أعمال ليالي القدر

هوية الكتاب

أعمال

ليالي القدر

اسم الكتاب: أعمال ليالي القدر

إعداد: مركز المعارف للتأليف والتحقيق

نشر: دار المعارف الإسلامية الثقافيّة

الطبعة الثامنة: 2017م - 1438ه

ISBN 978-614-467-005-7

ص: 1

اشارة

اسم الكتاب: أعمال ليالي القدر

إعداد: مركز المعارف للتأليف والتحقيق

نشر: دار المعارف الإسلامية الثقافيّة

الطبعة الثامنة: 2017م - 1438ه

ISBN 978-614-467-005-7

ص: 2

أَعمال

ليَالِيُّ القَدْرِ

المعارف

دار المعارف الإسلامية الثقافية

ص: 3

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 4

اعْمَالُ العَالِيُّ القَدْرِ.

السور القرآنية المباركة التي تُستحبّ قراءتها في ليلة القدر

سُورَةُ العَنكَبُوتِ

فضل سورة العنكبوت

روى أبو بصير عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال: «من قرأ سورتي العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين، فهو والله، يا أبا محمد، من أهل الجنَّة، لا أستثني فيه أبداً، ولا أخاف أن يكتب الله علي في يميني إثماً، وإنّ لهاتين السورتين من الله مكاناً»(1).

ص: 5


1- تهذيب الأحكام الطوسي، ج 3، ص 100.

سُورَةُ الرُّومِ

فضل سورة الروم

في تفسير مجمع البيان عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال: «ومن قرأها كان له من الأجر عشر حسنات، بعدد كل ملك سبَّح الله ما بين السماء والأرض، وأدرك ما ضيّع في يومه وليلته»(1).

سُورَةُ الدُّخَان

فضل سورة الدخان

في تفسير البرهان عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): « من قرأها في ليلة الجمعة غُفِرت له ذنوبه السابقة...»(2).

وعنه(صلی الله علیه وآله وسلم) قال: «من قرأ سورة الدخان في ليله أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك». وعنه(صلی الله علیه وآله وسلم)قال: «من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة ويوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنّة»(3).

وروى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر ال أنه قال: «من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة، وأظله تحت عرشه، وحاسبه حساباً يسيراً، وأعطاه كتابه بيمينه»(4).

ص: 6


1- تفسير مجمع البيان، الطبرسي، ج8، ص 42.
2- البرهان في تفسير القرآن البحراني، ج 5، ص7.
3- تفسير مجمع البيان للطبرسي ج 9 ص 101.
4- ثواب الأعمال للصدوق، ص 134

ترتيبها... 29

سُورَةُ العَنكَبُوتِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

آیاتها... 69

الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ(4) مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَأتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَن جَهَدَ فَإِنَّمَا يُجَهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَن الْعَالَمِينَ (6)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَنَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنَا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ(9) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا

ص: 7

أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ(10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ(11) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى

ص: 8

الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22)وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ

ص: 9

أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ

ص: 10

مُفْسِدِينَ (36)فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37)وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ

ص: 11

وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا

ص: 12

أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا

ص: 13

لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)

ترتيبها ...30

آیاتها ...60

سُورَةُ الرُّومِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم (1)غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ

ص: 14

الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10) اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ

ص: 15

كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ

ص: 16

إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)

مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا

ص: 17

فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ

ص: 18

مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا

ص: 19

مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)

ص: 20

ترتيبها...44

آیاتها ...59

سُورَةُ الدُّخَانِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حمَ (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)

أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ

ص: 21

رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19)وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30)مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)

وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33)إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا

ص: 22

مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43)طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52)يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53)كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55)لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)

ص: 23

ترتیبها...97

آیاتها...5

سُورَةُ القَدْر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

ص: 24

أعمال ليلة القدر

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ولَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾(1).

﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾(2).

... اعلم أن أهم ما في شهر رمضان ليلة القدر، وهي ليلة خير من ألف شهر. وقد ورد في الأخبار كونها خيراً من جهاد ألف شهر وعبادتها خيراً من عبادة ألف شهر. وبالجملة هي ليلة شريفة، تقدّر فيها أرزاق العباد وآجالهم... وفيها نزل القرآن وهي ليلة مباركة.

موانع القبول في ليلة القدر:

وروي أنه لا يُرّد في تلك الليلة دعاء أحد إلا دعاء:

1 - عاق الوالدين.

2 - وقاطع الرحم الماسّة..

3 - ومن كان في قلبه عداوة لمؤمن...

ص: 25


1- سورة القدر، الآية 3.
2- سورة الدخان الآية 4.

ثواب إحياء ليلة القدر:

روي عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال: «قال موسى: إلهي، أُريدُ قربك، قال: قربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: إلهي ،أريد رحمتك، قال: رحمتي لمن رحِم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي، أريد الجواز على الصراط، قال: ذلك لمن تصدّق بصدقةٍ في ليلة القدر، قال: إلهي، أريد من أشجار الجنّة، قال: ذلك لمن سبّح تسبيحةً ليلة القدر، قال: إلهي، أريد رضاك، قال: رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر»(1).

الاستعداد لليلة القدر :

وينبغي للمصدّق بالدين، وبنصّ القرآن المبين، أنْ يجتهد لليلة القدر بكل ما يقدر عليه من الوسائل. ومن الاجتهاد أن يكثر ويبالغ في الدُّعاء التوفيقها طول سنته، وأن يرزق فيها أحبّ الأعمال إلى الله، وأن يجعلها له خيراً من ألف شهر ، وأن يقبلها منه، ويكتبه فيها من المقرّبين ويرضى عنه ويُرضي عنه نبيّه وأئمته، لا سيّما إمام زمانه(عجل الله تعالی فرجه) ... ومن الاجتهاد أن يُعدّ العدة لتحصيل مقدمات العبادة من لباس مناسب وعطر، وما يتصدّق به فيها على فقراء مخصوصين لصدقته، ويتخير لها أدعية مناسبة.

وينبغي أن يزيد في شوقه إلى الفوز بكرامات ما أعدّ له في هذه الليلة ،

ص: 26


1- إقبال الأعمال لابن طاووس، ج 1، ص 345.

وأن يعيّن لليلته من الأعمال ما هو أنسب لحاله، وإخلاصه، وحضوره ،وصفاته، ورضا مولاه... ويجتهد أن لا يشتغل في شيء من أجزاء ليلته عن الله ولو بالمباحات .

كما إنّ عليه أن لا يغفل قلبه عن حقيقة ما يقوم به من الأعمال والأذكار، حين اشتغاله بها. ويسهل ذلك بأن يتفكّر إجمالاً في العمل قبل أن يدخل فيه.

وبالجملة ،على السالك أن لا يستقل من الخير ولو ذرّة، فيتركه لأجل قلته، فيخسر ولا يستكثر شيئاً منه فيعجب، أو يتركه من جهة أنّه لا يقدر

عليه؛ بل يفعل منه كلّ ما قدر عليه ويستصغره بعد فعله في جنب الله.

ولا يستبعد أن يجيب الله دعاء عباده لمجرد صورة الدُّعاء ولو بلقلقة اللسان، ويعاملهم بكرم عفوه، وإيّاه إيّاه أن يُقنط أحداً من رحمته، ولو كان عمله مشوباً ببعض الأكدار، لعلّه إذا لم يترك العمل قد يُوَفِّق لبعض النفحات الإلهيّة، وينقلب الأمر رأساً على عقب، فيفوز مع الفائزين.

.... ولا بدّ للمؤمن في أول الليلة من أن يبالغ في التوسل والاستشفاع بخفير الليلة من المعصومين(عليهم السلام) ، ويذكر كلّ ما يحتاج إليه من التوفيق في السلام أعماله ،وأحواله ويجد في تلطيف ألفاظ الاسترحام والاستشفاع بهم(عليهم السلام) .

وأعمال ليالي القدر نوعان: نوعٌ منها عام يؤدّى في كلّ ليلة من الليالي الثلاث، ونوع خاص يؤتى فيما خص كلّ ليلة من الليالي وسنشرع في ما هو عام يشمل الليالي الثلاث.

ص: 27

ص: 28

القسم الأول

الأعمال العامة في ليلة القدر

1 - الغسل.

2 - الإحياء.

3 - دعاء الافتتاح.

4 - دعاء الصالحين.

5 - دعاء الإمام الصادق.

6 - صلاة ركعتين.

7 - دعاء التوسل بالمصحف.

8 - زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) .

9 - صلاة مائة ركعة.

10 - دعاء «اللَّهُمَّ إِنِّي أمسيت».

11 - دعاء الجوشن الكبير.

12 - أعمال أسحار شهر رمضان المبارك.

ص: 29

ص: 30

الأعمال العامة في ليلة القدر

اشارة

1 - الغُسل : قال العلّامة المجلسي (رحمۀ الله علیه): الأفضل أن يغتسل عند غروب الشمس ليكون على غسل لصلاة العشاء.

2 - الإحياء ففي الحديث: «من أحيا ليلة القدر، غُفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء، ومثاقيل الجبال، ومكائيل البحار»(1).

دعاء الافتتاح:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ، وَأَنْتَ مُسَدِّدُ لِلْصَوابِ بِمَنْكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَشَدُّ الْمُعاقِبِينَ في مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَأَعْظَمُ الْمُتَجَبِّرِينَ فِي مَوْضِعِ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ. اللَّهُمَّ أَذِنْتَ لي فِي دُعائِكَ وَمَسْأَلَتِكَ، فَاسْمَعْ يا سَمِيعُ مِدْحَتِي، وَأَجِبْ يا رَحِيمُ دَعْوَتِي، وَأَقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتِي، فَكَمْ يا إِلهِي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها، وَهُمُوم (وَغُمُومٍ) قَدْ كَشَفْتَها، وَعَثْرَةِ قَدْ

ص: 31


1- إقبال الأعمال ابن طاووس، ج 1 ، ص 346.

أَقَلْتَها، وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةٍ بَلاءِ قَدْ فَكَكْتَهَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلْ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً. الْحَمْدُ لِلَّهِ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ كُلْهَا عَلَى جَمِيعِ نِعَمِهِ كُلّها. الحَمدُ لله الَّذي لا مُضادَّ له في مُلكه، ولا مُنازِعَ لهُ في أمره.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا شَرِيكَ لَهُ فِي خَلْقِهِ، وَلا شَبيهَ لَهُ فِي عَظَمَتِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْفاشي في الْخَلْقِ أَمْرُهُ وَحَمْدُهُ، الظَّاهِرِ بِالْكَرَم مَجْدُهُ، الْباسِطِ بالْجُودِ يَدَهُ ، الَّذِي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ، وَلا تَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إِلَّا جُوداً وَكَرَماً، إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْوَهَّابُ. اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرِ، مَعَ حاجَةٍ فِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٍ، وَغِناكَ عَنْهُ قَدِيمٌ، وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسيرٌ.

اللَّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبِي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِي، وَسَتْرَكَ عَلَى (عَنْ) قَبِيحٍ عَمَلي، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثِيرِ (كَبِير) جُرْمِي، عِنْدَما كَانَ مِنْ خَطَإِي وَعَمْدِي، أَطْمَعَنِي فِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ الَّذِي رَزَقْتَنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَرَيْتَنِي مِنْ قُدْرَتِكَ، وَعَرَّفْتَنِي مِنْ إجابَتِكَ، فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً، وَأَسْأَلُكَ مُسْتَأَنِساً، لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلًّا عَلَيْكَ فِيما قَصَدْتُ فِيهِ (به) إِلَيْكَ، فَإِنَّ أَبْطَأَ عَنِّي (عَليَّ) عَتِبْتُ بِجَهْلِي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذِي أَبْطَأَ عَنِّي هُوَ خَيْرٌ لِي؛ لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ الْأُمُورِ،

ص: 32

فَلَمْ أَرَ مَوْلَى (مؤملاً) كَرِيماً أَصْبَرَ عَلَى عَبْدِ لَئِيمٍ يا رَبِّ، إِنَّكَ منكَ عَلَيَّ. یا ربِّ، إنَّکَ تَدْعُونِي فَأَوَلِّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغْضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ (ثُمَّ لَمْ )يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي، وَالإِحْسانِ إِلَيَّ وَالتَّفَضْلِ عَلَيَّ، بجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ، إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ.

الْحَمْدُ لله مالك الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الإِصْباحِ، دَيَّانِ الدِّينِ، رَبِّ الْعَالَمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى عَفْوهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى طُولِ أَناتِهِ فِي غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرُ (القادر) عَلَى مَا يُرِيدُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ خَالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فَالِقِ الإِصْباحِ، ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَالْفَضْلِ وَالإِنْعامِ، (والتَفَضُّلِ والإِحْسَانِ) الَّذِي بَعْدَ فَلا يُرَى، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوَى، تَبارَكَ وَتَعالَى.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلاشَبِيةٌ يُشاكِلُهُ، وَلا ظَهِيرٌ يُعاضِدُهُ. قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزَّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَمَاءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشَاءُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُجِيبُنِي حِينَ أَنادِيهِ، وَيَسْتُرُ عَلَى كُلَّ عَوْرَةٍ وَأَنَا أَعْصِيهِ، وَيُعَظَّمُ النِّعْمَةَ عَلَيَّ فَلا أُجازِيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَةٍ هَنِيئَةٍ قَدْ أَعْطَانِي، وَعَظِيمَةٍ مَخُوفَةٍ قَدْ كَفَانِي، وَبَهْجَةٍ مُونِقَةٍ قَدْ أَرَانِي، فَأُثْنِي عَلَيْه حامداً، وَأَذْكُرُهُ مُسَبْحاً. الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلا يُغْلَقُ

ص: 33

بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ (يَخِيْبُ) آمِلُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُؤْمِنُ الْخائِفِينَ، وَيُنَجِّي الصَّالِحِينَ ( وَيُنْجِي الصَّادِقِينَ)، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَيُهْلِكُ مُلُوكاً، وَيَسْتَخْلِفُ آخَرِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قاصِم الْجَبَّارِينَ، مُبِيرِ الظَّالِمِينَ، مُدْرِكِ الْهَارِبِينَ، نَكَالِ الظَّالِمِينَ، صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِحِينَ مَوْضِع حاجاتِ الطَّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنِينَ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكَّانُهَا، وَتَرْجُفُ الأَرْضُ وَعُمَّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحَارُ وَمَنْ يَسْبَحُ (يُسَبِّحُ) فِي غَمَراتِها. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهَذَا، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانا اللهُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، وَيُمِيتُ الأَحْياءَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَی، وَهُوَ حَيٍّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَمِينِكَ وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبكَ وَخِيرَتِكَ(وَخَلِيلِكَ)مِنْ خَلْقِكَ، وَحافِظ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغ رِسالاتِكَ، أَفْضَلَ، وَأَحْسَنَ، وَأَجْمَلَ، وَأَكْمَلَ ، وَأَزْكَى، وَأَنَمى ، وَأَطْيَبَ، وَأَظْهَرَ، وَأَسْنَى، وَأَكْثَرَ( وأكبر) ، ما صَلَّيْتَ، وَبارَكْتَ، وَتَرَحَمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ، وَسَلَّمْتَ، عَلَى أَحَدِ مِنْ عِبادِكَ

(مِنْ خَلْقِكَ)، وَأَنْبِيائِكَ، وَرُسُلِكَ، وَصَفْوَتِكَ، وَأَهْلِ الْكَرَامَةِ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِكَ.

ص: 34

اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى عَلِيٌّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، عَبْدِكَ، وَوَلِيْكَ، وَأَخِي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرَى، وَالنَّبَأِ الْعَظِيمِ. وَصَلِّ عَلَى الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ، فَاطِمَةَ (الزَهْراءِ) سَيْدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ. وَصَلِّ عَلَى سِبْطَي الرَّحْمَةِ، وَإِمَامَي الْهُدَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سَيْدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَصَلِّ عَلَى أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ: عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلَيَّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْخَلَفِ الْهَادِي الْمَهْدِيِّ، حُجَجِكَ عَلَى عِبادِكَ، وَأَمَنائِكَ فِي بِلادِكَ، صَلَاةٌ كثيرة دائمة.

اللّهُمَّ ، وَصَلِّ عَلَى وَلِيٌّ أَمْرِكَ الْقَائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ (وَاحْفُفْهُ) بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَيَّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللّهُمَّ، اجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إلی كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدِينِكَ، اسْتَخْلِفْهُ فِي الْأَرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دِينَهُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً. اللَّهُمَّ أَعِزَّهُ، وَأَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ، وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً. اللّهُمَّ ، أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.

ص: 35

اللَّهُمَّ، إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ، تُعِزُّ بها الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بها النّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنَا فِيهَا مِنَ الدُّعاةِ إِلَى طَاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلَى سَبِيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بها كَرَامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ. اللّهُمَّ، ما عَرَّفْتَنا مِنَ الْحَقِّ فَحَمَلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلْغْناهُ اللَّهُمَّ، الْمُمْ بهِ شَعَثَنَا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا وَارْتُقْ بهِ فَتْقَنا وَكَثّر به قلَّتَنا وَأَعْزِزْ (وَأَعِزَّ) بِهِ ذِلَّتَنَا، وَأَغْن عائِلَنا، وَاقْضِ بِهِ عَنْ مُغْرَمِنَا، وَاجْبُرْ بِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَيَسِّرْ عُسْرَنا، وَبَيِّض بِهِ وَجُوهَنا، وَفُكَ بِهِ أَسْرَنَا، وَأَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا وَأَنْجِزْ بِهِ مَواعِیدَنا وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا وَأَعْطِنا بهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بهِ مِنَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ آمالَنا، وَأَعْطِنَا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، يا خَيْرَ الْمَسْؤُولِينَ، وَأَوْسَعَ الْمُعْطِينَ، اشْفِ بهِ صُدُورَنَا، وَأَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنَا بِهِ لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَانْصُرْنَا بِهِ عَلَى عَدُوكَ وَعَدُوّنا إلهَ الْحَقِّ (الخَلْق) آمِينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبَيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا (إِمَامِنَا) ، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا، وَقِلَّةَ عَدَدِنَا، وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظَاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وآلِ مُحَمّدٍ، وَأَعِنَّا عَلَى ذلِكَ بِفَتْحِ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرِّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطَانِ حَقٌّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلْناهَا، وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ص: 36

دعاء الصالحين:

اللَّهُمَّ، بِرَحْمَتِكَ فِي الصَّالِحِينَ فَأَدْخِلْنَا، وَفِي عِلِّيِّينَ فَارْفَعْنَا، وَبِكَأْسٍ مِنْ مَعِينِ مِنْ عَيْنِ سَلْسَبِيلٍ فَاسْقِنا ، وَمِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنا، وَمِنَ الْوِلْدَانِ الْمُخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤُ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنا، وَمِنْ ثَمارِ الْجَنَّةِ وَلُحُومِ الطَّيْرِ فَأَطْعِمْنا، وَمِنْ ثِيابِ السُّنْدُسِ وَالْحَرِيرِ وَالإِسْتَبْرَقِ فَأَلْبسْنا، وَلَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَحَجَّ بَيْتِكَ الْحَرام، وَقَتْلاً في سَبِيلِكَ فَوَفِّقْ لَنا، وَصالِحَ الدُّعَاءِ وَالْمَسْأَلَةِ فَاسْتَجِبْ لَنا،( يَا خَالِقَنَا اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ لَنَا) وَإِذا جَمَعْتَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَارْحَمْنا، وَبَراءَةً مِنَ النَّارِ فَاكْتُبْ لَنا، وَفِي جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا، وَفِي عَذَابِكَ وَهَوانِكَ فَلَا تَبْتَلِنَا، وَمِنَ الزَّقُومِ وَالشَّرِيع فَلا تُطْعِمْنا، وَمَعَ الشَّياطين فَلا تَجْعَلْنَا، وَفِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِنا فَلا تَكْبُبْنا (تَكُبَّنَا)، وَمِنْ ثِياب النَّارِ وَسَرَابِيلِ الْقَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا، وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ يا لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ، بِحَقِّ لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ، فَنَجِّنا.

دعاء الإمام الصادق(عليه السلام):

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ، مِنَ الأَمْرِ الْمَحْتُوم ،في الأمر الحَكيم ،مِنَ الْقَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدِّلُ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُكَفِّرِ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ (عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ)، وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضي

ص: 37

وَتُقَدِّرُ، أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي خَيْرٍ وَعافِيَةٍ، وَتُوَسِّعَ فِي رِزْقِي، وَتَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ فِي غَيْرِي.

صلاة ركعتين:

يقرأ في كل ركعة بعد« سورة الحمد» «سورة التوحيد» سبع مرات، ويقول بعد الفراغ سبعين مرة: «استغفر الله وأتوب إليه». وفي الخبر النبوي: مَنْ فعل ذلك لا يقوم من مقامه، حتى يغفر الله له ولأبويه.

دعاء التوسل بالمصحف:

ثمّ تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك، وتقول:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ وَمَا فِيهِ، وَفِيهِ اسْمُكَ الْأَكْبَرُ، وَأَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَى، وَمَا يُخَافُ وَيُرْجَى ،أَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ» وتدعو بما بدا لك من حاجة.

ثم تضع المصحف على رأسك، وقل:

«اللَّهُمَّ، بِحَقِّ هَذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بحَقِّكَ مِنْكَ ».

ثمّ قل عشر مرات :« بِكَ يَا الله»، وعشر مرات «مُحَمَّدٍ(صلی الله علیه وآله وسلم)»، وعشر مرات «بعلي(عليه السلام)»،وعشر مرات «بِفَاطِمَةَ(عليها السلام) »، وعشر مرات «بِالْحَسَنِ(عليه السلام)»، وعشر مرات «بالحُسَيْن(عليه السلام)»، وعشر مرات «بعَلي بْنِ الحُسَيْن(عليه السلام)»، وعشر مرات« بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلي(عليه السلام)»، وعشر مرات «بِجَعْفَرِ بْنِ

ص: 38

مُحَمَّدٍ(عليه السلام)» وعشر مرات «بُمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ(عليه السلام)»، وعشر مرات «بِعَليِّ بنِ مُوسى(عليه السلام)»، وعشر مرات «بمُحَمَّد بْنِ عَلي (عليه السلام)»، وعشر مرات «بِعَلي بْنِ مُحَمَّدٍ(عليه السلام)»، وعشر مرات «بِالْحَسَنِ بْنِ عَلي(عليه السلام)»، وعشر مرات «بالحُجَّةِ(عليه السلام)» وتسأل حاجتك.

زيارة الإمام الحسين(عليه السلام):

عن الإمام الصادق(عليه السلام): «أنّه إذا كان ليلة القدر نادى مناد من السماء السابعة من بطنان العرش أنّ الله قد غفر لمن أتى قبر الحسين(عليه السلام)»(1).

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فَاطِمَةَ، سَيْدَةِ نِساءِ الْعَالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبَا عَبْدِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةِ، وَأَتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الأَذَى فِي جَنْبِهِ ، مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ. أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ، وَالَّذِينَ خَذَلُوكَ، وَالَّذِينَ قَتَلُوكَ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى. لَعَنَ اللهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الأَلِيمَ. أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ، يا

ص: 39


1- وسائل الشيعة الحرّ العاملي، ج10، ص370.

ابْنَ رَسُولِ اللهِ، زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لأَوْلِياتِكَ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكَ، فَاشْفَعْ لي عنْدَ رَبِّكَ.

زيارة علي بن الحسين(عليه السلام)

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلَايَ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. لَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الأَلِيمَ.

زيارة الشهداء (رضوان الله عليهم)

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الصِّدِّيقُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهَداءُ الصَّابِرُونَ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى الأَذَى فِي جَنْبِ اللهِ،وَنَصَحْتُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، أَفْضَلَ جَزاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَجَمَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلَّ النَّعِيمِ.

زيارة أبي الفضل العباس(عليه السلام)

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ المؤمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، الْمُطِيعُ للَّه وَلِرَسُولِهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ، وَنَصَحْتَ، وَصَبَرْتَ، حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ. لَعَنَ اللهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحِيمِ.

ص: 40

الصلاة مئة ركعة:

فإنّها ذات فضل كثير. والأفضل أن يقرأ في كل ركعة بعد «سورة الحمد»، «سورة التوحيد» عشر مرات.

دعاء اللّهُمَّ إنّي أمسيت:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً، لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا أَصْرِفُ عَنْهَا سُوءاً. أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلَى نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي، وَقِلّة حِيلَتِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ مَا آتَيْتَنِي، فَإِنِّي عَبْدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الْفَقِيرُ الْمَهِينُ. اللّهُمَّ، لا تَجْعَلْنِي ناسياً لِذِكْرِكَ فِيمَا أَوْلَيْتَنِي، وَلا (غافلاً) لإِحْسانِكَ فِيمَا أَعْطَيْتَنِي، وَلا آيساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأَتْ عَنِّي فِي سَرَاءَ (كُنْتُ) أَوْ ضَرَّاءَ، أَوْ شِدَّةِ أَوْ رَخاءٍ، أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ بَلاءِ، أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْماءَ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.

وقد روى الكفعمي هذا الدّعاء عن الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وقد كان يدعو به في هذه الليالي ،قائماً ،وقاعداً وراكعاً وساجداً، خاتمة : قال العلامة المجلسي(رحمۀ الله علیه): إنّ أفضل الأعمال في هذه الليالي هو الاستغفار، والذكر، والدعاء لمطالب الدنيا والآخرة، للنفس وللوالدين والأقارب وللإخوان المؤمنين، الأحياء منهم والأموات وتُستحبّ الصلاة على محمّد وآل محمّد ما تيسر .

وقد ورد في بعض الأحاديث: استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير.

ص: 41

دعاء الجوشن الكبير

المذكور في كتابي (البلد الأمين)، و(المصباح) للكفعمي، وهو مروي عن الإمام السجاد(عليه السلام)، عن أبيه(عليه السلام)، عن جده(عليه السلام)، عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): وقد هبط به جبرئيل على النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)، وهو في بعض غزواته، وعليه جوشن ثقيل آلمه، فقال :« يا محمّد ربّك يقرئك السلام ويقول لك: اخلع هذا الجوشن واقرأ هذا الدُّعاء، فهو أمانٌ لك ولأمّتك»، ثم أطال في ذكر فضله بما لا يسعه المقام ومن جملة فضله: «أنّ من كتبه على كفنه استحى الله أن يعذِّبه بالنار، ومن دعا به بنية خالصة في أوّل شهر رمضان، رزقه الله تعالى ليلة ،القدر، وخلق له سبعين ألف ملك ، يسبحون الله ويقدسونه، وجعل ثوابهم له، ومن دعا به في شهر رمضان ثلاث مرّات حرَّم الله تعالى جسده على النار، وأوجب له الجنة، ووكّل الله تعالى به ملكين يحفظانه من المعاصي، وكان في أمان الله طول حياته». وورد في آخر الخبر أن الحسين(عليه السلام)قال: «أوصاني أبي علي بن أبي طالب(عليه السلام) بحفظ هذا الدُّعاء، وتعظيمه وأن لام أكتبه على كفنه، وأن أعلمه أهلي وأحنّهم عليه، وهو ألف اسم وفيه الاسم الأعظم».

يُستفاد من هذا الحديث أمران :

الأول : استحباب كتابة هذا الدُّعاء على الأكفان، كما أشار إلى ذلك العلّامة بحر العلوم (عطر الله مرقده) في كتاب (الدرّة ) .

