المحتضر في تحقيق معاينة المحتضر النبي والأئمة

هوية الكتاب

المحتضر [ في تحقيق معاينة المحتضر النبي والأئمّة علیهم السلام]

الشيخ أبو محمّد الحسن بن سليمان الحلي (ق 8)

تحقيق : مشتاق صالح المظفّر

إشراف : لجنة التحقيق في مكتبة العلّامة المجلسي رحمه الله

منشورات : مكتبة العلّامة المجلسي رحمه الله

الطبعة الأولى 1430 ه.

طبع في 2000 نسخة

المطبعة : عمران

ردمك: 5 - 4 - 91180 - 600 - 978 : ISBN

العنوان : قم - شارع فاطمي ( دور شهر ) - زقاق 18 ، فرع 6، رقم 48

هاتف: 7746611 - فکس : 7836587 (98251)

سرشناسه :حلي ، حسن بن سليمان / قرن 8 ق .

عنوان قراردادی : المحتضر في ذكر روايات داله على حضور الامام عند كل ميت .

عنوان و پدیدآور :المحتضر في معاينة المحتضر النبي والأئمّة علیهم السلام / تأليف عز الدّين ابي محمّد الحسن بن سليمان الحلّي العاملي ؛ تحقيق مشتاق صالح المظفّر : إشراف مكتبة العلّامة المجلسي .

مشخصات نشر : قم : مكتبة العلّامة المجلسي ، 1388.

مشخصات ظاهری : 644 ص .

فروست : سلسله مصادر بحار الانوار ؛ 16

شابک :5 - 4 - 91180 - 600 - 987

وضعیت فهرست نویسی : فیپا

یادداشت : عربي

یادداشت چاپ قبلی : مكتبة الحيدرية ، 1424ق. = 1382.

موضوع : على بن أبي طالب علیه السلام ، امام اول ، 23 قبل از هجرت - 40 ق . -- فضایل .

موضوع :مرگ -- وقت احادیث شیعه آخرین گفتارها -- احادیث شیعه

موضوع :احادیث شیعه - قرن 8 ق.

شناسه افزوده : مظفر ، مشتاق

شناسه افزوده : مكتبة العلّامة المجلسي (قم)

رده بندی کنگره : 1388 8ح 4م / 5 / BP141

رده بندی دیویی : 44 / 297

شماره کتابخانه ملی : 1868115

محرر الرقمي: محسن مرادي

ص: 1

اشارة

إجازة العلّامة محمّد باقر المجلسي رحمه الله بخطّه الشریف في سني 1084ه

لتلمیذه جمال الدین محمّدبن المظفّر الحسیني الدریاباري الفیروز کوهي

في حاشیة باب أصول الکفر من نسخة کتاب « الکافي»

في مکتبة آیة الله المرعشي رحمه الله بقم - رقم 5061

ص: 2

بِسمِ اللهِ الرَّحمَن الرَّحِیم

ص: 3

مِن سِلسِلَةِ مَصَادِرِ بِحَارُ الأنوَار

المُحتَضَر

في

تَحقِيقِ مُعَايَنَةِ المُحتَضَرِ للنَبِيِّ والأئِمَّةِ علیهم السلام

تَألِیف

الشيخ عِزُّ الدِّین محمد الحسن بن سليمان الحلي

کَانَ حَیَّاً سَنَةَ 802 ه

إشرَاف

مَكتَبَة العَلَّامَة المَجلِسِي رحمه الله

تَحقِیق

مُشتَاق صَالِح المُظ

ص: 4

المحتضر [ في تحقيق معاينة المحتضر النبي والأئمّة علیهم السلام]

الشيخ أبو محمّد الحسن بن سليمان الحلي (ق 8)

تحقيق : مشتاق صالح المظفّر

إشراف : لجنة التحقيق في مكتبة العلّامة المجلسي رحمه الله

منشورات : مكتبة العلّامة المجلسي رحمه الله

الطبعة الأولى 1430 ه.

طبع في 2000 نسخة

المطبعة : عمران

ردمك: 5 - 4 - 91180 - 600 - 978 : ISBN

العنوان : قم - شارع فاطمي ( دور شهر ) - زقاق 18 ، فرع 6، رقم 48

هاتف: 7746611 - فکس : 7836587 (98251)

www.almajlesilib.com

info@almajlesilib.com

مركز التوزيع :

(1) قم شارع المعلم ساحة روح الله ، رقم 65 ، دليل ما الهاتف 7733413 - 7744988 (98251)

2) طهران ، شارع إنقلاب، شارع فخر رازي رقم 61 دليل ما الهاتف 66464141(9821)

3) مشهد شارع الشهداء ، حديقة النادري زقاق خوراكيان ، بناية گنجينه كتاب دليل ما ، الهاتف 5 - 2237113(98511)

4) النجف الأشرف، سوق الحويش، مقابل جامع الهندي ، مكتبة الإمام باقر العلوم علیه السلام ، الهاتف 7801553289(964)

5) كربلاء المقدسة ، شارع قبلة الإمام الحسين علیه السلام ، مكتبة ابن فهد الحلّي رحمه الله ، الهاتف 7801588707(964)

سرشناسه :حلي ، حسن بن سليمان / قرن 8 ق .

عنوان قراردادی : المحتضر في ذكر روايات داله على حضور الامام عند كل ميت .

عنوان و پدیدآور :المحتضر في معاينة المحتضر النبي والأئمّة علیهم السلام / تأليف عز الدّين ابي محمّد الحسن بن سليمان الحلّي العاملي ؛ تحقيق مشتاق صالح المظفّر : إشراف مكتبة العلّامة المجلسي .

مشخصات نشر : قم : مكتبة العلّامة المجلسي ، 1388.

مشخصات ظاهری : 644 ص .

فروست : سلسله مصادر بحار الانوار ؛ 16

شابک :5 - 4 - 91180 - 600 - 987

وضعیت فهرست نویسی : فیپا

یادداشت : عربي

یادداشت چاپ قبلی : مكتبة الحيدرية ، 1424ق. = 1382.

موضوع : على بن أبي طالب علیه السلام ، امام اول ، 23 قبل از هجرت - 40 ق . -- فضایل .

موضوع :مرگ -- وقت احادیث شیعه آخرین گفتارها -- احادیث شیعه

موضوع :احادیث شیعه - قرن 8 ق.

شناسه افزوده : مظفر ، مشتاق

شناسه افزوده : مكتبة العلّامة المجلسي (قم)

رده بندی کنگره : 1388 8ح 4م / 5 / BP141

رده بندی دیویی : 44 / 297

شماره کتابخانه ملی : 1868115

ص: 5

روى الشيخ المفيد محمد بن محمّد بن النعمان البغدادي رحمه الله (413 ه ) : عن المرزباني ، عن عبدالله بن الحسن ، عن محمّد بن رشيد قال : آخر شعر قاله السيّد بن محمّد [ الحميري ] رحمه الله قبل وفاته بساعة ؛ وذلك أنّه أُغمي عليه واسودّ لونه ثمّ أفاق وقد ابيضّ وجهه وهو يقول:

أُحبّ الذي من مات من أهل ودّه *** تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحك

ومن مات يهوي غيره من عدوّه *** فليس له إلّا إلى النار مسلك

أبا حسن ، تفديك نفسي وأُسرتي *** ومالي وما أصبحت في الأرض أملك

أبا حسن ، إنّي بفضلك عارف *** وإنّي بحبل من هواك لممسك

وأنت وصي المصطفى وابن عمّه *** وإنّا نعادي مبغضيك ونترك

مواليك ناج، مؤمن، بيّن الهدى *** وغاليك معروف الضلالة مشرك

ولاح لحاني في عليّ وحزبه *** فقلت : لحاك الله إنّك أعفك (1)

ص: 6


1- الأمالي للشيخ الطوسي : 49 / 32 إختيار معرفة الرجال 2 : 571 ، بشارة المصطفى : 128 ،المناقب لابن شهر آشوب :3 24 ، كشف الغمّة 1 : 139 ، الغدير 2 : 274 .

مُقَدَّمَةُ التَّحقِيق

تقديم : السيّد حسن الموسويّ البروجرديّ

ص: 7

ص: 8

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد خير المرسلين وعلى آله الطيّبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .

وبعد ..

فإنّ كلّ من يلقي نظرة سريعة على تأريخ العلوم بأسرها يرى جليّاً أنّ للعلوم - من يوم نشوئها حتّى العصر الحاضر - تطوّراً وارتقاء أو بالعكس لها ركوداً وخموداً.

وفي هذه النظرة يرى أنّ مسائل بعض العلوم يوم ولادتها لا تتجاوز عدد الأصابع، وبعد إلقاء النظرة في كلّ عصر جيلاً بعد جيل وطبقةً بعد طبقةٍ أنّها ازدادت فيها مسائل جديدة ويبحث عنها في الكتب والرسائل ضمن أبوابها .. ثمّ تتشعّب وتتكثّر أو تتغيّر وتتحوّل حتّى تشكّل هذه الكتب والرسائل الصغيرة الحجم كتباً وأسفاراً ضخمةً ، وربما اختصّ لمسألة واحدة كتابٌ واحدٌ..

وهذا الصراع التكاملي للعلوم وسيرها التطوّري سبّب أن يكون لكلّ علم من العلوم بل لكلّ مسألة من مسائلها دراسةً تاريخيّةً خاصةً .. ولهذا على الباحث

ص: 9

المحقّق أن يسبر غور تأريخ العلم الذي يدرس فيه حتّى يطّلع على خفاياه وأسراره التي عرضت عليه .. فربما كان مسألة في علم يبحث عنه عند المتقدّمين لا وجود لها في الأوساط المتأخّرين ويردّونها ..

وإنّ لذلك أسباباً كثيرةً ، بعضها يرتبط بالظروف التي عاش المتكلّم فيها أو بفكرة وعقيدة خاصّة للشخص الذي طرحها حتّى أثّرت على باقي آرائه أو لم تصل إليه أدلّة محكمة ووثائق قويمة حتّى يقف عليها رجل آخر وتجتمع عنده فيرتني آراء أوثق من آراء الذي ارتأى قبله ؛ وهذا معنى قوله تعالى: ( فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)(1) ، وهذا هو السبب الأصلي في كثير من الكلمات الشاذة عند قدمائنا - رحمهم الله - : لأنّهم كثيراً ما لم يقفوا على هذه الروايات الكثيرة التي دوّنت بعدهم في الأعصار المتأخّرة في الموسوعات والجوامع الروائيّة ، ولعلّهم لو كانوا قد اطّلعوا على جملة من هذه الروايات لما قالوا تلك ، وعلى الأقلّ لتوقّفوا في هذه المسائل ، كما توقّفوا عدّة منهم في بعض المواضع ؛ لأنّ احتمال الصدور وصحّة الموضوع وارد من قبل الشارع ؛ فمع ذلك كيف يجوز الردّ وقد ورد في رواية زرارة عن أبي عبدالله علیه السلام : «لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا »(2) .

ومن المعلوم أنّه لا يعدّ ما اعتقدته مدرسة السلف بما عندهم من بعض التعسّفات في قراءة النصّ الديني مشكلةً عليهم فلا يجوز علينا أن نقدحهم إذ أنّ تلك الآراء كانت تعتمد على قواعد علميّة وأسس من السيرة العقلائيّة شرعاً آنذاك ، وإن اشتبهوا - طبق قواعدنا وأُسسنا اليوم - في قراءتها وفهمها .. بل القدح لمن يقف على الأسباب المتوفّرة المبوبة المثبتة في الكتب والموسوعات ، وبعد ذلك

ص: 10


1- يوسف : 76 .
2- الكافي 406:2 .

يسلك مسلك المتجاهل بها بل المعاند ..

ومن المباحث المطروحة عند المتقدّمين التي تأوّلوها واستبعدوا ما هو الحقّ والصواب فيها وأثبت المتأخّرون وجه صوابها ، ومحّصوها بالبحث والدرس والتنقيب هي مسألة رؤية المحتضَر أعيان النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم والأئمّة علیهم السلام عند الاحتضار(1) ؛ فإنّ هناك لِعَلَمين من أعلام الشيعة الإماميّة وشيخين من شيوخ هذه الطائفة ؛ يعني الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي ( 413 ه) وتلميذه الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين الموسوي البغدادي ( 436 ه ) - رحمة الله عليهما رحمةً واسعةً - رأياً خاصّاً ، يتعجب منه النيقد التحرير ، لكنّ هذا التعجّب يزول بعد معرفتنا بوصول كثير من الأدلّة وجمع الروايات المبثوثة وتبويبها واتفاق المحدّثين وعلمائنا الأخيار على خلاف ذلك .. وفيما يلى نصّ عبارتهما - رحمهما الله - :

ص: 11


1- حُضِرَ المريض واحتضر : إذا نزل به الموت (لسان العرب 3: 216 ، تهذيب اللغة 4: 201). قال الطريحي : وفلان مُحتَضَر : أي قريب من الموت، والاحتضار : الموت (مجمع البحرين 3: 272). وهو السوق ؛ من ساق المريضُ نفسه عند الموت سوقاً وسياقاً وسيق - على المجهول - : شرع في نزع الروح سمّي به لحضور الموت أو الملائكة الموكلين به أو إخوانه وأهله عنده - أعاننا الله تبارك وتعالى عليه وثبّتنا بالقول الثابت لديه .. ( الروضة البهية 1 357 رياض المسائل 1 :345 ). وحكم الاحتضار : ينقسم إلى ثلاثة أقسام : واجب وندب ومكروه. فالواجب : شيء واحد وهو الاستقبال إلى القبلة بباطن قدمه . والندب خمسة عشر شيئاً : تلقينه الشهادتين ، والإقرار بالأئمّة علیهم السلام واحداً فواحداً، وكلمات الفرج ، وقراءة القرآن عنده ، ونقله إلى موضع صلاته ، وبسط ما كان يصلّي عليه تحته ، أن تصعب عليه خروج نفسه ، وتغميض عينيه ، وشدّ لحييه ، وإطباق فيه ، ومد يديه إلى جنبيه ، ومد ساقيه ، وتغطيته بثوب، والاستعجال في تجهيزه والاسراج عنده إن كان بالليل ، وذكر الله تعالى . والمكروه أربعة : تركه وحده ، وحضور الحائض والجنب عنده ، ووضع حديدة على بطنه (الوسيلة لابن حمزة : 62 وانظر آراء علماء العامّة في تذكرة الفقهاء للعلّامة الحلّي 1: 377) .

قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب « أوائل المقالات » :

«القول في رؤية المحتضرين رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام عند الوفاة ، هذا باب قد أجمع عليه أهل الإمامة ، وتواتر الخبر به عن الصادقين من الأئمّة صلوات الله عليهم، وجاء عن أمير المؤمنين علیه السلام ،

.. [ إلى أن قال : ] غير أنّي أقول فيه : إنّ معنى رؤية المحتضَر لهما علیهما السلام وهو العلم بثمرة ولايتهما ، والشكّ فيهما ، والعداوة لهما أو التقصير في حقّهما على اليقين، بعلامات يجدها في نفسه وأمارات ومشاهدة أحوال ومعاينة مدركات لا يرتاب معها بما ذكرناه دون رؤية البصر لأعيانهما علیهما السلام ومشاهدة النواظر لأجسادهما باتّصال الشعاع »(1) .

ثمّ قال في موضع آخر : «القول في رؤية المحتضر الملائكة علیهم السلام، والقول عندي في ذلك كالقول في رؤيته لرسول الله وأمير المؤمنين صلّى الله عليهما وألهما ، وجائز أن يراهم ببصره بأن يزيد الله تعالى في شعاعه ما يدرك به أجسامهم الشفّافة الرقيقة، ولا يجوز مثل ذلك في رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وسلامه ؛ لاختلاف بين أجسامها وأجسام الملائكة في التركيبات»(2).

ص: 12


1- أوائل المقالات : 73 - 74 .
2- أوائل المقالات : 75.

ولتلميذه السيّد المرتضى رحمه الله في بيان ذلك تقريران ؛ أحدهما موافق لما ذكره أُستاذه الشيخ المفيد(1) ، وثانيها : هو الذي أجاب به في «المسائل المبافارقيات » ، في الجواب على المسألة الثامنة عشر ؛ وهذا نصّه :

«قد روي أنّ سيّدنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ومولانا أمير المؤمنين علیه السلام يحضران عند كلّ ميّت وقت قبض روحه في شرق الأرض وغربها ، ونرجو أن يكون ذلك على يقين ؟

الجواب :

قد روي ذلك ، والمعنى فيه : إنّ الله يعلم المحتضر ويبشره إذا كان من أهل الإيمان بما له من الحظّ والنفع لموالاته وتمسّكه بمحمّد وعليّ، فكأنّه يراهما، وكأنّهما حاضران عنده لأجل هذا الإعلام. وكذلك إذا كان من أهل العداوة ، فإنّه يعلمه بما عليه من الضرر بعد او تهما والعدول عنهما ، فكيف يجوز أن يكون شخصان يحضران على سبيل المحاورة والحلول في الشرق والغرب عند كلّ محتضر ؛ وذلك محال »(2).

والذي يظهر من كلامهما - رحمهما الله - أنّهما وجَّها المسألة بعد مخالفتها للقواعد العقليّة المرسومة آنذاك كما ذكرناه ، وهو عمل الفقيه والمتكلّم عند تعارض العقل والنقل(3) ؛ وأقرب الطرق عند التعارض هو توجيه وحمل النقل بشيء من العقل

ص: 13


1- رسائل السيّد المرتضى 3: 133 / أجوبة مسائل متفرّقة من الحديث .. وغيره.
2- رسائل السيّد المرتضى 1 : 280 - 281 ، و ص : 258 / ضمن جواهر الفقه .
3- من البديهي لو بدا تعارض بدائيّ أحياناً بين هاتين الحجَّتين، فيجب أن يعلم بأنّه ناشيءٌ من أحد أمرين ؛ الأول : إمّا أنّ استنباطنا من الدين في ذلك المورد غير صحيح، والثاني : إمّا أنّ هناك خطاً وقع في مقدّمات البرهان العقليّ ، كما أنّ التعارض ينشأ غالباً من الأمر الثاني .

لا طرحه وردّه رأساً ؛ لأنّ الجمع كما هو مشهور - مهما أمكن أولى من الطرح .

وهذا شيء واضح بعد أن علمنا أمر المعصومين علیهم السلام حيث أمرونا في مثل هذه المقامات : « فما ورد عليكم من حديث آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت منه قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمّد ؛ وإنّما الهالك أن يحدّث أحدكم بشيء منه لا يحتمله ، فيقول : والله ما كان هذا والله ما كان هذا ، والإنكار هو الكفر »(1).

رؤية المحتضر في الروايات :

الروايات في هذا المضمون - يعني رؤية المحتضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام والأئمة علیهم السلام كثيرة جدّاً يعسر إحصاؤها ، ولو أردنا الاستقصاء لطال بنا المقام ، فقد جمع جملة منها مؤلّفنا المعظّم الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ ( بعد 802ه) في القسم الأوّل من هذا الكتاب ، وأيضاً أفرد العلّامة المحدّث الشيخ محمّد باقر المجلسي رحمه الله ( 1110 ه ) باباً لذلك في جامعه الكبير - بحار الأنوار - وأورد فيه الأحاديث والأخبار الكثيرة وسماه ب : « باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمّة علیهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم»(2) ، وقبلهما روى شيخنا الأقدم محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله( 329ه ) جملة من أحاديث مشايخه في هذا المعنى في كتابه : الكافي الشريف في : «باب

ص: 14


1- الكافي 1: 401 / باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب .
2- بحار الأنوار 6: 173 - 202 .

ما يعاين المؤمن والكافر »(1) ، وأيضاً الحافظ الكبير محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني رحمه الله( 588ه) في كتاب مناقب آل أبي طالب علیهم السلام في فصل بعنوان : « في درجات أمير المومنين علیه السلام عند قيام الساعة»(2) ؛ وفيما يلي نماذج من هذه » الأحاديث والأخبار التي لم ينقلها المؤلّف في هذا الكتاب حتّى لا يخلو منها المقام :

روى الشيخ الجليل أبو الحسن عليّ بن إبراهيم القمّى ( من أعلام القرن الثالث ) : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : « ما يموت موالٍ لنا مبغض لأعدائنا إلا ويحضره رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم فيرونه ويبشّرونه ، وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوؤه»(3).

وروى الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله (من أعلام القرن الثاني و الثالث ) وثقة الإسلام الكليني رحمه الله (329ه) والشيخ الصدوق محمّد بن بابويه القمي ( 381ه) : عن الإمام الصادق علیه السلام يقول في الميّت تدمع عينه عند الموت ؟! فقال : « ذلك عند معاينة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يرى ما يسرّه »... ثمّ قال: «أماترى الرجل إذا يرى ما يسرّه فتدمع عينه ويضحك»(4).

وروى أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقيه رحمه الله ( 274ه) : عن ابن فضال عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال : دخلنا على أبي عبدالله علیه السلام أنا والمعلّى بن خنيس فقال : « يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلّا هذا الذي أنتم عليه ؛ وما بين

ص: 15


1- الكافي 3 128 - 135 .
2- المناقب 3: 23 .
3- تفسير القمّي 2 : 265 .
4- الزهد : 221/83 ، الكافي 3: 6/133، علل الشرائع 1/306:1 ، معاني الأخبار : 236 / 2 .

أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذا» وأومأ بيده إلى الوريد - قال : ثمّ اتّكأ وغمز إلى المعلى أن سله فقلت : يابن رسول الله إذا بلغت نفسه هذه فأيّ شيء يرى ؟ - فردّد عليه بضعة عشر مرّة أيّ شيء يرى ؟ فقال في كلّها : « يرى » ؛ لا يزيد عليها ، ثمّ جلس في آخرها فقال : « يا عقبة » ، قلت : لبّيك وسعديك ، فقال : « أبيت إلّا أن تعلم ؟» فقلت : نعم يابن رسول الله ، إنّما ديني مع دمي فإذا ذهب دمي كان ذلك ، وكيف بك يابن رسول الله كلّ ساعة ؟ وبكيت ، فرّق لي ، فقال : « يراهما والله » ، قلت : بأبي أنت وأُمّي من هما ؟ فقال : « ذاك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و عليّ علیه السلام ، يا عقبة ، لن تموت نفس مؤمنة أبداً حتّى تراهما» ، قلت : فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا ؟ قال : « لا بل يمضي أمامه » ، فقلت له : يقولان شيئاً جعلت فداك ؟ فقال : نعم يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عند رأسه ، عليّ عند رجليه ، فيكبّ على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فيقول : يا وليّ الله أبشر أنا رسول الله ، إنّي خير لك ممّا تترك من الدنيا ؛ ثمّ ينهض رسول الله فيقوم عليه عليّ صلوات الله عليهما حتّى يكبّ عليه فيقول : يا وليّ الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني أما لأنفعنّك»، ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام : «أما إنّ هذا في كتاب الله عزّ وجلّ » ، قلت : أين هذا جعلت فداك من كتاب الله ؟ قال : في سورة يونس قول الله تبارك وتعالى ههنا : (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )(1). (2)

وروى شيخ الطائفة الطوسي ( 460ه) والحافظ محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( 588 ه ) : عن الفضيل بن يسار ، عن الباقرين علیهما السلام قالا :

ص: 16


1- يونس : 64 .
2- المحاسن :1 158/175 .

«حرام على روح أن تفارق جسدها حتّى ترى محمّداً وعليّاً وحسناً وحسيناً بحيث تقرّ عينها »(1) .

وأخرج عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري ( من أعلام القرن السادس الهجري ) : عن محمّد بن أحمد بن شهريار ، عن محمّد بن محمّد النرسي، عن محمّد بن علي القرشي ، عن جعفر بن محمّد بن عمر الأحمري ، عن عبيد بن كثير الهلالي ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ، عن آبائه علیهم السلام ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : قال يحيى بن مساور : أخبرنا أبو خالد الواسطى ، عن زيد بن عليّ، عن أبيه علیه السلام قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتّى تأكل من ثمار الجنّة أو من شجرة الزقّوم، وحين ترى ملك الموت تراني وترى عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فإن كان يحبنا قلت : يا ملك السلام الموت ارفق به إنّه كان يحبني ويحبّ أهل بيتي ، وإن كان يبغضنا قلت : يا ملك الموت : شدِّد عليه إنّه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي »(2).

وحدّث المحدّث الجليل فرات بن إبراهيم الكوفي ( من أعلام القرن الرابع الهجري ) : عن عبيد بن كثير معنعناً، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه علیهم السلام ، قال : قال : رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : يا علىّ إنّ فيك مثلاً من عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، قال الله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) (3)، يا عليّ إنّه لا يموت رجل يفتري على عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حتّى يؤمن به قبل موته ويقول فيه الحقّ حيث لا ينفعه ذلك شيئاً، وإنّك

ص: 17


1- الأمالي : 628 / 1293 ، المناقب 3: 23 .
2- بشارة المصطفى لشيعة المرتضى : 7/25 .
3- النساء : 159 .

على مثله لا يموت عدوّك حتّى يراك عند الموت فتكون عليه غليظاً وحزناً حتّى يقرّ بالحقّ من أمرك ويقول فيك الحقّ ، ويقرّ بولايتك حيث لا ينفعه ذلك شيئاً، وأمّا وليّك فإنّه يراك عند الموت فتكون له شفيعاً ومبشّراً وقرّة عين »(1).

وأسند شيخنا الكليني ( 329ه) : عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحيم القصير قال : قلت لأبي جعفر علیه السلام : حدّثني صالح بن ميثم ، عن عباية الأسدي أنّه سمع عليّاً علیه السلام يقول : « والله لا يبغضني عبد أبداً يموت على بغضي إلّا رآني عند موته حيث يكره، ولا يحبّني عبد أبداً فيموت على حتّى إلّا رآني عند

موته حيث يحبّ ؛ فقال أبو جعفر علیه السلام : نعم ، و رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم باليمين »(2) .

قال الموسوي : وفي ما ذكرناه وما يذكره المؤلّف عَني وَمَقْنَع ؛ وانظر زيادة على ما أوردناه :

كتاب الزهد للشيخ حسين بن سعيد الأهوازي : 81 إلى 219/84 و 221 و 225 و 226 ، المحاسن للبرقي 1 : 175 / 155 و 157 و 158 و ص 177 / 161، صحيفة الرضا علیه السلام : 262 / 203 ، أصل جعفر الحضرمي ضمن الأصول الستة عشر : 80 ، الكافي :3 : 128 / 1 و ص 130 / 3 و ص 131 / 4 و ص 132 / 5 و ص 133 / 6 و 9 و ص 134 / 10 ، تفسير القمي 2 : 265 ، اختيار معرفة 6/133و الرجال 1 : 299 و 2 : 127 و 571 و 626 ، تفسير العياشي 1 : 284 / 302 و 2 : 302/284 124 / 32 و 125 / 33 و 126 / 34 ، تحف العقول : 105، مسند زید بن على علیه السلام : 458 و 459 ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري علیه السلام : 211

ص: 18


1- تفسير الفرات الكوفي : 116 / 119 .
2- الكافي 3 : 5/132 .

و 238 ، أمالي المفيد : 3/3، أمالي الطوسي : 30/48 و 45 / 32 و 05/625 معاني الأخبار : 236 / 2 ، 286/ 7 ، علل الشرائع 1 : 306 / 1 ، من لا يحضره الفقيه 1 : 135 ، الخصال : 614 / 10 ، فضائل الشيعة : 29 / 24 ، تفسير الفرات : 104 / 16 و 116 / 119 و 553 / 708 و 554 / 709 ، شرح الأخبار للقاضي نعمان 3 : 451 / 1320 و 473 / 1373 ، المناقب لابن شهر آشوب 3 : 23 - 24 ، بشارة المصطفى : 123 / 168 و 127 / 75 و 224 / 7 ، مجمع البيان 206:5 ، كشف الغمّة 1 : 138 - 139 و 2 : 40 ، أعلام الدين : 448 و 458 و 456 ، تأويل الآيات :1 : 218 / 11 و 2: 539 / 12 و 645 / 10 و 797/ 9 .

هذا غَيْض من فَيْض من المصادر الروائيّة التي فيها حديث أو أحاديث تنصّ على الرؤية فضلاً عمّا يكون فيها إشارة أو إيماء بذلك.

رؤية المحتضر في رأي العلماء :

إذا كانت الروايات المقطوعة و الموقوفة يؤيّد بعضها بعضاً وتصلح للحجّة في هذا الباب ومتواتر مضموناً ، وقد رواها أكثر المحدّثين والرواة الثقاة، ولها أسانيد صحاح وحسان عدّة ؛ فلا مجال للتأويل والتجوّز بل التوقف فيها ؛ ولهذا قد أشبع العلماء الكرام والمشايخ العظام بحث الرؤية في كتبهم ، واستدلّوا عليها بأدلّة جمة، ونقول مرّة أخرى أنّ بعض هذه الأدلّة مرسومة في زمنهم أيضاً، وللمتأخّرين منهم أجوبة علمى آخر ؛ وفيما يلي نصّ بعض تلك الآراء الأدلّة :

كلام العلّامة محمّد باقر المجلسي رحمه الله (1110 ه):

إعلم أنّ حضور النبي صلی الله علیه وآله وسلم والأئمّة صلوات الله عليهم عند الموت ممّا قد ورد به

ص: 19

الأخبار المستفيضة ، وقد اشتهر بين الشيعة غاية الاشتهار ، وإنكار مثل ذلك المحض استبعاد الأوهام ليس من طريقة الأخيار .

وأمّا نحو حضورهم وكيفيّته فلا يلزم الفحص عنه ، بل يكفي فيه وفي أمثاله الإيمان به مجملاً، على ما صدر عنهم علیهم السلام.

السلام

ويقال : من أنّ هذا خلاف الحسّ والعقل، أمّا الأول : فلانّا نحضر الموتى إلى قبض روحهم ولا نرى عندهم أحداً ، وأمّا الثاني : فلأنّه يمكن أن يتفق في آن واحد قبض أرواح آلاف من الناس في مشارق الأرض ومغاربها، ولا يمكن حضور الجسم في زمان واحد في أمكنة متعدّدة.

فيمكن الجواب عن الأول بوجوه :

الأوّل: إنّ الله تعالى قادر على أن يحجبهم عن أبصارنا الضرب من المصلحة ، كما ورد في أخبار الخاصّة والعامّة في تفسير قوله تعالى (جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً )(1) أنّ الله تعالى أخفی شخص النبي صلى الله عليه وسلم عن أعدائه مع أنّ أولياءه كانوا يرونه ، وإنكار أمثال ذلك يفضي إلى إنكار أكثر معجزات الأنبياء والأوصياء علیهم السلام .

الثاني : أنّه يمكن أن يكون حضورهم علیهم السلام بجسد مثالي لطيف لا يراه غير المحتضر ، كحضور ملك الموت وأعوانه ، على أنّ أرواحهم في البرزخ تتعلّق بأجساد مثالية ، وأمّا الحيّ من الأئمة علیهم السلام ، فلا يبعد تصرّف روحه لقوّته في جسد مثاليّ أيضاً .

الثالث : أنّه يمكن أن يخلق الله تعالى لكلّ منهم مثالاً بصورته وهذه الأمثلة

ص: 20


1- سورة الاسراء 17 : 45 .

يكلّمون الموتى ويبشّرونهم من قبلهم علیهم السلام .

الرابع : أنّه يمكن أن ترتسم صورهم في الحسّ المشترك بحيث يشاهدهم المحتضر ويتكلّم معهم كما في المرسم .

الخامس : ماذكره السيّد المرتضى رحمه الله وهو أنّ المعنى أنّه يعلم في تلك الحال ثمرة ولايتهم وانحرافه عنهم ؛ لأنّ المحبّ لهم يرى تلك الحال ما يدله على أنّه من أهل الجنّة ، وكذا المبغض يرى ما يدلّه على أنه من أهل النار ، فيكون حضورهم وتكلّمهم استعارة تمثيلية ، ولا يخفى أن الوجهين بعيدان عن سياق الأخبار ، بل مثل هذه التأويلات ردّ للأخبار، وطعن في الآثار.

وأمّا الجواب عن الوجه الثاني فبأنّه إنّما يتمّ الشبهة إذا ثبت وقوع هذا الاتفاق و محض الإمكان لا يكفي في ذلك ، مع أنّه إذا قلنا بأنّ حضورهم في الأجساد المثالية يمكن أن يكون لهم أجساد مثالية كثيرة لما جعل الله تعالى لهم من القدرة الكاملة التي بها امتازوا عن سائر البشر .

وفي الوجوه الثلاثة الأخيرة على تقدير صحّتها اندفاع هذا الايراد ظاهر، والأحوط والأولى في أمثال تلك المتشابهات الإيمان بها، وعدم التعرّض لخصوصيّاتها وتفاصيلها وإحالة علمها إلى العالم علیه السلام ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم(1).

كلام الشيخ الفقيه محمّد بن الحسن الحرّ العاملي رحمه الله (1104 ه ): بعد أن نقل عدّة أحاديث في رؤية المحتضر . فقال : وقد تأوّلها الشيخ المفيد بالحمل على معرفة المحتضر بثمرة ولايتهما علیهما السلام ، وهذا كما ترى بعيد جدّاً بل لا وجه

ص: 21


1- بحار الأنوار 6: 200 - 202 .

له أصلاً ، وقد احتجّ لذلك باستحالة حلول الجسم الواحد في مكانين في وقت واحد ، وماذكره هنا مدفوع :

أمّا أوّلاً : فلعدم معارض لهذه الأحاديث من كلامهم علیهم السلام.

وثانياً : فلإمكان حضوره علیه السلام في مكان معيّن يراه كل محتضر في تلك الساعة . كما روى ابن بابويه وغيره : « أنّ ملك الموت سُئل كيف تقبض الأرواح من المشرق والمغرب؟ فقال: إنّ الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما يشاء »(1).

وثالثاً : فلأنّه يمكن أن يكون مخصوصاً بالمؤمن الكامل، والكافر الكامل ومثل هذا لا يتّفق في كلّ شهر مرّة .

ورابعاً : فلأنّ الأحاديث دالّة على الرؤية الحقيقية ، لما فيها من ذكر الخطاب والعتاب، والسؤال والجواب، والإشراف والاقتراب والمجيء والذهاب.

وخامساً : فلما مرّ من عدم جواز التأويل بغير نصّ ودليل .

وسادساً : فلأنّ الله قد أعطى النبى والأئمة علیهم السلام من القدرة والفضل مالم يعطه أحداً، وما لا يمكن وصفه، وما هو أعظم ممّا ذكر ، كما يدل عليه أصول الكافي وبصائر الدرجات وغيرهما .

وسابعاً: فلأنّ أحوال تلك النشأة - أى ما بعد الموت - لا يلزم مساواتها لأحوال هذه النشأة ، بل لا شكّ في اختلافهما في أكثر الأحكام .

وثامناً : فلأنّ الله قد أعطى ملك الموت ومنكراً ونكيراً مثل هذه القدرة فلا ينكر أن يعطى النبي والأئمّة علیهم السلام مثلها ، بل ما هو أعظم منها .

و تاسعاً : فلما روي من الأحاديث عنه صلی الله علیه وآله وسلم« من رآني فقد رآني حقّاً» وفي

ص: 22


1- من لا يحضره الفقيه 1: 357/80 .

بعض الأحاديث « من رآني في منامه فقد رآني» والاخبار به كثيرة .

وبالجملة فالحمل على الظاهر هنا ممكن بل واجب متعيّن، بعدم الصارف ووجود المانع من الصرف عن الظاهر والله أعلم(1).

كلام المتكلّم التحرير المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني رحمه الله (1091 ه):

إنّ هذه الرؤية إنّما تكون في النشأة البرزخيّة لا الحسّيّة ، وإن ذلك حقيقة لا تجوّز فيه ، ويشبه أن تكون رؤية المعصومين صلوات الله عليهم مختصّة بمن غلب عليه ذكرهم في الحياة الدنيا ، إمّا لمحبّة شديدة منه لهم ، أو لبغض شديد(2) .

كلام المحدّث الخبير السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله (1112 ه):

بعد أن ذكر أبيات يا حار همدان من يمت يرني فقال :

ولم يذهب أحد من الأصحاب إلى تأويل هذا ولا إلى إنكاره . نعم ذهب سيّدنا الأجل علم الهدى تغمده الله برحمته إلى تأويله ، فقال : معنى قوله : من يمت يرنى . أنّه يعلم في ذلك الحال ثمرة ولايته علیه السلام وانحرافه عنه إلى أن يقول :

وأمّا الذي رجّحناه نحن - آخذاً من مفاهيم الأخبار - فهو القول بالتمثّل، بأنّ الله سبحانه يمثّل للميّت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام والأئمة علیهم السلام كما مثّله لأهل السماوات حين رآه النبي صلی الله علیه وآله وسلم في جميع السماوات واقفاً يصلي والملائكة تصلّي خلفه(3)... .

ص: 23


1- الإيقاظ من الهجعة : 214 - 216 .
2- علم اليقين 856:2 .
3- الانوار النعمانية 4: 210 - 212 .

كلام الشيخ المحدث الميرزا حسين النوري الطبرسي رحمه الله (1320 ه):

بعد أن ذكر رأي الشيخ المفيد وتلميذه السيد المرتضى فقال :

ولعمري أنّ طرح تلك الأخبار أهون على النفس عن ارتكاب هذا التأويل ، واستعمال الرؤية بمعنى العلم في الآية فلا يجوز الاطراد ، مع أن في الآية أيضاً كلاماً مذكوراً في باب المعاد وتجسّم الأعمال في تلك النشأة ، وتنزّه الذات الأحدية عن الملامسة والمواجهة في الطرف ، أوجب صرف اللقاء عن ظاهره الى ماذكره، أو إلى معنى آخر ليس هذا محل ذكره، ولا أظنّ أحداً ادّعى الرؤية بالبصر باتصال الشعاع ، فإنّهم لا يخصّون المشاهدون بالبصير المفتوحة عيناه ، بل هو جار في الأعمى ومن اغمض عيناه ، ولم يذكروه وجهاً لامتناع رؤية أجسامهم اللطيفة(1).

وقال رحمه الله في السادس من الاحتمالات : أن يكون المراد من الحضور كشف الحجاب عن بصر المحتضر فيرونهم علیهم السلام وهم في مستقرّهم ومقامهم من ذلك العالم، من دون حركة وسير منهم لذلك ، كرؤية الناس جميعاً كوكباً معيّناً في آن واحد في أمكنة متباعدة ، ووجه اختلاف صورهم في أنظار المحضرين .

إمّا لاختلاف أنفسهم - يعني الناس - بحسب القرب والبعد إليهم علیهم السلام والنورانية والظلمة من جهة العمل والاعتقاد الصحيح اللائق بهم فيهم وعدمه، والمحبّة الكاملة وعدمها كاختلاف الناظرين إلى الشمس بحسب لون نورها(2) .

ص: 24


1- دار السلام 4 : 297 .
2- دار السلام 4 : 306 .

حياة شيخنا الحلّيّ

اشارة

حياة شيخنا الحلّيّ(1)

اسمه ولقبه وكنيته الشريف :

هو الشيخ الحسن بن سليمان بن محمّد بن خالد، عز الدين، جمال الدين، أبو محمّد الحلّيّ المولد والعامليّ المحتد.

عصره وطبقته :

استنتجنا من خلال إجازة الشهيد الأوّل (786ه) له على ظهر نسخة من كتاب «علل الشرائع» بتاريخ 12 شعبان 757 ه، وإجازة الحلّيّ للشيخ عز الدين الجوياني على ظهر نسخة من كتاب «الخصال» بتاريخ 23 محرّم الحرام 802 ه، ورواية الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن محمّد الأسترابادي المتوفّى عام 837 ه، عنه أنّ شيخنا الحلّيّ كان من أعلام النصف الثاني من القرن الثامن وقد أدرك أوائل المائة التاسعة.

ص: 25


1- لاحظ ترجمة المؤلّف بشكل كامل في مقدمة كتاب «تفضيل الأئمّة» من منشورات مكتبتنا .

ويعدّ من طبقة تلامذة الشهيد الأوّل وفخر المحقّقين ولد العلّامة الحلّيّ (771ه) ومتقدّم طبقةً عن ابن فهد الحلّيّ المتوفّى 841ه .

الإطراء عليه:

قال عنه الشهيد الأوّل في إجازته له: «الشيخ الصالح الورع، الديِّن، البدل عز الدين ...»(1).

ووصفه الشيخ حسن بن راشد الحلّيّ (ق 9): «الشيخ الصالح، العابد، الزاهد، عزّ الدين ...»(2).

وأطراه ابن طي: «الشيخ الأجلّ، عزّ الدين، شيخ السالكين، حسن بن سليمان الحلّيّ رفع الله درجته ..» (3).

مشايخه في الرواية والدراية:

1 - الشهيد الأوّل شمس الدين أبو عبدالله محمّد بن مكّي بن محمّد بن حامد النبطيّ الجزينيّ العامليّ (ولد سنة 734 واستشهد عام 786ه).

2 - السيد بهاء الدين عليّ بن غياث الدين عبدالكريم بن عبدالحميد الحسينيّ النيليّ النجفيّ (المتوفّى بعد 803ه).

3 - محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآباديّ.

ص: 26


1- رياض العلماء 3 374 .
2- ریاض العلماء 1: 193 و 5 : 189 طبقات أعلام الشيعة 4 34 (الضياء اللامع).
3- بحار الأنوار 107: 213 تكملة أمل الآمل: 345/357 .

تلامذته والراوون عنه

1 - الشيخ عزّ الدين حسين بن محمّد بن الحسن الجويانيّ العامليّ أجازه الحلّيّ في 802ه .

2 - زين الدين عليّ بن الحسن بن محمّد الأستراباديّ (المتوفّى 837ه).

3 - السيّد أبو العبّاس تاج الدين عبد الحميد بن جمال الدين أحمد بن عليّ الهاشمىّ الزينبيّ.

4 - جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الحلّيّ الأسديّ (المولود 757 ه أو 751، والمتوفّى 841ه).

مؤلّفاته وآثاره العلميّة:

1 - تفضيل الأئمّة علیهم السلام ليلا على الأنبياء والملائكة وسائر الخلق أجمعين.

2 - الرجعة والردّ على أهل البدعة.

3 - المجموعة الحديثيّة المعروفة بمختصر بصائر الدرجات.

4 - المحتضَر [في معاينة المحتضر للنبيّ والأئمّة علیهم السلام ] ، وهو هذا الكتاب الذي بين أيديكم وسنبحث عنه.

5 - رسالة أحاديث الذرّ.

وعقد الدرر في بيان بقر بطن عمر، وهذا الكتاب ينسب إليه.

هذا الكتاب:

وهو كتاب المحتضر نسبه إليه العلّامة المجلسيّ وتلميذه الأفنديّ الإصفهانيّ

ص: 27

والمحدِّث النوريّ والميرزا محمّد تقي المامقانيّ والسيّد الأمين وشيخنا آغا بزرك الطهرانيّ - رحمهم الله -، مضافاً إلى معظم من نقل عن هذا الكتاب مع تصريح المؤلّف باسمه في ضمن الكتاب في عدّة مواضع.

قال الأفنديّ تعليقاً على كلام أستاذه العلّامة المجلسيّ - رحمهما الله - في أوّل «بحار الأنوار» عند تسميته لهذا الكتاب ب « المحتضر » : «سمّاه أيّده الله تعالى بهذا الاسم؛ لأنّ أوّله بل جميعه في بيان أحوال رؤية المحتضر النبيّ والأئمّة علیهم السلام»(1).

وقال المامقاني الشهير بنيّر: «المحتضر بالحاء المهملة ثمّ الضاد المعجمة المفتوحة، للشيخ المذكور أيضاً والعامة يلحنون فيه؛ فيحسبون بالخاء المعجمة والصاد المهملة، ويزعمون أنّ المراد به منتخب البصائر حيث يذكر - وهو وهم - وإنّما الصحيح ما ذكرناه وهو غير المنتخب، ووجه تسميته بذلك أنّه الله وضعه في رؤية المحتضرين للنبيّ والأئمّة عليه وعليهم الصلاة والسلام تكلّم فيه على كلام المفيد رحمه الله، حيث إنّه أوّل الأخبار في ذلك بمشاهدة ثمرة ولايتهم وبغضهم دون رؤية البصر لأعيانهم، هذا؛ ورأيت في موضع معتبر لا أذكره الآن أن هذا الكلام للمرتضى رحمه الله دون المفيد رحمه الله وهو قريب؛ فإنّه بمسلك السيّد ومذاقه أنسب منه بمسلك المفيد رحمه الله »(2).

أقول: قد قال المرتضى رحمه الله بهذا الرأي كأستاذه المفيد في موضعين من رسائله، منها في المسائل الميافارقيات، وفي أجوبة مسائل متفرّقة (3).

وقال أيضاً في الرياض: ومن مؤلّفاته كتاب المحتضر ورسالة الرجعة على ما

ص: 28


1- الفوائد الطريفة: 267. الفوائد الطريفة: 267.
2- صحيفة الأبرار 2: 540 .
3- المسائل المبافارقيات (1: 281، أجوبة مسائل متفرّقة :3: 133) (ضمن رسائل المرتضى).

نسبهما إليه الأستاذ المشار إليه في البحار، وعندنا أيضاً منها نسخة، وقد سمّى الأستاذ الكتاب الأوّل بالمحتضر بالحاء المهملة والضاد المعجمة ؛ لأنّ موضوع ذلك في تحقيق معاينة المحتضر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم والأئمّة عند وقت الاحتضار ورؤيته لهم علیهم السلام حقيقة، وقد تعرّض فيه للردّ على المفيد في تأويله الأخبار الواردة في ذلك حيث حملها على الانكشاف التامّ، ولأجل مشاكلة المحتضر والمختصر(1) في صورة الخطّ قد يشتبه فيظنّ اتحادهما والحقّ تعدّدهما كما أوضحناه»(2).

وقال شيخنا الطهرانيّ: «كتاب المحتضر في ذكر روايات دالّة على حضور الإمام عند كلّ ميّت وحال الاحتضار للشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ صاحب المختصر ... أوّله: ذكر الشيخ المفيد في المقالات ما حكايته: القول في رؤية المحتضرين رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام ، وبعد نقل كلامه ذكر إنكاره لرؤية البصر، ثمّ ذكر عذره للخوض في هذه المسألة، ثمّ ذكر أدلته والردّ على الشيخ المفيد في ما أوّله من أحاديث الباب ، وبعد ذلك أورد أربع عشرة باباً في مناقب كل واحد من المعصومين وذكرهم مختصراً ... »(3).

وينقسم الكتاب إلى قسمين :

الأوّل: يشتمل على ردّ المصنّف على أوائل المقالات .

الثاني: يختصّ بذكر فضائل النبي وآله الطاهرين علیهم السلام.

وقد استعان في تأليف هذا الكتاب من هذه المصادر: «مقتضب الأثر»،

ص: 29


1- ووقع عمر كحّالة بهذا الاشتباه في معجم المؤلّفين 3: 228 حيث ذكره بعنوان: «المختصر في إثبات حضور النبيّ والأئمّة عند المحتضر».
2- ریاض العلماء 1: 194 .
3- الذريعة 20: 2308/143 .

«كتاب إبن كبش» ، «منهج التحقيق»، «کتاب» «سليم»، «کتاب الآل» لابن خالويه ، «خصائص الوحي المبين» لابن البطريق «المقنع في الإمامة» ، «كتاب المواليد»، «کتاب» «اللباب لابن الشريفيّة الواسطي، «بشارة المصطفى»، «الدرّ المنتق في مناقب أهل التق»، «المعراج» للشيخ الصدوق، «الإرشاد والوعظ»، كشف الغمّة» ، «منهج التحقيق إلى سواء الطريق»، «المزار» لمحمّد بن عليل الحائري، «المناقب» للخوارزمي ، «تفسير الثعلبيّ» وغيرها من الكتب .

تنبیهان :

الأوّل: لهذا الكتاب عدّة نسخ وقد طبع اعتماداً عليها في المكتبة الحيدريّة في النجف الأشرف سنة 1370 ه / 1951 م(1) ، بتقديم العلّامة الأديب الشيخ محمّد عليّ الأورد باديّ (م 1380ه) ، لكنّ مَن راجع هذه الطبعة ونُسَخها المتداولة، وقارن مطالبها مع من نقل عنها وجد فيها نواقصا كثيرة ، فنرى العلّامة المجلسي والمحدّث النوري وغيرهما ممن نقل الأحاديث عن المحتضر مسنداً إلّا أنّنا نجد ما في المطبوع المذكور قد جاء مرسلاً، مضافاً إلى نقلهم لأحاديث غير موجودة في المطبوع وهي كثيرة جدّاً .

وصرّح بذلك الميرزا محمّد تقي المامقانيّ (1313ه) في آخر كتابه «صحيفة الأبرار»، وقال عند تعريف كتاب المحتضر : «كتابٌ لطيفٌ مشتمل على أخبار شريفة غير أنّ النسخة التي وصلت إلي منه قد حذف بعض الملخصين منها أسانيد الكثير من أخباره؛ فلذا نقلنا عنه بعض الأخبار بالواسطة من البحار والعوالم مع

ص: 30


1- معجم المطبوعات العربيّة النجفيّة، لمحمّد هادي الأمينيّ: 306.

وجود الكتاب عندنا ...»(1) .

لا يخفى أنّ هذا الاختصار لم يكن مقتصراً على الأسانيد فقط ، بل تعدّى إلى كثير من الأحاديث ، كما تقدّم.

ولقد بذلنا كلّ ما في الوسع للحصول على نسخة كاملة لهذا الكتاب ، وبعد جهد جهيد لم نصل إليه - في أول الأمر- إلّا لما تفضّل به العلّامة الجليل السيد محمّد علي الروضاتيّ - حفظه الله ورعاه - بواسطة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ رسول جعفريان وهذه النسخة كاملة من حيث المتن والأسانيد ، وهي التي نقل عنها العلامة المجلسيّ والمحدِّث النوريّ .. وغيرهما، وتحتوي على جميع ما نُقِل عن المحتضر، وكانت موقوفة بخط العلّامة المجلسيّ من نماء حمّام نقش جهان(2)، و تاریخ

ص: 31


1- صحيفة الأبرار 2: 540 .
2- هو من أوقاف السلطان سليمان الصفويّ، ووجدت حتّى الآن عدّة نسخ عليها صورة الوقفيّة أكثرها مختوم بختم العلّامة المجلسيّ رحمه الله وبعضها بخطّه الشريف وختمه ، وصرّح بأنّ النسخة كتبت من نماء هذا الحمام وإليك أسماء ما وجدت منها الأولى : وقفيّة على نسخة من كتاب «المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علیه السلام» لابن جرير الطبريّ الإماميّ الكبير (من أعلام القرن الرابع الهجريّ) كانت في مكتبة حسينية الشوشتريّ في النجف الأشرف، وكتبت الوقفيّة في ذي القعدة 1095ه ( لاحظ :الذريعة 21: 9 نشریه نسخه های خطّی الرقم 11 - 12، الصفحة 810 رقم النسخة 890). الثانية : وقفيّة على نسخة من كتاب «أضواء الدرر الغوالي لإيضاح غصب فدك والعوالي» للمهلبيّ الحلّيّ و« ناسخ القرآن ومنسوخه و محكمه ومتشابهه لسعد بن عبد الله الأشعريّ، ولكن وللأسف أنّ أكثر هذه الوقفيّة غير مقروءة، وقد كتبت في ذي القعدة الحرام سنة 1104 ه. الثالثة : وقفية على نسخة من كتاب الأربعين للعلامة المجلسي في مكتبة آية الله السيد مصطفى الخوانساري رحمه الله الموجودة حالياً في المكتبة الرضويّة على صاحبها آلاف التحية والسلام برقم 21275، كتبت في صفر سنة 1106 ه. الرابعة : وقفيّة على نسخة من كتاب «الأربعين» أيضاً الموجودة في مكتبة مدرسة العلويّ بخوانسار ، كتبت في رجب الأصب سنة 1095ه. الخامسة : وقفيّة على نسخة من «كتاب سليم بن قيس» التي كتبت في شهر ربيع الأوّل سنة 1107 ه، والنسخة في مكتبة جامعة الحقوق بطهران برقم: 29د. السادسة : وقفيّة على نسخة كتاب «المحتضر» التي مرّ وصفها في المتن. السابعة : وقفيّة على نسخة من كتاب «جامع الرواة للمولى العلّامة محمّد بن عليّ الأردبيليّ ( ق 11) في مكتبة السيّد حسن الصدر العاملي في الكاظميّة - العراق ، وهذه كتبت في شعبان 1100 ه ( لاحظ : الذريعة 5: 213/56، خزائن كتب الكاظمية قديماً وحديثاً للدكتور حسين علي محفوظ : 18/20 ) . الثامنة : وقفيّة على نسخة من كتاب المناقب » لابن شهر آشوب المازندرانيّ ( 588 ه) في مكتبة مدرسة سليمان خان في مشهد المقدّسة : 23 ، كتبت في سنة 1095ه. التاسعة : وقفيّة على نسخة من كتاب «زبدة الأخبار في فضائل المخلصين الأخيار» ، للشيخ شرف الدين يحيى البحرانيّ ( من أعلام القرن العاشر ) وتلميذ المحقّق الكركي ّ، رأى هذه النسخة شيخنا الطهرانيّ عند الشيخ محمّدرضا الكرمانيّ في خرّمشهر (لاحظ : الذريعة 12: 107/17). العاشرة : وقفيّة على نسخة من كتاب «سعد السعود للنفوس » للسيد ابن طاوس ( 664 ه ) وهي نسخة نفيسة جداً، كتبت وصحّحت على نسخة الأصل بخطّ المصنّف بأمر العلّامة المجلسيّ ، وجاءت الوقفيّة في أوّل النسخة سنة 1096ه ، والنسخة في مكتبة السيد المرعشي رحمه الله في قم برقم 4920 . الحادية عشرة: وقفيّة على نسخة من المجلّد الثامن عشر من «بحار الأنوار » للعلّامة المجلسي ( 1110 ه ) ، وهي نسخة قيمة ، وجاءت الوقفية في أوّل النسخة سنة 1094 ه، وهذه النسخة في مكتبة أمير المؤمنين في النجف الأشرف. الثانية عشرة : نسخة من كتاب « الهداية الكبرى للخصيبي» ، توجد نسخة منها في مكتبة مجلس الشورى كتبها الشيخ نصر الله القزويني في 1280 ه عن نسخة موقوفة بخطّ يد العلّامة المجلسي رحمه الله من أوقاف سلاطين الصفويّة، تاريخ كتابتها 1080 ه. الثالث عشرة : وقفيّة على نسخة من كتاب «بحار الأنوار » قسم المثالب ، بدون التاريخ بختم العلّامة المجلسي ، وهي في مكتبة مدرسة صدر بازار في إصفهان برقم 523 . الرابع عشرة : وقفيّة على نسخة من المجلّد الثامن عشر من البحار ، مختومة بختم العلّامة المذكور وتاريخ الوقفيّة سنة 1095ه، وهي في مكتبة مدرسة صدر بازار في إصفهان برقم 664 . الخامس عشرة : وقفية على نسخة من المجلّد الثامن من البحار ، تاريخ الوقفية سنة 1108 ه، بختم العلّامة المجلسي ، وهي في المكتبة المذكورة برقم 689 . السادس عشرة : وقفيّة على نسخة من كتاب «مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الاسلام» للشهيد الثاني (966ه) ، والوقفية هي بخط السيّد محمّدباقر بن إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي في سنة 1126 ه مع ختمه « محمدباقر الحسيني » ، وتوجد هذه النسخة في المكتبة المذكورة برقم 698 . السابع عشرة : وقفيّة على نسخة من كتاب «شرح مفاتيح الشرائع » للآقا محمّدهادی بن مرتضى الكاشاني ( ق 12)، وجاءت الوقفيّة في أوّل الجزء الأول والثاني بخطّ محمّدحسين بن عبدالباقي الحسيني بتاريخ 1225ه-، وهذه النسخة في المكتبة المذكورة برقم 707. الثامن عشرة : وقفيّة على نسخة من المجلّد الأوّل من كتاب «مشارق الشموس في شرح الدروس» الاقا حسین بن جمال الدين الخوانساري ( 1098ه ) ، والوقفية بخطّ آقا جمال الخوانساري في سنة 1117 ه، وهذه النسخة في المكتبة المذكورة برقم 925 . التاسع عشرة : وقفيّة على نسخة من كتاب «دعائم الاسلام» للقاضي نعمان المصري ( 363ه ) ، وجاء الوقفية بخطّ العلّامة في سنة 1094ه، وهي النسخة في مكتبة صدر خواجو في إصفهان برقم 1. العشرون : وقفيّة على نسخة من المجلّد الأول من البحار ، ذكرها العلّامة السيّد محمّد عليّ الروضاتي حفظه الله في فهرست كتب خطي إصفهان : 71/70. الحادية والعشرون : وقفيّة على نسخة من القسم الأوّل من المجلّد السادس من البحار ، تاريخ الوقفية في ذي الحجّة 1109 ه. الثانية والعشرون : وقفيّة على نسخة من المجلد الثالث عشر من البحار ، تاريخ الوقفيّة في محرّم 1098 بختم العلّامة المجلسي رحمه الله ، والنسخة في الفهرس المذكور : 83/74. الثالثة والعشرون : وقفيّة على نسخة من كتاب «إيجاز المقال في معرفة الرجال » للحويزي ، وتاريخ الوقفيّة في محرّم سنة 1106 ه ، والنسخة في مركز احياء الميراث الإسلامي في قم برقم 2654 . الرابع والعشرون : وقفية على نسخة من مجموعة 35 كتاباً من كتب العلامة المجلسيّ رحمه الله والتي كتبت في 1186 ه بخطّ عبد الباقي بن محمّد حسين الحسينيّ المشهور بالسيّد عبد الباقي إمام جمعة، من أسباط العلّامة المجلسيّ، وهذه النسخة في مكتبة السيّد المرعشيّ برقم 187 .

ص: 32

ص: 33

كتابتها 1052 ه. فشر عنا العمل بها، وعند نهاية العمل في هذا الكتاب حصلنا على نسخة من الأستاذ عبد الحسين الحائريّ - وفّقه الله - من القرن العاشر وهي من مكتبة مجلس الشورى، وكانت كاملة نصّاً ومبعثرة ترتيباً، وبعد أن تمّ العمل بها حصلنا - عن طريق الأخ الصفيّ الفاضل أحمد رضا رحيمي ريسه - حفظه الله - على نسخة أخرى من مكتبة دائرة المعارف الإسلاميّة، وهي نسخة قديمة مصحّحة من عصر المؤلّف تاريخها 874 ه وقد وفّقنا مع وجدان هذه النسخة لتصحيح كثير من الأغلاط والتصحيفات ؛ ولله الحمد .

ومن خصوصيات هذه النسخ أنّه ورد كتاب المؤمن للحسين بن سعيد الأهوازيّ في أواخرها بعد إتمام روايات المؤلّف في فضائل أهل البيت علیهم السلام ، ووردت أيضاً عدّة روايات في نهاية النسخ في الموضوعات المختلفة غير فضائل أهل البيت علیهم السلام وهى فاقدة للأسانيد وأيضاً فاقدة للأسانيد وأيضاً لم تذكر الكتب التي نقلت منها ولا تتلائم مع طريقة المؤلّف في أى من كتبه ؛ فيحتمل غير بعيد بل الظاهر أنها ليست جزءاً من كتاب المحتضر ؛ ويؤيّده مخالفتها في المضمون مع كتاب المحتضر(1)، وثانياً: مخالفتها لطريقة المؤلّف في نقل الأحاديث(2)كما أنّ في هذه القطعة أحاديث لا توافق آراء المؤلّف ، والظاهر أنّ هذه الأخبار قد خلطت مع نسخة الأصل

ص: 34


1- وهو جمع الروايات في موضوع الاحتضار وفضائل اهل البيت علیه السلام .
2- منها ذكر المؤلّف مصادر الأخبار مع أسانيدها بشكل مبوّب ذيل أبواب بعنوان : « وممّا يدلّ على ... » في جميع كتبه .

المنقول منه هذه النسخ ثمّ استنسخها النسّاخ كما وجدوها . نعم فقد نقل العلّامة المجلسي اثنتين أو ثلاثة .. أخبار من هذه القطعة عن كتاب المحتضر ولم أدر لأيّ شيء فعل هذا مع أنّ هذه الأوراق على ظاهرها وظهورها لم تكن من قلم ،مصنفنا وليست إلّا أوراق اتّصلت بنسخة الأصل عند التجليد ، ومع التنزّل كانت قطعة من تصنيفاته ولكن ذهب الكثير منها وبقيت هذه الأوراق مبعثرة متشتّتة ، ولذا نحن لم نأت بها ونجعلها لمكان آخر حتّى لا يخرج الكتاب عن سياقه .

فحقّقنا هذا المطبوع في ضمن مجموعة مؤلّفات الحسن بن سليمان على هذه النسخ الكاملة .

الثاني : توجد في مكتبة مدرسة سپهسالار في طهران نسخة من كتاب المحتضر ذكرها مفهرس المكتبة بعنوان « مناقب الأئمّة» بكلمة وقعت عن المؤلّف في آخر الكتاب ، وجزم بأنّه غير الحسن بن سليمان الحلّيّ مع أن الكتاب معروف ومؤلّفه أشهر (1).

وأيضاً توجد في مكتبة المرحوم المحدّث الأرمويّ رحمه الله نسخة بخطّ الشيخ أحمد ابن إبراهيم بن عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن إسحاق الواعظ القمّى المحتد الكاشانيّ المولد ، الذي يروي عنه ابن أبي جمهور المتوفّى أوائل القرن العاشر الهجريّ صاحب كتاب «عوالي اللئالي»، وفرغ من الكتابة 12 رجب 919 ه، وعرّفها شيخنا العلّامة الطهرانيّ رحمه الله في الذريعة من نسخ كتاب المحتضر، وانتقلت هذه النسخة بعد وفاة المحدث الأرموي إلى مكتبة مركز إحياء التراث الإسلاميّ في قم المقدّسة، وبعد مراجعتنا للمكتبة والبحث عن النسخة وجدنا أنّها غير كتاب

ص: 35


1- فهرس مكتبة سپهسالار 1: 313، الذريعة 2308/13:20 و 321:22 .

المحتضر ، بل هو كتاب في أحوال الأئمّة الأطهار علیهم السلام بُدِئ بأحوال النبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ الأئمّة علیهم السلام واحداً واحداً بشكل موجز ومختصر، والنسخة لم تنقّط، وقال في آخرها: «تمّ المحبصر» بدون نقط، والظاهر أنّ هذا سبب توهّم شيخنا الطهرانيّ بأن هذه النسخة هي كتاب المحتضر ، ولذا قال في الذريعة بعد توصيف كتاب المحتضر الذي رأى نُسخه المتداولة وما فعله الحلّيّ في الردّ على الشيخ المفيد فيها أوّله من أحاديث الباب:« وبعد ذلك أورد أربعة عشر باباً في مناقب كلّ واحد من المعصومين وذكرهم مختصراً»(1).

وهذه أوصاف الكتاب المذكور وليس لكتاب المحتضر، أمّا ما في القسم الثاني من كتاب المحتضر فقد نقل أحاديث متفرّقة في مناقب و فضائل المعصومين علیهم السلام بدون تبويب خاصٌ مع عدم البحث فيه عن حياتهم علیهم السلام . وبعد ذلك تبيّن أنّ الكتاب الذي ذكره في الذريعة هو كتاب مكارم أخلاق النبيّ والأئمّة علیهم السلام للقطب الراوندي ( 573 ه) وهو مختصر في مكارمهم .

مخطوطات الكتاب :

ذكرنا أنّ لهذا الكتاب نسخ كاملة ونسخ ملخّصة و نحن استفدنا في تصحيح الكتاب من كلّ هذه النسخ فنذكر لك - فيما يلي - النسخ الكاملة ثمّ تليها الملخّصة :

1 - مخطوطة مكتبة مركز دائرة المعارف الإسلاميّة في طهران برقم 1622 ، كتبها علي بن محمّد بن أحمد بن الحاج خليل بن الدريدي المعروف بابن الحواش في سنة 874 ه، عليها عدّة تملّكات وعلامة القراءة بخطّ « أحمد بن القاسم الحسيني »

ص: 36


1- الذريعة 2: 143 .

«علي بن عبد الحسين بن سلطان الحسيني الموسوي » « محمّد بن شرف الدین یحیی ابن ليث الحسيني النجفي سلخ جمادي الثاني 888ه» «قاسم بن أحمد الحسيني» « محمّد شفيع بن محمّد علي الأسترابادي».. وغيرها ، وعلى هوامش هذه النسخة علامة القراءة والسماع وعنونه مفهرس المكتبة المذكورة ب- «المختصر الملتقط من المقالات والأمالي وغيرها»، وهذا غلط فاحش مع وجود اسم الكتاب صحيحاً على ظهر المخطوطة، وذكرت في فهرسها 1 : 350 ، واستفدنا منها في تصحيح هذا الكتاب و رمزنا لها ب «د» .

2 - مخطوطة مكتبة العلّامة الأستاذ السيّد محمّد علي الروضاتيّ - مدّ الله تعالى في عمره وزاد في عزّه وشرفه - وهي نسخة كاملة كتبها صالح بن عبد الله في سنة 1052 ه، وعليها وقف بخطّ العلّامة المجلسي رحمه الله لكنّه مطموس غير مقروء، وهي من موقوفات نماء حمّام واقع في أراضي نقش جهان ببلدة إصفهان، واستفدنا منها في تصحيح هذا الكتاب و رمزنا لها ب «ص».

3 - مخطوطة مكتبة مجلس الشورى، فقد أعطاني هذه النسخة الأُستاذ عبد الحسين الحائريّ - شكر الله مساعيه وجزاه عن محمّد وآله خير الجزاء - حين شرائها وقبل ترقيمها في المكتبة، وهذه النسخة مشتملة على نصف الكتاب وهي من النسخ الكاملة ، كُتبت في القرن العاشر أو في أوائل القرن الحادي عشر ،

واستفدنا منها في تصحيح هذا الكتاب و رمزنا لها ب: « ر » .

وأمّا النسخ الملخّصة فهي كما يلي:

4 - مخطوطة مكتبة مدرسة المروى فى طهران ، كتبها زكريا بن عبد الله في

ص: 37

سنة 1102 ه، ومعها كتاب «مشارق أنوار اليقين» للبرسيّ؛ والظاهر أنّ هذه النسخة أصلٌ لباقي النسخ الملخَّصة، باعتبار قدمها، ذكرت في فهرسها: 870/319 ، واستفدنا منها في تصحيح هذا الكتاب ورمزنا لها ب : « م » .

5 - مخطوطة مكتبة مدرسة سپهسالار التي ذكرت في فهرسها بعنوان «مناقب الأئمّة علیهم السلام» ، كتبها السيّد محمّد الحسينيّ البرغانيّ سنة 1291 ه، ذُكرت في فهرسها 1: 313 - 404/315، واستفدنا منها في تصحيح هذا الكتاب و رمزنا لها ب: «س».

6 - مخطوطة مكتبة أمير المؤمنين - عليه أفضل صلوات المصلّين - في النجف الأشرف، كتبها الشيخ الحجّة شير محمّد بن صفر علي الهمدانيّ الجورقانيّ رحمه الله ، وهي التي اعتمدها الناشر في طبعه في النجف الأشرف سنة 1377 ه، واستفدنا منها في تصحيح هذا الكتاب و رمزنا لها ب: «ن».

7 - مخطوطة مكتبة آية الله السيّد الحكيم رحمه الله في النجف الأشرف برقم 459/1، كتبها الأديب العالم الشيخ محمّد بن طاهر السماوي عام 1361 ه، واستفدنا منها في تصحيح هذا الكتاب و رمزنا لها ب: «ح».

8 - مخطوطة مكتبة العلّامة الخبير السيّد محمّد مهدي الخرسان الموسوي - أطال الله عمره الشريف وزاد في عزّه وشرفه كتبها والده العالم المحقّق السيّد حسن بن عبد الهادي الموسويّ - رحمها الله رحمة واسعة - بتاريخ 1369 ه عن نسخة الشيخ شير محمّد الهمدانيّ السابقة .

ولا يفوتنا أن نذكر أنّ كتاب المحتضر قد ترجم بالفارسيّة بتوسط أحمد بن محمّد الحسينى ( من أعلام القرن 13 ه)(1) ترجمه باسم محمّد جعفر خان حاکم زمانه ،

ص: 38


1- ذكره في تراجم الرجال 1 80 ، وقال : عالم فاضل ، أديب، جيّد الإنشاء في اللغة الفارسيّة من أعلام القرن الثالث عشر ، له ترجمة « جامع السعادات» ، أتمّها سنة 1213ه.

وتوجد نسخة منها في مكتبة جامع گوهر شاد في مشهد المقدّسة ،(1) بخطّ محمّد مهدي بن محمّد أشرف العامري بتاريخ يوم الأربعاء 7 صفر 1230 الهجرية بأمر محمّد جعفر خان الحاكم المذكور .

منهج التحقيق :

لقد اعتمدنا في تحقيق هذا السفر القيّم على النسخ الثلاثة المذكورة الكاملة مضافاً إلى النسخ الملخصة المذكورة وأيضاً مطبوعة النجف الأشرف.

وقد اتّبعنا في تحقيق الكتاب الأسلوب التلفيق بين الطبعة القديمة وجميع نسخ الكتاب في انتخاب المتن الأقرب للصواب، وذلك عبر المراحل التالية:

1 - عُيّنت النسخ التي يكون عليها مدار التحقيق.

2 - النسخ الخطيّة وأثبتت ما بينها من اختلافات إلّا اختلاف النسخ الملخّصة وقد استفدنا منها في مواضع خاصّة لتصحيح بعض الأغلاط في النسخ الكاملة .

3- انتخب النصّ الأقرب للصواب وأثبت في المتن، وذُكر ما يخالف النصّ المنتخب في الهامش.

4 - وُضعت الآيات القرآنيّة بين الأقواس المزهّرة ( ).

5 - كلّ ما حُصِر بين المعقوفتين [ ] فهو مثبت من المصدر .

وقد هيّا الله سبحانه وتعالى لخدمة هذا السفر الخالد النفيس وتحقيقه بأفضل شكل الفاضل المحترم الخادم للحديث الشريف، الأستاذ مشتاق صالح المظفّر -شكر الله سعيه وجزاه عن محمّد وآله خير الجزاء-.

ص: 39


1- فهرس مكتبة جامع گوهرشاد 694/803:2 .

وأخيراً فإنّا لا يسعنا فى نهاية المطاف إلّا أن نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الإخوة الأفاضل الذين ساعدونا للمراجعة النهائيّة لهذا الكتاب ونخصّ منهم بالذكر:

الأخ العزيز الشيخ باسم محمّد الأسديّ وسماحة أخي السيّد حسين الموسويّ البروجرديّ وزميلنا غانم السعداوي ّ- سلّمهم الله تعالى وهداهم الله إلى صراطه السوي وسقاهم في الآخرة سقيه الروي- .

ولا يفوتني أن أقدّم شكري وتقديري الخاصّ للمحقّق العلّامة الحجّة السيّد محمّد علي الروضاتي الإصفهاني وكذلك الأستاذ الخبير عبد الحسين الحائري وزميلي الأخ الكريم أحمد رضا رحيمي ريسه على توفيرهم النسخ المذكورة الكاملة ، فجزاهم الله خير جزاء المحسنين بحق محمّد وأهل بيتة الطاهرين .

فله الحمد على ما أولانا وله الشكر على ما ألهمنا وأنعم علينا من خدمة الحديث، ونسأله دامت نعمه علينا ظاهرة وباطنة - الهداية إلى العمل الأفضل والأكمل والأقوى، حتّى يبلغ العمل رضاه في أداء حقّ التراث الشيعي الغالي ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبله بقبول حسن ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

مكتبة العلّامة المجلسي - قم المقدّسة

27 رجب 1429ه

المبعث النبوي الشريف

ص: 40

نماذِجُ مِن تَصاوِیرِ مَخطُوطَات الكِتَاب

ص: 41

ص: 42

صورة من ظهر الصفحة الألى من نسخة «د»

ص: 43

صورة الصفحة الأولى من نسخة «د»

ص: 44

صورة من بعض صفحات نسخة «د»

يظهر على هامشها علامة القراءة والتصحيح

ص: 45

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «د»

ص: 46

صورة الصفحة الأولى من نسخة «ح»

ص: 47

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «ح»

ص: 48

صورة ظهر الصفحة الأولى من نسخة «ص»

يظهر عليها وقفية ممسوحة بخطّ العلّامة المجلسي رحمه الله

ص: 49

صورة الصفحة الأولى من نسخة «ص»

ص: 50

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة »ص»

ص: 51

صورة الصفحة الأولى من نسخة «م»

ص: 52

صورة الصفحة قبل الأخيرة من نسخة «م»

ص: 53

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «م»

ص: 54

صورة الصفحة الأولى من نسخة «س»

ص: 55

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «س»

ص: 56

صورة الصفحة الأولى من نسخة «ن»

ص: 57

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «ن»

ص: 58

صورة الصفحة الأولى من نسخة «ح»

ص: 59

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «ح»

ص: 60

المُحْتَضَرُ

اشارة

في

تَحقِيق معاينة المُحتَضَر لِلنَبيّ والأئِمَّة

ص: 61

ص: 62

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه ثقتي(1)

ذكر الشيخ السعيد(2) المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه الله(3) في كتاب له

ص: 63


1- قوله : ( وبه ثقتي ) لم يرد في ( د ) ، وفي «س» «م» : ( وبه نستعين ) .
2- (السعيد) لم يرد في «د» (س) (م).
3- هو الشيخ السعيد محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي البغدادي العكبري المعروف بابن المعلّم والملقّب بالمفيد، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم. وُلد في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وقيل ثمان وثلاثين . ترعرع في كنف والده الذي كان معلماً في واسط، وبعد تجاوزه سن الطفولة وتعلم القراءة والكتابة، انتقل مع والده إلى بغداد وله من المؤلّفات ما قد تجاوزت المائة وقد عاصر الشيخ المفيد - في التاريخ السياسي - فترة انكماش الدولة العباسية وضعفها أيام سيطرة أمراء الأقليم على حكم أقاليمهم، وتولّي بني بويه شؤون السلطة في بغداد وقد حظي الشيخ - بسبب تشيع بني بويه - بما لم يحظ به غيره من أمثاله من ضروب الأعزاز والتقدير، وعلى الرغم من كلّ هذه الخطوة فقد اضطرت السلطات الحاكمة الى نفيه مرتين خارج بغداد - قمعاً للفتن الطائفية والاضطرابات المذهبية - أوّلها في سنة 393 ه والثانية في سنة 398 ه. وكان للدور العلمي البارز الذي قام به المفيد في عصره أثر كبير في اشتهار اسمه وشيوع ذكره، فحفلت كتب الرجال والتاريخ بالترجمة له والتحدث عن سيرته ، فترجم له كالشيخ النجاشي والطوسي والذهبي واليافعي وابن كثير وابن العماد وأبي حيان التوحيدي ووصف المؤرخون حياته الخاصة وصفاته الشخصية فذكروا في جملة ما ذكروا أنه كان شيخاً ربعة نحيفاً أسمر كثير الصدقات، عظيم الخشوع كثير الصلاة والصوم، حسن اللباس، كثير التقشّف والتخشّع والإكباب على طلب العلم، وكان ينام من الليل هجعة ثمّ يقوم يصلي أو يطالع أو يتلو القرآن. برز الشيخ المفيد بين أعلام عصره بفنّ المناظرة، واشتهر بذلك بين الناس بمختلف آرائهم وطوائفهم . توفّي رحمه الله ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وقد صلّى عليه الشريف المرتضى ، وشيّع تشييعاً فخماً حتى عدّ مشيعيه ثماثين ألفاً، ودفن في ساحة الميدان ، ثمّ نقل إلى مقابر قريش إلى جوار الإمامين الهمامين الكاظمين علیهما السلام. انظر: رجال النجاشي: 1067/399 ، طبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) 5: 186، أعيان الشيعة 420:9 .

«المقالات » ما حكايته :

القول في رؤية المحتضرين رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام عند الوفاة هذا باب قد استقرّ وأجمع(1) عليه أهل الإمامة ، وتواتر الخبر به عن الصادقين من الأئمّة صلوات الله عليهم ، وقد جاء عن أمير المؤمنين علیه السلام..

وأورد الشعر المشهور الذي يُروى أنّ أمير المؤمنين علیه السلام قاله للحارث الهمداني(2) وهو :

ص: 64


1- في «ص » « م » : ( هذا باب قد أجمع ) .
2- هو الحارث بن عبد الله ، أبو زهير ، الأعور ، الهَمْداني، الكوفي ، وكان من أوعية العلم، ومن كبار علماء التابعين ، ومن أفقه علماء عصره ، تعلّم من باب مدينة العلم علماً جمّاً ، وكان من القرّاء ، قرأ على الإمام عليّ علیه السلام وابن مسعود ، ذكره البرقي في رجاله في الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، وعده الشيخ الطوسي في أصحاب أمير المؤمنين والإمام الحسن علیهما السلام ، وكان من الذين أمرهم الإمام عليّ علیه السلام في النداء في أهل الكوفة للخروج إلى حرب صفين ، توفّي رحمه الله سنة 65 للهجرة وقيل : 63 ، وقيل : 70 . انظر: رجال البرقي : 4 ، رجال الطوسي : 4/38 و 3/67، أعيان الشيعة 4: 365 .

یا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني شخصه وأعرفه *** باسمه والكنى وما فعلا

وأنت يا حار إن تمت ترني *** أسقيك ماءً تخاله عسلا(1)

ثمّ قال رحمه الله تعالى : غير أنّي أقول فيه : إنّ معنى رؤية المحتضَر لهما علیهما السلام هو العلم بثمرة ولايتهما ، والشكّ فيهما ، والعداوة لهما أو التقصير في حقّهما على اليقين بعلامات يجدها في نفسه(2) دون رؤية البصر لأعيانهما علیهما السلام ، ومشاهدة النواظر لأجسادهما باتّصال الشعاع(3).

ثم قال رحمه الله في الكتاب أيضاً : القول في رؤية المحتضر الملائكة علیهم السلام، والقول عندي في ذلك كالقول في رؤيته لرسول الله وأمير المؤمنين صلّى الله عليهما وآلهما، وجائز أن يراهم ببصره بأن يزيد الله تعالى في شفّاعه ما يدرك به أجسامهم الشفّافة الرقيقة ، ولا يجوز مثل ذلك في رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وسلامه ؛ لاختلاف ما بين أجسامهما وأجسام الملائكة في التركيبات(4).

يقول عبد الله حسن بن سليمان بن محمّد : عذرى عند إخواني المؤمنين في ذكري - ولاسيّما في شرحى لهذه المسألة -(5) أحاديث مرويّة عن أهل البيت علیهم السلام بطريق

ص: 65


1- في المصدر البيت الثاني هكذا: يعرفني طرفه وأعرفه *** بعينه واسمه وما فعلا ولم يرد فيه البيت الآخر.
2- في المصدر زيادة: (وأمارات ومشاهدة أحوال ومعاينة مدركات لا يرتاب معها بما ذكرناه).
3- أوائل المقالات : 73 - 74 .
4- أوائل المقالات : 75 .
5- في «س » « ص » «ح) » « م » زيادة : ( لي فيه ).

معتبر (1)، والحديث الذي نجهل راويه لا نحتج بمثله عند أهل العلم والنظر .

اعلم هدانا الله تعالى لدينه وإيّاك ، وأرشدنا إلى معرفة ما ظَهر ونُقل عن الأئمة علیه السلام ، من أسرارهم الشريفة وعلومهم اللطيفة المنيفة ، التي خصّ بها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وجعله خازناً لها ، وجعل الباب الذي يؤتى منه وصيّه أمير المؤمنين علیه السلام ، وأورثها آله الطاهرين علیهم السلام .

1 - فقال صلی الله علیه وآله وسلم : « أنا مدينة الحكمة(2) وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها»(3) ، وهو أمر منه صلی الله علیه وآله وسلم لسائر أُمّته ليس فيه ترخّص ولا عنه بدٌ.

2 - وقال أمير المؤمنين علیه السلام لكميل بن زياد(4): «يا كميل لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا»(5).

ص: 66


1- قوله: (بطريق معتبر) لم يرد في «ص» «س» «م».
2- كتب في ذيل الكلمة في «د» : ( العلم ) .
3- حدیث صحیح متواتر رواه المحدّثون من الخاصّة والعامّة ، وقد خصّ العلّامة مير حامد حسين اللكنهوي جزءاً من كتابه الضخم «عبقات الأنوار» في استقصاء مصادره وأسانيده وبيان طرقه وصحّته ، وأيضاً ألّف الشيخ أحمد بن صديق المغربي ، المتوفّى سنة 1380ه في البحث عن طرق هذا الحديث الشريف كتاباً وسماه «فتح الملك العليّ بصحة حديث باب مدينة العلم عليّ».
4- كميل بن زياد النخعي الكوفي : عدّه البرقي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، وذكره الشيخ المفيد من السابقين المقرّبين من أمير المؤمنين علیه السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الحسن المجتبى علیه السلام و عدّه ابن داود في رجاله : من خواصّهما . شهد صفّين مع الإمام عليّ علیه السلام ، وكان شريفاً مطاعاً في قومه ، فلما استلم الحجّاج الأموي زمام الحكم دعا به فقتله - رضوان الله عليه - ، وذلك في سنة 82ه. انظر: رجال البرقي : 6 ، رجال الطوسي : 6/56 و 1/69 ، رجال ابن داود : 1248/156 ، الاختصاص : 7 ، إرشاد المفيد 1 : 327 - 328 طبقات ابن سعد :6: 179 ، طبقات خليفة الخياط : 1058/249 ، تهذيب التهذيب : 813/402 .
5- أورده ابن شعبة في تحف العقول: 171 وعنه في بحار الأنوار 77: 38/412 ووسائل الشيعة 27: 30/ ذيل ح 34 و 83/103، والطبري في بشارة المصطفى : 50 - 51 وعنه في بحار الأنوار 77: /266 / ضمن ح 1 ومستدرك وسائل الشيعة 15: 1/166 و 17 : 1/267 ، ضمن وصيّة الإمام عليّ علیه السلام لكميل بن زياد رضوان الله عليه.

3 - وروي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «كلّ علم - أو قال : كلّ شيء - لم يخرج من هذا البيت فهو باطل - وأشار بيده إلى بيته- »(1) .

وهذا حقّ لقوله عزّ اسمه ( فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ )(2) وهو عامٌ لا يجوز تخصيصه ؛ لقوله سبحانه (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ يَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )(3) وفى الآية الشريفة بلاغ لمن (ألقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (4).

فنقول : الشيخ رحمه الله تعالى اعترف بالحديث وصدّقه ، لكنّه أوّله بمعنى علم المحتضر بثمرة ولايتهما ، والشكّ فيهما، والعداوة لهما، والتقصير في حقوقهما على اليقين، بعلامات يجدها في نفسه ، دون رؤية البصر لأعيانهما علیهما السلام، ومشاهدة النواظر لأجسادهما(5) باتّصال الشعاع . فيقال رحمه الله : أهذا الذي أنكرت من له رؤية البصر لأجسامهما بعينهما علیهما السلام . وقلت : إنّه ليس هو المراد بل المراد العلم

ص: 67


1- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 21/531 وعنه في بحار الأنوار 2: 32/94 ووسائل الشيعة :34/7427 والفصول المهمّة 1: 6/526. ورواه المفيد في الاختصاص : 31 وعنه في مستدرك وسائل الشيعة 17 : 52/282 و 9/309 وأورده المصنف في مختصر البصائر : 179/198 وعنه في وسائل الشيعة 27: 18/130 ، باختلاف يسير .
2- سورة النحل 16: 43 ، سورة الأنبياء 21 : 7 .
3- سورة النساء 4: 65 .
4- سورة ق 37:50 .
5- في «س» «ص» «ح» «م» : ( لا مشاهدتهما علیهما السلام) .

بثمرة ولايتهما أو عداوتهما - هل هو شيء استندت فيه إلى برهان من الكتاب أو من السنّة فيجب التسليم له والإنقياد إليه .

4 - كما روي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال ولم يزل»(1) ؛ أو أخذته من غيرهما .

فإنّا وجدنا هذا التأويل لا يوافق الأخبار الواردة عنهم علیهم السلام الصريحة طلال سلامة الصحيحة من أنّ الأموات يرون الأموات والأحياء بعد الموت ، وكذلك الأحياء يرونهم حقيقة في اليقظة والنوم ، ويرون أهاليهم وما يسرّهم فيهم وما يغمّهم . ولنذكر إن شاء الله تعالى بعض ما رويناه فى هذا المعنى وأنّه حقيقة دون مجاز.

ومنعه رحمه الله من رؤيته لهما علیهما السلام بسبب عدم اتّصال الشعاع .

جوابه أن يقال له(2) : هبك علمت أنّ شرط الرؤية في هذا العالم اتّصال الشعاع من الرائي والمرئي ، فمن أين لك أنّ هذا الحكم يجري بعد الموت في عالم البقاء والله سبحانه يقول : ( وَكَانَ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً )(3) ويقول : ( وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )(4) .

ص: 68


1- أورده الكليني في الكافي 1: 7 ، والنعماني في الغيبة: 22 وعنه في بحار الأنوار 2: 67/105 ومستدرك الوسائل :17: 3/307 وعن الغيبة والكافي في إثبات الهداة 1 4/71 ، والشيخ المفيد في تصحيح الاعتقاد: 72 ، والفعّال النيشابوري في روضة الواعظين: 22 وعنه في وسائل الشيعة 27 : 22/132 : عن أمير المؤمنين علیه السلام ، والرسالة السعدية للعلامة الحلّي : 12 ، وتفضيل الأئمّة علیه السلام للمؤلّف : 161 .
2- قوله : ( ان يقال له ) لم يرد في «د» .
3- سورة الكهف 18: 45 .
4- سورة النحل 16 : 8.

5 - وقد جاء في الحديث عنهم علیهم السلام : لا تقدّر عظمة الله تعالى على عقلك فتهلك»(1) فقدرته سبحانه بلا كيف ولا يحيط بها العلم ؛ لأنّها نفأل الذات المقدّسة ، وهي لا كيف لها ولا يحيط بها العلم .

ولو سئل المنكر لرؤية المحتضر لهما صلّى الله عليهما وألهما عند موته عياناً : هل يقدر الله سبحانه أن يُري المحتضرين الحجج صلوات الله عليهم عند الوفاة وبعده - كما أقدر سبحانه النائم أن يرى من يراه في أبعد البلاد في حياة المرئي وبعد موته ، على صورته وقالبه الذي كان يعرفه به ، وربّما أكل معه وشرب ، وتحدّثنا بما قد يفيد العلم - أو لا يقدر ؟

لا سبيل إلى إنكار القدرة ، فإذا جاز وقوعها فلا يجو(2)ز تأويله والعدول عن الظاهر من غير ضرورة ولا امتناع .

6 - روي عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أنّه قال: «من رآني فقد رآني ، لأنّه لا يتمثّل بي شيطان ، ومن رأى واحداً من أوصيائي فقد رآه ؛ لأنّه لا يتمثّل بهم شيطان ومن رأى واحداً من شيعتهم فقد رآه ؛ لأنّه لا يتمثّل بهم شيطان»(3) .

ص: 69


1- ورد الحديث في نهج البلاغة 1: 61/خطبة 87 وعنه في بحار الأنوار 107:57/ ذيل حديث 90 و 77 317 ذیل حدیث 17 و تفسير نور الثقلين :1 41/318 والتوحيد للصدوق رحمه الله : 56/ذيل حدیث 13 وعنه في بحار الأنوار 4 278/ذیل حدیث 16 و 92: 110 ذیل حدیث 8 تفسیر العياشي 1: 5/163 وعنه في بحار الأنوار 3: 257/ذيل حديث 1 والفصول المهمّة 1: 4/126 ومستدرك الوسائل 12: 1/247 .
2- في «د» : (فهل يجوز ) .
3- أورده سليم بن قيس الهلالي في كتابه 350 وعنه في بحار الأنوار :61: 8/241، والشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه 2: 584/ذيل حديث ،3191 ، وأيضاً في أماليه: 121/ذيل حديث 10 وعنه في بحار الأنوار 49: 283 و 61: 1/234 ، وعيون أخبار الرضا علیه السلاک 1: 288/ذيل حديث 11 وعنه في بحار الأنوار 61 1/234 و 102: 2/32 و مدينة المعاجز :7: 183/ذيل حديث 154 ، وروضة الواعظين: 234 ، وكشف الغمة :3: 120 و الصراط المستقيم 3: 154 باختلاف يسير.

وهذا الحديث يعمّ في الحياة وبعد الممات وهو نصّ في الباب .

7 - وروى محمّد بن يعقوب في «الكافي»: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن أبي عبد الله(1) ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد جميعاً، عن الحسن ابن العباس بن الجريش(2) ، عن أبي جعفر الثاني(3) علیه السلام : «إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لأبي بكر يوماً : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )(4) فأشهد أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم مات شهيداً ، والله ليأتيّنك فأيقِنْ إذا جاءك ، فإنّ الشيطان لا يتمثّل به .

فأخذ عليّ علیه السلام بيد أبي بكر فأراه النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : يا أبا بكر ، آمن بعليّ وبأحد عشر من ولده، إنّهم مثلي إلّا النبوّة ، وتُب إلى الله ممّا في يدك ، فإنّه لا حقّ لك فيه ، قال : ثمّ ذهب فلم يُر » (5).

وروى الفضل بن شاذان في كتاب «القائم»(6) : عن سعد بن طريف ، عن

ص: 70


1- في «د» «ص» «م» : (محمّد بن أبي عبيد الله).
2- في «ن» «ح» «م») : (الحريش) ، وفي «ر»: (الجريس ) .
3- في النسخ: (الباقر) والصحيح ما أثبتناه من المصدر ؛ لأنّ الحسن بن العبّاس بن الجريش روى عنأبي جعفر الثاني علیه السلام (انظر : معجم رجال الحديث 5: 2894/361).
4- سورة آل عمران 3: 169 .
5- الكافي 1: 13/533 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 320 ومدينة المعاجز 3: 695/33 وتفسير البرهان 1 : 3/712 و تفسير نور الثقلين 1: 428/408 .
6- ذكره النجاشي عند عدّه لكتب الفضل بن شاذان (انظر : رجال النجاشي: 840/306) وذكر في مقدّمة الموسوعة بحث حول هذا الكتاب والكتب الأخرى التي نقل عنها المؤلّف في كتبه ، فلاحظ إن شئت .

الأصبغ بن نباتة - في حديث طويل يذكر فيه - أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه خرج من الكوفة ومرّ حتّى أتى الغريّين فجازه، فلحقناه وهو مستلق على الأرض بجسده ليس تحته ثوب، فقال له قنبر : يا أمير المؤمنين ، ألا أبسط ثوبي تحتك ؟ قال علیه السلام : «لا ، هل هي إلا تربة مؤمن ، أو مزاحمته في مجلسه».

قال :الأصبغ فقلت: يا أمير المؤمنين تربة مؤمن قد عرفناها كانت أو تكون فهما مزاحمته في مجلسه ؟ فقال علیه السلام : «يابن نباتة ، لو كشف لكم لألفيتم(1) أرواح المؤمنين في هذا الظهر حلقاً، يتزاورون ويتحدثون، إن في هذا الظهر روح كل مؤمن ، وفي وادي برهوت (2) نسمة كلّ كافر » (3).

ظهر من هذا الحديث فوائد جمّة.

منها : أنّه علیه السلام أخبر بأنّ هذه البقعة الشريفة به صلوات الله عليه تكون تربة يدفن بها المؤمنون ، وقد وقع ذلك ، وأفاد علیه السلام أنّه قد زاحم أرواح المؤمنين في ذلك الوقت ، وفيه تصديق لما روي : «إنّ الأرواح خلقت قبل الأجساد بألفي عام»(4) وأنّ هناك مجتمعها التي لم تسكن الأبدان بعد ، والتي خرجت منها تنتظر عودها إليه ، وأنّه لو كشف لنا كما قد كشف له لرأيناهم الآن هناك جلوساً حلقاً يتحدّثون .

والحديث والإجتماع وأنّهم حلق يدلّ على ما روي : «أنّ المؤمن إذا مات خلق

ص: 71


1- في «س» «ص»: (لألقيتم) ، وفي البحار : ( لرأيتم).
2- وادي برهوت هو وادٍ باليمن، يوضع فيه أرواح الكفّار ، وقد قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ فيه أرواح الكفار والمنافقين»، وهي بئر عادية في فلاة وادٍ مظلم، وقد قال الإمام علیه السلام : «أبغض بقعة في الأرض إلى الله عزّ وجلّ وادي برهوت بحضرموت». (انظر: معجم البلدان 1: 481 - 482).
3- نقله العلّامة المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 6: 242 / 65 و ج 27 : 12/307 .
4- أورده الصفار في البصائر : 5/108 وعنه في بحار الأنوار 61 5/132 و 66: 205 ، الصدوق في معاني الأخبار: 108/صدر حديث 1 : عن أبي عبد الله علیه السلام وعنه في بحار الأنوار 61: 11/136 ، باختلاف يسير .

الله له قالباً كقالبه الأوّل فبه يتعارفون»(1) وسيأتي بيانه إن شاء الله .

وأفاد علیه السلام أيضاً أنّه لا يشذّ عن هذا المكان منها شاذّ بل هى أجمع هنا .

9 - وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعليّ علیه السلام : «ميعاد ما بيني وبينك وادي السلام (2)»(3) وهو هذا المكان الشريف المشار إليه عند قبره علیه السلام.

10 - و من كتاب «القائم» أيضاً للفضل بن شاذان : حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّد علیهم السلام في جبال رضوی ، فتأكل من طعامهم، وتشرب من شرابهم، وتتحدّث معهم في مجالسهم، حتّى يقوم قائمنا أهل البيت فإذا قام قائمنا بعثهم الله تعالى وأقبلوا معه يلبّون زمراً فزمراً، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحلّ المنتحلون ، وينجو المقرّبون»(4).

وهذا الحديث يدلّ على ما رويناه من القالب للروح بعد خروجها من الأوّل ، كما

ص: 72


1- أورده الحسين بن سعيد في الزهد : 241/89 ، الكليني في الكافي 3: 67245 وعنه في بحار الأنوار 61: 30/50 والفصول المهمة للحر العاملي 1: 8/332، الطوسي في التهذيب 1: 171/466 ، وقد ورد في ذيل الحديث بهذا النص : عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «فإذا قبضه الله عزّ وجلّ صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا».
2- وادي السلام : اسم موضع في ظهر الكوفة يقرب من النجف وفي الحديث : إنّها لبقعة من جنّة عدن . (مجمع البحرين 6: 88 سلم).
3- أورده الحسين بن سعيد في الزهد : 82 ، والكليني في الكافي : 4/132، ضمن حديث طويل عن أبي عبد الله علیه السلام وعنه في بحار الأنوار 6: 51/197 .
4- أورده العلّامة المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 6: 667243 و 27 : 13/308 . وأورد مثله بتفصيل الأهوازي في الزهد : 219/81 ، الكليني في الكافي 3 4/131 وعنه في بحار الأنوار 53 : 113/97 ومدينة المعاجز 3: 771/108: عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبد الله علیه السلام .

يدلّ عليه أكلهم وشربهم وحديثهم .

11 - وروى محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب «بصائر الدرجات»: عن محمّد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى، عمّن أخبره ، عن عباية الأسدي (1) ، قال : دخلت على أمير المؤمنين علیه السلام وعنده رجل رثَّ الهيئة ، وأمير المؤمنين علیه السلام مقبل(2) عليه يكلّمه(3)، فلمّا(4) قام الرجل ، قلت : يا أمير المؤمنين ، من هذا الذي أشغلك عنّا ؟ قال: «هذا وصي موسى علیه السلام»(5) .

12 - وروى محمّد بن عليّ بن بابويه بإسناده عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «من أحبّ لقاء الله تعالى أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» .

فقال أصحابه : هلكنا يا بن رسول الله ، فإنّا لا نحبّ الموت ، فقال علیه السلام : «ذاك عند معاينة رسول الله عند الموت وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما . ما من ميّت يموت إلّا حضر عنده محمّد وعليّ صلوات الله عليهما ، فإذا رآهما المؤمن استبشر وسرّ ، فيقوم النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم لينصرف، فيقول : إلى أين وقد كنت أتمنّى أن أراكما ؟ فقال صلی الله علیه وآله وسلم : أتحب أن ترافقنا ؟ فيقول : نعم ، فيوصي به(6) عند ذلك ملك الموت ويخبره أنّه لهما

ص: 73


1- هو عباية بن ربعي الأسدي، عدّه الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام والحسن علیه السلام ، وعدّه البرقي من خواص أصحاب عليّ علیه السلام ، و هو من قبيلة مضر (انظر رجال الطوسي : 71: 18 و رجال البرقي : 36 : 39).
2- في «د» «ر»: ( يقبل ) .
3- قوله: (مقبل عليه يكلمه) لم يرد في «ص».
4- في «د» « ر » : ( قال فلمّا ) .
5- بصائر الدرجات : 19/302 وعنه في بحار الأنوار :6 43/231 و 27: 9/305 ، وأورده ابن شهر آشوب في مناقبه 2: 83 ، وعنه وعن البصائر في مدينة المعاجز 1: 148/234 .
6- في «ص» «ر» (فیومی به).

محبّ ، فهذا يرضى لقاء الله وأحبه والله يحبّ لقاءه(1).

وأمّا عدوّهما فلا شيء أكره إليه ولا أبغض عنده من رؤيتهما ؛ لمعرفته بما(2) ضيّع من حقوقهما ، فيومي ملك الموت عليه ويعرفه أنّه عدوّ لهما ، فهو يكره لقاء الله والله يكره لقاءه»(3).

وهذا الحديث يصرّح بحضور محمّد وعليّ صلوات الله عليهما عند كلّ ميّت، ورؤية المؤمن لهما حقيقة لا مجازاً.

13 - وروى الصدوق ابن بابويه بإسناده عن الصادق علیه السلام : أنّ أمير المؤمنين علیه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة ،باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه . یقول علیه السلام منه : «تمسّكوا بما أمركم الله به ، فما بين أحدكم وأن يغتبط ويرى ما يحبّ إلّا أن يحضره رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وما عند الله خير وأبقى ، وتأتيه البشارة من عند الله عزّ وجلّ وتقرّ عينه ويحبّ لقاء الله»(4) .

وهذا الحديث أيضاً فيه نصّ صريح بحضور النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم على الحقيقة ، ولا يجوز حمله على المجاز ؛ لعدم تعذّر الحقيقة هنا .

14 - وروى الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله في «أماليه»: بإسناده عن یونس بن ظبيان ، قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السلام ، فقال : «ما يقول الناس في

ص: 74


1- في «ن» «م» : ( يحبّ لقاء الله ويحبّ الله لقاءه) .
2- في «ص » «ر»: (لما ) .
3- أورده الكليني باختلاف في الكافي :3 12/134 وعنه في وسائل الشيعة 2 2/248 ، الصدوق في معاني الأخبار: 1/236 ، الأهوازي في الزهد : 220/83 ، وأورد النوري صدر الحديث عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم في مستدرك الوسائل 2: 106 ، عن مصباح الشريعة : 172 .
4- رواه الصدوق في الخصال : 614 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 24/316:1 وبحار الأنوار 6: 88/153 و 12/183 ، و 10 : 1/93 ، و 68 : 8/174، وأورده ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول : 105 .

أرواح المؤمنين بعد موتهم ؟» قلت : يقولون : في حواصل طيور(1) خضر ، فقال : «سبحان الله المؤمن أكرم على الله من ذلك .

يا يونس ، إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هو علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ومعهم ملائكة الله المقرّبون، فإن أنطق الله لسانه بالشهادة لله بالتوحيد ، وللنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بالنبوّة ، وبالولاية لأهل البيت، شهد على ذلك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و علىّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ومن حضر معهم من الملائكة علیهم السلام ، فإذا قبضه الله إليه ، صيّر تلك الروح إلى الجنّة في صورة كصورته ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي

كانت في الدنيا»(2) .

فقوله علیه السلام : «إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ومعهم ملائكة الله المقرّبون علیهم السلام ، فإن أنطق الله لسانه بالشهادة الله بالتوحيد ، وللنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بالنبوّة وبالولاية لأهل البيت، شهد على ذلك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ومن حضر معهم من الملائكة صلوات الله عليهم أجمعين». صريح بحضورهم عنده على الحقيقة لسماعهم قوله ، وشهادتهم على إقراره واعترافه دون المجاز ، ولا يجوز العدول عن هذا الظاهر من الحديث، وتأوّله بشيءٍ لم يدلّ عليه الحديث ولا غيره أيضاً من الأحاديث ،

ص: 75


1- في «ر» : (طير).
2- أمالي الطوسي : 90/418 وعنه في بحار الأنوار 6: 32/229، تهذيب الأحكام 1: 171/466. وأورده الأهوازي في الزهد : 241/89 ، الكليني في الكافي 3: 6/245 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 8/332 وبحار الأنوار 6: 124/269 وتفسير نور الثقلين 3: 138/559. ونقله الفيض الكاشاني في تفسير الصافي 1: 154/293 عن الكافي والتهذيب.

ولو جاز هذا التأويل والعدول لجاز تأويل كلّ ما جاء عنهم علیهم السلام ، من أسرارهم التي أمروا أهل ولايتهم باحتمالها وأن لا ينكروها ؛ لعدم احتمال عقولهم لها .

15 - وقد روى الثقات عن النبيّ وآله صلوات الله عليهم بطرق كثيرة، وعبارات مختلفة اللفظ، متّفقة المعنى ومتغايرة في أنفسها ، وهو : «حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا ملك مقرب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان»(1).

فغير الملك المقرّب وغير النبيّ المرسل وغير المؤمن الممتحن لا يحتمله ، أي لا يصدّق به قلبه ويؤمن به کما احتمله و صدّقه و آمن به المذكورون أوّلاً، ولهذا ، كان من أركان الإيمان الرضا والتسليم ، وهل يكلّف الإنسان بالتسليم لأهله وترك الاعتراض إلّا لشيء قد حصل منه نفرة القلوب ؟ !

وقد حكى الله سبحانه وتعالى ما جرى بين موسى والخضر علیهما السلام ، من كون موسى علیه السلام لم يقدر على احتمال ما أراه الخضر علیه السلام ، هذا مع علمه بأنّ الله سبحانه أمره أن يتّبعه ويتعلّم منه ، ومع وعده إيَّاه أنّه لا يعصي له أمراً، بعد أن يشرط عليه القبول والتسليم ، فلمّا رأى ما لا يقبله عقله ، ولا يتمكّن من احتماله أنكره عليه ، وهو نبيّ جليل المقدار معصوم ، أحد أولي العزم فما ظنّك فيمن دونه .

ص: 76


1- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 40 باب 11، والكليني في الكافي 1: 401/ باب حديثنا صعب مستصعب ، وابن شريح الحضرمي في أصله : 61 (ضمن الأصول الستة عشر) ، وابن بابويه في الأمالي : 6/52 ، ومعاني الأخبار : 188 / باب معنى حديثنا صعب مستصعب ، وفرات الكوفي في تفسيره: 116/114، والسيد الرضي في نهج البلاغة :2 153 الخطبة 184، والفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 211 ، والطبري في بشارة المصطفى (236 ، والطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 509 ، والراوندي في الخرائج والجرائح 2 794 ، والواسطي في عيون الحكم والمواعظ : 3202/143 ، والمصنّف في مختصر البصائر : 331 باب حديثهم صعب مستصعب ، وابن أبي جمهور في عوالي اللئالي 4: 222/129، وغيرها من المصادر.

فعلى هذا التقرير لا يجوز تأويل الحديث الذي تنكره العقول وتبادر إلى ردّه ؛ الجواز كونه من أسرارهم التي لا تُحتمل ، بل لا يجب على المكلّف اعتقادها والتدّين بها، إلّا أن تكون قد جاء بها القرآن العزيز أو السنّة المتّفق عليها عن آل محمّد ، ويجب ردّها إلى آل محمّد علیهم السلام وسؤالهم عنها والتسليم إليهم .

16 - وروي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «إنّما أمر الناس أن يعرفوا إمامهم ويردّوا إليه ، ويسلّموا له»(1).

و«إنما» للحصر ، قال الله تعالى : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )(2) .

17 - وقد روي عنهم علیه السلام أنّ المعنيً بالمستنبط هم علیهم السلام خاصّة(3).

فعلى هذا التقرير : إذا مات في اللحظة الواحدة عدّة أموات في أطراف الدنيا يجب الإقرار والاعتراف بحضورهم علیهم السلام عند كلّ واحد واحد ؛ لِوَعدهم الصادق للمؤمن ، وإغاثته من كربه ، وتفريج همّه ، والوصيّة فيه لملك الموت .

ولا يلتفت(4) هنا إلى الوهم وضعف العقل، ولا يقال : كيف يكون الجسم الواحد في الزمان الواحد يحضر الأماكن المتعدّدة ؟ ! فإذا عرض الشيطان للعاقل بذلك ردّه بقوله سبحانه : ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً )(5) .

ص: 77


1- كذا أورده الصفار في بصائر الدرجات : 32/545 وعنه في بحار الأنوار 83/204:2، الكليني في الكافي 2 398 صدر حديث 5 وعنه في وسائل الشيعة :27 : 19/68 ، المصنف في مختصر البصائر : 9/223 ، والحديث في الكافي ورد بلفظ آخر هو :« أمر الناس بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا .... ».
2- سورة النساء 4: 83.
3- انظر : مصادره في ص 94 .
4- في « ر» « ص» : ( تلتفت ) .
5- سورة الكهف 18 : 45 .

18 - وبما روي عنهم صلوات الله عليهم من قولهم: «لا تقدّر عظمة الله على قدر

عقلك فتهلك»(1) وينظر فيما حكى الله تعالى في كتابه العزيز في قصة آصف وإحضاره عرش بلقيس من مسيرة شهرين ذاهباً وعائداً في طبق جفن على جفن، وهذا آصف وصيّ سليمان علیه السلام وكان عنده حرف من الاسم الأعظم، فما ظنّك فيمن عنده اثنان وسبعون حرفاً .

19 - وروي عن الصادق علیه السلام : «إنّ نسبة علم آصف إلى علم آل محمّد صلوات الله عليهم كما تأخذ البعوضة على جناحها من البحر»(2) .

20 - وروى محمّد بن الحسن الصفّار بإسناده عن [حمزة بن ](3) عبد المطلّب الجعفي ، قال : دخلت على الرضا علیه السلام ومعي صحيفة - أو قال : بقرطاس - فيه :

عن جعفر بن محمّد علیهما السلام : إنّ الدنيا مثلت لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوزة(4) ،

ص: 78


1- تقدّم الحديث في الصفحة 69.
2- أورده القمّي في التفسير 1: 367 ، في تفسير قوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) : عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال :« الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين علیه السلام» وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب ؟ فقال : «ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلّا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر». وعنه في بحار الأنوار 26 : 67160 وينابيع المعاجز : 3/57 و تفسير الصافي 3: 77 و تفسير نور الثقلين :2 209/523 و 4 : 65/87 .
3- مابين المعقوفتين من المصادر .
4- فلقة الجوزة بالكسر بعضها أو نصفها قال الجوهري الفلقة أيضاً الكسرة، يقال: أعطني فلقة الجفنة وهي نصفها. والمعنى أنّ جميع الدنيا حاضرة عند علم الإمام علیه السلام يعلم ما يقع فيها كنصف جوزة يكون في يد أحدكم ينظر إليه (انظر : بحار الأنوار 146:2 في بيان العلّامة المجلسي على الحديث 12) .

فقال: «يا أبا عمرة(1) ذا حقّ فانقلوه إلى أدَم(2)»(3).

وما يكون محمّد ولا عليّ ولا فاطمة ولا الحسن ولا الحسين صلوات الله عليهم بدون ملك الموت علیه السلام، حين يقبض الأرواح المتفرّقة في مشارق الأرض ومغاربها في الوقت الواحد ، كما يأمره خالقها ومقدر ،آجالها، بل الحقّ اليقين أنّه علیه السلام أعظم ، شرفه بمحبته لهم وإقراره بولايتهم ومعرفته لحقهم ، ولولا محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بيته صلوات الله عليهم ما خلق الله سبحانه خلقه من ملك ونبيّ وغيره، هكذا جاء عنهم علیهم السلام(4).

فالذي أقدر ملك الموت قادر أن يؤتي محمّداً وآله علیهم السلام من القدرة ما آتاه ، ويزيدهم من فضله ، كما قال مولانا أبو الحسن عليّ بن محمّد الهادي علیهما السلام في الزيارة الجامعة : «آتاكم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين ، طأطأ كلّ شريف لشرفكم ، و بخع(5) كلّ متكبّر لطاعتكم ، وذلّ كلّ جبّار لعزّتكم»(6).

ص: 79


1- كذا في النسخ والمصادر ، انظر : الجامع لرواة وأصحاب الإمام الرضا علیه السلام 1: 260/260 .
2- أدّم : جمع أديم : الجلد المدبوغ ، وقد كانوا يكتبون عليه الصحاح 5: 1858 ، لسان العرب 12: 9 - أدم ) .
3- بصائر الدرجات: 2/428 وعنه في بحار الأنوار 2 : 12/145 ومستدرك الوسائل 17: 39/297، وأورده المفيد في الاختصاص : 217 وعنهما في بحار الأنوار 25: 10/367 وفي الكلّ : (يا حمزة) بدلاً من : ( يا أبا عمرة).
4- انظر: قصص الأنبياء للراوندي: 11/45، وفيه: قال عز وجل: هؤلاء ذريتك، لولاهم ما خلقتك. و 25/51، وفيه: فلولا محمد ما خلقتك، وفي الخرائج و الجرائح :2 18/560 : لولا محمد وآله لما خُلق سليمان ولا أبوه آدم .
5- بخع : أقرّ وخضع ( الصحاح 3 : 1183) - بخع ) .
6- أورده الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 276 وعنه في بحار الانوار 102 : 132 ، ومن لا يحضره الفقيه 2: 374، الطوسي في تهذيب الأحكام 6: 100 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 198 عن كتاب ابن كبش .

21 - ولهذا الوهم ومثله قال الصادق علیه السلام : «نجا المسلّمون وهلك المتكلّمون»(1).

22 - وعنه علیه السلام : «هلك أصحاب الكلام إلّا من أخذ عنّا»(2) .

23 - وروي عنه أيضاً أنّه علیه السلام قال الرجل من أصحابه حيث جاء رجل من الشام لمناظرة أصحابه: «لو كنتَ متكلّماً كلّمتَه» فقال له : يابن رسول الله سمعتك تذمّ أهل الكلام وتقول: ويل لأهل الكلام يقولون : هذا ينقاد وهذا لا ينقاد ، وهذا نعقله وهذا لا نعقله(3)، فقال علیه السلام : «إنّما قلت : ويل لقوم تركوا قولي وأخذوا برأيهم»(4) .

قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً )(5) وقال سبحانه وتعالى: (فَسْتَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ )(6) وقال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلى اللَّه وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(7).

ص: 80


1- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 4/541 وعنه في بحار الأنوار 2 22/132 والمصنف في مختصر البصائر: 6/222 ، بهذا النصّ : « ويهلك أصحاب الكلام، وينجو المسلمون، إنّ المسلّمين هم النجباء» .
2- لم نعثر له على مصدر .
3- في « د » « ر » «ص»: (وهذا نفعله وهذا لا نفعله) بدلاً من: (وهذا نعقله وهذا لا نعقله).
4- أورد نحوه الكليني في الكافي 1: 4/171 وعنه في ارشاد المفيد :2: 194 وإعلام الورى 1: 530 ووسائل الشيعة 16 : 10/197 ومدينة المعاجز 5 : 50/266 ، الطبرسي في الاحتجاج 2 : 277 5: وعنه في بحار الأنوار 23 : 12/9، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 7/203:48 ، عن إرشاد المفيد وإعلام الورى .
5- سورة الاسراء 17 : 36 .
6- سورة النحل 16: 43 سورة الأنبياء 7:21.
7- سورة النساء 59:4 .

24 - وروي عن مولانا أمير المؤمنين علیه السلام أنّه قال : «الرادّ إلى الله الرادّ إلى كتابه،والرادّ إلى الرسول الرادّ إلى سنّته»(1) .

والحافظ لسنّته المبيّن لها هم الأوصياء، الذين أوجب الله سؤالهم والردّ إليهم ، وقال سبحانه: ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )(2) .

25 - وقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها»(3).

وهذا أمر يقتضي الوجوب .

26 - ولهذا المعنى قال الصادق علیه السلام : «كلّ شيء لم يخرج من هذا البيت فهو

ص: 81


1- أورده ابن جرير الطبري في جامع البيان 5: 209 عن ميمون بن مهران، في تفسير الآية: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) قال ما هذا نصه : الردّ إلى الله: الردّ إلى كتابه، والردّ إلى رسوله إن كان حيّاً، فإن قبضه الله إليه فالردّ إلى السنة. هذا وقد جاء في ترجمة ميمون بن مهران: بأنّه من أصحاب عليّ علیه السلام كما عن رجال الشيخ، وقد عدّه البرقي من خواص أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام . (انظر: رجال الطوسي: 9/81 ، نقد الرجال 4 4/448 ، جامع الرواة 2: 287 معجم رجال الحديث 20: 12972/124) وعليه يحتمل أن تكون هذه الرواية المتقدمة هي عن ميمون بن مهران عن الإمام عليّ علیه السلام ، فتأمل. و في كتاب أمير المؤمنين علیه السلام إلى مالك الأشتر ، المنقول في نهج البلاغة 3: 103 / 53 ، ما لفظه : واردد إلى الله ورسوله ما يُضلعُكَ من الخطوب، ويشتبه عليك من الأمور ، فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) فالرد إلى الله : الأخذ بمحكم كتابه ، والرد إلى الرسول : الأخ--ذ بسنته الجامعة غير المفرقة ، وعنه في بحار الانوار 2: 48/244 .
2- سورة النساء 4: 65 .
3- تقدّم الحديث في الصفحة : 66 . ولكن فيه : ( الحكمة ) بدل (العلم ) .

باطل - و أشار بیده إلی بیته علیه السلام- »(1).

27 - وروى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن السندي بن محمّد ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن سليمان ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام - وعنده رجل من أهل البصرة، يقال له : عثمان الأعمى وهو يقول : إنّ الحسن البصري يزعم أنّ الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار ؟ ! ، فقال أبو جعفر علیه السلام : «فهلك إذا مؤمن آل فرعون ، وما زال العلم مكتوماً منذ بعث الله نوحاً علیه السلام ، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً فوالله ما يوجد العلم إلّا هاهنا»(2) .

فمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم مدينة العلم وجامعه ومعدنه ، وعليّ علیه السلام بابه الذي فتحه الله ورسوله ، وأباح الدخول للخلق إلى هذه المدينة والأخذ منها بهذا الباب، فمن دخل وأخذ بغيره سمي سارقا(3).

28 - وروی محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن مثنّى ، عن زرارة ، قال : كنت عند أبي جعفر علیه السلام فقام إليه رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين علیه السلام : «سلوني عمّا شئتم ، فوالله لا تسألوني عن شيء إلّا نبّأتكم».

ص: 82


1- تقدّم الحديث في الصفحة : 67 .
2- بصائر الدرجات: 1/29 وعنه في بحار الأنوار 2 : 16/91 ومستدرك الوسائل 17 : 20/273 ، ورواه الكليني في الكافي :1 : 15/51 وعنه في وسائل الشيعة 27 : 6718 و 7/64 والفصول المهمة 1: 521، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 68 - 69 وعنه في بحار الأنوار 2: 3/64 وج 23: 7/101 وج 42: 3/142.
3- في نهج البلاغة 2 44 عن أمير المؤمنين : «.... نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب : ، لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً» . وانظر عيون الحكم والمواعظ : 499.

قال علیه السلام: «إنّه ليس أحد عنده علم شيء إلّا(1) خرج من عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فوالله ليس الأمر إلّا من ها هنا - وأشار بيده علیه السلام إلى بيته - »(2).

29 - ويقرب من هذا المعنى قول مولانا أمير المؤمنين علیه السلام: «ربّ عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه» (3) فهو عالم عند عامّة الناس قد اتّفقوا عليه بالعلم، وهو عند الله وعند رسوله وعند أهل بيته صلوات الله عليهم قد قتله جهله؛ لأنّه لم يأخذ علمه عن الباب الذي فتحه الله ورسوله صلی الله علیه وآله وسلم، وامتنّا به على الخلق، وأذنا لهم بالدخول منه إلى خزانة العلم ومدينة الحكمة ، التي فيها حياة كلّ ميّت ، وغنى كلّ فقير ، وعزّ كلّ ذليل ، وبصر كلّ أعمى ، وسمع كلّ أصمّ ، بل أخذ علمه من أفواه الرجال.

30 - وروي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال ولم يزل»(3) .

31 - وذمّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قوماً من العلماء فقال: «ينقل بعضهم من فم بعض»(4) .

ص: 83


1- في النسخ: (علم إلّا بشيء)، وما في المتن أثبتناه من الكافي .
2- الكافي :1: 2/399 وعنه في وسائل الشيعة 27 : 21/69 ، وأورده الصفار في بصائر الدرجات : 1/32 و 1/539 وعنه في بحار الأنوار 2: 34/94 و 27/136:40 و مستدرك الوسائل 17 : 26/275 . (3) أورده أبو جعفر الإسكافي في المعيار والموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علیه السلام : 54 ، المفيد في الإرشاد 1 : 247 وعنه في بحار الأنوار 32: 113 ، الكافئة في إبطال توبة الخاطئة : 20 ، وأورد ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1: 233 ، عند ذكره لأمر طلحة والزبير لما خرجا مع جيش عائشة بهذا النصّ : والله إن طلحة والزبير ليعلمان أنهما مخطئان وما يجهلان ، ولربّ عالم قتله جهله ، ومعه علمه لا ينفعه .
3- تقدّم الحديث في الصفحة : 68 .
4- لم أعثر عليه في المصادر .

32 - وروي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «تمصّون الثماد(1) وتدعون النهر العظيم»، فقيل : و ما النهر العظيم(2) ؟ فقال علیه السلام : «رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم»(3) .

وقال الله سبحانه: ( قُلْ هَلْ تُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً )(4) وقال سبحانه:( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن أَبْوَابِها )(5).

ثمّ رجع الكلام عن البحث عن معاني حديث يونس بن ظبيان : فقوله علیه السلام : «فإذا قبضه الله إليه صيّر تلك الروح إلى الجنّة في صورة كصورته، فيأكلون ويشربون وإذا قدم عليهم القادم عرفهم(6) بتلك الصورة التي كانت في الدنيا»(7)؛ صدق علیه السلام .

33 - فقد(8) روی صاحب كتاب «الاحتجاج» فيه عن الصادق علیه السلام : «إنّ الروح لا توصف بثقل ولا خفّة ، وهي جسم رقيق قد اكتست قالباً كثيفاً، فهي بمنزلة الريح في الزقّ(9) ، فإذا نفخت فيه امتلأ الزّق منها ، فلا يزيد في وزن الزقّ ولوجها ،

ص: 84


1- الثماد : الماء القليل الذي لا مادة له (الصحاح 2 : 451 ، مجمع البحرين 3 : 20 - ثمد ) .
2- في « ر» : ( الأعظم).
3- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 12/137 وعنه في بحار الأنوار 26: 21/166 ، الكليني في الكافي 1: 6/222 وعنه في بحار الأنوار 17: 6131 ، وفي الجميع عن أبي جعفر علیه السلام. وورد أيضاً باختلاف يسير في بصائر الدرجات: 2/248 وعنه في بحار الأنوار 26: 3/195، وتفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 164 والمجموعة الحديثيّة : 355 ، كلّهم عن أبي عبد الله علیه السلام.
4- سورة الكهف 18: 103 - 104 .
5- سورة البقرة 2: 189 .
6- في «ح» «ن» : (عرفوه).
7- تقدّم الحديث مع تخريجاته في الصفحة: 75 .
8- قوله : ( فقد ) لم يرد في «ر» «ص » « م » .
9- الزِقَ : السقاء (الصحاح 4: 1491 - مادة: زقق ) .

ولا ينقصه خروجها ، وكذلك الروح ليس لها وزن ولا ثقل»(1) ، فحينئذ لابدّ لها من قالب تقوم به ويقوم بها .

ويأكل البدن ويشرب فحياته بها وملازمتها إيّاه وبه تعرف وتقصد وتحدّث ، وبها يؤمر وينهي ويثاب ويعاقب ، وقد تفارقه ويلبسها الله تعالى غيره كما تقتضيه حكمته .

34 - كما جاء في هذا الحديث وغيره: «إنّ أرواح المؤمنين يأكلون ويشربون ويتحدّثون ويزورون أهاليهم»(2) وكلّ هذا يدلّ على ما قالوه علیهم السلام من القالب الذي ينقلها الله إليه مثل قالبها الأوّل .

35 - وروى الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله في «مصباحه» في الزيارة الجامعة التي خرجت من الناحية المقدّسة : يزار بها كل إمام إذا حضر مشهده في شهر رجب :

«الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب، وأوجب علينا من حقّهم ما قد وجب - إلى أن قال - وأن يرجعني من حضرتكم خير مرجع ، إلى جناب ممرع، وخفض عيش موسع ، ودعة ومهل إلى حين الأجل، وخير مصير ومحلّ في النعيم الأزل، والعيش المقتبل(3)، ودوام الأكل، وشرب الرحيق والسلسل(4)،

ص: 85


1- الاحتجاج 2 : 244 وعنه في بحار الأنوار 10 185 ضمن ح 2 في احتجاج الإمام الصادق علیه السلام مع الزنادقة، وج 61: 34 ، ضمن ح 7 و تفسير الصافي 3: 109 و تفسير نور الثقلين 217:3/ ذيل ح 433 .
2- أورده الأهوازي في كتاب الزهد : 241/89 ، الكليني في الكافي :3: 67245 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 8/332 و بحار الأنوار 6 : 124/269 و 61 : 30/50 ، الطوسي في التهذيب 171/466:1 .
3- في «م» و بعض نسخ المصباح: (المقبل).
4- في « ر » «س» «م» و بعض نسخ المصباح: (والسلسبيل).

وعلّ(1) ونهل ، لا سأم منه ولا ملل، ورحمة الله وبركاته وتحيّاته ، حتّى العود إلى حضرتكم، والفوز في كرتكم ، والحشر في زمرتكم»(2) .

فعلّم علیه السلام الزائر ما يسأل من بعد رجوعه إلى أهله ووطنه، من طيب عيش وسعة رزق ، ومهلة إلى حين حضور أجله ، ثمّ ما يسأل(3) أن يكون انتقاله بعد موته إلى خير مصير ومحلّ، من تنعّم وأكل وشرب ، من غير سأم ولا ملل إلى حين كرّته إلى الدنيا مع إمامه صلوات الله عليه ، وذلك ممّا أجمع عليه الإماميّة .

نقل الإجماع من الشيعة على هذه المسألة الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه الله ، ونقل الإجماع أيضاً السيّد المرتضى رحمه الله، فقد نقلا إجماع الإماميّة على رجعة جماعة من المؤمنين من قبورهم بعد موتهم مع الإمام علیه السلام إذا ظهر (4).

36 - وذلك ما روى عن الصادق علیه السلام أنّه قال: «ليس منا من لم يؤمن برجعتنا(5) - ويقرّ بمتعتنا »(6) وقد عدّ من(7) أركان الإيمان المتعة والرجعة ، وهما

ص: 86


1- في «د» «س» «م»: (وعسل).
2- مصباح المتهجد : 821 وعنه في بحار الأنوار 102: 195 ، وأورده ابن المشهدي في المزار: 2/203 وابن طاوس في إقبال الأعمال : 631 .
3- في «ر» «س» «م»: (سأل) بدلاً من: (ما يسأل).
4- أوائل المقالات : 78 (ضمن مصنّفات المفيد ج 4) ، وانظر: رسائل الشريف المرتضى 1: 125 / المسألة الثامنة.
5- في «ر» «ص»: (ليس منّا إلّا من يؤمن برجعتنا ) .
6- أورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 3: 1/391 - باب المتعة وعنه في وسائل الشيعة 21: 10/7 ، والهداية : 266 وعنه في بحار الأنوار 103 : 320 ومستدرك الوسائل 14: 451/ ذيل حدیث 13 ، المفيد في المسائل السروية : 32 (ضمن مصنّفات المفيد ج 7) وعنه في الإيقاظ من الهجعة : 78 وبحار الأنوار :53: 136 ، باختلاف يسير .
7- في «د» «ص» «ر» «س»: (عمّر في ) بدلاً من : ( عدّ من ) .

من خصوصيّات الإماميّة التي خصّوا بها دون غيرهم .

كما خصّوا بتجليل تربة الحسين علیه السلام والاستشفاء بها(1) .

وخصّوا بإيجاب الخمس في أرباح التجارات والصناعات والزراعات(2).

وخصّوا باستحباب إتمام الصلوات للمسافر عند قبر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وعند قبر الحسين علیه السلام(3).

وخصوا بتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم(4) . إلى غير ذلك من الخصوصيّات التى شرّفهم الله تعالى بها، وميزهم عن أبناء نوعهم، في أوّل الخلق وفي دار الدنيا ودار الآخرة ، ممّا لا يحصيه إلّا المعطى الوهّاب سبحانه وتعالى .

ويدلّ على صحّة ما قلناه : من أنّ المؤمن يأكل ويشرب ويتنعّم بعد موته وقبل بعثه قوله سبحانه: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهُ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِن خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )(5) .

ص: 87


1- انظر وسائل الشيعة 14 : 521 / باب 70 - استحباب الاستشفاء بتربة الإمام الحسين علیه السلام حديثاً، وكذلك مستدرك الوسائل 10: 329 باب 53 ، وفيه 17 حديثاً.
2- انظر النصوص الموجودة في بصائر الدرجات: 5/49 ، الكافي :1 : 3/408 و 6/409 ، من لا 1: يحضره الفقيه 2 : 21 / باب 7 - الخمس ، وفيه 20 حديثاً، علل الشرائع : 377 - باب 107 - علة أخذ الخمس ، وسائل الشيعة :9 483 - 554/ أبواب ما يجب فيه الخمس .
3- اننظر: وسائل الشیعة 8: 524/ باب 25 - تخییر المسافر في مکّة و المدینة و الکوفة و الحائر مع عدم نیّة الإقامة بین القصر و التمام و استحباب اختیار الإتمام. و فیه 34 حدیثاً.
4- انظر : المزار للشيخ المفيد: 1/53 ، تهذيب الأحكام 6: 37/52 وعنه في وسائل الشيعة 5: 1/81 و 14: 1/478 ، روضة الواعظين: 195، المزار لابن المشهدي: 1/352، إقبال الأعمال 3: 100 والحديث عن أبي محمد العسكري علیه السلام في علامات المؤمن.
5- سورة آل عمران 3: 169 - 170 .

ص: 88

وممّا يدلّ أيضاً على أنّ الأئمّة علیهم السلام يُرون بأجسامهم على الحقيقة، ويحضرون أينما أرادوا من الدنيا

37 - ما رواه محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «خرجت مع أبي علیه السلام إلى بعض أمواله، فلمّا صرنا في الصحراء استقبله شيخ ، فنزل إليه أبي وسلّم عليه ، فجعلت أسمعه وهو يقول : جعلت فداك .

ثمّ تساءلا طويلاً، ثمّ ودعه أبي وقام الشيخ وانصرف ، وأبي ينظر خلفه حتّى غاب شخصه عنه ، فقلت لأبي من هذا الشيخ : من هذا الشيخ(1) الذي سمعتك تعظّمه في مساءلتك ؟ قال : يابنيّ، هذا جدّك الحسين علیه السلام»(2) .

38 - وعنه : عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي ، عن أبي إبراهيم علیه السلام ، قال : «خرجت مع أبي علیه السلام إلى بعض

ص: 89


1- في « ر » «س» «ص» «م»: (الشخص).
2- لم نجده في البصائر ، بل وجدناه عنه في الخرائج والجرائح 2 : 30/819 وعنه في المجموعة الحديثيّة للمؤلّف : 364 ومدينة المعاجز 4 : 302/224 والإيقاظ من الهجعة: 23/220 .

أمواله ، فلمّا برزنا(1) إلى الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس واللحية ، فسلّم عليه فنزل إليه أبي (2)، فجعلت أسمعه يقول له : جعلت فداك ، ثمّ جلسا(3)فتساءلا طويلاً، ثمّ قام الشيخ وانصرف وودّع ، وقام أبي ينظر (4) في قفاه حتّى توارى عنه ، فقلت لأبي : من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لأحد ؟ قال : هذا أبي »(5).

39 - وعنه : عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه ، عن العلاء بن يحيى المكفوف ، عن محمّد بن أبي زياد عن عطيّة الأبزاري(6)، أنّه قال: «طاف ، رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بالكعبة فإذا آدم علیه السلام بحذاء الركن اليماني فسلّم عليه ، ثمّ انتهى إلى الحجر فإذا نوح علیه السلام بحذائه - رجل طويل - فسلّم عليه (7)»(8) .

ص: 90


1- في «ر»: (مررنا ) .
2- في «س» : (ونزل إليه) بدلاً من (فنزل إليه أبي).
3- في المصدر : ( جلسنا ) بدلاً من: ( جلسا) .
4- في «ر» «ص»: (أوقام ينظر).
5- بصائر الدرجات: 18/302 وعنه في بحار الأنوار :6 42/231 و 27 : 8/304 ومدينة المعاجز 5: 157/382 .
6- عطيّة الأبزاري : عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام ( رجال الطوسي : 620/261)، فعلى هذا فمن المحتمل أن يكون قول عطية مرويّ عن الإمام الصادق علیه السلام ، و لذا جعلت قوله بين قوسين .
7- في «د» : ( بحذائه رجال طوال فسلّم عليهم ) .
8- بصائر الدرجات : 13/298 وعنه في بحار الأنوار :6 40/231 و 27 : 7/304، وأورده الراوندي في الخرائج و الجرائح :2 : 31/819 وعنه في مختصر البصائر : 365 والإيقاظ من الهجعة: 23/220.

ثمّ إنّهم علیه السلام يرون أعداءهم ، ويرونهم أيضاً بعد الموت في الدنيا ويتحدّثون بينهم

40 - وروى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن عليّ، عن العبّاس بن عامر(1) ، عن أبان ، عن(2) بشير النبّال ، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام ، قال : «كنت خلف أبي علیه السلام - وهو على بغلته - فنفرت فإذا رجل في عنقه سلسلة ، ورجل يتبعه ، فقال لأبي : يا عليّ بن الحسين اسقني ، فقال الرجل الذي خلفه وكأنّه موكّل به -: لا تسقه لا سقاه الله ، فإذا هو معاوية »(3) .

41 - وروى أبو الصخر ، عن أبيه ، عن جدّه : أنّه كان مع الباقر علیه السلام بمنى وهو :

ص: 91


1- في «ر» «ص» «س» « م »: (الحسن بن العباس بن عامر ) بدلاً من: (الحسن بن علي عن العباس بن عامر ) .
2- في «د» «ر» «ص » « س» « م » : ( بن ) بدلاً من : ( عن ) .
3- بصائر الدرجات: 1/304 وعنه في بحار الأنوار 33: 439/167 وتفسير الصافي 4: 349 وج 5: 221، وأورده المفيد في الاختصاص : 275 وعنه وعن البصائر في مدينة المعاجز 4: 363 - 107/364، الراوندي في الخرائج و الجرائح :2 : 22/813 وعنه في مختصر البصائر : 363 والإيقاظ من الهجعة: 19/203، ابن شهر آشوب في مناقبه 3: 286 عن بشير النبّال ويحيى بن أمّ الطويل.

يرمي الجمار ، فرمى وبقي في يده خمس حصيات ، فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة ، وبثلاث في ناحية منها ، فقال له جدّي : جعلني الله فداك لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد ! إنّك رميت بحصياتك في العقبات ، ثمّ رميت بخمس(1) بعد ذلك ! يمنة ويسرة ، فقال : نعم يابن العم ، إذا كان في كل موسم يُخرج الله الفاسِقَين(2) الناكِتَين(3) غضَّين طريّين ، فيُصلبان هاهنا لا يراهما إلا الإمام، فرميت الأوّل اثنتين والثاني ثلاثاً ؛ لأنّه أكفر وأظهر لعداوتنا ، والأوّل أدهى وأمر »(4).

42 - وروى مولانا الباقر ، عن أبيه علیهما السلام ، أنّه قال: «صار جماعة من الناس - بعد الحسن - إلى الحسين علیهما السلام ، فقالوا له : يابن رسول الله ، ما عندك [من ](5) عجائب أبيك التي كان يريناها ؟ فقال علیه السلام : هل تعرفون أبي علیه السلام ؟ فقالوا : كلنّا نعرفه ، فرفع لهم ستراً كان على باب البيت، ثمّ قال : انظروا في البيت، فنظروا ، فقالوا : هذا أمير المؤمنين علیه السلام ، ونشهد أنّك خليفة الله حقّاً»(6).

ص: 92


1- ( بخمس ) لم يرد في « د » « ر » «س» «ص» «م» .
2- في الخرائج والخرائج: (القاسطين).
3- في «د» «ر» «ص » : ( والناكثين ) .
4- أورده الراوندي في الخرائج و الجرائح :2: 25/815 وعنه في مختصر البصائر : 327/364، والصفار باختلاف في بصائر الدرجات : 8/306 وعنه في بحار الأنوار 27: 10/305 و 30: 52/192 ، المفيد في الاختصاص : 277 وعنه في مدينة المعاجز 5: 24/23 ومستدرك الوسائل 10 : 1/78 .
5- ( من ) أثبتناها من بعض المصادر.
6- أورده الطبري باختلاف في دلائل الامامة : 25/173 ، ونوادر المعجزات : 16/106 ، الخصيبي في الهداية الكبرى : 195 ، الراوندي في الخرائج و الجرائح :2 18/810 ، وابن طاوس في فرج المهموم : 224 وعنه في بحار الأنوار 43: 8/328، وابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : 256/305 ، وفي الكلّ : (جاء ناس إلى الحسن بن عليّ علیه السلام) بدلاً من: (وروى مولانا الباقر، عن أبيه علیهما السلام) ، وأورده نصاً الراوندي في الخرائج والجرائح 2 : 20/811 وعنه في مدينة المعاجز 3: 739/75 و 80/512 والمصنّف في مختصر البصائر : 361 .

هذا الحديث فيه نصّ صريح بأنّ جماعة رأوا أمير المؤمنين علیه السلام بعد وفاته عياناً بغير شكّ ولا شبهة ، وهو نصّ في الباب.

43 - وروى عبّاد بن سليمان، عن أبيه(1) ، عن عيثم بن أسلم، عن معاوية بن عمّار الدهني ، قال : دخل أبو بكر على عليّ أمير المؤمنين علیه السلام ، فقال له : إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لم يحدّث إلينا في أمرك شيئاً بعد أيّام الولاية بالغدير ، وأنا أشهد أنّك مولاي مقرّ لك بذلك ، وقد سلّمت عليك على عهد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بإمرة المؤمنين ، وأخبرنا رسول صلی الله علیه وآله وسلم أنّك وصيّه ووارثه ، وخليفته فى أهله ونسائه، وأنّك ،وارثه وميراثه قد صار إليك ، ولم يخبرنا أنك خليفته في أمّته من بعده، ولا جرم لي فيما بيني وبينك ولا ذنب لنا فيما بيننا وبين الله تعالى .

فقال له علىّ علیه السلام : «إن أريتك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حتّى يخبرك أنّي أولى بالأمر - الذي أنت فيه - منك ، وإنّك إن لم تعتزل عنه فقد خالفت ؟ » .

فقال : إن رأيته حتّى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، قال : « تلقني(2) إذا صلّيت المغرب أُريكه».

قال : فرجع إليه بعد المغرب ، فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا، فإذا هو برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم جالس في القبلة ، فقال له : يا فلان ، وَثَبْتَ على مولاك علىّ علیه السلام وجلست مجلسه - وهو مجلس النبوّة - لا يستحقّه غيره ؛ لأنّه وصييّ ، ونبذت أمري ، وخالفت ما قلته لك ، وتعرّضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حقّ، ولا أنت من أهله ، وإلّا فموعدك النار» .

ص: 93


1- في «د» «ر» «س» «ص» «م» : (عمارة بن سهم) بدلاً من : (عبّاد بن سليمان، عن أبيه ) .
2- في الاختصاص : ( فتلقاني ) ، وفي الخرائج: (فنلتقي).

قال : فخرج مذعوراً ليسلّم الأمر إليه ، وانطلق أمير المؤمنين علیه السلام فحدّث سلمان بما كان وجرى ، فقال له سلمان رضوان الله عليه : ليُبدينّ هذا الحديث لصاحبه وليخبرنّه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين علیه السلام وقال : «أما إنّه سيخبره وليمنعنّه إن هَمّ بأن يفعل ، لا والله لا يذكران ذلك أبداً حتّى يموتا».

قال : فلق صاحبه فحدّثه بالحديث كلّه، فقال له(1): ما أضعف رأيك وأخوف قلبك ، أما تعلم أنّ ما أنت فيه الساعة من بعض سحر ابن أبي كبشة(2) ، أنسيت سحر بني هاشم ، فأقم على ما أنت عليه(3) .

