبد البرّ في «الاستيعاب» ... 181
في اسلام عليّ عليه السّلام وقد بلغ سنه خمسة عشر ... 182
في ترجمة العاقولى شارح المصابيح ... 182
في كون المراد من المغيرة المذكور في المتن هو مغيرة بن مقسم الضبي و ذکر ترجمته ... 183
في نقل مناظرة مأمون مع يحيى بن أكثم قاضي القضاة واربعين فقيها غيره ممّن يحسن الجواب في امامة على عليه السّلام و ايضاحه الحق اهم وافحامهم في مقالتهم الباطلة بوجه لطيف قل نظیره در مثله محتوعلی مطالب شامخة و مسائل غزيرة عن كتاب «عقد الفريد» ... 184
في ان الاشعار المشار اليها في المتن مذكورة في التذكرة ومنتخب كنز العمال و تعيين موضعه منهما ... 193
في الارجاع الى المجلد الثّاني من الكتاب في كون الحسن عليه السّلام يطالع اللوح المحفوظ ... 193
في نقل انه مكتوب على العرش لا اله إلّا الله وحده لاشريك له محمّد عبدی و رسولی ايدته بعليّ بن ابيطالب عن (ثلاثة) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 194
(1) العلامة الكنجى الشافعي في «نكفاية الطالب» ... 194
(2) العلامة السيوطى في «الدر المنشور» ... 194
(3) العلامة الشيخ سليمان القندوزي
ص: 26
في «ينابيع المودّة» ... 194
في نقل نزول قوله تعالى حسبك الله و من اتّبعك من المؤمنين عن «مناقب مرتضوى» للمحدث الحنبلي ... 196
في ترجمة عزّ الدين عبدالرّزاق المحدث الحنبلي ... 196
في نقل نزول قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه عن (سنة) من فطاحل القوم وارباب مدارکهم ... 198
(1) العلامة الحاكم في «المستدرك» ... 198
(2) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 198
(3) العلامة فخر الدين الرّازي في «تفسیره» ... 198
(4) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 199
(5) العلامة ابوحيان الاندلسي في «البحر المحيط» ... 199
(6) العلامة المتقى الهندى في «کنز العمال» ... 199
في الارجاع الى لوائل هذا الجزء من الكتاب في ترجمة طائفة همدان ... 199
في نقل سلمان منّا اهل البيت عن المستدرك والصواعق وسفينة البحار ... 200
في نقل تزویج سلمان من بنى كندة في المدائن ذكر ترجمته ...200
في نقل حديثين في فضل سلمان ... 202
في توضيح كلام المتن ...203
في نقل حديث في فضل سلمان عن أبي نعيم الأصبهاني و ابن عبد البر في كتابيهما ... 203
في ترجمة اويس ... 203
في نقل الحديث المذكور في المتن في فضل سلمان عن تفسير الرازي ... 204
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن تفسير الرازي ... 204
في نقل كون الحديث المذكور في كلام الناصب موضوعاً عن العلامة الفتنى ... 207
في الرّد على الناصب في كون حديث الراية من الآحاد، وان كتب القوم مشحونة من هذا
ص: 27
الحديث والارجاع في ذلك الى تعاليتنا عند تعرض المصنف له ... 209
في كون سند ما روده في كون ابي بكر محبّاً لله ولرسوله مشتملا على عدة من الوضاعين المشهورين والارجاع في ذلك الى كتب القوم ... 209
في الاشارة الى ان حديث التجلي من الموضوعات ... 210
في تعيين موضع ما نقله في المتن عن النيشابوري في تفسيره ... 210
في ان مسألة الرجعة تدل عليها روايات كثيرة وعدة من الايات، و ذكر ان الشيعة كانوا معروفين بالقول بالرجعة كاشتهارهم بالقول ببطلان القياس ... 211
في تعيين المراد من ناصر الشريعة و شيخ الموحدين الذين ذكرهما في المتن ... 212
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن الفتوحات المكيّة ... 212
في نقل كلام مفصل للعارف المورخ الشهير السيد عبدالوهاب الشعراني في «اليواقيت والجواهر» في شأن المهدى قائم آل عمد بمناسبة نقل كلام صاحب الفتوحات في المتن ... 213
فى الاشارة الى مصطلح علماء البلاغة فى كلمة المجاراة ... 219
في معنى كلمة «السائر» ... 219
في معنى كلمة «هاج»... 220
في كون كلام المتن ايماءاً الى نسب الرازی ... 220
في شطر من ترجمة مالك بن نويرة ... 221
في ترجمة اشعث بن قيس ... 222
في كون ما ذكره في المتن عن الامثال المولدة يضرب بها في حق من الاجدوى في مصاحبته ... 223
في مضرب مثل ثبّت العرش ثم انقش ... 225
في كون النبي صلّى الله عليه و آله مأموراً بالغزو بالطرق والاسباب العادية ... 226
في تصريح الواقدى في «المغازي» و ابن عبد ربّه في «عقد الفريد»
ص: 28
بان علياً عليه السّلام به قتل في البدر اكثر صرف عسكر الكفار وحده وشارك الغير في بقيّة النصف ... 227
في ذكر عدة من طرق حديث ضربة على يوم الخندق افضل من عبادة الثقلين ... 228
في نقل فرار أبى بكر في غزوة خيبر وحنين عن الهيتمي في «مجمع الزوائد» والعلامة المتقى في «كنز العمال» و شارح «المواقف» و ابن قتيبة في «المعارف» و ملا معين الدين الكاشفى في «معارج النبوة» والعلامة الكشفى في »مناقب مرتضوى» والحافظ ابو عوانة في كتابه ... 229
في تعيين موضع البيت المذكور فى المتن لابن ابى الحديد عن القصائد العلويات ... 229
في الاشارة الى أن الفرار من الجهاد احدى الكبائر عند اصحابنا وعند اكثر العامة والاشارة الى كثرة نقلة كونه من الكبائر من المحدثين ... 230
في الايماء الى لطف التلويح في ذكر كلمة النحلة بدل الملة ... 231
في ذكر الاحاديث المتواترة عند من زعم انه منحصر في الواحد او الاثنين او الثلاث ... 232
في ان نسبة الناصب عدم حجيّة الخبر الواحد الى الاماميّة مأخوذة ن ظاهر عبائر القدما مع عدم تنبّهه بمرادهم ... 235
فى معنى التعريض في اصطلاح علم البيان ... 236
فى إيماء القاضي قده في كلامه الى وقوع مورد تعرض الحساد من علماء دولة الهند ... 237
في تعيين قائل الكلام المذكور في المتن ... 238
فى نقل ورود قوله تعالی ولسوف يرضى في حقّ ابی ذر او ابی الدحداح عن «اسباب النزول» و «تجريد اسماء الصحابة» ... 238
في ترجمة الشيخ المحدث مجد
ص: 29
الدين الفيروز آبادی الشافعی ... 239
في نقل الشهادة بموضوعيّة الحديث المذكور في المتن في فضل أبي بكر المشتمل على منكر القول من نسبة التجلى الى الله تعالى شأنه عن جماعة، منهم الحافظ السيوطّي فى «المثالي»، و العلامة ابن الجوزى كما في «انتقاد المغنى» الحسام الدين القدسى، والعلامة محمّد بن مرتضى الجاني في ايثار الحق، والعلامة الشيخ محمّد طاهر ابن على الفتنى فى «تذكرة الموضوعات»، والعلامة صاحب القاموس في «سفر السعادة» ... 241
في نقل الشهادة بموضوعيّة حديث انا وابو بكر كفرسى رهان تتميماً لمن نقلنا عنه فيما مرّ من الكتاب عن صاحب القاموس في خاتمة سفر السعادة و في كتابيه «الخلاصة» و «المختصر» علي ما في تذكرة الفتني و عن الفتني نفسه في كتاب «الموضوعات» و العلامة ابن الجوزى على ما نقله في «الانتقاد» ... 242
في نقل شهادة موضوعيّة حديث «إن الله اختار روح ابي بكر» عن جماعة، منهم الحافظ السيوطي في «اللئالي»، وصاحب الميزان وصاحب القاموس في خانمة «سفر السعادة» والعلامة الفتني في «الموضوعات»، والعلامة ابن المرتضى اليماني في «تلخيص العواصم» ... 242
في نقل نزول قوله تعالى والذين آمنوا بالله و رسوله اولئك هم الصدّيقون في شأن علي عليه السّلام عن (احد و اربعين) من فطاحل العامة و ارباب كتبهم ... 243
(1) احمد بن حنبل في «فضائل الصحابة» ... 243
(2) العلامة العلبي في «تفسيره» ... 244
(3) الفقيه ابن المغازلي «على ما في العمدة» ... 244
(4) العلامة الرازي في «تفسيره» ... 244
ص: 30
(5) العلامة ابن حجر الهيتمي في «الصواعق» ... 244
فهرس تعاليه
(6) العلامة المير محمّد صالح الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 245
(7) العلامة القندوزي في «ينابيع المودة» ... 245
(8) العلامة الواحدي في «اسباب النزول» ... 246
(9) العلامة ابو نعيم الأصبهاني في «ما نزل في شأن عليّ» و في کتاب «منقبة المطهرين» ... 246
(10) السيد عليّ الهمداني في «المودّة في القربي» ... 246
(11) ابن المغازلي ... 246
(12) ابن فورك ... 246
(13) ابراهيم الحمويني ... 246
(14) صاحب خصائص علوی ... 247
(15) الماوردي ... 247
(16) القشيري ... 247
(17) الثماني ... 247
(18) النقاش ... 247
(19) القفال ... 247
(20) عبدالله الحسين ... 247
(21) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 247
(22) العلامة الزمخشري في «الكشاف» ... 247
(23) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسيره» ... 247
(24) العلامة الخازن في «تفسيره» ... 247
(25) العلامة ابن الأثير في «اسد العابة» ... 248
(26) العلامة محبّ الدّين الطبري في «ذخائر العقبي» ... 248
(27) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 248
(28) العلامة الكنجى فى «كفاية الطالب» ... 248
(29) العلامة المذكور فى «الرياض النضر» ... 249
(30) العلامة القرطبي في «تفسيره»... 249
(31) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 249
(32) العلامة غيات الدين بن همام في «حبيب السير» ... 249
(33) العلامة ابوحيان في البحر «المحيط» ... 250
(34) ابن ابی الحديد في «شرح النهج» ... 250
ص: 31
(35) العلامة الهيتمي في «مجمع الزوائده» ... 250
(36) العلامة السيوطى فى «الدر المنثور» ... 280
(37) العلامة المذكور فى «لباب النقول فى اسباب النزول» ... 251
(38) المير محمّد صالح الكشفي الترمذى فی «مناقب مرتضوی» ... 251
(39) العلامة الشوكاني فى «فتح القدير» ... 251
(40) العلامة الفاضل الشبلنجي في «نور الابصار» ... 251
(41) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 251
في نقل تعليم رسول الله صلّي الله عليه و آله كيفية الصلاة عليه وعلى آله عن «اربعين» من فطاحل العامة وارباب مداركهم ... 252
(1) أبو عبد الله الشافعي في «مسنده» ... 252
(2) الحافظ البخاري في «صحيحه» ... 253
(3) الحافظ المذكور فى «تاريخه الكبير» ... 253
(4) الحافظ الحاكم في «المستدرك» ... 254
(5) الحافظ المذكور في «معرفة علوم الحديث» ... 254
(6) الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في «اخبار اصفهان» ... 255
(7) الحافظ الاندلسي في «تجريد التمهيد» ... 255
(8) الحافظ أبوبكر الخطيب في «تاریخ بغداد» ... 256
(9) العلامة الواحدى فى «اسباب النزول» ... 257
(10) العلامة البغوى فى «معالم التنزيل» ... 257
(11) الثعلبي ... 257
(12) الحمويني ... 257
(13) أبو نعيم في «حلية الاولياء» ... 258
(14) الديلمي في «كتاب الفردوس» ... 258
(15) السمعاني في «مناقب الصحابة» ... 258
(16) الحافظ أبوبكر المعروف بابن العربي في «احكام القرآن» ... 258
(17) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسيره» ... 259
ص: 32
(18) الذهبي في «تلخيص المستدرك» ... 259
(19) العلامة القرطبي في «تفسيره » ... 259
(20) العلامة محبّ الدّين الطبري في «ذخائر العقبي» ... 260
(21) العلامة النّووي في «رياض الصالحين» ... 260
(22) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 260
(23) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 261
(24) العلامة أبو حيان المغربي في «البحر المحيط» ... 261
(25) ابن كثير في «تفسيره» ... 261
(26) العلامة الدشتكي في «روضة الاحباب» ... 262
(27) العلامة الشّيخ محمّد إدريس الهندي في «التعليق الصبيح في شرح المصابيح» ... 263
(28) العلامة المحدث السيّد إبراهيم نقيب مصر في «البيان والتعريف» ... 263
(29) الخازن في «تفسيره» ... 263
(30) العلامة جلال الدّين السيوطي في «بغية الوعاة» ... 264
(31) العلامة المذكور في «الدر المنثور» باسمانيد كثيرة ... 265
(32) العلامة الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 268
(33) العلامة المولى محمّد بن پير على افندي في «الاربعين حديثاً»... 268
(34) العلامة المولى محمّد الافكرماني في «شرح اربعين التكوى» ... 268
(35) المير محمد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 268
(36) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 269
(37) العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 269
(38) العلامة السيّد أبوبكر العلوي في «رشفة الصادي» ... 270
(39) العلامة السيّد علوي الحداد في «القول الفصل» ... 270
في نهى النبيّ صلّي الله عليه و آله عن الصّلاة البتراء ... 274
(40) القاضي عياض في «الشفاء» ... 274
في نقل كون المراد من البحرين عليّ وفاطمة ومن اللؤلؤ والمرجان
ص: 33
الحسن و الحسين في قوله تعالى مرج البحرين يلتقيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان عن (ستة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 274
(1) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 274
(2) العلامة الخوارزمي في «المقتل» ... 275
(3) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» ... 275
(4) العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 275
(5) العلامة المير محمّد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 275
(6) العلامة القندوزي في «ينابيع المودة» ... 276
في نقل كلام لشارح الفصوص في أن المراد من البرزخ في الآية الانسان الكامل ... 276
في ترجمة الشّيح عزّ الدّين عبد السّلام المقدسي الشافعي ... 277
في الاشارة الى عدّة من مدارك حديث من اراد ان ينظر إلى آدم الحديث ... 279
في نقل ان المراد بقوله تعالى ومن عنده علم الكتاب عليّ عليه السّلام عن (خمسة) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 280
(1) العلامة القرطبي في «تفسيره» ... 280
(2) العلامة السيّد عطاء الله الدشتكى فى «روضة الاحباب» ... 280
(3) الحافظ عبدالرّحمان السيوطي في «الاتقان» ... 280
(4) المير محمّد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 280
(5) الشّيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 281
في انّ الآية مكيّة وابن سلام قد اسلم بالمدينة فلا يجوز نزول هذه الاية فيه ... 283
فى تعيين موضع للكلام المنقول عن تفسير النيشابوري ... 283
في ذكر المير محمّد صالح الترمذي ما نقله في المتن عن تفسير الثعلبي ... 284
فى تعيين موضع الكلام المنقول في المتن من معالم التنزيل ... 284
في نقل نزول قوله تعالى يوم لا يخزي الله
ص: 34
النبيّ والذين آمنوا معه عن المير محمّد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوى» ... 285
في تعيين موضع ذكر مدارك الاحاديث المذكورة في المتن عن المجلدات السابقة من الكتاب ... 286
في نقل نزول قوله تعالى «إنّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك هم خير البريّة عن (ثمانية عشر) من فطاحل العامة وارباب مداركهم ... 287
(1) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 287
(2) العلامة الكنجى فى «كفاية الطالب» ... 287
(3) ابراهيم الأصبهاني في «مانزل من القرآن في علي» ... 289
(4) أبو بكر الشيرازي في «نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين» ... 289
(5) ابوالمؤيّد موفق بن أحمد ... 289
(6) أبو اسحاق الحسكاني في «شواهد التنزيل» ... 289
(7) الخطيب الخوارزمي في «المناقب» ... 289
(8) أبو نعيم الإصبهاني ... 289
(9) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 290
(10) ابن الصباغ في «الفصول المهمة» ... 290
(11) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» ... 291
(12) الهيتمى في «الصواعق المحرقة» ... 291
(13) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 291
(14) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 291
(15) العلامة الآلوسى فى «روح المعاني» ... 292
(16) العلامة الشبلنجي في «نور الابصار» ... 292
(17) الشيخ سليمان القندوزى في (ينابيع المودة) ... 292
(18) الشّيخ المذكور في موضع آخر من كتابه ... 293
في معني كلمة (الاقماح) في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن كشف الغمة ... 293
ص: 35
في ترجمة ابن مردويه ... 293
في ترجمة ابن سيرين ...294
فى نقل نزول قوله تعالى: هو الذي خلق من الماء بشراً وصهراً فى النبىّ وعليّ حين تزوّج فاطمة عن (خمسة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 294
(1) العلامة القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ... 294
(2) العلامة ابوحيان في «البحر المحيط» ... 295
(3) ابو بكر بن مؤمن الشيرازى في «رسالة الاعتقاد» ... 295
(4) العلامة الثعلبي ... 295
(5) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 295
في الارجاع الى ماسبق من الكتاب في تعيين موضع الحديث المشار اليه في المتن ... 296
في نقل نزول قوله تعالى: كونوامع الصادقين عن (خمسة عشر) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 296
(1) العلامة الثعلبي في تفسيره ... 297
(2) العلامة الكنجى في «كفاية الطالب» ... 297
(3) العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة» ... 297
(4) العلامة صاحب كتاب شرف النبي ... 297
(5) العلامة الخركوشى في «شرف المصطفى» ... 297
(6) العلامة ابويوسف يعقوب بن سفيان ... 298
(7) العلامة اخطب خوارزم في «فضائل علي» ... 298
(8) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 298
(9) المير محمد صالح الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 298
(10) العلامة الشوكاني في «تفسيره» ... 298
(11) العلامة الآلوسى في «روح المعاني» ... 298
(12) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» ... 299
(13) صاحب كتاب ارجح المطالب ... 299
ص: 36
(14) العلامة ابو اليقظان في «صفوة الزلال المعين» ... 299
(15) العلامة المير محمّد صالح الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 299
في ان المراد من أفضل المحققين في المتن هو المحقق الطوسي ... 303
في نقل نزول قوله تعالى اخواناً على سرر متقابلين عن (ستة) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 304
(1) الحافظ احمد بن محمّد بن حنبل في «كتاب الفضائل» ... 304
(2) العلامة القرطبي في «الجامع لاحكام القرآن» ... 304
(3) العلامة النيشابورى في «تفسيره» ... 305
(4) العلامة الشوكاني في «تفسيره» ... 305
(5) العلامة الآلوسي في «تفسيره» ... 305
(6) العلامة القندوزي في «الينابيع» ... 305
في ترجمة سعيد بن زید بن نفيل ... 306
في نقل كون تسمية علي عليه السّلام علياً قبل خلق آدم و نفخ الروح فيه عن صاحب كتاب الفردوس ...307
في الارجاع الى الجلد الاول من الكتاب في معنى مثل ... 308
في نقل احاديث من مشكات المصابيح في استخراج ذرّية آدم من صلبه كالذر واخذ الميثاق عنهم ... 309
في ترجمة السيد مهنّى بن سنان الحسيني المدني ... 310
في نقل كون المراد من صالح المؤمنين في الآية عليّاً عليه السّلام عن (احد عشر) من فطاحل العامة و ارباب كتبهم ... 311
(1) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 311
(3) العلامة الكنجى في «كفاية الطالب» ... 311
(3) العلامة القرطبي في «الجامع» ... 312
(4) العلامة المغربي في «البحر المحيط» ... 312
(5) العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة» ... 312
(6) العلامة غياث الدين «حبيب السير» ... 313
ص: 37
(7) العلامة ابو الفداء ابن كثير في «تفسيره» ... 313
(8) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 313
(9) العلامة الكشفى الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 313
(10) العلامة الآلوسى في «روح المعاني» ... 314
(11) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 314
في ترجمة اسماء بنت عميس ... 315
في ترجمة ابى يوسف ... 315
في تعيين المراد عن أبي مالك المذكور في المتن والاحالة في ترجمته الى عدة من كتب التراجم ... 316
ترجمة عمر بن العلاء ... 316
في ترجمة أوس بن حجر ... 316
في ترجمة النابغة ... 317
في ترجمة زهير ... 317
فى ترجمة مالك بن الحارث ... 318
في ترجمة أبي على الفارسي ... 319
في نقل نزول قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم يوم عدير خم حين قال رسول الله صلّي الله عليه و آله لعلي عليه السّلام: من كنت مولاه فعلي مولاه» عن (تسعة) من فطاحل العامة و ارباب كتبهم ... 320
(1) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 320
(2) العلامة الخوارزمي في «المقتل» ... 320
(4) صاحب كتاب ترجمان القرآن ... 321
(4) صاحب كتاب ارجح المطالب ... 321
(5) الديلمي ... 321
(6) ابونعيم ... 321
(7) ابن المغازلى ... 321
(8) الصالحاتى ... 322
(9) الآلوسى في «روح المعاني» ... 322
مستدرك ما اوردناه من اسانید «حدیث الغدير» و طرقه المتواترة في اواخر الجزء الثانى فنزيد عليها من وقفنا عليه ممن حدثه من محدثى القوم و ارباب مداركهم وهم (خمسة عشر) مؤلفاً في كتبهم ... 322
(1) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 322
(2) العلامة الخوارزمي في «المقتل» ... 322
(3) صاحب كتار، ترجمان القرآن ... 322
(4) صاحب كتاب ارجح المطالب ... 322
ص: 38
(5) الديلمي ... 322
(6) ابونعيم ... 322
(7) ابن المغازلى ... 322
(1) الحافظ احمد بن حنبل في «الفضائل» (بثلاثة عشر) سنداً ... 322
(2) العلامة ابن ماجة في «سنن المصطفى» «بسندین» ... 324
(3) العلامة ابن عبد ربه في «عقد الفريد» ... 324
(4) العلامة الطبراني في «المعجم الصغير»«بسندین» ... 325
(5) العلامة الثعلبي في «تفسيره» «بسندین» ... 325
(6) العلامة الكازروني في «السيرة المحمدية» ... 326
(7) العلامة العسقلاني في «لسان الميزان» ... 326
(8) امام الحرمين في الإرشاد... 326
(9) ابن قتيبة في «مختلف الحديث» ... 326
(10) الحافظ شمس الدين في «دول الاسلام» ... 326
(11) العلامة ابن ابى الحديد في «شرح النهج» ... 326
(12) العلامة ملّا معين الكاشفى في «معارج النبوة» ... 326
(13) العلامة المتقى في «منتخب كنز العمال» ... 327
(14) العلامة الهيتمي في «مجمع الزوائد» ... 327
(15) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 327
في الارجاع الى ما مرّ في كون الحديث نصّا في الامامة والزعامة الالهيّة ... 327
في ذكر بعض اسانيدنا الى عاصم الكوفى على اختلاف طرقه ... 329
في ذكر من أروى عنه في علم القرائة و التجويد ... 330
«منهم» العلامة الشيخ يوسف الدجوى ... 330
«ومنهم» العلامة العارف الشيخ داود ابن محمّد عبدالله المرزوقي ... 330
«ومنهم» العلامة الشيخ محمّد بهجة البيطار ... 331
ص: 39
«ومنهم» العلامة الفقيه المحدث المتكلم الشيخ محمّد بخيت ... 331
«و منهم» العلامة الشيخ ابراهيم الجبالى المصرى رئيس الجامع الازهر في الأسبق ... 331
«ومنهم» العلامة السيد احمد بن محمّد مقبول الأهدلي نزيل زبيد ... 331
«ومنهم» العلامة السيد محمّد بن الصديق البطاح ... 331
«ومنهم» العلامة مؤرخ البلاد اليمنيّة السيد محمّد بن زبارة ... 332
«ومنهم» النحرير في علم التجويد والقرائة الشيخ نورالدين الشافعي ... 332
ومنهم العالم الواعظ القارى المحدث المفسر الشيخ عبدالسلام الكردستانی الشافعى ... 333
«و منهم» جمال الاسرة العلوية وفخر العصابة الفاطميّة نسابة آل رسول الله الآية الباهرة مولاي الوالد السيد شمس الدين محمود الحسينى ... 333
«و منهم» العلامة البحاثة المتتبع حجة الاسلام السيد احمد المشتهر بالسيد آقا ... 334
في كون كلام المتن اشارة الى مثل مشهور ... 335
في نقل نزول النجم من السماء في منزل على بن ابي طالب بعد قول النبي من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصى من بعدى عن (ثمانية) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 336
(1) العلامة الكنجى في «كفاية الطالب»... 337
(2) ابن المغازلى في المناقب ... 337
(3) ابو الحسن احمد بن صالح الهمدانی ... 338
(4) ابن سعيد (كما في البحار) ... 339
(5) القطان (كما في البحار) ... 339
(6) فضل بن شاذان (كما فى البحار) ... 339
(7) جعفر بن احمد ... 339
(8) المير محمّد صالح الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 339
ص: 40
في ترجمة ابى حامد ... 340
في وجه تسمية الناصب في المتن بالناصبي والمارقي ... 341
في وجه تسمية غزاة السلسلة ... 342
في تعيين موضع الرواية المذكورة في المتن عن کشف الغمة نقلا عن ابن مردويه او ابن المغازلى ... 342
أهل الصفة و نقل كلام ابي نعيم في حقهم ... 344
في بنى سلیم و نقل كلام القلقشندی فيهم ... ... 344
في ذكر المراد من العاديات في الاية في معنى كلمة الاعوج ... 345
في نقل ابيات الشافعى المذكورة في المتن مع زيادة عن كتاب مناقب مرتضوی ... 346
في ترجمة أبي نواس ... 346
في نقل كون المراد من المؤمن في قوله تعالى أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقا امير المؤمنين علي عليه السّلام عن (خمسة عشر) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم
(1) الحافظ احمد في «الفضائل» ... 347
(2) الحافظ ابونعيم في «ما نزل من القرآن في علي» (بسبعة أسانيد) ... 347
(3) الحافظ ابن العربي المعافري في «احكام القرآن» ... 348
(4) العلامة البغوى في «تفسيره» ... 349
(5) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 349
(6) العلامة الكنجى الشافعي في «كفاية الطالب» ... 349
(7) العلامة محبّ الدين الطبرى في «ذخائر العقبي» ... 349
(8) العلامة الخازن في «تفسيره» ... 350
(9) العلامة غياث الدين بن همام في «حبيب السير» ... 350
(10) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 350
(11) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 350
(12) العلامة القرطبي في «تفسيره» ... 350
(13) العلامة ابوحيان في «البحر المحيط» ... 351
ص: 41
(14) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 351
(15) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 351
في نقل ان المراد من الشاهد في قوله تعالی افمن كان على بيّنة من ربه و يتلوه شاهد على عليه السّلام عن (اربعة عشر) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 352
(1) الثعلبي في «تفسيره» (بثلاثه اسانید) ... 353
(2) العلامة البغوى في «معالم التنزيل» ... 353
(3) العلامة فخر الدين الرازى في «تفسيره» ... 354
(4) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 354
(5) العلامة القرطبى فى «تفسيره» ... 354
(6) العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة» ... 354
(7) العلامة الكنجى في «كفاية الطالب» ... 355
(8) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 355
(9) العلامة الخازن في «تفسيره» ... 355
(10) صاحب فتح البيان ... 355
(11) ابو حيان في «البحر المحيط» ... 355
(12) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 355
(13) العلامة الآلوسى في «روح المعانى» (بثلاثة أسانيد) ... 356
(14) العلامة القندوزى في «ينابيع المودة» (بسبعة أسانيد) ... 356
في ترجمة الحافظ ابى نعيم ... 357
في ترجمة عبدالله بن الأسدى ... 357
في ترجمة الفلكي ... 357
في ترجمة مجاهد ... 357
في ترجمة عبدالله بن شداد بن الهاد ... 358
في ذكر شطر من طرق قوله صلّي الله عليه و آله لعلي عليه السّلام أنت منى و أنا منك ... 359
في نقل نزول قوله تعالى فاستوی على سوقه في شان علي عليه السّلام اى
ص: 42
استوى على سوقه بعلي عن (اربعة) من فطاحل العامة وارباب مداركهم ... 359
(1) الزمخشرى في «الكشاف» ... 359
(2) النيشابوري في «تفسيره» ... 359
(3) السيوطى في «الدر المنثور» ... 359
(4) الألوسى في «روح المعانى» ... 360
في نقل قول رسول الله صلّي الله عليه و آله «الناس من شجر شتى و انا وانت يا على من شجرة واحدة» عن (اربعة) من فطاحل العامة و ارباب مدارکهم ... 360
(1) العلامة السيوطى «في تاريخ الخلفاء» ... 360
(2) العلامة ابن حجر في «الصواعق المحرقة» ... 361
(3) العلامة أبو عبد الله محمّد بن أحمد القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ... 361
(4) العلامة السيوطي في «الدرّ المنثور» ... 361
في ترجمة جابر بن عبدالله ...362
في نقل نزول قوله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في علىّ عليه السّلام عن (خمسة) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 363
(1) العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمّة» ... 363
(2) العلامة الخازن في «تفسيره» ... 363
(3) العلامة البغوي في «معالم التنزيل» ... 364
(4) العلامة الحافظ ابن مردويه في «المناقب» ... 364
(5) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 364
في ترجمة مصعب بن عمير ... 364
في ترجمة حمزة بن عبدالمطلب ... 364
في ترجمة أنس بن النضر ... 366
في كلمة «عليث» ... 366
في نقل كون المراد من قوله تعالى ثمّ اورثنا الذين اصطفينا من عبادنا هو عليّ عليه السّلام عن الحافظ ابن مردويه في «المناقب» والعلامة المير محمّد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوى» ... 366
في نقل كون المراد من قوله تعالى:
ص: 43
أفمن يعلم انما انزل إليك من ربّك الحقّ عن الحافظ ابن مردويه في «المناقب» ... 368
في نقل نزول قوله تعالى: الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمّنا و هم لا يفتنون في عليّ عليه السّلام عن الحافظ أبي بكر ابن مردويه في «المناقب» والعلامة المير محمّد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 369
في الاشارة إلى أن جماعة من المفسّرين ذكروا ان الفتنة في الاية بمعنى الامتحان ...370
في تعيين المراد من بعض العارفين المذكور في المتن ... 371
في نقل نزول قوله تعالى وشاقوا الرّسول من بعد ما تبيّن لهم الهدى في امر علي عليه السّلام عن ابن مردويه في «المناقب» والكشفي الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 371
في نقل كون المراد من قوله تعالى ويؤت كل ذي فضل فضله عليّاً عليه السّلام عن ابن مردويه فى «المناقب»كما في كشف الغمة ... 372
في نقل أن المراد من قوله تعالى فمن اظلم ممّن كذب على الله وكذب بالصّدق از جائه، من ردّ قول رسول الله صلّي الله عليه و آله في على عليه السّلام ... 372
في نقل قول عمر في حقّ النبيّ صلّي الله عليه و آله ان الرّجل ليهجر عن كتاب شرح العين على البخاري و تاريخ ابن الاثير وكتاب الذهبي وفتح الباري ... 273
في نقل نزول قوله تعالى: حسبنا الله ونعم الوكيل في شأن عليّ عليه السّلام عن (ثلاثة) من فطاحل القوم وأرباب مداركهم ... 374
(1) الحافظ أبو بكر بن مردويه في «المناقب» ... 374
(2) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 374
(3) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 374
في ترجمة أبي رافع ... 374
في قبيلة خزاعة ... 374
في ان المراد من البدر الصغرى غزوة
ص: 44
بدر الأَخيرة و أنها تسمى أيضاً بدر الموعد وبدر الثالثة ... 375
في نقل نزول قوله تعالى وكفى الله المؤمنين القتال، في شأن عليّ عليه السّلام عن (ثمانية) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 376
(1) العلامة الكنجي في «كفاية الطالب» ... 376
(2) العلامة أبوحيان المغربي في «البحر المحيط» ... 376
(3) العلامة ملا معين الكاشفي في «معارج النبوِة» ... 376
(4) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» ... 376
(5) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 377
(6) العلامة أبو بكر بن مردويه في «المناقب» ... 377
(7) العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 377
(8) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 377
في الإشارة إلى ان ممّن صرّح بانقسام القرائة إلى متواتر و آحاد وشاذ الدمياطي في اتحاف فضلاء البشر ... 378
في ترجمة جلال الدّين البلقيني ... 378
في ذكر ارباب القراءات السبع ... 379
في ذكر أرباب القراءات الثلاث ... 379
في ترجمة الأعمش ... 380
في ترجمة يحيى بن وثاب ... 380
في نقل ان المراد من قوله تعالى و اجعل لي لسان صدق في الآخرين عليّ عليه السّلام عن الحافظ أبو بكر بن مردويه في «المناقب» و العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 381
في الانكار على الناصب ابن روز بهان في سلوكه في المسائل العلمية مسلك السفلة الرعاع ... 381
في نقل أنّ المراد من قوله تعالى إلا الذين آمنوا في سورة العصر علي عليه السّلام عن (اربعة) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ...382
(1) الحافظ ابو بكر بن مردويه في «المناقب» ... 383
(2) العلامة المير محمّد صالح الترمذى في «مناقب مرتضوى» ... 383
ص: 45
(3) العلامة السيوطى في «الدر المنثور» ... 383
(4) العلامة الآلوسى في «روح المعاني»... 383
فى ترجمة مقاتل ... 383
فى نقل ان المراد من قوله تعالى و تواصوا بالصبر على عليه السّلام عن (ثلاثة) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 385
(1) العلامة الاندلسي القرطبي في «تفسیره» ... 385
(2) العلامة الترمذى في «مناقب lvتضوی» ... 385
(3) الحافظ ابو بكر بن مردويه في «المناقب» ... 385
في نقل ان المراد من قوله تعالى السابقون الاولون علي و سلمان عن «ثمانية» من فطاحل العامة و ارباب مدارکهم ... 386
(1) العلامة الثعلبى في «تفسيره» ... 386
(2) العلامة موفق بن احمد في «المقتل» ... 386
(3) العلامة أبو عبدالله القرطبي في «تفسیره» ... 386
(4) العلامة الهيتمي في «الصواعق» ... 387
(5) العلامة غياث الدّين المعروف بخواند مير في «حبيب السير» ... 387
(6) العلامة الهيتمي في «مجمع الزوائد» ... 387
(7) العلامة ابن تيميّة في رسالة «رأس الحسين» ... 387
(8) الحافظ ابن مردويه في «المناقب» ... 387
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن تفسير الفخر ...388
في نقل ان عليّا عليه السّلام من المخبتين المذكور في قوله تعالى و بشّر المخبتين عن أبي عبدالله القرطبي والحافظ أبي بكر بن مردويه في كتابيهما ... 389
في نقل ان المراد من قوله تعالى الذين سبقت لهم منا الحسنى علي عليه السّلام عن (ستة) من فطاحل العامة
ص: 46
و ارباب مداركهم ... 390
(1) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 390
(2) العلامة المغربي في «البحر المحيط» ... 390
(3) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 391
(4) العلامة الآلوسى فى «روح المعاني» ... 391
(5) العلامة البيضاوي في «تفسيره» ... 391
(6) العلامة السيوطي في «الدرّ المنثور» ... 391
في نقل ان المراد بالحسنة في قوله تعالى من جاء بالحسنة حبّ أهل البيت عليهم السّلام عن الحافظ أبي بكر بن مردويه، و العلامة الترمذي الحنفى، والعلامة الشيخ سليمان القندوزي (باربعة أسانيد) ... 391
فى نقل ان المراد من قوله تعالى فأذّن مؤذّن بينهم علي عليه السّلام عن (أربعة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 393
(1) الحافظ أبوبكر بن مردويه في «المناقب» ... 393
(2) العلامة المير محمّد صالح الترمذي فی «مناقب مرتضوی» ... 393
(3) العلامة الالوسى فى «روح المعانى» ... 393
(4) العلامة الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» (بأربعة أسانيد) ... 393
فى نقل ان المراد من قوله تعالى إذا دعاكم لما يحييكم ولاية عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام عن الحافظ أبي بكر بن مردويه و العلامة المير محمد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 395
في نقل ان المراد من قوله تعالى في مقعد صدق عند مليك مقتدر علي عليه السّلام عن (اثنين) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 396
(1) الحافظ أبو بكر بن مردويه في «المناقب» ... 396
(2) العلامة درويش برهان الحنفی في «بحر المناقب» ... 396
في نقل قول النبي صلّي الله عليه و آله لعليّ عليه السّلام ان فيك مثلا من عيسى احبّه قوم و ابغضه قوم عن (ثمانية عشر)
ص: 47
من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 398
(1) الحافظ أحمد بن حنبل في «فضائل الصّحابة» ... 398
(2) الحافظ النسائي في «الخصائص» ...398
(3) العلامة محبّ الدّين الطبري فى «ذخائر العقبي» ... 398
(4) العلامة ابن عبد ربه الاندلسی في العقد الفريد ... 399
(5) الحافظ أبو بكر بن مردويه في «المناقب» ... 399
(6) العلامة ابن حجر الهيتمي في «الصّواعق» ... 399
(7) العلامة السيوطي في «تاريخ الخلفاء» ... 399
(8) العلامة المتقى الهندي في «منتخب كنز العمال» ... 400
(9) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 400
(10) عبدالله بن عبدالله العزيز ... 400
(11) سعيد بن الحسن ... 400
(12) سفيان بن وكيع ... 400
(13) ابو عمرو نقلا عن ابن عقدة ... 400
(14) عبدالله بن أحمد نقلا عن شریح بن يونس ... 401
(15) ابن الصلت ... 401
(16) الوكيع ... 401
(17) أحمد بن القاسم ... 401
(18) الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» ... 401
في ترجمة عبدالله بن الزبعري ... 402
فى تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن تفسير الفخر ... 402
في تعيين موضع الحديث المنقول في المتن عن مسند أحمد ... 403
في ترجمة الشيخ عبدالواحد الامدي التميمي ... 403
فی تعریف خصوصیّات کتاب جواهر الكلام ... 404
في ترجمة ابن عبد ربّه ... 404
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن ابن عبدربه في العقد الفريد ... 404
في الإشارة إلى بعض خصائص
ص: 48
عليّ عليه السّلام و اخباراته بالغيب ومعجزاته الباهرة ... 405
في طائفة النصيريّة ... 405
في نقل كلام خليل بن أحمد في العجز عن الاقدام بمدح علي عليه السّلام ... 406
في نقل بقيّة مدارك قول النّبي صلّي الله عليه و آله لعليّ إن فيك مثلا من عيسى الخ عن (خمسة) اخرى غيرها تقدم
(1) الحافظ أبوعبدالله أحمد بن حنبل في «مسنده» ... 407
(2) الحافظ أبوعبدالله الحاكم النيسابوري ... 408
(3) الحافظ محبّ الدّين الطبري في «الرّياض النضرة» ... 407
(4) الحافظ المذكور في «ذخائر العقبى» ... 407
(5) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 407
في نقل سبّهم لعليّ عليه السّلام على المنابر عن (ثلاثة عشر) من فطاحل العامة وارباب مداركهم ... 407
(1) الحافظ ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» ... 407
(2) العلامة ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» ... 407
(3) الحافظ الكبير الحاكم النيسابوري في «المستدرك» ... 407
(4) الحافظ المحدث شمس الدّين الذهبي في «تلخيص المستدرك» ... 408
(5) العلامة المعاصر السيد حداد العلوي ... 408
(6) العلامة الحافظ ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 408
(7) الحافظ أبوعبدالله مسلم بن الحجاج ... 408
(8) الحافظ الترمذي في «صحيحه» ... 408
(9) العلامة ابن الأثير في «اسدالغابة» ... 408
(10) الحافظ ابن عبد البر في «الاستيعاب» ... 408
(11) محبّ الدّين الطبري في «الرياض النضرة» ... 409
(12) الطبري في «تاريخه» ... 409
(13) ابن عساكر في «تاريخ دمشق» ... 409
ص: 49
في الإنكار على ابن حجر الهيتمي في تأليفه «تطهير الجنان» والالوسي والملاأحمد الكردستاني المدرس، والشّيخ محمّد المردوخ الكردي في رسائله «دانش و دین» و «نالۀ اسلام» و (ندای اتحاد) حيث تكلفوا بالاعتذار عن ذلك مع انّ النبيّ صلّي الله عليه و آله قال: من سبّ عليّاً فقد سبّني ... 409
في كلمة (الخشاش) ... 411
في ترجمة الفرزدق ... 411
في نقل ان المراد من قوله تعالى وممّن خلقنا امة يهدون بالحق و به یه دلون عليّ عليه السّلام وشيعته عن (أربعة) من فطاحل العامّة و ارباب مداركهم …413
(1) العلامة السيوطي في (الدّر المنثور) ... 413
(2) الترمذي في (مناقب مرتضوي) ... 413
(3) الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودّة) ... 413
(4) الحافظ أبو بكر بن مردويه في (المناقب) ... 414
في ترجمة زاذان الكندي ... 414
في نقل نزول قوله تعالى: تريهم ركعاً سجّداً في علي عليه السّلام عن (مؤلفين) من فطاحل العامّة وأرباب مداركهم ... 416
(1) المير محمّد صالح الترمذي في (مناقب مرتضوي) ... 416
(2) العلامة الالوسي في (روح المعاني) ... 416
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن افضل المحققين في التجريد ... 417
في نقل نزول قوله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا في عليّ عليه السّلام عن (ستة) من فطاحل العامة وارباب مداركهم ... 417
(1) العلامة القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) ... 417
(2) العلامة البيضاوي في (تفسيره) ... 417
(3) الحافظ أبوبكر بن مردويه في (المناقب) ... 418
(4) المير محمّد صالح الترمذي الحنفي في (مناقب مرتضوي) ... 418
ص: 50
(5) العلامة الخازن في «تفسيره» ... 418
(6) العلامة الواحدي في (اسباب النزول) ... 418
في نقل أنّ المراد من قوله تعالى: و اولوالارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين هو عليّ عليه السّلام عن المير محمّد صالح الترمذي الحنفي في «مناقب مرتضوي» والحافظ أبي بكر بن مردويه في «المناقب» ... 419
في ترجمة محمّد بن عبد الله بن الحسن ... 420
في نقل نزول قوله تعالى و بشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق في ولاية عليّ عليه السّلام عن الحافظ أبي بكر بن مردويه فى «المناقب» ... 423
في تعييين موضع الكلام المنقول في المتن عن الطبرسي في «جمع الجوامع» ... 423
في نقل ان اوّل اولى الأَمر المذكورة في قوله تعالى: اطيعوا الله واطيعوا الرّسول واولى الأَمر منكم علي عليه السّلام عن (سنة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 424
(1) العلامة المغربي في «البحر المحيط» ... 424
(2) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 424
(3) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 424
(4) العلامة أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في «رسالة الإعتقاد» ... 425
(5) الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» ... 425
(6) الشيخ المذكور في موضع آخر من الينابيع بثلاثة اسانيد ... 425
في نقل ان المؤذّن في قوله تعالى و أذّن مؤذن هو عليّ عليه السّلام عن (ستة وأربعين) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 427
(1) الحافظ فظ أحمد في « الفضائل» ... 427
(2) الحافظ المذكور في «مسنده» بثلاثة أسانيد ... 428
(3) الحافظ المذكور في «الفضائل» أيضاً بسندين ... 429
(4) الحافظ أو عبدالرّحمان النسائي في «الخصائص» بثلاثة
ص: 51
اسانيد ... 429
(5) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 430
(6) القاضي ابو بكر الباقلاني في «التمهيد» ... 430
(7) العلامة الخازن البغدادي في «تفسيره» ... 430
(8) العلامة البغوي في «معالم التنزيل» ... 430
(9) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسیره» ... 430
(10) العلامة ابن كثير في «تفسيره» بخمسة أسانيد ... 431
(11) العلامة المذكور في «البداية والنهاية» بأربعة أسانيد ... 432
(12) ابن الأثير الجزري في جامع الاصول، في موضعين ... 432
(13) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 433
(14) العلامة الطبري في «تفسيره» بثلاثة أسانيد ... 433
(15) العلامة محبّ الدين الطبري في «ذخائر العقبي» بأربعة أسانيد ... 434
(16) العلامة أبو حيان في «البحر المحيط» ... 434
(17) العلامة ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» ... 435
(18) العلامة ملا معين الدّين الكاشفي في «معارج النّبوة» ... 435
(19) العلامة ابن أبي الحديد في «شرح النهج» ... 435
(20) العلامة الدهلوى في «مدارج النّبوة» ... 435
(21) العلامة البيضاوي في «تفسيره» ... 435
(22) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 435
(23) العلامة الهيتمي في «مجمع الزّوائد» ... 436
(24) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» ... 436
(25) العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 436
(26) القاضي الشوكاني في «فتح القدير» بثلاثة أسانيد ... 436
(27) العلامة المحدّث السيّد إبراهيم في «البيان والتعريف» ... 437
(28) العلامة الطنطاوي في «تفسيره» ... 437
ص: 52
(29) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 437
(30) ماجيلويه عن عمّه ... 437
(31) الطالقاني ... 437
(32) أحمد بن محمّد بن إسحاق الدينوري ... 438
(33) عليّ بن محمد ... 438
(34) عليّ بن العباس النجلي ... 438
(35) صاحب كتاب الصراط المستقيم ... 438
(36) البلاذري في كتابه ... 438
(37) الواقدي في كتابه ... 438
(38) الشعبي في كتابه ... 438
(39) القشيري في كتابه ... 438
(40) السمعاني في كتابه ... 438
(41) الموصلى في كتابه ... 438
(42) ابن بطة في كتابه ... 438
(43) ابن إسحاق في كتابه ... 438
(44) الاعمش في كتابه ... 438
(45) ابن السماك في كتابه ... 438
(46) ابن الأثير في الكامل ... 438
في نقل كلام من كتاب الشافي في جواب مثل ماذكره النّاصب من أن عادة العرب ان لا يحل ما عقده الرئيس ... 439
في نقل ان المراد من طوبى في قوله تعالى طوبى لهم وحسن مآب شجرة في الجنّة أصلها في حجرة علي عن (ثمانية) من فطاحل العامة و ارباب مداركهم ... 440
(1) العلامة أبو عبد الله القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ... 441
(2) العلامة الطبري في «الرياض النضرة» ... 441
(3) الحافظ الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» ... 441
(4) العلامة ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 442
(5) العلامة السيوطي في «الدّر المنثور» ... 442
(6) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 442
(7) العلامة الشيخ على المتقى في «منتخب کنز العمال» ... 443
(8) العلامة الشّيخ سليمان القندوزی في «ينابيع المودّة» ... 443
ص: 53
في نقل قول النبيّ صلّي الله عليه و آله عند نزول قوله تعالى فأما نذهبن بك فانا منهم منتقمون بعليّ بن ابيطالب عن (أربعة) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 444
(1) العلامة النيشابوري في «تفسيره» ... 444
(2) العلامة السيوطي في «الدر المنثور» ... 445
(3) العلامة الترمذى في «مناقب مرتضوی» ... 445
(4) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 445
في تعيين موضع الرواية المنقولة في المتن عن مجمع البيان ... 445
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن أفضل المحققين ... 446
في ترجمة ابن نوبخت وذكر بيت نوبخت ... 447
في نقل ان المراد من قوله تعالى هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم على عليه السّلام عن الحافظ أبي بكر بن مردويه في «المناقب» ... 448
في نقل ان المراد من آل ياسين في قوله تعالى سلام على آل ياسين آل محمّد عليهم السلام عن (عشرة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 449
(1) العلامة فخر الدّين الرّازي في «تفسيره» ... 449
(2) العلامة القرطبي في «تفسيره» ... 449
(3) العلامة أبوحيان المغربي في «تفسیره» ... 449
(4) العلامة ابن كثير الدمشقي في «تفسیره» ... 449
(5) العلامة الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 449
(6) العلامة السيوطي في (الدر المنثور) ... 449
(7) العلامة الترمذي في مناقب« مرتضوی» ... 450
(8) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» ... 450
(9) العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 450
(10) العلامة الحضرمي في «رشفة الصادي» ... 450
ص: 54
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن الصواعق ... 451
في نقل ان المراد من قوله تعالى ومن عنده علم الكتاب عليّ عليه السّلام عن العلامة الثعلبي بسندين ... 451
في ترجمة الشيخ الأَعظم أبي جعفر الطوسي ... 452
في نقل قرائة النبيّ صلّي الله عليه و آله قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من عل إخواناً على سرر متقابلين في حقّ عليّ وفاطمة والحسن و الحسين وعقيل و جعفر عن (أربعة) من فطاحل العامة وارباب مداركهم ...454
(1) العلامة الخوارزمي في «مقتل الحسين» ... 454
(2) العلامة المحدّث السيّد إبراهيم النقيب في «البيان والتعريف» ... 454
(3) العلامة الكشفي الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 454
(4) العلامة القندوزي البلخي في «ينابيع المودة» بثلاثة أسانيد ... 455
في نقل ان المراد من قوله تعالى يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار عليّ عليه السّلام عن العلامة الآلوسى البغدادي في «روح المعاني» بسندین ... 456
في نقل ان المراد من النّاس في قوله تعالى ام يحسدون النّاس على ما آتاهم الله من فضله أهل البيت عليهم السلام عن (أربعة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 457
(1) العلامة ابن المغازلي الشافعى في «المناقب» ... 457
(2) العلامة شيخنا الحضرمى في «رشفة الصادي» ... 457
(3) العلامة الهيتمي في «الصواعق» ... 457
(4) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 458
في نقل ان المراد من المشكاة في قوله تعالى كمشكاة فيها مصباح فاطمة عليها السلام و من المصباح الحسن والحسين عليهما السّلام عن (ثلاثة) من فطاحل العامة و ارباب مدارکهم ... 458
ص: 55
(1) العلامة ابن المغازلى الشافعي في «المناقب» ... 458
(2) السيد أبوبكر الحضرمي في «رشفة الصادي» ... 459
(3) صاحب كتاب المناقب الفاخرة ... 459
في نقل ان المراد من قوله تعالى لا تقتلوا أنفسكم النّهي عن قتل أهل البيت عليهم السّلام عن الحافظ ابن المغازلي في كتاب «المناقب» ... 461
في ذكر أنّ قتلى ذريّة أهل البيت تربو على الالوف، و الارجاع في ذلك الى كتاب «مشجرات آل الرسول» للسماحه الاستاذ آية الله المحشى دام ظله، و نقل اسماء (مأة وعشرين) منهم عن الكتاب المذكور ... 462
في نقل نزول قوله تعالى وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات في عليّ عليه السّلام عن الحافظ أبي بكر ابن مؤمن الشيرازي ... 471
في ترجمة الحاكم أبي القاسم الحسكاني ... 473
في ذكر مؤيدات من آيات سورة الحديد للرّواية المذكورة في المتن في شأن نزول الآية المتقدمة ... 473
في نقل نزول قوله تعالى و الذین إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله و إنا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون في عليّ عليه السّلام الحافظ محمّد ابن شهر آشوب في المناقب و الحافظ المجلسي في البحار ... 474
في ترجمة النقاش ...475
في نقل قول ابن عباس انه ما في القرآن آية إلا وعلى رأسها وقائدها وشريفها وأميرها عن (أربعة عشر) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 476
(1) الحافظ أحمد بن حنبل في «فضائل الصحابة» ... 476
(2) الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في «حلية الأولياء» ... 476
(3) العلامة محبّ الدين الطبري في «ذخائر العقبي» ... 476
ص: 56
(4) العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» ... 477
(5) العلامة الطبري المذكور في «الرياض النضرة» ... 477
(6) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 477
(7) العلامة الشبلنجي في «نور الأَبصار» ... 478
(8) العلامة غياث الدّين بن همام في «حبيب السير» ... 478
(9) الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 478
(10) العلامة الهيتمي في موضعين من «الصواعق» ... 478
(11) العلامة السيوطي في «تاريخ الخلفاء» ... 478
(12) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 478
(13) القاسم بن حماد ... 479
(14) الحافظ أحمد في «مسنده» ... 479
في نقل قول ابن عباس انه ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي عن (ثلاثة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 479
(1) جلال الدّين السيوطى في «تاريخ الخلفاء» ...479
(2) العلامة الهيتمي في «الصواعق» ... 479
(3) الشّيخ عبدالرّؤوف المناوي في «الكوكب الدريّة» ... 479
في نقل كلام مجاهد أنّه نزل في علىّ سبعون آية ... 480
في نقل كلام ابن عباس انّه نزلت في علىّ ثلاثمأة آية عن (أربعة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 480
(1) العلامة الهيتمي في «الصواعق» ... 480
(2) العلامة السيوطي في «تاريخ الخلفاء» ... 480
(3) العلامة غياث الدّين بن همام في «حبيب السير» ... 480
(4) الشّيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» في موضعين ... 481
في تعيين التفاسير الاثنى عشر المشار اليها في المتن ... 482
في نقل ان المراد من اهل الذكر في قوله تعالى فاسئلوا أهل الذكر
ص: 57
أهل البيت عليهم السلام عن (سبعة) من فطاحل العامة و أرباب مداركهم ... 482
(1) العلامة الطبري في «تفسيره» ... 482
(2) العلامة الثعلبي ... 482
(3) العلامة ابن كثير في «تفسيره» ... 482
(4) العلامة القطان في «تفسيره» ... 483
(5) الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي في «المستخرج من التفاسير الاثنى عشر» .. 483
(6) العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 483
(7) العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة» في نقل المراد من النبا العظيم في سورة النبأ عن أبي بكر بن مؤمن الشيرازي ... 484
في كلمة «كسرى» ... 486
في تعيين موضع الكلام المنقول في المتن عن تفسير النيشابوري ... 487
في ذكر جماعة من فحول الاصوليين قد صرحوا ان شرط حصول العلم بالخبر المتواتران لا يسبق شبهة إلى السامع ... 488
في الإشارة إلى أنّ ما نقله الناصب في المتن من مختلفات الوضّاعين ... 490
في الإنكار على النّاصب في نسبة الإستخلاف بالوصف إلى النبي من غير تعيين ... 491
في انحصار القول في طريق ثبوت الامامة عند جميع فرق المسلين في وجهين لا ثالث لهما وهما النص من الله واختيار الامة ... 493
في الارجاع إلى كتاب «منهاج العابدين» للعلامة الغزالي في انه لا مساغ في تفويض امر الإمامة إلى البشر ... 494
في طائفة بني المصطلق ... 495
في طائفة بني خزيمة ... 496
في نقل فرار أبي بكر وعمر في الغزوة عن (تسعة) من فطاحل العامة وأرباب مداركهم ... 497
(1) أبو داود الطيالسي في «مسنده» ... 497
(2) الطبري في «تفسيره» ... 497
(3) الهيتمي في «مجمع الزوائد» ... 497
ص: 58
(4) شارح المواقف ... 497
(5) ابن قتيبة في «المعارف» ... 497
(6) ملا معين الكاشفي في «المعارج» ... 497
(7) المير محمّد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 497
(8) الشيخ علي المتقي الهندي في «منتخب کنز العمال» ... 497
(9) الطبري في «تفسيره» في ذكر دقيقة ادبيّة في اختصاص قوله تعالى وعملوا الصالحات في الآية في عليّ عليه السّلام دون واحد من الخلفاء الثلاثة ... 498
في تعيين موضع الكلام المنقول عن تفسير النيشابوري ... 500
في ان الآية المذكورة في المتن مختصّة بالمهدي عليه السّلام بحسب المروي عن أهل البيت عليهم السلام ... 500
في الاستداكات ... 502
في مستدرك ما أوردناه (ج 2 ص 399) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى: إنّما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون و هم (سبعة و عشرون) ... 502
(1) الحاكم النيشابوري في «المستدرك» ... 502
(2) الطبراني في «الاوسط» ... 502
(3) صاحب ترجمان القرآن ... 503
(4) صاحب تفسیر فتح البيان ... 503
(5) الحقاني في «تفسيره» ... 503
(6) ابن المغازلي في «المناقب» ... 503
(7) الحمويني في «درر السمطين» ... 503
(8) الحافظ أبو نعيم في «نزول القرآن في عليّ» بسبعة اسانيد ... 503
(9) العلامة الثعلبي في «تفسيره» ... 503
(10) العلامة رزين في «الجمع بين الصحاح» ... 505
(11) العلامة فخر الدين الرازي في «تفسيره» في موضعين ... 505
(12) العلامة ابن المغازلي في «المناقب» بخمسة أسانيد ... 506
(13) العلامة اخطب خوارزم بسندین ... 506
ص: 59
(14) العلامة البيضاوي في «تفسيره» ... 506
(15) العلامة الكنجي في «كفاية الطالب» باربعة اسانيد ... 506
(16) العلامة النيشابوري في «تفسيره» بثلاثة اسانید ... 508
(17) محيى الدين الأَعرابي في «تفسيره» ... 508
(18) العلامة محبّ الدّين الطبري في «ذخائر العقبي» ... 508
(19) العلامة المذكور في «الرياض النضرة» ... 509
(20) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» في موضعين ...509
(21) العلامة غياث الدّين بن همام في «حبيب السير» ... 510
(22) العلامة السيوطي في «لباب النقول في اسباب النزول» بخمسة اسانید ... 510
(23) العلامة المذكور في «الإكليل» ... 510
(24) العلامة الهيتمي في «مجمع الزوائد» ... 510
(25) العلامة الهندي في «منتخب كنز العمال» ... 511
(26) العلامة الشبلنجي في «نور الأبصار» ... 511
(27) العلامة الشوكاني في «فتح القدير» بخمسة أسانيد ... 511
في مستدرك ما أوردناه (ج2ص 415) من مدارك الأَخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى يا أيهاالرسول بلغ ما انزل إليك من ربّك وهم (خمسة) ... 512
(1) العلامة ابن الصباغ في «الفصول المهمة» ... 512
(2) صاحب كتاب فتح البيان ... 512
(3) صاحب كتاب المظهري ... 512
(4) العلامة غياث الدين بن همام في «حبيب السير» ... 512
(5) العلامة القندوزي في «ينابيع المودة» بثلاثة أسانيد ... 513
مستدرك ما أوردناه (ج 2 ص 502) من مدارك الأَخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى: إنّما
ص: 60
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً وهم (خمسة وعشرون) ... 513
(1) الحافظ أحمد في «الفضائل» بتسعة أسانيد ... 513
(2) الحافظ أبو عبدالله البخاري في كتاب «التاريخ الكبير»... 516
(3) العلامة الطبراني في «المعجم الصغير» ... 517
(4) الحاكم في «المستدرك» ... 517
(5) الذهبي في «تلخيص المستدرك» ... 518
(6) الحاكم المذكور في مجلد آخر من المستدرك بسندين ... 518
(7) العلامة البغوي الشافعي في «مصابيح السنّة» ... 518
(8) العلامة الرازي في تفسيره ... 519
(9) العلامة ابن الأَثير الجزري في «اسد الغابة» ... 519
(10) العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 519
(11) العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» في موضعين ... 519
(12) الحافظ أبو زكريا النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» ... 519
(13) العلامة محبّ الدين الطبري في «الرياض النضرة» ... 519
(14) شمس الدين الذهبي في «تاريخ الإسلام» ... 521
(15) العلامة ابن عبد رّبه الاندلسي في «عقد الفريد» ... 521
(16) العلامة الخوارزمي في «مقتلة» على نحو التفصيل ... 521
(17) الشيخ محمّد الكازروني في «السيرة المحمديّة» ... 526
(18) العلامة النيشابوري في «تفسیره» ... 526
(19) الحافظ الطحاوي في «مشكل الآثار» بثلاثة عشر سندا ... 526
(20) العلامة المحدث أبو عبد الله المرزباني ... 529
(21) صاحب كتاب شرف النبي ... 530
(22) العلامة الهيتمي في «مجمع الزوائد» ... 530
(23) العلامة غياث الدين بن همام في «حبيب السير» ... 503
ص: 61
(24) القاضي بهجت أفندي في «تاریخ آل محمّد» ... 530
(25) العلامة السيّد صديق حسن خان في «حسن الاسوة» بأربعة أسانيد ... 530
في مستدرك ما أورد ناء في (ج 3 ص 1) من مدارك الأَخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى قل لا اسئلكم عليه أجراً إلّا المودة في القربى وهم (اثنان) ... 531
(1) العلامة الخوارزمي في «المقتل» ... 531
(2) العلامة محبّ الدين الطبري في «ذخائر العقبى» ... 531
في مستدرك ما أوردناه (ج 3 ص 88) من مدارك الأَخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى إنّما أنت منذر و لكل قوم هاد عن السيوطي في «الدر المنثور» بأربعة أسانيد ... 531
في مستدرك ما أوردناه (ج 3 ص 104) من مدارك الأخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى قفوهم إنهم مسئولون عن العلامة الكنجي في كفاية الطالب ... 533
في المستدرك لما ذكره المصنف «قده» من الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين عليّ و أهل البيت عليهم السّلام و هي «أربع وتسعون» آية ... 533
(1) قوله تعالى إهدنا الصراط المستقيم ذكره الثعلبي و وكيع ابن جراح ... 534
(2) قوله تعالى: وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا و اذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنّما نحن مستهزؤون، ذكره الثعلبي و الهذيل و المجاهد والكنجى ... 535
(3) قوله تعالى: بشّر الذین آمنوا و عملوا الصالحات ان لهم جنات تجرى من تحتها الأنَهار، ذكره الجبري و الحسين بن حكم ... 535
(4) قوله تعالى: استعينوا بالصبر والصلاة و إنها لكبيرة إلّا على الخاشعين، ذكره الحسين بن الحكم ... 536
ص: 62
(5) قوله تعالى: ادخلوا في السلم كافة، ذكره جعفر الفزاري، و القندوزي ... 536
(6) قوله تعالى: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، ذكره ابن أبي الحديد في «شرح النهج» ... 537
(7) قوله تعالى: إن الله اصطفى آدم و نوحاً و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين، ذكره الثعلبي في «تفسيره» ... 537
(8) قوله تعالى: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، ذكره البيضاوي في «تفسيره»، و السيوطي في «الدر المنثور»، و الألوسي في «روح المعاني» ... 537
(9) قوله تعالى: واعتصموا بحبل جميعاً و لا تفّرقوا، ذكره الثعلبي، و العلامة الهيتمي في «الصّواعق المحرقة»، و العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في «رشفة الصادي»، و العلامة القندوزي في «ينابيع المودّة»، و العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 539
(10) قوله تعالى: أفإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً، ذكره الحمويني و ابن شهر آشوب من طرق العامة ... 540
(11) قوله تعالى: الذين استجابو الله و الرّسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتّقوا أجر عظیم، ذكره الفلكي، و ابن شهر آشوب مع التزامه الرواية عن العامة ...541
(12) قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا و رابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، ذكره الحسن بن مساعد من طرق المخالفين ... 542
(13) قوله تعالى: ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النّبيين و الصّديقين و الشّهداء و الصّالحين، ذكره أبو بكر بن مؤمن الشّيرازي في «رسالة الاعتقاد»
(14) قوله تعالى: ولوردّوه الى
ص: 63
الرسول و الى اولى الأَمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم، ذكره النصبي ... 542
(15) قوله تعالى: يا أيّها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احلّ الله لكم، ذكره سبط بن الجوزي في «التذكرة» ... 542
(16) قوله تعالى: ان الذین آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم، ذكره العلامة أبو بكر بن مؤمن الشيرازي ... 543
(17) قوله تعالى: وان هذا صراطى مستقيماً فاتّبعوه، ذكره الشيرازي من اعيان العامة، و ابراهيم الثقفي ... 543
(18) قوله تعالى: وعلى الأَعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم، ذكره الهيتمي في «الصواعق المحرقة» و العلامة القندوزي في «ينابيع المودة» باربعة اسانيد ... 544
(19) قوله تعالى: و نادی اصحاب الأَعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم، ذكره العلامة الترمذي الحنفي في «مناقب مرتضوي» ... 545
(20) قوله تعالى: ومارميت إذرميت ولكنّ الله رمى، ذكره الحمويني و الثعلبي ... 545
(21) قوله تعالى: وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم، ذكره المير محمّد صالح الترمذي الحنفي في «مناقب مرتضوي» ... 545
(22) قوله تعالى: واتقوا فتنة لاتصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة، ذكره العلامة النيسابوري في «تفسيره» ... 546
(23) قوله تعالى: و يحلفون بالله بما قالوا و لقد قالوا كلمة الكفر، ذكره أبوجعفر الطبري اسنده الى ابن عباس ... 546
(24) قوله تعالى: قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا، ذكره العلامة الكنجى في «كفاية الطالب» و الخطيب في «تاریخه» و ابن عساكر في «كتابه» ... 546
(25) قوله تعالى: فلعلّك تارك بعض ما يوحى اليك و ضائق به صدرك، ذكره العلامة المير محمّد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 547
(26) قوله تعالي: ألا بذكر الله تطمئن
ص: 64
القلوب، ذكره العلامة الآلوسى في «روح المعاني»، وابن بطريق في «المستدرك» ... 547
(27) قوله تعالى: أولم يروا اناناتي الارض ننقصها من أطرافها، ذكره العلامة ابن شهر آشوب من طريق العامة و الزعفراني عن المزني عن الشافعي ... 548
(28) قوله تعالى: يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، ذكره الحسين ابن الحكم معنعناً عن ابن عباس والجبري عنه أيضاً ... 548
(29) قوله تعالى: ألم تر الى الذين بدّلوا نعمة الله كفراً واحلّوا قومهم دار البوار، ذكره مجاهد ... 548
(30) قوله تعالى: وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت، ذكره أبو بكر بن أبي شيبة ... 548
(31) قوله تعالى: وآت ذا القربي حقّه، ذكره ملامعين الدّين الكاشفي في «معارج النبوّة»، و العلامة التعلبي في «تفسيره»، و العلامة القندوزى في «ينابيع المودّة» بسندين العلامة الآلوسي في «روح المعاني» ... 549
(32) قوله تعالى: اما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسوراً، ذكره الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي ... 549
(33) قوله تعالى: جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً، ذكره العلامة أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في «نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين» ... 550
(34) قوله تعالى: و اني لغفار لمن تاب و آمن وعمل صالحاً، ذكره العلامة الهيتمي في «الصواعق» و الشّيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» بثلاثة طرق والسيّد أبوبكر الحضرمي في «رشفة الصّادي» ... 551
(35) قوله تعالى: ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً، ذكره أبو صالح عن ابن عباس ... 551
(36) قوله تعالى: فستعلمون من اصحاب الصراط السوى ومن اهتدى، ذكره الأعمش
ص: 65
(37) ان الله دخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأَنهار، ذكره العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوی» ... 552
(38) قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربّهم، ذكره البخاري في «صحيحه» سندين وأبو عبدالله مسلم بن حجاج النيشابوري في صحيحه، والعلامة الحاكم في «المستدرك» بثلاثة أسانيد، و العلامة الواحدي في «اسباب النزول»، و العلامة فخر الدّين الرازي في «تفسيره»؛ و العلامة الطحاوي في «مشكل الآثار» بثلاثة اسانيد، و العلامة القرطبي في «تفسيره» و العلامة الاديب أبوحيان في «البحر المحيط» و العلامة ابن كثير في «تفسيره» و العلامة ابن الأَثير في «جامع الاصول» و العلامة الكنجي في «كفاية الطالب» و العلامة النيشابوري في «تفسيره» و العلامة الهيتمي في «الصواعق» و العلامة السيوطي في «لباب النقول» بثلاثة طرق و العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» و «الرّياض النضرة» ... 557
(39) قوله تعالى: انّ الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصّراط لناكبون، ذكره الميرمحمّد صالح الترمذي في «متاقب مرتضوي» و الشّيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودّة» ... 557
(40) قوله تعالى: في بيوت اذن ان ترفع ويذكر فيها اسمه، ذكره السيوطي في «الدر المنثور» والالوسي في «روح المعاني» ... 558
(41) قوله تعالى: وإذا دعوا الى الله و الى رسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون، ذكره النيشابوري في «تفسيره»
(42) قوله تعالى: و من يطع الله ورسوله ويخش الله و يتقه فاولئك هم الفائزون، ذكره جعفر بن
ص: 66
محمّد بن بشرويه ... 559
(43) قوله تعالى: يوم تشقق السماء بالغمام و نزل الملائكة تنزيلا، ذكره المير محمّد صالح الترمدي في «مناقب مرتضوي»
(44) قوله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، ذكره محمّد بن عبد الله الطبراني، و صاحب كتاب الصراط المستقيم ... 559
(45) قوله تعالى: والذين يقولون هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة اعین و اجعلنا للمتقين اماماً، ذكره أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في «رسالة الاعتقاد» ... 560
(46) قوله تعالى: وانذر عشيرتك الأَقربين، ذكره أحمد في «مسنده»، و العلامة الطبري في «تفسيره»، وسبط بن الجوزي في «التذكرة» و العلامة المتقي في «كنز العمال»، باربعة طرق، والراغب الأصبهاني في «المفردات» و العلامة القندوزي في «ينابيع المودة» بطريقين ... 560
(47) قوله تعالى: امّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ذكره انس بن مالك ...563
(48) قوله تعالى: افمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه ذكره العلامة محب الدين الطبرى في «الرياض النضرة» و «ذخائر العقبى» و العلامة القندوزي في «ينابيع المودة» ... 563
(49) قوله تعالى: وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ذكره على بن الجعد، و الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازى في «المستخرج من التفاسير الاثنى عشر» ... 564
(50) قوله تعالى: تلك الدّار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأَرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين، ذكره أبو الحسن ابن المغازلي في «مناقبه» ... 565
(51) قوله تعالى: و وصینا الانسان
ص: 67
بوالديه حسناً حملته امّه كرهاً و وضعته كرهاً و حمله و فصاله ثلثون شهراً، ذكره محمّد بن العباس ... 565
(52) قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى، ذكره الشيخ سليمان القندوزی في «ينابيع المودة» وابوالمؤيد موفق بن أحمد، و ابن شاذان في «المناقب» ... 565
(53) قوله تعالى: فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدّلوا تبديلا، ذكره العلامة سبط بن الجوزى في «التذكرة»، و الكنجي في ماية الطالب، و القندوزي في «ينابيع المودّة» بطريقين ... 567
(54) قوله تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا و الآخرة واعدّ لهم عذاباً مهيناً، ذكره أبو حيان في «البحر المحيط» ... 567
(55) قوله تعالى: انّا عرضنا الأمانة على السماوات و الأَرض والجبال فأبين ان يحملنها و أشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولا، ذكره أبوبكر الشيرازى في «نزول القرآن في علي» ... 567
(56) قوله تعالى: وما يستوى الأَعمى والبصير ولا الظلمات ولا النّور ولا الظل ولا الحرور، ذكره مالك بن أنس ... 567
(57) قوله تعالى: ام نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأَرض ام نجعل المتقين كالفجار، ذكره العلامة الالوسي في «تفسيره» و ابن شهر آشوب نقلا عن تفسير أبي يوسف ... 567
(58) قوله تعالى: وإذا مس الانسان ضر دعا ربّه منيباً إليه، الاية، ذكره النيشابورى في «روضة الواعظين»
(59) قوله تعالى: افمن شرح الله صدرة للإسلام فهو على نورمن ربّه ذكره العلامة الواحدى في «اسباب النزول» و «الوسيط»، و العلامة البيضاوى في «تفسيره»، و العلامة أبو عبدالله محمّد بن أحمد الأَنصارى في «تفسيره»، والعلامة الطبرى في
ص: 68
«الرّياض النّضرة»، وذخائر العقبى ... 569
(60) قوله تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون الاية ذكره ابو على الطبرسي ... 570
(61) قوله تعالى: ان تقول نفس یا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين، ذكره محمّد بن إبراهيم، وصاحب كتاب «المناقب الفاخرة» ... 570
(62) قوله تعالى: و قال الذين روا ربّنا ارنا الذين اضلالنا من الجنّ والإِنس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الأَسفلين، ذكره صاحب كتاب الصراط المستقيم وعكرمة ... 572
(63) قوله تعالى و من يقترف حسنة نزوله فيها حسناً، ذكره الآلوسي والعلامة القندوزي بطريقين ... 572
(64) قوله تعالى: وجعلها كلمة باقية، ذكره الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة ... 573
(65) قوله تعالى: وانه لذكر لك و لقومك وسوف تسألون، ذكره ابن المغازلي الشافعي ... 573
(66) قوله تعالى: وانه لعلم للسّاعة فلا تمترنّ بها و اتبعون، ذکره العلامة الهيتمي في «الصواعق المحرقة» ... 573
(67) قوله تعالى: فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ذكره جعفر بن محمّد الزّرار، والثعلبي في «تفسيره» ... 574
(68) قوله تعالى: ام حسب الذين اجترحوا السيئات، الآية، ذكره خطیب خوارزم في «المناقب»، و العلامة سبط بن الجوزي في «التذكره» ... 574
(69) قوله تعالى: فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأَرض و تقطعوا ارحامكم الاية، ذكره الثعلبي في «تفسيره»، ومحمّد بن العباس، وصاحب كتاب الصراط المستقيم بأربعة طرق ... 574
(70) قوله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، ذكره الكنجي الشافعي
ص: 69
في «كفاية الطالب»، و العلامة الترمذي في «مناقب مرتضوي» ... 575
(71) قوله تعالى: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابو او جاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون ذكره محمّد بن العباس ... 575
(72) قوله تعالى: وكانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأَسحارهم يستغفرون، ذكره أبوبكر بن مؤمن الشيرازي في «رسالة الاعتقاد» ... 576
(73) قوله تعالى: ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ذكره المير محمّد صالح الترمذي في «كتاب مناقب مرتضوى» والعلامة القندوزي في «ينابيع المودة» ... 577
(74) قوله تعالى: وانزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس، ذكره السدي في «تفسيره» ... 577
(75) قوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ذكره أبو جعفر الطبرى ... 578
(76) قوله تعالى: ربّنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ذكره محمّد بن العباس ... 578
(77) قوله تعالى: لا يستوى اصحاب النار و أصحاب الجنّة أصحاب الجنة هم الفائزون رواه ابوالمؤيد موفق بن احمد ... 578
(78) قوله تعالى: ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كانّهم بنيان مرصوص، ذكره محمّد ابن العباس، والجبرى ... 579
(79) قوله تعالى: وإذار أو اتجارة أولهوا انفّضوا إليها و تركوك قائما، ذكره مجاهد ... 580
(80) قوله تعالى: فآمنوا بالله و رسوله و النّور الذي انزلنا، ذكره أبو جعفر الطبرى ... 580
(81) قوله تعالى: افمن يمشى مكبّاً على وجهه أهدى امن يمشي سويّاً على صراط مستقيم، ذكره عبدالله بن عمر ... 580
ص: 70
(82) قوله تعالى: فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون، ذكره الحاكم الحسكاني، و الشّيخ سليمان القندوزى ... 581
(83) قوله تعالى: ن والقلم و ما يسطرون، ذكره الطبرسی، وابن شهر آشوب ... 581
(84) قوله تعالى: فستبصر و يبصرون بايكم المفتون، ذكره محمّد بن العباس ... 582
(85) قوله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع، ذكره ابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة»، والشبلنجي في «نور الءَبصار» ... 582
(86) قوله تعالى: ومن يعرض عن ذكر ربّه، ذكره محمّد بن أحمد المدائني ... 582
(87) قوله تعالى: إنّ الأَبرار يشربون من كأس كان مزاجها کافوراً، ذكره الشّيخ الكبير أبو بكر ابن مؤمن الشيرازى في «رسالة الاعتقاد» ... 583
(88) قوله تعالى: ويطعمون الطعام على حبه، ذكره محبّ الدّين الطبري في «الرّياض النضرة» ... 583
(89) قوله تعالى: ان الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ذكره الآلوسي في «روح المعاني» وأبو القاسم العلوى ... 583
(90) قوله تعالى: فاليوم الذين آمنوا من الكفّار يضحكون، ذكره المير محمّد صالح التّرمذى في «كتاب مناقب مرتضوی» ... 584
(91) قوله تعالى: لتسئلنّ يومئذ عن النعيم، ذكره الشّيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودّة) والالوسى فى (روح المعانى) ... 585
(92) قوله تعالى: إنّا أنزلناه في ليلة القدر، ذكره العلامة ابن الأَثير فى (جامع الأصول) ... 585
(93) قوله تعالى: ولسوف يعطيك ربّك فترضى، ذكره الهيتمي في (الصواعق المحرقة)، و السيّد
ص: 71
أبو بكر العلوى الحضرمي في «رشفة السّادى» والترمذى في (كتاب مناقبحر تضوى)، والحمويني في (فرائد السمطين)، و ابن المغازلي في كتاب الفضائل ... 586
(94) قوله تعالى: فلا افتحم العقبة ذكره محمّد بن الصباح الزّعفرانی ... 587
في التنبيه على أنّ المنقب في كتب القوم ومسفوراتهم يجد أكثر ممّا ذكرنا، و ذم من قلد السلف من غير رويّة، و ترجى انتباههم من نومة الغفلة و اشهاد الله تعالى في اتمام الحجّة عليهم ... 587
ص: 72
مصادر الكتاب والتعاليق
(1) الاتحاف بحب الاشراف ... للعلامة الشيخ عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي
(2) اسعاف الراغبين ... للعلامة الشيخ محمّد الصباّن المصري
(3) ارجح المطالب ... للعلامة أبي عبدالله الرازي
(4) المعجم الأوسط ... للعلامة الطبراني
(5) اسدالغابة ... للعلامة الشّيخ عزّ الدّين ابن الأَثير الجزري
(6) أحكام القرآن ... للعلامة الجصّاص الرازي
(7) أسباب النزول ... للعلامة الواحدي النيسابوري
(8) أحكام القرآن ... للعلامة الحافظ ابن العربي
(9) الاصابة ... للعلامة ابن حجر العسقلاني
(10) الاربعين ... للعلامة المولى حسن الكاشي المقري
(11) الاحتجاج ... للعلامة شيخنا الطبرسي
(12) الاستيعاب ... للعلامة الحافظ ابن عبدالبرّ الاندلسي
(13) انتقاد المغني ... للعلامة المعاصر حسام الدّين القدسي
(14) اخبار اصفهان ... للعلامة أبي نعيم الاصفهاني
(15) الأَربعين حديثاً ... للعلامة المولى محمّد بن پيرعلي افندى البركوي
(16)الانس الجليل ... للعلامة أبي اليمن القاضي مجير الدّين الحنبلي
(17) الاتقان ... للعلامة جلال الدين السيوطي
(18) الارشاد ... لامام الحرمين الجويني
(19) أسنى المطالب ... للحافظ محمّد الجزري الشافعي القارى المقرى
ص: 73
(20) الاصول ... للعلامة النسفي
(21) الاغاني ... للعلامة أبي الفرج الأصفهاني
(22) الاستبصار ... للعلامة فقيه الشيعة شيخنا الطوسي
(23) اتحاف فضلاء البشر في القراءات الاربع عشر ... للعلامة الدمياطي المصرى
(24) ارشاد السارى ... للعلامة أبي العباس شهاب الدين القسطلاني
(25) اعتقاد السنة ... للعلامة الابشهي
(26) الأربعين ... للخطيب المكي
(27) الارتباط ... للعلامة الشيخ محمّد بن الحسن الحر العاملي
(28) الاكليل ... للعلامة جلال الدين السيوطي
(29) أنباء الغمر ... لابن حجر العسقلاني
(30) إحيا الميت ... للعلامة السيوطي
(31) أنساب الاشراف ... للبلاذرى
(32) الانساب ... للعلامة السمعاني
(33) البحر المحيط ... للعلامة أبي حيّان الاندلسي
(34) البداية والنهاية ... الحافظ أبي الفداء ابن كثير الدمشقي
(35) بحر المناقب ... للعلامة المشتهر بدرويش برهان
(36) بحار الانور ... للعلامة الحافظ مولانا المجلسى
(37) البيان والتعريف ... للعلامة المحدث السيّد إبراهيم النقيب الدمشقي
(38) بغية الوعاة ... للعلامة السيوطي
(39) البسيط ... للعلامة الواحدى النيسابورى
(40) البرهان ... المعلامة السيّد هاشم البحراني
ص: 74
(41) بلوغ الارب ... للعلامة السيد محمود الآلوس
(42) التفسير ... للعلامة محبّ الدين الاعرابي
(43) التفسير ... للعلامة الحقاني (نقل عنه بالواسطة)
(44) التفسير ... للعلامة الهذيلي (نقل عنه بالواسطة)
(45) تعليقة المعالم ... للعلامة الوحيد البهبهاني
(46) التعليقة على شرح المختصر ... للعلامة الشريف الجرجاني
(47) التعليقة على شرح المختصر ... للعلامة جلال الدين الدّواني
(48) التجريد ... للعلامة المحقق الطوسي
(49) التفسير ... للعلامة البيضاوي
(50) التفسير ... للعلامة الخازن البغدادي
(51) التفسير ... للعلامة نظام الدين النيسابوري
(52) التفسير ... للعلامة فخر الدين الرازي
(53) التمهيد ... للعلامة القاضي أبي بكر الباقلاني
(54) التفسير ... للعلامة أبي الفداء ابن كثير الدّمشقي
(55) التفسير ... للعلامة محمّد بن جرير الطبري الشافعي
(56) التذكرة ... للعلامة سبط ابن الجوزى
(57) التفسير ... للعلامة الشيخ طنطاوي الجوهري المعاصر
(58) التفسير ... للعلامة محمّد بن سيرين (نقل عنه بالواسطة)
(59) التفسير ... للعلامة الاندلسي القرطبي
(60) تاریخ بغداد ... للعلامة الخطيب البغدادي
(61) التبيان ... للعلامة مولانا شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي
(62) التهذيب ... للعلامة مولانا شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي
ص: 75
(63) تاریخ دمشق ... للعلامة الحافظ ابن عساكر الدمشقي
(64) التعليقة لعمدة الطالب ... للعلامة الاستاذ دام ظلّه العالي
(65) تاريخ الخلفاء ... للعلامة جلال الدين السيوطي
(66) التفسير ... للعلامة القطان (نقل عنه بالواسطة)
(67) التاج الجامع للاصول ... للعلامة المعاصر الشيخ منصور على ناصف
(68) التاريخ ... للعلامة محمّد بن جرير الطبرى
(69) تاريخ آل محمّد صلّي الله عليه و آله ... للعلامة القاضي محمّد بهلول بهجت أفندي
(70) التفسير ... للعلامة ابن فورك الاصفهاني
(71) تجريد اسماء الصحابة ... للعلامة الحافظ الذهبي
(72) التاج المكلل ... للعلامة السيد صديق حسن خان ملك (بهوپال)
(73) التفسير ... للعلامة المجاهد (نقل عنه بالواسطه)
(74) التفسير ... للعلامة الضحاك (نقل عنه بالواسطه)
(75) التفسير ... للعلامة الحسن (نقل عنه بالواسطه)
(76) التفسير ... لعطاء (نقل عنه بالواسطه)
(77) التفسير ... لقتادة (نقل عنه بالواسطه)
(78) التفسير ... لمقاتل (نقل عنه بالواسطه)
(79) التفسير ... لليث (نقل عنه بالواسطه)
(80) التفسير ... لابن عباس (نقل عنه بالواسطه)
(81) التفسير ... لابن مسعود (نقل عنه بالواسطه)
(82) التفسير ... لابن جبير (نقل عنه بالواسطه)
(83) التفسير ... لعمرو بن شعيب (نقل عنه بالواسطه)
ص: 76
(84) التفسير ... لابن مهران (نقل عنه بالواسطه)
(85) التفسير ... النقاش (نقل عنه بالواسطه)
(86) التفسير ... للقشيري (نقل عنه بالواسطه)
(87) تذكرة العرفاء ... للعلامة الخواجة محمّد الهندي
(88) التفسير ... للعلامة الشيخ عبدالعزيز الدهلوي
(89) التقريب ... للعلامة ابن حجر العسقلاني
(90) تحمير التفسير ... نقل عنه بالواسطة
(91) التعليق الصبيح في شرح المصابيح ... للعلامة الشيخ محمّد إدريس الهندى الكاندهلوى
(92) تاریخ جرجان ... للعلامة أبي القاسم حمزة بن يوسف السهمى
(93) ترجمان القرآن ... نقل عنه بالواسطة
(94) التاريخ الكبير ... للمحدث البخاري الشهير
(95) تجريد التمهيد ... للعلامة الشيخ يوسف بن عبدالعزير النمري الاندلسي
(96) تلخيص المستدرك ... للعلامة الحافظ الذهبي
(97) تاريخ دول الاسلام ... للحافظ شمس الدين الذهبي
(98) تهذيب الاسماء واللغات ... للحافظ أبي زكريا النووي
(99) التعليقة ... للعلامة شيخنا السعيد الشهيد الثاني
(100) تبصیرالرحمان ... للعلامة المهايمي الهندي
(101) تفسير الجلالين ... للعلامة السيوطي
(102) التفسير ... للعلامة أبي السعود أفندي
(103) تفسير المنار ... للعلامة المعاصر السيد محمد رشيد رضا المصري
(104) تلخيص العواصم ... للعلامة محمد بن المرتضى الحسنى اليماني
(105) تذكرة الموضوعات ... للعلامة الشيخ محمّد طاهر الفتنى
ص: 77
(106) التفسير ... للعلامة الثعلبي
(107) التفسير ... لابن أبي حاتم (نقل عنه بالواسطة)
(108) التفسير الواضح ... للفاضل المعاصر محمّد محمود الحجازي
(109) التفسير اللوامع ... للعلامة السيد أبي القاسم الرضوي اللاهوري
(110) التفسير ... للعلامة النسفي الحنفي
(111) تعويد اللسان ... للعلامة السيد آقا التستري الجزائري من مشايخ العلامة الاستاذ دام ظله في التجويد
(112) تاریخ الاسلام ... للعلامة الذهبي
(113) الجامع الصغير ... للعلامة السيوطي
(114) جوامع الجامع ... لشيخنا العلامة الطبرسي
(115) جواهر الكلام ... للعلامة الآمدي التميمي
(116) جامع الأصول ... للعلامة ابن الأَثير الجزري
(117) جامع البيان ... للعلامة القرطبي
(118) جمع الجوامع ... للعلامة السيوطي
(119) جامع البيان ... للحافظ ابن عبدالبرّ الاندلسي
(120) الجمع بين الصحاح الست ... للعلامة أبي الحسن رزين العبيدي
(121) الجمع بين الصحيحين ... للعلامة الحميدي الاندلسي
(122) حلية الأولياء ... للعلامة أبي نعيم الاصفهاني
(123) حبيب السير … للعلامة غياث الدين المعروف بخواند میر
(124) حسن الاسوة ... للعلامة السيد صديق حسن خان ملك (بهوپال)
(125) الحدائق الوردية ... للعلامة حميد بن أحمد المحلي اليماني
ص: 78
(126) حسن المحاضره ... للعلامة السيوطي
(127) الخصائص ... للعلامة النسائي
(128) الخلاصة ... للعلامة الخزرجي
(129) الخلاصة ... للمعلامة صاحب القاموس
(130) الخصائص الوردية ... للعلامة النطنزي
(131) الخرائج ... للمعلامة الخزاز الكوفي
(132) الدر المنثور ... للعلامة السيوطي
(133) دلائل النبوة ... للمحافظ أبي نعيم الاصفهاني
(134) دلائل النبوة ... للعلامة البيهقي
(135) الدرر الكامنة ... لابن حجر العسقلاني
(136) ذخائر العقبی ... للعلامة محبّ الدين الطبري
(137) ذيل تذكرة ... للحفاظ للعلامة السيوطي
(138) روضة الواعظين ... للعلامة الفتال النيسابوري الشهيد
(139) رسالة الاعتقاد ... لابي بكر بن مؤمن الشيرازي
(140) الرّياض النضرة ... للعلامة محبّ الدين الطبري
(141) روح المعاني ... للعلامة أبي الثناء السيد محمود الآلوسي
(142) رشفة الصادي ... للعلامة السيّد أبي بكر بن شهاب العلوي
(143) روضة الأحباب ... للعلامة السيد جمال الدين عطاء الله الشيرازي الهروي
(144) ربيع الأبرار ... للعلامة جار الله الزمخشري
(145) رسالة رأس الحسين ... لابن تيمية الحراني
(146) روضة الشهداء ... للعلامة المولى حسين الكاشفي
ص: 79
(147) الرجال الوسيط ... للعلامة الميرزا محمد الاسترابادي
(148) الرجال ... للعلامة شيخنا أبي عمر و الكشي
(149) رياض الصالحين ... للعلامة محيي الدين يحيى بن شرف النووي الشافعي
(150) الرشحات ... للعلامة المولى حسين الكاشفي
(151) الرّيحانة ... للعلامة الميرزا محمّد عليّ المدرس الخياباني التبريزي
(152) الزواجر في اقتراف الكبائر ... للعلامة ابن حجر المكي
(153) سنن المصطفى ... للمحدّث ابن ماجة
(154) السيرة المحمدية ... للشيخ محمّد الكازروني الشافعي
(155) سيرة الاولياء ... للسيد محمّد مبارك شاه
(156) السيرة المحمدية ... لأبي حيان المغربي الاندلسي
(157) السيرة النبويّة ... للعلامة السيّد أحمد زيني دحلان الشّافعي مفتي مكة
(158) السنن ... للحافظ البيهقي الشافعي
(159) السيرة المحمدية ... للعلامة الحلبي
(160) سفينة البحار ... للعلامة المحدث المعاصر الحاج الشّيخ عبّاس القمي قدّس سرّه
(161) سفر السعادة ... للعلامة الشيخ نجم الدّين محمّد بن يعقوب الفيروز آبادي
(162) السيرة ... للملا
(163) السيف المسلول ... للعلامة عبد الكافي الحسني التونسي
(164) السراج المنير ... للعلامة الخطيب الشربيني
ص: 80
(165) سرّ السلسلة ... للعلامة النسابة أبي نصر البخاري
(166) شرح المختصر ... للعلامة ابن الحاجب
(167) شرح المختصر ... للعلامة التفتازاني
(168) شرح المختصر ... للعلامة ابن همام الحنفي
(169) الشافي ... لمولانا العلامة الشريف علم الهدى المرتضى
(170) شرح التجريد ... للعلامة المولى عليّ القوشجي
(171) شواهد التنزيل ... للحاكم أبي القاسم عبد الله بن عبدالله الحسكاني
(172) شرح القصائد ... للعلامة السيد محمّد صاحب المدارك
(173) الشذرات ... للعلامة ابن وهب الحنبلي
(174) شرف النبيّ ... (نقل عنه بالواسطة)
(175) شرف المصطفى ... للعلامة الخركوشي (نقل عنه بالواسطة)
(176) الشعب ... للعلامة الخركوشي (نقل عنه بالواسطة)
(177) شرف النبيّ ... للعلامة الشيخ حسن المقري الكاشي
(178) شرح المواقف ... للعلامة السيد شريف الجرجاني
(179) شرح الطوالع ... للعلامة الشيخ شمس الدين محمد الاصفهاني
(180) الشفاء ... للعلامة القاضي عياض المغربي اليحصبي
(181) شرح الفصوص ... للعلامة المولى عبدالرحمان الجامي
(182) شرح الفصول ... للعلامة القيصري
(183) شرح الاربعين ... للعلامة الشهير العارف المولى محمّد بن پير عليّ الشهير بالبركوي
(184) الصحيح ... للحافظ محمّد بن اسماعيل البخاري
(81)
ص: 81
(185) الصحيح ... للحافظ مسلم بن الحجّاج النيسابوري
(186) الصراط المستقيم ... للعلامة البياضي
(187) الصواعق المحرقة ... للشيخ ابن حجر المكي الهيتمى
(188) صفوة الزلال المعين ... للعلامة أبي الحسن أحمد الرازي (نقل عنه بالواسطه)
(189) الضوء اللامع ... للعلامة الشيخ شمس الدين السخاوى
(190) طبقات الفقهاء ... للعلامة الشيخ أبي اسحاق الشيرازي
(191) العمدة ... للعلامة النسابة الحسني الداودي
(192) العمدة ... لابن رشيق أبي علي الحسن القيرواني
(193) العمدة ... للعلامة ابن بطريق الحلّي
(194) العبر ... للعلامة ابن خلدون المغربي
(195) العقد الفريد ... للعلامة ابن عبد ربه الاندلسي
(196) عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ... للشيخ بدر الدّين أبي محمّد محمود ابن أحمد العيني
(197) غاية المرام ... للعلامة مولانا السيد هاشم الموسوي البحراني
(198) غاية النهاية ... للعلامة الشيخ شمس الدين محمّد الجزري القاري المقري
(199) الفضائل ... للعلامة الحافظ أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي
(200) العروس في الزهد ... لابي بكر محمّد بن أحمد بن الفضل الحوي (نقل عنه بالواسطة)
(201) فتح البيان ... (نقل عنه بالواسطة)
(202) فتح القدير ... للعلامة الشيخ محمّد بن عليّ الشوكاني اليماني
ص: 82
(203) فضائل العترة ... لأَبي السعادات
(204) الفصول المهمة ... للعلامة ابن الصّباغ المالكي
(205) فرائد السمطين ... للعلامة الحمويني
(206) فردوس الاخبار ... للعلامة ابن شيرويه الديلمي
(207) فتح الباري ... للعلامة ابن حجر العسقلاني
(208) فلك النجاة ... للعلامة السيد
(209) الفوائد ... للعلامة شيخنا الفضل بن شاذان
(210) الفصول في الاصول ... للعلامة الشيخ محمّد حسين
(211) الفوائد في العلوم المختلفة ... للمولى احمد الهروي
(212) الفتوحات المكيّة ... للشيخ محير الدين العربي
(213) في مانزل في عليّ عليه السّلام من القرآن ... لإبراهيم الاصفهاني
(214) القول الفصل ... للعلامة السيد علوي بن طاهر بن عبدالله الهدار الحدّاد الحضرمي
(215) القاموس ... للعلامة الفيروز آبادي الزبيدي
(216) القوانين ... للعلامة المحقق القدي
(217) القصائد العلويات السبع ... للعلامة عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي
(218) كشف الغمة ... للعلامة عليّ بن عيسى الاربلي
(219) كتاب الفتوح والمغازي ... للعلامة محمّد بن واقد الواقدي
(220) كتاب الشعبي ... (نقل عنه بالواسطة)
(221) كتاب القشيري ... نقل عنه بالواسطة
(222) كتاب الموصلي ... نقل عنه بالواسطة
ص: 83
(223) کتاب ابن بطة ... نقل عنه بالواسطة
(224) کتاب ابن اسحاق ... نقل عنه بالواسطة
(225) كتاب الأَعمش ... نقل عنه بالواسطة
(226) كتاب ابن سماك ... نقل عنه بالواسطة
(227) الكامل ... للعلامة ابن الأثير الجزري
(228) كفاية الخصام ... للعلامة عمّد تقي بن عليّ الدزفولي الخمولي
(229) كفاية الطالب ... للعلامة الكنجي الشافعي
(230) الكواكب الدّرية ... للعلامة الشيخ عبدالرّؤوف المناوي
(231) الكشّاف ... للعلامة جار الله الزمخشري
(232) الكنى والأَلقاب ... للعلامة المحدّث المعاصر الحاج الشيخ عباس القمي
(233) کشف الظنون ... للكاتب الجلبي
(234) الكافي الشاف ... للعلامة أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني
(235) كنز العمال ... للعلامة الشيخ حسام الدين عليّ المتقي الهندي
(236) كتاب المغازي ... للعلامة محمّد بن اسحاق المطلبي (نقل عنه بالواسطة)
(237) كامل الزيارة ... للعلامة شيخنا ابن قولويه القمي الرازي
(238) كاشف الاسرار ... للعلامة النطنزي
(239) لباب النقول ... للعلامة السيوطي
(240) اللثالي المرفوعة للعلامة السيوطي
(241) اللثالي الثمينة ... للعلامة المحدّث الشيخ محمّد بن سند
(242) لسان الميزان ... للعلامة ابن حجر العسقلاني
(243) المعجم الصغير ... للعلامة الطبراني
ص: 84
(244) مختلف الحديث ... للعلامة ابن قتيبة
(245) معارج النبوة ... للعلامة المولى معين الدين الكاشفي
(246) مجمع الزّوائد ... للعلامة الشيخ نور الدين الهيتمي
(247) مقتل الحسين ... للعلامة الخطيب الخوارزمي
(248) مشكل الآثار ... للعلامة الطحاوي
(249) المسند ... لأَبي داود الطيالسي
(250) المعارف ... للعلامة ابن قتيبة
(251) ما نزل في شأن عليّ عليه السّلام ... للعلامة الحافظ ابي نعيم الاصفهاني
(252) المواهب اللدنيّة ... للعلامة القسطلاني
(253) المجمع والمباني ... نقل عنه بالواسطة
(254) مدارج النبوة ... للعلامة الشيخ عبدالحق بن سيف الدين الدهلوي
(255) الملحمة ... للعلامة ابن عقب نقل عنه بالواسطة
(256) معالم التنزيل ... للعلامة البغوي الشافعي
(257) مصابيح السنة ... للعلامة البغوي أيضاً
(258) مشكاة المصابيح ... للعلامة الشيخ ولي الدين الخطيب التبريزي
(259) مبارق الازهار ... للعلامة المولى عزّ الدّين الشهير بابن الملك الحنفي
(260) المناقب ... للعلامة ابن المغازلي
(261) المواقف ... للعلامة القاضي عضدالدين الايجي
(262) المسند ... للعلامة ابن عساكر الدمشقي
(263) مناقب مرتضوي ... للعلامة الكشفي الترمذي
(264) مجمع الامثال ... للعلامة الميداني
ص: 85
(265) المفردات ... للعلامة الراغب الأصفهاني
(266) مجمع الفوائد ... نقل عنه بالواسطة
(267) المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة ... نقل عنه بالواسطة
(268) المناقب ... للعلامة المولى حسن الكاشي المقري
(269) مودة الغربي ... للعلامة العارف السيد عليّ الهمداني
(270) المستدرك ... للمحافظ الحاكم أبي عبدالله النيسابوري
(271) منتخب کنز العمال ... للعلامة الشيخ عليّ المتقي الهندي
(272) المسند ... لامام الشافعية محمّد بن إدريس القرشي
(273) معرفة علوم الحديث ... للمحافظ الحاكم أبي عبدالله النيسابوري
(274) مناقب الصحابة ... للعلامة السمعاني نقلنا عنه بالواسطة
(275) مختصر جامع بيان العلم وفضله ... للحافظ أبي عمر يوسف بن عبدالبرّ الاندلسي
(276) المناقب ... للعلامة الحاكم النيسابوري
(277) المعجم الكبير ... للعلامة الطبراني
(278) المحلى ... للعلامة ابن حزم الاندلسي الظاهري
(279) مقتل الحسين عليه السّلام ... للعلامة الخطيب الخوارزمي
(280) مطالب السؤون ... للعلامة الجليل الشّيخ كمال الدّين محمّد بن طلحة الشامي
(281) المناقب ... لامام الشّافعية محمّد بن إدريس القرشي
(282) المواهب ... للعلامة المولى حسين الكاشفي
(283) الموضوعات ... للعلامة محمّد طاهر الفتنى الهندي
(284) المختصر ... لصاحب القاموس
ص: 86
(285) مجمع البيان ... للعلامة المحقق الطبرسي
(286) المناقب ... لابن مردویه
(287) منتهى المقال ... للعلامة الحاج الشّيخ عبدالله المامقاني النجفي استاذ الاستاذ العلامة دام ظله
(288) المسند ... لامام الحنابلة أحمد بن حنبل
(289) المستصفى ... للعلامة الغزالي
(290) منهاج العابدين ... للعلامة الغزالي
(291) مقاتل الطالبيين ... للعلامة المورخ أبي الفرج الامل ثاني
(292) المشجرات ... للعلامة الاستاذ دام ظله العالي
(293) مزارات العلويين ... للعلامة الاستاذ دام ظله العالي
(294) مشجّرات العلويين ... لوالد الاستاذ المرحوم العلامة السيد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي
(295) المشجرات ... للعلامة النسابة السيّد محمّد رضا استاذ الاستاذ العلامة في علم النسب
(296) المشجرات ... لابن زهرة النسابة الصادقي الحلبي
(297) المناقب ... للعلامة محمّد بن شهر آشوب السروى الطبرسي
(298) المستخرج من التفاسير الاثنى عشر ... للحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي
(299) المعارج ... للعلامة شيخنا المحقق صاحب الشرايع
(300) المعالم ... للعلامة الشيخ حسن صاحب المعالم
(301) المحلّى ... للعلامة ابن حزم الاندلسي الظاهري
(302) المناقب ... للعلامة الخطيب الخرارزمي
ص: 87
(303) المغني ... للعلامة القاضي عبد الجبار المعتزلي
(304) المقاصد الحسنة ... للحافظ شمس الدين محمّد السخاوي
(305) مدارك التنزيل ... للعلامة النسفي
(306) النّقود والرّدود ... للعلامة الشّيخ شمس الدين الهروي الأصل
(307) نهاية الارب ... للعلامة القلقشندي
(308) نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ... للعلامة أبي بكر الشيرازي
(309) نور الأبصار ... للعلامة السيد محمّد مؤمن الشبلنجي
(310) الناسخ والمنسوخ ... للعلامة الشيخ هبة الله
(311) نهج البلاغة ... للعلامة المحقق مولانا الشريف الرّضي
(312) نظم العقيان ... للعلامة السيوطي
(313) نفحات الانس ... للمولى عبدالرحمان الجامي
(314) وسائل الشيعة ... للعلامة المحقّق مولانا الشّيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي
(315) الوسيط ... للعلامة الواحدي النيسابوري
(316) وفيات الأَعيان ... للعلامة القاضي شمس الدين ابن خلكان
(317) هداية السائل ... للعلامة السيد صديق حسن خان ملك (بهوپال)
(318) ينابيع المودة ... للعلامة السيد سليمان الرضوي القندوزي البلخي
(319) اليواقيت والجواهر ... للشيخ العارف الشعراني
ص: 88
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وفقنا بولا. أوليائه والشكر على تواتر نعمائه والصّلاة والسّلام على سيّد الأَنبياء وسند الأَصفياء مقدام السفراء المقربين وقدوة المرسلين و على آله أئمة المسلمين هداة البرية أجمعين واللعن على من ناواهم و عاداهم من الأَوّلين والآخرين.
و بعد فقد منّ الله علينا باتمام التعاليق على الجزء الثالث من كتاب (احقاق الحق) للعلامة السّعيد الشّهيد نوّر الله مرقده وحشره مع جدّه سيّد الشّهداء في بحابح الجنّة وما يلزم علينا ذكره في المقام والتنبيه عليها امور:
(1) قد بعث إلينا العالم الجليل امام الجمعة وابن المتها حجّة الاسلام السيد عز الدين الزنجاني نجل المرحوم العلامة المحقق في فنون العلوم الاسلامية آية الباري الحاج السيد محمود الزنجاني الامام (قده) نسخة من كتاب الاحقاق مخطوطة مصحّحة بخط العلامة المولى محمّد ابن المولى أسد الله الاصفهاني و تاريخ كتابتها 1120، و قد صحّحها العلامة الميرزا عليّ ابن العلامة آقا رضي الدّين القزويني الفاضل المشهور
(2) و بعث نسخة أُخرى العالم التقي الحجّة الشيخ حسن التبريزي الاهرابي نزيل تهران مخطوطة بخطّ المولى علي بن الحاج شمس الدّين علي الطبسي و قد فرغ من كتابتها سنة 1092 بمشهد الرضا عليه آلاف التحية و الثناء في المدرسة الفاضلية وقد صحّحها وعلق عليها العلامة المولى محمّد بن محمّد فصيح المراغي النجفي و فرغ من التصحيح سنة 1209.
(3) و أرسل إلينا نسخة من الكتاب أيضاً الخطيب المصقع الاستاذ في شئون التبليغ والتذكير الواعظ الشهير الفاضل التحرير الحاج الميرزا عباسقلى التبريزي الچرندابي
ص: 89
(4) قد ألح علينا بعض الأفاضل أن نورد في المقدمة أسماء بعض من تحامل علينا معاشر الشيعة في هذه الايام و حيث لم نجد بدّاً من إسعاف مأموله نذكر ما وقفنا عليه في خلال نشر هذا الجزء فنقول:
من تلك الجنايات والسموم الضارية ما ذكره الشّيخ محمّد زاهد الكوثري في مقدمته لكتاب قواعد آل محمّد صلّي الله عليه و آله للسيد محمّد بن الحسن الحسني اليماني المتوفى في أوائل القرن الثامن وقد نشره السيد عزّت العطار الدّمشقي
«و منهم» الاستاذ المعاصر محمّد سعيد الافغاني في كتابه (عايشة والسياسة) في فصل عقده لذكر وقعة الجمل وقد نشرته لجنة التأليف والترجمة و النشر الكائنة في شارع الكرداس عابدين بالقاهرة
«و منهم» الفاضل المعاصر الشيخ محمّد العربي ابن التّباني السطيفي المدرس بمدرسة الفلاح والحرم المكي الشريف في كتاب (إتحاف ذوى النجابة في فضائل الصحابة) نشره التاجر الكتبى مصطفى الحلبي وأولاده بمصر، فياليت راجعته حتى ترى كيف صدرت منه لدغات و لسعات في حق شيعة آل الرسول المتمسكين بولاء أهل البيت زملاء القرآن و من نزل في بيوتهم الوحى الالهي و سلك منهج الرّعاه والسفلة في بذائه اللسان والوقيعة عامله الله بما يستحقه
«و منهم» الاستاذ المعاصر المحامي البغدادي في كتابه (الدّول التي حكمت في العراق: وكتاب البكتاشية
«و منهم» العالم المعاصر الشيخ عبدالله الشامي الأصل نزيل الهند في كتابه تلخيص منهاج السنة لابن تيمية الحراني المبدع الشهير إلى غير ذلك ممّن سنذكره في مقدمات الاجزاء التالية إن شاء الله
(5) قد وقفنا في خلال التعليق على هذا الجزء وما يليه على خيانات صدرت من
ص: 90
أفاضلهم المتأخرين بالتحريف والدس قد نشروا كتب الحديث و التفسير و الكلام و أسقطوا منها ما كانت في الفضائل والمطاعن بل و زادوا من أنفسهم أشياء بحيث زالت الطمأنينة و السكون عن المراجعة إليها و من أراد الخبرة في ذلك فعليه بتطبيق الطبعات القديمة حتى يظهر له صحة ما قلناه وهي كثيرة, ومن ذلك ما فعلوه من التحريف في كتاب (السياسة والامامة) لابن قتيبة الدينوري و كتاب (الاموال) لابي عبيد القاسم بن سلام و كتاب تفسير (مفاتيح الغيب) للامام الرازي الطبعة الاخيرة بالتزام عبد الرحمان محمّد المصري إلى غير ذلك من الموارد وسنشير إلى عدة منها في مقدمات الاجزاء التالية ويعجبنى ما رأيته في كتاب (اكتفاء القنوع بما هو مطبوع) للدكتور ادوارد فنديك حيث قال في ص 160: مكارم الأخلاق لرضي الدين أبي نصر بن امين الدّين أبي علي فضل الله الطبرسي طبع في بولاق عام 1300 و هى قواعد للسلوك في الحياة الدنيا مبنية على الحوادث التاريخية فلذا فيها فائدة و لذة تاريخية و كان الطبرسي هذا على مذهب الشّيعة و لمّا لم يخلو الاصل الخطي من تنديدات على أهل السنة استحسن المصحّحون وقت الطبع في بولاق أن ينقحوه منها، الخ فبالله عليك افيبقى محل للركون على منشورات هذا العصر بعد ما لعبت بها الخائنة الايادي بمصر وسوريا والعراق ولبنان فالمرجو منهم أن يتركوا هذه الشنشنة السيئة المنتنة و أن يسلكوا سبيل الامانة في النقل عن السلف كان لهم أو عليهم كيف وهي تراث الماضين ورثوها امانة وهل يخون الودعى و ان خان كما عرفت فهل يستأمن بعد ذا لا والله رب الكون .
(6) لا يذهب عليك أيها القاري الكريم انّ ما نقلناه من كتبهم في التعاليق على الكتاب واستخرجناه من أحاديثهم كلها من صحاح الأَخبار لديهم سنداً و صراحها دلالة مذكورة في كتبهم التي يعتمدون عليها و يستندون إليها و أسانيدنا إلى أرباب تلك
ص: 91
الكتب موصولة متصلة نرويها باجازات من مشايخ القوم وهم عدّة
«منهم» العلامة الاستاذ السيّد إبراهيم الراوي الشافعي البغدادي امام جامع السيّد سلطان علي ببغداد و صاحب حلقتي الارشاد و التدريس به و ناسق التآليف الكثيرة كرسالة القواعد المرعية وغيرها.
«و منهم» العلامة الشّيخ محمّد بخيت بالباء الموحدة والخاء المعجمة المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً صاحب كتاب (الدرر الحسان او الكلمات الحسان في كيفيّة جمع القرآن) وغيره من الآثار
«و منهم» العلامة الشيخ محمّد إبراهيم الجبالي شيخ الجامع الأَزهر الأَسبق
«و منهم» العلامة الشيخ عبد السلام الكردستاني صاحب التآليف
«و منهم» العلامة السيد أحمد مقبول الأَهدلي الحضرمي الزبيدي
«و منهم» العلامة الشّيخ نور الدّين المشتهر بالنّوري الّشافعي القاري المجوّد المقري
«و منهم» العلامة الشّيخ محمّد بهجت البيطار الدّمشقي صاحب كتاب (نقد عين الميزان) وغيره
«و منهم» العلامة المحدّث المفسّر المتكلم المورخ النسابة الفقيه السيد علوي الحدّاد العلوي الصادقي الحضرمي نزيل جاده صاحب كتاب القول الفصل وغيره
«و منهم» العلامة المجاهد المحدّث التحرير خريت علمى الرجال والدراية امام علماء القوم السيد محمّد بن عقيل المتوفى سنة 1350 و يظن أنه مات مسموماً، وهو صاحب الكتب النافعة كالعتب الجميل على أهل الجرح و التعديل الذي ترجمه بالفارسية الاخ العالم الفاضل الحجة الميرزا حسن الغفاري التبريزي أحد شركاء لجنة تصحيح الكتاب و مقابلته ادام الله توفيقه ومن آثار ابن عقيل هذا کتاب
ص: 92
النصائح الكافية من يتولى معاوية و كتاب تقوية الايمان و كتاب الفصل الحاكم و كتاب ثمرات المطالعة وغيرها ممّا جاد به قلمه و أفاد
«و منهم» ابنه الفقيد السّعيد السيّد عليّ بن محمّد بن عقيل نزيل بلدة (الحديدة) من مراسى اليمن
«و منهم» العلامة الشّيخ عزّ الدين يوسف الدجوي الضرير البصير نزيل عزبة النخل من ضواحي القاهرة صاحب كتاب (القول المنيف في الرّد على من قال بالتحريف) وكان أحد أركان جمعية كبار العلماء بمصر
«و منهم» العلامة السيّد ياسين أفندي الحنفي المفتي بالحلة الفيحاء ثمّ في كربلاء المقدسة
«و منهم» العلامة السيد علي أفندي الحنفى خطيب النجف
«و منهم» العلامة السيد محمود شكري أفندى البغدادي الحنبلي
«و منهم» العلامة المولوى الحافظ أحمد الهندي الدهلوى الاصل
«و منهم» العلامة الشيخ محمّد أمين بقرى بضم الباء الموحدة وسكون القاف الحنفي من علماء تركستان الصين نزيل تركيا أحد أر كان جامعة المؤتمر الاسلامي
«و منهم» العلامة الشيخ داود النقشبندي البغدادي الحنفي و غيرهم من أجلاء محدثيهم والمفسرين والمتكلمين على تنوّع مذاهبهم من الشوافع و الموالك والاحناف والحنابلة والظاهرية و نذكر بعونه تعالى لوساعدنا التوفيق الرّباني في أول الجزء الرّابع طرق هؤلاء المذكورين إلى مشايخ الحديث وكتبه التي نقلنا عنها الروايات في تعليقات الكتاب فجميع مارويناه أحاديث معنعنة مسلسلة واحدة لشرائط القبول لديهم من إحراز الصدور و تسلم الظهور وجهة الصدور و عدم المعارض و عدم اعراض السلف عنه، ولا أظنّ أن يبقى للناظر فيها ريب في جلالة مولانا
ص: 93
أمير المؤمنين وخلافته و شرف أهل بيته و عترته الميامين ونبالتهم، و أيم الله ربِّ الكائنات انّي ما نقلتها إلّا خليّاً من العصبيّة مريداً تنبيه علماء القوم و أفاضلهم حتى يدعوا ربقة التقليد على عمياء وظنى الحسن أن ينتبهوا من الغفلة في هذا الزمان العلم والبصارة و أرجو من سماحتهم أن يتأملوا في هذه المرويات حقّ التأمل أن يهدّبوا نفوسهم عن هواجس العناد و يطفئوا نار التعصب الموقدة في الأفئدة و فقهم الله وجميع المسلمين لسلوك سبيل النجاة والتمسك بأذيال آل النبي الاكرم الذين أوجب الله مودّتهم وجعلهم قرناء القرآن وورثة العلم النبوي آمين آمين
وقد فرغ العبد المستكين أبو المعالى شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي من تحرير هذه الكلمات عشية ليلة الأربعاء من اولى الجمادين سنة 1378 ببلدة قم المشرفة حرم الائمة الاطهار وعش آل محمد صلى الله عليه و آله
ص: 94
لشاعر آل الرسول الشيخ عبد المحسن بن محمد الصوري
الدمشقى المتوفى سنة 419
انكرت معرفتي لمّا حكم *** حاكم الحب عليها لي بدم
فبدت من ناظريها نظرة *** ادخالتها في دمي تحت التهم
و صبت بعد اجتناب صب_ *** _وة بدات من قولها لا بنعم
و فقدت الوجد فيها والاسى *** فتألمت لفقدان الالم
ما لعيني و فؤادي كلّما *** كتمت باح و إن باحت كتم
طال بي خلفهم فاتهمت *** لي هموم في الرزايا و ختم
يا بني الزّهراء ما ذا اكتسبت *** فيكم الأيّام من عتب وذمّ
أي عهد يرتجى الحفظ له *** بعد عهد الله فيكم والذّمم
لا تسلّيت و أنوار لكم *** غشيتها من بني حرب ظلم
ركبوا بحر ظلال ساموا *** فيه والإسلام فيه ما سلم
ثم صارت سنة جارية *** كل من أمكنه الظلم ظلم
و عجیب إن حقاً بكم *** قام في النّاس و فيكم لم يقم
والولاء فهو لمن كان على *** قول عبد المحسن الصوري قسم
و أبيكم و الذي وصّى به *** لأبيكم جدّكم في يوم خم
لقد احتج على أمّته *** بالّذي نالكم باقي الأُمم
ص: 95
من مَنشورات مكتَبة آيَة الله العظمى المَرعشى النَجَفي
قم - ایران
ص: 96
إحقاق الحق و إزهاق الباطل
تأليف: العلامة في العلوم العقلية والنقلية متكلم الشيعة نابغة الفضل والأدب
القاضي السيد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري
الشهيد
في بلاد الهندسة 1019
الجزء الثالث
مع تعليقات نفيسة هامة
بقلم:
فضيلة الأستاد الفقيه الجامع العلامة البارع
آية اللّه السيد شهاب الدين النجفي دام ظله
المحرّر الرّقمي: محمّد علي ملك محمّد
ص: 1
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قال المصنف رفع اللّه درجته
الرّابعةقوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (1) ، روى (2) الجمهور في الصحيحين وأحمد بن حنبل في مسنده والثّعلبي في تفسيره
ص: 2
1- الشورى : الآية 20.
2- وهم عدة كثيرة من المفسرين والمتكلمين والمحدثين ونحن نورد أسماء جماعة من أرباب التفسير ومشاهير علوم القرآن الشريف : وقد آلينا الجهود في الاستقصاء والتنقيب فنقول : «منهم» الحافظ أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241 في (فضائل الصحابة) (ص 218 مخطوط تظن كتابتها في المائة السادسة) حرب بن الحسن الطحان ، قال : حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن عامر قال : لما نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قالوا يا رسول اللّه : من قرابتك من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : على وفاطمة وابناهما عليهم السلام وقالها ثلاثا. «ومنهم» الحافظ البخاري المتوفى سنة 253 وقيل 256 في (صحيحه) (ج 6 ص 29 ط مصر المأخوذ من الاميرية) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاوسا عن ابن عباس رضى اللّه عنهما أنه سئل عن قوله : (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ؛ فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» الحافظ المورخ المفسر المتكلم ابو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 في (تفسيره) المشهور (ج 25 ص 15 و 14 ط الميمنية بمصر) حدثني يعقوب ، قال : ثنا مروان عن يحيى بن كثير عن أبي العالية عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال : هي قربى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حدثني محمد بن عمارة الأسدي ومحمد بن خلف قالا : ثنا عبيد اللّه ، قال : أخبرنا إسرائيل عن أبى إسحاق ؛ قال : سألت عمرو بن شعيب عن قول اللّه عزوجل : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال : قربى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا اسماعيل بن أبان قال ثنا الصباح بن يحيى المري عن السدى عن أبى الديلم ؛ قال لما جيء بعلى بن الحسين رضى اللّه عنهما فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة فقال له على بن الحسين رضى اللّه عنه : أقرأت القرآن؟ قال نعم ، قال : أقرأت ال حم؟ قال : قرأت القرآن ولم اقرأ ال حم ، قال : أو ما قرأت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال : وانكم لأنتم هم ، قال : نعم. «ومنهم» العلامة الحاكم في (المستدرك) المتوفى سنه 405 (ج 3 ص 172 ط حيدرآباد الدكن) حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ابن أخى طاهر العقيقي الحسنى ، ثنا اسماعيل ابن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ، حدثني عمى على بن جعفر ابن محمد حدثني الحسين بن زيد عن عمر بن على عن أبيه على بن الحسين ، قال : خطب الحسن بن على الناس حين قتل على فحمد اللّه وأثنى الى أن قال : وأنا من أهل البيت الذي أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ؛ وأنا من أهل البيت الذي افترض اللّه مودتهم على كل مسلم ؛ فقال تبارك وتعالى لنبيه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ؛ (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك (ج 3 ص 172 بهامش المستدرك الطبع المذكور) أورد الحديث المتقدم عن المستدرك. «ومنهم» العلامة الزمخشرىّ المتوفى سنة 528 في (تفسير الكشاف) (ج 3 ص 402 ط مصر مصطفى محمد) وروى أنها لما نزلت ؛ قيل يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال على وفاطمة وابناهما. وروى عن على رضى اللّه عنه شكوت الى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حسد الناس لي فقال : اما ترضى أن تكون رابع أربعة ، أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين إلخ رواه الكريمي عن ابن عائشة بسنده عن على رضى اللّه ، ورواه الطبرانيّ من حديث أبى رافع تخريج الكشاف وعن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حرمت الجنة على من ظلم ، أهل بيتي وآذاني في عترتي (رواه الثعلبي من حديث على رضى اللّه عنه - تخريج الكشاف) وقال رسول اللّه من مات على حب آل محمد مات شهيدا الى آخر ما نقلنا سابقا في المجلد الثاني من الكتاب. (رواه الثعلبي أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن على البلخي حدثنا يعقوب ابن يوسف بن إسحاق حدثنا محمد بن اسلم حدثنا يعلى بن عبيد عن اسماعيل بن قيس عن جرير - تخريج الكشاف) «ومنهم» أبو المؤيد الموفق بن احمد المكي أخطب خوارزم المتوفى سنة 568 في كتابه (مقتل الحسين) (ص 1 ط النجف) روى نزول الآية في الخمسة بعين العبارة المتقدمة عن ابن عباس «ومنهم» العلامة ابن الأثير المتوفى سنة 606 في (جامع الأصول) (ج 2 ص 415 ط مصر) اخرج البخاري والترمذي عن ابن عباس. سئل عن قوله تعالى (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي المتوفى سنة 606 في تفسيره (ج 27 ص 166 ط مصر التزام عبد الرحمن محمد) روى صاحب الكشاف : أنها لما نزلت هذه الآية ، قيل يا رسول اللّه : من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال : على وفاطمة وابناهما. وروى الحديث المتقدم عن (الكشاف) من مات على حب آل محمد الح. ثم قال : وأنا أقول : آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هم الذين يؤول أمرهم اليه ، فكل من كان أمرهم اليه أشد وأكمل كانوا هم الال ، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أشد التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ؛ فوجب أن يكونوا هم الال (الى أن قال :) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : فاطمة بضعة منى يؤذيني من يؤذيها ، وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه كان يحب عليا والحسن والحسين وإذا ثبت ذلك وجب على كل الامة مثله لقوله : (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ولقوله تعالى «(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) ، ولقوله سبحانه : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). (الثاني) أن الدعاء للال منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمدا وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في غير الال ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب ، وقال الشافعي رضى اللّه عنه. يا راكبا قف بالمحصب من منى *** واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج الى منى *** فيضا كما نظم الفرات الفائض ان كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أنى رافضي «ومنهم» العلامة ابن بطريق (في العمدة) من علماء المائة السادسة (ص 23 ط تبريز) من مسند أحمد ؛ حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه أحمد ، قال : وفيما كتب إلينا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي يذكر أن الحارث بن الحسن الطحان حدثه ، قال : حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة بعين العبارة المتقدمة. ومن تفسير الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل حدثنا برهان بن على الصوفي حدثنا محمد بن عبد اللّه بن على بن سليم الحضرمي حدثنا حرب بن الحسن الطحان حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة بعين العبارة المتقدمة. وأنبأنى عقيل بن محمد ، أخبرنى المعافى بن المبتلى ، حدثنا محمد بن عمارة ، حدثنا اسماعيل بن أبان ، حدثنا الصباح بن يحيى المري عن السدى عن أبى الديلم ، روى حديث على بن الحسين عليه السلام بعين العبارة المتقدمة المتضمنة لنزول الآية في أهل البيت عليهم السلام. «ومنهم» العلامة الجليل الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 654 في كتاب (مطالب السؤول) (ص 8 ط طهران) قال ما لفظه : أما كونهم ذوى القربى فقد صرح نقلة الاخبار المقبولة وأوضح حملة الآثار المنقولة في مسانيد ما صححوه وأساليب ما أوضحوه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس لما نزل قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) إلخ قالوا يا رسول اللّه من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على وفاطمة وابناهما ، ومن جملة من نقل ذلك : الامامان الثعلبي والواحدي ، وكل واحد منهما رفعه بسنده. روى الثعلبي أن رسول اللّه نظر الى على وفاطمة والحسن والحسين فقال : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم. «ومنهم» صدر الحفاظ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي المتوفى سنة 658 في (كفاية الطالب) قال ما لفظه : أخبرنا يوسف ، أخبرنا ابن في الباب الحادي عشر ص 31 أبى زيد ؛ أخبرنا محمود ، أخبرنا ابن فادشاه ، حدثنا الطبري ، حدثنا الطبرانيّ ، حدثنا محمد بن عبد اللّه ، حدثنا حرب بن الحسن ، حدثنا حسين الأشقر ، عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت ، الحديث وأخرجه الطبراني في (معجمه الكبير) في ترجمة الحسن كما أخرجناه سواء. أخبرنا (أخبرنا العلامة حجة العرب ابو البقاء يعيش بن على بحلب) الخطيب أبو الفضل عبد اللّه بن أحمد بن محمد الطوسي بالموصل ، أخبرنا أبو طاهر حيدر بن زيد بن محمد البخاري ، ببغداد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة قدم حاجا قيل له : أخبرك أبو على حسن بن محمد جوانشير ، حدثنا أبو زيد على بن محمد بن الحسين ، حدثنا ابو عمر بن مهدى ، حدثنا ابو العباس احمد بن عقدة الحافظ ، حدثنا على بن الحسين ابن عبيد ؛ حدثنا اسماعيل بن أبان عن سلام بن أبى عمرة عن معروف عن أبى الطفيل قال خطب الحسن بن على عليه السلام بعد وفاة أبيه ، وذكر أمير المؤمنين أباه عليه السلام ، ومن كلامه عليه السلام في هذه الخطبة : وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه عزوجل مودتهم وولايتهم ، فقال فيما أنزل على محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ). الآية ، «ومنهم» القاضي ناصر الدين أبو سعيد عبد اللّه بن عمر الشيرازي البيضاوي المتوفى سنة 683 في تفسيره (ج 4 ص 123 ط مصر بمطبعة مصطفى محمد) روى أنها لما نزلت الى آخر ما قدمنا نقله عن ابن عباس. «ومنهم» العلامة محب الدين أحمد بن عبد اللّه الطبري المتوفى سنة 694 في كتاب (ذخائر العقبى) (ص 25 ط مصر منشورة مكتبة القدسي) عن ابن عباس نقل نزول الآية في الخمسة بعين العبارة المتقدمة. وروى أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : ان اللّه جعل أجرى عليكم المودة في أهل بيتي وانى سائلكم غدا عنه ، أخرجه الملا في سيرته. «ومنهم» العلامة النسفي المتوفى سنة 701 في تفسيره (ص 95 بهامش تفسير الخازن). روى أنه لما نزلت ؛ قيل : يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : على وفاطمة وابناهما «ومنهم» العلامة الحموينى المتوفى سنة 723 (كما في كفاية الخصام ص 396 ط طهران) روى بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» صاحب مناقب الفاخرة في العترة الطاهرة (ص 396 كما في كفاية الخصام ط طهران) روى بسنده عن ابن عباس ، نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري المتوفى سنة 728 في (تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري ج 25 ص 31 ط مصر بمطبعة الميمنية) عن سعيد بن جبير لما نزلت هذه الآية ، قالوا : يا رسول اللّه من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم لقرابتك؟ فقال : على وفاطمة وابناهما. وقد ذكر في ذيل هذه الآية أحاديث نذكرها تتميما للفائدة فقال : ان عليا رضى اللّه عنه شكا الى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حسد الناس فيه فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا. وعنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي الحديث وكان يقول : فاطمة بضعة منى يؤذيني ما يؤذيها (أيضا ج 25 ص 49) وثبت بالتواتر أنه كان يحب عليا والحسن والحسين قال بعض المذكرين : ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق «ومنهم» العلامة أبو حيان المتوفى سنة 754 في تفسير «البحر المحيط» (ج 7 ص 516 ط مصر بمطبعة السعادة) قال ابن عباس : قيل يا رسول اللّه من قرابتك الذين أمرتنا بمودتهم؟ فقال : على وفاطمة وابناهما. «ومنهم» العلامة الحافظ ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774 في تفسيره (ج 4 ص 112 ط مطبعة مصطفى محمد بمصر) قال ابن أبى حاتم حدثنا على بن الحسين حدثنا رجل سماه حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال : لما نزلت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمر اللّه بمودتهم؟ قال : فاطمة وولدها رضى اللّه عنهم. وقال أبو إسحاق السبيعي سألت عمرو بن شعيب عن قوله تبارك وتعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) الآية فقال : قربى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال السدى عن أبى الديلم قال : لما جيء بعلى بن الحسين رضى اللّه عنه أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة فقال له على بن الحسين رضى اللّه عنه : أقرأت القرآن؟ قال : نعم : قال : أقرأت ال حم؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ ال حم قال : أو ما قرأت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ)؟ الآية قال وانكم لأنتم هم؟ قال : نعم. وقد ذكر في ذيل هذه الآية فضائل ونحن ننقلها وقال الامام أحمد حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن أبى حيان التيمي حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحسين بن ميسرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم رضى اللّه عنه فلما جلسنا اليه ، قال حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت معه. حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال يا ابن أخى كبر سنى وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت اعى من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه ، ثم قال رضى اللّه عنه : قام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوما خطيبا فينا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد اللّه واثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما بعد أيها الناس انما أنا بشر يوشك ان يأتينى رسول ربى فأجيب ، وانى تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب اللّه تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب اللّه فاستمسكوا به فحث على كتاب اللّه ورغب فيه وقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأهل بيتي اذكر كم اللّه في أهل بيتي إلخ وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا على بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطية عن أبى سعيد والأعمش عن حبيب بن ابى ثابت عن زيد بن أرقم رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض والآخر عترتي اهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. وقال الترمذي أيضا حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد عن جعفر بن محمد بن الحسن عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه رضى اللّه عنه قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : أيها الناس انى تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي. قال الترمذي أيضا : ثنا أبو داود سليمان الأشعث حدثنا يحيى بن معين حدثنا هشام بن يوسف عن عبد اللّه بن سليمان النوفلي عن محمد بن على بن عبد اللّه بن عباس عن أبيه عن جده عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهم قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم أحبوا اللّه تعالى لما يغذوكم من نعمه ؛ وأحبوني بحب اللّه وأحبوا أهل بيتي بحبي. وقال الحافظ أبو يعلى ، حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مفضل بن عبد اللّه عن ابى إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضى اللّه عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول : يا ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن انكرنى فانا أبو ذر سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها هلك. «ومنهم» العلامة الحافظ نور الدين على بن أبى بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 في (مجمع الزوائد) (ج 9 ص 168 ط مصر سنة 1353) روى الطبرانيّ عن ابن عباس قال : لما نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا يا رسول اللّه ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : على وفاطمة وابناهما. وروى أيضا عن الطبري عن ابن عباس (ج 7 ص 103 ، الطبع المذكور) «ومنهم» العلامة الشيخ علاء الدين على بن أحمد المهايمى الهندي النائتى الكوكنى المتوفى سنة 835 في (تفسير تبصير الرحمن ج 2 ص 247 ط مصر سعادة حسين بك) روى أنها لما نزلت قيل يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء؟ قال : على وفاطمة وابناهما. «ومنهم احمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 853 في (الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف) (ص 145 ط مصر مصطفى محمد) أخرج الطبرانيّ وابن ابى حاتم والحاكم في مناقب الشافعي من رواية حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قيل يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : على وفاطمة والحسن والحسين وابناهما «ومنهم» العلامة على بن محمد بن أحمد ابن الصباغ المالكي المتوفى سنة 855 في (الفصول المهمة) (ص 11 ط النجف) روى الامام أبو الحسين البغوي في تفسيره يرفعه بسنده الى ابن عباس نزول الآية في الخمسة ع بعين العبارة المتقدمة. «ومنهم» العلامة السيوطي في تفسير (الدر المنثور) المتوفى سنة 911 (ج 6 ص 7 ط) اخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير نزول الآية في الخمسة ع بعين العبارة المتقدمة. وأخرج ابن جرير عن أبى الديلم حديث على بن الحسين المتقدم. واخرج ابن ابى حاتم عن ابن عباس (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) قال : المودة لال محمد. وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أن تحفظوني في أهل بيتي وتود وهم بى. «ومنهم» العلامة المذكور أيضا في كتاب الإكليل (ص 190 ط مصر) روى نزول الآية في الخمسة عن ابن أبى حاتم بسنده المنتهى الى ابن عباس. واخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : اذكر كم اللّه في اهل بيتي واخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن أرقم رضى اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحد هما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي اهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. وأخرج الترمذي وحسنه والطبرانيّ والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أحبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب اللّه وأحبوا أهل بيتي لحبي. وأخرج البخاري عن أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه قال : ارقبوا محمدا صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في اهل بيته. وأخرج ابن عدى عن ابن سعيد قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من أبغضنا أهل البيت فهو منافق. وأخرج الطبرانيّ عن الحسن بن على قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا يبغضنا احد ولا يحسدنا أحد الا ذيد يوم القيامة بسياط من نار. واخرج أحمد وابن حبان والحاكم عن أبى سعيد قال قال «ص» : والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل الا ادخله اللّه النار. واخرج الخطيب من طريق أبى الضحى عن ابن عباس قال : جاء العباس الى رسول اللّه «ص» وقال يا رسول اللّه انا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا من وقائع اوقعناها فقال : أما واللّه انهم لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم لقرابتي ترجوا سليم شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب. «ومنهم» العلامة المذكور في كتاب (احياء الميت) (ص 110 ، المطبوع بهامش الإتحاف ط مصر بمطبعة البابى الحلبي). اخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم والطبرانيّ في المعجم الكبير عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة ع بعين العبارة المتقدمة «ومنهم» المؤرخ الشهير غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير المتوفى سنة 942 في (حبيب السير) (ص 11 ط مطبعة الحيدرى بطهران) روى عن ابن عباس أنه سئل بعد نزول قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) عن المراد من القربى فذكر الخمسة ع. «ومنهم» ابن حجر الهيتمى المتوفى سنة 974 في كتاب (الصواعق المحرقة) (ص 101 ط مصر 1312) اخرج أحمد والطبرانيّ وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة بعين العبارة المتقدمة. وروى أبو الشيخ وغيره عن على ما تقدم بعين العبارة واخرج البزار والطبرانيّ من الحسن خطبته بعين العبارة المتقدمة. «ومنهم» العلامة الشيخ الخطيب الشربينى المتوفى سنة 977 في تفسيره المسمى (بالسراج المنير) (ج 3 ص 463 ط مصر بمطبعة الخيرية) روى الكلبي عن ابن عباس في حديث : ونزول قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) إلخ ، أى على الايمان (أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) اى لا تؤذوا قرابتي وعترتي واحفظوني فيهم. «ومنهم» العلامة العارف المولى محمد بن پير على الشهير بالبر كوى المتوفى سنة (981) من علماء الدولة العثمانية في شرح كتابه الأربعين حديثا ص 402 فراجع «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في (مناقب مرتضوى) (ص 49 ط بمبئى) بمطبعة محمدي. روى عن كشف الغمة وفصل الخطاب وهداية السعداء نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» العلامة حميد بن أحمد المحلى في كتاب (الحدائق الوردية) (في أوائله مخطوط) وروينا عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة ع بعين العبارة المتقدمة وعن ابن عباس في قوله تعالى (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال : على آل محمد ، وعنه في قوله (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، قال : الموالاة لال محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» العلامة المولى حسين الكاشفى في (روضة الشهداء) في مخاطبة الرجل الشامي مع على بن الحسين عند المسجد الجامع بعين ما تقدم في السابق. «ومنهم» العلامة المذكور في كتاب (المواهب) «ج 2 ص 243» روى نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» الشيخ عبد اللّه بن محمد بن عامر الشبراويّ المتوفى سنة 1172 في كتاب «الإتحاف» ص 5 ط مصر بمطبعة الحلبي. اخرج الامام أحمد والطبرانيّ والحاكم عن ابن عباس نزولها في الخمسة الطاهرين. وروى البزاز والطبرانيّ خطبة الحسن عليه السلام وفيها نزول الآية فيهم وفي رواية عن ابن عباس ؛ لما نزلت هذه الآية ، قالوا يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت مودتهم علينا؟ الى آخر ما تقدم «ص 13» «ومنهم» العلامة الشيخ محمد الصبان المتوفى سنة 1206 في كتاب (اسعاف الراغبين) (ص 115 ، المطبوع بهامش نور الأبصار. ط مصر بمطبعة العامرة العثمانية) روى الطبرانيّ وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس أنها لما نزلت الى آخر الحديث المتقدم عنه. «ومنهم» القاضي محمد بن على بن محمد الشوكانى اليماني الصنعاني المتوفى سنة 1250 في تفسير (فتح القدير) (ج 4 ص 522 بمطبعة مصطفى البابى) اخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نزول الآية في الخمسة ع بعين العبارة المتقدمة. واخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) : أى تحفظوني في أهل بيتي تودونهم بى. «ومنهم» العلامة شهاب الدين السيد محمود الآلوسى المتوفى سنة 1270 في تفسير (روح المعاني) (ج 25 ص 29 ط مصر) أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه من طريق ابن جبير عن ابن عباس قال ، لما نزلت هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) إلخ قالوا يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت مودتهم؟ قال : على وفاطمة وولدها. أخرج ابن جرير عن أبى الديلم قال : لما جيء بعلى بن الحسين الى آخر ما نقلناه عن تفسير الطبري. ثم قال : الى غير ذلك مما لا يحصى كثرة من الاخبار الى أن قال : قال مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها هلك. «ومنهم» صاحب كتاب (أرجح المطالب) (ص 62) بسنده عن زاذان وغيره عن على قال : فينا أهل البيت في حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن ثم قرء (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ) الآية «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في (ينابيع المودة) (ص 106 ط اسلامبول) أخرج أحمد في مسنده بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى اللّه عنهما نزول الآية في الخمسة. وأخرج الطبرانيّ في معجمه الكبير ايضا نزول الآية في الخمسة وأخرج ابن أبى حاتم ايضا في تفسيره نزول الآية في الخمسة. وأخرج الحاكم في المناقب ايضا نزول الآية في الخمسة. وأخرج الواحدي في الوسيط أيضا نزول الآية في الخمسة. وأخرج أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء أيضا نزول الآية في الخمسة. وأخرج الثعلبي في تفسيره أيضا نزول الآية في الخمسة. وأخرج الحموينى في فرائد السمطين نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» الحافظ جمال الدين البرزندى (على ما في فلك النجاة ص 37 ط لاهور) أنه لما نزلت الآية سأل الاصحاب عن النبي من هم؟ فأجاب أنهم على وفاطمة وابناهما. «ومنهم» الطبرانيّ (على ما فيه أيضا ص 47) روى بذلك المضمون. «ومنهم» أحمد بن حنبل في كتاب المناقب (على ما فيه ايضا ص 47) «ومنهم» ابن أبى حاتم في التفسير (على ما فيه أيضا ص 47) بهذا المضمون «ومنهم» الحاكم في المناقب (على ما فيه أيضا ص 47) بهذا المضمون «ومنهم» الواحدي النيسابوري في الوسيط (على ما فيه أيضا ص 47) بهذا المضمون. «ومنهم» صاحب تفسير جامع البيان (على ما فيه أيضا ص 46) بهذا المضمون. «ومنهم» صاحب تفسير جامع البيان (على ما فيه أيضا ص 46) «ومنهم» الحقانى (على ما فيه أيضا ص 46) «ومنهم» العلامة الشبلنجي المدعو بمؤمن في كتاب (نور الأبصار) (ص 150 ط مصر بمطبعة العامرة العثمانية» قال : روى أنها لما نزلت ، الحديث. «ومنهم» العلامة السيد صديق حسن خان الحسيني الهندي امير بهوپال في كتابه «هداية السائل في أدلة المسائل» «ص 75» روى عن أبى الشيخ وابن حبان بسند هما عن على أنه قال فينا : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) إلخ وكذا في كتابه «الفرع النامي من الأصل السامي» «ص 2 ط بهوپال» ما لفظه : في «خطبة الصلاة» : وعلى آله الذين سأل اللّه عن عباده مودتهم وجعل ركن الايمان محبتهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا واختارهم لشفاعة يوم كان شره مستطيرا. «ومنهم» العلامة أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الشافعي الحضرمي في كتاب «رشفة الصادي» (ص 21 ط مصر سنة 1303). أخرج الملا في «سيرته» حديث أن اللّه جعل أجرى عليكم المودة في القربى وانى سائلكم عنهم غدا. أخرج أحمد في المناقب والطبرانيّ في الكبير وغيرهما. وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : لما نزلت هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قالوا يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال على وفاطمة وابناهما. ونقل البغوي في تفسيره والثعلبي وجزم به عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : لما نزل قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال قوم في نفوسهم : ما يريد الا أن يحثنا على أقاربه فأخبر جبريل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنهم اتهموه فأنزل : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللّهِ كَذِباً) الآية ، فقال القوم يا رسول اللّه نشهد أنك صادق فنزل (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ). أخرج الطبرانيّ في الأوسط والكبير عن أبى الطفيل خطبة الحسن عليه السلام وفيها : وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه سبحانه مودتهم وولايتهم فقال فيما انزل على محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى). وفي رواية وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم على كل مسلم وأنزل فيهم : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، واقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. وروى السدى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما في قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) قال : المودة لال محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» محمد محمود الحجازي في تفسيره الواضح (ج 25 ص 19 ط مصر بمطبعة دار الكتاب محمد حلمي) قال ما لفظه : وقيل : هم على وفاطمة وابناهما ، الى أن قال : وروى هذا المعنى عن رسول اللّه وهو المبين عن اللّه عزوجل. «ومنهم» الفاضل المعاصر عبد الكافي الحسنى التونسى في كتابه «السيف المسلول» أو الصارم البتار ص 9 طبع مصر يظهر منه تسلم نزول الآية في حق الخمسة فراجع «ومنهم» العلامة السيد علوي بن طاهر بن عبد اللّه الهدار الحداد العلوي في كتاب «القول الفصل» (ص 482 ط مصر). روى أبو الشيخ في الثواب من حديث أبى هاشم الرماني وهو من رجال الصحيحين روى له الستة وقال ابن عبد البر : اجمعوا على أنه ثقة عن زاذان أبى عبد اللّه ، روى له البخاري في الأدب المفرد ومسلم في صحيحه والأربعة عن على كرم اللّه وجهه قال : فينا في ال حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن ثم قرء : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى). وأخرج الطبرانيّ في الأوسط والكبير باختصار والبزاز ونحوه وبعض طرقهما حسان عن أبى الطفيل خطبة الحسن بن على بن أبي طالب عليهما السلام وقد تقدم نقلها فيما مر رواه الحافظ جمال الدين الزرندي عن أبى الطفيل وجعفر بن حبان. ورواه أبو بشر الدولابي من طريق الحسن بن زيد بن حسن بن على عن أبيه. وأخرجه الحاكم في مستدركه. واخرج ابن جرير والطبرانيّ عن أبى الديلم عن على بن الحسين عليه السلام قد مر متنه فيما مر. واخرج أحمد والطبرانيّ في الكبير وابن أبى حاتم في تفسيره وقد التزم أن يخرج أصح ما ورد ، والحاكم في مناقب الشافعي والواحدي في الوسيط وابن مردويه كلهم من رواية حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بنزول الآية في الخمسة.
عن ابن عباس رحمه اللّه قال : لما نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا يا رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال : عليّ وفاطمة وابناهما
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : اختلفوا في معنى الآية فقال بعضهم : الاستثناء (1) منقطع ، والمعنى : لا أسئلكم ك.
ص: 19
1- ما ذكره من المعنى للاية على تقدير كون الاستثناء منقطعا غلط واضح لم يذكره أحد من المفسرين ، فان المستثنى عند كون الاستثناء منقطعا وان كان غير مخرج عن المستثنى منه الا أنه يثبت له خلاف ما ثبت للمستثنى منه من الحكم ، فمعنى الآية على ما ذكره الناصب (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) وأسألكم سعيي واجتهادي في هدايتكم وتبليغ الرسالة ، فيلزم سؤاله عن فعل نفسه (منه) هذا ما وجد بخط مولانا القاضي الشهيد في هامش الكتاب وأقول : اعلم ان ما اشتهر بين القوم من كون المستثنى المنقطع غير داخل في المستثنى منه لا يتلقاه النظر الصحيح بالقبول على إطلاقه توضيحه : أن المستثنى ان لم يكن داخلا في المذكور كان استثنائه عنه لغوا غير صالح لان يذكر في كلام العقلاء ، فالمستثنى عند انقطاع الاستثناء أيضا داخل في المذكور بنحو من الدخول ، وليس الاستثناء الا إخراج ما لولاه لدخل ومعلوم أن الإخراج فرع الدخول بالضرورة العقلية والبداهة الاولية. فالاستثناء في قولهم : جاءني القوم الا حمارا لأجل شمول الحكم بالمجىء على توابع القوم فان القوم والقبيلة إذا جاءوا يكون معهم مراكبهم ومواليهم أيضا لا محالة فهي توابع القوم والحكم عليهم بالمجىء حكم عليها أيضا بالتبع فاستثناء الحمار عنهم إخراج عن الحكم بالمجىء بعد شموله عليه بالتبع ، والذي هو الفارق بين المتصل والمنقطع من الاستثناء بعد اشتراكهما في دخول المستثنى في المستثنى منه دخوله فيه على نحو الحقيقة في المتصل وبنحو من أنحاء الدخول غير الدخول على نحو الحقيقة في المنقطع. فتحصل أن مصحح الاستثناء دخول المستثنى في المستثنى منه بنحو الدخول والا فلا يسوغ في قانون المحاورات العرفية استثنائه عنه فلا بد لمن يريد فهم مفاد كريمة : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، بحسب المحاورات العرفية أن يحاول التفهم والتفحص عن مصحح استثناء المودة في القربى عن أجر الرسالة. والذي لا ينكره ذو نظر سليم وفهم مستقيم غير منحرف عن جادة الإنصاف أنه بعد قيام القرائن الخارجية على أن النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم لا يطالب من الناس أجرا لرسالته لكون تحمله لاعباء الرسالة خالصا لوجه اللّه الكريم ومرضاته ان الصحيح لاستثناء المودة في القربى عن أجر الرسالة دخولها في اجر الرسالة شأنا ، وان المودة في قربى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله أجر لرسالته لولا ان الرسالة لا تقبل الأجر عن الناس فتبين أن مفاد الآية أن أجر الرسالة لولا كون مقام الرسالة أجل من أن يؤدى الشاكرون ما يحاذيها من العوض ، وكون مقام النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أرفع من سؤال الأجر على تحمل الرسالة وأسنى من تنزيل شأن الرسالة الى حيث يقابلها الناس بشيء مما يقدرون عليه من الاعواض والابدال ، وبنى الأمر على ما هو طريقة العقلاء من مطالبة الاعواض بإزاء المنافع الواصلة منهم الى الناس ، لا يكون مما طلبه النبي صلی اللّه عليه وآله بإزاء رسالته الا المودة في قرباه. وقد أمره اللّه بهذه المطالبة تنبيها لجماعة المسلمين على أمرين : الاول أن الاهتمام بالمودة في قربى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله أشد عند اللّه من سائر الحسنات طرا بحيث كانت هي التي تنبغي مطالبتها أجرا للرسالة. الثاني بيان شدة محبة النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم لقرباه بحيث لو بنى على مطالبته من الناس أجرا على رسالته لم يطالب عنهم أجرا الا المودة في قرباه والإحسان إليهم فتبّا ثم تعسّا لفريق قدار تكبوا في حق ذراري رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله من المظالم ما لو عكس في مسئوله وأمر ببغض القربى وعداوتهم لم يأتوا بأكثر منها وهذه المظلمة الخطيرة باقية بين أتباعهم في الاعصار المتتالية عصرا بعد عصر. وهل تكون مظلمة أشد من استقرار سيرتهم على رفض عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم وعلومه المودعة عندهم والأخذ بعنديات جماعة نسبوا أنفسهم الى العلم والفقه مستندين الى الاقيسة والآراء والاستحسان والمصالح المرسلة مع أنه قد تواتر عنه صلی اللّه عليه وآله وسلم : انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي لن تضلوا ما تمسكتم بهما «وقوله صلی اللّه عليه وآله : مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» ثم اعلم أنه تعالى شأنه العزيز جعل أجر الرسالة شيئا مقدورا لكافة البرية ولم يجعله من الاعواض والعروض حتى تختص القدرة عليها بالأغنياء والمثرين فلا عذر لمن لا وداد له بالنسبة إلى ذوى القربى قرناء الكتاب وقد ظهر مما تلى عليك ان أصحابنا شيعة آل الرسول صلی اللّه عليه وآله هم الذين نالوا هذه الشرافة واستسعدوا بها وهم الذين لم يهلكوا بالبغض لهم ولا بالغلو في حقهم هم الذين تمسكوا بالثقلين ولم يتركوهما هم الذين ركبوا سفينة النجاة هم الذين لم يعرفوا غير أبوابهم هذا ما وفقنا اللّه تعالى لذكره في المقام وهناك مباحث ومسائل حول الآية الشريفة كالبحث عن أقسام المودة وأنواعها ودرجاتها وكذا الأجر قد طوينا عنه كشحا روما للاختصار ولضيق المجال ونسأل اللّه سبحانه حسن الخاتمة وأن يديم لنا توفيق ودادهم عليهم السلام انه القدير على ذلك.