وَسنَّ أَن يُكْتَبَ بالأَكفانِ ***

ص: 42

شهادَة الإسلام والإيمان

وهکذا كتابة القرآن ***وألجوشن المنْعُوت بالأمان

الثاني: استحباب الدُّعاء به في أول شهر رمضان. وأمّا الدُّعاء به في خصوص ليالي القدر، فلم يذكر في حديث، ولكن العلّامة المجلسي(قدس سره الشریف)قال في كتاب زاد المعاد في ضمن أعمال ليالي القدر: إنّ في بعض الروايات أنَّه يدعى بدعاء الجوشن الكبير في كلّ من هذه الليالي الثلاث. وبالإجمال فهذا الدعاء يحتوي على مئة فصل، وكل فصل يحتوي على عشرة أسماء من أسماء الله تعالى، وتقول في آخر كل فصل: سُبْحَانَكَ يا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ.

قال الكفعمي في كتاب (البلد الأمين): ابتدىء كل فصل بالبسملة، واختمه بقول: سُبْحانَكَ يا لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ ،صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، خَلَصْنَا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكرام، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

وهو هذا الدعاء:

(1) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا اللهُ یا رَحْمنُ یا رَحِیمُ یا كَرِيمٌ يا مُقِيمُ یا عَظِيمُ یا قَدِيمُ یا عَلِیمُ یا حَلِيمُ یا حَكِيمُ، سُبْحانَكَ يا لا

إلهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلْصْنَا مِنَ النَّارِ يَا رَبِّ.

ص: 43

(2) یا سَيِّدَ السَّاداتِ يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ يا رافِعَ الدَّرَجَاتِ، يَا وَليَّ الْحَسَناتِ یا َغافِرَ الْخَطِيئاتِ يا مُعْطِيَ الْمَسْأَلَاتِ يا قابلَ التَّوْباتِ ،يا سامِعَ الأَصْواتِ يا عالِمَ الْخَفِيَّاتِ، يا دافِعَ الْبَلِياتِ.

(3) يا خَيْرَ الْغافِرينَ، يا خَيْرَ الْفاتِحِينَ، يا خَيْرَ النَّاصِرِينَ، يا خَيْرَ الْحاكِمِينَ، يا خَيْرَ الرَّازِقِينَ، يا خَيْرَ الوارِثِينَ، يا خَيْرَ الْحَامِدِينَ، يا خَيْرَ الذَّاكِرِينَ، يا خَيْرَ الْمُنْزِلِينَ، يا خَيْرَ الْمُحْسِنِينَ.

(4) يا مَنْ لَهُ الْعِزَّةُ وَالْجَمَالُ، یا مَنْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْكَمالُ، يا مَنْ لَهُ الْمُلْكُ وَالْجَلالُ ، يا مَنْ هُوَ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ، يَا مُنْشِيءَ السَّحَابِ الثَّقَالِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ، يا مَنْ هُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدٌ الْعِقابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّواب يا مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتاب.

(5) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا حَنَّانُ یا مَنَّانُ یا دَيَّانُ یا بُرْهانُ، يا سُلْطانُ یا رضوانُ یا ،غُفْرانُ یا سُبْحانُ یا مُسْتَعانُ، يا ذَا الْمَنَّ وَالْبَيان.

(6) يا مَنْ تَواضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ، يا مَنْ اسْتَسْلَمَ كُلَّ شَيْ لِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ ذَلَّ كُلَّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ، يا مَنْ خَضَعَ كُلَّ شَيْءٍ لِهَيْبَتِهِ، يَا مَنِ انْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ خَشْيَتِهِ، يا مَنْ تَشَقَّقَتِ الْجِبَالُ مِنْ مَخَافَتِهِ، يَا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ بِأَمْرِهِ، يا مَنِ اسْتَقَرَّتِ الأَرَضُونَ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ يُسَبِّحُ

ص: 44

الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ لا يَعْتَدِي عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ.

(7) يا غافِرَ الْخَطايا، يا كاشِفَ الْبَلايا، يا مُنْتَهَى الرَّجايا، يا مُجْزِلَ الْعَطايا، يا واهِبَ الْهَدايا يا رَازِقَ الْبَرايا، يا قاضي الْمَنايا، يا سامِعَ الشَّكايا، يا باعِثَ الْبَرايا، يا مُطْلِقَ الأُسارَى.

(8) یا ذَا الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ يَا ذَا الْفَخْرِ وَالْبَهَاءِ، يَا ذَا الْمَجْدِ وَالسَّناءِ، يَا ذَا الْعَهْدِ وَالْوَفَاءِ، يا ذَا الْعَفْو وَالرِّضَاءِ، يا ذَا الْمَنِّ وَالْعَطاءِ، يا ذَا الْفَصْلِ وَالْقَضاءِ، يا ذَا الْعِزّ وَالْبَقاءِ، يا ذَا الْجُودِ وَالسَّخاءِ، يَا ذَا الآلاءِ وَالنَّعْمَاءِ.

(9) اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا مانِعُ، یا دافِعُ یا رافِعُ یا صانع، یا نافع، یا سامِعُ، یا جامع، یا شافِعُ، یا واسِعُ، يا مُوسِعُ.

(10) یا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعِ ، یا خالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَرْزُوقٍ، يا مالكَ كُلِّ مَمْلُوكِ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكْرُوب يا فارِجَ كُلِّ مَهْمُوم، يا راحِمَ كُلِّ مَرْحُومِ یا ناصِرَ كُلِّ مَخْذُولٍ، يا ساتِرَ كُلٌّ مَعْيُوبِ، يا مَلْجَأَ كُلِّ مَطْرُودٍ.

(11) يا عُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي، يا رَجائي عِنْدَ مُصِيبَتِي، يَا مُؤْنِسِي عِنْدَ وَحْشَتِي، يا صاحِبِي عِنْدَ غُرْبَتِي، يا وَلِيِّي عِنْدَ نِعْمَتِي، يَا غِياثي عِنْدَ كُرْبَتِي، يا دَلِيلي عِنْدَ حَيْرَتي، يا غَنائي عِنْدَ افْتِقَارِي، يا مَلْجَأَي عِنْدَ اضطراري، يا مُعِيني عِنْدَ مَفْزَعِي.

ص: 45

(12) یا عَلامَ الْغُيُوبِ یا غَفَّارَ الذُّنُوب، يا سَتَّارَ الْعُيُوب، یا کاشِفَ الْكُرُوبِ یا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ يا طَبِيبَ الْقُلُوبِ يا مُنَوِّرَ الْقُلُوبِ، يا أَنِيسَ الْقُلُوبِ، يَا مُفَرِّجَ الْهُمُوم، يا مُنَفِّسَ الْغُمُوم.

(13) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا جَلِيلُ، يا جَمِيلُ، يا وَكِيلُ، يا كَفِيلُ، یا دَلِيلُ، یا قَبِيلُ، یا مُدِيلُ، يا مُنِيلُ، يا مُقِيلُ، يا مُحِيلُ.

(14) یا دَلِيلَ الْمُتَحَيِّرِينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، يا جارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، يا أَمانَ الْخَائِفِينَ، يا عَوْنَ الْمُؤْمِنِينَ، يا راحِمَ الْمَسَاكِينِ، يا مَلْجَأَ الْعاصِينَ، يا غَافِرَ الْمُذْنِبِينَ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ.

(15) يا ذَا الْجُودِ وَالْإِحْسانِ، يا ذَا الْفَضْلِ وَالْامْتِنَانِ، يَا ذَا الْأَمْنِ وَالْأَمانِ، یا ذَا الْقُدْسِ وَالسُّبْحانِ، یا ذَا الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ، يا ذَا الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، يا ذَا الْحُجَّةِ وَالْبُرْهانِ، يا ذَا الْعَظَمَةِ وَالسُّلْطانِ، يا ذَا الرَّأْفَةِ وَالْمُسْتَعانِ، يا ذَا الْعَفْوِ وَالْغُفْرانِ.

(16) يا مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ صانِعُ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ فَوْقَ كُلَّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ عالِمٌ بكُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ يَبْقَى وَيَفْنَى كُلُّ شَيْءٍ.

ص: 46

(17) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُؤْمِنُ، يَا مُهَيْمِنُ، يَا مُكَوِّنُ، يا مُلَقِّنُ، یا مُبَيَّنُ، یا مُهَوِّنُ، یا مُمَكِّنُ، یا مُزَيِّنُ، یا مُعْلِنُ ،یا مُقَسِّمُ.

(18) يا مَنْ هُوَ فِي مُلْكِهِ مُقِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي سُلْطانِه قَدِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي جَلالِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ عَلَى عِبادِهِ رَحِيمٌ، يَا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، يَا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصَاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجَاهُ كَرِيمٌ، يَا مَنْ هُوَ فِي صُنْعِهِ حَكِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ قَدِيمٌ.

(19) يا مَنْ لا يُرْجَى إِلَّا فَضْلُهُ، يا مَنْ لا يُسْأَلُ إِلَّا عَفْوُهُ، يا مَنْ لا يُنْظَرُ إِلَّا بِرُّهُ، يا مَنْ لا يُخافُ إِلَّا عَدْلُهُ، يا مَنْ لا يَدُومُ إِلَّا مُلْكُهُ، يَا مَنْ لا سُلْطانَ إِلَّا سُلْطانُهُ، يا مَنْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ، يا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ.

(20) یا فارِجَ الْهَمِّ، يا كاشِفَ الْغَمِّ، يَا غَافِرَ الذَّنْبِ، يَا قَابِلَ التَّوْبِ، يا خالِقَ الْخَلْقِ، يا صادِقَ الْوَعْدِ، يا مُوفِي الْعَهْدِ، يا عالِمَ السِّرِّ، يا فالِقَ الْحَبِّ، يا رازِقَ الأَنام.

(21) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا عَلِيُّ، يَا وَفِيُّ، يَا غَنِيُّ، يَا مَلِيُّ، يا حَفِيٌّ ،يا رَضي، يا زَكيٌّ، يا بَدِيُّ، يا قَوِيٌّ، يا وَلي.

(22) یا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ، يا مَنْ سَتَرَ الْقَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ

ص: 47

بالْجَرِيرَةِ ،يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا َباسِطَ الْيَدَيْنِ بالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوَى، يا مُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى.

(23) یا ذَا النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ، يا ذَا الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ، يا ذَا الْمِنَّةِ السَّابِقَةِ، يا ذَا الْحِكْمَةِ الْبالِغَةِ، يا ذَا الْقُدْرَةِ الْكامِلَة، يا ذَا الْحُجَّةِ الْقاطِعَةِ، يا ذَا الْكَرَامَةِ الظَّاهِرَةِ ، يا ذَا الْعِزَّةِ الدَّائِمَةِ، يَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَةِ، يا ذَا الْعَظَمَة الْمَنيعَة.

(24) يا بَدِيعَ السَّماواتِ يا جاعِلَ الظُّلُماتِ، يا راحِمَ الْعَبَراتِ، مُقِيلَ الْعَثَراتِ، يا سائِرَ الْعَوْراتِ ،يا مُحْيِيَ الْأَمْواتِ، يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ، يَا مُضَعَّفَ الْحَسَناتِ يا ماحِيَ السَّيِّئاتِ، يَا شَدِيدَ النَّقِمَاتِ.

(25) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُصَوِّرُ، یا مُقَدِّرُ، يَا مُدَبِّرُ، يا مُطَهِّرُ، يا مُنَوِّرُ، يا مُيَسْرُ، يا مُبَشِّرُ، يا مُنْذِرُ، يا مُقَدِّم، يا مُؤَخِّرُ.

(26) يا رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرام، يا رَبَّ الشَّهْرِ الْحَرَامِ، يَا رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرَامِ، يا رَبَّ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ، يا رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ، يا رَبَّ الْمَسْجِدِ الْحَرام، يا رَبَّ الْحِلُ وَالْحَرام، يا رَبَّ النُّورِ وَالظَّلام، يا رَبَّ التَّحِيَّةِ وَالسَّلام، يا رَبَّ الْقُدْرَةِ في الأنام.

(27) يا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ، يا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ، يا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ،

ص: 48

يا أَطْهَرَ الطَّاهِرينَ، يا أَحْسَنَ الْخالِقِينَ، يا أَسْرَعَ الْحاسِبينَ، يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، يا أَشْفَعَ الشَّافِعِينَ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.

(28) یا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا يا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا فَخْرَ مَنْ لا فَخْرَ لَهُ، يا عِزَّ مَنْ لا عِزّ لَهُ، يا مُعِينَ مَنْ لا مُعِينَ لَهُ، يَا أَنِيسَ مَنْ لا أَنيسَ لَهُ، يا أَمانَ مَنْ لا أَمانَ لَهُ.

(29) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا عَاصِمُ، یا قائِمُ، یا دائِمُ، یا راحِمُ ،یا سالِمُ، یا حاكِمُ، یا عالم، یا قاسم، یا قابض، یا باسط.

(30) يا عاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ، يا راحِمَ مَنِ اسْتَرْحَمَهُ، يا غافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ، يا ناصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ، یا حافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ، يَا مُكْرِمَ مَنِ اسْتَكْرَمَهُ، يا مُرْشِدَ مَن اسْتَرْشَدَهُ، يا صَريخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ، يَا مُعِينَ مَنِ اسْتَعانَهُ، يَا مُغِيثَ مَنِ اسْتَغاثَهُ.

(31) یا عَزِيزاً لا يُضامُ، يا لطيفاً لا يُرامُ، يا قَيُّوماً لا يَنامُ، يا دائماً لا يَفُوتُ، يا حَيّاً لا يَمُوتُ ،يا ملكاً لا يَزُولُ، يا باقياً لا يَفْنَى، يا عالماً لا يَجْهَلُ، يا صَمَداً لا يُطْعَمُ، يا قَوْياً لا يَضْعُفُ.

(32) اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا أَحَدُ، یا واحِدُ، یا شاهِدُ، یا ماجِدُ، یا حامد، یا راشد، یا باعث، یا وارثُ، یا ضار، یا نافِعُ .

ص: 49

(33) يا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ، يَا أَكْرَمَ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ، يَا أَرْحَمَ مِنْ كُلِّ رَحِيم، يا أَعْلَمَ مِنْ كُلِّ عَلِيم، يا أَحْكَمَ مِنْ كُلَّ حَكِيمٍ، يَا أَقْدَمَ مِنْ كُلِّ قَدِيم، يا أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ كَبِيرِ، يا أَلْطَفَ مِنْ كُلِّ لَطِيفٌ، يا أَجَلَّ مِنْ كُلِّ جَلِيلٍ، يا أَعَزَّ مِنْ كُلِّ عَزِيزِ.

(34) یا كَرِيمَ الصَّفْح، یا عَظِيمَ الْمَنِّ، يَا كَثِيرَ الْخَيْرِ، يَا قَدِيمَ الْفَضْلِ، يا دائِمَ اللَّطْفِ، يا لَطِيفَ الصُّنْعِ، يا مُنَفِّسَ الْكَرْبِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا مالِكَ الْمُلْكِ، يا قاضي الْحَقِّ.

(35) يا مَنْ هُوَ فِي عَهْدِهِ، وَفِيٌّ يا مَنْ هُوَ فِي وَفائِهِ قَوِيٌّ، يا مَنْ هُوَ قُوَّتِهِ عَليٌّ، يا مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ فِي قُرْبِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ شَرِيفٌ، يَا مَنْ هُوَ فِي شَرَفِهِ عَزِيزٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عِزّهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ مَجِيدٌ، يا مَنْ هُوَ فِي مَجْدِهِ حَمِيدٌ.

(36) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا كافي، يا شافي، يا وافي، يا معافي، يا هادي ،يا داعي، يا قاضي، يا راضي، يا عالي، يا باقي.

(37) يا مَنْ كُلٌّ شَيْءٍ خَاضِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلٌّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلٌّ شَيْءٍ كَائِنْ لَهُ، یا مَنْ كُلَّ شَيْءٍ مَوْجُودٌ بِهِ، يا مَنْ كُلَّ شَيْءٍ مُنِيبٌ إِلَيْهِ، يا مَنْ كُلِّ شَيْءٍ خَائِفٌ مِنْهُ، يا مَنْ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ، يَا مَنْ كُلِّ شَيْءٍ صَائِرٌ إِلَيْهِ، يَا مَنْ كُلَّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ.

ص: 50

(38) يا مَنْ لا مَفَرَّ إِلَّا إِلَيْهِ ،يا مَنْ لا مَفْزَعَ إِلَّا إِلَيْهِ، يا مَنْ لا مَقْصَدَ إِلَّا إِلَيْهِ، يَا مَنْ لا مَنْجَى مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ، يا مَنْ لَا يُرْغَبُ إِلَّا إِلَيْهِ، يَا مَنْ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ، يا مَنْ لا يُسْتَعانُ إِلَّا بِهِ، يَا مَنْ لَا يُتَوَكَّلُ إِلَّا عَلَيْهِ، يا مَنْ لا يُرْجَى إلّا هُوَ، يا مَنْ لا يُعْبَدُ إلّا هُوَ.

(39) يا خَيْرَ الْمَرْهُوبِينَ، يا خَيْرَ الْمَرْغُوبِينَ، يا خَيْرَ الْمَطْلُوبِينَ، يا خَيْرَ الْمَسْؤُولِينَ، يا خَيْرَ الْمَقْصُودِينَ، يا خَيْرَ الْمَذْكُورِينَ، يا خَيْرَ الْمَشْكُورِينَ، يا خَيْرَ الْمَحْبُوبِينَ، يا خَيْرَ الْمَدْعُوِّينَ، يا خَيْرَ الْمُسْتَأْنسِينَ.

(40) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا غافِرُ، یا ساتِرُ، یا قادِرُ، یا قاهِرُ، یا فاطرُ، یا کاسرُ، یا جابرُ، یا ذاکرُ، یا ناظرُ، یا ناصرُ.

(41) يا مَنْ خَلَقَ فَسَوَّى، يا مَنْ قَدَّرَ فَهَدَى، يا مَنْ يَكْشِفُ الْبَلْوَى، يا مَنْ يَسْمَعُ النَّجْوَى، يا مَنْ يُنْقِذُ الْغَرْقَى، يَا مَنْ يُنْجِي الْهَلْكَى، يا مَنْ يَشْفِي الْمَرْضَى، يا مَنْ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، يا مَنْ أَمَاتَ وَأَحْيا، يا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى.

(42) يا مَنْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ سَبِيلُهُ، يا مَنْ فِي الْآفَاقِ آيَاتُهُ، يَا مَنْ فِي الآياتِ بُرْهانُهُ، يا مَنْ فِي الْمَماتِ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ فِي الْقُبُورِ عِبْرَتُهُ، يا مَنْ في الْقِيامَةِ مُلْكُهُ، يا مَنْ فِي الْحِسابِ هَيْبَتُهُ، يا مَنْ فِي الْمِيزانِ قَضَاؤُهُ، يا مَنْ فِي الْجَنَّةِ ثَوابُهُ، يا مَنْ فِي النَّارِ عِقابُهُ.

ص: 51

(43) يا مَنْ إِلَيْهِ يَهْرُبُ الْخائِفُونَ، يا مَنْ إلَيْهِ يَفْزَعُ الْمُذْنبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَقْصِدُ الْمُنِيبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْغَبُ الزَّاهِدُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَلْجَأُ الْمُتَحَيَّرُونَ، يا مَنْ بِهِ يَسْتَأْنِسُ الْمُرِيدُونَ، يا مَنْ بِهِ يَفْتَخِرُ الْمُحِبُّونَ، يا مَنْ فِي عَفْوهِ يَطْمَعُ الْخاطِئُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَسْكُنُ الْمُوقِنُونَ، يا مَنْ عَلَيْه يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكَّلُونَ.

(44) اللّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا حَبِيبُ، یا طَبِيبُ، یا قَرِيبُ، يا رَقِيبٌ، يا حَسِیبُ ،یا مُهِيبُ، یا مُثِيبُ، یا مُجِيبُ، يَا خَبِيرُ، يَا نَصِيرُ.

(45) يا أَقْرَبَ مِنْ كُلِّ قَرِيبٍ، يا أَحَبَّ مِنْ كُلِّ حَبِيبٍ، يَا أَبْصَرَ مِنْ كل بَصِير، يا أَخْبَرَ مِنْ كل خَبير، يا أشرف مِنْ كل شريف، يا أرْفعَ مِنْ كُلِّ رَفِيعٍ، يَا أَقْوَى مِنْ كُلِّ قَوِيٌّ، يَا أَغْنَى مِنْ كُلِّ غَنِيٌّ، يا أَجْوَدَ مِنْ كُلِّ جَوادٍ، يَا أَرْأَفَ مِنْ كُلِّ رَؤُوفِ.

(46) يا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، يا صانعاً غَيْرَ مَصْنُوعٍ، يا خالِقاً غَيْرَ مَخْلُوقٍ، یا مالِكاً غَيْرَ مَمْلُولٍ، یا قاهِراً غَيْرَ مَقْهُورٍ، يَا رَافِعاً غَيْرَ مَرْفُوعٍ، يا حافِظاً ، غَيْرَمَحْفُوظٍ، یا ناصِراً غَيْرَ مَنْصُورٍ، یا شاهِداً غَيْرَ غائِبِ، يا قَريباً غَيْرَ بَعِيدٍ.

(47) يا نُورَ النُّور، یا مُنَوِّرَ النُّور، یا خالِقَ النُّور، يا مُدَبِّرَ النُّور، يا مُقَدَّرَ النُّورِ، يا نُورَ كُلِّ نُورِ، يا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ، يَا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نور،

ص: 52

يا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورِ، يا نُوراً لَيْسَ كَمِثْلِهِ نُورٌ.

(48) يا مَنْ عَطَاؤُهُ شَرِيفٌ، يا مَنْ فِعْلُهُ لَطِيفٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ مُقِيمٌ، يا مَنْ إِحْسَانُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ قَوْلُهُ حَقٌّ، يا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ، يا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلُ، یا مَنْ عَذابُهُ عَدْلٌ، يا مَنْ ذِكْرُهُ حُلْوٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ.

(49) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُسَهْلُ، يَا مُفَصِّلُ، يَا مُبَدِّلُ، يا مُذَلِّلُ، يا مُنَزِّلُ، یا مُنَوِّلُ، یا مُفْضلُ، یا مُجْزِلُ، يا مُمْهل، يا مُجْمِلُ.

(50)يا مَنْ يَرَى وَلا يُرَى، يا مَنْ يَخْلُقُ وَلا يُخْلَقُ، يا مَنْ يَهْدِي وَلا يُهْدَى، يا مَنْ يُحْيِي وَلا يُحْيَى، يا مَنْ يَسْأَلُ وَلا يُسْأَلُ، يا مَنْ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، يا مَنْ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ يا مَنْ يَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْهِ، يا مَنْ يَحْكُمُ وَلا يُحْكَمُ عَلَيْهِ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.

(51) يا نِعْمَ الْحَسِيبُ، يا نِعْمَ الطَّبِيبُ، يَا نِعْمَ الرَّقِيبُ، يَا نِعْمَ الْقَرِيبُ يا نِعْمَ الْمُجِيبُ، يا نِعْمَ الْحَبِيبُ، يَا نِعْمَ الْكَفِيلُ، يَا نِعْمَ الْوَكِيلُ، يا نِعْمَ الْمَوْلَى، يا نِعْمَ النَّصِيرُ.

(52) يا سُرُورَ الْعارِفِينَ يا مُنَى الْمُحِبِّينَ، يا أَنِيسَ الْمُرِيدِينَ، يا حَبِيبَ التَّوَّابِينَ، يا رازِقَ الْمُقِلِّينَ، يا رَجَاءَ الْمُذْنِبِينَ، يا قُرَّةَ عَيْنٍ العابدِينَ، يا مُنَفْسُ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ، يا مُفَرِّجُ عَنِ الْمَغْمُومِينَ، يا إِلهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ.

ص: 53

(53) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا رَبَّنا، يا إِلهَنا، يا سَيِّدَنا، يا مَوْلانا ،يا ناصِرَنا، یا حافِظَنا، یا دَلِيلَنا، یا مُعِينَنا، يا حَبيبَنا، يا طَبيبَنا.

(54) يا رَبَّ النَّبِيِّينَ وَالْأَبْرارِ، يا رَبَّ الصِّدِّيقِينَ وَالْأَخْيارِ، يا رَبَّ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، يا رَبَّ الصِّغارِ وَالْكِبارِ، يا رَبَّ الْحُبُوبِ وَالثَّمارِ، يا رَبَّ الْأَنْهارِ وَالْأَشْجارِ، يا رَبَّ الصَّحارِي وَالْقِفارِ، يا رَبَّ الْبَرَارِي وَالْبِحارِ، يا رَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا رَبَّ الْإِعْلَانِ وَالإِسْرارِ.

(55) يا مَنْ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمْرُهُ، يا مَنْ لَحِقَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ بَلَغَتْ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ لا تُحْيِي الْعِبادُ نِعَمَهُ، يا مَنْ لا تَبْلُغُ الْخَلائِقُ شُكْرَهُ، يا مَنْ لا تُدْرِكُ الْأَنْهَامُ جَلالَهُ، يا مَنْ لا تَنالُ، يا الْأَوْهامُ كُنْهَهُ، يا مَنِ الْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِياءُ رِدَاؤُهُ، يا مَنْ لا تَرُدُّ الْعِبادُ قضاءَهُ، يا مَنْ لا مُلْكَ إلّا مُلْكُهُ، يا مَنْ لا عَطاءَ إِلَّا عَطَاؤُهُ.

(56) يا مَنْ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى، يا مَنْ لَهُ الصِّفاتُ الْعُلْيا، يا مَنْ لَهُ الآخِرَةُ وَالْأُولَى، يا مَنْ لَهُ جَنَّةُ (الجَنَّةُ) الْمَأْوَى، يا مَنْ لَهُ الآياتُ الْكُبْرَى، يا مَنْ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى، يا مَنْ لَهُ الْحُكْمُ وَالْقَضَاءُ، يا مَنْ لَهُ الْهَواءُ وَالْفَضاءُ، يا مَنْ لَهُ الْعَرْشُ وَالثَّرَى، يا مَنْ لَهُ السَّماواتُ الْعُلَى.

(57) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا عَفُو، یا غَفُورُ، يَا صَبُورُ، يَا شَكُورُ، يا رَؤُوفُ، یا عَطُوفُ، یا مَسْؤُولُ، یا وَدُودُ، يا سُبُوحُ، يا قُدُّوسُ.

ص: 54

(58) يا مَنْ فِي السَّمَاءِ عَظَمَتْهُ، يَا مَنْ فِي الْأَرْضِ آيَاتُهُ، يَا مَنْ فِي كُلِّ شَيْءٍ دَلائِلُهُ، يا مَنْ فِي الْبِحارِ عَجائِبُهُ، يا مَنْ فِي الْجِبَالِ خَزائِنُهُ، يا مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، يا مَنْ أَظْهَرَ فِي كُلِّ شَيْءٍ لُطْفَهُ ،يا مَنْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ، يا مَنْ تَصَرَّفَ فِي الْخَلَائِقِ قُدرَتُهُ.

(59) يا حَبِيبَ مَنْ لا حَبِيبَ لَهُ، يا طَبِيبَ مَنْ لا طَبِيبَ لَهُ، يا مُجِيبَ مَنْ لا مُجِيبَ لَهُ، يا شَفِيقَ مَنْ لا شَفِيقَ لَهُ، يَا رَفِيقَ مَنْ لا رَفِيقَ لَهُ، يا مُغِيثَ مَنْ لا مُغِيثَ لَهُ، يا دَلِيلَ مَنْ لا دَلِيلَ لَهُ، يَا أَنِيسَ مَنْ لا أَنِيسَ لَهُ، يا راحِمَ مَنْ لا رَاحِمَ لَهُ، يا صاحِبَ مَنْ لا صاحِبَ لَهُ.