وهذا أيضاً يدلّ صريحاً على أنّ أمير المؤمنين علیه السلام أرى الأوّل النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بعد وفاته عياناً وعرّفه ، وكلّمه ، فصحّ ما قلناه ولله الحمد .

44 - ومن كتاب جمعه السيّد المرحوم الحسن بن كبش الحسيني رضي الله عنه : وروى محمّد بن محمّد بن النعمان يرفع الحديث إلى أمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم العليّ بن أبي طالب علیه السلام : «يا عليّ، إنّ الله تبارك وتعالى وهب لك حبّ المساكين» - وساق الحديث إلى أن قال : «يا عليّ، إخوانك يفرحون في ثلاثة

ص: 94


1- في «س» زيادة: (صاحبه).
2- ابن أبي كبشة: رجل من خزاعة، خالف قريشاً في عبادة الأوثان وعبد الشعرى العبور، فشبّه المشركون النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم به الخلافه إيّاهم إلى عبادة الله عزّ وجلّ، وقيل: أبو كبشة كنية وهب بن عبد مناف جدّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم من قِبَل أُمّه، فنُسب إليه؛ لأنّه كان يشبهه . وقيل: إنّ أبا كبشة كان زوج المرأة التي أرضعت النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ( انظر : لسان العرب 6: 338 - كبش ) .
3- أورده الراوندي في الخرائج والجرائح 2: 16/807 وعنه في مختصر البصائر: 323/359 2: والإيقاظ من الهجعة: 15/219 وأورده باختلاف الصفار في بصائر الدرجات: 14/298 وعنه في بحار الأنوار 11/26:29 و 12، المفيد في الاختصاص: 272، وعنه وعن الخرائج في مدينة المعاجز 3: 685/6. ونقله العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 31: 88/615 وج 41 38/228 عن الاختصاص والمحتضر.

مواطن عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت : و(1) عند المساءلة في قبورهم، وعند العرض وعند الصراط»(2) .

45 - وروى محمّد بن عليّ بن بابويه رحمه الله بإسناده عن الصادق علیه السلام - في الميّت تدمع عينه عند الموت - فقال علیه السلام : «ذلك عند معاينة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يرى ما يسرّه ، أما ترى الرجل يرى ما يسرّه فتدمع عينه ويضحك»(3).

46 - وقد جاء في الحديث: «إنّ الميّت يزور أهله في دار الدنيا ، المؤمن والكافر» (4).

47 - وروى محمّد بن عليّ الصدوق في كتاب «من لا يحضره الفقيه» : عن إسحاق ابن عمّار أنّه سأل أبا الحسن الأوّل علیه السلام عن المؤمن يزور أهله ؟ قال : «نعم» ، قال : في كم ؟ قال : «على قدر قضاياهم (5) ، منهم من يزور كلّ يوم، ومنهم من يزور كلّ يومين ، ومنهم من يزور في كلّ ثلاثة أيام».

قال : رأيت في مجرى كلامه أنّه يقول: «أدناهم جمعة» فقال له : في أيّ ساعة ؟ قال : «عند زوال الشمس أو قبيل ذلك ، فيبعث الله تعالى معه ملكاً يريه ما يسرّ به ،

ص: 95


1- كذا في النسخ والمصادر ، والظاهر أنّ الواو هنا زائدة لعلها من النساخ .
2- أورده الصدوق في الأمالي : 2/655 ، وفضائل الشيعة : 17/286 وعنه في بحار الأنوار :39 122/306 ، الخزّاز القمّي في كفاية الأثر : 184 وعنه في بحار الأنوار 36: 216/347 ، الطبري في بشارة المصطفى: 93/277 وعنه في بحار الأنوار :68 91/45 .
3- معاني الأخبار : 2/236 ، علل الشرائع : 1/306 وعنه في بحار الأنوار 6: 10/182 ، وأورده الكليني في الكافي 3: 6/133 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 1 : 1/303 .
4- أورده الكليني في الكافي :3: 230 / باب أن الميت يزور أهله وعنه في بحار الأنوار 6 : 89/256 - 93 ، والفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 326 / باب 70 - أنّ أرواح المؤمنين والكفّار تزور أهليهم بعد الموت ، وكلّ هذه الروايات مرويّة عن أبي عبد الله علیه السلام وعن أبي الحسن الأوّل علیه السلام.
5- في المصادر : ( فضائلهم ) .

ويستر عنه ما يكرهه ، فيرى سروراً ويرجع إلى قرّة عين»(1).

48 - وروى حفص بن البختري(2)، عن أبي عبد الله علیه السلام: «إنّ الكافر يزور أهله ، فيرى ما يكرهه ويستر عنه ما يحبّ» (3).

49 - وروى محمّد بن عليّ بن بابويه في كتاب «من لا يحضره الفقيه»: قال الصادق علیه السلام : «إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أُسري به أمره ربّه تعالى بخمسين صلاة ، فمرّ على النبيّين نبيّ نبيّ ، لا يسألونه عن شيء حتّى انتهى إلى موسى بن عمران علیه السلام ، فقال : بأيّ شيء أمرك ربّك ؟ فقال : بخمسين صلاة ، قال : سل ربّك التخفيف ، فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ، فسأل ربّه فحطّ عنه عشراً.

ثم مرّ بالنبيّين نبيّ نبيّ، لا يسألونه عن شيء حتّى مرّ بموسى علیه السلام ، فقال : بأيّ شيءٍ أمرك ربّك ؟ قال : بأربعين صلاة ، فقال : سل ربّك التخفيف ، فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ، فسأل ربّه فحطّ عنه عشراً .

ثم مرّ بالنبيّين نبيّ نبيّ، لا يسألونه عن شيءٍ حتى مرّ بموسى علیه السلام ، فقال : بأيّ شيءٍ أمرك ربّك ؟ قال : بثلاثين صلاة ، قال : سل ربّك التخفيف ، فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ، فسأل ربّه فحطّ عنه عشراً .

ص: 96


1- من لا يحضره الفقيه 1: 41/115 ، وأورده الكليني في الكافي : 5/231 وعنه في بحار الأنوار 6: 93/257 والفصول المهمة للحرّ العاملي :1 : 5/328 .
2- حفص بن البختري : مولى بغدادي ، أصله كوفي ، ثقة، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام و وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم علیه السلام . وقد قال الشيخ في الفهرست : له أصل . انظر: رجال النجاشي: 344/134 ، رجال البرقي : 37، رجال الطوسی: 197/177 و 14/347، فهرست الشيخ: 243/116 .
3- من لا يحضره الفقيه 1: 42/115 ، وأورده الكليني في الكافي : 1/230 وعنه في بحار الأنوار 6: 89/256 و الفصول المهمة للحرّ العاملي 1: 1/326 .

ثم مرّ بالنبّيين نبيّ نبيّ ، لا يسألونه عن شيء حتّى مرّ بموسى علیه السلام ، فقال : بأىّ شيءٍ أمرك ربّك ؟ قال : بعشرين صلاة ، قال : سل ربّك التخفيف ، فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ، فسأل ربِّه فحطّ عنه عشراً .

ثمّ مرّ بالنبيّين نبيّ نبيّ ، لا يسألونه عن شيء حتّى مرّ بموسى علیه السلام ، فقال : بأيّ مرك ربّك ؟ قال : بعشر صلوات ، قال : سل ربّك التخفيف ، فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك ، فإنّي جئت إلى بني إسرائيل بما افترض الله عزّ وجلّ عليهم فلم يأخذوا به ولم يقرّوا عليه ، فسأل النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ربِّه فخفّف عنه فجعلها خمساً .

ثمّ مرّ بالنبيّين نبيّ نبيّ، لا يسألونه عن شيء حتّى مرّ بموسى علیه السلام ، فقال : بأيّ الله شيءٍ أمرك ربّك ؟ قال : بخمس صلوات ، فقال : سل ربّك التخفيف ، فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ، فقال : إنّي أستحي أن أعود إلى ربّي ، فجاء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بخمس صلوات»(1).

وهذا الحديث الشريف يدلّ على مرور محمّد صلی الله علیه وآله وسلم بالنبيّين مرّة بعد أُخرى، ورآهم ورأوه بدليل قول الصادق علیه السلام :« لا يسألونه عن شيء» ولو لم يرهم ولم يروه لم يقل : « لا يسألونه عن شيء». ولكذلك موسى علیه السلام رأى كلّ واحد منهما صاحبه وسأله وأجابه، ولم تعتذر الرؤية هنا بفقد الهواء بين الرائي والمرئي الذي ينفذه البصر ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )(2) .

وكان معراجه صلی الله علیه وآله وسلم وصعوده إلى الملأ الأعلى ببدنه الشريف ، لا كما يقوله من لا یحتمل أمر آل محمّد صلوات الله عليهم ، لاستصعابه على عقله ، وضعفه عن حمله ، وتأويله بإسراء روحه الشريفة دون بدنه .

ص: 97


1- من لا يحضره الفقيه 1 : 3/125 وعنه في وسائل الشيعة 4 5/13 وتفسير نور الثقلين 3: 20/112 ، في تفسير قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ... ) .
2- سورة يس 82:36.

يدلّ على ما قلنا من رفعه ببدنه الشريف، ما روي : أنّه جاءه جبرئيل علیه السلام بالبراق(1) من الجنّة ، وهي دابّة أكبر من الحمار وأصغر من البغل، ووصف يديها ورجليها وسرعة سيرها ، وهذا يدلّ على ركوبه صلی الله علیه وآله وسلم ببدنه .

50 - وفي حديث آخر: «أنّه جاءه بمحمل جلس فيه - ذي حلق وسلاسل - وكلّما بلغ سماء زيد له في محمله سلاسل وحلقاً»(2) وهذا يدلّ على أنّه صلی الله علیه وآله وسلم عرج به ببدنه.

51 - ثمّ ما روي : «أنّه صلی الله علیه وآله وسلم توضّاً من صاد - وهو نهر يخرج من ساق العرش - فغسل وجهه وغسل يمينه ثمّ غسل شماله ثمّ مسح رأسه ثمّ مسح رجليه»(3) وهو صريح فيا قلناه ثمّ وصف صلاته وقراءته بلسانه ، وركوعه وسجوده وانتصابه وطمأنينته ، وهذا كلّه من فعل البدن وتعبّده .

52 - ثمّ ما روي : «أنّه صلی الله علیه وآله وسلم في إسرائه مرّ على عِير لقريش في الليل، وقد أصابه عطش، ولهم ماء في وعاء، فشرب منه ودفق التالي »(4) ، وعرّف قريش بكرة ما

ص: 98


1- وردت الرواية بألفاظ مختلفة في صحيفة الإمام الرضا علیه السلام : 115/227 وعنه في مستدرك الوسائل 4 : 4/72 ، وعن أبي عبد الله علیه السلام في تفسير العياشي 2 : 49/137 وعنه في بحار الأنوار 18 : 42/143، والكافي 8: 555/364 وعنه في بحار الأنوار 18 : 19/310 ، وعن الإمام علي بن أبي ا اله الا علیه السلام في عوالى الليالي 26:1 .
2- أورده عن أبي عبد الله علیه السلام الكليني في الكافي :3: 1/482 ، الصدوق في علل الشرائع : 1/312 وعنه في بحار الأنوار 18: 66/354 و 82: 1/237 .
3- أورده البرقي في المحاسن : 64/323 ، ضمن حديث طويل عن أبي عبد الله علیه السلام وعنه في وسائل الشيعة 1: 8/490 الكليني في الكافي :3: 1/485 ، ضمن حديث طويل عن أبي عبد الله علیه السلام وعنه في الوسائل 1: 5/390 ومدينة المعاجز 1: 53/101 ، الصدوق في علل الشرائع : 1/334 ضمن حدیث طويل عن أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام وعنه في وسائل الشيعة 1: 5/489 و 5: 11/469 .
4- أورده القمّي في تفسيره 2 : 13 ، الصدوق في الأمالي : 1/533 وعنه في بحار الأنوار 18: 37/336 ، الطبرسي في إعلام الورى 1: 124 ، في رجوعه صلی الله علیه وآله وسلم من الإسراء.

صنع بالماء، فعرفوه ولم ينكروه . والعطش والشرب من توابع البدن .

53 - ثمّ صلاته صلی الله علیه وآله وسلم بالملائكة والنبيّين عند البيت المعمور - وهو في السماء الرابعة ، ويسمّى أيضاً الضراح - وهو مقابل العرش ومقابل الكعبة ، فلمّا صلّى وسلّم عن يمينه ، أرسل الله سبحانه إليه ملكاً : ( وَاسْتَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا )(1) فالتفت إليهم وقال : «يا معشر الأنبياء، بماذا بعثتم - أو قال : أرسلتم ؟ - فقالوا : أُرسلنا - أو بعثنا - بتوحيد الله ونبوّتك وولاية أهل بيتك» (2).

فظهر ممّا رواه وسطرناه أنّ المعراج كان ببدنه الشريف .

54 - ويدلّ عليه أيضاً ما روي من قول عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام ما قاله الرضا علیه السلام :« أنّه لا يصعد إلى السماء إلّا من نزل منها إلّا راكب الجمل، فإنّه يصعد وينزل »(3).

55 - وروي : أنّه صلی الله علیه وآله وسلم عرج به مائة وعشرين مرّة»(4) وما يكون إدريس

ص: 99


1- سورة الزخرف 43: 45 .
2- أورده الحسكاني في شواهد التنزيل :2 855/157 و 856 بطريقين ولفظين ، وابن بطريق في العمدة : 353 ، وخصائص الوحي المبين : 121/170 ، وابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1: 147/145 ، وابن جبر في نهج الإيمان : 506 ، وفي الكلّ : (علي بن أبي طالب علیه السلام ). بدل : (أهل بيتك).
3- أورده الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 1/163 ، والتوحيد : 1/426 ، الطبرسي في الاحتجاج 413:2 وعنهم في بحار الأنوار 14: 333، ضمن حديث طويل في مناظرة الإمام الرضا علیه السلام مع الجائليق في مجلس المأمون .
4- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 10/99 ، الصدوق في الخصال : 3/600 وعنه في بحار الأنوار 18 96/387 و 23 : 4/69 وتأويل الآيات 1 5/275 وتفسير نور الثقلين 3 7/98 ، والكلّ بهذا النصّ : عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «عرج بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى السماء مائة وعشرين مرّة ، ما من مرّة إلّا وقد أوصى الله عزّ وجلّ فيها النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بالولاية لعليّ والأئمّة علیهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرائض» .

النبيّ على نبيّنا وآله وعليه السلام بأرفع من نبيّنا محمّد صلی الله علیه وآله وسلم(1) فإنّ الله سبحانه علي يقول: ( وَرَفَعْنَاهُ مَكاناً عَلِيًّا )(2).

56 - روي: «أنّه سأل ربه أن يريه ملك الموت، فرفعه الله إليه حتّى جاوز السماء - الرابعة ، فلقي ملك الموت ، فلمّا رآه حرّك رأسه ، وقال : إنّ ربّي أمرني أن أقبض روحك في هذه الساعة ، فقبض روحه بين الرابعة والخامسة»(3) وهذا صريح برفعه ببدنه لقبض روحه .

فصحّ أنّ المعراج كان بالبدن والروح معاً لا الروح وحدها، ولو كان معراجه صلی الله علیه وآله وسلم بروحه خاصّة دون بدنه لم يكن في المعراج به ثَمَّ خصوصيّة له دون غيره من المؤمنين.

57 - فقد روي عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه : «أنّ المؤمن إذا نام عرج بروحه إلى الله سبحانه ، فيقبّلها ويبارك عليها ، ثمّ يردّها إلى بدنها ، إن كان أمنائه من ملائكته»(4).

أجلها لم يحضر بعثه مع اعلم - هداك الله - أنّ لهذا المقام الشريف أصلاً، من عرفه لم ينكر المعراج البدني ، واستسهله ولم يتوعّر(5) على عقله فيقذفه ، وهو :

ص: 100


1- الاسم المبارك ( محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ) لم يرد في «ر » « س» « ن » .
2- سورة مريم 19: 57 .
3- أورده الكليني في الكافي 3 26/257 وعنه في تفسير نور الثقلين 3: 109/349 ، القمّي في تفسیره 2: 51 وعنه في تفسير نور الثقلين :3: 111/35 وبحار الأنوار 11 : 3/277، الراوندي في قصص الأنبياء : 59/76 وعنه في بحار الأنوار 11: 7/277.
4- أورد الصدوق صدر الحديث في الأمالي : 17/209 وعنه في بحار الأنوار 61: 1/158 وتفسير نور الثقلين :2 85/429 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 492 . و أمّا ذيل الحديث فتأتي مصادره في هامش الحديث ( 59) ، ضمن حديث أمير المؤمنين علیه السلام .
5- يتوعّر : يتعسّر (القاموس المحيط 2 : 251 - وعر ) .

58 - ما روي عن الصادق علیه السلام: «إنّ الله خلق أرواحنا من علّيّين، ولم يجعل لأحد

ممّا خلقنا منه نه نصيباً، وخلق أبداننا من دون ذلك ، من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش ، وخلق أرواح شيعتنا ممّا خلق منه أبداننا ، ولم يجعل لأحد فيه نصيباً إلّا الأنبياء، وخلق أجسادهم من دون ذلك، ولهذا أنّ أرواحهم تهوي إلينا»(1).

فعلى هذا أرواح الشيعة خلقت ممّا خلقت منه أبدان الأئمّة علیهم السلام .

59 - فقد روى الصدوق محمّد بن بابويه بإسناده عن الصادق علیه السلام ، عن أبيه ، عن جدّه : أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: «لا ينام المسلم وهو جنب ، ولا ينام إلّا على طهور، فإن لم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد، فإنّ روح المؤمن ترفع إلى الله تبارك وتعالى فيقبّلها ويبارك عليها ، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته ، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع أُمنائه من ملائكته فيردّها في جسدها»(2) .

فروح المؤمن - التي هي قسيم جسد النبيّ والإمام صلوات الله عليهما - يعرج بها في الدنيا مع مجاورتها للبدن المتلوّث بالذنوب والخطايا إلى المحلّ الأعلى، فكيف يبدن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم والإمام المعصوم من كلّ خطأ وزلل ، مع مجاورته لروحه الشريفة

ص: 101


1- لم أعثر على نصّ هذا الحديث كاملاً ، بل وجدته متفرّقاً في ثلاثة أحاديث في بصائر الدرجات : 1/39 و 2/40 و 3 ، والكافي 1: 1/389 و 2 و 4/390 وعن البصائر في بحار الأنوار 25 : 25/13 و 26 وعن الكافي في بحار الأنوار 61 : 21/44 و 22/45 .
2- الخصال : 613 / ضمن حديث الأربعمائة وعنه في بحار الأنوار 10: 91 و 76: 2/182 وتفسير نور الثقلين 4 62/488 ، علل الشرائع : 295 وعنه في بحار الأنوار 61: 3/31 ووسائل الشيعة 1: 4/379 ، وأورده ابن شعبة في تحف العقول : 102 ، ضمن وصايا أمير المؤمنين علیه السلام .

التي خلقت من علّيّين بغير مشارك ولا مماثل، لا سواء ( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ ) (1).

ولهذا أنّ روح المؤمن شابهت بدن الحجّة علیه السلام من حيث أنّها لا يصيبها الكفر ولا الشكّ ولا العصيان في الاعتقاد، بل عارفة بالحقّ وأهل الحقّ ، معصومة من الخطأ في الاعتقاد الذي هو عملها (2).

قال الله تعالى : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ )(3).

60 - روي عن الصادق علیه السلام : «إنّ الشيطان ليس له على شيعتنا سلطان أن يضلّهم عن اعتقاد الحقّ »(4) كما أنّ جسد الحجّة علیه السلام ليس للشيطان عليه سبيل أن يوقعه في الخطايا والذنوب ، كما قال أبو الحسن الهادي علیه السلام في الزيارة الجامعة :

ص: 102


1- سورة النور 24 : 40 .
2- في «ر»: (علمها ) .
3- سورة الحجر 15: 42 سورة الاسراء :17 65 .
4- لم أعثر على هذا النصّ، بل ورد في تفسير هذه الآية الشريفة ثلاثة نصوص وهي كما يلي: أ - عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «ليس على هذه العصابة خاصّة سلطان ... أن يحبّب إليهم الكفر ويبغض إليهم الإيمان» . أورده البرقي في المحاسن : 137/171 وعنه في بحار الأنوار 68 : 36794 ، العياشي في التفسير 2: 17/242 ، الصدوق في معاني الأخبار : 1/158 وعنه في بحار الأنوار 63: 94/243 وتفسير نور الثقلين 3: 54/15 . ب - عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «والله ما أراد بهذا إلا الأئمّة علیه السلام وشيعتهم» . أورده الصدوق في فضائل الشيعة : 62 / ضمن حديث طويل، وفرات في تفسيره : 226/ ذيل ح 303 وعنه في بحار الأنوار 68 103/57 ، تأويل الآيات 1 : 2/248 و 3. ج - عن أبي جعفر علیه السلام قال : «قال الله : إنّك لا تملك أن تدخلهم جنّة ولا ناراً». أورده العيّاشي في التفسير 2: 16/242 وعنه في بحار الأنوار 63: 120/254 وتفسير نور الثقلين 4 : 16 / 56.

« عصمكم الله تعالى من الزلل، وآمنكم من الفتن وبرّأكم من العيوب، وائتمنكم على الغيوب»(1).

ولهذا اتّصفت أبدانهم الشريفة بما لم تتّصف به أبدان سائر الخلق .

61 - كما روي عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : أنّه يرى من خلفه كما يرى من بين يديه(2).

وأنّه إذا مشى أثّر قدمه الشريف في الحجر ولم يؤثّر في الرمل(3) .

وأنّ الخلق من بعد الموت تبلى أجسامهم وتصير تراباً، وهو علیه السلام لا يبلى ولا يصير رميماً (4).

ص: 103


1- إنّ زيارة الجامعة لها لفظان . فعبارة : «عصمكم الله تعالى من الزلل وآمنكم من الفتن» موجودة اللفظ المشهور التي أوردها الصدوق في من لا يحضره الفقيه 2: 371، وعيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 274 وعنه في بحار الأنوار 102: 129 ، الطوسي في التهذيب 6: 97 . وعبارة : «وبرّ أكم من العيوب وائتمنكم على الغيوب» موجودة في اللفظ الثاني من الزيارة التي : «وبرأكم أوردها الكفعمي في البلد الأمين : 299 وعنه في بحار الأنوار 100: 344 و 102: 150 و 181 ومستدرك الوسائل 419:10 .
2- انظر فقه الإمام الرضا علیه السلام : 123 وعنه في مستدرك الوسائل 6: 5/505 ، من لا يحضره الفقيه 1: /252 ذيل حديث 49 وعنه في وسائل الشيعة 8 5/423 ، بصائر الدرجات: 2/439 وعنه في وسائل الشيعة 8 8/424 ، كتاب العلاء بن رزين : 151) (ضمن الأصول الستة عشر) وعنه في مستدرك الوسائل 6 : 3/504 المناقب لابن شهر آشوب 1 : 165 وعنه في بحار الأنوار 16: 176 ، عوالي اللئالي 1: 116/343 وعنه في مستدرك الوسائل 6: 14/507 . وقد ورد في حديث آخر عن أبي جعفر علیه السلام : «الإمام منّا ينظر من خلفه كما ينظر من قدامه» . أورده الصفار في بصائر الدرجات : 12/441 وعنه في بحار الأنوار 25 : 21/148 .
3- انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 168 وعنه في بحار الأنوار 16 : 178 . بهذا اللفظ : كان إذا مشى على الأرض السهلة لا يبين لقدمه أثر ، وإذا مشى على الصلبة بان أثرها .
4- انظر: بصائر الدرجات: 1/463 و 2 وعنه في بحار الأنوار 22 1/550 و 2. بهذا اللفظ أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ... إنّ الله حرم لحومنا على الأرض أن تطعم منها شيئاً». وانظر: من لا يحضره الفقيه 1 : 23/121 ، وفيه : عن الإمام الصادق علیه السلام قال : «إنّ الله عزّ وجلّ حرّم عظامنا على الأرض وحرم لحومنا على الدود أن يطعم منها شيئاً » .

وأنّه إذا وقف في الشمس لا ظلّ له (1).

وأنّ الإمام إذا مات لا يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيّام ثمّ ينتقل إلى الجنّة مصاحباً للنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم، وإنّما يزار علیه السلام في مكانه الذي تشرّف بدفنه فيه ، وهو علیه السلام يرى زوّاره ويسمع كلامهم ولا يخفى عليه شيء منهم(2) هكذا جاء في الأثر عنهم علیهم السلام .

وكلّ ما ثبت من الفضل للنبيّ صلوات الله عليه ثبت مثله للوصيّ علیهم السلام ؛

62 - لقول النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم الذي صحّ عنه : «ما خلق الله خلقاً أفضل منّي، ولا أكرم عليه مني، والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمّة من ولدك»(3) والبَعديّة هنا(4) في الدرجة

ص: 104


1- أورده ابن شهر آشوب في المناقب 1: 165 وعنه في بحار الأنوار 16 : 176 ، بهذا اللفظ : « لم يقع ظله على الأرض؛ لأن الظل من الظلمة. وكان إذا وقف في الشمس والقمر والمصباح نوره يغلب نورها» .
2- انظر: بصائر الدرجات : 9/465 وعنه في بحار الأنوار 27: 3/299 ، كامل الزيارات : 3/344. بهذا اللفظ : عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض بأكثر من ثلاثة أيام، ثم يُرفع بروحه وعظمه ولحمه إلى السماء ، وإنما يؤتى موضع آثارهم ويبلغ بهم من بعيد السلام و لیسمعونهم آثارهم من قريب» .
3- أورده الصدوق في علل الشرائع : 1/5 ، وعيون أخبار الرضا علیه السلام 1 : 22/262 ، وكمال الدين : 4/254 فعن العيون نقله الحر العاملي في الفصول المهمة 1 : 10/409 ، والمجلسي في بحار الأنوار 11: 6/139 ، و 18 : 56/345 ، عن العيون والعلل ، و 26 : 1/335 ، عن العيون والعلل وكمال الدين والحويزي في تفسير نور الثقلين 1 1012/254 ، عن العيون، والأسترابادي في تأويل الآيات 2 : 9/876 ، عن الصدوق . والحديث بهذا اللفظ : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: «ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه منّي ، قال عليّ علیه السلام : فقلت : يارسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال : يا عليّ ، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك ياعلي وللأئمة من بعدك ، وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّأم محبّينا..» .
4- في «ص»: (هناك).

لا في الزمان، فمرتبة الإمام في الفضل بعد مرتبة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم بغير فصل بينهما .

63 - ولهذا روي : أنّ درجة أمير المؤمنين علیه السلام في الجنّة دون النبيّ صلى الله عليه وسلم بدرجة كما جاء في حديث الوسيلة (1) ، ولا فاصل بينهما، والأئمّة علیهم السلام عن أيمانهم، والأنبياء والرسل فدونهم على الدرجات هم والشيعة.

64 - وروي في الحديث عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «كلّ ما كان للرسول صلى الله عليه وسلم فلنا مثله إلّا النبوّة والأزواج» (2) والإستثناء دليل العموم ، فهم شركاؤه في كلّ ما رويناه له من الفضل، وما لم نروه ، وما لم يصل علمه إلينا .

فمن عرف هذا العلم الشريف الذي جاء عنهم علیهم السلام يصعب عليه المعراج بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بجسده الشريف ( وَمَا بِكُم مِّن نَّعْمَةٍ فَمِنَ الله )(3) ،(سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) (4).

ص: 105


1- أورد حديث الوسيلة الصفّار في بصائر الدرجات: 11/436، عن أبي سعيد الخدري عر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم، الكوفي في مناقب أمير المؤمنين 1: 123/199 : عن ابن عباس، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم القمّي في تفسيره 2: 324: عن ابن سنان، عن أبي عبد الله علیه السلام، الصدوق في الأمالي: 4/178، وعلل الشرائع: 6/164 ، ومعاني الأخبار: 1/116، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين: 113: عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، الكليني في الكافي 24/188، خطبة الوسيلة، عن أمير المؤمنين علیه السلام والحديث بهذا النصّ، واللفظ للصدوق، عن أبي سعيد الخدري فسألت النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم عن الوسيلة، فقال: «هي درجتي في الجنّة، وهي ألف مرقاة، ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد ... حتّى إذا صرت في أعلى درجة منها، عليّ أسفل منّي بدرجة ..».
2- أورد نحوه ضمن حديث طويل الصفار في بصائر الدرجات : 15/300 وعنه في بحار الأنوار 25 : 12/51 ، الكليني في الكافي 1: 13/533 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 189 و 260 و 362 و 391 و 398 و 401 و 406 و 424 وعنه في بحار الأنوار 83/317:26.
3- سورة النحل 16: 53 .
4- سورة الزخرف 43: 13 - 14 .

ص: 106

وممّا يدلّ على رؤية المحتضر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وعليّاً والأئمّة علیهم السلام عند الموت

65 - ما قد جاء في « تفسير الحسن بن عليّ العسكري » : «إنّ المؤمن المواليّ لمحمّد وآله الطيّبين، والمتّخذ لعلىّ علیه السلام بعد محمّد صلی الله علیه وآله وسلم إمامه ، الذي يحتذي مثاله ، وسيّده الذي يصدّق أقواله ، ويصوّب أفعاله ، ويطيعه بطاعة من يندبه من أطائب ذرّيّته لأُمور الدين وسياسته ، إذا حضره من أمره ما لا يردّ، ونزل به(1) من قضائه ما لا يصد، وحضره ملك الموت وأعوانه ، وجد عند رأسه محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب ، ومن جانب آخر عليّاً علیه السلام سيّد الوصيّين ، وعند رجليه من جانب آخر الحسن سبط سيّد النبّيين ، ومن جانب آخر الحسين سيّد الشهداء أجمعين، وحواليه بعدهم خيار خواصّهم ومحبّيهم ، الذين هم سادات هذه الأمّة بعد ساداتهم من آل محمّد صلوات الله عليهم .

ينظر إليهم العليل المؤمن فيخاطبهم بحيث يحجب الله صوته عن آذان حاضريه كما يحجب رؤيتنا أهل البيت ورؤية خواصّنا عن عيونهم ؛ ليكون إيمانهم(2)

ص: 107


1- في «ر» «ص»: (ویتولّ به) ، وفي «س» «م» (وينزل به) بدلاً من: (ونزل به) .
2- ( إيمانهم ) لم يرد في النسخ الكاملة .

بذلك أعظم ثواباً لشدّة المحنة(1) عليهم منه .

فيقول المؤمن : بأبي أنت وأمّي يارسول ربّ العزّة، بأبي أنت وأمّي ياوصيّ رسول ربّ الرحمة، بأبي أنتما وأُمّي ياشبلي محمّد وضر غامیه وولديه وسبطيه ، ياسيّدي شباب أهل الجنّة المقرّبين من الرحمة والرضوان ، مرحباً بكم معاشر خيار أصحاب محمّد وعليّ وولديه ، ما كان أعظم شوقي إليكم وما أشدّ سروري الآن بلقائكم ، يارسول الله ، هذا ملك الموت قد حضرني ، ولا أشكّ في جلالتي في صدره لمكانك ومكان أخيك منّي ، فيقول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : وكذلك هو .

ثمّ يقبل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم على ملك الموت ، فيقول : يا ملك الموت (2)، استوص

بوصيّة الله في الإحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبّنا ومؤثرنا ، فيقول ملك الموت: يا رسول الله ، مره أن ينظر إلى ما قد أعدّ الله(3) له في الجنان ، فيقول له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : انظر إلى العلوّ فينظر إلى ما لا تحيط به الألباب ، ولا يأتي عليه العدد والحساب .

فيقول ملك الموت : كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه ، وهذا محمّد وعترته زوّاره يارسول الله ، لولا أنّ الله جعل الموت عقبة ، لا يصل إلى تلك الجنان إلّا من قطعها لما تناولت روحه ، لكن لخادمك ومحبّك هذا أسوة بك وبسائر أنبياء الله ورسله وأوليائه ، الذين أذيقوا الموت بحكم الله ، ثمّ يقول محمّد صلی الله علیه وآله وسلم : يا ملك الموت ، هاك أخانا قد سلّمناه إليك فاستوص به خيراً.

ص: 108


1- في « د » « ر » «س» «ص» «م» : (المحبّة).
2- قوله : ( فيقول : يا ملك الموت ) لم يرد في « ر ».
3- لفظ الجلالة (الله) لم يرد في النسخ الكاملة ووضع في متن التفسير من بحار الأنوار .

ثمّ يرتفع هو ومن معه إلى رُبض(1) الجنان، وقد كشف عن الغطاء الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن العليل ، فيراهم المؤمن هناك بعد ما كانوا حول فراشه ، فيقول : يا ملك الموت ، الوحا الوحا(2) تناول روحي ولا تلبثني هنا ، فلا صبر لي على محمّد وعترته علیهم السلام وألحقني بهم ، فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلّها كما يسلّ الشعرة من الدقيق ، وإن كنتم ترون أنّه في شدّة فليس هو في شدّة ، بل هو في رخاء ولذّة.

فإذا أدخل قبره وجد جماعتنا هناك ، وإذا جاء منكر ونكير قال أحدهما للآخر : هذا محمّد وعليّ والحسن والحسين وخيار صحابتهم بحضرة صاحبنا فلنتّضع(3) لهم ، فيأتيان فيسلّمان على محمّد صلی الله علیه وآله وسلم سلاماً منفرداً ، ثمّ يسلّمان علىّ علیه السلام سلاماً منفرداً ، ثمّ يسلّمان على الحسن والحسين علیهما السلام سلاماً يجمعانها فيه ، ثمّ يسلّمان على سائر من معنا من أصحابنا .

ثم يقولان : قد علمنا يارسول الله زيارتك في خاصّتك لخادمك ومولاك ، ولولا أنّ الله يريد إظهار فضله لمن بهذه الحضرة من أملاكه ومن سَمَعَنا من ملائكته بعده لما سألناه ، ولكن أمر الله لابدّ من امتثاله .

ثمّ يسألانه فيقولان : من ربّك ، وما دينك ، ومن نبيّك ، ومن إمامك ، وما قبلتك ، ومن إخوانك ؟ فيقول : الله ربّي، ومحمّد نبيّي ، وعليّ وصيّ محمّد إمامي ، والكعبة قبلتي، والمؤمنون الموالون لمحمّد وعلي وأوليائها والمعادون لأعدائهما إخواني ، أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً

ص: 109


1- بضم الراء ، معناه: وسط الشيء (القاموس المحيط 506:2 - ربض ) .
2- الوحا الوحا بالمد والقصر أي السرعة، السرعة (النهاية في غريب الحديث 5: 163، مادة وحا).
3- من التواضع .

عبده ورسوله ، وأنّ أخاه عليّاً وليّ الله ، وأنّ من نصبهم للإمامة من أطائب عترته وخيار ذرّيّته الخلفاء والأئمّة(1) ، وولاة الحقّ والقائمون بالصدق .

فيقولان : على هذا حبيت ، وعلى هذا متّ ، وعلى هذا تبعث إن شاء الله ، وتكون مع من تتولّاه في دار كرامة الله ومستقرّ رحمته .

قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : وإن كان لأوليائنا معادياً ، ولأعدائنا موالياً ولأضدادنا بألقابنا ملقباً، فإذا جاءه ملك الموت ينزع روحه ، يمثّل الله تعالى لذلك الفاجر سادته الذين اتّخذهم من دون الله أرباباً ، عليهم من أنواع العذاب ما يكاد نظره إليهم يهلكه(2)، ولا يزال يصل إليه من حرّ عذابهم ما لا طاقة له به ، فيقول له ملك الموت : أيّها الفاجر الكافر، تركت أولياء الله تعالى إلى أعدائه ، فاليوم لا يغنون عنك شيئاً ولا تجد إلى المناص(3) سبيلاً ، فيرد عليه من العذاب ما لو قسّم أدناه على أهل الدنيا لأهلكهم .

ثمّ إذا دُلّي في قبره رأى باباً من الجنّة مفتوحاً إلى قبره يرى منه خيراتها، فيقول له منكر ونكير انظر إلى ما حُرمتَه من تلك الخيرات. ثمّ يُفتح له في قبره باب من النار يدخل عليه منه عذابها فيقول ياربّ لا تقم الساعة، ياربّ لا تقم الساعة»(4).

66 - و من التفسير أيضاً عنه علیه السلام : ثم وصف الخاشعين فقال : ( الذين يظنون أنهم

ص: 110


1- في «ر» ونسخة بدل في حاشية «ن» والتفسير: (خلفاء الأمة) بدلاً من: (الخلفاء والأئمّة).
2- في النسخ الكاملة : ( هكذا ) بدلاً من : ( يهلكه ) .
3- المناص : التأخّر والفرار (الصحاح 3: 1060 - مادة: نوص).
4- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 211 - 215 وعنه في تأويل الآيات 2: 10/645 وبحار الأنوار 6: 1/173 ومدينة المعاجز 3: 784/122 .

ملاقوا ربّهم )(1) الذين يقدّرون أنّهم يلقون ربّهم، اللقاء الذي هو أعظم كراماته لعباده ، وإنّما قال: ( يظنّون ) لأنّهم لا يدرون بماذا يُختم لهم، والعاقبة مستورة عنهم (وأنّهم إليه راجعون )(2) إلى كراماته ونعيم جنّاته ؛ لإيمانهم وخشوعهم ، لا يعلمون ذلك يقيناً ؛ لأنّهم لا يؤمّنون أن يغيّروا ويبدّلوا .

قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة ، لا يتيقّن الوصول إلى رضوان الله حتّى يكون وقت نزوع روحه ، وظهور ملك الموت له ، وذلك أنّ ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدّة علّته وعظيم ضيق صدره ، بما يخلّفه من أمواله ، ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعياله ، وقد بقيت في نفسه حرارتها(3) واقتطع دون أمانيه فلم ينلها .

فيقول له ملك الموت : مالك تجرع غصصك ؟ فيقول(4) : لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون آمالي ، فيقول له ملك الموت : وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف ، واعتياض(5) ألف ألف ضعف الدنيا ؟ فيقول : لا ، فيقول ملك الموت : انظر : فوقك ، فينظر فيرى درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الأماني، فيقول ملك الموت : تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك ، ومن كان من أهلك هاهنا - وذريّتك صالحاً فهم هناك معك ؟ أترضى بهم بدلاً ممّا هناك ؟ فيقول : بلى والله .

ص: 111


1- سورة البقرة 46:2 .
2- سورة البقرة 46:2 .
3- في المصدر : (حرارتها) ، وفي موضع من بحار الأنوار : ( مرارتها وحسراتها ) ، وفي موضع آخر : ( حزازتها ) .
4- في «د»: ( قال ) .
5- الاعتياض : أخذ العوض (الصحاح 3: 1093 - مادة: عوض ) .

ثمّ يقول : انظر ، فينظر فيرى محمّداً وعليّاً والطيّبين من ألهما في أعلى عليّين. فيقول : أو تراهم هؤلاء ساداتك(1) وأئمّتك ، هم هناك جلساؤك وأُنّاسك، أفا ، ترضى بهم بدلاً ممّا تفارق هاهنا ؟ فيقول : بلى وربّي ؟ فذلك ما قال الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا )(2) .

فأمّا ما أمامكم(3) من الأهوال فقد كفيتموها ، ولا تحزنوا على ما تخلّفوه من الذراري والعيال ، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلاً منه ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )(4) هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم وأُناسكم وجلساؤكم»(5) .

هذان الحديثان يصرّحان برؤية المحتضر محمّداً وعلياً علیهما السلام وغيرهما ، ليس للشكّ فيها مجال ، وكيف يقع الشكّ فى مثل هذه الأحاديث المجمع عليها، التي يروونها عن الأئمّة صلوات الله عليهم جماعة علماء الإماميّة ، لا يشكّون ولا يرتابون في رؤية المحتضر لهم علیهم السلام حقيقة ، ولا يجوز حملها على المجاز، وإلّا لجاز حمل كثير من الأُمور الشرعيّة المنقولة على هوى الأنفس والتجوّز وفيه التشريع(6) .

وقوله علیه السلام : «وإنّما قال : ( يظنون ) لأنّهم لا يدرون بماذا يختم لهم والعاقبة مستورة عنهم» ثمّ قال : «لأنّهم لا يؤمّنون أن يغيّروا ويبدّلوا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة ، لا يتيقّن الوصول إلى رضوان الله حتّى

ص: 112


1- في بعض المصادر : ( سادتك ) .
2- سورة فصّلت 30:41 .
3- في «ر»: ( أصابكم ) .
4- سورة فصّلت 30:41 .
5- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 116/238 و 117 وعنه في بحار الأنوار 6 : 2/176 وصدره في بحار الأنوار 71: 13/366 .
6- في النسخ الكاملة : (الشرع ) والمثبّت في المتن من بعض النسخ المختصرة .

يكون وقت نزوع روحه وظهور ملك الموت له» .

صدق النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وصدق آله الطاهرون علیهم السلام ، قال الله سبحانه:( فمستقرّ ومستودع )(1).

67 - قال أمير المؤمنين علیه السلام :« الإيمان منه المستقرّ الثابت في القلوب، ومنه العواري بين القلوب والصدور»(2) .

فالمستقرّ لا يزول، والمستودع لابدّ من استرجاعه ، ولو قبل خروج الروح بلحظة.

68 - وأصل هذا الأمر ما روي عنهم صلوات الله عليهم في الحديث المشهور من أخذ العهد والميثاق على بني آدم فى الذرّ حين قال الله سبحانه لهم : ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعلي إمامكم والأئمّة من ذرّيّته أئمّتكم ؟ قالوا : بلى(3) ، فمنهم من أقرّ بلسانه وقلبه ، فذلك إيمانه مستقرّ به ، لا يموت إلّا على الإيمان، وإن ظهر منه غيره أيّام حياته»(4) .

ص: 113


1- سورة الأنعام 6: 98 .
2- أورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 2 : 152/ خطبة 184 وعنه في بحار الأنوار 69: 19/227، الواسطي في عيون الحكم والمواعظ : 6097/360 ، والحديث بهذا النصّ كما في النهج فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مستقرّاً في القلوب، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم.
3- في «ر» «ص»: (نعم).
4- رواه الصفّار في بصائر الدرجات : 2/90 ، الكليني في الكافي 2 : 1/8 وعنه المصنّف في مختصر البصائر : 5/389 والحويزي في تفسير نور الثقلين 2 : 344/94 و 3 : 151/400 البحراني في تفسير البرهان 2: 7/607 والمجلسي في بحار الأنوار 67: 23/113 ، والحديث بهذا النصّ كما في الكافي : عن حمران ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذباً وماءً مالحاً أُجاجاً ... ثمّ أخذ الميثاق على النبيين ، فقال : ألست بربكم وأنّ هذا محمّد رسولي ، وأنّ هذا علي أمير المؤمنين ؟ قالوا : بلى، فثبتت لهم النبوة، وأخذ الميثاق على أُولي العزم : أنّني ربكم ومحمّد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزّان علمي...» .

69 - وهو الذي قال مولانا زين العابدين علیه السلام في دعائه: «فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها»(1) .

ومنهم من أقرّ بلسانه دون قلبه ، فهذا إن ظهر على لسانه في الدنيا الإيمان وعلى جوارحه فهو مستودع ومستعار ، لا يموت حتّى يرجع إلى ما كان عليه أوّلاً في الذرّ ، قال الله سبحانه: ( فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ )(2) إشارة إلى تكذيبه بقلبه يوم قال : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ )(3) .

هكذا روي معناه ، وهو قول مولانا زين العابدين علیه السلام : «ومن كان من أهل الشقاوة خذلته»(4) لما لم يستحقّ في الحكمة أن يوفّق ، لسبق عصيانه أوّلاً وإنكاره فخلّي بينه وبين نفسه ، عقوبة لعصيانه وجزاء لفعله ، ولا يظلم ربّك أحداً، ومن خلّى الله تعالى بينه وبين نفسه ضلّ عن سواء السبيل ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلكِن كَانُوا

أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )(5).

70 - ومن هذا المعنى قول مولانا أمير المؤمنين علیه السلام :« أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» (6).

ص: 114


1- ورد الدعاء في الصحيفة السجّاديّة الجامعة : 315، وأورده الطوسي في مصباح المتهجد : 370، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 6 : 179 ، قائلاً : ومن دعاء أمير المؤمنين علیه السلام ، وكان يدعو به زین العابدین علیه السلام ، وابن طاوس في جمال الأسبوع: 425.
2- سورة يونس 10 : 74 .
3- سورة الأعراف 7: 172 .
4- تقدّمت مصادره في هامش الحديث 69 .
5- سورة النحل 16 : 118.
6- أورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 3 : 268/317 ، ابن شعبة في تحف العقول : 201 وعنه ي بحار الأنوار 78: 6/37 ، الطوسي في الأمالي : 18/364 و 21/622 : عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وعنه في بحار الأنوار 74: 14/177 ، وابن الأشعث في الجعفريّات (الاشعثيّات) : 233 وعنه في مستدرك الوسائل 8 1/440.

ففي هذا الحديث إيماء وانتظار للخاتمة .

71 - ومن ذلك قول أمير المؤمنين علیه السلام :« إذا كان لكم من أحد براءة فانتظروا به عند الموت فعنده يقع أخذ البراءة»(1).

72 - ومن هذا المعنى قول أمير المؤمنين علیه السلام : «لا تأمنن على خير هذه الأُمّة عذاب الله ؛ لقوله تعالى: ( فلا يأمن مكر الله إلا القومُ الخاسرون )(2) ولا تيأسنّ لشرّ هذه الأُمّة من روح الله ؛ لقوله تعالى: ( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )(3)»(4) .

وقد ذكر هذا المعنى روح الله عيسى بن مريم على نبيّنا وآله وعليه السلام.

73 - روي أنّه قال يوماً للحواريّين: «يا معشر الحواريّين بحقّ أقول : إنّ الناس يقولون : إنّ أصل البناء أُسّه ، وأنا أقول : إنّ أصل البناء خاتمته»(5) .

ص: 115


1- أورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 2: 152/خطبة 184 وعنه في بحار الأنوار 69 : 19/227 ، ضمن خطبة طويلة بهذا النصّ : «... فإذا كانت لكم براءة من أحدٍ فقفوه حتّى يحضره الموت ، فعند ذلك يقع حدّ البراءة ....».
2- سورة الأعراف 7: 99 .
3- سورة يوسف 12 : 87.
4- أورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 3: 277/244 وعنه في بحار الأنوار 70: 71/339، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 502 .
5- أورده الصدوق في معاني الأخبار : 1/348 وعنه في بحار الأنوار 14: 31/321 و 71: 5/364 . والحديث بهذا النص : عن أحمد بن سهل الأزدي العابد ، قال : سمعت أبا فروة الأنصاري - وكان من السائحين - يقول : قال عيسى بن مريم: يا معشر الحواريّين بحقّ أقول لكم : إن الناس يقولون : إنّ البناء بأساسه ، وأنا لا أقول لكم كذلك قالوا : فماذا تقول ياروح الله ؟ قال : «بحقّ أقول لكم : إنّ آخر حجر يضعه العامل هو الأساس . قال أبو فروة : إنّما أراد خاتمة الأمر .

74 - وممّا رواه لي السيّد الجليل بهاء الدين عليّ بن عبد الحميد الحسيني دام فضله ، بإسناده عن أبي عمرو الكشي ، قال : حدّثني محمّد بن مسعود يرفعه إلى سعيد بن يسار(1) أنّه حضر أحد ابني سابور ، وكان لهما ورع وإخبات فرض أحدهما ، ولا أحسبه إلّا زكريا بن سابور ، قال : فحضرته عند موته ، قال : فبسط بده ، ثمّ قال : ابيضّت(2) يدي يا عليّ.

قال : فقصصت ذلك على أبي عبد الله علیه السلام ، ثمّ قمت من عنده(3) فاتّبعني رسوله فرجعت إليه .

فقال: «أخبرني خبر الرجل الذي حضرته عند موته أيّ شيء سمعته يقول ؟» قلت : بسط يده ، ثمّ قال : ابيضّت(4) يدي يا عليّ .

فقال أبو عبد الله علیه السلام : «راه والله راه و الله»(5) .

ص: 116


1- في النسخ: (بشّار) ، وما أثبتناه من المصادر .
2- في النسخ الكاملة : (بسطت) .
3- في النسخ الكاملة : ( ثمّ قمت عنه ) .
4- في النسخ الكاملة : (بسطت).
5- اختيار معرفة الرجال 2 : 614/626 ، وأورده الكليني في الكافي :3: 3/130،، ونقله المجلسي عن الكشي في بحار الأنوار 6: 41/192.

وممّا يدلّ على رؤية الأحياء للأموات في دار الدنيا ورؤية الأموات للأحياء ، وحديث كلّ واحد منها للآخر، وإعانة الأموات للأحياء على ما ينوبهم من أُمور الدنيا

75 - ما رواه صاحب كتاب« الخرائج والجرائح» للراوندي رحمه الله بإسناده عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : قلت له : يابن رسول الله(1) ، كيف كانت ولادة فاطمة علیها السلام ؟ قال علیه السلام : «إنّ خديجة علیها السلام لمّا تزوّجها النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم هجرتها(2) نسوة ،قريش، فكنّ لا يدخلن(3) ولا يسلّمن عليها، ولا يتركن امرأة تدخل عليها (4).

فلمّا حملت بفاطمة علیها السلام كانت تحدّثها في بطنها وتصبّرها وتسكنها ، و [كانت ](5) تكتم ذلك عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فدخل عليها يوماً فسمع خديجة تحدّث فاطمة علیها السلام ،

ص: 117


1- قوله : ( يابن رسول الله) لم يرد في المصدر.
2- في النسخ الكاملة : ( فهجرها ) وفي المصدر : ( هجرها ) .
3- في المصدر زيادة (عليها ) .
4- في المصدر زيادة : ( فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها و غمّها حذراً عليه ) .
5- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

فقال : يا خديجة لمن تحدّثين ؟ فقالت : الجنين الذي في بطني يحدّثني ويؤنسني .

فقال : ياخديجة، هذا جبرئيل يبشّرني أنّها أُنثى(1)، وأنّها النسل الطاهر الميمون ، وأنّ الله سيجعل نسلي منها ، ويجعل من نسلها أئمّة ، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه .

فلم تزل خديجة علیها السلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجّهت إلى نساء قريش : أن تعالين إلىّ(2) ، فأرسلن إليها : عصيتنا، ولم تقبلي قولنا ، وتزوّجت محمّداً(3) فقيراً لا مال له ، فلسنا نجيء إليك ولا نلي من أمورك شيئاً، فاغتمّت خديجة غمّاً شديداً.

فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة طوال كأنّهنّ من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ لما رأتهنّ ، فقالت إحداهنّ : لا تخافي ولا تحزني ، فإنّا رسل ربّك إليك ونحن أخواتك ، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة - وهذه مريم بنت عمران، وهذه أُمّ البشر أمّنا حوّاء، بعثنا الله تعالى إليك لنلي من أمرك ما يلين(4)النساء من النساء .

فجلست واحدة عن يمينها والأُخرى عن شمالها، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة علیها السلام طاهرة مطهّرة .

فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتّى دخل بيوت مكّة ، ولم يبق في

ص: 118


1- في المصدر : ( ابنتي ) .
2- في المصدر زيادة: (لثلين منّي ماتلي النساء من النساء ) .
3- في المصدر زيادة : ( يتيم أبي طالب ) .
4- في المصدر : (ما تلي).

مشرق الأرض ولا مغربها(1) إلّا أشرق من ذلك النور ، ودخل عليها عشرة من الحور العين بيد كلّ واحدة منهنّ طشت وإبريق من الجنّة ، وفي الإبريق ماء من الكوثر ، فناولتها الامرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوين - أشدّ بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر - فلفّتها بواحدة وقنّعتها بالأخرى. ثمّ استنطقتها فنطقت فاطمة علیها السلام بالشهادة .

فقالت : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ أبي(2) محمّداً رسول الله ، وأنّ بعليّ عليّاً سيّد الأوصياء ، ووُلدي سادة الأسباط ، ثمّ سلّمت عليهنّ وسمّت كلّ واحدة بإسمها ، وأقبلن عليها ، وتباشرت الحور العين بولادتها، وبشّر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة علیها السلام ، ووجد في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .

وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة مذكورة(3) زكيّة ميمونة مباركة ، بورك فيها وفي نسلها فتناولتها خديجة فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فكانت فاطمة علیها السلام تنمى في اليوم كما ينمي المولود في الشهر، وتنمي في الشهر كما ينمي المولود في السنة»(4).

76 - وقال أبو عبد الله علیه السلام : إنّ فاطمة علیها السلام مكثت بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خمسة

ص: 119


1- في المصدر زيادة: (موضع ) .
2- قوله : ( أبي ) لم يرد في «د» «ر» «ص» ، و جاء في «س» « م » بتقديم و تأخير .
3- كذا في « د » « ص » والمصادر ، وفي «ر»: ( مركوزة ) ، وجاء في بعض نسخ المصدر : ( مزكاة ) .
4- الخرائج و الجرائح :2 1/524 وعنه في الايقاظ من الهجعة 47/148 و 48/149، وأورده الصدوق في الأمالي : 1/690 وعنه في بحار الأنوار 43: 1/2 ، وباختلاف يسير الطبري في دلائل الإمامة : 17/76 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 143 ، ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : 1/285 و 2 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 118 .

وسبعين يوماً، وكان قد دخلها حزن شديد، وكان جبرئيل علیه السلام يأتيها ويطيّب نفسها - تسمع صوته ولا ترى شخصه - ويخبرها عن أبيها بمكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها ، وكان علىّ علیه السلام يكتب ذلك»(1).

هذا الحديث الشريف يدلّ على نزول هؤلاء النسوة التي متن وخرجن من الدنيا ، ثمّ أعادهنّ الله سبحانه إلى الدنيا، ورأتهنّ واحدة من أهل الدنيا، وتولّين ما أمرهنّ الله بتوليته منها ، ولم تتعذر رؤية خديجة لهنّ لعدم اتصال الشعاع ، كما قاله رحمه الله في تعذّر رؤية المحتضر لمحمّد وعليّ صلوات الله عليهما عند الموت - لأنّه إذا صحّ وثبت أنّه سبحانه أحضر عند خديجة علیها السلام النسوة الأربع اللاتي قد متن وخرجن من الدنيا ورأتهنّ وكلّمتهنّ(2)، وتولّين من أمرها ما تولين ، وجلسن عندها بغير شكّ ، فثبت ذلك فيمن هو أفضل منهنّ - إذ رآه بعض شيعتهم ومحبّيهم .

وقد أجمعت(3) الإماميّة عليه . وما تأوّله رحمه الله خلاف الظاهر من الأحاديث، ولا يجوز العدول عن الحقيقة إلى المجاز إلّا مع تعذّر الحقيقة، وليست الحقيقة هنا متعذّرة لقوله تعالى : ( وكان الله على كلّ شيءٍ مقتدراً )(4) ولما تقدّم من الأحاديث الصحيحة.

ص: 120


1- الخرائج والجرائح 526:2 وعنه في بحار الأنوار 43: 4/156 ، والإيقاظ من الهجعة: 148/ذيل الحديث 47 وص 149 ذيل الحديث 48، وأورده الصفار في بصائر الدرجات : 6/173 وعنه في بحار الأنوار 26: 41 ضمن حديث 72 ، الكليني في الكافي 1 : 5/241 وعنه في بحار الأنوار 22: 63/545 ، نصّاً، وأيضاً الكافي 1: 1/458 وعنه في بحار الأنوار 43: 22/194 ، ضمن حديث، وأورده ابن شهر آشوب في مناقبه 3: 116 ، وانظره في مقصد الراغب: 107 (مخطوط)، العدد القوية: 15/222 عن كتاب الدرّ وعنه في بحار الأنوار 16: 80/ذيل الحديث 20، وأورد قطعة منه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 6: 79/246 والحرّ العاملي في إثبات الهداة 2 5/431 .
2- في «ص» «م»: (وكلمنها) .
3- في «ص » « س»: (اجتمعت ) .
4- سورة الكهف 18 : 45 .

وقوله رحمه الله : (والقول عندي في رؤية المحتضر للملائكة كالقول في رؤيته الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ولأمير المؤمنين علیه السلام ، أي لا يجوز أن يرى المحتضر الملائكة ببصره كما لا يجوز أن يرى محمّداً وعليّاً ببصره) كما تقدّم فيه قوله (1).

ثمّ جوّز رحمه الله رؤيته للملائكة بأن يزيد الله في شعاعه ما يدرك به أجسامهم الشفّافة الرقيقة .

ثمّ قال رحمه الله : « ولا يجوز مثل ذلك في رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ؛ لاختلاف ما بين أجسامهما وأجسام الملائكة في التركيبات»(2) .

فنقول : أمّا قوله رحمه الله « والقول عندي في رؤية المحتضر للملائكة كالقول في رؤيته الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام » ؛ أي لا يجوز كما ذكره أوّلاً ، وأجبنا عنه بما سهّل الله سبحانه ، واستدللنا(3) على جوازه ووقوعه وتواتر الأحاديث الصحيحة(4) عنهم علیهم السلام، من أنّه كائن لابدّ منه ، ولا مدفع عنه بغير شكّ ، حقيقةً لا مجازاً.

ثمّ جوّز رؤيته فيما بعد للملك ، وألحق جواز رؤيته للملك ؛ لأنّ في نوع الإنسان من يرى الملك في الدنيا ، وهم طائفة من الأنبياء علیهم السلام.

77 - كما قد روي: «أنّ من الأنبياء من يرى الملك ، ومنهم من يسمع الصوت ، ومنهم من يرى في المنام»(5).

ص: 121


1- تقدّم في الصفحات المتقدّمة من الكتاب عن كتابه « أوائل المقالات » فلاحظ .
2- أوائل المقالات : 75 (ضمن مصنّفات المفيدج 4) .
3- قوله : ( واستدللنا ) لم يرد في «ر » .
4- في « ر » زيادة : ( المنقولة ) .
5- انظر الأحاديث المتعدّدة الألفاظ في بصائر الدرجات: 388/ باب الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمّة علیه السلام ، الكافي 1 : 176 / باب الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدّث، الاختصاص : 329.

فصحّ رؤية جانب من بني آدم في دار الدنيا للملائكة ، فلا يتعذّر حينئذٍ رؤية المحتضرين للملائكة في وقت مخصوص كما يشاء الله عند الموت ، وفي القبر ويوم البعث من القبور، و (كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )(1) وفي الجنّة وهم (يدخلون عليهم من كل باب * سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )(2) وفي النار قالوا: (يا مالك ليقض علينا ربّك ) (3) .

و تعليله رحمه الله جواز رؤيته للملك ، بأن يزيد الله في شعاعه ما يدرك به أجسامهم الشفّافة الرقيقة ، ليس بشرط في الرؤية وجوازها ؛ لأنّ قوّة بصر الإنسان وزيادة شعاعه لا يوجب له رؤية الملك ، فرُبّ قويّ البصر لا يرى الملك ، وربّ ضعيف البصر يراه كما يشاء الله ، فإنّ قدرة الله لا تقدر على عقل، ولا يدركها وهم ؛ لأنّها نفس الذات المقدّسة وهى لا يحيط بها علم، وإنّما هو أمر الله سبحانه: (إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )(4) و ( لَا يُسأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْتَلُونَ )(5) .

فقوّة الأنبياء علیهم السلام والمحتضرين على رؤية الملائكة ، ليست بقوّة جسمانيّة يفهمها الإنسان ويحيط علمه بها ، بل هو أمر الله لا يعلّل ولا يأوّل، بل يجب التسليم فيه لأهل الذكر علیهم السلام .

78 - قال الصادق علیه السلام : «إنّما أمر الناس بمعرفة إمامهم والردّ إليه والتسليم له»(6).

ص: 122


1- سورة ق 21:50 .
2- سورة الرعد 13: 23 - 24 .
3- سورة الزخرف :43 77 .
4- سورة يس 82:36 .
5- سورة الأنبياء 23:21 .
6- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 32/545 وعنه في بحار الأنوار 2: 83/204، الكليني في الكافي :2 : 398/ صدر الحديث 5 وعنه في وسائل الشيعة :27 19/68 ، المصنّف في مختصر البصائر : 9/223 . والحديث بهذا النصّ : عن زيد الشحام عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : قال لي :« أتدري بما أُمروا ؟ أمروا بمعرفتنا والردّ إلينا والتسليم لنا» واللفظ للبصائر .

وقوله رحمه الله: « ولا يجوز مثل ذلك في رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام؛ لاختلاف ما بين أجسامهما وأجسام الملائكة في التركيبات».

فهذا الفرق الذي ذكره رحمه الله لا يصلح للتعليل ، لما تقدّم في حديث يونس ، عن الصادق علیه السلام وهو : «أنّ الإنسان إذا مات صيّر الله روحه في قالب كقالبه الأوّل فيه يعرف ويأكل ويشرب ويجالس ويتحدّث »(1) فلو ساغ الحكم هنا بالعقل دون النقل عن أهل الذكر صلوات الله عليهم ، لرجّحنا رؤية المحتضر لمحمّد وعلىّ علیهما السلام على رؤية الملك الحديث يونس، والقالب للروح، وأنّ الله سبحانه سلكها فيه إلى يوم البعث.

فعلى هذا صار الآدمي أولى بالرؤية وأقرب من الملك ، لكنّا نقول كما قال سبحانه وتعالى : ( فَسْألُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لَا تَعْلَمُونَ )(2).

وقال سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) (3). وقال سبحانه: ( فَلاَ وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )(4) .

ص: 123


1- أورده الأهوازي في الزهد : 89 ضمن ح 241 ، الكليني في الكافي 3: 245/ ضمن ح6 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 8/332 وبحار الأنوار 6: 269/ ضمن ح 124 ، و 61 : 30/50 ، الطوسي في التهذيب 1: 466 / ضمن ح 71 .
2- سورة النحل :16: 43 سورة الأنبياء 21 : 7 .
3- سورة النساء 59:4 . ومن قوله جل ذكره : ( فإن تنازعتم ... ) إلى هنا بدله في «ص » : ( إلى آخر الآية ) .
4- سورة النساء 4: 65 من قوله جل ذكرّه : ( ثمّ لا يجدوا ... ) إلى هنا أثبتناه من «ر»، وبدله في «ص»: (إلى آخر الآية ) ، ولم يردا في باقي النسخ .

وهذا الأمر والحكم عامّ في كلّ شيء ذي أجل ، لا يجوز أن يستثنى منه شيء بعد معرفة الله بالعقول والرسول والإمام علیهما السلام ، ولا يجوز أخذ العلم إلّا من الباب الذي فتحه الله من مدّ الله بعلمه وخازنه ، قال الله تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا )(1) وقال تعالى: ( وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )(2) والمستنبطون هم الحجج علیهم السلام لا غيرهم كما روي عنهم علیهم السلام(3) .

79 - ومن كتاب «الأمالي» للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله روى بإسناده في الكتاب : عن الحارث الهمداني ، قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، فقال : «ما جاء بك ؟» فقلت : حبّي لك يا أمير المؤمنين ، فقال : «يا حارث أتحبّني ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال : «أما لو بلغت نفسك الحلقوم لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحبّ ، ولو رأيتني وأنا مارّ على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لرأيتني حيث تحبّ»(4) .

80 - ومن كتاب «كشف الغمّة» لعليّ بن عيسى بن أبي الفتح رحمه الله : قيل : دخل

ص: 124


1- سورة الحشر 7:59 .
2- سورة النساء 4 : 83.
3- ورد الحديث بألفاظ متعدّدة في المحاسن : 268 ، الكافي 1 : 295 ، تفسير العيّاشي 1: 206/260 266 و 2 (1331 ذیل حدیث ،46 ، الاختصاص : 258 ، دعائم الاسلام 1 24 ، كمال الدين : 24، تحف العقول : 134 - 135 .
4- أمالي الطوسي : 30/48 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 22/315 وبحار الأنوار 6: 9/181 و 27 : 2/157 ، وأورده مختصراً الطبري في بشارة المصطفى : 68/123 ، والإربلي في كشف الغمّة 1 : 140 .

الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علیه السلام في نفر من الشيعة، قال الأصبغ بن نباتة : - وكنت ممّن دخل - فجعل الحارث يتأوّد(1) في مشيته ، ويخبط الأرض بمحجنه(2) وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين علیه السلام - وكانت له منه منزلة - فقال : «كيف تجدك يا حار ؟ قال : نال الدهر منّي يا أمير المؤمنين، وزادنى أُواراً(3) وغليلاً اختصام أصحابك ببابك» .

فقال علیه السلام :« وفيم خصومتهم ؟» قال : في شأنك والبليّة من قبلك ، فمن مفرطٍ غال ومن مبغضٍ قال، ومن متردّد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم، قال: « فحسبك يا أخا همدان ألا إنّ خير شيعتنا النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي» قال : لو كشفت فداك أبي وأمّي الرين عن قلوبنا ، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا .

فقال علیه السلام : «قَدْكَ(4) ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك (5)، إنّ دين الله لا يعرف بالرجال ، بل(6) بآية الحقّ ، فاعرف الحق تعرف أهله.

ياحار ، إنّ الحقّ أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد، وبالحقّ برك فارعني سمعك ، ثمّ خبّر به من كانت له حصاة(7) من أصحابك ، ألا إنّي عبد الله وأخو

ص: 125


1- أود : تثاقل (الصحاح 442:2 مادة: أود).
2- المحجن : كالصولجان ، وهو يتّكيء عليه المريض عند مشيه (الصحاح 5: 2097 مادة: حجن).
3- الأوار : بالضم حرارة النار والشمس، بمعنى زادني حرارة واشتعالاً (الصحاح 2: 583 مادة: أور).
4- قَدْكَ : حسبك (الصحاح 2 : 523 مادة: قدد) .
5- قوله : (فإنك امرؤ ملبوس عليك) لم يرد في «د» «س» «ص» «م» .
6- في « د» «س» «ص»: (إلّا) بدلاً : (بل ) .
7- في «س» «ص» «م»: (خاصة)، والحصاة : العقل واللّبّ (الصحاح 6: 2315 مادة: حصا ) .

رسوله وصدّيقه الذي(1) صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثمّ إنّي صديقه الأوّل في أُمّتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون.

ألا وأنا خاصّته - ياحار - وخالصته ، وصنوه (2) ووصيّه ، ووليّه ، وصاحب نجواه وسره ، أُوتيت فَهمَ الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح يفتح كلّ مفتاح ألف باب ، يفضي كلّ باب إلى ألف ألف عهد.

وأيّدت أو قال : وأمددت - بليلة القدر نفلاً، وإنّ ذلك ليجري(3) لي ولمن استحفظ من ذرّيّتي ما جرى الليل والنهار ، حتّى يرث الله الأرض ومن عليها .

وأُبشّرك ياحار ليعرفني - والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة - ولييّ وعدوّي في مواطن شتّى ، ليعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند المقاسمة» قال : وما المقاسمة» يا مولاي ؟ قال علیه السلام: «مقاسمة النار ، أُقسّمها قسماً صالحاً(4) ، أقول : هذا ولييّ وهذا عدوّي».

ثمّ أخذ أمير المؤمنين علیه السلام بيد الحارث وقال : «يا حارث ، أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بيدي ، فقال لي : وقد اشتكيت(5) إليه حسد قريش والمنافقين لي - إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل - أو حجزة - من ذي العرش تعالى ، وأخذت أنت يا علي بحجزتي ، وأخذت ذرّيّتك بحجزتك ، وأخذت شيعتكم بحجزكم.

فماذا يصنع الله بنبيه وماذا يصنع نبيّه بوصيّه ، وماذا يصنع وصيّه بأهل بيته

ص: 126


1- في المصدر : (الأوّل)، وفي بعض المصادر : ( الأكبر ) .
2- قوله : (وصنوه) لم يرد في «س» «م».
3- في «د» «ر » « م » : ( يجري ) .
4- في المصدر : (قسمة صحاحاً).
5- في «م»: (واشتكيت).

وشيعتهم، خذها إليك ياحار قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت أو قال : اخترت(1)» قالها ثلاثاً .

فقال الحارث - وقام يجرّ رداءه جذلاً (2) - : ما أُبالي وربّي بعد هذا لقيت الموت أو لقيني.

قال جميل بن صالح : وقد روى ذلك السيّد ابن محمّد(3) في كلمة له :

قول عليّ الحارث عجب *** كم ثمّ أُعجوبة له جملا

یا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه *** بنعته واسمه وما فعلا

وأنت عند الصراط تعرفني *** فلا تخف عثرة ولا زللا

أسقيك من باردٍ على ظماٍ *** تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنار حين تعرض للعر *** ض دعيه لا تقبلي الرجلا(4)

دعيه لا تقربيه إنّ له *** حبلاً بحبل الوصيّ متّصلا(5)

ص: 127


1- في المصدر : ( ما احتسبت أو قال : ما اكتسبت ) .
2- لم ترد في النسخ الكاملة . الجَذَلُ : بالتحريك الفرح (الصحاح 4: 1654 مادة: جذل).
3- هو إسماعيل بن محمّد بن يزيد بن مفرغ الحميري الشاعر المعروف .
4- البيت في الديوان هكذا: أقول للنار حين توقف للعرض *** على جسرها ذري الرجلا
5- كشف الغمّة 1 : 411 - 413 / الطبع القديم ، 2 : 74-77 / الطبع الجديد ، وأورده المفيد في الأمالي : 3 - 3/7 وعنه في بحار الأنوار 6: 7/178 ، الطوسي في الأمالي : 5/625 وعنه في بحار الأنوار 39: 7/178 28/239 ومدينة المعاجز :3: 782/116 والفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 20/313 و 22/315 ، الطبري في بشارة المصطفى : 4/21 وعنه في بحار الأنوار 68 : 49/120 ، وأورده من دون ذكر الأبيات الشعريّة شرف الدين في تأويل الآيات 2: 11/649 وعنه في بحار الأنوار 27 : 9/159 ، والشعر موجود في ديوان السيّد الحميري : 127 . وقد أورد الأبيات ابن أبي الحديد المعتزلي في موضعين من شرح نهج البلاغة 1: 299 و 18: 43 ، وعزاها إلى أمير المؤمنين عليّ علیه السلام وقال في شرح قوله علیه السلام : « فإنّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ...». ، يمكن أن يعني به ما كان علیه السلام يقوله عن نفسه : « إنّه لا يموت ميّت حتّى يشاهده علیه السلام حاضراً عنده » ، والشيعة تذهب إلى هذا القول وتعتقده ، وتروى عنه علیه السلام شعراً قاله للحارث الأعور الهمداني : « يا حار همدان من يمت» إلى آخر الأبيات . وليس هذا بمنكر إن صحّ أنّه علیه السلام قاله عن نفسه ، ففي الكتاب العزيز ما يدلّ على أنّ أهل الكتاب لا يموت منهم ميّت حتّى يصدّق بعيسى بن مريم علیه السلام ، وذلك قوله : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ ، بِهِ قَبْلَ صَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونَ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) [سورة النساء (4) : 159 ] ، قال كثير من المفسّرين : معنى ذلك أنّ كلّ ميّت من اليهود وغيرهم من أهل الكتب السالفة إذا احتُضِرَ رأى المسيح عيسى ده ، فيصدّق به من لم يكن في أوقات التكليف مصدّقاً به ... انتهى .

[ تمّ القسم الأوّل من المحتضر وهو ردّ المصنّف على أوائل المقالات، ويليه القسم الثاني وهو ما يخصّ فضائل النبيّ وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأحاديث متفرّقة ].

ص: 128

القسم الثاني

وهو ما يخصّ فضائل النبيّ وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأحاديث متفرّقة.

ص: 129

ص: 130

81 - وقال الصادق علیه السلام :« اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه وقولوا في فضلنا ما شئتم»(1).

وهذا الذي ذكرناه فيه رفعة لشأنهم وعلوّاً لدرجة كمالهم ، وليس فيه حطّاً من قدرهم ؛

82 - تدلّ عليه الآية والحديث يزيد في حديثهم علیهم السلام : «إنّ في حديثنا محكماً ومتشابهاً كالقرآن فمن لم يردّ متشابهه إلى محكمه هلك أو قال : ضلّ»(2).

ويظهر أيضاً من القرآن العزيز معنى آخر لهذه المسألة لطيف، ويدلّ عليه كلام أمير المؤمنين علیه السلام .

أمّا ما جاء في الكتاب العزيز فهو قوله سبحانه: ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ )(3).

83 - سأل المأمون مولانا أبا الحسن علىّ بن موسى الرضا علیه السلام وقال : إنّك

ص: 131


1- أورده الصفار في بصائر الدرجات : 8/527 وعنه في بحار الأنوار 25 : 30/283 والمصنّف في مختصر البصائر : 8/187 ، والإربلي في كشف الغمة 1: 197، والراوندي في الخرائج والجرائح 2: 45/735 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام: 329 عن بصائر الأشعري.
2- لم نعثر له على مصدر .
3- سورة يوسف 12: 24 .

تقول بعصمة الأنبياء فما معنى قوله سبحانه : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) .

فقال الرضا علیه السلام : «لولا العصمة لهمّ بها»(1) .

وإيضاح هذا المعنى : إنّ الله سبحانه نسب إليه علیه السلام أنّه همّ بها ، أي : لو ترك ونفسه وكان كغيره من رجال بني آدم بغير عصمة لهمّ بها كما يهمّ غيره، لكنّه سبحانه أيّده بعصمته له ، وتفضّل عليه بها ولولاها لفعل .

84 - وقال أمير المؤمنين علیه السلام في كلام له طويل في «نهج البلاغة» : «فإنّي لست في نفسي بفَوقِ أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي إلّا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي»(2) إلى آخر كلامه .

قال علیه السلام هذا الكلام الموهوم أنّه لا يأمن على نفسه الخطأ مع ثبوت(3) عصمته في المقال والفعال ، لكنّه تواضع لربّه وذلّ في نفسه بين يدي مولاه، وأقرّ: «إنّي لست بفوق أن أُخطيء ولا آمن ذلك على نفسي» لو تركت ونفسي كباقي الخلق مع قطع النظر عن العصمة ، والتأييد منه سبحانه لي وبفضله عليَّ، ولست أدلّ بشيء ليس هو منّي ، ولا فعلته أنا بنفسي، وهو العصمة التي منّ بها عليَّ، وأشار علیه السلام إلى ذلك بقوله : «إلّا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي» عليه حمل(4) تفسير الآيتين .

وقول أمير المؤمنين عليه تحمل ما جاء عنهم في أدعيتهم ومناجاتهم

ص: 132


1- انظر : مناظرة الإمام الرضا علیه السلام في عصمة الأنبياء علیهم السلام في عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 201 / ضمن حديث 1.
2- نهج البلاغة 2: 224 خطبة 211 وعنه في بحار الأنوار 27 253/ضمن الحديث 14 وج 41: 154 ضمن الحديث 46. وأورده الكليني في الكافي 3568/ ضمن حديث 550 .
3- في «ص » زيادة : ( نفسه ) .
4- في «د» «ص»: (فعل) ، وفي «ر» : (فهل ) ، وما أثبتناه هو الموافق لسياق العبارة .

وتضرّعاتهم علیهم السلام، وهذا الذي قاله أمير المؤمنين علیه السلام حكاه سبحانه وتعالى في كتابه في قصّة يوسف على نبيّنا وآله وعليه السلام حيث يقول: ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ )(1) قد تواضع لمولاه وقال : ( وما أُبريء نفسي ) مع ثبوت عصمته ، وما لزب(2) وعيّن بهذا مع قطع النظر عن العصمة.

ويدلّ على هذا قوله : ( إلّا ما رَحِمَ رَبِّي ) ويكون معناه : إنّ هذه الذنوب والمعاصي والكبائر العظام ، لو تركتنا يا مولانا وأنفسنا من غير أن تتصدّق وتنعم علينا بالعصمة لواقعناها وفعلناها ، وكنّا كغيرنا فيها فهلكنا حينئذ بسببها ، وماذنب من علم كمن لا يعلم، وما ندلّ عليك يا سيّدنا وإلهنا بشيء هو منّا، ولا فعلناه نحن بأنفسنا وإنّما هو بفضل منك وإنعام .

وهذا وجه حسن تثبت معه العصمة ، وينتفي الكذب وتصحّح كلامهم وكلامهم هو الحقّ اليقين لا شكّ فيه ولا ريب .

85 - وقد روي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «إنّ لنا المخرج ممّا نقوله من سبعين وجها » (3) فلعلّ هذا الوجه يرضهم صلوات الله عليهم ، ولولا دلالة الآية التي فسّرها الرضا علیه السلام ، وكلام مولانا أمير المؤمنين علیه السلام ما جسرنا على تأويل كلامهم فإن أصب فممّا ظهر لي وبان من أحاديث ساداتي، وإن أخطىء فمن نفسي واستغفر الله من كلّ ذنب .

ص: 133


1- سورة يوسف 12: 53 .
2- لزب ثبت (الصحاح 1: 219 مادة لزب ).
3- انظر : بصائر الدرجات: 348/ باب 9 - في أنّ الائمّة علیهم السلام يتكلّمون على سبعين وجهاً في كلّها لهم المخرج معاني الأخبار: 3/2، الاختصاص: 287 .

86 - ثمّ إنّي وجدت بخطّي من أيّام الشباب معنى آخر يظهر من قول مولانا أبي الحسن علىّ بن موسى الرضا علیه السلام لمّا سأله المأمون فقال له : أنت تقول بعصمة الأنبياء فما معنى قول يونس : ( سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )(1) قال : إِنّه لمّا دخل بطن الحوت سَبّح الله وعبده بما لم يعبده به في دار الدنيا ،(2) لأنّه انقطع إليه بالكلّية ، فقال : ( سبحانك إني كنت من الظالمين ) أي : ظلمت نفسي من قبل ، كيف لم أعبدك بمثل هذه العبادة في دار الدنيا ، واعلم أنّ درجات القرب منه سبحانه مبنيّة على العلم والعمل .

87 - فكلمّا ازداد العبد علما ازداد عملاً وإلّا لكان كما قال الصادق علیه السلام :« من ازداد علماً ولم يزدد هُدَى لم يزدد من الله إلّا بعداً »(3) .

88 - وإذا ازداد عملاً ازداد أيضاً علماً لقوله علیه السلام : « من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم »(4) وإذا حصل بالعلم واتّصف به خشي ربِّه قال الله سبحانه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )(5) فكلّما ازداد العبد علماً وعملاً وارتق عن درجته الأولى إلى درجة أعلى منها، نظر إلى ما كان هو عليه قبلها من العبادة، فوجدها لا تليق بجلال عظمة ،مولاه ، ولا يصلح أن يتقرّب بمثلها إليه سبحانه ، لا يعبد كما

ص: 134


1- سورة الأنبياء 21: 87 .
2- انظر عيون اخبار الرضا علیه السلام 201:1 .
3- أورده ابن فهد في عدّة الداعي: 88 وعنه في بحار الأنوار 2 50/37 .
4- أورده المفيد في الفصول المختارة: 107، الحلواني في نزهة الناظر : 30/102، والراوندي في الخرائج والجرائح :3 1058 والديلمي في أعلام الدين: 389 ، النباطي في الصراط المستقيم : 209، وفيه: ( يعلم) بدل (علم) المجلسي في بحار الأنوار 40: 28 و 68: 363 و 78: 44/189، العجلوني في كشف الخفاء 2 2542/347 .
5- سورة فاطر 35: 28 .

ينبغي له أن يعبد، لكن العبادة على قدر المتعبّد بها ، فكلّما ازداد بصيرة وعلماً ازداد خوفاً ، وعرف أنّه لم يُعبد كما يحبّ له سبحانه ، فسمّى ما تعبّد به أوّلاً ذنباً ومعصية يستغفر ويتوب منها .

89- وقد جاء في الحديث عن الصادق علیه السلام : «إنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم كان يتوب إلى الله عزّ وجلّ في كلّ يوم سبعين مرّة ولا يعود»(1) صدق علیه السلام كيف يعود راجعاً إلى درجة رفعه مولاه عنها إلى ما هو أعلى منها ، وقد أمره الله سبحانه أن يسأله أن يزيده علماً فقال: ( وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْماً )(2) .

90 - وقال أمير المؤمنين علیه السلام :« لا بورك في صبيحة يوم لم أزدد فيها علماً(3) فالإيمان أعلى درجات الكمال، وهو عشر درجات يرتق كالسلّم درجة بعد درجة ، فصاحب الدرجات العليا لا يرى لنفسه أن يعبد الله بعبادة صاحب الدرجة السفلى ، لأنّه ارتفع عنها بما منّ الله به عليه من علمه وعمله وقربه .

91 - روي عن الصادق علیه السلام :« إنّ أعلى درجات الزهد أدنى درجات الوَرع وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا»(4) فصاحب الدنيا لا يعرف صاحب العليا ، وصاحب العليا يعرف صاحب الدنيا ولا يؤثران ، كلّ يعبد الله بدرجته ومعرفته ، ولكلّ مقام معلوم، وصاحب الدنيا يتمنى درجة المتّصف بالعليا ، وصاحب العليا لا يرضى لنفسه النزول إلى

ص: 135


1- أورده الكليني في الكافي 2 438 وعنه في وسائل الشيعة 16: 1/84 .
2- سورة طه 114:20 .
3- لم نعثر له على مصدر .
4- أورده الصدوق في معاني الأخبار : 4/252، والخصال: 26/437، ابن شعبة في تحف العقول: 278، الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين: 432، الطبرسي في مشكاة الأنوار: 1: 3/257.

الدنيا ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا )(1).

انظر : إلى يونس على نبيّنا وآله وعليه السلام لمّا عبد الله في بطن الحوت بالانقطاع إليه عن سائر خلقه، ولم يبق في قلبه أحداً سواه ، وصف نفسه بسبب عبادته أولاً بالظلم ؛ لأنّ معنى الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ووسمها به حيث يقول: ( سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )(2)فعدّ عبادته الأولى ظلماً ولم يعدّها طاعة ، ينتظر بها الثواب لبعد ما بين العبادتين والدرجتين .

فالأئمّة علیهم السلام دائماً يزدادون علماً لما تقدّم ويزدادون عملاً وقرباً منه سبحانه ، فهم دائماً في علوّ الدرجات، فهم حينئذٍ دائماً في الاستغفار والتوبة ، نظراً إلى الدرجات والمنازل، وإلى أنّهم لم يعبدوا الله كما ينبغي له أن يعبد، وكما ينبغى لكرم وجهه وعزّ جلاله .

وقد تقدّم : أنّ سائر الخليقة مأمورة بالتواضع الله سبحانه ، وأن لا يغووا نفوسهم بوجه من الوجوه ، فهذه الثلاثة الوجوه تصلح لتأويل ما صدر عنهم علیهم السلام من الاعتراف بالمعصية والذنوب والخطايا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل .

ص: 136


1- سورة الحجرات 14:49 .
2- سورة الأنبياء 21: 87 .

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم على سائر الأنبياء والرسل علیهم السلام

من جهة التكليف بالصلاة والأمر بها ، فإذا ثبت ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم ثبت للوصيّ وذرّيّته صلوات الله عليهم أجمعين.

92 - ومن كتاب «علل الشرائع» لمحمّد بن عليّ بن بابويه رحمه الله : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي(1)، عن عليّ بن العبّاس ، عن عمر بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا هشام بن الحكم(2) ، قال : سألت أبا عبد الله علیه السلام عن علّة الصلاة ، فإنّ فيها مشغلة للناس عن

ص: 137


1- في العلل: (محمّد بن إسماعيل البرقي). قال النجاشي عنه هو: محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن بشير البرمكي المعروف بصاحب الصومعة، أبو عبد الله سكن قم. وليس أصله منها، ذكر ذلك العباس بن نوح، وكان ثقة، مستقيماً .. (انظر: رجال النجاشي: 915/341، معجم رجال الحديث 16: 10271/102). هذا وقد نقل الصدوق في علل الشرائع وفي من لا يحضره الفقيه عن عليّ بن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد إسماعيل البرمكي .. (انظر : علل الشرائع 1: 1/15).
2- هشام بن الحكم : يكنّى بأبي محمد، مولى كندة ، وكان ينزل في بني شيبان في الكوفة ، فالأصل كوفي ، والمنشأ في واسط والتجارة في بغداد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن علیهما السلام ، وكان ممّن فتق الكلام في الإمامة ، وهذب المذهب بالنظر ، وقد رفعه الإمام الصادق علیه السلام في الشيوخ وهو غلام. وقال الإمام علیه السلام : «هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده» ، وقال علیه السلام : «هشام بن الحكم رائد حقّنا، وسائق قولنا ، المؤيد لصدقنا ، والدافع لباطل أعدائنا ، من تبعه وتبع أثره تبعنا ، ومن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا ». عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم علیهما السلام ، و عدّه الشيخ المفيد من الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، توفي رحمه الله ببغداد سنة تسع وتسعين ومائة . انظر: رجال النجاشي : 1164/433 ، رجال البرقي : 35 و 48 ، رجال الطوسي : 18/329 و 1/362 ، معالم العلماء : 862/128، الرسالة العدديّة : 25 و 45 (جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية. ضمن مصنّفات المفيد ج 9).

حوائجهم ومتعبة لهم في أبدانهم ؟ قال علیه السلام : «فيها علل ، وذلك أنّ الناس لو تركوا بغير تنبيه(1) ولا تذكّر للنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بأكثر من الخبر الأوّل وبقاء الكتاب في أيديهم فقط ، لكانوا على ما كان عليه الأولون ؛ فإنّهم قد كانوا اتّخذوا ديناً ووضعوا كتباً ودعوا أُناساً إلى ما هم عليه وتولّوهم(2) على ذلك ، فدرس أمرهم وذهب حين ذهبوا .

فأراد الله سبحانه وتعالى أن لا ينسيهم أمر محمّد صلی الله علیه وآله وسلم فرض عليهم الصلاة ، يذكرونه في كلّ يوم خمس مرّات، ينادون باسمه ويتعبّدوا بالصلاة وذكر الله سبحانه ، كي لا يغفلوا عنه فينسونه فيُدرس ذكره»(3). فأعلم مولانا الصادق علیه السلام أنّ علّة الأمر بالصلاة لئلّا يُدرس ذكر محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ويُنسى ، كغيره من الأنبياء علیهم السلام بعد موتهم، إذ في نسيان ذكر محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وتركه

ص: 138


1- في « د» «س» «ص» «م» : ( بيّنة ) .
2- في المصدر : ( وقتلوهم).
3- علل الشرائع 2: 1/317 - باب 2 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 215 ووسائل الشيعة 4: 9/ وبحار الأنوار 82: 9/261 .

وعدم الاهتمام بذكره وطاعته وأمره، عدم الوفاء بالعهد والميثاق المأخوذ على سائر الخلق.

قوله في الحديث : « فيها علل » ؛ وذكر علیه السلام علّة واحدة وأقلّ الجمع ثلاثة، فنظرنا فيما جاء عنهم صلوات الله عليهم وسلامه ، وفى الكتاب - قرآننا - الله سبحانه يقول : ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ )(1).(2)

93 - وروى الصدوق رحمه الله في كتاب «التوحيد» : بإسناده عن داود الرقّي(3) ، قال : سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ( وَكانَ عَرْشُه عَلى المَاء )(4) فقال : «ما يقولون في ذلك ؟ قلت : يقولون : إنّ العرش كان على الماء والربّ فوقه، فقال علیه السلام : «كذبوا ، من يزعم هذا فقد صيّر الله تعالى محمولاً، ووصفه بصفة المخلوق ، ولزمه أنّ الشيء الذي يحمله أقوى منه» قلت : بيّن لي جعلت فداك ، فقال : «إنّ الله عزّ وجلّ حمّل دينه وعلمه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جنّ أو إنس أو شمس أو قمر .

ص: 139


1- سورة العنكبوت 29: 45 .
2- من قوله : ( قوله في الحديث فيها علل ) إلى هنا سقط من «د» .
3- داود الرقّي : داود بن كثير الرقّي الجمّال الكوفي ، مولى بني أسد ، عدّه البرقي والطوسي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم علیهما السلام ، وقال الطوسي : ثقة ، له أصل . عده المفيد في من روى النصّ على الإمام الرضاء الله من أبيه والإشارة إليه منه بذلك من خاصّته وثقاته وأهل الورع والفقه من شيعته، وروى الصدوق في مشيخته بأن الإمام الصادق علیه السلام ، قال : أنزلوا داود الرقي منّي بمنزلة مقداد من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال النجاشي : روى عن الإمام الكاظم والرضا علیهما السلام، وتوفي بعد شهادة الإمام الرضا علیه السلام بقليل. رجال البرقي : 32 و 47 ، رجال النجاشي : 410/156 ، رجال الطوسي : 9/190 و 1/349 ، مشيخة الفقيه : 95 (ضمن من لا يحضره الفقيه ج 4) ، إرشاد المفيد 2 : 248 .
4- سورة هود 7:11 .

فلمّا أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربِّكم ؟ فكان أوّل من نطق رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأمير المؤمنين والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين، فقالوا : أنت ربّنا ، فحمّلهم العلم والدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني وأمنائي في خلق وهم المسؤولون.

ثمّ قيل لبنى آدم: أقرّوا الله بالربوبيّة ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا: نعم ربّنا أقررنا ، فقال للملائكة : اشهدوا فقالوا : شهدنا على أن لا يقولوا غداً: (إنا کنَّا عَن هَذَا غَافِلِين * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ )(1).

يا ،داود ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق»(2).

ويجب الوفاء بالعقود ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّها الذينَ آمَنُوا أوفُوا بالعُقُود )(3).

ولا عقد ألزم للعباد ممّا أخذ الله عليهم لنفسه ولرسوله ولأهل بيته علیهم السلام في ذلك المقام العظيم.

94 - وقد جاء في الحديث عن الصادق علیه السلام :« كلّ ظاهر فى الكتاب له باطن»(4) ، وهما حقّ يجب العمل بهما ، والتصديق لهما ولمن جاء بهما ، فظاهر الصلاة ما عرف من الكتاب والسنّة ، والصلاة الباطنة هي معرفة محمّد وأهل بيته

ص: 140


1- سورة الأعراف 7: 172 - 173 .
2- التوحيد : 1/319 وعنه المصنف في المجموعة الحديثيّة : 475 و 590 وبحار الأنوار 3: 5/334 و 26 : 19/27 و تفسير نور الثقلين :2 15/337 ، ورواه الكليني في الكافي 1: 7/132 وعنه في بحار الأنوار 57 : 80/95 ، وجاء في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 335 .
3- سورة المائدة 5: 1.
4- لم نعثر له على مصدر .

صلوات الله عليه وعليهم، إذ لولا معرفتهم والإقرار بفضلهم والصلاة عليهم لم تصحّ الصلاة الظاهرة(1) ولم تقبل ، إذ هي فرع مبنيّ على أصل ، ولا يصحّ الفرع من دون الأصل.

95 - وقال النبىّ صلی الله علیه وآله وسلم العليّ بن أبي طالب علیه السلام : «حربك حربي وسلمك سلمى»(2).

وقال سبحانه: ( مَن يُطِعِ الرَسولَ فَقد أطَاعَ الله )(3) فإذا ثبت أنّ وليّهم وليّ الله ، وعدوّهم عدوّ الله ، وجبت الولاية لوليّهم ، ووجبت البراءة من عدوّهم ، إذ وليّهم وليّ الله وعدوّهم عدوّ الله ، وكما وجبت الصلاة عليهم صلوات الله عليهم وجب اللعن لعدوّهم ، إذ محمّد وآله صلى الله عليهم وعدوّهم لعنه الله متقابلان ، فمهما ثبت لمحمّد وآله من الفضل ، فلعدوّهم مقابله من النقص .

والمحمّد وآله علیهم السلام السبق إلى الإقرار ، لمّا قال سبحانه : ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعلىّ إمامكم والأئمّة من ولده أئمّتكم ؟ يقول : بلى، ولعدوّهم الإنكار هناك ، وعدم التصديق بالقلب الذي هو محلّ الإيمان والكفر والشكّ .

ولمحمّد وآله صلوات الله عليهم السبق إلى دخول الخلّة ، لمّا قال الله عزّ وجلّ

ص: 141


1- قوله : (الظاهرة) أثبتناه من «ن».
2- رواه الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 1 : 250 ضمن حديث طويل، القاضي المغربي في شرح الأخبار 1 : 193/216 و 306 و 2: 102 و 740/382 و 397 ضمن حديث طويل ، الصدوق في الأمالي : 1/156 و 2/656، ضمن حديث طويل، الخزاز في كفاية الأثر : 151 و 157 ، ضمن حديث ، الطبري في المسترشد : 634 ، ضمن حديث طويل، المفيد في الفصول المختارة : 245 ، وأوائل المقالات : 285 ، والإفصاح : 128 ، الطوسي في الأمالي : 14/364 و 32/486 ، ضمن حدیث، ابن بطريق في العمدة : 214 و 343 ضمن حديث طويل ، وابن أبي الجمهور في عوالي اللتالي :2 : 278/102 و 4 : 108/87 .
3- سورة النساء 4: 80 .

لأصحاب اليمين: ادخلوا النار فكان أوّل من دخل النار(1) محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وتبعه علىّ علیه السلام وتبعه الذريّة الطاهرة وتبعتهم شيعتهم، فكانوا هم (السابقون السابقونَ * أُولئك المقربون )(2) ، ولعدوّهم في ذلك المقام السبق إلى معصية الله ، والتأخّر عن طاعته ، وعدم(3) قبول ،أمره ، حيث امتنعوا عن دخول النار وخالفوا أمره سبحانه .

ص: 142


1- لا تستغرب عزيزي القارئ من هذا؛ لأنّ الحديث الذي سوف يجيء في الهامش يدل على أنّ أول من قال : بلى، هو رسول الله والأئمّة علیهم السلام و من ثمّ تبعهم شيعتهم طاعة لأوامر الله عزّ وجلّ. فداود الرقّي حينما يسأل الإمام الصادق علیه السلام : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ( والسابقون السابقون أولئك المقربون ) قال علیه السلام :« نطق الله عزّ وجلّ بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألفي عام» فقلت : فسّر لي ذلك . فقال : «إنّ الله جل وعزّ لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ، ورفع لهم ناراً، فقال : ادخلوها ، فكان أوّل من دخلها محمّد صلی الله علیه وآله وسلم و أمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمّة علیهم السلام الإمام بعد إمام ، ثمّ أتبعهم شيعتهم، فهم والله السابقون» . الحديث موجود في الغيبة للنعماني : 20/90 وعنه في مختصر البصائر : 68/427 وبحار الأنوار 36 : 11/401 .
2- سورة الواقعة 56: 10 - 11 .
3- قوله : ( عدم ) لم يرد في «د» «ص » « ر » .

ولمحمّد وآله صلوات الله عليهم أعلى درجات الجنان، ولعدوّهم أسفل درك من النار

ولمحمّد وآله صلوات الله عليهم أعلى درجات الجنان(1)، ولعدوّهم أسفل درك من النار

قال سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) (2).

و محمّد و آله صلوات الله عليهم أهل العلم وخزّانه ومعدنه، وعدوّهم أهل الجهل وموضعه ، وقد قال الله سبحانه : ( هَل يَستَوي الذينَ يَعلَمُونَ والذين لا يعلمون إنما يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )(3).

96 - وقال الصادق علیه السلام : «نحن الذين نعلم وعدوّنا الذين لا يعلمون وشيعتنا أُولو الألباب»(4).

ص: 143


1- في « د» زيادة : ( وشيعتهم ) .
2- سورة النساء 4: 145 وهذه الآية أثبتناها من «ص».
3- سورة الزمر 9:39 .
4- رواه البرقي في المحاسن : 134/169 ، الصفّار في بصائر الدرجات : 1/74، عن أبي جعفر علیه السلام و 2/75 و 3 ، عن أبي عبد الله علیه السلام وح 4 ، 7 عن أبي جعفر علیه السلام وعنه في بحار الأنوار 24: 1/119 120/3 : و 120 / 3 و 4 وتفسير نور الثقلين 4 25/480 و 26 ، الكليني في الكافي 1 : 1/212 و 2: عن أبي جعفر علیه السلام وعنه في تفسير نور الثقلين 4: 20/379 ، فرات الكوفي في تفسيره : 495/364 : عن أبي جعفر علیه السلام ابن شهر آشوب في المناقب 4: 13 و 233 ، عنهما علیهما السلام ، الطوسي في تفسير التبيان 9: 13 : عن أبي جعفر علیه السلام، الطبرسي في مشكاة الأنوار 1: 14/211 .

والله سبحانه أمر سائر خلقه بالصلاة على محمّد صلی الله علیه وآله وسلم(1) تأسّياً به تعالى وتشبّهاً بملائكته علیهم السلام ، فقال تعالى: ( إِنَّ اللهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النبي يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَليهِ وسَلَّمُوا تَسلِيماً ) (2). وقد تقدّم أنّ الصلاة على محمّد (3) لا تقبل ولا ترفع حتّى يُصلّى على أهله صلوات الله عليهم.

وأمر سبحانه بلعن أعداء آل محمّد صلوات الله عليهم في كتابه حيث يقول: ( ألا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ )(4) والألف واللام للجنس، ولا أحد من الخلق أظلم ممّن أنكر فضل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وفضل أهل بيته علیهم السلام ، وقدّم عدوّهم عليهم، وأثبت له مقامهم الذي جعله الله لهم ، وجحد العهد والميثاق الذي أخذه الله تعالى على سائر العباد لهم ، وأنكر وجوب طاعتهم ، والله سبحانه يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )(5) وأولو الأمر الذين قال الله سبحانه: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )(6) وهم : علي وأهل بيته الأحد عشر صلوات الله عليهم كما تقدّم .

قال الله سبحانه: ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا )(7).

ص: 144


1- في «س» «م» : (محمّد وآله عليهم السلام).
2- سورة الأحزاب 56:33 .
3- قوله : ( على محمّد ) لم يرد في «ن» والمطبوع.
4- سورة هود 11 : 18 .
5- سورة النساء 4: 59 .
6- سورة المائدة 5: 55.
7- سورة الأنعام 6 : 157 .

97 - وقد روي عن الصادق علیه السلام: «إنّ الآيات في باطن القرآن هم آل محمّد علیهم السلام» . فلا أظلم ممّن كذّب بفضل آل محمّد ، وأنكر إمامتهم وولايتهم ، فإنّ الله سبحانه قد لعن أعداء آل محمّد في كتابه ، والرسول صلی الله علیه وآله وسلم مقتدِ بربّه ، والعترة الطاهرة مقتدية بالرسول ، وشيعتهم مقتدون بهم .

98 - وروي عن الصادق علیه السلام :« إذا كان يوم القيامة جاءت شيعتنا آخذين بحجزتنا ، وجئنا آخذين بحجزة نبيّنا ، وجاء نبيّنا آخذ بحجزة الله ، فإلى أين مصيرنا ؟ إلى الجنّة والله» . وقد روي أنّ الحجزة: النور»(1) .

وفي حديث آخر «الحجزة: الطاعة» والحجزة في اللغة : مشدّ الوسط(2) وإنّما مثّل به علیه السلام هنا مجازاً؛ لأنّ من تمسّك بمشدّ الوسط من آخر(3) لا يكاد يفترق(4) عنه ، ولا يتخلّص منه فهو أينما راح تبعه ، وبلغ ما يريد من ملازمته وحاجته .

وقال الله سبحانه : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(5) .

وقال الله سبحانه : ( لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنة )(6) فيجب اللعن

ص: 145


1- رواه باختلاف في بعض الألفاظ البرقي في المحاسن : 180/182 وعنه في بحار الأنوار 68: 60/30 و 62/31 ، الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 20/126:1 ، والتوحيد : 2/165 : عن الإمام الرضا علیه السلام وعنهما في بحار الأنوار 4: 2/25 و 1/24: عن التوحيد ، ومعاني الأخبار : 9/16: عن الإمام الرضا علیه السلام ضمن حديث الطبري في بشارة المصطفى: 11/80 باختصار .
2- الصحاح :3 872 - حجز .
3- في «د» : ( وسط الآخر ) .
4- في «د» : ( يفرق ) .
5- سورة البقرة 2 : 256 .
6- سورة الأحزاب 33: 21 .

لأعداء آل محمّد صلوات الله عليهم تأسّياً بآل محمّد علیهم السلام المستأسّين بمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم المتأسّي بالله تعالى ، وقد أمر سبحانه خلقه باللعن لأهله بقوله سبحانه: (أُولئك يلعنهم الله ويلعتُهُمُ اللاعِنُون )(1) . فقد أخبر سبحانه عن نفسه أنّه يلعنهم وأمر عباده بلعنهم بقوله : ( ويلعتُهُمُ اللاعِنُون ) .

فإنّ لفظه لفظ الإخبار ، ومعناه الأمر ، أي : العنوهم كما أنا ألعنهم وتأسّوا بي ، كما تقدّم في قوله : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يَا أَيُّها الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيه وَسَلَّموا تسليماً )(2) أمرهم أن يفعلوا كما يفعل سبحانه وتفعل ملائكته ، والكتاب مشحون باللعن لمن تدبّره.

99 - وقد روت العلماء : أنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم رأى يوماً أبا سفيان راكباً، ومعاوية وأخاه قائداً وسائقاً ، فلعن صلوات الله عليه الراكب والقائد والسائق (3).

100 - وروي عنه صلی الله علیه وآله وسلم : « أنّه لعن صلی الله علیه وآله وسلم يوماً(4) آل فلان ، فقيل : يارسول الله ، إنّ فيهم فلاناً وهو مؤمن ! فقال صلی الله علیه وآله وسلم : إن اللعنة لا تصيب مؤمناً »(5) .

ص: 146


1- سورة البقرة 2 : 159 .
2- سورة الأحزاب 33: 56 .
3- أورده ابن مزاحم في وقعة صفين : 220 وعنه في بحار الأنوار 33: 190. والحديث بهذا النص : عن عليّ بن الأقمر ، قال : وفدنا على معاوية - إلى أن قال : وأيم الله ما يمنعني أن أحدثكم ما سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، قال فيه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه يدعوه وكان يكتب بين يديه - فجاء الرسول ، فقال : هو يأكل ، فقال : «لا أشبع الله بطنه ، فهل ترونه يشبع ؟». قال : وخرج من فجّ فنظر رسول الله إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه ، أحدهما قائد والآخر سائق ، فلمّا نظر إليهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، قال : «اللهم العن القائد والسائق والراكب». قلنا : أنت سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ؟ قال : نعم ، وإلا صمتا أُذناي ، كما عميتا عيناي .
4- في «د» «ر» «م» «س» : ( أنّ يوماً لعن صلّى الله عليه وآله ) .
5- رواه الصدوق في الخصال: 398 ضمن حديث 105 ، عن أبي الطفيل ، قال : إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعن أبا سفيان في سبعة مواطن في كلّهن لا يستطيع إلّا أن يلعنه .... الطبرسي في الاحتجاج 2: /31 ضمن حديث 150 - احتجاج الإمام الحسن المجتبى علیه السلام على جماعة من المنكرين لفضله وفضل أبيه وعنه في بحار الأنوار 44: 78.

101 - وقد روي : أنّ أمير المؤمنين علیه السلام قنت في صلاته بقوله : « اللّهمّ العن صنمي قريش»(1) .. إلى آخره . واشتهر عنه علیه السلام أنّه كان مداوماً على لعن معاوية .

102 - وقد روى الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب «التهذيب» عن الصادق علیه السلام : أنّه كان يلعن عقيب الفرائض أربعة من الرجال وأربعاً من النساء وسماهم بأسمائهم(2).

103 - وروی یونس ، عن صباح بن صبيح(3)، عن زرارة ، عن أبي عبد الله علیه السلام في قول الله عزّ وجلّ: ( مَنْ جَاءَ بِالحَسَنة فَلَهُ عَشْرُ أمْثَالِها )(4) قال : «من ذكر فلاناً

ص: 147


1- أورده الكفعمي في البلد الأمين : 551 - 552 ، والمصباح : 552 - 553 وعنهما في بحار الأنوار 85: 5/260 ، ومستدرك الوسائل 8/405:4. وقد شرح هذا الدعاء الشريف المحقّق، الحافظ الشيخ أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني، المتوفّى بعد 635ه ، شيخ سيّد ابن طاوس باسم «رشح الولاء في شرح الدعاء، وهذا الكتاب مشهور وله عدّة نسخ وطبع أخيراً بتحقيق: السيّد محمود الغريفي البحراني وفي مشهد المقدّسة بتحقيق: الشيخ قيس بهجت العطّار. وعن الإمام عليّ علیه السلام في فضل هذا الدعاء قال : «إنّ الداعي به ، كالرامي مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في بدر وأحد بألف ألف سهم» .
2- تهذيب الأحكام 2 : 169/321 ، وأورده الكليني في الكافي 10/342:3 وعنهما في وسائل الشيعة 6: 1/462، وعن التهذيب في بحار الأنوار 170/397:30. وباختلاف: في آخر الحديث وهو: ( من النساء، فلان وفلان وفلان ومعاوية ويسميهم وفلانة وفلانة وهند وأُمّ الحكم أخت معاوية ).
3- صباح بن صبيح الحذّاء الفزاري مولاهم، وإمام مسجد دار اللؤلؤ بالكوفة آنذاك ، ثقة ، عين ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام . رجال النجاشي : 538/201 ، رجال البرقي : 38، رجال الشيخ : 25/219 و 28/220 .
4- سورة الأنعام 6 : 160 .

وفلاناً فلعنهما كلّ غداة ، كتب الله عزّ وجلّ له سبعين حسنة ، ومحى عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات» (1).

104 - وروى محمّد بن عليّ الصدوق رحمه الله في كتاب «معاني الأخبار» : بإسناد ذكره عن أنس بن مالك ، قال : كنت عند عليّ بن أبي طالب علیه السلام - في الشهر الذي أُصيب فيه وهو شهر رمضان - فدعا ابنه الحسن علیه السلام ، ثمّ قال : «يا أبا محمّد ، اعل المنبر فاحمد الله كثيراً واثن عليه ، واذكر جدّك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بأحسن الذكر ، وقل : رسول لعن الله ولداً عقّ أبويه ثلاثاً ، لعن الله عبداً أبق من مواليه ، لعن الله غنماً ضلّت عن الراعي ، وانزل».

فلمّا فرغ من خطبته ، ونزل اجتمع إليه الناس، فقالوا : يابن رسول الله أنبئنا ، فقال علیه السلام : «الجواب على أمير المؤمنين علیه السلام » فقال أمير المؤمنين علیه السلام : «كنت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في صلاة صلّاها ، فضرب بيده اليمنى إلى يدي اليمنى، فأخذها(2) وضمها إلى صدره ضمّاً شديداً، ثمّ قال : يا عليّ قلت : لبّيك يارسول الله ، قال : أنا وأنت أبوا هذه الأمة ، فلعن الله من عقّنا ، قل : آمين ، فقلت : آمين.

قال : أنا وأنت موليا هذه الأُمّة، فلعن الله من أبق عنّا، قل : آمين ، فقلت : آمين.

قال: أنا وأنت راعيا هذه الأمّة، فلعن الله من ضلّ عنّا، قل: آمین، فقلت: آمین(3)

قال أمير المؤمنين علیه السلام : وسمعت قائلين يقولان معي آمين، فقلت: يا رسول الله ، من القائلان معی آمین ؟ فقال صلی الله علیه وآله وسلم : جبرئيل وميكائيل علیهما السلام» (4).

ص: 148


1- تفسير العياشي 1 : 140/387 وعنه في بحار الأنوار 30 : 91/222 .
2- فى في المصدر : ( فاجتذبها ) .
3- من قوله : ( قال : أنا وأنت ) إلى هنا لم يرد في «ر».
4- معاني الأخبار : 1/118 وعنه في بحار الأنوار 36: 4/5.

وهذا الباب أشهر من أن يخفى في الكتاب والسنّة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأهل بيته علیه السلام ، ويجب الطاعة الله والتأسّي به تعالى والمتابعة له ولرسوله والأئمّة عليهم السلام .

105 - قال الصادق علیه السلام : «لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه سنّة من ربِّه ، وسنّة من نبيّه ، وسنّة من وليّه ، وسنة من ذرّيّتهم»(1).

وهذا يدلّ على الأمر بالاستنان بالله وبرسوله وبوصيّه(2) وبآله صلی الله علیه وآله وسلم فثبت وجوب البراءة من أعداء آل محمّد صلوات الله عليهم واللعن لهم ، كما وجب الصلاة على محمّد و آله علیهم السلام.

وأمّا كيفيّة الصلاة على محمّد وآله صلوات الله وسلامه عليهم ، فقد جاء فيها عبارات كثيرة لا تكاد تحصى.

106 - منها : ما روي عنهم علیهم السلام : « إذا سمعتم : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى : النَبَيَّ )(3) إلى آخرها فقولوا : صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآله والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته»(4).

ص: 149


1- التمحيص : 159/67 وعنه في مستدرك الوسائل :2 20/424 و 9 5/37 ، الكافي 2 : 39/241 وعنه في وسائل الشيعة 15 : 30/193 ، عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 9/256 ، صفات الشيعة : 61/230 ، الخصال : 7/82، أمالي الصدوق : 8/408 ، معاني الأخبار : 1/184 وع--ن العي-ون والأمالي والخصال في بحار الأنوار 24 : 16/39 ، و 68 : 5/280 و 75: 2/68 و 71/417 ، تحف العقول : 442 وعنه في بحار الأنوار :78 1/334 ، روضة الواعظين : 422 ، كشف الغمّة 2 : 292 . ذكرت المصادر كلّها الرواية عن الإمام الرضا علیه السلام و من دون ذكر : «وسنّة من ذريّتهم».
2- قوله : ( وبوصيّه) لم يرد في «ر» «س» «ص» «م».
3- سورة الأحزاب 33: 56 .
4- رواه الصدوق في معاني الأخبار : 367/ ضمن حديث 1 وعنه في وسائل الشيعة 7: 1/196 وتفسير البرهان 4 : 5/488 و تفسير نور الثقلين 4 : 225/303 وبحار الأنوار 94 : 27/55 ( هكذا ) : عن ابن أبي حمزة ، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قول الله عزّ وجل : ( إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً ) فقال : «الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء . و أمّا قوله عزّ وجلّ : ( وسلّموا تسليماً ) فإنّه يعني التسليم له فيما ورد عنه قال : فقلت له : فكيف نصلّي على محمد وآله؟ قال : تقولون ...

107 - ومنها : ما تقدّم عقيب صلاة الفجر والمغرب أن يتلو : إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ ) إلى آخرها ، ويقول : «اللّهمّ صلّ على محمّد وذرّيّته» (1).

108 - ومنها : ما جاء عقيب صلاة الصبح والظهر : «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد و عجّل فرجهم» (2).

109 - ومنها : عقيبهما أيضاً : «اللّهمّ اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك على محمّد و آله (3)» (4).

ص: 150


1- رواه الصدوق في ثواب الأعمال : 1/187 وعنه في تفسير البرهان 4 : 67488 وتفسير نور الثقلين 4 : 221/302 وبحار الأنوار :86 3/95 و 94 38/58 . عن ابن المغيرة ، قال : سمعت أبا الحسن علیه السلام ، يقول: «من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحداً ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليما ) : اللّهمّ صلّ على النبيّ وذريّته ، قضى الله له مائة حاجة ، سبعون في الدنيا ، وثلاثون في الآخرة ...».
2- رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد : 108/368 وعنه في بحار الأنوار 89 51/363 ، الكفعمي في المصباح : 65 - 66/حاشية وعنه في بحار الأنوار 86: 11/77 ومستدرك الوسائل 5: 5/96 عن الإمام الصادق علیه السلام ، قال : من قال بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الظهر : اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمّد و عجل فرجهم، لم يمت حتى يُدرك القائم من آل محمّد علیهم السلام» .
3- في «ن» « م » « س» : ( أهله ) .
4- رواه الطوسي في مصباح المتهجّد : 368، وابن طاوس في جمال الأسبوع : 420 و 451، باختلاف بين الموردين وعنه في بحار الأنوار 89: 6/333 و 90: 65 و 91 ومستدرك الوسائل 6: 10/95: عن زيد الشحام ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل: اللّهمّ اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك على محمّد النبيّ الأمّي وعلى أهل بيته وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته مائة مرّة.

110 - ومنها : ما جاء عقيب صلاة العصر من يوم الجمعة : «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وبارك على محمّد وآل محمّد، وارحم محمّداً وآل محمّد وارفع محمّداً وآل محمّد ، الذين أذهبت عنهم الرجس(1) وطهّرتهم تطهيراً»(2) ألف مرّة إن قدر وإلّا فمائة مرّة .

111 - ومنها : ماجاء عقيب عصر الجمعة سبع مرّات : «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته»(3).

ص: 151


1- في « د » زيادة: (أهل البيت).
2- رواه الطوسي في مصباح المتهجد : 386 ، وابن طاوس في جمال الأسبوع: 447 وعنه في بحار الأنوار 90: 90 قطعة من ح4 ومستدرك الوسائل :6: 7/94: عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «الصلاة على النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بعد العصر يوم الجمعة تقول ..».
3- رواه البرقي في المحاسن 1 96/59 ، الكليني في الكافي :3 4/429 ، الصدوق في ثواب :: الأعمال : 1/159 ، والأمالي : 16/483 وعنه في بحار الأنوار 90: 5/92 ، الطوسي في الأمالي : 43/440 ، ومصباح المتهجد : 124/386 ، والتهذيب 3 : 68/19 وعنه في وسائل الشيعة 7: 2/397 ، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 323 ، ابن طاوس في جمال الأسبوع : 445 وعنه في بحار الأنوار 90: 90/ قطعة من ح4 ومستدرك الوسائل 6: 5/93 ، ابن البراج في المهذب 1 : 102 وعنه في بحار الأنوار 87: 28/357 ، ابن إدريس في مستطرفات السرائر : 577 (ضمن السرائر ج3) وعنه في وسائل الشيعة 7: 7/40 وبحار الأنوار 86: 4/79 ، و 90: 8/94، الشهيد الأول في ذكرى الشيعة 4: 150 ، وقد ورد الحديث بطريقين : عن أبي بصير ، وعن ناجية ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال :« إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل .... من قالها في دبر العصر كتب الله له مائة ألف حسنة ، ومحى عنه مائة ألف سيّئة ، وقضى له مائة ألف حاجة ، ورفع له بها مائة ألف درجة» .

112 - ومنها : ما جاء في يوم الجمعة يقال مائة مرّة : صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته (1).

113 - ومنها : ما روي أنّه يقال مائة مرّة: «اللّهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته(2) الأئمّة المعصومين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته»(3) .

114 - ومنها : ما رواه أبو الصباح، عن الصادق علیه السلام ، قال: قال: «ألا أعلّمك شيئاً يقي الله به وجهك من حرّ جهنّم ؟ قال : قلت : بلى ، قال : «قل بعد الفجر : اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد مائة مرّة ، يقى الله به وجهك من حرّ جهنّم» (4).

115 - ومنها : ما رواه محمّد بن علي الصدوق رحمه الله ، بإسناده عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : «وجدت في بعض الكتب - يعني في كتب الله المنزلة - : من صلّى على محمّد وآل محمّد ، كتب الله له مائة حسنة ، ومن قال : صلّى الله على محمّد وأهل بيته كتب الله ألف حسنة» (5).

ص: 152


1- رواه الطوسي في مصباح المتهجّد: 387، ابن طاوس في جمال الأسبوع: 450 وعنه في مستدرك الوسائل 6 9/94 .
2- في «ر»: ( آل محمّد ) .
3- ورد الحديث في فقه المنسوب إلى الإمام الرضا علیه السلام : 128 ، ونقله الطوسي في مصباح المتهجّد : 394 وعنه في بحار الأنوار 90: 9/94، ابن طاوس في جمال الأسبوع : 447 ، باختلاف يسير .
4- نقله الصدوق في ثواب الأعمال : 1/186 وعنه في وسائل الشيعة 6: 13/479 وبحار الأنوار 86: 16/135 ، و 94: 36758 ، وفيهم عن الصباح بن سيابة وهو كوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام. رجال البرقي : 38، رجال الشيخ : 20/219 .
5- ثواب الأعمال : 1/186 وعنه في وسائل الشيعة 7: 12/195 وبحار الأنوار 94: 37/58.

116 - وروي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : « تستحبّ الصلاة على محمّد وعلىّ(1) و آلهما » (2).

117 - ومنها : ما روى الصدوق، عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال : «من قال في يوم مائة مرّة : ربّ صلِّ على محمّد وأهل بيته ، قضى الله له مائة حاجة ، ثلاثون منها للدنيا»(3).

ص: 153


1- قوله : ( وعلي ) لم يرد في «ر».
2- ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 364 وعنه في تأويل الآيات 1: 50/75 وبحار الأنوار 85 12/285 ، في تفسير قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة ) .. وهي إتباعها بالصلاة على محمد وعلي والهما علیهما السلام .
3- ثواب الأعمال: 1/190 وعنه في وسائل الشيعة 7 4/487 وبحار الأنوار 94: 40/59 ، ورواه الكليني في الكافي 2 9/493 وعنهما في وسائل الشيعة 7: 8/94 .

ص: 154

وقد جاء عنهم علیهم السلام الأمر برفع الصوت بالصلاة على محمّد وآله صلوات الله عليهم

118 - روی عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليَّ فإنها تذهب بالنفاق»(1) .

وآله علیهم السلام لا ينفكّون عنه كما تقدّم، وهذا بحر ليس له ساحل ، وطريق ليس له آخر ، ولا يحيط بعلمه إلّا الله والراسخون في العلم صلوات الله عليهم ، خزنة علمه، وأبواب حكمته ، وتراجمة وحيه ، ومؤيِّدُو بريّته في علمهم وعملهم وحسابهم وجنّتهم ونارهم.

119 - وقد روي عن مولانا أبي الحسن عليّ بن الحسين علیه السلام أنّه كان يوماً يصلّي ، فسقط طرف ردائه عن كتفه، فلم يعدله حتّى فرغ من صلاته، فقال له رجل: ألا عدّلت رداءك ؟ فقال علیه السلام له : «يا هذا، أتدري بين يدي من كنت

ص: 155


1- رواه الكليني في الكافي :2 : 13/493 وعنه في وسائل الشيعة 7: 1/192 ، الصدوق في ثواب الأعمال: 1/190 وعنه في بحار الأنوار 94: 41/59 وعنهما في وسائل الشيعة 7: 1/200، الطبرسي في مكارم الأخلاق: 312 .

واقفاً ؟ ! إنّ الله لا يقبل من العبد من صلاته إلّا ما أقبل عليه فيها فقال الرجل : إذاً هلكنا ، فقال علیه السلام : «كلّا ، إنّ الله متمّم لكم ذلك بالنوافل» (1).

فالنوافل الراتبة تتمّة الفرائض اليوميّة ، فما كان فيها من نقص تجبره وتتمّه .

120 - وقد روي عن الصادق علیه السلام : «إنّ الله يستحيي أن يقبل من العبد أقلّ من ثلث عمله»(2) ولهذا كانت النوافل اليوميّة بقدر الفرض مرّتين ، وكذا الصوم الواجب بشهر رمضان ، والمؤكّد منه في السنة شهر شعبان ، وثلاثة أيّام في كلّ شهر، يكون في العشرة أشهر ثلاثين يوماً، فيكون مقدار السنة بقدر الفرض مرّتين .

فإذا صلّى العبد المؤمن الفرائض وأضاف إليها النوافل الراتبة تمّت صلاته ، وقضى عقيب صلواته [ الصلاة ] على محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم وسلامه قريباً من ضعفين آخرين.

فالحمد لله على ما منّ علينا بمحمّد وآله وبمعرفتهم ومعرفة بعض فضلهم الذي آتاهموه ربّ العباد ، وخصّهم به دون من سواهم ، إذ هم لا يقاس بهم أحد من الناس ، ولا يساوي بهم ولا يفضّل عليهم ، ومن فضّل عليهم أحداً من خلق الله لم يعقد قلبه على معرفتهم - المعرفة التي خصّهم الله بها - ولا عرف منزلتهم من مولاهم المعطى الوهّاب.

121 - يدلّ على ذلك قول النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: «يا عليّ، ما عرف الله إلّا أنا وأنت ،

ص: 156


1- رواه القاضي النعمان المغربي في دعائم الاسلام 1: 158 وعنه في مستدرك الوسائل 3: 2/56 و 4 : 29/103 ، الصدوق في علل الشرائع : 8/231 وعنه في بحار الأنوار 46: 28/66 ، والخصال : 517 ضمن حديث ،4 الطوسي في التهذيب :2: 3/341 وعنهما في وسائل الشيعة 5: 6/478 .
2- لم نعثر له على مصدر .

ولا(1) عرفني إلّا الله وأنت ، ولا عرفك إلّا الله وأنا »(2)وحكم الذرّيّة الصالحة الشريفة حكم أمير المؤمنين علیه السلام و الحكم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لما تقدّم، فما عرف فضلهم إلّا الله وهم خاصّته .

122 - ولمّا سألت الملائكة محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم - لمّا عرج به في السماوات - عن أمير المؤمنين علیه السلام قال لهم الرسول صلی الله علیه وآله وسلم: «يا ملائكة ربّي ، أتعرفوننا حقّ معرفتنا ؟ قالوا : فلِمَ لا نعرفكم يارسول الله ، وأنتم أوّل خلق خلقه الله ، خلقكم أشباح نور من نور الله تعالى ذكره، وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتهليل وتكبير وتقديس و تمجيد ، ثمّ خلق الملائكة .

فلمّا خلقنا كنّا نمرّ بأرواحكم فنسبّح بتسبيحكم ، ونحمد بتحميدكم ، ونهلّل بتهليلكم، ونكبّر بتكبيركم، ونقدّس بتقديسكم ، ونمجّد بتمجيدكم ، فما نزل من عند الله عزّ وجلّ فإليكم ، وما صعد إلى الله عزّ وجلّ فمن عندكم إقرأ عليّاً منّا السلام» روي هذا الحديث عن أبي ذرّ رضي الله عنه ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم(3).

واعلم أنّ الملائكة قالوا ما وصل مقامهم إليه ، وعرفوه من فضل محمّد وعليّ و آلهما صلوات الله عليهم وسلامه ، وهو في الذي غاب عنهم يسير حقير ، يدلّ عليه قولهم علیهم السلام :« إنّ(4) أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلّا(5) ملك مقرّب ،

ص: 157


1- في بعض النسخ والمصادر : ( ما ) وكذا المورد التالي .
2- ذكره المصنّف في مختصر البصائر : 336 ، وأورده البرسي في مشارق أنوار اليقين : 112 ،والأسترابادي في تأويل الآيات 1: 139 و 221 .
3- أورده فرات في تفسيره : 372 - 373 وعنه في بحار الأنوار 15: 8/8، الأسترابادي في تأويل الآيات 2 : 873 - 874 ، عن كتاب الواحدة ، وعنه في بحار الأنوار 56:40 ، ضمن حديث طويل .
4- (إنّ) لم ترد في «د».
5- (إلا) لم ترد في «د».

ولا(1) نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان»(2).

وفي هذا الحديث كفاية لمكتف، وعبرة لمعتبر، وما يعقلها إلّا العالمون ، قال الله سبحانه : ( وإن مِن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِه وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )(3) وقال الله تعالى : ( سَبَّحَ اللهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرضِ )(4) في غير موضع ، فصحّ أنّ كلّ شيءٍ من خلقه سبحانه يسبّح الله حقيقة لا مجازاً كما قاله بعض المتكلّمين(5) وتأوّله على معنى : أنّ الخليقة تشهد لخالقها بخلقه إيّاها لا أنّها تسبّح أجمع حقيقة.

يدلّ على بطلان هذا قوله سبحانه: ( وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) ولو كان كما تأوّله كان كلّ عاقل يفقهه .

وحديث الحسين بن عليّ علیهما السلام في تسبيح الحيوانات الذي ذكر فيه: «كلّ صنف يسبّح بتسبيح غير الصنف الآخر» وبيّنه فإنّه كذلك(6) يدلّ على

ص: 158


1- في كثير من المصادر : ( أو ) ، وكذا الموضع التالي .
2- رواة هذا الحديث كثيرون ومصادره متعدّدة فإليك بعضها : الصفّار في بصائر الدرجات : 46 - 48 باب 11 - أنّ أمرهم صعب مستصعب وعنه في بحار / الأنوار 2 : 30/71 و مستدرك الوسائل 12: 296 / ذيل ح 22 ، الصدوق في الخصال : 624/ ضمن حديث الأربعمائة وعنه في بحار الأنوار 2 : 2/183 ، ومعاني الأخبار : 83/407 وعنه في بحار الأنوار 2 : 7/185 و 26: 16/273 ، الواسطي في عيون الحكم والمواعظ : 3202/143 ، الراوندي في الخرائج والجرائح :2 : 2/793 ، المصنف في مختصر البصائر : 281/ ذيل ح 4 و 299 / ذيل ح 2 و 336 / ذيل ح 10 و 12/337 و 20/341.
3- سورة الإسراء 44:17 .
4- سورة الصف 61 : 1 .
5- انظر: تفسير الفخر الرازي 20 : 218 - 220 ، تفسير الكشاف للزمخشري 3 552 - 523 ، البحر المحيط لابن حيان 547 - 55 .
6- قوله : ( كذلك ) أثبتناه من ( ن ) .

ما قلناه ، فإذا ثبت أنّ كلّ مسبّح يسبّح الله ويحمده فهو بتعليم محمّد وعليّ صلوات الله عليهما وألهما .

123 - روی ابن عباس ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم في حديث طويل يقول فيه الرسول صلی الله علیه وآله وسلم : اليل «ثمّ خلق الملائكة فسبّحنا فسبّحت الملائكة، وهلّلنا فهلّلت الملائكة، وكبّرنا فكبّرت الملائكة ، فكان ذلك من تعليمي وتعليم عليّ علیه السلام ، وكان ذلك في علم الله السابق أنّ الملائكة تتعلّم منا التسبيح والتهليل والتكبير ، وكلّ من سبّح الله وكبّره وهلّله فبتعليمي وتعليم علي علیه السلام»(1) إلى آخره .

فقد ثبت من الكتاب أنّ كلّ شيءٍ يسبّح الله ويذكره سبحانه ، وثبت من الحديث أنّه بتعليم محمّد وعليّ علیهما السلام ، وتقدّم أنّ اسم محمد لا ينفكّ عن اسم الله سبحانه ، يُذكر الرسول عند ذكر الرب سبحانه .

وثبت أنّ آل محمّد علیهم السلام يُذكرون عند ذكر محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، ولا يرفع العمل مع ترك ذكرهم عند ذكره ، بل يصلّي عليه وعليهم، فظهر أنّ كلّ شيءٍ من خلق الله تعالى يذكر محمّداً وآله علیهم السلام ، إذا كان مطيعاً لربه تعالى، ممتثلاً أمره ، مجتنباً(2) معصيته.

124 - يدلّ على ما قلناه حديث وهب بن منبّه(3) عن الصادق علیه السلام وقد تقدّم يقول فيه : «إنّ موسى بن عمران على نبيّنا وآله وعليه السلام نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في الطور ، وكلّ حجر ونبات ينطق بذكر محمّد واثني عشر وصيّاً له من

ص: 159


1- أورده البرسي في مشارق أنوار اليقين : 40 وعنه في بحار الأنوار 25: 42/24 ، الديلمي في إرشاد القلوب: 404 - 405 وعنه في بحار الأنوار 26 18/345 ، الأسترابادي في تأويل الآيات 2: 502/ ضمن حديث 20 وعنه في بحار الأنوار 24: 89/ ضمن حديث 4 و 29:35/ ضمن حدیث 25 .
2- في «د» «ر» «ص»: (محرّماً).
3- في «د» «ر» «ص»: ( وهب بن وهب) وما أثبتناه من المصادر .

بعده ، فقال موسى : إلهى ، لا أرى شيئاً خلقته إلّا وهو ناطق بذكر محمّد وأوصيائه الاثني عشر ، فما منزلة هؤلاء عندك ؟

قال : يابن عمران ، إنّي خلقتهم قبل أن أخلق الأنوار ، وخلقتهم(1) في خزانة قدسي ترتع في رياض مشيئتي، وتتنسّم في روح جبروتي، وتشاهد أقطار ملكوتي ، حتّى إذا شئت بمشيئتي أنفذت قضائي وقدري .

يابن يا بن عمران ، إنّي سبقت بهم السباق حتّى زخرفت بهم جناني ، يابن عمران ، تمسّك بذكرهم فإنّهم خزنة علمى وعيبة حكمتي ومعدن نوري»(2) إلى آخره .

125 - وروى محمّد بن عليّ بن بابويه، بإسناده عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله علیه السلام : «اعلم ، أنّ الصلاة حجزة الله عزّ وجلّ في الأرض، فمن أحبّ أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر، فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنّما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز»(3) إلى آخر الحديث.

دلّت الآية الشريفة على أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وكذلك الحديث صرّح بذلك ، والله حكيم لا يقع فعله وأمره إلا على الحكمة والعدل، فقد ثبت أنّ الحكمة الأمر بالصلاة ؛ لكونها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فما أحسنها من علّة لترك الفحشاء والمنكر وألطفها ، فهذه علّة ثانية للصلاة والأمر بها وشرعها .

العلّة الثالثة : إنّ الصلاة تمحو الذنوب والسيّئات ، قال الله سبحانه : ( الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئات ) (4).

ص: 160


1- في المصدر : ( وجعلتهم).
2- أورده ابن عيّاش في مقتضب الأثر: 41 وعنه في بحار الأنوار 51: 24/149 ومستدرك الوسائل: :12 17/286، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 26 73/308، عن المحتضر .
3- معاني الأخبار : 1/236 وعنه في وسائل الشيعة 5: 8/476 و بحار الأنوار 78: 23/199 و 87 64/263.
4- سورة هود 114:11.

126 - روي عن الصادق علیه السلام في تفسير الآية : «أنّ صلاة الليل تمحو ما فعل العبدُ من السيئات بالنهار»(1).

127 - وروي : أنّ رجلاً قال لسلمان الفارسي : يا أبا عبد الله، إنّي لا أقوم بالليل قال : إذا لا تذنب بالنهار(2).

128 - وقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : يا أباذرّ ، إذا عملت السيّئة فأتبعها بحسنة(3) تمحها»(4) .

129 - وقال صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّما مثل الصلاة فيكم كمثل الحَمة (5) - وهو النهر - على باب له أحدكم، يخرج إليه في اليوم والليلة يغتسل منه خمس مرّات، فكم ينقي(6) الدرن على الغسل خمس مرّات، وكم ينفي الذنوب على الصلاة خمس مرات»(7).

130 - وقال الصادق علیه السلام :« إنّ حبّنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحطّ الريح الشديدة الورق عن الشجر » (8).

ص: 161


1- رواه الكليني في الكافي : 10/266، الصدوق في من لا يحضره الفقيه 1: 9/299 و علل الشرائع 7/263، وثواب الأعمال: 11/66، الطوسي في التهذيب :2: 234/122 وعنهم في وسائل الشيعة 8 :4/146، باختلاف يسير ، وباختصار في أمالي الطوسي: 19/294 .
2- أورده الصدوق في التوحيد: 3/96، وعنه في بحار الأنوار 27/15187. بهذا النصّ: عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنّه أتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الله إني لا أقوى على الصلاة بالليل، فقال: لا تعص الله بالنهار .
3- في «ر»: ( اتبعها الحسنة ) .
4- أورده القمّي في تفسيره 1 364 وعنه في تفسير نور الثقلين 2: 100/497، المتّقي الهندي في كنز العمال 4: 10181/209 ، الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 81 السيوطي في الجامع الصغير 1: 764/117 .
5- في الفقيه : ( السرى ) ، والحمة بالفتح كلّ عين تنبع بالماء الحار يستشفى بها من العلل .
6- في المصادر : ( فلم يبق ) ، وكذا الموضع التالي يعني قوله : ( وكم ينفي ) .
7- أورده الصدوق في الفقيه 1: 19/136 وعنه في وسائل الشيعة 4: 8/15.
8- أورده الحميري في قرب الإسناد 39/ ضمن حديث 126 وعنه في بحار الأنوار 27: 9/77، الطبري في بشارة المصطفى الشيعة المرتضى: 21/415 .

131 - روي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «التائب من(1) الذنب كمن لا ذنب له»(2) .

132 - وفي الحديث: «طوبى لمن وجد له تحت كلّ ذنب أستغفر الله»(3).

قال الله سبحانه: ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )(4).

فالاستغفار طاعة تكفّر السيّئات وتمحوها إجماعاً بكرم الله وتفضيله على عبده ، ولما تقدّم من الدلالات آنفاً من الكتاب والحديث، والكتاب العزيز مشحون بالتكفير لمن طلبه وتدبّره وكذلك السنة المحمّديّة .

133 - روي الشيخ أبو جعفر الطوسي ، بإسناده إلى أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «اتّق الله حيث ما كنت وخالق الناس بخلق حسن ، وإذا عملت سيّئة فاعمل حسنة تمحها »(5) .

ص: 162


1- في «د» : ( عن ) .
2- نقله الكليني في الكافي 2 10/435 وعنه في وسائل الشيعة 16: 8/74 الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 347/74، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 10/90، وحفيده في مشكاة الانوار 1: 14/250، ففي بعضها عن أبي جعفر علیه السلام وفي البعض الآخر عن الإمام الصادق علیه السلام . ومن العامّة ابن ماجة في السنن 4 4250/534، الطبراني في المعجم الكبير 10: 10281/185، القضاعي في مسند الشهاب 107/96:1 ، البيهقي في السنن الكبرى :10: 20561/259 ، ابن عساکر في تاريخ دمشق 54 72 ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة :11: 181، السيوطي في الجامع الصغير 1: 3385/519، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم.
3- أورده الصدوق في ثواب الأعمال: 5/197 وعنه في وسائل الشيعة 16: 14/69 وبحار الأنوار 93: 280/15 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 2250/90، ونقله النوري في مستدرك الوسائل 12: 10/122: عن أبي الفتوح الرازي والمجلسي في بحار الأنوار 5: 26/329، عن محاسبة النفس .
4- سورة الأنفال 33:8 .
5- أمالي الطوسي: 14/186 وعنه في وسائل الشيعة: 16: 5/104 وبحار الأنوار 70: 24/290 و 71: 46/389 .

134 - وعنه : يرفع الحديث إلى أبي قُرّة ، عن سلمان الفارسي ، قال : قال لي النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : « يا سلمان، إذا أصبحت فقل: اللّهمّ أنت ربّي لا شريك لك أصبحنا وأصبح الملك الله، قلها ثلاثاً. وإذا أمسيت فقل مثل ذلك، فإنهنّ يكفّرن ما بينهنّ من الخطيئة »(1).

135 - وعن إسحاق بن عمّار ، عن الصادق علیه السلام ، قال : «إنّ الله لا يقدّر أحد قدره كذلك لا يقدّر أحد قدر نبيّه صلی الله علیه وآله وسلم ، وكما لا يقدر أحد قدر نبيّه صلی الله علیه وآله وسلم فكذلك لا يقدّر

، قدر المؤمن أنّه ليلقی أخاه فيصافحه، فينظر الله إليهما والذنوب تتحاتّ عن وجوههما حتّى يفترقا تتحاتّ الريح الشديدة الورق عن الشجرة»(2) وهذه الآيات والاحاديث تدلّ على صحّة التكفير للذنوب بالحسنات .

136 - قال الصادق علیه السلام : «أبى الله أن يجري الأشياء إلّا بالأسباب»(3).

جعل سبحانه سبب تكفير سيّئات عبده المؤمن ما يفعل من الحسنات .

وقال سبحانه: (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا )(4) وقال سبحانه في حق قوم آخرين: ( وَقَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءٌ مَّشُوراً )(5) وقال : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (6) .

ص: 163


1- أمالي الطوسي: 15/186 وعنه في مستدرك الوسائل 5: 2/381، وأورده المفيد في الأمالي: 1/228 وعنهما في بحار الأنوار 10/24886، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 2: 3495/139.
2- أورده الكليني في الكافي :2 20/183 وعنه في بحار الأنوار 76 30/33، الصدوق في ثواب الأعمال: 1/223 وعنه في بحار الأنوار 76: 8/22.
3- نقله الكليني في الكافي :1 183 صدر حديث 7 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 13/486 ، الصفّار في بصائر الدرجات: 1/26 و 2/525، المصنّف في مختصر البصائر : 3/183، ابن أبي الجمهور في عوالي اللثالي 3: 27/286.
4- سورة الزمر 35:39.
5- سورة الفرقان 23:25 .
6- سورة المائدة 27:5 .

137 - قال الصادق علیه السلام :« في ولاية علىّ علیه السلام »(1).

ثمّ ومن الناس من ينكر الإحباط وقد ذكره الله سبحانه في كتابه وورد به النصّ عن خزنة علم الله وأبوابه ، قال الله سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )(2) وهذا صريح في الإحباط.