على تبليغ الرّسالة أجرا لكن المودّة في القربى حاصل بيني وبينكم ، فلهذا أسعى وأجتهد في هدايتكم وتبليغ الرّسالة إليكم ، وقال بعضهم : الاستثناء متصل ، والمعنى لا أسئلكم عليه أجرا من الأجور إلّا مودّتكم في قرابتي ، وظاهر الآية على هذا المعنى شامل لجميع قرابات النبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ولو خصصناه بمن ذكر لا يدلّ على خلافة عليّ عليه السلام بل يدلّ على وجوب مودّته ، ونحن نقول : إنّ مودّته واجبة على كلّ المسلمين ، والمودّة تكون مع الطاعة ، ولا كلّ مطاع يجب أن يكون صاحب الزّعامة الكبرى
ص: 20
والعجب من هذا الرّجل أنه يستدل على المطلوب وكلامه في غاية البعد من الاستدلال وهو لا يفهم هذا «انتهى».
أقول
الظاهر أن دعوى الاختلاف اختلاق من الناصب الذي ليس له خلاق لما تقرر عند المحققين من أهل العربيّة والأصول أنّ الاستثناء المنقطع مجاز واقع على خلاف الأصل ، وأنّه لا يحمل على المنقطع إلا لتعذر المتصل ، بل ربّما عدلوا عن ظاهر اللّفظ الذي
ص: 21
هو المتبادر إلى الذهن مخالفين له لفرض الحمل على المتّصل الذي هو الظاهر من الاستثناء كما صرح به الشارح العضدي (1) حيث قال : واعلم أنّ الحق أنّ المتّصل أظهر ، فلا يكون مشتركا (2) ولا للمشترك (3) بل حقيقة فيه ومجاز في المنقطع ، ولذلك لم يحمله علماء الأمصار على المنفصل إلا عند تعذر المتّصل ، حتى عدلوا للحمل على المتصل عن الظاهر وخالفوه ، ومن ثمّ قالوا في قوله : له عندي مائة درهم إلا ثوبا. وله علىّ إبل إلا شاة : معناه إلا قيمة ثوب أو قيمة شاة ، فيرتكبون الإضمار وهو خلاف الظاهر ليصير متصلا ، ولو كان في المنقطع ظاهرا لم يرتكبوا مخالفة ظاهر حذرا عنه «انتهى» واما ما ذكره من أنّ ظاهر الآية على هذا المعنى شامل لجميع قرابات النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم فمسلم لكن الحديث الصحيح خصصها بعليّ وفاطمة وابناهما عليهم آلاف التحيّة والثّناء كما مرّ (4) بلا حاجة أحدنا إلى تكلف التخصيص بمجرّد الاحتمال فقول النّاصب : ولو خصصناه اه ليس على ما ينبغي فافهم. ا.
ص: 22
1- قد مرت ترجمته (ج 1 ص 47).
2- لفظا.
3- معنا.
4- وقد أسلفنا ذكر الأحاديث المخصصة قريبا.
واما ما ذكره : من أنّه لا يدلّ على خلافة عليّ عليه السلام ، فجهالة صرفة ، أو تجاهل محض ، لظهور دلالة الآية على أنّ مودّة عليّ عليه السلام واجبة بمقتضى الآية حيث جعل اللّه تعالى أجر الإرسال إلى ما (1) يستحق به الثّواب الدائم مودّة ذوي القربى ، وإنّما يجب ذلك ، مع عصمتهم ، إذ مع وقوع الخطاء عنهم يجب ترك مودتهم لقوله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ) (2) الآية وغير عليّ عليه السلام ليس بمعصوم بالاتّفاق ، فتعيّن أن يكون هو الامام ، وقد روى (3) ابن حجر (4) في الباب الحادي عشر من صواعقه عن إمامه الشافعي شعرا في وجوب ذلك برغم أنف النّاصب وهو قوله :
(شعر)
يا أهل بيت رسول اللّه حبّكم *** فرض من اللّه في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر انّكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له
على أن إقامة الشّيعة للدليل على إمامة علي عليه السلام على أهل السّنة غير واجب بل تبرعي ، لاتّفاق أهل السنّة معهم على إمامته بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله ، غاية الأمر أنّهم ينفون الواسطة وأهل السنّة يثبتونها ، والدليل على المثبت دون النّافي كما تقرر في موضعه ، إلا أن يرتكبوا خرق الإجماع بإنكار إمامته مطلقا ، فحينئذ يجب على الشيعة إقامة الدليل واللّه الهادي إلى سواء السبيل.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الآيه الخامسة قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ) (5)
ص: 23
1- والأنسب بما يستحق.
2- المجادلة الآية 22.
3- (ص 146 ط مصر سنة 1375).
4- قد مرت ترجمته (ج 2 ص 222).
5- البقرة. الآية 207.
قال الثعلبي (1) : رواه ابن عباس أنّها نزلت في عليّ عليه السلام لمّا هرب النبيّ صلی اللّه عليه وآله .
ص: 24
1- روى نزولها في شأن أمير المؤمنين عليه السلام عدة من اعلام القوم غير الثعلبي ونحن نذكر ما وقفنا عليها من مؤلفيهم ونتبعها ما ننقلها بالواسطة. «فمنهم» أحمد بن حنبل في مسنده (ج 1 ص 331 ط الاول بمصر) قال : حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبى ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، ثنا أبو بلج ؛ ثنا عمرو ابن ميمون ، قال : انى لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا أبا عباس : اما أن تقوم معنا واما أن تخلونا هؤلاء قال فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر فعد العشرة وقال : وشرى على نفسه لبس ثوب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجاء أبو بكر وعلى نائم ، قال : وأبو بكر يحسب أنه نبى اللّه ، قال : فقال يا نبى اللّه ، قال : فقال له على : ان نبى اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، قال : فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل على يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبى اللّه وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه ، فقالوا انك للئيم كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك الحديث. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره. (ج 9 ص 140 ط الميمنية بمصر) قال : حدثنا محمد بن عبد الاعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ومقسم في قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، الآية قالا تشاوروا فيه ليلة وهم بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأوثقوه بالوثاق ، وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم بل أخرجوه فلما أصبحوا رأوا عليا رضى اللّه عنه فرد اللّه مكرهم. حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنى أبى عن عكرمة ، قال : لما خرج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأبو بكر إلى الغار أمر على بن أبي طالب فنام في مضجعه ، فبات المشركون يحرسونه فإذا رأوه نائما حسبوه أنه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فتركوه ، فلما أصبحوا ثاروا اليه وهم يحسبون أنه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فإذا هم بعلى ، فقالوا اين صاحبك قال : لا أدرى ؛ قال فركب الصعب والذلول في طلبه. حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الرزاق عن معمر ، قال : أخبرنى العثمان الجريري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله إلى أن قال فاطلع اللّه نبيه على ذلك فبات على رضى اللّه عنه على فراش النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تلك الليلة الحديث. حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسباط عن السدى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) الآية قال اجتمعت مشيخة قريش يتشاورون في النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعد ما أسلمت الأنصار وفرقوا ان يتعالى أمره إذ وجد ملجأ لجأ اليه فجاء إبليس في صورة رجل من أهل نجد فدخل معهم في دار الندوة ، فلما أنكروه قالوا : من أنت فو اللّه ما كل قومنا أعلمناهم مجلسنا هذا؟ قال : أنا رجل من اهل نجد أسمع من حديثكم وأشير عليكم ، فاستحيوا فخلوا عنه فقال بعضهم خذوا محمدا إذا اضطجع على فراشه فاجعلوه في بيت يتربص به ريب المنون ، إلى أن قال : قال أبو جهل وكان أولاهم بطاعة إبليس : بل نعمد إلى كل بطن من بطون قريش فنخرج منهم رجلا فنعطيهم السلاح فيشدون على محمد جميعا فيضربونه ضربة رجل واحد فلا تستطيع بنو عبد المطلب أن يقتلوا قريشا فليس لهم الا الدية ، قال إبليس : صدق وهذا الفتى هو أجودكم رأيا فقاموا على ذلك ، وأخبر اللّه رسوله اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فنام على الفراش وجعلوا عليه العيون فلما كان في بعض الليل انطلق هو وأبو بكر إلى الغار ونام على بن أبي طالب على الفراش الحديث. «ومنهم» العلامة الحافظ الحاكم في المستدرك (ج 3 ص 4 ط حيدرآباد الدكن) قال : قد حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو ، ثنا عبيد بن قنفذ البزار ، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، ثنا قيس بن الربيع ، ثنا حكيم بن جبير عن على بن الحسين قال : ان اول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللّه على بن ابى طالب ، وقال على عند مبيته على فراش رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : وقيت بنفسي خير من وطء الحصى *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول اللّه خاف أن يمكروا به *** فنجاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول اللّه في الغار آمنا *** موقى وفي حفظ الإله وفي ستر وبت أراعيهم ولم يتهموننى *** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر الذهبي في تلخيص المستدرك (ج 3 ص 4 ط حيدرآباد الدكن) أورد الحديث المتقدم عن المستدرك. «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره على ما في تفسير اللوامع (ج 2 ص 376 ط لاهور». وكما في العمدة للعلامة ابن بطريق ص 124 وكما في مناقب الكاشي المخطوط روى بإسناده عن السدى ، قال ابن عباس. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) ، الآية نزلت في على بن أبي طالب حين هرب النبي من المشركين إلى الغار مع أبى بكر ونام على على فراش النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. وروى بإسناده أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما أراد الهجرة خلف على بن ابى طالب بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده وأمره ليلة الخروج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار ، ونام على فراشه فقال يا على اتشح ببرد الحضرمي ثم نم على فراشي فانه لا يخلص إليك مكروه ان شاء اللّه وفعل ذلك على رضى اللّه عنه ، فأوحى اللّه عزوجل إلى جبرئيل وميكائيل انى آخيت بينكما وجعلت عمر أحد كما أطول من الآخر وأيكم يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى اللّه إليهما ألا كنتما مثل على بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فنام على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجله ، فقال جبرئيل بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهى اللّه بك الملائكة ، فأنزل اللّه تعالى على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن على : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) الآية. «ومنهم» العلامة الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في كتاب «ما نزل في شأن على» (على ما في تفسير اللوامع ج 2 ص 375) روى بإسناده عن ابن عباس قال : بات على بن أبي طالب ليلة خرج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى الغار على فراشه ونزلت (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) الآية «ومنهم» العلامة قدوة العرفاء والاخلاقيين الشيخ أبو حامد محمد الغزالي المتوفى سنة 505 في كتاب «احياء العلوم» قال : ان ليلة بات على بن أبى طالب ؛ فساق الحديث بنحو ما تقدم عن الثعلبي. «ومنهم» العلامة موفق بن أحمد خطيب خوارزم (على ما في اللوامع ج 2 ص 375 ط لاهور) روى بإسناده عن على بن الحسين : ان أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان اللّه على بن أبى طالب كرم اللّه وجهه ، وقال على عند مبيته على فراش رسول اللّه : وقيت بنفسي إلى آخر ما تقدم. وروى بإسناد آخر قريبا من ذلك ، «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 5 ص 223 ط البهية بمصر) أورد نزول الآية في على حيث بات على فراش رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليلة خروجه إلى الغار. ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل ع عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادى : بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهى اللّه بك الملائكة ونزلت الآية. «ومنهم» العلامة عز الدين الجزري المعروف بابن الأثير في (اسد الغابة) (ج 4 ص 25 ط جمعية المعارف بمصر) قال : أنبأنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبى على الدزدارى بإسناده إلى الأستاذ أبى إسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي المفسر قال : رأيت في بعض الكتب أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما أراد الهجرة خلف على بن أبى طالب بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده وأمره ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه وقال له : اتشح ببردى الحضرمي الأخضر فانه لا يخلص إليك منهم مكروه ان شاء اللّه تعالى ففعل ذلك فأوحى اللّه إلى جبرئيل وميكائيل ع انى آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختارا كلاهما الحياة فأوحى اللّه عزوجل إليهما أفلا كنتما مثل على بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبرئيل عند رأس على وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادى بخ بخ من مثلك يا ابن أبى طالب يباهى اللّه عزوجل بك الملائكة فانزل اللّه عزوجل على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن على : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ) «ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» (ص 208 ط النجف) أورد خطبة الحسن ع قال : وبات أمير المؤمنين يحرس رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من المشركين وفداه بنفسه ليلة الهجرة حتى أنزل اللّه فيه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ.) «ومنهم» العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص 114 ط الغرى) قال : ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ) الآية : أن النبي لما أراد الهجرة إلى المدينة خلف على بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده وأمر ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه وقال له : اتشح ببردى الحضرمي الأخضر ونم على فراشي فانه لا يصل منهم إليك مكروه ان شاء اللّه تعالى ، ففعل ذلك على عليه السلام فأوحى اللّه تعالى إلى جبرئيل وميكائيل : انى آخيت بينكما وجعلت عمر أحد كما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة فأوحى اللّه تعالى إليهما : أفلا كنتما مثل على بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويوثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادى بخ بخ من مثلك يا على بن أبي طالب يباهى اللّه تبارك وتعالى بك الملائكة ، فأنزل اللّه على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن على عليه السلام (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي) ، الآية قال ابن عباس نزلت في على حين هرب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من المشركين إلى الغار مع أبى بكر ونام على فراش النبي هذا لفظ الثعلبي في تفسيره. وذكره ابن جرير بطرق شتى انها نزلت في على عليه السلام على ما ذكره. ورواه الطبرانيّ أن عليا عليه السلام نام على فراش النبي حين هرب إلى الغار وفداه بنفسه. ورواه ابن سبع المغربي في شفاء الصدور في بيان شجاعة على عليه السلام. وقال : ان علماء العرب أجمعوا على أن نوم على عليه السلام على فراش رسول اللّه أفضل من خروجه معه ، وذلك أنه وطن نفسه على مفاداته لرسول اللّه وآثر حياته على حياته وأظهر شجاعته بين أقرانه. أخبرنا القاضي العلامة مفتى الشام أبو نصر محمد بن هبة اللّه بن قاضى القضاة شرقا وغربا أبى نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد بن مميل الشيرازي قال : أخبرنا الحافظ ابو القاسم على بن الحسن ، أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أخبرنا أبو على الحسن بن على بن محمد التميمي ؛ أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبى ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا أبو بلج ، حدثنا عمرو بن ميمون قال : انى جالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فذكر ابن عباس لهم عشرة فضائل لعلى ومنها قال : وشرى على (عليه السلام) نفسه لبس ثوب النبي ثم نام مكانه إلى آخر الحديث. «ومنهم» العلامة القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج 3 ص ط مصر سنة 1936). نقل نزولها في على رضى اللّه عنه حين تركه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على فراشه ليلة خرج إلى الغار «ومنهم» العلامة الحموينى على ما في اللوامع (ج 2 ص 377 ط لاهور). روى عن على بن الحسين : ان أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان اللّه وأنشد عند مبيته على فراشه وقيت بنفسي خير من وطء الحصى على بن أبي طالب عليه السلام «ومنهم» العلامة النيشابوري في «تفسيره» (ج 2 ص 208 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) قال : يروى أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادى بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهى اللّه بك الملائكة ونزلت : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي) الآية. «ومنهم» العلامة أبو حيان المغربي الأندلسي المتوفى سنة 754 في كتاب «البحر المحيط» (ج 2 ص 118 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : نزلت في على حين خلفه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع وأمره بمبيته على فراشه ليلة خرج مهاجرا صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» العلامة الشيخ محمد الكازروني في «السيرة المحمدية» (مخطوط عند التعرض لواقعة الهجرة) قال : وأورد الامام حجة الإسلام ابو حامد محمد الغزالي في كتاب «احياء العلوم» أن ليلة بات على بن أبي طالب رضى اللّه عنه على فراش رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اوحى اللّه تعالى إلى جبرئيل وميكائيل ، وساق الحديث بنحو ما قدمنا عن الثعلبي والاحياء. «ومنهم» العلامة ابن صباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 30 ط النجف) قال : أورد الامام حجة الإسلام ابو حامد محمد الغزالي في كتاب «احياء العلوم» ان ليلة الحديث. «ومنهم» العلامة ملا معين الدين الكاشفى في «معارج النبوة في مدارج الفتوة» (ج 1 ص 4 ط لكهنو) قال : أنزلها اللّه تعالى في حق على عليه السلام وذكر جبرئيل وميكائيل وبخبختهما له بنحو ما تقدم. «ومنهم» العلامة القسطلاني في «المواهب اللدنية» على ما في تفسير اللوامع (ص 377 ط لاهور) قال : فلما كان الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبوا عليه فأمر عليا فنام مكانه وتغطى ببرد أخضر ، فكان أول من شرى وفي ذلك يقول : وقيت بنفسي إلخ. «ومنهم» صاحب كتاب المجمع والمبانى (على ما في اللوامع ج 2 ص 377 ط لاهور). روى عن ابن عباس نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب حين هرب النبي عن المشركين إلى الغار ونام على على فراش النبي ونزلت الآية بين مكة والمدينة. وروى انه لما نام على على فراشه ، قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادى بخ بخ من مثلك يا ابن ابى طالب يباهى اللّه بك الملائكة. «ومنهم» المورخ الشهير غياث الدين همام المعروف بخواندمير في «حبيب السير» (ج 2 ص 2 : ط تهران) قال ذكر في كثير من كتب التواريخ والسير نزول قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) ، في على عليه السلام ، حيث بات على فراش النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلخ. «ومنهم» العلامة شاه عبد الحق الدهلوي في كتاب «مدارج النبوة» (ص 79 ط لكنهو). أورد نزول الآية في على ليلة المبيت. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في «مناقب المرتضوي» (ص 33 ط محمدي بمبئى). حيث نقل نزول الآية في حق على عليه السلام بعد ما نام على فراش النبي وأسنده إلى كتاب ابن الأثير الجامع بين الكاشف والكشاف وإلى تفسير الثعلبي بأسانيدهما عن عبد اللّه بن عباس بالمضمون الذي قد مر في نقل كلام الخطيب الكازروني في السيرة المحمدية فراجع. «ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج 2 ص 83 ط المنيرية بمصر) قال : قال الامامية وبعض منا أنها نزلت في على كرم اللّه وجهه حين استخلفه النبي على فراشه بمكة لما خرج إلى الغار. «ومنهم» العلامة السيد أحمد زيني دحلان في «السيرة النبوية» (ج 1 ص 306 ط مصر بهامش السيرة الحلبية). أورد تفصيل الحديث فقال : فكان على رضى اللّه عنه أول من شرى نفسه ابتغاء مرضات اللّه وأورد الأبيات المذكورة. «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان الرضوى النسب الحفي المذهب القندوزى الأصل في ينابيع المودة (ص 92 ط اسلامبول) روى موفق بن احمد بسنده عن حكيم بن جبير عن على بن الحسين رضى اللّه عنه قال : ان اول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللّه على بن ابى طالب. روى الحموينى ايضا بعينه. روى الثعلبي عن ابن عباس وأبو نعيم الحافظ بسنده عن ابن عباس قال : بات على على فراش رسول اللّه ليلة خروجه من مكة ، ونزلت : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ). وروى الثعلبي في تفسيره وابن عقبة في ملحمته وأبو السعادات في فضائل العترة الطاهرة والغزالي في الاحياء بأسانيدهم عن ابن عباس وأبى رافع وعن هند بن أبى هالة ربيب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم امه خديجة ام المؤمنين رضى اللّه عنها انهم قالوا : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أوحى إلى جبرئيل وميكائيل بعين ما تقدم فيما مر إلى أن قال : فانزل اللّه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي). الآية. «ومنهم» الشيخ عز الدين عبد الرزاق المحدث الحنبلي (على ما في البحار ج 9 ص 91 ط كمپانى) قال : نزلت في مبيت على عليه السلام على فراش رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» صاحب كتاب «فضائل الصحابة» (على ما في البحار ج 9 ص 92 ط أمين الضرب) روى عن عبد الملك العكبري وعن أبى المظفر السمعاني باسنادهما عن على بن الحسين عليه السلام قال : أول من شرى نفسه لله على بن أبي طالب الحديث «ومنهم» ابن عقب في (الملحمة) (على ما في البحار ج 9 ص 92 ط كمپانى). أورد نزول الآية في على عليه السلام «ومنهم» أبو السعادات في «فضائل العترة» (كما في البحار ج 9 ص 92 طبع أمين الضرب). أورد نزول الآية في على عليه السلام هذا ما وفقنا اللّه لا يراده في المقام من كلمات القوم في نزول هذه الآية الكريمة ولا تسئل عما حل بنا من المتاعب في البحث والتنقيب والمراجعة إلى المآت من كتبهم على تنوعها واختلاف شئونها. وليت شعري هل بعد ذلك لإخواننا السنة عذر يوم الحشر لدى النبي الأكرم صلی اللّه عليه وآله كلا ثم كلا كيف وهذه أحاديث صراح في الدلالة صحاح في السند كما هو واضح لمن راجع كتبهم التي ألفوها في الرجال والأسانيد والبحث عن حال الرواة من الصحابة والتابعين وكذا ما زبروها في التراجم وأرجو من سماحة علمائهم أن يمعنوا النظر في ذلك ويتركوا تقليد السلف من غير روية وان لا يطفئوا سراج الفطنة الوقادة التي هي وديعة اللّه سبحانه في بنى آدم أعاذنا اللّه وإياهم من ذلك (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى).
من المشركين إلى الغار خلّفه لقضاء ديونه وردّ ودايعه ، فبات على فراشه وأحاط المشركون بالدار ، فأوحى اللّه تعالى إلى جبرئيل عليه السلام وميكائيل إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحد كما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلّ منهما الحياة ، فأوحى اللّه تعالى إليهما ألا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمّد صلی اللّه عليه وآله فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه ، فنزلا وكان جبرئيل عليه السلام عند رأسه وميكائيل عليه السلام عند رجليه فقال جبرئيل : بخّ بخّ من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي اللّه تعالى بك الملائكة (1) «انتهى». .
ص: 34
1- اعلم ان ادراك كنه الفضيلة التي تنبئ عنها القرآن في هذه الكريمة النازلة في شأن أمير المؤمنين على عليه السلام يتوقف على تعيين مراتب غايات أفعال الإنسان بحسب الشرف والخسة ؛ ومراتب نفس تلك الأفعال بحسب كثرة ما يبذله من نفسه في إيجاده وقلته ونحن نتعرض له اجمالا : تعيين مراتب غايات الأفعال ان غايات أفعال العقلاء التي هي محط أغراضهم من إصدارها وهي المائز بين أفعالهم وأفعال السفهاء والمجانين على مراتب بحسب الشرف والضعة ونحن نتعرض لتعيينها باديا من الأخس إلى الأشرف ومن الأدنى إلى الاعلى على الترتيب ليعلم نسبة كل مرتبة مع مرتبة أخرى ودرجات الفرق بينهما. ولا يخفى عليك أن ما نتصدى له من التعيين انما هو بحسب ملاحظة كل واحدة من المراتب بنفسها استقلالا من دون ملاحظة ما يقترن بها في الوجود بالملازمة أو اتفاقا والا فقد تترقى درجتها لوقوعها في طريق الوصول إلى مرتبة أعلى منها أو تتنزل لمنافاتها للوصول إلى مرتبة أخرى بل قد تتنزل عن اخس المراتب وتصل إلى ما دونها. «المرتبة الاولى» تحصيل النسب الاعتبارية بينه وبين سائر الموجودات وهي نسب عادمة للحقيقة قائمة بالقوة المتخيلة وليس بحذائها شيء في الخارج ، وعمدتها التي تتعلق بها الغرض غالبا أمران : المالكية ، وهي نسبة اعتبارية بينه وبين غيره من الأشياء لا توجد بها أية نسبة حقيقية بين المالك والمملوك تحصل بها مزية حقيقية خارجية تختص بالمالك دون غيره من الاشخاص ولهذا القسم انواع متكثرة متصاعدة متنازلة قد طوينا عن ذكرها كشحا احالة إلى مظان التحقيق في ذلك ، والرئاسة وهي نسبة اعتبارية بينه وبين سائر الاشخاص ، وتلك المرتبة الاعتبارية أخس أغراض الإنسان وغاياته في شئون أفعاله واعماله إذا لوحظت بذاتها من دون ما يقارنها أحيانا. «المرتبة الثانية» تحصيل نسب نفسانية في نفوس غيره من أفراد الإنسان كتوليد اعتقاد الفضل والفضيلة في حقه ؛ وهذه المرتبة فوق المرتبة المتقدمة لكون متعلق القصد فيها أمورا حقيقية نفسانية وان كانت أخس من غيرها لكون النسب المذكورة إذا لوحظت بما هي مع قطع النظر عن أثر يترتب عليها ليست نفعا عائدا إلى من يقوم به ولا فضلا واقعيا بالنسبة إلى من يعتقد الفضل في حقه بل مجرد تصوره في حقه الحاصل في نفوس الناس وليس الفضل والفضيلة الا هي التي تكون له واقعا سواء اعتقد غيره بوجودها فيه ام لا. «المرتبة الثالثة» سوق النفس إلى مقتضى فطرة الحب والبغض لبعض الأشياء بذاتها من دون ملاحظة جر النفع إلى نفسه او غيره ولا دفع الشر عنهما «المرتبة الرابعة» تحصيل ما يتوقف عليه تلذ ذاته الجسمانية «المرتبة الخامسة» تحصيل ما يتوقف عليه دفع الآلام الجسمانية عنه «المرتبة السادسة» إيجاد صفات تميل إليها الإنسان وتستحسنها نفسه بمقتضى ما جبلت في فطرته الطبيعية كالجمال «المرتبة السابعة» إيصال النفع إلى الغير بمقتضى بعض الفطريات كفطرة الرحم. وهذه المرتبة أعلى من المراتب السابقة لكون الإنسان في هذه المرتبة من عوامل الخير ويخرج بها وجوده عن حد الاستواء مع العدم بالنسبة إلى غيره من الموجودات. «المرتبة الثامنة» تحصيل ما يستحسنها العقل من الأوصاف الكمالية التي ترتقى بها النفس إلى ذروة الكمال في هذه النشأة كالعلم وسائر الملكات الفاضلة ، وثبوت هذه المرتبة لها انما هي إذا كانت قد أرادها في هذه النشأة بما هي فقط والا فلو أريد بها الوصول إلى الكمال في الحياة الدائمة فترقى مرتبتها إلى إحدى المراتب العالية منها. هذه مراتب الأغراض الدنيوية وهي على اختلاف درجاتها يشترك جميعها في أنها متعلقة بالحياة الزائلة التي لا تبقى الا مدة يسيرة. فهي اخس لا محالة من مراتب الغايات والأغراض الاخروية التي تتعلق بالحياة الدائمة التي همها لا ينفد ونعيمها لا يزول وتلك الأغراض الاخروية لها ثلاث مراتب نذكرها على حذو المراتب السابقة من الأدنى إلى الاعلى حتى تنتهي إلى غاية هي أعلى الغايات وغرض هو أسنى الأغراض «المرتبة التاسعة» جلب اللذائذ في النشاة الآخرة والحياة الابدية والوصول إلى النعم الدائمة الغير الزائلة. «المرتبة العاشرة» دفع الآلام في تلك النشأة والتحرز عن العذاب الأبدي. «المرتبة الحاديعشر» تحصيل مرضاة الرب جلت عظمته والقرب إلى جنابه ، وهذا غاية كمال الممكن ولا كمال أعلى له من القرب إلى الواجب تعالى شأنه الذي ذات الممكن عين التعلق له والتعلق له هو حيثية وجوده ، كما هو المقرر في العلوم العقلية ولا لذة ألذ للمخلوق من التحبب إلى خالقه وتحصيل مرضاته ، وهذه المرتبة هي الغاية القصوى من أغراض الإنسان ومقاصده ، وهي التي ملأت قلب امير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات اللّه عليه وأفرغته عن غيرها من مراتب أغراض البشر بحذافيرها وقطع العلائق عن قلبه حتى الوصول إلى نعيم الجنة والتحرز عن عذاب الآخرة وجعلها معلقة إلى مرضاة ربه وعقدها بمحبة مولاه. قال عليه السلام في دعائه المعروف بعد كلام طويل له مع مولاه : هبنى صبرت على حر نارك فكيف اصبر على فراقك ، وبالجملة على اشتاقت الجنة اليه وزفت له. وهو قد اشتاق إلى وجه اللّه الكريم ولم يعبد اللّه الا خالصا لوجهه قال عليه السلام : ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك بل وجدتك أهلا للعبادة تعيين مراتب الأفعال وأما تعيين مراتب ما يبذله الإنسان لتحصيل تلك الغايات فنقول انها على ست مراتب : «المرتبة الاولى» بذل متعلقاته الاعتبارية ، اعنى ما أضيف اليه اعتبارا من غير ربط حقيقى بينهما : وهو بذل المال وما يحذو حذوه من المتعلقات الاعتبارية. «المرتبة الثانية» بذل متعلقاته الحقيقية ، اعنى ما أضيف اليه حقيقة وحصل بينهما ربط حقيقى وإضافة حقيقية ، ومن هذا القبيل بذل الولد والأخ وما يحذو حذوهما وهذه المرتبة أشق عليه من المرتبة المتقدمة «المرتبة الثالثة» بذل الصفات والاعراض الجسمانية كبذل استقامة مزاجه وصحة بدنه «المرتبة الرابعة» بذل شيء من اجزائه كاليد والرجل وغيرهما من أعضائه. «المرتبة الخامسة» بذل شيء من الصفات النفسانية «المرتبة السادسة» بذل النفس وإفناؤها في طريق الغاية وهي أعظم ما يبذله الإنسان في طريق الوصول إلى مقصده بل لا يبقى هناك باذل يبذل لكون المبذول هو نفس الباذل وعينه إذا عرفت مراتب الغايات ومراتب ما يبذله الإنسان في طريق الوصول إليها من شئونه تقف على ما يحصل هناك من المراتب بحسب تلفيق كل مرتبة من مراتب الغايات مع كل مرتبة من مراتب ما يبذله الإنسان في طريق وصولها ، وأعلى جميع تلك المراتب المتكثرة الذي لا يتصور فوقه مرتبة هو ملفقة المرتبة العليا من كلا الطرفين اعنى بذل النفس لمجرد تحصيل مرضاة اللّه وهي مرتبة شامخة لا يرقى إليها الطير وينحدر عنها السيل ينبئ عنها كلام الباري سبحانه (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ) في حق امام المسلمين وسيد العابدين وقدوة الموحدين أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام ، وقد اعرض عن الدنيا واعراضها الدنية حتى انه عليه السلام كما في الاستيعاب (ج 2 ص 465) كان يقول على المنبر من يشترى منى سيفي هذا فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته فقام اليه رجل فقال نسلفك ثمن إزار قال عبد الرزاق وكانت بيده الدنيا كلها الا ما كان من الشام ، وكان تورعه عن أهواء الملك بحيث قال لابن عباس حين خضعت له الرقاب وذلت له امارة المسلمين وقد أشار إلى نعله حين يصلحه بيده : ما تعدل إمارتكم عندي نعلى هذه (انتهى) ، وقد جاهد في اللّه لله ولم يجعل لشيء من الأغراض إلى نياته سبيلا وكان اللّه نصب عينيه في جميع أحواله وقد روى انه لما جلس على صدر عمر وبن عبد ود يوم الخندق ليقتله ألقى عمرو البصاق على وجهه الشريف قام عن صدره وتنحى عنه ثم عاد إلى ان يقتله فسئله عمرو عن ذلك قال عليه السلام لقد هاج في نفسي شيء فخفت ان يختلط ما أردت من مرضاة اللّه بشيء من هويها. هذا ما جرى به القلم حال التحرير ؛ وللكلام في هذا المضمار شئون وما أوردناه نبذ يسير من ذلك ، ونعتذر من القراء الكرام حيث خرجنا عن وضع التعليقة والعذر لديهم مقبول.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : اختلف المفسّرون أن الآية نزلت فيمن؟ قال كثير منهم : نزلت في صهيب الرّومي (1)
ص: 38
1- هو أبو يحيى النمري سبته الروم فابتاعته (كلب) فقدمت به مكة فابتاعه ابن جدعان التيمي فأعتقه وهو صحابى مشهور ، شهد بدرا ، مات سنة ثمان وثلاثين وقيل ثمان وثمانين 88 هكذا في الاستيعاب (ج 1 ص 314 طبع حيدرآباد) وفي خلاصة الخزرجي (ص 148 طبع القاهرة)
وأنّه كان رجلا غريبا بمكّة ، فلمّا هاجر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قصد الهجرة ، فمنعه قريش من الهجرة ، فقال : يا معشر قريش إنّكم تعلمون أنّي كثير المال ، وإنّي تركت لكم أموالي فدعوني أهاجر في سبيل اللّه ولكم مالي ، فلمّا هاجر وترك الأموال أنزل اللّه هذه الآية ، فلمّا دخل صهيب على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقرء عليه الآية قال له نربح البيع ، وأكثر المفسّرين على أنّها نزلت في الزبير (1) بن عوام ومقداد بن الأسود (2).
ص: 39
1- هو ابن خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصى القرشي الأسدي أبو عبد اللّه امه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هكذا في الاستيعاب (ج 1 ص 201 طبع حيدرآباد) وقال : انه أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة قتل سنة 36 في منصرفه من وقعة الجمل وقبره بوادي السباع من البصرة كما في خلاصة الخزرجي ص 103.
2- هو المقداد بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري وقيل في نسبه المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد البهراوى من بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، وقيل بل هو كندى من كندة ، وقال أحمد بن صالح المصري : المقداد حضرمى وحالف أبوه كندة فينسب إليها وحالف هو بنى زهرة ، هكذا في الاستيعاب (ج 1 ص 279 طبع حيدرآباد) إلى أن قال : ان أول من اظهر الإسلام سبعة منهم المقداد ، وكان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ونقل بسنده عنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال انه لم يكن نبى الا اعطى سبعة نجباء ووزراء ورفقاء وانى أعطيت أربعة عشر وعد منهم المقداد ، شهد المقداد فتح مصر ومات في ارضه بالجرف ، فحمل إلى المدينة ودفن بها سنة 33 ، روى عنه من كبار التابعين ، طارق بن شهاب وعبيد اللّه بن عدى بن الخيار وعبد الرحمن بن أبى ليلى إلى أن قال : وروى سليمان وعبد اللّه ابنا بريدة عن أبيهما قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله : ان اللّه عزوجل أمرنى بحب أربعة من أصحابى وأخبرنى أنه يحبهم ؛ فقيل يا رسول اللّه من هم؟ قال : على والمقداد وسلمان وأبو ذر إلخ ، وقال الخزرجي في (الخلاصة) (ص 341 ط مصر) ما ملخصه : انه كان فارس المسلمين يوم بدر وهاجر إلى الحبشة وشهد المشاهد إلخ. قال العلامة الرجالي الميرزا محمد الأسترآبادي في (الرجال الوسيط) ما لفظه : قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ارتد الناس الا ثلاثة نفر ؛ سلمان وأبو ذر والمقداد إلى أن قال : والروايات في جلالة قدره أكثر من أن يسعها المقام وفضله بين الخواص والعوام أشهر من أن يحتاج إلى البيان انتهى وبالجملة أمر الرجل في النبالة والتثبت فوق ما تحوم حوله العبارة وقد عده جماعة من أرباب الرجال والتراجم من حوارى مولانا أمير المؤمنين وأخصائه ، وله عقب مبارك فيهم العلماء والشعراء والمحدثون والفقهاء قد ذكر بعضهم في كتب الرجال ومعاجم التراجم ؛ وقد أوردنا مشجرة بعض ذراريه في كتابنا المعد لذكر أنساب غير العلويين فليراجع.
لمّا بعثهما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لينزلوا خبيب بن عديّ (1) من خشبة .
ص: 40
1- هو خبيب بالخاء المعجمة ابن عدى الأنصاري من بنى عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف ، قال في الاستيعاب (ج 1 ص 162 ط حيدرآباد) ما لفظه : شهد بدرا وأسر يوم الرجيع في السرية التي خرج فيها مرثد بن أبى مرثد وعاصم بن ثابت وخالد بن البكير فقتلوا وذلك في سنة ثلاث ، وأسر خبيب وزيد بن الدثنة فانطلق المشركون بهما إلى مكة فباعوهما ، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر ، وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر إلى أن قال : ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال : دعوني أصلي ركعتين ، فكان أول من صلّى ركعتين عند القتل ، ثم قال : اللّهم أحصهم عددا ، ثم قال : شعر فلست أبالي حين اقتل مسلما *** على أى جنب كان في اللّه مصرعي وذلك في ذات الإله وان يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزل وصلب بالتنعيم ، وكان الذي تولى صلبه عقبة بن الحارث وأبو هبيرة العبدري ، إلى أن قال : وروى عمرو بن أمية الضمري قال : بعثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى خبيب بن عدى لانزله من الخشبة ، فصعدت خشبته ليلا ، فقطعت عنه وألقيته فسمعت وجبة خلفي ، فالتفت فلم أر شيئا ، إلى آخر ما قال.
التي صلب عليه ، فكان صلب بمكّة وحوله أربعون من المشركين ، ففديا بنفسهما حتّى أنزلاه فأنزل اللّه الآية ولو كان نازلا في شأن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام فهو يدلّ على فضله واجتهاده في طاعة النبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وبذل الرّوح له وكلّ هذه مسلّمة (1) ، لا كلام لأحد فيه ، ولكن ليس (2) هو بنصّ في إمامته كما لا يخفى (انتهى). .
ص: 41
1- فباللّه عليك أيها المنصف أفبعد تسليم هذه الفضائل واجتماعها في شخص هل يبقى ريب وشك في زعامته وتقدمه وأنه ممن جعله اللّه تعالى خليفة لرسوله ونائبا عنه في إبقاء شرعه كلا ثم كلا.
2- اعلم ان دلالة الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين على عليه السلام على إمامته الالهية وزعامته الربانية من وجهين ، فإنها مضافا إلى دلالة خاصة في بعضها تختص بها في الدلالة على الامامة دلالة عامة عليها بنسق واحد في جميع الآيات ، وهي دلالتها على صغرى البرهان الذي نبه المصنف (قده) لكبراها عند الشروع في البحث ، أعنى دلالة بديهة العقول على قبح تقديم المفضول على الفاضل وقد اتفقت عليه قاطبة العقلاء ولم يخالفهم في ذلك الا من انسلخ عن الفطرة العقلانية وقام بإنكار حكم العقل بالحسن والقبح في العالم رأسا ، وقد تقدم بسط الكلام في توضيح الكبرى المذكور متنا وهامشا فلم يبق في البين الا ضم الصغرى إليها ، اعنى فضيلة على عليه السلام على غيره وهي التي تتكفل الآيات المفسرة بفضائله عليه السلام لإثباتها واما الدليل على ذلك من السنة والاخبار النبوية التي تحتوى عليها كتب القوم فسيجيء أنها اكثر من أن تحصى ، وبما نبهناك عليه في المقام يسقط ما أورده الناصب على الاستدلال بالآيات في ذيل كثير منها.
أقول
روى (1) فخر الدّين الرّازي (2) ونظام الدّين النيشابوري (3) في تفسير بهما : أنّ الآية نزلت في شأن عليّ عليه السلام كما رواه المصنف ، ورووا أيضا نزوله في شأن صهيب عن سعيد بن المسيب (4) وهو شقيّ فاسق من أعداء أهل البيت عليهم السلام كما يستفاد من كتب الجمهور أيضا ، ومن جملة آثار عداوته ما روى أنّه لم يصل على جنازة عليّ بن الحسين عليه آلاف التحية والثناء ، مع إخبار غلامه له بذلك ، وخطاب الشقي إيّاه على وجه منكر مذكور في موضعه ، مع أنّه لا ارتباط لهذه الرّواية بمدلول الآية ، لأنّ مدلولها بذل النفس والرّوح ، ومدلول الرّواية بذل المال ، وأين هذا من ذاك؟! وهذا أيضا من جملة أمارات عداوة الشقيّ ، حيث لم يرض بصرف الرواية المتضمنة لمنقبة عليّ عليه السلام إلى حرّ قرشيّ بل صرفها عنه إلى عبد سود رومىّ ، علم أنّه أيضا من أعداء أهل البيت عليهم السلام ، ولعل الناصب لمّا تفطن بعدم الارتباط وضعها من تلقاء نفسه في شأن الزّبير والمقداد على وجه يرتبط بالمراد واللّه الهادي للسّداد.
ص: 42
1- فراجع ما تقدم من الاخبار التي نقلناها في ذيل الآية الشريفة.
2- قد تقدمت ترجمته (ج 1 ص 110).
3- قد تقدمت ترجمته (ج 2 ص 233)
4- هو أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن ابن أبى وهب بن عمر وبن عابد بن مخزوم المخزومي المدني الأعور ، قال الخزرجي في الخلاصة (ص 121 ط مصر) انه ولد سنة 15 ومات سنة 93 وعن الواقدي سنة 94 ، يروى عن أبى هريرة وغيره ، وهو من مشاهير التابعين. وفي الرجال الوسيط للعلامة الثبت الثقة الرجالي مولانا الميرزا محمد الأسترآبادي نقلا عن شيخنا العلامة أبى عمر والكشي أن سعيدا كان من حوارى على بن الحسين عليهما السلام قال الفضل بن شاذان أنه رباه أمير المؤمنين إلى أن قال : وأما سعيد بن المسيب فنجى من ذلك أى القتل وذلك أنه كان يفتي بقول العامة إلى آخره وقال في الوسيط أيضا : روى عن بعض السلف أنه لما مر بجنازة على بن الحسين انجفل الناس أى مضوا ؛ فلم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب ، فوقف عليه خشرم مولا أشجع فقال يا أبا محمد ألا تصلى على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟ قال : أصلي ركعتين في المسجد أحب إلى أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح إلخ وروى مولانا آية اللّه العلامة الحلي في (الخلاصة) رواية الحواريين وقال فيها توقف وقال شيخنا السعيد العلامة الشهيد الثاني «قده» في (تعليقته) على المقام ما لفظه : أما من حيث السند فظاهر وأما المتن فلبعد هذا الرجل من مقام الولاية لزين العابدين فضلا عن أن يكون من حواريه ، وانى لا عجب من إدخاله في القسم الاول مع ما هو المعلوم من حاله وسيرته ومذهبه في الاحكام الشرعية المخالفة لأهل البيت ، ولقد كان بطريقة أبى هريرة أشبه وحاله بروايته أدخل ، ولقد روى الكشي في كتابه له أقاصيص ومطاعن وقال المفيد : وأما ابن المسيب فليس يدفع نصبه ، وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على زين العابدين ، وروى عن مالك أنه كان خارجيا أبا ضيا انتهى.
واما قوله : ولكن ليس هو بنص في إمامته ، فمكابرة صريحة لأنّه إذا قال له جبرئيل في هذه القضيّة : من مثلك يا ابن أبي طالب؟ وقد دل هذا على انتفاء مثل له في العالم ولا أقل في أصحاب النبيّ صلی اللّه عليه وآله ، فقد صار نصّا في تعيينه للامامة دون من لا يماثله في شيء كما هو صريح الكلام ، وتفضيل المفضول باطل كما مر بيانه ، ولنعم ما أشار
ص: 43
بعض فضلاء شعرائنا إلى تفصيل فضيلة تمكن عليّ عليه السلام على فراش النبي (1) صلی اللّه عليه وآله في تلك اللّيلة بقوله (شعر)
نيست در بحث إمامت معتبر قول فضول
در شب هجرت كه خوابيده است در جاى رسول؟!»
ص: 44
1- وتفصيل قصة المبيت على الفراش على ما في كتاب (الخرائج والجرائح): أنه لما كانت الليلة التي خرج فيها رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله إلى الغار ، كانت قريش اختارت خمسة عشر رجلا من خمسة عشر بطنا كان فيهم أبو لهب من بنى هاشم ليفترق دمه صلی اللّه عليه وآله في بطون قريش فلا يمكن لبنى هاشم أن يأخذوا بطنا واحدا فيرضون عند ذلك بالدية فيعطون عشر ديات فقال النبي صلی اللّه عليه وآله لأصحابه : لا يخرج ليلة أحد من داره ، فلما نام الرسول صلی اللّه عليه وآله قصدوا باب عبد المطلب ، فقال لهم أبو لهب : يا قوم في هذه الدار نساء بنى هاشم وبناتهم ولا نأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصحة عليهن ، فبقى ذلك علينا مسبة وعارا إلى آخر الدهر في العرب ، ولكن اقعدوا بنا جميعا على الباب نحرس محمدا في مرقده ، فإذا طلع الفجر تواثبنا إلى الدار فضربناه ضربة رجل واحد وخرجناه فإلى أن يجتمع الناس قد أضاء الصبح فيزول عنا العار عند ذلك ، فقعدوا بالباب يحرسونه قال على عليه السلام فدعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم ، فقال ان قريشا دبرت كيت وكيت في قتلى فنم على فراشي حتى أخرج من مكة فقد أمرنى اللّه بذلك فقلت له السمع والطاعة فنمت على فراشه وفتح رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله الباب وخرج عليهم وهم جميعا جلوس ينتظرون الفجر وهو يقول : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشينهم فهم لا يبصرون ، ومضى وهم لا يرونه. فلما طلع الفجر تواثبوا إلى الدار وهم يظنون أنى محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم فو ثبت في وجوههم وصحت بهم ، فقالوا : على ، قلت : نعم ، قالوا : وأين محمد؟ قلت خرج من بلدكم ، قالوا ، وإلى أين خرج؟ قلت : اللّه اعلم فتركوني رغما لأنوفهم وخرجوا ، وقال صاحب كتاب مطالب السؤول : انه بات على عليه السلام في المضجع والمشركون مجمعون على أخذه وقتله ولم يضطرب لذلك قلبه ولا اكترث بهم ، فلما أصبح ثاروا اليه فرد اللّه كيدهم فقالوا أين صاحبك؟ قال : لا أدرى ، وأقام بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله بمكة ثلاث ليال بأيامها يرد الودائع التي كانت عند رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله حتى إذا فرغ منها ولم يبق بمكة من المسلمين احد في الإسلام سواه الا من هو معذب محبوس عليه ثم خرج على عليه السلام طالبا أن يلتحق بالنبي صلی اللّه عليه وآله وحده فأقام وحده بمكة بينهم ثم خرج وحده من مكة مع شدة عداوتهم وطلب المدينة فوصلها فنزل مع رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم على كلثوم بن هرم فلو لم يكن اللّه تعالى قد خص قلبه بقوة وجنانه بثبات ونفسه بشهامة لاضطرب في هذا المقام وان كان آمنا من أذاهم في مبيته لقول النبي صلی اللّه عليه وآله لم يخلص (يصل خ ل) إليك منهم أمر تكرهه ، فان النفوس البشرية قد يتيقن عدم الخوف والأذى ومع ذلك يظهر عليها الخوف والاضطراب من رؤية المخوف فان موسى عليه السلام مع درجة النبوة وقد أخبره اللّه تعالى بأن اختاره ولما أمره بإلقاء عصاه فألقاها فلما صارت حية خاف وولى مدبرا فقال اللّه تعالى : (أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ) سنعيدها سيرتها الاولى ، فلم يمكنه أن يخالف الأمر وكان عليه كساء فلف طرف الكساء على يده ليأخذها فقال مالك يا موسى؟ أرأيت لو أذن اللّه تعالى لها في أذاك أراد عنك كسائك فقال : لا ، ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت ، فالنفس البشرية هذا طبعها وكذلك ام موسى عليه السلام لما أمرها اللّه تعالى بإلقاء ولدها في اليم ونهاها عن الخوف والحزن وأخبرها أنه يرد إليها فلما ألقته في اليم داخلها الاضطراب في النفس البشرية حتى كادت لتبدي به وتفضح أمرها لولا أن ربط اللّه على قلبها فلم ينطق مع اضطراب القلب ، فلولا أن اللّه تعالى منح عليا عليه السلام قلبا متصفا بالقوة الثابتة التي هي الشجاعة لكان مع امتثال أمر النبي صلی اللّه عليه وآله وأمنه من تطرق الأذى اليه لقول النبي صلی اللّه عليه وآله يضطرب بالنفس البشرية فان مبيت واحد بين الزمر من الأعداء قاصدين الفتك به معاندين لدينه مظهرين عداوته ثم إقامته بينهم بعد خروج النبي صلی اللّه عليه وآله ثلاث ليال بأيامهن ثم خروجه من بلدتهم في شعابها وطرقاتها بين جبالها المختلفة مقدما على مسيره في أراضى الأعداء وحده مع كثرتهم من أوضح الأدلة وأرجح الحجج على شجاعته وقد خصه اللّه بها وشهامة منحه اللّه تعالى إياها «منه قده»
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السادسة آية المباهلة (1) أجمع المفسرون (2) على أن أبنائنا إشارة إلى الحسن والحسين عليهما السلام ونسائنا إشارة إلى فاطمة عليها السلام ، وأنفسنا إشارة إلى علي عليه السلام ، فجعله اللّه تعالى نفس محمّد صلی اللّه عليه وآله والمراد المساواة : ومساوي الأكمل
ص: 46
1- آل عمران. الآية 61.
2- لا يخفى أن نزول آية المباهلة في حق الخمسة الاطهار الميامين الغرر مما لا يحوم حوله الشك والارتياب بل هو في الوضوح والاشتهار بمثابة كادت تعد في الضروريات الاولية فكم من مفسر ومحدث ومورخ وفقيه ذكروه في أسفارهم وزبرهم وأرسلوه إرسال المسلمات حتى ببالي انى وقفت على كتاب لبعض علماء القوم في خصوص هذا الشأن وقد استوفى الكلام فيه وأشبع ونحن نسرد ما وقفنا عليه من المدارك والمآخذ وما لم نقف عليه اكتفينا بالنقل عنها بالواسطة ، ومن راجعنا كتابه ووقفنا على مقاله جم غفير من مشاهير القوم وأثباتهم. «منهم» الحافظ أبو عبد اللّه مسلم بن حجاج النيسابوري في صحيحه (ج 7 ص 120 ط محمد على صبيح بمصر) حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا حدثنا حاتم (وهو ابن اسماعيل) عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه ؛ قال أمر معاوية بن أبى سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب ، فقال : اما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلن أسبه لان تكون لي واحدة أحب إلى من حمر النعم إلى أن قال ولما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلى «ومنهم» الحافظ أحمد بن حنبل في كتاب «المسند» (ج 1 ص 185 ط مصر) حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبى ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال سمعت رسول اللّه يقول له وخلفه في بعض مغازيه إلى أن قال : ولما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليّا وفاطمة إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 3 ص 192 ط الميمنية بمصر) حدثنا ابن حميد قال : ثنا عيسى بن فرقد عن أبى الجارود عن زيد بن على في قوله : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، الآية قال : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين. حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط عن السدى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ، الآية فأخذ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلى : اتبعنا فخرج معهم فلم يخرج يومئذ النصارى الحديث. حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله : (فَمَنْ حَاجَّكَ). الآية ، قال قتادة : لما أراد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أهل نجران أخذ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة : اتبعينا فلما رأى أعداء اللّه رجعوا. حدثني يونس ؛ قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثنا ابن زيد ، قال : قيل لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لولا عنت القوم بمن كنت تأتى حين قلت : (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، قال : حسن وحسين. حدثني محمد بن سنان ، قال : ثنا أبو كريب الحنفي ، قال : ثنا المنذر بن ثعلبة ، قال : ثنا علباء بن أحمر اليشكري ، قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) ، الآية ، قال : أرسل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى على وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين ودعا اليهود ليلا عنهم ، فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالأمس من إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا فانتهوا. «ومنهم» العلامة أبو بكر الجصاص المتوفى سنة 370 في كتاب (أحكام القرآن ج 2 ص 16) فانه نقل ان رواة السير ونقلة الأثر لم يختلفوا في أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخذ بيد الحسن والحسين وعلى وفاطمة رضى اللّه عنهم ودعا النصارى الذين حاجوه إلى المباهلة إلى آخر ما قال. «ومنهم» العلامة الحافظ الحاكم في «المستدرك» (ج 3 ص 150 ط حيدرآباد الدكن) قال : أخبرنى جعفر بن محمد بن نصير الخلدى ببغداد ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا قتيبة ابن سعيد ثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا رضى اللّه عنهم فقال : اللّهم هؤلاء أهلى هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وكذا الحافظ العلامة المذكور في كتاب (معرفة علوم الحديث ص 50 ط مصر) حدثنا على بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة ، قال حدثنا الحسين بن حكم الحبري قال : ثنا الحسن بن الحسين العرني قال : ثنا حبان بن على العنزي عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله عزوجل : (فَقُلْ تَعالَوْا). الآية نزلت على رسول اللّه (في رسول اللّه خ ل ظ) وعلى نفسه (وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) في فاطمة (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) في حسن وحسين والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم ، ثم قال ما لفظه : قال الحاكم وقد تواترت الاخبار في التفاسير عن عبد اللّه بن عباس وغيره أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخذ يوم المباهلة بيد على وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ، ثم قال : هؤلاء أبنائنا وأنفسنا ونسائنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونسائكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين. «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره كما في «العمدة» لابن بطريق (ص 95 ط تبريز) قال ما لفظه : ومن تفسير الثعلبي قال : قال مقاتل والكلبي لما قرأ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة ، قالوا له حتى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غدا ، فخلا بعضهم إلى بعض إلى أن قال فأتى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم محتضنا الحسن وأخذ بيد الحسين وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول لهم : إذا أنا دعوت فامنوا فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة الحديث. «ومنهم» الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الاصبهانى في كتاب «دلائل النبوة» (ص 297 ط حيدرآباد) روى عن سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن داود المكي ومحمد بن زكريا الغلابي قالا ثنا بشر بن مهران الخصاف قال ثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى هند عن الشعبي عن جابر قال قدم على النبي العاقب والطيب إلى أن قال فغدا رسول اللّه فأخذ بيد على وفاطمة إلى آخر ما تقدم وروى أيضا عن ابراهيم بن أحمد قال ثنا أحمد بن فرج قال ثنا أبو عمر الدوري قال ثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي (النسابة الشهير) عن أبى صالح عن ابن عباس ان وفد نجران من النصارى قدموا إلى آخر ما تقدم (ص 298 ط حيدرآباد) «ومنهم» العلامة الواحدي النيسابوري في «أسباب النزول» (ص 74 ط الهندية بمصر) أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الرهجائى ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبى ، قال حدثنا حسين ؛ قال حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن ، قال : جاء راهبا نجران إلى النبي إلى أن قال : ونزل القرآن (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ) ، إلى قوله : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، فدعا هما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى الملاعنة وقال : وجاء بالحسن والحسين وفاطمة وأهله وولده الحديث. أخبرنى عبد الرحمن بن الحسن الحافظ فيما أذن لي في روايته ، حدثنا أبو حفص عمر ابن أحمد الواعظ ، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الأشعث ؛ حدثنا يحيى بن حاتم العسكري ، حدثنا بشر بن مهران ؛ حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى هند عن الشعبي عن جابر بن عبد اللّه ، قال : قدم وفد نجران على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فأخذ بيد على وفاطمة وبيد الحسن والحسين فأقرا له بالخراج ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي نارا ، قال جابر : فنزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا) الآية قال الشعبي : أبنائنا الحسن والحسين ، ونسائنا فاطمة ، وأنفسنا على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة ابن المغازلي الواسطي كما في العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 96 ط تبريز) قال ما لفظه : أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن اسماعيل الوراق قال : حدثنا أبو بكر بن أبى داود قال : حدثنا يحيى ابن حاتم العسكري قال : حدثنا بشر بن مهران قال : حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى سعيد عن الشعبي عن جابر بن عبد اللّه قال : قد وفد نجران على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم العاقب والطيب فدعاهم إلى الإسلام الحديث. «ومنهم» العلامة البغوي صاحب معالم التنزيل قال فيه (ج 1 ص 302) أبنائنا الحسن والحسين ، ونسائنا فاطمة ، وأنفسنا عنى نفسه وعليّا إلى أن قال : فاتوا (نصارى نجران) إلى آخر الرواية. «ومنهم» العلامة المذكور في كتاب (مصابيح السنة ج 2 ص 204 ط المطبعة الخيرية) قال : من الصحاح عن سعد بن أبى وقاص «رض» قال : لما نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، دعا رسول اللّه عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي. «ومنهم» العلامة الزمخشرىّ في تفسير «الكشاف» (ج 1 ص 193 ط مصطفى محمد) روى أنهم لما دعاهم إلى المباهلة ، إلى أن قال : وأبى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو شاء اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لا زاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ؛ إلى أن قال : والذي نفسي بيده ان الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل اللّه نجران وأهله حتى الطير على رؤس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا. «ومنهم» العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد المعروف بابن العربي المعافري الأندلسي المالكي المتوفى سنة 542 في كتاب «أحكام القرآن» (ج 1 ص 115 ط مطبعة السعادة بمصر) روى المفسرون أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ناظر أهل نجران حتى ظهر عليهم بالدليل والحجة ، فأبوا الانقياد والإسلام فانزل اللّه هذه الآية ، فدعا حينئذ عليا وفاطمة والحسن والحسين ثم دعا النصارى إلى المباهلة. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 8 ص 85 ط البهية بمصر) روى أنه عليه السلام لما أورد الدلائل على نصارى نجران قال عليه السلام : ان اللّه أمرنى ان لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم إلى أن قال : وكان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خرج وعليه مرط من شعر أسود وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى رضى اللّه عنه خلفها ، وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران انى لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة إلى أن قال : قال رسول اللّه : ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل اللّه نجران وأهله حتى الطير على رؤس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا. «ومنهم» العلامة مبارك بن الأثير في «جامع الأصول» (ج 9 ص 470 ط مطبعة السنة المحمدية بمصر) أخرج مسلم والترمذي : لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلى. وكذا هو فيه أيضا (ج 10 ص 100 الطبع المذكور) الحديث. «ومنهم» الحافظ شمس الدين الذهبي في تلخيصه (المطبوع في ذيل مستدرك الحاكم ج 3 ص 150 ط حيدرآباد) روى بسنده عن حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه بعين ما تقدم نقله عن الحاكم. «ومنهم» الشيخ محمد بن طلحة الشامي في (مطالب السؤول ص 7 ط طهران) قال ما لفظه : أما آية المباهلة فقد نقل الرواة الثقاة والنقلة الإثبات نزولها في حق على وفاطمة والحسن والحسين إلى آخر ما قال. «ومنهم» العلامة الحافظ الشيخ عز الدين أبو الحسن على بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير في كتاب «اسد الغابة» (ج 4 ص 25 ط الاول بمصر) حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال أمر معاوية سعدا فقال ما يمنعك أن تسب أبا تراب إلى أن قال سعد وأنزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلى. «ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في «التذكرة» (ص 17 ط النجف) قال جابر بن عبد اللّه فيما رواه عنه أهل السير : قدم وفد نجران على رسول اللّه إلى آخر ما تقدم عن الكشاف. وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غدا محتضنا فذكر ما تقدم إلى أن قال : وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض الا مسلم إلخ. «ومنهم» العلامة القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج 3 ص 104 ط مصر سنة 1936) قال : ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جاء بالحسن والحسين وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول لهم : ان أنا دعوت فأمنوا. إلخ. «ومنهم» العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 2 ص 22 ط مصطفى محمد بمصر) روى أنهم لما دعوا إلى المباهلة قالوا حتى ننظر إلى أن قال : فأتوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى رضى اللّه عنه خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقفهم يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا اللّه تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ، فأذعنوا لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبذلوا له الجزية ألفى حلة حمراء وثلاثين درعا من حديد فقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لو تباهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل اللّه نجران وأهله حتى الطير على الشجر. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص 25 ط مصر سنة 1356) روى عن أبى سعيد رضى اللّه عنه لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه إلى آخر ما تقدم ، أخرجه مسلم والترمذي. «ومنهم» العلامة المذكور في «الرياض النضرة» (ص 188 ط محمد أمين الخانجى بمصر) أخرج مسلم والترمذي : لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة النسفي في تفسيره (ج 1 ص 136 ط عيسى الحلبي بمصر) روى أنه عليه السلام لما دعاهم إلى المباهلة قالوا حتى ننظر إلى أن قال : وقد غدا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم محتضنا للحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة المهايمى في «تبصير الرحمن وتيسير المنان» (ج 1 ص 114 ط مطبعة بولاق بمصر) روى أنه عليه السلام قرء الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة إلى أن قال : فأتوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد غدا محتضنا الحسين وآخذا بيد الحسن إلى آخر الحديث. «ومنهم» العلامة الخطيب التبريزي في «مشكاة المصابيح» (ص 568 ط الدهلى) روى مسلم عن سعد بن وقاص قال لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي. «ومنهم» العلامة الخطيب الشيربيني في تفسير «سراج المنير» (ج 1 ص 182 ط مصر) «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 3 ص 206 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) روى أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما أورد الدلائل على نصارى نجران ثم انهم أصروا على جهلهم إلى أن قال : وقد خرج وعليه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مرط من شعر أسود وكان صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى عليه السلام خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو دعت اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. الحديث. وذكر في ذيل هذه الآية كلام محمود بن الحسن الحمصي وأقره عليه ويؤكده ما يروى المخالف والموافق أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال من أراد أن يرى آدم في علمه ونوحا في طاعته وابراهيم في خلته وموسى في قربته وعيسى في صفوته فلينظر إلى على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الخازن المتوفى سنة 741 في تفسيره الشهير (ج 1 ص 302 ط مصر) أورد نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» العلامة الأديب ، الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق النبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين سلام اللّه عليهم البحر المحيط (ج 2 ص 479 ط مطبعة السعادة بمصر) وأورد أيضا نزوله في كتابه المسمى بالنهر الماد من البحر في شأن الخمسة المذكورين سلام اللّه عليهم أجمعين في هامش تلك الصفحة. «ومنهم» الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي في تفسيره (ج 1 ص 370 ط مصطفى محمد بمصر) بعد أن أجال القلم في شأن نزول الآية في حق أصحاب الكساء قال ما لفظه : قال أبو بكر بن مردويه : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن داود المكي ، حدثنا بشر بن مهران ، حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبى هند عن الشعبي عن جابر نزول الآية في حق الخمسة إلى أن قال : قال جابر (أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) رسول اللّه وعلى بن أبي طالب و (أَبْناءَنا)الحسن والحسين (وَنِساءَنا) فاطمة. ثم نقل ما أورده الحاكم في (المستدرك). ونقل عن البيهقي في (دلائل النبوة) ايضا. «ومنهم» الحافظ المذكور في كتاب «البداية والنهاية» (ج 5 ص 52 ط مصر) روى عن البيهقي أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير عن سلمة ابن يسوع عن أبيه عن جده نزول الآية في الخمسة. وروى بسند آخر (ص 54 ط مصر) الحديث. «ومنهم» العلامة المولى عز الدين عبد اللطيف بن عبد العزيز الشهير بابن الملك المتوفى سنة 797 في كتابه «مبارق الازهار» في شرح مشارق الأنوار للصغانى (ج 2 ص 356 طبع الآستانة). «ومنهم» الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في «الاصابة» (ج 2 ص 503 ط مصطفى محمد بمصر) وأخرج الترمذي بسند قوى عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه فذكر الحديث إلى أن قال : وأنزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) ، دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا إلخ. «ومنهم» الحافظ المذكور في كتابه «الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف» (ص 26 ، المطبوع في آخر الكشاف ط مصطفى محمد) قال : أخرج أبو نعيم في (دلائل النبوة) من طريق محمد بن مروان السدى عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس الحديث المتقدم نقله عن الكشاف. وأخرج أبو نعيم نحوه عن الشعبي مرسلا. «ومنهم» العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة ص 108 ط النجف) نقل نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» العلامة المفسر المولى حسين الكاشفى في تفسير «المواهب» (ج 1 ص 71 ط طهران). روى الحديث بنحو ما تقدم. «ومنهم» العلامة ملا معين الدين الكاشفى في كتاب «معارج النبوة» (ج 1 ص 315 ط لكنهو) أورد قصة المباهلة إلى أن قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لو لاعنوا لمسخوا خنازير ولأضرم الوادي عليهم نارا. «ومنهم» العلامة السيوطي في «الدر المنثور» (ج 4 ص 38 ط مصر) أخرج البيهقي في (الدلائل) من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كتب إلى أهل نجران إلى أن قال : فلما أصبح رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له وفاطمة تمشى خلف ظهره للملاعنة وله يومئذ عدة نسوة ، فقال شرحبيل لصاحبيه : انى أرى أمرا مقبلا ان كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلاعناه لا يبقى على وجه الأرض منا شعر ولا ظفر الا هلك ، فقالا له : ما رأيك؟ فقال رأيى أن أحكمه ، فانى أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا. فقالا له : أنت وذاك ، فتلقى شرحبيل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقال انى رأيت خيرا من ملاعنتك ، قال : وما هو؟ قال : حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز إلخ. وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم عن جابر قال : قدم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم العاقب والسيد إلى آخر ما تقدم من المستدرك. وأخرج الحاكم وصححه عن جابر أن وفد نجران أتوا النبي فقالوا : ما تقول في عيسى إلى آخر ما تقدم عن المستدرك. وأخرج أبو نعيم في (الدلائل) من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم إلى آخر ما تقدم من الدلائل. وأخرج ابن أبى شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبي ، قال : كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا في عيسى بن مريم ، فكانوا يجادلون النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيه ؛ فأنزل اللّه هذه الآيات في سورة آل عمران ان مثل عيسى عند اللّه إلى قوله فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين ، فأمر بملاعنتهم ، فواعدوه لغد ، فغدا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعه الحسن والحسين وفاطمة فأبوا أن يلاعنوهم وصالحوه على الجزية إلخ. وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا). الآية دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلى وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري ، قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا) الآية ، أرسل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى على وفاطمة وابنيهما الحسن والحسن ودعا اليهود ليلا عنهم فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا ، فانتهوا. «ومنهم» العلامة المذكور في تاريخ الخلفاء (ص 115 ط لاهور) أخرج مسلم عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا) إلى آخر ما تقدم «ومنهم» العلامة المذكور في كتاب (الإكليل ص 53 ط مصر) قال ما لفظه : قوله تعالى ، (فَقُلْ تَعالَوْا) ، الآية ، فيه مشروعية المباهلة وأن الحسن والحسين أبناء رسول اللّه ، ويستفاد منه تسلم إرادة الحسنين من الأبناء في الآية. «ومنهم» العلامة المذكور في تفسير «الجلالين» (ج 1 ص 33 ط مصر) روى نزول الآية في الخمسة عليهم السلام. «ومنهم» العلامة احمد بن حجر الهيتمى في (الصواعق المحرقة) (ص 119 ط المحمدية بمصر) أخرج مسلم عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه إلى آخر ما تقدم «ومنهم» العلامة أبو السعود أفندى شيخ الإسلام في الدولة العثمانية المتوفى سنة 982 في تفسيره الشهير (ج 2 ص 143 ط مصر) روى نزول الآية في الخمسة عليهم السلام. «ومنهم» العلامة الحلبي في كتاب (السيرة المحمدية) (ج 3 ص 35 ط مصر) نقل الحديث ونزول الآية في الخمسة. «ومنهم» العلامة المفسر الشهير أبو السعود محمد افندى العمادي المتوفى سنة 982 في تفسيره المعروف (ج 1 الطبع الجديد) وفي المطبوع بهامش تفسير الرازي (ج 2 ص 143). «ومنهم» العلامة الشاه عبد الحق الدهلوي في كتاب (مدارج النبوة ص 500 ط بمبئى) أورد نزول الآية في الخمسة المذكورة. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في كتاب «مناقب مرتضوى» (ص 44 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن الصواعق المحرقة والكشاف أن المراد من الآية الخمسة الطاهرون بعين المضمون المتقدم. «ومنهم» العلامة الشبراويّ في (الإتحاف بحب الاشراف ص 5 ط مصطفى الحلبي) قال الزمخشرىّ : لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء وهم : على وفاطمة والحسنان ، لأنها لما نزلت دعاهم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاحتضن الحسين وأخذ بيد الحسن إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة الشوكانى في «فتح القدير» (ج 1 ص 316 ط مصطفى الحلبي بمصر). وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في (الدلائل) عن جابر قال : قدم على النبي العاقب والسيد ، فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمد ، فقال : كذبتما ان شئتما أخبرتكما إلى أن قال : فغدا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا ، قال جابر : فيهم نزلت (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا) الآية : قال جابر : (أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى ، (وَأَبْنائِنا) الحسن والحسين ، (وَنِساءَنا) فاطمة اخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن سعد بن أبى وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا) ، الآية دعا رسول اللّه عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال اللّهم هؤلاء أهلى. «ومنهم» العلامة الآلوسى في «تفسير روح المعاني» (ج 3 ص 167 ط المنيرية بمصر) أخرج في الدلائل من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا ، إلى أن قال : وقد كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خرج ومعه على والحسن والحسين وفاطمة الحديث. وروى أن أسقف نجران لما راى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مقبلا ومعه على وفاطمة والحسنان قال : يا معشر النصارى انى لأرى وجوها لو سألوا اللّه تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا وتهلكوا. «ومنهم» العلامة الطنطاوى في تفسير الجواهر (ج 2 ص 120 ط مصطفى البابى الحلبي بمصر) روى أنهم لما دعوا إلى المباهلة إلى أن قال : فأتوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشى خلفه وعلى رضى اللّه عنه خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقفهم : يا معشر النصارى : انى لأرى وجوها لو سألوا اللّه تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا الحديث. «ومنهم» السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في «رشفة الصادي» (ص 35 ط الاعلامية بمصر) قال ما لفظه : قال العلامة الرازي في تفسير هذه الآية الكريمة : روى أنه عليه الصلاة والسلام إلى آخر ما نقلنا عنه سابقا إلى أن قال : وقال في (الكشاف) : لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء لأنها لما نزلت دعاهم صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى آخر الحديث كما مر تفصيله سابقا. «ومنهم» العلامة المعاصر الشيخ في كتاب «التاج الجامع للأصول» (ج 3 ص 329 ط مصر على ما في كتاب المباهلة) روى الحديث عن سعد بن الوقاص في نزول الآية في الخمسة. «ومنهم» الفاضل المعاصر الشيخ محمد محمود الحجازي في تفسير الواضح (ج 3 ص 58 طبع مصر) يظهر منه تسلم نزول الآية في حق الخمسة الاطهار عندهم «ومنهم» العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (كما في كفاية الخصام ص 388 ط طهران). روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري : نزول آية المباهلة في الخمسة. «ومنهم» العلامة الحموينى (كما في كفاية الخصام ص 390 ط طهران) روى بسنده عن ابن جريح نزول آية المباهلة في الخمسة. وروى أيضا عن عامر بن سعد عن أبيه. «ومنهم» العلامة السيد صديق حسن خان في كتاب «حسن الاسوة» (ص 32 الجوائب بقسطنطنية) روى مسلم والترمذي : لما نزلت هذه الآية دعا النبي فاطمة إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة السيد أحمد زيني دحلان الشافعي مفتى مكة المكرمة في «السيرة النبوية» (المطبوعة بهامش السيرة الحلبية ج 3 ص 4 ط مصر) أورد فيه الحديث ونزول الآية في الخمسة. «ومنهم» السيد محمد رشيد رضا في تفسير «المنار» (ج 3 ص 321 ط مصر) أورد الحديث ونزول الآية في الخمسة. هذا ما ساعدتنا سواعد التوفيق الإلهي في نقلها من كتبهم ومآخذهم في فنون العلوم الإسلامية ومن تأملها وحكم الإنصاف رأى تلك الأحاديث متواترة معنوية لو لم ندع التواتر اللفظي بحسب السند صريحة الدلالة واضحة المؤدى والمفاد جلية المداليل بحيث لا يرتاب فيها الا من انسلك في السوفسطائية المنكرين للضروريات فيا إخواني أفبعد اجتماع الشروط المعتبرة في الخبر من الصدور والظهور وجهة الصدور وعدم المعارض شك لا ورب الثاقبات وداحي المدحوات فما عذركم يوم تلتف الساق بالساق وإلى ربك المساق إلى متى هذا التعصب وحتى متى الغميضة في حق العترة البررة اللّهم انى أتممت عليهم الحجة وأوضحت لهم المحجة (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ).
والأولى بالتصرف ، أكمل وأولى بالتصرف ، وهذه الآية من أدل دليل على علو مرتبة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، لأنّه تعالى حكم بالمساواة لنفس رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وأنّه تعالى عيّنه في استعانة النبي صلی اللّه عليه وآله في الدّعاء وأى فضيلة أعظم من أن يأمر اللّه تعالى نبيه بأن يستعين به على الدعاء إليه والتوسل به ولمن حصلت هذه المرتبة؟ انتهى
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : كان عادة أرباب المباهلة أن يجمعوا أهل بيتهم وقراباتهم لتشمل البهلة ساير أصحابهم ، فجمع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أولاده ونسائه ، والمراد بالأنفس هاهنا الرجال كأنّه أمر بأن يجمع نسائه وأولاده ورجال أهل بيته ، فكان النساء فاطمة ، والأولاد الحسن والحسين ، والرجال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وعليّ ، وأما دعوى المساواة التي ذكرها فهي باطلة قطعا ، وبطلانها من ضرورات الدّين ، لأن غير النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من
ص: 62
الامّة لا يساوي النّبي أصلا ، ومن ادّعى هذا فهو خارج عن الدّين ، وكيف يمكن المساواة؟ والنّبى صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نبيّ مرسل خاتم الأنبياء أفضل اولي العزم ، وهذه الصفات كلّها مفقودة في علي عليه السلام ، نعم لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام في هذه الآية فضيلة عظيمة وهي مسلّمة ، ولكن لا تصير دالة على النّص بإمامته «انتهى».
أقول
يتوجه عليه وجوه من الكلام منها أنّه إذا كان عادة أرباب المباهلة أن يجمعوا أهل بيتهم وقراباتهم لتشمل البهلة سائر أصحابهم كما اعترف به النّاصب دون من يعتقد مزيد عناية اللّه تعالى فيهم ، فلم خالف النّبي صلی اللّه عليه وآله هذه العادة ولم يجعل البهلة شاملة لجميع قراباته وأصحابه من بني هاشم قاطبة؟ بل خصّ من النّساء فاطمة ، ومن الرّجال عليّا عليه السلام ، ومن الأولاد سبطيه ، وحيث خالف العادة المألوفة وخص الأربعة بالبهلة ، علم أنّ الباقي من قراباته لم يكونوا في مكان القرب من اللّه ومزيد عنايته فيهم ، وأيضا لو كانت العادة الشّمول والتّعميم كما ذكره الناصب الزّنيم (1) ، لاعترض عليه النّصارى الذين كانوا طرف المباهلة بمخالفته لما جرت عليه العادة ، ولاحتجّوا عليه بذلك وأما قوله : والرّجال رسول اللّه وعليّ عليهما السلام ، فقد قصد فيه حمل لفظ الأنفس على حقيقة الجمع عند بعضهم ، ولم يعلم أنّ النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم في مثل هذا الخطاب لا يدخل تحت الأمر كما تقرّر في الأصول ومنها أنّ ما ذكر من أنّ مساواة الولي للنّبي صلی اللّه عليه وآله خروج عن الدّين خروج عن الحقّ واليقين ، وذهول عن معونة معرفة أمير المؤمنين (2) وسيّد الوصيّين وأخي سيّد المرسلين ، وأمّا ما تمسك
ص: 63
1- الزنيم قد جاء بمعان ، والمراد به هاهنا اللئيم المعروف بلومه أو شره.
2- روى شيخنا العلامة الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن محمد بن عمر (أبى عمير خ ل) الكوفي عن عبد اللّه بن الوليد السمان ، قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام ، ما يقول الناس في اولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال : قلت : ما يقدمون على اولى العزم أحدا ، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : ان اللّه تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً) ولم يقل كل شيء ؛ وقال لعيسى عليه السلام : (لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) ؛ ولم يقل كل شيء ، وقال لصاحبكم أمير المؤمنين على عليه السلام : (قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) وقال اللّه عزوجل : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) وعلم هذا الكتاب عنده.
به في الاستبعاد عن ذلك من أنّه كيف يمكن المساواة والنبيّ صلی اللّه عليه وآله نبيّ مرسل خاتم الأنبياء أفضل اولي العزم؟ ففيه أنّ هذا كناية عن غاية الاختصاص والقرب والمحبة ، لأنّه إذا كملت المحبّة بين اثنين يقال : انّهما متّحدان معنى وإن افترقا صورة ، وغاية ما يلزم من ذلك ، المساواة في الدّرجة ، لا في النّبوّة ، ومن البيّن أنّه لو لم يكن لعلي عليه السلام مداناة ومقاربة على الحدّ المذكور ، لما أجرى اللّه تعالى عليه أنّه نفس الرّسول ، ولما كان عليّ عليه السلام وولداه الصغيران عليهم السلام أولى من أخيه جعفر وعقيل مثلا لتساويهم في القرابة ، فاندفع بهذا أيضا ما ذكره النّاصب : من أن عادة أرباب المباهلة أن يجمعوا أهل بيتهم وقراباتهم اه والحاصل أنّ النّبيّ صلی اللّه عليه وآله لمّا كان عارفا بجلال اللّه سبحانه خائفا منه غاية الخوف استعان في المباهلة التي هي الدّعاء من الجانبين بهلاك الآخر وبالبعد عن رحمة اللّه تعالى بجماعة تيقّن بهم فضيلة ومنزلة عند اللّه تعالى لدعائهم في المباهلة ، فانّ كثرة الأفاضل أدخل في الاستجابة كما علم من سنّة النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم أيضا ، فترك دعوة من يساويهم في الفضل عند اللّه تعالى من النبيّ صلی اللّه عليه وآله إخلال بشدّة الاهتمام في أمر الدين ، والنّبيّ صلی اللّه عليه وآله منزّه عنه ، وممّا يدلّ على استعانته بهم في المباهلة قوله : ثم نبتهل ، بصيغة الجمع وما ذكره (1) القاضي البيضاوي (2) في تفسيره وغيره في غيره من أن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله 1)
ص: 64
1- ذكره في (ج 2 ص 22 ط مصر) وكذا ابن حجر في الصواعق (الطبع الجديد بمصر ص 153)
2- قد مرت ترجمته (ج 1)
قد غدا محتضنا (1) بالحسين (الحسين خ ل) ، آخذا بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه وعلي رضى اللّه عنه خلفها ، وهو يقول : إذا أنا دعوت فأمّنوا.
وكذا ما قال أسقف (2) النّصارى وهو المسمّى بأبي الحارثة حين تقدم رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وجثى على ركبتيه واللّه جثا الأنبياء للمباهلة ، يا معشر النّصارى ، إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا ، إلى آخر ما رواه القاضي وغيره ، ويؤيد دلالة الآية على أفضليّة عليّ عليه السلام ما في كتاب الصّواعق (3) المحرقة لابن حجر رواية عن الدّار (4) قطني : أنّ عليا عليه السلام يوم الشّورى احتجّ على أهلها.
ص: 65
1- حضن حضنا وحضانة واحتضن الصبى : رباه وضمه إلى صدره. المنجد
2- الأسقف عالم النصارى ورئيسهم في الدين وهو فوق القسيس ودون المطران ، جمعه أساقفة وأساقف وأسقفة كما يستفاد من القاموس. وقال العلامة ابن أثير الجزري في كتاب «اسد الغابة» (ج 1 ص 74 ط القديم بمصر) في ترجمته ما لفظه : ان أسقف نجران قال أبو موسى لا أدرى اسلم أم لا : روى صلة بن زفر عن عبد اللّه قال : ان أسقف نجران جاء إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ابعث معى رجلا أمينا حق أمين ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا بعثن معك رجلا أمينا حق أمين فاستشرف لها أصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لأبي عبيدة بن الجراح اذهب معه. قلت : قول أبى موسى : أسقف نجران فجعله اسما عجيب ، فانه ليس باسم ، وانما هو منزلة من منازل النصرانية كالشماس والقس والمطران والبترك والأسقف ، واسمه أبو حارث بن علقمة ، أحد بنى بكر بن وائل ولم يسلم ، ذكر ذلك ابن إسحاق. انتهى ما رمنا نقله من اسد الغابة.
3- راجع إلى الصواعق (ص 154 ط عبد الوهاب عبد اللطيف بالقاهرة)
4- هو العلامة الحافظ المحدث المفسر على بن عمر بن أحمد بن مهدى البغدادي الدارقطنيّ الشافعي عنه أبو بكر برقانى وأبو الطيب الطبري وأبو نعيم وله تاليف منها : السنن المعروف (بسنن الدارقطنيّ) طبع بهند ومنها (المختلف والمؤتلف) وغيرها من الآثار ، توفى سنة (385) ببغداد ودفن في جوار قبر الكرخي العارف المعروف فراجع الريحانة (ج 2 ص 6).
فقال لهم : أنشدكم اللّه هل فيكم أحد أقرب إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله في الرّحم منّي ومن جعله نفسه وابناه ابناه ونسائه نساءه غيري؟ قالوا : اللّهم لا ، الحديث ، وأيضا نقول : ليس المراد من النّفسية حقيقة الاتحاد ، بل المراد المساواة فيما يمكن المساواة فيه من الفضائل والكمالات ، لأنّه أقرب المعاني المجازية إلى المعنى الحقيقي ، فيحمل عليها عند تعذّر الحقيقة على ما هو قاعدة الأصول ، ولا شكّ أنّ الرّسول صلی اللّه عليه وآله أفضل النّاس اتفاقا ومساوي الأفضل أفضل ، ويمكن أن يقال أيضا : إنّ مراد المصنّف بالمساواة المساواة في الصّفات النفسيّة ، وحينئذ نقول : إن أراد النّاصب بكون نبيّنا صلی اللّه عليه وآله وسلم نبيّا مرسلا خاتم النبوّة بعثه على الوجه المذكور فظاهر أنّ هذا ليس من صفات النفس كما صرّح به الغزالي (1) في المنخول حيث قال : ليست الأحكام للأفعال صفات ذاتية ، وانما معناها ارتباط خطاب الشّارع بها أمرا ونهيا حثّا وزجرا ، فالمحرّم هو المقول فيه : لا تفعلوه ، والواجب هو المقول فيه : لا تتركوه ، وهو كالنّبوّة ليست ذاتية نفسيّة للنبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم ، ولكنّها عبارة عن اختصاص شخص بخطاب التبليغ «انتهى» وان أراد به الصّفة الكاملة النّفسية التي تنبعث عنه البعث على الوجه المذكور ويقتضى المساواة في الدّرجة ، فلا يمتنع أن تكون تلك الصّفة وتلك الدّرجة حاصلة لأمير المؤمنين عليه السلام ، غاية الأمر أنّ خصوصيّة خاتميّة نبيّنا صلی اللّه عليه وآله منعت عن بعثه على الوجه المخصوص وعن إطلاق الاسم عليه شرعا ، كما قيل بمثله في منع إطلاق اسم الجوهر بمعنى الموجود لا في موضوع على اللّه سبحانه ، وليس هذا بأبعد ممّا يرويه أصحاب هذا النّاصب الشّقي ات
ص: 66
1- قد مرت ترجمته في (ج 1 ص 145) وكتابه المنخول معروف قد طبع مرات
في شأن أبي بكر : من أنّ النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم قال : أنا وأبو بكر كفرسي (1) رهان ، وفي شأن عمر أنّه قال صلی اللّه عليه وآله : لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب رواه في المشكوة عن التّرمذي.
واما ما ذكره النّاصب : من أنّ هذه الآية ليست دالة على النّص بإمامته ، فمردود بأن المصنف لم يحصر مطالب هذا الباب في النّص على خلافة عليّ عليه السلام ، بل المدعى كما صرّح به سابقا في عنوان ما نحن فيه من البحث الرّابع ، إقامة الدّليل على الامامة أعمّ من أن يكون دالّا على نفسها ، أو شرائطها ولوازمها من العصمة والا فضليّة واستجماع الفضائل على وجه لا يلحقه غيره فيه ، وقد علم ذلك صاحب المواقف (2) حيث قال : (3) ولهم أى الشّيعة في بيان أفضلية عليّ عليه السلام مسلكان ، الاول ما يدلّ على كونه أفضل إجمالا وهو وجوه الاول آية المباهلة ، والثّاني خبر الطير (4) اه المسلك الثاني ما يدلّ على كونه أفضل تفصيلا : وهو أنّ فضيلة المرء على غيره ، إنما ه.
ص: 67
1- كما سيجيء في أوائل هذا الجزء في ذيل آية النجوى أن الكلام المذكور من الموضوعات على ما صرح به صاحب القاموس وابن الجوزي والفتنى الهندي وصاحب المغني وغيرهم فليراجع. (1 مكرر) هو من الأمثال السائرة الدائرة قال الميداني في مجمع الأمثال ص 511 طبع طهران يقال كفرسي رهان للمتناصيين.
2- قد مرت ترجمته في (ج 1 من الكتاب ص 247)
3- أورده في المواقف (طبع الآستانة ص 614) ونقل مولانا القاضي كلامه ممزوجا بكلام الشرح فراجع.
4- هو الخبر المستفيض بل المتواتر معنا بين الفريقين ؛ وقد أورده الحاكم في المستدرك (ص 130 و 131 و 132 من ج 3 ط حيدرآباد) وسننقل إن شاء اللّه عند ذكر المصنف لذلك الخبر الشريف عدة مصادر كثيرة له.
يكون بماله من الكمالات وقد اجتمع في عليّ منها ما تفرّق في الصحابة وهي امور : الاول : العلم وهو أعلم الصحابة لأنّه كان في غاية الذكاء اه نعم كابر صاحب المواقف بعد ذلك وقال في الجواب عن المسلكين : بأنّه يدلّ على الفضيلة ، واما الأفضلية فلا ، كيف؟! ومرجعها إلى كثرة الثواب والكرامة عند اللّه ، وذلك يعود إلى الاكتساب للطاعات والإخلاص فيها ، وما يعود إلى نصرة الإسلام ومآثرهم في تقوية الدّين ، ومن المعلوم في كتب السير : أنّ أبا بكر لمّا اسلم اشتغل بالدّعوة إلى اللّه فأسلم على يده عثمان بن عفان وطلحة بن عبد اللّه والزّبير وسعد بن وقاص وعثمان بن مظعون ، فتقوّى بهم الإسلام وكان دائما في منازعة الكفّار وإعلاء دين اللّه في حياة النّبي صلی اللّه عليه وآله وسلم وبعد وفاته ، واعلم أن مسألة الأفضلية لا طمع فيها في الجزم واليقين إذ لا دلالة للعقل بطريق الاستقلال على الأفضليّة بمعنى اكثريّة الثّواب ، بل مستندها النقل وليست هذه المسألة مسألة يتعلق بها عمل ، فيكتفى فيها بالظن الذي هو كاف في الأحكام العملية ، بل هي مسألة علميّة يطلب فيها اليقين ، والنّصوص المذكورة بعد معارضتها لا تفيد القطع على مالا يخفى على منصف ، لأنّها بأسرها إمّا آحاد أو ظنيّة الدّلالة ، مع كونها متعارضة أيضا ، وليس الاختصاص بكثرة الثّواب موجبا للزّيادة قطعا ، بل ظنّا ، لأنّ الثواب تفضل من اللّه كما عرفته فيما سلف فله أن لا يثيب المطيع ويثيب غيره ، وثبوت الامامة وإن كان قطعيا لا يفيد القطع بالأفضليّة بل غايته الظنّ كيف؟! ولا قطع بأنّ إمامة المفضول لا يصحّ مع وجود الفاضل ، لكنّا وجدنا السّلف قالوا بأنّ الأفضل أبو بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان ، ثمّ عليّ ، وحسن ظنّنا بهم يقتضي بأنّهم لو لم يعرفوا ذلك لما أطبقوا عليه فوجب علينا اتباعهم في ذلك القول ، وتفويض ما هو الحق إلى اللّه تعالى ، وقال الآمدي (1) : .
ص: 68
1- هو سيف الدين على بن محمد بن سالم الشافعي أو الحنبلي الآمدي المتوفى سنة 631 له تصانيف أشهرها كتاب الاحكام في اصول الاحكام ، وكتاب أبكار الأفكار وخلاصة الإبريز وغاية المرام في علم الكلام وغيرها تلمذ لدى الشيخ أبى القاسم بن فضلان الشافعي والشيخ أسعد الميهنى والشيخ شهاب الدين السهروردي والشيخ أبى الفتح نصر بن فتيان وابن المنى وغيرهم ، ومن شعره قوله : حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالقوم أعداء له وخصوم كضرائر الحسنا قلن لوجهها *** حسدا وبغضا انه لذميم فراجع الريحانة (ج 1 ص 29 ط تهران) أقول وكتابه الذي سماه بالاحكام في اصول الفقه ، وكان مدار الافادة والاستفادة في الاعصار السابقة ، وقد شرحه جل من علماء الخاصة والعامة وعلقوا عليه تعاليق ، ولكن اليوم انصرفت الافئدة عنه وعن شرح المختصر للعضدى ؛ ثم الآمدى نسبة إلى بلدة آمد بكسر الميم وهي من ديار بكر ، ومن الناس من ضبطه بضم الميم فراجع معاجم أسماء البلدان وكتب الجغرافيا.
وقد يراد بالتّفضيل اختصاص أحد الشّخصين عن الآخر ، إمّا بأصل فضيلة لا وجود لها في الآخر ، كالعالم والجاهل ، وإمّا بزيادة فيها ككونه أعلم مثلا ، وذلك أيضا غير مقطوع به فيما بين الصحابة ، إذ ما من فضيلة تبين اختصاصه بواحد منهم إلّا ويمكن بيان مشاركة غيره له فيها ، وبتقدير عدم المشاركة فقد يمكن بيان اختصاص الآخر بفضيلة أخرى ، ولا سبيل إلى الترجيح بكثرة الفضائل لاحتمال أن يكون فضيلة واحدة أرجح من فضائل كثيرة ، إما لزيادة شرفها في نفسها أو لزيادة كميتها ، فلا جزم في الأفضليّة بهذا المعنى أيضا «انتهى». وقال شارح العقائد النسفية (1) : وأما نحن فقد وجدنا دلائل الجانبين متعارضة ، ولم نجد هذه المسألة مما يتعلّق به شيء من الأعمال ، أو يكون التّوقف فيه مخلّا بشيء من الواجبات ، وكان السّلف كانوا متوقّفين في تفضيل عثمان حيث جعلوا من علامات السنّة والجماعة تفضيل الشّيخين ومحبّة الختنين ل.
ص: 69
1- هو المحقق التفتازاني وقد مرت ترجمته في الجزء الاول.
والإنصاف أنّه ، إن أريد بالأفضلية كثرة الثّواب فللتّوقف جهة ، وإن أريد كثرة ما يعده ذو والعقول من فضائل فلا «انتهى» وأقول : في الكل نظر ،
أما ما ذكره صاحب المواقف ، فلأنّه لا يخفى على من له أدنى عقل وتميز أنّ الكرامة والثّواب الذي هو عوض عن العبادة على وجه التعظيم ؛ ليس غير الفضائل والكمالات التي لا شكّ في أنها أكثر تحققا في عليّ عليه السلام وبعضها كان مخصوصا به ، فلا معنى لأن يكون لغيره عزّة وكرامة وثواب أكثر أو مساو ،
واما ما ذكره من أنّ أبا بكر لما أسلم اشتغل بالدّعوة وأسلم على يده عثمان اه ففيه أنّ جميع من أسلم قبل الهجرة لم يزيدوا على أربعين رجلا ، أكثرهم قد أسلموا بدعوة رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله نفسه وعلى تقدير إسلام هؤلاء الخمسة بيد أبي بكر ، كيف يقال : إنه اشتغل بالدّعوة؟! فانّ هذا إنما يقال إذا أجاب دعوة الشخص جماعات كثيرة من الناس لا خمسة أو ستة بل لو صرّح أحد بذلك لا استهزئ به [لاستهزئ به ظ] ، وعلى تقدير تسليم استقامة ذلك فقد أسلم على يد عليّ عليه السلام ألوف من العرب والعجم ومنها طوائف همدان (1) من أهل يمن بأسرها حتى روي .
ص: 70
1- قال القلقشندي في النهاية (ص 352 ط بغداد) ما لفظه : بنو همدان بإسكان الميم بطن من كهلان من القحطانية وهم بنو همدان بن مالك بن زيد بن عوس بن ربيعة بن الجبار بن زيد كهلان إلى أن قال : قال في العبر : وديار همدان لم تزل باليمن من شرقيه ولما جاء الإسلام تفرق من تفرق وبقي من بقي باليمن ، قال : وكانت همدان شيعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب رض عند وقوع الفتن بين الصحابة ، قال البيهقي : ولم يبق لهم قبيلة بعد تفرقهم الا باليمن إلخ. أقول : وآل همدان ممن اشتهروا بالتشيع والتفانى في حب أهل البيت ومن مشاهيرهم الحارث الهمداني الذي خوطب بهذه الأبيات الشريفة : يا حار همدان من يمت يرنى *** من مؤمن أو منافق قبلا إلخ واليه ينتهى نسب شيخنا العلامة بهاء الدين العاملي الشهير وغيره من النوابغ في العلوم.
(1): أنه لما وصل خبر عليّ عليه السلام إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله بإسلام همدان سرّ جدا (خرّ ساجدا خ ل) ووقع في السجود شكر اللّه تعالى ، قائلا : السلام على همدان ، السلام على همدان مكررا. واما ما ذكره من منازعة أبى بكر للكفار فهو مجرّد عبارة لأنّ المنازعة إنما تطلق فيما أمكن لكلّ من الطرفين مقاومة ، وكان أمر أبي بكر (2) قبل الهجرة أن يربط الكفار بحبل ، ويضرب أو يصفع وينتف لحيته كما سيجيء نقلا عن أوليائه ، وبعد الهجرة نجا من ذلك ، لكن لم يبارز أحدا قطّ في شيء من غزوات النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم ، بل مداره الفرار عن الزّحف ، فأين ما نسب إليه من منازعة الكفار وإعلاء الدّين؟! واما ما ذكره : من أنه لا مطمع في الجزم بالأفضلية بمعنى كثرة الثواب ، فغير مسلم لما عرفت ، وعلى تقدير التسليم غير مفيد في مقصوده ، إذ كيف يتصوّر من العاقل أن يذهب إلى عدم اولوية إمامة من يكون متصفا بهذه الصفات الكاملة بمجرّد احتمال أن يكون غيره أفضل في الواقع ، إذ من الظاهر أنّ العاقل يقول : إنّ الآن في نظرنا هذا الشخص أفضل وأحقّ وأولى بالامامة ، إلى أن يثبت في غيره ، ضرورة أنه لا معنى لأنّ يقال : إن أخذ العلم مثلا ممن لا يكون علمه معلوما أولى وأحسن ممن يكون ذلك معلوما منه ، وهذا ظاهر جدا عند العقل ، وقد ورد في النقل من القرآن والحديث أيضا كقوله تعالى : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (3) ، يعني هل الذي يكون صاحب هداية 5.
ص: 71
1- كما في كتاب البداية والنهاية لابن كثير (ج 5 ص 105 ط مصر) وتاريخ الطبري (ج 2 ص 390 ط مصر) وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري (ص 109 ط مصر) والكامل لابن الأثير (ج 2 ص 205 ط مصر)
2- وسنذكر هناك مستند ما يذكره مولانا القاضي في هذا الشأن.
3- يونس. الآية 35.
وعلم بالحقّ أحقّ وأولى بأن يهتدى به الخلق ويقتبس الحقّ من أنوار هدايته وعلمه ، أو الذي لا هداية له ولا علم إلى أن يتعلّم العلم والهداية عن غيره ، فكيف تحكمون أنتم أيها العقلاء؟ يعنى من المعلوم أنّ العقل يحكم بأنّ الأوّل أحقّ وأولى بمتابعة الخلق له واهتدائهم (به) واقتدائهم به وخلافه مكابرة وعناد لا يخفى على أولي النهى.
واما ما ذكره من أنّ هذه المسألة ليست مسألة يتعلّق بها عمل اه ففيه أنه كيف ينكر تعلّق العمل بها مع إمكان تأديتها إلى الوقوع في تفضيل المفضول وتقديمه وتأخير من هو مقدّم في نفس الأمر وهو إن لم يكن كفرا لا أقلّ من أن يكون فسقا ، لقوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (1) ، والعمى هو عدم تعلّم الحق كما فسر وبالجملة كيف يحكم بأنه مما لا يتعلّق به شيء من الأعمال مع أن أكثر المخالفات بين الشيعة وجمهور أهل السنة بحيث يلعن بعضهم بعضا وقع من هذا ، فحينئذ وجب تحقيق هذه المسألة وتحصيل اليقين فيها ، ليعلم من يجب اتباعه ومن لا يجب حتى لا يقع في سخط اللّه تعالى.
واما ما ذكره من أنّ النصوص متعارضة ، فغير مسلم لما بينا سابقا : من أنّ النصوص الواردة في شأن عليّ عليه السلام مما اتفق عليه الفريقان ، بخلاف ما روي في شأن غيره من الثلاثة ، نعم ما روى في مطاعن الثلاثة معارض بما روي من مناقبهم فافهم (2).
وأما ما ذكره : من أنه ليس الاختصاص بكثرة الثواب موجبا لزيادته قطعا بل ظنا ، لأنّ الثواب تفضل من اللّه تعالى كما عرفته فيما سلف ، فله أن لا يثيب المطيع ويثيب غيره ، فمدفوع بما أصلناه وأثبتناه سابقا : من قاعدة الحسن والقبح العقليين.
وأما ما ذكره من أنّ ثبوت الامامة وإن كان قطعيا ، لا يفيد القطع بالأفضلية اه فمدفوع بأنه على تقديره عدم جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، كما يقتضيه د.
ص: 72
1- الإسراء. الآية 72.
2- لعله إشارة إلى ان ما روى من مناقبهم غير نقى السند.
العقل السليم ، تكون صحة الخلافة مبنية على الاتصاف بالأفضلية ، فالظن فيها يستلزم الظن فيه قطعا ، واما قوله : ولا قطع بأن إمامة المفضول لا يصحّ مع وجود الفاضل ، فهو مكابرة على ما يقطع به العقل السليم ، بناء على الالف بتحسين ما فعله السلف : من مخالفة مقتضى العقل في مسألة الامامة ، فلا يلتفت إليه.
واما ما ذكره بقوله : لكنا وجدنا السلف قالوا إلى آخره ، فمردود بأنّ ذلك السلف كانوا ممن لا يرحمهم اللّه ، (وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (1) ، بالتزام التقليد الذّميم الذي ردّ اللّه عليه في كتابه الكريم معاتبا للكفار بقوله حكاية عنهم : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (2) ، وحسن الظن بهم لم ينشأ إلّا من قلّة الفطن وضيق العطن ، وأنه من قبيل ، ان بعض الظن (3) ، مع أن مجرّد حسن الظن بهم ، لا يقتضي وجوب متابعتهم كما لا يخفى ، وبالجملة : أنهم بنو الأفضلية على الترتيب الوجودي في الخلافة ، ولا طائل في ذلك ، لأنا نعلم أنهم لو جعلوا خمسين من الصحابة خلفاء قبل أمير المؤمنين عليه آلاف التحية والسلام لفضلوا جميع هؤلاء عليه ، وكيف يوجب الترتيب الوجودي في الخلافة الصوري مرتبة وفضيلة ، مع أنّ هؤلاء لكونهم صفر اليد عن الفضائل والعدد ، كانت نسبتهم إلى علي عليه السلام نسبة الأصفار إلى العدد ، فلا يورث تقدّمهم الصوري عليه عليه السلام ، إلّا زيادة ما كان له من المرتبة والمقام كما قال الشاعر (ره) :
از رتبه صوريّ خلافت مقصود *** جز عرض كمال أسد اللّه نبود
گر گشت رقم سه صفر پيش از الفى پيداست كه در رتبه كمال كه فزود؟! (كدامين افزود) وكان القوم مع جهلهم بعلم المنطق وحكمهم بتحريمه شبهوا امير المؤمنين عليه السلام بالشكل 2.
ص: 73
1- مقتبس من قوله تعالى في سورة البقرة الآية 174
2- الزخرف. الآية 22.
3- مقتبس من قوله تعالى في سورة الحجرات الآية 12.
الرّابع ، حيث أسقطه بعضهم (1) عن درجة الاعتبار ، لمخالفته الأوّل ، واعتبر جمهورهم الثاني بعد الأوّل لموافقته معه في أشرف المقدّمتين عندهم ، وهم غصب الخلافة عن أهل البيت عليهم السلام ولهذا سميا بالعمرين ثمّ اعتبروا الثالث (2) لموافقته معه في مقدّمة أخرى وهي ترويج أحكام الأوّلين واقتفاء سيرتهما ، واعتبروا عليا عليه السلام في المرتبة الرّابعة ، لأنّ طبعة عليه السلام كان مخالفا للأوّل والثاني أصلا ورأسا ، ولهذا لمّا قال له عبد الرّحمن بن عوف يوم الشّورى : (3) امدد يدك أبايعك بسيرة الشيخين ، امتنع عليه السلام عن ذلك ، وقال : بل بمقتضى الكتاب والسنة ، فعدل عنه عليه السلام إلى عثمان بالشرط المذكور فقبل منه ذلك.
وأما ما ذكره الآمدي بقوله : إذ ما من فضيلة تبين اختصاصها بواحد منهم إلا ويمكن بيان مشاركة غيره له فيها ، ففيه نظر ظاهر ، إذ بعد ما فرض اختصاص فضيلة بواحد منهم ، كيف يمكن بيان مشاركة له غيره فيها ، اللّهم إلا أن يراد الاشتراك في أصل أنواع تلك الفضائل ، لكن على نحو أن يدعى اشتراك الصبي القاري لصرف الزنجاني ونحوه مع معلّمه المتبحر في العلوم العقلية والنقلية ، أو يدعى اشتراك من قلع باب خيبر وقتل عمرو بن عبد ود وأمثاله ، مع من قلع باب بيته ، أو قتل نحو الضب والفارة في العلم والشجاعة ، وهذا في غاية الوهن والشناعة.
واما ما ذكره : من أنه لا سبيل إلى الترجيح بكثرة الفضائل لاحتمال أن يكون الفضيلة الواحدة أرجح من فضائل كثيرة ، فمدخول بما مر من أنا لا نحتاج في تعيين الامام إلّا إلى الفحص عن حال من استجمع فيه شرائط الامامة والرّياسة من الفضائل ر)
ص: 74
1- كالخوارج والنواصب.
2- اى ولان اعتبار الثالث لموافقته مع الأولين في اقتفاء سيرتهما واعتبار الرابع لمخالفته طبعه لهما لما قال إلخ منه «قده»
3- ذكره ابن حجر في الصواعق (ص 104 ط الجديد بمصر)
والكمالات الظاهرة ، وأنّه لا التفات للعاقل إلى احتمال كون غيره ممّن لم يظهر منه شيء من هذه الفضائل ربما كان أفضل عند اللّه وفي نفس الأمر ، بل لو اعتبر مثل هذا الخيال الفاسد لتعذّر الأمر على النّاس في تعيين الرّئيس والامام ، لاحتمال أن يكون كلّ حائك وحجّام وسوقيّ ومجهول نشاء في شاهق جبل أوبر وبحر ، أفضل من أشراف قوم مشهورين بالفضل والكرامة ، فينسدّ باب تعيين المتّصف بالامامة وليقل أولياء الآمدي الذين يفرّون كفراره من محال إلى محال ، ويطيرون من غصن إلى غصن ، أنّ اختيار من اختار أبا بكر للامامة ، هل وقع بشيء ممّا زعموا فيه من الفضائل الظاهرة التي نسبوها إليه في الأحاديث الموضوعة في شأنه ، أو لاطلاعهم على ما كان فيه من الفضائل الباطنيّة التي لم يظهر على أحد ، أو وقع في ذلك بمجرد البخت والاتفاق ومحض الشّهوة والارتفاق من غير ملاحظة اتصافه بشيء من الفضائل الظاهرية والباطنية ، بل كان عبد أبي بكر مساويا معه في نظرهم في استحقاق الخلافة فالثّالث إزراء بجلالة قدر أبي بكر عندهم ، والثاني ملحق بالمحال ، فتعين الأوّل وهو اعتبار العاقل في ذلك كثرة الفضائل ولم تتحقق الكثرة إلّا في عليّ عليه السلام ، كما علم وسيعلم بعون اللّه الملك العلام.
وأما ما ذكره شارح العقائد ، فأكثر مقدماته مشترك مع ما نقلناه عن صاحب المواقف وأبطلناه ، إلا ما ذكره من المحاكمة المدلول عليها بقوله : والإنصاف انّه إن أريد؟؟؟وهذا مردود بأن الثّواب الذي كانوا بسبب تحصيلهم له أفضل ان كان في مقابلة الطاعة كما نطق به الكتاب والسّنة وبيّناه سابقا ، فلا شكّ أنّ من طاعته أكثر فثوابه أكثر فحينئذ من تأمّل في أحوال الصحابة علم بديهة أنّ طاعة عليّ عليه السلام كان أكثر بمراتب لأنّه عبد اللّه تعالى مدّة عمره ولم يقع منه عصيان قط ، وانّ غيره إنّما عبد اللّه تعالى بعد مضيّ أكثر عمره وزمانه في كفره وعصيانه كما قال أبو سعيد النّيلي ره (1).
ص: 75
1- هو أبو سعيد سعد بن أحمد المكي النيلي من مشاهير الأدباء والشعراء وأكثر منظوماته في مديح أهل البيت ، وتوفى سنة 562 وقيل 592 ، والنيلي نسبة إلى النيل بالحلة ، فراجع الريحانة (ج 4 ص 264).
شعر :
عبد الآله وغيره من جهله *** ما زال معتكفا على أصنامه
(الأصنام خ ل) وإن لم يكن مقابلا للطاعة ، فليس بثواب ولا يدلّ على التعظيم والتفضيل ، لأنّ كونه في مقابلة الطاعة هو الفارق بين الثواب والتفضيل ، فحينئذ أيضا لا يكون لتوقفه جهة فتوجّه ، فانّه غاية الشّوط في هذا المضمار ، واللّه أعلم بحقائق الأسرار.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الآيه السابعة قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) ، (1) ، روى (2) الجمهور عن ابن عباس ، قال : سئل رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه. قال سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت علىّ ، فتاب عليه «انتهى».
ص: 76
1- البقرة. الآية 37 وقال مولانا القاضي الشهيد في الهامش ما هذا لفظه : قال المصنف في منهاج الكرامة : البرهان العاشر قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن ابن عباس قال : سئل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال : سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، الا تبت على فتاب عليه وهذه فضيلة لم يلحقه أحد من أصحابه فيها. فيكون هو الامام لمساواته للنبي صلی اللّه عليه وآله في التوسل إلى اللّه تعالى «منه قده»
2- روى الحديث في شأن الآية الكريمة جماعة من أعاظم القوم فهاك كلمات بعضهم التي وفقنا عليها حال التحرير «فمنهم» العلامة البيهقي في دلائل النبوة (على ما في تفسير اللوامع ج 1 ص 215 ط لاهور) روى عن عمر بن الخطاب قال آدم أسألك بحق محمد وآله الا غفرت لي إلى قوله عليه السلام ولولا هو ما خلقتك «ومنهم» العلامة ابن عساكر في كلا مسنديه على ما في تفسير اللوامع (ج 1 ص 215 ط لاهور) روى عن عمر بن الخطاب قال قال آدم أسألك بحق محمد وآله الا غفرت لي إلى قوله عليه السلام ولولا هو ما خلقتك «ومنهم» العلامة ابن المغازلي في المناقب على ما في (تفسير اللوامع ج 1 ص 215 ط لاهور) روى عن ابن عباس قال سئل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم ، فقال سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا ما تبت على فتاب عليه. «ومنهم» العلامة النطنزي في الخصائص العلوية على ما في اللوامع (ج 1 ص 217 ط لاهور) روى بسنده عن مجاهد أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه : اللّهم بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب اللّه عليه ؛ وزاد فلما اهبط آدم إلى الأرض صاغ خاتما فنقش عليه محمد رسول اللّه وعلى أمير المؤمنين ويكنى آدم بأبى محمد. وروى عن ابن عباس : أن آدم لما اكتسب الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي فغفر اللّه له. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 1 ص 60 ط مصر) أخرج ابن النجار عن ابن عباس قال : سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، قال : سأل بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب عليه. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن على قال : سألت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن قول اللّه (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) فقال : ان اللّه اهبط آدم إلى أن قال : فعليك بهؤلاء الكلمات فان اللّه قابل توبتك وغافر ذنبك قل : اللّهم انى أسالك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا اله الا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب على انك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم. «ومنهم» العلامة المذكور في جمع الجوامع في باب جامع الدعاء روى أن الكلمات التي تلقاها آدم : اللّهم بحق محمد وآل محمد تبت على انك أنت التواب الرحيم. «ومنهم» العلامة المولى معين الكاشفى في معارج النبوة (ركن 2 ص 9 ط الهند) عن الصادق رضى اللّه عنه في حديث طويل مشتمل على فوائد أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه : يا محمود ويا على الاعلى ويا فاطم ويا محسن ويا منك الإحسان. بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين أن تغفر لي وتقبل توبتي «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى البلخي الحنفي في ينابيع المودة (ص 97 ط اسلامبول) روى ابن المغازلي بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سئل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، قال سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين فتاب عليه وغفر له وروى في المناقب عن المفضل قال سألت جعفر الصادق عليه السلام عن قوله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) الآية ، قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه وهو أنه قال : يا رب أسألك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب اللّه عليه (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ، فقلت له : يا ابن رسول اللّه فما يعنى بقوله فأتمهن؟ قال يعنى أتمهن إلى القائم المهدى اثنى عشر اماما تسعة من ولد الحسين عليهم السلام.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : اختلف المفسّرون في هذه الكلمات ، فقال بعضهم ، هو التّسبيح والتهليل والتحميد ، وقال بعضهم : هي مناسك الحجّ فيها غفر ذنوب آدم ، وقال بعضهم : هي الخصال العشرة التي سميت خصال الفطرة ، وقد امر آدم بالعمل بها ليتوب اللّه عليه ، ولو صحّ ما رواه عن الجمهور ، ولا نعرف هذا الجمهور لدلّ على فضيلة كاملة لعلي عليه السلام ونحن نقول بها ، ونعلم أنّ التوسل بأصحاب العباء من أعظم الوسائل وأقرب الذرائع إلى اللّه تعالى ، ولكن لا يدلّ على نصّ الامامة ، فخرج الرّجل من مدّعاه ويقيم الدّلائل على فضائل عليّ عليه السلام من نصّ القرآن ، وكل هذه الفضائل مسلّمة «انتهى».
أقول
يتوجه عليه أن موافقة بعض المفسرين من جمهور أهل السنة مع الشيعة في أمثال ذلك يكفي في قيام الحجة للشيعة على الكلّ كما مرّ بيانه وللاشارة إلى هذه النكتة مع روم الاختصار اعتمادا على الاشتهار ، ترى المصنف قدس سره ربما يقتصر بقوله روى الجمهور ، ويطوي ذكر اسم الرّاوي. ثمّ القول : بأنّ المراد من الكلمات مناسك الحجّ وكذا القول : بأنها هي الخصال العشرة ، مع خفاء صدق الكلمات عليها غير مذكورة
ص: 77
في التفاسير المشهورة ، ولعل الناصب قد حرّف الكلم عن مواضعها (1) كما هو دأبه أو ضل عنه ثقبة الدعاء ، (الوعاء خ ل) فانّ المفسرين ومنهم صاحب الكشاف (2) إنما ذكروا هذين القولين في تفسير قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) (3) الآية ، ومنشأ اشتباه الناصب ذكر الكلمات في الآيتين ، وعدم مبالاته بأمر الدين وتحصيل اليقين وأما ما ذكره النّاصب الخارجي من خروج المصنّف عن مدعاه ، فقد بيّنا سابقا في بيان أعمية المدّعى ما يشهد عليه بخروجه عن طريق الصّدق ، أو نسيانه عنوان المبحث عن غاية الحيرة والبهت ، بل الإكثار من مجرّد ذكره تعالى لعلي عليه السلام في القرآن4.
ص: 79
1- مقتبس من قوله تعالى في سورة النساء الآية 46.
2- ذكره في الكشاف (ج 1 ص 92 ط مصطفى محمد بمصر)
3- البقرة. الآية 124.
والتمثيل بحاله دون غيره ممن زعمه النّاصب قرينا له عليه السلام ، يدلّ على أنّه حبيب اللّه منظور له بنظرة رحيمة (1) (ضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ) ، (2) بل نقول : ذكر فضيلة واحدة له عليه السلام في تلك الفضيلة على غيره فيكون هو بتلك الفضيلة فاضلا وغيره مفضولا ، تأمل وتدبّر.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الآيه الثّامنة قوله تعالى : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) (3) ، روى الجمهور (4) عن ابن مسعود قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انتهت الدّعوة إليّ وإلى عليّ لم يسجد أحدنا قطّ الصنم ، فاتخذني نبيّا واتّخذ عليّا (وليّا خ ل) وصيّا «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذه الرّواية ليست في كتب أهل السنّة والجماعة ، ولا أحمد من المفسّرين
ص: 80
1- مقتبس من الحديث الشريف النبوي.
2- يس ، الآية 78.
3- البقرة. الآية 134.
4- روى هذه الرواية جماعة «منهم» الحافظ ابن المغازلي في المناقب على ما في تفسير اللوامع (ج 1 ص 629 ط لاهور) روى عن ابن مسعود قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انتهت الدعوة إلى وإلى على لم يسجد أحدنا قط لصنم فاتخذني نبيا واتخذ عليا وصيا. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الترمذي الكشفى الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 41 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن الحميدي عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما ترجمته انه قال : ان دعوة ابراهيم الامامة لذريته لا تصل الا لمن لم يسجد لصنم قط ومن ثم جعلني اللّه نبيا وعليّا وصيّا لي.
ذكر هذا ، وإن صحّت دلّ على أنّ عليّا وصيّ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، والمراد بالوصاية ميراث العلم والحكمة وليست هي نصّا في الامامة كما ادعاه «انتهى»
أقول
هذه الرّواية ممّا رواه ابن المغازلي الشّافعي في كتاب المناقب بإسناده إلى عبد اللّه ابن مسعود ، فالانكار والإصرار فيه عناد ، وإلحاد ، والمراد بالدّعوة المذكورة فيها دعوة إبراهيم وطلب الامامة لذرّيته من اللّه تعالى ، فدلت الرّواية على أنّ المراد بالوصاية الامامة وأنّ سبق الكفر وسجود الصنم (1) ينافي الامامة في ثاني الحال أيضا كما أوضحناه سابقا فينتفي إمامة الثّلاثة ، ويصير نصا في إرادة الامامة دون ميراث العلم والحكمة.
ان قيل : لا يلزم من هذه الرّواية عدم إمامة الثلاثة إذ كما أنّ انتهاء الدّعوة إلى النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم لا يدلّ على عدم نبيّ قبله فكذلك انتهاء الدّعوة إلى عليّ عليه السلام لا يدل على عدم إمام قبله ، بل اللازم من الرّواية أنّ الامام المنتهى إليه الدعوة ، يجب أن لا يسجد صنما قط ، ولا يلزم منها أن يكون قبل الانتهاء أيضا كذلك
قلت : قوله : صلی اللّه عليه وآله وسلم انتهت بصيغة الماضي ، يدلّ على وقوع الانتهاء عند تكلم النبي صلی اللّه عليه وآله
ص: 81
1- وذلك لقداسة الامامة والخلافة وكونها من المناصب الشامخة الالهية والمراتب السامية الربانية : فكيف يليق أن يتقمصها من كان سنين من عمره وأعوام من دهره عاكفا بفناء اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ولله در المحققين من أصحابنا الأصوليين حيث حققوا هذا المعنى وأسفروا عن وجه الحق في مبحث المشتق من كتب الأصول وفي كتيبة ذلكم الاعلام العلامة سلطان عريشة التدريس وملك إقليم الافادة خريت الفن حبر الفقهاء والمجتهدين حجة الإسلام والمسلمين آية اللّه في الورى شيخ مشايخنا الكرام مولانا لاخوند ملا محمد كاظم الهروي الطوسي النجفي قدس سره الشريف في كتاب الكفاية.
وسبق إمامة غير عليّ عليه السلام ينافي ذلك ، نعم لو قال النبي صلی اللّه عليه وآله : سينتهي الدّعوة إلخ لكان لذلك الاحتمال مجال ، وليس فليس ، فظهر الفرق بين انتهاء الدعوة إلى النبيّ صلی اللّه عليه وآله وبين انتهائها إلى عليّ عليه السلام لا يقال : لو صحّت هذه الرّواية ، لزم أن لا يكون باقي الأئمه إماما ، لأنا نقول : الملازمة ممنوعة ، فانّ الانتهاء بمعنى الوصول ، لا الانقطاع وفي هذا الجواب مندوحة عمّا قيل : إنّ عدم صحّة هذه الرّواية لا يضرّنا إذ غرضنا إلزامهم بأنّ أبا بكر وعمر وعثمان ليسوا أئمة فتأمّل هذا.
ويقرب من هذه الرّواية ما رواه (1) النسفي الحنفي (2) في تفسير المدارك عند تفسير آية النجوى عن أمير المؤمنين أنّه قال : سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عشر مسائل إلى أن قال : قلت : وما الحقّ؟ قال : الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك «انتهى» وأقول : مفهوم الشّرط حجّة عند المحقّقين من أئمة الأصول ، فيدلّ على أن الامامة والولاية قبل الانتهاء إليه باطل ، فيلزم بطلان خلافة من تقدم فيها عليه كما لا يخفى.
قال المصنف رفع اللّه درجته
الآيه التّاسعة قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (3) روى الجمهور (4) عن ابن عبّاس ، قال : نزلت في أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، قال : الودّ المحبة في قلوب المؤمنين «انتهى»
ص: 82
1- فراجع مدارك التنزيل للنسفى (ج 4 ص 178 ط عيسى الحلبي وشركائه بمصر)
2- قد مرت ترجمته (ج 1 ص 217)
3- مريم. الآية 96.
4- أورد هذه الرواية جم غفير من أعاظم القوم ونحن نورد اسماء بعضهم على حسب ما وسعنا المجال فنقول : «منهم» العلامة الثعلبي في تفسيره كما في كتاب العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 151 ط تبريز) قال : أخبرنا عبد الخالق بن على بن عبد الخالق ، أخبرنا
أبو على محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ببغداد ؛ حدثنا أبو جعفر الحسن بن على الفارسي وحدثنا إسحاق بن بشر الكوفي ، حدثنا خالد بن يزيد عن حمزة عن أبى إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى بن أبى طالب يا على قل : اللّهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة ، فانزل اللّه تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا).
«ومنهم» العلامة الزمخشرىّ في الكشاف (ج 2 ص 425 ط الادبى بمصر).
قال : روى أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلى رضى اللّه عنه : يا على قل : اللّهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل اللّه هذه الآية.
«ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في التذكرة (ص 20 ط النجف)
قال ابن عباس هذا الود جعله اللّه لعلى في قلوب المؤمنين وروى أبو إسحاق الثعلبي عن البراء بن عازب قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى عليه السلام اللّهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل اللّه هذه الآية «ومنهم» العلامة الگنجى الشافعي (ص 121 ط الغرى)
روى الخوارزمي عن زيد بن على عن آبائه عن على بن أبي طالب قال : لقيني رجل فقال يا أبا الحسن أما واللّه انى أحبك في اللّه فرجعت إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على اصطنعت اليه معروفا (1) ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة قال : فنزل قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا).
«ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ؛ أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 11 ص 161 ط القاهرة 1357 ه) رواية عن البراء بن عازب قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى بن أبي طالب : قل يا على اللّهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة ، فا
ص: 83
1- قال واللّه ما اصطنعت اليه معروفا
فنزلت الآية ، وذكره الثعلبي إلخ.
«ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 89 ط مصر سنة 1356)
أخرج الحافظ السلفي عن ابن الحنفية في قوله تعالى : (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا).
الآية قال ، لا يبقى مؤمن الا وفي قلبه ود لعلى وأهل بيته.
«ومنهم» العلامة المذكور في الرياض النضرة (ص 207 ط محمد أمين الخانجى) أخرج الحافظ السلفي عن ابن الحنيفة لا يبقى مؤمن الا وفي قلبه ود لعلى وأهل بيته.
«ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 16 ص 74 المطبوع بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر)
وعن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلى يا على : قل اللّهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية.
«ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق مولانا على بن أبي طالب عليه السلام : بقوله : وذكر النقاش أنها نزلت في على بن أبي طالب وقال محمد بن الحنفية : لا تجد مؤمنا الا وهو يحب عليّا وأهل بيته ، انتهى
ومن غريب هذا ما أنشدنا الامام اللغوي رضى الدين أبو عبد اللّه محمد بن على بن يوسف الأنصاري الشاطبي رحمه اللّه تعالى لزبينا بن إسحاق النصراني الرسفى
عدى وتيم لا أحاول ذكرهم *** بسوء ولكنى محب لهاشم
وما تعتريني في على ورهطه *** إذا ذكروا في اللّه لومة لائم
يقولون ما بال النصارى تحبهم *** وأهل النهى من أعرب وأعاجم
فقلت لهم : انى لا حسب حبهم *** سرى في قلوب الخلق حتى البهائم
ص: 84
وذكر أبو محمد بن حزم : أن بغض على من الكبائر.
بحر المحيط (ج 6 ص 221 ط مطبعة السعادة بمصر)
«ومنهم» العلامة ابن الصباغ في فصول المهمة (ص 106 ط النجف) ونقل أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه قال : بينما عبد اللّه بن عباس إلى آخر ما نقلناه عنه بلا واسطة.
«ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 4 ص 487 ط مصر)
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : قل اللّهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فأنزل اللّه (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا). قال فنزلت في على.
وأخرج الطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عبّاس قال : نزلت في على بن أبي طالب : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، الآية قال محبة في قلوب المؤمنين.
«ومنهم» العلامة المير غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدرى بطهران)
روى عن البراء بن عازب أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلى : يا على قل اللّهم اجعل لي عندك عهدا ؛ واجعل لي عندك ودا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا).
«ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 170 ط المحمدية بمصر) أخرج الحافظ السلفي عن محمد بن الحنفية انه قال في تفسير هذه الآية لا يبقى مؤمن الا وفي قلبه ود لعلى وأهل بيته.
«ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 46 ط بمبئى بمطبعة محمدي)
ص: 85
روى عن ابن عباس نزول الآية في على عليه السلام
وروى ابن مردويه في المناقب قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : قل اللّهم اجعل عندك عهدا واجعل في صدور المؤمنين مودة فنزلت هذه الآية.
«ومنهم» العلامة الشيخ محمد الشوكانى في تفسيره (ج 3 ص 342 ط مصطفى الحلبي بمصر)
أخرج الطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في على بن أبي طالب ، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، الآية ، قال : محبة في قلوب المؤمنين.
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : قل اللّهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فانزل اللّه الآية في على عليه السلام.
«ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسير روح المعاني (ج 16 ص 130 ط المنيرية بمصر).
أخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى كرم اللّه تعالى وجهه قل اللّهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين ودا ، فأنزل اللّه سبحانه هذه الآية ؛ وكان محمد بن الحنفية رضى اللّه عنه يقول : لا تجد مؤمنا الا وهو يحب عليّا كرم اللّه تعالى وجهه واهل بيته.
«ومنهم» العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي في كتابه «رشفة الصادي» (ص 35 ط مصر سنة 1304) أخرج الحافظ السدى عن محمد بن الحنفية رضى اللّه عنه في تفسير قوله تعالى : (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) قال لا يبقى مؤمن الا وفي قلبه ود لعلى وأهل بيته رضوان اللّه عليهم.
ص: 86
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليست هذه الرواية في تفسير أهل السّنة وان صحّت دلت على وجوب محبته وهو واجب بالاتفاق ، ولم يثبت به النّص على الامامة وهو المدعى «انتهى».
أقول
الرواية مذكورة في تفسير الرازي (1) وتفسير النيشابوري (2) وكتاب الصواعق (3) المحرقة لابن حجر المتأخر وفيه ما يزيد رغم أنف الناصب الشقي المنكر لفضائل علي عليه السلام ، فانه قال : وصح أنّ العباس شكى إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما يلقون من قريش من تعبيسهم وجوههم وقطعهم حديثهم عند لقائهم ، فغضب صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غضبا شديدا حتى احمر وجهه ، ودرّ عرق بين عينيه ، وقال : والذي نفسي بيده : لا يدخل قلب رجل الايمان حتّى يحبكم لله ورسوله وفي رواية صحيحة أيضا : ما بال أقوام يتحدّثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم واللّه لا يدخل قلب رجل الايمان حتّى يحبّهم لله ولقرابتهم منّي «انتهى» وأمّا قوله : ولم يثبت به النّص على الامامة ، فمدفوع بأنّ من يوقع اللّه تعالى محبّته في قلوب المؤمنين ويذكرها في مقام الامتنان لا بدّ وأن يكون معصوما وإذا ثبتت العصمة تمّ الدست (4).
ص: 87
1- قد تقدمت قبيل هذا في ذيل الآية فراجع.
2- قد تقدمت أيضا في تعاليقنا في ذيل الآية فراجع.
3- وهو مذكور فيه أيضا في (ص 170 الطبع الجديد الذي باشر طبعه عبد اللطيف عبد الوهاب بمصر) فراجع إلى تعاليقنا في ذيل الآية
4- الدست : صدر البيت ؛ المجلس ، الوسادة ، جمعه دسوت ومنه الدستگاه بالفارسية والعبارة كناية عن تمامية المدعى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الآيه العاشرة قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (1) ، نقل الجمهور (2) عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله : أنا المنذر وعليّ الهادي ، وبك يا عليّ يهتدي المهتدون «انتهى».
ص: 88
1- الرعد. الآية 7
2- أخرجه عدة كثيرة من حفاظ القوم وحملة آثارهم ونحن نورد بعضهم حسب ما وقفنا عليها فنقول : «منهم» العلامة الحافظ الحاكم في كتاب «المستدرك» (ج 3 ص 129 ط حيدرآباد الدكن) قال : أخبرنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا منصور بن أبى الأسود عن الأعمش عن المنهال ابن عمرو عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن على (نَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) قال على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم المنذر وأنا الهادي ، ثم قال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه «ومنهم» الذهبي في «تلخيص المستدرك» (ج 3 ص 129 بهامش المستدرك الطبع المذكور) أخبرنا عثمان بن السماك ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا منصور بن أبى الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمر وعن عباد بن عبد اللّه الأسدي الحديث المتقدم عن المستدرك «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 19 ص 14 ط البهية بمصر) قال ابن عباس رضى اللّه عنه : وضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال أنا المنذر ، ثم أومأ إلى منكب على رضى اللّه عنه وقال : أنت الهادي بك يهتدى المهتدون من بعدي. «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 501 ط مطبعة مصطفى محمد بمصر) عن أبى جعفر بن جرير ، حدثني أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري حدثنا معاذ بن مسلم ، حدثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى اللّه عنه ، قال : لما نزلت : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، قال : وضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره وقال : أنا المنذر (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، وأومأ بيده إلى منكب على فقال : أنت الهادي يا على ، بك يهتدى المهتدون من بعدي. وفيه أيضا عن ابن أبى حاتم ، حدثنا على بن الحسين ، حدثنا عثمان بن أبى شيبة ، حدثنا المطلب بن زياد عن السدى عن عبد خير عن على (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) قال : الهادي رجل من بنى هاشم ، قال الجنيد : هو على بن أبي طالب رض وفيه أيضا بسند آخر نحو ذلك ، قال ابن أبى حاتم : وروى عن ابن عباس في إحدى الروايات ، وعن أبى جعفر محمد بن على نحو ذلك. «ومنهم» العلامة ابن صباغ المالكي في فصول المهمة (ص 105 ط النجف) عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال : لما نزل قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنا المنذر وعلى الهادي ، وبك يا على يهتدى المهتدون. «ومنهم» العلامة الگنجى الشافعي في كفاية الطالب (ص 109 ط الغرى) قال : أخبرنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد اللّه بن عمر بن على بن حمويه ، أخبرنا الحافظ أبو القاسم على بن الحسن الشافعي ، أخبرنا أبو طالب على بن عبد الرحمن ؛ أخبرنا أبو الحسن الخلعي ، أخبرنا أبو محمد بن النحاس ؛ أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا أبو العباس الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي ، حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري في مسجد حبة العرني ، حدثنا معاذ بن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس ، قال : لما نزلت : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ). الآية قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنا المنذر وعلى الهادي ، بك يا على يهتدى المهتدون. قلت : هذا لفظه في تاريخه وذكره بطرق شتى وذكره غير واحد من أئمة التفسير على نحو ما رواه في تاريخه ، منهم محمد بن جرير الطبري وأحمد بن محمد بن الثعلبي النيشابوري النقاش وغيرهم. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 13 ص 63 ط الميمنية بمصر) قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ؛ قال : ثنا معاذ بن مسلم تباع الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : لما نزلت (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، وضع صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ؛ وأومأ بيده إلى منكب على فقال : أنت الهادي يا على بك يهتدى المهتدون من بعدي. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في تفسيره المسمى بالبحر المحيط في حق على بن أبي طالب عليه السلام وأنهى سنده إلى ابن عباس عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقوله : وضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب على بن أبي طالب فقال : أنت الهادي يا على ، بك يهتدى المهتدون من بعدي (ج 5 ص 367 ط مطبعة السعادة بمصر). «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 13 ص 73 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر). روى عن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وضع يده على صدره فقال : أنا المنذر ، وأومأ إلى منكب على فقال : وأنت الهادي يا على بك يهتدى المهتدون من بعدي. «ومنهم» صاحب كتاب فتح البيان (ج 5 ص 97 كما في الفلك) ذكر بعين ما تقدم عن السيوطي في الدر المنثور. «ومنهم» صاحب كتاب ترجمان القرآن (ص 831 كما في الفلك) ذكر مثله. «ومنهم» العلامة الشيخ على المتقى الهندي في منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج 5 ص 34 ط القديم بمصر) الديلمي عن ابن عباس عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أنا المنذر وعلى الهادي ، وبك يهتدى المهتدون من بعدي. «ومنهم» العلامة الحموينى في فرائد السمطين (كما في كفاية الخصام ص 333 ط طهران) روى بسنده عن أبى هريرة الأسلمي أن المراد من الهادي على بعين ما تقدم. «ومنهم» العلامة المير غياث الدين بن همام المعروف بخواندمير في كتاب حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدرى بطهران) قد ثبت بطرق متعددة أنه لما نزل قوله تعالى (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، قال لعلى : أنا المنذر وأنت الهادي ، بك يا على يهتدى المهتدون من بعدي. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 42 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن المحدث الحنبلي في المسند وشيرويه في فردوس الاخبار وابن مردويه في المناقب أن المراد من الهادي على عليه السلام بعين المضمون المتقدم. «ومنهم» العلامة الشوكانى في تفسيره (ج 3 ص 66 ط مصطفى الحلبي بمصر) وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار عن ابن عباس قال : لما نزلت : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) وضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب على فقال أنت الهادي يا على بك يهتدى المهتدون من بعدي ، وأخرج ابن مردويه عن أبى برزة الأسلمي قال سمعت رسول اللّه فذكر نحوه. وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس مرفوعا نحوه أيضا. وأخرج عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند ، وابن أبى حاتم والطبرانيّ في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن على بن أبي طالب في الآية نحوه ايضا. «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 13 ص 97 ط المنيرية بمصر) وأخرج ابن جرير وابن مردويه والديلمي وابن عساكر عن ابن عباس قال : لما نزلت : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) ؛ الآية وضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده إلى على كرم اللّه تعالى وجهه فقال : أنت الهادي يا على بك يهتدى المهتدون من بعدي. وأخرج عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند وابن أبى حاتم والطبرانيّ والأوسط والحاكم وصححه وابن عساكر أيضا عن على كرم اللّه تعالى وجهه أنه قال في الآية رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وسلم : انا المنذر وأنت الهادي ، وفي لفظ رجل من بنى هاشم يعنى نفسه «ومنهم» العلامة الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، روى عن ابن عباس رض قال : لما نزل قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ؛ قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا المنذر وعلى الهادي وبك يا على يهتدى المهتدون. (نور الأبصار ص 105 ط العثمانية بمصر) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 99 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزل قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ؛ وضع صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره وقال أنا المنذر وعلى الهادي وبك يا على يهتدى المهتدون. وأخرج الثعلبي أيضا عن السدى عن عبد خير عن على كرم اللّه وجهه قال : المنذر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والهادي رجل من بنى هاشم يعنى نفسه. وأخرج الحموينى بسنده عن أبى هريرة الحديث بعينه. وأخرج صاحب المناقب عن الباقر والصادق رضى اللّه عنهما نحوه. وأخرج الحاكم أبو القاسم الحسكاني بسنده عن الحكم بن جبير عن بريدة الأسلمي قال : دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ماء الطهور فأخذ بيد على بعد ما تطهر ، فألصق يده بصدره فقال : أنا المنذر ، ثم رد يده إلى صدر على فقال : أنت لكل قوم عاد ؛ ثم قال له : أنت مناد الأنام وغاية الهدى وأمير الغر المحجلين أشهد على ذلك أنك كذلك.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا في تفاسير السّنة ، ولو صحّ دلّ على أنّ عليا عليه السلام هاد ، وهو مسلّم ، وكذا أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هداة لقوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أصحابي كالنجوم (1) بأيّهم اقتديتم اهتديتم ولا دلالة فيه على النّص «انتهى».
أقول
هذا مذكور في تفسير إمام أهل السنّة فخر الدّين الرّازي (2) ، مع تفصيل ، حيث قال : وذكروا هاهنا أقوالا إلى أن قال : والثالث المنذر النّبى ، والهادي عليّ ، قال ابن عباس : وضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر ، وأومأ إلى منكب عليّ ، وقال أنت الهادي يا عليّ ، بك يهتدي المهتدون بعدي «انتهى».
وقد صنّف ابن عقدة (3) كتابا في هذه الآية ، وروايات نزولها في شأن عليّ عليه السلام
ص: 93
1- قد مر في المجلد الاول أنه من الموضوعات (ص 39) وسيأتي عن قريب تصريح جماعة من فطاحل القوم بكونه من المختلقات
2- فراجع تفسير الرازي (ج 21 ص 14 ط سنة 1357) وهكذا إلى المستدرك (ج 3 ص 130 ط حيدرآباد) وإلى ينابيع المودة (ص 81 وص 21)
3- قد مرت ترجمته في (ج 2 ص 486)
ورواها (1) الثعلبي في تفسيره مسندة عن ابن عباس أيضا بعين ما ذكره الرّازي (2) في تفسيره ، ورواها الثعلبي أيضا مسندة إلى عليّ عليه السلام قال : قال المنذر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه «انتهى» فإنكار النّاصب كما ترى ، وأما قوله : ولو صحّ ، دلّ على أنّ عليّا هاد ، وهو مسلّم ففيه ، أنّ دلالته ليست مقصورة على أصل الهداية ومجرده ، بل على كمال الهداية ، بل على حصر الهادي من امّة محمّد صلی اللّه عليه وآله فيه ، وبالجملة هذه الخصوصيّات الزّائدة مع خصوصيّة وقوعه ، مقابلا للنبي صلی اللّه عليه وآله في إتيان أحدهما بالإنذار وآخر بالهداية ، دليل على تقديمه على كلّ من نازعه الخلافة ، وأنّه أحقّ بها منه ، لأنّ انحصار مطلق الهداية فيه ، يقتضي كونه هاديا في ساير أوقاته ، وقد ثبت ذلك الأمر له بقول اللّه تعالى مجملا ، وبقول الرّسول صلی اللّه عليه وآله مبينا ، كما عرفت ، واما ما رواه من حديث أصحابه كالنّجوم ، ففيه من آثار الوضع والبطلان ما لا يخفى ، لأنّ ذلك القول لا يخلو إمّا أن قاله النبيّ صلی اللّه عليه وآله لأصحابه وغيرهم ، أو قاله لأصحابه دون غيرهم ، أو قاله لغير أصحابه ، فان قالوا : أنّه قاله للصّحابة وغيرهم ، أو قاله للصّحابة دون غيرهم ، قلنا فهل يستقيم في الكلام الفصيح المحكم أن يقول لأصحابه : أصحابي كالنّجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم؟ وإن قالوا : إنّه قاله لغير الصحابة ، قلنا لهم ، هل يعلم خبر بهذا معروف مجمع عليه أم هو شيء تتخرّصونه باستحسان عقولكم وآرائكم؟ لأنّ الصّحابة هم الذين رووها ، بل إنما رواه عمر ، فلو كان قاله لغيرهم لكان قد ذكروا ذلك الخبر ، وكانوا يقولون ، أو يقول : إنّ الرّسول قال لجميع من أسلم غير الصحابة أصحابي كالنجوم إلخ
ولما لم يكن في نقلكم شيء من هذا التخصيص ، بطل ادعائكم في ذلك ، ومما ع.
ص: 94
1- قد تقدمت قبيل هذا في تعاليقنا في ذيل الآية.
2- قد تقدمت قبيل هذا أيضا فراجع.
يكشف عن ذلك (1) ما ذكره شارح كتاب الشفا (2) للقاضي عياض المالكي (3) حيث قال : اعلم أنّ حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم أخرجه الدّار قطني (4) في الفضائل ، وابن عبد البرّ (5) في العلم من طريقه من حديث جابر ، وقال : هذا .
ص: 95
1- أى أن الحديث موضوع.
2- هو المولى على بن سلطان محمد القاري الهروي الحنفي المكي المتوفى سنة 1014 وكان من مشاهير عصره في الحديث والتفسير والكلام واليه ينتهى أكثر إجازات علماء القوم كما صرحوا به في إجازاتهم لنا في رواية كتبهم وله تآليف كثيرة منها كتاب في الأحاديث القدسية ؛ وشرح مشكاة المصابيح وشرح الشفاء للقاضي عياض في مجلدات والجمل التي نقلها مولانا القاضي هنا مذكورة في شرح الشفاء (ج 2 ص 91 ط مصر)
3- قد مرت ترجمته في (ج 1 ص 328 وج 2 ص 213 من الكتاب)
4- قد مرت ترجمته في أوائل هذا الجزء.
5- هو الحافظ العلامة أبو عمر ويوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر الأندلسي القرطبي المالكي الفروع ، الأشعري الأصول ، البحاثة الشهير في علوم الحديث والتفسير والرجال ويعبر عنه بحافظ المغرب ، ولد كما قال الذهبي في التذكرة سنة 368 ؛ له تآليف شهيرة أشهرها كتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب ، وقد طبع مرات ، وهو أحد المصادر التي نقلنا عنها كثيرا في تعاليق الكتاب ، ومن آثاره كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، وقد طبع في هذه الأيام ، وهو كتاب جليل القدر في موضوعه ، وكتاب الكافي في فقه المالكية ، وكتاب مختصر جامع بيان العلم وفضله ، وقد طبع سنة 1320 وكتاب الدرر في المغازي والسير ، قيل : انه طبع على نفقة بعض المستشرقين من هولندا ، وكتاب بهجة المجالس في المحاضرات وغيرها ، توفى سنة 463 في بلدة شاطبة من بلاد الأندلس ، ومن غريب التصادف أن حافظ المشرق أى الخطيب البغدادي مات في هذه السنة أيضا ، ومن ثم اشتهرت تلك السنة بعام موت الحافظين فراجع الريحانة (ج 6 ص 76 طبع طهران) وغيره.
إسناد لا تقوم به حجة ، لأنّ الحارث بن غصين مجهول ، (1) ، ورواه عبد بن حميد (2) في مسنده من رواية عبد الرّحيم بن زيد (3) العمى عن أبيه عن سعيد بن المسيب (4) عن ابن عمر قال البزّار (5) .
ص: 96
1- صرح بذلك الحافظ ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله (ص 152 ط مصر بمطبعة الموسوعات)
2- هو أبو محمد عبد بن حميد بن نصر الكشي المحدث المتكلم ، توفى سنة 249 ذكره الخزرجي في الخلاصة (ص 210 طبع مصر) وقال انه يروى عن على بن عاصم ومحمد بن بشر العبدى وعبد الرزاق والنضر بن شميل وغيرهم.
3- هو عبد الرحيم بن زيد العمى ، قال الخزرجي في الخلاصة (ص 201 طبع مصر) ما لفظه : انه روى عن أبيه وعنه مرحوم العطار ، قال البخاري تركوه انتهى. وقال في الهامش نقلا عن التهذيب ما لفظه : قال أبو بكر بن أبى عاصم مات سنة أربع وثمانين ومائة184.
4- قد مرت ترجمته قبيل ذلك وأن القوم ضعفوه ولا يعتمدون على رواياته
5- قال الحافظ بن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله ص 152 ط مصر ما لفظه : وعن محمد بن أيوب الرقى قال : قال لنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار : سألتهم عما يروى عن النبي مما في أيدى العامة يروونه عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : انما مثل أصحابى كمثل النجوم أو أصحابى كالنجوم فبأيهم اقتدوا اهتدوا ، قالوا هذا الكلام لا يصح عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، رواه عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي وربما رواه عبد الرحيم عن أبيه عن ابن عمر ، وانما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم بن زيد لان أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه ، والكلام أيضا منكر عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى أن قال : هذا آخر كلام البزار ثم قال :قال أبو عمرو يعنى نفسه قد روى أبو شهاب الخياط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انما أصحابى مثل النجوم ؛ فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم ، وهذا اسناد لا يصح ولا يرويه عن نافع من يحتج به ، إلى أن قال : وقد روى في هذا الحديث اسناد غير ما ذكر البزار عن سلام بن سليم ، قال : حدثنا الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. أصحابى النجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم قال أبو عمر : هذا اسناد لا تقوم به حجة ، لان الحارث بن غصين مجهول ، وعن الحكم بن عتيبة قال : ليس أحد من خلق اللّه الا يؤخذ من قوله ويترك الا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وعن ابن أبى عمر قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن مجاهد : ليس أحد من خلق اللّه الا وهو يؤخذ من قوله ويترك الا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعن عبد اللّه بن وهب قال : سمعت سفيان يحدث عن عبد الكريم عن مجاهد مثله ، وعن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن مجاهد مثله أيضا. (5 مكرر) هو العلامة أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري صاحب كتاب المسند قال الذهبي في التذكرة (ج 2 ص 204 طبع حيدرآباد) ما محصله : انه سمع هدبة بن خالد وعبد الاعلى بن حماد والحسن بن على بن راشد وعبد اللّه بن معاوية الجمحي ومحمد بن يحيى بن فياض الرماني وطبقتهم روى عنه عبد الباقي بن قانع ومحمد بن العباس بن نجيح وأبو بكر الختلي وعبد اللّه بن الحسن وأبو الشيخ ، ارتحل في آخر عمره إلى أصبهان وإلى الشام توفى بالرملة سنة 292 وقال الدارقطني هو ثقة فيما يقول إلخ.
منكر لا يصحّ ، ورواه ابن (1) عدي في الكامل من رواية حمزة بن أبي حمزة ق
ص: 97
1- هو العلامة أبو أحمد عبد اللّه بن عدى بن عبد اللّه بن محمد بن مبارك الجرجاني ويعرف بابن القطان أيضا ، له كتب أشهرها الكامل في الجرح والتعديل ؛ قال الذهبي في التذكرة (ج 3 ص 143 طبع حيدرآباد) ما ملخصه : انه ولد سنة 277 وتوفى سنة 365 ، سمع عن جماعة منهم بهلول بن إسحاق الأنباري ومحمد بن يحيى المروزي وأبا خليفة الجمحي وأبا عبد الرحمن النسائي وغيرهم وعنه أبو العباس بن عقدة شيخه وأبو سعيد المالينى والحسن بن أمين وخلق
النصيبي ، (1) ، عن نافع ، (2) عن ابن عمر (3) بلفظ بأيهم أخذتم ، بقوله : بدل اقتديتم وإسناده ضعيف ، لأجل حمزة ، لأنه متهم بالكذب (4) ، ورواه البيهقي (5) في المدخل من حديث عمر ومن حديث ابن عباس ، ومن وجه آخر .
