ديوان أهل البيت عليهم السلام

هوية الكتاب

ديوان أهل البيت علیهم السلام

الخطيب الشيخ علي حيدر المؤيد

للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع دار العلوم

حقوق الطبع محفوظة

الطبعة الأولى

1422 ه- - 2002 م

ص: 1

اشارة

حقوق الطبع محفوظة

الطبعة الأولى

1422 ه- - 2002 م

دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع

المكتبة: حارة حريك - بئر العبد - شارع السيد عباس الموسوي - الهاتف: 01/545182 - 03/473919 - ص.ب: 13/6080 المستودع: حارة حريك - بئر العبد - مقابل البنك اللبناني الفرنسي - تلفاكس: 01/541650

البريد الإلكتروني:

d-sloloum @ayna.com

ص: 2

ديوان أهل البيت علیهم السلام

الخطيب الشيخ علي حيدر المؤيد

للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع دار العلوم

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 4

المقدمة

الشعر ديوان العرب، كما يقولون. وما من أمة نهضت إلاّ وكان الشعر رائد نهضتها وما من دولة قامت إلاّ وكان الشعر ركنها الركين لأنّ الشعر خلاصة وجدان الأمة ولسانها الناطق فإذا انهزم الشعر انهزمت الأمة واحتضر الشعب. وما ورد من ذم الإسلام للشعر والشعراء وجعلهم في عِداد مَن يقولون ما لا يفعلون ونعتهم بنعوت شديدة عندما وصفهم القرآن الكريم: «وَالشُّعَرَاء يَنْبِعُهُمُ الغَاوُونَ * الَم تَرَ أَنَّهُم فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ»(1) لا يعني كلّ الشعراء ولا مطلق الشعر بل عنى شعراً خاصاً ذلك الذي يتخذ الكلمات والقوافي وسيلة لخدمة الباطل أو يجعلها أداة طيعة بيد الظالمين. أمّا الشّعر الذي ينبع عن مشاعر إنسانيّة صافية وأحاسيس وجدانية صادقة ويقف صامداً في وجه الظلم والظالمين أو يكشف سوءاتهم فإنّه شعر ممدوح لا مذموم.. ولعله الذي استثناء القرآن الكريم في الآية الشريفة بقوله «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات»(2).

وباختصار يمكن أن نلخّص رسالة الشّعر في أبعاد ثلاثة:

1 - ترويج الدين ونشر فضائله.

2 - كشف الباطل وفضح أساليبه.

3 - الدفاع عن المظلومين ونصرة حقوقهم.

ص: 5


1- سورة الشعراء، الآية: 224 - 226
2- سورة الشعراء، الآية: 227

وفي غير هذه وأشباهها من أغراض سامية فإنّ الشاعر لا يعدو عن كونه جنديّاً من جنود إبليس وأتباعه لا يعدون عن كونهم من الغاوين والشعر الذي يتفوّه به المرء عبر ومضات عقله والذي يرصّه بيتاً بيتاً بدوافع زكيّة وأهداف عليّة وبأفكار بنّاءة لا بشهوانيّة وكذب وافتراء، هو الشّعر المستثنى من اللّعنة، بل إنّه الأدب الرسالي الذي يخدم الإنسان وقضايا الإنسان ومن هنا اشتهر القول [إن من الشعر لحكمة] ويقول رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کما عن كتاب الأمالي للصّدوق: «إنّ من الشّعر لحكماً»(1). وكم من الشّعراء الذين نالوا دعاء المعصومين علیهم السلام لأنّهم وقفوا يدافعون عن الحقّ المضيّع وينصرون المظلومين ويفضحون الظّالمين.

وقد وصفوا علیهم السلام بعض أنصارهم من الشعراء بقولهم: «ما زلت مؤيّداً بروح القدس ما دمت في نصرتنا»، وجدير بالذكر هنا أن نقول: إنّ أهل البيت علیهم السلام ما كانوا شعراء إلاّ أنهم استخدموا الشعر وسيلة لخدمة أهدافهم الإلهيّة ورسالتهم الرّبانيّة وسخّروا الشّعراء لكشف زيف الباطل وفضح البلاط وشعرائه الذين يخدعون الناس بمدح السّلطان والتسبيح بحمده ورفع مستوى الوعي عند النّاس والتأثر للقضايا المهضومة في الأمة وكم من الشعراء الموالين لأهل البيت علیهم السلام ممّن حملوا أعواد مشانقهم على أكتافهم وكم منهم من قتل بالسّيف أو بالسّم وكم منهم من عاش طريداً ومات وحيداً لماذا؟ لأنّ الشّعر لسان ناطق إلاّ أنّه أحدُّ من مائة ألف سيف على الظلم والظالم وأشدّ تأثيراً عليهم من جيوش جرّارة في المنازلات ففي الحروب كان الشّعر يقاتل كما يقاتل الفرسان والرّجّالة. ولا زال اليوم وغداً...

وفي الإسلام فقد كان للشّعراء المناصرين منزلة ومكانة عند المسلمين وعند النبي محمد صلی الله علیه وآله وسلم... فعندما سمع كعب بن زهير أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله أهدر دمه لأنّه عاب المسلمين ونال منهم، لم يملك وسيلةً تشفع له وتدفع الرسول صلی الله علیه وآله وسلم للعفو عنه سوى الشعر، فكتب قصيدته المشهورة:

ص: 6


1- أمالي الصدوق، ص 495، ح 6، باب 90

بانَت سُعادُ فَقلبي اليومَ مَتبُولُ ٭٭٭ مُتَيَّمٌ إثرَهَا لَم يُفدَ مَكَبُولُ

إلى أن يقول فيها:

أنبئتُ أنّ رسول اللَّهِ أوعدني ٭٭٭ والعفوُ عند رسول اللهِ مأمولُ

وبعث بالقصيدة إلى الرسول الأكرم صلی الله علیه وآله وسلم، فريح دمه وربح بردة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم التي كانت نجاةً له في الدنيا والآخرة، فسميت القصيدة بنهج البردة.

ولمّا دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة مهاجراً ما وجد المسلمون وسيلة للتعبير عن مشاعرهم الجيّاشة وإيمانهم القويم بالإسلام ومبعوثه الكريم إلاّ الشّعر فاستقبلوه صلی الله علیه وآله وسلم بهذه الأبيات:

طَلَعَ البَدرُ عَلَينا ٭٭٭ مِن ثَنِيَّاتِ الوَدَاع

وَجَبَ الشُّكُرُ عَلَيْنَا ٭٭٭ مَا دَعَىٰ لِلَّهِ دَاع

أَيُّها المَبْعُوثُ فينا ٭٭٭ جِئتَ بالأمرِ المُطاع

جِئتَ شَرَّفتَ المدينة ٭٭٭ مَرْحَباً يَا خَير دَاع

وكانت هذه الأبيات التعبير الجماهيري الصادق عن نصرة الإسلام الذي كوّن دولة ونظاماً إلهياً عادلاً شمل مناطق الجزيرة.

هذا وقد كان رسول الإسلام صلی الله علیه وآله وسلم ينبّه الشّعراء إلى أخطائهم وإلى ما يصقل شِعرهم، وكان يعطي أهدافاً عالية لهذا الفن بإبعاده عن مواطن اللّهو والعبثيّة.

فقد قال صلی الله علیه وآله لكعب بن مالك في قصيدةِ له يردُّ فيها على هُبيرة يوم أُحُد قائلاً:

مُجالدُنا عَن جَذمِنَا كُلَّ فَحْمَةٍ ٭٭٭ مذريةً فِيها القوانِسُ تَلمَعُ

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيصلحُ أن تقول: مُجالدنا عن ديننا؟ فقال كعب: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فأيُّ حسنٌ؟ فقال كعب:

مُجالدُنا عن دِينِنا كُلَّ فخمةٍ ٭٭٭ مذريةً فيها القوانِسُ تَلمَعُ

ص: 7

هكذا أراد الرسول صلی الله علیه وآله وسلم أن يبيّن الهدفيّة من الشعر، بأن يكون في خدمة الدين، والجهاد من أجل الدين وليس من أجل الجذم وهو (الأصل القومي أو القبيلي)، فبالإسلام ولّى عصر العصبيّات الجاهليّة وأضحت المبادىء والقيم هي المعايير الأهم في حياة الناس.

وكان الرسول الأكرم صلی الله علیه وآله وسلم يستشهد بمضامين بعض الأبيات الشعريّة لأداء بعض الأغراض الاجتماعية، ففي يوم الأحزاب عندما شعر بالتعب لأداء بعض عند المسلمين أخذ الرسول صلی الله علیه وآله وسلم - كما يقول البراء بن عازب - ينقل التراب، وقد واریٰ التراب بياض بطنِه، وأخذ يردّد مضامين(1) هذه الأبيات التالية:

واللَّهِ لَولاَ اللهُ ما اهتدَينا ٭٭٭ وَلا تَصَدَّقنَا وَلاَ صَلَّينَا

فأَنزِلنْ سَكينةً عَلَيْنَا ٭٭٭ وثبِّت الأقدَامَ إن لاقَينا

إنّ الأُلى قد بَغوا علينا ٭٭٭ إذا أرادُوا فِتنَةً أَبَينَا

وهكذا كان دأب الأئمة من أهل البيت علیهم السلام: «نحن أمراء البلاغة وفينا تنشبت عروقها». إلاّ أنّهم ما اتخذوا الشعر غاية وهدفاً بل تعاملوا بنهجين أحدهما يكمّل الآخر:

الأول: قاموا بتهذيب الشعر عبر الارتقاء بالشاعر وتهذيب أفكاره وسلوكه.

الثاني: جعلوه في خدمة القضايا الكبرى التي تصب في بناء دنيا الناس ودينهم. وكانوا هم علیه السلام یستشهدون بالشعر عند الضّرورة، عندما يجدون أنّ النّصيحة أوقع في القلب عندما تأتي نظماً، فالشعر عندهم أداة من أدوات التربية والتبليغ والتذكير بالله سبحانه.

وكان القاسم المشترك بين كلامهم وما يستشهدون به من الشعر هو تحريك عقول وعواطف الناس وإيقاظ ضمائرهم، لمغرس قيم السماء

ص: 8


1- لا يخفى عليك أن نقل مضمون الشعر ليس شعراً لأن الشعر يحكمه الوزن أيضاً مضافاً إلى القافية فإذا اختل الوزن يخرج الكلام عن الشعر على بيان ستعرفه إن شاء الله تعالى عن قريب

والأخلاق النّبيلة في نفوسهم، وإثارة صحوة الروح فيهم. ففي اللحظات التي يهجم على الإنسان الضعف في موت عززٍ عليه، ترى الإمام أمير المؤمنين علیهم السلام يحوّل تلك اللحظة الموسومة بالضّعف في العُرف البشري إلى لحظة انتصار العقل على العاطفة وانتصار الحكمة والموعظة المقرونة بالآهات والحسرات حيث ينعى صدّيقته البكرى علیهم السلام التي كانت له كل شيء، أخذ بهذه الأبيات:

ألاَ هَلْ إلى طُولِ الحياةِ سَبِيلُ ٭٭٭ وإني وَهَذَا المَوْتِ لَيْسَ يَحُولُ

وإنّي وإنْ أَصْبَحْتُ بِالموتِ مُوقناً ٭٭٭ فَلِي أملٌ مِنْ دُونِ ذَاكَ طَوِيلُ

وَلِلدَّهْرِ أَلْوَانٌ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي ٭٭٭ وإِنَّ نُفُوساً بَيْنَهُنَّ تَسِيلُ

وتنزلُ حق لا معرَّجَ دونَهُ ٭٭٭ لِكلِّ امرىءٍ مِنْهَا إِليهِ سَبِيلُ

قطعت بأيَّام التعززِ ذكره ٭٭٭ وكلُّ عزيزٍ ما هُناكَ ذليلُ

أرَى عللَ الدُّنيا عليّ كثيرةٌ ٭٭٭ وصاحِبُها حتى المَمَاتِ عَلِيلُ

لِكُلِّ اجتماعٍ من خليلين فُرْقةً ٭٭٭ وكلِّ الذي دُونَ الفِرَاقِ قَلِيلُ

وإِنَّ افتقاديَ فاطِماً بَعْدَ أَحْمَدٍ ٭٭٭ دَلِيلٌ على أَنْ لا يدُومَ خَلِيلُ

... إلى آخر الأبيات.

نلاحظ في هذه الأبيات نبرات العقل كيف امتزجت مع نبضات القلب، وكيف تحوّلت اللحظة المحزنة في حياة أمير المؤمنين علیه السلام لحظةٌ للوعظ والإرشاد والتذكير بالموت أيضاً.

وورد أن المأمون قال للإمام الرضا علیه السلام: هل رويتَ من الشعر شيئاً؟ فقال علیه السلام: قد رويتُ منه الكثير؛ فقال: أنشدني أحسن ما رويته في الحلم، فقال علیه السلام:

إذَا كَانَ دُونِي مَنْ بُلِيتُ بِجَهْلِهِ ٭٭٭ أَبَيْتُ لِنَفْسِي أَنْ تُقَابِلَ بِالجَهْلِ

ثم قال المأمون: أنشدني أحسن ما رويت في السكوت عن الجاهل وترك عتاب الصديق، فقال علیه السلام:

ص: 9

إنِّي ليَهْجُرُنِي الصديقُ تَجَنُّباً ٭٭٭ فأُرِيهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسْبَابَا

فكان الشعر حاضراً عند الإمام الرضا علیه السلام يستشهد به على البداهة للانتصار على الظالم.

ولما تطاول أحد خلفاء بني العباس على الإمام الهادي علیه السلام، والخليفة هو المتوكّل، جُلِبَ إليه الإمام وقدَّم له كأس الخمر التي كانت في يده، فقال الإمام:

والله ما يخامر لحمي ودمي قطّ فأعفني فأعفاه، فأصرّ عليه أن ينشده شعراً، فقال الإمام علیه السلام: إنّي قليل الرواية للشعر، فقال: لا بدّ، فأنشده علیه السلام:

بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الأَجبَالِ تَحْرُسُهُم ٭٭٭ غُلْبُ الرِّجالِ فَلَمْ تَنْفَعُهُمُ القُلَلُ

وَاسْتُنْزَلُوا بعدَ عِزّ من معاقلهم ٭٭٭ وأسكِنُوا حُفراً يا بِئْسَ ما نَزَلُوا

نَادَاهُم صَارخُ من بعدِ دفنِهمُ ٭٭٭ أيْنَ الأساوِرُ والتيجانُ والحُللُ

أين الوجوهُ التي كانَتْ منعمةً ٭٭٭ من دُونِها تضربُ الأستارُ والكُللُ

فأفصحَ القبرُ عنهمُ حينَ ساءَلَهُمْ ٭٭٭ تلكَ الوجوهُ عليها الدودُ تقْتَتِلُ

قد طالَما أكلُوا دهراً وقد شربُوا ٭٭٭ وأصبحوا اليومَ بعدَ الأكلِ قد أُكِلُوا

وهنا نرى أنّ الإمام قد سخّر الشّعر لتذكير السلطان في نشوة الحكم بفناء اللّذة وما يترتّب عليها من شقاء وعذاب.

قال المسعودي في مروج الذهب، فبكى المتوكل حتى بلّت لحيته دموعُ عينيه، وبكى الحاضرون، ولا ننسى الدّور الهام الذي قام به شعر المظلومية والندبة والرثاء في سبيل تثبيت الدّين وتقوية المسلمين وخصوصاً الشعر الحسيني الذي شجّعه الأئمة علیهم السلام تشجيعاً كبيراً والذي كان ولا زال الرائد الثر الذي يرفد الأمة بالمزيد من الوعي والبصيرة بل والمزيد من التعبئة والتوجيه في ميادين الصراع المختلفة. كما سترى من خلال الديوان.

المنهج في البحث

لقد اعتمدنا في جمع الديوان أكثر من مئة وخمسين مصدراً من

ص: 10

مصنّفات مختلف الفرق الإسلاميّة، وأدرجنا هذه المصادر والمراجع في نهاية الكتاب - علماً أنّ النذر القليل من هذه المصادر لم نعثر على اسم مؤلفه.

ولدفع التداخل في المتون أفردنا لكل إمام معصوم عليه آلاف التحية والسلام ملفاً خاصاً، ذكرنا في بداية الملف نبذة مختصرة من حياة المعصوم، والخطوات التي اتبعناها في تنظيم المادة الشعريّة هي:

أولاً: جمع القصائد والأبيات الشعريّة المذكورة في المصادر، ولا يخفى أنّ بعض هذه الأشعار غير مقطوعة الصدور عن المعصوم بل هناك خلاف علمي في أنّ الأئمة علیهم السلام هل كانوا ينشئون الشعر أم كانوا يستشهدون به وحيث أنّا لسنا بصدد تفصيل المسألة وتعيين المختار في القول فيها كما سترى عن قريب.

بالنسبة إليهم علیهم السلام بلا تعيين أنهم من إنشائهم أم لا..

ثانياً: ذكرنا القصائد المتضمّنة نصوصاً مختلفة، وقد أشرنا إلى التي فيها اختلاف كبير في نهاية الحاشية.

ثالثاً: لم نكرّر الأبيات الشعريّة إلاّ عند اختلاف السّند.

رابعاً: أخذنا بالقصيدة حسب أقدميّة المصدر.

خامساً: وضعنا لكل قصيدة عنواناً خاصاً استوحيناه من القصيدة نفسها، ثم أدرجنا في نهاية الكتاب فهرساً موضوعيّاً لهذه القصائد.

سادساً: قمنا بترتيب القصائد على أساس القافية ليسهل التعرّف إليها.

سابعاً: إذا كان البيت الشعري أو القصيدة الشعرية مذكورة عن المعصوم عن أبيه في سلسلة السّند، قمنا بنسبته أو نسبتها إلى المعصوم الأخير.

ثامناً: أنّ العمل الذي قمنا به غير كامل من جميع الجهات إلاّ أنّنا بذلنا غاية الوسع في جعله متكاملاً عسى الله سبحانه أن يتقبله منا كاملاً

ص: 11

وأن يذخره لنا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ومنه سبحانه أسأل العفو والغفران ومنهم علیهم السلام ألتمس الرضا والقبول وآخر دعوانا أن الحمد الله ربّ العالمين والصّلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمد وعلى آله الطيّبين الطّاهرين.

الكويت 1395 ه- - 1975 م

الشيخ علي حيدر المؤيد

ص: 12

النبي محمد صلی الله علیه وآله وسلم

نسبه صلی الله علیه وآله وسلم: محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب (شيبة الحمد)، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب بن مُرّة، بن كعب، بن لؤي، ابن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان، بن أدد، بن اليسع، بن سلامان، بن نبت، بن حمل، بن قيذار، بن إسماعيل الذبيح، بن إبراهيم الخليل ععلیه السلام... إلى آدم علیه السلام.

ولادته صلی الله علیه وآله وسلم: ولد صلی الله علیه وآله وسلم يوم الجمعة، وفي رواية أخرى يوم الإثنين عند طلوع الشمس، أو عند بزوغ الفجر، أو عند الزوال، في يوم السابع عشر من ربیع الأول عام 570 م المسمى بعام الفيل، في زمن كسرى أنو شروان ملك الفرس وكانت ولادته صلی الله علیه وآله وسلم في مكة المكرمة، وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف، حملت بالنبي صلی الله علیه وآله وسلم في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى في أيام التشريق(1) وأرضعته حليمة السعدية في منازل قومها في البادية، وتوفي أبوه وأمه حامل به، فلم يره صلی الله علیه وآله وسلم، وقد تكفل بتربيته وتنشئته جده عبد المطلب (شيبة الحمد) إلى حين وفاته حيث كفله عمه أبو طالب (عبد مناف).

كناه صلی الله علیه وآله وسلم: كان صلی الله علیه وآله وسلم يكنى بعدة كنى هي: أبو القاسم، أبو الطاهر، أبو

ص: 13


1- وهي الحادي عشر والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، سميت بذلك، لأنهم كانوا يشرقون لحوم الأضاحي فيها، أي ينشرونها في الشمس فتكون مشرقة عليها

الطيب، أبو المساكين، أبو الدرتين، أبو الريحانتين، أبو السبطين، أبو الأرامل، وكنّاه جبرائيل علیه السلام بأبي إبراهيم لما ولد إبراهيم.

ألقابه صلی الله علیه وآله وسلم: أما ألقابه صلی الله علیه وآله وسلم فكانت: حبيب الله، صفي الله، نعمة الله، عبد الله، خيرة الله، خلق الله، سيد المرسلين، إمام المتقين، خاتم النبيين، رسول الحمّادين، رحمة العالمين، قائد الغر المحجلين، خير البرية، نبي الرحمة، صاحب الملحمة، محلل الطيبات، محرم الخبائث، مفتاح الجنة، دعوة إبراهيم، بشرى عيسى، خليفة الله في الأرض، زين القيامة نورها وتاجها، صاحب اللواء يوم القيامة، واضع الإصر والأغلال، أفصح العرب، سيد ولد آدم، ابن العواتك، ابن الفواطم، ابن الذبيحين، ابن بطحاء مكة، العبد المؤيّد، الرسول المسدّد، النبي المهذب، الصفي المقرب، الحبيب المنتجب، الأمين المنتخب، صاحب الحوض والكوثر، والتاج والمغفر، والخطبة والمنبر، والركن والمشعر، والوجه الأنور، والخد الأحمر، والجبين الأزهر، والدين الأظهر، والحسب الأطهر، والنسب الأشهر، محمد خير البشر، المختار للرسالة، الموضح للدلالة، المصطفى للوحي والنبوة المرتضى للعلم والفتوة والمعجزات والأدلة، نور في الحرمين، شمس بين القمرين، شفيع من في الدارين، نوره أشهر، وقلبه أظهر، وشرائعه أظهر، وبرهانه أزهر، وبيانه أبهر، وأمته أكثر. صاحب الفضل والعطاء، والجود والسخاء، والتذكرة والسخاء، والخشوع والدعاء، والإنابة ،والصفاء، والخوف والرجاء، والنور والضياء، والحوض واللواء، والقضيب والرداء، والناقة العضباء، والبغلة الشهباء، قائد الخلق يوم الجزاء، سراج الأصفياء، تاج الأولياء، إمام الأتقياء، خاتم الأنبياء، صاحب المنشور والكتاب، والفرقان والخطاب، والحق والصواب، والدعوة والجواب، وقائد الخلق يوم الحساب، صاحب الفناء الرحيب، والرأي المصيب، المشفق على البعيد والقريب، محمد الحبيب، صاحب القبلة اليمانية، والملة الحنيفية، والشريعة المرضية، والأمة المهدية، والعترة الحسينية، صاحب الدين والإسلام، والبيت الحرام، والركن والمقام، والصلاة والصيام، والشريعة والأحكام، والحل والحرام، صاحب

ص: 14

الحجة والبرهان، والحكمة والفرقان، والحق والبيان، والفضل والإحسان، والكرم والإمتنان، والمحبة والعرفان، صاحب الخلق الجليّ، والنور المضيّ، والكتاب البهي، والدين الرضي، الرسول النبي الأُمي، صاحب الخلق العظيم، والدين القويم، والصراط المستقيم، والذكر الحكيم، والركن والحطيم، صاحب الدين والطاعة، والفصاحة والبراعة، والكر والشجاعة، والتوكل والقناعة، والحوض والشفاعة، صاحب الدين الظاهر، والحق الزاهر، والزمان الباهر، واللسان الذاكر، والبدن الصابر، والقلب الشاكر، والأصل الطاهر، والآباء الأخاير، والأمهات الطواهر، صاحب الضياء والنور، والبركة والحبور، واليمن والسرور، واللسان الذكور، والبدن الصبور، والقلب الشكور، والبيت المعمور.

صفاته صلی الله علیه وآله وسلم: كان صلی الله علیه وآله وسلم أبيضاً، مشرباً بحمرة، ضخم الرأس، أزج الحاجبين، عظيم العينين، أدعج(1)، أهدب(2)، شئن(3) الكفين والقدمين، ليس بالجعد القطط(4) ولا السبط(5)، ذا وفرة إلى شحمة أذنيه، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير المتطامن، عرفه أطيب من المسك الأذفر، لا يضحك إلا تبسماً، في عنفقته(6) شعرات بيض لا تكاد تبين، إذا مشى تَكَفَّأَ(7) كأنما ينحط من صبب، ويمشي في صعد، كأنّما ينقلع من صخر، إذا التفت التفت جميعاً، وكان صلی الله علیه وآله وسلم كث اللحية سهل الخدين ضليع(8) الفم، أشنب مفلج الأسنان، دقيق المسربة(9) كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، بادناً متماسكاً، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم

ص: 15


1- أدعج: أسود العينين واسعها
2- أهدب: كثير أشفار العين
3- ششن: غلیظ
4- الجعد القطط: القصير
5- السبط: المسترسل غير الجعد
6- العنفقة: شعيرات بين الشفة السفلة والذقن
7- تكفَّأ: تبختر، أي كأنه يمشي متثبتاً أو ينكسر في مشيته لقلة الاستعجال ولا خيلاء فيها
8- ضليع: كبير
9- المسربة: الشعر المستدق الممتد من اللبة إلى السرّة

الكراديس(1)، أنور المتجرد، موصول ما بين السرة واللبة(2) بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سائل الأطراف، سبط القصب(3)، خمصان الأخمصين(4)، مسیح القدمين، ينبو عنهما الماء، ذريع المشية، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام.

زواجه وزوجاته صلی الله علیه وآله وسلم: تزوج صلی الله علیه وآله وسلم بعد وفاة خديجة بنت خويلد من سودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وزينب بنت خزيمة بن الحارث، وزينب بنت جحش، وأُم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت عميس، وجورية بنت الحارث، وصفية بنت حيي بن أخطب، ومارية، وريحانة.

أولاده صلی الله علیه وآله وسلم: تزوج صلی الله علیه وآله وسلم من خديجة بنت خويلد(5) أم المؤمنين وأنجب منها صلی الله علیه وآله وسلم أولاده: القاسم، وعبد الله الملقّب بالطاهر أو الطيّب وإبراهيم، وزينب، ورقية، وأُم كلثوم، وفاطمة الزهراء علیها السلام.

نزول الوحي: نزل الوحي على رسولنا الأكرم صلی الله علیه وآله وسلم عندما بلغ سن الأربعين حسب المصادر الصحيحة المتواترة، في غار حراء في جبل ثور، وذلك في يوم الإثنين السابع والعشرين من شهر رجب المرجب، فصدع صلی الله علیه وآله وسلم بتبليغ رسالة السماء. فكان أول من أسلم من الذكور علي بن أبي طالب علیه السلام ومن النساء خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها.

الإسراء والمعراج: اختلفت الروايات في تاريخ الإسراء والمعراج،

ص: 16


1- الكراديس: مفردها الكردوس، وهو كل عظم تام ضخم أو رأس العظم ذي المخ، أو كل عظمين التقيا في مفصل
2- اللّبة: موضع القلادة في العنق
3- سبط القصب: العظام الجوف غير معقدة
4- أي أن أخمص رجله شديد الارتفاع عن الأرض
5- خديجة بنت خويلد بن أسد، بن عبد العزى، بن قصي، بن كلاب، بن مُرّة، بن كعب، ابن لؤي، بن غالب، بن فهر

فقيل إنه بعد البعثة بنحو عشرين سنة وقيل قبل خروجه إلى المدينة بسنة واحدة، وقيل بستة عشر شهراً قبل الهجرة في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول أو ليلة السابع والعشرين من رجب.

الهجرة: لما ضاقت الدنيا في عين الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وازداد أذى قريش له، قرر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الهجرة إلى الطائف، وكانت هجرته صلی الله علیه وآله وسلم يوم الاثنين، وقضی خلال مسیرة ثلاثة أیام في الغار وقيل ستة أيام تخفياً من ملاحقة عتاة قريش له، وبات علي علیه السلام ليلة هجرة الرسول صلی الله علیه وآله وسلم في فراش الرسول بعد أن أجمع القبائل في ذلك الحين على اغتيال الرسول صلی الله علیه وآله وسلم.

غزواته صلی الله علیه وآله وسلم: ذكر أهل السير والمفسرون أن جميع ما غزا النبي صلی الله علیه وآله وسلم بنفسه ست وعشرون غزوة، وسراياه التي بعثها ولم يخرج فيها كانت ستاً وثلاثين سرية، وقاد صلی الله علیه وآله وسلم تسع غزوات من غزواته هي: بدر، أحد، الخندق، بنو قريظة، المصطلق، خيبر، الفتح، حنين، الطائف، وأول سرية بعث بها هي عندما بعث الحمزة بن عبد المطلب(1) هي في ثلاثين راكباً، فبلغوا سيف البحر من أرض جهينة، فلقوا أبا جهل بن هشام في مئة وثلاثين راكباً من المشركين، وفي رواية ثلاثمئة راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، فرجع الفريقان ولم يكن قتال، ثم غزا صلی الله علیه وآله وسلم أول غزوة في صفر على رأس اثني عشر شهراً من مقدمه المدينة حتى بلغ الأبواء يريد قريشاً وبني خمرة، ثم رجع ولم يلق كيدا، وعلى ماء يقال له (أحيا) كانت بينه وبين المشركين رماية، ثم كانت غزوة بواط يريد قريشاً، ولكنه لم يلق كيدا، ثم كانت غزوة العشيرة يريد قريشاً، ثم بدر الأولى، ثم بدر الكبرى. ومن غزواته صلی الله علیه وآله وسلم: السويف، ذي مُرّة، أحد، نجران، بنو سليم، الأسد، بنو النضير، ذات الرقاع، بدر الآخرة، دومة الجندل، الخندق، بنو قريظة، بنو الحيّان، بنو قرد، بنو المصطلق، الحديبية، خيبر، الفتح، حنين، الطائف، تبوك، بنو قينقاع.

حجة الوداع: قدم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في السنة العاشرة للهجرة لأداء

ص: 17


1- في سيرة ابن هشام أن أول راية عقدها رسول الله، هي راية عبيدة بن الحارث

فريضة الحج، وكان المسلمون يسمونها حجة الإسلام، وسميت حجة الوداع، لأنه صلی الله علیه وآله وسلم لم يحج بعدها أبداً، كذلك سميت حجة البلاغ، لأنه صلی الله علیه وآله وسلم بلغ فيها أحكام الإسلام، وكان صلی الله علیه وآله وسلم قد اعتمر ثلاث عُمر، أولها عمرة الحديبية، نحر بالحديبية وحلق في ذي القعدة السنة السادسة للهجرة، ثم عمرة القضية - القضاء - في السنة السابعة للهجرة في ذي القعدة، وأهدى ستين بدنة، ونحر عند المروة وحلق واعتمر عمرة الجعرانة في ذي القعدة سنة ثمان للهجرة، واختلف المؤرخون في عدد حجاته صلی الله علیه وآله وسلم فقيل ثلاث حجات، وقيل: حجتان، وقيل: لا يعلم عددها.

خطبة الوداع: بعد أن أتم صلی الله علیه وآله وسلم حجه قفل راجعاً نحو المدينة يحيط به مائة ألف أو أكثر من المسلمين أتوا من كل حدب وصوب، وما أن وصل صلی الله علیه وآله وسلم إلى مكان قريب من الجحفة يقال له غدير خم، وقبل افتراق الناس، نزل الوحي عليه بالآية المباركة «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس»(1).

فنزل صلی الله علیه وآله وسلم في ذلك المكان، وكان يوماً قائظاً شديد الحر، ودعا أمير المؤمنين علياً علیه السلام فرقى معه حتى قام عن يمينه، ثم خطب في الناس خطبته المشهورة، التي نصَّب فيها علياً علیه السلام خليفة ووصياً له من بعده على الأمة، وقد قال فيها بعد أن وعظ القوم ونعى نفسه: «إني قد دعيت، ويوشك أن أُجیب، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم، وإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي»، ثم قال: «الست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: «بلى»، فقال لهم بعد أن أخذ بضبعي أمير المؤمنين علیه السلام فرفعهما حتى بان بيان ابطيهما: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

كُتَّابه: كان علي علیه السلام يكتب أكثر الوحي، ويكتب غير الوحي. ومن كتاب الوحي أيضاً: أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، أما زيد وعبد الله بن

ص: 18


1- سورة المائدة، الآية: 67

الأرقم فكانا يكتبان للملوك، علاء بن عقبة وعبد الله بن أرقم يكتبان القبالات، الزبير بن العوّام وجهم بن الصلت يكتبان الصدقات. وحذيفة يكتب صدقات التمر. عثمان وخالد وأبان وابنا سعيد بن العاص، والمغيرة ابن شعبة، والحصين بن نمير، والعلاء بن الحضرمي، وشرحبيل بن حسنة الطانحي، وحنظلة بن ربيع الأسدي، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، أيضاً كتبوا للرسول صلی الله علیه وآله وسلم.

حاجبه: أنس بن مالك.

خدامه من الأحرار: أنس، وهند، وأسماء ابنتا خارجة الأسلمية، وأبو الحمراء، وأبو الخلف.

شعراؤه: كعب بن مالك، كعب بن زهير، حسان بن ثابت، قيس بن صرمة من بني النجار، عبد الله بن رواحة، النابغة الجعدي، ابن الزبعرى، بحير بن أبي سلمى، عبد الله بن حرب الأسهمي، أبو دهبل الجمعي، کعب بن نمط، مالك بن عوف، قيس بن بحر الأشجعي، أمية بن الصلت، العباس بن مرداس، طفيل الغنوي.

سيوفه: ذو الفقار، الرسوب، العضب، المنخذم.

رماحه: المستوفي، إضافة إلى رماحٍ ثلاثة أصابها من بني قينقاع.

دروعه: درعان أصابهما من بني قينقاع وهما السعدية، وذات الوشاح، ذات الفضول، الفضة، ويقال: كانت عنده درع النبي داود علیه السلام.

رايته: العقاب، ولواؤه أبيض.

نقش خاتمه: محمد رسول الله.

وفاته: توفي صلی الله علیه وآله وسلم في يوم الإثنين، الثامن والعشرون من شهر صفر الأحزان، سنة 11 ه-، وقد قام بتغسيله وتكفينه أمير المؤمنين علي علیه السلام والفضل، وعاونهما جبرائيل علیه السلام ودفن في المدينة المنورة.

وهنا ملاحظة هامّة ينبغي التنبيه عليها.. وهي أنَّ القرآن الكريم نصّ على أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ليس بشاعر وإنّ ما يقوله ليس بشعر بل هو وحي

ص: 19

نازل من الله سبحانه حيث يقول سبحانه: «وَمَا عَلَّمَنَاهُ الشِّعرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إن هُوَ إِلا ذِكرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ»(1) وفي آية أخرى يصف كلام رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بأنّه ليس شعراً ولا كلام شاعر حيث يقول سبحانه: «وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ»(2) وذلك للتأكيد على أنّ ما يأتي به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم هو وحي صرف نازل من عالم القدرة والعقل والحكمة لا يشوبه شعور أو مبالغات أو هوى أو كذب: «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِن هُوَ إِلا وَحي يُوحَى»(3) والسؤال هنا هو لماذا لا ينبغي الشعر لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم؟ والجواب للتباين الكبير بين الشعر والوحي في المصدر وفي الأغراض.. فإنّ الشعر في الغالب يتصف بصفات يمتنع أن يتصف بها الوحي:

منها: إنّ الشعر - في الغالب - ينشأ من وازع الخيال والوهم حتى اشتهر عندهم أنّ «أعذب الشعر أكذبه» ومن الواضح أنّ هذا يتنافى مع الوحي الذي يكشف عن الحقائق الكونية ويهدف إلى هداية البشر بلسان صادق وأمين.

ومنها: إنّ الشعر يفيض من الأحاسيس والعواطف الإنسانية، والعواطف البشريّة متغيرة لا ثابتة ولا تحكمها ضوابط أو حدود وهذا يتنافى مع حقيقة الوحي الإلهي الذي هو مرآة الحقائق الكونيّة ومنبع القيم الثابتة.

وبالتالي فإنّ الشعر مجموعة الأشواق والأحاسيس المحلّقة شاعرها وروحه المشوبة بالنواقص والخيالات والشهوات بينما الوحي حقائق الغيب المجرّد من كل نقص أو شكّ أو شبهة نازلة من السماء إلى الأرض لتهدي البشر إلى ما فيه سعادتهم في الدّارين والفرق بين المنهجين واضح كما أن فرق النبي عن الشاعر من حيث المنطلقات والأهداف والسمو الذاتي والفكري مما لا يقبل القياس بأي شكل من الأشكال.

ص: 20


1- سورة يس، الآية 69
2- سورة الحاقّة، الآية: 41
3- سورة النجم، الآية: 3 - 4

ومن المعلوم أنّ تعليم الرسول منحصراً بالوحي المباشر أو غير المباشر فمعلّمه صلی الله علیه وآله وسلم وهاديه ومرشده ودليله ربّه وخالقه وباعثه رحمة للعالمين.. ومن كان معلّمه ربّه سبحانه لا يعلمه شعراً ولا غيره بل هو ذكر يذكّر الناس بالمبدأ المعاد.. وقرآن يعلمهم ويهديهم إلى التي هي أقوم في الدارين كما يصرح القرآن: «إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»(1) إذن ما كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم شاعراً وما كان يقول الشعر..

وقد ورد في الأخبار أنّه صلی الله علیه وآله وسلم حينما يريد الاستشهاد ببيت من الشعر فإنّه غالباً ما يتصرّف فيه بحيث يخرجه من الموازين الشعريّة..

فعن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يتمثل ببيت أخي بني قيس فيقول:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ٭٭٭ ويأتيك من لم تزود بالأخبار

فيقول أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله فيقول: إنّي لست بشاعر وما ينبغي لي(2) وأنت ترى أنّه صلی الله علیه وآله وسلم أخرج البيت من الميزان الشعري ثم استشهد به فإنّ ميزان البيت هكذا: «ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد».

ومثل هذا ورد أيضاً في أنّه صلی الله علیه وآله وسلم بدَّل قول الشاعر: «كفى الشيب والإسلام للمرء ناهياً» إلى «كفى الإسلام والشيب للمرء ناهياً»(3) ليخرجه من حالة الشعر من جهة ويعطيه هدفية أكبر ورسالة أعمق تزجه من الشعر إلى الموعظة والإرشاد.

وبهذا يظهر أنّ ما سنورده من الشعر نسبه إليه بعض المؤرخين فهو إمّا لم يكن من إنشائه بل استشهد به مع تغيير في القراءة ولو بتغيير الحركات كما يقال مثله في المنسوب إليه:

«أنا النبي لا کذِبْ ٭٭٭ أنا ابن عبد المطلبْ»

ص: 21


1- سورة الإسراء، الآية: 9
2- مجمع البيان، ج 4، ص 433
3- تعريب القرآن، ج 23، ص 29

فإن التحريك في قراءة الباء تخرجه من الشعر ومن الواضح أنه لم يثبت لنا صلی الله علیه وآله وسلم أنّه قرأه بطريقة الشعر. وإمّا أنّه من الرجز والرجز على قول جملة من أهل الأدب أنّه ليس من الشعر وإمّا لغير ذلك من التوجيهات التي تنفي عنه صلی الله علیه وآله وسلم الشعر وتنزهه من نواقصه.. فإنّه بعد أن ثبت بالنّص عدم صحة نسبة الشعر إليه كما في الآية الشريفة لا مجال إلا بحمل ما ورد في ذلك عنه على الوجوه التي لا تتنافى مع النصّ والله الهادي.

ص: 22

قافية الهمزة

جيادنا متمطرات

تَظَلُّ جِيادُنَا مُتَمَطراتِ ٭٭٭ يلطمهُنَّ بالخُمُرِ النَّساءُ(1)

ص: 23


1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 278/17 - 279 وفيه: أتى آتٍ إلى النبي صلی الله علیه وآله وسلم فقال: إنَّ الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضّلان في الملاء المزغفر، فقال: لا سبيل إليهما، قد أجرناهما. قال الواقديّ: ومكث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبّته من النهار، ثمّ دعا براحلته بعد أن اغتسل وصلى، فأدنِيت إلى باب القبة، خرج وعليه السلاح والمِغفر على رأسه، وقد صفّ له الناس، فركبها والخيل تمعج (أي تسرع) ما بين الخندمة إلى الحجون، ثم مرَّ وأبو بكر إلى جانبه على راحلة أخرى يسير ويُحادِثه، وإذا بناتُ أبي أخيحة سعيد بن العاص بالبطحاء حذاء منزل أبي أحيحة وقد نَشَرن شعورهُنَّ، فلطمن وجوه الخيل بالخمْر، فنظر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلى أبي بكر، فتبسم وأنشده قولَ حسَّان: الأبيات. فلما انتهى إلى الكعبة تقدّم على راحلته، فاستلم الركن بمحجنه، وكبّر فكبّر المسلمون لتكبيره، وعجّوا بالتكبير حتى ارتجّت مكة، وجَعل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يشير إليهم أن اسكتوا والمشركون فوق الجبال ينظرون، ثم طاف بالبيت على راحلته، ومحمد بن مسلمة آخذٌ بزمامها، وحول الكعبة ثلاثمئة وستون صنماً مرصوصة بالرَّصاص، وكان هُبَلُ أعظمها، وهو تجاه الكعبة على بابها، وإساف ونائلة حيث ينْحَرون ويذبحون الذبائح، فجعل كلما يمرّ بصنم منها يشير بقضيب في يده ويقول: «جاءَ الحقُّ وزَهقَ الباطلُ، إنَّ الباطلَ كان زَهوقاً» [الإسراء/ 81]؛ فيقع الصنم لوجهه، ثم أمرَ بهُبَل فكسر وهو واقف عليه، فقال الزبير لأبي سفيان: يا أبا سُفيان، قد كُسر هُبَل، أما إنك قد كنت منه يوم أحد في غرور حين تزعم أنه قد أنعم، فقال: دع هذا عنك يابن العوّام، فقد أرى أن لو كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان

قافية الباء

أنا النبي

أنَا النَّبيُّ لاَ كَذِبْ ٭٭٭ أَنَا ابْنُ عَبدِ المُطَلِبْ(1)

ص: 24


1- تاريخ الطبري 75/3 - 76 بهذا الإسناد: حدَثنا هارونْ بن إسحاق، قال: حدْثنا مُصعب بن المقدام، قال: حدْثنا إسرائيل، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البَرَاء، قال: كان أبو سفيان بن الحارث يقودُ بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بغلته يوم حُنين، فلمّا غَشِي النبي صلی الله علیه وآله وسلم المشركون، نزل فجعل يرتجز، ويقول: الأبيات. فما رئي من رئي من الناس من أشد منه. ورواه الشيخ الطوسي في أماليه ص 585 - 586 بهذا الإسناد: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي قدس الله روحه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمار الثقفي قال: حدثني علي بن محمد بن سليمان النوفلي سنة خمس وأربعين ومائتين قال: حدثني أبي عن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه عن المغيرة بن الحارث بن نوفل بن الحارث أنه كان قد تحدث عن يوم حنين قال: فرآه الناس جميعاً وأعزوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يبق معه إلا سبعة نفر من بني عبد المطلب العباس وابنه الفضل وعلي وأخوه عقيل وأبو سفيان وربيعة ونوفل بنو الحارث بن عبد المطلب، ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم مصلت سيفه في المجتلد، وهو على بغلته الدلدل، وهو يقول: الأبيات. قال الحارث بن نوفل: فحدثني الفضل بن العباس قال: التفت العباس يومئذ وقد اقشع الناس عن بكرة أبيهم فلم ير علياً في من ثبت فقال: شوهة بوهة أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو صاحب ما هو صاحبه - يعني المواطن المشهورة له - فقلت: نقص قولك لابن اخيك يا أبة. قال: ما ذاك يا فضل؟ قلت: أما تراه في الرعيل الأول، أما تراه في الرهج، قال: اشعره لي يا بني. قلت: ذو كذا ذو كذا ذو البردة. قال: فما ذلك البرقة؟ قلت: سیفه یزیل به بين الأقران. فقال: بر بر بر فداه عم وخال. قال: فضرب علي يومئذ أربعين مبارزاً كلهم يقده حتى أنفه وذكره. قال: وكانت ضرباته متبكرة. ورواه أيضاً أبي علي الطبرسي في أعلام الورى 232/1، والراوندي في قصص الأنبياء ص 350، وابن شهر آشوب في مناقبه 263/1 - 264 وفيهم: أنه صلی الله علیه وآله وسلم قال: «الآن حمي الوطيس» ثم قال: الأبيات. والوطيس: التنور كما في نهاية ابن الأثير عند الكلام في: حما، (447/1) وقال: هو كناية عن شدّة الأمر واضطرام الحرب. ويقال: إنّ هذه الكلمة أول من قالها: النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم لمّا اشتد البأس يومئذٍ «يوم حنين» ولم تسمع قبله وهو من أحسن الاستعارات. وقال في حرف الطاء (204/5): الوطيس شبه التَّنّور.. ولم يسمع هذا الكلام من أحد قبل النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وهو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق. ورواه أيضاً ابن قيم الجوزية في كتابه زاد المعاد 93/2، والدياربكري في تاريخ الخميس 2/ 102 - 103 قائلاً: إن العباس آخذ بركابه الأيمن وأبو سفيان بالأيسر يكفانها إرادة أن لا تسرع وهو يقول: الأبيات. وفي ص 103 من نفس الجزء يقول: وفي معالم التنزيل: وأبو سفيان يقود به بغلته فنزل واستنصر وقال: الأبيات. وهذا يدل على كمال شجاعته وتمام صولته وقوته صلی الله علیه وآله وسلم. ورواه أيضاً المجلسي في بحاره 140/9 و 205/16 و 178/21 - 14/179 عن أمالي الطوسي. ورواه أيضاً القمي في منتهى الآمال 124/1

قافية التاء

في سبيل الله

هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إصْبِعٌ دُمِيَتْ ٭٭٭ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيَتْ(1)

قافية الدال

يأتيك بالأخبار

وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تزود(2)

ص: 25


1- بحار الأنوار 140/9 و 204/16
2- جامع الأحاديث لأبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي من أعلام القرن الرابع الهجري نزيل ري ص 129. والمعنى: أي لا حاجة لك إلى الاستخبار فإنّ الخبر يأتيك لا محالة ويَنقُل إليك مَن لم تزوِّده، وهو من قول طَرفَة بن العبد شاعر جاهلي من أصحاب المعلَّقات تمثل به رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم. تمامه: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ٭٭٭ ويأتيك بالأخبار من لم تزوِّد ومثله قول أبي خراش: وقد يأتيك بالأخبار من لا ٭٭٭ تجهز بالحزاء ولا تزيد

قافية الراء

هذا أبرُّ ربَّنا

هذا الجَمَالُ لا جَمَالٌ خَيْبَرُ ٭٭٭ هذا أبَرُّ رَبَّنَا وأَظهَرُ(1)

جندب والأقطع

جُنْدَبٌ وَما جُنْدَبُ ٭٭٭ وَالأَقْطَعُ زَيْدُ الخَيْرُ(2)

ص: 26


1- المغازي للواقدي 446/2 بهذا الإسناد: حدّثني محمد بن يحيى بن سَهل، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت أنظر إلى المسلمين والشباب ينقلون التراب، والخندق بَسْطَة أو نحوها، وكان المهاجرون والأنصار ينقلون على رؤوسهم في المكاتل، وكانوا إذا رجعوا بالمكاتل جعلوا فيها الحجارة يأتون بها من جبل سَلْع. وكانوا يجمعون التراب مما يلي النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم وأصحابه، وكانوا يسطرون الحجارة ممّا يليهم كأنها حِبال التمر - وكانت الحجارة من أعظم سلاحهم يرمونهم بها. فحدّثني ابن أبي سَبْرَة، عن مَروان بن أبي سعيد، قال: كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يومنذٍ يحمل التراب في المكاتل ويطرحه، والقوم يرتجزون، ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول: الأبيات. ورواه أيضاً ابن قيم الجوزية في زاد المعاد 81/2 وفيه: هذا الحمال لا حمال خيبر...
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 240/17 - 241 بهذا الإسناد: قال أبو الفرج في أغانيه 183/4 - 184: حدّثني عمّي الحسن بن محمد قال: حدّثني الخراز، عن المدائني، عن عليّ بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رُومان، عن الزّهريّ وغيره، أنّ رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لمّا انصرف عن غزّاة بني المُضطلق نزل رجلٌ من المسلمين فساق بالقوم ورَجَز، ثم آخر قساق بهم ورَجَز، ثم بدا لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أن يواسي أصحابه، فنزل فساق بهم ورَجَز، وجعل يقول فيما يقول: الأبيات. فدنا منه أصحابه فقالوا: يا رسول الله، ما ينفعُنا سيرنا مخافة أن تنهشك دابة، أو تُصيبك نكبة، فركِبَ ودَنَوا منه وقالوا: قلتَ قولاً لا ندري ما هو؟ قال وما ذاك؟ قالوا: كنت تقول: جُندب وما جُنْدَب ٭٭٭ والأقطَع زيد الخیر فقال: رجلان يكونان في هذه الأمة يَضرِب أحدهُما ضربة يفرُق بين الحقّ والباطل، وتُقطَع يدُ الآخر في سبيل الله، ثم يُتبع اللهُ آخرَ جسده بأوله، وكان زيد هو زيدُ بنُ صُوحان، وقطعت يدُه في سبيل الله يوم جَلولاء، وقُتِل يومَ الجمل مع عليّ بن أبي طالب علیه السلام: وأمّا جندَب هذا فدخَل على الوليد بن عُقبة وعنده ساحر يقال له: أبو شَيْبان، يأخذ أعين الناس، فيُخرج مصارينَ بطنِهم ثم يَرُدّها، فجاء مِنْ خَلْفِه فضرَبَه فقتلَه، وقال: العنْ وليداً وأبا شَيْبانُ٭٭٭ وابنْ حبيش راكبَ الشّيطانْ رسولَ فرعونَ إلى هامانْ قال أبو الفرج: وقد رُوي أنَّ هذا الساحر كان يدخْل عند الوليد في جَوْف بقرة حيّة، ثم يخرُج منها؛ فرآه جُندَب فذهب إلى بيته، فاشتمل على سيف، فلمّا دخل الساحرُ في البقرة قال جندب: «أفتَأْتونَ السِّحرَ وأنتم تُبْصِرون» (الأنبياء /3)، ثم ضرب وَسَطَ البقرة فقَطَعها وقطع الساحرَ معها، فذعر الناس، فسجنَه الوليدُ، وكتب بأمرِه إلى عثمان

اغفر للأنصار

اللَّهُمَّ إِنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة ٭٭٭ فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمُهَاجِره

اللَّهُمَّ الْعَنْ عَضَلاً وَالقَارَه ٭٭٭ فَهُمْ كَلَّفُونِي أَنْقُلُ الحِجَارَه(1)

ص: 27


1- المغازي للواقدي 453/2 بهذا الإسناد: حدّثني ابن أبي سَبْرَة، عن صالح بن محمّد بن زائدة، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن بن عَوف، عن أبي واقد اللّيثيّ، قال: رأيت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يعرض الغِلْمان وهو يحفر الخَنْدق، فأجاز مَن أجاز وردّ من ردّ، وكان الغِلْمان يعملون معه، الذين لم يبلغوا ولم يُجزِهم، ولكنه لما لحم الأمر أمر مَن لم يبلغ أن يرجع إلى أهله إلى الآطام مع الذراريّ. وكان المسلمون يومئذٍ ثلاثة آلاف، فلقد كنت أرى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وإنه لَيضرب مرةً بالمعول، ومرةً يغرف بالمِسحاة التراب، ومرَّةً يحمل التراب في المِكتل. ولقد رأيته يوماً بُلغ منه، فجلس رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ثم اتّكأ على حجرٍ على شِقّه الأيسر، فذهب به النوم. فرأيت أبا بكر وعمر واقفَيْن على رأسه يُنحّيان الناس أن يمرّوا به فيُنبِّهوه، وأنا قربت منه، ففزع ووثب، فقال: ألا أفزعتموني! فأخذ الكَرْزَن يضرب به، وإنه ليقول: الأبيات. وروى البيت الأول المجلسي في بحاره 238/20، وفي المغازي 453/2 أورد البيت الأول على النحو الآتي: اللهمّ لا خَيْرَ إِلا خَيْرُ الآخِرَة ٭٭٭ فَاغْفِر لِلأنصار والمُهاجِرَه وأيضاً بحار الأنوار للعلامة المجلسي 238/20 وفيه: فبارك في الأنصار والمهاجرة. ورواه في 238/20 بهذا النص أيضاً: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ٭٭٭ فأكرم الأنصار والمهاجره وروى البيت الأول ابن قيم الجوزية في زاد المعاد 81/2 بهذا النص: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ٭٭٭ فاغفر للأنصار والمهاجره ورواه ابن كثير في سيرته أيضاً 186/3 عن الإمام أحمد بهذا الإسناد: حدّثنا سليمان، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قَرَّة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وهم يحفرون الخندقَ: «اللهم لا خيرَ إلا خيرُ الآخرة، فأصْلح الأنصارَ والمهاجره». ورواه أيضاً النويري في نهاية الأرب 169/17 عن سهل بن سعد قال: جاءنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا، فقال صلی الله علیه وآله وسلم: «لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة»

قافية السين

بني الزهراء

يَا بَنِي الزَّهْرَاءِ وَالنُّورُ الَّذِي ٭٭٭ ظَنَّ مُوسَى أَنَّها نارُ قَبَسُ

لاَ أوالِي الدَّهْرَ مَنْ عَادَاكُمُ ٭٭٭ إِنه آخرُ سَطْرٍ مِنْ عَبَسْ(1)

قافية السلام

لا محالة زائل

أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا سِوَى اللَّهِ بَاطِلٌ ٭٭٭ وَكُلُّ نَعِيمٍ لاَ مَحَالَةً زَائِلُ(2)

قافية الميم

أتيناكم

أتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ ٭٭٭ فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ(3)

ص: 28


1- ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 332 وفيه: عن شيخنا شيخ الإسلام الشريف المناوي أن شيخه الشريف الطياطبي كان بخلوته التي كانت بجامع عمرو بن العاص بمصر العتيقة فتسلط عليه شخص من أمراء الأتراك يقال له: قرقماس، وأخرجه منها فأصبح السيد يوماً فجاءه شخص وقال له: رأيتك الليلة في المنام جالساً بين يدي النبي صلی الله علیه وآله وسلم وهو ينشد لك هذين البيتين. قال: ثم أخذ النبي صلی الله علیه وآله وسلم عذبة سوط فعقدها ثلاث عقدات قال شيخنا شيخ الإسلام المناوي كان من تقدير الله أن ضرب رأس قرقماس بثلاث ضربات فكان ذلك السوط من قبيل «فصب عليهم ربك سوط عذاب» (الفجر / 13). ورواه القندوزي في ينابيعه ص 473 أيضاً
2- مصباح الشريعة ص 60 «الباب 26 في بيان الحق والباطل» وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد، حيث قال: الأبيات. ورواه المجلسي في بحار الأنوار 295/67 / 40 «باب 56 الطاعة والتقوى والورع» بهذا النص: ألا كل شيء ما خلا الله باطل ٭٭٭ وكل نعيم لا محالة زائل
3- نهاية الارب للقلقشندي 162/4 وفيه: أنكحَتْ عائشةَ رضي الله عنها ذاتَ قرابة لها رجلاً من الأنصار، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «أهديتُم الفتاةَ؟» قالوا: نعم، قال: «أرسلتم معها؟». قال أبو طلحة راوي الحديث: ذهب عني، فقالت: لا، فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: «إن الأنصار قوم فيهم غَزَلٌ فلو بعثتم معها من يقول: الأبيات». ورواه ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد 8/6 مع زيادة بيت بهذا النص: أتيناكم أتيناكم ٭٭٭ نحییکم نحییکم ولولا الحبة السمرا ٭٭٭ ء لم نحلل بوادیکم وفي بعض الأصول بدل نحييكم الأولى فحيونا

قافية النون

به هدينا

باسْمِ اللَّهِ وَبِهِ هُدِينَا ٭٭٭ وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شَقِينَا

يَا حَبَّذا ربّاً وَحَبّ دِينَا(1)

لولا الله

وَاللَّهِ(2) لَوْلاَ اللَّهُ(3) مَا اهْتَدَيْنَا ٭٭٭ وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا

فَانْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ٭٭٭ وثَبِّتِ الأقْدَامَ إِنْ لأَقَيْنَا

إنَّ الأُلَى(4) قَدْ(5) بَغَوْا عَلَيْنَا ٭٭٭ إِذَا(6) أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا(7)

ص: 29


1- السيرة النبوية لابن كثير 3/ 185 - 186 بهذا الإسناد: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصَّفار، حدثنا إسماعيل بن الفضل البَجلي، حدثنا إبراهيم بن يوسف البَلْخي، حدثنا المسيّب بن شريك، عن زياد بن أبي زياد، عن أبي عثمان، عن سلمان، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرب في الخندق وقال: الأبيات. البداية والنهاية 97/4
2- في المغازي للواقدي والسيرة النبوية لابن كثير «اللهم»، وفي نهاية الأرب للنويري والبحار للمجلسي «لا همّ»
3- في المغازي والسيرة النبوية لابن كثير ونهاية الأرب للتويري والبحار «أنت»
4- في نهاية الأرب للنويري والبحار «الأُولى»
5- في نهاية الأرب للنويري «لقد»
6- في سيرة ابن كثير «وإن»
7- المغازي للواقدي 449/2، السيرة النبوية لابن كثير 185/3 في موضعين، البداية والنهاية 96/4 في موضعين وفي الموضع الثاني البيت الأول كما في المغازي للواقدي، نهاية الأرب للنويري 169/17، بحار الأنوار للمجلسي 199/20 قالها يوم الأحزاب «الخندق» وكان يمد صوته ويرفعه عند نهايتها بكلمة أبينا أبينا. وقد وردت في الأصول بأسانيد مختلفة أثبتناها لزيادة الفائدة فقد قال الواقدي: قال أبو سَعيد الخدري: لكأني أنظر إلى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو يحفر في الخَندَق مع المسلمين، والتراب على صدره وبين عُكَنه، وإنه ليقول: اللهمّ لولا أنت ما اهْتَدَيْنا ٭٭٭ ولا تَصَدَقنا ولا صَلَّينا يُردّد ذلك. وقال ابن كثير في سيرته: قال البخاري: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البَراء بن عازِب، قال: كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أَغْمَرَ بطنَه، أو اغبر بطنُه يقول: الأبيات. وفي ذيله: ورفع بها صوته: أبَينا، أبينا. ورواه مسلم من حديث شعبة به. ورواه ابن كثير في سيرته أيضاً بهذا الإسناد: قال البخاري: حدثنا أحمد بن عثمان، حدَثنا شريح بن مَسلمة، حدثني إبراهيم بن يوسف، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، عن البراء يحدث قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، رأيته ينقل مِن تراب الخندق حتى وارى عني الترابُ جِلْدَةَ بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات عبد الله بن رَواحة وهو ينقل من التراب يقول: الأبيات. ورواه أيضاً النويري في كتابه نهاية الأرب بهذا الإسناد: عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يوم الأحزاب ينقل معنا التراب، وقد وارى التراب بياض بطنه، وهو يقول: الأبيات. ورواه المجلسي في بحاره عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب وقد وارى التراب بياض بطنه، وهو يقول: الأبيات

ص: 30

الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكان علیه السلام له ثلاثة أخوة وأختان هما: طالب، عقيل، جعفر، أم هانىء، جمانة.

ولادته علیه السلام: ولد علیه السلام يوم الجمعة في 13 رجب المرجب، 30 سنة بعد عام الفيل أو مولد الرسول صلی الله علیه وآله وسلم، وكانت ولادته في الكعبة المشرفة.

کناه علیه السلام: أبو الحسن، أبو الحسين، أبو السبطين، أبو الريحانتين، أبو تراب.

ألقابه علیه السلام: أمير المؤمنين، المرتضى، يعسوب الدين، يعسوب المؤمنين، الوصي، حيدره.

صفاته علیه السلام: كان علیه السلام ربعة، أسمر شديد السمرة، ثقيل العينين في دعج وسعة، حسن الوجه، واضح البشاشة، أغيد كأنما عنقه إبريق فضة، عريض المنكبين، له مشاش كمشاش(1) السبع الضاري، لا يتبين عضده من ساعده، قد أدمجت ادماجاً، ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها، ضخم عضلة الذراع، شئن الكفين(2)، يتكفأ(3) في مشيته على نحو يقارب مشية الرسول صلی الله علیه وآله وسلم مقدام في الحرب يقدم مهرولاً لا يلوي على شيء.

ص: 31


1- المشاش: رأس العظم
2- ششنت كفه: غلظت و خشنت
3- يتكفا: يتبختر

إسلامه علیه السلام: اتفق جميع المؤرخين والمحدثين أن علياً علیه السلام هو أول من أسلم من الرجال، قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في ذلك بعد أن أخذ بيد علي علیه السلام: «إن هذا أول من آمن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر»(1) وقد قال رسول الله علیه السلام: «يا علي أنت أول المسلمين إسلاماً وأول المؤمنين إيمانا»(2)، وقال: «أنا أول من صلّى مع رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم»(3)، وقال علیه السلام أيضاً: «لقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين»(4).

بيعته علیه السلام: بويع له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة، في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم(5)، واستلم الحكم في ذي الحجة، في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة.

زوجاته علیها السلام: أولى زوجاته علیها السلام فاطمة الزهراء علیها السلام ولم يتزوج غيرها حياتها، وبعد مماتها تزوج علیه السلام من خولة بنت جعفر بن قيس الخثعمية، أم حبيب بنت ربيعة، فاطمة بنت حزام بن خالد بن دارم (أم البنين)، ليلى بنت مسعود الدارمية، أسماء بنت عميس الخثعمية، أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.

أولاده وبناته علیه السلام: أولاده: الحسن علیه السلام، الحسين علیه السلام، محمد(6)، عمرو، العباس، جعفر، عثمان، عبد الله، محمد الأصغر (7)، عبيد الله، یحیی. أما بناته فهن: زينب الكبرى، زينب الصغرى(8)، رقية، أم الحسن، رملة، نفيسة، رقية الصغرى، أم هاني، أم الكرام، جمانة(9)، امامة، أم سلمة، ميمونة، خديجة، فاطمة.

ص: 32


1- المناقب: ج 3 ص 91
2- البحار: ج 38 ص 229
3- البحار: ج 38 ص 203
4- البحار: ج 38 ص 268
5- انظر البداية والنهاية لابن كثير، ج 5، ص 209 - 210
6- المكنى بأبي القاسم
7- المكنى بأبي بكر
8- المكناة بأم كلثوم
9- المكناة بأم جعفر

زهده علیه السلام: كان علي علیه السلام زاهداً في الدنيا ناء عنها، فلم يعرف التاريخ حاكماً يطحن لنفسه الشعير ويأكل منه خبزاً يابساً، ويرقع خفه بيديه ولا يكنز من الدنيا قليلاً ولا كثيراً ما دام على وجه الأرض بطون غرثى وأكباد حرّى. وكان علیه السلام يقول: «أأقنع من نفسي أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر وخشونة العيش»(1). والروايات التي تتحدث عن زهده علیه السلام لا عد لها تذكرها كتب كثيرة.

شجاعته علیه السلام: ذكر ابن أبي الحديد في كتاب شرح نهج البلاغة في حديثه عن شجاعة علي علیه السلام: لقد أنسى الناس ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحروب مشهورة تضرب بها الأمثال يوم القيامة، فهو الشجاع الذي ما فرّ في موقف قط، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحداً إلا وقتله، ولا ضرب ضربة واحتاج إلى الثانية، فكانت ضرباته وتراً(2).

غزواته ومعاركه علیه السلام: شارك علیه السلام في غزوات الرسول صلی الله علیه وآله وسلم ومعاركه باستثناء بعض منها، أما التي شارك فيها فهي بدر الكبرى، أحد، الأحزاب، الحديبية، خيبر، حنين، بني النضير، ذات السلاسل.

أما المعارك التي خاضها علیه السلام بعد أن استلم الخلافة فهي: الجمل، صفين، النهروان في قتاله المارقين والناكثين والقاسطين.

خصائصه علیه السلام:

1 - ولادته في الكعبة المشرّفة، التي لم يولد فيها أحد غيره.

2 - آخى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بينه وبين علي علیه السلام عندما آخى بين المسلمين.

3 - كان علیه السلام حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

4 - أمّره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض سراياه، ولم يجعل عليه أميراً.

5 - بلّغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سورة براءة.

رايته علیه السلام: راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ص: 33


1- نهج البلاغة: الكتاب 45
2- شرح نهج البلاغة: ج 1 ص 20

کاتبه علیه السلام: عبد الله بن أبي رافع.

عاصمته علیه السلام: الكوفة.

شاعراه علیه السلام: النجاشي، الأعور الشين.

بوابه علیه السلام: سلمان الفارسي.

نقش خاتمه علیه السلام: الله الملك، وفي رواية: الله الملك وعلي عبده.

آثاره علیه السلام: ترك أمير المؤمنين علیه السلام خطباً رائعة في البلاغة عظيمة في المضمون، وحكماً وأقوالاً قصاراً جمعت في كتاب نهج البلاغة، وبالتالي فهو علیه السلام سيد البلغاء مطلقاً بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم.

شهادته علیه السلام: استشهد علیه السلام في ليلة الجمعة في 21 رمضان المبارك سنة 40 ه بضربة من عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي ليلة التاسع عشر من شهر رمضان أثناء أدائه صلاة الفجر في مسجد الكوفة. ودفن علیه السلام في النجف الأشرف وكانت تدعى الغري وقام بالصلاة عليه ودفنه إمامنا الحسن ابن علي علیه السلام.

ص: 34

قافية الهمزة

أسهما لي

وقال علیه السلام:

أَرَادَ رَسُولاَيَ الوُقُوفَ فَرَاوَحًا ٭٭٭ يَداً بِيَدِ ثُمَّ أَسهَمَا لِي عَلَى السَّوَاءِ(1)

ص: 35


1- الاختصاص ص 121 - 123 بهذا الإسناد: حدثنا محمّد بن عليّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسن قال: أخبرني العكليّ الحرماري، عن صالح بن أسود بن صنعان الغنويّ قال: حدّثني مسمع بن عبد الله البصريّ عن رجل قال: لمّا بعث عليُّ بن أبي طالب صلوات الله عليه صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أرأيت لو كان عليَّ معنا في موضعنا أتكون معه؟ قال: نعم، قالوا: فأنت إذاً مقلّدٌ عليّاً دينك، ارجع فلا دين لك، فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا أقلّد من قلّد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صدّيقاً لم يزل أو لم يكن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إذا اشتدّت الحرب قدّمه في لَهواتها فيطؤ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بحده، مكدوداً في ذات الله عنه، يعبر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم والمسلمون فأين تصرفون؟ وأين تذهبون؟ وإلى من ترغبون وعمّن تصدفون؟ عن القمر الباهر، والسراج الزاهر، وصراط الله المستقيم، وحسان الأعدّ المقيم قاتلكم الله أنّي تؤفكون؟ أفي الصدّيق الأكبر والغرض الأقصى ترمون، طاشت عقولكم وغارت حلومكم وشاهت وجوهكم لقد علوتم القلّة من الجبل وباعدتم العلّة من النهل أتستهدفون أمير المؤمنين صلوات الله عليه ووصي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، لقد ولّت لكم أنفسكم ، لقد ولّت لكم أنفسكم خسراناً مبيناً. فبعداً وسحقاً للكفرة الظالمين، عدل بكم عن القصد الشيطان وعمى لكم عن واضح المحجة الحرمان، فقال له عبد الله بن وهب الرّاسبيّ: نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير وهدرت فأطنبت في الهدير، أبلغ صاحبك أنّا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل، فقال عبد الله بن وهب أبياتاً قال العكليّ الحرماريّ: ولا أدري أهي له أم لغيره: نقاتلكم كي تلزموا الحقّ وحده ٭٭٭ ونضربكم حتّى يكون لنا الحكم فإن تبتغوا حكم الإله نكن لكم ٭٭٭ إذا ما اصطلحنا الحقّ والأمن والسّلم وإلا فإنَّ المشرفيّة محذم ٭٭٭ بأيدي رجال فيهم الدين والعلم فقال صعصعة: كأني أنظر إليك يا أخا راسب مترمّلاً بدمائك، يحجل الطير بأشلائك، لا تجاب لكم داعية ولا تسمع لكم واعية، يستحلّ ذلك منكم إمام هدى، قال الرّاسبيّ: سيعلم اللّيث إذا التقينا ٭٭٭ دور الرّحى عليه أو علينا أبلغ صاحبك أنّا غير راجعين عنه أو يقرّ لله بكفره أو يخرج عن ذنبه فإنّ الله قابل التوب، شديد العقاب، وغافر الذنب، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج. فقال صعصعة: «عند الصباح يحمد القوم السّرى» ثم رجع إلى عليّ صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثّل عليّ علیه السلام: البيت. بؤساً للمساكين يا ابن صوحان، أما لقد عهد إليّ فيهم وإني لصاحبهم وما كذبت ولا كذبت وإن لهم ليوماً يدور فيه رحى المؤمنين على المارقين فيها فيا ويحها حتفاً، ما ابعدها من روح الله، ثمّ قال: إذا الخيل جالت في الفتى وتكشّفت ٭٭٭ عوابس لا يسالن غير طعان فكرّت جميعاً ثمّ فرّق بينها ٭٭٭ سفی رمحه منا بأحمر قان فتى لا يلاقي القرن إلا بصدره ٭٭٭ إذا أرعشت أحشاء كلّ جبان ثم رفع رأسه ويديه إلى السماء وقال: «اللّهمَّ أشهد - ثلاثاً - قد أعذر من انذر وبك العون وإليك المشتكى وعليك التكلان وإيّاك ندرأ في نحورهم أبي القوم إلاّ تمادياً في الباطل ويأبى الله إلاّ الحقّ، فأين يذهب بكم عن حطب جهنم وعن طيب المغنم». وأشار إلى أصحابه وقال: استعدّوا لعدوّكم فإنّكم غالبوهم بإذن الله، ثمّ تلا عليهم آخر سورة آل عمران

أنّى أداوي جراحه

وقال علیه السلام:

فَكَيْفَ بِهِ أَنَّى أُدَاوِي جِرَاحَهُ ٭٭٭ فَيَدْوَى فَلاَ مُلَّ الدَّوَاءُ وَلاَ الدَّاءُ(1)

ص: 36


1- العقد الفريد 309/4 وفيه: قال عبد الله بن العباس: أرسل إليّ عُثمان فقال لي: اكفني ابنَ عمك. فقلت إنَّ ابن عمي ليس بالرجل يُرى له ولكنَّه يَرى لنفسه، فأرسِلني إليه بما أحببتَ. قال: قل له فليخرج إلى مالِه باليَنبُع فلا أغتمّ به ولا يغتمّ بي. فأتيتُ عليّاً فأخبرتهُ. فقال: ما اتخذني عثمان إلا ناصحاً، ثم أنشد يقول: البيت. أما والله إنه ليختبر القوم. فأتيت عثمانَ، فحدثته الحديثَ كله إلا البيت الذي أنشده. وقوله إنه ليختبر القوم. فأنشد عثمان: فکیف به أنّى أُداوِي جراحَه ٭٭٭ فيَدْوَى فلا مُلّ الدواء ولا الداء وجعل يقول: يا رحيم، انصُرني، يا رحیم، انصرني، يا رحيم، انصرني

دع ذكرهن

وقال علیه السلام:

دَعْ ذِكْرَهُنَّ فَمَا لَهُنَّ وَفَاءُ ٭٭٭ رِيحُ الصَّبَا وَعُهُودُهُنَّ سَوَاءٌ

يَكْسِرْنَ قَلْبَكَ ثُمَّ لاَ يَجْبُرْنَهُ ٭٭٭ وَقُلُوبُهُنَّ مِنَ الوَفَاءِ خَلاَءُ(1)

كُلهم ذبابٌ

وقال علیه السلام:

نَقَشَنَا وُدَّ إِخْوَانِ الصَّفَاءِ ٭٭٭ بِأَقْلاَمِ الهَبَاءِ عَلَى الهَوَاءِ

فَكُلُّهُمُ ذُبَابٌ فِي ذُبَابِ ٭٭٭ حَيَاتُهُمُ وَفَاةٌ لِلحَيَاءِ(2)

تحزز من الدنيا

وقال علیه السلام:

تَحَرَّزْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّ فِنَاءَهَا(3) ٭٭٭ مَحَلُّ فَنَاءٍ لاَ مَحَلُّ بَقَاءِ

فَصَفْوَتُهَا مَمْزُوجَةٌ بِكَدُورَة ٭٭٭ وَرَاحَتُهَا مَقْرُونَةٌ بِعَنَاءِ(4)

حياتك أنفاس

وقال علیه السلام:

حَيَاتُكَ أَنْفَاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّمَا ٭٭٭ مَضَى نَفَسٌ أُنْقِصَتْ بِهِ جُزْءا

وَيُحْيِيكَ مَا يُفنِيكَ فِي كُلِّ حَالَةٍ ٭٭٭ وَيَحْدُوكَ حَادٍ مَا يُرِيدُ بِكَ الهُزْءَا

فَتُصْبِحُ فِي نَفْسٍ وَتَمْشِي بِغَيْرِهَا ٭٭٭ وَمَالَكَ مِنْ عَقْلٍ تُحسُّ بِهِ رُزْءَا(5)

ص: 37


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 8
2- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام لابن عساكر 251/3
3- الفناء: الساحة أمام البيت
4- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 9
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 11

تبلّغ باليسير

وقال علیه السلام:

إِذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْراً ٭٭٭ فَلَيْسَ يَحُلُهُ إِلاَّ القَضَاءُ

فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلِ ٭٭٭ وأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ فَضَاءُ

تَبَلَّغْ بِاليَسِيرِ فَكُلُّ شَيءٍ ٭٭٭ مِنَ الدُّنْيَا يَكُونُ لَهُ انْتِهَاءُ(1)

هي حالان

وقال علیه السلام:

هِيَ حالاَنِ: شِدَةٌ وَرَخَاءُ ٭٭٭ وَسِجَالاَنِ: نِعْمَةٌ وَبَلاَءُ

وَالْفَتَى الحَاذِقُ الأَديبُ إِذَا مَا ٭٭٭ خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخْنُهُ عَزَاءُ

إنْ أَلَمَّتْ مُلِمَّةٌ بي فَإِنِّي ٭٭٭ فِي المُلِمَّاتِ صَخْرَةٌ صَمَّاءُ

عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْمَاً بِأَنْ لَيْ ٭٭٭ سَ يَدُومُ النَّعِيمُ وَالرَّخَاءُ(2)

يزري بالفتى الإعدام

وقال علیه السلام:

وَكَمْ سَاعٍ ليُشري لَمْ يَنَلهُ ٭٭٭ وَآخَرُ مَا سَعَى لِخَلْقِ الشَّرَاء

وَسَاعٍ يَجْمَعُ الأَمْوَالَ جَمْعاً ٭٭٭ لِيُورِثَها أَعَادِيَهُ شَقَاء

ص: 38


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 9، تذكرة الخواص ص 152 بهذا النص: إذا عقد القضاء عليك عقداً ٭٭٭ فليس يحله إلا القضاء فما لك قد أقمت بدار ذل ٭٭٭ وأرض الله واسعة فضاء تبلغ باليسير فكل شيء ٭٭٭ من الدنيا يكون له انقضاء الفصول المهمة لابن الصباغ ص 121 بهذا النص: إذا عقد القضاء عليك أمراً ٭٭٭ فليس يحله إلا القضاء فما لك قد أقمت بدار ذل ٭٭٭ وأرض الله واسعة الفضاء
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 9. وفي نسخة أخرى: الأريب بدل الأديب في البيت الثاني والبيت الأخير هكذا: حائزٌ في البلاء علماً بأن ٭٭٭ ليس يدوم النعيم والبلواءُ

وَمَا سَيَّانَ ذُو خُبْرِ بَصِيرٍ ٭٭٭ وآخَرُ جَاهِلٌ لَيْسَا سَوَاء

وَمَنْ يَسْتَعَتِبِ الحَدَثَانِ(1) يَوْماً ٭٭٭ يَكُنْ ذَاكَ العِتابُ لَهُ عَنَاء

وَيُزِرِي بالفَتَى الإِعْدَامُ(2) حَتَّى ٭٭٭ متى يُصِبِ المَقَالَ يُقَلْ أسَاء(3)

الناس أكفاء

وقال علیه السلام:

النَّاسُ مِنْ جِهَةِ التِّمَثَالِ أَكْفَاءُ ٭٭٭ أَبُوهُمُ آدَمُ وَالأُمُّ حَوَّاءُ

وَإِنَّمَا أُمَّهَاتُ النَّاسِ أَوْعِيَةٌ ٭٭٭ مُسْتَوْدَعَاتٌ وَلِلأَحْسَابِ آبَاءُ

فَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ مِنْ أَصْلِهِمْ شَرَفٌ ٭٭٭ يُفَاخِرُونَ بِهِ فَالطِّينُ وَالْمَاءُ

مَا الفَضْلُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ ٭٭٭ عَلَى الهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ

وَقِيمَةُ المَرْءِ مَا قَدْ كَانَ يُحْسِنُهُ ٭٭٭ وَالجَاهِلُونَ لأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

فَقُمْ بِعلمٍ وَلاَ تَطْلُبْ بِهِ بَدَلاً ٭٭٭ فَالنَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ العِلْمِ أَحْيَاءُ(4)

أيَّام الأُسبوع

وقال علیه السلام:

أَرَى الأَحَدَ المُبَاركَ يَومَ سَعدٍ ٭٭٭ لِغَرْسِ العُودِ يَصْلُحُ وَالبِنَاءِ

وَفِي الإثْنَيْنِ للتَّعلِيمِ أَمْنٌ ٭٭٭ وَبِالبَرَکَاتِ یُعْرَفُ وَالرَّخَاءِ

وَإِنْ رُمْتَ الحِجَامَةَ فِي الثَلاثَا ٭٭٭ فَذَاكَ الْيَوْمُ إهْرَاقُ الدِّمَاءِ

وَإِنْ أَحْبَبْتَ أنْ تُسْقَى دَوَاءٌ ٭٭٭ فَنِعْمَ اليَومُ يَومُ الأَربِعَاءِ

وَفِي يَومِ الخَمِيسِ طِلابُ رِزْقٍ ٭٭٭ لإِدْرَاكِ الفَوَائِدِ والغَنَاءِ

ص: 39


1- الحِدْثان والحَدَثَان: نوائب الدهر
2- الإعدام: الفقر
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 8 - 9
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 7، نور الأبصار ص 84، وفي نسخة أخرى: التمثيل بدل التمثال في البيت الأول

وَيَوْمِ الجُمْعَةِ التَّرْوِيجُ فِيهِ ٭٭٭ وَلَذَّاتُ الرِّجَالِ مَعَ النِّسَاءِ

وَيَوْمِ السَّبتِ إِن سَافَرْتَ فِيهِ ٭٭٭ وُقِيتَ مِنَ المَكَارِهِ وَالعَنَاءِ

وَهَذَا العِلْمُ لاَ يَعْلَمْهُ إِلاَّ ٭٭٭ نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ الأَنْبِيَاءِ(1)

تغيرت المودة والإخاء

وقال علیه السلام:

تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ والإخاءُ ٭٭٭ وَقَلَّ الصَّدْقُ وَانْقَطَعَ الرَّجَاءُ

ص: 40


1- المصباح للشيخ الكفعمي 685 وفيه: مما ينسب إلى علي علیه السلام فيما يصلح فعله في الأيام السبعة: الأبيات. نور الأبصار للشبلنجي ص 84 بهذا النص: وما طلب المعيشة بالتَمَنِّي ٭٭٭ ولكن ألق طودك في الدلاء يجئك بملئها يوماً ويوما ٭٭٭ تجئك بحماة وقليل ماء لنعم اليوم يوم السبت حقا ٭٭٭ لصيد إن أردت بلا امتراء وفي الأحد البناء لأن فيه ٭٭٭ تبدّى الله في خلق الماء وفي الاثنين إن سافرت فيه ٭٭٭ ستظفر بالنجاح وبالشراء ومن يُرِدِ الحِجامة فالثلاثا ٭٭٭ ففي ساعته سفك الدماء وإن شرب امرؤ يوماً دواء ٭٭٭ فنعم اليوم يوم الأربعاء وفي يوم الخميس قضاء حاج ٭٭٭ فضيه الله يأذن بالدعاء وفي الجمعات تزويج وعرس ٭٭٭ ولَذَّات الرجال مع النساء وهذا العلم لم يعلمه إلا ٭٭٭ نبي أو وصي الأنبیاء مستدرك الوسائل 2/119/8 بهذا النص: لنعم اليوم يوم السبت حقا ٭٭٭ لصيد إن أردت بلا امتراء وفي الأحد البناء لأنّ فيه ٭٭٭ تبدّى الله في خلق السماء وفي الإثنين إن سافرت فيه ٭٭٭ ستظفر بالنجاح وبالثراء ومن يُردِ الحِجامة فالثلاثا ٭٭٭ ففي ساعاته هرق الدماء وإن شرب امرؤ يوما دواء ٭٭٭ فنعم اليوم يوم الأربعاء وفي يوم الخميس قضاء حاج ٭٭٭ ففيه الله يأذن بالدعاء وفي الجمعات تزويج وعرس ٭٭٭ ولذّات الرجال مع النساء وهذا العلم لم يعلمه إلا ٭٭٭ نبيّ أو وصيّ الأنبياء وقد ورد البيت الرابع في 1/76/13 من نفس الكتاب وفيه: في الثلاثاء

وَأَسْلَمَنِي الزَّمَانُ إِلى صَدِيقٍ ٭٭٭ كَثِيرِ الغَدْرِ لَيْسَ لَهُ رِعَاءُ

أَخِلاَّءٌ إذَا اسْتَغْنَيْتُ عَنْهُمْ ٭٭٭ وَأَعْدَاءٌ إِذَا نَزَلَ البَلاَءُ

يُدِيمُونَ المَوَدَّةَ مَا رَأَوْنِي ٭٭٭ وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِيَ اللِّقَاءُ

وَإِنْ غَنيتُ عَنْ أَحَدٍ قَلاَنِي ٭٭٭ وَعَاقَبَنِي بِمَا فِيهِ اكتِفَاءُ

سيُعْنِينِي الَّذِي أَغْنَاهُ عَنِّي ٭٭٭ فَلاَ فَقْرٌ يَدُوم وَلاَ ثَرَاءُ

وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلَّهِ تَصْفُو ٭٭٭ وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ

وَكُلُّ جِرَاحَةٍ فَلَهَا دَوَاءٌ ٭٭٭ وَسُوءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ

وَلَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَداً نَعِيمٌ ٭٭٭ كَذلِكَ البُؤسُ لَيْسَ لَهُ بَقَاءُ

إِذا نَكَرتُ عَهْداً مِنْ حَمِيمٍ ٭٭٭ فَفِي نَفْسِي التَّكَرُّمُ وَالحَيَاءُ

إِذَا ما رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى ٭٭٭ بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ(1)

ص: 41


1- ديوان الإمام علیه السلام ص 7 - 8، بحار الأنوار للمجلسي 395/34 - 1/396 (باب 36) بهذا النص: تغيّرت المودّة والإخاء ٭٭٭ وقلّ الصّدق وانقطع الرّجاء وأسلمني الزّمان إلى صديق ٭٭٭ كثير الغدر ليس له رعاء سيغنيه الذي أغناه عني ٭٭٭ فلا فقر يدوم ولا ثراء ولیس بدائم أبداً نعيم ٭٭٭ كذاك البؤس ليس له بقاء وكلّ مودّة لله تصفو ٭٭٭ ولا يصفو من الفسق الإخاء إذا أنكرت عهداً من حمیم ٭٭٭ وفي النّفس التّكرّم والحياء وكلّ جراحة فلها دواء ٭٭٭ وسوء الخلق ليس له دواء وربّ أخ وفيت له وفيّ ٭٭٭ ولكن لا يدوم له الوفاء يديمون المودّة ما رأوني ٭٭٭ ويبقى الود ما يبقى اللقاء أخلاء إذا استغنيت عنهم ٭٭٭ وأعداء إذا نزل البلاء وإن غيّبت عن أحد قلاني ٭٭٭ وعاقبني بما فيه اكتفاء إذا ما رأس أهل البيت ولّى ٭٭٭ بدا لهُم من النّاس الجفاء

قافية الألف

نصرنا رسول الله

وقال علیه السلام:

نَصَرْنَا رَسُولَ اللهِ لَمّا تَدَابَرُوا ٭٭٭ وَثَابَ إِليهِ المُسلِمُونَ ذَوُو الحِجى

ضَرَبْنَا غُوَاةَ النّاسِ عَنْهُ تَكَرُّماً ٭٭٭ وَلَمَّا يَرَوْا قَصْدَ السَّبِيلِ وَلَا الهُدَى

وَلَمَّا أَتَانَا بِالهُدَى كَانَ كُلُّنَا ٭٭٭ عَلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ وَالحَقِّ وَالتَّقَى(1)

رزئنا رسول الله

وقال علیه السلام:

أَمِنْ بَعْدِ تَكفِينِ النَّبِيِّ وَدَفْنِهِ ٭٭٭ نَعِيشُ بِآلاءٍ ونجنحُ للسَلْوَى

رُزئِنا رَسُولَ اللَّهِ حَقًّا فَلَنْ نَرَى ٭٭٭ بِذلِكَ عَدِيلاً مَا حَبِينَا مِنَ الرَّدَى

وَكُنْتَ لَنَا كَالحِصْنِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ ٭٭٭ لَهُ مَعْقِلٌ حِرزٌ حَرِيزٌ مِنَ العِدَى

وَكُنَّا بِمَرَآكُمْ نَرَى النُّورَ وَالهُدَى ٭٭٭ صَبَاحَ مَسَاءَ رَاحَ فِينَا أَوْ اغْتَدَى

لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلمَةٌ بَعْدَ فَقَدِكُمْ ٭٭٭ نَهَاراً وَقَدْ زَادَتْ عَلَى ظُلْمَةِ الدُّجَى

فَيَا خَيْرَ مَنْ ضَمَّ الجَوَائِحَ وَالحَشَا ٭٭٭ وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّربُ والثَّرَى

كَأَنَّ أُمُورَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمَّتْ ٭٭٭ سَفِينَةُ مَوْجٍ حينَ فِي البَحْرِ قَدْ سَمَا

وَضَاقَ فَضَاءُ الأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ ٭٭٭ لِفَقْدِ رَسُولِ اللَّهِ إذ قِيلَ قَدْ مَضَى

فَقَدْ نَزَلَتْ بِالمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ ٭٭٭ كَصَدْعِ الصَّفَا لاَ شَعْبَ للصَّدْعِ فِي الصَّفَا

فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ مَا حَلَّ فِيهِمُ ٭٭٭ وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذِي مِنْهُمْ وَهَى

ص: 42


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 10 - 11، بحار الأنوار 2/396/34 بهذا النص: ضربنا غواةَ الناسِ عنه تكرّماً ٭٭٭ ولما رأوا قصدَ السبيل ولا الهدى ولما أتانا بالهدى كان كلّنا ٭٭٭ على طاعة الرحمن والحق والتقى نصرنا رسول الله لما تدابروا ٭٭٭ وثابَ إليه المسلمون ذوو الحِجي

وَفِي كُلِّ وَقْتِ لِلصَّلاَةِ يُهِيجُهَا ٭٭٭ بِلالٌ وَيَدْعُو بِاسْمِهِ كُلَّمَا دَعَا

وَيَطلُبُ أقوامٌ مَوَارِيثَ هَالِكٍ ٭٭٭ وَفِينَا مَوَارِيثُ النُّبُوَةِ وَالهُدى(1)

الخفض خيرُ

وقال علیه السلام:

أَنْتِ الَّتي غَرَّكِ مِنّي الحُسْنَى ٭٭٭ يَا عَيْشُ إِنَّ القَوْمَ قَوْمٌ أَعْدا

الخَفْضُ خَيْرٌ مِنْ قِتَالِ الأبْنا(2)

أرضي به محمداً

وقال علیه السلام:

اليَوْمَ ذا أُرضي بِهِ مُحَمَّداً ٭٭٭ وَالله أَرضِيهِ وَلِلَّهِ الرّضى

لَمّا رَأَيْتُ فَوارِساً مِنْ جَهِيْنَةٍ ٭٭٭ يَتَبادَرُونَ إلى اللّقا والفِدا

ص: 43


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 10، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 298/1 بهذا النص: أمن بعد تكفين النبيّ ودفنه ٭٭٭ بأثوابه آسی على هالك ثوى رُزئنا رسول الله فينا فلن نرى ٭٭٭ بذاك عديلاً ما حيينا من الورى وكان لنا كالحصن من دون أهله ٭٭٭ لهم معقل حرز حريز من العدى وکنا به شم الأنوف بنحوه ٭٭٭ على موضع لا يستطاع ولا يرى فيا خير من ضم الجوانح والحشا ٭٭٭ ویا خیر میت ضمه الترب والثرى كان أمور الناس بعدك ضمنت ٭٭٭ سفينة موج البحر والبحر قد طمى وضاق فضاء الأرض عنهم برحبه ٭٭٭ لفقد رسول الله إذ فيه قد قضى فيا حزنا إنّا رأينا نبينا ٭٭٭ على حين تَم الدين واشتدت القوى وكان الألى شبهته سفر ليلة ٭٭٭ أضل الهدى لا نجم فيها ولا ضوى وفي مطالب السؤول ص 216 و 217 مع اختلاف يسير
2- تاريخ الطبري ج 3 ص 524 حوادث سنة 36. حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو عبد الله القرشي عن يونس بن أرقم عن علي بن عمرو الكندي عن زيد بن حساس قال سمعت محمد ابن الحنفية يقول دفع إليّ أبي الراية يوم الجمل وقال تقدم فتقدمت حتى لم أجد متقدماً إلا على رمح قال تقدم... فتكأكأت وقلت لا أجد متقدماً إلا على سنان رمح، فتناول الراية من يدي متناول لا أدري من هو فنظرت فإذا أبي بين يدي وهو يقول: البيت

أَطْرَقْتُ إِطْرَاقَ الشُّجَاعِ بِبَابِهِ ٭٭٭ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أنني سُمُّ العِدى

فَجَعَلَتْ نَفْسِي دُونَ نَفْسِ مُحمّدٍ ٭٭٭ ولِنَفْس مُحَمّدِّ نَفْسِي الفِدا(1)

ص: 44


1- مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام للحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي ج 2 ص 610 و 611 وص 612 حديث رقم 1109: قال النعمان بن بشير وجابر بن عبد الله أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خرج إلى سباق بن حذافة، قال منادي يا محمد أخرج إليّ الأكفاء من أصحابك فلست كمن لقيت أنا فارس الفرسان ومبيد الشجعان. فالتفت النبي صلی الله علیه وآله وسلم إلى أصحابه فقال: هذا سباق بن حذافة وقد بلغكم شجاعته وشدته فليبرز إليه رجل ولا يبرز إلا شجاع فإنه بطل. فلما رأى ذلك علي بن أبي طالب أقبل إلى النبي صلی الله علیه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إني أراه شجاعاً فاتكاً بطلاً وارى له عطفات وجولات لو برز إليه مائة لقتلهم جميعاً فاقذفني في وجهه صلى الله عليك وأبق على أصحابك. قال: أدن مني فدنا علي من النبي صلی الله علیه وآله وسلم فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ثم قال: أخرج أنت له ولكل عظيمة يا أبا الحسن، فخرج إليه وبیده رمح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجال جولة وأنشأ يقول: نُصُولٌ عَلى الأَعادِي حِينَ تعشي ٭٭٭ ونلقى جمعهم بالمرهفاتِ بأيدينا صوارم لیس تنبو ٭٭٭ وأرماح لنا متطاولات وخيل ضمر لیست بهجن ٭٭٭ إذا ريضت تباري العاصفات وفتيان عليها لا يبالوا ٭٭٭ بنقع الحرب يغشون المماتِ فأجابه سباق بن حذافة وهو يقول: ونحن إذا أهجنا لا نبالي ٭٭٭ نهب إلى اللقا طلب الممات فمن نلقاه تلقاء المنايا ٭٭٭ وليس لمن لقينا من ثبات زعمتم أن دينكم صواب ٭٭٭ ودين اللات والعزى رفات فنضر بكم عن العزى ببيض ٭٭٭ وسمر في الوغا مقومات فتجاولا في ميدان الحرب وتصاولا ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلفا طعنتين فبدر سباق علياً بالطعنة وانخذل علي عن السرج وأدار سنانه ثم عطف عليه برمح النبي صلی الله علیه وآله وسلم فطعنه طعنة فقصم ظهره فخر صريعاً قد ركب درعة وعجل الله بروحه إلى النار ثم جال علي وأنشأ يقول: الأبيات

قافية الباء

أرديت عَمْراً

وقال علیه السلام:

أَرْدَيْتُ عَمْراً إِذْ طَغَى بِمُهَنَّدِ ٭٭٭ صَافِي الحَدِيدِ مُجَرَّبٍ قَضَّابِ(1)

يا رب ثبت

وقال علیه السلام:

يا رَبُّ ثَبِّتْ لِي قَدَمِي وَقَلْبِي ٭٭٭ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أَنْتَ حَسْبِي(2)

ستندم

وقال علیه السلام:

سَتَنْسدَمُ سَتَنْدَمُ أَیَا صَاحِبِي ٭٭٭ سَتَدْخُلْ جَهَنَّمْ أَيَا ضَارِبِي(3)

فارِق

وقال علیه السلام:

فَارِقُ تَجِدْ عِوَضاً عَمَّا تُفَارِقُهُ ٭٭٭ فَانْصَبْ فَإِنَّ لَذِيذَ العَيْشِ فِي النَّصَبِ

فَالأَسْدُ لَوْلاَ فِرَاقُ الغَابِ مَا افْتَرَسَتْ ٭٭٭ وَالسَّهُمُ لَوْلاَ فِرَاقُ القَوْس لَمْ يُصِبِ(4)

ص: 45


1- کشف الغمة 205/1. والقضّاب: شديد القطع
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 23
3- مستدرك الوسائل 20/220/13 «باب 79» وفيه: أنه سمع أمير المؤمنين علیه السلام رجلاً يطرب بالطنبور، فمنعه وكسر طنبوره ثم استتابه فتاب، ثم قال: «أتعرف ما يقول الطنبور حين يضرب؟» قال: وصي رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أعلم. فقال «إنه يقول: البيت»
4- الفصول المهمة لابن الصباغ ص 119، نور الأبصار للشبلنجي ص 85 بهذا النص: فارق تجد عوضاً عمن تفارقه ٭٭٭ وانصب فإن لذيذ العيش في النصب فالأسد لولا فراق الغاب ما اقتنصت ٭٭٭ والسهم لولا فراق القوس لم تصب

ابي الله

وقال علیه السلام:

أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ صِفِّينَ دَارُنَا ٭٭٭ وَدَارُكُمُ مَا لاَحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ

إِلَى أَن تَمُوتُوا أَوْ نَمُوتَ وَمَالَنَا ٭٭٭ وَمَا لَكُمْ عَنْ حَوْمَةِ الحَرْبِ مَهْرَبُ(1)

ما الإنسان إلاَّ بِدِينه

وقال علیه السلام:

لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلاَّ بِدِينِهِ ٭٭٭ فَلاَ تَتْرِكِ التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ

فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلاَمُ سَلْمَانَ فَارِسٍ ٭٭٭ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرِكُ الشَّرِيفَ أَبَا لَهَبْ(2)

الدهر كما ترى

وقال علیه السلام:

وَمَا الدَّهْرُ وَالأَيَّامَ إِلاَّ كَمَا تَرَى ٭٭٭ رَزِيَّةُ مَالٍ أَوْ فِرَاقُ حَبِيبِ

وَإِنَّ امْرَءاً قَدْ جَرَّبَ الدَّهْرَ لَمْ يَخَفْ ٭٭٭ تَقَلُّبَ حَالَيْهِ لَغَيْرُ لَبِيبِ(3)

ص: 46


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 24، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 97/3 وفيه: روی علقمة أنه خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام وعليه صلاح ومصحف فوقه وهو يقول: «هم يتساءلون» فأردت البراز، فقال علیه السلام: (مكانك) وخرج بنفسه وقال: (أتعرف النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) قال: لا، قال: (والله إني أنا النبأ العظيم الذي فيّ اختلفتم، وعلى ولايتي تنازعتم، وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم، ويبغيكم هلكتم بعدما يسيفي نجوتم، ويوم غدير قد علمتم، ويوم القيامة تعلمون ما علمتم)، ثم علاه بسيفه فرمي رأسه ويده ثم قال: الأبيات. بحار الأنوار 12/401/34
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 13
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 21

جُد بها

وقال علیه السلام:

إِذا جَادَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجُدْ بِهَا ٭٭٭ عَلَى النَّاسِ(1) طُرّاً إِنَّهَا تَتَقَلَبُ

فَلاَ الجُودُ يُفْنِيهَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ ٭٭٭ وَلاَ البُخْلُ يُبقِيهَا إِذَا هِيَ تَذْهَبُ(2)

يغطي العيوب

وقال علیه السلام:

يُغَطّي عُيُوبَ المَرْءِ كَثْرَةُ مَالِهِ ٭٭٭ يُصَدَّقُ فِيمَا قَالَهُ وَهُوَ كَذُوبُ

وَيُزري بِعَقْلِ المَرْءِ قِلَّةُ مَالِهِ ٭٭٭ يُحَمِّقُهُ الأَقْوَامُ وَهُوَ لَبِيبُ(3)

الستون عمرك

وقال علیه السلام:

إذا كَانَتِ الستُّونُ عُمْرَكَ لم يَكُنْ ٭٭٭ لِدائِكَ إلا أنْ تَمُوتَ طَبيبُ

وإِنْ أمرةٌ قد عاشَ سِتِّين حِجةً ٭٭٭ إلى مَنْهَلِ مِنْ وُردِهِ لَقَرِيبُ

إِذا ذَهَب القَرْنُ الذي أنْتَ فِيهِمُ ٭٭٭ وَخُلِّفْتَ في قَرْنِ وَأَنْتَ غَرِيبُ(4)

كم فرحةِ

وقال علیه السلام:

كَمْ فَرْحَةٍ مَطْوِيَّةٍ لَكَ ٭٭٭ بَيْنَ أَثْنَاءِ النَّوَائِبْ

وَمَسَرَّةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ ٭٭٭ حَيْثُ تَنْتَظِرُ المَصَائِبْ(5)

ص: 47


1- في البحار «الخلق»، وُطَرّاً: جميعاً
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 28، بحار الأنوار 92/89/75
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 28. وفي نسخة أخرى: فيما قال بدلاً من فيما قاله في البيت الأول
4- شجرة طوبى ص 34 المجلس الرابع عشر
5- ترجمة الإمام علي علیه السلام لابن عساكر 250/3

نادیت همدان

وقال علیه السلام:

نَادَيْتُ هَمْدَانَ وَالأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ ٭٭٭ وَمِثلُ هَمْدَانَ سنَّى فَتْحَةَ البَابِ

كَالهُندوانِي لَمْ تُفْلَلْ مَضَاربُهُ ٭٭٭ وَجْهٌ جَمِيلٌ وَقَلْبٌ غَيْرُ وَجَّابِ(1)

ما على الموت معتب

وقال علیه السلام:

أقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ دُمُوعِيَ حَسْرَةً ٭٭٭ أَرَى الأَرْضَ تَبْقَى وَالْأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ

أَخِلاَّيَّ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُمْ ٭٭٭ عَتَبْتُ وَلكِنْ مَا عَلَى المَوْتِ مَعَتَبُ(2)

الغلام الغالب

وقال علیه السلام:

هَذَا لَكُمْ مِنْ الغُلاَمِ الغَالِبِ ٭٭٭ مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ

وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالمَنَاكِبِ ٭٭٭ أحْمِي بِهِ فَمَاقِمُ الكَتَائِبِ(3)

حظ وقسمة

وقال علیه السلام:

فَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تُنَالُ بِفِطْنَةٌ ٭٭٭ وَفَضْلٍ وَعَقْلِ بَلْتُ أعْلَى المَرَاتِبِ

وَلَكِنَّمَا الأَرزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَةٌ ٭٭٭ بِفَضْلِ مَلِيكِ لاَ بِحِيلَةِ طَالِبِ(4)

ص: 48


1- العقد الفريد 118/1 وفيه: قال عليّ بن أبي طالب علیه السلام، إذ رأى هَمْدان وغناءها في الحرب يوم صِفّين: الأبيات
2- الأنوار النعمانية 306/3 - 307
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 24، بحار الأنوار للمجلسي 36/36/21 «باب غزوة خيبر». وفيه: قال المجلسي: القمقام: السيّد، والعدد الكثير، والكتيبة: الجيش
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 18، بحار الأنوار 3/397/34

لا تضطرب

وقال علیه السلام:

الدَّهْرُ يَخْنُقُ أَحْيَاناً قِلاَدَتَهُ ٭٭٭ عَلَيْكَ لاَ تَضْطَرِبْ فِيهِ وَلاَ تَثِبِ

حَتَّى يُفَرِّجَهَا فِي حَالِ مُدَّتِهَا ٭٭٭ فَقَدْ يَزِيدُ اختِنَاقاً كُلُّ مُضْطَرِبِ(1)

لا تيأس

وقال علیه السلام:

إِذَا ضَاقَ الزَّمَانُ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ ٭٭٭ وَلاَ تَيْأَسْ مِنَ الفَرَجِ القَرِيبِ

وَطِبْ نَفْساً فَإِنَّ اللَّيْلَ مَيْلٌ ٭٭٭ عَسَى يَأْتِيكَ بِالوَلَدِ النَّجِيبِ(2)

لا يغيب

وقال علیه السلام:

حَبِيبٌ لَيْسَ بَعْدِي حَبيبُ ٭٭٭ وَمَا لِسِوَاهُ فِي قَلْبِي نَصِيبُ

حَبِيبٌ غَابَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي ٭٭٭ وَعَنْ قَلْبِي حَبِيبِي لاَ يَغِيبُ(3)

الى الله أشكو

وقال علیه السلام:

إِلى اللَّهِ أَشْكُو لاَ إِلَى النَّاسِ أَشْتَكِي ٭٭٭ أَرَى الْأَرْضَ تَبْقَى وَالْأَخِلاَّءُ تَذْهَبْ

أَخِلاَّيَ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُمْ ٭٭٭ عَتَبٌ وَلَكِنْ مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ(4)

ص: 49


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 17
2- زهر الربيع ص 378
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 30، بحار الأنوار للمجلسي 48/217/43، فاطمة الزهراء علیها السلام بهجة قلب المصطفى ص 588 وفيهما بهذا النص: حبیب ليس يعدله حبیب ٭٭٭ وما لسواء في قلبي نصيب حبیب غاب عن عيني وجسمي ٭٭٭ وعن قلبي حبيبي لا يغيب
4- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 299/1

فقد الشباب وفرقة الأحباب

وقال علیه السلام:

شَيْئَانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِمَا ٭٭٭ عَينايَ حَتَّى تَأْذَنَا بِذَهَابِ

لَمْ تَبْلُغَ المِعْشَارَ مِنْ حَقَّيْهِمَا ٭٭٭ فَقْدُ الشَّبَابِ وَفُرْقَةُ الأَحْبَابِ(1)

ذهب الوفاء

وقال علیه السلام:

ذَهَبَ الوَفَاءُ ذَهَابَ أَمْسِ الذَّاهِبِ ٭٭٭ فَالنَّاسُ بَيْنَ مُخَاتِلٍ وَمُوَارِبِ

يُفْشُونَ بَيْنَهُمُ المَوَدَّةَ وَالصَّفا ٭٭٭ وَقُلُوبُهُمْ مَحْشُوَةٌ بِعَقَارِبِ(2)

غيرك أولى بالنبي

وقال علیه السلام:

فَإِنْ كُنتَ بِالشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ ٭٭٭ فَكَيْفَ بِهَذَا وَالمُشِيرُونَ غُيَّبُ

وَإِنْ كُنتَ بالقُرْبَى حَجَجْتُ خَصِيمَهُمْ ٭٭٭ فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ(3)

جليد على الزمان

وقال علیه السلام:

فَإِنْ تَسْأَلِينِي(4) كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّنِي ٭٭٭ جَلِيدٌ عَلَى عَضِ(5) الزَّمَانِ صَلِيبُ

ص: 50


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 21، نور الأبصار للشبلنجي ص 84
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 16، تذكرة الخواص ص 156 البيت الأول فقط، بحار الأنوار للمجلسي 5/397/34
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 12، خصائص أمير المؤمنين علیه السلام للرضي ص 90، الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 564
4- في العقد الفريد الموضع الثاني «تسألني»
5- في العقد الفريد الموضع الثاني «ريب»

عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُرَى(1) بِي كَآبَةٌ ٭٭٭ فَيَفْرَحَ وَاشٍ أَوْ يُسَاءَ حَبِيبُ(2)(3)

أنا علي

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيٌّ وَابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ ٭٭٭ مُهَذَّبٌ ذُو سَطْوَةٍ وَذُو حَسَبْ

قِرْنٌ(4) إِذَا لاَقَيْتُ قِرْنَا لَمْ أَهَبْ ٭٭٭ مَنْ يَلْقَنِي يَلْقَى المَنَايَا وَالكُرَبْ(5)

الموت خير للفتى

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيٌّ وَابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ ٭٭٭ أَحْمِي ذِمَارِي وأَذُبُ عَنْ حَسَبْ

وَالمَوْتُ خَيْرٌ لِلفَتَى مِنَ الهَرَبْ(6)

أوفي بميعادي

وقال علیه السلام:

أَنَا ابْنُ ذِي الحَوْضَيْنِ عَبْدِ المُطَّلِبْ ٭٭٭ وَهَاشِمِ المُطْعِمٍ فِي العَامِ السَّغِبْ(7)

ص: 51


1- في منتهى الآمال «یری»
2- في منتهى الآمال «فيشمت عاد أو يسأم حبيب»
3- العقد الفريد 356/2 - 357 وفيه: كتب عقِيلُ بن أبي طالب إلى أخيه عليّ بن أبي طالب علیه السلام يسأله عن حاله، فكتب إليه علىٌّ علیه السلام: الأبيات. وورد في العقد الفريد أيضاً 204/3، ومنتهى الأمال 141/2، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 18 بهذا النص: فإن تسألني كيف أنت فإنني ٭٭٭ صبورٌ على ريب الزمان صعِيبُ حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة ٭٭٭ فیشمتَ عادٍ أو يُساءَ حبيبُ
4- القِرن: كفؤك، من يقاومك، نظيرك في الشجاعة أو العلم
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 24، بحار الأنوار 36/37/21
6- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 24، بحار الأنوار للمجلسي 36/37/21، وبحار الأنوار للمجلسي أيضاً: 3/228/20 (الباب السابع عشر غزوة الأحزاب وبني قريظة) بهذا النص: أنا علي بن عبد المطّلب ٭٭٭ الموت خير للفتى من الهرب
7- العام السغب: عام الجوع

أُوفِي بِمِيعَادِي وَأَحْمِي عَنْ حَسَبْ(1)

إذا رمت ان تُعلى

وقال علیه السلام:

إذا رُمْتَ أَنْ تُعلَىَ فَزُرْ مُتَوَاتِراً ٭٭٭ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَزْدَادَ حُباً فَزُرْ غِبّاً(2)

مُنَادَمَةُ الإِنْسَانِ تَحْسَنُ مَرَّةً ٭٭٭ وَإِنْ أَكْثَرُوا إِدْمَانَهَا أَفْسَدُوا الحُبّا(3)

زاد بالإحراق طيبا

وقال علیه السلام:

وَذِي سَفَهٍ يُوَاجِهُنِي بِجَهْلِ ٭٭٭ وَأَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ لَهُ مُجِيبا

ص: 52


1- ديوان الإمام علي ص 16 وفيه: وقال علیه السلام في يوم أحد حين خرج طلحة العبدري صاحب لواء قريش وهو المسمى كبش الكتيبة ونادي إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فهل منكم من يبارزني، فخرج إليه علي علیه السلام وهو يقول: البيت. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 147/3 بهذا النص: أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب ٭٭٭ وهاشم المطعم في العام السغب أفي بميعادي وأحمي عن حسب بحار الأنوار 44/314/19 و 81/41 - 10/82 بهذا النص: أنا ابن ذي الحوضين عبد المطّلب ٭٭٭ وهاشم المطعم في العام السغب أوفي بميعادي وأحمي عن حسب منتهى الأمال 84/1 بهذا النص: أنا ابن ذي الحوضين عبد المطّلب ٭٭٭ وهاشم المطعم في العام السغب أوفي بميعادي وأحمي عن حسب الإمام علي من المهد إلى اللحد ص 116 بهذا النص: أنا ابن ذي الحوضين عبد المطّلب ٭٭٭ وهاشم المطعم في العام السغب أوفي بميعادي وأحمي عن حسب الإمام علي من حبه عنوان الصحيفة ص 509 بهذا النص: أنا ابن ذي الحوضين عبد المطّلب ٭٭٭ وهاشم المطعم في العام السغب
2- غباً: زائراً بعد أيام، ومنه الحديث: زُر غِباً تزدد حُباً
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 21

يَزِيدُ سَفَاهَةً وَأَزِيدُ حِلْماً ٭٭٭ كَعُودٍ زَادَ بالإحْراقِ طِيْبا(1)

رهط ابن يعمر

وقال علیه السلام:

حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ(2) عَشِيَّةً ٭٭٭ غَدَوْنَ خِفَاقاً(3) فَابْتَدَرْنَ(4) المُحَصَّبا

لِيَحْتَلِبَنْ رَهْطَ ابنَ يَعمرَ مَارِئاً(5) ٭٭٭ نَجِيعاً(6) بَنُو الشَّدَّاخِ وَرداً مُصَلَّباً(7)

سليم العرض

وقال علیه السلام:

سَليمُ العِرضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابَا ٭٭٭ وَمَنْ دَارَى الرِّجالَ فَقَدْ أَصَابَا

وَمَنْ هَابَ الرِّجالَ تَهَيَّبُوهُ(8) ٭٭٭ وَمَنْ يُهِنِ(9) الرِّجَالَ فَلَنْ يُهَابَا(10)

تعساً لك يابن عتبة

وقال علیه السلام:

تبَّا وَتَعْساً لَكَ يَا ابْنَ عُتبةْ ٭٭٭ أسْقِيكَ مِنْ كَأس المَنَايَا شَرْبَه

وَلاَ أُبَالِي بَعْدَ ذَلِكَ غِبَّةْ(11)

ص: 53


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 20
2- الراقصات: الجمال التي تخبّ في سيرها
3- خِفاقاً: دقيقو الخصور
4- في البحار «يبتدرن»
5- في البحار «غدوةً» ومارئاً: سائغاً مريَاً
6- في البحار «نجيعاً»
7- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 262/2، بحار الأنوار 397/31 تمثل بهما أمير المؤمنين علیه السلام في كلامه حول الشورى واحتجاجه عليهم
8- في الروضة «فهيبوه»
9- في الروضة «حقر»
10- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 20، روضة الواعظين لا بن قتال النيسابوري 378/2
11- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 22، وفيه بعد ذاك بدلاً من بعد ذلك. بحار الأنوار 77/322/19 وفيه قال المجلسي: تبّاً وتعساً، أي الزمك الله خسراناً وهلاكاً، وضمير «غبّة» راجع إلى السقي. وغبّ الشيء: عاقبته

علمي غزير

وقال علیه السلام:

عِلْمِي غَزِيرٌ وأَخْلاَقِي مُهَذِّبَةٌ ٭٭٭ وَمَنْ تَهَذَّبَ يَروِي عَنْ مُهَذِّبِهِ(1)

لَوْ رُمْتُ أَلَفَ عَدُوٍ كُنْتُ وَاجِدَهُمْ ٭٭٭ وَلَوْ طَلَبْتُ صَدِيقاً مَا ظَفَرْتُ بِهِ(2)

الفقر غالبني

وقال علیه السلام:

غَالَبْتُ كُلَّ شَدِيدَةٍ فَغَلَبْتُهَا ٭٭٭ وَالفَقْرُ غَالَبَنِي فَأَصْبَحَ غَالِبي

إِنْ أَبْدِهِ يَغْضَحُ وَإِنْ لَمْ أَبْدِهِ ٭٭٭ يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاحِبٍ(3)

أغضي على مضض

وقال علیه السلام:

وَلَوْ أَنَّنِي جَاوَبْتُهُ لأَمَضَّهُ ٭٭٭ نَوَافِذُ قَوْلِي وَاحْتِضَارُ جَوَابِي

وَلَكِنَّنِي أُغْضِي عَلَى مَضَضٍ ٭٭٭ وَلَوْ شِئْتُ إِقْدَاماً لأَنْشَبَ نَابِي(4)

ص: 54


1- في البحار «ومن تهذب يشقى في تهذبه»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 21، بحار الأنوار 6/397/34
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 18
4- مناقب ابن شهر آشوب 114/2 الإمام علي من المهد إلى اللحد ص 251، الإمام علي من حبه عنوان الصحيفة ص 651 وفيهما: قال قنبر: دخلت مع أمير المؤمنين على عثمان فأحب الخلوة فأَومى إليه (إلي) بالتنحي، فتنحيت غير بعيد، فجعل عثمان يعاتبه وهو مطرق براسه، وأقبل إليه وقال عثمان: مالك لا تقول؟ فقال: ليس جوابك إلا ما تكره، وليس لك عندي إلا ما تحب ثم خرج قائلاً: الأبيات

من بيت عز

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيُّ بِنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ ٭٭٭ مُهَذَّبٌ ذُو سَطْوَةٍ وَذُو غَضَبْ

غُذِّيتُ فِي الحَرْبِ وَعِصْيَانِ النُّوَبْ ٭٭٭ مِنْ بَيْتِ عِزِ لَيْسَ فِيهِ مُنْشَعَبْ

وَفِي يَمِينِي صَارِمٌ يَجْلُو الكُرَبْ ٭٭٭ مَنْ يَلقَنِي يَلْقَ المَنَايَا وَالعَطَبْ(1)

من خير عود

وقال علیه السلام:

أنَا الغُلاَمُ العَرَبِيُّ المُنْتَسِبْ ٭٭٭ مِنْ خَيْرِ عُودٍ فِي مُصَاصِ(2) المُطَّلِبْ

يَا أَيُّهَا العَبْدُ اللَّئِيمُ المُنْتَدِبْ ٭٭٭ إِنْ كُنْتَ لِلمَوْتِ مُحِباً فَاقْتَرِبْ

وَاثْبُتْ رُوَيْداً أَيُّهَا الكَلْبُ الكَلِب ٭٭٭ أَوْ لاَ فَوَلِّ هَارِباً ثُمَّ انْقَلِبْ(3)

إيّاي تدعو

وقال علیه السلام:

إِيَّايَ تَدْعُو فِي الوَغَا يَابْنَ الأَرَبْ ٭٭٭ وَفِي يَمِينِي صَارِمٌ يُبْدِي اللَّهَبْ

مَنْ يحطْهُ مِنْهُ الحِمامُ يَنْسَرِبْ ٭٭٭ لَقَدْ عَلِمْتُ وَالعَلِيمُ ذُو أَدَبْ

أنْ لَسْتُ فِي الحَرْبِ العَوَان ٭٭٭ وَعَنْ قَلِيلِ غَيْر شَكٍّ انْقَلِبْ(4)

ص: 55


1- ديوان الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام ص 23، بحار الأنوار للمجلسي 36/36/21 وفيه زيادة هذا الشطر: إذ كفّ مثلي بالرؤوس يلتعب
2- في الفتوح «مضاض»، والمُصاص من الشيء: خالصه، يقال: هو مُصاص قومه إذا كان أخلصهم نسباً
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 13، الفتوح لابن أعثم 40/3 - 41
4- بحار الأنوار 11/401/34 وفيه: قال المجلسي: الوغا: الحرب. والأرب - بالتحريك وبالكسر -: الحاجة ويستعمل في الاحتيال. والحطوّ - بوزن العلو -: تحريك الشيء من الأول. والحمام - بالكسر -: الموت. والإنسراب: الجريان. والعوان من الحروب: ما قوتل فيها مرةً بعد أخرى. «وعن قليل»: أي بعد زمان قليل. وقوله: «غير شكّ»: صفة لمقدّر وهو يقيناً

هذا لكم

وقال علیه السلام:

هَذَا لَكُمْ مَعَاشِرَ الأَحْزَابِ ٭٭٭ مِنْ فَالِقِ الهَامَاتِ وَالرِّقَابِ

فَاسْتَعْجِلُوا لِلطَّعْنِ وَالضّرَابِ ٭٭٭ وَاسْتَبْسِلُوا لِلمَوْتِ وَالمَآبِ

صَيَّرَكُمْ سَيْفي إلى العَذَابِ ٭٭٭ بِعَوْنِ رَبِّي الوَاحِدِ الوَهَّابِ(1)

أُنبئك عنهم

وقال علیه السلام:

يَا أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ أَصْحَابِي ٭٭٭ إِنْ كُنْتَ تَبْغِي خَيرَ(2) الصَّوَابِ

أُنْبِئْكَ عَنْهُمْ غَيْرَ مَا تِكَذَابِ ٭٭٭ بأَنَّهُمْ أَوْعِيَةُ الكِتَابِ

صُبْرٌ لَدَى الهَيْجَاءِ وَالضَّرَابِ ٭٭٭ فَسَلْ بِذَاكَ مَعْشَرَ الأَحْزَابِ(3)

الحمد للعواقب

وقال علیه السلام:

ضَرْبِي ثُبِي(4) الأَبْطَال فِي الْمَشَاعِبِ(5) ٭٭٭ ضَرْبَ الغُلاَمِ البَطَلِ المُلاَعِبِ

أَينَ الضِّرَابُ(6) فِي العَجاجِ الثائِبِ ٭٭٭ حِينَ احمِرَارِ الحَدَقِ الثَوَاقِبِ

ص: 56


1- بحار الأنوار للمجلسي 36/21 - 36/37 وفيه: قال المجلسي: استبسل: طرح نفسه في الحرب ويريد أن يقتل أو يقتل لا محالة، والمآب: المرجع في الآخرة
2- في البحار «خبر»
3- ديوان الإمام علي ص 26، بحار الأنوار 401/34 - 13/402 وفيه: قال المجلسي «غير ما تكذاب» لفظة «ما» زائدة والتكذاب - بالفتح -: الكذب
4- في الديوان «ثنى». والثُبي: من ثبَي: جمع
5- المشاعِب: مفردها مَشعِب وهو الطريق
6- في الديوان: ابنُ الضرابِ

بالسَّيْفِ فِي تَهْتَهَةِ(1) الكَتَائِبِ ٭٭٭ وَالصَبْرُ فِيهِ الحَمْدُ للعَوَاقِبِ(2)

السلامة فيها أعجب

وقال علیه السلام:

لَيْسَ البَلِّيَةُ فِي أَيَّامِنَا عَجَباً ٭٭٭ بَلِ السَّلاَمَةُ فِيهَا أَعْجَبُ العَجَبِ

لَيْسَ الجَمَالُ بِأَثْوَابِ تُزَيِّنُنَا ٭٭٭ إِنَّ الجَمَالَ جَمَالُ العَقْلِ وَالأَدَبِ

لَيْسَ اليَتِيمُ الَّذِي قَدْ مَاتَ وَالِدُهُ ٭٭٭ إِنَّ اليَتِيمَ يَتِيمُ العِلْمِ وَالأَدَبِ(3)

ص: 57


1- في الديوان «نهنهة»، والتهتهة: الشغل بالأباطيل وتهتهه في الشيء: ردد فيه
2- وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ص 423 - 424 بهذا الإسناد: أخبرنا الشيخ الثقة شيخ الإسلام أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي قال: أخبرنا الشيخ أَبو الحُسين المبارك بن عبد الجبار بن أَحمد الصيرفي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال: أَبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد ثابت الصيرفي قال: أبو الحسن عليّ بن محمد بن عقبة قال: أَبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز قال: أَبو الفضل نصر بن مزاحم ثم إنَّهم التقَوا بصِفِّين، واقتتلوا أشدَّ القتال حتَّى كادوا أن يتفانَوا، ثم إنَّ عمرو بن العاص مرَّ بالحارث بن نصر الجُشَمِيَّ وكان عدوّاً لعمرو، وكان عمروٌ قلَّما يجلِس مجلساً إلا ذكر فيه الحرب. فقال الحارث في ذلك: ليس عمروٌ بتارك ذِكرَه الحر ٭٭٭ بَ مَدَى الدَّهرِ أو يلاقِي عليّا واضعَ السَّيفِ فوقَ مَنْكبه الأَي ٭٭٭ منِ لا يحسَبُ الفوارسَ شيَّا لیت عمراً يلقاه في حَمَس النَّقْ ٭٭٭ ع وقد صارت السُّيُوف عِصِيَّا حيث يدعُو البِرَازُ حاميةَ القو ٭٭٭ م إذا كان بالبِرَاز مَلِيَّا فوق شُهْب مِثْلِ السَّحُوق من النَّخْ ٭٭٭ لِ ينادي المبارزِين: إليَّا ثُمَّ يا عَمرُو تستريحُ من الفخْ ٭٭٭ رِ وتلتقي به فتَی هاشمیَّا فالقه إن أَردتَ مكرُمةَ الدَّهْ ٭٭٭ رِ أَو الموتَ كلّ ذاك عليَا فلما سمع عمروٌ شعره قال: والله لو علمت أَنِّي أَموتُ أَلف مَوتةٍ لبارزتُ عليَّا في أَوَّلِ ما ألقاه. فلما بارزه طعنه عليٌّ فصرَعه، واتِّقا عمروٌ بعَورته، فانصرف عليٌّ عنه. وقال عليٌّ حين بدت له عورةُ عمرو فصرف وجهَهُ عنه الأبيات. ديوان الإمام علي علیه السلام ص 15
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 19، بحار الأنوار 4/397/34 البيت الأول فقط

الغنى عن كل دنس

وقال علیه السلام:

لاَ تَطْلُبَنَّ مَعِيشَةً بِمَذَلَّةٍ ٭٭٭ وَارْبَا بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ

وَإِذَا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالغِنَى ٭٭٭ عَنْ كُلِّ ذِي دَنَسٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ

فَلْيَرْجِعَنَّ إِلَيْكَ رِزْقُكَ كُلُّهُ ٭٭٭ لَوْ كَانَ أَبْعَدَ مِنْ مَقَامِ الكَوْكَبِ(1)

صبراً على شدة الأيام

وقال علیه السلام:

إِنِّي أَقُولُ لِنَفْسِي وَهْيَ ضَيِّقَةٌ ٭٭٭ وَقَدْ أَنَاخَ عَلَيْهَا الدَّهْرُ بِالعَجَبِ

صَبراً عَلَى شِدَّةِ الأَيَّامِ إِنَّ لَهَا ٭٭٭ عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إِلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ

سَيفتحُ اللَّهُ عَنْ قُرْبِ بِنَافِعَةٍ ٭٭٭ فِيهَا لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ(2)

لست أخشى الروع

وقال علیه السلام:

اللَّيْلُ هَوْلٌ يُرْهِبُ المَهِيبا ٭٭٭ وَيُذْهِلُ المُشَجَّعَ اللَّبِيبَا

فَإِنَّنِي أَهْوَلُ مِنْهُ ذيبا ٭٭٭ وَلَسْتُ أَخْشَى الرَّوْعَ وَالخُطُوبا

إِذَا هَزَزْتُ الصَّارِمَ القَضِيبَا ٭٭٭ أَبْصَرْتُ مِنْهُ عَجَباً عَجِيبا(3)

إذا ذكرتك ميتاً

وقال علیه السلام:

مَا غَاضَ دَمْعِي عِنْدَ نَازِلَةٍ ٭٭٭ إِلاَّ جَعَلْتُكَ لِلْبُكَا سَبَبَا

ص: 58


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 17
2- الفرج بعد الشدة 6/5 وفيه: يروى لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام الابيات. ديوان الإمام علي علیه السلام ص 14، في رحاب ائمة أهل البيت علیه السلام ص 304
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 24 - 25، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 104/2

وَإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتاً سَفَحَتْ ٭٭٭ عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا

إنِّي أُجِلُّ ثَرَىً حَلَلْتَ بِهِ ٭٭٭ عَنْ أَن أُرَى لِسِوَاهُ مُكتئباً(1)

البس أخاك

وقال علیه السلام:

أَلبِسْ أَخَاكَ عَلَى عُيُوبِهْ ٭٭٭ وَاسْتُر وَغَطِّ عَلَى ذُنُوبِهْ

وَاصْبِرْ عَلَى بَهْتِ(2) السَّفي ٭٭٭ هِ وَلِلزَّمَانِ عَلَى خُطُوبِهْ

وَدَعِ الجَوَابَ تَفَضُّلاً ٭٭٭ وَكِلِ الظُّلُومَ إِلى حَسِيبِهْ(3)

ص: 59


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 14، تذكرة الخواص ص 153 بهذا النص: ما فاض دمعي عند نازلةٍ ٭٭٭ إلا جعلتك للبكا سببا وإذا ذكرتك سامحتك به ٭٭٭ مني الجفون فَفاضَ وانکبا إني أَجل ثرى حللتَ بهِ ٭٭٭ أَن لا أَرى بئراء مكتئباً مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 298/1 - 299 بهذا النص: ما فاض دمعي عند نازلةٍ ٭٭٭ إلا جعلتك للبكا سببا وإذا ذكرتك سامحتك به ٭٭٭ مني الجفون فَفاضَ وانکبا إني أَجل ثرى حللتَ بهِ ٭٭٭ أَن لا أَرى بئراء مكتئباً
2- في الديوان «ظلم»
3- العقد الفريد 420/2 - 421 «باب في آداب الحكماء والعلماء» وفيه: ومن كلام عليّ علیه السلام: فيما يُروى عنه أنه قال: مَن حَلم ساد، ومن ساد استفاد، ومن استَحْيا حُرم، ومن هاب خاب، ومَن طلب الرئاسة صَبر على السَّياسة؛ ومَن أبصر عَيْب نفسه عَمِيَ عَيب غيره، ومَن سلَّ سيف البَغْي قُتل به، ومن احتَفَر لأخيه بئراً وقَع فيها، ومَن نَسي زَلَّته استعظم زلَة غيره، ومن هَتَكَ حِجاب غيره انهتكت عورات بَیته، ومن كابر في الأمور عَطِب، ومن اقتحم اللُّجج غرِق، ومن أُعجب برأيه ضَلَّ، ومن استغنى بعقله زلَّ، ومن تَجَبَّر على الناس ذلَّ، ومن تَعمَّق في العَمل مَلَّ؛ ومَن صاحَب الأنذال حُقِّر، ومن جالس العلماء وُقِّر، ومن دَخل مَدخل السُّوء اتُّهم؛ ومَن حَسُنَ خُلقه، سَهُلَت له طُرُقه؛ ومن حَسَّنَ کلامَه، كانت الْهَيْبة أمامَه؛ ومَن خَشِي الله فاز؛ ومَن استقاد الجَهْل، تَرك طَرِيق العَدْل؛ ومَن عرف أجلَه، قَصَّر أمله؛ ثم أنشأ يقول: الأبيات. دیوان الإمام علي علیه السلام ص 21

اغتر أهلها

وقال علیه السلام:

فَلَمْ أَرَ كَالدُّنْيَا بِهَا اغْتَرَ أَهْلُهَا ٭٭٭ وَلاَ كَاليَقِينِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبَهُ

أَمْرُّ عَلَى رَمسِ القَرِيبِ كَأَنّما ٭٭٭ أمُرُّ عَلَى رَمس امریءِ مَاتَ صَاحِبْه

إِذَا مَا اعْتَرَيْتَ الدَّهْرَ عَنْهُ بِحِيلَةٍ ٭٭٭ تُجَدِّدُ حُزْناً كُلَّ يَومِ نَوَادِبُه(1)

حفظوا غيبي

وقال علیه السلام:

أَلَمْ تَرَ قَوْمِي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوهُمْ ٭٭٭ أَجَابُوا وَإِنْ أَغْضَبْ عَلَى القَوْمِ يَغْضَبُوا

هُمْ حَفَظُوا غَيْبِي كَمَا كُنْتُ حَافِظاً ٭٭٭ لِقَوْمِي أُخْرَى مِثْلَهَا إِذْ تَغَيَّبُوا

بَنُو الحَرْبِ لَمْ تَعقَدْ بِهِم أُمهاتُهُمْ ٭٭٭ وَآبَاؤُهُمْ آبَاءُ صِدْقٍ فَأَنْجَبُوا(2)

إذا اشتد شوقي

وقال علیه السلام:

إِذَا اشْتَدَّ شَوْقِي زُرْتُ قَبْرَكَ بَاكِياً ٭٭٭ أنُوحُ وَأَشْكُو لاَ أَرَاكَ مُجَاوِبِي

فَيَا سَاكِنَ الصَّحْرَاءِ عَلَّمْتَنِي البُكَا ٭٭٭ وَذِكرُكَ أَنْسَانِي جَمِيعَ المَصَائِبِ

فَإِنْ كُنْتَ عَنِّي فِي التُّرَابِ مُغَيَّبَاً ٭٭٭ فَمَا كُنْتَ عَنْ قَلْبِ الحَزِينِ بِغَائِبِ(3)

ص: 60


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 30
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 12، وقعة صفين ص 160، شرح النهج 313/3 - 314 بهذا النص: ألمْ ترَ قَوْمي إن دَعَاهُمْ أخوهُم ٭٭٭ أجابُوا وإنْ يَغْضَبْ على الْقَوْم يَغْضَبُوا هُمُ حفِظوا غيبي كما كُنْتُ حافظاً ٭٭٭ لقوميَ أُخْرَى مثلَها إِنْ يُغَيَّبوا بنو الحربِ لم تقعدْ بهم أُمَّهَاتُهُمْ ٭٭٭ وآباؤهم آباءُ صِدْقٍ فانْجَبُوا
3- بحار الأنوار 547/22 - 67/548

أعلى الناس في النسب

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيُّ وأَعْلَى النَّاسِ فِي النَّسَبِ ٭٭٭ بعْدَ النَّبِيِّ الهَاشِمِيِّ المُصْطَفَى العَرَبِي

قُلْ لِلَّذِي غَرَّهُ مِنِّي مُلاطفَةً ٭٭٭ مَنْ ذَا يُخَلِّصُ أَوْرَاقاً مِنَ الذَّهَبِ

هَبَّتْ عَلَيْكَ رِياحُ المَوْتِ سَافِيَةً ٭٭٭ فَاسْتَبقني بَعْدَهَا لِلوَيْلِ وَالحَرَبِ(1)

اكتسب أدباً

وقال علیه السلام:

كُنْ ابنَ مَنْ شِئتَ وَاکْتَسِبْ أَدَباً ٭٭٭ يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ

فَلَيْسَ يُغْنِي الحَسِيبَ نِسبَتُهُ ٭٭٭ بِلاَ لِسَانٍ لَهُ وَلاَ أَدَبِ

إِنَّ الفَتَى مَنْ يَقُولُ هَا أَنَا ذَا ٭٭٭ لَيْسَ الفَتَى مَنْ يَقُولُ كَانَ أَبِي(2)

أمرك عجيب

وقال علیه السلام:

إذَا كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الفِرَاقْ ٭٭٭ فِرَاقُ الحَيَاةِ قَرِيبٌ قَرِيبُ

وَأَنَّ المُعِدَّ جِهَازَ الرَّحِيلْ ٭٭٭ لِيَومِ الرَّحِيلِ مُصِيبٌ مُصِيبُ

وَأَنَّ المُقَدِّمَ مَا لاَ يَفُوتُ ٭٭٭ عَلَى مَا يَفُوتُ مَعِيبٌ مَعِيبُ

وأنْتَ عَلَى ذَاكَ لاَ تَرْعَوِي ٭٭٭ فَأمْرُكَ عِنْدِي عَجِيبٌ عَجِيبُ(3)

ص: 61


1- بحار الأنوار 10/400/34 وفيه قال المجلسي: روي أنه علیه السلام أنشد تلك الأبيات بعد انقضاء المحرّم من العام 37 وإرادة الشروع ثانياً في القتال. وقوله علیه السلام: «قل للذي»: أي قل للذي يحبّني للطفي: لا تتوقّع من أهل الزمان أن يعرفوا فضلي، فإنّ الناس لا يميّزون بين أوراق الفضّة ودنانير الذهب. وسفت الريح التراب: ذرّته. وَحَرَبَهُ حرباً - كطلبه طلباً - سلب ماله، والحَرَب أيضاً: الهلاك والويل
2- دیوان الإمام علي ص 19
3- كنز الفوائد 162/2، بحار الأنوار للمجلسي 92/75 - 102/13

فرض على الناس

وقال علیه السلام:

فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوبُوا ٭٭٭ لَكِنَّ تَرْكَ الذُّنُوبِ أَوْجَبُ(1)

وَالدَّهْرُ فِي صَرْفِهِ عَجِيبٌ ٭٭٭ وَغَفْلَةُ النَّاسِ فِيهِ أَعْجَبُ

وَالصَّبْرُ فِي النَّائِبَاتِ صَعْبٌ ٭٭٭ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصعَبُ

وَكُلُّ مَا يُرتَجَى قَرِيبٌ ٭٭٭ وَالمَوْتُ مِنْ كُلِّ ذَاكَ أَقْرَبُ(2)

عجبت لجازع

وقال علیه السلام:

عَجِبْتُ لِجَازِعِ بَاكٍ مُصَابِ ٭٭٭ بِأَهْلٍ أَوْ حَمِيمٍ ذِي اكْتِئَابِ

يَشُقُّ الجَيْبَ يَدْعُو الوَيْلَ جَهْلاً ٭٭٭ كَأَنَّ المَوْتَ بِالشَّيءِ العُجَابِ

وَسَاوَى اللَّهُ فِيهِ الخَلْقَ حَتَّى ٭٭٭ نَبِيُّ اللَّهِ مِنْهُ لَمْ يُحَابِ

لَهُ مَلَكٌ يُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ ٭٭٭ لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ(3)

أَدَّبت نفسي

وقال علیه السلام:

أَدَّبْتُ نَفْسِي فَمَا وَجَدْتُ لَهَا ٭٭٭ بِغَيْرِ تَقْوَى الإِلَهِ مِنْ أَدَبِ

في كُلِّ حَالاَتِهَا وَإِنْ قَصُرَتْ ٭٭٭ أَفْضَلُ مِنْ صَمْتِهَا عَلَى الكُرَبِ

وَغِيبَةُ النَّاسِ إِنَّ غَيبَتَهُمْ ٭٭٭ حَرَّمَهَا ذُو الجَلاَلِ فِي الكُتُبِ

ص: 62


1- في البحار البيت الأول بهذا النص: توب ربِّ الورى واجب عليهم ٭٭٭ وتركهم للذنوب أرجب
2- الفصول المهمة لابن الصباغ ص 121 - 122، بحار الأنوار 88/75 - 92/8/9 «باب 16»، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 15 - 16. وروى مطالب السؤول ص 218 الأبيات باختلاف يسير
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 28 - 29

إِنْ كَانَ مِنْ فِضَّةٍ كَلاَمُكِ يَا نَفْ ٭٭٭ سُ فَإِنَّ الشَّكُوتَ مِنْ ذَهَبِ(1)

ليث هموس

وقال علیه السلام:

سَتَشْهَدُ لِي بِالكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَةٌ ٭٭٭ حَبَانِي بِهَا الظُّهْرُ النَّبِيُّ المُهَذَّبُ

وَتعْلَمُ أَنِّي فِي الحُروبِ إِذَا التَظَتْ(2) ٭٭٭ بِنيرَانِهَا اللَّيْتُ الهَمُوسُ المُجَرَّب(3)

وَمِثْلِيَ لاَقَى الهَوْلَ فِي مُفْظَعَاتِهِ ٭٭٭ وَقَلَّ(4) لَهُ الجَيْشُ الخَمِيسُ العَطَبْطَبُ(5)

وَقَدْ عَلِمَ الأَحْيَاءُ أَنِّي زَعِيمُها ٭٭٭ وَأَنِّي لَدَى الحَرْبِ العَذِيقُ المُرَجَّبُ(6)

إنما الفخر لعقل

وقال علیه السلام:

أَيُّهَا الفَاخِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ ٭٭٭ إِنَّمَا النَّاسُ لأُم وَلأَبْ

هَلْ تَرَاهُمْ خُلِقُوا مِنْ فِضَّةٍ ٭٭٭ أَمْ حَدِيدٍ أَمْ نُحَاسٍ أَمْ ذَهَبْ

بَلْ تَرَاهُمْ خُلِقُوا مِنْ طِينَةٍ ٭٭٭ هَلْ سِوى لَحْمٍ وَعَظْمٍ وَعَصَبْ

ص: 63


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 20
2- في الديوان «التظى»
3- في الديوان المرّجب
4- في الديوان «وفل»
5- الخميس: الجيش، سمي به لأن له خمسة أركان: مقدمة وقلب وميمنة وميسرة وساق
6- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 23 بحار الأنوار للمجلسي 35/21 - 36/36 وفيه: من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين علیه السلام ممّا أنشده في غزاة خيبر: الأبيات. قال المجلسي: الالتظاء: الاشتعال والالتهاب، وقال الجوهريّ: الأسد الهموس: الخفيّ الوطه، و «قلَّ» المضبوط في النسخ بالقاف، ولعلَ الفاء أنسب من قولهم: فلّ الجيش: إذا هزمهم، والعطبطب لم أجده في اللغة، وفي الشرح: المهلك، والزعيم: سيد القوم ورئيسهم، والعذيق تصغير العذق بالفتح وهي النخلة، وهو تصغير تعظيم، والرجبة هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها، ومن الترجيب: أن تعمد بخشبة ذات شعبتين، وقيل: أراد بالترجيب التعظيم، كلّ ذلك ذكره في النهاية

إِنَّمَا الفَخْرُ لِعَقْلٍ ثَابِتٍ ٭٭٭ وَحَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَأَدَبْ(1)

ترك الذنوب أوجب

وقال علیه السلام:

تَوْبُ رَبِّ الوَرَى وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ ٭٭٭ وَتَرْكُهُمْ لِلْذُّنُوبِ أَوْجَبُ

وَالدَّهْرُ فِي صَرْفِهِ عَجِيبٌ ٭٭٭ وَغَفْلَةُ النَّاسِ فِيهِ أَعْجَبُ

وَالصَّبْرُ فِي النَّائِبَاتِ صَعْبٌ ٭٭٭ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبُ

وَكُلَّ مَا يُرْتَجَى قَرِيبٌ ٭٭٭ وَالمَوْتُ مِنْ كُلِّ ذَاكَ أَقْرَبُ(2)

نحن أولى بالكتب

وقال علیه السلام:

أنَا عَلِيٌّ وَابْنُ عَبْدِ المُطَّلبْ ٭٭٭ نَحْنُ لَعَمْرُ اللهِ أوْلَى بِالكُتُبْ

مِنَّا النَّبِيُّ المُصْطَفَى غَيْرُ كَذِبْ ٭٭٭ أهلُ اللّوَاءِ وَالمَقَامِ والحُجُبْ

نَحْنُ نَصَرْنَاهُ عَلَى جُلِّ العَرَبْ ٭٭٭ يَا أَيُّهَا العَبْدُ الغَرِيرُ المُنْتَدَبْ

إِثْبِتْ لَنَا يَا أَيُّهَا الكَلْبُ الكَلِبْ(3)

ص: 64


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 19
2- بحار الأنوار 88/75 - 92/89 وفيه: حضر لديه إنسان فقال: يا أمير المؤمنين أسألك أن تخبرني عن واجب وأوجب وعجب وأعجب، وصعب وأصعب، وقريب وأقرب؟ فما انبجس بیانه بكلماته ولا خنس لسانه في لهواته حتى أجابه علیه السلام بأبياته وقال: الأبيات
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 12 - 13، وقعة صفين ص 272 - 273 المناقب للخوارزمي ص 223 وفيه: روي أن حريثاً مولى معاوية كان شجاعاً بطلاً يعده معاوية لكل شديدة، وقد أبلى في فتح عسقلان وقتل عدة من الشجعان، وكان يركب فرس معاوية ويلبس لباسه وسلاحه، فيظن الناس أنه معاوية وكان الشقي يتمنى مبارزة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وكان معاوية ينهاه عن مبارزته ضنّا به فقال في اليوم الثالث من حرب صفين لمعاوية: إن أنا قتلت علياً أتقلّدني ولاية الطبرية؟ فقال معاوية: لا تبارز عليا، وعليك بالأشتر، فإن أنت قتلته فقد كفيت وأغنيت، فأما عليّ فلا تبارزه فإنّ لي نابين: أحدهما انت والآخر عبد الرحمان بن خالد بن الوليد، وإن فجعت بك لم أجد بدلاً منك، نجانب عليا فسمع بذلك عمرو بن العاص فخلا بحريث وقال له انت لو كنت قرشياً ما نهاك معاوية عن مبارزة علي، ولأحب أن تقتل عليا وتريحه منه ولكنه يكره أن يقتل ابن عمه مولاه فإن وجدت فرصة فاقحم، فإن حظها لك، فلما خرج علي علیه السلام أمام الخيل انبرا له حريث فحمل عليه علي علیه السلام وهو يقول: أنا علي وابن عبد المطلب ٭٭٭ نحن وبيت الله أولى بالكتب منا النبيّ المصطفى غير الكذب ٭٭٭ أهل اللواء والمقام والحجب نحن نصرناه على جل العرب ٭٭٭ يا أيها العبد الغرير المنتدب أثبت لها يا أيها الكلب الكلب فقيل: يا أمير المؤمنين تبرز إلى هذا الكلب؟ قال: والله إنه لأعظم عناء من معاوية، فضربه على رأسه فسقط قتيلاً على هامته، فجزع عليه معاوية جزعاً شديداً وقال: يا عمرو ما أنصفته حين أمرته بأمر كرهته لنفسك. وفي كتاب الإمام علي من المهد إلى اللحد للقزويني روى بيتاً واحداً هذا نصه: أنا علي وابن عبد المطلب ٭٭٭ الموت خير للفتى من الهرب وقاله بعد أن جاء برأس عمرو إلى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم

نصرت ربّ محمد

وقال علیه السلام:

نَصَرَ الحِجَارَةَ(1) من سَفاهةِ رَأيهِ ٭٭٭ وَنَصَرْتُ رَبَّ مُحَمَّدٍ بِصَوَابِي

فَصَدَدْتُ حِينَ تَرَكْتُهُ(2) مُتَجَدِّلا(3) ٭٭٭ كَالجِذْع(4) بين دَكادِكِ(5) وَرَوَابِي(6)

وَعَفَفْتُ عَنْ أَثوابِهِ وَلَوْ أَنَّنِي ٭٭٭ كُنْتُ المُقَطَّرَ (7)(8) بَزَّنِي(9) أَثْوَابِي

لاَ تَحْسِبُنَّ اللَّهَ خَاذِلَ دِينِهِ ٭٭٭ وَنَبِّيهِ يَا مَعْشَرَ الأَحْزَابِ(10)

ص: 65


1- الحجارة (هنا): الأنصاب التي كانوا يعبدونها ويذبحون لها
2- في الإرشاد وأعلام الورى «فضربته وتركته»، وفي السيرة النبوية لابن كثير «فصدرت حين تركته»، وفي مسند الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم «وضربته وتركته»
3- متجدلاً: لاصِقاً بالأرض
4- الجذع: فرع النخلة
5- الدكادك: جمع دكداك، وهو الرمل اللين
6- الروابي: جمع رابية، وهي الكدية المرتفعة
7- في شرح الأخبار «المصرع»
8- المقطر: الذي ألقى على أحد قطريه، أي جنبيه. والقطر: الجانب، يقال: طعنه فقطره: أي ألقاه على أحد جنبيه
9- بزني: سلبني وجردني
10- السيرة النبوية لابن هشام 177/3 - 178 وفيه: خرج عليّ بن أبي طالب علیه السلام في نفر معه من المسلمين، حتى أخذوا عليهم الثَّغرة التي أَقحموا منها خيلهم، وأقبلت الفُرسان تُعْنِق نحوَهم، وكان عمرو بن عَبْدِ وُدّ قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة، فلم يَشْهد يوم أُحُد، فلما كان يوم الخَنْدق خرج مُعْلِماً ليرى مكانه. فلما وقف هو وخَيْله، قال: من يبارز؟ فبرز له عليّ بن أبي طالب، فقال له: يا عمرو، إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قُريش إلى إحدى خَلَّتين إلا أخذتَها منه: قال له: أَجَل؛ قال له عليّ: فإني أدعوك إلى الله، وإلى رسوله، وإلى الإسلام؛ قال: لا حاجة لي بذلك؛ قال: فإني أدعوك إلى النَّزال؛ فقال له: يابن أخي، فوالله ما أحبّ أن أقتلك، قال له عليّ: لكني والله أحب أن أقتلك؛ فَحَمي عمرو عند ذلك، فاقتحَم عن فرسه، فعَقره، وضَرَب وجْهه، ثم أقبل على عليّ، فتنازلا وتجاولا، فقتله عليّ رضي الله عنه. وخرجت خَيْلهم مُنْهزمة، حتى اقتحمت من الخَندق هاربةً. قال ابن إسحاق: وقال عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه في ذلك: الأبيات. وروى الأبيات النعماني في شرح الأخبار 296/1، والمفيد في الإرشاد 99/1 وفي موضع آخر رواها المفيد في إرشاده أيضاً 104/1 بهذا النص: أعَلَيّ تَفْتَحمُ الفوارسُ هكذا ٭٭٭ عنّي وعنها خَبِّروا أصحابي اليومَ تَمْنَعُني الفرارَ حَفيظتي ٭٭٭ ومُصَمِّمٌ في الرأس ليس بنابي أَرْدَتُ عَمْرَاً حين أخْلَصَ صَقْلَه ٭٭٭ صافي الحديد مُجَرّبٍ قَضَاب فصَدّدتُ حينَ تَرَكتُه مُتَجَدِّلاً ٭٭٭ كالجذْع بينَ دَكادِكِ ورَوابي وعَفَفْتُ عن أثوابه ولَو أنّني ٭٭٭ كُنْتُ المُقَطُّر بَزّني أثوابي ووردت الأبيات أيضاً كما في النص الأول في أعلام الورى 192/1 - 193، والسيرة النبوية لابن كثير 203/3، وبحار الأنوار 257/20، والإمام علي من المهد إلى اللحد ص 134، ومسند الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم 213/3 - 214، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 14 - 15 بهذا النص: عبَدَ الحجارةَ مِن سفاهة رأيه ٭٭٭ وعبدت ربُّ محمدٍ بصوابِ فصدَدْتُ حين تركتُهُ متجدِّلا ٭٭٭ کالجذعِ بين دكادك وروابي وعففت عن أثوابه ولو أنني ٭٭٭ كنتُ المقطر بزنى أثوابي لا تحسَبنَّ الله خاذل دينه ٭٭٭ ونبيَّهُ يا معشرَ الأحزاب أعليَّ تقتحم الفوارس هكذا ٭٭٭ عني وعنهم خبروا أصحابي فاليوم تمنعني الفرارَ حفيظتي ٭٭٭ ومصمم في الرأس ليسَ بنابي أدى عمير حين أَخلص صقله ٭٭٭ صافي الحديدة يستفيض ثوابي فغدوتُ ألتمس القرعَ بمرهَف ٭٭٭ عَضبٍ مع البتراء في أقراب آلی ابن عبد حين جاء محاربا ٭٭٭ وحلفت فاستمعوا من الكذاب أن لا يفر ولا يهلل فالتقى ٭٭٭ رجلان يلتقيان كل ضراب وغدوت التمس الفراع وصارم ٭٭٭ عضب كلون الملح في أقراب عرفَ ابنُ عبدٍ حين أَبصر صارماً ٭٭٭ يهتز أنَّ الأمر غير لِعاب

ص: 66

فرج قريب

وقال علیه السلام:

إِذا اشْتَمَلَتْ عَلَى الیَأْسِ القُلُوبُ ٭٭٭ وَضَاقَ لِمَا بِهِ الصَّدرُ الرَّحِيبُ

وَأَوْطَنَتِ المَكَارِهُ وَاسْتَقَرَّتْ ٭٭٭ وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوبُ

وَلَمْ تَرَ لانْكِشَافِ الضُرِّ وَجْهاً ٭٭٭ وَلاَ أَغنَى بِحِيلَتِهِ الأَريبُ

أَتَاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ ٭٭٭ يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيفُ المُسْتَجِيبُ

وَكُلُّ الحَادِثَاتِ إِذا تَنَاهَتْ ٭٭٭ فَمَوصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرِيبُ(1)

ص: 67


1- أورده الخطيب البغدادي في تاريخه وابن عساكر في تاريخه والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 183 وأيضاً في ديوان الإمام علي علیه السلام ص 12 والبداية والنهاية 10/8 - 11، ونقل الدميري في حياة الحيوان ص 242 ينسبها إلى ابن السكيت أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقي الأهوازي الإمامي النحوي اللغوي الأديب المعروف (ابن السكيت) بكسر السين وتشديد الكاف، ذكره كثير من المؤرخين وأثنوا عليه وكان ثقة جليلاً من عظماء الشيعة وبعد من خواص الإمامين التقيين علیه السلام وكان حامل لواء علم العربية والأدب والشعر واللغة والنحو، ولقد أتحف المكتبة الإسلامية بتصانيفه القيمة النيرة منها: تهذيب الألفاظ وكتاب إصلاح المنطق. قال ابن خلكان: قال بعض العلماء ما عبر على جسر بغداد كتاب من اللغة مثل إصلاح المنطق ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة ولا نعرف في حجمه مثله في بابه. ولذلك المتوكل العباسي ألزم ابن السكيت أن يؤدبه ولديه المعتز والمؤيد انتهى. قتله المتوكل عليه لعنة الله في ليلة الاثنين لخمس خلون من رجب سنة 244، فابن السكيت هو خريج مدرسة أهل البيت علیه السلام وهو من الرجال الذين حملوا مشعل السيادة والانتصار وتحلى بالثبات وصدق العزيمة، فكان متميزاً وفريداً في موقفه، عندما سأله المتوكل قال: يا يعقوب أيهما أحب إليك ابناي هذان يعني (المعتز والمؤيد) أم الحسن والحسين علیه السلام: فقال بكل جرأة وبسالة (والله إن قنبراً خادم علي بن أبي طالب خير منك ومن ابنيك) فقال المتوكل للأتراك: سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا به ذلك فمات رضوان الله عليه. ومن العجب أنه كان قبل ذلك بيسير أنشد هذين البيتين لولدي المتوكل وهو يعلمهما. يصاب الفتى من عشرة بلسانه ٭٭٭ وليس يصاب المرء من عشرة الرّجل فعشرته في القول تذهب رأسه ٭٭٭ وعشرته في الرجل تبرا على مهل دخل ابن السكيت الجنة من باب الشهادة وهي من أوسع أبوابها، لقد آثر الموت على الحياة مع الظالمين وفاءً منه للإمام علي علیه السلام فرحمه الله فلقد ذهب ونفسه مفعمة بالإيمان والوفاء، وهاتان الخصلتان هما شعار المسلم لأن من تحلى بهما ساد قومه، وصفحات التاريخ تشهد لابن سكيت بالجهاد والوفاء. والنص في البداية والنهاية هذا: وروى الخطيب البغدادي من طريق أبي جعفر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط شريط، عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبي طالب: إذا اشتملت على الناس القلوب ٭٭٭ وضاق بما به الصدر الرحيب وأوطنت المكاره واطمأنت ٭٭٭ وأرست في أماكنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضر وجها ٭٭٭ ولا أغنى بحيلته الأريب أتاك على قُنوط منك غَوث ٭٭٭ يمنّ به القريب المستجیب وكل الحادثات إذا تناهت ٭٭٭ فموصول بها الفرج القريب

سناني فيه المنايا

وقال علیه السلام:

أَقْصِرُوا الهَزْلَ بَيْنَنَا وَالخِطَابَا ٭٭٭ لَسْتُ مِمَّنْ يَخَافُ أَوْ أَنْ يَهَابَا

مُنْيَتِي الحَرْبُ وَاشْتِيَاقِي إِلَيْهِ ٭٭٭ وَاعتِمَادِي عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَابَا

دُونَكُمْ لِلبِرازِ إِنْ رَمَيْتُمُوهُ ٭٭٭ سَوْفَ تَلْقَوْنَ فِي الحَرْبِ التِهَابَا

إنْ أَرَدْتُمْ بِرَازَ قِرْنٍ لِقِرْنِ ٭٭٭ أَوْ جَمِيعاً فَشِئْتُم أَيّ بَابَا

فَسِنَانِي تَرَوْنَ فيهِ المَنَايَا ٭٭٭ وَصَارِمِي فِي رِقابكمْ كَالشِّهابا(1)

أفضل قسم الله

وقال علیه السلام:

وَأَفْضَلُ قِسْم اللهِ لِلْمَرْءِ عَقْلُهُ ٭٭٭ فَلَيْسَ مِنْ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ

إذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَنُ لِلمَرْءِ عَقْلَهُ ٭٭٭ فَقَدْ كَمُلَتْ أَخْلاَقُهُ وَمَآرِبُهْ

يَعِيشُ الفَتَى فِي النَّاسِ بِالعَقْلِ إِنَّهُ ٭٭٭ عَلَى العَقْلِ يَجرِي عِلمُه وَتَجَارِبُه(2)

ص: 68


1- نور الأبصار «تأليف جماعة من العلماء» ص 89 - 90
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 18 - 19

قبر الحبيب

وقال علیه السلام:

مالِي وَقَفْتُ عَلَى القُبُورِ مُسَلِّماً ٭٭٭ قَبْرَ الحَبِيبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي

أَحَبيبُ مَا لَكَ لاَ تَرُدُّ جَوَابَنَا ٭٭٭ أنَسِيتَ بَعْدِي خِلَّةَ الأَحْبَابِ

قَالَ الحَبِيبُ وَكَيْفَ لِي بِجَوَابِكُمْ ٭٭٭ وَأَنَا رَهِينُ جَنَادِلٍ وَتُرَابٍ

أَكَلَ التُّرَابُ مَحَاسِنِي فَنَسِيتُكُمْ ٭٭٭ وَحُجِبْتُ عَنْ أَهْلِي وَعَنْ أَتْرَابِي

فَعَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلامُ تَقَطَّعَتْ ٭٭٭ مِنّي وَمِنْكُم خِلَّةُ الأَحْبَابِ(1)

تبّت يداك

وقال علیه السلام:

أَبَا لَهَبٍ تَبّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ ٭٭٭ وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَةَ الحَطَبْ

خَذَلْتَ نَبِياً خَيْرَ مَنْ وَطَأَ الحَصَى ٭٭٭ فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَةَ بِالعَطَبْ

وَخِفْتَ أَبَا جَهْلٍ فَأَصْبَحْتَ تَابِعاً ٭٭٭ لَهُ وَكَذَاكَ الرّأسُ يَتْبَعُهُ الذَّنَبْ

ص: 69


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 22، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ ص 148 بهذا النص: مالي مررت على القبور مسلماً ٭٭٭ قبر الحبيب فلم يرد جوابي يا قبر مالك لا تجيب مناديا ٭٭٭ أمللت بعدي خلة الأحباب بحار الأنوار للمجلسي 48/217/43 بهذا النص: قال الحبيب: وكيف لي بجوابكم ٭٭٭ وأنا رهين جنادل وتراب أكل التراب محاسني فنسيتكم ٭٭٭ وحجبت عن أهلي وعن أترابي فعليكم منّي السلام تقطّعت ٭٭٭ عنّي وعنكم خلّة الأحباب نور الأبصار للشبلنجي ص 47 بهذا النص: مالي مررت على القبور مسلماً ٭٭٭ قبر الحبيب فلم يرد جوابي يا قبر مالك لا تجيب منادياً ٭٭٭ أمللت بعدي خلة الأحباب فأجابه هاتف يسمع صوته ولا يرى شخصه وهو يقول: قال الحبيب وكيف لي بجوابكم ٭٭٭ وأنا رهين جنادل وتراب أكل التراب محاسني فنسيتكم ٭٭٭ وحجبت عن أهلي وعن أترابي فعليكم مني السلام تقطعت ٭٭٭ مني ومنكم خلة الأحباب

فَأَصْبَحَ ذَاكَ الأَمْرُ عَاراً يُهيلُهُ ٭٭٭ عَلَيْكَ حَجِيجُ البَيْتِ فِي مَوْسِمِ العَرَبْ

وَلَوْ كَانَ مِنْ بَعْضِ الأَعادِي مُحَمَّدٌ ٭٭٭ لَحَامَيْتُ عَنْهُ بِالرِّمَاحَ وَبِالقُضُبْ

وَلَمْ يُسْلِمُوهُ أَوْ يُصَرَّعَ حَوْلَهُ ٭٭٭ رِجالُ بلاءٍ بِالحُرُوبِ ذَوُو حَسَبْ(1)

صافي الأديم

وقال علیه السلام:

أَنا عَلِيٌّ وَابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ ٭٭٭ أَخُو النَّبِيِّ المُصْطَفَى المُنْتَجَبْ

رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ قَدْ غَلَبْ ٭٭٭ بيَّنَهُ رَبُّ السَّمَاءِ فِي الكُتُبْ

وَكُلُّهُمْ يَعْلَمُ لاَ قَوَلَ كَذِبْ ٭٭٭ وَلاَ بِزُورٍ حِينَ یَدءٍ بالنَّسَبْ

صَافِي الأَدِيمِ والجَبِينِ كَالذَّهَبْ ٭٭٭ اليَوْمَ أَرضِيهِ بِضَرْبٍ وَغَضَبْ

ضَرْبَ غُلامٍ أَرِبٍ مِنَ العَرَبْ ٭٭٭ لَيْسَ بِخَوَّارٍ يُرَى عِنْدَ النَّكَبْ

فَاثبِتْ لِضَرْبٍ مِنْ حُسَامٍ كَاللَّهَبْ(2)

اكتسب أدبا

وقال علیه السلام:

لَوْ صِيغَ مِنْ فِضَةٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ ٭٭٭ لَعَادَ مِنْ فَضْلِهِ لَمَّا صَفَا ذَهَبَا

مَا للفَتَى حَسَبٌ إِلاَّ إِذَا كَمُلَتْ ٭٭٭ أَخْلاَقُهُ وَحَوَى الآدابَ والحَسَبا

فَاطْلُبْ فَدَيْتُكَ عِلْماً وَاكْتَسِبْ أَدَباً ٭٭٭ تَظْفَرْ يَدَاكَ بِهِ وَاسْتَعْجِل الطَّلَبا

لِلَّهِ دَرُّ فَتًى أَنْسَابُهُ كَرَمٌ ٭٭٭ يَا حَبَّذَا كَرمٌ أَضْحَى لَهُ نَسَبا

هَلِ المُروءَةُ إِلاَّ مَا تَقُومُ بِهِ ٭٭٭ مِنَ الذِّمَامِ وَحِفْظِ الجَارِ إِنْ عَتَبَا

ص: 70


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 16، تذكرة الخواص ص 156 ولم يذكر البيت الأخير من القصيدة
2- بحار الأنوار للمجلسي 36/37/21 وفيه قال المجلسي: حين يده قال الشارح: الداو والدأي: الحكاية، ولم أجده فيما عندنا من الكتب، وفي القاموس دأيت الشيء كسعيت: ختلته، ويحتمل أن يكون بالباء الموحّدة من الابتداء

مَنْ لَمْ يُؤَدِّبُهُ دِينُ المُصْطَفَى أَدَباً ٭٭٭ مَحْضاً تَحَيَّرَ فِي الأَحْوَالِ وَاضْطَرَبَا(1)

سيكفيني المليك

وقال علیه السلام:

سَيَكْفِينِي المَلِيكُ وَحَدُّ سَيْفٍ ٭٭٭ لَدَى الهَيجَاءِ يَحْسَبُهُ شِهابا

وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَطِّ لَدْنٌ ٭٭٭ شَدَدْتُ غُرابَهُ أَنْ لاَ يُحَابا

أذُودُ بِهِ الكَتِيبَةَ كُلَّ يَومٍ ٭٭٭ إِذا مَا الحَرْبُ تَضْطَرِمُ التِهَابَا

وَحَوْلِي مَعْشَرٌ كَرُمُوا وَطابُوا ٭٭٭ يُرَجُّونَ الغَنِيمَةَ وَالنَّهَابَا

وَلاَ يَنْجونَ مِنْ حَذَرِ المَنَايَا ٭٭٭ سُؤَالَ المالِ فِيهَا وَالإِيَابَا

فَدَعْ عَنْكَ التَّهَدُّدَ وَاصْلِ ناراً ٭٭٭ إِذَا خَمُدَتْ صَلَيْتَ لَهَا شِهَابا(2)

أعليّ تقتحم الفوارس؟

وقال علیه السلام:

أَعَلَيَّ تَقْتَحِمُ الفَوَارِسُ هَكَذَا ٭٭٭ عَنِّي وَعَنْهُمْ حَدِّثُوا أَصْحَابِي

بارَزْتُهُ فَتَرَكْتُهُ مُتَجَدِّلاً ٭٭٭ بِمُصَمِّمٍ(3) فِي الكَفِّ ليس بِنَابِي

وَعَفَفْتُ عَنْ أَثْوَابِهِ وَلَوْ أَنَّنِي ٭٭٭ كُنْتُ الْمُجَدَّلَ بَزَّنِي أَثْوَابِي

آلى لِيَقْتُلَنِي بِحَلَفَةِ كَاذِبٍ ٭٭٭ وَحَلَفْتُ فَاسْتَمِعُوا إلى الكَذَّابِ

نَصَرَ الحِجَارَةَ مِنْ سَفَاهَةِ رَأْيِهِ ٭٭٭ وَنَصَرْتُ رَبَّ مُحَمَّدٍ بِصَوابِ

لاَ تَحْسِبُنَّ اللَّهَ خَاذِلَ دِينِهِ ٭٭٭ وَنَبِيِّهِ يَا مَعَشْرَ الأَحزابِ(4)

ص: 71


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 30 - 31
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 31، بحار الأنوار للمجلسي 9/399/34
3- المُصمِّم: السيف الماضي
4- شرح الأخبار للقاضي أبي حنيفة النعمان 322/1 - 293/324، ترجمة الإمام علي علیه السلام لابن عساكر 171/1 - 172 بهذا النص: أعلي يقتحم الفوارس هكذا ٭٭٭ عني وعنهم أخبروا أصحابي اليوم يمنعني الفرار حفيظتي ٭٭٭ ومصمم في الرأس ليس ينابي أردى عميراً حين أخلص صقله ٭٭٭ صافي الجديدة يستعيض ثوابي وغدوت ألتمس القراع بمرهف ٭٭٭ عضب مع البتراء في أقرابي آلا ابن عبد حين شدّ اليّة ٭٭٭ وحلفت فاستمعوا من الكذّاب ألا أصد ولا يهلل فالتقى ٭٭٭ رجلان يضطربان كل ضراب فصدرت حين تركته متجدلا ٭٭٭ كالجذع بين دكادك وروابي وعففت عن أثوابه ولو أنني ٭٭٭ كنت المقطّر بزّني أثوابي مناقب ابن شهر آشوب 163/3 بهذا النص: أعليّ تقتحم الفوارس هكذا ٭٭٭ عني وعنهم خبروا أصحابي عبد الحجارة من سفاهة رأيه ٭٭٭ وعبدت رب محمد بصوابي اليوم تمنعني الفرار حفيظتي ٭٭٭ ومصمم في الهام ليس بناب أرديت عمراً إذ طغى بمهند ٭٭٭ صافي الحديد مجرب قصاب لا تحسبن الله خاذل دینه ٭٭٭ ونبيه يا معشر الأحزاب تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 157 بهذا النص: أعلي يقتحم الفوارس هكذا ٭٭٭ وتنوء عنها أسرتي وصحابي اليوم يمنعني الفرار حفيظتي ٭٭٭ ومصحم في الرأس ليس تبابي علم ابن عبد حين أبصر صارمي ٭٭٭ يهتز أن الأمر غير لعاب عبد الحجارة من سفاهة رأيه ٭٭٭ وعبدت رب محمد بصوابي لا تحسبوا الرحمان خاذل دينه ٭٭٭ ونبيّه يا معشر الأحزاب السيرة النبوية لابن كثير 205/30 بهذا النص: أعلي تقتحم الفوراس هكذا ٭٭٭ عني وعنهم أخروا أصحابي اليوم يمنعني الفرار حفيظتي ٭٭٭ ومصمم في الرأس ليس بنابي كشف الغمة لابن الفتح الاربلي 198/1 بهذا النص: أعليٌّ تفتخر الفوارس هكذا ٭٭٭ عني وعنهم خبروا أصحابي اليوم يمنعني القرار حفيظتي ٭٭٭ ومصمم في الرأس ليس بناب إلى أن ود حين شد الية ٭٭٭ وحلفت فاستمعوا إلى الكذاب أن لا أصد ولا يولي فالتقى ٭٭٭ رجلان يضطربان كل ضراب نصر الحجارة من سفاهة رأيه ٭٭٭ ونصرت رب محمد بصواب فغدوت حين تركته متجدلاً ٭٭٭ کالجذع بين دكادك وروابي وعففت عن أثوابه ولو انني ٭٭٭ كنت المجدل بزني أثوابي لا تحسبن الله خاذل دينه ٭٭٭ ونبيه يا معشر الأحزاب بحار الأنوار للمجلسي 12/91/41 «الباب 106 مهابته وشجاعته» بهذا النص: أعليّ تقتحم الفوارس هكذا ٭٭٭ عنّي وعنهم خبّروا أصحابي نصر الحجارة من سفاهة رأيه ٭٭٭ وعبدت ربّ محمد بصواب اليوم تمنعني الفرار حفيظتي ٭٭٭ ومصمم في الهام ليس بناب ارديت عمراً إذ طغى بمهنّد ٭٭٭ صافي الحديد مجرّب قصّاب لا تحسبنّ الله خاذل دينه ٭٭٭ ونبیّه يا معشر الأحزاب