ثم ضرب الله مثلاً لمن حبط عمله فقال : ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِن نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ )(3) وقال سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ )(4) وهذا نصّ بالإحباط. ))

ثم إنّ إبليس اللعين، روى عليّ بن إبراهيم بن هاشم في «تفسير القرآن» أنّه عبد الله في الأرض في قومه اثنا عشر ألف سنة ، فلمّا هلكوا لفسادهم وبغيهم ثمّ صعد إلى السماء وعبد الله مع الملائكة اثنا عشر ألف سنة ، فلمّا أمره الله سبحانه بالسجود لآدم فامتنع أحبط الله عمله الطويل ؛ لامتناعه عن السجود(5) .

138 - وروى السيّد الرضيّ في كتاب «نهج البلاغة» : في الخطبة المسمّاة بالقاصعة من كلام مولانا أمير المؤمنين علیه السلام يقول فيها: «فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس

ص: 164


1- لم نعثر له على مصدر .
2- سورة البقرة 2 264 .
3- سورة البقرة 2: 266 .
4- سورة الحجرات 2:49 .
5- انظر تفسير القمّي 1 35 - 36 .

إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد ، فكان قد عَبَد الله ستة آلاف سنة ، لا يُدرى أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة عن كبر ساعة واحدة»(1).

139 - روی محمّد بن بابويه ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهما السلام: أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سُئل فما النجاة غداً ؟ فقال: «إنّما النجاة في ألّا تخادعوا الله عزّ وجلّ فيخدعكم ، فإنّ من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الإيمان، ونفسه يخدع لو يشعر ، فقيل له : وكيف يخادع الله ؟

قال : يعمل بما أمره الله عزّ وجلّ به ثمّ يريد به غيره، فاتّقوا الرياء فإنّه شرك بالله عزّ وجلّ ، إنّ المرائي يُدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : یا کافر یا فاجر یا غادر يا خاسر ، حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق(2) لك اليوم ، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له»(3).

140 - وروي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : « من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره »(4) .

ص: 165


1- نهج البلاغة 2: 162 / خطبة 187 وعنه في بحار الأنوار 14 37/465، و 63: 49/214. وشرح نهج البلاغة 3: 131 لابن أبي الحديد .
2- في «د» «ر» «ص»: (ولا صلاة). وما في المتن أثبتناه من المصادر . والخلاق : الحظّ والنصيب من الخير والصلاح ( مجمع البحرين 5: 157 - مادّة خلق ) .
3- أمالي الصدوق: 23/677، عقاب الاعمال: 1/303، معاني الأخبار: 1/341 وعنها في وسائل الشيعة 1: 16/69 وبحار الأنوار 73 19/295، ورواه العيّاشي في تفسيره 1: 295/283 وعنه في مستدرك الوسائل 1: 5/105.
4- أورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 3: 144/185) وفيه: (عمله) بدل : (أجره) وخصائص الأئمّة علیهم السلام : 104، الصدوق في الفقيه 4: 298/ ذيل حديث 80 وعنه في وسائل الشيعة 3: 1/270، ابن شعبة في تحف العقول: 221، الإربلي في كشف الغمّة 2: 207، رضيّ الدين الحلّي في العدد العدد القويّة: 150 ضمن حديث 74، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 78 60 ضمن حديث 138 و 204 ضمن حديث 41، و 208 / ضمن حدیث 77 عن كشف الغمّة .

ثمّ إنّ الكفر والشرك وإنكار ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو جاء به أحد أوصيائه يوجب على صاحبه الكفر والارتداد وإحباط العمل بغير شكّ وارتياب .

141 - وقد روي عنهم علیهم السلام : « إنّ الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب »(1) وقوله سبحانه : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ )(2) يدلّ على أنّ غير المتّقي لا يتقبّل الله عمله فهو مردود عليه محبط غير مرضيّ ولا مقبول .

142 - روي عن مولانا أمير المؤمنين علیه السلام في تفسير (المتّقين ) أي في ولاية عليّ (3) ، فعلى هذا كلّ من لم يتّق الله في ولاية عليّ ويرى فضله وتقدّمه وشرفه على من سواه لم يتقبّل الله عمله أصلاً لمكان (إنّما ) للحصر وهذا الحكم جار الذرّيّته الطاهرين.

143 - وروي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «من أخذ دينه من الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال ولم يزل»(4).

144 - روي عن الصادق علیه السلام : «إنّ التعقيب بعد الصلاة أفضل من صلاة النوافل

ص: 166


1- ورد الحديث في مصباح الشريعة: 205 وعنه في بحار الأنوار 75 257/ ضمن حديث 48 ومستدرك الوسائل 9 118 ضمن حدیث ،19، وذكره الطوسي في المسائل الحائريّات - ضمن الرسائل العشر - 325 ونقله النوري في مستدرك الوسائل 9 42/124 ، عن كتاب الروضة للمفيد.
2- سورة المائدة 27:5 .
3- لم نعثر له على مصدر .
4- أورده الفتّال النيشاوري في روضة الواعظين: 22 وعنه في وسائل الشيعة 27: 22/132، العلّامة الحلّي في الرسالة السعديّة: 12، وتقدّم في الصفحة : 53 ، وفيه : (من أفواه الرجال) مع تخريجاته .

بعدها»(1) إلا من استثنى .

145 - وقد جاء في الحديث «الأعمال بخواتيمها (2)»(3) وقد تقدّم قول أمير المؤمنين علیه السلام : «لا يقبل(4) العبد من صلاته حتّى يصلّي على محمّد وآله ، ويسأل الله الجنّة ، ويستجير به من النار ، ويسأله أن يزوّجه من الحور العين ، فإنّه إذا صلّى على محمّد وآله استجيب دعاؤه ، وإذا سأل الله الجنّة قالت الجنّة : اللّهمّ اعط عبدك

ما سأل ، وإذا استجار بالله من النار قالت النار : اللّهمّ أجر عبدك ممّا استجارك، وإذا سأل الله أن يزوّجه من الحور العين قلن الحوريّات : اللّهمّ اعط عبدك ما سأل»(5)، وقد تقدّم أنّ أفضل الأعمال الصلاة على محمّد وآله .

ص: 167


1- أورده الكليني في الكافى :3 5/342، الصدوق في الفقيه 1: 15/216 وعنهما في وسائل الشيعة 6: 1/437 و 2، القاضي النعمان في دعائم الاسلام 1: 166 وعنه في مستدرك الوسائل 5 1/32 ابن أبي الجمهور في عوالى اللئالي 1: 85/332. وقد ورد في أكثر المصادر بهذا النصّ عن أبي جعفر علیه السلام : «الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفّلاً» .
2- في «ص»: (بخواتمها) .
3- أورده أبو يعلى في المسند 13: 7362/348، الطبراني في المعجم الأوسط 5: 393/ ذيل حديث ،5219 ابن عساكر في تاريخ دمشق 52 250 و 67 : 50 ، ابن حبّان في الصحيح 2 339/51 السيوطي في الجامع الصغير :1: 1971/301، المتقي الهندي في كنز العمال 3: 5286/26، وفيها: عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : « إنّما الأعمال بخواتيمها»، وورد في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 465/ذيل حديث 303، وعن أبي جعفر علیه السلام في تفسير القمّي 1: 271.
4- في المصادر : (لا ينفتل).
5- نقله الصدوق في الخصال: 629 و 630 - 631/ ضمن حديث طويل جمع المصنّف بين بعض مقاطعه وعنه في بحار الأنوار 17/1986 و 94 14/50، ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : 199 وعنه في وسائل الشيعة 6: 67466.

ص: 168

وممّا يدلّ على تفضيل آل محمّد صلوات الله عليهم وسلامه على أُولي العزم علیهم السلام

أنّ موسى بن عمران على نبينا وآله وعليهما السلام حكى الله سبحانه عنه ، فقال: ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسى أَنِ انْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * وَ يَضِيقُ صَدْرِي وَ لَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَى ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ )(1) فحكى الله سبحانه عنه(2) خوفه من القتل والتكذيب، و تعدّر بضيق صدره، وعدم انطلاق لسانه ، وأراد أن يكون المرسل هارون.

146 - ومولانا أمير المؤمنين علیه السلام لمّا قال له سيّدنا الرسول الكريم على الله : «يا عليّ، إنّ قريشاً اجتمعوا أن يبيتوني وهم يريدون قتلي ، فهل لك أن تبات على فراشي وتفدّيني بنفسك ؟ فقال له : وتسلم أنت يا رسول الله إذا فعلت ؟ قال : «نعم، فسرّ أمير المؤمنين علیه السلام واستبشر ، وقال : نعم يارسول الله أفعل»(3) .

ص: 169


1- سورة الشعراء 26 : 10 - 14 .
2- ( عنه ) لم يرد في «ص».
3- أورده الطوسي في الأمالي: 465 ضمن حديث 36 وعنه في بحار الأنوار 19: 60/ ضمن حديث 18 .

ولم يخف العدوّ والقتل ولم يتعذّر إليه بذلك ، ولم يتوقّف ولم يتردّد ، ولم يشر على النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أن يبيّت على فراشه غيره ، بل فداه بنفسه ، وبذل مهجته لرضا ربّه ، ولم يطلب سوى الله مؤنساً في وحشته ، ولا واقياً من عدوّه، ولم يطلب شريكاً مساعداً(1) له عليهم (2) يشدّ على عضده ويقوّي بأسه(3) ، بل رضي عن الله وعن رسوله ، وسلّم لقضاء الله وقدره .

147 - وقد جاء في الحديث عنهم علیهم السلام : «إنّ الله سبحانه قال في تلك الليلة الجبرئيل وميكائيل علیهما السلام : إنّي قد آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكما يؤثر أخاه بتلك الزيادة ؟ فسكتا ، فقال الله سبحانه : اهبطا إلى الأرض فاحفظا عليّاً حتّى يصبح، فإنّه وقى محمّداً رسولي بنفسه وفداه بمهجته»(4) .

148 - ولمّا قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم : « كيف صبرك يا أبا الحسن إذا فعلت بك قريش كذا وكذا ؟ - وعدّ عليه ما يلاقي بعده من كيدهم وشرّهم ومكرهم وطلبهم إيّاه وغصبهم حقّه - قال : يارسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، مع سلامة في ديني ؟ فقال : مع سلامة

ص: 170


1- في «د» : ( ولم يطلب أمير المؤمنين شريكاً مسعداً).
2- في« ر » : (على عدوّه ) .
3- في «د» زيادة : ( عليه ) .
4- أورده الثعلبي في الكشف والبيان 2 : 125 - 126 وعنه في تأويل الآيات 1: 76/89، العمدة لابن بطريق : 267/240 ، الطرائف لابن طاوس 1 : 27/52 نهج الإيمان لابن جبر : 306، وبحار الأنوار 19 : 86 و 36: 43 ، الحسكاني في شواهد التنزيل 1 : 133/96 ، ابن الأثير في أسد الغابة 3: 600 ، ابن طاوس في سعد السعود : 420 ، الإربلي في كشف الغمّة 1: 310 وعنه في بحار الأنوار 36 2/40 ، الطوسي في الأمالي : 465 و 469 وعنه في بحار الأنوار 19: 64 .

في دينك ، فقال : يارسول الله ، ليس هذا من مواطن الصبر والبلوى ، بل من مواطن الرضا والبشرى» (1).

فانظر - رحمك الله - إلى مقدار جلالة هذا الإمام (2) و علوّ درجته عند خالقه تعالى، وتسليمه لقضاء ربه عزّ وجلّ وقدره ، لم يحزنه ما أخبر به الرسول الصادق صلی الله علیه وآله وسلم عن ربّه ، إذ هو لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ؛ من حكم عدوّه عليه واستئثاره بخمسه وحقه وحق زوجته ، وخلافته ومنصبه الذي جعله الله له وحرمه على غيره، وضرب سيّدة نساء العالمين وإسقاطها محسناً أ، ثمّ وفاتها بسببه وهي راغمة كاظمة ساخطة .

ثمّ قتل الأمّة له وخضب لحيته بدم رأسه، ثمّ قتل ولديه الحسن والحسين علیهما السلام - زينتي عرش الله تعالى - وسبي نسائه وحرمه ، وقتل أطفاله ورجاله وأهل بيته ، ومنعهم من شرب ماء الفرات حتّى قتلوا ومضوا بكربهم وعطشهم .

رضي الرسول صلی الله علیه وآله وسلم منه علیه السلام بالصبر عند إعلامه له بهذه المحن والشدائد فأجابه علیه السلام بالسرور والرضا وبالحمد والشكر ، ولم يطلب من الله الإعفاء ولا سأل من الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أن يسأل الله له في كفّ الأذى دعوة منه ولو سأل لأجيب ، ولم يرهب المحن المخبر بها ، ولا هاب القتل والشهادة التي وُعد بها ، بل أظهر السرور والفرح والرضا بما يأتي به القضاء .

ص: 171


1- أورده فرات في تفسيره : 615/ ضمن حديث 772 وعنه في بحار الأنوار 28 : 39/80، الشريف الرضي في نهج البلاغة 2 62 ضمن خطبة 151 وعنه في بحار الأنوار 41: 8/7 و 72: 138 وتفسير نور الثقلين 4 67148 ، الطبري في بشارة المصطفى: 38/343 ، الهيثمي في مجمع الزوائد :9 138 باختلاف .
2- في «د» « ر» :(انظر إلى جلالة مقدار هذا الرجل ) .

ثمّ(1) الحسين علیه السلام أُخبر وأعلم أنّه يقتل بأرض كربلاء ، فقصدها بحرمه وأطفاله ، ومن أحبّه من أهل بيته وخاصّته ورجاله(2) .

149 - وكتب إلى بنى هاشم: «أما فمن لحق بنا استشهد ، ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح والسلام»(3) وهذا إخبار منه علیه السلام بقتل أصحابه .

150 - ولمّا عوتب في أخذ حرمه معه، أجاب بقوله: «شاء الله أن يراهنّ سبايا» (4).

151 - ولمّا جاءته الملائكة لينصروه لم يأذن لهم وهم إلى الآن عند قبره يبكونه ، ينتظرون ابنه ونصرته - وجاءته الجنّ واستأذنوه لينصروه لم يأذن لهم وقال : «نحن أقدر منكم على هلاكهم»(5) ، ولم يظهر منه وهن ولا خوف ولا استكانة ، بل الذي ظهر منه علیه السلام الشدّة في قتالهم والسرور بلقاء ربّه عزّ وجلّ، والتشجيع لأصحابه

صلى الله عند لقائهم عدوّهم، وأمره لهم بالصبر هنيئة حتّى يشربوا من حوض الرسول صلی الله علیه وآله وسلم .

152 - وإنّما كان قوله لعدوّه لعنه الله: «هل من ذابّ عن حرم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم»(6) ليؤكّد الحجّة على الأمّة وليعرّفهم ما جهلوا ، وليحتجّ بهذا عليهم يوم القيامة كيلا

ص: 172


1- في « س» « م » « ن » والمطبوع: (وكذلك ولده ) بدلاً من: (ثم).
2- قوله : ( ورجاله) لم يرد في «ر» «ص».
3- أورده باختلاف في بعض ألفاظه الصفّار في بصائر الدرجات: 5/501 ، ابن قولويه في كامل الزيارات : 15/76 وعنه في بحار الأنوار 45: 23/87 ، الراوندي في الخرائج و الجرائح 2: 772، المصنّف في مختصر البصائر : 25/60 ، والمجلسي في بحار الأنوار 44: 330 عن كتاب الرسائل لمحمّد بن يعقوب.
4- أورده ابن طاوس في الملهوف على قتلى الطفوف : 128 وعنه في بحار الأنوار 44: 364، المصنّف في مختصر البصائر : 349.
5- لم نعثر له على مصدر .
6- أورده ابن طاوس في اللهوف على قتلى الطفوف : 168 وعنه في بحار الأنوار 45: 12 ، الإربلي في كشف الغمّة 2 : 50 .

يقولوا: ( إِنَّا كُنَّا عَن هَذا غَافِلِينَ )(1) وهذا شأن الأنبياء والرسل علیهم السلام ، يحتجّون على

رعاياهم بما لا يقدرون على إنكاره ، ولا دفعه يوم لقائهم ربّهم تعالى يوم تشهد عليهم جوارحهم بما عملوا ؛ لما ينكرون أعمالهم ويتبرّؤون منها ، وكفى بالله شهيداً مجازياً ورقيباً.

ص: 173


1- سورة الأعراف 7: 172 .

ص: 174

وممّا جاء في فضل العترة الطاهرة علیهم السلام خصوصاً مولانا أمير المؤمنين علیه السلام على جميع العالمين

153 - من كتاب «معاني الأخبار» تصنيف الصدوق محمّد بن بابويه رحمه الله : قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن عبدالعزيز بن يحيى بالبصرة - قال : حدّثني المغيرة بن محمّد، عن رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي(1) ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهما السلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة عند(2) منصرفه من النهروان، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً فحمد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه ، وصلّى على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وذكر ما أنعم الله على نبيّه وعليه .

ثمّ قال: «لولا آية في كتاب الله تعالى ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ،

ص: 175


1- جابر بن يزيد الجعفي، تابعي ، لقى أبا جعفر وأبا عبد الله علیهما السلام ، كان من خواصّ الإمام الصادق علیه السلام ، مات رحمه الله سنة ثمان وعشرين ومائة . انظر : رجال النجاشي : 332/128 ، رجال البرقي : 9 و 16 ، رجال الطوسي : 6/111 و 3/163، : مناقب ابن شهر آشوب 4 : 303 .
2- في «س» « ن » « م » : ( في ) ، وما في المتن من المصدر ، وكلاهما لم يردا في : « د » «ص » «ر » .

يقول الله عزّ وجلّ: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدُتْ )(1) اللّهمّ لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى .

يا أيّها الناس، إنّه بلغني ما بلغني وإنّي أراني قد اقترب أجلي ، وكأنّي بكم وقد جهلتم ،أمري ، وإنّي تارك فيكم ما ترکه رسول الله صلى الله عليه وسلم : کتاب الله وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة، خاتم الأنبياء وسيّد النجباء والنبيّ المصطفى .

يا أيّها الناس لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلّا مفتر :

أنا أخو رسول الله ، وابن عمّه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه(2) وشدّته .

أنا رحى جهنّم الدائرة وأضراسها الطاحنة ، وأنا مؤتم البنين والبنات ، وأنا قابض الأرواح ، وبأس الله الذي لا يردّه عن القوم المجرمين .

أنا مجدّل الأبطال وقاتل الفرسان، ومبير من كفر بالرحمن وصهر خير الأنام.

أنا سيّد الأوصياء ووصيّ خير الأنبياء .

أنا باب مدينة العلم ، وخازن علم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ووارثه .

أنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين فاطمة التقيّة الزكيّة البرّة المهديّة ، حبيبة حبيب الله ، وخيرة بناته وسلالته ، وريحانة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، سبطاه خير الأسباط ، وولداي خير الأولاد ، هل أحد ينكر ما أقوله .

أين مسلمو أهل الكتاب : أنا اسمي في الإنجيل : إليا ، وفي التوراة : بوتي(3) ،

ص: 176


1- سورة الضحى 94: 11 .
2- قوله : (و بأسه) لم يرد في «ص» .
3- في المصدر : (برىء) ، وفي البشارة : (بريا) .

ومما جاء في فضل العترة الطاهرة

وفي الزبور : أربى(1) ، وعند الهند : كبكر(2) ، وعند الروم : بطريسا ، وعند الفرس : خبير(3) ، وعند الترك : ثبت(4)، وعند الزنج : جبتر(5) وعند الكهنة : بتريل(6) ، وعند الحبشة : بثريك(7)، وعند أُمّي : حيدرة ، وعند ظئري : ميمون ، وعند العرب : عليّ، وعند الأرمن فريق ، وعند أبي: ظهير.

ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا إنّ الله دينكم ، يقول الله تعالى: ( وَكُونُوا مَعَ الصَادِقِينَ )(8) أنا ذلك الصادق .

وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة قال الله عزّ وجلّ: ( فَأَذَّنَ مُؤذِّنٌ بَينَهم أَنْ لَعَنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )(9) أنا ذلك المؤذّن .

وقال: ( وأذانٌ مِنَ الله وَرَسُولِهِ )(10) فأنا ذلك الأذان (11).

وأنا المحسن ، يقول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنين )(12) .

وأنا ذو القلب يقول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ ) (13) .

ص: 177


1- في المصدر والبشارة : (أري).
2- في البشارة : (كابر).
3- في المصدر : (جبتر) ، وفي البشارة : (جبير).
4- في المصدر : (بثير) ، وفي البشارة : (تبير) .
5- كذا في المصدر والبشارة ، وفي «د» «ر» «ص» : ( خبير ) .
6- في المصدر : ( بويئ ) .
7- في النسخ : بتريل ، وما في المتن من المصدر ، وفي البشارة : (بتريك).
8- سورة التوبة 9 :119 .
9- سورة الأعراف 7: 44 .
10- سورة التوبة 3:9 .
11- هذا السطر لم يرد في «د » .
12- سورة العنكبوت 29 : 69 .
13- سورة ق 37:50 .

وأنا الذكر يقول الله عزّ وجلّ: ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيامَاً وَقُعوداً وَعَلى جُنُوبِهِم ) (1).

ونحن أصحاب الأعراف يقول : ( وَعَلى الأعرَافِ رِجالٌ يَعرفُونَ كُلاً بسيمَاهُم )(2) ، أنا وعمّي وأخي وابن عمّي .

والله فالق الحبّ والنوى لا يلج النار لنا محبّ ، ولا يدخل الجنة لنا مبغض .

وأنا الصهر، يقول الله تعالى : ( وَهُوَ الذي خَلَقَ مِنَ المَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً )(3).

وأنا الأذن الواعية ، يقول الله عزّ وجلّ: ( وَتَعِيَها أُذنّ وَاعِيَةٌ )(4).

وأنا السلم الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ويقول : ( وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ )(5) .

ومن ولدي مهدىّ هذه الأُمّة.

ألا وقد جعلت محنتكم ، ببغضي يعرف المنافقون ، وبمحبّتي امتحن الله المؤمنين(6)، هذا عهد النبيّ الأمّى إلىّ أنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق .

وأنا صاحب لواء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطى(7) وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش(8) محبّي ، ولا خاف مواليّ، أنا وليّ المؤمنين والله وليّي ،

ص: 178


1- سورة آل عمران 3: 191.
2- سورة الأعراف 7 : 46 .
3- سورة الفرقان 25: 54 .
4- سورة الحاقة 69: 12 .
5- سورة الزمر :39: 29 .
6- العبارة في المصدر :هكذا : ( و أنا الذي جعلت ميزاناً ، فبحبّي امتحن الله المؤمنين ، وببغضي تعرفون المنافقين ) .
7- الفرط بالتحريك، الذي يتقدّم الواردة فيهيّء لهم الأرسان والدلاء، ويمدرُ الحياض ويستقي لهم، كما في حديث رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «أنا فرطكم على الحوض (انظر الصحاح :3: 1148 - فرط).
8- في «ص»: (لا يعطش).

فحسب محبّي أن يحبّوا ما أحبّ الله ، وحسب مبغضي أن يبغضوا ما أحبّ الله .

ألا وإنّه قد بلغني أنّ معاوية يسبّني ويلعنني ، اللّهمّ اشدد وطأتك عليه ، وأنزل اللعنة على المستحقّ ، آمين ربّ العالمين، ربّ إسماعيل وباعث إبراهيم إنّك حميد مجيد .

ثمّ نزل صلوات الله عليه عن أعواده وما عاد إليها حتّى قتله ابن ملجم لعنه الله».

قوله صلوات الله عليه في هذه الخطبة :« عند الهند : كبكر» هو : الذي إذا أراد شيئاً لجّ فيه فلم يفارقه حتّى يبلغه .

وقوله : «وعند الروم: بطريسا» هو مختلس الأرواح.

وقوله : «وعند الفرس : حبير» هو : الباز الذى يصطاد .

وقوله : «وعند الترك : ثبين» هو : النمر الذي إذا وضع شيئاً في مخلبه هتكه .

وقوله : «وعند الزنج: جبتر» هو الذي يقطع الأوصال

وقوله : «وعند الحبشة : بتريل» هو : المدبّر على كلّ شيء أتى عليه .

وقوله : «وعند أُمّي حيدرة» هو : الحازم الرأي الخبير النقاب ، النظّار في دقائق الأشياء .

وقوله : «وعند ظئري : ميمون».

قال جابر : أخبرني محمّد بن عليّ علیهما السلام ، قال : «كانت ظئر عليّ علیه السلام التي أرضعته امرأة من بني هلال، فخلّفته في خبائها ومعه أخ من الرضاعة وكان أكبر منه سنّاً بسنة إلّا أيّاماً وكان عند الخباء قليب(1)، فمرّ الصبيّ نحو القليب ونكس رأسه فيه ، فحبا علىّ علیه السلام خلفه فتعلّقت رجل علىّ علیه السلام بطنب الخباء ، فجرّ الحبل حتّى

ص: 179


1- القليب البئر قبل أن تطوى - الصحاح 206:1 - قلب . أي قبل أن تبنى بالحجارة .

أتى على أخيه ، فتعلّق بأحد قدميه وأخذ يده ورجله ، أمّا اليد ففي فيه ، وأمّا الرجل ففي يده .

فجاءت أمّه وأدركته فنادت : ياللحى ياللحي من غلام ميمون ، أمسك على ولدي ، فأخذوا الطفل من رأس القليب، وهم يعجبون من قوّته على صباه ؛ لتعلّق رجله بالطنب وجرّه للطفل حتى أدركوه ، فسمّته أُمّه «ميمونا» وسمّي الغلام الهلالي : معلّق ميمون ، وعرف في بني هلال بهذا.

وقوله : «وعند الأرمن فريق» هو : الجسور الذي يهابه الناس .

وقوله : «وعند أبي : ظهير» قيل : كان أبوه أبو طالب يجمع ولده وولد إخوته ثمّ يأمرهم بالصراع ، فكان علي علیه السلام يحسر عن ساعدين له غليظين قصيرين وهو طفل ، ثمّ يصارع كبار إخوته وبني عمومته فيصرعهم فيقول أبوه : ظهر عليُّ، فسمّى ظهيراً».

و «عند العرب : عليّ».

قال جابر : اختلف الناس من أهل المعرفة لِمَ سُمّي عليّ عليّاً ؟ فقالت طائفةٌ : لم يُسَمّ أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم في العرب ولا في العجم إلّا أن يكون الرجل من العرب ، يقول : ابني هذا عليّ ، يريد من العلوّ لا أنّه اسمه ، وإنّما تسمّى الناس به بعده وفي وقته.

وقالت طائفة : إنّما سُمّي عليّ عليّاً لعلوّه على من ناواه، وقالت طائفة :

إنّما سُمّى عليّ عليّاً لأنّ داره في الجنان تعلو على ما حولها حتّى تحاذي منازل الأنبياء ، وليس نبيّ يعلو منزله منزل غيره.

وقالت طائفةٌ : سمّى عليّ عليّاً لأنّه علا ظهر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بقدميه طاعة الله عزّ وجلّ، ولم يعلُ أحد على ظهر نبيّ غيره عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة .

ص: 180

وقالت طائفة : إنّما سمي عليّ عليّاً لأنّه زوّج في أعلى السماوات ولَم يزوّج أحدٌ من خلق الله في ذلك الموضع غيره.

وقالت طائفة : إنّما سُمّي عليّ عليّاً لأنّه كان أعلى الناس علماً بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (1).

154 - ومن كتاب «الاحتجاج» لأحمد بن أبي طالب الطبرسي : عن سعد بن عبد الله القمّي الأشعري ، قال : بليت بأشدّ النواصب منازعة ، فقال لي يوماً - بعد ما ناظرته - تبّاً لك ولأصحابك أنتم معاشر الروافض تقصدون المهاجرين والأنصار باللعن(2) عليهم وبالجحود لصحبة النبيّ صلى الله عليه وسلم فالصدّيق هو فوق الصحابة بسبب سبق الإسلام ، ألا تعلمون أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إنّما ذهب به ليلة الغار ، لأنّه خاف عليه كما خاف على نفسه ؛ لما علم أنّه يكون الخليفة في أُمّته، وأراد أن يصون نفسه كما يصون علیه السلام خاصّة نفسه ، كي لا يختلّ حال الدين من بعده ، ويكون الإسلام منتظماً ، وقد أقام عليّاً على فراشه لما كان في علمه أنّه لو قُتل لا يختل الإسلام بقتله ، لأنّه يكون من الصحابة من يقوم مقامه لاجرم لم

يبال من قتله .

قال سعد : إنّي قلت على ذلك أجوبة لكنّها غير مسكتة .

ثمّ قال : معاشر الروافض تقولون : إنّ الأوّل والثانى كانا منافقان وتستدلّون على ذلك بليلة العقبة .

ص: 181


1- أورده الصدوق في معاني الأخبار : 9/58 وعنه في بحار الأنوار :35: 1/45 وتفسير نور الثقلين 5: 34/598 ، الطبري في بشارة المصطفى: 18/32 وعنه في بحار الأنوار 33: 547/282 .
2- في المصدر : ( بالطعن ) .

ثم قال : أخبرني عن إسلامهما أكان عن طوع ورغبة أو كان عن إكراه وإجبار ؟ فاحترزت عن جواب ذلك ، وقلت مع نفسي : إن كنت أجبته بأنّه كان من طوع ، فيقول : لا يكون على هذا الوجه إيمانهما عن نفاق ، وإن قلت :

كان عن إكراه وإجبار ، لم يكن في ذلك الوقت للإسلام قوّة حتّى يكون إسلامهما بإكراه وقهر ، فرجعت عن هذا الخصم(1) على حال ينقطع كبدي وساق الحديث إلى أن قال :

فقصدت مولانا أبا محمّد الحسن بن عليّ علیه السلام بسرّ من رأى فدخلت عليه فوجدت على فخذه غلاماً يشبه المشتري في جماله ، فقال أبو محمّد الحسن علیه السلام : « يا سعد، مسائلك التي تريد أن تسأل عنها سل قرّة عيني - وأومأ إلى الغلام علیه السلام، وكان كتب بضعاً وأربعين مسألة - فسأل مولانا القائم بأمر الله عمّا أراد فأجابه أحسن جواب .

ثمّ قال علیه السلام : «يا سعد، إنّ من ادعى أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم - وهو خصمك - ذهب بمختار هذه الأمّة إلى الغار فإنّه خاف عليه كما خاف على نفسه لما علم أنّه الخليفة من بعده على أمّته ؛ لأنّه لم يكن من حكم الاختفاء أن يذهب بغيره معه ، وإنّما أقام عليّاً علىه السلام مبيته ؛ لأنّه علم إن قتل لا يكون من الخلل بقتله ما يكون بقتل أبي بكر ؛ لأنه يكون لعلي من يقوم مقامه في الأمور ، ألم تنقضّ(2) عليه بقولك أو لستم تقولون : إنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم قال : إنّ الخلافة من بعدي ثلاثون سنة وصيّرها موقوفة على أعمار هذه الأربعة - أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ علیه السلام - فإنّهم كانوا على

ص: 182


1- من قوله : (للإسلام قوّة ) إلى هنا لم يرد في « ر ».
2- في «د» «ر» «ص»: لم تنقض ، وفي المصدر : (لِمَ لا تنقض ) ، وما في المتن من بحار الأنوار.

مذهبكم أخلاف(1) رسول الله فإنّ خصمك لم يجد بدّاً من قوله : بلى ، ثمّ قل له : فإذا كان الأمر كذلك فكما كان أبو بكر الخليفة من بعده كانت هذه الثلاثة(2) خلفاء أُمّته(3) من بعده فلم ذهب بخليفة واحد - وهو أبو بكر - إلى الغار ولم يذهب بهذه الثلاثة ؟ فعلى هذا الأساس يكون النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم مستخفّاً بهم دون أبي بكر ، فإنّه يجب عليه أن يفعل بهم ما فعل بأبي بكر ، فلمّا لم يفعل ذلك بهم يكون متهاوناً بحقوقهم، وتاركاً للشفقة عليهم بعد أن كان يجب عليه أن يفعل بهم جميعاً على ترتيب خلافتهم ما فعل بأبي بكر .

وأمّا ما قال لك الخصم بأنّهما أسلمها طوعاً أو كرها لِمَ لم تقل : بل إنّهما أسلما طمعاً، وذلك أنهما يخالطان مع اليهود ويخبران بخروج محمّد صلى الله عليه وسلم ويقولون لهما : يكون استيلائه على العرب كاستيلاء بخت نصّر على بني إسرائيل إلّا أنّه يدّعي النبوّة ولم يكن من النبوّة في شيء ، فلمّا ظهر أمر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ساعدا معه على شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله طمعاً أن يجدا من جهة رسول الله ولاية بلد إذا انتظم أمره ، وحسن باله ، واستقامت ولايته .

فلمّا آيسا من ذلك وافقا مع أمثالهما ليلة العقبة وتلثّا مثل من تلثّم وأرادوا قتلهفي المصدر : ( منهم ) بدلاً من : ( وأراد واقتله ) . ونفّروا بدابّة رسول الله لتسقطه ويصير هالكاً بسقوطه ، بعد أن صعد العقبة

ص: 183


1- في المصدر : (خلفاء ) .
2- في «د» «ر» «ص»: (الأمَّة).
3- في «د » «ص»: (الله) ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.

فيمن صعد ، فحاط(1) الله تعالى نبيّه من كيدهم ولم يقدروا أن يفعلوا شيئاً، وكان حالهما(2) كحال طلحة والزبير إذ جاءا عليّاً علیه السلام وبايعا طمعاً أن يكون لكلّ واحد منهما ولاية ، فلمّا لم يكن ذلك وآيسا من الولاية نكثا بيعته وخرجا عليه ، حتّى آل أمركلّ واحد منها إلى ما يؤول أمر من ينكث العهد والمواثيق (3) .

ص: 184


1- في المصدر : ( فحفظ ) .
2- في «د» «ر»: (حالهم ) .
3- الاحتجاج 2 243/232 - احتجاج الحجّة القائم المنتظر المهديّ عجّل الله فرجه - وعنه في بحار الأنوار 30 44/182، وأورده باختلاف الصدوق في كمال الدين: 21/455، الطبري في دلائل الإمامة: 96/7507 .

وممّا جاء في زفر من أنّه كان منافقاً

155 - ما نقلته من خطّ الشيخ الفاضل عليّ بن مظاهر الواسطي رحمه الله، بإسناد متّصل عن محمّد بن العلاء الهمداني الواسطى ويحيى بن جريح البغدادي ، قال : تنازعنا في باب(1) ابن الخطّاب فاشتبه علينا أمره ، فقصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمّي(2) - صاحب العسكري علیه السلام - بمدينة قم وقرعنا عليه الباب ، فخرجت إلينا صبيّة عراقية من داره(3) ، فسألناها عنه ، فقالت : هو مشغول بعياله ، فإنّه يوم عيد ، فقلنا : سبحان الله ! الأعياد عند الشيعة أربعة : الأضحى والفطر ويوم الغدير ويوم الجمعة .

ص: 185


1- ( باب ) لم يرد في البحار ، وأريد بعبارة : في باب) أي (في موضوع) وهي مستخدمة عند العجم.
2- أحمد بن إسحاق القمّي : أبو علي الأشعري، ثقة، روى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن علیهما السلام ، وكان من خواصّ أبي محمّد العسكري علیه السلام، و هو شيخ القمّيين ووافدهم، وممّن رأى صاحب الزمان عجّل الله فرجه عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الجواد والعسكري علیه السلام ، وذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في السفراء الممدوحين . انظر: رجال النجاشي : 225/91 ، رجال البرقي : 56 و 60 ، رجال الطوسي : 13/398 و 1/427 ، كتاب الغيبة : 395/417 .
3- في «د» « ص » « » : ( صبيّة من داره عراقيّة ) ، وما في المتن من بحار الأنوار .

قالت : فإنّ أحمد بن إسحاق يروي عن سيّده أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكري علیه السلام: أنّ هذا اليوم هو يوم عيد ، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت علیهم السلام وعند(1) مواليهم ، قلنا : فاستأذني لنا بالدخول عليه وعرّفيه بمكاننا ، فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا ، فخرج علينا وهو متّزر بمئزر له ، محتبى بكسائه يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه ، فقال : لا عليكما ، فإنّي كنت اغتسلت للعيد ، قلنا : أو هذا يوم عيد ؟ - وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل - قالا جميعاً : فأدخلنا داره ، وأجلسنا على سرير له .

وقال : إنّي قصدت مولانا أبا الحسن العسكري علیه السلام مع جماعة إخوتي - كما قصد تماني - بسرّ من رأى، فاستأذنّا بالدخول عليه في مثل هذا اليوم وهو اليوم

- التاسع من شهر ربيع الأوّل - وسيّدنا قد أوعز إلى كلّ واحدٍ من خدمه أن يلبس ما له(2) من الثياب الجُدُد ، وكان بين يديه مجمرة وهو يحرق العود بنفسه ، قلنا : بآبائنا أنت وأُمّهاتنا يابن رسول الله هل تجدّد لأهل البيت فرح ؟ فقال : «وأيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ولقد حدّثني أبي علیه السلام : أنّ حذيفة بن اليمان(3)

ص: 186


1- في «د» «ر» «ص»: ( وعيد ) .
2- في « د » « ر» «ص»: (ما عليه) ، و في بحار الأنوار ج 31: (ما يمكنه ) ، والمثبت من النسخ المساعدة .
3- في «ر» : ( حذيفة اليماني ) ، وهو حذيفة بن اليمان : أبو عبد الله العبسي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، و أضاف عليه الشيخ أنه من أصحاب الإمام عليّ علیه السلام ، عده ابن حجر من كبار الصحابة ، وقد شهد أحداً والخندق ، روى عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وقال ابن الأثير : هاجر إلى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فخيّره بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة ، وحذيفة صاحب سرّ رسول الله الله في المنافقين - ليلة العقبة - لم يعلمهم أحد إلا حذيفة ، أعلمه بهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلّى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة لم يحضر عمر . انظر: رجال البرقي : 2 ، رجال الشيخ : 5/16 و 2/37 ، الاصابة 1 : 332، أسد الغابة 1: 1113/468 .

دخل في مثل هذا اليوم - وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل على جدّي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، قال حذيفة: رأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين علیهک السلام يأكلون مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، وهو يتبسّم في وجوههم علیهم السلام ويقول لولديه الحسن والحسين علیهما السلام : كُلا هنيئاً لكما ببركة هذا اليوم ، فإنّه اليوم الذي يقبض(1) الله فيه عدوّه وعدوّ جدّكما ، ويستجيب فيه دعاء أمّكما .

كُلا ، فإنّه اليوم الذى يقبل الله تعالى فيه أعمال شيعتكما ومحبّيكما .

كُلا فإنّه اليوم الذي يصدّق فيه قول الله تعالى: (فَتِلكَ بُيُوتُهم خَاوِيةٌ بِمَا ظَلَمُوا )(2) .

كُلا فإنّه اليوم الذي تُكسر فيه شوكة مبغض جدكما .

كُلا، فإنّه اليوم الذي يُفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم .

كُلا فإنّه اليوم الذي يعمد (3) الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباءً منثوراً (4).

قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله، وفي أمّتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة ؟

فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : يا حذيفة ، جبتُ من المنافقين يترأّس عليهم، ويستعمل في أُمّتي الرياء ويدعوهم إلى نفسه ، ويحمل على عاتقه درّة الخزي ، ويصد عن سبيل الله ، ويحرّف كتابه ، ويغيّر سنّتي ، ويشتمل على إرث وُلدي، وينصب نفسه علماً، ويتطاول على مَن بعدي، ويستحلّ أموال الله من غير حلّه ، وينفقها في غير طاعته ، ويكذّب أخي ووزيري ، وينحي ابنتي عن حقّها ، فتدعو الله عليه

ص: 187


1- في بحار الأنوار ج 31: (يهلك).
2- سورة النمل 52:27 .
3- اقتباس من سورة الفرقان 25 آية 23 ( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوْا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ .. ).
4- في بحار الأنوار: (يقدم).

ويستجيب الله دعاءها في مثل هذا اليوم .

قال حذيفة: قلت: يا رسول الله ، فلِمَ لا تدعو الله ربّك عليه ليهلكه في حياتك ؟!

فقال : يا حذيفة ، لا أحبّ أن أجترئ على قضاء الله تعالى لما قد سبق في علمه ،لكنّي سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه له فضيلة على سائر الأيّام ، ليكون ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي وشيعة أهل بيتي ومحبّوهم .

فأوحى إليَّ جلّ ذكره ؛ فقال لي يا محمّد ، كان في سابق علمي أن تَمسّك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي من نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشوك ، وصافيتهم وكاشحوك(1) ، وارضيتهم وكذّبوك ، وأنجيتهم وأسلموك ، فإنّي أولى(2) بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليّاً حقّه ألف باب من النيران من سفال الفيلوق ، ولأصلينّه وأصحابه قعراً يشرف عليه إبليس فيلعنه ، ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنّهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنّم زرقاً ، كالحين أذلّة خزايا نادمين، ولأخلدنّهم فيها أبد الآبدين .

يا محمّد ، لن يوافقك وصيّك في منزلتك إلّا بما يمسّه من البلوى من فرعونه وغاصبه الذي يجترىء علىّ، ويبدّل كلامى، ويشرك بي ويصدّ الناس عن سبيلي ، وينصب نفسه عجلاً لأُمّتك ، ويكفر بي في عرشي .

ص: 188


1- الكاشح : العدوّ المبغض (تهذيب اللغة 4 87 - كشح - بمعنى أبغضوك وعادوك ) .
2- (2) ( أولى ) لم يرد في البحار ج 31 .

إنّي قد أمرت [ملائكتي في](1) سبع سماواتي لشيعتكم ومحبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه إلي ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسيّ كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا عليَّ، ويستغفروا لشيعتكم ومحبّيكم من ولد آدم ، وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام من ذلك اليوم ، لا يكتبون(2) عليهم شيئاً من خطاياهم ، كرامة لك ولوصيّك .

يا محمّد إنّي قد جعلت ذلك اليوم عيداً لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من المؤمنين وشيعتهم ، وآليت على نفسي بعزّتي وجلالي وعلوّي في مكاني لأحبونّ من يعيّد في ذلك اليوم محتسباً ثواب الخافقين في أقربائه وذوي رحمه ، ولأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه وعياله فيه، ولأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفاً من مواليكم وشيعتكم، ولأجعلنّ سعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً وأعمالهم مقبولة.

قال حذيفة : ثمّ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل إلى بيت(3) أُمّ سلمة، ورجعت عنه وأنا غير شاكٍّ في أمر الشيخ حتّى ترأس بعد وفاة النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وأُتيح الشرّ(4) وعاد الكفر ، وارتدّ عن الدين، وشمّر للملك ، وحرّف القرآن ، وأحرق بيت الوحي ، وأبدع السنن، وغيّر الملّة ، وبدل السنّة ، وردّ شهادة أمير المؤمنين علیه السلام ، وكذّب فاطمة بنت رسول الله ، واغتصب فدكاً، وأرضى المجوس واليهود والنصارى وأسخن(5) قرّة عين المصطفى ولم يرضهم، وغيّر السنن كلّها، ودبّر على

ص: 189


1- ما بين المعقوفتين أثبتناه من بحار الأنوار ج 31 ، وفي بعض المصادر بدله : ( أهل ) .
2- في العقد النضيد : (لا يكتبون).
3- قوله : (بيت) أثبتناه من بحار الأنوار وفي العقد النضيد : ( منزل ) .
4- أتيح أي قدّر (الصحاح :1: 357 - تيح ) . بمعنى مكّن للشرّ .
5- في حاشية الطبعة الحجرية للبحار في نسخة : (وأسخط).

قتل أمير المؤمنين علیه السلام ، وأظهر الجور، وحرّم ما أحلّ الله، وأحلّ ما حرّم الله، وألقى إلى الناس أن يتّخذوا من جلود الإبل دنانير (1)، ولطم حُرُّ وجه(2) الزكيّة ، وصعد منبر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم غصباً وظلماً، وافترى على أمير المؤمنين علیه السلام وعانده وسفّه رأيه.

قال حذيفة : فاستجاب الله دعاء مولاتي على ذلك المنافق، وأجرى قتله على يد قاتله رحمه الله ، فدخلت على أمير المؤمنين علیه السلام لأهنّئه بقتل المنافق ورجوعه إلى دار الانتقام.

فقال أمير المؤمنين علیه السلام : يا حذيفة ، أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيّدي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و أنا وسبطاه نأكل معه ، فدلّك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه ، قلت : بلى يا أخا رسول الله .

فقال : هو والله هذا اليوم الذي أقرّ الله به عين آل الرسول ، وإنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسماً.

قال حذيفة : فقلت : يا أمير المؤمنين أُحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم - وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل - فقال أمير المؤمنين علیه السلام : هذا يوم الاستراحة ، ويوم تنفيس الكربة ، ويوم العيد الثاني(3) ، ويوم تحطيط(4) الأوزار ، ويوم الخيرة ، ويوم رفع القلم ، ويوم الهدوء، ويوم العافية، ويوم البركة ، ويوم الثارات(5) ، ويوم

ص: 190


1- جاء في فتوح البلدان للبلاذري : 476 : ولقد كان عمر بن الخطاب قال : هممت أن أجعل الدراهم من جلود الإبل، فقيل له : إذاً لا بعير فامسك .
2- حُرُّ الوجه ما بدا من الوجنة ( الصحاح 2: 627 - حرر ) .
3- في بحار الانوار : ( ويوم الغدير الثاني ) .
4- في «س» «ن» «م» : (حط ).
5- في «س» «ن» «م» : ( الثأر ) .

عيد الله الأكبر، ويوم يستجاب فيه(1) الدعاء ، ويوم الموقف الأعظم ، ويوم التوافي، ويوم الشرط ، ويوم نزع السواد، ويوم ندامة الظالم، ويوم انكسار الشوكة ، ويوم نفي الهموم ، ويوم القنوع ، ويوم عرض القدرة ، ويوم التصفّح ، ويوم فرح الشيعة، ويوم التوبة ، ويوم الإنابة ، ويوم الزكاة العظمى، ويوم الفطر الثاني ويوم سيل النغاب(2)، ويوم تجرّع الريق(3) ، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل البيت ، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل، ويوم يقبل الله أعمال الشيعة ، ويوم تقديم الصدقة ، ويوم الزيادة(4)، ويوم قتل المنافق، ويوم الوقت المعلوم، ويوم سرور أهل البيت(5)، ويوم المشهود(6) ، ويوم القهر للعدو، ويوم هدم الضلالة ، ويوم التنبيه ، ويوم التصريد(7) ، ويوم الشهادة ، ويوم التجاوز عن المؤمنين ، ويوم الزهرة ، ويوم ، العذوبة(8) ، ويوم المستطاب به ، ويوم ذهاب سلطان المنافق ويوم التشديد ، ويوم يستريح فيه المؤمن، ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة، ويوم قبول الأعمال، ويوم التبجيل ، ويوم إذاعة السر، ويوم نصر المظلوم ، ويوم الزيارة ، ويوم التودد ، ويوم التحبّب ، ويوم الوصول ، ويوم التزكية ، ويوم كشف البدع ، ويوم الزهد في الكبائر،

ص: 191


1- في «س» « ن » « م » : (إجابة ) بدلاً من : ( يستجاب فيه ) .
2- في البحار ج 98: ويوم سبيل الله تعالى.
3- في « ن» « س» « م »: (الدقيق ) .
4- في البحار ج 98 : ( ويوم طلب الزيادة).
5- في البحار 31 زيادة: (ويوم الشاهد ).
6- في البحار زيادة: (ويوم يعضّ الظالم على يديه ) .
7- التصريد: سقي دون الرّي. وقد صرّده ( المحكم والمحيط الأعظم 2858 - صرد ) .
8- في «ص » « ر » : ( المعروف به ) وفي «د»: (المعرف به ) وما في المتن من بحار الأنوار .

ويوم التزاور ، ويوم الموعظة ، ويوم العبادة ، ويوم الاستسلام .

قال حذيفة : فقمت من عنده - يعني أمير المؤمنين علیه السلام - وقلت في نفسي : لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجو به الثواب إلّا فضل هذا اليوم لكان مناي».

قال محمّد بن العلاء الهمداني ويحيى بن محمّد بن جريح : فقام كلّ واحد منّا وقبّل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمّي، وقلنا له : الحمد لله الذي قيّضك لنا حتّى شرّفتنا بفضل هذا اليوم. و رجعنا عنه وتعيّدنا في ذلك اليوم (1).

فهذا الحديث الشريف فيه دلالة بيّنة على كون هذا الشخص من أكبر المنافقين ، وأعظمهم معاداة لآل محمّد علیهم السلام وشنآناً وبغضاً ، بنصّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ونصّ وصيّه أمير المؤمنين علیه السلام ، وشهادة حذيفة - رضي الله عنه - الذي قال فيه النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: «أعرفكم بالمنافقين حذيفة بن اليمان»(2) بسبب رؤيته إيّاهم ومعرفته لهم ليلة

ص: 192


1- أورده المجلسي في بحار الأنوار :31: 120 ، عن المحتضر ، وفي 98: 1/351 ، عن زوائد الفوائد لابن طاوس وذكره الطبرسي باختصار في المستدرك :2 4/522 عن زوائد الفوائد لابن طاوس، البحراني في معالم الزلفي : 325 ، عن الشيخ علي بن مظاهر تلميذ فخر الدين ولد العلامة الحلّي، الأميني في الغدير 1 : 287 ، عن المختصر ، وهو سهو بل الصحيح هو المحتضر ؛ لأنّ الرواية لم تذكر في الأوّل . ورواه الطبري الإمامي الصغير في دلائل الإمامة في الفصل المتعلّق بأمير المؤمنين علیه السلام مسنداً. وأخرجه محمّد بن الحسن القمّي في العقد النضيد والدرّ الفريد: 60 - 64 / الحديث السادس والأربعون. وأيضاً جاء مسنداً في مصباح الأنوار للشيخ هاشم بن محمّد (مخطوط) ، وهذا إسناده : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد القمّي بالكوفة ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعدويه القزويني وكان شيخاً صالحاً زاهداً ، سنّة إحدى وأربعين وثلاثمائة صاعد إلى الحج - قال : حدّثني محمّد - بن علي القزويني ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسن الخالدي بمشهد أبي الحسن الرضا علیه السلام ، قال : حدّثنا محمّد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن محمّد بن جريح البغدادي ، قالا ..
2- ولقد سئل أمير المؤمنين علیه السلام عن حذيفة اليماني ، فقال علیه السلام : علم أسماء المنافقين وسئل عن المعضلات حين غفل عنها ، ولو سألوه لوجدوه بها عالماً». ( أنظر : الغارات 1: 177 ، الاحتجاج 1 : 388 وعنهما في بحار الأنوار 10: 123 و 22: 330 و 317:34، المعجم الكبير للطبراني 6 : 214 ، تاريخ مدينة دمشق 12 : 276 و 422:21 ، كنز العمال 13 : 160).

العقبة ، والدباب التي دحرجوها لتنفير ناقة النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وقتله: ( فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ ما مَكَرُوا وَ حَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ )(1) وهذا الفعل منهم يشهد بنفاقهم وكفرهم ويصرّح بما قلناه فيهم ؛ ويؤيّده هذا الحديث الذي ذكرناه عن مولانا عليّ ابن محمّد الهاديّ علیه السلام .

وكيف لا تصدر هذه الأمور الفظيعة الشنيعة عنه ، وقد أجمعت الشيعة الإماميّة على أنّه ولد زنا(2).

156 - وقد روي في الحديث: «أنّ ولد الزنا لا ينجب»(3).

وهو يعمّ ولد الزنا في سائر الأزمنة ولا يخصّه في زمن دون زمن ؛

157 - لأنّه قد روي عنهم علیهم السلام:« أنّ علامة ولد الزنا بغضنا أهل البيت»(4)،

ص: 193


1- سورة غافر 45:40 .
2- قال الشيخ يوسف البحراني رحمه الله في الحدائق الناضرة 23: 25 ، « فإنّه لا خلاف نصّاً وفتوى في كونه - يعني عمر - ابن زنا ، وكذا حصول الزنا في آبائه أيضاً». أنظر : كتاب سليم بن قيس الهلالي : 158 ، الاحتجاج 1: 111 ، المثالب لابن شهر آشوب (مخطوط)، نهج الحق للعلامة الحلي : 348 ، الصراط المستقيم 3: 28 ، الطرائف :2: 469 ، الزام النواصب : 163 . أقول : وقد روى ذلك أيضاً في كتب العامّة كما لا يخفى ، ومنهم : الشيخ هشام بن السائب الكلبي في المثالب : 88 وابن أبى الحديد السنىّ المعتزلي في شرح النهج :2: 170 ، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 4: 304 في حق الكلبي المذكور : أبو المنذر الأخباري النسّابة العلامة ..
3- أورده المصنّف في كتابه مختصر البصائر : 384، المفيد في أوائل المقالات : 87 - 88 (ضمن مصنّفات المفيد ج 4) ، ابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 2: 180 ، النباطي في الصراط المستقيم :3: 28 والمراد به النجابة لا الإنجاب.
4- أورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 4 : 299 / قطعة من حديث 85 وعنه في الوسائل 15 : 15/344 ، والخصال : 217 / قطعة من حديث 40 وعنه في بحار الأنوار 73: 356/ قطعة من حديث 66 ، ومعاني الأخبار : 400/ قطعة من حديث 60 وعنه في مستدرك الوسائل 2: 7/19، ونقله المجلسي عن المعاني والخصال في بحار الأنوار 75 2/279 و 79: 12/21، المفيد في الاختصاص : 220 وعنه في بحار الأنوار 72 25/197 ، الليثي في عيون الحكم والمواعظ : 1802/73 .

ومبغض أهل البيت كافر ، يلحقه هذا الاسم وهذه الصفة في كلّ أحواله وطول عمره ، ولا ينفكّ عن بغضهم ما دام يسمّى ولد زنا .

فثبت ما قلناه في كفره ،باطناً ، وكونه منافقاً، وإذا ثبت أنّه كان منافقاً فصاحبه كذلك ؛ لعدم القائل بالفرق ، ولا يجوز إحداث قول ثالث بغير دليل .

ولو لم يكن لهما إلّا الأمر بإحراق بيت فيه فاطمة وعليّ والحسن والحسين علیهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وجعل سبحانه نفس عليّ نفس محمّد في آية المباهلة ، وجعل فاطمة بضعة من النبيّ(1) صلی الله علیه وآله وسلم يؤذيه ما يؤذيها ، وجعل الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ، وسائر أهل الجنّة شباب من نبيّ ووصيّ ومؤمن ، وزيّن الله سبحانه بهما عرشه ، فلمّا صحّ أنّهما همّا بإحراق هذا البيت الشريف على من فيه ، علمنا أنّهما انتهيا في الكفر والنفاق إلى غاية ليس ورائها منتهى .

158 - وروى محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب «بصائر الدرجات»: عن أحمد بن

محمّد ومحمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب ، عن يزيد الكناسي(2) عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «لمّا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ومعه

ص: 194


1- في «ص»: (رسول الله) بدلاً من : (النبي).
2- يزيد الكناسي : يكنّى بأبي خالد ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق علیهما السلام . رجال البرقي : 12 و 32، رجال الطوسي : 7/140 و 50/336 .

أبو الفصيل، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(1) : إنّي لأنظر الآن إلى جعفر وأصحابه الساعة تعوم(2) بهم سفينتهم في البحر، وإنّي لأنظر إلى رهط من الأنصار في مجالسهم مختبين بأقبيتهم ، فقال له أبو الفصيل : أتراهم يارسول الله الساعة ؟ قال : نعم ، فقال: فأرنيهم، قال: فمسح رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم على عينيه، ثمّ قال: انظر، فنظر فرآهم فقال له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(3) : أرأيتهم ؟ قال : نعم ، وأسرّ في نفسه أنّه ساحر»(4) .

159 - ومنه : عن موسى بن عمر ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن نجيح ، قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : جعلت فداك سمّى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أبا بكر الصدّيق ؟ قال : «نعم» قال : فكيف ؟ قال : «حين كان معه في الغار ، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إنِّي لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب (5) تضطرب في البحر ضالة ، فقال : يارسول الله

ص: 195


1- من قوله : ( في الغار) إلى هنا لم يرد في «ص».
2- العوم : السباحة ، وسير السفينة في البحر ( انظر : الصحاح 5: 1993 - عوم).
3- من قوله على عينيه إلى هنا لم يرد في «ص».
4- بصائر الدرجات : 13/442 وعنه في بحار الأنوار 19: 22/71 و 330: 54/193 ، وقد ذكر القمّي في تفسيره 1: 290 وعنه في بحار الأنوار 19: 10/53 ، و 31: 8/589 وتفسير نور الثقلين 2: 15/220 ، باختلاف يسير .
5- هو أبو عبد الله جعفر بن أبي طالب عبد مناف بن عبدالمطلّب شيبة الحمد بن هاشم القرشي الهاشمي ، ابن عمّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم . أسلم بعد إسلام أخيه أمير المؤمنين علیه السلام علي بقليل، رُوي أنّ أبا طالب علیه السلام رأى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم و عليّاً علیه السلام يصلّيان وعليّ عن يمينه ، فقال لجعفر : صل جناح ابن عمّك وصلّ عن يساره كان جعفر أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وكان يكنّى بأبي المساكين؛ لرأفته عليهم وإحسانه لهم . وكان من المهاجرين الأوّلين ، هاجر إلى أرض الحبشة ، وقدم منها على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حين فتح خيبر ، فتلقّاه النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم واعتنقه وقبله بين عينيه ، وقال : «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحاً ، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر» وكان ذلك في سنة سبع للهجرة ، وقد أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامرأته أسماء بنت عميس من غنائم خيبر . اخی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلمبین جعفر ومعاذ بن جبل . استشهد جعفر علیه السلام في غزوة مؤتة ، وكان ذلك في جمادى الأولى من سنة ثمان للهجرة ، وهو لمّا رأى الحرب اشتدّت والروم قد غلبت اقتحم عن فرس له أشقر ثمّ عقره ، وهو أوّل من عقر في الإسلام، وقاتل حتى قطعت يده اليمنى ، فأخذ الراية بيده اليسرى، وقاتل حتّى قطعت أيضاً ، فاعتنق الراية وضمها إلى صدره حتّى قتل سلام الله عليه ، فوجد فيه نيف وثمانون جراحة ما بين طعنة وضربة ورمية ، فحزن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لقتل جعفر حزناً شديداً ، وقال صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنّة مع الملائكة حيث شاء». ومن هنا قيل له : جعفر ذو الجناحين أو جعفر الطيّار . انظر: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 35 ، الدرجات الرفيعة : 69 ، أسد الغابة 1: 759/341 ، الاستيعاب 1 327/242 ، طبقات ابن سعد 34:4 .

وإنّك لتراها ؟ قال : نعم ، قال : فتقدر أن ترينيها ؟ قال : ادن منّى ، قال فدنا منه ، فمسح على عينيه (1) ، ثمّ قال : انظر ، فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر ، ثمّ نظر إلى قصور أهل المدينة، فقال في نفسه : الآن صدّقت أنّك ساحر ، فقال رسول الله : الصدّيق أنت» (2).

ص: 196


1- قوله: (فمسح على عينيه) لم يرد في «ص».
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 14/442 وعنه في بحار الأنوار 18: 10/109 و 30: 55/194 ، القمي في تفسيره 1 : 290 وعنه في بحار الأنوار :31: 8/589 والمصنّف في المختصر 100/151 .

وممّا يدلّ على نفاقهما وكفرهما في حياة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

160 - ما رواه محمّد بن يعقوب الكليني في «الكافي»: عن عدّة من أصحابه، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : بينا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين علیه السلام ، فقال له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم، ولولا أن تقول فيك طوائف(1) من أُمّتى ما قالت النصارى في عيسى بن مريم(2) ، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملاً من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك، يلتمسون بذلك البركة» قال : فغضب الأعرابيان والمغيرة ابن شعبة وعدة من قريش معهم، وقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلاً إلا عيسى ابن مريم ؟! فأنزل الله على نبيّه فقال : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا آلِهَتُنا خَيْرٌ أم هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) (3) (4).

ص: 197


1- في «د» «ر»: ( طائفة ) .
2- قوله تعالى : ( وقالت النصارى المسيح ابن الله ) سورة التوبة 9: 30 .
3- سورة الزخرف 43: 57 - 58 .
4- الكافي : 18/57 وعنه في بحار الأنوار 35 22/323 ومدينة المعاجز 2 : 544/265 و نور الثقلين :2 367530 و 4: 71/609.

161 - ومنه : عن حميد بن زياد، عن محمّد بن أيّوب ، عن عليّ بن أسباط ، عن الحكم بن مسكين ، عن يوسف بن صهيب ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أقبل يقول لأبي بكر في الغار : اسكن فإن الله معنا - وقد أخذته الرعدة - وهو لا يسكن ، فلمّا رأى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حاله ، قال له : تريد أن أُريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدّثون ، وأُريك جعفراً وأصحابه في البحر يعومون ؟ فمسح رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بيده على وجهه ، فنظر إلى الأنصار يتحدثون، ونظر إلى جعفر وأصحابه يعومون في البحر، فأضمر تلك الساعة انّه سحر »(1) .

162 - ومنه أيضاً : عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان الجعفرى ، قال : سمعت أبا الحسن علیه السلام يقول في قوله تعالى: (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ )(2)، قال : «يعني فلاناً وفلاناً وأبا عبيدة ابن الجرّاح»(3).

163 - ومنه أيضاً : عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد - ابن المسيّب(4)، عن عليّ بن الحسين علیهما السلام - في حديث طويل يذكر فيه

ص: 198


1- الكافي :: 377/262 وعنه في بحار الأنوار :19 40/88 ، وفيهما: (ساحر). بدل: (سحر). و تفسير نور الثقلين 2 : 157/219 ، وأورده المفيد في الاختصاص : 19 ، وفيه: يونس بن صهیب، عن أبي جعفر علیه السلام وعنه في بحار الأنوار 30: 143/273 .
2- سورة النساء 4 : 108 .
3- الكافي : 525/334 وعنه في بحار الأنوار 30 : 141/271 و تفسير نور الثقلين 1 : 552/548 ، وأورده العيّاشي في تفسيره 1: 267/274 .
4- سعيد بن المسيب : ابن حزن أبو محمد المخزومي ، سمع من الإمام علي بن الحسين علیه السلام وروى عنه ، وهو من الصدر الأول، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام السجاد علیه السلام . وقيل : إنّه من حواريه ، وقد ربّاه أمير المؤمنين علیه السلام. رجال البرقي : 8، رجال الطوسي : 1/90 ، رجال العلامّة : 453/156 .

مهاجرة النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وانتظاره أمير المؤمنين بقبا(1) حتّى قدم عليه -.

قال سعيد بن المسيب لعليّ بن الحسين علیه السلام : جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه ؟ فقال له : «إنّ أبا بكر لمّا قدم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم عليّ علیه السلام ، قال له أبو بكر : انهض بنا إلى المدينة ، فإنّ القوم قد فرحوا بقدومك ، وهم يستريثون(2) إقبالك إليهم ، فانطلق بنا ولا تقم هاهنا تنتظر عليّاً ، فما أظنّه يقدم عليك إلى شهر(3) .

فقال له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «كلّا ما أسرعه ، ولست أريم(4) حتّى يقدم ابن عمّي : وأخي في الله عزّوجلّ وأحبّ أهل بيتي إليّ، فقد وقاني بنفسه من المشركين ، قال : فغضب أبو بكر ذلك واشمازّ، وداخله من ذلك حسد لعليّ علیه السلام ، وكان ذلك أوّل عداوة بدت منه الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فى علىّ علیه السلام ، وأوّل خلاف لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فانطلق حتّى دخل المدينة وتخلّف رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بقبا ينتظر عليّاً علیه السلام»(5) إلى آخر الحديث.

164 - وروى أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين علیه السلام

ص: 199


1- مسجد قبا بالضم ، وأصله اسم بئر هناك ، عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار ، وهي على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة (معجم البلدان 4: 342).
2- استراث : استبطأ ( القاموس المحيط 1 : 228 - ريث) وفي «د» «ص»: (يستبشرون).
3- في «ص » « ر » : (عليك شهراً).
4- أريم : أبرح (الصحاح 5 : 1939 - ريم ) . بمعنى لست أغادر .
5- الكافي 8: 340 قطعة من ح 539 وعنه في مختصر البصائر : 21/344 وبحار الأنوار 19: 2/116 ، وأورده ابن طاوس في الطرائف 2: 112، باختلاف يسير .

في حديث طويل قال فيه - ولقد قال لأصحابه الأربعة أصحاب الكتاب : «الرأي - والله - أن ندفع محمّداً برمّته ونسلم !

وذلك حين جاء العدوّ من فوقنا ومن تحتنا، كما قال الله تعالى: ( وزُلزِلُوا زلزالاً شديداً )(1) ( وتظنونَ باللهِ الظنونا )(2) ( وإذ يقولُ المنافقون والذينَ فِي قُلوبهم مَرَضٌ مَا وَعَدَنا الله ورسولُهُ إِلَّا غُروراً )(3) .

فقال صاحبه : لا ولكن نتّخذ صناً عظيماً فنعبده ؛ لأنّا لا نأمن أن يظفر ابن أبي كبشة فيكون هلاكنا ، ولكن يكون هذا الصنم ذخراً لنا ، فإن ظفرت قريش أظهرنا عبادة هذا الصنم ، وأعلمناهم أنّا كنّا لم نفارق ديننا ، وإن رجعت دولة ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سرّاً.

فنزل جبرئيل علیه السلام فأخبر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، ثمّ خبّرني به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعد قتلي ابن عبدودّ فدعاهما ، فقال : كم صنم عبدتما في الجاهليّة ؟ فقالا : يا محمّد ، لا تعيّرنا بما مضى في الجاهليّة ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم: كم صنماً تعبدان يومكما هذا ؟ فقالا : والذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما نعبد إلّا الله منذ أظهرنا لك من دينك ما أظهرنا .

فقال لي: ياعليّ، خذ هذا السيف وانطلق إلى موضع كذا وكذا فاستخرج الصنم الذي يعبدانه فاهشمه ، فإن حال بينك وبينه أحد فاضرب عنقه . فانكبّا على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وقالا : استرنا سترك الله .

فقلت : أنا لهما ، اضمنا لله ولرسوله أن لا تعبدا إلّا الله ولا تشركا به شيئاً ، فعاهدا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم على ذلك ، وانطلقت حتّى استخرجت الصنم فكسّرت وجهه

ص: 200


1- سورة الأحزاب 33: 11 .
2- سورة الأحزاب 33 :10 .
3- سورة الأحزاب 33: 12 .

ويديه(1) وجذمت(2) رجليه . ثمّ انصرفت إلى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم. فوالله لقد عرف ذلك في وجوههما علىّ حتّى ماتا»(3) وساق الحديث إلى آخره.

165 - ومن رواية أبان ، عن سليم أيضاً ، قال سليم : شهدت أباذرّ بالربذة(4) حين سيّره عثمان - أوصى إلى عليّ علیه السلام في أهله وماله ، فقال له قائل : لو كنت أوصيت إلى أمير المؤمنين ؟ فقال : قد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقّاً علي بن أبي طالب علیه السلام ، سلّمنا عليه بإمرة المؤمنين على عهد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، بأمر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، إذ قال لنا : «سلّموا على أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمّتي، ووليّ كلّ مؤمن بعدي بامرة المؤمنين، فإنّه ربّ الأرض الذي تسكن إليه ، ولو قذفتموه(5) أنكرتم الأرض وأهلها».

فرأيت عجل هذه الأمة وسامريها راجعا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فقالا : حقّ من الله ورسوله . فغضب رسول الله وقال: «حقّ من الله ورسوله أمرني بذلك».

فلمّا سلّمنا عليه أقبلا على أصحابها - سالم وأبي عبيدة(6) - حين خرجا من بيت عليّ علیه السلام - من بعد ما سلّمنا عليه - فقالا لهم ما بال هذا الرجل [مازال ](7)

ص: 201


1- في «د» «ن» «م» : (بدنه).
2- في بحار الأنوار: (جزمت) وجذمت: أي قطعته وكذلك الجزم انظر : مجمع البحرين 6: 27 و 29).
3- کتاب سليم بن قيس الهلالي 2 15/701 ، ضمن حديث طويل وعنه في مدينة المعاجز 2: 418/88 وبحار الأنوار 30 321 ضمن حديث 153 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 30 156/332 .
4- الربذة : من قرى المدينة على ثلاثة أيّام، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز ، وفيها موضع قبر أبي ذرّ الغفاري الصحابي الجليل رضوان الله عليه (انظر معجم البلدان 3 : 27).
5- في «س» «م»: (فقدتموه)، وفي المصدر: (ولو قد فقدتموه).
6- في المصدر : ( معاذ وسالم وأبي عبيدة ) .
7- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

يرفع خسيسة(1) ابن عمّه ، وقال أحدهما : إذاً يحسن أمر ابن عمّه ، ثمّ قال الجميع : ما لنا عنده خير ما بقي عليّ.

قال : فقلت : يا أبا ذرّ هذا التسليم بعد حجّة الوداع أو قبلها ؟ فقال : أمّا التسليمة الأولى فقبل حجّة الوداع ، وأمّا التسليمة الأخرى فبعد حجّة الوداع ، قلت : فمعاقدة هؤلاء الخمسة متى كانت ؟ قال : في حجّة الوداع .

قلت : أخبرني أصلحك الله عن الاثني عشر أصحاب العقبة ، المتلثّمين الذين أرادوا أن ينفّروا برسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ناقته ، ومتى كان ذلك ؟ قال : بغدير خم ، مقبل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من حجّة الوداع .

قلت : أصلحك الله تعرفهم ؟ قال : إي والله كلّهم ، قلت : من أين تعرفهم وقد أسرّهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى حذيفة ؟ ! قال : إنّ عمّار بن ياسر كان قائداً وحذيفة سائقاً ، فأمر حذيفة بالكتمان ولم يأمر بذلك عمّاراً، قلت : فسمّهم لي ، قال : خمسة أصحاب الصحيفة(2)، وخمسة أصحاب الشورى(3)، وعمرو بن العاص ومعاوية(4) ، ثمّ ساق الحديث .

166 - ومن رواية أبان ، عن سليم بن قيس ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه في حديث

ص: 202


1- الخسيسة: يقال: رفعت من خسّیسته، إذا فعلت به فعلاً يكون فيه رفعته (الصحاح : 923 - خسس ) . أي يرفع من شأنه.
2- أصحاب الصحيفة هم أبو بكر وعمر بن الخطّاب وأبو عبيدة الجرّاح، وسالم - مولى حذيفة - ومعاذ بن جبل .
3- أصحاب الشورى هم عثمان والزبير وطلحة وسعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف (انظر : أمالي الطوسي : 556 ) .
4- کتاب سليم بن قيس الهلالي :2 20/729 وعنه في العقد النضيد والدرّ الفريد : 111 / 86 وفي بحار الأنوار 28 : 127.

طويل يقول فيه : ولمّا انتهى بعلىّ علیه السلام إلى أبي بكر انتهره ،عمر ، وقال له : بايع ودع عنك هذه الأباطيل ، فقال له عليّ علیه السلام : «فإن لم أفعل فما أنتم صانعون ؟» قالوا : نقتلك ذلّاً وصغاراً ، قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، فقال أبو بكر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخا رسوله فلا نقرّ لك بهذا ، قال : «أتجحدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخي بيني وبينه ؟» قالوا : نعم ، فأعادها ثلاث مرّات .

ثمّ أقبل عليّ علیه السلام فقال: «يا معاشر المسلمين والمهاجرين والأنصار ، أنشدكم الله تعالى أسمعتم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول يوم غدير خمّ كذا وكذا، غزوة تبوك كذا وكذا» - فلم يدع عليّ علیه السلام شيئاً قاله رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علانية للعامّة إلّا ذكّرهم إيّاه - فقالوا : نعم ، فلمّا تخوّف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه، بادرهم وقال له : كلّ ما قلته حقّ قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا، ولكن قد سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول بعد هذا : إنّا أهل بيت اصطفانا الله واختار لنا الآخرة على الدنيا ، وإنّ الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة والخلافة .

فقال عليّ علیه السلام : «هل أحد من أصحاب رسول الله يشهد بهذا معك؟» فقال عمر : صدق خليفة رسول الله قد سمعته منه كما قال ، وقال أبو عبيدة وسالم - مولى حذيفة - ومعاذ بن جبل : قد سمعنا ذلك من رسول الله .

فقال عليّ علیه السلام: «لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاقدتم عليها في الكعبة : إن قتل(1) محمّداً أو مات لتزون(2) هذا الأمر عنّا أهل البيت» .

فقال له أبو بكر : فما علّمك بذلك ، أطلعناك عليها ؟ !

ص: 203


1- في « ر » « ص» « ن » والمطبوع زيادة : ( الله ) .
2- زوي عند كذا ؛ أي عدله وصرفه عنه (لسان العرب 14: 365 ) .

فقال علىّ علیه السلام:« أنت يا زبير وأنت ياسلمان وأنت يا أبا ذرّ وأنت يا مقداد أسألكم بالله وبالإسلام أسمعتم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول ذلك ؟ وأنتم تسمعون أنّ فلاناً وفلاناً - حتّى عدّ هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا ؟ !».

فقالوا : اللّهمّ نعم ، قد سمعنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول ذلك : إنّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا أيماناً على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتاباً إن قتلت أو متّ أن يزووا عنك هذا الأمر يا علي».

قلت : «بأبي أنت وأمّى يارسول الله فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل ؟ فقال صلی الله علیه وآله وسلم : إن وجدت أعواناً عليهم فجاهدهم ونابذهم ، وإن لم تجد أعواناً فبايع واحقن دمك»(1) إلى آخر الحديث .

ص: 204


1- کتاب سليم بن قيس الهلالي 2 4/588 وعنه في الاحتجاج 1: 109 وبحار الأنوار 28: 45/271 .

وممّا يدلّ على ما قلناه من أنّهما كانا منافقين غير مؤمنين

167 - ما سُمع من قنوت مولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام وقوله فيه هاهنا وشهرته تُغني عن ذكر إسناده وهو(1).

«اللّهمّ العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيها(2) اللذين خالفا أمرك ، وأنكرا وحيك ، وجحدا إنعامك ، وعصيا رسولك ، وقلّبا دينك ، وحرّفا كتابك(3) ، وعطّلا أحكامك ، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك ، وعاديا أولياءك ، وواليا(4) أعداءك ، وخرّبا بلادك ، وأفسدا عبادك . اللّهمّ العنهما وأتباعهما وأوليائهما وأشياعهما ومحبيّهما (5).

ص: 205


1- هذا الدعاء جاء في المصباح والبلد الأمين للكفعمي بتقديم وتأخير في بعض الألفاظ أو اختلاف يسير ونحن نذكر هنا بعض هذه الاختلافات اللفظيّة .
2- قوله : ( وإفكيها وابنتيهما ) لم يرد في «د» «ص » « ر » .
3- في المصباح للكفعمي زيادة : ( و أحبّا أعداءك ، وجحدا آلاءك).
4- في «د» «ر» «ص»: (وأحبا) بدلاً من: (وواليا).
5- في المصباح والبلد زيادة: (فقد أخربا بيت النبوّة وردما بابه ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه، وحجدا إمامته، وأشركا بربهما ، فعظم ذنبهما، وخلدهما في سقر ، وما أدراك ما سقر لا تُبقي ولا تذر).

اللّهمّ العنهم بعدد كلّ(1) منكر أتوه ، وحقٍّ أخفوه ، ومنبرٍ علوه ، ومؤمنٍ آذوه ، ومنافق ولّوه، ووليّ آذوه وطريد آووه ، وصادق طردوه ، وإمام قهروه، وفرض غيّروه، وأثر أنكروه، وشرٍّ آثروه، ودمٍ اراقوه ، وأثرٍ بدّلوه ، وكفرٍ نصبوه ، وحكمٍ قلّبوه ، وإرثٍ غصبوه وفيءٍ اقتطعوه، وسُحت أكلوه وخُمسٍ استحلّوه، وباطلٍ ، أسّسوه (2)، وجورٍ بسطوه ، ونفاقٍ أسرّوه ، وغدرٍ أضمروه ، وظلمٍ نشروه ، ووعدٍ أخلفوه ، وإمام خانوه ، وعهدٍ نقضوه، وحلالٍ حرّموه ، وحرام حلّلوه ، وبطن فتقوه وضلع دقّوه، وصكّ مزّقوه ، وشملٍ بدّدوه ، وعزيزٍ اذلّوه ، وذليل أعزّوه ،

وحقٍّ منعوه(3).

اللّهمّ العنهم بعدد كلّ آيةٍ حرّفوها ، وفريضةٍ تركوها ، وسنّة غيّروها ، وأحكامٍ عطّلوها ، ورسومٍ قطعوها ، ووصيّةٍ ضيّعوها ، وبيعةٍ نكثوها ، ودعوى أبطلوها وبيّنةٍ أنكروها ، وحيلةٍ أحدثوها ، وخيانةٍ(4) أوردوها ، وعَقَبةٍ ارتقوها ، ودبابٍ دحرجوها ، وأزيافٍ لزموها ، وشهاداتٍ كتموها (5) .

اللّهمّ العنهم لعنا كثيراً أبداً سر مداً في مستسرّ السرّ وظاهر العلانية(6) ، لا انقطاع

ص: 206


1- في «د» «ر» «ص»: (بكلّ) بدلاً من: (بعدد كلّ).
2- من قوله: (وحكم قلّبوه) إلى هنا لم يرد في «ص».
3- في المصباح زيادة : ( وإمام خالفوه ) .
4- في « ر» : (جناية).
5- في المصباح زيادة : (وأزياف لزموها وشهادات كتموها) .
6- في المصباح وبحار الأنوار زيادة : ( في مسترّ السرّ وظاهر العلانية) ، وفي بحار الأنوار : (مكنون) بدلاً من: (مستسرّ).

لعدده ولا نفاد لمدده ، لعناً يعود أوّله ولا ينقطع(1) آخره ، لهم و (2) لأنصارهم وأعوانهم ومحبّيهم ومواليهم المائلين إليهم ، والناهضين بأجنحتهم ، والمعتدّين بهديهم، والمصدّقين بإجابتهم».

يقول أربع مرّات : «اللّهمّ عذّبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين ربّ العالمين »(3).

168 - ومن كتاب «التفسير»، المنقول برواية محمّد الصدوق ابن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه الله ، عن رجاله ، عن مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ علیه السلام في قوله عزّ وجلّ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) (4).

قال الإمام علیه السلام :« قال العالم موسى بن جعفر علیه السلام : إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا أوقف أمير المؤمنين علیه السلام في يوم الغدير - موقفه المعروف المشهور - ثمّ قال : يا عباد الله (5) أنسبونى ، فقالوا : أنت محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف .

ثمّ قال : أيّها الناس ألست أَولي بكم من أنفسكم؛ فأنا مولاكم أولى من

ص: 207


1- في المصباح : ( يغدو أوّله ولا يروح) . بدلاً من : ( يعود أوّله ولا ينقطع ).
2- قوله : ( لهم و ) لم يرد في «د» «ص » « ر » .
3- أورده الكفعمي في البلد الأمين : 551 - 552 ، والمصباح : 552 - 553 وعنهما في بحار الأنوار :85 5/260 ومستدرك الوسائل 4 : 8/405، مع ذكر فضل الدعاء عن الإمام عليّ علیه السلام حيث قال :« إنّ الداعي به كالرامي مع النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم في بدر وأحد بألف ألف سهم» وقد شرح هذا الدعاء الشريف المحقّق الثقة، الحافظ الشيخ أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني، المتوفّى بعد 635ه، شيخ سيّد ابن طاوس باسم:« رشح الولاء في شرح الدعاء» وهذا الكتاب مشهور وله عدّة نسخ، وطبع أخيراً بتحقيق السيّد محمود الغريفي البحراني وفي مشهد المقدّسة بتحقيق: الشيخ قيس بهجت العطّار.
4- سورة البقرة 2 : 8.
5- في «ر» « س» « م » : ( عبیدالله ) .

أنفسكم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، فنظر إلى السماء وقال : اللّهمّ اشهد - يقول هو ذلك ويقولون ثلاثاً - .

ثمّ قال : ألا من كنت مولاه وأولى به فهذا علىّ(1) مولاه وأولى به ، اللّهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله .

ثمّ قال صلی الله علیه وآله وسلم: قم يا أبا بكر فبايع له بإمرة المؤمنين ففعل .

ثم قال صلی الله علیه وآله وسلم بعد ذلك لتمام تسعة نفر ، ثمّ لرؤساء المهاجرين والأنصار ، فبايعوا كلّهم ، فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطّاب فقال : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، ثمّ تفرّقوا عن ذلك وقدو كّدت عليهم العهود والمواثيق.

ثمّ إنّ قوما من مردتهم وجبابرتهم تواطؤوا بينهم ، لئن كانت لمحمّد كائنة ليدفعنّ هذا الأمر عن عليّ ولا يتركونه له ، فعرف الله تعالى ذلك من قبلهم، وكانوا يأتون رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ويقولون : لقد أقمت عليّاً أخير(2) خلق الله إلى الله وإليك وإلينا ، كفيتنا به(3) مؤونة الظلمة والجبّارين في سياستنا ، وعلم الله تعالى من قلوبهم خلاف ذلك ومن مواطأة بعضهم لبعض ، أنّهم على العداوة مقيمون ، ولدفع الأمر عن مستحقّه مؤثرون . فأخبر الله عزّ وجلّ محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم عنهم ، فقال : يا محمّد : (ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا يا بالله ) الذي أمرك بنصب عليّ إماماً وسائساً لأمّتك ومدبّراً ( وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) (4)

ص: 208


1- ( عليّ ) لم يرد في «ر» «ص » « م » .
2- في المصدر : ( أحبّ).
3- في «د» «ص» «ر» : ( بأنّه ) .
4- سورة البقرة 2 : 8.

بذلك ، لكنّهم يتواطئون على هلاككم وهلاكه ، ويوطّنون أنفسهم على التمرّد على عليّ علیه السلام ، إن كانت بك كائنة»(1).

قوله تعالى: (يُخادِعُونَ الله )(2) الآية .

قال موسى بن جعفر علیه السلام : فاتصل ذلك من مؤاطاتهم وقيلهم في عليّ علیه السلام ، وسوء تدبيرهم عليه برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاهم وعاتبهم فاجتهدوا في الأيمان.

وقال أوّلهم: يا رسول الله ما اعتددت بشيءٍ كاعتدادي بهذه البيعة ، ولقد رجوت أن يفسح الله بها لي في قصور الجنان، ويجعلني فيها أفضل النزّال والسكّان.

وقال ثانيهم : بأبي أنت وأمّى ، ما وثقت بدخول الجنّة والنجاة من النار إلّا بهذه البيعة ، والله ما يسرّني إن نقضتها أو نكثت بعدما أعطيت من نفسي ، وأنّ لي طِلاعَ ما بين الثرى إلى العرش لآلىء رطبة وجواهر فاخرة.

وقال ثالثهم : يارسول الله ، لقد صرت من الفرح بهذه البيعة من السرور والفسح من الآمال في رضوان الله ما أيقنت أنّه لو كانت ذنوب أهل الأرض كلّها في عنقي(3) لمحّصت عنّي هذه البيعة ، وحلف على ما قال من ذلك ، ولعن من بلغ عنه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خلاف ما(4) حلف عليه .

ثمّ تتابع بمثل هذا الاعتذار من بعدهم من الجبابرة المتمرّدين ، فقال الله عزّ وجلّ

ص: 209


1- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 58/111 وعنه في بحار الأنوار :37: 36/141 وتأويل الآيات 1: 7/34 و تفسير كنز الدقائق للمشهدي 1: 115 .
2- سورة البقرة 2: 9 .
3- في المصدر : ( عليّ ) بدلاً من : ( في عنقي ) .
4- في «د» «ر» «ن»: ( بعد ما ) بدلاً من : ( خلاف ) .

لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم(1): ( يُخادِعُونَ الله ) ويخادعون رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بإبدائهم خلاف ما في جوانحهم الذينَ آمَنُوا كذلك أيضاً الذين سيّدهم وفاضلهم عليّ بن أبي طالب علیه السلام .

ثمّ قال : ( وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ ) ما يضرّون بتلك الخديعة إلّا أنفسهم : فإنّ الله غنىّ عنهم وعن نصرتهم، لولا إنهاء الإمام ما قدروا على شيء من فجورهم وطغيانهم ( وَمَا يَشْعُرُونَ )(2) أنّ الأمر كذلك ، وأنّ الله يطلّع نبيّه على نفاقهم وكذبهم وكفرهم ، ويأمره بلعنهم فى لعنة الظالمين الناكثين، وذلك اللعن لا يفارقهم في الدنيا ، يلعنهم خيار عباد الله وفي الآخرة يُبتلون بشدائد عذاب الله(3).

169 - ومن «التفسير الشريف» أيضاً في قوله تعالى : ( وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا )(4) إلى آخر الآيتين .

قال : قال موسى الكاظم صلوات الله عليه : وإذا لقى هؤلاء الناكثون البيعة المتواطئون على مخالفة علىّ علیه السلام فدفع الأمر عنه - قالوا : آمنا كإيمانكم ، وإذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذر ،وعماراً ، قالوا : آمنّا بمحمّد وسلّمنا له بيعة علىّ علیه السلام وفضله ، وانقدنا لأمره كما آمنتم ، وأنّ أوّلهم وثانيهم وثالثهم إلى تاسعهم ، وربّما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان وأصحابه ، فإذا لقوهم اشمأزّوا منهم ، وقالوا : هؤلاء أصحاب الساحر والأهوج - يعنون محمّداً وعليّا علیهما السلام-.

ثمّ يقول بعضهم لبعض : احترزوا منهم لا يقفون على فلتات كلامكم على كفر

ص: 210


1- قوله: (لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم) أثبتناه من «س» «م» والمصدر.
2- سورة البقرة 2: 9 .
3- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 59/113 وعنه في بحار الأنوار 37: 36/141.
4- سورة البقرة 14:2 .

محمّد فيما قاله في عليّ، فينمّوا(1) عليكم ، فيكون فيه هلاككم فيقول أوّلهم : انظروا إليّ كيف أسخر منهم وأكفّ عاديتهم عنكم ، فإذا التقوا قال أوّلهم : مرحباً بسلمان ، ابن الإسلام الذي قال فيه محمّد سيّد الأنام : لو كان الدين معلّقاً بالثريّا لتناوله رجال من أبناء فارس ، هذا أفضلهم - يعنيك - وقال فيه : سلمان منّا أهل البيت .

وكذلك يخاطب كلّ واحدٍ واحدٍ بما قال فيه الرسول صلی الله علیه وآله وسلم من المدح له والثناء عليه - وساق الحديث علیه السلام إلى أن قال - فيقول الأوّل لأصحابه : كيف رأيتم سخريّتي بهؤلاء ؟ وكيف كففت عاديتهم عنّي وعنكم ؟ فيقولون له : لانزال بخير ما عشت لنا ، فيقول لهم : فهكذا فلتكن مجاملتكم(2) لهم إلى أن تنتهزوا الفرصة فيهم ، : فإنّ اللبيب العاقل من تجرّع على الغصّة حتّى ينال الفرصة .

ثمّ يعودون إلى أخدانهم (3)(3) من المتمرّدين والمنافقين، والمشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فيما أدّاه إليهم عن الله تبارك وتعالى من ذكر أمير المؤمنين علیه السلام ونصبه إماماً على كافّة المكلّفين. ( قالوا إنّا معكم ) على ما واطأناكم عليه من دفع هذا الأمر إن كانت بمحمّد كائنة فلا يغرركم ويهولنّكم ما تسمعونه منّا(4) من تقريظهم (5)،

ص: 211


1- نمّ الحديث : رفعه وأشاعه (القاموس المحيط 4: 158 - نم) . و هذا من تُهم الكفّار الذين كانوا يتّهمون به أصحاب النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وبالخصوص الذين ثبتوا مع الإمام عليّ علیه السلام بأنّهم نمّامون .
2- في المصدر : ( معاملتكم ) .
3- الخدن والخدين: الصديق (الصحاح 2107:5 - خدن).
4- في «ر» «س» «ص» «م»: (منّي).
5- في «ر» «س» «م»: (تفريطهم)، والتقريظ : مدح الإنسان وهو حي (الصحاح 3: 1177 - قرظ).

وترون ما نجترئ(1) عليه من مداراتهم (فإنّما نَحنُ مستهزؤن ) بهم. ثمّ ذكر تفسير الآيتين إلى آخر كلامه علیه السلام (2).

170 - ومن كتاب «الخصال» للصدوق محمد بن بابويه رحمه الله : أبيه رضي الله عنه ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ بن إسماعيل الأشعري ، عن محمد بن سنان ، عن أبي مالك الجهني ، قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : «ثلاثة لا يكلّمهم الله تعالى يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : من ادّعى إماماً ليست إمامته من الله تعالى ، ومن جحد إماماً إمامته من الله تعالى، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً »(3).

171 - ومن الكتاب أيضاً : حدّثنا أحمد بن محمّد، عن سماعة ، عن عيسى بن هشام، عن منصور بن يونس ، عن زيد بن جهم الهلالي ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سمعته وهو يقول : « لمّا نزلت ولاية عليّ علیه السلام ، قال رجلان من الناس : والله ما هذا من تلقاء الله عزّ وجلّ ولكنّه أراد أن يشرّف ابن عمّه ، فأنزل الله تعالى: ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) يعني به عليّاً ( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) يعني به الرجلين اللذين قالا ما قالا ( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يعني به عليّا علیه السلام ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) يعني به ولاية عليّ علیه السلام (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) (4)»(5) .

ص: 212


1- في «س» «ص» «م» « ر » : (وتروني اجتري) بدلاً من: (وترون ما نجترئ).
2- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 63/120 وعنه في بحار الأنوار 92/223:30.
3- الخصال : 69/106 وعنه في وسائل الشيعة 28 : 8/341 وبحار الأنوار 72: 2/131 .
4- سورة الحاقة 69: 44 - 50 .
5- لم أعثر عليه في الخصال، بل وجدته باختلاف يسير في تفسير العيّاشي 2 : 269/ ذيل حديث 64 وعنه في بحار الأنوار 36: 149/ ذيل ح126 وتفسير نور الثقلين 5: 51/410 ، ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار :1 : 259/241 .

172 - وروى محمّد بن عليّ بن بابويه في كتاب «الخصال» : عن أحمد بن الحسن العطّار(1) ، عن عبدالرحمن بن محمّد الحسني ، عن أبي جعفر محمّد بن حفص الخثعمي ، عن الحسن بن عبدالواحد ، عن أحمد بن محمّد الثعلبي(2) ، عن محمّد بن عبدالحمید ، عن جعفر(3) بن منصور العطّار ، عن أبي سعد(4) الورّاق ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام قال : «لمّا كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له، وفعلهم بعليّ بن أبي طالب علیه السلام ما كان، لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه انقباضاً، فكبر ذلك على أبي بكر ، فأحبّ لقاءه واستخراج ما عنده والمعذرة إليه لما اجتمع الناس عليه وتقليدهم(5) إيَّاه أمر الأمّة، وقلّة رغبته في ذلك وزهده فيه فأتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة .

فقال له : والله يا أبا الحسن، ما هذا الأمر مواطأة منّي ، ولا رغبة فيها وقعت فيه ، ولا حرصاً له، ولا ثقة بنفسي فيها تحتاج إليه الأُمّة، ولا قوّة لي بمالي ولا كثرة العشيرة ، ولا ابتزاز(6) لي دون غيري، فمالك تضمر عليّ ما لم أستحقّه منك ، وتظهر لي الكراهة فيما صرت فيه ، وتنظر إليّ بعين السامة منّي .

ص: 213


1- في المصدر: (القطّان).
2- في المصدر : (التغلبي).
3- في المصدر : (حفص).
4- في المصدر: (أبو سعيد).
5- في «د» «ر» «س» «ص» «م» : ( ونفذهم) ، وما في المتن من بقية النسخ والمصدر.
6- بَزَّ : سلب (الصحاح :3: 865 - بزز ) .

قال : فقال له عليّ علیه السلام : فما حملك عليه ؟ إذا لم ترغب فيه ، ولا حرصت عليه ، ولا وثقت بنفسك في القيام به، وبما يحتاج منك فيه» .

وساق الحديث إلى أن ذكر ما احتجّ به أمير المؤمنين علیه السلام عليه ممّا لا يستطيع إنكاره ولا التكذيب به ، فلم يزل علیه السلام يعدّ له مناقبه التي جعلها الله سبحانه له دونه ودون غيره ، فيقول له أبو بكر : بهذا وشبهه يستحقّ القيام بأمور أُمّة محمّد.

فقال له عليّ علیه السلام : فما الذي غرّك عن الله عزّ وجلّ وعن رسوله وعن دينه ، وأنت خلو ممّا يحتاج إليه أهل دينه ؟ قال : فبكى أبو بكر ، وقال : صدقت يا أبا الحسن ، أنظرني يومي هذا فأدبّر ما أنا فيه وما سمعت منك ، قال : فقال له عليّ علیه السلام : لك ذلك يا أبا بكر .

فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه ، ولم يأذن لأحد إلى الليل، وعمر يتردّد في الناس لمّا بلغه من خلوته بعليّ علیه السلام ، فبات في ليلته فرأى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في منامه متمّثلاً له في مجلسه ، فقام إليه أبو بكر ليسلّم عليه فولّى وجهه(1) عنه ، فقال أبو بكر : يا رسول الله هل أمرت بأمر فلم أفعل.

فقال صلی الله علیه وآله وسلم: أردّ السلام عليك وقد عاديت من والاه الله ورسوله ، ردّ الحقّ إلى أهله ، قال : فقلت : من أهله ؟ قال : من عاتبك عليه وهو عليّ علیه السلام ، قال : فقد رددت عليه يارسول الله بأمرك .

قال: فأصبح وبكى ، وقال لعليّ علیه السلام : ابسط يدك ، فبايعه وسلّم إليه الأمر ، وقال له : نخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي وما جرى بيني وبينك ، فأُخرج نفسي من هذا الأمر وأُسلّم عليك بالإمرة، قال: فقال

ص: 214


1- في «س» « م » « ن » : ( بوجهه ) .

له عليّ علیه السلام : نعم .

فخرج من عنده متغيّراً لونه ، فصادفه عمر وهو في طلبه - فقال : ما حالك يا خليفة رسول الله ؟ فأخبره بما كان منه وما رأى ، وما جرى بينه وبين عليّ علیه السلام ، فقال له عمر : أنشدك الله يا خليفة رسول الله أن تغترّ (1) بسحر بني هاشم ، فليس هذا بأوّل سحر منهم، فما زال به حتّى ردّه عن رأيه وصرفه عن عزمه ، ورغّبه فيما هو فيه ، وأمّره بالثبات والقيام به.

قال : فأتى عليّ علیه السلام المسجد للميعاد ، فلم ير فيه منهم أحداً ، فحسّ(2) بالشرّ منهم، فقعد إلى قبر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فمرّ به عمر ، فقال : يا عليّ دون ما تروم خرط القتاد ، فعلم بالأمر وقام ورجع إلى بيته»(3).

173 - وذكر بعض العلماء في كتابه : عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال : إنّ أمير المؤمنين علیه السلام كان يخرج في كلّ جمعة إلى ظاهر المدينة ، ولا يعلم أحد إلى أين يمضي ، قال : فبقي على ذلك برهة من الزمان ، فلمّا كان في بعض الليالي ، قال عمر بن الخطاب : لابدّ لي أن أخرج وأبصر أين يمضي عليّ بن أبي طالب .

قال : فقعد له عند باب المدينة حتّى خرج ومضى على عادته ، فتبعه عمر وكان كلّما وضع عليّ علیه السلام قدمه في موضع وضع عمر رجله مكانها - فما كان إلّا قليلاً حتّى وصل إلى بلدة عظيمة ، ذات نخل وشجر ومياه غزيرة، ثمّ إنّ أمير المؤمنين علیه السلام

ص: 215


1- في «ر» «ص»: (تغيّر).
2- في المصدر : ( فأحسّ ) .
3- الخصال : 30/548 وعنه في بحار الأنوار 29 : 1/3 ومدينة المعاجز 3: 694/23 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 1: 53/304 . وهناك اختلافات أثبتها في المتن من «س» «ص» والمصدر دون إشارة في الهامش رعاية لاختصار الهوامش.

دخل إلى حديقة بها ماء جار ، فتوضّأ ووقف بين النخل يصلّي إلى أن مضى من الليل أكثره، وأمّا عمر فإنّه نام.

ولمّا قضى أمير المؤمنين علیه السلام وطره من الصلاة عاد ورجع إلى المدينة حتّى

وقف خلف رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وصلّى معه الفجر ، فانتبه عمر فلم يجد أمير المؤمنين علیه السلام في موضعه .

فلمّا أصبح رأى موضعاً لا يعرفه وقوماً لا يعرفهم ولا يعرفونه ، فوقف على رجل منهم ، فقال له الرجل : من أين أنت ؟ ومن أين أتيت ؟ فقال عمر : من يثرب مدينة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فقال الرجل : ياشيخ تأمل أمرك وابصر أيش(1) تقول ، فقال : هذا الذي أقوله لك ، قال الرجل : متى خرجت من المدينة ؟ قال : البارحة ، قال له : اسكت لا يسمع الناس منك هذا فتقتل أو يقولون : هذا مجنون ، فقال : ما قلت الّا حقّاً.

قال الرجل : فحدّثني كيف حالك ومجيئك إلى ها هنا ؟ فقال عمر : كان عليّ بن أبي طالب في كلّ ليلة جمعة يخرج من المدينة ولا نعلم أين يمضي ، فلمّا كان في هذه الليلة تبعته وقلت : أريد أن أبصر أين يمضي ، فوصلنا إلى ها هنا ، فوقف يصلي، ونمت ولا أدري ما صنع .

فقال له الرجل : ادخل هذه المدينة وابصر الناس واقطع أيّامك إلى ليلة الجمعة ، فما لك من يحملك إلى موضعك الذي جئت منه إلّا الرجل الذي جاء بك ، فبيننا وبين المدينة زيادة(2) من مسيرة سنتين ، فإذا رأينا من يرى المدينة ورأى

ص: 216


1- في المصدر : (أبصر (ما) بدلاً من : ( ياهذا وانظر : أيش) .
2- في بحار الأنوار : ( أزيد ).

رسول الله صلى الله عليه وسلم نتبرّك به ونزوره فى الأحيان حتّى نرى من أتى المدينة ، وتقول أنت : إنّني قد جئت في بعض ليلة من المدينة ، فدخل عمر إلى المدينة فرأى الناس كلّهم يلعنون ظالمي أهل بيت محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، ويسمّونهم بأسمائهم واحداً واحداً، وكلّ صاحب صناعة يقول كذلك وهو على صناعته .

فلمّا سمع عمر ذلك ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وطالت عليه الأيّام حتّی جاء ليلة الجمعة ، فمضى إلى ذلك المكان ، فوصل أمير المؤمنين علیه السلام على عادته ، فكان(1) عمر يترقّبه حتّى مضى معظم الليل، وفرغ من صلاته وهمّ بالرجوع فتبعه عمر حتّى وصلا الفجر المدينة ، فدخل أمير المؤمنين علیه السلام المسجد وصلّى خلف رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و وصلّى عمر أيضاً ، ثمّ التفت النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى عمر ، فقال : «أين كنت يا عمر ! فلك أسبوع لانراك عندنا ؟ فقال عمر : يا رسول الله ، كان من شأني كذا وكذا. وقص عليه ما جرى له ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : «لا تنس(2) ما شاهدت بنظرك» فلمّا سأله من سأله عن ذلك ، قال : نفذ فيَّ سحر بني هاشم(3).

174 - و من كتاب «عقاب الأعمال» تصنيف الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه رحمه الله : قال : حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار ، قال : حدّثني عبّاد بن سليمان ، [ عن محمّد بن سليمان] (4) ، عن أبيه سليمان الديلمي ، عن إسحاق بن عمّار الصيرفي(5) ، عن

ص: 217


1- في «د» «ص » « ر » : ( ففعل ) ، وفي المطبوع و «ن» «ح»: (فجعل ) ، وفي «م»: ( فقعد) وما في المتن من البحار .
2- في «ر»: (لاتنكر ) .
3- نقله العلّامة المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 30: 157/333 .
4- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.
5- إسحاق بن عمّار الصيرفي : كوفي ، مولى بني تغلب، شيخ من أصحابنا ، ثقة، وهو بيت كبير من الشيعة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن علیهما السلام. رجال النجاشي : 169/71 ، رجال البرقي : 28 و 47 ، رجال الطوسي : 135/149 .

أبي الحسن الماضي علیه السلام ، قال : قلت : جعلت فداك حدّثني فيها بحديث ، فقد سمعت من أبيك أحاديث عدّة ، قال : فقال علیه السلام : «يا إسحاق، الأوّل بمنزلة العجل ، والثاني بمنزلة السامري» قال : فقلت : جعلت فداك زدني فيهما .

فقال علیه السلام : «هما والله نصّرا وهوّدا ومجّسا ، فلا غفر الله ذلك لهما» فقلت : جعلت فداك زدني فيهما .

فقال : «ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» .

قال : قلت : جعلت فداك من هم ؟

فقال علیه السلام : «رجل ادّعى إماماً من غير الله ، وآخر طعن في إمام من الله ، وآخر زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً».

قال : قلت : جعلت فداك زدني فيهما .

فقال علیه السلام: « ما أُبالى يا إسحاق، محوت المحكم من كتاب الله ، أو جحدت محمداً صلی الله علیه وآله وسلم النبوّة ، أو زعمت أن ليس في السماء إلها أو تقدّمت على عليّ بن أبي طالب علیه السلام » .

قال : قلت : جعلت فداك زدني فيهما .

قال : فقال علیه السلام :« يا إسحاق ، إنّ في النار لوادياً يقال له : محيط ، لو طلع منه شرارة لأحرق(1) من على وجه الأرض، وإنّ أهل النار يتعوّذون من حرّ(2) ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعدّ الله فيه لأهله .

ص: 218


1- في المصدر وبحار الأنوار: (سقر لم يتنفس منذ خلقه الله ولو أذن الله له في التنفس بقدر مخيط لأحرق) بدلاً من : ( محيط لو طلع منه شرارة لأحرق).
2- قوله : ( حرّ ) لم يرد في « د ».

وإنّ في ذلك الوادي الجبلاً يتعوّذون منه أهل ذلك الوادي ، من حرّ ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعدّ الله فيه لأهله

وإنّ في ذلك الجبل لشعباً يتعوّذون منه أهل ذلك الجبل ، من حرّ ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعدّ الله فيه لأهله .

وإنّ في ذلك الشعب لقليباً (1)يتعوّذون أهل ذلك الشعب من حرّ ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعدّ الله فيه لأهله .

وإنّ في ذلك القليب لحيّة يتعوّذون أهل ذلك القليب من خبث تلك الحيّة ونتنها وقذرها ، وما أعدّ الله عزّ وجلّ في أنيابها من السمّ لأهلها .

وإنّ في جوف تلك الحيّة سبعة صناديق ، فيها خمسة من الأمم السالفة واثنان من هذه الأُمّة .

قال : قلت : جعلت فداك فمن الخمسة ومن الاثنان ؟

قال علیه السلام: «أمّا الخمسة : فقابيل الذي قتل هابيل ونمرود الذي حاجّ إبراهيم في

ربّه فقال: (أنا أُحيى وأُميت )(2) وفرعون الذي قال : ( أنا رَبُّكُمُ الأعلى )(3) ويهود الذي هوّد اليهود، وبولس(4) الذي نصّر النصارى ، ومن هذه الأمّة أعرابيّان »(5).

175 - ومنه : أبي رحمه الله قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى ، عن

ص: 219


1- القليب : البئر قبل أن تطوى (الصحاح 206:1 - قلب ) . أي قبل أن تبنى بالحجارة . وقال صاحب القاموس : البئر القديمة العاديّة ( القاموس المحيط 1 159 - قلب).
2- سورة البقرة 2: 258 .
3- سورة النازعات 24:79 .
4- في «س» «م»: (بونصّر).
5- عقاب الأعمال : 3/255 وعنه في بحار الأنوار 4/407:30.

محمّد بن عبد الرحمن ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود(1)، قال : قلت لأبي جعفر علیه السلام : أخبرني بأوّل من يدخل النار ؟ قال علیه السلام : «إبليس ، ورجل عن يمينه ورجل عن يساره»(2).

176 - ومنه : حدّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثني محمّد بن يحيى العطّار، عن ، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن بكير الأرجاني ، قال : صحبت أبا عبد الله علیه السلام في طريق مكّة من المدينة ، فنزل منزلاً يقال له : عُشفان (3)، ثمّ مررنا بجبل أسود على يسار الطريق وحش ، فقلت : يابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ؟ ! ما رأيت في الطريق جبلاً مثله .

فقال : «یابن بكير، أتدري أيّ جبل هذا ؟ هذا جبل يقال له : الكمد ، وهو على وادٍ من أودية جهنّم ، فيه قتلة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه استودعهم الله ، يجري من تحته مياه جهنّم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جهنم(4) من طينة خبال وما يخرج من الهاوية وما يخرج من ال السعير .

ص: 220


1- أبو الجارود : هو زياد بن المنذر الهمداني الخارفي ، كوفي من أصحاب الإمام الباقر علیه السلام، وأبي عبد الله علیه السلام . تغيّر لمّا خرج زيد بن عليّ رضي الله عنه ، وقال الشيخ : تابعي ، زيدي المذهب وإليه تنسب الزيديّة الجاروديّة. رجال النجاشي : 448/170 ، رجال البرقي : 13 و 18 ، رجال الطوسي : 4/123 و 31/197 .
2- عقاب الأعمال : 2/255 وعنه في بحار الأنوار 30: 48/188 وتفسير نور الثقلين 4: 128/505 .
3- عُسْفَان : بضمّ أوله وسكون ثانيه : منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكّة ، وقيل : قرية جامعة فيها نخيل ومزارع وهي على ستّة وثلاثين ميلاً من مكّة ، وسمّيت عسفان : لتعسّف السيل فيها . (معجم البلدان (4: 137 ).
4- قوله : (من جهنم ) لم يرد في المصدر.

وما مررت بهذا الجبل - في مسيري - فوقفت إلّا رأيتهما يستغيثان ويتضرّعان(1) وإنّي لأنظر إلى قتلة أبي، فأقول لهما : إنّ هؤلاء إنّما فعلوا لما أسّستها ، لم ترحمونا إذ ولّيتم وقتلتمونا وحرمتمونا ، ووثبتم على حقّنا، واستبددتم بالأمر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما ، فذوقا وبال ما صنعتهما ، وما الله بظلّام للعبيد»(2) .

177 - ومن كتاب «علل الشرائع» للصدوق محمّد بن بابويه : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا أبو العبّاس القطَّان ، قال : حدّثنا محمّد ابن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا عبد الله بن داهر ، قال : حدّثنا أبي، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام : بمَ صار أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام قسيم الجنّة والنار ؟ قال: «لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان، وخلقت النار لأهل الكفر ، فهو علیه السلام قسيم الجنّة والنار هذه العلّة ، والجنّة لا يدخلها إلّا أهل محبّته ، والنار لا يدخلها إلّا أهل بغضه .

قال المفضّل : فقلت : يابن رسول الله، فالأنبياء والأوصياء هل كانوا يحبّونه

وأعداؤهم يبغضونه ؟ قال : «نعم» . قلت : فكيف ذلك ؟

قال علیه السلام : «أما علمت أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال يوم خيبر : لأعطينّ الراية غداً رجلاً يُحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه ؟!» قلت : بلی.

ص: 221


1- في « ر » : ( يفزعان ) .
2- عقاب الأعمال : 6/258 وعنه في بحار الأنوار 30: 49/188، وأورده ابن قولويه ف-ي ك-امل الزيارات : 2/340 وعنه في بحار الأنوار :6: 10/288 وج 25 : 24/372 وج 31: 128/628 وص 174/646 ومدينة المعاجر :6: 340/142 ، والشيخ المفيد في الاختصاص : 343 .

قال: «أما علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أتي بالطائر المشويّ ، قال : اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، وعنى به عليّاً علیه السلام» قلت : بلى .

قال علیه السلام: «يجوز (1) أن لا يحبّ أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم رجلاً يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله ؟» فقلت : لا .

قال علیه السلام : «فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أُممهم لا يحبّون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائه علیهم السلام ؟ قلت : لا .

قال علیه السلام : «فقد ثبت أنّ جميع أنبياء الله ورسله وأوصيائهم وجميع المؤمنين كانوا لعليّ بن أبي طالب علیه السلام محبّين ، وثبت أنّ المخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبّتهم مبغضين قلت : نعم .

قال علیه السلام : «فلا يدخل الجنّة إلّا من أحبّه من الأوّلين والآخرين ، ولا يدخل النار إلّا من أبغضه من الأوّلين والآخرين ، فهو إذا قسيم الجنّة والنار».

قال المفضّل بن عمر : فقلت : یابن رسول الله فرّجت عنّي فرّج الله عنك ، فزدني ممّا علّمك الله ، فقال : «سل يا مفضّل» فقلت له : يابن رسول الله ، فعليّ بن أبي طالب علیه السلام يُدخل محبّه الجنّة ومبغضه النار أو رضوان ومالك ؟

فقال علیه السلام: «يا ،مفضّل، أما علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث رسوله صلی الله علیه وآله وسلم - وهو روح - إلى الأنبياء علیهم السلام - وهم أرواح - قبل خلق الخلق بألفي عام ؟» قلت : بلى .

قال علیه السلام : «أما علمت أنّه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتّباع أمره ، ووعدهم الجنّة على ذلك ، وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار ؟» قلت : بلى .

قال علیه السلام : «أفليس النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ضامناً لما وعد وأوعد عن ربّه عزّ وجلّ ؟» قلت : بلی.

ص: 222


1- في المصدر : ( هل يجوز ) .

قال علیه السلام : «أو ليس عليّ بن أبي طالب علیه السلام خليفته وإمام أُمّته ؟ قلت : بلى .

قال : أو ليس رضوان ومالك من جملة الملائكة المستغفرين لشيعته الناجين بمحبّته ؟ قلت : بلى .

قال علیه السلام : «فعليّ بن أبي طالب علیه السلام إذا قسيم الجنّة والنار عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تعالى.

يا مفضّل ، خذ هذا فإنّه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إلّا إلى أهله»(1) .

هذا الحديث الشريف جوهرة نفيسة ودرّة ثمينة ، قد أفاد مولانا الصادق علیه السلام فيه فوائد جملة .

منها : إنّ حبّ أمير المؤمنين علیه السلام إيمان وبغضه كفر ، وإنّ الجنّة خلقت لأهل الإيمان، والنار خلقت لأهل الكفر ، وإنّ هذا هو علّة كونه علیه السلام قسيم الجنة والنار، وإنّه علیه السلام تسمّى بهذا الاسم الشريف .

ومنها : إنّ الجنّة لا يدخلها إلّا أهل محبّته ، وإنّ النار لا يدخلها إلّا أهل بغضه .

ومنها : إنّ الأنبياء والأوصياء كانوا يحبّونه وأعداؤهم يبغضونه .

ومنها : ثبوت أنّ أمير المؤمنين علیه السلام يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله .

ومنها : إنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم عناه علیه السلام بقوله : اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطائر - وقصده خاصّة - وشهد صلی الله علیه وآله وسلم له بالمحبّة من الطرفين، وهو صلی الله علیه وآله وسلم صادق لا ينطق عن الهوى .

ومنها : إنّه لا يجوز أن لا يحبّ أنبياء الله ورسوله(2) وأوصياؤهم ، من يحبّ الله

ص: 223


1- علل الشرائع : 1/161 وعنه في بحار الأنوار :39: 5/194 ورسالة أحاديث الذرّ المدرجة ضمن المجموعة الحديثية للمؤلف : 592 وتفضيل الأئمّة علیهم السلام : 338.
2- في «ر»: (رسله).

ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، وكذلك المؤمنون من أممهم ، فأثبت علیه السلام بما يدلّ عليه كلامه الشريف أنّ جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا له محبّين ، وأنّ أعداءهم والمنحرفين عنهم كانوا لهم ولجميع أهل محبّتهم مبغضين، فأعلم وأفاد صلی الله علیه وآله وسلم أنّه لا يدخل الجنّة إلّا من أحبّه من الأوّلين والآخرين ، وإنه لا يُدخل النار إلّا من أبغضه من الأوّلين والآخرين.

ومنها : إنّ حكمه وأمره جارٍ على سدنة الجنان، وعلى خزنة النيران ، يصدرون عن أمره ونهيه فيهما ، ويقبلون حكمه بما يحكم به فيهما .

ومنها : إنّه أثبت خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، وأن محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم أرسله الله سبحانه - وهو روح - إلى الأنبياء - وهم أرواح - فدعاهم إلى توحيده وطاعته واتّباع أمره ، ووعدهم على ذلك الجنّة ، وتوعّد ما خالف من أجابوا إليه بالنار ، فهو صلی الله علیه وآله وسلم و رسولهم المرسل إليهم ، مبشرهم ومنذرهم وهم يومئذٍ أُمّته ، مكلّفون بطاعته ، وامتثال أمره واجتناب معصيته .

قال الله سبحانه: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُوْلُ فَخُذُوْهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوْا )(1) وقال سبحانه: ( هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النَّذر الأُولَى )(2) یعنی محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم وإنذاره الخلق في الذرّ الأول ، وهو صلی الله علیه وآله وسلم الضامن على الله تعالى ما وعد به أهل الاستجابة والطاعة ، وما توعد به أهل التكذيب والمعصية، وعلى أمير المؤمنين علیه السلام خليفته في سائر أُمّته وقاضي دَينه ، ومنجز وعده ، وهو يعمّ الأوّل والآخر .

فكلّ من وجبت طاعة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم عليه فقد وجبت طاعة وصيّه وخليفته في

ص: 224


1- سورة الحشر 7:59 .
2- سورة النجم 56:53 .

أُمّته عليه ، لأنّه القائم مقامه ، فمهما وجب لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم من الفضل وجب لأمير المؤمنين علیه السلام ؛ لقوله علیه السلام : «والفضل بعدي لك يا علىّ وللأئمّة من ولدك »(1) ولقول النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهو عامّ لا يخصّ .

ومنها : إنّ الملائكة متعبّدين بالاستغفار لشيعة مولانا أمير المؤمنين علیه السلام كما تعبّدهم سبحانه بالإقرار بتوحيده ، والإقرار بنبوّة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، والولاية لأهل بيته علیهم السلام ومحبّيهم ، والبراءة من عدوّهم .

قال الله سبحانه: (الَّذِيْنَ يَحْمِلُوْنَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُوْنَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُوْنَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِيْنَ تَابُوْا وَاتَّبَعُوْا سَيْلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيْمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )(2) .

178 - قال الصادق علیه السلام :« آمنوا بولايتنا »(3).

179 - وقال علیه السلام :( وَاتَّبَعُوْا سَبِيْلَكَ ) هو أمير المؤمنين علیه السلام »(4) .

فلمحمّد وعليّ صلوات الله عليهما وألهما ولأهل بيتهما التقدّم ووجوب الطاعة على سائر الخلق ، أنبيائها ومرسليها وحجّتها وأممها وملائكتها وجنّها وحيوانها و سماواتها وأرضيها ومن فيها ، في ابتداء الخلق وعند انتهائه .

ص: 225


1- تقدّم الحديث في الصفحة : 104 .
2- سورة غافر 7:40-9 .
3- أورده الصدوق في علل الشرائع 5 ضمن حديث 1 وعيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 262/ ضمن حدیث 22 وكمال الدين: 254 ضمن حديث 5 .
4- أورده ابن شهراشوب في المناقب 3: 88 والأسترابادي في تأويل الآيات 2: 13/531 .

ص: 226

وممّا يدلّ على تفضيل علي علیه السلام على جميع الأنبياء علیهم السلام

180 - ما أورده بعض علماء الإماميّة في كتاب له سمّاه : «منهج التحقيق إلى سواء الطريق». قال فيه :

روي : عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال : كنّا جلوساً مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام بمنزله لمّا بويع عمر بن الخطّاب - قال : كنت أنا والحسن والحسين علیهما السلام ومحمّد ابن الحنفيّة ومحمّد بن أبي بكر وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنهم - فقال له ابنه الحسن علیه السلام :« يا أمير المؤمنين ، إنّ سليمان بن داود علیه السلام سأل ربّه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، فأعطاه ذلك ، فهل ملكت ممّا ملك سليمان ابن داود شيئاً ؟ »

فقال علیه السلام : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إن سليمان بن داود سأل الله عزّوجلّ الملك فأعطاه ، وإنّ أباك ملك ما لم يملكه بعد جدّك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أحد قبله ولا يملكه أحد بعده» فقال له الحسن علیه السلام : «نريد ترينا ممّا فضّلك الله عزّ وجلّ به من الكرامة ؟» فقال علیه السلام :« أفعل إن شاء الله تعالى».

فقام أمير المؤمنين علیه السلام وتوضّأ وصلّى ركعتين ودعا الله عزّ و جلّ بدعوات لم نفهمها ، ثمّ أوماً بيده إلى جهة المغرب ، فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة

ص: 227

فوقفت على الدار وإلى جانبها سحابة أُخرى، فقال أمير المؤمنين علیه السلام : «أيّتها السحابة اهبطى بإذن الله عزّ وجلّ، فهبطت وهى تقول : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأنّك خليفته ووصيّه ، من شكّ فيك فقد هلك ، ومن تمسّك بك سلك سبيل النجاة» .

قال : ثمّ انبسطت السحابة في الأرض حتّى كأنّها بساط موضوع ، فقال أمير المؤمنين علیه السلام :« اجلسوا على الغمامة» فجلسنا وأخذنا مواضعنا ، فأشار إلى السحابة الأخرى، فهبطت وهي تقول كمقالة الأولى، فجلس أمير المؤمنين علیه السلام عليها بمفرده (1)، ثمّ تكلّم بكلام وأشار إليها بالمسير نحو المغرب ، وإذا بالريح قد دخلت تحت السحابتين فرفعتهما رفعاً رفيقاً ، فتأمّلت نحو أمير المؤمنين علیه السلام وإذا به

على كرسيّ ، والنور يسطع من وجهه يكاد يخطف الأبصار .

فقال له الحسن علیه السلام :« يا أمير المؤمنين، إنّ سليمان بن داود علیه السلام كان مطاعاً بخاتمه ، وأمير المؤمنين بماذا يطاع ؟» فقال علیه السلام : «أنا عين الله في أرضه ، أنا لسان الله الناطق في خلقه ، أنا نور الله الذي لا يطفأ ، أنا باب الله الذي يؤتى منه ، وحجّته على عباده» .

ثمّ قال علیه السلام : «أتحبّون أن أُريكم خاتم سليمان بن داود علیه السلام ؟» قلنا : نعم ، فأدخل يده إلى جيبه فأخرج خاتماً من ذهب ، فصّه من ياقوتة حمراء ، عليه مكتوب : محمّد وعليّ، قال سلمان : فتعجّبنا من ذلك .

فقال علیه السلام: «من أيّ شيءٍ تعجبون ؟ ! وما العجب من مثلي ، أنا أُريكم اليوم ما لم تروه أبداً» فقال الحسن علیه السلام : «أُريد أن تريني يأجوج ومأجوج والسدّ الذي بيننا

ص: 228


1- في بحار الأنوار : ( مفردة).

وبينهم» فسارت الريح تحت السحابة ، فسمعنا لها دويّاً كدوي الرعد، وعلت في الهواء وأمير المؤمنين علیه السلام يقدمنا حتّى انتهينا إلى جبل شامخ في العلوّ ، وإذا شجرة جافّة قد تساقطت أوراقها وجفّت أغصانها .

فقال الحسن علیه السلام : «ما بال هذه الشجرة قد يبست ؟» فقال علیه السلام : «سلها ، فإنّها تجيبك فقال الحسن : «أيّتها الشجرة ما بالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف ؟ فلم تجبه ، فقال أمير المؤمنين علیه السلام : «بحقّي عليك إلّا ما أجبته»، قال الراوي(1): والله لقد سمعتها وهي تقول : لبيك لبيك يا وصيّ رسول الله وخليفته .

ثمّ قالت : يا أبا محمّد ، إنّ أمير المؤمنين علیه السلام كان يجيئني في كلّ ليلة وقت السحر ، ويصلّي عندي ركعتين ، ويكثر من التسبيح ، فإذا فرغ من دعائه جاءته غامة بيضاء، ينفح منها ريح المسك وعليها ،کرسی فیجلس عليه فتسير به، وكنت أعيش ببركته ، فانقطع عنّى منذ أربعين يوماً ، فهذا سبب ما تراه منّي .

فقام أمير المؤمنين علیه السلام وصلّى ركعتين ومسح بكفّه عليها فاخضرت وعادت إلى حالها ، وأمر الريح فسارت بنا ، وإذا نحن بملك يده في المغرب وأُخرى بالمشرق، فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين علیه السلام قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، أرسله (بِالْهُدى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُوْنَ )(2) وأشهد أنّك وصيّه وخليفته حقّاً وصدقاً.

فقلنا : يا أمير المؤمنين من هذا الذي يده في المغرب والأخرى في المشرق ؟ فقال علیه السلام : «هذا الملك الذي وكلّه الله عزّ و جلّ بالليل والنهار ولا يزول إلى يوم

ص: 229


1- أي سلمان المحمّدي رضي الله عنه.
2- سورة التوبة :9 33 ، وسورة الصف 61 : 9 .

القيامة ، وإنّ الله تعالى جعل أمر الدنيا إليّ، وإنّ أعمال الخلائق تعرض في كلّ يوم عليَّ، ثمّ ترفع إلى الله عزّوجلّ».

ثمّ سرنا حتّى وقفنا على سدّ يأجوج ومأجوج ، فقال أمير المؤمنين علیه السلام للريح:« اهبطى بنا ممّا يلي هذا الجبل» وأشار بيده إلى جبل شاخ في العلوّ - وهو جبل الخضر علیه السلام - فنظرنا إلى السدّ وإذا ارتفاعه مدّ البصر وهو أسود كقطعة ليل دامس يخرج من أرجائه الدخان ، فقال أمير المؤمنين علیه السلام : يا أبا محمّد ، أنا صاحب هذا الأمر على هؤلاء العبيد .

قال سلمان رضي الله عنه : فرأيت أصنافاً(1) ثلاثة ، طول أحدهم مائة وعشرون ذراعاً، والثانى طوله واحد وسبعون(2) ذراعاً ، والثالث يفرش إحدى أُذُنيه تحته والأُخرى يلتحف بها .

ثمّ إنّ أمير المؤمنين علیه السلام أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف ، فانتهينا إليه وإذا هو من زمرّدة خضراء وعليها مَلَك على صورة النسر ، فلما نظر إلى أمير المؤمنين علیه السلام ، قال الملك : السلام عليك يا وصيّ رسول الله وخليفته ، أتأذن لي في الكلام ، فردّ علیه السلام وقال : «إن شئت فتكلّم وإن شئت أخبرتك عمّا تسألني عنه» فقال الملك : بل تقول أنت يا أمير المؤمنين قال :« تريد أن أذن لك أن تزور الخضر علیه السلام ؟» قال : نعم ، فقال علیه السلام : «قد أذنت لك» فأسرع الملك بعد أن قال : (بسم الله الرحمن الرحيم) .

ثمّ تمشينا على الجبل هنيئة فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه - بعد زيارة الخضر علیه السلام- فقال سلمان : يا أمير المؤمنين رأيت الملك، ما زار الخضر إلّا حين أخذ إذنك ،

ص: 230


1- في «ص» «ح»: (أصناماً ) .
2- في مدينة المعاجز : (ستون) بدلاً من: (سبعون).

فقال علیه السلام : «يا سلمان، والذي رفع السماء بغير عمد لو أنّ أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نَفَس واحد لما زال حتّى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن بعدي ثمّ الحسين بعده وتسعة(1) من ولد الحسين تاسعهم قائمهم» فقلنا : ما اسم الملك الموكّل بقاف ؟

فقال علیه السلام : «ترجائیل» (2) فقلنا : يا أمير المؤمنين، كيف تأتي كلّ ليلة إلى هذا الموضع وتعود ؟ فقال علیه السلام : «كما أتيت بكم، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّي لأملك من ملكوت السماوات والأرض ما لو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم(3).

إنّ اسم الله الأعظم على اثنين وسبعين حرفاً، وكان عند آصف بن برخيا حرف واحد ، فتكلّم به فخسف الله عزّ وجلّ الأرض ما بينه وبين عرش بلقيس حتّى تناول السرير، ثمّ عادت الأرض كما كانت ، أسرع من طرف النظر ، وعندنا نحن والله اثنان وسبعون حرفاً، وحرف واحد عند الله عزّ وجلّ استأثر به في علم الغيب ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم ، عرفنا من عرفنا وأنكرنا من أنكرنا .

ثمّ قام علیه السلام وقمنا فإذا نحن بشاب في الجبل يصلّي بين قبرين، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، من هذا الشابّ؟ فقال علیه السلام : «صالح النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، وهذان القبران لأُمّه وأبيه ، وأنّه يعبد الله تعالى بينهما».

فلمّا نظر إليه صالح علیه السلام لم يتمالك نفسه حتّى بكى ، وأومأ بيده إلى أمير المؤمنين علیه السلام وأعادها إلى صدره وهو يبكي، فوقف أمير المؤمنين علیه السلام عنده حتّى

ص: 231


1- في البحار : ( الحسن وبعده الحسين وتسعة).
2- في مدينة المعاجز : (ترحائيل) .
3- الجَنَان : القلب (تهذيب اللغة 10 : 499 - جنن).

فرغ من صلاته ، فقلنا له : ما بكاؤك ؟ قال صالح علیه السلام : إنّ أمير المؤمنين كان يمرّ بي عند كلّ غداة فيجلس ، فتزداد عبادتي بنظري إليه ، فقطع ذلك مذ عشرة أيّام فأقلقني ذلك . فتعجّبنا من ذلك .

فقال علیه السلام :« تريدون أن أريكم سليمان بن داود علیهما السلام ؟» قلنا : نعم ، فقام علیه السلام ونحن معه حتّى دخل بستاناً ما رأينا أحسن منه ، وفيه من جميع الفواكه والأعناب، وأنهاره تجري والأطيار يتجاوبن على الأشجار ، فحين رأته الأطيار أتت ترفرف حوله(1) حتّى توسّطنا البستان ، وإذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره، واضع يده على صدره، فأخرج أمير المؤمنين علیه السلام الخاتم من جيبه وجعله في إصبع سليمان بن داود علیه السلام فنهض قائماً ، وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ووصيّ رسول ربّ العالمين ، أنت والله الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم ، قد أفلح من تمسّك بك ، وقد خاب وخسر من تخلّف عنك ، وإنّي سألت الله عزّوجلّ بكم أهل البيت فأُعطيت ذلك الملك .

قال سلمان : فلمّا سمعنا كلام سليمان بن داود علیه السلام لم أتمالك نفسي حتّى وقعت على أقدام أمير المؤمنين علیه السلام أقبّلها ، وحمدت الله عزّ وجلّ على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت علیهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وفعل أصحابي كما فعلت .

ثمّ سألت أمير المؤمنين علیه السلام ما وراء قاف ؟ قال علیه السلام : «وراءه ما لا يصل إليكم علمه» فقلنا : أتعلم(2) ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال علیه السلام : «علمي بما ورائه كعلمي

ص: 232


1- في «د» زيادة : ( وترفرف ) .
2- في « ر » « ص » وبحار الأنوار : ( تعلم).

بحال هذه الدنيا وما فيها ، وإنّي الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وكذلك الأوصياء من ولدى بعدي».

ثمّ قال علیه السلام : «إنّي لأعرف بطرق السماوات من طرق الأرض ، نحن الاسم المخزون المكنون نحن الأسماء الحسنى التى إذا سُئل الله عزّ وجلّ بها أجاب، نحن الأسماء المكتوبة(1) على العرش، ولأجلنا خلق الله عزّ وجلّ السماء والأرض والعرش والكرسى والجنّة والنار، ومنّا تعلّمت الملائكة التسبيح والتقديس والتوحيد والتهليل والتكبير ، ونحن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه».

ثمّ قال علیه السلام :« أتريدون أن أُريكم عجباً ؟ قلنا : نعم ، قال علیه السلام : «غضّوا أعينكم» ففعلنا ، ثمّ قال : «افتحوها» ففتحناها ، فإذا نحن بمدينة ما رأينا أكبر منها فيها أسواق قائمة ، وفيها أُناس ما رأينا أعظم من خلقهم على طول النخل ، قلنا : يا أمير المؤمنين من هؤلاء ؟ قال علیه السلام : «بقيّة قوم عاد ، كفّار لا يؤمنون بالله عزّ وجلّ، أحببت أن أُريكم إيّاهم ، وهذه المدينة وأهلها أُريد أن أُهلكهم وهم لا يشعرون، قلنا : يا أمير المؤمنين تهلكهم بغير حجّة ؟ قال علیه السلام :« لا ، بل بحجة عليهم».

فدنا منهم وتراءى لهم فهموا أن يقتلوه ، ونحن نراهم وهم لا يرونا(2)، ثمّ تباعد عنهم ودنا منّا ومسح بيده على صدورنا وأبداننا ، وتكلّم بكلمات لم نفهمها وعاد إليهم ثانية حتّى صار بإزائهم، وصعق فيهم صعقة .

قال سلمان : لقد ظنّنا أنّ الأرض قد انقلبت والسماء قد سقطت ، وأنّ الصواعق من فيه قد خرجت ، فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد ، قلنا : يا أمير المؤمنين،

ص: 233


1- في «د» « ر»: (المكنونة).
2- في « ر » وبحار الأنوار : ( يرون) بدلاً من: (لا يرونا ).

ما صنع الله بهم ؟ قال علیه السلام :« هلكوا وصار واكلّهم إلى النار» قلنا : هذا معجز ما رأينا ولا سمعنا بمثله .

فقال علیه السلام :« أتريدون أن أُريكم أعجب من ذلك ؟» فقلنا : لا نطيق - بأسرنا - على احتمال شيء آخر ، فعلى من لا يتولّاك و[لا] يؤمن بفضلك وعظيم قدرك على الله عزّوجلّ لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والخلق أجمعين إلى يوم الدين.

ثمّ سألناه(1) الرجوع إلى أوطاننا فقال علیه السلام : «أفعل ذلك إن شاء الله» فأشار إلى السحابتين فدنتا منّا ، فقال علیه السلام : «خذوا مواضعكم» فجلسنا على السحابة(2) ، وجلس علیه السلام على الأخرى ، وأمر الريح فحملتنا حتّى صرنا في الجوّ، ورأينا الأرض كالدرهم.

ثمّ حطّتنا في دار أمير المؤمنين علیه السلام في أقلّ من طرف النظر، وكان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر والمؤذّن يؤذّن - وكان خروجنا منها وقت علت الشمس - فقلنا : يا الله العجب كنّا في جبل قاف مسيرة خمس سنين وعدنا في خمس ساعات من النهار !

فقال أمير المؤمنين علیه السلام : «لو أنّني أردت أن أجوب (3) الدنيا بأسرها والسماوات السبع وأرجع في أقلّ من الطرف(4) لفعلت ؛ بما عندي من اسم الله الأعظم» فقلنا : يا أمير المؤمنين علیه السلام و أنت والله الآية العظمى والمعجز الباهر ، بعد أخيك وابن عمك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(5) .

ص: 234


1- في «ر» «س» «م» والبحار : ( سألنا ) .
2- في «ر» «س» « م » والبحار : ( سحابة ) .
3- جاب الصخرة أي خرقها .
4- في مدينة المعاجز : ( طرفة ) .
5- نقل الحديث عن المحتضر المجلسي في بحار الأنوار 27 5/33 ، ونقل السيّد هاشم البحراني الحديث عن المصدر الذي نقل عنه المحتضر المسمّى ب «منهج التحقيق إلى سواء الطريق» في مدينة المعاجز 1: 351/549 .

181 - وروى الصدوق محمّد بن بابويه رحمه الله عن حمزة بن محمّد العلوي ، عن أحمد ابن محمّد الهمداني ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد، قال حدّثنا الحسين بن محمّد، قال : حدّثنا سليمان بن جعفر ، عن الرضا علیه السلام ، قال : «أخبرني أبي، عن أبيه ، عن جدّه أنّ أمير المؤمنين علیه السلام أخذ بطّيخة ليأكلها فوجدها مرّة ، فرمى بها ، وقال : بُعداً وسُحقاً فقيل له : يا أمير المؤمنين، وما هذه البطّيخة ؟ فقال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إن الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودّتنا على كلّ حيوان ونبات ، فما قبل الميثاق كان عذباً طيّباً ، وما لم يقبل الميثاق كان ملحاً(1) زعاقاً (2) »(3).

182 - ومن كتاب «علل الشرائع» : حدّثنا أحمد بن محمّد الشيباني، عن الأسدي محمّد بن أحمد الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : سمعت عليّ بن محمّد العسكري علیه السلام يقول : «إنّما اتّخذ الله تعالى إبراهيم خليلاً لكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم»(4) .

183 - ومنه : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله القرشي ، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن حمزة الشعراني - من ولد عمّار بن ياسر - عن أبي محمّد عبيد الله ابن يحيى بن عبد الباقي، عن عمر بن سنان ، عن صاحب بن سليمان، عن وكيع بن

ص: 235


1- في «د»: (عذباً).
2- الزعاق : المرّ الذي لا يطاق ( انظر القاموس المحيط 3: 326 - زعق ) .
3- علل الشرائع : 10/463 وعنه في رسالة أحاديث الذر ضمن مختصر البصائر : 15/512 ووسائل الشيعة 25 : 1/178 وبحار الأنوار 27: 3/280 ، و 66: 18/197 ، وعن طب الأئمّة في علیهم السلام مستدرك الوسائل 16: 1/412 ، ولم نعثر عليه فيه .
4- علل الشرائع : 3/34 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 343 والوسائل 7: 9/194 و بحارالأنوار 12 : 9/4 و 94 : 23/54 .

الجرّاح ، عن سليمان الأعمش، عن أبي ظبيان ، عن أبي ذرّ رحمه الله، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليلة أسري بي إلى السماء، ما مررت بملأ من الملائكة إلّا سألني عن عليّ، حتّى ظننت أنّ اسمه أشهر من اسمى، فلمّا رقيت إلى السماء الرابعة إذا أنا ، بملك لم أر في الملائكة أعظم منه خلقاً - وإذا هو جالس على منبر من نور - ينظر في لوح ، فلمّا مثلت بين يديه ارتعدت فرائصي .

فقال لي جبرئيل علیه السلام : لا روع عليك يا محمّد ، هذا ملك الموت ادن منه فسلّم عليه ، فدنوت وسلّمت عليه فردّ علىَّ السلام ، ثمّ قال : يا محمّد ، ما فعل عليّ؟ فقلت : حبيبي يا ملك الموت وهل تعرفون عليّاً ؟ فقال لي : والذي بعثك بالحقّ نبيّاً (1) ، واصطفاك بالرسالة ، ما في السماوات موضع ولا في الأرض موضع إلّا واسمك واسم عليّ مكتوب عليه .

وإنّي لأتولّى قبض أرواح الخلائق بيدي ما خلاك وعليّاً ، فإنّ الله عزّوجلّ يقول لي : لم أقبض أرواحكما إكراماً لكما» (2).

ص: 236


1- ( نبيّاً) لم يرد في «ر» «ن».
2- لم نعثر عليه في العلل بل وجدناه في مائة منقبة لابن شاذان : 58/ منقبة 13 باختلاف وبطريق آخر عن ابن عبّاس وعنه في مدينة المعاجز 2: 574/310 و 3: 716/51 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 18 : 300 و 26 : 305 عن كتاب إيضاح دفائن النواصب لابن شاذان ، وأورده الكراجكي في كنز الفوائد 2 : 142 . والتفضيل: 29 . وأورد نحوه الطبري الإمامي الصغير في نوادر المعجزات : 168 / 32 و 174 / 35 ، وابن شهر آشوب في المناقب 2: 75، عن السمعاني في فضائل الصحابة عن أبي المسيب، عن أبي ذرّ وعنه في بحار الأنوار 39: 99 - 100 / ضمن الحديث ،10 ، وأيضاً رواه المحب الطبري من العامة في ذخائر العقبى : 65 - 66 ، عن أبي ذرّ ، وابن الدمشقي الشافعي في جواهر المطالب 1 62 ، وقال في آخر الحديث ما لفظه : أخرجه الملاعمر في سيرته : « وسيلة المتعبّدين » .

184 - ومنه : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد العلوي القرشي(1) ، قال حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن خليل الطبري (2) ، عن عليّ بن محمّد بن جعفر الأهوازي ، عن بكر بن أحنف ، قال : حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا علیه السلام ، قالت : حدّثتني فاطمة وزينب وأُمّ كلثوم بنات موسی بن جعفر علیه السلام ، [ قلن : حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد علیه السلام، قالت : حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ علیه السلام ، قالت : حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين علیه السلام ، قالت : حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ علیه السلام ، عن أُمّ كلثوم بنت عليّ علیه السلام ، عن فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، قالت : سمعت رسول صلى الل صلی الله علیه وآله وسلم يقول ] (3) : «لمّا أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة ، فإذا أنا بقصر من درّة بيضاء مجوّفة ، وعليها باب مكلّل بالدرّ والياقوت ، وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي وإذا مكتوب على الباب : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليّ وليّ الله ، بخ بخ من مثل شيعة عليّ.