ص: 98
1- هو حمزة بن أبى حمزة ميمون الجعفي الجزري النصيبي قال الخزرجي في الخلاصة (ص 79 طبع مصر) ما لفظه : هو يروي عن نافع وعنه بكر بن مضر قال البخاري : منكر الحديث ، له عنده فرد حديث انتهى. وقال في التهذيب نقلا عن النسائي والدارقطنيّ متروك الحديث انتهى
2- الظاهر أن المراد به أبو عبد اللّه نافع العدوى مولاهم مملوك عبد اللّه بن عمر ، يروى عن مولاه ابن عمرو عن أبى هريرة وأبى لبابة وعائشة ، توفى سنة 120 ، واختلف في قبول رواياته ، ويحتمل أن يكون المراد بنافع في الكتاب نافع بن جبير ، والاول عندي أظهر لقرائن بطول بنا الكلام لو سردناها.
3- هو عبد اللّه أبو عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب ، توفى سنة 74 ، وعنه بنوه سالم وحمزة وعبيد اللّه وابن المسيب ومولاه نافع.
4- والشاهد على ذلك ما أسلفنا نقله بعيد هذا من النسائي والدارقطنيّ والبخاري فراجع.
5- هو العلامة أحمد بن الحسن (الحسين خ ل) بن على بن موسى بن عبد اللّه الشافعي الخسروجردي البيهقي له كتب في الحديث والتفسير ككتاب دلائل النبوة والمدخل والمبسوط والسنن الصغير والسنن الكبير وشعب الايمان والأربعين وغيرها ، توفى في بلدة نيشابور ونقل إلى البيهق وبالجملة الرجل من أكابر القوم وعظمائهم في فنون العلم فراجع الريحانة (ج 1 ص 192 طبع طهران) فباللّه عليك أيها المنصف النقاب الغواص في تيار الاخبار لالتقاط صحاحها هل بقي لك ريب بعد شهادة عدة من فرسان العلم وحفظة الحديث كابن حزم والبيهقي وابن عبد البر والبزار وزين الدين العراقي وغيرهم ممن أسلفنا أسماءهم سابقا في كون رواية أصحابى النجوم من الموضوعات ومن وليدات المرتزقة من خزانة الأمراء الاموية والعباسية اختلقوها لجلب الحطام ونيل المرام خذلهم اللّه وأخزاهم كأنه لم يقرع آذانهم قول النبي الأكرم صلی اللّه عليه وآله من كذب على فليتبوأ مقعده من النار ، أعاذنا اللّه مما يسخط نبيه وويل لمن شفعائه خصمائه.
مرسلا وقال متنه مشهور ، وأسانيده ضعيفة ، لم يثبت منها في هذا الباب إسناد ، وقال ابن حزم (1) : إنّه مكذوب موضوع باطل ، وقال الحافظ زين الدّين العراقي (2) وكان ينبغي للمصنّف (للقاضي خ ل) ، أن لا يذكر هذا الحديث بصيغة ر)
ص: 99
1- قد مرت ترجمته في (ج 1 ص 101) وفي (ج 2)
2- هو العلامة الحافظ الشيخ أبو زرعة وابو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ابن عبد الرحمن بن أبى بكر بن ابراهيم الكردي الرازيانى ثم المصري الشافعي المذهب المحدث الفقيه الرجالي الشهير بالشيخ زين الدين العراقي تارة وصاحب الالفية أخرى ؛ والعراقي في كتب الحديث والرجال للقوم ينصرف اليه. قال العلامة الشيخ جلال الدين السيوطي في ذيل التذكرة (ص 220 طبع مصر) : انه قدم أبوه من (رازيان) وهي من أعمال اربل إلى القاهرة ، فولد له المترجم بها سنة 725 ، أخذ العلم عن جم وروى عن خلق كثير كالسبكى والعلائى والاخنائى والجاولى وابن سمعون وابن لاجين الرشيدي وشهاب الدين بن السمين والسراج الدمنهوري وغيرهم ، وله تآليف كثيرة سردها السيد أبو المحاسن في الذيل (ص 220 طبع مصر)
وكذا السيوطي في الذيل (ص 371 طبع مصر) وكذا في كتاب حسن المحاضرة (ص 151 الطبع الاول بمصر) منها تخريج أحاديث الاحياء وتكملة شرح الترمذي لابن سيد الناس والنجم الوهاج في نظم المنهاج اى منهاج الأصول للبيضاوى ، ومنظومة في غريب القرآن والدرر السنية في نظم السير الزكية ، ونظم الاقتراح ، والكلام على الأحاديث التي حكم عليها بالوضع ، وطرق حديث من كنت مولاه فعلى مولاه ، والالفية المنظومة في دراية الحديث وهو أشهر آثاره التي سارت به الركبان وشرحها الكثير من علماء القوم وقد طبعت مرآة فمن أبياتها قوله في أقسام الحديث :
وأهل هذا الشان قسموا السنن *** إلى صحيح وضعيف وحسن
فالأول متصل الاسناد *** بنقل عدل ضابط الفؤاد
عن مثله من غير ما شذوذ *** وعلة قادحة فتؤذي
إلى أن قال في تعيين أصح الأسانيد
وقيل زين العابدين عن أبه *** عن جده وابن شهاب عنه به إلخ
فراجعها (ص 5 طبع دهلي)
ومن أحسن شروحها التي رأيته كتاب فتح الباقي في شرح ألفية العراقي ، واروى هذه الالفية بالسند المتصل إلى الناظم من طرق القوم الذين أجازوا لي كالعلامة السيد ابراهيم الراوي البغدادي والعلامة الشيخ محمد بخيت بالخاء المعجمة المحدث الفقيه مفتى الديار المصرية وعن العلامة السيد عمر الاهدلى الحضرمي وغيرهم.
ويروى عن العراقي جماعة كالحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره ، توفى سنة 806 ورثاه جماعة من الأعيان منهم ابن حجر المذكور بقصيدة قافية أوردها الحافظ السيوطي في حسن المحاضرة (ص 151 طبع مصر) منها قوله :
مصاب لم ينفس للخناق *** أساد (اسال خ ل) الدمع جار للمآق
فروض العلم بعد الزهو زاو *** وروح الفضل قد بلغ التراقي
ص: 100
الجزم لما عرف من حاله عند علماء الفن وقد سبق له مثله مرارا «انتهى كلام شارح الشّفا» وهو كاف شاف في الرّد على أهل الشّقاء ، ولو فرضنا صحّته ، فليس على إطلاقه لأنّ من أصحابه النّاكثين والقاسطين والمارقين (1) ونحوهم ، وقد عرفت ما جاء في حقّهم وحقّ أتباعهم ، وإلّا لكان المقتدى بمن يمرق من الدّين مثلا مهتديا ، وأيضا فانّ من الناس من اقتدى في قتل عثمان بالصحابة إما بجميعهم على خلاف أو ببعضهم وفاقا ، فان رضى الناصب بأنهم مهتدون في قتلهم عثمان ، فلا أرغم اللّه إلا أنفه ، فتعين أن يكون المراد بالأصحاب المذكور فيه أفاضل الصحابة المتصفين بمزايا العلم والكمال ، لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ، وقد صرح بمثل هذا التخصيص ابن حجر في صواعقه في توجيه ما روى (2) من قوله : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتى ، ولولا إرادة الخاصّ لزم مفاسد شتى أشرنا إلى بعضها هاهنا ، وذكرنا بعضها في أوائل الكتاب ، ولنعم ما قيل في الفارسية : ر)
ص: 101
1- قال شيخنا المحدث القمي في كتاب سفينة البحار (ج 2 ص 535) ما لفظه : باب أمر اللّه ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ح م 454 باب اخبار النبي بقتال المارقين وكفرهم ح نه 596 ، النبوي فيمن قال له في تقسيم غنائم هوازن : لم أرك عدلت قال : دعوه فانه سيكون له اتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (ونه 612) قال في مج : المارقون هم الذين مرقوا من دين اللّه واستحلوا القتال من خليفة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومنهم عبد اللّه بن وهب وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية وتعرف تلك الوقعة بيوم النهروان وهي من أرض العراق على أربعة فراسخ من بغداد انتهى ، وأورد العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 69 ط الغرى في باب 37) بسنده عن ابن عباس عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حديثا طويلا منه هذه الجملة في وصف على عليه السلام يقتل القاسطين والناكثين والمارقين إلخ.
2- فراجع الصواعق (ص 91 ط الميمنية بمصر)
(شعر)
صحابه گر چه جمله كالنجوم اند *** ولى بعض كواكب نحس وشومند
فلينظر هذا الناصب الضال ، أنّ المتصف بهداية الأمة أهو من يطالع اللّوح المحفوظ بشهادة ابن حجر العسقلاني (1) في شرح صحيح البخاري كما مرّ ، ويقول : سلوني عما دون العرش (2) ونحو ذلك ؛ مما يدل على غزارة علمه؟ أو من لا يعرف معنى الكلالة (3) والأب من القرآن؟ أو من يعترف بأفقهية مخدّرات النساء عنه (4) ، ويقول سبعين مرّة لولا علي لهلك عمر (5) : وهذه معضلة (6) ولا أبا حسن فيها ، (أَفَمَنْ .
ص: 102
1- صرح بذلك العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في فضائل الحسن عليه السلام في حالة الرضاء.
2- أورده الحافظ محب الدين الطبري في كتاب ذخائر العقبى (ص 83 ط مصر).
3- قد سبقت مدارك هذا في (ج 1 ص 52) وستأتى في باب المطاعن أيضا ان شاء اللّه تعالى.
4- قد مر بيان مداركه في (ج 1 ص 53) وسيأتي في باب المطاعن مفصلا ان شاء اللّه تعالى
5- قالها عمر في موارد كثيرة حتى اشتهر بين المحدثين انها سبعون موردا فمنها ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 ص 461) وفي كتاب الجامع للعلم (ص 150) في مسألة أمره برجم المجنونة ، وفي المرأة التي وضعت لستة أشهر وكذا ابن حجر في الاصابة والطبري في الذخائر والگنجى في كفاية الطالب وأحمد بن حنبل في المسند وغيرهم وبالجملة الأمر مما لا يرتاب فيه الا المعاند عصمنا اللّه عن العصبية الباردة تراث الجاهلية
6- قد نقلت هذه الاستعاذة من عمر كثيرا فمن تلك الموارد ما ذكره ابن عبد البر الأندلسي في كتاب الاستيعاب (ج 2 ص 461 طبع حيدرآباد) قال ما لفظه : وقال أحمد بن زهير حدثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري حدثنا مؤمل بن اسماعيل حد ثنا سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو حسن انتهى. وكذا في طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي المتوفى سنة 476 في علم على عليه السلام وقضاوته قال وروى عن سعيد بن المسيب انه قال كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو الحسن. وكذا غيرهما وسنذكر أشطرا من كلمات القوم في بيان فضائله عليه السلام النفسانية.
يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (1) تكميل جميل ينبغي أن يعلم أنه إذا دلّ حديث مرويّ من طريق أهل السنة على أفضلية عليّ عليه السلام أو على تفرّده بفضيلة مخصوصة كما فيما نحن فيه ثمّ وجد حديث آخر من طريقهم يدلّ على أفضلية غيره ، أو تفرد غيره بتلك الفضيلة المخصوصة أو اشتراكه معه فيها ، فالعقل السليم حاكم بصدق الأوّل ، وكذب الثاني كما أوضحه والدي الشريف (2) روح اللّه روحه في بعض تعليقاته (3) حيث قال : لا يخفى على اولى النهى أنّ اجتماع النقيضين وارتفاعهما أيضا محال ، فلا يكون في الواقع إلا أحدهما ، فنقول حينئذ : إنا نجد كثيرا في الأحاديث المعتبرة عند الجمهور ويزعمون أنها من الصحاح حديثين نقلهما ناقل واحد ، أحدهما يدلّ دلالة واضحة صريحة على أفضلية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، والآخر يدلّ على أفضلية من د.
ص: 103
1- يونس. الآية 35
2- هو العلامة السيد محمد شريف بن العلامة المير نور اللّه الاول الحسيني المرعشي المعاصر لشيخنا البهائى ، وكان من أجلة العلماء في عصره وقد ذكرنا نبذا من ترجمة أحواله في مقدمة الكتاب التي طبعت في أول المجلد الاول فراجع ثم التعبير بالشريف لا يخفى ما فيه من اللطف والإيماء إلى الجهتين الوصفية والعلمية.
3- على مختصر الأصول وعلى الشرح الجديد للتجريد.
فضلوه عليه على زعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد ، فلا يكون الناقل في نقل الحديثين صادقا لما بينهما من التناقض ، ولا يكون فيهما كاذبا لأنّ طرح الكلّ مخالف للأصول فيبقى أن يكون في أحدهما صادقا وفي الآخر كاذبا ، فان قالوا : إنّ ناقلهم فيما نقله في حقّ عليّ عليه السلام كاذب ، وفي حقّ غيره صادق ، منعناه : لأنّ من تطرق الكذب في إحدى روايته لم يعتبر روايته الأخرى ، فهو فيما نقل في حقه عليه السلام صادق وفي الآخر كاذب ، لكن لا من جهة مجرّد نقل ناقلهم ، بل لأنا وجدنا أخبارا صحاحا متواترة مروية عن المعصومين وعن كبار الصحابة المنتجبين الموثوقين يؤيد ما روى روايتهم ، ويوثق ما حكى ناقلوهم وثقاتهم ، (وَاللّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (1)
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الحادية عشر قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (2) روى الجمهور (3) عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم ، قال : عن ولاية عليّ بن أبي طالب «انتهى».
ص: 104
1- البقرة. الآية 213.
2- سورة الصافات. الآية 24.
3- قد صرح بذلك فطاحل من أعاظم القوم ونحن نسرد اسماء بعضهم روما للاختصار فنقول «منهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق المحرقة (147 ط المحمدية بمصر) أخرج الديلمي عن أبى سعيد الخدري أن النبي صلی اللّه عليه وآله قال : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على. «ومنهم» العلامة الشيخ عز الدين عبد الرزاق الحنبلي على ما في كشف الغمة (ص 92) قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال أبو سعيد الخدري صاحب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب عليه السلام «ومنهم» العلامة الآلوسى ذكر رواية بعض عن ابن جبير عن ابن عباس : يسئلون عن ولاية على كرم اللّه وجهه ، وأيضا عن أبى سعيد الخدري مثله. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في (مناقب مرتضوى) نقل عن ابن مردويه في المناقب ، وأحمد بن حنبل في المسند ، عن أبى سعيد الخدري انه يسئل في القيامة عن ولاية على بن أبي طالب. ونقل عن فردوس الاخبار عن ابن عباس وأبى سعيد الخدري قال في قوله تعالى : يسئلون عن الإقرار بولاية على بن أبي طالب. وزاد ان في بعض الكتب ان الأنبياء قالوا لرسول اللّه في ليلة المعراج انا بعثنا على شهادة لا اله الا اللّه والإقرار بنبوتك ، وولاية على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في التذكرة (ص 21 ط النجف) قال مجاهد في قوله تعالى : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن حب على عليه السلام. «ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (ص 63 كما في الفلك) روى عن أبى سعيد وابن عباس في قوله تعالى (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على عليه السلام «ومنهم» الديلمي في الفردوس (كما في الفلك) روى عن أبى سعيد وابن عباس مثله «ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (كما في الفلك) روى عن أبى سعيد وابن عباس مثله. «ومنهم» الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي مخطوط) روى عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان على الصراط ولا يجوز أحد الا ببراءة على بن أبي طالب ومن لم يكن معه براءته أكبه اللّه في النار وهو قوله تعالى : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) «ومنهم» العلامة ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس (كما في كفاية الخصام ص 359 ط طهران) روى بسنده عن أبى سعيد الخدري عن رسول اللّه قال في قوله تعالى : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) أى عن ولاية على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة أبو نعيم الاصبهانى كما في كفاية الخصام (ص 360 ط طهران) روى بسنده عن الشعبي عن ابن عباس في قوله تعالى (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، أى عن ولاية على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الحبري في كتابه كما في كفاية الخصام (ص 361 ط طهران) روى بعين ما تقدم عن أبى نعيم. «ومنهم» العلامة المشتهر بدرويش برهان في كتاب «بحر المناقب» (ص 155 مخطوط) قال في ذيل الآية الشريفة : ان ابن مردويه روى في المناقب عن ابن عباس أنهم مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب عليه السلام ، وروى المحدث الحنبلي عن أبى سعيد الخدري صاحب رسول اللّه أنهم مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب عليه السلام وروى شيرويه في فردوس الاخبار عن ابن عباس وأبى سعيد الخدري أنهما قالا : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، يسئلون عن الإقرار بولاية على بن أبي طالبعليه السلام. «ومنهم» العلامة الشيرازي في كتابه (كما في كفاية الخصام ص 360 ط طهران). روى عن أبى معاوية ضرير عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رواية مفصلة وفيها يقول اللّه تعالى يوم القيامة : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على وحب أهل البيت. وروى أيضا أبو الحسن بن شاذان عن أبى سعيد الخدري. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 112 ط اسلامبول) أخرج الديلمي في كتابه الفردوس بسنده عن أبى سعيد الخدري رضى اللّه عنه عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال في هذه الآية : انهم مسئولون عن ولاية على بن أبي طالب. وأخرج أبو نعيم بسنده عن الشعبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى اللّه عنهما عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في هذه الآية ، قال : عن ولاية على بن أبي طالب. وأخرج محمد بن إسحاق المطلبي صاحب كتاب المغازلي والأعمش والحاكم وجماعة أهل البيت قالوا انهم مسئولون عن حب أهل البيت وأخرج في المناقب عن ثمامة بن عبد اللّه بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية على بن أبي طالب. وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية على.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا من رواية أهل السنة ولو صحّ دلّ على أنه من أولياء اللّه تعالى ، والولي هو المحبّ المطيع ، وليس هو بنصّ في الامامة «انتهى».
أقول
الإنكار ناش عن الجهل والعناد ، فانه مذكور في الصواعق لابن حجر (1) عن الدّيلمي(2)
ص: 107
1- رواه في الصواعق عن أبى سعيد الخدري (ص 89 ط القديم بمصر) (1 مكرر) وفي البحار أنه رواه أبو نعيم عن الشعبي عن ابن عباس وأبو بكر بن مردويه في المناقب عن ابن عباس وابن شيرويه في الفردوس عن أبى سعيد الخدري والعز المحدث الحنبلي عن أبى سعيد الخدري ، فهذه أربع روايات غير ما رواه ابن حجر في صواعقه فكيف يدعى الناصبي الأعمى في الآخرة والاولى أنه ليس من رواية أهل السنة هكذا في هامش بعض النسخ المخطوطة.
2- هو العلامة الحافظ شيرويه بن شهرداد (شهردار خ ل) بن شيرويه بن فنا خسرو الهمداني أبو شجاع المشتهر بالحافظ الديلمي تارة وبابن شيرويه أخرى من أكابر محدثي القوم وهو الذي أكثروا النقل عنه في كتبهم واعتمدوا على مروياته ، وله تآليف كثيرة أشهرها كتاب فردوس الاخبار أورد فيه عشرة آلاف حديث ، وفيه عدة روايات صحيحة الاسناد صريحة الدلالة في فضائل مولانا امير المؤمنين وعترته الميامين ، وقد ألف الحافظ السيوطي كتابه الجامع الصغير على نمطه ، وعنه استمد في تأليفه. ومن آثار المترجم كتاب رياض الانس في سيرة النبي والخلفاء وغيرهما ، توفى سنة 509 كما في الريحانة (ج 2 ص 37 ط طهران) وممن اعتمد في نقل الفضائل عليه العلامة المحب الطبري في ذخائر العقبى ، والعلامة الگنجى الشافعي في كفاية الطالب ، والطبري أيضا في رياض النضرة ، وابن حجر المكي في الصواعق ، والشبراويّ في الإتحاف بحب الاشراف ، والصبان في اسعاف الراغبين وابن الصباغ في الفصول المهمة وشيخ شيخنا في الإجازة العلامة السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحضرمي في رشفة الصادي والشبلنجي في نور الأبصار ؛ والنبهاني في الشرف المؤبد ، والدهلوي في المدارج وغيرهم مما يطول بنا الكلام لو سردنا أسمائهم.
1- هو العلامة أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على بن متويه النيسابوري الواحدي كان من أجلة عصره في التفسير والحديث والعلوم الادبية ؛ ذا حظ عظيم عند الوزير نظام الملك ، وله كتب منها البسيط في التفسير ، الوجيز في التفسير ؛ الوسيط في التفسير وكتاب المغازي وكتاب نفى التحريف عن القرآن الشريف ، وشرح ديوان المتنبي وشرح الأسماء الحسنى وكتاب الاعراب في علم الاعراب ، وكتاب اسباب النزول وهو أشهر آثاره ، قد طبع مرات ، أخذ العلم وروى عن جماعة ، منهم الثعلبي صاحب التفسير الشهير وغيره ، توفى سنة 465 وقيل 468 ، وترجمته مذكورة في طبقات الشافعية وتذكرة الحفاظ وفي الريحانة (ج 4 ص 265 ط تهران). وما نقله في الصواعق عنه مذكور في تفسيره البسيط.
قال : وأخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري (1) أنّ النبيّ قال : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) ، عن ولاية عليّ ، وكان هذا مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : (إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) أى عن ولاية عليّ عليه السلام وأهل البيت ، لأنّ اللّه تعالى أمر نبيه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن يعرّف الخلق ، انه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلّا المودّة في القربى ، والمعنى أنهم يسئلون هل والوهم حق الموالاة؟! كما أوصاهم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أم أضاعوها وأهملوها ، فتكون عليهم المطالبة والتبعة «انتهى» وأما قوله : ولو صح دل على أنه من أولياء اللّه والولي هو المحب المطيع إلخ.
فمدخول ، بأن ما يوجب التوقف والسؤال هو الولاية بمعنى الامامة المساوقة للنبوة دون المحبة ، فان المحبة لم يجعل بانفرادها أصلا اعتقاديا يسئل عنها ، وإنما هي من لوازم اعتقاد نبوة الشخص أو إمامته ، فيكون نصا على الامامة على رغم أنف الناصب الشقي.
ص: 109
1- هو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن خدرة المشتهر بالابجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج الخدري الصحابي الجليل المشهور ، قال الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 1 ص 553 ط حيدرآباد) انه مشهور بكنيته ، أول مشاهده الخندق ، وغزى مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اثنتي عشرة غزوة ، وكان ممن حفظ عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سننا كثيرة وروى عنه علما جما ، وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم ؛ توفى سنة أربع وسبعين 74 ، روى عنه جماعة من التابعين انتهى. أقول : الرجل ممن أكثر في نقل فضائل أهل البيت موثوق بجلالته وفقهه ، قال مولانا العلامة الحلي قدس سره في خلاصة الرجال في باب الكنى : أبو سعيد الخدري من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين وأنه من الأصفياء وقال شيخنا العلامة الحائرى أبو على في رجاله : فيما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الإسلام الولاية لأولياء أمير المؤمنين الذين مضوا على منهاج الرسول ولم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم وهم سلمان الفارسي وأبو ذر جندب بن جنادة والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن سعيد وعبادة بن الصامت وابو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو سعيد الخدري وأمثالهم رضى اللّه عنهم وفي رجال شيخنا العلامة الحبر في فنه أبو عمر الكشي : حمدويه قال : حدثنا أيوب عن عبد اللّه بن المغيرة قال حدثني ذريح عن أبي عبد اللّه عليه السلام ذكر أبو سعيد الخدري فقال كان من أصحاب رسول اللّه وكان مستقيما. وفي جامع الأصول للعلامة ابن الأثير أن الخدري بضم الخاء المعجمة وسكون المهملة منسوب إلى خدر واسمه الابجر انتهى وان شئت الوقوف على ترجمته الواسعة فراجع الاستيعاب ، والاصابة ، واسد الغابة ، والتجريد وغيرها.
قال المصنف رفع اللّه درجته
الثانية عشر قوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (1) ، روى الجمهور (2) عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري قال : ببغضهم عليا.
ص: 110
1- محمد. الآية 30
2- هذه الرواية نقلها عدة من أعاظم القوم وحملة آثارهم ونحن نسرد أسماء بعضهم حسب ما اقتضاه المجال فنقول: «منهم» الحافظ أحمد في كتاب الفضائل (ص 73 ، مخطوط تظن كتابته في المائة السادسة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال حدثني أبى قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد الخدري قال : انما كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا. «ومنهم» الحافظ المذكور في الفضائل (ص 171) قال : عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا على بن مسلم ، قال أخبرنا عبيد اللّه بن موسى قال : أخبرنا محمد بن على السلمى عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه ، قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار الا ببغضهم عليا. «ومنهم» الحافظ ابو عمر يوسف بن عبد اللّه المعروف بابن عبد البر المتوفى سنة 463 في الاستيعاب (ج 2 ص 464 ط حيدرآباد الدكن). روى عمار الذهبي عن ابى الزبير عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين الا ببغض على بن أبي طالب ، «ومنهم» الحافظ شمس الدين ابو عبد اللّه الذهبي في كتاب «تاريخ دول الإسلام» (ج 1 ص 20 ط حيدرآباد الدكن) قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى عليه السلام : لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. «ومنهم» العلامة ابن الأثير في جامع الأصول (ج 9 ص 473 ط المحمدية بمصر) أخرج الترمذي عن أبى سعيد الخدري رضى اللّه عنه. قال : كنا لنعرف المنافقين ببغضهم على بن أبي طالب. وأخرج الترمذي عن ام سلمة رضى اللّه عنها قالت : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن. «ومنهم» العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج 4 ص 29 ط جمعية المعارف بمصر). حدثنا محمد بن عيسى ؛ حدثنا قتيبة ، حدثنا جعفر بن سليمان عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد الخدري قال : كنا نعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم على بن أبي طالب «ومنهم» العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص 111 ط الغرى). أخبرنا عبد العزيز بن بركات بن الخشوئي بمسجد الربوة من غوطة دمشق ، أخبرنا على ابن الحسين بن هبة اللّه الشافعي المورخ ؛ أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الجوزقى ، أخبرنا عمر بن الحسن بن على ، حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز ، حدثنا أبى ، حدثنا حصين عن الخليل بن لطيف عن أبى هارون عن أبى سعيد الخدري في قوله عزوجل : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال : قال ببغضهم على بن أبي طالب. ذكره ابن عساكر في ترجمة على عليه السلام بطرق شتى كما أخرجناه. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 214 ط محمد أمين الخانجى) أخرج ابن شاذان عن ابى ذر رضى اللّه عنه قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه الا بثلاث بتكذيبهم اللّه ورسوله والتخلف عن الصلاة وبغضهم على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الشيخ على المتقى الهندي في كنز العمال (ج 6 ص 152) «كما في فلك النجاة». روى عن ابى سعيد الخدري قال : كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة المذكور في منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج 5 ص 36 ط القديم بمصر) عن أبى ذر قال : كنا لا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الا بتكذيبهم اللّه ورسوله والتخلف عن الصلاة وببغضهم على بن أبي طالب. «ومنهم» الحافظ ابو زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة 676 في «تهذيب الأسماء واللغات» (ص 248 ط المنيرية بمصر) نقل عن الترمذي عن أبى سعيد الخدري قال : كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا. «ومنهم» العلامة الهيتمى في «الصواعق المحرقة» (ص 172 ط المحمدية بمصر). أخرج أحمد والترمذي عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم عليا. وأخرج احمد مرفوعا : من ابغض اهل البيت فهو منافق. «ومنهم» العلامة الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ص 39 ط مطبعة الأزهر بمصر) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 61 ط بمبئى بمطبعة محمدي). قال : ولتعرفنهم في لحن القول ببغض على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الشوكانى في فتح القدير (ج 5 ص 39 ط مصطفى الحلبي بمصر). أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبى سعيد الخدري في قوله : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) ، قال : ببغضهم على بن أبي طالب «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 66 ط مصر) أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبى سعيد الخدري رضى اللّه عنه في قوله : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال : ببغضهم في على بن أبي طالب وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى اللّه عنه قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الا ببغضهم على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج 26 ص 71 ط المنيرية بمصر) ذكروا من علامات النفاق بغض على كرم اللّه وجهه ، فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الا ببغضهم على بن أبي طالب وأخرج هو وابن عساكر عن أبى سعيد الخدري ما يؤيده.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس في تفسير أهل السنة ، وان صح دل على فضيلته ، لا نص على إمامته «انتهى»
أقول
قد ذكر ذلك الحافظ أبو بكر موسى بن مردويه (1) في كتاب المناقب (2) في جملة ما ذكره من الآيات النازلة في شأن على عليه السلام وهي مذكورة في كتاب كشف الغمة (3) ووجه الاستدلال به على المطلوب : أن من جعل اللّه تعالى بغضه دليل النفاق والكفر في دين اللّه لا يكون الا نبيا أو اماما ، ولا أقل من أن يكون أفضل الخلق بعد النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثّالثة عشر قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (4) ، روى الجمهور (5) عن ابن عبّاس قال : سابق هذه الامة على بن أبي طالب «انتهى».
ص: 114
1- قد مرت ترجمته (ج 2 ص 215) فراجع.
2- صرح بذلك العلامة الآلوسى في تفسير روح المعاني كما مر بعيد هذا وكذا ابن عساكر كما مر.
3- هو كشف الغمة للعلامة الجليل الوزير على بن عيسى الإربلي ، وقد مرت ترجمته في (ج 1 ص 29) فراجع.
4- الواقعة. الآية 10.
5- روى الحديث جم غفير من أعاظم القوم ونحن نذكر كلمات جماعة من مخرجي الحديث «منهم» العلامة ابن المغازلي المتوفى سنة 483 كما في كتاب العمدة للعلامة ابن البطريق قال : أخبرنا أحمد بن محمد عبد الوهاب إجازة : أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن شوذب قال : حدثنا محمد بن أحمد بن منصور قال : حدثنا أحمد بن الحسين قال : حدثنا زكريا قال : حدثنا أبو صالح عن الضحاك قال : حدثنا سفيان بن عبد اللّه عن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : سبق يوشع ابن نون آل موسى فسبق موسى آل فرعون وصاحب ياسين آل عيسى وسبق على آل محمد وبالاسناد المتقدم قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن أبى الفرج بن الأزهر البغدادي ، قدم علينا واسط قال : أخبرنى أبو الحسن على بن محمد بن عروة بن لؤلؤ ، قال : حدثني عمر بن محمد العاقلاني قال : حدثني محمد بن خلف الحداد قال : حدثني عبد الرحمن بن قيس بن معاوية قال : حدثني عمر بن ثابت عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن سعد مولى أبى أيوب الأنصاري قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله : صلت الملائكة على على سبع سنين وذلك أنه لم يصل معى أحد غيره. «ومنهم» العلامة سبط بن الجوزي في التذكرة (ص 21 ط النجف) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أول من صلّى مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على عليه السلام وفيه نزلت هذه الآية. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في «الرياض النضرة» (ص 158 ط محمد أمين الخانجى بمصر). أخرج ابن الضحاك في الآحاد والمثاني عن ابن عباس قال : السباق ثلاثة ، سبق يوشع ابن نون إلى موسى ؛ وصاحب ياسين إلى عيسى ، وعلى إلى النبي صلی اللّه عليه وآله. «ومنهم» العلامة ابن كثير الدمشقي في تفسيره (ج 4 ص 283 ط مصر) عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى ، وعلى بن أبي طالب سبق إلى محمد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رواه ابن أبى حاتم عن محمد بن هارون الفلاس عن عبد اللّه بن اسماعيل المدائني البزاز عن سفيان بن الضحاك المدائني عن سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح به. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 154 ط مصر) أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى ، وعلى بن أبي طالب سبق إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ) ، قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذي ذكر في يس ، وعلى بن أبي طالب ، وكل رجل منهم سابق أمته وعلى أفضلهم سبقا. «ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق (123 ط المحمدية بمصر) أخرج الديلمي أيضا عن عائشة والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس : أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : السبق ثلاثة ، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس والسابق إلى محمد على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة السيد عطاء اللّه الحسيني الدشتكي الشيرازي الهروي المتوفى سنة 903 قال : في كتاب (روضة الأحباب على ما في ترجمته التركية ج 3 ص 10 ط العامرة بالاستانة) ما تعريبه ملخصا : وقال قوم : ان أول من أسلم على بن أبي طالب كرم اللّه وجهه ، وهذا القول مروى عن أبى ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد وخباب وجابر بن عبد اللّه الأنصاري وأبى أيوب الأنصاري وزيد بن أرقم وأنس بن مالك ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس : السبق ثلاثة ، السابق إلى موسى عليه السلام يوشع والسابق إلى عيسى عليه السلام صاحب ياسين والسابق إلى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على بن أبي طالب. وروى عن أبى ذر الغفاري وسلمان الفارسي : ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخذ من يد على بن أبي طالب فقال : ان هذا أول من آمن بى وقد مر في أول هذا الكتاب في المقصد الاول في باب تزويجه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاطمة عليا أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لها ما ملخصه : انى قد زوجتك بأول من آمن بى وعرفني وساعدني. وقال خزيمة بن ثابت في مديح على المرتضى كرم اللّه وجهه أبياتا وهذا منها أليس أول من صلّى لقبلتهم *** وأعلم الناس بالقرآن والسنن ويؤيد هذا ما روى عن على المرتضى كرم اللّه وجهه من قوله سبقتكم إلى الإسلام كلا *** غلاما ما بلغت أوان حلمي وقال بعض فصحاء العرب (نظم) قل لابن ملجم والأقدار غالبة *** هدمت ويلك للإسلام أركانا قتلت أفضل من يمشى على قدم *** وأول الناس إسلاما وايمانا والصحيح عند المحققين ان أول من آمن برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خديجة الكبرى وبعدها على المرتضى وبعده زيد بن حارثة وبعده أبو بكر وبعده بلال رض إلخ. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في (مناقب مرتضوى) (ص 49 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن الخطيب في المناقب والإربلي في كشف الغمة عن ابن عباس ما تقدم. «ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (ص 83 كما في فلك النجاة) اخرج الضحاك والطبرانيّ وابن مردويه قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سبق يوشع بن نون إلى موسى عليه السلام ؛ وسبق صاحب ياسين إلى عيسى عليه السلام ، وسبق على بن أبي طالب إلى محمد بن عبد اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. «ومنهم» العلامة الشوكانى في (فتح القدير) (ج 5 ص 148 ط مصطفى الحلبي بمصر) اخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ؛ ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى ؛ وعلى بن أبي طالب سبق إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في خرقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في ياسين وعلى بن أبي طالب. «ومنهم» العلامه الآلوسى في تفسير روح المعاني (ج 27 ص 114 ط المنيرية : عمر) اخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في ياسين وعلى بن أبي طالب كرم اللّه وجهه وكل رجل منهم سابق أمته وعلى أفضلهم. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان الحسيني البلخي القندوزى في ينابيع المودة (ص 60 ط اسلامبول). ابن المغازلي بسنده عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : سبق يوشع بن نون إلى آخر ما تقدم. موفق بن أحمد أيضا أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس. وفي ص (114) اخرج الحموينى بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليا في مسجد المدينة في خلافة عثمان أن جماعة من المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلى ساكت ؛ فقالوا يا أبا الحسن تكلم فقال يا معشر قريش والأنصار أسألكم ممن أعطاكم اللّه هذا الفضل أبأنفسكم أم بغيركم؟ قالوا أعطانا اللّه ومن علينا بمحمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : انى واهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي اللّه تعالى قبل ان يخلق اللّه عزوجل آدم بأربعة عشر آلاف سنة ، فلما خلق اللّه آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ، ثم قذف به في النار في صلب ابراهيم عليه السلام ؛ ثم لم يزل اللّه عزوجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمهات لم يكن واحد منا على سفاح قط ، فقال اهل السابقة واهل بدر واحد نعم قد سمعناه ، ثم قال : أنشدكم اللّه أتعلمون ان اللّه عزوجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية ولم يسبقني احد من الامة في الإسلام ، قالوا نعم ، قال : فأنشدكم اللّه أتعلمون حيث نزلت : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) ، سئل عنها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال أنزلها اللّه عزوجل في الأنبياء وأوصيائهم فانا افضل أنبياء اللّه ورسله وعلى وصيّي افضل الأوصياء قالوا نعم ، قال : أنشدكم اللّه أتعلمون حيث نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)؟ وحيث نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)؟ وحيث نزلت (لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)؟ وامر اللّه عزوجل نبيه ان يعلمهم ولاة أمرهم وان يفسر لهم من الولاية كما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم فقال : ايها الناس ان اللّه جل جلاله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس يكذبني فأوعدنى ربى ، ثم قال : أتعلمون ان اللّه عزوجل مولاي وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من أنفسهم قالوا بلى يا رسول اللّه فقال آخذا بيدي : من كنت مولاه فعلى مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام سلمان وقال : يا رسول اللّه مولاه على ما ذا؟ قال : ولائه كولائى من كنت اولى به من نفسه فعلى اولى به من نفسه فنزلت : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) ، فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء ربى برسالتي وولاية على بعدي ؛ قالوا يا رسول اللّه هذه الآيات في على خاصة؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائى إلى يوم القيامة ، قالوا بينهم لنا ، قال على أخى ووارثي ووصيّي وولى كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ثم الحسين ، ثم التسعة من ولد الحسين القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على الحوض ، قال بعضهم : قد سمعنا ذلك وشهدنا وقال بعضهم قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا ثم قال : أتعلمون أن اللّه أنزل (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فجمعني وفاطمة وابني حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساء ، وقال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي لحمهم لحمى يؤلمنى ما يؤلمهم ويجرحنى ما يجرحهم ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت ام سلمة وأنا يا رسول اللّه ، فقال : انك إلى خير ، فقالوا نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك ، ثم قال : أنشدكم اللّه أتعلمون أن اللّه أنزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، فقال سلمان ، يا رسول اللّه هذا عامة أم خاصة ، قال : أما المأمورون فعامة المؤمنين ، وأما الصادقون فخاصة أخى على وأوصيائى من بعده إلى يوم القيامة؟ قالوا : نعم ، فقال : أنشدكم اللّه أتعلمون أنى قلت لرسول اللّه في غزاة تبوك : خلفتني على النساء والصبيان فقال : ان المدينة لا تصلح الا بى أو بك ، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدي؟ قالوا : نعم ، قال أنشدكم اللّه أتعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) إلى آخر السورة فقام سلمان فقال يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم اللّه ولم يجعل في الدين عليهم من حرج ملة ابراهيم قال عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة ، قال سلمان : بينهم لنا يا رسول اللّه ، قال : أنا وأخى على وأحد عشر من ولدي؟ قالوا : نعم ، قال : أنشدكم اللّه أتعلمون أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال في خطبته في مواضع متعددة وفي آخر خطبة لم يخطب بعدها : أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فان اللطيف الخبير أخبرنى وعهد إلى أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض؟ فقال كلهم نشهد أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال ذلك ، انتهى ما رمنا نقله من ذلك الكتاب. «ومنهم» محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الكاتب عن أحمد بن الربيع عن حسين بن الحسن الأشعري عن سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن عامر عن ابن عباس نزولها في على (كما في البحار ج 9 ص 64 ط كمپانى) «ومنهم» عمرو بن محمد الوراق عن على بن العباس عن حميد بن زياد عن محمد بن تسنيم عن الفضل بن دكين عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس نزولها في على (كما في البحار ج 9 ص 65 ط كمپانى) «ومنهم» ابن مردويه عن ابن عباس مثله (كما في البحار ج 9 ص 65 ط كمپانى) «ومنهم» محمد بن العباس عن الحسن بن على التيمي عن سليمان بن داود الصرمي عن أسباط عن أبى سعيد المدائني نزولها في على عليه السلام (كما في البحار ج 9 ص 65 ط كمپانى)
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا الحديث جاء في رواية أهل السّنة ، ولكن بهذه العبارة : سبّاق الأمم ثلاثة ، مؤمن آل فرعون وحبيب النّجار ، وعلي بن أبي طالب ، ولا شك في أنّ عليّا عليه السلام سابق في الإسلام ، وصاحب السّابقة والفضائل التي لا تحصى ، (تخفى خ ل) ولكن لا تدلّ الآية على نصّ بإمامته ، وذلك المدّعى «انتهى».
أقول : [القاضى نور اللّه]
قد وقع في آخر هذه الرّواية سيّما فيما
رواه (1) فخر الدّين الرّازي في تفسير قوله
ص: 121
1- رواه فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير (ج 27 ص 57 ط الجديد) فانه نقل هناك رواية عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال ما لفظه في ذيل المسألة الاولى من مسائل قوله تعالى (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ) الآية : وعن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، ومؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون رجلا أن يقول ربى اللّه ؛ والثالث على بن أبي طالب وهو أفضلهم انتهى. وفي الرياض النضرة للطبري (ص 158 طبع مصر) عن ابن عباس عن النبي قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم السباق ثلاثة سبق يوشع بن نون إلى موسى وصاحب ياسين إلى عيسى وعلى إلى النبي خرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني.
تعالى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) (1) الآية قوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم :
وهو أفضلهم
، وكتمه النّاصب الشّقي عداوة لأمير المؤمنين واحترازا عن أن يظهر بذكر ذلك كونه أفضل من باقي هذه الامّة كما هو مطلوب المصنّف فافهم.
[الرّابعة عشر قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)]
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرّابعة عشر قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) إلى قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (2) ،
روى الجمهور (3) في الجمع بين الصّحاح السّتة أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام لمّا افتخر طلحة بن شيبة والعباس ، فقال طلحة : أنا أولى بالبيت : لأنّ المفتاح بيدي ، وقال العبّاس : أنا أولى ، أنا صاحب السّقاية والقائم عليها ، فقال عليّ عليه السلام : أنا أوّل النّاس إيمانا وأكثرهم جهادا ، فانزل اللّه تعالى هذه الآية لبيان أفضليته عليه السلام «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا صحيح من رواية الجمهور من أهل السّنة وقد عدّها العلماء في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وفضائله أكثر من أن تحصى ، وليس هذا محل الخلاف كما مرّ ، حتّى يقيم عليه الدّلائل ، بل الكلام في النّص على إمامته وهذا لا يدلّ عليه «انتهى».
ص: 122
1- غافر. الآية 28.
2- التوبة. الآية 19.
3- رواه من اعلام القوم وحملة آثارهم عدة كثيرة ونحن نتعرض إلى ما وقفنا من كلماتهم في ذلك الباب حسب ما اقتضته الفرصة فنقول : «منهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 10 ص 59 - 60 ط الميمنية بمصر) حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرت عن أبى صخر ، قال : سمعت محمد ابن كعب القرظي افتخر طلحة بن شيبة من بنى عبد الدار وعباس بن عبد المطلب وعلى بن أبي طالب ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت مع مفتاحه لو أشاء بت فيه ، وقال عباس ، أنا صاحب السقاية والقائم ولو أشاء بت في المسجد ، وقال على ما أدرى ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد ، فانزل اللّه : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ، الآية كلها. حدثني محمد بن الحسن ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط عن السدى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ). الآية قال : افتخر على وعباس وشيبة بن عثمان ، فقال العباس أنا أفضلكم ، أنا أسقى حجاج بيت اللّه ؛ وقال شيبة : أنا أعمر مساجد اللّه وقال على : أنا هاجرت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأجاهد معه في سبيل اللّه ، فانزل اللّه (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ) إلى (نَعِيمٌ مُقِيمٌ). حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر عن عمرو عن الحسن قال : نزلت في على وعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك الحديث. حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة عن اسماعيل عن الشعبي ، قال : نزلت في على والعباس تكلما في ذلك. «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (كما في العمدة لابن بطريق ص 98 ط تبريز) قال : وبالاسناد المقدم قال الثعلبي : قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي : نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب عليه السلام وعباس بن عبد المطلب رضى اللّه عنه وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا ، الحديث. «ومنهم» العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص 182 ط الهندية بمصر) قال الحسن والشعبي والقرظي : نزلت الآية في على والعباس إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة الخطيب الخازن البغدادي في تفسيره (ج 3 ص 57 ط مصر) قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي : نزلت في على بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، بيدي مفاتيحه ، وقال العباس : وأنا صاحب السقاية والقيام عليها ، وقال (يعنى على) ما أدرى ما تقولون لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فانزل اللّه هذه الآية. «ومنهم» العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 3 ص 56 ط مصر) أورد الرواية بعين ما تقدم من تفسير الخازن. «ومنهم» العلامة ابن المغازلي الشافعي في مناقبه (كما في العمدة للعلامة ابن بطريق ص 98 ط تبريز) قال : قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز اذنا قال : حدثنا محمد بن حمدوية المروزي قال : أخبرنا ابو المرج قال : حدثنا عبدان عن أبى حمزة عن اسماعيل بن غابر قال : نزلت هذه الآية (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ، في على والعباس عليهما السلام وبالاسناد المقدم قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن على السقطي قال : حدثنا أبو محمد يوسف بن سهل بن الحسيني القاضي قال : حدثنا الخضرمي قال : حدثنا هناد بن أبى زياد قال : أخبرنا موسى بن عبيدة البريدي قال : قال على عليه السلام للعباس رضى اللّه عنه : لو هاجرت إلى المدينة قال : أولست في أفضل من الهجرة الحديث. «ومنهم» العلامة ابن الأثير في جامع الأصول (ج 9 ص 477 ط السنة المحمدية بمصر) أخرج رزين عن محمد بن كعب القرظي ، قال : افتخر طلحة بن شيبة بن عبد الدار وعباس ابن عبد المطلب وعلى بن أبي طالب ، فقال طلحة : انا صاحب البيت ومعى مفتاحه ، وفي رواية ومعى مفتاح البيت ، ولو أشاء بت فيه ، وقال عباس : انا صاحب السقاية ولو أشاء بت في المسجد ، وقال على ما أدرى ما تقولان ، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس انا صاحب الجهاد ، فانزل اللّه تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ). الآية وفي رواية قال على : انا هاجرت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فانزل اللّه هذه الآية. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 16 ص 10 ط البهية بمصر) أورد نزول الآية في على عليه السلام بنحو ما تقدم. «ومنهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 113 ط الغرى) أخبرنا القاضي العلامة ابو نصر محمد بن هبة اللّه بن قاضى القضاة ابى نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد الشيرازي ، أخبرنا محدث الشام أبو القاسم على بن الحسن الشافعي ، أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن سوار العبسي ؛ أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسحاق ، حدثنا أبو على أحمد بن محمد البيروني ، حدثنا خيرون بن عيسى بن يزيد البلوى بمصر ، حدثنا يحيى بن سليمان عن أبى معمر عباد بن عبد الصمد عن أنس أنه قال : قعد عباس وشيبة صاحب البيت يفتخران فساق الحديث إلى أن قال ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي فأخبر كل واحد منهم بمفخره فما أجابهم النبي بشيء فانصرفوا عنه فنزل جبرئيل بالوحي بعد أيام فيهم فأرسل النبي إليهم ثلاثتهم حتى أتوه فقرأ عليهم : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) إلى آخر العشر. رواه ابن جرير الطبري وذكره من طرق شتى ؛ وهذا سياق محدث الشام في تاريخه معنعنا. «ومنهم» العلامة القرطبي في تفسيره (ج 8 ص 91 ط مصر سنة 1356) ذكر السدى : افتخر عباس بالسقاية وشيبة بالعمارة وعلى بالإسلام والجهاد فصدق اللّه عليّا وكذبهما. «ومنهم» العلامة النيسابوري في تفسيره (ج 10 ص 60 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) ويروى عن الحسن والشعبي أن طلحة قال : أنا صاحب البيت إلى آخر الحديث المنقول عن تفسير الطبري. «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 241 ط مصطفى محمد بمصر) قال عبد الرزاق : أخبرنا ابن عيينة عن اسماعيل عن الشعبي قال : نزلت في على والعباس رضى اللّه عنهما بما تكلما في ذلك. وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرنى ابن لهيعة عن أبى صخر ، قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : افتخر طلحة بن شيبة إلى آخر الحديث المذكور فيما تقدم. وقال عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن عمرو عن الحسن قال : نزلت في على وعباس وشيبة الحديث. «ومنهم» العلامة ابن الصباغ المالكي في فصول المهمة (ص 106 ط النجف) ونقل الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول فذكر الحديث بعين ما نقلناه عنه بلا واسطة «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 3 ص 218 و 219 ط مصر) أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضى اللّه عنه قال : افتخر إلى آخر الحديث المذكور في المتن. واخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس رضى اللّه عنه قال ، قعد عباس وشيبة صاحب البيت يفتخران فقال له العباس رضى اللّه عنه : أنا أشرف منك ؛ أنا عم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ووصى أبيه وساقى الحجيج ، فقال شيبة : أنا أشرف منك أنا أمين اللّه على بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني فاطلع عليهما على رضى اللّه عنه فأخبراه بما قالاه ، فقال على رضى اللّه عنه : أنا أشرف منكما ، أنا اول من آمن وهاجر فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأخبروه فما أجابهم بشيء فانصرفوا ، فنزل عليه الوحى بعد ايام فأرسل إليهم فقرأ عليهم ، (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى اللّه عنهما : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) الآية ، نزلت في على بن أبي طالب والعباس (الذي كان ساقى الحاج) واخرج عبد الرزاق وابن ابى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابو الشيخ عن الشعبي رضى اللّه عنه قال : نزلت هذه الآية (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) في العباس وعلى رضى اللّه عنهما تكلما في ذلك. واخرج ابن مردويه عن الشعبي رضى اللّه عنه قال : كانت بين على والعباس رضى اللّه عنهما منازعة ، فقال العباس لعلى رضى اللّه عنه : انا عم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأنت ابن عمه وإلى (سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ، فانزل اللّه : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) ، الآية واخرج عبد الرزاق عن الحسن قال : نزلت في على والعباس إلخ. «ومنهم العلامة المذكور» في «لباب النقول في اسباب النزول» (ص 115 ط الهندية بمصر). اخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي ، قال : افتخر طلحة وشيبة والعباس وعلى إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 40 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى نزول الآية عن الواحدي في اسباب النزول بعين المضمون المتقدم. «ومنهم» العلامة الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، قال في كتابه المسمى ب (نور الأبصار ص 105 ط العثمانية بمصر) : نقل عن الواحدي في اسباب النزول عن الحسن والشعبي والقرطبي ان الآية الشريفة نزلت في شأن على بن أبي طالب عليه السلام «ومنهم» العلامة الشوكانى في تفسيره «فتح القدير» (ج 2 ص 303 ط مصطفى الحلبي بمصر) اخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي حديث تفاخر العباس وشيبة مع على ونزول الآية فيه. واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في على والعباس. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 92 ط اسلامبول) روى في صحيح النسائي قال : حدثنا محمد بن كعب القرطبي قال : افتخر طلحة بن شيبة إلى آخر ما تقدم. روى أيضا ابن المغازلي والحموينى وأبو نعيم الحافظ والمالكي في فصول المهمة هذا الحديث في كتبهم.
أقول
الآية مع الرّواية تدلّ على أفضليّته عليه السلام وهو محلّ الخلاف كما مرّ ، وجه الدّلالة : أنّ كلّا من عبّاس وطلحة (1) كانا يدّعيان أولويتهما بالبيت بالنسبة إلى غيرهم من الامّة فردّ عليهما علي عليه السلام بأنّ الأولى بذلك هولا غير ، وصدّقه اللّه تعالى في ذلك بموجب الرّواية فيكون أولى بالبيت خصوصا البيت المعنوي ، ويكون أفضل من الكل وأولى
ص: 128
1- هو من مشاهير بنى شيبة الذين كان بيدهم مفتاح الكعبة انتقلت اليه السدانة بعد عثمان بن شيبة وينتهى نسبهم إلى شيبة بن عثمان بن طلحة بن عبد الدار من بنى عدنان قال القلقشندي : ان من بنى شيبة قوم بصعيد مصر انتهى. أقول : وسدانة البيت الشريف إلى هذا اليوم بيد آل شيبة وقد نبغ فيهم عدة من الأدباء والعلماء ، وكثيرا ما يشتبه في كتب التراجم الشيبى بالشبيبى ؛ وقد اطلعنا على هذه الغفلة في موارد كثيرة. والشبيبى اسرة اجلاء فمنهم بيت بالنجف الأشرف فمن اعلامهم الفقيد المرحوم حجة الإسلام الشيخ محمد الجواد الشبيبى الأديب النابغة الشهير وانجاله الكرام وهم معالى رب القلم والبيان الأستاذ المعاصر الشيخ محمد الرضا صاحب الآثار القيمة والشاعر الأديب الشيخ باقر واخوتهما الكرام بيت جلالة ورفعة ونبالة.
بالامامة وأبصر بما يتعلق بالبيت ، فان صاحب البيت أبصر بما في البيت (1)
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخامسة عشر آية المناجاة (2) لم يفعلها غير (3) عليّ عليه السلام ، قال ابن عمر : كان
ص: 129
1- إشارة إلى المثل السائر الدائر : صاحب البيت أدرى بما في البيت أو رب البيت أدرى بما فيه.
2- المجادلة. الآية 12.
3- أقول : ان الرواية مما كثرت في حقه النقلة فراجع كتب القوم من التفاسير والسير والاخبار والآثار تراها مصرحة بهذه الرواية وأكثر مخرجي الحديث أوردوها في زبرهم ونحن نشير إلى يسير منها حسب ما وقفنا عليها ونحن على جناح الاستعجال فنقول : «منهم» الحافظ العلامة أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 في «الخصائص» (ص 56 ط النجف) أخبرنى محمد بن عبد اللّه بن عمار ؛ قال : حدثنا قاسم الحرمي عن سفيان عن عثمان وهو ابن المغيرة عن سالم عن على بن علقمة عن على عليه السلام قال : لما نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، قال رسول اللّه لعلى : مرهم أن يتصدقوا ، قال : بكم يا رسول اللّه؟ قال : بدينار ، قال : لا يطيقون ، قال : فبنصف دينار ، قال : لا يطيقون ، قال : فبكم؟ قال : بشعيرة ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انك لزهيد ، فأنزل اللّه : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) الآية ، وكان على عليه السلام يقول : خفف بى عن هذه الامة. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 28 ص 14 ط الميمنية بمصر) حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ؛ قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبى نجيح عن مجاهد في قوله : (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، قال : نهوا عن مناجات النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه الا على بن أبي طالب رضى اللّه عنه ؛ قدم دينارا فتصدق به ، ثم أنزلت الرخصة في ذلك. حدثنا محمد عبيد بن محمد المحاربي ، قال : ثنا المطلب بن زياد عن ليث عن مجاهد ، قال : قال على رضى اللّه عنه : ان في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، قال فرضت ثم نسخت. حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقى ، قال : ثنا أبو أسامة عن شبل عن عباد عن ابن أبى نجيح عن مجاهد في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) الآية قال نهوا عن مناجات النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه الا على بن أبي طالب رضى اللّه عنه قدم دينارا صدقة تصدق به ثم أنزلت الرخصة. حدثنا أبو كريب قال : ثنا ابن إدريس قال : سمعت ليثا عن مجاهد قال : قال على رضى اللّه عنه : آية من كتاب اللّه لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم ، فكنت إذا جئت إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تصدقت بدرهم ، فنسخت فلم يعمل بها أحد قبلي : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً). حدثنا ابن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن عثمان بن أبى المغيرة عن سالم بن أبى الجعد عن على عن علقمة الأنصاري عن على قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما ترى دينارا قال لا يطيقون ، قال نصف دينار؟ قال : لا يطيقون ، قال ما ترى؟ قال : شعيرة ، فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انك لزهيد ، قال : قال على رضى اللّه عنه : ففي خففت عن هذه الامة وقوله (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) الآية ، فنزلت : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) «ومنهم» العلامة الجصاص الحنفي المتوفى سنة 370 في «أحكام القرآن» (ج 3 ص 526 ط مصر التزام عبد الرحمن محمد) روى ليث عن مجاهد قال : قال على : ان في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي كان عندي دينار فصرفته فكنت إذا ناجيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تصدقت بدرهم ثم نسخت. حدثنا عبد اللّه بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن أبى الربيع ، قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن مجاهد في قوله : (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) الآية قال على رضى اللّه عنه : ما عمل بها أحد غيرى حتى نسخت وما كانت الا ساعة. «ومنهم» العلامة الشيخ هبة اللّه بن سلامة المتوفى سنة 410 في كتاب الناسخ والمنسوخ (ص 298 بهامش أسباب النزول ط الهندية بمصر) روى عن على بن أبي طالب قال : في كتاب اللّه آية ما عمل بها احد قبلي إلخ «ومنهم» الحاكم في المستدرك (ج 2 ص 481 ط حيدرآباد الدكن) أخبرني عبد اللّه بن محمد الصيدلاني ، ثنا محمد بن أيوب ، أنبأنا يحيى بن المغيرة السعدي ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى ، قال : قال على بن أبي طالب رضى اللّه عنه : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى : (إِذا ناجَيْتُمُ) الآية ، قال كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قدمت بين يدي نجواى درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد. «ومنهم» العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص 308 ط الهندية بمصر) قال على بن أبي طالب : ان في كتاب اللّه لآية إلى آخر ما تقدم عن المستدرك. «ومنهم» العلامة ابن المغازلي (كما في مناقب الكاشي) أورد اختصاص على عليه السلام بالعمل بهذه الآية. «ومنهم» العلامة الخطيب الخازن في تفسيره (ج 7 ص 44 ط مصر) عن مجاهد : نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه الا على رضى اللّه عنه تصدق بدينار وناجاه ، ثم نزلت الرخصة ، فكان على رضى اللّه عنه يقول : آية لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وهي آية المناجاة. «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (كما في مناقب الكاشي مخطوط) روى اختصاص على عليه السلام بالعمل بهذه الآية بعين ما تقدم. «ومنهم» العلامة جار اللّه في ربيع الأبرار (كما في مناقب الكاشي مخطوط) ذكر تفرد على عليه السلام بالعمل بهذه الآية. «ومنهم» العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 7 ص 44 ط مصر) أورد الرواية المذكورة في تفسير الخازن عن مجاهد «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره كما في كتاب العمدة لابن البطريق (ص 93 ط تبريز) قال : قال مجاهد : نهى عن مناجات النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه الا على بن أبي طالب عليه السلام قدم دينارا إلى آخر ما قدمناه من الرواية. وقال ابن عمر : كان لعلى بن أبي طالب عليه السلام ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلى من حصر النعم إلخ ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الواسطي بالاسناد المتقدم قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو عمر بن محمد بن العباس بن حيوية الخزاز؟؟؟ ثنا قال : حدثنا على بن عبد اللّه قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا عبد اللّه بن عبد الرحمن الأشجعي عن سفيان بن سعيد عن عثمان بن مغيرة الثقفي عن سالم بن أبى الجعد عن على ابن علقمة عن على بن أبي طالب عليه السلام قال : لما نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كم ترى دينارا؟ قلت : لا يطيقونه ، قال فكم ترى؟ قلت شعيرة ، إلى آخر الرواية بعين ما قدمناها. ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين من الجزء الثالث من أجزاء ثلثة في تفسير سورة المجادلة قال : قال أبو عبد اللّه البخاري : قوله تعالى : (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، قال على بن أبي طالب عليه السلام : ما عمل بهذه الآية غيرى وبى خفف اللّه تعالى عن هذه الامة أمر هذه الآية. قال يحيى بن الحسن : واعلم أن هذه الآية ثبوتها بذكر أمير المؤمنين وإثباتها لكونها منقبة له خاصة ، لان اللّه سبحانه وتعالى قد جعل لكل مؤمن طريقا إلى العمل بهذه الآية الا الاول ، لأنه سبحانه وتعالى ما جعل للصدقة التي تقدم بين يدي نجوى الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حدا مقدرا ، فيقال : انه يعجز عنه الفقير ويتأتى ذلك من الموسر وانما جعل ذلك بحسب الإمكان على الموسع قدره وعلى المقتر قدره بحيث لو أراد أكثر أقارب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأصحابه العمل بذلك لقدروا عليه ولم يكن ذلك عليهم متعذرا ، فترك الكل لاستعمال هذه الآية ، دليل على أن اللّه سبحانه وتعالى جعلها منقبة له خاصة ليتميز بها من غيره ، والدليل على كونها منقبة أنه عليه السلام تمدح بها وبفعلها بدليل قوله عليه السلام : هذه الآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وبى خفف اللّه تعالى عن هذه الامة أمر هذه الآية ويزيد بيانا وإيضاحا أن النسخ بحكم هذه الآية انما حصل عقيب فعل أمير المؤمنين عليه السلام ، فحصوله عقيب فعله يدل على أنها انما كانت لإظهار منقبة من قبل اللّه تعالى ويزيده بيانا أن أحدا لا يدعيها لغيره عليه السلام كافة اهل الإسلام وحصول الإجماع من أدل دليل أيضا. ذى المعالي فليعلموا من تعالى *** هكذا هكذا والا لا «ومنهم» العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه ابن أحمد المعروف بابن العربي المعافري الأندلسي المالكي المتوفى سنة 542 أورد في كتاب (أحكام القرآن ج 1 ص 240 ط مطبعة السعادة بمصر) رواية عن على بن علقمة الأنصاري عن على بن أبي طالب قال : لما نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ) ، إلى آخره بنحو ما تقدم. «ومنهم» العلامة ابن الأثير في جامع الأصول (ج 2 ص 452 ط السنة المحمدية بمصر) أخرج الترمذي عن على بن أبي طالب لما نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) الآية قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما ترى دينارا؟ قلت لا يطيقونه ، قال : فنصف دينار؟ قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم؟ قلت : شعيرة قال : انك لزهيد ، قال : فنزلت (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) قال فبي خفف اللّه عن هذه الامة «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 29 ص 271 ط البهية بمصر) روى عن على عليه السلام أنه قال : ان في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي إلى آخر ما تقدم. وروى ابن جريج والكلبي وعطاء عن ابن عباس أنهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه أحد الا على عليه السلام تصدق بدينار ثم نزلت الرخصة. وروى عن على بن أبي طالب انه قال : لما نزلت هذه الآية دعا نى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ما تقول في دينار إلى آخر ما تقدم «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 21 ط النجف) قال علماء الفريقين : نزلت في على عليه السلام ، تصدق بدينار ثم ناجى الرسول إلخ قال ابو إسحاق الثعلبي عن ابن عباس : سأل الناس رسول اللّه واحفوه في المسألة ، فأدبهم رسول اللّه بهذه الآية. حكى الثعلبي عن مجاهد قال : نهوا عن مناجاة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه الا على بن أبي طالب قدم دينارا فتصدق به. وقال على عليه السلام : ان في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وتلا هذه الآية. وفي رواية عنه : لما نزلت هذه الآية دعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال ما ترى دينارا؟ قلت : لا يطيقونه إلى آخر ما قدمناه فيما مر. وكان ابن عمر يقول : كانت لعلى عليه السلام ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كان أحب إلى من حمر النعم تزويجه فاطمة وإعطاؤه الراية وآية النجوى. «ومنهم» العلامة الگنجى الشافعي المتوفى سنة 658 في كفاية الطالب (ص 120 ط الغرى) ذكر ابن جرير وتابعه الخوارزمي في قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) الآية. قال المفسرون : سأل الناس رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأكثروا فأمروا بتقديم الصدقة على المناجاة ؛ فلم يناجه الا على ، قدم دينارا فتصدق به ، ثم نزلت الرخصة وقد ذكرت سنده في غير هذا الباب. وفي ذلك الكتاب (ص 52). أخبرنا على بن المقير النجار الازجى بدمشق عن المبارك بن الحسن بن أحمد ، أخبرنا أبو الحسن بن أحمد ، حدثنا أبو إسحاق المفسر ، أخبرنا عبد اللّه بن حامد ، أخبرنا أحمد ابن إسحاق الفقيه ، حدثنا على بن ظفر بن نصر ، حدثنا على بن عبد الحميد ، حدثنا أبو عبد الرحمن الأشجعي عن سفيان عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبى الجعد عن على بن علقمة الأنماري عن على بن أبي طالب عليه السلام قال : لما نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) دعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال لي : ما ترى دينارا؟ إلى آخر ما تقدم عن علقمة الأنماري فيما نقلناه عن تفسير الطبري. «ومنهم» أبو عبد اللّه محمد بن احمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 17 ص 302 ط القاهرة 1357 ه) روايات دالة على أن هذه الآية نزلت في شأن أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام حيث قال : روى الترمذي عن على بن علقمة الأنماري عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه قال : لما نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلخ قال لي النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما ترى دينارا؟ إلى آخر الرواية. وروى أيضا عن مجاهد : أن أول من تصدق في ذلك على بن أبي طالب رضى اللّه عنه وناجى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، روى أنه تصدق بخاتم ، وذكر القشيري وغيره عن على بن أبي طالب أنه قال : في كتاب اللّه آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وهي : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ) إلخ وقال ابن عمر : لقد كانت لعلى رضى اللّه عنه ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلى من حمر النعم إلى آخر الرواية. «ومنهم» العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 4 ص 193 ط مصطفى محمد بمصر) عن على كرم اللّه وجهه : ان في كتاب اللّه آية ما عمل بها أحد غيرى الحديث. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 200 ط محمد أمين الخانجى بمصر) أخرج ابن الجوزي في اسباب النزول عن على عليه السلام أنه قال : آية في كتاب اللّه لم يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى إلى آخر ما تقدم «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 28 ص 18 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) وعن على رضى اللّه عنه : لما نزلت الآية دعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ما تقول في دينار؟ قلت : لا يطيقونه ، قال : كم؟ قلت : حبة أو شعيرة ، قال : انك لزهيد أى انك لقليل المال فقدرت على حسب مالك. وعنه عليه السلام ان في كتاب اللّه آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان لي دينار ، فاشتريت به عشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم. قال الكلبي تصدق به في عشر كلمات سألهن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد نزول الآية الشريفة في حق على عليه السلام بقوله : وقال على كرم اللّه وجهه : ما عمل به أحد غيرى ، أردت المناجاة ولى دينار ، بنحو ما تقدم ، البحر المحيط (ج 8 ص 237 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 4 ص 326 ط مصطفى محمد بمصر) قال ابن نجيح عن مجاهد قال : نهوا عن مناجاة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه الا على بن أبي طالب قدم دينارا الحديث بعين ما تقدم فيما مر. قال ليث بن أبى سليم عن مجاهد ، قال على رضى اللّه عنه : آية في كتاب اللّه لم يعمل بها أحد قبلي بعين ما تقدم فيما مر. قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران عن سفيان عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبى الجعد عن على بن علقمة الأنماري عن على رضى اللّه عنه قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما ترى دينارا ، بعين ما تقدم فيما مر. ورواه الترمذي عن سفيان بن وكيع عن يحيى بن آدم عن عبيد اللّه الأشجعي عن سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبى الجعد عن على بن علقمة الأنماري عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه بعين الحديث السابق. ورواه أبو بعلى عن أبى بكر بن أبى شيبة عن يحيى بن آدم به. وروى عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن مجاهد قال على : ما عمل بها أحد غيرى حتى نسخت. «ومنهم» العلامة ابن الصباغ في فصول المهمة (ص 105 ط النجف) نقل الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس رضى اللّه عنه. كان مع على بن أبي طالب أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة السيوطي في «لباب النقول في أسباب النزول» (ص 213 ط الهندية بمصر) وأخرج الترمذي وغيره عن على : لما نزلت هذه الآية ، قال لي النبي إلى آخر ما نقله الطبري عن ابن حميد بسنده عن علقمة الأنماري عن على. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص 35 ط محمدي بمبئى) روى نزول الآية عن الثعلبي بما تقدم مضمونه. «ومنهم» العلامة الشوكانى في تفسيره «فتح القدير» (ج 5 ص 186 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والنحاس وابن مردويه عن على بن أبي طالب قال : لما نزلت (: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ). الآية قال النبي : ما ترى فساق الحديث بنحو ما تقدم إلى أن قال : فبي خفف اللّه عن هذه الامة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن على قال : ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ؛ آية النجوى كان عندي دينار إلى آخر الحديث الذي تقدم نقله. وأخرج الطبرانيّ وابن مردويه عن سعد بن أبى وقاص قال : نزلت (إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) الآية فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انك لزهيد ، فنزلت الآية الأخرى (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) «ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج 28 ص 28 ط المنيرية بمصر) لم يعمل بهذه الآية على المشهور غير على كرم اللّه وجهه. واخرج الحاكم وصححه وابن المنذر وعبد بن حميد وغيرهم عنه كرم اللّه تعالى وجهه أنه قال : ان في كتاب اللّه تعالى لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الآية ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ،؟؟ كلما ناجيت النبي صلّى اللّه تعالى عليه وسلّم قدمت بين يدي نجواى درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت : (أَأَشْفَقْتُمْ) الآية «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 100 ط اسلامبول) روى رزين العبدري في الجمع بين الصحاح ، قال : قال أبو عبد اللّه البخاري بعين ما نقلناه عن البخاري. وروى ابن المغازلي عن على بن علقمة عن على كرم اللّه وجهه نحوه. وروى ابن المغازلي أيضا عن مجاهد عن على كرم اللّه وجهه نحوه. وروى موفق من أحمد والحمو بنى عن ابن عباس وعن مجاهد عن على كرم اللّه وجهه نحوه. وروى أبو نعيم الحافظ بسنده عن أبى صالح عن ابن عباس نحوه. وروى موفق بن أحمد عن على كرم اللّه وجهه أنه قال : ان في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل أحد بعدي وهي : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، ثم نسخت. وروى في المناقب عن مكحول عن على عليه السلام قال : واللّه ما عمل بهذه الآية احد غيرى فنزلت : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) الآية.
لعلي عليه السلام ثلاثة لو كانت لي واحدة منها لكانت أحبّ إلىّ من حمر النعم ، تزويجه بفاطمة عليها السلام وإعطاءه الرّاية يوم خيبر ، وآية النّجوى «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا من رواية أهل السّنة وأنّ آية النّجوى لم يعمل به إلّا عليّ عليه السلام ، ولا كلام في أنّ هذا من فضائله التي عجزت الألسن عن الإحاطة بها ، ولكن لا يدلّ على النّص على إمامته «انتهى».
أقول
إنّما استدّل المصنّف بها على الأفضلية ووجه الاستدلال : أنّه سبق ساير الصّحابة إلى العمل بمضمونها ، وبعد عمله بها نسخت (1) عنهم ، فيكون نزولها بيانا لأفضليّته عليهم ومسارعته إلى قبول أوامر اللّه عزوجل ، والعمل بها قبلهم ، فيكون أفضل ، ولهذا تمنّاها ابن عمر (2) ، وربما يستدلّ من هذا على كذب ما يدّعيه أهل السنّة من أنّ أبا بكر كان ذا مال ، وأنّه كان يصرف ماله في سبيل اللّه وذلك ، لأنّه إذا بخل أبو بكر بدرهم أو درهمين يقدّمه بين يدي نجوى النّبى صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وفارق النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والنّظر إلى وجهه الكريم وما يفيده خطابه الفهيم مقدار عشرة ليال ، كما نقله ابن المرتضى (3)
ص: 140
1- كما تقدم في تعاليقنا على كلام المصنف في المقام فراجع.
2- وقد ذكرنا مدارك صدور هذا الكلام من ابن عمر فراجع.
3- هو العلامة السيد عز الدين محمد بن ابراهيم الوزير ابن على المرتضى بن المفضل ابن المنصور الحسنى اليماني الفقيه المحدث المتكلم الأصولي ولد في «شظب من جبال اليمن» سنة 775 وتوفى بالطاعون في اليمن سنة 840 ، ومن الغريب أنه ترك مذهب الزيدية مسلك أسلافه وتسنن وجادلهم وكتب الرد عليهم ، وكان زائد في الجدل ، له كتب منها العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبى القاسم أربعة أجزاء في الرد على الزيدية وكتاب الروض الباسم مختصر العواصم طبع بمصر وكتاب العزلة وقبول البشرى في التيسير لليسرى وكتاب التأديب الملكوتي مختصر ذكر فيه العجائب والغرائب وكتاب البرهان القاطع في معرفة الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع ، فرغ من تصنيفه سنة 801 وكتاب تنقيح الانظار في علم الدراية فرغ منه سنة 813 ، وكتاب ايثار الحق على الخلق فرغ منه سنة 837 وطبع بمصر أيضا تحامل فيه كل التحامل وساقت عصبيته قلمه إلى كل مساق ، وكتاب تفسير القرآن كبير والظاهر انه لم يتمه ومجمع الحقائق والرقائق في ممادح خير الخلائق هو ديوان شعره وفتح الخالق شرحه وكتاب الحسام المشهور في الذب عن الامام المنصور اى جده المذكور في عمود النسب وغيرها ، وأورده الحافظ ابن حجر في انباء الغمر في ترجمة أخيه الهادي وكذا السخاوي في الضوء وكذا العلامة شيخنا في الرواية السيد محمد بن زبارة الحسنى في كتاباته وكذا العلامة ملك بهو بال في التاج وغيرهم. ثم ليعلم ان ابن المرتضى يطلق على جماعة منهم المترجم ويقال له : ابن الوزير أيضا ومنهم الشريف النسابة الموسوي من ذرية سيدنا الجليل علم الهدى. ومنهم المولى محمد بن المرتضى الهروي المحدث ومن الكلمات الدائرة السائرة ان لا اعتداد بشبهات ابن المرتضى اليماني في الكلام ولا بمطاعن ابن المرتضى النسابة في النسب لتسرعه في الطعن ولا لتضعيفات ابن المرتضى الهروي حتى انه كاد ان ينكر الروايات المتواترة لفظا فكيف بغيرها فتدبر.
من أهل السنّة في تفسيره والزّمخشرى (1) حتّى ينزل قرآن بالعتب على ذلك ، محال أن ينفق مثل ذلك المال الذي رووه لأحد كما لا يخفى ، هذا ر)
ص: 141
1- يدل عليه كلامه في الكشاف (ج 4 ص 76 ط مصطفى محمد بمصر) وكذا يدل عليه كلام الخازن في تفسيره وكلام البغوي في هامش تفسير الحازن (ج 7 ص 45 ط مصر)
وقد كابر القاضي عبد الجبار (1) في هذا المقام ، فقال : هذا لا يدلّ على فضيلة علي دون أكابر الصّحابة ، لأنّ الوقت لعلّه لم يتّسع للعمل بهذا الفرض «انتهى».
وأقول : فساده ظاهر ، لاتّفاق الأصوليّين سوى من جوّز التكليف بما لا يطاق على أنّه تعالى لا يجوز أن يكلف العبد بإتيانه بفعل في زمان يقصر عن فعله فيه ، وايضا يدفع هذا الاحتمال دلالة رواية ابن المغازلي في كتاب المناقب ، والبغوي (2) في معالم التنزيل عن علي عليه السلام : إنّ في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان لي دينار فاشتريت عشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيته تصدّقت بدرهم ، فان هذه الرّواية صريحة (3) في اتّساع الوقت ، وكذا يدفعه ما رواه (4) الحافظ أبو نعيم عن ابن عبّاس ، قال : إنّ اللّه حرّم كلام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، إلّا بتقديم الصّدقة وبخلوا أن يتصدّقوا قبل كلامه ، وتصدّق عليّ عليه السلام ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين ، وايضا يدلّ على انّهم لم يكونوا معدودين (معذورين خ ل) في هذا قوله تعالى : (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ) (5) فانّ ذكر التّوبة يدلّ على توجّه العتاب إليهم بسبب الإهمال في الامتثال ، ولو كان الزّمان مضيّقا كما ذكره القاضي ، لما توجّه ذلك ، وايضا يدلّ عليه تمنّى ابن عمر إياه كما مرّ هذا ، وقد زاد الرّازي في الطنبور نغمة 3.
ص: 142
1- قد مرت ترجمته (ج 1 ص 277) وهذا الكلام مذكور في كتابه الذي سماه (بالمغنى)
2- المطبوع بهامش تفسير الخازن وكذا الخازن في (ج 7 ص 44 طبع مصر بمطبعة مصطفى محمد) وغيرهما.
3- وأنا أقول : لو لم يتسع الوقت للعمل بهذا الفرض ، فكيف عمل به على عليه السلام عشر مرات. منه. أقول وقد تقدم نقل كلام الزمخشرىّ والخازن والبغوي في ان المدة كانت عشر ليال فراجع
4- قد تقدم نقله عن الينابيع وغيره من كتبهم في ذيل الآية الكريمة فراجع.
5- المجادلة. الآية 13.
الزّنبور (1) فقال : سلّمت (سلّمنا ل خ) أنّ الوقت قد وسع ، إلا أنّ الاقدام على هذا العمل ممّا يضيّق قلب الفقير الذي لا يجد شيئا وينفر الرّجل الغني ، فلم (ولم خ ل) يكن في تركه مضرة ، لأن الذي يكون سببا للالفة أولى عمّا (ممّا خ ل) يكون سببا للوحشة ، وايضا الصّدقة عند المناجاة واجبة اما المناجاة فليست بواجبة ولا مندوبة ، بل الأولى ترك المناجاة لما بيّنا من أنّها كانت سببا لسامة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «انتهى».
وأجاب عنه الفاضل النيشابوري (2) في تفسيره بقوله : قلت هذا الكلام لا يخلو عن تعصّب ما ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضولية عليّ كرّم اللّه وجهه في كلّ خصلة ، ولم لا يجوز أن يحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة ، فقد روى عن ابن عمر كان لعليّ ثلاث لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إلىّ من حمر النّعم : تزويجه بفاطمة (فاطمة خ ل) رض ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى ، وهل يقول منصف : إنّ مناجاة النبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نقيصة؟ على أنه لم يرد في الآية النهى (نهى خ ل) عن المناجاة ، وإنّما ورد تقديم الصّدقة على المناجاة ، فمن عمل بالآية حصلت له الفضيلة من جهتين ، من جهة سدّ خلّة بعض الفقراء ، ومن جهة محبّة نجوى الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ففيها القرب منه وحلّ المسائل العويصة ، وإظهار أنّ نجواه أحبّ إلى المناجي من المال «انتهى».
وأقول : يتوجه على الرّازى فوق ما أورده النيشابوري عليه ، أنّ علّة تشريع الصدّقة عند النجوى إنّما هو سدّ خلة الفقراء والرّفق بهم ، ومع ذلك هم معذورون في ذلك شرعا وعرفا خارجون عن حكم الآية ضرورة ، فلا يلزم انكسار قلوبهم كما لا يخفى ، على أنّ ما ذكره جار في تشريع الزّكاة والحجّ ونحوهما ممّا يتوقف وجوبه أو ر)
ص: 143
1- إشارة إلى المثل السائر الدائر (زاد في الطنبور نغمة) وهو من الأمثال المولدة ثم في إضافة النغمة إلى الزنبور لطف تعبير كما لا يخفى على اهل الذوق.
2- في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 28 ص 18 ط الاولي بمصر)
ندبه على المال ، فجاز أن يقال على قياس* ما ذكره إنّ الأولى عدم شرعيّة الزّكاة مثلا ، لانّه ممّا يضيّق قلب الفقير الذي لا يجد النصاب ، وينفر الرّجل الغني ، وهو كفر ، أو في حد الكفر باللّه تعالى ، وايضا قد أطلق اللّه تعالى لفظ الصّدقة ولم يحد لها مقدارا معينا ليقال : إن أبا بكر أو غيره من الفقراء ربّما عجزوا بل يتأتى ذلك على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ولو بتمرة أو بشقها ، (1) وكذا منع كون نجوى الرسول مندوبة في حد الكفر وقد تعرض له النّيشابورى باشارة فافهم.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السّادسة عشر روى ابن عبد البر (2) وغيره من السّنة في قوله تعالى (3): (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) (4) ، قال : إن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ليلة اسرى به جمع اللّه بينه وبين
ص: 144
1- إشارة إلى الحديث النبوي الشهير ، وقد مر في (ج 1) بيان مداركه ونزيد هنا ان ممن رواه الخطيب البغدادي الحافظ أورد في ج 163 وج 4 ص 124 وج 7 ص 129 وج ص 164 وج 7 ص 169 وج 7 ص 170 وج 7 ص 171 فليراجع ثم ليعلم أن هناك عدة أحاديث في شق التمرة قد ورد بعضها في اطعام الفقير وبعضها في إفطار المؤمن الصائم. ومن الاخبار في الباب ما نقله الحافظ شمس الدين محمد السخاوي المصري القاهرى في كتابه المقاصد الحسنة (ص 20 طبع القاهرة رقم 24) قوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة ، رواه عن الشيخين عن عدى بن حاتم وعن الحاكم عن ابن عباس وعن أحمد عن عائشة وعن الديلمي بزيادة فإنها تقيم العوج وتسد الخلل وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان إلى غير ذلك من الروايات.
2- قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص (344).
3- الزخرف. الآية. 45.
4- رواه من أعلام القوم عدة. «منهم» الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء (على ما في اللوامع) عن ابن مسعود وابن عباس سأل رسول اللّه الأنبياء علام بعثتم فقالوا كلهم على شهادة ان لا اله الا اللّه والإقرار بنبوتك والولاية لعلى «ومنهم» العلامة الحموينى كما في كفاية الخصام (ص 348 ط طهران) روى عن ابن مسعود بعين ما تقدم. «ومنهم» العلامة المذكور في فرائد السمطين (على ما في اللوامع) عن ابن مسعود وابن عباس بعين ما تقدم عن الحلية. «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 25 ص 58 المطبوع بهامش الطبري ط الميمنية) روى الثعلبي عن ابن مسعود أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أتانى ملك فقال يا محمد : سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا علا م بعثوا ، قال على ولايتك وولاية على بن أبي طالب رضى اللّه عنه «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 82 ط اسلامبول) روى موفق بن أحمد والحموينى وأبو نعيم الحافظ بأسانيدهم عن ابن مسعود قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لما عرج بى إلى السماء إلى ان قال : فقلت معاشر الرسل إلى ما ذا بعثكم ربى قبلي؟ فقالت الرسل : عن نبوتك وولاية على بن أبي طالب وهو قوله تعالى (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا). الآية.
الأنبياء ، ثم قل له : سلهم يا محمّد على ما ذا بعثتم؟ قالوا بعثنا على شهادة أن لا إله إلا اللّه وعلى الإقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا ليس من رواية أهل السنة ، وظاهر الآية آب عن هذا ، لأن تمام الآية :
(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) ،
ص: 145
والمراد أنّ اجماع الأنبياء واقع على وجوب التوحيد ونفى الشرك ، هذا مفهوم الآية ، وهذا النّقل من المناكير وإن صحّ فلا يثبت به النّص الذي هو المدعى لما علمت أنّ الولاية تطلق على معان كثيرة «انتهى».
أقول
الرّواية المذكورة بأدنى تغيير في اللفظ في تفسير النيشابوري (1) عن الثعلبي ، حيث قال : وعن ابن مسعود أنّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أتاني ملك فقال : يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا علام بعثوا ، قال : قلت : على م بعثوا ، قال : على ولايتك وولاية علي ابن أبي طالب عليه السلام ، رواه الثعلبي ولكنه لا يطابق قوله سبحانه (أَجَعَلْنا) الآية انتهى وقد ظهر (2) بما نقلناه أنّ الرّواية من روايات أهل السنّة وأنّ المناقشة التي ذكرها النّاصب قد أخذها من النيشابوري ، وهي مع وصمه الانتحال ضعيفة ، إذ يمكن أن يكون الجعل في الجملة الاستفهاميّة بمعنى الحكم ، كما صرح به النيشابوري آخرا ، ويكون الجملة حكاية عن قول الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وتأكيدا لما أضمر في الكلام من الإقرار ببعثهم على الشّهادة المذكورة ، بأن يكون المعنى أنّ الشهادة المذكورة لا يمكن التوقّف فيها ، إلّا لمن جعل (مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) (3) ، ونظير هذا
ص: 146
1- فراجع إلى تعاليقنا في ذيل الآية فإنها مذكورة عن الطبري وغيره من الاعلام
2- فان مقتضى عبادة اللّه وحده إطاعة أوليائه وأنبيائه دون من عداهم منه «قده» أقول : الأظهر في الجواب ان يقال : ان الإقرار بنبوة محمد صلی اللّه عليه وآله وولاية على عليه السلام من لوازم التوحيد ونفى الشرك ، فصح ارتباط قوله تعالى : (أَجَعَلْنا) إلخ بما قبله على التفسير المروي على أنه لا يبعد تعميم الالهة بحيث يشمل كل ما عبد من دون اللّه فيشمل صنمي قريش أيضا ، فيكون دالة على بطلان الاختيار في الامامة. فافهم
3- اقتباس من قوله تعالي في سورة الزخرف. الآية 45
الإضمار (1) واقع في القرآن في قوله تعالى (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا) (2) ، فانّ المراد كما ذكره ، النيشابوري وغيره ، فأرسلوني إليه لأسأله ومروني باستعباره فأرسلوه إلى يوسف ، فأتاه فقال يوسف الآية ، غاية الأمر أن يكون ما نحن فيه من الآية لخفاء القرينة على تعيين المحذوف من المتشابهات التي لا يعلم معناها إلّا بتوفيق من اللّه تعالى على لسان رسوله ، وهذا لا يقدح في مطابقة قوله سبحانه : (أَجَعَلْنا) الآية لما روى في شأن النزول ، فلا مناقشة ولا شيء من المناكير ، وإنّما المنكر هذا الشقي النّاهق الذي يذهب إلى كلّ زيّف (3) زاهق ، وينعق (4) مع كلّ ناعق يلحس فضلات المتأخرين ، ويزعم أنّ ما ذكروه آخر كلام في مقاصد الدين.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السابعة عشر قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (5) ،روى (6) الجمهور أنّها نزلت في عليّ عليه السلام «انتهى».
ص: 147
1- ونظيره في العرف أن تقول لغيرك : هل تعرف واجبات الصلاة ، فيقول : أعرف ، ألست مسلما؟!
2- يوسف الآية 46.
3- زيف الدراهم : زافها ، الرجل : حقره ، والزيف : المحقر.
4- نعق - نعقا ونعيقا ونعاقا ونعقانا الغراب : صاح ورفع صوته.
5- الحاقة. الآية 12.
6- رواها من أعلام القوم ونقلة آثارهم عدة كثيرة ونحن نشير إلى بعض منها حسب ما اقتضته الفرصة فنقول : «منهم» العلامة الطبري في «تفسيره» (ج 29 ص 31 ط الميمنية بمصر) حدثنا على بن سهل ، قال : ثنا الوليد بن مسلم عن على بن حوشب قال : سمعت مكحولا يقول : قرء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، ثم التفت إلى على فقال : سألت اللّه أن يجعلها اذنك ، قال على رضى اللّه عنه : فما سمعت شيئا من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فنسيته حدثني محمد بن خلف ، قال : ثنا بشر بن آدم ؛ قال ثنا عبد اللّه بن الزبير ، قال : ثنا عبد اللّه بن رستم ؛ قال سمعت بريدة يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلى : يا على ان اللّه أمرنى أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعى ، وحق على اللّه أن تعى ، قال : ونزلت (أُذُنٌ واعِيَةٌ). حدثني محمد بن خلف ، قال : ثنا الحسن بن حماد ، قال : ثنا اسماعيل بن ابراهيم أبو يحيى التيمي عن فضيل بن عبد اللّه عن أبى داود عن داود عن بريدة الأسلمي قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلى : ان اللّه أمرنى أن أعلمك وأن أدنيك ولا أجفوك ولا أقصيك ثم ذكر مثله. «ومنهم» العلامة الحافظ ابو نعيم في «حلية الأولياء» (ج 1 ص 67 ط مطبعة السعادة بمصر) حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر عن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عمر عن على بن أبي طالب ، حدثني أبى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن عبد اللّه عن أبيه محمد عن أبيه عمر عن أبيه على قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على ان اللّه أمرنى أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، فأنت اذن واعية لعلمي «ومنهم» العلامة الواحدي النيسابوري في «أسباب النزول» (ص 339 ط الهندية بمصر) حدثنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر ؛ أخبرنا الوليد بن أبان ، أخبرنا العباس الدوري ، أخبرنا بشر بن آدم ، أخبرنا عبد اللّه بن الزبير ، قال : سمعت صالح بن هشيم يقول : سمعت بريدة يقول : قال رسول اللّه لعلي : ان اللّه أمرنى أن أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وتعى وحق على اللّه أن تعى فنزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) «ومنهم» العلامة الزمخشرىّ في تفسيره «الكشاف» (ج 4 ص 134 ط مصر) وعن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم انه قال لعلى رضى اللّه عنه عند نزول هذه الآية سألت اللّه أن يجعلها اذنك يا على ، قال على رضى اللّه عنه : فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى. «ومنهم» العلامة الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ص 39 ط مطبعة الأزهر بمصر) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : ان اللّه أمرنى أن أدنيك وأعلمك لتعي. «ومنهم» عبد العزيز الدهلوي في تفسيره (ج 1 ص 388) «كما في فلك النجاة» أورد الرواية بعين ما تقدم. «ومنهم» العلامة الثعلبي كما في كتاب العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 151 ط تبريز) قال في تفسير قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال : أخبرنى ابن منجويه ، قال : حدثنا ابن جبان إسحاق بن محبة حدثنا أبى ، حدثنا ابراهيم بن عيسى ، حدثنا على ابن على ، حدثني أبو حمزة الثمالي ، حدثني عبد اللّه بن الحسين قال : حين نزلت هذه الآية (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سألت اللّه عزوجل أن يجعلها اذنك يا على ، الحديث أقول : ابن منجويه في السند هو الحافظ أبو بكر أحمد بن على بن محمد بن ابراهيم بن منجويه بالميم المفتوحة ثم النون الساكنة ثم الجيم المضمومة ثم الواو المفتوحة ثم الياء؟؟؟ الشاة التحتانية الساكنة ، الاصبهانى البردي ، نزيل نيسابور ، المتوفى سنة (428) فما في بعض الكتب من ضبط منجويه بالفاء بدل الميم وهم كما لا يخفى. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في «تفسيره» (ج 30 ص 107 ط البهية بمصر) وعن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عند نزول هذه الآية سألت اللّه أن يجعلها اذنك يا على ، قال على : فما نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي أن أنسى. «ومنهم» العلامه الگنجى في «كفاية الطالب» (ص 111 ط الغرى) أخبرنا صدر الشام قاضى القضاة أبو المفضل يحيى بن أبى المعالي محمد بن على القرشي بدمشق والحافظ يوسف بن خليل بحلب والحافظ محمد بن محمود ببغداد ، قالوا جميعا : أخبرنا حجة العرب زيد بن الحسن الكندي ؛ أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب ، أخبرنا الحسن بن أبى بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد القطان ، حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا بشر بن آدم ، حدثنا عبد اللّه بن الزبير الأسدي عن صالح بن ميثم ، قال : سمعت بريدة الأسلمي يقول : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : ان اللّه أمرنى أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وان تعى وحق على اللّه أن تعى ، قال : ونزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) هذا سياق حافظ العراق وتابعه محدث الشام ونقل الطباطبائى في التعليقة نحوه عن أبى نعيم الاصبهانى بسند آخر. وقال في (ص 40) من ذلك الكتاب. أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن المتوكل على اللّه عن محمد بن عبيد اللّه بن الزاغونى أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد الحافظ ، حدثنا أحمد بن ابراهيم المفسر ، حدثنا ابن فنجويه ، حدثني عبد اللّه بن الحسن قال حين نزلت هذه الآية (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سألت اللّه ان يجعلها اذنك يا على ، قال على عليه السلام فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى - قلت وقد رواه الطبرانيّ مرفوعا في معجمه يطول الكتاب بذكر سنده «ومنهم» العلامة النيشابوري في «تفسيره» (ج 29 ص 301 بهامش الطبري ط الميمنية بمصر) عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال لعلى رضى اللّه عنه عند نزول الآية : سألت اللّه أن يجعلها اذنك يا على ، قال على رضى اللّه عنه : فما نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي أن أنسى. «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 18 ص 264 ط القاهرة 1357 ه) روايات دالة على أن المراد بأذن واعية اذن على بن أبي طالب عليه السلام. منها قوله : وروى مكحول أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال عند نزول هذه الآية : سألت ربى أن يجعلها اذن على ، إلخ وذكره الماوردي وعن الحسن نحوه وقوله : ذكره الثعلبي قال : لما نزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ؛ قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سألت ربى أن يجعلها اذنك يا على ، إلى آخر الرواية وقوله : وقال أبو برزة الأسلمي قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : يا على : ان اللّه أمرني ان أدنيك إلى آخر الرواية. «ومنهم» العلامة المتقى الهندي في «منتخب كنزل العمال» (بهامش المسند ج 5 ص 48 ط القديم بمصر) (حل) عن على في قوله : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سألت اللّه ان يجعلها اذنك يا على ، فما سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم شيئا فنسيته (ض) وابو نعيم في المعرفة وابن مردويه. (كر) عن بريدة ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : ان اللّه أمرني ان أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك أن تعى وأنه حق على اللّه أن تعى ونزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال : اذن عقلت عن اللّه. (حل) عن على ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على ان اللّه أمرنى أن أدنيك وأعلمك لتعي ، وأنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ). «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد في شأن نزول الآية الشريفة أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلى : انى دعوت اللّه تعالى أن يجعلها اذنك يا على بنحو ما قدمنا. البحر المحيط (ج 8 ص 322 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة ابن كثير في «تفسيره» (ج 4 ص 413 ط مصطفى محمد بمصر) قد قال ابن أبى حاتم ، حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا العباس بن الوليد بن صبيح الدمشقي ، حدثنا زيد بن يحيى ، حدثنا على بن حوشب ، سمعت مكحولا يقول : لما نزل على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سألت ربى أن يجعلها اذن على قال مكحول : فكان على يقول : ما سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم شيئا قط فنسيته. ورواه ابن جرير عن على بن سهل عن الوليد بن مسلم عن على بن حوشب به. وقد قال ابن أبى حاتم أيضا : حدثنا جعفر بن محمد بن عامر ؛ حدثنا بشر بن آدم ، حدثنا عبد اللّه بن الزبير أبو محمد يعنى والد أبى أحمد الزبيري ، حدثني صالح بن هشيم ، سمعت أبى مرة الأسلمي يقول : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : انى أريد أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وان تعى وحق لك ان تعى قال : فنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ورواه ابن جرير عن محمد بن خلف عن بشر بن آدم به. ثم رواه ابن جرير من طريق آخر عن داود الأعمى عن بريدة به. «ومنهم» العلامة ابن الصباغ في «فصول المهمة». عن مكحول عن على بن أبي طالب في قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سألت اللّه ان يجعلها اذنك يا على ، ففعل ، فكان على عليه السلام يقول : ما سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كلاما الا وعيته وحفظته ولم أنسه «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 260 ط الاولى بمصر) قال : أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سألت ربى ان يجعلها اذن على ، قال مكحول : فكان على يقول : ما سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم شيئا فنسيته. وأخرج ابن جرير وابن ابى حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجاري عن بريدة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : ان اللّه أمرني ان أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وان تعى وحق ان تعى ، فنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) وأخرج ابو نعيم في الحلية عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على ان اللّه أمرني ان أدنيك وأعلمك لتعي ، فأنزلت هذه الآية ، فأنت اذن واعية لعلمي. «ومنهم» العلامة المذكور في «لباب النقول» (ص 225 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج ابن جرير وابن حاتم والواحدي عن بريدة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى بن أبي طالب انى أمرت ان أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وان تعى وحق لك ان تعى قال : فنزلت هذه الآية : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص 36 ط محمدي بمبئى) روى عن صحيح الترمذي عن على عليه السلام وروى عن المناقب لابن مردويه وتفسير الثعلبي واسباب النزول للواحدي عن بريدة الأسلمي نزول الآية في على عليه السلام بعين المضمون المتقدم «ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسير «روح المعاني» (ج 29 ص 43 ط المنيرية بمصر) ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلى كرم اللّه تعالى وجهه : انى دعوت اللّه ان يجعلها اذنك يا على قال على كرم اللّه تعالى وجهه : فما سمعت شيئا فنسيته وما كان لي ان انسى ، وفي جعل الاذن واعية وكذا جعلها حافظة ومتذكرة. «ومنهم» العلامة الفاضل ، الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، روى عن مكحول عن على بن أبي طالب عليه السلام في قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سألت ان يجعلها اذنك يا على : إلخ (نور الأبصار ص 105 ط العثمانية بمصر) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 120 ط اسلامبول) أخرج موفق بن احمد الخوارزمي عن زر بن حبيش عن على كرم اللّه وجهه قال : ضمني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال : أمرني ان أدنيك إلى آخر ما تقدم. وأخرج الثعلبي عن صالح بن هيثم عن بريدة الأسلمي قال : سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : لعلى : أمرني ربى إلى آخر ما تقدم. واخرج ابو نعيم الحافظ عن عمر بن على بن أبي طالب عن أبيه. واخرج ابو نعيم والمالكي أخرجاه عن مكحول عن على كرم اللّه وجهه. واخرج موفق الخوارزمي عن ميمون بن برهان عن ابن عباس عن النبي قال : سألت ربى ان يجعلها في اذن على ، قال على : ما سمعت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم شيئا الا وعيته وحفظته ولم أنسه. وذكر في شرح المواقف : اكثر المفسرين على انه على.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : روى المفسرون : أنّه لما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : سألت اللّه تعالى أن يجعلها اذنك ، قال علي : فما نسيت بعد هذا شيئا ، وهذا يدلّ على علمه وحفظه وفضيلته ، ولا يدلّ على النّص بإمامته «انتهى».
أقول
روى (1) الواحدي (2) في أسباب نزول القرآن عن بريدة ، روى (3) أبو نعيم في
ص: 154
1- في أسباب النزول (ص 429 ط مصر بمطبعة الهندية) كما تقدم في التعاليق
2- هو الشيخ الامام أبى الحسن على بن أحمد الواحدي النيسابوري وقد مرت ترجمته في الجزء الاول وسيأتي أيضا.
3- حلية الأولياء للحافظ أبى نعيم الاصفهانى (ص 67 ج 1 ط مصر بمطبعة السعادة) وقد ذكرنا في تعاليقنا مفصلا.
الحلية عن علي وأبو القاسم (1) بن حبيب في تفسيره ، عن زر بن (2) حبيش عن علي .
ص: 155
1- يمكن ان يكون المراد به عبد الملك بن حبيب المالكي السلمى ثم المرداسي الأندلسي القرطبي الفقيه المحدث المفسر النسابة الشهير ، ولد بعد سنة 170 وتوفى سنة 239 وقيل : سنة 238 أخذ عن عبد الملك بن ماجشون واصبغ بن الفرج وزياد سطون وصعصعة بن سلام ، له تآليف كثيرة في فنون العلم ذكره الذهبي في التذكرة (ج 2 ص 107 طبع حيدرآباد) ونقل عن سحنون الأندلسي المالكي المشهور أنه لما قيل مات ابن حبيب قال مات عالم الأندلس بل واللّه عالم الدنيا ونقل عن أحمد بن محمد بن عبد البر أن ابن حبيب أبو جعفر البغدادي النسابة المحدث الفقيه المفسر المورخ صاحب كتاب المحبر وغيره هذا ؛ والأظهر في نظري عاجلا أن المراد به ابن حبيب النيسابوري المفسر المحدث الشهير الذي ينقل عنه الشيخ جلال الدين السيوطي في كتاب الإتقان واللّه أعلم
2- هو زر بن حبيش بن خباشة بن أوس بن هلال بن بلال الأسدي من بنى اسد بن خزيمة يكنى أبا مريم ، وقيل يكنى أبا مطرف ، أدرك الجاهلية ولم ير النبي صلی اللّه عليه وآله وهو من جملة التابعين من كبار اصحاب ابن مسعود ، وممن روى عن مولانا على عليه السلام والعباس وروى عنه الشعبي وابراهيم النخعي ، وكان عالما بالقرآن قارئا فاضلا ، توفى سنة 83 وهو ابن مائة وعشرين سنة ، يعد في الكوفيين ؛ وقيل انه مات سنة 81 ، والاول أصح ، لأنه مات بدير الجماجم وكانت وقعة الجماجم في شعبان سنة 83 ، هكذا أفاد في الاستيعاب (ج 1 ص 206 طبع حيدرآباد) وقال الخزرجي في الخلاصة (ص 111) : انه روى عنه المنهال بن عمرو وعاصم بن بهدلة القاري ، وضبط كلمة حبيش بضم المهملة وفتح الموحدة وآخره معجمة ولفظة خباشة بمعجمتين بينهما موحدة بعدها ألف فراجع أقول : وقد روى عدة أحاديث في الفضائل سنذكرها في ذيل الآيات الشريفة والاخبار التي يشير إليها في المتن ان شاء اللّه تعالى.
واللّفظ له : قال : قال عليّ بن أبي طالب ضمّني رسول اللّه ، وقال أمرني ربّي أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن تسمع وتعي ، وفي تفسير الثّعلبي في رواية بريدة وأن اعلّمك وتعي وحقّ على اللّه أن تسمع وتعي فنزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) «انتهى» وبعضهم روى ما رواه النّاصب ، ففي إطلاق قوله : روى المفسّرون ما يفسّر عن تعصّبه كما لا يخفى ، وقال صاحب الكشّاف وفخر الدّين الرّازي بعد ذكر الرّواية التي رواها النّاصب في شأن عليّ فان قيل : لم قال (أُذُنٌ واعِيَةٌ) على التّوحيد والتّنكير؟ قلنا : للإيذان بأنّ الوعاة فيهم قلّة ، وتوبيخ النّاس بقلّة من يعي فيهم ، والدّلالة على أنّ الاذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن اللّه تعالى فهو السّواد الأعظم عند اللّه ، وأنّ ما سواه لا يلتفت إليهم ، وإن امتلاء العالم منهم «انتهى».
ثم أقول : فقد دلت الآية بما كشف علامة المعتزلة (1) وإمام الاشاعرة (2) عن أسرارها على اختصاص عليّ عليه السلام في زمان النبيّ صلی اللّه عليه وآله بذلك لما صرّحوا باستجابة دعاء النبي صلی اللّه عليه وآله في حقّه عليه السلام وعلى توبيخ غيره ، وأنّه لا التفات إليهم ، فيكون هو الأحقّ بالامامة كما هو المدعى ، ومما ينبغي أن يمهّد هاهنا ليحال عليه فيما يأتي ، أن من تأمل في القرآن والحديث ، علم أنّ التفضيل لا يكون إلّا بالعلم ، قال النبي صلی اللّه عليه وآله (3): فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ، وقال اللّه : (إِنَّما يَخْشَى ا.
ص: 156
1- المراد به الزمخشرىّ صاحب الكشاف.
2- أراد به فخر الدين الرازي.
3- قال الحافظ ابو عمر يوسف بن عبد البر الأندلسي القرطبي المتوفى سنة 463 في كتابه (مختصر جامع بيان العلم وفضله ص 17 طبع القاهرة) في باب تفضيل العلم على العبادة ما لفظه : وعن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه فضل العالم على العابد كفضلى على أمتي ، وعنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قليل العلم خير من كثير العبادة ، وكتب القوم مشحونة من الروايات النبوية الدالة على فضل العلم على العبادة واما أصحابنا شيعة أهل البيت عليهم السلام فقد رووا روايات كثيرة عن أئمة الهدى أودعوها في جوامعهم الحديثية وغيرها.
اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (1) ، فان معناه حصر الخشية والتقى على العلماء ، مع أنه قال : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) (2) ولا شكّ أنّ عليا كان أعلم من باقي الصّحابة لانّ استفتاءهم عنه مشهور (3) ، وإقرارهم بجهلهم في تلك المستفتيات مذكور ، حتى صار قول عمر : لولا علي لهلك عمر (4) ، كالمثل السائر بين امّة خير البشر ، وهذا دليل على أنّ عليا عليه السلام كان أعلم ، وأما أنّ كلّ من كان أعلم فهو أفضل ، فقد ثبت بالنّص كما أسلفناه ، وبعد ثبوت الصّغرى والكبرى على هيئة الشّكل الأوّل فنتيجته بديهة ، وإنكاره مكابرة ومعاندة فلا يلتفت إليه.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثّامنة عشر سورة هل أتى ،روى (5) الجمهور كافّة أنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم (جدّ هما خ ل) وعامّة العرب ، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيّام
ص: 157
1- فاطر. الآية 28.
2- الحجرات. الآية 13.
3- كما رجع عمر إلى قوله عليه السلام : في التي وضعت لستة أشهر وفي المجنونة التي زنت وكما رجع اليه عليه السلام عثمان عن حجب الأخ بالجد ، أشار إلى ذلك الحافظ ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم (ص 150 ط مصر) وغيرها من الموارد الكثيرة التي رجع فيها الصحابة اليه عليه السلام وسنذكر بعض تلك الموارد عند ذكر المصنف العلامة (قده) فضائله عليه السلام النفسانية ان شاء اللّه.
4- قد مر نقل هذه العبارة عن عمر في (ج 1 ص 53) وفي هذا الجزء قريبا
5- لا يخفى أن مما تظاهر في نقله النقلة من أرباب التفسير والحديث على تشعب كتبهم وتفننها ؛ نزول هذه السورة الكريمة في حق أهل بيت النبوة والسفارة الالهية ، كيف لا وهم الذين أطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا وباتوا جياعا ، وهم الذين لم يسألوا الأجر من السائل والمحروم ، وهم الذين خافوا من ربهم يوما عبوسا قمطريرا وهم الذين لقاهم ربهم في ذلك اليوم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ونعم ما قال امام الشوافع محمد بن إدريس المطلبي الشافعي شعر إلى م إلى م وحتى متى *** أعاتب في حب هذا الفتى وهل زوجت فاطم غيره *** وفي غيره هل أتى هل أتى ولنذكر ما وقفنا مع كمال الاستعجال وتشتت البال وتهاجم الأحزان والأهوال أسماء عدة من أعلام القوم ونبلائهم الإثبات الذين يستشهدون بكلامهم واعتمدوا على مروياتهم وهم جم غفير ورهط كثير ؛ «منهم» العلامة الزمخشرىّ في الكشاف (ج 4 ص 169 ط مصطفى محمد بمصر) أنه قال : وعن ابن عباس رضى اللّه عنه ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في ناس معه فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما ان برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض على من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى أطعمكم اللّه من موائد الجنة ، فآثروه وبانوا لم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صياما ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ على رضى اللّه عنه بيد الحسن والحسين واقبلوا إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فلما ابصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : ما أشد ما يسوؤني ما ارى بكم ؛ وقام فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبرئيل وقال خذها يا محمد هناك اللّه في أهل بيتك فأقرأه السورة. «ومنهم» العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص 331 ط الهندية بمصر) قال عطاء عن ابن عباس ان على بن أبي طالب رضى اللّه عنه نوبة آجر نفسه يسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الخزيرة فلما تم إنضاجه اتى مسكين فساق الحديث بنحو ما تقدم «ومنهم» العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 7 ص 159 ط مصر) روى عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس أنها نزلت في على بن أبي طالب وأورد الرواية مفصلا بنحو ما تقدم عن الزمخشرىّ. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 3 ص 243 ط البهية بمصر) قال : ذكر الواحدي في البسيط أنها نزلت في حق على عليه السلام. روى صاحب الكشاف عن ابن عباس ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول اللّه إلى آخر ما تقدم عن الكشاف. «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 322 ط النجف) أخبرنا أبو المجد محمد بن أبى المكارم القزويني بدمشق سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، قال ، أخبرنا أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد العطاري ، أخبرنا الحسين بن مسعود البغوي ، أخبرنا أحمد بن ابراهيم الخوارزمي أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد ابراهيم الثعلبي ، أخبرنا عبد اللّه بن حامد ؛ أخبرنا أبو محمد أحمد بن عبد اللّه المزني ، أخبرنا أحمد بن محمد بن سهيل الباهلي ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن هلال ، حدثني القاسم ابن يحيى عن أبي على العزى عن محمد بن السائب عن أبى صالح عن ابن عباس. وروى أيضا مجاهد عن ابن عباس قال في قوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول اللّه إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص 201 ط الغرى) أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن القبيطي البغدادي بها ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان ، أخبرنا الحافظ محمد بن أبى نصر الحميدي ، أخبرنا أبو على الحسن بن عبد الرحمن المعروف بالشافعي بمكة ؛ أخبرنا ابو القاسم عبيد اللّه بن محمد السقطي ، أخبرنا ابو عمر بن احمد بن عبد اللّه الدقاق المعروف بابن السماك ، أخبرنا عبيد اللّه بن ثابت ، حدثنا ابى عن هذيل بن حبيب عن ابى عبد اللّه السمرقندي عن محمد بن كثير الكوفي عن الأصبغ بن نباتة قال : مرض النبي فساق الحديث بنحو ما تقدم إلى أن قال : ثم أخذ على عليه السلام بيد الحسن والحسين عليهما السلام فانطلق بهما إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فلما نظر إليهما يقومان ويقعان من شدة الجوع ضمهما إلى صدره وقال : وا غوثاه ما لقى آل محمد ، فحمل واحدا إلى عنقه والآخر على صدره ، ثم دخل على فاطمة عليها السلام ونظر إلى وجهها متغيرا من الجوع فبكت وبكى لبكائها ، ثم قال : ما يبكيك يا بنية ، قالت يا أبتاه ما طعمت أنا ولا ولداي ولا على منذ ثلاثة أيام ، قال فرفع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده ثم قال : اللّهم أنزل على آل محمد كما أنزلت على مريم بنت عمران ثم قال : ادخلى مخدعك فانظرى ما ذا ترين ، قال فدخلت ومعها على وولداها ثم تبعهم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فإذا جفنة تفور مملوة ثريدا وعراقا مكللة بالجوهر يفوح منها رائحة المسك الأذفر ، فقال : كلوا بسم اللّه فأكلوا منها جماعتهم سبعة أيام ما انتقص منها لقمة ولا بضعة ، قال : فخرج الحسن وبيده عرق فلقته امرأة من اليهود تدعى سامار فقالت : يا أهل الجوع من ين لكم هذا فأطعمني ، فمد الحسن يده ليناولها فاختلست الاكلة وارتفعت القصعة فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لو سكتوا لأكلوا منها إلى أن تقوم الساعة ، وهبط الامين جبرئيل على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال يا محمد : ان ربك يقرئك السلام ويقول لك خذ هناك اللّه في اهل بيتك ، قال : وما آخذ؟ قال فتلا جبرئيل : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) ، إلى قوله (سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً). ورواه الحافظ ابو عبد اللّه الحميدي في فوائده. ورواه الحاكم أبو عبد اللّه في مناقب فاطمة عليها السلام. ورواه ابن جرير الطبري أطول من هذا في سبب نزول هل أتى. «ومنهم» العلامة القرطبي في تفسيره (ج 19 ص 129 ط مصر سنة 1356) قال : ذكر الثعلبي في تفسيره. وقال أهل التفسير : نزلت في على وفاطمة رضى اللّه عنهما وجارية لهما اسمها فضة. وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين في قصة على وفاطمة وجاريتهما رواه ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عزوجل (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ، وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) قال مرض الحسن والحسين فعادهما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعادهما عامة العرب فقالوا يا ابا الحسن - ورواه جابر الجعفي عن قنبر مولى على ، قال : مرض الحسن والحسين حتى عادهما اصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. فقال أبو بكر رضى اللّه عنه : يا ابا الحسن رجع الحديث إلى حديث ليث بن أبى سليم. لو نذرت عن ولديك شيئا ، فقال رضى اللّه عنه : ان برء ولداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا. وقالت جارية لهم نوبية : ان برء سيداي صمت لله ثلاثة أيام شكرا ، وقالت فاطمة مثل ذلك وفي حديث الجعفي ، فقال الحسن والحسين : علينا مثل ذلك فألبس الغلامان العافية ، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق على إلى شمعون بن حاريا الخيبري وكان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به فوضعه ناحية البيت ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلّى على مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ؛ ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه. وفي حديث الجعفي : فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص ، فلما مضى صيامهم الاول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد - في حديث الجعفي أنا مسكين من مساكين أمة محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأنا واللّه جائع ، أطعمونى أطعمكم اللّه من موائد الجنة. فسمعه على رضى اللّه عنه فانشأ يقول : فاطم ذات الفضل واليقين *** يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين *** قد قام بالباب له حنين يشكو إلى اللّه ويستكين *** يشكو إلينا جائع حزين كل امرئ بكسبه رهين *** وفاعل الخيرات يستبين موعدنا جنة عليين *** حرمها اللّه على الضنين وللبخيل موقف مهين *** تهوى به النار إلى سجين شرابه الحميم والغسلين *** من يفعل الخير يقم سمين ويدخل الجنة إلى حين فانشأت فاطمة رضى اللّه عنها تقول : أمرك عندي يا بن عم طاعة *** ما بى من لوم ولا وضاعة غديت في الخبز له صناعة *** أطعمه ولا أبالي الساعة أرجو إذا أشبعت ذا المجاعة *** ان الحق الأخيار والجماعة وأدخل الجنة لي شفاعة فأطعموه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلّى على مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم فوقف بالباب يتيم فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة. أطعمونى أطعمكم اللّه من موائد الجنة فسمعه على فانشأ يقول : فاطم بنت السيد الكريم *** بنت نبى ليس بالزنيم لقد اتى اللّه بذي اليتيم *** من يرحم اليوم يكن رحيم ويدخل الجنة اى سليم *** قد حرم الخلد على اللئيم الا يجوز الصراط المستقيم *** يزل في النار إلى الجحيم شرابه الصديد والحميم فأنشأت فاطمة رضى اللّه عنها تقول أطعمه اليوم ولا أبالي *** وأوثر اللّه على عيالي أمسوا جياعا وهم اشبالى *** أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال *** يا ويل للقاتل من وبال تهوى به النار إلى سفال *** وفي يديه الغل والأغلال كبولة زادت على الأكبال فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين ، لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلّى على مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال. السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا؟ أطعمونى فانى أسير محمد فسمعه على فانشأ يقول : فاطم يا بنت النبي أحمد *** بنت نبى سيد مسود وسماه اللّه فهو محمد *** قد زانه اللّه بحسن اغيد هذا أسير للنبي المهتد *** مثقل في غله مقيد يشكو إلينا الجوع قد تمدد *** من يطعم اليوم يجده في غد عند العلى الواحد الموحد *** ما يزرع الزارع سوف يحصد أعطيه لا لا تجعليه اقعد فأنشأت فاطمة رضى اللّه عنها تقول : لم يبق مما جاء غير صاع *** قد ذهبت كفى مع الذراع ابناي واللّه هما جياع *** يا رب لا تتركهما ضياع أبوهما للخير ذو اصطناع *** يصطنع المعروف بابتداع عبل الذراعين شديد الباع *** وما على رأسى من قناع الا قناعا نسجه انساع فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ؛ فلما ان كان في اليوم الرابع ، وقد قضى اللّه النذر أخذ بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين وأقبل نحو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما أبصرهم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : يا أبا الحسن ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدة الجوع ، فلما رآها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعرف المجاعة في وجهها بكى وقال : وا غوثاه يا اللّه أهل بيت محمد يموتون جوعا ، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال : السلام عليك ربك يقرئك السلام يا محمد خذه هنيئا في أهل بيتك قال : وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقرأه : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) إلى قوله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً). «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص 102 ط مصر سنة 1356) عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) الآية قال : آجر على نفسه نخلا بشيء من شعير الرملة حتى أصبح ، فلما أصبح قبض الشعير وطحن منه إلى آخر ما تقدم. وقال أيضا في (ص 88) من ذلك الكتاب : عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) ، الآية نزلت في على بن أبي طالب رضى اللّه عنه. «ومنهم» العلامة ابن ابى الحديد في شرح النهج (ج 1 ص 7 ط مصطفى الحلبي بمصر) ذكر نزول الآية الشريفة في حقه عليه السلام. «ومنهم» العلامة النيشابوري «في تفسيره» (ج 29 ص 112 بهامش الطبري ط الميمنية بمصر). يروى عن ابن عباس أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في ناس معه ، فقال : يا ابا الحسن لو نذرت على ولدك ، فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما ان ابرأهما اللّه ان يصوموا ثلاثة ايام ، فشفيا وما معهما شيء ، فاستقرض على من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة منها صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم يا أهل محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى أطعمكم اللّه من موائد الجنة فآثروه وباتوا ولم يذوقوا (الاظ) الماء فأصبحوا صياما فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ووقف عليهم في الثالثة أسير ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ على رضى اللّه عنه بيد الحسن والحسين إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم ، فقام وانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد لصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك ، فنزل جبرائيل وقال خذها يا محمد هناك اللّه في أهل بيتك فاقرأ السورة. ويروى أن السائل في الليالي جبرائيل أراد بذلك ابتلائهم بإذن اللّه سبحانه الحديث «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث نقل في البحر المحيط (ج 8 ص 395 ط مطبعة السعادة بمصر) أن هذه السورة نزلت في حق على بن أبي طالب عليه السلام وذكر النقاش في ذلك حكاية طويلة إلى آخر ما قدمنا. «ومنهم» العلامة الخطيب الخازن في تفسيره (ج 7 ص 159 ط مصر) روى عن ابن عباس أنها نزلت في على بن أبي طالب عليه السلام وذلك أنه عمل اليهودي بشيء من شعير إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 299 ط الاولى بمصر) واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) الآية قال : نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 64 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن تفسير بحر المواج والحافظى والحسيني : اتفاق جمهور المفسرين على أن سبب نزول الآية الشريفة ما تقدم نقله منا. «ومنهم» العلامة الشوكانى في تفسيره «فتح القدير» (ج 5 ص 338 ط مصطفى الحلبي بمصر) نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب وبنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 29 ص 157 ط المنيرية بمصر) من رواية عطاء عن ابن عباس أن الحسن والحسين مرضا فعادهما جدهما محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ومعه أبكر وعمر رضى اللّه عنهما وعادهما من عادهما من الصحابة فقالوا لعلى كرم اللّه وجهه : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك ، فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما ان برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام شكرا ، فألبس اللّه تعالى الغلامين ثوب العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ؛ فانطلق على كرم اللّه وجهه إلى شمعون اليهودي الخيبري فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء بها فقامت فاطمة رضى اللّه تعالى عنها إلى صاع فطحنته وخبزت منه خمسه أقراص على عددهم ، وصلّى على كرم اللّه تعالى وجهه مع النبي صلّى اللّه تعالى عليه وسلم المغرب ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه ، فوقف بالباب سائل فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى أطعمكم اللّه تعالى من موائد الجنة فآثروه وباتوا لم يذوقوا شيئا الا الماء وأصبحوا صياما ، ثم قامت فاطمة رضى اللّه تعالى عنها إلى صاع آخر فطحنته وخبزته وصلّى على كرم اللّه تعالى وجهه مع النبي صلّى اللّه تعالى عليه وسلم المغرب ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فوقف يتيم بالباب وقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلّى اللّه تعالى عليه وسلم يتيم من اولاد المهاجرين أطعموني أطعمكم اللّه تعالى من موائد الجنة ، فآثروه ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح وأصبحوا صياما ، فلما كان يوم الثالث قامت فاطمة رضى اللّه تعالى عنها إلى الصاع الثالث وطحنته وخبزته وصلّى على كرم اللّه تعالى وجهه مع النبي صلّى اللّه تعالى عليه وسلم المغرب فأتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فوقف أسير بالباب فقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد صلّى اللّه تعالى عليه وسلم أنا أسير محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، اطعموني أطعمكم اللّه ، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا الا الماء القراح ، فلما أصبحوا أخذ على كرم اللّه تعالى وجهه الحسن والحسين واقبلوا إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ورآهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : يا ابا الحسن ما أشد ما يسوؤني ما ارى بكم وقام فانطلق معهم إلى فاطمة رضى اللّه تعالى عنها فرآها في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها من شدة الجوع فرق لذلك صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وساءه ذلك فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : خذها يا محمد ، هناك اللّه تعالى في اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقراه : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) السورة ، وفي رواية ابن مهران فوثب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى دخل على فاطمة فأكب عليها يبكى فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الآية : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ) إلى آخره. وفي رواية عن عطاء ان الشعير كان عن اجرة سقى نخل وانه جعل في كل يوم ثلث منه قصيدة فآثروا بها. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنه قال في قوله سبحانه : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) إلخ نزلت في على كرم اللّه تعالى وجهه وفاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ولم يذكر القصة والخبر مشهور بين الناس وذكره الواحدي في كتاب البسيط ثم نقل هذه الاشعار إلى م إلى م وحتى متى *** أعاتب في حب هذا الفتى وهل زوجت غيره فاطم *** وفي غيره هل أتى هل أتى وذكر الآلوسى بعد ذلك كله ، ومن اللطائف أنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وانما صرح عزوجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول لئلا تثور غيرتها الطبيعية إذا احست بضرة وهي في أفواه الطباع البشرية ولو في الجنة مرة ، ولا يخفى عليك أن هذا زهرة ربيع ولا تتحمل الفرك ، ثم التذكير على ذلك أيضا من باب التغليب. «ومنهم» العلامة البيضاوي في «تفسيره» (ج 4 ص 235 ط مصطفى محمد بمصر) عن ابن عباس رضى اللّه عنه أن الحسن والحسين رضى اللّه عنهما مرضا فعادهما رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في ناس فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك بالنحو المذكور فيما مضى إلى أن قال : فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه السورة وقال : خذها يا محمد هناك اللّه في أهل بيتك. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص 93 ط اسلامبول). روى موفق بن أحمد أخرجه بسنده عن مجاهد وعن أبى صالح وعن الضحاك هم جميعا عن ابن عباس بعين ما تقدم عن البيضاوي وروى الحموينى عن مجاهد عن ابن عباس بعينه. وروى في تفسير البيضاوي وروح البيان والمسامرة نحو ذلك. وننقل بواسطه كتاب البحار عدة من الاعلام (ج 9 ط الكمپانى) «ومنهم» أبو صالح في تفسيره. «ومنهم» مجاهد في تفسيره. «ومنهم» الضحاك في تفسيره. «ومنهم» الحسن في تفسيره. «ومنهم» عطاء في تفسيره. «ومنهم» القتادة في تفسيره. «ومنهم» المقاتل في تفسيره. «ومنهم» الليث في تفسيره. «ومنهم» ابن عباس. «ومنهم» ابن مسعود في تفسيره. «ومنهم» ابن جبير في تفسيره. «ومنهم» عمرو بن شعيب في تفسيره. «ومنهم» الحسن بن مهران في تفسيره. «ومنهم» النقاش في تفسيره. «ومنهم» القشيري في تفسيره. «ومنهم» الخطيب المكي في «الأربعين». «ومنهم» أبو بكر الشيرازي في «نزول القرآن في أمير المؤمنين» «ومنهم» الأشنهي في «اعتقاد أهل السنة» «ومنهم» أبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في «العروس في الزهد».
وكذا أمّهما فاطمة وخادمتهم فضّة كذلك لئن برءا ، فبرءا فليس عند آل محمّد صلی اللّه عليه وآله قليل ولا كثير ، فاستقرض أمير المؤمنين ثلاثة أصوع من شعير ، وطحنت فاطمة منها صاعا فخبزته خمسة اقراص لكلّ واحد قرصا وصلّى عليّ المغرب ، فلمّا أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه للإفطار أتاهم مسكين ، وسألهم فأعطاه كلّ منهم قوته ، ومكثوا يومهم وليلتهم ، لم يذوقوا شيئا ، ثمّ صاموا اليوم الثاني ، فخبزت فاطمة صاعا آخر فلما قدّم بين أيديهم للإفطار أتاهم يتيم وسألهم القوت ، فأعطاه كلّ واحد منهم بقوته فلما كان اليوم الثالث من صومهم وقدّم الطعام للإفطار أتاهم أسير ، وسألهم القوت ، فأعطاه كلّ واحد منهم قوته ولم يذوقوا في الأيام الثّلاثة سوى الماء فرآهم النّبي صلی اللّه عليه وآله في اليوم الرّابع ، وهم يرتعشون من الجوع ، وفاطمة قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فقال : وا غوثاه يا اللّه أهل بيت محمّد يموتون جوعا ، فهبط جبرئيل ، فقال : خذ ما هنّاك اللّه تعالى به في أهل بيتك ، فقال : وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقرأه (هَلْ أَتى) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ذكر بعض المفسّرين في شأن نزول السورة ما ذكره ، ولكن أنكر على هذه الرّواية كثير من المحدثين وأهل التفسير وتكلّموا في أنّه هل يجوز أن يبالغ الإنسان في الصّدقة إلى هذا الحدّ ويجوّع نفسه وأهله حتّى يشرف على الهلاك ، وقد قال اللّه تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) ، والعفو ما كان فاضلا من نفقة العيال ، وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : خير الصدقة ما يكون صنوا عفوا وإن صحّ الرواية لا تدلّ على النّص كما علمته «انتهى».
ص: 170
أقول
قال (1) فخر الدين الرّازي في تفسيره : إنّ الواحدي من أصحابنا ذكر في كتاب البسيط انّها نزلت في عليّ ، وصاحب الكشّاف من المعتزلة ذكر هذه القصّة ، فروى عن ابن عبّاس : أنّ الحسن والحسين مرضا إلخ والذي لم يذكر من المفسرين أنّها نزلت في عليّ عليه السلام أبقى الآية على عمومها لعدم وصول سبب النّزول إليه ، أو لقصد إخفائه عداوة لأهل البيت عليهم السلام ، لا أنّه ذكر نزوله في شأن جماعة مخصوصة غيرهم ، كما يشعر به ظاهر كلام النّاصب ، وأما ما ذكره من انكار كثير من المحدّثين والمفسّرين لهذه الرّواية وتكلمهم في جواز المبالغة في الصّدقة إلى هذا الحدّ ، فالظاهر أنّه من تشكيكات نفسه دون أحد من المحدّثين والمفسّرين ، ولو كان لذلك أصل لذكره فخر الدّين الرّازى المشكك في تفسيره ومن العجائب أن أصحاب هذا الرجل ومنهم الرازي المذكور والنيشابوري في تفسيرهما يذكرون (2) أنّ قوله تعالى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (3) نزل في شأن الذين شدّوا أنفسهم على السّواري ، ويسلّمون ذلك ولا ينكرونه ولا يتكلّمون عليه بانّه : هل يجوز رياضة النّفس في هذا الحدّ بل يذكرون من جوع مشايخهم ومتصوّفيهم من النقشبندية (4) وغيرهم ما يتجاوز عن ذلك ، بل ذكر النّاصب نفسه سابقا في مبحث نفى حلول اللّه
ص: 171
1- ذكره في تفسيره الكبير (ج 30 ص 243 ط الجديد بمصر) وذكرنا تمام عبارته في تعاليقنا على الآية فراجع.
2- ذكره النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 11 ص 38 ط مطبعة الميمنية بمصر).
3- التوبة. الآية 119.
4- قد مر أنهم جماعة من الصوفية اشتهروا بالنقشبندية لانتهاء سلسلتهم إلى العارف الشيخ الخواجة بهاء الدين محمد المتوفى سنة 791 النقشبند وهو أخذ التصوف عن الأمير السيد كلال وهو عن الخواجة محمد بابا السماسى وهو عن الخواجة على الراستينى وهو عن الخواجة محمود الخير وهو عن الخواجة عارف الريوكرى وهو عن الخواجة عبد الخالق الغجدوانى ومن أجله تطلق على هذه السلسلة «سلسلة خواجه گان» أيضا وهو أخذ التصوف عن الخواجة يوسف الهمداني وهو عن الخواجة أبى على الفرامدى وهو عن أبى القاسم الكركانى وهو عن أبى الحسن الخرقاني وهو عن أبى يزيد البسطامي هكذا ساق السلسلة الكاشفى في كتاب الرشحات «ص 5 طبع نول كشور في لكهنو» فهذه الطريقة من طريقهم يقال لهم النقشبندية لانتسابهم إلى بهاء الدين المذكور في السلسلة والخواجگية لانتمائهم إلى الغجدوانى وتلقب من بعده بالخواجه فلا تغفل. ولهذه الفرقة أوراد واذكار وشرائط في الانسلاك معهم وألفوا كتبا في تراجم مشاهيرهم ورؤسائهم كالرشحات للكاشفى والنفحات للمولى عبد الرحمن الجامى وتذكرة العرفاء للخواجه محمد الهندي وكاشف الأسرار للنطنزي وغيرها مما يطول بنا الكلام لو ذكرنا أسماءها. ثم انهم ذكروا في رياضات أقطابهم وتحملهم مشاق الجوع والعطش والمتاعب في الأمرين أمورا غريبة وسنشير إلى يسير من كثير ذلك حتى يعلم أن ما أشار اليه مولانا القاضي الشهيد موجود في كتبهم مصرح به. فمن ذلك ما نقله المولى فخر الدين على بن الحسين الكاشفى المشتهر بالصفى في كتاب (الرشحات) ص 194 في ترجمة المولى شمس الدين محمد الروجى من أقطاب النقشبندية من أنه كان لا يأكل ولا يشرب ثلاثة أيام بل أزيد وقد تكرر منه هذا العمل. ومن ذلك ما نقله في ترجمة العارف الشيخ عبد الكبير اليمنى في ص 198 قال ما لفظه : وقتى كه مولانا محمد عليه الرحمة در مكه مباركه زادها اللّه شرفا وكرامة مجاور بودند حضرت شيخ (يعنى الشيخ عبد الكبير) ملازمت بسيار كرده اند مى فرمودند كه شيخ بغايت عالى مشرب وبزرگوار بودند ودر زمان خود قبله مشايخ حرم از بسيار مردم ثقه در آن ديار استماع افتاد كه چون ايشان از جانب يمن بمكة آمدند مدت يك سال متصل هيچ طعام وشراب نخوردند ونياشاميدند واز طواف حرم نياراميدند ودر آن مدت يك سال از پاى نه نشستند مگر در قعود تشهد ومن ذلك ما قال العارف السيد محمد مبارك شاه المشتهر بأمير خورد الچشتى الكرماني الأصل الخواجوى في كتابه (سير الأولياء) في ترجمة قطب الدين بختيار في ص 67 طبع دهلي : وسه روز چيزى نخورد سوم روز در وقت إفطار مردى چند نان آورد شيخ شيوخ العالم دانست كه از غيب است بدان إفطار كرد إلخ وقال أيضا بعد اسطر ما لفظه : شيخ فرمود كه مسعود بعد سوم روز اطعام خمارى إفطار كردى. وقال أيضا في ص 145 في حق بعض العرفاء والمتصوفة ما لفظه : كه چهل سالست نه طعام سير خورده است ونه آب سلطان إلخ وقال أيضا في ص 154 ما لفظه : «از نقل سلطان المشايخ چهل روز طعام گذاشته بود بوى طعام نمى كشيد گريه بحدى مستولى شده بود كه يك ساعت چشم مبارك از آب ديده نمى ايستاد إلخ. وقال أيضا في ص 241 في ترجمة بعض الصوفية ما لفظه : از غايت مجاهدة ده روز چيزى نخورده بودم إلخ. وقال أيضا في ص 265 في ترجمة بعض الصوفية ما محصله ان جماعة منهم لم يأكلوا ولم يشربوا أياما إلخ. ومن ذلك ما قاله العارف عبد الرحمن الجامى في نفحات الانس طبع نول كشور في بلدة لكهنو ص 45 في ترجمة العارف ابراهيم الستنبئى الهروي ما لفظه : وچند روز در باديه هيچ نخورد وهيچ نياشاميد إلخ. وقال في ص 143 في ترجمة ابى العباس الارزيزى (الاززينى خ ل) ما لفظه شيخ الإسلام گفت كه وى گفته كه ابو الحسين عبادانى گفته كه من با درويشى ببصره آمديم شش روز بر آمد چيزى نخورديم روز هفتم شخصى در آمد دو پاره زر آورد يكى مرا داد ويكى يار مرا إلخ إلى غير ذلك من القضايا المنقولة عنهم فراجع كتب القوم كالكواكب الدرية للمناوى وترياق المحبين للواسطى والسمط المجيد للقشاشى والإكسير للرفاعى والطرائق للشيرازى وجامع الأولياء للكُمُشخانوي وطبقات الصوفية على اختلاف طرقهم وما نقلوه من اربعيناتهم في الارتياض وأنت إذا دريت ما نقلناه عنهم علمت انه لا وقع لاستبعاد الناصب ما نقل عن حال أهل بيت الوحى والرحمة وإيثارهم الفقير واليتيم وابن السبيل على أنفسهم فهل من منصف يقول لهذا المنكر كيف حكمت بصحة ما نقل عن الصوفية النقشبندية ارباب طريقتك وتنكر ما اتفق الاعلام من الفريقين على صحته كيف وهم قوم اغتذوا بلبان العصمة وتربوا في حجر الطهارة ان ذكر الكرم كانوا اوله وأصله ومعدنه ومأواه مبدأه ومنتها وان ذكرت العواطف كانوا مقدم كتيبتها الأجواد الأكارم الغطارفة الميامين الذين سبقت عطاياهم مسألة السائلين لم يخب من سألهم ولم ييأس من قصدهم ما قالوا لا الا في تشهدهم فانظر ايها الرجل العنيد إلى صنيع مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بأيتام الكوفة وأراملها وكذا ما نقله الإثبات من العامة والخاصة في حق بنيه الطاهرين ، سادات الورى ، فهل استبعادك الا من نار عصبيتك الموقدة في باطنك؟ تراث النصاب الماضين ، أعادى آل الرسول ومبغضي قوم مودتهم أجر للرسالة حشرك اللّه معهم ، وأذاقك ما أذاقهم ، اللّهم أمتنا على ولاء العترة قرناء كتابك الكريم وأحينا واحشرنا عليها انك الجواد الوهاب آمين آمين.
تعالى في غيره : أنّ أبا يزيد البسطامي (1) ترك شرب الماء سنة تأديبا لنفسه ، واستحسنه ل
ص: 174
1- هو أبو يزيد طيفور البسطامي وقد مرت ترجمته في (ج 1 ص 179) فنزيد هنا انه من غرائب الفرية وعجائب الاختلاق في هذا الباب تعلم ابى يزيد هذا عن مولانا الامام أبى عبد اللّه الصادق عليه السلام وخدمته له مع أن من المسلم لدى أهل التحقيق تأخر ولادة أبى يزيد عن وفاة الامام عليه السلام ، فمن ثم وقعوا في حيص بيص فمن العرفاء من ذهب إلى تعدد أبى يزيد ولم يثبت وعلى الفرض فأبو يزيد الذي أخذ عنه الخرقاني هو الذي ولد بعد وفات الامام فيبقى الاشكال على حاله كما لا يخفى. ومنهم كالكاشفى التزم بتكلف عجيب يبعد صدوره عن مثله ، قال في الرشحات «ص 5 طبع نول كشور» ما لفظه : وبنقل صحيح ثابت شده كه ولادت شيخ أبو يزيد نيز بعد از وفات حضرت امام صادق است پس تربيت حضرت امام رضى اللّه عنه ايشان را بحسب روحانيت ومعنى بوده است نه بحسب ظاهر وصورت إلخ. ومما يضحك الثكلى أنه لم يكتف بذلك والتزم بهذه النساجة في حق أبى يزيد بالنسبة إلى أبى القاسم الكركانى أيضا حيث راى اتفاق ارباب التراجم على تأخر ولادة الكركانى عن موت البسطامي. فباللّه عليك ايها المنصف التابع لال الرسول تأمل في هذه النسيجات والألفاظ حق التأمل
مع أنّ ذلك منهم تحمّل ضرر من غير إيصال نفع منهم إلى الغير ثم ينكرون رياضة جوع أهل البيت عليهم السلام وإيثارهم المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم من غاية الجود والكرم ، مع ثبوت الرّواية هاهنا اتفاقا ، وثبوت أنّ السائل عنهم في اللّيالي الثّلاث إنّما كان جبرئيل عليه السلام قد جاءهم امتحانا من اللّه تعالى ، ولنعم ما قال الحصكفي (1) في الرّد على الثالث في ذلك حيث أنشد :
(شعر)
قوم أتى في مدحهم هل أتى *** ما شكّ في ذلك إلا ملحد
قوم لهم في كلّ أرض مشهد *** لا بل لهم في كلّ قلب مشهدي
ص: 175
1- هو الفقيه الأديب يحيى بن سلام (سلامة خ ل) بن حسين بن محمد معين أبو الفضل الخطيب الحصكفى من أجلة عصره فقها وأدبا وخطابة ، تلمذ عند العلامة الخطيب التبريزي في بغداد ثم انتقل إلى (ميافارقين) وكان من وجوه علماء الشيعة وله قصائد في مديح الأئمة عليهم السلام اشهرها القصيدة الدالية التي نقل مولانا القاضي الشهيد بيتين منها هاهنا ؛ ولد في حدود سنة 460 في «طنزه» من ديار بكر وتوفى في سنة 551 وقيل 553 في ميافارقين ، يروى عنه العلامة السمعاني صاحب الأنساب جميع مسموعاته بالاجازة وله ديوان شعر وكتاب خطبة وكتاب في رسائله. فراجع (الريحانة ج 1 ص 329 طبع طهران وإلى ابن خلكان والشذرات وغيرها) وبالجملة المترجم من الشعراء المجاهرين بحبهم عليهم السلام ، ومن شعره في التغزل على طريقة التوشيع عند علماء المعاني : أشكو إلى اللّه من نارين واحدة *** في وجنتيه وأخرى منه في كبدي ومن سقامين سقم قد أحل دمى *** من الجفون وسقم حل في جسدي ومن نمومين دمعي حين اذكره *** يذيع سرى وواش منه في الرصد ومن ضعيفين صبري حين اذكره *** ووده ويراه الناس طوع يدي
وأما ما توهّمه : من منافاة قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) الآية لذلك ، فمدفوع بأنّ العفو كما فسّر بما ذكره النّاصب كذلك فسّر بأفضل المال (1) وأطيبه ، ويؤيده قوله تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) (2) ، وما رواه من قوله عليه السلام خير الصدقة ما يكون صنوا عفوا ، معارض لقوله (3) خير .
ص: 176
1- كما في تفسير ابن كثير القرشي (ج 1 ص ص 256) حيث قال «وعن الربيع أيضا افضل مالك وأطيبه»
2- آل عمران : الآية 92
3- رواه الحافظ السيوطي في الجامع الصغير (ج 1 ص 545 طبع مصر) عن ابن عباس وذكر ذيلا للحديث وهو قوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.
الصدقة ما أبقت غنى ، ولو تنزّلنا عن ذلك ، فنقول : إنّما يلزم المنافاة لو لم ينفق عيال عليّ عليه السلام معه في الصدقة على ذلك الوجه ، وأمّا إذا أتى صاحب العيال ممّا وجب عليه من النفقة وهم باختيارهم آثروا اليتيم والأسير والمسكين على أنفسهم بإعطاء كلّ واحد منهم حصّة قوتهم لهم ، فلا منافاة كما لا يخفى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
التّاسعة عشر قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) (1) ، روى الجمهور (2) عن مجاهد ، قال : هو عليّ بن أبي طالب «انتهى».
ص: 177
1- الزمر الآية 33.
2- رواها من أعلام القوم ونبلائهم جم غفير ورهط كثير ونحن نسرد أسماء بعضهم حسب ما اقتضاه المجال فنقول : «منهم» العلامة ابن المغازلي في المناقب (كما في فلك النجاة ص 289) اخرج عن مجاهد في قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) : رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (وَصَدَّقَ بِهِ) : على عليه السلام. «ومنهم» العلامة ابن عساكر (كما في فلك النجاة) ص 289 أخرج عن مجاهد في قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) : رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله (وَصَدَّقَ بِهِ) : على عليهم السلام «ومنهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 109 ط الغرى) أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمد بن هبة اللّه الشيرازي ، أخبرنا محدث الشام على بن الحسن ، أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا محمد بن المظفر الشامي ، أخبرنا أحمد ابن محمد العتيقى ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا محمد بن عمرو العقيلي ؛ قال حدثني محمد بن محمد الكوفي ، حدثنا محمد بن عمرو السوسي ؛ حدثنا نصر بن مزاحم عن عمر بن سعيد عن ليث عن مجاهد في قوله عزوجل : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : الذي جاء بالصدق محمد ، والذي صدق به على بن أبي طالب. ذكره ابن عساكر في تاريخه ، ورواه عن جماعة من أهل التفسير بطرقه «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ؛ روى عن مجاهد أن المراد (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) النبي وأن المراد بمن (صَدَّقَ بِهِ) على عليه السلام. فراجع تفسير (الجامع لأحكام القرآن ج 15 ص 256 ط القاهرة 1357 ه) «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد في شأن نزول الآية الشريفة أنها نزلت في حق على بن أبي طالب عليه السلام بقوله : وقال أبو الأسود ومجاهد وجماعة : الذي صدق به هو على بن أبي طالب عليه السلام إلخ البحر المحيط (ج 7 ص 428 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة السيوطي في «الدر المنثور» (ج 5 ص 328 ط مصر) أخرج ابن مردويه عن أبى هريرة : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) ، قال : رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، (وَصَدَّقَ بِهِ) قال : على بن أبي طالب رضى اللّه عنه. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 51 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن مردويه عن مجاهد والمحدث الحنبلي عن الامام الباقر عليه السلام : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) محمد (وَصَدَّقَ بِهِ) على. «ومنهم» العلامة الآلوسى «في روح المعاني» (ج 30 ص 3 ط المنيرية بمصر) قال أبو الأسود ومجاهد وجماعة من أهل البيت وغيرهم ، الذي صدق به هو على كرم اللّه تعالى وجهه. وأخرجه ابن مردويه عن أبى هريرة مرفوعا إلى رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وسلم
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : جماهير أهل السنّة على أنّ الآية نزلت في أبى بكر الصدّيق ، وإن صحّ نزولها في عليّ المرتضى ، فهو من فضائله ولا تدلّ على النّص «انتهى».
أقول
قد نقل صاحب كشف الغمة (1) الرّواية التي ذكرها المصنّف عن الحافظ أبى بكر (2) موسى بن مردويه وروى الحافظ (3) أيضا عن أبى جعفر عليه السلام ، وأما نزول ذلك في شأن أبي بكر كما ادّعاه النّاصب ، فهو شيء قد تفرد به فخر الدّين الرّازي ، لمجرّد ملاحظة مناسبة التّصديق المذكور في الآية ، لما وضع (4) أولياء أبي بكر من لقب الصّديق عليه ، وهذا دأب الرّجل في تفسير كثير من الآيات كما لا يخفى على المتتبع البصير ، (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (5) ، ولو حاولوا إثبات وجود هذه الرّواية في شيء من كتب المتقدمين على الرّازي بلا استعمال كذب ومين ، لرجعوا بخفّي حنين (6) ، ومن وقاحات الرّازي أنّه لم يكتف في ذلك بالكذب على اللّه
ص: 179
1- قد تقدم قبيل هذا نقل العلامة الآلوسى في روح المعاني عن ابن مردويه فراجع.
2- قد مرت ترجمته في (ج 2 ص 215)
3- فراجع تفسير الآلوسى أيضا).
4- وذكروا في تلقبه به وجها فراجع كلماتهم في سيرته وأحواله.
5- اقتباس من قوله تعالى في سورة الفاطر الآية 14
6- إشارة إلى المثل الشهير رجع بخفي حنين قال الميداني في المجمع (ص 171 طبع القاهرة) ما لفظه : قال أبو عبيدة أصله ان حنينا كان اسكافا من أهل الحيرة فساومه أعرابى بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق ، ثم القى الآخر في موضع آخر فلما مر الأعرابي بأحدهما قال ما أشبه هذا الخف بخف حنين ولو كان معه الآخر لاخذته ومضى فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الاول وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي في طلب الاول وعمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها واقبل الأعرابي وليس معه الا اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة وقال ابن السكيت حنين كان رجلا شديدا ادعى إلى اسد بن هاشم بن عبد مناف ، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال : يا عم أنا أسد بن هاشم ؛ فقال عبد المطلب لا وثياب ابن هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك ، فارجع ، فرجع فقالوا : رجع حنين بخفيه فصار مثلا انتهى
تعالى حتّى وضع ذلك على لسان عليّ عليه السلام قاصدا به سدّ باب تجويز الناظرين كون ذلك واردا فيّ عليّ عليه السلام ثمّ لدفع التهمة التي غلبت على ظن الخائن الخائف ، نسب ذلك إلى المفسرين على الإجمال ، ولكن الزّكي الفطن لا يخفى عليه حقيقة الحال ، ويدلّ على عدم ورود الرواية في شأن أبي بكر وعلى وصول الرّواية الدّالة على أنّ المراد بالآية هو عليّ عليه السلام إلى الرّازى ، ما ذكره بعد ذلك حيث قال : إنّ هذا يتناول أسبق النّاس إلى التّصديق وأجمعوا على أنّ الأسبق الأفضل ، إمّا ابو بكر وإما علي لكن هذا اللفظ على أبي بكر أولى ، لانّ عليا عليه السلام كان في وقت البعث صغيرا ، فكان كالولد الصّغير الذي يكون في البيت ، ومعلوم أنّ إقدامه على التّصديق لا يفيد لمزيدة قوة وشوكة في الإسلام ، فكان حمل اللّفظ على أبي بكر أولى «انتهى» ووجه دلالته على ما ذكرنا من الأمرين : انّه لو كان هناك رواية في شأن أبي بكر لما احتاج إلى تكلف الاستدلال ، ولا إلى ذكره عليّا عليه السلام فيه ولو على سبيل الاحتمال ، على أنّ الاستدلال المذكور كسائر تشكيكاته ظاهر البطلان ، لأنّ درجة النّبوة أعلى من مرتبة الإسلام وإذا جاز نبوّة الصبيّ كان صحة إيمانه أجوز ، وقد قال تعالى في شأن يحيى : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (1) ، وقال حكاية عن عيسى في صباه : (إِنِّي عَبْدُ اللّهِ آتانِيَ
(1) مريم. الآية 12
ص: 180
الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (1) وقال في شأن يوسف عليه السلام في حال صباه عند إلقائه في غيابت الجب : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (2) ، وقال سبحانه : (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً) (3) وكان عمره عند ما جعل نبيّا إحدى عشرة سنة (4) ، وإذا جاز أن يكون الصّبي صاحب النبوّة والوحى جاز أن يكون صاحب الايمان بطريق أولى ، وأيضا كما لا يقال لمن تولد مؤمنا وفي فطرة الإسلام : أنّه آمن لأنّه تولد عليه ، وكذا في عليّ عليه السلام لانّه تولد في حضرة الرّسول ولم يعبد صنما قط (5) لكن أبو بكر قد عبد الأصنام أزيد من أربعين سنة من عمره (6) ، فكان عليه الإتيان بالايمان بعد ما لم يكن مؤمنا ، وأيضا عند أصحابنا أنّ ة
ص: 181
1- مريم. الآية 30
2- يوسف. الآية 15
3- الأنبياء. الآية 79
4- وأوضح من ذلك نبوة سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ويحيى بن زكريا بنص القرآن الشريف ، والعجب من مولانا القاضي لم يشر إليهما. ثم ان اتصاف سليمان بالنبوة في ذلك المبلغ من العمر مما صرح به في كتب قصص الأنبياء وبعض التفاسير ، فللبحاثة النقاب أن يراجع إليها.