(60) يا كافي مَنِ اسْتَكْفاه، يا هادِيَ مَنِ اسْتَهْدَاهُ، يَا كَالِيءَ مَنِ اسْتَكْلاه ،يا راعِيَ مَنِ اسْتَرْعاهُ، يا شَافِيَ مَنِ اسْتَشْفَاهُ ،يا قَاضِيَ مَنِ اسْتَقْضاهُ، يا مُغْنِيَ مَنِ اسْتَغْناهُ، يا مُوفِيَ مَنِ اسْتَوْفاهُ، يَا مُقَوِّيَ مَنِ اسْتَقْواهُ، يا وَلِيُّ مَنِ اسْتَوْلاهُ.

(61) اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا خالِقُ، یا رازِقُ، یا ناطِقُ، یا صادِقُ، یا فالِقُ، یا فارقُ، یا فاتِقُ، یا راتِقُ، یا سابقُ، یا سامقُ .

(62) يا مَنْ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ، يا مَنْ جَعَلَ الظُّلُمات وَالْأَنْوار، يا مَنْ خَلَقَ الظَّلَّ وَالْحَرُورَ، يا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، يا مَنْ قَدَّرَ الْخَيْرَ

ص: 55

وَالشَّرَّ، يا مَنْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ، يا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، يَا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، يَا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ.

(63) يا مَنْ يَعْلَمُ مُرادَ الْمُرِيدِينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، يا مَنْ يَسْمَعُ أَنِينَ الْواهِنِينَ، يا مَنْ يَرَى بُكاءَ الْخَائِفِينَ، يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ، يا مَنْ يَقْبَلُ عُذْرَ التَّائِبِينَ، يا مَنْ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ، يا مَنْ لا يُضيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، يا مَنْ لا يَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ الْعارِفِينَ، يا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ.

(64 ) یا دائِمَ الْبَقاءِ، يا سامِعَ الدُّعَاءِ، يا واسِعَ الْعَطَاءِ، يا غَافِرَ الْخَطاءِ، يا بَدِيعَ السَّماءِ، يا حَسَنَ الْبَلاءِ، يا جَمِيلَ الثَّناءِ، يا قَدِيمَ السَّناءِ، يا كَثِيرَ الْوَفَاءِ، يا شَرِيفَ الْجَزاءِ.

(65) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا سَتَارُ، یا غَفَّارُ، یا قَهَّارُ، یا جَبَّارُ، یا صَبَّارُ، یا بار، یا مُخْتارُ، یا فَتَّاحُ، يا نَفَّاحُ، يا مُرْتاحُ .

(66) يا مَنْ خَلَقَنِي وَسَوَّانِي، يا مَنْ رَزَقَنِي وَرَبَّانِي، يَا مَنْ أَطْعَمَنِي وَسَقاني، يا مَنْ قَرَّبَنِي وَأَدْنانِي، يا مَنْ عَصَمَنِي وَكَفاني، يا مَنْ حَفِظَنِي وَكَلاني، يا مَنْ أَعَزَنِي وَأَغْناني، يا مَنْ وَفَّقَنِي وَهَدَانِي، يَا مَنْ آنَسَنِي وَآواني، يا مَنْ أماتَنِي وَأَحْياني.

ص: 56

(67) يا مَنْ يُحِقُ (الحَقِّ) بِكَلِماتِهِ، يا مَنْ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، يا مَنْ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ، يا مَنْ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، يا مَنْ لا رادَّ لِقَضائِهِ ،يا مَنِ انْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لَأَمْرِهِ، يا مَنِ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، يا مَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَته.

(68) يا مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ مِهَاداً ، يا مَنْ جَعَلَ الْجِبَالَ أَوْتَادا، يا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سراجاً، يا مَنْ جَعَلَ الْقَمَرَ نُوراً، يا مَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، يا مَنْ جَعَلَ النّهارَ مَعاشاً، يا مَنْ جَعَلَ النَّوْمَ سُباتاً، يا مَنْ جَعَلَ السَّمَاءَ بناءً، يا مَنْ جَعَلَ الْأَشْيَاءَ أَزْواجاً، يا مَنْ جَعَلَ النَّارَ مِرْصَاداً.

(69) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا سَمِيعُ، یا شَفِيعُ، یا رَفِيعُ، یا مَنِيعُ، يا سَرِيعُ ،یا بَدِيعُ، یا كَبِيرُ ،یا قَدِيرُ ،یا خَبِيرٌ (يا منير)، یا مُجِيرُ.

(70) يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ حَيٌّ، يا حَيُّ الَّذِي لا يُشارِكُهُ حَيٌّ، يا حَيُّ الَّذِي لَا يَحْتاجُ إِلَى حَيّ، يا حَيُّ الَّذِي يُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يَرْزُقُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيّاً لَمْ يَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٌّ، يا حَيُّ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ.

(71) یا مَنْ لَهُ ذِكْرٌ لا يُنْسَى، يا مَنْ لَهُ نُورٌ لا يُطْفَأً، يا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لا

ص: 57

تُعَدُّ، يا مَنْ لَهُ مُلْكُ لا يَزُولُ، يا مَنْ لَهُ ثَناء لا يُحْصَى، يا مَنْ لَهُ جَلالٌ لا يُكَيَّفُ، يا مَنْ لَهُ كَمالٌ لا يُدْرَكُ، يا مَنْ لَهُ قَضاء لا يُرَدُّ، يا مَنْ لَهُ صفات

لا تُبَدَّلُ، يا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لا تُغَيَّرُ.

(72) یا رَبَّ الْعَالَمِينَ، يا مالِكَ يَوْمِ الدِّيْنِ، يا غايَةَ الطَّالِبِينَ، يا ظَهْرَ اللَّاجِينَ، يا مُدْرِكَ الْهارِبِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين، يا مَنْ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.

(73) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا شَفِيقُ، يا رَفِيقُ، يا حَفِيظٌ، يا مُحیط، یا مُقيتُ، یا مُغِيثُ، یا مُعِزّ، يا مُذِلُّ، يا مُبْدِىء، يا مُعِيدُ.

(74) يا مَنْ هُوَ أَحَدٌ بِلا ضِدُّ، يا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلا نِدُّ، يا مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلا عَيْبٍ، يا مَنْ هُوَ وِتِرُ بِلا كَيْفَ، يا مَنْ هُوَ قاضٍ بِلا حَيْفٍ، يا مَنْ هُوَ رَبِّ بِلا وَزِيرٍ، يا مَنْ هُوَ عَزِيزٌ بِلا ذُلُّ، يا مَنْ هُوَ غَنِيٌّ بِلا فَقْرٍ، يَا مَنْ هُوَ مَلِكٌ بِلا عَزْلٍ، يا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلا شَبِيهٍ.

(75) يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ، يا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزُ لِلشَّاكِرِينَ، يا مَنْ حَمْدُهُ عِزّ لِلْحامِدِينَ، يا مَنْ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِيعِينَ، يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبِينَ، يا مَنْ سَبِيلُهُ واضِحٌ لِلْمُنِيبِينَ، يا مَنْ آيَاتُهُ بُرْهَانٌ لِلنَّاظِرِينَ، يا مَنْ كِتابُهُ تَذْكِرَةً لِلْمُتَّقِينَ، يا مَنْ رِزْقُهُ عُمُومٌ لِلطَّائِعِينَ

ص: 58

وَالْعاصِينَ، يا مَنْ رَحْمَتُهُ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.

(76) يا مَنْ تَبارَكَ اسْمُهُ، يا مَنْ تَعالَى جَدُّهُ، يا مَنْ لا إِلَهَ غَيْرُهُ، يا مَنْ جَلَّ ثَناؤُهُ ،يا مَنْ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ، يا مَنْ يَدُومُ بَقَاؤُهُ، يا مَنِ الْعَظَمَةُ بَهَاؤُهُ، يا مَنِ الْكِبْرِياءُ رِدَاؤُهُ، يا مَنْ لا تُحْصَى آلاؤُهُ، يا مَنْ لا تُعَدُّ نَعْمَاؤُهُ.

(77) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُعِينُ، يَا أَمِينُ، يَا مُبِينُ، يَا مَتِينُ، يا مَكِينُ ،یا رَشِيدُ، یا حَمِيدُ، یا مَجِیدُ، یا شَدِيدُ، یا شَهِيدٌ.

(87) یا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ، يا ذَا الْقَوْلِ السَّدِيدِ، يا ذَا الْفِعْلِ الرَّشِيدِ، يا ذَا الْبَطْش الشَّدِيدِ، يا ذَا الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، يا مَنْ هُوَ الْوَلِي الْحَميدُ، یا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما يُريدُ، يا مَنْ هُوَ قَريبٌ غَيْرُ بَعِيدٍ، يا مَنْ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، يَا مَنْ هُوَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.

(79) يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ، يا مَنْ لا شَبِيةَ(لا شِبْهَ) لَهُ وَلا نَظِيرَ ، يا خالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنِير، يا مُغْنِيَ الْبائِسِ الْفَقِير، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، يا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ، يا عِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجِيرِ، يا مَنْ هُوَ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

(80) یا ذَا الْجُودِ وَالنِّعَم، يا ذَا الْفَضْلِ وَالْكَرَمِ، يَا خَالِقَ اللَّوْحِ

ص: 59

وَالْقَلَم، يا بارِیءَ الذُّرِّ وَالنَّسَم، يا ذَا الْبَأْسِ وَالنِّقَم، يا مُلْهِمَ الْعَرَب وَالْعَجَم، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَم، يا عالِمَ السِّرِّ وَالْهِمَم، يا رَبَّ الْبَيْتِ وَالْحَرَم، يا مَنْ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ مِنَ الْعَدَم.

(81) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا فَاعِلُ یا جَاعِلُ، یا قابِلُ، يَا كَامِل، يا فاصل، یا واصل، یا عادل، یا غالب ،یا طالب، يا واهِبُ.

(82) يا مَنْ أَنْعَمَ بِطَوْلِهِ، يا مَنْ أَكْرَمَ بِجُودِهِ، يا مَنْ جادَ بلُطْفِهِ، يا مَنْ تَعَزَّزَ بِقُدْرَتِهِ، یا مَنْ قَدَّرَ بِحِكْمَتِهِ، يا مَنْ حَكَمَ بِتَدْبِيرِهِ، يا مَنْ دَبَّرَ بِعِلْمِهِ، يا مَنْ تَجاوَزَ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ دَنا فِي عُلُوهِ، يَا مَنْ عَلَا فِي دُنُوِّهِ.

(83) يا مَنْ يَخْلُقُ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، يا مَنْ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، يا مَنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ، يا مَنْ يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ، يا مَنْ يُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ، يا مَنْ يُصَوِّرُ في الْأَرْحامِ ما يَشاءُ، يَا مَنْ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ.

(84) يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرَاً، يا مَنْ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ، يا مَنْ جَعَلَ الْمَلائِكَةَ رُسُلاً، يا مَنْ جَعَلَ في السَّماءِ بُرُوجاً، يا مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً، يا مَنْ خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، يَا مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً .

ص: 60

(85) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا أَوَّلُ، یا آخِرُ، يَا ظَاهِرُ، یا باطِنُ، یا بَرُّ، يا حَقُّ، يا فَرْدُ، یا وتْرُ، یا صَمَدُ، یا سَرْمَدُ.

(86)يا خَيْرَ مَعْرُوفٍ عُرِفَ، يَا أَفْضَلَ مَعْبُودٍ عُبِدَ، يا أَجَلَّ مَشْكُورٍ شُكِرَ، يا أَعَزَّ مَذْكُورِ ذُكِرَ، يَا أَعْلَى مَحْمُودٍ حُمِدَ، يَا أَقْدَمَ مَوْجُودٍ طُلِبَ، يا أَرْفَعَ مَوْصُوفٍ وُصِفَ يا أَكْبَرَ مَقْصُودٍ قُصِدَ، يَا أَكْرَمَ مَسْؤُولٍ سُئِلَ، يَا أَشْرَفَ مَحْبُوبٍ عُلِمَ.

(87) يا حَبيبَ الْباكِينَ، يا سَيِّدَ الْمُتَوَكِّلِينَ، يا هَادِيَ الْمُضِلَّينَ، يا وَليَّ الْمُؤْمِنِينَ، يا أَنيسَ الذَّاكِرِينَ، يا مَفْزَعَ الْمَلْهُوفِينَ، يا مُنْجِيَ الصَّادِقِينَ ،يا أَقْدَرَ الْقَادِرِينَ، يا أَعْلَمَ الْعَالِمِينَ، يا إِلهَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ.

(88) يا مَنْ عَلا فَقَهَرَ ، يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ، يا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ، يا مَنْ عُصِيَ فَغَفَرَ، يا مَنْ لا تَحْوِيهِ الْفِكَرُ، يا مَنْ لا يُدْرِكُهُ بَصَر، يا مَنْ لا يَخْفَى عَلَيْهِ أَثَرُ، يا رازِقَ الْبَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلٌّ قَدَرِ.

(89) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا حافظ، یا باریءُ، یا ذاری، یا باذخ یا ،فارجُ یا ،فاتح یا کاشفُ ،يا ضامِنُ، يا آمِرُ، يا ناهي.

(90) يا مَنْ لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَخْلُقُ الْخَلْقَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُتِمُّ النِّعْمَةَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُقَلِّبُ الْقُلُوبَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُدَبِّرُ الأَمْرَ

ص: 61

إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُنَزِّلُ الْغَيْثَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَبْسُطُ الرِّزْقَ إِلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يُحْيِي الْمَوْتَى إِلَّا هُوَ.

(91)يا مُعِينَ الضُّعَفَاءِ، يا صاحِبَ الْغُرَباءِ، يا ناصِرَ الْأَوْلِياءِ، يا قاهِرَ الْأَعْداءِ، يا رافِعَ السَّماءِ، يا أَنِيسَ الْأَصْفِياءِ، يَا حَبِيبَ الْأَنْقِياءِ، يَا كَنَزَ الْفُقَراءِ، يَا إِلهَ الْأَغْنِياءِ، يَا أَكْرَمَ الْكُرَمَاءِ.

(92) يا كافِياً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، يا قائِماً عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ لا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ، يَا مَنْ لا يَزِيدُ فِي مُلْكِهِ شَيْءٌ، يا مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ، يَا مَنْ يَنْقُصُ مِنْ خَزائِنِهِ شَيْءٌ، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، يَا مَنْ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ، يا مَنْ هُوَ خَبِيرٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، يَا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ.

(93) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُكْرِمُ، یا مُطْعِمُ، یا مُنْعِمُ، یا مُعْطِي، يا مُغْنِي، يا مُقْنِي، يا مُفْنِي، يا مُحْيِي، يَا مُرْضِي، يَا مُنْجِي.

(94) يا أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ وَآخِرَهُ، يا إِلهَ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، يا رَبِّ كُلِّ شَيْءٍ وَصانِعَهُ، يا باريءَ كُلِّ شَيْءٍ وَخالِقَهُ، يا قابضَ كُلِّ شَيْءٍ وَباسِطَهُ، يا مُبْدِيءَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُعِيدَهُ، يا مُنْشِيءَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُقَدْرَهُ، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُحَوِّلَهُ، يَا مُحْيِيَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُمِيتَهُ، يَا خَالِقَ كُلِّ شَيْءٍ وَوارِثَهُ.

(95) يا خَيْرَ ذاكِرِ وَمَذْكُورِ، يا خَيْرَ شَاكِرِ وَمَشْكُورِ، يا خَيْرَ حَامِدٍ وَمَحْمُودِ، يا خَيْرَ شاهِدِ وَمَشْهُودِ، يا خَيْرَ داعٍ وَمَدْعُوِّ، يا خَيْرَ مُجِيبٍ

ص: 62

وَمُجابٍ، يَا خَيْرَ مُؤْنِسٍ وَأَنِيسٍ، يا خَيْرَ صَاحِبٍ وَجَلِيسٍ، يَا خَيْرَ مَقْصُودٍ وَمَطلوب ،يا خَيْرَ حَبيب وَمَحْبُوب.

(96) يا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعاهُ مُجِيبٌ، يا مَنْ هُوَ لِمَنْ أَطاعَهُ حَبيبٌ، يا مَنْ هُوَ إِلَى مَنْ أَحَبَّهُ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنِ اسْتَحْفَظَهُ رَقِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجَاهُ كَرِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ رَحِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي إِحْسانِهِ قَدِيمٌ، يَا مَنْ هُوَ بمَنْ أَرادَهُ عَلِيمٌ.

(97) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا مُسَبِّبُ، یا مُرَغَبُ، یا مُقَلِّبُ، یا مُعَقَبُ يا ،مُرَتَبُ ،يا مُخَوّف ،یا مُحَذرُ، یا مُذكرُ ، يا مُسَخَرُ ، يا مُغَيّرُ .

(98) يا مَنْ عِلْمُهُ سابق، يا مَنْ وَعْدُهُ صادِقٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ ظَاهِرٌ، يا مَنْ أَمْرُهُ غَالِبٌ، يا مَنْ كِتابُهُ مُحْكَمْ، یا مَنْ قَضَاؤُهُ كَائِنٌ، يَا مَنْ قُرْآنُهُ مَجِيدٌ، يا مَنْ مُلْكُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ، يَا مَنْ عَرْشُهُ عَظِيمٌ.

(99)يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْع، يا مَنْ لا يَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْلِ، يا مَنْ لا يُلْهِيهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْلِ، يا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَنْ سُؤالِ، يا مَنْ لايَحْجُبُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، يا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِينَ، يا مَنْ هُوَ غايَةُ مُرادِ الْمُرِيدِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهَى هِمَمِ الْعارِفِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهَى طَلَبِ الطَّالِبِينَ، يا مَنْ لا يَخْفَى عَلَيْهِ ذَرَّةٌ فِي الْعَالَمِينَ.

ص: 63

(100) یا حَلِيماً لا يَعْجَلُ، يا جَواداً لا يَبْخَلُ ،يا صادقاً لا يُخْلِفُ، يا وَهَّاباً لا يَمَلُّ، یا قاهِراً لا يُغْلَبُ، یا عَظِيماً لا يُوْصَفُ، يا عَدْلاً لا يَحِيفُ ،يا غَنِيّاً لا يَفْتَقِرُ ، يا كَبيراً لا يَصْغُرُ، يا حافِظاً لَا يَغْفَلُ. سُبْحانَكَ يا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ خَلَّصْنَا مِنَ النَّارِ يَا رَبِّ.

دعاء التوبة

وهو من أدعية الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين(عليه السلام) ويناسب قراءته في كل الأوقات، ومنها ليالي القدر التي يلزم الإنسان فيها أن يتوب من ذنوبه, وهو:

اللّهُمَّ ، يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الْواصِفِينَ، وَيا مَنْ لا يُجاوِزُهُ رَجَاءُ الرَّاجِينَ، وَيا مَنْ لا يَضِيعُ لَدَيْهِ أَجْرُ الْمُحْسِنِينَ، وَيا مَنْ هُوَ مُنْتَهَى خَوْفِ الْعابِدِينَ، وَيا مَنْ هُوَ غَايَةُ خَشْيَةِ الْمُتَّقِينَ، هَذَا مَقَامُ مَنْ تَداوَلَتْهُ أَيْدِي الذَّنُوب، وَقادَتْهُ أَزِمَّةُ الْخَطايا، وَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ، فَقَصَّرَ عَمَّا أَمَرْتَ بهِ تَفْرِيطاً، وَتَعاطَى ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً، كَالْجَاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، أَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ إِحْسانِكَ إِلَيْهِ، حَتَّى إِذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الْهُدَى، وَتَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحائِبُ الْعَمَى، أَحْصَى ما ظَلَمَ بهِ نَفْسَهُ، وَفَكَّرَ في ما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ، فَرَأَى كَثِيرَ عِصْيانِهِ كَثِيراً، وَجَلِيلَ مُخالَفَتِهِ جَلِيلاً، فَأَقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ مُسْتَحْيِیاً مِنْكَ، وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ إِلَيْكَ ثِقَةً بِكَ، فَأَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقِينَا، وَقَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إِخْلاصاً، قَدْ خَلَا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ

ص: 64

مَطْمُوعٍ فِيهِ غَيْرِكَ، وَأَفْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ، فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً، وَغَمَّضَ بَصَرَهُ إِلَى الْأَرْضِ مُتَخَشْعاً، وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلّلاً، وَأَبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خُضُوعاً، وَعَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ ما أَنْتَ أَحْصَى لَها خُشُوعاً، وَاسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظِيمٍ مَا وَقَعَ بِهِ فِي عِلْمِكَ، وَقَبِيحِ ما فَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ، مِنْ ذُنُوبِ أَدْبَرَتْ لَذَّاتُها فَذَهَبَتْ وَأَقامَتْ تَبِعَاتُهَا فَلَزِمَتْ لا يُنْكِرُ يَا إِلهِي عَدْلَكَ إِنْ عَاقَبْتَهُ، وَلا يَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ، لأَنَّكَ الرَّبُّ الْكَرِيمُ الَّذِي لا يَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ الْعَظِيم.

اللَّهُمَّ، فَها أَنَا ذا قَدْ جِئْتُكَ مُطِيعاً لأَمْرِكَ فِيمَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ، مُتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فِيما وَعَدْتَ بهِ مِنَ الْإِجابَةِ، إِذْ تَقُولُ﴿ ادْعُونِي اسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ اللَّهُمَّ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَالْقَنِي بِمَغْفِرَتِكَ كَمَا لَقِيْتُكَ بِإِقْرَارِي، وَارْفَعْنِي عَنْ مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَما تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الْانْتِقَام مِنّي، اللّهُمْ، وَثَبِّتْ في طَاعَتِكَ نِيَّتِي، وَأَحْكِمْ في عِبادَتِكَ بَصِيرَتِي، وَوَفِّقْنِي مِنَ الْأَعْمَالِ لِمَا تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الْخَطَايَا عَنِّي، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذا تَوَفَّيْتَنِي. اللّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ فِي مَقامِي هَذَا مِنْ كَبَائِرِ ذُنُوبِي وَصَغَائِرِها، وَبَواطِنِ سَيِّئاتِي وَظَواهِرِهَا، وَسَوالِفِ زَلَّاتِي وَحَوادِثِهَا، تَوْبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ، وَلا يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ، وَقَدْ قُلْتَ يا إِلهِي فِي مُحْكَم كِتابِكَ: إِنَّكَ

ص: 65

تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَتَعْفُو عَنِ السَّيِّئاتِ، وَتُحِبُّ التَّوَّابِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَما وَعَدْتَ، وَاعْفُ عَنْ سَيِّئاتِي كَما ضَمِنْتَ، وَأَوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطْتَ، وَلَكَ يا رَبِّ شَرْطِي أَلَّا أَعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ، وَضَمَانِي أَلَّا أَرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ، وَعَهْدِي أَنْ أَهْجُرَ جَمِيعَ مَعاصِيكَ.

اللَّهُمَّ ، إِنَّكَ أَعْلَمُ ما عَمِلْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا عَلِمْتَ، وَاصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إلَى مَا أَحْبَبْتَ اللَّهُمَّ، وَعَلَيَّ تَبعاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ وَتَبِعاتٌ قَدْ نَسِيْتُهُنَّ، وَكَلْهُنَّ بعَيْنِكَ بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ، وَعِلْمِكَ الَّذِي لا يَنْسَى، فَعَوِّضْ مِنْها أَهْلَها وَاحْطُطْ عَنِّي وِزْرَها، وَخَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَهَا، وَاعْصُمْنِي مِنْ أَنْ أُقارِفَ مِثْلَهَا. اللَّهُمَّ وَإِنَّهُ لا وَفاءَ لي بِالتَّوْبَةِ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ، وَلا اسْتِمْساكَ فِي عَنِ الْخَطايا إِلَّا عَنْ قُوَّتِكَ، فَقَوْنِي بِقُوَّةٍ كَافِيَةٍ، وَتَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مَانِعَةٍ. اللَّهُمَّ، أَيُّها عَبْدِ تابَ إِلَيْكَ وَهُوَ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فَاسِخُ لِتَوْبَتِهِ، وَعَائِدٌ في ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ كَذِلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هَذِهِ لَا أَحْتاجُ بَعْدَها إِلَى تَوْبَةٍ تَوْبَةً مُوْجِبَةً لِمَحْو ما سَلَفَ، وَالسَّلامَةَ فِيما بَقِيَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ جَهْلِي، وَأَسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلِي، فَاضْمُمْنِي إِلَى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِ عافِيَتِكَ تَفَضّلاً. اللَّهُمَّ، وَإِنِّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ ما خالَفَ إِرادَتَكَ أَوْ زَالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ، مِنْ خَطَراتِ قَلْبِي، ولَحَظاتِ عَيْنِي، وَحِكاياتِ لِسانِي، تَوْبَةً تَسْلَمُ بها كُلُّ جَارِحَةٍ عَلَى حِيالها مِنْ تَبِعاتِكَ، وَتَأْمَنُ مِمَّا يَخافُ الْمُعْتَدُونَ مِنْ أَلِيم سَطَواتِكَ. اللَّهُمَّ،

ص: 66

فَارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَاضْطِرابَ أَرْكَاني مِنْ هَيْبَتِكَ، فَقَدْ أَقَامَتْنِي يا رَبِّ ذُنُوبي مَقَامَ الْخِزْيِ بِفِنائِكَ، فَإِنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقُ عَنِّي أَحَدٌ، وَإِنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأَهْلِ الشَّفاعَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَشَفِّعْ فِي خَطَايَايَ كَرَمَكَ، وَعُدْ عَلَى سَيِّئاتِي بِعَفْوِكَ، وَلا تُجْزِنِي جَزائي مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ، وَجَلَّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَافْعَلْ فِي فِعْلَ عَزِيزِ تَضَرَّعَ إِلَيْهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ، أَوْ غَنِيٌّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ فَنَعَشَهُ. اللَّهُمَّ، لا خَفِيرَ لي مِنْكَ، فَلْيَخْفُرْني عِزَّكَ، وَلا شَفِيعَ لي إِلَيْكَ، فَلْيَشْفَعْ لي فَضْلُكَ، وَقَدْ أَوْجَلَتْنِي خَطَايَايَ، فَلْيُؤْمِني عَفْوُكَ، فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْلٍ مِنْي بِسُوءِ أَثَرِي، وَلا نِسْيانٍ لِما سَبَقَ مِنْ ذَمِيمٍ فِعْلي، ولكِنْ لِتَسْمَعَ سَمَاؤُكَ وَمَنْ فِيها، وَأَرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْها، ما أَظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَم، وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِيهِ مِنَ التَّوْبَةِ، فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي، أَوْ تُدْرِكُهُ الرّقَةُ عَلَيَّ لِسُوءِ حالي، فَيَنالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِيَ أَسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعائي، أَوْ شَفاعَةِ أَوكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتِي، تَكُونُ بِها نَجاتي مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزَتِي برضاك. اللّهُمَّ،إن يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إِلَيْكَ، فَأَنَا أَنْدَمُ النَّادِمِينَ، وَإِنْ يَكُن التَرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إِنابَةً، فَأَنَا أَوَّلُ الْمُنِبِينَ، وَإِنْ يَكُنِ الْإِسْتِغْفارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ، فَإِنِّي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ. اللَّهُمَّ، فَكَما أَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ

ص: 67

الْقَبُولَ، وَحَثَثْتَ عَلَى الدُّعَاءِ، وَوَعَدْتَ الْإِجَابَةَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلا تُرْجِعْنِي مَرْجِعَ الْخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ

التَّوَّابُ عَلَى الْمُدْنْبِينَ وَالرَّحِيمُ لِلْخاطِئِينَ الْمُنِيبِينَ اللَّهُمَّ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما هَدَيْتَنا به، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآله كَما اسْتَنْقَذْتَنا وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاةً تَشْفَعُ لَنا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَوْمَ الْفَاقَةِ إِلَيْكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.