ص: 72

أنا ابن المبجل

وقال علیه السلام:

يُهَدِّدُنِي بِالعَظِيم الوَلِيدُ ٭٭٭ فَقُلْتُ أَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبِ

أنَا ابْنُ المُبَجَّلِ بِالأَبْطَحَيْنِ ٭٭٭ وَبِالبَيْتِ مِنْ سَلَفَيْ غَالِبِ

فَلاَ تَحْسَبَنِّي أَخَافُ الوَلِيدَ ٭٭٭ وَلاَ أَنَّنِي مِنهُ بِالهَائِبِ

فَيَا بنَ المُغِيرَةِ إِنِّي امرُؤٌ ٭٭٭ سَمُوحُ الأنَامِلِ بِالقَاضِبِ

طَوِيلُ اللِّسَانِ عَلَى الشائِنين ٭٭٭ قَصِيرُ اللِّسَانِ على الصَّاحِبِ

خَسِرْتُمْ بِتَكْذِيبِكُمْ لِلرَّسُولِ ٭٭٭ تَعِيبُونَ مَا لَيْسَ بِالعَائِبِ

وَكَذَّبْتُمُوهُ بِوَحْيِ السَّمَاءِ ٭٭٭ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ لِلْكَاذِبِ(1)(2)

قريح القلب

وقال علیه السلام:

قَرِيحُ القَلْبِ مِنْ وَجع الذُّنُوبِ ٭٭٭ نَحِيلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بِالنَّحِيبِ

أَضَرَّ بِجِسْمِهِ سَهَرُ اللَّيَالِي ٭٭٭ فَصَارَ الجِسْمُ مِنْهُ كَالقَضِيبِ

وَغَيَّرَ لَوْنَهُ خَوْفٌ شَدِيدٌ ٭٭٭ لِمَا يَلْقَاهُ مِنْ طُولِ الكُرُوبِ

يُنَادِي بِالتَّضَرُّعِ يَا إِلهِي ٭٭٭ أَقِلْنِي عَشْرَتِي وَاسْتُرْ عُيُوبِي

ص: 73


1- في البحار: فلعنة الله على الكاذب
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 22، بحار الأنوار 397/34 - 7/398 وفيه قال المجلسي: الأبطح: مسيل واسع فيه حصىّ صغار. وقيل: أريد بالأبطحين أبطح مكّة وأبطح المدينة الذي يقال له: وادي العقيق. ووجه تبجيل أبي طالب بالمدينة، أنّ سلمى أمّ عبد المطلب كانت منها. وإنّما خصّ من أسلافه وأجداده غالباً تفوّلاً بالغلبة. والقاضب: السيف القاطع: أي تجود أنامله بأعمال السيوف القاطعة. والشانئون: المبغضون. وقوله «ما ليس بالعائب»: أي خلقاً لا يصير سبباً لعيب صاحبه

فَزِعْتُ إلى الخَلاَئِقِ مُستَغِيثاً ٭٭٭ فَلَمْ أَرَ فِي الخَلاَئِقِ مِنْ مُجِيبِ

وَأَنْتَ تُجِيبُ مَنْ يَدْعُوكَ رَبِّي ٭٭٭ وَتَكْشِفُ ضُرَّ عَبْدِكَ يَا حَبِيبِي

وَدَائِي بَاطِنٌ وَلَدَيْكَ طِبٌّ ٭٭٭ وَمَنْ لِي مِثْلُ طِبِّكَ يَا طَبِيبِي(1)

تَردَّ رِداءَ الصَّبْرِ

وقال علیه السلام:

تردَّ رِداءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوائِبِ ٭٭٭ تَنَلْ مِنْ جَمِيلِ الصَّبْرِ حُسْنَ العَوَاقِبِ

وَكُنْ صَاحِباً لِلحِلْمِ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ ٭٭٭ فَمَا الحِلْمُ إِلاَّ خَيْرَ خِدْنٍ وَصَاحِبِ

وَكُنْ حَافِظاً عَهْدَ الصَّدِيقِ وَرَاعِياً ٭٭٭ تَذُقْ مِنْ كَمَالِ الحِفْظِ صَفْوَ المَشَارِبِ

وَكُنْ شَاكِراً لِلَّهِ فِي كُلِّ نِعْمَةٍ ٭٭٭ يُثِبْكَ عَلَى النُّعْمَى جَزِيلَ المَوَاهِبِ

وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ ٭٭٭ فَكُنْ طَالِباً فِي النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ

وَكُنْ طَالِباً لِلْرِزْقِ مِنْ بَابِ حِلَّةٍ ٭٭٭ يُضَاعَفْ عَلَيْكَ الرِّزْقُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لاَ تَبْدُلَنَّهُ ٭٭٭ وَلاَ تَسْأَلِ الأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ

وَكُنْ مُوجِباً حَقَّ الصَّدِيقِ إِذَا أَتَى ٭٭٭ إِليكَ بِبِرٍ صَادِقٍ مِنكَ وَاجِبِ

وَكُنْ حَافِظاً للوَالِدَيْنِ وَنَاصِراً ٭٭٭ لِجَارِكَ ذِي التَّقْوَى وَأَهْلِ التَّقَارُبِ(2)

الأزد سيفي

وقال علیه السلام:

الأَزْدُ سَيْفي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ ٭٭٭ وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ

قَومٌ إذا فَاجَأوا أَبلَوْا وَإِنْ غُلِبُوا ٭٭٭ لاَ يَحْجِمُونَ وَلاَ يَدْرُونَ مَا الهَرَبُ

قَوْمق لَبُوسُهُمُ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ٭٭٭ بِيضٌ رِقَاقٌ وَدَاوُدِيَّةٌ سَلَبُ

البِيضُ فَوْقَ رُؤُوسٍ تَحْتَهَا اليَلَبُ(3) ٭٭٭ وفِي الأَنَامِلِ سُمْرُ الخَطِّ وَالقُضُبُ

ص: 74


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 29 - 30
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 17، آداب النفس 73/2
3- اليَلَب: الترسة، أو الدروع اليمانية من الجلود

البِيضُ تَضْحَكُ وَالآجَالُ تَنتَحِبُ ٭٭٭ والسُّمْرُ تَرْعَفُ والأَرْوَاحُ تُنْتَهَبُ

وَأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُمْ ٭٭٭ فِيهِ مِنَ الفِعْلِ مَا مِنْ دُونِهِ العَجَبُ

الأَزْدُ أَزْيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدِمٍ ٭٭٭ فَضْلاً وَأَعْلاَهُمُ قَدْراً إذا رَكِبُوا

يَا مَعْشَرَ الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ ٭٭٭ لاَ يَضْعُفُونَ إِذا مَا اشْتَدَّتِ الحُقُبُ

وَفَيْتُمُ وَوَفَاءُ العَهْدِ شِيمَتُكُمْ ٭٭٭ وَلَمْ يُخَالِطْ قَدِيماً صِدْقَكُمْ كَذِبُ

إِذَا غَضِبْتُمْ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُمْ ٭٭٭ وَقَدْ يَهُونُ عَلَيْكُمْ مِنْهُمُ الغَضَبُ

يَا مَعْشَرَ الأَزْدِ إِنِّي مِنْ جَمْعِكُمْ ٭٭٭ رَاضٍ وَأَنْتُمْ رُؤُوسُ الأَمْرِ لاَ الذَّنَبُ

لَنْ يَيْأَسَ الْأَزْدُ مِنْ رَوْحٍ وَمَغْفِرَةٍ ٭٭٭ وَاللَّهُ يَکْلَؤُهُمْ مِنْ حَيْثُ مَا ذَهَبُوا

طِبْتُمْ حَدِيثاً كَمَا طَابَ أَوَّلُكُمْ ٭٭٭ وَالشَّوْكُ لاَ يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ

وَالأَزْدُ جُرْثُومَةٌ(1) إِنْ سُوبِقُوا سَبَقُوا ٭٭٭ أَوْ فُوخِرُوا فَخَرُوا أَوْ غُولِبُوا غَلَبُوا

أَوْ كُوثِرُوا كَثُرُوا أَوْ صُوبِرُوا صَبَرُوا ٭٭٭ أَوْ سُوهِمُوا سَهَمُوا أَوْ سُولِبُوا سَلَبُوا

صَفَوْا فَأَصْفَاهُمُ البَارِي وِلاَيَتَهُ ٭٭٭ فَلَمْ يَشِبْ صَفْوَهُمْ لَهْوٌ وَلاَ لَعِبُ

مِنْ حُسْنِ أَخْلاَقِهِمْ طَابَتْ مَجَالِسُهُمْ ٭٭٭ لاَ الجَهْلُ يَعْرُوهُمُ فِيهَا وَلاَ الصَّخَبُ

أَلْغَيْثُ إِمَّا رَوَّضُوا مِنْ دُونِ نَائِلِهِمْ ٭٭٭ والأَسْدُ تَرْهَبُهُمْ يَوْماً إِذَا غَضِبُوا

أَنْدَى الأَنام أكُفَّاً حِينَ تَسْأَلُهُمْ ٭٭٭ وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشاً إِنْ هُمُ نُدِبُوا

وَأَيُّ جَمْعٍ كَثِيرٍ لاَ تُفَرِّقُهُ ٭٭٭ إِذَا تَدَانَتْ لَهُمْ غَسَّانُ وَالنُّدُبُ

فَاللَّهُ يَجْزِيهِمُ عَمَّا أَتَوْا وَحَبَوْا ٭٭٭ بِهِ الرَّسُولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا(2)

ص: 75


1- الجرثومة: الأصل
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 25 - 26، بحار الأنوار للمجلسي 403/34 - 15/405، باختلاف يسير وزيادة، وهذا نص الأبيات: الأزد سيفي على الأعداء كلّهم ٭٭٭ وسيف أحمد من دانت له العرب قوم إذا فاجأوا أوفوا وإن غلبوا ٭٭٭ لا يجمحون ولا يدرون ما الهرب قوم نبؤسهم في كلّ معترك ٭٭٭ بيض رقاق وداوودية سلبوا البيض فوق رؤوس تحتها اليلب ٭٭٭ وفي الأنامل سمر الخطّ والقضب البيض تضحك والآجال تنتحب ٭٭٭ والسمر ترعف والأرواح تنتهب وأي يوم من الأيّام ليس لهم ٭٭٭ فيه من الفعل ما من دونه العجب الأزد أزيد من يمشي على قدم ٭٭٭ فضلاً وأعلاهم قدراً إذا ركبوا والأوس والخزرج القوم الذين هم ٭٭٭ آورا فأعطوا فوق ما وهبوا يا معشر الأزد أنتم معشر أنف ٭٭٭ لا تضعفون إذا ما اشتدَت الحقب وفيتم ووفاء العهد شيمتكم ٭٭٭ ولم يخال قديماً صدقكم كذب إذا غضبتم يهاب الخلق سطوتكم ٭٭٭ وقد يهون عليكم منكم الغضب يا معشر الأزد إنّي من جميعكم راض ٭٭٭ وأنتم رؤوس الأمر لا الذنب لن تيأس الأزد من روح ومغفرة ٭٭٭ والله يكلؤكم من حيث ما ذهبوا طبتم حديثاً كما قد طاب أوّلكم ٭٭٭ والشوك لا يجتنى من فرعه العنب والأزد جرثومة إن سوبقوا سبقوا ٭٭٭ أو فوخروا فخروا أو غولبوا غلبوا أو كوثروا كثروا أو صوبروا صبروا ٭٭٭ أو سوهموا سهموا أو سولبوا سلبوا صَفَوا فأصفاهم المولى ولايته ٭٭٭ فلم يشب صفوهم لهو ولا لعب هينون لينون خُلقاً في مجالسهم ٭٭٭ لا الجهل يعروهم فيها ولا الصخب الغيث إمّا رضوا من دون نائلهم ٭٭٭ والأسد يرهبهم يوماً إذا غضبوا أندى الأنام أكفاً حين تسألهم ٭٭٭ وأربط الناس جاشاً إن هم ندبوا وأيّ جمع كثير لا تفرقه ٭٭٭ إذا تدانت لهم غسّان والندب والله يجزيهم عمّا أتوا وحبوا ٭٭٭ به الرسول وما من صالح كسبوا

إنِّي وَاعِظُ وَمُؤَدِّبُ

وقال علیه السلام:

أحُسَيْنُ إِنِّي وَاعِظٌ وَمُؤَدِّبُ ٭٭٭ فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدَّبُ

وَاحْفَظْ وَصِيَّةَ وَالدٍ مُتَحَنِّنٍ ٭٭٭ يَغْذُوكَ بِالآدَابِ كَيْ لاَ تَعْطَبُ

أَبُنَيَّ إِنَّ الرِّزْقَ مَكْفُولٌ بِهِ ٭٭٭ فَعَلَيْكَ بِالإِجْمَالِ فِيمَا تَطْلُبُ

لاَ تَجْعَلَنَّ المَالَ كَسْبَكَ مُفْرَداً ٭٭٭ وَتُقَى إِلهِكَ فَاجْعَلَنْ مَا تَكْسِبُ

كَفَلَ الإِلهُ بِرِزْقٍ كُلِّ بَرِيَّةٍ ٭٭٭ وَالمَالُ عَارِيةٌ(1) تَجِيءُ وَتَذْهَبُ

وَالرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلفُّتِ نَاظِرٍ ٭٭٭ سَبَباً إِلَى الْإِنْسَانِ حِينَ يُسَبَّبُ

وَمِنَ السُّيولِ إِلى مَقَرِّ قَرَارِهَا ٭٭٭ وَالطَّيْرُ للأَوْكَارِ حِينَ تُصَوَّبُ

أَبُنيَّ إِنَّ الذِّكْرَ فِيهِ مَوَاعِظٌ ٭٭٭ فَمَنِ الَّذِي بِعِظَاتِهِ يَتَأَدَّبُ

فَاقْرَأْ كِتَابَ اللهِ جُهْدَكَ وَاتْلُهُ ٭٭٭ فِيمَنْ يَقُومُ بِهِ هُنَاكَ وَيُنْصَبُ

ص: 76


1- العارية: ما تملك منفعته بغير عوض

بِتَفَكُّرٍ وَتَخَشُّعٍ وَتَقَرُّبٍ ٭٭٭ إِنَّ المُقَرَّبَ عِندَهُ المُتَقَرِّبُ

وَاعْبُدْ إِلهَكَ ذَا المَعَارِجِ مُخلِصاً ٭٭٭ وَانْصِتْ إِلى الأَمْثَالِ فِيمَا تُضْرَبُ

وَإِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ وَعْظِيَّةٍ ٭٭٭ تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ وَدَمْعُكَ يُسَكَبُ

يَا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِهِ ٭٭٭ لاَ تَجْعَلَنِّي فِي الَّذِينَ تُعَذِّبُ

إِنِّي أَبُوءُ بِعَشْرَتِي وَخَطِيئَتِي ٭٭٭ هَرَباً إِلَيْكَ وَلَيْسَ دُونَكَ مَهْرَبُ

وَإِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ فِي ذِكْرِهَا ٭٭٭ وَصْفُ الوَسِيلةِ وَالنَّعِيمِ المُعْجِبُ

فَأَسْأَلْ إِلْهَكَ بِالإِنَابَةِ مُخلِصاً ٭٭٭ دَارَ الخُلُودِ سُؤَالَ مَنْ يَتَقَرَّبُ

وَأجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحُلَّ بِأَرضِهَا ٭٭٭ وَتَنَالَ رَوْحَ مَسَاكِنٍ لاَ تَخْرَبُ

وَتَنَالَ عَيْشاً لاَ انْقِطَاعَ لِوَقْتِهِ ٭٭٭ وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامَةٍ لاَ تُسْلَبُ

بادِرُ هَوَاكَ إِذَا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ ٭٭٭ خَوْفَ الغَوَالِبِ أَنْ تَجِيءَ وَتُغْلَبُ

وَإِذَا هَمَمْتَ بِسیِّيءٍ فَاغْمِضْ لَهُ ٭٭٭ وَتَجَنَّبِ الأَمْرَ الَّذِي يُتَجَنَّبُ

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلصَّدِيقِ وَكُنْ لَهُ ٭٭٭ کَابِ عَلَى أَوْلاَدِهِ يَتَحَدَّبُ

وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ مَا اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ ٭٭٭ حَتَّى يَعُدَّكَ وَارِثاً يَتَنَسَّبُ

وَاجْعَلْ صَدِيقَكَ مَنْ إِذَا أَخَيْتَهُ ٭٭٭ حَفِظَ الإِخَاءَ وَكَانَ دُونَكَ يَضْرِبُ

وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيضِ شِفَاءَهُ ٭٭٭ وَدَعِ الكَذُوبَ فَلَيْسَ مِمَّنْ يُصْحَبُ

وَاحْفَظْ صَدِيقَكَ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا ٭٭٭ وَعَلَيْكَ بالمَرءِ الَّذِي لاَ يَكْذِبُ

وَأقْلُ الكَذُوبَ وَقُربَهُ وَجِوَارَهُ ٭٭٭ إِنَّ الكَذُوبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ

يُعْطِيكَ مَا فَوْقَ المُنَى بِلِسَانِهِ ٭٭٭ وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ

وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللَّئَامِ فَإِنَّهُمْ ٭٭٭ فِي النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ مِمَّنْ يَخْطُبُ

يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ مَا طَمِعُوا بِهِ ٭٭٭ وَإِذَا نَبَا دَهْرٌ جَفَوْا وَتَغَيَّبُوا

وَلَقَدْ نَصَحْتُكُ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتِي ٭٭٭ وَالنُّصْحُ أَرْخَصُ مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ(1)

ص: 77


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 26 - 28، تاریخ مدينة دمشق لابن عساكر 249/3، الكبريت الأحمر ص 93

صرمت حبالك

وقال علیه السلام:

صَرَمَتْ حِبَالَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبٌ ٭٭٭ وَالدَّهْرُ فِيهِ تَصَرُّمٌ وَتَقَلُّبُ

نَشَرَتْ ذَوَائِبَهَا الَّتِي تَزْهُو بِهَا ٭٭٭ سُوداً وَرَأَسُكَ كَالنَّعَامَةِ أَشْيَبُ

وَاسْتَنْفَرَتْ لَمَّا رَأَتْكَ وَطَالَمَا ٭٭٭ كَانَتْ تَحِنُّ إِلى لِقَاكَ وَتَرْهَبُ

وَكَذَاكَ وَصْلُ الغَانِيَاتِ فِإِنَّهُ ٭٭٭ آلُ بِبَلْقَعَةٍ(1) وَبَرْقٌ خُلَّبُ

فَدَعْ الصِّبَا فَلَقَدْ عَدَاكَ زَمَانَهُ ٭٭٭ وَازْهَدْ فَعُمْرُكَ مِنْهُ وَلَّى الأَطْيَبُ

ذَهَب الشَّبابُ فَمَا لَهُ مِنْ عَوْدَةٍ ٭٭٭ وَأَتى المَشِيبُ فَأَيْنَ منْهُ المَهْرَبُ

ضَيْفٌ أَلَمَّ إِلَيْكَ لَمْ تحفَل بِهِ ٭٭٭ فَتَرَى لَهُ أَسَفاً وَدَمْعاً يَسْكُبُ

دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ فَاتَ فِي زَمَنِ الصِّبَا ٭٭٭ وَاذْكُرْ ذُنُوبَكَ وَأبْكِهَا يَا مُذْنِبُ

وَاخْشَ مُناقَشَةَ الحِسَابِ فَإِنَّهُ ٭٭٭ لاَ بُدَّ يُحْصَى مَا جَنَيْتَ وَيُكْتَبُ

لَمْ يَنْسَهُ المَلَكَانِ حِينَ نَسِيتَهُ ٭٭٭ بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ

والرُّوحُ فِيكَ وَدِيعَةٌ أُوْدِعْتَهَا ٭٭٭ سَنَرُدُّهَا بِالرَّغْمِ مِنْكَ وَتُسْلَبُ

وَغُرُورُ دُنْيَاكَ الَّتِي تَسْعَى لَهَا ٭٭٭ دَارٌ حَقِيقَتُهَا مَتَاعٌ يَذْهَبُ

وَاللَّيلَ فَاعْلَمْ وَالنَّهَارَ كِلاَهُمَا ٭٭٭ أَنْفَاسُنَا فِيهَا تُعَدُّ وَتُحْسَبُ

وَجِميعُ مَا حَصَّلتَهُ وَجَمَعْتَهُ ٭٭٭ حَقًّا يَقِيناً بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ

تباً لِدارٍ لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا ٭٭٭ وَمَشِيدُها عَمَّا قَلِيلٍ يَخْرَبُ

فَاسْمَعْ هُدِيتَ نَصَائِحاً أَوْلاَكَهَا ٭٭٭ بَرٌ لَبِيبٌ عَاقِلٌ مُتَأَدْبُ

صَحِبَ الزَّمَانَ وَأَهْلَهُ مُسْتَبْصِراً ٭٭٭ وَرَأَى الْأُمُورَ بِمَا تَؤُوبُ وَتُعْقِبُ

أهْدَى النَّصِيحَةَ فَاتَّعِظْ بِمَقَالِهِ ٭٭٭ فَهُوَ التَّقِيُّ اللَّوذَعِيُّ الأَذْرَبُ

لاَ تَأْمَنِ الدَّهْرَ الصُّرُوفَ فَإِنَّهُ ٭٭٭ لاَ زَالَ قِدْماً للرِّجَالِ يُهَذِّبُ

وَكَذَلِكَ الأَيَّامُ فِي غُدَوَاتِهَا ٭٭٭ مَرَّتْ يَذِّلُّ لَهَا الأَعَزُّ الأَنْجَبُ

فَعَلَيْكَ تَقْوَى اللَّهِ فَالْزَمْهَا تَفُز ٭٭٭ إِنَّ التَّقِيَّ هُوَ البَهيُّ الأَهْيَبُ

ص: 78


1- البلقعة: الأرض القفر

وَاعْمَلْ لِطَاعَتِهِ تَنَلْ مِنْهُ الرّضا ٭٭٭ إِنَّ المُطِيعَ لِرَبِّهِ لَمُقَرَّبُ

فَاقْنَعْ فَفِي بَعْضِ القَنَاعَةِ راحَةٌ ٭٭٭ وَاليَأْسُ مِمَّا فَاتَ فَهْوَ المَطْلَبُ

وَإِذَا طَمِعْتَ كُسِيتَ ثوْبَ مَذَلَّةٍ ٭٭٭ فَلَقَدْ كُسِي ثَوْبَ المَذَلَّةِ أَشْعَبُ

وَتَوَقَّ مِنْ غَدْرِ النِّسَاءِ خِيَانَةً ٭٭٭ فَجَمِيعُهن مَكَائِدٌ لَكَ تُنصَبُ

لاَ تَأْمَنِ الأُنْثَى حَيَاتَكَ إِنَّهَا ٭٭٭ كَالأَفْعُوَانِ(1) يُرَاعُ مِنْهُ الأَنْيَبُ

لاَ تَأْمَنِ الأُنْثَى زَمَانَكَ كُلَّهُ ٭٭٭ يَوماً وَلَوْ حَلَفَتْ يَمِيناً تَكْذِبُ

تُغْرِي بِطِيبِ حَدِيثها وَكَلاَمِهَا ٭٭٭ وَإِذَا سَطَتْ فَهْيَ الثَّقِيلُ الأَشْطَبُ

وَالْقَى عَدُوَّكَ بِالتَّحِيَّةِ لاَ تَكُنْ ٭٭٭ مِنْهُ زَمَانَكَ خَائِفاً تَتَرَقَّبُ

وَاحْذَرْهُ يَوْماً إِنْ أَتَى لَكَ بَاسِماً ٭٭٭ فَاللَّيثُ يَبْدُو نابُهُ إِذْ يَغْضَبُ

إِنَّ الحَقُودَ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ ٭٭٭ فَالحِقْدُ بَاقٍ فِي الصُّدُورِ مُغَيَّبُ

وَإِذَا الصَّدِيقُ رَأَيْتَهُ مُتَمَلِّقاً ٭٭٭ فَهُوَ العَدُوُّ وَحَقَّهُ يُتَجَنَّبُ

لاَ خَيْرَ فِي وُدِّ امرِىءٍ مُتَمَلِّقٍ ٭٭٭ حُلْوِ اللِّسَانِ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ

يَلْقَاكَ يَحلِفُ أَنَّهُ بِكَ وَاثِقٌ ٭٭٭ وَإِذَا تَوَارَى عَنْكَ فَهْوَ العَقْرَبُ

يُعْطِيكَ مِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ حَلاَوَةً ٭٭٭ وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ

وَاخْتَرْ قَرِينَكَ وَاصْطَفِيهِ تَفَاخُراً ٭٭٭ إِنَّ القَرِينَ إلى المُقَارِنِ يُنْسَبُ

إِنَّ الغَنِيَّ مِنَ الرِّجَالِ مُكَرَّمٌ ٭٭٭ وَتَرَاهُ يُرجى مَا لَدَيْهِ وَيُرْهَبُ

ويُبَشُّ بِالتَّرْحِيبِ عِنْدَ قُدُومِهِ ٭٭٭ وَيُقَامُ عِنْدَ سَلاَمِهِ وَيُقَرَّبُ

وَالْفَقْرُ شَيْنٌ لِلرِّجَالِ فَإِنَّهُ ٭٭٭ يُزْرَى بِهِ الشَّهْمُ الأدِيبُ الأَنْسَبُ

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلأَقَارِبِ كُلِّهِمْ ٭٭٭ بِتَذَلَّلٍ وَاسْمَحْ لَهُمْ إِن أَذْنَبُوا

وَدَع الكَذُوبَ فَلاَ يَكُنْ لَكَ صَاحِباً ٭٭٭ إِنَّ الكَذُوبَ لَبِئْسَ خِلا يُصْحَبُ

وَذَرِ الحَسُودَ وَلَوْ صَفَا لَكَ مَرَّةً ٭٭٭ أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لاَ يُسْتَجْلَبُ

وَزِنْ الكَلاَمَ إِذَا نَطَقْتَ وَلاَ تَكُنْ ٭٭٭ تَرْثَارةً فِي كُلِّ نادِ تَخْطُبُ

وَاحْفَظُ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ ٭٭٭ فَالمَرْهُ يَسْلَمُ بِاللَّسَانِ وَيُعْطَبُ

ص: 79


1- الأفعوان: ذكر الأفعى

وَالسِّرَّ فَاكْتُمْهُ وَلاَ تَنْطِقْ بِهِ ٭٭٭ فَهُوَ الأَسِيرُ لَدَيْكَ إِذْ لاَ يُنشَبُ

وَاحْرِص عَلَى حِفْظِ القُلُوبِ مِنَ الأَذَى ٭٭٭ فَرُجُوعُهَا بَعْدَ التَّنَافُرِ يَصْعُبُ

إِنَّ القُلُوبَ إِذَا تَنَافَرَ وُدُّهَا ٭٭٭ شبهُ الزُّجَاجَةِ كَسْرُهَا لاَ يُشْعَبُ

وَكَذَاكَ سِرُّ المَرءِ إِنْ لَمْ يَطْوِهِ ٭٭٭ نَشَرَتْهُ أَلسِنَةٌ تَزِيدُ وَتَكْذِبُ

لاَ تَحْرِصَنْ فَالحِرْصُ لَيْسَ بِزَائِدٍ ٭٭٭ فِي الرِّزْقِ بَلْ يُشْقِي الحَرِيصَ وَيُتْعِبُ

وَيَظَلُّ مَلْهُوفاً يَرُومُ تَحَیُّلاً ٭٭٭ وَالرِّزْقُ ليسَ بِحيلَةٍ يُسْتَجْلَبُ

كَمْ عاجِزٍ فِي النَّاسِ يُؤْتَى رِزْقُهُ ٭٭٭ رَغَداً وَيُحْرَمُ كَيِّسٌ وَيُخَيَّبُ

أَدِّي الأمَانَةَ وَالخِيَانَةَ فَاجْتَنِبْ ٭٭٭ وَاعدِل وَلاَ تَظْلِمْ يَطِيبُ المَكْسَبُ

وإِذَا بُلِيتَ بِنَكْبَةٍ فَاصْبِر لَهَا ٭٭٭ مَنْ ذَا رَأَيْتَ مُسَلَّماً لاَ يُنْكَبُ

وَإِذَا أَصَابَكَ فِي زُمَانِكَ شِدَّةٌ ٭٭٭ وَأَصَابَكَ الخَطْبُ الكَريهُ الأَصْعَبُ

فَادعُوا لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ ٭٭٭ يَدْعُوهُ مِنْ حَبْل الوَريدِ وَأَقْرَبُ

كُنْ مَا اسْتَطَعْتَ عَنِ الأَنَامِ بِمَعْزَلٍ ٭٭٭ إِنَّ الكَثِيرَ مِنَ الوَرَى لاَ يُصْحَبُ

وَاجْعَلْ جَلِيسَكَ سَيّداً تَحْظَى بِهِ ٭٭٭ حَبْرٌ لَبِيبٌ عَاقِلٌ مُتَأَدِّبُ

وَاحْذَرُ مِنَ المَظْلُوم سَهْماً صَائِباً ٭٭٭ وَاعْلَمْ بِأَنَّ دُعَاءَهُ لاَ يُحْجَبُ

وَإِذَا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضَاقَ بِبَلْدَةٍ ٭٭٭ وَخَشِيتَ فِيهَا أَنْ يَضِيقَ المَكْسَبُ

فَارْحَلْ فَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةُ الفَضَا ٭٭٭ طُولاً وَعَرْضاً شَرْقُهَا وَالمَغْرِبُ

فَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتِي ٭٭٭ فَالنُّصْحُ أَغْلَى مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ

خُذْهَا إِلَيْكَ قَصِيدَةً مَنْظُومَةً ٭٭٭ جَاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ

حِكَمٌ وَآدَابٌ وَجُلُّ مَوَاعِظٍ ٭٭٭ أَمْثَالُهَا لِذَوِي البَصَائِرِ تُكْتَبُ

فَاصغِ لِوَعْظِ قَصِيدَةٍ أَوْلاَكَهَا ٭٭٭ طَوْدُ العُلُومِ الشَّامِخَاتِ الأَهْيَبُ

أَعنِي عليَّاً وَابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ٭٭٭ مَنْ نَالَهُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ الأَنْسَبُ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ ٭٭٭ عَدَدَ الخَلائِقِ حَصْرُهَا لاَ يُحْسَبُ(1)

ص: 80


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 32 - 36 وفيه: وهذه القصيدة المشهورة بالزينبية المنسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام وهي من أنفس المدائح والمواعظ: الأبيات

مدرك الثأر يا حسين

وقال علیه السلام:

حسينُ إذا كنت في بلدة ٭٭٭ غريباً فعاشر بآدابها

ولا تفخرن فيهم بالنهي ٭٭٭ فكلّ قبيل بألبابها

ولو عَمِل ابن أبي طالب ٭٭٭ بهذا الأمور كأسبابها

ولكنّه اعتام أمر الإله ٭٭٭ فأحرق فيهم بأنيابها

عذيرك من ثقة بالّذي ٭٭٭ ينيلك دنياك من طابها

فلا تمرحنَّ لأوزارها ٭٭٭ ولا تضجرنَّ لأوصابها

قس الغد بالأمس كي تستريح ٭٭٭ فلا تبتغي سعي رغّابها

كأنّي بنفسي وأعقابها ٭٭٭ وبالكربلاء ومحرابها

فتخضب منّا اللّحى بالدِّما ٭٭٭ ء خضاب العروس بأثوابها

أراها ولم يك رأي العيان ٭٭٭ وأُوتيت مفتاح أبوابها

مصائب تأباك من أن ترد ٭٭٭ فأعدد لها قبل منتابها

سقى الله قائمنا صاحب ٭٭٭ القيامة والناس في دأبها

هو المدرك الثأر لي يا حسين ٭٭٭ بل لك فاصبر لأتعابها

لكلِّ دم ألف ألف وما ٭٭٭ يقصّر في قتل أحزابها

هنالك لا ينفع الظّالمين ٭٭٭ قولٌ بعذرٍ وإعتابها

حسین فلا تضجرن للفراق ٭٭٭ فدنياك أضحت لتخرابها

سل الدور تخبر وأفصح بها ٭٭٭ بأن لابقاء لأربابها

أنا الدِّين لا شكّ للمؤمنين ٭٭٭ بآیات وحي وإيجابها

لنا سمة الفخر في حكمها ٭٭٭ فصلّت علينا بأعرابها

فصلِّ على جدِّك المصطفى ٭٭٭ وسلّم عليه لطُلآبها(1)

ص: 81


1- بحار الأنوار 266/44 - 25/267، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام ص 150 - 151 بهذا النص. الخصائص الحسينية ص 113 فقط البيت 8 و 9 من القصيدة

قافية التاء

لغير ودّ

وقال علیه السلام:

وَعَائِدَةٍ تَعُودُ لِغَيرِ وُدِّ ٭٭٭ تَوَدُّ لَوْ أنَّ ذَا دَنَفٍ(1) يَمُوتُ(2)

صبرت عن الملذات

وقال علیه السلام:

صَبَرْتُ عَنِ المَلَذَّاتِ لَمَّا تَوَلَّتِ ٭٭٭ وَأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَهَا فَاسْتَمَرَّتِ

وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ ٭٭٭ فَإِنْ طَمَعْتَ تَاقَتْ وَإِلاَّ تَسَلَّتِ(3)

ص: 82


1- الدنف: المرض الثقيل الملازم
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 22/9 وفيه: وذكر شيخُنا أبو عثمان الجاحظ في الكتاب الذي أورد فيه المعاذير عن أحداث عثمان أنّ علياً اشتكى، فعاده عثمان من شكايته؛ فقال عليّ علیه السلام: وعائدةٍ تعودُ لغير وُدَّ ٭٭٭ تود لو أن ذا دنَفٍ يموتُ فقال عثمان: والله ما أدري أحباتُك أحبَ إلي أم موتك! إن مت هاضني فقدك، وإن حيیت فتنتني حياتك، لا أعدم ما بقيت طاعناً يتّخذك درينة يلجأ إليها. فقال عليٌّ علیه السلام: ما الذي جعلني دريئةً للطاعنين العائبين! إنّما سوء ظنك بي أحلّني من قلبك هذا المحل، فإنْ كنتَ تخاف جانبي فلك عليِّ عهدُ الله وميثاقه أن لا بأس عليك منّي، ما بلّ بحر صوفه، وإني لك لراع، وإني منك لمحام؛ ولكن لا ينفعني ذلك عندك، وأما قولك: «إن فقدي يَهيضُك»، فكلاً أن تُهاض لفقدي ما بَقي لك الوليد ومروان، فقام عثمان فخرج. وقد روي أنّ عثمان هو الذي أنشد هذا البيت؛ وقد كان اشتکی، فعاده عليّ علیه السلام فقال عثمان: وعائدةٍ تعودُ بغير نصحِ ٭٭٭ تودّ لو انَّ ذا دنفِ يموتْ وروى البيت المجلسي في بحار الأنوار 460/31
3- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 38

إدفع الدنيا

وقال علیه السلام:

اِدْفَعِ الدُّنْيَا بِمَا انْدَفَعَتْ ٭٭٭ وَاقْطَعِ الدُّنْيا بِمَا انْقَطَعَتْ

يَطلُبُ المَرْءُ الغِنَاءَ عَبَثاً ٭٭٭ وَالغِنَاهُ فِي النَّفْسِ لَوْ فَنَعَتْ(1)

الدهر يوم وليلة

وقال علیه السلام:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ٭٭٭ يَكُرَّانِ مِنْ سَبْتٍ جَدِيدٍ إِلَى سَبْتِ

فَقُلْ لِجَدِيدِ الثَّوْبِ لاَ بُدَّ مِنْ بِلىً ٭٭٭ وَقُلْ لاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ لاَ بُدَّ مِنْ شَتِّ(2)

لا تنظري يا عين

وقال علیه السلام:

أقُولُ لِعَيْنِي احبسِي اللَّحَظَاتِ ٭٭٭ وَلاَ تَنْظُرِي يَا عَيْنُ بِالسَّرِقَاتِ

فَكَمْ نَظرَةٍ قَادَتْ إِلى القَلْبِ شَهْوةً ٭٭٭ فأَصْبَحَ مِنْهَا القَلْبُ فِي حَسَرَاتِ(3)

نصول على الأعادي

وقال علیه السلام:

نَصُولُ عَلى الأَعادِي حِينَ تَعشِي ٭٭٭ وَنَلْقَى جَمْعَهُمْ بِالمُرْهَفاتِ

بِأَيْدِينَا صَوارِمَ لَيْسَ تَنْبُو ٭٭٭ وَأَرْمَاحٌ لَنا مُتطاوِلاتِ

وَخَيْلٌ ضُمَّرٌ لَيْسَتْ بِهُجْنٍ ٭٭٭ إذا رِيضَتْ تُبارِي العاصِفاتِ

ص: 83


1- إرشاد القلوب 18/1، بحار الأنوار 13/21/100
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 39
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 40 وتذكره الخواص ص 156 ذكر البيت الثاني فقط

وَفِتْيَانٍ عَلَيْها لا يُبالُوا ٭٭٭ بِنَفْعِ الحَرْبِ يَغْشَوْنَ المَمَاتِ(1)

تصير ميتاً

وقال علیه السلام:

قَدْ كُنُتَ مَيْتاً فَصِرْتَ حَيّاً ٭٭٭ وَعَنْ قَلِيلٍ تَصِيرُ(2) مَیْتَا

ص: 84


1- في مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام للحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي ج 2 ص 610 و 611 وص 612 حديث رقم 1109: قال النعمان بن بشير وجابر بن عبد الله أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خرج إلى سباق بن حذافة، قال فنادی یا محمد أخرج إلي الأكفاء من أصحابك فلست كمن لقيت أنا فارس الفرسان ومبيد الشجعان. فالتفت النبي صلی الله علیه وآله وسلم إلى أصحابه فقال: هذا سباق بن حذافة وقد بلغكم شجاعته وشدته فليبرز إليه رجل ولا يبرز إلا شجاع فإنه بطل. فلما رأى ذلك علي بن أبي طالب أقبل إلى النبي صلی الله علیه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إني أراه شجاعاً فاتكاً بطلاً وأرى له عطفات وجولات لو برز إليه مائة لقتلهم جميعاً فاقذفني في وجهه صلى الله عليك وأبق على أصحابك. قال: أدن مني فدنا علي من النبي صلی الله علیه وآله وسلم فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ثم قال: أخرج أنت له ولكل عظيمة يا أبا الحسن، فخرج إليه وبیده رمح رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فجال جولة وأنشأ يقول: الأبيات: فأجابه سباق بن حذافة وهو يقول: ونحن إذا أهجنا لا نبالي ٭٭٭ نهب إلى اللقا طلب الممات فمن تلقاء تلقاه المنايا صلی الله علیه وآله وسلم وليس لمن لقينا من ثبات زعمتم أن دينكم صواب ٭٭٭ دين بن اللات والعزى رفات فنضربكم عن العزى ببيض ٭٭٭ وسمر في الوغا مقومات فتجادلا في ميدان الحرب وتصاولا ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلفا طعنتين فبدر سباق علياً بالطعنة وانخذل علي عن السرج وأدار أسنانه ثم عطف عليه برمح النبي صلی الله علیه وآله وسلم فطعنه طعنة فقصم ظهره فخر صريعاً قد ركب درعه وعجل الله بروحه إلى النار ثم جال علي وأنشأ يقول: اليوم ذا أرضي به محمداً ٭٭٭ والله أرضيه والله الرضي لما رأيت فوارساً من جهينة ٭٭٭ يتبادرون إلى اللقا والفدا أطرقت اطراق الشجاع ببابه ٭٭٭ والله يعلم أنني سم العدى فجعلت نفسي دون نفس محمد ٭٭٭ ولنفس محمد نفسي الفدا
2- في مناقب آل أبي طالب ومدينة المعاجز «تعود»

عَزَّ بِدَارِ الفَنَاءِ بَيْتٌ ٭٭٭ فَابْنِ لِدَارِ البَقَاءِ بَيْتَا(1)(2)

حان وفاته

وقال علیه السلام:

يَا جَامِعاً لِشَمْلِهِ سَاعَاتهْ ٭٭٭ وَدَنَتْ مَنِيَّتُهُ وَحَانَ وَفَاتهْ

اِرْجُعْ فَإِني عِنْدَ مُخْتَلَفِ القَنَا ٭٭٭ لَيْثٌ يَكُرُّ عَلَى العِدَى جَرَّاتهْ(3)

ص: 85


1- في مناقب آل أبي طالب هكذا: فابن لدار البقاء بيتا ٭٭٭ ودع لدار الفناء بیتا وفي التشريف بالمنن هكذا نصه: تبني بدار الفناء بيتا ٭٭٭ فابن لدار البقاء بيتا وروى ابن حمويه المتوفى سنة 723 في كتابه فرائد السمطين بسنده عن بشر بن الحرث أنه رأى أمير المؤمنين علیه السلام في المنام، قال: فسلمت عليه وقلت له: يا أمير المؤمنين لو قلت لي شيئاً لعل الله ينفعني به، فقال: ما أحسن تيه الفقراء على الأغنياء، فقلت: يا أمير المؤمنين لو زدتني، فذهب وهو يقول هذه الأبيات
2- المناقب للخوارزمي 373/ ح 392 بهذا الإسناد: عن أحمد بن الحسين هذا، قال: سمعت السيد أبا منصور الظفر بن محمد العلوي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي دارم يقول: سمعت إبراهيم بن بريدة الهاشمي يقول: سمعت الفتح ابن شخرف يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام في المنام، فقلت: يا أمير المؤمنين تقول شيئاً لعل الله ينفعني به؟ فقال: ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء رغبة في ثواب الله، وأحسن منها تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله فقلت: يا أمير المؤمنين تزيدنا؟ فولّى وهو يقول: الأبيات. مناقب آل أبي طالب 281/2 وفيه: قال الفتح بن شخرف: رأى أمير المؤمنين الخضر علیه السلام في المنام فسأله نصيحة، قال: فأراني كفه فإذا فيها مكتوب بالخضرة: الأبيات. التشريف بالمنن ص 353، مدينة المعاجز 322/2 كما في مناقب آل أبي طالب، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 38 بهذا النص: قد كنتَ ميتاً فصرت حياً ٭٭٭ وعن قليل تصیر میتا بنيت بدار الفناء بيتاً ٭٭٭ بابنِ لدارِ البقاء بیتا
3- بحار الأنوار 17/407/34

لا خير بعدك

وقال علیه السلام:

نَفْسِي على زَفَراتِهَا مَحْبُوسَةٌ ٭٭٭ يَا لَيْتَهَا خَرَجَتْ مَعَ الزَّفَرَاتِ

لاَ خَيْرَ بَعْدَكَ فِي الحَيَاةِ وَإِنَّمَا ٭٭٭ أَبْكِي مَخَافَةَ أَنْ تَطُولَ حَيَاتِي(1)

هوَّنتها فهانت

وقال علیه السلام:

قَدْ رَأَيْتُ القُرُونَ كَيْفَ تَفَانَتْ ٭٭٭ دُرِسَتْ ثُمَّ قِيلَ كَانَ وَكَانَتْ

هِيَ دُنياً كَحَيَّةٍ تَنْفُثُ السُّمَّ ٭٭٭ وَإِنْ كَانَتْ المَجَسَّةُ(2) لاَنَتْ

کَمْ أُمورٍ لَقَدْ تَشَدَّدْتُ فِيهَا ٭٭٭ ثُمَّ هَوَّنْتُهَا عَلَيَّ فَهَانَتْ(3)

ما من ملمَّة تدوم

وقال علیه السلام:

خَلِيلَيَّ لا وَاللَّهِ مَا مِنْ مُلمَّةٍ ٭٭٭ تَدُومُ على حَيٍّ وَإِنْ هِيَ جَلَّتِ

فَإِنْ نَزَلَتْ يَوْماً فَلاَ تَخْضَعَنَّ لَهَا ٭٭٭ وَلاَ تُكْثِر الشَّكْوَى إِذَا الفِعْلَ زَلَّتِ

فَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ يُبْتَلَى بِنَوَائِبٍ ٭٭٭ فَصَابَرَهَا حَتَّى مَضَتْ وَاضْمَحَلَّتِ(4)

الصمت درّ

وقال علیه السلام:

إِنَّ القَلِيلَ مِنَ الكَلاَمِ بِأَهْلِهِ ٭٭٭ حَسَنٌ وَإِنَّ كَثَیِرَهُ مَمْقُوتُ

ص: 86


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 40، مقتل الخوارزمي ص 84، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 297/1 - 298 بهذا النص: نفسي على زفراتها محبوسة ٭٭٭ يا ليتها خرجت مع الزفرات لا خير بعدك في الحياة وإنما ٭٭٭ أخشى مخافة أن تطول حياتي
2- المجسة هنا بمعنى أحوال الدنيا وصحة الإنسان
3- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 39
4- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 38

مَا زَلَّ ذُو صَمْتِ وَمَا مِنْ مُكثرٍ ٭٭٭ إِلاَّ يَزِلُّ وَمَا يُعَابُ صَمُوتُ

إِنْ كَانَ يَنْطِقُ نَاطِقاً مِنْ فِضَةٍ ٭٭٭ فَالصَّمْتُ دُرٌ زَانَهُ يَاقُوتُ(1)

سترحل عن قريب

وقال علیه السلام:

حَقِيقٌ بِالتَّواضُعِ مَنْ يَمُوتُ ٭٭٭ وَيَكْفِي المَرْءَ مِنْ دُنْيَاهُ قُوتُ

فَمَا لِلمَرْءِ يُصبحُ ذَا هُمُومِ ٭٭٭ وَحِرْصِ لَيْسَ تُدْرِكُهُ النُّعُوتُ

صَنِيعُ مَلِيكِنَا حَسَنٌ جَمِيلُ ٭٭٭ وَمَا أَرْزَاقُنَا(2) عَنَّا تَفُوتُ

فَيَا هَذا سَتَرْحَلُ عَنْ قَرِيبٍ(3) ٭٭٭ إِلَى قَوْمٍ كَلاَمُهُمُ سُكُوتُ(4)

إنما الدنيا فناء

وقال علیه السلام:

إِنَّمَا الدُّنْيَا فَنَاءٌ ٭٭٭ لَيْسَ لِلدُّنْيَا ثُبُوتُ

إِنَّمَا الدُّنْيَا كَبَيْتٍ ٭٭٭ نَسَجَتْهُ العَنْكَبُوتُ

وَلَقَدْ يَكْفِيكَ مِنْهَا ٭٭٭ أَيُّهَا الطَّالِبُ قُوتُ

وَلَعَمْرِي عَنْ قَلِيلٍ ٭٭٭ كُلُّ مَنْ فِيهَا يَمُوتُ(5)

ص: 87


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 38 - 39
2- في البداية والنهاية «أرزاقه»
3- في البداية والنهاية «قليل»
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 37 - 38، البداية والنهاية 12/8 - 13 بهذا النص: حقيق بالتواضع من يموت ٭٭٭ ويكفي المرء من دنياه قوت فما للمرء يصبح ذا همومٍ ٭٭٭ وحرص ليس تُدركه النعوت صنيع مليكنا حسن جميل ٭٭٭ وما أَرزاقهُ عنا تفوت فيا هذا سترحل عن قليل ٭٭٭ إلى قوم كلامهم السُكوتُ
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 39

من عاش مات

وقال علیه السلام:

مَنْ عَاشَ مَاتَ فَلا يُرْجَى إنَابَتُهُ ٭٭٭ حَتَى القِيَامَة لَمَّا قِيلَ قَدْ مَاتْ

وَمَا تَوَلَّى فَلَيْسَ اللَّيث رَاجِعُهُ ٭٭٭ وَكُلُّ مَا فَاتَ مِنْ أَمْرٍ فَقَدْ فَاتْ

وَكُلُّ مَا هُوَ آتِ فَانْتَظِرْهُ غَداً ٭٭٭ وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ يَوْمُهُ آتْ

كَيْفَ البَقَاءُ وَهَذَا المَوْتُ يَحْصُدُنا ٭٭٭ وَلَنْ تَرَ أَحَداً ناجٍ مِنْ آفاتْ(1)

لا تفوتوا

وقال علیه السلام:

دُبُّوا دَبِيبَ النَّمْلِ لاَ تَفَوتُوا ٭٭٭ وَأَصْبِحُوا بِحَربِكُمْ وَبِيتُوا

حَتَّى تَنَالُوا الثَّأرَ أَوْ تَمُوتُوا ٭٭٭ أَوْ لاَ فَإِنِّي طَالَمَا عُصِيتُ

قَدْ قُلْتُمُ لَوْ جِئْتَنَا فَجِيتُ ٭٭٭ لَيسَ لَكُمْ مَا شِئْتُمُ وَشِيتُ

بَلْ مَا يُرِيدُ المُحْيِيُ المُمِيتُ(2)

الموت حق

وقال علیه السلام:

هَلْ يَدْفَعُ الدِّرْعُ الحَصِينُ مَنيَّةً ٭٭٭ يَوْماً إِذَا حَضَرَتْ لِوَقْتِ مَمَاتِي

ص: 88


1- ترجمة الإمام علي علیه السلام لابن عساكر 248/3
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 37 وفيه: قال علیه السلام في بعض أيام صفين حين ندب أصحابه فانتدب له عشرة آلاف إلى اثني عشر ألفاً فتقدمهم علي علیه السلام على بغلة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو يقول: الأبيات. مناقب الخوارزمي ص 243 بهذا النص: دُبُّوا دبيب النمل لا تفوتوا ٭٭٭ واصبحوا بحربكم وبيتوا حتى تنالوا الثأر أو تموتوا ٭٭٭ أَولا فإني طال ما عُصيتُ قد قلتم لو جئتنا فجيتُ ٭٭٭ ليس لكم ما شئتم وشيت بل ما يشاء المحيي المميت

إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مُجَمَّعٍ ٭٭٭ يَوْماً يَؤُولُ لِفِرْقَةٍ وَشَتَاتِ

يَا أَيُّهَا الدَّاعِي النَّذِيرُ وَمَنْ بِهِ ٭٭٭ كَشَفَ الإِلهُ رَوَاكِدَ الظُّلُمَاتِ

أَطْلِقْ فَدَيْتُكَ لابْنِ عَمِّكَ أَمْرَهُ ٭٭٭ وَارْمِ عِداتَكَ عَنْهُ بِالجَمَرَاتِ

فَالْمَوْتُ حَقٌّ وَالمَنِيَّةُ شُرْبَةٌ ٭٭٭ تَأْتِي إِليهِ فَبَادِرِ الزَّكَوَاتِ(1)

قافية الجيم

عند التناهي الفرج

وقال علیه السلام:

إِذَا النَّائِبَاتُ بَلَغْنَ المَدَىَ ٭٭٭ وَكَادَتْ تَذُوبُ لَهُنَّ المُهَجْ

وَحَلَّ البَلاَءُ وَبَانَ العَزَاءُ ٭٭٭ فَعِنْدَ التَّنَاهِي يَكُونُ الفَرَجْ(2)

ما كنت أرضى الجهل

وقال علیه السلام:

لَئِنْ كُنْتَ مُحْتَاجاً إِلى الحِلْمِ إِنَّنِي ٭٭٭ إِلى الجَهْلِ فِي بَعْضِ الأَحَایِينِ أَحْوَجُ

وَلِي فَرَسٌ لِلخَيْرِ بِالخَيْرِ مَلْجَمٌ ٭٭٭ وَلِيَ فَرَسٌ لِلشَّرِ بِالشَّرِ مُسْرَجُ

فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيمِي فَإِنِّي مُقَوْمٌ ٭٭٭ وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيجِي فَإِنِّي مُعَوّجُ

وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الجَهْلَ جَدّاً وَلاَ أباً ٭٭٭ وَلَكِنَّنِي أَرْضَى بِهِ حِينَ أَحْرَجُ

فَإِنَ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِيهِ سَمَاجَةٌ ٭٭٭ لَقَدْ صَدَقُوا وَالذُّلُ بِالحُرِّ أَسْمَجُ(3)

ص: 89


1- بحار الأنوار 18/407/34
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 40
3- غرر الخصائص الواضحة ص 495، روضة الواعظين لابن القتال النيسابوري 378/2 بهذا النص: لئن كنت محتاجاً إلى الحلم إنني ٭٭٭ إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ٭٭٭ ولي فرس للجهل بالجهل مسرج فمن رام تقويمي فإني مقوم ٭٭٭ ومن رام تعويجي فإني معوج الفصول المهمة لابن الصباغ ص 118 - 119 بهذا النص: لئن كنت محتاجاً إلى الحلم إنني ٭٭٭ إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج ولي فرس بالحلم للحلم ملجم ٭٭٭ ولي فرس بالجهل للجهل مسرج وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا ٭٭٭ ولكنني أرضى به حين أحوج وإن قال بعض الناس فيه سماجة ٭٭٭ لقد صدقوا والذل بالحر أسمج فإن شئت تقويمي فإني مقوم ٭٭٭ وإن شئت تعويجي فإني معوج وروي في مطالب السؤول ص 217 بهذا النص: ولي فرسٌ للخير بالخير ملجَم ٭٭٭ ولي فرس للشر بالشر مسرج فمن رام تقويمي فاني مقوم ٭٭٭ ومن رام تعويجي فاني معوج

سوف أرضي المليك

وقال علیه السلام:

قَرِّبِي ذَا الفقَارِ فَاطِمُ مِنِّي ٭٭٭ فَأَخِي السَّيفُ كُلَّ يَومِ هِياجِ

قَرِّبِي الصَّارِمَ الحُسَامَ فَإِنِّي ٭٭٭ رَاكِبٌ فِي الرِّجَالِ نَحْوَ الهِياجِ

وَرَدَ اليَوْمَ نَاصِحاً يُنْذِرُ النَّاسَ ٭٭٭ جُيُوشاً كَالبَحْرِ ذِي الأَمْوَاجِ

وَرَدُوا مُسْرِعِينَ يَبْغُونَ قَتْلِي ٭٭٭ وَأَبِيكِ المَحْبُوِّ بِالمِعْرَاجِ

وَخَرَابَ الأَوْطَانِ وَقَتْلَ النَّاسِ ٭٭٭ وَكُلٌّ إِذَا أَصْبَحَ لا جِي

سَوْفَ أَرْضِي المَلِيكَ بِالضَّرْبِ مَا عِشْتُ ٭٭٭ إِلى أَنْ أنَالَ مَا أَنَا رَاجِ

مِنْ ظُهُورِ الإِسْلاَمِ أَوْ يَأْتِي المَوْتُ ٭٭٭ شَهِيداً مِنْ شَاخِبِ الأَوْدَاجِ(1)

ص: 90


1- بحار الأنوار 407/34 - 19/408 وفيه: قال المجلسي: يوم الهياج - بالكسر -: يوم القتال. والصارم بكسر الراء والحسام - بالضم -: السيف القاطع. وقال الشارح: الهياج: جمع الهائج، وهو الفحل يشتهي الضراب وقوله «ناصحاً» مفعول لقوله: «ورد» والواو في قوله: «وأبيك» للقسم أو عطف على ضمير المتكلّم في قوله: «قتلي» على مذهب من جوّزه و «خراب» معطوف علی «قتلي» قوله «أصبح لاج» أي ملتجئاً إليّ. والشخب السيّلان. والودجان عِرقان في العنق. و «من» بيانيّة أو ابتدائية ولا يخفى توجيهها على اللبيب

قافية الحاء

ذو نصاح

وقال علیه السلام:

قَدْ عَلِمَ القَوْمُ لَدَى الصَبَاحِ ٭٭٭ أَنِّيَّ فِي الهَيْجَاءِ ذُو نِصاحِ(1)

الرفق يُمن

وقال علیه السلام:

الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالأَنَاةُ سَعَادَةٌ ٭٭٭ فَتَأَنَّ فِي أَمْرٍ تُلاقِ نَجَاحَا(2)

من نجا برأسه فقد ربح

وقال علیه السلام:

اللَّيْلُ دَاجٍ وَالكِباشُ تَنْتَطِحْ ٭٭٭ نِطَاحَ أُسدِ مَا أَرَاهَا تَصْطَلِحْ

مِنْهَا قِيامٌ وَفَرِيقٌ مُنْبَطِحْ ٭٭٭ فَمَنْ نَجَا بِرَأْسِهِ فَقَدْ رَبِحْ(3)

ص: 91


1- الإرشاد للمفيد 143/1 وفيه: قالها علیه السلام بعد أن ضرب أبو جرول، فكانت هزيمة المشركين بمقتله في غزوة حنين. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 169/3 - 170 وفيه: كانت الأنصار خاصة تنصرف إذ كمن أبو جرول على المسلمين، وكان على جمل أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن إذا أدرك أحداً طعنه برمحه، وإذا فاته الناس دفع لمن وراه وجعل يقتلهم وهو يرتجز: أنا أبو جرول لا براح ٭٭٭ حتى يبيح القوم أو يباح فضهد له [ضهدَه: أذله وغلبه (المعجم الوسيط 545/1)] أمير المؤمنين علیه السلام فضرب عجز بعيره فصرعه ثم ضربه ففطره [ فطره: شقّه (المعجم الوسيط 2/ 694)] ثم قال: الأبيات. بحار الأنوار 157/21، منتهى الآمال 225/1 وفيه: أني في الهيجاء.... ديوان الإمام علي علیه السلام ص 42 وفيه: قد علم القوم لدى الصباح ٭٭٭ أني في الهيجاء ذو نطاح
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 42
3- مناقب آل أبي طالب 210/3، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 42 بهذا النص: الليل داج والكِباشُ تنطح ٭٭٭ نطاح أسد ما أراها تصطلح أَسدُ عرين في اللقاء قد مَرَحْ ٭٭٭ منها نيامٌ وفريق منبطِح فمن نجا برأسه فقد ربح

لا تفشِ سرّك

وقال علیه السلام:

وَلاَ تُفْشِ سِرَّكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ٭٭٭ فَإِنَّ لِكُلِّ نَصِيحٍ نَصِيحَا

فَإِنِّي رَأَيْتُ غُوَاةَ الرِّجَالِ ٭٭٭ لاَ يَتْرُكُونَ أَدِيماً صَحِيحَا(1)

لا تُبد سرّك

وقال علیه السلام:

لَعمْرُكَ إِنَّ وُشاةَ الرّجا ٭٭٭ لِ لاَ يَترُكُونَ أَدِيما صَحيحاً

فَلاَ تُبْدِ سِرَّكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ٭٭٭ فَإِنَّ لِكُلِّ نَصِيحٍ نَصِيحَا(2)

ص: 92


1- المحاسن والمساوىء للبيهقي ص 378، ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 251/3، تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 155، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 184، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 42، وفي بعض النسخ بداية البيتين هكذا: فلا تفش... وإني
2- المحاسن والأضداد للجاحظ ص 55 وفيه: قال المُبَرَّد: أحسن ما سمعت في حفظ اللسان والسر ما رُوي لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: (المتقارب). وروى الأبيات ابن حمدون في التذكرة الحمدونية 151/3 بهذا النص: فلا تفشِ سِرَّكَّ إلاّ إليكَ ٭٭٭ فإنّ لكلِّ نصيح نصيحا فإني رأيتُ غواةَ الرِّجا ٭٭٭ لِ لا يشركون أديماً صحيحا وروى هذه الأبيات الكثير، منهم: الكامل للمبرد: 879 والمحاسن والأضداد: 21 والبيهقي: 378 ومحاضرات الراغب 125:1 وأدب الدنيا والدين: 295 (لأنس بن أسيد) وتسهيل النظر: 164 ولباب الآداب: 240 والزهرة 2: 265 (للنابغة) ومجموعة المعاني: 71 وسراج الملوك: 177 ونهاية الأرب 3: 82 وديوان الإمام علي علیه السلام ص 42 بهذا النص: فلا تفش سرَّك إلا إليكَ ٭٭٭ فإن لكل نصيح نصيحاً وإني رأيت غواةَ الرجال ٭٭٭ لا يتركون أَديماً صحيحاً

أروغ من ثعلب

وقال علیه السلام:

كَمْ خَلِيلٍ لَكَ خَالَلْتَهُ ٭٭٭ لاَ تَرَكَ اللَّهُ لَهُ وَاضِحَهْ(1)

فَكُلُّهُمْ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ ٭٭٭ مَا أَشْبهَ اللَّيلَةَ بِالبَارِحَةْ(2)

قافية الخاء

نيام الفخة

وقال علیه السلام:

أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ مَزْخَةْ ٭٭٭ يَزُّخُها ثُمَّ يَنامُ الفَخَّةْ(3)

قافية الدال

لم تستبينوا النصح

وقال علیه السلام:

أَمَرْتُكُمُ(4) أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوى ٭٭٭ فَلَمْ تَسْتَبِينُوا(5) النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَى الغَدِ(6)

ص: 93


1- قال المجلسي: الواضحة: الأسنان التي تبدو عن الضحك
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 42، بحار الأنوار 408/34 وفيه: كل خليل لي خاللته....
3- لسان العرب، ج 6 ص 30
4- في نور الأبصار للشبلنجي «أمرتهم»
5- في نور الأبصار للشيلنجي «يستبينوا»
6- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 219/3 تمثل به أمير المؤمنين علیه السلام بعد خطبة خطبها استنفر بها أهل الكوفة للنهروان فلم يجيبوه، شرح النهج لابن أبي الحديد 204/2، بحار الأنوار 322/33 و 33 /390، نور الأبصار للشبلنجي ص 101

صدّقته

وقال علیه السلام:

صدَّقْتُهُ وَجَمِيعُ النَّاسِ فِيَّ بِهِمْ ٭٭٭ مِنَ الضَّلاَلَةِ وَالإِشْرَاكِ وَالنَّكَدِ(1)

اطعن بها

وقال علیه السلام:

اِطْعَنْ بِهَا طَعْنَ أَبِيكَ تُحْمَدِ ٭٭٭ لاَ خَيْرَ فِي الحَرْبِ إِذَا لَمْ تُوقَدِ(2)

ص: 94


1- مناقب ابن شهر آشوب 13/2
2- مناقب الخوارزمي 187، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 182 - 183 بهذا النص: قال عبد الرحمن بن أبي ليلى فلقيه عبد الله ابنه فقال: جبناً جبناً. فقال: يا بنيّ قد علم الناس أني لست بجبان، ولكني ذكرني عليّ شيئاً سمعته من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فحلفت أن لا أقاتله فقال: دونك غلامك فلان أعتقه كفارة ليمينك. نزهة الأبصار عن ابن مهدي أنه قال همام الثقفي: أيعتق مكحولاً ويعصي نبيه ٭٭٭ لقد تاه عن قصد الهدى ثمة عوق لشتان ما بين الضلالة والهدى ٭٭٭ وشتان من يعصي الإله ويعتق وفي رواية قالت عائشة: لا والله بل خفت سيوف ابن أبي طالب، أما إنها طوال حداد تحملها سواعد أنجاد، ولئن خفتها فلقد خافها الرجال من قبلك. فرجع إلى القتال فقيل لأمير المؤمنين علیه السلام: إنه قد رجع فقال: (دعوه فإن الشيخ محمول عليه) ثم قال: (أيها الناس غضوا أبصاركم، وعضوا على نواجذكم، وأكثروا من ذكر ربكم، وإياكم وكثرة الكلام فإنه فشل). ونظرت عائشة إليه وهو يجلو بين الصفين فقالت: انظروا إليه كأن فعله فعل رسول الله يوم بدر! أما والله ما ينتظر بك إلا زوال الشمس. فقال علي علیه السلام: (يا عائشة عما قليل لتصبحن نادمين). فجدّ الناس في القتال فنهاهم أمير المؤمنين علیه السلام وقال: (اللهم إني أعذرت وأنذرت فكن لي عليهم من الشاهدين)، ثم أخذ المصحف وطلب من يقرأ عليهم «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما» [الحجرات: 9] - الآية - فقال مسلم المجاشعي: ها أنا ذا، فخوّفه بقطع يمينه وشماله وقتله، فقال: لا عليك يا أمير المؤمنين فهذا قليل في ذات الله، فأخذه ودعاهم إلى الله فقطعت يده اليمنى، فأخذه بيده اليسرى فقطعت، فأخذه بأسنانه فقتل: فقالت أمه: يا رب إن مسلماً أتاهم ٭٭٭ بمحكم التنزيل إذ دعاهم يتلو كتاب الله لا يخشاهم ٭٭٭ فزمّلوه زمّلت لحاهم فقال علیه السلام: (الآن طاب الضراب). وقال لمحمد بن الحنفية والراية في يده (يا بني تزول الجبال، ولا تزل، عض ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدميك، ارم ببصرك أقصى القوم، وغض بصرك واعلم أن النصر من الله). ثم صبر سويعة فصاح الناس من كل جانب من وقع النبال، فقال علیه السلام: (تقدم يا بنيّ) فتقدم وطعن طعناً منكراً. وقال علیه السلام: اطعن بها طعن أبيك تحمد ٭٭٭ لا خير في حرب إذا لم توقد بالمشرفيّ والقنا المسدد ٭٭٭ والضرب بالخطيّ والمهند بحار الأنوار للمجلسي 72/411/34 بهذا النص: اطعن بها طعن أبيك تحمد ٭٭٭ لا خير في حرب إذا لم توقد بالمشرفي والقنا المسدّد

كأن لم يكن

وقال علیه السلام:

كُلُّ ماضٍ فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ ٭٭٭ كلُّ آتٍ فَكَأَنْ قَدِ(1)

لا أعبد غير الواحد

وقال علیه السلام:

خَلُّوا سَبِيلَ المُؤْمِنِ المُجَاهِدِ ٭٭٭ آلَيْتُ لا أَعْبُدُ غَيْرَ الوَّاحِدِ(2)

وحسبك داء

وقال علیه السلام:

وَحَسْبك داءً أن تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ ٭٭٭ وَحَوْلكَ أكْبَادٌ تَحِنّ إلى الْقِدّ(3)

ص: 95


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 51
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 43 وفيه: ولما هاجر علیه السلام من مكة إلى المدينة ومعه الفواطم وأدركه الطلب وهم ثمانية فوارس فشد عليهم بسيفه شدة ضيغم وقال: البيت. أمالي الطوسي ص 483 بهذا النص: خلوا سبيل الجاهد المجاهد ٭٭٭ آليت لا أعبد غير الواحد مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 235/1 برواية الطوسي في أماليه
3- بحار الأنوار 686/474/33 تمثل به ضمن كتاب بعثه إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة كما في النهج، بحار الأنوار 37/321/67، مستدرك وسائل الشيعة 3/428/8 «باب 74» 16/301/16، الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 616

يريد قتلي

وقال علیه السلام:

أُرِيدُ حَيَاتَهُ(1) وَيُرِيدُ قَتْلِي ٭٭٭ عَذِيرُكَ مِنْ خَلِيلِكَ مِنْ مُرَادِ(2)

عون من الله

وقال علیه السلام:

إِذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللَّهِ لِلفَتَى ٭٭٭ فَأَكْثَرُ مَا يُجْنِي عَلَيْهِ اجتهادُهُ(3)

من خير فتيان قريش

وقال علیه السلام:

هَذَا عَلِيٌّ وَالهُدَى يَقُودُهُ ٭٭٭ مِنْ خَيْرِ فِتيانِ قُرَيْشٍ عودُهُ(4)

إن له نصراً

وقال علیه السلام:

وَيَنْصَرُ اللَّهُ مَنْ لاقاهُ إِنَّ لَهُ ٭٭٭ نَصْراً يمثلُ بِالكُفَّارِ مَا عَنِدُوا(5)

صديق مساعد

وقال علیه السلام:

هُمُومُ رجالٍ فِي أُمورٍ كَثِيرَةٍ ٭٭٭ وَهَمِّي مِنَ الدُّنْيا صَدِيقٌ مُسَاعِدُ

ص: 96


1- في الإرشاد والخرائج «حباءه»
2- شرح الأخبار 798/445/2 وفيه: إن علياً علیه السلام قسم مالاً، فجاءه ابن ملجم، فأعطاه، فقال: البيت. الإرشاد 12/1، الخرائج والجرائح /182/10، مناقب آل أبي طالب 100/4، الكامل في التاريخ 195/3، نهاية الأرب 212/20، نور الأبصار للشبلنجي ص 107، منتهى الآمال 240/1
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 46
4- مناقب آل أبي طالب 346/3 وفيه كان مكتوباً على رايته: البيت. ناسخ التورایخ 711/3
5- مناقب آل أبي طالب 168/1. وعَنِدوا: مالوا عن الطريق، وخالفوا الحق

يَكُونُ كَرُوحٍ بَيْنَ جِسَمَيْنِ قُسِّمَتْ ٭٭٭ فَجِسْمُهُمَا جِسْمَانِ وَالرُّوحُ وَاحِدُ(1)

إذا لم يحفظ ثلاثاً

وقال علیه السلام:

إِذَا مَا المَرْءُ لَمْ يَحْفَظْ ثَلاثاً ٭٭٭ فَبِعْهُ وَلَوْ بِكَفٍ مِنْ رَمَادِ

وَفاءٌ للصَّدِيقِ وَبَذْلُ مَالٍ ٭٭٭ وَكِتْمَانُ السَّرَائِرِ فِي الفُؤَادِ(2)

كانوا على ميعاد

وقال علیه السلام:

إِنَّ الَّذِينَ بَنَوا فَطَال بِناؤُهُمْ ٭٭٭ وَاسْتَمْتَعُوا بِالأَهْلِ وَالأَوْلاَدِ

جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَحَلِّ دِيَارِهِمْ ٭٭٭ فَكَأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مِيعادِ(3)

صديق العدو عدو

وقال علیه السلام:

صَدِيقُ عَدُوِّي دَاخِلٌ فِي عَدَاوَتِي ٭٭٭ وَإِنِّي لِمَنْ وَدَّ الصَّدِيقُ وَدُودُ

فَلاَ تَقْرَبَا مِنّي وَأَنْتَ صَدِيقُهُ ٭٭٭ فَإِنَّ الَّذِي بَيْنَ القُلوبِ بَعِيدُ(4)

ص: 97


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 47
2- نور الابصار ص 84
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 51 وينقل الملجسي في البحار أن البيت الثاني يقال لابن يعفر التميمي، ولا بأس أن أنقل لما توجه الإمام علي علیه السلام إلى صفين انتهى إلى ساباط ثم إلى مدينة بهرسير، وإذا رجل من أصحابه يقال له: حريز بن سهم من بني ربيعة ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفر التميمي: جرت الرياح على مكان ديارهم ٭٭٭ فكأنّما كانوا علی میعاد فقال علي علیه السلام: أفلا قلت «كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين» هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين، إن هؤلاء لم يشكروا النعمة، فسلبوا دنياهم بالمعصية إياك وكفر النعم لا تحل بكم النقم. «بحار الأنوار ج 71 ص 327»
4- العقد الفريد 307/2

اهون فانتِ

وقال علیه السلام:

أَعَاذِلَتِي عَلَى إِتْعَابِ نَفْسِي ٭٭٭ وَرَعْيِيِ فِي السُّرَى رَوْضَ السُّهَادِ

إِذَا شامَ(1) الفَتَى بَرْقَ المَعَالِي ٭٭٭ فَأَهْوَنُ فَائِتٍ طِيبُ الرُّقَادِ(2)

اذُودكم بالله

وقال علیه السلام:

أذُودُكُمْ بِاللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ ٭٭٭ بِكُلِّ سَيْفٍ قَاطِعٍ مُهَنَّدِ

أَرْجُو بِذاكَ فَوْزَ قِدْحِي فِي غَدِ(3)

بنو الأرض

وقال علیه السلام:

نَحْنُ بَنُو الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا ٭٭٭ مِنْهَا خُلِقْنَا وَإِلَيْهَا نَعُودُ

وَالسَّعْدُ لاَ يَبْقَى لأَصْحَابِهِ ٭٭٭ وَالنَّحْسُ تَمْحُوهُ لَيَالِي السُّعُودُ(4)

لیس لهم خلود

وقال علیه السلام:

وَإِنِّي قَدْ حَلَلْتُ بِدَارِ قَوْمٍ ٭٭٭ هُمُ الأَعْدَاءُ وَالأَكْبَادُ سُودُ

هُمُ إِنْ يَظْفُرُوا بِي يَقْتُلُونِي ٭٭٭ وَإِنْ قَتَلُوا فَلَيْسَ لَهُمْ خُلُودُ(5)

ص: 98


1- شام البرق: نظر إليه أين يتجه وأين يمطر
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 44
3- تفسیر فرات الكوفي ص 225
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 44
5- بحار الأنوار 26/410/34

لا أرى أحدا

وقال علیه السلام:

مَا أَكْثَر النَّاسَ لاَ بَلْ مَا أَقلَّهُمُ ٭٭٭ اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَقُلْ فَنَدَا

إِنِّي لأَفْتَحُ عَيْنِي حِينَ أَفْتَحُهَا ٭٭٭عَلَى كَثِيرٍ وَلكِنْ لاَ أَرَى أَحَدا(1)

أصول بالله

وقال علیه السلام:

أَصُولُ بِاللَّهِ العَزِيزِ الأَمْجَدِ ٭٭٭ وَفَالِقِ الأَصْباحِ رَبِّ المَسْجِدِ

أَنَا عَلِيٌّ وَابْنُ عَمِّ المُهْتَدِي(2)

لا بد من حصاد

وقال علیه السلام:

جَنْبِي تَجَافَى عَنِ الوِسَادِ ٭٭٭ خَوْفاً مِنَ المَوْتِ وَالمَعَادِ

مَنْ خَافَ مِنْ سَكْرةِ المَنَايَا ٭٭٭ لَمْ يَدْرِ مَا لذَّةُ الرُقادِ

قَدْ بَلَغَ الزَّرْعُ مُنْتَهَاهُ ٭٭٭ لاَ بُدَّ للزَّرْعِ مِنْ حَصَادِ(3)

كانوا على الإسلام إلبا

وقال علیه السلام:

وَكَانُوا عَلَى الإِسْلامِ إِلباً(4) ثَلاَثَةً ٭٭٭ وَقَدْ فَرَّ منْ تَحْتِ الثَّلاَثَةِ وَاحِدُ(5)

وَفَرَّ أَبُو عَمْرُو هُبَيْرَةُ لَمْ يَعُدْ ٭٭٭ إِلَيْنَا وَذُو الحَرْبِ المُجَرَّبِ عَائِدُ

ص: 99


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 48
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 50 وفيه: قال علیه السلام بعد قتل زيد وطلحة يوم أحد: الأبيات
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 48
4- الإلب: القوم تجمعهم عداوة واحدٍ، يقال هم عليَّ إلب واحدٌ
5- الإلب: القوم يجتمعون على عداوة إنسان. (المعجم الوسيط 23/1)

نَهَمْتُم سُيوفَ الهِنْدِ إِنْ يَقِفُوا لَنَا ٭٭٭ غَدَاةَ التَقَيْنَا وَالرِّمَاحُ القَوَاصِدُ(1)

لا والداً يُبقي ولا ولدا

وقال علیه السلام:

المَوْتُ لاَ وَالِداً يُبْقِي وَلاَ وَلَدا ٭٭٭ هَذا السَّبِيلُ إلى أنْ لاَ تَرَى أَحَدا

كَانَ(2) النَّبِيُّ وَلَمْ يَخْلُدْ لِأُمَّتِهِ ٭٭٭ لَوْ خَلَّدَ اللَّهُ خَلْقاً قَبْلَهُ خَلْدا

لِلمَوْتِ فِينَا سِهَامُ غَيْرُ خَاطِئَةٍ ٭٭٭ مَنْ فَاتَهُ اليَوْمَ سَهْمٌ لَمْ يَفْتُهُ غَدا(3)

سَرَّ من والی

وقال علیه السلام:

إِنَّ الَّذِي قَدْ اصْطَفَى مُحَمَّدا ٭٭٭ وَأَظْهَرَ الأَمْرَ بِهِ وَأَيْدَا

وَسَرَّ مَنْ وَالى وَأَكْبَا الحُسَّدا ٭٭٭ وَأَحْسَنَ الذُخْرَ لَهُ وَمَهَّدَا

ص: 100


1- مناقب ابن شهر آشوب 163/3 وفيه: قال الطبري: ووجدوا نوفلاً في الخندق فجعلوا يرمونه بالحجارة فقال لهم: قتلة أجمل من هذه ينزل بعضكم لقتالي، فنزل إليه عليّ فطعنه في ترقوته بالسيف حتى أخرجه من مراقه. ثم جرح منبه بن عثمان العبدري فانصرف ومات بمكة. وروي ولحق هبيرة فأعجزه فضرب عليّ قربوس سرجه وسقط درعه، وفر عكرمة وضرار. فأنشأ أمير المؤمنين علیه السلام يقول: الأبيات. ديوان الإمام علي علیه السلام ص 46 بهذا النص: وكانوا على الإسلام إلباً ثلاثة ٭٭٭ فقد بزّ من تلك الثلاثة واحد وفرَّ أبو عمرو هبيرة لم يعُدْ ٭٭٭ لنا وأخو الحرب المجرب عائدُ نهتهم سيوفُ الهند أن يقفوا لنا ٭٭٭ غداةَ التقينا والرماح المصايدْ بحار الأنوار للمجلسي 41/ 12/90 (باب 106 مهابته وشجاعته) وفي صدر البيت الأخير منه نهتهم سيوف الهند
2- في المناقب «هذا»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 48 - 49، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 294/1 - 295 بهذا النص: الموت لا والداً يبقي ولا ولداً ٭٭٭ هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا هذا النبيّ ولم يخلد لأمته ٭٭٭ لو خلد الله خلقاً قبله خلدا للموت فينا سهام غير خاطئة ٭٭٭ من فاته اليوم سهم لم يفته غدا

وَجَاءَ بِالنُّورِ المُضِيءِ المحْمَدا ٭٭٭ وَنَاصَحَ اللَّهَ وَخَافَ المَوْعِدًا(1)

تمنى رجال أن أموت

وقال علیه السلام:

تَمَنَّى رِجَالٌ أَن أَمُوتَ وَإِنْ أَمُتْ ٭٭٭ فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ

ولَيْسَ الَّذِي يَبْغِي خِلاَفِي يَضُرُّنِي ٭٭٭ وَلاَ مَوْتُ مَنْ قَدْ مَاتَ قَبْلِي بِمُخْلِدِي

وَإِنِّي وَمَنْ قَدْ مَاتَ قَبْلِي لَكَالَّذِي ٭٭٭ يَزُورُ خَلِيلاً أَوْ يَرُوحُ وَيَغْتَدِي(2)

من يعمر المساجد

وقال علیه السلام:

لاَ يَسْتَوِي مَنْ يَعْمُرُ المَسَاجِدا من يعمر المساجد ٭٭٭ وَمَنْ يَبِيتُ رَاكِعاً وَسَاجِدا

يَدْأَبُ فِيهَا قَائِماً وَقَاعِدا ٭٭٭ وَمَنْ يَكُرُّ هَكَذَا مُعَانِدَا

وَمَنْ يُرى عَنِ الغُبَارِ حَائِدا(3)

ص: 101


1- مناقب آل أبي طالب 175/1 - 176
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 48
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 46، السيرة النبوية لابن هشام 106/2 بهذا النص: لا يستوي مَن يعمُر المساجدا ٭٭٭ یدأب فيه قائماً وقاعدا ومَن يرى عن الغيار حائدا العقد الفريد 342/4 بهذا النص: لا يَستوي مَن يَعمُر المساجدا ٭٭٭ يَدْأبُ فيها راكعاً وساجداً وقائماً طَوْراً وطوراً قاعداً ٭٭٭ ومَن يُرى عن التُّراب حائداً مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 236/1 بهذا النص: أمر النبي صلی الله علیه وآله وسلم ببناء المسجد وعمل فيه رسول الله بنفسه فعمل فيه المهاجرون والأنصار، وأخذ المسلمون يرتجزون وهم يعملون، فقال بعضهم: لتن قعدنا والنبيّ يعمل ٭٭٭ لذاك منّا العمل المضلل والنبيّ صلی الله علیه وآله وسلم يقول: لا عيش إلا عيش الآخرة ٭٭٭ اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة وعلي بن أبي طالب علیه السلام يقول: لا يستوي مَن يعمل المساجدا ٭٭٭ يدأب فيها قائماً وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا بحار الأنوار 9/124/19 بهذا النص: لا يستوي من يعمل المساجدا ٭٭٭ يدأب فيها قائماً وقاعدا ومن يرى عن الغيار حائدا وبحار الأنوار أيضاً: 7/243/20 بهذا النص: لا يستوي من يبتني المساجدا ٭٭٭ يظلّ فيها راكعاً وساجدا كمن يمرّ بالغبار حائدا ٭٭٭ يعرض عنه جاحداً معاندا والبحار أيضاً: 21/409/34، مسند الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم 153/3 برواية المناقب

تجري على سمتها

وقال علیه السلام:

لَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ تَجْرِي عَلَى ٭٭٭ مِقْدَارِ مَا يَسْتَاهِلُ العَبْدُ

لَكَانَ مَنْ يُخدَمُ مُسْتَخدَماً ٭٭٭ وَغَابَ نَحْسٌ وَبَدَا سَعْدُ

واعْتَدَلَ الدَّهْرُ إلى أهْلِهِ ٭٭٭ وَاتَّصَلَ السُّؤدَدُ والمَجْدُ

لكِنَّهَا تَجْرِي عَلَى سَمْتِهَا ٭٭٭ كَمَا يُرِيدُ الوَاحِدُ الفَرْدُ(1)

خمس فوائد

وقال علیه السلام:

تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِي طَلَبِ العُلَى ٭٭٭ وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ

تَفَرُّجُ هَم وَاكْتِسَابُ مَعِيشَةٍ ٭٭٭ وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِدِ

فَإِنْ قِيلَ فِي الأَسْفَارُ ذُلٌّ وَمِحْنَةٌ ٭٭٭ وَقَطْعُ الفَيَافِي وَارتِكَابُ الشَّدَائِدِ

فَمَوْتُ الفَتَى خَيْرٌ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ ٭٭٭ بِدَارِ هَوَانٍ بَيْنَ وَاشٍ وَحَاسِدِ(2)

ص: 102


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 46 - 47
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 45 - 46، مستدرك الوسائل 4/115/8 وفي صدر البيت الأخير منه «من معاشه»

مضى أمسك

وقال علیه السلام:

مَضَى أَمسُكَ البَاقِي شَهِيداً مُعَدَّلاً ٭٭٭ وَأَصْبَحْتَ فِي يَوْمٍ عَلَيْكَ شَهِيدُ

فَإِنْ كُنْتَ فِي الأَمْسِ اقْتَرَفْتَ إِسَاءَةً ٭٭٭ فَشَنِّ بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حَمِيدُ

وَلاَ تُرْجِ فِعْلَ الخَيْرِ يَوْماً إِلى غَدٍ ٭٭٭ لَعَلَّ غَداً يَاتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ

وَيَوْمُكَ إِنْ عَايَنْتَهُ عَادَ نَفْعُهُ ٭٭٭ إِلَيْكَ وَمَاضِي الأَمْسِ لَيْسَ يَعُودُ(1)

يا مؤثر الدنيا

وقال علیه السلام:

يَا مُؤثِرَ الدُّنْيَا عَلَى دِينِهِ ٭٭٭ وَالثَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ

أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فِيهَا وَقَدْ ٭٭٭ أَبْرَزَ نَابُ المَوْتِ عَنْ حَدِّهِ

هَيْهاتَ إِنَّ المَوْتَ ذُو أَسْهُمِ ٭٭٭ مَنْ يَرمِهِ يَوْماً بِهَا يُرْدِهِ

لا يُصلِحُ الواعِظُ قَلْبَ امْرِءِ ٭٭٭ لَمْ يَعْزِمِ اللَّهُ عَلَى رُشْدِهِ(2)

دعوتُ له الرحمن

وقال علیه السلام:

مَا وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاَّ بَذَلْتُ لَهُ ٭٭٭ صَفْوَ المَوَدَّةِ مِنِّي آخِرَ الأَبَدِ

وَلا قَلاَنِي وَإِنْ كَانَ المُسِيء بِنَا ٭٭٭ إلاَّ دَعَوْتُ لَهُ الرَّحْمَنَ بِالرَّشَدِ

وَلاَ ائْتُمنْتُ عَلَى سِرِ فَبُحْتُ بِهِ ٭٭٭ وَلاَ مَدَدْتُ إلى غَيْرِ الجَمِيلِ يَدِي

وَلاَ أَقُولُ نَعَمْ يَوْماً فَأَتْبِعُهُ ٭٭٭ بِلاَ وَلَوْ ذَهَبَتْ بِالمَالِ وَالوَلَدِ(3)

ص: 103


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 47
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 43 - 44 وفيه: رأى أمير المؤمنين علیه السلام رجلاً يمشي ويخطر يبديه ويختال فقال: الأبيات
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 51

بقيت وحدي

وقاال علیه السلام:

ذَهَبْ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ وَجْدِي ٭٭٭ وَبَقِيتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي

مَنْ كَانَ بَيْنَكَ فِي التُّرَابِ وَبَيْنَهُ ٭٭٭ شِبرانِ فَهُوَ بغَايَةِ البُعْدُ

لَوْ كُشِفَتْ لِلمَرْءِ أَطباقُ الثَّرى ٭٭٭ لَمْ يَعْرِفِ المَوْلَى مِنَ العَبْدِ

مَنْ كَانَ لاَ يَطَأُ التُّرَابَ بِرِجْلِهِ ٭٭٭ يَطَأُ التُّرَابِ بِنَاعِمِ الخَدِّ(1)

أخو المصطفى

وقال علیه السلام:

أَنَا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكٍّ فِي نَسَبِي ٭٭٭ مَعَهُ رَبَيْتُ(2) وَسِبْطَاهُ هُمَا وُلْدِي

جَدِّي وَجَدُّ رَسُولِ اللَّهِ مُتَحِدٌ(3) ٭٭٭ وَفَاطِمٌ زَوْجَتِي لاَ قَوْلُ ذِي فَنَدِ

صَدَّقْتُهُ وَجَمِيعُ النَّاسِ فِي ظُلَم(4) ٭٭٭ مِنَ الظَّلاَلَةِ وَالإِشْرَاكِ وَالنَكَدِ(5)

فَالحَمْدُ لِلَّهِ شُكراً لاَ تُعَادِلُهُ(6) ٭٭٭ البَرُّ بِالعَبْدِ وَالبَاقِي بِلاَ أَمَدِ(7)

ص: 104


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 47 - 48، وقد نقل الشبلنجي في نور الأبصار ص 166 وجد مكتوباً على قصر سيف بن ذي يزن الحميري هذه الأبيات ما عدا البيت الأول مع اختلاف في بعض الأبيات
2- في الينابيع «ربيت معه»، وَرَبَيْت وَرَبِيتُ: نشأت
3- في الأمالي والكشف والبحار «منفرد»
4- في الينابيع «بهم»
5- في الينابيع «في نكد»، في الأمالي والكشف والبحار «البيت غير مذكور»
6- في كشف الغمة والبحار والينابيع «لأشكر له»
7- شرح الأخبار 427/1 - 65/428 بهذا الإسناد: عن عبد الرحمان بن مالك عن جابر بن عبد الله قال: سمعت علي بن أبي طالب ينشد ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ذيسمع: الأبيات. وروى الأبيات الطوسي في أماليه ص 214 بهذا الإسناد: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني أبو حفص محمد بن عثمان الصيرفي قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله العلاف المعروف بالمستغني قراءة عليه قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الدينوري قال: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: حدثني بكر بن حارثة الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله قال: سمعت علياً علیه السلام ينشد ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يسمع: الأبيات. ورواها أيضاً الاربلي في كشف الغمة 22/2، والمجلسي في بحار الأنوار 381/10 و 57/29/40 «باب 91»، والقندوزي في ينابيع المودة ص 64

لأمر الله تعنو رقابنا

وقال علیه السلام:

وَإِنَّ حَيَاتِي مِنْكِ يَا بِنْتَ أَحْمَدٍ ٭٭٭ بِإِظْهَارِ مَا أَخْفَيْتُهُ لَشَدِيدُ

وَلكِنْ لأَمْرِ اللَّهِ تَعْنُو رِقَابُنَا ٭٭٭ وَلَيْسَ عَلَى أَمْرِ الإِلهِ جَلِيدُ

أَتَصْرَعُنِي الحُمَّى لَدَيْكِ وَأَشْتَكِي ٭٭٭ إِلَيْكِ وَمَالِي فِي الرِّجَالِ نَدِيدُ

أُصِرُّ على صَبْرِ وَأَقْوَى على مُنى ٭٭٭ إِذا صَبْرُ خَوَّارِ الرِّجَالِ بَعِيدُ

وَفِي هَذِهِ الحُمَّى دَلِيلٌ بِأَنَّهَا ٭٭٭ لمَوْتِ البَرَايَا قَائِدٌ وَبَرِيدُ(1)

أقبل إلى الإسلام

وقال علیه السلام:

إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بِقُدْرَةِ ٭٭٭ حَتَّى عَلاَ فِي عَرْشِهِ فَتَوَحَّدَا

بَعَثَ الذِي لاَ مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى ٭٭٭ يُدْعَى بِرَأْفَتِهِ النَّبِيّ مُحَمَّدَا

فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَيِّتٌ وَمُحَاسَبٌ ٭٭٭ فَإِلَى مَتَى تَبْغِي الضَّلاَلَةَ وَالرَّدَى

أقْبِلْ إلى الإِسْلاَمِ إِنَّكَ جَاهِلٌ ٭٭٭ وَتَجَنَّبِ العُزَى وَرَبَّكَ فَاعْبُدَا

وَاللاَّتِ والهَجَرَاتِ فَاهْجُرْ إِنَّنِي ٭٭٭ أخْشَى عَلَيْكَ عَذَابَ يَوْمٍ سَرْمَدَا(2)

ص: 105


1- بحار الأنوار 9/152/43 بهذا الإسناد: في الديوان المنسوبة أبياته إلى أمير المؤمنين أنّه قال في مرضه مخاطباً لفاطمة ما روي عن أبي العلاء الحسن العطّار، عن الحسن المقريّ، عن أبي عبد الله الحافظ، عن عليَّ ابن أحمد المقريَّ. عن زيد بن مسكان، عن عبيد الله بن محمد البلوي أنه علیه السلام أنشد هذه الأبيات وهو محموم يرثي فاطمة علیها السلام: الأبيات. فاطمة الزهراء لعماد زاده ص 233 «فارسي»
2- بحار الأنوار 24/410/43

جنان من الفردوس

وقال علیه السلام:

وَمَنْ قَتَلْتُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَجَبٍ ٭٭٭ مِنّا فَقَدْ صَادَفُوا خَيْراً وَقَدْ سَعدُوا

لَهُمْ جِنَانٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ طَيِّبَةٌ ٭٭٭ لاَ يَعْتَرِيهِمْ بِهَا حَرٌّ وَلاَ صَرَدُ

صَلَّى الإِلهُ عَلَيْهِمْ كُلَّمَا ذُكِرُوا ٭٭٭ فَرُبَّ مَشْهَدِ صِدقٍ قَبْلَهُ شَهِدُوا

قَوْمٌ وَفَوْا لِرَسُولِ اللَّهِ وَاحْتَسَبُوا ٭٭٭ شُمُّ العَرَانِينِ مِنْهُمْ حَمْزَةُ الأَسَدُ

لَيْسُوا كَفَتْلَى مِنَ الكُفَّارِ أَدْخَلَهُم ٭٭٭ نَارَ الجَحِيمِ عَلَى أَبْوَابِهَا رَصَدُ(1)

نور ربّ محمد

وقال علیه السلام:

قُرَيْشٌ بَدَتْنَا بِالعَدَاوَةِ أَوَّلاً ٭٭٭ وَجَاءَتْ لِتُطْفِىءَ نُورَ رَبِّ مُحَمَّدِ

بِأَفْوَاهِهِمْ وَالبِيضُ بِالبِيضِ تَلْتَقِي ٭٭٭ بِأَيْدِيهِم مِنْ كُلِّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ

وَخَطِّيَّة قَدْ ثُقْفَتْ سَمْهَريَّة ٭٭٭ أسِنَّتُها قَدْ حُودِثَتْ بِمُحَدَّدِ

فَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَبْعَثُوا الحَرْبَ وَأَسْلِمُوا ٭٭٭ وَفِيئُوا إلى دِينِ المُبَارَكِ أَحْمَدِ

فَقَالُوا كَفَرْنَا بِالَّذِي قَالَ إِنَّهُ ٭٭٭ يُوَعْدُنَا بِالحُكْمِ وَالحَشْرِ فِي غَدِ

فَقَتْلَتُهُمْ وَاللَّهِ أَفْضَلُ قُرْبَةٍ ٭٭٭ إِلى رَبِّنَا البَرَّ العَظِيمِ المُمَجَّدِ(2)

ص: 106


1- ينابيع المودة 12/36/1 قال خطاباً لقريش في مدح حمزة: الأبيات
2- بحار الأنوار 409 - 23/410 وفيه: قال المجلسي: «بدت»: من البدو، أو من المهموز. والعصب: السيف القاطع. والمهنّد: السيف المطبوع من حديد الهند. وتثقيف الرماح: تسويتها. ذكره الجوهري وقال: الإسمهرار: الصلابة والشدّة. والسمهرية: القناة الصلبة. ويقال: هي منسوبة إلى سمهر اسم رجل كان يقوم الرماح يقال: رمح سمهري ورماح سمهرية. ومحادثة السيف: جلاؤه. والسلم - بالتحريك -: الخلوص. والأظهر أنّه من السلامة أو السلام بمعنى الصلح. والفيء: الرجوع. والقتلة - بالكسر -: القتل

أتاني أن هندا

وقال علیه السلام:

أَتَانِي أَنَّ هِنْداً أُخْتَ صَخْرٍ ٭٭٭ دَعَتْ دَرَكاً وَبَشَّرَتِ الهُنُودا

فَإِنْ تَفْخَرْ بِحَمْزَةَ حِينَ وَلَّى ٭٭٭ مَعَ الشُّهَدَاءِ مُحْتَسِباً شَهِيدا

فَإِنَّا قَدْ قَتَلْنَا يَوْمَ بَدْرٍ ٭٭٭ أَبَا جَهْلٍ وَعُتْبَةَ وَالوَلِيدَا

وَقَتَلْنَا سُرَاةَ النَّاسِ طراً ٭٭٭ وَغُنّمْنا الوَلاَئِدَ وَالعَبِيدا

وَشَيْبَةَ قَدْ قَتَلْنَا يَوْمَ ذَاكُمْ ٭٭٭ عَلَى أَثْوابِهِ عَلَقاً جَسِيدا

فَبُوئِي مِنْ جَهَنَّمَ شَرَّ دَارِ ٭٭٭ عَلَيْهَا لَمْ يَجِدْ عَنْهَا مَحِيدا

وَمَا سَيَّانَ مَنْ هُوَ فِي جَحِيمٍ ٭٭٭ يَكُونُ شَرَابُهُ فِيهَا صَدِيدا

وَمَنْ هُوَ فِي الجِنَانِ يَدُرُّ فِيهَا ٭٭٭ عَلَيْهِ الرِّزْقُ مُعْتَبِطاً حَمِيدا(1)

بني أحمد

«بَنِي أَحْمَدَ يَا بَنِي أَحْمَدِه»(2) ٭٭٭ بَكَتْ لَكُمُ عُمَدُ المَسْجِدِ

بِيَثْرِبَ وَاهْتَزَّ قَبْرُ النَّبِيِّ ٭٭٭ أبي القَاسِمِ السَّيدِ الأَصْيَدِ

وَمَكَةً مَارَتْ بِبْطَحَائِهَا ٭٭٭ لإعْظَامِ فِعْلِ بَنِي الأَعْبَدِ

وَمَالَ الحَطِيمُ بِأَرْكَانِهِ ٭٭٭ وَمَا بِالبِنيةِ مِنْ جَلْمَدِ

وَأَظْلَمَتِ الأُفْق أفُقْ البِلاد ٭٭٭ وَذَرَّ على الأَرْضِ كَالإثمدِ(3)

وَكَانَ وَلیُّكُمُ خَاذِلا ٭٭٭ وَلَوْ شَاءَ كَانَ طَوِيلُ اليدِ(4)

ص: 107


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 50، بحار الأنوار 118/20 - 119، وفيه البيت الأول بهذا النص: أتاني أنّ هنداً حلّ صخر ٭٭٭ دعت دركاً وبشرت الهنودا ونقلها مطالب السؤول ص 217 و 218 باختلاف يسير
2- هذا البيت وضعناه بين أقواس لأنه ليس للإمام علیه السلام
3- الإثمد: عنصر معدني بلوري الشكل قصديري اللون، صُلب، هَش، يوجد في حالة نقيّة وغالباً متحداً مع غيره من العناصر يكتحل به
4- ذكر الثعالبي المتوفى في حدود سنة 429 في كتابه يتيمة الدهر (المطبوع مراراً) في ترجمة أبي القاسم بن علي بن بشر قال أخبرني الزاهد - يعني محمد بن عمر - قال أخبرني أبو القاسم بن علي بن بشر أنه كان له جد لأم يعرف بكولان وكان من أهل الأدب والكتابة وحسن الشعر والخطابة قال حججت سنةً من السنين وجاورت بمكة حرسها الله فاعتللت علة تطاولت بي وضاق معها خلقي ثم صلحت منها بعض الصلاح ففكرت في أني عملت في أهل البيت تسعاً وأربعين قصيدة مدحاً فقلت أكملها خمسين ثم ابتدأت بها فقلت (بني أحمد يابني أحمد) وارتج علي فلم أقدر على زيادة فعظم ذلك علي واجتهدت في أن أكمل البيت فلم أقدر فحدث لي من الهم بهذه الحالة ما زاد على غمي بإضافتي وعلتي فنمت إهتماماً بالحال فرأيت النبي صلی الله علیه وآله وسلم في النوم فجئت إليه وسلمت عليه وشكوت إليه ما أنا فيه من الإضافة وما أجده من العلة وأخرى من القلة فقال لي تصدق يوسع الله علیك وصم يصح جسمك فقلت يا رسول الله وأعظم ما أشكوه إليك أني شاعر أتشيع وأخص بالمحبة ولدك الحسين علیه السلام وتداخلني له رحمة لما جرى عليه من القتل، وكنت قد عملت في أهل بيتك تسعاً وأربعين قصيدة فلما خلوت بنفسي في هذا الموضع، حاولت أن أكملها خمسين فبدأت بقصيدة وقلت مصراعاً منها وارتج علي إجازته ونفر عني كل ما كنت أعرفه فما أقدر على قول حرف، فلو أكملته يا رسول الله، فتبسم صلی الله علیه وآله وسلم وقال لي إذهب إلى صاحبك وأومأ بيده الشريفة إلى ناحية من نواحي المسجد وأمر رسولاً يمضي بي إلی حيث أوما؟ فمضى بي الرسول إلى أناس فيهم علي بن أبي طالب علیه السلام، فقال له الرسول أخوك وجهك إليك بهذا الرجل، فاسمع ما يقوله! فسلمت عليه وقصصت عليه قصتي كما قصصتها على النبي علیه السلام، فقال لي اعتذاراً عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم، أما قرأت قول الله تبارك وتعالى: «وما علمناه الشعر» ثم قال فما المصراع الذي قلت: فقلت. بني أحمد يا بني أحمد: فقا ٭٭٭ ل: بكت لكم عمد المجد بيشرب واهتز قبر النبي ٭٭٭ أبي القاسم السيد الأصيد ومكة مارت ببطحائها ٭٭٭ لا عظام فعل بني الأعبد ومال الحطيم بأركانه ٭٭٭ وما بالبنية من جلمد وأظلمت الأفق أفق البلاد ٭٭٭ وذر على الأرض كالأثمد وكان وليكم خاذلا ٭٭٭ ولو شاء كان طويل اليد وردّدها عليّ ثلاث مرات، فانتبهت وقد حفظتها وفتح الله تعالى علي فأتممتها

آمنت بالله

وقال علیه السلام:

يَا شَاهِدَ اللَّهِ عَلَيَّ فَأَشْهَدِ ٭٭٭ آمَنْتُ باللهِ وَليِّ أَحْمَدِ

مَنْ شَكَ في اللَّهِ فإني مُهْتَدِ(1)

ص: 108


1- انساب الأشراف، ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام ص 264 إلى ح 449 وص 277، ح 460

بر الوالدين

وقال علیه السلام:

عَلَيْكَ بِبِرِّ الوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا ٭٭٭ وَبِرِّ ذَوي القُربى وَبِرَ الأَبَاعِدِ

وَلاَ تَصْحَبَنْ إِلاَّ تَقِيّاً مُهَذَّباً ٭٭٭ عَفِيفاً ذَكِياً مُنْجِزَاً للمَوَاعِدِ

وَقَارِنْ إِذَا قَارَنْتَ حُراً مُؤَدَّباً ٭٭٭ فَتى مِنْ بَنِي الأَحْرَارِ زَيْنُ المَشَاهِدِ

وَكُفَّ الأَذَى وَاحْفَظُ لِسَانَكَ وَاتَّقِ ٭٭٭ فَدِينُكَ فِي وُدِّ الخَلِيلِ المُسَاعِدِ

وَنَافِسْ بِبَذْلِ المَالِ فِي طَلَبِ العُلَى ٭٭٭ بِهِمَّةِ مَحْمُودِ الخَلاَئِقِ مَاجِدِ

وَكُنْ وَاثِقاً باللهِ فِي كُلِّ حَادِثِ ٭٭٭ يَصُنْكَ مَدَى الأَيَّامِ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ

وَبِاللهِ فَاسْتَعْصِمْ، وَلاَ تَرْجُ غَيْرَهُ ٭٭٭ وَلاَ تَكُ فِي النِّعْمَاءِ عَنْهُ بِجَاحِدِ

وَغُضَّ عَن المَكْرُوهِ طَرْفَكَ وَاجْتَنِبْ ٭٭٭ أَذَى الجَارِ وَاسْتَمْسِكْ بِحَبْل المَحَامِدِ

وَلاَ تَبْنِ فِي الدُّنْيَا بِنَاءَ مُؤْمِلٍ ٭٭٭ خَلَودٍ فَمَا حَيٌ عَلَيْهَا بخَالِدِ(1)

أمين الله

وقال علیه السلام:

مَا زَالَ جَمْعُكُمُ فِي حِنْدِسِ(2) عَكِرٍ ٭٭٭ وَفِي بِحَارِ طَمَتْ مُخْضَرَّةَ الزَّبَدِ

حَتَّى أَتَاكُمْ رَسُولُ اللَّهِ مُبْتَذِراً ٭٭٭ أضْحَتْ مَصَابِيحُهُ فِي سَائِرِ البَلَدِ

يَدْعُوكُمْ مُرْشِداً فِي قَوْلِهِ شَفِقاً ٭٭٭ يَا قَوْمِ اِعْتَصِمُوا بِالوَاحِدِ الأَحَدِ

فَهُوَ الأمِينُ أَمِينُ اللهِ خالِقُنَا ٭٭٭ وَأَصْدَقُ الخَلْقِ فِي قُرْبٍ وَفِي بُعْدِ

إِنْ كَانَ قَدْ غَابَ إيجاباً لِخَالِقِهِ ٭٭٭ أَنَا خَلِيفَتُهُ فِي الأهْلِ وَالوَلَدِ

سَأَفْعَلُ الآنَ فِي مَرْضَاةِ سَيِّدِنَا ٭٭٭ فِعْلَ الكِرَام وَفِعْلَ السَّادَةِ النُّجُدِ

يَابْنَ العُلُوج لَقَدْ عَايَنْتُ ذَاكِرَكُمْ ٭٭٭ مَا إِنْ نَرَى مِثْلَهُ فِي النَّاسِ مِنْ أَحَدِ

خَيْرُ الأَنَامِ وَخَيْرُ الخَلْقِ كُلِّهِمُ ٭٭٭ وَخَيْرُ مَنْ حَمَلَتْ أُنْثَى إِلى الأَبَدِ

ص: 109


1- جواهر الأدب 423/2
2- الحِندس: ظلام الليل

عَلَيْهِ رَبِّي صَلِّي كُلَّمَا سَجَعَتْ ٭٭٭ وَرْقا وَمَا غَرَّدَتْ فِي سَائِرِ البَلَدِ(1)

ص: 110


1- نور الأبصار «تأليف جماعة من العلماء» ص 62 - 63 وفيه: قيل: إنه لما وصل النبي صلی الله علیه وآله وسلم إلى طيبة قال ما أشتهي أن أدخل المدينة حتى يقدم علي بن أبي طالب، قال ابن اليقظان ثم إن النبي صلی الله علیه وآله وسلم كتب إلى ابن عمه كتاباً يأمره بالتوجه إليه قال: فلما علمت قريش أن النبي صلی الله علیه وآله وسلم قد نجا سالماً ووصل المدينة هاج الناس واجتمعت الرجال والنساء زمراً زمراً من كل جانب ومكان واجتمعت قريش في الأبطح وكل من كان له عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وديعة ولم يكن له شيء ثم قام عقبة بن أبي معيط ونادى بأعلا صوته يا معاشر قريش أترضون بما فعله فيكم ابن كبشة يتيم أبي طالب وإساءته إليكم مرة بعد أخرى فأحلف باللات والعزى والهبل الأعلى أنه قد أعمكم بالعار والشنار ولعب بعقولكم حتى أذل ساداتكم وأزالكم عن ما مضى عليه آباؤكم على السداد والرشاد ولم يرض بذلك منكم حتى سلمتم إليه أموالكم وأودعتموه ذخائركم وسميتموه الصادق الأمين حتى وطأ أعناقكم وخرج من بين أظهركم فأين أمانيكم وأمانته وأين صدقه فيما أودعتموه إياه أف لكم من ساة وتعساً لكم من قادة فلا لأنفسكم غضبتم ولا لآلهتكم نصرتم ولقد أثار محمد ما في قلبي كامناً ثم إنه قهقه ضاحكاً وأنشأ يقول: أفلح من يصلي على الرسول: بعداً وسحقاً لقد ضلت عقولكم ٭٭٭ وبان حكمكم للسيد السند قد بان جهلكم مع كذب صاحبكم ٭٭٭ تباً لكم فأبشروا بالويل والكمد إن الأمين مضى بالمال يفرقه ٭٭٭ لعصبة تأتكم بالخيل والعدد فسحره عن قليل سوف يشملكم ٭٭٭ فأین ملجأكم عن صولة الأسد قال: فلما سمع علي علیه السلام إنقض عليه كانقضاض النجم من السماء وهجم عليه وهو کان جالساً مع عمه العباس وانتضى سيفه من غمده وقال له يابن الأرجاس بمثل هذا الكلام تتكلم في رسول الله أتقابس محمداً صلی الله علیه وآله وسلم بنفسك ثم تقايس عبد المطلب حاكم البلد من البدو والحضر وقاضي العرب بأبيكم شر الأمم وإنما أنت علج من علوج اللثام ومحمد صلی الله علیه وآله وسلم مطهر من الأدناس والرذایل وقد ظهرت له الآيات وبانت منه المعجزات فمن عادانا ندم ومن والانا سلم إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج، خرج في طاعة الله تعالى وأما أنا أخوه وابن عمه والمخلوق من طينته وخليفته على أمته وفي ذريته وأمانته فأدفع لكم ما أودعتموه محمد صلی الله علیه وآله وسلم فإنها أقل وأذل وأحقر وأصغر من جناح بعوضة أتظن يا أبا معيط أن محمداً يرغب في ودائعكم وأماناتكم هيهات هيهات وإن الله تعالى قد أعطاء كنوز الأرض دراً وجوهراً وذهباً. فما كبرت في عينيه بل كان في آخرته أشوق وفي أمامه أرغب وأنت صاغراً مخزياً، ثم إن علياً علیه السلام أنشأ بهذه الأبيات يقول: الأبيات

أرقت لنوح

وقال علیه السلام:

أرِقْتُ لِنَوْحٍ آخِرَ اللَّيْلِ غُرَّدًا ٭٭٭ لِشَيْخِيَ يَنْعِي وَالرَّئِيسَ المُسَوَّدا

أَبَا طَالِبٍ مَأْوَى الصَّعَالِيكِ ذَا النَّدَى ٭٭٭ وَذَا الحِلْم لاَ خُلْقاً وَلَمْ يَكُ قُعْدُدَا(1)

أَخَا المُلْكِ خَلَّى ثَلْمَةً سَيَسُدُّهَا ٭٭٭ بنُو هَاشِمٍ أَوْ يُسْتَبَاحُ فَيَهمُدَا

فَأَمْسَتْ قُرَيْشُ يَفْرَحُونَ لِفَقْدِهِ ٭٭٭ وَلَسْتُ أَرَى حُبَّاً لِشَيءٍ مُخَلَّدا

أَرَادَتْ أُمُوراً زَيَّنَتْهَا حُلُومُهُمْ ٭٭٭ سَتُورِدُهُمْ يَوْماً مِنَ الغَيِّ مَوْرِدا

يُرَجَّونَ تَكْذِيبَ النَّبِيِّ وَقَتْلَهُ ٭٭٭ وَإِنْ يَفْتَرُوا بُهْتاً عَلَيْهِ وَمَجْحَدا

كَذِبْتُمْ وَبَيْتُ اللَّهِ حَتَّى نُذِيقَكُمْ ٭٭٭ صُدُورَ العَوَالِي وَالصَّفِيحُ المُهَنَّدا

وَيَظْهَرُ مِنّا مَنْظَرُ ذُو كَرِيهَةٍ ٭٭٭ إِذَا مَا تَسَرْبَلْنَا الحَدِيدَ المُسَرَّدا

فَإِمَّا تُبِيدُونَا وَإِمَّا نُبِيدُكُمْ ٭٭٭ وَإِمَّا تَرَوا سِلْمَ العَشِيرَةِ أَرْشَدا

وَإِلاَّ فَإِنَّ الحَيَّ دُونَ مُحَمَّدٍ ٭٭٭ بَنُو هَاشِمٍ خَيْرُ البَرِيَّةِ مَحْتِدا

وَإِنَّ لَهُ فِيكُم مِنَ اللَّهِ نَاصِراً ٭٭٭ وَلَيْسَ نَبِيٌ صَاحِبَ اللَّهِ أَوْحَدا(2)

نَبِيٌّ أَتَى مِنْ كُلِّ وَحْيِ بِخِطْبَةٍ ٭٭٭ فَسَمَّاهُ رَبِّي فِي الكِتَابِ مُحَمَّدًا

أَغَرُّ كَضَوْءِ البَدْرِ صُورَةُ وَجْهِهِ ٭٭٭ جَلا الغَيْمُ عَنْهُ ضَوْءَهُ فَتَوَقَّدَا

أَمِينٌ على مَا اسْتَوْدَع اللهُ قَلْبَهُ ٭٭٭ وَإِنْ قَالَ قَوْلاً كَانَ فِيهِ مُسَدَّدا(3)

ص: 111


1- القعدد: الجبان واللتيم والخامل
2- وفي نسخة أخرى. ولستُ بلاقٍ صاحِبَ اللهِ أَوْحَدا
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 49 - 50، تذكرة الخواص ص 19 - 20 بهذا النص: أرقت لطير آخر الليل غردا ٭٭٭ يذكرني شجوا عظيماً مجددا أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى ٭٭٭ جواداً إذا ما أصدر الأمر أوردا فأمست قريش يفرحون بموته ٭٭٭ ولست أرى حياً يكون مخلدا أرادوا أموراً زينتها حلومهم ٭٭٭ سنوردهم يوماً من الغي موردا يرجون تكذيب النبي وقتله ٭٭٭ وأن يفترى قدماً عليه ويجحدا كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم ٭٭٭ صدور العوالي والحسام المهندا فإما تبيدونا وإما نبيدكم ٭٭٭ وإما تروا سلم العشيرة أرشدا وإلا فإن الحي دون محمد ٭٭٭ بني هاشم خير البرية محتدا

أهلك سابور

وقال علیه السلام:

إِنَّ حَياً يَرَى الصَّلاحَ فَسَادا ٭٭٭ أوْ يَرَى الغَيَّ فِي الأُمُورِ رَشادا

لَقَرِيبٌ من الهَلاكِ كَمَا ٭٭٭ أَهْلَكَ سَابُورٌ(1) بالسَّوادِ أيادا(2)

وينصر الله من والاه

وقال علیه السلام:

اللَّهُ حَيٌّ قَدِيمٌ قَادِرٌ صَمَدُ ٭٭٭ فَلَيْسَ يُشْرِكُهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدُ

هُوَ الَّذِي عَرَّفَ الكُفَّارَ مَنْزِلَهُمْ ٭٭٭ وَالمُؤْمِنُونَ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا وُعِدُوا

فَإِنْ تَكُنْ دَوْلَةٌ كَانَتْ لَنَا عِظَةٌ ٭٭٭ فَهَلْ عَسَى أَنْ يُرِى فِي غَيْهَا رَشَدُ

وَيَنْصُرُ اللَّهُ مَنْ وَالاهُ إِنَّ لَهُ ٭٭٭ نَصْراً يُمَثْلُ بِالكُفَّارِ إِنْ عَندُوا

فَإِنْ نَطَقْتُمْ بِفَخْرِ لا أَبا لَكُم ٭٭٭ فِيمَنْ تَضَمَّنَ مِنْ إِخْوَانِنَا اللحدُ

فَإِنَّ طَلْحَةَ غَادَرْنَاهُ مُنْجَدِلاً ٭٭٭ وَلِلصَّفَایِح نَارٌ بَيْنَنَا تَقِدُ

وَالمَرْهُ عُثْمَانُ أَرْدَتْهُ أَسْنَتُنا ٭٭٭ فَجَيْبُ زَوْجَتِهِ إِذْ أُخْبِرَتْ قِدَدُ(3)

فِي تِسْعَةٍ وَلِوَاءُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ٭٭٭ لَمْ يَنْكِلُوا عَنْ حِيَاضِ المَوْتِ إِذْوَرَدُوا

كَانُوا الذَّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وأَكْرَمَهَا ٭٭٭ حَيْثُ الأُنُوفُ وَحَيْثُ الفَرْعُ وَالعَدَدُ

وَأَحْمَدُ الخَيْرِ قَدْ أَرْدَى عَلى عَجَلٍ ٭٭٭ تَحْتَ العَجَاجِ أَبيّاً وَهُوَ مُجْتَهِدُ

فَظَلَّتِ الطَّيْرُ وَالصِّبْعَانُ تَرْكَبُهُ ٭٭٭ فَحَامِلٌ قِطْعَةً مِنْهُ وَمُقْتَعِدْ

وَمَنْ قَتَلْتُمُ على مَا كَانَ مِنْ عَجَب ٭٭٭ مِنَا فَقَدْ صَادَفُوا خَيْراً وَقَدْ سَعِدُوا

لَهُمْ جِنَانٌ مِنَ الفِرْدَوس طيّبةٌ ٭٭٭ لاَ يَعْتَرِيهِمْ بِهَا حَرٌ وَلاَ صَرَدْ

صَلَّى الإلهُ عَلَيْهِمْ كُلما ذكرُوا ٭٭٭ فَرُبَّ مَشْهَدِ صِدْقٍ قَبْلَهُ شَهِدُوا

ص: 112


1- مروج الذهب للمسعودي، ج 1 ص 264
2- سابور: ذو الأكتاف
3- قِدد: قطع

قَوْمٌ وَفَوْا الرَّسُولَ وَاحْتَسَبُوا(1) ٭٭٭ شُمُّ العَرَانِين مِنْهُم حَمْزَةُ الأَسَدُ

وَمُصَعَبٌ كَانَ لَيْثاً دُونَهُ حَرِداً ٭٭٭ حَتَّى تَزَمَّلَ مِنْهُ ثَعْلَبٌ جَسَدُ

لَيْسُوا كَفَتْلَى مِنَ الكُفَّارِ أَدْخَلَهُم ٭٭٭ نَار الجَحِيمِ عَلَى أَبْوَابِهَا الرُّصَدُ(2)

قافية الزال

تصبّر على الأذى

وقال علیه السلام:

غُضَّ عَيْناً عَلَى القَذَى ٭٭٭ وَتَصَبَّرْ عَلَى الأَذَى

إِنَّما الدَّهْرُ سَاعةً ٭٭٭ يَقْطَعُ الدَّهْرُ كُلَّ ذَا(3)

ص: 113


1- وفي نسخة أخرى من ديوان الإمام علي علیه السلام: قوم وفَوَا لرسولُ اللهِ واحتسبوا
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 44 - 45، تذكرة الخواص ص 149 - 150 بهذا النص: الله ربي وهو الواحد الصمد ٭٭٭ فليس يشركه في حكمه أحد هو الذي عرف الكفار كفرهم ٭٭٭ والمؤمنون سيجزيهم بما وعدوا فإن تكن جولة كانت لنا عظة ٭٭٭ فهل عسى أن يرى في غيها رشد وينصر الله من والاه معتمداً ٭٭٭ ويمحق الكافرين الغتم إذ عندوا فإن نطقتم بفخر لا أبا لكم ٭٭٭ ممن تضمن من إخواننا أحد فإن طلحة عاينّاه منجدلا ٭٭٭ وللصوارم نار بيننا تقد ومن قتلتم على ما كان من ذحل ٭٭٭ فإنهم طابقوا خيراً وقد سعدوا لهم جنان من الفردوس طيبة ٭٭٭ لا يعتريهم بها حر ولا برد قوم وفوا لرسول الله واحتسبوا شم ٭٭٭ العرانين منهم حمزة الأسد ليسوا كقتلاكم فالله أدخلهم نار ٭٭٭ الجحيم على أبوابها رصد مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 245/1 بهذا النص: الحمد لله ربي الخالق الصمد ٭٭٭ فليس يشركه في حكمه أحد هو الذي عرف الكفار منزلهم ٭٭٭ والمؤمنون سيجزيهم بما وعدوا وینصر الله من والاه إن له ٭٭٭ نصراً ويمثل بالكفار إذ عندوا قومي وفوا لرسول الله واحتسبوا ٭٭٭ شم العرانين منهم حمزة الأسد
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 52

قافية الراء

جهلت ولم تدر

وقال علیه السلام:

إِذَا كُنْتَ لاَ تَدْرِي وَلَمْ تَكُ سَائِلاً ٭٭٭ عَنِ العِلْمِ مَنْ يَدْرِي جَهِلْتَ وَلَمْ تَدْرِ(1)

يُرجى له الغنى

وقال علیه السلام:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُرجَى لَهُ الغِنَى ٭٭٭ وَأَنَّ الغِنَى يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الفَقْرِ(2)

نوب الدهر

وقال علیه السلام:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ البَحْرَ يَنصُبُ مَاؤُهُ ٭٭٭ وَيَأْتِي عَلَى حِيتَانِهِ نُوبُ الدَّهْرِ(3)

غرّي غيري

وقال علیه السلام:

إبْيَضِّي وَاصْفَرِّي وَغُرِّي غَيْرِي ٭٭٭ إِنِّي مِنَ اللَّهِ بِكُلِّ خَيْرٍ(4)

يدنيه الغنى

وقال علیه السلام:

فَتَىّ كَانَ يُدْنِيهِ الغِنَى مِنْ صَدِيقِهِ ٭٭٭ إِذَا مَا هُوَ اسْتَغْنَى وَيُبعِدُهُ الفَقْرُ(5)

ص: 114


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 67
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 64
3- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 70
4- العقد الفريد 312/4 - 313 وفيه: كان علي بن أبي طالب إذا دخل بيتَ المال ونَظر إلى ما فيه من الذَّهب والفضة قال: البيت
5- الأخبار الموفقيات ص 474، وفيه: وتمثل علي بن أبي طالب علیه السلام

هان علينا

وقال علیه السلام:

صَبَرْتُ عَلَى مُرِّ الأُمُورِ كَرَاهَةً ٭٭٭ فَهَانَ عَلَيْنَا كُلُّ صَعْبٍ مِنَ الأَمْرِ(1)

هم أوردوه

وقال علیه السلام:

هُم أوْرَدُوهُ فِي الغُرُورِ وَغَرَّرُوا ٭٭٭ أَرَادُوا نَجَاةٌ لاَ نَجَاةَ وَلاَ عُذْرَ(2)

أهل الفقر

وقال علیه السلام:

مَسَاكِينُ أَهْلُ الفَقْرِ حَتَّى قُبُورُهُمْ ٭٭٭ عَلَيْهَا تُرَابُ الذُّلِ بَيْنَ المَقَابِرِ(3)

يعجله الصبر

وقال علیه السلام:

وَحَمِيدُ مَا يَرْجُوهُ ذُو أَمَل ٭٭٭ فَرَجٌ يُعَجِّلُهُ لَهُ صَبْرُ(4)

لا بد من شكوى

وقال علیه السلام:

وَلاَ خَيْرَ فِي الشَّكْوَى إِلى غَيْرِ مُشْتَكِي ٭٭٭ وَلاَ بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِذَا لَمْ يَكُنْ صَبْرُ(5)

ص: 115


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 66
2- مناقب آل أبي طالب 2/ 270 مدينة المعاجز 2/ 180 - 181 وفيه: قال علیه السلام يخاطب أهل الكوفة: كيف أنتم إذا نزل بكم خير ذرية نبيكم فعمدتم إليه فقتلتموه؟ قالوا: معاذ الله لئن أتانا الله في ذلك لنبلونّ عذرا فقال علیه السلام: البيت
3- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 69
4- الفرج بعد الشدة 84/5 وفيه: حدّثني أحمد بن محمّد الأزدي، المعروف بأبي عمر بن نيزك العطّار، الشاعر، قال: بتّ ليلة، حرج الصدر، ضيقّه، فرأيت في منامي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وهو ينشدني أبياتاً في الفرج، فانتبهت ولم يبق في حفظي منها إلاّ قوله: البيت
5- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 70

أضرمتُ ناري

وقال علیه السلام:

لَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ أَمْراً مُنْكَرا ٭٭٭ أَضْرَمْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ فَنَبْرا(1)

ص: 116


1- دعائم الإسلام 86/1 - 87 وفيه: فأما من ضلّ وهلك من أهل هذا الأمر فكثير، يطول ويخرج عن حدّ هذا الكتاب، ولكن لا بدّ من ذكر نكت من ذلك كما شرطنا، فمن ذلك ما روينا عن علي بن أبي طالب علیه السلام أنّ قوماً من أصحابه، وممَّن كان قد بايَعَهُ وتوّلاه ودان بإمامته، مرقوا عنه ونكثوا عليه، وقطوا فيه، فقاتلهم أجمعين، فهزم الناكثين وقتل المارقين وجاهد القاسطين وقَتلَهُم وتبرؤوا منه، وبَرىء منهم، وإنّ قوماً غَلَوْا فيه لما أستَدْعاهم الشيطان بَدَواعِيه، فقالوا: هو النبي، وإنما غَلِط جبرئيل به، وإليه كان أرسِلَ فأتى محمداً صلی الله علیه وآله وسلم، فَيَا لَهَا من عقولٍ ناقصةٍ وأنفسٍ خاسرةٍ وآراء واهيةٍ، ولو أن أحدهمِ بعث رسولاً بصاع من تمر إلى رجلٍ، فأعطاه غيره لمّا استجاز فعلَه، ولَعَوَّضَ المرسَلَ إليه مكانه أو استردّه إليه ممن قبضه، فكيف يظنّون مثل هذا الظن الفاسدِ بربّ العالمين، وبجبرئيلَ الروحِ الأمين، وهو ينزلُ أيام حياة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بالوحي إليه، وبالقرآن الذي أنزل عليه، ثم يقولون هذا القول العظيم ويفترون مثل هذا الإفتراء المبين، بما سَوَّل لهم الشيطانُ، وزيَّن لهم من البهتان والعدوان. وهؤلاء ممن قدَّمنا ذكرَهُ. وزعم آخرون منهم أن عليّاً علیه السلام في السحاب، رَقَاعةً منهم وكذباً لا يخفى عن ذوي الألباب، وأتاه صلوات الله عليه قومٌ غَلَوْا فيه ممَّن قدَّمنا وصفَهم واستزلال الشيطان إيَّاهم، فقالوا: أنت إلهنا وخالقنا ورازقنا، ومنك مَبْدؤنا وإليك معادُنا، فتَغيَّر وجهُه علیه السلام وارْفَضَّ عرفاً وارْتَعَدَ كالسّعَفَة تعظيماً لجلال الله (عزّ جلاله) وخوفاً منه، وثار مُغْضَباً ونادى بمَن حوله وأمَرهم بحَفير فحُفِر، وقال: لأشْعَنُّكَ اليوم لحماً وشحماً. فلمَّا علموا أنَّه قاتلهم، قالوا: لئن قتلتَنا فأنت تُحيينا، فاستَتَابهم فأصرّوا على ما هم عليه، فأمر بضرب أعناقهم، وأضرم ناراً في ذلك الحفير فأحرقهم فيه، وقال علیه السلام: الأبيات. وورد البيت الأول في الدعائم أيضاً 405/2 بهذا النص: لمَّا رأيتُ اليومَ أمراً منْكَرا ٭٭٭ أضْرَمْتُ ناراً وَدَعَوتُ قَنبَرا ورواها ابن شهر آشوب في مناقبه 325/1 بهذا النص: إني إذا أبصرت أمراً منكرا ٭٭٭ أوقدت ناراً ودعوت قنبرا ثم احتفرت حفراً فحفرا ٭٭٭ وقنبر يخطم خطماً منكرا ورواها أيضاً النوري في مستدرك الوسائل 170/18 بهذا النص: إني إذا أبصرت أمراً منكرا ٭٭٭ أوقدت ناراً ودعوت قنبرا ثم احتفرت حفرا فحفرا ٭٭٭ وقنبرا يحطم حطما منكرا وورد البيت الأول في مستدرك الوسائل أيضاً 171/18 بهذا النص: لما رأيت اليوم أمراً منكراً ٭٭٭ أضرمت ناري ودعوت قنبرا وروي البيت الأول القمي في منتهى الآمال 792/1 بهذا النص: إنّي إذا رأيت شيئاً منكرا ٭٭٭ أوقدت ناري ودعوت قنبرا وفي ديوان الإمام علي علیه السلام ص 54 ورد هذا النص: لما رأيت الأمر أمراً منكرا ٭٭٭ أججت ناري ودعوت قنبرا ثم احتفرتُ حفرا وحفرا ٭٭٭ وقنبر يحطم حطماً منكرا وفي أنساب الأشراف ص 75 ح 191 ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام بهذا النص: لما رأيت الأمر أمراً منكرا ٭٭٭ جردت سيفي ودعوت قنبرا ثم احتفرت حفرا وحفرا ٭٭٭ وقنبر يحطم حطماً منكرا أحرقت بالنيران من قد كفرا

نصر الإله

وقال علیه السلام:

أَرَدْتُ بِهِ نَصْرَ الإِلَهِ تَبَتُّلاً ٭٭٭ وَأَضْمَرْتُهُ حَتَّى أُوَسَّدَ فِي قَبْرِي(1)

تأوّهت للأطفال

وقال علیه السلام:

مَا إِنْ تَأَوَّهْتُ مِنْ شَيءٍ رُزِيتُ(2) بِهِ ٭٭٭ كَمَا تَأَوَّهُتُ للأَطْفَالِ فِي الصِّغَرِ

قَدْ مَاتَ وَالِدُهُمْ مَنْ كَانَ يَكْفُلُهُمْ ٭٭٭ في النَّائِبَاتِ وَفِي الأَسْفَارِ وَالحَضَرِ(3)

ص: 117


1- بحار الأنوار 57/19 - 18/68 وفيه: قال المجلسي وقال الجوهريّ: يقال الاصه على كذا، أي أداره على الشيء الذي يرومه منه، انتهى
2- في البحار «رزئت»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 65، الخرائج والجرائح 543/2 - 5/544 وفيه: عن عبد الواحد بن زيد قال: كنت حاجّاً إلى بيت الله فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين عند الركن اليماني، تقول إحداهما للأخرى: لا وحق المنتجب للوصيّة، والحاكم بالسويّة، والعادل في القضيّة، بعل فاطمة الزكيّة الرضيّة المرضيّة، ما كان كذا. فقلت: من هذا المنعوت؟ فقالت: هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علم الأعلام، وباب الأحكام، قسيم الجنّة والنار، ربّاني الأمّة. قلت: من أين تعرفينه؟ قالت: وكيف لا أعرفه وقد قتل أبي بين يديه بصفّين، ولقد دخل على أمّي لمّا رجع، فقال: يا أمّ الأيتام كيف أصبحت؟ قالت: بخير. ثمّ أخرجتني وأختي هذه إليه علیه السلام وكان قد ركبني من الجدريّ ما ذهب به بصري فلمّا نظر علي علیه السلام إليّ، تأوّه وقال: الأبيات. وروى الأبيات ابن شهر آشوب في مناقبه 373/2، والمجلسي في بحاره 392/47/33 و 220/41 - 221/32، والهمداني في الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 809 - 810

فوائد الدنيا غرور

وقال علیه السلام:

جَمِيعُ فَوَائِدِ الدُّنْيَا غُرُورُ ٭٭٭ وَلاَ يَبْقَى لِمَسْرُورٍ سُرُورُ

فَقُلْ للشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا ٭٭٭ فَإِنَّ نَوَائِبَ الدُّنْيَا تَدُورُ(1)

عاجل برّنا

وقال علیه السلام:

عَاجَلْتَنَا فَأَتَاكَ عَاجِلُ بِرِّنَا ٭٭٭ فَلاَّ وَلَوْ أَمْهَلْتَنَا لَمْ تقترِ

فَخُذِ القَلِيلَ وَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَبِعْ ٭٭٭ مَا صُنْتَهُ وَكَأَنَّنَا لَمْ نَشْتَرِ(2)

هم الساعون في الشر

وقال علیه السلام:

لَهْفَ نَفْسِي وَقَلِيلٌ مَا أُسَرُ ٭٭٭ مَا أَصَابَ النَّاسَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرْ

لَمْ أُرِدْ فِي الدَّهْرِ يَوْماً حَرَبَهُمْ ٭٭٭ وَهُمُ السَّاعُونَ فِي الشَّمِرْ(3)

ص: 118


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 63
2- احقاق الحق، ج 8 ص 582 وفيه: جاء سائل إلى علی علیه السلام فنظر إليه وقد تغير وجهه من الحياء، فقال علي علیه السلام: اكتب حاجتك على الأرض حتى لا أرى ذلُّ المسألة في وجهك، فكتب: لم يبق لي شيء يباع بدرهم ٭٭٭ تغنيك حالة منظري عن مخبري إلاّ بقيَّة ماء وجه صُنته ٭٭٭ أن لا يباع ونعم أنت المشتري فامر علي علیه السلام بجمل يحمل ذهباً وفضّة، ثم قال علي علیه السلام: الأبيات
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 60، الفتوح لابن أعثم 39/3، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 198/3، بحار الأنوار للمجلسي 471/575/32 («الباب الثاني عشر» باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم) وفيه: خرج أحمر مولى عثمان قائلاً: إنَّ الكتيبة عند كلّ تصادم ٭٭٭ تبكي فوارسها على عثمان فأجابه كيسان مولى عليّ علیه السلام: عثمان ويحك قد مضى لسبیله ٭٭٭ فأثبت لحدّ مهند وسنان فقتله الأحمر فقال علیه السلام: قتلني الله إن لم أقتلك وأخذ بجرّبان درعه ورفعه وضربه على الأرض وجعل يجول في الميدان ويقول: الأبيات. والشرُّ. الشَّمرِ: الشديد

بلوت صروف الدهر

وقال علیه السلام:

بَلَوْتُ صُرُوفَ الدَّهْرِ سِتِّينَ حِجَّةً ٭٭٭ وَجَرَّبْتُ حَالَيْهِ مِنَ العُسْرِ وَالیُسْرِ

فَلَمْ أَرَ بَعْدَ الدِّين خَيْراً مِنَ الغِنَى ٭٭٭ وَلَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرّاً مِنَ الفَقْرِ(1)

كنت السواد لناظري

وقال علیه السلام:

كُنْتَ السَّوادَ لِنَاظِرِي ٭٭٭ فَبَكَى عَلَيْكَ النَّاظِرُ

مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ ٭٭٭ فَعَلَيْكَ كُنْتُ أَحَاذِرُ(2)

الديار قبور

وقال علیه السلام:

فَلَقَدْ قَبَرْتُكِ وَانْصَرَفْتُ مُوَدِّعاً ٭٭٭ بِأَبِي وَنَفْسِي جِسْمُكِ المَقْبُورُ

أَمَّا القُبُورُ فَإِنَّهُنَ أَوَانِسٌ ٭٭٭ بِجِوارِ قَبْرِكِ وَالدِّيَارُ قُبُورُ(3)

تفنى اللّذاذة

وقال علیه السلام:

تَفْنَى اللَّذَاذَةُ مِمَّن نَالَ صَفْوَتَهَا ٭٭٭ مِنَ الحَرَامِ وَيَبْقَى الإِثْمُ والعَارُ

ص: 119


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 63
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 65، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 197/19، بحار الأنوار للمجلسي 68/548/22
3- عقيلة بني هاشم ص 7 وفيه: قال علي علیه السلام يرثيها: الأبيات

تَبْقَى عَوَاقِبُ سُوءٍ فِي مَغَبَّتِهَا ٭٭٭ لاَ خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ(1)

من الرجال بهيمة

وقال علیه السلام:

أبُنَيَّ إِنَّ مِنَ الرِّجَالِ بَهِيمَةً ٭٭٭ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ المُبْصِرِ

فَطِنٌ بِكُلِّ(2) رَزِيَّةٍ فِي مَالِهِ ٭٭٭ وَإِذَا أُصِيبَ بِدِينِهِ لَمْ يَشْعُرِ(3)

خاطر بنفسك

وقال علیه السلام:

خَاطِرْ بنَفْسِكَ لاَ تَقْعُدُ بِمُعْجِزَةٍ ٭٭٭ فَلَيْسَ حُرٌّ عَلَى عَجْزٍ بِمَغْدُورٍ

إِنْ لَمْ تَنَلْ فِي مَقَامِ مَا تُحَاوِلُهُ ٭٭٭ فَابْلُ عُذْرَاً بِإِدلاَجٍ وَتَهْجِيرِ(4)

في أحر من الجمر

وقال علیه السلام:

یُعَزُونَنِي قَوْمٌ بَرَاءٌ(5) مِنَ الصَّبْرِ ٭٭٭ وفِي الصَّبْرِ أَشْيَاءٌ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ

ص: 120


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 61، أمالي الصدوق 402/ ح 6 بهذا الإسناد: حدثنا أبي، قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الرحمن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر علیه السلام قال كان علي علیه السلام كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرة على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمى السبيبة فيقف على سوق سوق فينادي يا معشر التجار قدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين وتزينوا بالحلم وتناهوا عن الكذب واليمين وتجافوا عن الظلم وأنصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا وأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين يطوف في جميع أسواق الكوفة فيقول هذا ثم يقول: الأبيات. بحار الأنوار للمجلسي 5/104/41 «الباب 107 جوامع مکارم أخلاقه علیه السلام»
2- في بعض النسخ «لكل»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 67، زهر الربيع ص 211، مجاني الأدب 12/2
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 62
5- في البحار «براة»

يُعَزّي المُعَزَّى ثُمَّ يَمْضِي لِشَأْنِهِ ٭٭٭ ويَبْقَى المُعَزَّى فِي أَحَرِّ مِنَ الجَمْرِ(1)

ربي خير ناصر

وقال علیه السلام:

يَنْصُرُنِي رَبِّيَ خَيْرُ نَاصِرِ ٭٭٭ آمَنْتُ بِاللَّهِ بِقَلْبِ شَاكِرِ

أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ عَلَى المَغَافِرِ ٭٭٭ مَعَ النَّبِيِّ المُصْطَفَى المُهَاجِرِ(2)

اغتررتَ بها

وقال علیه السلام:

أَحْسَنْتَ ظَنَّكَ بِالأَيَّامِ إِذْ حَسُنَتْ ٭٭٭ وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَا يَأْتِي بِهِ القَدَرُ

وَسَالَمَتْكَ اللَّيَالِي فَاغْتَرَرْتَ بِهَا ٭٭٭ وَعِنْدَ صَفْوِ اللَّيَالِي يَحْدُثُ الكَدَرُ(3)

لا ينجي الحذر

وقال علیه السلام:

أَيَّ يَوْمَيَّ مِنَ المَوْتِ أَفِرَ ٭٭٭ يَوْمَ لاَ يُقْدَرُ أَوْ يَوْمَ قدِرُ

يَوْمَ مَا قُدِّرَ لاَ أَرْهَبُهُ ٭٭٭ وَإِذَا قُدِّرَ لاَ يُنجِي الحَذَرْ(4)

ص: 121


1- ديوان الإمام علي ص 70، بحار الأنوار 69/548/22 وفيه قال المجلسي: الصبر الأخير أريد به الدواء المرّ المعروف، وإنّما سكّن لضرورة الشعر
2- بحار الأنوار للمجلسي 36/38/21، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 71
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 63
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 54، التذكرة الحمدونية 1129/441/2 بهذا النص: من أي يومي من الموتِ أفِر ٭٭٭ من يومِ لا يُقدَرُ أم يَوْم قَدِرُ العقد الفريد 105/1 بهذا النص: كان عليّ بن أبي طالب علیه السلام يخرج كلَّ يوم بِصِفين حتى يقف بين الصفَّين ويقول: أيَّ يوميَّ من الموت أفِر ٭٭٭ يومَ لا يُقدَر أو يوم قدر يوم لا يُقدر لا أرهبه ٭٭٭ ومن المَقدور لا يُنجِي الخذر وبهذا الإسناد والنص رواها الصدوق في التوحيد 374 - 375 / ح 19: حدَّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليَّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب علیه السلام وأحمد بن الحسن القطّان ومحمّد بن إبراهيم بن أحمد المعاذي، قالوا: حدَّثنا أحمد بن محمّد بن بن سعيد الهمدانيّ مولى بني هاشم، قال: حدّثنا يحيى بن إسماعيل الجريريّ قراءة، قال: حدّثنا الحسين بن إسماعيل قال: حدَثنا عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدِّه علیه السلام قال: دخل الحسين بن عليّ علیه السلام على معاوية فقال له: ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ثمَّ دار عشيّاً في طرقهم في ثوبين؟! فقال علیه السلام: حمله على ذلك علمه أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وأنَ ما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال: صدقت، قال: وقيل لأمير المؤمنين علیه السلام لمّا أراد قتال الخوارج: لو احترزت يا أمير المؤمنين، فقال علیه السلام: أيَّ يوميَّ من الموت أفرّ ٭٭٭ يوم لم يقدر أم يوم قدر يوم ماقدّر لا أخشى الردَّى ٭٭٭ وإذا قدّر لم يغن الحذر وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 132/5 بهذا النص: من أيّ يوميّ مِنَ الموتِ أفِرّ ٭٭٭ أيومَ لم يُقْدَرَ أم يوم قُدِرْ فيسوم لا يقدَر لا أرهَبُه ٭٭٭ ويوم قد قدّر لا يغني الحَذرْ وفي موضع آخر من الشرح 54/8 بهذا النص: كان علي علیه السلام، إذا أراد الحملة هَلل وكَبَر، ثم قال: من أيَّ يوميّ من الموتِ أفِرَ ٭٭٭ أيومَ لم يقدر أو يوم قدرْ! الفصول المهمة لابن الصباغ ص 121 بهذا النص: أي يوم من الموت أفر ٭٭٭ يوم لا يقدر أو يوم قدر يوم لا يقدر لا أرهبه ٭٭٭ ومن المقدور لا يرجى الحذر نهاية الأرب للنويري 227/3 بهذا النص: من أيّ يوميَّ من الموتِ أفرّ ٭٭٭ يوم لا يُقدَرُ أم يوم قُدِرْ فیوم لا يُقدَرُ لا أرهبهُ ٭٭٭ ثمَّ من المقدور لا ينجو الحذِرْ بحار الأنوار للمجلسي 508/32 - 437/510 (باب 12 جمل ما وقع بصفين) بهذا النص: من أيّ يوميّ من الموتِ أفرّ ٭٭٭ يوم لم يقدر أم يوم قدر

فاز بالظفر

وقال علیه السلام:

إنِّي رَأَيْتُ وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ٭٭٭ لِلصَّبْرِ عَاقِبَةٌ مَحْمُودَةُ الأَثَرِ

وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي أَمْرِ يُحَاوِلُهُ ٭٭٭ وَاسْتَصْحَبُ الصَّبْرَ إِلاَّ فَازَ بِالظَّفَرِ(1)

ص: 122


1- غرر الخصائص الواضحة ص 350، وأورد الأبيات بزيادة التنوخي في الفرج بعد الشدة 60/5 قائلاً أنشدني محمد بن بشير مولى الأزد لنفسه: إنّي رايت وللأيّام تجربةٌ ٭٭٭ للصبر عاقبة محمودة الأثر فأصبر على مضض الإدلاج في السحر ٭٭٭ وفي الرواح إلى الحاجات والبكر لا يعجزَنْك ولا يضجرك مطلبها ٭٭٭ فالنجح يتلف بين العجز والضجر وقلَ من كان في أمر يحاوله ٭٭٭ واستنجد الصبرَ إلاّ فاز بالظفر وروي البيتين أعلاه القمي في الأنوار البهية ص 162 وفي البيت الثاني منه «وقل من جد أمر يطالبه». وفي مطالب السؤول ص 219 بهذا النص: أصبر على مضض الإدلاج في السحر ٭٭٭ وفي الغدو إلى الطاعات في البكر أني رأيت وفي الأيام تجربة ٭٭٭ للصبر عاقبة محمودة الأثر وقل من جد في شيء يؤمله ٭٭٭ فاستشعر الصبر إلا فاز بالظفر

عزمت تصبّراً

وقال علیه السلام:

لَئِنْ سَاءَنِي دَهْرٌ عَزِمْتُ تَصَبُّراً ٭٭٭ فَكُلُّ بَلاَءِ لا يَدُومُ يَسِيرُ

وَإِنْ سَرَّنِي لَمْ أَبْتَهِجْ بِسُرُورِهِ ٭٭٭ فَكُلُّ سُرُورٍ لاَ يَدُومُ حَقِيرُ(1)

بعد العسر تيسير

وقال علیه السلام:

إصْبِرْ قَلِيلاً فَبَعْدَ العُسْرِ تَيْسِيرُ ٭٭٭ وَكُلُّ أمْرِ لَهُ وَقْتُ وَتَدْبِيرُ

وَلِلْمُهَيْمِنِ فِي حَالاَتِنَا نَظَرٌ ٭٭٭ وَفَوْقَ تَقْدِيرِنَا لِلَّهِ تَقْدِيرُ(2)(3)

لم تبق الملوك

وقال علیه السلام:

رَأَيْتُ الدَّهْرَ مُخْتَلِفاً يَدُورُ ٭٭٭ فَلاَ حُزْنُ يَدُومُ وَلاَ سُرورُ

وَقَدْ بَنَتِ المُلُوكُ بِهِ قُصُوراً ٭٭٭ فَلَمْ تَبْقَ المُلُوكِ وَلاَ القُصُورُ(4)

ص: 123


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 70
2- في بعض المصادر عجز البيت بهذا النص: «وفوق تدبيرنا لله تدبير»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 63، فاطمة الزهراء علیها السلام ص 345، مجاني الأدب 97/2
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 67

لم يحي بالعلم

وقال علیه السلام:

وَفِي الجَهْلِ قَبْلَ المَوْتِ مَوْتٌ لأهْلِهِ ٭٭٭ وَأَجْسَادُهُمْ قَبْلَ القُبُورِ قُبُورُ

وإِنَّ امرءاً لَمْ يَحَيَ بِالعِلْمِ مَیِّتٌ ٭٭٭ وَلَيْسَ لَهُ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ(1)

تكثر من الإخوان

وقال علیه السلام:

تَكَثَّرْ مِنَ الإخْوَانِ مَا اسْتَطَعْتَ إِنَّهُمُ ٭٭٭ عِمَادٌ إِذَا مَا اسْتُنْجِدُوا وَظُهُورُ

وَلَيْسَ كَثِيراً أَلْفُ خِلٍ وَصَاحِبٍ ٭٭٭ وَإِنَّ عَدُواً وَاحِداً لَكَثِيرُ(2)

العالم الأكبر

وقال علیه السلام:

دَوَاؤُكَ فِيكَ وَمَا تَشْعُرُ ٭٭٭ وَدَاؤُكَ مِنْكَ وَمَا تُبْصِرُ

ص: 124


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 62
2- أمالي الصدوق ص 532، كنز الفوائد 98/1 (فقط البيت الثاني)، وسائل الشيعة 8/ 3/407 «باب 7» بهذا النص: عليك بإخوان الصّفا فإنّهم ٭٭٭ عماد إذا استنجدتهم وظهور وليس كثيراً ألف خلّ وصاحب ٭٭٭ وإنّ عدواً واحداً لكثير وروى المجلسي في بحاره البيت الثاني في 13/278/71 «باب 17» وروى الأبيات السيد الجزائري في قصص الأنبياء ص 447، ورواها أيضاً في دار السلام 389/3 بهذا النص: عليك بإخوان الصفا فإنهم ٭٭٭ عماد إذا استنجدتهم وظهور وما بكثير ألف خل وصاحب ٭٭٭ وإن عدواً واحداً لكثير وفي ديوان الإمام علي علیه السلام ص 67 البيت الثاني فقط. وفي المستطرف في كل فن مستظرف ج 1 ص 201 الباب الرابع والعشرون في حسن المعاشرة والمودة والأفوة والزيارة بهذه النص: عليك بإخوان الصفا فإنهم ٭٭٭ عماد إذا استنجدتهم وظهور وإن قليلاً ألف خل وصاحب ٭٭٭ وإن عدواً واحداً لكثير

وَتَحْسَبُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغِيرٌ ٭٭٭ وَفِيكَ انْطَوَىَ العَالَمُ الأَكْبَرُ(1)

لكل من الأيام عادة

وقال علیه السلام:

لَئِنْ سَاءَنِي دَهْرٌ لَقَدْ سَرَّنِي دَهْرُ ٭٭٭ وَإِنْ مَسَّنِي عُسْرٌ فَقَدْ مَسَّنِي يُسْرُ

لِكُلِّ مِنَ الأَيَّامِ عِنْدِي عَادَةٌ ٭٭٭ فَإِنْ سَاءَنِي صَبْرٌ وَإِنْ سَرَّنِي شُكْرُ(2)

زللت فيكم

وقال علیه السلام:

زَلَلْتُ فِيكُمْ زَلَّةً فَاعْتَذِرُ ٭٭٭ سَوْفَ أَكِيسُ بَعْدَهَا وَأَنْشَمِرْ

وَأَجْمَعُ الأمَرَ الشَّتِيتَ المُنْتَشِرْ(3)

ص: 125


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 57، أطيب البيان في تفسير القرآن 126/1 وفيه: زيادة هذا البيت: وأنت الكتاب المبينْ الذي ٭٭٭ بأحرفه يُظهر المُضمر الأربعون للشيخ البهائي ص 87 بهذا النصر: دواؤك فيك وما تبصر ٭٭٭ وداؤك منك وما تشعر أتزعم أنّك جرم صغير ٭٭٭ وفيك انطوى العالم الأكبر تفسير الصافي للفيض الكاشاني 92/1 بهذا النص: دواؤك فيك وما تشعر ٭٭٭ وداؤك منك وما تبصر وأنت الكتاب المبين الذي ٭٭٭ بأحرفه يظهر المُضْمَرْ وتَزعُم أنّكَ جرْمٌ صغير ٭٭٭ وفيكَ انطوَى العالَم الأكبرْ
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 58
3- العقد الفريد 81/4 وفيه: تمثل علي بن أبي طالب علیه السلام بعد الحكمين: الأبيات. وبحار الأنوار 720/551/33 وفيه: روي عن عبد الله بن سلمة قال: صلى بنا علي صلوات الله عليه فلما انصرف قال: لقد عشرت عشرة لا أعتذر ٭٭٭ سوف أكيس بعدها وأستمر وأجمع الأمر الشتیت المنتشر

قد آن الظفر

وقال علیه السلام:

دُبُّوا دَبِيبَ النَّمْلِ قَدْ آنَ الظَفَرْ ٭٭٭ لاَ تُنْكِرُوا فَالحَرْبُ تَرْمِي بِالشَّرَرْ

إِنَّا جَمِيعاً أَهْلُ صَبْرٍ لا خَوَرْ(1)

كلل السيف وجهه

وقال علیه السلام:

وَمَا ظَبْيَةٌ تَسْبِي القُلُوبَ بِطَرْفِهَا ٭٭٭ إذَا التَفَتَتْ خِلنا بِأَجْفَانِهَا سِحْرا

بِأَحْسَنَ مِنْهُ كَلَّلَ السَّيْف وَجْهَهُ ٭٭٭ دَماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى قَضَى صَبْرا(2)

انتظري الدهرا

وقال علیه السلام:

إِلَى كَمْ يَكُونُ العَدْلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ٭٭٭ لِمَا لاَ تَمَلِّينَ القَطِيعَةَ وَالهَجْرَا

رُوَيدَكِ إِنَّ الدَّهْرَ فِيهِ كِفَايَةٌ ٭٭٭ لِتَفْرِيقِ ذَاتِ البَيْتِ(3) فَانْتَظِرِي الدَّهْرَا(4)

نحن وهبناك العلاء

وقال علیه السلام:

ذَنْبٌ لَعَمْرِي شُرْبُكَ الْمَحْضَ خَالِصَاً ٭٭٭ وَأَكْلُكَ بِالزُّبْدِ الْمُقَشَّرَة البُجْرَا(5)

ص: 126


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 68، بحار الأنوار 41/419/34. والخَوَرَ: الضعف والانكسار، والفتور والسكينة
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 66 وفيه: أنه لما قتل عمار بن ياسر يوم صفين احتمله أمير المؤمنين علي علیه السلام إلى خيمته وجعل يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: الأبيات
3- كما في الأصل ولعل الصحيح «ذات البين»
4- بحار الأنوار 32/412/34
5- البجر الشر، والأمر العظيم، وبَجَرَ بجراً: امتلأ بطنه من اللبن والماء ولم يرتو، وخرجت سرته وعظم بطنه

وَنَحْنُ وَهَبْنَاكَ العَلاَءَ وَلَمْ تَكُنْ ٭٭٭ عَلِيّاً وَحُطْنَا حَوْلَكَ الجُرْدَ وَالسُّمْرَا(1)

يوقد للحرب ناراً

وقال علیه السلام:

تلاقينَ قيساً وأَشْيَاعَهُ ٭٭٭ فَيُوقد لِلحَرْبِ ناراً فَنَارَا

ص: 127


1- الإرشاد للشيخ المفيد 247/1 - 248 وفيه: لمّا توجّهَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلامُ إلى البَصْرِةِ، نَزَلَ الرَّبذة فلقِيهُ بها آخرُ الحاجِّ، فاجتمعوا لِيسمعوا من كلامِه وهو في خِبائِه. قال ابن عباس - رحمة الله عليه - فأتيتُهُ فوجدتُهُ يَخصِفْ نَعْلاً، فقلتُ له: نحنُ إلى أَنْ تُصلِح أَمرَنا أحوجُ مِنّا إلى ما تَصنعُ، فلم يُكلِّمني حتى فَرَغَ مِن نَعلِهِ ثمَّ ضمَّها إلى صاحبتِها ثمَّ قال لي: «قومها» فقلت: ليسَ لها قيمةٌ، قال: «على ذاكَ» قلتُ: كَسْرُ دِرْهَم، قال: «واللهِ لهُما أَحبُّ إِليَّ من أَمرِكم هذا، إِلاَّ أَنْ أُقيمَ حقاً أُو ادفعُ باطلاً.» قلتُ: «إِنَّ الحاجَّ قد اجتمعوا لِيسمعوا من كلامك؛ فتأَذنُ لي أَنْ أَتكلَّم، فإنْ كانَ حَسَناً كانَ منكَ، وإِنْ كانَ غيرَ ذلكَ كانَ منّي»، قال: «لا، أنا أتكلُّمُ» ثمَّ وَضَعَ يَدَهُ في صَدْري - وكانَ شَثْنَ الكَفِّ - فالمني، ثمَّ قامَ، فَأَخَذْتُ بثوبهِ فقلتُ: نَشَدْتُكَ الله والرَّحِمَ، قال: «لا تَنْشُدْنِي» ثُمَّ خَرَجَ فاجتمعوا عليه فحَمدَ الله وأَثنى عليهِ ثُمَّ قال: «أَمَا بعدُ: فإنّ الله بعثَ محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم وليسَ في العَرَبِ أحدٌ يقرأ كتاباً ولا يدّعي نبوّةً، فساقَ الناسَ إِلى مَنجاتهِم، أمَا واللهِ ما زِلتُ في سَاقَتِها ما غيرتُ ولا خُنتُ، حتّى تولَّتْ بحَذافيرِها. ما لي ولِقُرَيْشٍ، أمَا والله لقد قاتلتهم كافرينَ ولأَقاتَلنَّهم مفتونينَ، وإنّ مَسيري هذا عَن عهدٍ إليَّ فيهِ. أمَا والله، لأَبقُرَنَّ الباطلَ حتّى يَخرُجَ الحقُّ من خاصِرَته. ما تَنقِمُ منّا قُرَيشٌ إلاَ أنّ الله اختارَنا عليهِم فأَدخلناهُم في حَيْزنا. وأَنشدَ: الأبيات. ووردت الأبيات في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 185/2 بهذا النص: قال عبد الله بنُ العباس: دخلت على أمير المؤمنين علیه السلام بذي قار وهو يخصِف نعله، فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمةَ لها، فقال علیه السلام: والله لَهِيَ أحبُّ إليَّ من إمْرَتكم؛ إلا أن أقيم حقّاً، أو أدفعَ باطلاً، ثم خرج فخطب الناس فقال: إِنَّ الله سُبْحانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلى الله عَلَيْهِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأْ كِتاباً، وَلاَ يَدْعِي نُبُوَّةَ؛ فَسَاقَ النَّاسَ حتَّى بوَّاهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، وَبَلْغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقامَتْ فَنَاتهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ صَفَاتَهُمْ. أما والله إِنْ كُنتُ لفِي ساقَتِهَا، حتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا؛ ما عجَزت وَلا جَبُنتُ، وإِنْ مَسيرِي هَذَا لمثلِهَا؛ فَلأَنْقُبَنَّ البَاطِلَ حَتَّى يَخْرُجَ الحَقِّ مِنْ جَنْبِهِ. مالي وَلِقريش! وَالله لَقَدْ قاتَلْتُهُم كَافِرِينَ، وَلأُقاتِلَنَّهُمْ مفْتونِينَ، وَإِنِّي لَصَاحِبُهُمْ بالأمْسِ، كَمَا أَنَا صَاحِبُهُم اليَوْمَ! والله ما تنْقِمُ مِنَّا قرَيشٌ إلاّ أنَّ الله اختارَنَا عَلَيهِمْ، فَأَدْخَلْنَاهُمْ في حيّزنَا، فكانُوا كَمَا قالَ الأَوَّلُ: أدمتَ لعَمرِي شُرْبَكَ المَحْضَ صابحاً ٭٭٭ وَأَكْلَكَ بالزّيدِ المُقشَّرَة البُجْرَا وَنَحْنُ وَهَبْناكَ العَلاءَ وَلَمْ تَكُنْ ٭٭٭ عَلِيّاً وحُطْنَا حَوْلكَ الجُرْدَ والسُّمْرَا

أخُو الحَربِ إنْ لَقِحَتْ بَازِلاً ٭٭٭ سَما للعلا وأجل الخِطارا(1)

أنا حيدرة

وقال علیه السلام:

أنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةْ ٭٭٭ أكِيلُكُمْ بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَة(2)

لَيْتٌ بِغَابَاتٍ شَدِيدٌ قَسْورَه(3)

ص: 128


1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20/4 وفيه: قال الأشتر: يا أمير المؤمنين، قد غلب الله لك على الماء، فقال علي علیه السلام: أنتما كما قال الشاعر: الأبيات
2- السندرة: مكيالٌ ضخم أو ضرب من الكيل، وقوله: أكيلكم بالسيف كيل السندرة، يعني اقتلكم قتلاً واسعاً ذريعاً كبيراً
3- تاريخ الطبري 12/3 - 13 بهذا الإسناد: حدّثنا أبو كُريب، قال: حدّثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا المسيّب بن مسلم الأوديّ، قال: حدّثنا عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ربما أخذته الشَّقيقة، فيلبث اليوم واليومين لا يخرج. فلمّا نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس. وإن أبا بكر أخذ رايةَ رسول الله، ثم نهض فقاتل قتالاً شديداً؛ ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشدُّ من القتال الأوّل؛ ثم رجع فأخبِر بذلك رسول الله، فقال: أما والله لأعطينُّها غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يأخذها عنوة - قال: وليس ثُمّ علي علیه السلام - فتطاولت لها قريش، ورجا كلُّ واحد منهم أن يكون صاحب ذلك؛ فأصبح فجاء عليُّ علیه السلام علی بعير له، حتى أناخ قريباً من خِباء رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو أرمد، وقد عصب عينيه بشقّة بُرْد قطَرِيّ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مالك؟ قال: رمِدْتُ بعد، فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: ادنُ منّي، فدنا فتَفَل في عينيه، فما وجعهما حتى مضى لسبيله. ثم أعطاه الراية؛ فنهض بها معه وعليه حُلّة أرجوان حمراء قد اخرجَ خَمْلُها. فأتى مدينة خيبر؛ وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفرُ مُعَصْفَرٌ يمانٍ، وحجرٌ قد ثقَبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول: قد علمت خيبر أنِّي مرحبُ ٭٭٭ شاكِي السلاحِ بطَلٌ مجرَّبُ فقال عليُّ علیه السلام: الأبيات. وروى الأبيات النعماني في شرح الأخبار 86/149/1 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرة ٭٭٭ أكيلكم بالسيف كيل السندرة کلیث غابات شديد القصرة ورواها المفيد في الإرشاد 127/1 في أحداث غزوة خيبر بهذا النص: أنا الذي سمّتني أُمي حَیْدَرة ٭٭٭ لَيثٌ لِغاباتٍ شديدٌ قَسْورة أكيلُكم بالسَيف كَيلَ السَنْدَرة ورواها أيضاً ابن المغازلي في مناقبه ص 178 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات كريه المنظرة أوفيكم بالصّاع كيل السَّندرة وبنص آخر رواها ابن المغازلي في مناقبه أيضاً ص 182 هكذا: أنا الذي سمّتني أمّي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات كريه المنظرة أكيلكم بالسيف كيل السَّندرة ورواها النيسابوري في روضة الواعظين 130/1 بهذا النص: أنا الذي سمتني أمي حيدرة ٭٭٭ عبل الذراعين شديد القيصرة ليث لغابات شدید قسورة ٭٭٭ أكيلكم بالسيف كيل الندرة ورويت أيضاً عن ابن عساكر في ترجمة الإمام علي علیه السلام 30/1 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات كريه المنظرة أوفيهم بالصاع كيل السندرة ورواها ابن شهر آشوب في مناقبه 154/3 بهذا النص: أنا الذي سمتني أمي حيدرة ٭٭٭ ضرغام آجام وليث قورة على الأعادي مثل ريح صرصرة ٭٭٭ أكيلكم بالسيف كيل السندرة أضرب بالسيف رقاب الكفرة ورواها ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ص 137 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات شديد قورة أكيلهم بالسيف كيل السندرة ووردت الأبيات في تذكرة الخواص ص 33 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات كريه المنظرة عبل الذراعين شديد القصورة ٭٭٭ أضرب بالسيف وجوه الكفرة ضرب غلام ماجد حزورة ٭٭٭ أكيلكم بالسيف كيل السندرة ورواها الأربلي في كشف الغمة 214/1 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات شديد قسورة أكيلكم بالسيف كيل السندرة وأوردها ابن كثير في السيرة النبوية 355/3 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حَيدرة ٭٭٭ کلَیث غاباتِ شديدِ القَسْورة أكيلكم بالصاع كيل السُنْدَرَة وبنص آخر رواها ابن كثير في السيرة النبوية أيضاً 357/3 هكذا: أنا الذي سمّتني أمي حَيدرة ٭٭٭ کلیث غاباتٍ كريه المنْظَرة أوفيهم بالصاع كيلَ السَّندرَة ووردت في نهاية الأرب 254/3 كما في كشف الغمة للأربلي. ووردت منها في تاريخ الخميس 50/2 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ ضرغام آجام وليث قورة ووردت في مدينة المعاجز 175/1 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات شديد قسورة عبل الذراعين شديد قسورة ٭٭٭ أكيلكم بالسيف كيل الندرة وروى الأبيات المجلسي في بحار الأنوار 28/21 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ ضرغام آجام وليث قورة عبل الذراعين شديد القصرة ٭٭٭ کلیث غابات كريه المنظرة أكيلكم بالسيف كيل السندرة ٭٭٭ اضر یکم ضرباً يبين الفقرة وأترك القرن بقاع جزرة ٭٭٭ أضرب بالسيف رقاب الكفرة ضرب غلام ماجد حزورة ٭٭٭ من ترك الحقِّ يقوم صغرة أقتل منهم سبعةً أو عشرة ٭٭٭ فكلّهم أهل فسوق فجرة وبنص آخر رواها المجلسي في بحاره 86/41 هكذا: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ ضرغام آجال وليث قسورة على الأعادي مثل ريح صرصرة ٭٭٭ أكيلكم بالسّيف كيل السندرة أضرب بالسّيف رقاب الكفرة ووردت في نزل الأبرار ص 45 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات كريه المنظرة أوفيهم بالصاع أكيل الندرة ورواها القندوزي الحنفي في ينابيع المودة 155/1 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ ضرغام آجام وليث قورة عبل الذراعين شديد القصرة ٭٭٭ کلیث غابات كريه المنظرة أكيلكم بالسيف كيل السندرة ٭٭٭ أضربكم ضرباً يبين الفقرة وروى منها بيتاً واحداً القمي في منتهى الآمال 112/1 كما في نص تاريخ الخميس. وروى الأبيات القزويني في كتابه الإمام علي من المهد إلى اللحد ص 140 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ ضرغام آجام وليث قسورة على الأعادي مثل ريح صرصرة ٭٭٭ أكيلكم بالسيف كيل السندرة أَضرب بالسيف رقاب الكفرة وورد بيت منها في كتاب فاطمة بنت أسد ص 89 بهذا النص: أنا الذي سمّتني أمي حيدرة ٭٭٭ کلیث غابات شدید قسورة

ص: 129

ص: 130

سبحان رب العباد

وقال علیه السلام

سُبْحَانَ رَبِّ العِبَادِ يَا وَبَرَهُ ٭٭٭ وَرَازِقِ المُتَّقِينَ وَالفَجَرَهْ

لَوْ كَانَ رزْقُ العِبَادِ عَنْ جَلَدٍ ٭٭٭ مَا نِلتَ مِنْ رِزْقِ رَبِّنَا مَدَرَهْ(1)

أفلح من كانت له قوصرة

وقال علیه السلام:

أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ قَوْصَرَة ٭٭٭ يَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّة(2)

جهلت ولم تدر

وقال علیه السلام:

صَبَرْتَ عَلَى مَرُ الأُمُورِ كَرَاهَةً ٭٭٭ وَأَبْقَيْتَ فِي ذَاكَ الصَّوَابِ مِنَ الأَمْرِ

إِذَا كُنتَ لاَ تَدْرِي وَلَمْ تَكُ سَائِلاً ٭٭٭ عَنِ العِلْمِ مَنْ يَدْرِي جَهِلْتَ وَلاَ تَدْرِي(3)

ذو العرش يرى

وقال علیه السلام:

يَا نَفْسُ قُومِي فَقَدْ قَامَ(4) الوَرَى ٭٭٭ إِنْ يَنمِ النَّاسُ فَذُو العَرْشِ يَرَى

ص: 131


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 69. وفيه: إليه علیه السلام يصف حيواناً كبيراً له وبر كثير: الأبيات. والمدرة: القطعة من المدر، والمَدَر: الطين العَلِك الذي لا يخالطه رمل
2- أنساب الأشراف للبلاذري ص 45، ح 120 ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام يقول: حدثني عمر ابن شبة، حدثني أبو عاصم، أخبرني معاذ بن العلاء عن أبيه عن جده قال: سمعت علياً وصعد المنبر يقول: ما أصبت من عملي شيئاً سوى هذه المقويريرة أهداها إلى دهقان. ثم نزل إلى بيت الطعام فقال: خذ خذ. ثم قال: البيت
3- أمالي الطوسي ص 712 بهذا الإسناد: روى منيف، عن جعفر بن محمد مولاه، عن أبيه، عن جده، قال: قال علي علیه السلام: الأبيات. ورواها المجلسي في بحاره 4/198/1 «باب 3» و 418/34 - 40/419 البيت الأول فقط وبهذا النص: صبرت على مرّ الأمور كراهةَ ٭٭٭ وأبقيت في ذاك الصّباب من الأمر
4- كما في الأصل ولعل الصحيح «نام»

وَأَنْتِ يَا عَيْنُ دَعِي عَنِّي الكَرَى ٭٭٭ عِندَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى(1)

عناء وهو لا يدري

وقال علیه السلام:

ما هذِهِ الدُّنْيَا لِطَالِبِهَا ٭٭٭ إلاَّ عَنَاءً وَهُوَ لاَ يَدْرِي

إنْ أَقْبَلَتْ شَغَلَتْ دِيَانَتَهُ ٭٭٭ أوْ أَدْبَرَتْ شَغَلَتْهُ بِالفَقْرِ(2)

دليلك أن الفقر

وقال علیه السلام:

دَلِيلُكَ أَنَّ الفَقْرَ خَيْرٌ مِنَ الغِنَى ٭٭٭ وَأَنَّ قَلِيلَ المَالِ خَيْرٌ مِنَ المُثْرِي

لِقَاؤُكَ مَخْلُوقاً عَصَى اللَّهَ لِلغِنَى(3) ٭٭٭ وَلَمْ تَرَ مَخْلُوقاً عَصَى اللَّهَ لِلفَقْر(4)(5)

إليك أشكو

وقال علیه السلام:

إلَيْكَ أشْكُو عُجَرِي وَبُجَري(6) ٭٭٭ وَمَعْشَراً غَشُوا عَلَيَّ بَصَرِي

إِنِّي قَتَلْتُ مُضَرِي بِمُضَرِي ٭٭٭ شَفَيْتُ نَفْسِي وَقَتَلْتُ مَعْشَرِي(7)

ص: 132


1- بحار الأنوار 119/452/34 وفيه: قال المجلسي: الكرى: النعاس. والسرى - بالضّم -: السير باللّيل
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 59
3- في البحار «بالغنى»
4- في البحار «بالفقر»
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 64، بحار الأنوار للمجلسي 92/85/75 (باب 16 ما جمع من جوامع کلمه علیه السلام)، مطالب السؤول ص 216
6- وإليك أشكو عُجَري وبُجَري: أي أشكو إليك عيوبي وأمري كله ما خفي منه وما بدا
7- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 57، تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 78 بهذا النص: أشكو إليك عجري ومجري ٭٭٭ ومعشرا أعشوا عليّ بصري إني قتلت مضري بمضري ٭٭٭ شفيت نفسي وقتلت معشري نهارية الأرب للنويري 80/20 بهذا النص: إلَيْكَ أَشْكو عُجَرِي ويُجَرِي ٭٭٭ ومَعشراً أعْشَوا عَلَيَّ بَصَرِي قتلتُ منهم مُضَرِي بِمُضَرِي ٭٭٭ شفَيْتُ نَفْسِي وقتلتُ مَعْشَرِي!