5- هذا مما اتفقت عليه الفريقان وأجمعوا على أن أمير المؤمنين على عليه السلام لم يعبد الصنم قط ولذلك ترى الجمهور يعظمونه بلفظ كرم اللّه وجهه إشارة إلى تلك الفضيلة ، وصرحوا بذلك في الكتب ، فراجع شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد والينابيع للعلامة القندوزى والحلية لأبي نعيم وكفاية الطالب للگنجى والرياض النضرة والذخائر للمحب الطبري وغيرها وسيأتي ما يدل على ذلك ان شاء اللّه.
6- قال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب (ج 2 ص 626 ط حيدرآباد) ما لفظه : أبو بكر الصديق هو عبد اللّه بن أبى قحافة إلى أن قال : روى حبيب ابن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لأبي بكر : من أكبر أنا أو أنت؟ فقال : بل أنت أكبر وأكرم وخير منى وأنا أسن منك إلخ ولا ريب أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد بعث بتبليغ الديانة المقدسة وعمره قد بلغ أربعين عاما ، وكان اسلام أبى بكر بعد سنين مضافا إلى ما أفاده قده من عبادة ابى بكر الأصنام أزيد من أربعين سنة
عليّا عليه السلام حين آمن بالنبي صلی اللّه عليه وآله وسلم كان عمره خمسة عشر سنة ، (1) وقيل أربعة عشر ، والرّوايتان قد جاءتا أيضا من طريق الخصم ، ذكر ذلك شارح (2) الطوالع عن أصحابه في شرحه ، والعاقولي (3) في شرحه للمصابيح ، قال : روى الحسن البصري .
ص: 182
1- أورد العلامة الحافظ ابن عبد البر في (ج 2 ص 458 ط حيدرآباد) رواية تدل على أن اسلام على عليه السلام بعد بلوغه إلى خمسة عشر سنة قال ما لفظه : وأخبرنا خلف بن قاسم بن سهل قال : حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن اسماعيل الطوسي قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن ابراهيم السراج قال : حدثنا محمد بن مسعود قال : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال : أسلم على وهو أول من أسلم وهو ابن خمس أو ستّ عشرة سنة. وأورد أيضا رواية أخرى بقوله : قال الحسن الحلواني وحدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال : أسلم على رض وهو ابن خمس عشرة سنة. وفي الرياض النظرة ص 157 ما لفظه وعن الحسن اسلم على وهو ابن خمسة عشر سنة أو ستة عشر وقيل أربعة عشر إلخ
2- قد مرت ترجمته في (ج 2 ص 9)
3- هو العلامة الشيخ محمد بن محمد الواسطي البغدادي المدرس بالمدرسة المستنصرية وكان من أجلاء عصره في الحديث والفقه ؛ له كتب منها كتاب شرح مصابيح السنة للبغوي وغيره من الآثار ، والعاقولي نسبة إلى دير العاقول من أعمال بغداد ، توفى سنة 833 ثم قد يطلق العاقولي على خالد العاقولي وقد يطلق على ابنه على بن خالد العاقولي وقد يطلق على بعض علماء القرن العاشر من الحنفية وقد يطلق على الحافظ ابى يحيى عبد الكريم بن الهيثم البغدادي القطان الذي جال وساح في طلب الحديث توفى سنة 278 كما في تاريخ الخطيب ولكن المراد به هنا الاول فلا تغفل.
أنّ عمره كان خمسة عشر سنة عند إسلامه ، وأما شارح الطوالع ، فروى أربعة عشر سنة وهذا على ما جاء في صحيح البخاري (1) ، وقد تجاوز البلوغ لأنّه روى عن المغيرة (2) : انّه قال : احتلمت وأنا ابن اثنتي عشرة سنة ، وايضا.
ص: 183
1- في «صحيح البخاري» (ج 3 ص 177) في باب بلوغ الصبيان حيث قال بعد قوله تعالى (وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا) ما لفظه : قال مغيرة : احتلمت وانا ابن ثنتى عشرة سنة انتهى. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» (ج 5 ص 311) ما لفظه في مقام الشرح : جاء مثله عن عمرو بن العاص فانه ذكروا انه لم يكن بينه وبين عبد اللّه بن عمرو في السن سوى اثنتا عشرة سنة انتهى.
2- المراد به مغيرة بن مقسم الضبي الفقيه الأعمى الكوفي كما أفاده العلامة أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبى بكر القسطلاني الشافعي المصري المتوفى سنة 923 في كتابه (ارشاد الساري في شرح البخاري ج 4 ص 484 طبع القاهرة) وقال الخزرجي في الخلاصة (ص 330 طبع القاهرة) ما لفظه : المغيرة بن مقسم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى الفقيه عن ابراهيم (اى النخعي) والشعبي وجماعة وعنه شعبة والثوري وزائدة وخلق إلى ان قال : وثقه عبد الملك بن ابى سليمان والعجلى وابن معين قال أحمد توفى سنة 133 انتهى. وقال العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف بن على بن محمد بن سعيد الكرماني المشتهر بشمس الأئمة المتوفى سنة 786 في كتابه (الكواكب الدراري شرح البخاري ج 10 ص 194 طبع القاهرة) ابن المغيرة بضم الميم وكسرها باللام ودونها ابن مقسم بكسر الميم إلخ وذكر العلامة الشيخ بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد العيني المتوفى سنة 855 في كتابه (عمدة القاري في شرح البخاري ج 14 ص 240) مثل كلام ابن حجر في فتح الباري وان ابن العاص كان كالمغيرة فراجع.
فقد رووا (1): انّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دعاه إلى الإسلام وهو لا يدعو إلى الإسلام إلا من يصحّ منه ذلك ، كما قاله المأمون حين ناظر أبا العتاهية (2)ه
ص: 184
1- كما سيأتي نقله في مناظرة المأمون مع الفقهاء عن قريب
2- وممن نقل نظير تلك المناظرة أو هي بعينها العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن محمد القرطبي الأندلسي المرواني النسب المالكي المذهب المتوفى سنة 328 في كتابه «العقد الفريد» (ج 3 ص 31 طبع المطبعة الشرفية سنة 1316) فيا لها من مناظرة لطيفة قل نظيرها وندر مثيلها وحيث كانت محتوية على مطالب شامخة ومسائل غزيرة نقلناها برمتها قال : احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل على عليه السلام وخلافته إسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل بن حماد بن زيد قال : بعث إلى يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابى وهو يومئذ قاضى القضاة فقال : ان أمير المؤمنين أمرنى أن احضر معى غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين ، فسمينا له عدة وذكر هو عدة حتى تم العدد الذي أراد ، وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر وبعث إلى من لم يحضر فأمره بذلك ، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا ؛ فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب ، فإذا بخادم واقف فلما نظر إلينا قال : يا أبا محمد أمير المؤمنين ينتظرك فأدخلنا فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها فلم نستتمها حتى خرج الرسول فقال ادخلوا فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه وعليه سواده وطيلسانه والطويلة وعمامته فوقفنا وسلمنا فرد السلام وأمر لنا بالجلوس فلما استقر بنا المجلس تحدر عن فراشه ونزع عمامته وطيلسانه ووضع قلنسوته ثم أقبل علينا ، فقال انما فعلت ما رايتم لتفعلوا مثل ذلك وأما الخف فمنع من خلعه علة من قد عرفها منكم فقد عرفها ومن لم يعرفها فاعرفه بها ومد رجله وقال : انزعوا قلانسكم وخفافكم وطيالستكم ؛ قال : فأمسكنا ، فقال لنا يحيى : انتهوا إلى ما أمركم به أمير المؤمنين فتنحينا فنزعنا أخفافنا وطيالستنا وقلانسنا ورجعنا ، فلما استقر بنا المجلس قال : انما بعثت إليكم معشر القوم في المناظرة فمن كان به شيء من الخبثين لم ينتفع بنفسه ولم يفقه ما يقول ، فمن أراد منكم الخلاء فهناك وأشار بيده فدعونا له ، ثم ألقى مسألة من الفقه فقال : يا أبا محمد : قل وليقل القوم من بعدك ، فأجابه يحيى ثم الذي يلي يحيى ثم الذي يليه حتى أجاب آخرنا في العلة وعلة العلة وهو مطرق لا يتكلم حتى إذا انقطع الكلام التفت إلى يحيى فقال : يا أبا محمد أصبت الجواب وتركت الصواب في العلة ثم لم يزل يرد على كل واحد منا مقالته ويخطئ بعضنا وصوب بعضنا حتى أتى على آخرنا ، ثم قال : انى لم أبعث فيكم لهذا ولكنني أحببت ان أبسطكم أن امير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين اللّه به ، قلنا ، فليفعل أمير المؤمنين وفقه اللّه ، فقال ان أمير المؤمنين بدين اللّه على أن على بن أبى طالب خير خلفاء اللّه بعد رسوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأولى الناس بالخلافة له قال إسحاق فقلت يا أمير المؤمنين ان فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في على وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة ، فقال يا إسحاق : اختر ان شئت سألتك اسألك وان شئت أن تسأل فقل ، قال إسحاق فاغتنمتها منه فقلت بل أسألك يا أمير المؤمنين ؛ قال سل ، قلت : من أين؟ قال أمير المؤمنين : ان على بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول اللّه وأحقهم بالخلافة بعده ، قال يا إسحاق خبرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال : فلان أفضل من فلان ، قلت : بالأعمال الصالحة قال : صدقت قال : فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم ان المفضول عمل بعد وفاة رسول اللّه بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول اللّه أيلحق به؟ قال : فأطرقت فقال لي يا إسحاق لا تقل نعم فإنك ان قلت نعم أوجدتك في دهرنا هذا من هو أكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاة وصدقة فقلت : أجل يا أمير المؤمنين لا يلحق المفضول على عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الفاضل أبدا ، قال يا إسحاق فانظر ما رواه لك أصحابك ومن أخذت عنهم دينك وجعلتهم قدوتك من فضائل على بن أبي طالب فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبى بكر فأن رأيت فضائل أبى بكر تشاكل فضائل على فقل انه افضل منه لا ولله ولكن فقس إلى فضائله ما روى لك من فضائل ابى بكر وعمر فان وجدت لهما من الفضائل ما لعلى وحده فقل انهما افضل منه لا واللّه ، ولكن قس إلى فضائله فضائل ابى بكر وعمر وعثمان فان وجدتها مثل على فقل انهم افضل منه لا واللّه ولكن قس بفضائل العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالجنة فان وجدتها تشاكل فضائله فقل انهم افضل منه ، قال يا إسحاق إلى الاعمال كانت افضل يوم بعث اللّه رسوله قلت : الإخلاص بالشهادة ، قال أليس السبق إلى الإسلام؟ قلت : نعم قال : اقرأ ذلك في كتاب اللّه تعالى يقول : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) انما عنى من سبق إلى الإسلام فهل علمت أحدا أسبق عليا إلى الإسلام؟ قلت يا أمير المؤمنين : ان عليا أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم. قال : أخبرنى أيهما أسلم قبل ثم أناظرك من بعده في الحداثة والكمال ؛ قلت على أسلم قبل أبى بكر على هذه الشريطة ، فقال نعم فأخبرنى عن اسلام على حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاما من اللّه ، قال : فأطرقت ، فقال لي يا إسحاق لا تقل إلهاما فتقدمه على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، لان رسول اللّه لم يعرف الإسلام حتى أتاه جبرئيل عن اللّه تعالى ، قلت : اجل بل دعاه رسول اللّه إلى الإسلام قال يا إسحاق فهل يخلو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين دعاه إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر اللّه أو تكلف ذلك من نفسه؟ قال فأطرقت ؛ فقال يا إسحاق لا تنسب رسول اللّه إلى التكلف فان اللّه يقول : وما انا من المتكلفين ، قلت : أجل يا أمير المؤمنين بل دعاه بأمر اللّه ، قال : فهل من صفة الجبار جل ذكره أن يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم؟ قلت أعوذ باللّه ، فقال : افتراه في قياس قولك يا إسحاق ان عليا أسلم صبيا لا يجوز عليه الحكم قد كلف رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من دعاء الصبيان ما لا يطيقون ، فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم شيء ولا يجوز عليهم حكم الرسول عليه السلام ، أترى هذا جائزا عندك ان تنسبه إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قلت : أعوذ باللّه قال : يا إسحاق : فأراك انما قصدت لفضيلة فضل بها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا على هذا الخلق ابانه بها منهم ليعرفوا فضله ، ولو كان اللّه أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا عليا ، قلت : بلى قال : فهل بلغك ان الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دعا أحدا من الصبيان من أهله وقرابته لئلا تقول : ان عليا ابن عمه ، قلت لا اعلم ولا أدرى فعل أو لم يفعل قال : يا إسحاق : أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تسأل عنه؟ قلت لا ، قال : فدع ما قد وضعه اللّه عنا وعنك ، قال : ثم اى الاعمال كانت افضل بعد السبق إلى الإسلام؟ قلت : الجهاد في سبيل اللّه ، قال : صدقت ، فهل تجد لاحد من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما تجد لعلى في الجهاد؟ قلت في أى وقت؟ قال في أى الأوقات شئت ، قلت : بدر ، قال : لا أريد غيرها ، فهل تجد لاحد الا دون ما تجد لعلى يوم بدر؟ أخبرنى كم قتلى بدر؟ قلت : نيف وستون رجلا من المشركين قال : فكم قتل على وحده؟ قلت لا أدرى؟ قال : ثلاثة وعشرين أو اثنين وعشرين والأربعون لسائر الناس ، قلت يا أمير المؤمنين كان أبو بكر مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في عريشه ، قال : يصنع ما ذا؟ قلت : يدبر ، قال : ويحك؟؟؟ رسول اللّه أو معه شريكا أم افتقارا من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى رأيه ، أى الثلاث أحب إليك؟ قلت : أعوذ باللّه أن يدبر أبو بكر دون رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أو يكون معه شريكا ، أو أن يكون برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم افتقار إلى رأيه ، قال : فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك ، أليس من ضرب بسيفه بين يدي رسول اللّه أفضل ممن هو جالس؟ قلت ، يا أمير المؤمنين كل الجيش كان مجاهدا ، قال صدقت ، كل مجاهد ولكن الضارب بالسيف المحامى عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعن الجالس أفضل من الجالس ، اما قرأت كتاب اللّه : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً). قلت : وكان ابو بكر وعمر مجاهدين ، قال : فهل كان لأبي بكر وعمر فضل على من لم يشهد ذلك المشهد؟ قلت : نعم ، قال : فكذلك سبق الباذل نفسه فضل ابى بكر وعمر ، قلت : اجل ؛ قال يا إسحاق هل تقرأ القرآن؟ قلت : نعم ، قال : اقرأ على (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) ، فقرأت منها حتى بلغت (يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) إلى قوله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) ، قال على رسلك فيمن أنزلت هذه الآيات؟ قلت في على ؛ قال : فهل بلغك ان عليا حين اطعم المسكين واليتيم والأسير قال : انما نطعمكم لوجه اللّه ، وهل سمعت اللّه وصف في كتابه أحدا بمثل ما وصف به عليا؟ قلت : لا قال : صدقت ، لان اللّه جل ثناؤه عرف سيرته ، يا إسحاق الست تشهد ان العشرة في الجنة؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : أرأيت لوان رجلا قال : واللّه ما أدرى هذا الحديث صحيح أم لا ولا أدرى ان كان رسول اللّه قاله أم لم يقله أكان عندك كافرا؟ قلت : أعوذ باللّه ، قال : أرأيت لو أنه قال : ما أدرى هذه السورة من كتاب اللّه أم لا كان كافرا؟ قلت : نعم ، قال : يا إسحاق أرى بينهما فرقا يا إسحاق أتروى الحديث؟ قلت : نعم ، قال : فهل تعرف حديث الطير؟ قلت : نعم ، قال : فحدثني به ، قال : فحدثته الحديث ، فقال : يا إسحاق انى كنت أكلمك وأنا أظنك غير معاند للحق فأما الآن فقد بان لي عنادك انك توقن ان هذا الحديث صحيح؟ قلت : نعم رواه من لا يمكنني رده ، قال : أفرأيت أن من أيقن ان هذا الحديث صحيح ثم زعم أن أحدا أفضل من على لا يخلو من إحدى ثلاثة : من أن يكون دعوة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عنده مردودة عليه ، او أن يقول : عرف الفاضل من خلقه ، وكان المفضول أحب اليه ، أو أن يقول : ان اللّه عزوجل لم يعرف الفاضل من المفضول ، فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول؟ فأطرقت ، ثم قال : يا إسحاق لا تقل منها شيئا فإنك ان قلت منها شيئا استتبتك ؛ وان كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاتة الأوجه فقله ، قلت : لا أعلم ، وان لأبي بكر فضلا قال : أجل ، لو لا ان له فضلا لما قيل ان عليا أفضل منه فما فضله الذي قصدت له الساعة؟ قلت قول اللّه عزوجل : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنا) فنسبه إلى صحبته ، قال يا إسحاق اما انى لا أحملك على الوعر من طريقك انى وجدت اللّه تعالى نسب إلى صحبة من رضيه ورضى عنه كافرا وهو قوله : ف (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً لكِنَّا هُوَ اللّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) قلت : ان ذلك صاحبا كان كافرا وأبو بكر مؤمن ، قال فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة من رضيه كافرا جاز أن ينسب إلى صحبة نبيه مؤمنا وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث ، قلت يا أمير المؤمنين : ان قدر الآية عظيم ان اللّه يقول : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنا) قال : يا إسحاق تأبى الآن الا ان أخرجك إلى الاستقصاء عليك ، أخبرنى عن حزن أبى بكر أكان رضا أم سخطا؟ قلت : ان أبا بكر انما حزن من اجل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خوفا عليه وغما أن يصل إلى رسول اللّه شيء من المكروه قال : ليس هذا جوابي ، انما كان جوابي أن تقول رضى أم سخط؟ قلت : بل كان رضا لله ، قال : فكان اللّه جل ذكره بعث رسولا ينهى عن رضا اللّه عزوجل وعن طاعته ، قلت : أعوذ باللّه قال : أو ليس قد زعمت ان حزن أبى بكر رضا لله ، قلت : بلى قال : أولم تجد أن القرآن يشهد أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : (لا تَحْزَنْ) نهيا له عن الحزن قلت : أعوذ باللّه قال : يا إسحاق ان مذهبي الرفق بك لعل اللّه يردك إلى الحق ويعدل بك عن الباطل لكثرة ما تستعيذ به ، وحدثني عن قول اللّه (فَأَنْزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) من عنى بذلك رسول اللّه ام أبا بكر؟ قلت : بل رسول اللّه ، قال : صدقت : قال : فحدثني عن قول اللّه عزوجل : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) إلى قوله : (ثُمَّ أَنْزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) ، أتعلم من المؤمنين الذين أراد اللّه في هذا الموضع؟ قلت : لا أدرى يا أمير المؤمنين ، قال : الناس جميعا انهزموا يوم حنين فلم يبق مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلا سبعة نفر من بنى هاشم : على يضرب بسيفه بين يدي رسول اللّه والعباس آخذ بلجام بغلة رسول اللّه والخمسة محدقون به خوفا من أن يناله من جراح القوم شيء حتى أعطى اللّه لرسوله الظفر فالمؤمنون في هذا الموضع على خاصة ثم من حضره من بنى هاشم قال : فمن أفضل من كان مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في ذلك الوقت أم من انهزم عنه ولم يره اللّه موضعا لينزلها عليه؟ قلت : بل من انزلت عليه السكينة ، قال : يا إسحاق من أفضل من كان معه في الغار أم من نام على فراشه ووقاه بنفسه حتى تم لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما أراد من الهجرة؟ ان اللّه تبارك وتعالى أمر رسوله ان يأمر عليا بالنوم على فراشه وأن يقي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بنفسه فأمره رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بذلك فبكى على رضى اللّه عنه فقال له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما يبكيك يا على؟ أجزعا من الموت ، قال : لا ، والذي بعثك بالحق يا رسول اللّه ولكن خوفا عليك أفتسلم يا رسول اللّه؟ قال : نعم ، قال : سمعا وطاعة وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول اللّه ؛ ثم أتى مضجعه واضطجع وتسجى بثوبه وجاء المشركون من قريش فحفوا به لا يشكون أنه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربة بالسيف لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطنا بدمه وعلى يسمع ما القوم فيه من إتلاف نفسه ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار ولم يزل على صابرا محتسبا ، فبعث اللّه ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتى أصبح ، فلما أصبح قام فنظر القوم اليه فقالوا : أين محمد؟ قال : وما علمي بمحمد أين هو؟ قالوا : فلا نراك الا مغررا بنفسك منذ ليلتنا ، فلم يزل على أفضل ما بدأ به يزيد ولا ينقص حتى قبضه اللّه اليه ، يا إسحاق هل تروى حديث الولاية؟ قلت : نعم يا امير المؤمنين ، قال : اروه ، ففعلت ، قال : يا إسحاق أرأيت هذا الحديث هل أوجب على ابى بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟ قلت : ان الناس ذكروا ان الحديث انما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين على وأنكر ولاء على فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من كنت مولاه فعلى مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه قال : في اى موضع قال هذا أليس بعد منصرفه من حجة الوداع؟ قلت : اجل ، قال : فان قتل زيد بن حارثة قبل الغدير كيف رضيت لنفسك بهذا؟ أخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول مولاي مولى ابن عمى ايها الناس فاعلموا ذلك أكنت منكرا ذلك عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون؟ قلت : اللّهم نعم ، قال : يا إسحاق أفتنزه ابنك عما لا تنزه عنه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ويحكم لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم ان اللّه جل ذكره قال في كتابه : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ) ، ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا انهم ارباب ولكن امروهم فأطاعوا أمرهم ، يا إسحاق أتروي حديث : أنت منى بمنزله هارون من موسى؟ قلت : نعم يا امير المؤمنين قد سمعته وسمعت من صححه وجحده ، قال : فمن أوثق عندك من سمعت منه فصححه او من جحده؟ قلت : من صححه قال : فهل يمكن ان يكون الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مزح بهذا القول؟ قلت أعوذ باللّه ، قال : فقال قولا لا معنى له فلا يوقف عليه؟ قلت : أعوذ باللّه قال : أفما تعلم ان هارون كان أخا موسى لأبيه وامه؟ قلت : بلى ؛ قال : فعلى أخو رسول اللّه لأبيه وامه؟ قلت : لا قال : او ليس هارون نبيا وعلى غير نبى؟ قلت : بلى ؛ قال : فهذان الحالان معدومان في على وقد كانا في هارون ، فما معنى قوله : أنت منى بمنزلة هارون من موسى؟ قلت له : انما أراد ان يطيب بذلك نفس على لما قال المنافقون انه خلفه استثقالا له قال : فأراد ان يطيب نفسه بقول لا معنى له؟ قال : فأطرقت قال : يا إسحاق له معنى في كتاب اللّه بين قلت : وما هو يا امير المؤمنين؟ قال : قوله عزوجل حكاية عن موسى : انه قال لأخيه هارون (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) قلت : يا امير المؤمنين ان موسى خلف هارون في قومه وهو حي ومضى إلى ربه وان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خلف عليا كذلك حين خرج إلى غزاته قال : كلا ليس كما قلت أخبرني عن موسى حين خلف هارون هل كان معه حين ذهب إلى ربه احد من أصحابه او احد من بنى إسرائيل؟ قلت : لا ، قال : او ليس استخلفه على جماعتهم؟ قلت : نعم ، قال : فأخبرني عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين خرج إلى غزاته هل خلف الا الضعفاء والنساء والصبيان فانى يكون مثل ذلك ، وله عندي تاويل آخر من كتاب اللّه يدل على استخلافه إياه لا يقدر أحد أن يحتج فيه ولا أعلم أحدا احتج به وأرجوان يكون توفيقا من اللّه ، قلت : وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال : قوله عزوجل حين حكى عن موسى قوله (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) ، فأنت منى يا على بمنزلة هارون من موسى وزيري من أهلى وأخى شد اللّه به أزرى وأشركه في امرى كى نسبح اللّه كثيرا ونذكره كثيرا فهل يقدر أحد ان يدخل في هذا شيئا غير هذا ولم يكن ليبطل قول النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وان يكون لا معنى له؟ قال فطال المجلس وارتفع النهار ، فقال يحيى بن أكثم القاضي يا امير المؤمنين قد أوضحت الحق لمن أراد اللّه به الخير واثبت ما لا يقدر احد ان يدفعه قال إسحاق فأقبل علينا وقال ما تقولون؟ فقلنا : كلنا نقول بقول امير المؤمنين أعزه اللّه ، فقال واللّه لو لا ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال اقبلوا القول من الناس ، ما كنت لا قبل منكم القول ، اللّهم قد نصحت لهم القول اللّهم انى قد أخرجت الأمر من عنقي اللّهم انى أدينك بالتقرب إليك بحب على وولايته
وايضا قد صح أنّه كتب إلى معاوية أبياتا (1) من جملتها قوله عليه السلام
شعر
سبقتكم إلى الإسلام طرّا *** غلاما ما بلغت أوان حلمي
ولم ينكر عليه معاوية مع عداوته وتعنّته ، فكيف يزيد (2) عليه الرازي ، وهو من جماعته في ذلك ، وايضا مرجع الإسلام إلى التّصديق بما جاء به النبي صلی اللّه عليه وآله وأنّه رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم وذلك من التكاليف العقلية ومعلوم أنّ التكليف بالعقليّات إنّما يتوقف على كمال العقل وإن كان الرجل ابن خمس سنين ، أو خمسين سنة ، وعليّ عليه السلام قد كان كمل عقله حين أسلم والبلوغ إنما هو شرط في التّكاليف الشرعيّة الفرعية ، على أنّه لا يمتنع أن يكون من خصائصه لو كان صبيّا صحّة إسلامه صغيرا ، كما أنّه يطالع اللّوح المحفوظ في حال رضاعه على ما سبقت الاشارة إليه (3) من كلام ر)
ص: 193
1- أورد تلك الأبيات العلامة سبط ابن الجوزي البغدادي في كتاب «التذكرة» (ص 62 ط طهران) وكذا العلامة المنقى الشيخ على الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند ابن حنبل (ج 5 ص 40 طبع مصر) رواها عن ابى عبيدة فراجع
2- فيه إيهام التناسب مع ذكر معاوية كما لا يخفى على الظريف الفطن.
3- قد سبق ذلك منه (قده) في أوائل الامامة المذكورة في (المجلد الثاني من هذا الطبع ص 312) واما نفس الرواية التي ذكرها هناك من حديث الصدقة فهي مذكورة في «فتح الباري» (ج 3 ص 276 وفي ص 139 ج 6 طبع مصر)
ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح البخاري ، وبالجملة يجوز اختصاصه عليه السلام بمزيد فضيلة في الخلقة أو جبت حصول البلوغ الشرعي قبل العدد ، وما ذاك بعجب منه عليه السلام ، فانّه مظهر العجائب ومنبع الغرائب.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الآيه العشرون قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (1) عن ابى هريرة(2)
ص: 194
1- الأنفال. الآية 26.
2- رواه عدة من أعلام القوم ونحن نسرد أسماء بعضهم فنقول : «منهم» العلامة الگنجى الشافعي في «كفاية الطالب» (ص 110 ط الغرى) أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن الحسين الصالحي بجامع دمشق ، أخبرنا أبو القاسم الحافظ الدمشقي ، أخبرنا أبو الحسن على بن المسلم الشافعي ، أخبرنا أبو القاسم بن العلا وأبو بكر محمد بن عمر بن سليمان العرينى النصيبي ، حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف ابن خلاد ، حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن اسماعيل المهري ، حدثنا عباس بن بكار ، حدثنا خالد بن أبى عمر الأسدي عن الكلبي عن أبى صالح عن أبى هريرة قال : مكتوب على العرش : لا اله الا اللّه وحدي ، لا شريك لي ومحمد عبدى ورسولي أيدته بعلى وذلك قوله عزوجل في كتابه الكريم : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) ، على وحده. ذكره ابن جرير في تفسيره وابن عساكر في تاريخه في ترجمة على عليه السلام. «ومنهم» العلامة السيوطي في «الدر المنثور» (ج 3 ص 199 ط مصر) اخرج ابن عساكر عن أبى هريرة قال : مكتوب على العرش : لا اله الا انا وحدي لا شريك لي محمد عبدى ورسولي أيدته بعلى ، وذلك قوله : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 94 ط اسلامبول) روى أبو نعيم الحافظ بسنده عن أبى هريرة عن أبى صالح عن ابن عباس عن جعفر الصادق رضى اللّه عنه في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) ، قالوا نزلت في على ، وأن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : رأيت مكتوبا على العرش : لا اله الا اللّه وحده لا شريك له محمد عبدى ورسولي أيدته ونصرته بعلى بن أبي طالب. وروى عن أنس بن مالك نحوه. وروى في كتاب الشفا : روى ابن قانع القاضي عن أبى الحمراء قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لما اسرى بى إلى السماء إذا على العرش مكتوب : لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلى
قال : مكتوب على العرش لا إله الا اللّه وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي أيدته بعليّ بن أبي طالب عليه السلام «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : جاء هذا في روايات أهل السنة ، ولا شك أن عليّا من أفاضل المؤمنين ومن خلفائهم وأئمتهم ، ولمّا كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مؤيدا بالمؤمنين كان تأييده بعليّ من باب الأولى ، ولكن لا يدلّ على النّص المدّعى.
أقول
لا يخفى ما في كلام النّاصب من التّمويه ، وذلك لأنّ كلام المصنّف ليس في مجرّد التأييد الذي يشترك فيه سائر المؤمنين على ما توهّمه النّاصب ، بل في كتابة اسمه عليه السلام بوصف تأييده للنّبي صلی اللّه عليه وآله على العرش الأعظم في أزل الآزال ، وهذا يدلّ على الأفضلية التي هي من جملة مدّعيات المصنّف كما مرّ مرارا ، على أنّ ما اعترف به من كونه عليه السلام أولى من جميع المؤمنين بتأييده للنبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم كاف في ثبوت المدّعى أيضا كما لا يخفى.
ص: 195
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الحادية والعشرون قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (1) روى الجمهور(2) أنّها نزلت في علي عليه السلام «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ظاهر الآية أنّها نزلت في كافة المؤمنين ، ولو صحّ نزوله في علي عليه السلام يكون من فضائله ، ولا دلالة لها على النّص المدّعى «انتهى».
أقول
ظهور ما ذكره ممنوع ، إذ لو كان مراده تعالى كافّة المؤمنين يقال : حسبك اللّه والمؤمنون ، فلما قيد بمن اتبعه منهم دلّ على إرادة التّخصيص ، وأما صحّة الحديث فكفى فيه كونه مرويّا عن طريق أهل السّنة ، وقد ذكرها صاحب كشف الغمة (3) عن كتاب عزّ الدّين (4) عبد الرّزاق المحدّث الحنبلي ، وأما وجه الدّلالة على
ص: 196
1- الأنفال. الآية 64.
2- رواه العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص 54 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن المحدث الحنبلي اتفاق المفسرين على أن من اتبعك على بن أبي طالب عليه السلام.
3- ذكره في (ص 92 ط طهران) وترجمة الإربلي قد مرت في (ج 1 ص 21)
4- هو العلامة الشيخ أبو محمد عز الدين عبد الرزاق بن رزق اللّه بن أبى بكر بن خلف بن أبى الهيجا الرسعنى الفقيه المحدث المفسر ، ولد (سنة 589) برأس عين الخابور ، سمع عن أبى المجد القزويني وعبد العزيز بن منينا وأبى اليمن الكندي وابن الحرستاني والخضر ابن كامل والشيخ موفق الدين وأبى الفتوح ابن الجلاجلى والداهرى وعمر بن كرم والافتخار الهاشمي ، ولى مشيخة دار الحديث بالموصل ، وكانت له حرمة وافرة عند بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وغيره من ملوك الجزيرة ، له تفسير في أربع مجلدات ضخام سماه «رموز الكنوز» احتوى على فوائد حسنة ، يروى فيه الأحاديث بإسناده ، وله «كتاب مصرع الحسين» ألفه باسم صاحب الموصل ، وله نظم حسن ، ومن نظمه : القصيدة النونية المشهورة في الفرق بين الظاء والضاد ، سمع عنه جماعة منهم أبو حامد محمد بن الصابوني وابنه أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرزاق والدمياطي وأبو المعالي الابرقوهى وأبو الحسن البندنيجى وزينب بنت الكمال وأبو الفتح بن دقيق العيد وأخوه وأبوه ، وكان شديد المخالفة مع الشيعة الامامية كما نص على ذلك الشيخ زين الدين ابو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد البغدادي الحنبلي المتوفى (سنة 795) في كتابه الزيل على طبقات الحنابلة (ص 275 ط القاهرة) قال فيه : ان عز الدين عبد الرزاق الرسعنى أنشد لنفسه : وكنت أظن في مصر بحارا *** إذا ما جئتها أجد الورودا فما ألفيتها الا سرابا *** فحينئذ تيم مت الصعيدا توفى بسنجار في رجب ؛ وعن ابن الفوطي : أن وفاته كانت (في 27 ذى حجة سنة 660) وذكره الذهبي : انه توفى (12 ربيع الاول سنة 661) انتهى. ويظهر من كلمات العلامة الإربلي في كشف الغمة : ان المترجم في غاية الجلالة والنبالة سيما في التفسير والحديث والأدب.
المدّعى فهو أنّ اللّه تعالى لما حصر كفاية الشرّ عن النّبي صلی اللّه عليه وآله وسلم في جنابه سبحانه وفي عليّ عليه السلام ، وكذا حصر اتباع النّبي صلی اللّه عليه وآله وسلم فيه عليه السلام بمقتضى الرّواية دلّ ذلك على أفضليّته عن سائر المؤمنين ، فيكون أمير المؤمنين.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثّانية والعشرون قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (1) قال
ص: 197
1- المائدة الآية 54.
الثعلبيّ (1): نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام «انتهى». .
ص: 198
1- رواها سوى العلامة الثعلبي عدة كثيرة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعضهم فنقول : «منهم» العلامة الحاكم في المستدرك (ج 3 ص 132 ط حيدرآباد الدكن) أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه ، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبى ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، ثنا أبو بلج ، ثنا عمرو ابن ميمون ، قال : انى لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس اما أن تقوم معنا واما أن تخلو بنا من بين هؤلاء ، قال : فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم إلى أن قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لاحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي : لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فاستشرف لها مستشرف فقال : اين على ، فقالوا انه في الرحى يطحن ، قال : وما كان أحدهم ليطحن ، قال فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر ، قال فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء على بصفية بنت حي قال ابن عباس ثم بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو منى وأنا منه إلى آخر الحديث «ومنهم» العلامة الثعلبي كما في كتاب العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 151 ط تبريز) قال في تفسير قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) قال على بن أبي طالب عليه السلام «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 12 ص 20 ط البهية بمصر) أورد مقالة قوم بنزول الآية في على عليه السلام وروى أنه عليه السلام لما دفع الراية إلى على يوم خيبر قال : لا دفعن الراية غدا إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 6 ص 143 بهامش الطبري ط الميمنية بمصر) روى أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دفع الراية إلى على يوم خيبر وكان قد قال لا دفعن الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث نقل نزول الآية الشريفة في حق على عليه السلام عن بعض في تفسير بحر المحيط (ج 3 ص 511 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة الشيخ حسام الدين على المتقى الهندي في كنز العمال (ج 5 ص 428 ط الثانية بحيدرآباد الدكن) نقل عن ابن عمر وقائع الشورى وفيها قول على عليه السلام لأصحاب الشورى : هل تعلمون ان جبرئيل نزل على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : يا محمد ان اللّه يأمرك أن تحب عليا وتحب من يحبه فان اللّه يحب عليا ويحب من يحبه؟ قالوا : اللّهم نعم.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول ذهب المفسرون الى أنّها نزلت في أهل اليمن ، وقيل : لمّا نزلت هذه الآية سئل رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله عن هذا القوم ، فضرب بيده على ظهر سلمان ، وقال هو وقومه والظاهر أنها كانت نازلة لقوم لم يؤمنوا بعد ، لدلالة سوف يأتى اللّه على هذا ، وعليّ عليه السلام كان ممّن آتاه اللّه من أوّل الإسلام ، فكيف يصحّ نزوله فيه ، وان سلّمنا فهو من فضائله ولا يدلّ على النّص المدعى «انتهى».
أقول
من ذهب إلى أنّها نزلت في أهل اليمن كفخر الدّين الرّازي والقاضي البيضاوي قد استند بما روى أنّ النّبي صلی اللّه عليه وآله لما نزلت هذه الآية أشار إلى أبي موسى الأشعريّ ، وقال هم قوم هذا ، وأقول ، فيه بحث لأنّه ان أراد بأهل اليمن من انتسب إلى بلاد اليمن ولو لم يكونوا من الأشعرية كطائفة همدان (1) فهم لم يجاهدوا
ص: 199
1- قد مر أنهم من قبائل العرب وشعارهم التشيع لأهل البيت فراجع أوائل هذا الجزء.
إلّا مع عليّ عليه السلام في حروبه ، كما يعلم من كتب السّير والتّواريخ ، وان أراد الأشعرية كما يقتضيه سياق الرّواية ، فهم أيضا لم يدركوا مقاتلة أهل الرّدة (1) في زمان أبي بكر ، اللّهمّ إلّا أن يراد به قتال بعضهم كأبي موسى ظاهرا مع عليّ عليه السلام في حرب صفّين مع القاسطين المرتدّين ، وحينئذ يتّحد مآله مع الرّواية المتضمّنة لكون الآية في شأن أمير المؤمنين عليه السلام ، واما من روى أنّه عليه السلام قال ، المراد سلمان وذووه كما وقع في الكشّاف وتفسير البيضاوي ، ففيه أنّ المتبادر من ذووه أى أصحاب سلمان مولانا أمير المؤمنين علي وساير أهل البيت عليهم السلام لكونه منهم بمقتضى قوله عليه السلام : سلمان منّا أهل البيت (2) ، وايضا من المعلوم أنّ سلمان لم يشهد محاربة شيء من أهل الرّدة ، وكذا لم يظهر من ذويه على تقدير أن يراد بهم أهل الفرس مجاهدة مع أهل الرّدة في زمان أبي بكر ، فتعيّن الحمل على ما ذكرنا ، وحينئذ يتّحد أيضا ما لهذه الرّواية مع ما رواه الثعلبي (3) والاماميّة من أنّها نزلت في شأن عليّ عليه السلام في قتال النّاكثين والقاسطين والمارقين (4) ، ولا يقدح في ذلك أنّ سلمان لم يعش إلى زمان قتال الطوائف الثلاثة ، ولم يجاهد معهم ، إذ يكفي في صحّة نسبة فعل إلى جماعة صدوره من أكثرهم سيّما وقد روى أنّ سلمان (5).
ص: 200
1- كما ذكرت مفصلا فرق أهل الردة وكيفية ارتدادهم في تفسير الرازي (ج 12 ص 19 ط الجديد بمصر) فراجع.
2- المستدرك على الصحيحين للحاكم (ج 3 ص 598 ط حيدرآباد الدكن) والاستيعاب (ج 2 ص 557 ط حيدرآباد الدكن) والصواعق (ص 227 ط مصر) وسفينة البحار للمحدث القمي (ص 648 ط النجف)
3- كما مر في شأن نزول الآية نقل ذلك مفصلا.
4- قد مر المراد بهم سابقا.
5- صرح بهذا التزويج الحافظ أبو نعيم في الحلية (ج 1 ص 185 طبع مصر) وكذا غيره. ثم سلمان هو أبو عبد اللّه الصحابي الشهير ، يعرف بسلمان الخير تارة ، وسلمان المحمدي أخرى ، وسلمان ابن الإسلام ثالثة ، والفارسي رابعا أمره في الجلالة زهدا وورعا وعلما وفهما وثقة فوق ان تحوم حوله عبارة أمثالي ، والروايات في فضائله من طرق الفريقين كثيرة ، قال الحافظ أبو نعيم في حقه في الحلية (ج 1 ص 185 طبع مصر) الكادح الذي لا يبرح ، والزاخر الذي لا ينزح ، الحاكم الحكيم العابد العليم ، ابن الإسلام ، رافع الالوية والاعلام ، إلخ ، ولو لم يكن في حقه الا اختصاصه بأهل البيت عليهم السلام وانسلاكه فيهم لكفاه شرفا وفخرا ونبلا. وأصله من فارس وتزوج من كنده ، وله عقب مبارك فيهم العلماء والمحدثون ، أورد العلامة البحاثة الشيخ منتجب الدين بن بابويه أسماء بعضهم في الفهرست وبعضهم مذكورون في كتب الرجال فليراجع. توفى على الأصح (سنة 36) وقبره بالمدائن مشهور يقصد للتبرك ، وألف شيخ مشايخنا ثقة الإسلام الآية النوري كتابه نفس الرحمن في سيرته وفضائله ومن احسن المراجع في هذا الشأن كتاب الرجال لأستاذى العلامة المجهول قدره آية اللّه الحاج الشيخ عبد اللّه المامقاني قدس سره القدوسي ، وكذلك المحب الطبري جمع في سيرته وكلماته كتابا حافلا وذكر ابو نعيم في الحلية (ج 1 ص 158 إلى ص 208) ترجمة كافلة له فليراجع ، وشهرة أمره تغنينا عن التصدي لذكر ترجمته. يروى عنه جماعة منهم ابنا عباس وعمر وانس وأبو الطفيل وأبو عثمان النهدي وشرحبيل بن السمط : قال الخزرجي في الخلاصة ص 125 : انه كان أميرا على ثلاثين ألفا يخطب بهم في عباءة يفترش نصفها ويلبس نصفها ؛ وكان يأكل من سعف يده إلى أن قال : قال أبو عبيدة توفى سنة 36 عن 350 سنة انتهى وفي التهذيب عن جعفر بن أحمد بن فارس قال : سمعت العباس بن يزيد يقول لمحمد بن النعمان يقول اهل العلم عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة. فاما مأتين وخمسين سنه فلا يشكون فيه ، قال أبو نعيم كان من المعمرين ، قيل انه أدرك وصى عيسى بن مريم واعطى العلم الاول والآخر وقرء الكتابين مات بالمدائن انتهى.
سكن مداين وتزوج هناك من بني كندة وحصل له أولاد كانوا في خدمة أمير المؤمنين عليه السلام في بعض حروبه فكان النّبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم لمّا لاحظ أن حسن صنيع الأبناء يكون من زكاء طينة الأب نسب فعل الأبناء إليه رضي اللّه عنه ، قال الشّيخ (1) الموحّد محيي الدين العربي في الفتوحات المكّية : ولما كان رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله عبدا محضا قد طهّره اللّه وأهل بيته تطهيرا وأذهب عنهم الرّجس ، وهو كلّ ما يشينهم ، فان الرّجس هو القذر عند العرب هكذا حكى الفرّاء ، قال تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فلا يضاف إليهم الّا مطهر ، ولا بدّ أن يكون كذلك ، فانّ المضاف إليهم هو الذي يشبههم ، فما يضيفون لأنفسهم إلّا من له حكم الطهارة والتّقديس ، فهذه شهادة من النبيّ صلی اللّه عليه وآله لسلمان الفارسي بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة حيث قال (2) فيه رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم : سلمان منّا أهل البيت ، وشهد اللّه لهم بالتّطهير وذهاب الرّجس عنهم ، وإذا كان لا ينضاف إليهم إلّا مطهّر مقدّس وحصلت العناية الالهيّة بمجرّد الاضافة ، فما ظنّك بأهل البيت في نفوسهم ، فهم المطهّرون بل هم عين الطهارة ، ثم قال : وهم المطهرون بالنصّ ت.
ص: 202
1- قد مرت ترجمته (ج 2 ص 222) فراجع
2- في الخلاصة للخزرجى (ص 225) قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : سلمان منا أهل البيت ان اللّه يحب من أصحابى أربعة : على وأبو ذر وسلمان والمقداد أخرجه (ت ق) وروى الحافظ الأندلسي في الاستيعاب (ج 2 ص 557 طبع حيدرآباد) عن ابى البختري عن على رضى اللّه عنه أنه سئل عن سلمان فقال : علم العلم الاول والآخر بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت.
فسلمان منهم بلا شك ، وأرجو أن يكون عقب علي (1) وسلمان يلحقهم هذه العناية كما لحقت أولاد الحسن والحسين وعقبهم وموالي أهل البيت ، فانّ رحمة اللّه واسعة ، ثم قال : فما ظنّك بالمعصومين المحفوظين منهم القائمين بحدود سرّهم الواقفين عند مراسمه ، فشرفهم أعلى وأتمّ وهؤلاء هم أقطاب هذا المقام ، ومن هؤلاء الاقطاب ورث سلمان شرف مقام أهل البيت فكان رضى اللّه عنه من أعلم النّاس بما لله على عباده من الحقوق وما لأنفسهم والخلف عليهم من الحقوق وأقواهم على أدائها وفيه قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم (2): لو كان الايمان بالثّريّا لناله رجال من فارس وأشار إلى سلمان الفارسي «انتهى» ومن اللطائف قوله عليه السلام لأبي موسى : هم قوم هذا، ولم يدخله في هذا الحكم ، لعلمه عليه السلام لسوء عاقبته وانحرافه عن عليّ عليه السلام ، لكن جماعة من أكابر أهل اليمن وأشرافهم وأفرادهم الذين يعد كلّ واحد منهم بألف قبيلة كانوا من شيعته عليه السلام ومن جملتهم طائفة همدان بأسرهم واويس القرني (3) الذي .
ص: 203
1- أى عقب على عليه السلام من غير فاطمة وهم بنو على بقرينة قوله : كما لحقت أولاد الحسن والحسين من بنى فاطمة عليهم السلام. منه (قده)
2- رواه كثير من المحدثين. «منهم» الحافظ أبو نعيم الاصبهانى في الحلية (ج 6 ص 64 طبع مصر) حيث قال : حدثنا أبو بكر ، ثنا الحارث ، ثنا هودة ، ثنا عوف عن شهر قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لو كان العلم منوطا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس رواه يزيد بن زريع وأبو عاصم عن عوف مثله إلخ. وروى الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 ص 557 طبع حيدرآباد) عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم انه قال : لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان إلخ.
3- هو اويس بن عامر وقيل اويس بن أنيس القرني المرادي من أكابر التابعين والزهاد الثمانية وقد عبر عنه بعض السلف بسيد التابعين ، وكان من حوارى مولانا أمير المؤمنين خصيصا به ، قتل بين يديه سنة 37 وقيل 39 وقد رويت في فضائله عنه صلی اللّه عليه وآله أحاديث نقلها مؤلفوا الرجال والسير والتراجم. ثم المرادي نسبة إلى مراد قبيلة باليمن وهم من أعقاب مراد بن مذحج او مراد بن مالك ومن نسبه إلى مراد محل بالأندلس فقد وهم. والقرني بفتح القاب والراء المهملة نسبة إلى (قرن) بطن من مراد. ومن زعم سكون الراء المهملة وانه منسوب إلى قرن المنازل الذي هو من المواقيت فقد أخطأ. ثم ان بأطراف (جرفادقان) بيت ينتمون إلى اويس القرني ومنهم فضيلة العالم النبيل ثقة الإسلام مبلغ الأنام بمواعظه الشافية الحاج الشيخ على القرني الجرفادقاني نزيل بلدة قم المشرفة ادام اللّه توفيقاته. وبنواحي خراسان والهند وسوريا وغيرها طوائف قرانية ينتمون إلى اويس وفيهم العلماء والأدباء ، بل توجد في كتب التراجم عدة من رجال العلم ينتهى نسبهم اليه فراجع.
شهد بين يديه عليه السلام في وقعة صفين رضوان اللّه عليه وقوله (1) عليه السلام لسلمان رضى اللّه عنه : هذا وذووه فجعل قومه تبعا له في هذا الحكم وعبّر عن قومه بذويه إشارة إلى أنّ من اتّصف به من معرفة الولاية ومتابعة من فرض اللّه متابعة ، فهو منه وداخل تحت هذا الحكم وإلّا فلا هذا. وقد ذكر فخر الدّين الرّازى (2) القول بنزول الآية في شأن علي عليه السلام أيضا لكن حيث أبرق وأرعد على الاماميّة بالتشكيكات النّاشية عن العصبيّة رأينا أن نذكر كلامه مع ما يتوجّه عليها من الشّناعة والملام صيانة للنّاظرين القاصرين عن الوقوع في مواقع الشّكوك والأوهام فنقول : قال : وقال قوم إنها نزلت في عليّ عليه السلام ، ويدلّ عليه وجهان الاول : انّه عليه السلام لمّا دفع الرّاية إلى عليّ عليه السلام يوم خيبر قال : لأدفعنّ الراية غدا إلى رجل يحب اللّه ورسوله ).
ص: 204
1- كما في تفسير الرازي (ج 12 ص 20 الطبع الجديد بمصر).
2- في (ج 12 ص 20 الطبع الجديد).
ويحبه اللّه ورسوله وهذا هو الصفة المذكورة في الآية ، والوجه الثاني أنه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، وهذه الآية في حقّ عليّ عليه السلام ، فكان الأولى جعل ما قبلها أيضا في حقه فهذه جملة الأقوال في هذه الآية ، ولنا في هذه الآية مقامات ، الاول أنّ هذه الآية من أدّل الدّلائل على فساد مذهب الاماميّة من الرّوافض ، وتقريره : أنّ مذهبهم أنّ الذين أقرّوا بخلافة أبى بكر وإمامته كلهم كفروا وصاروا مرتدين ، لأنّهم أنكروا النصّ الجلي على إمامة عليّ بن أبي طالب ، فنقول : لو كان كذلك لجاء اللّه تعالى بقوم يحاربهم ويقهرهم ويردّهم إلى الدّين الحقّ بدليل قوله تعالى : (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ) إلى آخر الآية وكلمة (من) في معرض الشرط للعموم ، فهي تدلّ على أنّ كلّ من صار مرتدّا عن دين الإسلام ، فانّ اللّه تعالى يأتي بقوم يقهرهم ويبطل شوكتهم ، فلو كان الذين نصبوا أبا بكر للخلافة كذلك لوجب بحكم الآية أن يأتي اللّه بقوم يقهرهم ويبطل مذهبهم ، ولمّا لم يكن الأمر كذلك ، بل الأمر بالضدّ ، فانّ الروافض هم المقهورون الممنوعون عن إظهار مقالاتهم الباطلة أبدا منذ كانوا علمنا فساد مقالاتهم ومذهبهم وهذا كلام ظاهر لمن أنصف
المقام الثاني أنا ندّعي : أنّ هذه الآية يجب أن يقال : إنّها نزلت في حقّ أبي بكر والدّليل عليه وجهان الاول أنّ هذه الآية مختصة بمحاربة المرتدين وأبو بكر هو الذي تولى محاربة المرتدين على ما شرحناه ، ولا يمكن أن يكون المراد هو الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لأنه لم يتفق له محاربة المرتدين ولأنه تعالى قال : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ) وهذا للاستقبال لا للحال ، فوجب أن يكون ذلك القوم غير موجودين في وقت نزول هذا الخطاب ، فان قيل : هذا لازم عليكم ، لأنّ أبا بكر كان موجودا في ذلك الوقت. قلنا : الجواب من وجهين الاول أنّ القوم الذين قاتلهم أبو بكر من أهل الردة كانوا موجودين في الحال. والثاني أن معنى الآية : أن اللّه تعالى سوف يأتي
ص: 205
بقوم قادرين متمكّنين من هذا الحرب ، وأبو بكر وإن كان موجودا في ذلك الوقت إلا أنه ما كان مستقلا في ذلك الوقت بالحرب والأمر والنهى ، فزال السؤال ، فثبت أنه لا يمكن أن يكون المراد هو الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ولا يمكن أيضا أن يكون المراد هو علي رضوان اللّه عليه ، لأن عليا رضى اللّه عنه لم يتفق له قتال مع أهل الردة فان قلت لا نسلم أنه لم يتفق له قتال مع أهل الردة ، لأن كل من نازعه في الامامة كان مرتدا ، قلنا : هذا باطل من وجهين : الاول أن اسم المرتد إنما يتناول من كان تاركا لشرائع الإسلام والقوم الذين نازعوا عليا عليه السلام ما كانوا كذلك في الظاهر وما كان أحد يقول إنه إنما يحاربهم لأجل أنهم خرجوا عن الإسلام ، وعلي عليه السلام لم يسمهم بالمرتدين ، فهذا الذي يقوله هؤلاء الروافض بهت على جميع المسلمين وعلى علي عليه السلام أيضا الثاني لو كان كل من نازعه في الامامة كان مرتدا لزم في أبي بكر وفي قومه أن يكونوا مرتدين ، ولو كان كذلك لوجب بحكم ظاهر الآية : أن يأتي اللّه بقوم يقهرونهم ويردونهم إلى الدين الصحيح ولما لم يوجد ذلك البتّة علمنا أن منازعة علي عليه السلام في الامامة لا تكون ردة وإذا لم تكن ردة لم يمكن حمل الآية على عليّ عليه السلام لأنها نازلة فيمن يحارب المرتدين ولا يمكن أيضا أن يقال : إنها نازلة في أهل اليمن أو في أهل فارس ، لأنه لم يتفق لهم محاربة مع المرتدين وبتقدير أن يقال ؛ اتفقت لهم هذه المحاربة ، لكنهم كانوا رعية وأتباعا وأذنابا ، فكان الرئيس الأمر المطاع في تلك الواقعة هو أبو بكر ، ومعلوم أن حمل الآية على من كان أصلا في هذه القيادة ورئيسا مطاعا فيها أولى من حملها على الرّعية والاتباع والأذناب ، فظهر بما ذكرنا من الدّليل الظاهر أنّ هذه الآية مختصة بأبي بكر الوجه الثاني في بيان أنّ الآية مختصّة بأبي بكر هو أنّا نقول : هب انّ عليّا عليه السلام كان قد حارب المرتدين ولكن محاربة أبي بكر مع المرتدين كانت أعلى حالا وأكثر موقعا في الإسلام من محاربة علي عليه السلام ، مع من خالفه في الامامة وذلك ، لأنّه علم بالتواتر أنّه
ص: 206
صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لمّا توفّى اضطربت الاعراب وتمرّدوا ، وأنّ أبا بكر هو الذي قهرهم ومسيلمة وطلحة (طليحة خ ل) وهو الذي حارب الطوائف السّبعة المرتدّين وهو الذي حارب مانعي الزّكاة ولمّا فعل ذلك استقرّ الإسلام وعظمت شوكته وانبسطت دولته اما لمّا انتهى الأمر إلى عليّ عليه السلام فكان الإسلام قد انبسط في الشرق والغرب وصار ملوك الدّنيا مقهورين وصار الإسلام مستوليا على جميع الأديان والملل ، فثبت أنّ محاربة أبي بكر أعظم تأثيرا في نصرة الإسلام وتقويته من محاربة عليّ عليه السلام ، ومعلوم أنّ المقصود من هذه الآية تعظيم قوم يسعون في تقوية الدّين ونصرة الإسلام ولما كان أبو بكر هو المتولي لذلك وجب أن يكون هو المراد بالآية.
المقام الثالث في هذه الآية وهو أنّا ندّعي دلالة هذه الآية على صحّة إمامة أبى بكر وذلك لأنه لما ثبت بما ذكرنا أنّ هذه الآية مختصة به فنقول : إنّه تعالى وصف الذين أرادهم بهذه الآية بصفات : أولها أنّه (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) ، فلما ثبت أنّ المراد بهذه الآية هو أبو بكر ثبت أنّ قوله : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) وصف لأبي بكر ، ومن وصفه اللّه تعالى بذلك يمتنع أن يكون ظالما ، وذلك يدلّ على أنّه كان محقا في إمامته وثانيها قوله : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) وهو صفة أبى بكر أيضا للدّليل الذي ذكرناه ، ويؤكده ما روى في الخبر (1) المستفيض أنه قال عليه السلام أرحم أمتي بامتي أبو بكر ، فكان موصوفا بالرحمة والشفقة على المؤمنين وبالشدّة مع الكفار ، ألا ترى أنّ في أوّل الأمر حين كان الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في مكّة وكان في غاية الضعف ، كيف كان يذب عن الرّسول صلی اللّه عليه وآله؟ وكيف كان يلازمه ويخدمه؟ وما كان يبالي بأحد من جبابرة الكفار وشياطينهم وفي آخر الأمر أعني وقت خلافته كيف لم يلتفت إلى قول أحد وأصر على أنه لا بد من المحاربة مع مانعي الزّكاة حتى آل الأمر إلى أن خرج م.
ص: 207
1- عده العلامة الفتنى من الموضوعات وعن بعض أنه وضعه أحد أعقاب ابى بكر وأحفاده البكريين واللّه اعلم.
إلى قتال القوم وحده حتى جاء أكابر الصحابة وتضرعوا إليه ومنعوه من الذّهاب ، ثم لما بلغ بعث العسكر إليهم انهزموا وجعل اللّه ذلك مبدئا لدولة الإسلام ، فكان قوله : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) ، لا يليق إلا به
وثالثها قوله : (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) ، فهذا مشترك فيه بين أبى بكر وعلي ، إلا أن حظ أبي بكر منه أتم وأكمل ، وذلك لأن مجاهدة أبي بكر مع الكفار كان في أول البعث وهناك الإسلام كان في غاية الضعف ، والكفر في غاية القوة فكان يجاهد الكفار بمقدار قدرته ، ويذهب عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بغاية وسعه واما علي عليه السلام ، فانه إنما شرع في الجهاد يوم بدر واحد ، وفي ذلك الوقت كان الإسلام قويا ، وكانت العساكر مجتمعة ، فثبت أن جهاد أبي بكر كان أكمل من جهاد عليّ عليه السلام من وجهين
الاول انه كان متقدما عليه في الزمان فكان أفضل ، لقوله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ).
والثاني أن جهاد أبي بكر كان في وقت ضعف الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجهاد عليّ كان في وقت القوة ،
ورابعها قوله : (ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) ء ، وهذا لائق لأبي بكر ، لأنّه متأكد بقوله : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) ، وقد بينا أن هذه الآية لا بد أن يكون في أبي بكر ، ومما يدل على أن جميع هذه الصفات لابي بكر : إنا بينا بالدليل أن هذه الآية لا بد وأن تكون في أبي بكر ، ومتى كان الأمر كذلك ، كانت هذه الصفات لا بد وأن تكون صفات لأبي بكر ، وإذا ثبت هذا وجب القطع بصحة إمامته ، إذ لو كانت إمامته باطلة لما كانت هذه الصفات لائقة به فان قيل : لم لا يجوز أن يقال : إنه كان موصوفا بهذه الصفات حال حياة الرسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم بعد وفاته لما شرع في
ص: 208
الامامة زالت هذه الصّفات وبطلت.
قلنا : هذا باطل قطعا ، لأنّه تعالى قال : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) فأثبت كونهم موصوفين بهذه الصّفة حال إتيان اللّه بهم في المستقبل ، وذلك يدلّ على شهادة اللّه له بكونه موصوفا بهذه الصّفات حال محاربته مع أهل الرّدة وذلك هو حال إمامته ، فثبت بما ذكرنا دلالة هذه الآية على صحّة إمامته.
أما قول الرّوافض : إنّ هذه الآية في حقّ عليّ رضي اللّه عنه بدليل أنّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الرّاية غدا رجلا يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله ، وكان ذلك هو عليّ عليه السلام فنقول : هذا الخبر من باب الآحاد (1) ، وعندهم لا يجوز التمسّك به في العمل ، فكيف يجوز التمسك به في العلم؟ وأيضا أنّ اثبات هذه الصفة لعليّ لا يوجب انتفائها عن أبي بكر ، وبتقدير أن يدلّ على ذلك ، لكنّه لا يدل على انتفاء ذلك المجموع عن أبي بكر ، ومن جملة تلك الصّفات كونه كرّارا غير فرّار ، فلمّا انتفى ذلك عن أبي بكر لم يحصل مجموع تلك الصّفات له فكفى هذا في العمل بدليل الخطاب فاما انتفاء جميع تلك الصّفات ، فلا دلالة في اللّفظ عليه ، وايضا فهو تعالى إنما أثبت هذه الصفة المذكورة في هذه الآية حال اشتغاله بمحاربة المرتدين بعد ذلك ، فهب أنّ تلك الصفة ما كانت حاصلة في ذلك الوقت فلم يمنع ذلك من حصولها في الزّمان المستقبل ولان ما ذكرناه تمسك بظاهر القرآن ، وما ذكروه تمسك بالخبر المنقول بالآحاد ، ولأنه معارض بالأحاديث (2) الدالة على كون أبي بكر محبا لله ولرسوله .
ص: 209
1- قف ايها المنصف على عصبية الرجل المتسمى بالإمام فكأنه لم ير كتب أحاديث القوم حتى يراها مشحونة بحديث الراية وسنذكر شطرا من تلك الموارد عند تعرض مولانا القاضي الشهيد قده لرد هذا العنيد أو في ذكر اخبار الفضائل فاصبر إن الصبر مفتاح الفرج.
2- باللّه راجع باب فضائله التي ذكروها في كتبهم حتى يظهر لك أن هناك روايات شاذة نقلوها بهذا المضمون اشتملت أسانيدها على عدة من الوضاعين المشهورين ثم لاحظ المذكورين في السند ثم راجع في تحقيق حالهم إلى الكتب المؤلفة في الاخبار الموضوعة وكتب رجال القوم حتى يتبين لك أن هذا الرجل لا يملك نفسه وقلمه من شدة العصبية أعاذنا اللّه منها ووفقنا لاتباع الحق وهو أحق.
وكون اللّه محبا له وراضيا عنه ، قال تعالى في حقّ أبي بكر : (وَلَسَوْفَ يَرْضى) ، وقال(1) عليه الصلاة والسلام : إنّ اللّه يتجلّى للناس عامة ويتجلّى لأبي بكر خاصة ، وقال : (2) ما صبّ اللّه شيئا في صدري إلّا وصببته في صدر أبي بكر ، وكلّ ذلك يدلّ على أنّه كان يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله
واما الوجه الثّاني وهو قولهم : الآية التي بعد هذه الآية دالة على إمامة عليّ عليه السلام فوجب أن تكون هذه الآية نازلة في عليّ ، فجوابنا انا لا نسلّم دلالة الآية التي بعد هذه الآية على إمامة عليّ وسنذكر الكلام فيه إن شاء اللّه ، فهذا ما في هذا الموضع من البحث واللّه أعلم «انتهى كلام الرّازي»
وأقول يتوجّه عليه أنظار اما أولا فلما أورده النّيشابوري (3) على قوله : لو كان كذلك لجاء اللّه تعالى بقوم يحاربهم إلخ بأنّ لناصر مذهب الشيعة أن يقول : ما يدريك انّه تعالى لا يجيء بقوم يحاربهم؟ ولعلّ المراد بخروج المهدي عجل اللّه تعالى فرجه هو ذلك فانّ محاربة من دان بدين الأوائل هي محاربة الأوائل «انتهى» ، ثمّ إن مع كونه شافعيّا ظاهرا وباطنا كما هو صرّح به في آخر تفسيره ، غير متّهم في ذلك خاف عن المتعصبين من أهل ).
ص: 210
1- حديث التجلي من المناكير الموضوعة وسيظهر لك ذلك من تعليقنا على كلام مولانا القاضي الشهيد قدس سره.
2- صرح بكونه موضوعا جماعة سنذكر اسماء بعضهم في التعليق ان شاء اللّه.
3- صرح به في تفسيره الشهير المطبوع مرارا وطابقنا العبارة المذكورة هنا مع النسخة المطبوعة بهامش تفسير الطبري (ج 9 و 10 طبع مصر القديم).
نحلته ، فاعتذر بأنّ هذا إنّما ذكرته بطريق (1) المنع ، لا لأجل العصبية والميل ، فانّ اعتقاد ارتداد الصحابة الكرام امر فظيع واللّه أعلم «انتهى»
واعترض عليه بعض النّاظرين (2) بأنّ الحقّ ما قاله ناصر الإسلام والامام العلّامة فخر الدّين الرّازي ، وما ذكره هذا الفاضل نصرة للشّيعة كلام فاحش شنيع لا يليق بأحد من أهل الدّيانة ، وليت شعري ما ذا يفيد محاربة المهدي في آخر الزّمان بعد ذهاب أكثر أيّام الدّنيا وانقضاء عصر الصحابة والتّابعين ومن بعدهم وظهور أمارات القيامة ، ثمّ إنّه لم يثبت انه يخرج لذلك «انتهى»
وأقول : بل الحق ما أجراه اللّه تعالى على لسان ناصر الشّيعة مع كونه من المخالفين ، لأنّ الإتيان والانتقام بعد عصر الصحابة والتّابعين المرتدين إنّما ينافي مدلول الآية لو لم يحضر هناك أحد منهم ، ولكن قد تقرّر عند الشيعة بناء على أصل الرّجعة الثّابت بالكتاب والسنّة (3) أنّه يرجع إلى الدّنيا عند ظهور المهدي عليه السلام جماعة من هؤلاء الصّحابة المرتدين فيأتيهم المهدي عليه الصّلاة والسّلام وينتقم منهم أشدّ الانتقام ه.
ص: 211
1- قد مر المراد بالمنع في مصطلح علم المناظرة.
2- هو المولى شمس الدين الهروي.
3- مسألة الرجعة من المسائل المعنونة في الكتب الكلامية ، واستدل على إثباتها من القرآن الكريم بعدة آيات ومن السنة بروايات تبلغ المائتين بل تربو كما نص عليه مولانا المحدث العاملي صاحب الوسائل في الإيقاظ وألف أصحابنا الكرام في إثباتها كتبا ورسائل ، فمن أشهرها كتاب الرجعة لمولانا العلامة المجلسي وصاحبي الحدائق والوسائل والوافي وغيرها. ومن الآيات التي تمسك بها قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) وحيث بسط القول فيه في البحار فللمتحرى أن يراجع اليه. ويظهر من كتب القوم أن الشيعة كانوا معروفين بالقول بالرجعة كاشتهارهم بالقول ببطلان القياس وحلية المتعة ونحوها فراجع ، وبالجملة أصل الرجعة مما لا مساغ للكلام فيه.
ويؤيّد ما ذكره (1) ناصر الشّيعة ما ذكره شيخ الموحّدين (2) في الباب السّتة والستين (3) بعد ثلاثمائة من كتاب الفتوحات المكّية عند ذكر صفات المهدي على آبائه وعليه آلاف التحيّة والثناء وعلامات ظهوره عليه السلام ، حيث قال : اعلم أيدنا اللّه أنّ اللّه خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم واحد طوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي هذا الخليفة من عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من ولد فاطمة ، يواطي اسمه اسم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب يبايع بين الرّكن والمقام يشبه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في خلقه بفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضم الخاء لانّه لا يكون أحد مثل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في أخلاقه واللّه يقول فيه : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، هو أجلى الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسّم المال بالسّوية ويعدلّ في الرّعية ويفصل في القضية يأتيه الرّجل فيقول له : يا مهدي أعطنى وبين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمله يخرج على فترة من الدّين ، يزع اللّه به ما لا يزع بالقرآن ، يمسي جاهلا بخيلا جبانا ويصبح أعلم النّاس أكرم النّاس أشجع النّاس يصلحه اللّه في ليلة يمشى النّصر بين يديه ، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ، يقفو إثر رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله لا يخطى ، له ملك يسدّده من حيث لا يراه يحمل الكلّ ويقوى الضعيف في الحقّ ويقرى الضّيف ويعين على نوائب الحقّ يفعل ما يقول ، ويقول ما يعلم ، ويعلم ما يشهد يفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحاق ، يشهد الملحمة العظمى مأدبة اللّه يمرج الشام ، يبيد الظلم وأهله ، يقيم الدّين ينفخ الرّوح في الإسلام يعزّر)
ص: 212
1- المراد به نظام الدين النيسابوري صاحب التفسير المعروف.
2- المراد به قدوة العرفاء الشيخ محيي الدين ابن العربي وقد مرت ترجمته (ج 2 ص 222) فراجع.
3- ذكره في (ج 8 ص 327 ط دار الكتب العربية الكبرى بمصر)
الإسلام به بعد ذله ، ويحيا بعد موته ، يضع الجزية ويدعو إلى اللّه بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل ، يظهر من الدّين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم لحكم به ، يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص أعدائه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه عن الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه ، يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ، يبايعه العارفون باللّه من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي ، له رجال إلهيّون يقيمون دعوته وينصرونه ثمّ قال بعد ورقة : ولو لا ان السّيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ، كما يفعل الحنفيّون والشّافعيون فيما اختلفوا فيه ، ولكن اللّه يظهره بالسّيف والكرم فيطمعون ويخافون ويقبلون حكمه من غير ايمان بل يضمرون خلافه ويعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهبهم أنّه على ضلالة في ذلك الحكم ، لأنّهم يعتقدون أنّ أهل الاجتهاد وزمانه قد انقطع ، وما بقي مجتهد في العالم ، وأنّ اللّه لا يوجد بعد أئمتّهم أحدا له درجة الاجتهاد ، وأمّا من يدعي التعريف الالهي بالاحكام الشرعية فهو عندهم مجنون فاسد الخيال لا يلتفتون إليه «انتهى» (1) .
ص: 213
1- أقول وحيث وصل البحث إلى نقل كلام صاحب الفتوحات ناسب إيراد كلمات للعارف السالك المؤرخ الشهير السيد عبد الوهاب الشعراني في كتابه (اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر) قال فيه (ص 145 ج 2 طبع القاهرة) ما لفظه : المبحث الخامس والستون في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخبرنا بها الشارع حق لا بد ان تقع كلها قبل قيام الساعة وذلك كخروج المهدى ثم الدجال ثم نزول عيسى وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها ورفع القرآن وفتح سد يأجوج ومأجوج حتى لو لم يبق من الدنيا الا مقدار يوم واحد لوقع ذلك كله ، قال الشيخ تقى الدين بن أبي المنصور في عقيدته : وكل هذه الآيات تقع في المائة الاخيرة من اليوم الذي وعد به رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أمته بقوله : ان صلحت أمتي فلها يوم وان فسدت فلها نصف يوم يعنى من أيام الرب المشار إليها بقوله تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ). قال بعض العارفين : وأول الالف محسوب من وفاة على بن أبي طالب رضى اللّه تعالى عنه آخر الخلفاء ، فان تلك المدة كانت من جملة أيام نبوة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ورسالته فمهد اللّه تعالى بالخلفاء الأربعة البلاد ومراده صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن بالألف قوة سلطان شريعته إلى انتهاء الالف ، ثم تأخذ في ابتداء الاضمحلال إلى أن يصير الدين غريبا كما بدأ ، وذلك الاضمحلال يكون بدايته من مضى ثلاثين سنة في القرن الحادي عشر ، فهناك يترقب خروج المهدى عليه السلام وهو من أولاد الامام الحسن العسكري ومولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه السلام ، فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة 958 سبعمائة سنة وست سنين هكذا أخبرنى الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلى بمصر المحروسة على الامام المهدى حين اجتمع به ووافقه على ذلك شيخنا سيدي على الخواص رحمهما اللّه تعالى وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات : واعلموا انه لا بد من خروج المهدى عليه السلام لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا ولو لم يكن من الدنيا الا يوم واحد طول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من عترة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من ولد فاطمة رضى اللّه عنها جده الحسين بن على بن أبي طالب ووالده الحسن العسكري بن الامام على النقي بالنون ابن محمد التقى بالتاء ابن الامام على الرضا ابن الامام موسى الكاظم ابن الامام جعفر الصادق ابن الامام محمد الباقر ابن الامام زين العابدين على ابن الامام الحسين ابن الامام على بن أبي طالب رضى اللّه عنه يواطي اسمه اسم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبايعه المسلمون بين الركن والمقام يشبه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في الخلق بفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضمها إذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم في أخلاقه واللّه تعالى يقول : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) هو أجلى الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية يأتيه الرجل فيقول يا مهدى أعطني وبين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمله يخرج على فترة من الدين يزع اللّه به مالا يزع بالقرآن يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما يمشى النصر بين يديه يعيش خمسا او سبعا او تسعا يقفو اثر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لا يخطى ، له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يفعل ويعلم ما يشهد يصلحه اللّه في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحاق يشهد الملحمة العظمى مأدبة اللّه يمرج الشام يبيد الظلم وأهله يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام يعز اللّه به الإسلام بعد ذله ويحييه بعد موته يضع الجزية ويدعو إلى اللّه بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو عليه الدين في نفسه حتى لو كان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب احكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم ان اللّه تعالى ما يحدث بعد أئمتهم مجتهدا وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال : واعلم ان المهدى إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم وله رجال الهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده اللّه تعالى له ينزل عليه عيسى بن مريم عليه السلام بالمنارة البيضاء شرقى دمشق متكأ على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر فينحي له الامام عن مكانه فيتقدم فيصلّى بالناس يأمر الناس بسنة محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض اللّه المهدى اليه طاهرا مطهرا وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ويخسف بجيشه في البيداء فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق القرون الثلاثة الماضية قرن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ثم جاءت بينهما فترات وحدثت امور وانتشرت أهواء وسفكت دماء فاختفى إلى أن يجيء الوقت الموعود فشهداؤه خير الشهداء وامناؤه أفضل الأمناء قال الشيخ محيي الدين : وقد استوزر اللّه تعالى له طائفة خبأهم اللّه له في مكنون غيبه أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر اللّه عليه في عباده وهم على أقدام رجال من الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون الا بالعربية ، لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى اللّه قط هو أخص الوزراء واعلم أن المهدى لا يفعل شيئا قط برأيه وانما يشاور هؤلاء الوزراء فإنهم هم العارفون بما هناك وأما هو عليه السلام في نفسه فهو صاحب سيف حق وسياسة ومن شأن هؤلاء الوزراء أن أحدهم لا ينهزم قط من قتال وانما يثبت حتى ينصر أو ينصرف من غير هزيمة ألا تراهم يفتحون مدينة الروم بالتكبير فيكبرون التكبيرة الاولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسقط الثالث فيفتحونها من غير سيف وهذا هو عين الصدق الذي هو والنصر اخوان* قال الشيخ وهؤلاء الوزراء دون العشرة وفوق الخمسة لان لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في مدة إقامته خليفة من خمس إلى تسع للشك الذي وقع في وزرائه فلكل وزير معه إقامة سنة فان كانوا خمسة عاش خمسة وان كانوا سبعة عاش سبعة وان كانوا تسعة عاش تسعة أعوام ولكل عام منها أهوال (أحوال خ ل) مخصوصة وعلم يختص به ذلك الوزير فما هم أقل من خمسة ولا أكثر من تسعة* قال الشيخ ويقتلون كلهم الا واحدا منهم في مرج الشام في المأدبة الالهية التي جعلها اللّه تعالى مائدة للسباع والطيور والهوام* قال الشيخ وذلك الواحد الذي يبقى لا أدرى هل هو ممن استثنى اللّه في قوله : ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء اللّه أو هو يموت في تلك النفخة* قال الشيخ محيي الدين : وانما شككت في مدة إقامة المهدى اماما في الدنيا ولم اقطع في ذلك بشيء لأني ما طلبت من اللّه ذلك أدبا معه تعالى أن أسأله في شيء من ذات نفسي قال ولما سلكت معه هذا الأدب قيض اللّه تعالى بأحد من أهل اللّه عزوجل فدخل على وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء ابتداء وقال لي هم تسعة فقلت له ان كانوا تسعة فان بقاء المهدى لا بد ان يكون تسع سنين فانى عليم بما يحتاج اليه وزيره فان كان واحدا اجتمع في ذلك الواحد جميع ما تحتاج اليه وزراءهم وان كانوا أكثر من واحد فما يكون أكثر من تسعة فانه إليها انتهى الشك من رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم في قوله خمسا أو سبعا أو تسعا يعنى في إقامة المهدى تشجيعا لخواص أصحابه ليطلبوا العلم ولا يقنعوا بالتقليد فانه قال : ما يعلمهم إلا قليل فافهم. قال : وجميع ما يحتاج اليه وزراء المهدى في قيامهم تسعة امور لا عاشر لها ولا تنقص عن ذلك وهي نفوذ البصر ومعرفة الخطاب الإلهي عند الإلقاء وعلم الترجمة عن اللّه وتعيين المراتب لولاة الأمر والرحمة في الغضب وما يحتاج اليه الملك من الأرزاق المحسوسة وغيرها وعلم تداخل الأمور بعضها على بعض والمبالغة والاستقصاء في قضاء حوائج الناس والوقوف على علم الغيب الذي يحتاج اليه في الكون في مدته خاصة* فهذه تسعة امور لا بد أن تكون في وزراء المهدى من واحد فأكثر وأطال الشيخ في شرح هذه الأمور بنحو عشرة أوراق ، ثم قال : واعلم أن ظهور المهدى عليه السلام من أشراط قرب الساعة كذلك خروج الدجال فيخرج من خراسان من أرض الشرق موضع الفتن يتبعه الأتراك واليهود ويخرج اليه من أصبهان وحدها سبعون ألفا مطيلسين وهو رجل كهل أعور العين اليمنى كان عينه عنبه طافية مكتوب بين عينيه كاف فاء راء* قال الشيخ محيي الدين فلا أدرى هل المراد بهذه الهجاء كفر من الأفعال الماضية أو أراد به كفر من الأسماء؟ الا أن الالف حذفت كما حذفها العرب في خط المصحف في مواضع مثل ألف الرحمن بين الميم والنون (فان قلت) فما صورة ما يحكم به المهدى إذا خرج هل يحكم بالنصوص أو بالاجتهاد او بهما (فالجواب) كما قاله الشيخ محيي الدين أنه يحكم بما ألقى اليه ملك الإلهام من الشريعة وذلك أنه يلهمه الشرع المحمدي فيحكم به كما أشار اليه حديث المهدى أنه يقفو أثري لا يخطئ ، فعرفنا صلی اللّه عليه وآله وسلم أنه متبع لا مبتدع وأنه معصوم في حكمه إذ لا معنى للمعصوم في الحكم الا أنه لا يخطئ ، وحكم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لا يخطئ فانه لا (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) وقد أخبر عن المهدى انه لا يخطئ وجعله ملحقا بالأنبياء في ذلك الحكم* قال الشيخ فعلم انه يحرم على المهدى القياس مع وجود النصوص التي منحه اللّه إياها على لسان ملك الإلهام بل حرم بعض المحققين على جميع أهل اللّه القياس لكون رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم مشهودا لهم فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم رجعوا اليه في ذلك فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأئمة غير رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. قال اللّه تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) وأطال في ذلك ثم قال فللإمام المهدى أيضا الاطلاع من جانب الحق على ما يريد الحق تعالى أن يحدثه من الشئون قبل وقوعها في الوجود ليستعد لذلك قبل وقوعها ، فان كان ذلك مما فيه منفعة لرعية شكر اللّه عزوجل وسكت عنه ، وان كان مما فيه عقوبة بنزول بلاء عام أو على أشخاص معينين سأل اللّه تعالى فيهم وشفيع وتضرع اليه فصرف اللّه عنهم ذلك البلاء بفضله ورحمته وأجاب دعائه وسؤاله (فان قلت) فإذا عمى اللّه تعالى عليه حكما في نازلة ما ذا يفعل (فالجواب) إذا عمى اللّه تعالى عليه حكما في نازلة ولم يقع له بها تعريف ولا كشف ألحقها في الحكم بالمباحات فيعلم بعد التعريف أن ذلك حكم الشرع فيها فانه معصوم من الرأي والقياس في الدين إذا القياس ممن ليس بنبي حكم على اللّه في دينه بما لم يعلم فانه طرد علة وما يدرى العبد لعل اللّه لا يريد طرد تلك العلة ولو أنه كان أرادها لا بأنها على لسان محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأبان بطردها وأطال في ذلك ثم قال : واعلم انه لم يبلغنا ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نص على أحد من الأئمة بعده أن يقفو اثره لا يخطئ الا المهدى خاصة فقد شهد له بعصمته في خلافته وأحكامه كما شهد الدليل العقلي بعصمة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فيما يبلغه عن ربه من الحكم المشروع له في عباده (فان قلت) فإذا نزل عيسى عليه السلام فمتى يموت وكيف يموت (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب التاسع والستين وثلاثمائة أنه يموت إذا قتل الدجال وذلك أنه يموت هو وأصحابه في نفس واحد فيأتيهم ريح طيبة تأخذهم من تحت آباطهم يجدون لها لذة كلذة الوسنان الذي قد جهده السهر وأتاه في السحر العسيلة سميت بذلك لحلاوتها فيجدون للموت لذة لا يقدر قدرها ثم يبقى بعدهم رعاع كغثاء السيل أشباه البهائم فعليهم تقوم الساعة. انتهى ما أهمنا نقله من كلام العارف الشعراني في اليواقيت وفيه كفاية لمن تيقظ وتدبر.
وأما ثانيا فلان قوله : لو كان كذلك لجاء اللّه بقوم يحاربهم ويقهرهم ويردّهم إلى الدّين الحقّ إلخ. مردود : بأنّه لا دلالة للآية على أنّ اللّه تعالى يأتي بقوم يحارب المرتدّين ويقهرهم بالسّيف والسنّان كما يشعر به كلام هذا المسمّى بالإمام ، وانما صريح مدلول الآية : أنّه يأتي في مقابل المرتدّين بقوم راسخين في الدّين مؤيّدين بالحق واليقين أعمّ من أن يقع بينهما قتال أم لا ، فجاز أن يأتي اللّه تارة بقوم ينصرون الدّين ويقاتلون المرتدّين بالسّيف والسّنان وتارة بقوم منصورين بالحجّة والبرهان. نعم لما حمل أهل السّنة الآية على ذلك أجابت الشّيعة على سبيل مجاراة (1) الخصم بأنّه جاز أن يكون المراد بها عليا عليه آلاف التّحيّة والثّناء على هذا التّقدير أيضا لأنّه قاتل المرتدّين من النّاكثين (2) والقاسطين والمارقين فقوله : فهي تدلّ على أنّ كلّ من صار مرتدا عن دين الإسلام فانّ اللّه يأتي بقوم يقهرهم ويبطل شوكتهم مردود كما ترى ، وكذلك قوله : لوجب بحكم الآية أن يأتي اللّه بقوم يقهرهم ويبطل مذهبهم لما عرفت انّ حكم الآية أعمّ من ذلك اللّهم إلّا أن يراد بقهرهم وإبطال مذهبهم إقامة الحجة والبرهان دون استعمال السّيف والسّنان وهذا حاصل بحمد اللّه تعالى للشّيعة أيّدهم اللّه بنصره في ساير (3) الأزمنة ، ولهذا ترى هذا المتسمّى .
ص: 219
1- إشارة إلى ما اصطلح عليه علماء البلاغة وعبروا عنه بتعابير مختلفة : منها أنه عبارة عن بعض مقدمات الخصم كى يلزم ، ومنها ما عن بعض من أنه المداراة مع الخصم كى تتم عليه الحجة ويتضيق المحجة إلى غير ذلك من العبائر.
2- قد مر المراد بهذه العناوين مرارا فراجع.
3- السائر هنا بمعنى الجميع مشتق من سور البلد لا بمعنى الباقي المشتق من السؤر وقد نص على استعمال سائر بمعنى الجميع أبو على الفارسي في الأمالي والحرير في الدرة.
بالإمام قد ماج عقله وهاج (1) بقله واختلّ كلامه وانحلّ زمامه (2) عند تكلّمه هاهنا في ردّ استدلال الشيعة بهذه الآية الواحدة فسوّد ورقة كلّها هذر وجلّها شذر (3) مذر وهو يعلم أنه محجوج لكن هوى الأصول (4) الفاجرة يحمله على سوء المكابرة وأما ثالثا فلأنّ ما ذكره من أنّ أمر الشيعة بالضد يدلّ على أنه لم يعرف معنى الضد إذ المضادّة إنما يتحقق لو حكموا بارتداد الشيعة من حيث مخالفتهم لهم في مسألة الامامة ولم يحكم بذلك هذا الرجل ولا أحد من أهل نحلته (5) فكيف يقولون بذلك مع أنّ مسألة الامامة عندهم من الفروع كما مر. والمجتهد المخالف في شيء من الفروع وكذا مقلّده لا يكون فاسقا فضلا عن أن يكون مرتدّا ، فغاية أمر الشيعة أن يكونوا قوما مقهورين للمستولين في زمانهم من أهل الردّة ينتظرون حضور إمامهم ودنو الوقت الذي وعدهم اللّه بقوله : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ) الآية (6) ولهذا قال الشيخ ابن العربي : إنّ أسعد الناس حالا بالمهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف هو شيعة الكوفة كما مرّ فافهم. وأما قوله إنّ الشيعة ممنوعون عن إظهار مقالاتهم ممنوع ولو سلّم فقد جرت عادة اللّه على إيصال مقالاتهم وحججهم إلى الملحدين 4.
ص: 220
1- في القاموس هاج يهيج هيجانا وهياجا بالكسر ثار كاهتاج وتهيج وأثار ، والإبل عطشت والنبت يبست. ثم الجملة مثل مولد وقيل من الأمثال الجاهلية ، يقال فيمن يطلب حجته وضعفت قوته ونفدت شوكته وزالت رياسته.
2- لا يخفى ان هذه الجملة من باب الاستعارة بالكناية المصطلحة لدى علماء البيان.
3- شذر مذر قال في القاموس : يقال وتفرقوا شذر مذر بكسر أولهما ذهبوا في كل وجه.
4- إيماء وتلويح إلى نسب الرازي إذ هو تيمى وعدوى أبا واما.
5- في العدول عن الملة إلى النحلة ما لا يخفى على اللبيب الفطن وجهه.
6- المائدة. الآية 54.
المرتدين نصرة للدّين المبين كما أوصل هذه المقالة ونحوها إلى فخر الدّين وفاء بما وعده بقوله: (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (1)
وأما رابعا فلأنّ ما ذكره في الوجه الثاني من المقام الثاني من انّ أبا بكر هو الذي تولى محاربة المرتدّين غير مسلم وما شرحه سابقا مما لا ينشرح به صدر من له قلب ، وذلك لأنا لا نسلم أنّ الذين ارتكب أبو بكر قتالهم كانوا من أهل الردّة لما سبق من ان من عدّهم أبو بكر وأصحابه من أهل الرّدة كانوا قسمين (2) قسم لم يؤمن قط كأصحاب مسيلمة (3) وسجاح فهؤلاء كانوا كفارا حربيين لم يسلموا قط فإطلاق الارتداد عليهم مخالف للعرف واللّغة والثاني قوم منعوا الزكاة من أن يدفعوها إلى أبي بكر وفرّقوها على فقراء قومهم لاعتقادهم عدم استحقاق أبي بكر للخلافة وأنّ المنصوص عليه هو عليّ عليه السلام كما مرّ تفصيلا وهذا لا يوجب الارتداد عن الدّين كما لا يخفى.
وأما خامسا فلأنّ ما ذكره في الوجه الأوّل من الجواب عن الإلزام اللازم له من أنّ القوم الذين قاتلهم أبو بكر من أهل الردّة ما كانوا موجودين في الحال فبطلانه ظاهر لأنّ رئيس فرقة ممن سموهم مرتدّين كان مسيلمة وسجاح وهم كانوا في زمان النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم ورئيس بني (4) حنيف كان مالك (5) بن نويرة وهو كان من ل.
ص: 221
1- الروم. الآية 47.
2- قد مر نقل هذه العبارة من كتاب المحلى لابن حزم الأندلسي فراجع.
3- قد مرت ترجمتهما في أوائل هذا المجلد.
4- قد مر المراد بهم في (ج 2 ص 394).
5- هو مالك بن نويرة بن حمزة التميمي اليربوعي في التجريد ص 53 ما لفظه : له وفادة واستعمله رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على صدقات قومه وقضيته مشهورة قتله الخالد بن الوليد زمن أبي بكر انتهى. أقول من الفجائع الواقعة في الصدر الاول قضية قتله وما عومل بأهله وحريمه بعد امتناعهم من رد الزكاة لعمال الشخص الاول معللين بان المتقمص غير من نص عليه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فكيف تؤدى اليه الزكاة ورأيت بعض علماء القوم يتشبث في الذب عن الجناة بكل حشيش ولا غرو فقد قيل حب الشيء يعمى ويصم أعاذ اللّه عباده من الانهماك في المعصية العمياء ونسأله أن يوفقهم باتباع الحق الحقيق بالقبول.
الصحابة وكذا الكلام في بني كنده (1) فان رئيسهم كان أشعث بن (2) قيس الذي صار صهرا لأبي بكر بعد حكمه بارتداد.
وأما سادسا فلأنه يتوجه على ما ذكره من الوجه الثاني أنه إن أراد بالقدرة والتمكن من الحرب والاستقلال فيه قدرة أبي بكر وتمكّنه بنفسه فهو لم يكن أبدا ل.
ص: 222
1- قد مر المراد بهم في (ج 2 ص 394)
2- هو الأشعث بن قيس بن معد يكرب بن معاوية بن جبلة بن عدى الكندي في التجريد (ص 34) : ما لفظه : اسمه معد يكرب أبو محمد وفد سنة عشر في قومه ، وكانوا ستين راكبا فأسلموا ثم ارتد فيمن ارتد فحوصر واتى به إلى الصديق أسيرا فقال استبقني لحربك وزوجني أختك فزوجه ، فلما زوجه دخل سوق الإبل فاخترط سيفه فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه فصاح الناس كفر الأشعث ، فلما فرغ طرح سيفه وقال : ان هذا الرجل زوجني أخته ولو كنا ببلادنا لكانت لي وليمة غير هذه يا أهل المدينة انحروا وكلوا إلى أن قال : وكان ممن الزم عليا بالحكمين إلخ. وقال الخزرجي في الخلاصة (ص 33 طبع مصر) انه نزل الكوفة ، وعن الهيثم ذهبت عينه يوم اليرموك وولى آذربايجان مات بعد أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين ليلة سنة 40 عن ثلاث وستين انتهى. أقول والرجل حاله معلوم وكذا بنوه وبناته عاملهم اللّه بسوء صنيعهم مع الال.
قادرا على أقل من ذلك أيضا وانما كان مرافقته مع عسكر الرسول كمصاحبة الحجر (1) الموضوع بجنب الإنسان بل أدون حالا ، لأنه كان يفرّ والحجر لا يفرّ وان أراد التمكن والقدرة بمعونة غيره من المهاجرين والأنصار فهذه القدرة كانت حاصلة للنبي صلی اللّه عليه وآله مع زيادة ، لأن القوم وهم أبو بكر وجماعة المهاجرين والأنصار الذين قاتلوا المرتدين بإشارته كانوا موجودين في زمان النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم حاضرين في خدمته ، فما معنى تخصيص اللّه تعالى إنذاره للمرتدين بإتيان ذلك القوم بعد زمان النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم كما يقتضيه سياق الكلام على أن هذا التوجيه لا يتمشى بالنسبة إلى قتال مانعي الزكاة فان المنع منهم لم يتحقق في زمان نزول الآية حتى يصح أن يقال : إن أبا بكر لم يكن في ذلك الزمان قادرا مستقلا في قتالهم ، فان القدرة والاستقلال على شيء فرع وجوده كما لا يخفى.
وأما سابعا فلأنّ ما ذكره من أنّ اسم المرتد إنّما يتناول من كان تاركا لشرائع الإسلام إلخ ، مردود بأنّ النّاكثين والقاسطين والمارقين كانوا عند الاماميّة مرتدين فانكارهم للأصل الخامس من اصول الشرائع وهو الامامة وقد مرّ (2) بيان اصالة هذه المسألة في أوائل هذا الباب فتذكر.
وأما ثامنا فلأنّ قوله : وما كان أحد يقول : إنّ عليّا انما يحاربهم لأجل أنّهم خرجوا عن الإسلام ، إن أراد به أن أحدا من أهل السنّة لم يقل فمسلم ، ووجهه ظاهر ، لأنّهم قرروا أنّ الامامة من الفروع كما مرّ لكن هذا لا يقوم حجّة وان أراد أنّ عليّا وشيعته القائلين بان الامامة من الأصول لم يقولوا بذلك فممنوع والسند (3) ما روى ة.
ص: 223
1- هذا مثل مولد يضرب في حق من لا أثر لوجوده ولا جدوى في مصاحبته.
2- ونزيد هنا أن النيسابوري في تفسيره روى عن الثعلبي بسنده عن ابن مسعود خبرا يدل على أن الامامة من الأصول ، ورواه الحافظ الأندلسي وغيرهما فتدبر.
3- كما مر الكلام مشبعا في أوائل البحث حول هذه الآية الكريمة.
عن عليّ عليه السلام من أنّه قال يوم الجمل : ما قوتل أهل هذه الآية حتّى اليوم ويؤيده ما روى في صحيحي البخاري ومسلم من حديث الحوض المشهور الدّال على ارتداد بعض جماعة من الصحابة وسيذكرهما (1) المصنّف بعد ذلك في الموضع اللائق بهما وسأنبّهك ان شاء اللّه تعالى في تحقيق حديث (2) الطير على شيء ممّا تطلع به على الفئة التي وصفهم اللّه سبحانه في هذه الآية بالمحبّة التي اشتقّ منها اسم حبيبه لتطلع على حقيقة النسبة التي هي بين النبي صلی اللّه عليه وآله والولي ويظهر لك أنّ إنكار الامامة كانكار النبوّة وإنكار النبوّة كانكار الالوهية ، فعلم أنّ معرفة الامام والاعتراف بحقه شطر الايمان ولو لا ذلك لم يحكم اللّه سبحانه على منكرها بالارتداد ، إذ محصل معنى الآية وعيد لمن أنكرها وارتد بذلك عن دين الإسلام ، بإتيان فئة يعرفون صاحبها ويعترفون بحقه يحبهم اللّه ويحبونه لمحبتهم إياه والقيام بمودته والبراءة من أعدائه اللّهم اجعلنا من زمرة الذين أنعمت عليهم بمحبة أحبائك والبراءة من أعدائك (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وبالاجابة والتفضل حقيق وجدير.
واما تاسعا فلأن ما ذكره في الوجه الثاني من أنه لو كان كل من نازعه في الامامة كان مرتدا لزم إلخ قد عرفت جوابه سابقا مما ذكرناه ونقلناه عن النيشابوري.
واما عاشرا فلان ما ذكره في بيان كون محاربة أبي بكر أعلى حالا من المرتدين مردود بأن ذلك فرع ثبوت أن محاربته كانت مع المرتدين وقد عرفت بطلانه ، وايضا كيف يكون ذلك أعلى حالا مع أن عليا عليه السلام جاهد المرتدين من أكابر قريش الذين كانوا ذوى الشوكة والعدد بنفسه وأبو بكر كان قاعدا في قعر ل.
ص: 224
1- في سرد اخبار الفضائل بعد الفراغ عن سرد الآيات.
2- حديث مشهور مروى من طرق الفريقين وسيأتي ذكر مدار كه أيضا في روايات الفضائل.
البيت يبعث جماعة من أصحاب النبيّ صلی اللّه عليه وآله إلى قتل المخذولين من أعراب البادية الذين كان ضعفهم ظاهرا كقوّة الأصحاب (وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً)(1).
وأما الحاديعشر فلأنّ قوله : لما فعل أبو بكر ذلك استقر الإسلام إلخ غير مسلّم وإنّما استقرّ بذلك إمامته وسلطنته لأنّهم كانوا ينكرون إمامته ويتوقّفون في دفع الزّكاة اليه وكانوا يثيرون عليه باقي القبائل بقولهم : إنّ الامامة حقّ أهل البيت دونه كما مرّ.
وأما الثاني عشر فلأن قوله : ولمّا انتهى الأمر إلى عليّ عليه السلام فكان الإسلام انبسط إلخ مدخول بأنّ المنبسط إنما كان إسلام العوام وأمّا الخواص من قريش ومن وافقهم وهم العمدة في عساكر الإسلام فالمفروض أنّهم ارتدّوا بعد النبيّ صلی اللّه عليه وآله ، فكان الخطب معهم أجلّ وأعظم وقتالهم أشدّ وأصعب كما لا يخفى على من اطلع على تفاصيل حرب الجمل وصفّين وما ظهر فيها عن قريش من (2) الدّاء الدّفين
وأما الثالث عشر فلأنّ قوله : لأنّه لمّا ثبت بما ذكرناه أنّ هذه الآية مختصّة وقوله : فلمّا ثبت أنّ المراد بهذه الآية أبو بكر ثبت اه مجاب بما قيل : ثبت (3) العرش ثم انقش ، وكذا الكلام فيما ذكره في الصفة الثانية.
وأما الرابع عشر فلأنّ استفاضة الخبر الذي ذكره للتأكيد ممنوعة ، ومن العجب أنّ الخبر الذي نقله الشّيعة إلزاما لهم من كتبهم المحكوم عليها بالصّحة عندهم يردّ بأنّه من باب الآحاد ، وهذا الخبر الذي ليس عنه في تلك الكتب عين ولا أثر يسمّى د.
ص: 225
1- النساء. الآية 95.
2- يطلق ذلك على الحقد الكامن والضغائن المضمرة.
3- هو من الأمثال المولدة الشهيرة السائرة يقال لمن أراد اثبات شيء مبتن على شيء آخر والمبنى لم يثبت بعد.
مستفيضا. ومن المضحكات قوله بعيد ذلك : إنّ أبا بكر كان يذبّ عنه الكفّار في مكّة ، فانّ النبيّ صلی اللّه عليه وآله لم يكن (1) يقدر على ذبّ الكفّار ما دام في مكّة فضلا عن أبي بكر ، ولهذا أذن بعض المؤمنين بالمهاجرة إلى الحبشة وهو بنفسه هرب إلى الغار ومنه إلى المدينة ووفد على الأنصار ، نعم لم يكن أحد من قريش يتعرض لأبي بكر لعلمهم بنفاقه أو لأنّه كان معلّم (2) صبيانهم في الجاهلية ، وأكثر شبانهم كانوا تلاميذه فيسامحونه رعاية لحقّ التّعليم ، أو لأنّ وجوده وعدمه كان سواء في مقام الإباء والتسليم.
واما الخامس عشر فلأنّ قوله : كيف لم يلتفت إلى قول أحد وأصرّ على أنّه لا بدّ من المحاربة مع مانعي الزّكاة إلخ مدفوع بأنّ عدم التفاته في ذلك إلى قول أحد وإصراره فيه إنّما كان لما ظنّه من أن إنكارهم يوجب الإخلال في خلافته وليس في هذا ما يوجب مدحه ، وكذا الكلام في إظهاره الخروج إلى قتال القوم وحده لأن إظهاره لذلك إنّما كان اعتمادا منه على غلبة ظنّه بأن الأصحاب يمنعونه عن الخروج أو لتيقنه أنّه لو خرج لخرج معه أكثر المهاجرين والأنصار ، لابتلائهم باطاعته وقبول خلافته وكان واثقا بأن الأمر الذي حصل آخرا بامرة خالد بن الوليد مع سريّة خفيفة يحصل مع ألوف من المهاجرين والأنصار من غير أن يحتاج إلى الفرار.
واما السادس عشر فلأن ما ذكره من أنّ قوله تعالى : (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ) لائم : مشترك بين عليّ وأبو (أبي خ) بكر فغيره مسلّم ، فانّ الخوف من لومة اللائم لم يكن متوهّما في قتال من ارتدّ من العرب في زمان أبي بكر حتّى يوصف ا.
ص: 226
1- لأنه صلی اللّه عليه وآله وسلم كان مأمورا من قبل اللّه سبحانه وتعالى على التبليغ والغز وبالطرق والأسباب العادية ، ومن المعلوم أنه لم يكن له حينئذ عدة ولا عدة. وأما بغير السبل العادية فكان في منتهى القدرة البشرية والشهامة وكل ذلك من مواهب ربه الكريم.
2- قد مر في ج 1 مستند هذا وسيأتي في المطاعن أيضا.
فاعله بعدم الخوف من ذلك ، وإنما كان يتوهم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين الذين كان فيهم كثير من أصحاب سيد الأنام ومن المتظاهرين بالإسلام ، كيف وفي الطائفة الاولى طلحة وزبير من أكابر المشهورين بالصحبة وفيهم عائشة زوجة رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم ، وفي الطائفة الثانية معاوية خال المؤمنين ومعه ثلاثة عشر طائفة من طائفة قريش مع الأهل والأولاد ، والظاهر أنّ أكثرهم أيضا كانوا من الصحابة. واما الفرقة الثالثة وهم الخوارج فكانوا في اعداد الصلحاء وأهل القرآن فكان محل اللّوم ولكن ما كان هو وأصحابه يخافون من لومة أى لائم كان ، لأنهم كانوا على الحقّ (1) فلا يخافون غير اللّه ومن المضحكات نسبة الجهاد إلى أبي بكر في أوّل بعث النبيّ صلی اللّه عليه وآله وفي زمان إقامته بمكّة اللّهمّ إلا أن يراد بذلك الجهاد إنكاره للكفار بقلبه وهذا أيضا في محل المنع عندنا.
واما السابع عشر فلأنّ قوله : وأما عليّ عليه السلام فإنما شرع في الجهاد يوم بدر واحد وفي ذلك الوقت كان الإسلام قويا وكانت العساكر مجتمعة إلخ يدلّ على أنه ورث الأضغان البدرية عن أسلافه من أهل الجاهلية ، وذلك لأن العساكر من المهاجرين والأنصار كانوا في يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر وقتل علي عليه السلام نصف المقتولين (2) من عسكر الخصم بنفسه وقتل الباقي باقي الأصحاب مع الملائكة (3) المسومين وكانوا 3.
ص: 227
1- يدورون معه حيثما دار ويصيرون اين ما صار وسيأتي ما يدل على ذلك نقلا من المآخذ المعتبرة لدى القوم التي عليها اعتمدوا وإليها استندوا.
2- فان المقتولين في بدر عددهم سبعون ، وقيل أربعون ، وقيل غير ذلك ، وأياما كان فقتل هو عليه السلام أكثر النصف وحده وشارك الغير في بقية النصف وقتل النصف الآخر سائر الاصحاب كما في المغازي للواقدي وفي عقد الفريد (ج 3 ص 32) في مطاوى مناظرة المأمون العباسي مع الفقهاء فراجع.
3- مقتبس من قوله تعالى في سورة آل عمران الآية 3.
في احد أقل من ذلك وفي الأحزاب احتاجوا إلى حفر الخندق والتحصن به إلى أن فتح اللّه تعالى على يد علي عليه السلام بقتل عمرو بن عبد ود. وقال (1) فيه رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم لضربة علي عليه السلام يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين ، وكذا الحال في خيبر وحنين ة.
ص: 228
1- قد وردت في هذا الشان روايات كثيرة وسنوردها عند تعرض المصنف للسنة ولنكتف باليسير هنا فنقول ان ممن ذكر هذا الخبر عن النبي العلامة البلخي المير محمد صالح الكشفى الترمذي في كتاب المناقب المرتضوية (ص 55 طبع بمبئى) حيث قال : مؤلف گويد حديث فضربة على يوم الأحزاب خير من عبادة الثقلين بعد از جنك مرتضى على با عمرو بن عبد ود واقع شده. وكذا العلامة الفاضل المحقق المعاصر القاضي محمد المشتهر ببهلول بهجت افندى الزنگزورى في كتاب (تاريخ آل محمد) ص 57. وكذا العلامة الثقة الامين السيد سليمان بن ابراهيم القندوزى البلخي في كتابه النفيس (ينابيع المودة) ص 137 في باب 46 حيث قال : وفي المناقب عن حذيفة اليمان رضى اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ضربة على يوم الخندق افضل أعمال أمتي إلى يوم القيامة. انتهى. والظاهر أن مراده بالمناقب كتاب الحافظ ابن مردويه أو الحافظ ابن المغازلي الشافعي وممن ذكر الحديث الحافظ أبو بكر أحمد بن على الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في تاريخ بغداد جزء 13 ص 19 الطبع الاول حيث قال : حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن ابن شداد ، قال : حدثني محمد بن سنان الحنظلي ، حدثني إسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه قال : (لمبارزة على بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق افضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.
وقد فر (1) أبو بكر في هذه الوقائع كما تدل عليه الأخبار ويشعر به كلام (2) ابن ز.
ص: 229
1- وقد صرح بذلك جمع من القوم : «منهم» الهيتمى في مجمع الزوائد (ج 9 ص 123 ط مصر) «ومنهم» العلامة المتقى في منتخب كنزل العمال (المطبوع بهامش المسند ج ص 44 ط مصر) حيث صرح بفرار أبي بكر وعمر في غزوة احد وكذا فرارهما في غزوة خندق. «ومنهم» شارح المواقف في (ج 2 ص 475 ط الآستانة) صرح فيه بفرارهما في غزوة حنين. «ومنهم» ابن قتيبة في كتاب المعارف (ص 54 ط مصر) صرح بفرارهما في غزوة حنين. «ومنهم» العلامة ملا معين الدين الكاشفى في معارج النبوة (الركن الرابع ص 270 ط لكهنو) «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 410 ط بمبئى) «ومنهم» الحافظ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني المتوفى سنة 310 (ج 1 ص 55 طبع حيدرآباد)
2- فراجع القصائد العلويات السبع للعلامة عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي البغدادي (ص 18 في القصيدة الثانية البيت 27 طبع بيروت) وقد شرحها سيدنا العلامة صاحب المدارك بشرح لطيف قد طبعه العلامة شرف العترة وجمال الاسرة نسابة آل الرسول آية اللّه والدي المرحوم السيد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي المتوفى سنة 1338 قبل سنين في بلدة تبريز.
أبي الحديد المعتزلي في بعض الأشعار حيث قال شعر
وليس ينكر في حنين فراره *** ففي احد قد فر خوفا وخيبرا
ولو كان الإسلام في تلك الأيام قويا بكثرة أهل الإسلام وقلة أهل الكفر فقد كان فرار أبي بكر بالغا غاية العار ونهاية العوار ، بل كانت (1) كبيرة مفضية إلى النار. واما الثامن عشر فلأن قوله : إن جهاد أبي بكر كان متقدما على جهاد علي عليه السلام وم
ص: 230
1- لكونه فرارا عن الزحف وهو إحدى الكبائر عند أصحابنا وعند أكثر العامة «منهم» الشيخ أحمد ابن حجر المكي في كتابه الذي سماه بالزواجر في اقتراف الكبائر (ج 2 ص 183) طبع مصر وعده الكبيرة الثامنة والتسعين بعد الثلاث مائة واخرج في ذلك أحاديثه عن الشيخين والطبرانيّ والبغوي والبزار والنسفي وابن مردويه وابن حبان واحمد وغيرهم. فمنها ما نقله عن أحمد أنه قال صلی اللّه عليه وآله : خمس لهن كفارة ، الشرك باللّه ، وقتل النفس بغير حق ، وبهت مؤمن ، والفرار من الزحف ، ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق انتهى. «ومنهم» العلامة الشيخ على المتقى الهندي المتوفى سنة 975 في كتابه كنز العمال (ج 5 ص 519) في حديث طويل من جملاته قوله عليه السلام : وان أكبر الكبائر عند اللّه يوم القيامة الشرك باللّه وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار في سبيل اللّه يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمى المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم إلى غير ذلك من كلماتهم ورواياتهم وكفى في كونه كبيرة عده في سياق ما سمعت من الشرك وغيره أضف إلى ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ، وان رمت الوقوف على أكثر مما تلونا عليك فراجع كتاب نجاة الغافلين للشيخ ضياء الدين أحمد الگمشخانوى وكتاب الطريقة المحمدية للشيخ محمد بن مصطفى ل والسنن للبيهقي والكبائر لابن حجر العسقلاني وغيرها من كتب القوم
في الزّمان فكان أفضل لقوله تعالى (1) : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) ، إنّما يتمّ لو ثبت أنّه قاتل قبل عليّ عليه السلام وقد عرفت أنّ القتال ومبارزة الأقران لم يقع عن أبي بكر قط ولم يذكر له في الإسلام جريح فضلا عن قتيل مدّة حياة رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وبعد وفاته. وكذا قد عرفت بطلان ما ذكره في الوجه الثّاني من أنّ جهاد أبي بكر كان في وقت ضعف إلخ وستعرف (2) أنّ نسبة الإنفاق إلى أبي بكر إنّما هي من موضوعات أهل النّفاق فكيف يلزم التفضيل.
وأما التاسع عشر فلأنّ ما ذكره في الصّفة الرابعة مما لا يخفى وهنه على من رجع إلى ما ذكره في موضع استدلاله على ذلك بقوله : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) ، فانّه ذكر في تفسير هذه الآية أيضا تشكيكات ومخالطات لا ينخدع بها إلّا حمقاء أهل نحلته (3) ، ولنذكر روما للاختصار وتنبيها على صدق إظهارنا للرّد والإنكار عمدة ما بنى عليه هناك من المقدّمات الفاسدة والدّعاوي الكاذبة الكاسدة.
فقول قال : أجمع المفسّرون على أنّ المراد من قوله : أولوا الفضل ، أبو بكر ، وهذه الآية تدلّ على أنّه كان افضل النّاس بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، لأن الفضل المذكور في هذه الآية ، إمّا في الدّنيا وإمّا في الآخرة ، والأوّل باطل ، لأنّه تعالى ذكره في معرض المدح ، والمدح بالدنيا من اللّه غير جايز ، ولأنّه لو كان كذلك ، لكان قوله : والسّعة تكريرا ، فتعين أن يكون المراد منه الفضل في الدّين فلو كان غير مساو له في الدّرجات في الدّين ، لم يكن هو صاحب الفضل ، لأنّ المساوى للفاضل يكون فاضلا ، فلمّا أثبت اللّه تعالى الفضل مطلقا غير مقيّد بشخص دون شخص وجب أن يكون أفضل الخلق ترك العمل به في حق الرّسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ة.
ص: 231
1- الحديد الآية 10.
2- عند الكلام في آية النجوى.
3- قف على لطف التلويح في كلمة النحلة بدل الملة.
فيبقى العمل به في حق الغير ، فان قيل : نمنع إجماع المفسّرين على اختصاص هذه الآية بأبي بكر. قلنا : كل من طالع كتب التّفسير والأحاديث علم أنّ اختصاص هذه الآية بأبي بكر بلغ إلى حد التّواتر ، فلو جاز منعه ، لجاز منع كلّ متواتر «انتهى» وأقول : يتوجّه عليه أوّلا لا نسلم إجماع المفسّرين من أهل السنّة على ذلك فضلا عن اتّفاق مفسّري الشّيعة معهم ، بل قد ذهب جماعة من أهل السنّة أيضا على أنّها نزلت في جمع من الصّحابة حلفوا أن لا يتصدّقوا على من تكلم بشيء من الافك ولا يواسوهم ، ويؤيد هم لفظة «أولوا» بصيغة الجمع وعلى تقدير أنّه ورد في قصّة مسطح ومنع أبي بكر الصدقة عنه مع إباء لفظة «أولوا» بصيغة الجمع عنه كما أشرنا إليه ، فلم لا يجوز أن يكون نزولها في شأن مسطح اصالة وأبي بكر بالعرض؟ وما الذي جعل القضيّة منعكسة؟ مع ظهور أنّ المقصود الأصلي من الآية المواساة مع مسطح وسد خلّته والرّد على من خالف ذلك كما لا يخفى ، وأما قوله : لو جاز منع هذا لجاز منع كلّ متواتر ، ففيه أنّه ان أراد تواتره لفظا فتوجّه المنع عليه ظاهر لا مدفع له ، لأنّ النقّاد من أهل الحديث حصروا الأخبار المتواترة لفظا في الواحد (1) أو الاثنين (2) أو الثّلاث (3) ، وان أراد به التّواتر المعنوي ، فليس هنا روايات متعدّدة مستفيضة يكون القدر المشترك بينها متواترا ، فلا يثبت التّواتر المعنوي وثانيا أنّ ما قاله من أنّ اللّه تعالى ذكره في معرض المدح ممنوع ، ولعلّه توهّم ل.
ص: 232
1- وهو قوله صلی اللّه عليه وآله انما الاعمال بالنيات عند بعض المحدثين او بعثت لأتمم مكارم الأخلاق اوقوله لا عمل الا بالنية عند آخر إلى غير ذلك من الأقوال
2- وهما إحدى المذكورات أولا وقوله لا نكاح الا بولي عند بعض محدثيهم أو غير ذلك من الأقوال.
3- هي الاثنان المذكوران مع قوله صلی اللّه عليه وآله خلق اللّه الماء طهورا عند عدة من المحدثين إلى غير ذلك من الاحتمالات والأقوال.
هذا من الوصف العنواني في الفضل والسعة ولم يعلم أنّ مثل هذا الوصف قد يعرض للكافر السّخي الذي له فضل حاجة وغنى وسعة ، بل قد يجتمع مع الذّم ، فيقال : إنّ القوم الفلاني مع كونهم من أولي الفضل والسّعة يبخلون بما آتيهم اللّه تعالى ، ويقال : إنّ أبا بكر وأضرابه من الأصحاب مع ما نسب إليهم من المال والإنفاق قد بخلوا عند نزول آية النّجوى عن تقديم صدقة ، بين يدي نجوى النبيّ صلی اللّه عليه وآله حتّى نسخت الآية فافهم ، (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (1) ، ومن العجب انّه ذكر قبيل هذا الكلام أنّ المراد من قوله : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ) ، لا تقصروا في أن تحسنوا ، فحمل الفضل على الإحسان والإعطاء ثمّ نسى ذلك بعد سطور وأصرّ في أنّ المراد الفضل بمعنى زيادة الثواب أو العلم ، مع أنّ الفضل بهذين المعنيين لا يظهر لهما وجه هاهنا إذ كثير من أهل الفضل بمعنى زيادة الثواب أو العلم لا يقدرون على انفاق صلة الرّحم وأقلّ من ذلك ، وكذا نمنع أنّ المدح من اللّه تعالى بالدنيا غير جايز ، كيف؟ وقد وقع التمدح بها في القرآن بقوله : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ) (2) الآية إلى غير ذلك ، فان التبوء في الأرض الذي هو من نعم الدّنيا لو لم يكن ممدوحا ، لما مكّن اللّه تعالى يوسف منه على نبينا وآله وعليه السلام منه بل نقول : الآية قادحة في فضيلة أبي بكر ، لاشتمالها على نهيه تعالى عما أتى به أبو بكر من الحلف على أن لا ينفق مسطحا ومن معه ، كما روي (3) في شأن النزول ، فدلت الآية على صدور المعصية من أبي بكر ، وما أجاب به هذا المتسمّى بالإمام في أواخر هذا المقام : من أنّ النّهى لا يدلّ على وقوعه قال اللّه تعالى لمحمّد صلی اللّه عليه وآله ر.
ص: 233
1- الدخان. الآية 49.
2- يوسف. الآية 56.
3- وقد مر في صدر الكلام بيان شان نزول الآية وما رواه القوم في هذا المضمار.
(وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) (1) ولم يدلّ ذلك على أنّه عليه السلام أطاعهم إلخ مدخول بأنّ مجرد النّهى وإن لم يدلّ على ذلك ، لكن ما رواه هذا المجيب من شأن النزول سابقا ، صريح في الوقوع حيث قال : لمّا نزلت آية الافك ، قال أبو بكر لمسطح وقرابته : قوموا فلستم منّي ولست منكم ولا يدخلنّ علىّ احد منكم ، فقال مسطح : أنشدكم اللّه والإسلام وأنشدكم القرابة والرّحم أن لا تخرجنا إلى احد ، فما كان لنا في أوّل الأمر من ذنب ، فلم يقبل عذره ، وقال : انطلقوا أيّها القوم ، فخرجوا لا يدرون أين يذهبون؟ وأين يتوجّهون من الأرض إلخ فانه صريح في ترك النفقة عنهم ولو في يوم والإنكار مكابرة ، على أنّ المنع عن الحلف الواقع قطعا كان في ثبوت المعصية كما لا يخفى ، وحمل النّهى على التنزيه من ترك الاولى كما ارتكبه من ضيق الخناق (2) ، مردود بأن الأصل في النّهى التحريم ، وحمله على التّنزيه من باب ترك الأولى ، وفي شأن الأنبياء سلام اللّه عليهم أجمعين إنّما ارتكبه العلماء بمعونة قيام دليل عصمتهم ، وإذ لا عصمة لأبي بكر يكون الحمل فيه محالا.
وثالثا أنّ ما توهّمه من لزوم التكرار إنّما يلزم لو كان الفضل بمعنى الزّيادة على الحاجة في الدّنيا متّحدا في المعنى مع السّعة ، وليس كذلك ، لأنّ معنى السّعة أوسع ممّا يملكه الشخص زيادة على حاجته ، فلا يلزم التّكرار.
ورابعا أنّ ما ذكره من أنّه لو كان غير مساوله في الدرجات لم يكن هو صاحب الفضل إلخ فيه من الخبط ما لا يخفى ، لظهور أنّ مساواة فاضل لآخر في الدرجة ، إنّما ينافي أفضليّته عن ذلك الآخر ، لا أنّه ينافي صدق كونه فاضلا ، أو صاحب فضل كما توهّمه ، وقوله : فلمّا أثبت تعالى الفضل مطلقا إلخ بناء على مهدوم ، لما عرفت من انتفاء الإطلاق مطلقا فافهم. ة.
ص: 234
1- الأحزاب. الآية 1.
2- لكونه خلاف الأصل العقلائى بلا قرينة.
وأما العشرون : فلما في قوله : إنّا بينّا بالدّليل أنّ هذه الآية لا بدّ وأن يكون في أبي بكر إلخ من الاشتباه والالتباس والبناء على غير أساس.
وأما الحادي والعشرون فلأنّ ما ذكره من أنّ خبر يوم خيبر من باب الآحاد ، مسلّم لكنه مستفيض ، بل يكاد أن يكون متواتر المعنى ، وما ذكره : من أنّ خبر الواحد لا يجوز التّمسك به عند الامامية (1) في العمل ، فكيف يجوز التمسّك به في العلم؟ مدفوع : بأنّ القول بعدم اعتبار خبر الواحد ، قول شذوذ من الشّيعة كما هو قول شذوذ (2) من أهل السّنة أيضا على ما ذكر في كتب الأصول ، ولو سلّم فجاز أن يكون التّمسك به إلزاميّا (3) لجمهور أهل السّنة القائلين بحجيّة خبر الواحد.
وأما الثاني والعشرون ، فلأنّ قوله : إثبات هذه الصّفة لعليّ عليه السلام لا يوجب انتفائها عن أبي بكر ، لا يسمن ولا يغني من جوع (4) ، لظهور فضل من ثبت له ذلك على من لم يثبت له وإن لم يقتض نفيه عنه في الواقع ، فانّ عدم اقتضاء النّفى أمر مشترك بين 7.
ص: 235
1- أخذ هذا الكلام عن ظاهر عبائر بعض القدماء وما درى مرمى القائل ومعزاه على ان الحق المنصور المتأيد بالادلة حجية الخبر الموثوق به كان سببه اجتماع شرائط الصحة في السند او القرائن الداخلية أو الخارجية كما سنشير إلى ذلك في قسم المسائل الاصولية ان شاء اللّه تعالى مضافا إلى أن خبر خيبر كما سيأتي في الفضائل مما نقله جمع كثير من حفظة القوم وأثباتهم بحيث لا يبقى هناك ريب ولا شك الا عند من تعود بالمناقشة في البديهيات والضروريات ، عصمنا اللّه من اتباع الاهوية والميول الامارة ، القائدة السائقة أربابها إلى الضلال آمين آمين.
2- من القائلين بينهم بعدم اعتباره ابن الملك البخاري على ما عزى اليه في كتاب؟؟؟ العقود والردود وسيأتي ان شاء اللّه تعالى في القسم الأصولي من الكتاب نقل كلامه.
3- قد مر المراد بالدليل الالزامى في مصطلح علم المناظرة فراجع.
4- مقتبس من قوله تعالى في سورة الغاشية. الآية 7.
أبي بكر وساير من لا يدلّ اللّفظ على ثبوت ذلك لهم حتى عبد أبي بكر ، على أن سوق الكلام صريح في الدّلالة على انتفاء ذلك عن الغير مطلقا ،
وأما ما ذكره بقوله : وبتقدير أن يدلّ على ذلك لكنه يدل إلخ فمردود بأنّ تلك الصفات متلازمة ، فنفى بعضها ككونه كرّارا غير فرّار يستلزم نفى الباقي وهو محبة اللّه تعالى ورسوله له ومحبته لله ورسوله ، لظهور أنّ محبة الشخص لله ورسوله وإخلاصه لهما ، يقتضى أن تهون عليه نفسه ، فلا يفرّ عن أعدائهما ويجاهد في اللّه حقّ جهاده ، وكذا محبة اللّه ورسوله يستلزم تأييده في الجهاد بعدم فراره ، خصوصا إذا لم يكن المقاومة مع العدوّ فوق الطاقة البشرية كما كانت في القضية المذكورة ، بل الوصفان الأوّلان بمنزلة العلّة للوصفين الآخرين ، فكان في الكلام تعريض (1) للرّجلين بأنّ فرارهما انما كان لعدم محبتهما لله ورسوله وبالعكس ، فظهر أنّ اللّفظ بمعونة الاستلزام والعلية المذكورين ، يدلّ على انتفاء جميع تلك الصفات عمن سبق منه الفرار ، وسوق الكلام أيضا دليل واضح على ذلك كما لا يخفى على من تأمل في مقتضيات الحال والمقام وأما ما ذكره بقوله : وأيضا فهو تعالى انما أثبت هذه الصفة للمذكور في هذه الآية إلخ فمدخول بأنه : لو سلّم أنّ الآية بمجرّدها لا يمنع عن حصول تلك الصفة لابي بكر في الزّمان المستقبل ، لكن التواريخ (2) والسير قد دلت على أنه لم تحصل تلك الصفة لأبي بكر قط في المستقبل من الزّمان أيضا ، اللّهم الا أن ا.
ص: 236
1- هو من أقسام الكناية عند علماء البيان ويقال له الكناية العرضية أيضا ، لان الكناية مسوقة لأجل موصوف غير مذكور ، فمن ثم اطلق عليه التعريض لأنه امالة الكلام إلى عرض يدل على المقصود يقال عرضت لفلان وبفلان وان شئت الوقوف على تفاصيل أقسام التعريض ومراتبها المختلفة وضوحا وخفاء ودرجاتها المتفاوتة في الحسن فعليك بالمطولات من كتب البيان واللّه العاصم.
2- إذ لم يذكر فيها اتصافه بتلك الصفة الفاضلة والكتب ها هي بين يديك فراجع السير والمغازي والتواريخ والتراجم على تشعبها وتنوعها.
يقال : انه اتصف بكونه غير فرّار في الزمان المستقبل وأيام خلافته لقراره في ذلك الزّمان في بيته والتزامه للعافية وعدم خروجه عن المدينة لقتال ولا صيد ضبّ ، وهذا مما لا يمكن إنكاره كما لا يخفى.
واما الثالث والعشرون فلأن قوله : ما ذكرناه تمسك بظاهر القرآن ، وما ذكروه تمسك بالخبر المنقول بالآحاد فغير مسلّم لانّ الشيعة أيضا تمسكوا بظاهر القرآن ، لكنهم جعلوا التمسك بالخبر أصلا ودليلا والظاهر مؤيدا له ، ودعوى الظهور فيما ذهبوا اليه أظهر كما أوضحناه ، بل نقول : ليس ظهور الآية في دلالتها على القوم المعين بوجه يصلح للاحتجاج به لأنّ ما يمكن أن يتوهم منه ظهور ذلك لا يخلو اما أن يكون قوله تعالى : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ) فلا دلالة له على ذلك قطعا ، لما ذكره هذا الرّجل سابقا : من أنّ كلمة «من» في معرض الشّرط للعموم ، فهي تدلّ على أنّ كلّ من صار مرتدا عن الإسلام ، فانّ اللّه يأتي بقوم يقهرهم إلخ فلا دلالة له على خصوص من قاتلهم أبو بكر ، إذ لا دلالة للعام على الخاصّ فضلا عن ظهور دلالته على شيء واما أن يكون لفظ قوم في قوله تعالى : (يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ) ، ولا ريب في أنّ مفهوم القوم أمر كلي يتساوى صدقه على أفراده كالإنسان بالنّسبة إلى أفراده ، فدعوى أنّه ظاهر في الدّلالة على أبي بكر ومن وافقه في قتال أهل الرّدة تحكم لا يخفى ، واما الأوصاف فقد عرفت أنّ دعوى ظهور انطباقها على حال أبي بكر خارج عن الإنصاف ، ولو فتح أبواب التفسير بمثل هذا الظهور لأمكن دعوى ظهور دلالة قوله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ) على إرادة إضاعة رجل اسمه نور اللّه ، (1) وكان له أعداء وحسّاد ، وكذا جاز دعوى م.
ص: 237
1- لا يخفى ما فيه من لطف التلويح إلى اسم مولانا العلامة القاضي الشهيد مؤلف هذا الكتاب الشريف وكان قدس سره محسودا لعلماء الدولة التيمورية الاكبرية والجهان گيرية وقضاتها سيما الأحناف منهم.
ظهور ما نقله (1) جلال الدّين السّيوطي (2) الشّافعي في كتاب الإتقان عن ابن فورك (3) في تفسيره في قوله تعالى : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) ، أنّ إبراهيم كان له صديق وصفه بانّه قلبه أى ليسكن هذا الصدّيق إلى هذه المشاهدة إذا رآها عيانا ، انتهى مع أنّهم عدّوا مثل هذا التّفسير من التّفسيرات المنكرة التي لا يحل الاعتماد (4) عليها ، ولنعم ما قال بعض العلماء (5) : إنّ في تفسير فخر الدّين الرّازي كل شيء إلّا التفسير واما الرابع والعشرون فلأنا لا نسلّم أنّ قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يَرْضى) ورد في حق أبي بكر ، بل روى (6) أنّه وارد في حقّ أبي ذر أو أبي الدحداح (7) كما نقله 3
ص: 238
1- ذكره في الإتقان (ج 2 ص 187 ط الجديد بمصر)
2- قد مرت ترجمته في (ج 2 ص 35).
3- قد مرت ترجمته في (ج 2 ص 206) فراجع.
4- كما في الإتقان وقد عقد فصلا لذلك فليراجع.
5- القائل هو المولى أحمد الهروي حفيد المحقق التفتازاني صرح به في كتاب الفوائد في العلوم المختلفة والنسخة مخطوطة.
6- كما في أسباب النزول للحافظ الواحدي الشيخ أبي الحسن على بن أحمد النيسابوري (ص 335 ط المطبعة الهندية بالقاهرة) حيث نقل نزول الآية الشريفة في حق ابن الدحداح فراجع.
7- في تجريد أسماء الصحابة المنسوب إلى الحافظ الذهبي (ج 2 ص 175) ما لفظه : أبو الدحداح الأنصاري حليفهم الذي قال : يا رسول اللّه اللّه يريد منا القرض وقال واسع ابن حنان : هلك أبو الدحداح فاعطى رسول اللّه ميراثه ابن أخته ابا لبابة (ب د ع) أبو الدرداء اسمه عويمر بن مالك من بنى الحارث من الخزرج كان حكيم الامة إلخ ثم ان صاحب التجريد ذكره في (ص 226 ج 2) بعنوان ابن الدحداح والقول بنزولها في حق ابى الدحداح مذكور في تفسير الخازن ج 7 ص 113 وكذا في معالم التنزيل في هامش تفسير الخازن ج 7 ص 113
شارح الطوالع (1) عن الواحدي (2) في تفسيره ، وقد بينّا في رسالتنا المعمولة لتحقيق هذه الآية ، أنّه لا مناسبة بالآية للرّواية التي اختلقوها لنزولها في أبي بكر فارجع إليها.
واما الخامس والعشرون فلأن الحديثين الذين ذكرهما في معرض المعارضة من الموضوعات (3) المشهورة الملومة المدحورة عند محدّثي أهل السنة أيضا ، كما صرّح به الشّيخ المحدّث مجد الدّين (4) الفيروزآبادي الشافعي في خاتمة كتابه الموسوم بسفر .
ص: 239
1- قد مرت ترجمته في (ج 2 ص 9)
2- قد مرت ترجمته في أوائل هذا الجزء.
3- كما سنذكر عن قريب كلمات الفطاحل من القوم في كونهما من الموضوعات فاصبر ان الصبر مفتاح الفرج
4- هو العلامة اللغوي المحدث أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم عمر بن أبي بكر الصديقى الشيرازي الفيروزآبادي ، وأمره في الإحاطة بلغات العرب والتنقيب والبحث أشهر من أن يذكر ، له كتب متنوعة أعرفها كتاب القاموس في اللغة الذي عليه تدور رحى الافادة والاستفادة وتوجهت اليه الهمم بالتعليق عليه والشرح والنقد ، طبع مرات ؛ ومن تآليفه كتاب سفر السعادة ، وكتاب نزهة الأذهان في تاريخ أصفهان ، وكتاب منح الباري في شرح صحيح البخاري ، وكتاب شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية للصاغانى ، وكتاب بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزير ، وكتاب تحبير المؤمن فيما يقال بالسين والشين ، وكتاب المرقات الارفعية في طبقات الشافعية ، وكتاب الأحاديث الضعيفة ، وكتاب الإسعاد بالاصعاد إلى درجة الاجتهاد ، إلى غير ذلك من الآثار ، تجول في أكثر البلاد الإسلامية إلى أن سكن في بلدة (زبيد) وصار قاضى القضاة في البلاد اليمنية ، ثم نال رتبة مشيخة الإسلام ، يروى عن جماعة : منهم ناصر الدين أبو عبد اللّه محمد بن جهول ؛ توفى سنة (816) أو (817) بزبيد من بلاد يمن ، ودفن في بقعة الشيخ اسماعيل الجبروتى ، فراجع الريحانة (ج 3 ص 236) والشذرات وغيرهما. ثم الفيروزآبادي نسبة إلى فيروزآباد شيراز لا فيروزآباد يزد ولا فيروزآباد هرات وغيرها.
السّعادة حيث قال : أشهر المشهورات من الموضوعات : إن اللّه (1) يتجلى للنّاسى
ص: 240
1- صرح بوضع حديث التجلي جماعة. «منهم» الحافظ السيوطي في اللآلي (ج 1 ص 286 طبع مصر) وقال ما لفظه : قال الخطيب : انه لا أصل له ، وضعه محمد بن عبد اسنادا ، رأيت له متابعا ، أخرجه أبو العباس الوليد بن أحمد الزوزنى في كتاب شجرة العقل ، قال : حدثنا أبو الحسن الأسواري ، حدثنا محمد بن بيان ، حدثنا الحسن بن كثير ، حدثني أحمد بن حنبل الشيباني ، حدثنا عبد الرزاق به ، الحسن بن كثير مجهول ومحمد بن بيان ان كان الثقفي فهو متهم بوضع الحديث انتهى. ثم نقل الخبر الموضوع بسند آخر فيه بنوس بن أحمد بن بنوس ، وقال : بنوس مجهول لا يعرف ، وكذا بسند آخر ؛ وفيه سرقة بن محمد بن عبد فحكم بأن في السند أحدهم سرقة بن محمد بن عبد انتهى. وكذا نقل خبر التجلي بسند آخر ، ثم قال : تفرد به محمد بن خالد وهو كذاب. وقال الذهبي : الحديث مخرج من طريق الحتلى ، وأحسبه وضعه. ونقل الحديث أيضا عن الخطيب بسند فيه على بن عبده وأنه قال : على بن عبده يضع. ونقل الحديث عن ابن عدى وأنه حكم ببطلانه. ونقل الحديث بسند فيه ابن عبده وحكى عن الميزان أنه قال صاحبه : أقطع بأنه من وضع ابن عبدة على القطان. ونقل بسند فيه ابن حسنويه وحكى عن الخطيب : أن ابن حسنويه غير ثقة. ونقل عن ابن حبان بسند فيه أحمد اليمامي وحكم بكونه كذابا. ونقله عنه أيضا بسند فيه عبد اللّه بن واقد وحكم بكونه متروكا. ونقله عن أبي الحسين بن المهتدى بسند فيه محمد بن زياد وأنه كذاب. أقول : وعبد اللّه بن واقد المذكور قريبا ممن ضعفه البخاري وأبو حاتم أيضا. «ومنهم» العلامة ابن الجوزي حيث حكم بكونه من الموضوعات القطعية كما في انتقاد المغني للفاضل المعاصر حسام الدين القدسي (ص 18 طبع دمشق) «ومنهم» العلامة محمد بن المرتضى الحسنى اليماني صاحب كتاب ايثار الحق فانه مع شدة تعصبه ومحاماته للمتقمصين حكم بوضع الحديث بلا ريب فراجع تلخيص العواصم ص 49. «ومنهم» العلامة الشيخ محمد طاهر بن على الفتنى الهندي المتوفى سنة 986 في كتاب الموضوعات (ص 93 طبع بمبئى) قال : ان هذا نقل بطرق كلها اعلت انتهى
عامّة ولأبي بكر خاصّة ، وحديث (1) ما صب اللّه في صدري شيئا الا وصببته في صدر أبي بكر م.
ص: 241
1- صرح جمع من أعاظمهم بكونه من الموضوعات الشهيرة ونذكر من وقفنا على كلامه حال التحرير مع كمال الاستعجال فنقول «منهم» الشيخ العلامة محمد طاهر بن على الهندي الفتنى المتوفى سنة 986 في كتاب تذكرة الموضوعات ص 93 طبع بمبئى. «ومنهم» العلامة صاحب القاموس في خاتمة كتابه سفر السعادة ص 193 طبع دهلي «ومنهم» العلامة ابن الجوزي في كتاب الموضوعات على ما نقله حسام الدين القدسي في كتابه : الانتقاد ص 17 وحكى عنه أنه قال : لم أر له أثرا ، بل هو مما اشتهر بين العوام.
وحديث (1) أنا وأبو بكر كفرسي رهان ، وحديث (2) إن اللّه لما اختار 9)
ص: 242
1- قد سبق مناقل كلمات جماعة من عظماء القوم في وضعه ونزيد هنا تتميما للفائدة فنقول حكم بوضع هذا الحديث جماعة : «منهم» صاحب القاموس في خاتمة سفر السعادة ص 193 طبع دهلي وفي كتابيه الخلاصة والمختصر على ما في تذكرة الفتنى ص 92. «ومنهم» العلامة الفتنى نفسه في الموضوعات (ص 92 طبع بمبئى) «ومنهم» العلامة ابن الجوزي في الموضوعات على ما حكى عنه حسام الدين القدسي في الانتقاد ص 17 طبع دمشق وانه قال : لم أر له أثرا في الصحيح بل هو مما اشتهر بين العرام.
2- صرح بوضعه جماعة «منهم» الحافظ السيوطي في اللآلي (ج 1 ص 291 طبع مصر) حيث نقل الخبر عن الخطيب بسند فيه جماعة كابن با بشاذ وهارون بن أحمد وقال انه يروى المناكير ويسندها إلى الثقات. «ومنهم» صاحب الميزان على ما في اللآلي وقال في ترجمة هارون بن أحمد : الاسناد باطل ، وقال في ترجمة ابن بابشاذ البصري أنه أتى في هذا النقل بطامة لا تطيب. «ومنهم» العلامة صاحب القاموس في خاتمة سفر السعادة (ص 193 طبع دهلي) «ومنهم» أيضا العلامة الفتنى الهندي الشيخ محمد طاهر في الموضوعات (ص 93 طبع بمبئى) «ومنهم» العلامة ابن الجوزي عده في الموضوعات على ما نقله حسام الدين القدسي في الانتقاد ص 17 وحكى عنه انه قال لم أر لهذه الأحاديث أثرا في الصحيح ولا في الموضوع وانما تسمع من العوام. «ومنهم» العلامة ابن المرتضى اليماني في تلخيص العواصم (ص 49)
الأرواح اختار روح أبي بكر ، وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل «انتهى كلامه». وقد صرح بوضع الحديثين أيضا مؤلف (1) كتاب تذكرة الموضوعات نقلا عن الخلاصة (2) والمختصر (3) تأليف الشّيخ المذكور.
واما السادس والعشرون فلأنا قد أثبتنا سابقا دلالة الآية التي بعد هذه الآية التي نحن فيها على امامة عليّ عليه السلام بوجه ، يوجب إسقاط ما أشار اليه من المنع ، ولا يتوقف فيه من له فطرة سليمة وفطنة قويمة ، (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (4) فهذا غاية الشّوط في هذا المضمار واللّه أعلم بحقائق الأسرار.
قال المصنّف رفع درجته اللّه
الثالثة والعشرون قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (5) روى (6) أحمد بن حنبل نزلت في علي عليه السلام.
ص: 243
1- ذكره في (ص 93 ط بمبئى) فراجع
2- هو كتاب لصاحب القاموس.
3- هو كتاب له أيضا.
4- الذاريات. الآية 55.
5- الحديد. الآية 19
6- وى نزول هذه الآية الشريفة في شأن على بن أبي طالب عليه السلام عدة من أعلام القوم ونحن نسرد أسماء بعضهم حسب ما وقفنا عليها حال التحرير فنقول : «منهم» الحافظ احمد بن حنبل في الفضائل (ص 156 مخطوط تظن كتابتها في المائة السادسة) حدثنا محمد ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال : حدثنا عمر بن جميع عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار وهو مؤمن آل ياسين ، وحزقيل ، وهو مؤمن آل فرعون ، وعلى بن أبي طالب وهو أفضلهم. وفيما كتب إلينا عبد اللّه بن عثام الكوفي يذكر أن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى المكفوف حدثهم ، قال : أخبرنا عمر بن جميع البصري عن محمد بن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مثله (ص 193 ، النسخة المذكورة) «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (كما في العمدة للعلامة ابن بطريق ص 112 ط تبريز) قال : وروى عبيد اللّه بن محمد عن العلاء عن منهال بن عمرو عن عباد بن عبد اللّه قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي الا كل مفتر ، صليت قبل الناس سبع سنين «ومنهم» العلامة الفقيه ابن المغازلي الواسطي (كما في العمدة للعلامة ابن بطريق ص 113 ط تبريز) قال : أخبرنا أبو الحسين على بن عمر بن عبد اللّه بن عمر بن شوذب سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي ، قال : حدثنا محمد بن يونس أبو العباس الكريمي ، قال : حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثنا عمر بن جميع عن أبي ليلى عن أخيه عيسى ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الصديقون ثلاثة حبيب النجار ، الحديث. «ومنهم» العلامة الرازي في تفسيره (ج 27 ص 57 ط الجديد بمصر) عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال : الصديقون ثلاثة ، حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، ومؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون رجلا أن يقول ربى اللّه ، وعلى بن أبي طالب وهو أفضلهم. «ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق (ص 123 ط المحمدية بمصر) أخرج أبو نعيم وابن عساكر عن أبي ليلى أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : الصديقون ثلاثة ، حبيب النجار ومؤمن آل يس وعلى بن أبي طالب وهو أفضلهم. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 55 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن المحدث الحنبلي قال : ان الآية نزلت في شأن على. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 124 ط اسلامبول) اخرج أحمد في مسنده ؛ وأبو نعيم وابن المغازلي وموفق الخوارزمي بالاسناد عن أبي ليلى وعن أبي أيوب الأنصاري ، قالا : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الصديقون ثلاثة ، الحديث.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : لا شك أن عليّا من الصديقين والشهداء ، والظاهر أن الآية نزلت في جماعة من الصّديقين والشهداء ، ويمكن أن تكون نازلة في الخلفاء وان صح نزولها في عليّ ، فهي من فضائله ، وليست دالة على مدعي النص «انتهى»
أقول
قد ذكرنا سابقا أن عليّا عليه السلام قال على منبر الكوفة : أنا الصّديق الأكبر ، والكلى ينصرف إلى الفرد الكامل ، فينصرف الصّديق في الآية إلى عليّ عليه السلام دون غيره فافهم واما احتمال نزول الآية في الخلفاء ، فإنما يتم لو أريد من الشّهداء الذين يشهدون عند الحاكم في الدنيا والآخرة.
واما إذا كان المراد المقتولين في سبيل اللّه فلا ، لأن من الخلفاء أبا بكر ، وقد مات حتف أنفه ، واما ما ذكره من أن هذه الآية لا تصلح دليلا على مدعي النّص فقد عرفت جوابه مرارا.
ص: 245
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرابعة والعشرون قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) (1) ، روى الجمهور (2) أنّها نزلت في علي عليه السلام كانت معه أربعة دراهم أنفق في الليل درهما ، وبالنهار درهما ، وفي السّر درهما ، وفي العلانية درهما «انتهى».
ص: 246
1- البقرة. الآية 274.