ودخلت فإذا أنا بقصر من عقيق أصفر مجوّف وعليه باب من فضّة ، مكلّل بالزبرجد الأخضر وإذا على الباب ستر ، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليُّ وليُّ المصطفى ، وإذا على الستر : بشّر شيعة عليّ بطيب المولد .

فإذا أنا بقصر من زمرّد أخضر مجوّف لم أر أحسن منه ، وعليه باب من ياقوتة

ص: 237


1- في المسلسلات وبحار الأنوار: (العريضي).
2- في «ر»: (الطبرسي ).
3- مابين المعقوفتين أثبتناه من المسلسلات وفي «د» «ص» « ر» : ( عنه أبيه ، عن جده قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ) .

حمراء مكلّل باللؤلؤ وعلى الباب ستر ، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر : شيعة عليّ هم الفائزون ، فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟ فقال : يا محمّد ، لابن عمّك ووصيّك عليّ بن أبي طالب .

يُحشر الناس كلّهم حفاة عُراة يوم القيامة إلّا شيعة عليّ، ويُدعى الناس بأسماء أُمهاتهم وتدعى شيعة علىّ(1) بأسماء آبائهم ، فقلت : حبيبي جبرئيل كيف يُدعون بأسماء أمّهاتهم ، وتُدعى شيعة علىّ(2) بأسماء آبائهم ؟ قال علیه السلام : لأنهم أحبوا لها عليّاً فطاب مولدهم»(3) .

185 - ومنه : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن هارون بن إسحاق الهمداني ، عن عبدة(4) بن سليمان، [عن كامل بن العلاء ](5) ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعليّ بن أبي طالب علیه السلام : «يا عليّ، أنت صاحب حوضي ، وصاحب لوائي، ومنجز عداتي وحبيب قلبي ، ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء، وأنت أمين الله في أرضه، وأنت حجّة الله على بريّته ، وأنت ركن الإيمان، وأنت مصباح الدُجى، وأنت منار الهدى، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا.

من تبعك نجا، ومن تخلّف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط

ص: 238


1- في المسلسلات : (ما خلا شيعة عليّ علیه السلام فإنّهم يدعون ) .
2- قوله : ( وتدعى شيعة عليّ ) لم يرد في المسلسلات .
3- لم نعثر عليه في العلل بل وجدناه في المسلسلات : 14/250 - سلسلة الفواطم (ضمن جامع الأحاديث للقمّي) وعنه في بحار الأنوار 68: 136776 .
4- في «د»: (عميد ) .
5- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .

المستقيم، وأنت قائد الغرّ المحجلين، وأنت يعسوب الدين والمؤمنين، وأنت مولى من أنا ،مولاه ، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة .

لا يحبّك إلّا طاهر الولادة ، ولا يبغضك إلا خبيث الولادة، وما عرج بي ربّي إلى السماء قط وكلّمني إلّا قال : يا محمّد ، اقرأ عليّاً مني السلام، وعرّفه أنّه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي . فهنيئا لك يا عليّ»(1) .

186 - ومنه : حدّثنا عليّ بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران ، عن مورق العجلي ، عن أبي ذرّ الغفاري رحمه الله ، قال : كنت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم - في منزل أُمّ سلمة رضي الله عنها - ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّثني وأنا مستمع لحديثه ، إذ دخل عليّ بن أبي طالب ، فلمّا بصر به النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أشرق وجهه نوراً وسروراً وفرحاً بأخيه وابن عمّه ، ثمّ ضمّه إليه وقبل بين عينيه ، ثمّ التفت إليَّ وقال : «يا أبا ذرّ ، هل تعرف هذا الرجل حقّ معرفته ؟» قلت : يارسول الله ، هذا أخوك وابن عمّك وزوج البتول وأبو الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة .

فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «يا أبا ذرّ ، هذا الإمام الأزهر ، ورح الله الأطول ، وباب الله الأكبر ، من أراده فليدخل الباب .

يا أبا ذرّ ، هذا القائم بقسط الله ، والذابّ عن حرم الله والناصر لدين الله ، وحجّة الله على خلقه في الأمّم السالفين كلها ، كلّ أُمة فيها نبيّ أُخذ العهد عليهم بولايته .

ص: 239


1- لم نعثر عليه في العلل، بل وجدناه في أمالي الصدوق : 14/382 وعنه في بحار الأنوار 38: 20/100 ، وأورده الطبري في بشارة المصطفى : 30/95 وعنه في بحار الأنوار 40: 87/52 .

يا أبا ذرّ ، إنّ الله تبارك تعالى جعل على كلّ ركن من أركان عرشه سبعة آلاف ملك ، ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلّا الدعاء لعليّ بن أبي طالب وشيعته ، والدعاء على أعدائه .

يا أبا ذرّ ، تولّ عليّاً فما يبيّن بعدي حقّ من باطل ولا مؤمن من كافر إلّا به ، ولولاه(1) ما عبد الله تعالى ؛ لأنّه ضرب رؤوس المشركين حتّى أسلموا وعبدوا الله ، ولولا ذلك ما كان ثواب ولا عقاب.

يا أبا ذرّ، هذا راية الهدى والعروة الوثق، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمها الله تعالى المتّقين ، فمن أحبّه كان مؤمناً، ومن أبغضه كان كافراً، ومن ترك حقّه وولايته كان ضالّاً، ومن جحد حقّه كان مشركاً.

يا أبا ذر ، يؤتى بجاحد على(2) يوم القيامة أعمى أصم أبكم، يتكبكب في ظلمات القيامة ، وفي عنقه طوق من نار ، لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة ، على كلّ شعبة شيطان يتفل في وجهه ، ويكلح من جوف قبره إلى(3) النار»، قال أبو ذرّ : فقلت : فداك أبي وأمّى يارسول الله زدني .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا ذرّ ، لمّا عرج بي فصرت إلى السماء الدنيا ، أذّن ملك من الملائكة وأقام الصلاة، وأخذ بيدي جبرئيل فقدّمني وقال : يا محمّد صلّ بالملائكة ، فصلّيت بسبعين صفّاً - الصفّ ما بين المشرق والمغرب(4) _ لا يعلم عددهم إلّا الله عزّ وجلّ .

ص: 240


1- في «د» زيادة : ( عبد الله ولولاه ) .
2- في التأويل : ( بجاحد ولاية عليّ ) ، وفي الفرات: (بجاحد حقّ عليّ ) .
3- في «س» «ص» «م» زيادة: (أن يدخل).
4- في «د» : ( إلى المغرب ) بدلاً من : ( والمغرب ) .

فلمّا قضيت الصلاة التفتّ فإذا بشرذمة من الملائكة يسلّمون علىّ ويقولون : يا محمّد ، لنا إليك حاجة ؟ (1)- فظننت أنّهم يسألوني الشفاعة ؛ لأنّ الله عزّوجلّ فضّلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء - فقلت : ما حاجتكم يا ملائكة ربّي ؟ قالوا : إذا رجعت إلى الأرض فاقرأ عليّاً منا السلام وأعلمه أنّ شوقنا إليه قد طال .

قلت: يا ملائكة ربّي، أتعرفوننا حق معرفتنا ؟ قالوا : لِمَ لانعرفكم يا رسول الله ؟! وأنتم أوّل خلق خلقه الله ، خلقكم أشباح نور من نور الله تعالى ذكره ،(2) وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتهليل وتكبير وتقديس وتمجيد ، ثمّ خلق الملائكة ، فلمّا خلقنا كنّا نمرّ بأرواحكم فنسبّح بتسبيحكم ، ونحمد بتحميدكم، ونهلل بتهليلكم، ونكبّر بتكبيركم ، ونقدس بتقديسكم، ونمجد بتمجيدكم ، فما نزل من الله عزّ وجلّ فإليكم ، وما صعد إلى الله عزّ وجلّ فمن عندكم ، فاقرأ عليّاً منّا السلام .

قال صلی الله علیه وآله وسلم : ثمّ عرج بي إلى السماء الثانية ، فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت : ملائكة ربّي أتعرفوننا ؟ فقالوا : لمَ لا نعرفكم ؟! وأنتم صفوة الله عزّ وجلّ من خلقه ، وخزّان دينه ، وأنتم العروة الوثق، والحجّة العظمى ، فاقرأ عليّاً منّا السلام .

ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة ، فقالت لى الملائكة مثل مقالة أصحابهم ، فقلت : ملائكة ربّي أتعرفوننا ؟ قالوا : ولم لا نعرفكم ؟! ونحن نمرّ بالعرش وعليه مكتوب :

ص: 241


1- في « د» زيادة : ( قال ) .
2- في تفسير الفرات: ( خلقكم أشباح نورٍ من نورٍ في نورٍ) .

لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، أيّده بعليّ بن أبي طالب ، فعلمنا عند ذلك أنّ عليّاً وليّ من أولياء الله عزّ وجلّ فاقرأه منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلى السماء الرابعة ، فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم ، فقلت : ملائكة ربّي أتعرفوننا ؟ قالوا : ولم لا نعرفكم؟! وأنتم شجرة النبوة، وبيت الرحمة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وعليكم ينزل جبرئيل بالوحي من السماء، فاقرأ عليّاً منّا السلام .

ثمّ عرج بي إلى السماء الخامسة ، فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم ، فقلت : ملائكة ربّي أتعرفوننا ؟ فقالوا : ولم لا نعرفكم ؟! وأنت باب المقام ، وحجّة الخصام، وعليّ فاصل القضاء ، وصاحب العصا، وقسيم النار غداً، وسفينة النجاة ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها في النار يتردّى إلى يوم القيامة ، وأنتم الدعائم من نجوم الأقطار والأعمدة ، وفساطيط السجاف(1) الأعلى كواهل أنواركم فَلِمَ لا نعرفكم ! فاقرأ عليّاً منّا السلام .

ثمّ عرج بي إلى السماء السادسة ، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم ، فقلت : ملائكة ربّي أتعرفوننا ؟ فقالوا : ولم لا نعرفكم ؟! وقد خلق الله عزّ وجلّ جنّة الفردوس، وعلى بابها شجرة ما فيها ورقة إلّا عليها مكتوب بالنور : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب عروة الله الوثقى وحبله المتين .

ثمّ عرج بي إلى السماء السابعة ، فسمعت الملائكة يقولون : الحمد لله الذي صدّقنا وعده، ثمّ قالوا: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى لمّا خلقكم أشباح نور من نورٍ(2).

ص: 242


1- السجف : الستر (لسان العرب :9 144 - سجف) .
2- في تأويل الآيات زيادة : ( في نور ) .

عرض علينا ولايتكم فقبلناها ، وشكرنا الله عزّ وجلّ على ما منّ به علينا من محبّتكم .

فأمّا أنت فوعدنا ربّنا جلّ جلاله أن يريناك في السماء وقد فعل ، وأمّا عليّ فخلق الله سبحانه لنا مَلَكاً في صورته ، وأقعده(1) على يمين عرشه ، على سرير مرصّع بالدرّ والجوهر ، عليه قبّة من لؤلؤة بيضاء ، يُرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها ، بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها ، قال لها صاحب العرش جلّ جلاله : قومي بقدرتي فقامت ، فكلّما اشتقنا إلى رؤية عليّ نظرنا إلى ذلك الملك في السماء».

قال أبوذرّ : يارسول الله ، لقد أعطي عليُّ فضلاً كثيراً ! قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : « ( ذلك

فَضلُ الله يُؤتيهِ مَن يَشاءُ واللهُ ذُو الفَضل العظيم )(2)»(3) .

187 - ومنه : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب القرشي ، قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الشعراني - من ولد عمّار بن ياسر- عن أبي العبّاس عيسى بن محمّد المصري، عن أبي عروبة الحرّاني(4) ، عن أسلم بن عبد المعطي ، عن ربيع بن مفضّل ، عن بكير ، عن أبي جبير ، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس ، قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : «إنّه ليلة عرج بي إلى السماء ، شاء ربّي عزّ وجلّ أن يرفعني

ص: 243


1- في «د»: ( فأقعده ) .
2- سورة الحديد 57: 21 .
3- أورده فرات الكوفي في تفسيره : 4/370 ، باختلاف وعنه في بحار الأنوار 40: 91/58 والأسترابادي في تأويل الآيات 2 : 8/871 ، نقلاً عن كتاب الواحدة ، وكذلك العلامة المجلسي في بحار الأنوار 40: 90/55 ، والبحراني في مدينة المعاجز 2: 624/395 .
4- في «د» «ص»: ( أبي عروبة الجراني) ، والصحيح ما أثبتناه ، وهو أبو عروبة الحسين بن محمّد ابن أبي معشر السلمي الحراني الجزري، مفتي أهل حران ، المتوفّى 318 ه ( تذكرة الحفاظ 2 : 774 ) .

حتّى أوقفني في السماء السابعة ، ثمّ انقطع عنّي جبرئيل علیه السلام(1)، فقلت : حبيبي جبرئيل في مثل هذا الموضع يترك الخليل خليله ؟ فقال : كلّ ملك منّا له مقام معلوم ، ولا يقدر أن يتخطّى إلى قدام قدم واحدٍ وإلّا احترق بالنور .

فإذا أنا بالنداء من قدامي : سر يا أحمد فأنا خليلك ، أنا ميكائيل ، فسار بي علم الله ما شاء ، ثمّ انقطع عنّي ، فقلت : حبيبي ميكائيل (2) في مثل هذا الموضع يترك الخليل خليله ؟ فقال : نحن الصافّون ، ولكلّ ملك منّا له مقام لا يقدر أن يزول من منه وإلّا احترق بالنور .

فإذا بالنداء من قدّامى : سر يا أحمد أنا خليلك أنا دردائيل ، فسار بي علم الله ومشيئته ، ثمّ انقطع عنّي ، فقلت : يا دردائيل وفي مثل هذا الموضع يترك الخليل خليله ؟ فقال : نحن الحافّون من حول العرش ، لا يقدر أن يسلك الجبروت وإلّا احترقنا بالنور .

وإذا بصوت قد خمدت الأصوات من دونه ، وهدأ كلّ شيءٍ لجبروته ، وسكن كلّ شيءٍ لعزّته - فإذا به ينادي : ادن منّي يا أحمد فدنوت خطوة - فكان مقدارها خمسمائة عام - ثمّ ناداني ربّي جلّ جلاله : ادن يا أحمد، فأنا ربّك أنا الله ، فدنوت فكلّمني ربّي من وراء حجاب بكلام كأنّه بلسان عليّ بن أبي طالب، فاختلج في سرّي أنّ عليّاً يكلّمني ، فناداني : يا أحمد قد اطلّعت على سرّك ، ظننتَ أنّ عليّاً يخاطبك ؟

يا أحمد أنا ربّك، أنا الله وأنا على كلّ شيءٍ قدير ، أتحبّ أن أُريك عليّاً ؟ فقلت :

ص: 244


1- (جبرئيل علیه السلام ) لم يرد في «د ».
2- ( ميكائيل ) لم يرد في « د ».

إي وعزّتك ياربّ ، فأمر الله أن تنخرق الحُجُب ، والسماوات أن تنفتح ، وما كان من الأرض مرتفعاً أن ينخفض ، وما كان منخفضاً أن يرتفع، فنظرت من عرش ربّي إلى الأرض فرأيت سرير عليّ، وعليّ واقف يصلّي وفاطمة عن يمينه والحسن والحسين عن شماله يصلّون بصلاته ، والملائكة تنزل عليهم أفواجاً أفواجاً ، وتقف في نورهم وتسمع قراءتهم .

فناداني ربّي : يا أحمد وعزّتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في علوّ مكاني، لقد اطّلعت على سرّك وما استكنّ في صدرك ، فلم أجد أحداً أفضل من عليّ في سرّك ، فخاطبتك بلسانه لتطمئنّ إلى الكلام ، وإلى الخطاب ، ولو خاطبتك بلسان الجبروت لما استطعت أن تسمعه .

وهؤلاء اشتققت أسماء هم من أسمائي ، فهذا عليّ وأنا العالي، وهذه فاطمة وأنا الفاطر ، وهذا الحسن وأنا المحسن ، وهذا الحسين وأنا ذو الحسنى(1).

وهؤلاء خيرتي من عبادي ، وصفوتي من أوليائي، فما يتوسّل أحد من عبادي إليّ بهم خالصة إلّا أوجبت وسيلته ، وأقلت عثرته ، وكشفت كربه ، بعد أن يعرف فضلهم عندي، ويبرأ من أعدائهم ، وأنا وليّهم في الدنيا والآخرة ، وأنا وليّ من والاهم، وعدوّ من عاداهم، ومن أحبّهم فعليه صلاتي ورحمتي ،(2) ومن خالفهم وأبغضهم فعليه لعنتي و غضبي» (3).

188 - ومنه : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه الله، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى

ص: 245


1- في «ر» : (الإحسان).
2- في «د» : (صلواتي).
3- لم نعثر له على مصدر ، ولعلّه مأخوذ من كتاب المعراج للصدوق ولكن مقاطع الحديث موزّعة في الكتب الحديثيّة .

العطّار ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، قال : حدّثنا الحسن بن أحمد، عن عبیدالله بن موسى العبسي ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال : كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذ ذكر أبو بكر وعمر ولم يذكر عليّ علیه السلام ، فاحمرّ وجهه وذرّ العِرق الذي بين عينيه ، وسال عرقه على خدّه، فجعل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقذفه بيده على الأرض ، ثمّ التفت إلىّ وقال :« يا بن عبّاس، إنّه والله لمّا أُسري بي إلى السماء السابعة وناداني جبرئيل علیه السلام : يا أحمد تقدّم ، فلو أنّ أحداً من خلق ربّي تقدّم إلى هذا الموضع سواك لاحترق بالنور .

قال : فأدليت إلى رفرفة خضراء فجعلت تخفض بي وترفعني حتّى صرت إلى حجاب ربّي ، فإذا أنا بجميع ما خلق ربّي كحلقة درع في فلاة ، وإذا بمنادٍ ينادي(1) : يا أحمد من خلّفت على أمّتك ؟ قال : قلت : أخي عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فإذا منادياً(2) يقول : نِعمَ الأخ أخوك يا أحمد عليّ سيّد المسلمين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين إلى جنّات النعيم ، عليّ سيف نقمتي على من(3) مرق من جلالي، ولولا عليّ ما عُرف أوليائي من أعدائي ، به عذّبت المنافقين في أسفل درك من ناري ، وبه أدخلت المؤمنين جنّتي ، يا محمّد ، أحبّه فإنّي أُحبّه وأُحبُّ من أحبّه» (4).

189 - ومنه حدّثنا محمّد بن عصام الكليني رضي الله عنه ، عن محمّد بن يعقوب ، عن عليّ ابن محمّد بن سليمان ، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد التميمي ، عن

ص: 246


1- ( ينادي ) لم يرد في « ر » «ص » .
2- في بعض النسخ : ( بالنداء ) .
3- ( من ) لم يرد في «د» .
4- لم نعثر له على مصدر ، ولعله مأخوذ من كتاب المعراج للصدوق .

الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن عليّ علیه السلام ، قال : سألت أبي(1) سيّد العابدين علیه السلام فقلت له : يا أبه ، أخبرني عن جدّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء، وأمره ربِّه عزّ وجلّ بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمّته حتّى قال له موسى بن عمران علیه السلام : ارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف فإنّ أُمّتك لا تطيق ذلك ؟

فقال: «يا بنيّ، إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا يقترح على ربّه عزّ وجلّ ولا يراجعه في شيء يأمره به ، فلمّا سأله موسى علیه السلام ذلك فصار شفيعاً لأُمّته إليه ، لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسى ، فرجع إلى ربّه فسأله التخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات ، قال : فقلت له : يا أبه فلم لم يرجع إلى ربّه عزّ وجلّ ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى علیه السلام أن يرجع إلى ربّه أن يسأله(2) التخفيف ؟ فقال: «يا بنيّ، أراد صلی الله علیه وآله وسلم أن يحصل لأمّتك التخفيف مع آخر خمسين صلاة لقول الله عزّ وجلّ : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )(3) ألا ترى أنّه صلی الله علیه وآله وسلم لمّا هبط إلى الأرض فنزل عليه جبرئيل علیه السلام ، فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول : إنّها خمس بخمسين: ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامِ لِلْعَبِيدِ )(4) قال : فقلت له : يا أبه، أليس الله تعالى ذكره لا يوصف بمكان ؟

قال : « بلى تعالى الله عن ذلك» قلت : فما معنى قول موسى علیه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ارجع إلى ربّك ؟ فقال :« معناه معنى قول إبراهيم علیه السلام :( إِنِّي ذَاهِبٌ إِلى رَبِّي

ص: 247


1- في «د» : ( قلت لأبي ) بدلاً من: ( سألت أبي).
2- في المصدر : ( ويسأله ) .
3- سورة الأنعام 6: 160 .
4- سورة ق 50: 29 .

سَيَهْدِيْنِ )(1) ومعنى قول موسى علیه السلام : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ) (2) ويعني قوله عزّ وجلّ : ( فَفِرُّوا إلى اللهِ )(3) يعنى حجّوا إلى بيت الله .

يا بنيّ ، إنّ الكعبة بيت الله ، من حجّ بيت الله فقد قصد إلى الله ، والمساجد بيوت الله ، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله وقصد إليه ، والمصلّي مادام في صلاته فهو واقف بين يدي الله عزّ وجلّ، وإنّ الله تبارك وتعالى بقاعاً في سماواته ، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه ، ألا تسمع الله عزّ وجلّ يقول: ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ )(4) ويقول عزّ وجلّ في قصّة عيسى بن مريم علیه السلام : ( بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ )(5) ويقول عزّ وجلّ: ( إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )(6)»(7).

190 - روى الصدوق محمّد بن بابويه : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعليّ بن موسى الرضا علیه السلام : یابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث : إنّ المؤمنين يزورون(8) ربّهم من منازلهم في الجنّة ؟

ص: 248


1- سورة الصافات 37: 99 .
2- سورة طه 84:20 .
3- سورة الذاريات 50:51 .
4- سورة المعارج 4:70 .
5- سورة النساء 4: 158 .
6- سورة فاطر 35: 10 .
7- علل الشرائع: 1/132، وأورده أيضاً في الأمالي : 7543 ، والتوحيد: 8/176 ومن لا يحضره الفقيه 1: 4/126 وعنها في الوسائل 4: 10/16 ، وعن العلل والتوحيد في بحار الأنوار 3: 17/320 ، وعن التوحيد والأمالي والعلل في بحار الأنوار 18: 60/348 و 82 2/251 .
8- في «ص » : ( يرون).

فقال علیه السلام: «يا أبا الصلت ، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم على جميع خلقه من النبييّن والملائكة ، وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته (1)، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته ، فقال عزّ وجلّ : ( مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله )(2) وقال :( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )(3) وقال صلی الله علیه وآله وسلم : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله عزّ وجلّ ، ودرجة النبيّ في الجنّة أرفع الدرجات ، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى» قال : قلت له : يا بن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه أنّ ثواب لا إله إلّا الله النظر إلى وجه الله عزّ وجلّ ؟

فقال علیه السلام: «يا أبا الصلت ، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكنّ وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه (4) صلوات الله عليهم هم الذين يُتوجّه بهم إلى الله وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله عزّ وجلّ : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ )(5) وقال عزّ وجلّ : (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )(6) فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه علیهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة . وقال علیه السلام : إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني .

ص: 249


1- في «ص» : ( ومبايعته مبايعيه) .
2- سورة النساء 4: 80.
3- سورة الفتح 48: 10 .
4- في « ر »: ( وحجة حججه ) .
5- سورة الرحمن 55: 26 - 27 .
6- سورة القصص 28 : 88 .

يا أبا الصلت ، إنّ الله عزّ وجلّ لا يُوصف بمكان ، ولا يُدرك بالأبصار» فقلت : یابن رسول الله أخبرني عن الجنّة والنّار أهما اليوم مخلوقتان.

فقال: «نعم، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلمه دخل الجنّة ورأى النار لمّا عُرج به إلى السماء» قال : فقلت له : إنّ أقواماً (1) يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين ، فقال علیه السلام : « ما أُولئك منّا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذب النبيّ صلى الله عليه وسلم وكذّبنا ، وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنّم ، قال الله عزّ وجلّ : (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنِ ) (2).

وقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : لمّا عرّج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنّة ، فناولني من رطبها فأكلتها ، فتحوّلت ذلك نطفة في صلبي ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسيّة ، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة»(3).

191 - وروى الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله في كتاب «الأمالي» : بإسناده عن عبد الله بن عبّاس ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول : «أيّها الناس، له نحن في القيامة ركبان، أربعة ليس غيرنا» فقال له قائل : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله من الركبان ؟

قال صلی الله علیه وآله وسلم : «أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وابنتي

ص: 250


1- في المصدر : ( قوماً).
2- سورة الرحمن 55: 43 - 44 .
3- أمالي الصدوق: 7/545 التوحيد 21/117 ، عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 3/115، وأورده الطبرسي : في الاحتجاج 2: 286/380 ونقله الحرّ العاملي في الوسائل :14: 11/325، عن التوحيد والمجلسي في بحار الأنوار 4 4/3 عن التوحيد والعيون و 4/139:100، عن العيون.

فاطمة على ناقتي العضباء، وعليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة ، خطامها(1) من اللؤلؤ الرطب، وعيناها من ياقوتتين حمراوين، وبطنها من زبرجد أخضر ، عليها قبّة من لؤلؤة بيضاء ، يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، ظاهرها(2) من رحمة الله ، وباطنها من عفو الله إذا أقبلت زفّت وإذا أدبرت زفّت وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع ، لذلك التاج سبعون ركناً ، كلّ ركن يضيء كالكوكب الدرّيّ في أفق السماء ، وبيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة :

لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، فلا يمرّ بملأ من الملائكة إلّا قالوا : نبيّ مرسل ولا يمرّ بنبيّ إلّا يقول : ملك مقرّب ، فينادي مناد من بطنان العرش : يا أيّها الناس ، ما هذا ملك مقرب ولا نبيّ مرسل ولا حامل عرش ، هذا عليّ بن أبي طالب علیه السلام .

ويجيء شيعته من بعده فينادي منادٍ لشيعته : من أنتم ؟ فيقولون : نحن العلويوّن فيأتيهم النداء : أيّها العلويّون ، أنتم آمنون ، ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون»(3).

هذا فضل خصّ الله به محمّداً وآله صلوات الله عليهم من دون سائر خلقه ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )(4) (لَا يُسْتَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْتَلُونَ )(5)

ص: 251


1- الخطام : الزمام ( الصحاح 5 : 1915 - خطم).
2- (ظاهرها ) لم يرد في « ر » « ص» « ن » .
3- أمالي الطوسي : 4/34 ، وأورده المفيد في الأمالي : 3/271 وعنهما في بحار الأنوار 7: 1/230 وعن أمالي المفيد في 68 : 25/112 ، وبشارة المصطفى : 106 / 45 ، بإسناده عن الشيخ أبي علي الطوسي عن والده ، والدرّ النظيم : 325 .
4- سورة الدخان 32:44 .
5- سورة الأنبياء 21 : 23 .

(ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم)(1).

192 - ومنه : حدّثنا محمّد بن محمّد، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى (2) العطّار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عليّ ابن النعمان ، عن بشير الدهّان(3) ، قال : قلت لأبي جعفر علیه السلام : جعلت فداك أيّ الفصوص أفضل أُركّبه على خاتمي ؟ فقال علیه السلام : «يا بشير ، أين أنت عن العقيق الأحمر ، والعقيق الأصفر، والعقيق الأبيض، فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة.

أمّا الأحمر: فمطلّ(4) على دار رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

وأمّا الأصفر : فمطلّ على دار فاطمة الزهراء علیها السلام.

وأمّا الأبيض : فمطلّ على دار أمير المؤمنين علیه السلام .

والدور كلّها واحدة يخرج منها ثلاثة أنهار من تحت كلّ جبل نهراً أشدّ بَرداً من الثلج ، وأحلى من العسل، وأشدّ بياضاً من اللبن ، لا يشرب منها إلّا محمّد وآله وشيعتهم ، ومصبّها كلّها واحد ، ومجراها من الكوثر .

وإنّ هذه الثلاثة جبال تسبّح الله وتقدّسه وتمجّده، وتستغفر لمحبّي آل محمّد علیهم السلام ، فمن تختّم بشيء منها من شيعة آل محمّد لم ير إلّا الخير والحسنى، والسعة في رزقه ، والسلامة من جميع أنواع البلاء، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن

ص: 252


1- سورة الحديد 57: 21 .
2- في «د» «ر» «ص»: (محمد بن إبراهيم) ، وما في المتن أثبتناه من المصادر .
3- بشير الدهان: الكوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم علیهما السلام ، وقال الشيخ : روى عن أبي عبد الله علیه السلام . رجال البرقي : 46 و 48 ، رجال الشيخ : 16/156 و 2/344 .
4- في النسخ الكاملة : (فمظل) ، وما في المتن من المصدر ، وكذا الموارد التالية ، ولم يرد الحديث في النسخ المساعدة .

كلّ ما يخافه الإنسان ويحذره»(1).

193 - ومنه أوّل الجزء الثالث : بإسناده عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله جعفر ابن محمّد علیه السلام، قال : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين خليفة الله في أرضه ، فيقوم داود النبيّ علیه السلام فيأتي النداء من عند الله تعالى : لسنا إيّاك أردنا وإن كنت الله خليفة.

ثمّ ينادي ثانيةً : أين خليفة الله في أرضه، فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فيأتي النداء من قبل الله عزّ وجلّ : يا معشر الخلائق ، هذا عليّ بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجّته على عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم ليستضيء بنوره ، وليتبعه إلى الدرجات العُلى من الجنان.

قال علیه السلام : فيقوم أناس قد تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتّبعونه إلى الجنّة ، ثمّ يأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : ألا من ائتمّ بإمام في دار الدنيا فليتّبعه إلى حيث يذهب به ، فحينئذٍ يتبرّأ (الذين اتَّبِعُوا مِنَ الذينَ اتَّبَعُوا ورَأَوا العَذابَ وَتَقطَّعَتْ بِهِمُ الأسباب * وقال الذينَ اتَّبَعُوا لو أنّ لنا كَرَّةً فتتبرأ مِنْهُم كما تبرأوا مِنا كذلك يُريهِمُ اللهُ أعمَالَهُم حَسَرَاتٍ عَلَيْهِم ومَا هُم بخارجينَ مِنَ النَّارِ ) (2)»(3).

ص: 253


1- أمالي الطوسي : 10/38 وعنه في وسائل الشيعة 5: 1/88 وبحار الأنوار 8: 1567187 و 37: 17/42 ، وأورده ابن حاتم الشامي في الدّر النظيم : 714 ، والقمي في العقد النضيد والدّر الفريد : 73/ 54.
2- سورة البقرة 2: 166 - 167 .
3- أمالي الطوسي : 1/63 و 7/99 وعنه في تأويل الآيات للاستر آبادي 1: 69/83 والفصول المهمة للحرّ العاملي 1 : 3/353 وبحار الأنوار 8: 3/10 و 31: 194/652 و 40: 4/3 ، وأورده المفيد في الأمالي : 3/285 ، الطبري في بشارة المصطفى : 1/18، الإربلي في كشف الغمّة 1: 141 .

194 - ومنه : بإسناده عن محمّد بن بشیر (1)، قال : سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون : لمّا فرغ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام من حرب أصحاب الجمل لحقه مرض وحضرت الجمعة ، فقال لابنه الحسن علیه السلام : انطلق يابنيّ فجمّع بالناس، فأقبل الحسن علیه السلام إلى المسجد ، فلمّا استقلّ على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهّد وصلّى على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم .

ثمّ قال : «إنّ (2) الله اختارنا لنبوّته ، واصطفانا على خلقه وبريّته ، وأنزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقّنا شيئاً إلّا انتقصه الله في عاجل دنیاه(3) وآجل آخرته ، ولا تكون علينا دولة إلّا كانت لنا العاقبة ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين )(4) » .

ثمّ جمّع بالناس ، وبلغ أباه علیه السلام كلامه ، فلمّا انصرف إلى أبيه علیه السلام ، نظر إليه فما ملك عبرته أن سالت على خديه ، ثمّ استدعاه فقبّل بين عينيه ، وقال : «بأبي أنت وأمّي (ذُرِّيَّةٌ بَعضُها مِن بَعض والله سميع عليم )(5)»(6).

195 - ومنه : أخبرنا محمّد بن محمّد، عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي، عن أبي محمّد عبد الله(7) بن محمّد بن سعيد من كتابه ، عن أحمد بن عيسى بن الحسن

ص: 254


1- في المصدر : ( سيرين).
2- فى المصدر : ( يا أيها الناس إنّ ...).
3- في «د» : ( دينه).
4- سورة ص 38: 88 .
5- سورة آل عمران :3 34 .
6- أمالي الطوسي : 13/103 وعنه في بحار الأنوار :32: 179/228 ، وأورده الطبري في بشارة المصطفى: 22/402 .
7- في «د» : ( عبيد الله ) .

الجرمي ، عن نصر بن حمّاد، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر علیه السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (1) ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ جبرئيل نزل عليّ وقال : إنّ الله تبارك وتعالى يأمرك (2) أن تقوم بتفضيل عليّ بن أبي طالب خطيباً على أصحابك ؛ ليبلّغوا من بعدهم ذلك عنك ، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره، والله يوحي إليك : يا محمّد، إنّ من خالفك في أمره فله النار ، ومن أطاعك فله الجنّة .

فأمر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم منادياً ينادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، وخرج حتّى علا المنبر ، فكان أوّل ما تكلّم به : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ».

ثمّ قال : «أيّها الناس، أنا البشير وأنا النذير ، وأنا النبيّ الأُمّي ، إنّي مبلّغكم عن الله تعالى في أمر رجل لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة العلم ، وهو الذي انتجبه الله من هذه الأمّة ، واصطفاه وهداه ، وخلقني وإيّاه، وفضّلني بالرسالة وفضّله بالتبليغ عنّي ، وجعلني مدينة العلم وجعله الباب ، وجعله خازن العلم والمقتبس منه الأحكام وخصّه الله بالوصيّة وأبان أمره وخوّف من عداوته ،

ص: 255


1- جابر بن عبد الله الأنصاري : صحابيّ جليل من أصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، شهد بدرا و ثماني عشرة غزوة مع النبيّ ، ويعد من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين علیه السلام ، ومن المنقطعين إلى أهل البيت علیهم السلام عدّه البرقي والشيخ من أصحاب النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ومن أصفياء أمير المؤمنين علیه السلام وشرطة خميسه ومن أصحاب الإمام الحسن والحسين والسجّاد والباقر علیهما السلام. وهو الذي أبلغ سلام النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى الإمام الباقر علیه السلام مات رحمه الله سنة 78 للهجرة . انظر: رجال البرقي : 2 و 3 و 7 و 8 و 9 ، رجال الطوسي : 2/12 و 3/37 و 1/66 و 1/72 و 1/85 و 1/111 ، رجال الكشي : 89/42 ، رجال العلّامة : 212/93 .
2- في «د» : (أمرك ) .

وأزلف من والاه ، وأعزّ شيعته ، وأمر الناس جميعاً بطاعته .

وأنّه عزّ وجلّ يقول: من عاداه عاداني، ومن والاه والاني، ومن ناصبه ناصبني، و من خالفه خالفني، ومن عصاه عصاني ، ومن آذاه آذاني ، و من كاده كادني ، ومن أبغضه أبغضني ، ومن أحبّه أحبنّي ، ومن أراده أرادني ، ومن نصره نصرني .

يا أيّها الناس اسمعوا ما آمركم به وأطيعوا ، فإنّي أُخوّفكم عقاب الله : ( يومَ تجد كلُّ نفس مَّا عَمِلَتْ مِن خَيْرٍ مُحضَراً ومَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَو أَنَّ بينها وبينَه أَمَداً بعيداً )(1) ( ويُحذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وإلى الله المصير )(2) » .

ثمّ أخذ بيد عليّ أمير المؤمنين علیه السلام ، فقال : «معاشر الناس هذا مولى المؤمنين، وحجّة الله على الخلق أجمعين، والمجاهد للكافرين ، اللّهمّ إنّي قد بلّغت ، وهم عبادك وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم يا أرحم الراحمين ، وأستغفر الله لي ولكم».

ثمّ نزل عن المنبر ، فأتاه جبرئيل علیه السلام فقال: «يا محمّد، إنّ الله عزّوجل يقرئك السلام ويقول لك : جزاك الله عن تبليغك خيراً، فقد بلّغت رسالات ربّك ، ونصحت لأُمّتك، وأرضيت المؤمنين ، وأرغمت الكافرين .

يا محمّد ، إنّ ابن عمّك مبتلى ومبتلى به .

يا محمّد، قل في كلّ أوقاتك : الحمد لله ربّ العالمين ( وَسَيَعلَمُ الذينَ ظَلَمُوا أي مُنقَلب ينقلبونَ )(3) »(4) .

ص: 256


1- سورة آل عمران 3: 30 .
2- سورة آل عمران 3: 28 .
3- سورة الشعراء 26 : 227 .
4- أمالي الطوسي : 39/118 ، وأورده المفيد في الأمالي : 2/77 و 2/345 وعنهما في بحار الأنوار 38 : 112/ 51 ، الطبري في بشارة المصطفى: 148/175 ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمّي : 7 ، الإربلي في كشف الغمّة 2 : 9 - 10 و 13 - 14 ، العلامة الحلي في كشف اليقين : 460 - 462 .

196 - ومنه : يرفعه إلى يعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم التمّار رحمه الله(1) ، قال : وجدت في كتاب ميثم - رضي الله عنه - يقول : تمسّينا ليلة عند أمير المؤمنين علیه السلام فقال لنا: «ليس من عبد امتحن الله قلبه للإيمان إلّا أصبح يجد مودّتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممّن سخط الله عليه إلّا يجد بغضنا على قلبه ، فأصبحنا نفرح بحبّ المحبّ لنا، ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبّنا مغتبطاً بحبّنا ، برحمة من الله ينتظرها كلّ يوم، وأصبح مبغضنا يؤسّس بنيانه على شفا جرفٍ هار(2) ، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنّم، وكأنّ أبواب الرحمة قد فتحت لأهل الرحمة ، فهنيئاً لأصحاب الرحمة برحمتهم ، وتعساً لأهل النار بمثواهم.

إنّ عبداً لن يقصر في حبّنا لخير جعله الله في قلبه ، ولن يحبّنا من يحبّ مبغضنا ، إنّ ذلك لا يجتمع في قلب واحد و (مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِن قلبين في جَوفِه )(3) يحبّ بهذا قوماً، ويحبّ بالآخر عدوّهم ، والذي يحبّنا فهو يخلص حبّنا كما يخلص الذهب ، لا غشّ فيه .

نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء ، وأنا وصيّ الأوصياء ، وأنا حزب الله ورسوله علیه السلام ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحبّ أن يعلم حاله في حبّنا

ص: 257


1- صالح بن ميثم التمار : الأسدي ، مولاهم كوفي تابعي ، روى عن أبي جعفر علیه السلام، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق علیهما السلام . رجال البرقي : 15 و 16، رجال الشيخ : 4/126 و 2/218 .
2- ( هار ) لم يرد في «د» .
3- سورة الأحزاب 33: 4 .

فليمتحن قلبه ، فإن وجد فيه شيئاً من بغضنا(1) فليعلم أنّ الله عدوّه وجبرئيل وميكائيل ، والله عدوّ للكافرين»(2) .

197 - ومنه : مرفوعاً إلى أبي حسّان العجلي(3) ، قال : لقيت أمة الله بنت رشيد لهجري (4)، فقلت لها : حدثيني ما سمعت من أبيك ، قالت : سمعته يقول : قال لي حبیبي أمير المؤمنين : يا رشيد ، كيف صبرك(5) إذا أرسل إليك دعي بني أُميّة فقطع يديك ورجليك ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، أيكون آخر ذلك إلى الجنة ؟ قال: «نعم يا رشيد ، وأنت معي في الدنيا والآخرة .

قالت : فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعي عبيد الله بن زياد - لعنه الله - فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين ، فأبى أن يتبرأ منه ، فقال له ابن زياد : فبأي

ص: 258


1- في الأمالي : ( حبّ من ألبّ علينا ) بدلاً من : ( شيئاً من بغضنا ) . ألبّ علينا أي : جمع علينا الناس وحرّضهم على الإضرار بنا .
2- أمالي الطوسي : 56/148 وعنه في بحار الأنوار 27: 24/83 وتفسير نور الثقلين 2: 353/268، وأورده القاضي النعمان في دعائم الاسلام 1: 63 وفي شرح الأخبار 3: 499 / 1430 ، الطبري في بشارة المصطفى : 94/142 ، الإربلي في كشف الغمّة 1: 385 ، ولاحظ تعليقات الأرموي على كتاب الغارات 2 : 910 .
3- أبو حّسان العجلي : هو موسى بن عبيدة الكوفي، من أصحاب الإمام الباقر والصادق علیهما السلام . رجال البرقي : 14 و 42 ، رجال الشيخ : 432/307 .
4- في «د» «ص» «ر»: راشد ، وما في المتن هو الصحيح. وهي قنواء بنت رشيد الهجري : عدّها الشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام ، قائلاً : قنواء بنت زبيد . قال محقّق كتاب الرجال في هامش الصفحة : لعلّ الصحيح : رشيد ، كما في بعض النسخ . وعدها البرقي ممن روى عن أبي عبد الله علیه السلام. رجال البرقي : 62 ، رجال الشيخ : 6/341 .
5- في «ر» «ح» «ص»: (تجدك ) .

ميتة قال لك صاحبك تموت ؟ قال : خبّرني خليلي صلوات الله عليه أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرّأ ، فتقدّمني فتقطع يدي ورجلي ولساني ، فقال : والله لأُكذِّبنّ صاحبك ، قدّموه فاقطعوا يده ورجله ، واتركوا لسانه ، فقطعوهما .

ثمّ حملوه إلى منزلنا ، فقلت له : يا أباه، جعلت فداك هل تجد لما أصابك ألماً ؟ قال : لا والله يابنيّة إلا كالزحام بين الناس، ثمّ دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له ، فقال : ائتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون ممّا علّمنيه مولاى أمير المؤمنين علیه السلام .

فأتوه بصحيفة ودواة ، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم الكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين علیه السلام ، فبلغ ذلك ابن زياد ، فأرسل إليه الحجّام حتّى قطع لسانه، فمات من ليلته تلك رحمة الله عليه .

وكان أمير المؤمنين علیه السلام يسمّيه رشيد المبتلى ، وكان قد ألقی علیه السلام إليه علم البلايا والمنايا، فكان يلق الرجل فيقول له : يا فلان بن فلان، تموت موتة كذا، وأنت يا فلان ، تقتل قتلة كذا فيكون الأمر كما قاله رشيد رحمه الله(1).

198 - ومنه : حدّثنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه(2)، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن

ص: 259


1- أمالي الطوسي : 28/165 وعنه في بشارة المصطفى : 109/151 ومدينة المعاجز 2: 470/162 وبحار الأنوار :42: 1/121 ، وأورده المفيد في الاختصاص : 77 وعنه في مستدرك الوسائل 12: 10/273 ومدينة المعاجز 2: 471/164 ، الكشي في رجاله : 131/75 وعنه في بحار الأنوار 75: 433 ، الراوندي في الخرائج و الجرائح 1 : 72/228 ، وانظر : الهداية الكبرى : 132 .
2- في«د » «ص» (زيادة عن هارون) .

عمر ، عن الصادق علیه السلام ، قال :« قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أُعطيت أشياء لم يعطها أحد قبلي سوى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، لقد فتحت لي السبل ، وعلّمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي ، فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي ، فإنّ بولايتي أكمل الله هذه الأمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم ، ورضي لهم الإسلام.

إذ يقول - يوم الولاية - لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم : يا محمّد ، أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم النعم ، ورضيت لهم الإسلام ؛ كلّ ذلك منّاً من الله به عليَّ فله الحمد» (1).

وقد تقدّم الحديث الأوّل بغير إسناد فأحببت إعادته لتغاير الإسناد.

199 - ومنه أيضاً : أخبرنا محمّد بن محمّد ، ورفع الإسناد إلى سعيد الأعرج(2) ، قال : دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي جعفر علیه السلام(3) فابتدأني وقال : «يا سليمان، ما جاء عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام يؤخذ به ، وما نهى عنه يُنتهى عنه ، جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، ولرسوله الفضل على جميع من خلق الله .

ص: 260


1- أمالي الطوسي : 1/205 وعنه في بحار الأنوار 26: 14/141 وينابيع المعاجز : 11/232 وتأويل الآيات 14/107:1، وأورده الصفار في بصائر الدرجات: 4/221، والصدوق في الخصال: 4/414 وعنه في بحار الأنوار 39: 5/336 .
2- سعيد الأعرج : هو ابن عبدالرحمن ، وقيل : ابن عبد الله ، أبو عبد الله التيمي ، مولاهم كوفي ، ثقة، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام ، فقال البرقي : سعيد الأعرج ابن عبد الله كوفي ، وقال الشيخ : سعيد بن عبدالرحمن الأعرج السمّان - ويقال له : ابن عبد الله - له كتاب . وانظر : اتحاد سعيد الأعرج في عبد الله وعبدالرحمان في معجم رجال الحديث 9: 126 - 127 . رجال النجاشي : 477/181 ، رجال البرقي : 38 ، رجال الشيخ : 24/204 .
3- في المصادر : ( عن أبي عبد الله) ، وجميع النسخ موافقة لما في المتن .

يا سليمان العائب على أمير المؤمنين في شيءٍ كالعائب على الله تعالى وعلى رسوله صلی الله علیه وآله وسلم ، والرادّ عليه في صغير أو كبير على حدّ الشرك بالله .

كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه باب الله الذى لا يؤتى إلّا منه ، وسبيله الذى من تمسّك بغيره هلك ، كذلك جرى حكم الأئمّة علیهم السلام بعده واحداً بعد واحد ، جعلهم الله أركان الأرض وهم الحجّة البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى .

أما علمت أنّ أمير المؤمنين علیه السلام كان يقول : أنا قسيم الله بين الجنّة والنار ، وأنا الا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا والميسم.

ولقد أقرّ لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقرّوا لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، ولقد حملت مثل حمولة محمّد صلی الله علیه وآله وسلم - وهي حمولة الربّ - وأنّ محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم يُدعى فيكسى، ويستنطق فينطق، وأدعى فأكسى، واستنطق فأنطق ، ولقد أُعطيت خصالاً لم يعطها أحد قبلي ، علّمت علم المنايا والقضايا وفصل الخطاب»(1) .

200 - من كتاب «الخطب» لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام رواية أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي وخطب علیه السلام فقال: «سلوني قبل أن تفقدوني فأنا نمط الحجاز، وأنا عيبة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، سلوني فأنا فقأت عين الفتنة ظاهرها وباطنها.

سلوني ، فأنا مَن عنده علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب.

سلوني ، فأنا يعسوب المؤمنين حقّاً، وما من فئة تهدي مائة أو تضلّ مائة إلّا وقد أُوتيت بقائدها وسائقها .

والذي نفسي بيده لو طوي لي الوسادة فأجلس عليها لقضيت بين أهل

ص: 261


1- أمالي الطوسي : 2/205 وعنه في بحار الأنوار 25 : 1/352 ومستدرك الوسائل 1: 8/79 وخاتمة المستدرك 1/242:5 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 2/197 .

التوراة بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ، ولأهل الزبور بزبورهم ، ولأهل الفرقان بفرقانهم».

قال : فقام ابن الكوّا إلى أمير المؤمنين علیه السلام - وهو يخطب الناس - فقال : يا أمير المؤمنين، أخبرني عن نفسك ، فقال علیه السلام :« ويلك أتريد أن أزكّي نفسي ! وقد نهى الله تعالى عن ذلك، مع أنّي كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني ، وبين الجوانح منّي علم جمّ، ونحن أهل البيت لا نقاس بأحد»(1).

201 - ومنه : خطب علیه السلام فقال : «سلوني فإنّي لا أُسأل عن شيءٍ دون العرش إلّا أجبت فيه ، لا يقولها بعدي إلا جاهل مدّع أو كذّاب مفتر».

فقام رجل من جانب مجلسه(2) - في عنقه كتاب كأنّه مصحف ، وهو رجل أدم ضرب(3) طوال ، جعد الشعر ، كأنّه من مهوّدة العرب (4)- رافعاً صوته لعليّ: أيّها المدّعي، ما لا يعلم، والمقلّد ما لا يفهم ، أنا السائل فأجب .

فوثب به أصحاب عليّ علیه السلام وشيعته من كلّ ناحية فهموا به ، فنهرهم عليّ علیه السلام وقال لهم : «دعوه ولا تعجلوه ، فإنّ الطَّيْش لا تقوم به حجج الله ، ولا تظهر به براهين الله» ثمّ التفت إلى الرجل وقال له : «سل بكلّ لسانك وما في جوانحك ، فإنّي أجيبك ، إنّ الله تعالى لا تعتلج عليه الشكوك ، ولا يهيجه وسن».

فقال الرجل : كم بين المغرب والمشرق ؟ قال علىّ علیه السلام: «مسافة الهواء».

قال : وما مسافة الهواء ؟ قال عليّ علیه السلام : «دوران الفلك».

ص: 262


1- نقله العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 26 : 153 / 40 ، عن المحتضر .
2- في بحار الأنوار : ( جانب مسجده ) .
3- الضَرْبُ: الرجل الخفيف اللحم (الصحاح 1: 168 - ضرب).
4- ما بين الشارحتين لم يرد في «س» «ص» «م» .

قال الرجل: وما قدر دوران الفلك ؟ قال: «مسيرة يوم للشمس» . قال الرجل : صدقت.

قال : فمتى القيامة ؟

قال علیه السلام : «على قدر قصور المنية ، وبلوغ الأجل».

قال الرجل : صدقت ، فكم عمر الدنيا ؟ قال عليّ علیه السلام : «يقال سبعة آلاف ، ثمّ لا تحديد (1)» .

قال الرجل : صدقت ، فأين بكّة من مكّة ؟ قال عليّ علیه السلام: «مكّة أكناف الحرم، وبكّة موضع البيت».

قال : فلِمَ سمّيت مكّة مكّة ؟ قال علیه السلام : «لأنّ الله تعالى مكّ الأرض من تحتها» قال : فلِمَ سمّيت تلك بكّة ؟

قال علیه السلام: «لأنّها بكّت رقاب الجبّارين وعيون المذنبين» قال: صدقت ، وأين كان الله قبل أن يخلق عرشه ؟

قال علیه السلام :« سبحان من لا تدرك كنه صفته حملة العرش، على قرب زمراتهم من كراسي كرامته ، ولا الملائكة المقرّبون من أنوار سبحات جلاله . ويحك ، لا يقال : أين ولا ثمّ ولا فيمَ ولا لم ولا أنّى ولا حيث ولا كيف»، قال الرجل : صدقت ، فكم مقدار ما لبث الله عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء ؟

فقال: «أتحسن أن تحسب ؟» قال : نعم .

قال علیه السلام : «لعلّك لا تحسن ؟» ، قال : بلى ، إنّي لأحسن أن أحسب .

قال علىّ علیه السلام: «أفرأيت لو كان صبّ خردل في الأرض حتّى سدّ الهواء - وما بين

ص: 263


1- في «د»: (تجديد ) .

الأرض والسماء - ثمّ أذن لمثلك - على ضعفك - أن تنقله حبّة حبّة من مقدار المشرق إلى المغرب، ثمّ مدّ في عمرك وأعطيت القوّة على ذلك حتّى تنقله وأحصيته ، لكان ذلك أيسر من إحصاء عدد أعوام ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء، وإنّما وصفت لك بعض (1) عشر عشير العشير من جزء مائة ألف جزء، وأستغفر الله من التقليل(2) في التحديد».

قال : فحرّك الرجل رأسه وقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله (3).

202 - وروی محمّد بن عليل الحائري في «مزاره» : عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن سليمان ، عن عبد الله بن محمّد اليماني ، عن منيع(4) بن الحجّاج ، عن يونس ابن أبي وهب القصري ، قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله علیه السلام ، فقلت : جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين علیه السلام ، قال : «بئس ما صنعت ، لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ، ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة، ويزوره المؤمنون » قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك .

قال: «فاعلم ، أنّ أمير المؤمنين علیه السلام أفضل عند الله من الأئمّة كلّهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فضّلوا» (5).

ص: 264


1- في بحار الأنوار : ( ببعض).
2- في «س» «م» وبحار الأنوار: (القليل).
3- نقله العلّامة المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 57: 183/231 ، وباختصار في 28/338 . وفي آخره: (وأشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله). وفي «س» زيادة: (وعليّ وليّ الله) .
4- في «د»: (منبع) .
5- لم أعثر على كتاب المزار للحائري ، والحديث في كامل الزيارات : 1/35 ، عن أبي وهب البصري وعنه في بحار الأنوار ،100: 3/257، والكافي 4: 3/579، والتهذيب 6: 45/20 وعنهما في وسائل الشيعة 14 : 2/375 ، ومزار المفيد : 2/31، عن أبي وهب القصري ، وفرحة الغري : 53/102 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25 19/361 . عن كتاب الخطب للجلودي .

203 - ومنه : عن أحمد بن محمّد، عن محسن بن أحمد، عن أبان الأحمر ، عن عبد السلام بن نعيم(1) ، قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : إنّي دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلّا الصلاة على النبيّ وآله ، فقال : «أما إنّه لم يخرج أحد بأفضل ممّا خرجت»(2).

204 - ومنه : بهذا الإسناد عن أبي عبد الله علیه السلام ، عن أمير المؤمنين علیه السلام ، قال : قال : « كلّ دعاء يحجب عن السماء حتّى تصلّى على محمّد وآله صلّى الله عليه وعليهم» (3) فالمتوسّل بمحمّد وأهل بيته لا يخيب أبداً.

205 - وروى الصدوق، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «إنّ عبداً مكث في النار سبعين خريفاً - والخريف سبعون سنة - قال : ثمّ إنّه سأل الله بحقّ محمّد وأهل بيته لمّا رحمتني.

قال : فأوحى الله إلى جبرئيل : أن اهبط إلى عبدي فأخرجه ، قال : يا ربّ،

ص: 265


1- السند في «د» «ر» «ص» هكذا : ( عن أحمد بن أبان الأحمر ، عن عبدالسلام بن إبراهيم) ، ويبدو فيه السقط وما في المتن أثبتناه من المصادر .
2- أورده الكليني في الكافي 2 17/494 وعنه في وسائل الشيعة 7: 5/193 ، والصدوق في ثواب الأعمال: 2/186 وعنه في بحار الأنوار 94: 34/57، و 99 5/369 ابن فهد في عدة الداعي : 150 .
3- أورده الصدوق في المقنع: 297 ، وثواب الأعمال: 3/186 وعنه في تأويل الآيات 2: 31/462 ووسائل الشيعة 7: 16/96 وبحار الأنوار 3: 11/310 و 94 35/57، الفتال النيسابوري في روضة الواعظين: 329، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2: 3/87، الطبراني في المعجم الأوسط 1: 725/300 الهيثمي في مجمع الزوائد :10: 160 المتقي الهندي في كنز العمال 2: 3988/269 .

كيف لي بالهبوط إلى النار ؟ قال : إنّي أمرتها أن تكون عليك برداً وسلاماً ، قال : يا ربّ ، وما علمى بموضعه ؟ قال : إنّه في جبّ سجّيل ، قال : فهبط جبرئيل علیه السلام إلى النار على وجهه فأخرجه ، قال الله عزّ وجلّ : يا عبدي ، كم لبثت تناشدني ، قال : ما لا أُحصي يا ربّ .

قال : أما وعزّتي وجلالي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار ، ولكنّه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له ما كان بيني وبينه وقد غفرت لك اليوم »(1).

206 - وروى محمّد بن بابويه ، عن أبي المغيرة ، قال : سمعت أبا الحسن علیه السلام يقول :« من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلّم أحداً- : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلَّمُوا تَسْلِيماً )(2) اللّهمّ صلّ على محمّد وذرّيّته قضى الله له مائة حاجة : سبعين في الدنيا ، وثلاثين في الآخرة» قال : قلت : ما معنى صلاة الله وملائكته وصلاة المؤمنين ، قال : «صلاة الله رحمة ، وصلاة ملائكته تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له»(3).

207 - وروی محمّد بن بابويه في كتاب «ثواب الأعمال»: إنۀ الصادق علیه السلام قال لأبي

ص: 266


1- ثواب الأعمال: 1/185 ، وأورده أيضاً في الأمالي: 4/770 ، الخصال: 9/584 ، ومعاني الأخبار: 1/226 - باب معنى الخريف. والطوسي في الأمالي: 4/675 ، الطبري في بشارة المصطفى : 11/326 ، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين: 271 ، وباختلاف المفيد في الامالي: 218 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 7: 2/98 ، عن كتب الصدوق، العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 4/2828 ، عن الأمالي و 94: 1/1، عن الأمالي والخصال .
2- سورة الأحزاب 33: 56 .
3- ثواب الأعمال: 187/ صدر حديث 1 وعنه في تأويل الآيات 2: 5/460 وبحار الأنوار 86 3/95 و 94: 38/58 و تفسير الصافي 2014 .

هارون المكفوف :« يا أبا هارون، إنّا نأمر صبياننا بتسبيح الزهراء علیها السلام كما نأمرهم بالصلاة ، فالزمه فإنّه لم يلزمه عبد فيشق»(1).

208 - ومنه : عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «من سبّح تسبيح الزهراء علیهت السلام ثمّ استغفر غفر له ، وهى مائة باللسان وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضى الرحمن» (2).

209 - ومنه : عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «تسبيح الزهراء فاطمة علیها السلام في كلّ يوم في دبر كلّ صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم »(3) .

210 - ومن كتاب «القائم» للفضل بن شاذان رحمه الله : عن صالح بن حمزة ، عن الحسن بن عبد الله ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال :« قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه على منبر الكوفة : والله إنّي لديّان الناس يوم الدين ، وقسيم الله بين الجنّة والنار ، لا يدخلها(4) داخل إلا على أحد قِسميّ ، وأنا الفاروق الأكبر ، والقرن(5) من حديد ، وباب الإيمان، وصاحب الميسم ، وصاحب السنين ، وأنا صاحب النشر الأوّل والنشر الآخر ، وصاحب القضاء، وصاحب الكرّات، ودولة الدول.

وأنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدي عمّن كان قبلي، ما يتقدّمني إلّا أحمد صلوات الله عليه وآله ، وإنّ جميع الملائكة والرسل والروح خلفنا، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُدعى

ص: 267


1- ثواب الأعمال: 1/195، باب ثواب تسبيح الزهراء علیها السلام ، وأورده أيضاً في الأمالي: 16/675 وعنهما في بحار الأنوار 85: 3/328 ، وأورده الكليني في الكافي 3: 13/343 ، الطوسي في التهذيب :2: 165/105 وعنهم في وسائل الشيعة 6: 2/441 .
2- ثواب الأعمال: 2/196 وعنه في وسائل الشيعة 6: 3/442، وبحار الانوار 10/33285.
3- ثواب الأعمال: 3/196 ، وأورده الكليني في الكافي 3: 15/343 ، الطوسي في التهذيب 2: 167/105 ، الطبرسي في مكارم الأخلاق 2: 3/29. وفي الكلّ : عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام .
4- في «س» وبحار الأنوار : (لا يدخلها) .
5- في «د» «ص» «ر»: (قرن) ، وما أثبتناه من النسخ المساعدة .

فينطق ، وأدعى فأنطق على حدّ منطقه .

ولقد أعطيت السبع التي لم يسبق إليها أحد قبلي :

بُصِّرتُ سبل الكتاب ، وفُتِحت لي الأسباب ، وعُلِّمْتُ الأنساب ومجرى الحساب ، وعلمت المنايا والبلايا والوصيّات وفصل الخطاب.

ونظرت في الملكوت ، فلم يعزب عنّي شيء غاب عنّي ، ولم يفتني ما سبقني ، ولم يشركني أحد فيا أشهدني يوم شهادة الأشهاد ، وأنا الشاهد عليهم ، وعلى يديّ يتمّ موعد الله وتكمل كلمته ، وبي يكمل الدين ، وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه، وأنا الإسلام الذي ارتضاه لنفسه ، كلّ ذلك منّ من الله تعالى»(1).

211 - ما رواه محمّد بن يعقوب : عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد ابن الوليد شباب(2) الصيرفي ، عن يونس بن رباط(3) ، قال : دخلت أنا وكامل التمّار(4) على أبي عبد الله علیه السلام ، فقال له كامل التمّار : جعلت فداك حديث رواه فلان ، فقال علیه السلام : «اذکره» قال : حدّثني أنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم حدّث عليّاً علیه السلام بألف باب - يوم توفّي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فيه(5) - كلّ باب يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب .

ص: 268


1- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 26 : 42/153 وفي ص 85/317 عن تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 325 ، وأورد صدر الخطبة الصفار في بصائر الدرجات : 4/435 وعنه في بحار الأنوار 39: 16/200 ، وأورده باختلاف فرات الكوفي في تفسيره : 5/178 وعنه في بحار الأنوار 39 24/350 .
2- كذا في المصدر والنسخ المساعدة ، وفي النسخ الأصلية : ( عن ) بدلاً من ( شباب ) .
3- في «ر» «ص»: (يونس ابن أبان) بدلاً من : (يونس بن رباط). ويونس بن رباط : البجلي الكوفي ، مولاهم ثقة ، روى عن أبي عبد الله علیه السلام، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام . رجال النجاشي : 1211/448 ، رجال البرقي : 30 ، رجال الشيخ : 69/337 .
4- كامل التمّار : هو ابن العلاء التمّار الكوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر علیه السلام ، وأضاف الشيخ عليه الإمام الصادق علیه السلام أيضاً . رجال البرقي : 12 ، رجال الشيخ : 7/134 و 1/277 .
5- ( فيه ) لم يرد في المصدر .

فقال علیه السلام : «قد كان ذلك فقلت : جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم ومواليكم ؟ فقال: «يا كامل، باب أو بابان» فقلت له : جعلت فداك فما يروي من فضلكم من ألف ألف باب إلّا باباً أو بابين !

قال : فقال علیه السلام : «وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ، ما تروون من فضلنا إلّا ألفاً غير معطوفة(1)» (2) .

ولفظة : «الشيعة» في الحديث يعمّ جميع الشيعة إذ المشايعة على المتابعة .

212 - وروي أيضاً عن مولانا الصادق علیه السلام : «إنّما سمّيت الشيعة شيعة ؛ لأنّ الله سبحانه علّقها من شعاع نورنا»(3) .

213 - ومن كتاب «عيون أخبار الرضا علیه السلام » تأليف محمّد بن علي بن بابويه رحمه الله : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدّثنا محمّد بن همام قال حدّثنا أحمد بن باينداد(4) ، قال : حدّثنا أحمد بن هلال ، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل (5)، عن الصادق علیه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام ، عن أمير المؤمنين علیه السلام، قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لمّا أُسري بي إلىَّ السماء ، أوحى إليَّ ربّي جلّ جلاله، فقال : يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيّاً، وشققت لك من اسمي اسماً، فأنا المحمود وأنت محمّد .

ص: 269


1- قال المجلسي في بحار الأنوار 25 : 283 : قوله علیه السلام : غير معطوفة أي نصف حرف، كناية عن نهاية القلّة ، فإنَّ الألف بالخطّ الكوفي نصفه مستقيم، ونصفه معطوف .
2- الكافي 1 : 9/297 وعنه في ينابيع المعاجز : 146 .
3- ذكره المؤلّف في تفضيل الأئمّة : 327 ، وفي بحار الأنوار 25 32/21 ، عن أمير المؤمنين علیه السلام .
4- في المصدر: (أحمد بن بندار ) ، وفي كمال الدين: (أحمد بن ما بنداذ) .
5- في «د» : ( الفضل ) .

ثمّ اطّلعت الثانية ، فاخترت منها عليّاً ، وجعلته وصيّك وخليفتك ، وزوج ابنتك

، ، وأبا ذرّيّتك ، وشققت له اسماً من اسمي ، فأنا العليّ الأعلى وهو عليّ، وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثمّ عرضت ولا يتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقرّبين .

يا محمّد ، لو أنّ عبداً عبدني حتّى ينقطع ويصير كالشنّ(1) البالي ، ثمّ يأتي جاحداً ، لولايتهم ما أسكنته جنّتي ، ولا أظللته تحت عرشي .

يا محمّد ، أتحبّ أن تراهم ؟ قلت : نعم يا ربّ، فقال عزّ وجلّ : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن علي والحجّة بن الحسن - القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّيّ - قلت: يا ربّ من هؤلاء ؟

قال : هؤلاء الأئمّة علیهم السلام ، وهذا القائم الذي يُحلّ حلالي ويُحرّم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي ، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيُخرج اللات والعزّى طرييّن فيحرقهما ، فلفتنة الناس بهما يومئذٍ أشدّ من فتنة العجل والسامريّ» (2).

ص: 270


1- يقال : شنّت القِربَة تشنُّ : إذا يبست (تهذيب اللغة 11 : 280 - شنن).
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1 : 27/58 ، وذكره أيضاً في كمال الدين : 2/252 وعنهما في بحار الأنوار 36: 58/245 ، وأورده باختلاف يسير فرات الكوفي في تفسيره : 16/73 ، الخزاز في كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر علیهم السلام : 152 ، النعماني في الغيبة : 24/93 ، ابن عيّاش في مقتضب الأثر : 11 و 26 ، ابن شاذان القمي في مائة منقبة : 17/37 ، الطوسي في الغيبة : 109/147 ، الخوارزمي في مقتل الحسين : 94 .

وممّا يدلّ على تفضيل أمير المؤمنين وذرّيّته الأحد عشر صلوات الله عليهم وسلامه على سائر الأنبياء والمرسلين علیهم السلام

214 - ما رواه محمّد بن علي بن بابويه رحمه الله في «العيون» : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن معقل القرميسيني(1) ، قال : حدّثني محمّد بن عبد الله البصري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن مهزم ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله علیه السلام علیه السلام ، عن آبائه علیهم السلام ، عن عليّ علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اثنا عشر من أهل بيتي ، أعطاهم الله تعالى فهمي وعلمي وحكمتي وخلقهم من طينتي ، فويل للمتكبّرين عليهم بعدي ، القاطعين فيهم صلتي ما لهم لا أنا لهم الله شفاعتي»(2).

215 - ومنه : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبدالوهّاب ، قال : أخبرنا أبو نصر منصور بن عبد الله ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد، قال : حدّثنا سليمان بن جعفر عن الرضا علیه السلام ، قال : حدّثني أبي، عن جدّي، عن

ص: 271


1- في «د» «ر» «ص»: (الدويسني)، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 32/64 ، وأورده أيضاً في كمال الدين : 33/281 وعنهما في بحار الأنوار 36: 52/243 ، الطبرسي في إعلام الورى 2: 172 .

آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام قال : «في جناح كلّ هدهد خلقه الله عزّ وجلّ مكتوب بالسريانيّة : آل محمّد خير البريّة»(1) .

216 - ومنه : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي - في مسجد الكوفة (2)- عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، عن محمّد بن ظهير ، عن أبي الحسن محمّد ابن الحسين بن أخي يونس البغدادي - ببغداد - عن محمّد بن يعقوب النهشلي ، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام ، عن عليّ ابن أبي طالب علیه السلام ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن الله جلّ جلاله إنّه قال(3) : «أنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الخلق بقدرتي ، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمّداً حبيباً وخليلاً وصفيّاً، فبعثته رسولاً إلى خلق ، واصطفيت له عليّاً ، فجعلته له أخاً ووصيّاً ووزيراً، ومؤدّياً عنه من بعده إلى خلق، وخليفتي على عبادي، يبينّ لهم كتابي، ويسير فيهم حكمتي(4) ، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أُؤتى منه، وبيتي الذي من دخله كان آمناً من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصّنته من مكروه الدنيا

ص: 272


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1 : 20/261 وعنه في بحار الأنوار :27 1/261 و 64: 45/283 وتفسير نور الثقلين 4 : 51/85 ، وأورده الطوسي في الأمالي : 63/350 وعنه في بحار الأنوار 27: 2/261 ، بهذا اللفظ : عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال : «ما من هدهد إلا وفي جناحه مكتوب بالسريانيّة : آل محمّد خير البريّة».
2- في « د» «ص» «ر»: (مستنجده بالكوفة ) وما في المتن من عيون أخبار الرضا علیه السلام.
3- من قوله : (ومنه : حدّثنا الحسن بن محمّد) إلى هنا أثبتناه من «ص» وبدل عنه في «س» «م»: (بإسناده عن النبيّ صلوات الله عليه وآله ، قال الله عزّ وجلّ) وفي «ن» «ح» والمطبوع : (بإسناده عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أنّه قال : إِنَّ الله عزّ وجلّ قال) .
4- في المصدر : ( بحكمي ) .

والآخرة، ووجهي الذي من توجّه إليه لم أصرف عنه وجهي ، وحجّتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهنّ من خلق ، لا أقبل عمل عامل منهم إلّا بالإقرار بولايته مع نبوّة أحمد رسولي ، وهو يدي المبسوطة على عبادي ، وهو النعمة التي أنعمت بها على جميع من أحببته من عبادي ، فمن أحببته من عبادي وتولّيته عرّفته ولايته ومعرفته ، ومن أبغضته من عبادي أبغضته ؛ لعدوله عن معرفته وولايته .

فبعزّتي حلفت وبجلالي أقسمت أنّه لا يتولّى عليّاً عبد من عبادي إلّا زجرته(1) عن النار وأدخلته الجنّة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ، ويعدل عن ولايته إلّا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير»(2) .

217 - وروی محمّد بن عليّ بن بابويه ، عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن أبي سعيد سهل بن زياد الآدمي ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن عليّ بن أسباط (3)، عن الحسن بن الجهم ، قال : سألت الرضا علیه السلام فقلت : جعلت فداك ما حدّ التوكّل ؟ فقال لي: «أن لا تخاف مع الله أحداً» قال : فقلت : فما حدّ التواضع ؟ قال: «أن تعطي الناس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله» قال : قلت : جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك ؟ قال : «انظر : كيف أنا عندك ؟»(4) .

ص: 273


1- في المصدر : ( زحزحته ) .
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 191/49 ، وأورده أيضاً في الأمالي : 10/291 وعنهما في بحار الأنوار 38: 17/98 وعن الأمالي في الوسائل 27 : 30/186 وعن العيون في تفسير نور الثقلين 1: 491/425 .
3- في العيون (محمّد بن أسباط).
4- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 192/49 وعنه في وسائل الشيعة 15 8/274 وأورده أيضاً في الأمالي:8/311 وعنهما في بحار الأنوار 70: 20/54 ، و 71: 11/134 ، الطبرسي في مشكاة الأنوار 2: 14/103 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين: 382.

218 - ومن كتاب «العيون»: أيضاً للصدوق رحمه الله ، قال : حدّثنا (1) الحسين بن إبراهيم بن تاتانه ،(2) عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة» (3).

219 - ومنه : أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثني أبي، عن جدّي عن عليّ بن معبد ، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : أخبرني جبرئيل علیه السلام ، عن الله جلّ جلاله أنّه قال : عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي، وديان ديني ، أخرج من صلبه أئمّة يقومون بأمري، ويدعون إلى سبيلي، بهم أدفع البلاء عن عبادي وإمائي، وبهم أنزل رحمتي»(4).

220 - ومنه : بإسناده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الأئمّة من ولد الحسين من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثق، وهم الوسيلة إلى الله تعالى»(5).

ص: 274


1- في « د » زيادة : ( محمّد بن ) .
2- في الأمالي : ( ناتانه ) .
3- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 201/52 ، وأورده أيضاً في الخصال : 496/ ذيل ح 5 وعنه في بحار الأنوار 40 : 26/ ذيل ح 50 ، وفي الأمالي 13: 150/442 ذيل ح 1 ، والفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 296 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي 2 : 749/284 .
4- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 208/59 وعنه في بحار الأنوار 36: 55/244 ، وأورده أيضاً في الأمالي : 7/637 وعنه في بحار الأنوار 23: 55/127 .
5- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 217/58 وعنه في بحار الأنوار 36: 54/244 وتفسير نور الثقلين 1: 1057/263.

221 - ومنه : بإسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أنت يا عليّ وولدك خيرة الله من خلقه»(1).

222 - ومنه : بإسناده قال : قال النبي صلی الله علیه وآله وسلم : «الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما ، وأمّهما أفضل نساء أهل الأرض»(2) .

223 - ومنه : بإسناده عن عليّ علیه السلام ، قال : «نحن أهل البيت(3) لا يقاس بنا أحد ، فينا نزل القرآن، وفينا معدن الرسالة»(4).

224 - ومنه : بإسناده عن عليّ علیه السلام قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها » (5) .

225 - ومنه : بإسناده عن عليّ علیه السلام ، قال : «قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: إنّ الله عزّ وجلّ اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختارني(6) ثمّ اطّلع الثانية فاختارك بعدي ، فجعلك ، القائم بأمر أُمّتي بعدي ، وليس أحد بعدنا مثلنا »(7).

ص: 275


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 218/58 ، وفيه : (ولداي) بدلاً من: (وولدك) وعنه في بحار الأنوار 23 : 102/145 و 26 : 4/269 ، وفيهما : وولدك ، كما في المتن .
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 252/62 وعنه في بحار الأنوار 26 : 14/272 و 43: 5/19 و 15/264 .
3- في «د» : ( أهل بيت ) .
4- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 297/66 وعنه في بحار الأنوار 26: 5/269 .
5- الحديث متواتر عن أكثر الصحابة ، وموجود في أكثر مصادر الفريقين، إلا أن-ا اخترنا بعضها و على اختلاف ألفاظها وهي على التوالي : عيون أخبار الرضا علیه السلام 298/66:2 ، الخصال : 1/574 ، الفصول المختارة : 135 و 224 (ضمن مصنّفات المفيد ج 2) النكت الاعتقادية : 42 (ضمن مصنّفات المفيد ج 10) إرشاد المفيد 1 : 33 ، الثاقب في المناقب : 120 ، العمدة لابن البطريق 285 ، تاریخ بغداد :2 377 و 4 : 348 و 11: 49 و 50 ، مستدرك الحاكم 3 : 127 .
6- في «د» : ( واختارني.).
7- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 299/66 وعنه في بحار الأنوار 39: 4/91 .

226 - ومنه : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن عليّ الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم(1) ، قال : حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده عليّ بن موسى الرضا علیه السلام - وقد اجتمع عنده الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة - فسأله بعضهم ، فقال له : يابن رسول الله، بأيّ شيءٍ تصحّ الإمامة لمدّعيها ؟ قال علیه السلام : «بالنصّ والدليل» قال له : فدلالة الإمام فيم هي ؟ قال علیه السلام : «في العلم واستجابة الدعوة» قال : فما وجه إخباركم بما يكون ؟ قال علیه السلام : «ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم» قال : فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس ؟

قال علیه السلام له : «أما بلغك قول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله» قال : بلى ، قال علیه السلام :« فما من مؤمن إلّا وله فراسة ؛ لنظره بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله الأئمّة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين وقال الله تعالى في كتابه العزيز : ( إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين )(2) فأوّل المتوسّمين رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، ثمّ أمير المؤمنين علیه السلام من بعده ، ثمّ الحسن علیه السلام ، والحسين علیه السلام ، والأئمّة من ولد الحسين علیهما السلام إلى يوم القيامة».

قال : فنظر إليه المأمون فقال له : يا أبا الحسن ، زدنا ممّا جعل الله لكم أهل البيت ، فقال الرضا علیه السلام : «إنّ الله تعالى قد أيّدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة ليست

ص: 276


1- هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو محمّد الشيباني ، ثقة، روى عن أبي الحسن موسى الكاظم وعليّ الرضا علیهما السلام ، وقال أبو غالب الزراري في رسالته : وكان جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواصّ سيّدنا ومولانا أبي الحسن الرضا علیه السلام . رجال النجاشي : 109/50 ، رجال البرقي : 52 ، رجال الشيخ : 10/347 ، رسالة أبي غالب الزراري : 8 (ضمن تاريخ آل أعين) .
2- سورة الحجر 15: 75 .

بملك لم تكن (1) مع أحد ممّن مضى إلا مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وهي مع الأئمّة منّا تسدّدهم وتوفّقهم، وهي عمود من نور ، بيننا وبين الله»(2).

227 - ومنه : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت (3)، قال : حضر الرضا علیه السلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع بمجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية: ( ثُمَّ أورثنا الكتاب الذينَ اصْطَفَينا مِن عِبَادِنا )(4) فقالت العلماء : أراد الله تعالى بذلك (5) الأمّة كلّها ، فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟

فقال الرضا علیه السلام :« لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد الله عزّ وجلّ بذلك العترة الطاهرة» فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمّة ؟ فقال الرضا علیه السلام : « إنّه لو أراد الأُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة ، لقول الله تبارك وتعالى : ( فَمِنهُم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخَيْرَاتِ بإذنِ اللهِ ذلك هُوَ الفضل الكبير ) (6)»(7) .

ص: 277


1- في « د » : ( بملك لكم لم يكن ) .
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 1/200 وعنه في بحار الأنوار 25: 67134 ومدينة المعاجز 7: 141/149 .
3- الريّان بن الصلت : هو الأشعري القمّي أبو عليّ ، ثقة صدوق ، روى عن الإمام الرضا والهادي علیهما السلام ، ذكر أنّ له كتاباً جمع فيه كلام الإمام الرضا علیه السلام في الفرق بين الآل والأمّة ، وقال الشيخ : بغدادي ، ثقة، خراساني الأصل، وعدّه أيضاً في من لم يرو عنهم علیه السلام . رجال النجاشي : 437/165 ، رجال البرقي : 54 و 59 ، رجال الشيخ : 1/376 و 1/415 .
4- سورة فاطر 32:35 .
5- في «د» : ( ذلك ) .
6- سورة فاطر 35 :32 .
7- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 1/228 وعنه في بحار الأنوار 49: 11/173 وتفسير نور الثقلين 4: 94/365 ، وأورده الصدوق أيضاً في أماليه : 1/615 وعنهما في بحار الأنوار 25: 20/220 ، الطبري في بشارة المصطفى : 43/349 .

228 - ومن كتاب «الأمالي» للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله : بإسناده عن عبد الله بن مسعود ، قال : رأيت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وكفّه في كفّ علىّ بن أبي طالب علیه السلام وهو يقلّبه ، فقلت : يارسول الله ، ما منزلة علىّ منك ؟ فقال صلی الله علیه وآله وسلم : «كمنزلتي من الله تعالى»(1) .

229 - ومنه : أخبرنا أبو عمر ، عن أحمد ، عن محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني عن إبراهيم بن أنس الأنصاري ، عن إبراهيم بن جعفر بن عبد الله ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كنّا عند النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فأقبل علىّ بن أبي طالب علیه السلام ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم :« قد أتاكم أخي » ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، ثمّ قال : «والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة».

ثمّ قال : «إنّه أوّلكم إيماناً معي ، وأو فاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعيّة ، وأقسمكم بالسويّة ، وأعظمكم عند الله مزيّة» قال : فنزلت ( إِنَّ الذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئكَ هُم خَيْرُ البَريَّة )(2) قال : وكان أصحاب محمّد صلی الله علیه وآله وسلم إذا أقبل عليّ علیه السلام قالوا : قد جاء خير البريّة(3) .

230 - ومنه : بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت الأشعث بن قيس

ص: 278


1- أمالي الطوسي : 44/226 وعنه في المناقب لابن شهر آشوب 2 : 249 وبحار الأنوار 38 :31/319 ، وأورده الطبري في المسترشد : 108/292 .
2- سورة البيّنة 98: 7 .
3- أمالي الطوسي : 40/251 وعنه في بحار الأنوار 38 5/5 ، وأورده المفيد في الأمالي : وفرات الكوفي في تفسيره : 754/585 وعنه في شواهد التنزيل :2 : 362 ، الطبري في بشارة المصطفى : 104/149 و 15/196 ، الخوارزمي في المناقب : 111 ، الإربلي في كشف الغمّة 1: 152 .

الكندي وجوهر الكلبي(1)قالا لعليّ علیه السلام : يا أمير المؤمنين، حدّثنا في خلواتك أنت وفاطمة علیها السلام ، قال علیه السلام : «نعم ، بينما أنا وفاطمة في كساء ، إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف الليل -وكان يأتيها بالتمر واللبن ليعينها على الغلامين - فدخل فوضع رجلاً بحيالي ورجلاً بحيالها ، ثمّ إنّ فاطمة علیها السلام بكت ، فقال لها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : ما يبكيك يا بنيّة محمّد ؟ فقالت : حالنا كما ترى في كساء نصفه تحتنا ونصفه فوقنا .

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا فاطمة، أما تعلمين أنّ الله تعالى اطّلع اطّلاعة من سمائه إلى أرضه ، فاختار منها أباك فاتخذه نبيّاً صفيّاً، وبعثه برسالته وائتمنه على وحيه.

يا فاطمة ، أما تعلمين أنّ الله اطّلع اطّلاعة من سمائه إلى أرضه ، فاختار منها بعلك ، وأمرني أن أزوّجكه وأن أتّخذه وصيّاً.

يا فاطمة، أما تعلمين أن العرش سأل ربّه أن يزيّنه بزينة لم يزيّن بها بشراً من خلقه ، فزيّنه بالحسن والحسين ركنين من أركان الجنّة». وروي: «ركنين من أركان العرش»(2) .

231 - وروي عنهم علیهم السلام : «إذا كان يوم القيامة كان حملة العرش ثمانية ، أربعة من الأوّلين : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وأربعة من الآخرين : محمّد وعليّ ، والحسن والحسين» (3).

والعرش في بعض الوجوه العلم . كما روي(4) ، ولذلك الكرسي قال الله

ص: 279


1- في «د» «ر» «س» «ص» «م»: (الحلبي) وفي الأمالي : (جويبر الجبلي)، وفي بحار الأنوار : جويبر الختلي)، وفي الطبعة القديمة للأمالي :2 20 : (جویر) بدل : (جویبر).
2- أمالي الطوسي : 58/406 وعنه في بحار الأنوار 37: 20/43.
3- أورده القمّي في تفسيره 2: 384 وعنه في بحار الأنوار 58 43/27 و تفسير نور الثقلين 29/406:5.
4- انظر المصادر في الهامش السابق .

سبحانه: ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ )(1).

232 - ومنه : أبو محمّد الفحّام ، عن أبي الطيّب محمّد بن الفرحان الدوري، عن محمّد بن عليّ بن فرات الدهّان، عن سفيان بن وكيع، عن أبيه ، عن الأعمش، عن ابن المتوكّل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب : أدخلا الجنّة من أحبّكما ، وأدخلا النار من أبغضكما ، وذلك قوله تعالى : ( ألقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) (2)»(3) .

233 - ومنه : أبو محمّد الفحّام ، عن محمّد بن هاشم الهاشمي - صاحب الصلاة - يرفعه إلى أنس بن مالك ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم ، لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب .

وذلك قوله تعالى : ( وقفُوهم إنّهم مَسؤولون ) (4) يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب صلی الله علیه وآله وسلم»(5) .

ص: 280


1- سورة البقرة 2: 255 .
2- سورة ق 24:50 .
3- أمالي الطوسي : 10/290 وعنه في بحار الأنوار 7: 27/338 و 39: 196/ ذيل حديث 6 و 47: 412/ ذيل حديث ،19 وأورده الطبرسي في مجمع البيان 9 269 وعنه في تفسير نور الثقلين 5: 36/113، الطبرى في بشارة المصطفى : 89 ضمن حدیث 21 وعنه في بحار الأنوار 47: 358/ ضمن حديث 66 ، ابن شاذان في الفضائل : 361 / ذیل حدیث 154 ، وفيه : عن ابن مسعود .
4- سورة الصافات :37: 24 .
5- أمالي الطوسي : 11/290 وعنه في بحار الأنوار 8: 11/67 و 39: 67196 وتفسير نور الثقلين 4: 14/401 ، وأورده ابن شهر آشوب في المناقب ،346:2 ، الطبري في بشارة المصطفى : 54/227 ، وذخائر العقبی : 71 ، ابن بطريق في العمدة : 726/369 ، ابن طاوس في الطرائف 1 114/124 ، الإربلي في كشف الغمة 1: 397 ، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10 : 355 ، ابن المغازلي في المناقب : 242 ، أبو نعيم الإصفهاني في ذكر أخبار إصفهان 1: 342.

234 - ومنه : بإسناده عن عطيّة العوفي ، قال : سألت جابر بن عبد الله عن علىّ بن أبي طالب علیه السلام ، فقال : ذاك خير البشر(1) .

235 - ومنه : إبراهيم الأحمري(2) ، عن محمّد بن الحسين ، عن الأصمّ ، عن زرعة ابن محمّد الحضرمي ، عن المفضّل ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «إنّ الله تعالى جعل عليّاً علماً بينه وبين خلقه، ليس بينهم علم غيره ، فمن أقرّ بولايته كان مؤمناً ، ومن جحدها كان كافراً، ومن جهله كان ضالّاً، ومن نصب معه كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل الجنّة، ومن أنكرها دخل النار»(3) .

236 - وفي حديث آخر :« ومن عدل بينه وبين غيره كان مشركاً »(4).

237 - من كتاب «كشف الغمّة» : عن أنس ممّا أخرجه المحدّث ، قال : كنت جالساً

ص: 281


1- أمالي الطوسي : 16/335 وعنه في بحار الأنوار :38 65 ، وأورده الصدوق في الأمالي : 3/135، عن عطاء ، قال : سألت عائشة عن أمير المؤمنين علیه السلام .. وفيه زيادة في آخره : ولا يشك فيه إلا كافر ، وحديث 4 عن ربعي عن حذيفة أنه سئل عن عليّ علیه السلام .. وفيه زيادة في آخره: ولا يشك فيه إلا منافق ، المفيد في الإرشاد 1 : 38 - 39 ، كما في أمالي الصدوق ، الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام : 1027/524 ، الطبري في المسترشد : 86/275 : عن سالم بن أبي الجعد ، قال : سئل جابر عن عليّ علیه السلام .. بزيادة : وهل يشك فيه إلا كافر . و 87/276، بزيادة : قيل له : فما نقول فيمن شكّ فيه ؟ قال : ما يشكّ فيه إلا كافر ، ولا يشكّ فيه إلّا منافق .
2- في « د » زيادة : ( عبد الله ) .
3- أمالي الطوسي: 70/410 وعنه في بحار الأنوار 59/117:38 و 63/119 ، وأورده البرقي في المحاسن: 34/89، باختلاف يسير وعنه في بحار الأنوار 72 12/127 ، والصدوق في عقاب الأعمال : 11/239 ، باب عقاب الناصب والجاحد لأمير المؤمنين علیه السلام ، وعنه في بحار الأنوار 38: 129/155 .
4- أمالي الطوسي : 36/487 وعنه في بحار الأنوار 38: 63/119 ، وبهذا السند: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن محمّد بن المثنى الحضرمي، عن زرعة، عن المفّضل بن عمر، عن أبي عبد الله علیه السلام ، عن آبائه، عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم .

مع النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : «أنا وهذا حجة الله على خلقه»(1) .

238 - ومنه : عن أنس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «خلق الله من نور وجه عليّ بن أبي طالب علیه السلام سبعين ألف ملك ، يستغفرون لمحبّيه إلى يوم القيامة»(2).

239 - ومنه : عن مسروق ، قال : دخلت على عائشة ، فقالت لي : من قتل الخوارج ؟ فقلت : قتلهم علي بن أبي طالب ، قال : فسكتت ، فقلت لها : يا أُمّ المؤمنين ، إنِّي أَنشدك الله وبحقّ نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فأخبرينيه .

فقالت(3) : سمعت رسول الله ، يقول :« هم شرّ الخلق والخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة ، وأعظمهم عند الله يوم القيامة وسيلة»(4) .

240 - ومنه : عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وسئل بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج ؟ -: «خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فألهمني أن قلت : ياربّ [أنت ] خاطبتني أم عليّ ؟ فقال : يا أحمد ، أنا شيء ليس كالأشياء ، ولا أُقاس بالناس ولا أُوصف بالأشياء، خلقتك من نوري ، وخلقت عليّاً من

ص: 282


1- كشف الغمّة 1: 94 وعنه في بحار الأنوار 38: 95/136 ، وأورده باختلاف یسیر ابن شهر آشوب في المناقب 3 : 116 ، ابن بطريق في العمدة : 279/ ذیل حدیث 452 ، ابن جبر في نهج الإيمان : 58 ، وأورده نصّاً ابن عساكر في تاريخ دمشق 42: 308.
2- كشف الغمّة 1: 103 وعنه في بحار الأنوار 39: 275 ، وقد نقله صاحب الكشف عن المناقب للخوارزمي : 47/71 .
3- في المصدر : ( قال : فقالت ) .
4- كشف الغمّة 1 : 159 وعنه في بحار الأنوار 33: 332.

نورك ، فاطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كما يطمئنّ قلبك»(1) .

241 - ومنه : من «مناقب الخوارزمي» عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «لو أنّ الرياض أقلام ، والبحر مداد، والجنّ حُسّاب، والإنس كُتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السلام»(2).

242 - ومنه : وقد روى الحافظ محمّد بن محمود بن الحسن بن النجّار في كتابه في ترجمة أحمد بن محمّد الدلّال، عن رجال ذكرهم ، قال : سمعت أسماء بنت عمیس(3) ، تقول : سمعت سيّدتي فاطمة علیها السلام تقول: «ليلة دخل بي عليّ بن

ص: 283


1- كشف الغمّة 1 : 106 ، وقد نقله صاحب الكشف عن المناقب للخوارزمي : 61/78 وعنه في بحار الأنوار 18 : 386 ومدينة المعاجز 6267402:2 ، وأورده الديلمي في إرشاد القلوب : 233 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 229 ، ابن طاوس في الطرائف 1: 242/229 .
2- كشف الغمّة 1 : 111 - 112 ، عن الخوارزمي في المناقب : 1/133 وعنه في بحار الأنوار 49:40، وأورده الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 1 : 496/557 ، ابن شاذان في مائة منقبة : 99/162 ، الكراجكي في كنز الفوائد 1 : 280 ، ابن جبر في نهج الإيمان : 668 ، الديلمي في إرشاد القلوب 2: 209 ، الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 251 ، ابن طاوس في الطرائف 1 : 216/207 ، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين : 2 - مقدّمة المؤلّف .
3- أسماء بنت عميس : ابن معد بن تیم بن الحارث الخثعميّة ، صحابيّة جليلة، أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكّة ، بايعت وهاجرت الهجرتين ، كانت أوّلاً تحت جعفر بن أبي طالب علیه السلام ، فولدت عبد الله ومحمّد وعون وذلك في الحبشة ، ثمّ استشهد جعفر في غزوة مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان للهجرة ، ومن ثمّ تزوجها أبو بكر فولدت له محمّد ، الذي قال في حقّه أمير المؤمنين علیه السلام : «محمّد ولدي من صلب أبي بكر». ثمّ بعد أبي بكر انتقلت إلى منزل فاطمة الزهراء علیها السلام ، وكانت من الموالين للإمام عليّ علیه السلام ، وقد أوصت الزهراء علیها السلام: أن لا يغسّلها إلّا هي وأمير المؤمنين علیه السلام . وقيل : إنّها عاشت مائة سنة ولم يذكروا تاريخ وفاتها رضوان الله عليها . ترحم عليها الإمام الباقر علیه السلام إذ قال : «رحم الله الاخوات من أهل الجنّة فسمّاهنّ : أسماء بنت عميس ..». :انظر رجال الطوسي : 38/34 ، الخصال : 55/363 طبقات ابن سعد :8 280 ، الاستيعاب 4 : 3230/1784 ، تهذيب التهذيب 12 2725/427 ، سير أعلام النبلاء 2 : 51/282 .

أبي طالب علیه السلام أفزعني في فراشي» فقلت : أفزعت يا سيّدة النساء(1) ؟ قالت : « سمعت الأرض تحدّثه ويحدّثها ، فأصبحت وأنا فزعة ، فأخبرت والدي صلی الله علیه وآله وسلم فسجد سجدة طويلة ثمّ رفع رأسه ، وقال : يا فاطمة أبشري بطيب النسل ، فإنّ الله عزّ وجلّ فضّل بعلك على سائر خلقه، وأمر الأرض أن تحدّثه بأخبارها ، وما يجري على وجهها من مشرق الأرض إلى مغربها» (2).

243 - ومنه : نقلت من «كتاب الخوارزمي» قال : قال عليّ علیه السلام: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم - يوم فتحت خيبر- : لولا أن تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم علیه السلام ، لقلت اليوم فيك مقالاً، لا تمرّ على ملأٍ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك ، يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأكون منك(3)، ترثني وأرثك .

وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت تؤدّي دَيني وتقاتل على سنّتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس منّي ، وإنّك غداً على الحوض خليفتي ، تذود عنه المنافقين، وأنت أوّل من يرد عليّ الحوض، وأنت أوّل داخل

ص: 284


1- في «ص»: (سيدة نساء العالمين ) .
2- كشف الغمّة 1 : 285 وعنه في بحار الأنوار 43: 27118 ، وأورده ابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1: 162/157 وعنه في بحار الأنوار 41: 267271 ، وإقبال الأعمال : 586 وعنه في مدينة المعاجز 1 : 68/120 ، و 2 : 429/104 .
3- في المصدر : ( وأنا منك ) .

الجنّة من أُمّتي، وأنّ شيعتك على منابر من نور رواء مرويّون ، مبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غداً في الجنّة جيراني، وأنّ عدوّك غداً ظماء مظمؤون ، مسودّة وجوههم مقمحون (1).

حربك حربي، وسلمك سلمي ، وسرّك سرّي، وعلانيتك علانيتي ، وسريرة صدرك سريرة صدري، وأنت باب علمي ، وأنّ ولدك ولدي ، ولحمك لحمي، ودمك دمي، وأنّ الحقّ معك والحقّ على لسانك وبين عينيك ، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أبشرك أنك وعترتك في الجنّة ، وأنّ عدوّك في النار ، لا يرد الحوض علىَّ مبغض لك ، ولا يغيب عنه محبّ لك .

قال : قال عليّ علیه السلام : فخررت الله سبحانه وتعالى ساجداً، وحمدته على ما أنعم به علىَّ من الإسلام والقرآن ، وحبّبنى إلى خاتم النبييّن وسيّد المرسلين صلی الله علیه وآله وسلم»(2) .

244 - ومنه : من «مناقب الخوارزمی» عن جابر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: «إنّ الله لمّا خلق السماوات والأرض دعاهن فأجابته (3)، فعرض عليهنّ نبوّتي وولاية

ص: 285


1- ممحون ؛ يقال : قمح البعير قموحاً ؛ رفع رأسه عند الحوض وامتنع من الشرب ، والق-ام-ح : الكاره للماء لأيّة علّة كانت . وقامحت إبلك : وردت فلم تشرب لداء أو برد (انظر القاموس المحيط 1 : 334 - 335 - قمح) .
2- كشف الغمّة 1: 287 وعنه في بحار الأنوار 38 : 42/247 ، عن المناقب للخوارزمي : 143/128 ، وأورده الكليني في الكافي : 18/57 ، الصدوق في الأمالي : 1/156 ، الكراجكي في كنز الفوائد 2 : 179 ، الطبري في بشارة المصطفى : 35/246 ، الطبرسي في إعلام الورى 1: 366 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 107، عن المناقب لابن المغازلي : 285/237 ، الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 264 ، وأورد صدر الحديث المفيد في الإرشاد 1 : 117 .
3- في المصدر : ( فأجبنه ) .

عليّ بن أبي طالب فقبلتاهما ، ثمّ خلق الخلق وفوّض إلينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقيّ من شقي بنا ، نحن المحلّلون الحلاله ، والمحرّمون الحرامه»(1) .

245 - ومنه : من كتاب «المناقب» : عن سلمان رحمه الله، قال : سمعت حبيبي المصطفى

محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم يقول: «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ مطيعاً ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه ، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقنا في(2) صلب عبد المطّلب ، فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ»(3).

246 - ومنه : من «المناقب» أيضاً ، عن الحسين بن عليّ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ من قبل أن يخلق آدم

: بأربعة عشر ألف سنة ، فلمّا خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه ، فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتّى أقرّه في صلب عبد المطّلب ، ثمّ أخرجه من صلب عبدالمطّلب، فقسّمه قسمين : قسماً في صلب عبد الله ، وقسماً في صلب أبي طالب ، فعليُّ منّي وأنا منه ، لحمه لحمي ،و دمه ئمي، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه ،

ص: 286


1- كشف الغمّة 1: 291، عن المناقب للخوارزمي : 151/134 وعنه في بحار الأنوار 17: 25/13 و 25: 20/339 ، وأورده ابن شاذان في مائة منقبة : 7/50 ، والعلّامة الحلّي في كشف اليقين : 255 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في 27 : 8/284، ونقله الشيرازي في كتاب الأربعين: 43 عن مناقب الخوارزمي.
2- في «ص»: (افترقتا من) .
3- كشف الغمّة 1: 296 ، عن المناقب للخوارزمي : 169/145 ، وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق 42: 67 والعلامة الحلّي في كشف اليقين : 11 ، وأورده باختلاف في ذيله ابن المغازلي في المناقب 87 130 ، الطبري في المسترشد : 630 ، ابن بطريق في العمدة : 89، وخصائص الوحي المبين : 28/95 ، ابن جبر في نهج الإيمان : 392.

ومن أبغضه فببغضي(1) أبغضه»(2).

247 - ومنه : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فتذاكر (3)

أصحابه الجنّة ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ أوّل أهل الجنة دخولاً إليها على بن أبي طالب»، قال أبو دجانة الأنصاري : يا رسول الله ، أخبرتنا أنّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى تدخلها أنت(4)، وعلى الأمم حتّى تدخلها أُمّتك ؟

قال :« بلى يا أبا دجانة ، أما علمت أنّ الله تعالى لواء من نور وعموداً من ياقوت مكتوب على ذلك اللواء : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، آل محمّد خير البريّة، وصاحب اللواء هذا إمام القيامة» وضرب بيده إلى عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، قال : فسرّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بذلك عليّاً علیه السلام

فقال عليّ علیه السلام : «الحمد لله الذي أكرمنا وشرّفنا بك» فقال له : «أبشر يا عليّ، ما من عبد ينتحل مودّتك إلّا بعثه الله تعالى معنا يوم القيامة ، ثمّ قرأ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم (في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكِ مُقتَدِر )(5)»(6) .

ص: 287


1- في «د» «ص»: ( فيبغضني ) .
2- كشف الغمّة 1: 296 ، عن المناقب للخوارزمي : 170/145 ، وأورده الصدوق في الخصال: 16/640 وعنه في بحار الأنوار 35: 30/33 .
3- في «ص » « س» «م» : ( فتذاكروا ) .
4- ( أنت ) لم يرد في «د».
5- سورة القمر 55:54 .
6- كشف الغمّة 1: 321، عن الحافظ أبو بكر بن مردويه وعنه في بحار الأنوار 36: 3/64، وأورده فرات الكوفي في تفسيره : 597/456 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 385، الأسترابادي في تأويل الآيات 2 : 2/629 ، باختلاف يسير ، وعن المحتضر في بحار الأنوار 27: 120/129 ، عن تفسیر محمّد بن العبّاس .

248 - من كتاب «كشف الغمّة»: أيضاً من «تاريخ الخطيب» مرفوعاً إلى ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم :« ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة» قال : فقام عمّه العبّاس ، فقال : فداك أبي وأُمّى أنت ومن ؟

قال : «أمّا أنا فعلى دابّة الله البراق، وأمّا أخي صالح فعلى ناقة الله التي عُقرت ، وعمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة مدبّجة الظهر، رجلها (1) من زمرّد أخضر مضبّب بالذهب الأحمر ، رأسها من الكافور الأبيض ، وذنبها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من المسك الأذفر ، وعنقها من لؤلؤ ، عليها قبّة من نور، باطنها عفو الله ، وظاهرها رحمة الله ، بيده لواء الحمد ، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا : هذا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين . فينادي مناد من لدن العرش أو قال من بطنان العرش : ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا حامل عرش ربّ العالمين ، هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين إلى جنّات ربّ العالمين ، أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتّى يكون كالشنّ البالي، ولق الله مبغضاً لآل محمّد أكبّه الله على منخريه في نار جهنّم(2)»(3).

ص: 288


1- في متن المصدر : ( رحلها ) ، وفي هامشها - من الطبعة الجديدة - في نسخة كالمثبت .
2- في النسخ الثلاث الكاملة : ( حتى يكون مكذّباً له كان عمله هباءً منثوراً) وما في المتن أثبتناه من المصادر ، ولم يرد الحديث في النسخ المساعدة .
3- كشف الغمّة ،1 345 عن تاريخ بغداد 3 122 / ترجمة رقم 7106، وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق :42 327 - 328، ابن جبر في نهج الإيمان: 158 ، إلى قوله: الغر المحجلين، ابن طاوس في الطرائف : 157/151 ، واليقين: 149 .

249 - ومن «كتاب الخطب» للجلودي : من جملة خطبة لأمير المؤمنين علیه السلام : «أيّها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، أنا يعسوب المؤمنين، وغاية السابقين، ولسان المتّقين، وخاتم الوصيّين ، وخليفة ربّ العالمين، أنا قسيم النار ، أنا صاحب الجنان أنا صاحب الأعراف ، أنا صاحب الحوض، أنّه ليس منا إمام إلّا وهو عارف بجميع أهل ولايته ، وأنا الهادي بالولاية »(1).

ص: 289


1- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 26: 41/153 ، وأورده باختلاف یسیر ابن طاوس في اليقين : 489/ باب 196 وعنه في تأويل الآيات 1: 2/228، المصنّف في مختصر البصائر : 14/468 وعنه في بحار الأنوار 53 : 86781، ضمن خطبة طويلة تسمّى «المخزون» .

ص: 290

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين على سائر أنبياء الله ورسله

قال الله سبحانه : ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدَى لِلْمُتَّقِينَ * الذينَ يُؤْمِنونَ بالغيب ) (1).

250 - روي عن مولانا الصادق علیه السلام أنّ المراد بالغيب هنا ثلاثة أشياء : يوم قيام القائم علیه السلام ويوم الكرّة ويوم القيامة (2)، من آمن بها فقد آمن بالغيب ، وهذا بعينه هو معنى قوله سبحانه : ( وذكرهم بأيام الله ) (3).

ص: 291


1- سورة البقرة 2: 1 إلى 3.
2- ورد في تفسير الآية ثلاثة نصوص : أ - عن أبي عبد الله علیه السلام قال :« من أقرّ بقيام القائم أنّه حقّ في كمال الدين : 17 و 19/340 وعنه في تفسير البرهان 1 4/124 وبحار الأنوار 51 28/52 و 52 : 9/124 ب - عن أبي عبد الله علیه السلام قال :« يصدّقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد»، في تفسير القمي 30 ضمن حديث . ج - عن أبي عبد الله علیه السلام قال : «و هو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة» في تأويل الآيات 1: 33 ذیل حديث 1 . نقله عن تفسير القمّي ولم نعثر عليه فيه .
3- سورة إبراهيم 5:14 .

251 - وروي عن الصادق علیه السلام : «إنّ أيّام الله ثلاثة : يوم القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة»(1) .

252 - من كتاب «مناقب الخوارزمی» رواه بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً له بها(2) ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر .

ومن كتب فضيلة من فضائله، لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة(3) رسم .

ومن استمع إلى فضيلة من فضائله ، غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع .

ومن نظر إلى كتاب من فضائله، غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر .

ثمّ قال صلی الله علیه وآله وسلم: النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل الله إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه»(4) .

ص: 292


1- أورده القمّي في تفسيره 1: 367 وعنه في بحار الأنوار 13 : 19/12 ، الصدوق في الخصال: 75/108 وعنه في بحار الأنوار 7: 13/61 و 51: 23/50 و تفسیر نور الثقلين 7/526:2 ومعاني الأخبار : 1/365 ، المصنف في مختصر البصائر : 56/117 و 113/178 : عن أبي جعفر علیه السلام ، وعن المورد الأوّل في بحار الأنوار 53: 53/63 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 392.
2- في المصدر : ( مقرّاً بها ) .
3- في «د» : ( لذلك الكتابة ) ، وفي المناقب : ( لتلك الكتابة ) .
4- المناقب للخوارزمي : 2/32 ، وأورده الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 252 ، الصدوق في الأمالي : 10/201 ، ابن شاذان في مائة منقبة : 100/163 ، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 114 ، الديلمي في إرشاد القلوب : 209 ، الإربلي في كشف الغمّة 1 : 112 ، ابن جبر في نهج الإيمان : 25 و 268 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 4 ، المصنف في مختصر البصائر : 2/89 و 13/148 .

253 - ومنه : بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليّ منّي مثل رأسي من بدني»(1) .

ص: 293


1- المناقب للخوارزمي : 167/144 ، وأورده ابن المغازلي في المناقب : 135/92 ، ابن بطريق في العمدة : 491/296 و 739/376 ، الإربلي في كشف الغمة 1: 296 ، ابن جبر في نهج الإيمان : 351 و 353 و 480 و 481 ، ابن طاوس في الطرائف 1 76/104 و 118 ذيل حديث 105 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 281 و 299 .

ص: 294

وممّا يدلّ على تفضيل أمير المؤمنين علیه السلام على سائر من مضى ومن يأتي صلوات الله عليه

254 - ما رواه الخوارزمي في «مناقبه» : بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : لمّا قتل علىُّ ابن أبي طالب علیه السلام عمر و بن عبدودّ ، دخل على النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وسيفه يقطر دماً ، فلما رآه النبيّ صلى الله عليه وسلم كبّر وكبّر المسلمون.

فقال رسول الله : «اللّهمّ اعط عليّاً(1) فضيلة لم تعطها أحداً قبله ولا تعطيها أحداً بعده» فهبط جبرئيل علیه السلام ومعه أترجّة من الجنّة ، فقال له : إنّ الله عزّ وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك : «حیي بهذه عليّ بن أبي طالب» فدفعها إليه ، فانفلقت في يده فلقتين ، فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب عليها سطران بالخضرة :

«تحيّة من الطالب الغالب إلى عليّ بن أبي طالب»(2) .

255 - ومنه : بإسناده عن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن الحنفيّة ، قال : قال

ص: 295


1- في «د» : ( عليّ بن أبي طالب ) .
2- المناقب للخوارزمي : 204/170 ، وأورده الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 77 - 78 ، شرف الدين الأسترابادي في تأويل الآيات 2: 12/453 وعنه في مدينة المعاجز 2 : 666/440. في التأويل والمدينة : تحفة من الطالب الغالب .

النبيّ صلى الله عليه وسلم : «لما عرج بي إلى السماء ، رأيت في السماء الرابعة _ أو السادسة - ملكاً نصفه من نار ونصفه من ثلج، وفي جبهته مكتوب : أيّد الله محمّداً بعليّ، فبقيت متعجّباً ، فقال لي الملك : فيها (1) تعجّبت ؟ كتب الله في جبهتي ما ترى قبل خلق الدنيا بألفي عامّ»(2) .

256 - ومنه : بإسناده عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه عليّ علیه السلام ، قال : «خرجت مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم نمشي في طرقات المدينة، إذ مررنا بنخل من نخلها، فصاحت نخلة بأخرى : هذا محمّد المصطفى وعلي المرتضى ، ثمّ جزنا فصاحت ثانية بثالثة : هذا موسى وأخوه هارون، ثمّ جزنا فصاحت رابعة بخامسة : هذا نوح وإبراهيم ، ثمّ جزنا فصاحت سادسة بسابعة : هذا محمّد سيّد النبيين وهذا على سيّد الوصيين . فتبسم النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ثمّ قال : يا عليّ، إنّما سمّي نخل المدينة صيحاني ؛ لأنّه صاح بفضلي وفضلك»(3).

ص: 296


1- في المصدر : (ممّ).
2- المناقب للخوارزمي : 304/309 ، وأورده ابن جبر في نهج الإيمان : 633 ، البحراني في المعاجز 2: 634/407 ، عن كتاب صفوة الأخبار عن الأئمّة الأطهار (مخطوط).
3- 7المناقب للخوارزمي : 313/312 ، وأورده باختلاف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 255 ، البحراني في مدينة المعاجز 1: 262/398 ، عن كتاب المناقب الفاخرة للسيّد الرضي وهو غير متوفّر ، ابن شاذان في الفضائل : 177/414 .

وممّا يدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السلام على من سواه من خلق الله

257 - ما رواه الخوارزمى بإسناده عن محمّد بن عمّار أبي ثابت، عن أبيه ، قال : ، سمعت النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم يقول : إنّ حافظى عليّ ليفخران على سائر الحفظة - لكينونيّتها مع علي ّ- وذلك أنّها لم يصعدا إلى الله عزّ وجلّ بشيء منه يسخطه»(1) .

258 - وروي أنّ مولانا أمير المؤمنين علیه السلام كان إذا أراد أن يدخل الخلاء ، قال للحفظة أميطا، ولكما عليَّ أن لا أُحدث بشيء حتّى أخرج(2).

وقد صحّ أنّ الملائكة مؤتمرين بأمره ومنتهين عن نهيه ، وكذلك ذرّيّته ؛ إذ هم الحجج على سائر الملائكة والخلق.

259 - ومنه : بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول : «ليلة

ص: 297


1- المناقب للخوارزمي : 315/315 ، وأورده ابن المغازلي في المناقب: 167/127، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 14 49 ابن عساکر في تاريخ دمشق :13: 313/ ترجمة رقم 1402، الصدوق في علل الشرائع 5/8 الكراجكي في كنز الفوائد 1 348 ابن طاوس في الطرائف 1: 111/121، وعن أبيه يعني عمّار بن ياسر رضوان الله عليه .
2- أورده الصدوق في الفقيه 4/17:1، الطوسي في التهذيب :1: 3/351: باب الأحداث الموجبة للطهارة عن أبي عبد الله علیه السلام.

أُسري بي إلى السماء دخلت(1) الجنّة فرأيت نوراً ضرب به وجهي ، فقلت لجبرئيل علیه السلام : ما هذا النور الذي رأيته؟ قال: يا محمّد، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر، ولكن جارية من جواري عليّ بن أبي طالب اطّلعت من قصرها ونظرت إليك فضحكت، وهذا النور خرج من فيها ، وهي تدور في الجنّة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين علیه السلام»(2) .

260 - ومنه : بإسناده عن غياث بن ابراهيم ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، قال : «قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم نزل علي جبرئيل علیه السلام صبيحة يوم فرحاً مستبشراً ، فقلت : حبيبي مالي أراك فرحاً مستبشراً ؟ فقال : يا محمّد ، فكيف لا أكون كذلك ! وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أُمتك علي بن أبي طالب علیه السلام ، فقلت : وبم أكرم الله سبحانه أخي وإما وإمام أُمّتي ؟

قال : باهي بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه ، وقال : ملائكتي ، انظروا إلى حجّتي في أرضي(3) بعد نبيّي محمّد وقد عفّر خده في التراب تواضعاً لعظمتي، أشهدكم أنه إمام خلق ومولى بريّتي» (4) .

261 - ومنه : عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا كان يوم القيامة أقام الله عزّوجلّ جبرئيل ومحمّداً علیهما السلام على الصراط ، فلا يجوزه أحد إلّا من كان معه

ص: 298


1- في « د » : ( إذ دخلت ) .
2- المناقب للخوارزمي : 321/318 ، وأورده ابن شاذان في مائة منقبة : 65/125 ، الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 321 ، ابن طاوس في اليقين : 154 / باب 19 و 248/ باب 83 و 438 / باب 166 .
3- في «د» : (خلق أرضي).
4- المناقب للخوارزمي : 322/319 ، وأورده ابن شاذان في مائة منقبة : 77/137 وعنه في مدينة المعاجز : 664/439 ، ابن طاوس في التحصين : 616 / باب 13 .

براءة من عليّ بن أبي طالب علیه السلام» (1).

262 - من كتاب «كشف الغمّة» وعن محمّد بن الحنفيّة رضي الله عنه ، قال : سمعت أمير المؤمنين علیه السلام يقول :« دخلت يوماً منزلي فإذا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والحسن عن يمينه والحسين عن يساره وفاطمة بين يديه وهو يقول : ياحسن ، ياحسين ، أنتما كفّتا الميزان وفاطمة لسانه ، ولا تعتدل الكفّتان إلّا باللسان، ولا يقوم اللسان إلّا على الكفّتين ، أنتما الإمامان ولأُمّكما الشفاعة .

ثمّ التفت إليّ فقال : يا أبا الحسن، أنت توفّي المؤمنين أجورهم ، وتقسّم الجنّة بين أهلها»(2).

263 - ومن كتاب «الأربعين» رواية سعد الإربلي : عن عمّار بن خالد، عن إسحاق

الأزرق ، عن عبد الملك بن سليمان ، قال : وجد فى ذخيرة أحد حواري المسيح علیه السلام الأزرق مكتوب بالقلم السرياني، منقول من التوراة وذلك لما تشاجر موسى والخضر : في قضية السفينة والغلام والجدار ، ورجع موسى إلى قومه ، سأله أخوه هارون عمّا استعلمه من الخضر علیه السلاموشاهده من عجائب البحر .

قال: «بينما أنا والخضر على شاطىء البحر إذ سقط بين أيدينا طائر ، أخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، ثم أخذ ثانية ورمى بها نحو المغرب، ثمّ أخذ ثالثة ورمى بها نحو السماء، ثمّ أخذ رابعة ورمى بها نحو

ص: 299


1- المناقب للخوارزمي : 324/319 ، وأورده ابن المغازلي في المناقب : 172/131 ، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 128 عن ابن عبّاس ، الطبري في بشارة المصطفى صلی الله علیه وآله وسلم : 13/195 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 304 ، والمراد من البراءة : هي البراءة من النار . كما أورده الشيخ المفيد في كتاب تفضيل أمير المؤمنين علیه السلام : 30 (ضمن مصنفات المفيد ج 7).
2- كشف الغمّة 506:1-507 .

الأرض ، ثمّ أخذ خامسة وعاد ألقاها في(1) البحر فبهت الخضر وأنا .

قال موسى : فسألت الخضر علیه السلام عن ذلك فلم يجب ، وإذا نحن بصيّاد يصطاد، فنظر إلينا وقال : مالي أراكما في فكر وتعجّب من الطائر ؟ فقلنا : هو ذلك .

فقال : أنا رجل صيّاد وقد علمت إشارته وأنتما نبيّان لا تعلمان ؟ ! قلنا : لا نعلم إلّا ما علّمنا الله عزّ وجلّ ، قال : هذا طائر في البحر يسمّى : مسلم - لأنّه إذا صاح يقول في صياحه : مسلم - فأشار به برمي الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب وإلى السماء والأرض ورميه في البحر ، يقول : إنّه يأتي في آخر الزمان نبيّ يكون علم أهل المشرق والمغرب وأهل السماء والأرض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في البحر ، ويرث علمه ابن عمّه ووصيّه .

فسكن ما كنّا فيه من المشاجرة ، واستقلّ كلّ واحد منّا علمه بعد أن كنّا(2) معجبين ومشينا ، ثمّ غاب الصيّاد عنّا ، فعلمنا أنّه ملك بعثه الله عزّ وجلّ إلينا يعرّفنا بنقصنا حيث ادّعينا الكمال » (3) .

264 - ومن كتاب «الأربعين»، رواية سعد الإربلي : يرفعه إلى أبي صالح، عن

ص: 300


1- في بحار الأنوار 26:( و ألقاها في).
2- في «د» : ( كان فيه ) بدلاً من: (كنّا ) .
3- أربعون حديثاً رواية سعد الإربلي المطبوع ضمن المجموع الرائق المجلد الثاني ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 13 : 52/312 ، عن رياض الجنان ، وعن تأويل الآيات 1: 9/104 ، أخذه من أربعين السيد [عمر ابن ] حسين بن دحية بن خليفة الكلبي ، وج 26 : 12/199، عن المحتضر نقلاً من كتاب الأربعين رواية سعد الإربلي، ونقله السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز 2 : 454/134 وينابيع المعاجر : 20 - 21 عن السيد ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري في كتابه المعمول في تفضيل عليّ علیه السلام على أولي العزم سوى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، قال : ذكر في كتاب الأربعين .. وأخرجه المشهدي في تفسير كنز الدقائق 2: 23 عن كتاب الأربعين .

سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذ جاء أعرابيّ من بني عامر فوقف وسلّم سلاماً حسناً ثمّ قال : أيّكم رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا يا أعرابي» فقال : جاء منك رسول يدعونا إلى الإسلام فأسلمنا ، ثمّ إلى الصلاة والصيام والجهاد فرأيناه حسناً ، ثمّ نهيتنا عن الزنا والسرقة والغيبة والمنكر فانتهينا فقال لنا رسولك : علينا(1) أن نحبّ صهرك عليّ بن أبي طالب ، فما السرّ في ذلك ؟ وما نراه عبادة !

قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «لخمس خصال، أوّلها : إنّي كنت يوم بدر جالساً - بعد أن

غزونا - إذ هبط جبرئيل علیه السلام وقال : إنّ الله تعالى يقرئك السلام ويقول : باهيت اليوم بعليّ ملائكتي ، وهو يجول بين الصفوف ويقول: الله أكبر ، والملائكة تكبّر معه ، وعزّتي وجلالي لا ألهم حبّه إلّا من أحبّه ، ولا ألهم بغضه إلّا من أبغضه .

والثانية : إنّي كنت يوم أحد جالساً - وقد فرغنا من جهاز عمّى حمزة - إذ أتاني جبرئيل علیه السلام وقال : يا محمّد ، فرضت الصلاة ووضعتها عن المريض، وفرضت الصوم ووضعته عن المريض والمسافر ، وفرضت الحجّ ووضعته عن المقلّ المدقع (2)، وفرضت الزكاة ووضعتها عمّن لا يملك النصاب ، وجعلت حبّ عليّ بن أبي طالب ليس فيه رخصة .

الثالثة : إنّه ما أنزل الله كتاباً، ولا خلق خلقاً إلا جعل له سيّداً، فالقرآن سيّد الكتب المنزلة ، وجبرئيل سيّد الملائكة - أو قال : إسرافيل - وأنا سيّد الأنبياء ،

ص: 301


1- ( علينا ) لم يرد في «د».
2- المقلّ المدقع : أقل : افتقر ، وفقر مدقع : أي مُلصق بالدقعاء ، ويقال : المداقيع من الإبل : التي تأكل النبت حتّى تلصقه بالأرض لقلّته (انظر الصحاح 1804:5 - قلل . و 3: 1208 - دقع) .

وعليّ سيّد الأوصياء، ولكلّ امرىء من عمله سيّد ، وحبّي وحبّ علي سيّد ما تقرّب به المتقرّبون من طاعة ربّهم.

الرابعة : إنّ الله تعالى ألقى في روعي أنّ حبّه شجرة طوبى، التي غرسها الله بيده .

الخامسة : إنّ جبرئيل قال : إذا كان يوم القيامة نصب لك منبر عن يمين العرش والنبيّون كلّهم عن يسار العرش وبين يديه ، ونصب لعليّ كرسي إلى جانبك إكراماً له ؟ فمَن هذه خصائصه فإذا أحببت قوماً أوَ ترى أن يحبّوه(1) ؟! » ، فقال الأعرابي : سمعاً وطاعة(2) .

265 - و من تفسير الثعلبي : في قوله تعالى: ( طُوبَى لَهُم وحُسنُ مَآب )(3) يرفعه إلى أبي صالح، عن ابن عبّاس قال : طوبى هي شجرة أصلها في دار عليّ علیه السلام في الجنّة ، وفي دار كلّ مؤمن منها غصن ( وحُسنُ مَآب ) قال : حسن المرجع(4) .

266 - ومن تفسيره في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبِ) في سورة الرعد بإسناده عن معاوية بن قرة، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ طوبى شجرة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه ، تُنبت الحُلي والمحلل، وإنّ أغصانها لتُرى من وراء سور الجنّة».

ص: 302


1- في البحار : ( يجب عليكم أن تحبّوه ) .
2- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27 : 119/128 ، عن كتاب الأربعين رواية سعد الإربلي.
3- سورة الرعد 13: 29 .
4- الكشف والبيان 5: 290 ، وعنه ابن جبر في نهج الايمان : 606 ، وابن بطريق في العمدة : 675/351 ، خصائص الوحي المبين : 179/229 ، وابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1: 143/143 ، وأورده فرات الكوفي في تفسيره : 278/208 وعنه في بحار الأنوار 39: 11/231.

قال ابن عمير : هي شجرة في جنّة عدن أصلها في دار النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم .

فقيل: يا رسول الله، سألناك عنها فقلت: شجرة في الجنّة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة، ثمّ سألناك عنها فقلت: شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنّة، فقال صلی الله علیه وآله وسلم:« إنّ داري ودار عليّ غداً(1) واحدة في مكان واحد»(2).

267 - ومن كتاب «الأربعين» للحافظ أبي بكر : عن عطاء بن ميمون ، عن أنس ابن مالك ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «أنا و عليّ حجّة الله على عباده (3) .

قال : وقد أورده العزّ المحدّث، عن أنس بن مالك ، قال : كنت جالساً مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب علیه السلام فقال: «يا أنس ، أنا وهذا حجّة الله على خلقه»(4) .

ص: 303


1- في المصدر : ( ذلك في داري ودار علي أيضاً).
2- الكشف والبيان 5 : 288 ، صدر الحديث إلى قوله : من وراء سور الجنّة عن معاوية بن مرة وذيل الحديث في ص 290 - 291 ، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام وعنه ابن بطريق في العمدة : 673/350 ، صدر الحديث، وذيله في ص 676/351 وخصائص الوحي المبين : 178/228 ، صدر الحديث، وذيله في ص 229 ذيل ح 179 ، وابن جبر في نهج الإيمان : 605 ، صدر الحديث ، وذيله في ص 606 ، وابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1: 144/144 ، ذيل الحديث ، والحسكاني في شواهد التنزيل 418/305:1 ، ذيل الحديث ، وفرات الكوفي في تفسيره : 279/209 ، صدر الحديث بزيادة ، وذيله في حديث 280 ، الصدوق في الخصال : 332/ ضمن حديث 30 في تفسير الحروف الأبجدية ، صدر الحديث وعنه في بحار الأنوار 8: 132/178.
3- كشف الغمّة 1: 161 وعنه في بحار الأنوار 38 98/138 ، وأورده ابن شهر اشوب في المناقب : 116 - 117، العلّامة الحلّي في كشف اليقين: 257، ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42: 309، الذهبي في ميزان الاعتدال 3: 5649/76 .
4- كشف الغمّة 1: 161 وعنه في بحار الأنوار 38 95/136، وأورده ابن شهراشوب في المناقب 3: 116 ابن عدي في الكامل في الضعفاء 6: 2393، ترجمة مطر بن میمون، ابن عساکر في تاريخ دمشق :42 308 الذهبي في ميزان الاعتدال 4: 128. وتقدّم في الصفحة : 220 من كتابنا هذا .

268 - «حديث المؤاخاة» ، وما دلّت عليه من مسند أحمد بن حنبل : بإسناده عن زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فذكر قصّة مؤاخاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بين الصحابة ، فقال : قال عليّ علیه السلام : «لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حيث رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت ! غيري، فإن كان من سخط عليَّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : والذي بعثني بالحقّ ما اخترتك(1) إلّا لنفسي، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي.

قال: فقال : وما أرث يا رسول الله ؟ قال : ما ورث الأنبياء قبلى ، كتاب الله وسنّة نبيّهم، وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيق ، ثمّ تلا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: ( إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ )(2) المتحابّون في الله ينظر بعضهم إلى بعض»(3).

269 - وبإسناده عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام : قال : «طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلمه فوجدني في حائط وأنا نائم فضربني برجله ، وقال : قم والله لأرضينّك ، أنت أخي وأبو ولداي تقاتل على سنّتى ، من مات على عهدي فهو في كنز الله ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات على حبّك بعد موتك يختم الله له

ص: 304


1- في المصدر : ( أخرتك ) .
2- سورة الحجر 47:15 .
3- لم نعثر عليه في مسند أحمد بل وجدناه في فضائل الصحابة لابن حنبل 2: 1085/638 و عنه الإربلي في كشف الغمّة 1 326 ابن بطريق في خصائص الوحي المبين: 196/243، والعمدة: 257/167 و 360/231، العلّامة الحلّي في كشف اليقين: 200 ، ابن جبر في نهج الإيمان: 379، وأورده ابن عدي في الكامل في الضعفاء 3: 1063. ترجمة زيد بن أبي أوفى .

بالأمن والإيمان ما طلعت شمس وأغربت»(1).

270 - وبالإسناد عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعليّ علیه السلام يوم المؤاخاة : «أنت أخي في الدنيا والآخرة»(2).

271 - وبالإسناد عن حذيفة بن اليمان ، قال : آخى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار كان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فقال: «هذا أخى» قال حذيفة : فرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سيّد المرسلين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين ، الذي ليس له شبه ولا نظير وعليّ أخوه» (3).

272 - وروى أحمد بن حنبل في «مسنده» : عن جابر ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، قال : «رأيت مكتوباً على باب الجنّة : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علىٌّ أخوه»(4).

ص: 305


1- فضائل الصحابة :2 1118/656 وعنه الإربلي في كشف الغمّة ،1 327، ابن بطريق في العمدة 259/168 و 301/199، ابن جبر في نهج الايمان: 425، وأورده أبو يعلى في مسنده 1: 2867402، الهيثمي في مجمع الزوائد :9 121، المتقي الهندي في كنز العمّال 13: 36491/159 .
2- كشف الغمّة :1: 329، وأورده ابن جبر في نهج الإيمان: 427، ابن المغازلي في المناقب: 59/38، ابن بطريق في العمدة: 266/171 .
3- كشف الغمّة 1: 329، وأورده الطوسي في الأمالي : 4/587، ابن جبر في نهج الإيمان: 427، العلّامة الحلّي في كشف اليقين: 208 ، ابن بطريق في العمدة: 267/171، ابن طاوس في الطرائف 1: 159/152 .
4- وجدناه في كتابه فضائل الصحابة 2 : 1134/665 ، بهذا اللفظ :« رأيت على باب الجنّة مكتوباً : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌّ أخو رسول الله» و 1140/668 ، بزيادة في ذيل الحديث ، وأورد الحديث بتفاوت يسير ابن عساكر في تاريخ دمشق 42 59 ، الخوارزمي في المناقب : 168/144 ، أبو نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء 7: 256 ، ابن المغازلي في المناقب : 134/91 ، محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 66 ، الديلمي في فردوس الأخبار 638/123:4 ، الصدوق في الخصال : 11/638 ، والأمالي : 1/134 ، الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 1: 357 ، ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : 1/118 ، ابن بطريق في العمدة : 362/233 و 363، بلفظين الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 110 ، ابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1: 64/98 ، وفي كل المصادر بإسنادهم عن عطية ، عن جابر ، وبزيادة في ذيل الحديث : «قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام» .

273 - ومن « الجمع بين الصحاح الستّة » - من سنن أبي داود ، صحيح الترمذي - عن ابن عمر ، قال : آخى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بين أصحابه ، جاء عليّ علیه السلام تدمع عيناه ، فقال : «يارسول الله ، آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد» قال : فسمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول له : «أنت أخى في الدنيا والآخرة»(1) .

274 - وممّا رواه سعد أيضاً في الكتاب : حدّثنى الحسن بن عبد الصمد ، قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن أبي عمير ، قال : حدّثني أبو الهيثم خالد بن الأرمني ، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «إنّ الله تعالى بالمشرق مدينة اسمها : جابلقا ، لها اثنا عشر ألف باب من ذهب ، ما بين كلّ باب إلى صاحبه فرسخ ، على كلّ باب برج فيه اثنا عشر ألف مقاتل ، يهلبون(2) الخيل، ويشهرون(3) السيوف

ص: 306


1- لم يتوفّر المصدر لدينا ، بل وجدناه في سنن الترمذي 3720/636:5، ومستدرك الحاكم النيسابوري 3 14 ، و تاریخ ابن عساكر 42: 51 ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي : 194 ، وذخائر العقبى لابن الجوزي : 66 ، وتنبيه الغافلين في فضائل الطالبيّين للجشمي البيهقي : 37 ، والمناقب لابن المغازلي : 57/37 ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 37 ، والجوهرة في نسب الإمام عليّ علیه السلام : 64 . وأورده من علمائنا : الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 1 284/357 ، القاضي المغربي في شرح الأخبار :2 : 518/538 ، منتجب الدين في الأربعين : 39/72 ، ابن شهر آشوب في المناقب 2: 211 ، ابن بطريق في العمدة : 269/172 ، ابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1: 66/99 ، الطبري في بشارة المصطفى : 315 ، الأربلي في كشف الغمة 1: 329، ابن جبر في نهج الإيمان : 428 ، وبعضهم نقل الرواية عن سنن الترمذي وغيره.
2- الهُلَبُ : ما غلط من الشعر . وهلبت الفرس : إذا نتفت هَلْبَه (الصحاح 1: 238 - هلب ) . والمراد به تنظيف الخيل وتهيئتها للحرب.
3- في مختصر البصائر : (يشحذون) وهو الحدّ .

والسلاح ، ينتظرون قيام قائمنا ، وإنّي الحجّة عليهم»(1).

275 - ومنه : عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن سعيد ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن سعيد جميعاً عن فضالة بن أيّوب ، عن القاسم بن بريد ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبد الله علیه السلام عن ميراث العلم ما مبلغه ، أجوامع هو من هذا(2) العلم ، أم تفسير كلّ شيء من هذه الأمور التي يُتكلّم(3) فيها ؟

فقال علیه السلام : «إنّ الله عزّ وجلّ مدينتين : مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب، فيهما قوم لا يعرفون إبليس ولا يعلمون بخلق إبليس ، نلقاهم فى كلّ حين، فيسألونا عمّا يحتاجون إليه ويسألونا عن الدعاء فنعلّمهم ، ويسألونا عن قائمنا متى يظهر . وفيهم عبادة واجتهاد شديد (4).

ولمدينتهم أبواب ، ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ ، لهم تقديس وتحميد ودعاء واجتهاد شديد ، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم ، يصلّي الرجل منهم شهراً لا يرفع رأسه من سجدة ، طعامهم التسبيح، ولباسهم الورق(5)، ووجوههم مشرقة بالنور ، وإذا رأوا منّا واحداً يخشوه (6)واجتمعوا إليه ، وأخذوا من أثره من

الأرض يتبرّكون به لهم دويّ - إذا صلّوا - كأشد من دويّ الريح العاصف.

ص: 307


1- أورده المصنّف في مختصر البصائر : 102 وعنه في بحار الأنوار 57: 19/334 ، وتفضيل الأئمة علیهم السلام : 290 عن بصائر سعد، وعن المحتضر في بحار الأنوار 27 9/47 .
2- ( هذا ) لم يرد في «د».
3- في مختصر البصائر : ( نتكلّم).
4- ( شديد ) لم يرد في « د» .
5- في بعض نسخ مختصر البصائر : ( الورع ) .
6- في بعض نسخ مختصر البصائر : ( احتوشوه ) ، وفي البحار : (الحسوه).

فيهم جماعة لم يضعوا السلاح - منذ كانوا - ينتظرون قائمنا ، يدعون الله عزّ وجلّ

أن يريهم إيَّاه، وعمر أحدهم ألف سنة ، إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانة وطلب ما يقرّبهم إلى الله عزّ وجلّ ، إذا احتبسنا عنهم ظنّوا أنّ ذلك من سخط ، يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم فيها ، لا يسأمون ولا يفترون، يتلون كتاب الله عز وجلّ كما علّمناهم ، وأنّ فيا نعلّمهم ما لو تُلي على الناس لكفروا به ولأنكروه (1) .

يسألونا عن الشيء إذا ورد عليهم من القرآن ، لا يفهمونه حتّى يسألونا عنه ، فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعونه منّا ، وسألوا لنا طول البقاء وأن لا يفقدونا ، ويعلمون أنّ المنّة من الله عليهم - فيما نعلّمهم - عظيمة .

ولهم خرجة مع الإمام إذا قام ، يسبقون فيها أصحاب السلاح منهم (2)، ويدعون الله عزّ وجلّ أن يجعلهم ممّن ينتصر به لدينه ، فيهم كهول وشباب ، إذا رأى شابّ منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد ، لا يقوم حتّى يأمره ، لهم طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الإمام علیه السلام فإذا أمرهم الإمام بأمر قاموا إليه أبداً - حتّى يكون هو الذي يأمرهم بغيره ، لو أنّهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة، لا يحبك فيهم الحديد(3)، لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقدّه حتّى يفصله ويغزو بهم الإمام الهند والديلم والكرد والروم وبربر وفارس وما بين جابر سا(4) إلى

ص: 308


1- في «ص» «د»: (ولا يكرهونه).
2- (منهم ) لم يرد في المختصر .
3- معنى لا يحبك فيهم الحديد لشدّة بأسهم وصلابة إيمانهم وتماسكهم ( الصحاح 4: 1578 - حبّك ) .
4- جابَرْس : مدينة بأقصى المشرق، يقول اليهود : إنّ أولاد موسى علیه السلام هربوا إمّا في حرب طالوت أو في حرب بخت نصّر ، فسيّرهم الله وأنزلهم بهذا الموضع . فلا يصل إليهم أحد ، وإنّهم بقايا المسلمين ، وأنّ الأرض طويت لهم، وجعل الليل والنهار عليهم سواء حتّى انتهوا إلى جابرس . (معجم البلدان (2 :90).

جابلقا(1) - وهما مدينتان ، مدينة(2) بالمشرق ومدينة (3) بالمغرب لا يأتون على أهل دين إلّا دعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام والإقرار بمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم والتوحيد وولايتنا أهل البيت ، فمن أجاب منهم ودخل في الإسلام تركوه وأمّروا عليه أميراً منهم، ومن لم يجب ولم يقرّ بمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم ولم يقرّ بالإسلام قتلوه ، حتّى لا يبق بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد إلّا آمن»(4) .

276 - ومنه : سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير، عن رجاله ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، يرفعه إلى الحسن بن علىّ علیهما السلام أنّه قال : «إنّ الله عزّ وجلّ مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ، عليها سور من حديد يدور ، على كلّ واحد منهما سبعون ألف الف مصراع ذهباً ، وفيها سبعون ألف ألف لغة ، كلّ لغة بخلاف لغة صاحبتها ، وأنا أعرف جميع اللغات ، ولا فيهما ولا بينهما(5) حجّة غيرى وغير الحسين أخى»(6) ، صلوات الله عليهما .

ص: 309


1- جابلق : مدينة بأقصى المغرب، وأهلها من ولد عاد وأهل جابرس من ولد ثمود، ففي كلّ واحدة منهما بقايا ولد موسى علیه السلام، و للحسن المجتبى علیه السلام - عندما عقد الهدنة مع معاوية - خطبة قال فيها: «أيّها الناس ، إنّكم لو نظرتم ما بين جابرس وجابلق ما وجدتم ابن نبيّ غيري وغير أخي». (معجم البلدان 2 : 91).
2- في المختصر البصائر : ( واحدة ) .
3- في المختصر البصائر : ( وواحدة ) ، وفي بحار الأنوار : ( وأُخرى).
4- بصائر الدرجات : 4/510 وعنه في بحار الأنوار 27 3/41 ، باختلاف عن هشام الجواليقي ، وأورده المصنّف في التفضيل : 290 و مختصر البصائر : 94 وعنه وعن المحتضر في البحار 57: 17/332 .
5- في بعض المصادر زيادة : ( ولا عليهما ) .
6- أورده الكليني في الكافي 1 5/462 ، بإسناده عن ابن أبي عمير، عن رجاله ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال ... الصفّار في بصائر الدرجات : 359/ ذیل حدیث 4 ، باختلاف وعنه في بحار الأنوار 43: 7/337 ، المفيد في الإرشاد 2 : 29 ، والاختصاص : 291 ، باختلاف يسير ، وأورده المصنّف في مختصر البصائر : 45/101 وعنه في مدينة المعاجز 3: 37/254 و 4: 109/20 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 101 .

277 - ومنه : عن سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمّد، عن عبد الله بن القاسم ، عن سماعة بن مهران ، عمّن حدّثه عن الحسن بن حيّ الحارثي، عن أبي سعيد الهمداني قال : قال الحسن بن عليّ علیهما السلام: «إنّ الله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب، على كلّ واحدة سور من حديد ، في كلّ سور سبعون ألف مصراع ذهباً ، يدخل من كلّ مصراع سبعون ألف ألف آدمي ، ليس فيها لغة إلّا وهي مخالفة للأخرى ، وما منها لغة إلّا وقد علمناها ، وما فيها(1) وما بينهما ابن نبيّ غيري وغير أخي ، وإنّي الحجّة عليهم»(2).