أعمال أسحار شهر رمضان المبارك:

هذه الأعمال تعمّ كلّ شهر ،رمضان وليست خاصة بليالي ،القدر، وهي عديدة :

الأول: أن يتسكَّر؛ فلا يدع السحور ولو على شق تمرة، أو جرعة من الماء، وأفضل السحور السويق(1)والتمر، وفي الحديث: «إنّ الله وملائكته يصلّون على المستغفرين والمتسحرين بالأسحار فتسحروا ولو بجرع الماء»(2).

الثاني: أن يقرأ عند السحور سورة «القدر» ففي الحديث: «ما من مؤمن صام فقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر عند سحوره وعند إفطاره، إلّا كان فيما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله»(3) .

ص: 68


1- طعام معمول من دقيق الحنطة.
2- المجلسي، بحار الأنوار، ج 93 ، ص313 ، ( يرويه عن أمالي الطوسي).
3- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج10، ص 149 ،( يرويه عن إقبال الأعمال لابن طاووس).

دعاء البهاء

الثالث: أن يدعو بهذا الدُّعاء العظيم الشأن، فقد روي عن الرضا(عليه السلام)أنّه قال: «هو دعاء الباقر(عليه السلام) في أسحار شهر رمضان»:

اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ بَهَائِكَ بِأَبْهَاهُ، وَكُلُّ بَهَائِكَ بَهیٌ، اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ كُلِّهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ جَمَالِكَ بِأَجْمَلِهِ، وَكُلٌّ جَمَالِكَ جَمِيلٌ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ، وَكُلٌّ جَلالِكَ جَلِيلٌ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِها، وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيمَةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ، وَكُلُّ نُورِكَ نَيْرٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِها، وَكُلٌّ رَحْمَتِكَ واسِعَةٌ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كَلِماتِكَ بأَتَها، وَكُلٌّ كَلِماتِكَ تامَّةٌ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كَمالِكَ بِأَكْمَلِهِ، وَكُلٌّ كَمالِكَ كَامِل، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَمالِكَ كُلِّهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَكْبِرِها، وَكُلُّ أَسْمَائِكَ كَبِيرَةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلَّها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأَعَزّها، وَكُلٌّ عِزَّتِكَ عَزِيزَةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مَشِيئَتِكَ بِأَمْضاها، وَكُلُّ مَشِيئَتِكَ ماضِيَةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَشِيئَتِكَ

ص: 69

كُلّها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ قُدْرَتِكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي اسْتَطَلْتَ بها عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطِيلَةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلُّها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ، وَكُلٌّ عِلْمِكَ نافِذُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلّه. اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضاهُ، وَكُلٌّ قَوْلِكَ رَضي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بقَوْلِكَ كُلِّهِ. اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مَسائِلِكَ بِأَحَبَّها إِلَيْكَ، وَكُلٌّ مَسائِلِكَ إِلَيْكَ حَبِيبةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ كُلها. اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ، وَكُلُّ شَرَفِكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ. اللَّهُمَّ،إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِأَدْوَمِهِ، وَكُلُّ سُلْطانِكَ دائِمٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِسُلْطانِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِأَفْخَرِهِ، وَكُلُّ مُلْكِكَ فاخر، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عُلُوّكَ بِأَعْلاه، وَكُلُّ عُلُوّكَ عالٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعُلُوّكَ كُلِّهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مَنْكَ بِأَقْدَمِهِ، وَكُلُّ مَنْكَ بِمَنْكَ كُلِّهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ آيَاتِكَ بِأَكْرَمِهَا، وَكُلُّ آيَاتِكَ كَرِيمَةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِآيَاتِكَ كُلّها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِما أَنْتَ فِيهِ مِنَ الشَّأْنِ وَالْجَبَرُوتِ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ شَأْنٍ وَحْدَهُ وَجَبَرُوتٍ وَحْدَها. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِما تُجِيبُنِي بِهِ حِينَ أَسْأَلُكَ، فَأَجِبْنِي يا الله.

ثم سل حاجتك، فإنّها تُقضى، إن شاء الله.

ص: 70

دعاء أبي حمزة الثمالي

الرابع في المصباح عن أبي حمزة الثمالي(رحمۀ الله علیه) قال: كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام)يصلّي عامة الليل في شهر رمضان، فإذا كان السحر دعا بهذا الدعاء:

إلهي، لا تُؤَدِّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ، وَلا تَمْكُرْ بي في حِيلَتِكَ، مِنْ أَيْنَ لِي الْخَيْرُ يا رَبِّ وَلا يُوجَدُ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ، وَمِنْ أَيْنَ ليَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطاعُ إِلَّا بِكَ. لا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَلَا الَّذِي أَساءَ وَاجْتَرَأَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ(حتى ينقطع النفس)، بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ، وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْر ما أَنْتَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي، وَإِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي، وَإِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنادِيهِ كُلَّما شِئْتُ لِحَاجَتِي، وَأَخْلُو بِهِ حَيْثُ شِئْتُ لِسِرِّي، بِغَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضي لي حاجَتِي. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا أَدْعُو غَيْرَهُ، وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لِي دُعائي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا أَرْجُو غَيْرَهُ، وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأَخْلَفَ رَجائي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي، وَلَمْ يَكِلْنِي إِلَى النَّاسِ فَيُهِينُونِي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَحَبَّبَ إِلَيَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَحْلُمُ عَنِّي، حَتَّى كَأَني لا ذَنْبَ لي،

ص: 71

فَرَبي أَحْمَدُ شَيْءٍ عِنْدِي وَأَحَقُّ بِحَمْدِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِب إِلَيْكَ مُشْرَعَةً، وَمَناهِلَ الرَّجاءِ إليك (لَدَيْكَ) مُتْرَعَةً، وَالْاسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ أَمْلَكَ مُباحَةً، وَأَبْوابَ الدُّعَاءِ إِلَيْكَ لِلصَّارِخِينَ مَفْتُوحَةً، وَأَعْلَمُ أَنَّكَ لِلرَّاحِينَ بِمَوْضِعِ إِجَابَةٍ، وَلِلْمَلْهُوفِينَ بِمَرْصَدِ إِعَاثَةٍ، وَأَنَّ فِي اللَّهْفِ إِلَى جُودِكَ وَالرّضا بِقَضائِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الْباخِلِينَ، وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فِي أَيْدِي لمُسْتَأْثِرِينَ، وَأَنَّ الرَّاحِلَ إِلَيْكَ قَرِيبُ الْمَسَافَةِ، وَأَنَّكَ لَا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ، إِلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الْأَعْمَالُ (الآمَالُ) دُونَكَ. وَقَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِطَلِبَتِي، وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي، وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتِي، وَبِدُعائِكَ تَوَسُّلي، مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقِ لاِسْتِماعِكَ مِنّي، وَلا اسْتِيجابٍ لِعَفْوِكَ عَنّي؛ بَلْ لِثِقَتِي بِكَرَمِكَ، وَسُكُونِي إِلَى صِدْقِ وَعْدِكَ، وَلَجَنِّي إِلَى الْإِيْمَانِ بِتَوْحِيدِكَ، وَيَقِينِي

(وَثِقَتِي) بِمَعْرِفَتِكَ مِنِّي، أَنْ لا رَبَّ لِي غَيْرُكَ، وَلا إِلهَ(لي) إلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شريكَ لَكَ. اللَّهُم،أنتَ الْقَائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَوْعْدُكَ صِدْقٌ(الصِّدْقُ)، وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً. وَلَيْسَ مِنْ صِفاتِكَ يا سَيْدِي، أَنْ تَأْمُرَ بِالسُّؤالِ، وَتَمْنَعَ الْعَطِيَّةَ، وَأَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْعَطِيَّاتِ عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ، وَالْعائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ (بِحُسْنِ نِعْمَتِكَ). إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ صَغِيراً، وَنَوَّهْتَ بِاسْمِي كَبِيراً، فَيا مَنْ رَبَّاني في الدُّنْيا بِإِحْسانِهِ وَتَفَضْلِهِ (وَبِفَضْلِهِ)

ص: 72

وَنِعَمِهِ، وَأَشَارَ لِي فِي الآخِرَةِ إِلَى عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ. مَعْرِفَتِي يَا مَوْلايَ دَلِيلِي (دَلَّتْنِي) عَلَيْكَ، وَحُبِّي لَكَ شَفِيعِي إِلَيْكَ، وَأَنَا وَاثِقٌ مِنْ دَلِيلي بِدَلالَتِكَ، وَساكِنْ مِنْ شَفِيعِي إِلَى شَفَاعَتِكَ. أَدْعُوكَ، يَا سَيْدِي بِلِسَانٍ قَدْ أَخْرَسَهُ ذَنْبُهُ. رَبِّ أَناجِيكَ بِقَلْبٍ قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ. أَدْعُوكَ يَا رَبِّ، رَاهِبَا، رَاغِباً راجياً، خائِفاً. إذَا رَأَيْتُ، مَوْلايَ ذُنُوبِي فَزِعْتُ، وَإِذَا رَأَيْتُ كَرَمَكَ طَمعْتُ، فَإِنْ عَفَوْتَ (غَفَرْتَ) فَخَيْرُ ،راحِمٍ، وَإِنْ عَذَّبْتَ فَغَيْرُ ظالِم. حُجَّتِي يا الله في جُرْأَتِي عَلَى مَسْأَلَتِكَ، مَعَ إِتْياني ما تَكْرَهُ، جُودُكَ وَكَرَمُكَ، وَعُدَّتِي فِي شِدَّتي، مَعَ قِلَّةِ حَياتي، رَأْفَتُكَ وَرَحْمَتُكَ. وَقَدْ رَجَوْتُ أَنْ لا تَخِيبَ بَيْنَ

ذَيْنِ وَذَيْنِ مُنْيَتِي، فَحَقِّقْ رَجَائِي، وَاسْمَعْ دُعانِي، يَا خَيْرَ مَنْ دَعَاهُ داع، وَأَفْضَلَ مَنْ رَجَاهُ راجِ. عَظُمَ يا سَيِّدِي أَمَلِي، وَسَاءَ عَمَلِي، فَأَعْطِنِي مِنْ عَفْوِكَ بِمِقْدَارِ أَمَلي، وَلا تُؤاخِذْنِي بِأَسْوَا عَمَلِي، فَإِنَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَنْ مُجازاةِ الْمُذْنِبِينَ، وَحِلْمَكَ يَكْبُرُ عَنْ مُكافَأَةِ الْمُقَصِّرِينَ، وَأَنَا يَا سَيِّدِي عائِذٌ بِفَضْلِكَ، هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ، مُتَنَجِّزُ مَا وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنَّا. وَما أَنَا يا رَبِّ وَما خَطَرِي، هَبْنِي بِفَضْلِكَ، وَتَصَدَّقَ عَلي بعَفُوكَ، أَيْ رَبِّ، جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ، فَلَوِ اطَّلَعَ الْيَوْمَ عَلَى ذَنْبِي غَيْرُكَ ما فَعَلْتُهُ، وَلَوْ خِفْتُ تَعْجِيلَ الْعُقُوبَةِ لاجْتَنَبْتُهُ، لا لأَنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إِلَيَّ)، وَأَخَفُ الْمُطَّلِعِينَ (عَلَيَّ)، بَلْ

ص: 73

لأَنَّكَ، يا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ، وَأَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ،(وَأَحْلَمُ الْأَحْلَمِينَ)، وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ، سَتَّارُ الْعُيُوبِ، غَفَّارُ الذُّنُوبِ، عَلامُ الْغُيُوبِ، تَسْتُرُ الذَّنْبَ بِكَرَمِكَ، وَتُؤَخِّرُ الْعُقُوبَةَ بِحِلْمِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَعَلَى عَفْوكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ. وَيَحْمِلُنِي وَيُجَرِّثْنِي عَلَى مَعْصِيَتِكَ، حِلْمُكَ عَنِّي، وَيَدْعُونِي إِلَى قِلَّةِ الْحَياءِ سَتْرُكَ عَلَيَّ، وَيُسْرِعُنِي إِلَى التَّوَثْبِ عَلَى مَحارِمِكَ مَعْرِفَتِي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَعَظِيم عَفْوِكَ يا حَلِيمُ یا كَرِيمُ يا حَيُّ ، يا قَيُّومُ يا غافِرَ الذَّنْبِ یا قابِلَ التَّوْبِ، يا عَظِيمَ الْمَنِّ، يا قَدِيمَ الْإِحْسانِ. أَيْنَ سَتْرَكَ الْجَمِيلُ، أَيْنَ عَفْوُكَ الْجَلِيلُ، أَيْنَ فَرَجُكَ الْقَرِيبُ أَيْنَ غِياتُكَ السَّرِيعُ أَيْنَ رَحْمَتُكَ الْواسِعَةُ، أَيْنَ عَطَايَاكَ الْفَاضِلَةُ، أَيْنَ مَواهِبُكَ الْهَنِيئَةُ، أَيْنَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ، أَيْنَ فَضْلُكَ الْعَظِيمُ، أَيْنَ مَنكَ الْجَسِيمُ، أَيْنَ إحْسانُكَ الْقَدِيمُ، أَيْنَ كَرَمُكَ يا كَرِيمُ بِهِ وَمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، فَاسْتَنْقِذْنِي، وَبِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْنِي. يا مُحْسِنُ، يَا مُجْمِلُ، يَا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ. لَسْتُ أَتَّكِلُ في النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا، لأَنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ. تُبْدِيءُ بِالْإِحْسَانِ نِعَماً، وَتَعْفُو عَنِ الذَّنْب كَرَماً، فَما نَدْرِي ما نَشْكُرُ أَجَمِيلَ مَا تَنْشُرُ، أَمْ قَبِيحَ مَا تَسْتُرُ، أَمْ عَظِيمَ ما أَبْلَيْتَ وَأَوْلَيْتَ، أَمْ كَثِيرَ ما مِنْهُ نَجَّيْتَ وَعافَيْتَ يا حَبِيبَ مَنْ تَحَبَّبَ إِلَيْكَ، وَيَا قُرَّةَ عَيْنِ مَنْ لاذَ بِكَ، وَانْقَطَعَ إِلَيْكَ. أَنْتَ الْمُحْسِنُ،

ص: 74

وَنَحْنُ الْمُسِيئُونَ، فَتَجاوَزْ يا رَبِّ، عَنْ قَبِيح ما عِندَنَا بِجَمِيلِ مَا عِنْدَكَ. وَأَيُّ جَهْلِ يا رَبِّ لا يَسَعُهُ جُودُكَ، أَوْ أَيُّ زَمانِ أَطْوَلُ مِنْ أَناتِكَ، وَما قَدْرُ أَعْمالِنا في جَنْب نِعَمِكَ، وَكَيْفَ نَسْتَكْثِرُ أَعْمَالاً نُقابلُ بها كَرَمَكَ كَرَامَتِكَ)؛ بَلْ كَيْفَ يَضِيقُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ ما وَسِعَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ. يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ فَوَعِزَّتِكَ يا سَيْدِي، لَوْ نَهَرْتَنِي (انْتَهَرْتَنِي) ما بَرِحْتُ مِنْ بابِكَ، وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ؛ لِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَأَنْتَ الْفاعِلُ لِما تَشَاءُ، تُعَذِّبُ مَنْ تَشَاءُ، بما تَشاءُ، كَيْفَ تَشاءُ، وَتَرْحَمُ مَنْ تَشاءُ، بِما تَشاءُ، كَيْفَ تَشاءُ، وَلا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِكَ، وَلا تُنازَعُ في مُلْكِكَ، وَلا تُشارَكُ في أَمْرِكَ، وَلا تُضادُّ فِي حُكْمِكَ، وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ أَحَدٌ فِي تَدْبِيرِكَ، لَكَ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. يا رَبِّ، هذَا مَقامُ مَنْ لاذَ بِكَ، وَاسْتَجارَ بكَرَمِكَ، وَأَلِفَ إِحْسَانَكَ وَنِعَمَكَ، وَأَنْتَ الْجَوادُ الَّذِي لا يَضِيقُ عَفْوُكَ، وَلا يَنْقُصُ فَضْلُكَ، وَلا تَقِلُّ رَحْمَتُكَ، وَقَدْ تَوَفَّقْنا مِنْكَ بِالصَّفْحَ الْقَدِيمِ، وَالْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، أَفَتُراكَ يا رَبِّ تُخْلِفُ ظُنُونَنا، أَوْ تُخَيِّبُ ،آمالَنا كَلَّا يَا كَرِيمُ، فَلَيْسَ هَذا ظَنُّنا بِكَ، وَلا هَذا فِيكَ طَمَعُنا يا رَبِّ إِنَّ لَنا فِيكَ أَمَلاً طَوِيلاً كَثِيراً، إِنَّ لَنا فِيكَ رَجاءً عَظِيماً ، عَصَيْناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْنَا، وَدَعَوْنَاكَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنَا، فَحَقَّقْ رَجَاءَنَا مَوْلانَا، فَقَدْ عَلِمْنا ما

ص: 75

نَسْتَوْجِبُ بِأَعْمَالِنَا، وَلكِنْ عِلْمُكَ فِينا، وَعِلْمُنا بِأَنَّكَ لا تَصْرِفُنَا عَنْكَ، (حَتَّنَا عَلَى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ، وَإِنْ كُنَّا غَيْرَ مُسْتَوْجِبِينَ لِرَحْمَتِكَ، فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنَا وَعَلَى الْمُذْنِبِينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَجُدْ عَلَيْنَا، فَإِنَّا مُحْتاجُونَ إِلَى نَيْلِكَ. يَا غَفَّارُ، بِنُورِكَ اهْتَدَيْنَا، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنا وَبِنِعْمَتِكَ (وَفِي نِعَمِكَ) أَصْبَحْنا وَأَمْسَيْنا، ذُنُوبُنا بَيْنَ يَدَيْكَ، نَسْتَغْفِرُكَ اللَّهُمَّ مِنْهَا، وَنَتُوبُ . تَتَحَبَّبُ إِلَيْنَا بِالنِّعَمِ وَنُعارِضُكَ بِالذُّنُوبِ، خَيْرُكَ إِلَيْنا نَازِلٌ، وَشَرْنا إِلَيْكَ صَاعِدٌ، وَلَمْ يَزَلْ وَلَا يزالُ، مَلَكٌ كَرِيمٌ يَأْتِيكَ عَنَّا بِعَمَلٍ قَبِيحٍ، فَلَا يَمْنَعُكَ ذلِكَ مِنْ أَنْ تَحُوطَنا بِنِعَمِكَ، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيْنا بِآلائِكَ، فَسُبْحانَكَ ما أَحْلَمَكَ، وَأَعْظَمَكَ، وَأَكْرَمَكَ، مُبْدِئاً وَمُعِيداً . تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَكَرُمَ صَنائِعُكَ وَفِعالُكَ. أَنْتَ إِلهِي أَوْسَعُ فَضْلاً، وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقابِسَنِي بِفِعْلِي وَخَطِيئَتِي، فَالْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ سَيِّدِي سَيْدِي سَيّدِي. اللّهُمَّ اشْغَلْنا بِذِكْرِكَ ، وَأَعِذْنا مِنْ سَخَطِكَ، وَأَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ، وَارْزُقْنا مِنْ مَواهِبِكَ، وَأَنْعِمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلِكَ، وَارْزُقْنَا حَجَّ بَيْتِكَ، وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ، وَرَحْمَتُكَ، وَمَغْفِرَتُكَ، وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطَاعَتِكَ، وَتَوَفَّنا عَلَى مِلَّتِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

اللّهُمَّ، اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَارْحَمْهُما كَما رَبَّيَانِي صَغِيراً، اجْزِهِمَا بِالْإِحْسَانِ

ص: 76

إحْساناً، وَبِالسَّيِّئاتِ غُفْراناً. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْراتِ فِي الخَيْرَاتِ). اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِحَيْنا وَمَيَّتِنا وَشاهِدِنا وَغائِبنا ذَكَرنا وَأَنْثانا (وإنَاثِنَا)، صَغِيرنا وَكَبيرنا، حُرْنا وَمَمْلُوكِنا، كَذَبَ الْعادِلُونَ بِاللهِ، وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً، وَخَسِرُوا خُسْراناً مُبِيناً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاخْتِمْ لي بِخَيْرِ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي، وَاجْعَلْ عَلَيَّ مِنْكَ واقِيَةً ،باقِيةً، وَلا تَسْلُبْنِي صالِحَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ، رِزْقاً واسعاً حَلالاً طَيِّباً. اللَّهُمَّ، اخْرُسْنِي بِحَراسَتِكَ، وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ، وَاكْلأني بِكَلاءَتِكَ، وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرام، في عامنا هَذا وَفي كُلِّ عام، وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلا تُخْلِنِي، يا رَبِّ مِنْ تِلْكَ الْمَشاهِدِ الشَّريفَةِ، وَالْمَواقِف الكريمة. اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيَّ حَتَّى لا أَعْصِيَكَ، وَأَلْهِمْنِي الْخَيْرَ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَخَشْيَتَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ما أَبْقَيْتَنِي، يا رَبَّ الْعالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي كُلَّما قُلْتُ قَدْ تَهَيَّأْتُ، وَتَعَبَّأْتُ، وَقُمْتُ للصَّلاة بَيْنَ يَدَيْكَ، وَنَاجَيْتُكَ، أَلْقَيْتَ عَلَيَّ نُعاساً إِذَا أَنَا صَلَّيْتُ، وَسَلَبْتَنِي مُناجاتِكَ إِذَا أَنَا ناجَيْتُ ما لي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلُحَتْ سَرِيرَتِي، وَقَرُبَ مِنْ مَجَالِسِ التَّوابِينَ مَجْلِسِي، عَرَضَتْ لي بَلِيَّةٌ أَزَالَتْ قَدَمِي، وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ. سَيْدِي، لَعَلَّكَ عَنْ

ص: 77

بابِكَ طَرَدْتَنِي، وَعَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُسْتَخِفَاً بِحَقِّكَ فَأَقْصَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُعْرِضاً عَنْكَ فَقَلَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ وَجَدْتَنِي فِي مَقامِ الْكَاذِبِينَ (الكَذَّابِينَ) فَرَفَضْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي غَيْرَ شَاكِرٍ لِنَعْمَائِكَ فَحَرَمْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنِي مِنْ مَجالِسِ الْعُلَماءِ فَخَذَلْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي فِي الْغافِلِينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي آلَفُ مَجالِسَ الْبَطَّالِينَ، فَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبْ أَنْ تَسْمَعَ دُعائي فَباعَدْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمِي وَجَرِيرَتي كَافَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَياتي منْكَ جَازَيْتَنِي، فَإِنْ عَفَوْتَ يا رَبِّ، فَطَالَما عَفَوْتَ عَنِ الْمُذْنِبِينَ قَبْلِي لأَنَّ كَرَمَكَ، أَيْ رَبِّ، يَجِلُّ عَنْ مُكافَاةِ الْمُقَصِّرِينَ. وَأَنَا عَائِذْ بِفَضْلِكَ، هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ، مُتَنَجِّزُ (مُنْتَجِزْ) ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بكَ ظَنّاً. إلهي، أَنْتَ أَوْسَعُ فَضْلاً، وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقايِسَنِي بِعَمَلِي، أَوْ أَنْ تَسْتَزِلْنِي بِخَطِيئَتِي، وَمَا أَنَا يا سَيِّدِي وَمَا خَطَرِي، هَبْنِي بِفَضْلِكَ سَيْدِي، وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ، وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرِم وَجْهِكَ. سَيْدِي، أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ، وَأَنَا الْجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ، وَأَنَا الضَّالُ الَّذِي هَدَيْتَهُ، وَأَنَا الْوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ، وَأَنَا الْحَائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ، وَالْجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشَانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ، وَالْعَارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ، وَالْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ، وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ، وَالذُّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ،

ص: 78

وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ، وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِيءُ الَّذِي أَقَلْتَهُ، وَأَنَا الْقَلِيلُ الَّذِي كَثَرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ، وَأَنَا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ، أَنَا يَا رَبِّ الَّذِي لَمْ أَسْتَحْيِكَ فِي الْخَلاءِ، وَلَمْ أُراقِبْكَ فِي الْمَلا، أَنَا صَاحِبُ الدَّواهِي الْعُظْمَى، أَنَا الَّذِي عَلَى سَيْدِهِ اجْتَرَأَ، أَنَا الَّذِي عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّماءِ، أَنَا الَّذِي أَعْطَيْتُ عَلَى مَعَاصِي الْجَلِيلِ الرُّشَى (المَعَاصِي جَلِيلَ الرُّشَى)، أَنَا الَّذِي حِينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ إِلَيْهَا أَسْعَى، أَنَا الَّذِي أَمْهَلْتَنِي فَمَا ارْعَوَيْتُ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ فَمَا اسْتَحْيَيْتُ، وَعَمِلْتُ (وَعَلِمْتُ ) بِالْمَعاصِي فَتَعَدَّيْتُ، وَأَسْقَطْتَنِي مِنْ عَيْنِكَ (مِنْ عِنْدِكَ) فَما بالَيْتُ ، فِيحِلْمِكَ أَمْهَلْتَنِي، وَبِسِتْرِكَ سَتَرْتَنِي، حَتَّى كَأَنَّكَ أَغْفَلْتَنِي، وَمِنْ عُقُوباتِ الْمَعاصِي جَنَّبْتَنِي، حَتَّى كَأَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَنِي.