2- روى نزول الآية الشريفه في حق أمير المؤمنين على عليه السلام عدة كثيرة من أكابر القوم وحفاظهم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «ومنهم» العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص 64 ط مطبعة الهندية بمصر) أخبرنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي ، قال : حدثنا محمد بن اسماعيل الجرجاني ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ). الآية ، قال : نزلت في على بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم ، فأنفق بالليل واحدا ، (وبالنهار واحدا ظ) وفي السر واحدا ، وفي العلانية واحدا ، أخبرنا أحمد بن الحسن الكاتب ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن شاذان ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال : كان لعلى رضى اللّه عنه أربعة دراهم بنحو ما تقدم قال الكلبي : نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب رضى اللّه عنه لم يكن يملك الا أربعة إلخ «ومنهم» الحافظ ابو نعيم الاصبهانى في «ما نزل في شأن على» و «منقبة المطهرين» (على ما في اللوامع) «ومنهم» السيد على الهمداني في «المودة في القربى» (على ما في اللوامع) «ومنهم» ابن المغازلي (على ما في اللوامع) «ومنهم» ابن فورك (على ما في اللوامع) «ومنهم» ابراهيم الحموينى (على ما في اللوامع) «ومنهم» صاحب خصائص علوي (على ما في اللوامع) «ومنهم» الماوردي (على ما في اللوامع) «ومنهم» القشيري (على ما في اللوامع) «ومنهم» الثماني (على ما في اللوامع) «ومنهم» النقاش (على ما في اللوامع) «ومنهم» القفال (على ما في اللوامع) «ومنهم» عبد اللّه الحسين (على ما في اللوامع) «ومنهم» على بن حرب الطائي (على ما في اللوامع) «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (كما في مناقب الكاشي ، مخطوط) روى عن ابن عباس ، قال : كان عند على بن أبي طالب أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة البغوي المتوفى سنة 516 في تفسيره : معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 1 ص 249 ط مصر) روى عن مجاهد عن ابن عباس رض قال : نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب رضى اللّه تعالى عنه ، كانت عنده أربعة دراهم. الحديث «ومنهم» العلامة الزمخشرىّ في الكشاف (ج 1 ص 164 ط مصر) عن ابن عباس أنها نزلت في على رضى اللّه عنه ، لم يملك الا أربعة دراهم. الحديث «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 7 ص 89 ط البهية بمصر) قال : بعث على رضى اللّه عنه بوسق من تمر ليلا ، فكان أحب الصدقتين إلى اللّه تعالى صدقته فنزلت هذه الآية وقال ابن عباس : ان عليا عليه السلام ما كان يملك الا أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ؛ وبدرهم نهارا ، إلى آخر ما قدمنا نقله عن غيره. «ومنهم» العلامة الخازن في تفسيره (ج 1 ص 249 ط مصطفى محمد) قال ابن عباس : هذه الآية نزلت في على بن أبي طالب بنحو ما تقدم. «ومنهم» العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج 4 ص 25 ط جمعية المعارف بمصر) أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن على بن سويدة التكريتي ، أنبانا أبو الفضل أحمد بن أبي الخير الميهنى والحسين بن الفرحان السمناني ، قالا : أنبأنا على بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر التميمي ، انبأنا أبو محمد بن حبان ، حدثنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي ، حدثنا محمد بن سهل الجرجاني ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى : (يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ). الآية قال : نزلت في على بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم. ورواه عفان بن مسلم عن وهيب عن أيوب عن مجاهد عن ابن عباس مثله. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 88 ط مصر سنة 1356) روى عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ). الآية. قال : نزلت في على بن أبي طالب ، كان معه أربعة ، إلى آخر ما تقدم ، وزاد فقال له رسول اللّه : ما حملك على هذا؟ فقال : أن أستوجب على اللّه تعالى ما وعدني ربى ، فقال : ألا ان لك ذلك ، فنزلت الآية الشريفة. «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 17 ط النجف الأشرف) روى عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : كان مع على أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم «ومنهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 108 ط الغرى) أخبرنا شيخنا حجة الإسلام شافعى الزمان أبو سالم محمد بن طلحة القاضي بمدينة حلب والحافظ محمد بن محمود المعروف بابن النجار ببغداد ، قالا : أخبرنا أبو الحسن المؤيد ابن على ، قال : أخبرنا عبد الجبار الخواري ، أخبرنا العلامة أبو الحسن على بن أحمد ابن محمد الواحدي ؛ حدثنا أبو بكر التميمي يعنى أحمد بن محمد الحارث ، أخبرنا أبو محمد بن جبان (حسان - خ ل) حدثنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي ، حدثنا محمد بن اسماعيل الجرجاني ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ) الآية. قال : نزلت في على بن أبي طالب كان عنده أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم. وذكره ابن جرير الطبري ، وذكر طرقه وغيره ، ورواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه. «ومنهم» العلامة المذكور في الرياض النضرة (ص 206 ط محمد أمين الخانجى بمصر) عن ابن عباس رضى اللّه عنهما في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ). الآية نزلت في على ابن أبي طالب ، كانت معه أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم. ثم قال : وتابع ابن عباس مجاهدا وابن السائب ومقاتل وقيل : نزلت فيمن يربط الخيل في سبيل اللّه ، قاله أبو الدرداء وأبو أمامة «ومنهم» العلامة القرطبي في تفسيره (ج 3 ص 347 ط مصر سنة 1936) روى عن ابن عباس أنه قال : نزلت في على بن أبي طالب ، كانت معه أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 1 ص 326 ط مصطفى محمد) قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، أخبرنا يحيى بن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن ابن جبير عن أبيه ، قال : كان لعلى أربعة دراهم فأنفق كما تقدم : فنزلت (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ). الآية. ورواه ابن جرير من طريق عبد الوهاب بن مجاهد. ورواه ابن مردويه بوجه آخر عن ابن عباس أنها نزلت في على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدرى بطهران) ذكر في روضة الشهداء أنه كان لعلى عليه السلام أربعة دراهم ، فأنفق بالليل واحدة ، إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة الأديب أبو حيان أثير الدين أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن على بن يوسف الأندلسي الغرناطي المتوفى سنة 754 قال في تفسيره : بحر المحيط ما لفظه : قال ابن عباس أيضا والكلبي : نزلت في على كانت عنده أربعة دراهم قال الكلبي لم يملك غيرها فتصدق إلى آخر ما تقدم. وقال ابن عباس أيضا : نزلت في على بعث بوسق تمر إلى أهل الصفة ليلا. «ومنهم» العلامة ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 1 ص 7 ط مصطفى الحلبي بمصر) روى المفسرون أنه لم يملك الا أربعة دراهم ، إلى آخر الحديث. البيضاوي (ج 1 ص 267 ط مصطفى محمد بمصر) ذكر في وجه نزوله في أمير المؤمنين على عليه السلام أنه لم يملك الا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا ودرهم نهارا ودرهم سرا ودرهم علانية. «ومنهم» العلامة الهيتمى في مجمع الزوائد (ج 6 ص 324 ط القاهرة) روى الطبرانيّ عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ) الآية ، نزلت في على بن أبي طالب ، كانت عنده دراهم. الحديث. السيوطي في الدر المنثور (ج 1 ص 363 ط) أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والطبرانيّ وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً). قال : نزلت في على بن أبي طالب كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وسرا درهما وعلانية درهما «ومنهم» العلامة المذكور في (لباب النقول في اسباب النزول) (ص 42 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حا تم والطبرانيّ عن ابن عباس ، قال : نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب ، كانت معه أربعة دراهم ، الحديث. «ومنهم» المير محمد صالح الكشفى الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص 34 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى نزول الآية في على عليه السلام عن تفسير الثعلبي وأسباب النزول والكشاف ومناقب ابن مردويه وكتاب نهج الحق ومسند أحمد بن حنبل والصواعق المحرقة ، «ومنهم» العلامة الشوكانى في «فتح القدير» (ج 1 ص 265 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في هذه الآية ، قال : نزلت في على بن أبي طالب ، كانت له أربعة دراهم ، فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما ودرهما سرا ودرهما علانية. ورواه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس. «ومنهم» العلامه الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، نقل عن الواحدي في تفسيره يرفعه إلى ابن عباس رض قال : كان مع على رض أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فانزل اللّه تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ) ، إلخ (نور الأبصار ص 105 ط العثمانية بمصر) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص 92 ط اسلامبول) روى موفق بن أحمد والحموينى والثعلبي والمالكي وأبو نعيم والحافظ بسندهم عن مجاهد عن ابن عباس انه قال : كان عند على أربعة دراهم إلى آخر ما تقدم. روى في جمع الفوائد في تفسير سورة البقرة عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ). الآية نزلت في على رضى اللّه عنه ، ثم ذكر الحديث بعين ما تقدم.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ذكر المفسرون من أهل السّنة : ان الآية نزلت في علي وهو من فضائله ، ولا يثبت به مدعى النّص «انتهى».
أقول
إن الآية تدل على انّه عليه السلام لتفرده بهذه الصّدقة كان أسخى من ساير الصّحابة ، فيكون افضل منهم وأحب إلى اللّه تعالى ، وهذا ايضا داخل في مدعى المصنّف كما مر.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخامسة والعشرون قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (1) في صحيح مسلم (2) قلت : يا رسول اللّه
ص: 252
1- الأحزاب الآية 33.
2- أقول : ورود الصلاة على النبي وآله بهذه الكيفية المذكورة في المتن المتضمنة لذكر الال مما تواترت به الاخبار وتظافرت به الأدلة ، وقد أورد أرباب الحديث وحفاظ القوم روايات في ذلك الباب ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 في مسنده (ج 2 ص 97 ط مطبعة السعادة بمصر) قال : أخبرنا ابراهيم بن محمد ، أخبرنا صفوان بن سليم عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة أنه قال : يا رسول اللّه كيف نصلّى عليك؟ فقال : تقولون : اللّهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم ، ثم تسلمون على. أخبرنا ابراهيم بن محمد ، حدثني سعد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب ابن عجرة عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنه كان يقول في الصلاة : اللّهم صلّى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. «ومنهم» الحافظ البخاري في صحيحه (ج 6 ص 120 ط مصر المأخوذ من الاميرية) حدثني سعيد بن يحيى ، حدثنا ابى ، حدثنا مسعر عن الحكم عن ابن ابى ليلى عن كعب بن عجرة رضى اللّه عنه ، قيل يا رسول اللّه : أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد : اللّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد. حدثنا عبد اللّه بن يوسف ؛ حدثنا الليث ، قال : حدثني ابن الهاد عن عبد اللّه بن خباب عن أبى سعيد الخدري ، قال : قلنا يا رسول اللّه : هذا التسليم ، فكيف نصلّى عليك؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم ، قال أبو صالح عن الليث على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم. حدثنا ابراهيم بن حمزة ، حدثنا ابن أبى حازم والدراوردي عن يزيد ، وقال كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم «ومنهم» الحافظ المذكور في «تاريخه الكبير» (ج 2 ، القسم الاول ص 351 ط حيدرآباد الدكن). «ومنهم» الحافظ الحاكم في المستدرك (ج 3 ص 148 ط حيدرآباد الدكن) حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ؛ ثنا أحمد بن زهير بن حرب ، ثنا أبو سلمة موسى بن اسماعيل ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا أبو فروة ، حدثني عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى أنه سمع عبد الرحمن بن أبى ليلى يقول : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدى لك هدية سمعتها من النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم؟ قلت : بلى ، قال : فاهدها إلى ، قال : سألنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقلنا يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت إلى آخر ما تقدم عن البخاري. حدثنا أبو الحسن اسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ؛ ثنا جدي ، ثنا أبو بكر بن أبى شيبة الحزامي ، ثنا محمد بن اسماعيل بن ابى فديك ، حدثني عبد الرحمن بن أبى بكر المليكي عن اسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه ، قال : لما نظر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى الرحمة هابطة قال : ادعو إلى ، ادعو إلى ، فقالت صفية من يا رسول اللّه؟ قال : أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجيء بهم : فألقى عليهم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كسائه ثم رفع يديه ثم قال : اللّهم هؤلاء آلى فصل على محمد وعلى آل محمد وأنزل اللّه عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية ، هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وقد صحت الرواية على شرط الشيخين انه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله «ومنهم» الحافظ المذكور في كتاب «معرفة علوم الحديث» (ص 32 ط دار الكتب المصرية بمصر) حيث قال في بيان اقسام الحديث المسلسل : والنوع السادس من المسلسل ما عدهن في يدي أبو بكر بن أبى دارم الحافظ بالكوفة وقال لي : عدهن في يدي على بن أحمد بن الحسين العجلى ، وقال لي : عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان ، وقال لي : عدهن في يدي يحيى بن المساور الحناط ، وقال لي : عدهن في يدي عمرو بن خالد ، وقال لي : عدهن في يدي زيد بن على بن الحسين ، وقال لي : عدهن في يدي على بن الحسين ، وقال لي : عدهن في يدي أبى الحسين بن على ، وقال لي : عدهن في يدي على بن أبي طالب ، وقال لي : عدهن في يدي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، عدهن في يدي جبريل ، وقال جبريل : هكذا نزلت بهن من عند رب العزة : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم ترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم سلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، وقبض حرب خمس أصابعه وقبض على بن أحمد العجلى خمس أصابعه وقبض شيخنا أبو بكر خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض الحاكم أبو عبد اللّه خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض أحمد بن خلف خمس أصابعه وعدهن في أيدينا. «ومنهم» الحافظ ابو نعيم الاصفهانى في كتاب «اخبار أصفهان» (ج 1 ص 131 ط ليدن) أورد حديث كعب بن عجرة بعين ما تقدم. «ومنهم» الحافظ الحجة أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري الأندلسي المتوفى سنة 463 في «تجريد التمهيد» (ص 185 ط مصر سنة 1350) روى عن مالك عن نعيم بن عبد اللّه المجمر عن محمد بن عبد اللّه بن زيد الأنصاري انه أخبره عن أبى مسعود الأنصاري انه قال : أتانا رسول اللّه في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد : أمرنا اللّه أن نصلّى عليك يا رسول اللّه ، فكيف نصلّى عليك؟ قال فسكت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال : قولوا : اللّهم صلّى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم. «ومنهم» الحافظ أبو بكر الخطيب المتوفى سنة 463 في تاريخ بغداد (ج 6 ص 216 ط مطبعة السعادة بمصر) حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا اسماعيل بن زكريا أبو زياد عن الأعمش وعن مسعر بن كدام وعن مالك بن مغول كلهم عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد اللّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد. يوسف بن نفيس البغدادي ، حدث عن عبد الملك بن هارون بن عنترة الغزاري ، روى عنه أبو جعفر مطين ، أخبرنا ابن الفضل أخبرنا جعفر الخلدى ؛ وأخبرني الأزهري حدثنا على بن عبد الرحمن البكائى بالكوفة ، قال حدثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي ، حدثنا يوسف بن نفيس البغدادي ، حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن على ، قال : قالوا يا رسول اللّه كيف نصلّى عليك؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم ؛ وفي حديث الزهري كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد. الحسين بن نصر البغدادي حدث عن يزيد بن هارون روى عنه أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي ، أنبأنا أبو الحسين احمد بن على الجحوانى أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن يحيى الطلحي حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان البزاز حدثنا الحسين بن نصر البغدادي ، قال : سمعت يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا اسماعيل بن أبى خالد عن أبى داود الأعمى عن بريدة الخزاعي قال : قلنا يا رسول اللّه : قد علمنا كيف السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا اللّهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد(ج 8 ص 143 ، الطبع المذكور) «ومنهم» العلامة الواحدي النيسابوري في أسباب النزول (ص 271 ط الهندية بمصر) أخبرنا أبو سعيد عن ابن عمر النيسابوري ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد الخلدى ، قال ، أخبرنا المؤمل بن الحسين بن عيسى ، قال : أخبرنا محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو حذيفة ، قال : أخبرنا سفيان عن الزبير بن عدى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب ابن عجرة بنحو ما تقدم ، فنزلت : (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ). الآية. «ومنهم» العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 5 ص 225 ط مصر) أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي ، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الحافظ ؛ أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب ، أنبأنا موسى بن اسماعيل ؛ أنبأنا أبو سلمة بن عبد الواحد زياد ، أنبأنا أبو فروة حدثني عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ، سمع عبد الرحمن بن أبى ليلى يقول : الرواية ما نرويه بواسطة كفاية الخصام «منهم» الثعلبي روى عن كعب بن عجرة بعين ما تقدم. وروى أيضا بسنده عن ام سلمة. «ومنهم» الحمويني روى بسنده عن عبد الوهاب بن عبد المجيد عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن بشير بن مسعود عن ابن مسعود بعين ما تقدم. وروى أيضا بسنده عن يزيد بن أبى زياد عن كعب بن عجرة بعين ما تقدم. وروى ايضا بسنده عن أنس بن مالك. وروى أيضا بسنده عن عقبة بن عامر. وروى أيضا بسنده عن ابن مسعود. وروى أيضا بسنده عن واثلة بن الأصقع. «ومنهم» أبو نعيم في حلية الأولياء عن كعب بن عجرة. وروى أيضا عن عبد اللّه بن طلحة. «ومنهم» الديلمي في كتاب الفردوس روى بسنده عن على عليه السلام قال ما من دعاء الا وبينه وبين السماء حجاب إلى أن يدعو لمحمد وآل محمد. «ومنهم» السمعاني في مناقب الصحابة ، روى بسنده عن الحارث وعاصم بن ضمرة عن على عليه السلام نحوه. «ومنهم» العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه ابن أحمد المعروف بابن العربي المعافري الأندلسي المالكي المتوفى سنة 542. أورد في كتاب أحكام القرآن (ج 1 ص 184 ط مطبعة السعادة بمصر) عدة روايات تدل على أنها نزلت في حق النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وآله الاطهار منها قوله : روى مالك عن أبى مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في مجلس سعد بن عبادة إلى آخر الرواية. ومنها قوله : روى النسائي عن طلحة مثله بإسقاط قوله : في العالمين وقوله والسلام كما قد علمتم. ومنها قوله : عن كعب بن عجرة ، قال عبد الرحمن بن أبى ليلى تلقاني كعب بن أبى عجرة فقال : ألا اهدى لك هدية ، قلت بلى ، إلى آخر الرواية. ومنها قوله : عن بريدة الخزاعي قال : قلنا يا رسول اللّه قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ إلى آخر الرواية. ومنها : عن ابى سعيد الخدري ، قال : قلنا يا رسول اللّه ، إلخ. ومنها : من طريق على بن أبي طالب رضى اللّه عنه : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت إلخ. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 25 ص 226 ط مصر) سئل النبي عليه السلام كيف نصلّى عليك يا رسول اللّه؟ فقال : قولوا اللّهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. «ومنهم» الذهبي في تلخيص المستدرك (المطبوع بهامش المستدرك ج 3 ص 148 ط حيدرآباد الدكن) نقل الحديث الذي نقلناه عن المستدرك بعينه. «ومنهم» العلامة ابو عبد اللّه محمد بن احمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص 233 - 234 ط القاهرة 1357 ه) روايات كثيرة دالة على لحوق الال بالنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عند الصلاة عليه ، ونحن نذكر الرواية عنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ونترك المتون مراعاة للاختصار ، روى مالك عن أبى مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد ، إلى آخر ما ذكرنا قبلا ، ورواه النسائي عن طلحة مثله ، وروى عن كعب بن عجرة وابى حميد الساعدي وابى سعيد الخدري وعلى بن أبي طالب وأبى هريرة وبريدة الخزاعي وزيد بن خارجة ويقال ابن حارثة أخرجها الترمذي ومسلم في صحيحهما وروى المسعودي عن عون بن عبد اللّه عن أبى فاختة عن الأسود عن عبد اللّه ، إلى آخره ، وروى أيضا عن كتاب الشفا للقاضي عياض عن على ابن أبي طالب عليه السلام مثله ، وقال أيضا في ص 236 : وذكر الدارقطنيّ عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين أنه قال : لو صليت صلاة لم اصل فيها على النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ولا على أهل بيته لرأيت أنها لا تتم ، وروى مرفوعا عنه عن ابن مسعود عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. والصواب أنه قول أبى جعفر ، قاله الدارقطنيّ فراجع. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 19 ط مصر سنة 1356) عن عبد الرحمن بن أبى ليلى ، قال لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا اهدى لك إلى آخر ما تقدم عن المستدرك. «ومنهم» العلامة محيي الدين يحيى بن شرف النووي في كتابه (رياض الصالحين ص 455 ط مصر) روى عن أبى محمد كعب بن عجرة قال : خرج علينا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقلنا يا رسول اللّه : قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلّى عليك؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد ، إلى آخر الرواية. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 22 ص 27 ط الميمنية بمصر) حدثنا ابن حميد ، قال ، ثنا هارون عن عنبسة عن عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبيه ، قال : اتى رجل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : سمعت اللّه يقول : ان اللّه وملائكته يصلون على النبي الآية فكيف الصلاة عليك؟ فقال : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد. حدثني معفر بن محمد الكوفي ، قال : ثنا يعلى بن الأجلح عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت : (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) قمت اليه فقلت : السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول اللّه؟ قال قل : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. حدثنا ابو كريب ، قال : ثنا مالك بن اسماعيل ، قال : ثنا ابو إسرائيل عن يونس بن جناب قال خطبنا بفارس فقال : ان اللّه وملائكته الآية ، فقال : أنبأنى من سمع ابن عباس يقول : هكذا انزل ؛ فقلنا او قالوا يا رسول اللّه : قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد. «ومنهم» العلامة النيسابوري في تفسيره (ج 22 ص 30 بهامش الطبري ط الميمنية بمصر) سئل النبي كيف نصلّى عليك يا رسول اللّه ، قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد نزول الآية الشريفة في حق النبي المكرم وآله الاطهار صلوات اللّه عليهم بقوله : وروى انه لما نزلت هذه الآية قال قوم من الصحابة إلى آخر ما تقدم ؛ البحر المحيط (ج 7 ص 248 ط مطبعة السعادة بمصر) ابن كثير في تفسيره (ج 3 ص 506 ط مصطفى الحلبي بمصر) حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد ، أخبرنا أبى عن مسعر عن الحكم عن ابن ابى ليلى عن كعب بن عجرة قال : قيل يا رسول اللّه : أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد. وقال الامام أحمد ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن الحكم ؛ قال سمعت ابن أبى ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا اهدى لك هدية ، خرج علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ؛ قلنا يا رسول اللّه قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة؟ فقال قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد : وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة في كتبهم من طرق متعددة عن الحكم وهو ابن عيينة زاد البخاري وعبد اللّه بن عيسى كلاهما عن عبد الرحمن بن أبى ليلى فذكرهم. وقال ابن أبى حاتم ؛ حدثنا الحسين بن عرفة ، حدثنا هشيم بن بشير عن يزيد بن أبى زياد ، حدثنا عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة بعين ما تقدم عن كعب بن عجرة قال البخاري : حدثنا عبد اللّه بن يوسف ، حدثنا الليث عن ابن الهاد عن عبد اللّه بن جناب عن ابى سعيد الخدري رضى اللّه عنه بنحو ما تقدم عن كعب بن عجرة وحدثنا ابراهيم بن حمزة ، حدثنا ابن أبى حازم عن يزيد يعنى ابن الهاد وقال كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم وأخرجه النسائي من حديث ابن الهاد به. قال الامام احمد : قرأت على عبد الرحمن مالك عن عبد اللّه بن ابى بكر عن أبيه عن عمر وبن سليم انه قال : أخبرني ابو حميد الساعدي انهم قالوا يا رسول اللّه كيف نصلّى عليك؟ فذكر الصلاة على الذرية ايضا. وقد أخرجه بقية الجماعة سوى الترمذي من حديث مالك به. «ومنهم» العلامة السيد عطاء اللّه الدشتكي الشيرازي الهروي المتوفى سنة 903 قال في كتاب (روضة الأحباب في باب الصلاة على النبي) : واما كيفية الصلاة عليه فقد صح عن كعب بن عجرة انه قال : سألت عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم انه قد علمنا كيفية السلام عليك ، فقد علمنا كيفية الصلاة عليك؟ فقال : قولوا اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إلى آخر الرواية. وقد ورد في الصحيحين وفي سنن ابى داود والترمذي وغيرها. وقال الامام الشافعي افضل صيغ الصلوات ان يقول : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن ذكره الغافلون. ونقل عن بعض السلف انه قال ، كنا في البحر على السفينة ، فإذا هب ريح يقال له افلابية مشهورة بين الملاحين بان النجاة منه قليل نادر وقع الاضطراب بين اهل السفينة بحيث ارتفعت الضجة منهم ، وكانوا يوادع كل منهم صاحبهم ؛ فبينما نحن كذلك فغلبني نعاس فرأيت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : قل لأهل هذه السفينة ان يصلوا على بهذا النحو ألف مرة : اللّهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضى لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات ، فاستيقظت من نومى وأخبرت اهل السفينة بذلك ، فاشتغلنا على الصلاة عليه بهذه الكيفية ولم يتم ثلاث مائة مرة حتى سكن الريح وسلمنا من هذه البلية. «ومنهم» العلامة الشيخ محمد إدريس الهندي الكاندهلوي الحنفي في كتابه «التعليق الصبيح في شرح المصابيح» (ج 1 ص 401 ، إلى صفحة 402) أورد الحديث بأسانيد متعددة ومتون مختلفة كلها مشتملة على كيفية الصلاة عليه وعلى آله «ومنهم» العلامة المحدث السيد ابراهيم نقيب مصر في كتاب «البيان والتعريف» (ج 2 ص 134 ط حلب سنة 1329) قال : اخرج الامام احمد والأئمة الستة سوى الترمذي عن كعب بن عجرة قال قال رسول اللّه : قولوا : اللّهم صل على محمد وآل محمد ، إلى آخر الحديث. «ومنهم» الخازن في تفسيره (ج 5 ص 226 ط مصر) عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال الا اهدى لك هدية ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خرج علينا إلى آخر الحديث المتقدم. عن ابى مسعود البدري ، قال أتانا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد أمرنا اللّه ان نصلّى عليك يا رسول اللّه ؛ فكيف نصلّى عليك؟ فسكت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الحديث. «ومنهم» العلامة جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب بغية الوعاة (ص 442 ط مصر بتصحيح الشيخ احمد الشنقيطى) حيث أورد عدة روايات مسندة مسلسلة بالعد منها قرأت على الاصيلة الثقة الخيرة الفاضلة الكاتبة ام هاني بنت ابى الحسن الهورينى وعدتهن في يدي ، قالت : انبأنا الامام النحوي معنعنا إلى ان قال : عن زيد بن على وعدهن في يدي قال : عدهن في يدي جبرائيل عليه السلام قال جبرائيل : هكذا نزلت بهن من عند رب العزة اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد اللّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم وتحنن على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم وتحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللّهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، وروى ايضا بسند آخر أنهاه إلى ابن مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا اللّه ان نصلّى عليك يا رسول اللّه فكيف نصلّى عليك؟ الحديث. «ومنهم» العلامة المذكور في الدر المنثور (ج 5 ص 215 - 219 ط مصر) أخرج ابن جرير عن ابراهيم رضى اللّه عنه الحديث المذكور في المتن إلى آخره وزاد «انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد». واخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال خطبنا بفارس فقال : (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ) الآية ؛ قال : أنبأنى من سمع ابن عباس رضى اللّه عنهما يقول هكذا انزل ، فقالوا يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وارحم محمدا وآل محمد كما رحمت آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن ابى حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضى اللّه عنه قال لما نزلت : (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ) على النبي الآية ، قلنا يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. واخرج عبد الرزاق من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان يقول : اللّهم صل على محمد وعلى أهل بيته الحديث. واخرج عبد الرزاق وابن ابى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضى اللّه عنه قال : قال رجل : يا رسول اللّه أما السلام عليك إلى آخر ما تقدم نقله عن كعب. وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة رضى اللّه عنه عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلّى علينا أهل البيت فليقل : اللّهم صل على محمد إلى أن قال وذريته وأهل بيته كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد. واخرج ابن عدى عن على رضى اللّه عنه عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : من سره إلى آخر الحديث المتقدم ، وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي عاصم والهيتم بن كليب الشاشي وابن مردويه عن طلحة بن عبيد اللّه قال : قلت يا رسول اللّه كيف الصلاة عليك؟ قال : قل : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. واخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيد اللّه رضى اللّه عنه نظير ما نقلنا عن طلحة في الحديث السابق وزاد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. واخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضى اللّه عنه ما نقلناه عنه بطرق كثيرة عن كعب. وأخرج ابن ابى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن كعب بن عجرة. وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي مسعود الأنصاري رضى اللّه عنه أن بشير بن سعد قال يا رسول اللّه : أمرنا اللّه أن نصلّى عليك؟ فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله ، ثم قال قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إلى آخر ما تقدم. واخرج عبد بن حميد والنسائي وابن مردويه عن ابى هريرة انهم سألوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى آخر ما تقدم. واخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي حميد الساعدي رضي اللّه عنه ما نقلناه عن كعب بن عجرة. واخرج ابن مردويه عن على عليه السلام قال : قلت يا رسول اللّه كيف نصلّى عليك؟ إلى آخر ما تقدم. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضى اللّه عنه قال قلنا يا رسول اللّه قد علمنا كيف السلام عليك ، فكيف نصلّى عليك؟ قال : قولوا : اللّهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد واخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابى مسعود عقبة بن عمرو أن رجلا قال يا رسول اللّه نظير ما تقدم عن بشير بن سعد الأنصاري. واخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضى اللّه عنه عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : من قال : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له. واخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وابن مردويه عن زيد بن أبي خارجة رضى اللّه عنه قال : قلت يا رسول اللّه قد علمنا كيف السلام عليك ، فكيف نصلّى عليك؟ فقال : صلوا على واجتهدوا ، ثم قولوا : اللّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. واخرج ابن مردويه عن أنس رضى اللّه عنه ان رهطا من الأنصار قالوا يا رسول اللّه كيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وآل محمد الحديث. واخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن بريدة رضى اللّه عنه قال : قلنا يا رسول اللّه قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلّى عليك؟ إلى آخر ما تقدم عن ابى هريرة واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضى اللّه عنه قال : إذا صليتم على النبي ، فأحسنوا الصلاة عليه قولوا : اللّهم اجعل صلواتك إلى أن قال اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم. واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى اللّه عنه قال : قلنا يا رسول اللّه إلى آخر ما تقدم عن غيره. «ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 144 ط المحمدية بمصر) صح عن كعب بن عجرة ، قال : لما نزلت هذه الآية قلنا يا رسول اللّه إلى آخر ما تقدم. ويروى : لا تصلوا على الصلاة البتراء ، فقالوا وما الصلاة البتراء؟ قال : تقولون : اللّهم صل على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد. وروى مسلم : أمرنا اللّه أن نصلّى عليك فسكت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتى تمنينا اننا لم نسأله ثم قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد الحديث ، وزاد آخره والسلام كما قد علمتم وصح ان رجلا قال يا رسول اللّه : أما السلام عليك فقد عرفناه إلى آخر ما نقلناه فيما مر. وقد أخرج الديلمي أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : الدعاء محجوب حتى يصلّى على محمد وأهل بيته اللّهم صل على محمد وآله. «ومنهم» العلامة المولى محمد بن پير على افندى البركوئى من علماء الدولة العثمانية المتوفى سنة 981 في كتاب «الأربعين حديثا» (ص 264 ط الآستانة) أورد الحديث بعين ما تقدم. «ومنهم» العلامة المولى محمد الاقكرمانى القاضي بازمير من علماء دولة آل عثمان في شرحه لأربعين البكوى (ص 246 ط الآستانة) قال : اخرج البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة كلهم عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه قال : عدهن في يدي رسول اللّه وقال عدهن في يدي جبرائيل إلى آخر ما مر من السند المسلسل بالعد عن كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم. وكذا أخرجه عن على وابن مسعود وابن عباس. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 45 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن الصواعق المحرقة ومستدرك الحاكم عن كعب كلام النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عند نزول الآية قولوا : اللّهم صل على محمد وآل محمد بعين المضمون المتقدم. وروى مرسلا أن بعض الصحابة قال : وعلى آل محمد ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من فرق بيني وبين آلى بعلى فليس من أمتي. «ومنهم» العلامة الشوكانى في «فتح القدير» (ج 4 ص 293 ط مصطفى محمد بمصر) اخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ) ، الآية قلنا يا رسول اللّه : قد علمنا السلام عليك إلى آخر الحديث المنقول فيما مر عنه. وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديثه يلفظ قال رجل يا رسول اللّه إلى آخر ما تقدم. واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد والنسائي من حديث طلحة بن عبيد اللّه ، قال : قلت يا رسول اللّه : كيف الصلاة عليك؟ إلى آخر الحديث المتقدم. واخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي حميد الساعدي انهم قالوا يا رسول اللّه كيف نصلّى عليك؟ فقال رسول اللّه قولوا إلى آخر الحديث. واخرج أبو مسعود عن ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه ان رجلا قال يا رسول اللّه أما السلام عليك فقد عرفناه إلى آخر الحديث المتقدم واخرج الشافعي في مسنده من حديث أبي هريرة مثله «ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج 22 ص 72 ط المنيرية بمصر) اخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والامام أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضى اللّه عنه الحديث المتقدم نقله عن الدر المنثور واخرج الامام مالك والامام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم عن أبي حميد الساعدي الحديث المتقدم عن الدر المنثور. واخرج الامام أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة وغيرهم عن أبي سعيد الخدري ، الحديث المتقدم نقله عن الدر المنثور واخرج الامام أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن بريدة ، الحديث المتقدم نقله عن الدر المنثور. «ومنهم» العلامة السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 24 و 29 ط الاعلامية بمصر) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضى اللّه عنه ، قال : لقيني كعب بن عجرة رضى اللّه عنه فقال ألا اهدى لك هدية سمعتها من رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم؟ قلت بلى بعين ما تقدم كرارا «ومنهم» العلامة السيد علوي بن طاهر بن عبد اللّه الهدار الحداد العلوي الجاوى المعاصر من مشايخ اجازتنا في رواية كتب القوم قال في كتاب (القول الفصل فيما لبنى هاشم وقريش والعرب من الفضل ج 2 ص 272 ط مطبعة ارشيفل) ما لفظه : (السادس) وهو أن اللّه تعالى قال في حق نبيه صلی اللّه عليه وآله وسلم وأهل بيته كما بينته السنة (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فهذه صلاة عامة ، وقال في حق المؤمنين : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) فهذه صلاة خاصة ، وقد اتفق العلماء على أن الصلاة على النبي التي اخبر اللّه بها عنه وعن ملائكته وأمير المؤمنين بها ليست كصلاته وصلاة ملائكته على سائر المؤمنين ، فما تدل عليه الآية الاولى مفارق لما تدل عليه الآية الثانية وان جمعهما مسمى الصلاة واسمها ، كما يجتمع الفرس وزيد في مسمى الحيوانية ويفارق زيد الفرس بالانسانية. ثم ان في ورود الأمر بالصلاة على الال وأهل البيت عند ما سأل الصحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم عن كيفية الصلاة التي أمرهم اللّه بها اثبات لتبعيتهم له صلی اللّه عليه وآله وسلم في هذه الصلاة الخاصة ، وحينئذ فلأهل البيت من الصلاة نوع هو أعظم من الصلاة على مؤدى الزكاة وآل أبي أو في وآل سعد بن عبادة ، والصلاة على الال مأمور بها شرعا في سائر الأزمان ومن كل أحد بخلاف الصلاة على مؤدى الزكاة ، فإنما تكون من الامام أو عامله ، فلا تطلب من كل أحد ولا في كل وقت ، وكذلك الصلاة على آل أبي أو في وآل سعد إلى آخر ما قال. وقال في (ص 184) من هذا الجزء : (7) مسند الامام أحمد - قال : حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني ابى ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا على بن زيد عن شهر بن حوشب عن ام سلمة رضى اللّه عنها أن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا ، قال : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللّهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد انك حميد مجيد ، وقد أخرجه الحافظ الطحاوي ، قال حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا حماد بن سلمة فذكره ، وأخرجه البيهقي بمثله ، وأخرجه الديلمي عن واثلة بن الأسقع. وله من جهة مالك بسند صحيح على شرط مسلم والطحاوي وابن عساكر بسند جيد عنها أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لفاطمة ، إلخ وأخرجه الحاكم في المستدرك ، قال:حدثني أبو الحسن اسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ، حدثنا جدي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي ، حدثنا محمد بن اسماعيل بن أبي فديك ، حدثني عبد الرحمن ابن أبي بكر المليكي عن اسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ، عن أبيه ، قال : لما نظر رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم إلى الرحمة هابطة قال : ادعو لي ، فقالت صفية : من يا رسول اللّه؟ قال : أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلی اللّه عليه وآله كساءه ثم رفع يديه ثم قال : اللّهم هؤلاء آلى فصل على محمد وآل محمد إلى أن قال : وقد صحت الرواية على شرط الشيخين أنه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله ، ثم ساق الرواية عن كعب بن عجرة وفيها : فقلنا يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت إلى آخر الرواية. وقد روى هذا الحديث بإسناده وألفاظه حرفا بعد حرف الامام محمد بن اسماعيل البخاري عن موسى بن اسماعيل في الجامع الصحيح ، وانما خرجته ليعلم المستفيد أن أهل البيت والال جميعا هم.
أمّا السلام عليك ، فقد عرفناه ، وأما الصّلاة عليك فكيف هي؟ فقال : قولوا : اللّهم صل على محمّد وآل محمّد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : كانّه نسى المدّعى وهو اثبات النصّ ، وأخذ بذكر فضائل عليّ وهذا أمر مسلّم واتّفق العلماء على أنّها نزلت فيهم آيات كثيرة ، ومن يظن أنّه ينكر فضل محمّد وآله فما ينكره إلّا من ينكر ضوء الشّمس والقمر «انتهى».
أقول
قد مرّ أنّ النّاصب نسى عنوان المبحث أو يتجاهل ترويجا لكاسده ، فانّ المصنّف جعل المدّعى هناك ذكر ما هو أعمّ من أن يدلّ على النّص على الامامة أو الأفضليّة بل الفضيلة وإثبات أفضليته عليه السلام عن غيره ممّن غصب الخلافة بمنزلة النّص عليه ، لانّها من جملة شرائط الامامة كما بيّن فيما سبق ، وإذا ثبت ذلك فيه دون غيره ثبت المطلوب ، ولا ريب في أنّ الأمر باقتران صلاة النبّي صلی اللّه عليه وآله بصلاة الآل دون الصّلاة على غيرهم مع كون استحقاقها في مكان ومرتبة ، وقد ذهب القوم إلى أنّ تخصيص واحد بها في الذّكر من خصائص النّبوة يدلّ على الامامة لدى الإنصاف ،
ص: 272
كيف لا؟ والسّر في ذلك على ما تفطن به السلطان الفاضل السعيد غياث الدين أولجايتو محمد خدا بنده (1) أنار اللّه برهانه انّ آل الأنبياء السّابقين لما لم يكونوا أوصيائهم في حفظ شريعتهم لتطرق النّسخ على أديانهم وعدم الحاجة إلى حافظ لها بعدهم يكون شريكا لهم في إيصالها على وجهها إلى من بعدهم لم يستحقّوا الصّلاة ولم يجب اقتران صلاة الأنبياء بصلاتهم أصلا ، ولمّا كان دين نبيّنا صلی اللّه عليه وآله مأمونا عن النسخ والتبديل وكان على آله وعترته الأوصياء المعصومين حفظه بعده إلى يوم القيامة أوجب مشاركتهم معه في حفظ الدّين وإبلاغه إلى من بعده على وجه خال عن الخلل والتّوهين ، فشاركهم معه صلی اللّه عليه وآله في استحقاقهم الصّلاة وتوجيهه إليهم كما اليه صلی اللّه عليه وآله وأيضا الكلام حقيقة في أنّ الصّلاة عليهم واجبة في الصّلاة التي هي أفضل الاعمال البدنيّة ولا تصحّ بدونها ، ومن كان هذا شأن كان أفضل ، وقد روى (2) ابن حجر (3) المتأخّر في الباب العاشر من صواعقه عن الشّافعي إمامه وإمام هذا النّاصب الشّقى شعرا في ذلك وهو قوله :
يا أهل بيت رسول اللّه حبكم *** فرض من اللّه في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر انّكم *** من لم يصلّ عليكم لا صلاة له
وقال عند الاستدلال بهذه الآية على كرامة أهل البيت : إنّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لانّ القصد من الصّلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ، ومن ثم لمّا ادخل من مرّ في الكساء قال : اللّهم إنّهم منّى وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ه.
ص: 273
1- قد مرت ترجمته في مقدمة الجزء الاول من الكتاب ص 70 التي سميناها باللآلي الثمينة
2- ذكره في الصواعق ص 88 الطبع القديم.
3- قد مرت ترجمته في الجزء الثاني ص 222 وان الرجل شديد التعصب والعناد وكان متأخرا عن ابن حجر العسقلاني صاحب الاصابة وعليه لا يخفي لطف التعبير والتوصيف بالتأخر في حقه.
ومغفرتك ورضوانك علىّ وعليهم ، وقضيّة استجابة هذا الدّعاء إنّ اللّه تعالى صلّى عليهم معه ، فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه ، ويروى (1) لا تصلوا علىّ الصّلاة البتراء ، فقالوا وما الصّلاة البتراء؟ قال : تقولون : اللّهم صل على محمّد وتمسكون بل قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد «انتهى»
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السادسة والعشرون قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) (2) ، روى الجمهور(3)
ص: 274
1- لا يذهب عليك ان النهى عن الصلاة البتراء مما كثر نقله في كتب القوم الحديثية والكلامية والتفسيرية وقد أوردنا نبذا منها في ذيل الآية الكريمة ونزيد هنا فنقول : ان ممن روى ذلك ونص عليه العلامة أبو القاسم حمزة بن يوسف بن ابراهيم السهمي المتوفى سنة 437 في كتاب تاريخ جرجان «ص 148 طبع حيدرآباد» في ترجمة الحسن بن الحسين الشاعر قال ما لفظه : حدثنا أبو ابراهيم اسماعيل بن ابراهيم العلوي بواسط ، حدثنا الحسن بن الحسين الجرجاني الشاعر ، حدثني أحمد بن الحسين حدثني الفضل بن شاذان النيسابوري بإسناد له رفعه عن على بن الحسين عن أبيه عن جده قال : ان اللّه فرض على العالم الصلاة على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقرننا به ، فمن صلّى على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ولم يصل علينا لقى اللّه تعالى وقد بتر الصلاة عليه وترك أوامره انتهى. «ومنهم» القاضي عياض أبو الفضل اليحصبى الأندلسي في كتاب الشفاء (ص 55 طبع الآستانة)
2- الرحمن. الآية 19
3- رواه عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 245 ط النجف) ذكر الثعلبي في تأويل قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) عن سفيان الثوري وسعيد بن جبير ان البحرين على وفاطمة والبرزخ محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين عليهما السلام «ومنهم» العلامة الخوارزمي في المقتل (ص 112 ط النجف) أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شهرويه الديلمي فيما كتب إلى من همدان ، حدثنا الرئيس أبو الفتح بن عبد اللّه الهمداني كتابة ، حدثنا الامام عبد اللّه بن عبدان ، حدثنا أبو عبد اللّه نافع بن على ، حدثنا على بن ابراهيم القطان ، حدثنا أحمد بن حماد الكوفي ، حدثنا محمد بن زيدان الهاشمي ، حدثنا عبد اللّه بن عبد الرحمن الموصليّ ، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بن سعيد الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) ، قال على وفاطمة ، (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) ، قال : ود لا يتباغضان ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال الحسن والحسين. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 142 ط مصر) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) قال : على وفاطمة (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) ، قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال : الحسن والحسين. وأخرج ابن مردويه عن انس بن مالك في قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) ، قال : على وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال : الحسن والحسين. «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 27 ص 93 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ، قال : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) ، على وفاطمة رضى اللّه تعالى عنهما (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) الحسن والحسين رضى اللّه عنهما. واخرج عن إياس بن مالك نحوه لكن لم يذكر فيه البرزخ. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 70 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن كتاب الشيخ شهاب الدين السهروردي وتفسير العمدة والدرر عن سفيان الثوري بإسناده عن سعد وسلمان الفارسي : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) ، على وفاطمة (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) محمد المصطفى و (اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) الحسن والحسين. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 118 ط اسلامبول) اخرج أبو نعيم الحافظ والثعلبي والمالكي بأسانيدهم ، وروى سفيان الثوري هم جميعا عن أبي سعيد الخدري وابن عباس وأنس بن مالك رضى اللّه عنهم قالوا : على وفاطمة بحران عميقان لا يبغى أحدهما على صاحبه و (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) هو رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) هما الحسن والحسين رضى اللّه عنهم. وروى في المناقب عن جعفر الصادق قال : كان أبو ذر رضى اللّه عنه يقول : ان هذه الآية (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) نزلت في النبي صلی اللّه عليه وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فلا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا كافر ، فكونوا محبين بحبهم ولا تكونوا كفارا ببغضهم فتلقون في النار.
قال ابن عباس عليّ وفاطمة (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ (1) لا يَبْغِيانِ) النّبي صلی اللّه عليه وآله (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) : الحسن والحسين ، ولم يحصل لغيره من الصّحابة هذه الفضيلة «انتهى» ه.
ص: 276
1- شارح نص فصوص در شرح فص حكمة الهية في كلمة آدمية گفته كه الإنسان الكامل هو البرزخ بين البحرين والحاجز بين العالمين واليه الاشارة بقوله سبحانه : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ، بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) ، انتهى ، هكذا بخطه «قده» في هامش الكتاب ، ونقله لعبارة شرح الفصوص تأييد لإطلاق البرزخ على الإنسان الأكمل الأشرف وهو النبي الأكرم صلی اللّه عليه وآله.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا ليس من تفاسير أهل السنّة ثمّ ما ذكره من أنّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم برزخ بين فاطمة وعليّ ، فلا وجه له وإن صح التّفسير دلّ على فضيلته لا على النّص المدّعى «انتهى»
أقول
هذا ممّا نقله صاحب كشف الغمّة (1) عن الحافظ (2) أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، عن أنس ، وهو مذكور في بعض التّفاسير (3) وأكثر كتب المناقب (4) ، وقد أشار إليه الشيخ عزّ الدّين (5) عبد السلام المقدّسي الشافعي في فصل من
ص: 277
1- ذكره في ص 95 فراجع أضف إلى ذلك ما قدمنا نقله عن جماعة منهم في ذيل الآية الكريمة الشريفة فراجع.
2- قد تقدمت ترجمته (ج 1 ص 115 وفي أوائل ج 3)
3- كالدر المنثور وروح المعاني وغيرهما وتقدم النقل عنهما.
4- كتذكرة سبط ابن الجوزي والمناقب المرتضوية وينابيع المودة ومقتل الخوارزمي وغيرها مما تقدم النقل عنه.
5- هو العلامة الشيخ عز الدين عبد السلام بن داود بن عثمان بن عبد السلام بن عباس الشافعي المحدث المفسر الأديب المورخ ، قال العلامة السيوطي في كتابه نظم العقيان ص 129 طبع ليدن) ما لفظه : ولد سنة (791) وسمع من الكمال بن عبد الحق وعمر البالسي والمحب بن منيع وفاطمة بنت المنجى وغيرهم ، وأجاز له السويداوي والحلاوى ومريم بنت الاذرعى وغيرهم وبرع في الفقه وغيره ، وولى تدريس المدرسة الصلاحية ببيت المقدس مات يوم الخميس خامس رمضان سنة (850) ومن نظمه إذا ما الموائد مدت *** من غير خل وبقل كانت كشيخ كبير *** عديم فهم وعقل؛ انتهى أقول : هو غير الشيخ عبد السلام الكركي المقدسي الحنفي (المتوفى سنة 897) الذي أورده القاضي مجير الدين الحنبلي في انس الجليل (ج 2 ص 579) فلا تغفل.
بعض رسائله المعمولة في مدح الخلفاء حيث قال : فلمّا حملت خديجة رضى اللّه عنها بفاطمة عليها السلام كانت فاطمة تحدّثها من بطنها وتؤنسها في وحدتها ، وكانت تكتم ذلك عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فدخل النبي يوما فسمع خديجة تحدّث فاطمة ، فقال لها : يا خديجة لمن تحدّثين (بمن تتحدّثين خ ل) قالت : احدّث الجنين الذي في بطني فانه يحدّثنى ويؤنسني ، قال : يا خديجة أبشري فإنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة ، فانّ اللّه تعالى قد جعلها من نسلي ، وسيجعل من نسلها خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه ، فما برح ذلك النور يعلو وأشعته في الآفاق تنمو حتى جاءه الملك فقال : يا محمّد أنا الملك محمود وأنّ اللّه بعثني أن أزوج النور من النور ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ممن؟ قال : عليّ من فاطمة ، فانّ اللّه قد زوّجها من فوق سبع سماوات وقد شهد ملاكها (1) جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من الكرّوبيين وسبعين ألفا من الملائكة الكرام الذين إذا سجد أحدهم سجدة لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة ، أوحى اللّه تبارك وتعالى إليهم أن ارفعوا رؤسكم واشهدوا ملاك عليّ بفاطمة فكان الخاطب جبرئيل والشاهد ان ميكائيل وإسرافيل ، ثم أمر اللّه عزوجل بحور العين أن يحضرن تحت شجرة طوبى وأوحى إلى شجرة طوبى ان انثري ما فيك ، فنثرت ما فيها من جوز ولوز وسكر فاللّوز من درّ والجوز من ياقوت ، والسكر من سكر الجنة فالتقطته حور العين ، فهو عندهنّ في الاطباق تتهادينه ، ويقلن هذا من نثار تزويج فاطمة بعليّ ، فعند ذلك أحضر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أصحابه ، وقال : أشهدكم أنى زوّجت فاطمة من عليّ عليه السلام ، فلما التقى البحران ، بحر ماء النبوّة من فاطمة عليها السلام وبحر ماء الفتوّة من عليّ كرّم اللّه وجهه ، هنا لك (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) س.
ص: 278
1- شهد ملكه وملاكه بكسر الميم فيهما وبفتح الثاني بمعنى تزوجه أو عقده ، القاموس.
برزخ التقوى لا يبقى عليّ على فاطمة بدعوى ولا فاطمة على عليّ بشكوى ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) اللّؤلؤ : الحسن ، والمرجان : الحسين ، فجاءا سبطين سيدين شهيدين حبيبين إلى سيد الكونين فهما روحاه وريحانتاه ، كلما راح عليهما وارتاع إليهما يقول : هذا ريحانتاي من الدّنيا ، وكلّما اشتاق إليهما يقول : ولداي هذان سيدا شباب أهل الجنّة وأبو هما خير منهما ، وفاطمة بضعة منّى يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما يؤذيها ، ويسرّنى ما يسرها ، (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) «انتهى»
وبه ظهر أيضا وجه كون النّبي صلی اللّه عليه وآله برزخا بينهما ، فانّ وجوده صلی اللّه عليه وآله مؤكد لعصمتهما وعدم صدور خلاف الأولى من أحدهما إلى الآخر
واما قول النّاصب : وإن صحّ التّفسير دلّ على فضيلته لا على النّص ، فمردود بأنّه قد دلّ على عصمته ولا أقل على أفضليّته ، وهذا من جملة ما ادّعاه المصنّف كما مرّ ، بل لو دلّ على مجرّد الفضيلة ، لكان من متمّمات المدّعى ، لأنّ ذكرها وذكر غيرها من جهات الفضيلة الحاصلة فيه عليه السلام يدلّ على حصر جهات الفضيلة فيه ، فيلزم منه أفضليّته على من لم يستجمعها كما لا يخفى
وقد اعترف النّاصب بذلك فيما بعد عند استدلال المصنّف في المطلب الرّابع على علمه عليه السلام بما روى (1) من قوله صلی اللّه عليه وآله وسلم من أراد ان ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن زكريّا في زهده إلخ حيث قال إنّ الجامع للفضائل أفضل ممّن تفرّق فيهم الفضائل «انتهى» ة.
ص: 279
1- وقد ذكره جماعة من أعلام القوم في كتبهم كابن الصباغ في الفصول المهمة والخوارزمي في المناقب وابن المغازلي في المناقب ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى وغيرهم في غيرها وسيأتي ذكر مدارك الحديث تفصيلا عند تعرض المصنف له في ذكر أدلة امامة أمير المؤمنين على عليه السلام من السنة.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السابعة والعشرون قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (1) ، روى الجمهور (2) هو عليّ «انتهي»
ص: 280
1- الرعد. الآية 43.
2- لا يخفى على من راجع كتب القوم وتنقب في آثارهم أن الآية الشريفة نزلت في حق على بن أبي طالب سلام اللّه عليه دون غيره من عبد اللّه بن سلام وأضرابه ، وانكار الناصب انكار بارد لا يلتفت اليه من له حظ من العلم والإحاطة بما ورد في كتب الآثار ونحن مضافا إلى ما ذكره القاضي الشهيد نسرد اسماء بعض منهم القائل بنزول الآية الشريفة في حق مولانا على بن أبي طالب عليه السلام ونقول : «منهم» العلامة ابو عبد اللّه محمد بن احمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المعروف (الجامع لأحكام القرآن ج 9 ص 336 ط القاهرة 1357 ه) عن عبد اللّه بن عطاء ما لفظه : قلت لأبي جعفر بن على بن الحسين ابن على بن أبي طالب رضى اللّه عنهم زعموا أن الذي (عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) عبد اللّه بن سلام ، فقال انما ذلك على بن أبي طالب رضى اللّه عنه ، وكذلك قال محمد بن الحنفية. «ومنهم» العلامة السيد عطاء اللّه الدشتكي الشيرازي في كتابه «روضة الأحباب» (ج 1) عند ذكر وقائع سنة التاسعة. «ومنهم» الحافظ عبد الرحمن جلال الدين السيوطي في كتابه «الإتقان» (ج 1 ص 13 ط القاهرة) حيث قال : وقال سعيد بن منصور في سننه حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) اهو عبد اللّه ابن سلام؟ فقال كيف وهذه السورة مكية. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 49 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن المحدث الحنبلي أنه روى عن أبي حنيفة رضى اللّه عنه أنه قال : ان المراد من قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) هو على لشهادة قول النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا مدينة العلم وعلى بابها. ونقل عن الثعلبي في تفسيره عن عبد اللّه بن سلام أنه سئل عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن قوله تعالى و (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انما هو على «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص 102 ط اسلامبول) روى الثعلبي وابن المغازلي بسنديهما عن عبد اللّه بن عطاء ، قال : كنت مع محمد الباقر رضى اللّه عنه في المسجد ، فرأيت ابن عبد اللّه بن سلام ، فقلت هذا ابن الذي (عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، قال : انما ذلك على بن أبي طالب. روى الثعلبي وأبو نعيم بسنديهما عن زاذان عن محمد بن الحنفية قال : (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، على بن أبي طالب. روى عن عطية العوفى عن أبي سعيد الخدري رضى اللّه عنه ، قال : سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن هذه الآية : الذي (عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) قال ذاك وزير أخى سليمان بن داود عليه السلام وسألته عن قول اللّه عزوجل (قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، قال ذاك أخى على بن أبي طالب. روى في المناقب عن أحمد بن محمد عن موسى بن جعفر عليه السلام وعن زيد بن على وعن محمد بن الحنفية وعن سلمان الفارسي وعن أبي سعيد الخدري واسماعيل السدى أنهم قالوا في قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) هو على بن أبي طالب عليه السلام. وسئل سعيد بن جبير و (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) عبد اللّه بن سلام؟ قال لا وكيف وهذه السورة مكية وعبد اللّه بن سلام أسلم في المدينة بعد الهجرة. وروى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) انما هو على لقد كان عالما بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ. وروى عن محمد الحنفية رضى اللّه عنه قال عند أبي أمير المؤمنين على صلوات اللّه عليه علم الكتاب الاول والآخر. وفي ذلك الكتاب قال بعض المحققين : ان اللّه تبارك وتعالى بعث خاتم أنبيائه وأشرف رسله وأكرم خلقه بمنه وفضله العظيم بسابق علمه ولطفه بعد أخذه العهد والميثاق على أنبيائه وعباده بمحمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقوله : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) ، ولما فتح اللّه أبواب السعادة الكبرى والهداية العظمى برسالة حبيبه على العرب وقريش وخصوصا على بنى هاشم بقوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ، ورهطك المخلصين اقتضى العقل أن يكون العالم بجميع أسرار كتاب اللّه لا بد أن يكون رجلا من بنى هاشم بعد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، لأنه أقربه من سائر قريش ، وأن يكون إسلامه أو لا ليكون واقفا أسرار الرسالة وبدء الوحى وأن يكون جميع الأوقات عنده بحسن المتابعة ليكون خبيرا عن جميع أعماله وأقواله ، وأن يكون من طفوليته منزها من أعمال الجاهلية ليكون متخلقا بأخلاقه ومؤدبا بآدابه ونظيرا بالرشيد من أولاده ، فلم يوجد هذه الشروط لاحد الا في على عليه السلام ، وأما عبد اللّه بن سلام لم يسلم الا بعد الهجرة فلم يعرف سبب نزول السور التي نزلت قبل الهجرة ، ولما كان حاله هذا لم يعرف حق تأويلها بعد إسلامه ، مع أن سلمان الفارسي الذي صرف عمره الطويل ثلاثمائة وخمسين سنة في تعلم أسرار الإنجيل والتوراة والزبور وكتب الأنبياء السابقين والقرآن لم يكن ممن عنده علم الكتاب لفقده الشروط المذكورة ، فكيف يكون من عنده علم الكتاب ابن سلام الذي لم يقرأ الإنجيل ولم يوجد فيه الشروط ولم يصدر منه مثل ما صدر من على يعسوب الدين من الأسرار والحقائق في الخطبات مثل قوله : سلوني قبل أن تفقدوني ، فان بين جنبي علوما كالبحار الزواخر ، ومثل ما صدر من أولاده الأئمة الهداة عليهم سلام اللّه وبركاته من المعارف والحكم في تأويلات كتاب اللّه وأسراره.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : جمهور المفسرين على أنّ المراد به علماء اليهود الذين أسلموا كعبد اللّه بن سلام وأضرابه ، وقيل المراد به أيضا هو اللّه تعالى ، ويكون جمعا بين الوصفين ، وأما نزوله في شأن علي فليس في التفاسير وإن سلّمنا لا يستلزم المطلوب «انتهى»
أقول
اعترض على القول بأنّ المراد عبد اللّه بن سلام وأضرابه بأن إثبات النّبوة بقول الواحد والاثنين مع جواز الكذب على أمثالهم لكونهم غير معصومين لا يجوز وعن سعيد ابن جبير (1) انّ السّورة مكية وابن سلام وأصحابه آمنوا بالمدينة بعد الهجرة كذا في تفسير النيشابوري(2)
ص: 283
1- قد مرت ترجمته وأنه من الاجلة ومن حوارى آل الرسول ومحبيهم ، فراجع (ج 2 ص 217) وذكره السيوطي في كتاب الإتقان (ج 1 ص 13 ط مصر) فراجع إلى تعاليقنا في ذيل الآية ما نقلنا عن السيوطي وعن العلامة المفسر المشهور أبي عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في (ج 9 ص 336 ط القاهرة) فتجد فيها شفاء الصدور قال : كيف يكون عبد اللّه بن سلام وهذه السورة مكية وابن سلام ما أسلم الا بالمدينة ذكره الثعلبي ، وقال ابن جبير : السورة مكية وابن سلام أسلم بالمدينة بعد هذه السورة فلا يجوز أن تحمل هذه الآية على ابن سلام. وقال الحافظ العلامة الشيخ بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد العيني المتوفى سنة 855 في كتابه (عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ج 16 ص 274) في باب مناقب عبد اللّه بن سلام بتخفيف اللام : انه أحد الأحبار أسلم إذ قدم المدينة.
2- فراجع إلى تفسير النيشابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 13 ص 65 ط مطبعة الميمنية بمصر) فراجع.
وأنا أقول أيضا : إنّ الكتاب يتبادر منه القرآن دون التّوراة والإنجيل مثلا ، نعم المتبادر من أهل الكتاب اليهود والنّصارى وأين هذا من ذاك؟
وأما ما ذكره : من أنّ الرّواية التي رواها المصنّف ليس في التّفاسير ، فمردود بانّ الثعلبي رواها في تفسيره من طريقين (1) أحدهما : عن عبد اللّه بن سلام انّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : انّما ذلك عليّ بن أبي طالب ، ورواها الشّيخ جلال الدّين السّيوطي (2) في كتاب الإتقان (3) في معرفة علوم القرآن ، قال : قال سعيد بن منصور في سننه حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر ، قال : سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (4) أهو عبد اللّه بن سلام؟ فقال : كيف وهذه السّورة مكية «انتهى» وكذا رواه البغوي (5) في معالم التنزيل ومن العجب أنّ صاحب الإتقان وصاحب المعالم والثعلبي رووا ذلك عن عبد اللّه بن سلام وخصوصا الثعلبي (6) رواه بصيغة الحصر ، ومع هذا ترى النّاصب لا يبالي عداوة عليّ عليه السلام وإنكار فضائله عن النّكال والملام
وأما ما ذكره : من أنّه لا يستلزم المطلوب ، ففيه أنّه إذا كان عليّ بن أبي طالبعليه السلام م.
ص: 284
1- رواه المير محمد صالح الحسيني الترمذي الكشفى عن تفسير الثعلبي (ص 50 ط بمبئى)
2- قد مرت ترجمته ص 35 من الجزء الثاني فراجع.
3- ج 1 ص 13 طبع القاهرة.
4- الرعد الآية 43.
5- أورده العلامة البغوي في تفسيره المسمى بمعالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ص 26 ج 4 طبع مصر بمطبعة مصطفى محمد).
6- نقله عن الثعلبي في ينابيع المودة في الباب الثلاثين ص 102 الطبع الاول بالاستانة وكذا نقله في تلك الصفحة عن أبي نعيم.
(عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، كان حاجة الامة إليه أمس في الاتباع وأخصّ في الانتجاع (1) ، لحاجتها إلى معرفة الحلال والحرام والواجب والمندوب في جميع الأوامر والنّواهى إلى غير ذلك ممّا يشتمل عليه الكتاب ، لأنّه عليه السلام المبيّن لجميع ذلك ، والاتباع لطريق النّجاة من الضلال والسّلوك محجّة البيضاء ، لا يحصل الّا بأخذ البيان ممّن هو موثوق به قد نبّه اللّه ورسوله عليه ، وفي الاتباع لغيره عكس جميع ذلك المذكور لعدم العلم به عقلا وسمعا ، فيكون هو أولى بامامة الامّة.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثامنة والعشرون قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) (2) قال ابن عبّاس (3) عليّ عليه السلام وأصحابه «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ظاهر الآية يدلّ على أنّها في جماعة يكونون مع النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في الآخرة وعلي من جملتهم ، لانّ عدم الخزيان في القيامة لا يختص بالنبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلي ، بل خواص أصحابه داخلون في عدم الخزيان ، وإن سلّم لا يثبت النص المطلوب «انتهى»
ص: 285
1- يقال تنجع وانتجع واستنجع القوم الكلاء ذهبوا لطلبه في مواضعه.
2- التحريم الآية 8
3- رواه العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي عن المحدث الحنبلي أن هذه الآية في شأن على ومحبيه. نقل عن ابن مردويه بسنده عن ابن عباس أن أول من يكتسي حلل الجنة سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام لكونه خليل الرحمن ، ثم نبينا محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لاصطفاء اللّه إياه ، ثم على وهو بينهما يمشون إلى الجنة ؛ ثم قال : المراد من قوله : (الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) ، الآية ، على وأصحابه رضى اللّه عنهم.
أقول
لا شكّ أنّ ظاهر الآية ما ذكره من إرادة الجماعة ، لكن الرّواية على ما في نسخة المصنف متضمنة لذكر أصحاب عليّ عليه السلام معه كما ذكرناه ، والناصب حذف ذلك عن النسخة ليتسع له الاعتراض على المصنف بوجه وأما ما ذكره : من أنّ خواصّ أصحاب النبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم داخلون في عدم الخزيان ان أراد بهم خواصّ أصحابه الذين كانوا بعده من خواصّ أصحاب عليّ عليه السلام أيضا كبني هاشم والمقداد وسلمان وأبا ذر وعمار وأمثالهم فهو مسلّم ولا يفيده ، وان أراد خواص أصحاب النبيّ صلی اللّه عليه وآله ممن انحرف بعده صلی اللّه عليه وآله عن علي عليه السلام وغصب عنه الخلافة فلا نسلم دخولهم في عدم الخزي ، بل انما ورد حديث الحوض المشهور (1) في شأن خزي هؤلاء كما لا يخفى ، وأيضا الخزي له مراتب فكيف ينفى مطلق الخزي عن خواص أصحاب رسول اللّه مع إثبات أسلاف الناصب ذلك لنبي اللّه إبراهيم فيما سبق نقله
عن الصحيحين (2): من أنه خاب يوم القيامة عن شفاعة من سأله من الخلق واعتذر إليهم بان ربي قد غضب غضبا شديدا لم يغضب قبله ، ولن يغضب بعده ، واني قد كذبت ثلاث كذبات (3) الحديث فان في خيبته بسبب تلك الكذبات عن شفاعة الخلق واعتذاره إليهم بذلك الوجه خزي (4) لا يخفى
ص: 286
1- قد مر بيان مداركه من صحيحى البخاري ومسلم ومسند أحمد بن حنبل (ج 1 ص 7) فراجع.
2- قد مر بيان مداركه من صحيحى البخاري ومسلم (ج 2 ص 248) فراجع
3- قد مر بيان مآخذه ومداركه من صحيحى مسلم والبخاري (ج 2 ص 248) فراجع
4- ولا غرو من هذه الترهات ممن أعمى بصيرته المودعة الالهية ولم يلتزم بالعصمة التامة في الأنبياء وأنكر الحسن والقبح العقليين ، وأرجو من فضله تعالى أن يوفقنا وإخواننا باتباع شرع الإنصاف آمين
لكن تعالى اللّه ورسوله عما يقول الظالمون (عُلُوًّا كَبِيراً) (1) ثم لا يخفى أن الخزيان على ما يعلم من كتب اللّغة مشتق ، محمول على الشخص كيقظان ونومان لا مصدر فقول الناصب أخزاه اللّه : عدم الخزيان في القيامة وقوله داخلون في عدم الخزيان في القيامة لحن ورطانة كما لا يخفى
قال المصنّف رفع اللّه درجته
التاسعة والعشرون قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (2) ، روى الجمهور (3) عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه
ص: 287
1- الاسراء الآية 43
2- البينة الآية 7
3- رواه عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 22 ط النجف) قال مجاهد : هم على عليه السلام وأهل بيته ومحبوهم «ومنهم» العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص 118 ط الغرى) أخبرنا ابراهيم بن بركات القرشي أخبرنا الحافظ على بن الحسن الشافعي ، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا الحافظ أبو العباس ، حدثنا محمد بن أحمد القطواني ، حدثنا ابراهيم بن أنس الأنصاري ، حدثنا ابراهيم بن جعفر ابن عبد اللّه بن محمد بن مسلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه ، قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه وآله فاقبل على بن أبي طالب ، فقال صلوات اللّه عليه قد أتاكم أخى ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم انه أولكم ايمانا وأوفاكم بعهد اللّه وأقومكم بأمر اللّه وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند اللّه مرّية. قال : ونزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، قال وكان أصحاب محمد صلی اللّه عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام قالوا قد جاء خير البرية. رواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى. وذكرها محدث العراق ومورخها عن زر عن عبد اللّه عن على قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من لم يقل على خير الناس فقد كفر. وفي روايه له عن حذيفة قال : سمعت النبي يقول : على خير البشر من أبي فقد كفر. وفي رواية محدث الشام عن سالم عن جابر قال : سئل عن على عليه السلام فقال ذاك خير البرية لا يبغضه الا كافر. وفي رواية لعائشة عن عطاء قال سألت عائشة عن على فقالت ذاك خير البشر لا يشك فيه الا كافر. ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة على عليه السلام في تاريخه في المجلد الخمسين وأخبرنى المقري أبو إسحاق بن يوسف بن بركة الكتبي في مسجده بمدينة الموصل عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني عن أبي الفتح عبدوس عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره بأصبهان ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك أخبرنا أحمد بن محمد بن السرى ، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ؛ حدثني أبي حدثني عمى الحسين بن سعيد عن اسماعيل بن زيد البزاز عن ابراهيم بن مهاجر ، حدثني يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب على عليه السلام قال : سمعت عليا يقول : حدثني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأنا مسنده إلى صدر فقال أى على ألم تسمع قول اللّه تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض ؛ إذا جيئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين ذكره الحافظ أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي في مناقب على عليه السلام «ومنهم» ابراهيم الاصبهانى في «ما نزل من القرآن في على» (على ما في كفاية الخصام ص 420 ط طهران ) روى بسنده عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور قال على عليه السلام : نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد ، فقام رجل إلى أن قال ابن عباس : ان في على نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ). «ومنهم» أبو بكر الشيرازي في «نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين» (كما في كفاية الخصام ص 420 ط طهران) روى عن مالك بن أنس عن حميد عن أنس بن مالك قال : ان هذه الآية نزلت في على عليه السلام. «ومنهم» أبو المؤيد موفق بن أحمد في «كتاب المناقب» (كما في كفاية الخصام ص 421 ط طهران) روى بسنده عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب على عليه السلام عن على كرم اللّه وجهه قال سمعته يقول : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين قبض روحه : ألم تسمع قول اللّه تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، هم أنت وشيعتك «ومنهم» أبو إسحاق الحسكاني في كتاب «شواهد التنزيل» روى بسنده عن يزيد بن شراحيل الأنصاري بمثل ما تقدم. «ومنهم» الخطيب الخوارزمي في «المناقب» كما في كفاية الخصام (ص 421 ط طهران) روى الحديث إلى أن قال : فكلما قد جاء على يقال قد جاء خير البرية. «ومنهم» أبو نعيم الاصبهانى كما في كفاية الخصام (ص 421 ط طهران) روى بسنده عن ابن عباس : لما نزلت هذه الآية : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلي : هم أنت وشيعتك. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 30 ص 146 ط الميمنية بمصر) حدثنا ابن حميد ، ثنا عيسى بن فرقد عن أبي الجارود عن محمد بن على «(أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنت يا على وشيعتك «ومنهم» ابن الصباغ في فصول المهمة (ص 105 ط النجف) عن ابن عباس رضى اللّه عنه ، لما نزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، قال لعلى : هو أنت وشيعتك تأتى يوم القيامة أنت وهم راضون مرضيون ويأتى أعدائك غضابا مقمحين. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 379 ط مصر) أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاقبل على فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، فكان أصحاب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا أقبل على قالوا : سباء خير البرية. وأخرج ابن عدى وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا : على خير البرية. وأخرج ابن عدى عن ابن عباس قال : لما نزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين. وأخرج ابن مردويه عن على قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ألم تسمع قول اللّه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، أنت وشيعتك موعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : قلت يا رسول اللّه : من أكرم الخلق على اللّه؟ قال : يا عائشة أما تقرءين : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) «ومنهم» الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 159 ط المحمدية بمصر) أخرج الحافظ جمال الدين الذرندى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما ان هذه الآية لما نزلت قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتى عدوك غضابا مقمحين. أخرج ام سلمة رضى اللّه عنها قالت : كانت ليلتي وكان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عندي فأتته فاطمة فتبعها على رضى اللّه عنهما ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على أنت وأصحابك في الجنة أنت وشيعتك في الجنة. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 47 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن مردويه في المناقب وخطيب خوارزم عن زيد بن شراحيل الأنصاري بعين ما تقدم عن مناقب خطيب خوارزم. ونقل رواية عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري. «ومنهم» العلامة الشوكانى في «فتح القدير» (ج 5 ص 464 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه ، قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاقبل على ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فكان أصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا أقبل قالوا : قد جاء خير البرية. وأخرج ابن عدى وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا : على خير البرية. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين. وأخرج ابن مردويه عن على مرفوعا نحوه. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : قلت يا رسول اللّه من أكرم الخلق على اللّه؟ قال يا عائشة أما تقرءين؟ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ). «ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج 30 ص 207 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن مردويه عن على كرم اللّه تعالى وجهه قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ألم تسمع قول اللّه تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب يدعون غرا محجلين. وأخرج ابن مردويه أيضا عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) إلخ قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى رضى اللّه تعالى عنه وكرم وجهه : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين. «ومنهم» العلامة الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن روى عن ابن عباس رض قال : لما نزلت هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال النبي لعلى : أنت وشيعتك تأتى يوم القيامة ، أنت وهم راضين مرضيين ويأتى أعدائك غضابا مقمحين.(نور الأبصار ص 105 ط مصر) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 74 ط اسلامبول) في المناقب بسنده عن عامر بن واثلة قال : خطبنا على رضى اللّه عنه إلى أن قال ابن الكواء أخبرنى عن قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، فقال : أولئك نحن وأتباعنا وفي يوم القيامة غراء محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 62 ط اسلامبول) في المناقب عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد اللّه رضى اللّه عنهما قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاقبل على فقال : قد أتاكم أخى ، ثم التفت إلى الكعبة فمسها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انه أولكم ايمانا معى وأوفاكم بعهد اللّه وأقومكم بأمر اللّه وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند اللّه مزية ، قال فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : فكان الصحابة إذا قبل على قالوا : قد جاء خير البرية :
صلی اللّه عليه وآله لعليّ هم أنت يا عليّ وشيعتك تاتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين (1) «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذه غير مذكورة في التّفاسير ، بل الظاهر العموم وان سلم ، فلا نصّ «انتهى»
أقول
إنّ المصنّف لم يقل انّه مذكور في التفاسير ، وإنّما قال : إنّه رواه الجمهور وهو مذكور في الصواعق المحرقة (2) لابن حجر المتأخّر ، ونقله صاحب كشف الغمة (3) عن الحافظ ابن مردويه (4) ولو تتّبعوا تفاسير المتقدمين من أهل السنّة كالثعلبي
ص: 293
1- الاقماح : رفع الرأس مع غض البصر ، يقال : أقمحه الغل أى ترك رأسه مرفوعا لضيقه ، ومنه قوله تعالى (فَهُمْ مُقْمَحُونَ).
2- كما تقدم قبيل هذا فراجع.
3- «ص 88 في بيان ما نزل من القرآن من فضائله عليه السلام طبع طهران»
4- هو الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى الاصفهانى العلامة في الحديث والرجال الشهير بابن مردويه المتوفى سنة (410) فما عن بعض الاجلة من ضبط وفاته (352) نشأ من الشركة في الاسم واشتباهه بأحمد بن موسى الاصفهانى المحدث المتوفى سنة (352) صاحب كتاب مغازي رسول اللّه.
لوجدوه فيها أيضا ، وبالجملة الحديث وإن لم يكن نصا في الامامة ، لكنّه نصّ صريح في الأفضلية ويلزم منه نفى إمامة غيره عليه السلام كما مرّ.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثلاثون قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) (1) ، قال ابن سيرين (2): نزلت (3) في النبيّ صلی اللّه عليه وآله وعليّ حين تزويج فاطمة عليها السلام.
ص: 294
1- الفرقان الآية 54.
2- هو محمد بن سيرين البصري أبو بكر الأنصاري مولاهم كان من فقهاء التابعين روى عن أنس وزيد بن ثابت وأبي هريرة وعمران بن الحصين وعنه الشعبي وثابت وقتادة وأيوب ومالك بن دينار وسليمان التميمي وخالد الحذاء والأوزاعي وفي روايته عن ابن عباس خلاف مات سنة (110) أورده الخزرجي في الخلاصة ص 280 طبع مصر ونقل عن ابن سعد انه كان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها اماما كثير العلم ، وعن أبي عوانة رأيت ابن سيرين في السوق فما رآه أحد الا ذكر اللّه تعالى ، وعن المزني واللّه ما أدركنا من هو أورع منه وكان في مبادي أمره من خواص الحسن البصري أعقب من ابنه عبد اللّه بن محمد فقط وتحكى الغرائب من تفرساته وتنبهاته.
3- الناقل لهذا الحديث عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 13 ص 60 ط القاهرة 1357 ه) في ذيل الآية الشريفة رواية عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أما أنت يا على فختني وأبو ولدي وأنت منى وأنا منك. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بابى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، قال في تفسيره المشهور المسمى بالبحر المحيط (ج 6 ص 507 ط مطبعة السعادة بمصر) ما لفظه : وقال ابن سيرين : نزلت في النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى ، لأنه جمعه معه نسب وصهر ، إلخ «ومنهم» أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي) روى عن ابن عباس قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : أرى اللّه تعالى نورا لادم ، فقال يا رب ما هذا النور؟ قال : هذا نور ولديك محمد وعلى خلقت قبلك بخمسين ألف عام ، وكان على جبين آدم حتى انتقل إلى حواء وكان ينتقل من الأصلاب النيرة إلى الأرحام الطاهرة حتى بلغ عبد المطلب ثم جعل ذلك النور في ظهر عبد المطلب سهمين سهما للرسالة وسهما للولاية ، فانتقل إلى عبد اللّه سهم الرسالة وإلى أبي طالب سهم الولاية ، فذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) «ومنهم» العلامة الثعلبي كما في العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 151 ط تبريز) قال في تفسير قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) حكى عن ابن سيرين أنه قال : نزلت في النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى بن أبي طالب عليه السلام زوج فاطمة عليا عليهما السلام (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً). «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 118 ط اسلامبول) أخرج أبو نعيم الحافظ وابن المغازلي أخرجا بسنديهما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العباء ، ثم قال : المراد من الماء نور النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الذي كان قبل خلق الخلق ثم أودعه في صلب آدم عليه السلام ثم نقله من صلب إلى صلب إلى أن وصل صلب عبد المطلب فصار جزءين ، جزء إلى صلب عبد اللّه فولد النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجزء إلى صلب أبي طالب فولد عليا ، ثم ألف النكاح فزوج عليا بفاطمة فولدا حسنا وحسينا رضى اللّه عنهم. أخرج الثعلبي وموفق بن أحمد الخوارزمي أخرجاه عن أبي صالح عن ابن عباس الحديث وروى ابن مسعود وجابر والبراء وأنس وام سلمة رضى اللّه عنهم قالوا : نزلت في الخمسة من أهل العباء :
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا من تفاسير أهل السّنة وإن صحّ دلّ على الفضيلة وهي مسلمة ولا يثبت النّص «انتهى»
أقول
حاصل ما يستفاد من الآية مع شأن نزوله : انّه تعالى خلق عليّا عليه السلام قريبا من النبيّ صلی اللّه عليه وآله من جهة النّسب ومن جهة السبب ، وهذه فضيلة عظيمة لم يحصل لغير عليّ عليه السلام كما علم من حديث ابن عمر سابقا (1) أيضا ، فيكون أفضل ، والأفضل أولى بالامامة ، وهذا ما أراده المصنّف قدس سره.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الحادية والثلاثون قوله تعالى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (2) ، روى الجمهور (3)
ص: 296
1- وقد مر في نقل تمنيه الثلاثة التي أعطيت لعلى عليه السلام إحداها تزويجه بفاطمة.
2- التوبة : الآية 119.
3- روى نزول كريمة : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) في على أمير المؤمنين عليه السلام وكذا نزول قوله تعالى : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) في رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وعلى عليه السلام عدة من أعلام القوم ونقلة آثارهم ونحن نشير إلى من وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» العلامة الثعلبي في تفسيره المشهور (ص 219 مخطوط في حدود المائة السابعة) ، قال ابن عباس في هذه الآية : (اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) : مع على بن أبي طالب وأصحابه. «ومنهم» العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص 111 ط الغرى) أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمد بن هبة اللّه بن قاضى القضاة شرقا وغربا أبي نصر محمد بن هبة اللّه بن محمد بن محيل الشيرازي ، أخبرنا أبو القاسم على بن الحسن الحافظ أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو عمر بن مهدى ، أخبرنا أبو العباس بن عقدة ، حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد حدثنا حسين بن حماد عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، قال مع على بن أبي طالب عليه السلام. رواه محدث الشام في تاريخه في ترجمة على عليه السلام وذكر طرقه «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص 20 ط النجف) قال علماء السير معناه كونوا مع على عليه السلام وأهل بيته ، قال ابن عباس : على عليه السلام سيد الصادقين «ومنهم» العلامة صاحب كتاب شرف النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كما (في مناقب الكاشي) روى عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن على في قوله تعالى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، قال مع محمد وآله. «ومنهم» العلامة الخركوشي في شرف المصطفى (على ما نقله ابن شهر آشوب كما في كفاية الخصام ص 348 ط طهران) روى عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن جابر الجعفي عن الامام الباقر عليه السلام في قوله تعالى : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) أى مع محمد وآل محمد. ورواه أيضا الثعلبي في تفسيره. «ومنهم» العلامة أبو يوسف يعقوب بن سفيان (على ما نقله ابن شهر آشوب كما في كفاية الخصام ص 347 ط طهران) روى عن أنس بن مالك عن النافع عن ابن عمر في قوله تعالى : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) أى محمد وأهل بيته. «ومنهم» العلامة أخطب خوارزم في فضائل على (كما في كفاية الخصام ص 347 ط طهران) روى بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، أى على «ومنهم العلامة السيوطي في «الدر المنثور» (ج 3 ص 290 ط مصر) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال مع على بن أبي طالب. أخرج ابن عساكر عن أبي جعفر في قوله : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، قال مع على بن أبي طالب «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص 43 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن ابن مردويه وأخطب خوارزم في المناقب عن ابن عباس يعنى : كونوا مع على وأصحابه. «ومنهم» العلامة الشوكانى في تفسيره (ج 2 ص 395 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) كونوا مع على ابن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج 11 ص 41 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن عساكر عن أبي جعفر : أن المراد كونوا مع على كرم اللّه وجهه بالخلافة ، «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في «ينابيع المودة» (ص 119 ط اسلامبول) أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي عن أبي صالح عن ابن عباس رضى اللّه عنهما ، قال : الصادقون في هذه الآية محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأهل بيته. وأخرج أبو نعيم الحافظ والحموينى أخرجاه عن ابن عباس الحديث. وأخرج أبو نعيم أيضا عن جعفر الصادق رضى اللّه عنه الحديث. وأخرج أبو نعيم أيضا وصاحب المناقب عن الباقر والرضا رضى اللّه عنهما قالا : الصادقون هم الأئمة من أهل البيت. «ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (ص 83 كما في فلك النجاة) قال : أخرج الطيراني في الخصائص والحافظ أبو نعيم ، وابن المغازلي في المناقب وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن مجاهد عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية : (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) ، في رسول اللّه وعلى خاصة وهما أول من صلّى وركع. «ومنهم» العلامة أبو اليقظان في صفوة الزلال المعين (كما في مناقب الكاشي) روى في قوله تعالى : (ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) ، أنها نزلت في رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى خاصة وهما أول من صلّى وركع. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 53 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن المحدث الحنبلي وابن مردويه عن ابن عباس رضى اللّه عنه : أن الآية نزلت في حق النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى.
أنّها نزلت في عليّ عليه السلام ، وكذا قوله : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) أنّها نزلت في رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وعليّ عليه السلام
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : نزل قوله تعالى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، في الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك ، وأنّهم صدّقوا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأنجاهم اللّه وكذّب المنافقون فهلكوا ، وأنزل اللّه تعالى (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، وخاطب المؤمنين حتّى لا يهلكوا بالكذب كالمنافقين وإن صحّ دلّ على الفضيلة ، لا على النصّ كسائر أخواته «انتهى»
أقول
قد ذكر فخر (1) الدّين الرازي في تفسيره : انّه تعالى لمّا حكم بقبول توبة هؤلاء الثّلاثة ذكر ما يكون كالزّاجر عن فعل ما مضى وهو التّخلّف عن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله في الجهاد فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ) ، في مخالفة أمر الرسول (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) بمعنى مع النّبي صلی اللّه عليه وآله وأصحابه في الغزوات ، ولا تكونوا متخلّفين عنهم وجالسين مع المنافقين في البيوت «انتهى» وبهذا بعلم أنّ ما قاله النّاصب إنّ الآية نزلت في الثلاثة الذين تخلّفوا خلف باطل ، إذ مراد المصنف من كون الآية نازلة في النبيّ صلی اللّه عليه وآله وفي عليّ عليه السلام أنّ المعنيّ من الصادقين النبيّ صلی اللّه عليه وآله وابن عمه عليهما السلام المتصفين بالصدق ، وذلك كذلك كما علم من تفسير الرّازي ، لا من كذب وتخلّف وتاب ، نعم الزّجر المستفاد من سياق الآية متعلّق بهما ، وأين هذا من ذاك؟ وأما ما ذكره الناصب : من أنّ هذا إن صحّ دلّ على الفضيلة لا على النصّ ، مدفوع بأنه دالّ على العصمة ، فيكون دالا على الامامة ، فيكون نصا في الامامة ، ووجه
ص: 300
1- فراجع ج 16 ص 220.
الدّلالة ما ذكره الشارح الجديد (1) للتجريد ، حيث قال : (2) مضمون الآية الكريمة هو الأمر بمتابعة المعصومين ، لانّ الصادقين هم المعصومون وغير علي عليه السلام من الصحابة ليس بمعصوم ، بالاتفاق ، فالمأمور بمتابعته انما هو علي عليه السلام ثم قال : وأجيب بمنع المقدّمات «انتهى» ، وأقول : في اثبات المقدمة الاولى : أنّ الأمر بالمتابعة يقتضي أن يكون المأمور بمتابعته معصوما إذ الأمر بمتابعة غير المعصوم قبيح لا يصدر عنه تعالى ، وفي اثبات الثانية : أن منعها مكابرة ، لانّ أحدا لا يدعي عصمة غير عليّ عليه السلام من الثلاثة ، وفي إثبات الثالثة : أنّ متابعة الصادقين يتوقف على علمنا بأنّ ذلك الشخص صادق والعلم بكونه صادقا يتوقف على العلم بكونه معصوما ، والعلم بكونه معصوما يتوقف على كونه معصوما في الواقع لأنّ الصادقين هم المعصومون في الواقع ونفس الأمر ، فالصادقون الذين نحن مأمورون بمتابعتهم هم المعصومون تأمل ومن نفائس المباحث ما ذكره الرّازي أيضا هاهنا حيث قال : إنه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين ، ومتى وجب الكون مع الصادقين فلا بد من وجود الصّادقين ، لان الكون مع الشيء مشروط بوجود ذلك الشيء ، فهذا يدلّ على أنه لا بدّ من وجود الصادقين في كلّ وقت ، وذلك يمنع من إطباق الكلّ على الباطل ، فوجب إذا أطبقوا على شيء أن يكونوا محقّين فهذا يدلّ على أنّ إجماع الامّة حجّة ، فان قيل : لم لا يجوز أن يقال المراد بقوله (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، اى كونوا على طريقة الصّالحين ، كما أنّ الرّجل إذا قال لولده : كن مع الصّالحين لا يفيد إلا ذلك ، لكن نقول : إنّ هذا الأمر كان موجودا في زمان الرّسول فقط ، وكان هذا أمرا بالكون مع الرّسول فلا يدلّ على وجود صادق في ساير الأزمنة ، سلمنا ذلك ، لكن لم لا يجوز أن يكون ذلك الصادق هو المعصوم الذي يمتنع خلو زمان التكليف عنه كما يقوله الشيعة ، والجواب عن الأول أن قوله : (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) أمر بموافقة الصادقين ونهى عن مفارقتهم ، جع
ص: 301
1- قد مرت ترجمته في ص 463 من المجلد الاول)
2- في المقصد الخامس في بحث الامامة فراجع
وذلك مشروط بوجود الصادقين ، ومالا يتم الواجب إلّا به فهو واجب فدلت هذه الآية على وجود الصّادقين ، وقوله : إنّه محمول على أن يكونوا على طريقة الصّادقين فنقول : إنّه عدول عن الظاهر من غير دليل ، قوله : هذا الأمر مختصّ بزمان الرّسول صلی اللّه عليه وآله وسلم ، قلنا : هذا باطل لوجوه ، الاول : انّه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمّد صلی اللّه عليه وآله انّ التكاليف المذكورة في القرآن متوجّهة على المكلفين إلى قيام القيامة فكان الأمر في هذا التّكليف كذلك ، والثاني أنّ الصّيغة تتناول الأوقات كلّها بدليل صحّة الاستثناء والثالث لّما لم يكن الوقت المعيّن مذكورا في لفظ الآية لم يكن حمل الآية على البعض أولى من حمله على الباقي ، فاما أن لا يحمل على شيء فيفضي إلى التّعطيل وهو باطل ، أو على الكلّ وهو المطلوب والرابع وهو أنّه قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ) ، أمر لهم بالتقوى وهذا الأمر إنّما يتناول من يصحّ منه أن لا يكون متّقيا ، وانّما يكون كذلك لو كان جايز الخطاء ، فكانت الآية دالة على أنّ من كان جايز الخطاء وجب كونه مقتديا بمن كان واجب العصمة وهم الذين حكم اللّه تعالى بكونهم صادقين وترتّب الحكم في هذا يدلّ على أنّه إنّما وجب على جايز الخطاء كونه مقتديا به ، ليكون مانعا لجائز الخطاء ، وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان فوجب حصوله على كلّ الأزمان ، قوله : لم لا يجوز أن يكون المراد هو كون المؤمن مع المعصوم الموجود في كلّ زمان؟ قلنا : نحن نعترف بأنّه لا بدّ من معصوم في كلّ زمان ، إلا أنا نقول : إنّ ذلك المعصوم هو مجموع الامّة وأنتم تقولون : إنّ ذلك المعصوم واحد منهم ، فنقول : هذا الثاني باطل ، لأنّه تعالى أوجب على كلّ من المؤمنين أن يكونوا مع الصّادقين ، وإنّما يمكنه ذلك لو كان عالما بأنّ ذلك الصّادق من هو؟ لأنّ الجاهل بأنّه من هو لو كان مأمورا بالكون معه ، كان ذلك تكليف مالا يطاق ، لأنا لا نعلم إنسانا معيّنا موصوفا بوصف العصمة والعلم بأنّا لا نعلم هذا الإنسان حاصل بالضرورة ، فثبت أنّ قوله : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، ليس أمرا بالكون مع شخص معيّن ، ولمّا بطل هذا ، بقي
ص: 302
أنّ المراد منه الكون مع مجموع الامّة وذلك يدلّ على أن قول مجموع الامّة صواب وحق ولا نعنى بقولنا الإجماع حجّة إلّا ذلك «انتهى كلامه» وأقول : فيه نظر ، إذ لا دلالة للفظ الآية على وجوب تعدّد الصّادقين في كلّ وقت وزمان كما يشعر به كلامه ، بل هو أعمّ من ذلك ومن وجوب وجود المتعدّد من الصّادقين موزّعا آحادها على أجزاء الوقت والزّمان ، بأن يوجد في كلّ زمان صادق معصوم يكون إمام أهل زمانه كما قال به الشّيعة ، فلا تدلّ الآية على وجوب وجود جماعة يتحقّق لهم الإجماع في كلّ وقت ، لأنّ العام لا دلالة له على الخاص وأيضا مجموع المجتمعين (المجمعين خ ل) في مقام الإجماع صادق واحد ، لا متعدّد ، لما صرّحوا بأنّ كلا من آحاد المجمعين جايز الخطاء ، وإنّما المعصوم هو المجموع من حيث المجموع ، فتوصيف ذلك المجموع المأخوذ على وجه الوحدة بكونهم صادقين ، غير متجه ، وانما يتجه لو كان كلّ واحد من آحاده متصفا بالصدق أيضا ، ألا ترى؟ أنّ مجموع الجدران والسّقف والعرصة يتّصف بكونه بيتا وحجرة وخزانة ونحو ذلك ، ولا يتّصف كلّ واحد من أجزائه بذلك ، فلا يصحّ أن يكون المراد بالصّادقين مجموع من حصل بهم الإجماع من أجزائه بذلك ، فلا يصحّ أن يكون المراد بالصّادقين مجموع من حصل بهم الإجماع الشرعي ، فثبت أنّ المراد بالصّادقين المعصومين الذين لا يخلو زمان التكليف عن واحد منهم ، كما ذهب إليه الشّيعة الاماميّة لا الإجماع الذي قاله أهل السّنة ، وأما ما ذكره : من أنّا لا نعلم إنسانا معيّنا موصوفا بوصف العصمة فجوابه ما أفاده أفضل (1) المحقّقين قدّس سره في التجريد بقوله : والعصمة تقتضي النّص وسيرته صلی اللّه عليه وآله التنصيص والحاصل أنّ العصمة وإن كان من الأمور الخفية التي لا يعلمها إلّا عالم السّرائر ، لكن يمكن العلم به بالنّص 9.
ص: 303
1- المراد به المحقق الطوسي الخواجة نصير الدين قدس سره صرح بهذه الجملة في التجريد (في أوائل مبحث الامامة) فليراجع وقد مرت ترجمة هذا الحبر الجليل والعلامة المتأله النبيل في ج 2 ص 9.
من اللّه ورسوله على الإمام الأوّل ، وبنص الإمام الأوّل على الثّانى ، وهكذا وربما يعلم بظهور المعجزة مقارنة لدعوى العصمة والامامة كما بيّن في موضعه ، فلا يلزم تكليف ما لا يطاق كما توهّمه إمام أهل النّصب والنّفاق ، ولا ترتبط الآية بحجّية الإجماع والاتّفاق ، وظهر أنّها صريحة في عصمته النّازلة فيه واستحقاقه للإمامة ووجوب الطاعة رغما لأنف أهل السّنة والجماعة ، والحمد لله ربّ العالمين
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثانية والثلاثون قوله تعالى : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (1) ، في مسند أحمد ابن حنبل (2): أنّها نزلت في عليّ عليه السلام «انتهى».
ص: 304
1- الحجر. الآية 47.
2- رواه غير أحمد من أعلام القوم عدة ونحن نشير إلى من وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» أحمد في الفضائل (ص 106 ، النسخة المخطوطة) حدثنا سفيان عن أبي موسى الجهني عن الحسن عن على قال : فينا نزلت : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). حدثنا عبد اللّه قال حدثنا حسين بن محمد الذراع ، قال : حدثنا عبد المؤمن بن عباد قال : حدثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى ، قال : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مسجده فذكر قصة مواخاة رسول اللّه بين أصحابه إلى أن قال قال لعلى عليه السلام : والذي بعثني بالحق أنت معى في قصر في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض. «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 10 ص 33 ط القاهرة 1357 ه) في ذيل هذه الآية الشريفة : ان عليا عليه السلام قال : أرجو أن أكون أنا من هؤلاء. «ومنهم» العلامة النيشابوري في «تفسيره» (ج 17 ص 59 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) روى أن عليا قرء هذه الآية وعد نفسه ممن دخل تحتها «ومنهم» العلامة الشوكانى في «تفسيره» (ج 3 ص 130 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن الحسن البصري ، قال : قال على بن أبي طالب : فينا واللّه أهل الجنة نزلت : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). وأخرج ابن عساكر وابن مردويه عنه في الآية ، وكذا ابن أبي حاتم وابن عساكر عن كثير النواء وكذا ابن مردويه وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية ما تضمن نزولها في على. «ومنهم» العلامة الآلوسى في «روح المعاني» (ج 14 ص 53 ط المنيرية بمصر) روى نزول الآية في على عليه السلام «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 118 ط اسلامبول) أخرج أحمد بن حنبل في مسنده وابن المغازلي في المناقب بسنديهما عن الحسن بن على رضى اللّه عنهما قال : فينا نزلت : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : صحّت الرّواية عندنا عن أمير المؤمنين علي بعد وقعة جمل كان يقول : وأنا أرجو أن أكون أنا وطلحة والزّبير كما يقول اللّه تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ، هكذا صحّ ، وإن صحّ ما رواه فهو من الفضائل المسلّمة ولا دليل على النّص «انتهى».
أقول
ما صح عندهم لا يصحّ عندنا ، وإنّما الصّحيح عندنا ما رواه أحمد منهم لأنّه المتّفق عليه بيننا وبينهم ، ومع ذلك تقييد قول عليّ عليه السلام ذلك بما بعد وقعة الجمل من إضافات النّاصب. ثم إنّ الرّواية التي رواها المصنّف عن أحمد ، تدلّ على أنّ عليّا عليه السلام كان من أهل الجنّة ومن نزل القرآن على البشارة له بكونه من أهل الجنّة أولى بأن يكون إماما لا يقال : قد دلّ الحديث أيضا على أنّ العشرة من أصحاب النبيّ صلی اللّه عليه وآله من أهل الجنّة ومنهم الخلفاء الثلاثة. لأنا نقول : هذا الحديث عندنا (1) موضوع ، وباطل من وجوه ، الاول انّ راويه سعيد (2) بن زيد بن نفيل وهو قد أدخل نفسه في العشرة ولا بدّ لدفع تهمة جلب النفع لنفسه من دليل والثاني أنّ أكثر المهاجرين والأنصار قد شاركوا في دم عثمان ، ولا يجوز اتّفاق الجمّ الغفير من هؤلاء الصّحابة على قتل من ثبت عندهم أنّه من أهل الجنّة. الثالث أنّه
ص: 306
1- والشاهد على ذلك مضافا إلى وقوع بعض الوضاعين في سنده ما سيأتي ذكره في باب المطاعن إن شاء اللّه تعالى.
2- هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوى ، كان فيمن شهد بدرا وقيل لم يشهده ، روى عنه عمرو بن حريث وعروة وأبو عثمان النهدي ذكره الخزرجي في الخلاصة ص 17 طبع مصر وقال : انه مات سنة (51) قال الواقدي بالعقيق فحمل إلى المدينة انتهى.
لو كان له صحّة لاحتج به عثمان يوم الدّار ، ولقال : إنّ من هو من أهل الجنّة لا يكون ظالما ، فأنتم ظالمون في تكليفي بخلع نفسي عن الخلافة إلى غير ذلك من الوجوه.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثالثة والثلاثون قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ) ، روى (1) الجمهور : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله : لو يعلم النّاس
ص: 307
1- روى الحديث بعض أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول. «منهم» صاحب الفردوس في الباب الرابع عشر (على ما في اللوامع ج 9 ص 272 ط الهند) ان حذيفة قال : قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لو علم الناس متى سمى على عليه السلام أمير المؤمنين ما أنكر وأفضله ، سمى أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد «ومنهم» العلامة السيوطي في «الإكليل» (ص 98 ط مصر) أخرج ابن أبي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود ، قال : أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال : بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية النبي قال : انه في كتاب اللّه ، قال قد قرأته من اوله إلى آخره فلم أجده ، قال أليس تقرأ سورة الانعام «(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) حتى بلغ (يَحْيى وَعِيسى)» قال : بلى ، قال : أليس عيسى من ذرية ابراهيم وليس له أب؟ قال صدقت. وأخرج أبو الشيخ عن عاصم ، قال بعث الحجاج إلى يحيى بن يعمر قال : أنت الذي تزعم أن حسنا وحسينا من ذرية النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال نعم ، قال ليسقطن رأسك او لتجيئن من ذا بمخرج ، قال : ان اللّه قال : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ) إلى قوله (وَعِيسى) فما بين عيسى وابراهيم طول أو ما بين حسن ومحمد. وأخرج هو وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال : الخال والد والعم والد نسب اللّه عيسى إلى أخواله قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) حتى بلغ (وَيَحْيى وَعِيسى).
متى سمّى عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا فضله سمّى أمير المؤمنين وآدم بين الرّوح والجسد ، قال عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟) قالت الملائكة (بَلى) ، فقال اللّه تعالى : أنا ربّكم ومحمّد نبيّكم صلی اللّه عليه وآله وعليّ أميركم «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا من تفاسير الشيعة وليس من تفاسير المفسّرين ، والعجب انّه لم يتابع المعتزلة في هذه المسألة ، فانّهم ينكرون إخراج الذّر من ظهر آدم ويقولون هذا تمثيل وتخييل لا حقيقة له ، لأنّه ينافي قواعدهم في نفى القضاء والقدر السّابق ، وإن صحّ النّقل فيدلّ على أنّ عليّا أمير المؤمنين ، وهذا مسلّم ، لأنّه كان من الخلفاء ولم يلزم منه نصّ على أنّه أمير المؤمنين بعد النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حتّى يثبت به مطلوبه «انتهى».
أقول
هذا من تفاسير الشيعة والسّنة (1) ، وانّما لم يصرّح المصنّف بمأخذه اعتمادا على اشتهار مأخذه وقس عليه نظائره. ثم إنّ تفاسير الشّيعة داخل في تفاسير المفسّرين فليس لقوله : وليس من تفاسير المفسّرين وجه ، وأما ما أتى به من العجب ، فعجيب لما سبق وسيجيء أن قضية المتابعة منعكسة ، ومع هذا فالمعتزلة جماعة عقلاء مدققون ليس في متابعتهم عار متابعة الأشعريّ الذي لا يعرف من عدم الشعور أنّ أىّ طرفيه أطول من الآخر (2) وكان في أقواله ومقالاته تابعا لما سمعه من القصّاص وأمثالهم
ص: 308
1- كما مر ذكر كلمات مفسريهم في هذا الشأن قبيل هذا فراجع.
2- هذا مثل قد مر في المجلد الاول شرح ذلك في ص 99 فراجع.
كما سبق نقلا عن الحكيم الشهرزوري (1) والسّيد معين الدّين الإيجي الشافعي (2) فتذكر ، وأيضا انّما ذكر المصنّف الآية المذكورة بالتفسير المذكور المرويّ عن الجمهور إلزاما لهم ، فلا يدلّ على عدم إنكاره لذلك ، وتحقيقه : انّ الذي أنكره الاماميّة والمعتزلة هو إخراج الذّرية من صلب آدم عليه السلام كالذّر كما وقع في تفاسير الجمهور وأحاديثهم على ما في المشكوة (3) وغيره من أنّ اللّه تعالى استخرج ذرّية آدم من صلبه كالذّر وأخذ عليهم الميثاق بما يجب عليهم من المعارف ثم أعادهم إلى صلبه عليه السلام حتى قال بعض متصوّفيهم : أنّ لذّة ذلك الخطاب في اذني إلى الآن فإنّ هذا التفسير في غاية الاستبعاد كما صرّح المصنّف في جواب ع.
ص: 309
1- قد مرت ترجمته في المجلد الاول ص 99 فراجع.
2- قد مرت ترجمته في المجلد الاول ص 36 فراجع.
3- أورد العلامة الشيخ ولى الدين محمد بن الخطيب العمرى التبريزي في الفصل الثالث من باب الايمان بالقدر ص 23 طبع دهلي بالمطبعة المجتبائية عدة أحاديث متقاربة في هذا المعنى أحدها عن أبي الدرداء عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : خلق اللّه تعالى آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فاخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للذي في كتفه اليسرى إلى النار ولا أبالى رواه أحمد وثانيها عن ابن عباس عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أخذ اللّه الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعنى عرفه فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، قالُوا : بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) أو (تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) ، رواه أحمد ، وغيرهما من الروايات والأحاديث المفصلة التي أوردها في هذا الفصل فليراجع.
مسائل السّيد مهنّا بن سنان الحسيني (1) المدني قائلا : إنّ جميع بني آدم لم يوجدوا من ظهر آدم عليه السلام ، وأيضا فإنّ ما هو كالذّر كيف يكلف أو يخاطب أو يتوجّه إليه طلب الشّهادة منه؟! مع أنّ اللّه تعالى حكى أنّه أخذ من ظهور بني آدم لا من ظهره عليه السلام والوجه في ذلك : توجّه الخطاب إلى العقلاء البالغين الذين عرفوا اللّه تعالى بما شهدوا من آثار الصّانع تعالى في أنفسهم وفي باقي المقدّمات «انتهى» ة.
ص: 310
1- هو العلامة المحدث المفسر النسابة المؤرخ السيد مهنا قاضى المدينة المشرفة ابن سنان قاضى المدينة ابن عبد الوهاب قاضى المدينة ابن نميلة بن محمد قاضى المدينة ابن ابراهيم قاضى المدينة ابن عبد الوهاب ابن أبي عمارة المهنا ابن أبي هاشم داود بن قاسم بن عبيد اللّه بن الطاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد اللّه الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين زين العابدين عليه السلام كان من حسنات عصره ونوابغ زمانه علما وعملا وأدبا وزهدا وشهامة ذكره العلامة ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة (ج 4 ص 368) وقال في حقه : الامامى قاضى المدينة اشتغل كثيرا وكان حسن الفهم جيد النظم ولامراء المدينة فيه اعتقاد كانوا لا يقطعون امرا دونه وكان كثير النفقة متحببا إلى المجاورين ويحضر مواعيد الحديث إلى أن قال مات سنة 754 انتهى. وهو صاحب المسائل عن مولانا آية اللّه العلامة الحلي تعرف بالمسائل المهنائية ويروى عن جماعة منهم العلامة قدس سره وله عقب مبارك في ايران وغيره يعرفون ببني المهنا وهم غير بنى المحنا بالحاء المهملة نسبة إلى السيد محمد المحنا الحسيني الذي يقال انه ولد وكفاه مخضبان وله ذرية ببلاد العراق ومن أراد الوقوف على تفصيل أعقاب السيدين السندين (المهنا) (والمحنا) فليراجع إلى كتابنا الوحيد في بابه مشجرات آل رسول اللّه الأكرم صلی اللّه عليه وآله وسلم. وليعلم ان إجازة مولانا العلامة الحلي للسيد مهنا بن سنان مذكورة في مجلد الإجازات من بحار الأنوار وهي إجازة شريفة ذات فوائد هامة.
ثم لا يخفى أنّه لا ينافي هذا الحديث ولا الاستدلال به على مدّعى المصنّف ما ذهب إليه المعتزلة في تفسير الآية من التمثيل والتخييل لكفاية التقرير والإقرار التخييليين بالنّبوة والإمامة في فضل النّبي والوصيّ ، كما كان كافيا في إظهار جلال اللّه وعظمته تأمّل. وأما ما ذكره : من أنّه لم يلزم منه نصّ على أنّه أمير المؤمنين بعد النبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلخ ففيه : أنّ دلالته على أنّه سمى أمير المؤمنين قبل وجود آدم يقتضي أن يكون أولى من غيره بامارة المؤمنين في عالم الوجود ، وهذا كاف في مطلوب المصنّف كما مرّ بيانه مرارا.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرابعة والثلاثون قوله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (1) ، أجمع المفسّرون وروى الجمهور (2) أنّه عليّ عليه السلام «انتهى»
ص: 311
1- التحريم الآية 4.
2- روى نزول الآية الشريفة في على عليه السلام وأن المراد ب (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) هو عليه السلام عدة من أكابر القوم ونقلة آثارهم ونحن نكتفي إلى سرد اسماء بعضهم فنقول : «منهم» العلامة الثعلبي كما في كتاب العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 152 ط تبريز) قال : وأخبرنى ابن منجويه حدثنا أبو على المقري ، حدثني أبو القاسم بن الفضل ، حدثنا على بن الحسين ، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، حدثنا محمد بن جعفر ابن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثني رجل ثقة يرفعه إلى على بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في قوله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، قال : هو على بن أبي طالب عليه السلام. «ومنهم» العلامة الگنجى في «كفاية الطالب» (ص 53 ط الغرى) أخبرنا أبو الحسن البغدادي بدمشق عن المبارك الشهرزوري أخبرنا على بن أحمد حدثنا أحمد بن ابراهيم ، حدثنا ابن منجويه حدثنا أبو على المقري ، حدثنا أبو القاسم ابن الفضل ، حدثنا على بن الحسين ، حدثنا محمد بن يحيى بن عمر ، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب عن آبائهم عليهم السلام يرفعونه إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قالوا : قال رسول اللّه في قوله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال : هو على. وأخبرنا بهذا عاليا مسندا منصور بن السكن المراتبي ، أخبرنا أبو طالب مبارك بن على بن محمد بن على بن الخضير سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، أخبرنا على ، أخبرنا أحمد ، حدثنا عبد اللّه ، حدثنا عمر بن الحسن ، حدثنا أبي ، حدثنا حصين عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن أسماء بنت عميس قالت : سألت رسول اللّه عن قوله عزوجل : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قلت من هو يا رسول اللّه؟ فقال هو على بن أبي طالب هكذا رأيت رواية أئمة التفسير عن آخرهم. «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 18 ص 189 ط القاهرة 1357 ه) نقلا عن بعض أن المراد بصالح المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد في عداد من نزلت هذه الآية الشريفة في حقه أن مجاهد قال : نزلت في حق على بن أبي طالب عليه السلام. البحر المحيط (ج 8 ص 291 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 267 ط النجف) روى عن ابن أبي الدنيا أنه كان عند ابن زياد زيد بن أرقم فقال له : ارفع قضيبك فو اللّه لطال ما رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقبل ما بين هاتين الشفتين ، ثم جعل زيد يبكى ، فقال ابن زياد : أبكى اللّه عينيك إلى أن قال : فنهض زيد وهو يقول : أيها الناس أنتم العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة إلى أن قال : قال يا بن زياد لأحدثنك حديثا أغلظ من هذا : رأيت رسول اللّه أقعد حسنا على فخذه اليمنى وحسينا على فخذه اليسرى ثم وضع يده على يافوخيهما ، ثم قال : اللّهم انى استودعك إياهما وصالح المؤمنين «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدرى بطهران) قال مجاهد : ان (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) في قوله تعالى : (فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) على رضى اللّه عنه. «ومنهم» العلامة المفسر الحافظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774 ، قال في تفسيره المشهور (ج 4 ص 389 ط مطبعة مصطفى محمد بمصر) : ان المراد ب (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) على بن أبي طالب عليه السلام كما هو قول ليث بن أبي سليم عن مجاهد أنه قال : هو على بن أبي طالب. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا على بن الحسين ، حدثنا محمد بن أبي عمر ، حدثنا محمد ابن جعفر بن محمد بن الحسين قال : أخبرنى رجل ثقة يرفعه إلى على قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في قوله تعالى (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال : هو على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 244 ط مصر) أخرج ابن أبي حاتم عن على قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في قوله : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال هو على بن أبي طالب. وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) هو على ابن أبي طالب. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 51 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن أحمد بن حنبل في «المسند» عن مجاهد ، ونقل عن تحفة والمشارق عن عمر وعاص ، ونقل عن ابن مردويه في المناقب عن ابن عباس وأسماء بنت عميس أن (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 28 ص 135 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس نزول الآية في على عليه السلام. وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الشوكانى في «فتح القدير» (ج 5 ص 246 ط مصطفى الحلبي) أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) على ابن أبي طالب. وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) على بن أبي طالب وأخرج ابن أبي حاتم عن على مرفوعا قال : هو على بن أبي طالب.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذه الآية في سورة التحريم وهي نازلة في شأن عائشة وحفصة ، واتّفق المفسّرون على أنّ المراد من (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) أبو بكر وعمر ، لأنّ صدر الآية هكذا : وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل و (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، يعنى إن تظاهر عائشة وحفصة على جذب رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من نسائه فإنّ اللّه مولاه وجبريل بأن يخبره عن صنيعهما و (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) المراد أبواهما ، فإنّهما كانا ينصحانهما بترك الأفعال التي يكون للضّرات ، وإن صحّ نزوله في أمير المؤمنين فلا شكّ أنّه صالح المؤمنين ، ولكن لا يدلّ على النّص المدّعى «انتهى».
أقول
الرّواية التي ذكرها المصنّف قد نقلها صاحب كشف الغمة (1) عن عزّ الدّين
ص: 314
1- ذكره في (ص 25) طبع تهران.
عبد الرّزاق المحدّث الحنبلي (1) وعن الحافظ أبي بكر بن مردويه (2) بإسناده إلى أسماء بنت عميس (3) وهو مذكور في تفسير أبي يوسف (4) يعقوب بن سفيان الفسوي ن.
ص: 315
1- قد مرت ترجمته في أوائل هذا الجزء فراجع.
2- قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص 215 فراجع.
3- هي أسماء بنت عميس بن معبد بن الحارث الخثعمية الصحابية الشهيرة الجليلة من المهاجرات الاول واخت ميمونة لامها ، يروى عنها ابناها عبد اللّه وعون ابنا جعفر الطيار وجماعة ، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة المنورة ، تزوجها بعد جعفر أبو بكر ، فتولدت له منها عدة اولاد منهم ام كلثوم وهي التي رباها أمير المؤمنين عليه السلام وتزوجها الثاني ، فكانت ربيبته عليه السلام وبمنزلة إحدى بناته ، وكان عليه السلام يخاطب محمد يا بنى وام كلثوم هذه ببنتي ، فمن ثم سرى الوهم إلى عدة من المحدثين والمورخين فكم لهذه الشبهة من نظير ، ومنشأ الأكثر الاشتراك في الاسم أو الوصف ، ثم بعد موت أبي بكر تزوجها مولانا على عليه السلام. قال صاحب التجريد (ص 258 ط حيدرآباد ج 2) ما لفظه : أنها كانت فاضلة جليلة ، انتهى. وبالجملة هي ذات مكارم وخلال حميدة وخصال رضية ذكرها علماء الرجال والتراجم بالثناء الجميل.
4- هو الحافظ أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان بفتح الجيم ثم الواو ثم الالف ثم النون الفارسي ، الفسوي المحدث المفسر الفقيه ، روى عن أبي عاصم والأنصاري وأبي نعيم وعنه خلق ، ذكره الخزرجي في الخلاصة ص 375 ط مصر قال ما لفظه : قال الحاكم : هو امام أهل الحديث بفارس ، قال ابن حبان كان ممن جمع وصنف وأكثر ، مات سنة 277 (بفسا) بلدة فارس ، انتهى. أقول : ومن آثاره المشيخة الشهيرة وكتاب التفسير الذي نقل عنه في المتن.
بإسناده إلى ابن عباس ، ورواه السّدي (1) في تفسيره عن أبي مالك (2) وعن ابن عباس ورواه (3) الثعلبي في تفسيره بإسنادين إلى غير ذلك ، وتحقيق كلام المصنّف وتوضيح استدلاله بالآية والرّواية أنّ المراد بصالح المؤمنين أصلح المؤمنين بدلالة العرف والاستعمال ، لأنّ الشّخص إذا قال : فلان عالم قومه أو زاهد بلده يريد انّه أعلم وأزهد ، ويشهد بصحّة ذلك ما روى عن عمر بن العلا (4) من قوله كان أوس بن حجر (5)فة
ص: 316
1- قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص 220 فراجع.
2- الظاهر أن المراد به أبو مالك كعب بن عاصم وهو الذي يعد في الشاميين روى عنه شهر بن حوشب وأبو سلام ممطور وعبد الرحمن بن غنم وام الدرداء ، كما في التجريد (ج 2 ص 211 ط حيدرآباد) وترجمته مذكورة في الاستيعاب والاصابة واسد الغابة فليراجع
3- قد مر النقل بواسطة كتاب العمدة فراجع
4- هو عمر بن العلا المازني النحوي الأديب الشهير أخو أبي عمرو ، روى عن نافع وعنه يحيى بن كثير العنبري وغيره ، أورده العلامة صفى الدين الخزرجي في خلاصة التهذيب (ص 242 طبع مصر) وذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في التهذيب وأثنى عليه فراجع ومن أرباب كتب التراجم من اشتبه عليه الأمر وضبط اسمه (عمرو) والصحيح ما تقدم فلا تغفل.
5- هو أبو عمرو أوس بن حجر بفتحتين الأسدي ويعرف بأبى عمرو بن العلا ، قال الآلوسى في بلوغ الارب (ج 3 ص 104) ما لفظه : كان أوس فحل مضر حتى نشأ النابغة وزهير فأخملاه وكان زهير راوية أوس ، ومن شعره الحسن قوله في المرثية التي أولها : أيتها النفس اجملى جزعا *** ان الذي تجزعين قد وقعا إلخ إلى آخر ما ذكر ، أقول وديوانه مشهور معروف وله شروح لطيفة
شاعر مضر حتّى نشأ النّابغة (1) وزهير (2) فطأطأ منه وهو شاتمهم في الجاهليّة غير مدافع وانما أراد بلفظ شاعر أشعر ، لا غير ، وكذا قولهم : فلان شجاع القوم لا يقال ذلك إلّا إذا كان أشجعهم ، فعلى هذا يكون عليّ عليه السلام أصلح القوم وأفضلهم ، ويدلّ على هذا أيضا أنّه لا يجوز أن يذكر اللّه تعالى عند ذكر ناصر نبيّه صلی اللّه عليه وآله إذا وقع التّظاهر عليه بعد ذكره سبحانه وتعالى وذكر جبرئيل عليه السلام إلا من كان أقوى الخلق نصرة لنبّيه وأمنعهم جانبا في الدّفاع والذّب عنه ، ولا يحسن ولا يليق بموضوع (بموضع خ ل) الكلام ذكر ضعيف النّصرة ولا المتوسّط فيها ، ة.
ص: 317
1- هو زياد بن معاوية الذبياني اشتهر بهذا اللقب لنبوغه ، قال أهل الأدب : انه أحسن الشعراء ديباجة شعر وأكثر رونق كلام وان كلامه كلام الكتاب ليس فيه تكلف ولا تعسف وبالجملة أمره أشهر من ان يذكر ، حكى عن ابن ولاد انه قيل له النابغة من نبغ الماء فكأنه أريد ان له مادة من الشعر لا تنقطع كما ان للماء مادة ، وقيل هو مشتق من نبغت الحمامة إذا تغنت أو كان اشتهاره به لقوله «فقد نبغت لنا منهم شئون» إلى غير ذلك وقد شرح بعض الأدباء ديوانه بشرح لطيف
2- هو زهير بن أبي سلمى بضم السين المهملة وتسكين اللام قيل ليس في العرب سلمى غيره ، قال أهل الأدب في حقه : هو أحد الأربعة الذين وقع عليهم الاتفاق على انهم أشعر العرب : إمرئ القيس ، وزهير ، والنابغة ، والأعشى وقال بعضهم في مقام التفضيل ، أشعر الناس إمرئ القيس إذا ركب ، وزهير إذا رغب ، والنابغة إذا رهب ، والأعشى إذا طرب ، ونقل الآلوسى في بلوغ الارب (ج 3 ص 98 طبع بغداد) عن بعض الأدباء : ان زهيرا كان أجمع الناس للكثير من المعاني في القليل من الألفاظ وأحسنهم تصرفا في المدح والحكمة إلى ان قال : وكان أبوه شاعرا وخاله شاعرا وأخته سلمى شاعرة وأخته الخنساء شاعرة وابناه كعب وبجير شاعرين وابن ابنه المضرب بن كعب شاعرا ، وكعب ابنه هو ناظم قصيدة (بانت سعاد) في مدح النبي الأكرم صلی اللّه عليه [وآله] وسلم القصيدة الرائقة الشهيرة.
والحال هذه ، ألا ترى؟ أنّ أحد الملوك لو هدّد بعض أعدائه ممّن ينازع سلطانه ويطلب مكانه ، فقال : لا تطمعوا فيّ ، ولا تحدّثوا نفوسكم بمغالبي ، فإنّ أنصاري فلان فلا يحسن أن يدخل في كلامه إلّا من هو الغاية في النّصرة والمشهور بالشّجاعة المعروف بحسن المدافعة ، ألا ترى أنّ معاوية حيث ذكر كثرة من معه من العدد هدّده أمير المؤمنين عليه السلام بمالك الأشتر حيث هو معروف بالشّجاعة مشهور بحسن المدافعة عن عليّ عليه السلام لانّه قال في مالك (1): كان لي كما كنت لرسول اللّه ن
ص: 318
1- هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي الكوفي في الخلاصة للخزرجى متنا وهامشا (ص 313 طبع القاهرة) في حقه أحد الاشراف ويعرف بالأشتر مخضرم عن عمرو على وكان أكبر أمرائه ، شهد اليرموك وذهبت عينه يومئذ إلى أن قال : وثقه العجلى وقال ابن يونس مات سنة (37) وفي هامشه أنه يروى عن أبي ذر ايضا ، وعنه ابنه ابراهيم وعلقمة ابن قيس وكنانة مولى صفية ، وأنه مات مسموما بمصر لما ولاه على انتهى وممن نقل كلام الأمير عليه السلام : كان لي كما كنت إلخ القندوزى في الينابيع (باب 53 ص 62 ط الآستانة) قال مولانا العلامة في صه على ما في منتهى المقال في حقه جليل القدر عظيم المنزلة كان اختصاصه بعلى عليه السلام اظهر من أن يخفى وتأسف أمير المؤمنين بموته وقال لقد كان لي كما كنت لرسول اللّه إلخ ونقل العلامة الحائرى عن أهل السير أن معاوية لما بلغه موت مالك خطب الناس فقال : أما بعد فانه كان لعلى بن أبي طالب يدان يمينان فقطعت إحداهما يوم صفين وهو عمار بن ياسر وقد قطعت الأخرى اليوم وهو مالك الأشتر وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج انه كان فارسا شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة وعظمائها ، شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين عليه السلام ونصره وقال فيه بعد موته : رحم اللّه مالكا فلقد كان لي كما كنت لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال في المنتهى وروى المحدثون حديثا يدل علي فضيلة الأشتر وهي شهادة قاطعة من النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم بأنه من المؤمنين ثم نقل قصة حضوره في تجهيز أبي ذر إلخ وبالجملة الرجل من أجلاء أصحاب مولانا الامام أمير المؤمنين عليه السلام ومن المتفانين في حبه والذابين عنه والروايات في مدحه كثيرة متوافرة متظافرة وله عقب مبارك بيوت العلم والأدب والطب ، فمن ذراريه على المشهور فقيه الشيعة العلامة الأكبر خريت الاستنباط وأبو بجدته آية الباري سبحانه مولانا الشيخ جعفر النجفي صاحب كتاب كشف الغطاء قدس اللّه سره وأسرته الاجلاء الفحول ومن أعقاب المترجم بيت المالك الأطباء المشاهير كالدكتور الوجيه النبيل سعيد خان المالك الطبيب الشهير المعاصر والدكتور الحسيب أبو الفتح المالك المعاصر والدكتور أبو الفضل المالك المعاصر وغيرهم ادام اللّه توفيقاتهم في خدمة عباده ومن أخلافه بيت المالكي في ضواحي مصر وكثيرا ما يشتبه المراد فيظن أنهم مالكيون مذهبا مع أنهم شوافع ونبغ فيهم عدة ومن نسل المترجم بيت الأشتري في بلاد ايران وفيهم العلماء والأدباء والشعراء وأكثرهم من الموظفين في الدوائر أدام الباري سبحانه مجدهم آمين
صلی اللّه عليه وآلهولقد ظهر بما ذكرناه أوّلا وحقّقناه وأوضحناه ثانيا ، كذب ما ذكره النّاصب من اتّفاق المفسّرين على أنّ المراد بصالح المؤمنين فاسقان من المؤمنين ، وظهر امتناع حمل ذلك على غير أصلح المؤمنين ، وظهر وجه دلالته على الأفضليّة التي هي مطلوب المصنّف «قدس سره» وايضا حمل لفظ صالح مفردا على رجلين إثنين مخالف للوضع ، وما ذكره فخر الدّين الرّازي هاهنا : من أنّه يجوز أن يراد بلفظ صالح مفردا الواحد والجمع مستندا بما قاله أبو علي الفارسي (1) : من أنّه .
ص: 319
1- هو العلامة أبو على حسن بن على بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان المعتزلي الأصول الفسوي الفارسي النحوي الأديب الشهير قال في الريحانة ما محصله نقلا عن الشذرات وغيره انه ولد سنة 288 وتوفى سنة (377) في بغداد ودفن في المقبرة الشونيزية من مقابرها المعروفة له كتب مشهورة كالاوليات والتذكرة والمسائل الشيرازيات والمسائل الكرمانيات والمسائل المجلسيات والمقصور والممدود والأمالي والإيضاح والأمالي وغيرها فراجع ج 3 ص 171 من الريحانة والذي نقله مولانا القاضي الشهيد عنه في المتن مذكور في كتابه الأمالي.
قد جاء فعيل مفردا يراد به الكثرة كقوله تعالى : (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) (1) فضعفه ظاهر لأنّ قياس فاعل على فعيل بلا سند يعتدّ به غير مسموع ، ولو سلّم فحميم إنّما أريد به الكثرة بقرينة وقوعه في حيّز النفي المفيد للاستغراق ، وتنكيره الذي قد يكون للتكثير ، وربّما يتعيّن فيه بمعونة الحال والمقام ولا تنكير فيما نحن فيه ، فيكون قياس صالح ذلك على حميم قياسا مع الفارق كما لا يخفى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخامسة والثلاثون قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ) (2) إلخ الآية روى الجمهور (3) عن أبي سعيد الخدري قال : إنّ النبيّ صلی اللّه عليه وآله دعى النّاس
ص: 320
1- المعارج الآية 10
2- المائدة ، الآية 3
3- رواه عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 14 ط مصطفى محمد بمصر) روى ابن مردويه من طريق أبي هارون العبدى عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوم غدير خم حين قال لعلى : من كنت مولاه فعلى مولاه ثم رواه عن أبي هريرة «ومنهم» العلامة الخوارزمي في المقتل (ص 47 ط النجف) أخبرنى سيد الحفاظ فيما كتب إلى من همدان أخبرنى الرئيس أبو الفتح كتابة ، أخبرنى عبد اللّه بن إسحاق البغوي ، أخبرنى الحسن بن على الغنوي أخبرنى محمد بن عمران الزارع أخبرنى قيس بن حفص ، حدثني على بن الحسين العبدى عن أبي هارون العبدى عن أبي سعيد الخدري أن النبي ص : دعا الناس إلى على في غدير خم أمر بما كانت الشجرة من شوك فقم فذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إلى على فأخذ بضبعه ثم رفعه حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلى ثم قال : اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، فقال حسان بن ثابت الحديث «ومنهم» صاحب كتاب ترجمان القرآن (ص 822 كما في الفلك) روى عن ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : لما بلغ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حكم الولاية لعلى نزلت قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) وروى ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة مثله وروى ابن جرير عن ابن عباس «ومنهم» صاحب كتاب أرجح المطالب (ص 73 كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية على «ومنهم» الديلمي (كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية على «ومنهم» أبو نعيم. (كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية على «ومنهم» ابن المغازلي (كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية على «ومنهم» الصالحانى (كما في الفلك) روى نزول الآية في ولاية على «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 6 ص 55 ط المنيرية بمصر) عن أبي سعيد الخدري ان هذه الآية نزلت بعد أن قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى كرم اللّه وجهه في غدير خم : من كنت مولاه فعلى مولاه ، فلما نزلت قال عليه الصلاة والسلام : اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضاء الرب برسالتي وولاية على بعدي
إلى عليّ عليه السلام في غدير خم وأمر بما تحت الشّجرة من الشّوك ، فقمّ ، (1) فدعا عليّا صلی اللّه عليه وآله فأخذ بضبعيه فرفعهما حتّى نظر النّاس إلى بياض إبطى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وعليّ عليه السلام ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله اللّه أكبر على إكمال الدّين وإتمام النّعمة ورضاء الرّب برسالتي ، والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام بعدي ، ثمّ قال : من كنت (2) مولاه فعلى مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. .
ص: 322
1- قم البيت : كنسه والقمامة بالضم : الكناسة
2- قد تقدم نقل مآخذ هذا الحديث الشريف في أواخر الجزء الثاني مع البسط التام والاستيعاب الكامل ولنذكر هاهنا ما فات عنا ذكره لتكميل البحث والاستدراك فهاك من وقفنا على كلامه وهم عدة من أعلامهم «منهم» الحافظ أحمد في الفضائل المعزو إلى ابن حنبل (ص 45 مخطوط يظن كتابته في المائة السادسة) حدثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل : قال : حدثني أبي قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من كنت وليه فعلى وليه. حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل ، قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سرحة أو زيد بن أرقم عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من كنت مولاه فعلى مولاه (ص 55 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا حبيش بن الحارث بن لقيط النخعي عن رياح بن الحارث عن رهط من الناس (ص 60 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، حدثنا الفضل بن دكين قال : حدثنا ابن أبي عقبة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة (ص 83 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكندي عن زاذان أبي عمر عن ثلاثة عشر رجلا (ص 85 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني ابى ، قال : حدثنا ابن نمير قال : حدثنا عبد الملك بن عطية العوفى (ص 86 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن بريدة الأسلمي (ص 96 النسخة المذكورة حدثنا ابراهيم ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد عن على بن زيد عن عدى بن ثابت عن البراء وهو ابن عازب (ص 126 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي عبيدة عن ميمون أبي عبد اللّه عن زيد بن أرقم. (ص 105 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق ، قال : سمعت سعيد بن وهب عن خمسة أو ستة (ص 108 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا عدى بن زيد عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب (ص 104 ، النسخة المذكورة) حدثنا على بن الحسن ، قال : حدثنا ابراهيم بن اسماعيل ، قال : حدثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي ليلى الكندي انه حدثه قال : سمعت زيد بن أرقم (ص 133 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه بريدة (ص 251 ، النسخة المذكورة) «ومنهم» الحافظ العلامة محمد بن يزيد بن ماجة في سنن المصطفى (ج 1 ط التازية بمصر) حدثنا على بن محمد ، ثنا أبو الحسين أخبرنى حماد بن سلمة عن على بن زيد بن جدعان عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب ، قال : أقبلنا مع رسول اللّه إلى أن قال : فأخذ بيد على فقال : ألست اولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا بلى ، قال : فهذا ولى من أنا مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه. حدثنا على بن محمد ثنا أبو معاوية ، ثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص ، قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا إلى أن قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه. «ومنهم» العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد ربه في عقد الفريد (ج 3 ص 34 ط مصر) حيث أورد مناظرة المأمون مع الفقهاء ويظهر من تلك المناظرة أن الحديث كان مسلم الثبوت فراجع. «ومنهم» العلامة الطبرانيّ في المعجم الصغير (ص 33 ط مطبعة الأنصاري بالهند) ثنا أحمد بن ابراهيم بن عبد اللّه بن كيسان الثقفي المديني الاصبهانى سنة 209 تسع ومأتين ثنا اسماعيل بن عمر وثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد عن اثنى عشر رجلا منهم أبو هريرة أبو سعيد أنس بن مالك. (ص 37 ، الطبع المذكور) ثنا أحمد بن اسماعيل بن يوسف العابد الاصبهانى ، ثنا أحمد بن الفرات الرازي ، ثنا عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (مخطوط حدود المائة السابعة) أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن محمد السرى ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبد اللّه الكجي ، حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد بن على بن زبيد (زيد خ ل) عن عدى بن ثابت عن البراء قال لما أقبلنا مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة وكسح النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تحت شجرتين فأخذ بيد على فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول اللّه ، قال : ألست اولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى ، قال : هذا مولى من أنا مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال فلقيه عمر فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة أخبرنى أبو محمد عبد اللّه بن محمد العاري ، حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين السبعى ، حدثنا على بن محمد الدهان والحسين بن ابراهيم الجصاص ، قالا حدثنا حسين بن حكم ، حدثنا حسين بن حسين عن جبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) الآية ، قال نزلت في على عليه السلام أمر النبي أن يبلغ فيه فأخذ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيد على فقال : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللّهم وال من والاه «ومنهم» العلامة الشيخ محمد الكازروني في السيرة المحمدية «مخطوط» في أواخر الكتاب قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه. «ومنهم» العلامة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (ج 2 ص 379 ط حيدرآباد) في ترجمة خالد بن عامر وانه روى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن الحارث عن على رضى اللّه عنه حديث من كنت مولاه فعلى مولاه. «ومنهم» امام الحرمين الجويني المتوفى سنة 478 في كتاب «الإرشاد» (ص 420 ط مصر) قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنا اولى بالمؤمنين من أنفسهم ومن كنت مولاه فعلى مولاه. «ومنهم» ابن قتيبة في مختلف الحديث (ص 52 ط مطبعة كردستان العلمية بمصر) أورد الحديث. «ومنهم» الحافظ شمس الدين أبو عبد اللّه المتوفى سنة 746 في كتاب «دول الإسلام» (ج 1 ص 20 ط حيدرآباد الدكن) قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من كنت مولاه فعلى مولاه. «ومنهم» العلامة ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 2 ص 61 ط مصطفى الحلبي بمصر) ذكر كلام أمير المؤمنين على عليه السلام عند مبايعة عثمان وفيه قوله : أفيكم أحد ، قال له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : من كنت مولاه فهذا على مولاه غيرى. «ومنهم» العلامة ملا معين الكاشفى في معارج النبوة (ج 1 ص 329 ط لكهنو) أورد حديث الغدير بعين ما تقدم. «ومنهم» العلامة الشيخ علاء الدين على المتقى الهندي المتوفى سنة 975 في كنز العمال (ج 5 ص 160 ط مصر سنة 1374) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري حديث من كنت مولاه بنحو التفصيل. «ومنهم» العلامة الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7 ص 17 ط 1353) روى الطبرانيّ في الأوسط عن عمار بن ياسر ، قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عند نزول آية الزكاة في على : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه «ومنهم» العلامة الشوكانى في فتح القدير (ج 4 ص 255 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة قال : غزوت مع على إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد تغير وقال يا بريدة : الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت بلى يا رسول اللّه قال : من كنت مولاه فعلى مولاه.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : في صحيح البخاري ومسلم : إنّ هذه الآية نزلت في حجّة الوداع ليلة عرفة حين قام رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في الموقف ، ولا خلاف في هذا ، والذي ذكره من مفتريات الشيعة وإن صحّ فقد ذكرنا قبل هذا أنّ وصيّة غدير خم لم يكن نصّا (1) بل توصية لأهله وأقاربه ، وتعريف عليّ بين العرب وليتخذوه سيّد بني هاشم «انتهى»
ص: 327
1- قد تقدم في بيان دلالة الحديث أنه نص في الخلافة الالهية والزعامة الدينية بحيث لا يرتاب فيه الا من ركب مراكب الميول والاهوية وقادته النفس الامارة إلى كل وهاد وتلال وألقته على الصخور والجنادل ، نعوذ باللّه من شرورها ونسأله تعالى أن يوقظ إخواننا السنة من هذه النومة ويفيقهم من الإغماء والغفلة
أقول
قد نقل هذا الحديث من المتقدّمين الثعلبي في تفسيره (1) ومحمد بن جرير الطبري (2) الشافعيّ في مجلدات له في طرق هذا الحديث ، وابو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بابن (3) عقدة ، وابو الحسن بن المغازلي الشافعي (4) وغيرهم ، ومن المتأخّرين الشيخ الحافظ محمّد الجزري الشافعي في رسالته (5) المشهورة الموسومة بأسنى المطالب ، في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام
ص: 328
1- قد تقدم نقله هاهنا قبيل هذا فراجع
2- قد تقدم النقل عنه في (ج 2)
3- قد تقدم ترجمته في (ج 2 ص 486) فراجع.
4- قد تقدم النقل عنه في ج 2 ص (وترجمته في ج 2 ص 485)
5- قد تقدم النقل عن تلك الرسالة في (ج 2) ومؤلفها هو العلامة القاري المقري المجود المفسر المحدث المؤرخ الأديب الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسف الجزري الدمشقي الشافعي أبو الخير يعرف بابن الجزري تبحره واشتهاره في علم القراءة بين علماء الإسلام مما لا يحتاج إلى بسط الكلام في ذلك هو امام في علم التجويد ومقدام الفن قال في كتاب «غاية النهاية» (ج 2 ص 247 طبع مصر) ما محصله انه ولد في ليلة السبت 25 شهر رمضان سنة 751 بدمشق وحفظ القرآن الشريف 764 واجازه خال جده محمد بن اسماعيل الخباز وسمع الحديث عن جماعة من أصحاب فخر الدين بن البخاري وأخذ قراءة القرآن عن جماعة كالشيخ أبي عبد اللّه محمد بن صالح الخطيب والشيخ أبي عبد اللّه ابن الجندي والشيخ أبي عبد اللّه محمد بن الصائغ والشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن البغدادي وأبي القاسم على بن محمد بن حمزة الحسيني والشيخ أحمد بن الحسين السيواسى والخطيب يعقوب بن عبد اللّه الخطيب والشيخ عبد الحميد بن أحمد بن محمد التبريزي وغيرهم وأخذ الفقه عن الشيخ عبد الرحيم الاسنوى وغيره ساح وجال في البلاد والأقطار لطلب العلم إلى أن نزل بشيراز سنة «808» فامسكه بها الملك پير محمد بن أمير عمر شيخ ابن الأمير تيمور وفوض له منصب القضاء بها وله تآليف كثيرة النشر في القراآت العشر في مجلدين ومختصره المسمى التقريب وتحبير التيسير في القراآت العشر وغاية النهاية في طبقات القراء وشرح مصابيح السنة في ثلاث مجلدات وغاية المهرة في الزيادة على العشرة وطيبة النشر في القراآت العشر والجوهرة في علم النحو والمقدمة وأسنى المطالب وغيرها توفى ببلدة شيراز سنة «833» ودفن بدار القرآن التي انشأها انتهى ما يستفاد من الغاية وفي الريحانة (ج 1 ص 224) عد من تأليفه الأربعين حديثا والحصن الحصين من كلام سيد المرسلين في الادعية والاذكار المأثورة عنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والدرة المضية في القراءات الثلاثة المرضية والهداية في معالم الرواية وغيرها وولده أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري كان من المحدثين والقراء أيضا وللمترجم أسانيد في القراءة منتهية إلى القراء منها انه أخذ عن تقى الدين محمد المصري عن كمال الدين ابراهيم التميمي عن تاج الدين ابى اليمن زيد بن الحسن الكندي عن ابى محمد عبد اللّه بن عبد اللّه بن على البغدادي عن أبي الفضل عبد القاهر بن عبد السلام العباسي عن أبي عبد اللّه محمد بن الحسين الكارزينى الفارسي عن أبي الحسن على بن محمد بن صالح الهاشمي عن ابى العباس سهل بن فيروز عن أبي محمد عبيد بن صباح النهشلي عن أبي عمرو حفص بن سليمان الكوفي عن القاري الشهير الفصيح عاصم بن أبي النجود الكوفي عن القاري أبي عبد الرحمن السلمى عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إلى غير ذلك من أسانيده إلى عاصم وسائر القراء أوردها في غاية النهاية ومنجد القراء والنشر وغيرها ولنا بحمده تعالى سبحانه أسانيد منتهية إلى عاصم الكوفي بطرق الجزري وغيره من علماء التجويد وهي كثيرة أوردتها في كتابي المسلسلات فمنها ما أرويه عن العلامة المتبحر خريت التجويد والحديث والتفسير السيد ابراهيم الراوي البغدادي امام جامع السيد سلطان على ومدرسه وصاحب الحلقة فيه وهو يروي عن جماعة منهم العلامة السيد أبو الهدى شيخ الإسلام الرفاعي صاحب الكتب الكثيرة في فنون مختلفة وهو عن مشايخه وهم العلامة السيد محمد الاهدلى اليماني الحسيني الشافعي العلامة السيد محمود آل السيد نسيب آل السيد حمزة الحسيني مفتى الشام ولكل منهما أسانيد واثبات مشهورة ومن مشايخ أبي الهدى العلامة السيد محمد مهدى الرواس وهو الذي كتب تلميذه المذكور كتاب عقود الالماس في ترجمته ويروى الرواس عن جماعة منهم العلامة شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد الأمير عن العلامة الشيخ على الاسقاطى عن العلامة عبد اللّه بن سالم البصري عن العلامة الشيخ أبي الامداد ابراهيم اللقاني والعلامة نور على بن محمد اللاهورى عن العلامة الشيخ عمر بن الجاوى عن العلامة الشيخ أبي الفضل السيوطي بأسانيده التي أوردها في الإتقان والبغية وثبته وانهى أكثرها إلى الجزري وممن أروى عنه في التجويد والقراءة العلامة المحدث الفقيه المتكلم الشيخ يوسف الدجوى البصير المصري نزيل عزبة النخل في ضواحي القاهرة صاحب كتاب القول المنيف أو الجواب المنيف في الرد على من قال بالتحريف وغيره وكان من أعضاء جمعية كبار العلماء هناك رجلا محققا ذا فطنة وكياسة وهو يروى عن العلامة الشيخ سليم البشرى المالكي المصري والعلامة الشيخ هارون عبد الرزاق وهما عن العلامة الشيخ ابراهيم السقاء الكبير عن العلامة الشيخ محمد الأمير الصغير عن والده العلامة الشيخ محمد الأمير الكبير بطريقه المذكور وممن اروى عنه في هذا الشأن العلامة العارف الناسك الشيخ داود بن محمد عبد اللّه المرزوقي الزبيدي عن العلامة السيد داود بن عبد الرحمن بن حجر القديمى الزبيدي الشافعي المتوفى سنة 1314 عن العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبد الرحمن بن سليمان الأهدل الحسيني عن والده السيد عبد الرحمن عن والده السيد سليمان بن يحيى الاهدلى بطرقه التي ذكرها في كتاب ثبته المشهور في زيد وسائر مدن اليمن وممن أروى عنه العلامة المصلح الشيخ محمد بهجة البيطار الدمشقي صاحب التآليف الشهيرة وهو يروى عن جماعة منهم العلامة الشيخ جمال الدين القاسمى الدمشقي صاحب الكتب الشهيرة بطرقه المعروفة وممن اروى عنه العلامة الفقيه المحدث المتكلم الشيخ محمد بخيت بالباء ثم الخاء المعجمة ثم المثناة التحتانية ثم المثناة الفوقانية المصري الموطن المطيعى العشيرة الحنفي المذهب مفتى الديار المصرية في الاسبق صاحب كتاب الكلمات الحسان وهو يروى عن جماعة منهم العلامة الشيخ حسن الطويل والعلامة الشيخ محمد البسيونى كلاهما عن شيخهما العلامة الشيخ محمد عليش والعلامة الشيخ ابراهيم السقاء عن العلامة الشيخ محمد الأمير الصغير بطريقه المذكور وممن اروى عنه العلامة الشيخ ابراهيم الجبالى المصري رئيس الجامع الأزهر في الاسبق وهو يروى عن جماعة وهم العلامة الشيخ محمد أبى الفضل الجيزاوى شيخ الجامع الأزهر في الاسبق والعلامة الشيخ سليم البشرى المالكي شيخ الأزهر في عصره والعلامة الشيخ محمد حسنين محلوف وكيل الجامع الأزهر ومدير المعاهد الرتبية والعلامة الشيخ محمد السنجدى الشافعي شيخ الشافعية بالأزهر بطرقهم الشهيرة المذكورة في اثباتهم وممن أروى عنه العلامة السيد أحمد بن محمد مقبول الاهدلى اليماني الشافعي نزيل زبيد وهو يروى عن والده عن جده العلامة السيد عبد الرحمن بن سليمان الاهدلى الحسيني بطرقه المشهورة في الديار اليمنية وممن أروى عنه العلامة السيد محمد بن الصديق البطاح الشافعي اليماني الاهدلى الحسيني الحضرمي عن العلامة السيد عبد اللّه بن محمد البطاح عن العلامة داود بن عبد الرحمن القديمى عن العلامة الشيخ العمراني اليماني عن العلامة الشيخ أحمد بن محمد قاطن اليماني بطرقه الشهيرة في اليمن وممن أروى عنه العلامة مؤرخ البلاد اليمنية السيد محمد بن محمد بن زباره بالزاء المعجمة ثم الباء الموحدة ثم الالف ثم الراء المهملة من «زبر الأسد» الحسنى الزيدي اليماني صاحب كتاب نشر العرف أجاز لنا كافة مروياته في القراءة والحديث والتفسير والتاريخ والنسب وغيرها وهو يروى عن شيخه العلامة المعمر القاضي الحسين بن على العمرى الصنعاني بطرقه الشهيرة في اثبات الأقطار اليمنية وفهارسها وقد ذكرتها في الجزء الثالث من المسلسلات منها روايته عن العلامة القاضي الشوكانى اليماني عن شيخه العلامة السيد عبد القادر بن أحمد عن شيخه محمد حياة السندي المدني عن شيخه الشيخ سالم بن عبد اللّه البصري عن أبيه العلامة عن شيخه الشيخ محمد البابلي عن شيخه الشيخ سيف الدين البصير عن شيخه الشيخ احمد بن عبد الحق السنباطى عن شيخه جمال الدين يوسف بن زكريا عن والده الشيخ أبى النعيم رضوان بن محمد عن شيخه أبى إسحاق التنوخي عن شيخه بدر الدين محمد بن ابراهيم بن جماعة عن شيخه عبد اللّه بن عبد الوارث الأنصاري عن شيخه القاري المقري الشهير خريت الفن وأبو بجدته الشيخ أبو القاسم بن فيرة الشاطبي صاحب المنظومة الشاطبية السائرة الدائرة بطرقه المعروفة إلى عاصم وغيره من القراء ومنها رواية الشوكانى بطرقه المذكورة في ثبته (اتحاف الأكابر) المنتهية إلى العلامة الجزري وعنه إلى عاصم بن أبى النجود وعنه إلى مولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام فليراجع. وممن اروى عنه النحرير في علم التجويد والقراءة أستاذي في هذا الشأن الشيخ نور الدين الشافعي المشهور بالشيخ نوري الكردي الأصل بطرقه التي ذكرتها في آخر القرآن الشريف الذي طبعه سابقا المرحوم الشريف الجليل التاجر الوجيه الحاج السيد أحمد الموسوي المشتهر بالكتابچى وممن اروى عنه العالم الواعظ القاري المحدث المفسر الشيخ عبد السلام الكردستاني الشافعي الذي استبصر في أواخر عمره ومات على تشيع آل رسول اللّه وودادهم وهو يروى عن جماعة بطرق كثيرة منها ما يروى بوسائط عن حافظ القرآن الشريف السيد عمر بن مصطفى الزيله عن شيخه الحافظ عثمان شيخ القراء عن شيخه الحاج محمد القاري امام جامع السلطان أحمد خان المعروف بچلبى امام من ملوك آل عثمان عن شيخه الشيخ شعبان ابن مصطفى الامام في جامع السلطان محمد خان عن شيخه الشيخ محمد البيائى (البياتى خ ل) عن الشيخ أحمد المسيرى عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوى عن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري عن شيخه كمال الدين الضرير عن شيخه القدوة الحافظ شمس الدين الجزري عن تقى الدين الصائغ عن شيخه كمال الدين الضرير عن شيخه القدوة الحافظ الشاطبي القاري الشهير عن ابن هزيل عن أبى داود عن أبى عمرو الداني عن أبى الفتح فارس عن عمر بن عراك عن همدانى بن عوف عن اسماعيل النخاس عن الأرزق القاري الشهير عن ورش الراوي المعروف عن نافع القاري المشهور أحد القراء السبعة وطرقه إلى ابن عباس مذكورة في الإثبات وممن اروى عنه جمال الاسرة العلوية وفخر العصابة الفاطمية نسابة آل رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم وجامع شملهم الآية الباهرة مولاي الوالد العلامة السيد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي المتوفى سنة 1338 فانى قرأت القرآن الشريف عليه من اوله إلى آخره بالتجويد والترتيل فأجاز لي قدس سره بأسانيده منها ما يرويه عن والده العلامة المتفنن في العلوم الإسلامية سيما ما يتعلق بالكتاب والسنة السيد شرف الدين على الحسيني المرعشي النجفي الحائرى المتوفى سنة 1316 عن شيخه العلامة في هذا الفن حافظ القرآن الشريف الحاج السيد محمد الحسيني القاري الشهير صاحب كتاب نجوم القرآن والتحفة المحمدية وغيرهما بطرقه منها ما أنهاه إلى الحافظ عماد الدين على القاري الأسترآباذي صاحب الكتب الكثيرة في الفن وطرقه إلى القراء سيما إلى الجزري مشهورة معروفة وممن اروى عنه العلامة البحاثة المتتبع حجة الإسلام السيد أحمد المشتهر بالسيد آقا التستري الموسوي النجفي من سلالة علامة المحدثين مولانا السيد نعمة اللّه الجزائري قدس سره وقد حضرت حلقة تدريسه في التجويد التي كانت تنعقد أيام شهر رمضان في جامع الهندي من أشهر جوامع مشهد مولاي أمير المؤمنين عليه السلام واستفدت منه دام علاه كثيرا وأجاز لي في مروياته سيما ما أودعه في كتابه تعويد اللسان بتجويد القرآن ولعمري هو من أنفس ما ألف في هذا الباب ومن الأسف انه لم يطبع بعد فما أشبهه بما جاد به قلم تحريرنا وهو شيء في فنون شتى مبعثرات متربات في زوايا مكتبتى وخباياها لا يسأل عنها ولا غرو فانه يشبه حظها بحظ ناسقها الذي أصبح في دهر تدور رحى الأمور بالتشبثات والتعلقات بحيث من آثر الحلس في البيت عد من أصحاب القبور بل رأى هتكه بالبنان والبيان من آكد الفرائض وأهم المآرب كما فعله بعض مؤلفى التراجم في حقنا ان كان ما قاله حقا فقد اغتاب وان لم يكن فقد بهت قد وكلت أمره إلى أمي شفيعة المحشر الحاكمة بالعدل والقاضية بالقضاء الإلهي يا ربى وسيدي أنت تعلم انى أصبحت مظلوما فخذ بحقي عمن ظلمني بلسانه وقلمه ونطقه ورقمه وسلط عليهم من يسلك سبيلهم معهم كما سلكوا معى ومع من يضاهينى ممن لا ناصر له آمين آمين. هذا ما ساعدني التوفيق الإلهي بتحريره في هذه الأوراق من الأسانيد إلى العلامة الجزري المذكور اسمه في المتن ولنا طرق متكثرة إلى القراء غير طرقه طوينا عن ذكرها كشحا والرجاء الواثق من كرم الأفاضل أن يعذرونى في ذلك حيث انى من شدة الآلام الروحية بمثابة يعجز الباع عن تحريره واللسان عن تقريره اللّهم يا مسرح الهموم والغموم سرحنى عنها سراحا جميلا بالنبي الأكرم وآله الطاهرين عليهم السلام والتحية.