278 - ومنه : سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن عبد الصمد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ، قال : حدّثنا العباد بن عبد الخالق ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله علیه السلام وعن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «إنّ الله عزّ وجلّ اثني عشر ألف عالم ، كلّ عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين ، ما يُرى كلّ عالم منهم أنّ الله عالماً غيرهم، وإنّي الحجّة عليهم»(3).

وممّا يدلّ على تفضيل عليّ علیه السلام

279 - من كتاب «الخرائج والجرائح» للراوندي : عن ابن عبّاس أنّه قال : لمّا فتح

ص: 310


1- في المصادر : ( فيهما ) .
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 5/512 وعنه في بحار الأنوار 27: 4/44 ، وأورده المصنّف في مختصر البصائر : 97 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 293 .
3- أورده الصدوق في الخصال : 14/639 وعنه في بحار الأنوار 27: 1/41 ، و 57 : 2/320 ، وأورده المصنّف في مختصر البصائر : 47/76 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 393، 359 عن بصائر سعد .

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم مكّة ورفع الهجرة بقوله : «لا هجرة بعد الفتح» ثمّ قال لعليّ علیه السلام «إذا كان غداً كلّم الشمس حتّى تعرف كرامتك على الله تعالى» فلمّا كان من الغداة جاء عليّ علیه السلام إلى مشرق الشمس - حين طلعت - فقال: «السلام عليك أيّها العبد المطيع لربّه».

فقالت الشمس : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيّه ، أبشر فإنّ ربّ العزّة يقرئك السلام ويقول لك : أبشر فإنّ لك ولمحبّيك ولشيعتك مالاعين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر . فخرّ عليّ علیه السلام ساجداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ارفع رأسك يا حبيبي فقد باهى الله عزّ وجلّ بك الملائكة» (1).

ص: 311


1- أورده الراوندي في الخرائج والجرائح 2 : 67544 وعنه في بحار الأنوار 41: 170/ 7.

ص: 312

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم على سائر الخلق

280 - ما روي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : «لا تشدّ الرحال إلى شيء من القبور إلّا قبورنا أهل البيت»(1) .

هذا فضل خصّهم الله به دون سائر الخلق .

281 - ويؤيّده ما روي : أنّ رجلاً جاء إلى مولانا أمير المؤمنين علیه السلام - وهو بجامع الكوفة - فقال : جئتك يا أمير المؤمنين أُودّعك ، فقال له : «إلى أين تذهب» ؟ قال : أزور بيت المقدس ، فقال له : «بع راحلتك وكل زادك ، وصلّ في مسجدنا هذا فهو(2) أفضل لك»(3) .

ص: 313


1- أورده الصدوق في الخصال : 167/143 ، وعيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 1/254 وعنهما في بحار الأنوار 102: 21/36 وعن الخصال في وسائل الشيعة 14 : 1/562 ومدينة المعاجز 7: 151/180 ، وفي الكلّ عن الإمام الرضا علیه السلام .
2- ( فهو ) لم يرد في «د».
3- أورده بتفصيل الكليني في الكافي :: 2/491 ، الطوسي في التهذيب 3: 9/251، بسندهما عن أبي عبد الله علیه السلام وعنهما في الوسائل 5 : 1/261 ، وكذلك ابن قولويه في كامل الزيارات : 18/29 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 100 : 28/394 ، عن المزار الكبير بسنده عن حبّة العرني وميثم التمار باختلاف ، السمعاني في تفسيره 2: 429 ، المتقي الهندي في كنز العمّال 2 2/436 ، باختصار عن حبّة العرني .

فدلّ على أنّ قبورهم أفضل القبور ومساجدهم أفضل المساجد .

282 - وعن أبي الحمراء ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لمّا أُسري بي إلى السماء رأيت على ساق العرش : أنا الله وحدي لا إله غيري غرست جنّة عدن بيدي ، محمّد صفوتي، أيّدته بعليّ خيرتي»(1).

283 - ومن «مناقب الخوارزمي» : يرفعه إلى عليّ علیه السلام ، قال : «قال لي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : أتاني جبرئيل علیه السلام وقد نشر جناحيه ، فإذا على أحدهما مكتوب : لا إله إلّا الله محمّد النبيّ . وعلى الآخر مكتوب : لا إله إلّا الله عليّ الوصي»(2) .

284 - ومن «مناقب الخوارزمي» : في حديث صرصائيل الملك المبشّر بتزويج فاطمة من عليّ علیه السلام فلمّا عرج قال : «فنظر صلی الله علیه و آله وسلم وإذا بين كتفي صرصائيل مكتوب : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب مقيم الحجّة ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: يا صرصائيل، منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ قال : من قبل أن يخلق الله آردم باثني عشر ألف عامّ» (3) .

ص: 314


1- أورده عن أبي الحمراء ابن بطريق في العمدة : 28/171 ، ابن المغازلي في المناقب : 61/39 وعنه في كشف الغمّة 1: 329 وعنه في بحار الأنوار :38: 345 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار :27: 26711 ، عن كتاب المعراج .
2- أورده الخوارزمي في المناقب : 172/47 وعنه العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 10 و 271، الإربلي في كشف الغمّة 1: 297 ، ابن جبر في نهج الإيمان : 633 ، البحراني في مدينة المعاجز 2: 637/409 ، المجلسي في بحار الأنوار :27: 19/9 ، عن كشف الغمة، عن الخوارزمي .
3- أورد الحديث مفصّلاً ابن شاذان في مائة منقبة : 15/61 ، الخوارزمي في المناقب : 2360/340 وعنه في كشف الغمة 1 : 352 وعنه في بحار الأنوار 31/123:43، عن الخوارزمي البحراني في مدينة المعاجز 639/410:2 ، وأورده بلفظ آخر ابن المغازلي في المناقب : 396/344. وسيأتي الحديث كاملاً.

وفي هذا كفاء لمكتف وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلّا العالمون.

285 - ومن كتاب «الخصائص» لابن البطريق : بإسناده عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: « مكتوب على العرش : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، محمّد عبدي ورسولي ، أيّدته بعليّ بن أبي طالب ، وذلك قوله تعالى في كتابه العزيز : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) (1) بعليّ بن أبي طالب علیه السلام»(2) .

286 - و من كتاب «المقنع في الإمامة» : عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليلة أسري بي إلى السماء، أمر بعرض الجنّة والنار علىَّ فرأيتهما جميعاً ، رأيت الجنّة وألوان نعيمها ، ورأيت النار وألوان عذابها ، ورأيت على كلّ باب من أبواب الجنّة - الثمانية - : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علىّ وليّ الله »(3).

287 - ومن كتاب «مناقب الخوارزمي»: عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه،

ص: 315


1- سورة الأنفال :8 62 .
2- خصائص الوحي المبين : 135/190 ، الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 234 ، ابن عساكر في تاریخ دمشق :42: 360 ، الحسكاني في شواهد التنزيل 1 : 299/223 ، وأورده باختصار الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11: 173 ، عن أنس بن مالك ، وأورده الصدوق في الأمالي : 3/284 وعنه في بحار الأنوار 27 3/2 ، بزيادة في ذيله ، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 42 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27: 23/10.
3- الظاهر أنّ المصدر غير مطبوع، وهو غير المقنع في الإمامة للسد آبادي المطبوع منفرداً وفي ضمن كتاب المجموع الرائق ، ولكن أورده بتفصيل ابن شاذان في الفضائل : 191/443 ، بإسناده عن ابن مسعود ، ونقله البحراني في مدينة المعاجز 2: 605/358 عن ابن شهر آشوب، ولم أعثر عليه في المناقب، والمجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27: 24/11 ، عن المقنع في الإمامة .

قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ الله تعالى لمّا خلق السماوات والأرض دعاهنّ فأجبنه ، ثمّ عرض عليهنّ نبوّتي وولاية عليّ بن أبي طالب فقبلتاهما ، ثمّ خلق الخلق وفوّض إلينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقيّ من شقي بنا ، نحن المحلّلون لحلاله والمحرّمون الحرامه»(1) .

288 - ومن كتاب «الفردوس» : يرفعه إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «لو يعلم الناس أنّه متى سُمّي عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ؛ سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال الله تعالى : ( وإذ أخَذَ ربُّكَ مِن بَنى آدمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وأَشْهَدَهمُ على أنفُسَهُم أَلَستُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى )(2) فقال تعالى : أنا ربّكم ومحمّد نبيّكم وعلي أميركم»(3).

289 - ومنه : يرفعه إلى المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله علیه السلام عن آبائه علیهم السلام ، قال : «إنّ الله عزّ وجلّ كان إذ لا مكان فخلق الكان والمكان، وخلق نور الأنوار ؛ الذي نوّرت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره(4)وهو النور الذي خلق منه محمّداً وعليّاً ، فلم يزالا نورين أوّلين ، إذ لا شيء كوّن قبلهما ، ولم يزالا يجريان طاهرين

ص: 316


1- الخوارزمي في المناقب : 151/134 وعنه الإربلي في كشف الغمة 1: 291 ، أورده ابن شاذان في مائة منقبة : 7/50 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 255 والمجلسي في بحار الأنوار 17: 25/13 و 25 : 20/339 وعن المحتضر في بحار الأنوار 27: 8/284.
2- سورة الأعراف 7: 172 .
3- الفردوس للديلمي 3 : 5066/354 ، وأورده باختلاف يسير الطبري الصغير في دلائل الإمامة : 1/53 ، قسم المستدركات، فرات الكوفي في تفسيره : 15/146 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3 68 ، ابن جبر في نهج الإيمان : 466 ، ابن طاوس في اليقين : 222 / باب 65 و 283 / باب 100 و 382 باب 136 : عن أبي جعفر علیه السلام .
4- في الكافي زيادة: (الذي نوّرت منه الأنوار ).

مطهّرين في الأصلاب الطاهرة حتّى افترقا في أطهر طاهرَين، في عبد الله وأبي طالب - وهما أخوان لأمّ واحدة - ابنا عبدالمطّلب رضي الله عنهما»(1).

290 - ومنه : يرفعه إلى محمّد أبي حمّاد ، قال : فما أوحى الله عزّ وجلّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أن يا محمّد إنّي خلقتك وعليّاً من نور واحد بغير روح، قبل ، أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري ، فلم يزل ذلك النور يهلّلني ويقدّسني ويمجّدني» (2).

291 - ومنه : في «كتاب المواليد» يرفعه إلى ابن عبّاس قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول: «ليلة أسري بي إلى السماء ، جاوزت الحجب حتّى دنوت من ربّي جلّ جلاله ، فلم يبق بيني وبين ربّي إلّا حجاب النور وهو يتلألأ ، فأوحى إلىّ : يا أحمد ، فقلت : لبّيك ، فقال : من خلّفت على أُمّتك ؟ قلت : خيّرها ، فقال عزّ وجلّ : خلّفت عليها عليّ بن أبي طالب وأنا أعلم ؟ قلت : نعم ياربّ ، فأوحى إليّ : يامحمّد ، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها ، فلا أذكر إلّا وذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمّد ، شققت لك اسماً من اسمي .

ثمّ اطّلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها عليّاً، فجعلته وصيّك، ثمّ شققت له اسماً من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو عليّ، فأنت سيّد الأنبياء وعليّ سيّد الأوصياء ، خلقتك من نوري وخلقته من نورك وخلقت فاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين من نوركما (3).

ص: 317


1- أورده الكليني في الكافي 1: 9/441 وعنه في بحار الأنوار 15: 46/24 و 57: 143/196 .
2- أورده الكليني في الكافي 1: 440 صدر حديث :: عن مرازم، عن أبي عبد الله علیه السلام وعنه في بحار الأنوار 15 28/18 و 57: 42/65 و 140/193 .
3- في النسخ الكاملة : وخلقتك وخلقت فاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين من نورك . والمتفق عليه في أكثر المصادر : إنّي خلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد.

ثمّ عرضت ولايتكم على خلق، فمن قبلها كان من المقرّبين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومن جحدها كان من الكافرين .

يا محمّد ، لو أنّ عبداً عبدني حتّى يتقطّع إربا إرباً، ثمّ لقيني جاحداً لولايتكم أدخلته النار وعذّبته العذاب الأليم.

يا محمّد ، أتحبّ أن ترى صورة شبحك وأشباح خلفاء من بعدك ، منهم أحد عشر إماماً من ذريّة عليّ؟ قلت : نعم ياربّ ، فأوحى الله عزّ وجلّ [إليَّ ] : أن يا محمّد ، تقدّم أمامك ، فتقدّمت فإذا أنا بأشباح من نور يتلألأ ، مكتوب عليها أسماء بالنور وهي :

محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر ابن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن ابن عليّ وإذا في وسطهم شبح شبيه بالكوكب الدرّيّ.

فقلت : ياربّ ، من هؤلاء ؟ فأوحى الله عزّ وجلّ إليَّ : أن يا محمّد ، هذه ابنتك الأئمّة الخلفاء من ولدها من وصيّك علىّ، وهذا الذي بينهم كالكوكب الدرّيّ هو القائم المهديّ، يهدي أُمّتك إلى الإيمان، ويخرجها من الضلالة والطغيان، وأملاً به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلما وجوراً.

فقلت : ياربّ ، ما اسمه ؟ فأوحى الله عزّ وجلّ [إلىَّ] : هو سميّك والموفي بعهدك ، وهؤلاء الأئمّة، من ائتمّ بهم نجا وسلم، وعذابي مقيم على من جحدهم حقّهم، هم أوليائي وخلفائي وسكّان جنّتي ، وهم خيرتي من خلقي، فطوبى لمن أحبّهم وصدقهم ، وويل لمن جحد حقّهم وكذَّب بهم»(1).

ص: 318


1- أورده المحدّثون رحمهم الله بألفاظ مختلفة ، فمنهم من اختصر ومنهم من أسهب ، كابن عيّاش في الأثر : 10 ، والنعماني في الغيبة : 24/93 ، فرات الكوفي في تفسيره : 16/74 ، الصدوق في كمال الدين : 2/252 ، وعيون أخبار الرضا علیه السلام 1 : 27/58 ، الطوسي في الغيبة : 109/147 ، ابن شاذان في مائة منقبة : 17/65 ، ابن طاوس في الطرائف 1 : 270/255 ، الأسترابادي في تأويل الآيات 1 : 90/98 ، المجلسي في بحار الأنوار 27 67/199 و 36: 21/223 و 58/245 و 100/281 و 37: 30/62.

وفي هذا مقنع لذوي الألباب

292 - ومن كتاب «الخرائج و الجرائح» لقطب الدين الراوندي - في باب نوادر المعجزات - يرفعه بإسناده إلى بريدة الأسلمي ، قال كنت جالساً مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وعلىّ علیه السلام معه ، قال : «يا عليّ، ألم أشهدك معى سبع مواطن - وذكر المواطن - والموطن السابع : ليلة الجمعة ليلة أسري بي إلى السماء رأيت ملكوت السماوات والأرض، وكشف لي حتّى نظرت ما فيها فاشتقت إليك ، فدعوت الله عزّ وجلّ، فإذا أنت رافع رأسك إليَّ ، ولم أر شيئاً إلا وقد رأيته» (1).

293 - ومنه : بإسناده إلى أبي داود السبيعي، عن بريدة الأسلمي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال : «يا علىّ، إنّ الله تعالى أشهدك معى سبع مواطن - فذكرها حتى له قال - : أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء ، فقال لي : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، فقال : أُدعُ الله(2) أن يأتيك به ، فدعوت الله عزّ وجلّ ، فإذا أنت معى(3)، وقد كشط عن السماوات السبع والأرضين السبع حتّى رأيت سكّانها وعمّارها وموضع كلّ ملك فيها ، فلم أر من ذلك شيئاً إلّا وقد رأيته»(4)

ص: 319


1- الخرائج والجرائح :2 84/867 وعنه في بحار الأنوار 39 1/158، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 11/128، بسنده عن بريدة ، باختلاف وعنه في بحار الأنوار 18 : 111/405 و 26 : 17/115 .
2- لفظ الجلالة : ( الله ) لم يرد في « د » «ص».
3- قوله : ( معي ) لم يرد في « د » « ص » .
4- الخرائج و الجرائح :2 85/868 وعنه في بحار الأنوار 57 23/335، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات: 3/127 وعنهما في بحار الأنوار 39: 1/158 وعن البصائر في بحار الأنوار 18: 113/406 و 26: 16/115 ، وذكره المصنّف مفصلاً في مختصر البصائر: 215/ ضمن حديث 47 .

294 - ومن كتاب «نوادر الحكمة»: يرفعه إلى عمّار بن یاسر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليلة أسري بي إلى السماء وصرت كقاب قوسين أو أدنى(1) أوحى الله تعالى إليّ أن : يا محمّد ، من أحبّ خلقي إليك ؟ فقلت : ياربّ ، أنت أعلم ، فقال عزّ وجلّ : أنا أعلم ولكن أُريد أن أسمعه من فيك ، فقلت : ابن عمّى عليّ بن أبي طالب ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليّ أن : التفت ، فالتفتّ فإذا بعليّ واقفاً معى - وقد خرقت حجب السماوات، وعليّ واقف رافع رأسه يسمع ما يقول - فخررت الله ساجداً» (2).

295 - ومن كتاب «أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله» : يرفعه إلى ابن عبّاس ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول : «أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً خمساً، أعطاني جوامع الكلم ، وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيِاً وجعله وصيّاً، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، وأسرى بي إليه ، وفتح له أبواب السماء والحجب حتِى نظر إليِ ونظرت إليه».

قال ابن عبّاس : ثمّ بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ما يبكيك فداك أبي وأمّي ؟ فقال : «یابن عبّاس ، إنّ أوّل ما كلّمني به ربّي أن قال : يا محمّد ، انظر تحتك ، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت ، وإلى أبواب السماء قد فتحت ، ونظرت إلى عليّ وهو رافع رأسه إليَّ ، فكلّمني وكلّمته وكلّمني ربّي عزّ وجلّ».

فقلت : يارسول الله ، بم كلّمك ربّك ؟ قال : «قال لي : يا محمّد ، إنّي جعلت عليّاً

ص: 320


1- في « د» زيادة : ( قال ) .
2- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25 : 37/383، نقلاً من كتاب نوادر الحكمة .

وصيّك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فأعلمه بها فها هو يسمع كلامك ، فأعلمته وأنا بين يدى ربِّي عزّ وجلّ ، فقال : قد قبلت وأطعت . فأمر الله الملائكة أن تسلّم عليه ففعلت ، وردّ عليهم السلام فرأيت الملائكة يتباشرون به ، وما مررت على ملأ منهم إلّا هنّؤوني وقالوا : يا محمّد ، والذي بعثك بالحقّ نبيّاً ، لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزّ وجلّ لك ابن عمّك ، ورأيت حملة العرش قد نكّسوا رؤوسهم ، فسألت جبرئيل علیه السلام ، فقال : إنّهم استأذنوا الله عزّ وجلّ في النظر إليه علیه السلام فأذن لهم ، فلمّا هبطت جعلت أخبره وهو يخبرني (1) ، فعلمت أنّي لم أطأ موطئاً إلّا وقد كشف له عنه» .

قال ابن عبّاس : فقلت : يارسول الله ، أوصني ، فقال : «عليك بحبّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام» (2)، فقلت : يارسول الله ، أوصني ، فقال : «عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يقبل الله من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب ، وهو تعالى أعلم ، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان فيه ، وإن لم يأتِ بولايته لم يسأله عن شيء وأمر به إلى النار .

يابن عبّاس، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ، إنّ النار لأشدّ غضباً على مبغض علىّ(3)

ص: 321


1- العبارة من قوله : ( قد نكّسوا رؤوسهم ) إلى هنا في المصدر هكذا : ( قد نكّسوا رؤوسهم إلى الأرض ، فقلت : يا جبرئيل ، لم نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يا محمّد ، ما من ملك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب استبشاراً به ما خلا حملة العرش فإنّهم استأذنوا الله عزّ وجلّ في هذه الساعة ، فأذن لهم أن ينظروا إلى عليّ بن أبي طالب فنظروا إليه ، فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ) .
2- من قوله : ( فقلت : يا رسول الله ) إلى هنا لم يرد في المصدر.
3- من هنا إلى آخر هذا الحديث وقع تشويش في أوراق نسخ كتاب المحتضر المسندة، وقد خلط هذا الحديث مع حديث آخر نقله المؤلّف عن كتاب «الدر المنتقي» فيما سيأتي في صفحة : 394 ، فلا حظ وتدبّر.

منها ، على من زعم أنّ الله ولداً، يابن عبّاس ، لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء والمرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا - لعذّبهم الله بالنار».

قلت : يا رسول الله ، هل يبغضه أحد ؟ فقال :« يابن عبّاس ، نعم يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أمّتي ، لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيباً .

یابن عبّاس، إنّ من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما خلق(1) الله نبيّاً أكرم عليه منّي ، وما خلق الله وصيّاً(2) أكرم عليه من وصيّي عليّ».

قال ابن عبّاس : فلم أزل له كما أمرني به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ووصّاني بمودّته ، وإنّه لأكبر عمل عنده(3).

قال ابن عبّاس : ثمّ قضى من الزمان وحضرت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الوفاة فحضرته ، فقلت له : فداك أبي وأمّي يا رسول الله ، قد دنا أجلك فما تأمرني .

فقال : « يابن عبّاس ، خالف من خالف عليّاً ، ولا تكوننّ له ظهيراً ولا وليّاً» قلت: يا رسول الله ، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ ! قال : فبكى صلی الله علیه وآله وسلم حتّى أُغمى عليه .

ثمّ قال :« يابن عبّاس، سبق الكتاب فيهم وعلم ربّي (4) ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ، لا يخرج أحد ممّن خالفه من الدنيا وأنكر حقّه حتّى يغير الله ما به من نعمة .

يابن عبّاس، إن أردت وجه الله تعالى ولقيته(5) وهو عنك راض ، فاسلك

ص: 322


1- في المصدر : ( بعث).
2- في المصدر : ( ولا وصيّاً).
3- في المصدر : ( عملي عندي ) .
4- في المصدر : ( قد سبق فيهم علم ربّي ) .
5- ( لقيته ) لم يرد في المصدر.

طريق عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، ومل معه حيثما مال، وارض به إماماً ، وعاد من عاداه ، ووال من والاه.

يابن عبّاس ، احذر أن يدخلك شكّ فيه ، فإنّ الشكّ في علىّ كفر [بالله تعالى ](1)»(2) .

296 - وقد روى : عبد الواحد بن عبد الله ، عن يونس الموصلي، عن محمّد بن أحمد بن هاشم(3)، عن أبيه ، عن جدّه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ علیه السلام ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أنّه خطب الناس بمسجد الخيف في حجّة الوداع ، فقال في خطبته : إنّي فرطكم(4) وإنّكم واردون علىَّ الحوض حوضاً عرضه ما بين بُصرى(5) إلى

ص: 323


1- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.
2- أمالي الطوسي : 15/104 ، باختلاف في بعض مقاطعه ، و 19/188 ، صدر الحديث إلى قوله : ويوجب الخلود في النار» وأورده الصدوق في الأمالي : 2/174 ، كاملاً باختلاف في صدره ، في الخصال : 57/293 ، إلى قوله : «حتى نظر إلى ونظرت إليه وقد قال الشيخ الصدوق الله في آخر الحديث : والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته بتمامه في كتاب المعراج الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 109 ، صدر الحديث إلى قوله : «السماوات والحجب ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : 7/142 ، باختلاف في بعض مقاطعه ، وابن شاذان في الفضائل : 2/11 ، والطبري في بشارة المصطفى : 9/77 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 303 صدر الحديث إلى قوله : السماوات والحجب»، الإربلي في كشف الغمّة 1: 381، العلامة الحلّي في كشف اليقين : 464 .
3- في الغيبة وبحار الأنوار: ( محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ) .
4- أي متقدّمكم إليه ، يقال فرط يفرط ، فهو فارط وفرط إذا تقدّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ، ويهيي لهم الدلاء والأرشية ( النهاية 3 : 434 - فرط ) .
5- بُصْرَى : موضع بالشام من أعمال دمشق، وهي قصبة كورة حوران، مشهورة عند العرب قديماً وحديثاً ( معجم البلدان 1: 1949/522) .

صنعاء ، فيه قدحان(1) بعدد نجوم السماء ، ألا وإنّي مخلّف فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر : القرآن ، والثقل الأصغر : عترتي أهل بيتي ، وهما حبل ممدود بينكم وبين الله عزّ وجلّ، فإن تمسّكتم به لن تضلّوا ، سبب منه بيد الله وسبب بأيديكم - وفي رواية أُخرى : طرف بيد الله وطرف بأيديكم - إنّ اللطيف الخبير نبّأني : أنهما لن يفترقا حتّى يردا علىَّ الحوض كاصبعيَّ هاتين - وجمع بين سبّابتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبّابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه»(2) .

297 - ومنه من كتاب «اللباب» لابن الشرفيّة الواسطي(3): يرفعه إلى [صالح بن ميثم] ميثم الهاشمي، عن أبيه ، قال : بينما أنا في السوق إذ أتى الأصبغ بن نباتة (4)، قال : ويحك لقد سمعت من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام حديثاً صعباً

ص: 324


1- المقدَح والمِقدحة : المغرفة المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده 2 : 570 والمراد أنّ فيه مغارف كثيرة .
2- أورده النعماني نصّاً وبطريق آخر في الغيبة : 42 وعنه في بحار الأنوار 92: 80/102، القمّي في تفسیره 1: 3، باختلاف يسير وعنه في بحار الأنوار 8: 7/19 و 23 : 61/129 وتفسير نور الثقلين 1 : 299/656 ، وباختلاف أورده الخزاز في كفاية الأثر : 128 وعنه في بحار الأنوار 36: 185/328 .
3- في النسخ : ( لابن الشريفة الواسطي ) وما أثبتناه هو الصواب حسب تتبعنا ولم نجده في موضعه حتى لرجل ، أما ابن الشرفية الواسطي فهو صاحب كتاب «عيون الحكم والمواعظ » من أعلام القرن السادس الهجري ؛ لاحظ مقدّمة التحقيق.
4- الأصبغ بن نباتة : المجاشعي ، كان من خاصّة مولانا الإمام أمير المؤمنين علیه السلام ، وعمّر بعده ، روى عنه عهده إلى مالك الأشتر لمّا ولّاه مصر ، ووصيّته إلى ابنه محمّد بن الحنفيّة، عدّه البرقي من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام مع وصفه بالتميمي الحنظلي ، وكذلك الشيخ الطوسي وقد أضاف أنّه من أصحاب الإمام الحسن المجتبى علیه السلام . انظر : رجال النجاشي : 5/8 ، رجال البرقي : 5 ، رجال الطوسي : 2/34 و 2/66 .

شديداً قلت وما هو ؟ قال : سمعته يقول: «إنّ حديث أهل البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان».

فقمت من فورتي فأتيت عليّاً علیه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين حديث أخبرني به الأصبغ عنك ، قد ضقت به ذرعاً ، فقال علیه السلام : وما هو فأخبرته به فتبسّم علیه السلام ثمّ قال : «اجلس يا ميثم ، أو (1) كلّ علم يحتمله عالم ! إنّ الله تعالى قال للملائكة : ( إنّي جاعل في الأرضِ خَليفَةً قَالُوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماءَ ونحنُ نُسبّحُ بحمدك ونقدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أعلمُ مَا لا تَعْلَمُونَ )(2) فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم ؟ قال : قلت : إنّ هذا أعظم من ذلك .

قال: «والأُخرى أنّ موسى بن عمران أنزل الله عليه التوراة ، فظنّ أن لا أحد أعلم منه ، فأخبره الله تعالى : إنّ في خلقي من هو أعلم منك(3)، وذلك أنّه تعالى خاف(4) على نبيه العجب ، قال : فدعا ربّه أن يرشده إلى العالم ، قال : فجمع الله عزّ وجلّ بينه وبين الخضر علیهما السلام ، فخرق السفينة فلم يحتمل ذلك موسى ، وقتل الغلام فلم يحتمله ، وأقام الجدار فلم يحتمله .

وأمّا المؤمنون(5) ، فإنّ نبيّنا صلی الله علیه وآله وسلم أخذ يوم غدير خم بيدي ، فقال : اللّهمّ من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، فهل رأيت احتملوا ذلك ، إلّا من عصم الله منهم ، فابشروا ثمّ أبشروا ، فإنّ الله تعالى قد خصّكم بما لم يخصّ به الملائكة والنبيّين والمؤمنين ؛ فيما

ص: 325


1- في «ر» : (إنّ).
2- سورة البقرة 2: 30 .
3- في « ر »: ( خلقه ) بدلاً من : ( خلقي ) ، وفي البحار : ( خلقه أعلم منه ) .
4- في « ر » والبحار : ( إذ خاف ) بدلاً من : ( أنّه تعالى خاف ) .
5- في بحار الأنوار : ( وأمّا النبيِّون).

احتملتم ذلك من(1) أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه ، فحدّثوا عن فضلنا ولا حرج، وعن عظيم أمرنا ولا إثم.

ثمّ قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : أمرنا معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم»(2).

ص: 326


1- في «ر» والبحار : ( في ) .
2- أورده عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : 12/236 ، إلى قوله : «من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه، وعنه في بحار الأنوار 2 : 106210 ، وفرات الكوفي في تفسيره : 14/54، باختلاف يسير وعنه في بحار الأنوار 37: 104/233 ، ونقله المجلسي كاملاً عن المحتضر في بحار الأنوار 25 : 38/383 . عن كتاب اللبات، والصحيح هو اللباب كما في الذريعة وقد نسبه لابن الشريعة بدل الشريفة بل الشرفيّة.

وممّا يدلّ على علوّ درجتهم وتفضيلهم علیهم السلام على سائر الخلق

298 - من كتاب «الخصائص» لابن البطريق : يرفع الحديث عن الحارث ، قال : قال عليّ علیه السلام: «نحن أهل البيت لا نقاس بالناس» فقام رجل فأتى عبد الله بن عبّاس فاخبره بذلك ، فقال : صدق عليّ، أوليس كان النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم صلى الله عليه وسلم لا يقاس بالناس .

ثمّ قال ابن عبّاس : نزلت هذه الآية في عليّ : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )(1). (2)

299 - و من كتاب «بشائر المصطفى» : عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن عبد الله بن محمّد بن أبي حمّاد ، قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيّد ولد آدم و ما برأ الله عزّ وجلّ بريّة خيراً من محمّد وآل محمّد قال: «نعم»(3).

ص: 327


1- سورة البيّنة 7:94 .
2- خصائص الوحي المبين: 174/225 ، عن أبي نعيم الاصفهاني في النور المشتعل : 77/276 وعنه ابن شهر اشوب في المناقب 3 84 ابن جبر في نهج الإيمان 557 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 39/384:25 ، عن المحتضر.
3- والرواية منقولة عن كتاب « بشارة المصطفى لشيعة المرتضى» لعماد الدين الطبري ، وقد عبّر عنه الاربلي والعلّامة الحلّي والمصنّف والبياضي العاملي ب: «بشائر المصطفى » ، وابن شهر آشوب ب«البشارات » ، ولم نجد فيه الرواية المنقولة في المتن ، والظاهر أنّها من سقطات الكتاب كما نعلم إنّ البشارة نقص منه ستّة أبواب. وجدنا الحديث في الكافي 1: 1/440، باختلاف يسير وعنه في بحار الأنوار 16: 86/368.

300 - ومن كتاب «الخرائج والجرائح» للراوندي : بإسناده يرفعه إلى منیع بن الحجّاج ، عن حسين بن علوان ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «إنّ الله عزّ وجلّ فضّل أُولي العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم، وورّثنا علمهم ، وفُضّلنا عليهم في فضلهم ، وعلّم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ما لا يعلمون، وعلّمنا علم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، ثمّ تلا قوله تعالى: (قُلْ هَل يَستَوِي الذينَ يَعْلَمُونَ والذِينَ لا يَعْلَمُونَ )(1) فروينا لشيعتنا ، فمن قبله منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا .

ثمّ قال : إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى رسوله الله صلی الله علیه وآله وسلم علم النبيّين بأسره ، وعلّمه الله تعالى ما لم يعلّمهم ، وأسره ذلك كلّه إلى أمير المؤمنين عليّ علیه السلام ، فيكون علىّ علیه السلام أعلم أو بعض الأنبياء(2) ؟ ! وتلا قوله تعالى : ( الذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ )(3) - ثمّ فرّق بين أصابعه ووضعها على صدره - وقال : عندنا والله علم الكتاب كلّه»(4).

301 - ومن كتاب «الخصائص» لابن البطريق : قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ

ص: 328


1- سورة الزمر 9:39 .
2- في «د» : (أعلم وأفضل من الأنبياء ) وفي النسخ المساعدة : (أعلم من الأنبياء ).
3- سورة النمل 27 : 40 .
4- الخرائج والجرائح 2 : 6/796 ، باختلاف يسير وعنه المصنّف في مختصر البصائر : 355 وبحار الأنوار 2 : 92/205 و 26: 11/199 و 40 : 11/211 ، وتفسير نور الثقلين 3: 257/176 و 5: 44/24 ، إلى قوله : (أينما نكون فشيعتنا معنا) ، وجاء في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 164 .

كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ )(1)؛ عن ابن عبّاس ، قال : سئل النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، قال : «سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تُبت علىَّ، فتاب عليه»(2) .

302 - حديث عفراء الجنّيّة من كتاب «كشف الغمّة» لابن الفخر عيسى : يرفعه بإسناده عن جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام ، قال : «إنّ امرأة من الجن يقال لها : عفراء كانت تأتي النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فتسمع من كلامه ، فتأتي الجنّ فيسلمون على يديها، ففقدها النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وسأل عنها جبرئيل علیه السلام ، فقال : إنّها زارت أُختاً لها تحبّها في الله تعالى .

فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : طوبى للمتحابّين في الله ، إنّ الله تبارك وتعالى خلق في الجنّة عموداً من ياقوتة حمراء عليها سبعون ألف قصر ، في كلّ قصر سبعون ألف غرفة ، خلقها الله تعالى للمتحابّين في الله تعالى، وجاءت عفراء بعد ذلك ، فقال لها النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : يا عفراء ، أين كنت ؟ فقالت : زرت أُختاً لي في الله عزّ وجلّ ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : طوبى للمتحابّين في الله والمتزاورين.

يا عفراء، أيَّ شيءٍ رأيت من العجائب ؟ فقالت رأيت عجائب كثيرة، قال صلی الله علیه وآله وسلم : فأعجب ما رأيت ؟ قالت : رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء، مادّاً يديه إلى السماء وهو يقول : إلهى ، إذا بررت قسمك وأدخلتني نار جهنّم ،

ص: 329


1- سورة البقرة 2: 37 .
2- خصائص الوحي المبين : 72/130 ، والعمدة : 745/379، وأورده الصدوق في الخصال : 8/270، وقال فيه : أخرجت مارويته في هذا المعنى في تفسير القرآن ، والأمالي : 2/134 ، ومعاني الأخبار : 1/125 ، الإربلي في كشف الغمة 1: 465 ، ابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1: 166/158 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 14 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 157 ، ونقله الحرّ العاملي في وسائل الشيعة :7 3/98، عن الخصال والأمالي ومعاني الأخبار ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 5: 8/233، عن كشف اليقين.

فإنّي أسألك بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام إلّا خلّصتني منها .

فقلت له : يا أبا الحارث، ما هذه الأسماء التي تدعو الله بها ؟ فقال : رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم بسبعة آلاف سنة، فعلمت أنّها أكرم الخلق على الله ، فأنا أسأله بحقّهم.

فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : «والله لو أقسم أهل الأرض على الله عزّ وجلّ بهذه الأسماء لأجابهم الله تعالى»(1) .

303 - من كتاب «الآل»(2) لابن خالويه يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول : «إنّ الله عزّ وجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا ، فسبّحنا فسبّحوا ، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهللّوا ، ومجدّنا فمجدّوا ووحّدنا فوحّدوا .

ثمّ خلق الله السماوات والأرض وخلق الملائكة ، فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً ، فسبّحنا فسبّحت شيعتنا فسبّحت الملائكة ، وكذلك في البواقي.

فنحن الموحّدون حيث لا موحّد غيرنا ، وحقيق على الله تعالى بما اختصّنا

ص: 330


1- کشف الغمة 1: 465 وعنه في تفضيل الأئمّة للمؤلّف : 208 وبحار الأنوار 94: 20/ ذيل ح 15 ، وأورده الصدوق في الخصال : 13/638 ، ضمن حديث عن سهل بن غزوان البصري ، قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول .. وعنه في بحار الأنوار 18 : 1/83 و 27 : 1/13 و 63: 35/80 والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل 5: 9/232 .
2- في «ص»: (الأول)، وفي «د»: (الأول) بالضمّ وبدون التشديد وما في المتن من کشف الغمّة وبحار الأنوار.

واختصّ شيعتنا - أن يزلفنا وشيعتنا في أعلى علّيّين.

إنّ الله اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساماً ، فدعانا فأجبناه، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله عزّ وجلّ»(1).

ص: 331


1- أورده الإربلي في كشف الغمة 1: 458 وعنه في بحار الأنوار :37: 49/80 ، السبزواري في جامع الأخبار : 10/45 وعنه في بحار الأنوار 26 : 16/343 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار :27 : 122/131 ، عن كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق .

ص: 332

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآل محمّد علیهم السلام بالعلم الذي أتوه وخصّهم الله عزّ وجلّ به دون أنبيائه ورسله وسائر خلقه

304 - ما رواه محمّد بن يعقوب رحمه الله في «الكافي»: عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد ابن محمّد ، عن عبد الله بن الحجّال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله علیه السلام ، فقلت : جعلت فداك ، إنّي أسألك عن مسألة ، هاهنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : فرفع أبو عبد الله علیه السلام ستراً بينه وبين بيت آخر فاطّلع فيه ، ثمّ قال: «يا أبا محمّد ، سل عمّا بدا لك» ، قال : فقلت : جعلت فداك ، إنّ شيعتك يتحدّثون : أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علّم علیّاً علیه السلام باباً يفتح له منه ألف باب .

قال : فقال: «يا أبا محمّد ، علّم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليّاً علیه السلام ألف باب ، يفتح من كلّ

باب ألف باب» قال : قلت : هذا والله العلم . قال : فنكت(1) ساعة في الأرض ، ثمّ قال : «إنّه لعلم وما هو بذاك».

قال : ثمّ قال : «يا أبا محمّد، إنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة !» قال : قلت : وما الجامعة ؟ قال : «صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 333


1- في « د » «ص» «ر»: (فمكث ) ، وفي «س»: (فسكت) .

وإملائه من فلق فيه ، وخطّ علىّ علیه السلام بيمينه .

فيها كلّ حلال وحرام ، وكلّ شيءٍ يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش» وضرب بيده إليّ وقال لي: «تأذن يا أبا محمّد» ، قال : قلت : جعلت فداك ، إنّما أنا لك فاصنع(1) ما شئت ، قال : فغمزني بيده وقال: «حتّى أرش هذا» كأنّه مغضب قال : قلت : هذا والله العلم ، قال علیه السلام : «إنّه لعلم وليس بذاك» : ثمّ سكت ساعة .

ثمّ قال : «وإنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ! قال : قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم(2) ، فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل» ، قال : قلت : إنّ هذا هو العلم ، قال : «إنّه لعلم وليس بذاك» ثمّ سكت ساعة .

ثمّ قال : «وإنّ عندنا لمصحف فاطمة صلوات الله عليها، وما يدريهم ما مصحف فاطمة» ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة علیها السلام ؟ قال : «مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم هذا حرف واحد» ، قال : قلت : هذا والله العلم ، قال : «إنّه لعلم وما هو بذاك» ثمّ سكت ساعة .

ثمّ قال : «وإنّ عندنا لعلم ما كان(3) وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة» ، قال : قلت : جعلت فداك هذا(4) والله هو العلم ، قال : «إنّه لعلم وليس بذاك ، قال : قلت : جعلت فداك فأيّ شيءٍ العلم ؟ قال علیه السلام : «ما يحدث بالليل والنهار الأمر

ص: 334


1- في «ر» «ص»: (اصنع ) .
2- الأدم: الجلد المدبوغ (انظر القاموس المحيط 4:4 - أدم) .
3- في «ص» زيادة : (وما يكون).
4- ( هذا ) لم يرد في «د» «ر» «ص » .

بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة»(1).

305 - وروي عنه(2) أيضاً : « أنّه لا ينزل ملك من السماء إلى الأرض من الله سبحانه بأمر حتّى يبدأ بالإمام فيعرضه عليه» (3).

306 - وروي أنّه أيضاً: «ما تسقط قطرة من (4) مطر ولا ثلجة إلّا ومعها ملك يوصلها حيث أمر »(5) .

307 - وقال الصادق علیه السلام :« والله ما يتقلّب جناح طائر(6) في الهواء - أو قال : في جوّ السماء - إلا ولنا فيه علم »(7) ، صدق - صلوات الله عليه -.

308 - وسئل النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم عن قوله تعالى : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينِ )(8)

ص: 335


1- الكافي 1 : 1/238 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 307 وتأويل الآيات 1: 6/102 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 3/171 وعنه في بحار الأنوار 26 : 10/39 .
2- ( عنه علیه السلام ) لم يرد في «ر » « س » « م» .
3- أنظر : الكافي 1 : 4/394 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 22/115 وعنه في بحار الأنوار 26 22/357 ، الراوندي في الخرائج و الجرائح 2 : 64/850 ، والرواية فيها عن الإمام الكاظم علیه السلام : قال : «ما من ملك يهبطه الله في أمر إلا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه ، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر» .
4- ( من ) لم يرد في « ص» « م » .
5- أورده ضمن حديث الكليني في الكافي :8 326/239 ، الحميري في قرب الإسناد : 235/73 ، 8 326/239 : الصدوق في علل الشرائع : 8/463 وعنه في بحار الأنوار 59: 2/372 ، بهذا النص : عن أبي عبد الله ، عن أبيه علیهما السلام ، قال : «كان عليّ علیه السلام يقوم في المطر - إلى أن يقول : فليس من قطرة تقطر إلّا ومعها ملك يضعها موضعها» .
6- في «ر» «ص » « س» «م»: (طير).
7- أورده الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 54/32 وعنه في بحار الأنوار 26: 4/19 ، صحيفة الإمام الرضا علیه السلام : 101/156 ، ومسند الرضا علیه السلام برواية داود بن سليمان الغازي : 68 وعنه في بحار الانوار 10 : 23/369 ، وفي التفضيل للمؤلف : 310 ، وفي الكلّ : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.
8- سورة يس 12:36 .

فقيل : أهو التوراة ؟ فقال : «لا» فقيل : أهو الإنجيل ؟ قال : «لا . هو(1) هذا» وأشار إلى أمير المؤمنين علیه السلام (2).

309 - وهذا الفضل بعده لولده الأحد عشر علیهم السلام لما تقدّم من قوله صلی الله علیه وآله وسلم : «والفضل بعدي لك ياعليّ وللأئمّة من ولدك» (3).

310 - ولقول الصادق علیه السلام : « علمنا واحد وفضلنا واحد ونحن شيء واحد»(4).

311 - وروی محمّد بن يعقوب رحمه الله في «الكافي»: عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن

يحيى ، عن محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد ، عن سيف التمّار(5) ، قال : كنّا مع أبي عبد الله علیه السلام - جماعة من الشيعة - في الحجر، فقال علیه السلام : «علينا عين ؟ !» فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحداً، فقلنا : ليس علينا عين ، فقال :« وربّ الكعبة وربّ البنية - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى

ص: 336


1- ( هو ) لم يرد في « ر» .
2- أورده الصدوق في الأمالي : 7235 وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 61/509:1 ، ومعاني الأخبار : 1/95 وعنه في بحار الأنوار 35 : 2/427 ومدينة المعاجز 4: 27/379 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 79 ، رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين : 55: عن ابن عباس ، ابن جبر في نهج الإيمان : 153 - 154 . ذكره الصدوق مفصلاً عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام قال : «لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، قام إليه أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا ..
3- تقدّم الحديث في الصفحة : 104 .
4- أورده النعماني ضمن حديث في الغيبة : 16/86 : عن زيد الشحام وعنه في بحار الأنوار 25: 23/363 و 36: 9/399 وخاتمة مستدرك الوسائل 1 : 126 ، ونقله المؤلّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 260 و 311 وعن المحتضر في بحار الأنوار 26: 82/317.
5- هو سيف بن سليمان التمار أبو الحسن ، كوفي ، ثقة، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام. انظر : رجال النجاشي : 505/189 ، رجال البرقي : 41 ، رجال الطوسي : 205/215 .

والخضر علیهما السلام لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ، ولأنبأ تهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضر علیهما السلام أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون، وأنا أعطيت علم ما كان (1) وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، وقد ورثناه عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(2) .

312 - وروى محمّد بن يعقوب في «الكافي»: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن ثعلبة ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول :« لولا أنّا نزداد الأنفدنا ، قال : قلت : تزدادون شيئاً لا يعلمه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ؟ قال :« إذا كان ذلك عرض على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ثمّ الأئمّة ثمّ انتهى الأمر إلينا»(3).

313 - وروی محمّد بن یعقوب ، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن ابن أُذينة ، عن محمّد بن مسلم(4) ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول: «نزل جبرئيل علیه السلام على محمّد صلی الله علیه وآله وسلم بر مّانتين من الجنّة فلقيه عليّ علیه السلام ، فقال : ما هاتان الرمّانتان اللتان في يدك ؟ فقال :

ص: 337


1- في «ص» زيادة: (وما يكون) وجملة (وأنا أعطيت علم ما كان) لم ترد في الكافي.
2- الكافي 1: 1/260 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 312 وبحار الأنوار 13: 20/300، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 1/149 ، كاملاً وعنه في بحار الأنوار 26: 9/111 وص 4/250 ، و إلى قوله علیه السلام : (بما ليس في أيديهما في 26 : 7/196 ، الطبري في دلائل الإمامة : 54/280 .
3- الكافي 1 3/255 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 312 وبحار الأنوار 17: 16/136، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات: 8/414 وعنه بحار الأنوار 26 : 26/94 ، المفيد في الاختصاص: 312.
4- محمّد بن مسلم ابن رباح أبو جعفر الأوقص الطحّان، مولى ثقيف الأعور ، وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ورع، صحب أبا جعفر وأبا عبد الله علیهما السلام وروى عنهما ، وكان من أوثق الناس ، له كتاب يسمّى «الأربع مائة مسألة» في أبواب الحلال والحرام، وأضاف الشيخ الطوسي عليهما الإمام الكاظم علیه السلام. مات رحمه الله سنة خمسين ومائة . انظر : رجال النجاشي : 882/323 ، رجال البرقي : 9 و 17 ، رجال الطوسي : 1/135 و 317/300 و 1/358 .

أمّا هذه فالنبوّة ، ليس لك فيها نصيب ، وأمّا هذه فالعلم ، ثمّ فلقها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بنصفين، فأعطاه نصفها(1) ثمّ قال : أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه .

قال علیه السلام : فلم يعلم - والله - رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حرفاً مما علمه الله عزّ وجلّ إلّا وقد

علّمه عليّاً علیه السلام ، ثمّ قال علیه السلام : انتهى العلم إلينا ثمّ وضع يده على صدره»(2) .

314 - وروى محمّد بن يعقوب في «الكافي»: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «وجدنا في كتاب عليّ علیه السلام : (إنَّ الأرضَ لِلهِ يُورثها مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه والعاقبة للمتقين )(3) ، أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ، ونحن المتّقون ، والأرض كلّها لنا .

فمن أحيا أرضاً من المسلمين فليعمّرها وليؤدّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها، [فإن تركها أو أخربها ، وأخذها رجل من المسلمين من بعده، فعمّرها وأحياها ، فهو أحق بها من الذي تركها ، يؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي، وله ما أكل منها ](4) حتّى يظهر القائم من اهل بيتي بالسیف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ومنعها ، إلّا ما كان في أيدي شيعتنا فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيدیهم»(5).

ص: 338


1- في الكافي وبقيّة المصادر زيادة: (وأخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم نصفها).
2- الكافي 1: 3/263 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 312 ومدينة المعاجز 1: 207/325 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 3/315 و ص 3/313، إلى قوله : (إلّا علّمه عليّاً) وعنه في بحار الأنوار 40: 5/209 ، المفيد في الاختصاص : 279 وعنه وعن البصائر في بحار الأنوار 26 : 44/173 .
3- سورة الأعراف 7: 128 .
4- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
5- الكافي 1 : 1/407 و 5 : 5/279 وعنه في وسائل الشيعة 25: 2/414، وأورده العيّاشي في تفسيره 2: 66/25 وعنه في بحار الأنوار 100 : 2/58 ومستدرك الوسائل 17 : 1/112 ، الطوسي في التهذيب :7: 23/152 ، والاستبصار 3: 5/108 .

315 - ومنه : عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عمّن رواه ، عن أبي جعفر(1) علیه السلام ، قال : «الدنيا وما فيها الله تبارك وتعالى ولرسوله صلی الله علیه وآله وسلم ولنا ، فمن غلب على شيءٍ منها فليتّق الله ، وليؤدّ حقّ الله ، وليبرّ إخوانه ، فإن لم يفعل ذلك فالله ورسوله ونحن بُراء منه»(2) .

316 - ومنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، قال : رأيت مسمعاً (3) بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله علیه السلام تلك السنة مالاً فردّه أبو عبد الله علیه السلام عليه المال، فقلت له : لِمَ ردّ عليك أبو عبد الله علیه السلام المال الذي حملته إليه ؟ قال : فقال : إنّي قلت له (4) حين حملت إليه المال : إنّي كنت ولّيت البحرين الغوص فأصبت أربعمائة ألف درهم، وقد جئتك بخمسها ثمانين ألف درهم ، وكرهت أن أحبسها عنك ، وأن أعرض لها وهي حقّك الذي جعله الله تبارك وتعالى في أموالنا .

ص: 339


1- ( عن أبي جعفر علیه السلام ) لم يرد في المصدر.
2- الكافي 1 : 2/408 .
3- هو مسمع بن عبد اللمك بن مسمع بن مالك ... بن بكر بن وائل ، أبو سيار ، الملقّب ب: كردين، شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها وسيّد المسامعة ، روى عن أبي جعفر علیه السلام رواية يسيرة ، وروى عن الصادق علیه السلام وأكثر واختص به ، وقال له أبو عبد الله علیه السلام : إني لأعدّك لأمر عظيم يا أبا سيّار ، وروى عن أبي الحسن موسى علیه السلام . انظر : رجال النجاشي : 1124/42 ، رجال الطوسي : 312/ 657 ، فهرست الشيخ : 377، خلاصة الأقوال : 13/279 .
4- في « ص » « ر » زيادة : ( حبيبي ) .

فقال: «أو مالنا من الأرض، وما أخرج الله منها إلّا الخمس(1) ؟! يا أبا سیّار إنّ الأرض كلّها لنا فما أخرج الله تبارك وتعالى منها من شيء فهو لنا» فقلت له : فأنا أحمل إليك المال كلّه ، فقال لي : «يا أبا سيّار ، قد طيّبناه لك وأحللناك(2) منه ، فضمّ إليك مالك ، وكلّ ما كان في أيدي شيعتنا من الأرض فهم منه محلّلون حتّى يقوم قائمنا فيجبيهم طسق(3) ما كان فيايديهم ؛ ونترك الأرض في أيديهم ، وأمّا ما كان في أيدي غيرهم فإنّ كسبهم من الأرض حرام عليهم حتّى يقوم قائمنا فيأخذ الأرض من أيديهم ويخرجهم صغرة».

قال عمر بن يزيد : قال لي أبو سيّار : ما أرى أحداً من أصحاب الضِّياع(4) ولا ممّن يلي الأعمال يأكل حلالاً إلّا من طيّبوا له ذلك (5).

317 - ومنه : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : لا قلت له : أما على الإمام زكاة؟ فقال: «أحلت(6) يا أبا محمّد، أما علمت أنّ الدنيا

ص: 340


1- في النسخ : ( في أموالنا من الأرض قال : فما أخرج الله إلّا الخمس ) وما في المتن من المصدر.
2- في «ر»: (حلّلناك ) .
3- الطسق : الوظيفة من خراج الأرض ( الصحاح 1517:4 - طسق ).
4- في « د » «ص » « ر » : ( الصناع ) . قال في النهاية :3: 108: الضّيعة في الأصل المرّة من الضياع وضيعة الرجل في غير هذا ما يكون منه معاشه ، كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك.
5- الكافي 1 : 3/408 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 315 ، وأورده مختصراً الطوسي في التهذيب :4 : 25/144 وعنهما في الوسائل 12/548:9 .
6- الحَلَلُ في البعير : ضعف في عرقوبه ، فهو أحلُّ بين الحلل . الصحاح 4 : 1676 - حلل. والمراد في قول الإمام علیه السلام لأبي محمّد : أي يا أبا محمّد هل ضعف إيمانك فينا أهل البيت ؟! والله العالم .

والآخرة للإمام ، يضعهما حيث يشاء(1) ، ويدفعهما إلى من يشاء، جائز له ذلك من الله عزّ وجلّ ، إنّ الإمام يا أبا محمّد لا يبيت ليلة ولله في عنقه حقّ يسأله عنه»(2).

318 - ومنه : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عبد الله بن أحمد(3) ، عن عليّ بن النعمان، عن صالح بن حمزة ، عن أبان بن مصعب ، عن يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خنيس(4) ، قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : مالكم من هذه الأرض ؟ فتبسّم علیه السلام ثمّ قال: «إنّ الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل علیه السلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض، منها سيحان وجيحان - وهو نهر بلخ - والخشوع - وهو نهر الشاش(5) - ومهران - وهو نهر الهند - ونيل مصر - ودجلة والفرات .

فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا ، وليس لعدوّنا منه شيء إلّا ما غصب عليه ، وإنّ وليّنا(6) لفي أوسع ممّا بين ذه إلى ذه - يعني بين السماء والأرض - ثمّ تلا علیه السلام هذه الآية : ( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنيا) المغصوبين عليها

ص: 341


1- في «ر» «ص » : ( شاء ) .
2- الكافي 1: 4/408 وعنه في التفضيل للمؤلّف : 316 ، وأورده الصدوق في المقنع : 53 ، والفقيه 2 : 3/20 .
3- سقط من «ص» «ر» : ( عن محمّد بن عبد الله بن أحمد ) وأثبتناه من المصدر وتوابعه .
4- المعلّى : هو ابن خنيس، أبو عبد الله ، مولى الإمام الصادق علیه السلام ، ومن قبله كان مولى بني أسد كوفي بزاز ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام ، واستشهد رحمه الله على يد العبّاسيّين كما أخبره الإمام الصادق علیه السلام بذلك . انظر : رجال النجاشي : 1114/417 ، رجال البرقي : 25 ، رجال الطوسي : 497/310 ، وانظر :رجال الكشي : 709/378 و 712.
5- في «ص»: (الساس). والشاش : قرية في ماوراء النهر ، وهي متاخمة لبلاد الترك (معجم البلدان 3: 6931/349) .
6- في « د » «ر» «ص»: (قلوبنا) .

(خالِصَةً) لهم (يوم القيامة )(1) بلا غصب» (2).

319- ومنه : عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عیسی ، عن محمّد بن الريّان(3) ، قال : كتبت إلى العسكري علیه السلام : جعلت فداك روي لنا : أن ليس لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم من الدنيا إلا الخمس ! فجاء الجواب : «إنّ الدنيا وما عليها لرسول الله صلى الله عليه وسلم»(4) .

320 - ومنه : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، رفعه عن عمرو بن شمر ، عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : خلق الله تعالى آدم فأقطعه الدنيا قطيعة ، فما كان لآدم فلرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وما كان لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فهو للأئمّة من آل محمّد عليه وعليهم السلام»(5).

321 - ومنه : محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً ، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «إنّ جبرئيل كرى(6) برجله خمسة أنهار - ولسان الماء يتبعه - : الفرات ودجلة ونيل مصر ومهران ونهر بلخ فما سقت أو سقي منها فللإمام ، والبحر

ص: 342


1- سورة الأعراف 7: 32.
2- الكافي 5/409:1 وعنه في تأويل الآيات 1: 2/169 ووسائل الشيعة 9 17/550 وبحار الأنوار 60 25/46 و 65: 124 - 125، وفي تففضيل الأئمّة علیهم السلام: 458.
3- هو محمّد بن الريّان بن الصلت الأشعري القمّي، له مسائل لأبي الحسن العسكري علیه السلام ، وقد عده الشيخ من أصحاب الإمام الهادي علیه السلام قائلاً : إنّه ثقة ( رجال النجاشي : 1009/370 ، رجال الطوسي : 16/423).
4- الكافي 1 : 6/409 ، تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 459 .
5- الكافي 7/409:1 .
6- كرى : حَفَرَ . (الصحاح 6: 2472- كرى) .

المطيف(1) بالدنيا» (2).

322 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن عمر ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سمعناه يقول: «ما جاورت(3) ملائكة(4) الله تبارك وتعالى في دنوّ قربها(5) منه إلّا بالذي أنتم عليه ، وإنّ الملائكة ليصفون ما تصفون ويطلبون ما تطلبون ، وإنّ من الملائكة ملائكة يقولون : إنّ قولنا في آل محمّد مثل الذي جعلتهم عليه»(6) .

323 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود عن حمّاد بن عيسى(7) ، قال : سأل رجل أبا عبد الله علیه السلام ، فقال : الملائكة أكثر أم بنو آدم ؟ فقال علیه السلام : «والذي نفسي بيده لملائكة الله في السماوات أكثر من عدد التراب في الأرض(8) ، وما في السماء موضع قدم إلّا وفيه

ص: 343


1- المطيف المحيط ، كقولك طاف حول الكعبة ، أي استدار حولها (القاموس المحيط 3: 229 - طاف) .
2- الكافي 1 : 8/409 وعنه في البحار 60: 13/43 ، وأورده الصدوق في الخصال : 54/291 وعنه في البحار 96: 20/214 ، والفقيه 2 : 20/24 وعنه في الوسائل 9 : 18/530 ، وفي التفضيل للمؤلّف : 460 .
3- في بحار الأنوار وبعض نسخ المصدر : (حاورت) .
4- ( الملائكة) لم ترد في « د » .
5- في المصدر : (دنوّها ) .
6- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 8/88 وعنه في بحار الأنوار 26: 11/341 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 343 عن بصائر سعد .
7- حمّاد بن عيسى : أبو محمد الجهني البصري ، أصله الكوفة وسكن البصرة ، روى عن أبي عبد الله و أبي الحسن الرضا علیه السلام ، مات في حياة الإمام أبي جعفر الثاني علیه السلام ، وكان ثقة في حديثه ، صدوقاً، مات رحمه الله غريقاً بوادي قناة في طريقه من الجحفة إلى المدينة فهو غريق الجحفة في سنة تسع ومائتين . عدّه الطوسي من أصحاب الإمام الصادق و الكاظم علیهمت السلام ، وأضاف البرقي عليه الإمام الرضا علیه السلام . انظر : رجال النجاشي : 370/142، رجال البرقي : 21 و 48 و 53 ، رجال الطوسي : 152/147 و 1/364 .
8- ( في الأرض ) لم يرد في المصدر.

ملك يسبّح له ويقدّسه (1)، ولا في الأرض شجرة ولا عودة إلّا وفيها ملك موكّل يأتي الله(2) كلّ يوم بعلمها والله أعلم بها ، وما منهم أحدٌ إلّا ويتقرّب(3) بولايتنا أهل البيت ، ويستغفر لمحبّينا ، ويلعن أعداءنا ، ويسأل الله أن يرسل عليهم من العذاب إرسالاً »(4) .

324 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أبي جعفر أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن مفضّل بن صالح، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام في قول الله عزّ وجلّ : (وَلَقَد عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِدْ لَهُ عَزْماً )(5) قال : «عهد إليه في محمّد والأئمّة من بعده ، فترك فلم يكن له عزم أنّهم هكذا ، وإنّما سمّوا أُولي العزم ؛ لأنّه عهد إليهم في محمّد والأوصياء من بعده والمهديّ وسيرته ، فأجمع عزمهم أنّ ذلك كذلك والإقرار به»(6).

325 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم ، عن داود العجلي عن زرارة، عن حمران ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق ، خلق ماءً عذباً وماء مالحاً أُجاجاً، فامتزج الماءان،

ص: 344


1- في المصدر: (یقدّس له ویسبّح).
2- لفظ الجلالة ( الله ) لم يرد في المصدر.
3- في المصدر :زيادة (إلى الله في كلّ يوم ) .
4- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 9/88 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 347 ، القمّي في تفسيره 2 : 255 وعنه في بحار الأنوار 24 : 7/210 و 26 : 5/339 و 59 : 7/176.
5- سورة طه 20 : 115 .
6- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 1/90 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 348 وبحار الأنوار 26 : 21/278 ، الكليني في الكافي 1 : 22/416 وعنه في تفسير البرهان 3: 1/780 ، القمّي في تفسيره 2 : 66 ، الصدوق في علل الشرائع : 1/122 وعنه في بحار الأنوار 11: 31/35 وتفسير نور الثقلين :3 149/400 و 5 : 47/24 .

فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً، فقال لأصحاب اليمين - وهم كالذرّ يدبّون - : إلى الجنّة بسلام، وقال لأصحاب الشمال يدبّون : إلى النار ولا أبالي ، ثمّ قال : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غَافِلِينَ )(1) .

ثمّ أخذ الميثاق على النبيّين ، فقال : ( ألسْتُ بِرَبِّكُم قَالوا بلى ) ثمّ قال : وإنّ هذا محمّد رسول الله وعليّ أمير المؤمنين، وأوصياؤه(2) من بعده ولاة أمري وخزان علمي ، وإنّ المهديّ أنتصر به لديني وأظهر به دولتي ، وأنتقم به من أعدائي، وأُعبد به طوعاً وكرهاً، قالوا : أقررنا ياربّ وشهدنا ، ولم يجحد آدم ولم يقرّ ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهديّ ، ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( وَلَقد عَهِدْنَا إِلى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزمَاً )(3) (4).

ثمّ أمر تعالى ناراً فتأججت ، فقال لأصحاب الشمال : أدخلوها ، فها بوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها ، فدخلوها (5) ، فكانت عليهم برداً وسلاماً ، فقال أصحاب الشمال ياربّ ، أقلنا(6) ، فقال : قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها فها بوها فَثَمَّ ثبتت الطاعة والمعصية والولاية»(7).

ص: 345


1- سورة الأعراف 7: 172 .
2- في المصدر زيادة : ( قالوا : بلى، فثبتت لهم النّبوّة وأخذ الميثاق على أُولوا العزم ألا إنّي ربّكم ومحمّد رسولي وعليّ أمير المؤمنين وأوصياؤه ....).
3- سورة طه 20 : 115 ، كانت الآية في المطبوع و«ن» «ح»، تبدأ من (فنسي ) .
4- في المصدر زيادة : ( قال : إنّما يعنى فترك ) .
5- قوله : ( فدخلوها ) لم يرد في «ص » « ر » ، وفي «د» : (فهابوا ) .
6- أقلنا : أي اصفح عنّا . انظر : تاج العروس 8: 92 وفي «ص » «ر» : ( أقلنا ) .
7- بصائر الدرجات : 2/90 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 348 وبحار الأنوار 26 : 22/279 ، وأورده الكليني في الكافي :2 : 1/8 وعنه المصنّف في مختصر البصائر : 348 والحر العاملي في الفصول المهمّة 1 : 1/420 وبحار الأنوار 67 : 23/113 والبحراني في مدينة المعاجز 4/57:1 وتفسير البرهان :2 7/607 والحويزي في تفسير نور الثقلين 2 : 344/94 .

326 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن علیه السلام قال : «ولاية علىّ مكتوب في جميع صحف الأنبياء ، ولن يبعث الله نبيّاً إلّا بنبوّة محمّد ووصيّه عليّ علیهما السلام »(1) .

327 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس ، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي حفص ، عن أبي(2) هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : رأيت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وسمعته يقول : «يا علىّ ما بعث الله نبيّاً إلا وقد دعاه إلى ولايتك ، طائعاً أو كارها»(3).

328 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن يحيى ابن أبي زكريّا الزيات(4) ، قال : سمعت من أبي ومحمّد بن سماعة يرويه عن فيض بن أبي شيبة ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : «إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيّين بولاية علىّ علیه السلام» (5).

ص: 346


1- بصائر الدرجات للصفّار : 1/92 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 350 وبحار الأنوار 26 24/280 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 67437 وعنه ابن شهر آشوب في المناقب 2 : 287 وابن 2: جبر في نهج الإيمان : 502 والمجلسي في بحار الأنوار 38: 46 .
2- ( أبي ) لم يرد في «ص » « ر » « د » .
3- بصائر الدرجات : 2/92 وعنه في بحار الأنوار 26 : 25/280 ، المفيد في الاختصاص : 343 وعنه في بحار الأنوار 11: 69/60 .
4- في «د» : ( يحيى أبي زكريا الزيّات ) .
5- بصائر الدرجات : 4/93 وعنه في تفضيل الأئمّة علیه السلام للمؤلف : 351 وبحار الأنوار 26: 280/26 . والحديث بهذا النصّ : «إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيّين على ولاية عليّ ، وأخذ عهد النبيين بولاية العليّ علیه السلام».

329 - ومنه : محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله في قوله عزّ وجلّ : ( فِطرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها )(1) قال : فقال : «على التوحيد ، ومحمّد رسول الله ، وعلىّ أمير المؤمنين علیهما السلام»(2) .

ص: 347


1- سورة الروم 30: 30 .
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 7/98 ، الصدوق في التوحيد : 7/329 وعنهما في بحار الأنوار 3: 9/278 و 26: 18/277 ، عن التوحيد، فرات الكوفي في تفسيره : 436/322 ، القمّي في تفسيره 2: 155 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 121 ، ابن طاوس في اليقين : 188 / باب 40 و 431 / باب 162 وعنه في بحار الأنوار 3: 18/820 .

ص: 348

وممّا خصّ الله سبحانه به محمّداً وآل محمّد علیهم السلام بأن جعل عندهم أسماء محبيّهم وشيعتهم واحداً واحداً ، وأسماء أعدائهم وأهل النار واحداً واحداً

330 - وروی محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي ، عن رجل من بني حنيفة : أنّه دخل(1) على عليّ بن الحسين علیهما السلام فرأى بين يديه صحائف ينظر فيها ، فقال : أيّ شيء هذه الصحف جعلت فداك ؟ قال علیه السلام : «هذا ديوان شيعتنا» ، قال : أفتأذن لي أن أطلب اسمى فيه ؟ قال علیه السلام : «نعم».

قال : لست أقرأ وأنّ ابن أخي على الباب، فأذن له يدخل حتّى يقرأ ، قال علیه السلام «نعم»، فأدخلني عمّي ، فنظرت في الكتاب ، فأول شيءٍ هجمت عليه اسمي ، فقلت : اسمي وربّ الكعبة ، قال : ويحك ، فأين أنا ؟ فجزت خمسة أسماء أو ستّة ثمّ وجدت اسم عمّى.

فقال عليّ بن الحسين علیه السلام :« أخذ الله ميثاقهم معنا على ولايتنا لا يزيدون

ص: 349


1- في المصدر : ( قال كنت معى عمّي فدخل ) بدلاً من : ( أنّه دخل ) .

ولا ينقصون ، إنّ الله خلقنا من عليّين، وخلق شيعتنا من طينة أسفل من ذلك ، وخلق عدوّنا من سجّين ،(1) وخلق أولياء هم من طينة(2) أسفل من ذلك» (3).

331 - ومنه محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن عمرو ، عن الأعمش(4) ، قال : قال الكلبي : يا أعمش ، أيّ شيء أشدّ ما سمعت من مناقب عليّ علیه السلام ؟ قال : فقال : حدّثني موسى بن طريف ، عن عباية ، قال : سمعت عليّاً علیه السلام وهو يقول : «أنا قسيم النار ، فمن تبعني فهو منّي ومن لم يتّبعني فهو من أهل النار» فقال الكلبي : عندي أعظم ممّا عندك ، أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً فيه أسماء أهل الجنّة وأسماء أهل النار ، فوضعه عند أُمّ سلمة ، فلمّا وليّ أبو بكر طلبه ، فقالت :

ليس لك ، فلمّا ولىّ عمر طلبه ، فقالت : ليس لك ، فلمّا ولىّ علىّ دفعته إليه(5) .

332 - ومنه محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الصمد بن بشير ، قال : ذكر أبو عبد الله علیه السلام بدو الأذان في إسراء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(6) حتّى انتهى إلى سدرة المنتهى قال : فقالت

ص: 350


1- العبارة في «د» «ر» «ص » هكذا : ( وخلق عدونا من أسفل من ذلك ) ، وما أثبتناه من النسخ المساعدة وهو الموافق للمصادر .
2- قوله : ( من طينة ) لم يرد في « د» « ر » .
3- أورده في بصائر الدرجات : 2/191 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 353 وبحار الأنوار 26: 11/121 ومدينة المعاجز 4: 90/339 ، وباختصار أورده ابن شهر آشوب في المناقب 157:4 .
4- هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي الكوفي ، أبو محمد المعروف بالأعمش ولد 61 هجرية، وسكن الكوفة ، وأصله من الري ، وكان معروفاً بالفضل والثقة ، وروى عن جماعة كثيرين ، ومات 148 هجرية . انظر : تاریخ بغداد 611/3:9 ، رجال الطوسي : 206 ، وفيات الأعيان 2 : 271/400 .
5- بصائر الدرجات: 3/211 وعنه في بحار الأنوار 26: 22/126.
6- في المصدر : ( ذكر عند أبي عبد الله علیه السلام بدو الأذان وقصة الأذان في إسراء النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ) .

السدرة : ما جازني مخلوق قطّ ، قال :( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَىٰ إِلى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )(1) قال : فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ، وفتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم .

قال : فقال له : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِليه مِن رَبِّهِ ) قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَالْمُؤْمِنُونَ كَلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ )(2) قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(3) قال الله : قد فعلت ، فقال النبي : ( رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ) قال الله : قد فعلت قال النبي: ( رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا ) إلى آخر السورة كلّ ذلك يقول الله : قد فعلت .

قال : ثمّ طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه ، وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، قال : فقال رسول الله : ( رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ ) فقال الله : ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) (4).

قال : فلمّا فرغ من مناجاة ربّه ردّ إلى البيت المعمور ، ثمّ قصّ قصّة البيت والصلاة فيه ، ثمّ نزل ومعه الصحيفتان فدفعها(5) إلى عليّ بن أبي طالبعلیه السلام» (6).

ص: 351


1- سورة النجم 53: 8- 10 .
2- سورة البقرة :2: 285 . وفي تفسير العياشي بعد هذه الآية زيادة: فقال الله: ( وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) فقال النبيِ صلى الله عليه وسلم : ( غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) قال الله : ( لا يُكَلِّفُ اللَّه نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) .
3- سورة البقرة 2: 286 .
4- سورة الزخرف :43: 88-89 .
5- في «د» «ص » « ر»: الصحيفة فدفعها .
6- بصائر الدرجات: 1/210 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 354 وبحار الأنوار 17: 41/147 و 18: 15/387 و 26: 20/124 ، وأورده العياشي في تفسيره 1: 530/157 .

333 - ومنه : حدّثني السندي بن الربيع ، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «ليس مخلوق إلّا وبين عينيه مكتوب : مؤمن أو كافر ، وذلك محجوب عنكم(1) ، وليس بمحجوب عن الأئمّة من آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، ثمّ ليس يدخل عليهم أحد إلّا عرفوه مؤمن أو كافر ، ثمّ تلا هذه الآية : ( إنَّ في ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلمُتَوسمين )(2)» (3) .

334 - ومنه : عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن بن زياد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سمعته يقول : «إنّ الله عزّ وجلّ أدب رسوله صلی الله علیه وآله وسلم حتى قومه على ما أراد ثم فوّض إليه ، فقال تعالى : ( مَا آتَاكُمُ الرَسُولُ فَخذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنْهُ فَانتَهُوا )(4) فما فوضه الله إلى رسوله فقد فوضّه إلينا» (5).

335 - وروى الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه رحمه الله في كتاب «الخصال» وذكر الإسناد عن الضحّاك عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «ناجى الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السلام بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة في ثلاثة أيّام ولياليهن، ما طعم فيها موسى ولا شرب فيها ، فلما انصرف إلى

ص: 352


1- في «د» «ص»: (عليكم ) .
2- سورة الحجر 15: 75 .
3- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 1/374 وعنه في تفسير البرهان 3: 5/379 و تفسیر نور الثقلين 3 78/22 ، المفيد في الاختصاص : 302 وعنهما في بحار الأنوار 24 : 16/130 وفي تفضيل الأئمّة علیه السلام : 360 عن البصائر .
4- سورة الحشر 7:59 .
5- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 1/403 و 6/405 وعنه في بحار الأنوار 25: 9/332، الكليني في الكافي 1 : 9/268 وعنه في بحار الأنوار 17: 7/5 و تفسير نور الثقلين 5: 35/282.

بني إسرائيل وسمع كلام الآدميّين مقتهم ؛ لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام الله عزّ وجلّ (1).

336 - ومنه : حدّثني أبي رضي الله عنه ، قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين علیه السلام ، قال : سمعته يقول : «إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علّمني ألف باب من الحلال والحرام، وممّا كان وممّا هو كائن إلى يوم القيامة ، كلّ باب یفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف ،باب حتّى علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب»(2) .

337 - و منه : حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى ومحمد بن أحمد السناني المكتب والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الورّاق رضي الله عنهم ، قالوا : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان ، عن بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن سليمان بن مهران ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، قال : «لمّا حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة دعاني ، فلمّا دخلت عليه قال لي : يا عليّ، أنت وصيّى وخليفتي على أهلي وأُمّتي في حياتي وبعد موتي ، وليّك ولييّ وليّ الله ،

ص: 353


1- الخصال : 20/624 وعنه في بحار الأنوار 13 : 25/344.
2- الخصال : 22/643 و 30/646 وعنه في بحار الأنوار 22: 10/461 والحر العاملي في الفصول المهمّة 1 : 16/561 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 11/325 ، المفيد في الاختصاص : 283 وعنه في بحار الأنوار 26: 37/29 .

وعدوّك عدوّي وعدوّي عدو الله .

يا عليّ، المنكر لإمامتك بعدي كالمنكر لنبوّتي في حياتي، والمنكر لخلافتك بعدي كالمنكر لرسالتي في حياتي ؛ لأنّك منّي وأنا منك . ثمّ أدناني فأسرّ إليَّ ألف باب من العلم كلّ باب يفتح ألف باب (1).

338 - ومنه : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس بن حازم، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين علیه السلام، قال : «علّم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليّاً ألف كلمة ، تفتح [كلّ كلمة منها ](2) ألف كلمة والألف كلمة تفتح كلّ كلمة ألف كلمة» (3).

339 - ومنه : حدّثنا محمّد بن الحسن وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنهم ، قالوا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «أوصى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى علىّ علیه السلام بألف كلمة و (4) ألف باب ، يفتح كلّ كلمة وألف باب ، ألف كلمة وألف باب(5)»(6) .

ص: 354


1- الخصال: 53/652 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام: 419 وبحار الأنوار 22: 13/462 .
2- مابين المعقوفتين من المصدر .
3- الخصال : 50/651 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 419 وبحار الأنوار 40: 21/134 والفصول المهمّة للحرّ العاملي 1 : 38/569 .
4- ( بألف كلمة و ) لم يرد في المصدر .
5- في المصدر : ( وكلّ باب ألف كلمة وألف باب ) بدلاً من : ( وألف باب ، ألف كلمة وألف باب ) .
6- الخصال : 44/649 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 420 وبحار الأنوار 40 : 14/132 ، وأورده الكليني في الكافي 296:1/ ذيل حديث 3.

340 - ومنه : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن الصفّار - رضي الله عنهما - ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن عمر (1) الحلبي، عن أبي بصير ، قال: دخلت على أبي عبد الله علیه السلام ، فقلت له : إنّ الشيعة يتحدّثون أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علّم عليّاً علیه السلام باباً يفتح منه ألف باب ؟ فقال أبو عبد الله علیه السلام :« يا أبا محمّد ، علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّاً علیه السلام ألف باب ، يفتح من كلّ باب ألف باب قلت له : هذا والله العلم ، قال : «إنّه لعلم وليس بذاك »(2) .

341 - ومنه : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى وعبد الله بن عامر بن سعد(3) ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن صفوان بن يحيى، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «لمّا مرض رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم -مرضه الذي توفّي فيه - بعث إلى عليّ علیه السلام ، فلما جاءه انكبّ عليه ، فلم يزل يحدّثه ويحدّثه، فلمّا خرج لقياه ، فقالا : بم حدّثك صاحبك ؟ فقال : حدّثني بباب يفتح ألف ،باب كلّ باب منها يفتح ألف باب»(4).

ص: 355


1- في «ص » « ر» : ( محمّد بن عمر ) .
2- الخصال : 37/647 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 420 وبحار الأنوار 40: 7/130 والفصول المهمّة للحرّ العاملي 28/566:1، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 3/323 وعنه في بحار الأنوار 26 : 33/29 ، المفيد في الاختصاص : 282 .
3- في« د» «ص» «ر» (سعيد).
4- الخصال : 28/645 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 421 والفصول المهمّة للحرّ العاملي 1 : 22/546 ، المجلسي في بحار الأنوار 22 : 14/463 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 13/325 .

342 - ومنه : بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام على المنبر : «يا أيّها الناس، إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أسرّ إليّ ألف حديث ، في كلّ حديث ألف

باب ، لكلّ باب ألف مفتاح»(1) .

ص: 356


1- الخصال : 644 / ضمن حديث 26 وعنه الحرّ العاملي في الفصول المهمّة 1: 20/563 والمجلسي في بحار الأنوار 1/127:40 والحويزي في تفسير نور الثقلين 3: 327/190، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 326/ ضمن حديث 15 ، المفيد في الاختصاص : 284 وعنه في بحار الأنوار 33: 625/404 ومدينة المعاجز 2 : 496/190 . والحديث بهذا النصّ عن الأصبغ بن . نباتة ، قال : أمرنا أمير المؤمنين علیه السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة ، فسرنا يوم الأحد، وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمّى الخورنق ، فقالوا : نتنزّه ، فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا عليّاً قبل أن يجمع ، فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه ، فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفّه وقال : بايعوا هذا .. فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم. وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين يخطب ، ولم يفارق بعضهم بعضاً، وكانوا جميعاً حتى نزلوا على باب المسجد ، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين علیه السلام فقال: «يا أيّها الناس .. وإنّي سمعت الله جلّ جلاله يقول : ( يوم ندعو كل أُناسٍ بإمامهم ) وإنّي أقسم لكم بالله ليُبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب، ولو شئت أن أُسمّيهم لفعلت ، قال : فلقد رأيت عمرو بن حریث قد سقط كما تسقط السعفة حياءً ولوماً.

343 - وروى الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه الله في كتاب «من لا يحضره الفقيه» :

زيارة جامعة لجميع الأئمّة علیهم السلام

روى محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا موسى بن عبد الله النخعي ، قال : قلت لعليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب علیهم السلام : علّمني يا بن رسول الله قولاً أقوله بالغاً(1) كاملاً إذا زرت واحداً منكم ، فقال : «إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غُسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أكبر ثلاثين مرّة ، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثمّ قف وكبر الله عزّ وجلّ ثلاثين مرّة ، ثمّ ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثمّ قل:

السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزّان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم، وقادة

ص: 357


1- في المصدر : ( بليغاً).

الأمم ، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار، وساسة (1) العباد ، وأركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأُمناء الرحمن ، وسلالة النبيّين ، وصفوة المرسلين، وعترة خِيرَة ربّ العالمين ورحمة الله وبركاته .

السلام على أئمّة الهدى، ومصابيح الدُجى ، وأعلام التُقى ، وذوي النُهى، وأُولي الحِجى ، وكهف الورى ، وذرّيّة (2) الأنبياء ، والمثل الأعلى، والدعوة الحُسنى، وحجج الله على أهل الدنيا ، والآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته .

السلام على محال معرفة الله (3) ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، وخزنة علم الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبيّ الله ، وذرّيّة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ورحمة الله وبركاته .

السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلّاء على مرضاة الله ، والمستقرّين في أمر الله ، والتامين في محبّة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته .

السلام على الأئمّة الدعاة ، والقادة الهداة، والسادة الولاة ، والذادة الحماة ، وأهل الذكر وأُولي الأمر، وبقية الله ، وخيرته وحزبه، وعيبة علمه وحجّته وصراطه ، ونوره ، ورحمة الله وبركاته .

أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته وأولو العلم من خلقه، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم ، وأشهد أنّ محمّداً عبده

ص: 358


1- في «س» «م»: (وسادة) .
2- في «ص»: (وورثة).
3- في «د» «ص » « ر » زيادة : ( ومشاكي نور الله ) .

المنتجب ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون .

وأشهد أنّكم الأئمّة الهداة الراشدون المهديّون، المعصومون المقربون المكرّمون المتّقون، الصادقون المصطفَون ، المطيعون الله ، القوامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته ، اصطفاكم لعلمه وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسرّه، واجتباكم بقدرته ، وأعزّكم ،بهداه، وخصّكم ببرهانه ، وانتجبكم بنوره ، وأيّدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججاً على بريته ، وأنصاراً لدينه ، وحفظة لسرّه، وخزنة لعلمه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه ، وأركاناً لتوحيده ، وشهداء على خلقه، وأعلاماً لعباده، ومناراً في بلاده، وأدلّاء على صراطه .

عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن وطهّركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيراً ، فعظّمتم جلاله ، وكبّرتم(1) شأنه ، ومجّدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكّدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم فى مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه ، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في الله حقّ جهاده، حتى أعلنتم دعوته ، وبينتم فرائضه ، وأقمتم حدوده ، ونشر تم شرائع أحكامه ، وسننتم سنّته (2)، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلّمتم له القضاء ، وصدّقتم من رُسله من مضى .

فالراغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق، والمقصِّر في حقِّكم زاهق ، والحقّ

ص: 359


1- في المصدر : ( أكبرتم ) .
2- في «ص » «د» «ر» (سننه) .

معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهله ومعدنه ومأواه ومنتهاه(1) ، وميراث النبوّة عندكم ، وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم ، وآيات الله لديكم، وعزائمه فيكم ، ونوره وبرهانه عندكم ، وأمره إليكم.

من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبّكم فقد أحبّ الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله .

أنتم السبيل الأعظم (2)، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة ، والآية المخزونة ، والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس .

من أتاكم نجا، ومن لم يأتكم هلك، إلى الله تدعون ، وعليه تدلّون ، وبه تؤمنون ، وله تسلّمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون .

سعد والله (3) من والاكم، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم، وضلّ من فارقكم ، وفاز من تمسّك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدّقكم، وهُدي من اعتصم بكم .

من اتّبعكم فالجنّة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن ردّ عليكم في أسفل درك من النار .

أشهد أنّ هذا سابقٌ لكم فيما مضى، وجارٍ لكم فيما بقي ، وأنّ أرواحكم(4) ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض خلقكم الله أنواراً

ص: 360


1- قوله : ( ومأواه ومنتهاه ) لم يرد في المصدر ، وفي التهذيب: (ومثواه ومنتهاه) .
2- قوله : ( أنتم السبيل الأعظم ) لم يرد في الفقيه ، وورد في نسخة من التهذيب وفي «س» «ص » «م»: (السبل ) .
3- ( والله ) لم يرد في الفقيه والتهذيب .
4- في «ص » زيادة : ( ونفوسكم ) ، وفي هامش نسخة «د» كلمة لم تقرأ .

فجعلكم بعرشه محدقين ، حتّى منّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه ، وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصّنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا وطهارة لأنفسنا ، وتزكية لنا، وكفّارة لذنوبنا ، فكنا عنده مسلمين بفضلكم و معروفين بتصديقنا إيّاكم .

فبلغ الله بكم أشرف محلّ المكرّمين ، وأعلى منازل المقرّبين ، وأرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق ، ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتّى لا يبقى ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ، ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلّا عرفهم جلالة أمركم ، وعظم خطركم، وكبر شأنكم، وتمام نوركم ، وصدق مقاعدكم، وثبات مقامكم ، وشرف محلّكم ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصّتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه .

بأبي أنتم وأُمّي وأهلي ومالي وأُسرتي ، أُشهد الله واشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به کافر بعدوّكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم موالٍ لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم ، محقّق لما حقّقتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقّكم ، مقرّ بفضلكم محتملٌ لعلمكم ، محتجب بذمّتكم ، معترف بكم، مؤمنٌ بإيابكم ، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، زائر لكم، لائِذُ بكم(1) عائِدٌ بقبوركم، مستشفع إلى الله عزّ وجلّ بكم، ومتقرّب

ص: 361


1- (بكم) لم ترد في المصدر ، وقوله : ( لائذ بكم ) لم يرد في التهذيب .

بكم إليه ، ومقدّمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كلِّ أحوالي وأُموري.

مؤمن بسرّكم وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم وأوّلكم وآخركم ، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه معكم، وقلبي لكم مسلّم، ورأيي لكم تبع ونصرتي لكم معدّة حتّى يحيي الله دينه بكم، ويردّكم في أيّامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكّنكم في أرضه.

فمعكم معكم لا مع غيركم آمنت بكم وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم وبرئت إلى الله عزّ وجلّ من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم، الجاحدين لحقّكم ، والمارقين من ولايتكم ، والغاصبين لإرثكم الشاكين فيكم ، والمنحرفين عنكم ، ومن كلّ وليجة دونكم ، وكلّ مطاع سواكم، ومن الأئمّة الذين يدعون إلى النار .

فثبّنى الله أبداً ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم، ووفّقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم ، وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلني ، ممّن يقتصّ لآثاركم ، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم ، ويُحشر في زمرتكم ويكرّ في رجعتكم، ويملّك في دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم .

بأبي أنتم وأُمِّي ونفسي وأهلي ومالي(1)، من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم، مواليّ لا أحصي ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبّار ، بكم فتح الله وبكم يختم ، وبكم ينزّل الغيث، وبكم يُمسك السماء أن تقع على

ص: 362


1- في التهذيب : ( وأُسرتي ) .

الأرض إلّا بإذنه ، وبكم ينفّس الهمّ ويكشف الضرّ، وعندكم ما نزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته وإلى جدّكم بعث الروح الأمين .

وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين علیه السلام فقل :

وإلى أخيك بعث الروح الأمين.

آتاكم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين، طأطأ كلّ شريف لشرفكم، وبخع كلّ متكبّر لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار لفضلكم ، وذلّ كلّ شيءٍ لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم ، وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يُسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولا يتكم غضب الرحمن .

بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي ، ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور ، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجلّ خطركم، وأوفى عهدكم، وأصدق وعدكم.

كلامكم ،نور، وأمركم ،رشد، ووصيّتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الإحسان وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحقّ والصدق والرفق ، وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وحزم، إن ذكر الخير كنتم أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه .

بأبي أنتم وأُمِّي ونفسي كيف أصف حُسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم ، وبكم أخرجنا الله من الذل ، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار .

بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا ، وأصلح ما كان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت الكلمة، وعظمت النعمة ، وائتلفت الفرقة ، وبمو الاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة ، والمقام المحمود

ص: 363

والمقام (1) المعلوم عند الله عزّ وجلّ، والجاه العظيم، والشأن الكبير ، والشفاعة المقبولة ( رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنزَلتَ واتَّبَعنَا الرَّسُولَ فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدِينَ )(2) ، ( رَبَّنَا لا تُزغ قُلُوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِن لَدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ )(3) ، ( سُبحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً )(4).

يا وليّ الله ، إنّ بيني وبين الله عزّ وجلّ ذنوباً لا يأتي عليها إلا رضاكم، فبحقّ من ائتمنكم على سرّه واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته ، لمّا استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي، فإنّي لكم مطيع ، من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبّكم فقد أحبّ الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله .

اللّهمّ إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار ، الأئمّة الأبرار الجعلتهم شفعائي إليك ، فبحقِّهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنّك أرحم الراحمين ، وصلّى الله على محمد وآله وسلّم كثيراً، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

زيارة الوداع :

إذا أردت الانصراف فقل :

السلام علیکم سلام مودّع لا سئم(5) ولا قال ورحمة الله وبركاته عليكم

ص: 364


1- في العيون : (والمكان) .
2- سورة آل عمران 3: 53 .
3- سورة آل عمران 3: 8 .
4- سورة الإسراء 17 : 108 .
5- سأم : سنمت الشيء ؛ مللته (الصحاح 5: 1947 - سأم ) .

يا أهل بيت النبوّة إنّه حميد مجيد ، سلام وليّ غير راغب عنكم ، ولا مستبدل بكم ، ولا مؤثر عليكم ، ولا منحرف عنكم ، ولا زاهد في قربكم ، لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم وإتيان مشاهدكم .

والسلام عليكم وحشرني الله في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني من حزبكم، وأرضاكم عنّي ومكّنني في دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملّكني في أيّامكم ، وشكر سعيي بكم، وغفر ذنبي بشفاعتكم ، وأقال عثرتي بحبّكم ، وأعلى كعبي بمو الاتكم، وشرّفني بطاعتكم ، وأعزّني بهداكم وجعلني ممّن انقلب مفلحاً منجحاً غانماً سالماً معا فى غنيّاً ، فائزاً برضوان الله وفضله وكفايته ، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاركم ومواليكم ومحبّيكم وشيعتكم ، ورزقني الله العود ثمّ العود أبداً ما أبقاني ربّي، بنيّة وإيمان وتقوى وإخبات(1) ورزق واسع حلال طيّب .

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم ، وأوجب لي المغفرة والخير والبركة والنور والإيمان وحسن الإجابة ، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقّهم، الموجبين طاعتهم ، والراغبين في زيارتهم ، المقرّبين إليك وإليهم.

بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي ، اجعلوني في همّكم، وصيّروني في حزبكم ، وأدخلوني في شفاعتكم ، واذكروني عند ربّكم.

اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وأبلغ أرواحهم وأجسادهم منّي السلام، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، وصلّى الله على محمد وآله وسلّم كثيراً. وحسبنا الله ونعم الوكيل»(2) .

ص: 365


1- الإخبات : الخشوع ( تهذيب اللغة :7 311 - خبت) .
2- من لا يحضره الفقيه :2 2/370 ، وعيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 1/272 ونقله المجلسي عن العيون في بحار الأنوار 102: 4/127 ، الطوسي في التهذيب 6: 1/95 .

ص: 366

وممّا يدلّ على أنّ الأنبياء والمرسلين علیهم السلام من شيعة آل محمّد صلوات الله عليهم

344 - ما رواه محمّد بن عليّ بن بابويه في كتاب «الخصال» : حدّثنا علي بن محمّد ابن الحسن القزويني ، قال : أخبرنا عبد الله بن زيدان ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد ، قال : حدّثنا حسن بن حسين ، قال : حدّثنا يحيى بن مساور ، عن أبي خالد ، عن زيد بن عليّ، عن آبائه ، عن عليّ علیهم السلام ، قال :« شكوت إلى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حسد من يحسدني ، فقال : يا عليّ، أما ترضى أنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت ، وذرارينا خلف ظهورنا ، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا»(1).

345 - و من كتاب محمّد بن العبّاس بن مروان - في حديث أهل البيت صلوات الله عليهم - حدّثنا جعفر بن محمّد الحسني، عن عليّ بن إبراهيم القطّان ، عن عبّاد بن يعقوب، عن محمّد بن فضيل، عن محمّد بن سوقة، عن علقمة والأسود، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال لي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم - في حديث الإسراء - : «فإذا ملك قد أتاني فقال : يا محمّد ، سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ ! فقلت :

ص: 367


1- الخصال: 128/254 وعنه في بحار الأنوار 39: 10/218 و 18 : 23/17 .

معاشر الرسل والنبيّين على ما بعثكم الله قبلي ؟ قالوا : على ولايتك يا محمّد ، وولاية عليّ بن أبي طالب علیه السلام» (1) .

346 - ومن كتاب «الخصال» للصدوق ابن بابويه رحمه الله : حدّثنا الحسن بن عليّ بن محمّد بن عمرو العطّار، عن سليمان بن أيوب المطّلبي ، عن محمّد بن محمّد المصري، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : أدخلت الجنّة فرأيت مكتوباً على بابها بالذهب : لا إله إلّا الله محمّد حبيب الله ، عليّ وليّ الله ، فاطمة أمة الله الحسن والحسين صفوة الله(2)، على مبغضيهم لعنة الله»(3) .

ص: 368


1- أورده ابن شاذان في مائة منقبة : 82/143 وعنه في بحار الأنوار 307:26/ ذيل ح-ديث 69 ، الحسكاني في شواهد التنزيل 2: 857/157، الأسترابادي في تأويل الآيات 2 29/562 : عن 2: كتاب محمّد بن العبّاس وعنه في بحار الأنوار 36: 134/154 ، وعن المحتضر في بحار الأنوار 26: 70/307 و 86/318: عن كتاب تفضيل الأئمّة على الأنبياء علیهم السلام.
2- في «س» «م» وكنز الفوائد : (صفوتا الله).
3- الخصال : 10/323 وعنه في بحار الأنوار 8: 167/191 و 27 : 6/3 ، ابن شاذان في مائة منقبة : 54/113 وعنه في مدينة المعاجز :2 597/354 و 598 عن ابن شهر آشوب، و 4: 118/31 ، عن مائة منقبة ، الكراجكي في كنز الفوائد 149:1 وعنه في بحار الأنوار 27 : 30/228 ، الديلمي في إرشاد القلوب : 234 ، ابن طاوس في الطرائف 1: 65/99 ، وأورده أبناء العامّة باختلاف يسير الخوارزمي في المناقب : 297/302 ، الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 423 ، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1: 259 ، ترجمة محمّد بن إسحاق شاموخ ، ابن عساکر في تاريخ دمشق 14: 170 .

وممّا يدلّ على فضل محمّد وعليّ وآلهما الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين على سائر مَن خلق الله من نبيّ ورسول وغيرهما .

347 - من كتاب «الخصال» أيضاً ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الشاه، قال : حدّثنا أبو حامد ، قال : حدّثنا أحمد بن خالد الخالدي ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميمي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا محمّد بن حاتم القطان ، عن حماد بن عمرو ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، قال في وصيّة(1) له : «يا عليّ، إنّ الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال: أنت أوّل من ينشق عنه القبر معي ، وأنت أوّل من يقف على الصراط معي، وأنت أوّل من يُكسى إذا كسيت ويُحيى إذا حبيت، وأنت أوّل من يسكن معى عليّين، وأنت أوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك»(2) .

ص: 369


1- في « ر » : ( وصيّته ) بدل ( وصية له ) .
2- الخصال: 5/342 وعنه في بحار الأنوار 49/25:40، وأورده أيضاً في الفقيه 4: 172/ ذيل حديث ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 2 336 ذيل حديث 2656 وعنه في بحار الأنوار 77: 4، 60 ضمن حديث .3 .

ص: 370

وممّا يدلّ على أن الأنبياء والرسل علیهم السلام من جملة شيعة آل محمّد صلوات الله عليهم وسلامه

348 - مارواه محمّد بن بابويه رحمه الله في كتاب «الخصال» : حدّثنا عمار بن الحسين الأسروشني(1) ، عن علىّ بن محمّد بن عصمة ، عن أحمد بن محمّد الطبرى - بمكّة - عن الحسين بن عبدالله المزاري(2) ، عن سفيان(3) بن فروخ الأبلي ، عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الله(4)، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنت ذات يوم عند النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إذ أقبل بوجهه على عليّ بن أبي طالب علیهم السلام ، فقال : «ألا أُبشّرك يا أبا الحسن ؟ فقال : بلى يا رسول الله ، قال : هذا جبرئيل يخبرني عن الله عزّ وجلّ أنّه قد أعطى شيعتك ومحبّيك تسع خصال: الرفق عند الموت ، والأنس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنّة قبل سائر الناس

ص: 371


1- في «ر» «ص»: (جعفر الحسني الأشروسي)، وفي هده : (الأسروشي ) بدلاً من: (الأسروشني).
2- في المصدر : ( الحسين بن الليث الرازي ) .
3- في المصدر: (شيبان) وعنه في البحار (سنان) .
4- في المصدر: (القاسم بن عبد الواحد) .

( نورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ )(1) »(2).

349 - ومن كتاب محمّد بن العبّاس بن مروان : حدّثنا محمّد بن عثمان(3) بن أبي شيبة ، عن زكريا بن يحيى، عن عمر(4) بن ثابت ، عن أبيه ، عن عاصم بن ضمرة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : اكتنفنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يوماً في مسجد المدينة فذكر بعض أصحابنا الجنّة ، فقال أبو دجانة : يا رسول الله ، سمعتك تقول : الجنّة محرّمة على النبيّين وسائر الأمم حتّى تدخلها .

فقال له : «يا أبا دجانة ، أما علمت أنّ الله عزّ وجلّ لواء من نور وعموداً من نور ، خلقهما قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة ، مكتوب على ذلك اللواء : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله آل محمّد خير البريّة، صاحب اللواء عليّ إمام القوم .

فقال : الحمد الله الذي هدانا بك وشرّفنا ، فقال له النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : أما علمت أنّه من أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه الله معنا ، وتلا هذه الآية : ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكِ مُقْتَدِرٍ ) (5)»(6).

350 - ومن الكتاب أيضاً : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عبد الله بن بكير، عن حمران، قال: سألت

ص: 372


1- سورة التحريم 66 : 8.
2- الخصال: 2/413 وعنه في بحار الأنوار 68: 9/11 ، ولعلّ قوله : ( تسع ) مصحّف : (سبع ) .
3- في التأويل: (عمر) بدل (عثمان) وما في الشواهد مطابق للمتن .
4- في «ص»: (عمران) ، وفي تأويل الآيات : ( عمرو ) .
5- سورة القمر 55:54 .
6- تأويل الآيات 2: 2/629 وعنه في بحار الأنوار :27: 120/129 ، وأورده فرات الكوفي تفسيره: 597/456 ، من قوله: إن الله ، الحسكاني في شواهد التنزيل 2: 1141/363، ابن شاذان في الفضائل: 146/342 ونقله المجلسي عن تفضيل الأئمّةعلیهم السلام في بحار الأنوار 26: 87/318 .

أبا جعفر علیه السلام عن قول الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدلَّى * فَكَانَ قَابَ قوسين أو أدنى )(1)فقال : «أدنى الله عزّ وجلّ محمّداً نبيّه صلی الله علیه وآله وسلم ، فلم يكن بينه وبينه إلّا قفص من لؤلؤ ، فيه فراش يتلألأ من ذهب ، فأُري صورة ، فقيل : يا محمّد أتعرف هذه الصورة ؟ فقال(2) : نعم ، هذه صورة عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فأوحى الله إليه (3) : أن زوّجه فاطمة واتّخذه وليّاً » (4).

351 - ومنه : حدّثنا محمد بن همام بن سهل، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، (5) عن عيسى بن داود النجّار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ علیهم السلام في قوله عزّ وجلّ : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ )(6) .

فإنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا أُسري به إلى ربّه عزّ وجلّ قال : «وقف بي(7) جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر مثلها، على كلّ غصن منها وعلى كلّ ورقة منها ملك ، وعلى كلّ ثمرة منها ملك ، وقد كلّلها نور من نور الله عزّ وجلّ ، فقال جبرئيل : هذه سدرة المنتهى ، كان ينتهى الأنبياء من قبلك إليها ثمّ لا يتجاوزونها وأنت تجوزها إن شاء الله تعالى ليريك من آياته الكبرى، فاطمئن أيّدك الله بالثبات حتّى تستكمل

ص: 373


1- سورة النجم 53: 8-9 .
2- في «ص» «ر» «د» وبحار الأنوار : ( فقلت) وما في المتن من التأويل .
3- في «ص » «ر» «د» وبحار الأنوار : ( إلي ) وما في المتن من التأويل .
4- نقله المؤلّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 402 والأسترابادي في تأويل الآيات 2: 8/625: عن محمّد بن العبّاس ، وكذلك المجلسي في بحار الأنوار 18 : 122/410 والبحراني في مدينة المعاجز 2: 661/437 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 18 : 6/302 .
5- في « د » : ( ابن العلوي) .
6- من قوله : ( موسى بن جعفر ) إلى هنا لم يرد في «د».
7- في «د» «ص» «ر»: ( فوقف ) بدلاً من : ( وقف بي ) .

كرامات الله وتصير إلى جواره.

ثمّ صعد بي حتّى صرت تحت العرش، فدلّي لي رفرف أخضر ما أحسن أصفه ، فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربّي، فصرت عنده وانقطع عنّي أصوات الملائكة ودويّهم، وذهبت(1) عنّي المخاوف والروعات، وهدأت نفسي واستبشرت(2) فظننت أنّ جميع الخلق قد ماتوا أجمعين ، ولم أرعندي أحداً من خلقه .

فتركني ما شاء الله ثمّ ردّ عليّ روحي ، فأفقت وكان توفيقاً من ربّي عزّ وجلّ أنّي غمّضت عيني وكلّ بصري وغشي عن النظر ، فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ ، فذلك قوله عزّ وجلّ : ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )(3) وإنّما كنت أرى مثل مخيط الإبرة ونور بيني وبين ربّي لا تطيقه الأبصار.

فناداني ربّي عزّ وجلّ ، فقال تبارك وتعالى : يا محمّد ، قلت : لبّيك ربّي وسيّدي وإلهي لبّيك، قال: هل عرفت [ قدرك عندي وموضعك ومنزلتك ؟ قلت: نعم يا سيّدي، قال: يا محمّد ، هل عرفت ](4) موقفك(5) منّي وموقع ذرّيّتك ؟ قلت : نعم يا سيّدي ، قال : فهل تعلم يا محمّد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ فقلت : يا ربّ ، أنت أعلم وأحكم وأنت علّام الغيوب، قال: اختصموا في الدرجات والحسنات، فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت : أنت أعلم يا سيّدي وأحكم ، قال : إسباغ

ص: 374


1- في «د» «ص » «ر»: (ذهب).
2- في التأويل زيادة: (وجعلت أمتدّ وأنقبض، ووقع عليّ السرور والاستبشار) .
3- سورة النجم 53: 17 - 18 .
4- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .
5- في التأويل : ( موقعك ) .

الوضوء في المكروهات(1) ، والمشي على الأقدام إلى الجماعات معك ومع الأئمّة من ولدك ، وانتظار الصلاة في الأوقات، وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والتهجّد في الليل والناس نيام .

قال : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِليه مِن رَبِّهِ ) قلت : نعم يا ربِّ (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) (2) قال : صدقت يا محمّد ( لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ ) فأغفر لهم ، فقلت : ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(3)إلى آخر السورة قال : ذلك لك ولذرّيّتك .

يا محمّد ، قلت : ربّي وسيّدي وإلهى ، قال : أسألك عمّا أنا أعلم به منك ، من خلّفت في الأرض بعدك ؟ قلت : خير أهلها أخي وابن عمّي وناصر دينك يا ربّ والغاضب لمحارمك إذا استُحلّت ، ولنبيّك غضب - غضب النمر - إذا جدل(4) علىّ بن أبي طالب، قال : صدقت ، يا محمّد إنّي اصطفيتك بالنبوّة وبعثتك بالرسالة وامتحنت عليّاً بالبلاغ والشهادة إلى أُمِّتك ، وجعلته حجّة في الأرض معك وبعدك وهو نور أوليائي وولي من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين.

يا محمّد ، وزوّجته فاطمة فإنّه وصيّك ووارثك ووزيرك وغاسل عورتك ،

ص: 375


1- في التأويل: (المفروضات).
2- سورة البقرة 2: 285 .
3- سورة البقرة 286:2 .
4- جدل الرجل : اشتدّت خصومته ، الصحاح 4: 1653 جدل . وبدل العبارة في التأويل : ( ولنبيك غضب النمر إذا أغضب ) .

[ وناصر دينك ](1) ، والمقتول على سنّتي وسنّتك ، يقتله شقيّ هذه الأُمّة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ ربّي أمرني بأمور وأشياء ، أمرني أن أكتمها، ولم يؤذن لي في إخبار أصحابي بها .

ثمّ هوى بي الرفرف فإذا أنا بجبرئيل فتناولني منه حتّى صرت إلى سدرة المنتهى فوقف بي تحتها، ثمّ أدخلني إلى جنّة المأوى، فرأيت مسكني ومسكنك يا عليّ فيها ، فبينما جبرئيل يكلمني إذ تجلّاني(2) نور من نور الله عزّ وجلّ ، فنظرت إلى مثل مخيط الإبرة إلى مثل ما كنت فنظرت إليه في المرّة الأولى فناداني ربّي عزّ وجلّ : يا محمّد ، قلت : لبيك ربّي وسيّدي وإلهي ، قال : قد سبقت رحمتي غضبي لك ولذرّيّتك ، أنت مقرّبي(3) من خلق وأنت أميني ونبييّ ورسولي، وعزّتي وجلالي لو لقيني جميع خلقي يشكّون فيك طرفة عين أو في وصيّك أو في أحد من ذرّيتك لأدخلتهم ناري ولا أبالي.

يا محمّد، عليّ أمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين ، وقائد الغرّ المحجّلين إلى جنّات النعيم ، أبو السبطين سيّدي شباب أهل جنّتي، المقتولين ظلماً.

ثمّ فرض الصلاة عليّ وما أراد تبارك وتعالى ؛ وقد كنت قريباً منه في المرّة الأولى مثل ما بين كبد القوس إلى سيته ، فذلك قوله عزّ وجلّ : (قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) من ذلك ، ثمّ ذكر سدرة المنتهى فقال : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزَّلَةٌ أُخرى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَيْ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )(4) يعني ما

ص: 376


1- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
2- في التأويل: ( إذ علاني ) ، وفي اليقين: ( إذ تجلّى لي ) .
3- في التأويل : ( صفوتي ) .
4- سورة النجم 53: 13 - 17 .

غشى السدرة من نور الله وعظمته» (1).

352 - ومنه أيضاً : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، عن أحمد بن محمّد بن عمرو ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثني إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عمرو بن الفضل البصري، عن عباد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام ، قال : « هبط على النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ملك له عشرون ألف رأس فوثب النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ليقبّل يده ، فقال له الملك : مهلاً مهلاً يا محمّد . فأنت والله(2) أكرم على الله من أهل(3) السماوات والأرضين(4) أجمعين ، والملك يقال له : محمود ، فإذا بين منكبيه : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، عليّ الصدّيق الأكبر ، فقال له النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: حبيبي محمود مُنذُكَمْ هذا الكتاب مكتوب بين منكبيك ؟ قال : من قبل أن يخلق الله أباك آدم باثني عشر ألف عام»(5) .

353 - ومنه أيضاً : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن جعفر بن عنبسة (6)، عن جعفر بن محمّد الأسدي ، عن الحسن بن زكريا(7) الأسدي ، عن عبد الله بن محمّد

ص: 377


1- تأويل الآيات 2 9/625 وعنه في بحار الأنوار 36 144/162، وأورده ابن طاوس في اليقين: 298 باب 108 وعنه في بحار الأنوار 18 100/395 و 37 52/319 . وذكر المجلسي في بحار الأنوار 18 أن الشيخ حسن بن سليمان روى هذا الخبر في المحتضر من تفسير محمّد بن العبّاس .
2- لفظ الجلالة : ( والله ) لم يرد في « د » « ص » « ر » .
3- قوله : ( على الله من أهل) لم يرد في «ص» « ر » .
4- في «ص»: ( والأرض) ، وفي « ده» « ر» : ( وأهل الأرض).
5- أورده المؤلّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 407 ، الأسترابادي في تأويل الآيات 2 : 18/664 ، المجلسي في بحار الأنوار 24 : 13/38 و 35: 410 ذيل حديث 4 عن الكنز و 27: 25/11 ، عن المحتضر .
6- في البحار جعفر بن عيينة .
7- في التأويل: (الحسن بن بكر ) ، وعنه في البحار الحسين بن بكر).

ابن عقيل، عن جابر الأنصاري ، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بضبعي عليّ بن أبي طالب حتّى بان بياض ابطهما (1)، فقال : «إنّ الله عزّ وجلّ ابتدأني فيك بسبع خصال» قال جابر : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ما السبع الذي ابتدأك بهنّ ؟

قال: «أنا أوّل من يخرج يوم القيامة من قبره وعليّ معي ، وأنا أوّل من يجوز الصراط وعليّ معي ، وأنا أوّل من يسكن علّيّين وعليّ معي ، وأنا أوّل من يقرع باب الجنّة وعليّ معي ، وأنا أوّل من يزوّج من الحور العين وعليّ معي ، وأنا أوّل من يسقى من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك وعلىّ معى» (2) .

وإذا ثبت هذا السبق وهذا الفضل لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم ولأخيه عليّ أمير المؤمنين علیه السلام ثبت الباقى الأئمّة علیهم السلام لقول الصادق علیه السلام : «نحن في العلم والفضل سواء»(3) ولغيره من البراهين المتقدّمة أيضاً.

354 - ومنه أيضاً : حدّثنا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن حصين بن مخارق ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «تسنيم أشرف شراب أهل الجنّة، يشربه محمّد وآل محمّد صرفاً، ويمزج لأصحاب اليمين ولسائر أهل الجنّة»(4).

ص: 378


1- في المصدر : (ابطه ) .
2- ورد في التفضيل للمؤلف : 407 وتأويل الآيات 2: 9/777 عن ابن الجحام وعنه في البحار 39: 7/230.
3- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 3/500 وعنه في بحار الأنوار 25: 7/357، الكليني في الكافي 1: 2/275 ، تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 245 و 424 ، وفيها : «نحن في العلم والشجاعة سواء». وورد: نحن في الفضل سواء ولكن بعضنا أعلم من بعض في بحار الأنوار 36: 409/ ضمن حدیث 17، عن كفاية الأثر : 266 .
4- وأورده المصنّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 409 عن تفسير محمّد بن العباس و عنه في بحار الأنوار 26: 88/318، والأسترابادي في تأويل الآيات 2: 12/779 وعنه في بحار الأنوار 8 :85/150 و 24: 8/3 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 24: 29/266 .

355 - ومنه أيضاً : حدّثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد، عن عمرو بن شمر ، عن أبي مخنف، عن يعقوب بن ميثم ، أنّه وجد في كتاب أبيه أنّ عليّاً علیه السلام ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )(1) ثم التفت إلى عليّ علیه السلام ، فقال : هم أنت يا عليّ وشيعتك ، وميعادك وميعادهم الحوض ، غداً (2)، غرّاً محجّلين ، مكحّلين متوّجين».

قال يعقوب : فحدّثتُ أبا جعفر علیه السلام بهذا ، فقال: «هكذا هو عندنا في كتاب علىّ علیه السلام»(3).

356- وروى صاحب الكتاب رحمه الله في كتابه نحو خمسة وعشرين حديثاً في تفسير هذه الآية مثل ما ذكره في هذا الحديث : ( إنّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البرية ) وهو عليّ أمير المؤمنين وشيعته ، وهو المقصود المعني بقوله سبحانه : (إنّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَريَّة ) وهو عليّ وشيعته و (إِنَّ

الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ )(4) هم عدوّه وشيعتهم(5) .

357- وروى صاحب الكتاب محمّد بن العبّاس بن مروان ، عن أحمد بن محمّد ،

ص: 379


1- سورة البيّنة 7:98 .
2- في التأويل وبعض نسخ الكتاب : (تأتون ) بدلاً من: ( غداً)، والمثبت من «د» وهو موافق لرواية الأمالي .
3- تأويل الآيات 2 4/831 وعنه في بحار الأنوار :23: 100/390 و 68: 96/53، وأورده الطوسي في الأمالي: 57/405 وعنه في الوسائل 16: 19/182 وبحار الأنوار 27 5/220 .
4- سورة البيّنة 6:98 .
5- أنظر النصوص الواردة في الإمام عليّ علیه السلام وشيعته في شواهد التنزيل 2 : 356 - 366 ، تفسير البرهان 5 : 719 - 723 ، تفسیر نور الثقلين 5: 644 - 646 .

عن إسماعيل، عن أحمد، عن إبراهيم بن عاصم الجعفى(1) ، عن الحسن بن أبي عبد الله ، عن مصعب بن سلام ، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ علیه السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم - في مرضه الذي قبض فيه - [لفاطمة علیها السلام] (2): « بأبي أنت وأمّي أرسلي إلى بعلك فادعيه إليّ، فقالت فاطمة للحسن : انطلق إلى أبيك فقل يدعوك جدّي ، قال : فأقبل إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين حتّى دخل على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وفاطمة عنده و هي تقول : واكرباه لكربك يا رسول الله يا أبتاه، فقال لها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : يا أبتاه(3) لا كرب على أبيك بعد اليوم ، يا فاطمة ، إنّ النبيّ لا يشقّ عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوكِ على إبراهيم : تدمع العين وقد يوجع القلب ولا تقولي ما يسخط الربّ ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون ، ولو عاش إبراهيم لكان نبيّاً ، ثمّ قال : يا عليّ أدن منّي ، فدنا منه ، فقال : «أدخل أُذنك في فمي» ففعل ، فقال : «يا أخي ، ألم في كتابه : ( إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ أُولئك هم خيرُ البرية )(4) قال:« بلى يا رسول الله» قال : «هم أنت وشيعتك ، يجيئون غُرّاً محجّلين شباعاً مرويّين».

ثمّ قال: «يا عليّ ، ألم تسمع قول الله عزّ و جلّ في كتابه : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أهل الكتاب والمشركين في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فيها أُولئكَ هُم شَرُّ البَريَّة ) (5)» قال : «بلى

ص: 380


1- فى التأويل وبحار الأنوار : ( أحمد بن إبراهيم ) .
2- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .
3- قوله : ( يا أبتاه ) لم يرد في التأويل .
4- سورة البيّنة 7:98 .
5- سورة البيّنة 6:98 .

يا رسول الله» قال: «هم عدوّك وشيعتهم ، يجيئون يوم القيامة ظماء (1) ظامئين ، أشقياءً معذّبين ، كفّاراً منافقين ، ذلك لك ولشيعتك ، وهذا العدوّك وشيعتهم»(2).

ص: 381


1- قال العلّامة المجلسي في بيان هذا الحديث في بحار الأنوار 65 54 : « أي يبقون على العطش ولا يسقون أو مبالغة في شدّة العطش».
2- أورده فرات الكوفي في تفسيره : 10/585 وعنه في بحار الأنوار 22: 4/458 ، وفي ذيل الحديث 4 عن المحتضر ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 411 ، ورواه الأسترابادي في تأويل الآيات 2: 832/5 وعنه في بحار الأنوار 24 : 22/263 و 65 : 97/54 .

ص: 382

وممّا يدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السلام وعلوّ درجته على سائر خلق الله ما عدا محمّد صلی الله علیه وآله وسلم

358 - ما رواه محمّد بن عليّ بن بابويه رحمه الله في كتاب «الخصال» : حدّثنا أبي رضي الله عنه ، عن الحسن بن أحمد الأسكيف القمّي بالريّ - يرفع الحديث إلى محمّد بن عليّ، عن محمّد بن حسّان الضرير القوسي ، عن عليّ بن محمّد الأنصاري المروزي ، عن عبيد الله بن عبد الكريم ، عن يحيى بن عبد الحميد الجماني (1)، عن ليث ، عن

صلى الله مجاهد، عن ابن عبّاس رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «أتاني جبرئيل علیه السلام وهو فرح مستبشر ، فقلت : حبيبي جبرئيل - مع ما أنت فيه من الفرح - ما منزلة أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب عند ربّه ؟ فقال : والذي بعثك بالنبوّة واصطفاك بالرسالة ، ما هبطت في وقتي هذا إلّا لهذا، يا محمّد، الله الأعلى يقرأ عليك السلام وقال : محمّد نبيّ رحمتي(2) ، وعليّ مقيم(3) حجّتي ، لا أُعذّب من والاه وإن

ص: 383


1- في المصدر: (أحمد بن عبد الحميد الحماني).
2- في بعض نسخ الجواهر السنيّة :(نبيّي ورحمتي).
3- ( مقيم ) لم يرد في النسخ الكاملة .

عصاني ، ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني».

قال ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء - وهو سبعون شقّة ، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر - وأنا على كرسيّ من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر القدس، فآخذه وأدفعه إلى عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فوثب عمر بن الخطّاب ، فقال : يارسول الله ، وكيف يطيق على حمل اللواء ، وقد ذكرت أنّه سبعون شقّة ، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر ؟

فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: «إذا كان يوم القيامة يعطي الله عليّاً علیه السلام من القوّة مثل قوّة جبرئيل، ومن النور مثل نور آدم ، ومن الحلم مثل حلم رضوان ، ومن الجمال مثل جمال يوسف ، ومن الصوت ما يداني صوت داود ، ولولا أن يكون داود خطيباً في الجنان لأُعطي مثل صوته .

وإنّ عليّاً علیه السلام أوّل من يشرب من السلسبيل والزنجبيل ، لا يجوز لعليّ قدم على الصراط إلّا وثبتت(1) له مكانها أخرى. وإنّ لعليّ وشيعته مكاناً يغبطه به الأوّلون والآخرون» (2).

359 - من كتاب «منهج التحقيق إلى سواء الطريق» رواه من كتاب «الآل»(3) لابن خالويه ، يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ الله عزّ وجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن

ص: 384


1- في «ر » : ( وقد ثبت ) ، وفي «ص»: (لو ثبت ) .
2- أورده الصدوق في الخصال : 7/582، وعنه في بحار الأنوار 8: 3/3 والأمالي : 10/756 وعنه في بحار الأنوار 8: 2/2 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 109 ، وأورد ذيل الحديث ابن شهر آشوب في المناقب 3 232 وعنه في بحار الأنوار 39 259 . وأورد صدره الحرّ العاملي في الجواهر السنية في الأحاديث القدسيّة: 238. إلى قوله: وإن أطاعني .
3- في النسخ: (الأول).

والحسين من نور واحد ، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا ، فسبّحنا فسبّحوا، وقدّسنا فقدّسوا، وهلّلنا فهلّلوا، ومجّدنا فمجّدوا، ووحّدنا فوحّدوا ثمّ خلق تعالى السماوات والأرض وخلق الملائكة ، فمكثت الملائكة مائة عامّ لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً فسبّحنا فسبّحت شيعتنا ، فسبّحت الملائكة وكذا في البواقي.

فنحن الموحّدون حيث لا موحّد غيرنا ، وحقيق على الله عزّ وجلّ - بما اختصّنا واختصّ شيعتنا - أن يزلفنا وشيعتنا في أعلى علّييّن، إنّ الله اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساماً ، فدعانا فأجبناه ، فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله عزّ وجلّ»(1) .

360 - ومن كتاب «نوادر الحكمة» عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «إنّ الإمام يسمع الصوت فى بطن أمّه ، فإذا سقط إلى الأرض كتب على عضده الأيمن : ( وَتمَّت كَلمِةُ رَبِّكَ صِدقاً وَعَدلاً لا مُبدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَمِيعُ العَلِيم ) (2) فإذا ترعرع نصب له عمود من نور من السماء إلى الأرض ، يرى به أعمال العباد »(3).

وزاد يونس بن ظبيان(4) : «فإذا خرج إلى الأرض أُوتي الحكمة ، وزيّن

ص: 385


1- أورده الإربلي في كشف الغمّة 1: 458 وعنه في بحار الأنوار 37 49/80، السبزواري في جامع :الأخبار : 10/45 وعنه في بحار الأنوار 26: 16/343 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 27: 122/131 ، عن المحتضر نقلاً عن كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق.
2- سورة الأنعام 6 : 115 .
3- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 3/451 وعنه في بحار الأنوار 25: 7/39، وفي ج 26: 16/136 ، عن المحتضر .
4- يونس بن ظبيان : الكوفي الأزدي ، عده البرقي والطوسي من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام . انظر : رجال البرقي : 30 ، رجال الطوسي : 46/336 .

بالحلم(1) والوقار ، والبس الهيبة ، وجعل له مصباح يعرف به الضمير، ويرى به أعمال العباد» (2).

وزاد فضيل بن يسار(3) ، عن أبي جعفر علیه السلام : «فإذا وقع على الأرض سطع له نور من السماء إلى الأرض ، يرى به ما بين المشرق والمغرب»(4) .

361 - ومن الكتاب : عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن حمران ، عن أسود بن سعيد ، قال : كنت عند أبي جعفر علیه السلام وهو يقول مبتدئاً من غير أن أسأله : «نحن حجّة الله ، ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ، ونحن عين الله في خلقه ، ونحن ولاة أمر الله في عباده.

ثمّ قال : يا أسود بن سعيد ، إنّ بيننا وبين كلّ أرض ترّاً(5) مثل ترّ البنّاء ، فإذا أمرنا في أرض جذبنا ذلك الترّ ، فأقبلت إلينا الأرض بقلبها وأسواقها ودورها ، حتّى ننفذ فيها ما نؤمر فيها من أمر الله تعالى »(6) .

ص: 386


1- في البصائر والبحار : (بالعلم) .
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 4/451 وعنه في بحار الأنوار 25 : 8/39.
3- الفضيل بن يسار النهدي أبو القاسم عربي بصري صميم، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله علیه السلام، مات في أيام الإمام الصادق علیه السلام ، عدّه البرقي والطوسي من أصحاب الإمام الباقر والصادق علیهما السلام . انظر : رجال النجاشي : 746/309 ، رجال البرقي : 11 و 17 ، رجال الطوسي : 1/132 و 15/271 .
4- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 2/455 ، ونقل المجلسي الأحاديث الثلاثة في بحار الأنوار 26 : 16/136 قائلاً : وروى الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر .
5- الترّ : الخيط الذي يُمدّ على البناء فيُبنى عليه وهو فارسي معرب ، وهو في العربية : الإمام (المحكم والمحيط الأعظم 9: 462 - ترر ) .
6- أورده الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 21/287 وعنه في بحار الأنوار 46: 53/255 ، وأورد ذيل الحديث من قوله : «يا أسود بن سعيد إنّ بيننا» الصفّار في بصائر الدرجات : 427 / 10 وعنه في مدينة المعاجز 5 : 30 ، المفيد في الاختصاص : 324 وعنه وعن البصائر في بحار الأنوار 25: 8/366 وعن الاختصاص في مدينة المعاجز 5: 31/29 ، وأورده باختصار الخصيبي في الهداية الكبرى : 242 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25 40/384 ، عن منهج التحقيق ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 239 عن الجامع للحكمة .

362- ومنه : عن محمّد بن الحسن ، عن ابن عثمان، عن صالح بن سهل(1) ، قال : كنت جالساً عند أبي عبد الله علیه السلام ، فقال - ابتداءً منه : «يا صالح بن سهل ، إنّ الله تعالى جعل بينه وبين الرسول رسولاً ، ولم يجعل بينه وبين الإمام رسولاً» قال : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : «جعل بينه وبين الإمام عموداً من نور ، ينظر الله تعالى به إلى الإمام، وينظر الإمام به إليه، فإذا أراد علم شيءٍ نظر في ذلك العمود النور فعرفه»(2).

363 - ومنه : يرفعه إلى ابن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال : «لو أُذن لنا أن نُعلم الناس حالنا عند الله ، ومنزلتنا منه لمّا احتملتم» فقال له : في العلم ؟ فقال علیه السلام: «العلم أيسر من ذلك ، إنّ الإمام وكرٌ لإرادة الله عزّ وجلّ، لا يشاء إلّا ما شاء الله»(3).

364- ومنه : يرفعه إلى عبد الكريم، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السلام قال قال :« يا أبا بصير، إنّا أهل بيت أُوتينا علم المنايا والرزايا والوصايا والأنساب وفصل الخطاب ، وعرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته»(4) .

ص: 387


1- صالح بن سهل الهمداني ، عدّه الطوسي من أصحاب الإمام الباقر والصادق علیهما السلام ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق علیه السلام قائلين : بأنّه من أهل همدان كوفي الأصل . رجال البرقي : 27 ، رجال الطوسى : 5/126 ، و 11/219 .
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 2/460 وعنه في بحار الأنوار 26: 10/134 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 26: 135، عن المحتضر .
3- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25 : 41/385 ، عن منهج التحقيق إلى سواء الطريق .
4- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 9/287 و 13/288 وعنه في بحار الأنوار 26: 25/146 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 26: 147، عن المحتضر .

ص: 388

وممّا يدلّ على ما قلناه من تفضيل محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين على أولي العزم عليهم السلام

365 - ما روي : أنّ في وقعة أُحد لمّا رأى جبرئيل علیه السلام انهزام أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم عنه ، وثبات مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه عنده وبذله نفسه دونه ، وكرّاته يمنة ويسرة ، وقتله أهل الشرك وحده .

قال : «يا محمّد ، إنّ هذه هي المواساة ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: و ما يمنعه إنّه منّي وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما، فعند ذلك قال جبرئيل علیه السلام : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علىّ»(1) .

366 - ومنه : عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن خيثمة ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : سمعته يقول : «نحن جنب الله ، ونحن صفوة الله ، ونحن خيرة الله ، ونحن مستودع مواريث الأنبياء ، ونحن أمناء الله ، ونحن حجج الله ،

ص: 389


1- أورده الكوفي في مناقب الإمام أمير المؤمنين علیه السلام 1: 98/491 و 403/495، الكليني في الكافي 90/1108، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 149 وذكره ابن بطريق في العمدة: 303/200 إلى قوله: وأنا منكما .

ونحن حبل الله ، ونحن رحمة الله على خلقه، ونحن الذين بنا يفتح وبنا يختم ، ونحن أئمّة الهدى، ونحن مصابيح الدُجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون ، ونحن الآخرون، ونحن العَلَم المرفوع للخلق .

من تمسّك بنا لحق، ومن تخلّف عنّا ،غرق، ونحن قادة الغرّ المحجّلين ، ونحن الطريق والصراط المستقيم إلى الله ، ونحن المنهاج القويم ، ونحن نعمة الله على خلقه ، ونحن معدن النبوّة وموضع الرسالة ، ونحن الذين تختلف الملائكة إلينا، ونحن السراج لمن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ، ونحن الهداة إلى الجنّة ، ونحن

عزّ الإسلام .

ونحن الجسور والقناطر ، من مضى عليها سبق ، ومن تخلّف عنها محق، ونحن السنام(1) الأعظم، ونحن الذين بنا تنزل الرحمة، وبنا تُسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف الله عنكم العذاب فمن أبصرنا وعرفنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا»(2).

367 - ومنه : عن العمركي بن عليّ، عن عليّ بن جعفر ، عن أبيه ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «إنّ الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا خزّانه في سماواته وأرضه ، بنا ثقلت الأشجار(3) ، وبعبادتنا عُبد الله ، ولولانا ما عُرف الله »(4).

ص: 390


1- السنام الشيء العظيم المرتفع (انظر تهذيب اللغة 13: 15 - سَنَمَ).
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 10/82 وعنه في بحار الأنوار 26 : 18/248 ، الصدوق في كمال الدين : 20/205 ، الطوسي في الأمالي : 4/654 ، ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب 4 : 223 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام: 444 عن نوادر الحكمة .
3- في الكافي : ( ولنا نطقت الشجرة ) ، وفي بعض المصادر : ( أثمرت الأشجار ).
4- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 9/125 و 13 ، باختلاف يسير وعنه في بحار الأنوار 26: 10/107 ، الكليني في الكافي 1 : 5/144 ، بزيادة ، و 8/193، باختلاف يسير وعنه في تفسير نور الثقلين 5 : 12/340 ، الصدوق في التوحيد : 8/151، بزيادة عليّ بن جعفر في مسائله 794/315 ، المؤلّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 275 عن ابن كبش في كتابه .

368 - ومنه : نقل من كتاب «نوادر الحكمة» يرفعه إلى عبد الكريم، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «يا أبا بصير، إنّا أهل بيت أُوتينا علم المنايا والرزايا والوصايا والأنساب وفصل الخطاب، وعرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته» (1).

369 - ومنه : نقل من «نوادر الحكمة» يرفعه إلى إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل علیه السلام في قول الله تعالى: ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْكُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى )(2) «فقد ورّثنا الله تعالى هذا القرآن ، ففيه ما يقطع به الجبال ويقطع به البلدان ، ويُحيى به الموتى، إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )(3) وقال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا )(4) ونحن اصطفانا الله جلّ اسمه ، فورثنا هذا الذي فيه كلّ شيء»(5) .

370 - ومنه : نقل من «نوادر الحكمة» يرفعه إلى أبي بصير ، قال : كنت عند

ص: 391


1- تقدّم الحديث في الصفحة : 329 .
2- سورة الرعد 13: 31 .
3- سورة النمل 27: 75 .
4- سورة الفاطر 35: 32 .
5- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 135/ قطعة من حديث 3 وعنه في بحار الأنوار 26: 161/ قطعة من حديث 7 ، و 92 85 قطعة من حديث 17 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 26: 148/65 .

أبي عبد الله علیه السلام فدخل عليه المفضّل بن عمر ، فقال : مسألة يابن رسول الله ، قال : «سل یا مفضّل» قال : ما منتهى علم العالم ؟ قال : «قد سألت جسماً، ولقد سألت عظيماً ، ما السماء الدنيا في السماء الثانية إلّا كحلقة درع ملقاة في أرض فلاة ، وكذلك كلّ سماء عند سماء أخرى ، وكذلك السماء السابعة عند الظلمة ولا الظلمة عند النور ، ولا ذلك كلّه فى الهواء ولا الأرضين بعضها في بعض ، ولا مثل ذلك كلّه في علم العالم يعني الإمام إلّا مثل مدّ من خردل دققته دقّاً ، ثمّ ضربته بالماء حتّى اذا اختلط ورغا أخذت منه لعقة بإصبعك .

وعلم العالم في علم الله تعالى إلّا مثل مدّ من خردل دققته دقّاً ثمّ ضربته بالماء حتّى إذا اختلط ورغا انتهزت منه برأس إبرة ،نهزة ، ثمّ قال علیه السلام : يكفيك من هذا البيان بأقلّه وأنت بأخبار الأُمور تصيب»(1) .

371 - ومن «نوادر الحكمة» : يرفعه إلى إسحاق القمّى ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام لحمران بن أعين : «يا حمران ، إنّ الدنيا عند الإمام والسماوات والأرضين إلّا هكذا وأشار بيده إلى راحته يعرف ظاهرها وباطنها، وداخلها وخارجها، ورطبها ويابسها »(2) .

372 - ومنه : عن محمّد بن الحسين يرفعه إلى عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : قال : «إنّ الله تعالى خلق أربعة عشر نوراً من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهى أرواحنا» فقيل له : يابن رسول الله ، فمن هؤلاء الأربعة عشر نوراً ؟ فقال علیه السلام : «محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والتسعة

ص: 392


1- نقله المجلسي في بحار الأنوار 25: 43/385 عن المحتضر .
2- نقله المجلسي في بحار الأنوار 25: 42/385 عن المحتضر .

من ولد الحسين(1) تاسعهم قائمهم ، ثمّ عدّهم بأسمائهم.

ثمّ قال : نحن والله الأوصياء الخلفاء من بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، ونحن المثاني التي أعطاها الله تعالى نبيّنا صلی الله علیه وآله وسلم ، ونحن شجرة النبوّة ، ومنبت الرحمة ، ومعدن الحكمة ، ومصابيح العلم وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة، وموضع سرّ الله ووديعة الله جلّ اسمه في عباده ، وحرم الله الأكبر ، وعهده المسؤول عنه ، فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ، ومن خفره (2) فقد خفر ذمّة الله وعهده ، عرفنا من عرفنا ، وجهلنا من جهلنا .

نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلّا بمعرفتنا ، ونحن والله الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه .

إنّ الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه على عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدلّ عليه، وخزّان علمه، وتراجمة ،وحيه، وأعلام دينه ، والعروة الوثق، والدليل الواضح لمن اهتدى .

وبنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار ، ونزل الغيث من السماء ، ونبت عشب الأرض، وبعبادتنا عُبد الله ، ولولانا ما عُرف الله تعالى ، وأيم الله لولا وصيّة سبقت وعهد أخذ علينا لقلت قولاً يعجب منه - أو يذهل منه-

الأوّلون والآخرون»(3).

ص: 393


1- قوله : (والتسعة من ولد الحسين) لم يرد في «ص» « ر » .
2- خَفَرَ : نقض العهد وغدره ، وعدم الإيفاء به ( انظر : المحكم والمحيط الأعظم 5: 172 - خفر ) .
3- نقل الحديث كاملاً المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25 : 7/4، عن كتاب منهج التحقيق وأورد صدر الحديث الصدوق في كمال الدين : 7/335 وعنه في بحار الأنوار 15: 40/23 و 25: 29/15 و 51 : 8/144، الطبرسي في إعلام الورى 2: 197.

373 - ومنه : نقل من كتاب «الدرّ المنتقى في مناقب أهل التقى» يرفعه بإسناده إلى سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس : قال ، كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم جالساً إذ أقبل الحسن علیه السلام ، فلمّا رآه بكي، ثمّ قال : «إليَّ يا بنيّ» فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى، ثمّ أقبل الحسين علیه السلام ، فلمّا رآه بكى ، ثمّ قال : «إليَّ يا بنيّ» فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى، ثمّ أقبلت فاطمة علیها السلام فلمّا رآها بكى ثمّ قال : «إليَّ يا بنيّة» فما زال يدنيها حتّى أجلسها بين يديه ، ثمّ أقبل أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب علیه السلام فلمّا رآه بكى ، ثمّ قال : «إليَّ يا أخى» فما زال يدنيه حتّى أجلسه إلى جنبه الأيمن ، فقال له أصحابه : يا رسول الله ، ما ترى واحداً من هؤلاء إلّا بكيت (1) أو ما فيهم مَنْ تُسَرٌ برؤيته ؟

والذي بعثني واصطفاني بالرسالة على جميع البريّة ، إنّي وإيّاهم أكرم الخلق على الله عزّ وجلّ، وما على وجه الأرض أحبّ إليَّ منهم .

أمّا عليّ بن أبي طالب ، فأخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي ، وهو مولى كلّ مسلم ، وإمام كلّ مؤمن ، وقائد كلّ تقيّ، وهو وصييّ وخليفتي في أهلي وأُمّتي في حياتي وبعد موتي، محبّه محبّي ومبغضه مبغضي بولايته صارت أمّتي مرحومة ، وبعداوته صارت المخالفون له منها ملعونة .

ص: 394


1- من هنا إلى آخر هذا الحديث وقع تشويش في أوراق نسخ كتاب المحتضر المسندة ، وقد خلط هذا الحديث مع حديث آخر نقله المؤلف فيما تقدّم في الصفحة : 321. عن الأمالي للشيخ الطوسي ، وبهذا الشكل نقله المجلسي في بحار الأنوار ، فلاحظ وتدبر .

وإنّي بكيت حين ذكرت مصابه ، لأنّي ذكرت غَدْر الأُمّة به بعدي حتّى أنّه ليزال عن مقعدي وقد جعله الله تعالى له بعدي ، ثمّ لا يزال الأمر به حتّى يُضْرَب على قرنه - أى على هامته - ضربةً تُخضَب منها لحيته في أفضل الشهور ( شَهرُ رَمَضانَ الذي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنَ هُدى للناس وبَيِّنَاتِ مِنَ الهُدَى والفُرقان ) (1).

وأمّا فاطمة ، فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، وهي بضعة منّي ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسيّة ، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، يقول الله عزّ وجلّ لملائكته :

يا ملائكتي ، انظروا إلى أمّتي سيّدة إمائي قائمةً بين يدي، ترعد فرائصها من خشيتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أشهدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النار .

وإنّي لمّا رأيتها ذكرت ما يُصنَع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الأوّل والثاني(2) بيتها، وانتُهكت حرمتها، وغُصب حقّها، ومُنع إرثها، وكُسر جنبها، وأسقط جنينها، وهي تنادي : وامحمّداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تذكر انقطاع الوحي عنها مرّة ، وتذكر فراقي أخرى، وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي - التي كانت تستمع إليه إذا لهجت بالقرآن -.

ثمّ ترى نفسها ذليلةً بعد أن كانت في أيّام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة فتناديها بما نادت به مریم بنت عمران ، فتقول(3) : يا فاطمة ،

ص: 395


1- سورة البقرة 2 : 185 .
2- في بعض المصادر : قد دخل الذلّ بيتها ) .
3- في بعض المصادر زيادة : ( يا فاطمة ( إنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وأصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ )) ، وهي آية 42 من سورة آل عمران.

اقتي لِرَبِّكِ واسجدي واركعي مَعَ الرَاكِعين )(1) .

ثمّ يبتدىء بها الوَجَع فتَمْرض ، فيبعث الله تعالى إليها مريم بنت عمران وتؤنسها في علّتها ، فتقول عند ذلك : ياربّ ، قد سئمت الحياة وتبرّمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي.