ما فيك خیر

وقال علیه السلام:

ما فيك خَيْرٌ وَلاَ مَيْرٌ يُعدِّلُهُ ٭٭٭ قَضَيْتُ مِنْكَ لِبَانَاتِي وَأَوْطَارِي

فَإِنْ بَقِيتَ فَلاَ تُرْجَى لِمَكْرُمَةٍ ٭٭٭ وَإِن هَلَكْتَ فَمْذُمُوماً إِلى النَّارِ(1)

الدُّعاء على قبري

وقال علیه السلام:

أُريدُ بِذاكُمْ أَنْ تَهُشُّوا لِطَلْقَتِي ٭٭٭ وَأَنْ تُكْثِرُوا بَعْدِي الدُّعَاءَ عَلَى قَبْرِي

وَأَنْ تَمْنَحُونِي فِي المَجَالِسِ وُدَّكُمْ ٭٭٭ وَإِنْ كُنْتُ عَنْكُمْ غَائِباً تُحْسِنُوا ذِكْرِي(2)

في الحروب مظفر

وقال علیه السلام:

أَلَمْ تَرَ أَنِّي فِي الحُرُوبِ مُظَفَّرُ ٭٭٭ هِزَبْرُ الوَغَى في حَوْمَةِ المَوْتِ حَيْدَرُ

أُقِيمُ عَلَى الأَبْطَالِ فِي الحَرْبِ مَأْتَماً ٭٭٭ وَأَقْتُلُ أَلْفَاً ثُمَّ أَلفاً وأَخْطَرُ

أديرُ رَحيَّ مَنْصُوبَةٌ فِي ثِقَالِهَا(3) ٭٭٭ رُؤُوسُ غِطَاءِ الشَّعْرِ فِيهَا مُعَصْفَرُ(4)

ص: 133


1- بحار الأنوا 31/412/34 وفيه: قال المجلسي: قال الجوهري: الميرة: الطعام يمتاره الإنسان. وقد مار أهله يميرهم ميراً. ومنه قولهم: ما عندهم خير ولا مير. واللبانة والوطر: الحاجة
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 67، بحار الأنوار 30/412/34 بهذا النص: أريد بذاكم أن يهشّوا لطلعتي ٭٭٭ وأن يكثروا بعدي الدّعاء على قبري وأن يمنحوني في المجالس ودّهم ٭٭٭ وإن كنت عنهم غائباً أحسنوا ذكري
3- الثِفال: ما يُسط تحت الرحي عند الطحن من جلد وغيره ليسقط عليه الدقيق
4- المناقب للخوارزمي ص 228. والمعصفر: المصبوغ بالعُصفر، والعصفر: نبات صيفي يستعمل زهره تابلاً، ويستخرج منه صبغ أحمر يصبغ به الحرير ونحوه

الحذر الحذر

وقال علیه السلام:

الشَّيْبُ عُنْوَانُ المَنِيَّ ٭٭٭ ةِ وَهُوَ تَارِيخُ الكِبَرْ

وَبَيَاضُ شَعْرِكَ مَوْتُ شَعْ ٭٭٭ رِكَ ثُمَّ أَنْتَ عَلَى الأَثَرْ

فَإِذَا رَأَيْتَ الشَّيْبَ عَمَّ ٭٭٭ الرَّأْسَ فَالحَذَرَ الحَذَرْ(1)

سل نفسك

وقال علیه السلام:

إِذَا شِئْتَ أن تَسْتَقْرِضَ المَالَ مُنْفِقاً ٭٭٭ عَلَى شَهَوَاتِ النَّفْسِ فِي زَمَنِ العُسْرِ

فَسَلْ نَفْسَكَ الإِنْفَاقَ مِنْ كَنْزِ صَبْرِهَا ٭٭٭ عَلَيْكَ وَإِنْظَاراً إِلَى زَمَنِ اليُسْرِ

فَإِنْ سَمَحَتْ كُنْتَ الغَنِيَّ وَإِنْ أَبَتْ ٭٭٭ فَكُلُّ مَنُوعٍ بَعْدَهَا وَاسِعُ العُذرِ(2)

أنت به جدير

وقال علیه السلام:

أيا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجِيرُ ٭٭٭ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ أَسْتَجِيرُ

أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ ٭٭٭ وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ

فَإِنْ عَذَّبْتَنِي فَالذَّنْبُ مِنِّي ٭٭٭ وَإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ بِهِ جَدِيرُ(3)

سوف أكيس بعدها

وقال علیه السلام:

إِنِّي عَجَزْتُ عَجْزَةً لاَ أَعْتَذِرْ ٭٭٭ سَوْفَ أَكِيسُ بَعْدَهَا وَأَسْتَمِرْ

أَرْفَعُ مِنْ ذَيْلِيَ مَا كُنْتُ أَجُرْ ٭٭٭ وَأَجْمَعُ الأَمْرَ الشَّتِيتَ المُنْتَشِرْ

ص: 134


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 65
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 54
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 69

إِنْ لَمْ يُبَاغِتْنِي العَجُولُ المُنتَصِرْ ٭٭٭ أَوْ تَتْرُكُونِي وَالسِّلاَحُ يَبْتَدِرُ(1)

فاصبر لها

وقال علیه السلام:

غَنِيُّ النَّفْسِ يَكْفِي النَّفْسَ حَتَّى يَكُفَّهَا ٭٭٭ وَإِنْ أَعْسَرَتْ حَتَّى يَضُرَّ بِهَا الفَقْرُ

فَمَا عُسْرَةٌ فَاصْبِرْ لَهَا إِنْ لَقَيْتَهَا ٭٭٭ بِدَائِمَةٍ حَتَّى يَكُونَ لَهَا يُسْرُ

وَمَنْ لَمْ يُقَاسِ الدَّهْرَ لَمْ يَعْرِفِ الأَسَى ٭٭٭ وَفِي غِيْرِ الأَيَّامِ مَا وَعَدَ الدَّهْرُ(2)

ص: 135


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 66، الكامل في التاريخ 100/3 بهذا النص: أول خطبة خطبها علي حين استخلف حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله أنزل كتاباً هادياً يبين فيه الخير والشر، فخذوا بالخير ودعوا الشر، الفرائض أدوها إلى الله تعالى يؤدكم إلى الجنة، إن الله حرم حرمات غير مجهولة، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها، وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق، لا يحل دم امرىء مسلم إلا بما يجب، بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم الموت، فإن الناس أمامكم وإنما ما خلفكم الساعة تحدوكم، فخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر بالناس أخراهم، اتقوا الله عباد الله في بلاده وعباده إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله عز وجل فلا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا رأيتم الشر فدعوه، واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض، ولما فرغ من الخطبة وهو على المنبر قالت السبئية: خذها إليك واحذرن أبا حسن ٭٭٭ إنا نمر الأمر أمرار الرسن صولة أقوام كاشداد السفن ٭٭٭ بمشرفيات كغدران اللبن ونطعن الملك بلين كالشطن ٭٭٭ حتى يمرنَّ على غير عنن فقال علي علیه السلام: إني عجزت عجزة لا أعتذر ٭٭٭ صوف أکیس بعدها وأستمر أرفع من ذيلي ما كنت أجر ٭٭٭ وأجمع الأمر الشتيت المنتشر إن لم يشاغبني العجول المنتصر ٭٭٭ أن تتركوني والسلاح يبتدر
2- الفرج بعد الشدة 95/5 - 96 وفيه: وذكر القاضي أبو الحسين في كتابه، قال: وجد في عَذبة سيف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، سلام الله عليه وتحياته، رقعة فيها: الأبيات. وفي ديوان الإمام علي علیه السلام ص 63 أورد البيتين الأول والثاني فقط، وفيه أيضاً: غِنَى النفس

متنكبين عن الطريق الأكبر

وقال علیه السلام:

ذَهَبَ الرِّجَالُ المُقْتَدَى بِفِعَالِهِمْ ٭٭٭ وَالمُنْكِرُونَ لِكُلِّ أَمْرٍ مُنْكَرٍ

وَبَقِيتُ فِي خَلَفٍ يُزَيِّنُ بَعْضُهُمْ ٭٭٭ بَعْضاً لِيَدْفَعَ مُعْورٌ(1) عَنْ مُعْوِرِ

سَلَكُوا بُنَيَّاتِ(2) الطَّرِيقِ فَأَصْبَحُوا ٭٭٭ مُتَنَكِّبِينَ عَنِ الطَّرِيقِ الأَكْبَرِ(3)

يدخل أهله النار

وقال علیه السلام:

النَّارُ أَهْوَنُ مِنْ رُكُوبِ العَارِ ٭٭٭ وَالعَارُ يُدْخِلُ أَهْلَهُ فِي النَّارِ

وَالعَارُ فِي رَجُلٍ يَبِيتُ وَجَارُهُ ٭٭٭ طَاوِي الحَشَى مُتَمَزِّقُ الأَطْمَارِ

وَالعَارُ فِي هَضْمِ الضَّعِيفِ وَظُلْمِهِ ٭٭٭ وَإِقَامَةِ الأَخْيَارِ بِالأَشْرَارِ(4)

أرى الحسين قتيلاً

وقال علیه السلام:

أَرَى الحُسَيْنَ قَتِيلاً قَبْلَ مُصْرَعِهِ ٭٭٭ عِلْماً يَقِيناً بِأَنْ يُبْلَى بِأَشْرَارِ

إِذْ كُلُّ ذِي نَفَسٍ أَوْ غَيْرِ ذِي نَفَسٍ ٭٭٭ كُلُّ إِلى أَجَلٍ يَجْرِي وَمِقْدَارٍ

فَمَا أَمرَّ زَمَانٌ أَغْيَرٌ وَجِلاً ٭٭٭ وَلاَ أَرَى اليَوْمَ صَفْواً بَعْدَ إمرارِ(5)

ص: 136


1- المُعْوِر: القبيح السيرة
2- بنيّات: مفردها بُنَيَّة، وهو طريق صغير يشعبُ من الجادة
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 64، بحار الأنوار 411/34 - 29/412
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 70
5- ناسخ التواريخ الكتاب الثاني 308/6، وأيضاً مع اختلاف في بعض الأبيات رويت في كتاب اسرار الشهادة ص 435

يطلب مني الوترا

وقال علیه السلام:

يَا ذَا الَّذِي يَطْلُبُ مِنّي الوِتْرَا ٭٭٭ إِنْ كُنْتَ تَبْغِي أَنْ تَزُورَ القَبْرَا

حَقاً وَتَصْلَى بَعْدَ ذَاكَ الجَمْرًا ٭٭٭ أُسْعِطُكَ(1) اليَوْمَ زُعافاً(2) مُرا

لاَ تَحْسَبَنِّي يَا ابْنَ عَاصٍ غِرَا(3)

للحرب عرام

وقال علیه السلام:

فَإِنَّ للحَرْبِ عُرَاماً(4) شَزِراً(5) ٭٭٭ إِنَّ عَلَيْهَا سَائِقاً عَشَنْزَرَا(6)

يُنْصِفُ مَنْ أَحْجَمَ(7) وَتَنَمَّرَا(8) ٭٭٭ عَلَى نَوَاحِيهَا مُزَجٍ(9) زَمْجَرَا(10)

إِذَا وَنِينُ سَاعَةٍ تَغَشْمَرَا(11)(12)

ص: 137


1- أسعطك: يقال أسعطه الدواء: أدخله في أنفه
2- الزعاف: سُم سريع القتل، وفي نسخة أخرى: ذعاف وهو السم الذي يقتل من ساعة
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 55، بحار الأنوار 177/32 بهذا النص: يا ذا الذي يطلب مني الوترا ٭٭٭ إن كنت تبغي أن تزور القبرا حقّاً وتصلي بعد ذلك جمرا ٭٭٭ فادن تجدني أسداً هزبراً أصعطك اليوم زعاقاً صبراً
4- العرام بالضم: الشدة وعرام الجيش حدهم وشدتهم وكثرتهم
5- الشزر: الشدة والصعوبة
6- العشنزر: الشديد
7- أحجم: تأخر
8- تنمر: تنكر وتغير وإنصافه له معاملته بما يستحق
9- المزج: الطاعن بالمزج وهو حديدة في أسفل الرمح
10- زمجر: صوَّت وصاح
11- تغشمر: غضب
12- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 56، وقعة صفين ص 159 بهذا النص: فإنَّ للحرب عُراماً شرَراً ٭٭٭ إنَّ عليها قائداً عَشَنْزَرَا يُنصف من أجْحَر أو تنمَّرا ٭٭٭ على نواحيها مِزَجّاً زَمْجَرا إذا ونَينَ ساعةً تغَشْمَرا شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 314/3 بهذا النص: فإنَّ للحرب عُراماً شرَراً ٭٭٭ إنَّ عليها قائداً عَشَنْزَرَا يُنصف من أجْحَر أو تنمَّرا ٭٭٭ على نواحيها مِزَجّاً زَمْجَرا إذا ونَينَ ساعةً تغَشْمَرا بحار الأنوار 387/435/32 - 394 برواية شرح النهج

حثوا السيرا

سِيرُوا أَبابيلَ وَحُثُّوا السَّيْرا ٭٭٭ كَيْ نَلْحَقُ التَّيْميَّ وَالزُبَيْرا

إِذْ جَلبا الشَّرَّ وعَافا الخَيْرا ٭٭٭ يَا رَبُّ أدْخِلْهُمُ غَداً سَعِيرا(1)

تؤمّل في الدنيا

وقال علیه السلام:

تُؤمِّلُ فِي الدُّنْيَا طَوِيلاً وَلاَ تَدْرِي ٭٭٭ إِذَا حَنَّ(2) لَيلٌ هَلْ تَعِيشُ إِلَى الفَجْرِ

فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ٭٭٭ وَكَمْ مِنْ عَلِيلٍ عَاشَ دَهْراً إِلى دَهْرِ

وَكَمْ مِنْ فَتّى يُمْسِي وَيُصْبِحُ آمِناً ٭٭٭ وَقَدْ نُسِجَت أَكْفَانُهُ وَهُوَ لاَ يُدْري(3)

في الصدر لبانات

وقال علیه السلام:

وَفِي الصَّدْرِ لُبَانَاتٌ(4) ٭٭٭ إِذَا ضَاقَ لَهَا صَدْرِي

نَكَتُّ الأَرْضَ بالكَفِّ ٭٭٭ وَأَبْدَيْتُ لَهَا سِري

ص: 138


1- الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة للمفيد ص 241، وأنساب الأشراف ص 233، وتاريخ الطبري ج 3 ص 495، حوادث سنة 36 ذكر الخبر عن مسير علي بن أبي طالب نحو البصرة
2- كما في الأصل ولعل الصحيح «جنَّ»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 65
4- اللبانات مفردها لبانة، وهي الحاجة من غير فاقةٍ، بل من همّة

فَمَهْمَا تَنْبُتُ الأَرْضُ ٭٭٭ فَذَاكَ النَّبْتُ مِنْ بَذْرِي(1)

اصبر نفسي

وقال علیه السلام:

أَغْمِضُ عَيْنِي فِي(2) أُمُورٍ كَثِيرةٍ ٭٭٭ وإِنِّي عَلَى تَرْكِ العُمُوضِ قَدِيرُ

وَمَا مِنْ عَمىّ أُغْضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا(3) ٭٭٭ تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهُوَ بَصِيرُ

وَأَسْكُتُ(4) عَنْ أَشْيَاءَ لَوْ شِئْتُ قُلْتُهَا(5) ٭٭٭ وَلَيْسَ عَلَيْنَا فِي المَقَالِ أَمِيرُ

أُصَبْرُ نَفْسِي بِاجْتِهَادِي(6) وَطَاقَتِي ٭٭٭ وَإِنِّي بِأَخْلاَقِ الجَمِيعِ خَبِيرُ(7)

يا طالب الصفو

وقال علیه السلام:

يَا طَالِبَ الصَفْوِ فِي الدُّنْيَا بِلاَ كَدَرٍ ٭٭٭ طَلَبْتَ مَعْدُومَةً فَايْأَسْ مِنَ الظَّفَرِ

وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَا عَمَّرْتَ مُمْتَحَنٌ ٭٭٭ بِالخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالمَيْسُورِ وَالعَسَرِ

أَنَّى تَنَالُ بِهَا نَفْعاً بِلاَ ضَرَرٍ ٭٭٭ وَأَنَّهَا خُلِقَتْ لِلنَّفْعِ وَالضَّرَرِ

فِي الجُبْنِ عَارٌ وَفِي الإقدَامِ مَكْرُمَةٌ ٭٭٭ وَمَنْ يَفِرَّ فَلَنْ يَنْجُو مِن القَدَرِ(8)

وطنت نفسي على القتل

وقال علیه السلام:

وَقَيْتُ بِنَفْسِي خَيْرَ مَنْ وَطَأَ الحَصَى ٭٭٭ وَمَنْ طَافَ بِالبَيْتِ العَتِيقِ وَبِالحِجْرِ

ص: 139


1- بحار الأنوار 199/40، الإمام علي من حبه عنوان الصحيفة ص 729
2- في البحار «عن»
3- في البحار «لربما»
4- في البحار «وأمسكت»
5- في البحار «قلته»
6- في البحار «في اجتهادي»
7- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 71، بحار الأنوار 36/415/34
8- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 68

رَسُولُ إلهِي خَافَ أنْ يَمْكُرُوا بِهِ ٭٭٭ فَنَجَّاهُ ذُو الطَّوْلِ الإِلهُ مِنَ المَكْرِ

وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ فِي الغَارِ آمِناً ٭٭٭ مُوَقّىً وَفِي حِفْظِ الإلهِ وَفِي سِتْرِ

وَبِتُّ أُرَاعِيهِمْ وَمَا يُثْبِتُونَنِي ٭٭٭ وَقَدْ وَطَنْتُ نَفْسِي عَلَى القَتْلِ وَالأَسْرِ(1)

ص: 140


1- شواهد التنزيل 141/102/1 بهذا الإسناد: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، أخبرنا العباس بن الفضل والحسين بن حميد، وأحمد بن عمار، قالوا: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين قال: أول من شرى نفسه لله عز وجل عليّ، ثم قرأ: «ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله». زاد الحاكم: عند مبيته على فراش رسول الله. ثم قالا: وقال علي بن أبي طالب: الأبيات. وأورد الأبيات الحسكاني في موضع آخر من كتابه شواهد التنزيل 142/102/1 بهذا الإسناد والنص: رواه غير الحماني عن قيس، عن حكيم، عن علي بن حسين في قوله: «ومن الناس من يشرى نفسه» قال: نزلت في علي بن أبي طالب لما توجه رسول الله إلى الغار وأنام علياً على فراشه، وفي ذلك يقول علي: وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى ٭٭٭ وأكرم خلق طاف بالبيت والحجرِ وبتُّ أراعي منهم ما ينوبني ٭٭٭ وقد صبرت نفسي على القتل والأسر محمد لما خاف أن يمكروا به ٭٭٭ فنجّاه ذو الطول العظيم من المكر وبات رسول الله في الغار آمناً ٭٭٭ فما زال في حفظ الإله وفي ستر ورواها الخوارزمي في مناقبه 127 / ح 141 بهذا النص: وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى ٭٭٭ ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجرِ رسول إله خاف أن يمكروا به ٭٭٭ فنجّاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمناً ٭٭٭ موقى في حفظ الإله وفي ستر وبت أراعيهم وما يثبتونني ٭٭٭ وقد وطنت نفسي على القتل والأسر وأوردها الأربلي في كشف الغمة 32/2 بهذا النص: وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا ٭٭٭ ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر محمد لما خاف أن يمكروا به ٭٭٭ فوقاه ربي ذو الجلال من المكر وبت أراعيهم متى يأسرونني ٭٭٭ وقد وطنت نفسي على القتل والأسر وبات رسول الله في الغار آمناً ٭٭٭ هناك وفي حفظ الإله وفي ستر أقام ثلاثاً ثم زمت قلائص ٭٭٭ قلائص يفرين الفلا أينما يفري وأوردها ابن الصباغ في الفصول المهمة ص 48 بهذا النص: وقيت بنفسي خير من وطأ الثرى ٭٭٭ وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر وبت أراعي منهم مايؤني ٭٭٭ وقد صبرت نفسي على القتل والأسر وبات رسول الله في الغار آمناً ٭٭٭ وما زال في حفظ الإله وفي السر وأوردها أيضاً القندوزي في ينابيع المودة 273/1 بهذا النص: وقيت بنفسي خير من وطأ الثرى ٭٭٭ ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول الله خاف أن يمكروا به ٭٭٭ فنجّاء ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمناً ٭٭٭ موقى وفي حفظ الإله وفي الستر وبتّ أراعيهم منهم وما يبيتونني ٭٭٭ وقد وطأُت نفسي على القتل والأسر وروي الأبيات القزويني في الإمام علي من المهد إلى اللحد ص 66 بهذا النص: وَقَيتُ بنفسي خير من وطأ الحصى ٭٭٭ ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر محمد لما خاف أن يمكروا به ٭٭٭ فوقاه ربي ذو الجلال من المكر وبتُ أراعيهم متى ينشرونني ٭٭٭ وقد وطنت نفسي على القتل والأسر وبات رسول الله في الغار آمناً ٭٭٭ هناك وفي حفظ الإله وفي ستر أقام ثلاثاً ثم زمَّت قلائص ٭٭٭ قلائص يفرين الحصى أينما تفري ووردت في كتاب الكلام الجلي ص 126 بهذا النص: وقيت بنفسي خير من وطأ الثرى ٭٭٭ ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول الله خاف أن يمكروا به ٭٭٭ فنجاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمناً ٭٭٭ موقى وفي حفظ الإله وفي الستر ووردت أيضاً في كتاب البيان الجلي ص 82 بهذا النص: وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى ٭٭٭ ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله خاف أن يمكروا به ٭٭٭ فنجاه ذو الطول الإله من المكر وبات رسول الله في البيت آمناً ٭٭٭ موقَی وفي حفظ الإله وفي ستر وبت أراعيهم ولم يتهمونني ٭٭٭ وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

ظلمت الزمان

وقال علیه السلام:

یَعِيبُ رِجالٌ زَمَاناً مَضَى ٭٭٭ وَمَا لِزَمَانٍ مَضَى مِنْ غِيرُ

أَرَى اللّيلَ يَجْرِي كَعَهْدِي بِهِ ٭٭٭ وَأنَّ النَّهَارَ عَلَيْنَا يكِرْ

وَلَمْ تَحْبِسِ القَطْرَ عَنّا السَّمَا ٭٭٭ وَلَمْ تَنْكَشِفَ شَمْسُنَا وَالقَمَرُ

فَقُلْ لِلَّذِي ذَمَّ صَرْفَ الزَّمَانِ ٭٭٭ ظَلَمْتَ الزَّمَانَ فَذُمَّ البَشَرْ(1)

ص: 141


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 79

محمودة الأثر

وقال علیه السلام:

إِصْبِرْ مِنْ تَعَبِ الإدلاج وَالسَّهَرِ ٭٭٭ وَبِالرَّوَاحِ عَلَى الحَاجَاتِ وَالبِكْرِ

لا تَضْجُرَنَّ وَلا يُعْجِزْكَ مَطلَبُهَا ٭٭٭ فالنُّجْحُ يَتْلَفُ بينَ العَجْزِ وَالضَّجَرِ

إنِّي وَجَدْتُ وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ٭٭٭ لِلصَّبْرِ عَاقِبَةٌ مَحْمُودَةُ الأَثَرِ

وَقَلَ مَنْ جَدَّ فِي أَمْرِ يُطَالِبُهُ ٭٭٭ وَاسْتَصْحَبُ الصَّبْرَ إِلاَّ فَاز بِالظَّفْرِ(1)

ديننا صادق

وقال علیه السلام:

لَسْتُ أَرَى مَا بَيْنَنَا حَاكِماً ٭٭٭ إِلاَّ الَّذِي بِالكَّفْ تَبَّارُ(2)

وَصَارِماً أَبيَضَ مِثلَ المَهَا ٭٭٭ يَبْرُقُ فِي الرَّاحَةِ ضَرَّارُ

مَعِي حُسَامٌ قَاطِعْ بَاتِرٌ ٭٭٭ تَسْطَعُ مِنْ تَضْرَابِهِ النَّارُ

ص: 142


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 567، الفرج بعد الشدة للتنوخي 61/5 بهذا النص: حدثنا أبو إسحاق المالكي، قال: دخل الأشعث بن قيس على أمير المؤمنين علي علیه السلام، وهو قائم يصلّي، فقال: يا أمير المؤمنين، أدؤوب بالليل ودؤوب بالنهار، فانفتل علي علیه السلام، وهو يقول: إصبر على مضض الإدلاج في السحر ٭٭٭ وفي الرواح إلى الحاجات والبكر لا تضجرنّ ولا يحزنك مطلبها ٭٭٭ فالنجح يتلف بين العجز والضَجر إنّي رأيت وفي الأيّام تجربة ٭٭٭ للصبر عاقبة محمودة الأثر وقلّ من لجّ في شيء يطالبه ٭٭٭ واستشعر الصبر إلاّ فاز بالظفر وورد البيت الأول في نفس الجزء ص 62 منه. بحار الأنوار 28/411/34 بهذا النص: اصبر على تعب الإدلاج والسهر ٭٭٭ وبالرّواح على الحاجات والبكر لا تضجرنَّ ولا يعجزك مطلبها ٭٭٭ فالنجح يتلف بين العجز والضجر إنّي وجدت وفي الأيّام تجربة ٭٭٭ للصبر عاقبة محمودة الأثر وقلّ من جدَّ في أمر يطالبه ٭٭٭ فاستصحب الصّبر إلاّ فاز بالظفر
2- التبَّار: المُهلك

إِنَّا أُنُاسٌ دِينُنَا صَادِقٌ ٭٭٭ إِنّا عَلَى الحَرْبِ لَصُبَّارِ(1)

يا قلب صبراً

وقال علیه السلام:

إِذَا ذَكَرَ القَلْبُ رَهْطُ النَّبِيِّ ٭٭٭ وَسَبْيَ النِّسَاءِ وَهَتْكَ السُّتُرْ

وَذَبْحَ الصَّبِيَّ وَقَتْلَ الوَصِيَّ ٭٭٭ وَقَتْلَ الشَّبِيرِ وَسَّم الشُّبَرْ

تَرَقْرَقَ فِي العَيْنِ مَاءُ الفُؤَادِ ٭٭٭ وَتَجْرِي عَلَى الخَدّ مِنْهُ الدُّرَرْ

فَيَا قَلْبُ صَبْراً عَلَى حُزْنِهِمْ ٭٭٭ فَعِنْدَ البَلاَيَا تَكُونُ العِبَرْ(2)

اسألوني تخبروا

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيُّ فَاسْأَلُونِي تُخْبَرُوا ٭٭٭ سَيْفِي حُسَامٌ وَسِنَانِي يُزْهِرُ

مِنَّا النَّبِيُّ الطَّاهِرُ المُطَهَّرُ ٭٭٭ وَحَمْزَةُ الخَيْرِ وَصِنْوِي جَعْفَرُ

لَهُ جَنَاحٌ فِي الجِنَانِ أَخْضَرُ ٭٭٭ وَفَاطِمٌ عِرْسِي(3) وَفِيهَا مَفْخَرُ

هُذَا لِهَذَا وَابْنُ هِنْدِ مُحْجَرٌ ٭٭٭ مُذَبْذَبٌ مُطَرَّدٌ مُؤَخَّرُ(4)

ص: 143


1- بحار الأنوار 121/20 - 49/122 وفيه أيضاً مخاطباً لأسامة بن زيد في تلك الغزوة: الأبيات
2- مناقب آل أبي طالب 238/2. لابن شهر آشوب وقد ذكر أن بعض الصلحاء رأى أمير المؤمنين علیه السلام في المنام فأنشده علیه السلام هذه الأبيات
3- العِرس: الزوج أو الزوجة
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 58، وقعة صفين ص 460 - 461 بهذا النص: إنِّي عليٌّ فاسألوا لتُخْبَرُوا ٭٭٭ ثمَّ ابرُزُوا إلى الوغّى أَو أَدبرُوا سَيفي حُسامٌ وسِنانِي أَزْهَرُ ٭٭٭ مِنَّا النبيُّ الطيّبُ المطهَّرُ وحَمزَةُ الخَيْرُ ومِنَّا جَعْفَرُ ٭٭٭ له جَناحٌ في الجِنان أَخْضَرُ ذا أسد الله وفيه مَفخرُ ٭٭٭ هذا وهذا وابن هِنْدِ مُجْحَرُ مذَبذَبٌ مُطرُّدٌ مؤخَرُ مناقب الخوارزمي ص 240 بهذا النص: إنّي علي فسلوني تخبروا ٭٭٭ سيفي حام وسناني أزهر منا النبيّ الطاهر المطهر ٭٭٭ وحمزة الخير وصنوي جعفر له جناح في الجنان أخضر ٭٭٭ ذا أسد الله وفيه مفخر هذا الهزبر وابن هند محجر ٭٭٭ مطرد مذبذب مؤخّر مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 200/3 بهذا النص: أنا عليّ فاسألوني تخبروا ٭٭٭ ثم ابرزوا لي في الوغى وابدروا سيفي حسام وسناني يزهر ٭٭٭ منا النبيّ الطاهر المطهر وحمزة الخير ومنا جعفر ٭٭٭ وفاطم عرسي وفيها مفخر هذا لهذا وابن هند محجر ٭٭٭ مذبذب مطرد مؤخر

غشمشم القلب

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيُّ البَطَلُ المُظَفَّرُ ٭٭٭ غَشَمْشَمُ القَلْبِ بِذَاكَ أَذْكَرُ

وَفِي يَمِينِي لِلِّقَاءِ أَخْضَرُ ٭٭٭ يَلْمَعُ مِنْ حَافَتِهِ بَرْقٌ يُزْهِرُ

لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ الشَّدِيدِ مُحْضَرُ ٭٭٭ مَعَ النَّبِيِّ الظَّاهِرِ المُطَهَّرُ

إخْتَارَهُ اللَّهُ العَلِيُّ الأَكْبَرُ ٭٭٭ اليَوْمَ يُرْضِيهِ وَيُخْزِى عَنْتَرُ(1)

لا تيأس من الله

وقال علیه السلام:

عَسَى مَنْهَلٌ يَصْفُو فَيَروِي ظَمِيَّةً ٭٭٭ أَطَالَ صَدَاهَا المَنْهَلُ المُتَكَدِّرُ

عَسَى بِالجُنُوبِ العَارِیَاتِ سَتَكْتَسِي ٭٭٭ وَبِالمُسْتَذَلْ المُسَتَضَامِ سَيُنصَرُ

عَسَی جابِرُ العَظْمِ الكَسِيرِ بِلُطْفِهِ ٭٭٭ سَيَرْتَاحُ لِلعَظْمِ الكَسِيرِ فَيُجْبَرُ

عَسَی اللهُ لاَ تَبْأَسْ مِنَ اللَّهِ إِنَّهُ ٭٭٭ يَسِيرٌ عَلَيْهِ مَا يَعُزُّ وَيَعْسُرُ(2)

ص: 144


1- بحار الأنوار للمجلسي 36/38/21. وفيه: قال المجلسي: قال الجوهريّ: الغشمشم: الّذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عمّا يريد ويهوى من شجاعته، وإنّما عبّر عن السيف بالأخضر، لأنّه من الحديد وهو أسود والعرب يعبّر عن السواد بالخضرة، أو لكثرة مائه كما يسمّى البحر الأخضر
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 68

العار أن تجل الصغار

وقال علیه السلام:

وَاسْأَلِ العُرْفَ إِنْ سَأَلْتَ كَرِيماً ٭٭٭ لَمْ يَزَلْ يَعْرِفُ الغِنَى وَاليَسَارَا

فَسُؤَالُ الكَرِيم يُورِثُ عِزّاً ٭٭٭ وَسُؤَالُ اللَّئِيمِ يُورِثُ عَارَا

وَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنَ الذُّلِ بُداً ٭٭٭ فَالقِ بِالذُّلِ إِنْ لَقِيتَ كِبَارَا

لَيْسَ إِجْلاَلُكَ الكَبِيرَ بِعَارٍ ٭٭٭ إِنَّمَا العَارُ أَنْ تُجِلَّ الصَّغَار(1)

كُدْ كَدْ العَبْدِ

وقال علیه السلام:

کُدَّ كَدَّ العَبْدِ إِنْ ٭٭٭ أحْبَبْتَ أنْ تُصْبِحَ حُرا

وَاقْطَعِ الآمَالَ مِنْ ٭٭٭ مَالٍ بَنِي آدَمَ طُرّا

لاَ تَقُلْ ذَا مَكْسَبٍ ٭٭٭ يُزْرِي فَقَصْدُ النَّاسِ أَزْرَى

أنْتَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ٭٭٭ غَيْرِكَ أعْلَى النَّاسِ قَدْرا(2)

أول ليلة في قبره

وقال علیه السلام:

وَاللَّهِ لَوْ عَاشَ الفَتَى مِنْ دَهْرِهِ ٭٭٭ أَلْفاً مِنَ الأعْوَامِ مَالِكَ أَمْرِهْ

مُتَلَذِّذاً فِيهِ بِكُلِّ هَنِيَّةٍ(3) ٭٭٭ وَمُبَلَّغاً كُلَّ المُنَى مِنْ دَهْرِهْ

ص: 145


1- مستدرك الوسائل 4/228/7 وفيه: عن أمير المؤمنين علیه السلام، أنه قال لولده الحسن علیه السلام: «يا بني، إذا نزل بك كلب الزّمان وقحط الدهر، فعليك بذوي الأصول الثّابتة والفروع النّابتة، من أهل الرّحمة والإيثار والشّفقة، فإنّهم أقضى للحاجات وأمضى لدفع الملمّات، وإيَاك وطلب الفضل واكتساب الطّساسيج والقراريط، من ذوي الأكف اليابسة والوجوه العابسة، فإنّهم إن أعطوا منّوا وإن منعوا كدّوا، ثم أنشأ يقول: الأبيات. وذكر اعلام الدين في صفات المؤمنين ص 274 الأبيات باختلاف يسير
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 64
3- في الفصول المهمة لابن الصباغ «هنيئة»

لاَ يَعْرِفُ الآلامَ فِيهَا مَرَّةً ٭٭٭ كَلاَّ وَلاَ جَرَتِ الهُمُومُ بِفِكْرِهْ

مَا كَانَ ذَاكَ يُفِيدُهُ مِنْ عُظْمِ مَا ٭٭٭ يَلْقَى بِأَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي قَبْرِهْ(1)

نحن أفخرهم بيتاً

وقال علیه السلام:

قَدْ يَعْلَمُ أَنَّا خَيْرَهُمْ نَسَبَا ٭٭٭ وَنَحْنُ أَفْخَرُهُمْ بَيْنَا إِذَا فَخَرُوا

رَهْطُ النَّبِيِّ وَهُمْ مَأوَى كَرَامَتِهِ ٭٭٭ وَنَاصِرُوا الدِّينَ وَالمَنْصُورُ مَنْ نَصَرُوا

وَالأَرْضُ تَعْلَمُ أَنَّا خَيْرُ سَاكِنِهَا ٭٭٭ كَمَا بِهِ تَشْهَدُ البَطْحَاءُ وَالمَدَرُ

واَلبَيْتُ ذُو السِّتْرِ لَوْ شَاؤُوا يُحَدِّتُهُمْ(2) ٭٭٭ نَادَى بِذَلِكَ رُكْنُ البَيْتِ وَالحَجَرُ(3)

الناس إثنان

وقال علیه السلام:

حَرِّضْ بَنِيكَ عَلَى الآدَابِ فِي الصِّغَرِ ٭٭٭ كَيْمَا تَقِرَّ بِهِمْ عَيْنَاكَ فِي الكِبَرِ

وَإِنَّمَا مَثَلُ الآدَابِ تَجْمَعُهَا ٭٭٭ فِي عُنْفُوانِ الصَّبَا كَالنَّقْشِ فِي الحَجَرِ

هِيَ الكُنُورُ الَّتِي تَنْمُو ذَخَائِرُها ٭٭٭ وَلاَ يُخَافُ عَلَيْهَا حَادِثُ الغِيَرِ

إِنَّ الأدِيبَ إِذَا زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ ٭٭٭ يَهْوِي إِلَى فُرُشِ الدِّيبَاجِ وَالسُّرُرِ

النَّاسُ إِثنَانِ ذُو عِلْمٍ وَمُسْتَمِعٌ ٭٭٭ وَاعٍ وَسَائِرُهُمْ كَاللَّغْوِ وَالعَكَرِ(4)

ص: 146


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 58، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 121
2- في البحار «يحدثهم»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 66، إحقاق الحق 379/9، بحار الأنوار 34/414/34 وفيه قال المجلسي: لعلّ المراد من علم الأرض: علمها على تقدير الحياة، أو المراد أهل الأرض. وشهادة البطحاء وأمثالها أيضاً بلسان الحال أو أهلها
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 62، الأخلاق الإسلامية ص 62

لا تحمدن امرءاً حتى تجربه

وقال علیه السلام:

أَلْمَرْءُ فِي زَمَنِ الإِقْبَالِ كَالشَّجَرَةْ ٭٭٭ وَحَوْلَهَا النَّاسُ مَا دَامَتْ بِهَا الثَّمَرَةْ

حَتَّى إِذَا مَا عَرَتْ مِنْ حَمْلِهَا انْصَرَفُوا ٭٭٭ عَنْهَا عُقُوقاً وَقَدْ كَانُوا بِهَا بَرَرَةْ

وَحَاوَلُوا قَطعَهَا مِنْ بَعْدِ مَا شفَقُوا ٭٭٭ دَهْراً عَلَيْهَا مِنَ الْأَرْبَاحَ وَالغَبَرَهْ

قَلَّتْ مُروءَاتُ أَهْلِ الْأَرْضِ كُلِّهمُ ٭٭٭ إِلاَّ الأَقَلَّ فَلَيْسَ العُشْرُ مِنْ عَشْرَةْ

لاَ تَحْمِدَنَّ امْراً حَتَّى تُجَرِّبَهُ ٭٭٭ فَرُبَّمَا لَمْ يُوَافِقْ خُبْرَهُ خَبَرَهْ(1)

انتظر فرجاً

إِنْ عَضَّكَ الدَّهْرُ فَانْتَظِرْ فَرَجاً ٭٭٭ فَإِنَّهُ نَازِلٌ بِمُنْتَظِرِهْ

أَوْ مَسَّكَ الضُرُّ أَوْ بُلِیتَ بِهِ ٭٭٭ فَاصْبِرْ فَإِنَّ الرَّخَاءَ فِي أَثَرِهْ

كَمْ مِنْ مُعَانٍ عَلَى تَهَوُّرِهِ ٭٭٭ وَمُبْتَلَىَ مَا يَنَامُ مِنْ حَذَرِهْ

وَآمِنٌ فِي عِشَاءِ لَيْلَتِهِ ٭٭٭ دَبَّ إِليهِ البَلاَءُ فِي سَحَرِهْ

مَنْ مَارَسَ الدَّهْرَ ذَمَّ صُحْبَتَهُ ٭٭٭ وَنَالَ مِنْ صَفْوِهِ وَمِنْ كَدَرِهْ(2)

ص: 147


1- تذكرة الخواص ص 151 وفيه: رأيت في كتاب (سر العالمين) للغزالي رحمه الله نسبها إليه علیه السلام وهي: الأبيات. ديوان الإمام علي علیه السلام ص 59 بهذا النص: الناس في زمن الإقبال كالشجرة ٭٭٭ وحولها الناس ما دامت بها الثمرة حتى إذ ما عرت من حملها انصرفوا ٭٭٭ عنها عقوقاً وقد كانوا بها بررة وحاولوا قطعها من بعد ما شفقوا ٭٭٭ دهراً عليها من الأریاح والغبرة قلت مروءات أهل الأرض كلهم ٭٭٭ إلا الأقل فليس العشر من عشرة لا تحمدنَّ امرءاً حتى تجربه ٭٭٭ فربما لم يوافق خُبْرهُ خَبَره
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 58 - 59 وفيه: أتى رجل إلى علي علیه السلام وقال له قد عيل صبري فأعطني قال: أنشدك شيئاً أم أعطيك؟ فقال كلامك أحب إلي من عطائك فقال: الأبيات

كل يعود إلى عنصره

وقال علیه السلام:

إذا شئتَ تَعْلَمُ خَيْرَ الفَتى ٭٭٭ أدِرْ لحْظَ طَرْفِكَ فِي مَنْظَرهْ

فإِنْ لَمْ يَبِنْ لَكَ في ذا وذا ٭٭٭ فَلا تَطلبَنَّ سِوى مَحضرِهْ

بيانُ الرِّجَالِ بأَفْوَاهِهَا ٭٭٭ بها يُعرَفُ النَّذْلُ مِنْ خَيِّرهْ

وَتَحظَى الرِّجَالُ بِطِيبِ الكَلامِ ٭٭٭ وَكُلٌّ يَعُودُ إلى عُنْصُرِهْ(1)

هازم العساكر

وقال علیه السلام:

تَبّاً وَتَعْساً لَكَ يَا بْنَ الكَافِرِ ٭٭٭ أَنَا عَلِيٌّ هَازِمُ العَسَاكِرِ

أَنَا الَّذِي أَضْرِبُكُمْ وَنَاصِرِي ٭٭٭ إِلَهُ حَقٌّ وَلَهُ مَهَاجِرِي

أَضْرِبُكُمْ بِالسَّيْفِ فِي المَصَاغِرِ ٭٭٭ أجُودُ بِالطَّعْنِ وَضَرْبٍ طَاهِرِ

مَعَ ابْنِ عَمِّي وَالسِراج الزَّاهِرِ ٭٭٭ حَتَّى تَدِينُوا لِلعَلِيِّ القَاهِرِ

ضَرْبَ غُلاَمٍ صَارِمٍ مُمَاهِرِ(2)

لم يُرزقوها بعقل

وقال علیه السلام:

لِلنَّاسِ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا بِتَدْبِيرِ ٭٭٭ وَصَفْوُهَا لَكَ مَمْزُوجٌ بِتَکْدِيرٍ

كَمْ مِنْ مُلِحْ عَلَيْهَا لاَ تُسَاعِدُهُ ٭٭٭ وَعَاجِزِ نَالَ دُنْيَاهُ بِتَقْصِيرِ

لَمْ يُرْزَقُوهَا بِعَقْلٍ حِينَمَا رُزِقُوا ٭٭٭ لَكِنَّهُمْ رُزِقُوهَا بِالمَقَادِيرِ

لَوْ كَانَ عَنْ قُوَّةٍ أَوْ عَنْ مُغَالَبَةٍ ٭٭٭ طارَ البُزَاةُ بِأَرْزَاقِ العَصَافِيرِ

وَلُقْمَةٌ بِجَرِيشِ المِلْحِ أَكُلُهَا ٭٭٭ أَحَبُّ مِنْ لُقْمَةٍ تُحْشَى بِزَنْبُورِ

ص: 148


1- أعلام الدين في صفات المؤمنين ص 284 و 285
2- بحار الأنوار للمجلسي 36/38/21

كَمْ لُقْمَةٍ جَلَبَتْ حَتْفاً لِصَاحِبِهَا ٭٭٭ كَحَبَةِ القَمْحِ دَقَّتْ عُنْقَ عُصْفُورِ(1)

قدّم لواني

وقال علیه السلام:

يَا عَجَبَاً لَقَدْ سَمِعْتُ مُنْكَرا ٭٭٭ كذباً عَلَى اللَّهِ يُشِيبُ الشَّعَرا

مَا كَانَ يَرْضَى أَحْمَدُ لَوْ خَبَرا ٭٭٭ أنْ يَقْرُنُوا وَصِيَّهُ وَالأَبْتَرَا

يَسْتَرِقُ السَّمْعَ وَيَغْشَى البَصَرَا ٭٭٭ شَأنَ الرَّسُولِ وَاللَّعِينِ الأَحْرَزَا

إِنِّي إِذَا مَا الحَرْبُ يَوْماً حَضَرَا ٭٭٭ شَمَّرْتُ ثَوْبِي وَدَعَوْتُ قَنْبَرَا

قَدِّمَ لِوَائِي لاَ تُؤَخِّر حَذَرا ٭٭٭ لَوْ أَنَّ عِنْدِي يَا ابنَ حَرْبٍ جَعْفَرَا

أَوْ حَمْزَةَ القَرْمَ الهُمَامَ الأَزْهَرَا ٭٭٭ رَأَتْ قُرَيْشٌ نَجْمَ لَيْلِ ظَهَرَا(2)

ص: 149


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 59 - 60، تذكرة الخواص ص 60، تذكرة الخواص ص 152 بهذا النص: للناس حرص على الدنيا بتدبير ٭٭٭ وصفوها لك ممزوجٌ بتكدير لم يرزقوها بعقل حين ما رُزقوا ٭٭٭ لكنما رزقوها بالمقادير لو كان عن قوة أو عن مغالطة ٭٭٭ طار البزاة بأرزاق العصافير البداية والنهاية 12/8 بهذا النص: للناس حرص على الدنيا وتدبير ٭٭٭ وفي مراد الهوى عقل وتشمير وإن أتوا طاعة الله ربّهم ٭٭٭ فالعقل منهم عن الطاعات مأسور لأجل هذا وذاك الحرص قد مزجت ٭٭٭ صفاء عيشاتها هم وتكدير لم يرزقوها بعقل عندما قسمت ٭٭٭ لكنهم رزقوها بالمقادير كم من أديب لبيب لا تساعده ٭٭٭ ومائق نال دنیاه بتقصير لو كان عن قوة أو عن مغالبة ٭٭٭ طار البزاة بأرزاق العصافير نزل الأبرار ص 123 بهذا النص: للناس حرص على الدنيا بتبذير ٭٭٭ وصفوُها لك ممزوجٌ بتكدير كم من صلاح عليها لا تساعده ٭٭٭ وعاجز نال دنیاه بتقصير لم يرزقوها بعقل حين ما رزقوا ٭٭٭ لكنهم رزقوها بالمقادير
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 55 وفيه: قال علیه السلام لما بلغه ما صنع معاوية وعمرو بن العاص قبل حرب صفين: الأبيات. ناسخ التواريخ 137/3، بحار الأنوار 417/34 - 39/418 بهذا النص: يا عجباً إني رأيت منكراً ٭٭٭ كذباً على الله يشيب الشعرا يسترق السمع ويغشى البصرا ما كان يرضى أحمد لو خبْرا ٭٭٭ أن تعدلوا وصيّه والأبترا شاني النبيّ واللعين الأخزرا ٭٭٭ كلاهما بجنده قد عكرا قد باع هذا دينه إذ فجّرا ٭٭٭ بملك مصر إن أصابا ظفرا من ذا بدنيا بيعه قد خسرا يا ذا الذي يطلب منّي الوترا ٭٭٭ إن كنت تبغي أن تزور القبرا حقّاً وتُصلي بعد ذاك الجمرا ٭٭٭ أسعطك اليوم ذعافاً صبرا لا تحسبني يا ابن عاص عرا ٭٭٭ سل بي بدراً ثم سل بي خيبرا کانت قريش يوم بدر جزراً إنّي إذا ما الحرب يوماً حضرا ٭٭٭ أضرمت ناري ودعوت قنبرا قدَم لوائي لا تؤخّر حذرا ٭٭٭ لن ينفع الحاذر ما قد حذرا ولا أخا الحيلة عمّا قدّرا ٭٭٭ إنّ الحذار لا يردّ القدرا لمّا رأيت الموت موتاً أحمرا ٭٭٭ دعوت هَمْدان وأدعوا حميرا لو أنّ عندي يوم حربي جعفرا ٭٭٭ أو حمزة الليث الهمام الأهزرا رأت قريش نجم ليل ظهرا

وماكروني بالأعداء

وقال علیه السلام:

تِلْكُمْ قُرَيْشُ تَمَنّانِي لِتَقْتُلَنِي ٭٭٭ فَلاَ وَرَبِّكَ مَا بَرُّوا وَمَا ظَفِرُوا

فَإِنْ بَقِيتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لَكُمُ ٭٭٭ بِذَاتِ وَدْقَيْنِ لاَ يَعْفُو لَهَا أَثَرُ

وَإِنْ هَلَكْتُ فَإِنِّي سَوْفَ أُورِثُهُمْ ٭٭٭ ذُلَ الحَيَاةِ فَقَدْ خَانُوا وَقَدْ غَدَرُوا

إِمّا بَقيتُ فَإِنِّي لَسْتُ مُتّخِذاً ٭٭٭ أَهْلاً وَلاَ شِيعَةً فِي الدِّينِ إِذْ فَجَرُوا

قَدْ بَايَعُونِي وَلَمْ يُوفُوا بِبَيْعَتِهِمْ ٭٭٭ وَمَا كَرُونِي بِالأَعْدَاءِ إِذْ مَكَرُوا

وَنَاصَبُونِيَ فِي حَرْبٍ مُضَرَّسَةٍ ٭٭٭ مَا لَمْ يُلاقِ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ(1)

ص: 150


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 54 - 55، مروج الذهب 429/2 بهذا النص: تِلكم قريشُ تَمَنَّاني لتقتلني ٭٭٭٭ فلا وربك ما بَرَّوا وما ظفِروا فإن ملكت فَرَهْنٌ ذمتي لهُم ديوان الإمام علي علیه السلام ص 59 - 60، تذكرة الخواص ص 60، تذكرة الخواص ص 152 بهذا النص: للناس حرص على الدنيا بتدبير ٭٭٭ وصفوها لك ممزوجٌ بتكدير لم يرزقوها بعقل حين ما رُزقوا ٭٭٭ لكنما رزقوها بالمقادير لو كان عن قوة أو عن مغالطة ٭٭٭ طار البزاة بأرزاق العصافير البداية والنهاية 12/8 بهذا النص: للناس حرص على الدنيا وتدبير ٭٭٭ وفي مراد الهوى عقل وتشمير وإن أتوا طاعة الله ربّهم ٭٭٭ فالعقل منهم عن الطاعات مأسور لأجل هذا وذاك الحرص قد مزجت ٭٭٭ صفاء عيشاتها هم وتكدير لم يرزقوها بعقل عندما قسمت ٭٭٭ لكنهم رزقوها بالمقادير كم من أديب لبيب لا تساعده ٭٭٭ ومائق نال دنیاه بتقصير لو كان عن قوة أو عن مغالبة ٭٭٭ طار البزاة بأرزاق العصافير نزل الأبرار ص 123 بهذا النص: للناس حرص على الدنيا بتبذير ٭٭٭ وصفوُها لك ممزوجٌ بتكدير كم من صلاح عليها لا تساعده ٭٭٭ وعاجز نال دنیاه بتقصير لم يرزقوها بعقل حين ما رزقوا ٭٭٭ لكنهم رزقوها بالمقادير بذات وَدْقَيْنِ لا يعفو لها أَثر مناقب آل أبي طالب 358/3 بهذا النص: تلكم قريش تمنّاني لتقتلني ٭٭٭ فلا وربك ما فازوا وما ظفروا فإن بقيت فرهن ذمتي لهم ٭٭٭ بذات ودقين لا نعفو لها أثر وإن هلكت فإني سوف أوترهم ٭٭٭ ذل الممات فقد خانوا وقد غدروا بشارة المصطفى ص 206 - 207 بهذا النص: تلكم قريش تمناني لتقتلني ٭٭٭ فلا وربك ما تروي ولا ظفروا أما بقيت فإني لست متخذاً ٭٭٭ أهلاً ولا شيعة في الدين إذ غدروا قد بايعوني فما أوفوا ببيعتهم ٭٭٭ يوماً ومالوا بأهل الكفر إذ كفروا وقلصوا لي عن حرب مشمرة ٭٭٭ ما لم يلاق أبو بكر ولا عمر فإن هلكت فرهن ذمتي لكم ٭٭٭ بذات ودقين لا يعفو لها بشر عام الثلاثين خيل غير مخلقة ٭٭٭ إذا المحرم عنها مر أو صفر وسوف يأتيك عن أنباء ملحمة ٭٭٭ يبيض من ذكرهم أنباءها الشعر إذات التقى مرة بالمرج جمعهم ٭٭٭ تعلو قضاعة أو يشقى بها مضر فسوف يبعث مهدي لسنته ٭٭٭ فينشر الوحي والدين الذي طهروا وروى الأبيات الحموي في معجم الأدباء ذاكر منها بيتين في 43/14 بهذا النص: تلكم قریش تمناني لتقتلني ٭٭٭ ولا وجدّك ما برّوا ولا ظفروا فإن هلكت فرهن ذمتي لهم ٭٭٭ بذات روقين لا يعفو لها أثر وأوردها القندوزي في ينابيعه 407/1 بهذا النص: تلكم قریش تمناني لتقتلني ٭٭٭ فلا وربّك ما بزوا ولا ظفروا أمّا بقيت فإني لست متخذاً ٭٭٭ أهلاً ولا شيعة في الدين إذ فجروا قد بايعوني فلم يوفوا ببيعتهم ٭٭٭ وماكروني في الأعداء إذ مكروا بحار الأنوار 415/34 - 37/416 بهذا النص: تلكم قريش تمنّاني لتقتي ٭٭٭ فلا وربّك ما بزوا ولا ظفروا فإن بقيت فرهن ذمّتي لهمُ ٭٭٭ بذات ودقين لا يعفو لها أثر وإن هلكت فإني سوف أورثهم ٭٭٭ ذُلّ الحياة فقد خانوا وقد غدروا إمّا بقيت فإنّي لست متّخذاً ٭٭٭ أهلاً ولا شيعة في الدين إذ فجروا قد بايعوني ولم يوفوا ببيعتهم ٭٭٭ وماكروني في الأعداء إذ مكروا وناصبوني في حرب مضرّمة ٭٭٭ ما لم يلاق أبو بكر ولا عمر

رسول الله أمرني

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيٌّ وَمَا إِنْ خِفْتُ فِي نَسَبِي ٭٭٭ فَمَا عَلَى ذَا القَوْلِ مِنْ عَارِ

إِنَّ الرَّسُولَ رَسُولَ اللَّهِ أَمَرَنِي ٭٭٭ أَنْ أَجْعَلَ السَّيْفَ مِنْ جِدِّي وَإِضْمَارِي

وَقَدْ رَحَلَتْ قَلُوصِي(1) نَحْوَهُ عَجَلاً ٭٭٭ شَوْقاً إِلَيْهِ وَقَدْ أَبْدَيْتُ أَسْرَارِي

فَمَنْ يَكُنْ مِنْكُمُ يَبْغِي مُكَافَحَتِي ٭٭٭ فَإِنَّنِي بَطَلٌ مِنْ خَيْرِ أَخْيَارِ

وَفِيكُمُ رَجُلٌ بِالشَّرِّ يَرْمُقْنِي ٭٭٭ وَاللَّهُ يُورِدُ أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ

ص: 151


1- القَلوص: الناقة الطويلة القوائم

وَكَانَ مِنْهُ أُمُورٌ لَسْتُ أُدْرِكْهَا ٭٭٭ وَاللَّهُ يَرْمِي أَهْلَ الكُفْرِ بِالعَارِ(1)

كشفت حقائقها

وقال علیه السلام:

إذَا المُشْكِلاَتُ تَصَدَّيْنَ لِي ٭٭٭ كَشَفَتُ حَقَائِقَهَا بِالنَّظَرْ

وَإِنْ بَرَقَتْ في مخِيلِ الصَّوَابِ ٭٭٭ عَمِيّاً لاَ يُجَلِّيها(2) البَصَرْ

تتبعها بعيونِ(3) الأمورِ ٭٭٭ وضقت عليها صحيحَ الفكَرْ(4)

لِسَاناً كَشَفْتُ بِهِ الأَرْحَبِي(5) ٭٭٭ أَوْ كَالحُسَامِ البَتَّارِ الذَّكر

وَقُلْنَا إِذَا اسْتَنْطَقَتْهُ الهُمُوم ٭٭٭ أَرَبِّي عليها براة(6) دُرر(7)

ص: 152


1- نور الأبصار «تأليف جماعة من العلماء» ص 69 - 70، أسرار الشهادة ص 356 «باختلاف يسير بالألفاظ» وفيه: لما هاجر النبي صلی الله علیه وآله وسلم إلى المدينة، كتب كتاباً إلى علي علیه السلام وكان يومها بمكة يقول فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله وابن عبديه محمد رسول الله، إلى علي بن أبي طالب، أما بعد يا علي، إن كنت تسأل عن الأنصار، فجزاهم الله عني خيراً، فلقد أتوني بمفاتيح دورهم، وبذلوا أنفسهم دوني، فإذا وصلك كتابي، فاحمل إلي الفواطم وهلم أنت معهن»، والسلام. ثم طوى الكتاب وختمع بخاتمه الشريف، وأعطاه إلى رجل من أصحابه يقال له زيد بن حارثة، فلما وصل الكتاب إلى الإمام علیه السلام، ثم أن الإمام أمير المؤمنين علیه السلام أقبل حتى صعد على الصفا، ونادي: يا معاشر قريش، إني خارج غداة غد بالفواطم، فمن أراد منكم أن يتبعني فليفعل. ثم نزل وصعد على المروة وفعل مثل ذلك، فلما أصبح الصباح حمل الفواطم وسار قاصداً إلى المدينة، وقيل إنه قال في بعض كلامه مع قريش: فوحق من برأ النسمة، وفلق الحبة، وتردّى بالعظمة، لأخرجن نهاراً جهاراً على رغم أنوف الحاسدين، فمن كان منكم مضمراً سوءاً ويريد كيداً فليأتني، فما أنا عند الحرب بجبان، فأنا أخرج جهرة على رؤوس الأشهاد، فمن تعرض إلي حطمتُ أنفه بالسيف، ثم إن علياً أنشأ بهذه الأبيات المذكورة فوق
2- في البحار «لا يجتليها»
3- في البحار «مقنعة بغيوب»
4- في البحار «وضعت عليها صميم النظر»
5- في البحار «لساناً كشقشقة الأرحبي»
6- في البحار «بواهي»
7- في البحار «الدرر»

وَلَسْتُ بِأَمْتِعَةٍ(1) فِي الرِّجَالِ ٭٭٭ أَسَامِلُ هَذَا وَمَاذَا(2) الخَبَرْ

وَلَكِنِّي مَدَرْتُ(3) الأَصْغَرَيْنِ ٭٭٭ أَبِينُ مَعَ مَا مَضَى مَا غَيَّر(4)(5)

ص: 153


1- في البحار «بامعة»
2- في البحار «أسائل هذا وذا»
3- في البحار «ولكنني مدرب»
4- في البحار «ما غبر»
5- أمالي الطوسي ص 525 - 526 بهذا الإسناد: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أحمد بن محمد عيسى العواد قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار السدوسي قال: حدثنا علي بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال: حدثني أبي أبيه عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه أبي الأسود أن رجلاً سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام عن سؤال، فبادر فدخل منزله ثم خرج فقال: أين السائل؟ فقال الرجل: ما أنا ذا يا أمير المؤمنين. قال ما مسألتك؟ قال: كيت وكيت، فأجابه عن سؤاله. فقيل: يا أمير المؤمنين كنا عهدناك إذا سئلت عن المسألة كنت فيها كالسكة المحماة جواباً فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل حتى دخلت الحجرة ثم خرجت فاجبته؟ فقال: كنت حاقناً ولا رأي لثلاثة لحاقن ولا حازق، ثم أنشأ يقول: الأبيات. ورواها المجلسي في بحاره 59/2 - 1/60، ديوان الإمام علي علیه السلام 60 - 61 بهذا النص: إذا المشكلات تصدَّين لي ٭٭٭ کشفت حقائقها بالنظر وإن برقت في مخيل الظنو ٭٭٭ ن عمياء لا يجتليها البصر مقنعةٌ بغيوب الأمور ٭٭٭ وضعت عليها صحيح الفكَر معي أصمع كظيا المرهفا ٭٭٭ ت أفري به عن بنات السیر لساناً کشقشقة الأرحبي ٭٭٭ أو كالحسام اليماني الذكَر وقلباً إذ استنطقته الهموم ٭٭٭ أَربي عليها بواهي الذَرر ولست بامعة في الرجا ٭٭٭ ل أسائل هذا وذا ما الخبر ولكنني مذرب الصغري ٭٭٭ ن أبيَّن مع ما مضى ما غبر تذكرة الخواص ص 154 بهذا النص: إذا المشكلات تصدين لي ٭٭٭ کشفت حقايقها بالنظر وإن برقت في خلال الصواب ٭٭٭ عمياء لا تعتريني فكر مقنعة بعيون الأم الأمور ٭٭٭ وضعت عليها نفيس الدرر لساناً كشقشقة الأرحبي ٭٭٭ أو كالحسام إذا ما سطر ولست بإمعة في الرجال ٭٭٭ أسائل هذا وذا ما الخبر ولكنني مدرة الأصغرین ٭٭٭ وجلاب خیر ودفاع شر

فاتحة الكتاب

وقال علیه السلام:

إِذَا مَا كُنْتَ مُلْتَمِساً لِرِزْقٍ ٭٭٭ وَنَجْحَ القَصْدِ مِنْ عَبْدِ وَحُرِّ

وَتَظْفُرَ بِالَّذِي تَهْوَى سَرِيعاً ٭٭٭ وَتَأْمَنَ مِنْ مُخَالَفَةٍ وَغَدْرِ

فَفَاتِحَةُ الكِتَابِ فَإِنَّ فِيهَا ٭٭٭ لِمَا أَمَّلْتَ سِراً أَيَّ سِرِّ

فَلاَزِمُ دَرْسَهَا عُقْبَى عِشَاءٍ ٭٭٭ وفِي صُبْحٍ وَظُهْرِ ثُمَّ عَصْرِ

وَلأَزِمُهَا بِمَغْرِبِ كُلِّ لَيْلٍ ٭٭٭ إِلى التِّسْعِينَ تَتْبَعُهَا بِعَشْرِ

تَنَلْ مَا شِئْتَ مِنْ عِزُّ وَجَاهٍ ٭٭٭ وَعُظْمِ مَهَابَةٍ وَعُلُوِّ قَدْرِ

وَعِز لاَ تُغَيِّرُهُ اللَّيَالِي ٭٭٭ بِحَادِثَةٍ مِنَ النُّقْصَانِ تَجْرِي

وَتَوْفِیقٍ وَأَفْرَاحٍ دَوَاماً ٭٭٭ وَتَأْمَنَ نَكَالَةَ كُلِّ شَرٌ

وَلاَ تَحْتَجْ إِلَى أَحَدٍ بِشَيْءٍ ٭٭٭ وَلاَ تُفْجَعْ بِمَكْرُوهِ وَضُرُ

وَمِنْ فَقْرٍ وَعُسْرِ وَانْقِطَاع ٭٭٭ وَمِنْ بَطْشِ لِذِي نَهْي وَأَمْرِ

تُصَانُ وَتَبْلُعُ الآمَالَ حَقَاً ٭٭٭ عَلَى طُولِ المَدَى فِي كُلِّ دَهْرِ

فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ أَتَاكَ آتٍ ٭٭٭ بِمَا يُغْنِيكَ عَنْ زَيْدٍ وَعَمْرِ(1)

قافية الزاي

لا تعجلن

لا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَا ٭٭٭ كَ مُجِيبُ صَوْتِكَ غَيْرَ عَاجِزْ

ذُو نِیَّةٍ وَبَصِیرَةٍ ٭٭٭ يَرْجُو بِذَاكَ نَجَاةَ فَائِزْ

إِنِّي لآمُلُ أَنْ أُقِي ٭٭٭ مَ عَلَيْكَ نَائِحَةَ الجَنَائِزْ

ص: 154


1- شمس المعارف الكبرى 75/1 خزينة الأسرار ص 115

منْ ضَرْبَةٍ فَوْهَاءَ(1) يَبْ ٭٭٭ قَى ذِكرُها عِنْدَ الهَزَاهِزْ(2)

ص: 155


1- الفوهاء: الواسعة
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 62/19 - 64 وفيه: من مغازي الواقدي وابن إسحاق، قالا: خرج عَمرو بن عبدِ ودّ يومَ الخندق وقد كان شهد بَدْرا فارتُث جريحاً، ولم يشهد أُحُداً، فحضر الخندقَ شاهراً سيفه معلماً، مُدِلاً بشجاعته وبأسَه، وخرج مع ضرارُ بنُ الخطّاب الفِهرِيّ وعكْرمة بنُ أبي جهل وهُبَيرة بن أبي وَهَبْ ونوَفَل بن عبد الله ابن المغيرة المخزوميّون، فطافوا بخيولهم على الخَندقَ إصعاداً وانحداراً، يَطلُبون مَوْضعاً ضيّقاً يَعبرُونه، حتّى وقفوا على أضيق موضع فيه في المكان المعروف بالمزار، فأكرهوا خيولَهم على العُبور فعبرتْ، وصاروا مع المسلمين على أرضٍ واحدة ورسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسٌ وأصحابهُ قيام على رأسه، فتقدّم عمرو بن عَبْد ودّ فدعا إلى البراز مراراً، فلم يقم إليه أحد، فلمَا أكْثَر، قام عليٌّ علیه السلام فقال: أنا أبارزه يا رسولَ الله، فأمرَه بالجلوس، وأعاد عمرو النِّداء والناسُ سُكوت كأنّ على رؤوسهم الطّير، فقال عَمرو: أيها الناس، إنّكم تزعمون أنَّ قتْلاكم في الجنة وقَتْلانا في النار، أفما يحبّ أحدكم أن يَقدم على الجنّة أو يُقدِّم عدوّاً له إلى النار! فلم يقمْ إليه أحد، فقام عليُّ علیه السلام دفعةً ثانية وقال: أنا له یا رسولَ الله، فأمره بالجلوس، فجال عمرو بفرسه مُقبلاً ومدبراً، وجاءت عُظماء الأحزاب فوقفتْ مِن وراء الخندق ومدّت أعناقَها تَنظر، فلمّا رأى عَمرو أنّ أحداً لا يجيبه، قال: ولقد بُححْتُ من النّدا ٭٭٭ ءِ بجمعهمْ: هل من مُبارزْ! ووقفتُ مذ جَبُن المشَ ٭٭٭ يِّعُ موقفَ القِرن المُناجِزْ إنِّي كذلكَ لم أزَلْ ٭٭٭ مستسرعاً قبل الهزاهِزْ إنَّ الشجاعةَ في الفَتَى ٭٭٭ والسجود من خير الغرائزْ فقامَ عليُّ فقال: يا رسولَ الله، ائذنَ لي في مبارزته؛ فقال: اذن، فدنا فقلّده سيفَه، وعمَّمه بعمامته، وقال: امضِ لشأنِك، فلّما انصرفَ قال: «اللَّهمْ أعنه عليه»، فلمّا قَرُب منه قال له مجيباً إيّاه عن شِعره: الأبيات. فقال عَمرو: منَ أنت! وكان عَمرو شيخاً كبيراً قد جاوزَ الثّمانين، وكان نديمَ أبي طالب ابن عبدِ المطّلب في الجاهلية، فانتَسب علي علیه السلام له وقال: أنا عليًّ ابنُ أبي طالب، فقال: أجَلْ، لقد كان أبوك نديماً لي وصديقاً، فارجع فإنّي لا أُحبّ أن أقتلَك - كان شيْخنا أبو الخير مصدِّق بن شبيب النحويّ يقول: إذا مرَرْنا في القراءة عليه بهذا الموضع: والله ما أمره بالرجوع إبقاءً عليه، بل خوفاً منه، فقد عرَفَ قَتْلاه ببَدر وأحد، وعَلِم أنّه إنْ ناهَضَه قَتَله، فاستَحْيا أن يُظهر الفَشَل، فأظهر الإبْقاء والإرعاء، وإنّه لكاذب فيهما - قالوا: فقال له عليٌّ علیه السلام: لكنّي أحِبُّ أن أقتلَك، فقال يابن أخي، إنّي لأكره أن أقتلَ الرجلَ الكريم مثلك، فارجع وراءك خيرٌ لك، فقال عليٌّ علیه السلام: إن قريشاً تتحدّث عنك أنّك قلت: لا يدعوني أحدٌ إلى ثلاثٍ إلا أجبتُ ولو إلى واحدةٍ منها، قال: أجَلْ، فقال عليَّ علیه السلام: فإنّي أدعوك إلى الإسلام، قال: دع عنك هذه، قال: فإنّي أدعوك إلى أن ترجع بمن تبعك من قريش إلى مكة، قال: إذَنْ تتحدّث نساء قريش عنّى أنّ غلاما خدَعَني، قال: فإني أدْعُوك إلى البراز، فحمى عمرو وقال: ما كنتُ أظنّ أن أحداً من العرب يَرومُها منّي، ثمّ نزل فعَقَر فرسه - وقيل: ضرب وجهه ففزّ - وتجاوَلاَ، فثارت لهما غبرةٌ وارتهْما عن العيون، إلى أن العيون، إلى أن سمع الناسُ التكبيرَ عالياً من تحت الغبرة، فعَلِموا أن عليّاً قتَلَه، وانجلت الغَبَرة عنهما، وعليٌّ راكب صدره يحزّ رأسه، وفرَ أصحابُه ليعبرُوا الخندق، فظفرتْ بهمْ خيلُهم إلاَّ نوْفل بن عبد الله، فإنه قصر فرسه، فوقع في الخندق، فرماء المسلمون بالحجارة، فقال يامعاشر الناس قتلة أكرم من هذه، فنزل إليه علي علیه السلام فقتله، وأدرك الزُّبيرُ هبيرة بنَ أبي وهب فضَربه فَقَطع ثفر فرسه وسقطتْ دِرْعٌ كان حمَلَها مِن ورائه، فأخذها الزبير، وألقى عكرمة رمحه، وناوش عُمَر بن الخطاب ضرار بن عمرو، فحَمل عليه ضِرار حتى إذا وجد عمر مَسَّ الرَّمْح رَفَعه عنه وقال: إنها لنعمة مشكورة، فاحفظها يا بنَ الخطاب، إنّي كنتُ آليتُ ألاّ تُمكنني يَدايَ من قتلِ قرشيّ فأقتله. وانصرَفَ ضرارٌ راجعاً إلى أصحابه، وقد كان جرى له معه مثل هذه في يوم أُحُد. وقد ذَكَر هاتين القصتين مَعاً محمد بنُ عُمَر الواقديّ في كتاب المغازي. وفي تاريخ الخميس 486/1 - 487 وردت الأبيات بهذا النص: لا تعجلنّ فقد أتا ٭٭٭ ك مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصیرة ٭٭٭ والصدق منجی کل فائز إني لأرجو أن أقي ٭٭٭ م عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء یب ٭٭٭ قى ذكرها عند الهزاهز ووردت الأبيات في منتهى الآمال 103/1 كما في تاريخ الخميس والأخير بهذا النص: من ضربة نجلاء يبقى ٭٭٭ صوتها بعد الهزاهز ووردت أيضاً في البيان الجلي ص 190 كما في تاريخ الخميس، والبيت الثاني يبدأ هكذا: ذو نبهة وبصيرة. ووردت في الإمام علي من المهد إلى اللحد ص 128 كما في تاريخ الخميّس

قافية السين

ألا تراني كيّساً

وقال علیه السلام:

أَلاَ تَرَانِي كَیِّساً مُكَیَّسا ٭٭٭ بَنَيْتُ بَعْدَ نَافِعٍ مُخَيَّسا(1)

ص: 156


1- بحار الأنوار للعلامة المجلسي 352/34 بهذا الإسناد: عن إبراهيم بن يحيى الثوري عن أبي إسحاق بن مهران عن سابق البربري قال: رأيت علياً علیه السلام أسّس مسجد الكوفة إلى قريب من طاق الزياتين قد شبر شير. قال: ورأيت المخيّس وهو من خصّ وكان الناس يفرجونه ويخرجون منه فبناه عليّ علیه السلام بالجص والآجر قال: فسمعته وهو يقول: الأبيات. وفي البحار أيضاً 421/34 - 47/422 ورد بهذا النص والشرح: ألا تراني كيّساً مكيّساً ٭٭٭ بنيت بعد نافع مخيّساً حصناً حصيناً وأميناً كيّساً المكيس بكسر الياء: من يجعل غيره كيّساً. وقال الفيروزآبادي في القاموس المخيّس - كمعظم ومحدّث -: السّجن، وسجن بناء عليّ علیه السلام، وكان أوّلاً جعله من قصب وسمّاه نافعاً فنقيه اللصوص. ثم ذكر الأبيات وفيه: «باباً حصيناً». وقال الجوهري في الصحاح: خيّسه تخييساً: أي ذلله. ومنه المخيّس وهو اسم سجن كان بالعراق: أي موضع التذليل

من دم أعدائنا

وقال علیه السلام:

السَّيْفُ وَالخِنجَرُ رَيحَانُنَا ٭٭٭ أُفِّ عَلَى النَّرْجِسِ وَالآسِ

شَرَابُنَا مِنْ دَمِ أَعْدَائِنَا ٭٭٭ وَكَأَسُنَا جُمْجُمَةُ الرَّاس(1)

الحزم سوء الظن

وقال علیه السلام:

أَسَأْتُ إِذْ أَحْسَنْتُ ظَنِّي بِكُمْ ٭٭٭ والحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ

مَنْ أَحْسَنَ الظَّنَّ بأَعْدَائِهِ ٭٭٭ تَجَرَّعَ الهَمَّ بِأَنْفَاسِ(2)

اليوم أضرم نارها

وقال علیه السلام:

سَوْفَ يَرَى الجَمْعُ ضِرَابَ الفَاتِكِ الحُلاَبِسِ(3) ٭٭٭ وَطَعْنَةً قَدْ شَدَّهَا لِكَبْوَةِ الفَوَارِسِ

ص: 157


1- بحار الأنوار 45/420/34
2- المناقب للخوارزمي ص 255 وفيه: قال علي علیه السلام: إني لا أتعجب من معاوية وبغضه وحسده ولكن أتعجب من النعمان بن بشير وعبد الله بن عامر بن كريز وقد رأوا منزلتي عند رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وجعل يقول: الأبيات
3- الحُلابس: الشجاع، الأسد

اليَوْمَ أُضْرِمُ نَارَهَا بِجَذْوَةٍ لِقَابِسِ ٭٭٭ حَتَّى تَرَى فُرْسَانَهَا تَخُرُّ للمَعَاطِسِ(1)

لكل هم فرج

وقال علیه السلام:

لا تَتَّهِمْ رَبَّكَ فِيمَا قَضَى ٭٭٭ وَهَونِ الأمْرَ عَلَى النَّفْس

لِكُلِّ هَمْ فَرجٌ عَاجِلٌ ٭٭٭ يَأْتِي عَلَى المُصْبِحِ والمُمْسِي(2)

سلام على أهل القبور

وقال علیه السلام:

سَلاَمٌ عَلَى أَهْلِ القُبُورِ الدَّوَارِسِ ٭٭٭ كَأَنَّهُمُ لَمْ يَجْلِسُوا فِي المَجَالِسِ

وَلَمْ يَشْرَبُوا مِنْ بَارِدِ المَاءِ شَرْبَةً ٭٭٭ وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ خَيْرٍ رَطْبٍ وَبَابِسِ

ألاَ خَبِّرُونِي أَيْنَ قَبْرَ ذَلِيلِكُمْ ٭٭٭ وَقَبْرَ العَزِيزِ البَاذِخِ المُتَنَافِسِ(3)

أنا الليث الهزبر

وقال علیه السلام:

إِنِّي أَنَا اللَّيْثُ الهِزَبْرُ الأَشْوَشُ ٭٭٭ وَالأَسَدُ المُسْتَأْسِدُ المُعَرِّسُ

ص: 158


1- بحار الأنوار 49/122/20 قاله مخوّفاً لأسامة بن زيد: الأبيات. والمعاطس: الأنوف
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 73
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 73، مناقب الخوارزمي 370 / ح 388 فقط البيت رقم 1 و 2، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 120 - 121 بهذا النص: سلام على أهل القبور الدوارس ٭٭٭ كأنهم لم يجلسوا في المجالس ولم يشربوا من بارد الماء شربة ٭٭٭ ولم يأكلوا ما بين رطب ویابس ألا فأخبروني أين قبر ذليلكم ٭٭٭ وقبر العزيز الباذخ المتنافس نور الأبصار للشبلنجي ص 85 بهذا النص: سلام على أهل القبور الدوارس ٭٭٭ كأنهم لم يجلسوا في المجالس ولم يشربوا من الماء شربة ٭٭٭ ولم يأكلوا ما بين رطب ویابس الا فاخبروا في أي قبر ذليلكم ٭٭٭ وقبر العزيز الباذخ المتشاوس فرائد السمطين 405/1، الكبريت الأحمر ص 242

إِذِ الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تُضَرِّسُ ٭٭٭ وَاخْتَلَفَتْ عِنْدَ النَّزَالِ الأَنْفُسُ

مَا هَابَ مِنْ وَقع الرِّمَاحِ الأَشْرَسُ(1)

لا تأمن الموت

وقال علیه السلام:

لاَ تَأْمَنِ المَوْتَ فِي طَرْفٍ وَلاَ نَفَسِ ٭٭٭ وَلَوْ تَمَنَّعْتَ بِالحُجَّابِ وَالحَرَسِ

وَاعْلَمْ بِأَنَّ سِهَامَ المَوْتِ نَافِذَةٌ ٭٭٭ فِي كُلِّ مُدَّرِعٍ مِنَّا وَمُتَّرِسِ

مَا بَالُ دُنْيَاكَ تَرْضَى أَنْ تُدَنْسَهُ ٭٭٭ وَثَوْبُكَ الدَّهْرَ مَغسُولٌ مِنَ الدَّنَس

تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا ٭٭٭ إِنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ(2)

لم يبق لي مؤنس

وقال علیه السلام:

الحَمْدُ لِلَّهِ لاَ شَرِيكَ لَهْ ٭٭٭ دَأَبِي فِي صُبْحِهِ وَفِي غَلَسِهْ

لَمْ يَبْقَ لِي مُؤْنِسٌ فَيُؤْنِسُنِي ٭٭٭ إِلاَّ أَنِيسٌ أَخَافُ مِنْ أُنُسِهْ

فَاعْتَزِلِ النَّاسَ مَا اسْتَطَعْتَ وَلاَ ٭٭٭ تَرْكَنُ إِلى مَنْ تَخَافُ مِنْ دَنَسِهْ

فَالعَبْدُ يَرْجُو مَا لَيْسَ يُدْرِكُهُ ٭٭٭ وَالمَوْتُ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنْ نَفَسِهْ(3)

ص: 159


1- بحار الأنوار 46/421/34 وفيه: قال المجلسي: قال الأصمعي: الليث: دابّة مثل الحرباء يتعرض للراكب وينسب إلى بلدة «عفرّين» بكسر العين وتشديد الراء، وفي المثل: هو أشجع من ليث عفرّين. ويحتمل أن يكون هو المراد هنا فإنّ التأسيس أولى. والهزبر: الأسد. والشوش - بالتحريك -: النظر بمؤخّر العين تكبّراً وتغيظاً. ذكره الجوهري وقال: استأسد: اجترأ عليه: وقال التعريس: نزول القوم في السفر من آخر الليل يقفون فيه وقفة للاستراحة ثمّ يرتحلون. والعريس والعريسة: مأوى الأسد. وضرّسته الحرب تضريساً: أي جرّبته وأحكمته. ووقع الحديد: صوته. ورجل أشرس: أي عسر شديد الخلاف أو جريء على القتال. والأشرس: الأسد
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 74
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 74، بحار الأنوار 43/419/34 وفيه: قال المجلسي: الغلس: ظلمة آخر الليل

رسول الله كالبدر

وقال علیه السلام:

أَيَحْسَبُ(1) أَوْلاَدُ الجَهَالَةِ أَنَّنَا ٭٭٭ عَلَى الخَيْلِ لَسْنَا مِثْلَهُم فِي الفَوَارِسِ

فَسَائِلْ بَنِي بَدْرٍ إِذَا مَا لَقِيْتَهُمْ ٭٭٭ بِقَتْلَى ذَوِي الأَقْرَانِ يَوْمَ التَّمَارُس

وَهَذَا رَسُولُ اللهِ كَالبَدْر بَيْنَنَا ٭٭٭ بِهِ كَشَفَ اللَّهُ العِدى بِالتَّنَاكُسِ(2)

وَإِنَّا أُنَاسٌ لاَ نَرَى الحَرْبَ سُبَّةً(3) ٭٭٭ وَلاَ نَنْثَنِي عِنْدَ الرِّمَاحِ المَدَاعِسِ(4)

فَمَا قِيلَ فِينَا بَعْدَهَا مِنْ مَقَالَةٍ ٭٭٭ فَمَا غَادَرَتْ مِنَّا جَدِيداً لِلابِسِ(5)

العلم زين

وقال علیه السلام:

العِلْمُ زَيْنٌ فَكُنْ لِلْعِلْمِ مُكْتَسِبَا ٭٭٭ وَكُنْ لَهُ طَالِباً مَا عِشْتَ مُقْتَبِسَا

اُرْكُنْ إِلَيْهِ وَثِقَ بِاللَّهِ وَاغْنَ بِهِ ٭٭٭ وَكُنْ حَلِيماً رَزِينَ العَقْلِ مُحْتَرِسَا

لاَ تَأثَمَنَّ فَإِمَّا كُنتَ مُنْهَمِكاً ٭٭٭ فِي العِلْمِ يَوْمَاً وَإِمَّا كُنتَ مُنْعَمِسَا

وَكُنْ فَتىً مَا سِكاً(6) مَحْضَ التَّقَى وَرِعاً ٭٭٭ لِلدِّين مُعْتَنِمَاً لِلْعِلْم مُفْتَرِسَا

فَمَنْ تَخَلَّقَ بِالآدَابِ ظَلَّ بِهَا ٭٭٭ رَئِيسَ قَوْمِ إِذَا مَا فَارَقُ الرُؤَسَا

وَاعْلَمْ هُدِيتَ بأنَّ العِلْمَ خَيْرُ صَفَا ٭٭٭ أضْحَى لِطَالِبِهِ مِنْ فَضْلِهِ سَلِسَا(7)

ص: 160


1- في البحار «أتحسب»
2- هو البيت الرابع في البحار
3- السُّبَّة: العار
4- هو البيت الثالث في البحار. والمداعس من الرماح: الغليظة الشديدة التي لا تنثني
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 74، بحار الأنوار 44/420/34
6- كذا في الأصل ولعل الصحيح «ناسكاً»
7- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 73

قافية الصاد

أتمّ الناس

وقال علیه السلام:

أَتَمُّ النَّاسِ أَعْرَفُهُمْ بِنَقْصِهْ ٭٭٭ وَأَقْمَعُهُمْ لِشَهْوَتِهِ وَحِرْصِهْ

فَدَانِ عَلَى السَّلاَمَةِ مَنْ يُدَانِي ٭٭٭ وَمَنْ لَمْ تَرْضَ صُحْبَتَهُ فَأَقْصِهِ

وَلاَ تَسْتَغْلِ عَافِيَةً بِشَيءٍ ٭٭٭ وَلاَ تَسْتَرْخِصَنَّ أَذًى لِرُخْصِهِ

وَخَلِّ الفَحْصَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ ٭٭٭ فَكُمْ مُسْتَجْلِبٍ عَيْباً لِفَحْصِهِ(1)

أسُود غيل

وقال علیه السلام:

لأُورِدَنَّ العَاصِيَ بَنَ الْعَاصِي ٭٭٭ سَبْعِينَ ألفاً عَاقِدِي النَّوَاصِي

مُسْتَحْقِبِينَ(2) حَلَقَ الدِّلاَصِ(3) ٭٭٭ قَدْ جَنَبُوا(4) الخَيْلَ مَعَ الْقِلاَصِ(5)

أُسُودَ غِيلٍ حِينَ لاَ مَنَاصِ(6)

ص: 161


1- ديوان الإمام علي ص 75، بحار الأنوار 92/89/75 ومطالب السؤول ص 219 بيتان فقط وبهذا النص: أتمُّ الناس أعلمهم بنقصه ٭٭٭ وأقمعهم لشهوته وحرصِه فلا تستغل عافيةً بشيء ٭٭٭ ولا تستر خصنَّ داء لرخصه
2- مستحقيين: حاملين. وفي نسخة أخرى: مُستحلقين
3- الدلاص: الدروع اللينة
4- يقال: جنب الرجل الفرس إذ قاده إلى جنبه
5- القلاص: جمع قلوص، وهي الشابة من الإبل، بمنزلة الجارية من النساء
6- وقعة صفين ص 631 ط مصر، أنساب الأشراف 292/2، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 169/3 وفيه: قال نصر وبلغ عمرو بن العاص مسيرهُ فقال: لا تَحْسَبَنَّي يا عَلَيَّ غافلاً ٭٭٭ لأُوردنّ الكوفةَ القَنَابِلا بِجَمْعِيَ العَامَ وَجَمْعِي قَابِلا قال: فبلغ ذلك عليّاً علیه السلام، فقال: الأبيات. وروى الأبيات ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة ص 86 بهذا النص: لما انقضت وقعة الجمل اتفق حرب صفين المشتمل على وقائع يضطرب لها فؤاد الجليد ويشيب لها فود الوليد ويجب منها قلب البطل الصنديد. وذلك أن علياً علیه السلام لما عاد من البصرة بعد فراغه من الجمل قصد الكوفة وأرسل إلى جرير بن عبد الله البجلي وكان عاملاً علی همدان استعمله عليها عثمان وأرسل إلى الأشعث بن قيس وكان عاملاً على أذربيجان من جهة عثمان أيضاً فلما حضرا أخذ عليهما البيعة وأقرهما على عملهما ثم إن علياً علیه السلام خرج بعسكره إلى النخيلة واستقر الناس للمسير إلى معاوية وقتال أهل الشام فبلغ ذلك معاوية فاستشار عمرو بن العاص فقال له أما إذا سار إليك علي بنفسه فاخرج إليه بنفسك ولا تغب عنه برأيك ومكيدتك فخرج معاوية وخرج معه عمرو بن العاص فكتبا الكتايب وعبيا الجيوش وعقد معاوية لواء لعمرو بن العاص ولواء لابنيه محمد وعبد الله ولواء لغلامه وردان وفي ذلك يقول: هل تغنين وردان عني قنبرا ٭٭٭ وتغني الفرسان عني حميرا إذا الكماة لبوا الستورا فبلغ ذلك علياً علیه السلام فقال: لأصبحن العاص ابن العاص ٭٭٭ سبعين ألفا عاقدي النواصي مجنبين الخيل بالقلاص ٭٭٭ مستحقبین حلق الدلاص ديوان الإمام علي علیه السلام ص 75 وفيه: مستحلقين حلق الدلاص... آساد غيل - بحار الأنوار 422/34 - 48/423

قافية الضاو

الله لا يُغلب

وقال علیه السلام:

لاَ تُفْسِدَنَّ سَابِقَ إِحْسَانِ مَضَى ٭٭٭ وَاللهُ لاَ يُغْلَبُ فِيمَا قَدْ مَضَى(1)

إذا أذن الله

وقال علیه السلام:

إذَا أذِنَ اللَّهُ فِي حَاجَةٍ ٭٭٭ أتَاكَ النَّجَاحُ بِهَا يَرْكُضُ

وَإِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي غَيْرِهَا ٭٭٭ أتَى دُونَهَا عَارِضٌ يَعْرِضُ(2)

ص: 162


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 76
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 76

إن كنت ذا علم

وقال علیه السلام:

إِنْ كُنْتَ ذَا عِلْمٍ بِمَا اللَّهُ قَضَى ٭٭٭ فَاثْبُتْ أُصَادِقُكَ وَسَيْفِي مُنْتَضَى

وَاللَّهُ لاَ يُرْجِعُ شَيْئاً قَدْ مَضَى ٭٭٭ وَاللَّهُ لاَ يُبْرِمُ شَيْئاً نَقَضَا(1)

وأجعله وقفاً

وقال علیه السلام:

سَأَمْنَحُ مَالِي كُلَّ مَنْ جَاءَ طَالِباً ٭٭٭ وَأَجْعَلُهُ وَقْفاً عَلَى القَرْضِ وَالفَرْضِ

فَإِمَّا كَرِيمٌ صُنْتُ بِالمَالِ عِرْضَهُ ٭٭٭ وَإِمَّا لَئِيمٌ صُنْتُ عَنْ لُؤْمِهِ عِرْضِي(2)

لنا ما تدّعون

وقال علیه السلام:

لَنَا مَا تَدَّعُونَ بِغَيْرِ حَقٍ ٭٭٭ إِذَا مِيزَ الصَّحَاحُ مِنَ المِراضِ

عَرَفْتُمْ حَقَّنَا فَجَحَدْتُمُوهُ ٭٭٭ كَمَا عُرِفَ السَّوَادُ مِنَ البَيَاضِ

كِتَابُ اللَّهِ شَاهِدُنا عَلَيْكُمْ ٭٭٭ وَقَاضِينَا الإِلهُ فَنِعْمَ قَاضِي(3)

قافية الطاء

النمط الأوسط

وقال علیه السلام:

نَحْنُ نَؤُمُّ النَّمَطَ الأَوْسَطَا ٭٭٭ لَسْنَا كَمَنْ قَصَّرَ أَوْ أَفْرَطَا(4)

ص: 163


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 76، بحار الأنوار 50/423/34 وفيه: فاثبت أصاوفك
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 76
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 76، بحار الأنوار 49/423/34
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 77

إصبر على الدَّهر

وقال علیه السلام:

إصْبِرْ عَلَى الدَّهْرِ لاَ تَغْضَبْ عَلَى أَحَدٍ ٭٭٭ فَلاَ تَرَى غَيْرَ مَا فِي الدَّهْرِ مَخْطُوطُ

وَلاَ تُقِيمَنْ بِدَارٍ لاَ انْتِفَاعَ بِهَا ٭٭٭ فَالأَرْضُ وَاسِعَةٌ وَالرِّزْقُ مَبْسُوطُ(1)

قافية الظاء

خير من يقظة

وقال علیه السلام:

نَوْمُ امْرِىءٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ يَقْظَهْ ٭٭٭ لَمْ يُرْضِ فِيهَا الكَاتِبِينَ الحَفَظَهْ

وَفِي صُرُوفِ الدَّهْرِ لِلمَرْءِ عِظَهْ(2)

قافية العين

قابض عل الماء

وقال علیه السلام:

وَمَنْ يَصْحَبِ الدُّنْيَا مِثْلُ قَابِ ٭٭٭ ضٍ عَلَى المَاءِ خَانَتْهُ فُرُوجِ الأَصَابِعِ(3)

مثل ذاك اليوم

وقال علیه السلام:

وَلَمْ أَرَ مِثْلَ ذَاكَ اليَوْمَ يَوْمَا ٭٭٭ وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ حَقًّا أَضِيعا(4)

ص: 164


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 77
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 77
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 79، تذكرة الخواص ص 151
4- كنز الفوائد 333/1 وفيه: حدثني الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين بن طاهر الحسيني قال: حدثني أبي عن أبي الحسن أحمد بن محبوب، قال: أبا جعفر الطبري يقول: حدثنا هناد بن السري، قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام، في المنام، فقال لي: يا هناد قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: أنشدني قول الكميت: ويوم الدوح دوح غدیر خم ٭٭٭ أبان لنا الولاية لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها ٭٭٭ فلم أر مثلها أمراً شنيعاً قال: فأنشدته، فقال لي: يا هناد خذ إليك، فقلت: هات يا سيدي، فقال علیه السلام: البيت. بحار الأنوار 150/32 - 151 بهذا النص: قال الكميت: نفى عن عينك الأرق الهجوعا ٭٭٭ وممّا تمتري عنها الدموعا لدى الرحمان يشفع بالمثاني ٭٭٭ وكان لنا أبو حسن شفيعا ويوم الدوح دوح غدیر خمّ ٭٭٭ أبان له الولاية لن أُطيعا ولكنّ الرجال تدافعوها ٭٭٭ فلم أر مثلها خطراً منيعا ولهذه الأبيات قصة عجيبة حكاها لي بعض إخواننا قال: أنشدت ليلة هذه الأبيات وبتُّ متفكراً فيها، فنمت فرأيت أمير المؤمنين علیه السلام في منامي، فقال لي: أنشدني أبيات الكميت، فأنشدته إيَّاها، فلمّا أنهيتها قال علیه السلام: فلم أر مثل ذاك اليوم يوماً ٭٭٭ ولم أر مثله حقّاً أُضيعا ووردت في دار السلام 310/1 - 312 وفيه: ولم أر مثل... وزاد قائلاً قلت: وتمام هذه القصيدة المباركة هكذا: نفى عن عينك الأرق الهجوعا ٭٭٭ وهمّ يمتري منها الدموعا وخيل في الفؤاد يهيج سقما ٭٭٭ وحزن كان من جزل منوعا ووكاف الدموع على اكتثاب ٭٭٭ أحل الدهر مرجعه الضلوعا ترقرق ساجماً درا وسكباً ٭٭٭ يشبه سحها غربا هموعا لفقدان الخضارم من قريش ٭٭٭ وخير الشافعين معاً شفيعاً لدى الرحمن يصدع بالمثاني ٭٭٭ وكان له أبو حسن مطيعا حظوظ في مرته ومولى ٭٭٭ إلى مرضاة خالقه سريعا وأصفاء النبي على اختيار ٭٭٭ بما أعلى الرفوض له المضيعا ويوم الدوح دوح غدیر خم ٭٭٭ أبان له الولاية لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها ٭٭٭ فلم أر مثلها خطراً منيعا فلم أبلغ بهم لعنا ولكن ٭٭٭ أساء بذاك أولهم صنيعا فصار بذاك أقربهم بعدل ٭٭٭ إلى جور وأخفضهم وضيعا ألا أف لدهر کنت فیه ٭٭٭ هجاناً طايعاً لك أو مطيعا تناسوا حقه وبغوا عليه ٭٭٭ بلا ترة وكان لهم قريعا فقل لبني أمية حيث حلوا ٭٭٭ وإن خفت المهند والقطيعا أجاع الله من أشبعتموه ٭٭٭ وأشبع من بجوركم أجيعا ويلعن فذ أمته جهاراً ٭٭٭ إذا ساس البرية والخليعا بمرضيّ الخلافة هاشمي ٭٭٭ يكون حيا لأمته مریعا وليث في المشاهد غیر نکس ٭٭٭ يكون حياً لأمته مريعا يقوم أمره ويذب عنها ٭٭٭ ويترك جدبها أبدا ربيعا ووردت أيضاً في مستدرك الوسائل 3/389/10 وفيه: ولم أر....

ص: 165

منتهى الذمّ

وقال علیه السلام:

فَإِنَّكَ إِنْ أَعْطَيْتَ بَطْنَكَ سُؤلَهُ ٭٭٭ وَفَرْجَكَ نَالاَ مُنْتَهَى الذَّمِّ أَجْمَعَا(1)

ضعه في كريم

وقال علیه السلام:

لاَ تَضَع المَعْرُوفَ فِي سَاقِط ٭٭٭ فَذَاكَ صُنْعٌ سَاقِطٌ ضَائِعُ

وَضَعْهُ فِي حُرِّ كَرِيمٍ يَكُنْ ٭٭٭ عُرْفُكَ مِسْكَاً عُرْفُهُ ضَائِعُ(2)

لك الحمد

وقال علیه السلام:

لَكَ الحَمْدُ إِمَّا عَلَى نِعْمَةٍ ٭٭٭ وَإِمَّا عَلَى نِقْمَةٍ تُدْفَعُ

تَشَاءُ فَتَفْعَلُ مَاشِئْتَهُ ٭٭٭ وَتَسْمَعُ مِنْ حَيْثُ لاَ يُسْمَعُ(3)

ص: 166


1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 157/3 وفيه: أمير المؤمنين علیه السلام أكل تمر دَقل، ثم شرب عليه ماء، ومسح بطنه، وقال: من أدخلته بطنه النار، فأبعده الله، ثم أنشد: البيت. ودار السلام 211/4 بهذا النص: وانك مهما تعط بطنك سؤله ٭٭٭ وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 80
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 81

أبو السبطين مقتدر

وقال علیه السلام:

هَلْ يُقْرَعُ الصَّخْرُ مِنْ مَاءٍ وَمِنْ مَطَرِ ٭٭٭ هَلْ يُلْحَقُ الرِّيحُ بالآمَالِ وَالطَّمَع

أَنَا عَلِيٌّ أَبُو السَّبْطَيْنِ مُقْتَدِرٌ ٭٭٭ عَلَى العِدَاةِ غَدَاةَ الرَّوْعِ وَالزَمَعِ(1)

لا تداره

وقال علیه السلام:

وَدَاوِ عَدُواً دَاءَهُ لاَ تُدَارِهِ ٭٭٭ فَإِنَّ مُدَارَاةَ العِدَى لَيْسَ تَنْفَعُ

فَإِنَّكَ لَوْ دَارَيْتَ عَامَينِ عَقْرَباً ٭٭٭ وَقَدْ مُكْنَتْ يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ تَلْسَعُ(2)

تجانب صغار الذنب

وقال علیه السلام:

تَجَوَّعْ فَإِنَّ الجُوعَ مِنْ عَمَلِ التَقِيِّ ٭٭٭ وَإِنَّ طَوَيلَ الجُوعِ يَوْماً سَيَشْبَعُ

تَجَانَبْ صِغَارَ الذَّنْبِ لاَ تَرْكَبَنَّهَا ٭٭٭ فَإِنَّ صِغَارَ الذَّنْبِ يَوْماً سَتُجْمَعُ(3)

ليس من أمثالكم

وقال علیه السلام:

هَلُمُّمُوا إِلَيَّ حَقّاً لِتَنْظُرُوا ٭٭٭ فَتىّ لَيْسَ مِنْ أَمْثَالِكُمْ هُوَ يَجْزَعُ

صَدُوقَ اللَّقَى يَوْمَ الوَغَى أَسَدَ الشَّرَى ٭٭٭ فَصَارِمُهُ يُفْنِي الرِّقَابَ وَيَقْطَعُ(4)

ص: 167


1- البحار 55/424/34 وفيه: قال المجلسي: «هل يقرع الصخر» أي لا يؤثر الماء والمطر في الحجر الصلب. والغرض النهي عن الطمع فيما لا يتيسّر ولا تقدر عليه. والريح: الغلبة والقوّة. ويحتمل معناه المعروف. والزمع - بالتحريك -: الدهش
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 28
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 86
4- نور الأبصار «تأليف جماعة من العلماء» ص 94

إذا نابتك نائبة

وقال علیه السلام:

لاَ تَجْزَعَنَّ إِذَا نَابَتُكَ نَائِبَةٌ ٭٭٭ وَاصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ عِنْدَ الضّيقِ مُتَسَعُ

إِنَّ الكَرِيمَ إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ ٭٭٭ لَمْ يَبْدُ مِنْهُ عَلَى عِلاَّتِهِ الهَلَعُ(1)

الله أكرم

وقال علیه السلام:

مَاتَ الوَفَاءُ فَلاَ رِفدٌ وَلاَ طَمَعُ ٭٭٭ فِي النَّاسِ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ الیَأُسُ وَالجَزَعُ

فَاصْبِرْ عَلَى ثِقَةٍ بِاللَّهِ وَارْضَ بِهِ ٭٭٭ فَاللَّهُ أَكْرَمُ مَنْ يُرْجَى وَيُتَّبَعُ(2)

معدناً للحلم

وقال علیه السلام:

وَكُنْ مَعْدِناً لِلْحِلْم وَاصْفَحْ عَنِ الأَذَى ٭٭٭ فَإِنَّكَ لاَقٍ مَا عَمِلْتَ وَسَامِعُ

أحِبَّ إِذَا أَحْبَبْتَ حُباً مُقَارِباً ٭٭٭ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَتَى أَنْتَ نَازِعُ

وَأَبْغِضْ إِذَا أَبْغَضَتَ بُعْضاً مُقَارِباً ٭٭٭ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَتَى أَنْتَ رَاجِعُ(3)

ص: 168


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 81
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 80، بحار الأنوار 52/423/34
3- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 79. الفصول المهمة لابن الصباغ ص 118 بهذا النص: فكن معدنا للحلم وافح عن الأذى ٭٭٭ فإنك لاق ما عملت وسامع وأحبب إذا أحببت حباً مقارناً ٭٭٭ فإنك لا تدري متى الحب راجع وأبغض إذا أبغضت بغضاً مفارقاً ٭٭٭ فإنك لا تدري متى الحب نافع نور الأبصار للشبلنجي ص 84 بهذا النص: وكن معدنا للحكم واصفح عن الأذى ٭٭٭ فإنك لاق ما عملت وسامع وأحبب إذا أحببت حباً مقارباً ٭٭٭ فإنك لا تدري متى الحب راجع وأبغض إذا أبغضت بغضاً مقارباً ٭٭٭ فإنك لا تدري متى البغض رافع

للبلاء علامة

وقال علیه السلام:

وَمِنَ البَلاَءِ وَلِلْبَلاَءِ عَلامَةٌ ٭٭٭ أَنْ لاَ يُرَى لَكَ عَنْ هَوَاكَ نُزُوعُ

العَبْدُ عَبْدُ النَّفْسِ فِي شَهَوَاتِهَا ٭٭٭ وَالحُرُّ يَشْبَعُ تَارَةً وَيَجُوعُ

وَكَفَاكَ مِنْ عِبَرِ الحَوَادِثِ أَنَّهُ ٭٭٭ يَبْلَى الجَدِيدُ وَيُحْصَدُ المَزْرُوعُ(1)(2)

ما بك من دفاع

وقال علیه السلام:

ألَمْ تَعْلَمْ أَبَا سَمْعَانَ أَنَّا ٭٭٭ برَدِّ الشَّيْخ مِثْلكَ ذَا الصَّدَاعِ

وَنُذْهِلُ عَقْلَهُ بِالحَرْبِ حَتَّى ٭٭٭ يَقُومَ فَيَسْتَجِيبُ بِغَيْرِ دَاعِ

فَدَافِعُ عَنْ خُزَاعَةَ جَمْعَ بَكْرٍ ٭٭٭ وَمَا بِكَ يَا سُرَاقَةُ مِنْ دِفَاعِ(3)

دعا حكيم

وقال علیه السلام:

دَعا حَكيمُ دَعْوَةَ الزّماعِ ٭٭٭ حَلَّ بِهَا مَنْزِلَةَ النِّزَاعِ(4)

العقل عقلين

وقال علیه السلام:

رَأَيْتُ العَقْلَ عَقْلَيْنِ ٭٭٭ فَمَطْبُوعُ وَمَسْمُوعُ

ص: 169


1- في التذكرة «لم يذكر هذا البيت»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 79، تذكرة الخواص ص 151
3- الفصول المهمة لابن الصباغ ص 76 وفيه: سأل علي علیه السلام جريراً عن طلحة والزبير فقال أما الزبير فإنه يقول بايعنا كرهاً وأما طلحة فإنه يتمثل بالأشعار فيقول شعراً: ألا بلغ بني بكر رسولا ٭٭٭ فليس إلى بني كعب سبيل سيرجع ظلمکم منکم علیکم ٭٭٭ طويل الساعدين له وصول فتمثل علي علیه السلام بقوله: الأبيات
4- الكامل في التاريخ ج 3 ص 115، حوادث سنة 36 ذكر مسير علي إلى البصرة

وَلاَ يَنْفَعُ فَعُ مَسْمُوعٌ ٭٭٭ إِذَا لَمْ يَكُ مَطْبُوعُ

كَمَا لاَ تَنْفَعُ الشَّمْسُ ٭٭٭ وَضَوْءُ العَيْنِ مَمْنُوعُ(1)

لم أزل طائعاً

وقال علیه السلام:

أَتَأْمُرُنِي بِالصَّبْرِ فِي نَصْرِ أَحْمَدٍ ٭٭٭ وَوَاللَّهِ مَا قُلْتُ الَّذِي قُلْتُ جَازِعَا

وَلَكِنَّنِي أَحْبَبْتُ أَنْ تَرَ نُصْرَتِي ٭٭٭ وَتَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَزَلْ لَكَ طَائِعَا

وَسَعْيِي لِوَجْهِ اللَّهِ فِي نَصْرِ أَحْمَدٍ ٭٭٭ نَبِيِّ الهُدَى المَحْمُودِ طِفْلاً وَيَافِعا(2)

ص: 170


1- غرر الخصائص ص 83، نهاية الأرب 234/30 وفيه: «رأيت العقل عقلان»، دیوان الإمام علي علیه السلام ص 78
2- شعر أبي طالب وأخباره ص 73 - 74 وفيه: ممّا أنشده أبو طالب، وكان كثيراً ما يخاف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البيات إذا عُرف مضجعه، فكان يقيمه ليلاً من منامه ويُضجع ابنه عليّاً مكانه، فقال له علىُّ ليلةً: إنّي مقتول. فقال له أبو طالب، شعراً: إصْبِرَنْ يا بُنَيَّ فالصَّبرُ أحْجي ٭٭٭ كلُّ حَيٍّ مصيرُه لشَعُوب قدَّرَ الله والبَلاءُ شديدٌ ٭٭٭ لغداءِ الحبيب وابْنِ الحَبيبِ لفداءِ الأغَرِّ ذِي الحسَب الثا ٭٭٭ قبِ والباعِ والكريمِ النجيب إِنْ تُصبْكَ المنُون فالنَّبلُ تُبرى ٭٭٭ فَمُصِيبٌ مِنها وغيرُ مُصيبِ كلٌ حيًّ وإِن تملَى بِعُمْرِ ٭٭٭ آخِذٌ مِن مذاقِها بِنَصِیبِ فأجاب عليّ فقال: الأبيات. ومناقب آل أبي طالب 97/1، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 64/14 والبيت الأخير هكذا: «سأسعى لوجه...»، الصراط المستقيم 176/1 بهذا النص: وقد أورد المفيد في العيون والمحاسن قول عليّ لأبيه: إني مقتول، فقال: اصبرن يا بنيّ فالصبر أحجي ٭٭٭ كلُّ حيّ مصيره لشعرب قد بذلناك والبلاء شديد ٭٭٭ لفداء النجيب وابن النجيب فأجابه علیه السلام: أتأمرني بالصبر في نصر أحمد ٭٭٭ فوالله ما قلت الّذي قلت جازعا ولكنّني أحببت أن تر نصرتي ٭٭٭ وتعلم أنّي لم أزل لك طائعا وسعیي لوجه الله في نصر أحمد ٭٭٭ نبيٍّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا الإمام علي علیه السلام من المهد إلى اللحد ص 47 - 48 كما في شرح النهج، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 82

أفادتني القناعة

وقال علیه السلام:

أَفَادَتْنِي القَنَاعَةُ كُلَّ عِزِ ٭٭٭ وَهَلْ عِزَّ أَعَزُّ مِنَ القَنَاعَهْ

فَصَيِّرْهَا لِنَفْسِكَ رَأْسَ مَالِ ٭٭٭ وَصَيِّر بَعْدَهَا التَّقْوَى بِضَاعَهْ

تَحُزْ رِبْحاً وَتَغْنى عَنْ بَخِيلٍ ٭٭٭ وَتَنْعَمُ فِي الجِنَانِ بِصَبْرِ سَاعَة(1)

قتلت ربيعة

وقال علیه السلام:

يَا لَهُفَ نَفْسِي قُتِلَتْ رَبِيعَهْ ٭٭٭ رَبِيعَةُ السَّامِعَةُ المُطِيعَهْ

قَدْ سَبَقَتْنِي فِيهِمُ الوَقِيعَهْ ٭٭٭ دَعَا حَكِيمٌ دَعْوَةً سَمِيعَهْ

مِنْ غَيْرِ مَا بُطْلٍ وَلاَ خَدِيعَهْ ٭٭٭ حَلُّوا بِهَا المَنْزِلَةَ الرَّفِيعَهْ(2)

ص: 171


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 78
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 78 وفيه: وقال علیه اسلام وهو بذي قار متوجهاً إلى حرب الجمال حين بلغه ما لقيته ربيعة من القتل بمحاربتها لأصحاب عائشة وخروج عبد القيس من ربيعة مع حكيم ابن جبلة لنصرة عثمان بن حنيف عامله على البصرة: الأبيات. الأخبار الموفقيات ص 159 بهذا النص: قال القاضي: حدثنا أشياخٌ لنا من الكوفة أنّ أهل البصرة كانوا يوم الجمل ثلاثين ألفاً، وإنما كان أهل الكوفة تسعة آلاف. فقال أبو بكر: يا أمير المؤمنين، من أين كنا ثلاثين ألفاً، فوالله لربيعة البصرة ماتت مع عليِّ تقاتلُ عنه، وتدعو إليه وعليّ الذي يقول: يا لهف نفسي على ربيعة ٭٭٭ ربيعة السامعة المطيعة بحار الأنوار للمجلسي 424/34 - 56/425 بهذا النص: يا لهف نفسي قتلت ربيعة ٭٭٭ ربيعة السامعة المطيعة سمعتها كانت بها الوقيعة ٭٭٭ بين محاني سوقها المبيعة فما بها نقص ولا وضيعة ٭٭٭ ولا الأمور الرئة الشنيعة كانت قديماً عصبة منيعة ٭٭٭ ترجو ثواب الله بالصنيعة ومُرة أنابها وليعة ٭٭٭ قالعة أصواتها رفيعة ليست كأصوات بني الخضيعة دعا حکيم دعوةً سميعة ٭٭٭ من غير ما بطل ولا خديعة نال بها المنزلة الرفيعة ٭٭٭ في الشرف العالي من الدّسيعة

رحمة ربي أوسع

وقال علیه السلام:

ذُنُوبِيَ إِنْ فَكَرْتُ(1) بِهَا كَثِيرَةٌ ٭٭٭ وَرَحْمَةُ رَبِّي مِنْ ذُنُوبِي أَوْسَعُ

فَمَا طَمَعِي فِي صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُهُ ٭٭٭ وَلَكِنَّنِي فِي رَحْمَةِ اللَّهِ أَطْمَعُ

فَإِنْ يَكُ غُفْرَانٌ فَذَاكَ بِرَحْمَةٍ ٭٭٭ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أُجْزَى بِمَا كُنْتُ أَصْنَعُ(2)

مَلِيكِي وَمَوْلاَئِي(3) وَرَبِّي وَحَافِظِي ٭٭٭ وإِنِّي لَهُ عَبْدٌ أَقِرُّ وَأَخْضَعُ(4)

للإله مطيع

وقال علیه السلام:

أوْدَى بِأغْشَمِ دَهْرِ كَانَ يَأْمُلُهُ ٭٭٭ فَخَرَّ مُنْجَدِلاً فِي الْأَرْضِ مَصْرُوعا

قَدْ كَانَ يُكْثِرُ فِي الكَلاَمِ تَسْمِيعاً ٭٭٭ حَتَّى سَمَا بِحُسَامِهِ تَرْوِيعا

فَعَلَوْتُهُ مِنِّي بِضَرْبَةِ فَاتِكِ ٭٭٭ مَا كَانَ يَوْماً فِي الحُرُوبِ جَزُوعا

مَنْ كَانَ يُنْكِرُ فَضْلَنَا وَسَنَاءَنَا ٭٭٭ فَأَنَا عَلِيٌّ للإِلَهِ مُطيعا(5)

دع الحرص

وقال علیه السلام:

دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيا ٭٭٭ وَفِي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ

وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ ٭٭٭ فَلاَ تَدْرِي لِمَنْ تَجْمَعْ

وَلاَ تَدْرِي أَفِي أَرْضِ ٭٭٭ كَ أمْ فِي غَيْرِهَا تُصْرعْ

فَإِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ ٭٭٭ وَكَدُّ المَرْءِ(6) لاَ یَنْفَعْ

ص: 172


1- في البحار «فیها»
2- في البحار «وإن تكن الأخرى فما كنت أصنع»
3- في البحار «معبودي»
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 82، بحار الأنوار 423/34 - 53/424
5- بحار الأنوار 54/424/34
6- في الديوان «وسوء الظن»

فَقِيرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ ٭٭٭ غَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ(1)

يا بؤس للدهر

وقال علیه السلام:

قَصْرُ الجَدِيدِ إِلى بلى ٭٭٭ وَالوَصْلُ فِي الدُّنْيَا انْقِطَاعُهْ

أَيُّ اجْتِمَاعٍ لَمْ يَصِرْ ٭٭٭ لِتَشَتُتٍ مِنْهُ اجْتِمَاعُهْ

أَمْ أَيُّ شَعْبٍ لاِلتِیَا ٭٭٭ م لَمْ يُفَرِّقْهُ انْصِدَاعُهُ

أَمْ أَيُّ مُنْتَفِعٍ بِشَيءٍ ٭٭٭ ثُمَّ تَمَّ لَهُ انْتِفَاعُهْ

یَا بُؤْسَ لِلدَّهْرِ الَّذِي ٭٭٭ مَا زَالَ مُخْتَلِفاً طِبَاعُهْ

قَدْ قِيلَ فِي أَمْثَالِهِمْ ٭٭٭ يَكْفِيكَ مِنْ شَرِّ سَمَاعُهْ(2)

يا عمرو قد حمي الوطيس

وقال علیه السلام:

يَا عَمْرُو قَدْ حَمِيَ الوَطِيسُ وَأُضْرِمَتْ ٭٭٭ نَارٌ عَلَيْكَ وَهَاجَ أَمْرٌ مُفْظِعُ

وَتَسَاقَتِ الأَبْطَالُ كَأسَ مَنِيَّةٍ ٭٭٭ فِيهَا ذَرَارِيحٌ وَسُمٌّ مُنْقِعُ

فَإِلَيْكَ عَنِّي لاَ يَنَالُكَ مِخْلَبِي ٭٭٭ فَتَكُونُ كَالأَمْسِ الَّذِي لاَ يَرْجِعُ

إِنِّي امرؤ أَحْمِي حِمَايَ بِعِزَّةٍ ٭٭٭ وَاللَّهُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْفَعُ

إِنِّي إِلى قَصْدِ الهُدَى وَسَبِيلِهِ ٭٭٭ وَإِلى شَرايعِ دِينِهِ أَتَسَرَّعُ

وَرَضِيتُ بِالقُرْآنِ وَحْياً مُنْزَلاً ٭٭٭ وَبِرَبِّنَا رَبَاً يَضُرُّ وَيَنْفَعُ

فِينَا رَسُولُ اللَّهِ أَیِّدَ بِالهُدَى ٭٭٭ فَلِواؤُهُ حَتَّى القِيَامَةِ يَلْمَعُ(3)

ص: 173


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 81، جامع الأخبار 294 / ح 10، بحار الأنوار 62/33/100 «باب 2 الإجمال في الطلب»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 83
3- بحار الأنوار 358/21 - 2/359 وفيه: في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين علیه السلام وشرحه أن عمرو بن معدي كرب خاطب علياً: الآن حين تقلصت منك الكلى ٭٭٭ إذ حرّ نارك في الوقيعة يسطع والخيل لاحقة الأياطل شزّبّ ٭٭٭ قبّ البطون ثنیّها والأقرع يحملن فرساناً كراماً في الوغى ٭٭٭ لا ينكلون إذا الرجال تكعكعُ إنّي امرؤ أحمي حماي بعزةٍ ٭٭٭ وإذا تكون شديدة لا أجزعُ وأنا المظفّر في المواطن كلّها ٭٭٭ وأنا شهاب في الحوادث يلمعُ من يلقني يلق المنيّة والردى ٭٭٭ وحياض موت ليس عنه مذيعُ فاحذر مصاولتي وجانب موقفي ٭٭٭ إنّي لدى الهيجا أضرّ وأنفعُ فأجابه علیه السلام: الأبيات

لا تلتطخ بوقيعة

وقال علیه السلام:

الفَضْلُ مِنْ كَرَمِ الطَّبِيعَهْ ٭٭٭ وَالمَنُّ مَفْسَدَةُ الصَّنِيعَهْ

والخَيْرُ أَمْنَعُ جَانِباً ٭٭٭ منْ قِمَّةِ الجَبَلِ المَنِيعَهْ

وَالشَّرُّ أَسْرَعُ جَرْيَةً ٭٭٭ مِنْ جَرْيَةِ المَاءِ السَّرِيعَهْ

تَرْكُ التَّعَاهُدِ للصَّدِيقِ ٭٭٭ يَكُونُ دَاعِيَةَ القَطِيعَهْ

لاَ تَلْتَطِخْ بِوَقِيعَةٍ ٭٭٭ فِي النَّاسِ تَلْطَخُكَ الوَقِيعهْ

إِنَّ التَّخَلُّقَ لَيْسَ يَمْكُ ٭٭٭ ثُ إِنْ يَؤُولُ إِلى الطَّبِيعَهْ

جُبِلَ الأنامُ مِنَ العِبَا ٭٭٭ دِ عَلَى الشَّرِيفَةِ وَالوَضِيعَهْ(1)

اهتم للسفر القريب

وقال علیه السلام:

قَدِّمْ لِنَفْسِكَ فِي الحَيَاةِ تَزَوُّداً ٭٭٭ فَلَقَدْ تُفَارِقُهَا وَأَنْتَ مُوَدَّعُ

وَاهْتَمَّ لِلسَّفَرِ القَرِيبِ فَإِنَّهُ ٭٭٭ أَنْأَى مِنَ السَّفَرِ البَعِيدِ وَأَشْسَعُ

وَاجْعَلْ تَزَودَكَ المَخَافَةَ وَالتَّقَى ٭٭٭ وَكَأَنَّ حَتْفَكَ مِنْ مَسَائِكِ أَسْرَعُ

وَاقْنَع بِقُوَّتِكَ فَالقَنَاعُ هُوَ الغِنَى ٭٭٭ وَالفَقْرُ مَقْرُونٌ بِمَنْ لاَ يَقْنَعُ

ص: 174


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 80، الفصول المهمة ص 119 بهذا النص: الصبر من كرم الطبيعة ٭٭٭ والمن مفسدة الصنيعة ترك التعاهد للصديق ٭٭٭ يكون داعية القطيعة

وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ اللّئَامِ فَإِنَّهُمْ ٭٭٭ مَنَعُوكَ صَفْوَ وِدَادِهِمْ وَتَصَنَّعُوا

أهْلُ التَّصَنُّع مَا أَنَلْتَهُمُ الرِّضَى ٭٭٭ وَإِذَا مَنَعْتَ فَسُمُهُمْ لَكَ مُنْقِعُ

لاَ تَفْشَ سِراً مَا اسْتَطَعَتْ إِلَى امْرِىءٍ ٭٭٭ يُفْشِي إِلَيْكَ سَرَائِراً يُسْتَوْدَعُ

فَكَمَا تَرَاهُ بِسِرِّ غَيْرِكَ صَانِعاً ٭٭٭ فَكَذَا بِسِرِّكَ لاَ مَحَالَةَ يَصْنَعُ

لاَ تَبْدَأَنَّ بِمَنْطِقٍ فِي مَجْلِسٍ ٭٭٭ قَبْلَ السُّؤَالِ فَإِنَّ ذَاكَ يُشَنَّعُ

فَالصَّمْتُ يُحْسِنُ كُلَّ ظَنِّ بِالفَتَى ٭٭٭ وَلَعَلَّهُ خَرْقٌ سَفِيهٌ أَرْقَعُ

وَدَعِ المِزَاحَ فَرُبَّ لَفْظَةُ مَازِحٍ ٭٭٭ جَلَبَتْ إِلَيْكَ مَسَاوِئاً لاَ تُدْفَعُ

وَحِفَاظَ جَارِكَ لاَ تُضِعْهُ فَإِنَّهُ ٭٭٭ لاَ يَبْلُغُ الشَّرَفَ الجَسِيمَ مُضَيِّعُ

وَإِذَا اسْتَقَالَكَ ذُو الإِسَاءَةِ عَشْرَةً ٭٭٭ فَأَقِلْهُ إِنَّ ثَوَابَ ذَلِكَ أَوْسَعُ

وَإِذَا انْتُمِنْتَ عَلَى السَّرَائِرِ فَاخْفِهَا ٭٭٭ وَاسْتُرْ عُيُوبَ أَخِيكَ حِينَ تَطَلَّعُ

لاَ تَجْزَعَنَّ مِنَ الحَوَادِثِ إِنَّمَا ٭٭٭ خُرقُ الرِّجَالِ عَلَى الحَوَادِثِ يَجْزَعُ

وَأَطِعْ أَبَاكَ بِكُلِّ مَا أَوْصَى بِهِ ٭٭٭ إِنَّ المُطِيعَ أَبَاهُ لاَ يَتَضَعْضَعُ(1)

لك الحمد

وقال علیه السلام:

لَكَ الحَمْدُ يَا ذَاالجُودِ وَالمَجْدِ وَ العُلاَ ٭٭٭ تَبَارَكتَ تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ وَتَمْنَعُ

إِلهِي وَخَلاَّقِي وَحِرْزِي وَمَوْثِلِي ٭٭٭ إِلَيْكَ لَدَى الإِعْسَارِ وَاليُسْرِ أَفْزَعْ

إلهي لَئِنْ جَلَّتْ وَجَمَّتْ خَطِيئَتِي ٭٭٭ فَعَفْوُكَ عَنْ ذَنْبي أَجَلُّ وَأَوْسَعُ

إلهِي لَئِنْ أَعْطَيْتُ نَفْسِيَ سُؤْلَهَا ٭٭٭ فَهَا أَنَا فِي أَرْضِ النَّدَامَةِ أَرْتَعُ

إلهِي تَرَى حَالِي وَفَقْرِي وَفَاقَتِي ٭٭٭ وَأَنْتَ مُنَاجَاتِي الخَفِيَّةَ تَسْمَعُ

إلهي فَلا تَقْطَعُ رَجَائِي وَلاَ تُزِغْ ٭٭٭ فُؤَادِي فَلِي فِي سَبَبٍ جُودِكَ مُطْمَعُ

إلهي لَئِن خَيَّبْتَنِي أَوْ طَرَدْتَنِي ٭٭٭ فَمَنْ ذَا الَّذِي أَرْجُو وَمَنْ لِيَ يَشْفَعْ

إِلهِي أَجِرْنِي مِنْ عَذَابِكَ إِنَّنِي ٭٭٭ أَسِيرٌ ذَلِيلٌ خَائِفٌ لَكَ أَخْضَعْ

ص: 175


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 85 - 86، جواهر الأدب 423/2

إِلهِي فَآنِسْنِي بِتَلْقِينِ حُجَّتِي ٭٭٭ إِذَا كَانَ لِي فِي القَبْرِ مَثَوىً وَمَضْجَعُ

إِلهِي لَئِنْ عَذَّبْتَنِي أَلْفَ حِجَّةٍ ٭٭٭ فَحَبْلُ رَجَائِي مِنْكَ لاَ يَتَقَطَّعُ

إِلهِي أَذِقْنِي طَعْمَ عَفْوِكَ يَوْمَ لاَ ٭٭٭ بَنُونَ وَلاَ مَالٌ هُنَالِكَ يَنْفَعُ

إلهِي إِذَا لَمْ تَرْعَنِي كُنْتُ ضَائِعاً ٭٭٭ وَإِنْ كُنْتَ تَرْعَانِي فَلَسْتُ أُضَيَّعُ

إلهِي إِذَا لَمْ تَعْفْ عَنْ غَيْرِ مُحْسِنِ ٭٭٭ فَمَنْ لِمُسِيءٍ بِالهَوَى يَتَمَتَّعُ

إلهِي لَئِنْ فَرَّطْتُ فِي طَلَبِ التَّقَى ٭٭٭ فَهَا أَنَا إِثْرَ العَفْوِ أَقْفُو وَأَتْبَعُ

إلهِي لَئِنْ أَخْطَاتُ جَهْلاً فَطَالَما ٭٭٭ رَجَوْتُكَ حَتَّى قِيلَ مَا هُوَ يَجْزَعُ

إلهِي ذُنُوبِي جَازَتْ القَوْدَ وَاعْتَلَتْ ٭٭٭ وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنْبِي أَجَلُّ وَأَرْفَعُ

إلهِي يُنَجِّي ذِكْرُ طَوْلِكَ لَوْعَتِي ٭٭٭ وَذِكْرُ الخَطَايَا العَيْنَ مِنِّي تُدْمِعُ

إِلهِي أَنِلْنِي مِنْكَ رَوْحَا وَرَحْمَةً ٭٭٭ فَلَسْتُ سِوَى أَبْوَابٍ فَضْلِكَ أَقْرَعُ

إلهِي لَئِنْ أَقْصَيْتَنِي أَوْ طَرَدْتَنِي ٭٭٭ فَمَا حِيلَتِي يَا رَبُّ أمْ كَيْفَ أَصْنَعُ

إلهِي حَلِيفُ الحُبِّ فِي اللَّيْلِ سَاهِرٌ ٭٭٭ يُنَادِي وَيَدْعُو وَالمُغَفَّلُ يَهْجَعُ

وَكُلَّهُمُ يَرْجُو نَوَالَكَ رَاجِياً ٭٭٭ لِرَحْمَتِكَ العُظمَى وَفِي الخُلدِ يَطْمَعُ

إِلهِي يُمَنِّينِي رَجَائِي سَلاَمَةً ٭٭٭ وَقُبْحُ خَطِيئَاتِي عَلَيَّ يُشَیِّعُ

إِلهِي فَإِنْ تَعْفُو فَعَفْرُكَ مُنْقِذِي ٭٭٭ وَإِلا فَبِالذَّنْبِ المُدَمْرِ أَصْرَعُ

إلهِي بِحَقِّ الهَاشِمِيِّ وَآلِهِ ٭٭٭ وَحُرْمَةِ إِبْرَاهِيمَ خِلِّكَ أَضْرَعْ

إِلهِي فَانْشُرْنِي عَلَى دِينِ أَحْمَدٍ ٭٭٭ تَقِيّاً نَقِياً قَانِتَا لَكَ أَخْشَعُ

وَلاَ تَحْرِمَني يَا إِلهِي وَسَيّدِي ٭٭٭ شَفَاعَتَهُ الكُبْرَى فَذَاكَ المُشَفَعُ

وَصَلِّ عَلَيْهِ مَا دَعَاكَ مُوَحْدٌ ٭٭٭ وَنَاجَاكَ أَخْیَارٌ بِبَابِكَ رُكَّعُ(1)

ص: 176


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 83 - 85، دار السلام 89/4 بهذا النص: إلهي حنيف الحب بالليل ساهر ٭٭٭ يناجي ويدعو والمغفل يهجع إلهي وهذا الخلق ما بين نائم ٭٭٭ ومنتبه في ليله يتضرع مفاتيح الجنان ص 129 - 131 بهذا النص: لك الحمد يا ذا الجود والعلى ٭٭٭ تباركت تُعطي من تشاء وتمنع إلهي وخلاّقي وحرزي وموئلي ٭٭٭ إليك لدى الإعسار واليسر أفزع إلهي لئن جلّت وجمّت خطيئتي ٭٭٭ فعفوك عن دنبي أجلّ وأوسع إلهي لئن أعطيتُ نفسي سؤلها ٭٭٭ فها أنا في روض النّدامة أرتع إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي ٭٭٭ وأنت مناجاتي الخفيّة تسمع إلهي فلا تقطع رجائي ولا تُزغ ٭٭٭ فؤادي فلي في سبب جودك مطمع إلهي لئن خيّبتني أو طردتني ٭٭٭ فمن ذا الذي أرجو من ذا يشفع إلهي أجرني من عذابك إنني ٭٭٭ أسيرٌ ذلیلٌ خائفٌ لك أخضع إلهي فآنسني بتلقين حجّتي ٭٭٭ إذا كان لي في القبر مثوىّ ومضجع إلهي لئن عذّبتني ألف حجةٍ ٭٭٭ فحبل رجائي منك لا يتقطّع إلهي أذقني طعم عفوك يوم لا ٭٭٭ بنون ولا مال هنالك ینفع إلهي لئن لم ترعني كنتُ ضائعاً ٭٭٭ وإن كنتَ ترعاني فلست أُضيّعْ إلهي إذا لم تعفُ عن غير محسن ٭٭٭ فمن لمسيءٍ بالهوى يتمتع إلهي لئن فرّطتُ في طلب التّقى ٭٭٭ فها أنا إِثر العفو أقفر وأتبع إلهي لئن أخطأت جهلاً فطالما ٭٭٭ رجوتك حتى قبل ما هو يجزع إلهي ذنوبي بدّت الطود واعتلت ٭٭٭ وصفحك عن ذنبي أجلّ وأرفع إلهي ينجي ذكر طولك لوعتي ٭٭٭ وذكر الخطايا بالعين مني يدمع إلهي أقلني عشرتي وامح حوبتي ٭٭٭ فإني مقرٌّ خائف متضرَع إلهي أنلني منك روحاً وراحةً ٭٭٭ فلست سوى أبواب فضلك أقرع إلهي لئن أقصيتني أو أهنتني ٭٭٭ فما حيلتي يا رب أم كيف أصنع إلهي حليف الحبيب في الليل ساهر ٭٭٭ يناجي ويدعو والمغفل يهجع إلهي وهذا الخلق ما بين نائم ٭٭٭ ومنتبه في ليله يتضرع وكلهم يرجو نوالك راجياً ٭٭٭ لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمع إلهي يسمنّيني رجائي سلامة ٭٭٭ وقبح خطيشاتي عليّ تشنَع إلهي فإن تعفو فعفوك منقذي ٭٭٭ وإلا فبالذنب المدمّر أُصرع إلهي بحق الهاشميّ محمد ٭٭٭ وحرمة أطهارٍ هم لك خضّع إلهي بحق المصطفى وابن عمّه ٭٭٭ وحرمة أبرارٍ هم لك خشّع إلهي فانشرني على دين أحمد ٭٭٭ منيباً تقيّاً قانتاً لك أخضع ولا تحرمنّي يا إلهي وسيّدي ٭٭٭ شفاعته الكبرى فذاك المشفع وصلّ عليهم ما دعاك موحّد ٭٭٭ وناجاك أخيار ببابك ركّع التكامل في الإسلام 78/4 بهذا النص: لك الحمد ياذا الجود والمجد والعلى ٭٭٭ تبارکت تعطي من تشاء وتمنع إلهي وخلاَقي وحرزي وموئلي ٭٭٭ إليك لدى الإعار واليسر أفزع إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها ٭٭٭ فها أنا في روض الندامة أرتع إلهي أذقني برد عفوك يوم لا ٭٭٭ بنون ولا مال هنالك ينفع إلهي إذا لم تعف عن غير محسن ٭٭٭ فمن لمسيء بالهوى يتمتع إلهي ينحي ذكر طولك لوعتي ٭٭٭ وذكر الخطايا العين مني يدمّع إلهي حليف الحب في الليل ساهر ٭٭٭ يناجي ويدعو والمغفل يهجع

ص: 177

قافية الغين

المرء والدنيا

وقال علیه السلام:

أَرَى المَرْءِ وَالدُّنْيَا كَمَالٍ وَحَاسِبٍ ٭٭٭ يَضُمُّ عَلَيْهِ الكَفَّ وَالكَفُّ فَارِغُ(1)

قافية الفاء

مقامنا بالكوفة

وقال علیه السلام:

يَا حَبَّذَا مَقَامُنَا بِالكُوفَهْ ٭٭٭ أَرْضٌ سَوَاءٌ سَهْلَةٌ مَعْرُوفَهْ

تَطرُقُهَا جِمَالُنَا المَعْلُوفَهْ ٭٭٭ عِمِي صَبَاحاً وَاسْلَمِي مَأْلُوفَهْ(2)

المدعي البأس

وقال علیه السلام:

يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى الغِطْرِيفِ ٭٭٭ المُدَّعِي البَأْسَ وَبَذْلَ الرِّيفِ

ص: 178


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 86
2- تاريخ الكوفة ص 168، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 88، بحار الأنوار 427/34 - 428. وقال ابن الأثير في مادة «عرف» من كتاب النهاية: العَرْف: الريح الطّيبة ومنه حديث علي علیه السلام: «حبّذا أرض الكوفة أرض سواء سهلة معروفة» أي طيّبة العرف. وقولهم: «عم صباحاً» كلمة تحية كأنّه محذوف منه حرف، من «نعم ينعم» بالكسر كما يقال: كل من «أكل يأكل» فحذف النون والألف تخفيفاً. وفي الباب السادس من نهج السعادة فيه: يا حبذا السير بارض الكوفة ٭٭٭ تعرفها جمالنا المعلوفة

أَفْلت مِنْ ضَرْبٍ لَهُ خَفِيفِ ٭٭٭ غَيْر كَرِيمِ الجَدِّ أَوْ طَرِيفِ(1)

لا تقنطن

وقال علیه السلام:

أَلاَ صَاحِبَ الذَّنْبِ لاَ تَقْنَطَنَّ ٭٭٭ فَإِنَّ الإِلهَ رَؤُوفٌ رَؤُوفُ

وَلاَ تَرْحَلَنَّ بِلاَ عُدَّةٍ ٭٭٭ فَإِنَّ الطَّرِيقَ مَخُوفٌ مَخُوفُ(2)

جزى الله عنا الموت

وقال علیه السلام:

جَزَى اللَّهُ عَنَّا المَوْتَ خَيْراً فَإِنَّهُ ٭٭٭ أَبَرُّ بِنَا مِنْ كُلِّ شَيءٍ وَأَرْأَفُ

يُعَجِّل تَخْلِيصَ النُّفُوسِ مِنَ الأذَى ٭٭٭ وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ الَّتِي هِيَ أَشْرَفُ(3)

لا تبخلن بدنيا

وقال علیه السلام:

لاَ تَبْخَلَنَّ بِدُنْياً وَهْيَ مُقْبِلَةٌ ٭٭٭ فَلَنْ يُنَقِّصَها التَّبذِيرُ وَالسَّرَفُ

وَإِنْ تَوَلَّتْ فَأَحْرَى أنْ تَجُودَ بِهَا ٭٭٭ فَالجُودُ فِيهَا إِذَا مَا أَدْبَرَتْ خَلَفُ(4)

ص: 179


1- بحار الأنوار 59/427/34 قال علیه السلام في هرب غطريف بن جشم وفيه: قال المجلسي: البأس: الشدة في الحرب. والريف - بالكسر -: أرض فيها زرع وخصب: أي كان مدّعياً لغاية الشجاعة والكرم. والطريف في النسب: الكثير الآباء إلى الجدّ الأكبر. وقال الشارح: أي ما جدّه غير كريم أو بينه وبين جدّه الكريم آباء كثيرة
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 88
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 88
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 89، بحار الأنوار 92/8/75 وفيه: وقال علیه السلام: إذا أقبلت الدُّنيا فأنفق منها فإنّها لا تبقى، وإذا ما أدبرت فأنفق منها فإنّها لا تفنى وأنشد: الأبيات. وروى البيتين مطالب السؤول ص 219 بهذ النص: لا تبخلن بدنياً وهي مقبلة ٭٭٭ فليس ينقصها التبذير والسرف وإن تولت فأخرى أن تجود بها ٭٭٭ فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف

ما قدَّر الله لي

مَا لِي عَلَى فَوْتِ فَائِتٍ أَسَفُ ٭٭٭ وَلاَ تَرَانِي عَلَيْهِ أَلْتَهِفُ

مَا قَدَّرَ اللَّهُ لِي فَلَيْسَ لَهُ ٭٭٭ عَنِّي إِلَى مَنْ سِوَايَ مُنْصَرَفْ

فَالحَمْدُ لِلَّهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ ٭٭٭ مَا لِيَ قُوتٌ وَهِمَّتِي الشَّرَفُ

أَنَا رَاضٍ بِالعُسْرِ وَاليَسَارِ فَمَا ٭٭٭ تَدْخُلُنِي ذِلَّةٌ وَلاَ صَلَفُ(1)

بالحمد معروف

وقال علیه السلام:

وَلَمْ يَزَلْ سَيْدِي بِالحَمْدِ مَعْرُوفا ٭٭٭ وَلَمْ يَزَلْ سَيِّدِي بِالجُودِ مَوْصُوفا

وَكُنْتُ إِذْ لَيْسَ نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ٭٭٭ وَلاَ ظَلامٌ عَلَى الآفَاقِ مَعْكُوفا

وَرَبُّنَا بِخِلاَفِ الخَلْقِ كُلِّهِمُ ٭٭٭ وَكُلُّ مَا كَانَ فِي الْأَوْهَامِ مَوْصُوفا

فَمَنْ يُرِدْهُ عَلَى التَّشْبِيهِ مُمْتَثِلاً ٭٭٭ يَرْجَعْ أَخَا حَصَرٍ بِالعَجْزِ مَكْتُوفا

وفي المَعَارِجِ يَلْقَى مَوْجُ قُدْرَتِهِ ٭٭٭ مَوْجاً يُعَارِضُ طَرْفَ الرُّوحِ مَكْفُوفا

فَاتْرُك أَخَا جَدَلٍ فِي الدِّيْنِ مُنْعَمِقا ٭٭٭ قَدْ بَاشَرَ الشَّكُ فِيهِ الرَّأْيَ مَأْووفا

وَأَصْحَبَ أَخَا ثِقَةٍ حُبّاً لِسَيّدِهِ ٭٭٭ وَبِالكَرَامَاتِ مِنْ مَوْلاَهُ مَحْفُوفا

أَمْسَى دَلِيلُ الهُدَى فِي الأَرْضِ مُنتَشِراً ٭٭٭ وَفِي السَّمَاءِ جَمِيلُ الحَالِ مَعْرُوفا(2)

ص: 180


1- بحار الأنوار 425/34 - 57/426 وفيه: قال المجلسي: الصلف: مجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبراً. ديوان الإمام علي علیه السلام ص 88 - 89 وفيه: عني إلى سواي منصرف ومالي قوت وهمي الشرف
2- التوحيد للشيخ الصدوق ص 308 و 309 باب حدیث ذعلب بهذا الإسناد: حدّثنا عليُّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدَّقاق رحمه الله قال: حدّثني محمّد ابن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ، قال: حدَثني الحسين بن الحسن، قال: حدّثنا عبد الله بن داهر قال: حدّثني الحسين بن يحيى الكوفيّ، قال: حدّثني قثم بن قتادة، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: بينا أمير المؤمنين علیه السلام يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل، يقال له: ذعلب ذرب اللّسان بليغ في الخطاب شجاع القلب فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربّك؟ فقال: ويلك يا ذعلب ما كنت أعبد رباً لم أره، قال: يا أمير المؤمنين كيف رأيته؟ قال: ويلك يا ذعلب لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، ويلك يا ذعلب إنّ ربي لطيف اللّطافة فلا يوصف باللّطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، قبل كلَّ شيء، فلا يقال: شيء قبله، ويعد كلَّ شيء فلا يقال: شيء بعده شائي الأشياء لا بهمّة، درّاك لا بخديعة، هو في الأشياء كلّها غير متمازج بها ولا بائن عنها، ظاهر لا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلاك رؤية، بائنٌ لا بمسافة، قريبُ لا بمداناة، لطيفٌ لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعلٌ لا باضطرار، مقدَّرٌ لا بحركة، مريدٌ لا بهمامة، سميعُ لا بآلة، بصير لا بأداة، لا تحويه الأماكن، ولا تصحبه الأوقات. ولا تحده الصفات، ولا تأخذه السنات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له. وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له. وبمضادَّته بين الأشياء عرف أن لا ضدَّ له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضادّ النور بالظلمة، والجو بالبلل، والصرد بالحرور، مؤلّف بين متعادياتها، مفرّق بين متدانياتها، دالّة بتفريقها على مفرَّقها وبتأليفها على مؤلّفها، وذلك قوله عزّ وجلّ: «ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون» ففرَّق بها بين قبل وبعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد، شاهدة بغرائزها على أن لا غريزة لمغرّزها، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقّتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلقه غير خلقه، كان ربّاً إذ لا مربوب، وإلهاً إذ لا مألوه، وعالماً إذ لا معلوم، وسميعاً إذ لا مسموع. ثم أنشأ يقول: الأبيات. قال: فخر ذعلب مغشيّاً عليه، ثم أفاق، وقال: ما سمعت بهذا الكلام، ولا أعود إلي شيء من ذلك

عزيز المقامة والموقف

وقال علیه السلام:

عَرِفْتُ وَمَنْ يَعْتَذِلْ(1) يَعْرِفِ ٭٭٭ وَأَیْقَنْتُ حَقَاً وَلَمْ أصْدِفِ(2)

عَنِ الكَلِم المُحْكَم اللاَّءِ مِنْ ٭٭٭ لَدَى اللَّهِ ذِي الرَّأْفَةِ الأَرْأَفِ

رَسَائِلُ تُدْرَسُ فِي المُؤْمِنِينَ ٭٭٭ بِهِنَّ اصْطَفَى أَحْمَدَ المُصْطَفَى

فَأَصْبَحَ أَحْمَدٌ فِينَا عَزِيزاً ٭٭٭ عَزِيزَ المُقَامَةِ وَالمَوْقِفِ

ص: 181


1- في البداية والنهاية «يعتدل»
2- لم أصدف: لم أعرض

فَيَا أَيُّهَا المُوعِدُو سِفَاهاً ٭٭٭ وَلَمْ يَأْتِ جَوْراً وَلَمْ يَعْنُفِ (1)

أَلَسْتُمْ تَخَافُونَ أَدْنَى العَذَابِ ٭٭٭ وَمَا آمِنُ اللَّه كَالأَخْوَفِ

وَأَنْ تُصْرَعُوا تَحْتَ أَسْيَافِهِ ٭٭٭ كَمَصْرَعِ كَعْبٍ أَبِي الأَشْرَفِ

غَدَاةَ رَأَى اللَّهُ طُغْيَانَهُ ٭٭٭ وَأَعْرَضَ كَالجَمَلِ الأَجْنَفِ(1)

فَأَنْزَلَ جِبْرِيلَ فِي قَتْلِهِ ٭٭٭ بِوَحْيٍ إِلَى عَبْدِهِ مُلْطَفِ

فَدَسَّ الرَّسُولُ رَسُولاً لَهُ ٭٭٭ بِأَبْيَضَ ذِي هَبَّة مُرْهَفِ(2)

فَبَاتَتْ عُيُونٌ لَهُ مُعْوِلاَتٍ ٭٭٭ مَتَى يَنْعَ كَعْبٌ لَهَا تَذْرِفِ(3)

وَقُلْنَ لأَحْمَدَ ذَرْنَا قَليلاً ٭٭٭ فَإِنَّا مِنَ النَّوْحِ لَمْ نَشْتَفِ

فَخَلاَّهُمُ ثُمَّ قَالَ اظْعَنُوا ٭٭٭ دُحُوراً عَلَى رَغَم الآنُفِ(4)

وَأَجْلَى النَّضِيرَ إلى غُرْبَةٍ ٭٭٭ وَكَانُوا بِدَارٍ ذَوِي زُخْرِفِ(5)

إلى أَذْرُعَاتٍ رُدَافَى وَهُمْ ٭٭٭ عَلَى كُلِّ ذِي دَبَرٍ أَعْجَفِ(6)(7)

ص: 182


1- الموعدوه: المهددوه. والسفاه: الضلال. ولم يعنف: لم يأت بخلاف الرفق
2- الأجنف: المائل إلى جهة
3- بأبيض: يعني سيفا. والهبة: الاهتزاز. والمرهف: القاطع
4- معولات: باكيات بصوت. وينعي: يذكر خبر قتله. وتذرف: تسيل بالدموع
5- اظعنوا: ارحلوا. والدحور (بالدال المهملة) الذل والهوان. وعلى رغم الأنف: على المذلة؛ قال: أرغم الله أنفه، إذا يذله. والأنف: جمع أنف
6- الغربة (بضم الغين): الاغتراب. (وبفتح الغين): البعد. والزخرف: الزينة وحسن التنعم
7- أذرعات: موضع بالشام، وردافي: أي مرتدفين يردف بعضهم بعض؛ الواحد: ردفي (کسکری وسکاری). ویروى: ردافاً وهو بهذا المعنى. وذو دبر أعجف: یعني جملاً. ودبر: جرح. والأعجف: الهزيل الضعيف

ص: 183

قافية القاف

ما تركت بدر

وقال علیه السلام:

مَا تَرَكَتْ بَدْرٌ لَنَا صَدِيقا ٭٭٭ وَلاَ لَنَا مِنْ خَلْفِنَا طَرِيقا(1)

كلّ رئيس

وقال علیه السلام:

إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقّا ٭٭٭ أنْ يُرْوِيَ الصَعْدة(2) أَوْ تُدَقّا(3)(4)

ص: 184


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 91، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 254/3 - 255 وفيه: قال ابن عمر لعليّ علیه السلام: كيف تحبك قريش وقد قتلت في يوم بدر وأحد من ساداتهم سبعين سيداً تشرب أنوفهم الماء قبل شفاههم، وقال أمير المؤمنين علیه السلام: البيت. بحار الأنوار 65/429/34
2- الصعدة: القناة المستوية من منبتها لا تحتاج إلى تعديل. انظر «الصحاح - صعد - 2: 498
3- في كشف الغمة والبحار «تندقا»
4- الإرشاد للشيخ المفيد 151/1 - 152 وفيه: ولمّا فض الله تعالى جمع المشركين بحنين، تفرَقوا فرقتين: فأخذت الأعرابْ ومن تَبعهم إلى أوْطاس [أوطاس: وادٍ في ديار هوازن كانت فيه وقعة حنين. «معجم البلدان 1: 281»] وأخذت ثقيف ومن تَبعها إلى الطائف. فبعثَ النبيُّ صلی الله علیه وآله وسلم أبا عامرٍ الأشعريّ إلى أوْطاس في جماعة منهم أبو موسى الأشعري. وبعث أبا سفيانَ صخْر بن حربٍ إلى الطائف. فأما أبو عامر فإنّه تقدمّ بالراية وقاتل حتّى قُتل، فقال المسلمون لأبي موسى: أنت ابن عمّ الأمير وقد قتل، فخذ الراية حتّى نقاتل دونها، فأخذها أبو موسى فقاتل المسلمون حتّى فَتَح الله عليهم. وأما أبو سفيان فإنَه لقيته ثقيفٌ فضربوه على وجهه، فانهزم ورَجعَ إلى النبي صلی الله علیه وآله وسلم فقال: بَعَثني مع قوم لا يرفع بهم الدِلاء من هذيل والأعراب فما أغْنوا عنّي شيئاً، فكت النبي صلی الله علیه وآله وسلم عنه ثمّ سار بنفسهِ إلى الطائف، فحاصرهم أيّاماً، وأنْفَذَ أميرَ المؤمنين علیه السلام في خيل، وأمره أن يطأ ما وجد، ويكبر كلَ صنم وجَده. فخرج حتى لقيته خيلُ خثعم في جمع كثير، فبرز له رجل من القوم يُقال له شهاب، في غبش الصبح فقال: هل من مبارز؟ فقال أمير المؤمنين علیه السلام: «من له؟» فلم يقم أحدٌ. فقام إليه أمير المؤمنين علیه السلام فوثب أبو العاص بن الربيع زوجُ بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فقال: تُكفاه أيها الأمير، فقال: «لا، ولكن إنْ قُتِلْتُ فأنت على الناس» فبرز إليه أميرُ المؤمنين علیه السلام وهو يقول: البيت. ثمّ ضربه فقتله، ومضى في تلك الخَيْل حتّى كَسرَ الأصنام، وعاد إلى رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وهو مُحاصر لأَهل الطائِف. فلمّا رآه النبي صلی الله علیه وآله وسلم كَبَّر للفتح، وأخَذَ بيده فخلا به وناجاه طويلاً. وورد البيت في اعلام الورى 235/1، كشف الغمة 226/1، بحار الأنوار 163/21 - 164 و 169/21 و 14/95/41 «باب 106»، مسند الرسول الأعظم «ص» 380/3

زمان عقوق

وقال علیه السلام:

تُرَابٌ عَلَى رَأْسِ الزَّمَانِ فَإِنَّهُ ٭٭٭ زَمَانُ عُقُوقِ لاَ زَمَانُ حُقُوقِ

فَكُلُّ رَفِيقٍ فِيهِ غَيْرُ مُوَافِقٍ ٭٭٭ وَكُلُّ صَدِيقٍ فِيهِ غَيْرُ صَدُوقٍ(1)

تبني من خيانة

وقال علیه السلام:

سَمِعْتُكَ تَبْنِي مَسْجِداً مِنْ خِيَانَةٍ ٭٭٭ وَأَنْتَ بِحَمْدِ اللهِ غَيْرُ مُوَفَّقِ

كَمُطْعِمَةِ الزُّهَادِ مِنْ كَدْ فَرْجِهَا ٭٭٭ لَهَا الوَيْلُ لاَ تَزْنِي وَلاَ تَتَصَدَّقِ(2)

ليس بالعهد الوثيق

وقال علیه السلام:

أرَى حَرْباً مُغَيَّبَةً وَسِلْماً ٭٭٭ وَعَهْداً لَيْسَ بِالعَهْدِ الوَثِيق

أرَى أمْراً تُنَفَّضُ عُرْوَتَاهُ ٭٭٭ وَحَبْلاً لَيْسَ بِالحَبْلِ الوَثِيق(3)

ص: 185


1- بحار الأنوار 64/429/34
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 91 وفيه: أتاه رجل فقال أريد أن أبني مسجداً فقال من حلالك؟ فسكت، ثم أنه مضى فبنى مسجداً فقال علیه السلام: البيتين. تذكرة الخوص 154 بهذا النص: رأيتك تبني مسجداً من خيانة ٭٭٭ فكنت بحمد الله غير موفق كمطعمة الزهاد من كسب فرجها ٭٭٭ فقال لها أهل البصيرة والتقى لك الويل لا تزني ولا تتصدَّقي
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 92، بحار الأنوار 429/34 - 68/430 وفيه: البيت الأول والثاني الواحد بدلاً من الآخر وقال المجلسي: قال الشارح: أمّر أمير المؤمنين علیه السلام حريث بن راشد قبل وقعة صفَين على الأهواز ولما رجع علیه السلام من صفّين بغى وتمرّد، فبعث علیه السلام إليه معقل بن قيس، قتله وأسر جماعة من بني ناجية خرجوا معه، ففدّاهم مصقلة بن هُبيرة بخمسمائة ألف درهم فلمّا عجز أدائه هرب إلى معاوية، فأمر أمير المؤمنين علیه السلام بتخريب بيته فظهرت فيه أسلحة فأنشد علیه السلام هذا البيت. قال محقق الكتاب: كذا في أصلي من طبع الكمباني من البحار، والصواب «خرّيت بن راشد» وقصّته مذكورة بالتفصيل في الحديث 472 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب أنساب الأشراف ج 2 ص 411 ط 1، وفي حوادث سنة 38 من تاريخ الطبري ج 4 ص 86 وفي ج 5 ص 113 ورواها أيضاً الثقفي في الحديث 139 من كتاب الغارات ص 338 ط 1، ورواها عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار 44 من نهج البلاغة ج 1 ص 590 ط الحديث ببيروت، وفي ط الحديث بمصر ج 3 ص 128، ورواها أيضاً عنهما المصنّف في أوّل الباب 23 في الحديث 628 من هذا الكتاب ص 615 ط الكمباني. وجمیع هذه المصادر خال عن تأمير أمير المؤمنين خرّيتاً على مدينة الأهواز، فما ذكره شارح الديوان لم يعلم من أين أخذه

علمي معي

وقال علیه السلام:

عِلْمِي مَعِي أَيْنَمَا قَدْ كُنْتُ يَتْبَعُنِي ٭٭٭ قَلْبِي وِعَاءٌ لَهُ لاَ جَوْفُ صُنْدُوقِ

إِنْ كُنْتُ فِي البَيْتِ كَانَ العِلْمُ فِيهِ مَعِي ٭٭٭ أَوْ كُنْتُ فِي السُّوقِ كَانَ العِلْمُ فِي السُّوقِ(1)

ستؤذن بانطلاق

وقال علیه السلام:

أَرَى الدُّنْيَا سَتُؤْذِنُ بِانْطِلاَقِ ٭٭٭ مُشَمِّرَةً عَلَى قَدَمٍ وَسَاقِ

فَلاَ الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيَّ ٭٭٭ وَلاَ حَيَّ عَلَى الدُّنْيَا بِبَاقِ(2)

صديق صدوق

وقال علیه السلام:

تَغَرَّبْتُ أَسْأَلُ مَنْ عَنَّ لِي ٭٭٭ مِنَ النَّاسِ هَلْ مِنْ صَدِيقٍ صَدُوقٍ

ص: 186


1- بحار الأنوار 62/428/34
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 90

فَقَالُوا عَزِيزَانِ لاَ يُوجَدَانِ ٭٭٭ صَدِيقٌ صَدُوقٌ وَبَيْضُ الأُنُوقِ(1)

مُزجت زعاقاً

وقال علیه السلام:

دُونَكَهَا مُتْرَعَةً دِهَاقا ٭٭٭ كأُساً فَارِغَاً مُزِجَتْ زُعَاقا

إِنَّا لَقَوْمٌ مَا نَرَى مَا لاَقَى ٭٭٭ أَقُدَّ هَاماً وَأَقُطَّ سَاقا(2)

أُف على الدنيا

وقال علیه السلام:

أَفَّ عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْبَابِهَا ٭٭٭ فَإِنَّهَا لِلحُزْنِ مَخْلُوقَهْ

هُمُومُهَا مَا تَنْقَضِي سَاعَةً ٭٭٭ عَنْ مَلِكٍ فِيهَا وَعَنْ سُوقَهْ(3)

رضیت

وقال علیه السلام:

رَضِيتُ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لِي ٭٭٭ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى خَالِقِي

كَمَا(4) أَحْسَنَ اللَّهُ مِمَّا(5) مَضَى ٭٭٭ كَذَلِكَ يُحْسِنُ فِيمَا بَقِي(6)

ص: 187


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 92، بحار الأنوار 428/34 - 63/429 وفيه: قال المجلسي: الأنوق [كصبور]: الرحمة وفي المثل: «أعزّ من بيض الأنوق»؛ لأنّه يحرزها فلا يكاد يظفر بها لأن أوكارها في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة البعيدة
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 91، بحار الأنوار 89/21 بهذا النص: هاكها مترعة دهاقاً ٭٭٭ کأس دهاق مزجت زعاقا أبي امرؤ إذا ما لاقا ٭٭٭ اقدّ الهام وأجدّ ساقا
3- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 91
4- في البحار «لقد»
5- في البحار وديوان الإمام علي علیه السلام «فيما»
6- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 90، مصباح الشريعة ص 175 «باب 83»، بحار الأنوار 61/428/34، و 44/148/68

ضدان مفترقان

وقال علیه السلام:

لَوْ كَانَ بِالحِيَلِ الغِنَى لَوَجَدْتَنِي ٭٭٭ بِنُجُومِ أَقْطَارِ السَّمَاءِ تَعَلَّقِي

لكِنَّ مَنْ رُزِقُ الغِنَى حُرِمَ الحِجَى ٭٭٭ ضِدَّانِ مُفْتَرِقَانِ أَيَّ تَفَرُّقِ(1)

استرزق الرحمن

وقال علیه السلام:

إِغْنَ عَنِ المَخْلُوقِ بِالخَالِقِ ٭٭٭ وَاغْنَ عَنِ الكَاذِبِ بَالصَّادِقِ

وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَنَ مِنْ فَضْلِهِ ٭٭٭ فَلَيْسَ غَيْرُ اللَّهِ مِنْ رَازِقِ

مَنْ ظَنَّ أَنَّ الرِّزْقَ فِي كَفِّهِ ٭٭٭ فَلَيْسَ بِالرَّحْمنِ بِالوَاثِقِ

أوْ ظَنَّ أَنَّ النَّاسَ يُغْنُونَهُ ٭٭٭ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلاَنِ مِنْ خَالِقٍ(2)

خلوا الدنيا

وقال علیه السلام:

أهْلَ الدُّنْيَا خَلُّوا الدُّنْيَا ٭٭٭ مَهْلاً مَهْلاً رِفْقاً رِفْقا

إنَّ المَوْلَى صَمَدٌ يَبْقَى ٭٭٭ حَقّاً حَقًّا صِدْقاً صِدْقا

يَا مَوْلانَا إِنَّ الدُّنيا ٭٭٭ قَدْ أَهْوَتْنَا وَاسْتَغْوَتْنَا

مَا مِنْ يَوْمِ يَمْضِي مِنْهَا ٭٭٭ إلاَّ أَوْهَتْ مِنَّا رُكْنَا

لَسْنَا نَدْرِي مَا قَدَّمْنَا ٭٭٭ فِيهَا إِلاَّ إِذَا قَدْ مُتْنَا(3)

ص: 188


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 91
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 90، تذكرة الخواص ص 150 بهذا النص: اغن عن المخلوق بالخالق ٭٭٭ تغن عن الكاذب والصادق واسترزق الرحمن من فضله ٭٭٭ فليس غير الله من رازق من ظن أن الناس يغنونه ٭٭٭ لم يك بالرحمان بالواثق أو ظن أن الرزق في كفه ٭٭٭ زلت به النعلان من حالق
3- مشارق أنوار اليقين ص 80 وفيه: روي عن عمار بن ياسر قال: كنت مع سيدي أمير المؤمنين يوماً في بعض صحاري الحيرة، وإذا راهب يضرب ناقوسه، فقال لي يا عمار أتدري ما يقول الناقوس! فقلت يا مولاي، ما تقول الخشبة، فقال إنها تضرب مثلاً للدنيا وتقول: فأنشأ الإمام علیه السلام هذه الأبيات. قال عمار: فأتيت الراهب من الغد فقلت له: اضرب الناقوس فقال: وما تفعل به وأنت مسلم؟ فقلت لأريك سره: فأخذ يضرب ناقوسه، وأنا أتلو عليه ما يقول، فخر ساجداً وأسلم، وقال: إن عندي بخط هارون بن عمران بيده أن الله يبعث في الأميين رسولاً له وزيراً يعلم ما يقول الناقوس: الأبيات

قافية الثاق

يكفيك رب الناس

وقال علیه السلام:

وَلَيْسَ إِلاَّ اللَّهَ فَارْفَعْ ظَنَّكَا ٭٭٭ يَكْفِيكَ رَبُّ النَّاسِ مَا أَهَمَّكَا(1)

حمل القوم

وقال علیه السلام:

قَدْ حَمَلَ القَوْمُ فَبَرْكَاً(2) بَرْكَا ٭٭٭ لاَ يَدْخُلِ القَوْمُ عَلَى مَا شَكَا(3)

ص: 189


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 93 مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 234/1 وفيه: خرج عليّ علیه السلام إلى ذي طوى بالفواطم وأيمنُ بن أم أيمن مولاة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وغير ذلك، وأبو واقد يسوق الرواحل فأعنف بهم، فقال: (أرفق بالنسوة أبا واقد إنهن من الضعائف)، قال: إني أخاف أن يدركنا الطلب، فقال: (أربع عليك إن النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم قال لي: «يا عليّ إنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه»)، ثم جعل عليّ يسوق بهن سوقاً رفيقاً ويرتجز: الأبيات. وفي الديوان: لا شيء بدل وليس
2- في البحار «بركا»
3- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 205/3، بحار الأنوار للمجلسي 471/582/34 «الباب الثاني عشر» باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم وفيه: خرج عليّ علیه السلام في مقاتلة همدان وقال بعضهم: برك الجمل برك الجمل فبركوا وبركت أيضاً همدان، فقال أمير المؤمنين علیه السلام: الأبيات

لن يأكلوا التمر

وقال علیه السلام:

لَنْ يَأْكُلُوا التَّمْرَ بِظَهْرِ مَكَّهْ ٭٭٭ مِنْ بَعْدِهَا حَتَّى تَكُونَ الرَّكَّهْ(1)

سرّ ذات السر

وقال علیه السلام:

العَجْرُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إِدْرَاك ٭٭٭ وَالبَحْثُ عَنْ سِرِّ ذَاتِ السِّرِّ إِشْرَاكُ

وَفِي سَرَائِرِ هِمَّاتِ الوَرَى هِمَمٌ ٭٭٭ عَنْ دَرْكِهَا عَجَزَتْ جِنَّ وأَمْلاَكُ(2)