إلهِي ،لَمْ أَعْصِكَ حِينَ عَصَيْتُكَ وَأَنَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جَاحِدٌ، وَلا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌ ،وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضُ، وَلا لِوَعِيدِكَ مُتَهاون، لكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ، وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسي، وَغَلَبَني هَوَايَ، وَأَعانَنِي عَلَيْهَا شِقْوَتِي، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمُرْخَى عَلَيَّ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَخَالَفْتُكَ بِجُهْدِي، فَالآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي، وَمِنْ أَيْدِي الْخُصَمَاءِ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنِي، وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي، فَوَاسَوْأَتا (فوَاأَسَفَا) عَلَى مَا أَحْصَى كِتَابُكَ مِنْ عَمَلي، الَّذِي لَوْلا ما أَرْجُو مِنْ كَرَمِكَ، وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ، وَنَهْيِكَ إِيَّايَ عَنِ

ص: 79

الْقُنُوطِ، لَقَنَطْتُ عِنْدَما أَتَذَكَّرُها يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داعٍ، وَأَفْضَلَ مَنْ رجاه راجِ. اللَّهُمَّ بِذِمَّةِ الْإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِحُبِّي النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ،الْقُرَشِيَّ، الْهاشِمِيَّ، الْعَرَبِيَّ، التَّهامِيَّ، الْمَكِّيُّ، الْمَدَنِي، أَرْجُو الزَّلْفَةَ لَدَيْكَ، فَلا تُوحِشِ اسْتِثْناسَ إِيْمَانِي، وَلَا تَجْعَلْ ثَوابي ثَوابَ مَنْ عَبَدَ سِواكَ، فَإِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ. لِيَحْقِنُوا بِهِ دِماءَهُمْ، فَأَدْرَكُوا ما أَمَّلُوا، وَإِنَّا آمَنَّا بِكَ بِأَلْسِنَتِنَا وَقُلُوبِنا، لِتَعْفُوَ عَنَّا، فَأَدْرِكْنا (فَأَدْرِكْ بنَا) ما أَمَّلْنَا، وَثَبِّتْ رَجَاءَكَ فِي صُدُورِنا، وَلَا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ. فَوَعِزَّتِكَ لَوِ انْتَهَرْتَنِي مَا بَرِحْتُ مِنْ بابِكَ، وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَلْقِكَ؛ لِما أُلْهِمَ قَلْبِي (يَا سَيّدِي) مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِكَرَمِكَ، وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ. إِلَى مَنْ يَذْهَبُ الْعَبْدُ إِلَّا إِلَى مَوْلاهُ، وَإِلَى مَنْ يَلْتَجِيءُ الْمَخْلُوقُ إِلَّا إِلَى خَالِقِهِ. إِلهِي لَوْ قَرَنْتَنِي بِالْأَصْفَادِ، وَمَنَعْتَنِي سَيْبَكَ مِنْ بَيْنِ الْأَشْهَادِ، وَدَلَلْتَ عَلَى فَضَائِحِي عُيُونَ الْعِبادِ، وَأَمَرْتَ ِبي إِلَى النَّارِ، وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْأَبْرَارِ، مَا قَطَعْتُ رَجَائِي مِنْكَ، وَما صَرَفْتُ تَأْمِيلِي لِلْعَفْو عَنْكَ، وَلا خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبِي. أَنَا لا أَنْسَى أَيادِيَكَ عِنْدِي، وَسَتْرَكَ عَلَيَّ في دارِ الدُّنْيا سَيْدِي، أَخْرِجْ حُبّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ، خِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَخاتَم النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَانْقُلْنِي إِلَى دَرَجَةِ التَّوْبَةِ

ص: 80

إِلَيْكَ، وَأَعِنِّي بِالْبُكَاءِ عَلَى نَفْسِي، فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآمَالِ عُمْرِي، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الآيسِينَ مِنْ خَيْرِي(مِنْ حَيَاتِي)، فَمَنْ يَكُونُ أَسْوَأَ حالاً مِنِّي، إِنْ أَنَا نُقِلْتُ عَلَى مِثْلِ حالِي إِلَى قَبْرِي إِلى قَبْرٍ) لَمْ أُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتِي، وَلَمْ أَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتِي. وَمَا لِي لا أَبْكِي، وَلا أَدْرِي إِلَى مَا يَكُونُ مَصِيري، وَأَرى نَفْسي ،تُخادِعُنِي وَأَيَّامِي تُخاتِلُنِي، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ (فَوْقَ) رَأْسِي أَجْنِحَةُ الْمَوْتِ، فَما لِي لا أَبْكِي أَبْكِي لِخُرُوج نَفْسِي، أبكي لِظُلْمَةِ قَبْرِي، أَبْكِي لِضِيقِ لَحْدِي، أَبْكِي لِسُؤَالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرِ إِيَّايَ، أَبْكِي لِخُرُوجِي مِنْ قَبْرِي، عُرْياناً ذَلِيلاً، حامِلَاً ثِقْلِي عَلَى ظَهْرِي، أُنْظُرُ مَرَّةً

يَمِينِي، وَأُخْرَى عَنْ شِمَالِي. إِذِ الْخَلائِقُ فِي شَأْنٍ غَيْرِ شَأْنِي، لِكُلِّ امْرِى مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنْ يُغْنِيهِ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، صَاحِكَةٌ مُسْتَبْشَرَةٌ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ وَذِلَّةٌ. سَيِّدِي، عَلَيْكَ مُعَوَّلِي وَمُعْتَمَدِي، وَرَجائِي وَتَوَكَّلِي، وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلْقِي، تُصِيبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَهْدِي بِكَرامَتِكَ مَنْ تُحِبُّ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا نَفَّيْتَ مِنَ الشِّرْكِ قَلْبِي، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى بَسْطِ لِسانِي، أَفَبِلِسانِي هَذَا الْمَالُ أَشْكُرْكَ، أَمْ بِغايَةِ جُهْدِي فِي عَمَلِي أَرْضِيكَ، وَما قَدْرُ لِساني، يا رَبِّ، في جَنْب شُكْرِكَ وَما قَدْرُ عَمَلِي فِي جَنْبِ نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ( إليَّ ). إلهي ،إِنَّ جُودَكَ (إلّا أَنَّ جُودَكَ) بَسَطَ أَمَلي، وَشُكْرَكَ قَبِلَ عَمَلي، سَيْدِي إِلَيْكَ رَغْبَتِي، وَإِلَيْكَ

ص: 81

(وَمِنْكَ) رَهْبَتِي، وَإِلَيْكَ تَأْمِيلِي، وَقَدْ سَاقَنِي إِلَيْكَ أَمَلي، وَعَلَيْكَ(وإليكَ) يا واحِدِي عَكَفَتْ (عَلِقَتْ) هِمَّتِي، وَفِيما عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتِي، وَلَكَ خالِصُ رَجائِي وَخَوْفِي، وَبِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّتِي، وَإِلَيْكَ أَلْقَيْتُ بِيَدِي، وَبِحَبْلِ طاعَتِكَ مَدَدْتُ رَهْبَتِي. يا مَوْلايَ بِذِكْرِكَ عاشَ قَلْبِي، وَمُناجاتِكَ بَرَّدْتُ أَلَمَ الْخَوْفِ عَنِّي، فَيا مَوْلايَ، وَيَا مُؤَمَّلِي، وَيَا مُنْتَهَى سُؤْلِي، فَرِّقُ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَنْبِيَ الْمَانِعِ لي مِنْ لُزُومِ طَاعَتِكَ، فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ لِقَدِيمِ الرَّجَاءِ فِيكَ، وَعَظِيمِ الطَّمَعِ مِنْكَ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، فَالْأَمْرُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ، وَكُلٌّ شَيْءٍ حَاضِعٌ لَكَ، تَبارَكْتَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ. إِلهِي، ارْحَمْنِي إِذَا انْقَطَعَتْ حُجَّتِي، وَكَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِساني، وَطاشَ عِنْدَ سُؤالِكَ إِيَّايَ لُبِّي، فَيا عَظِيمَ رجائي لا تُخَيِّيْنِي إِذَا اشْتَدَّتْ فَاقَتِي، وَلا تَرُدَّني لِجَهْلِي، وَلا تَمْنَعْنِي لِقِلَّةِ صَبْرِي أَعْطِنِي لِفَقْرِي، وَارْحَمْنِي لِضَعْفِي سَيِّدِي، عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي وَمُعَوَّلِي، وَرَجائِي وَتَوَكَّلِي، وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِي، وَبِفِنائِكَ أَحُطُّ رَحْلي، وَبِجُودِكَ أَقْصِدُ (أَقْصُرُ) طَلِبَتِي، وَبِكَرَمِكَ، أَيْ رَبِّ، أَسْتَفْتِحُ دُعائي، وَلَدَيْكَ أَرْجُو فَاقَتِي (ضِيَافَتِي)، وَبِغِناكَ أَجْبُرُ عَيْلَتِي، وَتَحْتَ ظِلٍّ عَفْوِكَ قيامِي، وَإِلَى جُودِكَ وَكَرَمِكَ أَرْفَعُ بَصَرِي، وَإِلَى مَعْرُوفِكَ أُدِيمُ نَظَرِي، فَلا تُحْرِقْنِي بِالنَّارِ وَأَنْتَ مَوْضِعُ أَمَلِي، وَلا تُسْكِنِّي الْهَاوِيَةَ فَإِنَّكَ قُرَّةُ عَيْنِي.

ص: 82

يا سَيْدِي، لا تُكَذِّبْ ظَنِّي بِإِحْسانِكَ وَمَعْرُوفِكَ، فَإِنَّكَ ثِقَتِي، وَلَا تَحْرِمْنِي ثَوابَكَ فَإِنَّكَ الْعارِفُ بِفَقْرِي. إِلهِي، إِنْ كَانَ قَدْ دَنَا أَجَلِي، وَلَمْ يُقَرِّبْنِي مِنْكَ عَمَلي، فَقَدْ جَعَلْتُ الْاعْتِرَافَ إِلَيْكَ بِذَنْبِي وَسائِلَ عِلَلي. إِلهِي، إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَى مِنْكَ بِالْعَفْوِ، وَإِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِي الْحُكْم. ارْحَمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتِي، وَعِنْدَ الْمَوْتِ كُرْبَتِي، وَفِي الْقَبْرِ وَحْدَتي، وَفِي اللَّحْدِ وَحْشَتِي، وَإِذَا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلُّ مَوْقِفِي، وَاغْفِرْ لِي ما خَفِيَ عَلَى الآدَمِيِّينَ مِنْ عَمَلي، وَأَدِمْ لي ما بِهِ سَتَرْتَنِي، وَارْحَمْنِي صَريعاً عَلَى الْفراش، تُقَلِّبُني أَيْدِي أَحبَّتِي، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ مَمْدُوداً عَلَى الْمُغْتَسَلِ، يُقَلِّبُنِي (يُغَسْلُنِي) صالِحُ جِيرَتِي، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ مَحْمُولاً قَدْ تَناوَلَ الأقرباء أطرافَ جَنازَتِي، وَجُدْ عَلَي مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُ بكَ وَحِيدا حُفْرَتِي، وَارْحَمْ فِي ذلِكَ الْبَيْتِ الْجَدِيدِ غُرْبَتِي، حَتَّى لا أَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِكَ. يا سَيْدِي إِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى نَفْسي هَلَكْتُ، سَيْدِي، فَبِمَنْ أَسْتَغِيثُ إِنْ لَمْ تُقِلْنِي عَثْرَتِي، وَإِلَى مَنْ أَفْزَعُ إِنْ فَقَدْتُ عِنايَتَكَ فِي ضَجْعَتِي، وَإِلَى مَنْ أَلْتَجيءُ إِنْ لَمْ تُنَفْسٌ كُرْبَتِي. سَيْدِي، مَنْ لي وَمَنْ يَرْحَمُنِي إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي، وَفَضْلَ مَنْ أُؤَمِّلُ إِنْ عَدِمْتُ فَضْلَكَ يَوْمَ فَاقَتِي، وَإِلَى مَن الْفِرارُ مِنَ الذُّنُوبِ إِذَا انْقَضَى أَجَلِي. سَيِّدِي، لا تُعَذِّبْنِي وَأَنَا أَرْجُوكَ. إِلهِي (اللَّهُمَّ)، حَقَّقْ رَجَائِي وَآمِنْ خَوْفِي، فَإِنَّ كَثْرَةَ ذُنُوبِي لَا أَرْجُو فِيهَا

ص: 83

(لَهَا) إِلَّا عَفْوَكَ .سَيْدِي، أَنَا أَسْأَلُكَ ما لا أَسْتَحِقُّ، وَأَنْتَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، فَاغْفِرْ لِي وَأَلْبِسْنِي مِنْ نَظَرِكَ ثَوْباً يُغَطِّي عَلَيَّ التَّبِعاتِ وَتَغْفِرُها لي، وَلا أَطالَبُ بِها إِنَّكَ ذُو مَنْ قَدِيمِ، وَصَفْحٍ عَظِيمٍ، وَتَجاوُزِ ريم . إِلهِي أَنْتَ الَّذِي تُفِيضُ سَيْبَكَ عَلَى مَنْ لا يَسْأَلُكَ، وَعَلَى الْجاحِدِينَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، فَكَيْفَ سَيْدِي بِمَنْ سَأَلَكَ وَأَيْقَنَ أَنَّ الْخَلْقَ لَكَ وَالْأَمْرَ إِلَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ. سَيْدِي عَبْدُكَ بِبَابِكَ، أَقامَتْهُ الْخَصَاصَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ، يَقْرَعُ بابَ إِحْسانِكَ بِدُعَائِهِ، (ويَسْتَعْطِفُ جَمِيلَ نَظَرِكَ يَمَكْنُونِ رَجَائِكَ ) فَلا تُعْرِضْ بوَجْهِكَ الْكَرِيم عَنِّي، وَاقْبَلْ مِنّي ما أَقُولُ، فَقَدْ دَعَوْتُ (دَعَوْتُكَ) بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ لا تَرُدَّنِي؛ مَعْرِفَةً مِنْي بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ إِلهِي أَنْتَ الَّذِي لا يُحْفِيكَ سائِلٌ، وَلا يَنْقُصُكَ نائِلٌ، أَنْتَ كَما تَقُولُ، وَفَوْقَ ما نَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْراً جَمِيلاً، وَفَرَجاً قَرِيباً، وَقَوْلاً ،صادِقاً، وَأَجْراً عَظِيماً أَسْأَلُكَ، يا رَبِّ، مِنَ الْخَيْر كُلِّهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمْ. أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصالِحُونَ، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَأَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى، أَعْطِنِي سُؤْلِي في نَفْسِي وَأَهْلِي، وَوالِدَيَّ وَوُلْدِي (وَوَلَدِي)، وَأَهْلِ حُزَانَتِي وَإِخْوانِي فِيكَ، وَأَرْغِدْ عَيْشَي، وَأَظْهِرْ مُرُوِّتِي، وَأَصْلِحْ جَمِيعَ أَحْوالِي، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ أَطَلْتَ عُمْرَهُ، وَحَسَّنْتَ عَمَلَهُ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ، وَرَضِيتَ عَنْهُ،

ص: 84

وَأَحْيَيْتَهُ حَياةً طَيِّبَةٌ في أَدْوم السُّرُورِ، وَأَسْبِعْ الْكَرَامَةِ، وَأَتَمُ الْعَيْشِ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ، وَلا يَفْعَلُ ولا تَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُكَ. اللَّهُمَّ، خُصَّنِي مِنْكَ بخاصَّةِ ذِكْرِكَ، وَلا تَجْعَلْ شَيْئاً مِمَّا أَتَقَرَّبُ بِهِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ رياءً وَلا سُمْعَةً، وَلا أَشَرَاً وَلا بَطَرَاً، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْخَاشِعِينَ. اللَّهُمَّ، أَعْطِنِي السَّعَةَ في الرِّزْقِ، وَالْأَمْنَ فِي الْوَطَنِ، وَقُرَّةَ الْعَيْنِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ، وَالْمُقامَ فِي نِعَمِكَ عِنْدِي، وَالصَّصَّةَ فِي الْجِسْم وَالْقُوَّةَ في الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةَ في الدِّينِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَبَداً ما أَسْتَعْمَرْتَنِي، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ عِنْدَكَ نَصِيباً، فِي كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ وَتُنْزِلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَما أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ، مِنْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها وَعافِيَةٍ تُلْبِسُها، وَبَلِيَّةٍ تَدْفَعُها، وَحَسَناتِ تَتَقَبَّلُها وَسَيِّئاتِ تَتَجاوَزُ عَنْهَا. وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحرام في عامِنا (عَامِي) هَذا وَفي كُلِّ عام، وَارْزُقْنِي رِزْقاً واسعاً مِنْ فَضْلِكَ الْواسِع وَاصْرِفْ عَنِّي، يا سَيْدِي الأَسْواءَ، وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَالظُّلامَاتِ، حَتَّى لا أَتَأَذًى بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَخُذْ عَنِّي بِأَسْماعِ وَأَبْصَارِ أَعْدائِي وَحُسَّادِي وَالْباغِينَ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَيْهِمْ، وَأَقِرَّ عَيْنِي، (وَحَقِّقْ ظَنِّي)، وَفَرِّحْ قَلْبِي، وَاجْعَلْ لِي مِنْ هَمِّي وَكَرْيِي فَرَجَاً وَمَخْرَجًا، وَاجْعَلْ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ تَحْتَ قَدَمَيْ، وَاكْفِنِي شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَشَرَّ

ص: 85

السُّلْطَانِ، وَسَيِّئاتِ عَمَلِي، وَطَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ، وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَزَوِّجْنِي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِفَضْلِكَ وَأَلْحِقْنِي بِأَوْلِيائِكَ الصَّالِحِينَ، مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَبْرَارِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الأخيارِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، وَعَلَى أَجْسادِهِمْ وَأَرْواحِهِمْ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. إِلهِي وَسَيِّدِي ، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ، لَئِنْ طَالَبْتَنِي بِذُنُوبِي لأُطَالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ، وَلَئِنْ طَالَبْتَنِي بِلُؤْمِي لأطالبَنَّكَ بِكَرَمِكَ، وَلَئِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ الأُخْبِرَنَّ أَهْلَ النَّارِ بِحُبِّي لَكَ. إِلهِي وَسَيْدِي إِنْ كُنْتَ لَا تَغْفِرُ إِلَّا لَأَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ، فَإِلَى مَنْ يَفْزَعُ الْمُذْنِبُونَ، وَإِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الْوَفاءِ بِكَ، فَبِمَنْ يَسْتَغِيْثُ الْمُسِيئُونَ. إِلهِي، إِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ، وَإِنْ أَدْخَلْتَنِي الجَنَّةَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ، وَأَنَا، وَاللهِ، أَعْلَمُ أَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَمْلأَ قَلْبِي حُبّاً لَكَ، وَخَشْيَةً مِنْكَ، وَتَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ، وَإِيماناً بِكَ، وَفَرَقاً مِنْكَ، وَشَوْقاً إِلَيْكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ حَبِّبْ إِلَيَّ لِقاءَكَ، وَأَحْبِبْ لِقائِي، وَاجْعَلْ فِي فِي لِقَائِكَ الرّاحَةَ وَالْفَرَجَ وَالْكَرَامَةَ. اللَّهُمَّ، أَلْحِقْني بِصَالِحِ مَنْ مَضَى وَاجْعَلْنِي مِنْ صَالِحٍ مَنْ بَقِيَ، وَخُذْ فِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ، وَأَعِنِّي عَلَى نَفْسي بما تُعِينُ بهِ الصَّالِحِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَاخْتِمْ عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ، وَاجْعَلْ ثَوابِي مِنْهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَعِنِّي عَلَى صَالِحِ ما

ص: 86

أَعْطَيْتَنِي، وَثَبِّتْنِي، يا رَبِّ، وَلا تَرُدَّني في سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ، يَا رَبَّ الْعالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إيماناً لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ، أَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ، وَتَوَفَّنِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي عَلَيْهِ، وَابْعَثْنِي إِذَا بَعَثْتَنِي عَلَيْهِ، وأَبْرِى قَلْبِي مِنَ الرِّياءِ وَالشَّكُ وَالسُّمْعَةِ فِي دِينِكَ، حَتَّى يَكُونَ عَمَلِي

ء خالِصاً لَكَ. اللَّهُمَّ أَعْطِنِي بَصِيرَةً فِي دِينِكَ، وَفَهْماً في حُكْمِكَ، وَفِقْها في عِلْمِكَ، وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَوَرَعاً يَحْجُزُنِي عَنْ مَعَاصِيكَ، وَبَيْضُ وَجْهِي بِنُورِكَ، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي فِيمَا عِنْدَكَ، وَتَوَفَّنِي فِي سَبِيلِكَ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْفَشَلِ، وَالْهَمْ وَالْجُبْن وَالْبُخْلِ، وَالْغَفْلَةِ وَالْقَسْوَةِ (والذِلَّةِ) وَالْمَسْكَنَةِ، وَالْفَقْرِ وَالْفَاقَةِ، وَكُلٌّ بَلِيَّةٍ، وَالْفَواحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَقْنَعُ، وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ، وَقَلْبِ لا يَخْشَعُ، وَدُعاءٍ لا يُسْمَعُ، وَعَمَلٍ لا يَنْفَعُ وَأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ، عَلَى نَفْسِي وَدِينِي وَمالي، وَعَلَى جَمِيعِ ما رَزَقْتَنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّحِيمِ، إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. اللَّهُمَّ إِنَّهُ لا يُجِيرُني مِنْكَ أَحَدٌ، وَلا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً، فَلَا تَجْعَلْ نَفْسِي فِي شَيْءٍ مِنْ عَذابِكَ وَلا تَرُدَّنِي بِهَلَكَةٍ، وَلا تَرُدَّنِي بِعَذَابٍ أَلِيم. اللّهُمْ، تَقَبَّلْ مِنّي،وَأَعْلِ ذِكْرِي، وَارْفَعْ دَرَجَتِي، وَحُطَّ وِزْرِي، وَلَا تَذْكُرْنِي بِخَطِيئَتِي، وَاجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسِي وَثَوابَ مَنْطِقِي وَثَوابَ دُعائي رِضاكَ وَالْجَنَّةَ، وَأَعْطِنِي، يا

ص: 87

رَبِّ، جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ، إِنِّي إِلَيْكَ رَاغِبٌ، يَا رَبَّ الْعالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِي كِتابِكَ (العَفْوَ وَأَمَرْتَنَا)أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنا، وَقَدْ ظَلَمْنا أَنْفُسَنا فَاعْفُ عَنَّا، فَإِنَّكَ أَوْلَى بِذلِكَ مِنَّا، وَأَمَرْتَنا أَنْ لا نَرُدَّ سائِلاً عَنْ أَبوابنا، وَقَدْ جِئْتُكَ ،سائِلاً، فَلا تَرُدَّني إِلَّا بِقَضاءِ حاجَتِي. وَأَمَرْتَنا بِالْإِحْسانِ إِلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُنا، وَنَحْنُ أَرِقَاؤُكَ، فَاعْتِقْ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ. يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتِي، وَيا غَوْفِي عِنْدَ شِدَّتي، إِلَيْكَ فَزِعْتُ، وَبِكَ اسْتَغَقْتُ وَلُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِواكَ، وَلا أَطْلُبُ الْفَرَجَ إِلَّا مِنْكَ، فَأَغِثْنِي وَفَرِّجْ عَنِّي (يَا مَنْ يَفَك الأسِيرَ). يا مَنْ يَقْبَلَ اليَسِيرَ، وَيَعْفُو عَنِ الكَثِيرِ اقبَل مِنّي اليَسِيرَ، وَاعْفُ عَنِّي الكَثِيرَ ، إِنَّكَ أنتَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ. اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ إِيماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِيناً صادِقاً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلَّا ما كَتَبْتَ لِي وَرَضْنِي مِنَ الْعَيْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء يا عذتي

الخامس: قال الشيخ(1): أيضاً تدعو في السحر بهذا الدُّعاء:

يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدّتِي، وَيا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، وَيا غايَتِي فِي رَغْبَتِي، أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتي وَالْمُؤْمِنُ رَوْعَتِي، وَالْمُقِيلُ عَثْرَتِي، فَاغْفِرْ لي خَطِيئَتِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خُشُوعَ الْإِيْمَانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ

ص: 88


1- الشيخ الطوسي (رضوان الله عليه).

في النَّارِ، يا واحِدُ یا أَحَدُ. یا صَمَدُ، یا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، وَيَبْتَدِىءُ بِالْخَيْرِ مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ تَفَضْلاً مِنْهُ وَكَرَماً، بِكَرَمِكَ الدَّائِم صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَهَبْ لِي رَحْمَةً واسِعَةً جَامِعَةً، أَبْلُغُ بِها خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.

اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِما تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ خَيْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِي فِيهِ مَا لَيْسَ لَكَ. اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاعْفُ عَنْ ظُلْمِي وَجُرْمِي بِحِلْمِكَ وَجُودِكَ. يَا كَرِيمُ يا مَنْ لا يَخِيبُ سائِلُهُ، وَلا يَنْفَدُ ،نائلُهُ يا مَنْ عَلا فَلا شَيْءَ فَوْقَهُ، وَدَنا فَلا شَيْءَ دُونَهُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْنِي يا فالِقَ الْبَحْرِ لِمُوسَى اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ. اللَّهُمَّ، طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفاقِ، وَعَمَلِي مِنَ الرِّياءِ، وَلِسانِي مِنَ الْكَذِبِ، وَعَيْنِي مِنَ الْخِيانَةِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ حَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ. يا رَبِّ، هذَا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، هَذَا مَقامُ الْمُسْتَجِيرِ بِكَ مِنَ النَّارِ، هَذا مَقامُ الْمُسْتَغِيثِ بِكَ مِنَ النَّارِ، هذَا مَقامُ الْهَارِبِ إِلَيْكَ مِنَ النَّارِ، هَذا مَقامُ مَنْ يَبُوءُ لَكَ بِخَطِيئَتِهِ، وَيَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ، وَيَتُوبُ إِلَى رَبِّهِ، هَذا مَقامُ الْبائِسِ الْفَقِيرِ، هَذا مَقامُ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ، هَذَا مَقامُ الْمَحْزُونِ الْمَكْرُوبِ، هَذَا مَقامُ الْمَغْمُومِ (الْمَحْزُونِ) الْمَهْمُومِ، هَذَا مَقامُ الْغَرِيبِ

ص: 89

الْغَرِيقِ، هَذا مَقامُ الْمُسْتَوْحِشِ الْفَرِقِ، هَذَا مَقَامُ مَنْ لا يَجِدُ لِذَنْبِهِ غافِراً غَيْرَكَ، وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً إِلَّا أَنْتَ، وَلَا لِهَمِّهِ مُفَرِّجاً سِواكَ. يا اللهُ يا كَرِيمُ، لا تُحْرِقْ وَجْهِي بِالنَّارِ بَعْدَ سُجُودِي لَكَ، وَتَعْفِيرِي بِغَيْرِ مَنْ مِنْي عَلَيْكَ؛ بَلْ لَكَ الْحَمْدُ وَالْمَنُ وَالتَّفَضُلُ عَلَيَّ ارْحَمْ، أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ ( حتى ينقطع النفس) ضَعْفِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَرِقْةَ جِلْدِي، وَتَبَدُّدَ أَوْصَالِي، وَتَناثُرَ لَحْمِي وَجِسْمِي وَجَسَدِي، وَوَحْدَتِي وَوَحْشَتِي فِي قَبْرِي وَجَزَعِي مِنْ صَغِيرِ الْبَلاءِ. أَسْأَلُكَ يا رَبِّ، قُرَّةَ الْعَيْنِ، وَالاغْتَباطَ يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ. بَيْضُ وَجْهِي يا رَبِّ، يَوْمَ تَسْوَدُّ الْوُجُوهُ آمِنِّي مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، أَسْأَلُكَ الْبُشْرَى يَوْمَ تُقَلَّبُ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، وَالْبُشْرَى عِنْدَ فِراقِ الدُّنْيا. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْجُوهُ عَوْناً لِي فِي حَياتِي، وَأَعِدُّهُ ذُخْراً لِيَوْم فَاقَتِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ وَلَا أَدْعُو غَيْرَهُ، وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَخَيْبَ دُعائي. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْجُوهُ وَلَا أَرْجُو غَيْرَهُ، وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأَخْلَفَ رجائي. الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْمُنْعِم الْمُحْسِنِ، الْمُجْمِلِ الْمُفْضِلِ، ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ، وَلِي كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصاحِبٍ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ، وَقاضي كُلِّ حاجَةٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ، وَارْزُقْنِي الْيَقِينَ وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ وَأَثْبِتْ رَجَاءَكَ فِي قَلْبِي، وَاقْطَعْ رَجَائِي عَمَّنْ سواكَ، حَتَّى لا أَرْجُوَ غَيْرَكَ وَلا أَثِقَ إِلَّا بكَ. يا لَطِيفاً لِما تَشاءُ (يَشَاءُ)،

ص: 90

الطِّفْ لي في جَمِيعِ أَخوالي، بما تُحِبُّ وَتَرْضَى. يا رَبِّ، إِنِّي ضَعِيفٌ عَلَى النَّارِ فَلا تُعَذِّبْنِي بِالنَّارِ، يا رَبِّ، ارْحَمْ دُعانِي وَتَضَرُّعِي، وَخَوْفِي وَذُلِّ وَمَسْكَنَتِي، وَتَعْوِيذِي وَتَلْويذِي. يا رَبِّ، إِنِّي ضَعِيفٌ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيا، وَأَنْتَ واسِعٌ كَرِيمٌ أَسْأَلُكَ يا رَبِّ، بِقُوَّتِكَ عَلَى ذلِكَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، وَغِناكَ عَنْهُ، وَحَاجَتِي إِلَيْهِ، أَنْ تَرْزُقَنِي فِي عَامِي هَذَا، وَشَهْرِي هَذَا، وَيَوْمِي هَذَا، وَساعَتِي هَذِهِ، رِزْقاً تُغْنِينِي بِهِ عَنْ تَكَلُّفِ ما فِي أَيْدِي النَّاسِ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَّيِّبِ. (أي) رَبِّ، مِنْكَ أَطْلُبُ، وَإِلَيْكَ أَرْغَبُ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو، وَأَنْتَ أَهْلُ ذلِكَ لا أَرْجُو غَيْرَكَ، وَلا أَثِقُ إِلَّا بِكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أَيْ رَبِّ ظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي، يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، وَيا جامِعَ كُلِّ فَوْت، وَيا باريءَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ لا تَغْشاه الظُّلُماتُ وَلا تَشْتَبهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، وَلَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَفْضَلَ مَا سَأَلَكَ، وَأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ، وَأَفْضَلَ ما أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهَبْ لِيَ الْعَافِيَةَ حَتَّى تُهَنَّتَنِي الْمَعِيشَةَ، وَاخْتِمْ لي بِخَيْرِ حَتَّى لا تَضُرَّني الذُّنُوبُ. اللّهُمَّ، رَضّنِي بِما قَسَمْتَ لي حَتَّى لا أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئاً اللَّهُمْ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لِي خَزائِنَ رَحْمَتِكَ، وَارْحَمْنِي رَحْمَةً لا تُعَذِّبُنِي بَعْدَها أَبَداً في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ، رِزْقاً حَلالاً

ص: 91

طَيْباً، لا تُفْقِرُنِي إِلَى أَحَدٍ بَعْدَهُ سِواكَ، تَزيدُنِي بِذَلِكَ شُكْرَاً، وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْراً، وَبِكَ عَمَّنْ سِواكَ غِنَى وَتَعَفْفاً. يا مُحْسِنُ یا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِل، يا مَلِيكَ يا مُقْتَدِرُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِ مُحَمَّدِ، وَاكْفِنِي الْمُهِمَّ كُلَّهُ، وَاقْضِ لِي بِالْحُسْنَى وَبارِكْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي، وَاقْضِ لِي جَمِيعَ حَوائِجِي. اللَّهُمَّ، يَسْرْ لي ما أَخَافُ تَعْسِيرَهُ (تَعَسُّرَهُ)، فَإِنْ تَيْسِيرَ ما أَخافُ تَعْسِيرَهُ (تَعَسُّرَهُ) عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ، وَسَهِّلْ لِي مَا أَخَافُ حُزُونَتَهُ، وَنَفْسٌ عَنِّي ما أَخافُ ضِيقَهُ، وَكُفَّ عَنِّي مَا أَخَافُ هَمَّهُ (غَمَّهُ)، وَاصْرِفْ عَنِّي ما أَخافُ بَلِيَّتَهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ، امْلأُ قَلْبِي حُبَّاً لَكَ، وَخَشْيَةً مِنْكَ، وَتَصْدِيقاً لَكَ، وَإِيماناً بِكَ، وَفَرَقاً مِنْكَ، وَشَوْقاً إِلَيْكَ، يا ذا الْجَلالِ وَالْإِكْرام. اللّهُمَّ إِنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِها عَلَيَّ، وَلِلَّناسِ قِبَلِي تَبعاتٌ فَتَحَمَّلُها عَنِّي، وَقَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفَ قِرِيِّ، وَأَنَا ضَيْفُكَ، فَاجْعَلْ قِرَايَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ، يا وَهَابَ الْجَنَّةِ، يا وَهَّابَ الْمَغْفِرَةِ، وَلا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ.