فتقدم علىَّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللّهمّ العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذل من أذلّها ، وخلّد في النار من ضرب جنبها حتّى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين .

وأمّا الحسن ، فإنّه ابني وولدي منّي وقرّة عيني وضياء قلبي، وثمرة فؤادي ، وهو سيّد شباب أهل الجنّة ، وحجّة الله تعالى على الأمّة ، أمره أمري وقوله قولي ، من تبعه فإنّه منّي ، ومن عصاه فإنّه ليس منّي .

وإنّي لمّا نظرت إليه ذكرت ما يجري عليه من الذلّ بعدي ، فلا يزال الأمر به حتّى يقتل بالسمّ ظُلماً وعدواناً ، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ، ويبكيه كلّ شيء حتّى الطير في جوّ السماء، والحيتان في جوف الماء، فمن بكى عليه لم تَعْمَ عينه أبداً يوم تَعْمَى العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقعته(2) ثبت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام .

وأمّا الحسين ، فإنّه منّى وهو ابنى ،وولدي ، وخير الخلق بعد أخيه، إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وغياث المستغيثين، وكهف المستجيرين، وحجّة الله على خلقه أجمعين، وهو سيّد شباب أهل الجنّة

ص: 396


1- سورة آل عمران 3: 43.
2- في الأمالي : ( بقيعه ) .

وباب نجاة الأمّة ، أمره أمري ، وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنّه منّي ، ومن عصاه فليس منّي .

وإنّي لمّا رأيته تذكّرت ما يُصنَع به بعدي ، وكأنّي به وقد استجار بحرمي وقبري فلا يجار، فأضُمّه فى منامه إلى صدري وآمره بالرحلة عن دار هجرتى ، وأبشّره بالشهادة ، فيرتحل منها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كربلاء ، فتنصره عصابة من المسلمين ، أولئك من سادة شهدائي يوم القيامة .

وكأنّي أنظر إليه : وقد رُمي بسهم في نحره، فيخرّ عن فرسه صريعاً، ثمّ يُذبح - كما يُذبح الكبش - مظلوماً » ثمّ بكى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(1) وقال : «اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي من بعدي» ودخل منزله (2).

374 - ومن كتاب «أمالي الصدوق ابن بابويه» : يرفعه إلى جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام ، قال : «قال أمير المؤمنين علیه السلام على منبر الكوفة : أيّها الناس ، إنّه كان لي من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عشر خصال هي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عليّ ، أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلائق إلىّ يوم القيامة في الموقف بين يدى الجبّار ، ومنزلك فى الجنّة مواجه منزلى كما يتواجه منازل الإخوان في الله عزّ وجلّ، وأنت الوارث منّي ، وأنت الوصي من بعدي في

ص: 397


1- في الأمالي زيادة : ( وبكى من حوله وارتفعت أصواتهم بالضجيج ) .
2- نقله المجلسي في بحار الأنوار :28 43/82 عن المحتضر، وأورد صدر الحديث إلى قوله : «يا رسول الله ، ما ترى واحداً من هؤلاء إلا بكيت»، وباقي الحديث خلط - في نسخة العلامة المجلسي من المحتضر - مع رواية من كتاب الأمالي الذي تقدّم في هذا الكتاب . وأسنده الصدوق في الأمالي : 175 صدر حدیث ،2، الطبري في بشارة المصطفى : 6/306 ، الديلمي في إرشاد القلوب : 295 ، ابن شاذان في الفضائل : 5/21 .

عِداتي وأسرتي ، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي [ وأنت الإمام لأُمّتي والقائم بالقسط في رعيّتي](1) وأنت ولیّي ، ووليّي وليّ الله ، وعدوّك عدوّي ، وعدوّي عدوّ الله»(2) .

375 - وممّا رواه زيد بن شراحيل الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «أخبروني بأفضلكم ؟ قالوا : أنت يا رسول الله ، قال : صدقتم أنا أفضلكم ، ولكن أُخبركم بأفضل أفضلكم أقدمكم سلماً ، وأكثركم علماً ، وأعظمكم حلماً عليّ بن أبي طالب علیه السلام .

والله ما استودعت علماً إلّا وقد أودعته ، ولا علّمت شيئاً إلا وقد علّمته ، ولا أُمرت بشيء إلّا وقد أمرته [به]، ولا وكّلت بشيءٍ إلّا وقد وكّلته به ، ألا وإنّي قد جعلت أمر نسائي بيده وهو خليفتي عليكم بعدي، فإن أشهدكم فاشهدوا له»(3).

376 - وروي عن الإمام عليّ بن موسى الرضا علیه السلام - في حديث طويل - يرويه عن آبائه الطاهرين ، عن مولانا أمير المؤمنين علیه السلام ، يقول في آخره: «وإن شئتم أخبرتكم بما هو أعظم من ذلك» قالوا : فافعل ، قال علیه السلام : «كنت ذات ليلة تحت سقيفة مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وإنّي لأحصي ستّاً وستّين وطأة من الملائكة ، كلّ

ص: 398


1- ما بين المعقوفتين أثبتناه من بعض المصادر .
2- لم نعثر عليه في أمالي الصدوق، بل وجدناه في أمالي الطوسي : 31/193 وعنه في بحار الأنوار 8: 149/185 و 38: 130/155 ، المفيد في الأمالي : 4/174 وعنه في بحار الأنوار 38: 91/135، الطبري في بشارة المصطفى : 133/167 ، ابن طاوس في التحصين : 617 / باب 14 ، وأورده باختلاف يسير الإربلي في كشف الغمة 1: 384، وبألفاظ متفاوتة أورده الصدوق في الخصال: 6/428-9.
3- نقله عن المحتضر العلامة المجلسي في بحار الأنوار 26 : 149/66 ، عن كتاب منهج التحقيق .

وطأة من الملائكة أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم وأسمائهم ووطئهم ، فبهتوا من ذلك وانصرفوا»(1).

377 - و من كتاب «الآل» (2) لابن خالويه ، يرفعه إلى أبان بن تغلب ، قال : حدّثني مولاي أبو محمّد الحسن بن عليّ، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : لمّا خلق الله تعالى آدم وحواء تبخترا في الجنّة ، فقال آدم لحوّاء : ما خلق الله خلقاً هو أحسن منّا ، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى جبرئيل علیه السلام : ائتني بعبدتي التي في جنّة الفردوس الأعلى . فلمّا دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك(3) من درانيك الجنّة، على رأسها تاج من نور، وفي أُذنيها قرطان من نور، قد أشرقت الجنان من حسن وجهها .

فقال آدم : حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها ؟ فقال : هذه فاطمة بنت محمّد نبيّ من ولدك ، يكون في آخر الزمان ، قال : فما هذا التاج الذي على رأسها ؟ قال : بعلها عليّ بن أبي طالب ، قال : فما القرطان اللذان في أذنيها ؟ قال : ولداها الحسن والحسين ، قال : حبيبي جبرئيل ، أخُلقوا قبلي ؟ ! قال : هم موجودون في غامض علم الله عزّ وجلّ قبل

ص: 399


1- أورده الراوندي في الخرائج والجرائح 1 194/ذيل حديث 29 وعنه في بحار الأنوار 41: 197/ذيل حديث 9 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 26: 47/85 ، ولم ترد هذه الجملة فبهتوا من ذلك وانصرفوا في المصادر .
2- في النسخ وبعض المصادر : ( الأول ) ، والصحيح ما أثبتناه .
3- الدرنوك: ضرب من البُسُط ذُو خَمل (الصحاح 4 : 1583 - درنك).

أن تُخلق بأربعة آلاف سنة» (1).

378 - وروي عن أبي جعفر علیه السلام أنّه قال في حقّ فاطمة صلوات الله عليها : «والله لقد فطمها الله عزّ وجلّ بالعلم وعن الطمث في الميثاق» (2).

379 - وروي أنّ فاطمة علیها السلام لمّا توفّي أبوها صلی الله علیه وآله وسلم ، قالت لأمير المؤمنين علیه السلام : إنِّي لأسمع من يحدّثني بأشياء ووقائع تكون في ذرّيتي ، قال : فإذا سمعتيه فأمليه عليّ فصارت تمليه عليه وهو يكتبه(3).

380 - وروي : أنّه بقدر القرآن ثلاث مرّات، ليس فيه شيء من القرآن ، فلمّا كمّله سمّاه : مصحف فاطمة ؛ لأنّها كانت محدّثة تحدّثها الملائكة(4).

381 - وروي عن مولانا جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: يا فاطمة ، أتدرين لم سُمّيتِ فاطمة ؟ فقال عليّ علیه السلام : يا رسول الله ، لم سُمّيت ؟

ص: 400


1- أورده الإربلي في كشف الغمّة 1 : 456 وعنه في بحار الأنوار 43: 52، ونقله النباطي في الصراط المستقيم 1: 209 ، عن كتاب الآل ونسبه إلى ابن ماجيلويه ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25 8/5 عن كتاب الآل لابن خالويه ، يرفعه إلى أبي محمّد العسكري علیه السلام عن آبائه علیهم السلام، والبحراني في حلية الأبرار 1: 221 ، عن السيّد ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري في كتاب منهج الحقّ واليقين في تفضيل أمير المؤمنين علیه السلام على الأنبياء والمرسلين علیهم السلام ما عدا نبيّنا صلی الله علیه وآله وسلم».
2- أورده الكليني في الكافي 1: 6/460 وعنه في مختصر البصائر : 593 ، الصدوق في علل الشرائع : 4/179 وعنه في مختصر البصائر : 502 وبحار الأنوار 43: 9/13 ، الإربلي في كشف الغمّة 1: 463 . والحديث عن يزيد بن عبد الملك . ويأتي مفصلاً في الصفحات الآتية.
3- أورد مضمونه الكليني في الكافي 1 : 2/240 و 241/ذيل حديث 5 ، الصفّار في بصائر الدرجات : 173/ ذیل حدیث 6 و 18/177 .
4- أورد مضمونه الصفّار في بصائر الدرجات: 172 ضمن حديث 3 ، الكليني في الكافي 1: 239 ضمن حديث 1 . وعنه في تأويل الآيات 1: 6/102 .

قال : لأنّها فُطمت هي وشيعتها من النار»(1) .

382 - وروي عنه علیه السلام قال :« إنّ لفاطمة علیها السلام وقفة على باب جهنّم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كلّ رجل : مؤمن أو كافر . فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النار ، فتقرأ فاطمة علیها السلام بين عينيه : محبّاً ، فتقول : إلهي وسيّدي سمّيتني فاطمة ، وفطمت بي من تولّاني وتولّى ذريّتي من النار ، ووعدك الحقّ وأنت لا تخلف الميعاد ».

فيقول الله عزّ وجلّ : صدقت يا فاطمة إنّي سمّيتك فاطمة وفطمت بك من أحبّك وتولّاك، وأحبّ ذريّتك وتولّاهم من النار ، ووعدي الحقّ وأنا(2) لا أُخلف الميعاد ، وأنا أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفّعك ؛ فيتبيّن(3) لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف ، موقفك منّي ومكانك عندي ، فمن قرأتِ بين عينيه مؤمناً أو محبّاً فخذي بيده وأدخليه الجنّة» (4).

383 - وسئل النبيّ صلى الله عليه وسلم : لِمَ سَمّيت فاطمة الزهراء ؟ فقال : «لأنّ الله عزّ وجلّ خلقها من نور عظمته ، فأضاءت السماوات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ،

ص: 401


1- أورده الصدوق في علل الشرائع : 5/179 وعنه في بحار الأنوار 43: 10/14، وعيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 336/72 ، وفيه : قال ابن عباس لمعاوية : أتدري لم سمّيت فاطمة فاطمة ؟ ! وعنه في بحار الأنوار 43: 3/12 ، ابن شهر آشوب في المناقب :3 377 ، وفيه : قال النبيّ لعليّ علیه السلام : هل تدري لم سمّيت فاطمة ؟! وعنه في بحار الأنوار 43: 14/15 ، الإربلي في كشف الغمة 1: 463 ، ذخائر العقبى : 26 ، ينابيع المودة 2 : 352/120 .
2- في «د» : ( وإنّي ) .
3- في بعض المصادر : ( ليتبيّن).
4- أورده الصدوق في علل الشرائع : 7179 وعنه في بحار الأنوار 8: 58/51 و 43: 11/14، الإربلي كشف الغمّة 1: 463 - 464. والحديث عن محمّد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام.

وخرّت الملائكة الله ساجدين ، وقالوا : إلهنا وسيدنا ما هذا النور ؟

فأوحى الله عزّ وجلّ إليهم : هذا نور من نوري ، أسكنته في سمائي، وخلقته من عظمتي ، أخرجه من صلب نبيّ من أنبيائي، أفضّله على جميع الأنبياء(1) ، وأُخرج من ذلك النور أئمّة يقومون بأمري، ويهدون إلى حقّي، وأجعلهم خلفاء في أرضي بعد انقضاء وحيي»(2) .

384 - ومن كتاب «الفردوس» رواه عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أنّه قال : «لولا عليّ لم يكن لفاطمة كفؤ » (3).

385 - ومنه : يرفعه بإسناده عن ابن عبّاس رضي الله عنه ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «يا عليّ ، إن الله عزّ وجلّ زوّجك فاطمة ، وجعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً»(4) .

ص: 402


1- في «س» «ص» «م»: (أنبيائي).
2- لم نعثر على هذا النصّ عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم، بل وجدناه عن جابر، عن أبي عبد الله علیه السلام في الإمامة والتبصرة: 144/133، وعلل الشرائع: 1/179 وعنه في بحار الأنوار 43: 5/12، الجواهر السنية في الأحاديث القدسية: 187، وذكرها رضي الدين الحلي في العدد القوية: 227. من دون ذكر أيّ سند ، وسيأتي عن أبي جعفر علیه السلام .
3- فردوس الأخبار :3: 5130/373، وفيه: لو لم يُخلق عليّ ما كان لفاطمة كفؤ وعنه الإربلي في كشف الغمّة 1: 472 وعنه في بحار الأنوار 43: 37/141 ، وأورده بألفاظ متفاوتة الطوسي في التهذيب :7 90/470 ، وعنه في الفصول المهمّة للحرّ العاملي 8/407:1، ابن شهر آشوب في المناقب 2 : 207 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 146 ، ونقله المجلسي عن مصباح الأنوار والمحتضر في بحار الأنوار 43: 49/145 .
4- فردوس الأخبار 5: 8310/319 وعنه في بحار الأنوار :37: 70 و 40 : 78 وعنه الإربلي في كشف الغمّة 1: 472 وعنه في بحار الأنوار 43: 141/ذیل حدیث ،37 ابن طاوس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1 : 353/366 ، الخوارزمي في المناقب : 345/328 .

386 - وروي : أنّ أمير المؤمنين علیه السلام سأل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، فقال : «يا رسول الله ، أنا أحبّ إليك أم فاطمة ؟ فقال له صلی الله علیه وآله وسلم : أنت عندي أعزّ منها ، وهي أحبّ إليّ منك» (1).

387 - ومن كتاب أبي إسحاق الثعلبي ، عن مجاهد ، قال : خرج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقد أخذ بيد فاطمة علیه السلام وقال : «من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي : فاطمة بنت محمّد ، وهي بضعة مني، وهي قلبي الذي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله » (2).

388 - وروى الخوارزمي ، عن أبي العلاء الحافظ الهمداني ، يرفعه إلى الحسن ابن عليّ علیهما السلام ، قال : «بينا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في بيت أُمّ سلمة إذ هبط عليه ملك له عشرون رأساً ، في كلّ رأس ألف لسان ، يسبّح الله ويقدّسه بلغة لا تشبه الأُخرى، فحسب النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أنّه جبرئيل ، فقال : يا جبرئيل، لم تأتني في مثل هذه الصورة قط ! فقال : ما أنا جبرئيل ، أنا صرصائيل(3) ، بعثني الله إليك لتزوّج النور من النور ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: مَن ممّن ؟ فقال : ابنتك فاطمة من عليّ علیهما السلام ، بشهادة

ص: 403


1- ورد الحديث تارة كما في المتن وأُخرى ضمن حديث وقد رواه الخاصّ والعامّ : الإربلي في كشف الغمّة 1: 462 ، الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 1047/541:2 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 379، الطبرسي في إعلام الورى 1: 295 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 407 ، أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 1076/631 ، النسائي في خصائص أمير المؤمنين علیه السلام : 146/155 ، ابن عساكر في تاريخ دمشق 42: 124 ، الحميدي في المسند 1 : 38/23 ، ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ : 275 ، المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : 29 ، البيهقي في السنن الكبرى 5: 8531/150 ، ابن شاهين في المنتقى من فضائل فاطمة الزهراء علیها السلام الرسالة الأولى : 20/20 .
2- أورده الإربلي في كشف الغمّة 1: 467 وعنه في بحار الأنوار 43: 54 ، ابن الصباغ في الفصول المهمّة : 146 .
3- في « د » : ( صر صابيل ) وكذالك في المواضع التالية .

جبرئيل وميكائيل وصرصائيل .

قال : فنظر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم و إذا بين كتفي صر صائيل : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليّ ابن أبي طالب مقيم الحجّة ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: يا صرصائيل، منذ كم هذا كتب بين كتفيك ؟ قال : من قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم باثني عشر ألف عام»(1) .

389 - وروي الحديث عن أبي الحسن الرضا علیه السلام رواه الصدوق محمّد بن بابويه في الرواه كتاب «عيون الأخبار»، عن أبي محمّد جعفر بن نعيم، عن أحمد بن إدريس ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ ابن موسى الرضا، عن أبيه ، عن آبائه علیهم السلام ، عن عليّ علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: يا عليّ ، لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا : خطبنا إليك

: ابنتك فمنعتنا وزوّجت عليّاً ؟ ! ، فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوّجته ، بل الله منعكم وزوّجه ، فهبط علىَّ جبرئيل علیه السلام فقال : يا محمّد ، الله يقرؤك السلام ويقول : لو لم أخلق عليّاً ما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض»(2) .

ص: 404


1- المناقب للخوارزمي: 360/340، وفيه عن الإمام الحسين علیه السلام ، وعنه الإربلي في كشف الغمة 1: 352 وعنه بحار الأنوار 43: 31/123 وأورده ابن شاذان في مائة منقبة: 15/61 وعنه في مدينة المعاجز 2 : 639/410 وأورده ابن المغازلي في المناقب : 3967344: عن أنس باختلاف وزيادة ، وفيه : (محمود) بدلاً من: (صرصائيل) ، وعنه ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : 1/288 . وأورده الصدوق في الخصال : 17/640 ، والأمالي : 19/688 ، ومعاني الأخبار : 1/103 ، عن الإمام الكاظم علیه السلام ، باختلاف واختصار .
2- أورده الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 3/225 وعنه في بحار الأنوار 43: 3/92 والفصول المهمّة للحرّ العاملي 1: 9/408. وفيها زيادة في آخر الحديث آدم فمن دونه .

حدیث تزويج الطاهرة البتول فاطمة الزهراء من عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما وسلامه وما خصهما الله سبحانه به من لطفه وعنايته وكرامته وآتاهما مالم يؤت أحداً من العالمين .

390 - روی محمّد بن عليّ الصدوق في كتاب «عيون الأخبار»، عن أبي الحسين محمّد بن علىّ بن الشاه - بمرو الرود - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن المظفّر بن الحسين قال حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريا البصري، قال: حدّثني محمّد بن سابق ، قال: حدّثنا عليّ بن موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام ، قال : «قال عليّ بن أبي طالب علیه السلام : لقد هممت بالتزويج، فلم أجترىء أن أذكر ذلك لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وأنّ ذلك اختلج في صدري ليلي ونهاري ، حتّى دخلت على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، فقال لي: يا علىّ قلت : لبّيك يا رسول الله ، فقال : هل لك في التزويج ؟ قلت : رسول الله أعلم ، وظننت أنّه يريد أن يزوّجني بعض نساء قريش ، وإنّي لخائف على فوت فاطمة علیها السلام ، فما شعرت بشيء حتّى دعاني رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فأتيته في بيت أمّ سلمة .

فلمّا نظر إليَّ، تهلّل وجهه وتبسّم (1) ، حتّى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق ،

ص: 405


1- قوله : ( وتبسّم ) لم يرد في «ص » « س » « م » « ر » .

فقال لي : يا عليّ، أبشر فإنّ الله تعالى قد كفاني ما كان همّني من أمر تزويجك ، قلت : وكيف كان ذلك يا رسول الله ؟ قال : أتاني جبرئيل علیه السلام ومعه من سنبل الجنّة وقرنفلها فناولنيهما، فأخذتها وشممتهما، وقلت : يا جبرئیل، ما سبب هذا السنبل والقرنفل ؟

فقال : إنّ الله تعالى أمر سكّان الجنان - من الملائكة - ومن فيها أن يزيّنوا الجنان كلّها ، بمغارسها وأنهارها وثمارها وأشجارها وقصورها ، وأمر ريحاً فهبّت بأنواع العطر والطيب، وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه (1) وطس وحم عسق .

ثمّ أمر الله عزّ وجلّ منادياً فنادى : ألا يا ملائكتي وسكّان جنّتي ، اشهدوا أنّي قد زوّجت فاطمة بنت محمّد من عليّ بن أبي طالب رضىّ منّي بعضهما البعض.

ثمّ أمر الله تبارك وتعالى ملكاً من ملائكة (2) الجنّة يقال له راحيل، وليس في الملائكة أبلغ منه ، فخطب بخطبة لم يخطب بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض.

ثمّ أمر منادياً فنادى : يا ملائكتي وسكّان جنّتي ، باركوا على عليّ بن أبي طالب - حبیب محمّد وفاطمة بنت محمّد ، فإنّي قد باركت عليها ، فقال راحيل : يا ربّ، وما بركتك عليهما أكثر ممّا رأينا لهما في جنانك ودارك ؟

فقال الله تعالى : يا راحيل ، إنّ من بركتي عليها أن أجمعها على محبّتي ، وأجعلهما حجّتي على خلق، وعزّتي وجلالي لأخلقنّ منهما خلقاً ، ولأُنشئنّ منهما ذرّيّة ، أجعلهم خزّاني في أرضي ، ومعادن لحكمتي (3) ، بهم أحتجّ على خلقي بعد النبييّن والمرسلين .

ص: 406


1- في «ص» زيادة: ( ويس).
2- في «ص » «ر» «س» «م» : ( الملائكة في ) بدلاً من : ( ملائكة ) .
3- في الأمالي وروضة الواعظين : (لعلمي)، وفي العيون : (لحكمي ).

فأبشر يا عليّ، إنّي قد زوّجتك ابنتي فاطمة على ما زوّجك الرحمن ، وقد رضيت لها بما رضي الله لها ، فدونك أهلك فإنّك أحقّ بها منّي .

ولقد أخبرني جبرئيل علیه السلام : إنّ الجنّة وأهلها مشتاقون إليكما، ولولا أنّ الله تعالى أراد أن يتّخذ منكما ما يتّخذ به على الخلق حجّة ؛ لأجاب فيكما الجنّة وأهلها ، فنعم الأخ أنت، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت ، وكفاك برضا الله عزّ وجلّ رضىّ .

فقال عليّ علیه السلام : (ربِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ )(1) فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : آمین»(2).

391 - ومنه : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأشناني الرازي ، عن عليّ بن محمّد بن(3) مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفرّاء، عن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام ، قال :« حدّثني أبي، عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أتاني ملك ، فقال : يا محمّد إنّ الله يقرأ عليك السلام ويقول لك : زوّجت فاطمة من عليّ، فزوّجها منه ، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدرّ والياقوت والمرجان، وأنّ أهل السماء قد فرحوا بذلك .

وسيولد منهما ولدان ، سيّدا شباب أهل الجنّة ، وبهما تزيّن أهل الجنّة ، فأبشر

ص: 407


1- سورة الأحقاف 46 : 15 .
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 1/222، وأورده في الأمالي : 1/653 وعنه في بحار الأنوار 43: 12/101 ، فرات الكوفي في تفسيره : 1/413 ، الطبري في دلائل الإمامة : 23/85 وعنه في مدينة المعاجز 2 : 586/327 وبحار الأنوار 104: 53/87 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 144 .
3- في «ص » « ر » زيادة : ( مهران ) .

يا محمّد ، فإنّك خير الأوّلين والآخرين»(1) .

392 - ومن كتاب «المعراج» للصدوق محمّد بن بابويه ، حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن معبد، عن أحمد بن عمر ، عن زيد النقّاب ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يكثر تقبيل فاطمة علیها السلام، فعاتبته على ذلك (2) عائشة ، فقالت : يا رسول الله ، إنّك لتكثر تقبيل فاطمة ! فقال صلی الله علیه وآله وسلم لها : إنّه لمّا عُرج بي إلى السماء ، مرّ بي جبرئيل على شجرة طوبى ، فناولني من ثمرها فأكلته ، فحوّل الله ذلك ماء إلى ظهري ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فما قبّلتها إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها» (3).

393 - ومنه : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، عن الحسن بن علىّ، عن محمّد بن زكريّا ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة الكندي، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قيل يا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: إنّك تلثم فاطمة وتكثر منها وتدنيها منك ما لا تفعله بأحد من بناتك ! فقال صلی الله علیه وآله وسلم : «إنّ جبرئيل علیه السلام أتاني بتفاحة من تفّاح الجنّة ، فأكلتها فتحوّلت ماءً في صلبي ، ثمّ

ص: 408


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 12/27 ، وعنه في بحار الأنوار 43: 17/105 ، وأورده الخوارزمي في المناقب : 363/342 ، وعنه الإربلي في كشف الغمّة 1: 353 المحب الطبري في ذخائر العقبى : 32.
2- في تفسير القمّي: (فغضبت من ذلك عائشة) .
3- المصدر غير مطبوع أورده القمي في تفسيره 1: 22 وعنه في بحار الأنوار 8 10/120 و 18: 16/364 و 43: 676 ، العياشي في تفسيره 2 : 46/212 . وباختلاف الطبرسي في إعلام الورى 1: 296 . ونقله المجلسي في بحار الأنوار 18 27/315، عن المحتضر، عن كتاب المعراج .

واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فأنا أشتم منها رائحة الجنّة»(1).

394 - وبهذا الإسناد : عن محمّد بن زكريّا ، عن عثمان بن عمران (2) ، عن عبيد الله ابن موسى العبسي، عن جبلّة المكّى، عن طاوس اليماني ، عن ابن عبّاس ، قال : دخلت عائشة على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو يقبّل فاطمة ، فقالت له : أتحبّها يا رسول الله ؟ قال : «أما والله لو علمت حبّي لها لازددت لها حبّاً .

إنّه لمّا عرج بي إلى السماء الرابعة ، أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل ، ثمّ قيل لي : أدن يا محمّد ، فقلت : أتقدّم وأنت بحضرتي يا جبرئيل ، قال : نعم ، إنّ الله عزّ وجلّ فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، وفضّلك أنت خاصّة ، فدنوت فصلّيت بأهل السماء الرابعة .

ثمّ التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم علیه السلام في روضة من رياض الجنّة ، قد اكتنفه جماعة من الملائكة، ثمّ إنّي صرت إلى السماء السادسة (3) ، فنوديت : يا محمّد ، نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ.

فلمّا وصلت إلى الحجب أخذ بيدي جبرئيل علیه السلام فأدخلني الجنّة ، فإذا أنا بشجرة من نور ، في أصلها ملكان يطويان الحلي والحلل ، فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة ؟ فقال : هذه لأخيك عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، وهذان الملكان يطويان له الحلى والحلل إلى يوم القيامة .

ثمّ تقدّمت أمامي فإذا أنا برُطَب ألين من الزبد ، وأطيب رائحة من المسك ،

ص: 409


1- المصدر غير مطبوع، أورده الصدوق في علل الشرائع : 1/183 وعنه في بحار الأنوار 43: 45 ، الطبري في دلائل الامامة : 54/146 ، ونوادر المعجزات : 17/99 .
2- في العلل: عمر بن عمران .
3- في العلل زيادة : ( إلى السماء الخامسة ومنها إلى السماء السادسة ) .

وأحلى من العسل ، فأخذت رطبة فأكلتها ، فتحوّلت الرطبة نطفة في صلبي ، فلمّا أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسيّة ، فإذا اشتقت إلى الجنّة شممت رائحة فاطمة علیها السلام»(1) .

395 - و من كتاب «أمالي الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله» : حدِثنا جماعة ، عن أبي غالب الزراري، عن محمِد بن يعقوب ، عن عدِة من أصحابه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سمعته يقول: «لولا أنّ الله خلق عليّاً أمير المؤمنين لفاطمة علیها السلام ، ما كان لها كفؤ على وجه الأرض» (2) .

396- ومنه : حدّثنا جماعة ، عن أبي غالب ، عن خاله ، عن الأشعري ، عن أبي عبد الله ، عن منصور بن العبّاس، عن إسماعيل بن سهل الكاتب، عن أبي طالب الغنوي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «حرّم الله تعالى النساء على عليّ صلوات الله عليه مادامت فاطمة علیها السلام حيّة» قلت : وكيف ؟ قال: «لأنّها كانت طاهرة لا تحيض»(3).

397- ومنه : بإسناده يرفعه إلى سعد بن أبي وقّاص ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

ص: 410


1- أورده الصدوق في علل الشرائع : 2/183 وعنه في بحار الأنوار 18 : 61/350 و 43: 5/5 ، الطبري في دلائل الامامة : 55/146 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 18: 351، عن المحتضر، عن كتاب المعراج .
2- أمالي الطوسي: 15/43 وعنه في بحار الأنوار 43: 797 ، وأورده الكليني في الكافي 1: 10/461، الطبري في بشارة المصطفى : 3/410 ، الإربلي في كشف الغّمة 1: 463 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 103 17/375، عن مصباح الأنوار .
3- أورده الطوسي في الأمالي : 17/43 وعنه في بحار الأنوار 43: 12/153 ، الطبري في بشارة المصطفی : 23/381 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 378.

يقول : « فاطمة بضعة منّى ، من سرّها(1) فقد سرّني ، ومن ساءها فقد ساءني ، فاطمة أعزّ البريّة عليَّ»(2) .

398 - ومنه : يرفع الإسناد عن الضحّاك بن مزاحم(3) ، قال : سمعت عليّ بن أبي طالب علیه السلام يقول : «أتاني أبو بكر وعمر ، فقالا : لو أتيت رسول الله فذكرت له فاطمة ، قال : «فأتيته ، فلمّا رآني رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، ضحك ، ثمّ قال : ما جاء بك يا أبا الحسن وما حاجتك ؟ قال : فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له و جهادي ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم : يا علي صدقت ، وأنت أفضل ممّا تذكر فقلت يا رسول الله فاطمة أتزوّجنيها.

فقال : يا عليّ، إنَّه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرت ذلك لها ، فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتّى أخرج إليك ، فدخل عليها فقامت إليه ، فأخذت رداءه ونزعت نعليه ، وأتته بوضوء فوضّأته بيدها ، وغسلت رجليه ثمّ قعدت ، فقال لها : يا فاطمة ، قالت : لبيك لبيك حاجتك يا رسول الله ، قال : إنّ عليّ بن أبي طالب ممّن قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإنّي قد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه ، وأحبّهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين ؟ فسكتت ولم تولّ وجهها ، ولم ير رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فيه كراهة ، فخرج وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها ،

ص: 411


1- في «ص» «س» « م » « ر» : ( أسرّها ) بدلاً من (سرّها).
2- أمالي الطوسي: 30/24 ، وأورده المفيد في الأمالي 2/259، الطبري في بشارة المصطفى : 63/119 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 380 وعنه في بحار الأنوار :43 41/39.
3- الضحاك بن مزاحم : الخراساني، أصله من الكوفة ، تابعي ، من أصحاب الإمام السجّاد علیه السلام،رجال الطوسي : 1/94 .

فأتاه جبرئيل علیه السلام ، فقال : يا محمّد ، زوّجها عليّ بن أبي طالب ، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها .

قال : فزوّجني رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ثمّ أتى فأخذ بيدي فقال : قم ، بسم الله ، وقل : على بركة الله ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله توكّلت على الله .

ثمّ جاء بي حتّى أقعدني عندها علیهما السلام . ثمّ قال : اللّهمّ إنّهما أحبّ خلقك إليَّ فأحبّهما وبارك لي في ذرّيتهما ، واجعل عليهما منك حافظاً ، وإنِّي أُعيذهما بك وذرّيتهما من الشيطان الرجيم».

399 - ومنه : يرفع الإسناد إلى إبراهيم المروزي ، قال : حدّثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لمّا زوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة من عليّ علیهما السلام ، أتاه ناس من قريش، فقالوا : إنّك زوجت عليّاً بمهر خسيس فقال له : «ما أنا زوجت عليّاً ، ولكن الله زوجه بها ، ليلة أُسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله عزّ وجلّ إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، فنثرت الدرّ والجواهر والمرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهنّ يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمّد علیهما السلام» (1).

فلمّا كانت ليلة الزفاف أتى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة ، فقال لفاطمة علیها السلام :« اركبي» وأمر سلمان يقودها والنبيّ صلى الله عليه وسلم يسوقها ، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبيّ صلی الله علیه وآله وسلموجبة(2) ، فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفاً ،

ص: 412


1- أمالي الطوسي : 13/39 وعنه في وسائل الشيعة 20: 3/275 وبحار الأنوار 43: 4/93، الطبري في بشارة المصطفى : 19/401 .
2- الوجبة : السقطة مع الهدّة (الصحاح 1: 232 - وجب).

وميكائيل في سبعين ألفاً .

فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم :« ما أهبطكم إلى الأرض ؟» فقالوا : جئنا نزفّ فاطمة الزهراء إلى زوجها عليّ بن أبي طالب، فكبّر جبرئيل وكبّر ميكائيل وكبّرت الملائكة وكبّر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة (1).

400 - ومنه : في الجزء الثالث عشر بهذا الإسناد، عن امرأة سألت أبا جعفر علیه السلام فقالت : أصلحك الله إنّي متبتّلة ، فقال لها : «وما التبتّل عندك ؟» قالت : لا أريد التزويج أبداً ، قال : «ولم ؟» قالت : ألتمس في ذلك البركة والفضل ، فقال : «انصر في فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة أحقّ به منك ، إنّه ليس أحد يسبقها الجنّة»(2). 401 - ومن كتاب «الكافي» لمحمّد بن يعقوب الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد ابن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك(3) ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « لمّا وُلدت فاطمة علیها السلام أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملك ، فأنطق به لسان محمّد صلی الله علیه وآله وسلم فسمّاها فاطمة . ثمّ قال : قد فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث .

ثمّ قال أبو جعفر علیه السلام : والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث في الميثاق» (4) .

ص: 413


1- أمالي الطوسي : 2/257 ، وأورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 3: 1/253 ، الطبري في نوادر المعجزات : 14/94 ، بتفصيل ، البحراني في مدينة المعاجز 2 593/347 وعنه في مستدرك الوسائل 7/196:14 ، عن كتاب مسند فاطمة علیها السلام ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 127:42.
2- أمالي الطوسي : 46/370 وعنه في بحار الأنوار 103: 13/219، وأورده الكليني في الكافي : 3/509، عن أبي عبد الله علیه السلام وعنه في الوسائل 20 2/165 ، وعن أبي عبد الله علیه السلام في عوالى اللئالي 140/311:3 . وفي الكلّ: (الفضل) بدل (الجنّة) .
3- في « د » : ( عبد الجليل ) .
4- تقدّم في الصفحة : 400 .

402 - ومن كتاب «الأمالي» أيضاً : يرفع الحديث إلى عيسى بن عبد الله بن محمّد ابن عمر بن عليّ ، قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ علیه السلام قال : «جاء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات ليلة يطلبني ، فقال : أين أخي يا أُمّ أيمن ؟ قالت : ومن أخوك ؟ قال : عليّ بن أبي طالب ، قالت : يا رسول الله ، تزوّجه ابنتك وهو أخوك ؟ ! قال : نعم ، أما والله يا أمّ أيمن لقد زوّجتها كفؤاً شريفاً وجيهاً في الدنيا والآخرة»(1) . 403 - ومن كتاب «كشف الغمّة» : نقله من كتاب «الآل»(2) عن بلال بن حمامة (3)، قال : طلع علينا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم متبسّماً يضحك ، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف ، فقال : بأبي وأمّى يا رسول الله ، ما الذي أضحكك ؟ قال : «بشارة أتتني من ، عند الله في ابن عمّي وأخي وابنتي، أنّ الله تعالى لمّا زوّج فاطمة أمر رضوان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقاً - يعني بذلك صكاكاً وهي جمع صكّ وهو الكتاب - بعدد محبّينا أهل البيت .

ثمّ أنشأ من تحتها ملائكة من نور، فأخذ كلّ ملك رقاً ، فإذا استوت القيامة بأهلها ماجت الملائكة في الخلائق ، فلا يلقون محبّاً لنا أهل البيت محضاً إلّا أعطوه رقّاً فيه براءة من النار ، فنثار أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب نساء ورجال من أُمّتي من النار»(4).

ص: 414


1- أمالي الطوسي: 74/354 وعنه في بحار الأنوار 43: 18/105 ، بزيادة ومن المقرّبين، وأورده الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 1: 228/310 .
2- في النسخ والمصدر : (الأول) ، وما أثبتناه هو الصحيح.
3- في «د» «س» «ص» (مالك بن خاتمة) ، وفي كشف الغمّة المورد الأوّل مالك بن حمامة. وباقي المصادر مطابقة لما في المتن ، والظاهر هو الصحيح لما ورد في أُسد الغابة 1: 492/242، وذكر الحديث فيه، وهو بلال بن رباح المؤذّن وحمامة اسم أمّه . تهذيب التهذيب 1: 931/441 .
4- كشف الغمّة 1: 92 ، عن كتاب الآل و 352 ، عن كتاب المناقب، وباختلاف يسير الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4: 210 ، ابن شاذان في مائة منقبة : 92/152 ، الخوارزمي في المناقب : 361/341 ، ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب 3: 394 وعنه في بحار الأنوار 43: 123، القطب الراوندي في الخرائج والجرائح 2 11/536 .

404 - ومنه : ابن بابويه القمّي يرفعه إلى أسماء بنت عميس ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد كنت شهدت فاطمة علیها السلام وقد ولدت بعض ولدها فلم أر لها دماً ، فقال- : «إنّ فاطمة خُلقت حوريّة في صورة إنسيّة» (1).

405 - ومنه : روي عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال : «لفاطمة علیها السلام تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ : فاطمة والصدّيقة والمباركة والطاهرة والزكيّة والرضيّة والمرضيّة والمحدَّثة والزهراء . قال علیه السلام : وسمّيت فاطمة ؛ لأنّها فطمت من البشر(2) ، ولولا عليّ علیه السلام لما كان لها كفؤ في الأرض» (3).

406 - ومنه : روي في تسميتها الزهراء علیها السلام عن أبي جعفر علیه السلام أنّه سئل لم سمّيت الزهراء ؟ قال : «لأنّ الله خلقها من نور عظمته ، فلمّا أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ، وخرّت الملائكة الله ساجدين وقالوا : إلهنا وسيّدنا ما هذا النور ؟ .

ص: 415


1- في كشف الغمّة 1: 463 وعنه في بحار الأنوار 43: 7/ذيل حديث ، وأورده الطبري في دلائل الإمامة : 56/148 ، ابن المغازلي في المناقب : 416/369 ، المحب الطبري في ذخائر العقبي : 44 ، الشيخ حسين بن عبد الوّهاب في عيون المعجزات : 58 .
2- في المصادر : الشر ، وما في المتن هو الصحيح ؛ لأنّها علیهما السلام لو لم يكن عليّ علیه السلام في الوجود لما كان لها كفوّ من البشر .
3- كشف الغمّة 1: 463، وأورده الصدوق في علل الشرائع : 3/178، والخصال : 3/414 ، والأمالي : 18/688 عن يونس بن ظبيان ، وباختلاف في ذيل الحديث وعنهم في بحار الأنوار 43: 1/10، الطبري في نوادر المعجزات : 6784 ، صدر الحديث وباختلاف في بعض الأسماء ، ودلائل الإمامة : 19/79 ، باختلاف في بعض الأسماء ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 148 ، باختلاف في ذيل الحديث ، الطبرسي في إعلام الورى 1 290 ، صدر الحديث.

فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري أسكنته في سمائي وخلقته من عظمتي أُخرجه من صلب نبيّ من أنبيائي أفضّله على جميع الأنبياء، وأخرج من ذلك النور أئمّة يقومون بأمري ويهدون إلى حقّي ، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيى»(1).

407 - ومن كتاب «الإرشاد في الوعظ» : بإسناده عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: «اهتدوا بالشمس فإذا غاب فاهتدوا بالقمر ، فإذا غاب فاهتدوا بالزهرة ، فإذا غابت فاهتدوا بالفرقدين» فقيل : يا رسول الله ، من الشمس ومن القمر ومن الزهرة ومن الفرقدان ؟ فقال: «الشمس : أنا ، والقمر علىّ، والزهرة : فاطمة ، والفرقدان : الحسن والحسين، وتسعة من ذرّيّة الحسين علیهم السلام»(2) .

408 - ومن كتاب «المعراج» تأليف الشيخ الصالح(3) : أبي [و] محمّد [بن ] الحسن رضي الله عنه(4)، قال : حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق، حدّثنا سلمة بن الخطّاب، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس بن صباح المزني، عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام ، قال: «عرج بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلّا وقد أوصى الله عزّ وجلّ

ص: 416


1- مرّ الحديث في الصفحات السابقة ، وكشف الغمّة 1 464 ، وأورده الطبري في نوادر المعجزات: 3/82، من دون ذكر بعد انقضاء وحيي ، وتقدّم عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، بل مصادره التي ذُكرت في الهامش كلها عن أبي عبد الله علیه السلام .
2- أورده الصدوق في معاني الأخبار : 2/114 وعنه في بحار الأنوار 24: 9/74، الحسكاني في شواهد التنزيل : 91/09 ، ابن شاذان في الفضائل : 201/473 . من دون ذكر وتسعة من ذريّة الحسين علیه السلام.
3- عنی به الشيخ الصدوق رحمه الله .
4- في النسخ : ( أبي محمّد الحسن ) أنظر مقدّمة الموسوعة في البحث عن كتاب المعراج.

فيها النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم بالولاية لعليّ والأئمّة علیهم السلام ، أكثر ممّا أوصاه بالفرائض»(1).

409 - ومن الكتاب أيضاً ، وروى الصدوق بإسناده عن أبي الحمراء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لمّا أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فإذا مثبت على ساق العرش الأيمن : إنّي لا إله إلّا أنا وحدي، غرست جنّة عدن بيدي ، وأسكنتها ملائكتي ، محمّد صفوتي من خلقي ، أيّدته بعليّ»(2).

410 - ومنه : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن مروان بن مسلم، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «مسطور بخطّ جليل حول العرش : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين»(3).

411 - ومنه : حدّثنا أبي رحمه الله ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن محمّد بن عيسى الدامغاني ، عن يحيى بن المغيرة، عن جرير، عن الأعمش، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : « ليلة أسري بي إلى سبع سموات أخذ

ص: 417


1- أورده الصدوق في الخصال : 3/601 وعنه في تأويل الآيات 1: 5/275 وبحار الأنوار 18: 96/378 ، عن الخصال والعلل ولم نعثر عليه في العلل ، و 23 : 4/69 وتفسير نور الثقلين 3 7/98 .
2- أورده باختلاف الإربلي في كشف الغمة 1: 329، ابن بطريق في العمدة : 28/171 والحسكاني في شواهد التنزيل :1 303/227 و 304، أبو نعيم الإصبهاني في حلية الأولياء 3: 27 ، الخوارزمي في المناقب : 326/320 ، ابن المغازلي في المناقب : 61/39 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27 : 26/11 ، عن كتاب المعراج ، و 38: 345 ، عن كشف الغمّة .
3- أورده ابن طاوس في اليقين : 189 باب 41 و 233 /باب 73 وعنه في بحار الأنوار 16 : 70/365 و 27 : 14/7 و 37 : 24/302 ، وأورده أيضاً في التحصين : 548 /باب 10 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27 : 27/11 ، عن كتاب المعراج .

بيدي حبيبي جبرئيل فأدخلني الجنّة ، فأجلسني على درنوك من درانيك الجنّة ، وناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين، فخرجت عليَّ منها جارية حوراء . فقالت : السلام عليك يا محمّد ، السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله ، فقلت : وعليكِ السلام ، من أنت يرحمك الله ؟ قالت : أنا الراضية المرضيّة، خلقنى ربّي من ثلاثة أنواع : أسفلي من المسك ، ووسطي من العنبر ، وأعلاي من الكافور ، وعجنت بماء الحيوان ، قال لي الجبّار كوني فكنت خلقني الله لأخيك وابن عمّك ووصيّك عليّ بن أبي طالب علیه السلام»(1) .

412 - ومنه : حدّثنا أبي رحمه الله ، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن عبد الله بن مهران ، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبدالملك ، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام ، قال : «لمّا صعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى السماء، صعد به على سرير من ياقوتة حمراء ، مكلّل من زبرجدة خضراء ، تحمله الملائكة ، فقال جبرئيل: يا محمّد ، أذّن ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، فقالت الملائكة : الله أكبر الله أكبر ، فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، فقالت الملائكة : نشهد أن لا إله إلّا الله ، فقال : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، فقالت الملائكة : نشهد أنّ(2) محمّداً رسول الله ، فما فعل

ص: 418


1- أورده الصدوق في الأمالي : 12/249 وعنه في بحار الأنوار 8: 162/190 و 18 : 35/332 و 40: 8/4، وعيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 7/26 ، الخوارزمي في المناقب : 288/295 ، ابن المغازلي في ال المناقب : 457/401 ، ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة 9: 280 ، الزمخشري في ربيع الأبرار 1 : 286 ، المحب الطبري في ذخائر العقبى : 90 ، السبزواري في جامع الأخبار : 3/493 ، الإربلي في كشف الغمّة 1: 138 ، عن ربيع الأبرار . وورد الحديث في صحيفة الإمام الرضا علیه السلام : 30/96 . تحقيق مدرسة الإمام المهدّي علیه السلام وأورده باختصار الكوفي مناقب امير المؤمنين علیه السلام 1: 270/344 .
2- في «د»: (أنّك).

وصيّك عليّ ؟ قال : خلّفته في أُمّتي ، فقالوا : نِعمَ الخليفة خلّفت، أما إنَّ الله عزّ وجلّ قد فرض علينا طاعته.

ثمّ صعد به إلى السماء الثانية ، فقالت الملائكة مثل ما قالت ملائكة السماء الدنيا ، فلمّا صعد به إلى السماء السابعة لقيه عيسى علیه السلام فسلّم عليه وسأله عن عليّ علیه السلام ، فقال له : خلّفته في أُمّتي ، قال : نِعمَ الخليفة خلّفت ، أما إنّ الله فرض على الملائكة طاعته ، ثمّ لقيه موسى والنبيون نبيّاً نبيّاً ، فكلّهم(1) يقول له مقالة عيسى .

ثمّ قال محمّد صلی الله علیه وآله وسلم : فأين أبي إبراهيم ؟ فقالوا له : هو مع أطفال شيعة عليّ، فدخل الجنّة ، فإذا هو تحت شجرة لها ضروع كضروع البقر ، فإذا انفلت الضرع من فم الصبيّ قام إبراهيم فردّ عليه .

فلمّا رآه إبراهيم قام إليه(2) فسلّم عليه ، وسأله عن عليّ، فقال : خلّفته في أُمّتي قال : نِعمَ الخليفة خلّفت ، أما إنّ الله فرض على الملائكة طاعته ، وهؤلاء أطفال شيعته سألت الله عزّ وجلّ أن يجعلني القائم عليهم ففعل ، وأنّ الصبيّ ليجرع الجرعة فيجد طعم ثمار الجنّة وأنهارها في تلك الجرعة»(3).

413 - ومنه : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله ، عن أبي سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي ، عن محمد بن آدم النسائي(4) ، عن أبيه آدم بن أبي إياس عن المبارك بن فضالة، عن وهب بن منبّه ، رفعه عن ابن عبّاس ، قال : قال

ص: 419


1- قوله : ( يسلّم عليه و ) لم يرد في «س» «ص» وبحار الأنوار .
2- في «س» «م» والبحار : (قال) بدلاً من (فلمّا رآه إبراهيم قام إليه) .
3- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 18 : 7/303 ، عن كتاب المعراج، وباختصار في 5: 29/19 ، عن المحتضر ، أيضاً.
4- في إكمال الدين (الشيباني).

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : « إنّه لمّا عُرج بي إلى ربّي جلّ جلاله أتاني النداء : يا محمّد ، قلت : لبّيك ربّ العظمة لبّيك ، فأوحى إليّ : يا محمّد ، فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت : إلهي لا علم لي ، فقال لي: يا محمّد هلّا اتخذت من الآدمييّن وزيراً وأخاً ووصيّاً من ، بعدك ؟ فقلت : إلهي ومن أتّخذ ؟ تخير أنت لي يا إلهي .

فأوحى إليّ : يا محمّد ، قد اخترت لك من الآدميّين عليّ بن أبي طالب ، فقلت : إلهي ابن عمّي ! فأوحى إليّ : يا محمّد إنّ عليّاً وارثك ، ووارث العلم من بعدك ، وصاحب لوائك - لواء الحمد يوم القيامة - وصاحب حوضك ، يسقي من ورد عليه من مؤمني أُمّتك .

ثمّ أوحى إليّ : يا محمّد ، إنِّي قد أقسمت على نفسي قسماً(1) حقّاً، لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولأهل بيتك وذرّيّتك الطيبّين حقّاً :أقول يا محمّد لأدخلنّ الجنّة جميع أُمّتك إلّا من أبى فقلت : إلهي أو يأبى واحد دخول الجنّة ؟ فأوحى إليَّ : بلى ، قلت : وكيف يأبى ؟

فأوحى الله إليَّ : يا محمّد إخترتك من خلق، واخترت لك وصيّاً من بعدك ، وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدك ، وألقيت محبّته في قلبك ، وجعلته أباً لولدك ، فحقه بعدك على أمّتك كحقّك عليهم في حياتك ، فمن جحد حقه جحد حقّك ، ومن أبى أن يواليه ( فقد أبى أن يواليك ، ومن أبى أن يواليك )(2) فقد أبى أن يدخل الجنّة ، فخررت الله عزّ وجلّ ساجداً شكراً لما أنعم عليَّ، فإذا منادٍ ينادي : يا محمّد ، ارفع رأسك ! سلني أعطك .

ص: 420


1- من قوله (عليه من مؤمني أُمتك) إلى هنا لم يرد في «ص».
2- ما بين القوسين لم يرد في النسخ الكاملة .

فقلت : إلهي إجمع أُمّتي من بعدي بعدي على ولاية عليّ بن أبي طالب ليردوا عليَّ جميعاً حوضي يوم القيامة .

فأوحى إليَّ : يا محمّد إنّي قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم ، وقضائي ماض فيهم، لأهلك به من أشاء وأهدي به من أشاء ، وقد آتيته علمك من بعدك ، وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمّتك ؛ عزيمة منّي لا يدخل الجنّة من أبغضه ،وعاداه ، وأنكر ولايته من بعدك ، فمن أبغضه أبغضك ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن عاداه فقد عاداك عاداك فقد عاداني، ومن أحبّه فقد أحبّك ومن أحبّك فقد أحبّني.

وقد جعلت له هذه الفضيلة ، وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديّاً، كلّهم من ذرّيتك من البكر البتول ، آخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسى بن مريم، يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً، أنجي به من الهلكة ، وأهدي به من الضلالة ، وأبرىء به الأعمى ، وأُشفي به المريض .

قلت : إلهي ومتى يكون ذلك ؟ فأوحى إلىَّ عزّ وجلّ : يكون ذلك إذا رفع العلم ، وظهر الجهل، وكثر القرّاء، وقلّ العمل(1) ، وكثر القتل(2) وقلّ الفقهاء الهادون، وكثر فقهاء الضلالة الخونة ، وكثر الشعراء ، واتّخذ أمّتك قبورهم مساجد ، وحلّيت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وكثر الجور والفساد ، وظهر المنكر ، وأمر أُمّتك به ، ونهوا عن المعروف، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وصارت الأمراء كفرة ، وأولياؤهم فجرة ، وأعوانهم ،ظلمة ، وذوو الرأي منهم فسقة .

ص: 421


1- في «د» «س» «ص» «م»: (العلم) .
2- في «س» «ح» «ص» «م» وبحار الأنوار 52: (الفتك) ، وما في المتن موافق للكمال .

وعند ذلك(1) ثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وخراب البصرة على يدي رجل من ذّريتك يتبعه الزنوج ، وخروج رجل من ولد الحسن بن عليّ، وظهور الدجّال، يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني .

فقلت : إلهي ، وما يكون بعدي من الفتن ؟ فأوحى إلي وأخبرني ببلاء بني أُميّة وفتنة ولد عمّى ، وما هو كائن إلى يوم القيامة .

فأوصيت بذلك ابن عمّي حين هبطت إلى الأرض وأدّيت الرسالة ، فلله الحمد على ذلك ، كما حمده النبيّون ، وكما حمده كلّ شيء قبلي وما هو خالقه إلى يوم القيامة» (2).

414 - ومنه : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: «ما بال أقوام يلوموني في محبّتي لأخي عليّ بن ابي طالب، فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما أحببته حتّى أمرني ربّي جل جلاله بمحبّته ، ثمّ قال علیه السلام : ما بال أقوام يلوموني في تقديمي لعليّ بن أبي طالب ، فو عزّة ربّي ما قدّمته حتّى أمرني عزّ اسمه بتقديمه ، وجعله أمير المؤمنين وأمير أُمّتي وإمامها .

أيّها الناس، إنّه لمّا عرج بي إلى السماء السابعة ، وجدت على كلّ باب سماء مكتوباً : لا إله إلّا الله ، محمدّ رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين .

ص: 422


1- في المطبوع والنسخ المساعدة : ( وتبدو ) بدلاً من : ( وعند ذلك ) وكلمة ( ذلك ) أثبتناها من المصادر .
2- أورده الصدوق في كمال الدين : 1/250 وعنه في بحار الأنوار 51: 11/68 وتفسير نور الثقلين 3: 33/123 و نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 172/276:52 ، نقلاً عن كتاب المعراج .

ولمّا صرت إلى حجب النور رأيت على كلّ حجاب مكتوباً : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين .

ولمّا صرت إلى العرش وجدت على كلّ ركن من أركانه مكتوباً : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين»(1).

415 - ومنه : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن خلف بن حمّاد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله ابن عبّاس، قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل علیه السلام إلى نهر ، يقال له : النور ، وهو قول الله عزّ وجلّ : (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) (2) فلمّا انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل : يا محمّد ، اعبر على بركة الله ، فقد نوّر الله لك بصرك ، ومدّ لك أمامك ، فإنّ هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، غير أنّ لي في كلّ يوم اعتماسة فيه ، ثمّ أخرج منه فأنفض أجنحتي ، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلّا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكاً مقرباً ، له عشرون ألف وجه ، وأربعون ألف لسان ، كلّ لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر ، فعبر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حتى انتهى إلى الحجب والحجب خمسمائة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب خمسمائة عام .

ثمّ قال : تقدّم يا محمّد ، فقال : وليم لم تكن معي ؟ قال : ليس لي أن أجوز هذا المكان . فتقدّم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ما شاء الله أن يتقدّم ، حتّى سمع ما قال الربّ تبارك

ص: 423


1- نقله العلّامة المجلسي رحمه الله عن المحتضر في بحار الأنوار 27: 28/12 .
2- سورة الأنعام 6: 1.

وتعالى : أنا المحمود وأنت محمّد ، شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ، ومن قطعك بتكته(1)، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إيّاك ، وإنّي لم أبعث نبيّاً إلّا وجعلت له وزيراً ، وإنك رسولي وإنّ عليّاً وزيرك»(2) .

416 - ومنه : حدّثنا أبي رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، عن عبد الله بن موسى بن هارون القمّي (3)، عن محمّد بن عبد الرحمن العرزمي، عن المعلّى بن هلال ، عن الكلبي ، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول : « أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً خمساً : أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليّاً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وجعله وصيّاً، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، وأسرى بي إليه وفتح له الأبواب أبواب السماوات - والحجب حتّى نظر إلى ما نظرت إليه .

قال : ثمّ بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : ما يبكيك فداك أبي وأمّي ؟

قال : يابن عبّاس ، إنّ أوّل ما كلّمني به ربّي عزّ وجلّ أن قال : يا محمّد انظر تحتك ، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت ، وإلى السماء قد فُتحت حتّى نظرت إلى عليّ وهو رافع رأسه إلى السماء فكلّمني وكلّمته ، فقلت : يا رسول الله ، حدّثني بما كلّمك به .

قال : فقال لي ربّي : يا محمّد إنّي جعلت عليّاً وصيّك ووزيرك وخليفتك من

ص: 424


1- البتك : القطع ( الصحاح 4 1574 - بتك ) .
2- أورده مفصّلاً الصدوق في الأمالي : 10/435 وعنه في بحار الأنوار 37: 3/109 وباختصار في 40/1 وتأويل الآيات 1 : 17/157 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين : 55 ونقله المجلسي في بحار الأنوار :18 339، عن المحتضر، عن كتاب المعراج .
3- في الخصال: (المفتي).

بعدك فأعلمه [ فها هو يسمع كلامك ](1) ، فأعلمته وأنا بين يدي ربّي ، فقال لي : قد قبلت ، فأمر الله عزّ وجلّ الملائكة أن تسلّم عليه ففعلت ، فردّ عليهم السلام ورأيت الملائكة يتباشرون برؤيته، فما مررت بصفّ من الملائكة إلّا وهم يهنّئوني(2) ويقولون : يا محمّد صلوات الله عليك والذي بعثك بالحقّ لقد دخل السرور على جميع الملائكة .

ورأيت حملة العرش قد نكّسوا رؤوسهم ، فقلت : يا جبرئيل ، لِمَ نكّسوا رؤوسهم ؟ فقال : يا محمّد ، ما من ملك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى علىّ ما خلا حملة العرش، فإنهم استأذنوا الله في هذه(3) أن ينظروا إلى عليّ فأذن لهم ، فلمّا هبطت جعلت أعلمه ذلك وهو يخبرني، فعلمت أنّي لم أطأ موطئاً إلّا وقد كشف لعلّي . عنه ، حتّى نظر إليه مثل ما رأيت .

قال ابن عبّاس : قلت : يا رسول الله ، أوصني .

قال : يا بن عبّاس، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يقبل الله من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ علىّ - وهو أعلم بذلك - إن كان من أهل ولايته قبل عمله على ما كان فيه ، وإن لم يكن من أهل ولايته لم يسأله عن شيء حتى يأمر به إلى النار ، وإنّ النار لأشدّ غضباً علىّ علیه السلام مبغض على منها على من زعم أنّ الله ولداً.

يابن عبّاس ، لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء والمرسلين أجمعوا على بغضه لعذّبهم الله في النار - وما كانوا ليفعلوا ، قلت : يا رسول الله ، وكيف يبغضونه ؟ قال :

ص: 425


1- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .
2- في « ص» : ( يهنّوني).
3- في بعض المصادر : ( هذه الساعة ) .

يابن عبّاس ، يكون قوم يذكرون أنّهم من أُمّتي - لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيباً - يفضّلون عليه غيره، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما بعث الله نبيّاً أكرم عليه منّي ولا وصيّاً أكرم عليه من عليّ.

قال ابن عبّاس : فلم أزل له كما أمرني رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم(1) وإنّه لأكبر عملي ، فلمّا حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة قلت له : فداك أبي وأمّي يا رسول الله ما تأمرني به ؟

فقال : يابن عبّاس، خالف من خالف عليّاً ولا تكوننّ لهم ظهيراً ولا وليّاً، قلت : يا رسول الله ، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال : فبكى حتّى أُغمي عليه ، ثمّ أفاق فقال : يابن عبّاس، سبق فيهم علم ربّي، ولا يخرج الله أحداً من الدنيا ممّن خالفه وأنكر حقّه حتّى يغيّر الله خلقته .

يابن عبّاس، إن أردت أن تلقى الله عزّ وجلّ وهو عنك راض فاسلك طريقه ، ومل معه حيث ما مال ، وارض به إماماً ، وعاد من عاداه ، ووال من والاه ، ولا يدخلنّك فيه شكٍّ ، فإنّ اليسير من الشكّ فيه كفر» (2).

ص: 426


1- في بعض المصادر زيادة : ( ووصّاني بمودّته ) .
2- أورده الصدوق في الخصال: 57/293 ، بنفس السند إلى قوله حتى نظر إلى ما نظرت إليه. ثمّ قال الصدوق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته بتمامه في كتاب المعراج . وأورده باختلاف يسير الطوسي في الأمالي: 15/105 وعنه في تأويل الآيات 1: 6/276 وبحار الأنوار 16: 7/317 و 38: 133/157 ، 18 : 77/37 ومدينة المعاجز 2: 353/6، ابن شاذان في الفضائل: 2/11 وعنه في بحار الأنوار 39: 3/159، الروضة في المعجزات والفضائل : 156 ، ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب: 7/142 الطبري في بشارة المصطفى: 9/77، الإربلي في كشف الغمّة 1: 380 العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 463 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 18: 77/370 ، عن الأمالي، وقال: ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر عن الصدوق، عن أبيه ، عن سعد.

417 - ومنه : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي ، عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، عن محمّد بن ظهير ، عن أحمد بن عبد الملك ، عن الحسين راشد والفضل بن جعفر ، قالا : حدّثنا إسحاق بن بشر ، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن عبّاس قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول - لمّا أسري به إلى السماء السابعة ثمّ أهبط إلى الأرض، مخاطباً (1)- لعليّ بن أبي طالب : «يا عليّ، إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه ، خلقني وخلقك روحين من نور جلاله ، فكنّا أمام عرش ربّ العالمين نسبّح الله ونقدّسه ونحمده ونهلّله ، وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرضين .

فلمّا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق آدم علیه السلام ، خلقني وإيّاك من طينة واحدة من طينة علّيّين ، وعجننا بذلك النور ، وغمسنا في جميع الأنوار وأنهار الجنّة ، ثمّ خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة والنور .

فلمّا خلقه استخرج ذرّيّته من ظهره، فاستنطقهم وقرّرهم بربوبيّته ، فأوّل خلق أقرّ لله بالربوبيّة والتوحيد(2) أنا وأنت ، والنبيّون على قدر منازلهم وقربهم من الله عزّ وجلّ ، فقال الله تبارك وتعالى : صدّقتها وأقررتما يا محمّد ويا عليّ وسبقتها خلق إلى طاعتي ، وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما ، فأنتما صفوتي والأئمّة من ذريتكما ، وشيعتكما ولذلك خلقتكما .

ثمّ قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: يا عليّ فكانت تلك الطينة في صلب آدم علیه السلام ، ونوري ونورك بين عينيه ، فما زال النور ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين، حتّى وصل النورُ

ص: 427


1- في «د» «ص » « س» « م » : ( يقول ) بدلاً من: (مخاطباً).
2- في «م» «س» والتأويل : (أقرّ له بربوبيّته وتوحيده) .

والطينة إلى صلب عبد المطلّب فافترقا نصفين، فخلقني من نصف(1) واتّخذني نبيّاً ورسولاً ، وخلقك من النصف الآخر واتّخذك خليفة على خلقه ووليّاً .

فلمّا كنت من عظمته جلّ جلاله كقاب قوسين أو أدنى ، قال لي : يا محمّد ، من أطوع خلقي لك ؟ فقلت : عليّ بن أبي طالب ، فقال عزّ وجلّ : فاتّخذه خليفةً ووصيّاً ، فقد اتّخذته صفيّاً ووليّاً .

يا محمّد ، كتبت اسمك واسم عليّ على عرشي ، من قبل أن أخلق خلقي ، محبّة منّي لكما ولمن أحبّكما وتولّا كما وأطاعكما ، فمن أحبّكما وأطاعكما وتولّا كما كان عندي من المقرّبين ، ومن جحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندى من الكافرين الضالّين .

ثمّ قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: يا عليّ ، فمن ذا يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة ، وأنت أحقّ الناس بي في الدنيا والآخرة، وولدك ولدي، وشيعتك شيعتي، وأولياؤك أوليائي ، وهم معك غداً في الجنّة جيراني» (2).

418 - ومنه : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، عن محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، عن أبي الحسن خلف بن موسى بن حسين الواسطي ، عن محمّد بن عبد الأعلى الصنعاني ، عن عبد الرزّاق، عن معمّر ، عن أبي نجيح(3) ، عن مجاهد، عن ابن عبّاس ، قال : لمّا زوّج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليّاً علیه السلام من فاطمة علیها السلام تحدّثن نساء قريش وعيّرنها وقلن

ص: 428


1- في «ص»: (نصفه).
2- أورده الأسترابادي في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة 2: 4/773 ، نقلاً عن كتاب المعراج للصدوق وعنه في بحار الأنوار 25 : 5/3، و 674، عن المحتضر ، وأيضاً أخرجه ابن حاتم الشامي في الدرّ النظيم :326.
3- في المصادر: ( عن أبي يحيى) .

لها : زوّجك رسول الله من عائل لا مال له ، فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «يا فاطمة ، أما ترضين أنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها رجلين ، جعل أحدهما أباك والآخر بعلك .

يا فاطمة ، كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تبارك وتعالى مطيعاً ، من قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور جزءين جزء(1) أنا وجزء عليّ».

ثمّ إنّ قريشاً تكلّمت في ذلك وفشا الخبر ، فبلغ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ذلك فأمر بلالاً، فجمع الناس، وخرج إلى مسجده ، ورقى منبره، فحدّث الناس بما خصّه الله تعالى ذِكْره به من الكرامة وبما خصّ الله به عليّاً وفاطمة علیهما السلام ، فقال :

«يا معاشر الناس، إنّه بلغني مقالتكم وإنّي محدّثكم حديثاً ، فعوه واحفظوه مني وأسمعوه منّي(2) ، فإنّي مخبركم بما خصّنا الله به أهل البيت ، وبما خصّ الله به عليّاً من الفضل والكرامة ، وفضّله عليكم ، فلا تخالفوه فتنقلبوا على أعقابكم ( وَمَن يَنقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ ) (3).

معاشر الناس ، إنّ الله اختارني من بين خلقه، فبعثني إليكم رسولاً ، واختار لي عليّاً فجعله لي أخاً وخليفة ووصيّاً .

معاشر الناس، إنّه لمّا أُسري بي إلى السماء السابعة ، فما مررت بملأ من الملائكة في سماء من السماوات إلا سألوني عن عليّ بن أبي طالب ، وقالوا : يا محمّد ، إذا

ص: 429


1- في «ص» «س» «م» : ( فجزء ) .
2- في اليقين : (واحفظوه منّي واسمعوه) ، وفي التأويل: (فعوه واحفظوه).
3- سورة آل عمران 3: 144 .

رجعت إلى الدنيا فاقرأ عليّاً وشيعته منّا السلام .

فلمّا وصلت إلى السماء السابعة - وتخلّف عنّي جميع من كان معي من ملائكة السماوات وجبرئيل والملائكة المقرّبون - ووصلت إلى حجاب ربّي ، دخلت سبعين ألف حجاب ، من حجاب إلى حجاب حجب العزّة والقدرة والبهاء، والكبرياء والعظمة ، والنور ، والظلمات والكمال ، حتّى وصلت إلى حجاب الجلال، فكشف لي عن حجاب الجلال، فناجيت ربّي تبارك وتعالى وقمت بين يديه ، فتقدّم إلى عزّ ذكره بما أحبّ ، وأمرني بما أراد ، ولم أسأله لنفسي شيئاً في عليّ إلّا أعطاني ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه .

ثمّ قال لي الجليل جلّ جلاله : يا محمّد، من تحبّ من خلقي ؟ قلت : أُحبّ الذي تحبّه أنت يا ربّ ؟ ! فقال لي جلّ ثناؤه : فأحبب عليّاً ، فإنِّي أُحبّه وأُحبّ من يحبّه وأُحبّ من أحبّ (1) من يحبّه(2)، فخررت الله ساجداً مسبّحاً شاكراً الله تعالى.

فقال لي : يا محمّد عليّ وليّي وخيرتي بعدك من خلي اخترته لك أخاً ووصيّاً ووزيراً، وخليفة وصفيّاً وناصراً لك على أعدائي، أيّدته بنصرتي، وأمرت بنصرتي ملائكتي ، وجعلته نقمة لي على أعدائي (3).

يا محمّد ، وعزّتي وجلالي لا يناوى عليّاً جبّار إلّا قصمته ، ولا يقاتل عليّاً عدوٌّ من أعدائي إلّا هزمته وأبرته(4) .

يا محمّد ، إنّي اطّلعت على قلوب عبادي ، فوجدت عليّاً أنصح خلق لك

ص: 430


1- في هده «ص»: ( أحبّ خلقي).
2- قوله : ( وأحبّ من أحبّ من يحبّه ) لم يرد في اليقين .
3- من قوله : ( وأمرت بنصرتى ) إلى هنا لم يرد في اليقين.
4- في اليقين : ( وأبدته ) .

وأطوعهم لك ، فاتّخذه أخاً وخليفة ووصيّاً ، وزوّجه ابنتك ، فإنّي سأهب لهما غلامين طيّبين طاهرين تقيّين نقيّين، فبي حلفت وعلى نفسي حتمت أنّه لا يتولّى عليّاً وزوجته وذرّيتها أحد من خلقي إلّا رفعت لواءه خاصّة (1) إلى قائمة عرشي ، وقصور جنّتى وبحبوحة كرامتي ، وسقيته من حظيرة قدسى ولا يعاديهم أحد أو يعدل عن ولايتهم إلّا سلبته وُدّي ، وباعدته من قربي ، وضاعفت عليه عذابي ولعنتي.

يا محمّد ، وعلى ولا يتك : بأنّك رسولي إلى جميع خلق وأنّ عليّاً وليي وأمير المؤمنين، أخذت ميثاق النبيّين وملائكتي وجميع خلقي وهم أرواح ، من قبل أن أخلق خلقاً في سمائي وأرضي ، محبّة منّي لك ، يا محمّد ، ولعليّ وأنواركا(2)، ولمن أحبّكما وكان من شيعتكما ، ولذلك خلقته من طينتكما ، فقلت : إلهي وسيّدي فأجمع الأمّة عليه ، فأبى عليَّ، وقال لي تعالى : يا محمّد ، أما علمت أنّه مبتلى ومبتلى به ، وإنِّي جعلتكم حجّتي لأكمل السماوات وأُزيّنها لمن أطاعني فيكم ، وأُحلّ عذابي و لعنتي على من خالفني فيكم وعصاني ، وبكم أُميّز الخبيث من الطيّب.

يا محمّد ، وعزّتي وجلالي لولاك ما خلقت آدم ، ولولا عليّ ما خلقت الجنّة ؛ لأنّي بكم أُجزي العباد يوم المعاد بالثواب والعقاب ، وبعليّ والأئمّة من ولده أنتقم من أعدائي في دار الدنيا ، ثمّ إليّ مصير العباد في المعاد، فأُحكّمكما في جنّتي وناري، فلا يدخل الجنّة لكما عدوّ ، ولا يدخل النار لكما وليّ ، وبذلك أقسمت على نفسي .

قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : ثمّ انصرفت راجعاً ، فجعلت لا أخرج من حجاب من حجب

ص: 431


1- ( خاصة ) لم ترد في اليقين .
2- في اليقين : (ولولدكما) .

ربّي ذي الجلال والإكرام إلّا سمعت النداء من ورائي : يا محمّد ، أحبب عليّاً ، يا محمّد أكرم عليّاً ، يا محمّد استخلف عليّاً ، يا محمّد أوص إلى عليّ، يا محمّد آخ عليّاً ، يا محمّد ، أحبّ من يحبّ عليّاً ، يا محمّد ، استوص بعلىّ وشيعته خيراً ، فلمّا وصلت إلى الملائكة جعلوا يهنّئوني في السماوات ويقولون : هنيئاً لك يا رسول الله

بكرامة الله لك ولعليّ .

معاشر الناس ، عليّ أخي في الدنيا والآخرة، ووصیّي وأميني على أُمّتي بأمر ربّ العالمين(1)، ووزيري وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي ، لا يتقدّمه أحد بعدي ، ولقد أعلمني ربّي تبارك وتعالى أنّه سيّد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وإمام المتّقين، ووارثي ووارث النبيّين، وحجّة ربّ العالمين، وقائد الغرّ المحجّلين من شيعته وأهل ولايته ، إلى جنات النعيم بأمر ربّ العالمين .

يبعثه الله يوم القيامة مقاماً يغبطه به الأوّلون والآخرون ، بيده لوائي - لواء الحمد- يسير به أمامي، وتحته آدم وجميع من وُلد من النبّيين والصدّيقين والشهداء والصالحين إلى جنّات النعيم ، حتماً من الله ربّ العالمين محتوماً ، ووعداً وعدنيه ربّي فيه ولن يخلف الله وعده وأنا على ذلك من الشاهدين»(2).

419 - ومنه : بإسناده عن بكر بن عبد الله ، عن سهل بن عبد الوهاب ، عن أبي ،معاوية عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام قال : «قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ليلة أسري بي إلى السماء وبلغت السماء الخامسة ، نظرت إلى صورة

ص: 432


1- في «س»: (وأميني بأمر ربّ العالمين) ، وفي اليقين : (وأميني على سرّي وسر ربّ العالمين) .
2- أورده ابن طاوس في اليقين : 424 / باب 158 ، عن كتاب « أخبار الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم للشيخ الصدوق رحمه الله ، وعنه في بحار الأنوار 18 : 101/397 و 40 : 36718، الأسترابادي في تأويل الآيات 1 4/272، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 18: 400، عن المحتضر .

عليّ بن أبي طالب ، فقلت : حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة ؟ فقال جبرئيل علیه السلام : يا محمّد، اشتهت الملائكة أن ينظروا إلى صورة عليّ، فقالوا : ربّنا إنّ بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوة وعشيّة بالنظر إلى عليّ بن أبي طالب ابن عمّ حبيبك محمّد (1) ، وخليفته ووصيّه وأمينه ، فمتّعنا بصورته قدر ما تمتّع أهل الدنيا به ، فصوّر لهم صورته من نور قدسه عزّ وجلّ، فعلىّ علیه السلام بين أيديهم ليلاً ونهاراً ، يزورونه وينظرون إليه غدوة وعشيّة».

قال : فأخبرني الأعمش، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه علیهما السلام ، قال : «فلمّا ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه صارت تلك الضربة في صورته التي في السماء ، فالملائكة ينظرون إليه غدوة وعشيّة ويلعنون قاتله ابن ملجم، فلمّا قتل الحسين بن عليّ علیه السلام هبطت الملائكة وحملته حتّى أوقفته مع صورة عليّ في السماء الخامسة ، فكلّما هبطت الملائكة من السماوات من علا ، وصعدت ملائكة السماء

الدنيا فمن فوقها إلى السماء الخامسة ، لزيارة صورة علىّ علیه السلام ، والنظر إليه وإلى الحسين بن عليّ علیه السلام متشحّطاً بدمه ، لعنوا يزيد وابن زياد ومَن قَاتَل (2) الحسين علیه السلام إلى يوم القيامة».

قال الأعمش : قال لي جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام : «هذا من مكنون العلم ومخزونه لا تخرجه إلّا إلى أهله»(3).

42 - ومنه : حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي، عن محمّد بن هارون

ص: 433


1- في البحار : (عليّ بن أبي طالب حبيب حبيبك محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ) .
2- في «د» : (قاتلوا ) .
3- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 9/304:18 و 10 و 45 : 229 / 24 .

الهاشمي(1) ، عن محمّد بن مالك بن الأبرد النخعي ، عن محمّد بن الفضيل بن غزوان ، عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علىّ بن أبي طالب علیهم السلام ، قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لمّا أُسري بي إلى السماء ثمّ من سماء إلى سماء ثمّ إلى سدرة المنتهى ، أوقفت بين يدي ربّي جلّ وعلا، فقال لي : يا محمّد ، قلت : لبّيك ربّي وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي، فأیّهم رأيت أطوع لك ؟ قال : قلت : ربّي عليّاً، قال: صدقت يا محمّد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك ، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال : قلت : اخترلي خيرتك(2) .

قال : قد اخترت لك عليّاً ، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً ، ونحلته علمي وحكمي، وهو أمير المؤمنين لم يكن هذا الاسم لأحد قبله وليس لأحد بعده. يا محمّد ، عليّ راية الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره بذلك يا محمّد ، قال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : قلت : ربّ فقد بشّرته .

فقال عليّ علیه السلام : أنا عبد الله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئاً ، وإن يتمّ لي وعدي فالله مولاي.

قال : أجل ، فقلت : واجعل تبعة أهل الإيمان بك(3) ، قال : قد فعلت ذلك به ، يا محمّد ، غير أنّي مختصّه بشيء من البلاء لم أختصّ به أحداً من أوليائي ، قال : قلت : ربّي، أخي وصاحبي ، قال : قد سبق في علمي أنّه مبتلى ومبتلى به ، لولا عليّ

ص: 434


1- في «د» : ( إبراهيم بن محمد بن هارون الهاشمي ) .
2- في الأمالي : ( اخترلي فإنّ خيرتك خير لي ) . وفي بعض المصادر: (اخترلي فإن خيرتك خيرتي).
3- في «س» «ص» «م» : (واجعل تبعه أهل الإيمان بك) ، وفي المصادر : ( اللهم وأجل قلبه واجعل في ربيعه الإيمان بك ) .

لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رُسُلي»(1).

421 - ومنه : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ ، عن محمّد بن العبّاس بن بسّام ، عن أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن المهلّب الأنصاري(2) ، عن أحمد بن صبيح أبي الحسين، عن الحسن بن جعفر ، عن أبيه ، عن منصور ، قال : سمعت موسی بن جعفر يقول :« حدّثني أبي، عن أبيه عن جدّه علیهم السلام قال: لمّا عُرج بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى السماء ، قال العزيز عزّ وجلّ : (آمَنَ الرَسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِليه مِن رَبِّهِ ) (3) قال : قلت : (والمؤمنون ) قال تعالى : صدقت ، يا محمّد ، من خلّفت لأُمّتك - وهو أعلم - قلت : خيرها لأهلها ، قال : صدقت يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها ، ثمّ شققت لك اسماً من أسمائي ، فلا أذكر في موضع إلّا ذكرتَ معي ، وأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت إليها اطّلاعة أُخرى فاخترت منها عليّاً فجعلته وصيّك ، فأنت سيّد الأنبياء ، وهو سيّد الأوصياء.

يا محمّد إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من شبح نوري، ثمّ عرضت ولا يتهم على الملائكة وسائر خلق - وهم أرواح - فمن قبلها كان عندي من المقرّبين، ومن جحدها كان عندى من الكافرين .

يا محمّد ، وعزّتي وجلالي لو أنّ عبداً عبدني حتّى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي،

ص: 435


1- أورده الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 1 : 3267410 ، الطوسي في الأمالي : 45/343 و 73/353 ، الطبري في نوادر المعجزات : 37/74 ، الخوارزمي في المناقب : 299/303 ، الإربلي في كشف الغمّة 346:1 ابن طاوس في اليقين : 159 باب 22 ، والتحصين : 542/باب 6 ، و 544 باب 7 ، العلامة الحلّي في كشف اليقين : 278 ، الأسترابادي في تأويل الآيات 2: 10/596 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 18: 372 .
2- في بحار الأنوار (18 (المهلبي) بدلاً من: (ابن المهلب الأنصاري).
3- سورة البقرة 2 : 285 .

ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم لم أدخله جنّتي ولا أظللته تحت عرشي»(1).

422 - ومنه : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ ، عن أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن المهبلي - مولى الأنصاري- عن أبي الحسين بن إبراهيم ، عن عليّ بن صالح، عن محمّد بن سنان ، عن أبي جعفر العبدي(2)، عن محمّد بن مالك الهمداني ، عن زاذان، عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لمّا عُرج بي إلى السماء الدنيا إذا أنا بقصر من فضّة بيضاء ، على بابه ملکان ، فقلت : يا جبرئیل ، سلها لمن هذا القصر ؟ فسألهما ؛ فقالا : لفتىً من بني هاشم.

فلمّا صرت في السماء الثانية إذا أنا بقصر من ذهب أحمر أحسن من الأوّل، علی بابه ،ملکان فقلت : يا جبرئيل ، سلها لمن هذا القصر ؟ فسألهما ، فقالا : لفتىً من بني هاشم .

فلمّا صرت في السماء الثالثة ، إذا أنا بقصر من ياقوتة حمراء، على بابه ملكان، فقلت : يا جبرئیل ، سلهما ، فسألهما ، فقالا : لفتىً من بني هاشم.

فلمّا صرت في السماء الرابعة ، إذا أنا بقصر من درّة بيضاء، على بابه ملكان ، فقلت : يا جبرئیل ، سلها لمن هذا القصر ؟ فسألها ، فقالا : لفتىً من بني هاشم.

فلمّا صرت إلى السماء الخامسة ، إذا أنا بقصر من درّة صفراء، على بابه ملكان ، فقلت : يا جبرئیل سلهما لمن هذا القصر ؟ فسألهما ، فقالا : لفتىً من بني هاشم .

فلمّا صرت إلى السماء السادسة ، إذا أنا بقصر من لؤلؤة رطبة مجوّفة ، على

ص: 436


1- أورده باختلاف يسير فرات الكوفي في تفسيره : 23/74 ، وابن شاذان في مائة منقبة : 17/64 ، ابن عيّاش في مقتضب الأثر : 10 - 11 ، الطوسي في الغيبة : 109/147 ، ابن طاوس في الطرائف 1: 270/255 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 26: 71/307 ، عن كتاب المعراج .
2- في البحار : ( عن أبي حفص العبدي).

بابه ،ملکان فقلت یا جبرئيل ، سلهما لمن هذا القصر ؟ فسألهما ، فقالا : لفتىً من بني هاشم .

فلمّا صرت إلى السماء السابعة ، إذا أنا بقصر من نور عرش الله تبارك وتعالى،

على بابه ملکان ، فقلت : يا جبرئيل، سلهما لمن هذا القصر ؟ فسألهما ، فقالا : لفتىً من بني هاشم.

فسرنا فلم نزل تُدفع من نور إلى ظلمة ومن ظلمة إلى نور ، حتّى وقفت على سدرة المنتهى ، فإذا جبرئيل علیه السلام ينصرف ، قلت : خليلي جبرئيل، في مثل هذا المكان - أو في مثل هذه السدرة - تخلّفني وتمضي ؟ فقال : حبيبي ، والذي بعثك بالحقّ نبيّاً ، إنّ هذا المسلك ما سلكه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب ، أستودعك

ربّ العزّة .

ومازلت واقفاً حتّى قذفت في بحار النور ، فلم تزل الأمواج تجذبني من نور إلى ظلمة ومن ظلمة إلى نور ، حتّى أوقفني ربّي تعالى الموقف الذي أحبّ أن يوقفني عنده من ملكوت الرحمن فقال عزّ وجلّ : يا أحمد، قف فوقفت منتفضاً مرعوباً ، فنوديت من الملكوت : يا أحمد، فألهمني ربّي أن قلت : لبّيك ربّي وسعديكها أنا ذا عبدك بين يديك ، فنوديت : يا أحمد العزيز يقرأ عليك السلام ، قال : فقلت : هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام .

ثمّ نوديت ثانية : يا أحمد ، فقلت : لبّيك وسعديك سيّدي ومولاي ، قال : يا أحمد (آمَنَ الرَسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِليه مِن رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ ) . فألهمني ربِّي فقلت : ( آمَنَ الرَسُولُ بما أُنزِلَ إِليه مِن رَبِّه والمؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ

ص: 437

وَرُسُلِهِ ) فقلت : قد (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )(1) فقال الله عزّ وجل : ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) فقلت : ( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) فقال الله عزّ وجلّ : قد فعلت، فقلت: ( رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ) فقال : قد فعلت فقلت : ( رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )(2) فقال الله عزّ وجلّ : قد فعلت . فجرى القلم بما جرى .

فلمّا قضيت وطري من مناجاة ربّي، نوديت : إنّ العزيز يقول لك : من خلّفت في الأرض ؟ قلت : خيرها ، خلّفت فيهم ابن عمّي، فنوديت : يا أحمد ، من ابن عمّك ؟ قلت : أنت أعلم ، عليّ بن أبي طالب، فنوديت من الملكوت سبعاً متوالياً : يا أحمد ، استوص بعليّ بن أبي طالب ابن عمّك خيراً .

ثمّ قال : التفت ، فالتفتّ عن يمين العرش، فوجدت على ساق العرش الأيمن مكتوباً : لا إله إلّا أنا(3) وحدي لا شريك لي ، محمّد رسولي أيّدته بعليّ.

يا أحمد ، شققت اسمك من اسمي ، أنا الله المحمود الحميد وسمّيتك أحمد ، وأنا الله العلي وشققت اسم ابن عمّك عليّ من اسمي .

با أبا القاسم ، امض هادياً مهديّاً ، نعم المجيء جئت ، ونعم المنصرف انصرفت ، فطوباك وطوبى لمن آمن بك وصدّقك .

ثمّ قذفت في بحار النور ، فلم تزل الأمواج تقذفني حتّى تلقّاني جبرئيل علیه السلام في سدرة المنتهى ، فقال لي : خليلي ، نعم المجيء جئت ونعم المنصرف انصرفت ، ماذا

ص: 438


1- سورة البقرة 2 : 285 .
2- سورة البقرة 2: 286 .
3- في «ص » « د » : ( الله ) .

قلت وماذا قيل لك ؟ فقلت بعض ما جرى ، فقال لي . وما كان آخر الكلام الذي عليك ؟ فقلت له : نوديت : يا أبا القاسم امض هادياً مهديّاً رشيداً ، فطوباك وطوبى لمن آمن بك وصدّقك ، فقال لي جبرئيل : أفلم تستفهم ما أراد بأبي القاسم؟ قلت : لا ، يا روح الله ، فنوديت : يا أحمد، إنّما كنّيتك بأبي القاسم ؛ لأنّك تقسّم الرحمة منّي بين عبادي يوم القيامة ، فقال لي جبرئيل : هنيئاً مريئاً ياحبيبي، والذي بعثك بالرسالة واختصّك بالنبوة، ما أعطى الله هذا آدميّاً قبلك .

ثمّ انصرفنا حتّى جئنا إلى السماء السابعة ، فإذا القصر على حاله ، فقلت : حبيبي جبرئيل سلهما من الفتى من بني هاشم ؟ فسألهما ، فقالا : عليّ بن أبي طالب ابن عمّ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، فما نزلنا إلى سماء من السماوات إلّا والقصور على حالها، فلم يزل جبرئيل علیه السلام يسألهم عن الفتى الهاشمي فيقولون كلّهم : عليّ بن أبي طالب علیه السلام»(1).

423 - ومنه : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه، عن أبي عبد الله ابن عبد الصمد المهتدي بن الواثق ابن المعتصم ابن الرشيد ابن المنصور ، عن غوث ابن سلیمان بن زیاد(2) بن سهل الطحان - بمصر - عن عبد الله بن صالح ، عن فرج بن مسافر ، عن الربيع بن بدر ، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لمّا أُسري بي إلى السماء ما سمعت شيئاً قط هو أحلى من كلام ربّي عزّ وجلّ ، قال : فقلت : يا ربّ ، اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلّمت موسى تكليماً ، ورفعت إدريس مكاناً عليّاً ، وآتيت داود زبوراً ، وأعطيت سليمان ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده. فماذا لي ياربّ ؟

ص: 439


1- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 18: 26/312.
2- في النسخ المسندة : ( يزيد ) ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في كتب الرجال .

فقال جلّ جلاله : يا محمّد ، اتّخذتك خليلاً كما اتّخذت إبراهيم خليلاً، وكلّمتك تكليماً كما كلّمت موسى تكليماً ، وأعطيتك فاتحة الكتاب وسورة البقرة ولم أعطهما نبيّاً قبلك ، وأرسلتك إلى أسود أهل الأرض وأحمرهم ، وإنسهم وجنّهم ولم أُرسل إلى جماعتهم نبيّاً قبلك.

وجعلت الأرض لك ولأمّتك مسجداً وطهوراً، وأطعمت أُمّتك الفيء ولم أُحلّه لأحد قبلها ، ونصرتك بالرعب حتّى أنّ عدوّك ليرعب منك ، وأنزلت سيّد الكتب كلّها مهيمناً عليك قرآناً عربيّاً مبيناً ، ورفعت لك ذكرك حتّى لا أُذكر بشيءٍ من شرائع ديني إلّا ذكرت معي »(1) .

424 - ومنه : حدّثنا أبي رحمه الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عیسی بن عبيد ، عن محمّد بن أبي عمير و محمّد بن سنان ، عن الصباح المزني وسدير الصيرفي ومحمّد بن النعمان مؤمن الطاق وعمر بن أذينة ، عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام أنّهم حضروه، فقال لعمر بن أُذينة «ما تروي هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم ؟» فقلت : جعلت فداك إنّهم يقولون : إنّ أبيّ بن كعب الأنصارى رآه في النوم ، فقال : «كذبوا والله ، إنّ دين الله أعزّ من أن يُرى في النوم» فقال له سدير الصيرفي : جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكراً.

فقال له أبو عبد الله علیه السلام : «إنّ الله العزيز الجبّار عرج بنبيّه صلی الله علیه وآله وسلم إلى سمائه سبعاً : أمّا أوّلهنّ فبارك عليه صلی الله علیه وآله وسلم، والثانية علّمه فيها ،فرضه ، فأنزل الله العزيز الجبّار عليه محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من أنواع النور ، كانت محدقة حول العرش ، عرش الله يغشى أبصار الناظرين ، أمّا واحد منه فأصفر فمن أجل ذلك اصفرّت الصفرة ،

ص: 440


1- نقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 18 : 11/305 وكذلك مستدرك الوسائل 2: 9/530 .

وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة، وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيضّ البياض ، والباقي على قدر سائر ما خلق الله من الأنواع والألوان .

في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضّة فجلس فيه ، ثمّ عرج به إلى سماء الدنيا ، فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء ، ثمّ خرّت سجّداً، فقالت : سبّوح قدّوس ربّنا ربّ الملائكة والروح(1) ، فقال جبرئيل علیه السلام : الله أكبر الله أكبر، فسكتت الملائكة وفتحت أبواب السماء فاجتمعت الملائكة ، ثمّ جاءت فسلمت على النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أفواجاً ، فقالت : يا محمّد كيف أخوك فإذا نزلت(2) فاقرأه منّا السلام .

فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : أو تعرفونه ؟ فقالوا : كيف لا نعرفه وقد أخذ الله عزّ وجلّ ميثاقك وميثاقه منّا ، وإنّا لنصلّي عليك وعليه ، ثمّ زاده أربعين نوعاً من أنواع النور ، لا يشبه شيئاً منه ذلك النور الأوّل، وزاده في محمله حلقاً وسلاسل .

ثمّ عرج به إلى السماء الثانية ، فلمّا قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرّت سجّداً وقالت : سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربّنا ، فقال جبرئيل : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أن محمّداً رسول الله(3)، فاجتمعت الملائكة : وفتحت أبواب السماء وقالت : يا جبرئيل ، من هذا الذي معك ؟ فقال : هذا محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، قالوا : وقد بُعث ؟ قال : نعم .

قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : فخرجوا إلى شبه المعانيق فسلّموا علىّ وقالوا : إقرأ أخاك منّا السلام ، قال : قلت : وهل تعرفونه ؟ قالوا : وكيف لا نعرفه وقد أخذ الله ميثاقك

ص: 441


1- في المصادر زيادة: ( ما أشبه هذا النور بنور ربّنا ) .
2- في العلل : ( قال : بخير ، قالت : فإن أدركته) .
3- قوله : ( أشهد أنّ محمّداً رسول الله ) لم يرد في العلل والكافي .

وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة ، علينا ، وإنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم خمساً - يعنون في وقت كلّ صلاة -.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثمّ زادني ربّي عزّ وجلّ أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأولى ، وزادني حلقاً وسلاسل ، ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة ، فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرّت سجّداً وقالت : سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ، ما هذا النور الذي يشبه نور ربّنا .

فقال جبرئيل علیه السلام: أشهد أنّ محمّداً رسول الله أشهد أن محمّداً رسول الله ، فاجتمعت الملائكة ، وفتحت أبواب السماء وقالت : مرحباً بالأوّل ومرحباً بالآخر ومرحباً بالحاشر ومرحباً بالناشر ، محمّد خاتم النبييّن ، وعليّ خير الوصييّن .

فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : فسلّموا عليَّ وسألوني عن عليّ أخي ، فقلت : هو في الأرض خليفتي أو تعرفونه ؟ فقالوا : نعم ، وكيف لا نعرفه وقد نحجّ البيت المعمور كلّ (1) سنة مرّة فنراه (2) وعليه رقّ أبيض فيه اسم محمّد وعليّ والحسن والحسين والأئمّة وشيعتهم إلى يوم القيامة ، وإنّا لنبارك على رؤوسهم بأيدينا . ثمّ زادني ربّي أربعين نوعاً من أنواع النور ، لا تشبه شيئاً من تلك الأنوار الأول ، وزادني حلقاً وسلاسل.

ثمّ عرج بي إلى السماء الرابعة ، فلم نقل الملائكة : شيئاً، وسمعت دويّاً كأنّه في الصدور ، واجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء ، وخرجت إلى معانيق ، فقال جبرئيل علیه السلام : حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح فقالت الملائكة - صوتين مقرونين - : بمحمّد تقوم الصلاة ، وبعليّ الفلاح ، فقال

ص: 442


1- في العلل : ( في كلّ ) .
2- قوله : ( فنراه ) لم يرد في المصادر .

جبرئيل علیه السلام : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ، فقالت الملائكة : هي لشيعته أقاموها إلى يوم القيامة .

ثمّ اجتمعت الملائكة فقالوا للنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : أين تركت أخاك وكيف هو ؟ فقال لهم : أو تعرفونه ؟ فقالوا : نعم نعرفه وشيعته ، وهم(1) نور حول عرش الله ، وإنّ في البيت المعمور لرقّاً من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمّد وعليّ والحسن والحسين والأئمّة وشيعتهم، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل ، وإنّه لميثاقنا الذي أخذ علينا ، وإنّه ليقرأ علينا في كلّ يوم جمعة ، فسجدت الله شكراً .

فقال : يا محمّد ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أبواب(2) السماء قد خرقت والحجب قد رفعت ، ثمّ قال لي : طأطى، رأسك وانظر ماترى فطأطأت رأسى فنظرت إلى بيتكم هذا وحرمكم هذا، فإذا هو مثل حرم ذلك البيت يتقابل لو ألقيت شيئاً من يدي لم يقع إلّا عليه . فقال لي : يا محمّد ، هذا الحرم وأنت الحرام ولكلّ مثل مثالاً .

ثمّ قال لي ربّي عزّ وجلّ : يا محمّد ، مُد يدك فيتلقّاك ماء يسيل من ساق العرش الأيمن، فنزل الماء فتلقيته باليمين فلأجل ذلك صار أوّل الوضوء باليمين ، ثم قال : يا محمّد، خذ ذلك الماء فاغسل به وجهك وعلّمه غسل الوجه - فإنّك تريد أن تنظر إلى عظمتى وأنت طاهر ، ثمّ اغسل ذراعيك اليمين واليسار - وعلّمه ذلك - فإنّك تريد أن تتلقّی بيديك كلامي ، وامسح رأسك بفضل - ما في يديك من الماء ورجليك إلى كعبيك - وعلّمه المسح برأسه ورجليه - وقال :

ص: 443


1- في العلل : وهو .
2- في العلل: (أطناب) ، وفي الكافي: (أطباق).

إنِّي أُريد أن أمسح رأسك وأُبارك عليك .

فأمّا المسح على رجليك فإنّي أُريد أن أُوطئك موطئاً لم يطأه أحد قبلك ولا يطأه أحد غيرك - فهذا علّة الوضوء والأذان -.

ثمّ قال : يا محمّد ، استقبل الحجر الأسود فهو بحيالي وكبّرني على عدد حجبي - فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً ؛ لأنّ الحجب سبعة - وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب - فمن أجل ذلك صار الإفتتاح سنّة ، والحجب متطابقة ثلاثاً بعدد النور الذي أنزل على محمّد ثلاث مرّات، فمن أجل ذلك كان التكبير سبعاً والافتتاح ثلاثاً - فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عزّ وجلّ : الآن(1) فسمّ باسمي ، فقال : (بسم الله الرحمن الرحيم ) - فمن أجل ذلك جُعل (بسم الله الرحمن الرحيم ) في أوّل السورة .

ثمّ قال له : احمدني ، فقال : (الحمد لله ربّ العالمين ) ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم في نفسه : شكراً لله(2) ، فقال الله عزّ وجلّ : يا محمّد، قطعت حمدي فسمّ باسمي - فمن أجل ذلك جعل في الحمد (الرحمن الرحيم ) مرّتين - فلمّا بلغ ( ولا الضالّين ) قال النبيّ : (الحمد لله ربّ العالمين ) شكراً، فقال العزيز الجبّار : قطعت ذكري فسمّ باسمي (3) - فمن أجل ذلك جعل (بسم الله الرحمن الرحيم ) بعد الحمد في استقبال السورة الأُخرى-.

فقال له : إقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) كما أُنزلت فإنّها نسبتي ونعتي ، ثمّ قال : طأطىء ا الله يديك واجعلها على ركبتيك فانظر إلى عرشي ، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : فنظرت إلى

ص: 444


1- في العلل زيادة : ( وصلت إلي ) .
2- قوله : ( الله ) لم يرد في الكافي والعلل .
3- في العلل زيادة : ( فقال بسم الله الرّحمن الرّحيم ) .

عظمة ذهبت لها نفسي وغشي عليَّ فألهمت أن قلت : سبحان ربّي العظيم وبحمده؛ لعظمة ما رأيت ، فلمّا قلت ذلك تجلّى الغشي عنّي حتّى قلتها سبعاً ألهم ذلك ، حتّى رجعت إلى نفسي كما كانت - فمن أجل ذلك صار في الركوع(1) : [سبحان ربّي العظيم وبحمده - فقال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فنظرت إلى شيء ذهب منه عقلي ، فاستقبلت الأرض بوجهي ويدي، فألهمت أن قلت : سبحان ربّي الأعلى وبحمده ؛ لعلوّ ما رأيت فقلتها سبعاً، فرجعت إلى نفسي ، كلّما قلت واحدة منها تجلّى عنّي الغشي فقعدت فصار السجود فيه : سبحان ربّي الأعلى وبحمده ، وصارت القعدة بين السجدتين استراحة من الغشي وعلوّ ما رأيت -.

فألهمني ربّي عزّ وجلّ وطالبتني نفسى أن أرفع رأسي ، فرفعت إلى ذلك العلوّ فغشي عليّ فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويدي وقلت: سبحان ربّي الأعلى وبحمده ، فقلتها سبعاً ثمّ رفعت رأسى ، فقعدت قبل القيام لأثنى النظر في العلوّ - فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة ، ومن أجل ذلك صار القعود قبل

القيام قعدة خفيفة -.

ثمّ قمت فقال : يا محمّد إقرأ الحمد، فقرأتها مثل ما قرأتها أوّلاً ، ثمّ قال لي : إقرأ (إنا أنزلناه ) ، فإنّها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة ، ثمّ ركعت فقلت في الركوع والسجود مثل ما قلت أوّلاً ، وذهبت أن أقوم فقال : يا محمّد ، اذكر ما أنعمت عليك وسمّ باسمي ، فألهمني الله أن قلت : بسم الله وبالله لا إله إلّا الله والأسماء الحسنى كلّها الله .

فقال لي : يا محمّد ، صلّ عليك وعلى أهل بيتك ، فقلت : صلّى الله عليّ وعلى

ص: 445


1- من هنا أكملنا الحديث من العلل ؛ لسقوطه من المخطوطات . وبمكانه كان شرح حديث تقدّم في أوّل الكتاب في شرح أسماء أمير المؤمنين علیه السلام .

أهل بيتي - وقد فعل- .

ثمّ التفت فإذا أنا بصفوف من الملائكة والنبيّين والمرسلين ، فقال لي : يا محمّد، سلّم ، فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال : يا محمّد ، إنّي أنا السلام والتحيّة ، والرحمة والبركات أنت وذرّيّتك ، ثمّ أمرني العزيز الجبّار أن لا ألتفت يساراً.

وأوّل سورة سمعتها بعد (قل هو الله أحد ) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) - فمن أجل ذلك كان السلام مرّة واحدة تجاه القبلة ، ومن أجل ذلك صار التسبيح في السجود والركوع شكراً -.

وقوله : سمع الله لمن حمده لأنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، قال : سمعت ضجّة الملائكة ، فقلت : سمع الله لمن حمده ، بالتسبيح والتهليل - فمن أجل ذلك جعلت الركعتان الأوّلتان كلّما حدث فيها حدث كان على صاحبها إعادتها - وهي الفرض الأوّل ، وهي أوّل ما فرضت عند الزوال - يعني صلاة الظهر -]» (1).

425 - وقد روى محمّد بن عليّ الصدوق في «معاني الأخبار» : بإسناده عن زيد بن قعنب(2) ، قال : كنت جالساً مع العبّاس بن عبد المطلب وفريق من بني عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين علىّ علیه السلام- وكانت حاملة به لتسعة أشهر - وقد أخذها الطلق ، فقالت : ربّي إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنّي مصدقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل علیه السلام وإنّه بنى

ص: 446


1- علل الشرائع: 1/312 وعنه في بحار الأنوار 18 66/354 و 82 1/237، وأورده الكليني في الكافي 3 1/482 وعنه في وسائل الشيعة 1: 5/390 .
2- في المصادر : ( يزيد بن قعنب ) .

البيت العتيق ، فبحقّ الذي بنى هذا البيت(1) وبحقّ المولود الذي في بطني لما يسّرت عليَّ ولادتي .

قال زيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح من ظهره، فدخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله عزّ وجلّ.

ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها عليّ(2) أمير المؤمنين علیه السلام ثم قالت : إنّي فضّلت على من تقدّمني من النساء ؛ لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّ وجلّ سرّاً ، في موضع لا يحبّ أن يُعبد الله فيه إلّا اضطراراً ، وإنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً ،جنيّاً، وإنّي دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها .

فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف وقال : يا فاطمة ، سمّيه عليّاً ، فهو عليّ، والعليّ الأعلى يقول: «إنّي شققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسّر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي، ويقدّسني ويمجّدني ، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه»(3).

ص: 447


1- في المطبوع و «ن» «ح»: (إبراهيم الذي بنى هذا البيت، فبحقّه) وما في المتن من «س» «م» وبعض المصادر . وفي «ص» سقطت عبارة: (العتيق فبحقّ الذي بنى هذا) .
2- قوله : ( عليّ ) لم يرد في «س» « م » والمصدر .
3- معاني الأخبار : 10/62 ، وأورده في الأمالي : 9/194 ، وعلل الشرائع : 3/135 وعنهم في بحار الأنوار 35: 11/8 ، الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : 76 ، ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : 2/197 ، الطبري في بشارة المصطفى : 10/26 ، الإربلي في كشف الغمّة 1 : 60 ، العلّامة الحلّي في كشف اليقين : 17 .

ص: 448

وممّا يدلّ على ما قلناه من تفضيل محمّد وآله صلوات الله عليهم على سائر الخليقة

426 - ما رواه السيّد المرحوم حسن بن كبش في كتابه عن أبي ذرّ رضي الله عنه ، قال : نظر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فقال : «هذا خير الأوّلين وخير الآخرين من : أهل السماوات وأهل(1) الأرضين ، هذا سيّد الصدّيقين، وسيّد الوصيّين ، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين .

إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنّة ، وقد أضاءت القيامة من ضوئها (2)، على رأسه تاج مرصّع بالزبرجد والياقوت ، فتقول الملائكة : هذا ملك مقرّب ، ويقول النبيّون : هذا نبيّ مرسل فينادي مناد من(3) بطنان العرش :

هذا الصدّيق الأكبر ، هذا وصيّ حبيب الله ، هذا عليّ بن أبي طالب . فيقف على متن جهنّم ، فيُخرج منها من يحب، ويُدخل فيها من يبغض، ويأتي أبواب الجنّة ،

ص: 449


1- في «ص » : ( في ) بدلاً من : ( وأهل ) .
2- في التفضيل للكراجكي: ( من نورها).
3- في «د» «ص»: (من تحت ).

فيُدخل فيها من يشاء بغير حساب»(1).

427- ومنه أيضاً : عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : حدّثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال «

قال لي جبرئيل علیه السلام : يا محمّد ، عليٌّ خير البشر ، من أبى فقد كفر»(2).

428 - ومنه : عن إسماعيل بن عليّ الدعبلي ، عن أبيه ، قال : حدّثني الرضا، عن أبيه موسى عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعليّ بن أبي طالب علیه السلام : يا عليّ، أنت خير البشر ، لا يشكّ فيك إلّا كافر»(3).

ص: 450


1- أورده ابن شاذان في مائة منقبة : 55/114 وعنه في بحار الأنوار 27 : 13/315 ، الكراجكي في الرسالة العلويّة في فضل أمير المؤمنين : 42 وعنه في بحار الأنوار 60: 13/302، ابن طاوس في التحصين : 605 / باب 7 ، ونقله المجلسي باختصار عن المحتضر في بحار الأنوار 81/316:26، نقلاً من كتاب الحسن بن كبش .
2- وقد أفرد الشيخ أبو جعفر القمي الإيلاقي ( ق 4) كتاباً بجمع طرق وروايات هذا الحديث الشريف وسمّاه بنوادر الأثر في أنّ عليّاً علیه السلام خير البشر : فلاحظه ، وقد أورد الحديث عن حذيفة ابن اليمان : القاضي الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 2: 1026/523 ، الصدوق في الأمالي : 5/135 ، ابن عساكر في تاريخ دمشق 42: 372 ، الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 245 ، الطبري في المسترشد : 83/271 ، وعماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : 19/378 ، الإربلي في كشف الغمّة 156:1 . وعن جابر بن عبد الله : ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : 124/صدر حدیث 12 ، وعن عائشة الكراجكي في الرسالة العلوية : 31 - 32 ، وابن شاذان في مائة منقبة : 130 صدر حديث 70 ، وعن شريك بن عبد الله القاضي الكوفي في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام 2 : 1028/524 ، وعن جریر بن عبد الله بن جبر في نهج الإيمان : 555 ، وابن شهر آشوب في المناقب 3 : 82 .
3- أورده الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 225/59 ، ابن شاذان في مائة منقبة : 126 / 66، وعنه في بحار الأنوار 26 : 6/306 ، مناقب آل ابي طالب 2: 265 وعنه في نهج الإيمان : 556 وبحار الأنوار 7:38 / ضمن حديث 13 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 26: 72/308 ، عن كتاب الحسن بن كبش .

429 - ومنه : عن أنس بن مالك ، عن عائشة ، قالت : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول : «عليّ بن أبي طالب خير البشر ، ومن أبى فقد كفر» فقيل لها : لِمَ حاربتيه ؟ قالت : والله ما حاربته من نفسي ، وما حملني عليه إلّا طلحة والزبير(1) .

430 - ومنه : عن المقتضب، مسنداً ، قال : لمّا أسلم الجارود(2) ، وكان نصرانيّاً بعد كلام طويل، ثمّ قلت : يارسول الله ، أنبئني - أنبأك الله - بخبر هذه الأسماء التي لم نشهدها وأشهدنا قسّ (3) ذكرها ، فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : «يا جارود ، ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله تعالى إلىَّ أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ فقلت : على ماذا بعثتم ؟ قالوا : على نبوّتك وولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة منكما .

ثمِ أوحى إلي: أن التفت إلى يمين العرش فالتفتِ ، فإذا عليِ والحسن والحسين وعليِ ومحمِد وجعفر وموسى وعليِّ ومحمّد وعليِ والحسن والمهديِ في ضحضاح من نور يصلّون ، فقال الربّ تعالى : هؤلاء الحجج أوليائي، وهذا المنتقم من أعدائي» فقال : يا جارود ، هؤلاء المذكورون في التوراة والإنجيل والزبور(4) .

431 - ومنه : عن «المقتضب» مسنداً عن سلمان الفارسي رحمه الله ، قال : دخلت على

ص: 451


1- أورده ابن شاذان في مائة منقبة : 70/130 وعنه في بحار الأنوار 68/306:26 ، الكراجكي في الرسالة العلوية : 30 ، ابن شهر آشوب في المناقب 3: 82.
2- هو الجارود بن المنذر العبدي .
3- هو قسّ بن ساعدة المذكور في سند الحديث في المقتضب .
4- مقتضب الأثر : 38 ، الكراجكي في كنز الفوائد 2: 139 وعنه في بحار الأنوار 26: 301/ضمن حديث 65 ، وباختلاف في المقطع الثاني من الحديث ابن شهر آشوب في المناقب 1 : 350 وعنه في بحار الأنوار 38: 43 ضمن حديث ، ، رضي الدين الحلي في العدد القوية : 87/ ضمن حديث 151.

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فلماّ نظر إليّ قال : «يا سلمان ، إن الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلّا جعل له اثني عشر نقيباً» قال : قلت : يا رسول الله ، قد عرفت هذا من الكتابين (1)، قال صلی الله علیه وآله وسلم : «یا سلمان، فهل علمت نقبائي الاثني عشر ، الذين اختارهم الله الله للإمامة من بعدي ؟» فقلت : الله ورسوله أعلم .

قال : «یا سلمان، خلقني الله من صفاء نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري عليّاً فدعاه إلى طاعته فأطاعه وخلق من نوري ونور عليّ فاطمة فدعاها فأطاعته، وخلق منّي ومن علي وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمانا الله عزّ وجلّ بخمسة أسماء من أسمائه، فالله المحمود وأنا محمّد، والله العلىّ وهذا علىّ، والله فاطر وهذه فاطمة، والله الإحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين.

ثمّ خلق من نور الحسين تسعة أئمّة فدعاهم فأطاعوه، قبل أن يخلق الله سماءً مبنيّة ، أو أرضاً مدحيّة ، أو هواءً أو ماءً أو ملكاً أو بشراً، وكنّا بعلمه أنواراً نسبّحه ، ونسمع له ونطيع».

فقال سلمان : قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمّي ما لمن عرف هؤلاء ؟ فقال صلی الله علیه وآله وسلم : «یا سلمان ، من عرفهم حقّ معرفتهم، واقتدى بهم ، فوالى وليّهم وتبرّأ من عدوّهم ، فهو والله منّا يرد حيث نرد ، ويسكن حيث نسكن» فقلت: یا رسول : الله فهل(2) يكون إيمان بهم بغير معرفتهم بأسمائهم وأنسابهم ؟ فقال: «لا يا سلمان» فقلت : يا رسول الله ، فأنّى لي بهم ؟

ص: 452


1- في المصادر : (أهل الكتابين) . ما عدا بحار الأنوار ، ج 25 ، وفي الهداية زيادة: (التوراة والإنجيل ) ومعنى الكتابين : إنّ سلمان رضي الله عنه يُعد من المعمرين فلربما سمع أو قرأ الكتب السماوية التي سبقت إسلامه .
2- قوله : (فهل ) لم يرد في «ص » « س » « م » « ر » .

قال : «قد عرفت إلى الحسين ، ثمّ سيّد العابدين عليّ بن الحسين ، ثمّ ابنه محمّد ابن عليّ باقر علم الأوّلين والآخرين من النبيّين والمرسلين ، ثمّ ابنه جعفر بن محمّد لسان الله الصادق ، ثمّ موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله ، ثمّ علىّ بن موسى الرضا لأمر الله ، ثمّ محمّد بن عليّ الجواد المختار من خلق الله ، ثمّ عليّ بن محمّد الهادي إلى الله ، ثمّ الحسن بن علىّ الصامت الأمين العسكري ، ثمّ ابنه محمّد بن الحسن

المهديّ الناطق القائم بحقّ الله».

قال سلمان : فسكت ، ثمّ قلت : يا رسول الله ، أدع الله لي بإدراكهم ، فقال صلی الله علیه وآله وسلم:« يا سلمان ، إنّك مدركهم وأمثالك ، ومن تولّاهم بحقيقة المعرفة» قال سلمان : فشكرت الله كثيراً، ثمّ قلت : يا رسول الله إنّي مؤجّل إلى عهدهم ؟ فقال صلی الله علیه وآله وسلم : «يا سلمان ، اقرأ : (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) (1)» قال سلمان : فاشتدّ بكائي وشوقي وقلت : يا رسول الله بعهدٍ منك ؟

فقال صلی الله علیه وآله وسلم :« إي والذي أرسل محمّداً ، إنّه لعهد منّي ولعليّ وفاطمة والحسن

الله والحسين وتسعة أئمّة ، وكلّ من هو منّا ومظلوم فينا ، إي والله يا سلمان ، ثمّ ليحضرنّ إبليس وجنوده، وكلّ من محض الإيمان محضاً ومحض الكفر محضاً حتّى يؤخذ بالقصاص والأوتار والترات (2) ، ولا يظلم ربّك أحداً .

ونحن تأويل هذه الآية : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ

ص: 453


1- سورة الإسراء 5:17-6 .
2- في بعض النسخ : ( التراث ) ، وفي موضع من البحار عن المختصر : ( الثارات ) .

أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (1)» قال سلمان : فقمت من بين يدي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقلت(2): ما يبالي سلمان متى لق الموت أو لقيه(3).

432 - ومنه : الصدوق محمّد بن بابويه ، عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيشابوري العطّار رضي الله عنه ، قال : حدّثني عليّ بن محمّد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح (4) ، قال : قلت للرضا علیه السلام : أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء ما كانت ؟ فقد اختلف الناس فيها ، فمنهم من يروي أنّها الحنطة ، ومنهم من يروي أنّها العنب ، ومنهم من يروي أنّها شجرة الحسد .

فقال علیه السلام: «كلّ ذلك حقّ» فقلت : ما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟ فقال:« يا أبا الصلت ، إنّها (5) شجرة الجنّة تحمل أنواعاً ، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدنيا ، وإنّ آدم علیه السلام لمّا أكرمه الله تعالى بإسجاد ملائكته له وبإدخاله الجنّة ، قال في نفسه : هل خلق الله(6) بشراً أفضل منّى ؟ ! فعلم الله عزّ وجلّ ما وقع في نفسه ، فناداه الله عزّ وجلّ : ارفع رأسك يا آدم وانظر : إلى ساق

ص: 454


1- سورة القصص 28: 5-6 .
2- ( وقلت) لم يرد في «ص » « س » « م » « ر » والمقتضب .
3- مقتضب الأثر : 6 ، الطبري في دلائل الامامة : 28/447 ، الخصيبي في الهداية الكبرى : 375 ونقله : المؤلّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلّف : 269 عن ابن كبش ، وعن المحتضر في بحار الأنوار 25: 9/6 و 53: 162/142 .
4- أبو الصلت الهروي : هو عبد السلام بن صالح ، روى عن الإمام الرضا علیه السلام الثقة صحيح الحديث ، له كتاب وفاة الإمام الرضا علیه السلام ، و عده الشيخ من أصحاب الإمام الرضا علیه السلام . رجال النجاشي : 643/245 ، رجال الشيخ : 14/380 .
5- في المصادر : ( إنّ ) .
6- لفظ الجلالة : ( الله ) لم يرد في « د » « ص » « ر » .

عرشي ، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً :

لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، فقال :آدم ياربّ ، من هؤلاء ؟ فقال عزّ وجلّ : هؤلاء من ذرّيّتك ، وهم خير منك ومن جميع خلق ولولاهم ما خلقتك ، ولا خلقت الجنّة والنار ، ولا السماء ولا الأرض، فإيّاك أن تنظر لهم بعين الحسد فأخرجك عن جواري، فنظر إليهم بعين الحسد ، وتمنى منزلتهم، فتسلّط عليه الشيطان حتّى أكل من الشجرة ، التي نهي عنها ، ونظرت حوّاء إلى فاطمة بعين الحسد ، فتسلّط الشيطان عليها حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم ، فأخرجها الله عن جنّته ، وأهبطهما عن جواره إلى الأرض»(1) .

433 - ومنه : مرفوعاً إلى مروان بن صباح ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «إنّ الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدلّ عليه ، وخزّانه في سماواته وأرضه .

بنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا نزل الغيث من السماء نبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عُبد الله ، ولولا نحن ما عُبد الله»(2).

434 - ومنه : أيضاً عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «ما جاء به عليّ علیه السلام خذ به، وما نهى فانته عنه ، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمّد،

ص: 455


1- أورده الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 306:1/ 67 ومعاني الأخبار : 1/124 وعنهما في بحار الأنوار 26: 15/273 وفي 11 : 9/164، وورد في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 272 عن كتاب ابن كبش .
2- أورده الصدوق في التوحيد : 8/151 وعنه في بحار الأنوار 24 : 24/197 ، والكليني في الكافي 1: 5/144 ، المؤلف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 275 عن ابن كبش ، وانظر: الصفحة 390 من كتابنا هذا.

ولمحمّد الفضل على جميع من خلق الله عزّ وجلّ، والمتعقّب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقّب على الله وعلى رسوله ، والرادّ عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك بالله .

كان أمير المؤمنين باب الله الذي يؤتى منه ، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك ، وكذلك يجرى لأئمّة الهدى واحداً بعد ،واحد جعلهم الله عزّ وجلّ أركان الأرض أن تميد بأهلها ، وحجّته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى .

وكان أمير المؤمنين علیه السلام كثيراً ما يقول : أنا قسيم الله بين الجنّة والنار ، وأنا ال الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا والمسيم ، ولقد أقرّ لي جميع الملائكة والروح والرسل مثل ما أقرّوا المحمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، ولقد حملت على مثل حمولته وهى حمولة الربّ ، وإنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يُدعى فيُكسى ، ويُستنطق فيُنطق واستنطق فأنطق على حدّ منطقه ، ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي ، علمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني ، ولم يعزب عنّي ما غاب عنّي أُنشر(1) بإذن الله ، وأُؤدّي عنه ، كلّ ذلك من الله مكّنني فيه بعلمه»(2).

435 - ومنه : مرفوعاً إلى محمّد بن عبد الخالق وأبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «يا أبا محمّد، إنّ عندنا سرّاً من سرّ الله، وعلماً من علم الله ، لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، والله ما كلّف الله تعالى أحداً ذلك الحمل غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا.

ص: 456


1- في الكافي والبحار : (أبشر).
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 3/221 وعنه في بحار الأنوار 39: 16/344 ، الكليني في الكافي 1 : 196 وعنه في خاتمة المستدرك : 242 - 243 وأورد قطعة منه المفيد في الاختصاص: 21 وعنه في بحار الأنوار 25: 11/359 ، وانظر تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 276 عن كتاب ابن كبش .

وإنّ عندنا سرّاً من سرّ الله ، وعلماً من علم الله أمرنا الله بتبليغه ، فبلّغنا عن الله عزّ وجلّ ما أمرنا بتبليغه ؛ ما نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمّالة يحملونه ، حتى خلق الله عزّ وجلّ لذلك أقواماً خُلقوا من طينة خُلق منها محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وذرّيّته علیهم السلام ، من نور خلق الله منه محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم وذرّيّته علیهم السلام ، وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم ، فبلّغناهم عن الله عزّ وجلّ ما أُمرنا بتبليغه ، فقبلوه واحتملوا ذلك ، وبلغهم ذلك عنّا فقبلوه واحتملوه ، وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلولا أنّهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك ولا والله ما احتملوه .

ثمّ قال علیه السلام : إنّ الله خلق قوماً لجهنّم والنار ، فأمرنا أن نبلّغهم كما بلّغناهم فاشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم ، وردّوه علينا ولم يحتملوه ، وكذّبوا به وقالوا : ساحر كذّاب ، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثمّ أطلق الله لسانهم ببعض الحق ، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ؛ ليكون ذلك دفعاً عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عُبد الله في أرضه، فأمرنا بالكفّ عنهم والستر والكتمان منهم(1) . فاكتموا ممّن أمر الله بالكفّ عنهم ، واستروا عمّن أمر الله بالستر والكتمان منهم(2) .

قال : ثمّ رفع علیه السلام يده وبكى وقال : اللّهمّ إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون، فاجعل محياهم محيانا ، ومماتهم مماتنا ، ولا تسلّط عليهم عدوّاً لك فتفجعنا بهم ، فإنّك إن فجعتنا بهم لم تُعبد أبداً في أرضك وصلّى الله على محمد وآله وسلّم تسليماً »(3).

ص: 457


1- من قوله : ( في أرضه) إلى هنا لم يرد في «ص».
2- من قوله : (فاكتموا ممّن) إلى هنا في «ص» هكذا : ( ولولا ذلك ما عبد الله واستروا عمّن أمر الله بالستر والكتمان منهم) .
3- أورده الكليني في الكافي 1: 5/402 ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25: 385 /44 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 201 ، وفي 276 عن كتاب ابن كبش الحسيني .

436 - ومنه : مرفوعاً إلى عبد الأعلى ، قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : «ما من نبيّ جاء قط إلّا بمعرفة حقّنا ، وبفضلنا(1) على من سوانا»(2).

437 - ومنه أيضاً : وفي رواية جابر ، عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة يجمع الله الأوّلين والآخرين لفصل الخطاب دعي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ودعي أمير المؤمنين علیه السلام (3) ، فيُكسى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويُكسى علىّ علیه السلام مثلها ، ويُكسى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حلّة ورديّة تضىء لها ما بين المشرق والمغرب، ويكسى عليّ علیه السلام مثلها ، ثمّ يُدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله نُدخل أهل الجنّة الجنّة ، وندخل أهل النار النار .

ثمّ يدعى بالنبيّين علیهم السلام فيقامون صفَّين عند عرش الله عزّ وجلّ حتّى نفرغ من حساب الناس، فإذا أُدخَل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النار النار ، بعث الله ربّ العزّة تبارك وتعالى عليّاً علیه السلام فأنزلهم منازلهم في الجنّة وزوجهم عليه ، فعليّ - والله - الذي يزوّج أهل الجنّة في الجنّة وماذلك إلى أحد غيره ، كرامة من الله عزّ ذكره ، وفضلاً فضّله به ومنّ به عليه ، وهو والله يُدخل أهل النار النار ، وهو الذي يغلق على أهل الجنّة إذا دخلوا فيها أبوابها(4)؛ لأنّ أبواب الجنّة إليه وأبواب النار إليه»(5).

ص: 458


1- في الكافي وكنز الفوائد : ( وتفضيلنا) ، وفي «س» «م» : (ويفضّلنا) .
2- أورده نصّاً الكليني في الكافي 1: 4/437 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 277 و 282 و 319، الصفّار في بصائر الدرجات: 1/94 و 3 و 4 ، وفيه : ما تنبّئ نبيّ . وعنه في بحار الأنوار 26: 28/281 ، وكذلك الكراجكي في كنز الفوائد 2: 141 وعنه في بحار الأنوار 26: 304 .
3- في «ص » «ر» (دعا بأمير المؤمنين) .
4- في البحار زيادة هنا وهي : (يُغلق على أهل النار إذا دخلوا فيها أبوابها ) .
5- أورده الكليني في الكافي : 154/159 وعنه في تأويل الآيات 2: 9/789 وبحار الأنوار 7: 24/337 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27 : 14/316 ، عن كتاب السيد حسن بن كبش .

438 - ومنه : مرفوعاً إلى يونس بن أبي سعيدة(1)، قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السلام ذات يوم، فقال لي: «إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الناس كلّهم ، فينادي نوح صلّى الله عليه فأوّل من يدعى(2) ، فيقال له : هل بلّغت ؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك ؟ فيقول : محمّد صلی الله علیه وآله وسلم، فيخرج نوح فيتخطّى الناس حتّى يجيء إلى محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، وهو على كثيب المسك ومعه عليّ علیه السلام وهو قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةٌ سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الذي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ) (3) فيقول نوح لمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم : يا محمّد ، إنّ الله تبارك وتعالى سألني هل بلّغت ؟ فقلت : نعم ، فقال : من يشهد لك ؟ فقلت : محمّد ، فيقول صلی الله علیه وآله وسلم : «يا جعفر ويا حمزة، اذهبا فاشهدا له ، أنّه قد بلّغ» .

وقال أبو عبد الله علیه السلام :« فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء علیهم السلام بما بلّغوا» فقلت : جعلت فداك فعليّ أين هو ؟ فقال : «هو أعظم منزلة من ذلك»(4) .

439 - ومنه : مرفوعاً إلى محمّد بن النعمان ، عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال : «خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه في يوم الجمعة فأطرد في خطبته .- إلى أن قال- :

اللّهمّ اعط محمّداً الوسيلة والشرف والفضيلة والمنزلة الكريمة ، اللّهمّ اجعل محمّداً وآل محمّد أعظم الخلائق - كلّهم - يوم القيامة شرفاً ، وأقربهم عندك مقعداً ،

ص: 459


1- في الكافي : (يوسف بن أبي سعيد).
2- في الكافي : (كان نوح صلّى الله عليه أوّل من يدعى به).
3- سورة الملك 67: 27 .
4- أورده الكليني في الكافي 8 392/267 وعنه في تاويل الآيات 9/706:2 وبحار الأنوار 7: 4/282 وتفسير نور الثقلين 5 32/384 .

وأوجههم عندك(1) جاهاً ، وأفضلهم عندك منزلة ونصيباً ، اللّهمّ اعط محمّداً أشرف المقام»(2).

440 - ومنه : مرفوعاً إلى أبي حمزة ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سمعته يقول لرجل من الشيعة : «أنتم الطيّبون ونساؤكم الطيّبات (3) وكلّ مؤمن صدّيق».

وقال : سمعته يقول: «شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله عزّ وجلّ يوم القيامة بعدنا ، وما من شيعتنا أحد يقوم إلى الصلاة إلّا اكتنفته فيها عدد من خالفه من الملائكة، يصلّون عليه جماعة حتّى يفرغ من صلاته، وإنّ الصائم منكم ليرتع في رياض الجنّة تدعو له الملائكة حتّى يفطر » (4).

441 - ومنه : مرفوعاً إلى سماعة ، قال : قال لي أبو الحسن علیه السلام: «إذا كان لك يا سماعة عند الله تعالى حاجة فقل : اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وعليّ ؛ فإنّ لهماعندك شأناً من الشأن وقدراً من القدر، فبحقّ ذلك الشأن وبحقّ ذلك القدر أن تصلّي على محمّد و آل محمّد ، وأن تفعل بي كذا وكذا. فإنّه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان(5) إلّا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم»(6) .

ص: 460


1- في الكافي زيادة : ( يوم القيامة ) .
2- أورده الكليني في الكافي : 175 ضمن حديث 194 وعنه في بحار الأنوار 77: 352 ضمن حديث 31.
3- في المصادر زيادة : (كلّ مؤمنة حوراء عيناء) .
4- أورده الكليني في الكافي : 365 / ضمن حديث 556 ، وأورد قطعة من الحديث البرقي في المحاسن : 177/182 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27 123/131 ، عن كتاب السيّد حسن بن كبش ، وعنه أيضاً في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 280 .
5- في الكافي : ( ولا مؤمن ممتحن ) بدلاً من ( ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ).
6- أورده الكليني في الكافي :2 : 21/562 ، الديلمي في إرشاد القلوب : 426 ، الراوندي في الدعوات: 127/51 ، ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : 52 وعنه في الوسائل 7: 9/102، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27 : 15/317 ، عن كتاب ابن كبش وعنه في التفضيل : 280.

442 - ومن «تفسیر مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري علیه السلام » قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : لمّا بعث الله تعالى موسى بن عمران واصطفاه نجيّاً وفلق له البحر ، فنجّى بني إسرائيل ، وأعطاه التوراة والألواح ، رأى مكانه من ربّه عزّ وجلّ، فقال : يا ربّ ، لقد أكرمتني بكرامة لم تُكرم بها أحداً قبلي، فقال الله عزّ وجلّ : يا موسى ، أما علمت أنّ محمّداً أفضل عندي من جميع خلق ؟ فقال موسى : يا ربّ ، فإن كان محمّد أكرم من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي ؟ فقال الله عزّ وجلّ : يا موسى ، أما علمت أنّ فضل آل محمّد على جميع النبيّين ، كفضل محمّد على جميع المرسلين ؟ !

فقال : ياربّ إن كان فضل آل(1) محمّد عندك كذلك ، فهل في صحابة الأنبياء عندك أكرم من صحابتي؟ قال : يا موسى، أما علمت أنّ فضل صحابة محمّد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمّد على جميع النبييّن، وفضل محمّد على جميع المرسلين ؟ !

فقال موسى : يا ربّ ، فإن كان محمّداً وآله وأصحابه كما وصفت، فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أُمّتى ؟ ظللت عليهم الغام، وأنزلت عليهم المنّ والسلوى، وفلقت لهم البحر ؟ فقال الله عزّ وجلّ : يا موسى ، إنّ فضل أُمّة محمّد على جميع الأمم كفضلي على خلقي (2).

ص: 461


1- قوله : ( آل ) لم يرد في « ر » «ص » .
2- في المصدر : ( على جميع خلقي ) .

قال موسی لیتنی (1) كنت أراهم . فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : إنّك(2) لن تراهم . وليس هذا أوان ظهورهم ، ولكن سوف تراهم فى الجنّة - جنّات عدن والفردوس - بحضرة محمّد، في نعيمها يتقلّبون ، وفي خزائنها (3) يتبحبحون ، أفتحبّ أن أسمعك كلامهم ؟ فقال : نعم يا إلهي ، قال : فقم بين يديّ واشدد مئزرك ، قيام العبد الذليل بين يدي السيّد الملك الجليل ، ففعل ذلك فنادى ربّنا عز وجل : يا أُمّة محمّد ، فأجابوه - كلّهم - وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أُمّهاتهم : لبّيك اللّهمّ لبّيك (4) ، إنّ الحمد والنعمة(5) لك لا شريك لك لبّيك ، قال : فجعل الله تلك الإجابة منهم شعار الحجّ.

ثمّ نادى ربّنا عزّ وجلّ : يا أُمّة محمّد، إنّ فضلي ورحمتي(6) سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني ، من لقيني منكم يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، صادق في أقواله محقّ في أفعاله ، وأنّ عليّ بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووارثه(7)، تُلتزم طاعته كما تلتزم طاعة محمّد، وأنّ أولياءه المصطفين(8) المطهّرين، المبانين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما

ص: 462


1- في المصدر : ( يا ربّ ليتني ) .
2- في المصدر : ( يا موسى إنّك ) .
3- في المصدر : ( خيراتها ) .
4- في المصدر :زيادة : ( لبّيك لا شريك لك لبيك ) .
5- في المصدر زيادة : ( والملك ) .
6- في المصدر : ( إنّ قضائي عليكم أنّ رحمتي ) .
7- في المصدر : ( ووليّه ) .
8- في المصدر زيادة : ( الأخيار ) .

أولياؤه ، أدخلته جنّتى وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر .

قال الإمام علیه السلام : فلمّا بعث الله تعالى محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم نبيّاً قال : يا محمّد، وماكنت

بجانب الطور إذ نادينا أُمّتك بهذه الكرامة»(1) .

443 - ومن «تفسير مولانا العسكري علیه السلام» ، قال عليّ بن الحسين علیهما السلام : قال : حدّثني أبي ، عن أخيه (2)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «يا عباد الله ، إنّ آدم لمّا رأى النور ساطعاً من صلبه - إذ كان الله تعالى قد نقل أرواحنا (3) من ذروة العرش إلى ظهره - رأى النور ولم تبن الأشباح ، فقال : يا ربّ، ما هذه الأنوار ؟ فقال عزّ وجلّ : أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك ، إذ كنت وعاءً لتلك الأشباح ، فقال آدم : يا ربّ ، لو بيّنتها لي ؟ فقال الله عزّ وجلّ : انظر : يا آدم إلى ذروة العرش .

فنظر آدم علیه السلام و واقع نور أشباحنا من ظهر آدم إلى ذروة العرش فانطبع فيه صور أشباحنا التي في ظهره، كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا ، فقال : ما هذه الأشباح يا ربّ ؟ قال الله تعالى : يا آدم ، هذه أشباح أفضل خلائقي وبريّاتي .

ص: 463


1- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 31 - 33 ، وأورده باختلاف الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 30/282 ، وعلل الشرائع : 3/416 وعنهما في بحار الأنوار 13 : 18/340 ، وإلى قوله : (إلى شعار الحج) في من لا يحضره الفقيه 2 : 9/211 ، الطبري في بشارة المصطفى صلی الله علیه وآله وسلم : 17/330 ، الأسترابادي في تأويل الآيات 11/417:1، وباختصار نقله الحرّ العاملي في الفصول المهمة 1: 7/406، والجواهر السنية: 248 ، ونقله المجلسي عن المصادر المتقدّمة في بحار الأنوار 13: 18/340 و 26: 17/275 و 92 2/224 و 99: 16/185 .
2- في المصدر : ( عن أبيه ) بدلاً من : ( قال : حدّثني أبي عن أخيه) .
3- في المصدر : (أشباحنا ).

هذا محمّد وأنا الحميد المحمود في فعالي، شققت له اسماً من اسمي .

وهذا عليّ وأنا العلي العظيم ، شققت له اسماً من اسمي .

وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي عمّا يغويهم ويشينهم(1) ، شققت لها اسماً من اسمي .

وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا المحسن المجمل، شققت اسمهما من اسمى .

هؤلاء خيار خلقي وأكرم بريّتي بهم آخذ وبهم أعطي ، وبهم أعاقب وبهم أُثيب ، فتوسّل بهم إليَّ يا آدم ، وإذا دهتك داهية فاجعلهم إليَّ شفعاؤك ، فإنّي آليت على نفسي قسماً حقّاً أن لا أخيّب بهم آملاً ، ولا أردّ بهم سائلاً. فلذلك حين نزلت(2) منه الخطيئة دعا الله عزّ وجلّ بهم فتاب عليه وغفر له(3)»(4).

وقال الإمام علیه السلام : «إنّ الله عزّ وجلّ لمّا لعن إبليس بإبائه، وأكرم الملائكة بسجودها لآدم وطاعتهم الله عزّ وجلّ ، أمر بآدم(5) وحوّاء إلى الجنّة وقال : ( يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاً مِنْهَا ) من الجنة ( رَغَداً) واسعاً (حَيْثُ شِئتما ) بلا تعب ( وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) (6) شجرة العلم ، شجرة علم محمّد وآل محمّد الذي آثرهم الله به دون سائر خلقه .

فقال الله عزّ وجلّ : (وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) شجرة العلم، فإنّها لمحمّد وآله

ص: 464


1- في المصدر : ( يعرّهم ويسيئهم ) ، وفي «ر» «ص»: ( يغوهم ويشنهم ) .
2- في المصدر : ( زلّت).
3- في «ر» «ص » : ( فتبت عليه و غفرت له ) .
4- ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 102/219 وعنه في تأويل الآيات 1: 19/44 وبحار الأنوار 26: 10/326 .
5- في «ر»: (أمرنا آدم).
6- سورة البقرة 2: 35 .

خاصّة دون غيرهم، لا يتناول منها بأمر الله إلّا هم، ومنها ما كان يتناوله النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير ، حتّى لم يحسّوا بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب ، وهي شجرة تميّزت من بين أشجار الجنّة ، إنّ سائر أشجار الجنّة كان كلّ نوع منها يحمل نوعاً من الثمار والمأكول ، وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البرّ والعنب والتين والعناب ، وسائر أنواع الثمار والفواكه والأطعمة ، فلذلك اختلف الحاكون (1) لذكر الشجرة ، فقال بعضهم : هي برّة ، وقال آخرون : هي عنب ، وقال آخرون : هي تينة ، وقال آخرون : هي عنّابة .

قال الله تعالى : ( ولا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) تلتمسان بذلك درجة محمّد وآل محمّد في فضلهم، فإنّ الله خصّهم بهذه الدرجة دون غيرهم، وهي الشجرة التي من تناول منها بإذن الله الهم علم الأوّلين والآخرين بغير تعليم، ومن تناول منها بغير إذن خاب من مراده و عصى ربِّه (فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أُؤثر بها (2) غير كما إذ رمتها بغير حكم الله .

قال الله : ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ) (3)- عن الجنّة - بوسوسته وخديعته وإيهامه وغروره بأن بدأ بآدم(4) فقال : ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ ) إن تناولتما منها تعلمان الغيب ، وتقدران على ما يقدر عليه من خصّه الله تعالى بالقدرة ( أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ ) لا تموتان أبداً ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ

ص: 465


1- في «د» «ر» «ص»: (اختلفت المأكول). وما في المتن أثبتناه من المصادر .
2- في «ص » «ر» : (أَوْثرها ) بدلاً من: (أؤثر بها ) .
3- سورة البقرة 2 :36 .
4- في « د » « ر » «ص»: (نادى يا آدم) ، وما في المتن أثبتناه من المصدر والبحار .