وأثبت فيها تواتر هذا الحديث من طرق متعدّدة ، ونسب المنكر إلى الجهل
ص: 334
والتعصّب وإن تعسّف آخرا في إصلاح ما أفسده الدّهر (1) بحمل تقدّم الثّلاثة في الخلافة إلى نحو من الزلّات (2) الواقعة عن الأنبياء عليهم السلام فلا يوجب قدحا فيهم وفي خلافتهم ، وقال الشيخ جلال الدّين السّيوطي الشّافعي في كتاب الإتقان (3) وهو أيضا من أكابر المتأخّرين : أخرج أبو عبيدة عن محمّد بن كعب ، قال : نزلت سورة المائدة في حجّة الوداع فيما بين مكة والمدينة ، ومنها : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ، وفي الصحيح عن عمر أنّها نزلت عشيّة عرفة يوم الجمعة عام حجّة الوداع ، لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري : أنّها نزلت يوم غدير خم ، وأخرج مثله من حديث أبي هريرة «انتهى» والعاقل الفطن يحكم من هاهنا على أنّ ما في الصّحيح سقيم موضوع عنادا مع علي عليه السلام ، وبالجملة تكفينا في ترجيح ما نرويه في فضائل علي عليه السلام موافقة بعض ثقاة الخصام ، لأنّه المتّفق عليه بين أهل الإسلام كما مرّ مرارا وأما ما ذكره قبل هذا ، فقد عرفت قبل هذا ما فيه من التحريف والتمويه فتذكر ، ثم الوصيّة لعلي عليه السلام وتعريفه بين العرب ، تقتضي أن يكون تلك الوصيّة لأن يتّخذه العرب قاطبة من قريش وغيرهم سيّدا لهم لا بنو هاشم فقط ، كما ذكره النّاصب ، وهذا ظاهر جدّا ، لكن النّاصب لأجل الاحتراز عن الاعتراف بلزوم كونه عليه السلام سيّدا لأبي بكر وعمر وعثمان الذين هم من عرب قريش خصّ سيادته تحكما ببني هاشم ، فتأمل ، فانّه صريح في عداوته لعلي عليه السلام. جع
ص: 335
1- إشارة إلى المثل المشهور (وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر) في أبيات شهيرة منها عجوز تمنت أن تكون فتية *** وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر فجاءت إلى العطار تبغى شبابها *** وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
2- أى التي أسندوها إلى الأنبياء وكانوا برآء عنها.
3- ذكره في (ج 1 ص 19) فراجع
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السادسة والثلاثون قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) (1) روى (2) الجمهور عن ابن عبّاس ، قال : كنت جالسا مع فئة من بني هاشم عند النّبي صلی اللّه عليه وآله إذا انقضّ كوكب ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله : من انقض هذه النّجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي ، فقام فئة من بني هاشم ، فنظروا ، فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقالوا : يا رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله غويت في حبّ عليّ فأنزل اللّه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : آثار الوضع والافتراء على هذا النقل ظاهر لا خفاه به ، فانّ هذه السورة نزلت في أوائل بعثة النبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وابن عبّاس لم يولد بعد ، فكيف روى هذا الحديث؟ ثمّ نسبة الغواية إلى النبيّ صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في حبّ عليّ وربط الآية بها في غاية الركاكة ، ولا يخفى هذا ، ولو صحّ دلّ على وصايته ، والوصاية غير الخلافة «انتهى».
أقول
ما ذكره من أنّ سورة النّجم نزلت في أوائل بعثة النبيّ صلی اللّه عليه وآله من مفترياته ، وليس في شيء من الكتب المتداولة عنه عين ولا أثر ، والظاهر أنّه اعتمد في افترائه هذا على ما قيل : إنّ السّورة مكية ، فظنّ أنّ كلّ ما هو مكّي نزل في أوّل البعثة ، وليس كذلك ، بل منها ما نزل بعد الهجرة في مكّة عام الفتح أو عام
ص: 336
1- النجم. الآية 1.
2- أورد هذه الرواية عدة من نقلة آثار القوم ونحن نذكر من وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 131 ط الغرى) أخبرنا أسعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي ، أخبرنا الحافظ على بن الحسن بن عساكر ، أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر محمد ابن العباس ، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن على بن الحسين بن الحكم الأسدي المعروف بأخي حماد ، حدثنا على بن محمد بن الخليل بن هارون البصري ، حدثنا محمد ابن الخليل الجهني ، حدثنا هشيم بن أبى بشير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنت جالسا مع فتية من بنى هاشم عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذا انقض كوكب ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي ، فقام فتية من بنى هاشم فنظروا فإذا النجم قد انقض في منزل على بن أبي طالب ، فقالوا يا رسول اللّه قد غويت في حب على ، فانزل اللّه تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) إلى قوله تعالى : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) ذكره محدث الشام في ترجمة على عليه السلام انتهى «ومنهم» ابن المغازلي في «المناقب» (كما في البحار ج 9 ص 53 ط الكمباني) روى عن ابراهيم بن محمد بن خلف عن الحسين بن أحمد عن أحمد بن الحسن بن سهل عن ابن أحمد المالكي عن ربيعة بن محمد الطائي عن ثوبان عن داود عن مالك بن غسان عن ثابت عن أنس قال : انقض كوكب على عهد رسول اللّه ، فقال رسول اللّه انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي ، فنظروا فإذا قد انقض في منزل على ، فأنزل اللّه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى). وروى ابن المغازلي أيضا بإسناده إلى ابن عباس قال : كنت جالسا مع فتية من بنى هاشم عند النبي إذا انقض كوكب فقال رسول اللّه من انقض هذا الكوكب في منزله فهو الوصي من بعدي ، فقام فتية من بنى هاشم فنظروا قد انقض الكوكب في منزل على بن أبي طالب ، فقالوا يا رسول اللّه : قد غويت في حب ابن عمك فانزل اللّه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) وروى ابن المغازلي أيضا عن محمد بن أحمد بن عثمان عن محمد بن العباس عن الحسين ابن على الدهان عن على بن محمد بن الخليل عن هيثم عن أبى بشير عن سعيد عن ابن عباس مثله. «ومنهم» أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني معنعنا عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي رضى اللّه عنه عن أبيه ، روى نزول السورة في على عليه السلام. «ومنهم» على بن أحمد الشيباني معنعنا عن نوف البكالي عن على بن أبي طالب قال : جاء جماعة من قريش إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فقالوا يا رسول اللّه انصب لنا علما يكون لنا من بعدك لنهتدي ولا نضل كما ضلت بنو إسرائيل من بعد موسى بن عمران فقد قال ربك سبحانه : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ولسنا لنطمع أن تعمر فينا ما عمر نوح في قومه وقد عرفت منتهى أجلك ونريد أن نهتدي ولا نضل ، قال انكم قريبو عهد بالجاهلية وفي قلوب أقو أم أضغان وعسيت ان فعلت أن لا تقبلوا ولكن من كان في منزله الليلة نزلت آية من غير ضير فهو صاحب الحق ، فلما صلّى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم العشاء وانصرف إلى منزله سقط في منزلي نجم أضاءت له المدينة وما حولها وانفلق بأربع فلق وانشعب في كل شعب فلقة من غير ضير قال نوف : قال لي جابر بن عبد اللّه : ان القوم أضروا على ذلك وأمسكوا فلما أوحى اللّه إلى نبيه أن ارفع بضبع ابن عمك قال : يا جبرئيل أخاف من تشتت قلوب القوم ، فأوحى اللّه اليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فأمر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بلالا أن ينادى بالصلاة جامعة فاجتمع المهاجرون والأنصار فصعد المنبر فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ثم قال : يا معشر قريش لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم ، ثم قال : يا معشر الموالي لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم ، ثم دعا بدواة وطرس فأمر فكتب فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه ، قال : شهدتم؟ قالوا : نعم ، قال : أفتعلمون اننى مواليكم؟ قالوا اللّهم نعم ، قال : فقبض على ضبع على بن أبي طالب فرفعه في الناس حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال : من كنت مولاه فهذا على مولاه ثم قال : اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وفيه كلام انزل اللّه تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) فأوحى اليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) إلخ. «ومنهم» ابن سعيد (كما في البحار ج 9 ص 52 ط كمپانى) روى عن فرات عن محمد بن أحمد الهمداني عن الحسين بن على عن عبد اللّه بن سعيد الهاشمي عن عبد الواحد بن غياث عن عاصم بن سليمان عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس نزول السورة في على عليه السلام فذكر تفصيله «ومنهم» القطان «كما في البحار» (ج 9 ص 52 ط كمپانى) روى عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن الحسن بن زياد عن على بن الحكم عن منصور بن الأسود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ، نزول السورة في على عليه السلام «ومنهم» فضل بن شاذان في الفضائل بالاسناد يرفعه إلى عمر بن الخطاب روى نزول السورة في على عليه السلام «ومنهم» جعفر بن أحمد معنعنا عن عائشة قالت : بينا النبي جالس إذ قال له بعض أصحابه من أخير الناس بعدك يا رسول اللّه؟ فأشار إلى نجم في السماء فقال : من سقط هذا النجم في داره ، فقال القوم فما برحنا حتى سقط النجم في دار على عليه السلام ، فقال بعض أصحابه : ما أشد ما رفع بضبع ابن عمه فانزل اللّه تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) في على بن أبي طالب «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في كتابه مناقب مرتضوى (ص 50 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن المغازلي المالكي عن ابن عباس قال بينما نحن شبان القريش جالسون بمكة حول رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم سقط نجم ، فقال رسول اللّه : من نزل هذا النجم في بيته فهو وصيّي ، فلما قام الناس وجدوه ساقطا في بيت على ، فقالوا لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انك ضللت بمحبة على ، فنزل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى). ونقل عن ابن مردويه في المناقب عن ناجية العرفي قال : ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حيث أمر بسد الأبواب عن المسجد الا باب على ، قال بعضهم أخرج عباسا وأبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم وأحل محله ابن عمه ، فلما رأى رسول اللّه ذلك صلّى جامعة ثم خطب وقرء (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى).
حجّة الوداع ، فليكن سورة النّجم كلا أو بعضا من هذا القبيل ، ويرشد إلى ما ذكرناه ما قاله جلال الدّين السّيوطي الشّافعي في كتاب الإتقان (1) من أنّ للنّاس في المكيّ والمدنيّ اصطلاحات ثلاثة ، أشهرها أنّ المكّي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكّة ام بالمدينة عام الفتح أو عام حجّة الوداع ، أم بسفر من الأسفار إلى أن قال : الثاني أنّ المكي ما نزل بمكّة ولو بعد الهجرة ، والمدنيّ ما نزل بالمدينة إلخ على أنّ هذا ممّا رواه أبو حامد «أبو سعد خ ل» (2) ن.
ص: 340
1- فراجع (ج 1 ص 9 ط مصر)
2- هو العلامة الحافظ عبد الملك بن أبى عثمان محمد بن ابراهيم النيسابوري المحدث الفقيه المفسر الواعظ يعرف بالخرگوشى نسبة إلى (خرگوش) من محلات تلك البلدة سافر إلى العراق والحجاز والديار المصرية عدة رحلات فأفاد واستفاد وألقى عصا السير في أخريات عمره بوطنه وأحدث مارستانا اى المستشفى للفقراء والغرباء وأمر تلاميذه بخدمة تلك المؤسسة الخيرية ، له كتب منها كتاب شرف المصطفى ومنها التفسير الكبير ومنها المشيخة وغيرها توفى (سنة 406) في بلده وبه قبره فراجع الريحانة ج 1 ص 382 طبع تهران.
الشّافعي في كتاب شرف المصطفى ، وأبو الحسن ابن المغازليّ (1) الشافعيّ الواسطيّ في كتاب المناقب على رغم هذا النّاصب المارقيّ القاسطيّ (2) بإسناده إلى ابن عباس ، فليطلب من كتابه ، وأما ما استشكله من نسبة أصحاب النبيّ صلی اللّه عليه وآله الغواية إليه ، فانّما استشكله حذرا عن أن يقال : إنّ الثلاثة من خلفاء النّاصب من جملة النّاصبين ، وإلّا فهذا ليس بأبعد من نسبة أولاد يعقوب عليه السلام له إلى الضّلال في حبّه ليوسف عليه السلام إذ قالوا : (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (3) ، وقالوا ثانيا : (تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) (4) ، وأولاد يعقوب مع كونهم مولودين على الفطرة الصّحيحة ، وصاروا أنبياء بعد ذلك على ما زعم أصحاب النّاصب الشّقي إذا قالوا مثل ذلك في شان أبيهم ونبيّهم ، فما ظنّك بجماعة نشئوا في الكفر وأفنوا أكثر أعمارهم فيه؟! ، وأمّا ربط الآية فظاهر جدا : لكن لا يرتبط بالقلب الميت المملو من عداوة أهل البيت عليهم السلام ، واما ما ذكره من أنّ الوصاية غير الخلافة فإن أراد به أنّ الوصاية لا يكون بمعنى الخلافة والإمامة أصلا ، فبطلانه ظاهر ، بل الوصاية إذا اطلق لا يراد به الّا أولوية التّصرف في جميع امور الموصي ، وهو مساوق للخلافة وذلك ، لأنّ أصل معنى الوصيّة في اللغة هو الوصل ، ومعناه العرفي أن يصل الموصي تصرّفه بعد الموت بما قبل الموت أىّ تصرّف كان ، فالوصيّ إذا اطلق يكون المراد به الأولى بالتّصرف في امور الموصي جميعا إلّا 5.
ص: 341
1- وسيأتي نقل المير محمد صالح الحنفي الكشفى كلام ابن المغازلي في كتاب المناقب عن قريب.
2- وصفه بهما لمكان ذبه عن الفئتين اللتين اتصفتا حسب نص الحديث النبوي الشريف بالمروق من الدين والميل عن الحق أعاذنا اللّه منهما.
3- يوسف الآية 8.
4- يوسف الآية 95.
ما أخرجه الدّليل ، وانّما يطلق على الوصيّ الخاص كوصيّ الطفل بالإضافة والتقييد ، فيكون المراد بالوصيّ حيث أطلق النّبي صلی اللّه عليه وآله في شان وصيّه عليه السلام أولى التّصرف في كلّ ما كان له التّصرف فيه ، وهذا معنى الخلافة كما لا يخفى ، وإن أراد أنّه قد يكون بمعنى مغاير للخلافة ، فمسلّم ، لكنه غير محتمل هاهنا ، لأن الوصاية التي أوجبت غيرة قريش ، ونسبتهم فيها النبيّ صلی اللّه عليه وآله إلى الغواية في حبّ علي عليه السلام هو الوصاية بمعنى الإمامة لا غير كما لا يخفى على اولي النّهى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السابعة والثلاثون أقسم اللّه بخيل (1) جهاده في غزاة (2) السّلسلة كما روي (3)
ص: 342
1- اى في قوله تعالى : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) في سورة : العاديات
2- هي سرية وقعت في أرض بها ماء يقال لها السلاسل بضم السين الاولى وكسر الثانية وقال الحافظ ابن حجر المشهور انها بفتح الاولى قيل سمى المكان بذلك لأنه كان به رمل بعضه على بعض كالسلسلة يقال ماء سلسل وسلسال إذا كان سهل الدخول في الحلق وتلك الأرض وراء وادي القرى هكذا في السيرة الحلبية (ج 3 ص 190 طبع مصر) ثم اعلم ان هذه كانت سرية لا غزوة وأطلقت الغزاة عليها بالمعنى الأعم اى الحرب لان كل حرب حضر فيه النبي بنفسه الشريفة يسمى غزاة وما لم يحضره سرية كما في السيرة الحلبية (ج 3 ص 151 طبع مصر) ثم اعلم ان هذه السرية يقال لها سرية عمرو بن العاص أيضا.
3- ذكرها المحدث الثقة الأديب العلامة على بن عيسى الإربلي في كتاب «كشف الغمة» (ص 66) والظاهر انه نقلها عن ابن مردويه في «مناقبه» أو ابن المغازلي في «مناقبه» أيضا أو الشيخ عز الدين عبد الرزاق الحنبلي في «كتابه» وحيث لم تكن تلك الكتب حاضرة لدينا اكتفينا بالنقل عنها بالواسطة.
أنّ جماعة (1) من العرب اجتمعوا على وادي الرّملة (2) ليبيّتوا (3) النبّي بالمدينة فقال النبيّ صلی اللّه عليه وآله لأصحابه : من لهؤلاء؟ فقام جماعة من أهل الصّفة (4) ، وقالوا : نحن فولّ علينا من شئت ، فاقرع بينهم ، فخرجت القرعة على ع.
ص: 343
1- هم كانوا قبيلة قضاعة تجمعوا يريدون المدينة كما في السيرة الحلبية (ج 3 ص 190 ط مصر)
2- المراد منها أرض ذات السلاسل ، قيل بضم السين الاولى وكسر الثانية ، والمشهور انها بفتح الاولى ، قيل سميت بذلك لأنه كان به رمل بعضه على بعض كالسلسلة كما في (ج 3 ص 190) من السيرة الحلبية.
3- بيت العدو. أى أوقع بهم ليلا.
4- هم جماعة من الصحابة كانوا زهادا نساكا يجلسون على صفة المسجد النبوي الشريف قال الحافظ أبو نعيم الاصفهانى في كتابه (ج 1 ص 337 طبع مصر) في حقهم ما لفظه : هم قوم اخلاهم الحق من الركون إلى شيء من العروض وعصمهم من الافتتان بها عن الفروض وجعلهم قدوة للمتجردين لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا تلهيهم عن ذكر اللّه تجارة ولا حال ، لم يحزنوا على ما فاتهم من الدنيا ، ولا يفرحوا الا بما أيدوا به من العقبى ، كانت افراحهم بمعبودهم ومليكهم ، وأحزانهم على فوت الاغتنام من أوقاتهم وأورادهم هم الرجال الذين (لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ) ولم يأسوا على ما فاتهم إلى أن قال فلم يجتمع لهم ثوبان ولا حضرهم من الأطعمة لو نان. ثم سرد اسمائهم ومنهم أوس بن أوس الثقفي ، وأسماء بن حارثة ، والأغر المزني والبراء ابن مالك وثابت بن الضحاك وثابت بن وديعة وثقيف بن عمرو وجرهد بن خويلد وجعيل ابن سراقة وجارية بن جميل إلى آخر ما أفاد وقال ان بعض المؤلفين اشتبه الأمر عليه وعد في اصحاب الصفة من ليس منهم بل هم من أهل القبة فراجع.
ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم ، فأمر أبا بكر بأخذ اللواء والمضي إلى بنى سليم (1) وهم ببطن الوادي (2) فهزموهم وقتلوا جمعا من المسلمين فانهزم أبو بكر ، فعقد لعمر بن الخطاب وبعثه فهزموه فساء النّبي صلی اللّه عليه وآله ، فقال عمرو بن العاص : ابعثني يا رسول اللّه فأنفذه فهزموه ، وقتلوا جماعة من أصحابه ، وبقي النبّي صلی اللّه عليه وآله أيّاما يدعو عليهم ، ثمّ طلب أمير المؤمنين عليه السلام ، وبعثه إليهم ودعا له وشيّعه إلى مسجد الأحزاب وأنفذ معه جماعة منهم أبو بكر وعمر وعمرو بن العاص ، فصار اللّيل وكمن النّهار حتّى استقبل الوادي من فمه ، فلم يشكّ عمرو بن العاص أنّه يأخذهم ، فقال لأبى بكر : هذه أرض سباع وذئاب (الضباع خ ل) وهي أشدّ علينا من بنى سليم ، والمصلحة أن نعلو الوادي ، وأراد إفساد الحال ، وقال : قل ذلك لأمير المؤمنين عليه السلام فقال له أبو بكر : فلم يلتفت إليه ، ثمّ قال لعمر : فقال له : فلم يجبه أمير المؤمنين ، وكبس على القوم الفجر ، فأخذهم فأنزل اللّه ، تعالى : (وَالْعادِياتِ (3) ضَبْحاً) ، السورة واستقبله النبيّ صلی اللّه عليه وآله وسلم فنزل أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال له النبيّ صلی اللّه عليه وآله : لو لا أن أشفق أن يقول فيك طوائف من امّتى ما قالت النّصارى في. المسيح ، لقلت اليوم فيك مقالا ، ي.
ص: 344
1- قال العلامة القلقشندي في نهاية الارب ص 243 طبع بغداد ما محصله انهم بطن من شنوأة من الأزد من القحطانية وهم بنى سليم بن قطرة بن غنم بن دوس منهم الطفيل بن عمرو وايضا بنو سليم بطن من جذام وأيضا بنو سليم بضم السين قبيلة عظيمة من قيس غيلان والنسبة إليهم سليمى وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس إلى آخر ما قال انتهى.
2- أى وادي الرملة.
3- قال تعالى : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) هي الإبل يعدو من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى والضبح على هذا مستعار ، لان أصل استعماله في الخيل وهو صوت أنفاسها إذا عدون والعدوة لا تخلو من الضبح كذا في تفسير النيسابوري.
لا تمر بملاء منهم إلّا أخذوا التّراب من تحت قدميك ، اركب فإنّ اللّه ورسوله عنك راضيان «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : قصّة غزوة ذات السّلاسل منقولة في الصّحاح ، وأنّها تصدّاها عمرو ابن العاص بتأمير رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إيّاه وكان الفتح بيده ، وأما ما ذكره فليس بمنقول في الصّحاح ، بل اشتمل على المناكير ، فإنّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كيف يجوز أن يدّعي الوهيّة عليّ ، والمفهوم من هذا الخبر أنّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان يريد أن يقول بالوهيّته ، ولكن خاف أن يعبده النّاس ، وهذا كلام غلاة الرفضة ، ولا ينبغي نقل هذا لمسلم فضلا عن فاضل «انتهى».
أقول
ما ذكره من أنّ الفتح كان بيد عمرو بن العاص ممّا لم يذكره البخاري في صحيحه ، فيكون كاذبا في هذا ، ثم قول النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما خاف معه من النّاس ، اعتقاد الوهيّته ، لا يستلزم ادّعاءه لالوهيّته كما توهّمه هذا النّاصب الأعوج (1) الأهوج الرّجس المارد (2) ، المتكلم بكلّ سخيف بارد ، بل يكفي في ذلك كشفه صلی اللّه عليه وآله عمّا خفى من فضائل علي عليه السلام وكمالاته وقدرته بتأييد اللّه تعالى على خوارق العادات التي هي دليل قربه إلى اللّه تعالى وكمال عنايته إليه وتأييده له وكيف يفهم ذلك غير فهم وذو عوج مع قوله صلی اللّه عليه وآله. لو لا ان أشفق أى : أخاف أن يقول فيك إلخ وكيف تجتمع إرادته صلی اللّه عليه وآله لأن يقول بالوهيّته مع خوفه من عبادة النّاس له ، ثم كيف ينكر الحديث ويحكم باشتماله على المناكير ، مع انّ الشافعيّ إمام هذا
ص: 345
1- في القاموس الأعوج السيئ الخلق والهوج محركة طول في حمق وطيش ونسرع.
2- يقال مرد اقدم وعتا.
النّاصب قد نظم (1) مضمون هذا الحديث في مدحه المتواتر المشهور حيث قال :
شعر :
لو أنّ المرتضى أبدى محلّه *** لأضحى النّاس طرا سجّدا له
كفى في فضل مولانا عليّ *** وقوع الشّك فيه أنه اللّه
وقال ابو نواس (2)ه.
ص: 346
1- قد صرح به المحدث الشهير المير محمد صالح الكشفى الحنفي الترمذي في كتابه المسمى بمناقب مرتضوى (ص 15 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) ثم انه قد نقل بيتا آخر في ذيلهما وهو ومات الشافعي وليس يدرى *** على ربه أم ربه اللّه
2- هو أبو نواس حسن بن هاني بن عبد الاول بن صباح الحكمي الولاء البصري الولادة البغدادي الاقامة ، من مشاهير الشعراء والأدباء ومن المجاهرين بحب آل الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم حكى عن الجاحظ أنه كان يقول : ان أبا نواس من أعلم الناس باللغة وعن ابن نوبخت أنه كان يقول لم أر أحفظ من أبى نواس ولا أوسع علما منه إلخ وله قصائد واشعار رائقة في مديح مولانا الرضا عليه السلام منها هذه : قيل لي أنت أو حد الناس طرا *** إذ تفوهت بالكلام البديه لك من جوهر الكلام بديع *** يثمر الدر في يدي مجتنيه فعلى ما تركت مدح ابن موسى *** والخصال التي تجمعن فيه قلت لا أستطيع مدح امام *** كان جبريل خادما لأبيه قصرت ألسن الفصاحة عنه *** ولهذا القريض لا يحتويه إلخ وبالجملة الرجل من مفاخر العرب علما وأدبا ومن أجلاء الشيعة ، ولد سنة 136 وقيل سنة 139 وقيل 140 وقيل 141 وقيل 145 بالبصرة أو الأهواز. توفى ببغداد سنة 195 وقيل 196 وقيل 198 وقيل 199 وقيل 200 ودفن بالمقبرة الشونيزية فراجع الريحانة (ج 5 ص 188 طبع طهران) ولله در سيدنا آية اللّه المحسن الامين الحسيني حشره اللّه مع أجداده الميامين في تأليفه كتابا حافلا حول أبى نواس وأنهى البحث وأسهب ونقب فليراجع اليه وإلى كتابه النفيس (أعيان الشيعة) ثم ديوان أبى نواس من الدواوين الشهيرة وله شروح وتعاليق وطبع مرات بمصر وغيره.
شعر :
لا تحسبني هويت الطهر حيدرة *** بفضله وعلاه في ذوي النّسب
ولا شجاعته في يوم معركة *** ولا التلذذ في الجنّات من إرب
ولا التبرّد من نار الجحيم ولا *** رجوت إنّ ليوم الحشر يشفع لي
لكن عرفت هو السرّ الخفيّ وإن *** أبحته خلّلوا قتلى وكفّر بي
يصدّهم عنه داء لا دواء له *** كالمسك يعرض عنه صاحب الكلب
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثامنة والثلاثون قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (1) المؤمن عليّ ، والفاسق الوليد نقله الجمهور (2) «انتهى»
ص: 347
1- السجدة. الآية 18.
2- الرواية مذكورة في كتب القوم وصحاحهم ونقلها جم غفير من أعلام القوم وحملة آثارهم ونحن نشير إلى بعض منهم حسب ما وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» الحافظ أحمد في الفضائل (ص 136 مخطوط تظن كتابتها في المائة السادسة) حدثنا ابراهيم ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس : أن الوليد بن عقبة قال لعلى عليه السلام ألست أبسط منك لسانا وإملاء منك ، حشوا ، فانزل اللّه عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) «ومنهم» الحافظ أبو نعيم في كتاب «ما نزل من القرآن في على» (كما في البحار ج 9 ص 66 ط الكمباني) روى عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : ذكر وليد بن عقبة عليا عليه السلام عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بما يكره ، فقال : أنا أحد منه سنانا وإملاء لكتيبة غناء ، فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) وروى عن محمد بن المظفر عن أحمد بن ابراهيم عن الربيع بن سلمان عن عبد اللّه بن صالح عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ) ، الآية قال ابن عباس رضى اللّه عنه : أما المؤمن فعلى بن أبي طالب وأما الفاسق فعقبة بن معيط. وروى عن ابن حيان عن عبد اللّه بن محمد عن إسحاق بن الفيض عن سلمة بن حفص عن سفيان الجريري عن حبيب بن ابى العالية عن عكرمة عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب والوليد بن عقبة. وروى بإسناد آخر عن حبيب مثله. وروى عن عبد اللّه بن محمد بن جعفر عن إسحاق بن بنان عن حبيش بن مبشر عن عبيد اللّه ابن موسى عن ابن أبى ليلى عن الحكم عن ابن جبير عن ابن عباس بعين ما رواه الكلبي ونقلناه فيما مر وروى عن الحسن بن إسحاق بن ابراهيم عن أحمد بن محمد بن أبى بكر عن أبى حاتم عن أبى عبيدة معمر بن مثنى عن يونس بن حبيب قال : سألت أبا عمرو عن تلخيص الآى المكي والمدني من القرآن ، فقال أبو عمرو : سألت مجاهدا كما سألتنى ، فقال : سألت ابن عباس فقال : (الم) السجدة نزلت بمكة الا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وذلك أنه شجر بين على والوليد كلام إلى أن قال : فانزل اللّه هذه الآية : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) «ومنهم» العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه ابن أحمد المعروف بابن العربي المعافري الأندلسي المالكي المتوفى سنة 542 أورد في كتاب أحكام القرآن (ج 2 ص 153 ط مطبعة السعادة بمصر) في تفسير الآية الشريفة مسألتين : المسألة الاولى فيمن نزلت ، وقد روى أنها نزلت في على بن أبي طالب المؤمن وفي عقبة بن أبى معيط الكافر ، إلى آخر الرواية. «ومنهم» العلامة البغوي في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 5 ص 187 ط مصر) قال : نزلت في على بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن معيط أخي عثمان لامه وذلك أنه كان بينهما تنازع وكلام في شيء فقال الوليد بن عقبة لعلى اسكت فإنك صبي وانا واللّه أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأشجع منك جنانا ، الرواية. «ومنهم» العلامة الطبري» في تفسيره (ج 21 ص 61 الميمنية بمصر) حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة بن الفضيل ، قال ثنا ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار ، قال : نزلت بالمدينة في على بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبى معيط ، كان بين الوليد وبين على كلام فقال الوليد بن عقبة : أنا أبسط منك لسانا وأرد منك كتيبة ، فقال على : اسكت فإنك فاسق ، فأنزل اللّه فيهما : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) قال لا واللّه ما استووا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة. «ومنهم» العلامة الگنجى الشافعي في كفاية الطالب (ص 54 ط الغرى) أورد اصحاب السير أن الوليد بن عقبة قال لعلى أمير المؤمنين عليه السلام : أنا أحد منك سنانا وأسلط منك لسانا وإملاء منك حشوا لكتيبة ، فقال له على عليه السلام : اسكت فإنما أنت فاسق فغضب الوليد من ذلك وشكا إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فنزل : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) ، يعنى بالفاسق الوليد بن عقبة. فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك. انزل اللّه والكتاب عزيز *** في على وفي الوليد قرانا فتبوء الوليد من ذلك فسقا *** وعلى مبوأ ايمانا ليس من كان مؤمنا عرف اللّه *** (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) خوانا فعلى يجزى هناك نعيما *** ووليد يجزى هناك هوانا سوف يجزى الوليد خزيا ونارا *** وعلى لا شك يجزى جنانا «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 88 ط مصر سنة 1356) أخرج الحافظ السلفي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في على بن أبي طالب والوليد بن عقبة لأمر بينهما. «ومنهم» العلامة الخازن في تفسيره (ج 5 ص 187 ط مصر) قال : ان الآية الشريفة نزلت في على بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن ابى معيط كان بينهما تنازع وكلام في شيء فقال الوليد لعلى : اسكت فإنك صبي وأنا شيخ وانى أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأشجع جنانا وإملاء منك حشوا في الكتيبة ، فقال له على اسكت فإنك إلى آخر ما تقدم وأنزل اللّه هذه الآية. «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط الحيدرى بطهران). أورد جماعة كثيرة من المفسرين أنه قال الوليد لعلى ع : انا أبسط منك لسانا فساق الكلام بنحو ما تقدم فذكر نزول قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) فالمؤمن على والفاسق الوليد. و «منهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 3 ص 462 ط مصطفى محمد بمصر) ذكر عطاء بن يسار والسدى وغيرهما : أنها نزلت في على بن أبي طالب والوليد بن عقبة ابن أبى معيط. «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 207 ط النجف) أورد أن الوليد قال يوما لعلى ع ألست أبسط منك لسانا وأحد سنانا ، فنزلت : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ). «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص 105 ط القاهرة 1357 ه) رواية في ذيل الآية عن الزجاج والنحاس أنها نزلت في على وعقبة بن أبى معيط إلى آخر ما قدمناه. ومنهم العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 أورد في تفسير بحر المحيط (ج 7 ص 203 ط مطبعة السعادة بمصر) عن ابن عباس وعطاء : نزلت في على والوليد بن عقبة بنحو ما تقدم ، وقال الزجاج والنحاس : نزلت في على وعقبة بن أبى معيط. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الترمذي الكشفى في مناقب مرتضوى (ص 36 ط بمبئى مطبعة المحمدي). روى عن كشاف وأسباب النزول وبحر المناقب اتفاق جمهور المفسرين في نزولها في على ووليد بن عقبة بعين المضمون المتقدم. «ومنهم» العلامة الشوكانى في تفسيره «فتح القدير» (ج 4 ص 247 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج ابو الفرج الاصبهانى في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدى وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال قال الوليد بن عقبة لعلى بن أبي طالب رضى اللّه عنه : أنا احد منك سنانا وأبسط منك لسانا وإملاء للكتيبة منك فقال له على رضى اللّه عنه اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) ، يعنى بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة بن ابى معط قال كان بين الوليد وبين على كلام فقال الوليد بن عقبة أنا أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأرد منك للكتيبة فقال على رضى اللّه عنه اسكت فإنك فاسق فأنزل اللّه (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) الآيات كلها. واخرج ابن ابى حاتم عن السدى رضى اللّه عنه مثله. وأخرج ابن ابى حاتم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى رضى اللّه عنه في قوله (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) قال نزلت في على بن أبي طالب رضى اللّه عنه والوليد بن عقبة. وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضى اللّه عنهما في قوله (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) قال أما المؤمن فعلى بن أبي طالب رضى اللّه عنه واما الفاسق فعقبة بن ابى معيط وذلك لسباب كان بينهما فأنزل اللّه ذلك
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : جاء في هذا تفاسير أهل السّنة ، والآية نازلة في عليّ كرّم اللّه وجهه وهو من فضائله التي لا تحصى «انتهى».
أقول
بل الآية دالة على أفضليّته وأولويّته للإمامة ، لعدم استواء الفاسق وغير الفاسق عند اللّه تعالى ، والثّلاثة المتقمّصون للخلافة كانوا فاسقين ظالمين كافرين قبل الإسلام اتّفاقا ، فلا يكونون مستحقّين للخلافة ، وقد بيّنا سابقا أنّ الخلافة والإمامة لا تجتمع مع صدور الظلم سابقا (1) أيضا فتذكر.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
التاسعة والثلاثون قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ) (2) منه ، روى الجمهور(3) أنّ (فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله والشّاهد علي عليه السلام «انتهى»
ص: 352
1- كما بينه قدس سره في مبحث عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام وذكرنا هناك ما يسفر عن وجه الحق ويجلى الظلام وأيدنا كلامه (ره) بكلمات المحققين من علماء الأصول فراجع.
2- هود ، الآية 17
3- أورد هذه الرواية كثير من حفاظ القوم ونحن نشير إلى بعض من وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» ابو إسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري الثعلبي المتوفى سنة 426 وقيل 427 وقيل 437 (مخطوط وتاريخ كتابتها يقرب من سنة خمسمائة قريبة من عصر المؤلف) أخبرنى ابو عبد اللّه ، حدثنا القاضي ابو الميسر ، حدثنا ابو بكر السبيعي ، حدثنا محمد ابن على الدهان والحسن بن ابراهيم الجصاص قالا أخبرنا الحسين بن الحاكم ، حدثنا الحسين بن الحسن النصيبي عن حيان عن الكلبي عن ابى صالح عن ابن عباس : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) رسول اللّه (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) على خاصة وبه عن السبيعي ، قال : حدثنا على بن ابراهيم بن محمد العلوي عن الحسن بن الحكم ، حدثنا اسماعيل بن صبيح حدثنا أبو الجارود عن حبيب بن جبار عن زاذان ، قال : سمعته يقول : والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو نشرت لي وسادة فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين اهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم والذي فلق الحبة وبرء النسمة ما من قرشي جرت عليه المواسى الا وانا أعرف له بسوقه إلى الجنة او بقوده إلى النار ، فقام رجل فقال ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك؟ قال : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ورسول اللّه (عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) وأنا (شاهِدٌ مِنْهُ) وبه عن السبيعي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الحمداني قال : حدثني الحسين ابن على بن بزيع ، قال : حدثني حفص النوا حدثنا صباح مولى محارب عن جابر بن عبد اللّه ، قال : قال على بن أبي طالب : ما من رجل من قريش الا وقد نزلت فيه الآية والآيتان فقال له رجل وأى آية نزلت فيك؟ فقال على : أما تقرأ الآية التي في هود (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ). «ومنهم» العلامة البغوي في تفسيره «معالم التنزيل» المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 3 ص 183 ط مصر) قال : المراد على بن أبي طالب رضى اللّه تعالى عنه قال على ما من رجل من قريش الا وقد نزلت ، الرواية. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 17 ص 201 ط البهية بمصر) أورد عن بعض ان المراد هو على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 12 ص 10 ط الميمنية بمصر) حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا زريق بن مرزوق ، قال : ثنا صاحب الفراء عن جابر عن عبد اللّه بن يحيى ، قال : قال على رضى اللّه عنه : ما من رجل من قريش الا وقد نزلت فيه الآية والآيتان ، فقال له رجل : فأنت فأى شيء نزل فيك؟ فقال على : أما تقرأ الآية التي نزلت في هود ، (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ). «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسير الآية الشريفة أنه على بن أبي طالب عليه السلام عن ابن عباس وروى عن على أنه لما سئل عن أى آية نزلت فيه ، فقال : (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ). الجامع لأحكام القرآن (ج 9 ص 16 ط القاهرة) «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي «في التذكرة» (ص 20 ط النجف) ذكر الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس انه على (عليه السلام) ومعنى (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) انه أقرب الناس إلى رسول اللّه. وذكر الثعلبي أيضا بإسناده إلى على عليه السلام من رواية زاذان قال سمعته يقول والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، والذي نفسي بيده ما من رجل من قريش جرت عليه المواسى الا وأنا اعرف له آية تسوقه إلى الجنة او تقوده إلى النار ، فقال له رجل يا امير المؤمنين فما آيتك التي أنزلت فيك؟ فقال : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) فرسول اللّه (عَلى بَيِّنَةٍ) وأنا (شاهِدٌ مِنْهُ). «ومنهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 110 ط الغرى) أخبرنا عبد العزيز بن بركات الخشوعي بمسجد الربوة من غوطة دمشق ، أخبرنا على بن الحسين بن هبة اللّه الشافعي المورخ ، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الجوزقى ، أخبرنا عمر بن الحسن بن على ، حدثنا احمد بن الحسن الخزاز ، حدثنا أبي ، حدثنا حصين بن مخارق عن ضمرة عن عطاء عن ابى إسحاق عن الحرث عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : على (عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) وانا الشاهد منه. «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 12 ص 16 بهامش تفسير الطبري) أو شاهد هو بعض محمد يعنى على بن أبي طالب رضى اللّه عنه. «ومنهم» العلامة الخازن في تفسيره (ج 3 ص 183 ط مصر) وقال جابر بن عبد اللّه قال على بن أبي طالب ما من رجل من قريش الا وقد نزلت فيه الآية والآيتان إلخ. «ومنهم» صاحب فتح البيان (على ما في فلك النجاة ص 461 ط لاهور) روى عن على عليه السلام : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ) محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ) على. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق على بن أبي طالب سلام اللّه عليه في تفسير بحر المحيط (ج 5 ص 211 مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 3 ص 324 ط مصر) أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه قال : ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل ما نزل فيك؟ قال : أما تقرأ سورة هود : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) وأنا (شاهِدٌ مِنْهُ). وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن على رضى اللّه عنه ، قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) أنا (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قال على. «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 12 ص 25 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن مردويه عن على كرم اللّه وجهه قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) أنا (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ) على. أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن على كرم اللّه وجهه قال : ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل ما نزل فيك؟ قال : أما تقرأ سورة هود (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ) رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأنا (شاهِدٌ مِنْهُ). وأخرج المنهال عن عبادة بن عبد اللّه مثله. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 99 ط اسلامبول) روى الحموينى في فرائد السمطين بسنده عن ابن عباس وبسنده عن زاذان هما عن على كرم اللّه وجهه قال : ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) وأنا التالي الشاهد منه. وروى الحموينى أيضا بسنده عن جابر بن عبد اللّه وبسنده عن البختري هما عن على بلفظه. وروى موفق بن أحمد بسنده عن ابن عباس الحديث. وروى أبو نعيم والثعلبي والواقدي أخرجوه بأسانيدهم عن ابن عباس وزاذان وجابر كلهم عن على كرم اللّه وجهه الحديث. وروى ابن المغازلي بسنده عن عباد بن عبد اللّه قال : سمعت عليا كرم اللّه وجهه في خطبته ما نزلت آية من كتاب اللّه فذكر الحديث بنحو ما تقدم. وروى عن زين العابدين والباقر والصادق عليهم السلام ذكروا الحديث. وروى ان الحسن بن على عليهما السلام ذكر هذه الآية وفسرها بمثل ما تقدم في خطبته. وفي (ص 74) من ذلك الكتاب ، روى الحموينى بسنده عن زاذان قال : سمعت عليا رضى اللّه عنه ، فذكر الحديث بعين ما تقدم.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا من تفاسير أهل السّنة وإن صحّ فهي كأخواتها كانت سهلة «انتهى»
أقول
ما نسب المصنّف روايته إلى الجمهور قد رواه (1) ابن جرير الطبري وذكره (2) الثّعلبى ، وكذا الحافظ (3) أبو نعيم بثلاثة طرق عن عبد اللّه (4) بن الأسدى والفلكي (5) المفسّر عن مجاهد (6)
ص: 357
1- قد مر النقل عنه في ذيل الآية.
2- قد مر النقل عنه في ذيل الآية الكريمة قبيل هذا فراجع.
3- قد مر النقل عنه بواسطة الينابيع في ذيل الآية الشريفة.
4- هو عبد اللّه بن عبد اللّه أبو عبد الرحمن الكوفي عن حصين بن عبد الرحمن وعنه محمد بن بشر قال أبو حاتم محله الصدق ويحتمل قويا ان يكون المراد به عبد اللّه بن عبد اللّه الأسدي الكوفي الزهري أبو محمد الفقيه المحدث الراوي المفسر المتوفى سنة 180 ويحتمل غيرهما
5- هو محمد بن موسى الفلكي الرياضي المفسر الخوارزمي أبو جعفر صاحب الكتب الشهيرة ككتاب استخراج تاريخ اليهود ، وكتاب الزيج الاول ، وكتاب الزيج الثاني وكتاب العمل في الأسطرلاب ، وكتاب صورة الأرض ، وكتاب الحساب وكتاب التفسير ، توفى سنة 232 كما في الريحانة ج 1 ص 426.
6- هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر بإسكان الموحدة مولى السائب بن أبي السائب المكي المقري المفسر عن ابن عباس وقرء عليه ، قال مجاهد : عرضت عليه ثلاثين مرة وام سلمة وأبي هريرة وجابر وعن عائشة وعنه عكرمة وعطاء وقتادة والحكم بن عتيبة وأيوب وخلق ، وثقه ابن معين وأبو زرعة ، قال ابن حبان : مات سنة 102 وقيل 103 بمكة ومولده سنة 21 كذا في الخلاصة للخزرجى ص 315 طبع القاهرة.
وعن عبد اللّه (1) بن شدّاد وغيرهم من قدماء أهل السّنة ، ومن المتأخرين فخر الدّين الرّازي في تفسيره (2) الكبير حيث قال : قد ذكروا في تفسير الشّاهد وجوها أحدها أنّه جبرئيل يقرأ القرآن على محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وثانيها أنّ ذلك الشّاهد لسان محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وثالثها أنّ المراد هو علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه والمعنى أنّه يتلو تلك البيّنة وقوله : منه أى هذا الشّاهد من محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبعض منه والمراد منه تشريف هذا الشّاهد بأنّه بعض من محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «انتهى» ولا ريب أنّ شاهد النّبي صلی اللّه عليه وآله على امّته يكون أعدل الخلائق سيّما إذا تشرف بكونه بعضا منه صلی اللّه عليه وآله كما ذكره الرّازي فكيف يتقدّم عليه غيره؟ مع كون ذلك الشّاهد من النّبي صلی اللّه عليه وآله ، لأنّ «من» ، هاهنا لتبيين الجنس ، فيؤذن بأنّ عليّ بن أبي طالب من جنس الرّسول صلی اللّه عليه وآله وقوله : (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ، فيه بيان لكون علي عليه السلام تالي الرّسول من غير فصل بينهما بتالي آخر ، فمن جعله تاليا بعد ثلاثة فعليه الدّلالة ، لأنّ التّالى هو من يلي غيره على أثره من غير فصل بينهما ، ولو لم يرد تفسير هذه ع.
ص: 358
1- هو عبد اللّه بن شداد بن الهاد واسمه أسامة الليثي أبو الوليد المدني عن أبيه وعمر وعلى ومعاذ وعنه محمد بن كعب ومنصور والحكم ابن عتيبة وثقه النسائي وابن سعد إلى ان قال : قال الواحدي : قتل يوم دجيل سنة 81 وقال الثوري فقد في الجماجم سنة 83 انتهى ، وفي التهذيب انه هلك ابن أبي ليلى وابن شداد في الجماجم اقتحم بهما فرساهما الماء فذهبا انتهى ، ويحتمل ان يكون المراد به عبد اللّه بن شداد الأعرج أبا الحسن المدني الراوي عن أبي عذرة وعنه الثوري قال ابن معين ليس به بأس كما في الخلاصة للخزرجى ص 170 طبع القاهرة.
2- قد مر النقل عنه قبيل هذا في ذيل الآية الكريمة فراجع.
الآية بأنّ الشّاهد هو عليّ عليه السلام لدلت عليه بمعونة قول الرّسول (1) أنت منّى وأنا منك ، فانّه لم يقل هذا لأحد سواه ، فظهر اختصاصه بذلك دون غيره.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الأربعون : قوله تعالى : (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) (2) ، قال الحسن البصري (3): استوى الإسلام بسيف عليّ عليه السلام «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : جاء في التّفسير أنّ هذه نزلت في الخلفاء الأربع كزرع رسول اللّهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم
ص: 359
1- كما في ينابيع المودة بطرق متعددة (ج 1 ص 52 ط العرفان) ومسند أحمد (ج 4 ص 164 و 165 ط القديم بمصر) وهكذا من ذلك المسند (ج 1 ص 98 وج 4 ص 438 وج 5 ص 356 و 204) والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمى (ص 73 ط القديم) وتاريخ بغداد (ج 4 ص 140 ط مصر)
2- الفتح. الآية 48.
3- ونحن نذكر مضافا إلى قول المصنف (قده) أسماء بعض من أعلام القوم الذين أوردوا رواية دالة على أن المراد ب (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) على بن أبي طالب عليه السلام فنقول : «منهم» العلامة الزمخشرىّ في الكشاف (ج 3 ص 469 ط مصر) روى عن عكرمة أن المراد ب (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) بعلى عليه السلام «ومنهم» العلامة النيسابوري في تفسيره (ج 26 ص 64 المطبوع بهامش الطبري ط الميمنية بمصر) عن عكرمة : (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) ، بعلى وذهب بعض المفسرين : (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) ، على عليه السلام «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 83 ط مصر) في حديث طويل عن ابن جرير وابن المنذر أن المراد من (عَلى سُوقِهِ) على عليه السلام وفي حديث طويل عن ابن مردويه والقلظى وأحمد بن محمد الزهري والشيرازي (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) أى بعلى. «ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسيره «روح المعاني» (ج 16 ص 117 ط المنيرية بمصر) عن عكرمة قال : (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) ، بعلى رضى اللّه عنه.
أخرج شطأه أبو بكر فآذره عمر ، فاستغلظ عثمان ، (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) علي كرم اللّه وجهه وهو من فضائله الكبيرة ولا يدلّ على النّص «انتهى»
أقول
الرّواية المفصّلة التي ذكرها النّاصب قد رواها النيشابوري (1) عن عكرمة ولعلّ التفصيل أيضا كان مذكورا فيما رواه المصنّف عن الحسن ، لكن قد اقتصر على بعضها الذي كان دليلا إلزاميّا وموافقا لما روى من طريق الاماميّة ، وترك البعض الآخر منها ، لعدم مدخليّته في غرضه بل لعدم اعتقاده لصحّته كما أشرنا إليه ثم الرّواية دالة على الأفضليّة لا على مجرّد الفضيلة كما توهمه النّاصب ، لأنّه إذا كان استواء دين الإسلام على ساقه بعليّ عليه السلام وتقويته دون غيره كان أفضل من غيره.
قال المصنّف رفع درجته اللّه
الحادية والأربعون قوله تعالى (يُسْقى بِماءٍ (2) واحِدٍ) ، قال جابر الأنصاري : (3) سمعت
ص: 360
1- فراجع تفسير النيسابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 26 ص 63 ط مصر)
2- الرعد. الآية 3
3- رواه عدة من أعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 116 ط لاهور) أخرج الطبرانيّ في الأوسط عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الناس من شجر شتى وأنا وعلى من شجرة واحدة «ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 121 ط المحمدية بمصر) أخرج الطبرانيّ في الأوسط عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الناس من شجر شتى وأنا وعلى من شجرة واحدة «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المعروف (الجامع لأحكام القرآن ج 9 ص 283 ط القاهرة 1357 ه) رواية عن جابر بن عبد اللّه قال : سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلى رضى اللّه عنه : الناس من شجرة شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة إلى آخر ما قدمنا «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 4 ص 44 ط مصر) أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضى اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول : يا على الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرء النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ)
رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله يقول النّاس من شجر شتّى ، وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : قوله تعالى : (يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) نزل في بيان أن الفواكه تختلف طعومها مع أنها (يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) ، وهذا من غرائب صنع اللّه تعالى ، واما ما ذكره من الحديث لا ربط بالآية ، والعجب أنّ كلام هذا الرّجل في غاية التّشويش ، وكأنّه يزعم أنّ أحدا لا ينظر في كتابه أو كان ضعيف الرّأي لا يعرف ربط الدّليل بالمدّعى «انتهى».
ص: 361
أقول
قد ذكر صاحب كشف الغمة (1) الرّواية المذكورة نقلا عن الحافظ أبي بكر بن مردويه ، قال : قوله تعالى : (وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) (2) عن (3) جابر بن عبد اللّه (4) أنّه سمع النّبي صلی اللّه عليه وآله يقول : النّاس من شجر شتّى وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة ، ثم قرء النّبي صلی اللّه عليه وآله الآية «انتهى» ثم إنّ للقرآن ظهرا وبطنا فلا ينافي أن يكون ظاهر معنى الآية ما ذكره النّاصب : من بيان اختلاف طعوم الفواكه وباطنه ما روى عن جابر رضى اللّه عنه ، وبالجملة الصّنوان المذكور في الآية جمع صنوة هي النخلة لها رأسان وأىّ بعد في الكناية عن اتّحاد النّبي ووصيّه عليهما السلام بنخلة لها رأسان يسقى بالماء الواحد من الفيض الالهي ، ولو امتنع النّاصب عن قبول هذا التأويل هاهنا لأشكل عليه الأمر في الحديث الذي ذكره قبيل ذلك في تفسير قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
ص: 362
1- (في ص 93 طبع طهران)
2- الرعد. الآية 13
3- كما تقدم قبيل هذا نقل مدركه من كتابي الصواعق وتاريخ الخلفاء فراجع
4- هو جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام بفتح المهملة الأنصاري السلمى بفتحتين أبو عبد الرحمن أو أبو عبد اللّه أو أبو محمد المدني الصحابي المشهور جليل القدر عظيم المنزلة شهد العقبة وغزى تسع عشرة غزوة ، عنه بنوه وطاوس والشعبي وعطاء وخلق قال جابر : استغفر لي رسول اللّه ليلة البعير خمسا وعشرين مرة قال الفلاس : مات (سنة 78 عن أربع وسبعين سنة انتهى ما في الخلاصة للخزرجى ص 50) أقول وجلالة الرجل ونبالته وورعه واختصاصه بأهل البيت مما لا ينكر ، عمر حتى أدرك مولانا الباقر عليه السلام وبلغه سلام جده الرسول وفي كتب أحاديث الفريقين عدة روايات رواها المترجم ومن رام الوقوف على أكثر من هذا فليراجع إلى رجال شيخنا الأستاذ العلامة المامقاني وغيره من المعاجم
شَطْأَهُ) الآية ، حيث جعل فيه الزّرع المذكور في الآية عبارة عن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وباقي كلماتها الواقعة في وصف الزّرع كناية عن بعض أصحابه مع أنّ ما نحن فيه من الحديث الدالّ على الاتّحاد الذّاتيّ ممّا يؤيّده الحديث المشهور وهو قوله صلی اللّه عليه وآله : (1) خلقت انا وعليّ من نور واحد : وغير ذلك ممّا يوافقه في المعنى فظهر أنّ ما ذكره : من عدم ارتباط الحديث بالآية ناش عن بلوغ عناده إلى النّهاية ، وأنّ التّعجب الذي ذكره ممّا ينبغي أن يذكر عن لسان المصنّف قدس سره إلى هذا النّاصب السّفيه الذي يتعجب مما جهله ويطعن فيه.
قال المصنّف رفع درجته اللّه
الثانية والأربعون قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ) (2) ، نزلت في على عليه السلام. (3)
ص: 363
1- قد مر نقله في ذيل الآية الكريمة قبيل هذا فراجع
2- الأحزاب. الآية 23.
3- رواه عدة من أعلام القوم ونحن نسرد أسماء بعضهم فنقول : «منهم» العلامة ابن الصباغ في فصول المهمة (ص 113 ط النجف) قيل سئل على وهو على المنبر في وفي عمى حمزة وفي ابن عمى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب أما عبيدة بن الحارث فانه قضى شهيدا يوم بدر واما عمى حمزة فانه قضى نحبه يوم احد وأما أنا فانتظر أشقاها يخضب هذه من هذا وأشار إلى لحيته ورأسه عهد عهده إلى حبيبي أبي القاسم صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» العلامة الخازن في تفسيره (ج 5 ص 203) يعنى حمزة وأصحابه (أقول :) المراد من الاصحاب بمقتضى الروايات الواردة في كتب التفاسير على عليه السلام «ومنهم» العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 5 ص 203) روى بعين ما تقدم نقله عن الخازن. «ومنهم» العلامة ابن مردويه في كتاب المناقب (كما في كشف الغمة ص 93) «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 63 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) نقل عن مناقب الخطيب في قوله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) ، (مَنْ قَضى نَحْبَهُ) عبيدة وحمزة ومن ينتظر على بن أبي طالب
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذه الآية نزلت في قتلى أحد حين قتلوا ووقف رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على مصعب ابن عمير (1) وهو ممّن قتل بأحد ، فقرأ عليه هذه الآية ، وإن صحّ نزوله في عليّ كرم اللّه وجهه فهو من فضائله ولا يدلّ على النّص المقصود «انتهى».
أقول
يكذب ما ذكره النّاصب : من أن الآية نزلت في قتلى أحد أنّ اللّه تعالى قسّم الرّجال الذين (صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ) ورسوله على قسمين ، مقتول ومنتظر ، حيث قال : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) الآية أى منهم من قتل فوفى بنذره
ص: 364
1- هو أبو عبد اللّه مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى القرشي العبقري ، يكنى أبا عبد اللّه ، كان من أجلة الصحابة وفضلائهم وهاجر إلى الحبشة في أول من هاجر إليها ، ثم شهد بدرا ولم يشهد بدرا من بنى عبد الدار الا رجلان : مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة ويقال ابن حريملة ، وكان رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله قد بعث مصعب بن عمير إلى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين ، وكان يدعى القاري والمقري ويقال : انه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة قال البراء بن عازب : اول من قدم علينا من المهاجرين المدينة مصعب بن عمير أخو بنى عبد الدار بن قصى ، ثم أتانا بعده عمرو بن ام مكتوم ، ثم أتانا بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وبلال ، ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا ثم هاجر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقدم علينا مع أبي بكر وقتل مصعب بن عمير يوم احد شهيدا قتله ابن قمئة الليثي فيما قال ابن إسحاق وهو يومئذ ابن أربعين سنة إلى آخره
من الثبات مع رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وهم حمزة بن عبد المطلب (1) ومن قتل معه من بنى يه
ص: 365
1- هو اسد اللّه واسد رسوله سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي صلی اللّه عليه وآله يكنى أبا عمارة وابا يعلى أيضا ، قال الحافظ الأندلسي في الاستيعاب ج 1 ص 101 ما لفظه : اسلم في السنة الثانية من المبعث وقيل بل كان اسلام حمزة بعد دخول رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم دار الأرقم في السنة السادسة من مبعثه صلی اللّه عليه وآله وسلم وكان أسن من رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله بأربع سنين إلى ان قال شهد حمزة بدرا وابلى فيها بلاء حسنا مشهورا وشهد أحدا بعد بدر فقتل يومئذ شهيدا قتله وحشي بن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم بن عدى على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وكان يوم قتل ابن 59 سنة ودفن هو وابن أخته عبد اللّه بن جحش في قبر واحد روى عن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله انه قال حمزة سيد الشهداء وروى خير الشهداء إلى آخر ما قال وفي التجريد ج 1 ص 139 طبع حيدرآباد : أن امه هالة بنت اهيب وهي بنت عم آمنة ام النبيصلی اللّه عليه [وآله] وسلم انتهى بالجملة أمره في الجلالة فوق ما تحوم حوله العبارة واسمه مذكور في كتب السير والمغازي والرجال والتراجم بكل جميل رضوان اللّه تعالى عليه
هاشم وانس بن النّضر (1) وأصحابه ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) النّصر أو القتل على ما مضى عليه أصحابه ، فلم يغيّروا العهد لا من استشهد ولا من انتظر وعن علي عليه السلام فينا نزلت (2) واللّه وأنا المنتظر وما بدلت تبديلا ، ولا يخفى أنّ أنس بن النّضر وأصحابه وإن لم يكونوا من بنى هاشم ، لكن رأسهم ورئيسهم في الصّدق وسببيّة نزول الآية حمزة ومن معه من بنى هاشم دون العكس ، وبالجملة مقصد المصنّف قدّس سره أنّ المراد بصادق العهد المنتظر هو عليّ عليه السلام وكفى به تفضيلا ، واما أنّ الآية نزلت في مصعب بن عمير فلم نجده في شيء من التّفاسير المتداولة حتّى في تفسير فخر الدين الرّازي الذي ضمّنه كلّ عليث (3) وفليس فتأمّل.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثالثة والأربعون قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (4) وهو عليّ عليه السلام (5) «انتهى»
ص: 366
1- هو أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب النجاري الأنصاري عم انس ابن مالك الأنصاري قتل يوم احد شهيدا كما في الاستيعاب ج 1 ص 35 طبع حيدرآباد
2- قد تقدم قبيل هذا نقل مدركه في ذيل الآية الشريفة فراجع ،
3- قال العلامة ابن الأثير في كتاب النهاية ج 3 ص 135 ما لفظه : (علث) (س فيه) ما شبع اهله من الخمير العليث اى الخبز المخبوز من الشعير والسلت والعلث والعلاثة الخلط ويقال بالغين المعجمة ايضا انتهى وقال بعض اللغويين : العلث ما خلط في البر وغيره مما يخرج فيرمى به إلخ والفلس قطعة مضروبة من النحاس يتعامل بها وهو اقل النقود مالية واللفظان ذكرا في مقام الكناية عن خسة مطالب الكتاب وابتذالها وعدم الجدوى فيها وانها ليست الا السواد على البياض
4- الفاطر الآية 32
5- ذكره ابن مردويه في «المناقب» (كما في كشف الغمة) وذكره المير محمد صالح الكشفى الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص 59 ط بمبئى بمطبعة محمدي) قال : روى عن على عليه السلام في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ) ، قال : نحن أولئك
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : علىّ من جملة ورثة الكتاب ، لأنّه عالم بحقائق الكتاب ، فهذا يدلّ على علمه ووفور توغّله في معرفة الكتاب ولا يدلّ على النّص «انتهى»
أقول
روى نزول الآية في شأن عليّ خاصّة الحافظ أبو بكر بن مردويه (1) فقول النّاصب أقول عليّ من جملة ورثة الكتاب غفلة أو تغافل وتحامل على علي عليه السلام ، ثم الظاهر أنّه ارتكب هذا التمحل والتحامل تطرّقا إلى احتمال اشتراك أبي بكر وعمر مع علي عليه السلام في ذلك الميراث لئلّا يلزم ما قصده المصنّف عن تفضيله عليه السلام عليهما وليت شعري كيف يشتركان معه في ميراث الكتاب مع أنّهما كانا من أجهل (2) النّاس بالكتاب والسّنة حتّى لم يعرف أبو بكر الأبّ والكلالة (3) وغيرهما من الكتاب ، وقد اعترف عمر بأنّ النّساء المخدّرات في البيوت أفقه وأعلم منه (4) وكان مدار (5) أمرهما الرّجوع إلى علي عليه السلام ، ومن دونه
ص: 367
1- كما تقدم النقل عنه في التعليقة السابقة
2- كما يفصح عن ذلك ما ينقله مولانا القاضي «قده» هنا وفي باب المطاعن ، ونزيد هناك في التعليقة ما يؤكده فاصبر والصبر مفتاح الفرج.
3- كما أوضحناه مفصلا في (ج 1 ص 52) وسيجيء نقل ذلك عن مآخذ كثيرة في بحث السنة من مباحث الامامة وكذا في باب المطاعن إن شاء اللّه تعالى
4- كما تقدم نقله في (ج 1 ص 53) وسيأتي في باب المطاعن
5- كما مر في أوائل هذا الجزء نقل رجوعهما اليه عليه السلام في موارد عديدة وسيأتي البحث عن ذلك في ذكر فضائله عليه السلام وكذا في باب المطاعن.
من علماء الصّحابة كما هو المشهور وسيأتي في هذا الرّق المنشور (1)
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرابعة والأربعون قوله تعالى : (أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (2) ، هو عليّ عليه السلام (3) «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : إن أراد أنّه ما تبع النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غير علي فهذا باطل كما لا يخفى ، وإن أراد أنّه من جملة المتابعين ، فهذا ظاهر لا يحتاج إلى دليل ولا نسبة له بالمدّعى «انتهى»
أقول
المراد حصر المتابعة الكاملة التي يكون بحسب الظاهر والباطن ولا يشوبها شائبة تردّد ونفى هذه المتابعة عن غير عليّ غبر ظاهر البطلان وانحصار المتابعة الكاملة فيه عليه السلام دليل أفضليته عن غيره وهو المدّعى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخامسة والأربعون قوله تعالى (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) (4) هو عليّ عليه السلام (5) «انتهى»
ص: 368
1- مقتبس من قوله تعالى في سورة الطور. الآية 3
2- الرعد. الآية 19.
3- ذكره الحافظ ابن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 93)
4- العنكبوت. الآية 2
5- ذكره الحافظ ابن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 93)
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا من تفاسير الشيعة لا من تفاسير أهل السّنة ، وإن صح تدلّ على علمه بحقية الكتاب ، لا على التنصيص بإمامته وهو المدّعى.
أقول
المدّعى من الاستدلال بالآية إثبات الأفضلية ونسبته بهذا المدّعى حاصلة ، فإنّ تمام الآية قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (1) الآية وقد ضرب اللّه المثل بعلي عليه السلام في أنّ حال من علم أنّ ما أنزل اللّه هو الحقّ واستجاب مخالف بحال الجاهل الذي لا يستبصر فلا يستجيب ويقصر في المتابعة ولله المثل الاعلى (2) لكنّ النّاصب الشقيّ الذي قلبه أعمى لا يتذكر كما قال تعالى : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) قال النيشابوري : أى إنّما ينتفع بالأمثال ، أولو الألباب الذين يميّزون القشر عن الباب «انتهى» فليتامّل أولياء النّاصب أنّ من يميّز القشر عن اللّباب هو ابن أبي قحافة وابن الخطاب أم من عنده علم الكتاب وفصل الخطاب؟!
قال المصنّف رفعه اللّه
السادسة والأربعون قوله تعالى : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (3) ، قال عليّ عليه السلام (4) يا رسول اللّه : ما هذه الفتنة؟ قال يا علي : بك ،
ص: 369
1- الرعد. الآية 19.
2- مقتبس من قوله تعالى في سورة النحل. الآية 60
3- العنكبوت. الآية 2.
4- ذكره الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 93) قال : روى في قوله تعالى (الم أَحَسِبَ النَّاسُ) قال على عليه السلام : قلت يا رسول اللّه ما هذه الفتنة؟ قال يا على بك وانك تخاصم فأعد للخصومة. وذكره أيضا المير محمد صالح الكشفى الحنفي في كتاب «مناقب مرتضوى» (ص 61 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) قال : روى عن على عليه السلام في قوله تعالى (الم أَحَسِبَ النَّاسُ) قال سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بم يفتنون قال بتصديق ولايتك.
وأنت مخاصم فاعتدّ للخصومة «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : أجمع المفسرون على أنّ الآية نزلت في رجل وامرأة أسلما ، وكان لهما ولد يحبّانه حبّا شديدا فمات فافتتنا ، وكادا يرجعان عن الإسلام ، فأنزل اللّه هذه الآية ، واما ما ذكره من الخبر فالظاهر ، أنّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لم يجعل عليّا فتنة للمسلمين وهذه من القوادح ، لا من الفضائل على ما ذكره «انتهى».
أقول
من العجب أنّ النّاصب الشّقى يكذب في شأن النّزول ، ثم يدعيّ إجماع المفسّرين عليه ، مع أنّ إمامه فخر الدّين الرّازى ، ذكر في سبب النزول أقوالا ثلاثة ليس هذا شيء منها ولو كان لهذا السّبب نحو صحّة ، لكان هو أولى بذكره ، لعدم مبالاته باشتمال كتابه على كلّ غث (1) وسمين ثم أقول الفتنة (2) في الآية بمعنى الامتحان ، وحاصل الآية كما صرّح به الرّازي والنيشابوري أنّ النّاس لا يتركون بمجرّد التلفظ بكلمة الإسلام ، بل يؤمرون بأنواع التكاليف الشّاقة ، ويمتحنون بها ، ولا ريب أنّ من جملة ما امتحن اللّه به امّة نبيّه صلی اللّه عليه وآله الكتاب والعترة الطاهرة ، فإنّ إطاعة حكمهما ثقيل على الامة ، ولهذا سمّيا في الحديث المشهور بالثّقلين وسيّد العترة هو
ص: 370
1- الغث : المهزول وغث الحديث فاسده كاغث. ق
2- صرح بذلك جماعة من المفسرين غير الرجلين اللذين ينقل عنهما مولانا القاضي الشهيد
علي عليه السلام ، وقد فتن به المشايخ الثلاثة والطوائف الثلاثة من الناكثين ، والقاسطين والمارقين وأضرابهم ، ولهذا قال علي عليه السلام أنا دابة الأرض ، وغرضه عليه السلام على ما تفطن به بعض العارفين (1) أنّه كما أنّ دابّة الأرض سبب تميّز الكافر عن المسلم أنا أيضا سبب تميّز أحدهما عن الآخر ، ولا قدح في ذلك كما توهمه النّاصب ، بل هو فضيلة تفوق كثيرا من الفضائل والكمالات كما لا يخفى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السابعة والأربعون قوله تعالى : (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى) (2)
قال صلی اللّه عليه وآله في أمر (3) علي عليه السلام «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذه من رواياته وأثر النكر عليه ظاهر. ولا دلالة له أصلا على ثبوت النّص المدّعى «انتهى»
أقول
الرّواية المذكورة في كشف الغمة (4) رواية عن الحافظ أبي بكر بن مردويه ، والمراد من قوله صلی اللّه عليه وآله في أمر عليّ عليه السلامفي أمر إمامته ، فهو نصّ على إمامته وشقاوة من شاقّوا في ذلك
ص: 371
1- هو المولى الفاضل قطب الدين الأنصاري الشيرازي الشافعي صاحب المجلدات والمكاتيب
2- سورة محمد صلی اللّه عليه وآله الآية 32
3- ذكره ابن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 93) وذكره أيضا المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في كتاب «مناقب مرتضوى» (ص 61 ط بمبئى بمطبعة المحمدي)
4- تقدم محل ذكره في التعليقة المتقدمة.
قال المصنّف رفعه اللّه
الثامنة والأربعون قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) (1) هو عليّ عليه السلام «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : إن صحّ نزوله فيه فهو دالّ على فضله المتّفق عليه ، ولا دلالة على النّص «انتهى»
أقول
الرّواية مذكورة في كشف الغمّة (2) نقله عن ابن مردويه ومعنى الآية كما في تفسير النيشابوري (3) وشيخنا الطبرسي (4) قدّس سره ، أنّ كل ذى فضل يؤت موجب فضله ومقتضاه ، يعنى الجزاء المترتب على عمله بحسب تزايد الطاعات ، وورود الآية في شأن علي عليه السلام يدلّ على أنّه كان زايدا في العمل عن غيره من الامة كما يدلّ عليه قول النّبي : لضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين (5) فيكون أفضل وهذا ما أراده المصنّف قدّس سره.
قال المصنّف رفعه اللّه
التاسعة والأربعون قوله تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ) (6) ، هو من ردّ قول رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله في عليّ عليه السلام (7) «انتهى».
ص: 372
1- هود الآية 3.
2- روى ابن مردويه في كتاب «المناقب» كما في كشف الغمة (ص 93) قال على بن أبي طالب في قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ) فضله : أنا ومن اتبعنى
3- في (ج 12 ص 6) المطبوع بهامش تفسير الطبري طبع القاهرة
4- في كتابه النفيس «مجمع البيان (ج 5 ص 142 ط طهران)
5- قد تقدم نقل مداركه عن كتب متعددة قبيل هذا فراجع
6- الزمر. الآية 53.
7- روى الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 93) عن موسى بن جعفر عليه السلام في قوله تعالى (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ) قال هو من رد قول رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في على عليه السلام
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا من رواياته وإن صحّ ، لا تدّل على ثبوت المقصد «انتهى»
أقول
هذا من روايات ابن مردويه حافظ أهل السّنة ، وكفى دلالة على ذلك كنيته الشّريف (1) والظاهر انّ المراد من قول رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله في علّي عليه السلام قوله في إمامته كما وقع في يوم غدير خم ، ومن الذي ردّ عليه حارث بن النّعمان الفهري كما مرّ (2) ، أو من ردّ عليه عند وفاته بقوله : انّ الرّجل ليهجر (3) فتدبّر ، وعلى هذا يكون نصّا في المقصد ، ولو سلّم فالدّلالة على مجرّد الفضيلة يكفي في ثبوت المقصد كما مرّ بيانه مرارا.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخمسون قوله تعالى : (وَقالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (4) ،
ص: 373
1- فان من ألقابه الشريفة الصديق ، سماه به النبي صلی اللّه عليه وآله كما في الرياض النضرة (ص 153 ط مصر) فالظاهر أن المراد بالكنية المعنى الأعم الشامل للقب فلا تغفل
2- قد مر ذكره في (ج 2 ص 491) من الكتاب فراجع.
3- هذا مما لا مساغ لإنكاره كيف وقضية اختلاف القوم في دار النبي واسناد الهجر اليه مشهورة مذكورة في كتب القوم فمنها شرح العيني على البخاري (ج 8 ص 439 طبع حيدرآباد) ومنها تاريخ ابن الأثير (ج 2 ص 217) وكتاب الذهبي ج 1 ص 310 طبع مصر وفتح الباري لابن حجر العسقلاني (ج 7 ص 109) حيث قال : وصمم عمر على الامتناع إلخ
4- آل عمران. الآية 173
قال أبو رافع (1): وجّه النّبي عليا عليه السلام في طلب أبي سفيان فلقيهم (2) أعرابي من خزاعة (3) فقال : إنّ القوم قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا فقالوا : ة
ص: 374
1- رواه عدة من حفاظ القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 93) روى عن أبي رافع أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجه عليا عليه السلام في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم اعرابى من خزاعة فقال ان القوم قد جمعوا لكم فقالوا (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فنزلت قوله تعالى (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 2 ص 102 ط مصر) أخرج ابن مردويه عن أبي رافع أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجه عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم اعرابى من خزاعة فقال ان القوم قد جمعوا لكم (قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فنزلت فيهم هذه الآية «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 59 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن أبي رافع في قوله تعالى : (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) أنها نزلت في على بعين الرواية المتقدمة. (1 مكرر) هو ابراهيم أو اسلم أو ثابت مولى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله شهد أحدا والخندق له 68 حديثا عنه ابنه عبيد اللّه وسليمان بن يسار قال الواقدي مات بعد عثمان بقليل كذا في الخلاصة للخزرجى (ص 378 طبع القاهرة) وفي التهذيب انه مات قبل قتل عثمان وقيل في خلافة على عليه السلام.
2- اى لقى عليا عليه السلام ومن معه من العسكر.
3- هم قبيلة من الأزد من القحطانية وهم بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن مزيقيا وعمرو المذكور في سرد النسب أبو خزاعة كلها ومنه تفرقت بطونها فراجع نهاية الارب (ص 205 طبع بغداد) أقول ان خزاعة قبيلة كانوا معروفين بوداد أهل البيت عليهم السلام وهم إلى اليوم هكذا ترى على سيماهم النبالة والجلالة
(حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فنزلت «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : الآية نزلت في البدر الصغرى ، (1) وذلك أنّ أبا سفيان لمّا انقضى الحرب يوم احد قال : الموعد بيننا في موسم بدر ، فلما كان وقت الموسم لم يستطع أبو سفيان أن يخرج لجدب السنة فأرسل نعيم بن مسعود ليثبط رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من القتال ، فجاء نعيم بن مسعود وخوّف رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وأصحابه فقالوا : (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ، وتتمة الآية تدلّ على ما ذكرنا ، فإنّه يقول : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) ، وهو نعيم بن مسعود ، انّ النّاس قد جمعوا لكم أبو سفيان وقريش ، فقال المؤمنون : (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ، هذا رواية أهل السنة وإن صحّ ما رواه فلا يدلّ على المقصود كما علمت «انتهى»
أقول
الرّواية التي ذكرها المصنّف قد رواها ابن مردويه أيضا وهو من حفاظ أهل السنة وأكابرهم ، فيكون روايته حجّة عليهم ، ووجه دلالته على المقصود أنّ من يزيد إيمانه في هذه المخاوف أشجع وأخلص نيّة في الدين عن غيره ، فيكون أفضل ، وهذا ما أردناه ، والنّاصب حذف من الرّواية التي ذكرها المصنّف قوله : (فَزادَهُمْ إِيماناً)
ص: 375
1- المراد منها غزوة بدر الاخيرة وسميت صغرى لعدم وقوع القتال فيها فهي صغرى بالنسبة إلى التي وقع فيها القتال وهي الكبرى وتسمى هذه ايضا بدر الموعد للمواعدة عليها مع أبي سفيان يوم احد وتسمى بدر الثالثة ايضا وكانت في شعبان سنة أربع بعد ذات الرقاع على قول أبي إسحاق فراجع السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ص 89 طبع مصر.
مع أنّه مذكور (1) في كتاب كشف الغمّة أيضا بل في صدر الآية. لتصير الدّلالة خفيّة فيعترض على المصنّف ، وقد كشف اللّه عن سوء عمله والحمد لله.
قال المصنّف رفعه اللّه
الحادية والخمسون قوله تعالى : (وَكَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) (2) في قراءة ، ابن مسعود بعلّي بن أبي طالب عليهما السلام «انتهى»
ص: 376
1- مذكور في (ص 93 طبع طهران).
2- الأحزاب. الآية 25. روى نزول الآية الشريفة في على عليه السلام عدة من اعلام القوم ونحن نسرد اسماء بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 110 ط الغرى) أخبرنا ابراهيم بن بركات بن ابراهيم القرشي بجامع دمشق ، أخبرنا على بن الحسن الحافظ ، أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أخبرنا منصور بن الحسين واحمد بن محمود ، قالا أخبرنا أبو بكر المقري ، حدثنا اسماعيل بن عباد البصري ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا الفضل بن القاسم عن سفيان الثوري عن زيد بن مرة عن عبد اللّه ابن مسعود انه كان يقرأ : وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد نزول الآية الشريفة في حق قدوة المهضومين على بن أبي طالب سلام اللّه عليه بقوله : وقيل المراد على بن أبي طالب ومن معه برزوا للقتال ودعوا اليه وقتل على من الكفار ، إلى آخر ما تقدم البحر المحيط (ج 7 ص 224 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة ملا معين الكاشفى في معارج النبوة (ج 1 ص 163 ط لكهنو) قرء عبد اللّه بن مسعود وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 3 ص 192 ط مصر) أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضى اللّه عنه انه كان يقرأ هذا الحرف : وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى بن أبي طالب «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 55 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن الحافظ ابن مردويه عن ابن عباس كنا نقرأ على عهد رسول اللّه كفى اللّه المؤمنين القتال بعلى. «ومنهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 93). روى عن ابن مسعود انه كان يقرأ هذا الحرف وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى بن أبي طالب وكان اللّه قويا عزيزا «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 21 ص 156 ط لمنيرية بمصر) أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضى اللّه عنه انه كان يقرأ هذا الحرف وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى بن أبي طالب «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 94 ط اسلامبول) روى الحافظ جلال الدين السيوطي في مصحف ابن مسعود كفى اللّه المؤمنين القتال بعلى وروى في المناقب بالسند عن زياد بن مطرب قال كان ابن مسعود يقرأ : وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى وسبب نزوله ان عمرو بن عبد ود كان فارسا مشهورا يعدل بألف فارس ويوم الخندق نادى هل من مبارز فلم يجبه أحد فقام على عليه السلام وقال أنا يا رسول اللّه فقال : انه عمرو وأجلس فنادى ثانية فلم يجبه احد فقام على عليه السلام وقال : أنا يا رسول اللّه ، فقال : انه عمرو ، فقال : وان كان عمروا فاستأذن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال حذيفة بن اليمان : ألبسه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم درعه الفضول وعممه عمامته فساق الحديث إلى ان قال فنزلت (وَكَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) وروى محمد بن العباس بسنده عن مرة عن ابن مسعود أورد هذا الحديث بعينه وروى أبو نعيم الحافظ نزول الآية في على
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا من القراءات المتواترة ، والشيعة يعدّونها من الشّواذ ، وإن صحّ دلّ على فضيلته ، لا على إمامته بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله «انتهى»
أقول
هذا وإن لم يكن من القراءات المتواترة ليست من الشاذة أيضا ، لوجود الواسطة بينهما وهي الآحاد الصّحيحة تدل على هذا ما نقله الشيخ جلال الدين السّيوطى في كتاب الإتقان (1) عن القاضي جلال الدين البلقينى (2) انّه قال : إنّ القراءة
ص: 378
1- ذكره في الجزء الاول (ص 77 ط مصر) أقول : وممن صرح بتثليث القراءة العلامة المقري خريت الفن الشيخ أحمد بن محمد ابن عبد الغنى الدمياطي الشافعي المشهور بالبناء المتوفى سنة 1117 في كتابه «اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر» (ص 9 طبع مصر فراجع).
2- قال الحافظ العلامة جلال الدين أبو بكر عبد الرحمن السيوطي في كتاب حسن المحاضرة (ج 1 ص 186 ط مصر) في ضمن ترجمة بدر الدين بن سراج الدين ما لفظه : وأخوه جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن قاضى القضاة ، ولد في رمضان سنة ثلاث وستين وسبعمائة واشتغل على والده وغيره ، وكان ذكيا قوى الحافظة إلى أن قال : ومات في عاشر شوال سنة أربع وعشرين وثمانمائة انتهى أقول وبيت البلقينى بيت جلالة وفضل وعلم وادب منهم تاج الدين محمد ابن المترجم وبدر الدين بن تاج الدين المذكور وسراج الدين أبو المترجم وغيرهم. ثم البلقينى بضم الباء الموحدة وسكون اللام وفتح القاف ثم الياء المثناة التحتانية الساكنة نسبة إلى (بلقين) فلا تغفل
تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ فالمتواتر القراءات السبعة (1) المشهورة ، والآحاد القراءات الثّلاثة (2) التي هي تمام العشر ، ويلحق بها قراءة الصّحابة والشاذ قراءة ر
ص: 379
1- وهي قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم المدني المتوفى سنة 159 أو سنة 167 أو سنة 168 أو سنة 169 بالمدينة وقراءة عبد اللّه بن كثير بن عمرو المتوفى سنة 120 أو سنة 125 وقراءة أبى عمرو بن العلاء بن عمار بن عبد اللّه بن حصين التميمي البصري المتوفى بالكوفة سنة 148 وقيل سنة 154 وقيل سنة 155 وقيل سنة 156 وقيل 157 وقيل 159 وقراءة عبد اللّه بن عامر بن يزيد بن ربيعة الشامي اليحصبى المتوفى سنة 118 وقراءة عاصم بن عبد اللّه أبى النجود المتوفى سنة 127 وقيل 128 وقيل 129 وقيل سنة 130 وقراءة حمزة بن حبيب بن عمارة بن اسماعيل الزيات المتوفى سنة 154 وقيل 156 وقيل سنة 158 وقراءة على بن حمزة بن عبد اللّه الأسدي التميمي الشهير بالكسائى المتوفى سنة 182 وقيل 183 وقيل 189 هذا ما أهمنا ذكره من اسماء القراء السبعة اقتصرنا في النقل على كتاب (تعويد اللسان بتجويد القرآن) للعلامة حجة الإسلام السيد أحمد المشتهر بالسيد آقا من مشايخنا في علم التجويد ابن المرحوم السيد حسين بن محمد بن حسين بن عبد الكريم بن محمد جواد بن عبد اللّه بن نور الدين ابن العلامة الشهير السيد نعمت اللّه الموسوي الجزائرى نزيل النجف الأشرف ادام اللّه بركته ومن رام الوقوف والاطلاع على أكثر من ذلك فليراجع إلى كتاب طبقات القراء للعلامة الشيخ شمس الدين الجزري المقري ووفيات الأعيان لابن خلكان وغيرهما
2- وهي قراءة يزيد بن قعقاع المخزومي المدني ابى جعفر المتوفى سنة 128 وقيل 130 وقيل 132 وقيل 133 وقراءة يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد اللّه البصري المتوفى سنة 205 وقراءة خلف بن هشام بن ثعلب البغدادي المتوفى سنة 227 كما في الخلاصة للخزرجى ص 9 فراجعه ، وإلى كتاب تعويد اللسان للاستاذ حرسه الباري ثم ان لكل قار رواة كما ان هناك عدة قراء لم نذكرهم في هذه التعليقة روما للاختصار
التّابعين كالأعمش (1) ويحيى (2) اه وأما وجه الدّلالة على المقصود فظاهر ، لظهور دلالة الآية بناء على تلك القراءة على كون عليّ عليه السلام أشجع من كلّ الامّة ، وأنّه تعالى به عليه السلام كفى شرّ العدوّ عنهم يوم الأحزاب ، فيكون أفضل منهم ، (وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) (3)
قال المصنّف رفعه اللّه
الثانية والخمسون قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (4) هو علي عليه السلام عرضت ولايته على إبراهيم على نبيّنا وآله وعليه السلام ، فقال : اللّهم اجعله من ذرّيتي
ص: 380
1- هو ابو محمد سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم الكوفي الأعمش احد المشاهير في الحفظ والإحاطة روى عن عبد اللّه بن ابى اوفى وعكرمة قال ابو حاتم لم يسمع عنهما وزيد بن وهب وابى وائل وابراهيم التميمي والشعبي وخلق وعنه ابو إسحاق والحكم وزبيد من شيوخه وسليمان التيمي من طبقته وشعبة وسفيان وزائدة ووكيع وخلائق قال ابن المديني له نحو 1300 حديثا وقال ابن عيينة كان أقرأهم واحفظهم وأعلمهم إلى ان قال قال ابو نعيم مات 148 عن 84 سنة انتهى ما في خلاصة الخزرجي (ص 131 طبع مصر)
2- هو يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم الكوفي المقري عن ابن عباس وابن عمر وعنه طلحة بن مصرف وابو إسحاق والأعمش وثقه النسائي وقال ابو الشيخ امام في القراءة قال الهيثم بن عدى مات سنة 103 كذا في خلاصة الخزرجي (ص 368 طبع مصر)
3- النساء الآية 95
4- الشعراء الآية 84 (4) مكرر) أورده عدة من اعلام القوم ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 94) روى عن ابى عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السلام قال : هو على بن أبي طالب عرضت ولايته على ابراهيم عليه السلام فقال : اللّهم اجعله من ذريتي ففعل اللّه ذلك «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 55 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن مردويه في المناقب عن الامام الباقر عليه السلام أن (لِسانَ صِدْقٍ) هو على عليه السلام وأن ولايته عرض على ابراهيم فدعا ربه أن يجعله من ذريته فاستجاب له
ففعل اللّه ذلك «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : مفهوم الآية : إنّ إبراهيم عليه وعلى نبيّنا وآله السّلام سأل من اللّه تعالى أن يجعل له ذكر جميل بعد وفاته وهو المراد من لسان الصّدق ، وحمل لسان الصّدق على عليّ عليه السلام بعيد بحسب المعنى ، والشيعة لا يبالون (1) بمثل هذا ويذكرون كلما يسمعون ولا دليل لهم فيما يفترون «انتهى».
أقول
ما أشار إليه المصنّف من الرّواية قد رواها ابن مردويه ، وبعد تسليم النّاصب للرّواية لا وجه لاستبعاد حمل لسان الصدق على علي عليه السلام ، على أنّ النّيشابورى قال في تفسيره إنّ الاضافة في قوله : (لِسانَ صِدْقٍ) كقوله : (قَدَمَ صِدْقٍ) وقيل : سأل ربّه أن يجعل من ذرّيته في آخر الزّمان داعيا إلى ملته وهو محمّد صلی اللّه عليه وآله «انتهى».
وأنت خبير بأنّه لا فرق في القرب والبعد بين حمل لسان الصدق على محمّد صلی اللّه عليه وآله وبين
ص: 381
1- انظر أيها المنصف إلى بذاءة الرجل ، فما أقل حيائه في مضمار العلم باللّه عليك هل يسوغ في المسائل العلمية سلوك مسلك السفلة الرعاع كلا ثم كلا
حمله على علي عليه السلام ، ولكن النّاصب متى يسمع فضيلة من فضائل علي عليه السلام اختّل من الغيظ عقله واحتال في دفعه لظفره وأنيابه وشنّع على الشيعة في روايتها ولو من كتب (1) أصحابه ولنعم ما قيل :
شعر :
إذا ذكرت الغرّ من آل هاشم *** تنافرت عنك الكلاب الشاردة
فقل لمن لامك في حبّه *** خانتك في مولدك الوالدة
نظم :
همه نپذيرى چون زال على باشد حرف *** زود بخروشى وگوئى نه صوابست خطاست
بيگمان گفتن تو باز نمايد كه ترا *** بدل اندر غضب دشمنى آل عبا است
ولا يستبعد من قلب تمكن فيه بغض عليّ بن أبي طالب عليه السلام أن يصير محروما مهجورا عن توفيق الهداية والسعادة وكمال البصيرة وضياء الإنصاف حتّى يكون ساير أقواله واقعا له خطاء ورياء (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (2)
قال المصنّف رفع درجته اللّه
الثالثة والخمسون قوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ (3) لَفِي خُسْرٍ) يعني (4) أبا جهل (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) عليّ وسلمان «انتهى».
ص: 382
1- وهل يجوز في شرع العقل الزام الخصم بمنقول لا يراه صحيحا كلا ثم كلا
2- الحج الآية 11
3- العصر الآية 1
4- رواه عدة من اعلام القوم ونحن نسرد اسماء بعض منهم حسب الوسع فنقول : «منهم» الحافظ ابو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 94 والدر المنثور كما سيأتي) روى عن ابن عباس في قوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) قال (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعنى ابا جهل (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) على وسلمان «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 62 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن عبد اللّه بن عباس (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) ، أبو جهل ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) ، على وسلمان «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 392 ط مصر) اخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعنى أبا جهل بن هشام (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ذكر عليا وسلمان «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 30 ص 228 ط المنيرية بمصر) ذكر اقتصار ابن عباس الآية بعلى وسلمان
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول هذا تفسير لا يصحّ أصلا ، لأنّ الإنسان إذا أريد به أبو جهل يكون الاستثناء منقطعا ، ولم يقل به أحد وإن كان الاستثناء متّصلا لا يصحّ أن يراد بالإنسان أبو جهل ، فالمراد منه أفراد الإنسان على سبيل الاستغراق ، وعلى هذا لا يصحّ تخصيص المؤمنين بعلي وسلمان ، فانّ غيرهم من المؤمنين ليسوا في خسر ، وهذا الرجل يعلف كل نبت ولا يفرق بين السم والحشيش (1) «انتهى»
أقول
قد قال يكون الاستثناء منقطعا مقاتل (2) وغيره من أسلاف النّاصب الشّقيّ
ص: 383
1- تبا لهذا الناصب العديم الأدب والحياء فكأنه لم يشم رائحة الانسانية والحجى وكأنه عاشر طول عمره مع من تكون فاكهة مجلسه أمثال هذه الكلمات الركيكة
2- هو مقاتل بن سليمان بن زيد الرازي الخراساني البلخي القاري المفسر الراوي كان من اصحاب الباقرين عليهما السلام له كتب منها تفسيره الكبير الذي ينقل عنه في زبر التفسير ومنها نواسخ القرآن ومنسوخه ومنها تفسير الخمس مائة آية ومنها الاجوبة في القرآن ومنها القراءات ومنها متشابه القرآن ومنها نوادر التفسير وغيرها توفى سنة 150 قال الشافعي على ما في الخلاصة للخزرجى (ص 331 طبع مصر) الناس عيال عليه في التفسير وقال ابن المبارك ما احسن تفسيره لو كان ثقة إلخ
رغما لأنفه ، قال النيشابوري في تفسيره (1) : وعن مقاتل أنّه أبو لهب وفي خبر مرفوع أنّه أبو جهل كانوا يقولون : إنّ محمّدا صلی اللّه عليه وآله (لَفِي خُسْرٍ) ، فأقسم اللّه تعالى أن الأمر بالضدّ ممّا توهّموه ، وعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا «انتهى» واما قول النّاصب : فان غير علي وسلمان من المؤمنين ليسوا في خسر ، فغير مسلم ، وإنّما يكون كذلك لو أريد بالخسر الكفر ولو أريد به مطلق الذّنب والتّقصير فلا ، لما قاله. شيخنا الطبرسي في تفسيره (2) : من أن الإنسان ينقص من عمره كلّ يوم وهو رأس ماله ، فإذا ذهب رأس ماله ولم يكتسب به الطاعة كان طول عمره في النقصان إلا المؤمنين الصالحين الكاملين ، فإنهم اشتروا الآخرة بالدّنيا فيربحوا وفازوا واستعدّوا «انتهى» وزاد عليه فاضل النيشابوري (3) في تفسيره وقال :
وإن كان العبد مشغولا بالمباحات فهو أيضا في شيء من الخسر لأنّه يمكنه أن يعمل فيه عملا يبقي أثره ولذّته دائما وإن كان مشغولا بالطاعات فلا طاعة إلا ويمكن الإتيان به على وجه أحسن ، لإنّ مراتب الخضوع والعبادة غير متناهية ، كما أنّ جلال اللّه وجماله ليس لهما نهاية «انتهى» فليفرّق النّاصب الذي لم يفرّق بين الفرق والقدم بين الحشيش والسّم وليمسك عنان القلم عمّا يورث الخجالة والندم. ر)
ص: 384
1- فراجع إلى تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 30 ص 159 ط مصر)
2- فراجع تفسير مجمع البيان (ج 10 ص 536 المطبوع بمطبعة الإسلامية تهران).
3- ذكره في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 3 ص 160 ط مصر)
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرابعة والخمسون (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (1) قال ابن عباس (2) ره هو علي عليه السلام «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول أنت خبير بأن الصبر صفة من الصفات ، وليس هو من الأسامى حتّى يراد شخص وهذا قريب من السّابق «انتهى».
أقول
نعم ، نحن خبير بذلك ، لكنّ هاهنا خبرا آخر ليس للنّاصب الجاهل عنه خبر.
شعر :
خبريست نو رسيده تو مگر خبر ندارى؟! *** جگر حسود خون شد تو مگر جگر ندارى؟!
وذلك : لأنّ ضمير هو في قول ابن عبّاس هو عليّ ليس راجعا إلى الصبر كما توهّمه النّاصب العاجز عن فهم واضح الكلام ، بل هو راجع إلى مدلول ضمير الجمع
ص: 385
1- والعصر. الآية الاخيرة.
2- أورده عدة من أعلام القوم ونحن نكتفي بسرد اسماء بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة الأندلسي القرطبي في تفسيره (ج 20 ص 179 المطبوع بمصر سنة 1936) قال : قال ابى بن كعب قرأت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم والعصر : قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) على رضى اللّه عنه «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 62 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن ابن عباس في قوله تعالى (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) أن الآية نزلت في على «ومنهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 94) قال : روى عن ابن عباس انها نزلت في على عليه السلام.
في قوله : تواصوا ، المراد به علي عليه السلام بشخصه وبخصوصه تعظيما له عليه السلام ، وكم له نظائر في كلام الملك العلّام؟!
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخامسة والخمسون (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) (1) عليّ وسلمان (2) «انتهى»
ص: 386
1- التوبة. الآية 100.
2- أورد نزول الآية الشريفة في على جمع من المفسرين ولنذكر ما أمكننا من نقل مقالات القوم في هذا الشأن فنقول : «منهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (المخطوط الذي تاريخ كتابته في حدود (المائة السابعة) روى عبد اللّه بن موسى عن العلاء بن منهال بن عمر عن عباد بن عبد اللّه قال : سمعت عليا يقول : أنا عبد اللّه وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الا كذاب مفتر صليت قبل الناس سبع سنين «ومنهم» العلامة الموفق بن أحمد المكي اخطب خطباء خوارزم المتوفى سنة 568 في المقتل (ص 40 ط النجف) ذكر محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثني أحمد بن محمد بن موسى عن محمد بن عثمان المعدل عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم لي يا أنس ما حملك على أن لا تؤدى ما سمعت منى في على بن أبي طالب حتى أدركتك العقوبة ولولا استغفار على بن أبي طالب لك ما شممت رائحة الجنة ابدا ولكن ابشر في بقية عمرك ان عليا وذريته ومحبيهم السابقون الأولون إلى الجنة وهم جيران أولياء اللّه ، وأولياء اللّه حمزة وجعفر والحسن والحسين ، وأما على وهو الصديق الأكبر ، لا يخشى يوم القيامة من أحبه. «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن احمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسير الآية الشريفة أن أول من أسلم هو على بن أبي طالب عليه السلام ، روى ذلك عن زيد بن أرقم وأبى ذر والمقداد وغيرهم. قال الحاكم أبو عبد اللّه : لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن عليا أولهم إسلاما. الجامع لأحكام القرآن (ج 8 ص 236 ط القاهرة سنة 1357) «ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 159 ط المحمدية بمصر) روى : السابقون إلى ظل العرش طوبى لهم ، قيل : ومن هم يا رسول اللّه؟ قال : شيعتك يا على ومحبوك. «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في تاريخ حبيب السير (ج 2 ص 11 ط طهران مطبعة الحيدرى) روى في كشف الغمة عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال : سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن معنى قوله تعالى : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ، قال : قال لي جبرئيل : ذلك على وشيعته والسابقون إلى الجنة المقربون من اللّه بكرامته لهم. «ومنهم» العلامة الهيتمى في مجمع الزوائد (ج 9 ص 102 ط قاهرة 1353) روى الطبرانيّ عن ابن عباس قال : السبق ثلاثة السابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمد على بن أبي طالب رضى اللّه عنه «ومنهم» العلامة ابن تيمية الحراني الحنبلي الشهير في رسالة رأس الحسين (ص 23 ط السنة المحمدية بمصر) قال : ثم على وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث هم من السابقين الأولين فهم أفضل من الطبقة الثانية من سائر القبائل فذكر نزول قوله تعالى (هذانِ خَصْمانِ) فيهم يوم بدر «ومنهم» الحافظ ابن مردويه في «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 94) روى ان (السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) على وسلمان.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول المراد بالسّابق إن كان السابق في الإسلام فسلمان ليس كذلك ، وإن كان السّابق في الأعمال الصالحات فغيره من الصحابة هكذا ، ولا صحة لهذا النّقل وهو من تفاسير الشيعة «انتهى».
أقول
قد روى (1) الحافظ أبو بكر بن مردويه ما في معنى ذلك وما ذكره : من أنّ سلمان ليس سابقا في الإسلام ، إن أراد به نفى كونه أسبق الكلّ ، فنحن لا ندّعيه ولا دلالة للآية عليه ، وإن أراد به نفى كونه من السّابقين الأولين بأن يكون ثاني الأولين أو ثالثهم ، فهو جهل بحال سلمان أو تجاهل ، لأجل ترويج حال أبي بكر وسدّ باب تقدّم إسلام سلمان عليه وإلا فقد روى (2) الرّازى وغيره من المفسرين أنّ سلمان قد جاء النّبي صلی اللّه عليه وآله قبل البعثة ، ولهذا كان الكفّار يتّهمون النّبي صلی اللّه عليه وآله عند بعثته بأنّ ما يذكره من الأخبار الماضية ويجيء به من كلام اللّه إنّما هي بتعليم سلمان ، فردّ اللّه تعالى عليهم بقوله : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (3) الآية ، نعم لمّا كان سلمان رجلا غريبا مسكينا لم يحصل له خلافة وأمارة لم يلتفت الجمهور إلى ضبط حاله ولم يرضوا أن يذكروا فيه ما يزرى بشأن أبي بكر ووباله ، ولو نال سلمان الخلافة أولا ولو بالجلافة لقالوا إنّه أفضل واسبق إسلاما من ابن أبي قحافة ، وقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة انّ سلمان رضى اللّه عنه هو الذي صار واسطة في تقريب أبي بكر إلى النّبي صلی اللّه عليه وآله فقال للنبي صلی اللّه عليه وآله بمحضر عليّ عليه السلام إن أبا بكر وإن كان من أرذل (4) طوائف قريش ، لكنّه لم يزل كان معلما لصبيانهم
ص: 388
1- قد مرت مدارك هذا النقل في ذيل الآية الشريفة فراجع.
2- فراجع التفسير الكبير للعلامة فخر الدين الرازي (ج 20 ص 117 ط مصر)
3- النحل. الآية 303.
4- كما سيأتي في باب المطاعن.
مطاعا لمن أخذ عنه من فتيانهم ، فهم لأجل رعاية حقّ التعليم يتلقونه بالتبجيل والتّعظيم ، ولكلامه فيهم أثر عظيم ، وإنّ معلّمي الصّبيان طالبون للرئاسة راغبون في التّرأس والدراسة ، فلو رغبناه إلى ما أخبره به الأحبار من ظهور سلطانكم وسطوع برهانكم وأطمعناه فيما يترقّب من جاهكم وذللناه إلى تجاهكم ، لكان أدخل في تأليف القلوب وأقرب إلى نيل المطلوب فاستصوبا عليهما السلام ذلك وشرع سلمان في دلالة الرّجل وإدخاله في الإسلام واللّه أعلم بحقائق المرام.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السادسة والخمسون قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) إلى قوله (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (1) عليّ عليه السلام منهم (2) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا مسلم لا نزاع فيه ، ولكن لا تدلّ على المدّعى «انتهى».
أقول
بل يدلّ على المدّعى بضمّ الفضائل الأخر التي ذكره المصنّف «انتهى»
ص: 389
1- الحج. الآية 22
2- أقول : وممن نقله وصححه في كتابه العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، عد في تعداد من نزلت هذه الآية الشريفة في حقهم على ابن أبي طالب سلام اللّه عليه ، (الجامع لأحكام القرآن ج 12 ص 59 ط القاهرة 1257 ه) فراجع «ومنهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه الاصفهانى في كتاب «المناقب» كما في كشف الغمة للعلامة الوزير الإربلي (ص 94 ط طهران) حيث قال : ان منهم على وسلمان رضى اللّه عنهما
قال المصنّف رفعه اللّه
السابعة والخمسون قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) (1) على عليه السلام منهم (2) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا مسلم لا نزاع فيه ، ولكن لا يدلّ على المدّعى «انتهى».
أقول
فيه انّ الحسنى الخصلة المفضلة في الحسن ، فيدلّ على أفضلية عليّ عليه السلام على غيره ممّن لم يدخل في الآية.
ص: 390
1- الأنبياء. الآية 21.
2- وممن رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه الاصفهانى في كتاب «المناقب» على ما في كشف الغمة (ص 94 ط طهران) حيث قال : روى عن النعمان بن بشير أن عليا عليه السلام تلاها ليلة وقال : أنا منهم وأقيمت الصلاة وهو يقول : (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها). «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 3 ص 198 ط مصطفى محمد بمصر) قال ابن أبى حاتم حدثنا أبى حدثنا أحمد بن أبى شريح حدثنا محمد بن الحسن بن أبى يزيد الهمداني عن ليث بن أبى سليم عن ابن عم النعمان بن بشير عن نعمان بن بشير قال وسمر مع على ذات ليلة فقرأ (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) ، وعد نفسه ممن دخل تحتها «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث أورد نزول الآية الشريفة في حق عدة وعد منهم على بن أبي طالب عليه السلام بقوله : وروى أن عليا كرم اللّه وجهه قرء هذه الآية ثم قال : أنا منهم. بحر المحيط (ج 6 ص 342 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 59 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن النعمان البشير انها نزلت في شأن على عليه السلام حيث صلى وكان يقرأ (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 17 ص 89 ط المنيرية بمصر) روى ابن أبى حاتم وجماعة عن النعمان بن بشير عن على كرم اللّه وجهه قال : أنا منهم «ومنهم» العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 3 ص 100 ط مصطفى محمد بمصر) روى ان عليا كرم اللّه وجهه قرء هذه الآية وعد نفسه منها «ومنهم» العلامة السيوطي في (الدر المنثور ج 4 ص 339 ط مصر) عن ابن أبى حاتم وابن عدى وابن مردويه عن النعمان بن بشير
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثامنة والخمسون قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) (1) قال عليّ عليه السلام : الحسنة حبّنا أهل البيت ، والسّيئة بغضنا من جاء بها أكبّه اللّه على وجهه في النّار (2) «انتهى».
ص: 391
1- الانعام. الآية 6.
2- أورده عدة من فحول القوم الذين يعتمدون عليهم ويكثرون النقل عنهم ولا بأس بذكر من وقفنا على نقله حال التحرير فنقول : «منهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» كما في كشف الغمة (ص 94 ط طهران) قال ما لفظه : روى عن على عليه السلام قال : الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا ، من جاء بها أكبه اللّه على وجهه في النار. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 60 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن على عليه السلام في قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) قال : الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا من جاء بها أكبه اللّه على وجهه في النار «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى البلخي في ينابيع المودة (ص 98 ط اسلامبول) روى أبو نعيم الحافظ والثعلبي والحموينى في قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) بأسانيدهم عن أبى عبد اللّه الجدلي قال : قال لي على كرم اللّه وجهه : يا أبا عبد اللّه ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة والسيئة التي من جاء بها أكبه اللّه في النار ولم يقبل معها عملا؟ قلت : بلى ، قال : الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. وروى في المناقب عن عبد الرحمن بن كثير عن جعفر الصادق عن أبيه عليهما السلام قال : هذا الحديث وزاد : الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة انكار الولاية وبغضنا أهل البيت وروى عن ابن كثير عن الصادق عليه السلام قال : قوله تعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) قال هي للمسلمين عامة وأما الحسنة من جاء بها فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون فهي ولايتنا وحبنا. وروى عن محمد بن زيد بن على عن أبيه قال : سمعت أخي محمد الباقر عليه السلام يقول دخل أبو عبد اللّه الجدلي على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك قول اللّه عزوجل (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) إلى قوله (كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)؟ قال بلى جعلت فداك قال الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا أهل البيت
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : لا شكّ أنّ حبّ أهل بيت محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من الحسنات ، ولكن لا يثبت النّص «انتهى».
ص: 392
أقول
ليس الكلام في الحبّ وحده ، لأنّ حبّ سائر المؤمنين من الحسنات ، وانّما الكلام في بغضهم فإنّ بغض غير أهل البيت من المؤمنين لم تقع فيه الوعيد بالانكباب في النّار ، فيدل ذلك على الأفضلية ، لأنّ هذا مرتبة الأنبياء عليهم السلام كما لا يخفى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
التاسعة والخمسون (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) (1) هو علي عليه السلام (2) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول لم يثبت هذا في الصّحاح والتّفاسير وإن صحّ لا يدلّ على النّص «انتهى»
ص: 393
1- الأعراف الآية 44
2- أورده من حفاظ القوم ونقلة آثارهم عدة ونحن نشير إلى من وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 95) روى عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) قال : هو على عليه السلام «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 60 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) روى عن الامام الباقر عليه السلام انه على عليه السلام. «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 8 ص 107 ط مصر) أورد عن ابن عباس أنه على كرم اللّه وجهه. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 101 ط النجف) روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بسنده عن محمد بن الحنفية رضى اللّه عنه عن أبيه على كرم اللّه وجهه قال : أنا ذلك المؤذن وروى الحاكم بسنده عن أبى صالح عن ابن عباس رضى اللّه عنهما انه قال على رضى اللّه عنه في كتاب اللّه اسماء لي لا يعرفها الناس منها فأذن مؤذن بينهم يقول ألا لعنة اللّه على الظالمين الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي وروى في المناقب عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال : خطب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه بالكوفة عند انصرافه من النهروان وبلغه أن معاوية بن أبى سفيان يسبه ويقتل أصحابه فقام خطيبا إلى ان قال : وانا المؤذن في الدنيا والآخرة ، قال اللّه عزوجل :؟؟؟ (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) يقول (أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) أنا ذلك المؤذن وقال عزوجل : (وَأَذانٌ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) وأنا ذلك الأذان وروى عن محمد بن الفضيل عن أحمد بن عمر الحلال عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال المؤذن أمير المؤمنين على صلوات اللّه عليه يؤذن أذانا يسمع الخلائق والدليل على ذلك (وَأَذانٌ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) قال أمير المؤمنين عليه السلام أنا ذلك الأذان
أقول
قد روى ذلك ابن مردويه على ما في كتاب كشف الغمّة ، فالإنكار مردود وهو نصّ في الدّلالة على الأفضلية ، لأن من أدّن بإذن اللّه تعالى بين النّاس يوم القيامة وينادي أهل الجنّة والنّار (أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ، ينبغي أن يكون منزّها عن ساير شوائب الظلم معصوما عن الكبائر والصغائر ، فيكون أفضل من غيره سيّما من مضى أكثر عمره في الكفر والعدوان واللّه المستعان.
قال المصنّف رفعه اللّه
الستون (إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (1) ، دعاكم ، إلى ولاية عليّ بن أبي طالب عليهما
ص: 394
1- الأنفال : الآية 24
السّلام (1) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا في التّفاسير ، وإن صحّ لا يدلّ على المقصود «انتهى».
أقول
هذا أيضا ممّا رواه (2) ابن مردويه ، ووجه دلالته على المقصود يتوقّف على تمهيد مقدّمة وهي : أن تمام الآية قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) الآية ، وقال فخر الدّين الرّازى في تفسيره (3) : إنّ الفقهاء قالوا ظاهر الأمر للوجوب ، وتمسكوا بهذه الآية على صحّة قولهم من وجهين الوجه الاول أنّ كلّ من أمره اللّه بفعل فقد دعاه إلى ذلك الفعل ، وهذه الآية تدلّ على أنّه لا بدّ من الإجابة في كلّ ما دعاه اللّه إليه ، فإن قيل : قوله : (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ) أمر فلم قلتم إنّه يدلّ على الوجوب؟ وهل النّزاع إلّا فيه؟ ويرجع حاصل هذا الكلام إلى إثبات انّ الأمر للوجوب بناء على أنّ هذا الأمر يفيد الوجوب ، وهو يقتضي
ص: 395
1- وممن أورده وصححه الحافظ أبو بكر بن مردويه (على ما في تفسير اللوامع وكشف الغمة ص 95 طبع طهران) روى بإسناده مرفوعا إلى الامام الباقر عليه السلام أن هذه الآية قد نزلت في ولاية على بن أبى طالب. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في «مناقب مرتضوى» (ص 56 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) نقل عن ابن مردويه في المناقب عن الامام الباقر أن المراد من قوله تعالى (إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) ولاية على بن أبي طالب رضى اللّه عنه
2- كما تقدم في التعليقة المتقدمة فراجع.
3- ج 15 ص 146 الطبع الجديد
إثبات الشيء بنفسه وهو محال. والجواب : انّ من المعلوم بالضرورة أنّ كلّ ما أمر اللّه به ، فهو مرغب فيه مندوب إليه ، فلو حملناه قوله : (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ) على هذا المعنى ، كان هذا جاريا مجرى إيضاح الواضحات ، وأنّه عبث ، فوجب حمله على فائدة زايدة وهي الوجوب صونا لهذا النصّ عن التّعطيل ، ويتأكد هذا بأنّ قوله تعالى بعد ذلك : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) ، جار مجرى التّهديد والوعيد ، وذلك لا يليق إلّا بالإيجاب «انتهى» فنقول : لا يخلو إمّا أن يكون المراد من الولاية المذكورة في شأن نزول الآية الخلافة والإمامة كما هو الظاهر المتبادر إلى الفهم ، فقد دلت الآية على وجوب الطاعة له عليه آلاف التحية والسّلام واعتقاد خلافته ، وإن كان المراد النّصرة والمحبة فيلزم تفضيله عليه السلام على غيره من الامة ، لأنّ نصرة غيره من آحاد الامة غير واجبة ، خصوصا مع هذا التّأكيد والتهديد الذي عرفته من كلام الرّازي ، وعلى التّقديرين يحصل المقصود كما لا يخفى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الحادية والستون (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (1) ، عليّ عليه السلام (2) «انتهى»
ص: 396
1- القمر. الآية 55
2- وممن رواه الحافظ ابو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 95) روى عن جابر بن عبد اللّه رضى اللّه عنه قال كنا عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فتذاكر أصحابه الجنة فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان أول أهل الجنة دخولا إليها على بن أبي طالب ، قال ابو دجانة الأنصاري يا رسول اللّه أخبرتنا ان الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك قال بلى يا ابا دجانة أما علمت أن لله لواء من نور وعمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور لا اله اللّه محمد رسولي محمد خير البرية صاحب اللواء امام القيامة وضرب بيده إلى على بن أبي طالب قال فسر رسول اللّه بذلك عليا فقال الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك فقال له ابشر يا على ما من عبد ينتحل مودتنا إلا بعثه اللّه معنا يوم القيامة ثم قرء رسول اللّه (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) «ومنهم» العلامة درويش برهان الحنفي في كتاب بحر المناقب قال فيه (ص 158 عند ذكر الآية 19 المخطوط) ما لفظه : كنا عند رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فتذاكروا أصحاب رسول اللّه الجنة فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان أول الجنة دخولا إليها على بن أبي طالب عليه السلام ، فقال أبو دجانة الأنصاري : يا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أخبرتنا أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك فقال بلى يا أبا دجانة ، اما علمت أن لله لواء من نور وعمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور : لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه آل محمد خير البرية صاحب اللواء امام القيامة ، وضرب بيده إلى على بن أبي طالب عليه السلام ، فسر رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بذلك عليا فقال : الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك ، فقال له : ابشر يا على ما من عبد ينتحل مودتك الا بعثه اللّه معنا يوم القيامة ثم قرأ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)
ولا يخفى انّ النّاصب اكتفى في جرحه هذا بنسخة سقيمة من نسخ المتن قد سقط فيها هذا الفصل ثمّ كتب في هذا المقام من جرحه : أنّه لم يذكر هاهنا الاولى وكأنّه في الحساب أيضا غالط «انتهى».
أقول
الغالط من اعتمد على الغلط وأشدّ غلطا من ذلك أنّه عبّر عن الحادية بالأولى فتأمل
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثانية والستون (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (1) ، قال
ص: 397
1- الزخرف. الآية 57
النّبي صلی اللّه عليه وآله (1) لعلي عليه آلاف التّحية والثّناء : إنّ فيك مثلا من عيسى أحبه قوم ، فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم ، فهلكوا فيه ، فقال المنافقون. أما يرى له مثلا الّا عيسى فنزلت هذه الآية.ال
ص: 398
1- أورده عدة كثيرة من أعلام القوم وحفظة آثارهم ونحن نسرد أسماء من اطلعنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» الحافظ احمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ص 172 ، مخطوط تظن كتابتها في المائة السادسة) حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثنا سريح بن يونس والحسن بن عرفة قالا : حدثنا ابو حفص عن الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن حصين عن ابى صادق عن ربيعة بن ناجد عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على فيك مثل عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا امه وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له وقال على يهلك في رجلان محب يفرطنى بما ليس في ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتني. «ومنهم» الحافظ ابو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي في الخصائص (ص 39 ط النجف) أخبرنا احمد بن شعيب قال : أخبرنا ابو جعفر محمد بن عبد اللّه بن المبارك المخزومي قال : حدثنا يحيى بن معين : قال : أخبرنا ابو حفص الأبار عن الحكم بن عبد الملك عن الحرث ابن الحصين عن أبى صادق عن ربيعة بن ناجذ عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على فيك مثل من مثل عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا امه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 92 ط مصر سنة 1356) أخرج احمد في مسنده عن على رضى اللّه عنه قال : قال رسول اللّهصلی اللّه عليه [وآله] وسلم : فيك مثل من عيسى عليه السلام ، أبغضته اليهود حتى بهتوا امه وأحبته النصارى حتى نزلوه بالمنزلة التي ليس بها ، ثم قال : يهلك في رجلان محب مفرط بما ليس في ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتني واخرج احمد في المناقب أنه قال لتحبني أقوام حتى يدخلوا النار في حبى ويبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي «ومنهم» العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في عقد الفريد (ج 2 ص 194 ط العامرية بمصر) قال الشعبي : كان على بن أبي طالب في هذه الامة مثل المسيح بن مريم في بنى إسرائيل أحبه قوم فكفروا وأبغضه قوم فكفروا في بغضه «ومنهم» الحافظ ابو بكر بن مردويه في «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 95) روى عن على عليه السلام قال قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان فيك مثلا من عيسى أحبه قوم فهلكوا فيه وأبغضه قوم فهلكوا فيه ، فقال المنافقون : اما رضى له مثلا الا عيسى؟ فنزلت قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) - الآية «ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق (ص 121 ط المحمدية بمصر) اخرج البزار وابو يعلى والحاكم عن على قال : دعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ان فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا امه وأحبته النصارى حتى نزلوه بالمنزل الذي ليس به ، ألا وانه يهلك في اثنان ، محب مفرط يفرطنى بما ليس في ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتني. «ومنهم» العلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 117 ط لاهور) أخرج البزار وابو يعلى والحاكم عن على قال : دعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : ان فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا امه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به ، ألا وانه يهلك في اثنان محب مفرط يفرطنى بما ليس في ومبغض يحمله شنآنى على ان يبهتني. «ومنهم» العلامة المتقى الهندي في منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج 5 ص 34 ط القديم بمصر) ابو نعيم في فضائل الصحابة : يا على ان فيك من عيسى مثلا أبغضته اليهود حتى بهتوا امه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 58 ط بمبئى بمطبعة محمدي). روى عن على عليه السلام قال : قال لي رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان فيك مثلا من عيسى بن مريم هلك فيك مبغض ومحب فنزلت الآية. «ومنهم» عبد اللّه بن عبد العزيز عن عبد اللّه بن عبد المطلب عن شريك عن عثمان بن نمير البجلي عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن على عليه السلام (كما في البحار ج 9 ص 60 ط كمبانى) «ومنهم» سعيد بن الحسين بن مالك عن عبد الواحد عن الحسن بن يعلى عن الصباح ابن يحيى عن الحارث بن الحصيرة عن ربيعة (كما في البحار ج 9 ص 60 ط كمبانى) «ومنهم» سفيان بن وكيع عن الجراح بن مليح عن خالد بن مخلد عن أبى غيلان الشيباني عن الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن الحصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناحد عن على عليه السلام (كما في البحار ج 9 ص 61 ط كمبانى) «ومنهم» أبو عمرو عن ابن عقدة عن الحسين بن عبد الرحمن عن أبيه وعثمان بن سعيد معا عن عمرو بن ثابت عن صباح المزني عن الحارث بن الحصيرة (كما في البحار ج 9 ص 61 ط كمبانى) «ومنهم» عبد اللّه بن أحمد عن شريح بن يونس والحسين بن عرفة عن أبى حفص الأبار عن الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن الحصيرة «ومنهم» ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن على الحسيني عن جعفر بن محمد بن عيسى عن عبيد اللّه بن على الرضا عن آبائه عن على عليه السلام «ومنهم» الوكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبى صادق عن أبى الأعز عن سلمان الفارسي (كما في البحار ج 9 ص 62 ط كمبانى) «ومنهم» أحمد بن القاسم قال أخبرنا عبادة يعنى ابن زيادة عن محمد بن كثير عن الحارث بن الحصيرة عن أبى صادق عن ربيعة بن ناجد عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب (كما في البحار ج 9 ص 62 ط كمبانى) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 109 ط اسلامبول) أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي المكي عن عمر بن اذينة عن جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه عن على رضى اللّه عنهم قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على مثلك في أمتي مثل عيسى بن مريم افترق قومه ثلاث فرق فرقة مؤمنون وهم الحواريون ، وفرقة عادوه وهم اليهود ، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن دين اللّه وهم النصارى ، وان أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق ، فرقة اتبعوك وأحبوك وهم المؤمنون ، وفرقة عادوك وهم الناكثون والمارقون والقاسطون ، وفرقة غلوا فيك وهم الضالون ، يا على انك واتباعك في الجنة وعدوك والغالي فيك في النار وأخرج في مشكاة المصابيح عن على رضى اللّه عنه فذكر ما قدمناه وفي نهج البلاغة قال أمير المؤمنين على عليه السلام هلك في رجلان محب غال ومبغض قال
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول الآية نزلت في عبد اللّه بن الزّبعرى (1) حين نزل (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) ، فقال ابن الزّبعرى : عيسى عبد فهو يدخل جهنّم ، فقال رسول اللّه : صلی اللّه عليه وآله ما أجهلك بلغة قومك؟! فانّ ما لا يراد به ذو والعقول وعيسى عليه السلام من ذوى العقول ، فانزل اللّه تعالى (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) ، وإن صحّ فهو في حكم أخواتها «انتهى»
أقول
قد ذكر (2) فخر الدين الرّازى في هذه الآية أقوالا ثلاثة : أحدها ما ذكره النّاصب حيث قال : إنّ لفظ الآية لا يدلّ إلّا على أنّه (لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) أخذ القوم يصيحون ويرفعون أصواتهم وأمّا انّ ذلك المثل كيف كان؟ فاللّفظ لا يدلّ عليه ، والمفسّرون ذكروا وجوها محتملة ، فالأول أنّ الكفّار لمّا سمعوا انّ النصارى يعبدون عيسى على نبيّنا وآله وعليه السلام قالوا : إذا عبد وا عيسى فآلهتنا خير من عيسى وإنّما قالوا ذلك ، لأنهم كانوا يعبدون اللّه والملائكة. الثاني روى أنّه لما نزل قوله تعالى. (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) ، قال
ص: 402
1- هو عبد اللّه بن الزبعرى بن قيس السهمي القرشي من مشاهير بلغاء العرب وفصحائها اسلم وحسن إسلامه وقبلت توبته وقال في مقام الاعتذار مخاطبا إياه صلی اللّه عليه وآله انى لمعتذر إليك من الذي *** أسديت إذ أنا في الضلال اهيم فاغفر فدا لك والداى كلاهما *** زلى فإنك راحم مرحوم ولقد شهدت بان دينك صادق *** حق وانك في العباد جسيم وزبعرى بكسر الاول وفتح الثاني ثم الالف المقصورة في آخرها فراجع الريحانة (ج 5 ص 354 طبع طهران)
2- فراجع التفسير الكبير للفخر الرازي (ج 27 ص 220 ط عبد الرحمن محمد بمصر)
عبد اللّه بن الزّبعرى إلى آخره ، الوجه الثّالث في التّأويل هو أنّ النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما حكى أنّ النّصارى عبد وا المسيح وجعلوه إلها لأنفسهم ، قال كفّار مكّة : إنّ محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يريد أن نجعله لنا إلها كما جعل النّصارى المسيح الها لأنفسهم ثمّ عند هذا قالوا : (أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ)؟ يعنى آلهتنا خير أم محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ذكروا ذلك لأجل انّهم قالوا : إنّ محمّدا صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يدعونا إلى عبادة نفسه ، وآبائنا زعموا انّه يجب عبادة هذه الأصنام فإذا كان لا بدّ من أحد هذين الأمرين ، فعبادة هذه الأصنام أولى ، لأنّ آبائنا وأسلافنا كانوا متطابقين عليه ، وأما محمّد عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ، فإنّه متّهم في أمرنا بعبادته ، فكان الإشتغال بعبادة الأصنام أولى «انتهى» وقد ظهر من كلامه انّ ما ذكره في تأويل الآية وجوه محتملة ، قالوها رجما بالغيب من غير استناد إلى حديث مخبر عن سبب النزول ، فيكون ما رواه المصنّف أولى بالاعتبار كما لا يخفى ، وأيضا كل من أخبار الثّلاثة خال عن المعنى الذي يقتضيه أسلوب ضرب المثل وعن ذكر من ضرب له المثل ، بخلاف المعنى المستفاد من رواية المصنّف فإنّه مقرّر لاسلوب المثل ومبين لمن ضرب له وهو عليّ عليه السلام ، (ضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ) (1) ، فيكون أفضل ، أو نقول : قد دلت الآية مع الرّواية دلالة صريحة على أنّ حكمه عليه السلام حكم عيسى على نبيّنا وآله وعليه السلام ، فلا أقلّ من دلالته على الأفضلية ، وبالجملة ما ذكره المصنّف من الأدلة وإن كانت أخوات ، إلّا أنّها من نجب الأدلة ونخبها ، وما من آية إلّا وهي أكبر من أختها.
ختم وإتمام
قد روى (2) احمد بن حنبل في مسنده ما في معنى الحديث المذكور من طرق
ص: 403
1- اقتباس من قوله تعالى في سورة يس. الآية 78 ،
2- فراجع إلى مسند ابن حنبل (ج 1 ص 160 ط مصر) وغيره مما تقدم ذكره في ذيل الآية الشريفة.
ثمانية منها ما رواه مسندا إلى عليّ عليه السلام ، قال قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله يا عليّ إنّ فيك مثلا من عيسى أبغضه اليهود حتى بهتوا امه ، وأحبته النّصارى حتّى أنزلوه المنزل الذي ليس له ، قال : قال عليّ يهلك فيّ رجلان محبّ يفرطنى بما ليس فيّ ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتني وقوله عليه السلام : حتّى بهتوا امّه أى جعلوه ولد زنية وكذا ابن المغازلي (1) في كتاب المناقب والشيخ عبد الواحد (2) الآمدى التميمي في الجزء الثّالث من جواهر (3) الكلام في حروف ياء النداء وابن (4) ة.
ص: 404
1- قد تقدم النقل عن كتابه بواسطة العمدة لابن بطريق الحلي والينابيع للقندوزى البلخي الحنفي وبحر المناقب للشيخ برهان الدين والأربعمائة الحديث للكاشى والرياض النضرة للمحب الطبري وذخائر العقبى له أيضا فراجع.
2- هو العلامة المفسر المحدث الفقيه المتكلم الأديب الشيخ عبد الواحد بن القاضي أبى نصر محمد بن عبد الواحد الآمدي التميمي صاحب الكتب النافعة الكثيرة ككتاب غرر الحكم ودرر الكلم في كلمات مولانا أمير المؤمنين عليه السلام القصار رتبها على الحروف الهجائية وغيره يروى عنه العلامة ابن شهر آشوب السروي وغيره وكان المترجم من علماء الامامية واجلائهم فراجع كتاب الكنى والألقاب للعلامة المحدث القمي (ج 2 ص 5 طبع النجف الأشرف)
3- هو كتاب جواهر الكلام في الحكم والاحكام من قصة سيد الأنام اوله الحمد لله استمطار سحائب كرمه إلخ انتخبه متونا مجردة ورتبه على حروف المعجم ليسهل حفظه وهي من مسموعاته عن والده ومروياته عن الشيخ أحمد الغزالي بآمد وأبى بكر الآجري والقاضي أبى نصر ودعان الموصليّ وأبى الليث السمرقندي وأبى بكر محمد بن أحمد الشاشي وغيرهم كما في كشف الظنون (ج 1 ص 410 الطبع القديم بالاستانة).
4- هو العلامة أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي القرطبي أبو عمرو المورخ المحدث الأديب المتوفى سنة 328 ببلدة قرطبة ودفن في مقبرة بنى العباس له كتب كثيرة.
عبد ربّه في كتاب العقد (1) ، ذكروا ما في معناه ، ومعلوم أنّ خصائصه الباهرة (2) ومعجزاته القاهرة وآياته النّاطقة مثل قلع الباب وقلع الصخرة (3) وإخباره بالمغيبات (4) على ما سيجيء قد بلغت شرف الكمال ، حتّى التبس أمره على كثير من العقلاء ، واعتقدوا أنّه فاطر الأرض والسّماء وخالق الأموات والأحياء كما بلغ الأمر في عيسى عليه السلام هل هو معبود أو عبد؟ ولعل اللّه سبحانه تعالى لمّا سبق في علمه ما يجري عليه حال عليّ عليه السلام من كثرة الباغضين والمعاندين ، وما يبلغون إليه من مساواته لمن لا يجرى مجراه ، كساه اللّه من حلل الأنوار وجليل المنار ما يبلغ به إلى غاية يقوم بها الحجّة البالغة لله سبحانه على الخلائق ، ولا يبقى لهم عذر يعتذرون به في ولاية وليّه عليه الصّلاة والسّلام ، وقد جعل النّاس في كلامه عليه السلام ثلاث مراتب قوم أفرطوا في حبّه فهلكوا وهم النصيرّية (5) لأنّهم يعتقدون أنّه إله يحيي ويميت م.
ص: 405
1- هو كتاب عقد الفريد المطبوع المشهور وقد ذكر في (ج 2 ص 194 ط مصر 1316 ه) أن الشعبي قال : كان على بن أبي طالب في هذه الامة مثل المسيح بن مريم في بنى إسرائيل أحبه قوم فكفروا في حبه ، وأبغضه قوم فكفروا في بغضه.
2- وذلك كايثاره عليه السلام كل ما ملك من حطام الدنيا وتمثله بالشعر المعروف هذا جناي وخياره فيه *** وكل جان يده في فيه وخصائصه الأخر من الشجاعة والفتوة والزهد والورع والعلم وغيرها مما سنذكرها في باب الفضائل.
3- وكحديث البساط وحديث السطل والماء والمنديل وغير ذلك من معجزاته الباهرة التي ستجيء في باب فضائله عليه السلام.
4- وذلك كاخباره عليه السلام شهادته بيد أشقى الأشقياء في رمضان المبارك وغيره من اخباره بالمغيبات التي ستجيء في موضعها.
5- النصيرية ويقال لها النميرية ، أحدثها محمد بن نصير النميري وهو من أتباع الشريعي وبينهم خلاف في كيفية اطلاق اسم الالهية على الأئمة من أهل البيت : قالوا : ظهور الروحاني بالجسد الجسماني امر لا ينكره عاقل كظهور جبرئيل عليه السلام ببعض الاشخاص ، والتصور بصورة أعرابى والتمثل بصورة البشر وقالوا : ان اللّه تعالى ظهر بصورة أشخاص ، ولما لم يكن بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم شخص أفضل من على عليه السلام وبعده أولاده المخصوصون وهم خير البرية فظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم وأخذ بأيديهم ولهذا قالوا : كان على عليه السلام موجودا قبل خلق السماوات والأرض إلى غير ذلك من مقالاتهم الغريبة البعيدة التي نشأت من كراماته الباهرة التي أجرى اللّه تعالى بايديه تعظيما له عليه السلام.
ويمنع ويرزق لما عاينوا من أفعاله الباهرة التي يؤيّد اللّه تعالى بها أنبياءه وأوصياء أنبيائه ليصحّ (ليتضح خ ل) بها صدق دعوتهم في النّبوة والخلافة ، فلمّا أهملوا وظيفة النّظر في الدّليل هلكوا حيث شبهوا الصانع بالمصنوع والرّب بالمربوب ، وقوم (1) افرطوا في بغضه حتّى نصبوا له العداوة وحاربوه ودفعوه عن مقامه الذي نصبه اللّه تعالى فيه ، ونبّه عليه بالآيات في كتابه ، ونصّ عليه الرّسول في مواضع لا تحصى كثرة (2) وأفرطوا في بغضه حتّى كتموا من النّصوص ما قدروا عليه ، وتوعدوا .
ص: 406
1- وذلك كالخوارج والعجاردة والنصاب وسائر أعداء أهل البيت عليهم السلام الذين يبغضون عليا وأولاده وينصبونهم.
2- وقد أخفوا ما ورد من النصوص الدالة على علو مكانه وشرفه وفضيلته وأرادوا (أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ) وأقلامهم (وَاللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) قد أخفت الأعداء مناقبه التي *** ما ذاع منها لا تعدو تكتب قيل لخليل بن أحمد امدح عليا قال كيف اقدم في مدح من كتمت أحبائه فضائله خوفا وأعدائه حسدا وظهر بين الكتمانين ما ملاء الخافقين ، وقال ابن حنبل لابنه عبد اللّه يا بنى : ان أعداء على قد فتشوا فيه ما يشينه فما وجدوا فيه شيئا. (2 مكرر) ذكر هذا الحديث مضافا إلى ما تقدم منا في ذيل الآية عدة من أعلام القوم : «منهم» الحافظ أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل في «مسنده» (ج 1 ص 160 طبع مصر) نقل الحديث بلفظه. «ومنهم» الحافظ أبو عبد اللّه الحاكم النيسابوري في كتابه «المستدرك» (ج 3 ص 123 طبع حيدرآباد) نقل الحديث بلفظ آخر. «ومنهم» الحافظ محب الدين الطبري في كتابه «الرياض النضرة» (ج 2 ص 217 ط مصر) نقل الحديث بلفظه. «ومنهم» الحافظ المذكور في كتابه «ذخائر العقبى» (ص 92 ط مصر) «ومنهم» الشيخ الجليل سليمان الحسيني القندوزى في ينابيع المودة (ج 1 ص 39 ط صيداء) نقل الحديث بلفظه.
النّاس على نشر مناقبه وسبوه (1) على المنابر ، بل قادوه كما يقاد الجمل .
ص: 407
1- فممن ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (ج 7 ص 57 ط مصر) حيث قال ما لفظه : ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة ووافقهم الخوارج على بغضه فصار الناس ثلاثة إلى ان قال والمحاربين له من بنى أمية واتباعهم إلخ وكذا (في ص 60 ج 7) حيث قال ما لفظه : ووقع في رواية عامر بن سعد بن أبى وقاص عند مسلم والترمذي قال قال معاوية لسعد ما منعك ان تسب أبا تراب ، قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه فلن اسبه فذكر هذا الحديث اى قوله (اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى) «ومنهم» العلامة المحدث المفسر ابن الجوزي في كتابه «تذكرة الخواص» (ص 114 ط طهران) حيث قال وهذا لفظه فألحوا عليه فأرسل الحسن عليه السلام فاستزاره فلما حضر شرعوا فتناولوا عليا عليه السلام والحسن عليه السلام ساكت إلخ. «ومنهم» الحافظ الكبير العلامة الحاكم النيسابوري في كتابه «المستدرك» (ج 3 ص 121 ط حيدرآباد) أورد فيه حديثين عن ام سلمة حيث قال ما هذا لفظه بعد ذكر السند : دخلت على ام سلمة رضى اللّه عنها فقال لي أيسب رسول اللّه فيكم؟ فقلت معاذ اللّه او سبحان اللّه ، فقالت : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم يقول من سب عليا سبني قال هذا حديث صحيح الاسناد وكذا الحافظ المحدث شمس الدين الذهبي صاحب تلخيص المستدرك في ذيل المستدرك (ج 3 ص 121 ط حيدرآباد الدكن) «ومنهم» العلامة المعاصر السيد علوي الحداد في كتاب «القول الفصل» (ج 2 ص 384 ط جاوة) حيث قال : ما هذا لفظه : وكنداء أهل الشام وصياحهم لعمر بن عبد العزيز لما ترك لعن على عليه السلام في الخطبة السنة السنة تركت السنة يا أمير المؤمنين وقال بعد ذلك وتلك قاعدة الجوزجاني الشامي فيمن لا يلعن عليا عليه السلام «ومنهم» العلامة الحافظ المحدث ابن حجر الهيتمى في كتابه الصواعق المحرقة (ص 72 ط مصر) حيث قال ما هذا لفظه : ثم لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بنى أمية بتنقيصه وسبه على المنابر ووافقهم الخوارج لعنهم اللّه إلخ فراجع. «ومنهم» الحافظ أبو عبد اللّه مسلم بن الحجاج النيسابوري في صحيحه على ما في «التاج الجامع للأصول» (ج 3 ص 329 ط مصر) حيث قال عن سعد بن أبى وقاص قال : أمرني معاوية ان اسب أبا التراب «ومنهم» الحافظ الترمذي في صحيحه على ما في (التاج) (ج 3 ص 329 ط مصر) «ومنهم» العلامة أبو الحسن على بن الأثير الجزري الموصليّ في كتابه «اسد الغابة» (ج 4 ص 25 ط القديم بمصر) حيث قال عن أبيه عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال : امر معاوية سعدا ان يسب أبا تراب. «ومنهم» الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في الاستيعاب (ج 2 ص 45) حيث نقل بسنده عن عبد العزيز بن أبى حازم انه امر بعض المتأمرين سهل بن سعد الساعدي بسب على عليه السلام فامتنع من ذلك «ومنهم» الحافظ أبو الحسن على بن الأثير في اسد الغابة (ج 1 ص 134) قال فيه بعد إنهاء السند إلى شهر بن حوشب ما لفظه : اقام فلان خطباء يشتمون عليا ويقعون فيه «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في كتابه (الرياض النضرة ج 2 ص 188 طبع مصر) روى عن سعد انه قال امر معاوية سعدا ان يسب أبا تراب فأبى «ومنهم» أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه الشهير (ج 2 ص 124) نقل امر امير المدينة سهل بن سعد بسب على عليه السلام وامتناعه عن ذلك «ومنهم» الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 1 ص 351 طبع دمشق) بسنده المنتهى إلى عبد الرزاق انه قال سمعت معمرا يقول دخلت مسجد حمص فإذا انا بقوم لهم رباء فظننت بخير فجلست إليهم فإذا هم ينتقصون على بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلّى ظننت به خيرا فجلست اليه فلما حس بى جلس وسلم فقلت له يا عبد اللّه ما ترى هؤلاء القوم يشتمون على بن أبي طالب وينتقصونه وجعلت أحدثه بمناقب على بن أبى طالب وانه زوج فاطمة بنت رسول اللّه وأبو الحسن والحسين وابن عم رسول اللّه إلخ إلى غير ذلك من كلماتهم المصرحة بان المخالفين كانوا يسبون ويشتمون صنو الرسول وابن عمه والذاب عنه والفادي بنفسه في الدفاع عنه حتى انى رأيت في بعض المجاميع المخطوطة : أن أهل بعض البلدان استمهلوا ستة أشهر عمر بن عبد العزيز في سب مولانا أمير المؤمنين روحي له الفداء لما منع عن ذلك وعاقب من اقترف تلك الموبقة فباللّه عليك أيها اللاحظ المنصف هل يليق معاوية ومن يحذو حذوه ان يتمكن على سرير الخلافة الإسلامية كلا وكلا حاشا ثم حاشا ، وتعسا لامثال ابن حجر الهيتمى الجار السوء لبيت اللّه تعالى في تأليفه كتاب تطهير الجنان المطبوع بهامش كتابه الصواعق المحرقة لمؤلفه المتعصب النابذ للحق وراء الظهر ومن سبر كلماته راى أن المسكين المحامى لابن أبى سفيان لا يملك نفسه في الغمض والغض عن الحقائق ويتفوه بمعاذير تضحك منها الثكلى ويبكى العريس مع أنه قد ثبت عندهم بالطرق الصحيحة والأسانيد القوية ان النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم قال : من سب عليا فقد سبني وغيره من الأحاديث الواردة بهذا المضمون والمؤدى. والعجب بعد ذلك كله من الآلوسى ابى الثناء صاحب التفسير حيث لا يرى مساغا لسب بشر بل والحيوانات العجم في كتابيه تلخيص التحفة والرسالة اللاهورية ومع هذا يغض الطرف عن وقيعة مولانا أمير المؤمنين وسبابه وهو ينتمي نسبا إلى الامام محمد التقى الجواد عليه السلام ، فما أجدر أن يقال في حقه : أترى القاضي أعمى *** أم تراه يتعامى وكذا لا ينقضي تعجبي من الملا أحمد الكردستانى المدرس (بپاوه) من اعمال كردستان في رسالته التي ألفها في الرد على الامامية حيث يعتذر عن هذه السيئة التي اقترفها الأولون المتقمصون بأمور ما أشبهها بمقالات الصبيان ومحاوراتهم في ملاعبهم ، وكم لهذين الرجلين من نظير بين علمائهم حيث تراهم لما عجزوا عن رد السند والتصرف في الدلالة وهم غرقى في بحر العناد والعصبية الجاهلية تشبثوا بحشيش الاعتذار ، كما فعله الشيخ محمد مردوخ الكردي المعاصر في رسائله (دانش ودين) و (ناله اسلام) و (نداى اتحاد) فانه جزاء اللّه بصنيعه لم يكتف بالمعاذير ، بل جاوز حد الدين ولوح في كلامه إلى جواز ما صدرت من طواغيت السلف في حق صنو الرسول ومن قام الدين بمتاعبه خذله الرحمن ما أجرأه على انتهاك حرمة من نفسه نفس النبي صلی اللّه عليه وآله اللّهم اهد الجماعة حتى يتدبرون. ثم انى وقفت على كتاب (الفوائد النورية) في الرد على الرسالة اللاهورية المذكورة تاليف العلامة المجاهد المحامى الشيخ محمد المدرس الطهراني نزيل كرمانشاه ، وكذا كتاب (رفع البغض والعداوة) في الرد على مدرس پاوه له أيضا ، ولله دره وقدس سره أزاح العلل وأجاب عنهما بما يشفى القلوب ويكشف الكروب جزاء اللّه خير الجزاء والنسختان مخطوطتان وهما عندي بخطه الشريف ، من على بهما العلامة الموالي لأهل البيت عليهم السلام المفسر الفلكي الحيسوب الرياضي المتكلم الشاعر المحدث حجة الإسلام الشيخ حيدر قلى خان المشتهر بسردار الكابلي قدس اللّه سره وأجزل تشريفه ، وأرجو من فضله تعالى ان يقيض الهمم في طبعهما ونشر هما آمين آمين.
المخشوش (1) واضرموا النّار في بيته (2) وسفكوا دماء ذرّيته الطاهرة (3) وقوم مقتصدون أولئك جعلوا عليا عليه السلام إماما ولم يتعدّوا به ما جعله اللّه له ، ومعلوم أن التميز من الامّة قليل ، والعمى فيها كثير ، وعلى ذلك مضى جمهورها ، ألم تر أنّ قوم موسى على نبيّنا وآله وعليه السلام حال صعودهم من البحر قد شاهدوا الآية العظمى (فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى : اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ ، قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) ، فلا عجب حينئذ أن تنقلب الامة بعد نبيّها ، وتختلف في وصيّه (وصيّته خ) ومعلوم أنّ أبا بكر لم يقل أحد من الامّة بأسرها إنّه إله يحيي ويميت ، بل قوم يرون إمامته ، وقوم لا يرونها أصلا والامة بأسرها قائلة بامامة عليّ عليه السلام لكنهم منهم من جعله رابعا ، والخلاف حينئذ في علي عليه السلام بين الإلهيّة والإمامة ، والخلاف في أبي بكر هل هو إمام أم لا؟ وهذا تباين عظيم وتباعد مفرط قد بلغ إلى الغاية وارتفع في النّهاية كما أشار اليه الفرزدق (4) رحمه اللّه بقوله :.
ص: 411
1- الخشاش بالكسر ما يدخل في عظم انف البعير والخش : البعير المخشوش ق.
2- كما سيجيء ذكر مداركه في باب المطاعن إن شاء اللّه.
3- كالحسين الشهيد المظلوم وساير الأئمة الاطهار عليهم السلام.
4- هو ابو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع ابن دارم التميمي الشاعر الشهير والناظم النحرير امه ليلى بنت حابس اخت الأقرع بن حابس وأبوه من أشراف قومه وجده صعصعة صحابى ، وكان المترجم من الشعراء المجاهرين في حب اهل البيت عليهم السلام وله ديوان شعر معروف شرحه جماعة ومن غرر منظوماته ما قاله في مدح مولانا سيد الساجدين وزين العابدين سلام اللّه عليه بمحضر من هشام بن عبد الملك تلك الأبيات الشريفة العزيزة النفيسة السائرة الدائرة التي مطلعها. هذا الذي تعرف البطحاء ووطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد اللّه كلهم *** هذا التقى النقي الطاهر العلم الى ان قال ما قال لاقط الا في تشهده *** لو لا التشهد كانت لاؤه نعم إلخ وقد شرحها جمع من أدباء الفريقين كما انه خمسها ثلة وضمنها بعض وبالجملة جلالة المترجم مما لا ينكر توفى بالبصرة سنة 110 رضوان اللّه عليه وحشره مع مواليه الطاهرين فراجع الكنى والألقاب للمحدث القمي (ج 2 ص 20 طبع الغرى الشريف) والريحانة للعلامة المدرس الخيابانى وابن خلكان والطليعة في شعراء الشيعة للعلامة المعاصر فقيد العلم والأدب الشيخ محمد بن طاهر السماوي النجفي والأغاني لأبي الفرج والروضات وغيرها ثم ان للمترجم عقب فيهم العلماء والأدباء قد ذكر بعضهم في معاجم التراجم فليراجع.
شعر :
تبّا لناصبة الامام لقد تها *** فتوا في الضلال بل تاهوا قاسوا ع
تيقا بحيدر سخنت (1) *** عيونهم بالذي به فاهوا كم بين
من شك في إمامته *** وبين من قيل إنّه اللّه؟!
وقد اشتهر عن الشافعي ما مضى (2) من قوله :
لو أنّ المرتضى أبدى محله *** لأضحى النّاس طرا سجدا له ع.
ص: 412
1- اسخن اللّه بعينه : أبكاه.
2- قد مر نقله من كتاب المناقب المرتضوية للترمذي فراجع.
كفى في فضل مولانا عليّ *** وقوع الشكّ فيه أنّه اللّه
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثالثة والستون (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ* يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (1) قال عليّ عليه السلام هم أنا وشيعتي (2) «انتهى»
ص: 413
1- الأعراف 184
2- أورده من حفاظ القوم واعلامهم جمع فلا باس بالاشارة إلى بعضهم فنقول : «منهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 3 ص 149 ط مصر) حيث قال : أخرج ابو الشيخ عن على بن أبي طالب قال لتفترقن هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار الا فرقة يقول اللّه : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) فهذه هي التي تنجو من هذه الامة. وفي (ج 3 ص 136 ط مصر) ما لفظه : أخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبي طالب قال : افترقت بنو إسرائيل بعد موسى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى بعد عيسى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة وتفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة إلى ان قال : واما نحن فيقول (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) فهذه التي تنجو من هذه الامة. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 52 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) نقل عن بحر المناقب ومناقب ابن مردويه عن زاذان رضى اللّه عنه قال : قال على كرم اللّه وجهه : تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهم الذين قال اللّه تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم أنا وشيعتي «ومنهم» الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 109 ط اسلامبول) أخرج موفق بن احمد الخوارزمي المكي عن زاذان عن على رضى اللّه عنه قال تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الذين قال اللّه عزوجل في حقهم (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم انا ومحبي وأتباعى. «ومنهم» الحافظ ابو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 95). روى عن زاذان عن على عليه السلام قال : تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهم الذين قال اللّه تعالى (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم انا وشيعتي.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول هذه من رواياته ومدعياته ، واللّه أعلم وليس فيه دليل على المدعى «انتهى».
أقول
هذه الرّواية ممّا اختصرها المصنّف عن رواية رواها الحافظ ابن مردويه عن زاذان (1) عن علي عليه السلام ، قال : تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون
ص: 414
1- هو زاذان الكندي مولاهم ابو عمرو البزار الكوفي شهد الجابية عن على وابن مسعود وعائشة وطائفة وعنه ابو الصالح السمان وعمرو بن مرة ومحمد بن جحادة وثقه ابن معين قال خليفة مات سنة (82) هكذا قال الخزرجي في الخلاصة ص 110 وأورده شيخنا الأستاذ العلامة آية اللّه الحاج الشيخ عبد اللّه المامقاني في كتاب الرجال (ج 1 ص 436 طبع الغرى) وعده في أعلى درجات الحسن والقبول إلى آخر ما قال وبالجملة جلالته وكونه من حوارى مولانا امير المؤمنين عليه السلام مما لا ينكر ورأيت في بعض التعاليق انه كان من أقرباء سلمان الفارسي الصحابي الجليل الشهير وبخط بعض الأفاضل انه كان من أقرباء أبى لؤلؤ وأبى خالد الكابلي واللّه اعلم. ثم ان المشهور في اسمه ما ذكرناه وهو كونه بالزاء والذال المعجمتين وفي بعض الكتب بالذالين المعجمتين والمعتمد الاول. وفي هامش منتهى المقال لشيخنا العلامة أبى على الحائرى بخطه نقل عن كتاب الخرائج والجرائح قضية حفظ القرآن بكرامة مولانا امير المؤمنين عليه السلام روى ذلك الخبر عن زاذان سعد الخفاف ، وقال سعد : فقصصت قصة زاذان وتلك الكرامة التي كان ينقلها عن الأمير عليه السلام على أبى جعفر الباقر عليه السلام قال : صدق زاذان ان أمير المؤمنين عليه السلام دعا لزاذان بالاسم الأعظم الذي لا يرد ، انتهى.