من كان معك

وقال علیه السلام:

إِنَّ أَخَاكَ الحَقُّ مَنْ كَانَ مَعَكْ ٭٭٭ ومَنْ يَضُرُّ نَفْسَهُ لِيَنْفَعَكْ

وَمَنْ إِذَا رَيْبُ الزَّمَانِ صَدَعَكْ ٭٭٭ شَتَّتَ فِيكَ شَمْلَهُ لِيُجْمَعَكْ(3)

اللابسون دروعهم

وقال علیه السلام:

قَوْمِي إِذَا اشْتَبكَ القَنَا ٭٭٭ جَعَلُوا الصُّدُورَ لَهَا مَسَالِكْ

اللاَّ بِسُونَ دُرُوعَهُمْ ٭٭٭ فوْقَ الصُّدُورِ لأَجْلِ ذَلِكْ(4)

ص: 190


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 93، بحار الأنوار 19/ 291 وفيه: المرزباني: في كتاب أشعار الملوك والخلفاء إنّ علياً أشجع العرب حمل يوم بدر، وزعزع الكتيبة، وهو يقول: البيت
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 94
3- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 113/18، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 78، الأخلاق الإسلامية ص 247
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 94، بحار الأنوار 70/431/34

اجعل المكتوب خيراً

وقال علیه السلام:

أَيُّهَا الكَاتِبُ مَا تَكْ ٭٭٭ تُبُ مَكْتُوبٌ عَلَيْكْ

فَاجْعَلِ المَكْتُوبَ خَيْراً ٭٭٭ فَهُوَ مَرْدُودٌ إِلَيْكْ(1)

اشدد حيازيمك للموت

وقال علیه السلام:

أَشْدُدُ حَيَازِيمَكَ(2) لِلمَوْتِ ٭٭٭ إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَا

وَلا تَجْزَعْ عَنِ المَوْتِ ٭٭٭ فَإِنَّ المَوْتَ يَأْتِيكَا(3)

ص: 191


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 94
2- في الأصل «جيازيمك» ولعله خطأ مطبعي
3- شرح الأخبار 607/291/2 بهذا الإسناد: یحیی بن السلم بإسناده، عن أبي الطفيل وهو عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي توفي بمكة 110 ه، قال: دعا علي علیه السلام الناس إلى البيعة، فجاءه فيمن جاء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، فرده مرتين أو ثلاثاً، ثم بايعه، فلما أخذ عليه قال: ما یحبس اشقاها، والذي نفسي بيده لتخضين هذه - وأومى إلى لحيته - من هذا - وأومى إلى راسه - ثم قال شعراً: الأبيات. ووردت الأبيات في شرح الأخبار أيضاً 609/292/2 بهذا الإسناد والنص: عبد الله بن صالح البصري، بإسناده، عن يحيى بن سعد، قال: قال علي علیه السلام يوماً - وعنده رجل من مراد، من أهل مصر - لكأني أنظر إلى أشقى مراد يخضب هذه - وأومى بيده إلى لحيته - من هذا - وأومى إلى رأسه -. فقال الرجل المرادي الذي كان عنده: يا أمير المؤمنين، لا تؤكد ذلك في مراد. قال: والله ما كذبت ولا كذبت عدّد علي قبائلكم. فجعل يعدّد عليه حتى ذكر سدوساً أو دؤلاً، فقال علیه السلام: اشدد حيازيمك للموت ٭٭٭ فإن الموت یأتیكا تجزع من الموت ٭٭٭ إذا حلّ بواديكا وروى الأبيات الرضي في كتابه خصائص أمير المؤمنين ص 48 بهذا النص: جعل علي علیه السلام يعاود مضجعه فلا ينام ثم يعاود النظر إلى السماء ويقول والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول: أشدد حيازيمك للموت ٭٭٭ فإن الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت ٭٭٭ إذا حلّ بناديكا ورواها المفيد في الإرشاد 11/1 بهذا الإسناد والنص: ما أخبر به عليّ بن المُنْذر الطريقي، عن ابن الفُضَيْل العَبْدي، عن فِطْر عن أبي الطُفَيْل عامر بن وائِلة - رحمة الله عليه - قال: جَمَع أمير المؤمنين علیه السلام الناسَ للبيعة، فجاء عبدُ الرحمن بن مُلجم المُراديّ - لعنه الله - فردّه مرتين أو ثلاثاً ثم بايعه، وقال عند بيعته له: «ما يُحْبِسُ أشقاها! فوالّذي نفسي بيده لتُخْضَبن هذه من هذا» ووَضَعَ يدَه على لحْبتَه ورأسه علیه السلام، فلمّا أدْبر ابنُ مُلْجَم عنه منصرفاً قال علیه السلام متمثلاً: أشْدُدْ حَيازيمَكَ للموت ٭٭٭ فإنّ الموتَ لاقیك ولا تَجْزَع من الموت ٭٭٭ إذا حَلّ بوادیك كما أضْحَكَكَ الدهرُ ٭٭٭ كذاكَ الدهرُ يُبْكيك وفي الإرشاد أيضاً 17/1 ورد البيتين الأولين فقط كما في نص الصفحة 11 من المجلد الأول منه. وروى الأبيات الحاكم في كتابه شواهد التنزيل ص 350 بهذا النص: دعا علي الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمان بن ملجم المرادي فرده مرتين ثم بايعه ثم قال: ما يجلس كذا أشقاها ليخضبنّ هذه من هذه يعني لحيته من رأسه؛ ثم تمثّل بهذين البيتين: شدد حيازيمك للموتِ ٭٭٭ فإن الموت يأتيك ولا تجزع من القتل ٭٭٭ إذا حلَّ بوادیك حدثني أبو يحيى سهل بن عبد الله بن محمد، أن جده محمد بن عبد الله بن دينار أخبره إجازة قال: أخبرنا أبو يحيى البزاز بهذا الكتاب. وأوردها أيضاً الطبرسي في أعلام الورى 311/1 بهذا النص: روي في حديث آخر: أنه علیه السلام سهر في تلك الليلة. وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول: «والله ما كذبت ولا كذّبت وإنّها الليلة التي وعدت بها» ثم يعاود مضجعه، فلما طلع الفجر شدّ إزاره وخرج وهو يقول: أشدد حيازيمك للموت ٭٭٭ فإن الموت آتيك ولا تجزع من الموت ٭٭٭ إذا حلّ بواديك وذكرها الخوارزمي في مناقبه 392 - 393/ ح 412 بهذا الإسناد والنص: عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا علي بن عبد الرحمان ابن ماتي بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم، عن أبي غرزة قال أخبرنا عبيد الله بن موسی، أخبرنا سكين، حدثنا حفص بن خالد، عن أبيه، عن جده جابر قال إنّي لشاهد لعلي علیه السلام وأتاه المرادي يستحمله فحمله ثم قال: عذيري من خليلي من مراد ٭٭٭ أريد حياته ويريد قتلي ثم قال: هذا والله قاتلي، قالوا: يا أمير المؤمنين أفلا تقتله؟ قال: لا، فمن يقتلني إذاً، ثم قال: أشدد حيازيمك للموت ٭٭٭ فإن الموت آتیکا ولا تجزع من الموت ٭٭٭ إذا حلّ بواديكا ورواها قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح 14/182/1 بهذا النص: أشدد حيازيمك للمووت ٭٭٭ فإن الموت لاقيکا ولا تجزع من الموت ٭٭٭ إذا حلّ بواديكا وذكرها الأربلي في كشف الغمة 62/2 بهذا النص: أشدد حيازيمك للموت ٭٭٭ فإن الموت لاقيك ولا تجزع من الموت ٭٭٭ إذا حلّ بنادیك وأوردها السيد شبر في جلاء العيون 253/1 كما في نص خصائص أمير المؤمنين علیه السلام للشريف الرضي وزاد بهذا البيت: كما أضحكك الدهر ٭٭٭ كذاك الدهر یبکیکا وذكرها القمي في منتهى الآمال 243/1 بهذا النص: اشدد حيازيمك للموت ٭٭٭ فإنّ الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت ٭٭٭ إذا حلّ بنادیکا ولا تغترّ بالدهر ٭٭٭ وإن کان یواتیکا كما أضحكك الدهر ٭٭٭ كذاك الدهر یبکیکا

ص: 192

جده مساعده

وقال علیه السلام:

مَنْ لَمْ يَكُنْ جِدُّهُ مُسَاعِدُهُ ٭٭٭ فَحَتْفُهُ أَنْ يَجِدَّ فِي الحَرَكَهْ

فَقُلْ لِمَنْ حَالُهُ مُوَلْيَةٌ ٭٭٭ لاَ تُعْرِضَنُ بِالحِرَاكِ لِلْهَلَكَهْ(1)

بارك لي في لقاك

إِلَيْكَ رَبِّي لاَ إِلَى سِوَاكَا ٭٭٭ أقْبَلْتُ عَمْداً أَبْتَغِي رِضَاكا

أسْألُكَ اليَوْمَ بِمَا دَعَاكَا ٭٭٭ أيُّوبُ إِذَا حَلَّ بِه بَلاَکَا

إِنْ يَكُ مِنِّي قَدْ دَنَا قَضَاكَا ٭٭٭ رَبِّ فَبَارِكْ لِي فِي لِقَاكَا(2)

ص: 193


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 94
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 94

قافية اللام

أوردها سعد

وقال علیه السلام:

أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وَسَعْدٌ مُشْتَمِلْ ٭٭٭ يَا سَعْدُ مَا تُرْوَى عَلَى هَذَا الإِبِلْ(1)

الجلم

وقال علیه السلام:

وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الحِلْمِ خَيْراً لِصَاحِبِي ٭٭٭ وَلاَ صَاحِباً لِلمَرْءِ شَرٌّ مِنَ الجَهْلِ(2)

ما تدري

وقال علیه السلام:

وَمَا تَدْرِي وَإِنْ أَزْمَعْتَ أَمَراً ٭٭٭ بِأَيِّ الْأَرْضِ يُدِرِكُكَ المَقِيلُ(3)

ص: 194


1- مناقب آل أبي طالب 421/2 وفيه: ابن مهدي في نزهة الأبصار والزمخشري في المستقصى عن ابن سيرين وشريح القاضي أن أمير المؤمنين رأى شاباً يبكي فسأل علیه السلام عنه فقال: إن أبي سافر مع هؤلاء فلم يرجع حين رجعوا وكان ذا مال عظيم فرفعتهم إلى شريح فحكم عليّ، فقال علیه السلام متمثلاً: البيت. وورد البيت في عجائب أحكام أمير المؤمنين علیه السلام ص 79 بهذا النص: أوردها سعد وسعد مشتمل ٭٭٭ يا سعد لا تروي بها ذاك الإبل وورد عجز هذا البيت في قضاء أمير المؤمنين علیه السلام ص 24 بهذا النص: «ما هكذا يا سعد تورد الإبل»
2- روضة الواعظين 379/2
3- الأخبار الموفقيات 473 وفیه: مر علي بن أبي طالب بقبر طلحة فتمثل: البيت. وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 113/9 - 114 وفيه: وروى أبو الحسن المدائني أنّ علياً علیه السلام مرْ بطلحة، وهو يكيدُ بنفسه، فوقف عليه وقال: أما والله إن كنتُ لأبغض أنْ أراكم مصرّعين في البلاد، لكن ما حتم واقع، ثم تمثّل: وما تدري إذا ازْمعت أمراً ٭٭٭ بأيّ الأرض يدركك المقِيلُ وما يدري الفقير مَتَى غِناهُ ٭٭٭ ولا يدري الغنيّ متى يَعِيلُ! وما تدري إذا القحت شولا ٭٭٭ أتنتج بعد ذلك أم تحيل

صيدي الأبطال

صَيْدُ المُلُوكِ أَرَانِبٌ وَتَعَالِبُ ٭٭٭ فَإِذَا رَكِبْتُ فَصَيْدِيَ الأَبْطَالُ (1)

بالصلاة مرحباً

وقال علیه السلام:

يا مَرْحَباً بِالقَائِلِينَ عَدْلا ٭٭٭ وَبِالصَّلاَةِ مَرْحباً وأَهْلا(2)

ص: 195


1- مجمع البيان 244/3، بحار الأنوار 78/434/34 وفيه زيادة هذا البيت: صيدي الفوارس في اللقاء وإنني ٭٭٭ عند الوغى لغضنفر قتّال
2- وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ص 330 وفيه: أن عُبيد الله بن عمر بعثه معاويةُ في أربعة آلاف وثلاثمئة - وهي كتيبة الخضرية الرقطاءُ، وكانوا قد أعلّموا بالخُضرة - ليأتوا علياً من ورائه. قال أَبو صادق: فبلغ عليّاً أن عبيد الله بن عمر قد توجَّه ليأتيه من ورائه، فبعث إليهم أعدادهم ليس منهم إلا تميميّ. واقتتل الناسُ من لدن اعتدالِ النار إِلى صلاة المغرب، ما كانت صلاةُ القوم إلا التكبيرَ عند مواقيت الصلاة. ثم إِن ميسرة العراق كشفت ميمنة أَهل الشام فطاروا في سَواد الليل، وأَعادَ عبيد الله والتقى هو وكرب - رجل من عُكْل - فقتله وقَتلَ الذين معه جميعاً، وإنما انكشف الناس لوقعة كرب، فكشّف أَهلُ الشام أَهل العراق فاختلطوا في سواد اللَّيلِ وتبدلت الرّايات بعضُها ببعض، فلما أَصبح الناسُ وجد أَهل الشام لواءَهم وليس حوله إلا أَلف رجل، فاقتلعوه وركزوه مِن وراءِ موضعه الأول، وأحاطوا به، ووجد أَهل العراق لواءَهم مركوزاً وليس حوله إلا ربيعة، وعليُّ علیه السلام بينها، وهم يحيطون به، وهو لا يعلم من همُ ويظنُّهم غيرَهم. فلما أَذَّن مؤذن عليَّ حين طلع الفجر قال علي: البيت. فلما صلى عليّ الفجرَ أبصر وجوهاً ليست بوجوهِ أَصحابه بالأمس، وإذا مكانُه الذي هو به ما بين الميسرةِ والقلب بالأَمْس، فقال: مَن القوم؟ قالوا: ربيعة، وقد بت فيهم تلك الليلة. قال: فَخْرٌ طويلٌ لكِ يا ربيعة. ثم قال لهاشم: خُذ اللِّواءَ، فوالله ما رأيتُ مثلَ هذه الليلة، ثم خرج نحو القلب حتى ركز اللواءَ به. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14/8

الكامل

وقال علیه السلام:

لاَ ينْقصُ الكَامِل مِنْ كَمَالِهِ ٭٭٭ مَا جَرَّ مِنْ نَفْعٍ إِلَى عِبَالِهِ(1)

أَلا أيها الموت

وقال علیه السلام:

أَلاَ أَيُّهَا المَوْتُ الَّذي لَيْسَ تَارِكِي ٭٭٭ أَرِحْنِي فَقَدْ أَفْنَيْتَ كُلَّ خَلِيلِ

أَرَاكَ مُضِراً بِالَّذِينَ أُحِبُّهُمْ ٭٭٭ كَأَنَّكَ تَنْحُو نَحْوَهُمْ بِدَلِيلِ(2)

لا يدوم خليل

وقال علیه السلام:

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِيلَيْنِ فِرْقَةٌ ٭٭٭ وَكُلُّ الَّذِي دُونَ المَمَاتِ قَلِيلُ

ص: 196


1- مناقب آل أبي طالب 120/2، بحار الأنوار 1/54/41 «باب 105 تواضعه صلوات الله عليه» وفيهما: كان علي علیه السلام يحمل التمر والملح بيده ويقول: البيت
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص ،109 تذكرة الخواص ص 287 بهذا النص: ألا أيها الموت الذي ليس تاركي ٭٭٭ أرحني فقد أفنيت كل خليل أراك بصيراً بالذين أحبهم ٭٭٭ كأنك تنحو نحوهم بدلیل المحجة ص 230 بهذا النص: طاف أمير المؤمنين علیه السلام في القتلى ووجد عمار ملقىّ بين القتلى فجعل رأسه على فخذه ثم بكى عليه وأنشأ يقول: ألا أيها الموت الذي ليس تاركي ٭٭٭ أرحني فقد أفنيت كل خليل أيا موت كم هذا التفرق عنوة ٭٭٭ فلست تبقى خلة لخليل أراك بصيراً بالذين نحبهم ٭٭٭ كأنك تمضي نحوهم بدليل وفي بحار الأنوار 19/33 ورد بيتين منها بهذا النص: أيا موت كم هذا التفرق عنوة ٭٭٭ فلست تبقي لي خليل خليل أراك بصيرا بالذين أحبهم ٭٭٭ كأنك تمضي نحوهم بدليل وفي عوالم العلوم والمعارف النصوص على الأئمة الاثني عشر علیه السلام ص 177 ورد بيتين أيضاً برواية ابن الجوزي في التذكرة. وروي في مطالب السؤول ص 218 باختلاف يسير

وَإِنَّ افْتِقَادِي وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ ٭٭٭ دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لاَ يَدُومَ خَلِيلُ(1)

ص: 197


1- الأخبار الموفقيات 193 - 194/ ح 106 بهذا الإسناد: حدثني الزبير قال: حدثني المدائني قال: لما فرغ أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب - علیه السلام - من دفن فاطمة بنت رسول الله - صلی الله علیه وآله وسلم - قام عليُّ على القبر، وأنشأ يقول: الأبيات. وروى الأبيات ابن عبد ربه في العقد الفريد 241/3، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين 153/1 بهذا النص: قال عبد الرحمن الهمداني: لما دفن علي بن أبي طالب علیه السلام فاطمة علیها السلام قام على شفير القبر، وذلك في جوف الليل لأنه كان دفنها ليلاً فأنشأ يقول: لكل اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ٭٭٭ ويحدث بعدي للخليل خليل وأورد الأبيات ابن شهر آشوب في مناقبه 413/3 - 414 بهذا النص: ذكرت أبا ودي فبت كأنني ٭٭٭ برد الهموم الماضيات وكيل لكل اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطم بعد أحمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل ورواها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 288/10 بهذا النص: وذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد في كتابه «الكامل» أنّ علياً علیه السلام تمثّل عند قبر فاطمة: ذكرت أبا أرْوى فبتّ كأنّني ٭٭٭ بردّ الهموم الماضيات وكيلُ لكلّ اجتماعِ من خليلين فرقةٌ ٭٭٭ وكلّ الذي دُون الفراق قليلُ وإن افتقادي واحداً بعد واحدٍ ٭٭٭ دليلٌ على ألاّ يدوم خليلُ والناس يروونه: «وإن افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ». ورواها المجلسي في بحار الأنوار 184/43 وفيه: وروي أنّه لمّا صار بها إلى القبر المبارك خرجت يدٌ فتناولتها، وانصرف عبد الرَّحمان الهمداني وحميد الطويل أنه علیه السلام أنشأ على شفير قبرها: ذكرت أبا ودَّي فبتُّ كانّني ٭٭٭ بردٌ الهموم الماضيات وكيل لكلِّ اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكلُّ الذي دون الفراق قليل وإنَّ افتقادي فاطماً بعد أحمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل فأجاب هاتف: يريد الفتى أن لا يموت خليله ٭٭٭ وليس له إلا الممات سبيل فلا بدَّ من موت ولا بدَّ من بلی ٭٭٭ وانَّ بقائي بعدكم لقليل إذا انقطعت يوماً من العيش مدَّتي ٭٭٭ فإنَّ بكاء الباكيات قليل ستعرض عن ذكري وتنى مودَّتي ٭٭٭ ويحدث بعدي للخليل بديل وفي البحار أيضاً 187/43 بهذا النص: وقع علي علیه السلام على وجهه يقول: بمن العزاء يا بنت محمّد؟ كنت بك أتعزّى فقيم العزاء من بعدك ثمَّ قال: لكلِّ اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكلُّ الذي دون الفراق قليل وإنَّ افتقادي فاطماً بعد أحمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل وفيه أيضاً 35/207/43 بهذا الإسناد والنص: ابن موسى، عن ابن زكريّا القطان، عن ابن حبيب، عن محمد بن عبيد الله وعبد الله بن الصلت الجحدريَّ قالا: حدَثنا ابن عائشة، عن عبد الله بن عبد الرَّحمن الهمداني، عن أبيه قال: لما دفن عليُّ بن أبي طالب علیه السلام فاطمة علیها السلام قام على شفير القبر وذلك في جوف الليل لأنه كان دفنها ليلاً ثمَّ أنشأ يقول: لكلُ اجتماع من حليلين فرقة ٭٭٭ وكلُّ الذي دون الممات قليل وإنَّ افتقادي واحداً بعد واحد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل ستعرض عن ذكري وتنسى مودَّتي ٭٭٭ ويحدث بعدي للخليل خليل وفيه أيضاً 92/85/75 وفيه: وكل الذي دون الوفات قليل..، وروى الأبيات السيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية 306/3 بهذا النص: في الدّيوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين علیه السلام أنه لما رأى فاطمة علیها السلام مسجّاة بثوبها بكى فرثاها ثم قال: لكلِّ اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وإنّ الذي دون الممات قليل أرى علل الدّنيا عليّ كثيرة ٭٭٭ وصاحبها حتى الممات عليل وإنَّ افتقادي فاطماً بعد أحمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل ألا أيها الموت الذي لست تاركي ٭٭٭ أرحني فقد أفنيت كلّ خليل اراك بصيراً بالذين أحبّهم ٭٭٭ كأنّك تنحو نحوهم بدلیل ووردت الأبيات في نزل الأبرار ص 133 بهذا النص: لکل اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل وكيف هناك العيش من بعد فقدهم ٭٭٭ لعمرك شيء ما إليه سبيل ووردت أيضاً في جلاء العيون 223/1 بهذا النص: لکل اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكل الذي دون الممات قليل وإن افتقادي واحداً بعد واحد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ٭٭٭ ويحدث بعدي للخليل خليل وفي تاريخ الأحمدي ص 133 وردت الأبيات بهذا النص: أرى علل الدنيا عليَّ كثيرةً ٭٭٭ وصاحبها حتى الممات عليل بكلَّ اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكلُّ الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد ٭٭٭ دليلٌ على أن لا يدوم خليل وفي منتهى الآمال 198/1 وردت بهذا النص: لکل اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكل الذي دون الفراق قليل وإنّ افتقادي واحداً بعد واحد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل ورواها الهمداني في فاطمة الزهراء علیها السلام بهجة قلب المصطفى صلی الله علیه وآله وسلم ص 577 بهذا النص: لكلَّ اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكلُّ الذي دون الممات قليل وإنَّ افتقادي واحداً بعد واحد ٭٭٭ دليلٌ على أن لا يدوم خليل وفيه أيضاً ص 581 وردت بهذا النص: أرى علل الدنيا عليّ كثيرة ٭٭٭ وصاحبها حتّى الممات عليل لكل اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وإنّ بقائي عندكم لقليل وإنّ افتقادي فاطماً بعد احمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل بحار الأنوار 216/43 - 48/217 بهذا النص: ألا هل إلى طول الحياة سبيل ٭٭٭ وإنّي وهذا الموت ليس يحول وإنّي وإن أصبحت بالموت موقناً ٭٭٭ فلي امل من دون ذاك طويل وللدُّهر الوان تروح وتغتدي ٭٭٭ وإنّ نفوساً بينهنَّ تسيل ومنزل حقّ لا معرَّج دونه ٭٭٭ لكلَّ امرىء منها إليه سبيل قطعت بأيّام التعزُّز ذكره ٭٭٭ وكلُّ عزيز مّا هناك ذليل أرى علل الدُّنيا عليَّ كثيرة ٭٭٭ وصاحبها حتّى الممات عليل وإنّي لمشتاق إلى من أُحبّه ٭٭٭ فهل لي إلى من قد هویت سبیل وإنّي وإن شطّت بي الدار نازحاً ٭٭٭ وقد مات قبلي بالفراق جميل فقد قال في الأمثال في البين قائل ٭٭٭ أضرَّ به يوم الفراق رحيل لكلَّ اجتماع من خليلين فرقة ٭٭٭ وكلُّ الَّذي دون الفراق قليل وإنَّ افتقادي فاطماً بعد أحمد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل وكيف هناك العيش من بعد فقدهم ٭٭٭ لعمرك شيء ما إليه سبيل سيعرض عن ذكري وتنسى مودَّتي ٭٭٭ ويظهر بعدي للخليل عديل وليس خليلي بالملول ولا الّذي ٭٭٭ إذا غبت يرضاه سواي بديل ولكن خليلي من يدوم وصاله ٭٭٭ ويحفظ سرَّي قلبه ودخيل إذا انقطعت يوماً من العيش مدَّتي ٭٭٭ فإنَّ بكاء الباكيات قليل يريد الفتى أن لا يموت حبيبه ٭٭٭ وليس إلى ما يبتغيه سبیل ولیس جليلاً رزء مال وفقده ٭٭٭ ولكنّ رزء الأكرمين جليل لذلك جنبي لا يؤاتيه مضجع ٭٭٭ وفي القلب من حرّ الفراق غليل وورد البيتان في مطالب السؤول ص 216 بهذا النص: لکل اجتماع من خليل فرقة ٭٭٭ وكل الذي دون الوقاة قليل وإنَّ افتقادي واحداً بعد واحد ٭٭٭ دليل على أن لا يدوم خليل

ص: 198

ص: 199

اصبر على أهوالها

وقال علیه السلام:

الحَرْبُ إِنْ بَاشَرْتَهَا ٭٭٭ فَلاَ يَكُنْ مِنْكَ الفَشَلْ

وَاصْبرْ عَلَى أَهْوَالِهَا ٭٭٭ لاَ مَوْتَ إِلاَّ بِالأَجَلْ(1)

السخي في راحة

وقال علیه السلام:

خَلَقْتَ الخَلاَبِقَ فِي قُدْرَةٍ ٭٭٭ فَمِنْهُمْ سَخِيٌّ وَمِنْهُمْ بَخِيلُ

فَأَمَّا السَّخِيُ فَفِي رَاحَةٍ ٭٭٭ وَأَمَّا البَخِيلُ فَشُومٌ طَوِيلُ(2)

دع التكبر

وقال علیه السلام:

وَدَعِ التَّجَبُّرَ وَالنَّكَبُرَ يَا أَخِي ٭٭٭ إِنَّ التَّكَبُرَ لِلعَبِيدِ وَبِيلُ

وَاجْعَلْ فُؤَادَكَ لِلتَّوَاضُعِ مَنْزِلاً ٭٭٭ إِنَّ التَّوَاضُعَ بِالشَّرِيفِ جَمِيلُ(3)

ص: 200


1- مناقب آل أبي طالب 346/3 وفيه: كان مكتوباً على علم أمير المؤمنين علیه السلام: الأبيات. ناسخ التواريخ 711/3
2- عيون أخبار الرضاء علیه السلام 6/177/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا أبو العباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله، قال: حدثنا أبو سعيد الحسين بن علي العدوي، قال: حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني: حدثنا علي بن موسى الرضا علیه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر؛ عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبيه علیه السلام قال: كان أمير المؤمنين علیه السلام يقول: الأبيات. بحار الأنوار 20/304/70
3- مناقب آل أبي طالب 123/2 وفيه: عن الباقر علیه السلام: في خبر أنه رجع علي علیه السلام إلى داره في وقت القيظ، فإذا امرأة قائمة تقول: إن زوجي ظلمني وأخافني وتعدى عليّ وحلف ليضربني، فقال علي علیه السلام: «يا أمة الله اصبري حتى يبرد النهار، ثم أذهب معك إن شاء الله»، فقالت: يشتد غضبه ومرده علي، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: «لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع أين منزلك؟ فمضى إلى بابه، فقال: «السلام عليكم»، فخرج شاب فقال عليّ: «يا عبد الله اتق الله فإنك قد أخفتها وأخرجتها»، فقال الفتى: وما أنت وذاك والله لأحرقنها لكلامك فقال أمير المؤمنين: «آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر، تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف» قال: فأقبل الناس من الطرق ويقولون: سلام عليكم يا أمير المؤمنين: فسقط الرجل في يديه فقال: يا أمير المؤمنين أقلني عثرتي فوالله لأكونن لها أرضاً تطؤني؟ فأغمد عليّ سيفه وقال: «يا أمة الله، ادخلي منزلك ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه» روى الفنجكرودي في سلوة الشيعة له علیه السلام: الأبيات

العلم باق

وقال علیه السلام:

رَضِينَا قِسْمَةَ الجَبَّارِ فِينَا ٭٭٭ لَنَا عِلْمٌ وَللجُهَّالِ(1) مَالُ

فَإِنَّ المَالَ يَفْنَى عَنْ قَرِيبٍ ٭٭٭ وَإِنَّ العِلْمَ بَاقٍ لاَ يَزَالُ(2)

يرعى هواك

وقال علیه السلام:

مُحِبُّكَ يَرْعَى هَوَاكَ فَهَلْ ٭٭٭ تَعُودُ لَيَالٍ بِضِدِّ الأَمَلْ

فَمَا كَانَ مَنْقُوط ذَانحةٍ ٭٭٭ وَمَا كَانَ مُهْمل خَيْر حَصَلْ(3)

اجهد ولا تكسل

وقال علیه السلام:

لَوْ كَانَ هَذَا العِلْمُ يَحْصَلُ بِالمُنَى ٭٭٭ مَا كَانَ يَبْقَى فِي البَرِيَّةِ جَاهِلُ

إجْهَدْ وَلاَ تَكْسَلُ وَلاَ تَكُ غَافِلاً ٭٭٭ فَنَدَامَةُ العُقْبَى لِمَنْ يَتَكَاسَلُ(4)

صندوق العمل

وقال علیه السلام:

يَا مَنُ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ ٭٭٭ وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ

ص: 201


1- في البحار «للأعداء»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 96، بحار الأنوار 71/431/34
3- ينابيع المودة 210/3
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 108

المَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً ٭٭٭ والقَبْرُ صُنْدُوقُ العَمَلْ(1)

كظل زائل

وقال علیه السلام:

إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلٍ زَائِلٍ ٭٭٭ أَوْ كَضَيْفٍ بَاتَ لَيْلاً فَارْتَحَلْ

أَوْ كَطَيْفٍ قَدْ يَرَاهُ نَائِمٌ ٭٭٭ أَوْ كَبَرْقِ لاَحَ فِي أُفْقِ الأَمَلْ(2)

ظلماني

وقال علیه السلام:

إِنَّ يَوْمِي مِنَ الزُّبَيْرِ وَمِنْ طَلْ ٭٭٭ حَةَ فِيمَا يَسُوءُنِي لَطَوِيلُ

ظَلَمَانِي وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ اللَّ ٭٭٭ هُ إِلى الظُّلْمِ لِي لِخَلْقٍ سَبِيلُ(3)

لما هو زائل

وقال علیه السلام:

إِذَا مَا عَرَى خَطْبٌ مِنَ الدَّهْرِ فَاصْطَبِرْ ٭٭٭ فَإِنَّ اللَّيَالِي بِالخُطُوبِ حَوَامِلُ

وَكُلُّ الَّذِي يَأْتِي بِهِ الدَّهْرُ زَائِلُ ٭٭٭ سَرِيعاً فَلاَ تَجْزَعُ لِمَا هُوَ زَائِلُ(4)

سادة الرجال

وقال علیه السلام:

أَحْمُدُ رَبِّي عَلَى خِصَالٍ ٭٭٭ خَصَّ بِهَا سَادَةَ الرِّجَالِ

لُزُومُ صَبْرِ وَخَلَعُ كِبْرٍ ٭٭٭ وَصَوْنُ عِرْضٍ وَبَذْلُ مَالِ(5)

ص: 202


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 105
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 105ديوان الإمام علي علیه السلام ص 101
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 109، بحار الأنوار 82/436/34 وفيه قال المجلسي: قال الشارح: قوله علیه السلام: «علم الله» قسم والتقدير: لم يكن لي سبيل إلى الظلم لخلق
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 99
5- الفصول المهمة لابن الصباغ ص 119، نور الأبصار للشبلنجي ص 85

وفت يداك

وقال علیه السلام:

سَمَحْتَ بِأَمْرٍ لاَ يُطَاقُ حَفِيظةً ٭٭٭ وَصِدْقاً وَإِخْوَانُ الحِفَاظِ قَلِيلُ

جَزَاكَ إِلهُ النَّاسِ خَيْراً فَقَدْ وَفَتْ ٭٭٭ يَدَاكَ بِفَضْلٍ مَا هُنَاكَ جَزِيلُ(1)

يابن حرب

وقال علیه السلام:

أَصْبَحْتَ مِنِّي يَابْنَ حَرْبٍ جَاهلا ٭٭٭ إِنْ لَمْ نُرَامَ مِنْكُمُ الكَوَاهِلاَ

بالحَقِّ وَالحَقُّ يُزيلُ البَاطِلاَ ٭٭٭ هَذَا لَكَ العَام وَعَامٌ قَابِلا(2)

أوقدت نيرانها

وقال علیه السلام:

أعُوذُ بِالرَّحْمنِ أنْ أمِيلا ٭٭٭ مِنْ عَزْفِ جِنٍ أَظْهَرُوا تَهْوِيلا

ص: 203


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 95، وقعة صفين ص 308، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 242/5 - 243 بهذا النص: قال نصر: في حديث عمرو بن سَعْد: إنّ عليا علیه السلام صلّى بهم هذا اليوم صلاةَ الغداة، ثم زحف بهم؛ فلما أبصروه قد خرج استقبلُوه بزُحوفهم، فاقتتلوا قتالاً شديداً. ثم إنّ خيل أهلِ الشام حملت على خيلِ أهل العراق، فاقتطعُوا من أصحاب علي علیه السلام ألفَ رجل أو أكثر، فأحاطوا بهم، وحالوا بينهم وبين أصحابهم فلم يروهم، فنادى عليّ علیه السلام يومئذ: ألا رجلٌ يشري نفسَه لله وبیع دنياه بآخرته! فأتاه رجلٌ من جُغف، يقال له عبد العزيز بن الحارث على فَرَس أدهم، كأنه غراب مقنُع في الحديد، لا يُرى منه إلا عيناه، فقال: يا أمير المؤمنين، مُرْني بأمرك، فوالله لا تأمرني بشيء إلا صنعته، فقال علي علیه السلام: سمحتَ بأمر لا يطاق حفيظةً ٭٭٭ وصدقا وإخوانُ الوفاء قليلُ جَزَاكَ إلهُ النَاس خيراً فإنّه ٭٭٭ لعمرُك فضلٌ ما هناك جزيلُ وروى الأبيات المجلسي في بحار الأنوار 483/32 - 419/484 بهذا النص: سَمَحْتَ بِأمْر لا يُطاق حفيظة ٭٭٭ وصِدْقاً وإخوان الحِفاظ قليلُ جَزَاك إلهُ النَاسِ خَيْرَاً فقد وَفَتْ ٭٭٭ يداك بِفَضلِ ما هناك جَزِيلُ
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 95، بحار الأنوار للمجلسي 419/133/33 وفي: كتاب صفّين لنصر بن مُزاحِم قال: كتب عليّ علیه السلام إلى معاوية: الأبيات

وَأَوْقَدَتْ نِيرانَهَا تَغْوِيلا ٭٭٭ وَقَرَعَتْ مَعْ عَزْفِهَا الطُّبُولاَ(1)

بذله لوجهه يذلّه

وقال علیه السلام:

صَبْرُ الفَتَى لِفَقْرِهِ يُجِلُّهُ ٭٭٭ وَبَذْلُهُ لِوَجْهه يُذِلّهْ

يَكْفِي الفَتَى مِنْ عَيْشِهِ أَقَلُّهُ ٭٭٭ الخُبْزُ لِلجَائِعِ أُدْمٌ كُلُّهُ(2)

إلى الزوال

وقال علیه السلام:

هَبِ الدُّنْيَا تُسَاقُ إِلَيْكَ عَفْواً ٭٭٭ أَلَيْسَ مَصِيرُ ذَاكَ إِلَى الزَّوَالِ

وَمَا تَرْجُو لِشَيءٍ لَيْسَ يَبْقَى ٭٭٭ وَشِيكاً مَا تُغَيِّرُهُ اللَّيَالِي(3)

أوصى بحقه

وقال علیه السلام:

تَعَلَّمُ أَبَا بَكْرٍ وَلاَ تَكُ جَاهِلاً ٭٭٭ بِأَنَّ عَلِياً خَيْرُ حَافٍ وَنَاعِلٍ

وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَوْصَى بِحَقِّهِ ٭٭٭ وَأَكَّدَ فِيهِ قَوْلَهُ بِالفَضَائِلِ

ص: 204


1- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 103/2 - 104 بهذا النص: أعوذ بالرحمن أن أميلا ٭٭٭ من عزف جن أظهروا تأويلا وأوقدت نيرانها تغويلا ٭٭٭ وقرعت مع عزفها طبولا مدينة المعاجز للبحراني 82/2 - 85 بهذا النص: أعوذ بالرحمن أن أميلا ٭٭٭ من عزف جنّ أظهروا تأويلا وأوقدت نيرانها تعويلا ٭٭٭ وقرّعت مع عزفها الطبولا بحار الأنوار 20/41 - 2/72 برواية المناقب
2- ديوان الإمام علي ص 108 - 109، تذكرة الخواص ص 151 بهذا النص: صبر الفتى لفقره يجهله ٭٭٭ وبذله لوجهه يذله والخبز للجائع ادم کله ٭٭٭ والماء إن جف به یبله وقطعة من حائط تظله ٭٭٭ والموت يأتي بعد ذا يتله
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 104

وَلاَ تَبْخَسَنهُ حَقَّهُ وَارْدُدْ الوَرَى ٭٭٭ إِلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَصْدَقُ قَائِلِ(1)

داري مناخ

وقال علیه السلام:

فَدَارِي(2) مَنَاخٌ لِمَنْ قَدْ نَزَلْ ٭٭٭ وَزَادِي مُبَاحٌ لِمَنْ قَدْ أَكَلْ

أَقَدَّمُ مَا عِنْدَنَا حَاضِراً ٭٭٭ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ خُبْزِ وَخَلْ

فَأَمَّا الکَرِیمُ فَرَاضٍ بِهِ ٭٭٭ وَأَمَّا اللَّئِيمُ فَمَا قَدْ أَبَلْ(3)(4)

الصمت المزيّن للعقل

وقال علیه السلام:

فَلاَ تُكْثِرَنَّ القَوْلَ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ ٭٭٭ وَأَدْمِنْ عَلَى الصَّمْتِ المُزَيِّنِ للعَقْلِ

يَمُوتُ الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ ٭٭٭ وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرّجْلِ

وَلاَ تَكُ مِبْثاثاً لِقَوْلِكَ مُفْشِياً ٭٭٭ فَتَسْتَجْلِبِ البَغْضَاءَ مِنْ زَلَّةِ النَّعْلِ(5)

غريباً تمتطي قدميك

وقال علیه السلام:

بِأَنکَدِ طَائِرٍ وَبِشَرِّ فَالِ ٭٭٭ لأَبْعَدِ غَايَةٍ وَأَخَسٌ حَالِ

بِحَدّ السُّدَّ حَيْثُ يَكُونُ مِنِّي ٭٭٭ كَمَا بَيْنَ الجَنُوبِ إِلَى الشَّمَالِ

غَرِيباً تَمْتَطِي قَدَمَيْكَ دَهراً ٭٭٭ عَلَى خَوْفٍ تَحِنُّ إِلى العِیَالِ(6)

ص: 205


1- بحار الأنوار 76/433/34 وفيه: روى أبو الجيش المظفر البلخي بإسناده قال: جاء علي علیه السلام وأبو بكر في المسجد فقال علیه السلام: الأبيات
2- في البحار «وداري»
3- في البحار «وأما اللثيم فذاك الوبل»
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 107، بحار الأنوار 72/431/34
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 106
6- المحاسن والأضداد ص 159

الضراب وحز الرقاب

وقال علیه السلام:

كَآسَادِ غِيلٍ وَأَشْبَالِ خِيسِ ٭٭٭ غَدَاةَ الخَمِيسِ بِبِيضٍ صِقَالِ

تُجِيد الضِّرَابَ وَحَزَّ الرِقَابِ ٭٭٭ أَمَامَ العِقَابِ غَدَاةَ النَّزَالِ

نَكِيدُ الكَذُوبَ وَتَخْزِي الهَیُوبَ ٭٭٭ وَتَرْوِي الكَعُوبَ دِمَاءَ القَذَالِ(1)

إلى قعر الجحيم

وقال علیه السلام:

لَقَدْ كَانَ ذَا جَدَّ وَجِدَّ بِكُفْرِهِ ٭٭٭ فَقِيدَ إِلَيْنَا فِي المَجَامِعِ يَعْتَلُ

فَقَلَّدْتُهُ بِالسَّيْفِ ضَرْبَةَ مُحْفَظٍ ٭٭٭ فَصَارَ إِلى قَعْرِ الجَحِيمِ يُكَبَّلُ

فَذَاكَ مَآبُ الكَافِرِينَ وَمَنْ يَكُنْ ٭٭٭ مُطِيعاً لأَمرِ اللهِ فِي الخُلْدِ يَنْزِلُ(2)

أكاذيب الحيل

وقال علیه السلام:

خَوَّفَنِي مُنَجِّمُ أَخُو خَبَلْ ٭٭٭ تَرَاجُعَ المِرِّيخِ فِي بَيْتِ حَمَلْ

فَقُلْتُ دَعْنِي مِنْ أَكَاذِيبِ الحِيَلْ ٭٭٭ المُشْتَرِي عِنْدِي سَوَاءٌ وَزُحَلْ

ص: 206


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 108، بحار الأنوار 437/34 - 84/438 وفيه: قال المجلسي: الغيل والخيس - بكسرهما - موضع الأسد. والشّبل - بالكسر -: ولده والحزّ: القطع. والعقاب العلم الضخم. واسم راية رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم. والقذال: جماع مؤخّر الرأس
2- ديوان الإمام علي ص 97 الإرشاد 1/ 112 - 113 وفيه: قال أمير المؤمنين علیه السلام لمن جاء به: «ما كان يقول حُیَيّ وهو يُقادُ إلى الموت؟» فقال: كان يقول: لَعَمْرُك ما لامَ ابنُ أخطبَ نفسَه ٭٭٭ ولكنّه من يخذلِ الله يُحْذَلِ لَجاهَد حتّى بلغ النفسَ جُهْدَها ٭٭٭ وحاول يبْغي العزّ كلَّ مُقَلْقِلِ فقال أمير المؤمنين علیه السلام: الأبيات. وروى الأبيات المجلسي في بحاره 263/20 - 264 والبيت الأخير بهذا النص: فذاك مآب الكافرين ومن يطع ٭٭٭ لأمر إله الخلق في الخلد ينزل

أَرْفَعُ عَنْ نَفْسِي أَفَانِينَ الدُّوَلْ ٭٭٭ بِخَالِقِي وَرَازِقِي عَزَّ وَجَلّ(1)

بنصل السيف خنشليل

وقال علیه السلام:

قَدْ عَلِمَتْ ذَاتُ القُرُونِ المِيلِ ٭٭٭ وَالخِصْرِ وَالأَنَامِلِ الطُّفُولِ

أنِّي بِنَصْلِ السَّيْفِ خَنْشَلِيلِ(2) ٭٭٭ أَحْمِي وَأَرْمِي أَوَّلَ الرَّعِيلِ

بِصَارِمِ لَيْسَ بِذِي فُلُولِ(3)

تركتماني قتيلا

وقال علیه السلام:

يَقُولُ قَلبي لِطَرْفِي ٭٭٭ أَأَنْتَ كُنْتَ الدَّلِيلا

فَقَالَ طَرْفِي لِقَلْبِي ٭٭٭ أأَنْتَ كُنْتَ الرَّسُولا

فَقُلْتُ كُنَّا جَمِيعاً ٭٭٭ تَرَكْتُمَانِي قَتِيلا(4)

أنا ابنُ سبعِ

وقال علیه السلام:

أَنَا الصَّقْرُ الَّذِي حَدَّثْتَ عَنْهُ ٭٭٭ عِتَاقَ الطَيْرِ تَنْجَدِلُ انْجِدَالا

وَقَاسَيْتُ الحُرُوبَ أَنَا ابْنُ سَبْعِ ٭٭٭ فَلَمَّا شِبْتُ أَفْنَيْتُ الرِّجَالا

ص: 207


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 109، بحار الأنوار 75/433/34. وفي الديوان: في بیت الحمل
2- الخنشليل: الماضي، الحاد
3- بحار الأنوار للمجلسي 436/512/32 (الباب الثاني عشر «باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم») وفيه: حمل أهل العراق وتلقّاهم أهل الشام فاجتلدوا وحمل عمرو بن العاص معلّماً مرتجزاً فاعترضه عليّ علیه السلام وهو يقول: الأبيات. ديوان الإمام علي علیه السلام ص 96
4- عيون المعجزات ص 42 - 43. وروى الأبيات البحراني في مدينة المعاجز 67/2 - 402/68

فَلَمْ تَدَعِ السُّيُوفُ لَنَا عَدُواً ٭٭٭ وَلَمْ يَدَعِ السَّخَاءُ لَدَيَّ مَالاً(1)

نعم البدل

وقال علیه السلام:

فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ ٭٭٭ وَأَسْتَوْدَعُ اللَّهَ إلفاً رَحَلْ

تَوَلَّى الشَبَابُ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ ٭٭٭ وَحَلَّ المَشِيبُ كَأَنْ لَمْ يَزَلْ

فَأَمَّا المَشِيبُ كَصُبْحٍ بَدَا ٭٭٭ وَأَمَّا الشَبَابُ كَبَدْرِ أَفَلْ

سَقَى اللَّهُ ذَاكَ وَهَذَا مَعاً ٭٭٭ فَنِعْمَ المُوَلِّي وَنِعْمَ البَدَل(2)

كالبرق في المخلولق

وقال علیه السلام:

إِخْسَأَ عَلَيْكَ اللَّعْنُ مِنْ جَاهِدٍ ٭٭٭ يَابْنَ لَعِينٍ لاَحَ بِالأَرْذَلِ

الْيَوْمَ أَعْلُوكَ بِذِي رَوْنَقٍ ٭٭٭ كَالبَرْقِ فِي المُخْلَولَقِ المُسْبَل

يَفْرِي شُؤُونَ الرَّأْسِ لاَ يَنْثَنِي ٭٭٭ بَعْدَ فِرَاشِ الحَاجِبِ الأَجْزَلِ

أَرْجُو بِذَلِكَ الفَوزَ فِي جَنَّةٍ ٭٭٭ عَالِيَةٍ فِي أَكْرَمِ المَدْخَلِ(3)

في دمشق

وقال علیه السلام:

وَكَمْ قَدْ تَرَكْنَا فِي دِمَشْقَ وَأَهْلِهَا ٭٭٭ مِنْ اشْمَطَ مَوْتُورٍ وَشَمْطَاءَ ثَاكِلِ

وَغَانِيَةٍ صَادَ الرِّمَاحُ حَلِيلَهَا ٭٭٭ فَأَضْحَتْ تُعَدُّ اليَوْمَ بَعْضُ الأَرَامِل

ص: 208


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 111، بحار الأنوار للمجلسي 77/433/34 بهذا النص: أنا الصقر الذي حدّثت عنه ٭٭٭ عِتاق الطير تنجدل انجذالا وقاسيت الحروب أنا ابن سبع ٭٭٭ فلمّا شبت أفنيت الرجالا فلم تدع السيوف لنا عدوّاً ٭٭٭ ولم يدع الخاء لديّ مالا
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 106
3- بحار الأنوار 49/121/20 وفيه: قال علیه السلام في جواب رجز عمر بن أخنس بن شريق: الأبيات

وَتَبْكِي عَلَى بَعْلٍ لَهَا رَاحَ غَادِياً ٭٭٭ وَلَيْسَ إِلَى يَوْمِ الحِسَابِ بِقَافِلِ

وَإِنَّا أُنَاسٌ لاَ تُصِيبُ رِمَاحُنَا ٭٭٭ إذَا مَا طَعَنَّا القَوْمَ غَيْرَ المُقَاتِل(1)

العسر يتبعه يسار

وقال علیه السلام:

فَلاَ تَجْزَعْ إِذَا أَعْسَرْتَ يَوْماً ٭٭٭ فَقَدْ أَيْسَرْتَ فِي دَهْرٍ طَوِيلِ

وَلاَ تَيْأَسْ فَإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ ٭٭٭ لَعَلَّ اللَّهَ يُغْنِي مِنْ قَلِيلِ

وَلاَ تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سُوءٍ ٭٭٭ فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالجَمِيلِ

رَأَيْتُ العُسْرَ يَتْبَعُهُ يَسَارٌ ٭٭٭ وَقَوْلَ اللَّهِ أَصْدَقَ كُلِّ قِیلِ(2)

ثواب الله أعلى

وقال علیه السلام:

فَإِنْ تَكُنِ الدُّنْيَا تُعَدُّ نَفِيسَةً ٭٭٭ فَإِنَّ ثَوَابَ اللَّهِ أَعْلَى وَأَنْبَلُ

وَإِنْ تَكُنِ الأَرْزَاقُ حَظَاً وَقِسْمَةً ٭٭٭ فَقِلَّهُ حِرْصِ المَرْءِ فِي الكَسْبِ أَجْمَلُ

وَإِنْ تَكُنِ الأَمْوَالُ للتَّرْكِ جَمْعُهَا ٭٭٭ فَمَا بَالُ مَتْرُوكٍ بِهِ الحُرُّ يَبْخَلُ

وَإِنْ تَكُنِ الأَبْدَانُ لِلمَوْتِ أُنْشِئَتْ ٭٭٭ فَقَتْلُ امرىء لِلَّهِ بِالسَّيْفِ أَفْضَلُ(3)

طال ليلي

وقال علیه السلام:

قَدْ طَالَ لَيْلِي وَالحَزِينُ مُوَكَّلُ ٭٭٭ لِحَذَارِ يَوْمٍ عَاجِلٍ وَمُؤَجَّلِ

ص: 209


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 95 - 96، وقعة صفين ص 492 بهذا النص: وكم قد تركنا في دمشقَ وأَرضِها ٭٭٭ من أشمطَ موتورِ وشمطاءَ ثاكلِ وغانيةً صادَ الرماحُ حليلها ٭٭٭ فأَضحت تُعدُ اليوم إحدى الأرامل وتبكي على بعلِ لها راح غادياً ٭٭٭ وليس إلى يوم الحساب بقافل وإِنَّا أناس ما تصيب رماحنا ٭٭٭ إذا ما طعنا القوم غير المقاتل
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 105
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 106

والنَّاسُ تَعْرُوهُمْ أُمُورٌ جَمَّةٌ ٭٭٭ مُرٌّ مَذَاقَتُها كَطَعْمِ الحَنْظَلِ

فِتَنٌ تَحِلُّ بِهِمْ وَهُنَّ سَوَارِعٌ ٭٭٭ تَسْقِي أَوَاخِرَهَا بِكَأْسِ الأَوَّلِ

فِتَنٌ إِذَا نَزَلَتْ بِسَاحَةِ أُمَّةٍ ٭٭٭ حِيقَتْ بِعَدْلِ بَيْنَهُمْ مُتَبَهِّلِ(1)

ابذله للمتكرم

وقال علیه السلام:

مَا اعْتَاصَ بَاذِلُ وَجْهِهِ بِسُؤَالِهِ ٭٭٭ عِوَضَاً وَلَوْ نَالَ المُنَى بِسُؤَالِ

وَإِذَا السُّؤَالُ مَعَ النَّوَالِ وَزَنْتَهُ ٭٭٭ رَجَحَ السُّؤَالُ وَخَفَّ كُلُّ نَوَالِ

وَإِذَا ابْتُلِيتَ بِبَذْلِ وَجْهِكَ سَائِلاً ٭٭٭ فَابْذُلْهُ للمُتَكَرِّمِ المِفْضَالِ

إِنَّ الكَرِيمَ إِذَا حَبَاكَ بِمَوْعِدٍ ٭٭٭ أَعْطَاكَهُ سَلساً بِغَيْرِ مِطَالِ(2)

هذا مقامي

وقال علیه السلام:

هَذَا مُقَامِي مُعَرَضٌ مَبْذُولُ ٭٭٭ مَنْ يَلْقَ سَيْفِي فَلَهُ العَوِيلُ

وَلاَ أَخَافُ الصَّوْلَ بَل أَصُولُ ٭٭٭ إِنِّي عَنِ الأَعْدَاءِ لاَ أَزُولُ

يَوْماً لَدَى الهَيْجَاءِ وَلاَ أَحُولُ ٭٭٭ وَالقَرْنُ عِنْدِي فِي الوَغَاءِ مَقْتُولُ(3)

أَوْ هَالِكٌ بِالسَّيْفِ أَوْ مَغْلُولُ(4)

ص: 210


1- بحار الأنوار 81/435/34
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 102
3- الهيجاء والوغاء: كذا في الأصل، وبهما يختل الوزن وربما كانتا تصحيف الهيجا والوغى
4- بحار الأنوار 49/121/20 «باب غزوة حمراء الأسد» وفيه: إن عثمان بن أبي طلحة ارتجز يوم أحد فقال: أنا ابن عبد الدار ذي الفضول ٭٭٭ وإنّك عندي يا عليّ مقبول أو هارب خوف الردى مفلول فأجابه علیه السلام بما في الديوان: الأبيات

ينصره القاهر والرسول

وقال علیه السلام:

يَا طَلْحُ إِنْ كُنْتَ(1) كَمَا تَقُولُ ٭٭٭ لَكُمْ خُيُولٌ وَلَنَا نُصُولُ

فَاثْبُتْ لِنَنْظُرْ أَيُّنَا المَقْتُولُ ٭٭٭ وَأَيُّنَا أَوْلَى بِمَا تَقُولُ

فَقَدْ أَتَاكَ الأَسَدُ الصَّؤُولُ ٭٭٭ بِصَارِمِ لَيْسَ لَهُ فُلُولُ

يَنْصُرُهُ القَاهِرُ وَالرَّسُولُ(2)

أعيني جودا

وقال علیه السلام:

أَعَيْنَيَّ جُودا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ٭٭٭ عَلَى هَالِكَيْنِ لاَ تُرَى لَهُمَا مِثْلا

عَلَى سَيِّدِ البَطْحَاءِ وَابِن رَئِيسِهَا ٭٭٭ وَسَيّدَةِ النُّسْوَانِ أَوَّلِ مَنْ صَلَّى

مُهَذِّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللَّهُ خَيْمَهَا ٭٭٭ مُبَارَكَةٌ وَاللَّهُ سَاقَ لَهَا الفَضْلاَ

لَقَدْ نَصَرَا فِي اللَّهِ دِينَ مُحَمَّدٍ ٭٭٭ عَلَى مَنْ بَغَى فِي الدِّينِ قَدْ رَعَيَا إِلاَّ(3)

يصحبه في القبر عمله

وقال علیه السلام:

غَرَّ جَهُولٌ(4) أَمَلَهْ ٭٭٭ يَمُوتُ مَنْ جَا أَجَلُهْ

ص: 211


1- في البحار والإمام علي من المهد إلى اللحد ومسند الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم: «إن كنتم»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 98، بحار الأنوار 50/20، الإمام علي علیه السلام من المهد إلی اللحد ص 117، مسند الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم 190/3
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 109، منتهى الآمال 77/1 بهذا النص: أعينيّ جودا بارك الله فيكما ٭٭٭ على هالكيْن ما ترى لهما مِثلا على سيد البطحاء وابن رئيسها ٭٭٭ وسيدة النسوان أول من صلّى مصابهما أرجى لي الجوّ والهوا ٭٭٭ فبتّ أقاسي منها الهمّ والثكلا لقد نصرا في الله دين محمدٍ ٭٭٭ على من بغى في الدين قد رعيا إلاّ
4- في شرح النهج «جهولا»

وَمَنْ دَنَا مِنْ حَتْفِهِ ٭٭٭ لَمْ تُغْنِ عَنْهُ حِيْلُهْ

ومَا بَقَاءُ آخِرٍ ٭٭٭ قَدْ غَابَ عَنْهُ أَوَّلُهْ

فَالمَرْءُ(1) لاَ يَصْحَبُهُ ٭٭٭ فِي القَبْرِ إِلاَّ عَمَلُهْ(2)

شربة مورودة

وقال علیه السلام:

إِنَّ المَنِيَّةَ شِرْبَةٌ مَوْرُودَةٌ ٭٭٭ لاَ تَجْزَعَنَّ وَشُدَّ لِلْتَرْحِيلِ

إِنَّ ابْنَ آمِنَةَ النَّبِيَّ مُحَمَّداً ٭٭٭ رَجُلٌ صَدُوقٌ قَالَ عَنْ جِبرِيلِ

أَرْخِ الزَّمَانَ وَلاَ تَخَفْ مِنْ عَائِقٍ ٭٭٭ فَاللَّهُ يُرْدِيهِمْ عَنِ التَّنْكِيلِ

إِنِّي بِرَبِّي وَاثِقٌ وَبِأَحْمَدٍ ٭٭٭ وَسَبِيلُهُ مُتَلاَحِقٌ بِسَبِيلِي(3)

ص: 212


1- في شرح النهج «والمرء»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 320/2
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 97، وفيه: ووروي أنه علیه السلام لما أراد الهجرة إلى المدينة قال له العباس إن محمداً ما خرج إلا خفية وقد طلبته قريش أشد طلب وأنت تخرج جهاراً في أثاث وهوادج ومال ورجال ونساء تقطع بهم السباسب والشعاب بين قبائل قريش ما أدري لك ذلك وأرى لك أن تمضي في خفارة خزاعة فقال علي علیه السلام: الأبيات. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 71/2 وفيه: محمد الواقدي وأبو الفرج النجدي وأبو الحسن البكري وإسحاق الطبراني أن علياً علیه السلام لما عزم على الهجرة قال له العباس: إن محمداً ما خرج إلا خفياً، وقد طلبته قريش أشد طلب، وأنت تخرج جهاراً في إناث وهوادج ومال ورجال ونساء، وتقطع بهم السباسب والشعاب من بين قبائل قريش، ما أرى لك أن تمضي إلا في خفارة خزاعة فقال علي علیه السلام: إن المنية شربة مورودة ٭٭٭ لا تنزعن وشدّ للترحيل إن ابن آمنة النبي محمّداً ٭٭٭ رجل صدوق قال عن جبريل أرخ الزمام ولا تخف من عائق ٭٭٭ فالله يرديهم عن التنكيل إني بربي واثق وبأحمد ٭٭٭ وسبیله متلاحق بسبیلی نور الأبصار «تأليف جماعة من العلماء» ص 64 - 67 وفیه: إن المنية حتفها متوقع ٭٭٭ لا تجزعن وجد في الترحيل إن ابن آمنة الكريم محمداً ٭٭٭ رجل صدوق قال عن جبريل رح بالركاب ولا تخف من عائق ٭٭٭ فالله يوردهم إلى التنكيل إنّي بربي واثق وبأحمد ٭٭٭ خير البرية خص بالتنزيل صلي عليه ربي في الورى ٭٭٭ أيضاً وفي التوراة والإنجيل

الدنيا كمنزل راكب

وقال علیه السلام:

مَضَى الدَّهْرُ وَالأَيَّامُ وَالذَّنْبُ حَاصِلُ ٭٭٭ وَجَاءَ رَسُولُ المَوْتِ وَالقَلْبُ غَافِلُ

سُرُورُكَ فِي الدُّنْيَا غُرُورٌ وَحَسْرَةٌ ٭٭٭ وَعَيْشُكَ فِي الدُّنْيَا مُحَالٌ وَبَاطِلُ

أَلاَ إِنَّمَا الدُّنْيَا كَمَنْزِلِ رَاكِبٍ ٭٭٭ أَنَاخَ عَشِيّا وَهُوَ فِي الصُّبْحِ رَاحِلُ

فَیَا وَيْلَنَا قَدْ ضَاعَ فِي الجَهْلِ عُمْرُنَا ٭٭٭ وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ مِنَ العِلْمِ حَاصِلُ

فَمَنْ مَاتَ فِي التَّحْصِيلِ قَدْ مَاتَ نَاجِياً ٭٭٭ وَمَنْ مَاتَ فِي التَّعْطِيلِ قَدْمَاتَ جَاهلُ(1)

الإنسان غمد لعقله

وقال علیه السلام:

إِذَا اجْتَمَعَ الآفَاتُ فَالبُخْلُ شَرُّهَا ٭٭٭ وَشَرُّ مِنَ البُخْلِ المَوَاعِيدُ وَالمَطْلُ

وَلاَ خَيْرَ فِي وَعْدٍ إِذَا كَانَ كَاذِباً ٭٭٭ وَلاَ خَيْرَ فِي قَوْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِعْلُ

إِذَا كُنْتَ ذَا عِلْمٍ وَلَمْ تَكُ عَاقِلاً ٭٭٭ فَأَنْتَ كَذِي نَعْلِ وَلَيْسَ لَهُ رِجْلُ

وَإِنْ كُنْتَ ذَا عَقْلٍ وَلَمْ تَكُ عَالِماً ٭٭٭ فَأَنْتَ كَذِي رِجْلٍ وَلَيْسَ لَهُ نَعْلُ

أَلاَ إِنَّمَا الإِنْسَانُ غِمْدٌ لِعَقْلِهِ ٭٭٭ وَلاَ خَيْرَ فِي غِمَدٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ نَصْلُ(2)

مقالات الرجال

وقال علیه السلام:

لَنَقْلُ الصَّخْرِ مِنْ قُلَلِ الجِبَالِ ٭٭٭ أحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرِّجَالِ

يَقُولُ النَّاسُ لِي فِي الكَسْبِ عَارٌ ٭٭٭ فَقُلْتُ العَارَ فِي ذُلِّ السُؤَالِ

بَلَوْتُ النَّاسَ قَرْناً بَعْدَ قَرْنٍ ٭٭٭ وَلَمْ أَرَ مِثْلَ مُحْتَالٍ بِمَالِ

ص: 213


1- نقل من كتاب خطي موجودٌ عندي
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 105

وَذُقْتُ مَرَارَةَ الأَشْيَاءِ طُراً ٭٭٭ فَمَا طَعْمٌ أَمَرّ مِنَ السُّؤَالِ

ولَمْ أَرَ فِي الخِّطُوبِ أشَدَّ هَوْلاً ٭٭٭ وَأَصْعَبَ مِنْ مَقَالاَتِ الرِّجَالِ(1)

الله عصمة لأموري

وقال علیه السلام:

إِنَّ عَبْداً أَطَاعَ رَبَّاً جَلِيلاً ٭٭٭ وَقَفَا الدَّاعِي النَّبِيَّ الرَّسُولا

فَصَلاةُ الإِلَهِ تَتْرَى عَلَيْهِ ٭٭٭ فِي دُجَى اللَّيلِ بُكْرَةً وَأَصِيلا

إِنَّ ضَرْبَ العِدَاةِ بِأَبْيَضَ(2) يُرْضِي ٭٭٭ سَيِّداً قَادِراً وَيَشْفِي غَلِيلا

لَيْسَ مَنْ كَانَ صَالِحاً(3) مُسْتَقِيماً ٭٭٭ مِثْلَ مَنْ كَانَ هَاذِياً(4) وَذَلِيلا

حَسْبِيَ اللَّهُ عِصْمَةً لأُمُورِي ٭٭٭ وَحَبِيبِي مُحَمَّدٌ لِي خَلِيلا(5)

القائم الحق

وقال علیه السلام:

بُنَيَّ إِذَا مَا جَاشَتِ التَّرْكُ فَانْتَظِرْ ٭٭٭ وِلاَيَةً مَهْدِيَّ يَقُومُ فَيَعْدِلُ

وَذَكِر مُلُوكَ الظُّلْمِ مِنْ آلِ هَاشِم ٭٭٭ وَبُويِعَ مِنْهُمْ مَنْ يَلُدُّ وَيَهْزُلُ

صَبِيٌّ مِنَ الصَّبْيَانِ لاَ رَأيَ عِنْدَهُ ٭٭٭ وَلاَ هُوَ ذُو جِدْ وَلاَ هُوَ يَعْقِلُ

فَثَمَّ يَقُومُ القَائِمُ الحَقُّ فِيكُمُ ٭٭٭ وَبِالحَقِّ يَأْتِيكُمْ وَبِالحَقِّ يَفْعَلُ

سَمِيُّ نَبِيِّ اللَّهِ نَفْسِي فِدَاؤُهُ ٭٭٭ فَلاَ تَخْذُلُوهُ يَا بَنِيَّ وَعَجِّلُوا(6)

ص: 214


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 105 - 106
2- في البحار «بالسيف»
3- في البحار «قاصداً»
4- في البحار «هاوياً»
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 111، بحار الأنوار 79/434/4
6- الصراط المستقيم 264/2. وفيه: وجد بخط الكمال العلوي النيسابوري في خزانة أمیر المؤمنين فيه وصية لابنه محمد بن الحنفية: الأبيات

على هذا النوال

وقال علیه السلام:

إِذَا عَاشَ امْرُؤٌ سِتِّينَ عَاماً ٭٭٭ فَنِصْفُ العُمْرِ تَمْحَقُهُ اللَّيَالِي

وَنِصْفُ النّصْفِ يَذْهَبُ لَيْسَ يَدْرِي ٭٭٭ لِغَفْلَتِهِ يَمِيناً عَنْ شِمَالِ

وَثُلْتُ النِّصْفِ آمَالٌ وَحِرْصٌ ٭٭٭ وَشُغْلٌ بِالمَكَاسِبِ والعِیَالِ

وَبَاقِي العُمْرِ أَسْقَامٌ وَشَيْبٌ ٭٭٭ وَهَمٌّ بِارْتِحَالٍ وَانْتِقَالِ

فَحُبُّ المَرْءِ طُولَ العُمْرِ جَهْلٌ ٭٭٭ وَقِسْمَتُهُ عَلَى هَذَا النَّوَالِ(1)

الله الجميل المفضل

وقال علیه السلام:

أَلْحَمْدُ لِلَّهِ الجَمِيلِ المُفْضِلِ ٭٭٭ المُسْبِغِ المُولي العَطَاءِ المُجْزِلِ

شُكْراً عَلَى تَمْكِينِهِ لِرَسُولِهِ ٭٭٭ بِالنَّصْرِ مِنْهُ عَلَى البُغَاةِ الجُهَّلِ

كُمْ نِعْمَةٍ لاَ أَسْتَطِيعُ بُلُوغَهَا ٭٭٭ جُهْداً وَلَوْ أَعْمَلْتُ طَاقَةَ مِقْوَلِ

لِلَّهِ أَصْبَحَ فَضْلُهُ مُتَظَاهِراً ٭٭٭ مِنْهُ عَلَيَّ سَأَلْتُ أمْ لَمْ أَسْأَلِ

قَدْ عَايَنَ الأَحْزَابُ مِنْ تَأيِيدِهِ ٭٭٭ جُنْدَ النَّبِيَّ ذِي البَيَانِ المُرْسَلِ

مَا فِيهِ مَوْعِظَةً لِكُلِّ مُفَكِّرٍ ٭٭٭ إِنْ كَانَ ذَا عَقْلٍ وَإِنْ لَمْ يَعْقِلِ(2)

ذو العقل

وقال علیه السلام:

يُمَثِّلُ ذُو العَقْلِ فِي نَفْسِهِ ٭٭٭ مَصَائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا

فَإِنْ نَزَلَتْ بَغْتَةً لَمْ يُرَعْ ٭٭٭ لِمَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مَثَّلا

رَأَىَ الأَمْرَ يُفْضِي إِلَى آخَرٍ ٭٭٭ فَصَيَّرَ آخِرَهُ أَوَّلا

ص: 215


1- الأنوار النعمانية 193/2
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 107

وَذُو الجَهْلِ يَأْمَنُ أَيَّامَهُ ٭٭٭ وَيَنْسَى مَصَارِعَ مَنْ قَدْ خَلا

فَإِنْ بَدَهَتْهُ صُرُوفُ الزَّمَانِ ٭٭٭ بِبَعْضِ مَصَائِبِهِ أَعْوَلا

وَلَوْ قَدَّمَ الحَزْمَ فِي نَفْسِهِ ٭٭٭ لَعَلَّمَهُ الصَّبْرَ عِنْدَ البَلا(1)

من يمت يرني

وقال علیه السلام:

یَا حَارَ هَمْدَانَ مَنْ يَمُتْ يَرَنِي ٭٭٭ مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُنَافِقٍ قُبُلا

يَعْرِفُنِي طَرْفُهُ وَأَعْرِفُهُ ٭٭٭ بِنَعْتِهِ وَاسْمُهُ وَمَا فَعَلا

أَقُولُ لِلنَّارِ وَهْيَ تُوْقَدُ لِلعَرْ ٭٭٭ ضِ ذَرِيهِ لاَ تَقْرَبِي الرَّجُلا

ذَرِيهِ لاَ تَقْرَبِيهِ إِنَّ لَهُ ٭٭٭ حَبْلاً بِحَبْلِ الوَصِيِّ مُتَّصِلا

وَأَنْتَ عِنْدَ الصِّرَاطِ مُعْتَرِضِي ٭٭٭ فَلاَ تَخَفْ عَثْرَةً وَلاَ زَلَلا

أَسْقِيكَ مِنْ بَارِدٍ عَلَى ظَمَاٍ ٭٭٭ تَخَالُهُ فِي الحَلاَوَةِ العَسَلا(2)

ص: 216


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 102، تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 154 بهذا النص: يمثل ذو اللب في نفسه ٭٭٭ مصائبه قبل أن تنزلا فإن نزلت بغتة لم ترعه ٭٭٭ لما كان في نفسه مثّلا رأى الأمر يفضي إلى آخر ٭٭٭ فصیّر آخره أولا وذو الجهل يأمن أيامه ٭٭٭ وینسی مصارع من قد خلا فإن ندهته صروف الزمان ٭٭٭ ببعض عجائبه أعولا ولو قدم الصبر في نفسه ٭٭٭ لعلّمه الصبر حسن البلا
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 110، الأنوار النعمانية 210/4 بهذا النص: یا حار همدان من يمت يرني ٭٭٭ من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني طرفه وأعرفه ٭٭٭ بنعته واسمه وما فعلا وأنت عند الصراط تعرفني ٭٭٭ فلا تخف عشرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظمأ ٭٭٭ تخاله في الحلاوة العسلا أقول للنّار حين تعرض ٭٭٭ للعرض دعيه لا تأخذي الرجلا دعيه لا تقربيه إنّ له ٭٭٭ حبلا بحبل الوصيّ متّصلا ولؤلؤة البحرين ص 17 بهذا النص: یا حار همدان من يمت يرني ٭٭٭ من مؤمنِ أو منافقِ قبلا يلحظني طرفه وأعرفه ٭٭٭ باسمه والكني وما فعلا وأنت عند الصراط معترض ٭٭٭ فلا تخف عشرة ولا زللا أسقيك من باردٍ على ظمأ ٭٭٭ تخاله في الحلاوة العلا أقول للنار حين تعرض للعر ٭٭٭ ض ذريه ولا تقربي الرجلا ذريه لا تقربه إنّ له ٭٭٭ حبلا بحبل الوصيّ متّصلا والبيت الأول من القصيدة رواه النوري الطبرسي في دار السلام 286/4، وورد البيت الأول أيضاً في تسلية الفؤاد ص 65، وفي الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 431 ورد البيتين الأوليين وفي الثاني: بعينه واسمه وما فعلا. ينابيع المودة للقندوزي 14/213/1 بهذا النص: یا حار همدان من يمت برنی ٭٭٭ من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني طرفه وأعرفه ٭٭٭ بنعته واسمه وما فعلا وأنت عند الصراط معترضي ٭٭٭ فلا تخف عشرة ولا زللا أقول للنار حين توقف للعرض ٭٭٭ ذريه لا تقربي الرجلا ذريه لا تقربيه إنّ له ٭٭٭ حبلا بحبل الوصيّ متّصلا أسقيك من بارد على ظمأ ٭٭٭ تخاله في الحلاوة العلا قول عليّ لحارث عجب ٭٭٭ كم ثم أعجوبة له جملا بحار الأنوار 7/180/6 بهذا النص: یا حار همدان من يَمت يرني ٭٭٭ من مؤمنِ أو منافقِ قبلا يعرفني طرفه وأعرفه ٭٭٭ بنعته واسمه وما عملا وأنت عند الصراط تعرفني ٭٭٭ فلا تخف عشرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظما ٭٭٭ تخاله في الحلاوة العلا أقول للنار حين توقف للعرض ٭٭٭ دعيه لا تقتلي الرجلا دعيه لا تقربيه إنّ له ٭٭٭ حبلاً بحبل الوصي متصلا البحار أيضاً 74/432/34 بهذا النص: یا حار همدان من يَمُت يرني ٭٭٭ من مؤمنِ أو منافقِ قُبُلا یعرففي طرفه واعرفه ٭٭٭ بنعته واسمه وما فعلا وأنت عند الصراط معترضي ٭٭٭ فلا تخف عشرةً ولا زللا أقول للنار حين توقف لل ٭٭٭ عرض ذريه لا تقربي الرجلا ذريه لا تقربيه إنّ له ٭٭٭ حبلاً بحبل الوصيّ متّصلا أسقيك من بارد على ظمإ ٭٭٭ تخاله في الحلاوة العلا قول عليّ لحارث عجب ٭٭٭ كم ثمّ أعجوبة له جملا

ص: 217

کهارون موسى

وقال علیه السلام:

ألاَ بَاعَدَ اللَّهُ أَهْلَ النِّفَاقِ ٭٭٭ وَأَهْلَ الأَرَاجِيفِ وَالبَاطِلِ

يَقُولُونَ لِي: قَدْ قَلاَكَ الرَّسُولُ ٭٭٭ فَخَلاكَ فِي الخَالِفِ الخَاذِلِ

وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لأَنَّ النَّبِيَّ ٭٭٭ جَفَاكَ وَمَا كَانَ بِالفَاعِلِ

فِسِرْتُ وَسَيْفِي عَلَى عَاتِقِي ٭٭٭ إِلى الرَّاحِمِ الحَاكِمِ الفَاضِلِ

فَلَمَّا رَآنِي هَفَا قَلْبُهُ ٭٭٭ وَقَالَ مَقَالَ الأَخِ السَّائِلِ

أَمِمَّ ابْنَ عَمِّي؟(1) فَأَنْبَأَتُهُ ٭٭٭ بِإِرجَافِ ذِي الحَسَدِ الدَّاغِلِ

فَقَالَ: أَخِي أَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ ٭٭٭ كَهَارُونَ مُوسَى وَلَمْ يَأْتَلِ(2)

صن النفس

وقال علیه السلام:

صُنِ النَّفْسَ وَاحْمِلْهَا عَلَى مَا يَزِينُهَا ٭٭٭ تَعِشْ سَالِماً وَالقَوْلُ فِيكَ جَمِيلُ

وَلاَ تُرِيَنَّ النَّاسَ إِلاَّ تَجَمُّلاً ٭٭٭ نَبَا بِكَ دَهْرٌ أَوْ جَفَاكَ خَلِيلُ

وَإِنْ ضَاقَ رِزْقُ اليَوْمِ فَاصْبِرْ إِلَى غَدٍ ٭٭٭ عَسَى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزُولُ

يَعُزُّ غَنِيُّ النَّفْسِ إِنْ قَلَّ مَالُهُ ٭٭٭ وَيَغْنَى غَنِيُّ المَالِ وَهُوَ ذَلِيلُ

وَلاَ خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِىءٍ مُتَلَوِّنٍ ٭٭٭ إِذَا الرِّيحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ

جَوَادٌ إِذَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ أَخْذِ مَالِهِ ٭٭٭ وَعِنْدَ احْتِمَالِ الفَقْرِ عَنْكَ بَخِيلُ

فَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانِ حِينَ تَعُدُّهُمْ ٭٭٭ وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ(3)

ص: 218


1- في الديوان «أممن أبن لي»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 110 - 111، بحار الأنوار 251/21 - 28/252 «باب 29»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 104، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 121، بهذا النص: صن النفس واحملها على ما يزينها ٭٭٭ تعش سالماً والقول فيك جميل ولا ترين الناس إلا تجمُّلاً ٭٭٭ نبا بك دهراً أو جفاك خليل وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ٭٭٭ عسى نكبات الدهر عنك تزول يعز غني النفس إِن قلَّ ماله ٭٭٭ ويغني فقير النفس وهو ذليل وما أكثر الإخوان حين تعدُّهم ٭٭٭ ولكنهم في النائبات قليل نور الأبصار للشبلنجي ص 85، بهذا النص: صن النفس واحملها على ما يزينها ٭٭٭ تعش سالماً والقول فيك جميل وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ٭٭٭ عسى نكبات الدهر عنك تزول وما أكثر الاخوان حين تعدَّهم ٭٭٭ ولكنهم في النائبات قليل

بالله عزي كله

وقال علیه السلام:

إِنِّي امرؤٌ بِاللَّهِ عِزّيَ كُلِّه ٭٭٭ وَرِثَ المَكَارِمَ آخِرِي مِنْ أَوَّلِي

فَإِذَا اصْطَنَعْتُ صَنِيعَةً أَتْبَعْتُهَا ٭٭٭ بِصَنِيعَةٍ أُخْرَى وَإِنْ لَمْ أَسْأَلِ

وَإِذَا يُصَاحِبُنِي رَفِيقٌ مُرْمَلٌ ٭٭٭ آثَرْتُهُ بِالزَّادِ حَتَّى يَمْتَلِي

وَإِذَا دُعَيتُ لِكُرْبَةٍ فَرَّجْتُهَا ٭٭٭ وَإِذَا دُعِيتُ لِغَدْرَةٍ لَمْ أَفَعَلِ

وَإِذَا يَصِيحُ بِيَ الصَّرِيخُ لِحَادِثِ ٭٭٭ وَافَيْتُهُ مِثْلَ الشَّهَابِ المُشْعَلِ

وَأَعُدُّ جَارِي مِنْ عِیَالِي إِنَّهُ ٭٭٭ اخْتَارَ مِنْ بَيْنِ المَنَازِلِ مَنْزِلِي

وَحَفَظْتُهُ فِي أَهْلِهِ وَعِیَالِهِ ٭٭٭ بِتَعَاهُدٍ مِنّي وَلَمَّا أَسْعُلِ(1)

لك الفضل

وقال علیه السلام:

أقِيكَ بِنَفْسِي أَيُّهَا المُصْطَفَى الَّذِي ٭٭٭ هَدَانَا بِهِ الرَّحْمَنُ مِنْ غُمَّةِ الجَهْلِ

وَأَفْدِيكَ حَوْبَائِي وَمَا قَدْرُ مُهْجَتِي ٭٭٭ لِمَنْ أَنْتَمِي فِيهِ إِلى الفَرْعِ وَالأَصْلِ

وَمَنْ ضَمَّنِي مُذْ كُنْتُ طِفْلاً وَبَافِعاً ٭٭٭ وَأَنْعَشَنِي بِالعَلِ مِنْهُ وَبِالنَّهْلِ

وَمَنْ جَدُّهُ جَدِّي وَمَنْ عَمُّهُ أَبِي ٭٭٭ وَمَنْ نَجْلُهُ نَجْلِي وَمَنْ بِنْتُهُ أَهْلِي

وَمَنْ حِينَ آخَى بَيْنَ مَنْ كَانَ حَاضِراً ٭٭٭ هُنَالِكَ آخَانِي وَبَيَّن مِنْ فَضْلِي

لَكَ الفَضْلُ إِنِّي مَا حَيَيْتُ لَشَاكِرٌ ٭٭٭ لإِتْمَامِ مَا أَوْلَيْتَ يَا خَاتَمَ الرُّسْلِ(2)

ص: 219


1- بحار الأنوار 431/34 - 73/432
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 100، وفيه: لما آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الصحابة وترك علياً قال له في ذلك فقال له النبي صلی الله علیه وآله وسلم إنما أخرتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة فبكى علي عند ذلك وقال: الأبيات. وفي نسخة البيت الخامس من القصيدة بهذا النص: ومن جده جدي ومن عمه أبي ٭٭٭ ومن أهله أمي ومن بيته أهلي مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 212/2 - 213 بهذا النص: أَقيك بنفسي أيها المصطفى الذي ٭٭٭ هدانا به الرحمن من عَمَهِ الجهل وأفديك حوبائي وما قدر مهجتي ٭٭٭ لمن أنتمي منه إلى الفرع والأصل ومن ضمني مذ كنت طفلاً ويافعاً ٭٭٭ وأنعشني بالبر والعلّ والنهل ومن جده جدي ومن عمه عمي ٭٭٭ ومن أهله أمي ومن بنته أهلي ومن حين آخي بين من كان حاضراً ٭٭٭ دعاني وآخاني وبين من فضلي لك الفضل إني ما حييت لشاكر ٭٭٭ لإتمام ما أوليت يا خاتم الرُسل بحار الأنوار 434/34 - 435 بهذا النص: أَقيك بنفسي أيها المصطفى الذي ٭٭٭ هدانا به الرحمن من غُمّة الجهل وتفديك حربائي وما قدر مهجتي ٭٭٭ لمن أنتمي معه إلى الفرع والأصل ومن كان لي مذ كنت طفلاً ويافعاً ٭٭٭ وأَنعشني بالعل منه وبالنهل ومن جدّه جدّي ومن عمّه أبي ٭٭٭ ومن نجله نجلي ومن بنته أهلي ومن حين آخي بين من كان حاضراً ٭٭٭ دعاني وآخاني وبين من فضلي لك الفضل إنّي ما حييت لشاكر ٭٭٭ لاحسان ما أوليت يا خاتم الرُسل

بغوا علينا

وقال علیه السلام:

رَأَيْتُ المُشْرِكِينَ بَغَوْا عَلَيْنَا ٭٭٭ وَلَجُّوا فِي الغِوَايَةِ وَالضَّلاَلِ

وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ إِذْ نَفَرْنَا ٭٭٭ غَدَاةَ الرَّوْعِ بِالأَسَلِ الطِوَالِ

فَإِن يَبْغُوا وَيَفْتَخِرُوا عَلَيْنَا ٭٭٭ بِحَمْزَةَ وَهُوَ فِي الغُرَفِ العَوَالِي

فَقَدْ أَوْدَى بِعُتْبَةَ يَوْمَ بَدْرٍ ٭٭٭ وَقَدْ أَبْلَى وَجَاهَدَ غَيْرَ آلِي

وَقَدْ فَلَّلْتُ خَيْلَهُمُ بِبَدِرٍ ٭٭٭ وأَتْبَعْتُ الهَزِيمَةَ بِالرِّجَالِ

وَقَدْ غَادَرْتُ كَبْشَهُمُ جَهَاراً ٭٭٭ بِحَمْدِ اللَّهِ طَلَحَةَ فِي الضَّلالِ

فَتُلَّ لِوَجْهِهِ فَرَفَعْتُ عَنْهُ ٭٭٭ رَقِيقَ الحَدِ حُودِثَ بِالصَّقَالِ

كَأَنَّ المِلْحَ خَالَطَهُ إِذَا مَا ٭٭٭ تَلَظَّى كَالعَقِيقَةِ فِي الظِّلالِ(1)

ص: 220


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 102 - 103، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 245/1 بهذا النص: رأيت المشركين بغوا علينا ٭٭٭ ولجوا في الغواية والضّلال وقالوا نحن أكثر إذ نفرنا ٭٭٭ غداة الروع بالأسل الطوال فإن يبغوا ويفتخروا علينا ٭٭٭ بحمزة وهو في الغُرف العوالي فقد اردی بعتبة يوم بدرٍ ٭٭٭ وقد أبلى وجاهد غير آل وقد غادرت كبشهم جهاراً ٭٭٭ بحمد الله طلحة في المجال فخرّ لوجهه ورفعت عنه ٭٭٭ رقيق الحد حودث بالصقال بحار الأنوار 47/118/20 برواية المناقب. وروى مطالب السؤول ص 218 الأبيات باختلاف يسير

أبلغ معاوية

وقال علیه السلام

ألاَ مَنْ ذَا يُبَلْعُ مَا أَقُولُ ٭٭٭ فَإِنَّ القَوْلَ يُبْلِغُهُ الرَّسُولُ

أَلاَ أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بَنَ صَخْرٍ ٭٭٭ لَقَدْ حَاوَلْتَ لَوْ نَفَعَ الحَوِيلُ

ونَاطَحْتَ الأَكَارِمَ مِنْ رِجَالٍ ٭٭٭ هُمُ الهَامُ الَّذِينَ لَهُمْ أُصُولُ

هُم نَصَرُوا النَّبِيَّ وَهُمْ أَجَابُوا ٭٭٭ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ خُذِلَ الرَّسُولُ

نبياً جَالَدَ الأَصْحَابُ عَنْهُ ٭٭٭ وَنَابُ الحَرْبِ لَيْسَ لَهُ فُلُولُ

فَدِنْتَ لَهُ وَدَانَ أَبُوكَ كُرْهاً ٭٭٭ سَبِيلُ الغَيِّ عِنْدَكُمَا سَبِيلُ

مَضَى فَنَكَصْتُمَا لَمَّا تَوَارَى ٭٭٭ عَلَى الأَعْقَابِ غِیُّكُمَا طَوِيلُ

إِذَا مَا الحَرْبُ أَهْدَبَ عَارِضَاهَا ٭٭٭ وَأَبْرَقَ عَارِضٌ مِنْهَا مَخِيلُ

فَيُوشِكُ أَنْ يَجُولُ الخَيْلُ يَوْماً ٭٭٭ عَلَيْكَ وَأَنْتَ مُنْجَدِلٌ قَتِيلُ(1)

عزوف عن الدنيا

وقال علیه السلام:

لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرَّتْهُ دُنياً دَنِيَّةً ٭٭٭ وَمَا هِيَ إِنْ غَرَّتْ قُرُوناً بِبَاطِل

أَتَتْنَا عَلَى زَيِّ العَرُوسِ بُثَيْنَةٍ ٭٭٭ وَزِينَتُهَا فِي مِثْلِ تِلْكَ الشَّمَائِلِ

ص: 221


1- بحار الأنوار 83/436/34

فَقُلْتُ لَهَا غُرِّي سِوَايَ فَإِنَّنِي ٭٭٭ عَزُوفٌ عَنِ الدُّنْيَا وَلَسْتُ بِجَاهِل

وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا وَإِنَّ مُحَمَّداً ٭٭٭ رَهِينٌ بِقَفْرٍ بَيْنَ تِلْكَ الجَنَادِلِ

وَهَبْهَا أَتَتْنِي بِالكُنُوزِ وَدُرِّهَا ٭٭٭ وَأَمْوَالِ قَارُونِ وَمُلْكِ القَبَائِلِ

أَلَيْسَ جَمِيعاً للفَنَاءِ مَصِيرُنَا ٭٭٭ وَيطلبُ مِنْ خُزَّانِهَا بِالطَوَائِلِ

فَغُرِّي سِوَايَ إِنَّنِي غَيْرُ رَاغِبٍ ٭٭٭ لِمَا فِيكِ مِنْ عِزّ وَمُلْكِ وَنَائِلِ

وَقَدْ فَنَعَتْ نَفْسِي بِمَا قَدْ رُزِقْتُهُ ٭٭٭ فَشَأْنُكِ يَا دُنْيَا وَأَهْلِ الغَوَائل

فَإِنِّي أَخَافُ اللَّهَ يَوْمَ لِقَائِهِ ٭٭٭ وَأَخْشَى عَذَاباً دَائِماً غَيْرَ زَائِل(1)

ص: 222


1- مناقب آل أبي طالب 118/2 - 119. وفي مدينة المعاجز للبحراني 77/2 - 78 وردت الأبيات بهذا النص: لقد خاب من غرّته دنيا دنية ٭٭٭ وما هي إن غرّت قروناً بباطل أتتنا على زيَّ الغرير بشينة ٭٭٭ وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غرّي سواي فإنني ٭٭٭ عزوف عن الدنيا ولست بجاهل وما أنا والدنيا فإنّ محمداً ٭٭٭ أجلّ صريعاً بين تلك الجنادل وهبها أتتنا بالكنوز و درّها ٭٭٭ وأموال قارون وملك القبائل أليس جميعاً بالفناء مصيرها ٭٭٭ ويطلب من خزّانها بالطوائل فغرّي سوائي إنّني غير راغبٍ ٭٭٭ بما فيك من ملكٍ وعزٍ ونائل فقد قنعت نفسي بما قد رزقته ٭٭٭ فشانك يا دنيا وأهل الغوائل فإنّي أخاف الله يوم لقائه ٭٭٭ وأخشى عذاباً دائماً غير زائل وفي البحار للمجلسي 329/40 وردت الأبيات بهذا النص: لقد خاب من غرَّته دنيا دنيّة ٭٭٭ وما هي إن غرّت قروناً بطائل اتتنا على زيٌ العروس بثينة ٭٭٭ وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غرّي سواي فإنني ٭٭٭ عزوف عن الدنيا ولست بجاهل وما أنا والدنيا وإن محمداً ٭٭٭ رهین بقفر بين تلك الجنادل وهبنا أتتني بالكنوز ودرّها ٭٭٭ وأموال قارون وملك القبائل أليس جميعاً للفناء مصيرنا ٭٭٭ ويطلب من خزّانها بالطوائل؟ فغرّي سوائي إنّني غير راغب ٭٭٭ لما فيك من عزّ وملك ونائل وقد قنعت نفسي بما قد رزقته ٭٭٭ فشانك يا دنيا وأهل الغوائل فإني أخاف الله يوم لقائه ٭٭٭ وأخشى عذاباً دائماً غير زائل وفي البحار أيضاً 195/74 وردت بهذا النص: لقد خاب من غرَّته دنيا دنيّة ٭٭٭ وما هي إن غرَّت قروناً بطائل أتتنا على زيَّ العزيز بثينة ٭٭٭ وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غرّي سواي فإنّني ٭٭٭ عزوف عن الدُّنيا ولست بجاهل وما أنا والدُّنيا فإنَّ محمداً ٭٭٭ احلّ صريعاً بين تلك الجنادل وهبها أتتنا بالكنوز ودرّها ٭٭٭ وأموال قارون وملك القبائل اليس جميعاً للفناء مصيرنا ٭٭٭ ويطلب من خزّانها بالطّوائل فغرِّي سوائي إنّني غير راغب ٭٭٭ بما فيك من عزّ وملك ونائل فقد قنعت نفسي بما قد رزقته ٭٭٭ فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل فإنّي أخاف الله يوم لقائه ٭٭٭ وأخشى عذاباً دائماً غير زائل

قد عز نصره

وقال علیه السلام:

ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَبْلَى رَسُولَهُ ٭٭٭ بَلاَءَ عَزِيزٍ ذِي اقْتِدَارٍ وَذِي فَضْلِ

بِمَا أَنْزَلَ الكُفَّارَ دَارَ مَذَلَّةٍ ٭٭٭ فَلاَقَوْا هَوَاناً مِنْ إِسارٍ وَمِنْ قَتْلِ

فَأَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ قَدْ عَزَّ نَصْرُهُ ٭٭٭ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ أُرْسِلَ بِالعَدْلِ

فَجَاءَ بِفُرْقَانِ مِنَ اللَّهِ مُنْزَل ٭٭٭ مُبَيَّنَةٌ آيَاتُهُ لِذَوِي العَقْلِ

فَآمَنَ أَقْوامٌ بِذَاكَ وأَيْقَنُوا ٭٭٭ فَأَمْسَوْا بِحَمْدِ اللَّهِ مُجتمعي الشَّمْلِ

وَأَنْكَرَ أَقْوَامٌ فَزَاغَتْ قُلُوبُهُمْ ٭٭٭ فَزَادَهُمُ ذُو العَرْشِ خَبْلاً عَلَى خَبْلِ

وَأَمْكَنَ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ رَسُولَه ٭٭٭ وَقَوْماً غِضاباً فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الفِعْل

بأَيْدِيهِمُ بيضٌ خِفافٌ عَصَوا بِهَا(1) ٭٭٭ وَقَدْ حَادَثُوهَا بِالجَلاءِ وَبِالصَّقْلِ

فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ نَاشِيءٍ ذِي حَمِيَّةٍ ٭٭٭ صريعاً وَمِنْ ذِي نَجْدَةٍ مِنْهُمُ كَهْلِ

تَبِيتُ عُيُونُ النَّائِحَاتِ عَلَيْهِمُ ٭٭٭ نَجُودُ بِإِسْبَالِ الرَّشَاشِ(2) وَبِالوَبْلِ

نَوَائِحُ تَنْعَى عُتْبَةَ الغَيِّ وَابْنَهُ ٭٭٭ وَشِيبَةَ تَنْعَاهُ وَتَنْعِى أَبَا جَهْل

وَذَا الرِّجْلِ تَنْعِى وَابْنَ جَدْعَان فِيهِمُ ٭٭٭ مُسَلَّبَةً حَرَّى مُبَيَّنَةَ الثُكْلِ

ثَوَى مِنْهُمُ فِي بِثْرِ بَدْرٍ عِصَابَةٌ ٭٭٭ ذَوِي(3) نَجَدَاتٍ فِي الحُرُوبِ وَفِي المَحْلِ

ص: 223


1- في الديوان «بيض خفاف قواطع»
2- الرَّشاش: البكاء، وفي الديوان: بأسباب
3- كذا في الأصل، وفي الديوان: ذوو وهي الأصح

دَعَا الغَيُّ مِنْهُم مَنْ دَعَا فَأَجَابَهُ ٭٭٭ وللغَيِّ أَسْبَابٌ مُرمَّقَةُ الوَصْلِ

فَأَضْحَوا لَدَى دَارِ الجَحِيمِ بِمَعْزِلٍ ٭٭٭ عَنِ الشَّعْبِ والعُدْوَانِ فِي أَشْغَلِ الشُّغْلِ(1)

ص: 224


1- ديوان الإمام علي علیه السلام 100 - 101. السيرة النبوية لابن هشام 9/3 - 10 وفيه: قال ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب في يوم بدر: الأبيات. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 170/3 بهذا النص: ألم تر أن الله أبلى رسوله ٭٭٭ بلاء عزيزاً ذا اقتدار وذا فضل بما أنزل الكفار دار مذلة ٭٭٭ فذاقوها هواناً من إسار ومن قتل فأمسى رسول الله قد عز نصره ٭٭٭ وكان رسول الله أرسل بالعدل فجاء بفرقان من الله منزل ٭٭٭ مبينة آياته لذوي العقل فانكر أقوام فراغت قلوبهم ٭٭٭ فزادهم الرحمن خبلاً إلى خبل تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 149 - 157 بهذا النص: ألم تر أن الله أبلى رسوله ٭٭٭ بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلة ٭٭٭ فذاقوا هوانا من إسار ومن قتل وأمسى رسول الله قد عز نصره ٭٭٭ وكان رسول الله أرسل بالعدل فجاء ببرهان من الله نیّر ٭٭٭ مبينة آياته لذوي العقل فآمن أقوام بذاك وأيقنوا ٭٭٭ فأمسوا بحمد الله مجتمع الشمل وأنكر أقوام فزالت عقولهم ٭٭٭ وزادهم الرحمان خبلا على خبل وأمكن منهم يوم بدر رسوله ٭٭٭ وقوماً غضابي فعلهم أحسن الفعل بأيديهم بيض خفاف جفونها ٭٭٭ وقد زينوها بالجلاء وبالصقل فكم جدلوا من دائص ذي حمية ٭٭٭ صريعاً ومن شيخ كبير ومن كهل تبيت عيون النابحات عليهم ٭٭٭ تجود بأسباب الرشاش وبالويل نوايح تنعي عتبة الغي وابنه ٭٭٭ وشيبة تنعاه وتبكي أبا جهل وتنعي ابن جدعان وذا الرجل بعده ٭٭٭ مسيلة حرى مبينة الشكل ترى منهم في بشر بدر عصابة ٭٭٭ ذوو نجدات في الحروب وفي المحل فأضحوا لدى دار الجحيم قراره ٭٭٭ من الذل والأغلال في أسفل السفل السيرة النبوية لأبي الفداء 525/2 - 526 بهذا النص: ألم ترّ أنّ الله أَبلى رسوله ٭٭٭ بلاءَ عزيز ذي اقتدار وذي فَضْلِ بما أنزل الكفارَ دارَ مذلةٍ ٭٭٭ فلاقوا هواناً من أسارٍ ومن قتلِ فأمسى رسولُ الله قد عزّ نصرُه ٭٭٭ وكان رسول الله أرسل بالعدلِ فجاء بفرقان من الله مُنْزَلِ ٭٭٭ مبينةٍ آياته لذوي العقلِ فآمن أقوامٌ بذاك وأيقنوا ٭٭٭ فأمسوا بحمد الله مجتمعي الشَّمل وأنكر أقوام فزاغت قلوبهم ٭٭٭ فزادهم ذو العرش خبلا على خبلِ وأمكن منهم يوم بدر رسوله ٭٭٭ وقوماً غضاباً فعلهم أحسنُ الفعلِ بأيديهمْ بيضٌ خفافٌ عصوا بها ٭٭٭ وقد حادثوها بالجلاء وبالصقلِ فكم تركوا من ناشيء ذي حميةٍ ٭٭٭ صريعا ومن ذي نَجْدة منهمُ كهلِ تبيت عيونُ النائحاتِ عليهمُ ٭٭٭ تجود بأسبالِ الرّشاش وبالويْلِ نوائح تنْعى عتبةَ الغيَّ وأبنه ٭٭٭ وشيبة تنْعاه وتنعى أبا جهل وذا الرَّجل تنعى وابن جدعان فيهم ٭٭٭ مُسَلَّبة حَرَّى مبينة الشكل ثوى منهم في بئر بدر عصابةٌ ٭٭٭ ذوو نجداتٍ في الحروب وفي المحْلِ دعا الفيُّ منهم من دعا فأجابه ٭٭٭ وللغيَّ أسبابٌ مُرمَّقة الوَصْلِ فأضْحَوا لدى دار الجحيم بمغزلِ ٭٭٭ عن الشعب والعدوان في أسفل السُّفل البداية والنهاية 334/3 - 335 بهذا النص: ألم تر أن الله أبلى رسوله ٭٭٭ بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلة ٭٭٭ فلاقوا هوانا من أسار ومن قتل فامی رسول الله قد عز نصره ٭٭٭ وكان رسول الله أرسل بالعدل فجاء بفرقان من الله منزل ٭٭٭ مبينة آياته لذوي العقل فآمن أقوام بذاك وأيقنوا ٭٭٭ فأمسوا بحمد الله مجتمعي الشمل وأنكر أقوام فزاغت قلوبهم ٭٭٭ فزادهم ذو العرش خبلا على خبل وأمكن منهم يوم بدر رسوله ٭٭٭ وقوماً غضاباً فعلهم أحسن الفعل بأيديهم بيض خفاف عصوا بها ٭٭٭ وقد حادثوها بالجلاء وبالصقلِ فكم تركوا من ناشيء ذي حمية ٭٭٭ صريعاً ومن ذي نجدة منهم كهل تبيت عيون النائحات عليهمُ ٭٭٭ تجود بإسبال الرشاش وبالويل نوائح تنعى عتبة الغيّ وابنه ٭٭٭ وشيبة تنعاه وتنعي أبا جهل وذا الرجل تنعى وابن جدعان فيهم ٭٭٭ مسلبة حرى مبيّنة الشكل ثوى منهم في بئر بدر عصابة ٭٭٭ ذوو نجدات في الحروب وفي المحل دعا الغي منهم من دعا فأجابه ٭٭٭ وللغي أسباب مرمقة الوصل فأضحوا لدى دار الجحيم بمعزل ٭٭٭ عن الشغب والعدوان في أسفل السفلِ

آل محمد

وقال علیه السلام:

طُوفَانُ آلِ مُحَمَّدٍ ٭٭٭ في الأَرْضِ غَرَّقَ جَهْلَهَا

وَسَفِينُهُمْ حَمَلَ الَّذِي ٭٭٭ طَلَبَ النَّجَاةَ وَأَهْلَهَا

فَاقْبِضْ بِكَفِّكَ عُرْوَةً ٭٭٭ لاَ تَخْشَ مِنْهَا فَصْلَهَا(1)

ص: 225


1- كنز الفوائد 333/1 وفيه: حدثني أبو الحسن علي بن أحمد اللغوي المعروف بابن زكار بميا فاقين في سنة تسع وتسعين وثلاثماية قال: دخلت على أبي الحسن علي بن السلماني رحمه الله في مرضته التي توفي فيها، فسألته عن حاله، فقال الحقتني غشية أغمى علي فيها، فرأيت مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قد أخذ بيدي وأنشأ يقول: الأبيات

لا عليها ولا لها

وقال علیه السلام:

تَخَذْتُكُمُ(1) دِرْعاً حَصِيناً لِتَدْفَعُوا ٭٭٭ سِهَامَ العِدَى عَنِّي فَكُنْتُمْ نِصَالَهَا

فَإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَحْفَظُوا لِمَوَدَّتِي ٭٭٭ ذِمَاماً فَكُونُوا لاَ عَلَيْهَا وَلاَ لَهَا

قِفُوا مَوْقِفَ المَعْذُورِ عَنِّي بِجَانِبِ ٭٭٭ وَخَلُّوا نِبَالِي للعِدَى وَنِبَالها(2)

يضعف بالحبة

وقال علیه السلام:

مَنْ لَمْ يُواسِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهْ ٭٭٭ عَرَّضَ لِلإِدْبَارِ إِقْبَالَهَا

فَاحْذَرْ زَوَالَ الفَضْلِ يَا جَابِرُ ٭٭٭ وَاعْطِ مِنَ الدُّنْيَا لِمَنْ سَالَهَا

فَإِنَّ ذَا العَرْشِ جَزِيلُ العَطَاءِ ٭٭٭ يُضعف بِالحَبَّةِ أَمْثَالَهَا(3)

قافية الميم

ما لقيت شبام

وقال علیه السلام:

وَصِحْتُ عَلَى شَبَامَ فَلَمْ تُجِبْنِي ٭٭٭ يَعُزُّ عَلَيَّ مَا لَقِيَتْ شَبَامُ(4)

ص: 226


1- في البحار «أخذتكم»
2- كنز الفوائد 301/1، بحار الأنوار 974/165/34
3- نور الأبصار للشبلنجي ص 85 وفيه: عن جابر رضي الله عنه قال: دخلت على علي كرم الله وجهه في بعض علاته وقد تغير، فلما نظر إلي قال لي: يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فإن قام فيها بما أمره الله تعالى عرّضها للدوام والبقاء، وإن لم يعمل فيها بما أمره الله تعالى عرَّضها للزوال والفناء، ثم أنشأ يقول: الأبيات
4- بحار الأنوار 100/446/34

فؤاد الكريم

وقال علیه السلام:

كَيْفَ أَصْبَحْتَ كَيْفَ أَمْسَيْتَ مِمَّا ٭٭٭ يُنْبِتُ الوُدَّ فِي فُؤَادِ الكَرِيمِ(1)

تجتنبك المظالم

وقال علیه السلام:

مَتَى تَجْمَعُ القَلْبَ الزَّكِيَّ وَصَارِماً ٭٭٭ وَأَنْفاً حَمِياً تَجْتَنِبْكَ المَظَالِمُ(2)

غدير خم

وقال علیه السلام:

وَأَوْجَبَ لِي الوَلاَءَ مَعاً عَلَيْكُمْ ٭٭٭ خَلِيلِي يَوْمَ دَوْحِ غَدِيرِ خُمِّ(3)

ص: 227


1- العقد الفريد 310/2 - 311 وفيه: قال علي بن أبي طالب علیه السلام: من لانت كلمته وجبت محبته. وأنشد: الأبيات
2- الكامل في التاريخ 104/3 وفيه: أحب أهل المدينة أن يعلموا رأي علي في معاوية وقتاله أهل القبلة أيجسر عليه أم ينكل عنه؟ وقد بلغهم أن ابنه الحسن دعاء إلى القعود وترك الناس فدسوا زياد بن حنظلة التميمي وكان منقطعا إلى علي فجلس إليه ساعة فقال له علي: يا زياد تيسر فقال: لأي شيء؟ فقال: لغزو الشام فقال زياد: الأناة والرفق أمثل وقال: ومن لم يصانع في أمور كثيرة ٭٭٭ يضرس بأنياب وبوطاً بمنسم فتمثل علي وكأنه لا يريده: البيت. الفصول المهمة لابن الصباغ ص 68 بهذا النص: متى تجتمع القلب الذكي وصارماً ٭٭٭ وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم
3- كنز الفوائد 96/2، وروى البيت مع زيادة الحلي في إثبات الوصية ص 23 بهذا النص: أنا البطل الذي لا تنكروه ٭٭٭ ليوم كريهة وليوم سلم وواجب لي ولايته عليكم ٭٭٭ رسول الله يوم غدیر خم وروى البيتين علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم 310/1 بهذا النص: أنا البطل الذي لن تنكروه ٭٭٭ لیوم كريهة أو يوم سلم وأوجب لي ولايته عليكم ٭٭٭ رسول الله يوم غدیر خمّ

زدني اليوم حلما

وقال علیه السلام:

فَيَا رَبُّ زِدْنِي اليَوْمَ حِلْماً فَإِنَّنِي ٭٭٭ أَرَى الحِلْمَ لَمْ يَنْدَم عَلَيهِ حَلِيمُ(1)

لا أنثني

وقال علیه السلام:

أَقْسَمْتُ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَالِمِ ٭٭٭ لاَ أَنْتَنِي إِلاَّ بِرَدِّ الرَّاغِمِ(2)

أجد اليوم

وقال علیه السلام:

أَجد اليَوْمَ وَمَا ٭٭٭ تَرَكَ النَّاسُ دَمَا(3)

بين الهموم والهمم

وقال علیه السلام:

أَصْبَحْتُ بَيْنَ الهُمُومِ وَالهِمَمِ ٭٭٭ هُمُومُ(4) عَجْزٍ وَهِمَّةُ الكَرَمِ

طُوبَى لِمَنْ نَالَ قَدْرَ هِمَّتِهِ ٭٭٭ أَوْ نَالَ عِزَّ القُنُوعِ بِالقَسَمِ(5)

ص: 228


1- روضة الواعظين 378/2
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 117
3- مستدرك الوسائل 1/305/8 بهذا الإسناد: عن علي بن أحمد، عن الكليني، عن علان بإسناده رفعه، قال: قال أمير المؤمنين علیه السلام - في جواب ما سأله اليهودي -: «إنّما قيل للفرس: «أجد»، لأن أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل»، وأنشأ يقول: الأبيات
4- في البحار «عموم»
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 122، بحار الأنوار 90/440/34

حياء العباد

وقال علیه السلام:

هَبِ البَعْثَ لَمْ تَأْتِنَا رُسُلُهْ ٭٭٭ وَجَاحِمَةُ النَّارِ لَمْ تُضْرَمِ

أَلَيْسَ مِنَ الوَاجِبِ المُسْتَحَقِ ٭٭٭ حَيَاءُ العِبَادِ مِنَ المُنْعِمِ(1)

البيت مختوم

وقال علیه السلام:

لاَ تُودِعِ السِّرَّ إِلاَّ عِنْدَ ذِي كَرَم ٭٭٭ وَالسِّرُّ عِنْدَ كِرَامِ النَّاسِ مَكْتُومُ

وَالسِّرُّ عِنْدِي فِي بَيْتٍ لَهُ ٭٭٭ قَدْ ضَاعَ مِفْتَاحُهُ وَالبَيْتُ مَخْتُومُ(2)

ادخلوا بسلام

وقال علیه السلام:

لِهَمْدَانَ أَخْلاَقٌ وَدِينٌ يَزِينُهُمْ ٭٭٭ وَأَنْسٌ إِذَا لاَقَوْا وَحُسْنُ كَلاَمِ

فَلَوْ كُنتُ بَوَاباً عَلَى بَابِ جَنَّةٍ ٭٭٭ لَقُلْتُ لِهَمْدَانَ ادْخُلُوا بِسَلاَمِ(3)

طاهر الأخلاق

وقال علیه السلام:

أَخٌ طَاهرُ الأَخْلاَقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ ٭٭٭ جَنَا النَّحْلَ مَمْزُوجاً بِمَاءِ غَمَامِ

ص: 229


1- تذكرة الخواص ص 127
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 120
3- العقد الفريد 390/3، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 148/2 أورد هذا البيت فقط: ولو أن يوماً كنت بواب جنة ٭٭٭ لقلت لهمدان ادخلوا بسلام وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 78/8 أورد بيتاً بهذا النص: ولو كنتُ بواباً على بابِ جَنّة ٭٭٭ لقلت لهمدان ادخلي بسلام وفي كتاب البيان الجلي ص 42 ورد البيت الثاني بهذا النص: ولو أن يوماً كنت بوّاب جنّة ٭٭٭ لقلت لهمدان أدخلوا بسلام وفي كتاب الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 770 ورد البيت الثاني فقط

يَزِيدُ عَلَى الأَيَّامِ فَضْلُ مَوَدَّةٍ ٭٭٭ وَشِدَّهُ إِخْلاصٍ وَرَعيُ ذِمَامِ(1)

أعذرت في نصر أحمد

وقال علیه السلام:

أَفَاطِمُ هَاكِ السَّيْفَ غَيْرَ ذَمِيمِ ٭٭٭ فَلَسْتُ بِرِعْدِيدٍ وَلاَ بِلَئِيمِ

لَعَمْرِي لَقَدْ أُعْذِرْتُ فِي نَصْرِ أَحْمَدٍ ٭٭٭ وَمَرْضَاةِ رَبِّ لِلعِبَادِ رَحِيمِ(2)

ص: 230


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 120
2- أمالي الطوسي ص 142 بهذا الإسناد: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مالك النحوي: قال حدثنا أحمد ابن عبد الجبار قال: حدثنا بشر بن بكر عن محمد بن إسحاق عن مشيخة قال: لما رجع علي بن أبي طالب علیه السلام من أحد ناول فاطمة سيفه وقال: الأبيات. وروی الأبيات الطبرسي في أعلام الورى 1 - 379 بهذا النص: أفاطم هاك السيف غير ذميم ٭٭٭ فلست برعديد ولا بمليم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ٭٭٭ وطاعة ربّ بالعباد علیم ورواها الخوارزمي في مناقبه ص 172 بهذا الإسناد والنص: عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمَّد بن إسحاق بن يسار قال: قال علي بن أبي طالب علیه السلام حين ناول فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم السيف: أفاطم هاك السيف غير ذميم ٭٭٭ فلست برعديد ولا بلئيم لعمري لقد أعذرت عن نصر أحمد ٭٭٭ ومرضاة رب بالعباد رحيم ورواها أيضاً الطبري في بشارة المصطفى ص 187 بهذا النص: أفاطم هاك السيف غير ذميم ٭٭٭ فلست برعديد ولا بلئیم لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد ٭٭٭ وطاعة رب بالعباد علیم أريد ثواب الله لا شيء غيره ٭٭٭ ورضوانه في جنة ونعیم وأوردها الطبري أيضاً في بشارة المصطفى ص 281 بهذا الإسناد والنص: قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال حدثنا بشر بن بكر عن محمد بن إسحاق عن مشيخته قال: لما رجع علي بن أبي طالب من أحد ناول فاطمة سيفه وقال: أفاطم هاك اليف غير ذميم ٭٭٭ فلست بر عديد ولا بلئیم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ٭٭٭ ومرضاة رب للعباد رحیم وروى الأبيات ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 35/15 بهذا النص: وروى محمد ابنُ إسحاق أنّ علياً علیه السلام قال لفاطمة بيتيّ شِعر، وهما: أفاطم هاك السيف غير ذميم ٭٭٭ فلست برعديدِ ولا بلئیم لَعَمري لقد جاهدتُ في نصر أحمدٍ ٭٭٭ وطاعة ربِّ بالعباد رحیم ورواها الأربلي في كشف الغمة 194/1 - 195 بهذا الإسناد والنص: روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمَّد صلی الله علیه وآله وسلم عن أبيه قال: كان أصحاب اللواء يوم أحد تسعة كلهم قتلهم علي بن أبي طالب علیه السلام عن آخرهم، وانهزم القوم وبارز الحكم بن الأخنس فضربه فقطع رجله من نصف الفخذ فهلك منها وأقبل أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة وهو دارع وهو يقول: يوم بيوم بدر وعرض له رجل من المسلمين فقتله وصمد له علي علیه السلام فضربه على هامته، فنشب السيف في بيضته وسيفه في درقة علي فنزعا سيفيهما وتناوشا قال علي علیه السلام: فنظرت إلى فتق تحت إبطه فضربته فيه بالسيف فقتلته، قال علي علیه السلام: لما انهزم الناس وثبت قال: ما لك لا تذهب مع القوم؟ فقال علیه السلام: أذهب وأدعك يا رسول الله؟! والله لا برحت حتى أقتل أو ينجز الله لك ما وعدك من النصر، فقال النبي صلی الله علیه وآله وسلم: أبشر يا علي فإن الله منجز وعده، ولن ينالوا منا مثلها أبداً، ثم نظر إلى كتيبة قد أقبلت إليه فقال: احمل على هؤلاء يا علي فحملت فقتلت منها هشام بن أبي أمية المخزومي وانهزموا وأقبلت كتيبة أخرى فقال: احمل على هذه فحملت فقتلت منها عمرو بن عبد الله الجمحي وانهزمت أيضاً وجاءت أخرى فحملت عليها فقتلت بشر بن مالك العامري وانهزمت، فلم يعد بعدها أحد، وتراجع المسلمون إلى النبي صلی الله علیه وآله وسلم وانصرف المشركون إلى مكة وانصرف النبي صلی الله علیه وآله وسلم إلى المدينة، فاستقبلته فاطمة علیها السلام ومعها إناء فيه ماء، فغسل به وجهه ولحقه أمير المؤمنين علیه السلام وقد خضب الدم يده إلى كتفه ومعه ذو الفقار، فناوله فاطمة علیها السلام وقال: خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم وقال: أفاطم هاك السيف غير ذميم ٭٭٭ فلست بر عديد ولا بمليم أميطي دماء الكفر عنه فإنه ٭٭٭ سقي آل عبد الدار كأس حمیم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ٭٭٭ وطاعة رب بالعباد علیم وقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه، وقد قتل الله صناديد قريش بيديه. ورواها أيضاً ابن الصباغ في الفصول المهمة ص 56 بهذا النص: روى محمَّد بن إسحاق أن علياً رضي الله عنه لما فرغ من القتال ناول سيفه فاطمة وأنشد يقول: أفاطم هاك السيف غير ذميم ٭٭٭ فلست بر عديد ولا بمليم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ٭٭٭ وطاعة رب بالعباد عليم وفي مسند الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم 201/3 بهذا النص: لما رجع علي بن أبي طالب علیه السلام من أحد ناول فاطمة سيفه وقال: أفاطم هاك السيف غير ذميم ٭٭٭ فلست بر عديد ولا بلئیم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ٭٭٭ ومرضاة رب بالعباد رحیم أريد ثواب الله لا شيء غیره ٭٭٭ ورضوانه في جنة ونعيم

ص: 231

عصبة أسلمية

وقال علیه السلام:

جَزَى اللهُ خَيْراً عُصْبَةٌ أَسْلَمِيَّةٌ ٭٭٭ حِسَانَ الوُجُوهِ صُرِّعُوا حَوْلَ هَاشِمَ

بُرَيْدُ وَعَبْدُ اللَّهِ مِنْهُمْ وَمُنْقِذُ ٭٭٭ وَعُرْوَةُ أَبْنَاءُ مَالِكِ فِي الأَقَادِمِ(1)

ص: 232


1- شرح الأخبار 33/2 «في من شهد من الأنصار مع علي علیه السلام حروبه» وفيه: ومن بني أسلم: بريد، وعبد الله، ومنقذ وعروة بنو مالك الذين يقول لهم علي علیه السلام وهو يرتجز: الأبيات. وروى الأبيات ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 34/8 - 35 بهذا النص: قال نصر: وحدّثنا عمرو بن شمر، عن السديّ، عن عبد خير، قال: قاتل هاشمٌ الحارث بن المنذر التنوخيّ، حمل عليه بعد أن أعيا وكلّ، وقتل بيده، فطعنه بالرّمح فشقّ بطنَه فسقط، وبعث إليه عليّ علیه السلام وهو لا يعلم: أقدِم بلوائك، فقال للرسول: انظر إلى بطني، فإذا هو قد انشقّ، فجاء عليّ علیه السلام حتى وقف عليه، وحوله عصابة من أسلم قد صرِعوا معه، وقوم من القراء، فجزع عليه، وقال: جزى الله خيراً عُصبَةٌ أسلميَّةً ٭٭٭ صِباح الوُجوه صُرِّعُوا حَوْلَ هاشم یزید وسعدان وبشر ومَعْبَدٌ ٭٭٭ وسفيان، وابنا معبدٍ ذي المكارم وعُرْوة لا يبعدْ ثناء وذكْرُهْ ٭٭٭ إذا اختُرِطت يوماً خفافُ الصوارم ورواها أيضاً المجلسي في بحار الأنوار 37/33 بهذا النص: ولمّا قتل هاشم جزع الناس عليه جزعاً شديداً وأصيب معه عصابة من أسلم من القراء فمر عليهم عليّ علیه السلام وهم قتلى حوله فقال: جزى الله خيراً عصبة أسلميّة ٭٭٭ صباح الوجوه صُرّعوا حول هاشم يزيد وعبد الله بشر ومعبد ٭٭٭ وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم وعروة لا يبعد ثناه وذكره ٭٭٭ إذا اخترط البيض الخفاف الصّوارم والبحار أيضاً 444/34 - 97/445 بهذا النص: جزى الله خيراً عُصبة أيّ عصبة ٭٭٭ حسان الوجوه صرّعوا حول هاشم شقيق وعبد الله منهم ومعبد ٭٭٭ ونبهان وابنا هاشم ذي المكارم وعروة لا ينأى فقد كان فارساً ٭٭٭ إذا الحرب هاجت بالقنا والصوارم إذا اختلف الأبطال واشتبك القنا ٭٭٭ وكان حديث القوم ضرب الجماجم ديوان الإمام علي علیه السلام ص 116 بهذا النص: جزى الله عصبة أسلمية ٭٭٭ صباح الوجوه صرعوا حول هاشم شقيق وعبد الله بشر ومعبد ٭٭٭ وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم وعروة لا ينأى فقد كان فارساً ٭٭٭ إذا الحرب هاجت بالقنا والصوارم إذا اختلف الأبطال واشتبك القنا ٭٭٭ وكان حديث القوم ضرب الجماجم

لا تظلمن

وقال علیه السلام:

لاَ تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِراً ٭٭٭ فَالظُّلْمُ مَرْتَعَةٌ يُفْضِي إِلى النَّدَمِ

تَنَامُ عَيْنُكَ وَالمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ ٭٭٭ يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ(1)

آراء الطغام

وقال علیه السلام:

فَلَوْ أَنِّي أُطِعْتُ عَصَبْتُ قَوْمِي ٭٭٭ إِلَى رُكْنِ اليَمَامَةِ أَوْ شَآمِ

وَلكِنَّى إِذَا أَبْرَمْتُ أَمْراً ٭٭٭ مُنِيتُ بِخُلْفِ آراءِ الطَّغَامِ(2)

ص: 233


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 120
2- الديوان ص 117، الفتوح لابن أعثم 16/3 وفيه: قال: وبعث معاوية بمائتي رجل أو يزيدون إلى عاقول من الفرات ومعهم المعاول والمساحي وآلة الفعلة، فجعلوا يحفرون بحيال عسكر علي خديعة ومكرا. قال: ووقعت الضجة في عسكر علي رضي الله عنه، فقال: ويحكم لا عليكم، فإن هذا الذي ترون هو شيء لا يستقيم، ولا يقوى عليه معاوية أبداً ولو أنفق جميع أموال الشام، وإنما يريد أن يزيلكم عن مكانكم، فلا تكونوا ضعفاء القلوب والعقول، ولا تغلبوني على رأي. قال فضج أهل العراق وقالوا: والله لنرحل فإن شئت فارحل وإن شئت فأقم. قال: ثم ارتحل الناس عن آخرهم وصاروا ناحية في الفرات، وارتحل علي رضي الله عنه في آخر الناس حتى نزل معهم وجعل يقول: ولو أني أطعتُ عصبتُ قومي ٭٭٭ إلى ركن اليمامة أو شآمِ ولکني إذا أبرمتْ أمراً ٭٭٭ تخالفني أقاويل الطغام مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 196/3 وفيه: في أحداث حرب صفين: حملا في سبعة عشر ألف رجل حملة رجل واحد، ففرق بعضهم وانهزم الباقون، فأمر عليّ علیه السلام أن لا یمنعوهم الماء. وكان نزوله علیه السلام بصفين لليالي بقين من ذي الحجة سنة ست وثلاثين. فأمر معاوية للنقابين أن ينقبوا تحت معسكر عليّ متفرقين، ونودوا أنه يجري عليكم الماء فقال: هذه خدعة فصاحوا ثم انقلبوا، فلما أصبحوا رأوا معاوية في معسكرهم فقال عليّ علیه السلام: فلو أني أطعت عصيت قومي ٭٭٭ إلى ركن اليمامة أو شآم ولکني إذا أبرمت أمراً ٭٭٭ يخالفني أقاويل الطغام شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 19/4 وفيه بهذا النص: فَلَوْ أني أطِعْتُ عصمتُ قومي ٭٭٭ إلى ركن اليمامة أو شَمَامِ ولكنّي مَتَى أَبْرَمْتُ أمراً ٭٭٭ مُنیستُ بخُلْف آراء الطَّغَامِ ووردت الأبيات في بحار الأنوار 452/32 بهذا النص: فلو أنّي اطعت عصبت قومي ٭٭٭ إلى ركن اليمامة أو شمام ولكني متى أبرمت أمراً ٭٭٭ مُنِيْتُ بخلف آراء الطُغام وفي بحار الأنوار أيضاً 87/75 - 92/88 وفي مطالب السؤول ص 217 بهذا النص: ولو أنّي أطعت حملت قومي ٭٭٭ على ركن اليمامة والشّآم ولكنّي متى ابرمت أمراً ٭٭٭ تنازعني أقاويل الطغام

يقظة ونومُ

وقال علیه السلام:

مَا الدَّهْرُ إِلاَّ يَقْظَةٌ وَنَوْمُ ٭٭٭ وَلَيْلَةٌ بَيْنَهُمَا وَيَوْمُ

يَعِيشُ قَوْمٌ وَيَمُوتُ قَوْمُ ٭٭٭ وَالدَّهْرُ قَاضٍ مَا عَلَيْهِ لَوْمُ(1)

تقدير العزيز

وقال علیه السلام:

كَمْ مِنْ أَدِيبٍ فَطِنِ عَالِم(2) ٭٭٭ مُسْتَكْمِلِ العَقْلِ مُقلٍ عَدِيمٍ

وَمِنْ جَهُولٍ مُكْثِرِ مَالَهُ(3) ٭٭٭ ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ(4)

للتجلد والأسى

وقال علیه السلام:

أَتَصْبِرُ لِلبَلْوَى عَزَاءٌ وَحُسْبَةً ٭٭٭ فَتُؤْجَرُ أَمْ تَسْلُو سُلوَّ البَهَائِم

خُلِقْنَا رِجَالاً للتَّجَلُّدِ وَالأَسَى ٭٭٭ وتِلْكَ الغَوَانِي للبُكَا وَالمآتِمِ(5)

ص: 234


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 113، تذكرة الخواص ص 151
2- في البحار «وكم من أديب عالم فطن»
3- في البحار «وكم من مجهول يكثر ماله»
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 121، بحار الأنوار 6/9/69 «باب 94 فضل الفقر والفقراء»
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 122

لقاؤه يكفيك

وقال علیه السلام:

وَإِذَا طَلَبْتَ إِلى كَرِيمٍ حَاجَةٌ ٭٭٭ فَلِقَاؤُهُ يَكْفِيكَ وَالتَّسْلِيمُ

وَإِذَا رَآكَ مُسَلِّما ذَكَرَ الَّذِي ٭٭٭ حَمَّلْتَهُ فَكَأَنَّهُ مَبْرُومُ(1)

للرجال قاصم

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيٌّ وَلَدَتْنِي هَاشِمُ ٭٭٭ لَيْتُ حُرُوبِ للرِّجَالِ قَاصِمُ

مُعْصَوصِبٌ فِي نَقْعِهَا مُقَادِمُ ٭٭٭ مَنْ يَلْقَنِي يَلْقَاهُ مَوْتٌ هَاجِمُ(2)

لن تسلموا

وقال علیه السلام:

آلَيْتُ بِاللَّهِ رَبيَّ أُقسِمُ ٭٭٭ قَسمَ حَقٌّ لَيْسَ فِيهِ مَاثَمُ

إِنَّكُمْ مِنْ شَرِّنَا لَنْ تَسْلَمُوا(3)

ذهب الإسلام

وقال علیه السلام:

لِيَبْكِ عَلَى الإِسْلاَمِ مَنْ كَانَ بَاكِيا ٭٭٭ فَقَدْ تُركَتْ أَرْكَانُهُ وَمَعَالِمُهْ

لَقَدْ ذَهَبَ الإِسْلاَمُ إِلاَّ بِقيَّةٌ ٭٭٭ قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ الَّذِي هُوَ لاَزِمُهْ(4)

ص: 235


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 122
2- بحار الأنوار 36/39/21، وفيه: قال المجلسي: قصمت الشيء قصماً: كسرته، واعصوصب القوم: اجتمعوا، والنقع: الغبار، والمقادم جمع مقدام كمفاتح ومفتاح
3- تفسير فرات الكوفي ص 225
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 117، بحار الأنوار 88/439/34 تذكرة الخواص ص 155

بالدهر عليم

وقال علیه السلام:

أَنَا بِالدَّهْرِ عَلِيمٌ ٭٭٭ وَأَبُو الدَّهْرِ وَأُمُّهْ

لَيْسَ يَأْتِي الدَّهْرُ يَوْماً ٭٭٭ بسُرورٍ فَيُتِمُّهْ(1)

زعم المنجم والطبيب

وقال علیه السلام:

زَعَمَ المُنَجِّمُ وَالطَّبِيبُ كِلاَهُمَا ٭٭٭ أَنْ لاَ مَعَادَ فَقُلْتُ ذَاكَ إِلَيْكُمَا

إِنْ صَحَّ قَوْلُكُمَا فَلَسْتُ بِخَاسِرٍ ٭٭٭ أَوْ صَحَّ قَوْلِي فَالوَبَالُ عَلَيْكُمَا(2)

ما هو محسن

وقال علیه السلام:

فَكَمْ مِنْ بَهِيّ قَدْ يَرُوقُ رَوَاحُهُ ٭٭٭ وَيُهْجَرُ فِي النَّادِي إِذَا مَا تَكَلَّمَا

فَقِيمَةُ هَذا المَرْءِ مَا هُوَ مُحْسِنٌ ٭٭٭ فَكُنْ عَالِماً إنْ شئتَ أوْ مُتَعَلِّمَا(3)

أخوك

وقال علیه السلام:

أخُوكَ الَّذِي إِنْ أَحْرَضَتْكَ مُلِمَّةٌ ٭٭٭ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَبْرَحْ لِبَثِّكَ وَاجِمَا

وَلَيْسَ أَخُوكَ بِالَّذِي إِنْ تَمَنَّعَتْ ٭٭٭ عَلَيْكَ أُمورٌ ظَلَّ يَلحاكَ لائِما(4)

ص: 236


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 119
2- بحار الأنوار 92/87/750. مطالب السؤول ص 217
3- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ص 52
4- وقعة صفين ص 532، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 114/18 بهذا النص: أخوك الّذي إن أجرضَتك ملمةٌ ٭٭٭ من الدَّهر لم يبرح لها الدَّهْر واجمَا وليس أخوك بالذي إن تشعبَّتْ ٭٭٭ عليك أمور ظَلَّ يلحَاك لائما بحار الأنوار للمجلسي 462/554/32 بهذا النص: أخوك الذي إن أجهضتك ملمّة ٭٭٭ من الدهر لم يبرح لبثّك واجماً وليس أخوك بالذي إن تشعَبت ٭٭٭ عليك أمور ظلّ يلحاك لائماً

حبل الإمامة لي

وقال علیه السلام:

أَطْلُبُ العُذْرَ مِنْ قَوْمِي وَإِنْ جَهِلُوا ٭٭٭ فَرْضَ الكِتَابِ وَنَاوَلُوا كُلَّ مَا حَرُمَا

حَبْلُ الإِمَامَةِ لِي مِنْ بَعْدِ أَحْمَدِنَا ٭٭٭ كَالدَّلْوِ عَلَّقَتِ التَّكْرِيبَ وَالوَذَمَا(1)

لاَ فِي نُبُوَّتِهِ كَانُوا ذَوِيَ وَرَعٍ ٭٭٭ وَلاَ رَعَوْا بَعْدَهُ إِلاَّ وَلاَ ذِمَمَا

لَوْ كَانَ لِي جَائِزاً سَرْحَانَ أَمْرِهِمُ ٭٭٭ خَلَّقْتُ قَوْمِي وَكَانُوا أُمَّةً أَمَمَا(2)

المعاصي تزيل النعم

وقال علیه السلام:

فَكَمْ آمِنٌ عَاشَ فِي نِعْمَةٍ ٭٭٭ فَمَا حَسَّ بِالفَقْرِ حَتَّى هَجَمْ

إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَأَرْعَهَا ٭٭٭ فإِنَّ المَعَاصِي تُزيلُ النَّعَمْ

وَدَاوِمْ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإِلَهِ ٭٭٭ فَإِنَّ الإِلهَ سَرِيعُ النّقَمْ(3)

ص: 237


1- وذمت الدلو: انقطع وَذَمها، والوَذَم: السيور بين آذان الدلو والخشبة المعترضة عليها
2- بحار الأنوار 92/442/34 وفيه قال المجلسي: قال الفيروزآبادي في مادة «كرب» من القاموس: الكرب - بالتحريك -: الحبل يشدّ في وسط العراقي ليلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير، وقد كرب الدلو وأكربها وكرّبها. والإِلّ - بالكسر -: العهد. و «سرحان»: مصدر من قولهم سرّح الماشية. وهو إرسالها للرعي. وتسريح المرأة: تطليقها. والأمم - بالتحريك -: الشيء اليسير. وأخذت ذلك من أمم: أي من قربٍ وداره أمم داري: أي مقابلتها. وقُرىء أمماً بضمّ الهمزة أيضاً: أي فرقاً مختلفة
3- نور الأبصار للشبلنجي ص 85. وفي الديوان: إذا كنت في نعمة فارعها ٭٭٭ فإن المعاصي تزيل النعم وحافظ عليها بتقوى الإله ٭٭٭ فإن الإله سريع النقم فإن تعط نفسك آمالها ٭٭٭ فعند مناها يحلُّ الندم فأين القرون وَمَن حوَلهم ٭٭٭ تفانوا جميعاً وربي الحكم وكُن مُوسِراً شئت أو معسِراً ٭٭٭ فما تقطع العيش إلا بِهَم حلاوة دنياك مسمومة ٭٭٭ فلا تأكل الشهد إلا بِسَم محامد دنیاك مذمومة ٭٭٭ فلا تكسب الحمد إلا بذم إذا تم أمرٌ بدا نقصُهُ ٭٭٭ توَقُّ زوالاً إذا قيل تم وكم قدر دبَّ في غفلةٍ ٭٭٭ فلم يشعر الناس حتى هجم

حمل الأسد الضرغام

وقال علیه السلام:

لاَ تَعْجَلَنَّ وَاسْمَعَنْ كَلاَمِي ٭٭٭ إِنِّي وَرَبُّ الرُّكَّعِ الصَّيَامِ

إذ المَنَايَا أَقْبَلَتْ خِيَامِي ٭٭٭ حَمَلْتُ حَمْلَ الأَسَدِ الضَّرْغَامِ

بِبَاتِلٍ مُؤَلَّلٍ حُسَامِ ٭٭٭ عُوِّدَ قَطعَ اللَّحْمِ وَالعِظَامِ(1)

أسرار الغيوب بأسرها

وقال علیه السلام:

لَقَدْ حزْتُ عِلْمَ الأَوَّلِينَ وإنني ٭٭٭ ظَنِينٌ بِعِلْمِ الآخِرِينَ كَتُومُ

وكاشفُ أسرارِ الغيوب بِأَسرِها ٭٭٭ وَعِنْدِي حديثٌ حادِثٌ وَقَدِيمُ

وانّي لَقَيُّومٌ على كُلِّ قَيِّمِ ٭٭٭ محیطٌ بكلِ العالمينِ عليمُ(2)

ص: 238


1- بحار الأنوار 94/463/34، ناسخ التواريخ 63/3
2- ينابيع المودة 1/205/1 وفيه: قال أمير المؤمنين علیه السلام: الأبيات. وفيه أيضاً 205/3 - 209 وفيه: أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قام على المنبر بالكوفة وهو يخطب فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله بديع السموات والأرض وفاطرها، وساطح المدحيات ووازرها، ومطود الجبال وقافرها، ومفجر العيون ونافرها، ومرسل الرياح وزاجرها، وناهي القواصف وآمرها، ومزين السماء وزاهرها، ومدبر الأفلاك ومسيرها، مقسم المنازل ومقدرها، ومنشىء السحاب ومسخرها، ومدلج الحنادس ومنورها، ومحدث الأجسام ومقررها، ومكور الدهور ومكدرها، ومورد الأمور ومصدرها، وضامن الأرزاق ومدبّرها، ومحیي الرفاة وناشرها. أحمده على آلائه وتوفرها، وأشكره على نعائمه وتواترها. وأشهد أن لا إلهُ إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تؤدي إلى السلامة ذاكرها، وتؤمن من العذاب ذاخرها، وأشهد أنّ محمداً صلی الله علیه وآله وسلم الخاتم لما سبق من الرسل وفاخرها، ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها، أرسله إلى أمّة قد شعر بعبادة الأوثان شاعرها، فأبلغ صلی الله علیه وآله وسلم في النصيحة وافرها، وأنار منار اعلام الهداية ومنابرها، ومحا بمعجز القرآن دعوة الشيطان ومكاثرها، وأرغم معاطيس غواة العرب وكافرها، حتى أصبحت دعوته الحقّ بأول زائرها، وشريعته المطهرة إلى المعاد يفخر فاخرها صلی الله علیه وآله وسلم الدوحة العليا وطيب عناصرها. أيها الناس سار المثل، وحقّق العمل، وتسلّمت الخصيان، وحكمت النسوان، واختلفت الأهواء، وعظمت البلوى، واشتدت الشكوى، واستمرت الدعوى، وزلزلت الأرض، وضيع الفرض، وكتمت الأمانة، وبدت الجناية، وقام الأدعياء، ونال الأشقياء، وتقدمت السفهاء، وتأخرت الصلحاء، وازور القرآن، واحمر الدبران، وكملت الفترة، وسدست الهجرة، وظهرت الأفاطس، فحسمت الملابس، يملكون السرائر، ويهتكون الحرائر، ويجيؤون كيسان، يخرجون خراسان، فيهدمون الحصون، ويظهرون المصون، ويفتحون العراق بدم يراق، فآه آه، ثم آه آه، لعريض الأفواه، وذبول الشفاء. ثم التفت يميناً وشمالاً، وتنفس الصعداء ملالاً، وتأوّه خشوعاً، وتغير خضوعاً، فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي فقال: يا أمير المؤمنين أنت حاضر بما ذكرت وعالم به! فالتفت إليه بعين الغضب وقال له: ثكلتك الثواكل، ونزلت بك النوازل، يا ابن الجبان الخبائث، والمكذب الناكث، سيقصر بك الطول، ويغلبك الغول، أنا سرّ الأسرار، أنا شجرة الأنوار، أنا دليل السموات، أنا أنيس المسبحات، أنا خليل جبرائيل، أنا صفي ميكائيل، أنا قائد الأملاك، أنا سمندل الأفلاك، أنا سرير الصراح، أنا حفيظ الألواح، أنا قطب الديجور، أنا البيت المعمور، أنا مزن السحائب، أنا نور الغياهب، أنا فلك الحجج، أنا حجّة الحجج، أنا مسدد الخلائق، أنا محقّق الحقائق، أنا مأوّل التأويل، أنا مفسر الإنجيل، أنا خامس الكساء، أنا تبيان النساء، أنا ألفة الإيلاف، أنا رجال الأعراف، أنا سرّ إبراهيم، أنا ثعبان الکلیم، أنا وليّ الأولياء، أنا ورثة الأنبياء، أنا أوريا الزبور، أنا حجاب الغفور، أنا صفوة الجليل، أنا إيليا الإنجيل، أنا شديد القوى، أنا حامل اللواء أنا إمام المحشر، أنا ساقي الكوثر، أنا قسيم الجنان، أنا مشاطر النيران، أنا يعسوب الدين، أنا إمام المتقين، أنا وارث المختار، أنا ظهير الاظهار، أنا مبيد الكفرة، أنا أبو الأئمة البررة، أنا قالع الباب، أنا مفرق الأحزاب، أنا الجوهرة الثمينة، أنا باب المدينة، أنا مفسر البينات، أنا مبین المشكلات، أنا النون والقلم، أنا مصباح الظلم، أنا سؤال متى، أنا ممدوح هل أتى، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم، أنا لؤلؤ الأصداف، أنا جبل قاف، أنا سر الحروف، أنا نور الظروف، أنا الجبل الراسخ، أنا العلم الشامخ، أنا مفتاح الغيوب، أنا مصباح القلوب، أنا نور الأرواح، أنا نور الأشباح، أنا الفارس الكرار، أنا نصرة الأنصار، أنا السيف المسلول، أنا الشهيد المقتول، أنا جامع القرآن، أنا بنيان البيان، أنا شقيق الرسول، أنا بعل البتول، أنا عمود الإسلام، أنا مكسر الأصنام، أنا صاحب الأذان، أنا قاتل الجن، أنا صالح المؤمنين، أنا إمام المفلحين، أنا إمام أرباب الفتوة، أنا كنز أسرار النبوة، أنا المطّلع على أخبار الأولين، أنا المخبر عن وقائع الآخرين، أنا قطب الأقطاب، أنا الأحباب، أنا مهدی الأوان، أنا عيسى الزمان، أنا والله وجه الله، أنا والله أسد الله، أنا سيد العرب، أنا كاشف الكرب، أنا الذي قيل في حقّه «لا فتى إلاّ علي» أنا الذي قال في شأنه «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»، أنا ليث بني غالب، أنا علي بن أبي طالب. قال: فصاح السائل صيحة عظيمة وخرّ ميتاً. فعقب أمير المؤمنين (كرّم الله وجهه) كلامه بأن قال: الحمد لله بارىء النسم، وذارىء الأمم والصلوات على الاسم الأعظم، والنور الأقدم، محمد وآله وسلم. ثم قال: سلوني عن طرق السماء فإني أعلم بها من طرق الأرض، سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّ بين جنبي علوماً كثيرة كالبحار الزواخر. فنهض إليه الرسخ من العلماء، والمهرة من الحكماء، واحدق به الكمل من الأولياء، والندر من الأصفياء، يقبلون مواطىء قدميه، ويقسمون بالاسم الأعظم عليه، بأن يتم كلامه، ويكمل نظامه. فقال بحر الراسخين، وحبر العارفين، الإمام الغالب علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه): يظهر صاحب الراية المحمدية، والدولة الأحمدية، القائم بالسيف، والحال الصادق في المقال، يمهد الأرض، ويحيي السنة والفرض. ثم قال: أيّها المحجوب عن شأني، الغافل عن حالي، الأرض، إنّ العجائب آثار خواطري، والغرائب أسرار ضمائري، لأنّي قد خرقت الحجاب، وأظهرت العجاب، وأتيت بالباب، ونطقت بالصواب، وفتحت خزائن الغيوب، وفتقت دقائق القلوب، وكنزت لطائف المعارف، ورمزت عوارف اللطائف، فطوبى لمن استمسك بعروة هذا الكلام، وصلى خلف هذا الإمام، فإنه يقف على معاني الكتاب المسطور، والرق المنشور، ثم يدخل إلى البيت المعمور، والبحر المسجور، ثم أنشد يقول: لقد حزت علم الأولين وإنّني ٭٭٭ ضنين بعلم الآخرين كتوم وكاشفت أسرار الغيوب بأسرها ٭٭٭ وعندي حديث حادث وقديم وإنّي لقيّوم على كلّ قيم ٭٭٭ محيط بكلّ العالمين عليم ثم قال: لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيراً: ثم قال: «ق والقُرآن المجيد» كلمات خفيات الأسرار، وعبارات جليات الآثار، ينابيع عوارف القلوب، من مشكاة لطائف الغيوب، لمحات العواقب كالنجوم الثواقب، نهاية الفهوم بداية العلوم، الحكمة ضالة كلّ حكيم، سبحان القديم يفتح الكتاب، ويقرأ الجواب، يا أبا العباس أنت إمام الناس، سبحان من يحيي الأرض بعد موتها، ويردّ الولايات إلى بيوتها، يا منصور تقدم إلى بناء السور، ذلك تقدير العزيز العليم. علي والخلفاء ص 7

ص: 239

سهام العدى

وقال علیه السلام:

فَوَارِسُ مِنْ هَمْدَانَ لَيْسُوا بِعُزَّلِ ٭٭٭ غَدَاةَ الوَغَى مِنْ شَاكِرِ وَشَبَامِ

يَقُودُهُمُ حَامِي الحَقِيقَةِ مَاجِدٌ ٭٭٭ سعِيدُ بنُ قَيْسٍ وَالكَرِيمُ مُحَامِي

جَزَى اللَّهُ هَمْدَانِ الجِنَانَ فَإِنَّهُمْ ٭٭٭ سِهَامُ العِدَى فِي كُلِّ يَومِ حِمَامِ(1)

ص: 240


1- مناقب ابن شهر آشوب 200/3، بحار الأنوار للمجلسي 471/577/32 (الباب الثاني: عشر) باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم وفيه: أنفذ معاوية ذا الكلاع إلى بني همدان فاشتبكت الحرب بينهم إلى اللّيل ثم انهزم أهل الشام. ثم أنشأ أمير المؤمنين علیه السلام أبياتاً منها: الأبيات

إمام صميدع

وقال علیه السلام:

فَلِلَّهِ دَرٌّ مِنْ إِمَامٍ صُمَيْدَعِ ٭٭٭ يُذِلُّ جُيُوشَ المُشْرِكِينَ بِصَارِمِ

وَيُظْهِرُ هَذَا الدِّينَ فِي كُلِّ بُقْعَةٍ ٭٭٭ وَيُرْغِمُ أَنْفَ المُشْرِكِينَ الغَوَاشِم

وَمَا قُلْتُ هَذَا القَوْلَ فَخَراً وَإِنَّمَا ٭٭٭ قَدْ أَخْبَرَنِي المُخْتَارُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ(1)

بالأحزان مقرونة

وقال علیه السلام:

عِشْ مُوسِراً إِنْ شِئتَ أوْ مُعْسِرا ٭٭٭ لاَ بُدَّ فِي الدُّنْيَا مِنَ الغَمِّ

دُنْيَاكَ بِالْأَحْزَانِ مُقْرُونَةٌ ٭٭٭ فَلاَ تَقْطَعِ الدُّنْيَا إِلاَّ بِهَمِّ

حَلاَوَةُ دُنْيَاكَ مَسْمُومَةٌ ٭٭٭ فَلاَ تَأْكُلِ الشَّهْدَ إِلاَّ بِسَمِّ(2)

مطيع في الهواجر

وقال علیه السلام:

فإن تكُ جاسمُ هَلَكَتْ فَإِنِّي ٭٭٭ بِمَا فَعَلَتْ بَنُو عَبْدِ بْنِ ضَجْمِ

مُطِيعٌ في الهَوَاجِرِ كُلَّ غَيَّ ٭٭٭ بَصِيرٌ بِالنَّوَى مِنْ كُلِّ نَجْمِ(3)

ص: 241


1- ينابيع المودة للقندوزي ص 439، منتخب الأثر ص 163 وفيه البيت الثالث بهذا النص: فيا ويل أهل الشرك من سطوة الفنا ٭٭٭ فيا ويل كل الويل كان لظالم
2- الفصول المهمة لابن الصباغ ص 119، ديوان الإمام علي علیه السلام 163 بهذا النص: عش موسراً إن شئت أو معسراً ٭٭٭ لا بد في الدنيا من الغم دنياك بالأحزان مقرونة ٭٭٭ لا تقطع الدنيا بلا هَم
3- تاريخ الطبري ج 3 ص 300 في حوادث سنة 23 في قصة الشورى، والكامل في التاريخ ج 3 ص 39 حوادث سنة 23 في قصة الشورى قال علي علیه السلام: (الحمد الله الذي بعث محمداً منا نبياً وبعثه إلينا رسولاً فنحن بيت النبوة ومعدن الحكمة وأمان أهل الأرض ونجاة لمن طلب لنا حق إن نعطه نأخذه وأن نمنعه نركب أعجاز الابل ولو طال السرى لو عهد إلينا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عهداً لأنفذنا عهده ولو قال لنا قولاً لجادلنا عليه حتى نموت لن یسرع أحد قبلي إلى دعوة حق وصلة رحم ولا حول ولا قوة إلا بالله اسمعوا كلامي وعوا منطقي عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا المجمع تنتضى فيه السيوف وتخان فيه العهود حتى تكونوا جماعة ويكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة وشيعة لأهل الجهالة ثم أنشأ يقول: البيتين

ما علّتي

وقال علیه السلام:

مَا عِلَّتِي وَأَنَا جَلْدٌ حَازِمُ ٭٭٭ وَفِي يَمِينِي ذُو غِرَارٍ صَارِمُ

وَعَنْ يَمِينِي مِدْحَجُ القَمَاقِمُ ٭٭٭ وَعَنْ يَسَارِي وَائِلُ الخَضَارمُ

والقَلْبُ حَوْلِي مُضَرُ الجَمَاجِمُ ٭٭٭ وَأَقْبَلَتْ هَمْدَانُ وَالأَكَارِمْ(1)

كنت خير عم

وقال علیه السلام:

أَبَا طَالِبٍ عِصْمَةُ المُسْتَجِيرِ ٭٭٭ وَغَيْثُ المُحُولِ وَنُورْ الظُّلَمْ

لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أَهْلَ الحِفَاظِ ٭٭٭ فَصَلَّى عَلَيْكَ وَلِيُّ النِّعَمْ

وَلَقَّاكَ رَبُّكَ رِضوَانَهُ ٭٭٭ فَقَدْ كُنت لِلمُصْطَفَى خَيْرَ عَمْ(2)

ص: 242


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 117 وفيه: وروي أن علياً علیه السلام بعدما قتل حريثاً مولى معاوية برز إليه عمرو بن حصين السككي فنادى يا أبا حسن هلم إلى المبارزة فأنشأ علي علیه السلام يقول: الأبيات. وقعة صفين ص 273 بهذا النص: ما عِلَّتي وأَنا جلدٌ حازمٌ ٭٭٭ وعن يمني مَذحجُ القماقم وعن ياري وائلُ الْخضارِمْ ٭٭٭ والقلبُ حولي مُضَرُ الجماجمْ وأَقبلتْ همدانُ في الخضارِمْ ٭٭٭ مَشْيَ الجمال البُزَّل الْخلاجِمْ بحار الأنوار 98/445/34 وزاد هذا البيت. والأزد من بعد لنا دعائم ٭٭٭ والحقّ في الناس قديم دائم
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 117، تذكرة الخواص ص 19 وفيه: قال السدي مات أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة ودفن بالحجون عند عبد المطلب وقال علي علیه السلام يرثيه: الأبيات. منتهى الآمال للشيخ عباس القمّي 75/1 - 78 بهذا النص: أبا طالبٍ عصمة المستجي ٭٭٭ ر وغيثَ المحول ونور الظُّلم لقد هدّ فقدك أهل الحفا ٭٭٭ ظ فصلّی عليك وليّ النعم ولقَاك ربُّك رضوانه ٭٭٭ فقد كنت للطهر من خير عم

من الغلام الهاشمي

وقال علیه السلام:

هَذَا لَكُمْ مِنَ الغُلاَمِ الهَاشِمِي ٭٭٭ مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ فِي ذُرَى الكَمَائِمِ

ضَرْبٌ يَقُودُ شَعْرَ الجَمَاجِم ٭٭٭ بِصَارِم أَبْيَضَ أَيَّ صَارِم

أحْمِي بِهِ كَتَائِبَ القَمَائِمِ ٭٭٭ عِنْدَ مَجَالِ الخَيْلِ بِالأَقَادِم(1)

لا تدوم

وقال علیه السلام:

فَمَا نُوَبُ الحَوَادِثِ بَاقِيَاتٌ ٭٭٭ وَلاَ البُؤسَى تَدُومُ وَلاَ النَّعِيمُ

كَمَا يَمْضِي سُرُورُكَ وَهُوَ جَمٌّ ٭٭٭ كَذَلِكَ مَا يَسُوؤكَ لاَ يَدُومُ

فَلاَ تَهْلَكْ عَلَى مَا فَاتَ وَجْداً ٭٭٭ وَلاَ تُفْرِدْكَ بِالأَسَفِ الهُمُومُ(2)

فرض الإمامة لي

وقال علیه السلام:

فَرْضُ الإِمَامَةِ لِي مِنْ بَعْدِ أَحْمَدِنَا ٭٭٭ كَالدَّلُو عَلَّقَتِ التَّكْريبَ وَالوَذَمَا(3)

لاَ فِي نُبُوَّتِهِ كَانُوا ذَوِي وَرَعٍ ٭٭٭ وَلاَ رَعَوْا بَعْدَهُ إِلاَّ وَلاَ ذِمَمَا(4)

ص: 243


1- بحار الأنوار للمجلسي 36/39/21. وفيه: قال المجلسي: الكمّة: القلنسوة المدوّرة، ويقال: سيد قماقم بالضمٌ لكثرة خيره وبالفتح جمع القمقام وهو السيّد
2- الفرج بعد الشدة 9/5 - 10، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 120
3- كرب الدلو: أي جعل عليها الكرب وهو حبيل يصل رشاء الدلو بالخشبة المعترضة عليها. والوذمة: السير الذي بين آذان الدلو وعراقيها تشد فيها. (لسان العرب، مادة كرب، وذم)
4- الإل: الحلف والعهد والإل القرابة. (لسان العرب، مادة ألل) (وأساس البلاغة مادة ألل)

لَوْ كَانَ لِي جَابِرٌ سُرْعَانَ أَمْرِهِمُ ٭٭٭ خَلَّيْتُ قَوْمِي فَكَانُوا أُمَّةً أُمَمَا(1)

سأبير خثعما

وقال علیه السلام:

لا قَيْتُ قَرْناً حَدَثاً وَضَيْغَمَا ٭٭٭ لَيْثاً شَدِيداً فِي الوَغَى غَشَمْشَمَا

أَنَا عَلِيٌّ سَأُبِيرُ خَثْعَمَا ٭٭٭ بِكُلِّ خَطِّي يُرِي النَّقْعَ دَمَا

وَكُلِّ صَارِمٍ يُثَبِّتُ الضَّرْبَ فَيَنْعَمَا(2)

أصبحت فيها أثما

وقال علیه السلام:

مَهْلاً فَقَدْ أَصْبَحْتَ فِيها آثِما ٭٭٭ لَكَ الصَّلاةُ قَاعِدَاً وَقَائِمَا

ثَلاَثَةٌ تُصْبحُ فِيهَا صَائِمَا ٭٭٭ وَرَابِعٌ تُصْبِحُ فِيهِ طَاعِمَا

وَلَيْلَةٌ تَخْلُو لَدَيْهَا نَاعِمَا ٭٭٭ مَالَكَ أنْ تُمْسِكَهَا مُرَاغِمَا(3)

ص: 244


1- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 314/1 - 315
2- بحار الأنوار للمجلسي 9/88/21
3- بحار الأنوار 439/34 - 89/440 وفيه: جاءت إليه علیه السلام امرأة تشكو زوجها فقالت: زوجي كريم يبغض المحارما ٭٭٭ يقطع ليلاً قاعداً وقائما ويصبح الدهر لدينا صائما ٭٭٭ وقد خشيت أن يكون آثماً لأنّه يصبح لي مراغما أجابها زوجها: لا أصبح الدهر بهنّ هائما ٭٭٭ ولا أكون بالنساء ناعما لا بل أصلّي قاعداً وقائما ٭٭٭ فقد أكون للذنوب لازما يا ليتني نجوت منها سالما فأجابهما علیه السلام حاكماً بينهما: الأبيات

الحارث بن الصّمه

وقال علیه السلام:

لا هَمَّ إِنَّ الحَارِثَ بِنَ الصِّمَّهْ ٭٭٭ كَانَ وَفِياً وَبِنَا ذَا ذِمَّهْ(1)

أَقْبَلَ فِي مَهَامِهٍ(2) مُهِمَّهْ ٭٭٭ کَلَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُدْلَهِمَّهْ(3)

بَيْنَ سُيوفٍ وَرِمَاحٍ جَمَّهْ(4) ٭٭٭ يَبْغِي رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا ثَمَّهْ(5)

صاحب الصمصامة

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيٌّ صَاحِبُ الصَّمْصَامَهْ ٭٭٭ وَصَاحِبُ الحَوْضِ لَدَى القِيَامَهْ

ص: 245


1- الذمة: العهد
2- المهامه: جمع مهمة، وهو القفر
3- مدلهمة: الشديدة السواد
4- جمه: كثيرة
5- السيرة النبوية لابن هشام 131/3، وروى الأبيات ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 16/15 بهذا النص: قال الواقديّ: وكان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم يقول يومَ أحد: ما فعل عمَّي، فخرج الحارث بن الصِّمَّة يطلبه، فأبطأ، فخرج عليٌّ علیه السلام يَطلبُه فيقول: يا ربِّ إنَّ الحارثَ بنَ الصِّمَّهْ ٭٭٭ كان رفيقاً وبنا ذا ذِمّهْ قد ضَلَّ في مهامهِ مُهِمَّهْ ٭٭٭ يلتمسُ الجنّةَ فيها ثَمّهْ وفي بحار الأنوار للمجلسي وردت الأبيات في 53/146/20 بهذا النص: لا همّ إن الحارث بن صمة ٭٭٭ كان وفيّا وبنا ذا ذمّة أقبل في مهامهِ مهمة ٭٭٭ في ليلة ليلاء مدلهمة بین رماح وسيوف جمّة ٭٭٭ يبغي رسول الله فيها ثمّة لا بدّ من بلية ملمَة وفي ديوان الإمام علي علیه السلام ص 119 بهذا النص: وقال في الحارث بن الصمة بن عمرو الأنصاري يوم أحد: لا هم إن الحارث بن صمَّه ٭٭٭ أهل وفاء صادق وذمة أقبل في مهامه مهمَّة ٭٭٭ في ليلة ليلاءَ مدُلهمَّة بین رماحِ وسيوف جمة ٭٭٭ يبغي رسول الله فيها ثمَة

أُخُو نَبِيِّ اللَّهِ ذِي العَلاَمَهْ ٭٭٭ قَدْ قَالَ إِذْ عَمَّمَنِي العِمَامَهْ

أنْتَ أَخِي وَمَعِدِنُ الكَرَامَهْ ٭٭٭ وَمَنْ لَهُ مِنْ بَعْدِيَ الإِمَامَهْ(1)

إثبت لحاك الله

وقال علیه السلام:

إثْبِتُ لَحَاكَ اللَّهُ إِنْ لَمْ تَسْلِمِ ٭٭٭ لِوَقْعِ سَيْفِ عَجْرَفِيّ خِضْرِمِ

تَحْمِلُهُ مِنِّي بَنَانُ المِعْصَمِ ٭٭٭ أَحْمِي بِهِ كَنَائِبِي وَأَحْتَمِي

إنِّي وَرَبُّ الحَجَرِ المُكَرَّمِ ٭٭٭ قدْ جِدْتُ لِلَّهِ بِلَحْمِي وَدَمِي(2)

تنبّه للمنيّة

وقال علیه السلام:

تَنَامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ المَنَايَا ٭٭٭ تَنَبَّهْ لِلمَنِيَّةِ يَا نَوُوُمُ(3)

تَرُومُ الخُلْدَ فِي دَارِ المَنَايَا ٭٭٭ فَكَمْ قَدْ رَامَ قَبْلَكَ مَا تَرُومُ

إلى الديَّانِ يَوْمُ الدِّينِ يُقْضَى ٭٭٭ وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الخُصُومُ

ص: 246


1- مناقب ابن شهر آشوب 315/1
2- بحار الأنوار 38/21 - 36/39 وفيه ارتجز داود بن قابوس فقال: يا أيّها الحامل بالترغّم ٭٭٭ ماذا تريد من فتى غشمشم أروع مفضال هصور هيصم ٭٭٭ ماذا ترى ببازلِ معتصم وقائل القرن الجريء المقدم ٭٭٭ والله لا أسلم حتّى تحرم فأجابه صلوات الله عليه: الأبيات. قال المجلسي: الترغم: التغضب. والغشمشم: الشجاع الّذي لا يردّه شيء، والأروع: الّذي يعجبك حسنه، والهصور: الأسد، والهيصم: الأسد، والقويّ من الرجال، ويزل البعير: انشقّ نابه، لحاك الله أي لعنك الله، ويقال: جمل فيه عجرفة، أي قلّة مبالات لسرعته، وفلان يتعجرف عليّ: إذا كان يركبه بما يكره ولا يهاب شيئاً، وعجارف الدهر: حوادثه، وقال الجوهريّ: الخضرم بالكسر: الكثير العطية، مشبه بالبحر الخضرم وهو الكثير الماء، وكلّ شيء كثير واسع خضرم، والمعصم: موضع السوار من الساعد، والحجر المكرّم: الحجر الأسود
3- النووم: الكثير النوم

سَتَعْلَمُ فِي المَعَادِ إِذا التَقَيْنَا ٭٭٭ غَداً عِنْدَ المَلِيكِ مَنِ الظُّلُومِ(1)

فوارس من همدان

وقال علیه السلام:

دَعَوْتُ فَلَبَّانِي مِنَ القَوْمِ عُصْبَةٌ ٭٭٭ فَوَارِسُ مِنْ هَمْدَانِ غَيْرُ لِئَامِ

فَوَارِسُ مِنْ هَمْدَان لَيْسُوا بِعُزَّلٍ ٭٭٭ غَدَاةَ الوَغَى مِنْ شَاكِرٍ وَشَبَامِ

بِكُلِّ رُدَيْنِيِّ وَعَضْبٍ تَخَالُهُ ٭٭٭ إذا اخْتَلَفَ الأَقْوَامُ شَعْلَ ضِرَامِ

لِهَمْدَانَ أَخْلاَقٌ وَدِينٌ يَزينُهُمْ ٭٭٭ وَبَأْس إِذَا لاَقَوا وَحَدُّ خِصَامِ (2)

ص: 247


1- دار السلام 82/4
2- وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ص 274 وفيه: قال: قال نصر: وفي حديث عمر ابن سعد: وجّدٌّ وصدْقٌ في الحروب ونجدةٌ ٭٭٭ وقولٌ إذا قالوا بغير أَثَام مَتَى تأْتِهم في دارهم تستضيفُهُم ٭٭٭ ثَبت ناعماً في خدمةِ وطَعَام جَزَى الله هَمْدَانِ الجِنَانَ فإنَّها ٭٭٭ سِمَامُ العِدَى في كلِّ يوم زحام فلو كنتُ بَوَّاباً على باب جَنةِ ٭٭٭ لقلتُ لهمدانَ ادخُلي بسلام شرح النهج لابن أبي الحديد 217/5 وبهذا النص: دعوتُ فلبَّاني من القوم عصبةٌ ٭٭٭ فوارسُ من هَمْدَان غيرُ لشام فوارسُ مِنْ هَمْدَان ليسُوا بعُزَّل ٭٭٭ غَدَاةَ الوَغَى من شاكرِ وشِبَام بكُلِّ ردينيٌّ وعَضْبِ تخالُه ٭٭٭ إذا اختلفَ الأقوامُ شعْل ضِرَام لهمدانَ أَخلاقٌ كرام تَزينُهم ٭٭٭ ويأس إذا لاقَوْا وحَدُّ خِصَام وجدٌّ وصدقٌ في الحروب ونجدةٌ ٭٭٭ وقول إذا قالُوا بغير أثَام مَتَى تأتِهمْ في دارِهِم تستضيفهمْ ٭٭٭ تَبِتْ ناعماً في خدمةِ وطعام جَزَى الله هَمْدَان الجنانَ فإنها ٭٭٭ سِمام العِدَا في كل يوم زحام فلو كنتُ بواباً على باب جنةِ ٭٭٭ لقلتُ لهمْدانَ ادخُلوا بسلام بحار الأنوار للمجلسي 476/32 - 414/477 بهذا النص: دعوت فلباني من القوم عصبة ٭٭٭ فوارس من همدان غیر لئام بکل رُدینی وعضب تخالُه ٭٭٭ إذا اختلف الأقوام شعل ضرام لهمدان أخلاق كرام يزينهم ٭٭٭ وبأس إذا لاقوا وجدّ خصام وجدّ وصدق في الحروب ونجدة ٭٭٭ وقول إذا قالوا بغير أئام متى تأتهم في دارهم تستضيفهم ٭٭٭ تَبت ناعماً في خدمة وطعام جزى الله همدان الجنان فإنها ٭٭٭ سمام العدى في كلّ يوم زحام فلو كنت بوّاباً على باب جنّة ٭٭٭ لقلت لهمدان: أدخلوا بسلام

أجد الثيأب

وقال علیه السلام:

أجِدَّ الثِّيَابَ إِذَا اكْتَسَبْتَ فَإِنَّهَا ٭٭٭ زَيْنُ الرِّجَالِ بِهَا تعزُّ وَتكرمْ

وَدَعِ التَّوَاضُعَ فِي الثِّيَابِ تَخَوُّفاً(1) ٭٭٭ فَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَجِنُّ وَتَكْتُمُ

فَرَثَاثُ ثَوْبِكَ لاَ يَزِيدُكَ زُلْفَةٌ ٭٭٭ عِنْدَ الإِلَهِ وَأَنْتَ عَبْدٌ مُجْرِمُ

وَبَهَاءُ ثَوْبِكَ لاَ يَضُرُّكَ بَعْدَ أنْ ٭٭٭ تَخْشَى الإِلهَ وتَتْقِي مَا يجرمُ(2)

كيفية الجبار

وقال علیه السلام:

كَيْفِيَّةُ المَرْءِ لَيْسَ المَرْءُ يُدْرِكُهَا ٭٭٭ فَكَيْفَ كَيْفِيَّةُ الجَبَّارِ فِي القِدَم

هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ الأَشْيَاءَ مُبْتَدِعاً ٭٭٭ فَكَيْفَ يُدرِكُهُ مُسْتَحْدَتُ النَّسَمِ(3)

موالي أياد

وقال علیه السلام:

وَأَبْعَدُ مِنْ حِلْم وَأَقْرَبُ مِنْ خَنَا(4) ٭٭٭ وَأَحْمَدُ نِيراناً وَأَخْمَلُ أَنْجُمَا

مَوَالِي أيادٍ شَرُّ مَنْ وَطَأَ الحَصَا ٭٭٭ مَوَالِي قَیْسٍ لاَ أُنُوفَ وَلاَ فَمَا

فَمَا سَبَقُوا قَوْماً بِوِتْرِ وَلاَ دَمٍ فَمَا وَلاَ نَقَضُوا وِتْراً وَلاَ أَدْرَكُوا دَمَا

وَلاَ قَامَ مِنْهُمْ قَائِمٌ فِي جَمَاعَةٍ فَمَا لِيَحْمِلَ ضَيْماً أَوْ لِيَدْفَعَ مَغْرَما(5)

ص: 248


1- في البداية والنهاية «تخشعا»
2- ترجمة الإمام علي علیه السلام لابن عساكر 248/3، البداية والنهاية 11/8 - 12
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 121، مجاني الأدب 5/2
4- الخنا: الفحش في الكلام
5- بحار الأنوار 445/34 - 99/446

إياك

وقال علیه السلام:

تَوَقَّ مَدَى الأَيَّامِ اِدْخَالِ مَطْعَمٍ(1) ٭٭٭ عَلَى مَطْعَمٍ مِنْ قَبْلِ هَضْمِ المَطَاعِمِ

وَكُلُّ طَعَامٍ يَعْجَزُ السِّنُّ مَضْغَهُ ٭٭٭ فَلاَ تَقْرَبَنْهُ فَهْوَ شَرٌّ لِطَاعِمِ

وَوَفِّرْ عَلَى الجِسْمِ الدَّمَاءَ فَإِنَّهَا ٭٭٭ لِقُوَّةِ جِسْمِ المَرْءِ خَيْرُ الدَّعَائِمِ