النَّاصِحِينَ )(1) وكان إبليس بين لحُيّي الحيّة أدخلته الجنّة ، وكان آدم يظنّ أنّ الحيّة هي التي تخاطبه ، ولم يعلم أنّ إبليس قد اختبأ بين لحييها فردّ آدم على الحيّة :(2) هذا من غرور إبليس ، كيف يخوننا ربّنا ؟ أم كيف تعظّمين الله بالقسم به وأنت تنسبينه إلى الخيانة وسوء النظر ، وهو أكرم الأكرمين، أم كيف أروم التوصّل إلى ما منعني منه ربّي عزّ وجلّ، وأتعاطاه بغير حكمة.

فلمّا آيس إبليس من قبول آدم منه ، عاد ثانية بين لحيي الحيّة ، فخاطب حوّاء من حيث يوهمها (3) أنّ الحيّة هي التي تخاطبها ، وقال : يا حوّاء أرأيت هذه الشجرة التي كان الله عزّ وجلّ حرّمها عليكما ، قد أحلّها لكما بعد تحريمها، لما عرف من حسن طاعتكما له وتوقير كما إيّاه، وذلك أنّ الملائكة الموكّلين بالشجرة - التي معها الحراب - يدفعون عنها سائر حيوان الجنّة لا يدفعك عنها إن رمتيها ، فاعلمي بذلك أنّه قد أحلّ لك ، وابشري أنّك إن تناولتيها قبل آدم كنت أنت المسلّطة عليه ، الآمرة الناهية فوقه ، فقالت حوّاء : سوف أُجرّب هذا.

فرامت الشجرة ، فأرادت الملائكة أن تدفعها بحرابها ، فأوحى الله إليها : إنّما تدفعون بحرابكم من لا عقل له يزجره ، فأمّا من جعلته ممكّناً مميّزاً مختاراً فكلوه إلى عقله الذي جعلته حجّة عليه ، فإن أطاع استحقّ ثوابي، وإن عصى وخالف استحقّ عقابي وجزائي، فتركوها ولم يتعرّضوا(4) لها بعد ما همّوا بمنعها بحرابهم فظنّت أنّ الله تعالى نهاهم عن منعها ، وأنّه قد أحلّها بعدما حرّمها ، فقالت : صدقت

ص: 466


1- سورة الأعراف 7: 20 - 21 .
2- في المصدر :زيادة: (أيّتها الحيّة).
3- في « د » « ص» «ر »: ( وَهَّمَهَا) بدلاً من يوهمها).
4- في «ر»: ( يعرضوا ) بدلاً من: ( يتعرّضوا).

الحيّة ، فظنّت أنّ المخاطب لها هى الحيّة، فتناولت منها ولم تنكر من نفسها شيئاً .

فقالت لآدم : ألم تعلم أنّ الشجرة المحرّمة علينا قد أبيحت لنا ، تناولت منها فلم تمنعني أملاكها ، ولم أنكر شيئاً من ذلك (1) حين اغترّ آدم وغلط فتناول ، فأصابهما الله ما قال في كتابه ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا ) بوسوسته وغروره ( مِمَّا كَانَا فيه) من النعيم ( وَقُلنا ) يا آدم و يا حوّاء ويا أيّتها الحيّة ويا إبليس ( أهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) فآدم وحوّاء وولدهما عدوّ للحيّة ، وإبليس والحيّة وأولادهما أعداؤكم ( وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ) منزل ومقرّ للمعاش ( وَمَتَاعٌ) منفعة (إلى حين )(2) الموت .

قال الله عزّ وجلّ : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ) يقولها فقالها ( فَتَابَ ) بها ( عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )(3) القابل التوبات ، الرحيم بالتائبين(4) .

فلمّا زلّت من آدم الخطيئة فاعتذر إلى ربّه عزّ وجلّ، فقال: يا ربّ، تب عليَّ واقبل معذرتي وأعدني إلى مرتبتي وارفع لديك درجتي ، فلقد تبيّن نقص الخطيئة وذلّها بأعضائي وسائر بدني.

قال الله تعالى : يا آدم ، أما تذكر أمري إيّاك أن تدعوني بمحمّد وآله الطيّبين

ص: 467


1- في المصدر : (حالي ، فذلك بدلاً من ذلك).
2- سورة البقرة 2: 36 .
3- سورة البقرة 2: 37 .
4- في المصدر زيادة : ( قُلْنَا أَهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً ) كان أمر في الأول أن يهبطا، وفي الثاني أمرهم أن يهبطوا جميعاً، لا يتقدّم أحدهم الآخر. والهبوط إنّما هو هبوط آدم وحوّاء من الجنّة، وهبوط الحيّة أيضاً منها، فإنها كانت من أحسن دوابها، وهبوط إبليس من حواليها، فإنّه كان محرّماً عليه دخول الجنّة . ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدى ) يأتيكم وأولادكم من بعدكم منّي هدى، يا آدم و يا إبليس ( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) لا خوف عليهم حين يخاف المخالفون ولاهم يحزنون إذ يحزنون ).

عند شدائدك ودواهيك ، وفي النوازل التي(1) تبهظك ؟ ! قال آدم : يا ربّ ، بلى ، قال الله عزّ وجلّ : فيهم بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم خصوصاً أُدعني أجبك إلى ملتمسك ، وأزدك فوق مرادك ، فقال آدم : يا ربّ وإلهى ، وقد بلغ عندك من محلّهم أنّك بالتوسّل بهم تقبل توبتي، وتغفر خطيئتي ، وأنا الذي سجدت له ملائكتك ، وأبحته جنّتك ، وزوجّته حوّاء أمتك ، وأخدمته كرام ملائكتك .

قال : يا آدم ، إنّما أمرت الملائكة بتعظيمك بالسجود إذ كنت وعاءً لهذه الأنوار ، ولو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها ، وأن أفطّنك لدواعي عدوّك إبليس ، حتّى يحرز منها لكنت قد فعلت ذلك ، ولكنّ المعلوم في سابق علمي يجري موافقاً لعلمي ، والآن فيهم ادعني لأجيبك ، فعند ذلك قال آدم :

اللّهمّ بجاه محمّد وآله الطيّبين، بجاه محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين و آلهم(2) لما تفضّلت بقبول توبتي، وغفران زلّتي وإعادتي من كراماتك إلى مرتبتي .

ثمّ قال عزّ وجلّ : قد قبلت توبتك ، وأقبلت (3) برضواني عليك ، وصرفت آلائي ونعمائي إليك ، وأعدتك إلى مرتبتك من كراماتي ، ووفّرت نصيبك من رحماتي ، فذلك قول الله عزّ وجلّ: ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (4)»(5) .

ص: 468


1- ( التي ) لم ترد في «ص » « ر» .
2- في المصدر : ( والطيبين من آلهم) بدلاً من: (و آلهم).
3- في «د» «ر» «ص»: (وأحلت) .
4- سورة البقرة 2: 37 .
5- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 221 - 226 /103 و 104 و 105 ا وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 450 وتأويل الآيات 1: 20/45 - 21 وبحار الأنوار 11: 47/189 .

444 - ومن «تفسير الإمام العسكري علیه السلام» : قال أمير المؤمنين علیه السلام : «إنّ الله تعالى أخبر رسوله صلی الله علیه وآله وسلم بما كان من إيمان الأمم السالفة ، بمحمّد وآله علیهم السلام ، وإنّ اليهود قبل ظهوره كانوا يستفتحون على أعدائهم بذكره والصلاة عليه وعلى آله وكان الله عزّ وجلّ أمر اليهود في أيّام موسى علیه السلام وبعده ، إذا دهمهم أمر ودهتهم داهية أن يدعو الله بمحمّد وآله الطيّبين ، وكانوا يستنصرون بهم ويفعلون ذلك ، حتّى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور محمّد صلی الله علیه وآله وسلم بسنين كثيرة يفعلون ذلك فيكفون البلاء والدهماء والداهية»(1).

445 - وقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم :« ألا فاذكروا يا أمّة محمّد محمّداً وآله عند نوائبكم وشدائدكم تكفون أموركم في الدين والدنيا»(2)

446 - [ وقال أمير المؤمنين علیه السلام] (3) فإنّ قضاء الحوائج وإجابة الدعاء إذا سئل الله بمحمّد وعليّ وألهما مشهورً في الأمم والزمان السالف ، حتّى أنّ من طال به البلاء قيل : هذا طال بلاؤه ؛ لنسيانه الدعاء الله بمحمّد وآله الطيّبين .

حتّى أنّ آدم علیه السلام لمّا ألهم من الله تعالى وقال : اللّهمّ بحقّ محمّد وآله الطيّبين وخيار أصحابه المنتجبين، فقال الله تعالى : لقد قبلت توبتك . وآية ذلك أنّي أُنقي بشرتك ، فقد تغيّرت - وكان ذلك لثلاث عشر من رمضان - فصُم هذه الثلاثة الأيام البيض التي تستقبلك(4) ينقّي الله في كلّ يوم بعض بشرتك، فصامها فنقّي الله كلّ يوم منها ثلث بشرته .

ص: 469


1- ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 393 - 394 وعنه في بحار الأنوار 94 10 .
2- ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 270/396 ، وعنه في البحار 94: 12 باختلاف يسير .
3- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.
4- في المصدر : (فصم هذه الثلاثة أيام التي تستقبلك فهي أيّام البيض).

فعند ذلك قال آدم : يا ربّ، ما أعظم شأن محمّد وآله وخيار أصحابه ؟ فأوحى الله : يا آدم ، إنّك لو عرفت جلال منزلة محمّد وآله عندي وخيار أصحابه لأحببته حباً يكون أفضل أعمالك عندي ، قال آدم : يا ربّ ، عرّفني لأعرف.

قال الله تعالى : يا آدم ، إنّ محمّداً لو وزن به جميع الخلق من النبيّين والمرسلين والملائكة المقرّبين وسائر عبادي الصالحين من أوّل الدهر إلى آخره ومن الثرى إلى العرش لرجح بهم ، وأنّ رجلاً من آل محمّد لو وزن به - بعد محمّد خيار النبيّين وآل النبيّين - لرجح بهم ، وأنّ رجلاً من خيار صحابة محمّد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين لرجح بهم(1) » ...

يا آدم لو أحبّ رجل من الكفّار أو جميعهم رجلاً من آل محمّد وأصحابه الخيّرين لكافأه الله عزّ وجلّ عن ذلك، بأن يختم له بالمغفرة والتوبة والإيمان، ثمّ یدخله الجنّة ، إنّ الله ليفيض على كلّ واحد من محبّي محمّد وآل محمّد وأصحابه ، مالو قسّمت على كلّ عدد ما خلق الله تعالى من أول الدهر إلى آخره وكانوا كفاراً لكفاهم، ولأدّاهم إلى عاقبة محمودة والإيمان بالله حتّى يستحقّوا به الجنّة ، وإنّ رجلاً ممّن يبغض آل محمّد وأصحابه الخيّرين ، أو واحداً منهم يعذّبه الله عذابا لو قُسّم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين»(2) .

447 - ومن التفسير الشريف المنيف أيضاً لمولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري علیهما السلام: - بعد كلام طويل - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرئيل عن الله سبحانه : «فإن أردتم أن تكونوا عندي في المنظر الأعلى والشرف الأشرف

ص: 470


1- ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 391 - 392 وعنه في بحار الأنوار 26 330 - 331 ونقل المجلسي عن التفسير في بحار الأنوار 97: 49/109. قطعة من الحديث .
2- ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 392ذيل حديث 267 وعنه في بحار الأنوار 26 : 331 .

فلا يكوننّ أحد من عبادي آثر عندكم من محمّد ، وبعده من أخيه عليّ وبعدهما من أبنائها(1) القائمين بأمور عبادي بعدهما ، فإنّ من كانت تلك عقيدته جعلته من أشرف ملوك جناني» (2) وساق الحديث.

448 - ومن التفسير الشريف أيضاً في ثياب اليهود لمّا استشهدها أمير المؤمنين علیه السلام بحضرة النبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا ولّاه بحاجتهم بعد كلام طويل.

قال أمير المؤمنين علیه السلام : «يا ثياب اليهود ، اشهدي لمحمّد ولوصيّه ، فنطقت ثيابهم كلّها : صدقت صدقت يا عليّ نشهد أنّ محمّداً رسول الله حقّاً وأنّك وصيّه حقّاً، لم يثبت محمّد قدماً في مكرمة إلّا وطأت على موضع قدمه بمثل مكرمته ، فأنتما شقيقان من أشراف أنوار الله تعالى، وأنتما في الفضائل شريكان، إلّا أنّه لا نبيّ بعد محمّد صلی الله علیه وآله وسلم»(3) .

449 - وممّا نقله السيّد الجليل حسن بن كبش رحمه الله في كتابه : مرفوعاً إلى كثير بن أبي عمران، عن الباقر علیه السلام قال : «لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن عنده جواب ، ولو كنت شاهدهما لأخبرت كلّ واحد منهما بجوابه، ولسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيها جواب» (4) .

ص: 471


1- في « ر»: ( بنيهما ) بدلاً من : ( أبنائهما ) .
2- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 43 / قطعة من حديث 19، وعنه في تأويل الآيات 1: 27 - 28/ قطعة من حديث 10، وبحار الأنوار 27: 96/ قطعة من حديث 59 و 92: 253 .
3- تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 66 وعنه في مدينة المعاجز 1 274 قطعة من حديث 170 وبحار الأنوار 92 380، وأورده الصدوق في معاني الأخبار: 27/ ضمن حديث 4 وعنه في بحار الأنوار 17:10 / ضمن حدیث 7
4- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 1/249 وعنه في بحار الأنوار 26: 4/195 ، الراوندي في الخرائج و الجرائح 2 : 7/798 وعنه في مختصر البصائر : 356 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 26 : 13/200 ، عن كتاب السيد حسن بن كبش ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 281 عن ابن كبش.

450 - ومنه : يرفع الحديث للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه الله تعالى يرفعه إلى أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه علیهم السلام ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إنّ الله تعالى اختار من الأيّام يوم الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، واختار من الناس الأنبياء والرسل ، واختارني من الرسل واختار منّي عليّاً ، واختار من عليّ الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء، يمنعون عن التنزيل تحريف الضالّين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ، تاسعهم باطنهم ظاهر هم قائمهم وهو أفضلهم»(1).

451 - ومنه : عن زيد الشحّام ، قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : أيّما أفضل الحسن أم الحسين علیهما السلام ؟ فقال : إنّ فضل أوّلنا يلحق بفضل آخرنا ، وفضل آخرنا يلحق بفضل أوّلنا ، فكلّ له فضل» قال : قلت له : جعلت فداك وسّع عليَّ في الجواب، فإنّي والله ما سألتك إلّا مرتاداً (2).

فقال علیه السلام: «نحن من شجرة طيّبة برأنا الله من طينة واحدة ، فضلنا من الله ، وعلمنا من عند الله ، ونحن أُمناؤه على خلقه ، والدعاة إلى دينه ، والحجّاب فيما بينه وبين خلقه . أزيدك يا زيد ؟» قلت : نعم .

فقال علیه السلام: «خلقنا واحد ، وعلمنا ،واحد ، وفضلنا ،واحد ، وكلّنا واحد عند الله

ص: 472


1- أورده بألفاظ مختلفة النعماني في الغيبة : 7/67 ، ابن عيّاش في مقتضب الأثر : 9، الصدوق في كمال الدين : 32/281 ، المسعودي في إثبات الوصيّة : 227 ، الطوسي في الغيبة : 107/142 ، 227، الطبري في دلائل الإمامة : 454 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25 22/363 ، عن كتاب السيّد حسن بن كبش .
2- المرتاد : هو الذي يريد الخير ليؤجر عليه (انظر مجمع البحرين 1 : 71 - تلا) .

عزّ وجلّ» فقلت : أخبرني بعدّتكم، فقال: «نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربّنا عزّ وجلّ في مبتدأ خلقنا ، أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد»(1).

452 - ومنه : مرفوعاً عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال : «يا يونس، إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت، فإنّا رويناه ، وأُوتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب، إن الله اصطفانا وآتانا مالم يؤت أحداً من العالمين»(2).

453 - ومنه : يرفعه للشيخ المفيد إلى الصادق علیه السلام عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم ، قال : «قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : لمّا أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله ، فقال : يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها ، فجعلتك نبيّاً وشققت لك اسماً من أسمائى ، فأنا المحمود وأنت محمّد.

ثمّ اطّلعت ثانية فاخترت منها عليّاً، وجعلته وصيّك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذرّيّتك ، وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا العليّ الأعلى وهو عليّ، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندى من المقرّبين .

يا محمّد ، لو أن عبداً عبدني حتّى ينقطع ويصير كالشنّ البالي ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنّتي ، ولا أظللته تحت عرشي .

يا محمّد ، أتحبّ أن تراهم ؟ قلت : نعم يا ربّ، فقال عزّ وجلّ : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين

ص: 473


1- أورده النعماني في الغيبة : 16/87 وعنه في بحار الأنوار 36 9/399، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 25: 23/363 ، وجاء في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للّمؤلف : 283 عن ابن كبش .
2- عنه في بحار الأنوار 26: 5/159، الخزّاز في كفاية الأثر : 258 ، والمصنف في المجموعة الحديثية : 391 و تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 284 نقلاً عن كتاب ابن بطريق ، وفي التفضيل أيضاً : 331 عن ابن كبش .

ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ ومحمّد بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب دري .

قلت : يا ربّ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم الذي يحلّل حلالي ويحرّم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة أوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين»(1) .

454 - ومنه : أيضاً عن الشيخ المفيد يرفعه إلى محمّد بن الحنفيّة ، قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : «سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول : قال الله تعالى : لأعذّبنّ كلّ رعيّة دانت بطاعة إمام ليس منّي ، وإن كانت الرعيّة في نفسها برّة ، ولأرحمنّ كلّ رعيّة دانت بإمام عادل منّي ، وإن كانت الرعيّة في نفسها غير برّة ولا تقيّة .

ثمّ قال لي : يا عليّ ، أنت الإمام والخليفة ،بعدي ، حربك حربي، وسلمك سلمي وأنت أبو سبطيّ وزوج ابنتي ، ومن ذرّيّتك الأئمّة المطهّرون ، وأنا سيّد الأنبياء وأنت سيّد الأوصياء ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ، لولانا لم يخلق الله الجنّة ولا النار ، ولا الأنبياء ولا الملائكة .

قال : قلت : يا رسول الله ، فنحن أفضل أم الملائكة ؟ فقال : يا عليّ، نحن أفضل

ص: 474


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 : 27/60 ، كمال الدين و تمام النعمة : 2/252 و فيهما زيادة في آخر الحديث : ( فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقها ، فلفتنة الناس بهما يومئذ أشدّ من فتنة العجل والسامري) وعنهما مع الزيادة في بحار الأنوار 36: 58/245 و ج 52: 185/379 . كفاية الأثر: 152، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 36: 246، عن المحتضر. وقال محقّق بحار الأنوار في :الهامش يوجد مثل الحديث في ص 90 و 91 من الكتاب لعدم وجود هذا الحديث في الطبعة القديمة من المحتضر .

خير خليقة الله على بسيط الأرض وخيرة ملائكة الله المقرّبين، وكيف لا نكون خيراً منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده ، فبنا عرفوا الله ، وبنا عبدوا الله ، وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله .

يا عليّ، أنت منّي وأنا منك ، وأنت أخي ووزيري ، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم ، وسيكون بعدي فتنة صيلم صماًء ، يسقط منها كلّ وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك ، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء ، فكم من مؤمن متأسّف متلهّف حيران عند فقده» (1).

455 - ومنه : عن الشيخ المفيد يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه ، قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام: «يا سلمان، الويل كلّ الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا وأنكر فضلنا يا سلمان أيّما أفضل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم أو سليمان بن داود علیه السلام؟» قال سلمان: بل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ، قال : «یا سلمان ، فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس(2) في طرفة عين، وعنده علم من الكتاب ، وكيف لا أفعل أنا أضعاف ذلك ؟ ! وعندي علم ألف كتاب .

أنزل الله على شيث بن آدم علیهم السلام خمسين صحيفة ، وعلى إدريس النبيّ علیه السلام ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم الخليل علیه السلام عشرين صحيفة ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان» فقلت : صدقت يا سيدي .

قال الإمام علیه السلام : «اعلم يا سلمان، إنّ الشاكّ فى أمرنا وعلومنا كالممتري في

ص: 475


1- كفاية الأثر: 157 - 158 وعنه في بحار الأنوار 36 200/337، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 26 23/349 عن المحتضر.
2- في نوادر المعجزات: (من اليمن إلى بيت المقدس) ، وفي الإرشاد : (من فارس إلى سبأ) .

معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض الله ولايتنا في كتابه في غير موضع وبيّن فيه ما وجب العمل به ؛ وهو غير مكشوف» (1).

456 - ومنه : عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لمولانا الصادق علیه السلام : ماكنتم قبل أن يخلق الله السماوات والأرض ؟ قال : «كنّا أنواراً نسبّح الله تعالى ونقدّسه حتّى خلق الله الملائكة ، فقال لهم الله عزّ وجلّ : سبّحوا ، فقالت : أي ربّنا لا علم لنا ، فقال لنا : سبّحوا فسبّحنا فسبّحت الملائكة بتسبيحنا ، ألا إنّا خلقنا أنواراً وخلقت شيعتنا من شعاع ذلك النور ، فلذلك سمّيت شيعة ، فإذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا - ثم قرّب ما بين إصبعيه - (2) .

457 - ومنه : عن الشيخ المفيدرحمه الله مرفوعاً عن الصادق علیه السلام : «إنّ أمير المؤمنين علیه السلام قال في خطبته يوم الجمعة : اللّهمّ اجعل محمّداً وآل محمّد أعظم الخلائق يوم القيامة شرفاً، وأقربهم منك مقعداً، وأوجههم عندك جاهاً، وأفضلهم عندك منزلة ونصيباً » (3).

458 - ومنه : عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه قال: «إذا كان يوم القيامة يقبل أقوام على صلى الله عليه وسلم نجائب من نور ، ينادون بأعلى أصواتهم : الحمد لله الذي أنجزنا وعده ، الحمد لله

ص: 476


1- أورده الطبري في نوادر المعجزات : 18 ضمن حديث ،1، الديلمي في إرشاد القلوب : 416، الأسترابادي في تاويل الآيات 1: 24/240 ، عن المفيد ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 27 : 10/28، عن كتاب السيّد حسن بن كبش ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 286 .
2- ورد في تفضيل الأئمّة علیهم السلام المؤلف : 258 و 287 عن كتاب ابن كبش ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 26: 24/350، عن المحتضر وأيضاً أخرجه في 21:25/ 34 ، عن كتاب رياض الجنان .
3- مرّ الحديث في الصفحات السابقة ، وأورده الكليني في الكافي 8 175/ ضمن حديث 194 وعنه في بحار الأنوار 77: 352/ ضمن حدیث 31.

الذى أورثنا أرضه نتبوأ من الجنّة حيث شئنا ، قال : فتقول الخلائق : هذه زمرة الأنبياء ، فإذا النداء من عند الله عزّ وجلّ : هؤلاء شيعة عليّ بن أبي طالب وهو صفوتي من عبادي وخيرتي، فتقول الخلائق : إلهنا وسيّدنا بما نالوا هذه الدرجة ؟ فإذا النداء من قبل الله عزّ وجلّ : نالوها بتختّمهم في اليمين وصلاتهم أحداً وخمسين ، وإطعامهم المسكين ، وتعفيرهم الجبين، وجهرهم في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم»(1) .

459 - وروى محمّد بن يعقوب الكليني في «الكافي» ، قال أمير المؤمنين علیه السلام : «أنا قسيم الله بين الجنّة والنار ، لا يدخلها داخل إلّا على أحد قسميّ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام لمن بعدي، والمؤدّي لمن كان قبلي ، لا يتقدّمني أحد إلّا أحمد صلی الله علیه وآله وسلم . وإنِّي وإيّاه لعلى سبيل واحد إلّا أنّه هو المدعوّ باسمه، ولقد أعطيت الستّ : علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس» (2).

ص: 477


1- أورده الديلمي في أعلام الدين: 447 - 448، الأسترابادي في تأويل الآيات 2: 35/524، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21/8185 والنوري في مستدرك الوسائل 3: 12/291، عن المحتضر .
2- الكافي : 1/ ذيل حديث 3 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 219 ذیل حدیث 1، وأورده المصنّف في مختصر البصائر : 114/178 وعن الكافي في 19/478 .

ص: 478

وممّا يدلّ أيضاً على تفضيل محمّد المصطفى وأخيه عليّ المرتضى وابنته فاطمة الزهراء والحسن والحسين والتسعة من ذرّية الحسين صلوات الله عليهم أجمعين على سائر خلق الله من نبيّ ورسول وغيره

460 - ما رواه سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمّي رحمه الله في كتاب «البصائر» قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) (1) قال : «خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد صلى الله عليه وسلم ، وهو مع الأئمّة علیهم السلام يوفّقهم ويسدّدهم ، وليس كلّ ما طلب وجد» (2).

فتخصيص آل محمّد علیهم السلام بهذه الكرامة الجليلة والفضيلة العظيمة دون غيرهم من الأنبياء علیهم السلام ، يدلّ على تفضيلهم عليهم وعلوّ مرتبتهم ، وأنّه لا يقاس بهم غيرهم من سائر خلق الله تعالى .

ص: 479


1- سورة الإسراء 17: 85 .
2- مختصر البصائر : 9/50، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات: 1/481 وعنهما في بحار الأنوار 25 47/67 ، الكليني بسنده في الكافي 1: 4/273 وعنه في بحار الأنوار 18 25/265 .

ص: 480

وممّا يدلّ على أنّ الله سبحانه خلق خلقاً لأجل لعن عدوّهم علیهم السلام

461 - ما رواه سعد بن عبد الله ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن أحمد بن عبد الرحمن ابن عبد ربّه الصيرفي ، عن محمّد بن سليمان، عن يقطين الجواليقي، عن فلفلة ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «إنّ الله خلق جبلاً محيطاً بالدنيا من زبرجدة خضراء ، وإنّما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل، وخلق خلفه خلقاً لم يفترض عليهم شيئاً ممّا افترضه على خلقه - من صلاة وزكاة - وكلّهم يلعن رجلين من هذه الأُمّة وسمّاهما » (1).

462 - وعنه : عن أحمد بن الحسين، عن عليّ بن الريّان ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام قال : سمعته يقول: «إنّ الله خلف هذه النطاق(2) زبرجدة خضراء، فمن خضرتها اخضرّت السماء» (3) قلت : وما النطاق؟ قال:

ص: 481


1- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 67512 وعنه في بحار الأنوار 61/196:30 ، المصنف في مختصر البصائر : 97 وعنه في بحار الأنوار 27: 10/47 ، وفي 60: 9/120 ، عن بصائر الصفّار ومختصر البصائر لسعد بن عبد الله ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 295 عن بصائر سعد .
2- النطاق : هي أعراض من جبال بعضها فوق بعض ، أي نواح وأوساط (لسان العرب 356:10 - نطق ) .
3- في «س» «ح» «ص»: (فبالخضرة منها خضرت السماء ) ، وكذلك بحار الأنوار ج 30 .

«الحجاب(1) ، والله عزّ وجلّ وراء ذلك سبعون ألف عالم، أكثر من عدد الجنّ والإنس ، كلُّ يلعن فلاناً وفلاناً »(2).

463 - ومنه : عن محمّد بن هارون بن موسى، عن أبي يحيى سهل بن زياد الواسطي ، عن عجلان بن أبي صالح، قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قبّة آدم ، فقلت له : هذه قبّة آدم ؟ فقال: «نعم والله ، والله عزّ وجلّ قباب كثيرة ، أما إنّ خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغرباً، أرضاً بيضاء مملوءة خلقاً يستضيؤون بنورها ، لم يعصوا الله طرفة عين ، لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه ، يتبرّؤون من فلان وفلان».

قيل له : كيف هذا وكيف يتبرّؤون من فلان وفلان ، وهم لا يدرون أنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه ؟ فقال للسائل عن ذلك : «أتعرف إبليس ؟» فقال : لا ، إلّا بالخبر . قال: «فأمرت بلعنه والبراءة منه ؟ » قال نعم ، قال : «فكذلك أمر هؤلاء»(3).

ص: 482


1- الحجاب : ما أشرف من الجبل (لسان العرب 1: 299 - حجب ) .
2- أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 7/512 ، وعنه في بحار الأنوار 57 15/330 ، المصنّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 295 عن بصائر سعد ومختصر البصائر : 98 وعنه في بحار الأنوار 30: 197 و 58 : 10/91 .
3- مختصر البصائر : 99 و تفضيل الأئمّة : 296 عن بصائر سعد الأشعري، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات: 8/513 وعنه في بحار الأنوار :27: 5/45 و 30: 64/198 ، الكليني في الكافي 8: 301/231 ، إلى قوله : ( يبرّؤون من فلان وفلان ) ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 30: 199 ، عن الحلّي من بصائر سعد.

وممّا يدلّ على تفضيل الله سبحانه محمّداً وآله صلوات الله عليهم على سائر خلقه

464 - ما رواه الصدوق محمّد بن بابويه في كتاب «معاني الأخبار» : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان ، قال : حدّثنا أبو محمّد بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين ، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم ، فقال الله تعالى للسماوات والأرض والجبال : هؤلاء أحبّائي وأوليائي وحججي على خلقي وأئمّة بريتي، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منهم لهم ولمن تولّاهم خلقت ،جنتى ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ، فمن ادعى منزلتهم مني ومحلّهم من عظمتي عذّبته عذابا لا أعذّبه أحداً من العالمين ، وجعلته مع المشركين بي في أسفل درك من ناري .

ص: 483

ومن أقرّ بولايتهم ولم يدّع منزلتهم منّي ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في رضوان(1) جناني ، وكان لهم فيها ما يشاؤون عندي ، وأبحتهم كرامتي ، وأحللتهم جواري، وشفّعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي . فولايتهم أمانة عند خلق فأيّكم يحملها بأثقالها ؛ ويدّعيها لنفسه دون خيرتي ؟ فأبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها ، وأشفقن من ادّعاء منزلتها، وتمنّى محلّها من عظمة ربّها .

فلمّا أسكن الله عزّ وجلّ آدم وزوجته الجنّة ، قال لهما : ( وَكُلاً مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِتْما وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) يعنى شجرة الحنطة ( فتكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )(2) فنظرا إلى منزلة محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة علیهم السلام بعدهم ، فوجداها أشرف منازل أهل الجنّة ، فقالا: يا ربّنا لمن هذه المنزلة ؟ فقال الله جلّ جلاله : ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي ، فرفعا رؤوسهما فوجدا أسماء محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبّار جلّ جلاله .

فقالا : يا ربّنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك ، وما أحبّهم إليك ، وما أشرفهم لديك ؟ فقال الله جلّ جلاله : لولاهم ما خلقتكما، هؤلاء خزنة علمي، وأُمنائي على سرّي، إيَّاكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد ، وتتمنّيا منزلتهم عندي ، ومحلّهم من كرامتي ، فتدخلا بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين ، قالا: ربّنا ومن الظالمون ؟

ص: 484


1- في المصدر : ( روضات).
2- سورة البقرة 2: 35 .

قال : المدّعون لمنزلتهم بغير حقّ، قالا : ربّنا فأرنا منزلة ظالميهم فى نارك حتّى نراها ، كما رأينا منزلتهم في جنّتك ، فأمر الله عزّ وجلّ النار فأبرزت جميع مافيها، من ألوان النكال من العذاب، وقال الله عزّ وجلّ : مكان الظالمين لهم المدّعين لمنزلتهم في أسفل درك منها ، كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أُعيدوا فيها ، و (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ )(1) یا آدم و یا حوّاء، فلا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد ، فأهبطكما عن جواري ، وأُحلّكما هواني.

فوسوس لهما الشيطان ، ليبدي لهما ما ووري عنهما من سواتها ، وقال : ( مَا نَهَا كُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ) (2) وحملها على تمنّي منزلتهم ، فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا ، حتّى أكلا من شجرة الحنطة، فعاد مكان ما أكلا ،شعيراً، فأصل الحنطة كلها مالم يأكلاه ، وأصل الشعير كلّه ما عاد مكان ما أكلاه .

فلمّا أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل من أجسادهما وبقيا عريانين ( وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )(3) قال : اهبطا من جواري ، فلا يجاورني في جنّتي من يعصني ، فهبطا موكّلين إلى أنفسهما في طلب المعاش.

فلمّا أراد الله عزّ وجلّ أن يتوب عليهما جاء هما جبرئيل ، فقال لهما : إنّكما إنّما ظلمتها أنفسكما بتمنّى منزلة من فضّل عليكما، فجزاكما ما قد عوقبتها به من الهبوط

ص: 485


1- سورة النساء 56:4 .
2- سورة الأعراف 7: 20 - 22 .
3- سورة الأعراف : 22 - 23 .

من جوار الله عزّ وجل إلى أرضه ، فسلا ربّكما بحقّ الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتّى يتوب عليكما، فقالا :

اللّهمّ إنّا نسألك بحقّ الأكرمين عليك ، محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة ، إلّا تبت علينا ورحمتنا . فتاب الله عليهما إنّه هو التوّاب الرحيم .

فلم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ، ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أممهم ، فيأبون حملها ويشفقون من ادّعائها ، وحملها الإنسان الذي عرف كلّ ظلم منه إلى يوم القيامة ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (1)» (2).

465 - ومنه : مرفوعاً إلى جابر بن يزيد، قال : قال أبو جعفر علیه السلام : «خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالمدينة بعد وفاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم بأيّام قليلة ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه(3) والصلاة على رسوله :

أيّها الناس ، إنّ الله عزّ وجلّ وعد نبيّه محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم الوسيلة ووعده الحقّ ، ولن يخلف الله وعده، ألا وإنّ الوسيلة أعلى درج الجنّة ، وذروة ذوائب(4) الزلفة ، ونهاية غايات الأمنية، لها ألف مرقاة ما بين مرقاة إلى مرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام - وفي نسخة : ألف عام - (5) وهو ما بين مرقاة درّة ، إلى مرقاة جوهرة ، إلى

ص: 486


1- سورة الأحزاب 33: 72 .
2- أورده الصدوق في معاني الأخبار : 1/108 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 171 وبحار الأنوار 11 : 19/172 و 26 : 320/ 2 والجواهر السنيّة: 254 وتفسير نور لثقلين 4: 259/310 .
3- قوله : (والثناء عليه) لم يرد في «ص» .
4- ذؤابة الجبل : أعلاه ، ثمّ استعير للعز والشرف والمرتبة ( النهاية في غريب الحديث 2 : 151 - دأب ) .
5- في «ص»: (مائة ألف عام. وفي نسخة: ألف عام . وفي نسخة: مائة عام ).

مرقاة زبرجدة ، إلى مرقاة لؤلؤة ، إلى مرقاة ياقوتة ، إلى مرقاة زمرّدة ، إلى مرقاة مرجانة ، إلى مرقاة كافور ، إلى مرقاة عنبر ، إلى مرقاة يلنجوج (1)، إلى مرقاة ذهب ، إلى مرقاة فضّة، إلى مرقاة غمام ، إلى مرقاة هواء ، إلى مرقاة نور .

قد أنافت على كلّ الجنان، ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قاعد عليها متّزر(2) بريطتين : ريطة من رحمة الله ، وريطة من نور الله عليه تاج النبوّة وإكليل الرسالة ، قد أشرق بنوره الموقف.

وأنا يومئذٍ على الدرجة الرفيعة دون درجته - وعليَّ ريطتان : ريطة من أرجوان النور ، وريطة من كافور، والرسل والأنبياء فدوننا على المراقي ، وأعلام الأزمنة وحجج الدهور عن أيماننا ، قد جلّلتهم حلل(3) النور والكرامة ، فلا يرانا ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل إلّا بهت بأنوارنا ، وعجب من ضيائنا وجلالنا !

وعن يمين الوسيلة عن يمين رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم غمامة بسط النظر(4) ، يأتي منها النداء : يا أهل الموقف، طوبى لمن أحبّ الوصيّ وآمن بالنبيّ، ومن كفر به فالنار موعده .

وعن يسار الوسيلة عن يسار النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ظلّة يأتي منها النداء يا أهل الموقف طوبى لمن أحبّ الوصيّ وآمن بالنبيّ الأمّي ، والذي له الملك الأعلى لا فاز أحد ولا نال الروح والجنّة إلا من لقي خالقه بالإخلاص لهما والإقتداء بنجومهما ، فأيقنوا

ص: 487


1- في «ص»: (باحوجة) واليلنجوج : عود يُتبخّر به الصحاح :1 : 338 - لجج) . وقال صاحب القاموس : عود البخور ، نافع للمعدة المسترخية (القاموس المحيط 1: 281 . اللجاج).
2- في المصدر : ( مرتد ) بدلاً من: (متّزر).
3- في «ص»: (فعن أيماننا تجللتهم هلل) بدلاً من : ( عن أيماننا ، قد جللتهم حلل).
4- في المصدر : ( بسطة البصر).

يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم ، وشرف مقعدكم ، وكرم مآ بكم ، وبفوزكم إلى الإيمان (1) على سرر متقابلين، ويا أهل الإنحراف والصدود عن الله عزّ ذكره ورسوله وصراطه وأعلام الأزمنة ، أيقنوا بسواد وجوهكم، وغضب ربّكم جزاءً بما كنتم تعملون».

وما من رسول سلف ولا نبيّ مضى إلّا وقد كان مخبراً أمّته بالرسل من بعده ، ومبشّراً برسول الله علیه السلام، وموصياً قومه باتّباعه ومحلّه عند ربّه ، وعظم قدره منه ، فيتبعوه على شريعته ، وكيلا يضلّوا فيه من بعده، فيكون من وقوع الخلاف في أُمّته، فيكون قد حصل الإعذار والإنذار عن نبيّه ، وتعيين حجة ، فكانت الأمم السالفة في ورود الأنبياء كذلك»(2).

466 - ومنه : عن محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن شعيب ، عن عمران بن إسحاق الزعفراني عن محمّد بن مروان ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : سمعته يقول : «إنّ الله تعالى خلقنا من نور عظمته ، ثمّ صوّر خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه ، فكنّا نحن خلقاً وبشراً نورانيّين ، لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً ، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا ، وأبدانهم من طينة مخزونة (3) أسفل من تلك الطينة، ولم يجعل الله لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيباً إلا للأنبياء والمرسلين؛ فلذلك صرنا نحسن وهم الناس، وصار سائر الناس

ص: 488


1- في المصدر : ( اليوم ) بدلاً من : ( إلى الإيمان ) .
2- أورده الكليني في الكافي / 24 ضمن حديث 4 وعنه في تفسير نور الثقلين 1: 175/625 ، وورد في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 185 مرفوعاً.
3- في المصدر زيادة: (مكنونة ) .

همجاً للنار وإلى النار» (1).

467 - وعن : الصادق علیه السلام ، قال:« ليس إلّا الله ورسوله ونحن وشيعتنا والباقي إلى النار» (2).

468 - وعن : الصادق علیه السلام أنّه قال : «كلّ علم لا يخرج من هذا البيت فهو باطل» وأشار بيده إلى بيته (3).

ص: 489


1- أورده الكليني في الكافي 1: 2/389 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 189 و 327 وبحار الأنوار 61: 22/45 ، الصفّار باختلاف في بصائر الدرجات : 3/40 وعنه في بحار الأنوار 26/13:25.
2- أورده المؤلّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 190 ، والأسترابادي في تأويل الآيات 2: 10/497 وعنه في تفسير البرهان 4 4/600 .
3- أورده الصفّار في بصائر الدرجات: 7/531 ، عن أبي جعفر علیه السلام وعنه في الوسائل 27: 34/74 والفصول المهمّة للحرّ العاملي 6526:1، المفيد في الاختصاص: 31، وفيه: (وبال). بدلاً من: (باطل)، وعنه في المستدرك :17 52/282. وفيه: باطل. والمصنّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام: 190 و 200 ، وفي مختصر البصائر: 20/198: كلّ مالم يخرج .

ص: 490

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم على سائر الخلق من نبيّ ورسول وغيرهما

469 - ما رواه السيّد الجليل حسن بن كبش رحمه الله في كتابه : عن أبي الحسن الأوّل علیه السلام ، قال له رجل: جعلت فداك : أخبرني عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ورث النبيّين كلّهم ؟ قال : «نعم ، من لدن آدم حتّى انتهى إلى نفسه » ثمّ قال: «ما بعث الله نبيّاً إلّا و محمّد صلی الله علیه وآله وسلم أعلم منه» قال : قلت له : إنّ عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله تعالى ، قال : «صدقت» ، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقدر على هذه المنازل ؟

قال : فقال علیه السلام : «إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشكّ في أمره : ( مَا لِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أم كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ) فغضب عليه فقال : ( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ )(1) وإنّما غضب ؛ لأنّه كان يدلّه على الماء ، فهذا وهو طير ، قد أعطي ما لم يعط سليمان ، وقد كانت الريح والنمل والجنّ والإنس والشياطين والمردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء ، وكان الطير يعرفه .

ص: 491


1- سورة النمل 27 : 20 - 21 .

وإنّ الله تعالى يقول في كتابه : ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سَيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى )(1) وقد ورثنا نحن(2) هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به(3) الجبال و تقطع به البلدان ، وتُحيي به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء ، وإنّ في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلّا أن يأذن الله تعالى به - مع ما قد يأذن الله - ممّا كتبه(4) الماضون ، جعله الله لنا في أُم الکتاب.

إنّ الله يقول : ( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )(5) ثمّ قال : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا )(6) فنحن الذين اصطفانا الله وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء»(7).

470 - وروى محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أبي الفضل عبد الله بن إدريس ، عن محمّد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني علیه السلام ، فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : «يا محمّد ، إنّ الله تعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته ، ثمّ خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين (8) صلوات الله عليهم ، فمكثوا ألف دهر ، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم

ص: 492


1- سورة الرعد 13: 31 .
2- قوله : ( نحن ) لم يرد في المصدر.
3- في المصدر : (ففيه ما يقطع به الجبال ) .
4- في المصدر : (فما كتبه للماضين).
5- سورة النمل 27 : 75 .
6- سورة فاطر 35: 32 .
7- أورده في بصائر الدرجات : 1/67 و 3/134 وعنه في بحار الأنوار :26: 7/161 ، الكافي 1: 7/226 ، وعنه في بحار الأنوار 14 : 4/112 و 17 : 10/133 ، وفي تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 191 عن ابن كبش .
8- قوله : ( والحسن والحسين صلوات الله عليهم ) لم يرد في المصدر .

عليها ، وفوّض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون ويحرّمون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلّا ما شاء الله».

ثمّ قال علیه السلام : «يا محمّد ، هذه الديانة التي من تقدّمها مرق(1)، ومن تخلّف عنها محق ، ومن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمّد» (2) .

471 - وعن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد ابن الحسين، عن أبي سعيد العصفري ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي حمزة ، قال : سمعت عليّ بن الحسين علیه السلام يقول : «إنّ الله خلق محمّداً وعليّاً وأحد عشر من ولده من نور عظمته ، فأقامهم أشباحاً في ضياء نوره ، يعبدونه قبل خلق الخلق ، يسبّحون الله ويقدّسونه ، وهم الأئمّة من ولد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم»(3).

472 - ومنه : عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال : «إنّ بعض قريش قالوا لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم ؟ فقال : إنّي كنت أوّل من آمن بربّي وأوّل من أجاب ، حيث أخذ الله ميثاق النبيّين علیهم السلام وأشهدهم على أنفسهم ( ألست بربكم ) قالوا : بلى ، فكنت أنا أوّل من قال : بلى ، فسبقتهم إلى الإقرار بالله عزّ وجلّ»(4) .

ص: 493


1- في « د » «س» «ص»: (غرق).
2- أورده الكليني في الكافي 1: 5/441 وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 193 وبحار الأنوار 15 22/19 و 25 : 24/340 .
3- الكافي 1: 6/530، وعنه في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمصنّف : 195، وورد الحديث في أصل أبي سعيد العصفري: 15) (الأصول الستّة عشر) وعنه في بحار الأنوار 57: 146/202، وأورده الصدوق باختلاف يسير في كمال الدين: 1/318 وعنه في بحار الأنوار 15 39/23 و 25 28/15 .
4- الكافي 1: 67441 و 2: 1/10 وعنه في الفصول المهمّة 1 4/422 وبحار الأنوار 16: 36/353، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات: 2/103، العياشي في تفسيره 2: 107/39، الصدوق في علل الشرائع: 1/124 ، وفي تفضيل الأئمّة للمؤلّف : 196 وفي مجموعته الحديثية : 470 و 486 و 496 .

473 - وممّا ذكره السيّد حسن بن كبش في كتابه : عن وهب بن منبّه ، قال : إنّ موسى على نبيّنا وعليه السلام نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في الطور وكلّ حجر ونبات ينطق بذكر محمّد واثني عشر وصيّاً له من بعده ، فقال موسى : «إلهي ، لا أرى شيئاً خلقته إلّا وهو ناطق بذكر محمّد وأوصيائه الاثني عشر، فما منزلة هؤلاء عندك ؟ »

قال : يابن عمران ، إنّي خلقتهم قبل أن أخلق الأنوار ، وخلقتهم(1) في خزانة قدسي ، ترتع في رياض مشيئتي ، وتتنسّم من روح جبروتي، وتشاهد أقطار ملكوتي ، حتّى إذا شئت بمشيئتي أنفذت قضائي وقدرتي .

يابن يا بن عمران، إنّي سبقت بهم السباق حتّى أزخرف بهم جناني يابن عمران تمسّك بذكرهم فإنّهم خزنة علمي، وعيبة حكمتي ، ومعدن نوري .

قال حسين بن علوان فذكرت ذلك الجعفر بن محمّد علیه السلام ، فقال : «حقّ ذلك ، هم اثنا عشر من آل محمّد : عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ ومن شاء الله» قلت : جعلت فداك إنّما سألتك لتبيّن الحقّ لي(2) ، قال : «أنا وابني هذا - وأوماً إلى ابنه موسى - والخامس من ولده يغيب شخصه، ولا يحلّ ذكره باسمه» (3).

ص: 494


1- في المقتضب : ( وجعلتهم ) بدلاً من: ( وخلقتهم).
2- في المقتضب : ( لتفتيني بالحق ) بدلاً من : ( لتبيّن الحقّ لي ) .
3- أورده ابن عيّاش في مقتضب الأثر : 41 وعنه في بحار الأنوار 51: 24/149 ومستدرك الوسائل 12: 17/286، وورد في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 197 عن ابن كبش ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار :26: 73/308 عن المحتضر .

وممّا يدلّ على فضل محمّد وفضل آله صلوات الله عليهم على سائر الخلق

474 - ما روي عن الصادق علیه السلام ، عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم أنّه قال : «يا عليّ، ما عرف الله تعالى إلّا أنا وأنت ، وما عرفني إلّا الله وأنت ، وما عرفك إلّا الله وأنا»(1) .

475 - وممّا يدلّ أيضاً على ما قلناه ما روى المرحوم السيّد حسن بن كبش في كتابه : عن الإمام الحسن بن عليّ علیهما السلام ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن الرضا ، عن آبائه علیهم السلام ، عن عليّ علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إنّ الله عزّ وجلّ اختارنا معاشر آل محمّد واختار النبيّين واختار الملائكة المقرّبين ، وما اختارهم إلاّ لعلمه أنّهم ليهتدون» (2).

476 - وروي محمّد بن عبد الخالق وأبو بصير ، قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : «يا

ص: 495


1- أورده في مشارق أنوار اليقين : 112 ، وفي تأويل الآيات 1: 18/139، والمصنّف في المختصر : 400 .
2- أورده باختلاف يسير في ذيل الحديث الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 270/ ضمن حدیث 1، باب ما جاء عن الرضا علیه السلام في هاروت وماروت، وفي تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 476، ونقله المجلسي في بحار الأنوار :74/309:26، عن المحتضر .

أبا محمّد، إنّ عندنا سرّاً من سرّ الله وعلماً من علم الله ، ما يحتمله ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، والله ما كلّف الله ذلك إلى غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا»(1).

ص: 496


1- تقدّم كاملاً في الصفحة : 456 .

وممّا يدلّ على أنّ محمّداً وعليّاً صلوات الله عليهما وآلهما هما معلّمي الملائكة والأنبياء والرسل علیهم السلام

477 - ما رواه محمّد بن زیاد ، قال : سهل بن مهران عن عبد الله بن عبّاس في تفسير قول الله : ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ )(1).

قال : كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فأقبل عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فلمّا رآه النبيّ صلى الله عليه وسلم تبسّم في وجهه وقال: «مرحباً بمن خلقه الله قبل أبيه آدم بأربعين ألف عام» فقلت يا رسول الله ، أكان الابن قبل الأب ؟ قال : «نعم، إنّ الله خلقني وخلق عليّاً قبل أن يخلق آدم بهذه المدة نوراً ، فقسمه نصفين، فخلقني من نصف وخلق عليّاً من النصف الآخر قبل الأشياء ، فنورها من نوري ونور عليّ.

ثمّ جعلنا عن يمين العرش ، ثمّ خلق الملائكة ، فسبّحنا فسبّحت الملائكة ، وهلّلنا فهلّلت الملائكة، وكبّرنا فكبّرت الملائكة، فكان ذلك من تعليمى وتعليم عليّ، وكان ذلك في علم الله السابق أنّ الملائكة تتعلّم منّا التسبيح والتهليل والتكبير، وكلّ شيء سبّح الله وكبّره وهلّله فبتعليمي وتعليم عليّ، وكان في علم الله السابق

ص: 497


1- سورة الصافات 37: 165 - 166 .

أن لا يدخل النار محبّ لي ولعليّ ، وكذا كان في علمه أن لا يدخل الجنّة مبغض لي ولعلىّ»(1).

478 - وفي حديث طويل يرويه الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أنس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أوحى الله إليّ : يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة : : ، فاخترتك منها فجعلتك نبيّاً، ثمّ اطّلعت ثانياً فاخترت منها عليّاً وجعلته وصيّك ، ووارث علمك والإمام بعدك»(2) ثمّ ساق الحديث بتمامه .

ص: 498


1- أورده المؤلف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 203 ، الديلمي في إرشاد القلوب : 404 - 405 وعنه في بحار الأنوار 26 : 18/345 ، البرسي في مشارق أنوار اليقين : 58 وعنه في بحار الأنوار 25: 24 / 42 ، الأسترابادي في تأويل الآيات 2 : 20/501 وعنه في بحار الأنوار 24: 4/88 و 35: 25/29
2- أورده الخزاز في كفاية الأثر : 72 / ضمن حديث طويل وعنه في بحار الأنوار 36 302/ ضمن حديث 140، والجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: 216 .

وممّا يدلّ على ما اخترناه من تفضيل محمّد وآل محمّد علیهم السلام أنّ جميع الأنبياء والرسل والأوصياء والمؤمنين عند حوائجهم وضروراتهم يتوسّلون بهم إلى الله سبحانه في قضاء حوائجهم، فتُقضى لهم لأجل من توسّلوا بهم إليه سبحانه

479 - وروي : «أنّ آدم لمّا نزل إلى الدنيا بكى ، حتّى صار في خدّيه من الدموع - تهران ثجّاجان (1) ، فنزل عليه جبرئیل ، فقال : يا آدم ، تحبّ أن يتوب الله عليك ؟ قال : نعم ، فقال : قل : اللّهمّ إنّا أسألك بحقّ الأكرمين عليك ، محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولده إلّا تبت علينا (2) ، فتاب الله عليها» (3).

ونوح علیه السلام ، لمّا أدركه الغرق وهو في السفينة ، توسّل إلى الله بمحمّد وآله الطاهرين فأنجاه الله ومن معه من الغرق.

وإبراهيم علیه السلام ، لمّا قذف به في النار ، توسّل بمحمّد وآله الطاهرين، فجعلت النار

ص: 499


1- في «س» «ص»: ( عجّاجان ) .
2- في « د » زيادة : ( قال له ) .
3- أورده الصدوق في معاني الأخبار 1/108، ضمن حديث طويل.

عليه برداً وسلاماً .

وكذلك سائر الأنبياء والأوصياء والحجج علیهم السلام كانوا يتوسّلون إلى الله سبحانه في مهامّهم وحوائجهم بمحمّد وأهل بيته ، ولو عرفوا أنّ أحداً أقرب منهم إلى الله لأبرّوه عليهم(1).

480 - وممّا يدلّ على ما قلناه أيضاً ما رواه السيد حسن بن كبش رحمه الله في كتابه : عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب

ص: 500


1- في النسخ المختصرة بدلاً من قوله : ( وكذلك سائر ) إلى هنا : ( وأيوب علیه السلام ، لما ابتلي بالبلاء والسقم وآيس من الصحّة، توسّل بهم فشفاه الله من مرضه . ويونس علیه السلام ، لمّا صار في بطن الحوت وضاق عليه أمره ، توسل بهم فخلصه الله من الحبس وأنبت عليه شجرة من يقطين ، وأرسله مرة أخرى إلى قومه . وموسى علیه السلام ، لمّا اشتد عليه العبور في البحر ، توسل بهم ففلق الله له البحر ، وأغرق فرعون و جنوده فيه . ويعقوب علیه السلام ، لمّا فقد يوسف وابيضّت عيناه ، توسّل بهم فأقر الله عينيه برؤية قوّة عينيه . ويوسف علیه السلام ، لمّا أُلقي في الجبّ ، توسّل إلى الله بهم فأخرجه الله منها وملكه مصر . و داود علیه السلام ، لمّا بارز جالوت توسّل بهم فظفره الله عليه وقتله ، وألان له الحديد ، وعلّمه صنعة الدروع . و وسليمان علیه السلام ، لمّا نازعه إخوانه في الميراث ، توسّل بهم فأعطاه الله الملك ، وسخّر له الجنّ والإنس والشياطين . وإسماعيل علیه السلام ، لمّا صار في المذبح ، توسل بهم فأنجاه الله من الذبح ، وفداه بكبش عظيم . وسارة ، لمّا تمنّت الولد - على عقم وهرم - توسّلت بهم فوهبها الله إسحاق . وهاجر ، لمّا عطشت و جاعت بواد غير ذي زرع ، توسلت بهم فرزقها الله الطعام والشراب . وآسية ، لمّا أُسرت في يد فرعون، توسلت بهم فأنجاها الله من ظلمه . ومريم ، لمّا حبست في الحجرة ، وغفل عنها زكريّا أيّاماً لم يأتها بغداء ولا عشاء ، توسّلت فأنزل الله عليها قوتها من عنده ، ووهبها عيسى ، وحصّنها من مساس الرجال . وكذلك كلّ نبيّ وكل وصيّ وكلّ مؤمن كان في الدنيا يتوسّل بهم فيما أهمه ودهمه إلى الله عزّ وجلّ فينجح الله تعالى بهم علیهم السلام و مطالبه ) .

الحدّاد ، عن ضريس الكناسي ، قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السلام وعنده أبو بصير ، فقال علیه السلام: «إنّ داود علم علم الأنبياء ، وإن سليمان وارث داود ، وإنّ محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم وارث سليمان ، وإنا ورثنا محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم، وإنّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى».

فقال أبو بصير : إنّ هذا لهوا العلم ، فقال : «يا أبا محمّد ، ليس هو العلم ، إنّما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوماً بعد يوم ، وساعة بعد ساعة»(1).

481 - وما رواه السيّد حسن بن كبش في كتابه أيضاً قال أمير المؤمنين علیه السلام في خطبته المشهورة التي رواها المخالف والمؤالف : ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فُضّلت به النبّيون إلى خاتم النبيّين في عترة خاتم النبيّين »(2).

482 - وروي الصدوق في «عيون الأخبار» بإسناده عن أبي الحسن الرضا علیه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أنّه قال : «إنّ الله سخّر لي البراق وهي دابّة من دوابّ الجنّة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة ، فلو أنّ الله تعالى أذن لها لجالت الدنيا والآخرة في جرية واحدة ، وهي أحسن الدوابّ لوناً »(3) .

483 - ومن الكتاب أيضاً : عن ابن عبّاس ، قال : جاء رجل إلى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فقال : أينفعني حبّ عليّ بن أبي طالب ؟ فقال : «لا أعلم حتّى أسأل جبرئيل، فأتاه

ص: 501


1- أورده في بصائر الدرجات: 1/155 وعنه في بحار الأنوار 26 12/183 و 46/221، وفي الكافي 1: 4/225 وعنه في بحار الأنوار 17: 8/132، وجاء في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 213 عن كتاب ابن كبش .
2- أورده القمّي في تفسيره 1 4 و 367 ، الطبري في المسترشد: 406، النعماني في الغيبة: 44، العيّاشي في تفسيره 1: 300/102، باختلاف يسير المفيد في الإرشاد 1 232 الطبرسي في الاحتجاج 1: 624 .
3- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2 49/32، وعنه في بحار الأنوار 29/316:18، وورد في صحيفة الإمام الرضا علیه السلام : 95/154 .

جبرئيل في سرعة ، فقال النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم: يا جبرئيل ، أينفع هذا الرجل حبّ عليّ بن أبي طالب؟ فقال: لا أعلم حتّى أسأل إسرافيل ، فارتفع جبرئيل، فقال لإسرافيل : أينفع هذا الرجل حبّ عليّ بن أبي طالب ؟ فقال : لا أعلم حتّى أناجي ربّ العزّة، فأوحى الله تعالى إلى إسرافيل : قل لجبرئيل : يقرأ محمّداً السلام ويقول له : أنت منّى حيث شئت، وأنا على ما شئت أنت منّى ومحبّو علىّ حيث علىّ منك(1)» (2).

484 - ومن الكتاب أيضاً: عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحقّ بشيراً ما استقرّ الكرسيّ ولا العرش، ولا دار الفلك، ولا قامت السماوات والأرض إلّا بأن كُتب عليها : لا إله إلّا الله محمد رسول الله عليّ أمير المؤمنين .

وإنّ الله تعالى لمّا عرج بي إلى السماء اختصّني بلطيف ندائه فقال : يا محمّد ، قلت : لبّيك ربّي وسعديك ، فقال : أنا المحمود وأنت محمّد ، شققت اسمك من اسمي ، وفضّلتك على جميع بريّتي ، فانصب أخاك عليّاً علماً لعبادي يهديهم إلى ديني .

يا محمّد إنّي قد جعلت عليّاً أمير المؤمنين فمن تأمّر عليه لعنته ، ومن عذّبته ، ومن أطاعه قربته .

يا محمّد ، إنّي قد جعلت عليّاً إمام المسلمين ، فمن تقدم أخزيته ، ومن عصاه استجفيته(3) إنّ عليّاً سيّد الوصيّين ، وقائد الغر المحجّلين ، وحجّتي

ص: 502


1- في المصدر : ( أنت منّي حيث شئت أنا ، وعليّ منك حيث أنت منّي، ومحبو عليّ منّي حيث عليّ منك ) .
2- أورده سليم بن قيس في كتابه :2 73/935، ابن شاذان في مائة منقبة: 20/69 وعنه في مدينة المعاجز 2: 262/438، الحر العاملي في الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسية: 234 عن الكراجكي. ولم نعثر عليه في الكنز .
3- الكلمة في «ص» هكذا رسمها: (امنحفته) وما أثبتناه هو الأقرب لرسمها من مائة منقبة و الکلمة متفاوتة في المصادر ، ولعلّها من الجفاء فيستقيم ما أثبتاه .

على الخلائق أجمعين» (1).

485 - وقد جاء عن مولانا زين العابدين علیه السلام : «وإيّاك أن تتكلّم بما يسبق إلى القلوب إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره ، فليس كلّ من تسمعه نكراً يمكنك أن توسعه عذراً »(2).

486 - وقد جاء عنهم علیهم السلام :« ماكلّ ما يعلم يقال ، ولا كلّ ما يقال حان وقته ، ولا كلّ ما حان وقته حضر أهله» (3).

فمحمّد وآل محمّد سادة ، فهم أهل الحكمة ، فهم يحدّثون الناس على قدر ما تحتمله عقولهم، فمن احتمل عقله شيئاً من سرّهم زادوه ، ومن وقف عنه اعفوه وتركوه، وهذا شأن الحكيم الربّاني صلّى الله عليه، ألا ترى أنّ مولانا أمير المؤمنين علیه السلام كثيراً ما كان يحتجّ إلى إمامته عند عامّة أصحابه بالبيعة منهم له ويقول: «إنّكم بايعتموني طائعين فليس لكم أن تنقضوا بيعتي» (4) وكان يخاطبهم

ص: 503


1- أورده ابن شاذان في مائة منقبة : 24/74 وعنه في مدينة المعاجز 2: 625/401، وأورده ابن طاوس في اليقين: 241/باب 79 والتحصين: 22/567 وعنهما في بحار الأنوار :27 16/8 و 38 69/121، ونقله الأسترابادي في تأويل الآيات 1: 34/186 ، عن الكراجكي، وكذلك الحرّ العاملي في الجواهر السنيّة: 232 والمجلسي في بحار الأنوار :37 338.
2- ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري علیه السلام : 26 وعنه في بحار الأنوار 71: 6/229 و 243:92/ ضمن حديث 48، والطبرسي في الاحتجاج 2 158 ضمن حديث 191 وعنه في بحار الأنوار 15674 ضمن حديث 1، وورد في عيون الحكم والمواعظ للواسطي: 2289/100، باختلاف يسير عن أمير المؤمنين علیه السلام .
3- أورده المصنّف في تفضيل الأئمّة علیهم السلام : 242 ، وتتمة أحاديث الرجعة المدرجة ضمن المجموعة الحديثية : 480 ، وعنه في بحار الأنوار 53 : 115 .
4- لم أعثر على هذا النصّ، والظاهر أنه مضمون مأخوذ من خطبه علیه السلام . انظر : إرشاد المفيد 1: 243، المعيار والموازنة 105 .

على ما يعتقدون من البيعة ووجوب الوفاء بها، وأنّه لا يجوز نقضها ، والحقّ أنّ البيعة لا أثر لها وإنّما إمامته وحكمه من الله ورسوله ، لا من بيعة ولا عن تراض به فكان علیه السلام يخاطبهم على معتقدهم وما تقبله عقولهم .

487 - وكذلك ما جاء عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم من قوله : «أنا سيّد الأنبياء وعلىّ سيّد الأوصياء» (1)ليثبّت وصيّته ويستقرّ وجوب الطاعة بعد النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وأثبت أنّه علیه السلام .

488 - ومن ذلك ما رواه السيّد الجليل حسن بن كبش في كتابه : بحذف الإسناد عن أمير المؤمنين علیه السلام ، قال :« قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا سيّد الأوّلين والآخرين وأنت يا عليّ سيّد الخلائق بعدي ، أوّلنا كآخرنا وآخرنا كأوّلنا» (2) .

489 - ومن الكتاب أيضاً : عن أبي ذر رضوان الله عليه ، قال : نظر النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى علىّ بن أبي طالب علیه السلام، فقال: «هذا خير الأوّلين وخير الآخرين من(3) السماوات وأهل الأرضين ، هذا سيّد الصدّيقين وسيّد الوصيّين» (4) إلى تمام الخبر .

ص: 504


1- أورده الخزاز في كفاية الأثر: 113 وعنه في بحار الأنوار 36: 181/323، الطوسي في الرسائل العشر: 306 - الحائريات، ابن بطريق في العمدة 407 / ضمن حديث 840.
2- أورده ابن شاذان في مائة منقبة : 1/43 و عنه الكراجكي في التفضيل : 27، دون ذيل الحديث وعنه في بحار الأنوار 60: 14/302 و 25: 17/360، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 26: 79/316، عن تفضيل الأئمّة علیهم السلام.
3- في المائة منقبة زيادة : ( أهل ) .
4- أورده ابن شاذان في مائة منقبة : 55/114 وعنه في بحار الأنوار :27: 13/315، ابن طاوس ف-ي التحصين: 605 / باب 7، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 75/309:26، عن المحتضر و 81/319 عن تفضيل الأئمة على الأنبياء علیهم السلام.

وممّا يدلّ على تفضيل آل محمّد علیهم السلام على جميع أهل الدنيا كافّة

490 - ومن الكتاب أيضاً : عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لعليّ ابن أبي طالب علیه السلام : «يا عليّ، إنّ جبرئيل أخبرني عنك ، بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي ، قال : يا محمّد ، [ إنّ الله تعالى قال لي ](1) اقرأ محمّداً منّي السلام ، وأعلمه : أنّ عليّاً إمام الهدى، ومصباح الدجى، والحجّة على أهل الدنيا ، وإنّه الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، وإنّي آليت وعزتي وجلالي لا أُدخل النار أحداً تولّاه وسلّم له وللأوصياء من بعده ، حقّ القول منّي لأملأنّ جهنّم وأطباقها من أعدائه ، ولأملأنّ الجنّة من أوليائه وشيعته» (2).

491 - وروي عن الصادق علیه السلام في تفسير حروف الله تعالى ، قال : «ألف : آلاء الله على خلقه (3) بولايتنا أهل البيت»(4).

ص: 505


1- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .
2- أورده ابن شاذان في مائة منقبة: 30/82 وعنه في بحار الأنوار 88/113:27 ابن طاوس في التحصين: 622 / باب 19، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 27 124/132، عن المحتضر، عثرنا عليه في «ص» .
3- في التوحيد زيادة : ( من النعيم ) وفي معاني الأخبار : ( فى النعم ) .
4- أورده بتفصيل الصدوق في معاني الأخبار: 2/3، والتوحيد: 3/230 و عنهما في بحار الأنوار 92 12/231 .

492 - وروي أنّه وجد بخطّ مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري علیه السلام ما صورته : «قد صعدنا ذُرى الحقائق بأقدام النبوّة والولاية ، ونوّرنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية ، فنحن ليوث الوغى ، وغوث الندى ، وطعّان العدى ، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم(1) في الآجل ، وأسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيّين ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم .

فالكليم ألبس حلّة الاصطفاء ؛ لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاغورة(2) ذاق من حدائقنا الباكورة ، وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءاً وصوناً، وعلى الظلمة إلباً وعوناً، وسيسفر (3) لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران ؛ لتمام ألم(4) وطه والطواسين من السنين ، وهذا الكتاب درّة من درر الرحمة، وقطرة من بحر الحكمة .

وكتب الحسن بن عليّ العسكري في سنة أربع وخمسين ومائتين»(5).

493 - وروي أنّه وجد بخطّ يده علیه السلام(6) أيضاً : «أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب، ونسوا الله ربّ الأرباب ، والنبيّ وساقي الكوثر في مواقف الحساب، ولظى الطامّة(7) الكبرى ، ونعيم دار الثواب ، فنحن السنام الأعظم، وفينا النبوّة والولاية

ص: 506


1- في البحار : ( الحوض ) بدلاً من : ( العلم ) .
2- في البحار (الصاقورة).
3- في البحار: (وسينفجر) .
4- في البحار : ( آل حم ) بدلاً من : ( ألم ) .
5- نقله المجلسي في بحار الأنوار :26 50/264، عن المحتضر ، وورد في تفضيل الأئمّة علیهم السلام للمؤلّف : 256 .
6- بخطّ يده علیه السلام . يعني الإمام الحسن العسكري علیه السلام .
7- في البحار : ( والطامة ) .

والكرم، ونحن منار الهدى والعروة الوثق، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ، ويقتفون آثارنا ، وسيظهر حجّة الله على الخلق بالسيف المسلول ؛ لإظهار الحقّ.

وهذا خطّ الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابن الحسين بن علي أمير المؤمنين»(1).

494 - وروى الصدوق بإسناده في كتاب «علل الشرائع» : عن الصادق(2) علیه السلام :« علّة اتخاذ الله إبراهيم خليلاً أنّه كان كثير الصلاة على محمّد و آله» (3).

وعلّة اختصاص الحجر الأسود باستيداع مواثيق العباد التي أخذ الله سبحانه على الخلق في الذرّ لمّا قال لهم: «ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة من ذرّيته أئمّتكم ؟ قالوا : بلى، وكان ملكاً في صورة جوهرة في الجنّة إنّما خصّه الله بهذه الكرامة دون غيره من الملائكة ؛ لأنّه كان شديد الحبّ لمحمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين»(4).

495 - ومنه أيضاً : عن الصدوق محمّد بن بابويه يرفع الإسناد عن الحارث ، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام وهو ساجد يبكي حتّى علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء - فقلنا : يا أمير المؤمنين ، لقد أمرضنا بكاؤك وأمضّنا وشجانا ، وما رأيناك فعلت مثل هذا الفعل قط .

ص: 507


1- نقله المجلسي في بحار الأنوار 26 49/264، عن المحتضر .
2- في العلل : ( عن الامام الهادي علیه السلام ) .
3- انظر : علل الشرائع: 3/34 وعنه في الوسائل 7: 9/194 وبحار الأنوار 94: 23/54. وتقدم في كتابنا هذا.
4- علل الشرائع: 1/429 وعنه في بحار الأنوار 2717:15 و 26: 7269 و 99: 19/223، وأورده الكليني في الكافي 4 3/184، والمصنّف في تتمّة أحاديث الذر ضمن مختصر البصائر: 14/509، عن العلل .

قال : «كنت ساجداً أدعو ربّي بدعاء الخيرة في سجدتي ، فغلبتني عيني فرأيت رؤيا هالتني وأفظعتني(1) ، رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم قائماً وهو يقول لي : يا أبا الحسن طالت غيبتك عليَّ وقد اشتقت إلى رؤيتك ، وقد أنجز لي ربّي ما وعدني فيك ، قلت : يا رسول الله ، ما الذى أنجز لك فيّ ؟

قال : أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذرّيّتك ، أنّكم في الدرجات العُلى من علّيّين ، قلت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله فشيعتنا ؟ قال : شيعتنا معنا ، قصورهم بحذاء قصورنا ، ومنازلهم تقابل منازلنا ، قلت : يا رسول الله ، فما لشيعتنا في الدنيا ؟ قال : الأمن والعافية ، قلت : فما لهم عند الموت ؟ قال : يحكم الرجل في نفسه ، ويؤمر ملك الموت بطاعته ، وأىّ موتة شاء ماتها .

وإنّ شيعتنا ليموتون على قدر حبّهم لنا ، قلت : يا رسول الله ، فما لذلك حدّ يعرف ؟ قال : بلى ، إنّ أشدّ شيعتنا لنا حبّاً يكون خروج نفسه عنده كشرب أحدكم في اليوم الصائف الماء البارد الذي ينتفع منه القلب ، وإنّ سائرهم ليموت كما يغطّ أحدكم على فراشه ، كأقرّ ما كانت عينه بموته» (2) .

496 - ومن كتاب «عيون الأخبار» للصدوق رحمه الله : حدّثنا أبو أسد عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاري ، عن أبيه ، عن أحمد بن إسحاق الموسوي ، عن أبيه ، قال : أخبرني عمّي الحسن بن إسحاق ، قال : سمعت عليّ بن موسى الرضا علیه السلام يقول :

ص: 508


1- فظع الرجل - على ما لم يسمّ فاعله ، أي نزل به أمر عظيم ( الصحاح :3: 1259 - فظع ) .
2- ورد في تفضيل الأئمّة علیه السلام للمؤلّف : 221 عن ابن كبش ، ووجدناه في تأويل الآيات ج 2: 8/776 وعنه في بحار الانوار 6 30/161 و 42: 11/194 والبحراني في تفسير البرهان 5: 10/608 ، قائلاً: 11/194 ما رواه أبو طاهر المقلّد بن غالب رحمه الله عن رجاله بإسناد متصل إلى عليّ بن شعبة الوالبي عن الحارث الهمداني .

«حدّثني أبي، عن أبيه ، عن جدّه أمير المؤمنين علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دان بغير سماع(1) ألزمه الله التيه(2) إلى الفناء ، ومن دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله تعالى لخلقه فهو مشرك ، والباب المأمون على وحى الله محمّد صلی الله علیه وآله وسلم(3).

497 - ومن كتاب «أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمهم الله» روى بإسناده في الجزء الثالث : عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : «نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله » .

ثمّ قال أبو عبد الله علیه السلام : « يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب» (4).

498 - و من كتاب « الأمالي» للشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله يرفعه إلى محمّد الجعفي، عن أبيه ، قال : كنت كثيراً ما أشتكى عيني ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله علیه السلام ، فقال علیه السلام: «ألا أُعلّمك دعاءً لدنياك وآخرتك ، وتكفى به وجع عينيك» قلت : بلى، قال : «تقول في دبر الفجر ودبر المغرب:

اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني واليقين في قلبي ، والإخلاص في عملي ، والسلامة في نفسي والسعة في رزقي، والشكر لك أبداً ما أبقيتني»(5).

ص: 509


1- في الغيبة زيادة: (من عالم صادق) ، وفي الكافي (عن صادق ).
2- في الوسائل عن العيون والكافي : ( التية ) بدلاً من : ( التيه ) .
3- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2: 22/9 وعنه في الوسائل 27 14/129 ، وأورده الكليني بسنده في الكافي :1 4/377 وعنه في الوسائل :27 12/128، النعماني بسنده في الغيبة: 18/134 وعنه في مستدرك الوسائل :17: 4/308 .
4- الأمالي للطوسي: 32/115 ، وأورده المفيد في الأمالي: 3/338 وعنه في بحار الأنوار 2: 1/64، و 16/147 وعنهما في بحار الأنوار 44 4/278، الطبري في بشارة المصطفى : 135/168 و 6/394 .
5- الكافي 2 : 11/549 وعنه في الوسائل 6 : 5/485 ، أمالي الطوسي : 36/196 وعنه في بحار الأنوار 95: 2/86 و 86: 2/95 ، وأورده المفيد في الأمالي : 9/179 وعنه في مستدرك الوسائل 5: 3/99، الراوندي في الدعوات : 538/196 .

499 - ومنه : رفع الحديث إلى معتّب (1) - مولى أبي عبد الله علیه السلام - قال : سمعته الله يقول لداود بن سرحان (2): «يا داود ، أبلغ مواليّ عنّي السلام ، وإنّي أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع إخوانه فتذاكر(3) أمرنا فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما ، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله عزّ وجلّ بهما الملائكة ، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر فإنّ في اجتماعكم وتذاكركم إحياءنا ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ، ودعا إلى ذكرنا »(4).

500 - ومنه : بإسناده عن يعقوب بن ميثم التمّار - مولى عليّ بن الحسين - قال : دخلت على أبي جعفر علیه السلام ، فقلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله ، إنّي وجدت في كتاب (5) أبي : أنّ عليّاً قال لأبي ميثم: «أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانياً، وأبغض مبغض آل محمّد وإن كان صوّاماً قوّاماً» فإنّي سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ

ص: 510


1- معتّب مولى أبي عبد الله علیه السلام : عدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم علیهما السلام ، ثقة . رجال البرقي : 19 و 47 ، رجال الطوسي : 654/320 و 4/358 .
2- داود بن سرحان ، العطّار الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن علیهما السلام. رجال النجاشي : 420/159 ، رجال البرقي : 32 ، رجال الطوسي : 13/190 .
3- في الأمالي : (اجتمع مع آخر فتذاكرا).
4- أورده الطوسي في الأمالي : 40/224 وعنه في وسائل الشيعة 16 : 10/348 وبحار الأنوار 1: 8/200 ، الطبري في بشارة المصطفى : 147/175 وعنه في بحار الأنوار 74: 31/354 ومستدرك الوسائل :8 3/325 و 10: 1/380 .
5- في الأمالي : (كتب) بدلاً من : (كتاب) .

الْبَرِيَّةِ )(1) ثمّ التفت إليَّ فقال : هم والله أنت وشيعتك يا عليّ، وميعادك وميعادهم : الحوض غداً غرّاً محجّلين (2) متوّجين».

فقال أبو جعفر علیه السلام :« هكذا هو عياناً في كتاب عليّ علیه السلام» (3).

501 - ومنه : بإسناده عن أبي عبد الله علیه السلام أنّه رأى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، فقال له : «يا جعفر ، خفته ؟ يعني المنصور فقال : نعم يا رسول الله ، فقال له : إذا وقعت عينك عليه فقل : بسم الله أستفتح وبسم الله استنجح وبمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم أتوجّه ، اللّهمّ ذلّل لي صعوبة أمري وكلّ صعوبة ، وسهل لي حزونة أمري وكلّ حزونة ، واكفني مؤونة أمري وكلّ مؤونة» (4).

502 - ومن كتاب «الشفاء والجلاء»: حدّثني أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الله البرقي، عن محمّد بن عيسى بن عبيد الله ، عن محمّد بن أبي عمير، عن زيد الزراد ، عن أبي محمّد، عن محمّد بن عیسی بن عبید الله ، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : قال أبو جعفر علیه السلام : يا بنيّ، اعرف منازل شيعة عليّ علیه السلام على قدر روايتهم ومعرفتهم، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجة الإيمان.

وإنّي نظرت في كتاب لعليّ علیه السلام فوجدت فيه : إنّ قيمة كلّ امرىء وقدره معرفته ، إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب العباد على قدر ما آتاهم من العقل في دار الدنيا»(5) .

ص: 511


1- سورة البيّنة 7:98.
2- في الأمالي زيادة : ( مكتحلين ) .
3- أمالي الطوسي: 57/405 وعنه في وسائل الشيعة 16: 19/182 وبحار الأنوار 27: 5/220 و 66: 46/25 .
4- أمالي الطوسي: 462/ ضمن حديث 35 وعنه في بحار الأنوار 47 165/ ذیل حدیث 4 و 95: 217 ضمن حدیث 9.
5- المصدر غير مطبوع ورد الحديث في أصل زيد الزرّاد: 3 (ضمن الأصول الستّة عشر) وعنه في مستدرك الوسائل 1: 9/84، و 17: 1/284، وأورده الصدوق في معاني الأخبار : 2/1 وعنه في بحار الأنوار 1: 2/106 و 2: 4/184 ومستدرك الوسائل 11: 4/203.

503 - وروي الصدوق ، عن الصادق علیه السلام ، أنّه قال : «إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بصلاته(1)» (2).

504 - ومنه : عن الرضا علیه السلام ، قال : «إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن فردّوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا »(3) .

505 - ومنه : روي عن أبي جعفر الباقر علیه السلام ، قال :« إذا أردت أن تلقي الحبّ في الأرض فخذ قبضة من ذلك البذر ، ثمّ استقبل القبلة ثم قل : ( أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * وَأَنتُمْ تَزرَعُونَهُ أم نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) (4) ثمّ تقول : لا ، بل الله الزارع لا فلان، وتسمّي باسم صاحبه ، ثمّ قل: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واجعله مباركاً، وارزقه السلامة والعافية والسرور والغبطة ، ثمّ ابذر الذي بيدك وسائر البذر»(5) .

ص: 512


1- في من لا يحضره الفقيه : ( بالصلاة ) .
2- من لا يحضره الفقيه 1: 19/133 وعنه في وسائل الشيعة 4: 6725، وأورده أيضاً في الأمالي: 572/ذيل حديث 10، وعقاب الأعمال: 272/ ذيل حديث 1 وعنهما في بحار الأنوار 1983/ذيل حدیث 3 و 84 235/ ذیل حدیث ،10، وعن العقاب فقط في بحار الأنوار 47: 2/ذيل حديث 5، البرقي في المحاسن: 8/ذيل حديث ،6 الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين: 318، ذيل الحديث ابن أبي الجمهور في عوالى اللئالي 3: 6/65 .
3- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1: 39/290 وعنه في بحار الأنوار 2 9/185 ومستدرك الوسائل 17: 6/345، وأورده الطبرسي في الاحتجاج :2 383 - 384، الإربلي في كشف الغمّة 2 294 ، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 186:2، عن كتاب الشفاء والجلاء .
4- سورة الواقعة 56: 63 - 64 .
5- أورده الإربلي في كشف الغمّة 2: 122 وعنه في بحار الأنوار :103: 18/67، ونقله المجلسي عن المحتضر في بحار الأنوار 103: 19/67، مشيراً في الهامش: لم نعثر عليه، لأنّه لم يرد في طبعة النجف .

506 - ومنه : عن حوشب ، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال : «الإيمان ثابت في القلب، واليقين خطرات فيمرّ اليقين بالقلب فيصير كأنّه زبر الحديد، ويخرج منه فيصير كأنّه خرقة بالية» (1).

507 - ومنه : قال سفيان الثوري : سمعت جعفر الصادق علیه السلام يقول: «عزّت السلامة حتّى لقد خفي مطلبها ، وإن يكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول ، فإن طلبت في الخمول فلم توجد ، فيوشك أن تكون في الصمت ، فإن طلبت في الصمت فلم توجد ، فيوشك أن تكون في التخلّي، فإن طلبت في التخلي فلم توجد ، فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يتعبّد (2) بها»(3).

508 - ومنه : روى معاوية بن عمّار ، عن جعفر بن محمّد علیه السلام، قال : «من صلّى على محمّد وأهل بيته مائة مرّة قضى الله له مائة حاجة»(4) .

509 - ومنه : عن جعفر بن محمّد علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: من قال : جزى الله عنّا محمّداً ما هو أهله أتعب سبعين كاتباً ألف صباح»(5).

ص: 513


1- کشف الغمّة 2 131، عن حلية الأولياء لأبي نعيم 3: 180، ترجمة الإمام الباقر علیه السلام وعنهما في بحار الأنوار 78 16/185، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية 9 310 ، وأورده صدر الحديث الديلمي في فردوس الأخبار 1: 370/110 وعنه في كنز العمال 3 7339/438، عن شعبة. وفيه: خطوات .
2- في كشف الغمّة : ( يشتغل ) بدلاً من : ( يتعبد ) .
3- كشف الغمّة 2: 158 وعنه في بحار الأنوار 78 35/202 ، وأورده ابن فهد في التحصين: 26/14، ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 308، ورضي الدين الحلّي في العدد القوّية: 152.
4- كشف الغمّة 2 : 163 ، وأورده بتفاوت يسير الكليني في الكافي 2 9/493 وعنه في الوسائل 7: 8/94 الصدوق في ثواب الأعمال: 1/190 وعنه في الوسائل 7: 4/387 وبحار الأنوار 94: 40/59، الراوندي في النوادر: 141/124 وعنه في بحار الأنوار 94: 60/70 ومستدرك الوسائل 5: 10/332، ابن المغازلي في المناقب: 338/295، ابن بطريق في العمدة: 731/372 وعنه في بحار الأنوار 27: 13/260.
5- كشف الغمّة 2: 163 وعنه في بحار الأنوار 94: 51/63، وأورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 3388، الطبراني في المعجم الكبير 11509/206:11، والمعجم الأوسط 1: 237/130 الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 163 المتقي الهندي في كنز العمال 2 3900/234 .

510 - ومنه : روى محمّد بن محبّب(1) ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه علیهم السلام ، قال : «ما من مؤمن أدخل على قوم سروراً إلّا خلق الله(2) ذلك السرور ملكاً يعبد الله تعالى ويمجّده ويوحّده ، فإذا صار المؤمن في لَحده أتاه السرور الذي أدخله عليه ، فيقول : أما تعرفني ؟ فيقول : ومن أنت ؟ فيقول : أنا السرور الذي أدخلتني على فلان ، أنا اليوم أؤنس وحشتك ، والقّنك حجّتك ، وأُثبّتك بالقول الثابت ، وأشهد بك مشاهد القيامة ، وأشفع لك إلى ربّك، وأُريك منزلتك من الجنّة»(3).

511 - وعن معاوية بن عمّار ، قال : سألت أبا عبد الله علیه السلام عن آدم أبو البشر صلّى الله عليه أكان زوّج ابنته من ابنه ؟ فقال : «معاذ الله ، والله لو فعل ذلك آدم لما رغب عنه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وما كان آدم إلّا على دين رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم» ، فقلت : وهذا الخلق من ولد من هم ولم يكن إلّا آدم وحواء علیهما السلام ؟ لأنّ الله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً )(4) فأخبرنا أنّ هذا الخلق من آدم وحوّاء ؟ فقال علیه السلام : «صدق الله وبلّغت رسله ، وأنا على ذلك من الشاهدين» فقلت : ففسّر لي يابن رسول الله .

فقال: «إنّ الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم وحوّاء إلى الأرض وجمع بينهما،

ص: 514


1- في المستدرك وقضاء الحوائج محمّد بن مجيب.
2- في كشف الغمة زيادة : ( من ) .
3- كشف الغمّة 2: 163 وعنه في بحار الأنوار 74: 71/314 ومستدرك الوسائل 12: 19/399، وأورده ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج: 115/85 وعنه في كنز العمّال 6: 16409/431 .
4- سورة النساء 1:4 .

ولدت حوّاء بنتاً فسماها عناقاً، فكانت أوّل من بغى على وجه الأرض ، فسلّط الله عليها ذئباً كالفيل ونسراً كالحمار فقتلاها ، ثمّ ولد له إثر عناق قابيل بن آدم ، فلمّا أدرك قابيل ما يدرك الرجل ، أظهر الله عزّ وجلّ جنّيّة من ولد الجانّ، يُقال لها : جهانة ، في صورة إنسيّة ، فلمّا رآها قابيل ومقها (1)، فأوحى الله إلى آدم: أن زوّج جهانة من قابيل ، فزوّجها من قابيل .

ثمّ ولد لآدم هابيل ، فلمّا أدرك هابيل ما يدرك الرجل أهبط الله إلى آدم حوراء واسمها ترك الحوراء، فلمّا رآها هابيل ،ومقها ، فأوحى الله تعالى إلى آدم : أن زوّج تركاً من هابيل ففعل ذلك ، فكانت ترك الحوراء زوجة هابيل بن آدم .

ثمّ أوحى الله عزّ وجلّ إلى آدم : سبق علمي ألّا أترك الأرض من عالم يعرف به ديني، ولن أخرج ذلك من ذرّيتك، فانظر إلى اسمي الأعظم وإلى ميراث النبوّة، وما علّمتك من الأسماء كلّها، وما يحتاج إليه الخلق من الأثرة عنّي فادفعه إلى هابیل ، قال : ففعل ذلك آدم بهابيل .

فلمّا علم قابيل ذلك من فعل آدم غضب ، فأتى آدم فقال له : يا أبه ، ألست أكبر من أخي وأحقّ بما فعلت به ؟! فقال آدم : يا بنيّ، إنّما الأمر بيد الله يؤتيه من يشاء، وإن كنت أكبر ولدي ، فإنّ الله خصّه بما لم يزل له أهلاً ، فإن كنت تعلم أنّه خلاف ما قلت ولم تصدّقني فقرّبا قرباناً فأيّكما قبل قربانه فهو أولي بالفضل من صاحبه .

قال : وكان القربان في ذلك الوقت تنزل نار فتأكله، فخرجا فقرّبا قرباناً كما ذكر الله في كتابه : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَر ) (2).

ص: 515


1- المقة المحبّة. وومقه أحبّه ( الصحاح 4: 1568 - ومق).
2- سورة المائدة 27:5 .

قال : وكان قابیل صاحب زرع ، فقرّب قمحاً نسيئاً رديئاً، وكان هابيل صاحب غنم ، فقرّب كبشاً سميناً من خيار غنمه ، فأكلت النار قربان هابيل ، ولم تأكل قربان قابيل ، فأتاه إبليس لعنه الله ، فقال : يا قابيل، إنّ هذا الأمر الذي أنت فيه ليس بشيء، لأنّه إنّما أنت وأخوك ، فلو ولد لكما ولد وكثر نسلكما افتخر نسله على نسلك بما خصّه به أبوك ، ولقبول النار قربانه وتركها قربانك ، فاقتله فإنّك إن قتلته لم يجد أبوك بدّاً من أن يخصّك بما دفعه إليه .

قال : فوثب قابيل إلى هابيل فقتله ، ثمّ قال إبليس : إنّ النار التي قبلت القربان هي المعظّمة فعظّمها واتّخذ لها بيتاً ، واجعل لها كهلاً، وأحسن عبادتها والقيام عليها، فتقبل قربانك إذا أردت ذلك .

قال : ففعل قابيل ذلك ، فكان أوّل من عبد النار واتّخذ بيوت النيران ، وإنّ آدم أتى الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه ، فبكى هناك أربعين صباحاً، يلعن تلك الأرض حيث قبلت دم ابنه ، وهو الذي فيه قبلة المسجد الجامع بالبصرة.

قال : وإنّ هابيل يوم قُتل كانت امرأته ترك الحوراء حُبلى ، فولدت غلاماً فسمّاه آدم باسم ابنه هابيل ، وإنّ الله عزّ وجلّ وهب لآدم بعد هابيل ابناً فسمّاه شيث ، ثمّ قال : ابني هذا هبة الله .

فلمّا أدرك شيث ما يدرك الرجال أهبط الله على آدم حوراء يقال لها : ناعمة في صورة إنسيّة ، فلما رآها شيث ومقها ، فأوحى الله إلى آدم أن زوّج ناعمة من شيث ففعل ذلك ،آدم، فكانت ناعمة الحوراء زوجة شيث ، فولدت له جارية فسمّاها آدم حورية .

فلمّا أدركت فأوحى الله إلى آدم أن زوّج حورية من هابيل بن هابيل ففعل ذلك آدم .

ص: 516

فهذا الخلق الذي ترى من هذا النسل، وهو قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً )(1) قوله ( وخلق منها زوجها ) أي : من الطينة التي خُلق منها آدم .

قال : فلمّا انقضت نبوّة آدم وفُني أجله أوحى الله إليه : قد انقضت نبوّتك وفنيت أيّامك ، فانظر إلى اسم الله الأعظم، وما علّمتك من الأسماء كلّها ، وأثرة النبوّة وما يحتاج الناس إليه فادفعه إلى شيث ، وامره أن يقبله بكتمان وتقيّة من أخيه ، لئلّا يقتله كما قتل هابيل ، فإنّه قد سبق في علمي أن لا أُخلي الأرض من عالم يعر يعرف به

ديني ، ويكون فيه نجاة لمن تولّاه فيما بينه وبين العالم الذي أمره بإظهار ديني وأخرج ذلك من ذرّيّة شيث وعقبه .

فدعا آدم شيئاً وقال : يا بنيّ اخرج وتعرض لجبرئيل أو لمن لقيت من الملائكة واخبره بوجعي واسأله أن يهدي إليّ من فاكهة الجنّة قبل أن أموت ، وقد كان سبق في علم الله تعالى أن لا يأكل آدم من ثمار الجنّة حتّى يعود إليها .

فخرج شيث فلق جماعة من الملائكة فأبلغهم ما أمره ،آدم فقال :جبرئيل : يا شيث أجرك الله في أبيك فقد قضى نحبه ، فأهبطنا لنحضر الصلاة على أبيك ، فانصرف مع الملائكة فوجد أباه قد مات، فغسله شيث مع جبرئيل ، فلمّا فرغ شيث من غسله قال لجبرئيل : تقدّم فصلّ على آدم ، فقال له جبرئيل : إنّا معاشر الملائكة أمرنا بالسجود لأبيك، وليس لأحدٍ منّا أن يتقدّم بين يدي الأوصياء من ذرّيّته . قال : فتقدّم شيث فصلّى على آدم فكبّر عليه ثلاثين تكبيرة بأمر جبرئيل .

فأقبل قابيل على شيث فقال له : أين الذي دفعه إليك أبوك ممّا كان دفعه إلى

ص: 517


1- سورة النساء 1:4 .

هابيل ؟ فأنكر ذلك وعلم أنّه إن أقرّ قتله ، فلم يزل شيث يخبر الغيب من ذرّيّته ويبشّرهم ببعثة نوح ، ويأمرهم بالكتمان ، وإنّ آدم أخبره إنّ الله بشّره بأنّه باعث من ذرّيّته نبيّاً يقال له : نوح ، يدعو قومه إلى الله فيكذّبونه فيهلكهم بالغرق ، وكان بين آدم ونوح عشرة آباء »(1) . تمّ الحديث .

ص: 518


1- نقله العلّامة المجلسي في بحار الأنوار 11: 6/226 عن المحتضر نقلاً من كتاب الشفاء والجلاء ، وكذلك المحدّث النوري في مستدرك الوسائل 14 : 1/361 .

الفَهَارِسُ الفَنِّيَّة

اشارة

فهرس الآيات القرآنية

فهرس الأحاديث

فهرس الآثار

فهرس الأعلام

فهرس الطوائف والقبائل والفرق

فهرس الأماكن والبلدان

فهرس الوقائع والأيام

فهرس الأشعار

فهرس الكتب الواردة في المتن

فهرس المحتويات

ص: 519

ص: 520

فهرس الآيات القرآنيّة

فاتحة الكتاب / 1

الآية *** رقم الآیة *** الصفحة

(الحمد لله رب العالمين ...) *** السورة *** 444

سورة البقرة / 2

(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِليه مِن رَبِّهِ ....) *** 285 *** 351، 435

(أمَنَ الرَّسُولُ بما أُنزِلَ إِليه مِن رَبِّهِ ...) *** 258 - 286 *** 375، 437

(الذين) اتَّبِعُوا مِنَ الذِينَ اتَّبَعُوا ورَأَوا ...) *** 166- 167 *** 253

(الذين يظنّون أنّهم مُلاقوا ربهم.....) *** 46 *** 110

(الم َذلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدى ...) *** 1 - 3 *** 291

(إني جاعل في الأرضِ خَليفةٌ قَالُوا أتجعل فيها ...) *** 30 *** 325

(أنا أُحيي وأُميت) *** 258 *** 219

(أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) *** 159 *** 146

(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِن نَخِيلٍ ...) *** 266 *** 164

ص: 521

الآية *** رقم الآیة *** الصفحة

(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ...) *** 286 *** 351

(شَهرُ رَمَضانَ الذي أُنزِلَ فيهِ القُرآن هدى للناس ...) *** 185 *** 395

(فإنَّما نَحنُ مستهزون ) *** 14 *** 212

(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا ...) *** 36 *** 465، 467

(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) *** 37 *** 328، 467، 468

(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنُ بِاللهِ ... ) *** 256 *** 145

(قالوا إنا معكم ) *** 14 *** 211

(وإذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا ) *** 14 *** 210

(وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) *** 189 *** 84

(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) *** 255 *** 280

(وَكُلاً مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا ....) *** 35 *** 484

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَ بِالْيَوْم..) *** 8 *** 207، 208

(يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ....) *** 35 *** 464

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم....) *** 264 *** 164

(يُخادِعُونَ اللهَ ) *** 9 *** 209، 210

سورة آل عمران /3

(اقنتي لِرَبِّكِ واسجدي واركعي مَعَ الرَاكِعين ) *** 43 *** 396

(الّذينَ يَذكُرُونَ اللهَ قياماً وَقُعوداً وَعَلى جُنُوبِهِم ) *** 191 *** 178

(ذُرِّيَّةً بَعضُها مِن بَعض والله سميع عليم) *** 34 *** 254

ص: 522

الآية *** رقم الآية *** الصفحة

(رَبَّنا آمنا بما أنزلت واتَّبَعنَا الرَّسُولَ ... ) *** 53 *** 364

(رَبَّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وَهَبْ لَنا .... ) *** 8 *** 364

(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل الله... ) *** 169-170 *** 70،87

(وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ الله ....) *** 144 *** 429

(ويُحذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وإلى اللهِ المَصِير ) *** 28 *** 256

(يوم تجد كل نفس ما عَمِلَتْ مِن خَيرٍ مُحضَراً ...) *** 30 *** 256

سورة النساء/ 4

(إذْ يُبيتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ) *** 108 *** 198

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) *** 145 *** 143

(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) *** 55 *** 144

(بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ) *** 158 *** 248

(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ ....) *** 65 *** 67، 81، 123

(كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ ....) *** 56 *** 485

(من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله ) *** 80 *** 141، 249

(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ ...) *** 83 *** 77، 124

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا ...) *** 59 *** 80، 123، 144

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم ...) *** 1 *** 514، 517

ص: 523

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

سورة المائدة/5

(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) *** 27 *** 163، 166

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ ...) *** 27 *** 515

(يَا أَيُّها الذينَ آمَنُوا أوفوا بالعقود ) *** 1 *** 140

سورة الأنعام /6

(فمستقر ومستودع ) *** 98 *** 113

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ) *** 157 *** 144

(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) *** 160 *** 147 ، 247

(وَتمَّت كلمةُ رَبِّكَ صِدقاً وَعَدلاً لا مُبدِّلَ ... ) *** 115 *** 385

(وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) *** 1 *** 423

سورة الأعراف / 7

(إنّ الأرضَ لِلهِ يُورثها مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه ... ) *** 128

(إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غَافِلِينَ ) *** 172 *** 173

(إنا كنا عَن هَذا غَافِلين * أَوْ تَقُولُوا...) *** 172، 173 *** 140

(أَلَسْتُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا....) *** 172 *** 114 ، 345

(فَاذْنَ مُؤذِّنٌ بَينَهم أَنْ لَعَنَةُ اللهِ عَلَى ...) *** 44 *** 177

(فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) *** 99 *** 115

ص: 524

الآية *** رقم الآیة *** الصفحة

(قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنيا ...) *** 32 *** 341

(مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ... ) *** 20- 22 *** 465، 485

(وإذ أَخَذَ ربُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِم ...) *** 172 *** 316

(وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ...) *** 22 - 23 *** 485

(وعلى الأعرَافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلاً بسيماهم ) *** 46 *** 178

سورة الأنفال /8

(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) *** 62 *** 615

(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا ...) *** 33 *** 162

سورة التوبة / 9

(بِالْهُدى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ...) *** 33 *** 229

وأذان مِنَ الله وَرَسُولِهِ ) *** 3 *** 177

وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) *** 119 *** 177

سورة يونس / 10

فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ ) *** 74 *** 114

ص: 525

سورة هود / 11

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ ) *** 18 *** 144

(الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) *** 114 *** 160

(وَكَانَ عَرِشُه عَلى المَاء ) *** 7 *** 139

سورة يوسف / 12

(لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) *** 87 *** 115

(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن ...) *** 24 *** 131، 132

(وَمَا أُبَرُى نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ ..) *** 53 *** 133

سورة الرعد / 13

( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ ....) *** 29 *** 32

(طُوبَى لَهُم وحُسنُ مَآب ) *** 29 *** 302

(وَلَوْ أَنْ قُرْآناً سَيَرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ... ) *** 31 *** 391، 492

(يدخلون عليهم من كل باب * سَلامٌ عَلَيْكُم ...) *** 23 - 24 *** 122

سورة إبراهيم / 14

(وذكرهم بأيام الله ) *** 5 *** 291

ص: 526

سورة الحجر / 15

الصفحة *** رقم الآية *** الصفحة

(إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) *** 47 *** 304

(إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلمُتَوسِّمين ) *** 75 *** 276، 352

إ(ِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانُ ) *** 42 *** 102

سورة النحل / 16

(تَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لَا تَعْلَمُونَ ) *** 43 *** 67، 80، 123

(وَمَا بِكُم مِّن نُّعْمَةٍ فَمِنَ الله ) *** 53 *** 105

(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) *** 118 *** 114

(وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) *** 8 *** 68

سورة الإسراء / 17

(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) *** 65 *** 102

(سُبحانَ رَبَّنا إِن كَانَ وَعدُ رَبَّنا لَمَفعُولاً ) *** 108 *** 364

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ ....) *** 5- 6 *** 453

(وإن من شَيءٍ إِلَّا يُسبِّحُ بِحَمدِه وَلَكِنْ لا ...) *** 44 *** 158

(ولا تقف ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ ...) *** 36 *** 80

(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) *** 85 *** 479

ص: 527

سورة الكهف / 18

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(قُلْ هَلْ تُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً ...) *** 103 - 104 *** 84

(وَكَانَ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) *** 45 *** 68، 77، 120

سورة مريم / 19

(وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) *** 57 *** 100

سورة طه / 20

(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ) *** 84 *** 248

(وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) *** 114 *** 135

(وَلَقَد عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ...) *** 115 *** 344، 345

سورة الأنبياء / 21

(سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) *** 87 *** 134، 136

(فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُم لَا تَعْلَمُونَ ) *** 7 *** 67، 80، 123

(لا يُسْتَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْتَلُونَ ) *** 23 *** 122 *** 251

ص: 528

سورة النور / 24

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً...) *** 40 *** 102

سورة الفرقان / 25

(وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ ....) *** 23 *** 163

(وَهُوَ الذي خَلَقَ مِنَ المَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً ... ) *** 54 *** 178

سورة الشعراء / 26

(وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسى أَنِ انْتِ الْقَوْمِ ....) *** 10 - 14 *** 169

(وَسَيَعلَمُ الذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلبٍ ينقَلِبُونَ ) *** 227 *** 256

سورة النمل / 27

(الذي عِنْدَهُ عِلم مِنَ الكِتَابِ ) *** 40 *** 328

(قبلك بُيُوتُهم خَاوِيةٌ بمَا ظَلَمُوا ) *** 52 *** 187

(مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أم كَانَ ....) *** 20 - 21 *** 491

(وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا ...) *** 75 *** 391، 492

ص: 529

سورة القصص / 28

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) *** 88 *** 249

(وَنُرِيدُ أَن نُمَنْ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ...) *** 5-6 *** 453

سورة العنكبوت / 29

(إِنَّ اللهَ لَمَعَ المحسنين ) *** 69 *** 177

(إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) *** 45 *** 139

سورة الروم / 30

فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيها ) *** 30 *** 347

سورة الأحزاب / 33

(إن الله وملائكته يصلون على النبيّ ....) *** 56 *** 144 ، 146، 149، 180

(إن الله ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ .... ) *** 56 *** 266

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ ...) *** 72 *** 486

(لَقَد كانَ لَكُم فِي رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنة ) *** 21 *** 145

(ما جعل اللهُ لِرَجُلٍ مِن قلبين في جَوفِه ) *** 4 *** 257

(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم ....) *** 12 *** 200

ص: 530

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(وتظنّونَ باللهِ الظُّنُونا ) *** 10 *** 200

(وزُلزِلُوا زلزالاً شديداً ) *** 11 *** 200

سورة فاطر / 35

(إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ ...) *** 10 *** 248

(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) *** 28 *** 134

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ....) *** 32 *** 277، 391، 492

(فَمِنهُم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم ...) *** 32 *** 277

سورة يس / 36

(إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) *** 82 *** 122

(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ ....) *** 82 *** 97

(وَكُلُّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) *** 12 *** 335

سورة الصافات / 37

(إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِين) *** 99 *** 247

(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ ....) *** 165 - 166 *** 497

(وقفوهم إنهم مسؤولون ) *** 24 *** 280

ص: 531

سورة ص / 38

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) *** 88 *** 254

سورة الزمر / 39

(قُلْ هَل يَستَوي الذين يعلمون والذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) *** 9 *** 328

(ليُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا ) *** 35 *** 163

(وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ) *** 29 *** 178

(هَل يَستَوي الذينَ يَعلَمُونَ والذين لا يعلمون إنّما ..) *** 9 *** 143

سورة غافر / 40

(الَّذِيْنَ يَحْمِلُوْنَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ....) *** 7 - 9 *** 225

(فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ ما مَكَرُوا ... ) *** 45 *** 193

سورة فصّلت / 41

(إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا ....) *** 30 *** 112

سورة الزخرف / 43

(ربِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ ....) *** 88 - 89 *** 351

ص: 532

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ...) *** 13 - 14 *** 105

(وَ اسْتَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ ...) *** 45 *** 99

(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ ....) *** 57- 58 *** 197

(يا مالك ليقض علينا ربّك ) *** 77 *** 122

سورة الدخان / 44

(وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) *** 32 *** 251

سورة الأحقاف / 46

(ربِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ ....) *** 15 *** 407

سورة الفتح / 48

(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ....) *** 10 *** 249

سورة الحجرات / 49

(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكن ....) *** 14 *** 136

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ....) *** 2 *** 164

ص: 533

سورة ق / 50

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلبٌ) *** 37 *** 177

(أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) *** 37 *** 67

(القِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلِّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) *** 24 *** 280

(كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) *** 21 *** 122

(مَا يُبَدِّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلام .. ) *** 29 *** 247

سورة الذاريات / 51

(فَفِرُّوْا إِلى اللَّهِ ) *** 500 *** 248

سورة النجم / 53

(إِذْ يَغْشَى السَّدْرَةَ مَا يَغْشَى ) *** 16 *** 273

(ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ ....) *** 8 - 10 *** 351، 373

(قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) *** 9 *** 376

(مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى ...) *** 17 - 18 *** 374

(هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذر الأولى ) *** 56 *** 224

(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخرى . عِندَ سِدْرَةِ .. ) *** 13- 17 *** 376

ص: 534

سورة القمر / 54

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيك مُقْتَدِرٍ ) *** 55 *** 287، 372

سورة الرحمن / 55

(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ....) *** 26 - 27 *** 249

(هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ...) *** 43 - 44 *** 250

سورة الواقعة / 56

(أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * وَأَنتُمْ....) *** 63 - 64 *** 512

(السابقون السابقونَ * أُولئك المُقرّبُون ) *** 10 - 11 *** 142

سورة الحديد / 57

(ذلِكَ فَضلُ الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) *** 21 *** 243، 252

سورة الحشر / 59

(مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ ...) *** 7 *** 352

(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُوْلُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ...) *** 7 *** 124، 224

ص: 535

سورة الصف / 61

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(سبح الله ما في السَّمَوَاتِ وَمَا في الأرضِ ) *** 1 *** 158

(بِالْهُدى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ....) *** 9 *** 229

سورة التحريم /66

(نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) *** 8 *** 372

سورة الملك / 67

(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةٌ سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ ...) *** 27 *** 459

سورة الحاقة / 69

(وَتَعِيَها أُذنِّ وَاعِيَةٌ ) *** 12 *** 178

(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقاويل .... ) *** 44 -50 *** 212

سورة المعارج / 70

(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) *** 4 *** 248

ص: 536

سورة النازعات / 79

الآیة *** رقم الآية *** الصفحة

(أنا رَبُّكُمُ الأعلى ) *** 24 *** 219

سورة الضحى / 93

وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدَّتْ ) *** 11 *** 176

سورة البينة / 98

(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ أُولئك ....) *** 7 *** 278، 380

(إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أهل الكتاب والمشركين في نار ...) *** 6 *** 379، 380

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ ....) *** 7 *** 327، 379، 510

سورة الإخلاص / 112

(قل هو الله أحد ) *** 1 *** 444

ص: 537

فهرس الأحاديث

الأحاديث القدسيّة

الحديث *** الصفحة

آليت على نفسي بعزّتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من ... 189

إن عليّاً إمام الهدى ، ومصباح الدجى ، والحجّة على ... 505

إن عليّاً سيد الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ... 502

إنِّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها ، ثم شققت لك اسماً ... 435

إني قد آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول ... 170

إني قد أمرت [ ملائكتي في ] سبع سماواتي ... 189

إهبطا إلى الأرض فاحفظا عليّاً حتّى يصبح ، فإنّه وقى ... 170

أبشر فإنّ لك ولمحبّيك ولشيعتك ما لا عين رأت ولا ... 311

ألا يا ملائكتي وسكان جنّتي ، اشهدوا أنّي قد زوّجت فاطمة ... 406

ألست بربّكم ومحمد نبيكم وعلى إمامكم والأئمّة من ذرّيّته ... 113

أنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الخلق بقدرتي ... 272

أنا المحمود وأنت محمّد ، شققت اسمك من اسمي ... 424، 502

أنت منّي حيث شئت ، وأنا على ما شئت ، أنت منّي ... 502

عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي، وديّان ديني ... 274

ص: 538

لو لم أخلق عليّاً ما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض... 404

لو لا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ... 434

محمد نبي رحمتي ، وعلي مقيم حجّتي ، لا أُعذّب ... 383

يا آدم ، إن محمداً لو وزن به جميع الخلق من النبيّين ... 470

یا آدم ، لو أحبّ رجل من الكفّار أو جميعهم رجلاً من آل محمّد ... 470

يا أحمد، إنما كنيتك بأبي القاسم ؛ لأنّك تقسّم ... 439

يا أحمد ، أنا شيء ليس كالأشياء ، ولا أُقاس بالناس ولا أُوصف ... 282

يا أحمد، شققت اسمك من اسمي ، أنا الله المحمود الحميد و ... 438

يا أُمّة محمّد ، إنّ فضلي ورحمتي سبقت غضبي ... 462

يا بن عمران ، إنّي خلقتهم قبل أن أخلق الأنوار ... 160

يا محمّد إخترتك من خلقي ، واخترت لك وصيّاً من بعدك ... 420

يا محمّد ، اقرأ عليّاً مني السلام ، وعرفه أنه إمام أوليائي ... 239

يا محمّد ، إنّ ابن عمّك مبتلى ومبتلى به ... 256

يا محمّد ، إنّ عليّاً وارثك، ووارث العلم من بعدك ... 420

يا محمّد إنّي اصطفيتك بالنبوة وبعثتك بالرسالة وامتحنت عليّاً ... 375

يا محمّد إنّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها ... 269، 317، 473، 498

يا محمّد ، إِنِّي اطلعت على قلوب عبادي ، فوجدت عليّاً أنصح ... 430

يا محمّد ، إنّي جعلت عليّاً وصيك ووزيرك ... 420، 424

يا محمّد، إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن ... 435

يا محمّد ، إنّي خلقتك وعلياً من نور واحد بغير روح ... 317

يا محمّد ، إنّي قد جعلت ذلك اليوم عيداً لك ولأهل بيتك ... 189

يا محمّد ، إنّي قد جعلت عليّاً إمام المسلمين ، فمن ... 502

ص: 539

يا محمّد ، إنّي قد جعلت عليّاً أمير المؤمنين فمن تأمّر ... 502

يا محمّد ، أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم ... 260

يا محمّد ، علي أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وقائد ... 376

يا محمّد ، علي راية الهدى ، وإمام من أطاعني ... 434

يا محمّد علي وليّي وخيرتي بعدك من خلقي ، اخترته ... 430

يا محمّد ، قد اخترت لك من الآدميين علي بن أبي طالب ... 420

يا محمّد ، كان في سابق علمي أن تمسك وأهل بيتك محن ... 188

يا محمّد ، كتبت اسمك واسم عليّ على عرشي ، من قبل أن أخلق ... 428

يا محمّد ، لن يوافقك وصيك في منزلتك إلا بما يمسّه ... 188

يا محمّد ، لو أن عبداً عبدني حتى يتقطع إربا إرباً ... 318

يا محمّد ، لو أن عبداً عبدني حتى ينقطع ويصير... 270، 473

يا محمّد ، من أحب خلقي إليك ؟ ... 320

يا محمّد ، من تحبّ من خلقي؟ ... 430

يا محمّد ، وعزتي وجلالي ، لا يناوىء عليّاً جبّار إلا قصمته ... 430

يا محمّد ، وعزتي وجلالي لو أن عبداً عبدني حتى ينقطع أو ... 435

یا محمّد، وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت آدم ، ولولا عليّ ... 431

يا محمّد ، هلا اتخذت من الآدميين وزيراً وأخاً ووصياً من ... 420

يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي سيّدة إمائي ، قائمة .. 395

يا موسى ، إنّ فضل أُمة محمّد على جميع الأمم كفضلي على خلقي... 461

يا موسى ، أما علمت أن فضل آل محمّد على جميع النبيين ... 461

یا موسى، أما علمت أن فضل صحابة محمّد على جميع صحابة ... 461

يا موسى ، أما علمت أن محمداً أفضل عندي من جميع خلقي ... 461

ص: 540

أحاديث رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

اتق الله حيث ماكنت ، وخالق الناس بخلق حسن ، وإذا ... 162

اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله ... 276

اثنا عشر من أهل بيتي ، أعطاهم الله تعالى فهمي وعلمي ... 271

إذا عملت سيّئة فاعمل حسنة تمحها ... 162

إذا كان غداً كلّم الشمس حتى تعرف كرامتك على الله تعالى ... 311

إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل - أو حجزة - من ذي العرش ... 126

إذا كان يوم القيامة أقام الله عزّ وجلّ جبرئيل ومحمّداً علیهما السلام على الصراط ... 298

إذا كان يوم القيامة نصب لك منبر عن يمين العرش ... 302

إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم ، لم يجز عليه إلّا ... 280

إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء - وهو سبعون شقّة ... 384

إذا كان يوم القيامة يعطي الله عليّاً من القوة مثل قوّة ... 384

ارفعوا أصواتكم بالصلاة على فإنّها تذهب بالنفاق ... 155

إن آدم لما رأى النور ساطعاً من صلبه ... 463

إنّ أشدّ شيعتنا لنا حباً يكون خروج نفسه عنده ... 508

إنّ الله اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساماً ، فدعانا ... 330، 385

إنّ الله تبارك تعالى جعل على كلّ ركن من أركان عرشه ... 240

إنّ الله تبارك وتعالى أخذ عقد مودتنا على كل حيوان ونبات ... 235

إنّ الله تبارك وتعالى خلق في الجنة عموداً من ياقوتة حمراء عليها ... 329

إنّ الله تعالى اختار من الأيام يوم الجمعة ... 472

إنّ الله تعالى ألقى في روعي أن حبه شجرة طوبى ، التي ... 302

ص: 541

إنّ الله تعالى جعل عليّاً علماً بينه وبين خلقه ... 281

إنّ الله تعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة ... 292

إنّ الله تعالى لما خلق السماوات والأرض دعاهن فأجبنه ... 316

إنّ الله تعالى لما زوج فاطمة أمر رضوان فهز شجرة طوبي فحملت رقاقاً ... 414

إنّ الله تعالى لما عرج بي إلى السماء اختصني بلطيف ... 502

إنّ الله خلقني وخلق علياً قبل أن يخلق آدم بهذه المدّة نوراً... 497

إنّ الله سخر لي البراق وهي دابة من دواب الجنّة ليست. ... 501

إنّ الله عزّ وجل ابتدأني فيك بسبع خصال ... 378

إنّ الله عزّ وجلّ اختارنا معاشر آل محمد واختار النبيّين ... 495

إنّ الله عزّ وجلّ اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني ... 275

إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أُبشرك أنك وعترتك في الجنة .... 285

إنّ الله عزّ وجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نور ... 330، 384

إنّ الله لما خلق السماوات والأرض دعاهن فأجابته ... 285

إنّ أول ما كلمني به ربي أن قال ... 320

إنّ أول أهل الجنة دخولاً إليها علي بن أبي طالب ... 287

إنّ أول ما كلمني به ربي عزّ وجلّ أن قال ... 320

إنّ جبرئيل لا أتاني بتفاحة من تفاح الجنّة ، فأكلتها فتحولت ... 408

إنّ جبرئيل علیه السلام نزل عليّ وقال : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تقوم ... 255

إنّ حافظي عليّ ليفخران على سائر الحفظة - لكينونيتهما مع ... 297

إنّ الحق معك والحق على لسانك وبين عينيك ، والإيمان ... 285

إنّ داري ودار علي غداً واحدة في مكان واحد ... 303

إنّ شيعتنا ليموتون على قدر حبّهم لنا ... 508

ص: 542

إنّ طوبى شجرة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه ... 302

إنّ عليّاً علیه السلام أوّل من يشرب من السلسبيل والزنجبيل ... 384

إنّ فاطمة خُلقت حورية في صورة إنسية ... 415

إنّ فيك شبهاً من عيسى ابن مريم، ولولا أن تقول ... 197

إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني ... 249

إنّ لعلي وشيعته مكاناً يغبطه به الأولون والآخرون ... 384

إنّ اللعنة لا تصيب مؤمناً ... 146

إنّ المرائي يُدعى يوم القيامة بأربعة أسماء ... 165

إنّ من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه ... 322

إنّ النار لأشدّ غضباً على مبغض عليّ علیه السلام منها على من زعم أن الله ولداً ... 425

إنّ وجدت أعواناً عليهم فجاهدهم ونابذهم ، وإن لم تجد ... 204

إنّما مثل الصلاة فيكم كمثل الحمة - وهو النهر- ... 161

إنّما النجاة في ألا تخادعوا الله ... 165

إنّه أولكم إيماناً معي ، وأوفاكم بعهد الله ... 278

إنّه لما أُسري بي إلى السماء السابعة ، فما مررت ... 429

إنّه ليلة عرج بي إلى السماء ، شاء ربي عز وجل ... 243

إنّي فرطكم وإنكم واردون علي الحوض حوضاً ... 323

إنّي كنت أول من آمن بربّي وأول من أجاب ... 493

إنّي كنت يوم أحد جالساً - وقد فرغنا من جهاز عمي حمزة ... 301

إنّي كنت يوم بدر جالساً - بعد أن غزونا - إذ هبط جبرئيل علیه السلام ... 301

إنّي لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب ... 195

إنِّي لأنظر الآن إلى جعفر وأصحابه الساعة تعوم ... 195

ص: 543

إنِّي لما رأيتها ذكرت ما يُصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل ... 395

إنِّي مبلغكم عن الله تعالى في أمر رجل لحمه من لحمي ، ودمه ... 255

اهتدوا بالشمس فإذا غاب فاهتدوا بالقمر ، فإذا غاب فاهتدوا ... 416

الأئمة من ولد الحسين ، من أطاعهم فقد أطاع الله ... 274

أبشر يا علي ما من عبد ينتحل مودّتك إلا بعثه الله تعالى ... 287

أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء ، فقال لي : أين أخوك ؟... 319

أتاني جبرئيل علیه السلام وقد نشر جناحيه ، فإذا على أحدهما مكتوب ... 314

أتاني جبرئيل علیه السلام ومعه من سنبل الجنّة وقرنفلها ... 406

أتاني جبرئيل علیه السلام وهو فرح مستبشر ، فقلت : حبيبي ... 383

أتاني ملك ، فقال : يا محمّد ... 407

أخبركم بأفضل أفضلكم أقدمكم سلماً ، وأكثركم علماً ... 398

أخبروني بأفضلكم ؟ ... 398

أُدخلت الجنّة فرأيت مكتوباً على بابها بالذهب ... 368

أرد السلام عليك وقد عاديت من والاه الله ورسوله ... 214

أعرفكم بالمنافقين حذيفة بن اليمان ... 192

أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى عليّاً خمساً ... 320، 424

ألا أُبشرك يا أبا الحسن ؟ ... 371

ألا فاذكروا يا أمة محمّد محمّداً وآله عند نوائبكم وشدائدكم ... 469

ألا من كنت مولاه وأولى به فهذا علي مولاه وأولى به ... 208

ألا وإني قد جعلت أمر نسائي بيده، وهو خليفتي عليكم ... 398

ألا وإنّي مخلف فيكم الثقلين، الثقل الأكبر : القرآن ، والثقل ... 324

اللهم اعط عليّاً فضيلة لم تعطها أحداً قبله ... 295

ص: 544

اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلي يأكل معي ... 223

اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ... 222

اللّهمّ إنّهما أحبّ خلقك إليَّ فأحبّهما وبارك لي في ذرّيتهما ... 412

اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي من بعدي ... 397

اللّهمّ من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه ... 325

أمّا أنا فعلى دابة الله البراق ، وأما أخي صالح فعلى ... 288

أمّا الحسن، فإنّه ابني وولدي منّي وقرة عيني وضياء قلبي ... 396

أمّا الحسين ، فإنّه منّي وهو ابني وولدي، وخير الخلق... 396

أما علمت أن الله تعالى لواء من نور وعموداً من ياقوت مكتوب ... 287

أما علمت أنه من أحبّنا وانتحل محبّتنا أسكنه الله معنا ... 372

أما والله يا أُم أيمن لقد زوجتها كفؤاً شريفاً وجيها ... 414

أما علي بن أبي طالب، فأخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي ... 394

أمّا فاطمة ، فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ... 395

أما هذه فالنبوّة ، ليس لك فيها نصيب ، وأما هذه فالعلم ... 338

أُمرنا معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ... 326

أنا أول من يخرج يوم القيامة من قبره وعلي معي ، وأنا ... 378

أنا سيد الأنبياء وأنت سيّد الأوصياء ... 474

أنا سيد الأنبياء، وعلى سيّد الأوصياء ... 301، 504

أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي ... 504

أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ... 250

أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة ... 66

أنا مدينة العلم وعليّ بابها ... 275

ص: 545

أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد الحكمة ... 81

أنا وأنت أبوا هذه الأمّة ، فلعن الله من عقّنا ...148

أنا وأنت راعيا هذه الأمة، فلعن الله من ضلّ عنّا ...148

أنا وأنت من شجرة واحدة ... 474

أنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة ... 428

أنا وأنت موليا هذه الأمة ، فلعن الله من أبق عنّا ... 148

أنا وعلي حجة الله على عباده ... 303

أنا وهذا حجّة الله على خلقه ... 282، 303

أنت أحق الناس بي في الدنيا والآخرة، وولدك ولدي ... 428

أنت أخي في الدنيا والآخرة ... 305، 306

أنت أخي وأبو ولداي تقاتل على سنّتي ، من مات على عهدي ... 304

أنت أخي ورفيقي ... 304

أنت أخي ووارثي ... 304

أنت الإمام لأمتي والقائم بالقسط في رعيتي .. 398

أنت أول داخل الجنة من أُمتي ... 284

أنت أول من يرد علي الحوض ... 284

أنت تؤدّي ديني وتقاتل على سنّتي ... 284

أنت عندي أعز منها ، وهي أحبّ إليّ منك ... 403

أنت في الآخرة أقرب الناس منّي ... 284

أنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة ... 304

أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ... 284

أنت الوارث منّي ، وأنت الوصيّ من بعدي في ... 397

ص: 546

أنت وليّي ، وولتي ولي الله ، وعدوّك عدوّي ، وعدوّي ... 398

أنت يا علي سيد الخلائق بعدي ... 504

أنت ياعلي وولدك خيرة الله من خلقه ... 275

أوحى الله إلي : يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك ... 498

أولنا كآخرنا وآخرنا كأوّلنا ... 504

أيها الناس ، إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة ، وجدت على ... 422

أيها الناس ألست أولي بكم من أنفسكم ... 207

أيها الناس، أنا البشير وأنا النذير ، وأنا النبيّ الأميّ ... 255

أيها الناس ، نحن في القيامة ركبان ، أربعة ليس غيرنا ... 250

بأبي أنت وأمي أرسلي إلى بعلك فادعيه إليّ ... 380

بشارة أتتني من عند الله في ابن عمي وأخي وابنتي ... 414

تدمع العين وقد يوجع القلب ... وإنّا بك ... 380

ثم خلق الملائكة فسبحنا فسبحت الملائكة ، وهلّلنا فهلّلت ... 159

جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يطلبني ، فقال : أين أخي ... 414

حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ... 76

حربك حربي وسلمك سلمي ... 141

الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما ... 275

خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فألهمني أن قلت ... 282

خلق الله من نور وجه عليّ بن أبي طالب علیه السلام السبعين ألف ملك ... 282

رأيت مكتوباً على باب الجنة : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ... 305

سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسين والحسين إلّا ثبت عليَّ ... 329

سلمان منّا أهل البيت علیه السلام ... 211

ص: 547

سلّموا على أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أُمّتي ... 201

سيكون بعدي فتنة صيلم صماء ، يسقط منها كلّ وليجة وبطانة ... 475

الشمس : أنا ، والقمر : علي ، والزهرة ... 416

شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة ... 274

طوبى للمتحابين في الله ... 329

عليّ أخي في الدنيا والآخرة ، ووصيي وأميني ... 432

علي مني مثل رأسي من بدني ... 293

علي بن أبي طالب خير البشر ، ومن أبى فقد كفر ... 451

عليك بحب عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 321

عليك بمودة عليّ بن أبي طالب ... 321

فاتقوا الرياء فإنّه شرك بالله عزّ وجلّ ... 165

فاطمة أعز البريّة عليّ ... 411

فاطمة بضعة منّي من سرّها فقد سرّني ، ومن ساءها ... 411

فلمّا أراد الله عز وجل أن يخلق آدم ، خلقني وإياك من طينة ... 427

فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما أحببته حتّى أمرني ربّي جل جلاله ... 422

قال الله تعالى : لأعذّبن كلّ رعية دانت بطاعة إمام ليس مني ... 474

قد أتاكم أخي ... 278

قم والله لأرضينّك ... 304

قم يا أبا بكر فبايع له بإمرة المؤمنين ... 208

كلّ من سبّح الله وكبّره وهلّله فبتعليمي وتعليم عليّ ... 159

كلا، فإنّه اليوم الذي تُكسر فيه شوكة مبغض جدّكما ... 187

كلا ، فإنّه اليوم الذي يصدّق فيه قول الله ... 187

ص: 548

كُلا فإنّه اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عملوا ... 187

كُلا فإنّه اليوم الذي يُفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم ... 187

كُلا فإنّه اليوم الذي يقبل الله تعالى فيه أعمال شيعتكما ... 187

كُلا هنيئاً لكما ببركة هذا اليوم ، فإنّه اليوم الذي ... 187

كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ مطيعاً ، يسبح الله ... 286

كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ من قبل أن يخلق ... 286

كيف صبرك يا أبا الحسن إذا فعلت بك قريش كذا وكذا ؟ ... 170

لأعطين الراية غداً رجلاً يُحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ... 221

لا هجرة بعد الفتح ... 311

لا يجوز لعليّ قدم على الصراط إلّا وثبتت له مكانها أُخرى ... 384

لا يخرج الله أحداً من الدنيا ممّن خالفه وأنكر حقه حتّى يغيّر الله خلقته ... 426

لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة ، لا يتيقّن الوصول ... 111، 112

لكل امرىء من عمله سيّد ، وحبّي وحبّ عليّ سيّد ما ... 302

لمّا أُسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله ... 269، 483

لمّا أُسري بي إلى السماء ثمّ من سماء إلى سماء ثمّ إلى ... 434

لمّا أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة ، فإذا أنا بقصر من درّة ... 237

لمّا أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فإذا مثبت على ساق العرش ... 417

لمّا أُسري بي إلى السماء رأيت على ساق العرش : أنا الله وحدي ... 314

لمّا أُسري بي إلى السماء السابعة وناداني جبرئيل ... 246

لمّا أُسري بي إلى السماء ما سمعت شيئاً قط هو أحلى من كلام ... 439

لمّا بعث الله تعالى موسى بن عمران واصطفاه نجيّاً ... 461

لمّا خلق الله تعالى آدم وحوّاء تبخترا في الجنّة ... 399

ص: 549

لمّا صرت إلى حجب النور رأيت على كل حجاب مكتوباً ... 423

لمّا صرت إلى العرش وجدت على كلّ ركن من أركانه مكتوباً ... 423

لمّا عُرج بي إلى ربّي جلّ جلاله أتاني النداء : يا محمّد ... 420

لمّا عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنّة ... 250

لمّا عُرج بي إلى السماء الدنيا إذا أنا بقصر من فضة بيضاء ... 436

لمّا عرج بي إلى السماء ، رأيت في السماء الرابعة ... 296

لمّا عرج بي إلى السماء الرابعة ، أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل ، ثمّ ... 409

لمّا عرج بي إلى السماء السابعة ، وجدت على ... 422

لمّا عُرج بي إلى السماء ، مرّ بي جبرئيل على شجرة طوبى ... 408

لمّا عرج بي فصرت إلى السماء الدنيا ، أذّن ملك ... 240

لو أنّ الرياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حُساب ، والإنس كُتّاب ... 283

لو أنّ الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين اجتمعوا ... 322

لو عاش إبراهيم لكان نبيّاً ... 380

لو كان الدين معلقاً بالثريا لتناوله ... 211

لو يعلم الناس أنّه متى سُمّي عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا ... 316

لولا أن تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى ... 197، 284

لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ ... 402

لو لا نا لم يخلق الله الجنّة ولا النار ، ولا الأنبياء ولا الملائكة ... 474

ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ... 288

ليلة أُسري بي إلى سبع سموات أخذ بيدي حبيبي جبرئيل فأدخلني الجنّة .... 417

ليلة أسري بي إلى السماء ، أمر بعرض الجنّة والنار عليّ ... 315

ليلة أسري بي إلى السماء ، أوحى الله تعالى إليّ ... 351

ص: 550

ليلة أسري بي إلى السماء ، جاوزت الحجب حتّى دنوت ... 317

ليلة أُسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت نوراً... 2298

ليلة أسري بي إلى السماء ، ما مررت بملأ من الملائكة إلّا ... 236

ليلة أسري بي إلى السماء وبلغت السماء الخامسة ، نظرت ... 432

ليلة أسري بي إلى السماء وصرت كقاب قوسين أو أدنى ... 320

ليلة أُسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله عزّ وجلّ إلى السدرة ... 412

ليلة الجمعة ليلة أسري بي إلى السماء رأيت ملكوت السماوات ... 319

ليلة عرج بي إلى السماء ، شاء ربي عزّ وجلّ أن يرفعني ... 243

ما أنا زوجت عليّاً ، ولكنّ الله زوّجه ... 412

ما أنزل الله كتاباً ، ولا خلق خلقاً إلّا جعل له سيّداً ... 301

ما بال أقوام يلوموني في تقديمي لعلي بن أبي طالب، فو عزّة ... 422

ما بال أقوام يلوموني في محبّتي لأخي عليّ بن ابي طالب ... 422

ما خلق الله خلقاً أفضل مني ، ولا أكرم عليه مني ... 104

ما عرج بي ربي إلى السماء قط وكلّمني إلّا قال ... 239

ما من عبد ينتحل مودّتك إلّا بعثه الله تعالى ... 287

مرحباً بمن خلقه الله قبل أبيه آدم بأربعين ألف عام ... 497

معاشر الرسل والنبيين على ما بعثكم الله قبلي ؟ ... 368

معاشر الناس ، إنّ الله اختارني من بين خلقه ، فبعثني إليكم رسولاً ... 429

معاشر الناس ، إنه لما أُسري بي إلى السماء السابعة ، فما مررت ... 429

معاشر الناس ، علي أخي في الدنيا والآخرة ، ووصیّي وأميني ... 432

معاشر الناس هذا مولى المؤمنين ، وحجّة الله على الخلق أجمعين ، و ... 256

مكتوب على العرش : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، محمّد ... 315

ص: 551

ملائكة ربّي أتعرفوننا ؟ ... 242

من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة ... 249

من دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله تعالى لخلقه ... 509

من دان بغير سماع ألزمه الله التيه إلى الفناء ... 509

من رأى واحداً من أوصيائي فقد رآه ؛ لأنّه لا يتمثّل بهم شيطان ... 69

من رأى واحداً من شيعتهم فقد رآه ؛ لأنّه لا يتمثل بهم شيطان ... 69

من رآني فقد رآني ، لأنه لا يتمثل بي شيطان ... 69

من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله عزّ وجلّ ... 249

من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي : فاطمة بنت محمّد ... 403

من قال : جزى الله عنا محمداً ما هو أهله أتعب سبعين كاتباً ... 513

من كنت مولاه فعليّ مولاه ... 225

من مات على حبّك بعد موتك يختم الله له بالأمن و ... 304

من مات على عهدي فهو في كنز الله ، ومن مات على عهدك ... 304

ميعاد ما بيني وبينك وادي السلام ... 72

ناجي الله عزّ وجلّ موسى بن عمران علیه السلام بمائة ألف كلمة ... 352

نحن في القيامة ركبان ، أربعة ليس غيرنا ... 250

نزل عليَّ جبرئيل علیه السلام صبيحة يوم فرحاً مستبشراً ، فقلت ... 298

النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة ... 292

هذا أخي ... 305

هذا جبرئيل يخبرني عن الله عزّ وجلّ أنّه قد أعطى شيعتك ... 371

هذا خير الأولين وخير الآخرين من أهل السماوات وأهل ... 449

هذا خير الأولين وخير الآخرين من السماوات وأهل الأرضين ... 504

ص: 552

هذا سيد الصدّيقين وسيّد الوصيّين ... 504

هم أنت وشيعتك ، يجيئون غُرَاً محجّلين شباعاً مرویّین ... 380

هم أنت يا علي وشيعتك ، وميعادك وميعادهم الحوض ... 379

هم شرّ الخلق والخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة ... 282

هم عدوّك وشيعتهم ، يجيئون يوم القيامة ظماء ... 381

هم والله أنت وشيعتك يا عليّ، وميعادك وميعادهم ... 511

والذي بعثني بالحقّ بشيراً ما استقرّ الكرسيّ ولا العرش ... 502

والذي بعثني بالحق ما اخترتك إلا لنفسي ، فأنت منّي ... 304

والذي بعثني بالحق نبياً ، إنّ النار لأشدّ غضباً على مبغض عليّ ... 321

والذي بعثني بالحق نبياً، لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا ... 322

والذي بعثني بالحق نبياً، لا يقبل الله من عبد حسنة حتّى ... 321، 425

والذي بعثني بالحق نبياً، ما بعث الله نبياً أكرم عليه منى ولا وصيّاً... 246

والذي بعثني بالحق نبياً ما خلق الله نبياً أكرم عليه منّي ... 322

والذي بعثني واصطفاني بالرسالة على جميع البرية ، إنّي وإيّاهم ... 394

والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ... 278

والله لو أقسم أهل الأرض على الله عز وجل بهذه الأسماء لأجابهم... 330

والله ما أنا منعتكم وزوجته ، بل الله منعكم وزوّجه ... 404

والفضل بعدي لك يا علي وللأئمّة من ولدك ... 104، 225، 336

وما يمنعه إنه منّي وأنا منه ... 389

يا أبا بكر ، آمن بعليّ وبأحد عشر من ولده ... 70

يا أبا الحسن ، أنت توفّي المؤمنين أجورهم ... 299

يا أبا دجانة ، أما علمت أنّ الله عزّ وجلّ لواء من نور وعموداً ... 372

ص: 553

يا أبا ذرّ ، إذا عملت السيئة فأتبعها بحسنة تمحها ... 161

يا أبا ذرّ ، إنّ الله تبارك تعالى جعل على كل ركن من أركان عرشه ... 240

يا أبا ذرّ ، تولّ عليّاً فما يبين بعدي حق من باطل ولا مؤمن من ... 240

يا أبا ذرّ ، لما عرج بي فصرت إلى السماء الدنيا ، أذّن ملك ... 240

يا أبا ذرّ ، هذا الإمام الأزهر ، ورمح الله الأطول ، وباب الله الأكبر ... 239

يا أبا ذرّ ، هذا راية الهدى ، والعروة الوثقى، وإمام أوليائي ... 240

يا أبا ذرّ ، هذا القائم بقسط الله ، والذابَ عن حرم الله ... 239

يا أبا ذرّ ، هل تعرف هذا الرجل حقّ معرفته ؟ ... 239

يا أبا ذرّ ، يؤتى بجاحد على يوم القيامة أعمى أصمّ أبكم ... 240

يا أبتاه لاكرب على أبيك بعد اليوم ... 380

يا أنس، أنا وهذا حجّة الله على خلقه ... 303

يابن عبّاس ، احذر أن يدخلك شك فيه ، فإن الشك في عليّ كفر ... 323

يابن عبّاس ، إن أردت أن تلقى الله عزّ وجلّ وهو عنك راض فاسلك ... 426

يابن عبّاس، إن أردت وجه الله تعالى ولقيته وهو عنك راض ... 322

يابن عبّاس ، إن أول ما كلّمني به ربّي أن قال ... 320، 424

يابن عبّاس ، إن من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه ... 322

يابن عبّاس ، إنه والله لما أُسري بي إلى السماء .. 246

یابن عبّاس ، خالف من خالف عليّاً، ولا تكوننّ له ظهيراً ... 322

يابن عبّاس ، خالف من خالف عليّاً ولا تكوننّ لهم ظهيراً ... 426

بابن عبّاس ، لو أن الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين اجتمعوا ... 322، 425

يابن عبّاس ، نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أُمّتي ... 322

يابن عبّاس ، والذي بعثني بالحق نبياً، إن النار لأشدّ غضباً... 321

ص: 554

یابن عبّاس، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يقبل الله من عبد حسنة ... 425

يابن عبّاس ، يكون قوم يذكرون أنهم من أُمتي - لم يجعل الله ... 426

يا جارود ، ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله تعالى إلى أن سل ... 451

يا جبرئيل ، أينفع هذا الرجل حبّ عليّ بن أبي طالب ... 502

يا جبرئيل، لم تأتني في مثل هذه الصورة قط ! ... 403

يا حذيفة ، جبت من المنافقين يترأس عليهم ، ويستعمل ... 187

يا حذيفة ، لا أُحب أن أجترئ على قضاء الله تعالى لما قد سبق ... 188

يا حسن ، ياحسين ، أنتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه ... 299

یا خديجة لمن تحدّثين ؟ ... 118

يا خديجة ، هذا جبرئيل يبشرني أنّها أُنثى .. 118

يا سلمان ، إذا أصبحت فقل: اللهم أنت ربّي ... 163

يا سلمان ، إن الله عز وجل لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلّا .. 452

يا سلمان ، إنك مدركهم وأمثالك ، ومن تولّاهم بحقيقة المعرفة ... 453

يا سلمان، خلقني الله من صفاء نوره ودعاني فأطعته ... 452

یا سلمان، فهل علمت نقبائي الاثني عشر ، الذين اختارهم ... 452

يا سلمان ، من عرفهم حقّ معرفتهم ، واقتدى بهم ، فوالى ... 452

یا صر صائیل ، منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ ... 314

يا صر صائيل ، منذ كم هذا كتب بين كتفيك ؟ ... 404

یا عباد الله ، إن آدم لمّا رأى النور ساطعاً من صلبه - إذ كان الله ... 463

يا عباد الله أنسبوني ... 207

يا عليّ ، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن ... 94

يا عليّ، إن الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال ... 369

ص: 555

يا عليّ ، إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه ، خلقني وخلقك ... 427