في النّار وواحدة في الجنّة وهم الذين قال اللّه تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم أنا وشيعتي «انتهى» وقال فخر الدّين الرّازى : أكثر المفسّرين على أنّ المراد من الامّة هاهنا قوم محمّد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم روى قتادة وابن جريح عن النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أنّها هذه الامّة وروى أيضا أنّه عليه السلام قال هذه لكم وقد أعطى اللّه قوم موسى على نبيّنا وآله وعليه السلام مثلها ، وعن الرّبيع عن أنس أنّه قرء النّبي صلی اللّه عليه وآله هذه الآية فقال إنّ من امّتى قوما على الحقّ حتّى ينزل عيسى بن مريم ، وقال ابن عباس رضى اللّه عنه : يريد امّة محمّد صلی اللّه عليه وآله من المهاجرين والأنصار «انتهى»
والرّواية الأخيرة مما ذكرها الرّازى صريحة في تخصيص بعض الامّة بكونه على الحقّ ، وهذا هو الحق ، كما دلّ عليه أيضا ما اشتهر من حديث افتراق الامّة ، والجمع بينه وبين حديث ابن مردويه يقتضى أن يكون المراد بالقوم المذكور عليا عليه السلام وشيعته ، ومن البيّن انّ الخلفاء الثلاثة وأتباعهم من أهل السنة ليسوا من شيعة عليّ عليه السلام لما عرفت من المباينة والمخالفة بينهم وبين عليّ عليه السلام ، وقد ذكر (1) القاضي ابن خلّكان في احوال عليّ بن جهم القرشىّ عليه ما عليه ، إنّه كان معذورا في رة
ص: 415
1- قد ذكرت ترجمة ابن الجهم وانحرافه عن امير المؤمنين عليه السلام في وفيات الأعيان لابن خلكان ج 3 ص 39 الطبع الجديد بالقاهرة
بغض عليّ عليه السلام والانحراف عنه ، لأنّ محبّة عليّ بن أبي طالب عليهما السلام لا تجتمع مع التسنّن «انتهى» فيكونون على الباطل ، لأنّ الحقّ لا يكون في جهتين مختلفتين وكفى فيه دليلا على المدّعى كما لا يخفى.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرابعة والستون (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) (1) ، نزلت (2) في عليّ عليه السلام «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : إن صحّ فلا دلالة له على النّص «انتهى»
أقول
تمام الآية قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ص: 416
1- الفتح الآية 29
2- ذكره من أعلام القوم جماعة. «منهم» المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 66 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) نقل عن أهل السنة : أن (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) في شأن على عليه السلام. ونقل عن كتاب صفوة الزلال عن على عليه السلام قال صليت مع رسول اللّه سبعة سنة قبل أن يسلم أحد او يصلّى احد «ومنهم» العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 26 ص 117 ط المنيريه بمصر) أخرج ابن مردويه والقاضي احمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة والشيرازي في الألقاب عن ابن عباس (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) على كرم اللّه تعالى وجهه.
الآية ولعل استدلال المصنف بتمام الآية ، وإنّما اكتفى بذكر البعض اختصارا واعتمادا على انصراف ذهن من فاز بتلاوة القرآن إلى الباقي ، وكون باقى الصّفات المذكورة فيها إنّما يرتبط بعلي عليه السلام دون الخلفاء الثّلاثة ، وبالجملة قوله تعالى : (رُكَّعاً سُجَّداً) إخبار عن كثرة صلاته عليه السلام ومداومته عليها ، وسيجيء من الأحاديث والأخبار ما يدلّ على أنّه عليه السلام بلغ في ذلك مبلغا لم ينله غيره من الصحابة ، فيكون أعبدهم كما أشار إليه أيضا أفضل المحقّقين «قدس سره» في التّجريد (1) فيكون أفضل وهذا ما ادّعاه المصنّف.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخامسة والستون (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) (2) ، نزلت في (3) عليّ عليه السلام ، لأنّ نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه «انتهى».
ص: 417
1- ذكره في المقصد الخامس عند تعرضه لكونه عليه السلام ازهد الناس وأعبدهم وأحلمهم وأشرفهم واطلقهم وجها وأقدمهم ايمانا حيث قال وروى انه قال عليه السلام على المنبر بمشهد من الصحابة أنا الصديق الأكبر آمنت قبل ايمان أبى بكر وأسلمت قبل أن اسلم ولم ينكر عليه منكر فيكون افضل من أبى بكر
2- الأحزاب. الآية 58.
3- نقله جم غفير وجمع كثير ونورد هنا اسماء من وقفنا على كلامه في حال التحرير «فمنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص 240 ط القاهرة 1357 ه) رواية تدل على أن الآية الشريفة نزلت في على ، فان المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه «ومنهم» البيضاوي في تفسيره (ج 4 ص 47 ط مصطفى محمد بمصر) ذكر نزولها في المنافقين الذين يؤذون عليا رضى اللّه عنه «ومنهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 95) روى عن مقاتل بن سليمان في قوله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) الآية ، انها نزلت في على بن أبي طالب ، وذلك أن نفرا من قريش كانوا يؤذونه ويكذبون عليه «ومنهم» المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 60 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) قال مقاتل بن سليمان أنها نزلت في على عليه السلام «ومنهم» العلامة الخازن البغدادي الخطيب المفسر المحدث في تفسيره (ج 5 ص 227 ط مصر) قيل : انها نزلت في على بن أبي طالب كانوا يؤذونه ويكتمونه «ومنهم» العلامة البغوي صاحب معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن ما لفظه : وقال مقاتل : نزلت في على بن أبي طالب عليه السلام كانوا يؤذونه ويكتمونه «ومنهم» العلامة الحافظ الواحدي في اسباب النزول (ج 273 ط الهندية بمصر) قال مقاتل نزلت في على بن أبي طالب
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : الظاهر العموم ، وإن خصّ فلا دلالة له على النّص المقصود «انتهى»
أقول
وجه استدلال المصنّف بهذه الآية على الأفضلية أنّ هذه الآية مرتبطة بما قبلها ، وهو قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ، إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) الآية ، والحاصل كما ذكره فخر الدين الرّازى في تفسيره انّه لما كان اللّه مصلّيا على نبيّه لم ينفك إيذاء اللّه عن إيذائه ، فإنّ من آذى اللّه ، فقد آذى الرّسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فبين اللّه للمؤمنين أنّكم إن أتيتم بما أمرتكم وصليتم على النّبي كما صليت عليه لا ينفك إيذاؤكم عن إيذاء الرّسول صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كما يكون على الأصدقاء الصّادقين في الصداقة «انتهى» ففي الآية بمقتضى الرّواية التي ذكرها المصنّف قدّس سره دلالة على أن إيذاء عليّ عليه السلام لا ينفك عن إيذاء الرسولّ صلی اللّه عليه وآله
ص: 418
ولم يرد في الآية والرّواية الصحيحة المتفق عليها ما يدلّ على كون أحد من الخلفاء الثّلاثة ، أو غيرهم من كبائر الصحابة كذلك ، فيكون أفضل.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السادسة والستون (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) (1) في كتاب اللّه من المؤمنين والمهاجرين (2) وهو عليّ عليه السلام ، لأنّه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم (3) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ظاهر الآية العموم ، ولم يذكر المفسرون تخصيصا بأحد ، ولو خصّ فلا دلالة على النّص ، والاستدلال بأنّه مؤمن مهاجر ذو رحم لا يوجب التخصيص ، لشمول الأوصاف المذكورة غيره «انتهى».
أقول
ليس مقصود المصنّف ولا مقتضى ما ذكره من الرّواية (الدلالة خ ل) نفى عموم الآية ،
ص: 419
1- الأحزاب. الآية 6.
2- ذكره من أئمة الحديث جمع غير قليل «فمنهم» المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في «مناقب مرتضوى» (ص 62 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل اتفاق المفسرين على ان الآية نزلت في على لأنه الذي كان مؤمنا ومهاجرا وابن عمه «ومنهم» الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 95) قال في قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ) الآية. قيل ذلك على عليه السلام لأنه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم
3- لأنه ابن عمه الابوينى باتفاق الكل وقد استدل مولانا الكاظم عليه السلام بقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا) مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ، روى ذلك الفاضل الطبرسي في كتاب الاحتجاج. منه قدس سره.
بل المراد أنّ ذلك العام مع ما اعتبر معه من الأوصاف إنّما يتحقّق بين أرحام النّبي صلی اللّه عليه وآله في عليّ عليه السلام ، ولكن النّاصب البليد لم يفهم المقصود والمرام ، والحاصل أنّ الآية نصّ في إمامة عليّ عليه السلام ، لدلالتها على أنّ الأولى بالنّبي صلی اللّه عليه وآله أيضا من اولى الأرحام من كان مستجمعا للأمور الثّلاثة ، كما أشار إليه المصنّف ، وقد أجمع أهل الإسلام على انحصار الإمام بعد النّبي صلی اللّه عليه وآله في علي عليه السلام والعباس وأبي بكر ، والعباس وإن كان مؤمنا ومن اولى الأرحام ، لكن لم يكن مهاجرا (1) بل كان طليقا ، ولاتّفاق أصحاب النّاصب معنا في أنّه طلب مبايعة عليّ عليه السلام في أوّل الأمر ، ولم يكن ذلك إلا لعلمه بالنّص على عليّ عليه السلام كما نقوله ، أو بالأفضليّة كما يقولون ، بل قد حدث القول بامامة عبّاس بعد الإجماع الثّنائي (الصناعى خ ل) وانقراض القائل به بعد زمان العباسيّة فافهم ، وأبو بكر على تقدير صحّة إيمانه وهجرته لم يكن من اولى الأرحام ، فتعين أن يكون الأولى بالإمامة والخلافة بعد النّبي صلی اللّه عليه وآله ، عليّ عليه السلام لاستجماعه الأمور الثّلاثة ، فتثبت (فثبت خ ل) ما ادّعيناه بحمد اللّه تعالى وبما قرّرناه قد اضمحلّ ، ما أجاب به المشكّك الرّازى في تفسيره الكبير عن تمسك بعض اكابر الذّرية الطاهرة بالآية المذكورة على المتقلب الدوانيقي العبّاسى ، حيث قال : تمسّك محمّد بن (1) عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عليهم السلام ا
ص: 420
1- هو أبو عبد اللّه محمد النفس الزكية ابن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام مولانا الحسن السبط عليه السلام ، كان من وجوه آل أبى طالب وأعيانهم علما وزهدا وشهامة وشجاعة وكرما وسوددا ونبلا ، خرج ايام المنصور وحاربه بحروب اظهر فيها شجاعة أجداده الطاهرين ، قال الخزرجي في الخلاصة (ص 283 طبع مصر) انه يروى عن نافع وأبى الزناد ، وعنه الدراوردي وعبد اللّه بن نافع الصائغ ، وثقه النسائي ، قتل سنة 145 وهو ابن 45 انتهى. وقال العلامة النسابة الداودي في العمدة (ص 89 طبع النجف الأشرف) : انه يكنى أبو عبد اللّه ، وقيل : ابا القاسم ، وهو المقتول بأحجار الزيت ، امه هند بنت أبى عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة (ربيعة خ ل) بن الأسود بن المطلب بن اسد ، وانه ولد سنة (100) بلا خلاف وقتل سنة (145) النصف من رمضان وقيل في 25 من رجب إلى أن قال : وتطلعت اليه نفوس بنى هاشم وعظموه وكان جم الفضائل كثير المناقب ، وقال في أواخر كلامه : ان مالكا أفتى الناس بالخروج مع محمد وبايعه ، ولذلك تغير المنصور عليه وخلع أكتافه إلخ. أقول : في كتاب العمدة لابن رشيق أبى على الحسن القيرواني المتوفى سنة 463 وقيل سنة 456 (ج 1 ص 58 طبع مصر) ما لفظه : ان سديفا الشاعر الشهير قال أبياتا يطعن فيها على آل عباس لما خرج محمد النفس الزكية منها قوله : انا لنأمل ان ترتد الفتنا *** بعد التباعد والشحناء والإحن وتنقضي دولة احكام قادتها *** فينا كاحكام قوم عابدى وثن فانهض ببيعتكم ننهض بطاعتنا *** ان الخلافة فيكم يا بنى حسن فكتب المنصور إلى عبد الصمد بن على بأن يدفنه حيا ففعل انتهى. وفي كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم أبى عبد اللّه النيسابوري صاحب المستدرك (ص 51 طبع مصر) ان محمد النفس الزكية ممن صحت روايته عن أهل البيت عليهم السلام ولد للمترجم عبد اللّه أبو محمد الأشتر صاحب المزار بكابل وعلى أمهما سلمة بنت محمد ابن الحسن بن الحسن بن على عليهم السلام والطاهر امه بنت فليح بن محمد بن منذر بن زبير والحسن امه ام ولد كما افاده البخاري أبو نصر في سر السلسلة ، وقال في آخر كلامه : ان عليا جيء به من مصر فحبس في بغداد وتوفى بها ولا عقب له ، والحسن قتل يوم فخ ولا عقب له والطاهر بن محمد لا عقب له انتهى. فالعقب من المترجم انحصر في ابنه أبى محمد عبد اللّه الأشتر الكابلي ، وله عقب مبارك فيهم الاجلاء علما وعملا وأدبا ذكرتهم في كتابي مشجرات آل رسول اللّه الأكرم فليراجع. ومن رام الوقوف على اخبار النفس الزكية بأزيد مما ذكرنا فليراجع مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصفهانى ص 160 إلى 192 طبع النجف الأشرف وإلى كتاب الأغاني له أيضا وإلى شرح قصيدة أبى فراس وإلى التواريخ كالطبرى والكامل والعبر وغيرها
في كتابه (1) إلى أبي جعفر المنصور بهذه الآية على أنّ الإمام بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله هو عليّ بن أبي طالب عليهما السلام فقال : قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) ، يدلّ على ثبوت الأولويّة ، وليس في الآية شيء معين في ثبوت هذه الأولوية ، فوجب حمله على الكلّ إلّا ما خصّه الدّليل ، وحينئذ يندرج فيه الامامة ولا يجوز أن يقال : إن ابا بكر من اولي الأرحام ، لما نقل (2) عنه أنّه عليه السلام أعطاه سورة براءة ليبلغها إلى القوم ، ثم بعث عليا خلفه وأمر بأن يكون المبلغ هو عليّ عليه السلام ، وقال : لا يؤدّيها إلّا رجل منّى ، وذلك يدلّ على أنّ أبا بكر ما كان منه ، فهذا وجه الاستدلال بهذه الآية ، والجواب إن صحّت هذه الدّلالة ، كان العباس أولى بالإمامة لأنّه كان أقرب إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله من عليّ عليه السلام ، وبهذا الوجه أجاب أبو جعفر المنصور عنه «انتهى كلامه» ووجه اضمحلاله بما قرّرناه ظاهر جدّا ،
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السابعة والستون : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ) (3) نزلت في ولاية
ص: 422
1- فراجع الأغاني والمقاتل وغيرهما وكتابه كتاب عجيب في بابه تلوح منه آثار الهاشمية وتفوح الرائحة العلوية يفصح عن عبقرية حسنية وشجاعة حسينية وشهامة طالبية بلاغة قرشية سيادة نزارية نبالة عدنانية.
2- كما مر نقل ذلك عن صحاح كتبهم الحديثية والتاريخية والتفسيرية وسيأتي في باب فضائله عليه السلام ذكر مدارك كثيرة لذلك.
3- يونس الآية 2.
عليّ عليه السلام (1) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : لم يذكره المفسرون ، فان صحّ فهو في حكم أخواته.
أقول
قد ذكره الحافظ ابن مردويه رواية عن جابر بن عبد اللّه رضى اللّه عنه ، والمراد بقدم صدق في الآية الفضل والسّابقة ، قال (2) شيخنا الطبرسي : ولما كان السعى والسبق بالقدم سمّيت المسعاة (3) الجميلة والسابقة قدما كما سمّيت النعمة يدا وباعا (4) لانّها تعطى باليد وصاحبها يبوع بها ، وإضافته إلى صدق دليل (دلالة خ ل) على زيادة فضل ، وأنّه من السّوابق العظيمة «انتهى» وقد وافقه في الدّلالة على الزّيادة فخر الدّين الرّازى في تفسيره ، والزّمخشرى في الكشاف فيدل الآية على زيادة فضل علي عليه السلام بمعونة الرّواية ، وأما ما ذكره المفسّرون من أهل السّنة على ما في تفسير الرازي فهي احتمالات أحدثوها بمجرّد استحسان عقولهم وملاحظة أدنى مناسبة لمحت في أنظارهم فلا يعارض الرّواية المذكورة كما لا يخفى.
ص: 423
1- رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 95) قال : روى عن جابر بن عبد اللّه في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) قال : نزلت في ولاية على بن أبي طالب.
2- ذكره في كتابه النفيس : جوامع الجامع (ص 188 ط طهران)
3- المسعاة واحدة المساعى في الكرم والجود.
4- يقال : فلان طويل الباع أى ذو بسط وكرم.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثامنة والستون (أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (1) كان عليّ عليه السلام
ص: 424
1- النساء الآية 59. (1 مكرر) أورد نزول الآية الشريفة في شأن أمير المؤمنين على عليه السلام عدة كثيرة ونحن نكتفي بسرد أسماء من وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» العلامة المفسر الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 756 حيث أورد نزول الآية في تفسير بحر المحيط في حق على والأئمة من أهل البيت (ج 3 ص 278 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 5 ص 79 بهامش الطبري ط الميمنية بمصر) عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه حق على الامام أن يحكم بما أنزل اللّه ويؤدى الامانة فإذا فعل ذلك فحق على الرعية ان يسمعوا ويطيعوا. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 56 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن مردويه في المناقب عن الامام جعفر الصادق : أن المراد من اولى الأمر بالاصالة على بن أبي طالب وغيره بالتبع. ونقل عن فخر الدين الرازي في تفسيره عن الامام جعفر الصادق عليه السلام : أن المراد بها الأئمة الاثنا عشر وقد تقدم. ونقل عن كشف الغمة عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : سألنا عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن اولى الأمر ، فقال : أولهم بعدي على ، ثم الحسن والحسين وعلى بن الحسين ومحمد بن على المعروف في التوراة بالباقر ثم موسى بن جعفر ثم على بن موسى ثم محمد بن على ثم على بن محمد ثم الحسن بن على ثم محمد بن الحسن حجة اللّه في أرضه «ومنهم» العلامة أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي) روى عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، أن هذه الآية نزلت في على عليه السلام حيث خلفه رسول اللّه في المدينة فقال يا رسول اللّه : أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى حين قال اخلفني في قومي وأصلح ، فقال عزوجل : (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 116 ط اسلامبول) روى عن المناقب بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عليا صلوات اللّه عليه يقول : وأتاه رجل فقال : أرنى أدنى ما يكون به العبد مؤمنا وأدنى ما يكون به العبد كافرا وأدنى ما يكون به العبد ضالا ، فقال له : قد سألت فافهم الجواب : أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا ان يعرفه اللّه تبارك وتعالى نفسه فيقر له بالطاعة ويعرفه نبيه صلی اللّه عليه وآله وسلم فيقر له بالطاعة ويعرفه امامه وحجته في ارضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة قلت يا أمير المؤمنين : وان جهل جميع الأشياء الا ما وصفت ، قال : نعم إذا امر أطاع وإذا نهى انتهى ، وادنى ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهى اللّه عنه ان اللّه أمره به ونصبه دينا يتولى عليه ويزعم انه يعبد اللّه الذي أمره به وما يعبد الا الشيطان وأما أدنى ما يكون العبد به ضالا ان لا يعرف حجة اللّه تبارك وتعالى وشاهد على عباده الذي امر اللّه عزوجل عباده بطاعته وفرض ولايته ، قلت يا أمير المؤمنين صفهم لي ، قال : الذين قرنهم اللّه تعالى بنفسه وبنبيه ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، فقلت له جعلني اللّه فداك أوضح لي ، فقال : الذين قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم في مواضع وفي آخر خطبة يوم قبضه اللّه عزوجل اليه : انى تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ان تمسكتم بهما كتاب اللّه عزوجل وعترتي أهل بيتي ، فان اللطيف الخبير قد عهد إلى انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض كهاتين وجمع مسبحتيه ولا أقول كهاتين وجمع مسبحته والوسطى فتمسكوا بهما ولا تقدموهم فتضلوا. وأيضا العلامة المذكور في ينابيع المودة (ص 114 ط اسلامبول) روى في المناقب عن تفسير مجاهد أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين على عليه السلام حين خلفه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بالمدينة ، قال يا رسول اللّه : أتخلفني على النساء والصبيان ، فقال أما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى اخلفني في قومي وأصلح. وروى في المناقب عن الحسن بن صالح عن جعفر الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : أولو الأمر هم الأئمة من أهل البيت عليهم السلام. وروى في المناقب بالسند عن عيسى بن السرى ، قال : قلت لجعفر الصادق عليه السلام حدثني عما ثبت عليه دعائم الإسلام إذا أخذت بها زكى عملي ولم يضرني جهل إذا جهلت ، قال : شهادة ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه والإقرار بما جاء به من عند اللّه وحق في الأموال من الزكاة والإقرار بالولاية التي امر اللّه بها ولاية آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال رسول اللّه : من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية قال اللّه عزوجل : (أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فكان على صلوات اللّه عليه ثم صار من بعده حسن ثم حسين ثم من بعده على بن الحسين ثم من بعده محمد بن على وهكذا يكون الأمر ان الأرض لا تصلح الا بإمام ومن مات ولم يعرف امامه مات ميتة جاهلية وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا وأهوى بيده إلى صدره يقول حينئذ لقد كان على امر حسن
منهم «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا يشمل ساير الخلفاء ، فإنّ كلهم كانوا اولى الأمر ، ولا دليل على مدعاه «انتهى».
ص: 426
أقول
سنذكر إنشاء اللّه تعالى في بحث الإجماع نقلا عن إمامه فخر الدّين الرّازى أنّ أولي الأمر الذي اقترن وجوب طاعته بطاعة اللّه وطاعة رسوله ، يجب أن يكون معصوما ، ولهذا ذهب إلى أن المراد بأولى الأمر الإجماع ونفى أن يكون المراد الخلفاء لعدم عصمتهم ، ففي ما ذكره النّاصب هاهنا من شمول الآية للخلفاء مخالفة لقول إمامه ، فلا يلتفت إليه «مصراع» فان القول ما قال الإمام. ونحن قد أثبتنا بحمد اللّه عصمة أئمّتنا عليهم السلام عقلا ونقلا ، وعلي عليه السلام سيّدهم فتمّ لنا الدّست (1)
قال المصنّف رفع اللّه درجته
التاسعة والستون (وَأَذانٌ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (2) في مسند احمد (3) هو عليّ أذن بالآيات من سورة براءة حين أنفذها النّبي صلی اللّه عليه وآله ، مع
ص: 427
1- قد مر معنى كلمة الدست فليراجع.
2- التوبة. الآية 3.
3- أقول : لا يخفى على المتتبع البحاثة في هذا المضمار أن فطاحل القوم وحفاظهم أوردوا هذا الحديث في زبرهم بطرق متعددة بحيث صار متواترا اجمالا بل معنى ، بل لفظا كما يفصح عن ذلك عدم تعرض الناصب له من حيث السند والرواية ، بل جاء بما يشبه دوى الزنبور تبعا لاسلافه : من أن العرب في العهود لا يعتبرون إلا قول صاحب العهد ، وما شابه ذلك مما لا قيمة له لدى أرباب الحجى ، ولم يمعن الرجل المسكين المنقطع اليد عن أبواب آل الرسول ، معادن العلم والحكمة ، أن هذه الفضيلة من كرائم الفضائل وبهيات الخلال والخصال. كيف وقد رد النبي الذي لا يفعل الا ما يؤمر به من قبل ربه (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) ، أبا بكر من ذى الحليفة وأنفذها مع ابن عمه وصنوه ، الفادي له بنفسه ، الذي طأطأ بشجاعته وشهامته هامات العرب ، قائلا صلی اللّه عليه وآله وسلم : لا يبلغها الا أنا أو أحد منى. ونحن نسرد أسماء من وقفنا عليه حال التحرير ونقول : «منهم» الحافظ احمد في الفضائل (ص 44 ، مخطوط تظن كتابته في المائة السادسة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثنا الفضل بن الحباب ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه الخزاعي ، قال : حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث ببراءة مع أبى بكر إلى اهل مكة ، فلما بلغ ذا الحليفة بعث اليه فرده ، وقال : لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي فبعث عليا. «ومنهم» الحافظ المذكور في مسنده كما في المصباح. حدثنا عبد اللّه ، حدثني ابى ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا ابو عوانة ، ثنا ابو بلج ، ثنا عمرو ابن ميمون ، قال : انى لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا ابن عباس : اما ان تقوم معنا واما تخلونا هؤلاء ، قال فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى ، قال : فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا في رجل له عشر فعد العشرة وقال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه فأبوا قال لا يذهب بها إلا رجل منى وانا منه (ج 1 ص 331 ط الاولى بمصر) حدثنا عبد اللّه حدثني أبى ثنا عبد الصمد وعفان ، قالا : ثنا حماد الحمصي عن سماك عن أنس بن مالك ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث ببراءة مع أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه ، فلما بلغ ذا الحليفة قال عفان : لا يبلغها الا انا او رجل من أهل بيتي ، فبعث بها مع على (ج 3 ص 212 ، الطبع المذكور) حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبى. ثنا عفان ، ثنا حماد ، قال : أنا سماك بن حرب عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث ببراءة مع أبى بكر فذكر بنحو ما تقدم (ج 3 ص 283 ، الطبع المذكور) حدثنا عبد اللّه ، حدثني أبو بكر ، ثنا عمرو بن حماد عن أسباط بن نصر عن سماك عن حنش عن على رضى اللّه عنه ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين بعثه ببراءة فقال : يا نبى اللّه انى لست باللسن ولا بالخطب ، قال ما بدان اذهب بها انا او تذهب بها أنت : قال : فان كان ولا بد فسأذهب أنا ، قال : فانطلق فان اللّه يثبت لسانك ويهدى قلبك ، قال : ثم وضع يده على فمه (ج 1 ص 150 ط الاولى بمصر) المحدث المذكور في الفضائل (ص 44 مخطوط يظن كتابته في المائة السادسة). حدثنا عبد اللّه بن احمد ، قال : حدثنا الفضل بن الحباب ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه الخزاعي ، قال : حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن انس بن مالك بعين ما تقدم عنه في المسند. حدثنا الفضل ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه الخزاعي ، قال : حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك بعين ما تقدم (ص 175 ، النسخة المذكورة) «ومنهم» الحافظ ابو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي في الخصائص (ص 28 ط النجف). أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا عفان وعبد الصمد قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس قال بعث النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم براءة مع أبى بكر ثم دعاه فقال لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلى فدعا عليا فأعطاه إياها. أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا أبو نوح قد قداد عن يونس بن أبى إسحاق عن زيد بن سبيع عن على عليه السلام : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبى بكر ، ثم أتبعه بعلى فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة ، قال فلحقه فأخذ الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر وهو كئيب ، فقال لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنزل في شيء؟ قال : لا الا أنى أمرت ان أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي أخبرنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا عبد اللّه بن عمر ، قال : حدثنا أسباط عن قطر عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن أرقم : قال : بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان بعض الطريق أرسل عليا عليه السلام فأخذها منه ، ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لا يؤدى عنى الا انا او رجل منى. «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (مخطوط في حدود المائة السابعة ص 182). قال فلما كانت سنة تسع أراد رسول اللّه الحج ثم قال : انه يحصر المشركون ليطوفوا عراة فلا يجب الحج حتى لا يكون ذلك. فبعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليستقيم للناس الحج وبعث معه بأربعين آية من صدر براءة ليقرأها على اهل الموسم ، فلما سار دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وقال : اخرج بهذه القصة فإذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا ، فخرج على رضى اللّه عنه على ناقة رسول اللّه العضباء حتى أدرك بذي الحليفة أبا بكر فأخذها منه الحديث «ومنهم» القاضي أبو بكر الباقلاني في «التمهيد» (ص 228 ط دار الفكر بمصر) قد ضبط قوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، لا يؤدى عنى إلا رجل منى. «ومنهم» العلامة الخازن البغدادي في تفسيره المشهور (ج 3 ص 47) قال ما لفظه : فبعث أبا بكر في ملك أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من سورة البراءة ليقرأها على أهل الموسم ، ثم بعث بعده عليا على ناقته العضباء إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة البغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 3 ص 49) ذكر بمثل ما تقدم من تفسير الخازن. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير (ج 15 ص 218 ط البهية بمصر). أورد أن رسول اللّه أمر عليا ان يذهب إلى أهل الموسم ليقرأها عليهم وقال رسول اللّه لا يؤديها الا انا أو رجل من أهلى. «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 322 ط مصطفى محمد بمصر) قال البخاري : حدثنا عبد اللّه بن يوسف ، حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب ، قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن ابا هريرة قال إلى آخر ما تقدم عن البخاري. وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ، وكان ابو هريرة يحدث أن أبا بكر امر أبا هريرة إلى أن قال : قال ابو هريرة : ثم اتبعنا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وأمره أن يؤذن ببراءة وأبو بكر على الموسم كما هو او قال على هيئته. وقال الامام احمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد عن سماك عن أنس بن مالك رضى اللّه عنه أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعثه ببراءة مع أبى بكر ، فلما بلغ ذا الحليفة قال : لا يبلغها الا انا او رجل من أهل بيتي ، فبعث بها مع على بن أبي طالب رضى اللّه عنه. ورواه الترمذي في التفسير عن بندار عن عفان وعبد الصمد كلاهما عن حماد ابن سلمة به. وقال عبد اللّه أحمد بن حنبل ، حدثنا محمد بن سليمان ، حدثنا لوين ، حدثنا محمد بن جابر عن سماك عن حنش عن على رضى اللّه عنه قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي دعا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه إلى ان قال : ورجع أبو بكر إلى النبي فقال يا رسول اللّه : نزل في شيء ، فقال : لا ولكن جبرئيل جاءني فقال لن يؤدى الا أنت او رجل منك. وقال إسرائيل عن أبى إسحاق عن زيد بن يثيغ ، قال : نزلت براءة فبعث رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر : ثم أرسل عليا فأخذها ، فلما رجع أبو بكر إلى آخر ما تقدم. وقال محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن على بن الحسين بن على قال لما نزلت فذكر بنحو ما تقدم. «ومنهم» الحافظ ابن كثير المذكور في كتاب «البداية والنهاية» (ج 5 ص 37 ط مطبعة السعادة بمصر). قال ابن إسحاق : حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن على انه قال لما نزلت براءة على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقد كان بعث أبا بكر الصديق رضى اللّه ليقيم للناس الحج قيل له يا رسول اللّه : لو بعثت بها إلى أبى بكر ، فقال : لا ، يؤدى عنى إلا رجل من أهل بيتي ثم دعا على بن أبى طالب فقال : اخرج بهذه القصة من صدر براءة واذن في الناس يوم النحر. وقال الامام أحمد ، حدثنا عفان ، ثنا حماد عن سماك عن أنس بن مالك نحوه. وقد رواه الترمذي من حديث حماد بن سلمة. وقد روى عبد اللّه بن أحمد عن لوين عن محمد بن جابر عن سماك عن حنش عن على لما اردف أبا بكر بعلى فأخذ منه الكتاب بالجحفة رجع أبو بكر فقال يا رسول اللّه نزل في شيء ، قال : لا ولكن جبرئيل جاءني فقال لا يؤدى عنك الا أنت او رجل منك. «ومنهم» العلامة ابن الأثير الجزري في جامع الأصول (ج 2 ص 233 ط السنة المحمدية بمصر) أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمره رسول اللّه في رهط إلى أن قال وفي رواية ثم اردف النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعلى بن أبي طالب فأمره ان يؤذن ببراءة الحديث أخرج النسائي عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث أبا بكر على الحج ثم سار فأقبلنا معه ثم استوى ليكبر فسمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبيرة إلى آخر ما تقدم عن السنن. «ومنهم» العلامة ابن الأثير المذكور ايضا «في جامع الأصول» (ج 9 ص 475 ط السنة المحمدية بمصر) أخرج الترمذي عن انس بن مالك رضى اللّه عنه قال : بعث النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ببراءة مع أبى بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي لاحد ان يبلغ هذه إلا رجل من أهلى فدعا عليا فأعطاه إياه. وأخرج الترمذي عن عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهما قال : بعث رسول اللّه إلى آخر ما تقدم عنه ، وزاد رزين فانه لا ينبغي ان يبلغ عنى إلا رجل من أهل بيتي. «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 10 ص 39 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) روى أن فتح مكة كان سنة ثمان إلى ان قال : وكان قد امر فيها أبا بكر على الموسم ، فلما نزلت السورة أتبعه عليا راكب الغضباء ليقرأها على أهل الموسم الحديث ، وروى أن أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبرئيل عليه السلام وقال يا محمد : لا يبلغن رسالتك الا رجل منك فأرسل عليا فرجع أبو بكر إلى رسول اللّه الحديث «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 10 ص 40 ط الميمنية بمصر) حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن زيد ابن يثيع ، قال : نزلت براءة فبعث بها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر ، ثم أرسل عليا فأخذها منه ، فلما رجع أبو بكر ، قال : هل نزل في شيء ، قال : لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي ، فانطلق إلى مكة فقام فيهم بأربع أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا ولا يطف بالكعبة عريان ولا يدخل الجنة الا نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه عهد فعهده إلى مدته. حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا حسين بن محمد ، قال : ثنا سليمان بن قرم عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه عليا فأخذه منه ، فقال أبو بكر رضى اللّه عنه : يا رسول اللّه حدث في شيء قال لا إلخ حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط عن السدى قال : لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية ، فبعث بهن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم مع أبى بكر وأمره على الحج ، فلما سار فبلغ الشجرة من ذى الحليفة أتبعه بعلى فأخذها منه الحديث. ونقل أحاديث كثيرة في إرسال على بعد أبى بكر. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 69 ط مصر سنة 1356) أخرج أبو حاتم عن أبى سعيد أو أبى هريرة : أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث أبا بكر على الحج ، فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة على فعرفه فأتاه فقال : ما شأنك؟ فقال : خيرا ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعثني ببراءة فلما رجع قال له رسول اللّه لا يبلغ عنى غيرى أو رجل منى يعنى عليا. وعن جابر أن عليا قال رسول أرسلني رسول اللّه ببراءة أقرؤها على الناس. وفي رواية من حديث أحمد ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما راجعه أبو بكر ، قال له : جبرئيل جاءني فقال لن يودى عنك الا أنت أو رجل منك. وقد روى أن عليا رضى اللّه عنه أدرك أبا بكر بالعرج. وروى (ص 87 ، الطبع المذكور) عن ابن عباس أنه عد عشرة مناقب لعلى ، منها : انه بعث أبا بكر بسورة التوبة فبعث عليا خلفه ، فأخذها منه وقال : لا يذهب بها الا رجل منى وأنا منه. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 حيث نقل نزول الآية الشريفة في حق على عليه السلام وقوله صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين اعتراض بعض له بقوله : لو بعثت بها إلى أبى بكر ، فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لا يؤدى عنى الا رجل منى تفسير بحر المحيط(ج 5 ص 7 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 22 ط النجف) روى الترمذي أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث ببراءة إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة ملا معين الدين الكاشفى الحنفي في معارج النبوة (ج 1 ص 315 ط لكهنو) نقل حديث الجابر بعين ما تقدم ، وذكر أن رسول اللّه قال لأبي بكر : لا ، يبلغها أنا أو رجل من أهلى. ونقل أن أمير المؤمنين عليه السلام سل سيفه وقال واللّه لان طاف احد بالبيت عريانا لأضربه بسيفي فكل من سمع ذلك لبس ثوبه ثم طاف «ومنهم» العلامة ابن أبى الحديد في شرح النهج (ج 2 ص 60 ط مصطفى الحلبي بمصر) ذكر كلام على عليه السلام عند مبايعة عثمان وفيه قوله : أفيكم من او تمن على سورة براءة وقال له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انه لا يؤدى عنى الا أنا أو رجل من غيرى. «ومنهم» العلامة المحدث الهندي الدهلوي في معارج النبوة (ص 492 ط لكنهو). أورد رواية جابر بن عبد اللّه بعين ما تقدم. «ومنهم» العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 2 ص 275 ط مصطفى محمد بمصر) روى : لما نزلت أرسل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا رضى اللّه عنه إلى آخر الحديث المتقدم. «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 42 ط النجف) ذكر أهل السير ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعث أبا بكر يحج بالناس وأعطاه أربعين آية ليقرأها على أهل الموسم ، فلما سار دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا فقال اخرج بهذه الآيات إلى أن قال : قال رسول اللّه لأبي بكر : لا يبلغ عنى غيرى أو رجل منى إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة الهيتمى في مجمع الزوائد (ج 7 ص 29 ط القاهرة سنة 1352) روى عبد اللّه بن أحمد عن على قال : لما نزلت عشر آيات من سورة البراءة دعا النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أبا بكر ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه إلى أن قال : قال رسول اللّه جبرئيل جاءني فقال : لن يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 3 ص 211 ط مصر) أخرج ابن أبى حاتم عن حكيم بن حميد رضى اللّه عنه قال : قال لي على بن الحسين : ان لعلى في كتاب اللّه اسما ولكن لا يعرفونه ، قلت : ما هو؟ قال ألم تسمع قول اللّه وأذان من اللّه ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر هو واللّه الأذان. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي الحنفي في مناقب مرتضوى (ص 61 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن مردويه في المناقب اتفاق المفسرين على أن الآية إشارة إلى أذان على وروى الحديث المتقدم. «ومنهم» العلامة القاضي الشوكانى اليماني في فتح القدير (ج 2 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وأبو الشيخ وابن مردويه عن على قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي دعا أبا بكر ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه الحديث. وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وأبو الشيخ وابن مردويه من حديث أنس وأخرج ابن مردويه من حديث سعد بن أبي وقاص نحوه أيضا «ومنهم» العلامة المحدث السيد ابراهيم في كتاب «البيان والتعريف» (ج 1 ص 168 ط حلب سنة 1329) قال : أخرج الامام أحمد وابن خزيمة وأبو عوانة والدارقطنيّ في الافراد عن ابى بكر الصديق رضى اللّه عنه قال : قال رسول اللّه في تبليغ البراءة أمرت ان لا يبلغه الا أنا أو رجل منى. «ومنهم» العلامة المعاصر الطنطاوى المصري في تفسيره (ج 5 ص 81 ط مصطفى الحلبي بمصر) أراد رسول اللّه أن يحج ، فقيل له المشركون يحضرون إلى ان قال : ثم بعث بعده عليا على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة إلى أن قال : حتى إذا كان يوم النحر قام على بن أبي طالب رضى اللّه عنه فإذن في الناس بالأمر الذي امر به وقرء عليهم أول سورة براءة إلخ. «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 88 ط اسلامبول) روى الترمذي عن أنس بن مالك رضى اللّه عنه الرواية المتقدمة عنه روى في جمع الفوائد عن جابر حديث إرسال رسول اللّه عليا بعد أبى بكر بقراءة البراءة على الناس «ومنهم» ما جيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد (كما في البحار ج 9 ص 54 ط كمپانى) عن أبى الحسن العبدى عن سليمان بن مهران عن الحكم بن مقسم عن ابن عباس (كما في البحار ج 9 ص 54 ط كمپانى) «ومنهم» الطالقاني عن محمد بن جرير الطبري عن سليم بن عبد الجبار عن على (كما في البحار ج 9 ص 54 ط كمپانى) ابن قادم عن إسرائيل عن عبد اللّه بن شريك عن الحارث بن مالك (كما في البحار ج 9 ص 54 ط كمپانى) «ومنهم» أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري عن عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز عن أحمد بن منصور عن أبى سلمة عن سماك بن حرب عن أنس (كما في البحار ج 9 ص 54 ط كمپانى) «ومنهم» على بن محمد عن حمدان بن سليمان عن عبد اللّه بن محمد اليماني عن منيع عن يونس بن على بن أعين عن أخيه عن جده عن أبى رافع (كما في البحار ج 9 ص 56 ط كمپانى) «ومنهم» على بن العباس البجلي معنعنا عن ابن عباس «ومنهم» صاحب كتاب الصراط المستقيم «ومنهم» البلاذري في كتابه «ومنهم» الواقدي في كتابه «ومنهم» الشعبي في كتابه «ومنهم» القشيري في كتابه «ومنهم» السمعاني في كتابه (كما في البحار ج 9 ص 59 ط كمپانى) «ومنهم» الموصلي في كتابه (كما في البحار ج 9 ص 59 ط كمپانى) «ومنهم» ابن بطة في كتابه (كما في البحار ج 9 ص 59 ط كمپانى) «ومنهم» ابن إسحاق في كتابه (كما في البحار ج 9 ص 59 ط كمپانى) «ومنهم» الأعمش في كتابه (كما في البحار ج 9 ص 59 ط كمپانى) «ومنهم» ابن السماك في كتابه (كما في البحار ج 9 ص 59 ط كمپانى) «ومنهم» ابن الأثير في الكامل (كما في البحار ج 9 ص 59 ط كمپانى)
أبي بكر وأتبعه بعلي فردّه ومضى بها عليّ عليه السلام ، وقال النّبي صلی اللّه عليه وآله : قد أمرت أن لا يبلّغها إلا أنا أو واحد منّى «انتهى»
ص: 438
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول سيرد عليكم أنّ إنفاذ علي بعد أبي بكر كان لأجل أنّ العرب في العهود لا يعتبرون إلّا قول صاحب العهد ، أو أحد من قومه ، ولأجل هذا انفذ عليّا «انتهى».
أقول
لا ريب في أنّ الفعل الصّادر عن اللّه تعالى ورسوله يتعالى عن العبث ، فما الوجه في إنفاذ الرّجل أولا ، وأخذها منه ثانيا ، إلّا تنبيها على الفضل وتنويها بالاسم ، وتعلية للذكر ورفعة لجناب من ارتضى لتأديتها ، وعكس ذلك فيمن عزل ، ولو كان دفع البراءة إلى عليّ عليه السلام أوّلا ما وضح الأمر هذا الوضوح ، ولجاز أن يجول بخواطر النّاس أنّ في الجماعة غير عليّ عليه السلام من يصلح أن يكون مؤدّيا للبراءة ، قائما في ذلك مقام رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وأما ما ذكره النّاصب في وجه إنفاذ عليّ عليه السلام بعد أبي بكر ، من أنّه كان لأجل أنّ العرب في العهود لا يعتبرون إلى آخر ، فهو شيء سبق إليه الجاحظ (1) حيث قال : إنّه كان من عادة (2) العرب في عقد الحلف وحلّ العقد أنّه كان لا يتولى منهم إلّا السّيد المطاع أو رجل من رهطه «انتهى» ورد عليه : بأنّه أراد أن يذّم عليا فمدحه وأن يبعّده فقرّبه ، وأنا أقول في الرّد عليه وعلى أخيه النّاصب أيضا : انه لو كان إنفاذ عليّ عليه السلام لأجل ما تعارف بين العرب في العهود ، لما خفي على النّبي صلی اللّه عليه وآله أولا ، فعلم أنّ السرّ في ذلك عدم قابلية أبي بكر لأداء عند اللّه تعالى ، وسيجيء تمام الكلام منّا فيما بعد إن شاء اللّه تعالى.
ص: 439
1- قد مرت ترجمته في ص 374 من ج 2 من الكتاب فراجع.
2- وقد وجدت بعد إتمام تاليف الكتاب في كتاب الشافي انه قال في جواب مثل ما ذكره الناصب ان ما حكاه القاضي عن ابى على من ان عادة العرب ان لا يحل ما عقده الرئيس بينهم إلا هو او المقدم من رهطه فمعاذ اللّه ان يجرى النبي صلی اللّه عليه وآله سننه واحكامه على عادات الجاهلية وقد بين عليه السلام لما رجع اليه أبو بكر فسأله عن السبب في أخذ السورة منه فقال : أوحى إلى ان لا يؤدى عنى الا انا او رجل منى ولم يذكر ما ادعاه أبو على ، على ان هذه العادة قد كان يعرفها النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم قبل بعث ابى بكر بسورة براءة فما باله لم يتعمدها (يعتمدها خ ل) ويبعث في الابتداء من يجوز ان يحل عقده من قومه فان قيل ليس يخلو النبي صلی اللّه عليه وآله من ان يكون سلم في الابتداء سورة براءة على أبى بكر بأمر اللّه او باجتهاده ورأيه ، فان كان بأمر اللّه تعالى فكيف يجوز ان يرتجع منه السورة قبل وقت الأداء ، وعندكم انه لا يجوز نسخ الشيء قبل وقت فعله ، وان كان باجتهاده فعندكم أنه لا يجوز ان يجتهد فيما يجرى هذا المجرى قلنا ما سلم السورة الا باذنه تعالى الا أنه لم يأمره بأدائها ولا كلفه قراءتها على أهل الموسم لان أحدا لا يمكنه ان ينقل عنه عليه السلام في ذلك لفظ الأمر والتكليف ، فكأنه عليه السلام سلم السورة اليه ليقرأها على أهل الموسم ولم يصرح بذكر المبلغ لها في الحال ، ولو نقل عنه تصريح لجاز ان يكون مشروطا بشرط لم يظهره ، لأنه عليه السلام ممن يجوز مثل ذلك عليه ، فان قيل : فأي فائدة في دفع السورة إلى أبى بكر وهولا يريد ان يؤديها ثم ارتجعها منه والا دفعت في الابتداء إلى امير المؤمنين عليه السلام؟ قلنا : الفائدة في ذلك ظهور فضل امير المؤمنين عليه السلام ورتبته ، فان الرجل الذي نزعت السورة منه لا يصلح لما يصلح له ، وهذا غرض قوى في وقوع الأمر على ما وقع عليه (منه قدس سره) هكذا نقل عن خطه الشريف في هامش النسخة المخطوطة.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السبعون (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (1) ، قال ابن سيرين (2): هي شجرة في الجنة
ص: 440
1- الرعد. الآية 29
2- قد مرت ترجمته في هذا الجزء. (2 مكرر) ذكر ذلك جماعة من أعاظم القوم ناقلا عن ابن عباس وغيره من الصحابة والتابعين ونورد البعض اكتفاء بالميسور فنقول : «منهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المشهور «الجامع لأحكام القرآن» (ج 9 ص 317 ط القاهرة بمصر سنة 1357) ما لفظه : وقال ابن عباس : «طوبى» شجرة في الجنة أصلها في دار على ، وفي دار كل مؤمن منها غصن. وقال أبو جعفر محمد بن على : سئل النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن قوله : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) قال : شجرة أصلها في دارى وفرعها في الجنة ، ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : شجرة أصلها في دار على وفروعها في الجنة ، فيل له يا رسول اللّه سئلت عنها فقلت : أصلها في دارى وفروعها في الجنة ، ثم سئلت عنها فقلت : أصلها في دار على وفروعها في الجنة ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان دارى ودار على غدا في الجنة واحدة في مكان واحد. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 215 ط محمد أمين الخانجى بمصر). أخرج ابن عرفة عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك. «ومنهم» الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 9 ص 71 ط مطبعة السعادة بمصر). أخبرنا ابو عمرو بن مهدى ومحمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل وعبد اللّه ابن يحيى السكرى ومحمد بن محمد بن ابراهيم بن مخلد البزاز ، قالوا : أخبرنا اسماعيل ابن محمد الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثني سعيد بن محمد الوراق ، وأخبرنا ابو طاهر محمد بن على بن محمد بن يوسف الواعظ وابراهيم بن عمر البرمكي ، قالا : أخبرنا احمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد اللّه بن احمد بن حنبل ، حدثني ابى ، حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن على بن الحزور ، قال : سمعت ابا مريم الثقفي يقول : سمعت عمار بن ياسر يقول : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلى : يا على طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك. «ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 148 ط المحمدية بمصر): أخرج ابن سعد انا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا ، (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 4 ص 59 ط مصر): أخرج ابن ابى حاتم عن ابن سيرين رضى اللّه عنه قال شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في الجنة حجرة الا ومنها غصن من أغصانها. وروى في ذيل هذه الآية عن ابن ابى حاتم عن فرقد السبخى رضى اللّه عنه قال : أوحى اللّه إلى عيسى بن مريم عليه السلام في الإنجيل : يا عيسى جد في أمرى ولا تهزل ، واسمع قولي وأطع امرى ، يا ابن البكر البتول انى خلقتك من غير فحل وجعلتك وأمك آية للعالمين ، فإياي فاعبد وعلى فتوكل وخذ الكتاب بقوة ، ففسره لأهل السريانية وأخبرهم انى انا اللّه لا اله الا انا الحي القيوم البديع الدائم الذي لا زوال له ، فآمنوا باللّه ورسوله النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة والهراوة والتاج الأنجل العين المقرون الحاجبين صاحب الكساء الذي انما نسله من المباركة يعنى خديجة ، يا عيسى لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل بالذهب لا يسمع فيه أذى ولا نصب ، لها ابنة يعنى فاطمة ولها ابنان فيستشهدان يعنى الحسن والحسين ، طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه ، قال عيسى عليه السلام : يا رب وما طوبى قال : شجرة في الجنة أنا غرستها بيدي وأسكنتها ملائكتي أصلها من رضوان وماءها من تسنيم. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 58 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) نقل عن محمد بن سيرين أن طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار على عليه السلام وما من دار في الجنة الا وفيه من أغصانها. «ومنهم» العلامة الشيخ على المتقى الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند (ج 5 ص 34 ط القديم بمصر). الخطيب عن عمار بن ياسر. يا على طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك. «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 131 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي عن الباقر رضى اللّه عنه قال سئل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) فقال هي شجرة أصلها في دارى وفرعها على اهل الجنة فقيل له يا رسول اللّه سألناك عنها فقلت هي شجرة في أهل الجنة أصلها في دار على وفاطمة وفرعها على أهل الجنة فقال ان دارى ودار على وفاطمة واحد غدا في مكان واحد وهي شجرة غرسها اللّه تبارك وتعالى بيده ونفخ فيها من روحه الحديث
أصلها في حجرة عليّ عليه السلام وليس في الجنّة حجرة الّا وفيها غصن من أغصانها «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : في الرّوايات المشهورة انّها في بيت النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ولا يبعد أنّ بيت النّبي والولي يكون متّحدا ، ولا باس بهذه الرّواية ، فإنّ كلّ هذه يدلّ على الفضائل المتّفق عليها ، ولا دلالة على النّص وهو المدّعي «انتهى».
ص: 443
أقول
تحقيق الكلام في هذه الآية ما ذكره شيخنا الطبرسي (ره) في تفسيره (1) : من أنّه روى عن النّبي صلی اللّه عليه وآله أنّ طوبى شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة وقال مرّة أخرى في دار علي ، فقيل له في ذلك ، فقال : انّ داري ودار علي في الجنّة بمكان واحد «انتهى» ، ولو سلّم أنّ الشّجرة ليست في دار عليّ فكفى في أفضليّته عليه السلام ما اعترف به النّاصب كرها من اتّحاد دار النبي والولي وهو المدّعى ، قال بعض فضلاء أصحابنا : إن في اتّحاد داريهما عليهما السلام دليلا ظاهرا على شرفه على جميع الخلائق ، وإذا كان رهطان متعاديان وفي أمرهما متباينان حتّى ظهر بالخبر المأثور أنّ حسن المرجع لأحدهما كان ذلك دليلا واضحا وعلما لائحا وزنادا قادحا على بيقرة (2) الحقّ وزحلفة (3) الباطل ،
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الحادية والسبعون (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (4) ، قال ، ابن عبّاس (5) بعليّ عليه السلام «انتهى»
ص: 444
1- اى مجمع البيان (ج 5 ص 291 طبع طهران)
2- تبيقر : توسع والبيقرة كثرة المال
3- يقال زحلف زحلفة كدحرج دحرجة : دفعه
4- الزخرف الآية 41
5- رواه من اعلام القوم ونقلة آثارهم عدة ونحن نسرد اسماء بعضهم فنقول : «منهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 25 ص 57 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) في تفسير اللباب عن جابر انه قال : لما نزلت (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) ، قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بعلى بن أبي طالب رضى اللّه عنه «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 6 ص 18 ط مصر) واخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن ابى الصالح عن جابر ابن عبد اللّه عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في قوله : فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون ، نزلت في على بن أبي طالب أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الحنفي الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 53 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) نقل عن فردوس الاخبار عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ونقل عن مناقب ابن مردويه عن ابن عباس نزول الآية في على. «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 98 ط اسلامبول) روى ابو نعيم الحافظ بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان رضى اللّه عنه قال قوله تعالى (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعلى.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : لا يظهر ربطه بعليّ إذ المراد من الذين ينتقم منهم هم الكفّار وعليّ عليه السلام لم يحارب الكفّار بعد النبّي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، وان أراد البغاة ، فالآية ليست نازلة في شأنهم كما يدلّ السّابق واللاحق من الآية على أنّها نزلت في شأن الكفّار ، وإن صحّ فلا يدلّ على المدّعى «انتهى»
أقول
الرّواية عن طريق ابن عبّاس ، قد رواها (1) ابن مردويه (2) وقد روى (3) ذلك
ص: 445
1- تقدم النقل عنه في ذيل الآية الشريفة
2- تقدمت ترجمته في الجزء الثاني ص 215
3- رواه شيخنا العلامة الطبرسي في مجمع البيان (ج 9 ص 49 ط طهران)
شيخنا الطبرسي (ره) في تفسيره عن جابر بن عبد اللّه ، حيث قال : إنّ كلمة ما ، في قوله تعالى (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ) ، بمنزلة لام القسم في أنّها إذا دخلت دخلت معها النون الثّقيلة ، والمعنى إن قبضناك وتوفّيناك فانا منتقمون منهم بعدك وعن الحسن وقتادة إنّ اللّه أكرم نبيّه بأن لم يره تلك النّقمة ولم ير في امّته الّا ما قرت به عينه ، وقد كان ذلك بعده نقمة شديدة وقد روى أنّه ارى ما تلقى أمته بعده ، فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتّى قبض ، وروى جابر بن عبد اللّه قال : انّي لأدناهم من رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله في حجّة الوداع بمنى حين (حتّى خ ل) قال : لألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وايم اللّه لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه ، وقال : أو عليّ؟ أو علي؟ ثلاث مرات ، فرأينا أنّ جبرئيل غمزه فانزل اللّه تعالى على اثر ذلك : فامّا نذهبنّ بك (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعليّ بن أبي طالب ، وإن أردنا ان نريك ما نعدهم من العذاب ، فانّهم تحت قدرتنا ، لا يفوتوننا ، وقيل : إنّه راى نقمة اللّه منهم يوم بدر بأن أسر منهم وقتل «انتهى» واما قول النّاصب : وعليّ لم يحارب الكفّار بعد النّبي صلی اللّه عليه وآله إن أراد به الكافر الأصلي ، فهب أن يكون كذلك ، لكن لا يجديه نفعا ، وان أراد به الأعمّ من الكافر الاصلي والمرتد فغير مسلّم لأنّ البغاة كفّار مرتّدون عندنا كما مر سابقا في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) (1) الآية ، وبالجملة محاربو عليّ عليه السلام كفرة عندنا ، كما صرّح به أفضل المحقّقين في التّجريد بقوله (2) : محاربو عليّ كفرة ، ومخالفوه فسقة ، والبغاة قد حاربوا عليا عليه السلام وأيضا ما الوجه في تجويزهم للحكم بارتداد من منع الزكاة عن أبي بكر لأجل اعتقادهم ر.
ص: 446
1- المائدة الآية 54
2- في آخر المقصد الخامس من المقصد الثالث وقال الشارح الجديد في شرحه : لقوله صلی اللّه عليه وآله وسلم حربك حربي يا على ، ولا شك ان محارب رسول اللّه كافر.
عدم استحقاقه للخلافة دون تجويز الحكم بارتداد البغاة الذين حاربوا عليا عليه السلام ، مع أن التّجويز لازم هاهنا بطريق أولى كما لا يخفى ، وقال المصنّف قدس سره في شرحه : قد اختلف قول علمائنا في مخالفي علي عليه السلام في الامامة ، فمنهم من حكم بكفرهم ، لأنّهم دفعوا ما علموا ثبوته من الدّين وهو النّص الجليّ الدّال على إمامته مع تواتره ، وذهب آخرون إلى أنّهم فسقة وهو الأقوى ، ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة ، أحدها انّهم مخلّدون في النّار لعدم استحقاقهم الجنّة الثاني انّهم يخرجون من النّار إلى الجنّة الثالث ما ارتضاه ابن نوبخت (1) وجماعة من علمائنا : انّهم يخرجون من النّار لعدم الكفر الموجب للخلود ، ولا يدخلون الجنّة ، لعدم الايمان المقتضى لاستحقاق الثواب «انتهى» ووجه دلالة الآية على المدّعى : أن من ينتقم اللّه به عن الكفّار ويطيب خاطر نبيّه بوساطتة دون ساير المهاجر والأنصار يكون أفضل أصحابه الأخيار.
قال النّاصب خفضه اللّه
الثانية والسبعون (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ، وَهُوَ عَلى صِراطٍ
ص: 447
1- ابن نوبخت : هو فضل بن سهل بن نوبخت المكنى بابى العباس كان من مشاهير متكلمي الامامية ووحيد عصره في حكمة الاشراق والفلسفة والنجوم وله تآليف كثيرة في الحكمة والامامة والنجوم توفى في آخر المائة الثانية من الهجرة كما في الريحانة ج 4 ص 242 أقول وبيت نوبخت بيت علم وجلالة نبغ فيهم رجال في الكلام والأدب والفلكيات ولله در المؤرخ الفقيد صديقنا الفاضل المرحوم الميرزا عباس خان الإقبال الآشتياني حيث ألف كتاب خاندان نوبخت في تاريخ هذه الاسرة الكريمة وجلالتهم ، ومن رام الوقوف على تراجمهم فليراجع إلى رياض العلماء والروضات وامل الامل واعيان الشيعة وخاندان نوبخت وفرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم لجمال السالكين سيدنا رضى الدين على بن طاوس الحسنى وغيرها من الزبر والاسفار.
مُسْتَقِيمٍ)(1)، عن ابن عبّاس (2) أنّه عليّ عليه السلام «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : لا شكّ أن عليا كان يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ، لكن لا يدلّ هذا على النّص على إمامته «انتهى»
أقول
ما ذكره المصنّف تمام آية هي قوله تعالى : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الآية وقد ضرب اللّه فيها المثل لنفسه ، ولما يفيض إلى عباده من النّعم الدّينية والدّنيوية وللأصنام التي هي أموات لا تنفع ، بل يصل منها إلى من يعبدها أعظم المضارّ. ولا شك في أنّ من ضرب اللّه به المثل لنفسه من الجهة المذكورة (3) يجب أن يكون في أعلى درجات القدرة والعلم والجود والاستقامة ، فيكون أفضل ، لقوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) (4) ، او لقوله تعالى : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ) (5) فافهم ، وأيضا إذا كان عليّ عليه السلام على الصراط المستقيم أى
ص: 448
1- الصافات. الآية 130.
2- وممن ذكره الحافظ أبو بكر بن مردويه الاصفهانى في «المناقب» (كما في كشف الغمة ص 96) حيث ذكر القول بان المراد منه على عليه السلام
3- أى كونه آمرا بالعدل على صراط مستقيم ، فان الأمر بالعدل يستدعى القدرة والعلم والجود بأن يعطى الفقراء من ماله فيكون عادلا
4- النحل. الآية 60.
5- يس. الآية 78.
الطريق الواضح ، كان طريق من خالفه جائرا غير واضح ، لاستحالة وجود الحق في جهتين مختلفتين ، والمخالفة بينه وبين من تقمّصوا الخلافة ممّا لا يمكن إنكاره ، ولا يدفع اشتهاره.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثالثة والسبعون (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (1) عن ابن عبّاس آل محمّد (2) «انتهى»،
ص: 449
1- الصافات الآية 130
2- رواه جمع من فطاحل القوم ونحن نكتفي بسرد اسماء من وقفنا عليه فنقول : «منهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 26 ص 162 ط البهية بمصر) أورد القول بان المراد من آل ياسين آل محمد ، «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، قال في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 15 ص 119 ط القاهرة 1357 ه) : ان المراد من الآية الشريفة آل محمد سلام اللّه عليهم أجمعين «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد في شأن نزول الآية الشريفة أنه وقيل : ياسين هو اسم محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، البحر المحيط (ج 7 ص 373 ط مطبعة السعادة بمصر) «ومنهم» العلامة الحافظ أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774 ، قال في تفسيره المشهور (ج 4 ص 20 ط مطبعة مصطفى محمد بمصر) يعنى آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. «ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 146 ط المحمدية بمصر) فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس رضى اللّه عنهما ان المراد بذلك سلام على آل محمد وكذا قاله الكلبي. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 5 ص 286 ط مصر) أخرج ابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس رضى اللّه عنه في قوله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، قال نحن آل محمد آل ياسين. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 54 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) روى عن الصواعق أن المفسرين نقلوا عن ابن عباس ان المراد من الآية آل محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. «ومنهم» العلامة الشوكانى اليماني في فتح القدير (ج 4 ص 400 ط مصطفى محمد بمصر) أخرج ابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس ان آل ياسين آل محمد «ومنهم» العلامة الآلوسى البغدادي في روح المعاني (ج 23 ص 129 ط المنيرية بمصر). أخرج ابن أبى حاتم والطبرانيّ وابن مردويه عن ابن عباس انه قال في سلام على آل ياسين نحن آل محمد آل ياسين. «ومنهم» العلامة شيخ شيخنا في الرواية السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 24 ط الاعلامية بمصر) عن ابن عباس رضى اللّه عنهما انه قال في قوله تعالى (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) سلام على آل محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم. ونقله النقاش عن الكلبي فقال على آل ياسين على آل محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم. قد مرت تفصيله.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : صحّ هذا ، وآل ياسين آل محمّد وعلي منهم والسّلام عليهم ، ولكن أين هو من دليل المدّعى انتهى.
ص: 450
أقول
قد خصّ اللّه تعالى في آيات متفرقه من هذه السورة عدة من الأنبياء بالسّلام ، فقال: (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) ، (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) ، (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) ، ثم قال : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، ثمّ ختم السّورة بقوله : (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، ومن البيّن أنّ في السّلام عليهم منفردا في أثناء السلام على الأنبياء والمرسلين دلالة صريحة على كونهم في درجتهم ومن كان في درجتهم لا يكون إلّا إماما معصوما ، فيكون نصّا في الامامة ، ولا اقل من كونه نصّا في الأفضليّة ويؤيّد ذلك ما نقله (1) ابن حجر المتأخّر في صواعقه عن فخر الدّين الرّازى من أنّه قال : إنّ اهل بيته صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يساوونه في خمسة أشياء في السّلام قال : السّلام عليك أيّها النّبي وقال : سلام على آل ياسين ، وفي الصّلاة عليه وعليهم في التّشهد ، وفي الطهارة ، قال : (طه) أي يا طاهر ، وقال : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، وفي تحريم الصّدقة وفي المحبّة ، قال اللّه تعالى : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) (2) ، وقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(3).
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرابعة والسبعون : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (4) ؛ هو عليّ عليه السلام(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ
ص: 451
1- نقله في (ص 89 ط مصر سنة 1312 ه)
2- آل عمران. الآية 31.
3- الشورى. الآية 23
4- الرعد. الآية 43 (4 مكرر) ورواه مضافا إلى ما مر سابقا العلامة الثعلبي كما في كتاب العمدة لعلامة ابن بطريق ص 152 ط تبريز ، قال في تفسير قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) : أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن محمد القائني ، قال حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان النصيبي ببغداد ، قال : حدثنا أبو بكر السبيعي بحلب حدثني الحسن بن ابراهيم بن الحسن الخصاص ، أخبرنا حسين بن حكم أخبرنا سعيد بن عثمان عن أبى مريم ، حدثني عبد اللّه بن عطاء قال : كنت جالسا مع أبى جعفر في المسجد فرأيت عبد اللّه بن سلام فقلت : هذا الذي عنده علم الكتاب ، قال : انما ذلك على بن أبى طالب عليه السلام قال : وبه عن السبيعي ، حدثنا عبد اللّه بن محمد بن منصور عن الجنيد الرازي ، حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب ، حدثنا أحمد بن مفضل ، حدثنا جندل بن على عن اسماعيل ابن سمعان عن أبى عمر زاذان عن ابن الحنفية أنه قال : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ، هو على بن أبي طالب عليه السلام
كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) (1) قال ابن عبّاس : هو علي عليه السلام «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : قد علمت أنّ آية ومن عنده علم الكتاب نزلت في عبد اللّه بن سلام وامّا آية (مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) ، فالظاهر أنّ المراد ساير المؤمنين من أصحاب اليمين ، وان خصّ فلا دلالة له على المدّعى «انتهى».
أقول
قد علمت فيما مرّ أنّ رواية نزول الآية في عبد اللّه بن سلام موضوع (2) وأنّ عبد اللّه نفسه روى ذلك في شأن عليّ عليه السلام وأمّا الآية الثانية فالاستدلال بها على الأفضليّة أو الامامة مبنيّ على ما ذكره الشّيخ الأعظم أبو جعفر (3) الطوسي قدّس سره في تفسير التّبيان
ص: 452
1- الحاقة الآية 19
2- قد مر في تعاليقنا السابقة أن عبد اللّه بن سلام اسلم في المدينة والآية مكية.
3- هو الهمام المقدام فخر الفقهاء والمجتهدين اسوة أرباب النظر قدوة أصحاب رد الفروع إلى الأصول مشيد مبانى الاجتهاد ومؤسس طريق الفقاهة آية الباري سبحانه تعالى شيخنا ومولانا الأكرم الأقدم رئيس الطائفة المحقة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس سره القدوسي خريت الاستنباط الذي أصبح كل من تأخر عنه استفاد منه تلمذ عند جماعة أجلهم مفخر آل عدنان امام الفقه والحديث والتفسير والأدب والكلام شرف آل الرسول صلی اللّه عليه وآله وسلم سيدنا ومولانا أبى القاسم على الشريف المرتضى علم الهدى الموسوي حشره اللّه مع أجداده الطاهرين يروى عن جماعة منهم السيد المذكور له كتب كثيرة منها كتاباه الشهيران التهذيب والاستبصار وهما من الجوامع الحديثية التي عليها المدار والمبسوط والخلاف في الفقه والتبيان في التفسير ومصباح المتهجد في اعمال السنة وتلخيص الشافي والمفصح واصول العقائد في الكلام والعدة في اصول الفقه إلى غير ذلك مما يضيق النطاق والمجال عن عده في الفنون المختلفة توفى في المحرم سنة 460 في النجف الأشرف ودفن بداره التي هو اليوم مسجد وقبره مزار معروف وتنعقد هناك الحلقات الدرسية وتلقى الدروس والأبحاث الفقهية والاصولية وهذا أيضا من بركة حقيقته وروحانيته وقريب منه قبر العلامة الجليل مولانا بحر العلوم السيد مهدى الطباطبائى صاحب الدرة في مقبرة مخصوصة به وبالجملة جلالة المترجم بمثابة تقصر الأقلام وتكل الألسن عن سردها وعدها وقد ذكرنا شطرا من ترجمته الشريفة في مقدمة كتابه الخلاف الذي يطبع ببلدة قم المشرفة على نفقة التاجرين الكتبيين الوجيهين الشيخ محمد على المحمدي الشرابيانى والحاج حسين آقا المصطفوى التبريزي وفقهما اللّه تعالى لإتمامه آمين ثم ليعلم ان المستفيدين من الشيخ وتلاميذه كانوا في غاية الكثرة إذ كانت تشد اليه الرحال في عصره من كل فج عميق من العلامة والخاصة والزيدية ومن اجل تلاميذه ابنه العلامة الشيخ أبو على الحسن والقاضي عبد العزيز ابن البراج الطرابلسي وغيرهما
من أنّ هذا كتاب آخر غير كتاب الاعمال ، وفيه البشارة إلى الجنّة ، فحسب لأنّ كتاب الحفظة إنّما هو بين اللّه وبين عبده ، ولا يراه أحد ولا يقرؤه فتأمّل.
ص: 453
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الخامسة والسبعون (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (1)
عن أبي هريرة (2) قال : قال عليّ بن أبي طالب : يا رسول اللّه أيّما أحب إليك أنا ام .
ص: 454
1- الحجر الآية 47
2- أورده من حفاظ القوم جمع ونحن نذكر أسماء بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة اخطب الخطباء الخوارزمي في مقتل الحسين (ص 68 ط النجف) أخبرنى شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه فيما كتب إلى من همدان ، أخبرنا الحافظ أبو على الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر الطبرانيّ ، أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهانى ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، أخبرنا محمد بن موسى ، أخبرنا الحسن بن كثير ، أخبرنا سليمان ابن عقبة ، أخبرنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال على بن أبي طالب عليه السلام يا رسول اللّه : أيما أحب إليك أنا ام فاطمة؟ قال فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها وكأنى بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وان عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء وانى وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيلا وجعفرا في الجنة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه. «ومنهم» العلامة المحدث السيد ابراهيم نقيب مصر في كتاب «البيان والتعريف» (ج 2 ص 118 ط حلب سنة 1329) أخرج الطبرانيّ في الأوسط عن أبى هريرة (قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح) قال : قال على يا رسول اللّه : أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 58 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن أبى هريرة قال قال على عليه السلام : سألت رسول اللّه أينا أحب إليك أنا أو فاطمة؟ فقال : فاطمة أحب إلى وأنت أعز وانى أراك قائما على الحوض تبعد الأشقياء منه وعليه أباريق بعدد النجوم وتكون أنت وفاطمة والحسن والحسين وجعفر وعقيل في الجنة متقابلين وتكون أنت معى ويكون محبوك كلهم في الجنة فقرأ (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى البلخي في ينابيع المودة (ص 132 ط اسلامبول) أخرج ابو نعيم الحافظ عن ابى هريرة قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى رضى اللّه عنه : أنت يا على على حوضي تذود عنه المنافقين وان اباريقه عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ، وأنت وأتباعك معى ثم قرء (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). وأخرج في مسند أحمد عن الحسن بن على رضى اللّه عنهما قال : نزلت فينا هذه الآية وأخرج ابن المغازلي ايضا الحديث.
فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه النّاس وأنّ عليه الأباريق مثل عدد نجوم السّماء وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (1) وأنت معى وشيعتك في الجنّة ، ثمّ قرء رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحدهم في قفاء صاحبه «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ان صحّ هذا ، فهو من فضائله ، وذكر درجاته العلى في الجنّة ، ولا ريب لمؤمن في هذا ، والبحث عن وجود النّص ، فأىّ نفع لذكر هذه الفضائل في ذكرها؟
ص: 455
1- مقتبس من آية ونزعنا ما في صدورهم من غل في الحجر. الآية 47.
أقول
قد سبق الكلام في تحقيق هذا الحديث ، ووجه (1) دلالته على الأفضليّة ، ونزيده عليه هاهنا ، ونقول : وجه الاستدلال والنفع في ذكره دلالة شأن النزول على أنّ عليّا عليه السلام أعزّ عند النّبي صلی اللّه عليه وآله من فاطمة عليها السلام ، ومن البيّن أنّ فاطمة أعزّ عنده من باقي الامّة ، فيكون علي عليه السلام أعزّ من الكلّ ، فيكون أفضل.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السادسة والسبعون (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (2) ، هو علي عليه السلام «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : قد سبق ما ذكر في شأن نزول هذه الآية ، وهو من الفضائل ،
ص: 456
1- أورد جماعة هذا الخبر منهم النقيب العلامة السيد ابراهيم بن محمد بن كمال الدين الحسيني نقيب مصر ثم الشام المتوفى سنة 1120 في كتابه (البيان والتعريف ج 2 ص 118 طبع حلب الشهباء) حيث قال ما لفظه : (فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها) أخرجه الطبرانيّ في الأوسط عن ابى هريرة قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح سببه عن ابى هريرة قال قال على يا رسول اللّه أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ فذكره صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وذكره غيره من اجلائهم وسنذكر أسماءهم في باب السنة ان شاء اللّه تعالى.
2- الفتح. الآية 29. (2 مكرر) وممن نقل هذه الرواية في شأن نزول هذه الآية الكريمة : العلامة ابو الثناء الآلوسى البغدادي في روح المعاني (ج 26 ص 117 ط المنيرية بمصر) أخرج ابن مردويه والقاضي احمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة والشيرازي في الألقاب عن ابن عباس (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) بعلى كرم اللّه تعالى وجهه. واخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عنه رضى اللّه عنه (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) بعلى.
ولا يدلّ (1) على النّص «انتهى».
أقول
قد سبق منّا أيضا تحقيق شأن النزول وتصحيح دلالته فتذكر.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
السابعة والسبعون (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (2) ، قال الباقر عليه السلام نحن النّاس (3) «انتهى».
ص: 457
1- قد سبق في أوائل هذا الجزء ان اجتماع بعض هذه الفضائل في شخص يدل على النص والتعين في حقه فكيف لو اجتمعت كلها فيه.
2- النساء. الآية 54
3- رواه من الاعلام عدة ونحن نسرد اسماء من وقفنا عليه حال التحرير فنقول : «منهم» العلامة ابن المغازلي الشافعي في المناقب كما في كفاية الخصام ص 367 ط طهران). روى بسنده عن الامام الباقر عليه السلام في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) ، قال نحن الذين يحسدوننا على ما آتانا اللّه من فضله. «ومنهم» العلامة شيخ شيخنا في الرواية السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 37 ط الاعلامية بمصر) حيث قال ما لفظه : عن الامام الباقر رضى اللّه عنه قال : في هذه الآية نحن واللّه الناس أخرجه ابو الحسن المغازلي «ومنهم» العلامة ابن حجر الهيتمى المكي في الصواعق (ص 150 ط مطبعة المحمدية بمصر) قال : اخرج ابو الحسن المغازلي عن الباقر رضى اللّه عنه انه قال في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ) : نحن الناس واللّه «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 121 ط اسلامبول) أخرج ابن المغازلي من ابى صالح عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : هذه الآية نزلت في النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وفي على رضى اللّه عنه وأخرج ابن المغازلي عن جابر الجعفي عن محمد الباقر رضى اللّه عنه في هذه الآية قال : نحن الناس المحسودون
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا أيضا ان صحّ فهو من الفضائل ولا ثبوت للمدّعى «انتهى».
أقول
قد ذكر هذه الرّواية (1) ابن حجر المتأخّر في صواعقه : حيث قال : أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر (رضي اللّه عنه) أنّه قال في هذه الآية : نحن النّاس واللّه «انتهى» وامّا وجه الدّلالة على المدّعى فهو انّ محسود النّاس سيّما في امور الدّين يكون أفضل
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثامنة والسبعون (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) (2) ،عن الحسن البصري ، قال : المشكاة
ص: 458
1- فراجع إلى التعليقة المتقدمة
2- النور الآية 35 (2 مكرر) وممن ذكره وأورده في كتابه العلامة ابن المغازلي الشافعي في المناقب (كما في كفاية الخصام ص 404 ط طهران). قال : روى بسنده عن على بن جعفر قال سألت موسى بن جعفر عليه السلام عن قول اللّه تعالى : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) ، قال المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن والحسين ، (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) فاطمة بين نساء العالم ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا يهودية ولا نصرانية (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) يوجد من فاطمة امام بعد امام (يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) «ومنهم» السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 29 ط الاعلامية بمصر) اخرج أبو الحسن المغازلي من طريق موسى بن القاسم عن على بن جعفر قال : سألت الحسن عن قول اللّه تعالى : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) ، قال المشكاة فاطمة ، والشجرة المباركة ابراهيم ، (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) ، لا يهودية ولا نصرانية (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) قال : من ذريتها امام بعد امام (يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) يهدى اللّه لولايتنا من يشاء «ومنهم» صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة (كما في كفاية الخصام ص 404 ط طهران) روى بسنده عن على بن جعفر بنحو ما تقدم
فاطمة ، و (الْمِصْباحُ) : الحسن والحسين ، (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) قال : كانت فاطمة كوكبا دريّا بين نساء العالمين ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) ، قال : الشّجرة المباركة ابراهيم (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) ، لا يهوديّة ولا نصرانيّة ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) ، قال يكاد العلم أن ينطق منها ، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) ، قال : فيها امام بعد إمام (يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) ، قال : يهدى اللّه لولايتهم من يشاء «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا من تفاسير أهل السّنة وان صحّ فدلّ على فضائل أهل بيت رسول اللّه وهو متّفق عليه ، ولو ذكر عليه أضعاف هذا فلا منازع ينازعه «انتهى»
ص: 459
أقول
إنّ النّاصب غفل من مضرّة تسليم ذلك له ، وإلّا فهو اوّل متنازع في ذلك ، ولهذا قد أنكر كثيرا من فضائل أهل البيت سابقا ونسبها إلى النّكر والوضع (1) ولهذا أيضا قد بالغ إمامه فخر الدّين الرّازي فيما ذكر سابقا (2) من آية النّجوى في صرف نجوى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله عن كونها فضيلة إلى كونها منقصة حتّى ردّ عليه النّيشابورى هناك ، وقال : قلت : هذا الكلام لا يخلو عن تعصّب ، ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضوليّة علي في كلّ خصلة؟ ولم لا يجوز أن يحصل له فضيلة لم يوجد لغيره من أكابر الصّحابة «انتهى» وكيف لا يكونوا منازعين في هذا مع ظهور أن كثرة الفضائل المختصّة به عليه السلام يوجب أفضليته والأفضلية تستدعي الأولويّة بالإمامة كما عرفت سابقا ، ثم إنّ هذه الرّواية ممّا ذكره (3) ابو الحسن بن المغازلي الشّافعي (4) في كتاب المناقب ، ومقدّم الآية : (اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) الآية فقد ضرب اللّه تعالى بفاطمة والسبطين المثل لنوره تعالى ، (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) ، وإذا كان مثل فاطمة والسبطين عليهم السلام بهذا المحلّ فبالأولى أن يكون محلّ عليّ أجلّ وأكمل ، فيكون عن غيره من الامة أتم وأفضل : (وَاللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (5)
قال المصنّف رفع اللّه درجته
التاسعة والسبعون : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (6) ، قال ابن عباس :
ص: 460
1- قد أنكرها في كثير من الآيات التي وردت في شانهم عليهم السلام وقد مرت ذلك في أوائل هذا الجزء)
2- قد مر في أوائل هذا الجزء في ذيل الآية الشريفه
3- قد مرت في أوائل هذا الجزء في ذيل الآية الشريفة
4- قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص 485
5- مقتبس من قوله تعالى في سورة الصف الآية 8
6- النساء الآية 29
لا تقتلوا أهل بيت نبيّكم (1) «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا ليس من تفاسير أهل السّنة وترك قتال أهل بيت النّبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، هل يحتاج إلى الاستدلال بالنّص وهو على إقامة الدّليل على اثبات نصّ الإمامة ويستدلّ بالقرآن على عدم قتلهم ، وهذا من غرائب أطواره في البحث «انتهى»
أقول
ليس المراد من ذكر الآية والرّواية الاستدلال على وجوب ترك قتل أهل البيت كما توهّمه النّاصب ، قاتله اللّه ، بل الغرض الاستدلال على أفضليتهم بما يدلّان عليه من زيادة مبالغة في المنع والزجر عن قتل أهل البيت ، لافادتهما حينئذ أنّ عزّتهم تجب أن تكون عند الامّة كعزّة أنفسهم ، فكما أنّ الشّخص يمتنع عن قتل نفسه يجب أن يمتنع عن قتلهم وأقل ما يلزم من ذلك ان يكون عزّتهم كعزّة جميع النّاس فيلزم أن يكونوا أعزّ النّاس وهو دليل الأفضليّة ، وأيضا لو تمّ ما أورده من استغناء وجوب ترك قتل أهل البيت عليهم السلام عن الدليل لورد ذلك على ظاهر الآية مع قطع النظر عن المعنى الذي اقتضته الرّواية كما قال فخر الدين الرازي من أنّ بعضهم
ص: 461
1- رواه عدة من اعلام الفريقين ونذكر من وقفنا على كلامه حال التحرير فنقول :«منهم» العلامة الحافظ ابن المغازلي الشافعي البغدادي في كتاب «المناقب» (على ما نقله العلامة المحدث البحراني في البرهان (ج 1 ص 364 ط طهران) حيث قال :ما لفظه : ومن طريق المخالفين ما رواه ابن المغازلي يرفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) ، قال : لا تقتلوا أهل بيت نبيكم ان اللّه يقول في كتابه (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) قال :كان أبناء هذه الامة الحسن والحسين عليهما السلام وكان نساؤهم فاطمة عليها السلام وأنفسهم النبي صلی اللّه عليه وآله وعلى عليه السلام.
أنكر كون الآية نهيا عن قتلهم أنفسهم ، وقال : إنّ المؤمن مع ايمانه لا يجوز أن ينهى عن قتل نفسه ، لانّه ملجأ إلى أن لا يقتل نفسه ، وذلك لأنّ الصّارف عنه في الدّنيا قائم وهو الألم الشّديد والذّم العظيم ، وإذا كان الصّارف حاصلا امتنع منه أن يفعل ذلك ، وإذا كان كذلك لم يكن في النّهى فائدة وإنّما يمكن أن يذكر هذا النّهى فيمن يعتقد في قتل نفسه ما يعتقده أهل الهند ، وذلك لا يتأتي في المؤمن ، ثم قال : ويمكن أن يجاب عنه بأنّ المؤمن مع كونه مؤمنا باللّه وباليوم الآخر قد يلحقه من الغمّ والآفة ما يكون القتل عليه أسهل من ذلك ، كما ترى كثيرا من المسلمين قد يقتلون أنفسهم بمثل السّبب الذي ذكرناه «انتهى».
وأقول : على هذا القياس يمكن أن يجاب أيضا عن إيراد النّاصب ، بأنّ أسلافه من الأموية والعباسيّة ، ومن يحذو حذوهم ، مع أنّهم كانوا يظهرون الايمان باللّه وباليوم الآخر قد لحقهم من حبّ الخلافة ، وحرص الذّب عن حريمها ما أدّاهم إلى قتل كثير من أئمة (1) اهل البيت وسادات (2) ذريتهم الطاهرة ، لظنهم انّ أهل .
ص: 462
1- كالإمام ابى محمد الحسن السبط الشهيد بالسم النقيع والامام أبي عبد اللّه الحسين السبط الشهيد بالسيوف والاسنة والأئمة الاطهار الميامين من ولده سلام اللّه عليهم المقتولين بالسم
2- وعدة القتلى منهم تربو على الألوف ذكرناهم في كتبنا ككتاب (المشجرات) و «مزارات العلويين» ولنكتف بإيراد اسماء بعضهم فنقول : ممن تلطخت أيادي الطواغيت والمتقمصين بدمائهم «1» ابو الحسين زيد الشهيد ابن الامام على زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام «2» ابنه أبو محمد يحيى «3» عبد اللّه ابن الامام الباقر عليه السلام على ما ذكره أبو الفرج «4» عبيد اللّه الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «5» عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام الحسن السبط «6» ابنه محمد النفس الزكية قتيل أحجار الزيت «7» ابنه أيضا ابراهيم قتيل باخمرى «8» وابنه أيضا موسى «9» وابنه أيضا سليمان «10» وابراهيم الغمر ابن الحسن المثنى «11» على العابد الصالح ابن الحسن المثلث ابن الحسن المثنى «12» اخوه عبد اللّه بن الحسن المثلث «13» اخوه العباس بن الحسن المثلث «14» اسماعيل الديباج ابن ابراهيم الغمر ابن الحسن المثنى «15» اخوه محمد بن ابراهيم «16» على بن محمد النفس الزكية «17» اخوه عبد اللّه الأشتر الكابلي صاحب الحروب والغزوات «18» حمزة بن إسحاق بن على الزينبي ابن عبد اللّه بن جعفر الطيار «19» على بن العباس بن الحسن المثلث «20» الحسين صاحب الفخ ابن على الصالح ابن الحسن المثلث «21» الحسن بن النفس الزكية «22» عبد اللّه بن إسحاق بن ابراهيم الغمر ابن الحسن المثنى «23» يحيى صاحب الديلم ابن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى «24» اخوه إدريس بن المحض «25» عبد اللّه بن الحسن الأفطس ابن على الأصغر ابن الامام سيد الساجدين «26» محمد بن يحيى بن عبد اللّه المحض «27» العباس أبو الفضل ابن محمد بن عبد اللّه الباهر ابن الامام سيد الساجدين «28» إسحاق بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «29» محمد بن محمد بن زيد الشهيد «30» الحسن بن الحسين بن زيد الشهيد «31» الحسين بن إسحاق بن الحسين بن زيد الشهيد «32» محمد بن الحسين بن الحسن الأفطس ابن على الأصغر ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «33» على بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن على الزينبي ابن عبد اللّه بن جعفر الطيار «34» محمد بن القاسم بن على بن عمر الأشرف ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «35» القاسم بن عبد اللّه بن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «36» أبو الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين ذى الدمعة ابن زيد الشهيد «37» الحسين الحرون ابن محمد بن حمزة بن عبيد اللّه الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «38» محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى «39» اسماعيل بن يوسف بن ابراهيم بن موسى بن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى «40» اخوه الحسن بن يوسف «41» جعفر بن عيسى بن اسماعيل بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن على الزينبي ابن عبد اللّه ابن جعفر الطيار «42» أحمد بن عبد اللّه بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى «43» عيسى بن اسماعيل بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن على الزينبي «44» جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن على بن عمر الأشرف ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «45» ابراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس الشهيد ابن الامام أمير المؤمنين على عليه السلام «46» أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى «47» على بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد الشهيد «48» الطاهر بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس الشهيد «49» الطاهر بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن «50» السبط عليه السلام «51» على بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «52» محمد بن الحسن بن محمد بن ابراهيم بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «53» جعفر بن إسحاق ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام «54» موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام الحسن السبطعليه السلام «55» موسى بن اسماعيل بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن على الزينبي ابن عبد اللّه بن جعفر الطيار «56» محمد بن عبد اللّه بن اسماعيل بن ابراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن على الزينبي ابن عبد اللّه بن جعفر الطيار «57» على بن موسى بن موسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبطعليه السلام «58» محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «59» على بن موسى بن اسماعيل ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام «60» ابراهيم بن موسى بن موسى بن عبد اللّه بن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى «61» عبد اللّه بن محمد بن يوسف بن موسى بن عبد اللّه المحض «62» أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن المثنى «63» عبد اللّه بن على بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذى الدمعة ابن زيد الشهيد «64» على بن ابراهيم بن على بن عبيد اللّه الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدينعليه السلام «65» محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن على بن عمر بن على بن الحسين بن على ابن عمر الاطرف ابن على عليه السلام «66» حمزة بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «67» الحسن بن محمد بن زيد بن عيسى بن زيد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «68» محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «69» موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى «70» محمد بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد ابن الامام الحسن السبط الداعي الشهير صاحب طبرستان «71» محمد بن حمزة بن عبيد اللّه بن العباس بن عبيد اللّه بن العباس السقاء الشهيد ابن الامام أمير المؤمنين عليه السلام «72» إسحاق بن العباس بن إسحاق الشهير بالمهلوس العلوي «73» الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن المثنى «74» عبد اللّه بن محمد بن سليمان بن عبد اللّه بن الحسن المثنى «75» محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن على العريضي ابن الامام جعفر الصادق عليه السلام «76» القاسم بن زيد بن الحسن الأفطس ابن على الأصغر «77» القاسم بن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن على الزينبي ابن عبد اللّه بن جعفر الطيار «78» عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه بن عيسى بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن على الزينبي ابن عبد اللّه بن الطيار «79» محمد بن جعفر بن محمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن المثنى «80» أحمد بن الحسين بن على بن ابراهيم بن عمر بن محمد بن عمر الاطرف ابن الامام أمير المؤمنين عليه السلام «81» على بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن على الزينبي ابن عبد اللّه ابن الطيار هذا ما استخلصته من اسماء الذرية العلوية من المقاتل لأبي الفرج والعبر لابن خلدون والكامل لابن الأثير ومشجرات العلويين للوالد العلامة السيد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي المتوفى سنة 1338 جزاه اللّه تعالى عن العترة خيرا والمشجرات لاستاذى السيد محمد رضا البحراني والمشجرات لابن زهرة الحلبي ولنذكر من لم يذكروه ممن ذكرتهم في كتابي مشجرات آل رسول اللّه الأكرم وكتابي مزارات العلويين في اقطار العالم مكتفيا بالنزر اليسير من الكثير فنقول : ممن قتلوه من الذرية الطاهرة طمعا في حب السلطنة وحطام الدنيا «82» الحسين بن ابراهيم بن على بن عبد الرحمن الشجري الحسنى قتل في الحبس في بلاجرد على ما في اللباب «83» محمد بن جعفر بن الحسن الشجري الحسنى «84» الحسن بن عبد اللّه الأشتر ابن النفس الزكية ابن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى «85» الحسين بن محمد بن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى «86» إدريس بن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى «87» العباس بن محمد الأرقط ابن عبد اللّه الباهر ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «88» جعفر بن إسحاق ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام «89» جعفر بن على بن الحسن بن الأفطس «90» أحمد بن الحسين العمرى من ذرية عمر الاطرف «91» الحسن بن محمد العقيقي من ذرية زيد الشهيد «92» أحمد بن على بن محمد بن عون من ذرية محمد بن الحنفية «93» العلامة السيد المنتهى أبى زيد الجرجاني العلوي «94» ابو القاسم بن زيد بن الحسن نقيب نيسابور الحسنى النسب «95» السيد بهاء الدين على بن إسحاق الموسوي نقيب نيسابور «96» السيد علاء الدين على نقيب هراة «97» الأمير ابو القاسم بن يوسف بن الحسين المدني «98» القاسم ابن الامام الكاظم بقصر ابن هبيرة الذي اشتهر بالهاشمية على ما حققه شيخ والدي في النسب العلامة السيد حسون البراقى النجفي «99» على بن محمد الأكبر الجواني ابن عبيد اللّه الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين سلام اللّه عليه «100» ابراهيم بن على المرعشي ابن عبد اللّه أمير العافين اسم فاعل من العفو ابن محمد ابن الحسن أبى محمد المحدث المدني ابن الشريف أبى عبد اللّه الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «101» يحيى امام مسجد الكوفة ابن أبى الحسين على العاثر بن زيد بن أحمد بن يحيى ابن الحسين ذى الدمعة ابن زيد الشهيد «102» محمد بن أبى الحسن على المرعشي ابن عبد اللّه أمير العافين المذكور بعيد هذا «103» محمد المشتهر بالصوفى لتجارته في الصوف ابن يحيى بن عبد اللّه بن محمد ابن عمر الاطرف ابن الامام أمير المؤمنين على عليه السلام «104» الشريف عبد الرحيم بن أحمد بن حجون بن محمد بن حمزة بن جعفر بن اسماعيل ابن الامام أبى عبد اللّه جعفر الصادق عليه السلام (قتلوه بالقنا) من أعمال الصعيد في سنة 592 «105» موسى على بن الحسن بن جعفر الخواري ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام «106» الحسين أبو عبد اللّه بن جعفر الحجة ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين عليه السلام «107» الحسين بن عبد اللّه بن العباس بن عبد اللّه الشهيد ابن الحسن الأفطس ابن على الأصغر ابن الامام سيد الساجدين سلام اللّه عليه «108» موسى بن أحمد بن محمد بن القاسم بن حمزة ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام «109» ابو الفاتك عبد اللّه بن داود بن سليمان بن عبد اللّه المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام الحسن السبط عليه السلام «110» محمد بن محمد بن محمد بن اسعد بن على بن معمر بن عمر الحسيني الأعرجي «111» القاسم أبو طالب الأسود ابن محمد العالم ابن على برغوث المدني ابن جعفر الثاني المذكور اسمه الشريف في مسند رواية الصدوق في كتاب التوحيد وهو ابن عبد اللّه بن جعفر الأصغر ابن أبى القاسم محمد بن الحنفية ابن الامام أمير المؤمنين سلام اللّه عليه «112» عبيد اللّه أبو الحسن بن محمد أبى عمر ابن عمر الاطرف ابن الامام أمير المؤمنين ع «113» عيسى بن عبد اللّه بن عمر الاطرف ابن الامام امير المؤمنين «114» ابو الحسين محمد الشهير (بپلاسپوش) النيسابوري الزاهد العابد ابن أبى منصور ظفر الغازي ابن أبى الحسين محمد الزاهد المتوفى سنة (339) ابن أبى جعفر أحمد زباره ابن محمد الأكبر ابن عبد اللّه المفقود ابن الحسن المكفوف ابن الحسن الأفطس ابن على الأصغر ابن الامام سيد الساجدين سلام اللّه عليه «115» ابو القاسم على نزيل طوس ابن أحمد بن موسى بن أحمد بن أبى يعلى محمد الأعرج ابن أحمد أبى على ابن أبى جعفر موسى المبرقع ابن الامام أبى جعفر محمد التقى الجواد سلام اللّه عليه «116» على يعرف ابن ميمونة ابن أبى الحسن حمزة ابن أبى هاشم عبد العظيم بن أبى يعلى حمزة بن على بن أبى يعلى حمزة بن أبى الحسن على المرعشي ابن عبد اللّه بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين سلام اللّه عليه «117» محمد بن على بن الحسن المحدث ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين سلام اللّه عليه «118» السيد أبو المجد الزاهد الفقيه ابن محمد بن عبد الكريم الثاني ابن عبد اللّه بن عبد الكريم الاول ابن محمد بن المرتضى بن على بن كمال الدين بن قوام الدين ابن عبد اللّه بن محمد بن أبى هاشم بن أبى الحسن بن أبى محمد الحسن بن على المرعشي ابن أبى جعفر عبد اللّه أمير العافين ابن أبى الكرام محمد بن أبى محمد الحسن البركة المحدث المدني ابن الحسين الأصغر ابن الامام سيد الساجدين ع «119» عبد اللّه بن الحسين الأصغر ابن الامام السجاد عليه السلام الراوي عن سهل بن زياد رواية تلقين المحتضر والحديث مذكور في التهذيب لشيخ الطائفة المحقة «120» القاسم الأشج ابن ابراهيم العسكري ابن موسى أبى سبحة ابن ابراهيم المرتضى ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام إلى غير ذلك من العلويين والفاطميين ذراري الزهراء البتول واولاد وصى الرسول الذين قتلوهم بالسم او الذبح او الصلب او الاماتة صبرا بالجوع وغيره وما أوردناه قليل من كثير ونبذ يسير استخرجناه من كتابينا مشجرات آل رسول اللّه الأكرم ومزارات العلويين وتعليقتنا على عمدة الطالب فتعسا لقاتليهم وشانئيهم بسوء صنيعهم في حق العترة الذين أمر اللّه تعالى في كتابه والنبي صلی اللّه عليه وآله وسلم في خطاباته بودادهم فجدير أن يقال : لو انهم أمروا بالبغض ما صنعوا *** فوق الذي صنعوا لوجد جدهم وهل هذه المظالم الا منبعثة من حب الجاه والتمكن على رقاب المسلمين والتفرعن على عباد اللّه الصالحين ولا غرو فإنها تراث أسلافهم (شنشنة اعرفها من اخزم) فأنشدك برب الراقصات ان تنعم النظر وتجول الفكرة في هذا المضمار وانه كيف تلطخت أيادي الجبابرة المتظاهرة بالإسلام بدماء آل الرسول وجنت بحرق بيوتهم ونهب أخبيتهم وهدم مساكنهم كل ذلك لانقياد الجناة وذوى النفوس الامارة بالسوء ثم عليك بالتأمل في أنه هل يصلح من اقترف هذه الشنائع لتقمص الخلافة والاستقرار على عريشتها كلا ثم كلا ولا أظن أن يرتاب فيه من انسلك في سلك الإنصاف ونأى بجانبه عن الاعتساف لم يحكم بالتحكم ولم يجعل نفسه عرضة للتهكم ، عصمنا اللّه وجميع المسلمين من ذلك آمين آمين بحق طه المصطفى الامين.
البيت حيث كانوا هم الخلفاء حقيقة ، فربّما يجتمع النّاس معهم ويؤدي ذلك إلى أخذ الملك منهم ، فصار القتل عليهم أسهل من التّساهل في حفظ الملك العقيم (1) ، هذا لكن لا مجال لذلك السّؤال فيما قصده المصنف كما عرفت ، حتى يحتاج في دفعه إلى هذا الجواب ، واللّه الموفق بالصواب.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثمانون (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (2) ، عن ابن عباس (3) قال : سأل قوم النّبي صلی اللّه عليه وآله فيمن نزلت هذه الآية؟ قال : إذا كان يوم
ص: 471
1- إشارة إلى العبارة المعروفة بين الناس (الملك عقيم) وببالي انى وجدت في مجموعة ان اول من تكلم بذلك المأمون العباسي لما قتل أخاه الامين فقيل له كيف ذلك فأجاب بهذه الجملة فصارت من الكلمات السائرة الدائرة.
2- الفتح. الآية 29
3- ونظيره ما نقله من اعلام القوم : العلامة الحافظ أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي المخطوط) روى عن ابن مسعود في قوله تعالى (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى آدم وداود (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) يعنى الإسلام (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) يعنى أهل مكة أمنا في المدينة يعبدونني (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) يعنى بولاية على بن أبي طالب وخلافته (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ.)
القيامة عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد ليقم سيّد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمّد صلی اللّه عليه وآله ، فيقوم عليّ بن أبي طالب عليهما السلام فيعطى اللواء من النّور الأبيض بيده ، وتحته جميع السّابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وغيرهم لا يخالطوهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة (العالمين خ ل) ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا ، فيعطى أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنّة ، إنّ ربّكم يقول : إنّ لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما ، يعنى الجنّة ، فيقوم عليّ عليه السلام والقوم معه تحت لوائه حتى يدخل بهم الجنّة ، ثمّ يرجع إلى منبره فلا يزال إلى أن يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة ، ويترك أقواما على النّار ، وذلك قوله تعالى : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم يعنى السابقين الأولين ، وأهل الولاية له ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) ، يعنى بالولاية بحقّ عليّ عليه السلام وحقّه واجب على العالمين «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا من القصص والحكايات التي ترويها الشّيعة ، ولا نقل صحيح به ولا إسناد ولا شيء ولا اتقاء من الكذب والافتراء ، وإن صحّ هذا دلّ على منقبة عظيمة من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ، وهي مسلّمة والكلام في النّص وأين هذا الاستدلال منه؟ «انتهى»
ص: 472
أقول
إنّما حذف المصنّف الاسناد اعتمادا على اشتهاره بين الجمهور وحفظه في الدّفاتر والصدور ، ومما حضرنا من الكتب الذي ذكر فيها هذه الرواية كتاب شواهد التّنزيل من تأليفات الحاكم أبي القاسم عبد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني (1) ومع هذا أكثر مقدّمات الرّواية مؤيّدة بآيات أخرى من سورة الحديد (2) كما ترى ، فما الذي يوجب كونها من القصص والحكايات دون صحيح الرّوايات؟ سوى بلوغ عصبية النّاصب إلى أقصى الغايات.
ص: 473
1- هو العلامة الحافظ المفسر المتكلم الشيخ ابو القاسم شمس الإسلام الحسن المشتهر بحسنكا مصغر حسن تارة وحسكا أخرى ابن الحسين بن الحسن الرازي كان من مشاهير الفقهاء والمحدثين والمفسرين واجلائهم ونبلائهم تلمذ على جماعة منهم شيخ الطائفة قدس سره والشيخ سلار بن عبد العزيز الديلمي ، ويروى عنهما أيضا وكذا عن جماعة من الشافعية والحنفية ، له كتب كثيرة منها كتاب شواهد التنزيل وكتاب الاعمال الصالحة وكتاب سير الأنبياء والأئمة عليهم السلام وكتاب العبادات وغيرها ، توفى في أواخر المائة الخامسة أوائل المائة السادسة كما في الريحانة (ج 4 ص 87) وذهب بعض المؤلفين ان حسكا او حسنكا مخفف (حسن كيا) والمعتمد عندي ما ذكرته أولا فراجع واللّه اعلم ثم ان العلامة الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست من ذرية صاحب الترجمة فلا تغفل نص على ذلك نفسه في تاليفه فراجع.
2- فمنها قوله تعالى (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) ومنها قوله تعالى (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنى وَاللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وقوله تعالى (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ) إلخ وقوله تعالى (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.)
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الحادية والثمانون قوله تعالى : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ). (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ همُ الْمُهْتَدُونَ) (1) ، نزلت في عليّ عليه السلام (2) لما وصل إليه قتل حمزة ، فقال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، فنزلت هذه الآية «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذا ليس في تفاسير أهل السّنة ، وإن صحّ فهو كسائر أخواتها في عدم دلالته على النّص «انتهى»
ص: 474
1- البقرة الآية 157
2- روى نزول هذه الكريمة الشريفة في حق على عليه السلام عدة ونذكر من وقفنا على كلماته حال التحرير فنقول : «منهم» العلامة الحافظ محمد بن شهر آشوب السروي الطبرسي في كتاب المناقب على ما نقله المحدث البحراني في البرهان (ج 1 ص 168 ط طهران) حيث قال : لما نعى رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله عليا عليه السلام بحال جعفر في أرض موتة قال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، فانزل اللّه تعالى : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). «ومنهم» العلامة الحافظ المجلسي في بحار الأنوار (ج 9 ص 120 ط أمين الضرب بطهران) قال ما لفظه : وروى البرسي في مشارق الأنوار عن ابن عباس أن حمزة حين قتل يوم احد وعرف بقتله امير المؤمنين عليه السلام فقال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، نزلت : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) إلخ.
أقول
شأن النّزول على الوجه الذي نقله المصنّف مذكور في تفسير الثّعلبي (1) والنقاش (2) وغيرهما (3) ، فإنكاره على هذا كسائر إنكاراته الباردة الواردة في مواضع شتّى ، واما الاستدلال بالآية على المطلوب فمن وجهين ، أحدهما الاستدلال بتوجه الصّلوات من اللّه تعالى إليه عليه السلام ، وقد زعم أهل السنة أنّ توجهها إلى شخص بانفراده مخصوص بالمعصوم فيدلّ على عصمته عليه السلام وهو أحد المطالب ، وثانيهما الاستدلال بحصر كمال الاهتداء فيه عليه السلام بقوله تعالى : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ، ويؤيده قوله تعالى (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) (4) في سورة هل أتى ، وقوله تعالى ، (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (5) كما مرّ فيدلّ على الأفضلية ، وهذا مطلب آخر ، (أَفَمَنْ يَهْدِي
ص: 475
1- قد مرت ترجمته سابقا وتقدم نقل كلامه في ذيل الآية الكريمة فليراجع.
2- هو العلامة ابو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هرون الموصليّ الأصل البغدادي المسكن المحدث المفسر القاري المقري الشهير له كتب منها ارم ذات العماد والاشارة في غريب القرآن ودلائل النبوة وشفاء الصدور في التفسير يعرف بتفسير النقاش والمعجم الأوسط والمعجم الصغير والمعجم الكبير ، الموضح في معاني القرآن وغيرها توفى سنة 350 وقيل 351 وقيل سنة 352 أورده الخطيب في كتابه واثنى عليه. ثم ان من مروياته ما نقله بسنده عن أبى العباس من قضية جلوس الحسين عليه السلام على فخذ النبي الأيمن وابراهيم ابنه على فخذه الأيسر وانه صلی اللّه عليه وآله كان يقبل هذا تارة وذاك أخرى فنزل جبرئيل القصة وليعلم انه يعرف المترجم بابن النقاش أيضا لمكان شغل والده فلا تغفل.
3- ممن تقدم نقل كلامهم في ذيل هذه الآية الشريفة فليراجع.
4- الإنسان. الآية 3
5- الرعد. الآية 7
إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (1)؟
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثانية والثمانون في مسند أحمد بن حنبل (2) قال ابن عبّاس ما في القرآن آية إلّا وعليّ رأسها ، وقائدها وشريفها وأميرها ، ولقد عاتب اللّه تعالى أصحاب محمّد صلی اللّه عليه وآله
ص: 476
1- يونس الآية 35
2- أورده جمع كثير من فطاحل القوم ونحن نسرد اسماء من وقفنا عليه ونقول : «منهم» الحافظ احمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ص 189 ، المخطوط الذي يظن كون كتابتها في المائة السادسة) حدثنا ابراهيم بن شريك الكوفي ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الكسائي ، قال : حدثنا عيسى بن على بن نديمة عن عكرمة عن ابن عباس قال : سمعته يقول : ليس من آية في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى رأسها وأميرها وشريفها ولقد عاتب اللّه اصحاب محمد في القرآن وما ذكر عليا الا بخير. «ومنهم» الحافظ ابو نعيم الاصفهانى في حلية الأولياء (ج 1 ص 64 ط مطبعة السعادة بمصر) حدثنا محمد بن عمر بن غالب ، ثنا محمد بن احمد بن أبى خثيمة ، قال : ثنا عباد بن يعقوب ثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما انزل اللّه آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى رأسها وأميرها. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 89 ط مصر سنة 1356). ذكر احمد في المناقب عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال : ليس من آية في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى رأسها وأميرها وشريفها ، فلقد عاتب اللّه أصحاب محمد في القرآن وما ذكر عليا الا بخير. «ومنهم» العلامة الگنجى النافعي في كفاية الطالب (ص 54 ط الغرى) أخبرنا ابو طالب بن محمد وغيره ببغداد ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أحمد بن احمد بن الحسن ، حدثنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدثنا محمد بن عمر بن غالب ، حدثنا محمد بن احمد بن أبى خيثمة ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما انزل اللّه آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ، الا وعلى رأسها وأميرها. أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن المتوكل عن أبى بكر بن نصر ، أخبرنا ابو القاسم بن أحمد ، أخبرنا أبو عبد اللّه بن محمد ، حدثنا سليمان النجاد ، حدثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا عيسى بن راشد ، عن على بن نديمة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ما نزلت آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى رأسها وأميرها وشريفها ، ولقد عاتب اللّه عزوجل أصحاب محمد في غير آي من القرآن وما ذكر عليا الا بخير ، هكذا رواه النجاد وقع إلينا عاليا من هذا الطريق. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 207 ط محمد أمين الخانجى) أخرج احمد في المناقب عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال : ليس آية في كتاب اللّه عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى أولها وأميرها وشريفها. «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 19 ط النجف). أورد عن ابن عباس قال : ما انزل اللّه آية في القرآن الا وعلى عليه السلام أميرها ورأسها. «ومنهم» العلامة الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن عن ابن عباس رضى اللّه عنه أنه ليس آية من كتاب اللّه تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى أولها وأميرها وشريفها(نور الأبصار ص 105 ط مصر) «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 13 ط الحيدرى بطهران) روى عن ابن عباس انه قال : ليس في القرآن آية الا وعلى رأسها وقائدها. «ومنهم» صاحب المناقب المرتضوي (ص 31 ط بمبئى بمطبعة المحمدي) قال ابن عباس ليس في القرآن آية الا وعلى أميرها. «ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 38 ط المحمدية بمصر) ابو نعيم عن ابن عباس قال : ما انزل اللّه تعالى سورة في القرآن الا وكان على أميرها وشريفها ولقد عاتب اللّه اصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وما قال لعلى الا خيرا «ومنهم» العلامة المذكور في الصواعق (ص 125 ط المحمدية) أخرج الطبرانيّ وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ما انزل اللّه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى أميرها وشريفها ، ولقد عاتب اللّه اصحاب محمد في غير مكان وما ذكر عليا الا بخير. «ومنهم» العلامة جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 116 ط لاهور) ، أخرج الطبرانيّ وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال ما انزل اللّه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى أميرها وشريفها ولقد عاتب اللّه اصحاب محمد في غير مكان وما ذكر عليا الا بخير. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 125 ط اسلامبول). أخرج موفق بن احمد عن مجاهد وعكرمة وهما عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ما انزل اللّه في القرآن آية يقول فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الا وعلى رئيسها وأميرها وروى جماعة من الثقاة هم الأعمش والليث وابن أبى ليلى وغيرهم عن مجاهد وعكرمة وعطا وهم جميعا عن ابن عباس رضى اللّه عنهم الحديث واخرج الطبرانيّ وابن أبى حاتم عن الأعمش عن اصحاب ابن عباس رضى اللّه عنه روى الحديث وزاد : ولقد عاتب اللّه إلى آخر ما تقدم «ومنهم» القاسم بن حماد (كما في البحار ج 9 ص 67 ط كمپانى) روى عن يحيى عن محمد بن عمر وعيسى بن راشد عن على بن نديمة عن عكرمة عن ابن عباس قال ما نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر ما تقدم «ومنهم» الحافظ أحمد في مسنده (كما في مناقب الكاشي المخطوط) أورده عن ابن عباس أنه ليس في القرآن آية الا على رأسها وأميرها وقائدها ، ولقد عاتب اللّه أصحاب محمد وما ذكر عليا الا بخير.
في القرآن ، وما ذكر عليا إلّا بخير ، وعنه (1) : ما نزل في احد من كتاب اللّه ما نزل نه
ص: 479
1- وممن رواه وأورده العلامة جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 117 ط لاهور) واخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال ما نزل في احد من كتاب اللّه ما نزل في على. «ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق (ص 125 ط المحمدية بمصر) واخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : ما نزل في احد من كتاب اللّه تعالى ما نزل في على. «ومنهم» الشيخ عبد الرءوف المناوى في «الكواكب الدرية» (ص 39 ط مطبعة الأزهر بمصر) قال ابن عباس رضى اللّه عنه ما نزل في احد من كتاب اللّه ما نزل في على رضى اللّه عنه
في عليّ عليه السلام ، وعن مجاهد(1) نزل في عليّ عليه السلام سبعون آية ، وعن ابن عبّاس آن
ص: 480
1- رواه الطالقاني (على ما في البحار ص 100 ج 9 الطبع المذكور) عن الجلودي عن المغيرة بن محمد عن عبد العزيز بن الخطاب عن بليد بن سليمان عن ليث عن مجاهد ، قال نزلت في على عليه السلام سبعون آية ما شركه في فضلها أحد وقد أورد علماء القوم روايات دالة على ان لأمير المؤمنين عليه السلام نزلت ثلاثمائة آية ونحن نسرد اسماء عدة منهم فنقول : «منهم» العلامة الهيتمى في الصواعق (ص 125 ط المحمدية بمصر) وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال نزل في على ثلاثمائة آية «ومنهم» العلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 117 ط لاهور) أخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : نزلت في على ثلاثمائة آية «ومنهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 108 ط الغرى) أخبرنا العلامة صدر الشام رئيس الاصحاب قاضى القضاة سفير الخلافة أبو الفضل يحيى بن قاضى القضاة حجة الإسلام أبو المعالي محمد بن على بن محمد القرشي ، أخبرنا حجة العرب زيد بن الحسن الكندي ، أخبرنا أبو منصور الفزاز ، أخبرنا الحافظ مورخ العراق وشيخ أهل الصنعة أحمد بن على بن ثابت الخطيب ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدثنا كوهى بن الحسن الفارسي ، حدثنا أحمد بن القاسم أخو أبى الليث الفرائضي ، حدثنا محمد بن حبيش المأمونى ، حدثنا سلام بن سليمان الثقفي ، حدثنا اسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن المدائني عن جوير بن الضحاك عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال : نزلت في على بن أبي طالب ثلاثمائة آية ، قلت : هكذا أخرجه في تاريخه وتابعه محدث الشام ورواه معنعنا. «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 13 ط الحيدرى بطهران) روى الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بسنده عن على كرم اللّه وجهه قال : نزل ربع القرآن في شأننا وربعه في أعدائنا وربعه في السير والأمثال وربعه في الفرائض والاحكام ولنا كرائم كلام الملك العلام. «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 126 ط اسلامبول) أخرج الطبرانيّ عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : نزلت في على أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه. «ومنهم» العلامة المذكور في ينابيع المودة (ص 126 ط اسلامبول روى في المناقب عن الأصبغ بن نباتة عن على عليه السلام قال نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض واحكام ولنا كرائم القرآن
ما أنزل اللّه آية وفيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الّا وعلى رأسها وأميرها عليه آلاف التّحية والثّناء «انتهى»
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : هذه أخبار لو صحّت دلت على فضائل علي عليه السلام ، وكلّ ما ينقله من مسند أحمد بن حنبل فهو يدلّ على أنّ أهل السّنة لا يألون جهدا في ذكر فضائل أمير المؤمنين ، ولو كان النّص موجودا في إمامته لكانوا يروونه وينقلونه ولا يكتمونه ، فعلم ، أن لا نصّ هناك «انتهى»
أقول
إنّما ذكر أحمد بن حنبل وأضرابه من أهل السّنة تلك الفضائل بإجراء اللّه تعالى ذلك على لسانهم ولسان أقلامهم من غير أن يعرفوا أنّ الشّيعة يتطرق بذلك إلى توهين أمر الخلفاء الثّلاثة وكان المقصد (المقصود خ ل) الأصليّ لهم من تلك
ص: 481
النقول أمران ، دفع تهمة النّصب الذي كانوا يخافون منها على أوائل خلفاء بنى العبّاس حيث كانوا شيعة في الاعتقاد واظهار خلوص ما ذهبوا إليه من تصحيح خلافة الثّلاثة عن لوث العصبية الجاهليّة وشوب الأغراض والكدورات البشرية ولهذا تراهم لما ضاق عليهم الخناق بذلك واستدلّ الشيعة بذلك على افضلية علي عليه السلام اضطروا إلى إنكار المعقول وجوّزوا تفضيل المفضول.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثالثة والثمانون روى الحافظ محمّد بن موسى الشيرازي من علماء الجمهور واستخرجه من التفاسير الاثني عشر (1) عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) (2) ،
ص: 482
1- المراد من التفاسير الاثنا عشر على ما صرح به بعد مطاعن معاوية «تفسير أبى يوسف يعقوب بن سفيان» «وتفسير ابن حجر جريح» «وتفسير مقاتل بن سليمان» «وتفسير وكيع ابن جراح» «وتفسير يوسف بن موسى القطان» «وتفسير قتادة» أبى على بن عبيدة القاسم ابن سلام «وتفسير حرب الطائي» «وتفسير السدى» «وتفسير مجاهد» «وتفسير مقاتل بن حيان» «وتفسير أبى صالح» «وتفسير محمد بن موسى الشيرازي».
2- النحل. الآية 43. (2 مكرر) أورده من حفاظ القوم وأعيانهم عدة ونحن نشير إلى بعض منهم فنقول : «منهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 14 ص 69 ط الميمنية بمصر) حدثنا ابن وكيع قال : ثنا ابن يمان عن إسرائيل عن جابر عن أبى جعفر : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال : نحن أهل الذكر. «ومنهم» العلامة الثعلبي كما في العمدة للعلامة ابن بطريق (ص 150 ط تبريز) في تفسير قوله تعالى: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) قال : قال جابر الجعفي : لما نزلت هذه الآية قال على عليه السلام : نحن أهل الذكر. «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 2 ص 570 ط مصطفى محمد بمصر) نقل عن أبى جعفر الباقر عليه السلام قال نحن أهل الذكر. «ومنهم» العلامة القطان في تفسيره (كما في كفاية الخصام ص 338 ط طهران) روى عن الوكيع عن الثوري عن السدى نزول الآية في على عليه السلام. «ومنهم» الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتاب المستخرج من التفاسير الاثني عشر (كما في كفاية الخصام ص 338 ط طهران) قال في قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) : إلى فاسألوا عن أهل البيت واللّه ما سمى المؤمن مؤمنا الا بسبب حب على بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة أبو الثناء الآلوسى في روح المعاني (ج 14 ص 134 ط المنيرية بمصر) أورد عن جابر ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر اختصاص أهل الذكر بأئمة أهل البيت روى ابن مردويه عن أنس قال سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : ان الرجل ليصلّى ويصوم ويحج ويعتمر وانه لمنافق ، قيل يا رسول اللّه بما ذا دخل عليه النفاق؟ قال : يطعن على امامه ، وامامه من قال اللّه تعالى في كتابه (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). «ومنهم» العلامة الشيخ السيد سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 119 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي عن جابر بن عبد اللّه قال : قال على بن أبي طالب نحن أهل الذكر بكلا معنييه ، فقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، وقوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ، واما معناه محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فالآية في سورة الطلاق (فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ) إلى آخرها.
قال هو محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم أهل الذّكر والعلم والعقل والبيان وهم أهل بيت النّبوة ومعدن الرّسالة ومختلف الملائكة ، واللّه ما سمّى
ص: 483
المؤمن مؤمنا إلّا كرامة لأمير المؤمنين ورواه سفيان الثوري عن السّدى عن الحارث انتهى.
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ليس هذا من روايات تفاسير أهل السّنة وهي أشياء تدلّ على فضيلة آل العباء وهذا أمر لا ريب فيه ، ولا ينكرها إلّا المنافق ولا يعتقدها إلّا المؤمن الخالص ولكن لا يثبت به النّص انتهى.
أقول
لا يخفى أن الحافظ المذكور من مشاهير أهل السّنة والتّفاسير التي استخرج منها من تفاسيرهم فالقول بأنّ هذا ليس من روايات تفاسير أهل السّنة لا وجه له ، وكأنّه انّما أنكر كون تلك التفاسير من تفاسير أهل السّنة لانّه لكمال عداوته مع الأئمة الاثني عشر عليهم السلام لما راى لفظ التفاسير في كلام المصنف مضافا إلى اثنى عشر توحش طبعه وانتشر كذي ناب أهره الشرّ - أو عاص احضر في المحشر ، فتوهم أن تلك التفاسير تفاسير الأئمة الاثني عشر أو الاثني عشرية القائلين بامامة ذلك المعشر ومن كرامات المصنف قدس سره أنّه الهم بأن مثل هذا النّاصب الجاهل ربما يأتى بمثل هذا الإنكار ففصّل فيما بعد عند ذكر مطاعن بعض الصّحابة أسامى مؤلفي تلك التفاسير ليعلم أنّهم من أهل السّنة والجماعة ، ولا يبقى مجال للإنكار والمنازعة واما وجه الاستدلال بالآية فظاهر جدّا لأنّ من سماه اللّه تعالى باهل الذّكر وأمر ساير الامة بالسؤال عنه لا يكون إلّا إماما.
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الرابعة والثمانون عن الحافظ (1) في قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ
ص: 484
1- هو أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي المخطوط) قال : روى عن عبد الخير عن على عليه السلام قال : سأل صخر بن حرب عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن الأمر بعده ، قال : صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يا صخر الأمر بعدي لمن هو منى بمنزلة هارون من موسى ، فنزلت (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) ، فلا يبقى ميت في شرق الأرض ولا غربها في بحر ولا بر إلا منكر ونكير يسألانه عن ولاية امير المؤمنين وخلافته يقولان للميت من ربك وما دينك ومن امامك.
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) (1) بإسناده إلى السّدى عن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله انّه قال : ولاية عليّ يتساءلون عنها في قبورهم فلا يبقى ميّت في شرق ولا في غرب ولا في برّ ولا في بحر إلّا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميّت من ربّك وما دينك ومن نبيّك ومن إمامك ، وعنه عن ابن مسعود قال : وقعت الخلافة من اللّه تعالى لثلاثة نفر ، آدم في قوله تعالى : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) و (داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) (2) وأمير المؤمنين (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ،) داود وسليمان (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) يعنى الإسلام (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ) من أهل مكّة (أَمْناً) يعنى في المدينة (يَعْبُدُونَنِي) يعنى يوحّدوننى (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) لولاية علىّ (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) يعنى العاصين لله تعالى ولرسوله وهذا كلّه نقله الجمهور واشتهر عنهم وتواتر عنهم «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول : ما ذكر انّ المراد بعمّ عليّ عليه السلام فلا يصحّ بحسب المعنى والتركيب ويكون هكذا عليّ (يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) ، وأنت تعلم أنّ هذا تركيب فاسد ، وأمّا
ص: 485
1- النبأ. الآية 1. والنبأ محركة الخبر ، والنبي المخبر عن اللّه تعالى من نبأ وترك الهمزة. ق
2- يعنى أرض بيت المقدس ، كذا في شواهد التنزيل.
ما ذكر من السّؤال في القبر عن ولاية عليّ لم يثبت هذا في الكتاب ولا السّنة ، ولو كانت من المسئولات في القبر لكان ينبغي أن يعلمنا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وتواتر واشتهر كما اشتهر باقى أركان الإسلام وأما ما نقل عن ابن مسعود انه قال : وقعت الخلافة من اللّه لثلاثة آدم وداود وعليّ فآدم وداود قد صرّح باسمهما في الخلافة في القرآن ، وأمّا أن يكون المراد من قوله تعالى (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) عليّ فحسب فغير ظاهر ، ولا خبر صحيح يدلّ على هذا ، بل الظاهر يشتمل الخلفاء الأربع وملوك العرب في الإسلام فإنّ ظاهر الآية أنّ اللّه وعد المؤمنين بأن يجعلهم خلفاء الأرض وينزع الملك من كسرى (1) وقيصر ، ويؤتيه المؤمنين وهذا مضمون الآية ، وما فسّره في الآية فكلّ من باب التّفسير بالرأى ، وما ذكر انّ كلّ الأشياء التي ذكرها نقله الجمهور واشتهر عنهم وتواتر ، فهذا كذب أظهر وأبين من كذب مسيلمة الكذاب لأنّ مراده من الجمهور أهل السّنة والجماعة ، وليس كلّ ما ذكر متواترا عند أهل السّنة وكأنّه لا يعلم معنى التّواتر.
أقول
لم يقل المصنّف : إنّ المراد بعمّ ومسمّى لفظه هو عليّ عليه السلام لظهور أنّه جار ومجرور لا علم ، وإنّما قال : إنّ الآية نزلت في عليّ عليه السلام ومراده أنّ المراد بالنّبإ العظيم المذكور فيها هو عليّ عليه السلام ويدلّ عليه الشعر المشهور عن عمرو بن
ص: 486
1- كسرى لقب يخاطب به ملوك الفرس و (قيصر) يخاطب به ملوك الروم كما أن (خاقان) يخاطب به ملوك المغول و (فغفور) يخاطب به ملوك الصين و (السلطان) والملك يخاطب بهما ملوك العرب و (امپراطور) يقال لملوك الغرب والافرنج و (فرعون) لملوك مصر القدماء و (النجاشي) لملوك الحبشة و «راجه والنواب» لامراء الهند وهكذا من الألقاب التي يخاطب بها الملوك والأمراء ورؤساء الجمهور في ممالك العالم ومسالكه.
عاص أو حسان بن ثابت في مناقبه عليه آلاف التّحية والثناء كما أشار إليه (1) النّيشابورى في تفسيره حيث قال (النَّبَإِ الْعَظِيمِ) القرآن واختلافهم فيه أنّ بعضهم جعلوه سحرا وبعضهم شعرا وكهانة وقيل نبوّة محمّد صلی اللّه عليه وآله ، كانوا يقولون ما هذا الذي حدث (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) ، وقالت الشيعة هو عليّ عليه السلام ، قال القائل في حقّه.
شعر :
هو النّبأ العظيم وفلك نوح *** وباب اللّه وانقطع الخطاب
«انتهى» ويؤيّده ما رواه الحافظ المذكور عن السّدى عن علقمة أنّه قال : خرج يوم صفّين رجل من عسكر الشّام وعليه سلاح ومصحف فوقه ، وهو يقرأ (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) فأراد البراز فقال عليّ عليه السلام مكانك وخرج بنفسه وقال : أتعرف (النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)؟ قال لا قال : واللّه أنا النّبأ العظيم الذي فيّ اختلفتم وفي ولايتي تنازعتم وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم ، ويوم غدير قد علمتم قد علمتم قد علمتم ويوم القيامة تعلمون ما علمتم ثم علاه بسيفه ورمى رأسه ويده ثمّ قال شعر:
أبى اللّه إلّا انّ صفّين دارنا *** وداركم ما لاح في الأرض كوكب
وحتى تموتوا أو نموت وما لنا *** وما لكم عن حومة (2) الحرب مهرب
وأما ما ذكره النّاصب من أنّ السؤال في القبر عن ولاية عليّ عليه السلام لم يثبت في الكتاب والسّنة ، فكفى في ردّه وثبوت ذلك في الكتاب ما رواه حافظ أهل السّنة في شأن نزول الآية ، وأمّا قوله لو كانت من المسئولات في القبر لكان ينبغي أن يعلمنا رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وتواتر واشتهر إلى آخره فيجاب (فمجاب خ ل) بأن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله ه.
ص: 487
1- ذكره في تفسيره الشهير المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 30 ص 4) فراجع
2- حومة البحر والرمل والقتال وغيره ، معظمه أو أشد موضع فيه.
قد بين لنا ذلك في غدير خم عند نزول قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ) عليكم نعمتي في شأن ولاية عليّ عليه السلام لما سبق من دلالته ودلالة غيره من الآيات والأحاديث على انّ إمامة عليّ عليه السلام من أركان الدّين ، وقد تواتر واشتهر في زمان النّبي صلی اللّه عليه وآله ، وقبل استقرار شبهة الخلاف في قلوب النّاس ، ثمّ منعت بتقليد السلف وإيقاعهم للشّبهة في قلوب النّاس سيّما في زمان بنى أميّة المبالغين في محو آثار أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم عن تواترها عند جمهور أهل السّنة المقلدة للسّلف الخائضين في غمرات الشبهة وبقي متواترا ومشهورا عند غيرهم ، وبالجملة شرط حصول العلم بالخبر المتواتر أن (1) لا يسبق شبهة إلى السامع أو تقليد ينافي موجب خبره بأن يكون معتقدا نفيه فان ارتسام الشبهة ونحوها في الذّهن واعتقاد هاله مانع من قبول غيره والإصغاء إليه ، ومن هذا ورد (2) قوله صلی اللّه عليه وآله : حبّك للشّيء ح)
ص: 488
1- نص بهذا الشرط فحول الأصوليين من الفريقين كسيدنا الشريف المرتضى علم الهدى ذى المجدين في الذريعة ورئيس الفرقة المحقة شيخ الطائفة بالإطلاق في كتاب العدة ، وشيخنا المحقق في المعارج ، ومولانا آية اللّه العلامة في التهذيب ، وابني أخته الكريمة في شرحي التهذيب وشيخنا صاحب المعالم والمحقق القمي وصاحب الفصول والمؤسس الوحيد البهبهاني في تعليقة المعالم وأستاذ المتأخرين شيخنا العلامة الأنصاري على ما عزى اليه ويلوح من كلماته أيضا إلى غير ذلك من كلمات أصحابنا. وأما من علماء القوم فقد صرح الكثير منهم بتلك الشروط كالعضدى في شرح المختصر والعلامة الشريف في التعليقة عليه ، والمحقق التفتازاني في شرحه ، وابن همام في شرحه وابن الملك في أصوله الشهير ، وصاحب كتاب النقود والردود ، والغزالي في المستصفى والدواني في تعليقته على شرح المختصر ، والنسفي في أصوله ، وغيرهم في كتبهم ومن رام الإحاطة بتلك الشروط فعليه بالرجوع إلى ما سردناه من الكتب والزبر وليس البيان كالعيان.
2- الرواية مذكورة في كتب كثيرة ، منها ما في الجامع الصغير (ج 1 ص 500 ط مصر) حب الشيء يعمى ويصم (حم تخ د) ، عن أبى الدرداء الخرائطى في اعتلال القلوب عن أبى برزة ، ابن عساكر عن عبد اللّه بن أنيس - (ح)
(الشيء خ ل) يعمي ويصمّ ، وبهذا الشرط يحصل الجواب لمن خالف الإسلام من الفرق إذا ادّعى عدم بلوغ التواتر بدعوى نبيّنا صلی اللّه عليه وآله النّبوة وظهور المعجزات على يده موافقة لدعواه ، فإنّ المانع لحصول العلم لهم بذلك دون المسلمين سبق الشّبهة إلى نفيه ، ولو لا الشرط المذكور لم يتحقق جوابنا لهم عن غير معجزة القرآن وسيعلم الناصب الشقي كلّ ذلك عند الموت وبعده كما قال تعالى : (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) (1) وقال : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (2) وأما ما رواه المصنّف عن ابن مسعود فمع كونه منقولا من كتب المناقب لأهل السنة ممّا يدلّ عليه أنّه تعالى كلّما ذكر أمر الخلافة أضافه إلى نفسه وأشار إلى كونه من عند اللّه فقال في شأن آدم على نبيّنا وآله وعليه السلام (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ، وفي شأن داود (إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً) وفي حقّ هارون حكاية عن موسى هرون (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) فإن سياق الآية يدلّ على انّه إنّما قال ذلك بأمره تعالى إلى غير ذلك من نظير هذه الآيات ، والإمامة عند أهل السنّة يثبت باختيار النّاس بل باختيار رجل (3) واحد كما مرّ تفصيله ، فلو لم تحمل الآية على خلافة عليّ وأولاده عليهم السلام للزم خلف وعد اللّه تعالى ، وتحقيق الكلام وتوضيح المرام يتوقّف على ر.
ص: 489
1- النبأ : الآية 4 - 5
2- الشعراء. الآية 227
3- كما عين أبو بكر عمر بعده كما صرح به أرباب السير والتواريخ حتى قيل له حين ما عينه آمرك العام امرته اليوم وقد تقدم نقل هذه المقالة عن بعض الاصحاب بمعشر من المهاجرين والأنصار.
نقل ما ذكره الرّازى في تفسير هذا المقام ، مع إيراد ما سنح لنا عليه من الرّد والإلزام فنقول : قال : إنّ الآية دلت على إمامة الأئمة الأربعة (1) وذلك ، لأنّه تعالى (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) من الحاضرين في زمان محمّد صلی اللّه عليه وآله : وهو المراد بقوله : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، وأن يمكّن لهم دينهم المرضيّ وأن يبدلهم بعد الخوف أمنا ومعلوم أنّ المراد بهذا الوعد بعد الرّسول صلی اللّه عليه وآله هؤلاء لأنّ استخلاف غيره لا يكون إلّا بعده ، ومعلوم أنّه لا نبيّ بعده لأنّه خاتم الأنبياء ، فإذا المراد بهذا الاستخلاف طريقة الإمامة ، ومعلوم أنّ الاستخلاف الذي هذا وصفه ، إنّما كان في أيام أبي بكر وعمر وعثمان ، لأنّ في أيّامهم كانت الفتوح العظيمة ، وحصل التمكين وظهور الدّين والأمن ، ولم يحصل ذلك في أيام عليّ رضى اللّه عنه لانّه لم يتفرغ لجهاد الكفار لاشتغاله بمحاربة من خالفه من أهل الصلاة فثبت بهذا دلالة الآية على صحة خلفاء هؤلاء فان قيل الآية متروكة الظاهر ، لأنّها تقتضي حصول الخلاف لكلّ من آمن وعمل صالحا ، ولم يكن الأمر كذلك ، نزلنا عنه ، لكن لم لا يجوز أن يكون المراد من قوله : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) ، هو أنّه تعالى يسكنهم في الأرض ويمكنهم من التّصرف لا أن المراد منه تعالى خلافة اللّه ، ومما يدل عليه قوله : (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) واستخلاف من كان قبلهم لم يكن بطريق الإمامة فوجب أن يكون الأمر في حقهم أيضا كذلك ، نزلنا عنه لكن هاهنا ما يدلّ على أنّه لا يجوز حمله على خلافة رسول اللّه ، لأنّ من مذهبكم أنّه عليه السلام لم يستخلف أحدا ، وروى (2) عن عليّ عليه السلام : أنّه قال : أترككم كما ترككم رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله ر.
ص: 490
1- المراد منهم الخلفاء كما هو واضح.
2- لا يذهب على الخبير النقاد والبصير النقاب ان هذه مما اختلقته الوضاعون الجناة والكذابون العصاة لتصحيح ما بدرت من أسلافهم من الغيلة والغصب والتقمص بغير حق كما هو غير خفى على من ترك التعصب ودقق النظر.
نزّلنا عنه ، لكن لم لا يجوز أن يكون المراد منه عليا عليه السلام ، والواحد قد يعبّر عنه بلفظ الجمع ، على سبيل التّعظيم كقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (1) ، وقال في حقّ عليّ عليه السلام : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (2) ، نزلنا عنه ، ولكن نحمله على الأئمة الاثنى عشر ، والجواب عن الأوّل انّ كلمة من للتّبعيض ، فقوله : منكم يدلّ على أنّ المراد بهذا الخطاب بعضهم ، وعن الثاني أنّ الاستخلاف بالمعنى الذي ذكرتموه حاصل لجميع الخلق ، فالمذكور هاهنا في معرض البشارة ينبغي أن يكون مغايرا له ، وأما قوله تعالى : (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، فالذين كانوا قبلهم قد كانوا خلفاء تارة بسبب النّبوة ، وتارة بسبب الامامة والخلافة حاصلة في الصّورتين ، وعن الثالث أنّه وإن كان من مذهبنا أنّه عليه السلام لم يستخلف أحدا بالتّعيين ، ولكنّه قد استخلف بذكر الوصف (3) والأمر بالاختيار ، فلا يمتنع في هؤلاء الأئمة الأربعة انّه تعالى يستخلفهم وأن الرّسول استخلفهم ، وعلى هذا الوجه قالوا في أبي بكر خليفة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فالذي قيل : انّه عليه السلام لم يستخلف أريد به على وجه التّعيين ، وإذا قيل : استخلف ، فالمراد منه على طريقة الوصف ، والأمر بالاختيار ، وعن الرابع ان حمل الجمع على الواحد مجاز ، وهو خلاف الأصل وعن الخامس انّه باطل لوجهين ، أحدهما أن قوله تعالى منكم يدلّ ن.
ص: 491
1- القدر. الآية 2.
2- المائدة : الآية 55.
3- ليت شعري اى وصف اراده الناصب واعتمد عليه ونسبه إلى النبي صلی اللّه عليه وآله واى امر صدر من النبي باختيار الامة ، فان أراد ما لفقه سابقا في خلافة أبى بكر من التمحلات والتعصبات فقد مر الكلام فيه وهدم ما أسسه على شفا جرف وأشبعنا الكلام هناك بحيث اسفر الحق وانجلى الظلام وان أراد غيرها فليبين حتى ينظر فيه أعاذنا اللّه من نبذ الحق وراء الظهر رعاية لاتباع السلف ولو كانوا مخطئين آمين آمين.
على أنّ هذا الخطاب صحّة إمامة الأربعة وهؤلاء الأئمة ما كانوا حاضرين ، الثاني أنّه تعالى وعدهم القوّة والشوكة والنّفاذ في الحكم (العالم خ ل) ولم يوجد ذلك فيهم ، فثبت بهذا صحّة إمامة الأئمة الأربعة ، وبطل قول الرافضة الطاعنين على أبى بكر وعمر وعثمان وبطلان قول الخوارج الطاعنين على عثمان وعلي «انتهى كلامه» وأقول : وباللّه التّوفيق فيه نظر من وجوه.
أما أولا فلأنّ ما أجاب به عن الأوّل مردود بأن كلمة من التّبعيضية في الآية إنّما تقتضي كون (الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، بعض النّاس المكلفين ، لا كون الموعود بالاستخلاف بعض (الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، فظاهر الآية يقتضى استخلاف كلّ من آمن وعمل صالحا كما ذكره المعترض وأما ثانيا فلأنّ ما أجاب به عن الثّانى مدفوع ، بانّ كون الاستخلاف بالمعنى الذي ذكره المعترض حاصلا لجميع الخلق ممنوع ، لأن المعترض فسّر الخلافة المقابلة للخلافة الالهية بالسّكون في الأرض والتّصرف فيها معا ، وأراد بالتّصرف في الأرض التّصرف الحاصل لصالحي الملوك المتصرّفين في بعض الأقطار والأقاليم والبلدان بلا حصول شرائط الخلافة الإلهيّة فيهم ، ومثل هذا التصرّف غير حاصل لجميع الخلق وهو ظاهر جدّا وأما ما ذكره ممّا حاصله أنّ الخلفاء الذين أشار إليهم سبحانه وتعالى بقوله : (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، كانوا خلفاء بطريق النّبوة أو الإمامة فتشبيه من تأخر عنهم بهم يقتضى كونهم خلفاء أيضا بأحد ذينك الوجهين فهو تشكيك سهل ، ومغالطة ظاهرة ، لأنّ من يقول بجواز حمل الخلافة في جانب المشبّه على غير الخلافة الإلهيّة ، كذا يقول : بحملها على ذلك في جانب المشبّه به أيضا ، لظهور أنّ قبل بعثة نبيّنا صلی اللّه عليه وآله كما كانوا خلفاء أنبياء أو أئمة ، كذلك كانوا خلفاء مجازيّة صالحون في دينهم وأما ثالثا : فلأنّ ما أجاب به عن الثّالث مدخول بأنّ الأمة على قولين
ص: 492
ان الخلافة (1) بالنّص دون الاختيار وبالاختيار دون النّص ، والذين قالوا إنّ الخليفة لا تكون إلّا بالنّص من اللّه تعالى ورسوله قالوا ان الخليفة هو عليّ وأولاده عليهم آلاف التّحية والثّناء ، والذين قالوا بالاختيار قالوا : بصحّة خلافة الصحابة فالقول بالنّص مجملا ومعينا في حقّ غير عليّ عليه السلام يكون قولا ثالثا خارقا للإجماع واختراعا من الرّازى هربا عن الإلزام ، مع أن هذا التّأويل ممّا يأبى عنه ظاهر ما رواه المصنف في أوّل مطاعن أبى بكر عن عمر : من أنه قال : إن لم أستخلف فإن رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله لم يستخلف ، وإن أستخلف فإنّ أبا بكر استخلف ، ووجه الإباء أنّ النفي والإثبات في كلامه يقتضيان ورودهما على موضع وأحدكما لا يخفى ، وأيضا قال اللّه تعالى : (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، ومن المعلوم أن الذين استخلف من قبل كآدم وداود وهارون على نبينا وآله وعليهم السلام ، إنّما كان خلافتهم عن النص والتعيين من اللّه تعالى ، لا على طريق الاختيار من الامة سيما اختيار جماعة منهم لواحد على التعيين تارة واختيار واحد منهم لواحد غير معين من ستة نفر على طريقة الشورى أخرى ، وأيضا لمّا كان آراء النّاس مختلفة ، فالغالب.]
ص: 493
1- لا يخفى على من راجع كتب القوم في هذا المضمار ان القول في الخلافة اثنان ولا ثالث لهما الاول ما ذهب اليه الشيعة من ان الامام لطف ولا بد فيه من العصمة والعلم بمصالح الامة وغيرهما من الشرائط فيجب نصبه على اللّه تعالى تحصيلا للغرض ولان العصمة من الأمور الخفية التي لا يعلمها الا عالم السرائر ، فيجب أن يكون منصوصا من عنده أو من رسوله والثاني ما عليه العامة من انه واجب علينا ويكون باختيار الامة ، فالذين قالوا انه لا بد وان يكون فيه من النص قالوا : ان الخليفة بعد رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله هو على وأولاده [المعصومين عليهم السلام لان النص ثابت فيهم والذين ذهبوا إلى لزوم اختيار الإمة رجلا فهم قائلون بخلافة من عينه النفر المجتمعون في سقيفة بنى ساعدة.]
أن يكون اختيارهم مورثا للفتنة والنزاع كما صرّح به الشّيخ أبو على (1) قدس سره في إلهيات (2) الشّفاء ، فكيف يفوّض اللّه تعالى ذلك إلى اختيار الأنام ، وقال الغزالي (3) في منهاج العابدين (4) وأما التّفويض فتأمل فيه أصلين ، أحدهما أنك تعلم أنّ الاختيار لا يصلح إلّا لمن كان عالما بالأمور بجميع جهاتها باطنها وظاهرها حالها وعاقبتها ، وإلّا فلا يأمن أن يختار الفساد والهلاك على ما فيه الخير والصلاح ، ألا ترى؟ أنك لو قلت لبدويّ أو قرويّ او راعى غنم انقد لي هذه الدّراهم وميّز بين جيّدها ورديها (ورديئها خ ل) ، فإنّه لا يهتدي لذلك ، ولو قلت لسوقيّ غير صيرفي فربما يعسر أيضا ، فلا تأمن إلّا بأن تعرضها على الصير في الخبير بالذّهب والفضة وما فيهما من الخواصّ والأسرار وهذا العلم المحيط بالأمور من جميع الوجوه لا يصلح إلا لله رب العالمين فلا يستحقّ إذن أحد أن يكون له الاختيار والتدبير الّا اللّه وحده لا شريك له ، فلذلك قال تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ ، وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (5) 67
ص: 494
1- قد مرت ترجمته في المجلد الثاني ص 147
2- ذكره في «الشفاء» في مبحث الخليفة والامامة طبع طهران وهذا لفظه : والاستخلاف بالنص أصوب فان ذلك لا يؤدى إلى التشعب والتشاغب والاختلاف فراجع.
3- قد مرت ترجمته في المجلد الاول ص 145.
4- فراجع منهاج العابدين للعلامة العارف الشهير الشيخ محمد الغزالي (ص 55 المطبوع بمصر في المطبعة الخيرية) وذكر في ص 50 كلمات بهذا المضمون أيضا ، فتأمل في هذه الجمل حتى ترى ان اللّه سبحانه كيف انطق قلمه بالحق وانه لا مساغ لتفويض الامامة إلى البشر الغير المحيط بشئون الافراد ظاهرها فكيف بالبواطن الغير الصيرفي في هذا المضمار فباللّه عليك اى عقل فطري يحكم بجواز هذا التفويض وترك التنصيص نعم لا غرو ممن عقل عقله بعقال انكار الحسن والقبح وأعمى عين بصيرته بمسمار العناد ان يتفوه بذلك عصمنا اللّه تعالى آمين آمين.
5- القصص الآية 67
«انتهى مقاله» ومن اللطائف أن الآية المذكورة على ما ذكره صاحب الكشاف (1) والقاضي البيضاوي (2) وغيرهما ، قد نزلت في شأن قريش لأجل أنّهم لم يروا رسالة اللّه لائقا بحضرة الرّسول صلی اللّه عليه وآله ، وكانوا يقولون (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (3) ، فردّ اللّه عليهم بأنّ اختيار الرسل واولي الأمر في الدّين إنّما يكون من جانبه تعالى ، لأنّه عالم بمصالح العباد ، وليس لاختيار العباد فيها مدخل واعتبار لعدم علمهم بالصّلاح والفساد ، وكيف يمكن اعتبار اختيار آحاد الامة في باب الإمامة؟! مع أنّ الكتاب والسنة ناطقان بأنّ جمعا من الأنبياء الذين كانوا ناظرين بنور النّبوة وبصيرة الرسالة مؤيدين بالمكاشفة الالهية ومخالطة الملائكة اختاروا البعض من قومهم بعد الاختبار والتجربة ، فظهر آخر الأمر ضرر ذلك الاختيار ، وتبيّن أنّ الصّواب كان خلافه ، فمن ذلك أنّ يعقوب على نبيّنا وآله وعليه السلام اختار كبار أولاده لحفظ ولده يوسف على نبيّنا وآله وعليه الصلاة والسّلام ، وقد ظهر ضرره آخرا ، وكذا اختار موسى على نبيّنا وآله وعليه السلام عن ألوف من قومه سبعين رجلا لميقات ربّه ، فلما حضروا ذلك المقام قالوا : (أَرِنَا اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) (4) ، وآل الأمر إلى أن ظهر على موسى على نبيّنا وآله وعليه السلام إنهم كانوا سفهاء فقال (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) (5) ومن المتفّق عليه أنّ نبيّنا صلی اللّه عليه وآله اختار وليد بن عقبة للإرسال إلى بني المصطلق (6) )
ص: 495
1- ج 3 ص 417 ط مصر سنة 1354)
2- (ج 4. ص 129 ط مصر)
3- الزخرف. الآية 31.
4- النساء الآية 53.
5- الأعراف. الآية 155.
6- بنو المصطلق : بطن من خزاعة وهم بنو جزيمة وجزيمة هو المصطلق من الصلق وهو رفع الصوت بعث رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله بعد اسلام بنى المصطلق وليد بن عقبة بن أبى معيط لاخذ الصدقة فكان بينهم وبينه شحناء في الجاهلية فخرجوا للقائه وهم متقلدون السيوف فرحا وسرورا بقدومه فتوهم انهم خرجوا لقتاله ففر راجعا وأخبر رسول اللّه انهم ارتدوا إلى آخر ما ذكره الحلبي «في السيرة» (ج 2 ص 285)
لأجل أخذ الصدقات وبينه وبينهم أحنة (1) وعداوة ، فلما قرب من ديارهم وسمعوا به استقبلوه تعظيما لرسول اللّه صلی اللّه عليه وآله ، فحسبهم مقاتليه ، فرجع وقال للنّبي صلوات اللّه عليه وآله وسلّم : إنّهم ارتدّوا ومنعوا الزّكاة ، فهمّ رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله بإنفاذ جيش لقتال هؤلاء القوم ، فانزل اللّه تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (2) ، وأيضا من المتّفق عليه أنّ النّبي صلی اللّه عليه وآله اختار خالد بن (3) وليد وبعثه لإصلاح حال بنى خزيمة (4) إليهم ، وهو قد قتل جمعا كثيرا منهم بسبب عداوة وضغن كان في قلبه سهم من أيام الجاهلية حتّى أرسل صلی اللّه عليه وآله عليا عليه السلام في أثره لاستدراك حالهم وتسليتهم وقال صلی اللّه عليه وآله في ذلك المقام : اللّهم إني أبرأ إليك ممّا فعله خالد ، وكذا ذكر القوم في كتبهم ، أنّ النّبي صلی اللّه عليه وآله اختار أبا بكر وأعطاه الراية في يوم خيبر فرجع منهزما ، ل.