وَإِيَّاكَ أَنْ تَنْكَحْ طَوَاعِنَ سِنْهُمْ ٭٭٭ فَإِنَّ لَهَا سُمَّا كَسُمِ الأَرَاقِمِ

وَفِي كُلِّ أَسْبُوعٍ عَلَيْكَ بِقَيْنَةٍ ٭٭٭ تَكُنْ آمِناً مِنْ سَرِّ كُلِّ البَلاغِمِ(2)

سل الأيام

وقال علیه السلام:

سَلِ الأَيَّامَ عَنْ أُمَمِ تَقَضَّتْ ٭٭٭ سَتُخْبِرُكَ المَعَالِمُ وَالرَّسُومُ

تَرُومُ الخُلْدَ فِي دَارِ المَنَايَا ٭٭٭ فَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلُكَ مَا تَرُومُ

تَنَامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ المَنَايَا ٭٭٭ تَنَبَّهْ لِلمَنِيَّةِ يَا نَؤُومُ

لَهَوْتَ عَنِ الفَنَاءِ وَأَنْتَ تَفْنَى ٭٭٭ فَمَا شَيءٌ مِنَ الدُّنْيَا يَدُومُ

تَمُوتُ غَداً وَأنْتَ قَرِيرَ عَيْنٍ ٭٭٭ منَ العَضَلاَتِ فِي لُجَجٍ تَعُومُ(3)

الظلم شؤم

وقال علیه السلام:

أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ الظُّلْمَ شُؤْمٌ ٭٭٭ وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظُّلُومُ

إلى الدَيَّانِ(4) يَوْمَ الدِّينِ نَمْضِي ٭٭٭ وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الحُصُومُ

سَتَعْلَمُ فِي الحِسَابِ إِذَا الْتَقَيْنَا ٭٭٭ غَداً عِنْدَ المَلِيكِ مَنِ الغَشُومُ

ص: 249


1- المطعم: الطعام
2- المستطرف في كل فن مستظرف ج 2 ص 410 الباب الثمانون فيما جاء في ذكر الأمراض والعلل والطب والدواء
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 123
4- في البحار «ديان»

سَتَنْقَطِعُ اللَّذَاذَةُ عَنْ أَنَاسِ *** مِنَ الدُّنْيَا وَتَنْقَطِعُ الهُمُومُ

لأَمْرٍ مَا تَصَرَّفَتِ اللَّیَالِي *** لأَمْرِ مَا تَحَرَّكَتِ النُّجُومُ(1)

علي المرتجى

وقال علیه السلام:

أَنَا عَلِيُّ المُرْتَجَى دُونَ العَلَمُ *** مُرْتَهَنَّ لِلحِينِ مُوفِ بِالذِّمَم

أَنْصُرُ خَيْرَ النَّاسِ مَجْداً وَكَرَمْ *** نَبِيَّ صِدْقٍ رَاحِماً وَقَدْ عَلِمْ

إِنِّي سَأُشْفِي صَدْرَهُ وَأَنْتَقِمْ *** فَهُوَ بِدينِ اللهِ وَالحَقِّ مُعْتَصِمْ

فَاثْبُتْ لَحَاكَ اللَّهُ يَا شَرَّقَدَمْ *** فَسَوْفَ تَلْقَى حَرَّ نَارٍ تَضْطَرِمْ

تَحِلُّ فِيهَا ثُمَّ تُوهِي كالحُمَم(2)

معدن الکرامة

وقال علیه السلام:

ضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ فَوْقَ الهَامَهْ *** بِضَرْبَةٍ صَارِمَةٍ هَدَّامَهْ

فَبَكْتَتَ مِنْ جِسْمِهِ عِظَامَهْ *** وَبَيَّنَتْ مِنْ أَنْفِهِ أَرْغَامَهُ

أنَا عَلِيٌ صَاحِبُ الصَمْصَامَهْ *** وَصَاحِبُ الحَوْضِ لَدَى القِيَامَهْ

أَخُو رَسُولِ اللَّهِ ذِي العَلامَهْ *** قَدْ قَالَ إِذْ عَمَّمَنِي عِمَامَهْ

أَنْت أخِي وَمَعْدِنِ الكَرَامَهْ *** وَمَنْ لَهُ مِنْ بَعْدِي الإِمَامَهْ(3)

ص: 250


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 122، بحار الأنوار 443/34 - 444
2- بحار الأنوار 442/34 - 93/443 وفيه: روي أنّه قال غطريف بن جشم: «إنّي غطريف نعم وابن جشم» إلى آخر الأبيات فأجابه علیه السلام: الأبيات
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 118 مناقب آل 118، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 160/3 بهذا النص: ضربته بالسيف فوق الهامة *** بضربة صارمة هدامة أنا عليّ صاحب الصمصامة *** وصاحب الحوض لدى القيامة أخو رسول الله ذي العلامه *** قد قال إذ عممني عمامة أنت الذي بعدي له الإمامه ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب أیضاً 171/3 بهذا النص: ضربته بالسیف وسط الهامة *** بضربة صارمة هدامة فبتکت من جسمه عظامه *** وبینت من رأسه عظامه بحار الأنوار 96/444/34 بهذا النص: ضربته بالسیف وسط الهامة *** ببشفرة ضاربة هدّامة فبتّکت من جسمه عظامه *** وبینت من أنفه أرغامه أنا علي صاحب الصمصامة *** وصاحب الحوض لدی القیامة أخو نبي الله ذو العلامة *** قد قال إذ عمّمني العامة أنت أخي ومعدن الکرامة *** ومن له من بعدي الإمامة بحار للمجلسي 12/88/41 «باب 106» بهذا النص: ضربته بالسیف فوق الهامة *** بضربة صارمة هدّامة أنا عليّ صاحب الصمصامة *** وصاحب الحوض لدی القیامة أخو رسول الله ذي العلامه *** قد قال إذ عمّمني عمامة أنت الّذي بعدي له الإمامه والبحار أسضاً 14/95/41 بهذا النص: ضربته بالسیف وسط الهامة *** بضربة صارمة هدّامة فبتّکت من جسمه عظامه *** وبیّنت من رأسه عظامه

الإله سريع النقم

وقال علیه السلام:

مَحَامِدُكَ اليَوْمَ مَذْمُومَةٌ *** فَلا تَحْسَبِ الحَمْدَ إِلاَّ بِذَمْ

إِذَا تَمَّ أَمْرٌ بَدَا نَقْصُهُ *** تَوَقَّعْ زَوَالاً إِذا قَبْلَ تَمْ

إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا *** فَإِنَّ المَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمْ

وَدَاوِمْ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإِلَهِ *** فَإِنَّ الإِلهَ سَرِيعُ النِّقَمْ

فَإِنْ تُعْطِ نَفْسَكَ آمالَهَا *** فَعِنْدَ مُنَاهَا تَحِلُّ النَّدَمْ

فَكَمْ عَمِنْ عَاشَ فِي نِعْمَةٍ *** فَمَا حُسَّ بِالمَوْتِ إِلاَّ هَجَمْ(1)

ص: 251


1- الفصول المهمة لابن الصباغ ص 119، نور الأنصار للشبلنجي ص 86 بهذا النص: وعش موسراً شئت او معراً *** فلا بد تلقي بدنياك غم ودنياك بالغم مقرونة *** فلا يقطع العمر إلا بهم حلاوة دنياك مسمومة *** فلا تأكل الشهد إلا بسم محامدك اليوم مذمومة *** فلاتكسب الحمد الا بذم إذا تم أمر بدا نقصه *** توقع زوالا إذا قيل تم حيوان أهل البيت

جزاء بالنعم

وقال علیه السلام:

قَدْ سَمِعَ القَاضِي وَمِنْ رَبِّي فَهَمْ

المَالُ للشَّيْخِ جَزَاءً بِالنّعَمْ

وَقَدْ تَسَلَّفْتُ بِتَفْضِيلِ القَدَم

يَأْكُلُهُ بِرَغْمِ أَنْفِ مَنْ رَغَمْ

مَنْ قَالَ قَوْلاً غَيْرَ ذَا فَقَدْ ظَلَمْ

وَجَارَ فِي الحُكْم وَبِئْسَ مَا صَرَمُ(1)

ص: 252


1- الأخبار الموفقيات 111 - 112/ ح 49 بهذا الإسناد: حدثني الزبير قال: حدّثني عمر بن أبي بكر المؤملي عن عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار ابن ياسر عن أبي الحسن، رجل من قيس عيلان: أنّ رجلاً استقرض من ابنه مالاً فحبه، فأطال حبسه، فاستعدي عليه الابنُ إلى عليّ بن أبي طالب - كرم الله وجهه - فقال: هذا والدي حقّا *** وما کنتُ به عقّا بذلتُ المال في رفقِ *** وما کنتُ به نزُقا فلمّا خفّ من مالي *** وقد ولیته رفقا تولى معرضاً عني *** ولما یعطني حقّا فقال عليُّ - علیه السلام - للشيخ: قد قال ابنُك فماذا تقول؟ قال: قال بُنيّ ما تری فصدَّقه ربيّته في صغر أفيّقهْ طوراً أفدَّيه وطوراً أونقه حتى إذا شبّ وسوّى مفرقه أقرضني مالاً له لأنفقه ولم أكن بماله لأسبقه لولا الصبا منه ولولا رهقه لم يخشني بماله أن أسبقه فاقض القضا والله ربي يرزقه فقال أمير المؤمنين عليُّ علیه السلام: الأبيات. ديوان أهل البيت

سبقتكم إلى الإسلام طرا

وقال علیه السلام:

مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ أَخِي وَصِهْرِي *** وَحَمْزَةُ سَيْدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي

وَجَعْفَرٌ الَّذِي يُضْحِي وَيُمْسِي *** يَطِيرُ مَعَ المَلائِكَةِ ابْنُ أُمِّي

وَبِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِي وَعِرْسِي *** مَشُوطٌ(1) لَحْمُهَا بِدَمِي وَلَحْمِي

وَسِبْطَا أَحْمَدِ إِبْنَايَ مِنْهَا *** فمَنْ هذا لَهُ سَهُمْ كَسَهْمِي

سَبَقْتُكُمُ إلى الإسلام طراً *** صغيراً مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حِلْمِي

وَأَوْجَبَ لِي وِلايَتَهُ عَلَيْكُمْ *** رَسُولُ اللَّهِ يَومَ غَدِيرِ خُمِّ(2)

ص: 253


1- مشوط: مخلوط، ممزوج
2- الأمالي الصغرى للهاروني ص 121 - 122، وأخرجه الجويني في فرائد السمطين باب 58 حديث رقم 319/1/251، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق التي طبعت منفردة بتحقيق محمد باقر المحمودي 113/3 برقم (1140)، وأحمد في مسنده 4/ 370، 118/1 اختلاف في عدد الفقرات وفي بعض الألفاظ، وابن المغازلي في المناقب، وابن عبد البر في الاستيعاب 53/3 من المطبوع بهامش الإصابة، وأبو حاتم في الدر النظيم كما ورد في تحقيق مناقب ابن المغازلي 163، والسيوطي في اللئالیء باب فضائل علي 178/1، والخوارزمي في المناقب فصل 19 حدیث 38 ص 224 ط 2 حسب ما ذكر محقق مناقب المغازلي ص 112 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 15 وعزاء إلى الدارقطني، والحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 224 وفي طبعة أخرى ص 386 وقال: هكذا رواه الحاكم، وأخرجه أيضاً الصدوق في أماليه 212/12 ط 1 ومحمد بن بابويه القمي في كتابه الخصال طبعة مكتبة الصدوق ص 533 والطوسي في أماليه 342/1 كما ذكر محقق مناقب المغازلي وكلهم من عدة طرق عن أبي الطفيل عامر بن واثله، وأخرجه من نفس الطريق كل من العقيلي 211/1 والذهبي في ميزان الاعتدال ترجمة الحارث بن محمد 441/1 وابن حجر في لسان الميزان 156/2 - 157 وأنكروه، ولا التفات إلى إنكارهم هذا فأسبابه معروفة وهي النصب ومتابعة الطغاة في طمس فضائل آل البيت علیهم السلام. وله شواهد كثيرة منها مناشدة الرحبة أخرجها الإمام أبو طالب علیه السلام في أماليه ص 33 عن ابن إسحاق عن عبد خير وابن المغازلي الشافعي في المناقب ص 111 برقم 154 عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه عن ابن عباس، والبزاز في مسنده عن فطر عن واثله، وابن حجر في الصواعق المحرفة ص 136 وابن المغازلي في مناقبه وانظر أيضاً الغدير 159/1 وغيره. وروى الأبيات الطبرسي في الاحتجاج وفيها زيادة 429/1 - 430 بهذا النص: وروى أبو عبيدة قال: كتب معاوية إلى أمير المؤمنين علیه السلام: إنّ لي فضائل كثيرة، كان أبي سيّداً في الجاهلية، وصرت ملكاً في الإسلام، وأنا صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وخال المؤمنين. وكاتب الوحي. فقال أمير المؤمنين علیه السلام: أبا الفضائل يبغي عليَّ ابن آكلة الأكباد، اكتب إليه يا غلام: محمد النبيّ أخي وصنوي *** وحمزة سيد الشهداء عمّي وجعفر الذي يضحي ویمسي *** يطير مع الملائكة ابن أمّي وبنت محمّد سكني وعرسي *** مسوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فأیّکم له سهم کسهمي سبقتكم إلى الإسلام طرا *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي وصلَّيت الصلاة وكنت طفلاً *** مقراً بالنبيّ في بطن أُمّي وأوجب لي ولايته عليكم *** رسول الله يوم غدیر خمُ أنا الرجل الذي لا تنكروه *** ليوم كريهة وليوم سلم فویل ثمّ ويل ثمّ ويل *** لمن يلقى الإله غداً بظلمي فقال معاوية: أخفوا هذا الكتاب، لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب علیه السلام. ورواها ابن شهر آشوب في مناقبه 194/2 - 195 بهذا النص: محمد النبيّ أخي وصهري *** وحمزة سيد الشهداء عمّي وجعفر الذي يضحي ويمسي *** يطير مع الملائكة ابن أُمّي وبنت محمّد سكني وعرسي *** مشوب لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فمن منكم له سهم کسهمې سبقتكم إلى الإسلام طراً *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي أنا البطل الذي لن تنكروه *** ليوم كريهة وليوم سلم وأوجب لي ولايته عليكم *** رسول الله يوم غدير خمُّ وأوصى بي لأمته لحكمي *** فهل فيكم له قدم كقدمي فويل ثمّ ويل ثمّ ويل *** لجاحد طاعني من غير جرمي ورواها أيضاً ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 102 - 103 بهذا النص: محمد النبيّ أخي وصهري *** وحمزة سيد الشهداء عمّي وجعفر الذي يمسي ویضحي *** يطير مع الملائكة ابن أُمّي وبنت محمّد سكني وعرسي *** مسوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فمن منكم له سهم كسهمي سبقتكم إلى الإسلام طُرّاً *** صغيراً ما بلغت أوان حلمي فأوصاني النبي لدى اختيار *** رضى منه لأمته بحكمي وأوجب في الولاء معاً عليكم *** خليلي يوم دوح (غدير خم) فويل ثم ويل ثم ويل *** لمن یرد القيامة وهو خصمي وفي كتاب النجاة يوم القيامة ص 158 ذكر هذا البيت من القصيدة: سبقتكم إلى الإسلام طُرّاً *** غلاماً ما بلغت أوان حُلمي وأورد علي بن يونس العاملي في كتابه الصراط المستقيم 277/1 هذه الأبيات القصيدة: محمد النبي أخي وصنوي *** وحمزة سيد الشهداء الشهداء عمي وبنت محمد سكني وعرسي *** وممتزج بهال سمي ودمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فمن منكم له سهم کسهمي ووردت الأبيات في معجم الأدباء للحموي 48/14 بهذا النص: محمّد النَّبيُّ أخي وصِهْري *** وحَمْزَةُ سيِّدُ الشُّهداءِ عَمّي وجَعْفَرُ الَّذِي يُضْحِي وَيُمْسي *** يَطِيرُ مَعَ المَلائِكَةِ ابْنُ أُمّي وَبِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِي وَعَرسِي *** مشوبٌ لَحْمُها بدَمي ولَحمي وَسبطَا أَحمدٍ وَلَدَايَ مِنْهَا *** فأیُّكم له سهم کَسَهْمي سَبَقْنُكُمُ إِلَى الإسْلام طُرّاً *** صَغيراً ما بَلَغْتُ أَوانَ حُلمي ورواها أيضاً القندوري في ينابيع المودة ص 349 بهذا النص: محمد النبيّ أخي وصهري *** وحمزة سيد الشهداء عمّي وجعفر الذي يضحي ويمسي *** يطير مع الملائك ابن أمي وينت محمّد سكني وعرسي *** منوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فأيكم له سهم کسهمي سبقتكم إلى الإسلام طراً *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي وأوجب بالولاية لي عليکم *** رسول الله يوم (غدير خم) فويل ثم ويل ثم ويل *** لمن يلقى الإله غداً بظلمي وص 446 بهذا النص: سبقتكم إلى الإسلام طراً *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي محمد النبي أخي وصهري *** وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يضحي ويمسي *** يطير مع الملائك ابن أمي وبنت محمد سَكّني وعرسي *** منوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فأيكم له سهم كسهمي وأوجب بالولاية لي عليكم *** رسول الله يوم غدير خم والقزويني في كتابه الإمام علي من المهد إلى اللحد ص 356 أورد الأبيات بهذا النص: محمد النبيّ أخي وصنوي *** وحمزة سيد الشهداء عمّي وجعفر الذي یضحي ويمسي *** يطير مع الملائكة ابن أمي وبنت محمد سكني وعرسي *** منوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فأيكم له مهم كسهمي سبقتكم إلى الإسلام طراً *** على ما كان من فهمي وعلمي وأوجب لي ولايته عليکم *** رسولُ الله يوم غدير خُمّ وص 357 بهذا النص: لقد علم الأناس بأن سهمي *** من الإسلام يفضل كل سهم وأحمدٌ النبي أخي وصهري *** عليه الله صلى وابن عمّي وإني قائد للناس طُراً *** إلى الإسلام من عرب وعجم وقاتل كل صنديد رئیس *** وجبار من الكفار ضخم وفي القرآن ألزّمهم ولائي *** وأوجب طاعتي فرضاً بعزم كما هارون من موسى أَخوه *** كذاك أَنا أخوه وذاك اسمي لذاك أَقامني لهم إماماً *** وأخبرهم به بغدیر خم فمن منكم يعادلتي بسهمي *** وإسلامي وسابقتي ورحمي فويلٌ ثم ويلٌ ثم و ويلٌ *** لمن يلقى الإله غداً بظلمي وويلٌ ثمّ ويلٌ ثم ویلٌ *** لجاحد طاعتي ومريد هضمي وويل للذي يشقى سقاهاً *** يريد عداوتي من غير جرم وأوردها الهمداني في الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 542 بهذا النص: محمدٌ النبيّ أخي وصنوي *** وحمزة سيّد الشهداء عمّي وجعفر الذي يضحي ويمسي *** يطير مع الملائكة ابن أُمّي وبنت محمّد سكني وعرسي *** منوط لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها *** فأیّكم له مهم كسهمي سبقتكم إلى الإسلام طرّاً *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي وأوجب لي ولايته عليكم *** رسول الله يوم غدير خمّ فويل ثمَّ ويل ثمَّ ويل *** لمن يلقي الإله غداً بظلمي وفي كتاب فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى للهمداني أيضاً ص 119 - 120 أورد الأبيات بهذا النص: محمّد النبيّ أخي وصنوي *** وحمزة سيِّد الشهداء عمِّي وجعفر الذي يضحي ويمسي *** يطير مع الملائكة ابن أمّي وبنت محمّد سكني وعرسي *** منوط لحمها بدمي ولحمي رسبط أحمد ولداي منها *** فأیّكم له سهم کسهمي وفي كتاب فاطمة بنت أسد ص 84 أورد هذين البيتين: محمّد النبيّ أخي وصهري *** وحمزة سيِّد الشهداء عمِّي وجعفر الذي يضحي ویسمي *** يطير مع الملائكة ابن أمّي

ص: 254

ص: 255

ص: 256

فارس همة

وقال علیه السلام:

يَا عَمْرُو قَدْ لاقَيْتَ فَارِس هِمَّةٍ(1) *** عِنْدَ اللِّقَاءِ مُعَاوِدَ الإِقْدَامِ

مِنْ آلِ هَاشمَ مِنْ سَنَاءِ بَاهِرٍ *** وُمُهَذَّبِينَ مُتَوَّجِينَ كِرَامِ

يَدْعُو إلى دين الإلهِ ونَصْرِهِ *** وَإِلَى الهُدى وَشَرَائِعِ الإِسْلاَمِ

بِمُهَنَّدِ عَضْبٍ رَقِيق حَدَّهُ *** ذِي رَوْنَقٍ يَفْرِي الفَقَارَ حُسَامِ

وَمُحَمَّدٌ فِينَا كَأَنْ جَبِينَهُ *** شمْسٌ تَجَلْتُ مِنْ خِلالِ غَمَام

وَاللَّهُ نَاصِرُ دِينِهِ وَنَبِيِّهِ *** وَمُعِينُ كُلِّ مُوَحِدٍ مِقْدَام

شَهِدَتْ قُرَيشٌ وَالبَرَاهِمُ(2) كُلُّهَا *** أنْ لَيْسَ فِيهَا مَنْ يَقُومُ مَقَامِي(3) (4)

ألمم بالكرام

و قال علیه السلام:

تَنَزَّهُ عَنْ مُجَالَسَةِ اللِّئَامِ *** وَأَلْمِمْ بِالكِرَامِ بَنِي الكِرَامِ

وَلاَ تَكُ وَاثِقاً بِالدَّهْرِ يَوْماً *** فَإِن الدَّهْرَ مُنْحَلُّ النِّظام

وَلا تَحْسِدُ عَلَى المَعْرُوفِ قَوْماً *** وَكُنْ مِنْهُمْ تَنَلْ دَارَ السَّلامِ

وَثِق باللَّهِ رَبِّكَ ذِي المَعَالِي *** وَذِي الآلاءِ وَالنِّعَمِ الجِسَامِ

وَكُنْ لِلعِلْمِ ذَا طَلَبِ وَبَحْثٍ *** وَنَاقش في الحَلالِ وَفِي الحَرَامِ

وَبِالْعَوْرَاءِ لَا تَنْطِقْ وَلَكِنْ *** بِمَا يُرْضِي الإِلهَ مِنَ الكَلاَمَ

وَإِن خَانَ الصَّدِيقُ فَلا تَخُنْهُ *** وَدُمُ بِالحِفْظِ مِنْهُ وَبالذِّمَامِ

وَلاَ تَحْمِلْ عَلَى الإِخْوَانِ ضَغْنَا *** وَخُذْ بَالصَّفْحِ تَنْجُ مِنَ الأَثَامِ(5)

ص: 257


1- في المناقب والبحار «بهمة»
2- في المناقب والبحار «بهمة»
3- فقط البيت الأول والثالث والأخير وردت في المناقب والبحار
4- مناقب ابن شهر آشوب 162/3، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 118، بحار الأنوار 89/41/ 12 (باب 106 مهابته وشجاعته)
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 121

حافظ عليها

وقال علیه السلام:

إِذَا كُنْتَ ذَا نِعْمَةٍ فَارْعَهَا *** فإِنَّ المَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمُ

وَحَافِظٌ عَلَيْهَا بِتَقْوَى الإِلَهِ *** فَإِنَّ الإِلهَ سَرِيعُ النِّقَمْ فَإِنْ تُعْطِ نَفْسَكَ آمالها *** فَعِنْدَمُنَاهَا يَحِلُّ النَّدَمُ

فَأَيْنَ القُرُونُ وَمَنْ حَوْلَهُمْ *** تَفَانَوْا جَمِيعاً وَرَبِّي الحَكَمْ

وَكُنْ مُوسِراً شِئْتَ أَوْ مُعسِراً *** فَمَا تَقْطَعُ العَيْشَ إِلاَّ بِهَمْ

حَلاَوَةُ دُنْيَاكَ مَسْمُومَةٌ *** فَلا تَأْكُلِ الشَّهْدَ إِلاَّ بِسَمْ

مَحَامِدُ دُنْيَاكَ مَذْمُومَةٌ *** فَلا تَكْسَبِ الحَمْدَ إِلاَّ بِذَمْ

إِذَا تَمَّ أَمْرٌ بَدَا نَقْصُهُ *** تَوَقَّ زَوَالاً إِذَا قِيلَ تَمْ

وَكَمْ قَدَرٍ دَبَّ فِي غَفْلَةٍ *** فَلَمْ يَشْعُرِ النَّاسُ حتَّى هَجَمْ(1)

الله أكرمنا

وقال علیه السلام:

اللَّهُ أَكْرَمَنَا بِنَصْرِنَبِيْهِ *** وَبِنَا أَقَامَ دَعَائِمَ الإِسْلامِ

وَبِنَا أَعَزَّ نَبِيَّهُ وَكِتَابَهُ *** وَأَعَزَّنَا بِالنَّصْرِ والإِقْدَامَ

وَيَزُورُنَا جِبْرِيلُ فِي أَبْيَاتِنَا *** بِفَرَائِضِ الإِسْلاَمِ وَالأَحْكَامَ

فَتَكُونُ أَوَّلَ مُسْتَحِلُ حِلَّهُ *** وَمُحَرمِ لِلهِ كُلَّ حَرَامٍ

نَحْنُ الخِيَارُ مِنَ البَرِيَّةِ كُلِّهَا *** وَنَظَامُهَا وَنِ وَنِظَامُهَا وَنظَامُ كُلِّ زِمَامِ

الخَائِضُونَ غِمَارَ كُلِّ كَرِيهَةٍ *** وَالضَّامِنُونَ حَوَادِثَ الأَيَّامِ

وَالمُبْرِمُونَ قُوى الأُمُورِ بِعِزَّةٍ *** وَالنَّاقِصُونَ مَرَائِرَ الإِبْرَامِ

فِي كُلِّ مُعْتَرَكِ تَطِيرُ سُيُوفُنَا *** فِيهِ الجَمَاجِمُ عَنْ فِرَاحَ۬ الهَامِ

إِنَّا لَنَمْنَعُ مَنْ أَرَدْنَا مَنْعَهُ *** وَنَجُودُ بِالمَعْرُوفِ للمُعْتَامِ

ص: 258


1- ديوان الإمام علي ص 115 - 116 ، نور الأبصار ص 85، الفصول المهمة ص 119 وفي المصادر اختلاف بسيط

وَتَرُدُّ عَادِيَةَ الخَمِيسِ سُيُوفُنَا *** وَنُقِيمُ رَأْسَ الأَصْبَدِ القَمْقَامِ(1)

ص: 259


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 119 - 120، المناقب للخوارزمي ص 162 بهذا الإسناد والنص: عن أبي سعد هذا، أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن مجالد الشروطي بالكوفة بقراءتي عليه، حدثنا أحمد بن محمَّد بن سعيد الهمداني، حدثنا محمَّد بن عبید، حدثنا محمّد بن عمران العجلي الربعي، حدثنا مسهر بن عبد الملك بن مسلم، عن أبيه عن عبد خير قال: اجتمع عند عمر جماعة من قريش فيهم علي بن أبي طالب علیه السلام فتذاكروا الشرف وعلي علیه السلام ساكت فقال عمر: مالك يا أبا الحسن ساكتاً وهو ساكت فكأن علياً علیه السلام كره الكلام فقال عمر لتقولن يا أبا الحسن فقال علي: الله أكرمنا بنصر نبيّه *** وبنا أعز شرائع الإسلام في كل معترك تزيل سيوفنا *** فيها الجماجم عن فراخ الهام ویزورنا جبريل في أبياتنا *** بفرائض الإسلام والأحكام فتكون أول مستحل حله *** ومحرم الله كل حرام نحن الخيار من البرية كلها *** ونظامها و زمام كل زمام إنا لنمنع من أردنا منعه *** ونقيم رأس الأصيد القمقام وترد عادية الخميس سيوفنا *** فالحمد للرحمان ذي الإنعام وروى الأبيات الأربلي في كشف الغمة 304/1 - 305، ورواها المجلسي في بحار الأنوار 1002/255/34 بهذا النص: الله وفقنا لنصر محمد *** وبنا أقام دعائم الإسلام وبنا أعزّ نبيّه وكتابه *** وأعزّنا بالنصر والإقدام في كلّ معركة تطير سيوفنا *** فيها الجماجم عن فراش الهام ينتابنا جبريل في أبياتنا *** بفرائض الإسلام والأحكام فتكون أوّل مستحلّ حلّه *** ومحرّم الله كلّ حرام نحن الخيار من البريّة كلّها *** وإمامها وإمام كل إمام الخائضون غمار كلّ كريهة *** والضامنون حوادث الأيّام إنّا لنمنع من أردنا منعه *** ونجود بالمعروف والإنعام وأورد الأبيات المجلسي في بحاره أيضاً 19/347/39 بهذا النص: الله أكرمنا بنصر نبيّه *** وبنا أقام دعائم الإسلام وبنا أعزُّ نييّه وكتابه *** وأعزّنا بالنصر والإقدام في كلّ معترك تطير سيوفنا *** منه الجماجم عن فراخ الهام ویزورنا جبريل في أبياتنا *** بفرائض الإسلام والأحكام فتكون أول مستحلّ حلّه *** ومحرّم الله كل حرام نحن الخيار من البرية كلّها *** ونظامها و زمام كل زمام

الراية الحمراء

وقال علیه السلام:

لَنَا الرَّايَةُ الحَمْرَاءُ يَخْفُقُ ظِلُّهَا *** إِذَا قِيلَ قَدِّمُهَا حُسَيْنُ تَقَدَّمَا

وَيَدْنُو بِهَا فِي الصَّفِّ حَتَّى يُزيرُهَا *** حِمَامَ المَنَايَا تَقْطَرُ المَوْتَ وَالدَّمَا

تَرَاهُ إِذَا مَا كَانَ يَوْمَ كَرِيهَةٍ *** أَبَى فِيهِ إِلاَّ عِزَّةً وَتَكَرُّمَا

وَأَحْزَمَ صَبْراً حِينَ يُدْعَى إلى الوَغَى *** إِذَا كَانَ أَصْوَاتُ الكُمَاةِ تَغَمْغَمَا

وَقَدْ صَبَرَتْ عُكٌّ وَلَحْمٌ وَحِمْيرٌ *** لِمَذْحِجَ حَتَّى أَوْرَثُوهَا التّنَدُّمَا

وَنَادَتْ جُذَامٌ بَالَ مِذْجِجَ وَيْلَكُمْ *** جَزَى اللهُ شَراً أَيُّنَا كَان أَظْلَمَا

أَمَا تَتَّقُونَ اللَّهَ فِي حُرُمَاتِكُمْ *** وَمَا قَرَّبَ الرَّحْمَنُ مِنْهَا وَعَظَّمَا

جَزَى اللَّهُ قَوْماً قَاتَلُوا فِي لِقَائِهِمْ *** لَدَى البَأْس خَيْراً مَا أَعَفَّ وَأَكْرَمَا

رَبِيعَةَ أَعْنِي إِنَّهُمْ أَهْلُ نَجْدَةٍ *** وَبَأْسٍ إِذَا لَاَقَوُا خَمِيساً عَرَمْرَمَا

أَذَقْنَا ابْنَ حَرْبِ طَعْنَنَا وَضِرَابَنَا *** بِأَسْيَافِنَا حَتَّى تَوَلَّى وَأَحْجَمَا

وَحَتَّى يُنَادِي زَبْرَقَانَ بنَ أَظْلَم *** وَنَادَى كِلاعاً وَالكَرِيبَ وَأَنْعُمَا

وعَمْراً وَسُفياناً وَجَهماً وَمَالِكاً *** وَحَوْشَبَ وَالغَاوِي شُرَيحاً وأَظْلَمَا

وَكَزْرَ بْنَ نَبْهَانٍ وَعَمْرَ بِنَ جُحْدُرٍ *** وَصَبَّاحاً القَيْنِيَّ يَدْعُو وَأَسْلَمَا(1)

ص: 260


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 112 - 113، الفتوح لابن اعثم 37/3 - 38 بهذا النص: لمن راية سوداء يخفق ظلُّها *** إذا قيل قدمها حضين تقدَّما يقدمها للموت حتى يزيرها *** حياض المنايا تقطر الموت والدما تراه إذا ما كان يوم كريهة *** أبى فيه إلا عزّة وتكرُّما جزى الله قوماً صابروا في لقائهم *** لدى الموت خيراً ما أعف وأكرما ولا حسن صبراً حين يدعى إلى الوغى *** إذا كان أصوات الرجال تغمغما ربيعة أعني إنهم أهل نجدة *** وبأس إذا لاقرا خميساً عرمرما وقد صبرت عكّ ولخم وحِمْيَر *** لمذحج حتى أورثوها تندُّما ونادت جذام يا أهل كوفين ويحكم *** جزى الله شراً أیُّنا كان أظلما أما تتقون الله في حُرُماتنا *** وما قرّب الرحمن منها وعظما أذاقوا ابن هند طعنهم وضرابهم *** على حنق حتى تولى وأحجما العقد الفريد 39/4 بهذا النص: لمن رايةٌ سوداء يخفق ظلُّها *** إذا قيل قدمها حُضين تقدّما يقدّمها في الصف حتى يزيرها *** حياض المنايا تقطر السُّمُّ والدَّما جزى الله عنِي والجزاء بفضلِه *** ربيعة خيراً ما أعفَّ وأكرَما و 339/4 وفيه: جزى الله عني والجزاء بكفه...، و 362/3 البيت الأول منها، مروج الذهب للمسعودي 56/3 - 59 بهذا النص: لمن راية سوداء يخفق ظلها *** إذا قيل قدمها حُضَيْنُ تقدما فيوردها في الصف حتى یعلها *** حياض المنايا تقطر الموت والدما جزى الله قوماً قاتلوا في لقائه *** لدى الموت قُدْماً ما أعز وأكرما وأطيب أخباراً وأكرم شيمة *** إذا كان أصوات الرجال تغمغما ربيعة أعْني إنهم أهل نجدة *** وبأس إذا لاقوا خمياً عرمرما وروى البيت الأول المفيد في كتابه الجمل ص 320 وفيه: لمن راية حمراء...، وروى الأبيات ابن الأثير في الكامل في التاريخ 152/3 بزيادة هذه نصها: لمن راية سوداء يخفق ظلها *** إذا قيل قدمها حضين تقدما ويقدمها في الموت حتى يزيرها *** حياض المنايا تقطر الموت والدما اذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا *** بأسيافنا حتى تولى وأحجما جزى الله قوماً صابروا في لقائهم *** لدى الموت قوماً ما أعف وأكرما وأطيب أخباراً وأكرم شيمة *** إذا كان أصوات الرجال تغمغما ربيعةَ أغني إنهم أهل نجدة *** وبأس إذا لا قوا خمياً عرمرما وفي نهاية الأرب للنويري 126/20 - 127 وردت الأبيات بهذا النص: لما انتهى عليُّ إلى ربيعة تنادَوْا بَيْنَهُم: إنْ أُصِيبَ فيكم أَميرُ المؤمنين وفيكم رجلٌ حيُّ افتضحتم في العرب! فقاتلوا قتالاً شديداً ما قاتلوا مثله، فلذلك قال علي رضي الله عنه: لمَنْ رايةٌ سَوداءٌ يَخْفنُ ظلُّها *** إذا قيل قدمها حُضَيْنُ تقدَّمَا ويُقْدمُها في الموتِ حَتَّى يُزيرَها *** حياضَ المنايا تَقْطَرُ الموتَ والدَّما أَذَقْنا ابْنَ حَرْب طَعْنَنَا وضِرابَنا *** بأَسْيافِنا حتَّى تَوَلَّى وَأَحْجَما جَزَى الله قَوْماً صابروا في لقائهمْ *** لدَى الموتِ قوماً ما أعفِّ وأكْرَما! وأَطْيَبَ أخْباراً وأَكْرَمَ شيمةً *** إذا كان أصواتُ الرّجال تغَمْغُما رَبيعةَ أغني أهلُ بأسِ ونجْدَة *** إذا ما هُمُ لاقوا خَمسياً عرَمْرَما وروى الأبيات أيضاً المجلسي في البحار 478/32 - 416/479 بزيادة وهذه نصها: وروي عن الحصين بن المنذر أنّه لمّا تصافّ الناس ذلك اليوم وحمل بعضهم على بعض وضعضعت ميمنة أهل العراق جاءنا عليّ علیه السلام ومعه بنوه فنادى بصوت جهر: لمن هذه الرايات؟ قلنا: رايات ربيعة فقال: بل هي رايات عصم الله أهلها وصبّرها وثبت أقدامها ثمّ قال لي وأنا حامل راية ربيعة: يا فتى ألا تدني رايتك هذه ذراعاً؟ فقلت: بلى والله وعشرة أذرع ثمّ ملت بها هكذا فادنيتها فقال لي: حسبك. وروي أنّهم أعطوا الراية الحصين بن المنذر الرقاشي وهو يومئذ غلام وهو يزحف براية ربيعة وكانت حمراء فاعجب علياً علیه السلام زحفه وثباته فقال: لمن راية حمراء يخفق ظلّها *** إذا قيلَ قدّمها حُضين تقدما ويدنو بها في الصفّ حتّى يديرها *** حمام المنايا تقطر الموت والدما جزى الله قوماً صابروا في لقائهم *** لدى الباس حراً ما أعزّ وأكرما وأحزم صبراً يوم يدعى إلى الوغى *** إذا كان أصوات الكماة تغمغما ربيعة أعني إنّهم أهل نجدة وبأس *** إذا لا قوا خمياً عَرَمْرَما وقد صبرت عك ولخم وحمير *** لمذحج حتى لم تفارق دم دماً ونادت جذام يا لمذحج ويحكم *** جزى الله شراً أينا كان أظلما أما تتقون الله في حرماتكم *** وما قرّب الرحمن منها وعظّما أذقنا ابن حرب طعْننا وضرابنا *** بأسيافنا حتّى تولّی وأحجما ومرّ ينادي الزبرقان مراطم *** ونادى كلاعاً والكريب وأنعما وعمراً وسفياناً وجهماً ومالكاً *** وحَوشَب والغاوي سريْحا وأظلما وکرز بن نبهان وعمرو بن جحدر *** وصبّاحاً العبسي به وأسلما وأيضاً في البحار للمجلسي 498/32 - 429/499 بهذا النص: لنا الراية السوداء يخفق ظلّها *** إذا قيل قدّمها حُضين تقدما فيوردها في الصفّ حتّى يزيرها *** حياض المنايا يقطر الموت والدما تراه إذا ما كان يوم كريهة *** أبى فيه إلاّ عزّة وتكرّما وأجمل صبراً حين يدعى إلى الوغى *** إذا كان أصوات الرجال تغمغما وقد صبرت عك ولخم وحمير *** لمذحج حتى أورثتها تندّما و نادت جذام يا لمذحج وبحكم *** جزى الله شراً أيّنا كان أظلما أما تتقون الله في حرماتنا *** وما قرّب الرحمن منّا وعظّما جزى الله قوماً صابروا في لقائهم *** لدى الموت قدماً ما أعزّ وأكرما ربيعة أعني إنّهم أهل نجدة *** وبأس إذا لاقوا خميساً عرمرما أذقنا ابن هند طعْننا وضرابنا *** بأسيافنا حتّى تولّى وأحجما وولّي ينادي زبرقان بن ظالم *** وذا كلع يدعوه كريباً وأنعما وعمراً ونعماناً وبسراً ومالكاً *** وحَوشَب والدّاعي مُعاد وأظلما وکرز بن نبهان وابني محرق *** وحرثاً وقينياً عبيداً وسلّما

ص: 261

ص: 262

تیممت همدان

وقال علیه السلام:

وَلَمَّا رَأَيْتُ الخَيْلَ تَقْرَعُ بِالقَنَا *** فَوَارِسُهَا حُمْرُ العُيُونِ دَوَامِي

وَأَقْبَلَ رَهْجٌ(1) فِي السَّمَاءِ كَأَنَّهُ *** غَمَامَةُ دَجْنِ(2) مُلبَسٍ بِقَتَامٍ(3)

ونَادَى ابْنُ هِنْدِ ذَا الكِلاعَ وَيَحْصُباً *** وَکِنْدَةَ فِي لَخْمٍ وَحَيِّ جُذَامِ

تَيَمَّمْتُ هَمْدَانَ الَّذِينَ هُمُ هُمُ *** إِذَا نَابَ أمرٌ جُنَّتِي وَحُسَامِي

وَنَادَيْتُ فِيهِمْ دَعْوَةً فَأَجَابَنِي *** فَوَارِسُ مِنْ هَمْدَانَ غَيْرُ لِئَامِ

فَوَارِسُ مِنْ هَمْدَانَ لَيْسُوا بِعُزَّلٍ *** غَدَاة الوَغَى مِنْ شَاكِرٍ وَشَبامِ

وَمِنْ أَرْحَبِ(4) الشَّمِّ المَطَاعِينِ بِالقَنَا *** وَرُهْمٍ وَأَحْيَاءِ السَّبِيعِ(5) وَيَامِ(6)

وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ قَدْ أَتَتْنِي فَوَارِسٌ *** ذَرُونَجَدَاتٍ في اللِّقَاءِ كِرَامِ

بِكُلِّ رُدَيْنِي وَعَصْبٍ تَخَالُهُ *** إِذَا اخْتَلَفَ الأَقْوَامُ شُغلَ ضَرَامِ

يَقُودُهُمُ حَامِي الحَقِيقَةِ مِنْهُمُ *** سَعِيدُ بنُ قَيْسِ وَالكَرِيمُ مُحَامِي

فَخَاضُوا لَظَاهَا وَاصْطَلُوا بِشِرَارِهَا *** وَكَانُوا لَدَى الهَيْجَا كَشَرْبِ مُدَامٍ(7)

جَزَى اللَّهُ هَمْدَانَ الجِنَانَ فَإِنَّهُمْ *** سَمَامُ العِدَى فِي كُلِّ يَوْمٍ خِصَامِ

لِهَمْدَانَ أَخْلاَقٌ وَدِينُ يَزِينُهُمْ *** وَلِينٌ إِذَا لأقَوْا وَحُسْنُ كَلاَمِ

مَتَى تَأْتِهِمْ فِي دَارِهِم لِضِيَافَةٍ *** تَبِتْ عِنْدَهُمْ فِي غِبْطَةٍ وَطَعَامِ

أَلا إِنَّ هَمْدَانَ الكِرَامَ أَعِزَّةٌ *** كَمَا عَزَّ رُكُنُ البَيْتِ عِنْدَ مُقَام

أُنَاسٌ يُحبُّونَ النَّبِيَّ وَرَهْطَهُ *** سِراعٌ إِلى الهَيْجَاءِ غَيْرُ كَهَامٍ(8)

ص: 263


1- الرهج بالسكون وقد يحرك الغبار
2- الدجن الأس الغيم الأرض وأقطار السماء والمطر الكثير
3- القتام كسحب الغبار
4- أرحب قبيلة من همدان
5- السبيع كأمير بطن من همدان
6- يام بمثناة تحتية بعدها ألف وميم قبيلة من حمدان
7- الشرب بالفتح القوم المجتمعون على الشرب
8- قوم كهام كسحاب كليلون بطيئون لا غناء عندهم

إذَا كُنْتُ بَوَّاباً عَلَى بَابِ جَنَّةٍ *** أَقُولُ لِهَمْدَانَ ادْخُلُوا بِسَلَامٍ(1)

قلعت باب خیبر

وقال علیه السلام:

إِنِّي عَلِيَّ مِنْ سُلالَةِ هَاشِمِ *** تَرَى الذِّكْرَ يَكْتُبهَا فِي المَلاحِم

وَإِنِّي فَلَعْتُ البَابَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرٍ *** وَجَازَ جَمِيعُ الجَيْشِ فَوْقَ المَعَاصِمِ

أصُولُ عَلَى الأَبْطَالِ صَوْلَةً قَادِرٍ *** وَأَتْرُكُهُمْ رِزْقَ النُّسُورِ الحَوَائِمِ

وفِي يَوْمَ بَدْرٍ قَدْ نُصِرْنَا عَلَى العِدَا *** وَأَرْدَيْتُهُمْ وَسُطَ القُلَيْبِ بِصَارِمِ

قَتَلْنَا أَبَا جَهْلِ اللَّعِينَ وَعُتْبَةٌ *** نُصِرْنَا بِدِينِ اللَّهِ وَالحَقِ قَائِمَ

وَفِي يَوْمِ أُحْدٍ جَاءَ جِبْرِيلُ قَاصِداً *** بِذَاتِ فَقَارِ الجَمَاجِمِ قَاصِمِ

قَتَلْنَا إياباً وَالليامَ وَمَنْ بَغَى *** وَصُلْنَا عَلَى أَعْرَابِهَا وَالأَعَاجِمِ

وَيَوْمَ حُنَيْنِ قَدْ تَفَرَّقَ جَمْعُنَا *** وَصَالَتْ عَلَيْنَا أَقْوَامُهُمْ بِالصَّوَارِم

رَدَدْتُ جَمِيعَ القَوْم عَنْهُمْ وَلَمْ أَزَلْ *** أُرُدُّ جُيُوشَ المُشْرِكِينَ اللَّوَائِمَ

وَأَسْقَيْتُهُمْ كَأَسْاً مِنَ المَوْتِ مُزْعِجاً *** وَمَا طَعْمُهُ إِلاَّ كَطَعْمِ العَلاَقِمِ

وَفِي غَزْوَةِ الأَحْزَابِ عَمْراً قَتَلْتُهُ *** وَقَدْ بَاتَتِ الأَحْزَابُ بِقَتلي عَازِمٍ

ص: 264


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 113 - 114، الفتوح لابن اعثم 44/3 بهذا النص: ولما رأيت الخيل تقرع بالقنا *** فوارسها حمر العيون دوامی وأعرض نقع في السماء كأنه *** صبابة دجن ملبس بقتام ونادي ابن هند ذا الكلاع ويحصب *** وكندة في لخم وحي جذام تيممت همذان الذين هم هم *** إذا ناب أمر جُنّتى وسهامی وناديت فيهم دعوة فأجابني *** فوارس من همدان غیر لئام فوارس من همذان ليسوا بعزّل *** غداة الوغى من شاكر وشتام لهمذان أخلاق ودين يزينها *** وبأس إذا لاقوا وطيب كلام فلو کنت بوابا على باب جنّة *** لقلتُ لهمذان ادخلوا بسلامی جزى الله همذان الجنان فإنهم *** سمام العدى في كل يوم حمام بحار الأنوار للمجلسي 497/32 - 428/498 «باب 12 جمل ما وقع بصفين». ومرّ في ص 238 من الكتاب تحت عنوان فوارس من همدان ولا بأس أن يذكر أحدهما في الحاشية

وَصُلْتُ عَلَيْهِمْ صَوْلَةً هَاشِمِيَّةً *** وَقَسَمْتُهُمْ قِسْمَيْنِ مِنْ حَدِّ صَارِمِ

كَسَرْنَا جُيُوسَ الْمُشْرِكِينَ بِهِمَّةٍ *** وَأَحْزَابُهُمْ وَلُّوا كَشِبْهِ الْأَغَانِمِ

نُصِرْنَا عَلَى أَعْدَائِنَا بِمُحَمَّدٍ *** نَبِيَّ الهُدَى المَبْعُوثِ مِنْ نَسْلِ هَاشِمِ

وَمَا قُلْتُ إِلاَّ الحَقَّ وَالصِّدْقُ شِيمَتِي *** وَمَا جُرْتُ يَوْماً كُنْتُ فِيهِ بحَاكِمِ

رَفَعْتُ مَنَارَ الشَّرْعِ فِي الحُكْمِ وَالقَضَا *** وَأَثَبَتُّ حُكْماً لِلمُلُوكِ القَوَادِمِ

فَلله دَرُّهُ مِنْ إِمَامٍ سَمَیْدَعِ *** يَذُّلُ جُيُوشَ المُشْرِكِينَ بِصَارِمِ

وَيُظهرُ هَذَا الدِّينَ فِي كُلِّ بُقْعَةً *** وَيُرغِمُ أنْفَ المُشْرِكِينَ الغَوَاشِم

فَيَا وَيْلَ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ سَطْوَةِ القَنَا *** وَ يَا وَيْلَ كُلِّ الوَيْلِ كَانَ لِظَّالِم

يُنَقِّي بِسَاطَ الْأَرْضِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ *** وَيَرْغُمُ فِيهَا كُلَّ أَنْفٍ غَاشِمِ

وَيَأْمُرُ بمَعْرُوفٍ وَيَنْهى لِمُنْكَرِ *** وَيَطْلُعُ نَجْمُ الحَقِّ عَلَى يَدِ قَائِم

وَيَنْشُرْ بسَاطَ العَدْلِ شَرْقاً وَمَغْرِباً *** وَيَنْصُرُ دِينَ اللهِ رَامِي الدَّعَائِم

وَمَا قُلْتُ هَذَا القَوْلَ فَخْراً وَإِنَّمَا *** أخْبَرَنِي المُخْتَارُ مِنْ آلِ هَاشِمِ(1)

تقدّست من عليم

و قال علیه السلام:

يَا سَامِعَ الدُّعَاءِ، وَيَا رَافِعَ السَّمَاءِ *** وَيَا دَائِمَ البَقَاءِ، وَيا وَاسِعَ العَطَاءِ

لذِي الفَاقَةِ العَدِیمِ

وَيَا عَالِمَ الغُيُوبِ، وَيا غَافِرَ الذُّنُوبِ *** وَيَاسَاتِرَ العُيُوب، وَيَا كَاشِفَ الكُرُوب

عَنِ المُرْهَنِ الكَظِيمِ

ويَا فَائِقَ الصَّفَاتِ، وَيَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ *** وَيَا جَامِعَ الشَّتَاتِ، وَيَابَاعِثَ المَمَاتِ

ص: 265


1- ينابيع المودة للقندوزي ج 3، ص 95 - 96 - ط الأعلمي، بيروت

مِنَ الأَعظُمِ الرَّمِیم

وَيَا مُنْزِلَ الغِيَاثِ، مِنَ الدُّلْجِ الحِثَاثِ *** عَلَى الحَزْنِ(1) وَالدِّمَاثِ(2)، إلى الجُوَّعِ الغِراثِ

مِنَ الهُزَّم الرُّزُوم

وَيَا خَالِقَ البُروُجِ سَماءً بِلا فُرُوجِ *** مَعَ الليَّلِ ذِي الُولُوجِ، عَلَى الضَّوْءِ ذَا البلُوجِ

يُغَشّي سَنَا النُّجُومِ

وَيَا فَالِقَ الصَّبَاحِ، وَيَا فَاتِحَ النَّجَاحِ *** وَيَا مُرْسِلَ الرِّيَاحِ، بُكُوراً مَعَ الرَّوَاحِ

فَیَنْشَانَ بِالغُيُومِ

وَيَا مُرْسِيَ الرَّواسِخ، أَوْتَادُهَا الشَّوَامِخُ *** فِي أَرْضِهَا السَّوانِخُ، أَطوَادُهَا البَوَاذِخُ

مِنْ صُنعِهِ القَدِيمِ

وَيَا هَادِي الرَّشَادِ، وَيَا مُلْهِمَ السَّدَادِ *** وَیَا رَازِقَ العِبَادِ، وَيَا مُحِيي البِلاَدِ

وَيَا فَارِجَ الغُمُومِ

وَيَا مَنْ بِهِ أَعُوذُ، وَيَا مَنْ بِهِ أَلُوذُ *** وَمَنْ حُكمُهُ نُفوذُ، فَمَا عَنْهُ لِي شُذُوذُ

تبَارَكْتَ مِنْ حَلِيمِ

وَيَا مُطلق الأسِيرِ، وَبَا جَابِرَ الكَسِيرِ *** وَيَا مُغنِي الفَقِيرِ، وَيَا غَاذِي الصَّغِيرِ

وَيَا شَافِيَ السَّقِیمِ

ص: 266


1- الحَزْن: ما غلُظ من الأرض، وقلَّما يكون مرتفعاً
2- الدِّماث: مفردها الدَّمْث والدَّمَث، وهو المكان اللبّن ذو الرمل

وَيَا مَنْ بِهِ اعْتِزَازِي، وَيَا مَنْ بِهِ احْتِرَازِي *** مِنَ الذُّلّ والمَخَازِي، والآفَاتِ وَالمَرَازِي

أعِذْنِي مِنَ الهُمُومِ

وَمِنْ جِنَّةِ وَإِنْسٍ، لِذِكْرِ المِعَادِ مُنسٍ *** وَلِلقَلْبِ عَنْهُ مُقْسٍ، وَمِنْ شَرِّ غَيِّ نَفْسٍ

وَشَيْطَانُهَا الرَّجِیمِ

وَيَا مُنْزِلَ المَعَاشِ، عَلَى النَّاسِ وَالمَوَاشِي *** وَالأَفْرَاخِ فِي العِشَاشِ، مِنَ الطُعْمِ(1) وَالرِّيَاشِ

تَقَدَّسْتَ مِنْ عَلِیم

وَيَا مَالِكَ النَّواصِي، مِنْ طَائِعِ وَعَاصِي *** فَمَا عَنْكَ مِنْ مَنَاصِ، لِعَبْدٍ وَلاَ خَلاَصِ

لِمَاضٍ وَلاَ مُقِیمِ

وَيَا خَيْرَ مُسْتَعَاضٍ، بِمَحْضِ اليَقِينِ رَاضي *** بِمَا هُوَ عَلَيْهِ قَاضِي، مِنْ أَحْكَامِهِ المَوَاضِي

تحنَّنت من حكيم

وَيَا مَنْ بِنَا مُحِيطٌ، وَعَنَّا الأَذَى يُمِيطُ *** وَمَنْ مُلْكُهُ بَسِيطُ، وَمَنْ عَدْلُهِ قَسِيطُ

عَلَى البَرِّ وَالأثِیمِ

وَيَا رَائِي اللُّحُوظِ، وَيَا سَامِعَ اللُّفُوظِ *** وَيَا قَاسِمَ الحُظُوظ، بإحْسَانِهِ الحَفِيظِ

بِعَدْلٍ مِنَ القَسِیمِ

ص: 267


1- الطُعم: الحب الذي يُلقى للطائر

وَيَا مَنْ هُوَ السَّمِيعُ، وَمَنْ عَرْشُهُ الرَّفِيعُ *** وَمَنْ خَلْقُهُ البَدِيعُ، وَمَنْ جَارُهُ المَنِيعُ

عَنِ الظَّالِم الغَشُومُ

وَيَا مَنْ حَبَا فَأَسْبَعُ، مَا قَدْ حَبَا وَتَسَوَّغْ *** وَيَا مَنْ كَفَى وَبَلَّغْ، مَا قَدْ كَفَا وَأَفْرَغْ

منْ مَنِّهِ العَظِیمِ

وَيَا مَلْجَأَ الضَّعِيفِ، وَيَا مَفْزَعَ اللَّهِيفِ*** تَبَارَكْتَ مِنْ لَطِيفِ، رَحِيمٍ بِنَا رَؤُوفِ

خَبِیرٍ بِنَا کَرِیمِ

وَيَا مَنْ قَضَى بِحَقِّ، عَلَى نَفْس كُلِّ خَلْقٍ *** وَفَاةٌ بِكُلِّ أُفْقِ، فَمَا يَنْفَعُ التَّوَفِّي

مِنَ المَوْتِ وَالحُتُومِ

تَرَانِي وَلا أَرَاكَ، وَلاَ رَبَّ لِي سِوَاكَ *** فَقُدْنِي إِلَى هُدَاكَ، وَلا تَغْشِنِي رَدَاكَ

بِتَوْفِيقِكَ العَصُومِ

وَيَا مَعْدِنَ الجَلاَلِ، وَذَا العِزِّ والجَمَالِ *** وَذَا الكَيْدِ وَالمِحَالِ، وذَا المَجْدِ وَالفِعَالِ

تَعَالَيْتَ مِن رَحِيم

أجِرْنِي مِنَ الجَحِيمِ، وَمِنْ هَوْلِهَا العَظِيمِ *** وَمِنْ عَيْشِهَا الذَّمِيمِ، وَمِنْ حَرِّهَا المُقِيمِ

وَمِنْ مَائِهَا الحَمِیمِ

ص: 268

وَأَصْحِبْنِي القُرآنَ، وأَسْكِنِّيَ الجِنَانَ *** وَزَوِّجْنِي الحِسَانَ، وَنَاوِلْنِي الأَمَانَ

إِلی جَنَّةِ النَّعِیمِ

إِلی نِعْمَةٍ وَلَهُو، بِغَيْرِ استِمَاعِ لَغْوِ *** وَلاَ بِادِّكَارِ شَجْوٍ، وَلاَ بِاعْتِدَارِ شَكْوٍ

سَقِيمٍ وَلاَ كَلِيمِ

إِلَى المَنْظَرِ النَّزِيهِ، الَّذِي لاَ لُغُوبَ فِيهِ *** هَنِيئاً لِسَاكِنِيهِ، وَطُوبَى لِعَامِرِيهِ

ذَوِي المَدْخَلِ الکَرِیمِ

إلَى مَنْزِل تَعَالى، بِالحُسنِ قَدْ تَوَالَى *** بالنُّورِ قَدْ تَلاَلَى، نَلْقَى بِهِ الجَلاَ لا

بِالسَّيْدِ الرَّحِیمِ

إلى المَفْرَشِ الوَطِيِّ، إِلَى المَلْبَسِ البَهِيِّ

إلى المَطْعَمِ الشَهِيِّ، إَلى المَشْرَبِ الرَوِيِّ

مِنَ السَلْسَلِ الخَتِيمِ

فيا من هو أجلّ ممّا وصفت أسألك أن تُصلي على محمد وآل محمد ولا تحرمنا شيئاً ممّا سألناك وزدنا من فضلك إنّك على كل شيءٍ قدير برحمتك يا أرحم الراحمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين(1).

ص: 269


1- الصحيفة العلوية ص 156، ناسخ التواريخ ص 811

قافية النون

أصبحت هزءاً

وقال علیه السلام:

أَصْبَحْتُ هُزْءاً لِرَاعِي الضَّأْنِ أَتْبَعُهُ *** مَاذَا يَرِيبكَ مِنِّي رَاعِيَ الضَّان!(1)

أبو الحسين

وقال علیه السلام:

أبو الحُسَيْنِ فَاعْلَمَنَّ وَالحَسَنُ *** قَدْ جَاءَ يَقْتَادُ العِنَانَ وَالرَّسَنُ(2)

إليك فانظر

وقال علیه السلام:

يَا أَيُّهَذَا المُبْتَغِي أَبَا الحَسَنُ *** إِلَيْكَ فَانْظُرْ أَيُّنا يَلْقَى الغَبَنْ(3)

ص: 270


1- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 75/4 بهذا الإسناد: روى أبو بكر الهذليّ عن الزهري، عن عبيد الله بن عديّ بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف، قال: قام الأشعث إلى علي علیه السلام، فقال: إنّ الناس يزعمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليك عَهْدا لم يعهده إلى غيرك؛ فقال: إنه عهد إليّ ما في قراب سيفي؛ لم يعهد إليّ غير ذلك. فقال الأشعث: هذه إن قلتها فهي عليك لا لَك؛ دَعْها ترحل عنك، فقال له: وما علمك بما عليّ مما لي! منافق ابن کافر، حائك ابن حائك! إنّي لأجد منك تبه الغزل. ثم التفت إلى عبيد الله بن عدي بن الخيار، فقال: يا عبيد الله، إنك لتسمع خلافاً وترى عجباً، ثم أنشد: الأبيات
2- نور الأبصار للشبلنجي ص 94 وفيه: واتفق في بعض الأيام وقد تقابل الجيشان أن خرج علي علیه السلام متنكراً فدعا بالمبارزة فقال معاوية لعمرو بن العاص: عزمت عليك إلا ما خرجت المبارزة هذا الفارس فخرج إليه عمرو وهو لا يعرف أنه علي فلما رأه علي عرفه فانهزم بين يديه ليبعده من أصحابه فتبعه عمرو وهو يقول: يا قادة الكوفة يا أهل الفتن *** أضربكم ولا أرى أبا الحسن فكر عليه علي عليه السلام وهو يقول: الأبيات. الفصول المهمة ص 90
3- مروج الذهب 417/2، المناقب 156/3، ديوان الإمام علي علیه السلام ص 128 وفيه: خرج يوم النهروان رجل من الخوارج فحمل على الناس وهو يقول: أضربكم ولو أرى أبا الحسن *** البته صارمي ثوب الغين فخرج الإمام وهو يقول: البيت. بحار الأنوار 108/448/34 بهذا النص: قال عبد الله بن وهب الراسبي رئيس الخوارج في النهروان: أضربكم ولا أرى أبا الحسن *** ذاك الذي ضلّ إلى الدنيا ركن فأجاب عليّ صلوات الله عليه: يا أيّها المشرك يا من افتتن *** والمتمنّي أن يرى أبا الحسن إليّ فانظر أينا يلقى الغبن والغَبَن: ضعف الرأي

أسد على أسد

وقال علیه السلام:

أسدٌ عَلَى أَسَدِ يَطُولُ بِصَارِمٍ *** عَضْبٍ يَمَانٍ فِي يَمِينِ يَمَانِ(1)

نعلّم أيضاً بنينا

وقال علیه السلام:

وَعَلَّمَنَا الحَرْبَ آباؤُنا *** وَسَوْفَ نُعَلِّم أَيْضاً بَنِينَا(2)

أقحم

وقال علیه السلام:

أَقْحِمْ فَلَنْ تَنَالَكَ الأَسِنَّةْ *** وَإِنَّ لِلمَوْتِ عَلَيْكَ جُنَّةْ(3)

ص: 271


1- بحار الأنوار 451/34 - 115/452:وفيه: كان نقش سيفه علیه السلام: البيت
2- الفتوح لابن أعثم 50/3، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 200/3 وفيه: برز أبو أيوب الأنصاري فنكلوا عنه فحاذى معاوية حتى دخل فسطاطه فترفع ابن منصور فقال أمير المؤمنين علیه السلام: الأبيات. بحار الأنوار للمجلسي 471/577/32 («الباب الثاني عشر» باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم)
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 128، بحار الأنوار 116/452/34. وفي الديوان: فَلاَ بدل فَلَن

بالضرب والطعن

وقال علیه السلام:

إنْ كُنْتَ تَبْغِي أَنْ تَرَى أَبَا حَسَنْ *** وَكُنتَ تَرْمِيهِ بِإِيثَارِ الفِتَنْ

فَاليَوْمَ تَلَقَّاهُ مَلِيّاً فَاعْلَمَنْ *** بِالضَّرْبِ وَالطَّعْنِ عَلِيماً بِالسُّنَنُ(1)

تنكُر لي دهري

وقال علیه السلام:

تَنَكَّرَ لِي دَهْرِي وَلَمْ يَدْرِ أَنَّنِي *** أَعَزُّ وَرَوْعَاتُ الخُطُوبِ تَهُونُ

فَظَلَّ يُرِينِي الخَطْبَ كَيْفَ اعْتِدَاؤُهُ *** وَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُونُ(2)

تنال العلم بستة

وقال علیه السلام:

أَلاَ لَنْ تَنَالَ العِلْمَ إِلاَّ بِسِتَّةٍ *** سَأُنْبِيكَ عَنْ مَجْمُوعِهَا بِبَيَانِ

ذَكَاءٌ وَحِرْصٌ وَاصْطِبَارٌ وَبُلْغَةٌ *** وَإِرْشَادُ أُسْتَاذٍ وَطُولُ زَمَانِ(3)

ص: 272


1- مناقب الخوارزمي ص 187 وفيه: تقدم رجل من أصحاب الجمل يقال له عبد الله بن يبري فجعل يرتجز ويقول: يا رب إني طالب أبا الحسن *** ذاك الذي يعرف حقاً بالفتن ذاك الذي نطلبه على الاحن *** ونقضه شريعة من السنن قال فخرج إليه عليّ وهو يقول: الأبيات. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 183/3 بهذا النص: إن كنت تبغي أن ترى أبا الحسن *** فاليوم تلقاه ملياً فاعلمن بحار الأنوار 132/175/32 بهذا النص: إن كنت تبغي أن ترى أبا الحسن *** فاليوم تلقاه مليّاً فاعلمن
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 126، بحار الأنوار 101/446/34 وفيه: قال المجلسي: التنكّر: التغيّر
3- نور الأبصار للشبلنجي ص 84

من شرّها آمن

وقال علیه السلام:

أَتَانِي يُهَدِّدُنِي بِالنُّجُومِ *** وَمَا هُوَ مِنْ شَرِّهِ كَائِنُ

ذُنُوبِي أَخَافُ فَأمَّا النُّجُومُ *** و فَإِنِّيَ مِنْ شَرِّهَا آمِنُ(1)

احذور أبا الحسن

وقال علیه السلام:

أَلا احْذَرُوا فِي حَرْبِكُمْ أَبَا الحَسَنُ *** فَلاَ تَرُومُوهُ فَذَا مِنَ الغَبَنُ(2)

فَإِنَّهُ يَدْقُهُ دَقَ الطَحَنُ *** فَلا يُخَافُ فِي الهِياج مَنْ وَمَنْ(3)

اغتنمها

وقال علیه السلام:

إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا *** فَعُقْبَى كُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ

وَلا تَغْفَلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهَا *** فَمَا تَدْرِي السُّكُونَ مَتَى يَكُونُ(4)

سنّة الدين

وقال علیه السلام:

إِنَّا نُعَزِّيكَ لا إِنَّا عَلَى ثِقَةٍ *** مِنَ الحَيَاةِ وَلكِنْ سُنَّةُ الدِّينِ

فَلا المُعَزَّى بِبَاقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ *** وَلاَ المُعَزِّي وَلَوْ عَاشَا إِلَى حِينٍ(5)

ص: 273


1- بحار الأنوار 106/447/34
2- الغَبَن: ضعف الرأي
3- بحار الأنوار للمجلسي 575/32 وفيه: حث معاوية غلامه حريثاً أن يغتال عليّاً في قتله فطيّر أمير المؤمنين علیه السلام قحفه في الهواء وجعل يجول ويقول: الأبيات
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 126
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 127، بحار الأنوار 104/447/34

تحول بأهلها

وقال علیه السلام:

دُنْیا تَحُولُ بأهْلِهَا *** في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ

فَعُدُوُّهَا لِتَجَمُّعٍ *** وَرَوَاحُهَا لِشَتَاتِ بَيْنِ(1)

نحن الكرام

وقال علیه السلام:

نَحْنُ الكِرَامُ بَنُو الكرام *** وَطِفْلُنَا فِي المَهْدِ يُكْنَى

إِنَّا إِذَا قَعَدَ اللِّئَامُ *** عَلَى بسَاطِ العِزِّ قُمْنَا(2)

لولا الذين

وقال علیه السلام:

لَوْلاً الَّذِينَ لَهُمْ ورُدْ يَقُومُونَا *** وَآخَرِينَ لَهُمْ سَرْدٌ يَصُومُونا

تَدَكْدَكَتْ أَرْضُكُمْ مِنْ تَحْتِكُمْ سِحْراً *** لأَنَّكُمْ قَوْمُ سُوءٍ لَا تُطِيعُونَا(3)

فكيف أنا

وقال علیه السلام:

قَدْ قِيلَ إِنَّ الإِلهَ ذُو وَلَدٍ *** وَقِيلَ إِنَّ الرَّسُولَ قَدْ كَهُنا

مَا نَجَا اللَّهُ وَالرَّسُولُ مَعاً *** مِنْ لِسَانِ الوَرَى فَكَيْفَ أَنَا(4)

ص: 274


1- ديوان الإمام علي علیه السلام 126، تذكرة الخواص ص 151
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 127، بحار الأنوار 447/34 - 107/448 وفيه: قال المجلسي: التكنية في المهد علامة الشرف أو بيان لاستحبابها. والمراد بالقيام التهيّؤ للجهاد وسائر العبادات
3- بحار الأنوار 105/447/34 وفيه: قال المجلسي: قال الجوهري: سردت الصوم: تابعته. وقال: تدكدكت الجبال أي صارت دكّارات وهي رواب من طين
4- زهر الربيع ص 290

لا تكره المكروه

وقال علیه السلام:

لاَ تَكْرَةِ المَكْرُوهَ عِنْدَ نُزُولِهِ *** إِنَّ المَكَارِهَ لَمْ تَزَلْ مُتَبَايِنَهْ

كُمْ نِعْمَةٍ لَمْ تَسْتَقِلَّ بِشُكْرِهَا *** لِلَّهِ فِي طَيِّ المَكَارِهِ كَامِنَهْ(1)

الدّهر أدّبني

وقال علیه السلام:

الدَّهْرُ أَدَّبَنِي وَاليَأْسُ أَغْنَانِي *** وَالقُوتُ أَقْنَعَنِي وَالصَّبْرُ رَبَّانِي

وَأَحْكَمَتْنِي مِنَ الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ *** حَتَّى نَهَيْتُ الَّذِي قَدْ كَانَ يَنْهَانِي(2)

اعف عني

وقال علیه السلام:

إِلهِي أَنْتَ ذُو فَضْلٍ وَمَنِّ *** وَإِنِّي ذُو خَطَايَا فَاعْفُ عَنِّي

وَظَنِّي فِيكَ يَا رَبِّي جَمِيلٌ *** فَحَقِّقْ يَا إِلهِي حُسْنَ ظَنِّي(3)

تعالوا فانظروا

وقال علیه السلام:

وَلَوْ أَنِّي بُلِيتُ بِهَاشِمِي *** خُؤُولَتُهُ بَنُو عَبْدِ المَدَانِ

صَبَرْتُ عَلَى عَدَاوَتِهِ وَلكِنْ *** تَعَالُوا(4) فَانْظُرُوا(5) بِمَنِ ابْتَلانِي(6)

ص: 275


1- ديوان الإمام علي ص 124، الفرج بعد الشدة 26/5 بهذا النص: لا تكره المكروه عند نزوله *** إنّ المكاره لم تزل متباينه كم نعمة لا تستقلّ بشكرها *** الله في جنب المكاره كامنه
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 129، بحار الأنوار 102/446/34
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 130
4- في تذكرة الخواص «تعالي»
5- في تذكرة الخواص «فانظري»
6- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 125، تذكرة الخواص ص 153

أبلو حسبي وديني

وقال علیه السلام:

الْيَوْمَ أَبْلُو حَسَبِي وَدِينِي *** بِصَارِمٍ تَحْمِلُهُ يَمِينِي

عِنْدَ اللّقَا أَحْمِي بِهِ عَرِيني(1)

يلاقي القرن بصدره

وقال علیه السلام:

إِذَا الخَيْلُ جَالَتْ فِي الفَتَى وَتَكَشَفَتْ *** عَوابِسُ لاَ يَسْأَلْنَ غَيْرَ طِعَانِ

فَكَرَّتْ جَمِيعاً ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهَا *** سَقَى رُمْحَهُ مِنْهَا بِأَحْمَرَ قَانِي

فَتى لاَ يُلاقِي القِرْنَ(2) إِلَّا بِصَدْرِهِ *** إِذَا أَرْعَشَتْ أَحْشَاءُ كُلِّ جَبَانِ(3)

ص: 276


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 128، بحار الأنوار 114/451/34 وفيه قال المجلسي: العرين مأوى الأسد
2- قِرنُك: نظيرك، كفؤك، نظيرك في الشجاعة والعلم
3- الاختصاص ص 121 - 123 بهذا الإسناد: حدّثنا محمّد بن عليّ قال: حدَّثنا محمد بن الحسن قال: أخبرني العكليّ الحرماري، عن صالح بن أسود بن صنعان الغنويّ قال: حدّثني مسمع بن عبد الله البصريّ عن رجل قال: لمّا بعث عليُّ بن أبي طالب صلوات الله صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أَرأيت لو كان عليُّ معنا في موضعنا أتكون معه؟ قال: نعم، قالوا: فأنت إذاً مقلّدٌ عليّاً دينك، ارجع فلا دين لك، فقال لهم صعصعة: ويلكم الا أُقلد من قلّد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صدّيقاً لم يزل أوَلَمْ يكن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا اشتدَّت الحرب قدَّمه لَهواتها فيطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بحدِّه، مكدوداً في ذات الله عنه يعبر رسول الله صلی الله علیه وآله والمسلمون فأنّى تصرفون؟ وأين تذهبون؟ وإلى من ترغبون وعمَّن تصدفون؟ عن القمر الباهر، والسراج الزاهر، وصراط الله المستقيم، وحسان الأعدَّ المقيم قاتلكم الله أنّى تؤفكون؟ أفي الصديق الأكبر والغرض الأقصى ترمون، طاشت عقولكم وغارت حلومكم وشاهت وجوهكم، لقد علوتم القلّة من الجبل وباعدتم العلّة النهل أنستهدفون أمير المؤمنين صلوات الله عليه ووصيَّ رسول الله صلی الله علیه وآله؟ لقد سوّلت لكم أنفسكم خسراناً مبيناً. فبعداً وسحقاً للكفرة الظالمين، عدل بكم عن القصد الشيطان وعمي لكم عن واضح المحجّة الحرمان فقال له عبد الله بن وهب الرَّاسبيُّ: نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير وهدرت فأطنبت في الهدير، أبلغ صاحبك أنّا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل، فقال عبد الله بن وهب أبياتاً قال العكلي الحرماريّ: وادري أهي له أم لغيره: نقاتلكم كي تلزموا الحقّ وحده *** ونضربكم حتّى يكون لنا الحكم فإن تبتغوا حكم الإله نكن لكم *** إذا ما اصطلحنا الحقّ والأمن والسّلم وإلاّ فإنَّ المشرفية محذم *** بأيدي رجال فيهم الدّين والعلم فقال صعصعة: كأني أنظر إليك يا أخا راسب مترمّلاً بدمائك، يحجل الطير بأشلائك، لا تجاب لكم داعية ولا تسمع لكم واعية، يستحلُّ ذلك منكم إمام هدى، قال الراسبيُّ: سيعلم اللّيث إذا التقينا *** دور الرَّحى عليه أو علينا أبلغ صاحبك أنّا غير راجعين عنه أو يقرَّ لله بكفره أو يخرج عن ذنبه فإنَّ الله قابل التوب، شديد العقاب، وغافر الذّنب، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج. فقال صعصعة: «عند الصباح يحمد القوم السُّرى». ثمَّ رجع إلي علي صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثّل عليُّ علیه السلام: أراد رسولاي الوقوف فراوحا *** يداً بيد ثمَّ اسهما لي على السواء بؤساً للمساكين يا ابن صوحان، أما لقد عُهد إليَّ فيهم وإنّي لصاحبهم وما كذبت ولا كذبت وإنَّ لهم ليوماً يدور فيه رحى المؤمنين على المارقين فيها فيا ويحها حتفاً، ما أبعدها من روح الله، ثمَّ قال: الأبيات. وفي ذيله: ثم رفع رأسه ويديه إلى السماء وقال: «اللهم اشهد - ثلاثاً - قد أعذر من أنذر وبك العون وإليك المشتكى وعليك التكلان وإيّاك ندرأ في نحورهم، أبي القوم إلاّ تمادياً في الباطل ويأبى الله إلاّ الحقِّ، فأين يذهب بكم عن حطب جهنّم وعن طيب المغنم». وأشار إلى أصحابه وقال: «استعدُّوا لعدوّكم فإنّكم غالبوهم بإذن الله»، ثمَّ تلا عليهم آخر سورة آل عمران. بحار الأنوار 401/33 - 624/403 (الباب الثالث والعشرون)

سيكون ما هو كائن

وقال علیه السلام:

مَا لا يَكُونُ فَلا يَكُونُ بِحِيلَةٍ *** أَبَداً وَمَا هُوَ كَائِنُ سَيَكُونْ

سَيَكُونُ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي وَقْتِهِ *** وَأَخُو الجَهَالَةِ مُتَعَبٌ مَحْزُونْ

يَسْعَى القَوِيُّ فَلاَ يَنَالُ بِسَعْيِهِ *** حظاً وَيَحْظَى عَاجِزٌ وَمَهِينْ(1) (2)

ص: 277


1- في تذكرة الخواص «موهون»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 125، تذكرة الخواص ص 152

ربما نيل باصطبار

وقال علیه السلام:

الصَّبْرُ مِفْتَاحُ مَا يُرَجَّى *** وَكُلُّ خَيْرِ بِهِ يَكُونُ

فَاصْبِرْ وَإِنْ طَالَتِ اللَّيَالِي *** فَرُبَّمَا طَاوَعَ الحَرُونُ(1)

وَرَبّما نیلَ بِاصْطِبَارٍ *** مَا قِيلَ هَيْهَاتَ مَا يَكُونُ(2)

القبور حصون

وقال علیه السلام:

لا تَأْمَنَنَّ مِنَ النِّسَاءِ وَلَوْ أَخاً *** ما فِي الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ أَمِينُ

إنّ الأَمين وَإِنْ تَعقِّفَ جُهْدَه *** لا بُدَّ أَنَّ بِنَظرَةٍ سَيَخُونُ

القَبْرُ أوْفَى مَنْ وَثِقَتُ بِعَهْدِهِ *** ما للنِّسَاءِ سِوى القُبُورِ حُصُونُ(3)

هوّن الأمر

وقال علیه السلام:

هَوْنِ الأَمْرَ تَعِش فِي رَاحَةٍ *** كُلُّ مَا هَوَّنْتَ إِلاَّ سَيَهُونُ

لَيْسَ أمرُ المَرُه سَهْلاً كُلُّهُ *** إِنَّمَا المَرْءُ سُهُولٌ وَحُزُونُ

تَطْلُبُ الرَّاحَة فِي دَارِ العَنَا *** خَابَ مَنْ يَطْلُبُ شَيْئاً لا يَكُونُ(4)

لا ينقض النأي عهدها

وقال علیه السلام:

تَمَتَّعُ بِهَا مَا سَاعَفَتْكَ وَلَا تَكُن *** عَلَيْكَ شَجیّ فِي الصَّدْرِ حِينَ تَبِينُ

ص: 278


1- الخرُون: الواقف الذي لا ينقاد. الذي لزم المكان ولم يفارقه
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 126
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 130
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 127

وَإِنْ هِيَ أَعْطَتْكَ اللِيَان فَإِنَّهَا *** لِغَيْرِكَ مِنْ خِلانِهَا سَتَلِينُ

وَإِنْ حَلَفَتْ لا يَنْقُضُ النَّأْيُ عَهْدَهَا *** فَلَيْسَ لِمَخْصُوب البنانِ يَمِينُ(1)

الغلام المؤتمن

وقال علیه السلام:

أَنَا الغُلامُ الفَرَشِيُّ المُؤْتَمَنُ *** المَاجِدُ الأَبْيَضُ(2) لَيْتُ كَالشَّطَنْ(3)

يَرْضَى(4) بِهِ السَّادَةُ مِنْ أَهْلِ اليَمَنْ *** مِنْ سَاكِنِي نَجْدِ وَمِنْ أَهْلِ عَدَنْ(5)

أبُو الحُسَيْنِ فَاعْلَمَنْ أَبُو الحَسَنُ(6) (7)

يبكي سنة

وقال علیه السلام:

إِذَا المَرْءُ لَمْ يَرْضَ مَا أَمْكَنَهُ *** وَلَمْ يَأْتِ مِنْ أَمْرِهِ أَزْيَنَهُ

ص: 279


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 127
2- في الصراط المستقيم «الأبلج»
3- الشَّطَن: الحبل مطلقاً
4- في الصراط المستقيم «رضى»
5- في الصراط المستقيم «من ساكني نجد ومن أهل عدن» غير موجودة
6- في كشف الغمة والبحار فقط هذا البيت: أبو الحسين فاعلمن والحسن *** جاءك يقتاد العنان والرسن
7- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 130 بلا الشطر الأخير، مناقب آل أبي طالب 207/3، كشف الغمة 249/1، الصراط المستقيم 52/3، بحار الأنوار 597/32 ارتجز أمير المؤمنين علیه السلام بالأبيات في صفين حينما خرج له عمرو بن العاص وقد تراجع عنه علي علیه السلام حتى تبعه عمرو فارتجز بها علیه السلام، فولى عمرو هارباً، فطعنه أمير المؤمنين علیه لسلام فوقعت ذیل درعه، فاستلقى على قفاه، وأبدى عورته، فصفح عنه استيحاءً وتكرماً فقال معاوية: الحمد لله الذي عافاك *** وأحمد استك الذي وقاك وراوها ابن أعثم في كتابه الفتوح 70/3 بهذا النص: أنا الغلام القرشي المؤتمن *** الماجد الأبلج ليث كالشطن ترضى بي السادة من أهل اليمن *** من ساكن نجد ومن أهل عدن أبو حسين فاعلمن أبو الحسن

وَأَعْجَبَ بِالعُجْبِ فَاقْتَادَهُ *** وتَاهَ بِهِ النِّيهُ فَاسْتَحْسَنَهُ

فَدَعْهُ فَقَدْ سَاءَ تَدْبِيرُهُ *** سَيُضْحَكُ يَوْماً وَيَبْكِي سَنَهْ(1)

في يميني

سَيْف رَسُولِ اللَّهِ فِي يَمِينِي *** وَفِي يَسَارِي قَاطِعُ الوَتِينِ

فَكُلُّ(2) مَنْ بَارَزَنِي يَجِينِي *** أَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ عَنْ قَرِينِي

مُحَمَّدٍ وَعَنْ سَبِيلِ الدِّينِ(3) *** هَذَا قَلِيلُ مِنْ طِلابِ العِينِ(4) (5)

ابنتا تبع

وقال علیه السلام:

أَمْضُوا الآنَ فَاحْتَفِرُوا *** أَسَاسَ قِبْلَتِكُم تُفْضُوا إِلى حَزَنِ

عَلَيْهِ لَوْحٌ مِنَ العَقْبَانِ مُحْتَقِن *** فِيهِ بِخَطٍ مِنَ اليَاقُوتِ مُنْدَفِنِ

نَحْنُ ابْنَتَا تُبَعِ ذِي المُلْكِ مِنْ يَمَن *** حُبِي وَرَضوى بِغَيْرِ الحَقِّ لَمْ نَدِنِ

مُتْنَا عَلَى مِلَّةِ التَّوْحِيدِ لَمْ يَكُ مِني *** صَلَّى إِلى صَنَمٍ كَلأَ وَلَا وَثَنِ(6)

ص: 280


1- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 129
2- في البحار «وكل»
3- في البحار «الديني»
4- في البحار «عين»
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 130، بحار الأنوار 113/450/34 وفيه قال المجلسي: الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه. وقوله: أمر غائب، قال الشيخ الرّضيّ رحمه الله جاز في النظم حذف لام الأمر في فعل غير الفاعل نحوه «محمّد تفد نفسك كلّ نفس». وأجاز الفرّاء حذفها في النّثر نحو قل له يفعل قال تعالى: «قل لعبادي الّذين آمنوا يقيموا الصلاة» [1/ إبراهيم: 14] والقرين: المصاحب وطلاب - بالكسر-: جمع طالب مثل جباع وجائع. كذا قال الشارح، والمعروف في جمعه أي طالب طُلاَب بالكلام والتشديد فيمكن ان يكون التخفيف ها هنا للفورة أو يكون طلاب بالكسر مصدر «طالبه مطالبةً وطلاباً» إذا طالبه بحق والعين - بالكسر - جمع الأعين أي الواسع العين
6- قضاء أمير المؤمنين علیه السلام ص 206 نقل صاحب المناقب هذه القصة عن أبي بصير عن ابي عبد الله علیه السلام أراد قوم على عهد أبي بكر أن يبنوا مسجداً بساحل عدن فكانوا كلما فرغوا من بنائه سقط فعادوا إليه فسألوه فخطب الناس وناشدهم إن كان عند أحد منكم علم هذا فليقل، فقال أمير المؤمنين علیه السلام احتفروا في ميمنته وميسرته في القبلة فإنه يظهر لكم قبران مكتوب عليها أنا رضوى وأختي حبي متنا لا نشرك بالله العزيز الجبار وهما مجردتان فاغسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما وادفنوهما ثم ابقوا مسجدكم فإنه يقوم بناؤه، ففعلوا ذلك فكان كما قال علیه السلام. وروي عن ابن حماد أيضاً قال: قال الإمام علي علیه السلام للقوم: هذه الأبيات

لمثل هذا ولدتني أمي

وقال علیه السلام:

قَدْ عَرِفَ الحَرْبُ العَوَانُ أَنِّي *** بَازِلُ عَامَيْنِ حَدِيثُ سِنِّ

سَنَحْنَحُ اللَّيْلِ(1) كَأَنِّي جِنِّي *** أَسْتَقْبِلُ الحَرْبَ بِكُلِّ فَنِّ

مَعِي سِلَاحِي وَمَعِي مَجَنِّي *** وَصَارِمٌ يُذْهِبُ كُلُّ ضِغْنِ

أُقصِي بِهِ كُلَّ عَدُو عَنِّي *** لِمِثْلِ هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي(2)

ادفعهم بالراح

ادْفَعُهُمْ بِالرَّاحِ دَفْعاً عَنِّي *** تُلْنَانِ مِنْ حَيِّ وَتُلْثٌ مِنّي

فَإِنْ عَرَّضَنِي رَبِّي (3)

كن محمود المعاني

وقال علیه السلام:

وَمَنْ كَرُمَتْ طَبَائِعُهُ تَحَلَّى *** بِآدَابِ مُفَضَّلَةٍ حِسَانِ

وَمَنْ قَلَّتْ مَطَامِعُهُ تَغَطَّى *** مِنَ الدُّنْيَا بِأَنْوَابِ الأَمَانِ

ص: 281


1- سنحنح الليل: الذي لا ينام الليل
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 125، بحار الأنوار 44/299/19 «باب 10» بهذا النص: ما تنقم الحرب الشموس منّي *** بازل عامين حديث السنّ لمثل هذا ولدتني أمّي
3- کتاب سلیم بن قيس الهلالي ج 2 ص 703 الحديث رقم 15

وَمَا يَدْرِي الفَتَى مَاذَا يُلاقِي *** إِذَا مَا عَاشَ مِنْ حَدَثِ الزَّمَانِ

فَإِنْ غَدَرَتْ بِكَ الأَيَّامُ فَاصْبِرْ *** وَكُنْ بِاللَّهِ مَحْمُودَ المَعَانِي

وَلاَ تَكُ سَاكِنَا فِي دَارِ ذُلٍ *** فَإِنَّ الذُّلَّ يُقْرَنُ بالهَوَانِ

وَإِنْ أَوْلاكَ ذُو كَرَمٍ جَمِيلاً *** فَكُنْ بِالشَّكْرِ مُنْطَلِقَ اللِّسَانِ(1)

لا تأنس بإنسان

وقال علیه السلام:

هَذَا زَمَانٌ لَيْسَ إِخْوَانُهُ *** يَا أَيُّهَا المَرْءُ بِإِخْوَانِ

إِخْوَانُهُ كُلُهُمُ ظَالِمُ *** لَهُمْ لِسَانَانِ وَوَجْهَانِ

يَلْقاكَ بِالبِشْرِ وَفِي قَلْبِهِ *** دَاءٌ يُوَارِيهِ دَاءٌ بِكِتْمَانِ

حَتَّى إِذَا مَا غِبْتَ عَنْ عَيْنِهِ *** رَمَاكَ بِالزُّورِ وَالبُهْتَانِ

هَذَا زَمَانٌ هَكَذَا أَهْلُهُ *** بِالوُدِّ لا يَصْدُقُك اثْنَانِ

يَأَيُّهَا المَرْءُ فَكُنْ مُفْرَداً *** دَهْرَكَ لا تَأَنَسُ بِإِنْسَانِ

وَجَانِبْ النَّاسَ وَكُنْ حَافِظاً *** نَفْسَكَ فِي بَيْتٍ وَحِيطَانِ(2)

لا تخضعن لمخلوق

وقال علیه السلام:

لا تَخْضَعَنَّ لِمَخْلُوقٍ عَلَى طَمَعِ *** فَإِنَّ ذَلِكَ وَهُنٌ مِنْكَ فِي الدِّينِ

وَاسْتَرْزِقِ اللَّهَ مِمَّا فِي خَزَائِنِهِ *** فَإِنَّمَا الأمْرُ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّونِ

ص: 282


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 129
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 125 - 126، تذكرة الخواص ص 155 بهذا النص: هذا زمان ليس م إخوانه *** يا أَيها المرء بإخوان إخوانه كلهم ظالم *** له لسانان ووجهان يلقاك بالبشر وفي قلبه *** داءٌ بواریه بکتمان حتى إذا ما غبت عن عينه *** رماك بالزور وبهتان هذا زمان هكذا أهله *** تغر عن رؤية إنسان

إِنَّ الَّذِي أَنْتَ تَرْجُوهُ وَتَأَمُلُهُ *** مِنَ البَرِيَّةِ مِسْكِينُ

ابْنُ مِسْكِينِ مَا أَحْسَنَ الجُودِ فِي الدُّنْيَا وَفِي الدِّينِ *** وَأَقْبَحَ البُخْلَ فِيمَنْ صِيغَ مِنْ طِينِ

مَا أَحْسَنَ الدِّينَ وَالدُّنْيَا إِذَا اجْتَمَعَا *** لاَ بارَكَ اللهُ فِي دُنْيَا بِلاَ دِينِ

لَوْ كَانَ بِاللُّبِ يَزْدَادُ اللَّبِيبُ غِنىً *** لَكَانَ كُلُّ لَبِيبٍ مِثْلَ قَارُونِ

لكِنَّمَا الرِّزْقُ بِالمِيزَانِ مِنْ حَكَمِ *** يُعْطِي اللَّبِيبَ وَيُعْطِي كُلَّ مَأْفُونِ(1)

إلهي لا تعذبني

وقال علیه السلام:

إلهي لاَ تُعذِّبْنِي فَإِنِّي *** مُقِرٌ بِالَّذِي قَدْ كَانَ مِنِّي

فَمَا لِي حِيلَةٌ إِلاَّ رَجَائِي *** بِعَفْوِكَ إِنْ عَفَوْتَ وَحُسْنُ ظَنِّي

فَكَمْ مِنْ زَلَّةٍ لِي فِي الخَطَايَا *** عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَرَعْتُ سِنِّي

يَظُنُّ النَّاسُ بِي خَيْراً وَإِنِّي *** لَشَرُّ الخَلْقِ إِنْ لَمْ تَعْفُو عَنِّي

وَبَيْنَ يَدَيَّ مُحْتَبَسٌ طَوِيلٌ *** كَأَنِّي قَدْ دُعِيتُ لَهُ كَأَنِّي

اجُنُ بِزَهْرَةِ الدُّنْيَا جُنُوناً *** وأَفْنِي العُمْرَ مِنْهَا بِالتَّمَنِّي

ص: 283


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 124، مناقب الخوارزمي ص 369 - 370 بهذا النص: لا تخضعن لمخلوق على طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين وسل إلهك مما في خزائنه *** فإنما هي بين الكاف والنون أما ترى كل من ترجو وتأمله *** من البرية مسكين ابن مسکین ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل ممن صيغ من طين تذكرة الخواص ص 150، بهذا النص: لا تخضعن لمخلوق على طمع *** فإن ذاك مضر منك بالدين واسترزق الله مما في خزائنه *** فإن ذلك بين الكاف والنون نور الأبصار للشبلنجي ص 85 بهذا النص: لا تخضعن لمخلوق على طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين واسأل إلهك مما في خزائنه *** فإنما هي بين الكاف والنون إنا نرى كل من نرجو ونأمله *** في البرية مكين ابن مسكين ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل ممن صيغ من طين

فَلَوْ أَنِّي صَدَقَتُ الزُّهْدَ فِيهَا *** قَلَبْتُ لَهَا ظَهْر المِجَنُ(1)

ولي الحميد المجيد

مُعَاوِي دَعْ عَنْكَ مَا لاَ يَكُونَا *** وَقَتْلَةَ عُثْمَانَ إِذْ تَدْعُونَا

أَتَاكُمْ عَلِيٌّ بِأهْلِ العِرَاقِ *** وَأهل الحِجَازِ فَمَا تَصْنَعُونَا

عَلَى كُلِّ جَردَاءَ خَيْفَانَةٍ(2) *** وَأَجْرَدَ صُلْبِ يُقِرُّ العُیُونَا

عَلَيْهَا فَوارِسُ مِنْ شِيعَةٍ *** كَأَسْدِ العَرِينِ تُحَامِي العَرِينَا

يَرَوْنَ الطَّعَانَ خِلالَ العَجَاج *** وَضَرْبَ الفَوَارِسِ فِي النَّقْع دينا

هُمْ هَزَمُوا الجَمْعَ يَوْمَ الزُّبَيْرِ *** وَطَلَح وَغَيْرهمُ النَّاكِثِينَا

فَإِنْ تَكْرَهُوا المُلْكَ مُلكَ العِراق *** فَقَدْ كَرِهَ القَوْمُ مَا تَكْرَهُونَا

فَقُلْ للمُضَلَّلِ مِنْ وَایِلٍ *** وَمَنْ جَعَلَ الغَثَّ يَوْماً سَمِينا

جَعَلْتَ ابْنَ هِنْدِ وَأَشْيَاعَهُ *** نَظِيرَ عَلِيِّ أَمَا تَسْتَحُونا

عَلِيٌّ وَلِيُّ الحَمِيدِ المَجِيدِ *** وَصَيُّ النَّبِيِّ مِنَ العَالَمِينَا(3)

ص: 284


1- ديوان الإمام علي ص 128 - 129، مجاني الأدب 10/2
2- الخيفانة: الفرس والناقة في خِفَّتها وظهورها
3- تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 82 - 83 وفيه: كتب معاوية إلى علي علیه السلام بعد: فإنه لو بايعك القوم الذين بايعوك وأنت بريء من دم عثمان كنت كأبي بكر وعمر وعثمان ولكنك أغريت المهاجرين والأنصار بعثمان وخذلتهم عنه حتى أطاعك الجاهل وتقوى بك الضعيف وقد عزم أهل الشام على قتالك اللهم إلا أن تدفع إليهم قتلة عثمان فيكفوا عنك ويجعل الأمر شورى بين المسلمين وتكون الشورى لأهل الشام لا لأهل الحجاز؛ فأما فضلك وسابقتك في قريش وموضعك من رسول الله صلی الله علیه وآله فلا أدفعه، وكتب في أسفل الكتاب: أرى الشام تكره أهل العراق *** وأهل العراق لهم كارهونا وكل لصاحبه مبغض *** يرى كل ما كان من ذاك دينا إذا ما رمونا رميناهم *** ودناهم مثل ما يقرضونا وقالوا علّي إمام لنا *** فقلنا رضينا ابن هند رضينا وقالوا نرى أن تدينوا له *** فقلنالهم لا نرى أن ندينا وکل یسر ربما عنده *** یری غث ما في يديه سمينا فقدم جرير على علي علیه السلام فاخبره خبر معاوية واجتماع أهل الشام معه على قتاله وأنهم يبكون على عثمان ويقولون إن علياً قتله واوى قتلته وإنهم لا ينتهون حتى يقتلهم أو يقتلوه. وكان الأشتر حاضراً فقال لعلي علیه السلام: قد كنت نهيتك أن تبعث هذا على عداوته وغشيته ولو كنت بعثتني كان خيراً من هذا الذي أقام عنده حتى لم يدع باباً نرجو فتحه إلا أغلقه ولا باباً نخاف فتحه إلا فتحه. فقال له: جرير لو كنت هناك لقتلوك لقد ذكروا قتلة عثمان فقال له الأشتر لو طاوعني أمير المؤمنين فيك وفي أمثالك لحبسك في مكان لا تخرج منه حتى يستقيم هذا الأمر، فخرج جرير إلى قرقيسيا فأقام بها وكتب إلى معاوية يخبره بما جرى فكتب إليه بالقدوم عليه. وكتب علي علیه السلام إلى معاوية، أما بعد فقد أتاني كتاب امره ليس له بصر يهديه ولا فائدة ترشده دعاء الهوى فأجابه وقاده فأتبعه زعمت أني خذلت عن عثمان ولعمري ما كنت إلا كواحد من المهاجرين والأنصار وردت كما أوردوا وصدرت كما صدروا ولم أكن مع القوم؛ وأما قولك إن أهل الشام يحكمون في الشورى فمن في الشام من يصلح للخلافة فإن سميت واحداً كذبك المهاجرون والأنصار، وأما اعترافك بسوابقي فلو قدرت على دفعها لدفعتها، ولكنك عاجز عن ذلك، وكتب في أسفل الكتاب الأبيات

أقوام ذوي سفه

وقال علیه السلام:

أَمِنْ تَذَكَّرِ قَوْمٍ غَيْرِ مَلْعُونِ *** أصْبَحْتَ مُكْتَيْباً تَبْكِي كَمَحْزُونِ

أمِنْ تَذَكَّرِ أَقْوَامٍ ذَوِي سَفَهٍ *** يَغْشُونَ بِالظُّلْم مَنْ يَدْعُو إِلى الدِّينِ

لا يَنْتَهُونَ عَنِ الفَحْشَاءِ مَا أُمِرُوا *** وَالغَدْرُ فِيهِمْ سَبِيلٌ غَيْرُ مَأْمُونِ

ألاَ يَرَوْنَ أَقَلَّ اللَّهُ خَيْرَهُمُ *** أَنَّا غَضِبْنَا لِعُثمَانِ بن مَظْعُونِ

إِذْ يَلْطِمُونَ وَلاَ يَخْشَوْنَ مُقْلتَهُ *** طَعْناً دِراكاً وَضَرْباً غَيْرَ مَرْهُونِ

فَسَوْفَ نَجْزِيهِمُ إِنْ لَمْ نَمُتْ عَجَلاً *** كَيْلاً بِكَيْلٍ جَزَاءً غَيْرَ مَغْبُونِ

أَوْ يَنْتَهُونَ عَنِ الأمْرِ الَّذِي وَقَفُوا *** فِيهِ وَيَرْضُونَ مِنَا بَعْدُ بِالدُّونِ

وَنَمْنَعُ الصَّيْمَ مَنْ يَرْجُو هَضِيمَتَنَا *** بِكُلِّ مُطَّرِدِ فِي الكَفِّ مَسْنُونِ

وَمُرْ هَفَاتٍ كَأَنَّ المِلْحَ خَالَطَهَا *** يَشْفَى بِهَا الدَّاءُ مِنْ هَامِ المَجَانِينِ

حَتَّى يَقِرَّ رِحَالُ لاَ حُلُومَ لَهُمْ *** بعْدَ الصُّعُوبَةِ بِالإِسْمَاح وَاللِّينِ

أَوْ يُؤْمِنُوا بِكِتَابِ مُنْزَلٍ عَجَبٍ *** عَلَى نَبِيِّ كَمُوسى أَوْ كَذِي النُّونِ

ص: 285

يَأْتِي بِأَمْرِ جَلِيٌّ غَيْرِ ذِي عِوَجٍ *** كَمَا تَبَيَّن فِي آيَاتِ يَاسِينِ(1)

قافية الهاء

هذا جناي

وقال علیه السلام:

هَذَا جَنَايَ(2) وَخِيَارُهُ(3) فِيهِ *** إِذْ كُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ(4)

ص: 286


1- بحار الأنوار 267/22 - 12/268 وفيه: من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين علیه السلام: روى الشارح أنّ عثمان كان قبل الهجرة في جوار الوليد بن المغيرة، فلمّا رأى ما يلقى سائر الصحابة من الأذى خرج من جواره ليكون أُسوة لهم، فقرأ في ذلك المجلس ليد ابن المغيرة: الا كلّ شيء ما خلال الله باطل *** وكلّ نعيم لا محالة زائل فصدّق عثمان المصراع الأوّل، وأنكر الثاني، ووقع التشاجر بينهم فلطم شابّ من قريش عثمان فأُصيب بإحدى عينيه، فقال له الوليد: يابن أخ كانت عينك عمّا أصابها لغنيّة، وكنت في ذمّة منيعة، فقال عثمان: والله إنّ عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها الله، ثمَّ أنشد: فإن تك عيني في رضا الرب نالها *** يدا ملحد في الدين لي بمهتدي فقد عوّض الرحمن منها ثوابه *** ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد وإنّي وإن قلتم غويّ مضلّل *** سفيه على دين الرسول محمّد أريد بذاك الله والحقّ ديننا *** على رغم من يبغي علينا ويعتدي فمهلا بني فهر فلا تنطقوا الخنا *** فتستو خموا غب الأحاديث في غد وتدعوا بويل في الجحيم وأنتم *** لدى مقعد في ملتقى النار موصد إذا دعوتم بالشراب سقيتم *** حميماً وماء أجناً لم يبرّد فانشد أمير المؤمنين علیه السلام لهذه الأبيات غضباً له، وقيل: إنّ هذا أوّل شعر انشده، شعر: الأبيات
2- الجنى: ما يجنى من الثمرة من جنى يجني فهو جان
3- خيار الشيء أفضله
4- العقد الفريد 312/4، شرح الأخبار 717/361/2 بهذا الإسناد: سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام بيت المال حتى ما ترك فيه شيئاً. ثم قال: يا قنبر، أدخل عليَّ الغنم. فقال: يا أمير المؤمنين وما تريد من الغنم؟ فقال أمير المؤمنين: تشهد لي يوم القيامة أنها لم تجد فيه شيئاً تلوكه. ثم قال: تشهد لي هذه البقعة يوم القيامة أني قد أديت إلى كل ذي حق حقه. ثم قال: يا حمراء تحمري، ويا صفراء تصفري، ويا بيضاء تبيضي، وغيري غرّي. ثم تمثل فقال علیه السلام: البيت. ورواه الصدوق في أماليه 233 / ح 16 بهذا الإسناد والنص: حدثنا أبي، قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة الثمالي عن الأصبغ ابن نباته إنه قال كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين ثم جمع المستحقين ثم ضرب يده في المال فنثره يمنة ويسرة وهو يقول يا صفراء يا بيضاء لا تغريني غري غيري: هذا جناي وخياره فيه *** إذ كل جان يده إلى فيه ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين ويؤتي كل ذي حق حقه، ثم يأمر أن يكنس ويرش ثم يصلي فيه ركعتين ثم يطلق الدنيا ثلاثاً، يقول بعد التسليم يا دنيا لا تتعرضين لي ولا تتشوقين ولا تغريني، فقد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي عليك. ورواه المفيد في الاختصاص ص 151 ورواه أيضاً ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 105 بهذا الإسناد والنص: قال عبد الله بن أحمد، حدثنا أبي حدثنا وهب بن إسماعيل عن محمد بن قيس عن علي ابن ربيعة الوالبي قال جاء ابن التياح إلى علي بن أبي طالب علیه السلام فقال يا أمير المؤمنين امتلا بيت المال من صفراء وبيضاء؛ فقال علي علیه السلام الله أكبر ثم قام متوكا على يد ابن التياح فدخل بيت المال وهو يقول: هذا جناي وخياره فيه *** وكل جان يده إلى فيه وروى البيت الأربلي في كشف الغمة 164/1 - 165 بهذا النص: ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد قال أمير المؤمنين علیه السلام: وقد أمر بكنس بيت المال ورشه فقال: يا صفراء غري غيري، يا بيضاء غري غيري. ثم تمثل شعراً: هذا جناي وخياره فيه *** إذا كل جان يده إلى فيه وفي كشف الغمة أيضاً ورد البيت 172/1، وذكره ابن منظور في لسان العرب 155/14، ورواه المجلسي في بحار الأنوار 3/262/19، 1082/312/34، 1175/348/34، 2/103/41 (باب 107) 113/41 وفيه: وكل جان... و 45/148/41

غير عاجز

وقال علیه السلام:

وَمَا مِينَةٌ إِنْ مُنْهَا غَيْرَ عَاجِز *** بِعَارٍ إِذَا مَا غَالَتِ النَّفْسُ غُولُهَا(1)

ص: 287


1- الفصول المهمة ص 66

بكيت عليه

وقال علیه السلام:

عجَباً لِلزَّمَانِ فِي حَالَتَيْهِ *** وَبَلاَءٌ ذَهَبْتُ(1) مِنْهُ إِلَيْهِ

رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فَلَّمَا *** صِرْتُ فِي غَيْرِهِ بَكَيْتُ عَلَيْهِ(2)

كاشراً عن نابه

وقال علیه السلام:

لَقَدْ أَتَاكُمْ كَاشِراً عَنْ نَابِهِ *** يُهَمْطُ النَّاسَ عَلَى اغْتِرَابِهِ

فَلْيَأْتِنَا الدَّهْرُ بِمَا أَتَى بِهِ(3)

الخيل جالت

وقال علیه السلام:

وَالخَيْلُ جَالَتْ يَوْمَهَا غِضَابُهَا *** بِمَرْبَطِ سِرْبَالُهَا تُرَابُهَا

وَسُطَ مَنَايَا بَيْنَهَا أَحْقَابُهَا *** الْيَوْمَ عَنِّي يَنْجَلِي جِلْبَابُهَا(4)

غنى النفوس هو الكفاف

و قال علیه السلام:

النَّفْسُ تَجْزَعُ أَنْ تَكُونَ فَقِيرةً *** وَالفَقْرُ خَيْرٌ مِنْ غِنى يُطْغِيهَا

وغِنَى النُّفُوس هُوَ الكَفَافُ وَإِنْ أَبَتْ *** فَجَمِيعُ مَا فِي الْأَرْضِ لاَ يَكْفِيها(5)

ص: 288


1- في البحار «دفعت»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 135، بحار الأنوار 118/452/34
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 12، وقعة صفين ص 159 بهذا النص: لقد أَتاكم كاثراً عن نابه *** يهمِّط الناس على اعتزابه فليأُتنا الدهرُ بما أَتى به بحار الأنوار للمجلسي 235/32 برواية نصر بن مزاحم
4- بحار الأنوار 77/322/19
5- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 132، التشريف بالمنن ص 361 وفيه: هو الكفاف فإن أبت

قنّع النفس بالکفاف

وقال علیه السلام:

مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا تَخَيَّرَ فيها *** وَاكْتَسَى عَقْلُهُ الباساً وَتِيها

طَالمَا أتْعَبَتْ بَنِيها وَعَنَّتْهُمْ *** مَقَالاً للاعْتِبَارِ بَدِيها

قَدْ تَرَى اللَّيلَ وَالنَّهارَ جَميعاً *** يَنْعيانِ الدُّنيا إلى سَاكِنِيها

قَنِّعَ النَّفْسَ بِالكَفَافِ وَإِلاَّ *** طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا يَكْفِيها

إنَّما أَنْتَ طُولُ عَمْرِكَ كالظِّلِ *** لَكَ السَّاعَةُ الَّتِي أَنْتَ فِيها(1)

زوجة سوء

و قال علیه السلام:

طَلِّقِ الدُّنْيَا ثَلاثاً *** وَاتَّخُذِ زَوْجاً سِوَاهَا

إِنَّها زَوْجَة سُوءٍ *** لا تُبَالِي مَنْ أَتَاهَا(2)

كثير همومها

وقال علیه السلام:

فَمَنْ يَحْمُدُ الدُّنْيَا لِعَيْشِ يَسُرُّهُ *** فَسَوْفَ لَعَمْرِي عَنْ قَلِيلِ يَلُومُهَا

إِذَا أَقْبَلَتْ كَانَتْ عَلَى المَرْءِ حَسْرَةً *** وَإِنْ أَدْبَرَتْ كَانَتْ كَثِيراً هُمُومُهَا(3)

بكف الإله مقاديرها

و قال علیه السلام:

وَهَوْنُ عَلَيْكَ فَإِنَّ الأُمُو *** رَبِكَفِّ الإِلَهِ مَقَادِيرُهَا

ص: 289


1- مناقب الإمام أمير المؤمنين علیه السلام للحافظ محدم بن سليمان الكوفي القاضي ج 2 ص حديث رقم 1085. حدثنا محمد بن عبد السلام: عن بعض أصحاب له [أنه قال: دخلت على أمير المؤمنين علیه السلام وقت الغداة قال] فقال: يا جارية هائي تلك الظينة فأتي بطينة مختومة ففض ختامها فإذا فيها سويق شعير فأقبل علي فقال: لا تحسبن أنا ختمناها بخلاً بما فيها ولكن خشية أن يصير فيه الشيء من غير جهته! قال: ثم أنشأ أمير المؤمنين يقول: الأبيات
2- مناقب آل أبي طالب 79/2
3- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 118

فَلَيْسَ بِآتِيكَ مُنْهيُّهَا *** وَلا قَاصِرٌ عَنْكَ مَأْمُورُهَا(1)

نحن بنو الحرب

وقال علیه السلام:

نَحْنُ بَنُو الحَرْبِ بِنَا سَعِيرُهَا *** حَرْب عَوانٍ حَرُّهَا نَذِيرُهَا

تَحُثَّ رِكْضَ الخَيْلِ فِي زَفِيرِهَا(2)

اقدع النفس بالعفاف

وقال علیه السلام:

إقْدَع(3) النَّفْسَ بِالعَفَافِ وَإِلاَّ *** طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهَا

طَالَمَا قَدْ مَضَى وَمَا لِلَّذِي لَمْ *** يَأْتِ مِنْ لَذَةٍ لِمُسْتَحِلِّيهَا

إنَّمَا أَنْتَ طُولَ عُمْرِكَ مَا *** عَمَّرْتَ بِالسَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا(4)

أي أحدوثة تحب

وقال علیه السلام:

عدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحَيَاةَ فَصُنْهَا *** وَتَوَقَّ الدُّنْيَا وَلا تَأمَنَنْهَا

ص: 290


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 63
2- بحار الأنوار للمجلسي 36/37/21
3- إقدع: من قدع الفرس: ضرب أنفه بشيء ليرتد ومن قدع: كفَّ ومنع
4- تذكرة الخواص ص 155. ورواه البحار 7/85/40 و باب 198. بهذا النص: علل النفس بالقنوع والاّ *** طلبت منك فوق ما يكفيها وفيه: راّه عدي بن هاشم وبين يديه شنة فيها قراح ماء وكسرات من خبز شعير وملح، فقال: إني لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظل نهارك طاوياً مجاهداً وبالليل ساهراً مكابداً ثم يكون هذا فطورك، فقال: البيت. والبحار أيضاً 92/75/75 بهذا النص: علل النفس بالكفات وإلاّ *** طلبت منك فوق يكفيها مالماقد مضى ولا للذي لم *** يأت من لذة لمستحلیها إنما أنت طول مدة ما *** عمرت كالساعة التي أنت فيها ورواه أبي سالم كمال الدين القرشي الشافعي في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 216 ورواه النوري في مستدرك الوسائل 365/7 و 230/15

إنَّمَا جِئْتَها لِتَسْتَقْبِلَ المَوْتَ *** وَأَدْخِلْتَهَا لِتَخْرُجَ عَنْهَا

سَوْفَ يَبْقَى الحَدِيثُ بَعْدَكَ فَانْظُر *** أَيَّ أَحْدُوثَةٍ تُحِبُّ فَكُنْهَا(1)

رددتها

دنياً تُخَادِعُنِي كَأَنِّي *** لَسْتُ أَعْرِفُ حَالَهَا

مَدَّتْ إِلَيَّ يَمِينَهَا *** فَرَدَدْتُهَا وَشِمَالَهَا

وَرَأَيْتُهَا مُحْتَاجَةٌ *** فَوَهَبْتُ جُمْلَتَهَا لَهَا(2)

إني أميرها

وقال علیه السلام:

إذا اجْتَمَعَتْ عَلْيا مَعَدٍ وَمِذْحِجِ *** بِمَعْرَكَةٍ فَإِنِّي أَمِيرُها

مُسَلَّمَةٌ أَكْفَالُ خَيْلِيَ فِي الوَغَى *** وَمَکْلُومَةٌ لِبَانُهَا(3) وَنُحُورُها

حَرَامٌ عَلَى أَرْمَاحِنَا طَعْنُ مُدْبِرٍ *** وَتَنْدَقُ مِنْهَا فِي الصُّدُورِ صُدُورُها(4)

ولربما ابتسم الوقور

وقال علیه السلام:

كُنْ لِلمَكَارِهِ بِالعَزَاءِ مُقطعاً *** فَلَعَلَّ يَوْماً لاَ تَرَى مَا تَكْرَهُ

فَلَرُبَّمَا اسْتَتَرَ الفَتَى فَتَنَافَسَتْ *** فِيهِ العُيُونُ وَإِنَّهُ لَمُمَوَّهُ

وَلَرُبَّمَا اخْتَزَنَ الكَرِيمُ لِسَانَهُ *** حَذَرَ الجَوَابِ وَأَنَّهُ لَمُفوَّهُ

ص: 291


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 127
2- بحار الأنوار 47/85/70، النجاة في القيامة ص 163
3- اللَّبان: الصدر أو وسطه، أو ما بين الثديين
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 67 - 68 ، بحار الأنوار 414/34 - 35/415 وفي البيت الأول منها: «بمعركة يوما فإني»، وفي البيت الثاني: «لباتها»

وَلَرُبَّمَا ابْتَسَم الوَقُورُ مِنَ الأذى *** وَفُؤَادُهُ مِنْ حَرِّه يَتَأَوَّهُ(1)

علّل النفس بالقنوع

وقال علیه السلام:

الغِنَى فِي النُّفُوسِ وَالفَقْرُ فِيهَا *** إِنْ تَجَزَّت فَقَلَّ مَا يَجْزِيهَا

عَلِّلِ النَّفْسَ بِالقُنُوعِ وَإِلاَّ *** طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهَا

لَيْسَ فِيمَا مَضَى وَلَا فِي الَّذِي لَمْ *** يَأْتِ مِنْ لَذَّةٍ لِمُسْتَحلِّيهَا

إِنَّمَا أَنْتَ طُولَ عُمْرِكَ مَا عَمَّرْتَ *** بِالسَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا(2)

جاور النعمة بالشكر

وقال علیه السلام:

مَنْ جَاوَرَ النِّعْمَةَ بِالشَّكْرِ لَمْ *** يَجْسَرْ عَلَى النِّعْمَةِ مُغْتَالَهَا

لَوْ شَكَرُوا النَّعْمَةَ زَادَتْهُمْ *** مَقَالَةٌ لِلَّهِ قَدْ قَالَهَا

لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ *** لكِنَّمَا كُفَرُهُمُ غَالَهَا

وَالكُفْرُ بِالنِّعْمَةِ يَدْعُو إِلَى *** زَوَالِهَا وَالشُّكْرُ أَبْقَى لَهَا(3)

المكارم أخلاق

وقال علیه السلام:

إِنَّ المَكَارِمَ أَخْلافٌ مُطَهَّرَةٌ *** فَالدِّينُ أَوَّلُهَا وَالعَقْلُ ثَانِيهَا

وَالعِلْمُ ثَالِتُهَا وَالحِلْمُ رَابِعُها *** وَالجُودُ خَامِسُهَا وَالفَضْلُ سَادِسُهَا

ص: 292


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 133، تذكرة الخواص ص 154 بهذا النص: ولربما نطق الفتى فتنافست *** فيه العيون وإنه لمموه ولربما سكت الفتى عن خصمه *** حذر الجواب وإنه لمفوه ولربما صبر الفتى عند الأذى *** وفؤاده من حره یتأوه
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 131
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 131

وَالبِرُّ سَابِعُها وَالصَّبْرُ ثَامِنُها *** وَالشَّكْرُ تَاسِعُهَا وَالدِّينُ بَاقِيهَا

وَالنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنِّي لا أَصَادِقُهَا *** وَلَسْتُ أَرْشُدُ إِلاَّ حِينَ أَعْصِيهَا(1)

في اللوح خُطّ له

وقال علیه السلام:

لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي البَحْرِ رَاسِيَةٍ *** صَمَّاءَ مَلْمُومَةٍ مُلسٌ نَواحِيهَا

رِزْقٌ لِنَفْسِ يَرَاهَا الله لانْفَلَقَتْ *** عَنْهُ فَأَدَّتْ إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا

أَوْ كَانَ بَيْنَ عِبَاقِ السَّبْعِ مَجْمَعُهُ *** لَسَهَّلَ اللَّهُ فِي المَرْقَى مَرَاقِيهَا

حتَّى يُوافِي الَّذِي فِي اللوح خُطّ لَهُ *** إن هِي أَتَتْهُ وَإِلاَّ فَهُوَ يَأْتِيهَا(2)

أخا الجهل

وقال علیه السلام:

فَلَا تَصْحَبُ أَخَا الجَهْلِ *** وَإِیَّاكَ وَإِیِّاهُ

فكَمْ مِنْ جَاهِلِ أَرْدَى *** حَلِیماً حِینَ آخَاهُ

ص: 293


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 132، تذكرة الخواص ص 155 - 156 بهذا النص: إن المكارم أَخلاق م معددة *** فالحقل أَولها والعلم ثانيها والصبر ثالثها والعرف رابعها *** والعفو خامسها والصبر ساديها والعين تخبر عن عيني محدثها *** إن كان من حزبها أو من أعاديها والنفس تكلف في الدنيا وقد علمت *** أن السلامة فيها ترك ما فيها والمستطرف في كل فن مستظرف ج 1 ص 33 الاب الثاني في العقل والذكاء والحمق وذمه وغير ذلك بهذا النص: إن المكارم أخلاق مطهرة *** فالعقل أولها والدين ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها *** والجود خامسها والعرف ساديها والبر سابعها والصبر ثامنها *** والشكر تاسعها واللين عاشيها والعين تعلم من عيني محدثها *** أن كان من حزبها أو من عاديها والنفس تعلم أني لا أصدقها *** ولست أرشد إلا حين أعصيها
2- التوحيد 372/ 15 وفيه: عن الاصبغ بن نباته، قال: قال أمير المؤمنين علیه السلام: أمّا فإن الاهتمام بالدُّنيا غير زائد في الموظوف وفيه تضييع الزاد، والإقبال على الآخرة غير ناقص من المقدور وفيه إحراز المعاد، وأنشد: الأبيات

يُقَاسُ المَرْءُ بِالمَرْءِ *** إِذَا مَا هُوَ مَا شَاهُ

وَلِلقَلْبِ عَلَى القَلْبِ *** دَلِيلٌ حِينَ يَلْقَاهُ

وَلِلشَّي مِنَ الشَّيءِ *** مَقاييسٌ وَأَشْبَاهُ

وَفِي العَيْنِ غِنىً لِلعَيْنِ *** أَنْ تَنْطِقَ أَفْوَاهُ(1)

الحلم بي أشبه

وقال علیه السلام:

أصُمُّ عَنِ الكَلِم المُحْفَظَاتِ *** وَأَحْلُمُ وَالحِلْمُ بِي أَشْبَهُ

وَإِنِّي لأَثَرُكُ حُلْوَ الكَلاَمِ *** لَئِلاَّ أَجَابَ بِمَا أَكْرَهُ

إِذَا مَا اجْتَرَرْتُ سِفَاءَ السَّفِيهِ *** عَلَيَّ فَإِنِّي أَنَا الأَسْفَهُ

فَلاَ تُغْرَرْ بِرِوَاءِ الرِّجَالِ *** وَإِنْ زَحْرَفُوا لَكَ أَوْ مَوَّهُوا

فَكُمْ مِنْ فَتى يُعْجِبُ النَّاظِرِينَ *** لَهُ أَلسُنَّ وَلَهُ أَوْجُهُ

يَنَامُ إِذَا حَضَرَ المَكْرُمَاتِ *** وَعِندَ الدُّنَاءَةِ يَسْتَنْبِهُ(2)

ص: 294


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 131، تذكرة الخواص ص 152 - 153 بهذا النص: فلا تصحب أخا الجهل *** وإِياك وإیاه فکم من جاهل أردى *** حلیماً حين آخاه يُقاس المرء بالمره *** إذا ما المرء ماشاه وللشيء على الشيء *** علامات وأَشباه وللمقلب على القلبِ *** دليلٌ حين يلقاء کتاب النعال في اللغة ص 21 - 22 بهذا النص: فلا تصحب أَخا الجهل *** وإِیاك وإياه فكم من جاهل أردى *** حلیماً حین آخاه قياس النعل بالنعل *** إذا ما هو حاذاه ومطالب السؤول ص 220 أورد الأبيات باختلاف يسير
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 131 - 132، بحار الأنوار للمجلي 92/89/75 بهذا النص: أَصمُّ عن الكلم المحفظات *** وأحلم والحلم بي أَشبه وأني لأَترك بعض الكلام *** لئلا أجاب بما أَکره إذا ما اجتررت سفاء السفيه *** عليَّ فإني إذن أَسفه فلا تغترر برواء الرِّجال *** وإن زخرفوا لك أو موَّهوا فكم من فتى تعجب النّاظرين *** له ألسُنٌ وله أوجه ومطالب السؤول ص 219 بهذا النص: أَصمُّ عن الكلم المحفظات *** وأحلم والحلم بي أشبه وأني لأكره بعض الكلام *** لئلا أجاب بما أَكره إذا ما اجتررت سفاه السفيه *** عليَّ فإني إذن أَسفه فكم من فتى يعجب النّاظرين *** له ألسُن وله أوجه

اندب له حيدر

وقال علیه السلام:

يَا أَكْرَمَ الخَلْق عَلَى اللَّهِ *** وَالمُصْطَفَى بالشرفِ البَاهِي

مُحَمَّدُ المُخْتَارُ مَهمَا أَتَى *** مِنْ مُحْدَثٍ مُسْتَفْظَعٍ نَاهِي

فَائدُبْ لَهُ حَيْدَرَ لاَ غَيْرَهُ *** فَلَيْسَ بِالعُمْرِ وَلاَ اللاّهِي

تَرَى عِمَادَ الكُفْرِ مِنْ سَيْفِهِ *** مُنکَّاً بَاطِلُهُ وَاهِي

هَلِ العِدَى إِلاَّ ذِنَابٌ عَوَتْ *** مَعْ كُلِّ نَاسٍ نَفْسَهُ سَاهِي

سَيُهْزَمُ الجَمْعُ عَلَى عَقْبِهِ *** بِحَيْدَرٍ وَالنَّصْرُ بِاللَّهِ(1) (2)

ترك ما فيها

وقال علیه السلام:

النَّفْسُ تبكي عَلَى الدُّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ *** أَنَّ السَّلاَمَةً فِيهَا تَرْكُ مَا فِيهَا

لاَ دَارَ لِلمَرْءِ بَعْد المَوْتِ يَسْكُنُهَا *** إِلَّا الَّتِي كَانَ قَبْلَ المَوْتِ بَانِيهَا

فَإِنْ بَنَاهَا بِخَيْرِ طَابَ مَسْكُنُهَا *** وَإِنْ بَنَاهَا بِشَرِّ خَابَ بَانِيها

ص: 295


1- في البحار «الله»
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 135، بحار الأنوار 448/34 - 109/449 وفيه قال المجلسي: الباهي مأخوذ من البهاء وهو الحسن. واستفظع الأمر: وجده فظيعاً. والغمر - بالضمّ ويضمّتين - الذي لم يجرّب الأمور والعقب - بالتسكين - لغة في العقب بالتحريك

أَيْنَ المُلُوكُ الَّتِي كَانَتْ مُسَلْطَنَةً *** حَتَّى سَقَاهَا بِكَأْسِ المَوْتِ سَاقِيهَا

أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيرَاثِ نَجْمَعُهَا *** وَدُورُنا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيهَا

كُمْ مِنْ مَدَايِنَ فِي الآفَاقِ قَدْ بُنِيَتْ *** أمْسَتْ خَرَاباً وَدَانَ المَوْتَ دَانِيهَا

لِكُلِّ نَفْسٍ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ *** مِنَ المَنِيَّةِ آمَالٌ تُقَوِّيهَا

فَالمَرْهُ يَبْسُطُهَا وَالدَّهْرُ يَقْبضُهَا *** وَالنَّفْسُ تَنْشُرُهَا وَالمَوْتُ يَطْوِيهَا(1)

إذا أطاع الله

وقال علیه السلام:

مَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالَها *** إِذَا أَطَاعَ اللَّهَ مَنْ نَالَهَا

مَنْ لَمْ يُواسِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِ *** عَرَّضَ لِلإِدْبَارِ إِقْبَالَهَا

فَاحْذَرُ زَوَالَ الفَضْلِ يَا جَابِرٌ *** وَأَعْطِ مِنْ دُنْيَاكَ مَنْ سَالَهَا

فَإِن ذَا العَرْشِ جَزِيلُ العَطَا *** يُضْعِفُ بِالحَبَّةِ أَمْثَالَهَا

وَكَمْ رَأَيْنَا مِنْ ذَوِي ثَرْوَةٍ *** لَمْ يَقِيلُوا بِالشُّكْرِ إِقْبَالَهَا

تَاهُوا عَلَى الدُّنْيَا بِأَمْوَالِهِمْ *** وقَيَّدُوا بِالبُخْل أَقْفَالَهَا

لَوْ شَكَرُوا النِّعْمَةَ جَازَاهُمُ *** مَقَالَةَ الشَّكْرِ الَّتِي قَالَهَا

لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ *** لَكِنَّمَا كُفْرُهُمُ غَالَهَا(2)

ص: 296


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 134
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 103 - 104 وفيه: دخل جابر بن عبد الله الأنصاري على أمير المؤمنين علیه السلام فقال له يا جابر قوام الدنيا بأربعة: عالم يستعمل علمه وجاهل لا يستنكف أن يتعلم وغني جواد بمعروفه وفقير لا يبيع دينه بدنيا غيره. فإذا كتم العالم العلم لأهله وزهد الجاهل في تعلم ما لا بد منه وبخل الغني بمعروفه وباع الفقير أخرته بدنيا غيره حل البلاء وعظم العقاب، يا جابر من كثرت حوائج الناس إليه فإن فعل ما يجب الله عليه عرضها للدوام والبقاء وإن قصر فيما يجب الله عليه عرضها للزوال والفناء وأنشأ يقول: الأبيات. مناقب الخوارزمي ص 369 بهذا النص: ما أحسن الدنيا وإقبالها *** إذا أطاع الله من نالها من لم يواس الناس من فضله *** عرض للادبار إقبالها فاحذر زوال الفضل يا جابراً *** وأعطِ من الدنيا لمن سالها فإن ذا العرش جزيل العطا *** یضعف بالجنة أمثالها المحاسن ص 211 بهذا النص: ما أحْسَنَ الدُّنْيا وإقبالها *** إذا أطاعَ الله مَنْ نَالَها من لمَ يُوَاسِ النَّاسَ من فضلهَا *** عَرَّضَ لِلإدْبارِ إقبالَها

وزلزلت الأرض زالزالها

وقال علیه السلام:

إِذَا قَرُبَتْ سَاعَةٌ يَالَهَا *** وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا

تَسِيرُ الجِبَالُ عَلَى سُرْعَةٍ *** كَمَرُ السَّحَابِ تَرَى حَالَهَا

وَتَنْفَطِرُ الأَرْضُ مِنْ نَفْخَةٍ *** هُنَالِكَ تُخْرِجُ أَثْقَالَهَا

وَلاَ بُدَّ مِنْ سَائِلٍ قَائِلٍ *** مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مَالَهَا

تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا رَبَّهَا *** وَرَبُّكَ لا شَكَّ أَوْحَى لَهَا

وَيصْدُرُ كُلَّ إِلى مَوْقِفٍ *** يُقِيمُ الكُهُولَ وَأَظْفَالَهَا

تَرَى النَّفْسَ مَا عَمِلَتْ مُحْضَراً *** وَلَوْ ذَرةٌ كَانَ مِثْقَالَهَا

يُحَاسِبُهَا مَلَكٌ قَادِرٌ *** فَإِمَّا عَلَيْهَا وَإِمَّا لَهَا

ذُنُوبِي ثِقَالٌ فَمَا حِيلَتِي *** إِذَا كُنْتُ فِي البَعْثِ حَمَّالَهَا

تَرَى النَّاسَ سَكْرَى بِلاَ خَمْرَةٍ *** وَلكِنْ تَرَى العَيْنُ مَا هَالَهَا

نَسِيتُ المعَادَ فَيا وَيْلَهَا *** وأعْطَيْتُ لِلنَّفْسِ أَمَالَهَا(1)

فخري برسول الله

وقال علیه السلام:

أَنَا للحربِ أَلِيْهَا *** وَبِنَفْسِي أَتَّقِيها

نِعْمَةٌ مِنْ خَالِقٍ *** مَنْ بِهَا قَدْ خَصَّنِيهَا

لَنْ تَرَى فِي حَوْمَةِ الهَيْجاءِ *** ولِي فِيهَا شَبِیها

ص: 297


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 107 - 108

وَلِيَ السُّبقَةِ فِي الإِسلا ٭٭٭ مِ طِفْلاً وَوَجِیها

وَلِيَ القُرْبَةُ إِنْ قَا ٭٭٭ مَ شَرِیفٌ يَنْتَمِيهَا

زَقَّنِي بِالعِلْمِ زَقَاً ٭٭٭ فِيهِ قَدْ صِرْتُ فَقِيها

وَلِي الفَخْرُ عَلَى النَّا ٭٭٭ سِ بِفَاطِمْ وَبَنِيهَا

ثُمَّ فَخْرِي بِرَسُولِ اللَّهِ ٭٭٭ إِذَا زَوَّج إِذَا زَوَّجَنِيهَا

لِيَ وَقْعَاتُ بِبَدْرٍ ٭٭٭ يَوْمَ حَارَ النَّاسُ فِيهَا

وَبِأَحدٍ وَحُنَیْنٍ ٭٭٭ ثُمَّ صَوْلاتٌ تَلِيها

وَأنَا الحَامِلُ للرَّا ٭٭٭ يَةٍ حَقّاً أَحْتَوِيهَا

وَإِذَا أضْرمَ حَرْباً ٭٭٭ أَحْمَدٌ قَدَّمنِیهَا

وَإِذَا نَادَى رَسُولُ اللَّهِ ٭٭٭ نَحْوِي قُلْتُ إيها(1)

لا تعتين على العباد

وقال علیه السلام:

لا تَعْتِبَنَّ عَلَى العِبَادِ فَإِنَّمَا ٭٭٭ يَأْتِيكَ رِزْقُكَ حِينَ يُؤْذَنُ فِيهِ

سَبَقَ القَضَاءُ لِوَقْتِهِ فَكَأَنَّهُ ٭٭٭ یَأتِيكَ حِينَ الوَقْتِ أَوْ تَأْتِيهِ

فَثِقْ بِمَوْلاَكَ الكَرِيمِ فَإِنَّهُ ٭٭٭ بِالعَبْدِ أَرْأَفُ مِنْ أَبِ بِبَنِيهِ

وَأَشِعْ غِنَاكَ وَكُنْ لِفَقْرِكَ صَائِناً ٭٭٭ يُضْنِي حَشَاكَ وَأَنْت لاَ تَشْفِيهِ

فَالحُرُّ يُنْحِلُ جِسْمَهُ إعْدَامُهُ ٭٭٭ وَكَأَنَّهُ مِنْ جِسْمِهِ يُخْفِيهِ(2)

ص: 298


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 133 - 134، الفضائل لابن شاذان ص 163 - 164 بهذا النص: أنا للحرب اليها وبنفسي أصطليها ٭٭٭ نعمةَ من خالق العرش بها قد خصنيها وأنا محمد نار الحرب في يوم أجبها ٭٭٭ ولي السبقة في الإسلام طفلا ووجيها لي الفضل على الناس بزوجي وبنيها ٭٭٭ ثم فخري برسول الله إذ زوجنيها فإذا أنزل ربي آية علمنيها ٭٭٭ ولقد أورثني العلم وقد صرت فقيها
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 135

قافية الواو

الدهر الخؤون

وقال علیه السلام:

أَرَى حُمُراً تَرْعَى وَتَأْكُلُ مَا تَهْوَى ٭٭٭ وَأَسْداً جياعاً تَظْمَأُ الدَّهْرَ مَا تُرْوَى

وَأَشْرَافَ قَوْمِ مَا يَنَالُونَ قُوتَهُمْ ٭٭٭ وَقَوْماً لِنَاماً تَأْكُلُ المَنَّ وَالسَّلْوَى

قَضَاءٌ لِخَلاقِ الخَلَائِقِ سَابِقٌ ٭٭٭ وَلَيْسَ عَلَى رَدِّ القَضَا أَحَدٌ يَقْوَى

وَمَنْ عَرَفَ الدَّهْرَ الخَرُّونَ وَصِرْفَهُ ٭٭٭ تَصَبَّرَ لِلْبَلْوَى وَلَمْ يُظْهِرِ الشَّكْوَى(1)

قافية الياء

لو طاوعتني

وقال علیه السلام:

لَوْ أَنَّ قَوْمِي طَاوَعَتْنِي سُرَاتُهُمْ ٭٭٭ أَمَرْتُهُمُ أَمْراً يَدُّعُ الأَعَادِيا(2)

يا لهف نفسي

وقال علیه السلام:

يَا لَهْفَ نَفْسِي فَاتَنِي مُعَاوِيَهُ ٭٭٭ فَوْقَ طِمِرٍّ(3) كَالعُقَابِ الصَّارِيَة(4)

ص: 299


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 136
2- تذكرة الخواص ص 63. وفي الكامل في التاريخ ج 3 ص 101 بهذا النص: ولو ان قومي طاوعتني سراتهم ٭٭٭ أمرتهم أمراً يديخ الأعاديا
3- الطِمرّ: الفرس الجواد الطويل القوائم
4- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 133. وفيه: روي أن معاوية برز في بعض أيام صفين وكر ميسرة علي وكان علي فيها يعبي الناس فغير علي لامته وجواده وصمد له معاوية فلما تدانيا انتبه له معاوية فغمر برجليه على جواده وعلي وراءه حتى فاته ودخل في مصاف أهل الشام فأصاب علي رجلاً من مصافهم دونه ثم رجع وهو يقول: البيت

نُسأل عن كل شيء

وقال علیه السلام:

وَلَوْ أَنَّا إِذَا مُتْنَا تُرِكْنَا ٭٭٭ لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيْ

وَلَكِنَّا إِذَا مُتْنَا بُعِثْنَا ٭٭٭ وَنُسْأَلُ بَعْدَ ذَا(1) عَنْ كُلِّ شَيْ(2)

لمثل هذا ولدتني أمي

وقال علیه السلام:

بَازِلُ(3) عَامَيْنِ حَدِيثُ سَنِّي ٭٭٭ سَنَخْنَحُ(4) اللَّيْلِ كَأَنِّي جِنِّي(5)

لِمِثْلِ هَذَا بازل وَلَدَتْنِي أُمّي(6)

ص: 300


1- في تذكرة الخواص «بعده»
2- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 139، تذكرة الخواص ص 151
3- البازل: الرجل الخبير والبازل: البعير الذي طلع نابه
4- السنحنح: الذي لا ينام الليل
5- قال الجزري في النهاية على ما حكي عنه في قوله علیه السلام بازل عامين... يقول علیه السلام: أنا مستجمع الشباب، مستكمل القوة. وقوله: سنحنح. أي: لا ينام الليل. فمعناه: لا أنام الليل فأنا مستيقظ أبداً
6- المناقب لابن المغازلي ص 183 بهذا الإسناد: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد عبد الوهّاب بن طاوان السَّمسار أخبرنا أبو أحمد عمر ابن أحمد بن عمر بن شوذب حدَّثنا أبو بكر محمّد بن موسى حدَّثنا يونس حدَّثنا محمّد ابن الحسن بن المعلّى حدَّثنا أبو عوانة عن الأعمش عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: سمعت النبيّ صلی الله علیه وآله وسلم يقول لعلي: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبيَّ بعدي. ولقد رايته بارزاً يوم بدر وهو يحمحم كما يحمحم الفرس، وهو يقول: الأبيات. وروى الأبيات ابن شهر آشوب فيم مناقبه 144/3 وفيه: محمد بن إسحاق أكثر قتلى المشركين يوم بدر كان لعليّ علیه السلام. الزمخشري في الفائق قال سعد بن أبي وقاص: رأيت علياً يحمحم فرسه وهو يقول: الأبيات. ورواها أيضاً المجلسي في بحار الأنوار 291/19 كما في المناقب. ورواها أيضاً القندوزي الحنفي مع زيادة في كتابه ينابيع المودة 28/158/1 بهذا الإسناد والنص: ابن ماجة أخرجه عن سعد بن أبي وقاص، ابن المغازلي وموفق بن أحمد أخرجا عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: سمعت النبي صلی الله علیه وآله يقول لعلي: (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي) ولقد رأيت علياً بارزاً يوم بدر وجعل يحجم كما يحجم الفرس ويقول: قد عرف الحرب العوان أنّي ٭٭٭ بازل عامين حديث سنّي سنحنح الليل كأني جنّي ٭٭٭ لمثل هذا ولدتني أمي

لا تحرص على الدنيا

وقال علیه السلام:

إذَا مَا شِتَ أَنْ تَحْيَا *** حَیَاً حُلْوَةَ المَحْيَا

فَلا تَحْسِدْ وَلاَ تَبْخَلْ *** وَلاَ تَحْرِصُ عَلَى الدُّنْيَا(1)

ليتني مت صبياً

لَیْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي *** لَيْتَنِي مُتُّ صَبِیّا

لَيْتَنِي كُنْتُ حَشِيّا *** أَكَلَتْنِي البُهُمُ نَيّا(2)

هلمّ فابرز

وقال علیه السلام:

يَا أَيُّهَذَا المُبْتَغِي عَلِيّا *** إِنِّي أَرَاكَ جَاهِلاً شَقِيّا

قَدْ كُنْتَ عَنْ كِفَاحِهِ غَنِيّا *** هَلُمَّ فَابْرُزْ هُهُنَا إِليَّا(3)

ص: 301


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 138
2- بحار الأنوار 117/452/34
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 138 وفيه: وقد حمل رجل من الخوارج يوم النهروان على أصحاب علي علیه السلام وهو يقول: أَضربكم ولو أرى عليا *** ألبسته أبيض مثرفيا فخرج إليه علیه السلام وهو يقول: الأبيات. مروج الذهب 2/ 416، بحار الأنوار 112/450/34 بهذا النص: يا أَيّهذا المبتغي عليا *** إنّي أراك جاهلاً غبیا قد كنت عن لقائه غنيا *** هلمّ فادن ههنا إلیا

مهذباً سميدعاً

وقال علیه السلام:

یَا طالباً فِي حَرْبِهِ عَلِيّا *** يمْنَعُهُ أَبْيَضُ مَشْرِفيّا

إثْبتْ سَتَلْقَاهُ بِهَا مَلِيّا *** مهَذَّباً سَمَيْدَعاً(1) كَمِيّا(2)

تربة أحمد

و قال علیه السلام:

مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ *** أَنْ لاَ يَشُمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَاليا

صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبُ لَوْ أَنَّهَا *** صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ عُدْنَ لَيَالِيَا(3)

الأبرج العين

وقال علیه السلام:

أضْرِبُهُمْ وَلَا أَرَى مُعَاوِيَة *** الأَبْرَجَ العَيْنِ العَظِيمَ الحَاوِيَهْ

هَوَتْ بِهِ فِي النَّارِ أُمَّ هَاوِيَهْ *** جَاوَرَهُ فِيهَا كِلابُ عَاوِيَهْ(4)

ص: 302


1- السميدع: السيد الكريم السخي والشجاع (المعجم الوسيط (448/1)
2- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 184/3. وفيه: خرج علي متنكراً في معركة الجمل وهو يقول: الأبيات. بحار الأنوار 172/32 - 132/15
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 136
4- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 132 وفيه: ندب علي علیه السلام أصحابه في بعض أيام صفين فتبعه ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألفاً وهو أمامهم على بغلة رسول الله صلی الله ع لیه وآله فلم يبق لأهل الشام صف إلا وانتفض حتى أفضوا إلى مضرب معاوية وعلي يضربهم بسيفه ويقول: الأبيات. الكامل لابن الأثير 158/3 بهذا النص: لما قتل عمار قال علي لربيعة وهمدان: أنتم درعي ورمحي فانتدب له نحو من اثني عشر وتقدمهم علي على بغلة فحملوا معه حملة رجل واحد فلم يبق لأهل الشام صف إلا انتقض وقتلوا كل من انتهوا إليه حتى بلغوا معاوية وعلي يقول: أقتلهم ولا أرى معاوية *** الجاحظ العين العظيم الحاوية شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 57/8 - 59 بهذا النص: أضربُهمْ ولا أرى معاويةْ *** الأخزَر العين العظيمَ الحاويَه هوتْ به في النّارأمُّ هاويهْ بحار الأنوار للمجلسي 37/511/32 «باب 12 جمل ما وقع بصفين» وفيه: «الأخرز العين»

أقتل الأبطال قهراً

أَنَا مُذْ كُنْتُ صَبِيّاً *** ثَابِتَ العَقْلِ حَرِيَّا

أَقْتُلُ الأبْطَالَ قَهْراً *** ثُمَّ لاَ أَفْزَعُ شَیّا

یَا سِبَاعَ البَرِّ زِيغِي *** وَكُلِي ذَا اللَّحْمِ نِيَّا(1)

كن رجلاً

و قال علیه السلام:

إذَا أَظمَأَتَكَ أَكُفُّ الرِّجَالُ *** كَفَتْكَ القَنَاعَةُ شَبْعاً وَرِيّا

فَكُنْ رَجُلاً رَجِلُهُ فِي الثَّرَى *** وَهَامَةُ هِمَّتِهِ فِي الثُّرَيَّا

أَبِيّاً لِنَائِلِ ذِي ثرْوَةٍ *** تَرَاهُ لِمَا فِي يَدَيْهِ أَبِيّا

فَإِنَّ إِرَاقَةَ مَاءَ الحَيَاةِ *** دُونَ إِرَاقَةِ مَاءِ المُحَيّا(2)

كنتَ رجائيا

وقال علیه السلام:

أَلاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ رَجَائِيا *** وَكُنْتَ بِنَا بَرّاً وَلَمْ تَكُ جَافِيا

كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ *** وَمَا جَاءَ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ المَكَاوِيَا(3)

ص: 303


1- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 138، بحار الأنوار 449/34 - 111/450 بهذا النص: أنا مذكنت صبياً ثابت القلب جريا *** أبطل الأبطال قهراً ثمّ لا أفزع شيئاً يا سباع البرّ ريفي وكلي ذا للحم نياً
2- دیوان الإمام علي علیه السلام ص 137
3- المكاوي: جمع المكواة وهي اداة من الحديد أو نحوه تستعمل في كي الثياب

أَفَاطِمُ صَلَّى اللَّهُ رَبُّ مُحَمَّدِ *** عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَشْرِبَ ثَاوِيَا

فِدى لِرَسُولِ اللَّهِ أُمِّي وَخَالَتِي *** وَعَمِّي وَزَوْجِي ثُمَّ نَفْسِي وَخَالِيَا

فَلَوْ أَنّ رَبَّ العَرْشِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا *** سَعِدْنَا وَلكِنْ أمْرُهُ كَانَ مَاضِيَا

عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ السَّلامُ تَحِيَّةً *** وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ العَدْنِ رَاضِيَا(1)

كم الله من لطف خفي

وقال علیه السلام:

وَكَمْ لِلَّهِ مِنْ لُطفِ خَفِيِّ *** يَدُقُّ خَفَاهُ عَنْ فَهم الذّكِيّ

وَكَمْ یُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ *** فَفَرَّجَ كُرْبَةَ القَلْبِ الشَّجِيّ

وَكَمْ أَمْرِ تُسَاءُ بِهِ صَبَاحاً *** وَتَأْتِيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشِيِّ

إِذَا ضَاقَتْ بِكَ الأَحْوَالُ يَوْماً *** فَيْق بِالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيُ

تَوَسَّلْ بِالنَّبِيِّ فَكُلُّ خَطبٍ *** يَهُونُ إِذَا تُوُسِّل بِالنَّبِيّ

وَلاَ تَجْزَعُ إِذَا مَا نَابَ خَطْبٌ(2) *** فَكَمْ لِلَّهِ مِنْ لُطْف خَفِيِّ(3)

لا أنساك أحمد

وقال علیه السلام:

أَلاَ طَرَقَ النَّاعِي بِلَيْلِ فَرَاعَنِي *** وَارْقَنِي لَمَّا اسْتَهَلَّ مُنَادِيا

فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيْتُ الَّذِي أَتَى *** أَغَيْرَ رَسُولِ اللهِ أصْبَحْتَ نَاعِيَا

فَحَقَّقَ مَا أَشْفَيْتُ مِنْهُ وَلَمْ يُبَلْ *** وَكَانَ خَلِيلِي عُدَّتِي وَجَمَالِيَا

فَوَاللَّهِ لا أَنْسَاكَ أَحْمَدُ مَا مَشَتْ *** بي العِيسُ فِي أَرْضِ وَجَاوَزْتُ وادِيَا

وَكُنْتُ مَتَى أَهْبِطُ مِنَ الْأَرْضِ تِلْعَةَ *** أَجِدْ أَثَراً مِنْهُ جَدِيداً وَعَافِيا

ص: 304


1- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 299/1
2- في كتاب العقيلة «أمر»
3- ديوان الإمام علي علیه السلام ص 137 - 138، مرآة الرشاد ص 60، كتاب عقيلة بني هاشم ص 15

جَوَادٌ تَشَظَّى الخَيْلُ عَنْهُ كَأَنَّمَا *** يَرَيْنَ بِهِ لَيْئاً عَلَيْهِنَّ ضَارِيا

مِنَ الأَسَدِ قَدْ أَحْمَى العَرِينَ مَهَابَةٌ *** تَفَادَى سِبَاعُ الْأَرْضِ مِنْهُ تَفَادِيَا

شَدِيدٌ جَرِيءُ النَّفْسِ نَهْدٌ مُصَدَّرٌ *** هُوَ المَوْتُ مَغْدُوٌّ عَلَيْهِ وَغَادِيَا

أتنْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَيْلٌ مُغِيرَةٌ *** تُثِيرُ غُبَاراً كَالضَّبَابَةِ كَابِيا

إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ صَفَّ مُقَدَّمٍ *** إِذَا كَانَ ضَرْبُ الهَامِ نَفْعًا تَفَانَيا(1)

نفساً كريمة

وقال علیه السلام:

وَمُحْتَرسٌ مِنْ نَفْسِهِ خَوْف ذِلَّةٍ *** تَكُونُ عَلَيْهِ حُجَّةٌ هِيَ مَا هِيَا

فَقَلَصَ بُرْدَيْهِ وَأَقْضَى بِقَلْبِهِ *** إِلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى فَنَالَ الأَمَانِيا

ص: 305


1- ديوان الإمام علي ص 136 - 137، تذكرة الخواص ص 153 بهذا النص: ألا طرق الناعي بليل فراعني *** وأَرقني لما استقل مناديا فقلت له لما رأَيت الذي أَتى *** أَغير رسول الله إن كنت ناعيا فحقق ما أَشفقت منه ولم يبل *** وكان خليلي عدتي ورجائيا فوالله ما أنساك أحمد ما حدت *** بي العيس في أرض وجاوزت واديا ليبك رسول الله جيران طيبة *** ويبكي على الإسلام من كان باكيا مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 299/1 بهذا النص: أَلا طرق الناعي بليل فراعني *** وأرقني لما استقل مُناديا فقلت له لما سمعت الذي نعى *** أغير رسول الله إن كنت ناعيا فخفق ما أَشفقت منه فلم أجد *** وكان خليلي عزتي وجماليا فوالله ما أَنساك أَحمد ما مشت *** بي العيس في أرض وجاوزت واديا وكنت متى أهبط من الأرض تلعة *** أجد أثراً منه جديداً وباليا شجاعاً تشط الخيل عنه كأنما *** یرین به لبثاً عليهن عاديا وروي في مطالب السؤول ص 217 بهذا النص: ألا طرق الناعي بليل فراعني *** وأَرقني لما استقل مناديا فقلت له لما رأيت الذي أتي *** أغير رسول الله كنت ناعيا فخفق ما أشفقت عنه ولم يبل *** وكان خليلي عندنا وجمالنا فوالله ما أناك أحمد ما مشت *** بي العيس في أرض يجاوزن واديا وكنت متى أهبط من الأرض تلعة *** أرى أثراً من جديداً وعافيا شديد حرى الصدر نهد مصدر *** هو الموت معدواً عليه وعاديا

وَجَانَبٌ أَسْبَابَ السَّفَاهَةِ وَالخَنَا *** عَفَافاً وَتَنْزِيهاً فَأَصْبَحَ عَالِيَا

وَصَانَ عَنِ الْفَحْشَاءِ نَفْساً كَرِيمَةً *** أَبَتْ هِمَّةَ إِلاَّ العُلَى وَالمَعَالِيَا

تَرَاهُ إِذَا مَا طَاشَ ذُو الجَهْلِ وَالصِّبَى *** حَلِيماً وَقُوراً صَائِنَ النَّفْس هَادِيَا

لَهُ حِلْمُ كَهْلٍ فِي صَرَامَةِ حَازِمٍ *** وَفِي العَيْنِ إِنْ أَبْصَرْتَ أَبْصَرَتْ سَاهِيا

يَرُوقُ صَفَاءُ الْمَاءِ مِنْهُ بِوَجْهِهِ *** فَأَصْبَحَ مِنْهُ المَاءُ فِي الوَجْهِ صَافِيا

وَمِنْ فَضْلِهِ يَرْعَى دِمَاماً لِجَارِهِ *** وَيَحْفَظُ مِنْهُ العَهْدَ إِذْ ظَلَّ رَاعِيَا

صَبُوراً عَلَى صَرْفِ اللَّيَالِي وَدَرْئِهَا *** كَتُوماً لأَسْرَارِ الضمِيرِ مُدَارِيا

لَهُ هِمَّةٌ تَعْلُو عَلَى كُلِّ هِمَّةٍ *** كَمَا قَدْ عَلاَ البَدْرُ النُّجُومَ الدَّرَارِيَا(1)

ص: 306


1- دیوان الإمام علي علیه السلام 139

«ويؤثرون على أنفسهم»

حدثنا أبو القاسم العلوي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن زكريا الغطفاني، قال: حدثني أبو الحسن معاوية بمصر، عن محمد بن بحر، عن روح بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علیهم السلام، قال: مرض الحسن والحسين علیهم السلام مرضاً شديداً، فعادهما سيد ولد آدم محمد صلی الله علیه وآله، وعادهما أبو بكر وعمر، فقال عمر لعلي: يا أبا الحسن إن نذرت الله نذراً واجباً، فإن كل نذر لا يكون الله فليس منه وفاء.

فقال علي بن أبي طالب علیه السلام: إن عافى الله ولديّ مما بهما صمت الله ثلاثة أيام متواليات، وقالت فاطمة مثل مقالة علي، وكانت لهم جارية نوبية تدعى فضة قالت: إن عافى الله سيديَّ مما بهما صمت الله ثلاثة أيام.

فلما عافى الله الغلامين مما بهما انطلق علي إلى جارٍ يهودي يقال له: شمعون بن حارا، فقال له: يا شمعون أعطني ثلاثة أصيع من شعير، وجزة من صوف تغزله لك ابنة محمد صلی الله علیه وآله، فأعطاه اليهودي الشعير والصوف، فانطلق إلى منزل فاطمة علیها السلام فقال لها: يا بنت رسول الله كلي هذا واغزلي هذا، فباتوا وأصبحوا صياماً، فلما أمسوا قامت الجارية إلى صاع من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص: قرص لعلي، وقرص، وقرص للحسن، وقرص للحسين، وقرص للجارية، وإن علياً صلى مع النبي صلی الله علیه وآله، ثم أقبل إلى منزله ليفطر، فلما أن وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله، فإذا سائل قد قام بالباب فقال:

ص: 307

السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فألقى علي وألقى القوم من أيديهم الطعام، وأنشأ علي بن أبي طالب هذه الأبيات:

فَاطِم ذات الودِ وَاليَقِينْ ***يَا بِنْتَ خَيْرَ النَّاسِ أَجْمَعِينْ

أَمَا تَرَيْنَ البَائِسَ المِسْكِينْ *** قَدْ جَاءَ بِالبَابِ لَهُ حَنِينْ

یَشْكُو إِلى اللَّهِ وَيَسْتَكِينْ *** يَشْكُو إِلَيْنَا جَائِعٌ حَزِينْ

كُلُّ امْرِیء بِكَسْبِهِ رَهِینُ *** مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ يَقِف سَمِينْ

وَيَدْخُلِ الجَنَّةَ آمِنِينْ *** حُرِّمَتِ الجَنَّةُ عَلى الضنِينْ

يَهْوِي مِنَ النَّارِ إلى سِجِّينْ *** وَيَخْرُجُ مِنْهَا إِنْ خَرَجَ بَعْدَ حِينْ

قال: فأنشأت فاطمة علیها السلام وهي تقول:

أَمْرُكَ يَا ابْنَ العَمِّ سَمْعَ طَاعَهْ *** مَا بِيَ مِنْ لُؤُم وَلاَ ضَرَاعَهْ

أَمَطُّ عَنِّي اللُّوْمَ وَالرِّقَاعَهُ **** غَدَيت بِالبِرٌ لَهُ صنَاعَهْ

إِنِّي سَأُعْطِيهِ وَلاَ أَنْهِيهِ سَاعَهْ *** أَرْجُو إِنْ أَطْعَمْتُ مِنْ مَجَاعَهْ

أنْ أَلْحَقَ الأَخْبَارَ وَالجَمَاعَهْ *** وَأَدْخُلَ الجَنَّةَ لِي شَفَاعَهُ

فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلا الماء، فلمّا أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثاني، فعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وإن علياً صلى مع النبي صلی الله علیه وآله، ثم أقبل إلى منزله ليفطر، فلما وضع بين أيديهم الا الله الطعام وأرادوا أكله، إذا يتيم قد قام بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، قال فألقى علي وألقى القوم من بين أيديهم الطعام، وأنشأ علي بن أبي طالب علیه السلام:

فَاطِمُ بِنْتُ السَّيْدِ الكَرِيمِ *** بِنْتُ نَبِيِّ لَيْسَ بِالزَّنِیمِ

بقَدْ جَاءَنَا اللَّهُ بِذِي اليَتِيمِ *** وَمَنْ يُسَلِّمُ فَهُوَ السَّلِيم

حُرمتِ الجَنَّةُ عَلَى الیَتِیمِ *** لاَ يَجُوزُ عَلَى الصَّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ

طَعَامُهُ الضَّرِيعُ فِي الجَحِيمِ *** فَصَاحِبُ البُخْلِ يَقِف ذَمِيمَ

ص: 308

قال: فأنشأت فاطمة علیها السلام وهي تقول هذه الأبيات:

إِنِّي سَأُعْطِيهِ وَلا أُبَالي *** وَأُوثِرَ اللَّهَ عَلَى عِيَالِي

وَأَقْضِ هَذَا الغَزَلَ فِي الأَغْزَالِ *** أَرْجُو بِذَاكَ الفَوْزُ فِي المَآلِ

أَنْ يَقْبَلَ اللَّهُ وَيُنْمِي مَالِي *** وَيَكْفِنِي هَمِّيَ فِي أَطْفَالِي

أمْسَوُا جياعاً وَهُمْ أَشْبَالي *** أكْرَمَهُمْ عَلَيَّ فِي العِیَالِ

بِكَرْبَلا يُقْتَلُ اقتتال *** ولمن قتله الويل والوبال

كبولة فارت على الأكبال

قال: فأعطوا طعامعهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياماً، فلما أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثالث، فعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وإن علياً صلى مع النبي صلی الله علیه وآله، ثم أقبل إلى منزله يريد أن يفطر، فلما وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله، فإذا أسير کافر قد قام بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد والله، ما أنصفتمونا من أنفسكم، تأسرونا وتقيدونا ولا تطعمونا، أطعموني فإني أسير محمد، فألقى علي وألقى القوم من أيديهم الطعام، فأنشأ علي بن أبي طالب علیه السلام وهو يقول:

يا فاطمةُ حبيبتي وبنتَ أحمد *** يا بنتَ من سماهُ الله فهوَ محمد

قد زانَهُ اللهُ بخلقٍ أغيدِ *** قد جاءَنَا اللهُ بذِي المقيدِ

بالقيدِ مأسورٌ فليس يهتدي *** من يطعمِ اليوم يجده في غدِ

عندَ الإله الواحدِ الموحدِ *** وما زرعه الزارعون يُحْصَدِ

أعطيهِ ولا تجعليهِ أنكدِ *** ثم اطلبي خزائن التي لم تنفَدِ

قال: فأنشأت فاطمة علیها السلام وهي تقول:

يا ابن عم لم يبق إلا صاع *** قد دبرت الكف مع الذراع

ابني والله هما جياع *** يارب لا تتركهما ضياع

أبوهما للخير صنّاع *** قد يصنع الخير بابتداع

ص: 309

عبل الذراعين شديد الباع *** وما على رأسي من قناع

إلا قناعٌ نسجه نسماع

قال: فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلا الماء، فأصبحوا وقد قضى الله عليهم نذرهم، وإن علياً علیه السلام أخذ بيد الغلامين وهما كالفرخين لا ريش لهما يترججان من الجوع، فانطلق بهما إلى منزل النبي صلی الله علیه وآله، فلما نظر إليهما رسول الله صلی الله علیه وآله اغرورقت عيناه بالدموع، وأخذ بید الغلامين فانطلق بهما إلى منزل فاطمة علیها السلام، فلما نظر إليها رسول الله صلی الله علیه وآله وقد تغير لونها، وإذا بطنها لاصق بظهرها، انكبّ عليها يقبل بين عينيها، ونادته باكية، واغوثاه بالله ثم بك يا رسول الله من الجوع.

قال: فرفع رأسه إلى السماء وهو يقول: اللهم أشبع آل محمد، فهبط جبرئيل علیه السلام فقال: يا محمّد إقرأ. قال: وما أقرأ؟ قال: إقرأ: «إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً عيناً يشرب»(1) إلى آخر ثلاث آيات.

ثم إن علياً علیه السلاممضى من فور ذلك حتى أتى أبا جبلة الأنصاري رضي الله عنه، فقال له: يا أبا جبلة هل من قرض دينار؟ قال: نعم يا أبا الحسن، أشهد الله وملائكته أن أكثر مالي لك حلال من الله ومن رسوله، قال لا حاجة لي في شيء من ذلك، إن يك قرضاً قبلته. قال: فرفع إليه ديناراً.

ومرّ علي بن أبي طالب علیه السلاميتخرق أزقة المدينة ليبتاع بالدينار طعاماً، فإذا هو بمقداد بن الأسود الكندي قاعدٌ على الطريق، فدنا منه وسلم عليه وقال: يا مقداد ما لي أراك في هذا الموضع كتيباً حزيناً؟! فقال: أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام: «رب إني لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقير»(2). قال: ومنذ كم يا مقداد؟ قال: هذا أربع، فرجع علي ملياً ثم قال: الله أكبر الله أكبر آل محمد صلی الله علیه وآله منذ ثلاث وأنت يا

ص: 310


1- سورة الإنسان / آية 5
2- سورة القصص / آية 24

مقداد مذ أربع!!! أنت أحق بالدينار مني، قال: فدفع إليه الدينار.

ومضى حتى دخل على رسول الله صلی الله علیه وآله في مسجده، فلما انفتل رسول الله صلی الله علیه وآله، ضرب بيده إلى كتفه ثم قال: يا علي انهض بنا إلى منزلك لعلنا نصیب به طعاماً، فقد بلغنا أخذك الدينار من أبي جبلة. قال: فمضى وعلي يستحي من رسول الله صلی الله علیه وآله رابطاً على بطنه حجراً من الجوع، حتى قرعاً على فاطمة الباب، فلما نظرت فاطمة علیها السلام إلى رسول الله صلی الله علیه وآله وقد أثر الجوع في وجهه ولتّ هاربة، قالت: واسوأتاه من الله ومن رسوله، كأن أبا الحسن ما علم أن ليس عندنا مذ ثلاث.

ثم دخلت مخدعاً لها فصلت ركعتين، ثم نادت: يا إله محمد هذا محمد نبيك، وفاطمة بنت نبيك، وعلي ختن نبيك وابن عمه، وهذان الحسن والحسين سبطي نبيك، اللهم فإن بني إسرائيل سألوك أن تنزل عليهم مائدة من السماء فأنزلتها عليهم وكفروا بها، اللهم فإن آل محمد لا يكفروا بها.

ثم التفتت مسلمة، فإذا هي بصحفة مملوة ثريداً ومرقاً، فاحتملتها ووضعتها بين يدي رسول الله صلی الله علیه وآله، فأهوى بيده إلى الصحفة فسبحت الصحفة والثريد والمرق، فتلا النبي صلی الله علیه وآله: «وإن من شيء إلا يسبح بحمده»(1) ثم قال كلوا من جوانب القصعة ولا تهدموا صومعتها، فإن فيها البركة.

فأكل النبيَّ صلی الله علیه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام، والنبي يأكل وينظر إلى علي متبسماً، وعلي يأكل وينظر إلى فاطمة متعجباً، فقال له النبي صلی الله علیه وآله: كل يا علي ولا تسأل فاطمة عن شيء، الحمد لله الذي جعل مثلك ومثلها مثل مريم بنت عمران وزكريا كلما دخل عليها زكريا «المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب»(2) يا علي هذا بالدينار الذي أقرضته،

ص: 311


1- سورة الإسراء/ آية 44
2- سورة آل عمران/ آية 37

لقد أعطاك الله الليلة خمسة وعشرين جزءاً من المعروف، فأما جزء واحد فجعل لك في دنياك أن أطعمك من جنته، وأما أربعة وعشرون جزءاً قد ذخرها لك لآخرتك(1).

ص: 312


1- تفسیر فرات 519/2 - 676/576. وقد ورد النص مع الأبيات باختلاف لم نذكره إيجازاً في أمالي الصدوق ص 212 - 215، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 302/300/2، روضة الواعضين للقتال النيسابوري 160/1 - 163، مناقب الخوارزمي ص 267 - 270، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 424/3 - 426، كشف الغمة لأبي الفتح الأربلي 308/1 - 309، نور الأبصار للشبلنجي ص 1112 - 114، تذكرة الخواص الجوزي ص 281 - 283

السيدة فاطمة السيدة فاطمة الزهراء علیها السلام

نسبها وأسماؤها علیهم السلام: فاطمة بنت محمد صلی الله علیه وآله بن عبد الله، بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم. ولفاطمة علیهم السلام عدة أسماء، لعدة هي إضافة إلى فاطمة: الصّدّيقة، المباركة، الطّاهرة، الزكية، الراضية، المرضية، المحدّثة، الزهراء، البتول، العذراء، السيدة، الحصان، ويقال لها في السماء النورية السماوية والحانية، وقد أجمعت الروايات على أن الله سبحانه وتعالى هو الذي سماها فاطمة، وسميت فاطمة لأنها فُطمت بالعلم من الشر، ولأنها فطمت هي وشيعتها من النار، وسيمت علیهم السلام بالزهراء لجمال هيئتها، والنور الساطع في غرتها، حتى إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء، كما يزهر الكوكب لأهل الأرض.

ولادتها علیهم السلام: ولدت سلام الله عليها في يوم الجمعة في العشرين من جمادى الثانية سنة 45 بعد عام الفيل، في مكة المكرمة، بعد النبوة بخمس سنين، وبعد الإسراء بثلاث سنين، وأقامت مع أبيها في مكة ثمانية اعوام، ثم هاجرت، ولما قبض النبي صلی الله علیه وآله كان عمر السيدة الزهراء علیها السلام يومذاك ثماني عشرة سنة.

زواجها علیهم السلام: تزوجت السيدة الزهراء علیها السلام من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وأنجبت منه الإمامان الحسن والحسين علیهم السلام، وأم كلثوم، والسيدة زينب علیها السلام، وقد اختلفت الروايات في تاريخ زواجها من أمير المؤمنين علیه السلام فقيل إنه كان في ليلة إحدى وعشرين من محرم الحرام سنة

ص: 313

ثلاث من الهجرة، وقيل إنه كان في أول يوم من ذي الحجة، وروي أنه كان في يوم السادس منه.

أولادها علیهم السلام: الإمام الحسن علیه السلام، الإمام الحسين علیه السلام، زينب علیها السلام، وأم كلثوم علیها السلام.

صفاتها علیهم السلام: كانت علیهم السلام أشبه الناس وجهاً برسول الله صلی الله علیه وآله وكانت كالقمر ليلة البدر، أو الشمس كفرت غماماً إذا خرجت من السحاب، بيضاء، مشربة الحمرة، لها شعر أسود، وإذا نطقت أفرغت عن صوت رسول الله صلی الله علیه وآله ولحنه، وإذا مشت حكت كريم قوامه.