دعاء إدريس(عليه السلام)

السادس وادع فيه بدعاء إدريس الذي رفعه الله جلّ جلاله به إليه، وهو من أفضل الدُّعاء وهو أربعون اسماً وهو:

(1) سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أَنْتَ يا رَبِّ كُلِّ شَيْءٍ وَوَارِثَهُ (2) يا إله الآلِهَةِ

ص: 92

الرَّفِيعَ جَلالُهُ (3) يا اللهُ المَحمُودُ في كُلِّ فِعالِهِ (4) يَا رَحمنَ كُلِّ شَيْءٍ وَراحِمَهُ (5) يا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ فِي دَيْمُومَةِ مُلْكِهِ وَبِقائِهِ (6)يا قَيُّومُ فَلا يَفُوتُ (شَيئاً عِلْمُهُ) شَيْءٌ مِنْ عِلمِهِ وَلا يَؤُدُهُ (7) يا واحِدُ الباقي أَوَّلَ كُلَّ شَيْءٍ َوآخِرَهُ (8) یا دائِمُ بِغَيْرِ فَنَاءِ وَلَا زَوالِ لِمُلْكِهِ (9) يا صَمَدُ فِي غَيرِ شَبِيهِ وَلا شَيْءَ كَمِثْلِهِ (10) یا بار، فَلا شَيْءَ كُفْؤُهُ، وَلا مُداني لِوَصْفِهِ (11) يا كَبِيرُ، أنتَ الّذي لا تَهْتَدي القُلُوبُ لِعَظَمَتِهِ (12) يا بارى المنْشِيءُ بِلَا مِثالٍ خلا مِن غَيرِهِ (13) يا زاكي الطَّاهِرُ مِنْ كُلَّ آفَةٍ بِقُدْسِهِ (14) يا كافي المُوسِعُ لِما خَلَقَ مِنْ عَطَايَا فَضْلِهِ(15) يَا نَقِيُّ مِنْ كُلَّ جَوْرٍ لَم يَرْضَهُ وَلَمْ يُخالِطُهُ فِعَالُهُ (16) يا حنَّانُ، أَنْتَ الَّذِي وَسِعَتْ كُلَّ شي شيءٍ رَحْمَتُهُ (17) يَا مَنّانُ ذَا الإِحْسَانِ، قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنْهُ (18) یا دَيَانَ العِبادِ، فَكُلُّ يَقُومُ خاضِعاً لِرَهْبَتِهِ (19) یا خالِقَ مَنْ في السَّمَاواتِ وَالأَرَضِينَ فَكُلُّ إِليه مَعَادُهُ (20) یا رَحْمنُ وَراحِمَ كُلَّ صريحٍ وَمَكْرُوبٍ، وَغِياثَهُ وَمَعَاذَهُ (21) یا بار، فلا تَصِفُ الأَلْسُنُ كُنْهَ جَلالٍ مُلْكِهِ وَعِزّهِ (22) یا مُبْدِىءَ البدايا (البَرَايَا يَا مَنْ)، لَم يَبْغ في إنشَائِهَا أعواناً مِن خَلْقِهِ (33) يا عَلّامَ الغُيُوبِ، فَلا يَؤُودُهُ مِن شَيْءٍ حفْظُهُ (24) یا مُعيداً ما أَفْنَاهُ إِذا بَرَزَ الخَلَائِقُ لِدَعْوَتِهِ مِنْ مَخَافَتِهِ (25) يا حَلِيْمٌ ذَا الأَناةِ، فَلا شَيْءَ يَعْدِلُهُ مِن خَلقِهِ (26) يا مَحمُودَ الفِعالِ ذا

ص: 93

المَنِّ على جَميع خَلقِهِ بِلُطفِهِ (27) یا عَزيزُ الْمَنِيعُ الغَالِبُ على أَمْرِهِ، فَلا شَيْءَ يَعْدِلُهُ (28) یا قاهِرُ ذا البَطشِ الشَّدِيدِ، أَنْتَ الَّذِي لا يُطاقُ انْتِقامُهُ (29) یا مُتعالي القَرِيبُ في عُلُوّ ارتفاع دُنُوّه (30) يا جَبَّارُ المُذَلِّلُ كُلَّ شَيْءٍ بِقَهْرِ عَزيزِ سُلطانِهِ (31) یا نُورَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنتَ الَّذِي فَلَقَ الظُّلُماتِ نُورُهُ (32) یا قُدُّوسُ الطاهِرُ مِن كُلّ سُوءٍ وَلا شَيْءَ يَعْدِلُهُ (33) يا قَريبُ المجيب المتداني دُونَ كُلِّ شَيءٍ قُربُهُ (34) يا عالي الشّامِحُ في السَّماءِ فَوقَ كُلّ شَيْءٍ عُلُو ارتفاعِهِ (35) يَا بَدِيْعَ البَدائِعِ وَمُعِيدَها بَعدَ فَنَائِها بقُدرَتِهِ (36) يا جَليلُ المُتكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَالعَدْلُ أَمْرُهُ، والصّدقُ وَعدُهُ (37) یا مَجيدٌ، فلا يَبْلُغُ الأوهامُ كُلَّ ثَنائِهِ (شَأْنِهِ) وَمَجدِهِ (38) يا كَريمَ العَفْوِ والعَدْلِ أنْتَ الّذي مَلاً كُلَّ شَيءٍ عَدْلُهُ (39) يا عَظيمٌ، ذا الثَناءِ الفاخِرِ ، والعِزَّ وَالكِبْرِياءِ، فَلا يَذِلَ عِزْهُ (40) يَا عَجِيبُ فَلا تَنْطِقُ الأَلْسُنُ بكُلِ آلائِهِ وَثَنائِهِ. أسألُكَ يا مُعتَمَدِي عِندَ كُلّ كُرْبَةٍ، وَغِياثي عِندَ كُلّ شِدَّةِ، بهذه الأسماءِ، أماناً مِنْ عُقُوباتِ الدُّنيا والآخِرَةِ. وأسألُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّي بِهِنَّ كُلَّ سُوءٍ وَمَخُوفٍ وَمَحذُورٍ، وَتَصْرِفَ عني أبصارَ الظَّلَمَةِ المَريدِينَ بيَ السُّوءَ الَّذي نَهَيْتَ عَنهُ، وأَنْ تَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَرِّ ما يُضْمِرُونَ إلى خَير ما لا يَمْلِكُونَ، وَلا يَملِكُهُ غَيْرُكَ يا كَرِيمٌ.

اللّهُمَّ، لا تَكِلْني إلى نَفسي فَأَعْجَزَ عَنها ، ولا إلى النَّاسِ فَيَرْفِضُوني، وَلا

ص: 94

تُخَيَّبْني وَأنا أرْجُوكَ، وَلا تُعَذِّبْني وأنا أدْعُوكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أدعُوكَ كَما أمَرْتَنِي، فَأَجِبْني كما وَعَدْتَني. اللّهُمَّ، اجْعَلْ خَيْرَ عُمري ما وَلِيَ أَجَلي. اللّهُمَّ، لا تُغَيّرْ جَسَدي، وَلا تُرْسِلْ حَظّي، وَلَا تَسُؤْ صَدِيقِي. أَعُوذُ بِكَ مِن سُقْمٍ مُصْرِعٍ، وَفَقْرٍ مُدْقِعِ، وَمِنَ الذُّل وبِئْسِ الخِل. اللهُم، سَلْ قَلْبي عن كُلَّ شَيءٍ لا أتزوَّدُهُ إِلَيْكَ، وَلا أنتفِعُ بِهِ يَومَ ألقاكَ ، من حَلالٍ أو حرامٍ، ثُمَّ أَعْطِنِي قُوّةً عَلَيْهِ، وَعِزّاً وَقَنَاعَةً وَمَقْتاً لَهُ، ورِضاكَ فيه، يا أَرْحمَ الرّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ، لَكَ الحمدُ عَلى عَطاياكَ الجَزيلةِ، وَلَكَ الحَمدُ على مِنَنِكَ المُتواتِرَةِ، الّتي بها دافَعْتَ عَنّي مَكَارِهَ الْأُمُورِ، وَبِهَا آتَيْتَني مَواهِبَ السُّرُورِ، مَعَ تَمَادِيَّ في الغَفْلَةِ، وَما بَقِيَ فِي مِنَ القَسْوَةِ، فَلَم يَمَنعْكَ ذلِكَ مِنْ فِعْلِي، أَنْ عَفَوتَ عَنِّي، وَسَتَرْتَ ذلكَ عَلَيَّ، وَسَوَّغْتَني ما فِي يَدَيَّ مِن نِعَمِكَ، وتَابَعْتَ عَليَّ مِن إحسانِكَ، وَصَفَحْتَ لِي عَنْ قَبِيحِ ما أَفْضَيْتُ به إِلَيْكَ، وانْتَهَكْتُهُ مِنْ مَعاصِيْكَ. اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِكُلِّ اسْمِ هُوَ لَكَ، يَحِقُ عَليكَ فِيهِ إِجَابَةُ الدُّعَاءِ إِذا دُعِيتَ بِهِ، وَأسألُكَ بِكُلِّ ذي حَقٌّ عَليْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى جَميع مَن هُوَ دُونَكَ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحمَّدٍ عَبدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِ مُحمَّدٍ. وَمَنْ أرادَنِي بِسُوءٍ فَخُذْ بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَن شِمالِهِ، وَامْنَعْهُ مِنّي بحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ. يا مَنْ لَيسَ مَعَهُ رَبِّ يُدْعى، ويا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ خَالِقٌ يُخْشَى،

ص: 95

ويا مَنْ لَيْسَ دُوْنَهُ إِلهُ يُتَّقَى وَيا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتَى، ويا مَنْ لَيْسَ لَهُ حاجِبٌ يُرْشَى وَيا مَن لَيْسَ لَهُ بَوَابٌ يُنادَى، وَيا مَنْ لا يَزدادُ عَلى كَثْرَةِ العَطاءِ إِلَّا كَرماً وَجُوداً، وَعَلى تَتابع الذُّنُوبِ إِلَّا مَغفِرةً وعَفواً، صَلَّ على مُحمَّدٍ وَآلِهِ، وافعل بي ما أنتَ أهلُهُ، وَلا تَفْعَل بي ما أنا أهلُهُ، فَإِنَّكَ

أهلُ التَّقْوَى وَأهلُ المَغْفِرَة.

دعاء يا مفزعي

السابع: أن تدعو بهذا الدعاء الذي هو أخصر أدعية السحر، وهو مروي في الإقبال:

يا مَفْزَعِي عند كُرْبَتِي، وَيَا غَوْثِي عِنْدَ شِدَّتي، إِلَيْكَ فَزِعْتُ، وَبِكَ اسْتَغَفْتُ، وَبِكَ لُذْتُ، لا أَلُوذُ بِسِواكَ، وَلا أَطَلُبُ الْفَرَجَ إِلَّا مِنْكَ، فَأَغِثْنِي، وَفَرِّجْ عَنِّي، يا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسِيرَ، وَيَعْفُو عَنِ الْكَثِيرَ، اقْبَلْ مِنْيَ الْيَسِيرَ، وَاعْفُ عَنْيَ الْكَثِيرَ ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ إيماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِيناً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلَّا مَا كَتَبْتَ لی ،وَرَضِّنِي مِنَ الْعَيْشِ بِما قَسَمْتَ لِي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. يا عُدَّتِي فی كُرْبَتِي، وَيا صَاحِبِي فِي شِدَّتي، وَيا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، وَيَا غَايَتِي فِي رَغْبَتِي، أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِي، وَالآمِنُ رَوْعَتِي، وَالْمُقِيلُ عَثْرَتِي، فَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ص: 96

التسبيحات

الثامن: وتسبح أيضاً بهذه التسبيحات المروية في الإقبال:

سُبْحانَ مَنْ يَعْلَمُ جَوارِحَ الْقُلُوبِ، سُبْحانَ مَنْ يُحْصِي عَدَدَ الذُّنُوبِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِينَ، سُبْحانَ الرَّبِّ الْوَدُودِ، سُبْحانَ الْفَرْدِ الْوِتْرِ، سُبْحَانَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَم، سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يُؤاخِذُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِأَلْوانِ الْعَذَابِ ،سُبْحانَ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، سُبْحانَ الْجَبَّارِ الْجَوادِ سُبْحانَ الْكَرِيمِ الْحَلِيمِ، سُبْحانَ الْبَصِيرِ الْعَلِيمِ، سُبْحانَ الْبَصِيرِ الْواسِعِ، سُبْحانَ اللهِ عَلَى إِقْبَالِ النَّهَارِ، سُبْحانَ اللهِ عَلَى إِدْبارِ النَّهارِ سُبْحانَ اللهِ عَلَى إِدْبارِ اللَّيْلِ وَإِقْبَالِ النَّهارِ، (سُبْحَانَ اللهِ على إقْبَالِ النهارِ وإِدْبَارِ الليلِ، سُبْحَانَ اللهِ على إِقْبَالِ النَّهَارِ وإِقْبَالِ الليلِ). وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ، وَالْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِياءُ، مَعَ كُلِّ نَفَس ، وَكُلٌّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَكُلٌّ لَمْحَةِ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ. سُبْحانَكَ مِلءَ ما أَحْصَى كِتَابُكَ سُبْحانَكَ زِنَةَ عَرْشِكَ، سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ.

ص: 97

دعاء مكارم الأخلاق

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَبَلِّغْ بِإِيْمَانِي أَكْمَلَ الْإِيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بنِيَّتِي إِلَى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ، وَبِعَمَلِي إِلَى أَحْسَنِ الأَعْمالِ. اللّهُمَّ، وَفُرْ بِلطْفِكَ نِيَّتِي، وَصَحْحٌ بِما عِنْدَكَ يَقِينِي، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنِّي. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الْاهْتِمامُ بهِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بما تَسْأَلْنِي غَداً عَنْهُ، وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيما خَلَقْتَنِي لَهُ، وَأَغْنِنِي وَأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ، وَلا تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ، وَأَعِزَّنِي وَلا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكِبْرِ، وَعَبُدْنِي لَكَ وَلا تُفْسِدْ عِبَادَتِي بِالْعُجْبِ، وَأَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدَيَّ الْخَيْرَ وَلا تَلْحَقْهُ بِالْمَنْ، وَهَبْ لِي مَعَالَي الْأَخْلاقِ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الْفَخْرِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلَا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلَّا حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسي مِثْلَهَا، وَلا تُحْدِثُ لي عِزّاً ظاهِراً إِلَّا أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسي بِقَدَرِها. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَتِّعْنِي بِهُدَى صالِحٍ لا أَسْتَبْدِلُ بِهِ، وَطَرِيقَةِ حَقٌّ لا أَزِيغُ عَنْها، وَنِيَّةِ رُشْدِ لا أَشْكُ فِيها، وَعَمِّرْني ما كانَ عُمْرِي بِذْلَةً فِي طَاعَتِكَ، فَإِذَا كَانَ عُمْرِي مَرْتَعاً لِلشَّيْطَانِ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ إِلَيَّ أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ. اللّهُمَّ، لا تَدَعْ خَصْلَةً تُعابُ مِنّي إِلّا أَصْلَحْتَها، وَلا عائِبَةً أُقَنَّبُ بِها إِلَّا حَسَّنْتَها، وَلَا أُكْرُومَةً فِي نَاقِصَةً إِلَّا أَتْمَمْتَهَا. اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَى

ص: 98

مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ، وَأَبْدِلْنِي مِنْ بَغْضَةِ أَهْلِ الشَّنَآنِ الْمَحَبَّةَ، وَمِنْ حَسَدِ أَهْلِ الْبَغْيِ الْمَوَدَّةَ، وَمِنْ ظِنَّةِ أَهْلِ الصَّلاحِ الثَّقَةَ، وَمِنْ عَداوَةِ الْأَدْنَيْنَ الْوِلايَةَ، وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِي الْأَرْحَامِ الْمَبَرَّةَ، وَمِنْ خِذْلانِ الْأَقْرَبِينَ النُّصْرَةَ، وَمِنْ حُبِّ الْمُدارِينَ تَصْحِيحَ الْمِقَةِ، وَمِنْ رَدَّ الْمُلابِسِينَ كَرَمَ الْعِشْرَةِ، وَمِنْ مَرارَةِ خَوْفِ الظَّالِمِينَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لِي يَداً عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَلِساناً عَلَى مَنْ خاصَمَنِي، وَظَفَراً بِمَنْ عانَدَني، وَهَبْ لِي مَكْراً عَلَى مَنْ كَايَدَني، وَقُدْرَةً عَلَى مَنِ اضْطَهَدَنِي، وَتَكْذِيباً لِمَنْ قَصَبَنِي، وَسَلامَةٌ مِمَّنْ تَوَعْدَنِي، وَوَفِّقْنِي لِطَاعَةِ مَنْ سَدَّدَني، وَمُتابَعَةِ مَنْ أَرْشَدَني . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَسَدِّدْنِي لأَنْ أَعارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ، وَأَجْزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ، وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ، وَأَكَافیءَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ، وَأُخَالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إِلَى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَأَنْ أَشْكُرَ الْحَسَنَةَ وَأَغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَلِّنِي بِحِلْيَةِ الصَّالِحِينَ، وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ الْمُتَّقِينَ، فِي بَسْطِ الْعَدْلِ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَإِطْفَاءِ النَّائِرَةِ، وَضَمْ أَهْلِ الْفُرْقَةِ، وَإِصْلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَإِفْشاءِ الْعارِفَةِ، وَسَتْرِ الْعَائِبَةِ وَلِينِ الْعَرِيكَةِ وَخَفْضِ الْجَناحِ، وَحُسْنِ السِّيرَةِ، وَسُكُونِ الرِّيحِ ، وَطِيبِ الْمُخالَقَةِ، وَالسَّبْقِ إِلَى الْفَضِيلَةِ، وَإِيثارِ التَّفَضُّلِ، وَتَرْكِ التّغيير، وَالْإِفْضالِ عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَحِقُ، وَالْقَوْلِ

ص: 99

بِالْحَقِّ وَإِنْ عَزَّ، وَاسْتِقْلالِ الْخَيْرِ وَإِنْ كَثْرَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَأَكْمِلْ ذِلِكَ لي بدوام الطَّاعَةِ وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَرَفْضِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَمُسْتَعْمِلِي الرَّأْيِ الْمُخْتَرَع. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إِذا كَبِرْتُ، وَأَقْوى قُوَّتِكَ فِي إِذا نَصِبْتُ، وَلا تَبْتَلِنِي بِالْكَسَلِ عَنْ عِبادَتِكَ، وَلا الْعَمَى عَنْ سَبيلكَ، وَلا ِبالتَّعَرُّض لخلافِ مَحَبَّتِكَ، وَلا مُجَامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ، وَلا مُفارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَصُولُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ، وَأَسْأَلُكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ، وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ عِنْدَ الْمَسْكَنَةِ، وَلا تَفْتِنِّي بِالْاسْتِعانَةِ بِغَيْرِكَ إِذا اضْطُرِرْتُ، وَلا بِالْخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ إِذَا افْتَقَرْتُ، وَلا بِالتَّضَرْعِ إِلَى مَنْ دُوْنَكَ إِذا رَهِبْتُ، فَأَسْتَحِقَّ بِذلِكَ خِذْلانَكَ وَمَنْعَكَ وَإِعْراضَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي رَوْعي مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالْحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ، وَتَفَكَّراً في قُدْرَتِكَ، وَتَدْبِيراً عَلَى عَدُوِّكَ، وَمَا أَجْرَى عَلَى لِسانِي مِنْ لَفْظَةِ فُحْشِ أَوْ هُجْرٍ أَوْ شَتْم

عِرْضِ، أَوْ شَهادَةِ باطِلٍ، أَوْ اغْتِيابِ مُؤْمِنٍ غائِبِ أوْ سَبِّ حاضِرِ وَما أَشْبَهَ ذلِكَ، نُطْقاً بِالْحَمْدِ لَكَ، وَإِغْراقاً فِي الثَّناءِ عَلَيْكَ، وَذَهاباً في تمجيدكَ، وَشُكراً لنعْمَتكَ، وَاعْترافاً بإحْسانِكَ، وَإِحْصاءً لِمِنَنكَ. اللهم صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا أُظْلَمَنَّ وَأَنْتَ مُطِيقٌ لِلدَّفْع عَنِّي، وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنِّي، وَلا أَضِلَّنَ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدايَتِي، وَلا

ص: 100

أَفْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُسْعِي، وَلا أَطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُجْدِي. اللَّهُمَّ، إِلَى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ وَإِلَى عَفْوِكَ قَصَدْتُ، وَإِلَى تَجاوُزِكَ اشْتَقْتُ، وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ، وَلَيْسَ عِنْدِي ما يُوجِبُ لِي مَغْفِرَتَكَ، وَلا فِي عَمَلِي مَا أَسْتَحِقُ بِهِ عَفْوَكَ، وَما لِي بَعْدَ أَنْ حَكَمْتُ عَلَى نَفْسي إِلَّا فَضْلُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِهِ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ. اللَّهُمَّ ،وَأَنْطِقْنِي بِالْهُدَى، وَأَلْهِمْنِي التَّقْوى، وَوَفَّقْنِي لِلَّتِي هِيَ أَزْكَی، وَاسْتَعْمِلْنِي بما هُوَ أَرْضَى. اللّهُمَّ، اسْلُكْ بِي الطَّرِيقَةَ الْمُثْلَى، َاجْعَلْنِي عَلَى مِلَّتِكَ أَمُوتُ وَأَحْيا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِهِ، وَمَتِّعْنِي بِالْاقْتِصادِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ السَّدادِ، وَمِنْ أَدِلَّةِ الرَّشادِ، وَمِنْ صالِحِي الْعِبادِ، وَارْزُقْنِي فَوْزَ الْمَعادِ، وَسَلامَةَ الْمِرْصَادِ. اللّهُمْ، خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسي ما يُخَلِّصُها،وأَبقِ لِنَفْسِي مِنْ نَفْسِي ما يُصْلِحُها، فَإِنَّ نَفْسي هالِكَةٌ أَوْ تَعْصِمَها. اللَّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتي إِنْ حَزِنْتُ، وَأَنْتَ مُنْتَجَعِي إِنْ حُرِمْتُ، وَبِكَ اسْتِغاثَتِي إِنْ كَرِثْتُ، وَعِنْدَكَ مِمَّا فاتَ خَلَفٌ، وَلِما فَسَدَ صَلاحٌ، وَفِيمَا أَنْكَرْتَ تَغْيِیرٌ، فَامْنُنْ عَلَيَّ قَبْلَ الْبَلاءِ بِالْعَافِيَةِ، وَقَبْلَ الطَّلَبِ بِالجِدَةِ، وَقَبْلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ الْعِبَادِ، وَهَبْ لِي أَمْنَ يَوْمِ الْمَعادِ، وَامْنَحْنِي حُسْنَ الْإِرْشَادِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَادْرَأْ عَنِّي بِلُطْفِكَ، وَاغْذُني بِنِعْمَتِكَ، وَأَصْلِحْنِي بِكَرَمِكَ، وَداوِنِي بِصُنْعِكَ، وَأَظِلَّنِي في ذَراكَ، وَجَلِّلْنِي رِضَاكَ، وَوَفِّقْنِي إِذَا اشْتَكَلَتْ

ص: 101

عَلَيَّ الأُمُورُ لأَهْداها، وَإِذا تَشابَهَتِ الْأَعْمَالُ لأَزْكاها، وَإِذا تَناقَضَتِ الْمَلَلُ لأَرْضاها. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِه، وَتَوَّجْنِي بِالْكِفايَةِ، وَسُمْنِي حُسْنَ الْوِلايَةِ، وَهَبْ لِي صِدْقَ الْهِدايَةِ، وَلَا تَفْتِنِّي بِالسَّعَةِ، وَامْنَحْنِي حُسْنَ الدَّعَةِ، وَلا تَجْعَلْ عَيْشي كَدّاً كَدّاً، وَلا تَرُدَّ دُعائي عَلَيَّ رَدّاً، فَإِنِّي لا أَجْعَلُ لَكَ ضدّاً، وَلا أَدْعُو مَعَكَ نِدَا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَامْنَعْنِي مِنَ السَّرَفِ، وَحَصِّنْ رِزْقِي مِنَ التَّلَفِ، وَوَفِّرْ مَلَكَتِي بِالْبَرَكَةِ فِيهِ، وَأَصِبْ فِي سَبِيلَ الْهِدايَةِ لِلْبِرِّ فِيما أُنْفِقُ مِنْهُ. اللّهُمَّ، صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ الْاكْتِسابِ، وَارْزُقْنِي مِنْ غَيْرِ احْتِسابِ، فَلا أشْتَغِلَ عَنْ عِبادَتِكَ بالطَّلَب، وَلاَأحْتَمِلَ إِصْرَ تَبِعاتِ الْمَكسَب. اللَّهُم، فَاطْلُبْنِي بِقُدْرَتِكَ ما أَطْلُبُ، وَأَجِرْنِي بِعِزَّتِكَ مِمَّا أَرْهَبُ. اللَّهُمَّ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَصُنْ وَجْهِي بِاليَسارِ، وَلا تَبْتَذِلْ جَاهِي بِالْإِقْتارِ، فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ، وَأَسْتَعْطِيَ شَرارَ خَلْقِكَ، فَأَفْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِي، وَأُبْتَلَى بِذَمٌ مَنْ مَنَعَنِي، وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الْإِعْطَاءِ وَالْمَنْعِ. اللَّهُمَّ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي صِحَةً فِي عِبادَةٍ، وَفَراغاً في زَهادَةٍ، وَعِلْماً في اسْتِعْمالِ، وَوَرَعاً في إِجْمَالٍ. اللَّهُمَّ، اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلِي، وَحَقِّقْ فِي رَجاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلي، وَسَهِّلْ إِلَى بُلُوغ رِضاكَ سُبُلِي، وَحَسَّنَ فِي جَمِيعِ أَحْوالِي عَمَلِي. اللَّهُمْ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَنَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقاتِ الْغَفْلَةَ،

ص: 102

وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ فِي أَيَّامِ الْمُهْلَةِ، وَأَنْهِجْ لي إِلَى مَحَبَّتِكَ سَبِيلاً سَهْلَةً، أَكْمِلْ لي بها خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ. اللّهُمَّ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ، وَأَنْتَ مُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَهُ، وَآتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ.