ص: 496
1- الاحنة بالكسر : الحقد والغضب.
2- الحجرات. الآية 6.
3- قد مرت ترجمته في ج 2 ص 366 فراجع.
4- هم بطن من قريش من العدنانية وهم بنو خزيمة بن لوى بن غالب فراجع نهاية الارب (ص 206 طبع بغداد) وفي بعض النسخ حزيمة بالحاء المهملة ثم الزاء المعجمة بطن من أنمار بن أراش من القحطانية أو بطن من نهدة والمعتمد ما ذكرناه أولا فلا تغفل.
وفي رواية (1) : انّه بعد فرار أبي بكر اختار عمر وهو اختار الفرار على القرار حتّى فتح اللّه على يد كرّار غير فرّار ، ولا يخفى على العاقل المنصف انّه إذا كان الأنبياء عليهم السلام مع كمال عصمتهم وفضلهم وتأييدهم من عند اللّه ، قد حصل لهم ضرر الاختيار في كثير من الأمور ، فكيف يمكن الاعتماد على اختيار عدّة من الصحابة في بواطن امور الدين مع ظهور انّهم لم يكونوا إلى ظاهر أكثر الأمور مهتدين ، لى
ص: 497
1- صرح بذلك جماعة من أعلامهم «منهم» أبو داود الطيالسي في مسنده (ج 8 ص 264) نقل فرار عمر وعثمان «ومنهم» الطبري في تفسيره (ج 2 ص 199 طبع مصر) نقل فرار عمر في غزوة احد «ومنهم» الهيتمى في مجمع الزوائد (ج 9 ص 123 طبع مصر) نقل فيه فرار أبى بكر وعمر وان عمر كان يجبن أصحابه «ومنهم» شارح المواقف (ج 2 ص 475 طبع مصر) نقل فرار أبى بكر وعمر في غزوة حنين «ومنهم» ابن قتيبة في كتاب المعارف (ص 54) طبع مصر «ومنهم» العلامة المولى معين الدين الكاشفى في المعارج في الركن الرابع ص 370. «ومنهم» المير محمد صالح الحنفي الترمذي في المناقب المرتضوية ص 410 «ومنهم» الشيخ على المتقى الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل ج ص 44 نقل فرار أبى بكر وعمر في غزوة خندق «ومنهم» الطبري أيضا حكى فرار عثمان في تفسيره (ج 2 ص 203) وفرار عمر في غزوة خندق في (ج 2 ص 300) إلى غير ذلك من المأخذ التي سيأتي ذكرها في باب المطاعن ان شاء اللّه تعالى
بل كان من كان في زعمهم عمدتهم أقلّ فقها وفهما من ناقصات العقل والدين (1) وأما رابعا ، فلأنّ ما ذكره : من أنّ حمل الواحد على الجمع خلاف الأصل مقدوح بأنّ العدول عن الأصل إذا دلّ الدّليل على خلافه جايز ، بل واجب كما في المتشابهات وغيرها ، والدّليل هاهنا عدم صلاحيّة غير علي عليه السلام للخلافة الإلهيّة (2) ، كما علم سابقا ، وأيضا ارتكاب تجوز حمل الجمع على الواحد معارض بما ارتكبتم من تجويز حمل الخلافة الثابتة باختيار النّاس دون الخلافة الحقيقية الثّابتة بالنّص من اللّه ورسوله فافهم وأما خامسا فلان ما ذكره في الجواب عن الخامس أولا مزيّف ، بأنّه ان أراد أنّ أحدا من هؤلاء الأئمة لم يكن حاضرا عند نزول الآية ، فكذبه ظاهر م.
ص: 498
1- إشارة إلى قول الثاني : كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات في الحجال وقد مر في (ص 53 ج 1) من الكتاب.
2- أقول : وقد سنح لي دقيقة أخرى عند ما ذكره نور اللّه مرقده : وهي أن الصالحات لكونها جمعا محلى باللام تشمل جميع الاعمال الصالحة ومن جملتها الصبر في البأساء والضراء وحين البأس ، أى الثبات في المعارك والصبر عند جهاد الكفار وعدم الفرار عن الزحف ، وهذا المعنى لم يثبت لاحد من الخلفاء الثلاثة بل لاحد من المسلمين سوى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، فالآية قد دلت على انهم ليسوا من أهل هذه الخلافة فالخلافة الموعودة مختصة لعلى وأولاده عليهم السلام ، فليس على لغير الخلافة ولا غيره بالخلافة جديرا والثلاثة بحمد اللّه ليسوا من أهل هذه الآية الكريمة فليطلب الرازي وغيره من الناصبين لدائهم دواء غير هذه الآية ، فإنها لا تشفيهم من داء المذنب فان خلفائهم فروا في احد ، وخيبر وحنين وغزوة ذات السلاسل ، هذا إذا أريد باللام الاستغراق وان أريد منها العهد فيمكن أن يكون الصالحات هي الاعمال المشار إليها بقوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) او المشار إليها بقوله (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ) الآية ، وعلى هذين الاحتمالين أيضا لا يكون أهل الآية الا على وأولاده عليهم السلام ، أما على الاول فظاهر لان الآية نازلة فيه ، وعلى الثاني أيضا لان أحدا من المسلمين لم تتجمع الأوصاف والاعمال المذكورة فيها بأجمعها الا في على عليه الصلاة والسلام ، لان من جملة الأوصاف المذكورة فيها الصبر حين البأس ، ولم يصبر احد حينه الا هو كما هو متفق عليه بين جمهور المسلمين فهو عليه الصلاة والسلام من أهل هذه الآية الكريمة دون غيره ، ومزخرفات فخر الدين وإخوانه من الناصبين أهون من بيت العنكبوت سيما واهيات هذا الناصب المبهوت ، فتأمل «لزين العابدين الحسيني عفى عنه» هكذا في هامش المطبوعة بطهران ، والظاهر انه العلامة السيد زين العابدين اللواساني الطهراني ، او العلامة السيد زين العابدين الحسيني الخوانساري نزيل طهران واللّه اعلم.
لظهور حضور عليّ عليه السلام بل الحسن والحسين عليهما الصّلاة والسّلام أيضا ، وان أراد أنّ جميعهم لم يكونوا حاضرين فمسلّم ، لكنّ الخطاب لا يقتضي ذلك ، بل يكفي فيه توجيه الكلام إلى الحاضرين اصالة وإلى الغائبين والمعدومين تبعا كما تقرر في الأصول (1) ان قيل : انّ نفس الخطاب وإن كان شاملا للغائبين والمعدومين في زمان النّزول لكن التمكين من الدّين وتبديل الخوف بالأمن لم يحصل لأكثر هؤلاء الأئمة الذين لم يكونوا حاضرين عند النّزول ، قلت : الخلافة الإلهيّة لا تستدعي التمكين من الدّين كما علم ذلك من حال كثير الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام ، وكذا الكلام في تبديل الخوف بالأمن ، ويشهد له قوله تعالى حاكيا عن موسى على نبيّنا وآله وعليه السلام : (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ) (2) ، على أنّ تبديل الخوف بالأمن لم يحصل في زمن الخلفاء الثّلاثة أيضا على حدّ ما أخبر اللّه تعالى عنه ، بقوله : 22
ص: 499
1- بجعل القضية حقيقية وغيرها من الوجوه التي ذكرها المتأخرون من الأصوليين في مبحث الخطابات الشفاهية من الكتب الاصولية.
2- الشعراء. الآية 22
(يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (1) ، فان تبديل الخوف بالأمن بهذا المعنى لم يحصل في زمان الصّحابة الّا في بعض المواضع ، بل لم يحصل الأمن مطلقا في شيء من المواضع مطردا بالنسبة إلى جميع آحاد المسلمين ، كيف؟! وقد قتل في زمان أبي بكر بنو حنيف (2) وأمثالهم من المسلمين الذين اتّهموهم بالردّة واضرموا النّار على باب أهل البيت لأجل أخذ البيعة عنهم (3) وأخذوا فدك (4) غصبا إلى غير ذلك ، وكذا في زمان عمر وعثمان كما لا يخفى على من تأمّل في مطاعنهم الآتية وأما سادسا فلان ما ذكره ثانيا ، مخدوش بأنّ وعد القوّة والشوكة لا يقتضي حصوله في الجميع ، بل يكفى حصوله في بعضهم ، لأنّ قوّة بعضهم في الدّين في قوّة قوّة الباقي كما مرّ (5) عن النّيشابورى في تفسير قوله تعالى : (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ) (6) الآية. حيث قال : إنّ محاربة من دان بدين الأوائل هي محاربة الأوائل فافهم ، بل نقول : إنّ قوله : منكم ، وإن كان يقتضى أن يكون الخطاب مع الحاضرين ، لكن لا يقتضى أن يكون وعده الاستخلاف والتّمكين بحصول ذلك لأنفسهم ، بل يكفى في إنجاز الوعد حصوله لبعض ذرّياتهم مثلا ، وذلك كما يعد السلطان بعض أهل عسكره بأنّه لو حمل على عسكر عدوّه وقاتلهم ، ثمّ قتل أن 44
ص: 500
1- النور. الآية 55
2- وقد مر المراد منهم وأنه يقال لهم بنو كندة أيضا.
3- كرها واجبارا كما مر في ج 2 من ص 371 إلى ص 374 ذكر مدارك كون البيعة بالكره والإجبار وسيأتي في باب المطاعن زيادة على ذلك.
4- كما سيجيء في باب المطاعن اثبات ذلك وتحديد فدك أيضا
5- ذكره النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 6 ص 144 ط مصر).
6- المائدة. الآية 44
يعطى أولاده شيئا من الايالة والامارة ، هذا ، والحق كما صرّح به أصحابنا وورد به الخبر (1) عن طريق أهل البيت سلام اللّه عليهم أجمعين أنّ المراد بهذا الخليفة هو مهدي أهل البيت سلام اللّه عليهم أجمعين ، لا جميع الامّة ، ولا الخلفاء الثّلاثة بناء منهم على فتح بلاد العرب وبعض بلاد العجم في زمانهم كما أشار إليه النّاصب هاهنا بقوله : وينزع الملك من كسرى (2) وقيصر ، ولا علي عليه الصّلاة والسّلام بناء على ما احتج به المصنّف هاهنا إلزاما من رواية ابن مسعود المرويّة من طريق أهل السنة ، وانما قلنا ذلك ، لأنّ الظاهر من قوله تعالى : (مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) (3) ، وتمكين الدين وتبديل الخوف بالأمن على الوجه الذي ذكر في الآية وعلى جهة الإطراد إنما يحصل لمهدي الامّة الموعود المنتظر الذي قال فيه (4) النّبي صلی اللّه عليه وآله : لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتّى
ص: 501
1- في المجمع : والمروي عن أهل البيت عليهم السلام : انها في المهدى من آل محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم. وفيه أيضا وروى العياشي بإسناده عن على بن الحسين عليه السلام انه قرء الآية وقال : هم واللّه شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يدي رجل منا وهو مهدى هذه الامة وهو الذي قال رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله : لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمى يملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا. وروى مثل ذلك عن أبى جعفر وأبى عبد اللّه عليهما السلام وقد تقدم روايات المهدى سلام اللّه عليه وعبارة الشيخين محيي الدين الأعرابي والشعراني في ذلك وسيأتي ما يدل على ذلك مفصلا إن شاء اللّه تعالى.
2- قد مر المراد بهاتين اللفظتين قبيل ذلك فراجع.
3- الأعراف. الآية 137
4- قد مرت مداركه ومآخذه ومر أيضا في هذا الجزء قريبا نقل كلامي قدوة العرفاء الشيخ محيي الدين ابن العربي في الفتوحات المكية واسوة السالكين الشيخ عبد الوهاب الشعراني في اليواقيت فراجع. الاستدراكات مستدرك ما أوردناه من مدارك الاخبار المأثورة بطرق العامة في نزول الآيات المذكورة في المتن في شأن أمير المؤمنين على عليه السلام مستدرك ما أوردناه (ج 2 ص 399) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) فممن لم نذكر نقله الحاكم أبو عبد اللّه النيشابوري في كتاب معرفة علوم الحديث (ص 102 ط مصر سنة 1937) حيث قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الصفار ، قال : ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بأصبهان ، قال : ثنا يحيى بن الضريس ، قال : ثنا عيسى بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عمر بن على بن أبي طالب ، قال : ثنا أبى عن أبيه عن جده عن على قال : نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ). الآية ، فخرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلّى فإذا سائل ، قال يا سائل : أعطاك أحد شيئا؟ فقال : لا الا هذا الراكع لعلى - أعطانى خاتما ، ثم أفاد الحاكم أن الحديث نقله الرازيون عن الكوفيين. «ومنهم» الطبرانيّ في الأوسط «كما في فلك النجاة» روى عن عمار بن ياسر قال : وقف على على بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل الحديث. «ومنهم» صاحب ترجمان القرآن (ص 930 كما في فلك النجاة) «ومنهم» صاحب تفسير فتح البيان (ج 3 ص 80 كما في فلك النجاة) «ومنهم» الحقانى في تفسيره (ج 3 ص 30 كما في فلك النجاة) «ومنهم» ابن المغازلي في المناقب (كما في فلك النجاة) روى بخمسة أسانيد «ومنهم» الحموينى في «درر السمطين» (كما في فلك النجاة) «ومنهم» الحافظ أبو نعيم في نزول القرآن في أمير المؤمنين (كما في كفاية الخصام ص 178 ط طهران) روى بسنده عن ابن صالح عن ابن عباس نزول الآية في على عليه السلام وروى أيضا بسنده عن زيد بن الحسن عن عمار بن ياسر نزول الآية في على عليه السلام وروى أيضا بسنده عن ضحاك عن ابن عباس في نزول الآية في على وروى أيضا بسنده عن ابن عباس حديثا آخر في نزول الآية في على وروى أيضا بسنده عن أبى زبير عن جابر بن عبد اللّه نزول الآية في على وروى أيضا بسنده عن سلمة بن كهيل نزول الآية في على عليه السلام وروى أيضا بسنده عن أبى رافع نزول الآية في على عليه السلام «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره (مخطوط في حدود المائة السابعة) حيث قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفقيه ، حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الشعراني ، قال حدثنا أبو على أحمد بن على بن رزين ، حدثنا المطر بن الحسن الأنصاري حدثنا السندي بن على الوراق ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن جيش (حبيش خ ل) بن الربيع عن الأعمش عن عيار بن الربيع ، قال بينا عبد اللّه بن عباس جالس على شفير زمزم يقول قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول اللّه الا قال ذلك الرجل قال رسول اللّه فقال ابن عباس سألتك باللّه من أنت؟ قال فكشف العمامة عن وجهه فقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بهاتين والا فصمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول : على قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره ومخذول من خذله أما أنى صليت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوما من الأيام ، صليت الظهر فسأل سائل في مسجد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللّهم اشهد انى سألت في مسجد رسول اللّه فلم يعطني أحد شيئا وعلى كان راكعا ، فأومى اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فلما فرغ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال : اللّهم ان أخى موسى سألك وقال (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فأنزلت عليه قرآنا ناطقا (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) ، اللّهم وأنا محمد نبيك وحبيبك ، اللّهم فاشرح لي صدري ويسر لي امرى واجعل لي وزيرا من أهلى عليا اشدد به ظهري ، وقال أبو ذر فو اللّه ما استتم رسول اللّه الكلمة حتى انزل عليه جبرئيل من عند اللّه فقال يا محمد اقرأ ، قال : وما أقرأ قال أقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). سمعت أبا منصور الحمشادى يقول : سمعت محمد بن عبد اللّه الحافظ يقول : سمعت أبا الحسن على بن الحسين يقول : سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد ابن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لاحد من أصحاب رسول اللّه من الفضائل ما جاء لعلى بن أبي طالب. «ومنهم» العلامة رزين مؤلف كتاب الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة المائدة قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) إلخ حيث قال : ومن صحيح النسائي عن ابن سلام قال : أتيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقلنا : ان قومنا جارونا لما صدقنا رسول اللّه وأقسموا أن لا يكلمونا فانزل اللّه تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) إلخ ثم أذن بلال لصلاة الظهر ، فقام الناس يصلون ، فمن بين ساجد وراكع إذ سائل يسأل وأعطاه على خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقرأ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) إلخ. ومن مناقب ابن المغازلي الفقيه في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) إلخ قال : نزلت في على عليه السلام. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 12 ص 20 ط البهية بمصر) قال هذه الآية نزلت في حق على. وقال في (ص 26 ، الطبع المذكور) روى عطاء عن ابن عباس انها نزلت في على بن أبى طالب. وروى أن عبد اللّه بن سلام قال : لما نزلت هذه الآية قلت يا رسول اللّه : أنا رأيت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه. وروى عن أبى ذر رضى اللّه عنه أنه قال : صليت مع رسول اللّه إلى آخر ما تقدم عن تفسير الثعلبي. «ومنهم» العلامة ابن المغازلي في المناقب كما في كفاية الخصام (ص 176 ط طهران) روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس ان الآية نزلت في على. وروى أيضا بسنده عن ابن عباس انه مر على على عليه السلام سائل ، فأعطاه خاتمه وهو في الركوع ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : الحمد لله الذي أنزل في شأنى وشأن أهل بيتي انما وليكم اللّه ، وقال : ان نقش تلك الخاتم سبحان من فخرى بأنى له عبد. وروى بسنده عن على عليه السلام نزول الآية فيه وروى أيضا بسنده عن ابن عباس حديثا آخر. وروى بسنده عن على بن عباس عن أبى جعفر نزول هذه الآية وقوله تعالى (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) في على عليه السلام. «ومنهم» العلامة اخطب خوارزم موفق بن أحمد (كما في كفاية الخصام ص 176 ط طهران) روى بسنده عن عيسى بن عبد اللّه بن عمر بن على بن أبي طالب نزول الآية في على عليه السلام. وروى أيضا بسنده عن ابن عباس نزول الآية في على عليه السلام. «ومنهم» العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 2 ص 156 ط مصطفى محمد بمصر) ذكر في نزولها في على عليه السلام أنها نزلت في على رضى اللّه عنه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه. «ومنهم» العلامة الگنجى الشافعي في كفاية الطالب (ص 160 ط الغرى) أخبرنا الفقيه أبو زكريا يحيى بن على بن أحمد بن محمد الحضرمي النحوي بجامع دمشق أخبرنا اسماعيل بن عثمان بن اسماعيل القاري بشادياخ بنيسابور ، أخبرنا هبة اللّه بن عبد الواحد بن الأستاذ عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أخبرنى جدي عبد الكريم إملاء أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الاصبهانى ، حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن عقبة حدثنا الخضر بن أبان الهاشمي ، حدثنا ابراهيم ، حدثنا انس بن مالك ان سائلا اتى المسجد وهو يقول : من يقرض الملي الوفي وعلى عليه السلام راكع يقول بيده خلفه للسائل : اى اخلع الخاتم من يدي ، قال رسول اللّه : يا عمر وجبت ، قال بابى أنت وأمي يا رسول اللّه ما وجبت؟ قال وجبت له الجنة ، واللّه ما خلعه من يده حتى خلعه اللّه من كل ذنب ومن كل خطيئة ، قال : فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل عليه السلام بقوله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) الآية فأنشأ حسان بن ثابت الاشعار المتقدمة. وقال في (ص 123 ط الغرى) أخبرنا المقري أبو إسحاق ابراهيم بن يوسف بالموصل عن الحافظ أبى العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني عن أبى محمد اسماعيل بن على بن اسماعيل ، حدثنا السيد الامام المرشد باللّه أبو الحسن يحيى بن الموفق باللّه ، حدثنا أبو محمد بن على المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه ، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن الأسود عن محمد بن أبى هريرة عن محمد بن السائب عن أبى صالح عن ابن عباس قال : أقبل عبد اللّه بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقالوا يا رسول اللّه : ان منازلنا بعيدة ليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس وان قومنا لما رأوا آمنا باللّه ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فنزل جبرئيل على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بقوله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، ثم ان النبي خرج إلى المسجد والناس معه قائم وراكع وبصر بسائل فقال له النبي : هل أعطاك احد شيئا؟ قال نعم خاتما من ذهب ، فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من أعطاكه قال ذلك القائم وأومى بيده إلى على بن أبي طالب ، فقال له النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على اى حال أعطاك؟ قال : أعطاني وهو راكع فكبر النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثم قرء (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ) ذكره حافظ العراقين في مناقبه وتابعه الخوارزمي ورواه الحافظ محدث الشام بطريقين «أحدهما» عن ابى نعيم «والآخر» عن خاله ابى المعالي القاضي بغير هذا اللفظ ومعناه سواء «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (المطبوع بهامش تفسير الطبري ج 6 ص 146) روى عطاء عن ابن عباس انه على عليه السلام. روى ان عبد اللّه بن سلام قال : لما نزلت هذه الآية ، قلت يا رسول اللّه أنا رأيت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه وروى عن أبى ذر انه قال : صليت مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوما صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللّهم اشهد انى سألت في مسجد الرسول إلى ان قال : فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : اللّهم ان أخي موسى سألك فقال (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) إلى قوله (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فأنزلت قرانا ناطقا (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) ، اللّهم وانا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمرى واجعل لي وزيرا من أهلى عليا اشدد به ازرى ، قال أبو ذر : فواللّه ما أتم رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل فقال يا محمد : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) الآية «ومنهم» محيي الدين الأعرابي في تفسيره (ص 294 ط الهند) تعرض لنزولها في حق على عليه السلام «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 102 ط مصر سنة 1356) قال الواحدي في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) : أخرج الواقدي وابو الفرج بن الجوزي عن عبد اللّه بن سلام قال : أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون ، فمن بين راكع وساجد وسائل يسال فأعطاه على خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول اللّه فقرأ علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) الآية «ومنهم» العلامة المذكور في الرياض النضرة (ص 206 ط محمد أمين الخانجى) قال : نزلت في على ، أخرجه الواحدي وستأتى القصة وقال في (ص 227 من الطبع المذكور) اخرج الواحدي عن عبد اللّه بن سلام قال : اذن بلال بصلاة الظهر ، فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسئل فأعطاه على خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقرأ علينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) الآية. «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 208 ط النجف) أورد خطبة الحسن وقال فيها : ووصفه اللّه بالايمان ، فقال (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) ، والمراد به امير المؤمنين. «ومنهم» العلامة المذكور في التذكرة (ص 18 ط النجف) ذكر الثعلبي في تفسيره عن السدى وعتبة بن أبى الحكيم وغالب بن عبد اللّه ، قالوا : نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب عليه السلام مر به سائل وهو في المسجد فأعطاه خاتمه وذكر القصة مسندة إلى أبى ذر الغفاري وزاد : وقال رسول اللّه : اللّهم ان أخى موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) الآية ، إلى قوله : (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) فأنزلت عليه قرانا ناطقا (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) فلا يصلون اليكما ، اللّهم وأنا محمد صفيك ونبيك ، فاشرح إلى صدري ويسر لي امرى واجعل لي وزيرا من أهلى اشدد به أزرى او قال ظهري ، قال أبو ذر فو اللّه ما استتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الكلمة حتى نزل جبرئيل عليه السلام من عند اللّه فقال يا محمد : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) الآية. وفي رواية أخرى خرج رسول اللّه وعلى قائم يصلّى وفي المسجد سائل معه خاتم ، فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هل أعطاك احد شيئا ، فقال : نعم ذلك المصلّى هذا الخاتم وهو راكع فكبر رسول اللّه فذكر نزول الآية ونقل أشعار حسان. «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12) قد اشتهر في الغاية أن عليا عليه السلام أعطى السائل خاتمه في الركوع ونزلت لأجل ذلك قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) «ومنهم» العلامة السيوطي في «لباب النقول في أسباب النزول» (ص 90 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج الطبرانيّ في الأوسط عن عمار بن ياسر ، قال : وقف على على بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت الآية قال عبد الرزاق ، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) الآية نزلت في على وروى ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس مثله وأخرج أيضا عن على مثله وأخرج ابن جرير عن مجاهد وابن أبى حاتم عن سلمة بن كهيل مثله «ومنهم» العلامة المذكور في الإكليل (ص 93 ط مصر) ان سبب نزولها أن عليا تصدق بخاتمه وهو راكع ، أخرجه الطبرانيّ في الأوسط «ومنهم» العلامة الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7 ص 17 ط القاهرة 1353) روى الطبرانيّ في الأوسط عن عمار بن ياسر قال : وقف على على بن أبي طالب رضى اللّه عنه سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأعلمه بذلك ، فنزلت على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) ، الآية «ومنهم» العلامة الهندي في منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج 5 ص 38 ط القديم بمصر) خط في المتفق عن ابن عباس قال : تصدق على بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال ذاك الراكع فانزل اللّه فيه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) ، الآية «ومنهم» العلامة الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن ، روى في كتاب (نور الأبصار ص 105 ط العثمانية بمصر) عن أبى ذر الغفاري عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أن الآية الشريفة نزلت في حق على عليه السلام حين تصدق بخاتمه وهو عليه السلام في الصلاة ، ودعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم له ورفع طرفه إلى السماء وقال : اللّهم ان أخى موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) إلى آخر الرواية وقال أيضا : رواه أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره «ومنهم» العلامة الشوكانى في «فتح القدير» (ج 2 ص 50 ط مصطفى الحلبي بمصر) أخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس قال : تصدق على بخاتم وهو راكع فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع ، فانزل اللّه فيه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في على بن أبي طالب وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن على بن أبي طالب نحوه وأخرج ابن مردويه عن عمار نحوه ايضا وأخرج الطبرانيّ في الأوسط بسنده عنه نحوه مستدرك ما أوردناه (ج 2 ص 415) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) فممن لم نذكر نقله العلامة ابن الصباغ في فصول المهمة (ص 24 ط النجف) حيث قال : وروى الامام أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول عن ابى سعيد الخدري نزلت : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ). الآية يوم غدير خم في على بن أبي طالب. «ومنهم» صاحب كتاب فتح البيان (ج 3 ص 89 كما في فلك النجاة) أخرج ابن ابى حاتم وابن عساكر وابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ في عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ان عليا مولى المؤمنين. «ومنهم» صاحب كتاب المظهرى (ص 68 كما في فلك النجاة) ذكر بعين ما نقلناه عن فتح البيان. «ومنهم» النظام الأعرج في غرائب القرآن. «ومنهم» صاحب أرجح المطالب (ص 203 كما في فلك النجاة) روى عن ابن مسعود كنا نقرأ إلى آخر ما تقدم. «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 12 ط حيدري بطهران) روى في كشف الغمة عن ذر بن حبيش عن عبد اللّه قال. كنا نقرأ على عهد رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ان عليا مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللّه يعصمك من الناس «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 120 ط الاسلامبول) اخرج الثعلبي عن أبى صالح عن ابن عباس وعن محمد الباقر رضى اللّه عنهما قالا : نزلت هذه الآية في على. واخرج الحموينى في فرائد السمطين عن أبى هريرة الحديث واخرج المالكي في فصول المهمة عن أبى سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية في على في غدير خم ، هكذا ذكره الشيخ محيي الدين النووي مستدرك ما أوردناه «ج 2 ص 502» من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فممن لم نذكر نقله الحافظ احمد في الفضائل (ص 73 مخطوط تظن كتابته في المائة السادسة) حدثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا محمد بن مصعب هو القرقيسانى قال : حدثنا الأوزاعي عن سداد ابى عمار ، قال : دخلت واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم ، فقال. ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قلت : بلى ، فقال : أتيت فاطمة أسألها عن على عليه السلام ، فقالت : توجه إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول اللّه ومعه على وحسن وحسين آخذا كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه او قال كسا ، ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية. ثم قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق. حدثنا عبد اللّه بن احمد ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف عن أبى المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه عن ام سلمة حدثته قالت : بينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بيتي يوما إذ قال الخادم : ان عليا وفاطمة عليهما السلام بالسدة ، قالت فقال لي : قومي فتنحى لي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وهما صبيان صغيران ، قالت : فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره وقبلهما واعتنق عليها بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى ، وقبل فاطمة وأغدف عليهم خميصه (ثوب اسود مربع) وقال : اللّهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، قلت وأنا يا رسول اللّه قال وأنت.(ص 81 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن احمد ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبد الملك بن عطاء بن ابى رياح قال : حدثني من سمع ام سلمة فذكر أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم كان في بيتها فاتته فاطمة عليها السلام ببرمة فيها حريرة ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعى لي زوجك وابنيك ، فقالت : فجاء على وحسن وحسين عليهم السلام فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبرى قالت : وانا في الحجرة اصلّى ، فأنزل اللّه : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ). الآية قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فأولى بها إلى السماء وزوى نحو السماء قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، فأذهب عنهم الرجس فطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسى البيت وقلت : وأنا معكم يا رسول اللّه ، قال انك إلى خير ، قال عبد الملك وحدثني بها ابو ليلى عن ام سلمة مثل حديث عطاء سواء حدثنا عبد الملك وحدثني داود بن أبى عوف أبو الحجاف عن شهر بن حوشب عن ام سلمة بمثله سواء (ص 78 ، النسخة المذكورة) حدثنا عبد اللّه بن احمد ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا على بن زيد عن شهر بن حوشب عن ام سلمة ان رسول اللّه قال لفاطمة : ايتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم وألقى عليهم كساء فدكيا ، قالت : ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللّهم ان هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد انك حميد مجيد ، قالت ام سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال انك على خير.(115 ، النسخة المذكورة حدثنا ابراهيم بن عبد اللّه ، قال ، حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثني الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثني شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع أنه حدثه ، قال : طلبت عليا في منزله ، فقالت فاطمة : ذهب إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال :فجاءا جميعا فدخلا ودخلت معهما فاجلس عليا على يساره وفاطمة على يمينه والحسن بين يديه ثم أسبغ عليهم بثوبه قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اللّهم هؤلاء أهلى ، اللّهم أهلى أحق ، قال واثلة : فقلت من ناحية البيت وأنا من أهلك يا رسول اللّه ، قال : وأنت من أهلى ، قال واثلة فذلك أرجى ما أرجو من عملي (ص 161 ، النسخة المذكورة) حدثنا ابراهيم قال : حدثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثني طريف بن عيسى وهو العنبري حدثني يوسف بن عبد الحميد بعد أن ذكر حديثا قال : فحدثنا ثوبان ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم دعا لأهل بيته فذكر عليا وفاطمة وغيرهما فقلت يا نبى اللّه أمن أهل البيت أنا؟ قال فسكت ، ثم قلت أمن أهل البيت أنا قال فسكت إلخ (ص 164 ، النسخة المذكورة) حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد اللّه بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمر الخنفى ، قال : حدثنا عمر بن يونس ، قال : حدثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري ، حدثنا يحيى بن أبي كثير ، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو ، حدثني شداد بن عبد اللّه ، قال : سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين بن على عليه السلام قال : فلقيه رجل من أهل الشام فغضب واثلة وقال : واللّه لا أزال أحب عليا وحسنا وحسينا وفاطمة ابدا بغداد سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو في منزل ام سلمة يقول فيهم ما قال ، قال واثلة رأيتنى ذات يوم وقد جئت رسول اللّه وهو في منزل ام سلمة وجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وجاء الحسين وأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلى عليه السلام فجاء ، ثم اعدف عليهم كساء خيبريا كأني انظر اليه ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (ص 223 ، النسخة المذكورة). حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، قال : حدثنا أبو النصر هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا عبد الحميد يعنى بهرام ، حدثني مسهر قال : سمعت ام سلمة زوج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حين جاء نعى الحسين بن على لعنت أهل العراق عزوه وأذلوه لعنهم اللّه فانى رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جاءته فاطمة عنده ببرمة قد صنعت لهما فيه عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها اين ابن عمك؟ قالت : هو في البيت ، قال اذهبي فادعيه وايتيني بابنيه ، قالت : فجاء يقود ابنيها كل واحد منهما بيده وعلى يمشى في اثرهما حتى دخلوا على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأجلسهما في حجره وجلس على على يمينه وجلست فاطمة على يساره ، وقالت ام سلمة وأخذ منى كساء خيبريا كان بساطنا على المنامة في المدينة ، فلفه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جميعا وأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عزوجل وقال : اللّهم أهلى اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قلت يا رسول اللّه : ألست من أهلك؟ قال بلى قال فادخلي في الكساء قالت : فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه على وابنيه وفاطمة عليهم السلام «ومنهم» الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن اسماعيل الجعفي البخاري المتوفى سنة 356 ، قال في كتاب «التاريخ الكبير» (ج 1 ص 110 ط حيدرآباد الدكن) ما لفظه : وقال محمد أبو يحيى ، أخبرنا على بن ثابت الدهان ، أخبرنا أسباط عن السدى عن بلال ابن مرداس ، عن شهر بن حوشب عن ام سلمة قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس. وقال عثمان : حدثنا جرير عن الأعمش عن حفص بن يزيد عن ام طارق وعن جرير عن الأعمش ، عن جعفر بن عبد الرحمن البجلي عن حكيم بن سعد ، عن ام سلمة عن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) ، (ج 1 ص 196 من التاريخ الكبير) «ومنهم» العلامة الطبرانيّ في المعجم الصغير (ص 34 ط مطبعة الأنصاري بالهند) ثنا احمد بن مجاهد الاصبهانى ، ثنا عبد اللّه بن عمر بن أبان ، ثنا زافر بن سليمان عن طعمة بن عمرو الجعفري عن ابى الجحاف داود بن ابى عوف عن شهر بن حوشب ، قال : أتيت ام سلمة أعزيها على الحسين بن على ، فقالت : دخل على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجلس على منامة لنا ، فجاءته فاطمة رضوان اللّه ورحمته عليها بشيء وضعته ، فقال ادعى لي حسنا وحسينا وابن عمك عليا ، فلما اجتمعوا عنده قال : اللّهم هؤلاء حامتي واهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا(ص 75 ، الطبع المذكور) ثنا الحسن بن احمد بن حبيب الكرماني بطرسوس ، ثنا ابو الربيع الزهراني ، ثنا عمار بن محمد عن سفيان الثوري عن ابى الجحاف داود بن ابى عوف عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدري رضى اللّه عنه في قوله جل وعز : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ). الآية قال : نزلت في خمسة في رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين رضى اللّه عنهم «ومنهم» الحاكم في المستدرك (ج 3 ص 108 ط حيدرآباد الدكن) حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن سنان الفزاز ، ثنا عبيد اللّه بن المجيد الحنفي وأخبرني احمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد اللّه بن احمد بن حنبل ، حدثني ابى ثنا ابو بكر الحنفي ، ثنا بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال : معاوية لسعد ابن ابى وقاص رضى اللّه عنه ما يمنعك ان تسب ابن أبي طالب ، قال. فقال لا اسب ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى ان قال : لا اسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحى فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب ان هؤلاء اهل بيتي الحديث «ومنهم» الذهبي في تلخيص المستدرك (ج 3 ص 107 بهامش المستدرك الطبع المذكور) ابو بكر الحنفي ، ثنا بكير بن مسمار ، سمعت عامر بن سعد يقول : الحديث «ومنهم» العلامة المذكور في المستدرك (ج 2 ص 416 ط حيدرآباد الدكن) حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار ، ثنا شريك بن ابى نمر عن عطاء بن يسار عن ام سلمة رضى اللّه عنها انها قالت : في بيتي نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) ، قالت فأرسل رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى على وفاطمة والحسن والحسين رضوان اللّه عليهم أجمعين ، فقال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت ام سلمة يا رسول اللّه : ما أنا من أهل البيت قال : انك على خير وهؤلاء أهل بيتي اللّهم أهلى أحق ، هذا حديث صحيح على شرط البخاري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرنى أبى ، قال : سمعت الأوزاعي يقول : حدثني أبو عمار ، قال : حدثني واثلة بن الأسقع رضى اللّه عنه قال : جئت أريد عليا رضى اللّه عنه فلم أجده ، فقالت فاطمة رضى اللّه عنها انطلق إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاجلس فجاء مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدخل ودخلت معهما ، قال : فدعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وأنا شاهد فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اللّهم هؤلاء أهل بيتي. هذا حديث صحيح على شرط مسلم. «ومنهم» العلامة البغوي الشافعي في مصابيح السنة (ج 2 ص 204 ط المطبعة الخيرية) من الصحاح عن عائشة رضى اللّه عنها قالت : خرج النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود موشى منقوش ، فجاء الحسن بن على فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء على فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 8 ص 85 ط البهية بمصر) روى انه عليه السلام لما خرج في المرط الأسود للمباهلة فجاء الحسن رضى اللّه عنه فأدخله ثم فاطمة ثم على رضى اللّه عنه ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية واعلم ان هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث «ومنهم» العلامة ابن الأثير الجزري في «اسد الغابة» (ج 4 ص 29 ط جمعية المعارف بمصر) حدثنا سفيان عن زبيد عن شهر بن حوشب عن ام سلمة ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جلل عليا وفاطمة والحسن والحسين كساء ثم قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اللّهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت ام سلمة : قلت وأنا منهم؟ قال انك إلى خير «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 244 ط النجف) قال أحمد في الفضائل ، حدثنا محمد بن مصعبة ، حدثنا الأوزاعي عن شداد بن عمار عن واثلة بن الأسقع قال : أتيت فاطمة عليها السلام أسألها عن على فقالت توجه إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فجلست أنتظره وإذا برسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قد اقبل ومعه على والحسن والحسين قد أخذ بيد كل واحد منهم حتى دخل الحجرة ، فأجلس الحسن على فخذه اليمنى والحسين على فخذه اليسرى وأجلس عليا وفاطمة بين يديه ثم لف عليهم كساء أو ثوبه ثم قرء (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ). الآية ثم قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي حقا. وأورد في (ص 245 ، الطبع المذكور) ان الحسين عليه السلام قال لمروان نحن أهل بيت أذهب اللّه عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، «ومنهم» العلامة الگنجى الشافعي في كفاية الطالب (ص 117) روى بالسند المتقدم عن ابن عباس المبدو بالقاضي العلامة مفتى الشام في ذيل آية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) ذكر عشرة مناقب منها قال : وأخذ رسول اللّه ثوبه فوضعه على على وفاطمة وحسن وحسين فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). «ومنهم» العلامة المذكور في كفاية الطالب (ص 56) قال ما لفظه : وأخبرنى مرجى بن أبى الحسن الواسطي بحماة قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن على الكتاني ، أخبرنا أبو القاسم بن بيان وأخبرنا أبو الحسن على بن معالى ومحمد بن عمر ابن عسكر الرصافيان بها قالا : أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني وأخبرنا محمد ابن محمود ببغداد ومحمد بن يوسف بتكريت وأبو الفضل بن محمد بالموصل قالوا : أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب ، أخبرنا ابن بيان ، وأخبرنا عبد اللّه بن الحسين بن رواحة بحلب أخبرنا أبو طاهر السلفي الحافظ بالاسكندرية ، أخبرنا أبو القاسم بن الحسين الربعي قال الربعي وابن بيان ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، أخبرنا اسماعيل بن محمد حدثنا حسن بن عرفة ، حدثنا على بن ثابت الجزري عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال رسول اللّه لعلى ثلاثا لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، نزل على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الوحى فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال : اللّهم هؤلاء أهلى واهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم وذكر باقى الحديث انا اختصرته نقلناه هكذا من اصل الربعي. «ومنهم» الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة 676 في تهذيب الأسماء واللغات (ص 247 ط المنيرية بمصر) أورد حديث التطهير بنحو ما تقدم. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 203 ط محمد أمين الخانجى بمصر) عن عمرو بن ميمون قال : انى لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط فذكر ان ابن عباس شرع في ذكر عشر فضائل لعلى وقال فيما قال وأخذ رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ثوبه فوضعه على على وفاطمة وحسن وحسين فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). «ومنهم» شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في «تاريخ الإسلام» (ج 3 ص 6 مطبعة السعادة بمصر) روى بطرق صحاح عن شهر بن حوشب عن ام سلمة : ان النبي جلل عليا وحسنا وحسينا وفاطمة كساه ثم قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي اللّهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وروى من وجهين آخرين عن ام سلمة الحديث وروى عن عطية العوفى عن ابى سعيد ان هذه الآية نزلت فيهم «ومنهم» العلامة ابن عبد ربه الأندلسي في عقد الفريد (ج 2 ص 194 ط العامرة بمصر) وجمع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين فالقى عليهم كسائه وضمهم إلى نفسه ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) «ومنهم» العلامة الخوارزمي في مقتله (ج 1 ص 70 ط النجف) وأخبرني بهذا الحديث عاليا قاضى القضاة نجم الدين ابو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلى من همدان بروايته عن الامام نور الهدى ابى طالب الحسين بن محمد بن على الزينبي بروايته عن الكريمة فاطمة بنت احمد بن محمد المروزية بمكة حرسها اللّه بهذا الاسناد هذه السياقة قيل لها أخبركم الشيخ الامام ابو على زاهر بن احمد ، حدثنا معاذ بن يوسف الجرجاني حدثنا احمد بن محمد بن غالب ، حدثنا عثمان بن ابى شيبة ، حدثنا نمير عن مجالد عن ابن عباس قال خرج اعرابى من بنى سليم يبتدئ في البرية فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه فسعى وراءه حتى اصطاده ثم جعله في كمه واقبل يزد لف نحو النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم فلما وقف بإزائه ناداه يا محمد يا محمد ، وكان من اخلاق رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم إذا قيل له يا محمد قال يا محمد وإذا قيل له يا احمد قال يا احمد وإذا قيل له يا ابا القاسم قال يا ابا القاسم وإذا قيل له يا رسول اللّه قال لبيك وسعديك ويتهلل وجهه ، فلما ان ناداه الأعرابي يا محمد يا محمد قال النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم يا محمد يا محمد ، فقال له : أنت الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذى لهجة أكذب منك أنت الذي تزعم ان لك في هذه الخضراء الها بعث بك إلى الأسود والأبيض ، فو اللات والعزى لو لا أنى أخاف ان يسميني قومي العجول لضربتك بسيفي هذا ضربة أقتلك فيها فاسود بك الأولين والآخرين فوثب اليه عمر بن الخطاب ليبطش به ، فقال له النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم اجلس أبا حفص فقد كاد الحليم أن يكون نبيا ، ثم التفت النبي إلى الأعرابي فقال له يا أخا بني سليم : أهكذا تفعل العرب يتهجمون علينا في مجالسنا ويجاهروننا بالكلام الغليظ يا اعرابى والذي بعثني بالحق نبيا ان أهل السماء السابعة ليسموننى أحمد الصادق ، يا أعرابى اسلم تسلم من النار ويكون لك ما لنا وعليك ما علينا وتكون أخانا في الإسلام قال : فغضب الأعرابي وقال : واللات والعزى لا أومن بك يا محمد او يؤمن هذا الضب ورمى بالضب عن كمه ، فلما وقع الضب ولى هاربا فناداه النبي صلی اللّه عليه وآله أيها الضب اقبل إلي ، فأقبل الضب ينظر إلى النبي فقال له النبي صلی اللّه عليه وآله أيها الضب من أنا ، فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير متلكى ويقول : أنت محمد بن عبد اللّه ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فقال له النبي : من تعبد فقال : أعبد اللّه عزوجل الذي فلق الحبة وبرأ النسمة واتخذ ابراهيم خليلا واصطفاك يا محمد حبيبا ، ثم أطبق على فم الضب فلم يحر جوابا ، فلما نظر الأعرابي إلى ذلك قال : وا عجبا ضب اصطدته من البرية ثم أتيت به في كمى لا يفقه ولا ينقه ولا يعقل يكلم محمدا بهذا الكلام ويشهد له بهذه الشهادة لا اطلب أثرا بعد عين مد يمينك فانا اشهد ان لا اله الا اللّه واشهد ان محمدا عبده ورسوله فاسلم وحسن إسلامه ثم انشأ شعرا في ذلك وقال : (شعر) الا يا رسول اللّه انك صادق *** فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما *** عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا فيا خير مدعو ويا خير مرسل *** إلى إنسها والجن لبيك داعيا أتيت ببرهان من اللّه واضح *** فأصبحت فينا صادق القول زاكيا فبوركت في الأحوال حيا وميتا *** وبوركت مولودا وبوركت ناشيا ونحن أناس من سليم واننا *** أتيناك نرجو ان ننال العواليا قال : فالتفت النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم إلى أصحابه وقال : علموا الأعرابي سورا من القرآن فلما علم الأعرابي شيئا من القرآن قال له النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم هل لك شيء من المال؟ قال : والذي بعثك بالحق نبيا ان بنى سليم أربعة آلاف رجل ما فيهم أفقر منى ولا اقل مالا ، فالتفت النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم إلى أصحابه وقال لهم : من يحمل الأعرابي على ناقة وانا اضمن له على اللّه ناقة من نوق الجنة ، فوثب عبد الرحمن بن عوف فقال : فداك أبى وأمي عندي ناقة حمراء عشراء ، فقال النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم ألا اصف لك الناقة التي تعطاها بدلا من ناقة الأعرابي ، قال بلى فداك أبى وأمي فقال : يا عبد الرحمن ناقة من ذهب احمر ، قوامها من العنبر ووبرها من الزعفران وعيناها من ياقوت أحمر وعنقها من زبرجد أخضر وسنامها من كافور اشهب ودفتها من الدر ، وخطامها من اللؤلؤ الرطب ، عليها قبة من درة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها تدير بك في الجنة ، ثم التفت النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم إلى أصحابه فقال : من يتوج الأعرابي وأنا اضمن له على اللّه تاج التقى؟ فو تب اليه على بن أبي طالب عليه السلام فقال : فداك أبى وأمي وما تاج التقى فذكر صفته ، فنزع على عليه السلام عمامته فعمم بها الأعرابي ثم التفت النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم فقال : من يزود الأعرابي وانا اضمن له على اللّه زاد التقى؟ فوثب اليه سلمان وقال : فداك ابى وأمي وما زاد التقوى ، فقال : يا سلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك اللّه بشهادة ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه فان أنت قلتها لقيتني ولقيتك وان أنت لم تقلها لم تلقني ولم القك ابدا ، قال فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول اللّه صلوات اللّه عليه فلم يجد عند هن شيئا ، فلما ولى راكعا نظر إلى حجرة فاطمة فقال : ان يكن خير فمن منزل فاطمة فقرع الباب فأجابته من وراء الباب من بالباب فقال : انا سلمان الفارسي فقالت : وما تريد ، فشرح لها قصة الأعرابي والضب وما ضمنه النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم لزاده فقالت يا سلمان : والذي بعث بالحق محمدا نبيا ان لنا ثلاثا ما طعمنا وان الحسن والحسين قد اضطربا على من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ولكن يا سلمان لا أرد الخير يأتى خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي وقل له : تقول فاطمة بنت محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك ان شاء اللّه تعالى ، فأخذ سلمان الدرع واتى به إلى شمعون اليهودي فأخذ شمعون الدرع وجعل يقبله في شفه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول : يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة ، فأنا اشهد ان لا اله الا اللّه واشهد ان محمدا عبد ه فأسلم وحسن إسلامه ودفع لسلمان صاعا من تمر وصاعا من شعير فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها واختبزته وأتت به إلى سلمان وقالت له : خذه وامض به إلى النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم وقال سلمان يا فاطمة خذي منه قرصا تعللين به الحسن والحسين ، قالت يا سلمان هذا شيء أمضيناه لله عزوجل فلسنا نأخذ منه شيئا ، فأخذه سلمان واتى النبي فلما نظره صلی اللّه عليه وآله وسلم قال يا سلمان من اين لك هذا؟ قال من منزل ابنتك فاطمة ، قال وكان النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم لم يطعم طعاما منذ ثلاث ، فقام حتى اتى حجرة فاطمة فقرع الباب فكان إذا قرع الباب لا يفتح له الا فاطمة ، فلما فتحت له نظرت إلى صفرة وجهها وتغير حدقتيها ، فقال يا بنية ما الذي أراه من صفرة وجهك وتغير حدقتيك ، قال يا ابه : ان لنا ثلاثا ما طعمنا وان الحسن والحسين اضطربا على من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ، قال فنبههما النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم وأجلس واحدا على فخذه الأيمن وواحدا على فخذه الأيسر وأجلس فاطمة بين يديه واعتنقهم ، فدخل على بن أبي طالب فاعتنق النبي من ورائه ، ثم رفع النبي طرفه إلى السماء وقال : الهى وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي ، اللّهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ثم وثبت فاطمة إلى مخدعها فصفت قدميها وصلت ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت : الهى وسيدي : هذا نبيك محمد وهذا على ابن عم نبيك وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك ، الهى فأنزل علينا مائدة كما أنزلتها على بنى إسرائيل أكلوا منها وكفروا بها ، اللّهم فأنزلها فانا بها مؤمنون ، قال ابن عباس : فو اللّه ما استتم الدعوة الا وهي ترى جفنة من ورائها يفوح قتارها وإذا قتارها أذكى من المسك الأذفر ، فاحتضنتها وأتت بها إلى النبي صلی اللّه عليه وآله وسلم وعلى والحسن ، فلما نظرها على قال : يا فاطمة أنى لك هذا ولم يكن يعهد عندها شيئا ، فقال النبي : كل يا أبا الحسن ولا تسأل الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثله مثل مريم ، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ، قال يا مريم : أنى لك هذا قالت : هو من عند اللّه ان اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، قال فأكل النبي وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وخرج النبي وتزود الأعرابي فاستوى على راحلته وأتى بنى سليم وهم يومئذ أربعة آلاف رجل ، فلما حل في وسطهم ناداهم بأعلى صوته : قولوا لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه ، فلما سمعوا هذه المقالة أسرعوا إلى سيوفهم فجردوها وقالوا صبوت إلى دين محمد الساحر الكذاب ، فقال لهم : واللّه يا بنى سليم ما هو بساحر وكذاب ، ان اله محمد خيرا له وان محمدا خير نبى ، أتيته جائعا فأطعمنى وعاريا فكساني وراجلا فحملني ، ثم شرح لهم قصة الضب وما قاله ، وقال لم : يا معشر بنى سليم أسلموا تسلموا من النار ، فأسلم ذلك اليوم أربعة آلاف وهم أصحاب الرايات الخضر حول رسول اللّه صلی اللّه عليه وآله وسلم «ومنهم» الشيخ محمد الكازروني في كتاب «السيرة المحمدية» روى أنه خرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن ابن على فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء على فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الآية وعن عمر بن أبى سلمة لما نزلت : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ) الآية وذلك في بيت ام سلمة دعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلى خلف ظهره ، ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 3 ص 206 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) وروى عن عائشة أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لما خرج في المرط الأسود جاء الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم فاطمة ثم على عليه السلام ، ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير. «ومنهم» الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج 1 ص 332 ط حيدرآباد الدكن) حدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن اسماعيل ، حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام ، وقال اللّهم هؤلاء أهل بيتي. حدثنا فهد ، ثنا عثمان بن أبى شيبة ، ثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن جعفر عن عبد الرحمن البجلي عن حكيم بن سعيد عن ام سلمة قالت : نزلت هذه الآية في رسول اللّه وعلى وفاطمة وحسن وحسين (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) حدثنا أبو أمية خالد بن مخلد القطواني ، ثنا موسى بن يعقوب الزمعى ، أخبرني ابن هاشم ابن عتبة عن عبد اللّه بن وهب عن ام سلمة ان رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جمع فاطمة والحسن والحسين ثم أدخلهم تحت ثوبه وقال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي. حدثنا مخول بن ابراهيم بن مخول بن راشد الحناط ، حدثنا عبد الجبار ، ثنا عباس الشيباني حدثنا عمار بن معاوية الدهني عن عمرة عن ام سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، يعنى في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين وما قال انك من أهل البيت. وحدثنا الحسن أيضا ، حدثنا ابو غسان مالك بن اسماعيل ، حدثنا جعفر الأحمر عن الأجلح عن شهر بن حوشب عن ام سلمة وعبد الملك عن عطاء عن ام سلمة قالت : جاءت فاطمة بطعام لها إلى أبيها وهو على منازله ، فقال : أى بنية ايتيني باولادى وأنت وابن عمك قالت : ثم جللهم او قالت حوى عليهم الكساء فقال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت ام سلمة : يا رسول اللّه وأنا معهم؟ قالت : أنت من أزواج النبي وأنت على خير أوالى خير حدثنا أبو أمية ، حدثنا بكر بن يحيى بن زبان ، حدثنا مندل عن أبى الجحاف عن شهر بن حوشب عن ام سلمة قالت : كان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في بيتي فجاءته فاطمة بحريرة فقال : ادنى لي بعلك وابنيك فدعته وابنيها فجاء بكساء فحفهم به ثم أخذ طرفه بيده ثم رفع يديه فقال : اللّهم هؤلاء ذريتي وأهل بيتي فاذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا ، قالت فرفعت الكساء وادخلت رأسى فيه فقلت وأنا يا رسول اللّه؟ قال : انك على خير حدثنا فهد ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبى سعيد عن ام سلمة ، قالت : نزلت هذه الآية في بيتي (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فقلت يا رسول اللّه ألست من أهل البيت! قال أنت خير انك من أزواج النبي وفي البيت على وفاطمة والحسن والحسين. حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا روح بن اسلم ، حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن شهر بن حوشب عن ام سلمة نحوه. حدثنا سليمان الكيساني ، حدثنا عبد الرحمن بن زياد وحدثنا الربيع المرادي ، حدثنا اسد بن موسى ، قال : حدثنا عبد الحميد بن بهرام ، حدثنا شهر بن حوشب عن ام سلمة حين جاء نعى الحسين بن على قالت : قتلوه قتلهم اللّه وغروه أذلهم اللّه ، فانى رأيت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وجاءته فاطمة غدية ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها : اين ابن عمك؟ قالت : هو في البيت قال : اذهبي فادعيه وايتيني بابنيك ، قالت : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما وعلى في أثرهم يمشى حتى دخلوا على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأجلسهما في حجره وجلس على على يمينه وجلست فاطمة على يساره ، قالت ام سلمة : فاجتبذ من تحت كساء حبرا كان بساطا لنا بالمدينة فأخذ بشماله طرف الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عزوجل فقال اللّهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثلاث مرات ، قالت : قلت يا رسول اللّه : ألست من أهلك؟ قال : بلى ، قال : فادخل في الكساء قالت : فدخلت بعد ما قضت دعائه لابن عمه على وابنيه وابنته فاطمة رضى اللّه عنهم. حدثنا ابراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي وأبو إسحاق محمد بن أبان الواسطي حدثنا محمد بن سليمان الاصبهانى عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء بن أبى رياح عن عمر بن أبى سلمة قال نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو في بيت ام سلمة فذكر بنحو ما تقدم في رواية شهر بن حوشب حدثنا فهد ، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير ، حدثنا ابن لهيعة عن أبى صخر عن أبى معاوية البجلي عن عمرة الهمدانية قالت : أتيت ام سلمة فسلمت عليها ، فقالت : من أنت؟ فقلت عمرة الهمدانية ، فقالت عمرة يا ام المؤمنين أخبرينى عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض تريد على بن أبي طالب ، قالت ام سلمة : أتحبينه ام تبغضينه؟ قالت : ما أحبه ولا أبغضه إلى أن قال : فانزل اللّه هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ) إلى آخرها وما في البيت الا جبرئيل ورسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فقلت يا رسول اللّه أنا من أهل البيت؟ فقال : ان لك عند اللّه خيرا فوددت أنه قال نعم ، فكان أحب إلى مما تطلع عليه الشمس وتغرب حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي وسليمان الكيساني قالا : حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي ، أخبرنى أبو عمار ، حدثني واثلة قال : أتيت عليا فلم أجده ، فقالت فاطمة : انطلق إلى رسول اللّه يدعوه ، قال : فجاء مع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم الحسن والحسين فاقعد كل واحد منهما على فخذه وادنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وانا يومئذ ثم ، قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ) الآية ، ثم قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي انهم أهل حق ، فقلت يا رسول اللّه وأنا من أهلك ، فقال وأنت من أهلى قال واثلة فإنها من أرجى ما أرجو. حدثنا ابن مرزوق ، ثنا أبو عاصم النبيل عن عبادة قال أبو جعفر وهو ابن مسلم الفزاري من أهل الكوفة : قد روى عنه أبو نعيم ، حدثني أبو داود ، قال أبو جعفر وهو نفيع بن الحارث الهمداني الأعمى من أهل الكوفة أيضا : حدثني أبو الحمراء قال صحبت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تسعة أشهر كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال : السلام عليكم يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية. «ومنهم» العلامة المحدث أبو عبد اللّه محمد بن عمران المرزباني بسنده إلى أبى الحمراء قال : خدمت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم نحوا من تسعة أشهر او عشرة فرأيته عند كل فجر لا يخرج من بيته حتى يأخذ بعضادتي باب على ثم يقول : السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته فيقول على وفاطمة والحسن والحسين : وعليك السلام يا نبى اللّه ورحمة اللّه وبركاته ثم يقول : الصلاة رحمكم اللّه (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ). الآية ثم ينصرف إلى مصلاه ، ونقلنا عن كتاب المرزباني بواسطة كتاب المناقب للعلامة الشيخ محمد بن على بن حيدر بن الحسن المقري الكاشي والنسخة مخطوطة وهي من نفائس كتب الفضائل. «ومنهم» على ما في كتاب المقري الكاشي صاحب كتاب شرف النبي أورد فيه مثل ما نقلنا عن المرزباني مع زيادة جمل قد مرت مرارا. «ومنهم» العلامة الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7 ص 91 ط القاهرة 1353) روى الطبرانيّ عن أبى سعيد قال : نزلت هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ) الآية في رسول اللّه وعلى وفاطمة والحسن والحسين رضى اللّه عنهم. «ومنهم» العلامة غياث الدين بن همام المعروف بخواند مير في حبيب السير (ج 2 ص 11 ط الحيدرى بطهران) روى عن ام سلمة بعين الرواية المتقدمة عنها. «ومنهم» القاضي بهجت افندى في تاريخ آل محمد (ص 42 ، الطبع الرابع) قال : اتفق الامة على نزول آية التطهير في حق الخمسة آل العباء. «ومنهم» العلامة السيد صديق حسن خان في حسن الاسوة (ص 293 ط الجوائب بقسطنطنية) أخرج الترمذي عن ام سلمة قال : لما نزلت هذه الآية وأنا جالسة على باب بيت النبي وفي البيت على وفاطمة والحسن والحسين رضى اللّه عنهم فجللهم بكساء وقال : اللّهم ان هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقلت يا رسول اللّه ألست من أهل البيت؟ فقال : انك إلى خير أنت من أزواج النبي. وأخرج الترمذي عن أنس قال : كان رسول اللّه حين نزلت : (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ) يمر بباب فاطمة إلى آخر ما تقدم عنه. أخرج مسلم عن عائشة قالت : خرج رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعليه مرط مرجل أسود فجاء الحسن إلى آخر ما تقدم عنه. واخرج مسلم عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه : ألا وانى تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب اللّه هو حبل اللّه الذي من اتبعه كان على هدى ومن تركه كان على الضلالة ، وعترتي أهل بيتي ، فقلنا من أهل بيته نسائه؟ قال أيم اللّه ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده مستدرك ما أوردناه (ج 3 ص 1) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) فممن لم نذكر نقله العلامة الخوارزمي في المقتل (ص 57 ط النجف) أنبأنى أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، أخبرنا محمد بن اسماعيل الصيرفي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قالوا يا رسول اللّه : من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : على وفاطمة وابناهما. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 138 ط مصر سنة 1356) عن زيد بن الحسن قال : خطب الحسن الناس حين قتل على بن أبي طالب وفيها : وأنا من أهل البيت الذي افترض اللّه مودتهم على كل مسلم ، فقال اللّه تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً). مستدرك ما أوردناه (ج 3 ص 88) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فممن لم نذكر نقله العلامة السيوطي في تفسير الدر المنثور (ج 4 ص 45 ط مصر) حيث قال : أخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار قال : لما نزلت (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) وضع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال : انا المنذر وأومأ بيده إلى منكب على رضى اللّه عنه فقال : أنت الهادي يا على بك يهتدى المهتدون من بعدي. أخرج ابن مردويه عن أبى بردة الأسلمي رضى اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) ووضع يده على صدر نفسه ثم وضعها على صدر على ويقول : (لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ). وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضى اللّه عنهما في الآية قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : المنذر والهادي على بن أبي طالب رضى اللّه عنه. وأخرج عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند وابن أبى حاتم والطبرانيّ في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه في قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أنت المنذر وأنا الهادي وفي لفظ والهادي رجل من بنى هاشم يعنى نفسه مستدرك ما أوردناه (ج 3 ص 104) من مدارك الاخبار الواردة في شأن نزول قوله تعالى (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) فممن لم نذكر نقله العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 120 ط الغرى) روى ابن جرير وتابعه الحافظ أبو العلاء الهمداني ، وذلك ذكره الخوارزمي عن أبى إسحاق ورفعه ابن جرير وحده إلى ابن عباس في قوله تعالى : (قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) يعنى عن ولاية على عليه السلام. المستدرك لما ذكره المصنف (قده) من الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين على وأهل البيت عليهم السلام ثم اعلم ان المصنف الهمام العلامة «قده» لرعاية الاختصار لم يذكر من الآيات الشريفة النازلة في شأن مولانا امير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين الا النزر القليل ، ونحن نورد هنا ما وقفنا عليه من الآيات التي لم يذكرها «قده» وقد أوردها المخالفون في مطاوى كتبهم ولعل الباحث المنقب في زبرهم ومسفوراتهم يجد أضعاف ما أوردناه. هذا بالنسبة إليهم ، واما أصحابنا شيعة آل الرسول فلا تسأل عن عدد ما أوردوه ونقلوه من الآيات الشريفة النازلة في شأنهم عليهم السلام فإنها من حيث الكثرة بمثابة يعد استقصائها عسيرا ، ومن رام التطلع عليها والإحاطة بها فعليه بالمئات والألوف من كتبهم أفبعد ذلك يبقى ريب لمرتاب في شأنهم وجلالتهم كلا ورب الراقصات ، وكيف ذلك بعد كثرة النقل من الفريقين وصحة الطرق ووضوح الدلالة والتواتر المعنوي. فمن شك بعده لا أظن ان يحصل له جزم بشيء من المآرب والمطالب والإذعان بحصول تواتر خبر في العالم وأستميحك أيها الأخ المنصف ان تنبذ الاهوية والتقاليد وتأخذ بما هو الحق حيثما كان ولا أظن أن ترتاب في فضلهم ونبلهم وانهم قرناء التنزيل ومحاة الأضاليل والسادة البهاليل الذين ارتضعوا من ثدي النبوة وتغذوا بلبان الولاية كانوا مع الحق أينما يدور وهو معهم أينما داروا إلى متى وحتى متى هذه العصبية والنار الموقدة التي تطلع على الافئدة. وأرجو من فضل ربى الكريم المفضال أن يشفى تلك القلوب العليلة السقيمة مما فيها وأن ينبهها ويبصرها ويوقظ القوم من السنة والغفلة حتى يروا الحقيقة الراهنة ويتمسكوا بذيل العترة الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وها نحن نذكر تلك الآيات الكريمة ومن نص على نزولها في حقهم عليهم السلام من مشاهير السنة وأعلامهم الذين يعتمدون عليهم ويستندون إليهم فنقول : ان ما وقفنا عليه من الآيات التي روى المخالفون نزولها في شأن امير المؤمنين على وسائر اهل البيت عليهم السلام ولم يتعرض لها المصنف اربع وتسعون آية. (1) قوله تعالى (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الحمد. الآية 6) فممن ذكره : العلامة الثعلبي في تفسيره (كما في كفاية الخصام ص 345 ط طهران) روى عن مسلم بن حيان عن أبى بريدة في تفسير قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، أى صراط محمد وآل محمد «ومنهم» وكيع بن جراح في تفسيره (كما في كفاية الخصام) عن السدى عن مجاهد عن عبد اللّه بن عباس في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) أى إلى حب محمد وأهل بيته. (2) قوله تعالى «(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (البقرة. الآية 14) فممن ذكره الثعلبي في تفسيره (كما في البحار ج 9 ص 66 ط كمپانى) قال روى أبو صالح عن ابن عباس ان عبد اللّه بن ابى وأصحابه تملقوا مع على في الكلام ، فقال على عليه السلام : يا عبد اللّه اتق ولا تنافق ، ان المنافق شر خلق اللّه ، فقال مهلا يا أبا الحسن واللّه ان إيماننا كايمانكم ثم تفرقوا ، فقال عبد اللّه كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه ، فنزل (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) «ومنهم» الهذيل في تفسيره (كما في البحار ج 9 ص 66 ط كمپانى) روى عن محمد الحنفية في خبر طويل قالوا : (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) بعلى بن أبي طالب أصحابه ، فقال اللّه تعالى : (اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يعنى يجازيهم بالأخرة جزاء استهزائهم بأمير المؤمنين «ومنهم» المجاهد في تفسيره (كما في البحار ج 9 ص 66 ط كمپانى) روى مثله. «ومنهم» الگنجى الشافعي في كفاية الطالب (ص 121 ط الغرى) روى الخوارزمي في كتابه عن أبى صالح عن ابن عباس بمثل ما تقدم عن الثعلبي (3) قوله تعالى (بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (البقرة الآية 25) فممن ذكره الجبري من أعيان علماء العامة عن ابن عباس قال فيما نزل من القرآن في خاصة رسول اللّه وعلى واهل بيته دون الناس من سورة البقرة (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية ، نزلت في على وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب (كما في غاية المرام ص 442 ط طهران) «ومنهم» الحسين بن حكم عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن حنان بن على العنزي عن الكلبي عن ابى صالح عن ابن عباس مثله (4) قوله تعالى (اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (البقرة. الآية 45) فممن ذكره الحسين بن الحكم (على ما في البحار ج 9 ص 67) عن الحسن بن الحسين عن حنان بن على عن الكلبي عن ابى صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) ، الذليل الخاشع في صلاته المقبل عليها رسول اللّه وعلى بن أبي طالب (5) قوله تعالى (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (البقرة الآية 208) فممن ذكره جعفر الفزاري (كما في البحار ج 9 ص 67 ط كمپانى) عن أحمد بن الحسين والحسن بن سعيد وجعفر بن محمد جميعا عن ابن مروان عن عامر عن رياح بن أبى رياح عن شريك في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) قال في ولاية على بن أبي طالب عليه السلام «ومنهم» الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 111 ط اسلامبول) اخرج أبو نعيم الحافظ بسنده عن جعفر الصادق رضى اللّه عنه في هذه الآية قال ، النعيم (السلم ظ) ولاية امير المؤمنين على بن أبي طالب كرم اللّه وجهه وأخرج في المناقب عن مسعدة بن صدقة عن جعفر الصادق عن أبيه عن جده عن الحسين عن امير المؤمنين على عليه السلام قال : الا العلم الذي هبط به آدم عليه السلام وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين فأين يتاه بكم وأين تذهبون ، وانهم فيكم كأصحاب الكهف ومثلهم باب حطة وهم باب السلم في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ). (6) قوله تعالى : «(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) (البقرة الآية 253) فممن ذكره ابن ابى الحديد في شرح النهج ، قال نصر وحدثنا محمد بن يعلى عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى على عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم بالدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة والحج واحد ، فما ذا نسميهم؟ فقال : سمهم بما سماهم اللّه في كتابه ، قال : ما كل ما في الكتاب أعلمه ، قال : أما سمعت اللّه تعالى قال : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ) إلى قوله : (وَلَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) ، فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى باللّه وبالكتاب وبالنبي وبالحق ، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء اللّه قتالهم فقتالهم بمشية اللّه وإرادته (كما في غاية المرام ص 430 ط طهران) (7) قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (آل عمران. الآية 33) فممن ذكره الثعلبي في تفسيره (كما في غاية المرام ص 318 ط طهران) قال : حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد القاضي ، قال : حدثنا ابو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي ، قال : أخبرنا احمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا احمد بن ميثم بن نعيم قال : حدثنا ابو عبادة السلولي عن الأعمش عن أبى وائل قال : قرأت في مصحف عبد اللّه بن مسعود : ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل محمد على العالمين. (8) قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (آل عمران. الآية 37) فممن ذكره البيضاوي في تفسيره (ج 2 ص 17 ط مصطفى محمد بمصر) روى : أن فاطمة رضى اللّه تعالى عنها أهدت لرسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رغيفين وبضعة لحم فرجع بها إليها ، فقال هلمي يا بنية ، فكشفت عن الطبق فإذا هو مملو خبزا ولحما فقال لها : أنى لك هذا؟ فقالت هو من عند اللّه ان اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بنى إسرائيل ، ثم جمع عليا والحسن والحسين وجمع أهل بيته عليه حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو فأوسعت على جيرانها. «ومنهم» العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 2 ص 20 ط مصر). وقد أخرج أبو يعلى عن جابر أن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيئا فأتى فاطمة فقال : يا بنية هل عندك شيء آكله فانى جائع ، فقالت : لا واللّه ، فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت : واللّه لأوثرن بهذا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام ، فبعثت حسنا او حسينا إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فرجع إليها ، فقالت له : بابى أنت وأمي قد اتى اللّه تعالى بشيء قد خبأته لك ، قال : هلمي يا بنية بالجفنة ، فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من اللّه تعالى فحمدت اللّه تعالى وقدمته إلى النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، قال : من أين لك هذا يا بنية؟ قالت يا ابتا (يا أبة) هو من عند اللّه (إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) ، فحمد اللّه سبحانه ثم قال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بنى إسرائيل ، فإنها كانت إذا رزقها اللّه تعالى رزقا فسئلت عنه قالت : (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ). «ومنهم» الآلوسى في تفسير روح المعاني (ج 3 ص 124 ط المنيرية بمصر). وقد أخرج ابو يعلى عن جابر بعين ما تقدم عن الدر المنثور وزاد ثم جمع عليا والحسن والحسين واهل بيته حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو فأوسعت فاطمة رضى اللّه عنها على جيرانها. (9) قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران. الآية 103). فممن ذكره العلامة الثعلبي (كما في العمدة للعلامة ابن بطريق ص 150 ط تبريز) قال في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) ، قال : وأخبرنى عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه ، حدثنا عثمان بن الحسن ، حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد ، حدثنا حسن بن حسين ، حدثنا يحيى بن على الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : نحن حبل اللّه الذي قال اللّه تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا). «ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 149 ط المحمدية بمصر). اخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق رضى اللّه عنه انه قال : نحن حبل اللّه الذي قال اللّه فيه : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) «ومنهم» العلامة السيد ابو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 15 ط الاعلامية بمصر) أخرج الثعالبي في تفسير هذه الآية عن جعفر بن محمد رحمه اللّه انه قال ، نحن حبل اللّه الذي قال : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) ، ولإمامنا الشافعي رضى اللّه عنه. شعر : ولما رأيت الناس قد ذهب بهم *** مذاهبهم في أبحر الغي والجهل ركبت على اسم اللّه في سفن النجا *** وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل وأمسكت حبل اللّه وهو ولاءهم *** كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 118 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي بسنده عن أبان بن تغلب عن جعفر الصادق رضى اللّه عنه قال : نحن حبل اللّه الذي قال اللّه عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) وأخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إذ جاء أعرابى فقال : يا رسول اللّه سمعتك تقول : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ) ، فما حبل اللّه الذي نعتصم به؟ فضرب النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يده في يد على وقال : تمسكوا بهذا هو حبل اللّه المتين. «ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسيره (روح المعاني ج 4 ص 16 ط مصر) قال ما لفظه : وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : انى تارك فيكم خليفتين ، كتاب اللّه عزوجل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. (10) قوله تعالى : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران. الآية 144) فممن ذكره ابراهيم بن محمد الحموينى ، قال : أخبرنى الشيخ أبو على بن أبى بكر ابن الحلال اذنا بدمشق ، أخبرتنا الشيخة الأصيلة ام الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن على ابن الخضر سماعا ، أنبأ الشيخان أبو الخير محمد بن احمد بن عمر الباغبانى ومسعود بن الحسن القاسم الثقفي إجازة قالا ، أنبا أبو عمر وعبد الوهاب بن الامام الحافظ أبى عبد اللّه محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ ، قال : أنبا خيثمة بن سليمان ، قال : نبأ أحمد بن حازم الغفاري ، قال : نبأ عمر بن حماد ، نبأ أسباط بن نصر ، قال نبا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس : ان عليا صلوات اللّه عليه كان يقول في حياة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان اللّه عزوجل يقول : الآية لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت وانى لاخوه ووليه وابن عمه ووارثه ومن أحق منى؟ «ومنهم» ابن شهر آشوب أورده من طريق العامة بإسناده عن سعيدين جبير عن ابن عباس في قوله تعالى (أَفَإِنْ ماتَ) الآية. يعنى بالشاكرين على بن أبي طالب عليه السلام ، والمرتدين على أعقابهم الذين ارتدوا عنه (كما في غاية المرام ص 406 ط طهران) (11) قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران. الآية 172) فممن ذكره الفلكي المفسر عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس وعن أبى رافع ، نزلت في على عليه السلام ، وذلك أنه عليه السلام نادى يوم الثاني من احد في المسلمين فأجابوه وتقدم على عليه السلام براية المهاجرين في سبعين رجلا حتى انتهى إلى حمراء الأسد ليرهب العدو وهي سوق على ثلاثة أميال من المدينة ، ثم رجع إلى المدينة وخرج أبو سفيان حتى انتهى إلى الروحا ، فلقى معبد الخزاعي فقال : وما ورائك فأنشده كانت تهد من الأصوات راحلتي *** إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل تردى بأسد كرام لا تنابلة *** عند اللقاء ولا خرق معاذيل فقال أبو سفيان لركب من عبد قيس : أبلغوا محمدا أنى قتلت صناديدكم وأردت الرجعة لاستيصالكم ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ورجع إلى المدينة يوم الجمعة. «ومنهم» ابن شهر آشوب مع التزامه الرواية عن العامة ، قال روى عن أبى رافع بطرق كثيرة : أنه لما انصرف المشركون يوم احد بلغوا الروحا ، قالوا : لا الكواعب أردفتم ولا محمدا قتلتم ، ارجعوا ، فبلغوا ذلك رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، فبعث في آثارهم عليا عليه السلام في نفر من الخزرج فجعل لا يرتحل المشركون من منزل الا نزله على ، فانزل اللّه الآية. وفي خبر أبى رافع أن النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم تفل في جراحه ودعا له ، وبعثه خلف المشركين ونزلت فيه الآية.(كما في غاية المرام ص 407 ط طهران) (12) قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران. الآية 200) فممن ذكره السيد الفاضل الحسن بن مساعد في كتابه قال من طريق المخالفين ان الآية نزلت في رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وعلى وحمزة(كما في غاية المرام ص 408 ط طهران) (13) قوله تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) (النساء ، 69) فممن ذكره أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في أربعين الكاشي) نقل عن عبد اللّه بن عباس في قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) ، قال (مِنَ النَّبِيِّينَ) يعنى محمدا صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (وَالصِّدِّيقِينَ) يعنى عليا ، (وَالشُّهَداءِ) يعنى عليا وجعفرا وحمزة والحسن والحسين ، (وَالصَّالِحِينَ) يعنى سلمان وأبا ذر وصهيبا وبلالا وحباب بن الأزرق وعمار ياسر ، وحسن (أُولئِكَ رَفِيقاً) يعنى في الجنة ، (وَكَفى بِاللّهِ عَلِيماً) يعنى على ان مكان على وفاطمة والحسن والحسين متحد مع مكان رسول اللّه في الجنة. (14) قوله تعالى (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء الآية 83) فممن ذكره الشعبي عن ابن عباس في تفسير مجاهد أن الآية نزلت في على حين استخلفه في مدينة النبي ص. وفي ابانة الفلكي أنها نزلت حين شكا أبو بردة من على (كما في غاية المرام ص 433 ط طهران) (15) قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ) المائدة. الآية 87 فممن ذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 208 ط النجف) أورد خطبة الحسن عليه السلام حين غصب معاوية للخلافة وفيها : ان الذي أشرتم اليه قد صلّى إلى القبلتين ، إلى أن قال عليه السلام : وانه حرم على نفسه الشهوات وامنع من اللذات حتى أنزل اللّه فيه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ) أخرجه مسلم عن ابن عباس. (16) قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (الانعام الآية 82) فممن ذكره العلامة الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي (كما في مناقب الكاشي) روى عن أبى الطيب السامري ، عن بشير بن موسى ، عن النعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان الثوري ، عن مجاهد عن عبد اللّه بن عباس قال في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) : ان هذه الآية اختصت لعلى عليه السلام وقال : واللّه ما آمن احد الا بعد شرك ما خلا أمير المؤمنين على بن أبي طالب ؛ فانه آمن باللّه من غير أن يشرك بطرفة عين أولئك لهم الأمن. (17) قوله تعالى (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (الانعام. الآية 153) فممن ذكره الشيرازي من أعيان العامة أسند إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله تعالى : (هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً) قال يقول : هذا طريق على بن أبي طالب وذريته طريق مستقيم ودين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فانه واضح لا عوج فيه (كما في غاية المرام ص 434 ط طهران) «ومنهم» ابراهيم الثقفي (كما في البحار ج 9 ص 69 ط أمين الضرب ، نقلا عن مناقب ابن شهر آشوب) بإسناده إلى أبى بردة الأسلمي قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبيل فتفرق بكم عن سبيله سألت اللّه أن يجعلها لعلى. (18) قوله تعالى (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (الأعراف. الآية 46) فممن ذكره الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 167 ط المحمدية بمصر) أخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) عن ابن عباس رضى اللّه عنهما أنه قال الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلى ابن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 102 ط اسلامبول) روى الحاكم بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت عند على رضى اللّه عنه فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الآية ، فقال : ويحك يا ابن الكواء نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن أحبنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فدخل النار. وروى الثعلبي عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلى وجعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه وروى في المناقب بسنده عن زاذان عن سلمان الفارسي رضى اللّه عنه قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول لعلى أكثر من عشر مرات : يا على انك والأوصياء من ولدك أعراف بين الجنة والنار لا يدخل الجنة الا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار الا من أنكركم وأنكرتموه. وروى في المناقب بسنده عن مقرون قال : سمعت جعفر الصادق عليه السلام يقول : جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين فسأل عن هذه الآية ، قال : نحن الأعراف ونحن نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذين لا يعرف اللّه عزوجل الا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف يوقفنا اللّه عزوجل يوم القيامة على الصراط ؛ لا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من أنكرنا وأنكرناه ؛ ان اللّه تبارك وتعالى لو شاء لعرف الناس نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله ووجهه الذي يتوجه منه اليه ، فمن عدل عن ولايتنا او فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجرى بأمر ربها لا نفاد له ولا انقطاع. (19) قوله تعالى (وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) (الأعراف الآية 48) فممن ذكره العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 59 ط بمبئى بمطبعة محمدي) روى عن على عليه السلام في قوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) قال : نحن أصحاب الأعراف. (20) قوله تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللّهَ رَمى) (الأنفال. الآية 17) فممن ذكره ابراهيم بن محمد الحموينى ، قال : أخبرنى عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر ، إجازة عن على بن أبي طالب عبد السميع الواسطي ، إجازة عن شاذان القمي قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز ، عن محمد بن أحمد بن على النظيرى ، قال : أنبأ محمد بن الفضيل بن محمد العرانى ، قال : نبأ أبو بكر زيدة ، قال : نبأ الطبرانيّ ، قال : نبأ محمد بن عثمان بن أبى شيبة ، قال : نبأ عمى القاسم ، قال : أنبأ يحيى بن يعلى عن سلمان ابن قر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس : ان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال لعلى : ناولني كفا من حصبا فناوله فرمى به وجوه القوم ، فما بقي أحد منهم الا امتلأت عيناه من الحصى ، فنزلت : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ) الآية «ومنهم» الثعلبي عن سماك حرب عن عكرمة عن ابن عباس نحوه. (كما في غاية المرام ص 407 ط طهران) (21) قوله تعالى (وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (الأنفال. الآية 33) فممن ذكره العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 45 ط بمبئى بمطبعة محمدي) أورد في الصواعق في قوله تعالى : (وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) أن المراد أهل البيت كما قال النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لامتى (22) قوله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (الأنفال الآية 25) فممن ذكره العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 9 ص 134 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) روى ان الزبير كان يساير النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يوما إذ أقبل على فضحك اليه الزبير فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : كيف حبك لعلى فقال : يا رسول اللّه بأبى أنت وأمي انى أحبه كحبي لولدي أو أشد حبا ، قال : فكيف إذا أنت سرت اليه تقاتله ثم ختم الآية بقوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ). (23) قوله تعالى (وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) (التوبة. الآية 74) فممن ذكر نزولها في على أبو جعفر الطبري أسنده إلى ابن عباس وقد تقدم الحديث في ذيل آية (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ). (كما في غاية المرام ص 439 ط طهران) (24) قوله تعالى «(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس. الآية 58) فممن ذكره العلامة الگنجى الشافعي في كفاية الطالب (ص 112 ط الغرى) أخبرنا الأئمة صدر صدور الشام سفير الخلافة المعظمة قاضى القضاة أبو المفضل يحيى بن قاضي القضاة حجة الإسلام أبى المعالي محمد بن على القرشي بدمشق والحافظ محمد بن محمود البغدادي بها والحافظ يوسف بن خليل بن عبد اللّه بحلب ، قالوا : أخبرنا بقية الأدباء زيد بن الحسن الكندي ، أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا زين الحفاظ وشيخ أهل الحديث أبو بكر أحمد بن على الخطيب ، أخبرنا أبو عمر بن مهدى ، أخبرنا ابو العباس ابن عقدة الحافظ ، حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ؛ حدثنا نصر بن مزاحم ؛ حدثنا محمد بن مروان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس في قوله عزوجل : (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ) ، قال : فضل اللّه النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ورحمته على بن أبي طالب. رواه الخطيب في تاريخه وأخرجه ابن عساكر عنه في كتابه ، (25) قوله تعالى (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (هود. الآية 12) العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 57 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن مناقب ابن مردويه وفخر الدين الرازي وعلى بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن الامام جعفر الصادق عليه السلام نزول الآية في على بن أبي طالب. (26) قوله تعالى (أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد : الآية 28) فممن ذكره العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 13 ص 134 ط مصر) روى عن على كرم اللّه تعالى وجهه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال حين نزلت : ذلك من أحب اللّه ورسوله وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا «ومنهم» ابن بطريق في المستدرك (على ما في البحار ج 9 ص 76 ط كمپانى) روى الحافظ أبو نعيم بإسناده عن أبى داود عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ ، أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) أتدرى من هم يا بن ام سليم؟ قلت : من هم يا رسول اللّه؟ قال : نحن أهل البيت وشيعتنا (27) قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (الرعد. الآية 41) فممن كره العلامة ابن شهر آشوب من طريق العامة عن تفسير وكيع وسفيان والسدى وأبى صالح ان عبد اللّه بن عمر قرء قوله تعالى : (أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) يوم قتل أمير المؤمنين عليه السلام وقال : يا امير المؤمنين لقد كنت الطرف الأكبر في العلم اليوم نقص علم الإسلام ومضى ركن الايمان «ومنهم» الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك عن سمى عن أبى صالح قال لما قتل على بن أبي طالب قال ابن عباس : هذا اليوم نقص العلم من أرض المدينة (كما في غاية المرام ص 444 ط طهران) (28) قوله تعالى (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) (ابراهيم. الآية 27) فممن ذكره الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا). الآية : قال بولاية أمير المؤمنين على بن أبي طالب (كما في البحار ج 9 ص 109 ط أمين الضرب) «ومنهم» الجبري عن ابن عباس في قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللّهُ). الآية ، قال : بولاية على بن أبي طالب عليه السلام (كما في غاية المرام ص 400 ط طهران) (29) قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (ابراهيم. الآية 28) فممن ذكره مجاهد (كما في غاية المرام ص 356 ط طهران) قال أى بنو أمية محمدا وأهل بيته. (30) قوله تعالى (وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ) (النحل. الآية 38) فممن ذكره أبو بكر بن أبى شيبة عن ابن فضيل عن الأعمش عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ). الآية قال لعلى بن أبي طالب. (كما في البحار ج 9 ص 103 ط أمين الضرب) (31) قوله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (الاسراء. الآية 26) فممن ذكره العلامة ملا معين الكاشفى في معارج النبوة (ج 1 ص 227 ط لكنهو) لما نزل جبرئيل إلى رسول اللّه بقوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ، قال رسول اللّه : من ذو القربى وما حقه؟ قال : هو فاطمة فأعطها فدك. «ومنهم» العلامة الثعلبي في تفسيره كما في كفاية الخصام (ص 415 ط طهران) روى عن السدى عن أبى الديلمي عن على بن الحسين قال نحن ذو القربى. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 119 ط اسلامبول). اخرج الثعلبي في تفسيره قال على بن الحسين رضى اللّه عنهما لرجل من أهل الشام : أنا ذو القرابة التي امر اللّه ان يؤتى حقه. وأخرج في مجمع الفوائد عن أبى سعيد قال : لما نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ، دعا النبي فاطمة فأعطاها فدك «ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسير روح المعاني (الجزء الخامس عشر ص 58 ط المنيرية): وأخرج ابن جرير عن على بن الحسين رضى اللّه تعالى عنهما ، انه قال لرجل من أهل الشام : أقرأت القرآن؟ قال : نعم ، إلى أن قال : وما أخرجه البزار وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدري من انه لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلّى اللّه تعالى فاطمة فأعطاها فدكا. (32) قوله تعالى «(إِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً)» (الاسراء. الآية 28) فممن ذكره الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي) روى عن عمر بن يحيى بمكة عن على بن عبد العزيز البغوي عن أبى نعيم الفضل بن دكين عن سليمان عن الأعمش عن ابراهيم عن أبيه عن أبى ذر الغفاري قال في قوله تعالى : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) ان هذه الآية نزلت في على وفاطمة حيث أهدى ملك حبشة إلى رسول اللّه عشرة إماء (33) قوله تعالى (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (الاسراء الآية 81) فممن ذكره العلامة أبو بكر الشيرازي في «نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين» عن قتادة عن ابن المسيب عن أبى هريرة قال قال لي جابر بن عبد اللّه : دخلنا مع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم في البيت وحوله ثلاثمائة وستون صنما فأمر بها رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فألقيت كلها لوجوهها وكان على البيت صنم طويل يقال له : هبل ، فنظر النبي إلى على عليه السلام إلى ان قال : واستويت عليه ، فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة لو أردت ان امسك السماء لمسكتها بيدي فألقيت هبلا عن ظهر الكعبة ، فأنزل اللّه : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) «ومنهم» أبو المؤيد موفق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن على بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخ شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ أخ والدي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن سحرة القاضي إملاء ، حدثنا عبد اللّه بن روح الفرائضى حدثنا سيابة سوار حدثنا نعيم بن حكيم حدثنا أبو مريم عن على بن أبي طالب كرم اللّه وجهه نحوه (كما في غاية المرام ص 430 ط طهران) (34) قوله تعالى (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) (طه. الآية 82) فممن ذكره العلامة الهيتمى في الصواعق (ص 151 ط المحمدية بمصر) قال ثابت البناني اهتدى إلى ولاية أهل بيته ص وجاء ذلك عن أبى جعفر الباقر أيضا. «ومنهم» الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 110 ط اسلامبول) أخرج أبو نعيم الحافظ عن عون بن أبى جحيفة عن أبيه عن على كرم اللّه وجهه قال في هذه الآية اهتدى إلى ولايتنا. وأخرج الحاكم الحديث بثلاثة طرق. وأخرج صاحب المناقب الحديث بأربعة طرق. «ومنهم» العلامة السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 37 ط الاعلامية بمصر) عن ثابت البناني رضى اللّه عنه قال : اهتدى إلى ولاية اهل البيت وجاء ذلك عن ابى جعفر الباقر ايضا. (35) قوله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ، وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (طه. الآية 124) فممن ذكره ابو صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ). الآية ، اى من ترك ولاية على أعماه اللّه وأصمه عن الهدى (كما في البحار ج 9 ص 102 ط أمين الضرب) «ومنهم» جعفر بن محمد الاوى معنعنا عن ابن عباس رض في قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي). الآية ، ان من ترك ولاية على بن أبي طالب أعماه اللّه وأصمه عن الهدى (كما في البحار ج 9 ص 110 ط أمين الضرب) (36) قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) (طه. الآية 135) فممن ذكره الأعمش عن ابى صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (فَسَتَعْلَمُونَ) ، الآية هو واللّه محمد واهل بيته (وَمَنِ اهْتَدى) هم اصحاب محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (كما في غاية المرام ص 405 ط طهران) (37) قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (الحج. الآية 14) فممن ذكره العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 53 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن مردويه عن مجاهد أن قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ، نزل في على وحمزة وعبيدة حيث قاتلوا مع عتبة وشيبة. (38) قوله تعالى (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) (الحج. الآية 19) فممن ذكره الحافظ البخاري في صحيحه (ج 6 ص 98 ط مصر المأخوذ من الاميرية) حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا معمر بن سليمان ، قال : سمعت أبى ، قال : حدثنا أبو مجلز عن قيس بن عباد عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه ، قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلت (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) ، قال : هم الذين بارزوا يوم بدر على وحمزة وعبيدة وشبية بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا هشيم ، أخبرنا أبو هاشم عن أبى مجلز عن قيس بن عباد عن أبى ذر رضى اللّه عنه أنه كان يقسم فيها أن هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه بنحو المتقدم. «ومنهم» أبو عبد اللّه مسلم بن حجاج النيسابوري في صحيحه (ج 8 ص 245 ط محمد على صبيح بمصر) حدثنا عمرو بن زرارة ، حدثنا هشيم عن أبى هاشم عن أبى مجلز عن قيس بن عباد ، قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما ان (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلى الحديث. «ومنهم» العلامة الحاكم في المستدرك (ج 2 ص 386 ط حيدرآباد الدكن) حدثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب الفقيه بمصر ، ثنا سعيد ابن يحيى الأموي ، حدثني أبى ، حدثني سفيان بن سعيد الثوري عن أبى هاشم الواسطي أظنه عن أبى مجلز عن قيس بن عباد عن على بن أبي طالب رضى اللّه عنه بعين ما تقدم عن الصحيحين ، ثم قال : وقد اتفق الشيخان على إخراجه كما حدثناه أبو زكريا العنبري ، ثنا محمد بن عبد السلام ، ثنا إسحاق ، أنبأ وكيع ، ثنا سفيان عن أبى هاشم الرماني يحيى بن دينار الواسطي عن أبى مجلز لا حق بن حميد السدوسي عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقسم : لنزلت هذه الآية في هؤلاء الرهط الستة على وحمزة وعبيدة الحديث. وقد تابع سليمان التيمي أبا هاشم على روايته عن ابى مجلز عن قيس عن على مثل الاول أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب ، ثنا حامد بن أبى حامد المقري ، ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو جعفر الرازي عن سليمان التيمي عن لاحق بن حميد عن قيس بن عباد عن على رضى اللّه عنه بعين ما تقدم ، وزاد قال على : وأنا اول من يجثو للخصومة على ركبتيه بين يدي اللّه يوم القيامة ، ولقد صح الحديث بهذه الروايات عن على كما صح عن ابى ذر الغفاري. «ومنهم» العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص 230 ط الهندية بمصر) أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن ابراهيم المزكى ، قال : أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف ، قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : أخبرنا عمرو بن مرزوق ، قال : أخبرنا شعبة عن أبى هاشم عن أبى مجلز عن قيس بن عبادة قال : سمعت أبا ذر يقول : اقسم باللّه ، ثم ذكر بنحو ما تقدم رواه البخاري عن حجاج بن منهال عن هشيم بن هاشم أخبرنا أبو بكر الحارث ، قال : أخبرنا ابو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا هلال بن بشر قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب ، قال : أخبرنا سليم التيمي عن ابى مجلز عن قيس بن عباد عن على بنحو ما تقدم. «ومنهم» العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 23 ص 29 ط البهية بمصر) روى قيس بن عبادة عن ابى ذر الغفاري انه كان يحلف باللّه ان هذه الآية نزلت في ستة نفر من قريش تبارزوا يوم بدر حمزة وعلى إلى آخر ما تقدم. وقال على عليه السلام : انا اول من يجثو للخصومة بين يدي اللّه تعالى يوم القيامة «ومنهم» العلامة الطحاوي في مشكل الآثار (ج 2 ص 268 ط حيدرآباد الدكن). حدثنا يزيد بن سنان ، ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي صاحب السلعة ، ثنا التيمي عن ابى مجلز عن قيس بن عباد ، قال : قال على بيننا نزلت هذه الآية في مبارزى يوم بدر (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار. حدثنا حسين بن نصر : سمعت يزيد بن هارون ، ثنا سليمان التيمي عن ابى مجلز ، عن قيس بن عباد قال : تبارز حمزة وعلى وعبيدة بن الحارث رضى اللّه عنهم وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فنزلت فيهم : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ). حدثنا بكار بن قتيبة ، ثنا مؤمل بن اسماعيل ، ثنا سفيان عن ابى هاشم عن ابى مجلز ، عن قيس بن عباد : سمعت أبا ذر يقسم باللّه قسما لنزلت هذه الآية (هذانِ خَصْمانِ) ، الآية في ستة من قريش ، حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث رضى اللّه عنهم وعتبة بن أبى ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ، والآية الأخرى (إِنَّ اللّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ). «ومنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 ، أورد في تفسيره المعروف (الجامع لأحكام القرآن ج 12 ص 25 ط القاهرة 1357 ه) روايات دالة على أنها نزلت في شأن أمير المؤمنين ، وقال على عليه السلام : انى لاول من يجثو للخصومة بين يدي اللّه يوم القيامة ، إلى آخر ما قدمناه. «ومنهم» العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، قال في تفسير بحر المحيط (ج 6 ص 360 ط مطبعة السعادة بمصر) ما لفظه : قال قيس بن عباد وهلال بن يساف : نزلت في المتبارزين يوم بدر حمزة وعلى وعبيدة ابن الحرث إلى أن قال : وعن على : أنا أول من يجثو يوم القيامة للخصومة بين يدي اللّه تعالى إلخ. «ومنهم» العلامة ابن كثير في تفسيره (ج 3 ص 212 ط مصطفى محمد بمصر) ثبت في الصحيح من حديث أبى مجلز عن قيس بن عباد عن أبى ذر انه كان يقسم قسما ان هذه الآية فذكر بنحو ما تقدم قال البخاري : حدثنا حجاج بن المنهال ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبى ، حدثنا أبو مجلز عن قيس بن عباد عن على بن أبي طالب انه قال : أنا اول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلت : (هذانِ خَصْمانِ) الآية هم الذين بارزوا يوم بدر على وحمزة إلخ «ومنهم» العلامة ابن الأثير في جامع الأصول (ج 2 ص 322 ط السنة المحمدية بمصر) أخرج البخاري عن على بن أبي طالب قال : أنا اول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن يوم القيامة ، قال قيس بن عباد : فيهم نزلت (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) ، قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر على وحمزة وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ، ثم قال : وفي رواية ان عليا قال : نزلت في مبارزتنا يوم بدر (هذانِ خَصْمانِ) الآية. وأخرج البخاري ومسلم عن أبى ذر الغفاري رضى اللّه عنه قال قيس بن عباد : سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ، حمزة وعلى وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة. «ومنهم» العلامة الگنجى في كفاية الطالب (ص 120 ط الغرى) بالاسناد المتقدم عنه في ذيل قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، المبدو بالمقرى والمنتهى إلى يزيد بن شراحيل قال في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) ، قيل نزلت في قصة بدر في حمزة وعلى عليه السلام وعبيدة بن الحارث لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد. «ومنهم» العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 17 ص 76 بهامش الطبري ط الميمنية بمصر) عن ابى ذر الغفاري أنها نزلت في ستة نفر من المسلمين : على وحمزة وعبيدة بن الحارث ، ومن المشركين عتبة وشيبة والوليد بن عتبة ، فقال على رضى اللّه عنه : أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي اللّه تعالى يوم القيامة. «ومنهم» العلامة الهيتمى في الصواعق (ص 124 ط المحمدية بمصر) وأخرج البخاري عن على رضى اللّه عنه انه قال : انا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس وفيمن نزلت هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) ، قال : هم الذين بارزوا يوم بدر ، على وحمزة إلخ. «ومنهم» العلامة السيوطي في «لباب النقول في أسباب النزول» (ص 150 ط الهندية بمصر) أخرج الشيخان وغيرهما عن أبى ذر ، قال : نزلت هذه الآية في حمزة وعبيدة وعلى بن أبي طالب وشيبة وعتبة والوليد. وأخرج الحاكم عن على قال : فينا نزلت هذه الآية في مبارزتنا يوم بدر. وأخرج من وجه آخر عنه قال : نزلت في الذين بارزوا يوم بدر حمزة وعلى إلخ «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 89 ط مصر سنة 1356) أخرج مسلم في صحيحه في قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ) إلى قوله : (لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، نزلت في على وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 207 ط محمد أمين الخانجى) أخرج البالسي عن أبى ذر أنه كان يقسم لنزلت هذه الآية في على وحمزة وعبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. (39) قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (المؤمنون. الآية 74) فممن ذكره المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 49 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن المحدث الحنبلي في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) ، ان الصراط هو محمد وآل محمد. ونقل عن ابن مردويه عن على كرم اللّه وجهه قال : ان الصراط المستقيم محبتنا أهل البيت «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 114 ط اسلامبول) أخرج الحموينى بسنده عن الأصبغ بن نباتة عن على كرم اللّه وجهه في هذه الآية قال : الصراط ولايتنا أهل البيت. (40) قوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (النور الآية 36). فممن ذكره العلامة السيوطي في الدر المنثور (ج 5 ص 50 ط مصر) أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قال : قرء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هذه الآية (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ) ، فقام اليه رجل فقال : أى بيوت هذه يا رسول اللّه؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام اليه أبو بكر فقال يا رسول اللّه هذا البيت منها لبيت على وفاطمة قال : نعم من أفاضلها. «ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسير (روح المعاني ج 18 ص 157 ط المنيرية بمصر) قال ما لفظه : أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قال : قرء رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم هذه الآية (فِي بُيُوتٍ) إلخ فقام اليه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم رجل فقال اى بيوت هذه يا رسول اللّه؟ فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : بيوت الأنبياء عليهم السلام ، فقام اليه أبو بكر رضى اللّه عنه فقال يا رسول اللّه هذا البيت منها لبيت على وفاطمة رضى اللّه عنهما؟ قال : نعم من أفاضلها. (41) قوله تعالى (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ) (النور. الآية 48) فممن ذكره العلامة النيشابوري في تفسيره (ج 18 ص 105 بهامش تفسير الطبري ط الميمنية بمصر) روى عن الضحاك نزلت هذه الآية في المغيرة ابن وابل كان بينه وبين على بن أبي طالب ارض نتقاسما. الحديث. (42) قوله تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) (النور. الآية 52) فممن ذكره جعفر بن محمد بن بشرويه القطان (على ما في البحار ج 9 ص 76 ، الطبع المذكور) بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) ، قال نزلت في على بن أبي طالب عليه السلام. (43) قوله تعالى (يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) (الفرقان الآية 25). فممن ذكره العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 52 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن تفسير الحافظى وعلى بن ابراهيم عن أبى عبد اللّه عليه السلام ان الغمام الذي تشقق السماء به على. (44) قوله تعالى «(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) ، إلى قوله تعالى : (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (الفرقان الآية 29) فممن ذكره محمد بن عبد اللّه الطبرانيّ بسنده إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال وفد على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم إلى آخر ما نقلناه في ذيل قوله تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ). الآية. «ومنهم» صاحب كتاب الصراط المستقيم قال : حدث الحسين بن كثير عن أبيه قال : دخل محمد بن أبى بكر على أبيه وهو يتلوى ، فقال ما حالك؟ قال مظلمة ابن أبى طالب فلو استحللته فقال لعلى في ذلك فقال : قل له ايت المنبر وأخبر الناس بظلامتي فبلغه فقال فما أراد ان يصلّى على أبيك اثنان فقال محمد : كنت عند أبى أنا وعمرو عائشة وأخي فدعا بالويل ثلاثا وقال هذا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يبشرني بالنار وبيده الصحيفة التي تعاقدنا عليها فخرجوا دوني وقالوا يهجر ، فقلت تهذى ، قال : لا واللّه لعن اللّه ابن صهاك فهو الذي صدنى عن الذكر بعد إذ جاءني فما زال يدعو بالثبور حتى غمضته ثم أوصاني لا أتكلم حذرا من الشماتة. (كما في غاية المرام ص 443 ط طهران) (45) قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (الفرقان. الآية 74) فممن ذكره أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي) روى عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عمر في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا) واللّه نزلت هذه الآية في حق على عليه السلام حيث دعا بهذا الدعاء وقوله تعالى : (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا) اى فاطمة وذرياتنا اى الحسن والحسين (46) قوله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء الآية 214) فممن ذكره احمد في مسنده (ج 1 ص 111 ط الاولى بمصر) حدثنا عبد اللّه ثنا ابى ثنا اسود بن عامر ، ثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن على عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال جمع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم من اهل بيته فاجتمع ثلاثون ، فأكلوا وشربوا ، قال : فقال لهم : من يضمن عنى ديني ومواعيدي ويكون معى في الجنة ويكون خليفتي في أهلي إلى ان قال : فقال على رضى اللّه عنه : انا. «ومنهم» العلامة الطبري في تفسيره (ج 19 ص 68 ط الميمنية بمصر) قال حدثنا سلمة قال : ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد اللّه بن عباس عن على بن أبي طالب لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال لي يا على ان اللّه أمرنى أن انذر عشيرتي الأقربين قال فضقت بذلك ذرعا وعرفت انى متى ما انادهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصمت حتى جاء جبرائيل فقال : يا محمد انك الا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة وإملاء لنا عسا من لبن ، ثم اجمع لي بنى عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرنى به ، ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا او ينقصونه فيهم اعماله أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ، ثم ألقاها في نواحي القصعة ، قال خذوا باسم اللّه فأكل القوم حتى مالهم بشيء حاجة ، وما ارى الا مواضع أيديهم وايم اللّه الذي نفس على بيده ان كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ، إلى أن قال : قال رسول اللّه : صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : قد أمرنى اللّه أن أدعوكم اليه ، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخى وكذا وكذا ، فأحجم القوم عنها جميعا وقلت وأنا لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا ، وأخمصهم ساقا : أنا يا نبى اللّه أكون وزيرك ، فأخذ برقبتي ثم قال : ان هذا أخى وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا ، قال ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. «ومنهم» سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 44 ط النجف) قال أحمد في الفضائل ، أخبرنا يحيى بن أبى بكر وابن آدم قالا : حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن حبشي بن جنادة عن السلوى ، وكان قد شهد حجة الوّداع ، قال : سمعت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول في ذلك اليوم : على منى وأنا منه ولا يقضى ديني سواه قيل : قاله يوم نزل عليه (أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ). «ومنهم» العلامة المتقى الهندي في (كنز العمال ج 6 ص 396) وفي منتخب كنز العمال (بهامش المسند ج 5 ص 42 ط القديم بمصر) ابن جرير عن على قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا بنى عبد المطلب انى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرنى اللّه أن ادعو اليه ، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على ان يكون أخى ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ابن جرير وابن ابى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن على قال : لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ، دعاني رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فقال : يا على ان اللّه أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا إلى أن قال : اصنع صاعا من الطعام واجعل عليه رجل شاة إلى أن قال ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا او ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فساق الحديث إلى أن قال : فقال : يا بنى عبد المطلب انى واللّه ما اعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، انى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني اللّه أن أدعوكم اليه فأيكم يوازرني على امرى هذا؟ فقلت ، وأنا أحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبى اللّه أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي وقال ان هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلى. وروى ابن مردويه عن على عليه السلام قال لما نزلت هذه الآية فساق الحديث إلى ان قال قال رسول اللّه ثم قال لهم ومد يده من يبايعني على ان يكون أخى وصاحبي ووليكم من بعدي فمددت يدي وقلت : أنا أبايعك وأنا يومئذ أصغر القوم عظيم البطن فبايعني على ذلك وروى ابن جرير عن على قال : انه قيل له كيف ورثت ابن عمك دون عمك ، فقال جمع رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بنى عبد المطلب وهم رهط كلهم إلى أن قال : قال رسول اللّه : يا بنى عبد المطلب انى بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخى وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم اليه احد فقمت اليه فقمت اليه وكنت من أصغر القوم ، فقال : اجلس ، ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم اليه فيقول لي اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي قال فلذلك ورثت ابن عمى دون عمى. وروى ابن جرير وصححه والطحاوي عن على قال لما نزلت فذكر بنحو ما تقدم ملخصا «ومنهم» الراغب الاصبهانى في «المفردات» (ص 540 كما في الفلك) روى بلفظ أنت أخى ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال كتاب ربهم وسنتي. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 105 ط اسلامبول) روى في مجمع الفوائد لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فساق الحديث بنحو ما تقدم. وروى أحمد في مسنده بسنده عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن على رضى اللّه عنه قال : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أهل بيته فاجتمع ثلاثون نفرا فذكر الحديث ملخصا وروى الثعلبي الحديث في تفسير الآية. (47) قوله تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل الآية 62) أنس بن مالك قال : لما نزلت الآيات الخمس في طس (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً) الآيات انتقض على انتقاض العصفور ، فقال له رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ما لك يا على ، قال : عجبت يا رسول اللّه من كفرهم وحلم اللّه عنهم ، فمسحه رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيده ، ثم قال : ابشر فانه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق ، ولو لا أنت لم يعرف حزب اللّه.(كما في غاية المرام ص 402 ط طهران) (48) قوله تعالى (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) (القصص. الآية 61) فممن ذكره العلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 88 ط مصر سنة 1356) روى عن مجاهد في قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) ، الآية نزلت في على وحمزة وكان الممتنع أبو جهل. «ومنهم» العلامة المذكور في الرياض النضرة (ص 207 ط محمد أمين الخانجى) قال مجاهد : نزلت في على وحمزة وابى جهل. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة روى الحموينى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) قال : نزلت في على وحمزة. (49) قوله تعالى (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (القصص الآية 68) فممن رواه على بن الجعد (كما في غاية المرام ص 331 ط طهران) عن شعبة عن حماد ابن سلمة عن انس قال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : ان اللّه خلق آدم من طين كيف يشاء ويختار ثم قال : ويختاران اختارني واهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا ، فاجعلني الرسول وجعل على بن أبي طالب الوصي ، ثم قال : ما كان لهم الخيرة يعنى ما جعلت للعباد ان يختاروا ولكني اختار من أشاء فأنا واهل بيتي صفوة اللّه وخيرته من خلقه ، ثم قال : سبحان اللّه عما يشركون به كفار مكة. «ومنهم» الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي (كما فيه ايضا) في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر وهو من مشايخ اهل السنة في تفسير هذه الآية يرفعه إلى انس بن مالك ، قال : سألت رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن هذه الآية ، فقال : ان اللّه خلق آدم من الطين كيف يشاء ويختار وان اللّه اختارني واهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا ، فجعلني الرسول وجعل على بن أبي طالب الوصي ، ثم قال : ما كان لهم الخيرة يعنى ما جعلت للعباد ان يختاروا ولكني اختار من أشاء فأنا واهل بيتي صفوته وخيرته من خلقه ، ثم قال : سبحان اللّه يعنى تنزها لله عما يشركون به كفار مكة ، ثم قال : وربك يعنى يا محمد يعلم ما تكن صدورهم من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك وما يعلنون من الحب لك ولأهل بيتك. (50) قوله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص. الآية 83) فممن ذكره أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه (كما في غاية المرام ص 391 ط طهران) قال : حدثنا عبد اللّه بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابو إسحاق ابراهيم بن عبد اللّه المخزومي إملاء من كتابه قال ، حدثنا صالح بن مالك ، قال : حدثنا عبد الغفور ، قال : حدثنا ابو هاشم الرماني عن زاذان ، قال : رأيت عليا عليه السلام يمسك الشسوع بيده ثم يمر في الأسواق فيناول الرجل الشسع ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة ويقرأ هذه الآية ثم يقول هذه الآية نزلت في الولاة وذوى القدرة (51) قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (العنكبوت الآية 8) فممن ذكره محمد بن العباس ، حدثنا محمد بن همام عن عبد اللّه بن جعفر عن الحسن بن زيد عن آبائه ، قال : نزل جبرئيل على النبي فقال : يا محمد يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، فقال : يا جبرئيل لا حاجة لي فيه فخاطبها ثلاثا ، ثم قال لها ان منه الأئمة والأوصياء ، فقالت نعم يا ابتى فحملت بالحسين فحفظها اللّه وما في بطنها من إبليس فوضعته لستة أشهر لم يسمع بمولود ولد لستة أشهر الا الحسين ويحيى بن زكريا فلما وضعته وضع النبي لسانه في فيه فمصه ولم يرضع من أنثى حتى نبتت لحمه ودمه من ريق رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وهو قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً). (52) قوله تعالى (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) (لقمان. الآية 22) فممن ذكره العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 111 ط اسلامبول). أخرج في المناقب عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس رضى اللّه عنه قال نزلت هذه الآية في على ، كان أول من أخلص لله وهو محسن أى مؤمن مطيع (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) هي قول لا اله الا اللّه ، واللّه ما قتل على بن أبي طالب الا عليها. «ومنهم» أبو المؤيد موفق بن أحمد (كما في كفاية الخصام ص 343 ط طهران) روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن رسول اللّه قال لعلى عليه السلام أنت العروة الوثقى. «ومنهم» ابن شاذان في المناقب المائة (كما في كفاية الخصام ص 343 ط طهران). روى عن ابن عباس عن رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قال : أيها الناس ان لله بابا من دخلها أمن من نار جهنم وهول القيامة ، فقام أبو سعيد الخدري وقال : بين لنا ذلك الباب ، فقال .. هو على بن أبي طالب هو أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأخو رسول اللّه وخليفة اللّه على الناس أجمعين ، ثم قال : ايها الناس من أراد ان يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بولاية على ابن أبي طالب ، ولايته ولايتي وطاعته طاعتي ، ومن أراد ان يقتدينى فعليه بولاية على بن أبي طالب والأئمة من ذريتي ، فإنهم خزان علمي ، فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال : كم عددهم يا رسول اللّه؟ فقال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يا جابر رحمك اللّه فقد سألت عن تمام الإسلام عددهم عدد الشهور وهم عند اللّه اثنا عشر في كتاب اللّه وعددهم عدد العيون التي جرت لموسى عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت ، وعددهم عدد نقباء بنى إسرائيل حيث قال وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا ، فالائمة يا جابر اثنا عشر أولهم على بن أبي طالب وآخرهم القائم صلوات اللّه عليهم أجمعين. (53) قوله تعالى (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب. الآية 23) فممن ذكره العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 20 ط النجف) حيث قال : قال عكرمة : الذي ينتظر أمير المؤمنين على. «ومنهم» الگنجى في كفاية الطالب (ص 122 ط الغرى) روى ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين في قوله عزوجل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ) ، الآية قيل : نزل قوله : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) في حمزة وأصحابه كانوا عاهدوا ان لا يولوا الأدبار فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) على بن أبي طالب مضى على الجهاد ولم يبدل ولم يغير. «ومنهم» الشيخ السيد سليمان القندوزى البلخي في ينابيع المودة (ص 96 ط اسلامبول) روى أبو نعيم الحافظ عن ابن عباس وعن جعفر الصادق رضى اللّه عنهم قالا : قال على كرم اللّه وجهه كنا عاهدنا اللّه ورسوله أنا وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله ، فتقدمني أصحابى وخلفت بعدهم ، فأنزل اللّه سبحانه فينا : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة وجعفر وعبيدة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) وما بدلوا تبديلا ، أنا المنتظر وما بدلت تبديلا. وروى عن محمد الباقر رضى اللّه عنه هذا الحديث. (54) قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (الأحزاب. الآية 57) فممن ذكره العلامة الأديب الشهير بأبى حيان الأندلسي المغربي المتوفى سنة 754 ، أورد في شأن نزول الآية الشريفة : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ) ، الآية ، أنها نزلت في حق على بن أبي طالب بقوله : قال مقاتل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون عليا كرم اللّه وجهه ويسمعونه.(البحر المحيط ج 7 ص 249 ط مطبعة السعادة بمصر) (55) قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب الآية 72) فممن ذكره أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في على (كما في غاية المرام ص 396 ط طهران) بالاسناد عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه السلام ان المراد من الامانة ولايته عليه السلام (56) قوله تعالى (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) (فاطر الآية 20) فممن ذكره مالك بن أنس (على ما في البحار ج 9 ص 75 الطبع المذكور) عن ابن شهاب عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى) ، الأعمى أبو جهل ، والبصير أمير المؤمنين عليه السلام (وَلَا الظُّلُماتُ) أبو جهل ، (وَلَا النُّورُ) أمير المؤمنين عليه السلام (وَلَا الظِّلُ) يعنى ظل أمير المؤمنين في الجنة ، (وَلَا الْحَرُورُ) يعنى جهنم ، ثم جمعهم جميعا فقال : (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ) على وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة وخديجة ، (وَلَا الْأَمْواتُ) : كفار مكة. (57) قوله تعالى (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (ص. الآية 28) فممن ذكره العلامة الآلوسى في تفسير (روح المعاني ج 23 ص 171 ط مصر) قال ما لفظه : وفي رواية عن ابن عباس أخرجها ابن عساكر أنه قال : (الَّذِينَ آمَنُوا) على وحمزة وعبيدة بن الحرث رضى اللّه تعالى عنهم والمفسدين في الأرض عتبة والوليد بن عتبة وشيبة وهم الذين تبارزوا يوم بدر ولعله أراد أنهم سبب النزول. «ومنهم» ابن شهر آشوب عن تفسير أبى يوسف النسوى قبيصة بن عقبة عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) نزلت في على وحمزة وعبيدة كالمفسدين في الأرض عتبة وشيبة والوليد. (58) قوله تعالى «(وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) إلى قوله (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)» (الزمر الآية 9) فممن ذكره النيسابوري في روضة الواعظين انه قال عروة بن الزبير سمع بعض التابعين أنس بن مالك يقول : نزلت في على عليه السلام (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ). الآية ، قال الرجل فأتيت عليا وقت المغرب فوجدته يصلّى ويقرأ إلى أن طلع الفجرة ، ثم جدد وضوئه وخرج إلى المسجد وصلّى بالناس صلاة الفجر ثم قعد في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ثم قصده الناس فجعل يقضى بينهم إلى أن قام صلاة الظهر ثم قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر ثم كان يحكم بين الناس ويفتيهم (كما في غاية المرام ص 415 نقلا عن ابن شهر آشوب) (59) قوله تعالى (أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (الزمر. الآية 22) فممن ذكره العلامة الواحدي في أسباب النزول (ص 276 ط الهندية بمصر) قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ). الآية نزلت في حمزة وعلى وأبى لهب وولده فعلى وحمزة ممن (شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ) وابو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر اللّه «ومنهم» العلامة المذكور في الوسيط (كما في البحار ج 9 ص 75 ط أمين الضرب) قال عطاء في قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) فهو على (نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) نزلت في على وحمزة إلى آخر ما تقدم من اسباب النزول. «ومنهم» العلامة البيضاوي في تفسيره (ج 4 ص 96 ط مصطفى محمد بمصر) الآية نزلت في حمزة وعلى وابى لهب وولده. «ومنهم» العلامة ابو عبد اللّه محمد بن احمد الأنصاري القرطبي في تفسيره المشهور (ج 15 ص 247 ط القاهرة 1357 ه) ان المراد بمن (شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) على ما ذكره المفسرون على عليه السلام. «ومنهم» العلامة محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 207 ط محمد أمين الخانجى) ذكر الواحدي وابو الفرج : نزلت في على وحمزة وابى لهب وأولاده فعلى وحمزة شرح اللّه صدرهما للإسلام وابو لهب وأولاده قست قلوبهم «ومنهم» العلامة المذكور في ذخائر العقبى (ص 88 ط مصر سنة 1356) ذكر الواحدي أن الآية نزلت في على وحمزة وكان أبو لهب ممن قسى قلبه. (60) قوله تعالى (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) (الزمر. الآية 29) فممن ذكره ابو على الطبرسي قال روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد إلى على عليه السلام انه قال : أنا ذلك الرجل السلم لرسول اللّه (كما في غاية المرام ص 414 ط طهران) (61) قوله تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر الآية 56) فممن ذكره محمد بن ابراهيم المعروف بابن زينب النعماني (كما في غاية المرام ص 341 ط طهران) رواه من طريق العامة قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه بن معمر الطبرانيّ بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب ، قال : حدثنا أبى ، قال : حدثنا على بن هاشم والحسن بن السكن ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام ، قال : أخبرنى أبى ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال : وفد على رسول اللّه اهل اليمن ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا فلما دخلوا على رسول اللّه قال قوم رقيقة قلوبهم راسخ ايمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيّي حمايل سيوفهم المسك فقال يا رسول اللّه ومن وصيك؟ فقال هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به فقال عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فقالوا يا رسول اللّه بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال : هو قول اللّه الا بحبل من اللّه وحبل من الناس فالحبل من اللّه كتابه والحبل من الناس وصيّي ، فقالوا يا رسول اللّه ومن وصيك؟ فقال : هو الذي انزل فيه : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) ، فقالوا يا رسول اللّه وما جنب اللّه؟ فقال هو الذي يقول فيه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) هو وصى السبيل إلى من بعدي فقالوا يا رسول اللّه بالذي بعثك بالحق أرناه فقد اشتقنا اليه ، فقال : هو الذي جعله اللّه آية للمتوسمين فان نظرتم اليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم انه وصيّي كما عرفتم انى نبيكم ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت اليه قلوبكم فانه هو ، لان اللّه عزوجل يقول في كتابه واجعل افئدة من الناس تهوى اليه وإلى ذريته عليه السلام ، قال : فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين وأبو غرة الخولاني في الخولانيين وظبيان وعثمان بن قيس وغربة الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد الأصلع البطين وقالوا : إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول اللّه ، فقال النبي أنتم نخبة اللّه حين عرفتم وصى رسول اللّه قبل ان تعرفوه ، فيم عرفتم انه هو ، فرفعوا أصواتهم يبكون فقالوا يا رسول اللّه نظرنا إلى القوم فلم نبخس لهم ولما رأيناه رخمت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا فانجاشت أكبادنا وهملت أعيننا وتبلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون ، فقال النبي : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى ، وأنتم عن النار مبعدون ، قال فبقى هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع امير المؤمنين الجمل وصفين فقتلوا بصفين «ره» وكان النبي يبشرهم بالجنة وأخبرهم انهم يستشهدون مع على بن أبي طالب كرم اللّه وجهه. «ومنهم» صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة ، قال يروى عن أبى بكر ، قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم خلقت أنا وأنت يا على من جنب اللّه تعالى فقال يا رسول اللّه ما جنب اللّه تعالى؟ قال : سر مكنون وعلم مخزون لم يخلق اللّه منه سوانا ، فمن أحبنا وفي بعهد اللّه ومن أبغضنا فانه يقول في آخر نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب اللّه (62) قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) (فصلت. الآية. 29) فممن ذكره صاحب كتاب الصراط المستقيم عن القاسم بن جندب عن ابن عباس في قوله تعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) ، هما الاول والثاني. «ومنهم» عكرمة وهو من الخوارج عن ابن عباس ، قال عليه السلام : يعنى عليا أول من يدخل الناس في مظلمتي عتيق وابن الخطاب وقرء الآية ، قال : وروى أنها لما نزلت دعاهما النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وقال فيكما نزلت (كما في غاية المرام ص 444 ط طهران) (63) قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) (الشورى. الآية 23) فممن ذكره العلامة الآلوسى في تفسير روح المعاني (ج 25 ص 31 ط مصر) قال ما لفظه : وقيل المراد بالحسنة المودة في قربى الرسول صلّى اللّه تعالى عليه وسلّم وروى ذلك عن ابن عباس والسدى. «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 118 ط اسلامبول) أخرج الثعلبي بسنده عن ابن مالك عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال : اقتراف الحسنة المودة لال محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم. وروى الحافظ جلال الدين الزرندي عن الحسن بن على رضى اللّه عنهما قال في خطبته : اقتراف الحسنة مودتنا. (64) قوله تعالى (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً) (الزخرف. الآية 28) فممن ذكره العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 117 ط اسلامبول). روى في المناقب عن ثابت الثمالي عن على بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين على عليه السلام قال : فينا نزل قول اللّه عزوجل (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً) في عقبه لعلهم يرجعون اى جعل الامامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة (65) قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (الزخرف الآية 44) فممن ذكره ابن المغازلي الشافعي ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى القندجانى ، قال : حدثنا هلال بن محمد الحفار ، قال : حدثنا اسماعيل بن على ، قال : حدثنا أبى ، قال : حدثنا على بن موسى الرضا ، قال : حدثنا أبى موسى بن جعفر ، قال : حدثنا أبى جعفر ، قال : حدثنا أبى محمد بن على الباقر عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : قال رسول اللّه في حجة الوداع وذكر حديثا تقدم في الباب التاسع والثمانين وفي آخره ثم نزلت (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من امر على انك على صراط مستقيم وان عليا لعلم للساعة ولك ولقومك وسوف تسألون عن على بن أبي طالب. (66) قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ) (الزخرف الآية 61) فممن ذكره العلامة الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 160 ط المحمدية بمصر) قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين : ان هذه الآية نزلت في المهدى وستأتى الأحاديث المصرحة بانه من اهل البيت النبوي ، وحينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلى رضى اللّه عنهما ، وأن اللّه ليخرج منهما كثيرا طيبا ، وأن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة وسر ذلك أنه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم ودعا لعلى بمثل ذلك (67) قوله تعالى (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان الآية 29) فممن ذكره جعفر بن محمد الرزاز (كما في كامل الزيارة) عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن داود بن عيسى الأنصاري عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن ابراهيم النخعي قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام فجلس في المسجد واجتمع أصحابه حوله ، فجاء الحسين عليه السلام حتى قام بين يديه فوضع يده على رأسه فقال : يا بنى ان اللّه عير أقواما بالقرآن فقال : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) ، وأيم اللّه لتقتلن من بعدي ثم تبكيك السماء والأرض ورواه سعد بن عبد اللّه عن محمد بن حسين بن أبى الخطاب مثله «ومنهم» الثعلبي في تفسيره : قال السدى لما قتل الحسين عليه السلام بكت عليه السماء وبكائها حمرتها ، قال : حكى ابن سيرين ان الحمرة لم تر قبل قتله. وعن سليم القاضي مطرنا دما ايام قتله ، (كما في غاية المرام ص 447 ط طهران) (68) قوله تعالى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (الجاثية الآية 21) فممن ذكره خطيب خوارزم في كتاب المناقب على ما نقل عنه : ان الآية نزلت في على وحمزة وعبيدة بن الحارث في غزوة بدر «ومنهم» العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 21 ط النجف الأشرف) نقل السدى عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) ، الآية نزلت في على عليه السلام يوم بدر ، فالذين (اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) عتبة وشيبة والوليد بن مغيرة ، و (كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) على عليه السلام. (69) قوله تعالى «(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) إلى قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)» (محمد. الآية 22) فممن ذكره الثعلبي في تفسيره ، في تفسير قوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ) ، الآية ، ان الآية نزلت في بنى أمية (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) «ومنهم» محمد بن العباس ، قال حدثنا محمد بن أحمد الكاتب عن حسين ابن خزيمة الرازي عن عبد اللّه بن بشير عن أبى هودة عن اسماعيل بن عباس عن جويبر عن الضحاك عن ابن عياش في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) الآية ان الآية نزلت في بنى أمية وبنى المغيرة (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ). «ومنهم» صاحب كتاب صراط المستقيم ، قال : أسند سليم إلى معاذ بن جبل انه عند وفاته دعا على نفسه بالويل والثبور ، قلت : انك لتهذى ، قال : لا واللّه قلت فلم ذلك؟ قال : لموالاتي (لممالاتى خ ل) عتيقا وعمر على ان أزوي خلافة رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عن على قال وروى مثل ذلك عن عبد اللّه بن عمر ان أباه قاله قال وروى عن محمد بن أبى بكر أن أباه قاله وزاد فيه ان أبا بكر قال هذا رسول اللّه ومعه على بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة وهو يقول وقد وفيت بها وتظاهرت على ولى اللّه أنت وأصحابك فابشر بالنار في أسفل السافلين ثم لعن ابن صهاك وقال هو الذي صدنى عن الذكر بعد إذ جاءني قال قال العباس بن حارث الزمخشرىّ في فائقه : ونزل (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً) الآيتان (كما في غاية المرام ص 445 ط طهران) (70) قوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) (الفتح. الآية 18) فممن ذكره الگنجى الشافعي في كفاية الطالب (ص 120 ط الغرى) ذكر الحافظ الخوارزمي في كتابه في قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) قال : نزلت في أهل الحديبية وأولى الناس بهذه الآية على بن أبي طالب لأنه تعالى قال : (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) أجمعوا على انه يعنى يوم فتح خيبر وكان ذلك على يد على بن أبي طالب بإجماع منهم. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 54 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن أخطب خوارزم في المناقب عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري نزول الآية في أهل البيت وأنهم أحق بها من غيرهم بعين ما تقدم. (71) قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحجرات الآية 15) فممن ذكره محمد بن العباس ، حدثنا على بن عبد اللّه بن ابراهيم عن محمد بن على عن جعفر بن عباس عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس انه قال : في قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) الآية : قال ابن عباس : ذهب على عليه السلام بشرفها وفضلها(كما في البحار ج 9 ص 114 ط أمين الضرب) (72) قوله تعالى (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات الآية 17) فممن ذكره الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي مخطوط) روى في قوله تعالى : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) أن الآية نزلت في على عليه السلام حيث يستريح ثلثا من الليل ثم يشتغل في الثلثين الآخرين بالعبادة. (73) قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر الآية 54) فممن ذكره العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 48 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن ابن مردويه في المناقب عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ما ترجمته قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : أول من يدخل الجنة على بن أبي طالب ، قال أبو دجانة أما أخبرتنا يا رسول اللّه ان الجنة حرام على الأنبياء حتى أدخل أنا وحرام على سائر الأمم حتى يدخل أمتي؟ قال : بلى أما علمت أن لله لواء من نور وعمودا من الياقوت كتب عليه لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه وآل محمد خير البرية وصاحب اللواء وامام القيامة على بن أبي طالب ، ثم قال : ما من عبد أحبك واحسن إليك الا بعثه اللّه معنا يوم القيامة ، ثم قرء : (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) ونقل عن مناقب الخصيب عن جابر ما ترجمته قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم لعلى : من أحبك وتولاك جعله اللّه معنا في منزلنا ، ثم تلا (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) «ومنهم» العلامة الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 132 ط اسلامبول) اخرج موفق الخوارزمي عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على ان من أحبك وتولاك اسكنه اللّه الجنة معنا ثم تلا : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ). (74) قوله تعالى (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) (الحديد الآية 25) فممن ذكره السدى في تفسيره عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) ، الآية ، قال : انزل اللّه آدم ومعه من الجنة سيف ذى الفقار خلق من ورق آس الجنة ، ثم قال : (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) ، فكان يحارب به آدم أعداءه من الجن والشياطين وكان عليه مكتوب لا يزال انبيائى يحاربون به نبى بعد نبى وصديق بعد صديق حتى يرثه أمير المؤمنين فيحارب به مع النبي الأمي ومنافع للناس لمحمد وعلى ، (إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) منيع بالنقمة من الكفار لعلى بن أبي طالب (كما في غاية المرام ص 418 ط طهران) (75) قوله تعالى (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) (المجادلة الآية 7) أسند أبو جعفر الطبري إلى ابن عباس ان سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا فيها على قتل على ودفعوها إلى أبى عبيدة بن الجراح أمين قريش ، فنزلت : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ). الآية ، فطلبها النبي منه فدفعها اليه ، فقال كفرتم بعد إسلامكم فحلفوا باللّه أنهم لم يهموا بشيء منه ، فأنزل اللّه (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) (كما في غاية المرام ص 439 ط طهران) (76) قوله تعالى (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (الحشر الآية 10) فممن ذكره محمد بن العباس من طريق العامة قال : حدثنا على بن عبيد اللّه عن ابراهيم بن محمد عن يحيى بن صالح عن الحسين الأشقر عن عيسى بن راشد عن أبى نصير عن عكرمة عن ابن عباس قال : فرض اللّه الاستغفار لعلى عليه السلام في القرآن على كل مسلم وهو قوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وهو سابق الامة(كما في غاية المرام ص 413 ط طهران) (77) قوله تعالى (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) (الحشر. الآية 20) فممن رواه ابو المؤيد موفق بن أحمد (كما في غاية المرام ص 328 ط طهران) قال : أنبأنى سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلى من همدان ، قال : أخبرنا عبدوس بن محمد بن عبدوس الهمداني من كتابه ، حدثنا ابو الحسين أحمد بن محمد البزاز ببغداد ، حدثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون بن محمد الضبي ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ عن محمد بن أحمد القطواني حدثهم قال : حدثنا ابراهيم بن انس الأنصاري ، حدثنا ابراهيم بن جعفر بن محمد بن سلمة عن ابى الزبير عن جابر قال : كنا عند النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم فأقبل على بن أبي طالب رضى اللّه عنه فقال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة (78) قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف الآية 4) فممن ذكره محمد بن عباس من طريق العامة ، قال : حدثنا على بن عبيد ومحمد ابن القاسم قالا جميعا : حدثنا الحسين بن الحكم عن حسن بن حسين عن حيان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس في هذه الآية قال : نزلت في على وحمزة وعبيدة بن الحارث وسهل بن حنيف والحارث بن الصرة وابى دجانة الأنصاري. وذكر هو أيضا من طريق العامة قال : حدثنا الحسين بن محمد عن حجاج بن يوسف عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدى عن الضحاك عن ابن عباس نحوه. وذكر هو أيضا من طريق العامة عن عبد العزيز بن يحيى عن ميسرة بن محمد عن ابراهيم ابن محمد عن ابن فضيل عن حسان بن عبيد اللّه عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس رحمه اللّه قال : كان على عليه السلام إذا صف إلى القتال كأنه بنيان مرصوص يتبع ما قال اللّه فيه فمدحه اللّه وما قتل من المشركين كقتله احد «ومنهم» الجبري عن ابن عباس أنها نزلت في على وحمزة وعبيدة وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة وابى دجانة (كما في غاية المرام ص 413 ط طهران) (79) قوله تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) (الجمعة. الآية 11) فممن ذكره مجاهد وأبو يوسف ويعقوب بن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالى الآية : ان دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه ، فنفر الناس اليه الا على والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب وتركوا النبي قائما يخطب على المنبر ، فقال النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : لقد نظر اللّه إلى مسجدى يوم الجمعة فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدى لأضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ونزل فيهم (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ). الآية.(كما في غاية المرام ص 412 ط طهران) (80) قوله تعالى (فَآمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) (التغابن الآية 8) فممن ذكره الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 117 ط اسلامبول) روى في المناقب عن على بن الحسين عليه السلام ، ان اللّه متم الامامة وهي النور وذلك قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا). الآية ثم قال : النور هو الامام. أسند أبو جعفر الطبري إلى ابن عباس : أن التور في الآية ولاية على بن أبي طالب عليه السلام (كما في غاية المرام ص 437 ط طهران) (81) قوله تعالى (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الملك. الآية 22) روى عن عبد اللّه بن عمر أنه قال لي : ابتغ هذا الأصلع فانه أول الناس إسلاما والحق معه ، فانى سمعت النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم يقول في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَمْشِي). الآية : الناس مكبون على الوجه غيره (كما في غاية المرام ص 435 ط طهران) (82) قوله تعالى (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (الملك. الآية 27) فممن ذكره الحاكم لحسكانى بالأسانيد الصحيحة عن الأعمش لما رأوا لعلى بن أبي طالب عند اللّه من الزلفى (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى الذين كذبوا. كما في مجمع البيان) ج 10 ص 320 ط مكتبة الإسلامية بطهران) «ومنهم» الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 101 ط النجف) روى الحاكم بسنده عن الأعمش عن محمد الباقر وجعفر الصادق رضى اللّه عنهما قال : لما رأى المخالفون المحاربون لعلى كرم اللّه وجهه انه عند اللّه من الزلفى (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) نعمة اللّه التي هي امامة على ، وقيل (هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) اى مخالفة على ومحاربته وقتاله (83) قوله تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) (القلم الآية 1) فممن ذكره الطبرسي قال : أخبرنا السيد أبو الحمد مهدى بن نزار الحسيني ، قال : حدثنا الحاكم أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الشيرازي قال : حدثنا أبو بكر الجرجاني قال : حدثنا أبو احمد البصري قال : حدثني أبو عمر بن محمد ابن تركي قال : حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا محمد بن شعيب عن عمرو بن شمر عن دلهم بن صالح عن الضحاك بن مزاحم قال : لما رأت قريش تقديم النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم عليا عليه السلام وإعظامه له نالوا من على وقالوا : قد افتتن به محمد ، فأنزل اللّه تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) قسم أقسم اللّه به (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) ، (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) يعنى القرآن إلى قوله : (بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) وهم النفر الذين قالوا ما قالوا وهو اعلم بالمهتدين. «ومنهم» ابن شهر آشوب عن تفسير يعقوب بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر الحميدي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في خبر يذكر فيه كيفية بعثة النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ، ثم قال : بينا رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم قائم يصلّى مع خديجة إذ طلع على بن أبي طالب فقال له : ما هذا يا محمد؟ قال : هذا دين اللّه فآمن به وصدقه ثم كانا يصليان فيركعان ويسجدان ، فأبصرهما اهل مكة ففشى الخبر فيهم ان محمدا قد جن ، فنزل (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (84) قوله تعالى (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (القلم. الآية 5) فممن ذكره محمد بن العباس عن على بن العباس عن حسن بن محمد عن يوسف بن كليب عن خالد عن جعفر بن عمر عن حنان عن أبى أيوب الأنصاري قال : أخذ النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بيد على فرفعها وقال : من كنت مولاه فعلى مولاه قال الناس : انما افتتن بابن عمه ونزلت : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (كما في البحار ج 9 ص 115 ط أمين الضرب) (85) قوله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (المعارج. الآية 1) فممن ذكره العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 24 ط النجف) قال : نقل الامام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره أن سفيان بن عيينة سئل عن قول اللّه عزوجل (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) فيمن نزلت؟ فقال للسائل : لقد سألتنى عن مسألة ما سألنى عنها أحد قبلك حدثني أبى عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام فذكر نزول الآية في الحارث بن النعمان الفهري حيث قال عند قول النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بغدير خم : من كنت مولاه فعلى مولاه اللّهم ان كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم فما وصل إلى راحلته حتى رماه اللّه عزوجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله. «ومنهم» العلامة الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن عن أبى إسحاق الثعلبي في تفسيره أن سفيان بن عيينة سئل عن قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) ، فيمن نزلت ، فقال للسائل لقد سألتنى عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك إلى آخر الرواية بنحو ما قدمناه. (نور الأبصار ص 106 ط العثمانية بمصر) (86) قوله تعالى (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) (الجن. الآية 17) فممن ذكره محمد بن أحمد المدائني (على ما في البحار ج 9 ص 75 ط أمين الضرب) عن هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن على بن غراب عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) ، قال : (ذِكْرِ رَبِّهِ) ولاية على بن أبي طالب عليه السلام. (87) قوله تعالى (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) (الإنسان : الآية 5) فممن ذكره الشيخ الكبير أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي ، مخطوط) روى عن عبد اللّه بن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) ، ان هذه الآية نزلت في على وفاطمة والحسن والحسين حيث مرض الحسن والحسين ونذر على وفاطمة فساق الحديث على نحو التفصيل. (88) قوله تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) (الإنسان. الآية 8) فممن ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ص 227 ط محمد أمين الخانجى) عن ابن عباس رضى اللّه عنهما في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) قال آجر على نفسه يسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح إلى آخر ما تقدم وذكره في (ص 207 أيضا) (89) قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) (المطففين. الآية 29) فممن ذكره العلامة الآلوسى في روح المعاني (ج 30 ص 76 ط المنيرية بمصر) روى ان عليا كرم اللّه وجهه وجمعا من المؤمنين معه مروا بجمع من كفار مكة فضحكوا منهم واستخفوا بهم فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) إلخ قبل ان يصل على كرم اللّه وجهه إلى رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم «ومنهم» أبو القاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس (على ما في البحار ج 9 ص 97 الطبع المذكور) في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) قال : فهو حارث بن قيس وأناس معه ، كانوا إذا مر عليهم أمير المؤمنين : قالوا انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم واختاره من أهل بيته ، وكانوا يسخرون منه ، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار بابا ، فأمير المؤمنين على بن أبي طالب على الاريكة متكى ، فيقول : هل لكم ، فإذا جاءوا سد بينهم الباب فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، قال اللّه تعالى : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ). (90) قوله تعالى (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (المطففين الآية 34) فممن ذكره المير محمد صالح الكشفى الترمذي في مناقب مرتضوى (ص 54 ط بمبئى بمطبعة محمدي) نقل عن أخطب خوارزم في المناقب نزول الآية في على وأصحابه بعين ما تقدم. (91) قوله تعالى (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر. الآية 8) فممن ذكره الشيخ سليمان القندوزى في ينابيع المودة (ص 111 ط اسلامبول) أخرج أبو نعيم الحافظ بسنده عن جعفر الصادق رضى اللّه عنه في هذه الآية قال : النعيم ولاية أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم اللّه وجهه. واخرج الحاكم بن أحمد البيهقي قال : حدثنا محمد بن يحيى الصوفي قال : حدثنا أبو ذكوان القاسم بن اسماعيل قال : حدثني ابراهيم بن العباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع وعشرين ومأتين قال كنا يوما بين يدي على بن موسى الرضا قال له بعض الفقهاء : ان النعيم في هذه الآية هو الماء إلى أن قال : قال الرضا عليه السلام : قال أبى موسى لقد حدثني أبى جعفر عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه على بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه عليه [وآله] وسلم : يا على ان اول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه وانك ولى المؤمنين بما جعله اللّه وجعلته لك ، فمن أقر بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له. وأخرج في المناقب عن الأصبغ بن نباتة عنه قال : نحن النعيم الذي كان في هذه الآية. وأيضا عن الباقر عليه السلام قال : واللّه ما هو الطعام والشراب ولكن هو ولايتنا. «ومنهم» العلامة الآلوسى في تفسير روح المعاني (ج 30 ص 226 ط المنيرية بمصر) ومن رواية العياشي ان أبا عبد اللّه رضى اللّه تعالى عنه قال لأبي حنيفة رضى اللّه تعالى عنه في الآية : ما النعيم عندك يا نعمان؟ فقال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال أبو عبد اللّه لئن أوقفك اللّه تعالى بين يديه حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه ، فقال أبو حنيفة فما النعيم؟ قال : نحن أهل البيت النعيم أنعم اللّه تعالى بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين ، وبنا ألف اللّه تعالى بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء ، وبنا هداهم إلى الإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع ، واللّه تعالى سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم سبحانه به عليهم وهو محمد وعترته عليه وعليهم السلام. (92) قوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر. الآية 1) فممن ذكره العلامة ابن الأثير في جامع الأصول (ج 2 ص 511 ط السنة المحمدية بمصر) أخرج الترمذي عن يوسف بن سعد رحمه اللّه قال : قام رجل إلى الحسن بن على بعد ما بايع معاوية فقال : سودت وجوه المؤمنين أو يا مسود وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤنبنى رحمك اللّه فان النبي صلی اللّه عليه [وآله] وسلم ارى بنى أمية على منبره فسلمه ذلك فنزلت : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) يا محمد يعنى نهرا في الجنة ونزلت (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) يملكها بعدك بنو أمية يا محمد ، قال القاسم بن الفضل عددنا فإذا هي ألف شهر لا يزيد ولا ينقص. (93) قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (الضحى الآية 5) فممن ذكره الهيتمى في الصواعق المحرقة (ص 157 ط المحمدية بمصر) نقل القرطبي في قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) انه قال رضى محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار ، وقاله السدى. «ومنهم» السيد أبو بكر العلوي الحضرمي في رشفة الصادي (ص 37 ط الاعلامية بمصر) عن ابن عباس رضى اللّه عنهما انه قال : رضى محمد صلی اللّه عليه وآله وسلم ان لا يدخل احد من أهل بيته النار. وعن زيد بن على رضى اللّه عنه انه قال : من رضا محمد أن يدخل أهل بيته الجنة. «ومنهم» العلامة المير محمد صالح الكشفى في مناقب مرتضوى (ص 46 ط بمبئى بمطبعة محمدي) أورد في الصواعق أن القرطبي روى عن ابن عباس : وعدني ربى ان من أقر بوحدانيتى ونبوة محمد صلی اللّه عليه [وآله] وسلم وبولاية على وفاطمة والحسن والحسين ان لا يعذبه في القيامة. «ومنهم» الحموينى في فرائد السمطين (على ما في كفاية الخصام ص 419 ط طهران) روى بسنده عن زيد بن على في قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) قال رضاء رسول اللّه ان يدخل أهل بيته وذريته في الجنة. «ومنهم» ابن المغازلي في كتاب الفضائل (على ما في كفاية الخصام ص 418 ط طهران) روى بسنده عن السدى في قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، أن الحسنة مودتنا أهل البيت ، وفي قوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) ، ان رضاء محمد أن يدخل أهل بيته الجنة. (94) قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (البلد. الآية 11) فممن ذكره محمد بن صباح الزعفراني (كما في كفاية الخصام ص 419 ط طهران) روى بسنده عن الشافعي عن أنس في قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) ، ان على الصراط عقبة مظلمة طوله ثلاث آلاف سنة إلى أن قال : وأنا ممن يتجاوز عن تلك العقبة ثم على بن أبي طالب ، ثم قال صلی اللّه عليه [وآله] وسلم بما حاصله : انه لا يجاوز تلك العقبة بلا مشقة الا محمد وأهل بيته. هذا ما ساعدنا المجال من ذكر الآيات الشريفة التي لم يذكرها المصنف (قده) وهي مذكورة في كتب القوم ، روى نزولها في حق مولانا أمير المؤمنين وعترته الميامين فطاحلهم ورجالاتهم من المفسرين والمحدثين حفاظ السنة النبوية ونقلة الآثار المنيفة ، وأنا جازم بأن هناك لو سبر المنقب النقاد في كتبهم ومسفوراتهم لظفر ووقف على أكثر مما أوردناه ، أفبعد ذلك يبقى ريب وتبلبل بال ، حاشا ثم حاشا ، فباللّه عليكم يا علماء المذاهب في الإسلام من الشوافع والأحناف والحنابل والموالك أن تتأملوا فيها سندا ودلالة معرضين عن الهوى ودواعي النفس حتى يتبين الحق وينجلي الصباح الأبلج وقد نص أرباب العلوم العقلية بأن الوقوف على الحقائق يفتقر إلى ارتياض النفس بتخليتها عن الشوائب والشكوك والهواجس والميول ، ثم تحليتها بالصفات الفاضلة والخلال المرضية حتى يحصل تجلى الواقعيات على ما هو عليها وفي نفس الأمر ، فإلى متى وحتى متى تقليد السلف الذين لم تثبت عصمتهم من اتباع الهوى وانقيادهم إلى المشتهيات ، بل ثبت خلافها كما هو لائح لمن جاس خلال كتبهم في التراجم والرجال والحديث والتاريخ والتفسير والأقاصيص ، ونرجو من فضله تعالى انتباهكم من هذه النومة سيما والعصر عصر تنور الأفكار وازدياد القوى الدراكة ، والعوام ليس بعوام بحت كالمقلدة في السالف الذي قال مولانا أمير المؤمنين على عليه السلام في حقهم «همج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح» اللّهم انى أشهدك في إتمام الحجة عليهم وتبيين المحجة لهم ، (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ). هذا آخر الجزء الثالث من الكتاب قد وفقنا اللّه تعالى من فضله وكرمه العميم لإتمامه والمأمول من عنايته أن يوفقنا بإتمام سائر الاجزاء انه المستعان في المعاضل والمشاكل والحمد لله. كتبه العبد جمال الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي مع مشاركة الأخ الفاضل الأكرم العالم الصالح الميرزا على اكبر الإيراني الشرفخانه ادام اللّه توفيقه ربيع الثاني 1378 ببلدة قم المشرفة وتم تصحيحه بيد العبد (السيد ابراهيم الميانجى) عفى عنه في اليوم الثاني من جمادى الاولى من تلك السنة ، والحمد لله أولا وآخرا تصحيح اغلاط چاپ اول تماما توسط حاج سيد جلال كتابچى انجام شد. بتاريخ جمادى الثانية 1394 ه - ق
يخرج رجلا من ولدي يواطي اسمه اسمى وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، نوّر اللّه عيوننا بنور لقائه ، وجعلنا من المجاهدين تحت لوائه.
رجعنا إلى تتمة كلام الناصب فنقول : إن قوله وليس كل ما ذكر متواترا عند أهل السنة وكأنه لا يعلم معنى التواتر ، مردود بأن مراد المصنف قدس سره من المتواتر هاهنا المتواتر معنى لا لفظا كما سنحقق الكلام فيه بعيد ذلك إنشاء اللّه ، فكأنّ هذا الناصب الجاهل لا يعلم من التواتر إلّا التواتر لفظا واللّه تعالى أعلم.
ص: 502