خصائصها علیهم السلام:

1 - هي البنت الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وآله التي بقيت على قيد الحياة، وفاة أولاده، فكانت ريحانته من الدنيا كما كان صلی الله علیه وآله يقول، حوراء انسیة.

2 - ابنة خديجة بنت خويلد، تلك المرأة الصالحة وهي أول امرأة آمنت بالإسلام، وأنفقت كل أموالها في سبيله.

3 - كانت علیهم السلام على رغم صغر سنها صاحبة القلب الكبير والحنان الواسع، والعقل العظيم، عوضت على أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله حنان الأُم التي منها وهو بعد صغير وعطف الأب الذي مات ولم يولد بعد، فكانت أم أبيها.

4 - لم يبق لرسول الله صلی الله علیه وآله ذرية إلاَّ من فاطمة علیها السلام.

5 - هي الوحيدة من النساء التي عصمها الله سبحانه وتعالى عن الخطأ والزلل، وطهرّها من الرجس.

نقش خاتمها علیهم السلام: آمن المتوكلون، وقيل: الله ولي عصمتي، أو نعم القادر الله، أو سبحان من ألجم الجن بكلماته.

المطالبة بفدك: كان لها علیهم السلام مواقف واضحة في المطالبة بحقها في فدك، وقد ذكرت كتب التراجم والسير خطبتيها المشهورتين اللتين القتهما

ص: 314

مبينَة فيهما حقها في فدك، وكان ما كان بعد ذلك، كما ذكرت كتب التاريخ والسير.

وفاتها علیهم السلام: توفيت السيدة فاطمة الزهراء علیها السلام بعد خمس وسبعين يوماً من وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله في ليلة الإثنين، الثالث من جمادى الثانية سنة 11 ه، وقد غسّلها وكفّنها أمير المؤمنين علیه السلام، وساعدته أسماء بنت عميس، ثم صلى عليها علي علیه السلام، ودفنها في مكان طلبت علیهم السلام إخفاءه، فكان ولا يزال مجهولاً بسبب اختلاف المؤرخين، فبعض الروايات تصرّح بدفنها في البقيع، وبعضها يصرح بدفنها في حجرتها وعند توسيع المسجد النبوي الشريف، صار قبرها في المسجد، وعندما توفيت علیهم السلام كان لها من العمر ثمانية عشر عاماً وخمسة وسبعين يوماً.

ص: 315

ص: 316

قافية الهمزة

قَلَّ صَبْرِي

قالت علیهم السلام:

قَلَّ صَبْرِي وَبَانَ عَنِّي عَزَائِي *** بَعْدَ فَقَدِي لِخَاتِمِ الأَنْبِيَاءِ

عَيْنُ يَا عَيْنُ اسْكُبِي الدَّمْعَ سَحَاً *** وَیْكِ لاَ تَبْخَلِي بِفَيْض الدِّمَاءِ

يَا رَسُولَ الإلهِ يَا خِيَرةَ اللَّهِ *** وَكَهَفَ الأَیْتَامِ وَالضُّعَفَاءِ

قَدْ بَكَتكَ الجِبَالُ وَالوَحْشُ جَمْعاً *** والطَّيْرُ وَالأَرْضُ بَعْدَ بَكْيِ السَّمَاءِ

وَبَكَاكَ الحجُونُ والرُّكْنُ *** وَالمَشْعَرُ يَا سَیِّدِي مَعَ البَطْحَاءِ

وَبَكَاكَ المِحْرَابُ وَالدَّرْسُ *** للقُرآنِ فِي الصُّبْحِ مُعْلناً وَالمَسَاءِ

وَبَكَاكَ الإِسْلاَمُ إِذْ صَارَ فِي *** النَّاسِ غَرِيباً مِنْ سَائِرِ الغُرَباءِ

لَوْ تَرَى المنبر الَّذِي كُنْتَ تَعْلُوهُ *** عَلاهُ الظَّلامُ بَعْدَ الضّياءِ

يَا إِلهِي عَجُلْ وَفَاتِي سَرِيعاً *** فَلَقَدْ نَعْصَ الحَيَاةُ يَا مَوْلاَئِي(1)

قافية الباء

لا أراك مجاوبي

إِذَا اشْتَدَّ شَوْقِي زُرْتُ قَبْرَكَ بَاكِياً *** أنُوحُ وَأَشْكُو لا أَرَاكَ مُجَاوِبِي

ص: 317


1- بيت الأحزان ص 70، الكوكب الدري 241/1، المجالس السنية 44/5، فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد ص 310

فَيَا سَاكِنَ الغَبْرَاءِ عَلَّمْتَنِي البُكَاءَ *** وَذِكْرُكَ أَنْسَانِي جَمِيعَ المَصَائِبِ

فَإِنْ كُنْتَ عَنِّي فِي التُرَاب مُغَيَّباً *** فَمَا كُنْتَ عَنْ قَلْبِي الحَزِينِ بِغَائِبِ(1)

إنَّا فَقَدْنَاكَ

وقالت علیهم السلام:

قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَهَنبَتَةٌ *** لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تكثر الخطبُ

إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأَرْضِ وَابلَهَا *** وَاخْتَلَّ قَومك فَاشْهَدْهُمْ وَلَا تَعْبُ

وَكُلُّ أَهْلِ لَهُ قُرْبَى وَمَنْزِلَةٌ *** عِنْدَ اللهِ عَلَى الأَدْنَينِ مُقْتَرِبُ

أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِم *** لَمّا مَضَيْتَ وَحَالَتْ دُونَكَ التُرَبُ

تَجَهَّمَتْنا رِجَالٌ وَاسْتُخِفَ بِنا *** لَمَّا فُقِدْتَ وَكُلُّ الإرْثِ مُغْتَصَبُ

وَكُنْتَ بَدْراً وَنُوراً يُسْتَضَاءُ بِهِ *** عَلَيْكَ يَنْزِلُ مِنْ ذِي العِزَّةِ الكُتُب

وَكَانَ جِبْرِيلُ بِالآيَاتِ يُونِسُنَا *** فَقَدْ فُقِدْتَ وَكُلُّ الخَيْرِ مُحْتَجَبُ

فَلَيْتَ قَبْلَكَ كَانَ المَوْتُ صَادَفَنَا *** لَمَّا مَضَيْتَ وَحَالَتْ دُونَكَ الكُثُبُ

إِنَّا رُزِينَا بِمَا لَمْ يُرزَ ذُو شَجَنٍ *** مِنَ البَرِيَّةِ لاَ عُجْمُ وَلاَ عَرَبُ(2)

ص: 318


1- بيت الأحزان ص 71، فاطمة الزهراءعلیها السلام بهجة قلب المصطفى ص 312
2- التذكرة الحمدونية 628/258/6 فقط البيتان في مطلع القصيدة وفي الثاني منهما: واختلّ أهلك فاحضرهم ولا تغب. العقد الفريد: 238/3 بيتان بهذا النص: إنا فَقَدْنَاكَ فَقدَ الأرض وابلها *** وغابَ مُذْ غبتَ عَنّا الوحيُ والكتبُ فليتَ قبلَكَ كان الموتُ صادَفنا *** لما نُعيتَ وحالتْ دونك الكُتُبُ دلائل الإمامة للطبري ص 35 بهذا النص: قد كان بعدك أنباء وهنيئة *** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها *** واجتث أهلك مذ غيبت واغتصبوا أبدت رجال لنا فحوى صدورهم *** لما نايت وحالت بيننا الكثب تهجمتنا ليال واستخف بنا *** دهر فقد أدركوا منا الذي طلبوا قد كنت للخلق نوراً يستضاء به *** عليك تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا *** فغاب عنا فكل الخير محتجب مقتل الخوارزمي ص 78 أول بيتين وفي الثاني منهما «واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا». الاحتجاج 279/1 والاحتجاج أيضاً 239/1 بهذا النص: إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها *** واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب قد كان بعدك أنباء وهنيئة *** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا *** فغاب عنّا فكل الخير محتجب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به *** عليك تنزل من ذي العزّة الكتب تهجّمتنا رجال واستخفّ بنا *** إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب فسوف تبكيك ما عشنا وما بقيت *** منا العيون بتهمال لها سكب وفي كشف الغمة 113/2 بهذا النص: قد كان بعدك أنباء وهنيئة *** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها *** واختل قومك لما غبت وانقلبوا أبدت رجال لنا فحوى صدورهم *** لما قضيت وحالت دونك الترب وزاد في بعض الروايات هنا: ضاقت عليّ بلادي بعد ما رحبت *** وسیم سبطاك خسفاً فيه لي نصب فليت قبلك كان الموت صادفنا *** قوم تمنوا فأعطوا كلما طلبوا تهجمتنا رجال واستخف بنا *** مذ غبت عنا فنحن اليوم تغتصب وفي نهاية الارب للنويري 167/5 بيتان بهذا النص: إنا فقدناك فقد الأرض وابلَها *** وغاب مذ غِبتّ عنّا الوحيُ والكتبُ فليت قبلك كان الموتُ صادَفنا *** لمَا نُعيتَ وحالت دونك الكتبُ وفي البحار 27/196/43 وردت الأبيات بهذا النص: وقد رزتنا به محضاً خليقته *** صافي الضرائب والأعراق والنسب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به *** عليك تنزل من ذي العزَّة الكتب وكان جبريل روح القدس زائرنا *** فغاب عنّا وكلُّ الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا *** لمّا مضيت وحالت دونك الحجب إنّا رزئنا بمالم يرز ذو شجن *** من البريّة لا عجم ولا عرب ضاقت عليّ بلاد بعدما رحبت *** وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب فأنت والله خير الخلق كلّهم *** وأصدق الناس حيث الصدق والكذب فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت *** منّا العيون بتهمال لها سكب وفي الأنوار النعمانية 95/1 البيتان في مطلع القصيدة وفي الثاني منهما: «واختل أهلك» ثم زاد عليها بهذه الأبيات: وكان قربك بالآيات يونسنا *** فغاب عنّا فكل الخير محتجب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به *** عليك ينزل من ذي العزّة الكتب فجبّهتنا رجال واستخفّ بنا *** مذ غبت عنّا ونحن اليوم نغتصب أبدت رجال لنا فحوى صدورهم *** لمّا مضيت وحالت دوننا الكتب فقد رزئنا بما لم ترزه أحد *** من البريّة لا عجم ولا عرب فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت *** منّا الشؤون بتهمال لها سكب وفي دار السلام 201/3 فقط هذا البيت: قد كان جبريل بالآيات يونسنا *** فقد فقدت فكل الخير محتجب جلاء العيون 209/1 - 210، فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد ص 502 - 503 وقال: وفي ناسخ التواريخ زيادة هذه الأبيات: سيعلم المتولي ظلم حامتنا *** يوم القيامة أنّى سوف ينقلب وسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت *** له العيون بتهمال له سكب وقد رُزینا به محضاً خليقته *** صافي الضرائب والأعراق والنسب فأنت خير عباد الله كلهم *** وأصدق الناس حين الصدق والكذب وكان جبريل روح القدس زائرنا *** فغاب عنا فكل الخير محتجب ضاقت عليّ بلادٌ بعدما رحبتْ *** وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب وفاطمة الزهراء علیها السلام بهجة قلب المصطفى صلی الله علیه وآله ص 360 - 361 وقد قالت علیهم السلام هذه الأبيات عندما خطبت تلك الخطبة الشهيرة في مسجد النبي صلی الله علیه وآله أمام أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار وهي مطالبة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل فعطفت على قبر النبي صلی الله علیه وآله وقالت: الأبيات

ص: 319

قافية التاء

نعت نفسك الدنيا

وقالت علیهم السلام:

نَعَتْ نَفْسَكَ الدُّنيا وَأَسْرَعَتْ *** وَنَادَتْ اَلا جدَّ الرِّحَالَ وَوَدَّعَتْ(1)

لا خير بعدك

وقالت علیهم السلام:

نَفْسِي عَلَى زَفَرَاتِهَا مَحْبُوسَةٌ *** يَا لَيْتَهَا خَرَجَتْ مَعَ الزَّفَرَاتِ

لاَ خَيْرَ بَعْدَكَ فِي الحَيَاةِ وَإِنَّمَا *** أبْكِي مَخَافَةَ أَنْ تَطُولَ حَيَاتِي(2)

ص: 320


1- عوالم سيدة النساء ج 2 ص 805 عن برد الأكباد ولهما في رثاء أبيها صلی الله علیه وآله: البيت
2- الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 710، فاطمة الزهراءعلیها السلام بهجة قلب المصطفى ص 543

قافية الحاء

مات النبي

وقالت علیهم السلام:

قَدْ كُنْتَ لِي جَبَلاً أَلوذُ بِظُلْهِ *** فَاليَوْمَ تُسْلِمُنِي لَأَجْرَدَ ضَاحِي

قَدْ كُنْتَ جَارَ حَمِيَّتِي مَا عِشْتُ *** وَاليَوْمَ بَعْدَكَ مَنْ يُرِيسُ جَنَاحِي

وَأَغُضُّ مِنْ طَرْفِي وَأَعْلَمُ أَنَّهُ *** قَدْ مَاتَ خَيْرُ فَوَارِسِي وَسِلاَحِي

حَضَرَتْ مَنِيَّتُهُ فَأَسْلَمَنِي العَزا *** وَتَمَكَّنَتْ رِيبُ المَنُونِ جَوَاحِي

نَشَرَ الغُرَابُ عَلَيَّ رِيشَ جَنَاحِهِ *** فَظَلَلْتُ بَيْنَ سُيُوفِهِ وَرِماحِ

إنِّي أَعْجَبُ مَنْ يَرُوحُ وَيَعْتَدِي *** والمَوْتُ بَيْنَ بُكُورِهِ وَرَوَاح

فَاليَوْمَ أَخْضَعُ للذُّلِيلِ وَأَتَّقِي *** ذُلِّي وَأَدْفَعُ ظَالِمِي بِالرَّاحِ

وَإِذَا بَكَتْ قَمْرِيَّةٌ شَجَنَا بِهَا *** لَيْلاً عَلَى غُصْنٍ بَكَيْتُ صَبَاحِي

فَاللَّهُ صَبَّرَنِي عَلَى مَا حَلَّ بِي *** مَاتَ النَّبِيُّ قَدْ انْطَفَى مِصْبَاحِي(1)

قافية الدال

عزیت نفسي

وقالت علیهم السلام:

إِذَا مَاتَ قَرْمٌ(2) قَلَّ وَاللَّهِ ذِكْرُهُ ***وَذِكْرُ أَبِي مُذْ مَاتَ وَاللَّهِ أَزْيَدِ

نَذَكَّرْتُ لَمَّا فَرَّقَ المَوْتُ بَيْنَنَا *** فَعَزَّيْتُ نَفْسِي بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ

ص: 321


1- مناقب آل أبي طالب 300/1، مأساة الزهراء 50/2 يقول العاملي في كتابه مأساة الزهراء علیها السلام يشير البيت السابع إلى أن الظلم لها لم يقتصر على اغتصاب إرثها وفدك، فإن ذلك لا يحتاج إلى دفع الظالم بالراح والرداء، بل هي ذهبت وطالبت، واحتجت
2- القرم: السيد

فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ المَمَاتَ سَبِيلُنَا *** وَمَنْ لَمْ يَمُتُ فِي يَوْمِهِ مَاتَ فِي غَدِ(1)

حزني عليكَ

وقالت علیهم السلام:

إِنَّ حُزْنِي عَلَيْكَ حُزْنٌ جَدِيدٌ *** وَفُؤادِي وَاللَّهُ صَبٌ عَنِيدُ

كُلَّ يَوْمٍ يَزِيدُ فِيهِ شُجُونِي *** وَاكْتِئَابِي عَلَيْكَ لَيْسَ يَبيدُ

جَلَّ خَطْبِي وَبَانَ عَنِّي عَزَائِي *** فَبُكَائِي كُل وَقْتٍ جَدِيدُ

إِنَّ قَلْباً عَلَيْكَ يَألف صَبْراً *** أَوْ عَزَاءً فَإِنَّهُ لَجَلِيدُ(2)

قافية الراء

ذكِرُ أبي

إِذَا مَاتَ مَيْتٌ قَلَّ ذِكْرُهُ *** وَذِكْرُ أَبي مُذْ مَاتَ وَاللهِ أَكْثَرُ(3)

كُنتَ السَّوَاد لِمُقْلَتِي

وقالت علیهم السلام:

كُنْتَ السَّوَاد لِمُ لِمُقْلَتِي *** تَبْكِي عَلَيْكَ النَّاظِرُ

ص: 322


1- مناقب آل أبي طالب 238/1، بيت الأحزان ص 70
2- بيت الأحزان ص 70، الكوكب الدري 240، فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد ص 308
3- فاطمة الزهراء علیها السلام بهجة قلب المصطفى ص 281 وفيه: عن محمود بن لبيد قال: لمّا قبض رسول الله صلی الله علیه وآله كانت فاطمة علیها السلام تأتي قبور الشهداء وتأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيّام أتيت قبر حمزة فوجدتها - صلوات الله عليها - تبكي هناك، فأمهلتها حتّى سكنت، فأتيتها وسلّمت عليها وقلت: يا سيّدة النسوان قد والله قطعت أنباط قلبي من بكائك، فقالت: يا أبا عمر لحقَّ لي البكاء فلقد أُصبت بخير الآباء رسول الله صلی الله علیه وآله، واشوقاه إلى رسول الله. ثمَّ أنشأت تقول: الأبيات

مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ *** فَعَلَيْكَ كُنتُ أُحَاذِرُ(1)

قافية الضاو

أیها العینان فیضا

وقالت علیهم السلام:

أَيُّهَا العَيْنَانِ فِيضَا *** وَاسْتهِلاً لاَ تَغِيْضَا

وَابْكِيا بِالطَّفِّ مَيْتاً *** تَرَكَ الصَّدْرَ رَضِيضَا

لَمْ أُمرّضُهُ قَتِيلاً *** لا ولا کَانَ مَرِيضًا(2)

قافية القاف

إِبكني

وقالت علیهم السلام:

إِبْكِنِي إِنْ بَكَيْتَ يَا خَيْرَ هَادِي *** وَاسْبِلَ الدَّمْعَ فَهُوَ يَوْمُ الفِرَاقِ

يَا قَرِينَ البَتُولِ أُوصِيكَ بِالنَّسْلِ *** فَقَدْ أَصْبَحَا(3) حَلِيفَ اشْتِيَاقِ(4)

إِبْكِنِي وَابْكِ لليَتَامَى وَلَا تَنْسَ *** قَتِيلَ العِدَى بِطَفِّ العِرَاقِ

فَارَقُوا فَأَصْبَحُوا يَتَامَى حَيَارَى *** يَحْلِفُ اللَّهُ فَهُوَ يَوْمُ الفِرَاقِ(5) (6)

ص: 323


1- مناقب آل أبي طالب 300/1
2- بحار الأنوار 227/45 - 22/228 «باب 41»، دار السلام 214/1 - 215 وفيهما: إن زرة النائحة رأت فاطمة علیها السلام فيما يرى النائم أنها وقفت على قبر الحسين علیه الساتم تبكي، وأمرتها أن تنشد: الأبيات. ومناقب آل أبي طالب 63/4
3- في فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد «أصبح»
4- في الكبريت الأحمر «الاشتياق»
5- لم يذكر البيت الرابع في فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد
6- الكبريت الأحمر ص 291، فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد ص 611، فاطمة الزهراء علیها السلام بهجة قلب المصطفى صلی الله علیه وآله 537

حزقة حزقة

وقالت علیم السلام:

حَزَقّة حَزُقّة *** ترقَّ عَین بَقَّة(1)

قافية الميم

أسفاً عليك

وقالت علیهم السلام:

أمْسَى بِخَدّي للدموع رُسُوم *** أَسَفاً عَلَيْكَ وَفي الفُؤادِ كُلُومُ

والصَّبْرُ يَحْسُنَ في المواطن كُلِّها *** إلاّ علَيْكَ فإنَّ مُعْدُومُ

لا عَتْبَ في حُزني عَلَيْكَ لَوْ *** أَنَّهُ كَانَ البُكَاءُ لِمُقْلَتَيّ يَدُومُ(2)

بأبي المقتول غما

وقالت علیهم السلام:

بِأَبِي المَقْتُول غَمّاً بالظَّما *** مَالَهُ ريُّ سِوَى فَيضِ الدِّما

مَنَعُوا قُرَّةَ عَيْنِي وِردَهُ *** عَجباً مهرِي عَلَيْهِ حُرِمَا(3)

ص: 324


1- بحار الأنوار ج 43 ص 286 و 287 ولسان العرب ح 3 ص 154
2- عوالم سيدة النساء ج 2 ص 803 عن برد الأكباد عن كتاب الشريعة قال: لما دفن النبي صلی الله علیه وآله جاءت فاطمة علیها السلام فوقفت على قبره وأنشات تقول: الأبيات
3- ظرافة الأحلام ص 60، وفيه: أخبرني الشيخ الفاضل التقي الأديب الشيخ محمد الرضا بن القاسم بن محمد بن ناصر ابن محمد بن القاسم بن محمد بن عيسى النجفي الغراوي نسبة إلى الغرة بالغين المعجمة والراء المهملة والتشديد قبيلة من الخزرج، المولود سنة 1303 في قرية ميامين من إيران لأن أباء زار الرضا علیه السلام ومعه أهله فولد في الطريق، كما كتب ذلك لي بخطه سلمه الله، قال اتفق لي سنة 1353 إني نظمت موشحة في نصف شعبان في تهنئة بولادة الحسين علیه السلام في أول شعبان من تلك السنة النذر كان علي مطلعها. رقصت أغصان طوبی طربا *** و شدت اطيارها أبهى الغنا وحميا البشر شعت حببا *** مذ تعاطى الحور أكواب الهنا فأكملت نسيبها وابتدأت بذكر الولادة المباركة، فرأيت في المنام السيدة الزهراء صلوات الله عليها، وأمامها طفل صغير عليه ثياب ،سود فقالت لي لا تمدح ابني في تهنئة الميلاد ولكن ارثه وقل: بابي المقتول غماً بالظما *** ماله ري سوى فيض الدما منعوا قرة عيني ورده *** عجباً مهري عليه حرما (قال) فانتبهت وفي حفظي البيتان فإذا هما يليقان بوزن الموشحة التي نظمت بعضاً منها، فرثيت بأمرها علیهم السلام الحسين علیه السلام وضمنت البيتين المذكورين فكانت موشحة أولها يعد النسيب تهنئة وآخرها رثاء وندبة، وذكر بعضاً من مقاطعها

قافية النون

أشبه أباك

وقالت علیهم السلام:

أَشْبِهْ أَبَاكَ يَا حَسَنْ *** وَاخْلَعْ عَنِ الحَقِّ الرَّسَنْ

وَاعْبُدْ إِلهاً ذَا مِنَنْ *** وَلاَ تُوالِ ذَا الإحَنْ(1)

نفسي فداؤك

وقالت علیهم السلام:

إِغْبَرَّ آفَاقُ البِلادِ وَكُوِّرَتْ *** شَمْسُ النَّهَارِ وَأَظْلَمَ العَصْرَانِ

وَالأَرْضُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ حَزِينَةٌ *** أسَفاً عَلَيْهِ كَثِيرَةُ الرَّجَفَانِ

فَلْيَبْكِهِ شَرْقُ البِلادِ وَغَرْبُهَا *** وَلْتَبْكِهِ مُضَرٌ وَكُلُّ يَمَانِ

نَفْسِي فِداؤُكَ مَا لِرَاسِكَ مَائِلاً *** مَا وَسَّدُوكَ وِسَادَةَ الوَسْنَانِ(2)

ص: 325


1- مناقب آل أبي طالب 439/3، بحار الأنوار 51/286/43 «باب 12» عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام ترقص ابنها حسناً علیه السلام وتقول: الأبیات
2- مقتل الخوارزمي ص 80، نهاية الارب 404/18، الفصول المهمة ص 148، الثغور الباسمة ص 54 - 55، نور الأبصار ص 46، فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد ص 311. ووردت الأبيات في الثغور الباسمة بهذا النص: اغبر آفاق الماء وكورت *** شمس النهار وأظلم العصران فالأرض من بعد النبي كتيبة *** أسفاً عليه كثيرة الرجفان فلتبکه شرق البلاد وغربها *** ولتبكه مضر وكل يماني وليبكه الطود المعظم جوه *** والبيت ذو الأستار والأركان يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه *** صلى عليك منزّل الفرقان وفي فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد بهذا النص: إغبرَّ آفاق السماء وكوّرت ** شمس النهار وأَظلم العصران والأرض من بعد النبي كشيبة *** أسفاً عليه كثيرة الرجفان فلیبکه شرق البلاد وغربها *** ولیبکه مضر وكل يماني وليبكه الطود المعظم جوّه *** والبيت ذو الأستار والأركان یا خاتم الرسل المبارك ضوؤه *** صلّى عليك منزّل القرآن وفي بعض الروايات وردت الأبيات هكذا: اغبر آفاق السماء وكورت *** شمس النهار وأظلم العصران والأرض من بعد النبي كتيبة *** أسفاً عليه كثيرة الأخوان فلیبکه شرق البلاد وغربها *** ولتبكه مضر وكل يمان ولیبكه الطود الأشم وجوده *** والبيت ذو الأستار والأركان يا خاتم الرسل المبارك صنوه *** صلى عليك منزّل القرآن نفسي فداؤك ما لرأسك مائلا *** ما وسدوك وسادة الوسنان

حاشا بني فاطمة

وقالت علیهم السلام:

حَاشَا بَنِي فَاطِمَةٍ كُلِّهِمُ *** مِنْ خِسَّةٍ يَعْرُضُ أَوْ مِنْ خَنَا

وَإِنَّمَا الأَيَّامُ فِي غَدْرِهَا *** وَفِعْلِهَا السُّوءَ أَسَاءَتْ بنَا

لَئِنْ جَنَى مِنْ وَلَدِي وَاحِدٌ *** تَجْعَلُ كُلَّ السَبِّ عَمْداً لَنَا

فَتُبْ إِلى اللَّهِ فَمَنْ يَقْتَرِفْ *** إِثْماً فَلاَ يَأْمَنُ مِمَّا جَنَى

فَاصْفَحْ لأَجْلِ المُصْطَفَى أَحْمَدٍ *** وَلاَ تُثِرْ مِنْ آلِهِ أَعْيُنَا

فَكُلُّ مَا نَالَكَ مِنْهُمُ غَداً *** تَلَقْى بِهِ فِي الحَشْرِ مَنَا مُنَى(1)

ص: 326


1- ينابيع المودة 133/3 - 135 «باب 64» وفيه: من العجائب أنّ أبا المحاسن نصر الله بن عنين الشاعر توجه إلى مكة المعظمة ومعه متاع ومال وقماش، فخرج عليه بعض الأشراف من بني داود المقيمين بوادي الصفرا فأخذوا ما كان معه وجرحوه، فكتب قصيدة إلى الملك العزيز طغتكين بن أيوب صاحب اليمن، وقد كان أخوه الملك الناصر أرسل رسولاً إلى الملك الناصر أن يذهب بالساحل ويفتحه من أيدي الإفرنج فزهده ابن عنين في الساحل ورغّبه في اليمن وحرّضه على الأشراف المذكورين وأول القصيدة هذه: أغنت صفاتك ذاك المصقع اللسنا *** وجزت بالجود حدّ الحسن والحسنا وما تريد لجسم لا حياة له *** من خلق الزبد ما أبقى لك اللبنا ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه *** فما يساوي إذا قايته عدنا وإن أردت جهاداً فادن سيفك من *** قوم أضاعوا فروض الله والسننا طهّر بسيفك بيت الله من دنس *** وما احاط به من خسة وخنا ولا تقل إنّهم أولاد فاطمة *** لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا فلمّا أتمّ هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة علیها السلام وهي تطوف بالبيت، فسلّم عليها فلم تجبه، فتضرّع إليها وتذلّل عندها وسألها عن ذنبه الذي أوجب ذلك، فأنشدت فاطمة علیها السلام هذه القصيدة الأبيات. ثم صبّت بيدها المباركة المكرمة المقدسة شيئاً شبيه الماء على جرحه، ثم أيقظ من منامه، فرأى أن جراحته التي كانت في بدنه صارت ملتئمة صحيحة، فكتب فوراً قصيدة فاطمة علیها السلام التي أنشدتها في رؤياه. ثم قال معتذراً: عذراً إلى بنت نبي الهدى *** تصفح عن ذنب محبّ جنى وتوبة تقبلها عن أخي *** مقالة توقعه في العنا والله لو قطّعني واحد *** منهم بسيف البغي أو بالقنا لم أره بفعله ظالماً *** بل إنّه في فعله أحسنا فكتب هذه الحكاية إلى ملك اليمن، فأرسل الملك الهدايا الكثيرة لهذه الأشراف وأهل مكة، وهذه القصيدة مشهورة بين الناس ومسطورة في ديوان ابن عنين. وفي ظرافة الأحلام، نقلاً عن السيد الجليل ابن عنبة النسّابة في عمدة الطالب، بالشكل التالي: حاشا بني فاطم كلهم *** من خسة تعرض أو من خنا وإنما الأيام في غدرها *** وفعلها الوء أساءت بنا أإن أسى من ولدي واحد *** وجهت كل السب عمداً لنا فتب إلى الله فمن يقترف *** ذنباً بنایغفرله ماجنی واكرم العين المصطفى جدهم *** ولاتهن من آله أعينا فكل ما نالك منهم عنا *** تلقى به في الحشر منا هنا

قافية الهاء

الفردوس مأواه

وقالت علیهم السلام:

أَبِي وَا أَبَتَاهُ *** أجابَ رَبّاً دَعَاهُ

ص: 327

جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ *** مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ

إلى جِبْرَئِيل نَعَاهُ(1)

قافية الياء

شبيه بأبي

وقالت علیهم السلام:

أنْتَ شَبِیهٌ بِأَبِي *** لَسْت شَبِيهاً بِعَلِي(2)

صبت عليّ مصائب

وقالت علیهم السلام:

قُلْ للمُغَيَّبِ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرِى *** إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتِي وَنِدَائِيا

صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أَنَّهَا *** صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ صِرْنَ لَيَالِيا

قَدْ كُنْتُ ذَاتَ حِمّى بِظِلٍّ مُحَمَّدٍ *** لاَ أَخْشَ مِنْ ضَيْمٍ وَكَانَ حِماً لِيا

ص: 328


1- فاطمة الزهراء علیه السلام بهجة قلب المصطفى علیه السلام 311/ ح 2 وفيه: قد روى السدّي عن أشياخه قال: لمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله قالت فاطمة علیها السلام تندبه: الأبيات
2- العقد الفريد 439/2 بهذا النص: كانت فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله ترقص الحسين بن علي علیه السلام وتقول: إن بني شبه النبي *** لیس شبيهاً بعلي ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 22/ ح 39 بهذا الإسناد والنص: أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، أنبأنا أبو علي ابن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي أنبأنا أبو داوود الطيالسي، أنبأنا زمعة، عن ابن أبي مليكة، قال: كانت فاطمة تنقز الحسن بن عليّ وتقول: بأبي شبه النبي *** لیس شبيهاً بعليّ ومناقب آل أبي طالب 439/3، بحار الأنوار 51/286/43 «باب 12» عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام 29/ ح 2 «باب 3» أنها قالت للحسين علیه السلام: الأبيات

فَاليَوْمَ أَخْشَعُ لِلذَّلِيلِ وَأَتَّقِي *** ضَيْمِي وَأَدْفَعُ ظَالِمِي بِرِدَائِيَا

فَإِذَا بَكَتْ قَمْرِيَّةٌ فِي لَيْلِهَا *** شَجَناً عَلَى غُصْنٍ بَكَيْتُ صَبَاحِیَا

فَلأَجْعَلَنَّ الحُزنَ بَعْدَكَ مُؤنِسِي *** وَلأَجْعَلَنَّ الدَّمْعَ فِيكَ وِشَاحِيا(1)

مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ *** أنْ لا يَشُمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا(2) (3)

أناعي قتلى الطف

أَنَاعِيَ قَتْلَى الطَّفِ لَا زِلْت نَاعِيا *** تُهِيجُ عَلَى طُولِ اللَّيَالِي البَوَاكِيَا

أَعِد ذِكْرَهُمْ فِي كَرْبَلا إِنَّ ذكْرَهُم *** طوَى جَزَعا طَيَّ السِّجل فُؤَادِيا(4)

ص: 329


1- الوشاح: نسيج عريض يرصَّع بالجوهر، وتشده المرأة بين عاتقها وكشحها (المعجم الوسيط 1033/2)
2- الغوالي: جمع الغالية: أخلاط من الطيب كالمسك والعنبر (المعجم الوسيط 2/ 660)
3- مناقب آل أبي طالب 299/1 - 300، نهاية الأرب 403/18، الفصول المهمة ص 132، الدر المنثور ص 360، المجالس السنية 43/5، فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد ص 311، وفي بعضها البيت الأخير من القصيدة هو البيت الثاني، ثم يستمر تتابع الأبيات. وفي روضة الواعظين 75/1 ورد بيتان من القصيدة بهذا النص: حقيق على من ثم تربة أحمد *** أن لا يشم مدى الزمان غواليا صبت عليّ مصائب لو أنها *** صبت على الأيام صرن لياليا وفي مقتل الخوارزمي 80/1 ومسكن الفؤاد ص 103 ونزهة المجالس ص 387 و تاريخ الخميس 192/2 وتاريخ الأحمدي ص 118 وذكرى الشيعة ص 72 والمجتبى 344/1 ومنتهى المطلب 466/1 ورد بيتان فقط الأول منها السابع من القصيدة والثاني هو الثاني من القصيدة أعلاه وفي مقتل الخوارزمي: ما ضر من شم تربة أحمد ... الأبيات
4- ظرافة الأحلام ص 58 وفيه: أخبرني السيد الجليل السعيد العلامة السيد حسن ابن السيد هادي ابن السيد محمد علي الموسوي العاملي الكاظمي المعروف بصدر الدين المتوفى سنة 1154 في الكاظمية قال أخبرني السيد السعيد الأديب السيد حيدر ابن السيد سليمان الحسيني الحلي الشاعر المتوفى سنة 1306 بالحلة ودفن في النجف، قال رأيت في المنام ذات ليلة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، فأتيت إليها لأسلم عليها فلما دنوت منها قالت لي: أناعي قتلى الطف لا زلت ناعيا *** تهيج على طول الليالي البواكيا أعد ذكرهم في كربلا إن ذكرهم *** طوى جزعاً طي السجل فؤاديا قال: فأخذني البكاء فانتبهت وأنا أحفظ البيتين، فجعلت أتمشى في بهو لي وأرددها وأبكي، ففتح الله علي ان قلت: ودع مقلتي تحمر بعد ابيضاضها *** بعد رزايا تترك الدمع داميا ستنسى الكرى عيني كان جفونها *** حلفن بمن تنعاه أن لا تلاقيا وتعطي الدموع المستهلات حقها *** محاجر تبكي بالغوادي غواديا قال ثم أتممت القصيدة

ص: 330

الإمام الحسن المجتبى علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام الحسن بن الإمام علي علیه السلام بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأُمه السيدة فاطمة الزهراء علیها السلام.

ولادته وتسميته علیه السلام: ولد الإمام الحسن علیه السلام ليلة الثلاثاء في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنورة. وقد سماه الله سبحانه وتعالى الحسن، فقد ورد في الروايات أن جبرائیل علیه السلام هبط على رسول الله صلی الله علیه السلام وطلب من الرسول علیه السلام تسميته ب (شبَّر) فقال صلى الله عليه وآله: لساني عربي، فقال جبرائيل علیه السلام سمه (الحسن).

وفور ولادته علیه السلام أذّن الرسول صلی الله علیه وآله في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وفي اليوم السابع عق رسول الله صلی الله علیه وآله عنه بكبشين أملحين، وحلق شعر رأسه وتصدّق بوزنه ورقاً.

كنيته علیه السلام: أبو محمد.

القابه علیه السلام: ألقابه كثيرة وهي: التقي، الطيّب، الزكيّ، السيّد، الوزير، القائم، الحجة، السبط، الوليّ، وأكثرها شهرة التقي، وأولاها به ما لقبه به رسول الله صلی الله علیه وآله و خصه به وهو السيد.

صفاته علیه السلام: كان علیه السلام أبيضاً مشرباً بالحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، رقيق المشربة، كث اللحية، ذا وفرة، كأن عنقه إبريق فضة، عظيم

ص: 331

الكراديس(1)، بعید ما بین المنکبین، ربعة، لیس بالطویل ولا بالقصیر، من أحسن الناس وجهاً، وكان جعد الشعر، حسن البدن.

زوجاته علیه السلام: تزوّج علیه السلام عدة نساء هن:

هند بنت سهيل بن عمرو، حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، خولة بنت منظور بن زياد الفزارية، أُم إسحاق بنت طلحة بن عبد عبد الله، أم بشر بنت أبي مسعود الأنصاري، جعدة بنت الأشعث، وامرأة من كلب، وامرأة من بنات عمرو بن الأهيم المنقري، وامرأة من ثقيف، وامرأة من بنات علقمة بن زرارة، وامرأة من بني شيبان من آل همام بن مُرّة.

أولاده علیه السلام: اختلفت الروايات في عدد أولاده، فقيل: عددهم إثنا عشر، ثمانية ذكور وأربع إناث، وقيل: خمسة عشر، أحد عشر ذكور، وأربع إناث، وقيل: ستة عشر، أحد عشر ذكور، وخمس إناث، وقيل تسعة عشر، ثلاثة عشر ذكور وست إناث، وقيل عشرون، ستة عشر ذكراً وأربع إناث، وقيل: إثنان وعشرون، أربعة عشر ذكور وثمان إناث، أما المعروفون منهم فأسماؤهم هي: عبد الله وعمر والقاسم، أُمهم أُم ولد، الحسين الأثرم والحسن، وأُمهما خولة بنت منظور الفزارية، العقيل والحسن، وأُمهما أُم بشير بنت أبي مسعود الخزرجية، زيد وعمر من الثقفية، عبد الرحمن من ولد، طلحة وأبو بكر وأُمهما أُم إسحاق بنت طلحة التيميّ، أحمد وإسماعيل والحسن الأصغر، وابنته أُم الحسن، وقيل أُم الحسين، وكانتا من أُم بشير الخزاعية، وفاطمة من أُم إسحاق بنت طلحة، وأُم عبد الله وأُم سلمة، ورقية، وأولاده الذين استشهدوا مع الإمام الحسين علیه السلام فهم: القاسم، أبو بكر، عبد الله، زيد، والحسن.

أبرز معالم حياته علیه السلام: خاض الإمام الحسن علیه السلام مع أبيه الإمام علي علیه السلام حروبه الثلاثة: الجمل، صفين، النهروان. وبعد وفاة أبيه أمير المؤمنين علیه السلام وتسلمه الإمامة من بعده وقد بويع له بالخلافة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 ه، كانت أبرز معالم حياته صلحه مع

ص: 332


1- الكراديس: مفردها الكردوس، وهو عظم تام ضخم

معاوية بن أبي سفيان في النصف من جمادى الأولى سنة 41 ه بعد أن لمس وهن أصحابه وتفكك جيشه، وانحياز معظم قادته لجانب معاوية، وقد ذكرت كتب التاريخ بنود الصلح، لكن معاوية بن أبي سفيان أخلّ بوعده الالتزام بها، ولم يعمل بأي من هذه البنود، وكانت مدة إمامته علیه السلام عشر سنين.

بوابه علیه السلام: سفينة (مولى رسول الله صلی الله علیه وآله).

كاتبه علیه السلام: عبد الله بن أبي رافع.

نقش خاتمه علیه السلام: العزة لله.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام يوم الخميس في السابع من صفر الأحزان سنة 50 ه، وقد استشهد علیه السلام مسموماً على يد زوجته جعدة بأمر من معاوية بن أبي سفيان بعد أن منّاها بالزواج من ابنه يزيد. وقد جهزه سيد الشهداء الإمام الحسين علیه السلام وغسّله وكفنه وأعانه في ذلك عبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن جعفر، وعلي بن عبد الله بن عباس، وصلّى عليه في مسجد الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله، ودفنه في البقيع عند جدته فاطمة بنت أسد أسد بوصية منه علیه السلام.

ص: 333

ص: 334

قافية الهمزة

أنا البدر

قال علیه السلام:

أنا ابْنُ الَّذِي قَدْ تَعْلَمُونَ مَكَانَهُ *** وَلَيْسَ عَلَى الحَقِّ المُبِينِ طحاءُ

ألَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ جَدِّي ووالدي *** أنَا البَدْرُ إِنْ حَلَّ النُّجُومَ خَفاءُ(1)

خَذَلَ اللهُ خَاذِلِيهِ

وقال علیه السلام:

خَذَلَ اللَّهُ خَاذِلِيهِ وَلاَ *** أَعْمَدَ عَنْ قَاتِلِيهِ سَيْفَ الفَنَاءِ(2)

قافية الألف

قدّم لنفسك

وقال علیه السلام:

قدمُ لِنَفْسِكَ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ التَّقَى *** إِنَّ المَنِيَّةَ نَازِلٌ بِكَ يَا فَتَى

أَصْبَحْتَ ذَا فَرَحٍ كَأَنَّكَ لَا تَرَى *** أَحْبَابَ قَلْبِكَ فِي المَقَابِرِ وَالبِلى(3)

ص: 335


1- الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي ص 193، وعنه الغدير ج 7 ص 126
2- مناقب آل أبي طالب 313/3 قالها الإمام الحسن علیه السلام في رثاء أمير المؤمنين علیه السلام، بحار الأنوار 45/241/42 باب 127 كيفية شهادته علیه السلام
3- ترجمة الإمام الحسن علیه السلام لابن عساكر ص 168، البداية والنهاية 44/8، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 207، حياة الإمام الحسن علیه السلام 329/1. كان مكتوباً على خاتمه علیه السلام هذين البيتين: الأبيات

قافية الباء

الحق أبلجُ

وقال علیه السلام:

الحَقُّ أَبلَجُ لَا تَزِيعُ سَبِيلُهُ *** وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوو الأَلْبَابِ(1)

حان الرحيل

وقال علیه السلام:

قُلْ للمُقِيمِ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ *** حَانَ الرَّحِيلُ فَوَدَّع الأحْبَابَا

إِنَّ الَّذِينَ لَقِيْتَهُمْ وصَحِبْتَهُمْ *** صَارُوا جميعاً فِي القُبُورِ تُرَابا(2)

كدر الأيام

و قال علیه السلام:

ذَرِي كَدَرَ الأَيَّامِ إِنَّ صَفَاءَهَا *** تَوَلَّى بِأيَّامِ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ

وكيف يُعِزُّ الدَّهْرُ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ *** وبَيْنَ اللَّيَالِي مُحْكِمَاتُ التَّجَارِب(3)

ص: 336


1- المحاسن ص 179، مناقب آل أبي طالب 26/3 بهذا النص: أخبار أبي حاتم: أن معاوية فخر يوماً فقال: أنا ابن بطحاء مكة، أنا ابن أعززها جوداً، وأكرمها جدوداً، أنا ابن من ساد قريشاً فضلاً ناشئاً وكهلاً، فقال الحسن بن عليّ: أعليّ: تفخر يا معاوية، أنا ابن عروق الثرى، أنا ابن مأوى التقى، أنا ابن من جاء بالهدى، أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالفضل السابق، والحسب الفائق، أنا ابن من طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله فهل لك اب كابي تباهيني به؟ وقديم كقديمي تساميني به؟ تقول نعم أو لا؟ قال معاوية: بل أقول لا وهي لك تصديق. فقال الحسن علیه السلام: الحقُّ أبلجُ ما يحيل سبيله *** والحق يعرفه ذوو الألباب وكشف الغمة 201/2 وفيه: ما تخيل سبيله، كلمة الإمام الحسن ص 207
2- مناقب آل أبي طالب 15/4، كشف الغمة 152/2، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 132/ ح 3، منتهى الآمال 312/1، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 207
3- مناقب آل أبي طالب 19/4 في مكارم اخلاقه علیه السلام، بحار الأنوار 14/340/43 «باب 16 مکارم اخلاقه علیه السلام»، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 131 - 132 / ح 3 «باب 28»، حياة الإمام الحسن علیه السلام للقرشي ج 1 ص 330 وفي العوالم وحياة الإمام الحسن علیه السلام «وكيف يغر الدهر...»، كلمة الإمام الحسن علیه السلام، ص 207

إذا نودي في الحرب

وقال علیه السلام:

أَيْنَ مَنْ كَانَ لِعِلْم *** المُصْطَفَى فِي النَّاسِ بَابا

أَیْنَ مَنْ كَانَ إِذَا *** مَا قَحَطَ النَّاسُ سَحَابا

أَیْنَ مَنْ كَانَ إِذَا نُو *** دِي فِي الحَرْبِ أَجَابا

أَيْنَ مَنْ كَانَ دُعَاهُ *** مُسْتَجَاباً وَمُجَابَا(1)

قافية الدال

تجهز لأخرى

وقال علیه السلام:

فَقُل(2) لِلَّذِي يَبْغِي(3) خِلافَ الَّذِي مَضَى *** تَجَهَّزْ(4) لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ

فَإِنَّا وَمَنْ قَدْ مَاتَ مِنَّا لَكَالَّذِي *** يَرُوحُ فَيُمْسِي(5) فِي المَبيتِ لَيَغْتَدِي(6) (7)

ص: 337


1- مناقب آل أبي طالب 313/3 قالها علیه السلام في رثاء أمير المؤمنين علیه السلام، بحار الأنوار 42/ 45/241 «باب 127 كيفية شهادته علیه السلام» وفيه: إذا نودي للحرب
2- في المقاتل «وقل»
3- في كشف الغمة «يبقي»
4- في العوالم «تزود»
5- في المقاتل «ويمسي»
6- في شرح النهج ووفاة الحسن علیه السلام والروائع المختارة البيت الأول مكان البيت الثاني
7- مقاتل الطالبيين ص 33 الإرشاد 9/2 - 10، شرح النهج لابن أبي الحديد 31/16، كشف الغمة 160/2 - 161، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 156/ ح 1، وفاة الحسن بن علي علیه السلام ص 14 - 15. الروائع المختارة ص 112 وفيهم: كتب الحسنُ علیه السلام إلى معاويةَ: «أمّا بعدُ: فإنّكَ دَسَسْتَ الرِّجالَ للاحتيالِ والاغتيالِ، وأرصدْت العُيونَ كأنَّكَ تُحبُّ اللقاءَ، وما أوشَكَ ذلك! فتوقَعْه إن شاءَ الله. وبلغني أَنَّكَ شَمِتَّ بما لا يَشْمت به ذوو الحجى، وإنما مثلُكَ في ذلكَ كما قالَ الأوّلُ: الأبيات»

لاَ تهِجْ مِنّا أُموراً

وقال علیه السلام:

أتأمُرُ يَا مُعَاوي عبدَ سَهْم *** بِشَتْمِي وَالمَلا منّا شُهُودُ

إِذَا أَخَذَتْ مَجَالِسَهَا فُرَيشٌ *** فَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيسٌ مَاتُرِيدُ

أَأَنتَ تَظَلُّ تَشْتُمُنِي سِفَاهاً *** لِضَغْنِ مَا يَزُولُ وَلاَ يَبِيدُ

فَهَلْ لَكَ مِنْ أَبِ كَأَبِي تُسَامِي *** بِهِ مَنْ قَدْ تُسامي أَوْ تَكِيدُ

وَلاَ جَدُّ كَجَدِّي يَا ابن حَرْبٍ *** رَسُولُ اللَّهِ إِنْ ذُكِرَ الجُدُودُ

وَلاَ أُمِّ كَأُمي مِنْ قُرَيشٍ *** إِذَا مَا حُصِّلِ الحَسَبُ التَّلِيدُ(1)

فَمَا مِثْلِي تُهُكِّمَ يَا ابْنَ حَرْبٍ *** وَلاَ مِثْلِي يُنَهْنِهُهُ الوَعِيدُ(2)

فَمَهْلاً لاَ تُهِجْ مِنّا أموراً *** يَثِيبُ لِهَوْلِها الطّفلُ الوَلِيدُ(3)

وقال علیه السلام:

فِيمَ الكَلامُ وَقَدْ سَبَقْتُ مُبرِّزاً *** سَبْقَ الجَوَادِ مِنَ المَدَى المُتَبَاعِدِ

ص: 338


1- التليد: المال الذي يكتسب قديماً
2- ینهنه: نهنهه عن الشيء فتنهنه: أي كفّه وزجره فكفّ
3- المحاسن والأضداد ص 95، المحاسن ص 180 وفيه: استأذن الحسن بن علي رضي الله عنه على معاوية، وعنده عبد الله بن جعفر، وعمرو بن العاص، فأذن له. فلما أقبل قال عمرو: قد جاءكم الفهه العيبي، الذي كان بين لحيه عقلة. فقال عبد الله بن جعفر: مه. والله، لقد رُمتَ صخرةٌ ملمةٌ تنحط عنها السيول، وتقصر دونها الوعول. لا تبلغها السهام. فإيَّاك والحسن. إيَّاك. فإنك لا تزال راتعاً في لحم رجل من قريش. ولقد رميت، فما برح سهمك، وقدحتَ فما أورى زندك. فسمع الحسن الكلام. فلما أخذ مجلسه قال: يا معاوية، لا يزال عندك عبد يرتع في لحوم الناس. أما والله لئن شئت، ليكوننَّ بيننا ما تتفاقم فيه الأمور، وتحرج منه الصدور. ثم أنشأ يقول: الأبيات. المحاسن والمساوىء 62/1، جمهرة الخطب 428/1، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 208

نَحْنُ الَّذِينَ إِذَا القُرُومُ تَخَاطَرُوا(1) *** طِبْنَا عَلَى رَغْمِ العَدُوِّ الحَاسِدِ(2)

قافية الراء

دار معاشري

وقال علیه السلام:

وَلاَ عَنْ(3) قِلىً فَارَقْتُ دَارَ مَعَاشِرِي *** هُمُ المَانِعُونَ حَوْزَنِي وَذِمَارِي(4) (5)

لم نشتر

وقال علیه السلام:

عَاجَلْتَنَا فَأَتَاكَ وَابِل بِرِّنا *** طَلاً وَلَوْ أَمْهَلْتَنَا لَمْ نَقْصُرِ

فَخُذِ القَلِيل وَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَبِعْ *** مَا صُنْتَهُ وَكَأَنَّنَا لَمْ نَشْتَرِ(6)

ص: 339


1- القروم: جمع القرم - بالفتح -: السيد العظيم تشبيهاً بالفحل، والتخاطر: توائب الفحول عند الهياج
2- كشف الغمة 177/2 - 178 وفيه: عن علي بن عقبة عن أبيه قال: دخل الحسن بن علي ابن أبي طالب علیه السلام على معاوية وعنده شباب من قريش يتفاخرون، والحسن ساكت، فقال له: يا حسن والله ما أنت بكليل اللسان ولا بمأشوب الحسب (أي مخلوط غير صريح نسبه)، فلم لا تذكر فخركم وقدمكم؟ فأنشأ الحسن يقول: الأبيات
3- في كتاب وفاة الحسن بن علي علیه السلام «ما عن»
4- في كتاب وفاة الحسن بن علي علیه السلام زاد بعد البيت أعلاه، بهذا البيت: ولكنه ماحم لا بد واقع *** وما هذه الدنیا بدار قرار
5- شرح النهج 16/16 - 17، وفاة الحسن بن علي علیه السلام ص 42 - 43، أعيان الشيعة 4 - 40، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 212
6- منتهى المال 312/18 وفيه: يروى أيضاً أن رجلا أتاه يشكو الفقر والفاقة، وأنشد: لم يبق لي شيء يباع بدرهم *** يكفيك منظر حالتي عن مخبري إلاّ بقايا ماء وجهٍ صنته *** ألاّ يباع وقد وجدتك مشتري فدعا الرجل خادمه وقال له: ما مقدار ما عندك؟ قال: اثنا عشر ألف درهم، قال: ادفعها إلى هذا الرجل، وأنا منه خجل، قال: لم يتبقَّ للنفقة شيء، قال: ادفعها إليه وأحسن ظنك بالله تعالى، ثم دعا الرجل ودفع إليه المال واعتذر قائلاً: لم نعطك حقّك، بل أعطيناك بقدر الموجود، ثم أنشد: الأبيات. كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 209

عزمت تصبراً

وقال علیه السلام:

لَئِنُ سَاءَني ذهْرٌ عَزِمْتُ تَصَبُّراً *** وَكُلُّ بَلاَءٍ لاَ يَدُومُ يَسِيرُ

وإِنْ سَرّنِي لَمْ أَبْتَهِجُ بِسُرُورِهِ *** وَكُلُّ سُرورٍ لاَ يَدُومُ حَقِيرُ(1)

قافية السين

سبقت مبرزاً

وقال علیه السلام:

فيمَ الكَلاَمُ وَقَدْ سَبَقْتْ مُبَرِّزاً *** سَبْقَ الجَوَادِ مِنَ المَدَى وَالمِقْوَس(2) (3)

ص: 340


1- مناقب آل أبي طالب 41/3، بحار الأنوار 57/44 - 6/58 «باب 19» عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 170/ ح 13 «باب سائر ما وقع بعد بيعته علیه السلام، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 208، حياة الإمام الحسن علیه السلام للقرشي ص 330
2- المقوس: وعاء تجعل منه القسيّ
3- المحاسن ص 178، مناقب آل أبي طالب 25/3 وفيه: تفاخرت قريش والحسن بن عليّ حاضر لا ينطق، فقال معاوية: يا أبا محمد مالك لا تنطق؟ فوالله ما أنت بمشوب الحسب ولا بكليل اللسان؛ قال الحسن: ما ذكروا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها، ثم قال: فيم الكلام وقد سبقت مبرزاً *** سبق الجواد من المدى المتنفس ورواه ابن عساكر ورد في ترجمة الإمام الحسن علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق 144 - 146 / ح 244 بهذا الإسناد: قال الحسين بن محمد: وأنبأنا محمد بن سعد أنبأنا علي بن محمد، عن أبي عبد الرحمن العجلاني، عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، قال: تفاخر قوم من قريش بين يدي معاوية فذكر كل رجل منهم ما فيه فقال معاوية للحسن: يا أبا محمد ما يمنعك من القول فما أنت بكليل اللسان؟ قال: ... ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها ثم قال: فيم الكلام وقد سبقت مبرزاً *** سبق الجياد من المدى المتنفس وفي كشف الغمة 174/2 بهذا النص: عن علي بن عقبة عن أبيه قال: دخل الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السلام على معاوية وعنده شباب من قريش يتفاخرون، والحسن ساكت؛ فقال له: يا حسن والله ما أنت بكليل اللسان ولا بمأشوب الحسب فلِمَ لا تذكر فخركم وقديمكم؟ فأنشأ الحسن يقول: فيم الكلام وقد سبقت مبرزاً *** سبق الجواد من المدى المتباعد نحن الذين إذا القروم تخاطروا *** طبنا على رغم العدو الحاسد وعن المناقب أورده المجلسي في بحاره 10/103/44 «باب 20 سائر ما جرى بينه علیه السلام ومعاوية» والبحراني في عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسن علیه السلام 224/ ح 2، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 209

قافية العين

الصلح والحرب

وقال علیه السلام:

وَالصُّلْحُ تَأْخُذُ مِنْهُ مَا رَضِيتَ بِهِ *** والحَرْبُ يَكْفِيكَ مِنْ أَنْفَاسِهَا جُرَعُ(1)

قافية القاف

دنيا لا بقاء لها

يَا أَهْلَ لَذَاتِ دُنْياً(2) لاَ بَقَاءَ لَهَا *** إِنَّ المُقَامَ(3) بِظِلِ زَائِلٍ حُمْقُ(4)

ص: 341


1- كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 209، حياة الإمام الحسن علیه السلام 480/1
2- في نزهة الناظر «الدنيا»
3- في كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ «اغتراراً»
4- مناقب آل أبي طالب 19/4 في مكارم أخلاقه علیه السلام، تنبيه الخواطر 69/1، كشف الغمة 187/2، الفصول المهمة ص 156، بحار الأنوار 14/341/43 «باب 16 مکارم أخلاقه علیه السلام»، و 111/22/70 «باب 122 حب الدنيا وذمها»، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام ص 131 - 132 «باب 8 زهده وعبادته وجوامع مكارم أخلاقه»، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 209

إغن عن المخلوق

وقال علیه السلام:

إِغْنَ عَنِ المَخْلُوقِ بِالخَالِقِ *** نَغْنَ عَنِ الكَاذِبِ وَالصَّادِقِ

وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَنَ مِنْ فَضْلِهِ *** فَلَيْسَ غَيْرُ اللَّهِ بِالرّازِقِ

مَنْ ظَنَّ أَنَّ الرَّزْقَ مِنْ كَسْبِهِ *** زَلَتْ بِهِ النَّعْلاَنِ مِنْ خَالِقِ(1)

قافية اللام

نسوّد أعلاها

وقال علیه السلام:

نُسَوِّدُ أَعْلَاهَا وَتَأْبَى أُصُولُهَا *** فَلَيْتَ الَّذِي يَسْوَدُّ مِنْهَا هُوَ الأَصْلُ(2)

حزن طويل

و قال علیه السلام:

خَلَقْتَ الخَلائِقَ مِنْ قُدْرَةٍ *** فَمِنْهُمْ سَخِيَّ وَمِنْهُمْ بَخِيلُ

فَأَمَّا السَّخيُّ فَفِي رَاحَةٍ *** وَأَمَّا البخيلُ فَحُزْنٌ طَوِيلُ(3)

أفضل أيام الفتى

وقال علیه السلام:

إِذَا مَا أَتَانِي سَائِلٌ قُلْتُ مَرْحَباً *** يمَنْ فَضْلُهُ فَرْضٌ عَلَيَّ مُعَجَّلُ

وَمَنْ فَضْلُهُ فَضْلٌ عَلَى كُلِّ فَاضِلٍ *** وَأَفْضَلُ أَيَّامِ الفَتَى حِينَ يُسْأَلُ(4)

ص: 342


1- كتاب النعال في اللغة ص 23
2- العمدة 35/14، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 211. معنى البيت: أنا نسود الظاهر من الشعر و لكن جذوره تأبى إلا البقاء على الشيب
3- عيون أخبار الرضا علیه السلام 2/ 175، مناقب آل أبي طالب 22/4، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 210
4- نور الأبصار للشبلنجي ص 133 وفيه: قيل للحسن علیه السلام لأي شيء نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة فقال إني الله سائل وفيه راغب وأنا أستحيي أن أكون سائلاً وارد سائلاً وإن الله تعالى عودني عادة، عودني أن يفيض نعمه علي وعودته أن أفيض نعمه على الناس فأخشي إن قطعت العادة أن يمنعني العادة وأنشد يقول: الأبيات. كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 210

موت معاجل

وقال علیه السلام:

وَمَارَسْتُ هَذَا الدَّهْرَ خَمْسِينَ حِجَّةٌ(1) *** وَخَمْساً أُرَبِّي قَابِلا بَعْدَ قَابِلِ

فَمَا أَنَا فِي الدُّنْيَا بَلَغْتُ جَسِيمَهَا *** وَلاَ فِي الَّذِي أَهْوَى كَدَحْتُ بِطَائِلِ

فَقَدْ أَشْرَعَتْنِي فِي المَنَايَا أَكّفُّها *** وَأَيْقَنْتُ أَنِّي رَهْنُ مَوْتٍ مُعَاجِلِ(2)

نَوالُنَا خَضِلُ

وقال علیه السلام:

نَحْنُ أَنَاسٌ نَوَالُنَا خَضلُ *** يَرْتَعُ فِيهِ الرَّجَاءُ وَالأَمَلُ

تَجُودُ قَبْلَ السُّؤالِ أَنْفُسُنَا *** خَوْفاً عَلَى مَاءِ وَجْهِ مَنْ يَسَلُ

لَوْ عَلِمَ البَحْرُ فَضْلَ نَائِلنا *** لَغَاضَ مِنْ بَعْدِ فَيْضِهِ خَجِلُ(3)

ص: 343


1- الحجّة: السنة
2- وفيات الأعيان 421/4، بحار الأنوار 44 / 105 - 13/106 وفيه: في العقد أنّ مروان ابن الحكم قال للحسن بن علي علیه السلام بين يدي معاوية: أسرع الشيب إلى شاربك يا حسن! ويقال إنّ ذلك من الخرق فقال علیه السلام: ليس كما بلغك، ولكنّا معشر بني هاشم طيّبة أفواهنا، عذبة شفاهنا فنساؤنا يقبلن علينا بأنفاسهنّ، وأنتم معشر بني أُميَّة فيكم بخر شدید، فنساؤكم يصرفن أفواههنَّ وأنفاسهنَّ إلى أصداغكم، فإنّما يشيب منكم موضع العذار من أجل ذلك. قال مروان: أما إنّ فيكم يا بني هاشم خصلة سوء قال: وما هي؟ قال: الغلمة، قال: أجل نزعت من نسائنا ووضعت في رجالنا، ونزعت الغلمة من رجالكم ووضعت في نسائكم، فما قام لأموية إلا هاشمي ثُمَّ خرج يقول: الأبيات. ناسخ التواريخ ص 225، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 210
3- مناقب آل أبي طالب 20/4، جلاء العيون 322/1 - 323 وفيه: سأل الحسن بن علي علیه السلام الرجل فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار وقال انت بحمال يحمل لك فأتى بحمال فأعطاء طيلسانه فقال هذا كرى الحمال وجاءه بعض الأعراب فقال أعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون ألف درهم فدفعها إلى الأعرابي فقال الأعرابي: يا مولاي الا تركتني ابوح بحاجتي وأنشر مدحتي فأنشأ الحسن علیه السلام: الأبيات. عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام ص 112 باب 2 سخاؤه وكرمه وجوده، أعيان الشيعة 69/4، التكامل في الإسلام 166/1 وفيه البيتان: نحن أناس نوالنا خضل *** يرتع فيه الرجاء والأمل تجود قبل الؤال أنفسنا *** خوفاً على ماء وجه من يسأل كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 210

شفاء الجهل

وقال علیه السلام:

مَا غَبِيّاً سَأَلْتَ وَابْنَ غَبِيٌّ *** بَلْ فَقِيها إِذاً وَأَنْتَ الجَهُولُ

فَإِنْ تَكُ قَدْ جَهِلْتَ فَإِنَّ عِنْدِي *** شِفَاءُ الجَهْلِ مَا سَأَلَ السَّؤُولُ

وَبَحْراً لاَ تُقَسِّمُهُ الدَّوَالِي *** تُرَاثاً كَانَ أَوْرَثَهُ الرَّسُولُ(1)

ص: 344


1- جلاء العيون 336/1، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 103 - 105/ ح 1 وفيهما: حدّث أبو يعقوب يوسف بن الجرّاح، عن رجاله، حذيفة بن اليمان، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في جبل أظنّه حرى، أو غيره ومعهُ أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ علیه السلام وجماعة من المهاجرين والأنصار وأنس حاضر لهذا الحديث وحذيفة يحدّث به إذ أقبل الحسن بن عليّ علیه السلام يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسول الله صلی الله علیه وآله، وقال: إنّ جبرئيل يهديه وميكائيل يسدّده، وهو ولدي والطاهر من نفسي وضلع من أضلاعي هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو. وقام رسول الله صلی الله علیه وآله وقمنا معه وهو يقول له: أنت تفْاحتي وأنت حبيبي ومهجة قلبي، وأخذ بيده فمشى معه، ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله فنظر إليه رسول الله صلی الله علیه وآله وهو لا يرفع بصره عنه، ثمّ قال: أما إنّه سيكون بعدي هادياً مهديّاً، هذا هديّة من ربّ العالمين لي ينبيء عنّي، ويعرّف الناس آثاري ويحيي سنني، ويتولى أُموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك وبرّني فيه وأكرمني فيه. فما قطع رسول الله صلی الله علیه وآله كلامه حتى أقبل إلينا أعرابيّ يجرّ هراوة له، فلمّا نظر رسول الله صلی الله علیه وآله، قال: قد جاءكم رجل يكلّمكم بكلام غليظ تقشعرّ منه جلودكم، وإنّه يسألكم عن أُمور، إلاّ أنّ لكلامه جفوة، فجاء الأعرابيّ فلم يسلّم، وقال: أيّكم محمّد؟ قالوا: وما تريد؟ قال رسول الله صلی الله علیه وآله مهلاً، فقال: يا محمد لقد كنت أُبغضك ولم أرك والآن فقد ازددت لك بغضاً. قال: فتبسّم رسول الله صلی الله علیه وآله وغضبنا لذلك وأردنا بالأعرابيّ إرادة فأوما إلينا رسول الله صلی الله علیه وآله أن: اسكتوا؛ فقال الأعرابيّ: يا محمد إنّك تزعم نبيّ وإنّك قد كذبت على الأنبياء وما معك من برهانك شيء، قال له: يا أعرابيّ وما يدريك؟ قال: فخبّرني ببرهانك قال: إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي فيكون ذلك أوكد لبرهاني، قال: أوَ يتكلّم المضر؟ قال: نعم، یا حسن قم؛ فازدرى الأعرابيّ نفسه، وقال: هو ما يأتي ويقيم صبيّاً ليكلّمني، قال: إنّك ستجده عالماً بما تريد، فابتدره الحسن علیه السلام، وقال: مهلاً يا أعرابيّ: الأبيات. لقد بسطت لسانك، وعدوت طورك وخادمت نفسك، غير أنّك لا تبرح حتى تؤمن إن شاء الله، فتبسّم الأعرابيّ، وقال: هيه. فقال له الحسن علیه السلام: نعم اجتمعتم في نادي قومك وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم، فزعمتم أنّ محمداً صنبور، والعرب قاطبة تبغضه، ولا طالب له بثاره وزعمت أنّك قاتله وكان في قومك مؤونته، فحملت نفسك على ذلك وقد أخذت قناتك بيدك، تؤمّه تريد قتله، فعسر عليك مسلكك، وعمي عليك بصرك، وأبيت إلاّ ذلك فأتيتنا خوفاً من أن يشتهر، وإنّك إنّما جئت بخير يُراد بك. أُنبئك عن سفرك: خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة، اشتدّ منها ظلماؤها، وأظلّت سماؤها، وأعصر سحابها، فبقيت مُحْرَنْجِماً كالأشقر، إن تقدّم عقر وإن تأخّر نحر، لا تسمع لواطىء حسّاً ولا لنافخ نار جرساً، تداکّت عليك غيومها وتوارت عنك نجومها، فلا تهتدي بنجم طالع، ولا يعلم لامع، تقطع محجّة، وتهبط لجّة، في ديمومة قفر، بعيدة القعر، مجحفة بالسفر، إذا علوت مصعداً، ازددت بعداً، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ربح عاصف، وبرق خاطف، قد أوحشتك آكامها، وقطعتك سلامها، فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرّت عينك، وظهر دينك، وذهب أنينك. قال: من أين قلت يا غلام هذا؟! كأنّك كشفت عن سويد قلبي، ولقد كنت كأنك شاهدتني، وما خفي عليك شيء من أمري وكأنّه علم الغيب، فقال له: ما الإسلام؟ فقال الحسن: الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، فأسلمَ وحسن إسلامه، وعلّمه رسول الله صلی الله علیه وآله شيئاً من القرآن، فقال: يا رسول الله أرجع إلى قومي فأُعرّفهم ذلك، فأذن له، فانصرف ورجع ومعه جماعة من قومه فدخلوا في الإسلام فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن علیه السلام قالوا: لقد أعطي ما لم يعطَ أحد من الناس. ينابيع المعاجز ص 60، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 211

قافية الميم

لا دينهم ديني

وقال علیه السلام:

لا دِينُهُمْ دِينِي وَلاَ أَنَا مِنْهُمُ *** حَتَّى أَسِير(1) إِلى طَمَارٍ(2) شَمَامِ(3) (4)

ص: 345


1- في نهاية الأرب للنويري «يسير»
2- طمار: بفتح أوله وكسر الراء في آخره ويفتح المكان العالي من الجبل وغيره
3- شمام: اسم جبل بالعالية
4- تاريخ الطبري 388/4 «أحداث سنة 35 ه» ذكر الخبر عن قتل عثمان وفيه:... فلما أحد بقي المصريون لا يمنعهم من الباب ولا يقدرون على الدخول جاؤوا بنار، فأحرقوا الباب والسقيفة، فتأجج الباب والسقيفة، حتى إذا احترق الخشب، خرّت السقيفة على الباب، فثار أهل الدار وعثمان يصلي، حتى منعوهم الدخول، وكان أول من برز لهم المغيرة بن الأخنس، وهو يرتجز: قد علمت جارية عضول *** ذات وشاح ولها جديل أني بنصل السيف خنشليل *** لأمنعن منكم خلیلی بصارم ليس بذي فلول وخرج الحسن بن علي وهو يقول: البيت. الكامل لابن الأثير 88/3، نهاية الأرب للنويري 495/19 «ذكر مقتل عثمان»

العباد الأسخياء

وقال علیه السلام:

إِنَّ السَّحَاءَ عَلَى العِبَادِ فَرِيضَةٌ *** لِلَّهِ يُقْرَأْ فِي كِتَابٍ مُحْكَمِ

وَعَدَ العِبَادَ الأَسْخِيَاءَ جِنَانَهُ *** وَأَعَدَّ للبُخَلاَءِ نَارَ جَهَنَّم

مَنْ كَانَ لا تَنْدَى يَدَاهُ بِنَائِلٍ *** للرَّائِبِينَ فَلَيْسَ ذَاكَ بِمُسْلِم(1)

قافية النون

خسيس الخبز

وقال علیه السلام:

لَكَسْرَةٌ مِنْ خَسِيس الخُبْزِ تُشْبِعُنِي *** وَشُرْبَةٍ مِنْ قُرَاحَ المَاءِ تَكْفِينِي

وَطِمْرَةٍ(2) مِنْ رَقِيقِ الثَّوبِ تَسْتُرُنِي *** حَيّاً وَإِنْ مُتُ تَكْفِينِي لِتَكْفِينِي(3)

ص: 346


1- مناقب آل أبي طالب 21/4 (في مكارم أخلاقه علیه السلام)، بحار الأنوار 343/43، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 114 / ح 2 «باب 2»، ناسخ التواريخ ص 253، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 211
2- الطِمرة: الثوب البالي
3- مناقب آل أبي طالب 15/4 - 16، بحار الأنوار 14/341/43 «باب 16 مكارم أخلاقه وفضله علیه السلام»، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 132/ 3 «باب 8»، كلمة الإمام الحسن علیه السلام ص 212

ابن الخيرتين

وقال علیه السلام:

خِيرَةُ اللَّهِ مِنَ الخَلْق أبي *** بَعْدَ جَدِّي وَأَنَا ابْنُ الخِيرَتَيْنِ

فِضَّةٌ قَدْ صِيغَتْ مِنْ ذَهَبٍ *** فَأنا الفِضَّةُ ابنُ الذَّهَبَيْنِ(1)

يجزى هواناً

وقال علیه السلام:

أنْزَلَ اللهُ فِي الكِتَابِ عَلَيْنَا *** فِي عليَّ وَفِي الوَلِيدِ قُرانا

فَتَبَوَّأ الوَلِيدُ مَنْزِلَ كُفرٍ *** وَعَلِيُّ تَبَوَّاْ بِالإيمانا

لَيْسَ مَنْ كَانَ مُؤمِناً يَعْبُدُ الله *** كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً خَوَّانا

سَوْفَ يُدعى الوَلِيدُ بَعْدَ قَلِيل *** وَعَلِيٌّ إِلَى الجَزَاءِ عِيانا

فَعَلِيٌّ يُجْزَى هُنَاكَ جِنانا *** وَهُنَاكَ الوَلِيدُ يُجْزَى هَوَانا(2)

ص: 347


1- الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي: ص 136
2- أمالي الصدوق 396 - 397 / 4 بهذا الإسناد: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال حدثنا الحسن بن علي السكري، قال حدثنا محمد ابن زكريا الجوهري، قال حدثنا عبد الله بن ضحاك، قال حدثني هشام بن محمد عن أبيه، قال هشام وأخبرني ببعضه أبو مخنف لوط بن يحيى وغير واحد من العلماء في كلام كان بين الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السلام وبين الوليد بن عقبة، فقال له الحسن علیه السلام لا ألومك أن تسب علياً علیه السلام وقد جلدك في الخمر ثمانين سوطاً وقتل أباك صبراً بأمر رسول الله في يوم بدر، وقد سماه الله عز وجل في غير آية مؤمناً، وسماك فاسقاً، وقد قال الشاعر فيك وفي علي علیه السلام: الأبيات

قافية الهاء

أجامل أقواماً

وقال علیه السلام:

أجَامِلُ أَقْوَاماً حَيَاءٌ وَلَا أَرَى *** قُلُوبَهُمُ تَغْلِي عَلَيَّ مراضُهَا(1)

كرم الرحمن

وقال علیه السلام:

غُلامٌ كَرَّمَ الرَّحْمَنُ بِالتُظهِيرِ جَدَّيْهِ *** كَسَاءُ القَمَرُ القَمْقَامُ مِنْ نُورِ سَنَائِيْهِ

وَلَوْ عَدَّدَ طماح نفخنا عن عداديه *** وَقَدْ أَوْ ضَنْتُ مِنْ شَعْرِي وَقَوَّمْتُ عَروضَيْهِ(2)

قافية الياء

قال العيون

وقال علیه السلام:

خَلُ العُیُّونَ وَمَا أَرَدْنَ *** مِنَ البُكَاءِ عَلَى عَلِيّ

لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ الحُلِيّ *** فلَيْسَ قَلْبَكَ بِالخَلِي

لِلَّهِ أَنْتَ إِذَا الرِّجَالُ *** تَضَعْضَعَتْ وَسْطَ النّدِيّ

فَرَّجْتَ عُمَّتَهُ وَلَمْ تَرْ *** كَزْ إِلى فَشَلٍ وَعَيّ(3)

ص: 348


1- مناقب آل أبي طالب 41/3، بحار الأنوار 6/57/44 «باب 19» عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسن علیه السلام 170 / ح 13 «باب سائر ما وقع بعد بيعته علیه السلام»، كلمة الإمام الحسن علیه السلام عن 211
2- ناسخ التواريخ 272/5، حياة الإمام الحسن علیه السلام 185/1 وكان هذا جواباً من الإمام الحسن علیه السلام إلى الأعرابي الذي كان معجباً بأهل البيت علیهم السلام
3- مناقب آل أبي طالب 313/3 الكبريت الأحمر ص 27، بحار الأنوار 45/241/42 «باب 127 كيفية شهادته علیه السلام»، المجالس السنية 167/5، كلمة الإمام الحسن علیه السلام 212

هذا غلام

وقال علیه السلام:

هذا غُلامٌ كَرَّمَ الرَّحْمَنُ *** بِالتَّظهِيرِ جَدَّيْهِ

كَسَاهُ القَمَرُ القَمْقَامُ *** مِنْ نُورِ سَنَاءَيْهِ(1)

وَلَوْ عَدَدَ طَمَّاحٌ *** نَفَخْنَا عَنْ عَدَادَيْهِ

وَقَدْ أَرْخَيْتُ مِنْ شِعْرِي *** وَفَوَّقْتُ عُروضَيْهِ(2)

ص: 349


1- القمقام: السيد الكثير العطاء، والعدد الكثير، والأمر العظيم
2- قال محمد بن طلحة الشافعي: نقل أن أعرابياً دخل المسجد، فوقف على الحسن علیه السلام وحوله حلقة، فقال لبعض جلساء الحسن: من هذا الرجل؟ فقال له: الحسن بن عليّ بن أبي طالب: فقال الأعرابي: إيَّاه أردت، فقال له: وما تصنع به يا أعرابي؟ فقال: بلغني أنهم يتكلمون، فيعربون في كلامهمّ وإنّي قطعت وادياً وقفاراً، وأودية وجبالاً، وجئت لأطارحه الكلام؛ وأسأله عن عويص العربية، فقال له جليس الحسن علیه السلام إن كنت جنت لهذا، فابدأ بذلك الشاب، وأومى إلى الحسين علیه السلام، فوقف عليه وسلّم، فقال علیه السلام: وما حاجتك يا أعرابي، فقال: إنّي جنتك من الهرقل والجعلل والانيم ولمهمم، فتبسم الحسين علیه السلام؛ وقال يا أعرابي: لقد تكلمت بكلام ما يعقله إلا العالمون، فقال الأعرابي: وأقول أكثر من هذا، فهل تجيبني على قدر كلامي؛ فقال له الحسين: قل ما شئت، فإنّي مجيبك عنه، فقال الأعرابي: إنّي بدوي أكثر مقالي الشعر، وهو ديوان العرب فقال له الحسين: قل ما شئت فإني مجيبك عليه. فأنشأ الأعرابي يقول: هفا قلبي إلى الله *** وقد ودع شرخیه وقد كان أنيقا عصر *** تجراری ذیلیه عیالات ولذات *** فیا سقیا لعصریه فلما عمم الشیب *** من الرأس نطاقیه وأمسی قد عناني منه *** تجدید خضابیه تسلیت عن اللهو *** وألقیت قناعیه وفي الدهر أعاجیب *** لمن یلبس حالیه فلو یعمل ذووا رأي *** أصیل فیه رأییه لألفي عبرة منه *** له في کر عصریه ولما قال الأعرابي الأبيات، أجابه الحسين علیه السلام ارتجالاً فقال علیه السلام: فما رسم شجاني قد *** محت آیات رسمیه سفور درّجت *** ذیلین في بوغاء قاعیه هتوف حرجف تترى *** علی تلبید ثوبیه وولاج من المزن *** دنا نوء سماكیه أتی مثعنجر الودق *** بحور من خلالیه وقد أخمد برقاء *** فلا ذم لبرقیه فقد حلل رعداء *** فلا ذم لرعیدیه ثجیج الرعد ثجاج *** إذا أرضی یظاقیه فأضحی دارساً فقراً *** لبینونة أهلیه فلما سمعها الأعرابي، قال: ما رأيت كاليوم قطّ مثل الغلام أعرب منه كلاماً، وأدرب لساناً، وأفصح منه منطقاً فقال له الحسن علیه السلام الأبيات، نقلها محمد بن طلحة الشافعي، في كتابه مطالب السؤول ص 71

ص: 350

الإمام الحسين الشهيد علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام الحسين علیه السلام بن الإمام علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأُمُّه السيدة الزهراء علیها السلام.

ولادته وتسميته علیه السلام: ولد علیه السلام يوم الخميس في الثالث من شهر شعبان المعظم في السنة الرابعة للهجرة، في المدينة المنورة، وقيل إنه ولد في عام الخندق يوم الخميس أو الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة 4 ه بعد أخيه الحسن بعشرة أشهر وعشرين يوماً، وقد سماه الله سبحانه وتعالى ب الحسين عندما هبط جبرائيل علیه السلام من عند العلي الأعلى ليقرىء الرسول صلی الله علیه وآله السلام ويطلب منه أن يسميه (شبيرا) فقال صلی الله علیه وآله: «لساني عربي» فقال جبرائیل علیه السلام سمه (الحسين).

ولما ولد علیه السلام أذّن الرسول صلی الله علیه وآله في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وفي اليوم السابع عق عنه بكبشين أملحين، وحلق شعر رأسه وتصدق بوزنه ورقاً.

كناه: كني علیه السلام بأبي عبد الله، وفي بعض الروايات أنه كُنّي بأبي علي، وكنّاه الناس بعد استشهاده بأبي الشهداء، وأبي الأحرار.

ألقابه: الشهيد السعيد، السبط الثاني، الإمام الثالث، المبارك، التابع لمرضاة الله، المتحقق بصفات الله، الدليل على ذات الله، أفضل ثقات الله، المشغول ليلاً ونهاراً بطاعة الله، الثاري بنفسه الله، الناصر لأولياء الله، المنتقم من أعداء الله، الإمام المظلوم، الأسير المحروم، الشهيد المرحوم، القتيل المرجوم، الإمام الشهيد، الولي الرشيد، الوصي السديد، الطريد

ص: 351

الفريد البطل الشهيد، الطيب الوفي، الإمام الرضي، ذو النسب العلي، المنفق الملي، أبو عبد الله الحسين بن علي، منبع الأئمة، شافع الأُمة، سید شباب أهل الجنة، عبرة كل مؤمن ومؤمنة، صاحب المحنة الكبرى، والواقعة العظمى، وعبرة المؤمنين في دار البلوى، ومن كان بالإمامة أحق وأولى، المقتول بكربلا، ثاني السيد الحصور يحيى ابن النبي الشهيد زكريا الحسين بن علي المرتضى، زين المجتهدين، وسراج المتوكلين، مفخر أئمة المهتدين، وبضعة كبد سيد المرسلين، نور العترة الفاطمية، وسراج الأنساب العلوية، وشرف غرس الأحساب الرضوية، المقتول بأيدي شر البرية، سبط الأسباط، وطالب الثأر يوم الصراط، أكرم العتر، وأجلّ الأُسر، وأثمر الشجر، وأزهر البدر. معظم، مكرّم، موقّر، منظف، مظهر، أكبر الخلائق في زمانه في النفس، وأعزهم في الجنس، وأذكاهم في العرف، وأوفاهم في العرف، أطيب العرق، وأجمل الخلق، وأحسن الخلق، قطعة النور، ولقلب النبي سرور، المنزّه عن الإفك والزور، وعلى تحمل المحن والأذى صبور، مع القلب المشروح حسور، مجتبي الملك الغالب، الحسين بن علي بن أبي طالب، من أبوهُ الرسول وأُمه البتول، وشاهده التوراة والإنجيل، والمبشر به جبرائيل وميكائيل، غذته كفه الحق، وربّي في حجر الإسلام، ورضع من ثدي الإيمان.

صفاته علیه السلام: كان الإمام الحسين علیه السلام أبيض اللون، له جمال عظيم ونور يتلألأ في جبينه وخده، وكان أشبه الناس برسول الله صلی الله علیه وآله، وعليه سيماء الأنبياء، فكان يحكي في هيبته هيبة جده صلی الله علیه وآله التي تعنو لها الجباه. وكان علیه السلام ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظم، رحب الكفين والقدمين، متماسك البدن.

زوجاته علیه السلام: ليلى بنت مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي، أُم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي، شاه زنان بنت كسرى يزدجرد (ملك الفرس)، الرباب بنت امرىء القيس بن عدي.

أولاده علیه السلام: للإمام الحسين علیه السلام في الأولاد الذكور: الإمام علي زين

ص: 352

العابدین علیه السلام، علي الأكبر، جعفر، عبد الله. ومن الإناث: سكينة، فاطمة، ورقیة.

حياته مع أبيه وأخيه علیه السلام: لازم الإمام الحسين علیه السلام أباه أمير المؤمنين علیه السلام واشترك معه في حروبه الثلاثة: الجمل، صفين، والنهروان وعاش علیه السلام مع أخيه الحسن مدة عشر سنوات.

جوده علیه السلام: تتحدث كتب التاريخ والسيرة عن كرم وجود الإمام و الحسين علیه السلام كما سائر أئمة أهل البيت علیهم السلام، فقد أكدت جميع الموثوقة أن الإمامين الحسن والحسين علیه السلام كانا يبذلان كل ما لديهما في سبيل الله عز وجل، ويؤثران الفقير والمحروم على نفسيهما، وقد شاع بين الرواة والمؤرخين أن الإمام الحسين علیه السلام كان يخرج من نصف ما يملك في كل عام للفقراء والمحتاجين وفي بعض الروايات أنه كان يخرج من جميع ما يملك.

توجهه علیه السلام إلى الكوفة: خرج الإمام الحسين علیه السلام من المدينة المنوّرة ومعه أهله وأنصاره قاصداً مكة المكرمة، تاركاً فيها أخاه محمد بن الحنفية، بعد أن رفض مبايعة يزيد بن معاوية، ووصل إلى مكة المكرمة في الثالث من شعبان سنة 60 ه، فأقام فيها بقية شعبان، ورمضان، وشوال، وذي القعدة، وخرج من مكة في يوم الثامن من ذي الحجة، بعد أن اجتمعت لديه آلاف الرسائل من أهل الكوفة تبايعه وتدعوه إلى القدوم، وفي بعض الروايات أنه علیه السلام تلقى اثني عشر كتاباً بهذه الخصوص، وتتحدث بعض الروايات أن الحسين علیه السلام تلقى رسائل أيضاً من أهل البصرة والمدائن وغيرها، بالإضافة إلى وفود أتته من العراق واليمن وغيرها من المناطق الإسلامية.

رسوله مسلم بن عقيل: أرسل الإمام الحسين علیه السلام أبن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة لاستطلاع أوضاع أهلها، فإن رآهم على مثل ما جاءت به كتبهم أخبره بذلك ليكون على أثره، لكن أهل الكوفة غدروا بمسلم بن عقيل وقتلوه بعد أن قتلوا هاني بن عروة الذي آواه وأحسن ضيافته.

نقش خاتمه علیه السلام: كان علیه السلام لديه خاتمان: أحدهما من عقيق وقد نقش

ص: 353

عليه: إن الله بالغ أمره، والثاني وهو الذي سلب منه يوم استشهاده ونقش عليه: لا إله إلا الله عدد لقاء الله، وقد ورد أن من تختم بمثله كان له حرزاً من الشيطان. وفي رواية أن نقش خاتمه: حسبي الله.

بوابه علیه السلام: أسعد الهجري.

شاعره علیه السلام: يحيى بن الحكم، وآخرون.

استشهاده علیه السلام: وفي اليوم الثاني من محرم الحرام وصل الإمام الحسين علیه السلام إلى كربلاء التي استشهد فيها مع أولاده وأنصاره في الواقعة المشهورة في يوم العاشر من المحرم سنة 61 ه، وحمل رأسه الشريف إلى يزيد بن معاوية وسبيت عياله إلى الشام، ثم تولى الإمام زين العابدين علیه السلام دفنه في یوم الثالث عشر من المحرم كما تشير الروايات، وقبره في كربلاء دفنه في يوم المقدسة ويؤمه اليوم الملايين من محبيه ومواليه لزيارته والتبرك به.

ص: 354

قافية الهمزة

أبكى الحسين

قال علیه السلام:

أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ يُبْكَى عَلَيْهِ *** فَنِّى أَبكَى الحُسَيْنَ بِكَرْبَلاَءِ

أَخُوهُ وَابْنُ وَالِدِهِ عَلِيّ *** أبو الفَضْلِ المُضَرَّحِ بِالدِّمَاءِ

وَمَنْ وَاسَاهُ لاَ يُثْنِيهِ خَوْفٌ *** وَجَادَ لَهُ عَلَى عَطَشِ بِمَاءِ(1)

رسول الله جدي

وقال علیه السلام:

إِذَا اسْتَنْصَرَ(2) المَرْءُ إمرئاً لاَ يَداً(3) لَهُ(4) *** فَنَاصَرَهُ وَالخَاذِلُونَ(5) سَواءُ

أنَا ابْنُ الَّذِي قَدْ تَعْلَمُونَ(6) مَكَانَهُ *** وَلَيْسَ عَلَى الحَقِّ الْمُبِين طَخَاءُ(7) (8)

ص: 355


1- ناسخ التواريخ ص 292 قالها الإمام علیه السلام عند مصرع أخيه العباس علیه السلام. وقيل هذه الأبيات للفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب (أدب الطف 223/1)
2- استنصر: استغاث
3- في الديوان والبحار «لا يدي له»
4- في نور الأبصار: إذا استنصر المرء امرىء لاذية»
5- الخاذل: خذل: ترك نصرته وتخلى عن عونه
6- في الفصول المهمة «يعلمون»
7- طخاء: السحاب المرتفع. وما في السماء طخية؛ أي: شيء من السحاب، والطخياء: الليلة المظلمة، يقال: ظلام طاخ
8- في الفصول المهمة ونور الأبصار «طحاء»

أَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ جَدِّي وَوَالِدِي *** أنَا البَدْرُ إِنْ خَلاَ(1) النُّجُومَ(2) خَفَاءُ(3)

أَلَمْ يَنْزِلِ القُرآنُ خَلْفَ بُيُوتِنَا *** صَبَاحَاً وَمِنْ بَعْدِ الصَّبَاحَ مَسَاءُ(4)

يُنَازِعُنِي(5) وَاللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ *** يَزِيدٌ(6) وَلَيْسَ الأَمْرُ حَيْثُ يَشَاءُ

فَيَا نُصَحَاءَ(7) اللَّهِ أَنْتُمْ وَلاتُهُ *** وَأَنْتُمْ عَلَى أَدْيَانِهِ(8) أَمَنَاءُ

بِأَيِّ كِتَابِ أَمْ بِأَيَّةٍ سُنَّةٍ *** تنَاولهَا عَنْ أَهْلِهَا البُعَدَاءُ(9)

ص: 356


1- في نور الأبصار «حل»
2- خلا النجوم: ذهبت النجوم
3- خفاء: الستر
4- هذا البيت غير موجود في الديوان
5- ينازعني: يخاصمني ويجادلني
6- يزيد: قال محمد بن عبد الرحيم في ترجمته ضمن شرحه للديوان هر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد بالماطرون سنة 25 ه الموافق 645 م، ونشأ بدمشق، ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 ه، وأبى البيعة له الله بن الزبير والحسين بن علي علیه السلام، فانصرف الأول إلى مكة، والثاني إلى الكوفة، وفي أيام يزيد فجع المسلمون بالسبط الشهيد الحسين بن علي علیه السلام سنة 61 ه. قال الإمام السيوطي في تاريخ الخلفاء: ثم اليزيد أخبث به ولداً *** في أربع بعدها ستون قد قبرا وفي أيامه خلع أهل المدينة طاعته سنة 63 ه، فأرسل إليهم مسلمة بن عقبة المري، وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم خول وعبيد ليزيد، ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة، وقتل فيها كثيراً من الصحابة وأبناءهم وخيار التابعين، ومدة خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر إلا أياماً. توفي بحوارين من أرض حمص» سنة 64 ه الموافق 683 م. كان يزيد نزوعاً إلى اللهو. (انظر: تاريخ الطبري حوادث سنة 64 ه، وتاريخ الخميس 2/ 300، ومنهاج السنة 237/2 - 254، والكامل لابن الأثير 49/4، ومختصر تاريخ العرب 71 - 76، والبدء والتاريخ 6/ 6 - 16، وتاريخ اليعقوبي 2/ 215، وجمهرة الأنساب 103، وبلغة الظرفاء 19، والمسعودي 67/2 - 73، والقلائد الجوهرية 262، والوسائل إلى مسامرة الأوائل 33 - 34، ورغبة الأمل 83/4 - 84 و 129/5، والأعلام 189/8)
7- نصحاء: المرشدون إلى ما فيه الصلاح
8- في نور الأبصار «أربابه»
9- كشف الغمة 245/2، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 111 وأورد الأربع أبيات الأخيرة منها في ص 114، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 180 - 181، نور الأبصار للشبلنجي ص 139، بحار الأنوار 123/75 - 124 / 6 «باب 20 مواعظ الإمام الحسين ابن علي علیه السلام»

تبارك ذو العُلى

وقال علیه السلام:

تَبَارَكَ ذُو العُلاَ وَالكِبْرِيَاءِ *** تَفَرَّدَ بِالجَلالِ وَبِالبَقَاءِ(1)

وَسَوَّى المَوْتُ بَيْنَ الخَلْقِ طُرّاً *** وَكُلُّهُمْ رَهَائِنُ للفَنَاءِ(2)

وَدُنْيَانَا - وَإِنْ مِلنا إِلَيْهَا *** وَطَالَ بِهَا المَتَاعُ - إلى انقِضَاءِ(3)

أَلاَ إِنَّ الرُّكُونَ عَلَى غُرُورٍ *** إِلَى دَارِ الفَنَاءِ مِنَ الفَنَاءِ(4)

وَقَاطِنُهَا سَرِيعُ الظَّعْنِ عَنْهَا *** وإِنْ كَانَ الحَرِيصَ عَلَى الثَّوَاءِ(5) (6)

ص: 357


1- تبارك: تقدّس وتنزه وتعظم وتعالى أو كثر خيره الحسي والمعنوي. تفرد: استقل به وحده وليس معه شريك. البقاء: ضد الفناء
2- الطُّرّ: الجماعة، يقال: جاء القوم طرّا: جميعاً دون أن يتخلف منهم أحد. رهائن: المفرد: الرهينة: ما يُرهن. قال تعالى في سورة الطور الآية 21: «كلُّ امرىءٍ بما كسبَ رهينٌ» أي: مجازی بفعله. الفناء: ضد البقاء
3- المتاع: ما ينتفع به. قال تعالى في سورة غافر الآية 29: «إنَّما الحياة الدُّنيا متاعٌ». انقضاء: الفناء والانقطاع
4- الركون: ركن إليه: مال إليه وسكن واطمأن. قال تعالى في سورة هود الآية 113: «ولا تَرْكنوا إلى الّذين ظلموا». الغرور: ما اغتُرَّ به من متاع الدُّنيا
5- قاطنها: ساكنها. الظعن: الارتحال. الحريص: المتمسك والمشفق والراغب في المنفعة. قال تعالى في سورة التوبة الآية 138: «لقد جاءكم رسولُ من أنفُسكم عزيزٌ عليه ما عنتُّم حريصٌ عليكم». الثواء ثوى بالمكان: ثواءً، وثُويّاً: أقام واستقرَّ وأطال الإقامة به، فهو ثاوٍ أي: مقيم. والمثوى: المنزل الذي يقام فيه، الجمع: مثاوي
6- ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 115 جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 9/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 202، شرح أشعار الإمام الحسين علیه السلام. نسخة مخطوطة في مكتبة المؤلف في قمم المقدسة. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

قافية الألف

مزقت لحمهم

وقال علیه السلام:

نَادَيْتُ سُكَّانَ القُبُورِ فَاسْكتوا *** وَأَجَابَنِي(1) عَنْ صَمْتِهِمْ تُرْبُ الحَصَى(2) (3)

قَالَتْ أَتَدْرِي مَا فَعَلْتُ بِسَاكِنِي *** مَزَّقْتُ لَحْمَهُمْ وَخَرَّقْتُ الكُسا(4)

وَحَشَوْتُ أعْيُنَهُمْ تُراباً بَعْدَمَا *** كَانَتْ تَأَذّى بِاليَسِيرِ مِنَ القَذَا(5)

ص: 358


1- في حياة الإمام الحسين علیه السلام «فأجابني»
2- في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق «ندب الجثاء»
3- الحصى: جمع حصاة الواحدة من صغار الحجارة، ويطلق على العدد الكثير تشبيها له بالحصى كثرة. قال الأعشى: فلست بالأكثر منهم حصى *** وإنَّما العزّةُ للكاثر وورد هذا البيت في تهذيب تاريخ ابن عساكر 327/4 بهذا النص: ناديتُ سكّان القبور فأسكتوا *** فأجابني عن صمتهم تُربُ الحَشا
4- خرقت: خرق: ثقب، وشق ومزق. الكسا: الثوب، الجمع: أكسية، مثناة: كساءان وكساوان، والكاسي الذي يكو غيره، قال الحطيئة: دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغيتها *** واقعُدْ فإنك أنت الطاعم الكاسي ورد هذا البيت في تهذيب تاريخ دمشق الكبير 327/4 بهذا النص: قالت أتدري ما قنعت بساكني *** مزقت جثماناً ومزقت الكَسا
5- حشرت: حشا: ملأ. اليسير: القليل. القذا والقذى ما يتكون في العين من رمص وغمص وغيرهما ورد هذا البيت في تاريخ دمشق الكبير 327/4 بهذا النص: وحشوت أعينهم تراباً بعدما *** كانت تباينت المفاصل والسوا وورد في أعيان الشيعة 621/1 بهذا النص: وحشوت أعينهم تراباً بعدما *** كانت تأذى بالقليل من القذا

أمَّا العِظَامُ فَإِنَّنِي مَزْقْتُهَا(1) *** حَتَّى تَبَايَنَتِ المَفَاصِلُ وَالشَّوا(2)

قَطَعْتُ ذَا زَادٍ مِنْ هَذَا كَذَا *** فَتَرَكْتُهَا رِمَماً يَطُوفُ بِهَا البَلا(3) (4) (5)

ص: 359


1- في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق «فرقتها»
2- مزقتها: شققتها: تباينت: انفصلت وتباعدت. المفاصل المفرد المفصل: ملتقى كل عظمين في الجسد. الشوى: الجلد، وظاهر الجلد، وأطراف الجسم، قال تعالى في سورة المعارج الآية 16: «نزَّاعة للشّوى». لم يرد هذا البيت في تهذيب تاريخ دمشق الكبير
3- ورد هذا البيت في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق بهذا النص: قطّعت ذا من ذا ومن هذاك ذا *** فتركتها رمماً يطول بها البلا وفي البداية والنهاية بهذا النص: قطعت ذا من ذا من هذا كذا *** فتركتها مما يطول بها البلا وفي حياة الإمام الحسين علیه السلام بهذا النص: قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا *** فتركتها مما يطول بها البلي
4- الرمم: المفرد: الرمّة: العظام البالية، والرميم: البالي من العظام ونحوها، يستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع. قال تعالى في سورة يس الآية / 78: «قالَ من يُحيي العِظامَ وهيَ رميم». البلا: بلوت الرجل بلواً، وبلاء: اختبرته وجربته وامتحنته. قال تعالى في سورة الأنبياء الآية/ 35: «ونبلُوَكم بالشرِّ والخير فتنةً». والبلوى: الاختبار والمصيبة
5- ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 112 - 113، ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 163/ ح 210 بهذا الإسناد: أخبرنا أبو الفتوح الأنصاري عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء، قال: سمعت أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس، قال: قرأت على الحارث بن عبيد الله، عن إسحاق ابن إبراهيم، قال: بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال: الأبيات. البداية والنهاية 226/8، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 328/4، أعيان الشيعة 621/1، حياة الإمام الحسين علیه السلام للقرشي 187/1، أئمتنا ص 223

قافية الباء

سكينة والرباب

وقال علیه السلام:

لَعَمْركَ إِنَّني لأحبُّ داراً *** تَحْلُ بِهَا سُكَيْنَةُ وَالرَبَّابُ

أحِبُّهِمَا وَأَبْذُلُ جُلُّ مَالِي *** وَلَيْسَ لِعَاتِبِ عِنْدِي عِتَابُ(1)

على دين النبي

وقال علیه السلام:

أنَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِي *** أَحْمِي عِيَالاَتِ أَبِي

ص: 360


1- مقتل الإمام الحسين علیه السلام لأبي مخنف ص 172، تذكرة الخواص ص 238 بهذا النص: وأورد البيت الأول ابن قتيبة في كتابه المعارف ص 213، وفي مقتل الإمام الحسين علیه السلام للخوارزمي وردت الأبيات بهذا النص: لعمرك إنني لأحب داراً *** تقیم بهاسكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي *** وليس للائمي فيها عتاب ولست لهم وإن رغبوا مطيعاً *** حياتي أو يغييني التراب وأورد الأبيات ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص ص 238 بهذا النص: لعمرك إنني لأحب داراً *** تحل بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل فوق جهدي *** وليس لعاذل عندي عتاب وليس لهم وإن عتبوا مطبعاً *** حياتي أو يغيبني التراب وفي البداية والنهاية 227/8 وردت الأبيات بهذا النص: لعمرك إنني لأحب داراً *** تحل بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي *** وليس للائمي فيها عتاب ولست لهم - وإن عتبوا - مطيعاً *** حياتي أو يغيبني التراب بحار الأنوار 47/45 «باب 37»، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 290، ينابيع المودة 152/3 فقط البيت الأول، وسيلة الدارين ص 281، السيدة سكينة ص 94، حياة الإمام الحسين علیه السلام للقرشي 7/189/10 وزاد هذا البيت: فلست لهم وإن غابوا مضيعا *** حياتي أو ييني التراب

آلَیْتُ أَنْ لاَ أَنْثَنِي *** أَمْضِي عَلَى دِينِ النَّبِي(1) (2)

يخوض بحار الموت

وقال علیه السلام:

إِذَا المَرْءُ لَمْ يَحْمِ بَنِيهِ وَعِرْسِهِ *** وَعِتْرَتِهِ كَانَ اللَّئِيمَ المُسبَّبا

وَمِنْ دُونَ مَا نَبْغِي يُرِيدُ بِنَا غَداً *** يَخُوضُ بِحَارَ المَوْتِ شَرَقاً وَمَغْرِبا

وَنَضْرِبُ ضَرْباً كَالحَرِيقِ مُقدَّماً *** إِذَا مَا رآه ضَيْغَمٌ فَرَّ مهْرَبا(3)

البدر بأرض العرب

وقال علیه السلام:

أَنَا الحُسَيْنُ بْنُ عَلَيِّ بْنُ أَبِي *** طالبِ البَدْرُ بِأَرْضِ العَرَبِ

أَلَمْ تَرَوْا وَتَعْلَمُوا أَنَّ أَبِي *** قَاتِلُ وعَمْروِ وَمُبِيرُ مَرْحَبِ

وَلَمْ يَزَلْ قَبْلَ كُشُوفِ الكُرَبِ *** مُجَلِّياً ذلِكَ عَنْ وَجْهِ النَّبِي

أَلَيْسَ مِنْ أَعْجَبِ عُجْبِ العَجَبِ *** أَنْ يَطْلُبَ الأَبْعَدُ مِيراثَ النَّبِي

وَاللَّهُ قَدْ أَوْصَى بِحِفْظِ الأَقْرَبِ(4)

ص: 361


1- وردت الأبيات في بحار الأنوار وجلاء العيون والعوالم الإمام الحسين علیه السلام ومنتهى ووسيلة الدارين بهذا النص: أنا الحسين بن عليّ *** آليت أن لا أنثني أحمي عیالات أبي *** أمضي على دين النبيّ
2- مناقب آل أبي طالب 4/ 119 - 120، بحار الأنوار 49/45، جلاء العيون 204/2، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 292، منتهی الآمال 537/1، مقتل الحسين علیه السلام للمقرم ص 345، وسيلة الدارين ص 311 قالها الإمام علیه السلام لما حمل على الميسرة
3- المنتخب ص 422، ناسخ التواريخ ص 174
4- كشف الغمة 246/2

لقد آن التزوُّد

يُحَوِّلُ عَنْ قَرِيبٍ مِنْ قُصُورٍ *** مُزَخْرَفَةٍ(1) إِلى بَيْتِ التُّرَابِ

فَيُسْلَمُ فِيهِ مَهْجُوراً فريداً *** أَحَاطَ بِهِ شُحُوبُ(2) الإِغْتِرَابِ(3)

وَهَوْلُ(4) الحَشْرِ(5) أَفَظَعُ كُلَّ أَمْرِ *** إِذَا دُعِيَ ابْنُ آدَمَ للحِسَابِ

وَأَلْفَى كُلَّ صَالِحَةٍ أَتَاهَا *** وَسَيْنَةٍ جَنَاهَا(6) فِي الكِتابِ

لَقَدْ آنَ التَزُوُّدُ(7) إِنْ عَقِلْنَا(8) *** وَأَخْذُ الحَظِّ مِنْ بَاقِي الشَّبَابِ(9)

من وارى أخاه

وقال علیه السلام:

أَأَدهنُ رَأْسِي أَمْ أُطِيبُ مَحَاسِنِي *** وَرَأَسُكَ مَعْفُورٌ وَأَنْتَ تَرِيبُ

وَأَسْتَمْتِعُ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ أُحْبُّهُ *** بَلَى كُلُّ مَا أَدْنَى إِلَيْكَ حَبِيبُ

فَلاَ زِلْتُ أَبْكِي مَا تَغَنَّتْ حَمَامَةٌ *** عَليْكَ وَمَا هَبَّت صَباً وَجَنُوبُ

وَمَا هَمَلَتْ عَيْنْ مِن المَاءِ قَطْرَةً *** وَمَا الخْضَرَّ فِي دَوْحِ الحِجَازِ قَضِيبُ

بُكَائِي طَوِيلٌ وَالدُّمُوعُ غَزِيرَةٌ *** وَأَنْتَ بَعِيدٌ وَالمَزَارُ قَرِيبُ

ص: 362


1- مزخرفة: مزينة وكمل حسنها
2- شحوب: شحب: تغير لونه من هزال أو جوع أو سفر فهو شاحب
3- الاغتراب: النزوح عن بلاده ووطنه
4- الهول: الفزع. الجمع: أهوال
5- الحشر: يوم القيامة
6- جناها: أذنبها
7- التزود: ما يكتسبه الإنسان من خير أو شر
8- عقلنا: أدركنا الأشياء على حقيقتها
9- ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 120، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 9/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 203. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

وَلَيْسَ حَرِيباً(1) مَنْ أُصِيبَ بِمَالِهِ *** وَلَكِنَّ مَنْ وَارَى أَخَاهُ حَرِيبُ

غَريبٌ وأَظرَافُ البُيُوتِ تَحُوُطُهُ *** أَلاَ كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرَابِ غَرِيبُ

فَلا يَفْرَحِ البَاقِي بِبُعْدِ الَّذِي مَضَى *** فَكُلُّ فَتىً لِلمَوْتِ فِيهِ نَصِيبُ(2)

ص: 363


1- الحريب: المسلوب المال
2- المقتل للخوارزمي 142/1 قال الحسين علیه السلام يرثي أخاه الحسن علیه السلام: الأبيات. مناقب آل أبي طالب 51/4 وعوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام 229/ ح 1 «باب 2» بهذا النص: أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي *** ورأسك معفور وأنت سليب أو أستمتع الدنيا لشيء أحبه *** ألا كل ما أدنى إليك حبيب فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة *** عليك وما هبت صباً وجنوب وما هملت عيني من الدمع قطرة *** وما اخضر في دوح الحجاز قضيب بكائي طويل والدموع غزيرة *** وأنت بعيد والمزار قريب غريب وأطراف البيوت تحوطه *** ألا كل من تحت التراب غريب ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى *** وكل فتى للموت فيه نصيب فليس حريباً من أصيب بماله *** ولكن من وارى أخاه حريب نسيبك من أمسى يناجيك طرفه *** وليس لمن تحت التراب نسيب وورد بيتان من القصيدة في منتهى الآمال 330/1 بهذا النص: أأدهن رأسي أم تطيب محاسني *** ورأسك معفور وأنت سليب بكائي طويل والدموع غزيرة *** وأنت بعيد والمزار قريب وروى الأبيات القرشي في كتابه حياة الإمام الحسن علیه السلام 492/2 - 493 بهذا النص: أألدهن رأسي أم تطيب محاسني *** وخدك معفور وأنت سليب أأشرب ماء المزن من غير مائه *** وقد ضمن الأحشاء منك لهيب أو استمتع الدنيا لشيء أحبه *** إلى كل ما أدنى إليك حبيب سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة *** وما اخضر في دوح الحجاز قضيب غريب وأكتاف الحجاز تحوطه *** ألا كل من تحت التراب غريب فلا يفرح الباقي ببُعد الذي مضى *** فكل فتى للموت فيه نصيب وليس حريباً من أصيب بماله *** ولكن من وارى أخاه حریب بكائي طويل والدموع غزيرة *** وأنت بعيد والمزار قريب نسيبك من أمسى يناجيك طيفه *** وليس لمن تحت التراب نسيب

حسبي بربي كافياً

وقال علیه السلام:

ذَهَبَ(1) الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ *** وَبَقِيتُ فِيمَنْ لاَ أُحِبُّهْ

فِيمَنْ أَرَاهُ يَسُبُّنِي(2) *** ظهر المَغِيب وَلاَ أَسُبُّهْ

يَبْغِي فَسَادِي مَا اسْتَطَاعَ *** وَأَمْرُهُ مِمّا أَدَبُّهْ(3)

حَنَقاً(4) يَدُبُّ إِلى الضَرَاءِ(5) *** وَذَاكَ مِمَّا لاَ أَدُبُّهْ

وَيَرَى ذُبَابَ الشَرِّ(6) مِنْ *** حَوْلِي يَطُنُّ(7) وَلاَ يَذُبُّهْ

وَإِذَا جَنَا(8) وَغْرَ الصُّدُورِ(9) *** فَلاَ يَزَالُ بِهِ يَشُبُّهْ(10)

أَفَلا يَعِيجُ(11) بِعَقْلِهِ *** أَفَلا يَثُوبُ(12) إِلَيْهِ لُبُّهْ(13)

أَفَلا يَرَى أَنْ فِعْلُهُ *** مِمَّا يَسُورُ(14) إِلَيْهِ غِبُّهْ(15)

ص: 364


1- ذهب: هنا بمعنى مات
2- يسبني: يشتمني
3- في الديوان: أرّبُّه. أربه: أصلحه
4- الحنق: الغيظ وشدته
5- إلى الضراء: يقال للرجل إذا ختل صاحبه ومكر به: هو يدب له الضراء
6- ذباب الشر: حد الشر وطريقه
7- یطن: يصوّت ويرن يقال: طنّ الذباب، وطن العود، وطن النحاس، وطنت الأذن، وطن ذكر فلان في البلاد أي: شاع وتحدثوا به
8- في الديوان «خبا». وهي بمعنى سكن، خبت النار: سكنت وخمد لهيبها
9- وغر الصدور: امتلا غيظاً وحقداً، فهو واغر الصدر
10- يشبه: يوقده
11- يعيج: ينتفع
12- يثوب: يرجع ويصحو
13- اللب: خالص كل شيء وجوهره، وحقيقته، والعقل، الجمع: الباب
14- يسور: سورة الخمر وغيرها: حدتها، وسورة السلطان: سطوته واعتداؤه
15- الغب: العاقبة

حَسْبِي بِرَبَّي كافِياً *** مَا أَخْتَشِي(1) وَالبَغْيُ(2) حَسْبُهُ

وَلَقَلَّ مَنْ يَبْغِي(3) عَلَيْهِ *** فَمَا كَفَاهُ اللَّهُ رَبُّه(4)

ص: 365


1- أختشي: أخاف
2- البغي: الظلم والتعدي، والخروج على القانون، ومجاوزة الحد، وفي المثل: البغي: مرتعه وخيم
3- يبغي: يتجاوز حد الظلم
4- كشف الغمة 246/2 وفيه: فأما شعره علیه السلام فقد ذكر الرواة له شعراً ووقع إلي شعره علیه السلام بخط الشيخ عبد الله أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوي رحمة الله عليه وفيه: قال أبو مخنف لوط بن يحيى: أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي علیه السلام إنما هو ما تمثل به، وقد أخذت شعره من مواضعه واستخرجته من مظانه وأماكنه، ورويته عن ثقات الرجال منهم عبد الرحمن بن نخبة الخزاعي وكان عارفاً بأمر أهل البيت علیهم السلام، ومنهم المسيب بن رافع المخزومي وغيره رجال كثير، ولقد أنشدني يوماً رجل من ساكني سلع هذه الأبيات، فقلت له: أكتبنيها، فقال لي: ما أحسن رداءك هذا؟ وكنت قد اشتريته يومي بعشرة دنانير، فطرحته عليه فأكتبنيها وهي: قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي علیه السلام: الأبيات. الفصول المهمة لابن الصباغ ص 180 بهذا النص: ذهب الذين أحبهم *** وبقيت فيمن لا أحبه فیمن أراه یسبني *** ظهر المغيب ولا أسبه أفلا یری أن فعله *** مما یسیر إلیه غبه حسبي بربي کافیاً *** مما اختشي والبغي حسبه ولعل من يبغي عليه *** ألا كفاه الله ربه ورواها الشبلنجي في نور الأبصار ص 139 بهذا النص: ذهب الذين أحبهم *** وبقیت فیمن لا أحبه فیمن أراء يسبني *** ظهر المغيب ولا أسبه أفلا يرى أن فعله *** مما اجتنى والبغي حسبه ورواها أيضاً القرشي في حياة الإمام الحسين علیه السلام 188/1 بهذا النص: ذهب الذين أحبهم *** وبقیت فیمن لا أحبه في من أراه یسبني *** ظهر المغیب ولا أسبه یبغي فادي ما استطاع *** وأمره مما أربه حنقاً یدب لي الضراء *** وذاك مما لا أدبه ویری ذباب الشر من *** حولي یطن ولا یذبه أفلا يعيج بعقله *** أفلا یشوب إليه لبه أفلا يرى من فعله *** ما قد یسور إلیه غبه حسبي بربي كافياً *** ما أختشي والبقي حسبه ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 118 - 119

قافية التاء

أسفاً عليك

وقال علیه السلام:

إِنْ لَمْ أَمُتُ أَسَفاً عَلَيْكَ فَقَدْ *** أَصْبَحْتُ مُشتاقاً إلى المَوْتِ(1)

إذا جَادَتِ الدنيا

وقال علیه السلام

إذا جَادَتِ(2) الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجُدْ بِهَا *** عَلَى النَّاسِ طُراً(3) قَبْلَ أَنْ تَتَفَلَتِ(4)

ص: 366


1- مناقب آل أبي طالب 45/4، بحار الأنوار 30/161/44 «باب 22 جمل تواریخه وأحواله علیه السلام»، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام 300/ ح 2 «باب 2»، ناسخ التواريخ ص 229
2- جادت: سخت وبذلت وتكرمت
3- الطر: الجماعة. يقال: جاء الناس طراً؛ أي: جميعاً دون أن يتخلف منهم أحد
4- تتفلت: تتخلص والفلتة يقال: خرج الرجل فلتة؛ أي: بغتة، وحدث الأمر فلتة؛ أي: فجأة بلا روية

فَلاَ الجُودُ(1) يُفْنِيهَا(2) إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ(3) *** وَلاَ البُخْلُ(4) يُبْقِيهَا(5) إِذَا مَا تَوَلَّتِ(6) (7)

تنسانا الأحبَّة

وقال علیه السلام:

فَعُقْبَی(8) كُلِّ شَيءٍ نَحْنُ فِيهِ *** مِنَ الجَمْعِ الكَثِيفِ إِلى شَتَاتِ(9)

وَمَا حُزْنَاهُ مِنْ حِلٍّ(10) وَحُرْمِ(11) *** يُوَزَّعُ فِي البَنِينِ وَفِي البَنَاتِ

ص: 367


1- الجود: صفة تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي من الخير لغير عوض
2- في الديوان: يغنيها وهو ما يجزي عنها وما ينفعها
3- أقبلت: جاءت بخيرها ونقيض أدبرت
4- البخل: ضد الجود وهو إمساك المال عما لا يصح يصح حبسه عنه
5- يبقيها: يدعيها ويطيلها
6- تولت: أدبرت وذهبت
7- مناقب آل أبي طالب 73/4 - 74 وفيه: شعيب بن عبد الرحمن الخزاعي قال: وجد على ظهر الحسين بن علي يوم الطفت أثر، فألوا زين العابدين عن ذلك فقال: هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين. وقيل: إن عبد الرحمن السلمي علم ولد الحسين الحمد، فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار وألف حلة وحشا فاه درّاً، فقيل له في ذلك قال: وأين يقع هذا من عطائه؟ يعني تعليمه، وانشد الحسين علیه السلام: الأبيات. بحار الأنوار 3/191/44 «باب 26 مكارم أخلاقه وجمل أحواله علیه السلام»، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام 64 / ح 2، ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 122، أئمتنا 222/1
8- العقبي: جزاء الأمر، والآخرة، والمرجع إلى الله
9- الشتات: التفرق، وأمر شتات: متفرق متشتت
10- الحل: الحلال المباح، وما جاوز الحرم
11- الحرم: المفرد: الحرام: ضد الحلال، وهو الممنوع فعله

وَفِيمَنْ لَمْ نُؤَهُلُهُمْ بِفِلْسِ(1) *** وَقِيمَةُ حَبَّةٍ قَبْلَ المَمَاتِ

وَتَنْسَانَا الأَحِبَّةُ بَعْدَ عَشْرٍ *** وَقَدْ صِرْنَا عِظَاماً بِالِيَاتِ(2)

كَأَنَّا لَمْ نُعَاشِرُهُمْ(3) بِؤدَّ(4) *** وَلَمْ يَكُ فِيهِمُ خِلٌّ(5) مُؤاتِ(6)

قافية الثاء

سَتَمْضِي غَيْرَ مَحْمُودِ

وقال علیه السلام:

لِمَنْ يَا أَيُّهَا المَغْرُورُ(7) تَحْوِي *** منَ المالِ المُوفَّر والأَثَاثِ

سَتَمْضِي غَيْرَ مَحْمُودٍ فَرِيداً *** وَيخُلُو بَعْلُ(8) عِرِسِكَ بِالتُّراثِ

ص: 368


1- الفلس: عملة كانت تقدر بسدس الدرهم، وهي تساوي اليوم جزءاً من ألف من الدينار في العراق وغيره
2- الباليات: بلي الثوب: رث وفني
3- نعاشرهم: نخالطهم ونصاحبهم، قال الله تعالى في سورة النساء الآية 19: «وعاشروهن بالمعروف»
4- الود: الكثير الحب
5- الخل: الصديق المخلص
6- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 123، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 9/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 203. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
7- المغرور: غر فلان فلاناً: خدعه وأطمعه بالباطل. يقال: غره الشيطان، وغرته الدنيا، أي: خدعته بزينتها فهي غرور، وهو مغرور، وغرير
8- البعل: الزوج، الجمع بعول، وبعولة، وهي: بعل وبعلة

وَیَخْذُلكَ(1) الوَصِيُّ(2) بِلاَ وَفَاءٍ(3) *** وَلاَ إِصلاحِ أَمْرٍ ذِي التِیاثِ(4)

لَقَدْ وَقَرتَ وِزْراً(5) مَرَّحِيناً *** يَسُدُّ عَلَيْكَ سُبلَ الإِنْبِعَاثِ(6)

فَمَا لَكَ غَيْرَ تَقوى اللهِ حِرْزٌ(7) *** وَلا وَزْرٌ وَمَا لَكَ مِنْ غِياثِ(8) (9)

قافية الجيم

إلى الرحمن

وقال علیه السلام:

تُعَالِج(10) بِالتَّطَبُّبِ(11) كُلَّ دَاءٍ *** وَلَيْسَ لِدَاءِ(12) ذَنْبِكَ مِنْ عِلاَجِ

ص: 369


1- يخذلك: خذل: ترك نصرته وتخلى عن عونه، فهو خاذل، الجمع خذّال
2- الوصي: من يفوض إليه حفظ مال الرجل لأطفاله بعد وفاته والتصرف فيه على وجه نافع
3- الوفاء: المحافظة على العهد وإتمامه
4- التياث: اختلاط والتباس
5- الوزر: الإثم والذنب، الجمع: أوزار
6- الانبعاث: من البعث، أي الإحياء والنشر من القبور
7- الحرز: الموضع الحصين، ومنه: حرز حريز
8- الغياث: ما أغائك به الله وأعانك ونصرك
9- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 124 جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 10/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 203. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
10- عالج: داوی
11- التطبب: طب المريض: داواه وعالجه
12- الداء: المرض

سِوى ضَرَعٍ(1) إلى الرَّحْمَنِ مَحَضٍ(2) *** بِنِيَّةِ(3) خَائِفِ وَيَقِينِ(4) رَاجِ(5)

وَطُولِ تَهَجُّدِ(6) بِطِلابِ(7) عَفْوٍ(8) *** بِلَيْلٍ مُدْلَهِمِّ(9) السَّتْرِ(10) دَاجِي(11)

وَإِظْهَارِ النَّدَامَةِ(12) كُلُّ وَقْتٍ *** عَلَى مَا كُنْتَ فِيهِ مِنْ اعْوِجَاجِ(13)

لَعَلَّكَ أَنْ تَكُونَ غَداً عَظِيماً *** بِبُلْغَةِ فَائِزِ مَسْرُور نَاجِي(14) (15)

ص: 370


1- ضرع: ضرع الله وإليه ضراعة وضرعاً: ابتهل وتذلل، فهو ضارع
2- المحض: الخالص
3- النية: القصد، وهو عزم القلب على الشيء، وعند الفقهاء عقد القلب على إيجاد الفعل جزماً (معجم لغة الفقهاء ص 490)
4- اليقين: العلم الذي لا شك فيه
5- راج: مصدر رجو: ورجاه رجاء ورجوا ورجاوة: أمله، فهو راج، والشيء مرجو وهي مرجوة
6- التهجد: صلاة الليل، وتهجد: استيقظ في أثناء الليل للصلاة وغيرها. وقيل الهجود: النوم بالنهار، والهجوع: النوم بالليل
7- طلاب: الطلب، الجمع: طلبة
8- العفو: الصفح وترك عقوبة المستحق، والمحو والطمس، والتجاوز عن الذنب، والعفو من المال: ما زاد على الحاجة والنفعة
9- مدلهم: ادلهمّ الظلام: كثف واشتد سواده فهو مدلهم، وليلة مدلهمة: مظلمة
10- الستر: ما يستر به ويتغطى، والحياء
11- داج: شديد الظلمة
12- الندامة: التأسف على ما فات
13- الإعوجاج: الميل عن الاستقامة فهو أعوج وهي عوجاء، الجمع: عوج والاسم: العوج
14- ناج: نجا نجاء، ونجاة: خلص مما يكره وسلم منه
15- ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 125 - 126، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 10/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 204. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

قافية الحاء

حرُّ بني رياح

و قال علیه السلام:

لَنِعْمَ الحُرُّ حُرُّ بَنِي رِيَاحِ *** وَنِعْمَ الحُرُّ عِنْدَ مُخْتَلَفِ الرِّمَاحِ

وَنِعْمَ الحُرُّ إِذْ نَادَى حُسَيْناً *** فَجَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الصَّبَاحِ(1)

ص: 371


1- أمالي الصدوق 136/ 1، روضة الواعظين 168/1 بهذا النص: لنعم الحر حر بني رياح *** وحر عند مختلف الرماح ونعم الحر إذ نادى حسيناً *** قجاد بنفسه عند الصباح عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 168 بهذا النص: لنعم الحرُّ حرُّ بني رياح *** صبور عند مختلف الرماح ونعم الحرّ إذ نادى حسيناً *** فجاد بنفسه عند الصباح ينابيع المودة ص 414 بهذا النص: فنعم الحر حربني رياح *** صبور عند مشتبك الرماح ونعم الحر إذ واسى حسيناً *** وجاد بنفه عند الصباح لقد فازوا الذي نصروا حسيناً *** وفازوا بالهداية والصلاح مقتل الحسين علیه السلام للمقرم ص 303 وناسخ التواريخ ص 262 بهذا النص: لنعم الحر حربني رياح *** صبور عند مشتبك الرماح ونعم الحر في رهج المنايا *** إذا الأبطال تحظر بالصفاح ونعم الحر إذ واسى حسيناً *** وفاز بالهداية والفلاح ونعم الحر إذ نادى حسيناً *** فجاد بنفسه عند الصباح فیا ربي أضفه في جنانِ *** وزوجه مع الحور الملاح وفي نور العين في مشهد الحسين ص 34 بهذا النص: لنعم الحر حر بني رياح *** صبور عند مشتبك الرماح ونعم الحر إذ نادى حسيناً *** وجاد بنفسه عند الصباح ونعم الحر في وهج المنايا *** وذي الأبطال تخطر بالرماح لقد فاز الأولى نصروا حسيناً *** وقد حازوا السعادة بالنجاح

تشمِّر للفلاح

وقال علیه السلام:

عَلَيْكَ بِظَلْفِ(1) نَفْسِكَ عَنْ هَوَاهَا(2) *** فَمَا شَيءٌ أَلَذُّ مِنَ الصَّلاَحِ

تَأَهَّبْ لِلمَنِيَّةِ(3) حِيْنَ تَغْدُو *** كَأَنَّكَ لا تَعِيشُ إلى الرَّواحِ(4)

فكُمْ مِنْ رَائِحٍ(5) فِينَا صَحِيح *** نَعَتْهُ(6) نُعاتُهُ قَبْلَ الصَّبَاحِ

وبَادِر بِالإِنَابَةِ(7) قَبْلَ مَوْتٍ *** عَلَى مَا فِيكَ مِنْ عِظَمِ الجُنَاحِ(8)

وَلَيْسَ أَخو الرَّزَانَةِ مَنْ تَجَافَى *** وَلكِنْ مَنْ تَشَمَّرَ للفَلاَحِ(9)

ص: 372


1- ظَلَفَ نفسه: كفها، ورجل ظليف النفس: مترفع عن الدنايا
2- هواها: ميلها
3- المنية: الموت
4- الرواح: نقيض الغدو، وهو وقت من زوال الشمس إلى الليل، والسير في أي وقت كان
5- رائح: راح رواحا: سار في العشي
6- نعته: أذاعت خبر موته، والنعي: إذاعة خبر موت المرء
7- الإنابة: من نوب: إقامة الغير مقام النفس في التصرف
8- الجانح: الإثم والحرج، يقال: لا جناح عليك، أي: لا حرج ولا إثم عليك
9- الرزانة: الوقار

قافية الخاءِ

دع عنك الضلالة

وقال علیه السلام:

وَإِنْ صَافَيْتَ(1) أَوْ خَالَلْتَ(2) خِلاًّ(3) *** فَفِي الرَّحْمَنِ(4) فَاجْعَلْ مَنْ تُؤَاخِي

وَلاَ تَعْدِل بِتَقْوَى اللَّهِ شَيْئاً *** وَدعْ عَنْكَ الضّلالَةَ(5) وَالتَّرَاخِي

فَكَيْفَ تَنَالُ فِي الدُّنْيَا سُرُوراً *** وَأَيَّامُ الحَیَاةِ إِلى انسِلاَخِ(6)

وَإِنَّ سُرُورها فيما عَهِدْنَا *** مَشُوبٌ(7) بِالبُكَاءِ وَبِالصُّرَاخِ

فَقَدْ عَمِي ابنُ آدَمَ لا يَرَاهَا *** عَمَيَّ أَفْضَى إِلى صَمَمِ(8) الصَّمَاخِ(9) (10)

ص: 373


1- صافیت: اخترت وفضلت
2- خاللت: صادقت
3- الخل: الصديق المختص
4- ففي الرحمن: في الله
5- الضلالة: سلوك طريق لا يوصل إلى المطلوب، والضال: الحائر
6- الانسلاخ: المضي: وانسلخ الشهر من سته: مضى، وانسلخ الليل من النهار وبالعكس: انسل
7- مشوب: مخلوط، وشاب الشيء غيره: خالطه فهو شائب والشيء مشوب
8- الصمم: فقدان حاسة السمع
9- الصماخ: قناة الأذن الخارجية التي تنتهي عند الطبلة، وهي مدخل الصوت، الجمع: أصمخة
10- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 128، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 10/3 - 11، مشكاة الأدب (ناصري) ص 205. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

قافية الدال

المنايا يرصدنني

وقال علیه السلام:

لاَ ذعرتُ(1) السَّوَامَ(2) فِي فَلَقِ(3) الصُّبْحِ *** مُغِيراً(4) وَلاَ دَعيتُ(5) يَزِيدا

يومَ أُعْطِي مهنَ المَهّابَةِ ضَيْماً(6) *** وَالمَنَايَا تَرْصُدْنَنِي أَنْ أَحِيدَا(7) (8)

ص: 374


1- خوفت وأفزعت
2- السوام: السوائم، المفرد: سائمة: الإبل والماشية ترسل لرعي ولا تعلف
3- في الديوان: في غلس والغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح، وفي ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر «في غبش»
4- مغير: من أغار أي: دفع الخيل وأوقع بالقوم إغارة، والمغوار من الرجال: المقاتل الكثير الغارات على أعدائه
5- في الديوان: «ولا دعوت»
6- الضيم: الظلم أو الإذلال ونحوهما، الجمع: ضيوم. المنايا، المفرد: المنية: الموت
7- في تاريخ الطبري صدر البيت بهذا النص: «يوم أعطي مخافة الموت كفاء»، وفي شرح الأخبار الصدر بهذا النص: «يوم أعطي مخافة الموت ضيما»، وكذلك بقية المصادر، وعجز البيت فيه بدل يرصدنني «ترصدنني» وذلك في أنساب الأشراف والمقتل للخوارزمي وترجمة الإمام الحسين علیه السلام والبداية والنهاية والناسخ
8- مقتل أبي مخنف ص 10، أنساب الأشراف 156/2، تاريخ الطبري 186/5 و 342 أحداث سنة 60 ه». شرح الأخبار 1085/144/3، مقتل الخوارزمي 186/1. ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 194 - 195/ ح252 بهذا الإسناد: قال أحمد بن سليمان: وأنبأنا الزبير، حدثني محمد بن فضالة عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبي سعيد المقبري قال: والله لرأيت الحسين وإنه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة وعلى هذا أخرى حتى دخل مسجد رسول الله صلی الله علیه وآله وهو يقول: الأبيات. قال: فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلا قليلاً حتى يخرج، فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة. وح 253 بهذا الإسناد: أنبأنا الزبير، حدثني محمد بن الضحاك، قال: خرج الحسين بن علي من مكة إلى العراق، فلما مر بباب المسجد قال: الأبيات. البداية والنهاية 180/8، ناسخ التواريخ ص 174

لا ترج فعل الخير

وقال علیه السلام:

مَضَى أَمْسُكَ المَاضِي شَهِيداً مُعَدَّلا *** وَخُلُفْتَ فِي يَوْمِ عَلَيْكَ شَهِيدُ

فَإِنْ أَنْتَ بِالأمْسِ اقْتَرَفْتَ إِساءَةً *** فَقَيِّدْ بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حَمِيدُ

وَلاَ تُرْجِ فِعْلَ الخَيْرِ يَوْماً إِلى غَدٍ *** لَعَلَّ غَداً يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ(1)

نحن من نسل النبي

وقال علیه السلام:

تَعَدَّيْتُمُ يَا شَرَّ قَوْمِ بِفِعْلِكُمْ(2) *** وَخَالَفْتُمُ قَوْلَ(3) النَّبِيِّ مُحَمَّدُ

ص: 375


1- بحار الأنوار 265/86 (باب 2)
2- في البحار والعوالم والينابيع والكبريت وناسخ التواريخ ومنتهى الأمال ووسيلة الدارين «بيبغيكم»
3- في البحار والعوالم ومنتهى الأمال «دين»، وفي الكبريت الأحمر وناسخ التواريخ ووسيلة الدارين «فينا»

أَمَا كَانَ خَيْرُ الرُّسُلِ(1) وَصَاكُمْ(2) بِنَا *** أَمَا نَحْنُ مِنْ نَسْل(3) النَّبِيِّ المُسَدَّدُ(4)

أَمَا كَانَتِ الزَّهْرَاءُ أُمِّي دُونَكُمُ *** أَمَا كَانَ مِنْ خَيْرِ البَرِيَّةِ أَحْمَدُ(5)

لُعِنْتُم وَأُخْزِيتُمْ بِمَا قَدْ جَنَيْتُمُ(6) *** فَسَوْفَ تُلاَقُوا حَرَّ نَارِ تُوقَدُ(7) (8)

أنت بالمرصاد

وقال علیه السلام:

يَا ربُّ لاَ تَتْرُكَنِّي وَحِيدا *** قَدْ أَظْهَرُوا الفُسُوقَ والجُحُودا

وَصَيَّرُونَا بَيْنَهُمْ عَبيدا *** يُرْضُوْنَ فِي فِعَالِهِم يَزِيدا

أمَّا أخِي فَقَدْ مَضَى شَهِيدا *** مجدلاً فِي فَدْقَد فَرِيدا

ص: 376


1- في الينابيع ووسيلة الدارين «الخلق»
2- في البحار والعوالم والينابيع والكبريت الأحمر وناسخ التواريخ ووسيلة الدارين «أوصاكم»
3- في البحار والعوالم «نجل»
4- في الينابيع والكبريت الأحمر وناسخ التواريخ ووسيلة الدارين «أما كان جدي خبرة الله أحمدا»
5- في الينابيع والكبريت والناسخ ووسيلة الدارين البيت هكذا: أما كانت الزهراء أمي ووالدي *** على أخو خير الأنام الممجد
6- في الينابيع «فعلتمُ»، وفي وسيلة الدارين «خبيتم»
7- في الينابيع «فسوف يلاقون العذاب بمشهده»، وفي الكبريت الأحمر وناسخ التواريخ ووسيلة الدارين «ستصلون ناراً حرها قد توقدا»، وفي منتهى الآمال «فسوف تلاقون...»
8- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 117/4 قالها الإمام الحسين علیه السلام لما رأى أخاه العباس مصروعاً على شط الفرات، بحار الأنوار 41/45 باب 37، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 284، ينابيع المودة ص 410، الكبريت الأحمر ص 161، ناسخ التواريخ ص 254، منتهى الآمال 531/1، وسيلة الدارين ص 300 - 301

وأَنْتَ بِالمِرْصَادِ يَا مَجِيدا(1)

أيا شمر خافِ اللهِ

وقال علیه السلام:

أَيَا شِمْرُ خَافِ اللَّه وَأَحْفَظ قَرابَتِي *** مِنع الجَدِّ مَنْسُوباً إلى القَائِمِ المَهْدِي

أَيَا شِمْرُ تَقْتُلَنِي وَحَيْدَرَةٌ أَبِي *** وَجَدِّي رَسُولُ اللَّهِ أَكرَمُ مُهتَدِي

وَفَاطِمَةٌ أُمّي والزَكيُّ ابْن وَالِدِي *** وَعَمّي هو الطَّیّارُ فِي جَنَّةِ الخُلْدِ

أَنَادِي أَلاَ يَا زَيْنَبٌ يَا سُكَيْنَةٌ *** أَيَا وَلدي مَنْ ذا يَكُونُ لَكُمْ بَعْدِي

ألا يَا رُقَيَّةُ يَا أَمُّ كُلْثُومَ أَنْتُمْ *** وَدِيعَةُ رَبِّي اليومَ قَدْ قَرُبَ الوَعد

أبا شمرُ ارْحَمُ ذا العَلِيلِ وَبَعْدَهُ *** حَرِيماً بِلا كِفلٍ يلي أَمْرُهُمْ بَعْدِي

سَيبْكِي لكُمْ جَدّي وَأَسْعَد مَنْ بكى *** عَلى رُزئِكم وَالفَوْزُ في جَنَّةِ الخُلْدِ

سَلامٌ عَليكُمْ مَا أَمر فِراقَكُمْ *** فَقُومُوا لِتَوْدِيعي فَذَا آخِرُ العَهْدِ(2)

ص: 377


1- ينابيع المودة 79/3 وفيه: يقول الحسين علیه السلام: «اللهمّ إنّك شاهد على هؤلاء القوم الملاعين، إنهم قد عمدوا أن لا يبقوا من ذرية رسولك صلی الله علیه وآله»، وهو يبكي بكاء شديداً وينشد ويقول: الأبيات. وفي أسرار الشهادة ص 283 وناسخ التواريخ ص 301 بهذا النص: يا رب لا تتركني وحيداً *** فقد ترى الكفار والجُحودا قد صیرونا بینه عبيداً *** يرضون في فعالهم يزيدا أما أخي فقد مضى شهيداً *** معفراً بدمه وحیدا في وسط قاع مفرداً بعيداً *** وأنت بالمرصاد لن تحيدا وفي نور العين في مشهد الحسين ص 42 بهذا النص: يارب لاتتركني وحيداً *** بين أناس أظهروا الجُحودا وصيرونا بينهم عبيداً *** يرضون في أفعالهم يزيدا وكل شخص مضى شهيداً *** مجندلاً في دمه فریدا
2- أدب الحسين علیه السلام: ص 48

مشيب رأسك

وقال علیه السلام:

أخِي قَدْ طَالَ لَبْئُكَ(1) فِي الفَسَادِ(2) *** وَبِئْسَ الزَّادُ زَادُكَ للمَعَادِ

صَبا(3) فِيكَ الفُؤَادُ فَلَمْ تَزَعْهُ *** وَحِدْتَ إلى مُتَابَعَةِ الفُؤَادِ

وقادَتْكَ المَعَاصِي حَيْثُ شَاءَتْ *** وَألفَتْكَ امرءاً سَلْسَ(4) القِيَادِ

لَقَدْ نُودِيتَ لِلتَّرَحْالِ(5) فَاسْمَعْ *** وَلاَ تَتَصَامَمَنَّ(6) عَنِ المُنَادِي

كَفَاكَ مَشِيبُ(7) رَأْسِكَ مِنْ نَذِيرٍ *** وَغَالَبَ لَوْنُهُ لَونَ السَّوَادِ(8)

فأصله يا رب نار السرمد

وقال علیه السلام:

الحَمْدُ لِلَّهِ العَلي الوَاحِدِ *** نَحْمُدُهُ فِي سَائِرِ الشَدَائِدِ

يَا رَبُّ لاَ تَغْفَلْ عَنِ المُعانِدِ *** قَدْ قَتَلُونَا قَتَلَةَ المَناكِدِ

فَأَصْلِهِ يَا رَبُّنَارَ السَّرَمَدِ *** وَأَنْتَ بِالْمِرْصَادِ غَيرِ خَائِدِ(9)

ص: 378


1- لبئك: مكوثك
2- الفساد: نقيض الصلاح والتلف والعطب والاضطراب والخلل، والجدب والقحط
3- صبا: مال إلى اللهو، وجهلة الفتوة وصبا إليه صبواً وصبوة: حنّ وتشوّق
4- سلس: كان ليناً منقاداً
5- الترحال: ترك المكان
6- تنصاممن: تبطل سمعك
7- المشيب: الشيب بياض الشعر أو الشعر الأبيض نفسه
8- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 131، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 11/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 205. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
9- أدب الحسين علیه السلام ص 41: نقل أنه لما عطش أصحاب الحسين وشكوا إليه العطش فأمرهم أن يحفروا بئراً، فلما خرج ماؤها طمها ابن سعد فحفروا بشراً آخر فطمها. ووقف العسكران ساعات من النهار فأنشأ علیه السلام: الأبيات

قافية الزال

الحذر منها

وقال علیه السلام:

وَدُنْيَاكَ الَّتِي غَرَّتُكَ مِنْهَا *** زَخَارِفُهَا(1) تَصِيرُ إلى انْجِذَاذِ

تَزَحْزَحْ(2) عَنْ مَهَالِكِهَا بِجُهْدٍ *** فَمَا أَصْغَى إِلَيْهَا ذُو نَفَاذِ(3)

لَقَدْ مُزِجَتْ(4) حَلاوَتُهَا بِسُمٌ *** فَمَا كَالحَذْرِ مِنْهَا مِنْ مَلاَذِ(5)

عَجَبْتُ لِمُعْجَبِ بِنَعِيمٍ دُنْيَا *** وَمَغْبُونٍ(6) بِأَيَّامِ لِذَاذِ(7)

وَمُؤْثِر(8) المُقَامَ بِأَرْضِ قَفْرٍ(9) *** عَلَى بَلَدٍ خَصِيبٍ(10) ذِي رَذَاذِ(11) (12)

ص: 379


1- الزخارف: الزينة
2- تزحزح: تنحى وتباعد
3- النفاذ: جواز الشيء والخلوص منه
4- مزجت: خلطت
5- الملاذ: الحصن والملجأ
6- مغبون: غبن: غلب وخدع فهو مغبون، والغبن: الظلم، والخديعة في البيع والشراء
7- لذاذ: من اللذة صار شهياً، فهو لذيذ وهي لذیذة
8- مؤثر: مفضل
9- القفر: الخلاء من الأرض
10- الخصيب: خصبت الأرض نما نبتها وكثر عشبها
11- الرذاذ: المطر الضعيف أو الساكن الدائم القطر كأنه الغبار
12- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 132، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 11/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 205. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

قافية الراء

أم الصقر

وقال علیه السلام:

بغَاثُ الطَّيْرِ أَكْثَرُهَا فِراخاً *** وأُمُّ الصَّقْرِ مقْلاةٌ نَزُورُ(1) (2)

الله جاري

وقال علیه السلام:

المَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ العَارِ(3) *** وَالعَارُ خَيْرٌ(4) مِنْ دُخُولِ النَّارِ

وَاللَّهُ مِنْ(5) هَذَا وَهَذَا جَارِي(6)(7)

ص: 380


1- قال الجوهريّ: ابن السّكيت: البُغاث طائر أبعث إلى الغبرة دُوين الرّخمة بطيء الطيران وقال الفراء: بُغاث الطير شرارها وما لا يصيد منها وبُغاث وبَغاث وبِغاث ثلاث لغات. قوله: مقلات لعلّه من القلى بمعنى البغض أي لا تحبُّ الولد، ولا تحبُّ زوجها لتكثّر الولد، أو من قولهم قلا العير أُتنه يقلوها قلواً إذا طردها، والصواب أنّه من قلت قال الجوهريُّ: المقلات من النوق الّتي تضع واحداً ثمَّ لا تحمل بعدها والمقلات من النساء الّتي لا يعيش لها ولد. وقال: النزور: المرأة القليلة الولد ثمّ استشهد بهذا الشعر
2- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 74/4 - 75 وفيه: قال عمرو بن الحسين علیه السلام: يا بن عليّ ما بال أولادنا أكثر من أولادكم؟ فقال علیه السلام: البيت. فقال: ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم؟ فقال: إن نساءكم نساء بخرة فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه فيشاب منه شاربه، فقال: ما بال لحاكم أوفر من لحاناً؟ فقال علیه السلام: «والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً» [الأعراف: 58] فقال معاوية: بحقّي عليك إلا سكتّ فإنه ابن عليّ بن أبي طالب. بحار الأنوار 5/209/44 «باب 27» عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام 85/ ح 1 «باب 2»
3- في الملهوف والبحار «القتل أولى من ركوب العار» وفي جلاء العيون فقط هذا المقطع مذكور كما هو أعلاه، والعار: كل ما يلزم منه سبة أو عيب، الجمع: أعيار.
4- في المناقب والملهوف والبحار والعوالم ومنتهى الآمال ومقتل المقرم ووسيلة الدارين «أولى»
5- في المناقب والعوالم ومقتل المقرم «ما»
6- في الملهوف والبحار ومنتهى الآمال غير موجود هذا المقطع فيها، وجاري: منقذي
7- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلواني 88/ ح 27، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 76/4، الملهوف على قتلى الطفوف ص 170، كشف الغمة 242/2، أعلام الدين ص 298، بحار الأنوار 4/192/44 «باب 26 مكارم أخلاقه وجمل أحواله علیه السلام»، و 45/ 50، جلاء العيون 203/2، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 67 و 68 / ح 2 «باب 6 شجاعته علیه السلام»، منتهى الآمال 536/1، المقتل للمقرم ص 345، وسيلة الدارين ص 311، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 133

يا قبر

وقال علیه السلام:

يَا قَبْرَ سَيِّدِنَا المِجَنَّ سَمَاحَةً *** صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يَا قَبْرُ

مَا ضَرَّ قَبْرٌ أَنْتَ سَاكِنُهُ *** أَنْ لاَ يحِلُّ بِرَبْعِهِ القَطْرُ(1)

قد قُدْرَ الأَمْرُ

وقال علیه السلام:

وَمَا هُمْ بِقَوْمِ يَغْلِبُونَ ابْنَ غَالِبٍ *** وَلكِن بِعِلْمِ الغَيْبِ قَدْ قُدْرَ الأَمْرُ(2)

ص: 381


1- وفاة الإمام الحسن علیه السلام ص 55 وفيه: ساروا بالحسن إلى البقيع فجاء مروان بن الحكم بعد كف الفتنة ودخل تحت سرير الحسن وحمل جنازته فقال له الحسين علیه السلام أتحمل اليوم سريره وبالأمس كنت تجرعه الغيظ فقال مروان كيف أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال ثم إنهم أوصلوا الحسن علیه السلام إلى البقيع ونزل الحسين القبر ومعه عبد الله بن العباس وعبد الله جعفر والحده الحسين ودفنه وخرج من قبره باكياً حزيناً وهو يقول هذه الأبيات: الأبيات
2- معالي السبطين ج 1 ص 219 المجلس الثاني من الفصل الرابع في وداعه وخروجه من المدينة ثم إن نساء بني هاشم أقبلن إلى أم هاني عمة الحسين علیه السلام وقلن لها: يا أم هاني أنت جالسة والحسين علیه السلام مع عياله عازم على الخروج، فأقبلت أم هاني فلما رآها الحسين علیه السلام قال: (أما هذه عمتي أم هاني)؟ قيل: نعم، فقال: (يا عمة ما الذي جاء بك وأنتِ على هذه الحالة). فقالت: وكيف لا آتي وقد بلغني أن كفيل الأرامل ذاهب عني، ثم إنها انتحبت باكية وتمثلت بأبيات أبيها أبي طالب علیه السلام: وابيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأراملِ تطوف به الهلاك من آل هامش *** فهم عنده في نعمة وفواضل ثم قالت: سيدي وأنا متطيرة عليك من هذا المسير لهاتف سمعت البارحة يقول: وإن قتيل الطف من آل هاشم *** أذل رقاباً من قريش فذلّت حبیب رسول الله لم يك فاحشاً *** أبانت مصيبة الأنوف وخلّت فقال لها الحسين علیه السلام: (عمة لا تقولي من قريش ولكن قولي أذل رقاب المسلمين فذلت) ثم قال: «يا عمة كل الذي مقدر فهو كائن لا محالة» وقال علیه السلام: البيت. فخرجت أم هاني من عنده باكية وهي تقول: وما أم هاني وحدها ساء حالها *** خروج حسین عن مدينة جده ولكنما القبر الشريف ومن به *** ومنبره يبكون من أجل فقده

النعل لها

وقال علیه السلام:

إِنْ عَادَتِ العَقَرَبُ عُدْنَا لَهَا *** وَكَانَتْ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَهْ

قَدْ عَلِمَ العَقْرَبُ وَاسْتَيْقَنَتْ *** أنْ لا لَهَا دُنْياً وَلا آخِرهْ(1)

ما بيدي يزيد

وقال علیه السلام:

اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ مَا *** بِيَدَيْ(2) يَزِيدَ لِغَيْرِهِ

وَبِأَنَّهُ لَمْ يَكْتَسبْهُ *** بِخَيْرِهِ(3) وَبِمَيْرِهِ

لَوْ أَنْصَفَ النَّفْسَ الخَؤُونَ *** لَقَصَّرَتْ مِنْ سَيْرِهِ

وَلَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ أَدْ نَی *** شَرِّهِ مِنْ خَيْرِهِ(4)

نحن سراج الله

أنَا ابْنُ عَلِيِّ الخَيْرِ(5) مِنْ آلِ هَاشِمٍ *** كَفَانِي بِهَذا مَفْخَراً(6) حِينَ أَفْخَرُ

ص: 382


1- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 75/4، بحار الأنوار 5/209/44 «باب 27»، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام 85/ ح 1 «باب 2»، ناسخ التواريخ ص 115
2- في كشف الغمة: ما يبدي
3- في كشف الغمة «بغيره»
4- كشف الغمة 244/2، حياة الإمام الحسين علیه السلام للقرشي 189/1، ريحانة الرسول ص 49
5- في الاحتجاج والفصول والبحار وجلاء العيون والعوالم والينابيع ومنتهى الآمال ووسيلة الدارين «الطهر»، وفي الديوان «الحبر»
6- في الينابيع «مفخرٌ»

وَجَدّي رَسُولُ اللَّهِ أَكْرَمُ مَنْ مَضَى(1) *** وَنَحْنُ سِرَاجُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ(2) نُزْهِرُ(3) (4)

وَفَاطِمَةُ أُمِّي ابْنَةُ الظُّهْرِ أَحْمَدِ(5) *** وَعَمِّيَ يُدْعَى ذَا الجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ(6)

وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ أُنْزِلَ صَادِعاً(7) *** وَفِينَا الهُدَى وَالوَحْيُ بِالخَيْرِ(8) يُذْكَرُ(9)

وَنَحْنُ أَمَانُ اللَّهِ فِي الخَلْقِ كُلِّهِمْ(10) *** نُسِرُّ بِهَذَا فِي الأَنَامِ وَنُجْهِرُ(11)

ص: 383


1- في الاحتجاج والفصول ونزل الأبرار وجلاء العيون وتاريخ الأحمدي ومنتهى الآمال والديوان «من مشى»، وفي المناقب «وجدي رسول الله أكرم خلقه»
2- في الاحتجاج والبحار ومنتهى الآمال «في الخلق»
3- في المناقب وتاريخ الأحمدي ومنتهى الآمال والديوان «يزهر»
4- في الينابيع ووسيلة الدارين لم يذكر هذا البيت فقط ذكر عجزه في البيت الأول من الوسيلة
5- في الاحتجاج والمناقب والفصول والبحار وجلاء العيون والعوالم ومنتهى الآمال «وفاطم أمي من سلالة أحمد»، وفي نزل الأبرار وتاريخ الأحمدي والديوان «وفاطمة أمي سلالة أحمد»، وفي ينابيع المودة «وفاطم أمي ثم جدي محمدُ»
6- في الينابيع عجز البيت بهذا النص: «وعمي هو الطيار في الخلد جعفر»، وفي تاريخ الأحمدي «وعمي سيدعى ذو الجناحين جعفر» ولعله سهو أو تحريف من المصدر المنقول عنه وهو الصواعق المحرقة
7- في الاحتجاج والمناقب والفصول والبحار ونزل الأبرار وجلاء العيون والعوالم وتاريخ الأحمدي ومنتهى الآمال ووسيلة الدارين «صادقاً»، وفي الديوان ينزل صادقاً»
8- في نزل الأبرار وجلاء العيون وتاريخ الأحمدي «والوحي»، وفي الديوان «والخير»
9- في الينابيع لم يذكر هذا البيت وفي الفصول وتاريخ الأحمدي إلى هنا ينتهى ما نقله من الأبيات
10- في الاحتجاج والبحار وجلاء العيون والعوالم ومنتهى الآمال ونحن أمان الله للناس كلهم»، وفي المناقب «للخلق كلهم» وفي وسيلة الدارين «للناس حكمهم»
11- في نزل الأبرار والينابيع والديوان لم يرد البيت

وَنَحْنُ وَلاةُ الحَوْضِ نَسْقِي مُحِبَّنَا(1) *** بكأْس وَذَاكَ الحَرْضُ للسَّقْيِ كَوْثَرُ(2) (3)

فَيَسْعَدُ فِينَا فِي القِيام مُحِبُّنَا *** وَمُبْغِضُنَا يَوْمَ القِيَامَةِ يَخْسَرُ(4) (5)

ص: 384


1- في الاحتجاج والبحار وجلاء العيون والعوالم ومنتهى الأمال ووسيلة الدارين «ولاتنا» وفي المناقب «ولينا»، وفي الديوان الصدر بهذا النص: «ونحن ولاة الناس نسقي ولاتنا»
2- في الاحتجاج والمناقب والبحار وجلاء العيون والعوالم ومنتهى الآمال ووسيلة الدارين والديوان «بكأس رسول الله ما ليس ينكر»
3- في نزل الأبرار والينابيع لم يذكر البيت
4- في الاحتجاج والمناقب والبحار ونزل الأبرار وجلاء العيون والعوالم ومنتهى الأمال والديوان هكذا نص البيت: وشيعتنا في الناس أكرم شيعةٍ *** ومبغضنا يوم القيامة يخسر وفي وسيلة الدارين: وشيعتنا في الحشر أكرم شيعةٍ *** ومبغضنا يوم القيامة يخسر وزاد بعدها هذا البيت: فطوبى لعبد زارنا بعد موتنا *** بجنة عدن صفوها لا يكدر وفي الينابيع زيدت أبيات مع تقديم وتأخير في أبيات الأصل وهذا نصها: أنا ابن علي الطهر من آل هاشم *** كفاني بهذا مفخر حين أفخر وفاطم أمي ثم جدي محمد *** وعمي هو الطيار في الخلد جعفر بنا بين الله الهدى عن ضلالة *** وفينا الولاء للعوالم مفخر وشيعتنا في الناس أكرم شيعة *** وبا غضنا يوم القيامة يخر فطوبى لعبد زارنا بعد موتنا *** بجنة عدن صفوها لا يكدر إذا ما أتى يوم القيامة ظامياً *** إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدر
5- المقتل للخوارزمي 32/2 - 33، الاحتجاج للطبرسي 103/2 - 104، مناقب آل أبي طالب 88/4، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 176، بحار الأنوار 49/45، نزل الأبرار ص 157، جلاء العیون 203/2، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسین علیه السلام ص 291، ينابيع المودة ص 413، تاريخ الأحمدي ص 286، منتهى الأمال 536/1، وسيلة الدارين ص 310 «المجلس السادس»، ديوان الحسين بن علي علیه لسلام ص 134 - 135، نور العين في مشهد الحسين ص 35

كأن لم يُخلقوا

وقال علیه السلام:

هَلِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا جَمِيعاً *** سِوَى ظِلٌّ(1) يَزُولُ مَعَ النَّهَارِ

تَفَكَّرْ أَيْنَ أَصْحَابُ السَّرَايا(2) *** وَأَرْبَابُ(3) الصَّوافِنِ(4) والعِشَارِ

وَأَبْنَ الأعْظَمُونَ يَداً وبأْساً *** وَأَيْنَ السَّابِقُونَ لِذِي الفَخَارِ(5)

وَأَيْنَ القَرْنُ(6) بَعْدَ القَرْنِ مِنْهُمْ *** مِنَ الخُلَفَاءِ وَالشُّمِّ(7) الكِبَارِ

كَأَنْ لَمْ يُخلَفُوا أَوْلَمْ يَكُونُوا *** وَهَلْ أَحَدٌ يُصَانُ مِنَ البَوَارِ(8) (9)

ص: 385


1- الظل: الفيء الحاصل من حاجز بينك وبين الشمس، والظل يكون غدوة، والفيء يكون بعد الزوال، الجمع: ظلال
2- السرايا: المفرد: السرية: قطعة من الجيش
3- أرباب: المفرد: الرب: أي: المالك، والمعلم، والمدبر، والمنعم، والمربي، والقيم
4- الصوافن: الصافن من الخيل: القائم على ثلاث قوائم وطرف حافر الرابعة
5- الفخار: من الفخر، وفخر الرجل: تمدح بالخصال وتباهى بماله وما لقومه من محاسن ومكارم ومناقب
6- القرن: المائة عام
7- الشم: العالي والمرتفع والمتكبر
8- البوار: الهلاك، والكساد
9- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 136، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 11/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 206. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

قافية الزاي

لا لبث فيها

وقال علیه السلام:

أَيَعْتَزّ الفَتَى بِالمَالِ زَهْواً(1) *** وَمَا فِيهَا يَفُوتُ عَنِ اعْتِزَاز

وَيَطلُبُ دَوْلَةَ الدُّنْيَا جُنُوناً *** وَدَوْلَتُهَا مُخَالَفَةُ المَخَازِي(2)

وَنَحْنُ وَكُلُّ مَنْ فِيهَا كَسَفْرٍ *** دَنَا مِنَّا الرَّحِيلُ عَلَى الوَفَازِ(3)

جَهِلناها كَانْ لَمْ نَخْتَبِرْهَا(4) *** عَلَى طُولِ التَّهَانِي وَالتَّعَازِي(5)

وَلَمْ نَعْلَمُ بِأنْ لا لَيْتَ فِيهَا *** وَلا تَعْرِيجُ(6) غَيْرَ الاجْتِيَازِ(7)

قافية السين

حفظت عليك

وقال علیه السلام:

أَفِي السَّبِخَاتِ(8) يَا مَغْبُونُ تَبْنِي *** وَمَا أَبْقَى السِّباخُ عَلَى الأَسَاسِ

ص: 386


1- الزهو: الكيد والفخر والتيه
2- المخازي: من الخزي، أي: الذل والهوان والفضيحة
3- الوفاز: المفرد: الوفز، أي العجلة، يقال: نحن على أوفاز، أي: على عجلة أو على سفر، وتوفز للشر: تهيأ له
4- نختبرها: نعرفها ونجربها ونمتحنها
5- التعازي: من العزاء، يقال: أحسن الله عزاءك: رزقك الصبر الحسن
6- تعريج: اعوجاج وانعطاف
7- ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 137، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 11/3 - 12، مشكاة الأدب (ناصري) ص 206. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
8- السبخات: المفرد السَبْخَة: أرض ذات نز وملح لا تكاد تنبت، وجمعها أيضاً: سباخ

ذُنُوبُكَ جَمَّةٌ(1) تَتْرَی(2) عِظَاماً *** وَدَمْعُكَ جَامِدٌ وَالقَلْبُ قَاسِي

وَأَيَّاماً عَصَيْتَ اللهَ فِيهَا *** وقَدْ حُفِظَتْ عَلَيْكَ وَأَنْتَ نَاسِي

فَكَيْفَ تُطِيقُ يَوْمَ الدِّينِ(3) حَمْلاً *** لأوْزَارٍ(4) الكَبَائِرِ كَالرَّوَاسِي

هُوَ اليَوْمُ الَّذِي لاَ وُدَّ(5) فِيهِ *** وَلاَ نَسَبٌ وَلاَ أَحَدٌ مُواسِي(6)

لبسوا القلوب

وقال علیه السلام:

قَوْمٌ إِذَا نُودُوا لِدَفع مُلِمَةٍ *** والقَوْمُ بَيْنَ مُدَعْسٍ وَمُكَرْدَسِ(7)

لبَسُوا القُلُوبَ عَلَى الدروع وأَقْبَلُوا *** يَتَهَافَتُونَ عَلَى ذَهَابِ الأَنْفُسِ

نَصَرُوا الحُسَيْنَ فَيَا لَهَا مِنْ فِتْيَةٍ *** عَافُوا الحَيَاةَ وَالبِسُوا مِنْ سُنْدُسٍ(8)

ص: 387


1- جمة: كثيرة
2- تترى: متابعة
3- يوم الدين: يوم القيامة
4- الأوزار: المفرد: وزر: الاثم والذنب
5- الود: الحب
6- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 138، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 12/3، مشكاة الأدب ( ناصري) ص 206. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
7- المكردس: المساق سوقاً عنيفاً، وكردس الجيش: جعله كتيبة كتيبة
8- مقتل الحسين علیه السلام لأبي مخنف ص 84 - 85 وفيه: توجه الإمام الحسين علیه السلام نحو القوم وقال يا ويلكم على م تقاتلوني على حق تركتُه أم على سنّةٍ غيّرتها أم على شريعة بدّلتها فقالوا بل نقاتلك بُغضاً منا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدرٍ وحُنين فلمّا سمع كلامهم بكي وجعل ينظر يميناً وشمالاً فلم ير أحداً من أنصاره إلا من صافح التراب جبينه ومن قطع الحمام أنينه فنادي يا مسلم بن عقيل ويا هاني بن عروة ويا حبيب بن مظاهر ويا زهير بن القين ويا يزيد بن مظاهر و یا فلان و یا فلان يا أبطال الصفا و با فرسان الهيجا مالي أناديكم فلا تجيبون وأدعوكم فلا تسمعون أنتم نيام أرجوكم تنتبهون أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرون هذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهنّ النحول فقوموا عن نومتكم أيها الكرام وادفعوا عن حرم الرّسول الطّغاة اللّئام ولكن صرعكم والله ريب المنون وغدر بكم الدّهر الخؤون وإلا لما كنتم عن نصرتي تقصّرون ولا عن دعوتي تحتجبون فها نحن عليكم مفتجعون وبكم لاحقون فإنا لله وإنا إليه راجعون ثم أنشأ يقول: الأبيات

قافية الشين

عيبُك ظاهرٌ

وقال علیه السلام:

ظِيمٌ هَوْلُهُ(1) وَالنَّاسُ فِيهِ *** حَيَارَى(2) مِثلَ مَبْثُوثِ(3) الفَرَاشِ

بِهِ نتَغَيَّرُ الأَلْوَانُ خَوْفاً *** وَتَصْطَكُّ(4) الفَرَائِضُ(5) بِارْتِعَاش(6)

هُنَالِكَ كُلُّ مَا قَدَّمْتَ يَبْدُو *** فَعَيْبُكَ ظَاهِرُ وَالسِّرُّ فَاشِي(7)

تَفَقَدْ نَقْصَ نَفْسِكَ كُلَّ يَوْمٍ *** فَقَدْ أَوْدَى(8) بِهَا طَلَبُ المَعَاشِ

أَلاَ لِمَ تَبْتَغِي يفي الشَّهَوَاتِ طَوْراً *** وَطَوْراً(9) تَكْتَسِي لِينَ الرِّيَاشِ(10)

ص: 388


1- الهول: الأمر الشنيع والفظيع
2- خياري: حار بصره: غشي ولم يستطع متابعة النظر، فهو حائر وحيران، وهي حائرة وحیری، الجمع: حبارى
3- مبثوث: انبث تفرق وانتشر، فهو منبث
4- تصطك: تضطرب
5- الفرائص: المفرد: الفريصة: العضلة الصدرية، يقال: ارتعدت فرائصه: فزع
6- ارتعاش: الارتعاد والارتجاف، وارتعش: ارتعد
7- فاش: أذيع ونشر
8- أودى: هلك
9- الطور: المرة والتارة، يقال: أتيته طوراً بعد طور، أي: تارة بعد تارة، الجمع: أطوار
10- دیوان الحسين بن علي علیه السلام ص 139، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 12/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 207. وتنسب هذه الأبيات ايضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

يا نفس صبراً

وقال علیه السلام:

يَا نَفْسُ صَبْراً فَالمُنى بَعْدَ العَطَش *** وَإِنَّ رُوحِي فِي الجِهَادِ مُنْكَمِشْ

لاَ أَرْهَبُ المَوْتَ إذ المَوْتُ وحش *** جدي رَسُولُ اللهِ مَا فِيهِ فَحَش(1)

قافية الصاد

تطهير النفوس

وقال علیه السلام:

عَلَيْكَ مِنَ الأُمُورِ بِمَا يُؤَدِّي *** إِلَى سُنَنِ(2) السَّلامَةِ وَالخَلاَصِ

وَمَا تَرْجُو النَّجَاةَ بِهِ وَشِيكاً(3) *** وَفَوْزاً يَوْمَ يُؤخَذُ بِالنَّوَاصِي(4)

فَلَيْسَ تَنَالُ عَفْوَ اللَّهِ إِلاَّ *** بِتَطْهِيرِ النُّفُوسِ(5) مِنَ المَعَاصِي

وَبِرِّ المُؤمِنينَ(6) بِكُلِّ رِفْقٍ(7) *** وَنُصْحٍ للأَدَانِي(8) وَالأَقَاصِي(9)

ص: 389


1- أدب الحسين علیه السلام: ص 41
2- السنن: الطرق، المفرد: الطريقة
3- الوشيك: السريع القريب، يقال: خرج وشيكاً؛ أي: سريعاً
4- النواصي: المفرد: الناصية، مقدم الرأس
5- النفوس: الذات
6- بر المؤمنين: التوسع في الإحسان إليهم عن حب
7- الرفق: لين الجانب، واللطف وخلاف العنف
8- الداني: القريب
9- القاصي: البعيد

وَإِنْ تَشْدُدْ يَداً بِالخَيْرِ تُفْلِحُ *** وإِنْ تَعْدِل فَمَا لَكَ مِنْ مَنَاصِ(1) (2)

قافية الضاو

حظّ النفس

وقال علیه السلام:

وَأَصْلُ الحَزْمِ(3) أَنْ تُضْحِي وَتُمْسِي *** وَرَبُّكَ عَنْكَ فِي الحَالاتِ راضي

وَأَنْ تَعْتَاض(4) بالتَّخْلِيطِ رشداً(5) *** فَإِنَّ الرُّشَدَ مِنْ خَيْرِ اعْتِيَاضِ

وَدَعْ عَنْكَ الَّذِي يُغْوِي(6) وَيُردي(7) *** وَيُورثُ طُولَ حُزْنٍ وارتِمَاض(8)

وَخُذُ بِاللَّيلِ حَظَ النَّفْسِ وَاطْرُد *** عَنِ العَيْنَيْنِ مَحْبُوبَ الغِمَاض(9)

ص: 390


1- مناص: بد
2- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 140، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 12/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 207. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
3- الحزم: ضبط الرجل أمره وأخذه بالثقة
4- تعتاض: تأخذ البدل والخلف
5- الرشد: نقيض الغي والضلال، والاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه، وكمال العقل، وسداد الفعل، وحسن التصرف
6- يغوي: يضل ويقود للهوى
7- يردي: يهلك، والردى: الهلاك
8- الارتماض: شدة الحر، وشدة وقع الشمس على الرمل والحجارة، والفساد، وارتمض فلان من الأمر: اشتد عليه فأقلقه
9- الغماض: النوم