ص: 103

القسم الثاني

الأعمال الخاصة بليالي القدر

ما يخصّ كلّ ليلة من ليالي القدر إضافة إلى الأعمال العامة المذكورة فهو كما يلي:

1- أعمال الليلة التاسعة عشرة:

الأول: تقول مئة مرة: أَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

الثاني: تقول مئة مرة : اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.

الثالث: دعاء الإمام محمد التقي(عليه السلام):

يا ذَا الَّذِي كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ يَبْقَى وَيَفْنَى كُلِّ شَيْءٍ. يا ذَا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَيا ذَا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلَى، وَلا في الأَرَضِين السُّفْلَى، وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهُ يُعْبَدُ غَيْرُهُ. لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوَى عَلَى إِحْصَائِهِ إِلَّا أَنْتَ، فَصَلِّ عَلَى

مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلاةً لا يَقْوَى عَلَى إِحْصَائِهَا إِلَّا أَنْتَ.

ص: 104

الرابع: تقول:

اللهُمَّ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ، وَفِيمَا تَفْرُقُ مِنَ الْأَمْرِ الْحَكِيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِي الْقَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدِّلُ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُكَفِّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ، أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي وَتُوَسْعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَتَفْعَلَ فِي كَذَا وَكَذَا. ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.

2 - أعمال الليلة الواحدة والعشرين:

اشارة

وفضلها أعظم من الليلة التاسعة عشرة، وينبغي أن يؤدّي فيها الأعمال العامة لليالي القدر، من الغسل والإحياء والزيارة والصلاة ذات التوحيد سبع مرات، ووضع المصحف على الرأس، ودعاء الجوشن الكبير، وغير ذلك، وقد أكّدت الأحاديث استحباب الغسل والإحياء والجد في العبادة في هذه الليلة، والليلة الثالثة والعشرين، وأنّ ليلة القدر هي إحداهما، وقد سئل المعصوم(عليه السلام)في أحاديث عدة عن ليلة القدر، أي الليلتين هي؟ فلم يعيّن؛ بل قال: «ما أيسر ليلتين فيما تطلب» أو قال: «ما عَلَيْكَ أَن تَفْعَلَ خَيراً في ليلتين» ونحو ذلك. وقال الشيخ الصدوق(قدس سره الشریف) في ما أملى على المشايخ في مجلس واحد من مذهب الإماميّة: «ربما يتوهم الناس أن في إحيائهم منقصة لأنهم لم يطلبوا العلم وليبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر

ص: 105

الأواخر من الشهر منها الدّعاء الذي رواه الكليني في الكافي عن الإمام الصادق(عليه السلام)أنّه قال: تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان، كل ليلة:

أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَرِيم ،أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضان، أَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هَذِهِ، وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ.

وروى الكفعمي في هامش كتاب (البلد الأمين): إنّ الإمام الصادق(عليه السلام) كان يقول في كل ليلة من العشر الأواخر بعد الفرائض والنوافل:

«اللَّهُمَّ ،أَدِّ عَنَّا حَقَّ مَا مَضَى مِنْ شَهْرٍ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنَا تَقْصِيرَنَا فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مَقْبُولاً، وَلا تُؤاخِذْنا بإسْرافِنا عَلَى أَنْفُسِنَا، وَاجْعَلْنَا مِنَ

الْمَرْحُومِينَ، وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمَحْرُومِينَ».

دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) في العشر الأواخر:

وقال: من قاله، غفر الله له ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر ،وعصمه من المعاصي فيما بقي منه. وقد رواه السيد ابن طاووس في الإقبال، عن ابن أبي عمير عن مرازم، قال: كان الإمام الصادق(عليه السلام)يقول في كل ليلة من العشر الأواخر:

«اللَّهُمَّ، إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ:﴿ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدَى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتِ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْر رَمَضَانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنَ، وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. اللّهُمْ، وَهذِهِ أَيَّامُ شَهْر رَمَضانَ قَدِ انْقَضَتْ، وَلَياليهِ قَدْ

ص: 106

تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلَى مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَأَحْصَى لِعَدَدِهِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، فَأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ، وَأَنْبِياؤُكَ الْمُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصَّالِحُونَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَتُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبي، وَتَسْتَجِيبَ دُعَائِي، وَتَمنَّ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. إِلهِي، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيم، وَبِجَلالِكَ الْعَظِيمِ، أَنْ يَنْقَضِيَ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَلَيَالِيهِ، وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُؤاخِذُنِي بِهِ، أَوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي، لَمْ تَغْفِرْها لي. سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي، أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، إذ لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ، إِنْ كُنْتَ رَضَيْتَ عَنِّي فِي هَذَا الشَّهْرِ، فَازْدَدْ عَنِّي رِضَى، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضيتَ عَنِّي، فَمِنَ الآنَ فَارْضَ عَنِّي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا الله يا أَحَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. وأكثر من قول: يا مُلَيْنَ الْحَدِيدِ لِداوُودَ عَلَيْهِ السَّلامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْكُرَب الْعِظامِ عَنْ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُفَرِّجَ هَمْ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، كَما أَنْتَ أَهْلُهُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ فِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلَا تَفْعَلْ بِی ما أَنَا أَهْلُهُ.

ص: 107

ومنها ما رواه في الكافي مسنداً وفي المقنعة والمصباح مرسلاً، تقول أول ليلة منها(1)، أي في الليلة الحادية والعشرين:

يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ، وَمُولِجَ النَّهارِ في اللَّيْلِ، وَمُخْرِجَ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَمُخْرِجَ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ. يا رازِقَ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ يا الله، يا رَحْمنُ یا اللهُ یا رَحِیمُ، یا اللهُ يا الله يا اللهُ، لَكَ الْأَسْماءُ الْحُسْنَى، وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِياءُ وَالآلاءُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي في هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِساءَتِي مَغْفُورَة، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَ عَنِّي، وَتُرْضِينِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنَا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيها ذِكْرَكَ، وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ، وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدِ، عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.

دعاء الليلة الواحدة والعشرين

روى الكفعمي عن السّيّد ابن باقي أنّه تقول في الليلة الحادية والعشرين:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْسِمْ لِي حِلْماً يَسُدُّ عَنِّي بابَ الْجَهْلِ، وَهُدَى تَمُنُّ بهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بابَ

ص: 108


1- العشر الأواخر.

كُلِّ فَقْرِ، وَقُوَّةً تَرُدُّ بها عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ، وَعِزّاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنِي بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ، وَأَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلَّ خَوْفٍ، وَعافِيَةٌ تَسْتُرُني بِها مِنْ كُلِّ بَلاءِ، وَعِلْماً تَفْتَحُ لِي بِهِ كُلَّ يَقِينِ، وَيَقِيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ، وَدُعَاءً تَبْسُطُ لي بِهِ الْإِجابَةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَفِي هَذِهِ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ يَا كَرِيمُ، وَخَوْفاً تُيَسِّرُ لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنِي وَبَيْنَ الذُّنُوبِ، حَتَّى أُفْلِحَ بِهَا بَيْنَ الْمَعْصُومِينَ عِنْدَكَ،

بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

زيارة أمير المؤمنين(عليه السلام):

من المناسب أن يُزار بالكلمات التي قيلت في رثاء أمير المؤمنين(عليه السلام)وهي:

رَحِمَكَ اللهُ يا أَبَا الْحَسَنِ. كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً، وَأَخْلَصَهُمْ إِيْمَاناً، وَأَشدَّهُم يَقِيناً، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَهُمْ عَناءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ، وَأَكْرَمَهُمْ (وَأَكْثَرَهُمْ) سَوابقَ وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بهِ هَدْياً وَخُلُقاً ومنطقاً وَسَمْتاً وَفِعْلاً، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةٌ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنِ الإِسْلام، وَعَنْ رَسُولِ اللهِ (رسوله) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً.

ص: 109

قَوِيْتَ حِيْنَ ضَعُفَ أَصْحابُه، وَبَرَزْتَ حِيْنَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِيْنَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ، وَكُنْتَ خَلِيْفَتَهُ حَقَّاً. لَمْ تُنازَعْ، وَلَمْ تُضْرَعْ، بِرَغْمِ الْمُنافِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ، وَصِغَرِ (وضِعْنُ) الْفاسِقِينَ، فَقُمْتَ بالأَمْرِ حِيْنَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِيْنَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بنُور الله إذْ وَقَفُوا، فَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا (فَلَوْ اتَّبَعُوكَ لَهُدُوا)، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً، وَأَعْلاهُمْ قُنُوتاً، وَأَقَلَّهُمْ كَلاماً ، وَأَصْوَبَهُمْ نُطْقَاً، وَأَكْبَرَهُمْ رَأْياً، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأَمُورِ. كُنْتَ وَاللهِ يَعْسُوباً لِلدِّيْنِ، أَوَّلاً وَآخِراً: الأَوَّلُ حِيْنَ تَفَرَّقَ النَّاسُ، وَالآخِرُ حِيْنَ فَشِلُوا .كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبَاً رَحِيماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيالاً، فَحَمَلْتَ أَثْقالَ ما عَنْهُ ضَعَفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ ما أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذِ اجْتَمَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا (جَزَعُوا)، وَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ ما طَلَبُوا، وَنالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا. كُنْتَ لِلْكافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً وَنَهْباً، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً وَحِصْنَاً (غَيْباً وَخَصْباً)، فَطِرْتَ وَاللهِ بِنِعْمائِهَا، وَفُزْتَ بحِبائِها، وَأَحْرَزْتَ سَوابِقَهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضائِلِها، لَمْ تَفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيْرتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ. كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَواصِفُ، وَكُنْتَ كَما قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ، وَكُنْتَ كَما

ص: 110

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ضَعِيفاً في بَدَنِكَ، قَوِيّاً في أَمْرِ اللهِ، مُتَواضِعاً في نَفْسِكَ، عَظِيْماً عِنْدَ اللهِ، كَبيراً في الأَرْضِ، جَلِيلاً عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ. لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَلا لِقَائِلِ فِيكَ مَغْمَزٌ وَلا لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَلا لأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَالْقَوِيُّ الْعَزِيْزُ عِنْدَكَ ضَعِيْفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ وَالْقَريْبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَواءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصَّدْقُ وَالرّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ وَرَأَيْكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ فِيْمَا فَعَلْتَ (فَأَقْلَعْتَ)، وَقَدْ نَهَجَ بِكَ السَّبِيلُ وَسَهُلَ بِكَ الْعَسِيْرُ وَأُطْفِئَتْ بِكَ النَّيرانُ وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ بِكَ الإِسْلامُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعْباً شَدِيْداً، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكاءِ وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ في السَّماءِ وَهَدَّتْ مُصِيْبَتُكَ الأنامَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. رَضِينا عَنِ الله قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنا لِلَّهِ أَمْرَهُ فَوَاللهِ لَنْ يُصابَ الْمُسْلِمُونَ بمثْلِكَ أَبَداً كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَحِصْناً وَقُنَّةً راسِياً وَعَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وَغَيْظاً فَأَلْحَقَكَ اللهُ بِنَبِيِّهِ وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ.

الزيارة الثانية: الزيارة المعروفة بزيارة أمين الله

وهي في غاية الاعتبار، ومروية في جميع كتب الزيارات والمصابيح، وقال العلامة المجلسي(رحمۀ الله علیه): إنّها أحسن الزيارات متناً وسنداً ،وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدسة، وهي كما روي بأسناد معتبرة عن جابر،

ص: 111

عن الإمام الباقر(عليه السلام)أنه زار الإمام زين العابدين(عليه السلام)أمير المؤمنين(عليه السلام) فوقف عند القبر وبكى وقال:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَحُجَّتَهِ عَلَى عِبَادِهِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَعَمِلْتَ بكتابهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى دَعَاكَ اللهُ إلَى جوارِهِ، فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الْحُجَّةَ، مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ. اللَّهُمَّ، فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، راضِيَةً بِقَضائِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ، مَحْبُوبَةً في أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلائِكَ، شَاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمَائِكَ، ذاكِرَةَ لِسَوابِغِ لِسَوابِغِ آلَائِكَ، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقائِكَ، مُتَزَوْدَةُ التَّقْوَى لِيَوْمٍ جَزَائِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيائِكَ ،مُفارِقَةً لأَخْلَاقِ أَعْدائِكَ، مَشْغُولَةٌ عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَثَنَائِكَ.

اللّهُمَّ، إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ، وَأَعْلَامَ الْقاصِدِينَ إِلَيْكَ واضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةَ الْعارِفِينَ مِنْكَ فَازِعةٌ، وَأَصْواتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ، وَأَبْوابَ الإجابَةِ لَهُمْ مُفْتَحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجَاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُوْلَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُوْمَةٌ، وَالإغاثَةَ لِمَنْ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُوْدَةٌ، وَالإِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعَانَ بِكَ

ص: 112

مَبْذُوْلَةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقالَةٌ، وَأَعْمالَ الْعامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزاقَكَ إِلَى الْخَلَائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُوْرَةٌ، وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوائِدَ الْمَزِيدِ مُتَواتِرَةٌ، وَمَوائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظَّماءِ (لَدَيْكَ) مُتْرَعَةٌ. اللَّهُمَّ، فَاسْتَجِبْ دُعَائِي، وَاقْبَلْ ثَنائِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيَائِي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيِّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي، وَمُنْتَهَى مُنايَ، وَغايَةَ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ .

3 - أعمال الليلة الثالثة والعشرين:

اشارة

وهي أفضل من الليلتين السابقتين. ويستفاد من أحاديث كثيرة أنها هي ليلة القدر، وهي ليلة فيها يُقدرّ كل أمرٍ حكيم. ولهذه الليلة عدّة أعمال

خاصة سوى الأعمال العامة التي تشارك فيها الليلتين الماضيتين.

الأول: أنه يستحب فيها غسلان مؤكدان في أول الليل وآخره.

والثاني: قراءة سورتي« العنكبوت» و «الروم». وقد روي عن الإمام الصادق(عليه السلام): «من قرأ سورتي العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا أبا محمد، من أهل الجنة...»(1).

والثالث: قراءة سورة «الدخان».

ص: 113


1- تهذيب الأحكام الطوسي، ج 3، ص 100.

والرابع: قراءة سورة« القدر» ألف مرّة.

والخامس: أن تكرر في هذه الليلة؛ بل في جميع الأوقات دعاء: اللَّهُمَّ، كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كلّ ساعة، وليّاً وحافظاً وقائداً وناصراً، ودليلاً وعيناً، حتى تُسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طويلاً.

السادس: قراءة هذا الدُّعاء:

يا رَبِّ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَجَاعِلَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، وَرَبِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالْجِبالِ وَالْبِحارِ، وَالظُّلَم وَالْأَنْوارِ، وَالْأَرْضِ وَالسَّماءِ. يَا بَارِىءُ يَا مُصَوِّرُ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، یا اللهُ یا رَحْمنُ، یا اللهُ یا قَيُّومُ، یا اللهُ یا بَدِيعُ، یا الله يا الله يا اللهُ، لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى، وَالْأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرياء وَالآلاءُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي في هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداءِ، وَإِحْسانِي فِي عَلِّيِّينَ، وَإِسَاءَت مَغْفُورَةٌ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ ِلي، وَاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الْحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ إلَيْكَ، وَالْإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ، وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ.

ثم تقول:

ص: 114

اللَّهُمَّ، امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَأَصِحْ لِي جِسْمِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلي، وَإِنْ كُنْتُ مِنَ الْأَشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الْأَشْقِياءِ، وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ: يَمْحُو الله ما يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ.

الدُّعاء المروي عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم):

سُبُوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالروح، سُبُوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الرُّوح (الملائكة) وَالْعَرْشِ، سُبُوحٌ قُدُّوسٌ رَبِّ السَّماواتِ وَالأَرَضِين، سُبُوحُ قُدُّوسٌ رَبِّ البحارِ وَالْجِبالِ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ يُسبِّحُ لَهُ الْحِيتانُ، وَالْهَوام، وَالسِّباعُ في الآكام، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ سَبَّحَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ عَلا فَقَهَرَ، وَخَلَقَ فَقَدَّرَ. سُبُوحٌ، سُبُوحٌ، سُبُوحٌ، سُبُوحٌ، سُبُوحٌ، سُبُوحٌ، سُبُوحٌ، سُبُوحٌ ،قُدُّوسٌ، قُدوس، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ ،قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ .(أسْأَلُكَ أَنْ تُصَلي عَلَى مُحَمَدٍ وآلِهِ، وأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، فإِنَّكَ أَنْتَ الأَحَدُ الصَمَدُ).

ويقرأ هذا الدُّعاء، أيضاً، فيها: اللّهُمَّ، إيَّاكَ(إليكَ) تَعَمَّدْتُ اللَّيْلَةَ بِحاجَتِي، وَبِكَ أَنْزَلْتُ فَقْرِي وَمَسْكَنَتِي (ومسألتي). تَسَعُنِي اللَّيْلَةَ رَحْمَتُكَ وَعَفْوُكَ، فَأَنَا لِرَحْمَتِكَ أَرْجى مِنِّي لِعَمَلِي، وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي. وَاقْضِ لي كُلَّ حاجَةٍ هِيَ لِي بِقُدْرَتِكَ عَلى ذلِكَ، وَتَيْسِيرِهِ

ص: 115

عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً إِلَّا مِنْكَ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي أَحَدٌ سُوْءاً قَطُّ غَيْرُكَ، وَلَيْسَ لي رَجاءً لِدِينِي وَدُنْيايَ وَلا لآخِرَتي وَلا لِيَوْم فَقْرِي، يَوْمَ

أَدْلى فِي حُفْرَتِي، وَيُفْرِدُني النَّاسُ بِعَمَلِي، غَيْرَكَ يَا رَبَّ الْعالَمينَ.

ويقرأ فيها هذا الدُّعاء: اللّهُمَّ، اجْعَلْني مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ نَصيباً مِنْ كُل خَيْر أَنْزَلْتَهُ، في هذِهِ اللَّيْلَةِ، أوْ أنْتَ مُنْزِلُهُ ،مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ، أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها أَوْ رِزْقٍ تَقْسِمُهُ، أَوْ بَلاءِ تَدْفَعُهُ، أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ. وَاكْتُبْ لي ما كَتَبْتَ لأوْلِيائِكَ الصّالِحِيْنَ، الَّذِيْنَ اسْتَوْجَبُوا مِنْكَ الثَّوابَ، وَأمِنوا بِرِضاكَ عَنْهُمْ مِنْكَ الْعِقَابَ، يا كَرِيمُ يا كَرِيْمٌ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ، وَافْعَلْ فِي ذلِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ويقرأ فيها هذا الدُّعاء، أيضاً:

اللَّهُمَّ، إن كانَ الشَّكُ في أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِيهَا أَوْ فِيمَا تَقَدَّمَها وَاقِعٌ، فَإِنَّهُ فِيكَ وَفِي وَحْدانِيّتِكَ وَتَزْكِيَتِكَ الأعْمالَ زائِلٌ، وَفِي أَيِّ اللَّيالي تَقَرَّبَ مِنْكَ الْعَبْدُ لَمْ تُبْعِدْهُ وَقَبلْتَهُ، وَأَخْلَصَ فِي سُؤَالِكَ لَم تَرُدَّهُ وَأَجَبْتَهُ، وَعَمِلَ الصَّالِحاتِ شَكَرْتَهُ، وَرَفَعَ إِلَيْكَ ما يُرْضِيكَ ذَخَرْتَهُ. اللَّهُمَّ، فَأمِدَّني فيها بالْعَوْنِ عَلى ما يُزْلِفُ لَدَيْكَ، وَخُذْ بِنَاصِيَتِي إلى ما فيهِ الْقُرْبى إِلَيْكَ، وَأسْبِغْ مِنَ الْعَمَلِ فِي الدَّارَيْنِ سَعْيِي، وَرَقٌ لِي مِنْ جُودِكَ بِخَيْراتِها عَطِيَّتي، وَابْتُرْ عَيْلَتِي مِنْ ذُنُوبي بالتَّوْبَةِ، وَمِنْ خَطَايَايَ بِسَعَةِ الرَّحْمَةِ،

ص: 116

وَاغْفِرْ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَلِوالِدَيَّ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، غُفْرانَ مُتَنَزِّهِ عَنْ عُقُوْبَةِ الضُّعَفَاءِ، رَحِيمٍ بِذَوِي الْفَاقَةِ وَالْفُقَرَاءِ، جَادٍ عَلَى عَبِيدِهِ ، شَفِيْقٍ بِخُضُوعِهِمْ وَذِلَّتِهِمْ، رَفِيق لا تَنْقُصُهُ الصَّدَقَةُ عَلَيْهِمْ، وَلا يُفْقِرُهُ ما يُغْنِيهِمْ مِنْ صَنيعِهِ (إليهِمْ).

اللَّهُمَّ، اقْضِ دَيْنِي وَدَيْنَ كُلِّ مَدْيُونٍ، وَفَرِّجْ عَنِّي وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوبِ، وَأَصْلِحْنِي وَأَهْلِي وَوَلَدِي، وَأَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ، وَانْفَعْ مِنِّي، وَاجْعَلْ فِي الْحَلالِ الطَّيِّبِ الْهَنِيءِ الْكَثِيرِ السَّائِغِ مِنْ رِزْقِكَ عَيْشِي، وَمِنْهُ لِباسي، وَفِيهِ مُنْقَلَبِي، وَاقْبِضْ عَنِ الْمَحارِمِ يَدي مِنْ غَيْرِ قَطْعِ وَلا شَلَّ، وَلِساني مِنْ غَيْرِ خَرَسِ، وَأذْني مِنْ غَيْرِ صَمَم، وَعَيْني مِنْ غَيْرِ عَمَيَّ، وَرِجْلِي مِنْ غَيْرِ زَمانَةٍ، وَفَرْجِي مِنْ غَيْرِ إِحِبَالٍ، وَبَطْنِي مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ، وَسَائِرَ أَعْضَائِي مِنْ غَيْرِ خَلَلٍ، وَأَوْرِدْنِي عَلَيْكَ يَوْمَ وُقُوفِي بَيْنَ يَدَيْكَ، خَالِصاً مِنَ الذُّنُوبِ ، نَقِيّاً مِنَ الْعُيُوبِ، لا أَسْتَحْيِي مِنْكَ بِكُفْرانِ نِعْمَةٍ، وَلا إِقْرَارٍ بِشَرِيكَ لَكَ فِي الْقُدْرَةِ، وَلا بِإِرْهاجِ فِي فِتْنَةٍ، وَلا تَوَرُّطٍ فِي دِماءٍ مُحَرَّمَةٍ، وَلا بَيْعَةٍ أَطَوْقُها عُنُقِي لأَحَدٍ مِمَّنْ فَضَّلْتَهُ بِفَضِيلَةٍ، وَلَا وُقُوفٍ تَحْتَ رَايَةِ غَدْرَةٍ، وَلَا اسْوِداد الْوَجْهِ بالأيمانِ الْفاجِرَةِ، وَالْعُهُودِ الخَائِنَةِ، وَأنلني مِنْ تَوْفِيقِكَ وَهُداكَ ما نَسْلُكَ بِهِ سُبُلَ طَاعَتِكَ وَرِضَاكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ويقرأ فيها هذا الدُّعاء:

ص: 117

اللّهُمَّ، إنّي أسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِينِ الْمُسْتَكِينِ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتَهَالَ الْمُذْنِبِ البَائِسِ الذُّلِيلِ، مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَاصِيَتُهُ، وَاعْتَرَفَ بخَطِيئَتِهِ، وَفاضَتْ(ففاضت) لَكَ عَبْرَتُهُ، وَهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ، وَضَلَّتْ حِيْلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُ، أَنْ تُعْطِيَني في لَيْلَتِي هَذِهِ مَغْفِرَةَ مَا مَضى مِنْ ذُنُوبِي، وَاعْصِمْني فيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي، وَارْزُقْنِي الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ في عامي هذا، وَاجْعَلْها حَجَّةً مَبْرُوْرَةً خالِصَةً لِوَجْهكَ، وَارْزُقْنِيهِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، وَلا تُخْلِنِي مِنْ زِيارَتِكَ وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ (مُحَمَدٍ) صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

إلهي،وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَكْفِيَنِي مَوْنَةَ خَلْقِكَ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْعَرَبِ وَالْعَجَمِ وَمِنْ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ اللَّهُمَّ، اجْعَلْ لي فيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأمْرِ الْمَحْتُومِ وَمِمَّا تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الْحَكِيم في هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي الْقَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاج بَيْتِكَ الْحَرام في عامِيْ هَذَا الْمَبْرُورِ حَجُهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ الْمَغْفُوْر ذُنُوبُهُمُ الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ وَأَنْ تُطِيلَ عُمْرِي وَأَنْ تُوَسِّعَ لي في رِزْقِي وَارْزُقْني وَلَداً باراً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ .

ويقرأ فيها هذا الدُّعاء:

اللَّهُمَّ ،إنِّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ الْمِسْكِينِ الْمُسْتَكِينَ، وَأَبْتَغِي إِلَيْكَ ابتغاءَ

ص: 118

البائس الْفَقِير، وَأتَضَرَّعُ إِلَيْكَ تَضَرُّعَ الضّعِيْفِ الضَّريرِ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذُّلِيْلِ. وَأَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ من خضعت لَكَ نَفْسُهُ، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ، وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ، وَخَضَعَتْ لَكَ نَاصِيَتُهُ، وَاعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ، وَفَاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ، وَانْهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ، وَضَلَّتْ عَنْهُ حِيْلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ حُجَّتُهُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيْهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ كَما أَنْتَ أهْلُهُ، وَأنْ تُصَلِّيَ عَلى نَبِيِّكَ وَآلِ نَبيّكَ، وَأنْ تُعْطِيَني أفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ السَّائِلِينَ مِنْ عِبادِكَ الْماضِيْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَفْضَلَ مَا تُعْطِي الْباقِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَفْضَلَ ما تُعْطِي مَنْ تَخْلُقُهُ مِنْ أَوْلِيائِكَ إِلى يَوْم الدِّين، مِمَّنْ جَعَلْتَ لَهُ خَيْرَ الدُّنْيا وَخَيْرَ الآخِرَةِ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمٌ.

وَأَعْطِني في مَجْلِسي هذا مَغْفِرَةَ ما مَضى مِنْ ذُنُوبِي، وَاعْصِمْني فيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي، وَارْزُقْنِي الحَجَ والعُمْرَةَ في عامي هذا، مُتَقَبَّلاً مَبْرُوراً خالصاً لِوَجْهِكَ يا كَرِيمُ، وارْزُقْنِيهِ أبَداً ما أبْقَيْتَني، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ ،وَاكْفِنِي مَوْنَةَ نَفْسي، وَاكْفِنِي مَوْنَةَ عِيالي، وَاكفِني مُؤْنَةَ خَلْقِكَ، وَاكْفِنِي شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَاكْفِنِي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَاكْفِنِي شَرَّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

ويستحب فيها قراءة هذا الدُّعاء أيضاً المروي عن الإمام الكاظم (عليه السلام):

اللّهُمَّ، اجْعَلْ فيما تَقْضي، وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الأمْرِ الْمَحْتُومِ، وَفِيما

ص: 119

تَفْرُقُ مِنَ الأمْرِ الْحَكِيمِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرام، في عامي هذا، الْمَبْرُورِ حَجُهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُوْرِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُكَفِّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ.

وَاجْعَل فِيمَا تَقْضي، وَفِيما تُقَدِّرُ، أن تُطِيْلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ لي في رِزْقي.

زيارة صاحب الزمان(عجل الله تعالی فرجه)(آل ياسين)

سَلامٌ عَلَى آلِ يس. السَّلامُ عَلَيْكَ يا دَاعِيَ اللهِ وَرَبَّاني آياتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ وَدَيَّانَ دِينِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ اللهِ وَنَاصِرَ حَقِّهِ،السّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَدَلِيلَ إِرادَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تاليَ كِتَابِ اللهِ وَتَرْجُمَانَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آنَاءِ لَيْلِكَ وَأَطْرَافِ نَهَارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِيثَاقَ اللهِ الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللهِ الَّذِي ضَمِنَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ،وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكذُوبِ. السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقْنُتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسي، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيلِ إِذا يَغْشَى، وَالنَّهارِ إِذَا تَجَلَّى. السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإمامُ الْمَأْمُونُ، السَّلامُ

ص: 120

عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ، السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامُ. أُشْهِدُكَ، يا مَوْلايَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا حَبيبَ إِلَّا هُوَ وَأَهْلُهُ. وَأُشْهِدُكَ، يا مَوْلايَ، أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْن حُجَّتُهُ،

ومحمد بن عَلىٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ حُجَّتُهُ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرِ حُجَّتُهُ، وَعَلِي بْنَ مُوسَى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِي حُجَّتُهُ، وَعَلَي بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ، أَنْتُمُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فِيهَا، يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيْمَانُهَا لَمْ تَكُنْ امَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيْمَانِهَا خَيْراً، وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَأَنَّ ناكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصَادَ حَقٌّ، وَالْمِيزانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسَابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعِيدَ بهِما حَقٌّ. يا مَوْلايَ، شَقِيَ مَنْ خَالَفَكُمْ، وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكُمْ فَاشْهَدْ عَلَى مَا أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ، بَرِيءٌ مِنْ عَدُوِّكَ. فَالْحَقُّ ما رَضَيْتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما أَسْخَطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ مَا نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ، وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِكُمْ یا مَوْلايَ، أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتي مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتِي خَالِصَةٌ لَكُمْ آمِينَ آمِينَ.

ص: 121

دعاء «يا باطناً»

يدعو بهذا الدعاء المروي في الإقبال:

يا باطِناً في ظُهُورِهِ، وَيا ظاهِراً في بُطُونِهِ، وَيا باطِناً لَيْسَ يَخْفَى، وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرَى. يا مَوْصُوفَاً لا يَبْلُغُ َبكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ، وَلا حَدٌ مَحْدُودٌ، وَيا غائِباً غَيْرَ مَفْقُودٍ، وَيا شَاهِداً غَيْرَ مَشْهُودٍ يُطْلَبُ فَيُصَابُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْن، لا يُدْرَكُ بِكَيْفِ، وَلا يُؤَيِّنُ بِأَيْنِ وَلا بِحَيْثٍ أَنْتَ نُورُ النُّورِ، وَرَبُّ الْأَرْبابِ، أَحَطْتَ بِجَمِيعِ الأَمُورِ. سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هَكَذا، وَلا هَكَذا غَيْرُهُ. ثمّ تدعو بما تشاء.

صلاة الليل

فضل صلاة الليل: إنَّ الرّوايات المأثورة عن المعصومين(عليهم السلام)في فضل قيام الليل كثيرة. وروي أنّها شرف المؤمن، وأنّها تورث صحّة البدن، وهي كفّارة لذنوب النّهار، ومزيل لوحشة القبر، تبيّض الوجه، وتطيّب النكهة، وتجلب الرّزق، وأَنَّ الْمالَ وَالْبَنين زِينَةُ الْحَياةُ الدُّنْيا، وثماني ركعات من آخر الليل والوتر زينة الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام، وأنّه كذب من زعم أنه يصلّي صلاة اللّيل وهو يجوع، إنَّ صلاة اللّيل تضمن رزق النّهار.

وعن الإمام الصادق(عليه السلام)قال: «قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في وصيته لعلي (عليه السلام)

ص: 122

يا علي، أوصيك في نفسك بعدّة خصال فاحفظها، ثمّ قال: اللّهُمَّ، أعِنه، ثمّ ذَكَر عِدّة خصال إلى أن قال: وعليك بصلاة اللّيل، وعَلَيْكَ بِصَلاة اللّيل، وعَلَيْكَ بصَلَاةِ اللّيل، وعَلَيْكَ ِبصَلَاةِ الزَّوالِ، وعَلَيْكَ بِصَلَاةِ الزَّوالِ، وعَلَيْكَ بِصَلَاةِ الزَّوالِ».

وقتها: ويبدأ وقتها عند انتصاف الليل. وكلّما اقترب الوقت من طلوع الفجر الصادق ازدادت فضيلة، فإذا بان الفجر وكان المصلّي قد أتى منها

أربع ركعات، فليقتصر على الحمد وحدها، فيما بقي من الرّكعات.

كيفيتها: صلاة الليل ثماني ركعات، يسلّم بعد كلّ ركعتين، ويحسن أن يقرأ «التوحيد» ستّين مرّة في الثنائية الأولى، يقرأها بعد «الحمد» في

كل ركعة منهما ثلاثين مرّة، لكي ينصرف من الصّلاة، ولم يك بينه وبين الله عزّ وجلّ ذنب، أو أن يقرأ بعد «الحمد» في الأولى: «التوحيد»، وفي الثّانية: «قل يا أيها الكافرون». ويقرأ في سائر الرّكعات ما شاء من السّور، ويجزي«الحمد» و «التّوحيد» في كل ركعة، ويجوز الاقتصار على «الحمد» وحدها.

القنوت: ويجزي في القنوت أن تقول:

سُبْحانَ الله ثلاث مرّات، أو أن تقول: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَعَافِنا وَاعْفُ عَنَّا في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلَى كُلَّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَو أَن تقول: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَم، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَجَلُّ الْأَكْرَمُ.

ص: 123

ركعتا الشفع وركعة والوتر فإذا فرغت من الركعات الثّماني صلاة الليل، فصلّ الشفع ركعتين، والوتر ركعة واحدة، واقرأ في هذه الثّلاث ركعات بعد «الحمد»: «قل هو الله أحد»، حتّى يكون لك أجر ختمة كاملة من القرآن، فإنَّ لسورة التوحيد أجر ثلث القرآن، أو اقرأ في الأولى من الشّفع:

«الحمد» و «قل أعوذ برب الناس»، وفي الثانية: «الحمد » و « قل أعوذ برب الفلق»

الدُّعاء: ويستحب أن تدعو إذا فرغت من الشّفع بدعاء:

إلهِي، تَعَرَّضَ لَكَ في هَذَا اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَقَصَدَكَ الْقاصِدُونَ، وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ. وَلَكَ فِي هَذَا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ، وَعَطايا وَمَواهِبُ، تَمُنُّ بِها عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبادِكَ، وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقُ لَهُ الْعِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنَا ذَا عُبَيْدُكَ الْفَقِيرُ إِلَيْكَ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَإِنْ كُنْتَ ،يا مَوْلايَ، تَفَضَّلْتَ في هذه اللَّيْلَةِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَة مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ، الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، الْخَيْرِينَ الْفاضِلِينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ، يا رَبَّ الْعالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَم النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، إِنَّ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ، إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ، فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.

فإذا فرغت من ركعتي الشفع، فانهض لركعة الوتر، واقرأ فيها: «الحمد» و «التّوحيد»، أو اقرأ بعد «الحمد» سورة « التّوحيد » ثلاث مرات، والمعوذتين؛

ص: 124

أعني: «قل أعوذ برب الفلق»، و « قل أعوذ برب الناس». ويستحب أن تبكي في القنوت من خشية الله، وتدعو لك ولإخوانك المؤمنين، ويستحب أن تذكر أربعين نفساً منهم.

روى الصدوق في الفقيه أنّ النّبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كان يقول في الوتر في قنوته:

اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبارِكْ لِي فَيما أَعْطَيْتَ، وَقِني شَرِّ ما قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، سُبْحانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ، أَسْتَغْفِرْكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَأُؤْمِنُ بِكَ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ يا رَحِيمٌ.

وينبغي أن يقول سبعين مرّة: أَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إلَيْهِ. وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرى للاستغفار، ويحصي عدده باليمنى. وروي أنّ النّبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كان يستغفر في الوتر سبعين مرّة، ويقول سبع مرّات: هَذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ. وروي أيضاً أنّ الإمام زين العابدين(عليه السلام)كان يقول في السّحر في صلاة الوتر، ثلاث مئة مرّة: الْعَفْوَ الْعَفْوَ. وليقل بعد ذلك: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وينبغي أن يطيل القنوت، فإذا فرغ منه ركع، فإذا رفع رأسه دعا بهذا الدعاء الذي رواه الشيخ في التهذيب، عن موسى بن جعفر(عليه السلام):

هَذا مَقَامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ، وَشُكْرُهُ ضَعِيفٌ، وَذَنْبُهُ عَظِيمٌ، وَلَيْسَ لِذلِكَ إِلَّا رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى

ص: 125

نَبيّكَ الْمُرْسَلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وبالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)؛ طالَ هُجُوعي، وَقَلَّ قِيامِي، وَهذَا السَّحَرُ، وَأَنَا أَسْتَغْفُرِكَ لِذُنُوبِي اسْتِغْفَارَ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ ضَرَّاً وَلا نَفْعاً، وَلا مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً.

ثمَّ تسجد وتتم الصّلاة، وتسبّح بعد السّلام تسبيح الزهراء(عليها السلام):

ثمَّ تسجد وتقول خمس مرات :سُبُوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، ثمَّ تجلس وتقرأ آية الكرسي، ثمّ تهوي ثانياً إلى السّجود، وتكرّر الذّكر نفسه

خمس مرّات.

دعاء بعد صلاة الوتر:

إلهي، كَيْفَ أَصْدُرُ كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابكَ بخَيْبَةِ مِنْكَ، وَقَدْ قَصَدْتُهُ عَلَى ثِقَةِ بِكَ.

إلهِي كَيْفَ تُؤْيِسُنِي مِنْ عَطَائِكَ، وَقَدْ أَمَرْتَنِي بِدُعَائِكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْنِي إِذا اشْتَدَّ الْأَنِينُ، وَحُظِرَ عَلَيَّ الْعَمَلُ، وَانْقَطَعَ مِنِّي الْأَمَلُ، وَأَفْضَيْتُ إِلَى الْمَنُونِ، وَبَكَتْ عَلَيَّ الْعُيُونُ، وَوَدَّعَنِي الْأَهْلُ وَالْأَحْبَابُ، وَحُثِيَ عَليَّ التُّرابُ، وَنُسِيَ اسْمِي، وَبَلَيَ جِسْمِي، وَانْطمَسَ ذِكْرِي وَهُجر قَبْرِي، فَلَمْ يَزُرْنِي زَائِرٌ، وَلَمْ يَذْكُرْني ذاكِرٌ، وَظَهَرَتْ مِنِّي الْمَاثِمُ، وَاسْتَوْلَتْ عَلَيَّ الْمَظَالِمُ، وَطالَتْ شِكَايَةُ الْخُصُوم، وَاتَّصَلَتْ دَعْوَةُ الْمَظْلُوم، صَلِّ اللّهُمَّ، عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَرْضِ

ص: 126

خُصُومِي عَنِّي، بِفَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَرِضْوانِكَ. إِلهِي، ذَهَبَتْ أَيَّامُ لَذَّاتِی، وَبَقِيَتْ مَاثمِي وَتَبِعاتِي، وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُنِيباً تَائِباً، فَلا تَرُدَّني مَحْرُوماً وَلا خَائِباً. اللَّهُمَّ، آمِنْ رَوْعَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

دعاء الحزين:

وهو دعاء شريف يدعى به بعد صلاة الليل :

أناجيكَ يا مَوْجُوداً في كُلِّ مَكانِ، لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدائي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي وَقَلَّ حَيائي، مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَيِّ الْأَهْوالِ أَتَذَكَّرُ، وَأَيُّها أَنْسَى، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الْمَوْتُ لَكَفى، كَيْفَ وَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَعْظَمُ وَأَدْهَى. مَوْلَايَ يا مَوْلَايَ، حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى أَقُولُ لَكَ الْعُتْبَى مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، ثُمَّ لا تَجِدُ عِنْدِي صِدْقاً وَلا وَفاءً؛ فَيا غَوْثاهُ ثُمَّ وَاغَوْثَاهُ بِكَ يَا اللهُ، مِنْ هَوَىً قَدْ غَلَبَنِي، وَمِنْ عَدُوٌّ قَدِ اسْتَكْلَبَ عَلَيَّ، وَمِنْ دُنْيا قَدْ تَزَيَّنَتْ لِي، وَمِنْ نَفْسِ أَمَّارَةِ بالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي. مَوْلايَ يا مَوْلايَ، إِنْ كُنْتَ رَحِمْتَ مِثْلِي فَارْحَمْنِي، وَإِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ مِثْلِي فَاقْبَلْنِي، يَا قَابِلَ السَّحَرَةِ اقْبَلْنِي، يا مَنْ لَمْ أَزَلْ (لا أَزَالُ ) أَتَعَرَّفُ مِنْهُ الْحُسْنَى، يا مَنْ يُغَذِّينِي بِالنِّعَمِ صَباحاً وَمَساءً، ارْحَمْنِي يَوْمَ آتِيكَ فَرْداً شاخِصاً إِلَيْكَ بَصَرِي، مُقَلَّداً عَمَلي، قَدْ تَبَرَأَ جَمِيعُ الْخَلْقِ منّی، نَعَمْ، وَأَبِي وَأَمِّي، وَمَنْ كَانَ لَهُ كَذِي

ص: 127

وَسَعْيِي، فَإِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي، وَمَنْ يُؤْنِسُ فِي الْقَبْرِ وَحْشَتِي، وَمَنْ يُنْطِقُ لِساني إِذا خَلَوْتُ بِعَمَلِي وَسَاءَلْتَنِي (وَسَأَلْتَنِي) عَمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَإِنْ قُلْتُ نَعَمْ، فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ مِنْ عَدْلِكَ، وَإِنْ قُلْتُ لَمْ أَفْعَلْ قُلْتَ أَلَمْ أَكُن الشَّاهِدَ عَلَيْكَ، فَعَفْوَكَ عَفْوَكَ يا مَوْلايَ قَبْلَ سَرابيلِ الْقَطِرانِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا مَوْلايَ قَبْلَ جَهَنَّمَ وَالنَّيْرانِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا مَوْلايَ قَبْلَ أَنْ تُغَلَّ الْأَيْدِي إِلَى الْأَعْنَاقِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرَ الْغَافِرِينَ.

ص: 128

حديث الكساء الشريف

نقلاً عَنْ كتاب عوالم العلوم للشيخ عَبْدِ الله بن نور الله البحراني بسند صحيح عَنْ جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ، قال: سمعت فاطمة أنّها قالت:

دَخَلَ عَلَيَّ أَبي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي بَعْضِ الأَيَّامِ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يَا فَاطِمَةُ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ. فَقَالَ: إِنِّي أَجِدُ في بَدَنِي ضَعْفاً فَقُلْتُ لَهُ: أُعِيْنُكَ بِاللهِ يَا أَبَتَاهُ مِنَ الضَّعْفِ. فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إئتيني بِالْكِسَاءِ الْيَمَانِي فَغَطَيْنِي بِهِ. فَأَتَيْتُهُ بِالْكِسَاءِ الْيَمَانِي فَغَطَّيْتُهُ بِهِ، وَصِرْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَإِذَا وَجْهُهُ يَتَلألأُ وَكَأَنَّهُ الْبَدْرُ في لَيْلَةِ تَمَامِهِ وَكَمَالِهِ. فَمَا كَانَتْ إِلَّا سَاعَةً وَإِذَا بِوَلَدِيَ الْحَسَنِ(عليه السلام) قَدْ أَقْبَلَ وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّاهُ. فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا قُرَّةَ عَيْنِي وَثَمَرَةَ فُؤَادِي. فَقَالَ: يَا أَمَّاهُ إِنِّي أَشْمٌ عِنْدَكِ رَائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّهَا رَائِحَةُ جَدّي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا ولدي، إِنَّ جَدَّكَ تَحْتَ الْكِسَاءِ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ(عليه السلام) نَحْوَ الْكِسَاءِ وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا جَدَّاهُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكَ تَحْتَ الْكِسَاءِ؟ فَقَالَ: وَعَلَيْكَ

ص: 129

السَّلامُ يَا وَلَدِي وَيَا صَاحِبَ حَوْضِي، قَدْ أَذِنْتُ لَكَ. فَدَخَلَ مَعَهُ تَحْتَ الْكِسَاءِ. فَمَا كَانَتْ إِلَّا سَاعَةً وَإِذَا بِوَلَدِيَ الْحُسَيْنِ(عليه السلام)قَدْ أَقْبَلَ وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّاهُ. فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدي، ويَا قُرَّةَ عَيْنِي وَثَمَرَةَ فُؤَادِي. فَقَالَ لِي: يَا أُمَّاهُ، إِنِّي أَشُمُ عِنْدَكِ رَائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّهَا رَائِحَةُ جَدِّي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. فَقُلْتُ: نَعَمْ، إِنَّ جَدَّكَ وَأَخَاكَ تَحْتَ الْكسَاء. فَدَنَا الْحُسَيْنُ(عليه السلام) نَحْوَ الْكِسَاءِ وقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا جَدَّاهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنِ اخْتَارَهُ اللهُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمَا تَحْتَ الْكِسَاءِ؟ فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا وَلَدِي وَيا شَافِعَ أُمَّتِي قَدْ أَذِنْتُ لَكَ. فَدَخَلَ مَعَهُمَا تَحْتَ الْكِسَاءِ. فَأَقْبَلَ عِنْدَ ذلِكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ طَالِبٍ وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ. فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ، إِنِّي أَشُمُ عِنْدَكِ رَائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّهَا رَائِحَةُ أَخِي وَابْنِ عَمِّي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتُ: نَعَمْ، هَا هُوَ مَعَ وَلَدَيْكَ تَحْتَ الْكِسَاءِ. فَأَقْبَلَ عَلي(عليه السلام)نَحْوَ الْكِسَاءِ وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَتَأْذَنُ لي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الْكِسَاءِ؟ قَالَ لَهُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَخِي وَيَا وَصِيّي وَخَلِيْفَتِي وَصَاحِبَ لِوَائِي قَدْ أَذِنْتُ لَكَ. فَدَخَلَ عَلي(عليه السلام)تَحْتَ الْكِسَاءِ، ثُمَّ أَتَيْتُ نَحْوَ الكِسَاءِ وَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ يَا رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَتَأْذَنُ لي أَنْ أَكُوْنَ مَعَكُمْ تَحْتَ الْكِسَاءِ؟

ص: 130

قَالَ: وَعَلَيْكِ السَّلامُ يَا ابْنَتِي وَيَا بِضْعَتِي، قَدْ أَذِنْتُ لَكِ، فَدَخَلَتْ تَحْتَ الكِسَاءِ مَعَهُمْ. فَلَمَّا اكْتَمَلنَا جَمِيعاً تَحْتَ الْكِسَاءِ، أَخَذَ أَبي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِطَرَفَي الْكِسَاءِ، وَأَوْمَا بِيَدِهِ الْيُمْنَى إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اللّهُمَّ ، إِنَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي وَحَامَّتِي، لَحْمُهُمْ لَحْمِي، وَدَمُهُمْ دَمِي، يُؤْلِمُنِي مَا يُؤْلِمُهُمْ ، ويُحْزِنُنِي مَا يُحْزِنُهُمْ، أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ، وَمُحِبُّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ، إِنَّهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَغُفْرَانَكَ وَرِضْوَانَكَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ، وَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرّجْسَ وَطَهَرْهُمْ تَطْهِيراً. فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا مَلائِكَتِي وَيَا سُكَانَ سَموَاتي إني مَا خَلَقْتُ سَمَاءً مَبْنِيَّةً، وَلَا أَرْضاً مَدْحِيَّةً، وَلَا قَمَراً مُنِيْراً، وَلَا شَمْساً مُضِيْئَةً، وَلَا فَلَكَاً يَدُورُ، وَلَا بَحْراً يَجْرِي، وَلَا فُلْكاً يَسْرِي إِلَّا فِي مَحَبَّةِ هؤلاءِ الْخَمْسَةِ الَّذِينَ هُمْ تَحْتَ الْكسَاء فَقَالَ الأَميْنُ جِبْرَائِيلُ: يَا رَبِّ، وَمَنْ تَحْتَ الْكسَاءِ؟ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ هُمْ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنُ الرّسَالَةِ هُمْ: فَاطِمَةُ وَأَبُوهَا وَبَعْلُهَا وَبَنُوهَا. فَقَالَ جُبْرَائِيْلُ: يَا رَبِّ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ لَأَكُونَ مَعَهُمْ سَادِساً؟ فَقَالَ اللهُ: نَعَمْ، قَدْ أَذِنْتُ لَكَ. فَهَبَطَ الأَمِينُ جِبْرَائِيلُ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، الْعَلِيُّ الْأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَخْضُكَ بِالتَّحِيَّةِ وَالإِكْرَامِ، وَيَقُولُ لَكَ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، إِنِّي مَا خَلَقْتُ سَمَاءً مَبْنِيَّةً، وَلَا أَرْضَاً مَدْحِيَّةً، وَلَا قَمَراً مُنِيْراً، وَلَا شَمْساً

ص: 131

مُضِيْئَةً، وَلَا فَلَكَاً يَدُورُ، وَلَا بَحْراً يَجْرِي، وَلَا فُلْكَاً يَسْرِي إِلَّا لَأَجْلِكُمْ، وَقَدْ أَذِنَ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكُمْ فَهَلْ تَأْذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَمِيْنَ وَحْيِ اللهِ، إِنَّهُ نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ. فَدَخَلَ جَبْرَائِيْلُ مَعَنَا تَحْتَ الْكِسَاءِ، فَقَالَ لأَبي: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَوْحَى إِلَيْكُمْ يَقُولُ: (إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). فَقَالَ عَليَّ لأَبي: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مَا لِجُلُوسِنَا هَذَا تَحْتَ الْكِسَاءِ مِنَ الْفَضْلِ عِنْدَ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيَّاً ، وَاصْطَفَانِي بِالرّسَالَةِ نَجِيَّاً، مَا ذُكِرَ خَبَرُنَا هذَا فِي مَحْفِلٍ مِنْ مَحَافِلِ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَفِيْهِ جَمْعٌ مِنْ شِيْعَتِنَا وَمُحِبَيْنَا إِلَّا وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ إِلَى أَنْ يَتَفَرَّقُوا فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِذَا، وَاللهِ فُزْنَا وَفَازَ شِيْعَتُنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ أَبي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: يَا عَلِي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً، وَاصْطَفَانِي بِالرّسَالَةِ نَجِيّاً، مَا ذُكِرَ خَبَرْنَا هَذَا فِي مَحْفِلٍ مِنْ مَحَافِلِ أَهْلِ الأَرْضِ، وَفِيْهِ جَمْعٌ مِنْ شِيْعَتِنَا وَمُحِبَيْنَا، وَفِيْهِمْ مَهْمُومٌ إِلَّا وَفَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ، وَلَا مَغْمُومٌ إِلَّا وَكَشَفَ اللهُ غَمَّهُ، وَلَا طَالِبُ حَاجَةٍ إِلَّا وَقَضَى اللهُ حَاجَتَهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِذَا، وَاللهِ فُزْنَا وَسُعِدْنَا، وَكَذلِكَ شِيْعَتُنَا فَازُوا وَسُعِدُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

ص: 132

الفهرس

السور القرآنية المباركة التي تُستحب قراءتها في ليلة القدر...5

أعمال ليلة القدر....25

موانع القبول في ليلة القدر....25

ثواب إحياء ليلة القدر ...26

الاستعداد لليلة القدر ...26

القسم الأول....29

الأعمال العامة في ليلة القدر...29

الأعمال العامة في ليلة القدر ...31

دعاء الافتتاح ....31

دعاء الصالحين ....37

دعاء الإمام الصادق(عليه السلام) ...37

صلاة ركعتين....38

دعاء التوسل بالمصحف...38

زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) ...39

زيارة علي بن الحسين(عليه السلام) ...40

ص: 133

زيارة الشهداء (رضوان الله عليهم)...40

زيارة أبي الفضل العباس (عليه السلام)...40

الصلاة مئة ركعة ...41

دعاء اللّهُمَّ إنِّي أمسيت ...41

دعاء الجوشن الكبير ...42

دعاء التوبة ...64

أعمال أسحار شهر رمضان المبارك ...68

دعاء البهاء....69

دعاء أبي حمزة الثمالي....71

دعاء يا عدّتي ...88

دعاء إدريس (عليه السلام)...92

دعاء يا مفزعي ...96

التسبيحات ...97

دعاء مكارم الأخلاق ...98

القسم الثاني ...104

الأعمال الخاصة بليالي القدر....104

1 - أعمال الليلة التاسعة عشرة...104

2 - أعمال الليلة الواحدة والعشرين...105

دعاء الإمام الصادق(عليه السلام)في العشر الأواخر...106

دعاء الليلة الواحدة والعشرين ...108

ص: 134

زيارة أمير المؤمنين(عليه السلام)...109

3 - أعمال الليلة الثالثة والعشرين ...113

زيارة صاحب الزمان(عجل الله تعالی فرجه) (آل ياسين) ...120

دعاء «يا باطناً» ....122

صلاة الليل ...122

دعاء بعد صلاة الوتر ...126

دعاء الحزين ...127

حديث الكساء الشريف ...129

ص: 135

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.