يا عليّ ، إنّ الله تبارك وتعالى وهب لك حبّ المساكين ... 94

يا عليّ ، إنّ الله تعالى أشهدك معي سبع مواطن ... 319

يا عليّ ، إنّ الله عز وجل زوجك فاطمة ، وجعل صداقها الأرض ... 402

يا عليّ إنّ جبرئيل أخبرني عنك ، بأمر قرّت به عيني ... 505

يا عليّ ، إنّ قريشاً اجتمعوا أن يبيتوني وهم ... 169

يا عليّ ، إنّما سمّي نخل المدينة صيحاني ؛ لأنّه صاح ... 296

يا عليّ ، إنَّه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرت ذلك لها ... 411

يا عليّ ، إنّي قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوّجك ... 407

يا عليّ أبشر فإنّ الله تعالى قد كفاني ما كان همّني من أمر ... 406

يا عليّ، ألم أشهدك معي سبع مواطن ... 319

يا عليّ ، أما ترضى أنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت ... 367

يا عليّ ، أنت الإمام والخليفة بعدي ، حربك حربي ... 474

يا عليّ ، أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلائق ... 397

يا عليّ ، أنت خير البشر ، لا يشك فيك إلا كافر ... 450

يا عليّ ، أنت صاحب حوضي ، وصاحب لوائي ... 238

يا عليّ ، أنت مني وأنا منك ، وأنت أخي ووزيري ... 475

يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي على أهلي وأُمّتي في حياتي وبعد ... 353

يا عليّ صدقت ، وأنت أفضل ممّا تذكر ... 411

يا عليّ فكانت تلك الطينة في صلب آدم علیه السلام ، ونوري ... 427

يا عليّ، فمن ذا يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور واحد ... 428

يا عليّ، لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا ... 404

ص: 556

يا عليّ، ما بعث الله نبياً إلا وقد دعاه إلى ولايتك ، طائعاً أو ... 346

يا عليّ ، ما عرف الله إلّا أنا وأنت ، ولا عرفني ... 156

يا علي ما عرف الله تعالى إلّا أنا وأنت وما عرفني ... 495

يا عليّ ، المنكر لإمامتك بعدي كالمنكر لنبوّتي في حياتي ... 354

يا عليّ ، نحن أفضل خير خليقة الله على بسيط ... 474

يا فاطمة ، إنّ النبيّ لا يشقّ عليه الجيب ولا يخمش عليه ... 380

یا فاطمة ، أبشري بطيب النسل ، فإنّ الله عزّ وجلّ فضّل ... 284

يا فاطمة ، أتدرين لم سُمّيتِ فاطمة ؟ ... 400

يا فاطمة ، أما ترضين أنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض ... 429

يا فاطمة ، أما تعلمين أنّ الله تعالى اطّلع اطّلاعة من سمائه ... 279

يا فاطمة ، أما تعلمين أنّ العرش سأل ربه أن يزيّنه بزينة ... 279

يا فاطمة ، كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تبارك وتعالى مطيعاً ... 429

يا فلان ، وَتَبْتَ على مولاك عليّ علیه السلام و جلست مجلسه ... 93

يا معاشر الناس ، إنّه بلغني مقالتكم وإنّي محدّثكم حديثاً ... 429

يا معشر الأنبياء ، بماذا بعثتم - أو قال : أرسلتم ؟ ...99

يا ملائكة ربّي ، أتعرفوننا حقّ معرفتنا ؟ ...157، 241

يا ملك الموت ، استوص بوصيّة الله في الإحسان إلى مولانا ... 108

يا ملك الموت، هاك أخانا قد سلّمناه إليك فاستوص به خيراً ... 108

يا ملك الموت وهل تعرفون عليّاً ؟ ... 236

يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب ... 280

يؤتى بجاحد عليّ يوم القيامة أعمى أصمّ أبكم ... 240

ص: 557

أحاديث أمير المؤمنين علیه السلام

إذا تقتلون عبد الله وأخارسوله ... 203

إذا كان لكم من أحد براءة فانتظروا به عند الموت ... 115

إذا كان يوم القيامة يقبل أقوام على نجائب من نور ... 476

اعلم يا سلمان، إن الشاك في أمرنا وعلومنا كالممتري ... 475

إنّ اسم الله الأعظم على اثنين وسبعين حرفاً، وكان عند ... 231

إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب العباد على قدر ما آتاهم ... 511

إنّ الله تعالى أخبر رسوله صلی الله علیه وآله وسلم بما كان من إيمان الأمم السالفة ، بمحمّد ... 469

إنّ الله تعالى لا تعتلج عليه الشكوك ، ولا يهيجه وسن ...262

إنّ الله عزّ وجلّ وعد نبيّه محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم الوسيلة ... 486

إنّ جميع الملائكة والرسل والروح خلفنا ... 267

إنّ حديث أهل البيت صعب مستصعب ، لا يحتمله إلّا ملك مقرّب ... 325

إنّ الحقّ أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ... 125

إنّ خير شيعتنا النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ... 125

إنّ دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ ، فاعرف الحقّ ... 125

إنّ ذلك ليجري لي ولمن استحفظ من ذرّيّتي ما جرى الليل و... 136

إنّ رسول الله علّمني ألف باب من الحلال والحرام ، وممّا كان ... 353

إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يُدعى فيكسى ، ويُستنطق فيُنطق ... 456

إنّ الشاك في أمرنا وعلومنا كالممتري ... 475

إنّ عبداً لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه ، ولن ... 257

إنّ في هذا الظهر روح كلّ مؤمن ، وفي وادي برهوت نسمة ... 71

ص: 558

إنّ قيمة كلّ امرى وقدره معرفته ... 511

إنّ المؤمن إذا نام عرج بروحه إلى الله سبحانه ... 100

إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لما أُسري به إلى ربّه عزّ وجلّ قال ... 373

إنّكم بايعتموني طائعين فليس لكم أن تنقضوا بيعتي ... 503

إنّي تارك فيكم ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتاب الله وعترتي ... 176

إنّي عبد الله وأخو رسوله ، وصدّيقه الذي صدّقته ... 125

إنّي لأعرف بطرق السماوات من طرق الأرض.... 233

إنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي ... 477

إنّي لصاحب الكرات ودولة الدول ... 477

الإيمان منه المستقرّ الثابت في القلوب ، ومنه العواري ... 113

أتاني أبو بكر وعمر ، فقالا : لو أتيت رسول الله فذكرت له ... 411

أبشرك ياحار ليعرفني - والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة - ... 126

أتجحدون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بيني وبينه ؟ ... 203

أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانيا ... 510

أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ... 114

أصبح محبّنا مغتبطاً بحبنا ، برحمة من الله ينتظرها كلّ يوم ... 257

أعطيت أشياء لم يعطها أحد قبلي سوى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ... 259

أفرأيت لو كان صبّ خردل في الأرض حتّى سدّ الهواء ... 263

أقول : هذا ولييّ وهذا عدوّي ... 126

ألا إن خير شيعتنا النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي ... 125

ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض ... 501

ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصدّيقه الذي صدّقته ... 125

ص: 559

ألا وإنّ الوسيلة أعلى درج الجنّة ، وذروة ذوائب الزلفة ... 486

ألا وإنه قد بلغني أن معاوية يسبني ويلعنني ، اللّهمّ ... 179

ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا ... 177

ألا وأنا خاصته - ياحار - وخالصته، وصنوه ووصيّه ... 126

ألا وقد جعلت محنتكم ، ببغضي يعرف المنافقون ، وبمحبّتي ... 178

اللّهمّ اجعل محمّداً وآل محمّد أعظم الخلائق يوم ... 476

اللّهمّ اجعل محمّداً وآل محمّد أعظم الخلائق - كلهم - يوم ... 759

اللّهمّ اعط محمّداً أشرف المقام ... 460

اللّهمّ اعط محمّداً الوسيلة والشرف والفضيلة والمنزلة ... 459

اللّهمّ العن صنمي قريش ... 147

اللّهمّ العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها ... 205

أما لو بلغت نفسك الحلقوم لرأيتني حيث تحبّ ... 124

أنا أخو رسول الله ، وابن عمه ، وسيف نقمته ، و عماد نصرته ... 176

أنا الأذن الواعية ... 178

أنا الإسلام الذي ارتضاه لنفسه ، كلّ ذلك منّ ... 268

أنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدي عمن كان قبلي ... 268

أنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدي لمن كان قبلي ... 477

أنا باب الله الذي يؤتى منه ، وحجته على عباده ... 228

أنا باب مدينة العلم ، و خازن معلم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 176

أنا خاصته - ياحار - وخالصته ، وصنوه ... 126

أنا الذكر ... 178

أنا ذو القلب ... 177

ص: 560

أنا رحى جهنّم الدائرة وأضراسها الطاحنة ... 176

أنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين فاطمة التقيّة الزكيّة ... 176

أنا السلم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ... 178

أنا سيّد الأوصياء ووصيّ خير الأنبياء ... 176

أنا صاحب الأعراف ... 289

أنا صاحب الجنان ... 289

أنا صاحب الحوض.... 289

أنا صاحب العصا والمسيم ... 456

أنا صاحب لواء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في الدنيا والآخرة ... 178

أنا صاحب النشر الأوّل والنشر الآخر ... 267

أنا الصهر ... 178

أنا عين الله في أرضه ... 228

أنا الفاروق الأكبر ... 456، 477

أنا الفاروق الأكبر، والقرن من حديد ، وباب الإيمان ... 267

أنا قابض الأرواح ، وبأس الله الذي لا يردّه ... 176

أنا قسيم الله بين الجنّة والنار ... 456

أنا قسيم الله بين الجنّة والنار ، لا يدخلها داخل إلّا ... 477

أنا قسيم الله بين الجنّة والنار ، وأنا الفاروق الأكبر ... 261

أنا قسيم النار ... 289

أنا قسيم النار ، فمن تبعني فهو منّي ومن لم يتّبعني فهو ... 350

أنا لسان الله الناطق في خلقه ... 228

أنا مجدّل الأبطال وقاتل الفرسان ، ومبير من كفر ... 176

ص: 561

أنا المحسن ... 177

أنا مؤتم البنين والبنات ... 176

أنا المؤذّن في الدنيا والآخرة ... 177

أنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه ... 268

أنا نور الله الذي لا يطفأ ... 228

أنا الهادي بالولاية ... 289

أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ، ونحن المتّقون ، والأرض ... 338

أنا وصيّ الأوصياء ، وأنا حزب الله ورسوله ... 257

أنا وليّ المؤمنين والله ولیّي ، فحسب محبّي أن ... 178

أنا يعسوب المؤمنين ، وغاية السابقين ، ولسان ... 289

أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ... 127

أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ليدعى فينطق وأدعى ... 267

أنزل الله على شيث بن آدم خمسين صحيفة ، وعلى إدريس ... 475

أوتيت فَهم الكتاب ، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب ... 126

أيّها الناس إنّ الله عزّ وجلّ وعد نبيّه محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم الوسيلة ... 486

أيّها الناس ، إنّه كان لي من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عشر خصال هي أحب ... 397

أيّها الناس ، سلوني قبل أن تفقدوني ... 289

بينما أنا وفاطمة في كساء ، إذ أقبل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 279

تمسّكوا بما أمركم الله به ، فما بين أحدكم وأن يغتبط ... 74

حدثني بباب يفتح ألف ،باب ، كلّ باب منها يفتح ألف باب ... 355

حدّثوا عن فضلنا ولا حرج، وعن عظيم أمرنا ولا إثم ... 326

خذها إليك ياحار قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ... 127

ص: 562

خرجت مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم نمشي في طرقات المدينة ... 296

دخلت يوماً منزلي فإذا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و الحسن عن يمينه ... 299

دعوه ولا تعجلوه ، فإنّ الطَّيْش لا تقوم به حجج الله ... 262

الرادّ إلى الله الرادّ إلى كتابه ، والرادّ إلى الرسول ... 81

ربّ عالم قتله جهله، وعلمه معه لا ينفعه ... 83

رسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي ... 178

سبحان من لا تدرك كنه صفته حملة العرش ، على قرب زمراتهم ... 263

سلوني عمّا شئتم ، فوالله لا تسألوني عن شيء إلّا ... 82

سلوني فإنّي لا أسأل عن شيءٍ دون العرش إلا أجبت ... 262

سلوني فأنا فقأت عين الفتنة ظاهرها وباطنها ... 261

سلوني ، فأنا من عنده علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ... 261

سلوني ، فأنا يعسوب المؤمنين حقّاً ... 261

سلوني قبل أن تفقدوني فأنا نمط الحجاز ، وأنا عيبة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 261

شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد من يحسدني ... 367

طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني في حائط وأنا نائم فضربني برجله ... 304

عندنا نحن والله اثنان وسبعون حرفاً، وحرف واحد عند الله عز وجل ... 331

عندي علم ألف كتاب ... 475

عهد النبي الأمّي إليّ أنّه لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا ... 178

فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل ... 164

فإنّي لست في نفسي بقوقِ أن أخطئ ... 132

فمن أحب أن يعلم حاله في حبّنا ... 257

فنحن الأولون ونحن الآخرون ... 126

ص: 563

في جناح كلّ هدهد خلقه الله عزّ وجلّ مكتوب بالسريانيّة ... 272

قد فرض الله ولا يتنا في كتابه في غير موضع ، وبيّن فيه ما ... 476

قدك ، فإنّك امرؤ ملبوس عليك ... 125

كلّ دعاء يحجب عن السماء حتّى تصلّي على محمّد وآله ... 265

كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ، وإذا سكتُّ ابتدأني ... 262

كنت ذات ليلة تحت سقيفة مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وإنّي لأحصي ستّاً ... 398

كنت ساجداً أدعو ربّي بدعاء الخيرة في سجدتي ... 508

كنت مع النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم في صلاة صلّاها ، فضرب بيده اليمنى إلى يدي ... 148

كيف تجدك يا حار ؟ ... 125

لا بورك في صبيحة يوم لم أزدد فيها علماً ... 135

لا تأمننّ على خير هذه الأمّة عذاب الله ... 115

لا ، هل هي إلّا تربة مؤمن ، أو مزاحمته في مجلسه ... 71

لا يقبل العبد من صلاته حتّى يصلّي على محمّد وآله ، ويسأل الله ... 167

لا ينام المسلم وهو جنب ، ولا ينام إلّا على طهور ... 101

لعن الله ولداً عق أبويه ثلاثاً ، لعن الله عبداً أبق من مواليه ... 148

لقد أُعطيت خصالاً لم يعطها أحد قبلي ، علّمت علم ... 261

لقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي، علمت المنايا ... 456

لقد أُعطيت السبع التي لم يسبق إليها أحد قبلي ... 268

لقد أعطيت الستّ : علم المنايا والبلايا والوصايا ... 477

لقد أقرّ لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقرّوا المحمّد صلی الله علیه وآله وسلم ... 261

لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حيث رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت !... 304

لقد قال لأصحابه الأربعة أصحاب الكتاب : الرأي ... 200

ص: 564

لقد هممت بالتزويج، فلم أجترى أن أذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... 405

لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاقدتم عليها في الكعبة ... 203

لمّا حضرت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الوفاة دعاني ، فلمّا دخلت عليه قال ... 353

لولا آية في كتاب الله تعالى ما ذكرت ما أنا ذاكره في ... 175

ليس من عبد امتحن الله قلبه للإيمان إلا أصبح يجد مودتنا ... 257

ليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته ... 289

ما من رسول سلف ولا نبي مضى إلا وقد كان مخبراً أُمّته ... 488

ما من فئة تهدي مائة أو تضلّ مائة إلا وقد أُوتيت بقائدها وسائقها ... 261

من ولدي مهديّ هذه الأمّة ... 178

منا تعلمت الملائكة التسبيح والتقديس والتوحيد ... 233

نحن الاسم المخزون المكنون ... 233

نحن الأسماء الحسنى التي إذا سئل الله عزّ وجلّ بها ... 233

نحن الأسماء المكتوبة على العرش، ولأجلنا... 233

نحن أصحاب الأعراف ... 178

نحن أهل البيت لا نقاس بأحد ... 262

نحن أهل البيت لا نقاس بالناس ... 327

نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد ، فينا نزل ... 275

نحن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ... 233

نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء ... 257

نعم يا راشد ، وأنت معي في الدنيا والآخرة ... 258

هذا يوم الاستراحة ، ويوم تنفيس الكربة و ... 190

هو والله هذا اليوم الذي أقرّ الله به عين آل الرسول ، وإنِّي ... 190

ص: 565

والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّي لأملك من ملكوت ... 231

والذي نفسي بيده لو طوي لي الوسادة فأجلس عليها لقضيت ... 261

والله إنّي لديّان الناس يوم الدين ، وقسيم الله بين الجنّة و ... 267

والله فالق الحبّ والنوى لا يلج النار لنا محبّ ، ولا يدخل الجنّة ... 178

يا أبا محمّد ، اعل المنبر فاحمد الله كثيراً ... 148

يا أيّها الناس ، إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أسرّ إلىّ ألف حديث ... 256

يا أيّها الناس إنّه بلغني ما بلغني وإنّي أراني قد اقترب ... 176

يا أيّها الناس لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي .... 176

يابن نباتة ، لو كشف لكم لألفيتم أرواح المؤمنين ... 71

يا ثياب اليهود ، اشهدي لمحمّد ولوصيّه .... 471

يا حار ، إنّ الحقّ أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ... 125

يا حارث أتحبّني ؟ ... 124

يا حارث، أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بيدي ، فقال لي ... 126

يا حذيفة ، أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيّدى ... 190

يا راشد ، كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني أميّة ... 258

يا رسول الله ، آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ... 306

يا رسول الله ، أنا أحبّ إليك أم فاطمة؟ ... 403

يا رسول الله ، فاطمة أتزوّجنيها ... 411

يا رسول الله ، ليس هذا من مواطن الصبر والبلوى ، بل من مواطن ... 171

يا سلمان ، أيّما أفضل محمّد صلى الله عليه وسلم أو سليمان بن داود علیه السلام ؟ ... 475

یا سلمان ، فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس ... 475

يا سلمان ، الويل كلّ الويل لمن لا يعرفنا حقّ معرفتنا ... 475

ص: 566

يا كميل لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا ... 66

ينقل بعضهم من فم بعض ... 83

أحاديث فاطمة الزهراء علیها السلام

إلهي وسيّدي سمّيتني فاطمة، وفطمت بي من تولّاني ... 401

إنّي لأسمع من يحدّثني بأشياء ووقائع تكون في ذرّيتي ... 400

ليلة دخل بي عليّ بن أبي طالب أفز عني في فراشي.... 283

واكرباه لكربك يا رسول الله يا أبتاه ... 380

يا ربّ ، قد سئمت الحياة وتبرّمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي ... 396

أحاديث الإمام الحسن علیه السلام

إنّ الله اختارنا لنبوّته ، واصطفانا على خلقه وبريّته ... 254

إنّ الله عزّ وجلّ مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب .... 309

إنّ الله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب، على كلّ واحدة سور من ... 310

بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أمّ سلمة إذ هبط عليه ملك له عشرون ... 403

أحاديث الإمام الحسين علیه السلام

أما فمن لحق بنا استشهد ، ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح ... 172

شاء الله أنّ يراهن سبايا ... 172

كلّ صنف يسبّح بتسبيح غير الصنف الآخر ... 158

ص: 567

هل من ذابّ عن حرم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 172

أحاديث الإمام السجّاد علیه السلام

إنّ أبا بكر لمّا قدم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى قبا ... 199

إنّ الله خلق محمّداً وعليّاً وأحد عشر من ولده من نور عظمته ... 493

إنّ الله خلقنا من علّيّين ، وخلق شيعتنا من طينة أسفل من ذلك ... 350

إنّ الله لا يقبل من العبد من صلاته إلّا ما أقبل عليه فيها ... 156

إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا يقترح على ربه عزّ وجلّ ولا يراجعه في شيء ... 247

إنّ الكعبة بيت الله ، من حجّ بيت الله فقد قصد إلى الله ... 248

إيّاك أن تتكلّم بما يسبق إلى القلوب إنكاره ... 503

أخذ الله ميثاقهم معنا على ولايتنا لا يزيدون ولا ينقصون ... 349

صار جماعة من الناس - بعد الحسن - إلى الحسين علیهما السلام ، فقالوا له ... 92

علّم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليّاً علیه السلام ألف كلمة ، تفتح كلّ كلمة منها ... 354

فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها ... 114

كلا ، إنّ الله متمم لكم ذلك بالنوافل ... 156

لما كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم ... 213

هذا ديوان شيعتنا ... 349

و من كان من أهل الشقاوة خذلته ... 114

يا بني، إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا يقترح على ربّه عزّ وجلّ ولا يراجعه ... 247

يا بني ، إنّ الكعبة بيت الله ، من حج بيت الله فقد قصد إلى ... 248

يا هذا ، أتدرى بين يدي من كنت واقفاً ؟! ... 155

ص: 568

أحاديث الإمام الباقر علیه السلام

إذا أردت أن تلقي الحبّ في الأرض فخذ قبضة من ذلك البذر ... 512

إذا كان في كلّ موسم يُخرج الله الفاسقين الناكِثيَن ... 92

إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيِين بولاية عليِّ علیه السلام ... 346

إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق ، خلق ماء عذباً وماء ... 344

إنّ الله تعالى خلق أربعة عشر نوراً من نور عظمته قبل خلق آدم ... 392

إن الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ... 393

إنّ الله خلق جبلاً محيطاً بالدنيا من زبرجدة خضراء ... 481

إنّ بيننا وبين كل أرض ترّاً مثل ترّ البناء ... 386

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول لأبي بكر في الغار ... 198

إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم سُئل فيما النجاة غداً ؟ ... 165

إنّ عبداً مكث في النار سبعين خريفاً - والخريف سبعون سنة ... 265

إنّما سمّوا أُولي العزم ؛ لأنّه عهد إليهم في محمّد والأوصياء ... 344

إنّه ليس أحد عنده علم شيء إلّا خرج من عند أمير المؤمنين ... 83

الإيمان ثابت في القلب، واليقين خطرات فيمرّ اليقين ... 513

أدنى الله عزّ وجلّ محمّداً نبيّه صلی الله علیه وآله وسلم ، فلم يكن بينه ... 373

بنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ... 393

بنا ثقلت الأشجار ، وبعبادتنا عُبد الله ، ولولانا ما عُرف الله ... 390

تسبيح الزهراء فاطمة علیها السلام في كل يوم في دبر كلّ صلاة أحبّ ... 267

تسنيم أشرف شراب أهل الجنّة، يشربه محمّد وآل محمّد صرفاً ... 378

خرجت مع أبي علیه السلام إلى بعض أمواله، فلمّا صرنا في الصحراء ... 89

خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالمدينة بعد وفاة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ... 486

ص: 569

خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة عند ... 175

خلق الله تعالى آدم فأقطعه الدنيا قطيعة ، فما كان لأدم ... 342

الدنيا وما فيها الله تبارك وتعالى ولرسوله صلی الله علیه وآله وسلم ، ولنا ، فمن غلب ... 339

فليذهب الحسن يميناً وشمالاً فو الله لا يوجد العلم... 82

فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فوالله ليس الأمر إلا من هاهنا ... 83

فهلك إذاً مؤمن آل فرعون ... 82

كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه باب الله الذي لا يؤتى إلّا منه ... 261

كانت ظئر عليّ علیه السلام التي أرضعته امرأة من بني هلال ... 179

كنت خلف أبي علیه السلام - وهو على بغلته - فنفرت فإذا رجل ... 91

لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن عنده جواب ، ولو كنت شاهدهما ... 471

لمّا صعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى السماء صعد به على سرير من ياقوتة ... 418

لمّا كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فى الغار ومعه أبو الفصيل ... 194

لمّا ولدت فاطمة علیها السلام أوحى الله عزّ وجلّ إلى ملك ، فأنطق به لسان ... 413

لولا أنا نزداد لأنفدنا ... 337

لولانا ما عُرف الله تعالى ... 393

ليس مخلوق إلّا وبين عينيه مكتوب : مؤمن أو كافر ... 352

ما زال العلم مكتوماً منذ بعث الله نوحاً علیه السلام ... 82

من سبّح تسبيح الزهراء علیها السلام ثمّ استغفر غفر له ، وهي ... 267

نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلّا .. 393

نحن الجسور والقناطر ، من مضى عليها سبق ، ومن تخلف عنها محق ... 390

نحن جنب الله ، ونحن صفوة الله ، ونحن خيرة الله ، ونحن مستودع مواريث ... 389

نحن حجّة الله ، ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ... 386

ص: 570

نحن السنام ،الأعظم، ونحن الذين بنا تنزل الرحمة ، وبنا ... 390

نحن شجرة النبوة، ومنبت الرحمة، ومعدن الحكمة ، ومصابيح ... 393

نحن قادة الغر المحجلين ، ونحن الطريق والصراط المستقيم إلى ... 390

نحن المثاني التي أعطاها الله تعالى لنبيّنا صلی الله علیه وآله وسلم ... 393

نحن نعمة الله على خلقه ، ونحن معدن النبوّة وموضع الرسالة ، ونحن ... 390

نحن والله الأوصياء الخلفاء من بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 393

نحن والله الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ... 393

نزل جبرئیل علیّ علیه السلام محمّد صلی الله علیه وآله وسلم برمّانتين من الجنّة فلقيه ... 337

والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث في الميثاق ... 400، 413

يا أسود بن سعيد ، إنّ بيننا وبين كل أرض ترّاً مثل ترّ ... 386

يا بشير ، أين أنت عن العقيق الأحمر ، والعقيق ... 252

يا بني ، اعرف منازل شيعة عليّ علیه السلام على قدر روايتهم ومعرفتهم ... 511

يا سليمان ، العائب على أمير المؤمنين في شيءٍ كالعائب على الله ... 260

يا سليمان، ما جاء عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام يؤخذ ... 260

أحاديث الإمام الصادق علیه السلام

اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه وقولوا في فضلنا ما شئتم ... 131

إذا كان يوم القيامة جاءت شيعتنا آخذين بحجزتنا ... 145

إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين خليفة ... 253

إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الناس كلّهم ... 459

إذا كان يوم القيامة يجمع الله الأوّلين والآخرين لفصل الخطاب الله ... 458

ص: 571

إعلم أنّ الصلاة حجزة الله عزّ وجلّ في الأرض، فمن أحبّ أن ... 160

إنّ الآيات في باطن القرآن هم: آل محمّد 145

إنّ الأرض كلها لنا فما أخرج الله تبارك وتعالى منها ... 340

إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّد صلى الله عليه وسلم في جبال رضوى ، فتأكل ... 72

إنّ أعلى درجات الزهد أدنى درجات الوَرع، وأعلى ... 135

إنّ الله اصطفانا وآتانا مالم يؤت أحداً من العالمين ... 473

إنّ الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل علیه السلام وأمره أن يخرق بإبهامه ... 341

إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ... 483

إنّ الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم وحواء إلى الأرض ... 514

إنّ الله تعالى جعل بينه وبين الرسول رسولاً ، ولم يجعل ... 387

إنّ الله تعالى خلقنا من نور عظمته ، ثمّ صوّر خلقنا من طينة ... 488

إنّ الله خلق أرواحنا من عليّين ، ولم يجعل لأحد ... 101

إنّ الله خلق قوماً لجهنّم والنار ، فأمرنا أن نبلّغهم ... 457

إنّ الله خلقنا فأحسن خلقنا، وصوّرنا فأحسن صوّرنا ... 390، 455

إنَّ الله عزّ وجلّ أدب رسوله صلی الله علیه وآله وسلم حتّى قوّمه على ما أراد ثمّ ... 352

إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى رسوله صلی الله علیه وآله وسلم علم النبيّين بأسره ... 328

إنّ الله عزّ وجلّ حمّل دينه وعلمه الماء قبل أن تكون أرض ... 139

إنَّ الله عزّ وجلّ فضّل أُولي العزم من الرسل على الأنبياء ... 328

إنّ الله عزّ وجلّ كان إذ لا مكان فخلق الكان والمكان ... 316

إنّ الله العزيز الجبار عرج بنبيّه صلی الله علیه وآله وسلم إلى سمائه سبعاً : أمّا ... 440

إنّ الله لا يقدر أحد قدره ، كذلك لا يقدر أحد ... 163

إنّ الله يستحيي أن يقبل من العبد أقل من ثلث عمله ... 156

ص: 572

إنّ الإمام وكرّ لإرادة الله عزّ وجلّ ، لا يشاء إلّا ما شاء الله ... 387

إنّ الإمام يا أبا محمد لا يبيت ليلة والله في عنقه حقّ يسأله عنه ... 341

إنّ الإمام يسمع الصوت في بطن أُمّه ، فإذا سقط ... 385

إنّ امرأة من الجنّ يقال لها : عفراء كانت تأتي النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم... 329

إنّ أمير المؤمنين علیه السلام أفضل عند الله من الأئمّة كلّهم ... 264

إنّ أمير المؤمنين علیه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ... 74

إنّ أمير المؤمنين علیه السلام قال في خطبته يوم الجمعة ... 476

إنّ أيّام الله ثلاثة : يوم القائم ، ويوم الكرة ... 292

إنّ بعض قريش قالوا الرسول الله صلى الله عليه وسلم : بأيّ شيء سبقت الأنبياء ... 493

إنّ التعقيب بعد الصلاة أفضل من صلاة النوافل بعدها ... 166

إنّ جبرئيل كرى برجله خمسة أنهار - ولسان الماء يتبعه ... 342

إنّ حبّنا أهل البيت ليحطّ الذنوب عن العباد كما تحطّ ... 161

إنّ خديجة علیها السلام لما تزوّجها النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فهجرها ... 117

إنّ داود علم علم الأنبياء ، وإن سليمان وارث داود ... 501

إنّ الدنيا عند الإمام والسماوات والأرضين إلّا ... 392

إنّ الدنيا مثلت لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوزة ... 78

إنّ دين الله أعزّ من أن يُرى في النوم ... 440

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أُسري به أمره ربّه تعالى بخمسين ... 96

إنّ الروح لا توصف بثقل ولا خفّة، وهي جسم ... 84

إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بصلاته ... 512

إنّ الشيطان ليس له على شيعتنا سلطان أن يضلّهم ... 102

إنّ الصائم منكم ليرتع في رياض الجنّة تدعو له الملائكة ... 460

ص: 573

إنّ صلاة الليل تمحو ما فعل العبد من السيئات في النهار ... 161

إنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ! ... 333

إنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ! ... 334

إنّ عندنا سرّاً من سرّ الله وعلماً من علم الله ... 456، 457، 496

إنّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى ...501

إنّ عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ... 334

إنّ عندنا لمصحف فاطمة صلوات الله عليها ، وما يدريهم ما ... 334

إنّ فاطمة علیها السلام مكثت بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً ... 119

إنّ فضل أوّلنا يلحق بفضل آخرنا ، وفضل آخرنا يلحق ... 472

إنّ الكافر يزور أهله ، فيرى ما يكرهه ويستر عنه ... 96

إنّ لفاطمة علیها السلام وقفة على باب جهنّم ، فإذا كان يوم القيامة ... 401

إنّ الله تعالى بالمشرق مدينة اسمها : جابلقا ، لها اثنا عشر ... 306

إنّ الله عزّ وجلّ اثني عشر ألف عالم كلّ عالم منهم أكبر ... 310

إنّ الله عزّ وجلّ مدينتين : مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ... 307

إنّ لنا المخرج ممّا نقوله من سبعين وجهاً ... 133

إنّ موسى بن عمران - نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في ... 159

إنّ موسى والخضر علیهما السلام أعطيا علم ما كان ، ولم يعطيا علم ... 337

إنّ الناس لو تركوا بغير تنبيه ولا تذكّر للنبي ... 138

إنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم كان يتوب إلى الله عزّ وجلّ في كلّ يوم سبعين ... 135

إنّ نسبة علم آصف إلى علم آل محمّد صلوات الله عليهم ... 78

إنّ وليّنا لفي أوسع مما بين ذه إلى ذه - يعني بين ... 341

إنّا أهل بيت أوتينا علم المنايا والرزايا والوصايا ... 387، 391

ص: 574

إنّا نأمر صبياننا بتسبيح الزهراء علیها السلام كما ... 266

إنا ورثنا محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم ... 501

إنّما أُمر الناس أن يعرفوا إمامهم ويردّوا إليه، ويسلّمواله ...77

إنّما أُمر الناس بمعرفة إمامهم والردّ إليه ... 122

إنّما سمّيت الشيعة شيعة ؛ لأنّ الله سبحانه علّقها ... 269

إنّما العلم ما يحدث بالليل والنهار ، يوماً بعد يوم ... 501

أبى الله أن يجري الأشياء إلّا بالأسباب ... 163

ألا إنا خلقنا أنواراً وخلقت شيعتنا من شعاع ذلك النور ... 476

ألا أعلّمك دعاء لدنياك وآخرتك ، وتكفي به وجع عينيك ... 509

ألا أعلّمك شيئاً يقي الله به وجهك ... 152

ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة ، ويزوره المؤمنون ... 264

ألف : آلاء الله على خلقه بولايتنا أهل البيت ... 505

اللهم إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون ، فاجعل محياهم محيانا ، و ... 457

أما إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغرباً، أرضاً ... 482

أما علمت أنّ الدنيا والآخرة للإمام ... 340

أما علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أُتي بالطائر المشويّ ... 222

أما علمت أنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ، قال يوم خيبر : لأعطينّ ... 221

أنا أُعطيت علم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ... 337

أنتم الطيبون ونساؤكم الطيّبات وكلّ مؤمن صدّيق ... 460

أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عليّ علیه السلام بألف كلمة وألف باب ، يفتح ... 354

أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد ... 473

بنس ما صنعت ، لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ... 264

ص: 575

بنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ... 455

التائب من الذنب كمن لا ذنب له ... 162

تستحبّ الصلاة على محمّد وعليّ وألهما ... 153

تمصّون الثماد وتدعون النهر العظيم ... 84

ثلاثة لا يكلّمهم الله تعالى يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ... 212

حرّم الله تعالى النساء على عليّ صلوات الله عليه مادامت فاطمة علیها السلام حيّة ... 410

خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه في يوم الجمعة ... 459

خلقنا واحد ، وعلمنا واحد ، وفضلنا واحد ... 472

ذلك عند معاينة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يرى ما يسرّه ، أما ... 95

رآه والله رآه والله ... 116

رحم الله عبداً اجتمع مع إخوانه فتذاكر أمرنا فإنّ ... 510

السعيد من وجد في نفسه خلوة يتعبد بها ... 513

شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله عزّ وجلّ يوم القيامة بعدنا ... 460

عرج بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلّا وقد أوصى الله ... 416

عزّت السلامة حتّى لقد خفي مطلبها ، وإن يكن في شيء فيوشك ... 513

علم العالم في علم الله تعالى إلّا مثل مدّ من خردل دققته ... 392

علّم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليّاً علیه السلام ألف باب ، يفتح ... 333

علمنا واحد وفضلنا واحد ونحن شيء واحد ... 336

علّة اتّخاذ الله إبراهيم خليلاً أنّه كان كثير الصلاة ... 507

علّة اختصاص الحجر الأسود باستيداع مواثيق العباد ... 507

عندنا والله علم الكتاب كلّه ... 328

فإذا قبضه الله إليه صيّر تلك الروح إلى الجنّة في صورة ... 84

ص: 576

كان أمير المؤمنين باب الله الذي يؤتى منه ، وسبيله الذي ... 456

كان أمير المؤمنين علیه السلام كثيراً ما يقول : أنا قسيم الله بين الجنّة ... 456

كان النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم يكثر تقبيل فاطمة علیها السلام ، فعاتبته على ذلك عائشة ... 408

كلّ شيء لم يخرج من هذا البيت فهو باطل ... 81

كلّ ظاهر في الكتاب له باطن ... 140

كلّ علم - أو قال : كلّ شيء - لم يخرج من هذا البيت فهو ... 67

كلّ علم لا يخرج من هذا البيت فهو باطل ... 489

كلّ ما كان في أيدي شيعتنا من الأرض فهم منه محلّلون حتّى ... 340

كلّ ما كان للرسول صلى الله عليه وسلم فلنا مثله إلّا النبوّة والأزواج ... 105

كنّا أنواراً نسبّح الله تعالى ونقدّسه حتّى خلق الله الملائكة ... 476

لا تشدّ الرحال إلى شيء من القبور إلّا قبورنا أهل البيت ... 313

لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه سنّة من ربّه ، وسنّة ... 149

لا ينزل ملك من السماء إلى الأرض من الله سبحانه بأمر حتّى يبدأ... 335

لفاطمة علیها السلام تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ ... 415

لمّا مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم - مرضه الذي توفّي فيه - بعث إلى عليّ ... 355

لمّا نزلت ولاية عليّ علیه السلام، و قال رجلان من الناس .... 212

لو أُذن لنا أن نُعلم الناس حالنا عند الله ، ومنزلتنا منه لمّا ... 387

لو كنتَ متكلّماً كلّمته ... 80

لولا أنّ الله خلق عليّاً أمير المؤمنين لفاطمة علیهما السلام ، ما كان لها كفؤ ... 410

لولا عليّ علیه السلام لما كان لها كفؤ في الأرض ... 415

لولا نحن ما عبد الله ... 455

ليس إلا الله ورسوله ونحن وشيعتنا والباقي إلى النار ... 489

ص: 577

ليس منّا من لم يؤمن برجعتنا، ويقرّ بمتعتنا ... 86

ما اجتمع اثنان على ذكرنا إلِّا باهى الله عزّ وجلّ بهما الملائكة ... 510

ما السماء الدنيا في السماء الثانية إلِّا كحلقة درع ملقاة ... 392

ما تروون من فضلنا إلّا ألفاً غير معطوفة ... 269

ما تروي هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم ؟ ... 440

ما جاورت ملائكة الله تبارك وتعالى في دنوّ قربها منه ... 343

ما جاء به عليّ علیه السلام خذ به، وما نهى فانته عنه ، جرى له ... 455

ما كان آدم إلّا على دين رسول الله صلى الله عليه وسلم ... 514

ما من شيعتنا أحد يقوم إلى الصلاة إلّا اكتنفته فيها عدد من ... 460

ما من ميت يموت إلا حضر عنده محمّد وعليّ صلوات الله عليهما ... 73

ما من مؤمن أدخل على قوم سروراً إلّا خلق الله ذلك السرور ... 514

ما من نبيّ جاء قط إلّا بمعرفة حقّنا، وبفضلنا... 458

ما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم ؟ ... 74

المتّقين ولاية عليّ علیه السلام ... 164

مسطور بخطّ جليل حول العرش : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ... 417

من أحّب لقاء الله تعالى أحبّ الله لقاءه ، ومن كره ... 73

من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن ... 68 ، 83

من أخذ دينه من الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه ... 166

من ازداد علماً ولم يزده هُدَىً لم يزدد من الله إلّا بعداً ... 134

من ذكر فلاناً وفلاناً فلعنهما كلّ غداة ... 147

من صلّى على محمّد وأهل بيته مائة مرّة قضى الله له مائة حاجة ... 513

من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره ... 165

ص: 578

من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ... 134

من قال في يوم مائة مرّة : ربّ صلِّ على ... 153

نجا المسلّمون وهلك المتكلّمون ... 80

نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربّنا عزّ وجلّ في مبتدأ خلقنا ... 473

نحن الذين نعلم وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا ... 143

نحن في العلم والفضل سواء ... 378

نحن من شجرة طيّبة برأنا الله من طينة واحدة ... 472

نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمّه لنا عبادة ، وكتمان ... 509

هبط على النبيّ صلى الله عليه وسلم ملك له عشرون ألف رأس فوثب النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ... 377

هلك أصحاب الكلام إلّا من أخذ عنّا ... 80

والذي نفسي بيده لملائكة الله في السماوات أكثر من عدد ... 343

والله ما يتقلّب جناح طائر في الهواء ... إلّا ولنا... 335

وجدت في بعض الكتب - يعني في كتب الله المنزّلة - : من صلّى ... 152

وربّ الكعبة وربّ البنية - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى والخضر ... 336

ويل لقوم تركوا قولي وأخذوا برأيهم ... 80

يا أبا بصير ، إنّا أهل بيت أُوتينا علم المنايا والرزايا ... 387، 391

يا أبا سيّار ، إنّ الأرض كلّها لنا فما أخرج الله تبارك و ... 340

يا أبا محمّد ، إنّ عندنا الجامعة وما يدربهم ما الجامعة ! ... 333

يا أبا محمّد إن عندنا سرّاً من سرّ الله وعلماً من علم الله ...456، 496

يا أبا محمّد علّم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علياً علیه السلام ألف باب يفتح ... 333، 355

يا أبا هارون ، إنّا نأمر صبياننا بتسبيح الزهراء علیها السلام كما ... 266

يا بن بكير، أتدري أيّ جبل هذا ؟ هذا جبل يقال ... 220

ص: 579

يا حمران ، إنّ الدنيا عند الإمام والسماوات والأرضين إلّا ... 392

يا داود ، أبلغ مواليّ عنّي السلام ، وإنّي أقول ... 510

يا داود ، ولا يتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق ... 140

یا صالح بن سهل ، إنّ الله تعالى جعل بينه وبين الرسول رسولاً ... 387

يا ،مفضّل، أما علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث رسوله صلی الله علیه وآله وسلم هو وهو روح ... 22

يا يونس ، إذا أردت العلم الصحيح فخذ عن أهل البيت ... 473

یا یونس، إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و عليّ وفاطمة ... 75

أحاديث الإمام الكاظم علیه السلام

إذا كان لك يا سماعة عند الله تعالى حاجة فقل ... 460

إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن ... 460

إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا أوقف أمير المؤمنين علیه السلام في يوم الغدير ... 207

إنّ في النار لوادياً يقال له : محيط ... 218

إنّ في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلّا أن يأذن الله ... 492

ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم ... 218

خرجت مع أبي علیه السلام إلى بعض أمواله ... 89

صلاة الله رحمة ، وصلاة ملائكته تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين ...266

فقد ورثنا الله تعالى هذا القرآن ، ففيه ما يُقطع به الجبال ... 391

فنحن الذين اصطفانا الله وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء ... 492

قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال ... 492

لمّا عُرج بالنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى السماء ، قال العزيز عزّ وجلّ ... 435

ص: 580

لن يبعث الله نبيّاً إلّا بنبوة محمّد ووصيّه عليّ علیهما السلام ... 346

ما بعث الله نبيّاً إلّا ومحمّد صلی الله علیه وآله وسلم أعلم منه ... 491

من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب - قبل أن يثني رجليه ... 266

نحن اصطفانا الله جلّ اسمه فورثنا هذا الذي فيه كلّ شيء ... 391

هما والله نصّرا وهوّدا ، ومجّسا ، فلا غفر الله ذلك لهما ... 218

ولاية عليّ علیه السلام مكتوب في جميع صحف الأنبياء ... 346

با إسحاق، إنّ في النار لوادياً يقال له : محيط ... 218

يا إسحاق الأوّل بمنزلة العجل ، والثاني بمنزلة السامري ... 218

أحاديث الإمام الرضا علیه السلام

إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم على جميع ... 249

إنّ الله تعالى قد أيّدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة ليست ... 276

إن الله عز وجل لا يوصف بمكان ، ولا يُدرك ... 250

إنّ أمير المؤمنين علیه السلام أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرّة ، فرمى ... 235

إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم دخل الجنّة ورأى النار لما عُرج به .... 250

إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن و محكماً كمحكم القرآن ... 512

إنّ الله خلف هذه النطاق زبرجدة خضراء، فمن خضرتها ... 481

إنّه لمّا دخل بطن الحوت سَبّح الله وعبده بما لم يعبده به ... 134

ال قد جمع الله الأئمّة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين ... 276

لولا العصمة لهمّ بها ... 132

من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبيّ صلى الله عليه وسلم وكذّبنا ... 250

ص: 581

من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكنّ وجه ... 249

يا أبا الصلت ، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم على ... 249

يا أبا الصلت إنّ الله عزّ وجلّ لا يوصف بمكان ، ولا يُدرك ... 250

يا أبا الصلت ، إنّها شجرة الجنّة تحمل أنواعاً ... 454

يا أبا الصلت ، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكنّ وجه ... 249

أحاديث الإمام الجواد علیه السلام

إنّ الله تعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته، ثمّ خلق ... 492

إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال لأبي بكر يوماً ... 70

فأخذ علىّ علیه السلام بيد أبي بكر فأراه النبي صلی الله علیه وآله وسلم ... 70

يا محمّد ، إنّ الله تعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيّته ، ثمّ خلق ... 492

يا محمّد ، هذه الديانة التي من تقدّمها مرق ، ومن ... 493

أحاديث الإمام الهادي علیه السلام

آتاكم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين ، طأطأ كلّ شريف لشرفكم ... 79

إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غُسل ... 357

إنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم ... 186

إنّما اتّخذ الله تعالى إبراهيم خليلاً لكثرة صلاته على محمّد ... 235

السلام على الأئمّة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ... 358

السلام على أئمّة الهدى ، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى ... 358

ص: 582

السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلّاء على مرضاة الله ... 358

السلام على محالّ معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن ... 358

السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، وموضع الرسالة ... 357

عصمكم الله تعالى من الزلل، وآمنكم من الفتن ، وبرّأكم ... 103

وأيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ... 186

أحاديث الإمام العسكري

إنّ الله عزّ وجلّ لمّا لعن إبليس بإبائه ، وأكرم ... 464

إنّ الدنيا وما عليها الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 342

إنّ المؤمن الموالي لمحمّد وآله الطيّبين ، والمتّخذ ... 107

أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب، ونسوا الله ربّ الأرباب ... 506

قد صعدنا ذُرى الحقائق بأقدام النبوّة والولاية ... 506

نحن منار الهدى، والعروة الوثقى، والأنبياء كانوا يقتبسون ... 507

يا سعد، مسائلك التي تريد أن تسأل عنها سل قرّة عيني ... 182

أحاديث الإمام المهدي علیه السلام

إنّهما أسلما طمعاً ... 183

إنّهما يخالطان مع اليهود ويخبران بخروج محمّد صلى الله عليه وسلم و يقولون لهما ... 183

الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب ، وأوجب علينا ... 85

يا سعد، إنّ من ادّعى أنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ... 182

ص: 583

أحاديث أحد المعصومين علیهم السلام

إذا كان يوم القيامة كان حملة العرش ثمانية ، أربعة ... 279

إنّ الأرواح خلقت قبل الأجساد بألفي عام ... 71

إنّ أرواح المؤمنين يأكلون ويشربون ويتحدّثون ويزورون أهاليهم ... 85

إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب ... 157

إنّ من الأنبياء من يرى الملك ، ومنهم من يسمع الصوت ... 121

أنّ المؤمن إذا مات خلق الله له قالباً ... 71

إنّ الميّت يزور أهله في دار الدنيا : المؤمن والكافر ... 95

إنّ علامة ولد الزنا بغضنا أهل البيت ... 193

إنّ الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ... 166

إنّ في حديثنا محكماً ومتشابها كالقرآن فمن لم يردّ متشابهه ... 131

إنّ ولد الزنا لا ينجب ... 193

الأعمال بخواتيمها ... 167

الحجزة : الطاعة ... 145

الحجزة : النور ... 145

لا تقدّر عظمة الله تعالى على عقلك فتهلك ... 69، 78

طوبى لمن وجد له تحت كلّ ذنب أستغفر الله ... 162

ما تسقط قطرة من مطر ولا ثلجة إلّا ومعها ملك يوصلها ... 335

ما كلّ ما يعلم يقال ، ولا كلّ ما يقال حان وقته ... 503

ص: 584

أحاديث موسى بن عمران علیه السلام

إلهي ، لا أرى شيئاً خلقته إلّا وهو ناطق بذكر محمّد وأوصيائه ... 160

بينما أنا والخضر على شاطىء البحر إذ سقط بين أيدينا ... 299

أحاديث عيسى بن مريم علیه السلام

لا يصعد إلى السماء إلّا من نزل منها إلّا راكب الجمل ... 99

يا معشر الحوارييّن بحقّ أقول : إنّ الناس يقولون : إنّ أصل ... 115

أحاديث جبرئيل علیه السلام

لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ ... 389

يا محمّد اشتهت الملائكة أن ينظروا إلى صورة ... 433

يا محمّد ، إنّ هذه لهي المواساة ... 389

يا محمّد ، زوّجها عليّ بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها ... 412

يا محمّد ، علىّ خير البشر ، من أبى فقد كفر ... 450

يا محمّد ، ما من ملك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى عليّ ما خلا ... 425

ص: 585

فهرس الآثار

الأثر ... القائل ... الصفحة

اخی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار كان يؤاخي بين ... حذيفة ... 305

آخى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بين أصحابه ، جاء عليّ علیه السلام تدمع عيناه ... ابن عمر ... 306

ائتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون، مما علمنيه مولاي ... راشد الهجري ... 259

اكتنفنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يوماً في مسجد المدينة فذكر بعض ... جابر بن عبدالله ... 372

إن آدم لما نزل إلى الدنيا بكي، حتى صار في خدّيه ... - ... 499

إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه خرج من الكوفة ومرّ حتى ... الأصبغ ... 71

إن أمير المؤمنين علیه السلام الي كان يخرج في كلّ جمعة إلى ظاهر ... جابر بن عبدالله ... 215

إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ... عثمان الأعمى ... 82

إنّ رجلاً جاء إلى مولانا أمير المؤمنين علیه السلام - وهو بجامع ... - ... 313

إنّ رجلاً قال لسلمان الفارسي : يا أبا عبد الله، إنّي لا أقوم بالليل ... - ... 161

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أُسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل ... ابن عباس ... 425

إنّ في وقعة أحد لمّا رأى جبرئيل علیه السلام انهزام أصحاب النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ... - ... 389

إنّ معنى رؤية المحتضَر لهما علیهما السلام هو العلم بثمرة ولايتهما ... الشيخ المفيد ... 65

إنّ موسى على نبيّنا [ وآله ] وعليه السلام نظر ليلة الخطاب ... وهب ... 494

إنّ مولانا أمير المؤمنين علیه السلام كان إذا أراد أن يدخل الخلاء ، قال ... - ... 297

إنّ النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم رأى يوماً أبا سفيان راكباً، ومعاوية وأخاه ... - ... 146

إنّما سُمّي عليّ عليّاً لأنّ داره في الجنان تعلو ... - ... 180

إنّما سُمّي عليّ عليّاً لأنّه زوّج في أعلى السماوات ولم... - ... 181

ص: 586

إنّما سُمّي عليّ عليّاً لأنّه كان أعلى الناس علماً ... - ... 181

إنّما سُمّي عليّ عليّاً لعلوّه على من ناوه ... - ... 180

أخبرني عن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم ورث النبّيين كلّهم ؟ ... - ... 491

بآبائنا أنت وأُمهاتنا يابن رسول الله هل تجدّد لأهل البيت فرح ؟ ... - ... 186

بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ... عمر بن الخطاب ... 208

بليت بأشدّ النواصب منازعة ، فقال لي يوماً ... سعد بن عبدالله ... 181

بينما أنا في السوق إذ أتى الأصبغ بن نباتة ، قال ... - ... 324

بينا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين علیه السلام ... أبوبصیر ... 197

تمسّينا ليلة عند أمير المؤمنين علیه السلام فقال لنا ... میثم ... 257

تنازعنا في باب ابن الخطّاب فاشتبه علينا أمره ... البغدادي ... 185

جاء رجل إلى النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فقال : أينفعني حبّ عليّ بن أبي طالب؟ ... ابن عباس ... 501

حضر الرضا علیه السلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع بمجلسه .... ابن الصلت ... 277

حضرت مجلس المأمون يوماً وعنده عليّ بن موسى الرضا ... الحسن بن الجهم ... 276

خرج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقد أخذ بيد فاطمة علیها السلام وقال ... مجاهد ... 403

دخل أبو بكر على عليّ أمير المؤمنين علیه السلام ، فقال له ... معاویة بن عمّار ... 93

دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علیه السلام في نفر من ... قيل ... 125

دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي جعفر علیه السلام فابتدأني ... سعيد الأعرج ... 260

دخلت عائشة على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو يقبّل فاطمة ، فقالت له .... ابن عبّاس ... 409

دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام، فقال ... الحارث الهمداني ... 124

دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وهو ساجد... الحارث الهمداني ... 507

دخلت على أمير المؤمنين علیه السلام و عندهم رجل رثَ الهيئة ... عباية الأسدي ... 73

دخلت على رسول الله فلمّا نظر إليّ قال ... سلمان ... 451

ص: 587

دخلت على الرضا علیه السلام ومعي صحيفة - أو قال : بقرطاس - فيه ... حمزة بن عبدالمطّلب ... 78

دخلت على عائشة ، فقالت لي : من قتل الخوارج ؟ ... مسروق ... 282

ذاك خير البشر ... جابر ... 281

ذكر أبو عبدالله علیه السلام بدو الأذان في إسراء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حتّى ... ابن البشير ... 350

رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء ، مادّاً يديه ... عفراء ... 329

رأيت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وكفّه في كفّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام وهو .... ابن مسعود ... 278

رأيت مسمعاً بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله علیه السلام لتلك ... عمربن یزید ... 339

ربّي إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ... فاطمة بنت أسد ... 446

سئل النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه ... ابن عبّاس ... 329

سُئل النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم : لِمَ سمّيت فاطمة الزهراء ؟ فقال ... - ... 401

سأل المأمون مولانا أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام وقال ... - ... 131

سألت أبا عبد الله له عن آدم أبو البشر صلى الله عليه أكان زوج ... معاوية بن عمار ... 514

سألت أبا عبد الله علیه السلام عن علة الصلاة ، فإنّ فيها مشغلة ... هشام بن الحكم ... 137

سألت أبا عبد الله علیه السلام عن قبة آدم ... عجلان بن أبي صالح ... 482

سألت أبا عبد الله علیه السلام عن ميراث العالم اما مبلغه ... محمد بن مسلم ... 307

سألت جابر بن عبد الله عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... عطية العوفي ... 281

سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وسئل بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة ... ابن عمر ... 282

سمّي عليّ عليّاً لأنّه علا ظهر رسول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... - ... 180

شهدت أباذرّ بالربذة حين سيّره عثمان ... سليم ... 201

صحبت أبا عبد الله علیه السلام في طريق مكة من المدينة ... الأرجاني ... 220

طاف رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بالكعبة فإذا آدم علیه السلام بحذاء الركن اليماني .... عطية الأبزاري ... 90

طلع علينا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم متبسّماً يضحك ، فقام إليه ... بلال بن حمامة ... 414

ص: 588

طوبى هي شجرة أصلها في دار عليّ علیه السلام في الجنّة ... ابن عبّاس ... 302

قام فينا رسول الله الله فأخذ بضبعي عليّ بن أبي طالب ... جابر بن عبدالله ... 378

قد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقّاً عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... أبوذر ... 201

قلت لأبي جعفر علیه السلام : أخبرني بأوّل من يدخل النار ؟ ... أبو الجارود ... 220

قلت لأبي جعفر علیه السلام : جعلت فداك أيّ الفصوص أفضل أُركبّه .... بشير ... 252

قلت لأبي : عبد الله علیه السلام : إنّي دخلت البيت فلم يحضرني شيء... عبد السلام ... 265

قلت لأبي عبد الله علیه السلام : أيما أفضل الحسن أم الحسين علیهما السلام ؟ زيد الشحّام ... 472

قلت لأبي عبد الله علیه السلام: جعلت فداك سمّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ... خالد بن نجيح ... 195

قلت لأبي عبد الله علیه السلام : مالكم من هذه الأرض؟ ... المعلى ... 341

قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام : بِمَ صار أمير المؤمنين... المفضّل ... 221

قلت للرضا علیه السلام : أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء .... عبد السلام بن صالح ... 454

قلت لمولانا الصادق علیه السلام : ما كنتم قبل أن يخلق الله السماوات و... المفضّل ... 476

قيل يا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : إنّك تلثم فاطمة وتكثر منها وتدنيها ... جابر بن عبدالله ... 408

كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذات يوم جالساً إذ أقبل الحسن علیه السلام ، فلما رآه ... ابن عبّاس ... 394

كان أصحاب محمّد الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا أقبل عليّ علیه السلام قالوا : قد جاء خير البرية ... جابر ... 278

كان (الصادق علیه السلام ) يلعن عقيب الفرائض أربعة من الرجال وأربعاً من ... - ... 147

كنّا جلوساً مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ... سلمان ... 301

كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذ جاء أعرابيّ من بني عامر ... سلمان ... 301

كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا ذكر أبو بكر وعمر ولم يذكر عليّ علیه السلام ... ابن عبّاس ... 246

كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فأقبل عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فلما رآه ... ابن عباّس ... 497

كنّا عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فتذاكر أصحابه الجنّة ... جابر ... 287

كنّا عند النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم فأقبل عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فقال ... جابر ... 287

ص: 589

كنّا مع أبي عبد الله علیه السلام - جماعة من الشيعة - في الحجر ... سيف التمّار ... 336

كنت جالساً مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا أقبل علي بن أبي طالب علیه السلام ... أنس ... 303

كنت جالساً مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و عليّ علیه السلام معه ... بريدة الأسلمي ... 319

كنت جالساً مع العبّاس بن عبد المطّلب وفريق من ... زید بن قعنب ... 446

كنت جالساً مع النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إذ أقبل عليّ ... أنس ... 281

كنت ذات يوم عند النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إذ أقبل بوجهه على عليّ ... جابر ... 371

كنت عند أبي جعفر علیه السلام فقام إليه رجل من أهل الكوفة ... زرارة ... 82

كنت عند أبي جعفر علیه السلام وهو يقول مبتدئاً من غير أن أسأله ... أسود بن سعيد ... 386

كنت عند أبي جعفر الثاني علیه السلام ، وأجريت اختلاف الشيعة .. محمّد بن سنان ... 492

كنت عند عليّ بن أبي طالب علیه السلام - في الشهر الذي أُصيب .. أنس بن مالك ... 148

كنت عند النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم في منزل أُمّ سلمة رضي الله عنها ... أبوذر ... 239

كنت كثيراً ما أشتكي عيني ، فشكوت ذلك إلى... محمّد الجعفي ... 509

لعن صلی الله علیه وآله وسلم يوماً آل فلان ، فقيل : يارسول الله ... - ... 146

لقيت أمة الله بنت راشد الهجري ... العجلي ... 258

لمّا زوّج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليّاً علیه السلام من فاطمة علیها السلام تحدّثن نساء ... ابن عبّاس ... 428

لمّا زوّج رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فاطمة من عليّ علیهما السلام ، أتاه ناس من ... جابر بن عبدالله ... 412

لمّا فتح رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم مكّة ورفع الهجرة بقوله ... ابن عبّاس ... 311

لمّا فرغ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام من حرب ... - ... 254

لمّا قتل عليّ بن أبي طالب علیه السلام عمرو بن عبد ودّ ... ابن عبّاس ... 295

نظر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى عليّ ابن أبي طالب علیه السلام ، فقال ... أبو ذر ... 504

نظر النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم إلى عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فقال ... أبو ذر ... 449

والله ما حاربته من نفسي، وما حملني عليه إلّا ... عائشة ... 451

ص: 590

وجد في ذخيرة أحد حواري المسيح علیه السلام رقّ مكتوب ... عبدالملك بن سليمان ... 299

والقول عندي في رؤية المحتضر للملائكة كالقول في ... الشيخ المفيد ... 121

يا أبا ذرّ، هذا التسليم بعد حجّة الوداع أو قبلها ؟ ... سلیم ... 202

يا أمير المؤمنين، أحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم ... حذيفة بن اليمان ... 190

يا أمير المؤمنين، حدّثنا في خلواتك أنت وفاطمة علیها السلام ... الأشعث وجوهر ... 279

یابن رسول الله ، كيف كانت ولادة فاطمة علیها السلام ؟ ... المفضّل بن عمر ... 117

يا رسول الله ، فلِمَ لا تدعو الله ربّك عليه ليهلكه في حياتك ؟! ... حذيفة ... 188

يا رسول الله ، من الشمس ومن القمر ومن الزهرة ومن الفرقدان ؟ ... - ... 416

يا رسول الله، وفي أُمّتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة ؟ ... حذيفة ... 187

ص: 591

فهرس الأعلام

آدم علیه السلام : 90 ، 126، 164، 180، 189، 233، ،330 ،329 ،328 ،286، 342، 344، 345، 377، 384، 392، 393، 399، 404، 427، 429، 431، 432، 454، 455، 463، 464، 465، 466، 467، 468، 469، 470، 482، 484، 485، 491، 497، 499، 501، 514، 515، 516، 517، 517.

آدم بن أبي إياس : 419.

آسية بنت مزاحم : 118، 447 .

آصف بن برخیا - آصف : 78، 231، 475 .

إبراهيم (النبي) علیه السلام : 179، 219، 247، 279، 296، 409، 419، 439، 440، 446، 475، 499، 507.

إبراهيم (ابن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ) : 380.

إبراهيم الأحمري : 281.

إبراهيم بن إسحاق : 336 372، 379.

إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم : 353 .

إبراهيم بن إسحاق النهاوندي : 417 .

إبراهيم بن أنس الأنصاري : 278 .

إبراهيم بن أبي البلاد : 89.

إبراهيم بن جعفر بن عبد الله : 278

إبراهيم بن عاصم الجعفي : 380 .

إبراهيم بن عبد الحميد : 391 .

إبراهيم المروزي : 412 .

إبراهيم بن مهزم : 271 .

إبراهيم بن هاشم : 354، 404 .

أبان : 91 .

أبان الأحمر : 265 .

أبان بن تغلب : 399، 408، 509 .

أبان بن عثمان : 25382 .

أبان بن أبي عيّاش = أبان : 199، 201، 202

أبان بن مصعب : 341.

ابن أُذينة : 337.

ابن البطريق : 315 327، 328 .

ابن خالويه : 330 38 399 .

ص: 592

ابن الشرفيّة الواسطي : 324 .

ابن عبّاس (= انظر : عبدالله بن عبّاس) : 159، 243، 246، 283، 288، 293، 295، 297، 298، 302، 302، 310، 317، 320، 321، 322، 323، 328، 352، 383، 394، 402، 409، 419، 425 ، 426، 427، 428، 501.

ابن عبد ودّ : 200 .

ابن عمر (= انظر : عبد الله بن عمر) : 306 .

ابن عمیر : 303 .

ابن فضّال : 327

ابن الكوّا: 262 .

ابن المتوكّل الناجي : 280 .

ابن محبوب : 198، 338، 339

ابن ملجم : 179، 433 .

ابن أبي عمير : 342، 387.

ابن أبي كبشة : 94 .

ابن أبي نصر : 337.

إدريس : 99 439، 475 .

إسحاق الأزرق : 299.

ابن عثمان : 387

إسحاق بن بشر : 427 .

إسحاق بن عمّار = إسحاق بن عمار الصيرفي =إسحاق : 95 ، 163، 217، 218، 385.

إسحاق القمّي : 392.

إسرافيل علیه السلام : 272، 301، 502 .

إسماعيل علیه السلام : 179 .

إسماعيل : 380 .

إسماعيل بن إبراهيم : 246، 377 .

إسماعيل بن جابر : 354

إسماعيل بن سهل الكاتب : 410 .

إسماعيل بن علي الدعبلي : 450 .

الأسود : 367 .

الأشعث بن قيس الكندي : 278

الأشعري : 410 .

الأصبغ بن نباتة = الأصبغ : 71، 125، 278، 324، 325، 353، 355 .

الأصم : 281 .

الأعمش : 280 ، 350، 417 ، 423، 432 ، 433 .

أبو إسحاق الثعلبي : 403 .

أبو بصير ( = أبو ّ: 197، 333، 334،

ص: 593

340، 341، 355، 387، 391، 410، 456، 472، 495، 501.

أبو بكر = أبو الفصيل - اللّات : 70، 93، 182،208 ،203 ،199 ،198 ،196 ،195 ،183 ، 213، 246، 270، 350، 411.

أبو بكر (الحافظ) : 303.

أبو بكر الحضرمي : 349، 352.

أبو الجارود : 220 .

أبو جبير : 243 .

أبو جعفر العبدي : 436 .

أبو حامد : 369.

أبو حسّان العجلي : 258 .

أبو الحسن العبدي : 239، 423 .

أبو الحسين بن إبراهيم : 436.

أبو حفص : 346 .

أبو الحمراء (صاحب رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ) : 314 ، 417.

أبو حمزة : 198، 460 .

أبو حمزة الثمالي - أبو حمزة : 354، 380، 493.

أبو خالد : 367 .

أبو خالد الكابلي : 338.

أبو داود السبيعي : 319.

أبو دجانة : 287، 372.

أبو ذر : 157، 161، 162، 201، 202، 204، 210، 236، 239، 240، 243، 449، 504.

أبو الزبير : 278

أبو سعد الورّاق : 213 .

أبو سعيد الخدري : 280، 346، 417، 439 .

أبو سعيد العصفري : 493 .

أبو سعيد الهمداني : 310 .

أبو سفيان : 146 .

أبو صالح : 302،300، 424 .

أبو الصباح : 152 .

أبو الصخر : 91 .

أبو طالب علیه السلام : 180، 286، 317.

أبو طالب الغنوي : 410 .

أبو ظبيان : 236 .

أبو عبد الله : 410 .

أبو عبد الله الرازي : 340 .

ص: 594

أبو عبد الله بن عبد الصمد المهتدي بن الواثق : 439.

أبو عبيدة (ابن الجرّاح) : 198، 201، 203 .

أبو عروبة الحرّاني : 243 .

أبو العلاء الحافظ الهمداني : 403 .

أبو عمر : 278 .

أبو عمرو الكشي : 116 .

أبو غالب الزراري : 410 .

أبو قرّة : 163 .

أبو مالك الجهني : 212.

أبو محمّد : 511 .

أبو محمّد الفحّام : 280 .

أبو مخنف : 379 .

أبو معاوية : 353، 432 .

أبو المغيرة : 266 .

أبو نجيح : 428 .

أبو هارون العبدي : 346، 439 .

أبو هارون المكفوف : 266 .

أبو هريرة : 315

أبو وائل : 450 .

أبو الورد : 378.

أبيّ بن كعب الأنصاري : 440 .

أحمد : 278 ، 380

أحمد بن إدريس : 404، 417، 500، 511 .

أحمد بن إسحاق بن سعيد القمّي : 192.

أحمد بن إسحاق القمّي : 185، 186 .

أحمد بن إسحاق الموسوي : 508 .

أحمد بن باينداد : 269 .

أحمد بن الحسن بن زیاد : 352 .

أحمد بن الحسن العطّار : 213.

أحمد بن الحسن القطّان : 221، 238، 408 .

أحمد بن الحسين : 481 .

أحمد بن حنبل : 305 .

أحمد بن خالد الخالدي : 369.

أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني : 237، 248، 271 .

أحمد بن سليمان : 264 .

أحمد بن صبيح (أبو الحسين ) : 435 .

أحمد بن أبي طالب الطبرسي : 181 .

أحمد بن أبي عبد الله : 422 .

ص: 595

أحمد بر بن أبي عبد الله البرقي : 259 .

أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربّه الصيرفي : 481.

أحمد بن عبد الملك : 427 .

أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم : 274 ، 408.

أحمد بن عليّ الأنصاري : 276 .

أحمد بن عمر : 343، 408 .

أحمد بن عمر الحلبي : 333، 355 .

أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي : 254 .

أحمد بن محمّد : 70، 194، 198، 212، 220، 265، 327، 333، 336، 339، 342، 346، 349، 350، 378، 379، 385، 410، 488.

أحمد بن محمّد (أبو جعفر) : 344 .

أحمد بن محمّد الثعلبي : 213.

أحمد بن محمّد بن الحسن (أبو الحسن) :252، 259.

أحمد بن محمّد الدلاّل: 283

أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ : 435، 436.

أحمد بن محمّد بن الهيثم العجلي : 483

أحمد بن محمّد بن أبي نصر : 82 386، 389.

أحمد بن محمّد بن خليل الطبري (أبو عبدالله) : 237

أحمد بن محمّد بن سعيد : 377

أحمد بن محمّد الشعراني (أبوالحسن) : 243.

أحمد بن محمّد الشيباني : 235

أحمد بن محمّد الطبري : 371.

أحمد بن محمّد بن عبد الله : 339 .

أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الشعراني (أبو الحسن) : 235 .

أحمد بن محمّد بن عمرو : 377

أحمد بن محمّد بن عيسى : 307 338، 355

أحمد بن محمّد الهمداني : 235 .

أحمد بن محمّد بن يحيى العطار : 354 .

أحمد بن محمّد بن يحيى بن عمران الأشعري : 417 .

أحمد بن المظفّر بن الحسين (أبو العبّاس) : 405.

ص: 596

أحمد بن موسى : 347 .

أحمد بن النضر : 422 .

أحمد بن هلال : 269 .

أحمد بن هوذة : 372، 379 .

أحمد بن يحيى بن زكريا (أبو العبّاس القطّان) : 221، 353، 483.

أسلم بن عبد المعطي : 243 .

أسماء بنت عميس : 283 ، 415 .

أسود بن سعيد : 386.

أمّ أيمن : 414.

أمّ سلمة : 94 .

أمّ سلمة : 94، 189، 239، 403،350، 405 .

أُمّ كلثوم بنت عليّ علیه السلام : 237

أُمّ كلثوم (بنت موسی بن جعفر علیه السلام ) : 237 .

أمة الله بنت راشد الهجري : 258 .

أنس بن مالك = أنس : 148 ، 280، 281، 282، 303، 451، 498.

بخت نصّر : 183

بريدة الأسلمي : 319.

بشير الدهّان : 252، 355 .

بشير النبال: 91 .

بكر بن أحنف : 237 .

بكر بن عبد الله : 432 .

بكر بن عبد الله بن حبيب (أبو محمّد) : 353، 483.

بكير : 243 .

بلال : 429

بلال بن حمامة : 414 .

بلقيس : 78 231 ، 475

بولس : 219

ترجائیل : 231

ترك : 515، 516 .

تمیم بن بهلول : 353، 483 .

تميم بن عبد الله بن تميم القرشي : 276 .

ثعلبة : 337

جابر بن عبد الله الأنصاري = جابر الأنصاري = جابر : 215 ، 255، 278، 281، 285، 287، 305، 315، 330، 371، 372، 378، 380، 384، 408، 412، 416، 422.

جابر بن يزيد (الجعفي) - جابر الجعفي =

ص: 597

ص: 598

جعفر بن محمد العلوي القرشي (أبو القاسم) : 237.

جعفر بن محمد بن عمارة الكندي : 408 .

جعفر بن محمد بن مالك : 377 .

جعفر بن محمد بن مالك الفزاري : 246 .

جعفر بن محمد بن مسرور : 277 .

جعفر بن منصور العطّار: 213

جعفر بن نعيم (أبو محمد) : 404 .

الجلودي : 289

جميل بن صالح : 127 .

جهانة : 515 .

جوهر الكلبي : 279 .

الحارث بن حصيرة : 353.

الحارث الهمداني = الحارث - حار = حار همدان : 64، 65، 124، 125، 126، 127، 327، 507.

حبيب بن أبي ثابت : 238 .

حذيفة بن اليمان = حذيفة : 186، 187، 188، 189، 190، 192، 202، 305، 316.

حریز : 323.

الحسن بن أحمد : 246.

الحسن بن أحمد الأسكيف القمي : 383.

الحسن بن إسحاق : 508 .

الحسن البصري : 82.

الحسن بن جعفر : 435 .

الحسن بن الجهم : 273، 276 .

حسن بن حسین : 367 .

الحسن بن حيّ الحارثي : 310.

الحسن بن زكريا الأسدي : 377.

الحسن بن سعيد : 307.

حسن بن سليمان بن محمّد (مؤلّّف الكتاب) : 65.

الحسن ابن العباس بن الجريش : 70 .

الحسن بن أبي عبدالله : 380

الحسن بن عبد الله : 267 .

الحسن بن عبد الصمد : 306، 310 .

الحسن بن عبد الواحد : 213 .

الحسن بن عليّ : 408،91 .

ص: 599

الحسن بن عليّ بن أبي حمزة : 340.

الحسن بنّ علي بن أبي طالب علیه السلام الإمام = الحسن = أبو محمد : 75، 79، 92، 107، 109، 148، 171، 187، 194، 227، 228، 229، 231، 230، 239، 245، 254، 270، 275، 276، 279، 299، 309، 310، 317، 318، 329، 369، 380، 384، 392، 394، 396، 403، 416، 422، 435، 455، 464، 465، 468، 472، 473، 479، 483، 484، 486، 492، 494، 495، 499.

الحسن بن عليّ بن أبي عثمان : 310.

الحسن بن علي الإمام العسكري علیه السلام : 182، 207، 270، 318، 342، 399، 451، 453، 470، 474، 506، 507.

الحسن بن عليّ بن أبي عمير : 306.

الحسن بن عليّ بن فضّال : 352،90، 417 .

الحسن بن عليّ بن محمّد بن عمرو العطّار : 368.

الحسن بن عليّ بن النعمان : 273، 346.

حسن بن كبش : 94 449، 471، 491 ، 493، 495، 501،500، 504 .

الحسن بن متيل الدقّاق : 416 .

الحسن بن محبوب : 194، 346، 493 .

الحسن بن محمّد : 367.

الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي : 272 427، 428 .

الحسن بن موسى الخشّاب : 252، 347.

الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب : 353 .

الحسين بن إبراهيم بن تاتانه : 274

الحسين بن أحمد بن إدريس : 273، 419 .

الحسين بن خالد : 274، 404 .

الحسين بن راشد : 427 .

الحسين بن سعيد : 198، 307، 350، 355.

الحسين بن عبدالله المزاري : 371

الحسين بن علوان : 247 ، 328، 494 .

الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام الإمام - الحسين : 75، 79، 89 92، 107، 109،

ص: 600

،227 ،220 ،194 ،187 ، 172 ،171 ، 158 ،279 ،276 ،275 ،270 ، 245 ،239 ،231 ،329 ،318 ،317 ،309 ،299 ،286، 353، 368، 384، 392، 393، 394، 396، 399، 416، 433، 435، 442، 443، 451، 452، 453، 455، 464، 465، 468، 472، 473، 479، 483، 484، 486، 492، 494، 499.

الحسين بن محمّد : 235، 271، 339.

الحسين بن محمّد الأشعري : 492 .

الحسين بن محمد الأشناني الرازي (أبو عبدالله) : 407 .

حصين بن مخارق : 378

حفص بن البختري : 96 ، 342 .

الحكم بن مسكين : 198 .

حمّاد بن عمرو : 369 .

حمّاد بن عیسی : 323 343

حمدان بن سليمان : 454.

حمران : 344 372

حمران بن أعين : 392 .

حمزة (بن عبد المطّلب) : 288، 301، 459 .

حمزة بن عبدالمطّلب الجعفي(= أبو عمرة) : 79، 78.

حمزة بن محمّد العلوي : 235 .

حمید بن زیاد : 198 .

حوّاء : 118 ، 399 ، 454، 455، 464، 466، 467، 468، 485، 514، 515.

حوشب : 513 .

خالد بن الأرمني (أبو الهيثم) : 306.

خالد بن نجيح : 195 .

خديجة : 117 ، 118 ، 119، 120، 250، 408، 409، 410.

الخضرعلیه السلام : 76 ، 230، 299، 300، 325، 337 .

خلف بن حمّاد الأسدي : 239، 423 .

خلف بن موسى بن حسين الواسطي (أبو الحسن) : 428 .

الخوارزمي : 295، 297، 403 .

الخيبري : 343، 410 .

خيثمة : 389

ص: 601

داود علیه السلام : 253، 384، 439، 501 .

داود الرقّي = داود : 139، 140 .

داود بن سرحان : 510 .

داود بن سليمان الفرّاء : 407 .

داود العجلي : 344.

الدجّال : 422

دردائيل : 244

راحيل : 406 .

راشد (الهجري) : 258 .

الراوندي : 117 ، 310، 328

الربيع بن بدر : 439 .

ربيع بن مفضّل : 243.

رجاء بن سلمة : 175

رضوان (خازن الجنّة) : 222 223، 384، 414.

الريّان بن الصلت : 274، 277

زاذان : 436 .

الزبير : 184 ، 451 .

زبیر : 204.

زرارة : 8 147، 337، 344.

زرعة بن محمّد الحضرمي : 281 .

زكريا بن أبي زائدة : 246

زكريا بن سابور : 116 .

زكريا بن يحيى : 372 .

زيد بن أبي أوفى : 304.

زيد بن جهم الهلالي : 212 .

زيد الزرّاد : 511 .

زيد الشحّام : 72 ، 472 .

زید بن شراحيل الأنصاري : 398.

زيد بن عليّ : 247، 367 .

زيد بن قعنب : 446 447 .

زيد النقاب : 408 .

زینب (بنت موسی بن جعفر علیه السلام ) : 237 .

سابور : 116 .

سارة : 118 .

سالم (مولى حذيفة) : 201، 203 .

السامري : 218، 270

سدير الصيرفي : 440 .

بعد الإربلي : 299، 300

سعد بن طريف : 70.

ص: 602

سعد بن عبد الله = سعد : 181، 182، 212، 353، 354 ،310 ،309 ،307 ،306، 219، 355، 440، 481 .

سعد بن عبد الله بن أبي خلف : 424، 479 .

سعد بن أبي وقّاص : 410.

سعيد الأعرج : 260 .

سعيد بن جبير : 238 394

سعيد بن يسار : 116 .

سعيد بن المسيّب : 198 ، 199

سفيان الثوري : 513 .

سفيان بن فروخ الأبلي : 371

سفیان بن وكيع : 280 .

السفياني : 422 .

سكينة (بنت الحسين بن عليّ علیه السلام ) : 237 .

سلمان : 94، 161، 163، 202، 206، 210، 211، 227، 230، 231، 232، 233، 286، 301، 412، 436، 451، 452، 453، 454، 475.

سلمة بن الخطّاب : 310، 416، 481 .

سليم بن قيس الهلالي = سليم : 199، 201، 202.

سلیمان علیه السلام : 78 227، 228، 232، 439، 475، 491، 501.

سليمان الأعمش : 236 .

سليمان بن أيّوب المطّلبي : 368.

سليمان بن جعفر : 235، 271

سليمان الجعفري : 198 .

سلیمان بن خالد = سليمان : 260 .

سلیمان بن داود : 343

سليمان الديلمي : 217.

سليمان بن سماعة : 310.

سليمان بن مهران : 239، 353

سماعة : 212، 460 .

سماعة بن مهران : 310 .

السندي بن الربيع : 352.

السندي بن محمّد : 82.

سهل بن زياد (الآدمي الرازي - أبو سعيد) : 70، 197، 235، 268، 273، 342، 419.

سهل بن زياد الواسطي (أبو يحيى) : 482 .

سهل بن عبد الوهاب : 432 .

ص: 603

سهل بن مهران : 497 .

السيّد الرضيّ : 164 .

السيّد ابن محمّد (= السيّد الحميري ) : 127 .

السيّد المرتضى : 86 .

سيف التمّار : 336 .

سيف بن عميرة : 349 385

الشعبي : 246 .

شعيب الحدّاد : 500 .

شيث علیه السلام (بن آدم - هبة الله ) : 475، 517،516، 518.

صاحب بن سليمان : 235 .

صالح علیه السلام (النبي) : 231، 232، 250، 288 .

صالح بن حمزة : 267 ، 341 .

صالح بن سهل : 387، 493 .

صالح بن عقبة : 413، 418 .

صالح بن ميثم التمّار : 257 .

صباح بن صبيح : 147 .

صباح المزني : 353، 440 .

صر صائيل : 403،314، 404 .

صفوان بن يحيى : 355، 500 .

الضحاك : 352 .

الضحّاك بن مزاحم : 411 .

ضريس الكناسي : 501 .

طاوس اليماني : 409 .

طلحة : 184 ، 451.

عائشة : 282 ، 408، 409، 451.

عاصم بن ضمرة : 372.

عباد بن سلیمان : 93، 217

العباد بن عبد الخالق : 310

عباد بن محمد : 377

عباد بن يعقوب : 367 .

العبّاس : 346 .

العبّاس بن عامر : 91

العبّاس بن عبد المطّلب = العبّاس : 288 ، 446.

عباية : 350

عباية الأسدي : 73 .

عباية بن ربعي : 423 .

عبد الأعلى : 458 .

عبد الحميد بن أبي الديلم : 354 .

ص: 604

عبد الرحمن بن أبي حاتم : 238

عبد الرحمن ابن عوف : 414.

عبد الرحمن بن كثير : 347.

عبدالرحمن بن محمّد الحسني : 213.

عبد الرحمن بن أبي نجران : 355

عبد الرزّاق : 428 .

عبد السلام بن صالح = أبو الصلت : 248 ، 249، 250، 454.

عبد السلام بن نعيم : 265 .

عبد الصمد بن بشير : 350 .

عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاري (أبو أسد): 508.

عبدالعزيز بن يحيى الجلودي (أبو أحمد) : 261.

عبد العظيم بن عبد الله الحسني : 235 .

عبد الكريم : 387، 391

عبد الكريم بن عمرو : 354 .

عبد الله : 450 .

عبد الله بن ادريس (أبو الفضل) : 492 .

عبد الله بن بكير : 372.

عبدالله بن بكير الأرجاني : 220.

عبدالله بن الحجّال : 333

عبد الله بن حماد : 336، 372، 379.

عبد الله بن حماد الأنصاري : 353.

عبد الله بن داهر : 221

عبدالله بن زيدان : 367 .

عبد الله بن سليمان : 37782

عبد الله بن سنان : 155 .

عبد الله بن صالح : 439 .

عبد الله بن عامر بن سعد : 355 .

عبدالعزيز بن يحيى : 175 .

عبد الله بن عبّاس ( انظر : ابن عبّاس) : 238 ، 250، 327، 423، 424، 497، 505.

عبدالله بن عبدالرحمن الأصم : 220 .

عبد الله علیه السلام(بن عبدالمطّلب) : 286، 317.

عبد الله بن عمر : 282.

عبدالله بن القاسم : 310 .

عبدالله بن محمّد : 310

عبدالله بن محمّد بن أبي حمّاد : 327.

عبد الله بن محمّد بن سعيد (أبو محمّد) : 254 .

ص: 605

عبد الله بن محمّد بن عبد الله القرشي : 235 .

عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب : 271 .

عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي : 243.

عبدالله بن محمّد بن عقيل : 371، 377.

عبد الله بن محمّد بن المهبلي (أبو محمّد) - مولى الأنصاري : 436.

عبد الله بن محمّد ابن المهلّب الأنصاري (أبو محمّد) : 435 .

عبد الله بن محمّد اليماني : 264 .

عبد الله بن مسعود : 278، 367 .

عبد الله بن المغيرة : 346 .

عبد الله بن موسى بن هارون القمّي : 424 .

عبد المطّلب : 286، 317، 428 .

عبد الملك بن سليمان : 299 .

عبد الواحد بن عبد الله : 323.

عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري العطّار : 454 .

عبدة بن سليمان : 238

عبیدالله بن زياد ابن زیاد 258، 259 ، 433.

عبيد الله بن عبد الله الدهقان : 481 .

عبيد الله بن عبد الكريم : 383.

عبیدالله بن موسى العبسي : 246، 409 .

عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي (أبو محمّد) : 235.

عبید بن عبدالرحمن الخثعمي : 89

عثمان : 182، 201 .

عثمان الأعمى : 82.

عثمان بن عمران : 409.

عثمان بن عیسی : 73، 195 .

عجلان بن أبي صالح : 482 .

العزّ المحدّث : 303.

عطاء بن میمون : 303

عطيّة : 417 .

عطيّة الأبزاري : 90.

عطيّة العوفي : 281

عفراء الجنّيّة : 329.

العلاء بن يحيى المكفوف : 90 .

ص: 606

ص: 607

ص: 608

علي بن محمد بن جعفر الأهوازي : 237 .

عليّ بن محمّد بن الحسن القزويني : 367 .

علي بن محمد بن سليمان : 246 .

علي بن محمد بن عصمة : 371

عليّ بن محمد بن قتيبة : 454 .

علي بن محمد بن مهرويه القزويني : 407 .

علي بن مظاهر الواسطي : 185 .

عليّ بن معبد : 274، 404 408 .

عليّ بن موسى الإمام الرضا علیه السلام = علي بن موسى - علي : 78، 99، 131، 132، 133، 134، 235، 248، 270، 271، 272، 273، 274، 276، 277، 296، 318، 398، 399، 404، 405، 407، 450، 451، 453، 454، 474، 481، 495، 501، 508، 512.

عمّار بن الحسين الأسروشني : 371 .

عمّار بن خالد : 299 .

عمّار بن مروان : 72 .

عمّار بن ياسر = عمّار : 202، 210، 227، 235، 243، 320.

عمر = العزّى = زفر : 182، 185، 203، 208، 214، 215، 216، 217، 227، 246، 270، 350، 384، 411.

عمر بن أذينة : 440.

عمر بن ثابت : 372

عمر بن سنان : 235

عمر بن عبد العزيز : 137، 343

عمر بن یزید : 339 340

عمران بن إسحاق الزعفراني : 488 .

العمركي بن عليّ : 390.

عمرو : 350

عمرو بن ثابت : 493 .

عمرو بن خالد : 247 .

عمرو بن شمر ،175 ،255، 342، 379، 392 ،422 .

عمرو بن العاص : 202 .

عمرو بن عبد ود : 295

عمرو بن الفضل البصري : 377.

عناق (بنت آدم) : 515 .

عيثم بن أسلم : 93

عیسی بن داود النجّار: 373

ص: 609

ص: 610

القاسم بن برید : 307.

القاسم بن عبدالله : 371.

القاسم بن محمّد : 343.

قطب الدين الراوندي (= الراوندي) : 319

قنبر : 71 .

كامل التمّار = كامل : 268، 269 .

كامل بن العلاء : 238

كثير بن أبي عمران : 471 .

الكلبي : 350، 424 .

کمیل بن زياد : 66 .

ليث : 243 ، 383 .

ليث بن أبي سليم : 427 .

المأمون : 131، 134، 276، 277 .

مالك (خازن النار) : 222 223 .

المبارك بن فضالة : 419 .

مثنّی : 82

مجاهد : 243 ، 283، 383، 403، 428 .

محسن (بن أمير المؤمنين علیه السلام ) : 171 .

محسن بن أحمد : 265 .

محمّد الجعفي : 509 .

محمّد (أبو حماد) : 317.

محمّد بن آدم النسائي : 419 .

محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ( ابو العبّاس ) : 175، 269، 439 .

محمّد بن أحمد : 220، 340، 341، 493 .

محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني : 278

محمّد بن أحمد السناني المكتب : 353 .

محمّد بن أحمد بن الشاه : 369 .

محمّد بن أحمد بن صالح التميمي : 369 .

محمّد بن أحمد بن علي الهمداني : 428 .

محمّد بن أحمد الكوفي (الأسدي) : 235

محمّد بن أحمد بن هاشم : 323.

محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري : 417 .

محمّد بن إسماعيل : 72، 342، 413 .

محمّد بن إسماعيل البرمكي : 137، 221، 357 .

محمّد بن إسماعيل العلوي : 373.

محمّد بن أيوب : 198 .

محمّد بن بشير : 254 .

ص: 611

محمّد بن أبي بكر : 227 .

محمّد بن حاتم القطّان : 369.

محمّد بن حسّان الضرير القوسي : 383.

محمّد بن الحسن : 70 337، 378، 387 416، 488.

محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد : 354 ، 422، 423.

محمّد بن الحسن الصفار: 73، 78،89، 91، 165، 194، 217، 259، 343، 344، 346، 347، 349، 350، 354، 355، 422، 423.

محمّد بن الحسن الطوسي = أبو جعفر الطوسي : 74، 85 124، 147، 162، 250، 278.

محمّد بن الحسن الميثمي : 352 .

محمّد بن الحسن بن الوليد : 165 .

محمّد بن الحسين : 194، 281، 336، 392، 413، 493.

محمد بن الحسين ابن أخي يونس البغدادي (أبو الحسن) : 272 .

محمّد بن حفص الخثعمي (أبو جعفر) : 213 .

محمّد بن حمران : 386.

محمّد بن الحنفيّة : 227، 295، 299، 474 .

محمّد بن خالد : 239 .

محمّد بن خالد البرقي : 423 .

محمّد بن الريّان : 342 .

محمّد بن العبّاس بن بسّام : 435 .

محمّد بن العبّاس بن مروان : 367، 372 ، 379.

محمّد بن العلاء الهمداني : 185، 192.

محمّد بن زكريّا : 408، 409 .

محمّد بن زكريّا البصري (أبو عبد الله ) : 405 .

محمّد بن أبي زياد : 90 .

محمّد بن زیاد : 497 .

محمّد بن سابق : 405 .

محمّد بن سلیمان : 197 ، 217، 481 .

محمّد بن سماعة : 346 .

محمّد بن سنان = محمّد : 72، 212، 220 ، 221، 310، 354، 436، 440، 483، 492، 493.

ص: 612

ص: 613

ص: 614

ص: 615

محمّد بن معقل القرميسيني : 271 .

محمّد بن موسى بن المتوكّل : 220 ، 245 .

محمّد بن النعمان : 459 .

محمّد بن النعمان مؤمن الطاق : 440 .

محمّد بن هارون بن موسى : 482 .

محمّد بن هارون الهاشمي : 433 .

محمّد بن هاشم الهاشمي (صاحب الصلاة) : 280.

محمّد بن همام : 269 .

محمّد بن همام بن سهل : 373

محمّد بن الوليد شباب الصيرفي : 268 .

محمّد بن یحیی : 70، 198، 327، 336، 337، 338، 339، 340، 341، 342، 413، 493.

محمّد بن يحيى العطّار: 220 ، 245 ، 252، 264، 417.

محمّد بن يعقوب (الكليني): 70،82، 197، 246، 268، 333، 336، 337، 338، 410، 413، 477، 488، 492، 493.

محمّد بن يعقوب النهشلي : 272 .

محمود (من الملائكة) : 377.

مروان بن صباح : 455 .

مروان بن مسلم : 417 .

مریم بنت عمران علیها السلام : 118، 395، 396، 447.

مسروق : 282 .

مسعدة بن زياد : 165 .

مسمع : 339

مسمع (= أبو سّيار) : 340

مصعب بن سلام : 380

معاذ بن جبل = معاذ : 201، 203 .

معاوية : 91 ، 146، 147، 175، 179، 202 .

معاوية بن عمار: 93 ، 513، 514 .

معاوية بن قرة : 302.

معتّب (مولى أبي عبد الله 7): 510 .

المعلّى بن خنيس : 341 .

معلّی بن محمّد : 339 492 .

المعلّى بن هلال : 424 .

معمّر : 428 .

المغيرة بن شعبة : 197 .

المغيرة بن محمّد : 175

ص: 616

ص: 617

393، 451، 453، 472، 474.

ميثم (التمّار) : 257، 510 .

ميثم الهاشمي = ميثم : 325،324 .

ميكائيل : 148، 170، 244 ، 258، 272، 404، 409، 413، 479.

ناعمة : 516 .

نصر بن حمّاد : 255 .

النضر بن سويد : 350 .

نکیر: 109 ، 110 .

نمرود : 219 .

نوح علیه السلام : 9082، 279، 296، 459، 499، 518 .

هابیل : 219 ، 515، 516، 517، 518 .

هارون علیه السلام : 169، 284، 296، 299، 304، 420.

هارون بن إسحاق الهمداني : 238

هارون بن مسلم : 165 .

هاشم بن سالم : 306 .

هشام بن الحكم : 137 .

هشام بن سالم : 198، 338، 479 .

همام بن یحیی : 371.

الوشاء : 410 .

وكيع بن الجراح : 35

وهب بن منبه : 159، 419 ، 493 .

يحيى بن جريح البغدادي : 185 .

يحيى بن أبي زكريّا الزيّات : 346.

يحيى بن عبد الحميد الجماني : 383.

يحيى بن محمّد بن جریح : 192

يحيى بن المغيرة : 417 .

يحيى بن مساور : 367 .

يزيد : 433 .

يزيد بن عبد الملك : 413 .

یزید بن عبد الملك : 418 .

يزيد الكناسي : 194 .

يعقوب بن شعيب : 257

يعقوب بن میثم : 379.

يعقوب بن ميثم التمار : 510 .

يعقوب بن یزید: 309، 346، 352، 354، 389، 417، 479.

يقطين الجواليقي : 481 .

ص: 618

يوسف علیه السلام : 133، 384 .

يوسف بن صهيب : 198 .

یونس علیه السلام : 134، 136

يونس : 147 .

يونس بن أبي سعيدة : 459 .

يونس بن رباط : 268 .

يونس بن صباح المزني : 416.

یونس بن ظبيان = يونس : 74 75، 84، 123، 160، 341، 343، 385، 410، 473.

يونس الموصلي : 323.

يونس بن أبي وهب القصري : 264 .

یهود : 219

ص: 619

فهرس الطوائف والقبائل والفرق

آل الرسول صلی الله علیه وآله وسلم : 190.

آل فرعون : 19382 .

آل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم: 72 77، 78، 97، 107، 144، 145، 146، 149، 150، 151، 152، 156، 159، 169، 192، 252، 272، 287، 327، 333، 342، 343، 349 ،352 ، 365، 367، 371 ، 372، 378، 459، 460، 461، 464، 465، 470، 476، 479، 491، 491، 494، 495، 499، 503، 505، 509، 510، 512.

الأرمن : 177 ، 180

أصحاب الجمل : 254 .

أصحاب الشورى : 202 .

أصحاب الصحيفة : 202 .

الإماميّة : 1128786، 120، 193، 227.

الأنصار : 181 ، 195 ، 198، 203، 208، 305.

بربر : 308

بنو إسرائيل : 97 ، 183، 191، 334، 353 ، 461.

بنو أميّة : 258، 422 .

بنو حنيفة : 349

بنو عبد العزّى : 446 .

بنو هاشم: 94 ، 118 ، 172، 215، 217، 436، 437، 439.

بنو هلال : 179، 180 .

الترك : 177 ، 179 .

الحبشة : 177، 179

الحواريون : 115 .

أصحاب العقبة : 202 .

الخوارج : 282 .

الروافض : 181 .

ص: 620

الروم : 177، 179 .

الزنج : 177، 179 .

الزنوج : 422 .

الشيعة : 86 101 ، 105 ، 125، 185، 191، 193، 269، 336، 355، 460، 492.

عاد : 233 .

فارس : 211 .

الفرس : 177 ، 179

قریش : 98، 117، 118، 126، 147، 169، 170، 197، 200، 205، 404، 405، 412، 428، 429، 493.

الكرد : 308

الكهنة : 177

مأجوج : 228، 230 .

المجوس : 189.

المهاجرون : 181، 203، 208، 305.

النصارى : 189، 197، 219، 284 .

النواصب : 181 .

همدان : 125 ، 127 .

يأجوج : 228، 230 .

اليهود : 183 ، 189، 219، 469، 471 .

ص: 621

فهرس الأماكن والبلدان

البحرين : 339

البصرة : 17582، 254، 422 .

بُصرى : 323 .

بغداد : 272

بكّة : 263 .

بلخ : 342 .

البيت العتيق : 447 .

بیت الله الحرام : 446 ، 447 .

البيت المعمور ،99 ، 1889، 351، 442 ، 443 .

بيت المقدس : 313.

جابرسا : 308

جابلقا : 306، 309

جامع الكوفة : 313.

جبال رضوی : 72

جزيرة العرب : 422 .

الحجاز : 261 .

الحجر : 336 .

خیبر : 284

الديلم : 308

الربذة : 201 .

الركن اليماني : 90 .

الروم : 308.

الري : 383.

سجستان : 422 .

سرّ من رأى : 182، 186 .

الشام : 80

صنعاء : 324.

الطور : 159 .

العرش : 98، 99، 101 .

عُسفان : 220 .

ص: 622

غدیر خم : 93، 202 .

الغرييّن : 71.

فارس : 308

فدك : 189

قبا: 199 .

قم : 185 .

كربلاء : 172 ، 397 .

الكعبة : 90، 99، 109، 180، 203، 248، 278، 336، 349.

الكوفة : 71، 17582، 267، 272، 397.

المدينة : 196 ، 199، 215، 216، 217، 220، 234، 264، 296، 339، 469، 486.

مرو: 277 .

مرو الرود : 405 .

مسجد الخيف : 323

مسجد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : 214 .

مسجد قبا : 93

مسجد المدينة : 372

مصر : 342،341، 439 .

مكّة : 118، 220، 263، 311، 371.

منی: 91 .

الهند : 177 ، 179، 308، 341 .

وادي السلام : 72 .

وادي برهوت : 71.

ص: 623

فهرس الوقائع والأيام

أيّام الولاية بالغدير : 93.

حجّة الوداع : 202، 323.

غزوة تبوك : 203 .

ليلة العقبة : 181 ، 183، 192.

ليلة الغار : 181

ليلة المعراج : 282 .

النهروان : 175 .

يوم أحد = وقعة أُحد : 301، 389 .

يوم بدر : 301

389 ،301

يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل : 186، 187، 190.

يوم خيبر : 221

يوم الغدير : 185، 207

يوم غدير خم : 203، 325.

يوم القائم : 292 .

يوم قيام القائم علیه السلام : 291 .

يوم الكرّة : 292

يوم المؤاخاة : 305 .

يوم الولاية : 260 .

ص: 624

فهرس الأشعار

صدر البيت ... القافية ... القائل ... الصفحة

قول عليّ لحارث عجب ... جملا ... السيّد الحميري ... 127

یا حار همدان من يمت يرني ... قبلا ... أمير المؤمنين علیه السلام ... 65

ص: 625

فهرس الكتب الواردة في المتن

الآل : 330، 384، 399، 414 .

الاحتجاج : 18184

الأربعين : 299 ، 300.

الأربعين (للحافظ أبي بكر) : 303.

الإرشاد في الوعظ : 416 .

الأمالي : 414.

الأمالي (للطوسي ) : 74، 124، 250 ، 278، 320، 410، 509.

أمالي الصدوق ابن بابويه : 397.

الإنجيل : 176 ، 261، 336، 451، 475 .

بشائر المصطفى : 327.

بصائر الدرجات : 13، 194.

البصائر (لسعد بن عبد الله ) : 479 .

تاريخ الخطيب : 288 .

تفسير الثعلبي : 302 .

تفسير القرآن (= تفسير القمي) : 164 .

التفسير (للصدوق) : 207، 210 .

تفسیر مولانا أبي محمد الحسن بن عليّ العسكري علیه السلام : 107، 461 ، 463، 469 .

التوحيد : 139 .

التوراة : 176 ، 261 ، 299، 325، 336، 451، 461، 475.

التهذيب : 147 .

ثواب الأعمال : 266

الجمع بين الصحاح الستّة : 306.

الخرائج والجرائح : 117، 310، 319، 328

الخصائص (لابن البطريق) : 315، 327 ، 328.

الخصال : 212، 213، 352، 367، 369،368، 371، 383.

الخطب : 261 .

الدرّ المنتقى في مناقب أهل التقى : 394.

ص: 626

الزبور : 177 ، 261، 439، 451، 475 .

سنن أبي داود : 306.

الشفاء والجلاء : 511 .

صحف إبراهيم : 501 .

صحيح الترمذي : 306.

عقاب الأعمال : 217 .

علل الشرائع : 137، 221، 235، 507 .

عيون أخبار الرضا علیه السلام= عيون الأخبار = العيون : 269 ، 271، 274، 404، 405، 501، 508.

الفردوس : 402،316 .

الفرقان : 261 ، 475 .

القائم : 70، 72، 267 .

القرآن : 77، 131 ، 139، 145، 177، 189، 275، 285، 301، 308، 324، 334، 391، 395، 400، 440، 492 ،512.

الكافي : 70، 1972، 333، 336، 337، 338، 413، 477.

كتاب الخطب : 289 .

كتاب علیّ علیه السلام : 338، 379، 511 .

كتاب المواليد : 317 .

كشف الغمّة : 124، 281، 288، 299، 414.

كشف الغمّة (لابن فخر): 329 .

اللباب : 324

مزار (محمد بن عليل الحائري) : 264 .

مسند أحمد بن حنبل = مسند : 304، 305.

مصباح (المتهجد) : 85.

مصحف فاطمة علیها السلام: 334، 400 .

معاني الأخبار : 148، 175، 446، 483 .

المعراج : 408 ، 416 .

المقالات : 64 .

المقتضب : 451 .

المقنع في الإمامة : 315.

من لا يحضره الفقيه : 95، 96، 357 .

مناقب الخوارزمي = المناقب = كتاب الخوارزمي : 283، 284، 285، 286، 292، 295، 314، 315.

منهج التحقيق إلى سواء الطريق : 227 ، 384 .

نوادر الحكمة : 320، 385، 391، 392

نهج البلاغة : 132، 164 .

ص: 627

فهرس محتويات الكتاب

قول الشيخ المفيد في رؤية المحتضر ... 64

قول الشيخ المصنّف حول رأي المفيد في الرؤية ... 66

من رأى النبي صلی الله علیه وآله وسلم فقد رأه ... 69

رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أبي بكر بالإيمان بعليّ علیه السلام ... 70

أرواح المؤمنين ترى آل محمّد علیهم السلام في جبال رضوى ... 72

المؤمن يستبشر برؤية محمّد وعليّ علیهما السلام عند الاحتضار ... 73

أصحاب الكساء علیهم السلام يشهدون على شهادة المحتضر بالتوحيد والنبوة والولاية ... 75

توضيح المصنّف الحديث : « حديثنا صعب مستصعب » ... 76

الدنيا كفلقة الجوزة بيد صاحب الأمر علیه السلام ... 78

هلك أصحاب الكلام إلّا من أخذ علمه من أهل البيت علیهم السلام ... 80

الأوصياء علیهم السلام الحافظون لسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ... 81

جامع العلم ومعدنه محمّد صلى الله عليه وسلم وعليّ علیه السلام بابه ... 82

أرواح المؤمنين تصير إلى الجنّة فيأكلون ويشربون ... 84

زيارة من الناحية المقدّسة يزار به كلّ إمام في رجب ... 85

توضيح المصنّف لحديث: «ليس منّا من لم يؤمن برجعتنا..» ...86

ص: 628

وممّا يدلّ أيضاً على أنّ الأئمّة علیهم السلام يُرون بأجسامهم على الحقيقة

الإمام السّجاد علیه السلام يرى أباه الحسين علیه السلام في صحراء المدينة ... 89

الإمام الصّادق علیه السلام يرى أباه الباقر علیه السلام في صحراء المدينة ... 90

ثمّ إنّهم علیهم السلام يرون أعداءهم ويرونهم أيضاً بعد الموت في الدنيا ويتحدّثون بينهم

سلسلة في عنق معاوية وهو يستسقي الإمام السجّاد علیه السلام ... 91

أمير المؤمنين علیه السلام يُري أبا بكر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعد وفاته ... 93

دموع الفرح تجري من عين المؤمن عند الاحتضار ... 95

فرض الصلاة أوجبه الله تعالى ليلة الإسراء ... 96

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يتوضأ من نهر صاد ... 98

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يسأل النبيين : بماذا بعثتم ؟ ... 99

نبي الله ادريس علیه السلام يطلب رؤية ملك الموت ... 100

أمير المؤمنين علیه السلام ينهى أن ينام المسلم وهو جُنُب ... 101

ليس للشيطان سلطة على إضلال الشيعة عن اعتقاد الحق ... 102

من خصوصيات النبي صلی الله علیه وآله وسلم أنّه يرى من خلفه ... 103

ما خلق الله أفضل من النبي و عليّ و الهما علیهم السلام ... 104

كل ما كان للنبي صلی الله علیه وآله وسلم فهو للائمّة علیهم السلام النبوة والأزواج ... 105

ومما يدل على رؤية المحتضر النبي صلى الله عليه وسلم وعليّاً والأئمّة علیهم السلام عند الموت

المؤمن الموالي يحضره عند الاحتضار النبي وعلي والحسن والحسين علیهم السلام ... 107

ص: 629

خوف المؤمن من سوء العاقبة حتى ساعة الاحتضار ... 111

الإيمان نوعان : مستقرّ وعار ... 113

توضيح المصنّف لدعاء : فمن كان من أهل السعادة ... 114

كلّ عمل ينتظر به بماذا تكون خاتمته ... 115

وممّا يدلّ على رؤية الأحياء للأموات في دار الدنيا ورؤية الأموات للأحياء...

الزهراء علیها السلام تحدّث أمّها خديجة وهي في بطنها ... 117

جبرئيل يسلّي الزهراء علیها السلام بعد وفاة أبيها صلی الله علیه وآله وسلم ... 120

توضيح المصنّف لحديث ولادة الزهراء علیها السلام ... 120

قول الشيخ المفيد في رؤية المحتضر وتوضيح المصنّف له ... 121

الحارث الهمداني يزور أمير المؤمنين علیه السلام حبّاً له ... 124

أحاديث أهل البيت علیهم السلام فيها المحكم والمتشابه ... 131

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم على سائر الأنبياء والرسل علیهم السلام

علّة فرض الصلاة لأجل ذكر محمّد وآل محمّد علیهم السلام ... 137

تفسير الإمام الصادق علیه السلام لقوله تعالى ( وكان عرشه على الماء ...) ... 139

ولمحمّد وآله صلوات الله عليهم أعلى درجات الجنان ولعدوّهم أسفل درك من النار

العلم عند آل محمّد علیهم السلام والجهل عند أعدائهم ... 143

الشيعة أخذون بحجزة آل محمّد علیهم السلام ... 145

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يلعن الراكب والقائد والسائق ... 146

ص: 630

الإمام الصادق علیه السلام كان يلعن في قنوته أربعة من الرجال والنساء ... 147

الإمام الحسن علیه السلام يعلو المنبر ويلعن العبد الآبق بأمر أبيه علیه السلام ... 148

الأمر بالصلاة على محمد وآل محمد إذا ذكرت آية الصلاة ... 149

خصوصيات الصلاة على محمد وآل محمد في يوم الجمعة ... 151

وقد جاء عنهم علیهم السلام الأمر برفع الصوت بالصلاة على محمّد وآله صلوات الله عليهم

رفع الصوت بالصلاة على محمّد وآل محمّد علیهم السلام يذهب بالنفاق ... 155

صلاة النوافل متمّمة للفرائض وكذلك الصوم ... 156

الملائكة يسألون رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عن أمير المؤمنين علیه السلام عند المعراج ... 157

الملائكة يتعلّمون التسبيح والتهليل والتكبير من محمّد و عليّ علیهما السلام ... 159

علامة قبول الصلاة من العبد ابتعاده عن الفواحش والمنكر ... 160

حبّ آل محمّد علیهم السلام يحطّ الذنوب عن العباد ... 161

طوبى لمن وجد له تحت كلّ ذنب : أستغفر الله ... 162

دعاء يتعلّمه سلمان من النبي صلی الله علیه وآله وسلم التكفير الذنوب ... 163

المعصية تُحبط الطاعة ولو كانت اثنا عشر ألف سنة ... 164

النجاة يوم القيامة لمن أطاع ربّه ولم يخادعه ... 165

من لم يتق الله فقد أحبط عمله ... 166

قبول الدعاء مرتهن بالصلاة على محمّد وآل محمّد ... 167

وممّا يدلّ على تفضيل آل محمّد صلوات الله عليهم وسلامه على أُولي العزم علیهم السلام

أمير المؤمنين علیه السلام يستبشر بالمبيت على فراش النبي صلی الله علیه وآله وسلم ... 169

ص: 631

ربّ العزّة يباهي جبرئيل وميكائيل بمبيت عليّ وتفديته نفسه ... 170

الملائكة يستأذنون ربّهم لنصرة الإمام الحسين علیه السلام ... 172

وممّا جاء في فضل العترة الطاهرة خصوصاً مولانا أمير المؤمنين علیه السلام على جميع العالمين

أمير المؤمنين علیه السلام يعرّف الناس نفسه عند منصرفه من النهروان ... 175

شرح المصنّف لأسماء أمير المؤمنين علیه السلام ... 179

محاججة سعد الأشعري مع أحد النواصب ... 181

وممّا جاء في زفر من أنّه كان منافقاً

التاسع من ربيع الأول عند أهل البيت علیهم السلام ... 185

علامة بغض أهل البيت علیهم السلام ولد الزنا ... 193

ابوبكر يتّهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بالسحر ... 195

وممّا يدلّ على نفاقهما وكفرهما في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم

لولا الغلو لقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في عليّ قولاً عظيماً ... 197

رسول الل صلی الله علیه وآله وسلمه يرى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر وهو جالس في الغار ... 198

ابوبكر يغضب عند ما يسمع النبي صلی الله علیه وآله وسلم يمدح عليّاً علیه السلام ... 199

جماعة من الذين أسلموا يخفون صنماً لهم في منزلهم ... 200

الخليفتان يشكّكان في تنصيب عليّ علیه السلام خليفة ووزيراً ... 201

الثاني يهدّ وعليّاً علیه السلام بالقتل إن لم يبايع ... 203

وممّا يدلّ على ما قلناه من أنّهما كانا منافقين غير مؤمنين

دعاء صنمي قريش صادر عن مولانا أمير المؤمنين عليّ علیه السلام ... 205

ص: 632

تفسير الإمام العسكري علیه السلام لقوله تعالى (ومن النّاس من يقول آمنًا) ... 207

ثلاثة لا يكلّمهم الله تعالى يوم القيامة ... 212

الأول يتظاهر بالانبساط والتوددّ لأمير المؤمنين علیه السلام ... 213

الثاني يراقب أمير المؤمنين علیه السلام عند خروجه خارج المدينة ... 215

حديث الإمام الكاظم علیه السلام حول الأول والثاني ... 218

الإمام الصادق علیه السلام يمرّ على وادٍ فيه قتلة أبي عبدالله علیه السلام ... 220

أمير المؤمنين علیه السلام حبّه إيمان وبغضه كفر ... 221

شرح المصنّف رحمه الله الحديث : حبّه إيمان ... 223

وممّا يدلّ على تفضيل عليّ علیه السلام على جميع الأنبياء علیهم السلام

كرامة لأمير المؤمنين علیه السلام يُظهرها لأصحابه لمّا بويع عمر ... 227

الطعم المر يكون في النباتات التي لم تؤمن بالولاية ... 235

اشتهار اسم أمير المؤمنين علیه السلام في السماء ... 236

بخ بخ من مثل شيعة عليّ ، مكتوب على باب قصر في الجنّة ... 237

النجاة في متابعة أمير المؤمنين علیه السلام والهلاك في مخالفته ... 238

ما عرف عليّاً حقّ معرفته إلّا الله ورسوله ... 239

المعراج وفضائل لأصحاب الكساء علیهم السلام في السماء السابعة ... 243

اقتراب النبي صلی الله علیه وآله وسلم في المعراج من الله لو اقترب غيره لاحترق ... 246

كيف صارت الصلاة خمس فرائض ... 247

الإمام الرضا علیه السلام يوضح حديث: «إنّ المؤمنين يزورون ربّهم...» ... 248

أربعة يوم القيامة ركبان وباقي الناس مشاة ... 250

أنواع العقيق وفضائلها ... 252

أمير المؤمنين علیه السلام يناديه الله تعالى من بين الخلائق ... 253

الإمام الحسن علیه السلام يُجمع بالناس بأمر أبيه علىّ علیه السلام ... 254

ص: 633

أمر من الله تعالى لنبىّ صلی الله علیه وآله وسلم بتفضيل الإمام عليّ علیه السلام ... 255

مودّة أهل البيت علیهم السلام موجودة في قلب كلّ عبد امتُحن بالإيمان ... 257

أمير المؤمنين علیه السلام يحدث رشيد الهجري بما يجري عليه من بعده ... 258

أمير المؤمنين علیه السلام يُعطى أشياء لم تعط إلّا للنبي صلى الله عليه وسلم ... 260

سلوني قبل أن تفقدوني كلمة ما قالها إلّا أمير المؤمنين علیه السلام ... 261

يهودي يسيء الأدب بحضرة الأمير علیه السلام ثمّ يُسلم على يديه ... 262

الإمام الصادق علیه السلام يحثّ أصحابه على زيارة أمير المؤمنين علیه السلام ... 264

أفضل الدعاء الصلاة على محمّد وآل محمّد علیهم السلام ... 265

دعاء المؤمنين لأهل البيت علیهم السلام : اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ... 266

تسبيح الزهراء علیها السلام مائة باللسان وألف في الميزان ... 267

ديان الناس يوم القيامة هو أمير المؤمنين علیه السلام ... 267

ربّ العزّة يختار نبيّه ووصيّه علیهما السلام باطلا عتين إلى الأرض ... 269

وممّا يدلّ على تفضيل أمير المؤمنين وذرّيّته لأحد عشر صلوات الله عليهم وسلامه على سائر الأنبياء والمرسلين علیهم السلام

أهل البيت علیهم السلام أعطاهم الله عزّ وجلّ الفهم والعلم والحكمة ... 271

اختار الله تعالى محمّداً وعليّاً علیهما السلام للهداية خلقه ... 272

الأئمة الاثني عشر علیهم السلام هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله تعالى ... 274

لا يقاس بأهل البيت علیهم السلام أحد ... 275

الإمام الرضا علیه السلام يجيب السائل على صحة إمامتهم علیهم السلام ... 276

الإمام الرضا علیه السلام يفسر قوله تعالى (ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا ...) ... 277

النبي صلی الله علیه وآله وسلم يُقسم بأنّ عليّاً وشيعته هم الفائزون بالجنة ... 278

أمير المؤمنين علیه السلام يتحدّث عن فاطمة الزهرا علیها السلام ... 279

لا يجوز أحد الصراط إلّا بجواز الولاية لأمير المؤمنين علیه السلام ... 280

ص: 634

المؤمن من أقرّ بالولاية والكافر من جحد بها ... 281

عائشة تعترف بفضل أمير المؤمنين علیه السلام ... 282

لعليّ أمير المؤمنين علیه السلام فضائل لا تحصى ... 283

رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشِّر فاطمة علیها السلام بطيب النسل ... 284

فضائل لعليّ اكتمها النبي صلی الله علیه وآله وسلم عن الناس ... 284

محمّد و عليّ علیهما السلام نوران قبل خلق آدم علیه السلام بأربعة عشر ألف عام ... 286

أمير المؤمنين علیه السلام الأول الناس دخولاً إلى الجنّة ... 287

أربعة يوم القيامة ركبان وباقي الناس مشاة ... 288

أمير المؤمنين علیه السلام قسيم النار وصاحب الجنان ... 298

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين على سائر أنبياء الله ورسله

الإيمان بالغيب يعني الايمان بيوم قيام القائم علیه السلام ... 291

الإقرار بفضيلة من فضائل أمير المؤمنين علیه السلام تكفّر الذنوب ... 292

وممّا يدلّ على تفضيل أمير المؤمنين علیه السلام على سائر من مضى ومن يأتي صلوات الله عليه

دعاء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لأمير المؤمنين علیه السلام يوم الخندق ... 295

نخيل المدينة يصيح بفضل النبي ووصيّه العليّ علیهما السلام ... 296

وممّا يدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السلام على من سواه من خلق الله

الملكان الحافظان لعليّ علیه السلام يفتخران على سائر الحفظة ... 297

ربّ العزّة يباهي ملائكته وحملة عرشه بعبادة عليّ علیه السلام ... 298

ص: 635

رقّ فيه قصة الطائر الذي يخبر بظهور نبيّ هو أعلم الأنبياء علیهم السلام ... 299

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يبين سرّ حبّ علي بن أبي طالب علیه السلام ... 301

طوبي شجرة غرسها الله بيده أصلها في دار عليّ علیه السلام ... 302

حديث المؤاخاة وما فيها من الفضائل لعليّ علیه السلام ... 304

عليّ علیه السلام أخ لمن ليس له نظير ولا شبيه ... 305

مدينة لها اثنا عشر ألف باب ينتظر أهلها ظهور الحجّة علیه السلام ... 306

مدينتان لا يعرف أهلها إبليس ولا متى خُلق ... 307

مدينة لها ألف ألف مصراع وألف ألف لغة ليس لأهلها حجة غير الحسن والحسين علیهما السلام ... 309

الشمس تتكلّم مع أمير المؤمنين علیه السلام وتخبره بما لَهُ وشيعته في الجنة ... 311

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم على سائر الخلق

تأكيد الأئمّة علیهم السلام على زيارة قبورهم علیهم السلام ... 313

على جناحي جبرئيل وصرصائيل التوحيد والنبوة والولاية ... 314

أبواب الجنة ثمانية مكتوب عليها التوحيد والنبوة والولاية ... 315

تاريخ تسمية عليّ بأمير المؤمنين علیه السلام ... 316

أنوار الزهراء والأئمّة الطاهرين علیهم السلام خلقت من نور محمّد و عليّ علیهما السلام ... 317

أشهد الله تعالى عليّاً سبع مواطن مع أخيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... 319

من المعراج يرى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عليّاً علیه السلام ... 320

من مسجد الخيف يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّته بالثقلين ... 323

الأصبغ يروي: «إنّ حديث أهل البيتصعب مستصعب » ... 324

وممّا يدلّ على علوّ درجتهم وتفضيلهم علیهم السلام على سائر الخلق

أهل البيت علیهم السلام لا يقاسون بالناس ... 327

ص: 636

تفضيل أهل البيت علیهم السلام على أولى العزم ... 328

عفراء الجنّية تحبّب النبي صلی الله علیه وآله وسلم لقومها فيُسلمون ... 329

أصحاب الكساء علیهم السلام يُخلقون من نور واحد ... 330

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآل محمّد علیهم السلام بالعلم الذي اوتوه وخصّهم الله عزّ وجلّ به دون أنبيائه ورسله وسائر خلقه

الإمام الصادق علیه السلام يحدّث أبا بصير بحديث خاص ... 333

ما من طائر يطير إلّا وعلمه عند أهل البيت علیهم السلام ... 335

الإمام الصادق علیه السلام يُخبر أصحابه بعين تراقبه ... 336

كلّما يزدادون الأئمّة علیهم السلام علماً يُعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... 337

تفسير الإمام علي علیه السلام لقوله تعالى (إنّ الأرض الله يورثها ...) ... 338

الأرض وما فيها الله ولرسوله ولأهل البيت علیهم السلام ... 339

جبرئيل علیه السلام يخرق بابهامه ثمانية أنهار في الأرض ... 341

الملائكة أكثر عدداً من بني آدم ... 343

تفسير الإمام الباقر علیه السلام لقوله تعالى ( ولقد عهدنا إلى آدم ...) ... 344

أولو العزم الذين آمنوا بالإمام المهدي علیه السلام ... 345

ولاية علي لا تؤخذ على الأنبياء علیهم السلام ... 346

وممّا خصّ الله سبحانه به محمّداً وآل محمّد علیهم السلام بأن جعل عندهم أسماء محبّيهم وشيعتهم واحداً واحداً وأسماء أعدائهم وأهل النار واحداً واحداً

ديوان عند أهل البيت علیهم السلام فيه أسماء شيعتهم ... 349

كتاب فيه أسماء أهل الجنة والنار عند أُمّ سلمة ... 350

صحائف فيها أسماء أهل الجنة وأهل النار تعرض على النبي صلی الله علیه وآله وسلم عند الاسراء ... 351

ص: 637

كلّ ما فُوّض إلى النبي صلی الله علیه وآله وسلم فهو عند أهل البيت علیهم السلام ... 352

ألف باب من الحلال والحرام يتعلّمه عليّ من النبيّ علیهما السلام ... 353

ألف كلمة تفتح ألف كلمة من رسول الله إلى علي علیهما السلام ... 354

الزيارة الجامعة

زيارة جامعة لجميع الأئمة علیهم السلام برواية الشيخ الصدوق ... 357

وممّا يدلّ على أنّ الأنبياء والمرسلين علیهم السلام من شيعة آل محمّد صلوات الله عليهم

أول أربعة يدخلون الجنة : النبيّ و عليّ علیهما السلام ... 367

أسماء أصحاب الكساء مكتوبة على باب الجنّة ... 358

وممّا يدلّ على فضل محمّد وعليّ وآلهما الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين

أول من ينشقّ عنه القبر بعد النبي صلی الله علیه وآله وسلم عليّ علیه السلام ... 369

وممّا يدلّ على أن الأنبياء والرسل من جملة شيعة آل محمّد صلوات الله عليهم وسلامه

تسع خصال بشرى من الله تعالى إلى شيعة عليّ علیه السلام ... 371

من انتحل محبّة أهل البيت علیهم السلام أسكنه الله معهم في مقعد صدق ... 372

تفسير أمير المؤمنين علیه السلام لقوله تعالى (إذ يغشى السدرة ما يغشى) ... 373

ملك له عشرون ألف رأس يهبط على النبي صلی الله علیه وآله وسلم ... 377

سبع خصال خاصة للنبي و علي علیهما السلام ... 378

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يفسر قوله تعالى (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ... 379

ص: 638

رسول الله صلى الله عليه وسلم يستدعي عليّاً علیه السلام عند احتضاره ... 380

وممّا يدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السلام وعلوّ درجته على سائر خلق الله ماعدا محمّد صلی الله علیه وآله وسلم

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يسأل جبرئيل عن منزلة علي علیه السلام عند ربّه ... 383

أصحاب الكساء علیهم السلام يُخلقون من نور واحد ... 385

ترّ مثل ترّ البناء عند أهل البيت علیهم السلام ... 386

عمود من نور واسطة بين الله عزّ وجلّ والإمام علیه السلام ... 387

وممّا يدلّ على ما قلناه من تفضيل محمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين على أولي العزم علیهم السلام

نداء جبرئيل علیه السلام : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ ... 389

الإمام الباقر علیه السلام يعرف أهل البيت علیهم السلام ... 389

الإمام الكاظم علیه السلام يفسّر آيات من القرآن الكريم ... 391

الإمام الصادق علیه السلام يتكلّم عن السماوات السبع ... 392

أربعة عشر نوراً يخلقهم الله تعالى قبل آدم علیه السلام ... 392

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بيته علیهم السلام أكرم الخلق على الله عزّ وجلّ ... 394

عشر خصال يحصل عليها أمير المؤمنين علیه السلام من النبى صلی الله علیه وآله وسلم ... 397

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يُخبر أصحابه بأنّ عليّاً علیه السلام أفضلهم ... 398

آدم علیه السلام يسأل جبرئيل عن نور أشرق في الجنة ... 399

سبب تسمية الزهراء علیها السلام بفاطمة ... 400

الزهراء علیها السلام تخرج محبّيها من النار ... 401

ملك له عشرون رأساً يهبط على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 403

لولا علىّ علیه السلام لما كان لفاطمة علیها السلام كفؤ ... 404

ص: 639

حديث تزويج الطاهرة البتول فاطمة الزهراء من علي بن ابيطالب صلوات الله عليهما وسلامه

أمير المؤمنين علیه السلام يتحدّث عن خطبته للزهراء علیها السلام ... 405

زواج عليّ من فاطمة علیها السلام تم في السماء قبل الأرض ... 407

عائشة تُشكل على النبي صلی الله علیه وآله وسلم كثرة تقبيله الفاطمة علیها السلام ... 408

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يصف لعائشة علّة حبّه للزهراء علیها السلام ... 409

حُرّمت النساء على عليّ علیه السلام في حياة فاطمة علیها السلام ... 410

أمير المؤمنين علیه السلام يتقدّم لخطبة الزهراء علیها السلام ... 411

كيفية زفاف فاطمة علیها السلام للبيت زوجها ... 412

اسم الزهراء علیها السلام ينزل من السماء على لسان محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ... 413

الزهراء علیها السلام تُزوّج في السماء بعليّ علیه السلام قبل الأرض ... 414

لفاطمة الزهراء علیها السلام تسعة اسماء ... 415

إذا غابت الشمس فالناس يهتدوا بأهل البيت علیهم السلام ... 416

التوحيد والنبوة والولاية منقوشة على العرش ... 417

حوراء تخرج من وسط سفرجلة تسلّم على رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ... 418

الملائكة تتعلّم الأذان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعراج ... 418

اختيار عليّ علیه السلام وزيراً للنبي صلی الله علیه وآله وسلم من قِبلِ الله تعالى ... 420

أقوام يلومون النبي صلی الله علیه وآله وسلم لمحبّته علي بن أبي طالب علیه السلام ... 422

نهر في الجنة يعبره النبي صلى الله عليه وسلم لم يعبره أحد من الأنبياء ... 423

خمس خصال منحة من الله تعالى لنبيّه صلی الله علیه وآله وسلم في عليّ علیه السلام ... 424

طينة النبي و عليّ علیهما السلام تغمس في جميع الأنوار وأنهار الجنة ... 427

نساء قريش يعيرن فاطمة الزهراء علیها السلام من زواجها بعليّ علیه السلام ... 428

طلب الملائكة أن يخلق الله تعالى لهم ملكاً على صورة علي بن ابي طالب علیه السلام ... 432

ص: 640

أطوع الخلق للنبي صلی الله علیه وآله وسلم ابن عمّه علي بن أبي طالب علیه السلام ... 344

قسم الرب تعالى على من أتاه جاحداً لولاية أهل البيت علیهم السلام أن يدخله النار ... 435

قصر عظيم في كلّ سماء لعلي بن أبي طالب علیه السلام ... 436

هدية خاصة للنبي صلی الله علیه وآله وسلم من الرابع في المعراج ... 439

ردّ الإمام الصادق علیه السلام على النواصب في بدء الأذان ... 440

حديث ولادة أمير المؤمنين علیه السلام في الكعبة برواية يزيد بن قعنب ... 446

وممّا يدلّ على ما قلناه من تفضيل محمّد وآله صلوات الله عليهم على سائر الخليفة

عليّ علیه السلام سيد الأولين والآخرين من أهل السماوات والأرضين ... 449

عليّ علیه السلام خير البشر ... 450

بعثة الأنبياء علیهم السلام لأجل الإقرار بنبوة محمّد وولاية عليّ علیهما السلام ... 451

لكلّ نبيّ اثنا عشر نقيباً أفضلهم نقباء النبي صلى الله عليه وسلم ... 452

الإمام الرضا علیه السلام ليخبر أبا الصلت عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء علیهما السلام ... 454

سر من سرّ الله تعالى عند أهل البيت علیهم السلام ... 456

أمير المؤمنين علیه السلام يُنزل أهل الجنّة منازلهم ... 458

جعفر وحمزة يشهدان لنوح بأداء الرسالة ... 459

الشيعة أقرب الخلق إلى عرش الرحمن بعد أهل البيت علیهم السلام ... 460

آل محمّد علیهم السلام أفضل من آل جميع الأنبياء علیهم السلام ... 461

آدم علیه السلام يرى أشباح آل محمّد علیهم السلام وهم في صلبه ... 463

الإمام العسكري علیه السلام يفسّر قوله تعالى (يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) ... 646

الأمم السالفة يتوسلون بآل محمّد علیهم السلام إلى الله تعالى ... 469

بآل محمّد علیهم السلام توسل آدم علیه السلام فتاب الله عليه ... 469

ثياب اليهود تشهد للنبي بالنبوة ولعليّ بالوصية ... 471

ص: 641

اختار الله عزّ وجلّ من الناس الأنبياء و من الأنبياء محمّد صلى الله عليه وسلم ... 472

اطّلاعتان للربّ تعالى إلى الأرض الأولى اختار فيها محمّداً والأخرى عليّاً ... 473

الرحمة الإلهية تشمل الأمة التي تدين بإمام عادل ... 474

أهل البيت علیهم السلام عندهم علم الكتاب ... 475

خُلقت الشيعة من شعاع نور أهل البيت علیهم السلام ... 476

أمير المؤمنين علیه السلام القسيم الله بين الجنّة والنار ... 477

وممّا يدلّ أيضاً على تفضيل محمّد المصطفى وأخيه عليّ المرتضى وابنته فاطمة الزهراء...

الإمام الصادق علیه السلام يفسر قوله تعالى (يسألونك عن الروح ...) ... 479

وممّا يدلّ على أنّ الله سبحانه خلق خلقاً لأجل لعن عدوّهم

لله خلق فريضتهم لعن الرجلين ... 481

لله خلق لم يعصوه طرفة عين يتبرؤون من فلان وفلان ... 482

وممّا يدلّ على تفضيل الله سبحانه محمّداً وآله صلوات الله عليهم على سائر خلقه

أشرف الأرواح أرواح محمّد وآل محمّد صلى الله عليه وسلم ... 483

الوسيلة أعلى درج في الجنّة خاصة لنبيه محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ... 486

خلق الله محمّداً وآل محمّد علیهم السلام من نور عظمته ثم صوّرهم من طينة مكنونة ... 488

وممّا يدلّ على تفضيل محمّد وآل محمّد صلوات الله علیهم على سائر الخلق من نبي ورسول وغيرهما

كلّ ما كان عند النبيين ورثه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ثمّ آله الطاهرين ... 491

ص: 642

أول النبيين إقراراً بالربوبية حبيبه محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ... 493

موسى الكليم علیه السلام يرى ليلة الخطاب كلّ شيء ينطق بذكر محمّد وآل محمّد علیهم السلام ... 494

وممّا يدلّ على فضل محمّد وفضل آله صلوات الله عليهم على سائر الخلق

ما عرف الله إلّا حبيبه محمّد ووصيه عليّ علیهما السلام ... 495

وممّا يدلّ على أنّ محمّداً وعليّاً صلوات الله عليهما وآلهما هما معلمي الملائكة والأنبياء والرسل علیهم السلام

ابن عباس يفسر قوله تعالى ( وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون ) ... 497

وممّا يدلّ على ما اخترناه من تفضيل محمّد وآل محمّد علیهم السلام أنّ جميع الأنبياء والرسل والأوصياء والمؤمنين...

الأنبياء يتوسلون بمحمّد وآل محمّد علیهم السلام إلى الله عند حوائجهم ... 499

آل محمّد علیهم السلام يرثون كلّ ما فُضّل به النبيّون علیهم السلام ... 501

ما استقرّ العرش والكرسي إلّا بعد أن كُتب عليه : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليّ أمير المؤمنين ... 502

آل محمّد علیهم السلام يحدّثون الناس على قدر عقولهم ... 503

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يثبت الوصية لأمير المؤمنين علیه السلام ... 504

وممّا يدلّ على تفضيل آل محمّد علیهم السلام على جميع أهل الدنيا كافّة

عهد من الله تعالى ليدخلنّ أعداء عليّ علیه السلام النار ... 505

أهل البيت علیهم السلام ينوّرون الطبقات السبع بوجودهم ... 506

ما اتخذ الله ابراهيم خليلاً إلّا لكثرة صلاته على محمّد وآل محمّد علیهم السلام ... 507

ص: 643

أمير المؤمنين علیه السلام يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه ... 508

دعاء الإمام الصادق علیه السلام الشفاء وجع العين ... 509

رحم الله عبداً اجتمع مع اخواته وتذاكروا أمر آل محمّد علیهم السلام ... 510

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يعلّم الإمام الصادق علیه السلام دعاءً إذا دخل على المنصور ... 511

أحاديث أهل البيت علیهم السلام فيها المحكم والمتشابه كما في القرآن ... 512

قضاء الحوائج في الصلاة على محمّد وآل محمّد علیهم السلام ... 513

ردّ الإمام الصادق علیه السلام على من قال أنّ آدم زوّج ابنته من ابنه ... 514

الفهارس الفنيّة ... 519

فهرس الآيات القرآنيّة ... 521

فهرس الأحاديث ... 538

فهرس الآثار ... 586

فهرس الأعلام ... 592

فهرس الطوائف والقبائل والفرق ... 620

فهرس الأماكن والبلدان ... 622

فهرس الوقائع والأيام ... 624

فهرس الكتب الواردة في المتن ... 626

فهرس المحتويات ... 628

ص: 644

منشوراتنا

تشرّفت مكتبتنا - مكتبة العلّامة المجلسي رحمه الله - بتحقيق ونشر الكتب التالية :

(1) سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان علیه السلام ؛

تأليف : السيّد بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي ( كان حيّاً سنة 803ه ) .

(2) السلطان المفرّج عن أهل الإيمان [فيمن رأى صاحب الزمان علیه السلام ]؛

تأليف : السيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي (كان حيّاً 803ه ) .

(3) مصائب النواصب [في الردّ على نواقض الروافض ]؛

تأليف : الشهيد القاضي السيّد نور الله بن شرف الدين المرعشي الحسيني التستري (956 - 1019ه) في مجلّدين.

(4) تاريخ أهل البيت، نقلاً عن الأئمةّ الباقر والصادق والرضا والعسكري عن آبائهم علیهم السلام ؛

رواه المحدّث نصر بن علي الجَهْضَمي ( 250ه) واستدرك عليه عدّة من الرواة والمؤرّخين القدماء.

(5) غرر الأخبار ودرر الآثار في مناقب أبي الأئمّة الأطهار علیهم السلام ؛

تأليف : الحسن بن أبي الحسن علي بن محمّد الديلمي ( من أعلام القرن الثامن الهجري ) .

ص: 645

(6) سلوة الحزين وتحفة العليل الشهير بالدعوات ؛

تأليف : قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (المتوفّى 573 ه ) .

(7) التعريف بوجوب حقّ الوالدين ؛

تأليف : أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي ( 449 ه ) .

(8) نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة ؛

تأليف : أبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير ( من أعلام القرن الخامس ) .

(9) الإهليلجة ؛

للإمام أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد ( المستشهد سنة 148ه) ، برواية : أبي محمّد المفضل بن عمر الجعفي الكوفي ( المتوفّى أوائل القرن الثالث ) ، وبذيله شروح وتعليقات العلّامة المجلسي ( 1037 - 1110ه ) .

( 10 ) كتاب فكّر المعروف بتوحيد المفضّل ؛

أملاه الإمام أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمّد ( المستشهد سنة 148ه) على أبي محمّد المفضّل بن عمر الجعفر الكوفي ( المتوفّى وائل القرن الثالث ) ، وبذيله : شروح وتعليقات العلّامة المجلسي (1037 - 1110 ه ) .

(11) الرسالة العلويّة في فضل أمير المؤمنين علیه السلام على سائر البريّة سوى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المعروف بالتفضيل ؛

تأليف : أبي الفتح محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي ( 449 ه ) .

(12) المناقب ، ( ينقل عن العلّامة المجلسي رحمه الله بعنوان : كتاب عتيق في فضائل أهل البيت علیهم السلام ) :

تأليف : السيّد الشريف محمّد بن عليّ بن الحسين العلوي ( من أعلام القرن الخامس).

(13) معارج الفهم في شرح النظم ؛

تأليف: العلامة الحلّي، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648-726ه )

ص: 646

(14) تفضيل الأئمّة على الأنبياء والملائكة علیهم السلام ؛

تأليف : أبي محمّد الحسن بن سليمان الحلّي العاملي (كان حيّاً سنة 802ه ) .

(15) المحتضر في معاينة المحتضر للنبي والأئمّة علیهم السلام ؛

تأليف : أبي محمّد الحسن بن سليمان الحلّي العاملي ( كان حيّاً سنة 802ه ) .

(16) المجموعة الحديثيّة المعروفة بمختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله الأشعري (300ه)؛

تأليف : أبي محمّد الحسن بن سليمان الحلّي العاملي (كان حيّاً سنة 802ه ) .

(17) قصص الأنبياء ، الحاوي لأحاديث كتاب النبوّة للشيخ الصدوق محمّد بن علي ابن بابویه (381ه)؛

تأليف : قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ( 573 ه ) .

(18) معدن الجواهر ورياضة الخواطر ؛

تأليف : أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي ( 449ه) .

وسيصدر من مصادر بحار الأنوار:

(1) الكافية في إبطال توبة الخاطية ؛

تأليف : الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (413ه).

(2) الاختيار من المصباح ؛

تأليف : السيّد علي بن حسّان بن باقي القرشي ( من أعلام القرن السابع ) .

(3) ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ؛

تأليف : سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي ( 300 ه ) .

(4) النوادر ( النسخة الكاملة ) ؛

تأليف : السيّد ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي (المتوفّى حدود سنة 571ه).

ص: 647

(5) درر اللآلي العماديّة في الأحاديث الفقهيّة ؛

تأليف : محمّد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور ( من أعلام القرن العاشر ) ، في 6 مجلّدات .

(6) التعجب من أغلاط العامّة في مسألة الإمامة ؛

تأليف : أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي ( 449ه ) .

(7) صفوة الصفات في شرح دعاء السمات ؛

تأليف : تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي ( 905ه ) .

(8) عيون المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة ؛

تأليف : أبي المختار الحسين بن عبدالوهّاب ( من أعلام القرن الخامس ) .

(9) المزار الكبير ؛

تأليف : الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي ( 413ه ) .

(10) تفسير القرآن الكريم ؛

تأليف: علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ( من أعلام القرن الرابع ) .

(11) الأربعون حديثاً عن أربعين شيخاً من أربعين صحابياً في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ؛

تأليف : الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله ابن بابويه الرازي ( من أعلام القرن السادس ) .

ص: 648

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.