فَإِنَّ الغَافِلِينَ ذَوي التَّوَانِي(1) *** نَظَائِرُ(2) للبَهَائِمِ(3) فِي الغِيَاضِ(4) (5)

قافية الطاءِ

خاب الشقيّ

وقال علیه السلام:

كَفَى بِالمَرْءِ عَاراً(6) أَنْ تَرَاهُ *** مِنَ الشَّأنِ(7) الرَّفِيعِ(8) إِلى انْحِطَاطِ(9)

عَلَى المَذْمُومِ(10) مِنْ فِعْلٍ حَريصاً(11) *** عَلَى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ النَّشَاطِ

يُشِيرُ بِكَفِّهِ أَمْراً وَنَهيا *** إلى الخُدَّامِ(12) مِنْ صَدْرِ البِسَاطِ

ص: 391


1- التواني: التقصير والفتور
2- نظائر: المثل والمساوي
3- البهائم: المفرد: البهيمة: كل ذات أربع قوائم من دواب البر والبحر، ما عدا السباع. وكل حي لا يميز
4- الغياض: المفرد: الغيضة: الشجر الكثير الملتف
5- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 141، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 13/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 208. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
6- العار: كل ما يلزم منه سبة أو عيب، الجمع: أعيار
7- الشأن: الحال والأمر، والمنزلة والقدر
8- الرفيع: الشريف، والرفعة: ارتفاع القدر والمنزلة
9- الانحطاط: نقصان المنزلة
10- المذموم: مصدر: ذمم: والذمم: نقيض المدح والعيب
11- الحريص: حرص على الشيء: اشتدت رغبته فيه، وعظم تملكه به
12- الخدّام: خدم: قام لحجبته وامتهن العمل له فهو خادم، الجمع: خدم، وخدام، وهي: خادمة وخادم، وهو خدام

يَرَى أَنَّ المَعَازِف(1) وَالمَلاَهِي(2) *** مُسَبِّبةُ الجَوَازِ(3) عَلَى الصِّرَاطِ(4)

لَقَدْ خَابَ(5) الشَقِيُّ وَضَلَّ عَجْزاً *** وَزَالَ القَلْبُ مِنْهُ عَنِ النِّيَاطِ(6) (7)

قافية الظاء

الفرار من الشواط

وقال علیه السلام:

إذا الإنْسَانُ خَانَ النَّفْسَ(8) مِنْهُ *** فَمَا يَرْجُوه رَاجِ للحِفاظِ

وَلا وَرَعٌ(9) لَدَيْهِ وَلاَ وَفَاءٌ *** وَلاَ الإِصْغَاءُ نَحْوَ الإِتِعَاظِ(10)

وَمَا زُهْدُ الفَتَى بِحَلْقِ رَأْسٍ *** وَلاَ بِلِبَاسِ أَثْوَابٍ غِلاظِ

ص: 392


1- المعازف: مكان الضرب على الآلات الموسيقية
2- الملاهي المفرد: الملهى: مكان اللهو
3- الجواز: سلوك الطريق
4- الصراط: الطريق
5- خاب: فشل
6- النباط: ما علق بالقلب إلى الرئتين، والفؤاد، الجمع: أنوطة، ونوط
7- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 143، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 13/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 208. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
8- خان النفس: لم ينصح ذاته
9- الورع: التقوى، واجتناب المعاصي والشبهات
10- الاتعاظ: من العظة

وَلكِنْ بالهُدَى قَوْلاً وَفِعْلاً *** وَإِدْمَانِ التَّجَشُّعِ(1) فِي اللْحَاظِ(2)

وَإعْمَالِ الَّذِي يُنْجِي وَيُنمِي *** بِوُسِعٍ وَالفِرارِ مِنَ الشَّوَاظِ(3) (4)

قافية العين

ولو حُز أنفي

وقال علیه السلام:

فَمَا سَاءَنِي(5) شَيْءٌ كَمَا سَاءَنِي أَخِي *** وَلَمْ أَرْضَ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ صَانِعا

وَلكِنْ إِذَا مَا اللَّهُ أَمْضَى قَضَاءَ(6) *** فَلاَ بُدَّ يَوْماً أنْ تَرَى الأَمْرَ وَاقِعا

وَلَوْ أَنَّنِي شُووِرْتُ(7) فِيهِ لَمَا رَأَوْا *** قَرِيبَهُمُ إِلاَّ عَنِ الأَمْرِ شَاسِعا(8)

ص: 393


1- التجشع: اشتداد الحرص على الأكل وغيره
2- اللحاظ: واللَّحاظ: مؤخّر العين مما يلي الصدغ، الجمع: لحظ
3- الشواظ: اللهب لا دخان فيه
4- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 142، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 13/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 208. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
5- ساءني: ساء سوءاً: قبح، يقال: ساء عمله
6- أمضى قضاءه: نفذ
7- شوورت: استشرت
8- الشاسع: الواسع

وَلَمْ أَكُ أَرْضَى بِالَّذِي قَدْ رَضَوْا بِهِ *** وَلَوْ جَمَعَتْ كُلِّ(1) إِلَيَّ المَجَامِعا

وَلَوْ حَزَّ(2) أَنْفِي قَبْلَ ذَلِكَ حَزَةٌ(3) *** بِمُوسى(4) لَمَّا أَلْقَيْتُ للصُّلْحِ تَابِعا(5) (6)

فراق فاصل

وقال علیه السلام:

لِكُلِّ تَفَرُّقِ الدُّنْيَا اجْتِمَاعُ *** فَمَا بَعْدَ المَنُونِ(7) مِنْ اجْتِمَاعِ

فِرَاقٌ فَاصِلٌ وَنَورٌ شَطُونٌ(8) *** وَشُغْلٌ لاَ يُلبّثُ للوَدَاعِ

وَكُلُّ أُخُوَّة لا بُدَّ يَوْماً *** إِنْ طَالَ الوِصَالُ(9) إِلَى انْقِطَاعِ

ص: 394


1- في الفصول المهمة «كفي»
2- في الفصول المهمة «جز» والمعنى قطع
3- في الفصول المهمة «جزة»
4- في الفصول المهمة «بموس»
5- في الفصول المهمة «طائعا»
6- كشف الغمة 245/2 وفيه: قال أبو مخنف: كان مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليهما يظهر الكراهية لما كان من أمر أخيه الحسن علیه السلام مع معاوية ويقول: لو حز انفي بموسى لكان أحب إلي مما فعله أخي، وقال علیه السلام: الأبيات. الفصول المهمة لابن الصباغ ص 181، ديوان الإمام 181، دیوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 144 - 145
7- المنون: الدهر
8- شطون: المفرد: الشطن: الحبل، أو الطويل الشديد الفتل من الحبال
9- الوصال: المفرد: الوصل: ضد الهجران

وَإِنَّ مَتَاعَ(1) ذِي الدُّنْيَا قَلِيلٌ *** فَمَا يُجْدِي القَلِيلُ مِنَ المتَاعِ

وَصَارَ قَلِيلُها حَرجاً(2) عَسِيراً *** تَشَتَّتَ بَيْنَ أَنْيَابِ السِّبَاعِ(3)

قافية الغين

لا يبغين الملك باغ

وقال علیه السلام:

وَلَمْ يَطلُبْ عُلُوّ القَدْرِ(4) فِيهَا *** وَعِزَّ النَّفْسِ إِلاَّ كُلُّ طَاغيِ(5)

وَإِنْ نَالَ النُّفُوسَ مِنَ المَعَالِي *** فَلَيْسَ لِنَيْلِها طِيبُ المَسَاغِ(6)

إِذَا بَلَغَ المُرَادَ(7) عُلاً وَعِزّاً *** تَوَلَّى وَاضْمَحَلّ(8) مَعَ البَلاَغِ(9)

ص: 395


1- المتاع: كل ما ينتفع به، ويرغب في اقتنائه، وما ينتفع به انتفاعاً قليلاً غير باق، بل ينقضي عن قريب
2- الحرج: الضيق الذي لم ينشرح لخير
3- دیوان الحسين بن علي علیه السلام ص 146 جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 13/3 - 14، مشكاة الأدب (ناصري) ص 208. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
4- الارتفاع والعظمة والتجبر
5- الطاغي: الطاغية: الجبار. والمتكبر، والعظيم الظلم، الجمع: طغاة، وطاغوت
6- المساغ: مصدر سوغ هنا وسهل مدخله في الحلق، السائغ السهل المدخل من الطعام أو الشراب، وشراب سائغ: عذب يسوغ شربه
7- المراد: الشيء الذي يراد
8- اضمحلّ: ضعف، انحلّ شيئاً فشيئاً حتى تلاشي وانقشع
9- البلاغ: التبليغ

كَقَصْرِ قَدْ تَهَدَّمَ حَافَّتَاهُ(1) *** إِذَا صَارَ البِنّاءُ إِلَى الفَرَاغِ

أقُولُ وَقَدْ رَأَيْتُ مُلُوكَ عَصْرِي *** أَلاَ لاَ يَبْغِيَنَّ(2) المُلْكَ بَاغِي(3)

قافية الفاءِ

آثار العفاف

وقال علیه السلام:

أَأَقْصُدُ بِالمَلاَمَةِ(4) قَصْدَ غَيْرِي *** وَأَمْرِي كُلُّهُ بَادِي الخِلافِ

إِذَا عَاشَ امْرُؤٌ خَمْسِينَ عاماً *** وَلَمْ يُرَ فِيهِ آثَارُ العَفَافِ(5)

فَلا يُرْجَى لَهُ أَبَداً رَشَادٌ(6) *** فَقَدْ أَرْدَى(7) بِنِيَّتِهِ التَجَافِي(8)

ص: 396


1- حافتاه: جانباه
2- يبغين: مصدر بغي: تجاوز حده وظلم، وبغى فلان على فلان: اعتدى وظلم فهو باغ
3- دیوان الحسين بن علي علیه السلام ص 147، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 14/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 209. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
4- الملامة: اللوم، والعليم: الذي أتى بما يلام عليه
5- العفاف: الامتناع عما لا يحل بدافع الطهر، وصون النفس عما لا يليق بمكارم الأخلاق
6- الرشاد: نقيض الغي والضلال والاستقامة على طريق الحق مع تصلب
7- أردى: أهلك
8- التجافي: التباعد

وَلِمْ لاَ أَبْذُلُ الإِنْصَافَ(1) مِنِّي *** وَأَبْلُغُ طَاقَتِي فِي الانْتِصَافِ

لِي الوَيْلاتُ(2) إِنْ نَفَعَتْ عِظَاتِي *** سِوَايَ وَلَيْسَ لِي إِلاَّ القَوَافِي(3)

قافية القاف

لا بقاء لها

وقال علیه السلام:

يَا أَهْلَ لَذَّةِ دُنْياً لا بَقَاءَ لَهَا *** إِنَّ اغْتِرَاراً بِظِلٍّ زَائِلٍ حَمَقُ(4)

استرزق الرحمن

وقال علیه السلام:

اِغْنَ عَنِ المَخْلُوقِ بِالخَالِقِ *** تَغْنَ عَنِ(5) الكَاذِبِ وَالصَّادِقِ

وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَنَ مِنْ فَضْلِهِ *** فَلَيْسَ غَيْرُ اللَّهِ مِنْ رَازِقِ

مَنْ ظَنَّ أَنَّ النَّاسَ يُغْنُونَهُ *** فَلَيْسَ بِالرَّحْمَنِ بِالوَاثِقِ

ص: 397


1- الإنصاف: العدل
2- الويلات: المفرد: الويلة؛ أي: الفضيحة والبلية
3- ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 148، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 14/3، مشكاة الأدب ناصري ص 209. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
4- مناقب آل أبي طالب 69/4 (في مكارم أخلاقه علیه السلام)، بحار الأنوار 193/44 - 6/194 «الباب 26 مكارم أخلاقه - تاريخ الإمام الحسين علیه السلام»، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام 69 / ح 2 «باب 7 زهده علیه السلام من أبواب مكارم أخلاقه ومحاسن أوصافه وسيرته في كتاب الإمام الحسين بن علي علیه السلام»، وفيهم: قال الإمام الحسين علیه السلام: البيت
5- في البداية والنهاية والديوان «تسد على»

أَوْ ظَنَّ أَنَّ المَالَ مِنْ كَسْبِهِ *** زَلَّتْ بِهِ النَّعْلَانِ مِنْ حَالِقِ(1)

قاسم الرزق

و قال علیه السلام:

إِذَا مَا عَضَّكَ(2) الدَّهْرُ(3) *** فَلاَ تَجْنَحْ(4) إِلَى الخَلْقِ(5)

وَلاَ تَسْأَل سِوَى اللَّهِ *** تَعَالَى قَاسِمِ الرِّزْقِ

فَلَوْ عِشْتَ وَطَوَّفْتَ(6) *** منَ الغَرْب إلى الشَّرْقِ

لِمَا صَادَفْتَ(7) مَنْ يَقْدِ *** رُ أَنْ يُسْعِدَ(8) أَوْ يُشْقِي(9) (10)

ص: 398


1- المقتل للخوارزمي 247/1، ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر بهذا الإستاد: أخبرنا أبو بكر بن المزرقي، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيوب، أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل، أنشدني عبد الله بن إبراهيم وذكر أنه للحسين بن علي: الأبيات. البداية والنهاية 226/8 بهذا الإسناد: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، أنشدنا عبد الله بن إبراهيم النحوي للحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام: الأبيات. حياة الإمام الحسين علیه السلام للقرشي 187/1، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 149 - 150، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 4/ 327، أعيان الشيعة 621/1، أئمتنا 222/1
2- عضك: اشتد عليك
3- الدهر: الزمان
4- تجنح: تميل
5- في الكشف والبحار والديوان «إلى خلق» والخلق: الناس
6- طوفت: سرت وجلت
7- صادقت: وجدت أو لقيت أو قابلت أحداً على غير قصد، أو من غير موعد ولا توقع، يقال: لقيناه مصادفة
8- يسعد: يجعلك سعيداً
9- بشقي: يجعلك شقياً تعساً
10- كشف الغمة 244/2، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 180، بحار الأنوار 6/123/75 «باب 20» نور الأبصار للشبلنجي ص 139، أعيان الشيعة 621/1، حياة الإمام الحسين للقرشي 186/1، أئمتنا 223/1، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 151

يا قمراً منيراً

وقال علیه السلام:

أخِي يَا نُورَ عَيْنِي يَا شَقِيقِي *** فَلِي قَدْ كُنْتَ كَالرُّكْنِ الوَثِيق

أَيَا ابن أبي نَصَحْتُ أَخَاكَ حَتَّى *** سَمَّاكَ اللَّهُ كَأْساً مِنْ رَجِيقِ

أَيَا قَمَراً مُنِيراً كُنْتَ عَوْنِي *** عَلَى كُلِّ النَّوائِبِ فِي المُضِيقِ

فَبَعْدَكَ لا تَطِيبُ لَنَا حَيَاةٌ *** سَنُجْمَعُ فِي الغَدَاةِ عَلَى الحَقِيقِ

ألا للهِ شَكْوَائِي وَصَبْرِي *** وَمَا أَلْقَاهُ مِنْ ظَمَأٍ وَضِيقٍ(1)

ص: 399


1- وسيلة الدارين ص 272 - 273 وفيه: قال أبو مخنف: لما اشتد العطش بالحسين علیه السلام وأصحابه قال الحسين لأخيه العباس يا أخي اجمع أهل بيتك واحفر بئراً ففعلوا ذلك فلم يجدوا فيها ماءً فقال الحسين علیه السلام للعباس يا أخي امض إلى الفرات وانتنا شربة من الماء فقال له العباس سمعاً وطاعة فضم إليه رجالاً فسار العباس والرجال عن يمينه وعن شماله حتى أشرفوا على الفرات فراهم أصحاب عمر بن سعد فقالوا من أنتم قالوا نحن أصحاب الحسين فقالوا ما تريدون قالوا كضنا العطش وأشد الأشياء علينا عطش الحسين علیه السلام فلما سمعوا كلامهم حملوا عليهم حملة رجل واحد فقاتلهم العباس وأصحابه فقتل منهم مائة وثمانون رجلاً وأخذ يرتجز ويقول: يا نفس من بعد الحسين هوني *** فبعده لا كنت أن تكوني هذا حسين شارب المنون *** وتشربين بارد المعين هیهات ما هذا فعال ديني *** ولا فعال صادق اليقين فأخذه النبل من كل مكان حتى صارت درعه كالقنفذ فحمل عليه أبرص بن شيبان اللعين فضربه على يمينه فطارت مع السيف فأخذ السيف بشماله وحمل على القوم وأخذ يرتجز ويقول: والله لو قطعتُمُ يميني *** إني أحامي أبداً عن ديني وعن إمام صادق اليقين *** سبط النبي الطاهر الأمين نبي صدق جاءنا بالدين *** مصدقاً بالواحد الأمين فضربه عبد الله بن يزيد الشيباني على شماله فقطعها فأخذ السيف بفمه وحمل على القوم ويداه ينطحان دماً فحملوا عليه جميعاً فقاتلهم قتالاً شديداً فضربه رجل منهم بعمود من حديد على رأسه الشريف وخر صريعاً إلى الأرض يخور بدمه وهو ينادي يا أبا عبد الله أدرك أخاك الغريب وعليك مني السلام فلما سمع الحسين علیه السلام صوت العباس قام ينادي ويقول واأخاه واعباساه وامهجة قلباء وصرخت زينب سلام الله عليها وقالت واأخاه واعباساه واقلّة ناصراه واضيعناه من بعدك. فقال الحسين علیه السلام أي والله واضيعناه وانقطاع ظهراه فجعلن النساء يبكين ويندبن عليه وبكي الحسين معهم وأنشأ الحسين علیه السلام يقول: الأبيات. الكبريت الأحمر ص 459، معالي السبطين ص 441

يوم المساق

وقال علیه السلام:

أَلاَ إِنَّ البَاقَ سِبَاقُ زُهْدٍ(1) *** وَمَا فِي غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ سِبَاقِ

وَيَفْنَى مَا حَوَاهُ المُلْكُ أَصْلاً *** وَفِعْلُ الخَيْرِ عِنْدَ اللَّهِ بَاقي

سَتأُلَفُكَ(2) النَّدَامَةُ(3) عَنْ قَرِيبٍ *** وَتَشْهَقُ(4) حَسْرةً(5) يَوْمَ المَسَاقِ(6)

أتَدْرِي أَيَّ ذَاكَ اليَومِ فَكُّرْ *** وَأَيْقِنُ أَنَّهُ يَومُ الفِرَاقِ(7)

فِرَاقٌ لَيْسَ یُثْبِهُهُ فِرَاقٌ *** قَدْ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ(8) عَنِ التَّلاقِي(9)

ص: 400


1- الزهد: ترك ما في الدنيا ابتغاء ما عند الله من الثواب، وأن يكون المرء بما عند الله أرجى منه مما هو في يده
2- ستألفك: تأنس إليك وتحبك
3- الندامة: مصدر ندم: أسف، أو فعل فعلاً ثم كرهه ونالته من جرائه حسرة فهو نادم وندمان
4- تشهق: شهق: تردد النفس في حلقه
5- الحسرة: شدة التلهف والحزن، وأشد الندم، الجمع: حسرات
6- المساق: مصدر ميمي بمعنى السوق
7- الفراق: الفصل، والفرقة: الافتراق
8- الرجاء: الأمل، نقيض اليأس
9- ديران الحسين بن علي علیه السلام ص 152، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 14/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 209. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

إليك معتذر

وقال علیه السلام:

خُذْهَا فَإِنِّي إِلَيْكَ مُعْتَذِرُ *** وَاعْلَمْ بِأَنِّي عَلَيْكَ ذُو شَفَقَهُ

لَوْ كَانَ فِي سَيْرِنَا الغَدَاةَ عَصَاً(1) ** أَمْسَتْ سَمَانًا(2) عَلَيْكَ مُنْدَفِقَهُ(3)

لكِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ(4) ذُو غِيَرٍ(5) *** وَالكَفُّ مِنِّي قَلِيلَةُ النَّفَقَةْ(6)

ص: 401


1- الظاهر أن العصا كناية عن الأمر والحكم، قال في الصحاح: قولهم: لا ترفع عصاك عن أهلك: يراد به الأدب، وإنه لضعيف، العصا أي الرتبة، ويقال أيضاً إنه للين العصا أي رفيق حسن السياسة لما ولي انتهى
2- والسماء: ممدودة، وقصرت هنا للضرورة، وقصر مثله مجمع عليه كما قال ابن مالك: وقصر ذي المد اضطراراً مجمع *** عليه والعكس بخلف يقع ولعل المعنى: لو كان في سيرنا في هذه الغداة ولاية وحكم أو قوة لامست يد عطائنا عليك مندفقة، وتكون السماء كناية عن يد الجود والعطاء
3- الاندفاق: الانصباب
4- ريب الزمان: حوادثه
5- وغير الدهر: كعنب، حوادثه التي تغير الأمور
6- ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 160 - 161 / ح 205 بهذا الإسناد: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري أنبأنا أبو القاسم نصر بن احمد الهمداني أنبأنا رشاد بن نظيف المقرىء إجازة أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الناقد، حدثني القاسم مسعود - يعني ابن عبد الله - حدثني حميد بن إبراهيم المعافري قال: سمعت عبد بن عبد الله الجديفي يذكر عن أبيه عن جده - وكان مولى للحسين بن علي بن أبي طالب - أن سائلاً خرج ذات ليلة يتخطى. حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم ابن السوسي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات قراءة عليه، أنبأنا أبي إجازة أنبأنا أبو القاسم عبد الجبار أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي بمصر، أنبأنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم الليتي الشافعي أنبأنا محمد بن أحمد، أنبأنا هارون بن محمد بن أحمد، أنبأنا هارون بن محمد، أنبأنا قعنب بن المحرز، أنبأنا الأصمعي عن أبي عمرو بن أبي عمرو بن العلاء: عن الذيال بن حرملة، قال: خرج سائل يتخطى... مناقب آل أبي طالب 73/4 وفيه: قدم أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها فدل على الحسين علیه السلام فدخل المسجد فوجده مصلياً فوقف بإزائه وأنشأ: لم يخب الآن من رجاك ومن *** حرك من دون بابك الحلقه أنت جواد وأنت معتمد *** أبوك قد كان قاتل الفسقه لولا الذي كان من أوائلكم *** كانت علينا الجحيم منطبقه قال: فسلم الحسين علیه السلام وقال: يا قنبر هل بقي شيء من مال الحجاز؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فقال: هاتها قد جاء من هو أحق بها منا، ثم نزع برديه، ولف الدنانير فيهما، وأخرج يده من شق الباب حياء من الأعرابي وأنشأ: الأبيات. قال: فأخذها الأعرابي وبكى، فقال له: لملك استقللت ما أعطيناك؟ قال: لا ولكن كيف يأكل التراب جودك. عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 62 - 64، الخصائص الحسينية ص 21 - 22 وص 93، حياة الإمام الحسين علیه السلام 131/1. وقد قام الشيخ عبد الحسين الحويزي (ره) بتخميس هذه الأبيات: (تخميس أبيات الأعرابي) أنت حسين وبالفعال حسن *** بعتك نظماً له القبول ثمن غيرك من يمنح الرجاء بمن (لم يخب الآن من رجاك ومن *** حرك من دون بابك الحلقة) أنت خضم وفي اللقا أسدُ *** أنت عميدٌ وللهدى عمدُ أنت من الفضل للإله يدُ (أنت جواد وأنت معتمد *** أبوك قد كان قاتل الفسقة) تحلت الكتب من فضائلكم *** وشعت الشهب من دلائلكم اقسمت في بركم ونائلكم (لولا الذي كان من أوائلكم *** كانت علينا الجحيم منطبقة) (تخميس أبيات الإمام الحسين علیه السلام) وافيت والدهرُ شأنه غير *** ومجدنا ما عفى له أثر فبادرت من ندى يدي بدر (خذها فإني إليك معتذر *** واعلم بأني عليك ذو شفقة) اكفنا سبك تبرها خلصا *** وعندنا الجوهر الثمين حصا و دهرنا كان طائعاً فعصى (لو كان في سيرنا الغداة عصا *** أمست سمانا عليك مندفقة) لوراق صفو الزمان من كدر *** أجريت بحراً عليك ذا دررِ يغني من الوفر كل مفتقر (لكنَّ ريبَ الزمان ذو غير *** والكفّ مني قليلة النفقة)

ص: 402

قافية الكاف

حنّ الفؤاد

وقل علیه السلام:

تَرَكْتُ الخَلْقَ طُرّاً فِي هَوَاكَا *** وَأَبْتَعْتُ العِيالَ لِکَيْ أَرَاكَا

وَلَوْ قَطَعْتَنِي فِي الحُبِّ إِرْباً *** لَمَا حَنَّ الفُؤَادُ إِلى سِوَاكَا(1)

حين تفجوه المنايا

وقال علیه السلام:

عَجِبْتُ لِذِي التَّجَارِب كَيْفَ يَسْهُو *** وَيَتْلُو اللَّهْوَ بَعْدَ الاحْتِبَاكِ(2)

وَمُرْتَهِنُ(3) الفَضَائِحِ(4) وَالخَطَايَا(5) *** يُقَصِّرُ بِاجْتِهَادٍ للفكَاكِ

وَمُوبِقُ(6) نَفْسِهِ كَسَلاً وَجَهْلاً *** وَمُورِدُهَا مَخُوفَاتِ الهَلاكِ

بِتَجْدِيدِ المَآثِمِ(7) كُلَّ يَوْمِ *** وَقَصْدٍ للمُحَرَّمِ بِانْتِهَاكِ(8)

ص: 403


1- منتهى الأمال 541/1
2- الاحتباك: الحبك: الشد والإحكام
3- المرتهن: المسلّم
4- الفضائح: المفرد: الفضيحة؛ أي ما يعاب، والشهرة بما يعاب
5- الخطايا: المفرد: الخطيئة؛ أي: الذنب
6- موبق: وبق: هلك. والموبق: مكان الهلاك
7- المآئم: الذنوب التي يستحق العقوبة عليها
8- انتهاك: نهك: أضنى، واجهد، وبالغ

سَيَعْلَمُ حِينْ تَفْجَوْهُ(1) المَنَايَا(2) *** ويكثف حَوْلَهُ جَمْعُ البَوَاكِي(3)

قافية اللام

صندوق العمل

وقال علیه السلام:

يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ *** وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ

المَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً *** وَالقَبْرُ صُندُوقُ العَمَلْ(4)

قد عرفناك

وقال علیه السلام:

كُلَّمَا زِيدَ صَاحِبُ المَالِ مَالاً *** زِيدَ فِي هَمِّهِ(5) وَفِي الاشْتِغَالِ

قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا مُنَغْصَةَ(6) العَيْشِ *** وَيَا دَارَ كُلِّ فَانٍ(7) وَبَالِي

ص: 404


1- تفجؤه: جاءته بغتة، والفجاءة: ما فاجأك، وموت الفجاءة والفجأة: ما يأخذ الإنسان بغتة
2- المنايا: المفرد: المنية؛ أي: الموت
3- ديوان الحسين بن علي ص 153، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 3/ 14 - 15، مشكاة الأدب (ناصري) ص 210. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
4- بستان الواعظین ص 270 - 271
5- الهم: الحزن، الجمع: هموم
6- منغصة: نغص: كدَّر، وتنغص العيش: تكدر
7- فان: باد وانتهى وجوده، والفناء ضد البقاء

لَيْسَ يَصْفُو(1) لِزَاهِدٍ(2) طَلَبُ الزُّهْدِ(3) *** إِذَا كَانَ مُثْقَلاً(4) بِالعِیَالِ(5) (6)

أف لك من خليل

وقل علیه السلام:

يَا دَهْرُ أُفٍّ لَكَ(7) مِنْ خَلِيلِ *** كَمْ لَكَ فِي الإِشْرَاقِ(8) وَالأصِيلِ

مِنْ طَالِبٍ وَصَاحِبٍ(9) قَتِيلِ *** وَالدَّهْرُ لاَ يَقْنَعُ بِالبَدِيلِ(10)

ص: 405


1- يصفو: يروق، والصفاء: الخلاص من الكدرة، وصفو الشيء: خياره وخالصه
2- الزاهد: العابد
3- الزهد: الإعراض عن الشيء وتركه، وعند الفقهاء: ترك ما في الدنيا ابتغاء ما عند الله من الثواب، وأن يكون المرء بما عند الله أرجى منه مما هو في يده
4- مثقلاً: أثقل الشيء: صار ذا ثقل
5- العيال: أهل بيت الرجل الذين يكفلهم ويمونهم
6- ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 162 / ح 209 بهذا الإسناد: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف - وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبع ابن المسلم عنه - أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبُخت انبانا أبو بكر محمد بن يحيى الصوفي أنبأنا محمد بن يونس الكديمي أنبأنا محمد بن المؤمل الحارثي أنبأنا الأعمش أن الحسين بن علي قال: الأبيات. البداية والنهاية 226/8، حياة الإمام الحسين علیه السلام للفرشي 187/1، في رحاب أئمة أهل البيت علیهم السلام 3/ 165، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 156
7- في المناقب «لك» غير موجودة
8- في الإرشاد وأعلام الورى ومقتل الخوارزمي والمناقب والملهوف والبداية والنهاية والبحار وجلاء العيون والعوالم والينابيع والخصائص وتاريخ الأحمدي ومنتهى الأمال ووسيلة الدارين «كم لك بالإشراق»
9- في تاريخ الطبري والإرشاد وأعلام الورى والبداية والنهاية والعوالم وتاريخ الأحمدي ومنتهى الأمال ووسيلة الدارين «من صاحب أو طالب»، وفي مقتل الخوارزمي والمناقب والبحار وجلاء العيون «من صاحب وطالب»، وفي الينابيع «من طالب بحقه»
10- في تاريخ الأحمدي عجز البيت بهذا النص «وإنما الأمر إلى الجليل» والعجز في الأصل صدر البيت الثالث في تاريخ الأحمدي، أما صدر البيت في الديوان فبهذا النص: «من صاحب وماجد قتيل»

وَإِنَّمَا الأمْرُ إِلى الجَلِيلِ *** وَكُلُّ حَيٍّ سَالِكُ السَّبِيلِ(1) (2)

ص: 406


1- في الأمالي والإرشاد والبحار والعوالم والخصائص ومنتهى الأمال «سبيلي»، وفي أعلام الورى والمناقب وجلاء العيون ووسيلة الدارين «سبيل»، وفي الديوان صدر البيت بهذا النص: «والأمر في ذاك إلى الجليل»، وفي مقتل الخوارزمي البيت الثالث مع زيادة بيت -لي بهذا النص: وكل حي سألك سبیلي *** ما أقرب الوعد من الرحيل وإنما الأمر إلى الجليل *** سبحانه جل عن المثيل وفي المناقب زيد آخر الأبيات ب «ما أقرب الوعد من الرحيل»، وفي الملهوف مع زيادة بيت بهذا النص: وإنما الأمر إى الجليل *** وكل حي فإلى سبيل ما أقرب الوعد إلى الرحيل *** إلى جنان وإلى مقيل وفي الينابيع البيت بزيادة بهذا النص: وكل حي سألك سبیلي *** ومنتهى الأمر إلى الجليل ما أقرب الوعد إلى الرحيل وفي وسيلة الدارين الرواية الأولى منه البيت بزيادة بهذا النص: وكل حي سألك سبيلي ما أقرب الوعد من الرحيل وإنما الأمر إلى الجليل
2- تاريخ اليعقوبي 243/2 - 244 وفيه: سار الحسين يريد العراق، فلمّا بلغ القُطْقُطانة أتاه الخبر بقتل مسلم بن عقيل؛ ووجّه عبيد الله بن زياد، لمّا بلغه قربه من الكوفة، بالحُرّ بن یزید، فمنعه من أن يعدل، ثمّ بعث إليه بعمر بن سعد بن أبي وقّاص في جيش، فلقي الحسين بموضع على الفرات يقال له كربلاء، وكان الحسين في اثنين وستّين، أو اثنين وسبعين رجلاً من أهل بيته وأصحابه، وعمر بن سعد في أربعة آلاف، فمنعوه الماء، وحالوا بينه وبين الفرات، فناشدهم الله عزّ وجلّ، فأبوا إلاّ قتاله أو يستسلم، فمضوا به إلى عبيد الله بن زياد فيرى رأيه فيه، وينفذ فيه حكم يزيد، فروي عن عليّ بن الحسين أنّه قال: إني لجالس في العشبّة التي قتل بها أبي الحسين بن عليّ في صبيحتها، وعمّتي زينب تمرّضني، إذ دخل أبي، وهو يقول: الأبيات. تاريخ الطبري 420/5، أمالي الصدوق ص 133 - 134، الإرشاد 931، أعلام الورى 1/ 456، المقتل للخوارزمي 237/1، مناقب آل أبي طالب 4/ 108، الملهوف على قتلى الطفوف ص 140، البداية والنهاية 192/8، بحار الأنوار 316/44، و 2/45، جلاء العيون 171/2، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 245، ينابيع المودة ص 407، الخصائص الحسينية ص 127، تاريخ الأحمدي ص الأمال 481/1، وسيلة الدارين ص 76 و 303، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 158

بِمَا يطاع الجليل

وقال علیه السلام:

مَنْ كَانَ يَبْأَى(1) بِجَدٍ *** فَإِنَّ جَدِّيَ الرَّسُولُ

أَوْ كَانَ يَبْأَى بِأَمٍّ *** فَإِنَّ أُمِّيَ البَتُولُ

أَوْ كَانَ يَبْأَى بِزَورٍ *** فَزَورُنا جبْرَئِيلُ

فَنَحْنُ لَمْ نَبْأَ إِلاَّ *** بِمَا يُطَاعُ الجَلِيلُ(2)

حسن الخلق أبهى

وقال علیه السلام:

لَئِنْ كَانَتِ الأَفْعَالُ يَوْمَاً لأهْلِهَا *** كَمَالاً فَحُسْنُ الخَلْقِ أَبْهَى وَأَكْمَلُ

وَإِنْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ رِزْقاً مُقَدَّراً *** فَقِلَهُ جُهْدِ المَرْءِ فِي الكَسْبِ أَجْمَلُ

وَإِنْ كَانَتِ الدُّنْيَا تُعَدُّ نَفِيسَةٌ *** فَدَارُ ثَوَابِ اللَّهِ أَعْلَى وَأَنْبَلُ

وَإِنْ كَانَتِ الأَبْدَانُ للمَوْتِ أُنْشِئت *** فَقَتْلُ امرىءٍ بِالسَّيْفِ فِي اللَّهِ أَفْضَلُ

وَإِنْ كَانَتِ الأَمْوَالُ للتَّرْكِ *** جَمْعُها فَمَا بَالُ مَشْرُوكِ بِهِ المَرُهُ يَبْخَلُ(3)

ص: 407


1- يبأي: يفخر، يتكبر
2- المقتل للخوارزمي 123/1
3- الأنوار البهية ص 45 - 46 وفيه: نقل السيّد الأجلّ السيّد علي خان من كتاب خلق الإنسان للفاضل النّيسابوري أنّه قال كان الحسين بن علي سيّد الشّهداء علیه السلام كثيراً ما ينشد هذه الأبيات وتزعم الرّواة أنها مما أملته نفسه الطاهرة على لسان مكارمه الوافرة

وما بالقتل عار على الفتى

وقل علیه السلام:

فَإِنْ(1) تَكُن(2) الدُّنْيَا تُعَدُّ نَفيسة *** فَدَارُ(3) ثَوَاب اللَّهِ أَعْلَى وَأَنْبَلُ(4)

وَإِنْ تَكُنِ(5) الأَبْدَانُ لِلمَوْتِ أُنْشِنَتْ *** فَقتُلُ امرِىءٍ فِي اللَّهِ بِالسَّيْفِ أَفْضَلُ(6) (7)

ص: 408


1- في كشف الغمة والفصول المهمة والديوان «وإن»، وفي الترجمة والبداية والنهاية «لتن»
2- في الترجمة والبداية والنهاية والديوان «كانت»
3- في مقتل الخوارزمي الرواية الثانية والملهوف والفصول المهمة والبحار وجلاء العيون روايته الثانية والعوالم والينابيع ونور الأبصار ووسيلة الدارين «فإن»
4- في الينابيع ووسيلة الدارين «وأجزل»
5- في الترجمة والبداية والديوان «كانت»، وفي البحار والعوالم «يكن»
6- في الملهوف والبداية والنهاية والبحار بروايتيه وجلاء العيون بروايته أيضاً والعوالم بروايتيه أيضاً والخصائص ومنتهى الآمال ووسيلة الدارين والديوان العجز بهذا النص: «مقتل امرئي بالسيف في الله أفضل»، وفي كشف الغمة بهذا النص: «فقتل امرىء والله بالسيف أفضل»، وفي الترجمة: «فقتل سبيل الله بالسيف أفضل»
7- ورد البيت في الينابيع بعد البيت الثالث من القصيدة بهذا النص: وإن تكن الأجساد للموت أنشئت *** فقتل الفتى بالسيف في الله أفضل وفي نور الأبصار ورد البيت بهذا النص: وإن يك لا بد من الموت للفتى *** فقتل امرئي في الله بالسيف أجمل وفي وسيلة الدارين ورد البيت بعد البيت الثالث من القصيدة أيضاً وبهذا النص: وإن تكن الأبدان للموت أنشئت *** فقتل الفتى بالسيف في الله أفضل

وَإِنْ تَكُنْ(1) الأَرْزَاقُ قِسْماً مقدراً *** فَقِلةُ حِرْصِ المَرْءِ فِي الكَسْبِ أَجْمَلُ(2) (3)

وَإِنْ تَكُنْ(4) الأَمْوَالُ لِلتَّرْكِ جَمْعُها *** فَمَا بَالُ مَتْرُوكٍ بِهِ المَرْءُ(5) يَبْخَلُ(6)

ص: 409


1- في البداية والنهاية والديوان «كانت» وفي البحار والعوالم «يكن»
2- في الملهوف ووسيلة الدارين العجز بهذا النص: «فقلة حرص المرء في السعي أجمل»، وفي مقتل الخوارزمي والبحار وجلاء العيون والعوالم بهذا النص: «فقلة حرص المرء في الرزق أجمل»، وفي البداية والنهاية والينابيع ووسيلة الدارين والديوان بهذا النص: «فقلة سعي المرء في الرزق أجمل»، وفي البحار في الكسب أجمل، وفي الخصائص: «فقلة حرص المرء للرزق أجمل»، وفي نور الأبصار فقلة حرص المرء في الكسب يكفل»، وفي الترجمة ورد البيت بهذا النص: وإن كانت الأرزاق شيئاً مقدراً *** فقلة سعي المرء في الكسب أجمل
3- في ينابيع المودة ووسيلة الدارين ورد هذا البيت بعد البيت الأول
4- في الترجمة والبداية والنهاية والديوان «كانت»
5- في البحار وجلاء العيون والعوالم والخصائص «الحر»
6- ورد هذا البيت في الينابيع ووسيلة الدارين بعد البيت الثاني

سَأَمْضِي وَمَا بِالقَتْلِ عَارٌ عَلَى الفَتَى *** إِذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَمْضِي وَيُقْتَلُ(1) (2)

ص: 410


1- لم يرد هذا البيت في مقتل الخوارزمي بروايته الثانية والترجمة والملهوف وكشف الغمة والبداية والنهاية والفصول والبحار وجلاء العيون والعوالم والينابيع ونور الأبصار والخصائص ومنتهى الأمال ووسيلة الدارين والديوان ووردت زيادة في الأبيات ملحقة مع ما قبلها ففي مناقب آل أبي طالب أوردها بهذا النص: فإن تكن الدنيا تعد نفيسة *** فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن تكن الأموال للترك جمعها *** فما بال متروك به الحر يبخل وإن تكن الأرزاق قسماً مقدراً *** فقلة حرص المرء في الكسب أجمل وإن تكن الأبدان للموت أنشئت *** فقتل امرىء بالسيف في الله أفضل علیکم سلام الله يا آل احمد ** فإني أراني عنكم سوف أرحل وفي ينبايع المودة أوردها بهذا النص: فإن تكن الدنيا تعدّ نفية *** فإن ثواب الله أعلى وأجزل وإن تكن الأرزاق قماً مقدراً *** فقلة سعي المرء في الرزق أجمل وإن تكن الأموال للترك جمعها *** فما بال متروك به المرء يبخل وإن تكن الأجساد للموت أنشئت *** فقتل الفتى بالسيف في الله أفضل علیکم سلام الله يا آل أحمد *** فإنّي أراني عنكم اليوم أرحل أرى كلّ ملعون ظلوم منافق *** يروم فنانا جهرة ثم يعمل لقد كفروا يا ويلهم بمحمد *** وربّهم ما شاء في الخلق يفعل لقد غرّهم حلم الإله لأنّه ** حليم كريم لم يكن قط يعجل وفي وسيلة الدارين بهذا النص: فإن تكن الدنيا تُعد نفيسة *** فإن ثواب الله أعلى وأجزل وإن تكن الأرزاق قماً مقدراً *** فقلة سعي المرء في الرزق أجمل وإن تكن الأموال للترك جمعها *** فما بال متروك به المرء ينجل وإن تكن الأبدان للموت أنشئت *** فقتل الفتى بالسيف في الله أفضل لقد غرهم حلم الإله وأنه *** حليم كريم لم يكن قط يعجل لقد كفرو يا ويلهم بمحمد *** وربهم في الخلق ما شاء يفعل
2- مقتل الخوارزمي ص 33 وفيه: وذكر السلامي في تاريخه أن الحسين أنشأ هذه الأبيات وليس لأحد مثلها وهي قوله: الأبيات. وص 223، ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 163 - 164/ ح 211 بهذا الإسناد: أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الطيوري، عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، ثم أنشدني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، أنشدنا المبارك بن عبد الجبار أنشدنا محمد بن علي الصوري أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الأصبهاني بصور للحسين بن علي: الأبيات. مناقب آل أبي طالب 4/ 103 - 104، الملهوف على قتلى الطفوف ص 134 - 135، كشف الغمة 238/2، البداية والنهاية 227/8، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 180، بحار الأنوار 374/44 و 49/45، جلاء العیون 152/2 و 203، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 224 و 292، ينابيع المودة 81/3، نور الأبصار للشبلنجي 138 - 139، الخصائص الحسينية ص 125، منتهى الأمال 460/1. وسيلة الدارين ص 61 و 309، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 154 - 155

تخلى عن مورثه

وقال علیه السلام:

فَإِنَّ سُدُورَه(1) أَمْسَى غُرُوراً ***وَحَلَّ بِهِ مُلِمَّاتُ(2) الزَّوالِ

وَعُرِّيَ(3) عَنْ ثِيَابِ كَانَ فِيها *** وأُلْبِس بَعْدُ أَثْوَابَ انْتِقَالِ

وَبَعْدَ رُكُوبِهِ الأفْرَاسَ تِيهاً(4) *** يُهَادَى بَيْنَ أَعْنَاقِ الرِّجَالِ

إلى قَبْرٍ يُغَادِرُ فِيهِ فَرْداً *** نَأَى(5) مِنْهُ الأقاربُ وَالمَوَالِي(6)

ص: 411


1- سدوره: تحيره، والسادر: المتحير واللاهي والذي لا يهتم ولا يبالي بما صنع
2- الملمات: المفرد: الملمة أي: النازلة الشديدة من شدائد الدهر
3- العري: التحرر من الثياب
4- التيه: الصلف والكبر، والضلال
5- نأى: بعد
6- الموالي: المفرد: المولى؛ أي: المالك، وكل من ولي أمراً وقام به. والمنعم عليه المعتق، والقريب كابن العم، والسيد، والمحب

تَخَلَّی عَنْ مُوَرِّثِهِ(1) وَوَلَّى *** وَلَمْ تَحْجُبُهُ مَأثَرَةُ المَعَالِي(2)

ورثت رسول الله

وقال علیه السلام:

أبِي عَلِيٌّ وَجَدِّي خَاتِمُ الرُّسُلِ *** وَالمَرْتَضُونَ لِدِينِ اللَّهِ مِنْ قَبْلِي

وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَالقُرآنُ يَنْطِقُهُ *** إِنَّ الَّذِي بِيَدِي مَنْ لَيْسَ يَمْلكُ لِي

مایرتجی بِامْرِى، لا قَائِلِ عَذلاً(3) *** وَلاَ يَزِيغُ(4) إلى قَوْلِ وَلاَ عَمَلٍ

وَلا يَرَى خَائِفاً فِي سَرِّهِ وَجِلاً(5) *** وَلاَ يُحَاذِرُ(6) مِنْ هَفْوٍ(7) وَلاَ زَلَلِ(8)

يَا وَيْحَ(9) نَفْسِي مِمَّنْ لَيْسَ يَرْحَمُهَا *** أَمَا لَهُ فِي كِتَابِ اللهِ مِنْ مَثَلٍ

ص: 412


1- مورثه: الذي يورثه
2- دیوان الحسين بن علي علیه السلام ص 160، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 15/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 210. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
3- العذل: الملامة
4- يزيغ: يعدل عن الطريق وينحرف
5- الوجل: الخوف والفزع الجمع: أوجال
6- يحاذر: يخاف ويتعظ ويستعد
7- الهفو: المفرد: الهفوة: السقطة والزلة. يقال: فلان كثير الهفوات
8- الزلل: ارتكاب الذنوب
9- ويح: كلمة ترحم وتوجع

أَمَا لَهُ فِي حَدِيثِ النَّاسِ مُعْتَبَرٌ *** من العَمَالِقَةِ(1) العَادِيةِ الأُولِ

يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المَغْبُونُ(2) شِيمَتُهُ(3) *** إِنِّي وَرِثْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ رَسُلِ

أأَنْتَ أَوْلَى بهِ مِنْ آلِهِ فَبِمَا *** تَرَى اعْتَلَلْتَ(4) وَمَا فِي الدِّينِ مِنْ عِلَل(5) (6)

سيري إلى الموت

وقال علیه السلام:

أذُلَّ الحَيَاةِ وَذُلّ المَمَاتِ *** وَكُلاً أَرَاهُ طَعَاماً وَبِيلا

فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنْ إحْدَاهُمَا *** فَسِيري إلى المَوْتِ سَيْراً جَمِيلاً(7)

ص: 413


1- العمالقة: قوم من ولد عمليق بن لاوذ بن ارم بن سام بن نوح علیه السلام، تفرقوا في البلاد وانقرضوا أكثرهم
2- المغبون: المظلوم
3- الشيمة: الخلق والطبيعة، الجمع: شيم
4- اعتللت: مصدر: علل: شغل وألهى
5- العلل: المفرد: العلة، أي المرض الشاغل، والعلة من كل شيء سببه، والعذر، والعلاّت: الحالات المختلفة والشؤون المتنوعة
6- كشف الغمة 247/2 - 248، بحار الأنوار 6/125/75 «الباب 20 مواعظ الإمام الحسين علیه السلام»، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 159
7- الإمام الحسين علیه السلام ملتقى المكرمات ص 153

لا تغتر بالدنيا

وقال علیه السلام:

و يُبَدِّرُ مَا أَصَابَ وَلاَ يُبَالي *** أَسُحْتاً(1) كَانَ ذَلِكَ أَمْ حَلالا

فَلاَ تَغْتَرَّ بِالدُّنْيَا وَذَرْهَا(2) *** فَمَا تُسْوى لك الدُّنْيَا خِلالا(3)

أَتَبْخَلُ تَائِهاً(4) شَرِهاً(5) بِمَالٍ *** يَكُونُ عَلَيْكَ بَعْدَ غَدٍ وَبَالا(6)

فَمَا كَانَ الَّذِي عُقْبَاهُ شَرٌّ *** وَمَا كَانَ الخَسِيسُ(7) لَدَيْكَ مَالا

فَبِتُّ(8) مِنَ الأُمُورِ بِكُلِّ خَيْرٍ *** وَأَشْرَفِهَا وَأَكْمَلِهَا خِصَالا(9) (10)

ص: 414


1- السحت: والسُمت: الحرام، وما خبث من المكاسب كالرشوة ونحوها
2- ذرها: دعها واتركها
3- الخلال: من الخل
4- تائه: ضال
5- الشره: أسوأ الحرص
6- الوبال: الفساد وسوء العاقبة، والضرر والمكروه يلحق بالمرء
7- الخسيس: الدنيّ، والتافه، والقليل
8- بت: مكثت
9- الخصال: المفرد خصلة؛ أي: الفضيلة
10- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 181، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 16/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 212. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

حسبي الرحمن

وقال علیه السلام:

يَا نَكَبَاتِ(1) الدَّهْر دُولي دُولي(2) *** وَأَقْصِرِي إِنْ شِئْتِ أَو أَطِيلِي(3)

رَمَیْتِنِي رَمْيَةَ لاَ مُقِيلِ(4) *** بِكُلِّ خَطْبٍ(5) فَادِحٍ(6) جَلِيلِ(7)

وَكُلّ عبءٍ أَیِّدٍ(8) ثَقِيلِ *** أوَّل مَا رُزِئْتُ(9) بِالرَّسُولِ

وَبَعْدُ بِالطَّاهِرَةِ البَتُولِ *** وَالوَالِدِ البَرِّ بِنَا الوَصُولِ

وبالشَّقِيقِ الحَسَنِ الجَلِيلِ *** وَالبَيْتِ ذِي التَأْوِيلِ وَالتَّنْزِيلِ

وَزَورُنَا المَعْرُوفِّ من جِبْرِيل *** فَمَا لَهُ فِي الرُّزْءِ مِنْ عَدِیلِ

ص: 415


1- نكبات: المفرد: نكبة؛ أي: المصيبة
2- دالت الأيام: دارت: ودال الزمان: انقلب من حال إلى حال
3- لم يرد هذا البيت في الكشف والبحار
4- مقيل: صفح وتجاوز
5- الخطب: الشأن، يقال: ما خطبك؟ والخطب: الأمر صغر أو عظم
6- فادح: الفاجع والنازل. الجمع: فوادح
7- الجليل: العظيم
8- العبء: الحمل، والثقل من أي شيء كان، الجمع: أعباء، والأيَّد: القوي
9- الرزء: المصيبة، الجمع: الرزء

ألَكَ عَنِّي اليومَ مِنْ عُدُول(1) *** وَحَسْبِيَ الرَّحْمَنُ مِنْ مُنِيلِ(2) (3)

ما لكم خليل

وقال علیه السلام:

أَهلَ العِراقِ مَالَكُمْ خَلِيلُ *** وَمَا بِكُمْ فِي جَمْعِكُمْ فَضِيلُ

وَالأَمْرُ في ذَلِكُمْ جَلِيلُ *** وَكُلُّ حَيِّ عِنْدَهُ سَبِيلُ

قَدْ قَرُبَ النُّقْلَةُ والرَّحِيلُ *** وَكُلُّ شَيْءٍ حَوْلَهُ دَلِيلُ(4)

قافية الميم

وقال علیه السلام:

وَلَمْ يَمْرُرُ بِهِ يَوْمٌ فَظِيعُ(5) *** أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ يَوْمِ الحِمَامِ(6)

وَيَوْمُ الحَشْرِ(7) أَفَظَعُ مِنْهُ هَوْلاً(8) *** إِذَا وَقَفَ الخَلائِقُ بِالمَقَامِ(9)

ص: 416


1- العدول: عدل عدلاً وعُدُلاً: مال، وعدل الشيء بالشيء: سوّاه به
2- منيل: عاطي ومانح
3- كشف الغمة 247/2 - 248، بحار الأنوار 6/126/7 «باب 20»، معالي السبطين 1/ 223، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 161 - 162
4- نور العين في مشهد الحسين علیه السلام: ص 30، إن الحسين أمر بنصب الخيام للحريم والأولاد وجعل يصلح سيفه وآلة حربه وهو يبكي ويقول هذه بالأبيات
5- فظيع: الشديد الشني
6- الحمام: الموت
7- يوم الحشر: یوم القیامة
8- الهول: الفزع
9- وقف الخلائق بالمقام: وقوفهم يوم القيامة

فَكَمْ مِنْ ظَالِمٍ يَبْقَى ذَلِيلاً(1) *** وَمَظْلُومِ تَشَمَّرَ لِلخِصَامِ

وَشَخْصِ كَانَ فِي الدُّنْيا فقيراً *** تَبَوَّأَ(2) مَنزِلَ النُّجُبِ(3) الكِرَامِ

وَعَفْوُ اللَّهِ أَوْسَعُ كُلِّ شَيءٍ *** تَعَالَى اللَّهُ خَلاَّقُ(4) الأَنَامِ(5) (6)

لو ترك القطا

وقال علیه السلام:

لَقَدْ كَانَ القَطَاءُ بِأَرْضِ نَجْدٍ *** قَرِيرَ العَيْنِ لَمْ يَجِدِ الغَرَامَا

تَوَّلَتْهُ البُزَاهُ فَهَيَّمَتْهُ *** وَلَوْ تُرِكَ القَطَا لَغَفَا وَنَامَا(7)

إن عشت لم أندم

وقال علیه السلام:

سَأَمْضِي وَمَا بِالمَوْتِ عارٌ عَلَى الفَتَى *** إِذَا مَا نَوًی حَقّاً وَجَهَدَ مُسْلِمَا

ص: 417


1- ذليل: منكسر وخاضع
2- تبوّأ: اتخذ، ونزل وأقام
3- النجب: المفرد: النجيب؛ أي: الكريم الحسب، والفاضل على مثله، النفيس في نوعه
4- خلاّق: خالق
5- الأنام: الإنس والجن، وما ظهر على الأرض من جميع الخلق
6- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 163، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 15/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 207. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
7- ناسخ التواريخ 296/6

وَوَاسَى الرِّجَالَ الصَّالِحِينَ بِنَفْسِهِ *** وَفَارَقَ مَثْبُوراً وَخَالَفَ مُجْرِما

فَإِنْ عِشْتُ لَمْ أَنْدَمَ وَإِنْ مُتَّ لَمْ أَلَمْ *** كَفَى بِكَ مَوْتاً أَنْ تُذَلَّ وَتُرْغَمَا(1)

ص: 418


1- كامل الزيارات 193 - 194 / 7 «الباب 29» بهذا الإسناد: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال حدثني سلمة، قال: حدثني علي بن الحسين، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام، قال: بينما الحسين علیه السلام يسير في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق، وإذا برجل يرتجز ويقول: الأبيات. وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر ابن خلاد عن الرضا علیه السلام مثل ألفاظ سلمة، قال: وهو يقول: ياناقتي لا تذعري من زجر *** وشمري قبل طلوع الفجر بخیر رکبان وخير سفر *** حتى تحلّي بكريم القدر بماجد الجد رحيب الصدر *** أثابه الله لخیر أمر ثمة أبقاء بقاء الدهر فقال الحسين بن علي علیه السلام: الأبيات. أمالي الصدوق 132 / ح 1 «المجلس الثلاثون» بهذا النص: سأمضي فما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما رواسي الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مشبوراً وخالف مجرما فإن مت لم أندم وإن عشت لم ألم *** كفى بك ذلاً أن تموت وترغما أعلام الورى 450/1 بهذا النص: سأمضي وما بالموت عارٌ *** على الفتى إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلما وأسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارقَ مثبوراً وودّع مجرما مقتل الخوارزمي ص 233 بهذا النص: سأمضي فما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مذموماً وخالف مجرما أقدم نفسي لا أريد بقاءها *** لتلقى خمياً في النزال عرمرما فإن عشت لم أنهم وإن مت لم ألم *** كفى بك ذلاً أن تعيش وترغما مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 4 - 76 بهذا النص: سأمضي فما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مذموماً وخالف مجرما أقدم نفسي لا أريد بقاءها *** لتلقى خميساً في الهياج عرمرما فإن عشت لم أدهم وإن مت لم ألم *** كفى بك ذلاً أن تعيش فترغما البدایة والنهایة 187/8 - 188 بهذا النص: سأمضي وما بالموت عار علی الفتی *** إذا ما نوی حقاً وجاهد مسلما وآسی الرجل الصالحین بنفسه *** وفارق خوفاً أن یعیش ویرغما ویروی علی صفة أخری: سأمضي وما بالموت عار علی امریء *** إذا ما نوی حقاً ولم یلف مجرما فإن مت لم أندم وإن عشت لم أُلَم *** کفی بك موتاً أن تدل وتُرغما نهایة الارب للنویري 420/20 بهذا النص: سأمضي وما بالموت عار علی الفتی *** إذا ما نوی خیراً وجاهد مسلما وآسی الرجالَ الصالحین بنفسه *** وفارقَ مشبوراً وخالف مجرما فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلَم *** کفی بك ذُلاُّ أن تعیش وتُرغما مدینة المعاجز 251/177/4 وفیه: أن تُذل وتغرما. بحار الأنوار 314/4 وفیه: کفی بك ذلاً أن تموت وترغما. و 5/238/45 بروایة البحراني في مدینة المعاجز. جلاء العیون 156/2 بهذا النص: سأمضی وما بالموت عار علی الفتی *** إذا ما نوی حقاً وجاهد مسلما وآسی الرجال الصالحین بنفسه *** وفارق مثبوراً وودّع مجرما فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلَم *** کفی بك ذلاً أن تعیش وترغما و297/2 وفیه: کفی بك ذلاً أن تعیش وترغما. عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسین علیه السلام 163 - 164 والبیت الثالث منها بهذا النص: فإن متُّ لم أندم وذن عشت لم ألم *** کفی بك ذلاً أن تعیش وترغما وص 229 بروایة شبر في جلاء العیون الأولی وفیه: وواسی الرجال. مسند الإمام الرضا علیه السلام 14/250/2 وفیه: فإن عشتُ لم أقدم وإن مت لم ألم

سَبَقْتُ العَالَمِينَ

وقال علیه السلام:

سَبَقْتُ العَالَمِين إلى المَعَالِي *** بِحُسْنِ خَلِيقَةٍ وَعُلُوِّ هِمَّهْ

وَلاحَ بِحِكْمَتِي نُورُ الهُدَى فِي *** لَيَالٍ فِي الضَّلالَةِ مُدْلَهِمَّهْ

يُريدُ الجَاحِدُونَ لِيُطْفِئُوه *** ويأبَى اللهُ ِإلاَّ أَنْ يُتِمَّه(1)

ص: 419


1- مناقب آل أبي طالب 72/4 - 73 «في محبة النبي صلی الله علیه وآله إياه علیه السلام»، بحار الأنوار 193/44 - 6/14 «باب 26 مكارم أخلاقه - تاريخ الإمام الحسين علیه السلام»، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام 69/ ح 2 «باب 7 زهده علیه السلام من أبواب مكارم أخلاقه ومحاسن أوصافه وسيرته - في الإمام الحسين بن علي علیه السلام». ناسخ التواريخ 476/6

استعد لحربنا

وقال علیه السلام:

أَتَقْتُلُهُمْ ظُلْماً وَتَرْجُو وَدَادَنا *** فَذِي خُطَّةٌ لَيْسَتْ لَنَا بِمُلائِمَةْ

لعَمْرِي لَقَدْ رَاغَمْتُمُونَا بِقَتْلِهِمْ *** فَكَمْ ناقمِ مِنَا عَلَيْكُمْ وَنَاقِمَة

أَهُمُّ مِراراً أَنْ أَسِيرَ بِجَعْفَلٍ *** إِلَى فِئَةٍ زَاغَتْ عَنِ الحَقِّ ظَالِمة

فيَابْنَ زِيادٍ اسْتَعدُ لِحَرْبِنَا *** وَمَوْقِفٍ ضَنْكِ يَقْصِمُ الظَّهْر قَاسِمه(1)

قافية النون

يا خيرة النسوان

وقال علیه السلام:

سَيَطُولُ بَعْدِي يَا سُكَيْنَةُ فَاعْلَمِي *** مِنْكِ البُكَاءُ إِذَا الحِمَامُ(2) دَهَانِي(3)

لا تحْرُقِي قَلْبِي بِدَمْعِكِ حَسْرَةٌ *** مَا دَامَ مِنِّي الرُّوحُ فِي جُثْمَانِي

وَإِذَا(4) قُتِلْتُ فَأَنْتِ أَوْلَى بِالَّذِي *** تَأْتِينَهُ يَا خِيرَةَ النِّسْوَانِ(5) (6)

ص: 420


1- البداية والنهاية: ج 8 ص 210
2- الحمام: الموت
3- دهی فلاناً: أصابه بداهية
4- في الينابيع والخصائص ووسيلة الدارين «فإذا»
5- في الخصائص الحسينية ص 39 ذكر البيت الثاني والثالث وص 128 ذكر البيتين الأول والثاني وص 279 ذكر الثاني والثالث
6- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 119/4، المنتخب ص 450، ينابيع المودة 79/3 «الباب الحادي والستون» الخصائص الحسينية ص 39 و 128 و 279، وسيلة الدارين ص 320. في نور العين في مشهد الحسين علیه السلام ص 43: إن الحسين أراد وداع النساء وهو آيس باكي العين فلاقته اخته زينب وقالت له لا ابكى الله لك عيناً فقال كيف لا أبكي وعما قليل تساقون بين العدا ونادى يا أم كلثوم يا رقية يا عائكة يا سكينة عليكن مني السلام فقالت أم كلثوم يا أخي استسلمت للموت فقال كيف لا أستسلم ونفسي بيد غيري فلما سمعته سكينة رفعت صوتها بالبكاء والنحيب فعند ذلك بكى الحسين وجعل يقول الأبيات التالية: سيطول بعدي يا سكين نعاني *** منك البكاء إذا الحمام دعاني لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة *** ما دام مني الروح في جثماني فإذا قتلت فبعد فابكي بالذي *** تأتي به يا خيرة النوان فابكي وقولي يا قتيلاً قد قضى *** عجلاً على شط الفرات وعاني فابكي وقولي هدّ ركني بعدما *** كانت تزعزع منه بالأركان قد كنت آمل أن أعيش بظله *** أبداً من الأيام ما يرعاني أدني اليّ يا سكينة عاجلاً *** حتى أودعك وداعَ الفاني أوصيكِ بالولد الصغير وبعده *** بالآل والأيتام والجيران فإذا قتلت فلا تشقي مئزراً *** أيضاً ولا تدعي ثبور هوان لكن صبراً يا سكينة في القضا *** ها نحن أهل الصبر والإحسان لي أسوة بأبي وجدي وإخوتي *** أخذوا حقوقهم بنو الطغيان

إليه أتوب

وقال علیه السلام:

إِلَهُ لا إِلَهَ لَنَا سِوَاهُ *** رؤوفٌ بِالبَرِيةِ(1) ذُوامْتِنَانِ

أُوَحِّدُه بِإِخْلاصٍ(2) وَ وحَمْدٍ *** وَشُكْرِ بِالضَّمِيرِ(3) وَبِاللَّسَانِ

ص: 421


1- البرية: الخلق، الجمع: برايا
2- الإخلاص: التوحيد وهي كلمة: «لا إله إلا الله»
3- الضمير: السر

وَأَفْنَيْتُ الحَيَاةَ وَلَمْ أَصْن أَصْنَهَا(1) *** وَزُغْتُ(2) إلى البِطَالَةِ(3) وَالتَّوَانِي(4)

وَأَسْأَلُهُ الرّضا عَنِّي فَإِنِّي *** ظَلَمْتُ النَّفْسَ فِى طَلَب الأَمَانِي(5)

إليهِ أَتُوبُ مِنْ ذَنْبِي وَجَهْلِي *** وَإِسْرَافِي(6) وَخَلْعِي للعِنَانِ(7)

هَزَّامُونَ قُدْماً

وقال علیه السلام:

فَإِنْ نُهْزَمْ فَهَزَّامُونَ قُدماً *** وَإِنْ نَعْلِب فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا

وَمَا أَنْ طَبَّنَا جُبْنُ وَلكِنْ *** مَنَايَانَا وَدَوْلَهُ آخِرِينَا

إِذَا مَا المَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ *** كَلاكِلَهُ أَنَاخ بِآخَرِينَا

فَأَفْنَى ذَلِكُمْ سَرَواتِ قَوْمِي *** كَمَا أَفْنَى القُرونَ الأَوَّلِينَا

ص: 422


1- أصنها: أحفظها
2- زغت عدلت عن ومالت وانحرفت
3- البطالة: العطلة عن العمل
4- التواني: التقصير والفتور، وتوانى عن العمل، قصر فيه ولم يهتم به
5- الأماني: المفرد الأمنية؛ أي: البغية وما يتمنى ويقدّر
6- إسرافي: أسرف، جاوز الحد فيه وأفرط فهو مسرف، والإسراف: التبذير، وما أنفق في غير طاعة
7- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 168، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 15/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 211. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

فَلَوْ خَلُدَ المُلُوكُ إِذَا خَلُدْنَا *** وَلَوْ بَقِي الكِرَامُ إِذا بَقِينَا

فَقُلْ للشَّامِتِين بِنَا: أَفِيقُوا *** سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا(1)

ص: 423


1- الملهوف على قتلى الطفوف ص 157، وفي مقتل الخوارزمي 7/2، والبحار 9/45، وجلاء العيون 177/2 - 178، وعوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام ص 253 أوردوا بيتين من القصيدة بهذا النص: فإن نهزم فهزّامون قدماً *** وإن نُهزم فغیر مهزّمینا وما إن طبّنا جبن ولكن *** منايانا ودولة آخرينا وفي البحار 10/83/45 «باب 37» ورد البيت الأول من البيتين أعلاه. وفي الاحتجاج 100/2 وردت أربع أبيات منها بهذا النص: فإن نهزم فهزّامون قدماً *** وان نهزم فغیر مهزمینا وما إن طبّنا جبن ولكن *** مناينا ودولة آخرينا فلو خلد الملوك إذاً خلدنا *** ولو بقي الكرام إذاً بقينا فقل لشامتين بنا أفيقوا *** سيلقى الشّامتون كما لقينا ووردت زيادة على الأبيات نصها مختلف عما أعلاه في السيرة النبوية لابن هشام 582/2 وهذا نصها: مرون على لفات وهن خوص *** ينازعن الأعنة ينتحينا فإن نغلب فغلابون قدما *** وإن تغلب فغیر مغلبینا وما أن طبنا جبن ولكن *** منايانا وطعمة آخرينا كذاك الدهر دولته سجال *** تكر صروفه حينا فحينا قال الإمام هذه الأبيات في إحدى خطبه يوم عاشوراء ومعروف أن هذه الأبيات لفروة بن مسيك المرادي وفي المصادر اختلاف قال ابن حجر في الإصابة ج 3 ص 205: وفد فروة بن مسيك بالتصغير على النبي صلی الله علیه وآله سنة تسع مع مذحج واستعمله النبي على مراد ومذحج وزبيد، وفي الاستيعاب سكن الكوفة أيام عمر وذكر ابن هشام في السيرة بهامش الروض الأنف ج 2 ص 344 كما كانت الوقعة بين مراد و همدان وأنشأ أبياتاً تسعة ولم يكن فيها الثالث والسادس، وفي اللهوف ذكر سبعة مع البيتين وفي الأغاني ج 19 ص 49 نسب الفرزدق إلى خاله العلاء بن قرظة قوله: إذا ما الدهر جر على أناس *** بکلکله أناخ بآخرينا فقل للشامتين... إلخ. وذكر ابن عساكر في تاريخ الشام ج 4 ص 334 والخوارزمي في المقتل ج 2 ص 7 الأول والثاني ولم ينسباهما إلى أحد. ونسبهما المرتضى في الأمالي ج 1 ص 181 إلى ذي الإصبع العدواني وفي عيون الأخبار لابن قتيبة ج 3 ص 114 وشرح الحماسة للتبريزي ج 3 ص 191 أنها للفرزدق. وفي الحماسة البصرية للسيوطي ص 30 أنهما من قصيدة فروة بن مسيك ويرويان لعمر بن قعاس

كيف أستسقي لطفلي

وقال علیه السلام:

شِیعَتِي مَا إِنْ شَرِبْتُمْ *** عَذْبَ مَاءٍ(1) فَاذْكُرُونِي

أَوْ سَمِعْتُمْ بِغَرِيبٍ أَوْ *** شهِيدِ فَاندُبُونِي(2)

وَأَنَا السِّبْط الَّذِي *** مِنْ غَيْرِ جُرْم قَتَلُونِي

بِجُرْدِ الخَيْلِ بَعْدَ *** القَتْلِ عَمْداً سَحَقُونِي

لَیْتَكُم فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ *** جَمِيعاً تَنْظُرُوني

كَيْفَ أَسْتَسْقِي لِطِفْلِي *** فَأَبَوْا أَنْ يَرْحَمُونِي

وَسَقَوْهُ سَهْمَ بَغْي *** عوَضَ المَاءِ المَعِینِ(3)

یَا لِرُزْءٍ وَمُصَابٍ هَدًّ *** أَرْکَانَ الحَجُونِ(4)

وَيْلَهُمْ قَدْ جَرَحُوا *** قَلْبَ رَسُولِ التَّقلَيْنِ

فَالْعَنُوهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ *** شيعَتِي فِي كُلِّ حِينِ(5)

ص: 424


1- في لمستدرك «ري عذب»، وفي منتهى الأمال ووسيلة الدارين «ماء عذب»
2- في المصباح والمستدرك ومنتهى الأمال فقط هذان البيتان
3- في وسيلة الدارين إلى هنا المذكور
4- الحَجون: جبل بمكة، وهي مقبرة، وقيل هو الجبل المُشرف مما يلي شِعْب الجزّارين بمكة، وقيل هو موضع بمكة فيه اعوجاج
5- المصباح للكفعمي ص 376 ط الهند، مقتل الإمام الحسين علیه السلام للمقرم ص 397، مستدرك الوسائل 1/26/17 «باب 22»، معالي السبطين ص 519 وفيه الأبيات كاملةً منتهی الأمال 561/1، وسيلة الدارين 334

الموعد الله

وقال علیه السلام:

مَا يَحْفَظُ اللَّهُ يُصَنْ(1) *** مَا يَضَعَ اللَّهُ يَهُنْ(2)

مَنْ يُسعِدُ يُعِدُ اللَّهُ يَلِنْ *** لَهُ الزَّمَانُ إِنْ خَشُنْ(3)

أَخِي اعْتَبِرُ لاَ تَعْتَرِرْ(4) *** كَيْفَ تَرَى صَرفَ الزَّمَنُ(5)

یَجْزِي بِمَا أُوتِي مِنْ *** فِعْلٍ قَبِيحِ(6) أَوْ حَسَنْ

أَفْلَحَ عَبْدٌ كُشِفَ *** الغِطَاءُ(7) عَنْهُ فَفَطِنْ(8)

وَقَرَّ عَيْناً(9) مَنْ رَأَى *** أَنَّ البَلاَءَ(10) فِي اللَّسَنْ(11)

فَمَازَ(12) مِنْ أَلْفَاظِهِ *** فِي کُلِّ وَقْتٍ وَوَزَنْ

وَخَافَ مِنْ لِسَانِهِ *** عَزباً(13) حَدِيداً فَحَزَنْ

وَمَنْ يَكُ مُعْتَصِماً *** باللَّهِ ذِي العَرْشِ(14) فَلَنْ

یَضُرَّهُ شَيءٌ وَمَنْ *** يَعْدِي(15) عَلَى اللَّهِ وَمَنْ

ص: 425


1- يصن: مصدر صان؛ أي: حفظ في مكان أمين فهو مصون وهي مصونة
2- یهن: يسهل بلا عناء
3- خشن: صعب
4- تغترر: تنخدع وتطمع بالباطل
5- صرف الزمن: نوائبه وحدثانه
6- القبيح: ضد الحسن، وهو ما نفر عنه الذوق السليم، وما كره الشرع اقترافه، وما أباه العرف العام، الجمع: قباح
7- كشف الغطاء: بان ووضح، وظهر على حقيقته
8- فطن: تنبه
9- قر عيناً: سر ورضي
10- البلاء: المصيبة والمحنة تنزل بالمره
11- اللَّسَنُ: الفصاحة
12- ماز: عزل وفرز
13- العزب: البعد والغياب
14- العرض: الملك
15- بعدي: يتجرأ

مَنْ يَأْمَنِ اللَّهَ يَخَفْ *** وَخَائِف اللَّهِ(1) أَمنْ

وَمَا لِمَا يُثْمِرُهُ(2) *** الخَوْفُ مِنَ اللَّهِ ثَمَن

يَا عَالِمَ السِّرِّ(3) كَمَا *** يَعْلَمُ حَقّاً مَا علنْ

صَلِّ عَلَى جَدِّي أَبِي *** القَاسِم ذِي النُّورِ المُبَنْ

أَكْرَم مَنْ حي وَمَنْ *** لَفَّفَ مَيْتاً فِي الكَفَنْ(4)

وَامْنُنْ(5) عَلَيْنَا بِالرِّضا *** فَأَنْتَ أَهْلٌ لِلمِنَنْ

وَأَعْفِنَا فِي دِينِنَا *** مِنْ كُلِّ خُسْرٍ(6) وَغُبُن(7)

مَا خَابَ(8) مَنْ خَابَ كَمَنْ *** يَوْماً إلى الدُّنْيَا رَكَن(9)

طُوبی(10) لِعَبْدِ كُشِفَتْ *** عَنْهُ غَيَابَاتُ الوَسَنْ(11)

وَالمَوْعِدُ اللَّهُ(12) وَمَا *** يَقْضِ بِهِ اللَّهُ يَكُنْ(13) (14)

ص: 426


1- خائف الله: الذي يخشع ويخضع لأوامر الله
2- يثمره: ينضجه ويزكيه
3- السر: ما يكتمه المرء في نفسه من الأمور
4- الكفن: ثياب يلف فيها الميت، الجمع: أكفان
5- المنن: المفرد: المنة: الإحسان والإنعام
6- الخسر: الضلال والهلاك والخسارة
7- الغبن: الظلم، والخديعة في البيع والشراء
8- خاب: حرم وخسر، ولم يظفر بما طلب
9- رکن: مال وسكن واطمأن
10- الطوبي: الحسني، الخير، وكل مستطاب في الجنة من بقاء بلا فناء، وعز بلا زوال، وغنى بلا فقر
11- الوسن النعاس، وأول النوم أو ثقله
12- الموعد الله: أي اللقاء بين يدي الله جل جلاله
13- في الديوان «مكن»
14- كشف الغمة 246/2 - 247، قمقام زخار ص 639، ديوان الإمام الحسين بن علي علیه السلام ص 169 - 171

كَفَرَ القَوْمُ

وقال علیه السلام:

كَفَرَ القَوْمُ وَقُدْماً رَغِبُوا *** عَنْ ثَوَابِ اللَّهِ رَبِّ الثَّقَلَيْن

قَتَلُوا قُدْماً عَلِيّاً وَابْنَهُ *** حَسَنَ الخَيْرِ كَرِيمَ الطَّرَفَيْنْ

حَنَقاً مِنْهُمْ وَقَالُوا أَجْمِعُوا *** نَفْتِكُ(1) الآن جَمِيعاً بالحُسَيْنُ

يَا لِقَوْمٍ مِنْ أُنَاسٍ رُذَّلٍ *** جَمَعُوا الجَمْعَ لأَهْلِ الحَرَمَيْنُ

ثُمَّ صَارُوا وَتَوَاصَوْا كُلَّهُمْ *** بِاجْتِيَاحِي(2) لِرِضَاءِ المُلْحِدِينَ

لَمْ يَخَافُوا اللَّهِ فِي سَفْكِ دَمِي *** لِعُبَيْدِ اللَّهِ نَسْلِ الكَافِرِينْ

وَابْنُ َسعْدٍ قَدْ رَمَانِي عُنْوَةٌ *** بِجُنُودٍ كَوُكُوفِ الهَاطِلِينْ(3)

لاَ لِشَيءٍ كَانَ مِنِّي قَبْلَ ذا *** غَيْرَ فَخْرِي بِضِيَاءِ الفَرْقَدَيْنْ

بِعَلِيِّ الخَيْرِ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ *** وَالنَّبِيِّ القَرَشِيِّ الوَالِدَينْ

خِيرَةِ اللَّهِ مِنَ الخَلْقِ أَبِي *** ثُمَّ أُمِّي فَأَنَا ابْنُ الخِيرَتَيْنْ

فِضَّةٌ قَدْخَلُصَتْ مَنْ ذَهَبٍ *** فَأَنَا الفِضَّةُ وَابْنُ الذَّهَبَيْنْ

مَنْ لَهُ جَدْ كَجَدِّي فِي الوَرَى *** أَوْ كَشَيْخِي فَأَنَا ابْنُ القَمَرَيْنْ

فَاطِمُ الزَّهْرَاءِ أُمِّي وَأَبِي *** قَاصِمُ الكُفْرِ بِبَدْرٍ وَحُنَيْنْ

عُرْوَةُ الدِّينِ عَليُّ المُرْتَضَى *** هَازِمُ الجَيْشِ مُصَلِّي القِبْلَتَيْنْ

وَلَهُ فِي يَوْمِ أُحدٍ وَقْعَةٌ *** شَفَتِ الغِلَّ بِقَبْضِ العَسْكَرَينْ

ثُمَّ بِالأَحْزَابِ وَالفَتْحِ مَعَاً *** كَانَ فِيهَا حَنْفَ أَهْلِ الفَيْلَقَيْنْ(4)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَاذَا صَنَعَتْ *** أُمَّةُ السُّوءِ مَعَا بِالعِتْرَتَيْنْ

عِتْرةِ البَرِّ النَّبِيِّ المُصْطَفَى *** وَعَلي القَرْم يَوْمَ الجَحْفَلَيْنُ

ص: 427


1- الفتك، مثلثة: ركوب ما هم من الأمور ودعت إليه النفس - القاموس 315/3
2- الجُوح: الإهلاك والاستئصال، كالإجاحة والاجتياح - القاموس 219/1
3- وَكَف البيت بالمطر: تقاطر وسال قليلاً. والهطل: تتابع المطر والدمع وسيلانه - مجمع البحرين
4- الفَيْلَق: الجيش العظيم - لسان العرب 311/10

عَبْدَ اللَّهَ غُلاماً يافعاً *** وَقُرَيْسٌ يَعْبُدُون الوَثَنَيْن

وَقَلَى الأَوْثَان لَمْ يَسْجُد لَهَا *** مَعْ قُرَيْشٍ لَا وَلَا طَرْفَةَ عَيْن

طعَنَ الأَبْطَالَ لَمَّا بَرَزُوا *** يَوْمَ بَدْرٍ وَتَبُوكَ وَحُنَيْن(1)

ص: 428


1- الاحتجاج 101/2 - 104 وفيه: قيل: إنّه لما قتل أصحاب الحسين علیه السلام وأقاربه وبقي وحيداً فريداً ليس معه إلا ابنه علي زين العابدين علیه السلام، وابن آخر في الرضاع اسمه عبد الله، فتقدّم الحسين علیه السلام إلى باب الخيمة فقال: ناولوني ذلك الطفل حتّى أودّعه! فناولوه الصبيّ، فجعل يقبّله وهو يقول: يا بني ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم محمّد صلی الله علیه وآله. قيل: فإذا بسهم قد أقبل حتى وقع في لبّة الصّبي فقتله، فنزل الحسين علیه السلام عن فرسه وحفر للصّبيّ بجفن سيفه ورمّله بدمه ودفنه، ثمّ وثب قائماً وهو يقول: الأبيات. ووردت الأبيات في نصوص متباينة مع زيادة ونقصان ضمن مصادر كثيرة لذا حرصنا على نقل ما انتخبناه منها. ففي مقتل الخوارزمي وردت ثلاثة أبيات من القصيدة وهذا نصها: كفر القوم وقدماً رغبوا *** عن ثواب الله رب الثقلين قتلوا قدما عليا وابنه *** حسن الخير وجاؤوا للحسين خيرة الله من الخلق أبي *** بعد جدي فأنا ابن الخيرتين وفي المناقب وردت بهذا النص: كفر القوم وقدماً رغبوا *** عن ثواب الله رب الثقلين قتلوا قدماً عليّاً وابنه *** الحسن الخير الكريم الطرفين حنقاً منهم وقالوا أجمعوا *** نفتك الآن جميعاً بالحسين یا لقوم من أناس رذل *** جمعوا الجمع لأهل الحرمين ثم ساروا وتواصوا كلهم *** باحتياجي لرضاء الملحدين لم يخافوا الله في سفك دمي *** لعبيد الله نسل الكافرين وابن سعد قد رماني عنوة *** بجنود کوكوف الهاطلين لا لشيء كان مني قبل ذا *** غير فخري بضياء الفرقدين بعليّ الخير من بعد والنبي *** والنبيّ القرشي الوالدين خيرة الله من الخلق أبي *** ثم أمي فأنا ابن الخيرتين فضة قد خلصت من ذهب *** فأنا الفضة وابن الذهبين فاطم الزهراء أمي وأبي *** وارث الرسل ومولى الثقلين طحن الأبطال لما برزوا *** يوم بدر وبأحد وحنين وله في يوم أحد وقعة *** شفت الغل يفض العسكرين ثم بالأحزاب والفتح معاً *** كان فيها حتف أهل الفيلقين وأخو خیبر إذ بارزهم *** بحسام صارم ذي شفرتين فنفى الصفين عن سيف له *** وكذا أفعاله في القبلتین والذي أردى جيوشاً أقبلوا *** يطلبون الوتر في يوم حنين في سبيل الله ماذا صنعت *** أمة السوء معاً بالعترتين عترة البرّ التقي المصطفى *** وعليّ القرم يوم الجحفلين من له عم كعمي جعفر *** وهب الله له أجنحتین من له جد كجدي في الورى *** وكشيخي فأنا ابن العلمين والدي شمس وأمي قمر *** فأنا الكوكب وابن القمرين جدّي المرسل مصباح الهدى *** وأبي الموفي له بالبيعتين بطل قرم هزبر ضیغ *** ماجد سمح قوي الساعدين عروة الدين عليّ ذاكم *** صاحب الحوض مصلّي القبلتين مع رسول الله سبعاً كاملاً *** ما على الأرض مصلٍ غير ذين ترك الأوثان لم يجد لها *** مع قريش مذ نشا طرفة عين عبد الله غلاما يافعاً *** وقريش يعبدون الوثنين يعبدون اللات والعزى معاً *** وعليّ قائم بالحسنین وأبي كان هزبراً ضيغماً *** يأخذ الرمح فيطعن طعنتين كتمشي الأسد بغياً فسقوا *** كأس حتف من نجيع الحنظلين وفي كشف الغمة بهذا النص: غدر القوم وقدماً رغوا *** عن ثواب الله رب الثقلين قتلوا قدماً علياً وابنه *** حسن الخير كريم الطرفين حداً منهم وقالوا أجمعوا *** تقبل الآن جميعاً بالحسين يالقوم لأناس رذل *** جمعوا الجمع لأهل الحرمين ثم ساروا وتواصوا كلهم *** لاجتياحي للرضا بالملحدين لم يخافوا الله في سفك دمي *** لعبید الله نسل الفاجرين وابن سعد قد رماني عنوة *** بجنود کوکوف الهاطلين لا لشيء كان مني قبل ذا *** غير فخري بضياء الفرقدين بعلي خير من بعد النبي *** والنبي القرشي الوالدين خيرة الله من الخلق أبي *** ثم أمي فأنا ابن الخيرتين فضة قدصفيت من ذهب *** وأنا الفضة وابن الذهبين من له جد كجدي في الورى *** أو كشيخي فأنا ابن القمرين فاطم الزهراء أمي وأبي *** قاصم الكفر بیدر وحنين وله في يوم أحد وقعة *** شفت الغل بغض العسكرين ثم بالأحزاب والفتح معاً *** كان فيها حتف أهل القبلتين في سبيل الله ماذا صنعت *** أمة السوء معاً في العترتين عترة البر النبي المصطفى *** وعلي الورد بين الجحفلين ورواها ابن الصباغ في الفصول المهمة بهذا النص: غدر القوم وقدماً رغبوا *** عن ثواب الله رب الثقلين قتلوا قدما علياً وابنه *** حسن الخير كريم الأبوين حسدا منهم وقالوا أقبلوا *** نقتل الآن جميعاً للحين خيرة الله من الخلق أبي *** ثم أمي فأنا ابن الخيرتين فضة قد صفيت من ذهب *** فأنا الفضة وابن الذهبين من له جد كجدي في الورى *** أو كشيخي فأنا ابن القمرين فاطم الزهراء أمي وأبي *** قاصم الكفر ببدر وحنين وله في يوم أحد وقعة *** شفت الغل بفض العسكرين ثم بالأحزاب والفتح معاً *** كان فيها حتف أهل الوثنين ورواها أيضاً المجلسي في بحاره وهذا نصها: كفر القوم وقدماً رغبوا *** عن ثواب الله ربّ الثقلین قتلوا القوم عليّاً وابنه *** حسن الخير كريم الأبوين حنقاً منهم وقالوا أجمعوا *** احشروا الناس إلى حرب الحسين يا لقوم من أناس رذل *** جمع الجمع لأهل الحرمين ثم ساروا وتواصوا كلّهم *** باجتياحي لرضاء الملحدين لم يخافوا الله في سفك دمي *** لعُبيد الله نسل الكافرين وابن سعد قد رماني عنوة *** جنود کوکوف الهاطلين لا لشيء كان منّي قبل ذا *** غير فخري بضياء النيّرين بعليّ الخير من بعد النبيّ *** والنبيّ القرشيّ الوالدين خيرة الله من الخلق أبي *** ثمّ أمّي فأنا ابن الخيرين فضّة قد خلصت من ذهب *** فأنا الفضّة وابن الذّهبين من له جدّ كجدّي في الورى *** أو كشيخي فأنا ابن العلمين فاطم الزهراء أمي وأبي *** قاصم الكفر ببدر وحنين عبد الله غلاماً يافعاً *** وقريش يعبدون الوثنين يعبدون اللات والعزّى معاً *** وعليِّ كان صلّى القبلتين فابي شمسٌ وأمّي قمر *** فأنا الكوكب وابن القمرين وله في یوم أحد وقعة *** شفت الغلّ بفضّ العسكرين ثمّ في الأحزاب والفتح معاً *** كان فيها حتف أهل الفيلقين في سبيل الله ماذا صنعت *** أمة السوء معاً بالعترتين عترة البرّ النبيّ المصطفى *** وعلي الورد يوم الجحفلين وفي البحار والعوالم بالرواية الثانية بهذا النص: فاطم الزهراء أمي وأبي *** وارث الرُّسل ومولى الثقلین طحن الأبطال لمّا برزوا *** یوم بدر وبأحد وحنين وأخو خيبر إذ بارزهم *** بحسام صارم ذي شفرتين والّذي اردى جيوشاً أقبلوا *** يطلبون الوتر في يوم حنين من له عمٌّ كعمّي جعفر *** وهب الله له أجنحتين جدّي المرسل مصباح الهدى *** وأبي الموفى له بالبيعتين بطلٌ قرمٌ هزيرٌ ضيغمٌ *** ماجدٌ سمحٌ قويُّ الساعدين عروة الدين عليٌّ ذاكم *** صاحب الحوض مصلّي القبلتين مع رسول الله سبعاً كاملاً *** ما على الأرض مصلّ غير ذين ترك الأوثان لم يسجد لها *** مع قريش مذنشا طرفة عين وأبي كان هزبراً ضيغماً *** يأخذ الرمح فيطعن طعنتين كتمثّي الأُسد بغياً فسقوا *** كأس حتف من نجيع الحنظلين وفي عوالم العلوم للبحراني وردت بهذا النص: كفر القوم وقدماً رغبوا *** عن ثواب الله ربِّ الثقلين قتلوا القوم علياً وابنه *** حسن الخير كريم الأبوين حنقاً منهم وقالوا أجمعوا *** واحشروا الناس إلى حرب الحسين يا لقوم من أناس رذل *** جمع الجمع لأهل الحرمين ثم صاروا وتواصوا كلّهم *** باجتياحي لرضاء الملحدين لم يخافوا الله في سفك *** لعُبيد الله نسل الكافرين وأبن سعد قد رماني عنوة *** بجنود کوكوف الهاطلين لا لشيء كان منّي قبل ذا *** غير فخري بضياء النيّرين بعليً الخير من بعد النبيّ *** والنبي القرشيّ الوالدين خيرة الله من الخلق أبي *** ثم أمي فأنا ابن الخيرتين فضّة قد خلصت من ذهب *** فأنا الفضة بين الذّهبين من له جد كجدي في الورى *** أو كشيخي فأنا ابن العلمين فاطم الزهراء أمّي وأبي *** قاصم الكفر ببدر وحنين عَبَدَ الله غلاماً يافعاً *** وقريش يعبدون الوثنين يعبدون اللات والعزى معاً *** وعليّ كان صلّى القبلتين فأبي شمسٌ وأمّي قمر *** فأنا الكوكب وابن القمرين وله في يوم أحد وقعة *** شفت الغلَ بقضّ العسكرين ثمّ في الأحزاب والفتح معاً *** كان فيها حتف أهل الفيلقين في سبیل الله ماذا صنعت *** أمّة السوء معاً بالعترتين عترة البرّ النبيّ المصطفى *** وعليّ الورد يوم الجحفلين وفي نور الأبصار أورد الشبلنجي منها هذه الأبيات: غدر القوم وقدما رغبوا *** عن ثواب الله رب الثقلين قتلوا قدما عليا وابنه *** حسن الخير كريم الأبوين حسدا منهم وقالوا أقبلوا *** نقتل الآن جميعاً للحسين خيرة الله من الخلق أبي *** ثم أمي فأنا ابن الخيرتين فضة قد صيغت من ذهب *** فأنا الفضة وابن الذهبين من له جد كجدي في الورى *** وكشيخي فأنا ابن القمرين فاطم الزهراء أمي وأبي *** قاصم الكفر ببدر وحنين وفي ينابيع المودة بهذا النص: خیرة الله من الخلق أبي *** بعد جدّي فأنا ابن الخيرتين أمّي الزهراء حقاً وأبي *** وارث العلم ومولى الثقلين عبدّ الله غلاماً يافعاً *** وقريش يعبدون الوثنين يعبدون اللات والعزّى معاً *** وعلي قام صلّى القبلتين مع نبيّ الله سبعاً كاملاً *** ما على الأرض مصلّي غير ذين جدّي المرسل مصباح الدجى *** وأبي الموفي له في البيعتين عروة الدين عليّ المرتضى *** صاحب الحوض معزّ الحرمين وهو الذي صدّق في خاتمه ***حین ساوی ظهره للركعتين والدي الطاهر والطهر الذي *** ردّت الشمس علیه کرّتین قتل الأبطال لمّا برزوا *** يوم بدر ثم أحد وحنين أظهر الإسلام رغماً للعدى *** بحسام قاطع ذي شفرتين من له جد كجدي المصطفى *** أحمد المختار صبح الظلمتين من له أب كأبي حیدر *** ساد بالفضل أهالي الحرمين من له عم کعمي جعفر *** ذي الجناحين كريم النسبتين من له أم کأمي في الوری *** بضعة المختار قرّة كلّ عين والدي شمس وأمّي قمر *** فأنا الكوكب وابن النيرين فضة قد صفيت من ذهب *** فأنا الفضة وابن الذهبین خصّنا الله بفضل والتقی *** فأنا الزاهر وابن الأزهرین نحن أصحاب العبا خمستنا *** قد ملکنا شرقها والمغربین نحن جبريل غدا سادسنا *** ولنا الكعبة ثم الحرمين ولنا العين مع الأذن التي *** أذعن الخلق لها في الخافقين ولجبريل بنا مفتخر *** قد قضى عنّا أبونا كل دين فجزاه الله عنّا صالحاً *** خالق الخلق وربّ العالمين فلنا الحقّ عليكم واجب *** ما جرى في الفلك إحدى النيرين شيعة المختار قُرّوا أعينا *** في غد تسقون من كفّ الحسين وفي الينابيع أيضاً والكلام الجلي ورد هذا البيت فقط: نحن وجبريل غدا سادسنا *** ولنا الكعبة ثم الحرمين وفي منتهى الآمال هذه الأبيات فقط: كفر القوم وقدماً رغبوا *** عن ثواب الله ربّ الثقلين قتل القوم علياً وابنه *** حسن الخير كريم الأبوين حنقاً منهم وقالوا: أجمعوا *** واحشروا الناس إلى حرب الحسين وفي وسيلة الدارين هذه الأبيات: وابن سعد قد رماني عنوة *** بجنود کوكوف الهاطلين لا لشيء كان مني قبل ذا *** غير فخري بضياء الفرقدين لم يخافوا الله في سفك دمي *** لعبيد الله نل الكافرين مقتل الخوارزمي ص 33، مناقب آل أبي طالب 86/4 - 88، كشف الغمة 237/2، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 179، البحار للمجلسي 47/45 - 48 و 32/92/45، عوالم العلوم والأحوال والمعارف الإمام الحسين علیه السلام ص 290 - 291 و 298 - 299، نور الأبصار للشبلنجي ص 138، ينابيع المودة 8/223/1 و 80/3 - 81، الكلام الجلي ص 159، منتهى الآمال 536/1، وسيلة الدارين ص 78 - 79. وفي نور العين في مشهد الحسين ص 43 و 44 بهذا النص: خيرة الله من الخلق أبي *** بعد جدي وأنا ابن الخيرتين والدي شمس وأمي قمر *** وأنا الكوكب وابن النيرين فضة قد صيغت من ذهب *** وأنا الفضة وابن الذهبين من له جد كجدي المصطفى *** أو كامي في جميع الثقلين فاطم الزهراء أمي وأبي *** فارس الخيل ورامي النبلتين هازم الأبطال في هيجائه *** يوم بدر ثم أحد وحنين ابن عم المصطفى من هاشم *** وشجاع حامل للرايتين ترك الأصنام لم يسجد لها *** مع قريش مذنشا طرفة عين أخرت عن سيرها الشمس له *** ليصلي ركعة أو ركعتين عبد الله غلاماً ناشتاً *** وقريش يعبدون الصنمين يعبدون اللات والعزى معاً *** وعليُّ قائم بالركعتين جدي المرسل مصباح الدجى *** وأبي المعروف يوم الوقعتين عروة الدين علي ذو العلا *** ساقي الحوض إمام الخافقين أظهر الإسلام رغماً للعدا *** بحسام قاطع ذي شفرتين مع رسول الله يعى نازلاً *** قائل الأبطال والموفي لدين كلمة الدين وفاة وحياة *** قاتل الجن ببشر العلمين ترك الأصنام خفضاً نازلاً *** ووفى الحرب فويق النيرين وأباد الكفر في حملته *** برجال أبرقوا في العسكرين فأنا ابن العين والأذن التي *** أذعن الخلق لها في الخافقين وبنا جبريل أضحى فاخراً *** وقضی عنا أبونا كل دين فجزاه الله عنا صالحاً *** خالق العالم مولى المعشرين

ص: 429

ص: 430

ص: 431

ص: 432

ص: 433

قافية الهاءِ

صار الحر عبداً

وقال علیه السلام:

وَقَعْنَا فِي الخَطَايَا وَالبَلايَا *** وَفِي زَمَنِ انْتِقَاضِ وَاشْتِبَاهِ

تَفانَى الخَيْرُ، وَالصَّلَحَاءُ ذَلُّوا *** وَعَزَّ بِذُلِّهِمْ أَهْلُ السَفَاءِ

وَبَاءَ الأمِرُونَ بِكُلِّ عُرْفٍ *** فَمَا عَنْ مُنْكَرِ فِي النَّاسِ ناهي

فَصَارَ الحُرُّ للمَمْلُوكِ عَبْداً *** فَمَا للحُرُ مِنْ قَدْرِ وَجَاهِ

فَهَذَا شُغْلُهُ طَمَعٌ وَجَمْعٌ *** وَهَذَا غَافِلٌ سَكْرَانُ لاهِي(1)

يا ذا المعالي

وقال علیه السلام:

يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَنْتَ مَوْلاهُ *** فَارْحَمْ عُبَيْداً إِلَيْكَ مَلْجَاهُ

يَا ذَا المُعَالِي عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي *** طُوبى لِمَنْ كُنْتَ أَنْتَ مَوْلاهُ

ص: 434


1- ديوان الحسين بن علي علیه السلام ص 178، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 16/3، مشكاة الأدب (ناصري) ص 211. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

طُوبَى لِمَنْ كَانَ خَائِفاً(1) أَرِقاً(2) *** يَشْكُو إلى ذِي الجَلالِ بَلْوَاهُ

وَمَا بِهِ عِلَّةٌ وَلاَ سَقَمٌ *** أكْثَرَ مِنْ حُبِّهِ لِمَوْلاهُ

إِذَا اشْتَكَى بَثَّهُ وَغَصَّتَهُ *** أَجَابَهُ اللَّهُ، ثُمَّ لَبَّاهُ

إِذَا ابْتَلَى بِالظَّلامِ مُبْتَهِلاً *** أكْرَمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَدْنَاهُ(3)

نجيح الرعد

وقال علیه السلام:

فَمَا رَسُمٌ سَجَا فِيهِ *** مَحَى آيَةَ رَسْمَیْهِ

سَفُودٌ دَرَّجَ(4) الذِّيْلَيْنِ *** فِي نوعا قِنَاعَيْهِ

وَمودٌ جرصفٌ تَتْرَى *** عَلَی تَلبِیدِ نوءیه

وَدَلاَجٌ مِنَ المُزْنِ *** دَنَا نَوْهُ سِمَاكَيْهِ

إِلی مُثْعَنْجِرِ الوَدْقِ *** بِجُرْدٍ مِنْ خِلالَيْهِ

وَقَدْ أَحْمِدَ بَرقَاهُ *** فَلاَ ذَمُّ لِبَرْقَیْهِ

ص: 435


1- في العوالم «خادماً»، وفي الخصائص «نادماً»
2- الأرق، بكسر الراء: من يسهر بالليل
3- مناقب آل أبي طالب 76/4 - 77، الصحيفة الحسينية ص 35 - 36، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام الحسين علیه السلام 68 - 69 / ح 1 «باب 7»، الخصائص الحسينية 50 - 51، معالي السبطين 96/1، ناسخ التواريخ 475/6 وفيها: عن عيون المجالس: أنه علیه السلام ساير أنس بن مالك، فأتى قبر خديجة فبكى ثم قال: اذهب عني، قال أنس: فاستخفيت عنه، فلما طال وقوفه في الصّلاة سمعته قائلاً: الأبيات. فنودي: لبيك لبيك أنت في كنفي *** وكل ماقلت قد علمناه صوتك تشتاقه ملائكتي *** فحسبك الصوت قد سمعناه دعاك عندي يجول في حجب *** فحسبك الستر قد سفرناه لو هبّت الريح في جوانبه *** خر صريعاً لما تغشاء سلني بلا رعبة ولا رهب *** ولا حساب إني أنا الله وتنسب هذه الأبيات إلى الإمام علي علیه السلام كما في الصحيفة العلوية ص 160
4- درَّج: طوى ولف

وَقَدْ جُلِّلَ رَعْدَاهُ *** فَلاَ ذَمَّ لِرَعْديْهِ

نَجِيحُ الرَّعْدِ شَجَّاجٌ *** إذَا أَرْخَى نِطَاقَیْهِ

فَأَضْحَى دَارِساً قَفْرا *** لِبَيْنُونَةِ أَهْلَيْهِ(1)

ص: 436


1- الصراط المستقيم 172/2 - 173 وفيه: ذكر ابن طلحة أن أعرابياً قطع القفار إلى الحسن ليكلّمه في عويص العربية، فأشار بعض من حضر أن يبدأ بالحسين فسلّم وقال: جئتك من الهرقل والجعلل، والأثيم والهمهم، ثم قال: هف قلبي إلى الهيف *** لالفى وقد ودّع شرحیه وقد كان البقا غضّا *** بجراري ذیلیه عسلالات ولذّات *** فیا سفيا لعصریة فلمّا علّم الشیب *** من الرأس نطاقیه وأمي قد عناني *** منه تجدید خضابیه تسلّیت عن اللّهو *** وألقیت قناعیه فلو یعلم ذو رأي *** أصیل فیه رأییه لألفی غیره منه *** له في کرَّ عصریه فارتجل الحسين علیه السلام: الأبيات. فقال الأعرابي: ما رأيت أعرب منه كلاماً، ولا أذرب منه لساناً، فقال الحسن في أخيه: غلاما كرّم الرحمن *** بالتطهیر جدّیه كساء القمر القمقام *** من نور سناءیه ولو عدد طمّاح *** نفجنا عن عدادیه وقد أرضيت من شعري *** وقوّمت عروضیه فقال الأعرابي: بأبي أنتما وأمّي، بارك الله فيكما، فلقد انصرفت وأنا محبّ لكما راض عنكما. ناسخ التواريخ 272/5، حياة الإمام الحسين علیه السلام للقرشي 185/1، الإمام الحسين علیه السلام للعلایلي ص 125، ووردت الأبيات في الديوان للإمام الحسين بن علي علیه السلام 175 - 176 بهذا النص: فما رسمٌ شجاني قد *** محتْ آیاتِ رسمیْه سفورٌ درّجتْ ذيلين *** في بوغاءِ قاعیه هُتوفٌ حرجفٌ تتری *** علی تلبید ثوبیه وولاجٌ من المزن *** دنا نوءُ سماكیه أتي مثْعنجِرَ الودقِ *** بجودِ في خلالیه وقد أحمد برقاء *** فلا ذمُّ لبرقیه وقد جلّل رعداه *** فلا ذمٌّ لرعدیه تجيحُ الرّعد ثجّاج *** إذا أرخى نطاقیه فأضحى دارساً قفراً *** لبینونةِ أهلیه

غَرِيبُونَ

وقال علیه السلام:

غَرِيبُونَ عَنْ أَوْطَائِهِمْ وَدِيَارِهِمْ *** تَنُوحُ عَلَيْهِمْ فِي البَرَارِي وُحُوشُهَا

وَكَيْفَ وَلَا تَبْكِي العُيُونُ لِمَعْشَرٍ *** سُيُوفُ الأَعَادِي فِي البَرَارِي تَنُوشُهَا

بُدُورٌ تَوَارَى نُورُهَا فَتَغَيَّرَتْ *** مَحَاسِنُهَا تُرْبُ الغُلاةِ نُعُوشُهَا(1)

أين الملوك

وقال علیه السلام:

أَيْنَ المُلوكُ الَّتِي عَنْ حِفْظِهَا غَفَلَتْ *** حَتَّى سَفَاهَا بِكَأْسِ المَوْتِ سَاقِيهَا

تِلْكَ المَدَايِنُ فِي الْآفَاقِ خَالِيَةٌ *** عَادَتْ خَرَاباً وَذَاقَ المَوْتَ بَانِيهَا

أَمْوَالُنَا لِذَوِي الوُرَّاثِ نَجْمَعُهَا *** وَدُورُنا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيها(2)

قافية الواو

تواب رحيم

وقال علیه السلام:

فَإِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ *** وَلِيُّ قَبُولِ تَوْبَةِ كُلِّ غَاوِي(3)

ص: 437


1- وسيلة الدارين ص 252 وفيه: في كتاب كفاية الطالب قال وخرج غلام من آل الحسن وجهه شقة قمر فجعل يقاتل فضربه ابن نفيل الأزدي على رأسه فقلقه فوقع الغلام بوجهه وأمه واقفة بباب الخيمة تنظر إليه وصاح يا عماه فجلى الحسين علیه السلام كما يجلي الصقر وجاءه وجعل صدره على صدره وأنشأ الحسين علیه السلام يقول: الأبيات
2- إرشاد القلوب 30/1
3- الغاوي: المنقاد للهوى والضلال

أومُلُ أَنْ يُعَافِينِي بِعَفْوٍ *** وَيُسخِنَ عَيْنَ إِبْلِيسَ المُنَاوِي

وَيَنْفَعَنِي بِمَوْعِظَتِي وَقَوْلِي *** وَيَنْفَعَ كُلَّ مُسْتَمِعِ وَرَاوِي

ذُنُوبِي قَدْ كَوَتْ جَنْبِيَّ كَيّاً *** أَلا إِنَّ الذُّنُوبَ هِيَ المَكَاوِي(1)

فَلَيْسَ لِمَنْ كَواهُ الذَنْبُ عَمْداً *** سِوَى عَفْوِ المُهَيْمِنِ مِنْ مُدَاوِي(2)

قافية الياءِ

وَكُنْ بَشَّاَ

وقال علیه السلام:

وَكُنْ بَشَّاً قَرِيباً ذا نَشَاطِ *** وَفِيمَنْ يَرْتَجِيكَ جَمِيل رَأي

وَصُولاً غيْرَ مُحْتَشِمِ زَكِياً *** حمِيدَ السَّعْي فِي إِنْجَازِ وَأي(3)

بَعِيداً عَنْ سَبِيلِ الشَّرْ سُمْحاً *** نَقِيَّ السَّلفِ عَنْ غَيْبِ وَثأي(4)

مُعِيناً للأَرَامِلِ وَاليَتَامَى *** أمِينَ الكَفِّ عَنْ قُربٍ وَقأي(5)

تَلَقَّ مَوَاعِظِي بِقَبُولِ صِدْقٍ *** تَفُز بِالأمْسِ عِنْدَ حُلُول لأي(6) (7)

فما رسم شجاني

وقال علیه السلام:

فَمَا رَسُمٌ شَجَانِي قَدْ *** مَحَتْ آياتُ رَسُمَيْهِ

ص: 438


1- كوت: أحرقت جلدي، والكية: موضع الكيّ
2- دیوان الحسين بن علي علیه السلام ص 179 - 180، جمال الخواطر في عجائب الكون وغرائبه النوادر 15/3 - 16. مشكاة الأدب (ناصري) ص 212. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام
3- الوأي: الوعد
4- التأي: الفساد
5- القأي: الإقرار والذل، وربما كانت تصحيف النأي
6- اللاي: الشدة والمحنة
7- مشكاة الأدب (ناصري) ص 212. وتنسب هذه الأبيات أيضاً للإمام زين العابدين علیه السلام

سُفُورٌ دَرَّجَتْ *** ذَيْلَيْنِ فِي بَوْغَاءِ قَاعَيْهِ(1)

هَتُوفٌ حَرْجَفٌ تَتْرَى *** عَلَى تَلْبِيدِ ثَوْبَيْهِ(2)

وَوَلاَّجٌ مِنَ المُزْنِ *** دَنَا نَوءُ سِماکَيْهِ

أَتَى مُثْعَنْجِرَ الوَدْقِ *** بُحُورٌ مِنْ خِلالَيْهِ(3)

وَقَدْ أَخْمِدَ بَرْقَاهُ *** فَلا ذَمْ لِبَرْقَيْهِ

فَقَدْ حَلَّلَ رَعْدَاهُ *** فَلا ذُمٌّ لِرَعْدَيْهِ

ثَجِيجُ الرَّعْدِ ثَجَّاجٌ *** إذا أَرْضى يَظَاقَيْهِ(4)

فَأَضْحى دَارِساً قفراً *** بَيْنُونَةِ أَهْلَيْهِ(5)

ص: 439


1- البوغاء: التراب
2- هتوف: مُرّنة، مصوّتة، وريح هتوف: حنانة. حرجف: ريح باردة شديدة الهبوب
3- المتعنجر: السائل من مال أو دمع الماء وسط البحر وليس في البحر ماء يشبهه
4- الثجيج: السيل، الثجّاج السيال الشديد الانصباب
5- قال محمد بن طلحة الشافعي: نقل أن أعرابياً دخل المسجد، فوقف على الحسن علیه السلام وحوله حلقة، فقال لبعض جلساء الحسن: من هذا الرجل؟ فقال له: الحسن بن عليّ بن أبي طالب: فقال الأعرابي: إيَّاه أردت، فقال له: وما تصنع به يا اعرابي؟ فقال: بلغني أنهم يتكلمون، فيعربون في كلامهم، وإنّي قطعت وادياً وقفاراً، وأودية وجبالاً، وجنت لأطارحه الكلام؛ وأسأله عن عويص العربية، فقال له جليس الحسن علیه السلام إن كنت جنت لهذا، فابدأ بذلك الشاب، وأومى إلى الحسين علیه السلام، فوقف عليه وسلّم، فقال علیه السلام: وما حاجتك يا أعرابي، فقال: إنّي جنتك من الهرقل والجعلل والانيم ولمهمم، فتبسم الحسين علیه السلام؛ وقال يا أعرابي: لقد تكلمت بكلام ما يعقله إلا العالمون، فقال الأعرابي: وأقول أكثر من هذا، فهل تجيبني على قدر كلامي؛ فقال له الحسين: قل ما شئت، فإنّي مجيبك عنه، فقال الأعرابي: إنّي بدوي أكثر مقالي الشعر، وهو ديوان العرب فقال له الحسين: قل ما شئت فإني مجيبك عليه. فأنشأ الأعرابي يقول: هفا قلبي إلى اللهو *** وقد ودع شرخیه وقد كان أنيقاً عصر *** تجراری ذیلیه عیالات ولذات *** فيا سقیا لعصریه فلما عمم الشیب *** من الرأس نطاقيه وأمسى قد عناني منه *** تجدید خضاعبیه تسلیت عن اللهو *** وألقیت قناعیه وفي الدهر أعاجیب *** لمن یلبس حالیه فلو یعمل ذووا رأي *** أصیل فیه رأییه لألفي عبرة منه *** له في کسر عصریه ولما قال الأعرابي الأبیات، أجابه الحسین علیه السلام ارتجالاً فقال علیه السلام الأبیات. فلما سمعها الأعرابي، قال: ما رأیت کالیوم قطّ مثل الغلام أعرب منه کلاماً، واذرب لساناً، وأفضح منه منطقاً فقال له الحسن علیه السلام: هذا غلام کرّم الرحمن *** بالتطهیر جدیه کساء القمر القمقام *** من نور سناءیه ولو عدد طماح *** نفخنا عن عدادیه وقد أرخیت من شعري *** وقوفت عروضیه نقلها محمد بن طلحة الشافعي، في کتابه مطالب السؤول ص 73

ص: 440

الإمام علي بن الحسين علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأمه شاه زنان (ملكة النساء) بنت يزدجرد بن شهریار بن كسرى ملك الفرس، ولكمال فضلها وتبصرها في الأمور ومعرفتها بمقام أهل البيت سماها أمير المؤمنين علیه السلام (مريم) تشبيهاً لها بمريم الكبرى، ويقال سماها فاطمة، وكانت تُدعى سيدة النساء.

ولادته علیه السلام: ولد علیه السلام يوم الأحد، وقيل يوم الأحد، وقيل يوم الجمعة، وقيل يوم الخميس في الخامس من شهر شعبان سنة ثمان وثلاثين للهجرة في المدينة المنورة، وقيل في الثامن من شعبان، أو التاسع منه، أو السابع منه، وقيل في الحادي عشر من رجب أو في الثامن من ربيع الأول أو في النصف من جمادى الأولى.

كناه علیه السلام: أبو الحسن والخاص أبو محمد، ويقال أبو القاسم، وروي أنه كُنّي بأبي بكر، وأبي الحسن.

القابه علیه السلام: زين العابدين، سيد العابدين، زين الصالحين، وارث علم النبيين، وصي الوصيين، خازن وصايا المرسلين، إمام المؤمنين، منار القانتين، الخاشع، المتهجد، الزاهد، العابد، العدل، البكّاء، السجاد، ذو الثفنات، إمام الأمة، أبو الأئمة، والأمين.

ص: 441

صفاته علیه السلام: كان علیه السلام وسيماً، جميلاً، من أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم رائحة، بين عينيه سجاده(1)، قال في وصفه الشاعر الفرزدق في قصيدته المشهورة:

ينشق ثوب الدجى عن نور غرته *** كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم

وكان علیه السلام إذا مشى كأن الطير على رأسه، لا يسبق يمينه شماله، ولا يخطر بيده، وعليه السكينة والوقار، كان أفضل أهل زمانه في أخلاقه وصدقاته، وعطفه على الفقراء. معظماً، مهاباً عند القريب والبعيد.

زوجاته علیه السلام: أُم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السلام وكانت له نساء أُخريات كُنّين بأُم ولد.

أولاده علیه السلام: أبناؤه اثنا عشر: الإمام محمد الباقر علیه السلام، وعبد الله الباهر وأُمهما أم عبد الله بنت الحسن علیه السلام، وأبو الحسين زيد الشهيد بالكوفة وعمر توأم، والحسين الأصغر وعبد الرحمن وسليمان توأم، والحسن والحسين وعبيد الله توأم. ومحمد الأصغر فرد، وعلي وهو أصغر ولده، وخديجة فرد، ويقال لم تكن له بنت، لكن في بعض الروايات أن له من البنات: فاطمة، عليّة، وأُم كلثوم. وفي بعض الروايات أن له تسعة أولاد ذكور ولم يكن له أُنثى، وقيل كان له من الأولاد عشرة رجال وأربع نسوة، وقيل: كان له خمسة عشر ولداً.

في كربلاء: رافق علیه السلام أباه الإمام الحسين علیه السلام إلى كربلاء وشهد المأساة لكنه لم يشارك في القتال، لأنه كان عليلاً طريح الفراش، وواكب علیه السلام بعد ذلك مسيرة السبايا وحرم الحسين علیه السلام إلى الكوفة، ثم الشام، ثم المدينة المنورة، وعاش بعد أبيه الحسين علیه السلام أربعاً وثلاثين سنة وهي مدة إمامته علیه السلام، وكانت إقامته علیه السلام في المدينة المنورة.

الخلفاء الذين عاصرهم: عاصر علیه السلام من الخلفاء الأمويين: يزيد بن

(1) .

A 11 ديوان أهل البيت

ص: 442


1- أي أن أثر السجود كان بادياً بين عينيه علیه السلام، ولذلك لقّب بذي الثفنات

معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، والوليد ابن عبد الملك.

آثاره علیه السلام: الصحيفة السجادية في الأدعية المشتملة على أنوار حقائق المعرفة وثمار حدائق الحكمة وفيها عبق من كلام النبوة وقبس من نور الإمامة. ورسالة الحقوق التي تعرّف الأمة ما يلزمهم من الحقوق المشروعة في حقهم، ومن يتمعن في هذه الرسالة تبدو له أصول الشريعة الحافظة للعباد الكافلة لمن يفقهها بسلامة الدين والدنيا وتتضمن ما يجب على المسلمين وما يجب لهم وتشتمل على خمسين مادة.

نقش خاتمه علیه السلام: الحمد الله العلي، وقيل: وما توفيقي إلاّ بالله، وقيل: خزي وشقي قاتل الحسين بن علي علیه السلام.

بوابه علیه السلام: أبو جبلة أبو خالد الكابلي، يحيى المطعمي.

شاعراه علیه السلام: الفرزدق، كثير عزّه.

وفاته علیه السلام: توفي سلام الله عليه يوم السبت في الخامس والعشرين من محرم الحرام سنة 15 ه في المدينة المنورة في البقيع، وقيل سنة 94 ه وقيل إنه التاريخ الأصح لأنها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات من العلماء فيها. وقيل: توفي سنة 75 ه بالمدينة وكان عمره عند وفاته علیه السلام تسعاً وخمسين سنة وأربعة أشهر وأيام، وروي أن عمره سبعة وخمسون سنة مثل أبيه، أقام مع جده سنتين، ومع عمه عشر سنين ومع أبيه عشر سنين، وبعد وفاة أبيه خمساً وثلاثين سنة وقيل عمره خمس وثمانون سنة.

وقد مات علیه السلام مسموماً سمّه عبد الملك بن مروان. وقد هدم قبره في الثامن من شوال سنة 1342 ه على يد الوهابيين.

ص: 443

انما بر بي الله ليد فهد عنكم الركس اه الس ويحلفه كر طاهر ديوان أهل البيت

ص: 444

قافية الهمزة

التضرُّع كل يوم

وقال علیه السلام:

ألمْ تَسْمَعْ بِفَضْلِكَ يَا مَلائي *** دُعَاءَ مِنْ ضَعِيفٍ مُبْتَلائِي

غَرِيق فِي بُحُورِ الغَمِّ حُزناً *** أسيرِ بِالذُّنُوبِ وَبِالخَطَائِي

مُنَادٍ بِالنَّضَرُّعِ كُلَّ يَوْمٍ *** مُلحٌ بِالتَّسَاؤُلِ وَالدُّعَائِي

أَتَيْتُكَ باكياً فَارْحَم بُكَائِي *** رَجايا مِنْكَ أَكْثَرُ مِنْ خَطَائِي

وَلِي هَمٌ وأَنْتَ كَشُوفُ هَمِّي *** ولِي دَاءٌ وَأَنْتَ دَوَاءُ دَائِي

سَأَبكي حَسْرَةً دَمْعاً بُكَاءً *** إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنْ دَمعٍ دِمَائِي

لَقَدْ ضَاقَتْ عَلَى الأَرْضُ طُرّاً *** وَأَهْلُ الْأَرْضِ مَا عَرَفُوا دَوَائِي

جَزَائِي تُعَذِّبْنِي وَلكِنْ *** أَعُوذُ بِحُسنِ عَفْوِكَ عَنْ جَزَائِي

فَخُذ بِيَدِي فَإِنِّي مُسْتَجِيرٌ *** بِفَضلِكَ يَا مُجِيرُ وَيَا رَجَائِي

رَجَائِي كَانَ مُنْقَطِعاً بِذَنبِي *** رَجَائِي مِنْكَ لِي حَقق رَجَائِي

تَفَضَّل سَيِّدِي بِالعَفْوِ عَنِّي *** فَإِنِّي مُبتلاءٌ فِي بَلائِي(1)

خذ حقنا يا جدنا

وقال علیه السلام:

إلى جَدِّنا نَشْكُو عِداةً تَحْكُمُوا *** وَنَالُوا بِنَا وَاللَّه كُلَّ مُنَاء

وَيَا جَدَّنا أرادُوا أبي مُتَذَلِلاً *** قَتِيلاً وفي الأحشاءِ حرُّ ظَمَاءِ

ص: 445


1- وجدت هذه الأبيات في صحيفة سجادية مخطوطة قديمة

وَقَدْ رَفَعُوا رأساً لَهُ فَوقَ ذَابِلٍ *** كَمَا البَدْرُ يَبْدُو في عُلُو سَمَاءِ

وَعَادُوا عَلَيْنَا يَنْهَبُونَ خِيامَنَا *** وَلَيْسَ لَنا مِنْ ذاكَ مِنْ نُصَرَاءِ

وقد حَمَلُونا فَوْقَ ظَهْرِ حِمَالِهِمْ *** بغَيْر وَطاءٍ جَدْنا وَغِطاءِ

ولطافُوا بنا شَرْقَ البِلادِ وَغَرْبها *** جَميعُهُم يَهْجُونَنَا بِهِجَاءِ

وجاؤوا بنا ذُلاً دِمَشْقَ يَزيدُهُم *** وَقَدْ أَوْقَفُونا عِنْدَهُ بسَواءِ

وَقَالَ لَقَدْ يَلْتُ المُنى كُلَّ مَقْصَدٍ *** بِقَتْلِ أَخِيكُمْ قَدْ بَلَغْتُ هنائي

وَقَدْ رام قَتْلِي كَيْ يُقَطِّعَ نَسْلَنا *** وَذِي عَمِّتي صَاحَتْ بِغَيْرِ عَزاءِ

وَصَاحَ به كُل الحُضُورِ جَمِيعُهُمْ *** فَقَالَ دَعَوهُ ذا مِنَ الطُّلقَاءِ

فَخُذْ حَقْنا يَا جَدَّنَا مِنهُ فِي غَدٍ *** وَفِي يَوْمِ حَشْرٍ يَوْمِ فَصْلِ قَضاءِ

غَدا يَسْتَجلُ الآن كُلَّ محرَّمٍ *** يَبِيحُ بِأَهْلِ الْبَيْتِ سَفْكَ دِمَاءِ

إذَا يَسْتَبِيحُ الآن آل مُحمَّدٍ *** وَيَسْقِي لأَهْلِ البَيْتِ كُلَّ رَدَاءِ

سُيُوفُهُم قَدْ جُرِّدَتْ فِي رِقابنا *** فيا وَيْلَهُمْ مِنْ حَرِّ نَارِ لَظاءِ

فَقَابِلُهُمْ يَا رَبُّ عَدلاً بِفِعْلِهِمْ *** أَيَا مَنْ تَعَالَى فَوْقَ كُلِّ سَمَاءِ(1)

قافية الباء

سَادَ العُلُوجُ

وقال علیه السلام:

سَادَ العُلُوجُ فَمَا تَرْضَى بِذَا العَرَبُ *** وَصَارَ يَقْدُمُ رَأسَ الأُمَّةِ الذَّنَبُ

يَا لِلرِّجَالِ وَمَا يَأْتِي الزَّمَانُ بِهِ *** مِنَ العَجِيبِ الَّذِي ما مِثْلُهُ عَجَبُ

آلُ الرَّسُولِ عَلَى الأَفْتَابِ عَارِيةٌ *** وَآلُ مَرْوَانَ تَسْرِي تَحْتَهُمْ نُجُبُ(2)

ص: 446


1- نور العين في مشهد الحسين ص 68
2- أسرار الشهادة ص 486، وسيلة الدارين ص 374، ناسخ التواريخ 345/6 وفي بعض النسخ بهذا النص: ساد العلوج فما ترضى بذا العربُ *** وصار يقدُمّ راس الأمةِ الذنب يا للرجال لما يأتي الزمان به *** من العجيب الذي ما مثلهُ عجب آل الرسول على الأقتاب عارية *** وآل مروان يسري تحتهم نجبُ

إنك مني يا علي

وقال علیه السلام:

وَمَنْ شَرَّفَ الأَقْوَامَ يَوْماً بِرَأْيِهِ *** فَإِنَّ عَلِياً شَرَّفَتْهُ المَنَاقِبُ

وَقَوْلُ رَسُولُ اللَّهِ وَالحقُّ قَوْلُهُ *** وَإِنْ رُغمَت مِنْهُم أُنُوفٌ كَواذِبُ

فإِنَّكَ مِنّي يَا عَلِيَّ مُوالِفاً كَهَارُونَ *** مِنْ مُوسَى أَخُ لِي وصَاحِبُ

دَعاهُ بِبَدْرٍ فَاسْتَجَابَ لأمرِهِ *** وَسَارَعَ في ذاتِ الإلَهِ يُضَارِبُ

فَمَا زَالَ يَعْلُوهُمْ بِهِ وَكَأَنَّهُ *** شِهَابٌ تَلَقَّاهُ القَوابِسُ ثَاقِبُ(1)

هو الزمان

و قال علیه السلام:

هُوَ الزَّمَانُ فَلاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ *** عَنِ الكِرَام وَلَا تُهْدَى مَصَائِبُهُ

فَلَيْتَ شِعْرِي إِلَى كَمْ ذَا يُحَارِبُنَا *** صُرُوقَهُ وَإِلَى كَمْ ذَا نُحَارِبُهُ

تُسَيِّرُونَا عَلَى الأَقْتَابِ عَارِيَةً *** وَسَائِقُ العِيس يَحْمِي عَنْهُ غَارِبُهُ

كَأَنَّنَا مِنْ سَبَابَا الرُّومِ بَيْنَكُمُ *** وَكُلَّمَا قَالَهُ المُخْتَارُ كَاذِبُهُ

كَفَرْتُمُ بِرَسُولِ اللَّهِ وَيْلَكُمُ *** يَا أُمَّةَ السُّوءِ لا حَلَّتْ مَذَاهِبُهُ(2)

ص: 447


1- المقنع في الإمامة للدآبادي ص 93: قال علي بن الحسين يذكر يوم بدر والغدير: الأبيات. ورواها السيد المرتضى في الفصول المختارة من العيون والمحاسن ص 7، وابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام من تاريخ دمشق ج 312/3 ح 1353
2- مدينة المعاجز 4/ 170/103 وفيه: أنّ القوم الذين حملوا الرؤوس وحرم رسول الله صلی الله علیه وآله إلى يزيد لعنه الله، في الطريق أدركهم المساء عند صومعة راهب، فبكى عليّ بن الحسين علیه السلام وأنشأ يقول: الأبيات. وروى الأبيات المجلسي في بحار الأنوار 126/45 بهذا النص: وهو الزَّمان فلا تفنى عجائبه *** من الكرام وما تهدى مصائبه فليت شعري إلى كم ذا تجاذبنا *** فنونه وترانا لم نجاذبه يسري بنا فوق أقتاب بلا وطأ *** وسابق العيس يحمي عنه غاربه كأنّنا من أسارى الرُّوم بينهم *** كأنَّ ما قاله المختار كاذبه كفرتم رسول الله ويحكم *** فکنتم مثل من ضلّت مذاهبه ورواها السيد شبر في جلاء العيون 247/2 - 248 بهذا النص: هو الزمان فلا تفنی عجائبه *** من الكرام وما تهدأ مصائبه فليت شعري إلى كم ذا تجاذبنا *** فنونه وترانا لا نجاذبه يسري بنا فوق أقتاب بلا وطا *** وسائق العيس يحمي عنه غاربه كأننا من أسارى الروم بينهم *** كأن ما قاله المختار كاذبه كفرتم برسول الله ويحكم *** فكنتم مثل من ضلت مذاهبه ورواه البحراني أيضاً في عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام ص 247 بهذا النص: هو الزمان فلا تفتی عجائبه *** من الكرام وما تهدأ مصائبه فليت شعري إلى كم ذا تُجاذبُنا *** فنونه وترانا لم نجاذبه يسري بنا فوق أقتاب بلا وطأ *** وسائق العيس يحمي عنه غاربه كأنّنا من أسارى الروم بينهُم *** كأنّ ما قاله المختار كاذبه كفرتم برسول الله ويحكمُ *** فکنتم مثل من ضلّت مذاهبه ورواها أيضاً القندوزي في ينابيع المودة 89/3 - 90 بهذا النص: هو الزمان فلا تقضی عجائبه *** عن الكرام وما تهدى مصائبه فليت شعري إلى كم ذا تحاربنا *** صروفه وإلى كم ذا نجاذبه یسري بنا فوق أقتاب بلا وطأ *** وسائق العيس يحمي عنه غاربه کأننا من أساری الروم بینهمُ *** كأنّ ما قاله الرحمن كاذبه كفرتم برسول الله ويلكمُ *** فکنتم مثل من ضلّت مذاهبه ووردت الأبيات في وسيلة الدارين ص 375 بهذا النص: هو الزمان فما تفنی عجائبه *** عن الكرام ولا تهدأ مصائبه فليت شعري إلى كم ذا تجاذبنا *** صروفه والى كم ذا نجاذبه يسيرونا على الأقتاب عارية *** وسائق العيس تخمس عنه غاربه كأننا من سبايا الروم بينهم *** أو كلما قاله المختار كاذبه كفرتم برسول الله ويلكم *** يا أمة السوء قد ضاقت مذاهبه وفي بلاغة الإمام علي بن الحسين علیه السلام ص 277: نور العين في مشهد الحسين ص 58 بهذا النص: هذا الزمان فما تفنى عجائبه *** عن الكرام ولا تهدأ مصائبه فليت شعري الحاكم ذا يحاربنا *** بصرفه وإلى كم ذا نحاربه يري بنا فوق أعياس بلا وطن *** وسائق العيس يحم عند غاربه كأننا من أسارى القوم بينهُمُ *** كان ما قاله المختار كاذبه كفرتم برسول الله ويحكم *** يا أمة السوء ما هذي مذاهبه

ص: 448

قافية التاء

إذا الجنائز قابلتنا

نُراع إذا الجَنَائِزُ قَابَلَتْنَا *** وَنَلْهُو حِينَ تُقْصَى ذَاهِبَاتِ

كرَوْعَةِ ثُلَّةٍ لِمَغَارِ سَبْعٍ *** فَلَمَّا غَابَ عَادَتْ رَاتِعَاتِ(1)

اقض الحوائج لي

وقال علیه السلام:

إِلَيْكَ يَا رَبِّ قَدْ وَجَهْتُ حَاجَاتِي *** وَجِئْتُ بابَكَ يَا رَبِّ بِحَاجَاتِي

أَنْتَ العَلِيمُ بِمَا يَحْوِي الضَمِيرُ بِهِ *** يَا عَالِمَ السِّرِّ عَلامَ الخَفِيّاتِ

إقْضِ الحَوائِجَ لِي رَبِّي فَلَسْتُ أرى *** سواكَ يَا رَبُّ مِنْ قاض لحَاجَاتِي

وَسْع بفَضْلِك لي رِزْقاً أَعِيشُ بِهِ *** يَا قاسِم الرِّزْقِ مِنْ فَوْقِ السَّماواتِ

وَاغْفِرْ ذُنُوبِي بِمَا أَخْطَاتُ وارحمني *** يَا راحِمَ الخَلقِ فَأَرْحَمْ لِي مُنَاجَاتِي

سَهِّلْ أُمُورِي وَاخْتِمْهَا بِمُنْقَلبي *** أَسْتُر عُيُوبي وَبَلِّغني مراداتي

حَقِّقْ بِجُودِكَ أمالي وَمُنْقَلَبِي *** بَعْدَ المَمَاتِ بِرَوْضاتٍ وَجَنَّاتِ

وَلاَ تُؤاخذني بِالذَّنْبِ تَعْلَمُهُ *** وَاغْفِرْ بِجُودِكَ يَا رَبِّي خَطِيئَاتِي

إِجْمَعْ لِي الشَّمْلَ في أَهْلِي وَفِي وَلَدي *** وَرُدَّنِي نَحوَ احْبَابِي وَحَبّابِي

يَا خَالِقاً مَنْ لا شَبِيه لَهُ *** إِسْمَعُ دُعَائِي وَيَسِّرِ ليس مُهمّاتِي

ص: 449


1- ترجمة الإمام زين العابدين علیه السلام ص 12 / ح 143 بهذا الإسناد: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو محمد علي بن أحمد الوهّابي حدّثني أبي أحمد بن موسى بن إبراهيم حدّثني أبيه إبراهيم بن موسى حدّثني أبي موسى بن جعفر حدّثني أبي جعفر بن محمد حدّثني أبي محمد بن عليّ قال: كان أبي عليّ بن الحسين إذا مرّت به جنازة يقول: الأبيات

يَا مَنْ تَعَالَى بِلا وَصْفِ يَكُونُ لَهُ *** للواصِفِين ولاَ مَدْحِ البَرِيَّاتِ(1)

بَلَغْتَ الأَرْبَعِينَ

وقال علیه السلام:

بَلَغْتَ الأَرْبَعِينَ فَصِرْتَ كَهْلاً *** وَشَارَفتَ المَقَابِرَ وَالوَفَاتا

وَعَلَّمْتَ العُلُومَ فَصِرْتَ حَبْراً *** فَهِي الآنَ للمَوْتِ البَيَاتا(2)

أقِلَّ النَّوْمَ يَابْنَ أَبِي تُرَابٍ *** أَمَا تَخْشَى مِنَ المَوْتِ البَيانا

أَلَمْ تَذْكُر أَبَاكَ وَكَانَ حَيّاً ***وأُمَّكَ حَيَّةٌ دَهْراً فَمَاتا(3)

یا غایة المنی

وقال علیه السلام:

أَلاَ أَيُّهَا المَقْصُودُ فِي كُلِّ حَاجَتِي *** شَكَوْتُ إليكَ الضُّرَّ فَارْحَمُ شِكَايَتِي

ألاَ يَا رَجَائِي أَنْتَ تَكْشِفُ كُرْبَتِي *** فَهَبْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا وَاقْضِ حَاجَتِي

أَتَيْتُ بِأَعْمَالِ قِبَاحِ رَدِيئةٍ *** وما في الوَرَى عَبْدٌ جَنَى كَجِنَايَتِي(4)

أَتُحْرِقُنِي بِالنَّارِ يَا غَايَةُ المُنَى *** فَأَيْنَ رَجَائِي ثُمَّ أَيْنَ مَخَافَتِي(5)

ص: 450


1- الصحية السجادية الجامعة في المناجاة والثناء على الله تعالى نظماً ص 515 رقم 218
2- هي - بتشديد الياء -: اسم فعل للأمر بمعنى أسرع
3- دار السلام 83/4
4- جنى كجنايتي: أثم كآثامي
5- المستطرف للأشبيهي 287/1، مناقب آل أبي طالب 151/4، بحار الأنوار 81/46 «باب 5» هذين البيتين: أتحرقني بالنار يا غاية المنى *** فأين رجائي ثمّ اين محبّتي أتيت بأعمال قباح زريّة *** وما في الورى خلق جنى كجنايتي وأورد المجلسي أيضاً الأبيات في بحاره 15/198/96 بهذا النص: ألا أيّها المأمول في كلُّ حاجتي *** شكوت إليك الضرّ فاسمع شكايتي ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي *** فهب لي ذنوبي كلّها واقض حاجتي فزادي قليل ما أراه مبلّغاً *** اللزّاد أبكي أم لبعد مسافتي أتیت بأعمال قباح رديّة *** فما في الورى خلق جنى كجنايني أتحرقني بالنار يا غاية المنى *** فأين رجائي منك أين مخافتي ورواها البحراني في عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام علي بن الحسين علیه السلام ص 119 برواية البحار الأولى، وفي الأنوار النعمانية 234/4 فقط هذا البيت: فزادي قليل لم أراء مبلغي *** اللزاد أبكي أم لبعد مسافتي ومستدرك الوسائل 2/353/9 بهذا النص: ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي *** فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي فزادي قليل لا أراه مبلّغي *** اللزاد أبكي ام لطول مسافتي أتیت باعمال قباح رديّة *** فما في الورى عبد جنى كجنايتي أتحرقني في النار يا غاية المنى *** فأين رجائي ثم أين مخافتي وأورد الأبيات القمي في منتهى الآمال 363/2 والكنى والألقاب 440/2؛ برواية المجلسي الثانية. وفي مشكاة الأدب 212، بلاغة الإمام علي بن الحسين علیه السلام ص 43 وفيه: قال طاووس الفقيه ويقال طاووس اليماني رائيه يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبد، فلما لم ير احداً رمق السماء بطرفه وقال: إلهي خارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون آنامك، وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد صلی الله علیه وآله في عرصات القيامة، ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي نفسي، وأعانني على ذلك سترك المرخى به علي، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني، وبحبل من اعتصم إن قطعت حبلك عني، فواسوأتاه غداً الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفّين جوزوا، وللمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز، أم مع المثقلين أحط، ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربي؟ ثم بكى، وأنشأ يقول: الأبيات. ثم بكى علیه السلام وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تُعصَ، وتتودد إلى خلقك بحسن الصنيع، كأن بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم. ثم خر إلى الأرض ساجداً، فدنوت منه وشلت برأسه فوضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده فاستوى علیه السلام جالساً وقال: من الذي أشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت أنا طاووس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع، ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون من جافون، أبوك الحسين بن علي علیه السلام، وأمك فاطمة الزهراء علیه السلام، وجدك رسول الله صلی الله علیه وآله، فالتفت إلي وقال: هيهات هيهات يا طاووس، دع عني حديث أبي وأمي وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً، أما سمعت قول الله تعالى: «فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون» والله ما ينفعك غداً إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح

ص: 451

قافية الجيم

حقي ضائع

وقال علیه السلام:

لَيْتَ شِعْرِي هَلْ عَاقِلُ فِي الدَّيَاجِي *** بَاتَ مِنْ فَجْعَةِ الزَّمَانِ بِنَاجِي

أَنَا نَجْلُ الإِمَامِ مَا بَالُ حَقِّى *** ضَائِعُ بَيْنَ عُصْبَةِ الأَعْلاَجِ(1)

قافية الحاء

حرُّ بني رياح

وقال علیه السلام:

لَنِعْمَ الحُرُّ حُرُّ بَنِي رِيَاحِ *** صَبُورٌ عِنْدَ مُخْتَلَفِ الرِّمَاحِ

وَنِعْمَ الحُرُّ إِذْ نَادَى حُسَيْناً *** فَجَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الصِّیَاحِ

فَيَا رَبِّي أَضِفهُ فِي جِنَانٍ *** وَزَوِّجُهُ مَعَ الحُورِ المِلاَحِ(2)

قافية الدال

على الحوض

وقال علیه السلام:

لَنَحْنُ عَلَى الحَوْضِ ذُوّادُهُ *** نَذُوقُ وَنَسْقِي وُرَّاده(3)

ص: 452


1- أسرار الشهادة ص 485، ناسخ التواريخ 345/6، وسيلة الدارين ص 373
2- بحار الأنوار 14/45، وسيلة الدارين ص 131 وفيه: «النعم الحر إذ نادى حسين» في البيت الثاني منهما
3- ذوّاده: المدافعون عنه، الحماة له. والورّاد: الذين يردونه ويستقون منه

وَمَا فَازَ مَنْ فَازَ إِلاَّ بِنَا *** وَمَا خَابَ مَنْ حُبُنَا زَاده

وَمَنْ سَرَّنَا نَالَ مِنّا السُرُورَ *** وَمَنْ سَاءَنَا سَاءَ مِيلاده

وَمَنْ كَانَ غَاصِبنا حَقَّنَا *** فَيَوْمُ القِيَامَةِ ميعاده(1)

قافية الراء

تحت التراب

وقال علیه السلام:

فَهُمْ فِي بُطُونِ الْأَرْضِ بَعْدَ ظُهُورِهَا *** مَحَاسِنُهَا فِيهَا بَوَالِي دَوَاثِرُ

خَلَتْ دُورُهُمْ مِنْهُم وَأَقْوَتْ(2) عِرَاصُهُمْ(3) *** وَسَاقَتْهُمُ نَحْوَ المَنَايَا المَقَادِرُ

ص: 453


1- مناقب آل أبي طالب 168/4 - 169 وفيه: قال عبد الله بن المبارك: حججت بعض السنين إلى مكة فبينما أنا سائر في عرض الحاج وإذا صبي سباعي أو ثماني وهو يسير ناحية من الحاج بلا زاد وراحلة، فتقدمت إليه وسلمت عليه وقلت له: مع من البر؟ قال: مع البار، فكبر في عيني فقلت: يا ولدي أين زادك وراحلتك؟ فقال: زادي تقواي، وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي فعظم في نفسي فقلت: يا ولدي ممن تكن؟ قال: مطلبيّ فقلت: ابن لي؟ فقال هاشمي، فقلت أبن لي؟ فقال: علوي فاطمي، فقلت يا سيدي هل قلت شيئاً من الشعر؟ فقال: نعم، فقلت: أنشدني شيئاً من شعرك، فانشد الأبيات. وأورد الأبيات المجلسي في بحاره 78/91/46 «باب 5» بهذا النص: لنحن على الحوض روّاده *** نذود و نسقي وُرّاده وما فاز من فاز إلاّ بنا *** وما خاب مّن حبّنا زاده ومن سرَّنا نال منا السرور *** ومن ساءنا ماء ميلاده ومن كان غاصبنا حقّنا *** فيوم القيامة ميعاده وبرواية البحار أوردها البحراني في عوالم العلوم والمعارف الإمام علي بن الحسين علیه السلام ص 73 - 74، والمقرم في كتابه الإمام زين العابدين علیه لسلام ص 253
2- أقوت: خلت
3- العِراص: مفردها العَرْصه، وهي ساحة الدار

وَخَلَّوا عَن الدُّنْيا وَمَا جَمَعُوا لَهَا *** وَضَمَّتْهُمُ تَحْتَ التُّرَابِ الحَفَائِرُ(1) (2)

عَلَى خَطَرٍ تُمْسِي

وقال علیه السلام:

وَأَنْتَ عَلَى الدُّنْيَا مُكِبٌ مُنَافِسٌ *** لِخَطَابِهَا فِيهَا حَرِيصٌ مُكَاثِرُ

عَلَى خَطَرٍ تُمْسِي وَتُصْبِحُ لاهياً *** أَتَدْرِي بمَاذَا لَوْ عَقِلْتَ تُخَاطِرُ

وإِنْ أمْراً يَسْعَى لِدُنْيَاهُ جَاهِداً *** وَيُذْهَلُ عَنْ أُخراهُ لاَ شَكٌّ خَاسِرُ(3) (4)

الموت والقبر

وقال علیه السلام:

وَفِي ذِكْرِ هَوْلِ المَوْتِ وَالقَبْرِ وَالبِلَى *** عَنِ اللَّهْوِ وَاللَّذَاتِ المَرْءِ زَاجِرُ

ص: 454


1- كان الإمام السجاد علیه السلام كثير العبادة، وهذا كان أسلوبه في الحياة، فكان الدعاء والمناجاة أروع ما عرضه في الساحة، لسحب أو لترغيب الناس إلى الله تعالى، فلقد نقل ابن كثير في البداية والنهاية ج 9 ص 109 رواه عن الحافظ ابن عساكر من طريق محمد بن عبد الله المقري عن سفيان عيينة عن الزهري، ورواه الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين وذكر سنده العلامة الحلي في إجازته الكبيرة لبني زهرة المذكورة في البحار ج 26 ص 21 وأيضاً رواه المقرم في كتابه الإمام زين العابدين ص 233 ط- النجف، وابن شهر آشوب في المناقب 253 ط طهران، وهذا نص المناجاة قال الإمام علیه السلام: يا نفس حتّامَ إلى الحياة سكونك، وإلى عمارتها ركونك أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك، وارته الأرض من الأفّكِ (الآلاف جمع ألف - الصديق)، ومن فجعت به من إخوانك، ونقل إلى الثرى من أقرانك الأبيات
2- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 445 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214
3- قال علیه السلام كم اخترمت أيدي المنون من قرون بعد قرون وكم غيرت الأرض ببلائها، وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس وشيعتهم إلى الأرماس: الأبيات
4- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام»، والبلد الأمين والدرع الحصين ص 445، ندبة زين العابدين والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندية رقم 214

أَبَعْدَ اقْتِرَابِ الْأَرْبَعِين تَرَبَّصٌ *** وَشَيْبُ القِذَالٍ(1) مُنْذُ ذَلَكَ ذَاعِرُ

كَأَنَّكَ مَعْنِيُّ بِمَا هُوَ ضَائِرٌ *** لِنَفْسِكَ عَمْداً أَوْ عَنِ الرُّشْدِ جَائِرُ(2) (3)

سكان القبور

و قال علیه السلام:

وَأَضْحَوْا رَمِيماً فِي التَّرَابِ وَأَقْفَرَتْ *** مَجَالِسُ مِنْهُم عُطِّلَتْ وَمَقَاصِرُ

وَحَلُّوا بِدَارٍ لاَ تَزَاوُرَ بَيْنَهُمْ *** وَأَنَّى لِسُكَانِ القُبُورِ التَّزَاوِرُ

فَمَا أَنْ تَرَى إِلا قُبُوراً تَوَوْا بِهَا *** مُسَطَّحَةً تَسْفِي عَلَيْهَا الأَعَاصِرُ(4) (5)

كف المنية

وقال علیه السلام:

فَمَا صَرَفَتْ كَفَّ المَنِيَّةِ إِذْ أَتَتْ **8 مُبَادِرَةٌ تَهْوِي إِلَيْهِ النَّخَائِرُ

وَلا دَفَعَتْ عن الحُصُونِ الَّتِي بَنَى *** وَحَفَّ بِهَا أَنْهَارُهَا وَالدَّسَاكِرُ

ص: 455


1- القذال: ما بين الأذنين من مؤخر الرأس
2- قال علیه السلام: فحتّامَ على الدنيا إقبالك، وبشهواتها اشتغالك، وقد وخطك (وخط الشيب: خالط سواد الشعر) القنير (القتبر: الشيب أول ما يظهر منه) ووافاك النذير، وأنت عما یراد بك ساه، وبلذة يومك لاء وقد رأيت انقلاب أهل الشهوات، وعانيت ما حل بهم من المصيبات: الأبيات
3- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 445، ندبة زين العابدين والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندية رقم 214
4- قال علیه السلام أنظر إلى الأمم الماضية، ولا قرون الفانية، والملوك العاتية، كيف انتفتهم الأيام فأفناهم الحمام، فانمحت من الدنيا آثارهم وبقيت فيها أخبارهم: الأبيات
5- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76 «باب مکارم اخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 446 ندبة زين العابدين علیه السلام، الصحيفة السجادية الجامعة دعاؤة علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214

وَلاَ قارَعَتْ عَنْهُ المَنِيَّةَ فَيلُةٌ *** وَلاَ طَمِعَتْ فِي الذَّبِّ عَنْهُ العَسَاكِرُ(1) (2)

لا يُرَدُّ قَضَاؤهُ

وقال علیه السلام:

مَلِيكٌ عَزيز لا يُرَدُّ قَضَاؤُهُ *** عَلِيمٌ حَكِيمٌ نَافِذُ الأَمْرِ قَاهِرُ

عَنَا كُلُّ ذِي عِزِ لِعِزَّةِ وَجْهِهِ *** وَكُلُّ عَزِيزِ لِلمُهَيْمِنِ صَاغِرُ

لَقَدْ خَشَعَتْ وَاسْتَسْلَمَتْ وَتَضاءَلت *** لِعِزَّةِ ذِي العَرْشِ المُلوكُ الجَبَابِرُ(3)

لا تطلب الدنيا

وقال علیه السلام:

وَفِي دُونِ مَا عَايَنْتَ مِنْ فَجَعَاتِهَا *** إلى دَفْعِهَا دَاعِ وَبِالزُّهِدِ آمِرُ

فَجِد وَلا تَغْفَل وَكُنْ مُتَيَقِّظاً *** فَعَمّا قَلِيلٌ بَشْركُ الدَّارَ عَامِرُ

فَشَمِّرْ وَلا تَفْتَرْ فَعُمْرُكَ زَائِلٌ *** وَأَنْتَ إلى دَارِ الإِقَامَةِ صَائِرُ

وَلاَ تَطْلُبِ الدُّنْيَا فَإِن نَعِيمَهَا *** وَإِنْ يَلْتَ مِنْهَا غُبَّةً(4) لَكَ ضَائِرُ(5) (6)

ص: 456


1- قال علیه السلام كم من ذي منعة وسلطان، وجنود وأعوان، تمكن من دنياه، ونال فيها ما تمناه، وبنى فيها القصور والدساكر، وجمع فيها الأموال والذخائر، وملح السراري والحرائر: الأبيات
2- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 446 والصحيفة السجادية دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214
3- روضة الواعظين 452/2، البلد الأمين والدرع الحصين ص 446 والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214. قال علیه السلام: أتاه من أمر الله ما لا یرد، ونزل به من قضائه ما لا يصد، فتعالى الله الملك الجبار، المتكبر القهار، قاصم الجبارين، ومبيد المتكبرين، الذين ذل لعزه كل سلطان، وأباد بقوته كلَّ ديان: الأبيات
4- الغُبَّة: البلغة من العيش
5- قال علیه السلام: فالبدار والبدار والحذار الحذار من الدنيا ومكائدها وما نصبت لك وتعلّت لك من زينتها وأظهرت لك من بهجتها وأبرزت لك من شهواتها، وأخفت عنك من قواتها وهلكاتها: الأبيات
6- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مكارم وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 446 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندية رقم 214

يوم تبلى السرائر

وقال علیه السلام:

ألا لا ولكِنّا نَغُرُّ نُفُوسَنَا *** وَتَشْغَلُنَا اللَّذَّاتُ عَمّا نُحَاذِرُ

وَكَيْفَ يَلدُ العَيْشَ مَنْ هُوَ مُوقِنٌ *** بِمَوْقِفِ عَدْلٍ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ

كَأَنَّا نَرَى أنْ لاَ نُشُورَ وَأَنَّنَا *** سُدًى مَا لَنَا بَعْدَ المَمَاتِ مَصَادِرُ(1)

آفاتها وهمومها

وقال علیه السلام:

أَمَا قَدْ نَرَىٰ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ *** يَرُوحُ عَلَيْنَا صَرْفُهَا وَيُبَاكِرُ

تُعاوِرُنا(2) آفَاتُهَا وَهُمُومُهَا *** وَكَمْ قَدْ نَرَى يُبْقَى لَهَا المُتَعَاوِرُ

فَلاَ هُوَ مَغْبُوطٌ بِدُنْيَاهُ آمِنٌ *** وَلاَ هُوَ عَنْ يُطْلابِهَا النَّفْسَ قَاصِرُ(3) (4)

ص: 457


1- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 446 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214: قال علیه السلام: فهل يحرص عليها ليب؟ أو يسرّ بلذتها أريبٌ؟ وهو على ثقة من فنائها وغير طامع في بقائها، أم كيف تنام عينْ من يخشى البيات؟ أو تسكن نفس من توقع في جميع أموره الممات: الأبيات
2- تعاورَ الشيء: تداوله: أي تتداولنا الآفات والهموم
3- قال علیه السلام وما عسى أن ينال طالب الدنيا من لذتها، ويتمتع به من بهجتها، مع فنون مصائبها وأصناف عجائبها، وكثرة تعين طلبها وتكادحه في اكتسابها وتكابده من أسقامها وأوصابها
4- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مكارم أخلاقه و علمه علیه السلام» البلد الأمين والدرع الحصين ص 447 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214

هو الموت

وقال علیه السلام:

بَلَى أَوردَتْهُ بَعْدَ عِزَّ وَمِنْعَةٍ *** موارد سُوءٍ مَا لَهُنَّ مَصَادِرُ

فَلَمّا رَأَى أَنْ لا نَجَاةَ وَأَنَّهُ *** هو المَوْتُ لا يُنْجِيهِ مِنْهُ التَّحَاذُرُ

تَندَّمَ إِذْ لَمْ تُغْنِ عَنْهُ نَدَامَةٌ *** عَلَيْهِ وَأَبْكَتْهُ الذُّنُوبُ الكَبَائِرُ(1) (2)

أعجزته المعاذر

وقال علیه السلام:

أَحَاطَتْ بهِ آفاته وَهُمُومُهُ *** وَأَبْلَسَ(3) لَمَّا أَعْجَزَتْهُ المَعَاذِرُ

فَلَيْسَ لَهُ مِنْ كُرْبَةِ المَوْتِ فَارِجٌ *** وَلَيْسَ لَهُ مِمَّا يُحَاذِرُ نَاصِرُ

وَقَدْ جَشَّأَتْ خَوفَ المَنِيةَ نَفْسُهُ *** تُردّدُها مِنْهُ اللَّهاة(4) وَالحَنَاجِرُ(5) (6)

كم موجع

وقال علیه السلام:

فَكَمْ وقال تمْ مُوجَعِ يَبْكِي عَلَيْهِ تَفَجِّعاً *** وَمُسْتَنْجِدٍ صَبْراً وَمَا هُوَ صَابِرُ

وَمُسْتَرْجِعٍ دَاعٍ لَهُ اللَّهَ مُخْلِصاً *** يُعَدِّدُ مِنْهُ كُلَّ مَا هُوَ ذَاكِرُ

ص: 458


1- قال علیه السلام: كم غرت من مخلد إيها وصَرعت من مكب عليها، فلم تنعشه من صرعته، ولم تقله من عشرته ولم تداره من سقمه ولم تشفه من ألَمه: الأبيات
2- البداية والنهاية ،123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مکارم اخلاقه و علمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 447 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214
3- أبلس انكسر وحزن، تحيَّر، يئس من رحمة الله
4- اللَّهاة: وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم
5- قال علیه السلام: بكى على ما أسلف من خطاياه، وتحسر على ما خلف من دنياه، واستغفر حيث لا ينفعه الاستغفار، ولا ينجيه الاعتذار عند هول المنية ونزول البلية: الأبيات
6- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 447 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214

وَكَمْ شَامِتٍ مُسْتَبْشِرٍ بِوَفَاتِهِ *** وَعَمَّا قَلِيل لِلَّذِي صَارَ صَائِرُ(1) (2)

كُفن في ثوبين

وقال علیه السلام:

وَظَلَّ أَحَب القَوْمِ كَانَ بِقُرْبِهِ *** يَحُبُّ عَلَى تَجْهِيزِهِ وَيُبَادِرُ

وَشَمَّرَ مَنْ قَدْ أَحْضَرُوهُ لِغُسلِهِ *** وَوَجَّهَ لَمَّا فَاضَ لِلقَبْرِ حَافِرُ

وَكُفِّنَ فِي تَوْبَيْنِ وَاجْتَمَعَتْ لَهُ *** مُشَيَّعَةً أخوانُهُ وَالعَشَائِرُ(3) (4)

قبح المنية

وقال علیه السلام:

لعَايَنْتَ مِنْ قُبْحِ المَنِيَّةِ مَنْظَراً *** يَهالُ لِمْراهُ وَيَرْتَاعُ نَاظِرُ

أَكَابِرُ أَوْلادِ يَهِيجُ اكْتِئَابُهُمْ *** إِذَا مَا تَنَاسَاهُ البَنُونُ الأَصَاغِرُ

وَرَنَّةُ نِسوانٍ عَلَيْهِ جَوَازعٍ *** مَدَامِعُهَا فَوْقَ الخُدُودِ غَوَازِرُ(5)

ص: 459


1- هنالك خف عواده، وأسلمه أهله وأولاده، وارتفعت الرنة والعويل ويئسوا من برد العليل، فغمضوا بأيديهم عينيه، ومدوا عند خروج نفسه يديه ورجليه وتخلى عنه الصديق، والصاحب الشفيق: الأبيات
2- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 447 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214
3- قال علیه السلام: فشقت جيوبها نساؤه، ولطمت خدودها إماؤه، وأعول لفقده جيرانه وتوجع لرزيته إخوانه، ثم أقبلوا على جهازه، وشمروا لإبرازه، كأنه لم يكن بينهم العزيز المفدى، ولا الحبيب المبدى
4- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 باب مکارم اخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 447 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214
5- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 448 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندية رقم 214، قال: فلو رأيت الأصغر من أولاده، وقد غلب الحزنُ على فؤاده، ويخشى من الجزع عليه، وخضبت الدموع عينيه وهو يندب أباه ويقول: يا ويلاه: الأبيات

ريعت ولم ترتع

وقال علیه السلام:

فَوَلوا عَلَيْهِ مُعْوِلِينَ وَكُلُّهُمْ *** لِمِثْلِ الَّذِي لاَقَى أَخُوهُ مُحَاذِرُ

كَشَاءٍ رِنَاع آمنين بَدَالَها *** بِمِدْيَتِهِ بَادِي الذّرَاعَيْنِ حَاسِرُ

فَرِيعَتْ وَلَمْ تَرْتَعْ قَلِيلاً وَأَجْفَلَتْ *** فَلَمَّا نَأَى عَنْهَا الَّذِي هُوَ جَازِرُ(1)

تدور الدوائر

وقال علیه السلام:

تَوَى مُفْرَداً فِي لَحْدِهِ وَتَوَزَّعَتْ *** مَوَارِينَهُ أَوْلادُهُ وَالأَصَاهِرُ

وَأَحْنُوْا عَلَى أَمْوَالِهِ يَقْسِمُونَها *** فَلا حَامِدٌ مِنْهُمْ عَلَيْهَا وَشَاكِرُ

فَيا عَامِرَ الدُّنْيَا وَيَا سَاعياً لَهَا *** وَيا آمناً مِنْ أَنْ تَدُورَ الدَّوائِرُ(2) (3)

دنا الرحيل

وقال علیه السلام:

وَلَمْ تَتَزَوَّدُ لِلرَّحِيل وَقَدْ دَنَا *** وَأَنْتَ عَلَى حَالٍ وَشِيكٍ مُسَافِرُ

ص: 460


1- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 448 والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214، قال علیه لسلام: ثم أخرج من سعة قصره، إلى ضيق قبره، فلما استقر في اللحد وهيىء عليه اللبن، احتوشته أعماله وأحاطت به خطاياه، وضاق ذرعاً بما رآه، ثم حثوا بأيديهم عليه التراب وأكثروا البكاء عليه والانتحاب، ثم وقفوا ساعة عليه، وآيسوا من النظر إليه وتركوه رهناً بما كسب وطلب الأبيات
2- قال علیه السلام: عادت إلى مرعاها، ونسيت ما في أختها دهاها، أفبأفعال الأنعام اقتدينا، أم على عادتها جرينا، عد إلى ذكر المنقول إلى دار البلى، واعتبر بموضعه تحت الثرى، المدفوع إلى هول ما ترى: الأبيات
3- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مکارم اخلاقه وعلمه علیه السلام» البلد الأمين والدرع الحصين ص 448 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214

فَيَا لَهْفَ نَفْسِي كَمْ أُسَوِّفُ تَوْبَتِي *** وَعُمْرِي فَانٍ وَالرَّدَى لِيَ نَاظِرُ

وَكُلُّ الَّذِي أَسْلَفْتُ فِي الصُّحْفِ مُثْبَتٌ *** يُجَازِي عَلَيْهِ عَادِلُ الحُكْمِ قَادِرُ(1) (2)

تُخَرِّبُ مَا يَنقَى

وقال علیه السلام:

تُخَرِّبُ مَا يَبْقَى وَتَعْمُرُ فَانِياً *** فَلا ذَاكَ مَعْمُورٌ وَلاَ ذَاكَ عَامِرُ

وَهَلْ لَكَ إِنْ وَافَاكَ حَتْفُكَ بَغْتَةً *** فَلَمْ تَحْتَسِبْ خَيْراً لَدَى اللهِ عَاذِرُ

أَتَرْضَى أَنْ تَفْنَى الحَيَاةُ وَتَنْقَضِي *** وَدِينُكَ مَنْقُوصٌ وَمَالُكَ وَافِرُ(3)

كذا الدهر

وقال علیه السلام:

لِبَاسِي لِلدُّنْيَا النَّجَملُ وَالصَّبْرُ *** وَلبسِيَ للأُخرَى البَشَاشَةُ والبِشْرُ

إذَا اعْتَرَانِي أَمْرٌ لَجَأْتُ إِلى العَرَا *** لأنّي مِنَ القَوْمِ الذِينَ لَهُمْ فَخُرُ

ص: 461


1- قال علیه السلام: كيف آنتَ هذه الحالة، وأنت صائر إليها لا محالة؟ أم كيف تتهنا بحياتك وهي مطيتك إلى مماتك؟ أم كيف تسيغ طعامك وأنت منتظرٌ حمامك: الأبيات
2- البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 76/86 «باب مکارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 448 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214
3- روضة الواعظين 421/2، البداية والنهاية 123/9 - 126، بحار الأنوار 82/46 - 86/ 76 «باب مكارم أخلاقه وعلمه علیه السلام». البلد الأمين والدرع الحصين ص 448 ندبة زين العابدين علیه السلام والصحيفة السجادية الجامعة دعاؤه علیه السلام المناجاة المعروفة بالندبة رقم 214. قال علیه السلام: فكم ترقع بآخرتك دنياك وتركب غيّك وهواك؟ أراك ضعيف القين، يا مؤثر الدنيا على الدين، أبهذا أمرك الرحمان؟ أم على هذا نزل القرآن؟ أما تذكر ما أمامك من شدة الحساب وشر المآب؟ أما تذكر حال من جمع وثمر، ورفع البناء وزخرف وعمّر؟ أما صار جمعهم بوراً ومساكنهم قبوراً؟ الأبيات

أَلَمْ تَرَ أَنَّ العُرف قَدْ مَاتَ أَهْلُهُ *** وَأنَّ النَّدَى وَالجُودَ ضَمَّهُمَا قَبْرُ

عَلَى العُرْفِ وَالجُودِ السَّلامُ فَمَا بَقِي *** مِنَ العُرْفِ إِلا الرَّسْمُ فِي النَّاسِ وَالذِّكْرُ

وَقَائِلَةٍ لَمَا رَأَتْنِي مُسَهَّداً *** كَأَنَّ الحَشَى مِنّي يُلذِّعُهَا الجَمْرُ

أَبَاطِنٌ دَاءٍ لَوْ حَوى مِنْكَ ظَاهِراً *** لَقُلْتُ الَّذِي بِي ضَاقَ عَنْ وُسْعِهِ الصَّدْرُ

تَغَيُّرُ أَحْوَالٍ وَفَقْدُ أَحِبَّةٍ *** وَمَوْتُ ذَوِي الأَفضَالِ قَالَتْ كَذَا الدَّهْرُ(1)

ص: 462


1- مناقب آل أبي طالب 4/ 180 وفيه: الأصمعي: كنت بالبادية وإذا أنا بشاب منعزل عنهم: في أطمار رثة (الأطمار: جمع طمر، وهو الثوب الخلق البالي. والرث من الثياب: البالي) وعليه سيماء الهيبة فقلت: لو شكوت إلى هؤلاء حالك لأصلحوا بعض شأنك فانشأ يقول: الأبيات. فتعرفته فإذا هو عليّ بن الحسين علیه السلام فقلت أبى أن يكون هذا الفرخ إلاّ من ذلك العش. وبحار الأنوار 97/46 - 85/9 باب 15 بهذا النص: لباسي للدّنيا التجلّد والصّبر *** ولبسيَ للأخرى البشاشة والبشر إذا اعتراني أمر لجأت إلى العزّ *** لأنّي من القوم الذين لهم فخر ألم تر أن العرف قدمات أهله *** وأن الندى والجود ضمّهما قبر على العرف والجود السلام فما بقى من العرف إلاّ الرسم في الناس والذكر وقائلة لمّا رأتني مسهّداً *** كأنّ الحشا منّي يلذّعها الجمر أباطن داء لو حوى منك ظاهراً *** فقلت الذي بي ضاق عن وسعه الصدر تغيَّر أحوال وفقد أحبُّة *** وموت ذوي الأفضال قالت كذا الدهر وعوالم العلوم والمعراف والأحوال الإمام علي بن الحسين 94/ ح 4 وفي البيت الثاني منهما «لجأت إلى العرا» وهن برواية البحار. وناسخ التواريخ قسم الإمام السجاد ص 85

في دمشق

وقال علیه السلام:

أَقَادُ ذَلِيلاً فِي دِمَشْقَ كَأَنَّنِي *** مِنَ الزِّنْجِ عَبْدٌ غَابَ عَنْهُ نَصِيرُهْ

وَجَدِّي رَسُولُ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ *** وَشَيْخِي أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَزِيرهْ

فَيَا لَيْتَ لَمْ أَنْظُرْ دِمَشْقاً وَلَمْ *** يَرَانِي يَزِيدُ فِي البِلاَدِ أَسَيرُهْ(1)

ص: 463


1- مدينة المعاجز 4/ 108 - 111 وفيه: أن خولي بن يزيد لعنه الله أنفذ إلى يزيد رسولاً، فمضى الرسول إلى دمشق فاستأذن على يزيد حين ورد عليه، وقال: أقرّ الله عين الأمير، فقال يزيد: بماذا؟ قال: بقدوم رأس الحسين بن علي علیه السلام هو وحريمه. فقال يزيد: لا أقرّ الله لك عيناً وقطع يديك ورجليك، وطرح الكتاب وخرج. فلمّا قرأ يزيد الكتاب، عض على أنامله، وقال: مصيبة وربّ الكعبة وجعل لا يقرأه أحدُ إلاّ ويقول: مصيبة وربّ الكعبة، حتى وقع الكتاب في يد مروان بن الحكم لعنه الله، قال: فتبسّم ضاحكاً فرحاً مسروراً وقال: يا ويلكم يصنع الله ما هو صانع. قال: عند ذلك انتزع الإيمان من قلب يزيد وأمر بالجيش، فعبّاء مائة وعشرين راية وأمرهم أن يستقبلوا رأس الحسين علیه السلام، وأن يدخل من باب جيرون إلى باب توما. وأقبلت الرايات من تحتها التكبير والتهليل، وإذا من تحتها هاتف يقول: جاؤوا برأسك يا بن بنت محمدٍ *** بدمائه مترمّلاً ترمیلا ويُكبِّرون إذا قُتلت وإنّما *** قَتَلُوا بك التكبير والتهليلا لا يومَ أعظم حسرة من يومه *** إذ صار رهناً للمنون قتيلا وكأنّما بك يا بن بنت محمد *** قتلوا جهاراً عامدين رسولا قتلوك عطشاناً ولم يرتقبوا *** في قتلك التأويل والتنزيلا فابكوا لمن قتلوا هناك وهتّكوا *** يا أهل بيت الجود والتفضيلا يا من إذا عَظَم العزاءُ عليهمُ *** كان البكاء حزناً عليه طويلا قال سهل: وتبعت الناس لأنظر من أين يدخلون بالرأس، فأتوا به إلى باب توما، فازدحم الناس، ولم يمكنهم الدخول فعدلوا إلى باب الكراديس، وإنما سُمّي بذلك، لأنهم تكردسوا فيه، وأجازه إلى باب الساعات وسُمّي بذلك، لأنهم وقفوا بالرأس عنده ثلاث ساعات. وأقبلت الرايات يتلو بعضها بعضاً، وإذا بفارس بيده رمح طويل وعليه رأس وجهه أشبه بوجه رسول الله صلی الله علیه وآله وهو يتهلهل نوراً، كأنّه البدر الطالع، ومن ورائه النساء على أقتاب الجمال بلا وطاء ولا غطاء، على الأوّل أم كلثوم، وهي تنادي: والأخاه، واسيّداه، وامحمداه، واعليّاءأ ورأيت نوة مهتكات، فجعلت أنظر إليهنّ متاسفاً، فأقبلت جارية على بعير، بغير وطاءٍ ولا غطاء، عليها برقع خزَّ، وهي تنادي: يا أخي، يا خالي، يا أبي، يا جدّي يا جدّتي، وامحمّداه، واعليّاء، واحسيناه، واعبّاساه، ملكت عصابة - محمد المصطفى، على يدي أبي سفيان وعتبة. قال سهل: فجعلت أنظر إليها، فصاحت صيحة عظيمة، وقالت: ويلك يا شيخ أما تستحي من الله تتصفّح وجو» بنات رسول بي الله؟! فقلت: والله يا مولاتي ما نظرت إليكم إلاّ نظر حزن وأنا مولى من مواليكم. فقالت: من أنت؟ فقلت: أنا سهل بن سعد، قد رأيت جدّك رسول الله من أنتِ رحمك الله؟ قالت: أنا سكينة بنت الحسين. ثمّ التفتُّ، فرأيت زين العابدين، فبكيت، وقلت: يا مولاي أنا من شيعتكم، وقد استمنّيت أن أكون أوّل قتبل قتل بين يدي أبيك هل من حاجةٍ؟ فقال: معك شيء من المال؟ قلت: نعم، ألف دينار وألف درهم، فقال: ادفع منها شيئاً إلى حامل الرأس، وسله أن يبعد الرأس من بين يدي الحرم، فتشتغل الناس بالنظر إليه عن حرم رسول الله، وأن يحملنا في طريق قليل النظّارة، فقد أُوذينا من أوغاد الناس. قال سهل: ففعلت ذلك بالقائد، فأمر في جواب سؤالي، أن يحمل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل، بغياً منه وكفراً، وسلك بهم بين النظّارة، وأقبل علي بن الحسين علیه السلام، وهو مقيّد على بعير بغير وطاءٍ ولا غطاء قد أنهكته العلّة، فلمّا نظر إلى الناس واجتماعهم بكى بكاء شديداً وجعل يقول: الأبيات. وسيلة الدارين ص 382 بهذا النص: أقاد ذليلاً في دمشق كانني *** من الزنج عبد غاب عنه نصیر وجدي رسول الله من كل مشهد *** وشيخي امير المؤمنين أمير فيا ليت أمي لم تلدني ولم أكن *** يزيد يراني في البلاد أسير

قافية الضاو

قاضينا الإله

وقال علیه السلام:

لَكُمْ مَا تَدْعُونَ بِغَيْرِ حَقٍ *** إِذَا مِيزَ الصَّحَاحُ من المِراضِ

عَرِفْتُمْ حَقَّنَا فَجَحَدْتُمُونَا *** كَمَا عُرِفَ السَّوَادُ مِنَ البَيَاضَ

كِتَابُ اللهِ شَاهِدُنَا عَلَيْكُم *** وَقَاضِينَا الإِلهُ فَنِعْمَ قَاضِي(1)

ص: 464


1- مناقب آل أبي طالب 187/4، بحار الأنوار 4/146/46 «باب 9»، عوالم العلوم والمعارف والأحوال الإمام علي بن الحسين علیه السلام 99 / ح 1 «باب 6»، مشكاة الأدب (ناصري) ص 213

قافية العين

قابض على الماء

وقال علیه السلام:

وَمَنْ يَصْحَب الدُّنْيا يَكُنْ مِثْلَ قَابِضِ *** عَلَى المَاءِ جَائتهُ فُرُوجُ الأَصَابِع(1)

يا خير مرسل

وقال علیه السلام:

أنَادِيكَ يَا جَدَّاهُ يَا خَيْرَ مُرسَلٍ *** حَبِيبُكَ مَقْتُولٌ وَنَسْلُكَ ضَائِعُ

أُنَادِيكَ مَحْرُوناً عَلِيلاً مُوَجَّلاً *** أسيراً وَمَالِي حَاميٌ وَمُدَافِعُ(2)

ص: 465


1- ناسخ التواريخ ص 52 قسم الإمام السجاد علیه السلام»
2- مقتل الحسين علیه السلام لأبي مخنف ص 68 ط كلزار حسيني بمبي، تاريخ الأحمدي ص 305، ووردت الأبيات بزيادة في الوقائع والحوادث 30/5 بهذا النص: أناديك يا جداه یا خیر مرسل *** حبيبك مقتولٌ ونسلُكَ ضايع أقاد ذليلاً في دمشق مكبّلاً *** ومالي في بين الخلائق شافع لقد حكموا فينا علوجُ أمية *** فقد ظهروا فينا عظيم البدايع ووردت الأبيات مع زيادة أيضاً في الكبريت الأحمر ص الكبريت الأحمر ص 252 وناسخ التواريخ 362/6 بهذا النص: أناديك يا جداه یا خیر مرسلٍ *** حبيبك مقتول ونسلك ضايعُ وآلك أموا كالإماء بذلةٍ *** تساع لهم بين الأنام فجايع يروعهم بالسب من لا يروعه *** سبابٌ ولا راع النبيين رایعُ ودایعُ أملاكِ وأفلاكٍ أصبحوا *** لجور يزيد ابن الدعي ودايع فليتك يا جداه تنظر حالنا *** نسام ونشرى كالإماء نُبايعُ و باختلاف في موضع آخر من ناسخ التواريخ 374/6 وردت الأبيات بهذا النص: أنا جيك يا جداه یا خیر مرسل *** حبيبك مقتول ونسلك ضائع أناجيك محزوناً عليلاً مؤجلاً *** أسيراً ومالي حاميٌ ومدافع سبينا كما تُسبى الإماءُ ومنا *** من الضر ما لا تحتملهُ الاضائعُ أيا جديا جداه بعدك أظهرت *** أمية فينا مكرها والشنائعُ وورد البيتان في وسيلة الدارين ص 412 وبدل أناديك فيهما «أناجيك»

قافية القاف

هالك وابن هالك

وقال علیه السلام:

وَفِيمَ وَحَتَّى مَ الشَّكَايَةُ وَالرَّدَى *** جَمُوعٌ لآجالِ البَرِيَّةِ لاحِقُ

فَكُلُّ ابْنِ أُنْثَى هَالِك وَابْنُ هَالِكٍ *** لِمَنْ ضمنته غربها والمَشارِقُ

فَلاَ بُدَّ مِنْ إِدْرَاكِ مَا هُوَ كَائِنُ *** وَلاَ بُدَّ مِنْ إِتیَانِ مَا هُوَ سَابِقُ(1) (2)

اتق الله وحده

وقال علیه السلام:

فَإِنَّكَ مَأْخُوذُ بِمَا قَدْ جَنَيْتَهُ *** وَإِنَّكَ مَظْلُوبٌ بِمَا أَنْتَ سَارِقُ

وَذَنْبُكَ إِنْ أَبْغَضْتَهُ فَمُعَانِقٌ *** وَمَالُكَ إِنْ أَحْبَبْتَهُ فَمُفَارِقُ

فَقَارِبُ وَسَدِّدْ وَاتَّقِ اللَّهَ وَحْدَهُ *** وَلَا تَسْتَقِلُ الزَادَ فَالْمَوْتُ طَارِقُ(3) (4)

وينسج آمالاً

وقال علیه السلام:

طِلابُكَ أَمْرٌ لا يَتِمُ سُرُورُه *** وَجَهْدُكَ بِاسْتِصْحَابِ مَنْ لا يُوافِقُ

وَأَنْتَ كَمَنْ يَبْنِي بِنَاءً وَغَيْرُهُ *** يُعَاجِلُهُ فِي هَدْمِهِ وَيُسَابِقٌ

ص: 466


1- قال علیه السلام: فالشباب للهرم، والصحة والقم، والوجود والعدم، وكل حتي لا شك مخترم، بذلك جرى القلم، على صفحة اللوح في القدم، فما هذا التلهف والندم، وقد خلت من قبلكم الأمم
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 295/3
3- قال علیه السلام: واتقوا الله يوم ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
4- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوتي 299/3

وَيَنْسُجُ آمالاً طوالاً بَعِيدَةً *** وَتَعْلَمُ أَنَّ الدَّهْرَ للنَّسْج خَارِقُ(1) (2)

نفسٌ تتابع غيّها

وقال علیه السلام:

لَقَدْ شَقِيَتْ نَفْسٌ تَتَابَعَ غَيُّهَا *** وَتصدفُ عَنْ إِرْشَادِهَا وَتُفَارِقُ

وَتَأْمَلُ مَا لاَ يُسْتَطَاعُ بِحَمْلِهِ *** وَتَعْصِيكَ إِنْ خَالَفْتَهَا وَتُشَافِقُ

وَتُصْغِي إِلى قَوْلِ الغَوِي وَتَنْثَنِي *** وَتُعْرِضْ عَنْ تَصْدِيقِ مَنْ هُوَ صَادِقُ(3) (4)

يا ذا الجهل

وقال علیه السلام:

فِعَالُكَ هَذِي غِرَّةٌ وَجَهَالَةٌ *** وتحسبُ يَا ذَا الجَهْلِ أَنَّكَ حَاذِقُ

تَظُنُّ بِجَهْلِ مِنْكَ أَنَّكَ رَاتِقٌ *** وَجَهْلُكَ بالعُقْبَى لِدِينِكَ فَاتِقُ

تَوَخِّيكَ مِنْ هَذَا أدَلُ دَلَالَةً *** وَأَوْضَحُ بُرْمَاناً بِأَنَّكَ مَائِقٌ(5) (6)

ص: 467


1- قال علیه السلام: ليست الطريقة لمن ليس له الحقيقة، ولا يرجع إلى خليفة، إلى كم تكدح ولا تقنع وتجمع ولا تشبع، وتوفر لما تجمع، وهو لغيرك مودع ماذا الرأي العازب، والرشد الغائب، والأمل الكاذب، ستنقل عن القصور وربات الخدور، والجذل والسرور، إلى ضيق القبور، ومن دار الفناء إلى دار الحبور، كل نفس ذائقة الموت وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 296/3 - 297
3- قال علیه السلام فيا عاقلاً راحلاً، ولبيباً جاهلاً، ومتيقظاً غافلاً، أتفرح بنعيم زائل وسرور حائل، ورفيق خاذل، فيا أيها المفتون بعمله، الغافل عن حلول أجله والخائض في بحار زَلَلِه، ما هذا التقصير، وقد وخطك القتير ووافاك النذير وإلى الله المصير
4- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 296/3
5- قال علیه السلام: عجباً لغافل عن صلاحه، صادر إلى لذاته وأفراحه، والموت طريده في مسائه وصباحه فيا قليل التحصيل، ويا كثير التعطيل، ويا ذا الأمل الطويل ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، بناؤك للخراب، ومالك للذهاب، وأجلك إلى اقتراب
6- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 297/3

تحدثك الأطماع

وقال علیه السلام:

وَأَنْتَ عَلَى الدُّنْيَا حَرِيصٌ مُكَاثِرٌ *** كَأَنَّكَ مِنْهَا بِالسَّلامَةِ وَاثِقُ

تُحَدِّثُكَ الأَطْمَاعُ أَنَّكَ لِلبَقَا *** خُلِقْتَ وَأَنَّ الدَّهْرَ خِلٌّ مُوافِقُ

كَأَنَّكَ لَمْ تُبْصِرْ أَنَاسًا تَرَادَفَتْ *** عَلَيْهِم بِأَسْبَابِ المَنُونِ اللَّوَاحِقُ(1) (2)

سوء فعله

وقال علیه السلام:

سَيَنْدَمُ فَعَّالٌ عَلَى سُوءِ فِعْلِهِ *** وَيَزْدَادُ مِنْهُ عِنْدَ ذَاكَ التَشَاهُقُ

إِذَا عَايَنُوا مِنْ ذِي الجَلالِ اقْتِدَارَهُ *** وَذُو قُوَّةٍ مَنْ كَانَ قُدْماً يُداقِقُ

هُنَالِكَ تَتْلُو كُلُّ نَفْسٍ كِتَابَهَا *** فَيَطْفُوَ ذُو عَدْلٍ وَيَرْسُب فَاسِقُ(3) (4)

ريب المنون

و قال علیه السلام:

تَخَرَّمَهُمْ رَبَّبُ المَنُونِ فَلَمْ تَكُنْ *** لِتَنْفَعَهُمْ جَنَّاتُهُمْ وَالحَدَایِقُ

ص: 468


1- قال علیه السلام: هذه حالة من لا يدوم سروره، ولا تتم أموره، ولا يفك أسيره، أتفرح بمالك ونفسك، وولدك وعرسك، وعن قليل تصير إلى رمسك وأنت بين طي ونشر، وغنى وفقر، ووفاء وغدر، فيا من القليل لا يرضيه، والكثير لا يغنيه، اعمل ما شئت إنك ملاقيه يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوتي 297/3
3- قال علیه السلام إلى كم ذا التشاغل بالتجارة والأرباح، إلى كم ذا التهور بالسرور والأفراح، وحتّام التغرير بالسلامة في مراكب النياح، من ذا الذي سالمه الدهر فسلم، ومن ذا الذي تاجره الزمان فغنم ومن ذا الذي استرحم الأيام فرحم، اعتمادك على الصحة والسلامة خرقة، والاغترار بعواقب الأمور خلق فدونك الأمور، والتيقظ ليوم النشور، وطول اللبث في صفحات القبور فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور
4- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 298/3

وَلاَ حَمَلَتْهُم حِينَ وَلَّوْا بِجَمْعِهِمْ *** نَجَائِبُهُمْ وَالصَّافِنَاتُ السَّوَابِقُ

وَرَاحُوا عَنِ الأَمْوَالِ صِفْراً وَخَلَّفُوا *** دِيَارَهُمُ بِالرَّغْمِ مِنْهُمْ وَفَارَقُوا(1) (2)

إذا عدلت جارت

وَتِلْكَ لِمَنْ يَهْوَى هَوَاهَا مَلِيكَةٌ *** تعبده أفعالُهَا وَالطَّرَائِقُ

يُسَرُّبهَا مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُ غَدْرَهَا *** وَيَسْعَى إلى تطْلابِهَا وَيُسَابِقُ

إِذَا عَدَلَتْ جَارَتْ عَلَى إِثْرِ عَدْلِهَا *** فَمَكْرُوهَةً أَفعالُهَا وَالخَلائِقُ(3) (4)

غرور وباطل

وقال علیه السلام:

أَتَرْجُو نَجَاةٌ مِنْ حَيَاةٍ سَقِيمَةٍ *** وَسَهُمُ المَنَايَا للخَلِيقَةِ رَاشِقُ

سُرُورُكَ مَوْصُولٌ بِفُقْدَانِ لَذَّةٍ *** وَمِنْ دُونِ مَا تَهْوَاهُ تَأْتِي العَوَائِقُ

وَحُبُّكَ لِلدُّنْيَا غُرُورٌ وَبَاطِلٌ *** وَفِي ضِمْنِها للرَّاغِبِينَ البَوَائِقُ(5) (6)

ص: 469


1- قال علیه السلام: این من بنى القصور والدساكر، وهزم الجيوش والعساكر، وجمع الأموال والذخائر، وحاز الآثار والجرائر، أين الملوك والفراعنة والأكاسرة والغساسنة، أين العمال والدهاقنة، أين ذوو النواحي والرساتيق، والأعلام والمناجيق، والعهود والمواثيق
2- منتهى الأمال 33/2
3- قال علیه السلام: فيا ذا السطوة والقدرة، والمعجب بالكثرة، وما هذه الحيرة والفترة لك فيمن مضى عبرة، وليودن الغافلون عما إليه يصيرون، إذا تحققت الظنون، وظهر السر المكنون، وتندمون حين لا تقالون ثم إنكم بعد ذلك لميتون
4- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 298/3
5- قال علیه السلام: أفي الحياة طمع، أم إلى الخلود نزع، أم لما فات مرتجع، ورحى المنون دائرة وأفراسها غائرة، وسطواتها قاهرة، فقرب الزاد ليوم المعاد، ولا تتوط على غير مهاد، وتعمد للصواب، وحقق الجواب، فلكل أجل كتاب، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
6- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 295/3

من صاحب الأيام

وقال علیه السلام:

فَمَنْ صَاحَبَ الأَيَّامَ سَبْعِينَ حِجَّةٌ *** فَلَذَّاتُهَا لاَ شَكَ مِنْهُ طَوَالِقُ

فَعُقْبَى حَلاَوَاتِ الزَّمَانِ مَرِيرَةٌ *** وَإِنْ عَذَّبَتْ حِيناً فَحِيناً خَوَانِقُ

وَمَنْ طَرَقَتْهُ الحَادِثَاتُ بِوَيْلِها *** فَلا بُدَّ أنْ تَأْتِيهِ فِيهَا الصَّوَاعِقُ(1) (2)

على آثارهم

وقال علیه السلام:

إِذَا كَانَ هَذَا نَهْجُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا *** فَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ نَتَلاَحَقُ

فَكُنْ عَالِماً أَنْ سَوْفَ تُدْرِكُ مَنْ مَضَى *** وَلَوْ عَصَمَتكَ الرَّاسِيَاتُ الشَّوَاهِقُ

فَمَا هُذِهِ دَارُ المُقَامَةِ فَاعْلَمَنْ *** وَلَوْ عَمَّرَ الإِنْسَانُ مَا ذَرَّ شَارِقُ(3) (4)

يميز أفعال العباد

و قال علیه السلام:

فَسَوْفَ تُلاقِي حَاكِماً لَيْسَ عِنْدَهُ *** سِوَى العَدْلِ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ المُنَافِقُ

يُميِّزُ أَفَعَالَ العِبَادِ بلُطْفِهِ *** وَتَظْهَرُ مِنْهُ عِنْدَ ذَاكَ الحَقَائِقُ

فَمَنْ حَسُنَتْ أَفْعَالُهُ فَهُوَ فَائِزٌ *** وَمَنْ قَبُحَتْ أَفْعَالُهُ فَهُوَ زَاهِقُ(5) (6)

ص: 470


1- قال علیه السلام: فما هذه الطمأنينة وأنت مزعج، وما هذا الولوج وأنت مخرج، جمعك إلى تفريق، ووفرك إلى تمزيق، وسعتك إلى ضيق، فيا أيها المفتون والطامع بما لا يكون، أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 298/3
3- قال علیه السلام: أين من شق الأنهار، وغرس الأشجار، وعمر الديار الم تمح منهم الآثار، وتحل بهم دار البوار، فاخش الجوار فلك اليوم بالقوم اعتبار، فإنما الدنيا متاع والآخرة دار القرار
4- مناقب آل أبي طالب 165/4، منتهى الأمال 32/2
5- قال علیه السلام: أين السلف الماضون، والأهلون والأقربون، والأولون والآخرون، والأنبياء المرسلون، طحنتهم والله المنون، وتوالت عليهم السنون، وفقدتهم العيون، وإنا إليهم صائرون «فإنا لله وإنا إليه راجعون»
6- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 295/3

صاروا قبوراً

وقال علیه السلام:

كَأَنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ عِزّ وَمِنْعَةٍ *** وَلا رُفِعَتْ أَعْلامُهُمْ وَالمَنَاجِقُ

وَلاَ سَكَنُوا تِلْكَ القُصُورَ الَّتِي بَنَوْا *** وَلاَ أُخِذَتْ مِنْهُمْ بِعَهْدِ مَوَاثِقُ

وَصَارُوا قُبُوراً دَارِسَاتٍ وَأَصْبَحَتْ *** مَنَازِلُهُمْ تَسْفِي عَلَيْهَا الخَوَافِقُ(1) (2)

وقُطعت الأسباب

وقال علیه السلام:

إِذَا نُصِبَ المِيزَانُ للفَصْلِ وَالقَضَا *** وَأَبْلِس مِحجَاجُ وَأُخْرِسَ نَاطِقُ

وَأَجِّجَتِ النيرانُ وَاشْتَدَّ غَيْظُهَا *** إِذَا افْتُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَالمَغَالِقُ

وَقُطَّعَتِ الأَسْبَابُ مِنْ كُلِّ ظَالِمٍ *** يُقِيمُ عَلَى إِصْرَارِهِ وَيُنَافِقُ(3) (4)

على ذا مضى الناس

وقال علیه السلام:

سَيُغْفِرُ بَيْتُ كُنتَ فرحاً لأهْلِهِ(5) *** وَيَهْجُرُ مَثْوَاكَ الصَّدِيقُ المُصَادِقُ

وَيَنْسَاكَ مَنْ صَافَيْتَهُ وَأَلِفْتَهُ *** وَيَجْفُوكَ ذُو الوُدِ الصَحِيحِ المُوَافِقُ

ص: 471


1- قال علیه السلام: ما هذه الحيرة والسبيل واضح، والمشير ناصح، والصواب لائح، غفلت فأغفلت، وعرفت فأنكرت، وعلمت فأهملت، هو الداء الذي عز دواؤه والمرض الذي لا يرجى شفاؤه، والأمل الذي لا يدرك انتهاؤه، أفأمنت الأيام وطول الأسقام، ونزول الحمام، والله يدعو إلى دار السلام
2- منتهى الآمال 33/5
3- قال علیه السلام: فقدم التوبة واضل الوبة، فلا بد أن تبلغ بك التوبة، وحسن العمل، قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل، فكل غائب قادم، وكل غريب غارم، وكل مفرط نادم، فاعمل للخلاص، قبل القصاص والأخذ بالنواص
4- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 297/3
5- في نسخة أخرى: فرحة أهله

عَلَى ذَا مَضَى النَّاسُ اجْتِمَاعٌ وَفِرْقَةٌ *** وَمَيْتٌ وَمَوْلُودٌ وَقَالٍ وَوَامِقُ(1) (2)

كُل للمَنِيَةِ ذَائِقُ

وقال علیه السلام:

تَعَزَّ فَكُلُّ للمَنِيَةِ ذَائِقُ *** وَكُلُّ ابْنِ أُنْثَى للحَيَاةِ مُفَارِقُ

فَعُمُرُ الفَتَى للحَادِثَات ذَرِيئَةُ *** تَنَاهَبُهُ سَاعَاتُهَا وَالدَّقَائِقُ

كَذَا نَتَفَانَا وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ *** وَتَطْرُقُنَا بِالحَادِثَاتِ الطَّوَارِقُ(3)

سَتَنْدَمُ عِندَ المَوْتِ

و قال علیه السلام:

سَتَنْدَمُ عِنْدَ المَوْتِ شَرَّ نَدَامَةٍ *** إِذَا ضَمَّ أَعْضَاكَ الثَّرَى وَالمَطَابِقُ

وَعَايَنْتَ أَعْلَامَ المَنِيَّةِ وَالرَّدَى *** وَوَافَاكَ مَا تَبْيَضُ مِنْهُ المَفَارِقُ

وَصِرْتَ رَهِيناً فِي ضَريحِكَ مُفْرَداً *** وَبَاعَدَكَ الجَارُ القَرِيبُ المُلاصِقُ(4) (5)

ص: 472


1- قال علیه السلام: أف لدنيا لا يرقى سليمها، ولا يصح سقيمها، ولا يندمل كلومها، وعودها كاذبة، وسهامها صائبة، وأمالها خائبة، لا تقيم على حال، ولا تمتع بوصال ولا تسر بنوال
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوني 297/3. والقال: المبغض، والوامق: المحب
3- نقل من كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 294/3: ومن مناجاة الإمام زين العابدين علیه السلام التي مزجه بين النشر والنظم مثل ما سبق في حرف الراء فبدأها بالنثر حيث يقول: قل لمن قل عزاؤه، وطال بكاؤه، و دام عناؤه، وبان صبره، وتقسم فكره، والتبس عليه أمره، من فقد الأولاد، ومفارقة الآباء والأجداد، والامتعاض بشمائة الحساد، «ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد» ثم قرأ: الأبيات. فقال: فحسن الأعمال، وجمل الأفعال، وقصر الأمال الطوال، فما عن سبيل المنية مذهب، ولا عن الحمام مهرب، ولا إلى قصد النجاة مطلب، فيا أيها الإنسان المتسخط على الزمان، والدهر الخوان، مالك والخلود إلى دار الأحزان، والسكون إلى دار الهوان، وقد نطق القرآن بالبيان الواضح في سورة الرحمان «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام» ثم أنشأ يقول: الأبيات
4- قال علیه السلام: إلى متى تواصل بالذنوب وأوقاتك محدودة، وأفعالك مشهورة، أفتعول الاعتذار، وتهمل الإعذار والإنذار وأنت مقيم على الإصرار ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
5- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي 299/3

العز للمتقي

وقال علیه السلام:

مَنْ عَرِفَ الرَّبِّ فَلَمْ تُغْنِهِ *** مَعْرِفَةُ الرَّبِ فَذَاكَ الشَّقِي

مَا ضَرَّ فِي الطَّاعَةِ مَا نَالَهُ *** فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَمَاذَا لَقِي

مَا يَصْنَعُ العَبْدُ بِغَيْرِ التَّقَى *** وَالعِزُّ كُلُّ العِزِّ للمُتَّقِي(1)

ص: 473


1- الاحتجاج 149/2 - 151 وفيه: وعن ثابت البناني قال: كنت حاجاً وجماعة من عباد البصرة مثل: أيوب السجستاني وصالح المري وعتبة الغلام وحبيب الفارسي ومالك بن دينار، فلمّا أن دخلنا مكّة رأينا الماء ضيّقاً، وقد اشتدّ بالناس العطش لقلّة الغيث ففزع إلينا أهل مكّة والحجّاج يسألوننا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها ثمّ سألنا الله خاضعين متضرّعين بها فمنعنا الإجابة. فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه، وأقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطاً ثمّ أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار! ويا ثابت البناني! ويا أيوب السجستاني! ويا صالح المري! ويا عتبة الغلام! ويا حبيب الفارسي! و يا سعد! ويا عمر! ويا صالح الأعمى! ويا رابعة! ويا سعدانه! و یا جعفر بن سليمان! فقلنا: لبيك وسعديك يا فتى! فقال: أما فيكم أحد يحبّه الرّحمن؟ فقلنا: يا فتى علينا الدُّعاء وعليه الإجابة. فقال: أبعدوا عن الكعبة فلو كان فيكم أحد يحبّه الرّحمن لأجابه، ثمّ أتى الكعبة فخرّ ساجداً فسمعته يقول - في سجوده -: «سيدي بحبّك لي إلاّ سقيتهم الغيث». قال: فما استتم الكلام حتّى أتاهم الغيث كأفواه القرب. فقلت: يا فتى! من أين علمت أنّه يحبك؟ قال: لو لم يحبّني لم يستزرني، فلمّا استزارني علمت أنّه يحبّني، فسألته بحبّه لي فأجابني، ثمّ ولّى عنّا وأنشأ يقول: الأبيات. فقلت يا أهل مكّة! من هذا الفتي؟ قالوا: عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. وروى الأبيات ابن شهر آشوب في مناقبه 153/4 بهذا النص: من عرف الربّ فلم تغنه *** معرفة الرب فهذا شقي ما ضر في الطاعة ما ناله *** في طاعة الله وماذا لقي ما يصنع العبد بعزّ الغني *** والعز كل العز للمتقي في مدينة المعاجز 317/4 برواية الاحتجاج، بحار الأنوار 1/51/46 «باب 4»، عوالم العلوم والمعارف الإمام علي بن الحسين علیه السلام 82/ ح 1 «باب 1»، العوالم أيضاً 204/ ح 1 «باب 1»، مستدرك الوسائل 8/209/6، منتهى الأمال 51/2

قافية اللام

أيا جدّنا

وقال علیه السلام:

أَيَا جَدَّنَا أَمَّا الرِّجَالُ فَذَبِّحُوا *** أَيَا جَدَّنَا أَمَّا النِّسَاءُ أَرَامِلُ

فَلَمْ يَبْقَ للنِّسْوَانِ يَا جَدُّ قَائِمٌ *** وَلَمْ يَبْقَ لِلأَبْنَامِ يَا جَدُّ كَافِلُ(1)

حین عين طلقني عليّ علیه السلام

وقال علیه السلام:

عَتَبْتُ عَلَى الدُّنْيَا فَقُلْتُ إلى مَتَى *** أَكَابِدُ هَمَا يُوسُهُ لَيْسَ يَنْجَلِي

أكُلُّ شَرِيفٍ قَدْ عَلَى بِجُدُودِهِ *** حَرَامٌ عَلَيْهِ العَيْشُ غَيْرَ مُحلَّلِ

فَقَالَتْ نَعَمْ يَا ابْنَ الحُسَيْنِ رَمَيْتُكُمْ *** بِسَهُم عَنَادِي حِينَ طَلَّقَنِي عَلِي(2)

قافية الميم

ماذا فعلتم بعترتي

وقال علیه السلام:

مَاذَا تَقُولُونَ إِذَا قَالَ النَّبِيُّ لَكُمْ *** مَاذَا فَعَلْتُمْ وَأَنْتُم آخِرُ الأُمَم

بعِتْرَتِي وَبِأَهْلِي بَعْدَ مُفْتَقَدِي *** منْهُمْ أُسَارَى وَمِنْهُمْ ضُرِّجُوا بِدَمِ(3)

ص: 474


1- ناسخ التواريخ 545/2
2- الأنوار النعمانية 7/4، بطل العلقمي 364/3، بلاغة الإمام علي بن الحسين علیه السلام ص 223 وفي بعض النسخ بهذا النص: عتبت على الدنيا وقلت إلى متى *** أكابد بؤساً همه ليس ينجلي أکل کریم من على نجاره *** یروح عليه الماء غير محلل فقالت نعم يا بن الحسین رميتكم *** بهمي عناداً منذ طلقني علي
3- مقتل الخوارزمي ص 63، مناقب آل أبي طالب 125/4 بهذا النص: ماذا تقولون إذ قال النبيّ لكم *** ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي *** منهم أسارى وقتلی ضرجوا بدم إن كان هذا جزائي إذ نصحت لكم *** أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي وروى البيتين أعلاه المجلسي في بحار الأنوار 136/45 «باب 39» وفيها: عند مفتقدي. وفي ناسخ التواريخ 320/6

فمن يجود على العاصين

وقال علیه السلام:

يَا مَنْ يُجِيبُ دُعا المُضْطَرِ فِي الظُّلَم *** يَا كَاشِفَ الفُرُ وَالبَلْوَى مَعَ السّقَمِ

قَدْ نَامَ وَفَدُكَ حَوْلَ البَيْتِ قَاطِبَةً *** وأنتَ وَحْدَكَ يَا قَيُّومُ لَمْ تَنَم

أدْعُوكَ رَبِّ دُعَاء قَدْ أَمَرْتَ بِهِ *** فَارْحَمْ بُكَائِي بِحَقِّ البَيْتِ وَالحَرَم

إنْ كَانَ عَفُوكَ لا يَرْجُوهُ ذُو سَرَفٍ *** فَمَنْ يَجُودُ عَلَى العَاصِينِ بِالنّعم(1)

إن الكريم كثير العفو

وقال علیه السلام:

يَا مَنْ يُحِبُّ أَنِينَ العَبْدِ فِي النَّدَم *** يَا مَنْ إِلَيْهِ دَوَاءُ الدَّاءِ فِي السَّقَم

ص: 475


1- مناقب آل أبي طالب 163/4 وفيه: الأصمعي: كنت أطوف حول الكعبة ليلة فإذا شاب ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان وهو متعلق بأستار الكعبة ويقول: نامت العيون، وعلت النجوم، وأنت الملك الحيّ القيوم، غلقت الملوك أبوابها، وأقامت عليها حراسها، وبابك مفتوح للسائلين، جنتك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين. ثم أنشأ يقول: الأبيات. قال: فاقتفيته فإذا هو زين العابدين علیه السلام: ورواها الابشيهي في كتابه المستطرف 286/1 بهذا النص: يا من يجيب دعا المضطر في الظّلم *** يا كاشفَ الضر والبلوى مع السقمِ قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا *** وانت يا حيّ يا قيومُ لم تنمِ أدعوك ربّي حزيناً هائماً قلقاً *** فارحمْ بكائي بحق البيت والحرم إن كان جودك لا يرجوه ذو سفهٍ *** فمن يجود على العاصين بالكرم وفي بحار الأنوار 75/80/46 برواية المناقب، و 11/197/96 «باب 35»، عوالم العلوم والمعارف الإمام علي بن الحسين علیه السلام 118/ ح 1 «باب 11»، مستدرك الوسائل 3/353/9

نَامَ العُيُونُ وَعَيْنُ العَبْدِ سَاهِرَةُ *** يَبْكِي بِبَابِكَ وَسُطَ اللَّيْلِ وَالظُّلَم

أَذْنَبْتُ كُلَّ ذُنُوبِ وَاعْتَرَفْتُ بِهَا *** لَكِنْ عَرَفْتُكَ بِالتَّوْحِيدِ فِي الكَلِم

لا تَفْطَعَنَّ رَجَائِي فِيكَ يَا سَنَدِي *** يَا غَافِرَ الذَّنْبِ للرَّاجِينَ بِالكَرَمِ

فَارْحَمْ بِفَضْلِكَ لا تَنْظُرْ إِلى عَمَلِي *** إِنَّ الكَرِيمَ كَثِيرُ العَفْوِ مِنْ ُخدَم(1)

إنك مجبولُ على الكرم

وقال علیه السلام:

إِذا ذُكِرَت أَيادِيكَ الَّتِي سَلَفَتْ *** مع سُوءٍ فِعْلي وَزُلاتِي وَمُحترَمِي

أَكَادُ أَهْلَك يَأْساً ثُمَّ يُدرِكُنِي *** عِلْمِي بِأَنَّكَ مَجْبولٌ عَلَى الكَرَمِ(2)

نفسي فداؤه

وقال علیه السلام:

لا غَرْوَ(3) إِنْ قُتِلَ الحُسَيْنُ وَشَيْخُهُ *** قَدْ كَانَ خَيْراً مِنْ حُسَيْنِ وَأَكْرَمَا

فَلا تَفْرَحُوا يَا أَهْلَ كُوفَةَ بِالَّذِي *** أُصِيبَ حُسَينٌ كَانَ ذَلِكَ أَعْظَما

قَتِيلُ بِشَطِّ النَّهْرِ نَفْسِي فِدَاؤُهُ *** جَزَاءُ الَّذِي أَردَاهُ(4) نَارُ جَهَنَّمَا(5)

ص: 476


1- نقلت من كتاب خطي موجود عندي ينسب هذه الأبيات إلى الإمام علي بن الحسين علیه السلام
2- الصحيفة السجادية الجامعة ص 497 و 498 دعاؤه علیه السلام في المناجاة رقم 210 ومن حتى تقصد قصدي لغضب منك يدوم عليَّ؟! فوعزتك ما تعز ملكَكَ حسناتي ولا تشينُه سيئاتي، ولا ينقص من خزائنك غناء، ولا يزيد بها فقري: الأبيات
3- الغرو: العجب، ولا غرو، أي ليس بعجب (النهاية 365/3)
4- ردى من باب تعب: هلك، ويتعدى بالهمز (المصباح 272/1)
5- الاحتجاج للطبرسي 117/2 - 119) (احتجاج علي بن الحسين علیه السلام على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط وتوبيخه إياهم على غدرهم ونكثهم» وفيه: قال حذيم بن شريك الأسدي: خرج زين العابدين علیه السلام إلى الناس وأومى إليهم أن اسكتوا فكتوا، وهو قائم، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيه صلی الله علیه وآله، ثم قال: أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا عليّ بن الحسين المذبوح بشطّ الفرات من غير ذحل ولا تراث، أنا ابن من انتهك حريمه، وسلب نعيمه، وانتهب ماله، وسُبي عياله، أنا ابن من قتل صبراً (أصل الصبر: الحبس، وكلّ من حبس شيئاً فقد صبره. وفي حديث النبي صلی الله علیه وآله: أنّه نهى عن قتل شيء من الدواب صبراً ونهي عن المصبورة ونهي عن صبر ذي الروح، والمصبورة التي نهى عنها: هي المحبوسة على الموت، وكلّ ذي روح يصبر حيًّا ثمّ يرمى حتّى يقتل فقد فقتل صبراً - لسان العرب 438/4) فكفى بذلك فخراً، أيّها الناس! ناشدتكم بالله هل تعلمون أنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه؟ وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة؟ وقاتلتموه وخذلتموه؟ فتبّاً لكم ما قدّمتم لأنفسكم وسواةّ لرأيكم، بأيّة عين تنظرون إلى رسول الله صلی الله علیه وآله، إذ يقول لكم قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمّتي؟ قال: فارتفعت أصوات النّاس بالبكاء، ويدعو بعضهم بعضاً، هلكتم وما تعلمون. فقال عليّ بن الحسين علیه السلام: رحم الله امرءاً قبل نصيحتي وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله، وفي أهل بيته، فإنّ لنا في رسول الله صلی الله علیه وآله أسوة حسنة. فقالوا بأجمعهم: نحن کلّنا یا ابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك رحمك الله فإنّا حرب لحربك، وسلم لسلمك، فلنأخذنّ ترتك وترتنا، ممّن ظلمك وظلمنا. فقال عليّ بن الحسين علیه السلام: هيهات! أيّتها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل؟ كلا ورب الراقصات إلى منى، فإنّ الجرح لمّا يندمل !! قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه، فلم ينسني ثكل رسول الله صلی الله علیه وآله، وثكل أبي وبني أبي وجدّي، شقّ لهازمي (اللهازم: أصول الحنكين، واحدتها: لهزمة بالكسر - النهاية 4/ 281 -. وفي الملهوف وجده والله بين لهاتي، وفي بحار الأنوار ومثير الأحزان: ووجده بين لهاتي) ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه تجري في فراش صدري، ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا. ثم قال علیه السلام: الأبيات. وأورد الأبيات ابن طاووس في الملهوف ص 200 بهذا النص: لا غرو إن قتل الحسين وشيخه *** قد كان خيراً من حسين وأكرما فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالّذي *** أصاب حسيناً كان ذلك أعظما قتيلٌ بشطّ النهر روحي فداؤه *** جزاء الّذي أرداء نار جهنّما وفي جلاء العيون 237/2 بهذا النص: لا غرو أن قتل الحسين فشيخه *** قد كان خيراً من حسين وأكرما فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي *** أصيب حسين كان ذلك أعظما قتيل بشط النهر روحي فداؤه *** وإن الذي أرداه يجزي جهنما ووردت الأبيات في مثير الأحزان ص 89، ناسخ التواريخ 325/6، بلاغة الإمام علي ابن الحسين علیه السلام ص 94. ونور العين في مشهد الحسين ص 53 بهذا النص: قتلتم علياً قبل ذلكم الرضى *** لقد كان خيراً من حسين وأكرما فلاتفرحوايا أهل كوفة بالذي *** أصاب حسيناً كان ذلك أعظما

ص: 477

قافية النون

لو أبوح به

وقال علیه السلام:

إِني لأَكْتُمُ مِنْ عِلْمِي جَواهِرَهُ *** كَيلاً يَرَى الحَقَّ ذُو جَهْلِ فَيَفْتَتِنَا

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذَا أَبُو حَسَنٍ *** إِلَى الحُسَيْنِ وَأَوْصَى قَبْلَهُ الحَسَنَا

وَرُبَّ جَوْهَرِ عِلْمٍ لَوْ أَبُوحُ بِهِ *** لَقِيلَ لِي أَنْتَ مِمَّنْ يَعْبُدُ الوَثَنا

وَلا سْتَحَلَّ رِجَالٌ مُسْلِمُونَ دَمِي *** يَرَوْنَ أَقْبَحَ مَا يَأْتُونَهُ حَسَنا(1)

يا كريم يا رحيم

وقال علیه السلام:

إِنْ كُنْتَ تَطْلُبُ رَاحَةً وَسَعَادَةٌ *** وَمِنَ الأُمُورِ الصَّالِحَاتِ تَمَكُنُ

قُل يَا كَرِيمُ وَيَا رَحِيمُ فَفِيهما *** سِرُّ عَظِيمٌ ظَاهِرٌ مُتَيَقَّنُ

تَقْرَأُمَا أَلفاً ظَاهِراً مُتَظَهِراً *** فِي خَلوةِ اللَّیِل حِينَ تَنَامُ الأَعْيُنُ

ص: 478


1- مشارق أنوار اليقين ص 17، روح المعاني للألوسي 190/6، نور الأبصار للشبلنجي ص 142، الاتحاف بحب الأشراف ص 50، ينابيع المودة ص 24، وينابيع المودة 135/3 «الباب 64» الطبعة الجديدة بهذا النص: إنّي لأكتم من علمي جواهره *** لا يرى الحقّ ذو الجهل فيفتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن *** إلى الحسين ووصى قبله الحسنا ياربّ جوهر علم لو أبوح به *** لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحلّ رجال مسلمون دمي *** يرون أقبح ما يأتونه حسنا والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة الطبعة الجديدة أيضاً 203/3 بالرواية الأخيرة، والإمام زين العابدين علیه السلام للمقرم ص 258 بهذا النص: إني لأكتم من علمي جواهره *** كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن *** إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا قرب جوهر علم لو أبوح به *** لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحل رجال مسلمون دمي *** یرون اقبح ما يأتونه حسنا بلاغة الإمام علي بن الحسين علیه السلام ص 251

يَأتِیكَ آتٍ فِي مَنَامِكَ قَائِلاً *** لَكَ مَا يُسَرُّ بِهِ التَقِيُّ المُوقِنُ

فَهُنَاكَ تَلْقَى رَاحَةً وَسَعَادَةً *** طُولَ الحَيَاةِ وَبَعْدَهُ لاَ تَحْزَنُ(1)

أعيادنا مآتمنا

وقال علیه السلام:

نَحْنُ بَنُو المُصْطَفَى ذَوُو غُصَصٍ *** يُجَرِّعُهَا فِي الأَنَامِ كَاظِمُنَا

عَظِيمَةٌ فِي الأَنَامِ مِحْنَتُنَا *** أَوَّلُنَا مُبْتَليَّ وَآخِرُنا

يَفْرَحُ هَذَا الوَرَى بِعِيدِهِمْ *** وَنَحْنُ أَعْيَادُنَا مَآتِمُنَا

وَالنَّاسُ فِي الأَمْنِ وَالسُّرُورِ وَمَا *** يَأْمَنُ طُولَ الزَّمَانِ خَائِفُنَا

وَمَا خُصِصْنَا بِهِ مِنَ الشَّرَفِ *** الطایِلِ بَيْنَ الأَنَامِ آفتُنا

يَحْكُمُ فِينَا وَالحُكْمُ فِيهِ لَنَا *** جَاحِدُنَا حَقَّنَا وَغَاصِبُنَا(2)

جدّي رسول الله

وقال علیه السلام:

يَا أُمَّةَ السُّوءِ لاَ سَقْياً لِرَبْعِكُمُ *** يَا أُمَّةً لَمْ تُرَاعٍ جَدَّنَا فِينَا

لَوْ أَنَّنَا وَرَسُولُ اللَّهِ يَجْمَعُنَا *** يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُم تَقُولُونا

تُسَیِّرُونَا عَلَى الأَقْتَابِ عَارِيةً *** كَأَنَّنَا لَمْ نُشَيِّدِ فِيكُمُ دِينا

بَنِي أُمَيَّةَ مَا هَذَا الوُقُوف عَلَى *** تِلْكَ المُصائب لاَ تُلبُونَ دَاعِينَا

نَصِفّقُونَ عَلَيْنَا كَفَّكُم فَرَحاً *** وَأَنْتُمْ فِي فَجَاجِ الْأَرْضِ تَسْبُونَا

أَلَيْسَ جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ وَيَلكُمُ *** أَهْدَى البَرِيَّةِ مِنْ سُبُلِ المُضلّينا

يَا وَقْعَةَ الطَّفٌ قَدْ أَوْرَثْتِنِي حُزناً *** وَاللَّهُ يَهْتِكُ أَسْتَارَ المُسِيئينا(3)

ص: 479


1- دار السلام 24/3
2- مناقب آل أبي طالب 169/4، بحار الأنوار 78/92/46، عوالم العلوم والمعارف الإمام علي بن الحسين علیه السلام 99/ ح 1 «باب 6»، الإمام زين العابدين علیه السلام للمقرم ص 253، مشكاة الأدب (ناصري) ص 213، بلاغة الإمام علي بن الحسين علیه السلام ص 251
3- المنتخب ص 477، بحار الأنوار 114/45 «باب 39» جلاء العيون 238/2، عوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام ص 372 ينابيع المودة 86/3 الأبيات الثلاثة الأولى والبيت الخامس فقط، منتهى الأمال 568/1 بهذا النص: يا أمّة السوء لا رعياً لربعكم *** يا أمّة لم تراع جدّنا فينا لو أنّنا ورسول الله يجمعنا *** يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟ تسيّرونا على الأقتاب عارية *** كأنّنا لم نشیّد فیکم دینا بني أميّة ما هذا الوقوف على *** تلك المصائب لا ترعون داعينا تصفّقون علينا كنّكم فرحاً *** وأنتم في فجاج تسبونا أليس جدّي رسول الله ويلكُم *** أهدى البريّة من سبل المضلّينا يا وقعة الطفّ قد أورثتني حزناً *** والله يهتك أستار المسيئينا الإمام زين العابدين علیه السلام للمقرم ص 354 الأبيات الثلاثة الأولى فقط، وسيلة الدارين ص 357 الأبيات الثلاثة الأولى مع البيت السادس فقط. ونور العين في مشهد الحسين ص 51 بهذا النص: يا أمة الشر لا يدنو مزاركم *** يا أمة ما تراعي جدنا فينا غداً فإن رسول الله يجمعكم *** يوم القيامة عدوا ما تقولون يا أمة الشر ما هذا الترقب في *** تلك المصائب لا تبكون داعينا تصفقون على أيديكم فرحاً *** وأنتم في فجاج الأرض تسبونا أليس جدي رسول الله ويحكُمُ *** أهدى البرية عن سبل المضلينا

خلت لفقدهم أيامنا

وقال علیه السلام:

إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي قَدْ كَانَ يُضحِكُنَا *** بِقُرْبِهِمُ صَارَ بِالتَّفْرِيقِ يُبْكِينَا

خَلَتْ لِفَقْدِهُمُ أَيَّامُنَا فَغَدَتْ *** سوداً وَكَانَتْ بهم بيضاً ليالِينَا

فَهَلْ تَرَى الدَّارَ بَعْدَ البُعدِ آنِسَةٌ *** أَمْ هَلْ يَعُودُ كَمَا قَدْ كَانَ نَادِينَا

يا ظاعِنِينَ بِقَلْبِي أَيْنَمَا ظَعَنُوا *** وَبِالفُؤَادِ مَعَ الأَحْشَاءِ دَاعِينَا

تَرَفَّقُوا بِفُؤادي في هَوادِجِكُمْ *** فَقَدْتُهُ يَوْمَ رَاحَتْ مِنْ أَراضينا

فَوَ الذي حَجَّتِ الرُّكْبَانُ كَعْبَتَهُ *** وَمَنْ إليهِ المَطَايَا الكُل سَاعِينا

لَقَدْ جَرَى حُبِّكُمْ مَجْرَى دَمِي فَدَمِي *** مِنَ الفِرَاقِ جَرَى سُؤلاً لِبَارِينا(1)

ص: 480


1- نور العين في مشهد الحسين ص 70، وفي اللهوف في قتلى الطفوف ص 122 بهذا النص: من مخبر الملبسينا بانتزاحهم *** ثوباً من الحزن لا يبلى ويلينا إن الزمان الذي قد كان يضعكنا *** بقربهم صار بالتفريق يبكينا حالت لفقدهم أيامنا فغدت *** سوداً وكانت بهم بيضاً ليالينا

الله يعلم

وقال علیه السلام:

لا تَطْمَعُوا أَنْ تُهِينُونَا وَنُكْرِمُكُم *** وَأَنْ نَكُفَّ الأَذَى عَنْكُم وَتُؤْذُونا

فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَا لا نُحِبُّكُمُ *** وَلاَ تَلُومُكُمْ إِنْ لَمْ تُحِبُّونا(1)

ص: 481


1- مقتل الحسين علیه السلام للخوارزمي ص 62 - 63 وفيه: عن فاطمة بنت الحسين أنها قالت: لما أدخلنا على يزيد، ساءه ما رأي من سوء حالنا، وظهر ذلك في وجهه فقال: لعن الله ابن مرجانة، وابن سمية، لو كان بينه وبينكم قرابة ما صنع بكم هذا، وما بحث بكن هكذا؛ قالت: فقام إليه رجل من أهل الشام، أحمر، وقال له: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية! يعنيني، قالت: وكنت جارية وضيئة، فارتعدت وفرقت، وظننت أن ذلك يجوز لهم، فأخذت بثياب أختي وعمتي زينب، فقالت عمتي: كذبت والله ولؤمت! ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد وقال: بل أنت كذبت إن ذلك لي، ولو شئت فعلته فقالت: كلا والله! ما جعل الله لك ذلك؛ إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا. فقال: إياي تستقيلين بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك. قالت زينب: بدين الله، ودين أبي، وجدي اهتديت إن كنت مسلماً. فقال: كذبت يا عدوة الله، قالت زينب: أمير مسلط یشتم ظالماً، ويقهر بسلطانه، اللهم إليك أشكو دون غيرك، فاستحيا يزيد، وندم وسكت مطرقاً؛ وعاد الشامي إلى مثل كلامه؛ فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية، فقال له يزيد: أعزب عني لعنك الله، ووهب لك حتفاً قاضياً؛ ويلك لا تقل ذلك! فهذه بنت علي وفاطمة، وهم أهل بيت لم يزالوا مبغضين لنا منذ كانوا. قيل فتقدم علي بن الحسين حتى وقف بين يدي يزيد وقال: الأبيات. فقال يزيد صدقت! ولكن أراد أبوك وجدك أن يكونا أميرين، فالحمد لله الذي قتلهما وسفك دماءهما. ثم قال: يا علي إن أباك قطع رحمي، وجهل حقي، ونازعني في سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت. فقال علي بن الحسين: «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب» الآية فقال يزيد لابنه خالد: أردد عليه يا بني! فلم يدر خالد ماذا يرد، فقال يزيد «ما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير» فقال علي بن الحسين: يابن معاوية وهند وصخر، لم تزل النبوة والإمرة لآبائي وأجدادي من قبل أن تولد، ولقد كان جدي علي بن أبي طالب في يوم بدر، وأحد، والأحزاب، في يده راية رسول الله، وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار. مناقب آل أبي طالب 186/4 بهذا النص: لا تطمعوا أن تهينونا فنكرمكم *** وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا والله يعلم أنّا لا نحبكم *** ولا نلومكم أن لا تحبونا وبرواية المناقب روى الأبيات المجلسي 22/175/45 «باب 39»، وعوالم العلوم والمعارف الإمام الحسين علیه السلام ص 411، الكبريت الأحمر ص 251، ناسخ التواريخ 362/6

قافية الهاء

باب فضلك

وقال علیه السلام:

فَقَدْ فَرَعَتْ بِي بَابَ فَضْلِكَ فَاقَةٌ *** بِحَدْ سِنَانٍ نَالَ قَلْبِي فُتُوقُها(1) (2)

كأس مراراتٍ

وقال علیه السلام:

وَكَيْ لَا أُلاقِي نَكْبَةٌ وَفَجِيعَةٌ *** وَكَأَسَ مَرَارَاتٍ ذُعافاً(3) أَذُوقُها(4) (5)

هُنَّ المنايا

وقال علیه السلام:

وَهُنَّ المَنَايَا أَيَّ وَادٍ سَلَكْنَهُ *** عَلَيْهَا طَرِيقِي أَوْ عَلَيَّ طَرِيقُهَا(6) (7)

ص: 482


1- وهذه أيضا مناجاة الإمام السجاد علیه السلام التي كان يمزج بين النشر والنظم كما في حرف الراء والقاف كما رواه السعيد علي بن عبس الأريلي في كشف الغمة ص 94 ج 2 والشریف الجليل السيد محسن الأمين في الصحيفة الخامسة ص 296 عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال كان علي بن الحسين علیه السلام إذا تلا قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الصادقين» (التوبة: 119) قال اللهم ارفعني في أعلا درجات هذه الندبة وأعني بعزم الإرادة وهبني حسن المستعتب من نفسي وخذني منها حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي من برد خشيتي منك وارزقني قلباً ولساناً يتجاريان في ذم الدنيا وحسن التجافي منها حتى لا أقول إلا صدقاً وأرني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك حتى أكون في كل حال حيث أردت، وأنشأ البيت
2- كشف الغمة 307/2
3- الذعاف: السم
4- قال علیه السلام: وَحَتَّى مَتى أَصِفُ مِحَنَ الدُّنْيا، وَمَقامَ الصِّدِّيقِينَ، وَأَنْتَحِلُ عَزْماً مِنْ إِرادَةِ مُقيم بِمَدْرَجَةِ الْخَطايا؟! اشْتَكي ذُلَ مَلَكَةِ الدُّنْيا وَسُوءَ أَحْكامِها عَلَيَّ، فَقَدْ رَأَيْتُ وَسَمِعْتُ لَوْ كُنتُ أَسْمَعُ في أَداةِ فَهم أو أَنْظُرُ بِنُورِ يَقظَةٍ، وأنشأ البيت
5- کشف الغمة 307/2
6- قال علیه السلام: وَحَتَّى مَتى أَتَعَلَّلُ بِالأَمَانِي، وَأَسْكُنُ إِلَى الغُرورِ، وَأَعَبْدُ نَفْسِي لِلدُّنْيا عَلى غَضاضَةِ سُوءِ الاِعْتِدادِ مِنْ مَلَكَاتِها؟! وأنا أَعْرِضُ لِنَكَباتِ الدَّهْرِ عَلَيَّ، أَتَرَبَّصُ اشْتِمَالَ الْبَقاءِ، وَقَوارِعُ الْمَوْتِ تَخْتَلِفْ حُكْمي في نَفسي، وَيَعْتَدِلُ حُكْمُ الدُّنْيا، وأنشأ البيت
7- كشف الغمة 307/2

انقطاع وفرقة

وقال علیه السلام:

فَقَدْ آذَنَتْنِي بِانْقِطَاعِ وَفِرقَةٍ *** وَأَوْمَضَ(1) لِي مِنْ كُلِّ أُنْقٍ بُروقُها(2) (3)

يزداد ضيقها

وقال علیه السلام:

فَمَا عِيشَةً إِلا تَزِيدُ مَرَارَةٌ *** وَلَا ضِيقَةٌ إِلاَّ وَيَزْدَادُ ضِيقُهَا(4)

قساوات القلوب

وقال علیه السلام:

وَتَرْمِي فَسَاوَاتِ القُلُوبِ بِأَسْهُم *** وَجَمْرٍ فِرَاقٍ لَا يَبُوخُ(5) حَرِيقُهَا(6) (7)

ص: 483


1- أومض البرق: لمع خفيفاً وظهر
2- قال علیه السلام: وَحَتَّى مَتى تَعِدُنِي الدُّنْيا فَتَخْلِفُ، وَأَلتَمِنُها فَتَخُونُ؟! لا تُحْدِثُ جِدَّةٌ إِلَّا بِخَلُوقِ جِدَّةٍ، وَلا تَجْمَعُ شَمْلاً إلاّ بِتَفْرِيقِ شَمْلٍ، حَتَّى كَأَنَّها غَيْرى مُحَجَّةً ضَناً تَغارُ عَليَّ الْأَلْفَةَ، وَتَحْسِدُ أَهْلَ النِّعم. وأنشأ البيت
3- مناقب آل أبي طالب 165/4
4- قال علیه السلام: وَمَنْ أَقْطَعُ عُذْراً مِنْ مُعَذِّ سَيْراً يَسْكُنُ إِلى مُعْرَس غَفْلَةٌ بِأَدْواءِ نَبْوَةِ الدُّنْيا وَمَرارَةِ الْعَيْشِ، وَطيبٍ نَسيم الْغُرُورِ؟ وَقَدْ أَمَرَّتْ تِلْكَ الْحَلاوَةَ عَلَى الْقُرُونِ الْخَالِيَةِ، وَحَالَ دُونَ ذلِكَ النَّسيمِ هَبواتٌ وَحَسَراتٌ، وَكانَتْ حَرَكاتٌ فَسَكَنَتْ، وَذَهَبَ كُل عالَم بِما فيه. وأنشأ البيت
5- باخت النار: خمدت
6- قال علیه السلام: فَكَيْفَ يَرْقَا دَمْعُ لَبيبٍ، أو يَهْدَأُ طَرْفُ مُتَوَسمِ عَلى سُوءٍ أَحْكامِ الدُّنْيا، ومَا تَفْجَأُ أهْلَها مِنْ تَصَرُّفِ الحالاتِ، وَسُكُونِ الْحَرَكَاتِ؟! وَكَيْفَ يَسْكُنُ إِلَيْهَا مَنْ يَعْرِفُها، وَهِيَ تَفْجَعُ الآبَاءَ بِالأَبْنَاءِ وَتُلْهِي الأَبْنَاءَ عَنِ الآباءِ؟! تَعدِمُهُمْ أَشْجَانَ قُلُوبِهِمْ، وَتَسَلُبُهُمْ قُرَّةَ عُيونهم. وأنشأ البيت
7- کشف الغمة 308/2

لم تبكِ شجوَهُ

وقال علیه السلام:

وَكَمْ عَالمِ أَفْنَتْ فَلَمْ تَبْكِ شَجْوَهُ(1) *** وَلاَ بُدَّ أَنْ تَفْنَى سَرِيعاً لحُوقُهَا(2) (3)

توارثها إعصارها

وقال علیه السلام:

فَتِلْكَ مَغَانِيهِم وَهْذِي قُبُورُهُم *** تَوَارَثَهَا إِعْصَارُهَا وَحَرِيقُهَا(4) (5)

لا تُبقي الليالي

وقال علیه السلام:

وَآلَيتُ لا تُبقِي اللَّيَالِي بَشَاشَةً *** وَلاَ جِدَّةً(6) إِلا سَرِيعاً خُلوقُهَا(7) (8)

ص: 484


1- الشجو: الشوط من البكاء أي الغاية يقال: بكى فلان شجوه
2- قال علیه السلام: وَما عَسَبْتُ أنْ أصِفَ مِن مِحَنِ الدُّنْيا، وَأَبْلُغَ مِنْ كَشْفِ الْغِطَاءِ عَمّا وُكُلَ بِهِ دَورُ الْفَلَكِ مِنْ عُلُومِ الْغُيُوبِ، وَلَسْتُ أَذْكُرُ مِنها إلاّ قتيلاً أَفْتَهُ، أَو مُغَيَّبَ ضَرِيحٍ تَجَافَتْ عَنْهُ! فَاعْتَبِرُ أَيُّهَا السَّامِعُ بِهَلَكَاتِ الأُمَمِ، وَزَوالِ النَّعَمِ، وَفَطَاعَةِ مَا تَسْمَعُ وَتَرَىٰ مِنْ سُوءِ آثَارِها فِي الدِّيارِ الْخالِيَةِ، وَالرُّسُومِ الْفانِيَةِ، وَالربوع الصُّمُوتِ. وأنشأ البيت
3- كشف الغمة 308/2
4- قال علیه السلام: فَانْظُرْ بِعَيْنِ قَلْبِكَ إلى مَصارع أَهْلِ الْبَذَخ، وَتَأْمُلُ مَعاقِلَ الْمُلوكِ، وَمَصانِع الْجَبَارِينَ، وَكَيْفَ عَرَكَتْهُمُ الدُّنْيا بِكَلاكِلِ الْفَنَاءِ، وجَاهَرَتْهُمْ بِالْمُنْكَراتِ، وَسَحَبتْ عَلَيْهِمْ أدبالَ الْبَوارِ، وَطَحَنَتْهُمْ طَحْنَ الرَّحِي لِلْحَبِّ، وَاسْتَوْدَعَتْهُمْ هُوْجَ الرِّياحِ تَسْحَبُ عَلَيْهِمْ أذْيالَها فَوْقَ مَصارِعِهِمْ في فَلَواتِ الأَرْضِ! وأنشأ البيت
5- كشف الغمة 308/2
6- الجدَّة: الثوب الجديد
7- الخلوق: البلي
8- قال علیه السلام: أَيُّهَا الْمُجْتَهِدُ فِي آثَارِ مَنْ مَضَى مِنْ قَبْلِكَ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِقَةِ، تَوَقَّف وَتَفَهُمْ وَأَنْظُرْ أَيَّ عِزّ مُلْكِ، أَوْ نَعيم أَنَسٍ، أَوْ بَشاشَةِ أَلْفِ إِلا نَغَصَتْ أَهلَهُ قُرَّةَ أَعْيُنِهِمْ، وَفَرَّقَتْهُمْ أَيْدِي الْمَنُونِ، وَأَلْحَقَتْهُمْ بِتَجافِيفِ التّرابِ، فَاضْحَوا في فَجَواتِ قُبُورِهِمْ يَتَقَلَّبُونَ، وَفي بُطُون الْهَلَكاتِ عِظاماً وَرُفاتاً وَصَلصالاً فِي الأرْض هامِدُونَ. وأنشأ البيت

كانوا فبانوا

وقال علیه السلام:

سِوى أَنَّهُمْ كَانُو فَبَانُوا وَإِنَّنِي *** عَلَى جُدَدٍ قُصْدٍ(1) سَرِيعاً لُحُوقُهَا(2) (3)

لوعة وراؤها جوىّ

وقال علیه السلام:

وَهَلْ هِيَ إِلا لَوْعَةٌ مِنْ وَرَائِهَا *** جَوىّ(4) فَاتِلٌ أَوْ حَتْفُ نَفْسٍ يَسُوقُهَا(5) (6)

ص: 485


1- النوق الذاهبة اللبن السمينة
2- قال علیه السلام: وَفِي مَطالِحٍ أَهْلِ الْبَرْزَخِ، وَجُمودِ تِلْكَ الرَّقْدَةِ، وَطُولٍ تِلْكَ الإقامَةِ، طُفِئَتْ مَصابيحُ النَّظَرِ، وَأضْمَحَلَّت غَوامِضَ الْفِكَرِ، وَذَمٌ الْغُفُولُ أَهْلَ الْعُقُولِ، وَكَمْ بَقيتُ مُتَلَذِّذاً في طَوامِسِ هَوامِدِ تِلْكَ الْغُرُفاتِ، فَنَوَّهُتُ بِأَسْمَاءِ الْمُلوكِ، وَهَتَفْتُ بِالْجَبّارِينَ، وَدَعَوتُ الأطباءَ وَالْحُكَمَاءَ، وَنَادَيْتُ مَعادِنَ الرِّسالَةِ والأَنْبِيَاءَ، أَتَمَلْمَلُ تَعَلْمُلَ السَّلِيم وَأَبْكي بُكَاءَ الْحَزينِ، وَأَنادي ولات حين مناص! وأنشأ البيت
3- كشف الغمة 309/2
4- الجوى: الحرقة وشدة الحزن. تطاول المرض
5- قال علیه السلام: وَتَذَكَّرْتُ مَراتِبَ الْفَهْمِ، وَغَضاضةً فَطْنِ الْعُقُولِ، بِتَذَكَّرِ قَلْبٍ جَريحٍ، فَصَدَعْتُ الدُّنْيا عَمّا التَذُّ بِنَواظِرِ فِكْرِها مِنْ سُوءِ الْغَفْلَةِ، وَمِنْ عَجَب كَيْفَ يَسْكُنُ إِلَيْهَا مَنْ يَعْرِفُها، وَقَدِ اسْتَذْهَلَتْ عَقْلَهُ بِسُكُونَه! وَتُزَيَّنُ الْمَعَاذِيرَ، وَخَسَاتْ أَبْصَارُهُمْ عَنْ عَيْبِ التَّدْبِيرِ، وَكُلَّما تراءَتِ الآياتُ وَنَشْرُها مِنْ طَيِّ الدَّهْرِ عَنِ الْقُرُونِ الْخالِيَةِ الْمَاضِيَةِ، وَحالِهِمْ وَما بِهِمْ وَكَيْفَ كَانُوا، وَمَا الدُّنْيا وَغُرورِ الأَيَّام. وأنشأ البيت
6- كشف الغمة 309/2

كيف تجلّدي

وقال علیه السلام:

وَإِن أَبْكِهِم أَجْرَض(1) وَكَيْفَ تَجَلُّدِي *** وَفِي القَلْبِ مِنِّي لَوْعَةٌ لا أُطِيقُهَا(2) (3)

صورة لا تروقها

و قال علیه السلام:

فَلَوْ رَجِعَتْ تِلْكَ اللَّيَالِي كَعَهْدِهَا *** رَأَتْ أَهْلَهَا فِي صُورَةٍ لا تَرُوقُهَا(4) (5)

بطيء خفوقها

و قال علیه السلام:

حَيَارَى وَلَيْلُ القَوْمِ دَاجٍ نُجُومُهُ *** طَوَامِسُ لاَ تَجْرِي بَطِيءٌ خُفُوقُها(6) (7)

ص: 486


1- أجرض: جرض بريقه: ابتلعه بالجهد على هم وحزن، وغصَّ به
2- قال علیه السلام: وَقَدْ أَغْرَقَ فِي ذَمّ الدُّنْيا الادلاء عَلَى طُرُقِ النَّجاةِ مِنْ كُلِّ عالَم، فَبَكَتِ الْعُيونُ له شَجَنَ الْقُلُوبِ فيها دَماً، ثُمَّ دَرَسَتْ تِلْكَ الْمَعَالِمُ، فَتَنَكَّرَتِ الآثارُ، وَجُعِلَتْ في بُرْهَةٍ مِنْ مِعَنِ الدُّنْيَا، وَتَفَرَّقَتْ وَرَثَةُ الْحِكْمَةِ وَبَقيتُ فَرْداً كَقَرْنِ الأَعْضَبِ وَحيداً، أَقُولُ فَلا أَجِدُ سَمِيعاً، وَأَتَوَجَّعُ فَلا أَجِدُ مُشتكي. وأنشأ البيت
3- كشف الغمة 307/2
4- قال علیه السلام: وحتَّى مَتى أَتَذَكَّرُ حَلَاوَةَ مَذاقِ الدُّنْيا، وَعُذُوبَةً مَشارِبِ أَيَّامِهَا، وَاقْتَفي آثار الْمُريدينَ، وَأَتَنَسُمُ أَرْواحَ الحماضِينَ مَعَ سَبْقِهِمْ إِلَى الْغُلّ وَالْفَسادِ، وَتَخَلَّفي عَنْهم في فَضالَةِ طُرُقِ الدُّنْيا، مُنْقَطِعاً مِنَ الأَخِلاءِ؟ فَزَادَني جَليلُ الْخَطْبِ لِفَقْدِهِمْ جَوَىّ، وَحَانَنِي الصَّبْرُ حَتَّى كَأَنِّي أَوَّلُ مُمْتَحَنِ أَتَذَكَّرُ مَعارِفَ الدُّنيا وَفِراقَ الأَحِبَّةِ، وأنشأ البيت
5- كشف الغمة 309/2
6- وقال علیه السلام: فَمَنْ أَخُصُّ بِمُعاتَبَنِي؟ وَمَنْ أَرْشُدُ بِنُدْبَنِي؟ وَمَنْ أَبْكي، وَمَنْ أَدْعُ؟ أَشْجُو بِهَلَكَة الأَمْواتِ، أَمْ بِسُوءٍ خَلَفِ الأَحْيَاءِ؟! وَكُلَّ يَبْعَثُ حِزْنِي، وَيَسْتَأَثِرُ بِعَبَرَانِي، وَمَنْ يَسْعَدُني فَأَبْكي وَقَدْ سُلِبَتِ الْقُلُوبِ لُبَّها، وَرَقَا الدَّمْعُ؟! وَحَقٌّ لِلدّاءِ أَنْ يَذُوبَ عَلَى طُولِ مُجانَبَةٍ الأطِبَّاءِ، وَكَيْفَ بِهِمْ وَقَدْ خَالَفُوا الأمرينَ، وَسَبَقَهُمْ زَمانُ الْهادينَ، وَوَكَّلُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ يَتَنَشَّكُونَ فِي الضَّلَالَاتِ في دياجير الظلماتِ؟! وأنشأ البيت
7- کشف الغمة 310/2

لا تحرز السبق

وقال علیه السلام:

وَلاَ تُحْرِزُ السَبْقَ الرَّزَايَا وَإِنْ جَرَتْ *** وَلاَ يَبْلُغُ الغَايَاتِ إِلاَّ سَبُوقُهَا(1) (2)

العروة الوثقى

وقال علیه السلام:

هُم العُرْوَةُ الوُثْقَى وَهُمْ مَعْدِنُ التَّقى *** وَخَيْرُ جبال العَالَمِينَ وَثِيقُها(3)

ص: 487


1- قال علیه السلام: وَقَدِ انْتَحَلَتْ طَوائِفٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ مُفارَقتِها أَئِمَّةَ الدِّينِ، وَالشَّجَرَةَ النَّبَوِيَّةَ إخلاصَ الدّيانَةِ، وَأَخَذُوا أَنْفُسَهُمْ فِي مَخائِلِ الرَّهْبانِيَّةِ، وَتَعَالَوْا فِي الْعُلُوم، وَوَصَفُوا الإِسْلامَ بِأَحْسَنِ صِفاتِهِمْ وَتَحَلَّوْا بِأَحْسَنِ السَّنَّةِ، حَتَّى إذا طالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ، وَبَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشَّقَّةُ وَأَمْتُحِنُوا بِمِحَنِ الصَّادِقِينَ، رَجَعُوا عَلى أَعْقابِهِمْ نَاكِصِينَ عَنْ سَبِيلِ الْهُدَى وَعِلْم النَّجاةِ، يَتَفَسَّحُونَ تَحْتَ أعْباءِ الدِّيانَةِ تَفَسُّحَ حاشِيَةِ الإبل تَحْتَ أَوْرَاقِ الْبُزَّلِ. وأنشأ البیت
2- کشف الغمة 310/2
3- قال علیه السلام: وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى التَّقْصيرِ في أَمْرِنا، وَاحْتَجُوا بِمُتَشَابَهِ الْقُرْآنِ. فَتَأَوَّلُوهُ بِآرَائِهِمْ، وَاتَّهَمُوا مَانُورَ الْخَبَرِ مِمَّا أَسْتَحْسَنُوا»، يَقْتَحِمُونَ في أَغْمَارِ الشَّبُهَاتِ، وَدَيَاجِيرِ الظُّلُماتِ، بِغَيْرِ فَبَسِ نُورٍ مِنَ الْكِتَابَ، وَلا أَثْرَةِ عِلمٍ مِنْ مَظَانُ الْعِلْمِ بِتَخْدِيرٍ مُتَطِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ عَلَى الرُّشْدِ مِنْ غَيْهِمْ. وَإِلَى مَنْ يَفْزَعُ خَلفُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَقَدْ دَرَسَتْ أَعْلامُ الْمِلَّةِ، وَدانَتِ الأُمَّةُ بِالْفُرْقَةِ وَالاِخْتِلافِ؟! يُكَفِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَاللهُ تَعالى يَقُولُ: «وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ». فَمِنَ المَوْتُوقُ بِهِ عَلى إِبلاغ الْحُجَّةِ، وَتَأْوِيلِ الْحِكْمَةِ إِلا أَهْلُ الْكِتَابِ، وَأَبْنَاء أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَمَصابِيحُ الدُّجَى الذينَ احْتَجَ اللهُ بِهِمْ عَلَى عِبادِهِ، وَلَمْ يَدَعِ الْخَلْقَ سُدى مِنْ غَيْرِ حُجَّةِ؟! هَلْ تَعْرِفُونَهُمْ أَوْ تَجِدُونَهُمْ إِلا مِنْ فُرُوعِ الشَّجَرَةِ الْمُبارَكَةِ، وَبَقايا الصَّفْوَةِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرَهُمْ تَظهيراً، وَبَرَاهُمْ مِنَ الآفَاتِ وَافْتَرَضَ مَوَدَّتَهُمْ فِي الْكِتابِ! وأنشأ البیت

ديوان أهل البيت

ص: 488

الإمام محمد بن علي الباقر علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأمه فاطمة، أم عبد الله بنت الإمام الحسن السبط علیه السلام. ويقال أمه أم عبدة بنت الحسن بن علي علیه السلام.

ولادته علیه السلام: ولد الإمام محمد الباقر علیه السلام يوم الإثنين، الأول من رجب المرجب سنة 57 ه، في المدينة المنورة، وقيل في مطلع صفر، وقيل الثالث من صفر وقيل ولد يوم الثلاثاء وقيل يوم الجمعة.

كنيته علیه السلام: أبو جعفر.

القابه علیه السلام: باقر العلم، الشاكر، الهادي، الأمين، الشبيه (لأنه كان يشبه رسول الله صلی الله علیه وآله)، وكان أشهرها الباقر.

صفاته علیه السلام: كان علیه السلام ربع القامة، دقيق البشرة، جعد الشعر، أسمر اللون له خال على خده وخال أحمر في جسده، ضامر الكشح، حسن الصوت، مطرق الرأس، وكان علیه السلام يشبه رسول الله صلی الله علیه وآله، ولذا لقب بالشبيه.

زوجاته علیه السلام: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أم حكيم بنت السيد ابن المغيرة الثقفية.

أولاده علیه السلام: كان أولاده علیه السلام لسبعة منهم: أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق علیه السلام وعبد الله الأفطح وأمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وإبراهيم وعبيد الله وأمهما أم حكيم بنت السيد ابن المغيرة

ص: 489

الثقفية، وعلي وزينب لأم ولد، وأم سلمة لأم ولد.

حياته مع جده وأبيه ومدة إمامته: أقام سلام الله عليه جده الحسين ثلاث سنين أو أربع سنين، ومع أبيه السجاد علیه السلام أربعاً وثلاثين سنة وعشرة أشهر، أو تسعاً وثلاثين سنة، وبعد أبيه تسع عشرة سنة، وقيل: ثمان عشرة وهي مدة إمامته.

الخلفاء الذين عاصرهم: عاصر من الحكام الوليد بن يزيد، وسليمان وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام أخوه، والوليد بن يزيد وإبراهيم أخوه.

جامعة أهل البيت: أسس الإمام الباقر علیه السلام جامعة أهل البيت في مسجد المدينة المنورة التي كانت تعقد فيها الحلقات من مختلف الأقطار لدراسة الفقه والحديث والفلسفة والتفسير واللغة وغير ذلك من العلوم. وتخرج منها آلاف العلماء، وقد أحصيت مؤلفات المتخرجين من تلك الجامعة، فبلغت ستة آلاف كتاب.

شعراؤه علیه السلام: كثيّر عزة، الكميت، الورد الأسدي (أخو الكميت) السيد الحميري.

بوابه علیه السلام: جابر الجعفي.

نقش خاتمه علیه السلام: العزة الله، وفي بعض الروايات: العزة الله جميعاً.

آثاره علیه السلام: كتاب التفسير، ذكره ابن النديم، رسالة إلى سعد الخير من أمية، رسالة ثانية منه إليه، كتاب الهداية، وأشار على عبد الملك بن مروان بضرب الدراهم والدنانير وعلّمه كيفية ذلك.

ما جاء عنه من الحكم والمواعظ: قال علیه السلام: ما دخل قلب امرىء شيء من الكبر، إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل أو كثر.

وقال علیه السلام: عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد، والله لموت العالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابداً.

وقال علیه السلام لأحد بنيه: يا بني إياك والكسل والضجر، فإنهما مفتاح كل

ص: 490

شر، إِنك إن كسلت لم تؤد حقاً، وإن ضجرت لم تصبر على حق.

وكان علیه السلام يقول: ما من شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل ولا يدفع القضاء إلاّ الدعاء، وأن أسرع الخير ثواباً البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام يوم الإثنين في السابع من ذي الحجة الحرام سنة 114 ه في المدينة المنورة وقبره بالبقيع بالقبر الذي فيه أبوه وعمُّ أبيه الإمام الحسن علیه السلام بالقبة التي فيها العباس.

وقيل إنه توفي سنة 117 ه أو 118 ه وكانت مدة عمره 57 سنة أو 60 سنة على بعض الروايات، أو 58 سنة وكان سبب وفاته السّم من قبل الخليفة الأموي إبراهيم بن الوليد بن يزيد.

ص: 491

ص: 492

قافية الدال

ذهب الأعزة

قال علیه السلام:

ذهَبِ الَّذِينَ يُعَاسُ فِي أَكْنَافِهِمْ *** لَمْ يَبْقَ إِلاَّ شَامِتٌ أَوْ حَاسِدُ(1)

أقِلُّوا عَلَيْهِمْ

وقال علیه السلام:

أقِلُّوا عَلَيْهِمْ لاَ أباً لأييكُمْ *** من اللوم أو سُدُّوا المَكَانَ الَّذِي سَدُّوا

أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا البِنَا *** وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفُوا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا(2)

ص: 493


1- منتهی الآمال 2/ 120 وفيه: يحكى أنّ الكميت الشاعر أتى الإمام الباقر علیه السلام ذات يوم فسمعه يترنّم بهذا البيت: الأبيات
2- المناقب لابن شهر آشوب 219/4 - 220 وفيه: عن الصادق علیه السلام قال: لما أشخص أبي محمد بن علي إلى دمشق سمع الناس يقولون هذا ابن أبي تراب! قال: فأسند ظهره إلى جدار القبلة ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلی الله علیه وآله ثم قال: اجتنبوا أهل الشقاق، وذوي النفاق، وحشو النار، وحصب جهنم عن البدر الزاهر، والبحر الزاخر، والشهاب الثاقب، وشهاب المؤمنين، والصراط المستقيم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها، أو يلعنوا كما لعن أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولاً، ثم قال بعد كلام: أبصنو (الصنو: المثل) رسول الله تستهزئون أم بيعسوب الدين تلمزون وأي سبل بعده تسلكون، وأي حزن بعده تدفعون هيهات هيهات برز والله بالسبق وفاز بالخصل واستوى على الغاية وأحرز على الختار فانحسرت عنه الأبصار (الخصل: إصابة السهم القرطاس في المراهنة بالرماية. ويقال: أحرز خصلة أي غلب. فظاهر المعنى: أنه علیه السلام فاز بالغلبة على من راهنه في إحراز سبق الكمال. والخطار: بمعنى الخصل. وقوله علیه السلام فانحسرت أي كلت عن إدراكه). وخضعت دونه الرقاب وقرع الذروة العليا فكذب من رام من نفسه السعي وأعياء الطلب فأنى لهم التناوش من مكان بعيد وقال: هذين البيتين في المقدمة. ثم قال: فأنى يسد ثلمه أخي رسول الله إذ شفعوا وشقيقه إذ نسبوا ونديده إذ قتلوا وذي قرني كنزها (إشارة إلى قول النبي علیه السلام له: لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها) إذ فتحوا ومصلي القبلتين إذ تحرفوا والمشهود له بالإيمان إذ كفروا والمدعي لبذ عهد المشركين إذ نكلوا (أي في تبليغ سورة البراءة) والخليفة على المهاد ليلة الحصار (أي محاصرة المشركين بيت رسول الله صلی الله علیه وآله) إذ جزعوا والمستودع الأسرار ساعة الوداع؛ إلى آخر كلامه

على الحوض

وقال علیه السلام:

فَنَحْنُ عَلَى الحَوْضِ رُوَّادُهُ *** نذُودُ ونُسعِدُ وُرَّاده

فَمَا فَازَ مَنْ فَازَ إِلا بِنَا *** وَمَا خَابَ مَنْ حُبُّنا زَاده

فَمَنْ سَرَّنَا نَالَ مِنَّا السُّرُورَ *** وَمَنْ سَاءَنَا سَاءَ مِيلاده

وَمَنْ كَانَ كَاتِمَنَا فَضْلَنا *** فَيَوْمُ القِيَامَةِ مِيعَاده(1)

قافية الذال

نطفة مذرة

وقال علیه السلام:

عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبِ بِصُورَتِهِ *** وَكَانَ مِنْ قَبْلُ نُطْفَةً مَذِرَة(2)

ص: 494


1- ينابيع المودة ص 25 وفيه: في جواهر العقدين للعلامة عالم مصر والحجاز الشريف السمهودي رحمه الله أن رجلاً قال: كنت بين مكة والمدينة فإذا شبح يلوح في البرية يظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني فسلم علي فرددته وقلت له: من أين يا غلام؟ قال: من الله قلت إلى أين؟ قال: إلى الله قلت: فما زادك؟ قال التقوى قلت فمن أنت؟ قال أنا رجل عربي، فقلت عين لي فقال: أنا رجل قريشي فقلت عين لي عافاك الله فقال: أنا رجل هاشمي فقلت عين لي فقال: أنا رجل علوي، ثم أنشد وقال: الأبيات. وفي الطبعة الجديدة منه 135/3 - 136 «الباب 64». وروى الأبيات ابن شهر آشوب في مناقبه 156/4، والأربلي في كشف الغمة 141/2، وابن الصباغ في الفصول المهمة ص 220، والمجلسي في البحار 77/11 باختلاف يسير مع الأصل ونسبها البعض إلى الإمام السجاد علیه السلام
2- مَذِرة: فاسدة خبيثة

وَفِي غَدٍ بَعْدَ خَشْفِ صُورَتِهِ *** يصِيرُ في القَبْرِ خِيفَةً قَذِرَهُ

وَهُوَ عَلَى عُجْبِهِ وَنَخْوَتِهِ *** مَا بَيْنَ جَنْبَيْهِ يَحْمِلُ العَذَرَهْ(1)

قافية الميم

ذي الحلم

وقال علیه السلام:

لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليَوْمِ مَا تُقْرَعُ العَصَا *** وَمَا عُلِّمَ الإِنْسَانُ إِلاّ لِيَعْلَمَا(2)

حسدوا الفتى

وقال علیه السلام:

حَسَدُوا الفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ *** فَالنَّاسُ أَعْداءٌ لَهُ وَخُصُومُ

كَضَرائِرِ الحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا *** حَسَداً وَيُغْضاً إِنَّهُ لَدَمِيمُ(3)

قافية النون

ظني بالله

وقال علیه السلام:

ظَنِّي بِاللَّهِ حَسَن *** وَبِالنَّبِيِّ المُؤْتَمَنُ

وَبِالوَصِي ذِي المِنَنْ *** وَبِالحُسَيْنِ وَالحَسَنُ(4)

ص: 495


1- في رحاب أئمة أهل البيت 27/4
2- بحار الأنوار 381/30
3- أخرج ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 152 عن الباقر علیه السلام أنه قال في آية: «أم يحسدون الناس على ما آتاهم اللهُ من فضله» نحن الناس والله عن الغدير ج 3 ص 91
4- المناقب لابن شهر آشوب 389/3، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 212. نور الابصار 143 وفيه: عن الصادق علیه السلام قال: كان نقش خاتم أبي علیه السلام: الأبيات

حب آل محمد

وقال علیه السلام:

إِنَّ اليَهُودَ لِحُبِّهِمْ لِنَبِیِّهِمْ *** أمِنُوا بَوَائِقَ حَادِثِ الْأَزْمَانِ

وَذَرُوا الصَّليب بِحُبِّ عِيسَى اصْبَحُوا *** يَمْشُونَ رَهْواً فِي قُرَى نَجْرَانِ

وَالمُؤْمِنُونَ بِحُبُ آلِ مُحَمَّدِ *** يُرْمَوْنَ فِي الآفَاقِ بِالنِيرَانِ(1)

ص: 496


1- المحجة ص 189 - 199 بهذا الإسناد: ابن بابويه عن محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي قال: حدثني أبو نصر أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال: حدثني عمرو بن شمر الجعفري عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر علیه السلام، قال: قلت له يا ابن رسول الله صلی الله علیه وآله، إن قوماً يقولون إن الله تبارك وتعالى جعل الأئمة في عقب ولد الحسن دون الحسين، قال: كذبوا والله أو لم يسمعوا أن الله تعالى ذكره يقول: «وجعلها كلمة باقية في عقبه» (الزخرف/ 28) فهل جعلها إلا في عقب الحسين علیه السلام. فقال علیه السلام: يا جابر إن الأئمة هم الذين نص عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالإمامة وهم الذين قال رسول الله: لما أسري بي إلى السماء وجدت أسماءهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثني عشر اسما منهم علي وسبطاه وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم فهذه الأئمة من أهل بيت الصفوة والطهارة، والله ما يدعيه أحد غيرنا إلا حشره الله تبارك وتعالى مع إبليس وجنوده، ثم تنفس علیه السلام فقال: لا رعى الله حق هذه الأمة فإنها لم ترع حق نبيها، أما والله لو تركوا الحق على أهله لما اختلف في الله اثنان، ثم أنشأ علیه السلام يقول: الأبيات. قلت: يا سيدي أليس هذا الأمر لكم؟ قال: نعم:قلت فلم قعدتم عن حقكم ودعواكم وقد قال الله تبارك وتعالى: «وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم» (الحج/ 78) فما بال أمير المؤمنين علیه السلام قعد عن حقه؟ قال: فقال علیه السلام: حيث لم يجد ناصراً، ألم تسمح الله يقول في قصة لوط علیه السلام، قال: «لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد» (هود/ 80) ويقول حكاية عن نوح علیه السلام: «قدها ربه إني مغلوب فانتصر» (القمر/ 10) ويقول في قصة موسى علیه السلام «إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين» (المائدة/ 25)فإذا كان النبي هكذا، فالوصي أعذر. يا جابر: مثل الإمام مثل الكعبة تؤتي ولا تأتي. عنه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري قال: حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم قال: حدثنا الطيالسي أبو الوليد، عن أبي زياد عبد الله بن ذكوان: عن أبيه، عن عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله عز وجل: «وجعلها كلمة باقية في عقبه» (الزخرف/ 28). قال علیه السلام: جعل الأئمة في عقب الحسين يخرج من صلبه تسعة من الأئمة ومنهم مهدي هذه الأمة، ثم قال: لو أن رجلاً ضعن بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضاً لأهل بيتي دخل النار. ووردت في كتاب عوالم العلوم والمعارف النصوص على الأئمة علیهم السلام ص 233 البیت الأول والثالث فقط. وذكر الأبيات القندوزي في ينابيع المودة 52/42/3 بهذا النص: إنّ اليهود لحبّهم لنبيهم *** قد آمنوا من حادث الأزمان وذوو الصليب بحبّ عيسى أصبحوا *** يمشون زهوا في قرى نجران والمؤمنون بحبّ آل محمد *** يؤمون في الآفاق بالنيران وفي الينابيع أيضاً 44/249/3 بهذا النص: وبنو اليهود بحب موسى كلهم *** أمنوا بوائق حادث الأزمان وذووا الصليب بحب عيسى أصبحوا *** يمشون زهواً في قرى نجران والمؤمنون بحب آل محمد *** يرمون في الآفاق بالنيران وفيه أيضاً ص 513 (طبعة أخرى) بهذا النص: إنّ اليهود لحبّهم لنبيهم *** أمنوا بوائق حادث الأزمان وذوو الصليب بحبّ عيسى أصبحوا *** يمشون زهواً في قرى نجران والمؤمنون بحبّ آل محمد *** يرمون في الآفاق بالنيران

قافية الهاءِ

إطراق الشجاع

وقال علیه السلام:

وَأَطْرَقَ إِطْرَاقَ الشَّجَاعِ وَلَوْيَرَى *** مَسَاعَاً لِنَابِبَةِ الشُّجَاعَ لَصَمَّها(1)

سنّ المرأة

وقال علیه السلام:

متَى تَلقَ بِنْتَ العَشْرِ قَدْ نَط نَهْدُهَا *** كَلُولُوةِ الغَوَّاصِ يَهْتَزُ جِيدُها

وَأَمَّا ابْنَةُ العِشْرِينَ لا شَيْءَ مِثْلَهَا *** فَتِلْكَ الَّتِي تَلْهُو بِهَا وَتُرِيدُها

وَبِنْتُ الثَّلَاثِينَ الشَّفا فِي حَدِيثِهَا *** خيَارُ النِّسَا طُوبَى لِمَنْ يَسْتَفِيدُهَا

وَإِنْ تَلْقَ بِنْتَ الْأَرْبَعِينَ *** فَإِنَّهَا هِيَ العَيْشُ لَمْ تَهْزُلْ وَلَمْ يَعْسَ(2) عُودُها

ص: 497


1- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 226/4
2- عَسَا ِوعَسِي النبات: غلظ وصَلُب. الها إلى 244 لفكم ملفا

وَأَمَّا ابْنَةُ الخَمْسِينَ لِلَّهِ دَرُّهَا *** بِعقْلِ وَتَدْبِيرٍ تُرَبِّي وَلِيدَهَا

وَأَمَّا ابْنَةُ السِّتِّين قَدْ رَقَّ جِلْدُهَا *** وَفِيهَا بَقَايَا وَالحَرِيصُ يُرِيدُهَا

وَأَمَّا ابْنَةُ السَّبْعِينَ يَرعَشُ رَأْسُهَا *** مِنَ الكِبَرِ المُفنِي وَقَلَّ وَلِيدُها

وَبِنْتُ الثَّمَانِينِ السَّقَامُ بِعَيْنِهَا *** وَعِنْدَ هُجُوم اللَّيْلِ قَلَّ رُقُودُهَا

وَأَمَّا ابْنَةُ النَّسْعِينَ لا دَرَّ دَرُّهَا *** وَقَدْ خَلَعَتْ عُمْراً وَكَشَّ وَرِيدُهَا

وَإِنْ زِيدَتْ العَشْرَ التَّوَالِي فَلَيْتَها *** تُغَرَّقُ فِي بَحْرِ وَحُوتُ يَقُودُهَا(1)

ص: 498


1- مستدرك الوسائل 306/14 - 17/308 وفيه: وجدت في غير واحد من المجاميع، وبعضها بخط بعض الأفاضل، خبراً طويلاً في مكالمة الباقر علیه السلام مع الحجاج في صغر سنه: أوله: حدثنا أبو عبد الله الكرخي رحمة الله عليه قال: حضرت مجلس الحجاج بن يوسف الثقفي، وعنده جماعة من الأعيان، والناس حوله محدقون، ولهيبته مطرقون، وهو كالجمل الهائج، إذ دخل علينا صبي صغير السن لم يبلغ الحلم، حسن الشباب نقي الثياب لا نباب بعارضه، وهو كأنه البدر في ليلة تمامه، فسلم على الحاضرين فردوا علیه السلام وقاموا له إجلالاً له، فأُعجب الحجاج من حسنه وجماله، وبهائه وكماله، وأدبه وفصاحته وهيبته، فقال له الحجاج: من أين أقبلت يا صبي؟ فقال: «من ورائي» وساق الخبر، - إلى أن قال -: ثم قال الحجاج: أي النساء أجود؟ قال الصبي: «ذات الدلال والكمال والجمال الفاضل» قال: فما تقول في بنت العشر سنين؟ قال: «لعبة اللاعبين» قال فما تقول في بنت العشرين؟ قال: «قرة أعين الناظرين» قال فما تقول في بنت الثلاثين؟ قال: «لذة للمباشرين» قال: فما تقول في بنت الأربعين؟ قال: «ذات شحم ولحم ولين» قال: فما تقول في بنت الخمسين؟ قال: «ذات بنات وبنين» قال: فما تقول في بنت الستين؟ قال: «آية للسائلين» قال: فما تقول في بنت السبعين؟ قال: «عجوز في الغابرين» قال: فما تقول في بنت الثمانين؟ قال: «لا تصلح لدنيا ولا دين» قال: فما تقول في بنت التسعين؟ قال: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» قال: فما تقول في بنت المائة؟ قال: «لا تسأل عن أصحاب الجحيم» قال: فعند ذلك قال الحجاج: قد وصفتها لي نثراً، فصفها لي نظماً، فأنشأ الباقر علیه السلام هذه الأبيات يقول: الأبيات. فقال الحجاج: أحسنت أحسنت يا صبي... الخبر

الإمام جعفر بن محمد الصادق علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... أمه أُم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أو أسماء بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر.

ولادته علیه السلام: ولد سلام الله عليه يوم الإثنين في السابع عشر من ربيع الأول سنة 83 ه في المدينة المنورة، وقيل يوم الجمعة عند طلوع الفجر، وكانت ولادته زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وقيل كانت ولادته في الثالث عشر من ربيع الأول. أقام مع أبيه وجدّه اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة وبعد أبيه علیه السلام أربعاً وثلاثين سنة وهي مدة إمامته علیه السلام.

کناه علیه السلام: أبو إسماعيل، أبو موسى أبو عبد الله.

القابه علیه السلام: الصادق، الفاضل، الطاهر، القائم، الكافل، والمُنجي، وإليه تنسب الشيعة الجعفرية.

صفاته علیه السلام: كان علیه السلام ربع القامة، أزهر الوجه، حالك الشعر جعد، أشم الأنف، أنزع رقيق البشرة، دقيق المسرُبة(1)، على خده خال أسود، وعلى جسده خيلاناً حمرة(2).

ص: 499


1- المسرّبة: الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرّة
2- جمع خال، وهي الشامة في البدن. ایما بر بد الله ليت فهي عنك الرحمس الها الب وبصله ك ساكن

زوجاته علیه السلام: فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، حميدة بنت صاعد المغربي، وكانت له زوجات أُخرى.

أولاده علیه السلام: كان له عشرة أولاد: إسماعيل الأمين، عبد الله، أم فروة وأمهم فاطمة بنت الحسين، وموسى الإمام، وإسحاق، ومحمد الديباج لأُم ولد والعباس وعلي العريضي، وأسماء وفاطمة لأمهات شتى وكان إسماعيل كبير أخوته.

حياته مع أبيه علیه السلام ومدة إمامته علیه السلام: أقام علیه السلام مع أبيه الباقر علیه السلام تسع عشرة سنة، واشترك مع أبيه علیه السلام في تأسيس جامعة أهل البيت علیهم السلام التي ملأت الدنيا بآثارها، وأقام بعد أبيه الباقر علیه السلام أربعاً وثلاثين سنة، وهي مدة إمامته.

جامعة أهل البيت: تولى الإمام الصادق علیه السلام بعد أبيه الإمام الباقر علیه السلام إدارة جامعة أهل البيت، التي تتابعت الوفود إليها من جميع المدن والقرى ونشطت الحركة العلمية في عهده إلى أبعد الحدود، وبلغ عدد المنتمين إليها أربعة آلاف كما تذكر الروايات، وصنف المئات من تلاميذه في مختلف العلوم والفنون.

مناظراته وموقفه من الزنادقة: وكانت للإمام الصادق علیه السلام مناظرات العلماء والمتكلمين كما ناظر الزنادقة والملحدين والمعتزلة والمجسّمة والقدرية والخوارج وغيرهم بأسلوب رصين مدعم بالحجج والبراهين. لقد كان المنصور العباسي على صلة بالإمام الصادق علیه السلام في عهد الأمويين وكان يجالسه ويستمع إلى أحاديثه، ولكن لما استقرت الخلافة للمنصور قيل: انه سعى مرات عدة لقتله، وواجه الكثير من المحن والشدائد في عهده وكانت مواقفه علیه السلام تتسم بالشدة اتجاه ولاة المنصور، قال الشيخ المظفّري: ما روي عنه بلا واسطة ثمانون كتاباً، وبواسطة سبعون كتاباً.

الخلفاء الذين عاصرهم: عاصر الإمام الصادق علیه السلام من الحكام الأمويين: هشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص، وإبراهيم بن الوليد، ومروان بن

ص: 500

محمد الملقّب بالحمار، ومن الحكام العباسيين: أبو العباس السفّاح، أبو جعفر المنصور.

شعراؤه علیه السلام: السيد الحميري، أشجع السلمي، أبو هريرة، الآبار، العبدي، جعفر بن عفان.

بوابه علیه السلام: المفضل بن عمر.

أوصياؤه علیه السلام: أوصى علیه السلام إلى ولديه: عبد الله وموسى، وإلى زوجته حميدة، وإلى محمد بن سليمان (والي المدينة) وإلى المنصور العباسي.

نقش خاتمه علیه السلام: ما شاء الله وقيل: لا قوة إلا بالله، وقيل: أستغفر الله، وقيل أيضاً: الله خالق كل شيء.

من أقواله وحكمه علیه السلام: قال علیه السلام: أفضل الملوك من أُعطي ثلاث خصال: الرأفة، والجود، والعدل، وعليهم أن لا يفرّطوا في ثلاث: في حفظ الثغور، وتفقد المظالم، واختيار الصالحين لأعمالهم.

وقال علیه السلام: ثلاثة لا يعوز فيها المرء: مشاورة ناصح، ومداراة له حاسد، والتحبب إلى الناس.

وقال علیه السلام المفضل بن عمر: أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي: أداء الأمانة إلى من ائتمنك، وأن ترضى لأخيك ما ترضى لنفسك، واعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب، وأن للأمور بغتات فكن على حذر، وإياك ومرتقى جبل إذا كان المنحدر وعراً، ولا تعدنّ أخاك ما ليس في يدك وفاؤه.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام في يوم الإثنين في 25 شوال المكرم سنة 148 ه في المدينة المنورة، وقيل في النصف من رجب وكان عمره يومها 65 سنة ودفن في البقيع مع أبيه وجده وعمه الحسن علیه السلام. مات مسموماً أيام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وقيل توفي وعمره 68 سنة.

ص: 501

ص: 502

قافية الألف

علم المحجة

قل علیه السلام:

عَلَمُ المَحَجَّةِ وَاضِحُ لِمُرِيدِهِ *** وَأَرَى القُلُوبَ عَنِ المَحَجَّةِ فِي عَمَى

وَلَقَدْ عَجِبْتُ لِهَالِكِ وَنَجَاتُهُ *** مَوْجُودَةٌ وَلَقَدْ عَجِبْتُ لِمَنْ نَجَى(1)

قافية الباء

عطر الرجال

وقال علیه السلام:

لا تَجْزَعَنَّ مِنَ المِدَادِ فَإِنَّهُ *** عِظَرُ الرِّجَالِ وَحِلْيَةُ الآدابِ(2)

من عادانا

وقال علیه السلام:

مَا عَادَانَا بَيْتُ إِلاَّ خَرِبْ *** وَمَا بِنَسْجِنَا كَلْبٌ إِلا جَرِبْ(3)

ص: 503


1- أمالي الصدوق 396/ ح 3 بهذا الإسناد: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير، قال: كان الصادق علیه السلام كثيراً ما يقول: الأبيات. وروضة الواعظين 415/2، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 297/4، في رحاب أئمة أهل البيت علیه السلام 75/4
2- في رحاب أئمة أهل البيت علیهم السلام 77/4
3- الكبريت الأحمر ص 445

ذهب الوفاء

وقال علیه السلام:

ذَهَبَ الوَفَاءُ ذَهَابَ أَمْسِ الذَّاهِبِ *** فَالنَّاسُ(1) بَيْنَ مُخَاتِلٍ وَمُوْارِبِ

يُفْشُونَ بَيْنَهُمُ المَوَدَّةَ وَالصَّفَاءَ *** وَقُلُوبُهُمْ مَحْشُوَّةٌ بِعَقَارِبِ(2)

أيّ النعمتين

وقال علیه السلام:

عَطِيَّتُهُ إِذَا أَعْطَى سُرورٌ *** وَإِنْ أَخَذَ الَّذِي أَعْطَى أَثَابا

فَأَيُّ النِّعْمَنَيْنِ أَعَمُ شُكْراً *** وَأَجْزَلُ فِي عَوَاقِبِهَا إياباً

أَنِعْمَتُهُ الَّتِي أَبْدَتْ سُرُوراً *** أَمِ الأُخْرَى الَّتِي ادَّخَرَتْ ثَوَاباً(3)

قافية التاء

يبغض الوصيّ

وقال علیه السلام:

مَنْ جَدُّه خَالُهُ وَوَالِدُهُ *** وَأُمَّهُ أَخْتُهُ وَعَمَّتُه

أَجْدَرُ أَنْ يَبْغُضَ الوَصِيَّ وَأَنْ *** يَنكُرُ يومَ الغَدِير بَیْعَته(4)

ص: 504


1- في منتهى الآمال وكتاب في رحاب أئمة أهل البيت علیه السلام: «والناس»
2- النور الساطع ص 49 منتهى الآمال 175/2 - 176، في رحاب أئمة أهل البيت علیه السلام 76/4 وفيها: قال الثوري بإسناده المتقدم: قلت لجعفر علیه السلام يا بن رسول الله اعتزلت الناس، فقال: يا سفيان فسد الزمان وتغير الإخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد ثم قال: الأبيات
3- بحار الأنوار 88/79 - 40/89 باب 59 التعزية والمأتم»، مستدرك الوسائل 352/2 - 4/353 وفيهما: القطب الراوندي في دعواته قال: جاء رجل من موالي أبي عبد الله علیه السلام، فنظر إليه فقال علیه السلام: ما لي أراك حزيناً؟ فقال: كان لي ابن قرة عين فمات، فتمثل علیه السلام: الأبيات
4- بحار الأنوار 99/31 - 100

قافية الغاء

فينا يقيناً

وقال علیه السلام:

وَفِينَا يَقِيناً يعدُ الوَفَاءَ *** وَفِينَا تُفَرِّخُ أَفْرَاجُهُ

رَأَيْتُ الوَفَاءَ يُزِينُ الرّجالَ *** كَمَا زَيَّنَ العِذْقَ شِمْرَاخُهُ(1) (2)

قافية الدال

زفر جديد

وقال علیه السلام:

لآلِ المُصْطَفَى فِي كُلِّ عَامٍ *** تَجَدَّدَ بِالأَذَى زَفَرٌ جَدِيدُ(3)

قول الخير

وقال علیه السلام:

عَوْد لِسَانَكَ قَوْلَ الخَيْرِ تَحْظَ بِهِ *** إِنَّ اللَّسَانَ لِمَا عَوَّدْتَ يَعْتَادُ(4)

مُوكَّلٌ بِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَهُ *** فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ فَانْظُرْ كَيْفَ تَعْتَادُ(5)

ص: 505


1- الشِمراخ: العذق عليه بسر أو عنب
2- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 294/4 - 295
3- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 240/2
4- في البحار «معتاد»
5- الخصال ص 169، بحار الأنوار 278/68 - 17/279 «باب 78 السكوت والكلام وموقعهما وفضل الصمت» بهذا الإسناد: حدَّثنا أبو أحمد القاسم بن محمّد السرَّاج الهمذانيّ بهمذان قال: حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد الضبّيُّ قال: حدَّثنا محمد بن عبد العزيز الدَّينوريُّ قال: حدَّثنا عبيد الله بن موسى العبسيُّ، عن سفيان الثوريِّ قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن محمد علیه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أوصني فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ المملوك ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسيّىء الخُلق، فقلت: يا بن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفیان ثق بالله تكن مؤمناً، وارض بما قسم الله لك تكن غنيّاً، وأحسن مجاورة من جاورته تكن مسلماً، ولا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره، وشاور في أمرك الّذين يخشون الله عز وجلّ، فقلت: يا بن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان من أراد عزّاً بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينقل من ذلٌ معصية الله إلى عزِّ طاعته، فقلت: زدني يا بن رسول الله، فقال لي: يا سفيان أمرني والدي علیه السلام بثلاث ونهائي عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بنيّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثمَّ أنشدني فقال علیه السلام: الأبيات

أخوك

وقال علیه السلام:

أخُوكَ الَّذِي لَوْ جِئْتَ بِالسَّيْفِ عَامِداً *** لِتَضْرِبَهُ لَمْ يَسْتَغِشَّكَ فِي الوُّدِ

وَلَوْ جِئْتَهُ تَدْعُوهُ للمَوْتِ لَمْ يَكُنْ *** يَرُدُّكَ إِبقَاءَ عَلَيْكَ مِنَ الوُّدِ(1)

بادرت أمراً

وقال علیه السلام:

قَالُوا بِمَكَّةَ بَيْتُ مَالٍ دَائِرٌ *** وَكُنُونُهُ مِنْ لُؤلُوْ وَزَبَرْجَدِ

بادَرْتُ أَمْراً حَالَ رَبِّي دُونَهُ *** وَاللَّهُ يَدْفَعُ عَنْ خَرَابِ المَسْجِدِ

فَتَرَكْتُ فِيهِ مِنْ رِجَالي عُصْبَةٌ *** نُجَبَاءَ ذوي حَسَبٍ وَرَبِّ مُحَمَّدِ(2)

أهل العلى

وقال علیه السلام:

إِذَا مَا طَلَبتَ خِصَالَ النَّدَى *** وَقَدْ عَضُكَ الدَّهْرُ مِنْ جُهْدِهِ

فَلا تَطْلُبَنَّ إلى كَالِحٍ(3) *** أصَابَ اليَسَارَةُ مِنْ كَدْهِ

ولكِنْ عَلَيْكَ بِأَهْلِ العُلى *** وَمَنْ وَرِثَ المَجْدَ عَنْ جَدْهِ

ص: 506


1- كنز الفوائد 94/1 وفيه: أن الصادق جعفر بن محمد الصادق علیه السلام كان يتمثل كثيراً بهذين البيتين: الأبيات وأعلام الدين في صفات المؤمنين ص 180
2- مسند الرسول الأعظم 134/2 وفيه: روى ابن بابويه في كتاب النبوة أنه قال أبو عبد الله علیه السلام: إن تبعاً قال للأوس والخزرج: كونوا ههنا حتى يخرج هذا النبي، أما أنا لو أدركته لخدمته ولخرجت معه، وروي أنه قال: الأبيات
3- الكالح: العبوس

فَذَاكَ إِذَا جِلْتَهُ طَالِباً *** تُحِبُّ اليَسَارَةَ مِنْ جَدِّهِ(1) (2)

فسد الإخاء

وقال علیه السلام:

لا تَجْزَعَنَّ لوحدَةٍ وَتَفرُّدِ *** وَمِنَ التَّفَرُّدِ فِي زَمَانِكَ فَازْدَدِ

فَسُدَ الإِخَاهُ فَلَيْسَ ثَمَّ أُخْوَةٌ *** إِلَّا التَّمَلَّقَ بِاللَّسَانِ وَبِاليَدِ

وَإِذَا نَظَرْتَ جَمِيعَ مَا بِقُلُوبِهِمْ *** أَبْصَرْتَ سُمَّ نَقِيعِ سُمٌ(3) الأَسْوَدِ

وَإِذَا فَتَثْتَ ضَمِيرَهُ مِنْ قَلْبِهِ *** وَافَيْتَ عَنْهُ مَرَارَةٌ لاَ تَنْفَدِ(4)

قافية الراءِ

دولتنا

وقال علیه السلام:

لِكُلِّ أُنَاسِ دَوْلَةٌ يَرْقَبُونَها(5) *** وَدَوْلَتُنَا فِي آخِرِ الدَّهْرِ تَظْهَرُ(6) أمالي الصدوق ص 396 روضة الواعظين ص 267، النجم الثاقب 339/1، منتخب الأثر ص 174 وفيهم: كان الصادق جعفر بن محمد علیه السلام يقول: الأبيات كرمان

ص: 507


1- الجدّ هنا من الجود، أي العطاء
2- مناقب آل أبي طالب 296/4 وفيه: دخل الأشجع السلمي على الصادق علیه السلام: فوجده عليلاً فجلس وسأل عن علة مزاجه قال له الصادق علیه السلام: تعدَّ عن العلة واذكر ما جئت له، فقال: ألبسك الله منه عافية *** في نومك المعتري وفي أرقك تخرج من جسمك السقام كما *** أخرج ذل الفعال من عنقك فقال: یا غلام ايش معك؟ قال: أربعمائة قال: أعطها للأشجع. وفي عروس أن سائلاً سأله حاجة فأسعفها فجعل السائل يشكره فقال علیه السلام: الأبيات
3- في إرشاد القلوب «ثم»
4- إرشاد القلوب ص 99، مستدرك الوسائل 390/11 - 27/391 وفيهما: عن سفيان الثوري قال: قصدت جعفر بن محمد علیه السلام، فأذن لي بالدخول، فوجدته في سرداب ينزل اثنتي (اثنتي ليست في المصدر) عشرة مرقاة فقلت: يابن رسول الله، أنت في هذا حاجة الناس إليك! فقال: «يا سفيان، فسد الزمان، وتنكر الإخوان، وتقلب الأعيان، فاتخذنا الوحدة سكناً، أمعك شيء تكتب؟ قلت: نعم، فقال اكتب: الأبيات»
5- في روضة الواعظين «ترقبونها»
6- في منتخب الأثر «يظهر»

النعل لها

وقال علیه السلام:

إِنْ عَادَتِ العَقْرَبُ عُدْنَا لَهَا *** وَكَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَهْ(1)

أهل البصائر

و قال علیه السلام:

مُحالٌ وُجُودُ النَّارِ فِي بَيْتِ ظُلْمَةٍ *** وَأَنْ يَهْتَدِي فِي ظِلِّ حَيْرَانَ حَائِرُ

فَلا تَطْمَعُوا فِي العَدْلِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ *** وَلا فِي هُدى مِنْ غَيْرِ أَهْلِ البَصَائِرِ(2)

قافية العين

هذا محال

وقال علیه السلام:

تَعْصِي الإلهَ وَأَنْتَ تُظهِرُ حُبَّهُ *** هَذَا مُحَالٌ(3) فِي الفِعَالِ(4) بَدِيعُ

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ *** إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ(5)

مثل النجوم

وقال علیه السلام:

لا المُسْرُ يَطْرُقُنَا يَوْماً فَيُبْطِرُنَا *** وَلا لأَزْمَةِ دَهْرِ نُظْهِرُ الجَزَعا

ص: 508


1- بحار الأنوار 104/31 - 105
2- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 166/2
3- في روضة الواعظين والمناقب «العمرك»
4- في فلاح السائل «القياس»
5- أمالي الصدوق ص 396، روضة الواعظين 418/2، مناقب آل أبي طالب 297/4، فلاح السائل ص 158، بحار الأنوار 3/15/67 «باب حب الله» بهذا الإسناد: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير، قال حدثني من سمع أبا عبد الله الصادق علیه السلام يقول ما أحب الله عز وجل من عصاه ثم تمثل فقال: الأبيات

إِنْ سَرَّنَا الدَّهْرُ لَمْ نَبْهَجُ لِصِحْتِهِ *** أوْ سَاءَنَا الدَّهْرُ لَمْ تُظهِرْ لَهُ الهَلَعا(1)

مِثْلُ النُّجُومِ عَلَى مِضْمَارِ أَوَّلِنَا *** إِذَا تَغَيَّبَ نَجْمْ آخَرُ طَلَعا(2)

قافية اللام

اليأس كفر

وقال علیه السلام:

فَلاَ تَجْزَعُ إِذَا أَعْسَرْتَ يَوْماً *** فَكَمْ أَرْضَاكَ بِالمُسْرِ الطَّوِيلِ

وَلاَ تَيْأَسَ فَإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ *** لَعَلَّ اللَّهَ يُغْنِي عَنْ قَلِيلِ

وَلاَ تَظُنَّنْ بِرَبِّكَ غَيْرَ خَيْرٍ *** فَإِنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالجَمِيل(3)

عتبت على الدنيا

وقال علیه السلام:

عَتَبْتُ عَلى الدُّنْيَا وَقُلْتُ إِلَى مَتَى *** تَجورِينَ بِالهَمُ الَّذِي لَيْسَ يَنْجَلِي

فَكُلُّ شَرِيفِ مِنْ سُلَالَةِ هَاشِمٍ *** يَكُونُ عَلَيْهِ الرزْقُ غَيرُ مَسَهِّلِ

فَقَالَتْ نَعَمْ يَابْنَ البَتُولِ لِأَنَّني *** حَقَدْتُ عَلَيْكُمْ حِينَ طَلَّقَنِي عَلِي(4)

ص: 509


1- الهلع: الجزع والحزن
2- مناقب آل أبي طالب 298/4
3- الفرج بعد الشدة 296/1 وفيه: جاء رجل إلى جعفر بن محمد، فشكا إليه الإضافة، فأنشده جعفر بن محمد: الأبيات. قال الرّجل: فذهب عنّي ما كنت أجد. وروى البيت الأول ابن أبي سعد وقال بعده: فإن العر يتبعه يسار *** وقيل الله أصدق كل قيل ثم جاء بالبيتين الثاني والثالث، كما جاء أعلاه، وزاد بعد ذلك بيتاً خامساً، وهو: ولو أن العقول تسوق رزقاً *** لكان المال عند ذوي العقول
4- الصلة بين التصوف والتشيع للدكتور مصطفى الشبيبي ج 1 ص 194 ناقلا عن سلك الدرر للمرادي طبعة بولاق مصر عنهما عبير الرسالة للسيد مرتضى الحسيني ص 106

قافية الميم

صبر الكريم

وَإِذَا بُلِيتَ بِعُسْرَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا *** صَبرَ الكَرِيم فَإِنَّ ذلِكَ أَحْزَمُ

لا تَشْكُون إِلى العِبَادِ فَإِنَّمَا *** تَشْكُو الرَّحِيمَ إِلى الَّذِي لاَ يَرْحَمُ(1)

خلقن شتى

وقال علیه السلام

أَلاَ إِنَّ النِّسَاءَ خُلِقْنَ شَتَّى *** فَمِنْهُنَّ الغَنِيمَةُ وَالغَرَامُ

وَمِنْهُنَّ الهلالُ إِذَا تَجَلَّى *** لِصَاحِبِهِ وَمِنْهُنَّ الظَّلام

فَمَنْ يَظْفُرْ بِصَالِحِهِنَّ يَسْعَدُ *** وَمَنْ يُغْبَنْ فَلَيْسَ لَهُ انْتِقَامُ(2)

قافية النون

اختر لنفسك

وقال علیه السلام:

إِعْمَلْ عَلَى مَهْلِ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ *** وَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا الإِنْسَانْ

ص: 510


1- الإمام الصادق (دخيّل) ص 99
2- بحار الأنوار 11/232/100 بهذا الإسناد: ابن المتوكّل، عن الحميريّ، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله علیه السلام: إنّ صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوّج فقال: انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك وأمانتك، فإن كنت لا بدّ فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق واعلم أنهنّ كما قال: الأبيات. وهنّ ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياء ولآخرته ولا تعين الدَّهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير، وامرأة صخّابة ولأجة همّازة تستقل الكثير ولا تقبل اليسير

فَكَأَنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ يَكُ إِذْ مَضَى *** وَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَدْ كَانْ(1)

النفس النفيسة

وقال علیه السلام:

أُثَامِنُ(2) بِالنَّفْسِ النَّفِيسَةِ رَبَّهَا *** فَلَيْسَ لَهَا فِي الخَلْقِ كُلّهم ثَمَنْ

بِهَا يَشْتَرِي الجَنَّاتِ إِنْ أَنَا بِعْتُهَا *** بِشَيءٍ سواها إِنَّ ذلِكُمُ غُبُنْ

إِذَا ذَهَبَتْ نَفْسِي بِدُنْيَا أَصَبْتُهَا *** فَقَدْ ذَهَبَتْ نَفْسِي وَقَدْ ذَهَبَ الثَّمَنْ(3)

مساكن القدس

وقال علیه السلام:

كُنَّا نُجُوماً يُسْتَضَاهُ بِنَا(4) *** وَلِلبَرِيَّةِ نَحْنُ اليَوْمَ بُرْهَانُ

نَحْنُ البُحُورُ الَّتِي فِيهَا لِغَائِصِكُمْ *** دُرِّ ثَمِينٌ وَيَاقُوتٌ وَمَرْجَانُ

مَسَاكِنُ القُدْسِ وَالفِرْدَوْسِ نَمْلِكُهَا *** وَنَحْنُ للقُدْسِ وَالفِرْدَوْس خُزَّانُ

مَنْ شَذَ عَنَا فَبَرْهُوت(5) مَسَاكِنُهُ *** وَمَنْ أَتَانَا فَجَنَّاتٌ وَوِلدَانُ(6)

قافية الهاء

سبعة أيام

وقال علیه السلام:

تَوَّقَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ قَدْاطْرَدَتْ *** فِي كُلِّ شَهْرٍ هِلَالِي مَنَاحِسُهَا

ص: 511


1- بحار الأنوار 3/172/68 بهذا الإسناد: ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن سمع أبا عبد الله علیه السلام يقول: الأبيات. و 7/265/68 باب 76 الاستعداد للموت»
2- المثامنة: المقاولة في الثمن عند المبايعة
3- مناقب آل أبي طالب 297/4، الكبريت الأحمر ص 128، أعيان الشيعة 222/4
4- في الإمام علي علیه السلام الهمداني «في الأصل كنا نجوماً...»
5- بَرَهوت: بشر بحضرموت، يقال: شرُّ بئر في الأرض بَرَهوت
6- مناقب آل أبي طالب 298/4، الإمام علي علیه السلام من حبه عنوان الصحيفة ص 507

فَثَالِثُ الشَّهْرِ مَذْمُوم وَخَامِسُهُ *** وَثَالِثُ العَشْرَةِ الوُسْطَى وَسَادِسُها

ثُمَّ الحش حَادِي عشرين فَخِشَيَتُهُ *** حَتْمٌ رابعُها أَيضاً وَخَامِسُهَا(1)

قلبك ساهي

وقال علیه السلام:

أنْتَ فِي غَفْلَةٍ وَقَلبُكَ سَاهِي *** نَفِدَ العُمْرُ وَالذُّنُوبُ كَمَاهِي

جَمَّةٌ حَصَلَت عَلَيْكَ جَمِيعاً *** فِي كِتَابِ وَأَنْتَ عَنْ ذَاكَ سَاهِي

لَمْ تُبَادِر بِتَوبَةٍ مِنْكَ حَتَّى *** صِرْتَ شَيخاً وَحَبْلُكَ اليَومَ وَاهِي

عَجَباً مِنْكَ كَيْفَ تَضحَكُ جَهلاً *** وَخَطَايَاكَ قَدْ بَدَت لإلهي

فَتَفكَّر فِي نَفْسِكَ اليَوْمَ جَهداً *** وَاسأل عَن نَفسِكَ الكَرِيَّ يا مناهِي(2)

قافية الياء

إذا متنا بعثنا

وقال علیه السلام:

وَلَوْ أَنَّا إِذَا مُتْنَا تُركنا *** لكَانَ المَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ شَيءِ

وَلكِنَّا إِذَا مُتْنَا بُعِثْنَا *** وَنُسْأَلُ بَعْدَ ذَا عَنْ كُلِّ شَيْءِ(3)

ص: 512


1- الاثني عشرية ص 288
2- جامع الأحاديث للقمي ص 264 بهذا الإسناد: حدّثني أبو القاسم علي بن محمد بن علي العلوي، قال: سمعت محمد بن أحمد السّناني، قال: سمعت علي بن محمد العلوي العريضي يقول: سمعت عبد العظيم بن عبد الله الحسني يقول: سمعت أحمد بن عيسى العلوي يقول: سمعت أبا صادق يقول: سمعت الصّادق جعفر بن محمد علیه السلام يقول يتمثّل لأبي ذرّ الغفاري رحمة الله عليه: الأبيات. ودار السلام 71/4
3- دار السلام 279/3 وفيه عن الصادق علیه السلام أنه قال لعبد الله بن جندب: حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه؛ فيكون محاسب نفسه فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يجزى يوم القيامة، وفي رسالة أخرى للسيد أو لغيره في الحديث لا يكون من المتقين حتى يحاسب نفسه فيعلم طعامه وشرابه ولبسه. وعنه علیه السلام قيّدوا أنفسكم بمحاسبتها، واملكوها بمخالفتها، تأمنوا من الله الرهب وتدركوا عنده الرغب، فإن الحازم من قيد نفسه بالمحاسبة؛ وملكها بالمغالبة، وأسعد الناس من انتدب بمحاسبة نفسه وطالبها حقوقها بيومه. وأمسه وعنه علیه السلام: الكيّس من دان نفسه أي يحاسبها وعمل لما بعد الموت وطالبها، وقد عرفت من خبر الفلاح أنّ أوقات المحاسبة وقت النوم، فقف نفسك حينئذ للحساب واجعلها بمنزلة شريك غدار خداع متجاهر بالعداوة مستعين بعدو مخاصم مكار مثله، للنبوي المتقدم ولقوله علیه السلام أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، وقوله تعالى: «إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً» (فاطر/ 6) وقوله تعالى: «وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا ينصرون» (الأعراف/ 202) ثم اسألها عن بضاعة عمرك فيما أنفقته وبما صرفته وأي ذخيرة به اكتسبته؟ فهل فني رأس المال في لذايذها ومآربها فحصلت الخسارة؟ أو كان بذله في الطاعة فريحت التجارة؟ وقل لها: الأبيات

ص: 513

ص: 514

الإمام موسى بن جعفر علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأمه حميدة بنت صاعد المغربي وكانت على درجة عالية من الصلاح والتقوى وكانت بربرية وقيل انها أندلسية أُم ولد تكنى لؤلؤة.

ولد سلام الله عليه يوم الأحد في السابع من صفر الأحزان سنة 128 ه في منطقة الأبواء بين مكة والمدينة.

كناه علیه السلام: أبو الحسن الأول، أبو الحسن الماضي، أبو إبراهيم، أبو علي، أبو إسماعيل.

ألقابه علیه السلام: العبد الصالح، النفس الزكية، زين المجتهدين، الوفي، الصابر، الأمين، الزاهر وسمي بذلك لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التام، والكاظم وسمي بذلك لما كظمه من الغيظ وغض بصره عما فعله الظالمون به، والكاظم الممتلىء خوفاً وحزناً.

صفاته علیه السلام: كان علیه السلام أزهراً إلاّ في الغيظ لحرارة مزاجه، حسن الوجه، شديد السمرة، ربعاً، كث اللحيةّ كان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً بالقرآن، فكان إذا قرأ يحزن وبكى وبكى السامعون لتلاوته وكان أجل الناس شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأسخاهم بناناً، وأفصحهم لساناً، وأشجعهم جناناً.

اولاده علیه السلام: أولاده علیه السلام ثلاثون فقط ويقال سبعة وثلاثون: فأبناؤه

ص: 515

ثمانية عشر: علي الإمام، إبراهيم، العباس، القاسم، عبد الله، إسحاق، عبيد الله، زيد الحسن، والفضل من أُمهات أولاد، إسماعيل، جعفر، هارون، والحسن من أُم ولد أحمد محمد، وحمزة من أُم ولد، يحيى، عقيلّ وعبد الرحمن.

والمعقبون منهم ثلاثة عشر: علي الرضا علیه السلام، إبراهيم، العباس، إسماعيل، محمد، عبد الله، عبيد الله، الحسن، جعفر، إسحاق، وحمزة.

وبناته تسع عشرة: خديجة، أم فروة أم أبيها، عليّة، فاطمة الكبرى، فاطمة الصغرى، تريهة، كلثوم، أم كلثوم، زينب، أم القاسم، حكيمة، رقية الصغرى، أم وحية، أم سلمة، أم جعفر، لبابة، أسماء، إمامة، وميمونة، من أمهات الأولاد.

حياته مع أبيه ومدة إمامته علیه السلام: أقام علیه السلام مع أبيه عشرون سنة ويقال عشرة سنة، وبعد أبيه خمساً وثلاثين سنة وهي مدة إمامته، وقام بالأمر وله من العمر عشرون سنة، وقيل أقام مع أبيه أربع عشرة سنة.

الحكام الذين عاصرهم: كان في سني إمامته بقية ملك المنصور، ثم ملك المهدي عشر سنين وشهراً وأياماً، ثم ملك الهادي سنة وخمسة عشر يوماً، ثم ملك الرشيد ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً، وبعد مضي خمس عشرة سنة من ملك الرشيد استشهد مسموماً في حبس السندي ابن شاهك.

شاعره علیه السلام: السيد الحميري.

بوابه علیه السلام: محمد بن المفضل.

نقش خاتمه علیه السلام: الملك لله وحده، وقيل: حسبي الله.

حكمه وكلماته القصار: إياك أن تمنع في طاعة الله، فتنفق مثليه في معصية الله.

- المؤمن مثل كفتي ميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه.

ص: 516

- ليس حسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذی.

- لا تحدثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر، فإن من حدث نفسه بالفقر يبخل، ومن حدثها بطول العمر يحرص.

- وقال علیه السلام ينادي مناد القيامة: ألا من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا وأصلح، فأجره على الله.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام يوم الجمعة في يوم الخامس والعشرين من رجب المرجب سنة 183 ه وقيل في السادس من رجب، وهو ابن أربع أو خمس وخمسين سنة في سجن السندي بن شاهك. وكان هارون الرشيد قد حمله من المدينة لعشر ليالٍ بقين من شوال سنة تسع وسبعين ومائة، ثم شخص هارون إلى الحج وحمله معه، ثم انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ثم أشخصه إلى بغداد، فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفي مسموماً في حبسه، وقد قضى علیه السلام فترة عمره في السجن إذ سجنه المهدي العباسي هارون الرشيد في البصرة عند عيسى بن جعفر كما أشرنا، ثم عند الفضل بن الربيع في بغداد، ثم عند السندي بن شاهك، ودفن علیه السلام في جانب الكرخ في مقابر قريش.

ص: 517

ص: 518

قافية الباء

زعمت سخينة

وقال علیه السلام:

زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها *** وَلَيَغْلِبَنَّ(1) مُغَلَبُ(2) الغُلابِ(3)

ص: 519


1- في مهج الدعوات والصحيفة الكاظمية (فليغلبن)
2- في عيون أخبار الرضا ومهج الدعوات والصحيفة الكاظمية (مغالب)
3- أمالي الصدوق ص 307 - 308/ 2 «المجلس الستون» بهذا الإسناد: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال وقع الخبر إلى موسى بن جعفر علیه السلام وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته: بما تشيرون، قالوا: نرى أن تتباعد عن هذا الرجل وأن تغيّب شخصك منه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن علیه السلام ثم قال البيت. ورواه الصدوق أيضاً في عيون أخبار الرضا علیه السلام 7/79/1 بهذا الإسناد: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا علي بن هارون الحميري، قال حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: ثني أبي عن علي بن يقطين قال: أنهى الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم إليه موسى بن المهدي في أمره، فقال لأهل بيته: ما تشيرون؟ قالوا: نرى أن تتباعد عنه وأن تغيب شخصك، فإنه لا يؤمن شره، فتبسم أبو الحسن علیه السلام ثم قال: زعمت سخينة أن ستغلب ربها *** وليغلبن مغالب الغلاب ورواه ابن شهر آشوب في مناقبه 331/4، ورواه ابن الصباغ في الفصول المهمة ص 236، ورواه أيضاً ابن طاووس في مهج الدعوات ص 219 ونسب البيت إلى كعب بن مالك أخي بني سلمة، وورد البيت في الصحيفة الكاظمية ص 102

قافية الدال

كان العدو

وقال علیه السلام:

تَنَّحَ عَنِ القَبِيحِ وَلاَ تُرِدْهُ

ثم قال: أجز، فقلت: وَمَنْ أَوْلَيْتَهُ حُسْناً فَزِدْهُ

ثم قال:

سَتَلْقَى مِنْ عَدُوِّكَ كُلَّ كَيْدٍ

فقلت: إِذَا كَانَ العَدُوُّ فَلاَ تَكِدْهُ(1)

قافية العين

زعم الفرزدق

وقال علیه السلام:

زَعَمَ الفَرَزْدَق أَنْ سَيُقْتَلَ مَربعاً *** أَبْشِرْ بِطُولِ سَلاَمَةٍ يَا مَرْبِع(2)

قافية القاف

من لا يستحق

وقال علیه السلام:

نُوَاصِلُ مَنْ لاَ يَسْتَحِقُ وِصَالَنَا *** مَخَافَةَ أَنْ نَبْقَى بِغَيْرِ صِدِيقِ(3)

ص: 520


1- البحار 264/11 وفيه: عن الإمام موسى بن جعفر علیه السلام قال: دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي، فأجلسني أبي بين يديه وقال يا بني اكتب: تنح عن القبيح... إلخ
2- المناقب ج 2 ص 370 عنه مسند الإمام الكاظم علیه السلام ج 1 ص 60 باب ماجرى بينه علیه السلام وبين المهدي ح 11
3- الإمام موسى بن جعفر علیه السلام (دخيل) ص 8

قافية الميم

إذا ظمنت

وقال علیه السلام:

أَنْتَ رَبِّي(1) إِذَا ظَمِنْتُ مِنَ المَاءِ *** وَقُوتِى إِذَا أَرَدْتُ الطَّعَامَا(2)

ص: 521


1- في نور الأبصار للشبلنجي «شربي»
2- الأنوار النعمانية 85/4 - 87 وفيه: من الأخبار الرقيقة المروحة خبر شقيق البلخي قال خرجت حاجاً في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت القادسية، فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم فنظرت إلى فتى حسن الوجه فوق ثيابه ثياب من صوف مشتمل بشملة في رجليه نعلان وقد جلس منفرداً، فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس في طريقهم والله لأمضين إليه ولأوبخنه فدنوت منه، فلمّا رآني مقبلاً قال يا شقيق اجتنبوا كثيراً من الظنّ إنّ بعض الظنّ إثم، ثمّ تركني ومضى فقلت في نفسي إنّ هذا الأمر عظيم قد تكلّم بما في نفسي وتكلّم باسمي وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنه ولأسألنّه ان يحالني، فأسرعت في أثره فلم الحقه وغاب عن عيني فلمّا نزلنا راقصة فإذا هو به يصلّي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري، فقلت هذا صاحبي أمضي إليه وأستحله، فصبرت حتّى جلس وأقبلت نحوه، فلما رآني مقبلاً قال يا شقيق «واتل انّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى»، ثم تركني ومضى فقلت إنّ هذا الفتى لمن الأبدال لقد تكلّم على سرّي مرّتين، فلما نزلنا زبالة إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي ماء فسقطت الركوة من يده في البئر وأنا أنظر إليه فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول شعراً: البيت. اللهمّ سيّدي ما لي غيرها فلا تعدمنيها، قال شقيق فوالله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها فمدّ يده وأخذ الركوة وملأها ماء فتوضأ وصلّى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحرّكه ويشرب، فأقبلت إليه وسلّمت عليه فردّ عليّ السلام فقلت أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك فقال يا شقيق لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثمّ ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكّر فوالله ما شربت قطّ ألذّ منه ولا أطيب ريحاً فشبعت ورويت وأقمت أيّاماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً ثمّ لم أره حتّى دخلنا مكة فرأيته ليلة إلى جنب قبّة الشراب في نصف الليل قائماً يصلّي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما رأى الفجر جلس مصلاّه يسبح، ثمّ قام فصلى الغداة وطاف بالبيت أسبوعاً وخرج فتبعته وإذا له غاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه، فقلت لبعض من رأيته يقرب منه من هذا الفتى؟ فقال: هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام، فقلت قد عجبت أن تكون هذه العجايب إلاّ لمثل هذا السيّد. ونور الأبصار للشبلنجي ص 149

أنّى يكون

وقال علیه السلام:

أنَّى يَكُونُ وَلاَ يَكُونُ وَلَمْ يَكُنْ *** لِلمُشْرِكِينَ دَعَائِمُ الإِسْلَامِ

لِبَنِي البَنَاتِ نَصِيبُهُمْ مِنْ جَدِّهِمْ *** وَالعَمُّ مَتْرُوكٌ بِغَيْرِ سِهَامِ

ما لِلطَّلِيقِ وَالتُّرَاتِ وَإِنَّمَا *** سَجَدَ الطَّلِيقُ مَخَافَةَ الصَّمْصَامِ

وَبَقَى ابْنُ نَثْلَةَ وَاقِفاً مُتَلدِّداً *** فِيهِ وَيَمْنَعُهُ ذَوو الأَرْحَامَ

إِنَّ ابْنَ فَاطِمَةَ المُنَوَّهَ بِاسْمِهِ *** حَازَ التُّرَاثَ سِوَى بَنِي الأَعْمَامِ(1) الاحتجاج 344/2 - 345 وفيه: وروي عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم علیه السلام أنّه قال: لما سمعت بهذا البيت - وهو لمروان بن أبي حفصة -:

أنّى يكون ولا يكون ولم يكن *** لبني البنات وراثة الأعمام

دار في ذلك ليلتي فنمت تلك اللّيلة فسمعت هاتفاً في منامي يقول: الأبيات

أنا العلوي الفاطمي

وقال علیه السلام:

أَنَا ابْنُ مِنَى وَالمَشْعَرَينِ وَزَمْزَمٍ *** وَمَكَّةَ وَالبَيْتِ العَتِيقِ المُعَظَّمِ

وَجَدِّي النَّبِيُّ المُصْطَفَى وَأَبِي الذِي *** وِلايَتُهُ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِم

وأمى البَتُولُ المُسْتَضَاءُ بِنُورِهَا *** إِذَا مَا عَدَدْنَاهَا عَدِيلَةَ مَرْيَم

وَسِبْطَا رَسُولِ اللهِ عَمِّي وَوَالِدِي *** وَأَوْلاَدُهُ الأَطُهَارُ تِسْعَةُ أَنْجُمِ

مَتَى تَعْتَلِقُ مِنْهُمْ بِحَبْل ولآيَةٍ *** تَفُرْيَوْمَ يُجْزَى الفَائِزُونَ وَتَنْعم

أَئِمَّةُ هَذَا الخَلْقِ بَعْدَ نَبِيْهِمْ *** فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَعْلَمْ بِذلِكَ فَاعْلَمِ

أَنَا العَلَوِيُّ الفَاطِمِيُّ الَّذِي ارْتَمَى *** بِهِ الخَوْفُ وَالأَيَّامُ بِالمَرْءِ تَرْتَمِي

ص: 522


1- رواه الصدوق رحمه الله في العيون 175/2، الباب 43، برقم 2 مسنداً غير أنّه الرّضا علیه السلام، مع زيادة، فراجع

فَضَاقَتْ بِي الأَرْضُ الفَضَاءُ بِرَحْبِهَا *** وَلَمْ أَسْتَطِعْ نَيْلَ السَّمَاءِ بِسُلَّم

فَالمَمْتُ بالدَّارِ الَّتِي أَنَا كَاتِبٌ *** عَلَيْهَا بِشِعْرِي فَاقْرَ إِنْ شِئْتَ وَالمم

وسَلِّم لأَمْرِ اللَّهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ *** فَلَيْسَ أَخُو الإِسْلامِ مَنْ لَمْ يُسلَّم(1)

قافية النون

لأنتقمنّ منكم

وقال علیه السلام:

هَبِ الدُّنْيا تُؤَاتِينا سِنِينا *** فَتَكْدُرُ تَارَةً وَتَلَذُ حِينا

فَمَا أَرْضَى بِشَيْءٍ لَيْسَ يَبْقَى *** وَأَتْرُكُهُ غَداً للوارِثِينَا

كَأَنِّي بِالتُّرَابِ عَلَيَّ يُحْثَى *** وَبِالإِخْوَانِ حَوْلِي نَائِحِينا

وَيَوْمٌ تَزْفُرُ النِيرَانُ فِيهِ *** وَتُقْسِمُ جَهْرَةٌ للسَّامِعِينَا

وَعِزَّةِ خَالِقِي وَجَلالِ رَبِّي *** لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْكُم أَجْمَعِينَا(2)

قافية الهاء

كُنْ بِالعَزَاءِ مُدَافِعاً

وقال علیه السلام:

كُنْ لِلِمَكَارِهِ بِالعَزَاءِ مُدافعاً *** فَلَعْلَّ يَوْماً لا تَرَى مَا تَكْرَهُ

فَلَرُبَّمَا اسْتَتَرَ الفَتَى فَتَنَافَسَتْ *** فِيهِ العُيُونُ وَإِنَّهُ لَمُمَوَّهُ

وَلَرُبَّمَا خَزَنَ الأدِيبُ لِسَانَهُ *** حَذَرَ الجَوَابِ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ

وَلَرُبَّمَا ابْتَسَمَ الوَقُورُ مِنَ الأَذَى *** وَضَمِيرُهُ مِنْ حَرِّه يَتَأَوَّهُ(3)

ص: 523


1- بحار الأنوار: ج 181/48 وعنه حياة الإمام موسى بن جعفر علیه السلام 1/ 274 - 275
2- إحقاق الحق 312/12
3- حياة الإمام موسى بن جعفر علیه السلام للقرشي 274/1 وفيه: قد ذكر الشيخ المفيد له أبياتاً تلاها الإمام الرضا علیه السلام على المأمون ونسبها علیه السلام إلى أبيه: الأبيات. والإمام موسى بن جعفر علیه السلام (دخيّل) ص 84

إحدى ثلاث

وقال علیه السلام:

لَمْ تَخْلُ أَفْعَالُنَا اللَّاتِي(1) نُذَمُّ بِهَا *** إحدى ثَلاثِ خِصَالٍ حِينَ نُبْدِيهَا(2)

إِمَّا تَفَرُّدُ بَارِينَا بِصِنْعَتِهَا *** فَيَسْقُطُ اللَّوْمُ عَنَّا حِينَ نَأْتِيهَا(3)

أَوْ كَانَ يُشْرِكُنَا فِيهَا فَيَلْحَقُهُ *** مَا كَانَ يَلْحَقُنَا مِنْ لاَئِمِ فِيهَا

أَوْ لَمْ يَكُنْ لِإِلهِي فِي جِنَايَتِهَا *** ذَنْبٌ فَمَا الذَّنْبُ إِلا ذَنْبُ جَانِيهَا(4)

ص: 524


1- في العوالم «التي»
2- في حياة الإمام موسى بن جعفر علیه السلام «إحدى ثلاث معان حين نأتيها»
3- في حياة الإمام موسى بن جعفر علیه السلام «ننشيها»
4- أعلام الدين ص 318 وفيه: روي عن أبي حنيفة أنه قال: أتيت الصادق علیه السلام لأسأله مسائل فقيل لي: إنه نائم، فجلست أنتظر انتباهه، فرأيت غلاماً - خماسياً أو سداسياً - عن جميل المنظر، ذا هيبة وحسن سمت، فسألت عنه، فقالوا: هذا موسى بن جعفر، فسلّمت عليه وقلت له: يا ابن رسول الله، ما تقول في أفعال العباد، ممن هي؟ فجلس ثم تربّع وجعل كمه الأيمن على الأيسر وقال: «يا نعمان، قد سألت فاسمع، وإذا سمعت فعه، وإذا وعيت فاعمل: إن أفعال العباد لا تعدو من ثلاث خصال: إمّا من الله على انفراده، أو من الله والعبد شركة، أو من العبد بانفراده، فإن كانت من الله على انفراده، فما باله - سبحانه - يعذب عبده على ما لم يفعله، مع عدله ورحمته وحكمته! وإن كانت من الله والعبد شركة، فما بال الشريك القوي يعذّب شريكه على ما قد شركه فيه وأعانه عليه؟» ثم قال: «استحال الوجهان، یا نعمان» فقال: نعم. فقال له: «فلم يبق إلا أن يكون من العبد على انفراده»، ثم أنشأ يقول: الأبيات. وروى الأبيات البحراني في عوالم العلوم والمعارف الإمام موسی بن جعفر علیه السلام 309 - 310/ ح 2 والقرشي في حياة الإمام موسى بن جعفر علیه السلام

الإمام علي بن موسى الرضا علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الجواد بن علي السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأمه تكتم وسمّاها الإمام الكاظم علیه السلام عندما أنجبت له الإمام الرضا علیه السلام الطاهرة، وقيل إن أم الرضا علیه السلام تسمّى سكن النوبيّة، وسمّيت نجمة، وسمّيت سمّان وتكنى أم البنين، وقيل خيزران.

ولادته علیه السلام: ولد الإمام الرضا علیه السلام يوم الخميس في يوم 11 ذي اليوم القعدة الحرام سنة 148 ه في المدينة المنورة وقيل كانت ولادته يوم الجمعة وقيل سنة 153 ه بعد وفاة الإمام الصادق علیه السلام بخمس سنين.

كناه علیه السلام: أبو الحسن والخاص أبو علي، وقيل أبي بكر كما في مقاتل الطالبيين.

القابه علیه السلام: سراج الله، نور الهدى، قرة عين المؤمنين، مكيدة الملحدين، كفو الملك، كافي الخلق، رب السرير، رءّاب(1) التدبير، الفاضل، الصابر، الصدّيق، الرضي، الرضا، وإنما سمّي لأنه كان رضي الله تعالى في سمائه ورضي لرسوله والأئمة صلی الله علیه وآله بعده في أرضه، وقيل لأنه رضي به المخالف والمؤالف وقيل لأنه رضي به المأمون.

ص: 525


1- الرءّاب: المصلح

زوجاته علیه السلام: أم حبيب أو أم حبيبة بنت المأمون العباسي، سبيكة من أهل بيت مارية زوجة رسول الله صلی الله علیه وآله، أم ولده إبراهيم.

أولاده علیه السلام: ولد له خمس بنين وابنة واحدة: محمد الإمام، أبو جعفر الثاني، أبو محمد الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسن وعائشة فقط وقيل لم يكن له من الأولاد سوى الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد لا غيره.

حياته مع أبيه ومدة إمامته: عاش مع أبيه تسعاً وعشرين سنة وأشهراً وبعد أبيه عشرين سنة وهي مدة إمامته علیه السلام وبعد أن بويع له بولاية العهد ضربت باسمه الدراهم والدنانير.

الخلفاء الذين عاصرهم: كان في سني إمامته بقية ملك الرشيد، ثم ملك الأمين ثلاث سنين وثمانية عشر يوماً، وملك المأمون عشرين سنة، وثلاثة وعشرين يوماً وأخذ البيعة في ملكه للرضا علیه السلام بعهد المسلمين من غير رضى في الخامس من شهر رمضان سنة 201 ه وزوجه ابنته أم حبيب أول سنة 202 ه وقيل 203 ه وهو يومئذ ابن خمس وخمسين سنة وقيل ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر وقيل أربعة أشهر، وقام بالأمر وله تسع وعشرون سنة وشهران.

الإمام الرضا علیه السلام والتشريع: قلما يجد الباحث باباً من أبواب الفقه أو فصلاً من فصوله ليس للإمام الرضا علیه السلام حديث فيه أو رأي، وقد يجد المرء عشرات الأحاديث، ونسب إليه بعض العلماء كتاباً في الفقه يعرف بالفقه الرضوي، وادعى هؤلاء أنه من تأليف الإمام الرضا علیه السلام وبخط يده. وقد نسب إليه المحدثون: رسالة في الطب، ونسب إليه أيضاً صحيفة الرضا، وكتاب محض الإسلام وشرائع الدين وقد أسندهما إليه جماعة من المحدثين فيما تردد آخرون في صحة هذه النسبة، وعد آخرون من مؤلفاته أجوبة مسائل ابن شاذان، وعلل ابن شاذان وغير ذلك.

أصحابه والرواة عنه: إبراهيم بن محمد الأشعري، الفضل بن محمد الأشعري، الحسين بن بشار، أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، الحسن ابن محمود السرّاد، عبد الله بن طاووس أحمد بن عمر الحلبي، علي بن

ص: 526

عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين علیه السلام، أحمد بن محمد بن عيسى، وغيرهم الكثير.

شعراوه علیه السلام: دعبل الخزاعي، أبو نؤاس، إبراهيم بن العباس الصولي.

بوابه علیه السلام: محمد بن الفرات.

نقش خاتمه علیه السلام: ما شاء الله، وقيل: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقيل: كان يتختم بخاتم أبيه علیه السلام ونقشه: حسبي الله.

عظاته وحكمه علیه السلام: قال علیه السلام: لا يتم عقل امرىء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل الخير الكثير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، ولا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله أحب إليه من الغنى، والذل في الله أحب إليه من العز مع أعدائه، والخمول أشهى إليه من الشهرة، والعاشرة أن لا يرى أحداً إلا قال هو خير مني وأتقى، تواضع له ليلحق به، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده، وطاب خيره، وحسن ذكره، وساد أهل زمانه.

وسئل علیه السلام عن خير العباد فقال: خيار العباد الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا أُغضبوا غفروا.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام في يوم الثلاثاء في 23 من ذي القعدة الحرام سنة 203 ه في طوس وكان له من العمر 55 سنة ومات مسموماً في سمّ دسّه له المأمون العباسي في شراب الرمان، وقيل انه مات على أثر حم أصابته فاعتل منها ثلاثة أيام، ولكن القول بوفاته مسموماً هو ما عليه الإجماع من محدثي السنة والشيعة، وقيل توفي في قرية يقال لها سنا اباد.

ص: 527

ص: 528

قافية الألف

أنسى السرّ

قال علیه السلام:

وَإِنِّي لأَنْسَى السِّرَّكَيْ لَا أُذِيعُهُ *** فَيَا مَنْ رَأَى سِراً يُصَانُ بِأَنْ يُنْسَى

مَخَافَةَ أَنْ يَجْرِي بِبَالِي ذِكْرُهُ *** فَيَنْبُذُهُ قَلْبِي إِلى مُلْتَوِي الحَشَا

فَيُوشِكُ مَنْ لَمْ يُفْشِ سراً وَجَالَ فِي *** خَوَاطِرِه أَنْ لا يُطِيقَ لَهُ حَبْساً(1)

قافية الباء

يتّعظ اللّبيب

وقال علیه السلام

نَعَى نَفْسِي إِلى نَفْسِي الْمَشِيبُ *** وَعِنْدَ الشَيْبِ يَتَّعِظُ اللَّبِيبُ

فَقَدْ وَلَّى الشَّبَابُ إِلَى مَدَاهُ *** فَلَسْتُ أَرَى مَوَاضِعَهُ يَؤُبُ

سأبكيهِ وَأَنْدُبَهُ طويلاً *** وَادْعُوهُ إليَّ عَسَى يُجِيبُ

ص: 529


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 174/2 - 175، مستدرك الوسائل /37/302/12 بهذا الإسناد: حدثنا محمد بن موسى المتوكل رضي الله عنه ومحمد بن محمد بن عصام الكليني وأبو محمد الحسن بن أحمد المؤدب وعلي بن عبد الوراق وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني (ره) رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم العلوي الجواني، عن موسى بن محمد المحاربي؛ عن رجل ذكر اسمه عن أبي الحسن الرضا علیه السلام: الأبيات

وَهَيْهَاتَ الَّذِي قَدْفَاتَ عَنِّي *** تُمَنِّينِي بِهِ النَّفْسُ الكَذُوبِ

وَرَاعَ الغَانِيَاتِ بَيَاضُ رَأْسِي *** وَمَنْ مُدَّ البَقَاءُ لَهُ يُشِيبُ

أَرَى البِيضَ الحِسَانَ يَجِدنَ عَنِّي *** وَفِي هُجْرَانِهِنَّ لَنَا نَصِيبُ

فَإِنْ يَكُن الشَّبَابُ مَضَى حَبِيباً *** فَإِنَّ الشَّيْبَ أَيْضاً لِي حَبِيبُ

سَأَصْحَبُهُ بِتَقْوَى اللَّهِ حَتَّى *** يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الأَجَلُ القَرِيبُ(1)

هجرني الصديق

وقال علیه السلام:

إِنِّي لَيَهْجُرُنِي الصَّدِيقُ تَجَنُّباً *** فَأُرِيهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسَبابا

وَأَرَاهُ إِنْ عَاتَبْتُهُ أَغْرَيْتُهُ *** فَأَرى لَهُ تَرْكَ العِتَابِ عِتَابا

وَإِذَا بُلِيتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَكُم *** يَجِدُ المُحَالَ مِنَ الأُمُورِ صوابا

أَوْلَيْتُهُ مِنّي السُّكُوتَ وَرُبَّمَاً *** كَانَ السُّكُوتُ عَنِ الجَوَابِ جَوابا(2)

ص: 530


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 8/178/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: حدثني إبراهيم بن محمد الحسني، قال: بعث المأمون إلى أبي الحسن الرضا علیه السلام جارية، فلما أدخلت إليه اشمأزت من الشيب فلما رأى كراهيتها ردها إلى المأمون وكتب إليه بهذه الأبيات شعراً: الأبيات. ورواه الطبرسي في أعلام الورى 79/2 بهذا النص: نعى نفسي إلى نفسي المشيبُ *** وعندَ الشيب يتّعظُ اللبيبُ فقد ولّى الشبابُ إلى مداهُ *** فلمستُ أرى مواضعه تؤوبُ سابكيهِ وأندبهُ طويلاً *** وأدعوهُ إليّ عسی بجیبُ وهيهاتَ الذي قد فاتَ منهُ *** تمنّينيِ بهِ النفسُ الكذوبُ وراعَ الغانياتِ بياضُ رأسي *** ومَن مُدّ البقاءُ له یشیبُ أرى البيض الحسانِ يحدنَ عنّي *** وفي هجرانهنّ لنا نصیبُ فإن يكن الشبابُ مضى حبيباً *** فإن الشيب أيضاً لي حبيبٌ ساصحبه بتقوى اللهِ حتّى *** يفرّقَ بيننا الأجلُ القريبُ ورواه القمي في منتهى الأمال 339/2 - 340، ووردت الأبيات في المجالس السنية 5/ 382
2- بحار الأنوار 176/71 - 13/177 «باب 11 فضل الصديق وحد الصداقة» بهذا الإسناد: ابن المتوكّل وابن عصام والمكتّب والورّاق والدّقاق جميعاً عن الكليني عن عليّ بن إبراهيم العلوي، عن موسى بن محمد المحاربي، عن رجل ذكر اسمه قال: قال المأمون للرضا علیه السلام: أنشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل وترك عتاب الصديق فقال علیه السلام: الأبيات. ونور الأبصار للشبلنجي ص 158 بهذا النص: إني ليهجرني الصديق تجنبا *** فأری بان لهجره أسبابا وأراه إن عاتبته أغريته *** فأرى له ترك العتاب عتابا فإذا بليت بجاهل متحكم *** يجد الأمور من المحال صوابا أوليته مني السكوت وربما *** كان السكوت عن الجواب [جوابا]

أعذر أخاك

وقال علیه السلام:

إعذِرْ أَخَاكَ عَلَى ذُنُوبهْ *** وَاسْتُرْ وَغَطِّ عَلَى عُيُوبِهُ

وَاصْبِرْ عَلَى بهتِ السَّفيه *** وللزَّمَانِ عَلَى خُطُوبهُ

وَدَعِ الجَوَابَ تَفَضُّلاً *** وَكِلِ الظُّلُومَ إِلى حَسِيبهْ(1)

ص: 531


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 4/176/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل المعروف بابن الخباز سنة أربع عشرة وثلثمائة قال: حدثنا إبراهيم بن الكاتب، قال حدثنا أحمد بن الحسين كاتب أبي الفياض؛ عن أبيه قال: حضرنا مجلس علي بن موسى علیه السلام، فشكا رجل أخاه فأنشأ يقول: الأبيات. وبشارة المصطفى ص 78 بهذا الإسناد: أخبرنا الشيخ الفقيه الأمين أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن رحمه الله في ذي القعدة سنة اثني عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عند باب الوداع، قال حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن عباس الدروسي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وهو متوجه إلى مكة للحج، قال حدثني أبي محمد بن أحمد، قال حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسين بن بابويه، قال حدثني أبي رحمهم علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه قال حضرت مجلس الرضا وهو بالمدينة فشكا إليه أخاه فانشاء علیه السلام يقول: الأبيات. وكشف الغمة 62/3 و 119، الفصول المهمة ص رجل أحمد الله عن 247، إحقاق الحق 356/12، بحار الأنوار 18/92/71، نور الأبصار للشبلنجي 155 وفيه: واصبر على سفه السفيه...، المجالس السنية ص 381، مسند الإمام الرضا علیه السلام 394/2 وفيه: واصبر على بهب السفيه

قافية التاء

قبر بطوس

وقال علیه السلام:

وَقَبْرٌ بِطُوسٍ يَا لَهَا مِنْ مُصِيبَةٍ *** تَوَقَّدُ فِي الأحْشَاءِ بالحَرَقَاتِ

إلى الحَشْرِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ قَائِماً *** يُفَرِّجُ عَنَّا الهَمَّ وَالكُرُبَاتِ(1)

ص: 532


1- أعلام الورى 66/2 - 68 بهذا الإسناد: عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ على الرضا علیه السلام بمرو فقال له: يا بن رسول الله، إنّي قد قلت فيكم قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك. فقال علیه السلام: «هاتها» فأنشده: مدارسُ آیاتٍ خلتْ من تلاوةٍ *** ومنزلُ وحيِ مقفرُ العرصاتِ فلما بلغ إلى قوله: أرى فيؤهم في غيرهم مُتقسَّماً *** وأيديهمُ مِن فَبئهم صفراتِ بكي أبو الحسن الرضا علیه السلام وقال له: «صدقت يا خزاعي». فلما بلغ إلى قوله: إذا وتروا مدُّوا إلى واتريهمُ *** أكفّاً عن الأوتارِ مُنقبضاتِ جعل الرضا علیه السلام يقلب كفّيه ويقول: «أجل والله منقبضات». فلما بلغ إلى قوله: لقد خفتُ في الدنيا وأيّام *** وانِي لأرجو الأمنَ بعدَ وفاتي قال الرضا علیه السلام: «آمنك الله يوم الفزع الأكبر». فلما انتهى إلى قوله: وقبرٌ ببغداد لنفسٍ زكيّةٍ *** تضمَّنها الرحمنُ في الغُرفاتِ قال الرضا علیه السلام: «أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟» فقال: بلى يا ابن رسول الله. فقال علیه السلام: الأبيات. فقال دُعبل: يا بن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الرضا علیه السلام: «قبري، ولا تنقضي الأيّام والليالي حتّى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له». ثمّ نهض الرضا علیه السلام بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه، فدخل الدار فلمّا كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار - وفي رواية غيره: ستّمائة دينار - وقال له: يقول لك مولاي: «إجعلها في نفقتك». فقال دعبل: والله ما لهذا جئت، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء، وردّ الصرّة وسأل ثوباً من ثياب الرضا ليتبرّك به ويتشرّف، فانفذ إليه الرضا علیه السلام بجبّة خزّ مع الصرّة وقال للخادم: «قل له: خذ هذه الصرة فإنّك ستحتاج إليها، ولا تراجعني فيها» فانصرف دعبل وصار من مرو في قافلة فوقع عليهم اللصوص وأخذوا القافلة وكتّفوا أهلها وجعلوا يقسّمون أموالهم، فتمثّل رجلٌ منهم بقوله: أرى فيؤهم في غيرهم متقسّماً *** وأيديهم من فيشهم صفرات فقال دعبل: لمن هذا البيت؟ قال: لرجل من خزاعة. قال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة. فحلّوا كتافه وكتاف جميع القافلة، وردّوا إليهم ما أخذ منهم. وسار دعبل حتّى وصل إلى قم وأنشدهم القصيدة فوصلوه بمال كثير وسألوه أن يبيع الجبة منهم بألف دينار فأبى، وسار عن قم فلحقه قومٌ من أحداثهم وأخذوا الجبّة منه، فرجع دعبل وسألهم ردّها عليه فقالوا: لا سبيل لك إليها فخذ ثمنها ألف دينار، فقال: على أن تدفعوا إليّ شيئاً منها، فأعطوه بعضها وألف دينار. وانصرف دعبل إلى وطنه فوجد اللصوص أخذوا جميع ما في منزله، فباع المائة دينار التي وصله بها الرضا علیه السلام من الشيعة كلّ دينار بمائة درهم، وتذكّر قول الرضا علیه السلام: «إنّك ستحتاج إليها». وروى الأبيات الصدوق في عيون أخبار الرضا علیه السلام 34/263/2، وكمال الدين 373/ ح 6، والمفيد في الإرشاد 263/2، والطبري في دلائل الإمامة ص 182 - 183، وابن شهر آشوب في المناقب 354/4، و 366/4 - 368، والكشي في رجاله 504 / رقم 970، والأربلي في كشف الغمة 318/2، وابن الصباغ في الفصول المهمة ص 248، والبحراني في مدينة المعاجز 185/7 - 189، والمجلسي في بحار الأنوار 4/2/99، والقندوزي في ينابيع المودة 309/3 - 1/310 «الباب 80»، وفي كتاب كشف الأستار ص 67 - 68، والقمي في منتهى الآمال 404/2 - 406، والصافي في منتخب الأثر 226 - 227/ ح 3 «باب 17»، ومسند الإمام الرضا علیه السلام 188/1 - 189، و 1/ 427 - 428/ 392

ارغب لمولاك

وقال علیه السلام:

وَاعَجَباً لِلْمَرْهِ فِي لَذَّتِهِ *** يَجُرُّ ذَيْلَ التِّيهِ فِي خَطْرَتِهِ

يَزْجُرُه الوَعْظُ فَلاَ يَنْتَهِي *** كَأَنَّهُ المَيْتُ فِي سَكْرَتِهِ

يُبَارِزُ اللَّهَ بِعِصْيَانِهِ *** جَهْراً وَلاَ يَخْشَاهُ فِي خَلْوَتِهِ

وَإِنْ يَقَعُ فِي شِدَّةٍ يَبْتَهِلُ *** فَإِنْ نَجَا عَادَ إِلى عَادَتِهِ

اِرْغَبْ لِمَوْلَاكَ وَكُنْ رَاشِداً *** وَاعْلَمْ بِأَنَّ العِزَّ فِي خِدْمَتِهِ

وَاتْلُ كِتَابَ اللَّهِ تُهْدَى بِهِ *** وَاتَّبِعِ الشَّرْعَ عَلَى سُنَّتِهِ

لا تَحْتَرصُ فَالحِرْصُ يُزرِي الفَتَى *** وَيُذْهِبُ الرَّوْنَقَ مِنْ بَهْجَتِهِ

والحَظُّ لا تَجْلِبُهُ حِيلَةً *** كَيْفَ يَخَافُ المَرْهُ مِنْ فَوْتَتِهِ؟

ص: 533

مَا قَاتَكَ اليَوْمَ سَيَأْتِي غَداً *** مَا فِي الَّذِي قُدْرَ مِنْ حِيلَتِهِ

وَالرِّزْقُ مَضْمُونٌ عَلَى وَاحِدٍ *** مَفَاتِحُ الأَشْيَاءَ فِي قَبْضَتِهِ

قَدْ يُرْزَقُ العَاجِزُ مَعَ عَجْزِهِ *** وَيُحْرَمُ الكَيْسُ مِنْ فِطْنَتِهِ

لا تَنْهَرِ المِسْكِينَ يَوْماً أَتَى *** لَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ عَنْ نَهْرَتِهِ

إِنْ عَضَكَ الدَّهْرُ فَكُنْ صَابِراً *** عَلَى الَّذِي نَالَكَ مِنْ عَضَّتِهِ

أَوْ مَسَّكَ الضُرُّ فَلَا تَشْتَكِي *** إِلاَّ لِمَنْ تَطْمَعُ فِي رَحْمَتِهِ

لِسَانُكَ احْفَظَهُ وَصُنْ نُطْقَهُ *** وَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ مِنْ عَثْرَتِهِ

فَالصَّمْتُ زَيْن وَوِقَارٌ وَقَدْ *** يُؤْتَى عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ لَفْظَتِهِ

مَنْ أَطْلَقَ القَوْل بِلا مُهْلَةٍ *** لاَ شَكٌّ أَنْ يَعْثَرَ فِي عَجْلَتِهِ

مَنْ لَزِمَ الصَّمْتَ نَجَا سَالِماً *** لا يَنْدَمُ المَرْءُ عَلَى سَكْتَتِهِ

مَنْ أَظْهَرَ النَّاسَ عَلَى سِرِّهِ *** يَسْتَوْجِبُ الكَيَّ عَلَى مُقْلَتِهِ

مَنْ مَازَحَ النَّاسَ اسْتَخَفُّوا بِهِ *** وَكَانَ مَذْمُوماً عَلَى مِنزْحَتِهِ

مَنْ جَعَلَ الخَمْرَ شِفاءٌ لَهُ *** فَلا شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ

مَنْ نَازَعَ الأَقْيَالَ فِي أَمْرِهِمْ *** بَاتَ بَعِيدَ الرَّأْسِ عَنْ جُثَّتِهِ

مَنْ لاَعَبَ الثُّعْبَانَ فِي كَفِّهِ *** هَيْهَاتَ أَنْ يَسْلَمَ مِنْ لَسْعَتِهِ

مَنْ عَاشَرَ الأَحْمَقَ فِي حَالِهِ *** كَانَ هُوَ الأَحْمَقُ فِي عِشْرتِهِ

لاَ تَصْعَبِ النَّذْلَ فَتَرْدَى بِهِ *** لا خَيْرَ فِي النَّذْلِ وَلاَ صُحْبَتِهِ

مَنْ اعْتَرَاكَ الشَّكُّ فِي جِنْسِهِ *** وَحَالِهِ فَانْظُرْ إِلى شِيمَتِهِ

مَنْ غَرَسَ الحَنْظَلَ لا يَرْتَجِي *** أَنْ يَجْتَنِي السُّكَّرَ مِنْ غَرْسَتِهِ

مَنْ جَعَل الحَقَّ لَهُ نَاصِراً *** أيَّدَهُ اللَّهُ عَلَى نُصْرَتِهِ

لا تَطْلُبِ الإِحْسَانَ مِنْ غَادِرٍ *** يَرُوغُ كَالثَّعْلَبِ فَي رَوْغَتِهِ

وَإِنْ تَزَوَّجَتَ فَكُنْ حَاذِقاً *** وَاسْأَلْ عَنِ الغُصْنِ وَعَنْ مَنْبَتِهِ

يَا حَافِرَ الحُفْرَةِ أَقْصِر فَكَمْ *** مِنْ حَافِرِ يُصْرَعُ فِي حُفْرَتِهِ

يَا ظَالِماً قَدْ غَرَّهُ ظُلْمُهُ *** أَيُّ عَزِيزِ دَامَ فِي عِزَّتِهِ

ص: 534

المَوْتُ مَخْتُومٌ لِكُلِّ الوَرَى *** لا بُدَّ أنْ تَجْرَعَ مِنْ غُصَّتِهِ(1)

ص: 535


1- جواهر الأدب 432/2، منتهى الأمال 363/2 بهذا النص: ارغب لمولاك وكن راشداً *** واعلم بأنّ العزّ في خدمته وائل كتاب الله تُهدّ به *** واتبع الشرع على سنّته لا تحترص فالحرص يزري الفتى *** ويُذهب الرونق من بهجته لسانك احفظه وصِّن نطقه *** واحذر على نفك من عشرته فالصمت زين ووقار وقد *** يؤتى على الإنسان من لفظته من جعل الخمر شفاء له *** فلا شفاه الله من علّته لا تصحب النذل فتردی به *** لا خير في النذل ولا صحبته لا تطلب الإحان من غادر *** يروغ كالشعلب في روغته وإن تزوّجت فكن حاذقاً *** واسأل عن الغصن وعن منبته یا حافر حفرة أقصر فكم *** من حافر يُصرع في حفرته ياظالماً قد غرّه ظلمه *** أيّ عزيز دام في عزّته الموت محتوم لكلّ الورى *** لا بدّ ان تجرع عن غصّته وفي مجلة الموسم، العدد 18، سنة 1994 م / 1414 ه وجدنا القصيدة مخمسة من قبل الشيخ إبراهيم الوعيظي البعلبكي، وهي: الحمد لله على نعمته *** والشكر الله على منته إذ ألهم التوحيد مع رحمته *** نسأله الموت على ملته والفوز والتخليد في جنته ونسأل الله بجاه البشير *** محمد الهادي السراج المنير ينجنا من حر نار السعیر *** وكل عاص بالنبي يستجیر وآله والصحب مع عشرته ولا يؤاخذنا بذنب مضى *** وليهب العفو لنا والرضا وأن يلاطفنا بلطف القضا *** ولا يكن عن أمرنا معرضا فالفضل والإحسان من سيمته إن ابن آدم هو محل الزلل *** في غالب الأوقات ينسى العمل إذا ترجى بالرجاء ائکل *** وأن يقع في شدة ابتهل فإن نجا عاد إلى عادته کم من نوى التوبة في شدته *** إذا شفى يقلع عن زلته عاد إلى العادات في صحته *** واعجبا للمرء في دنيته يجر ذيل التيه في خطرته محب في الدنيا مصر وهي *** تغره وهو لها مشتهی مفتون في زينتها ملتهي *** یزجره الوعظ فلا ینتهي كأنه الميت في سكرته يطاوع النفس بحرمانه *** یقعد عن خدمة ديانه يغتر بالدنيا وشيطانه *** ببارز ارز الله بعصیانه جهراً ولا يخشاه في خلوته قد فاز عبد راكعاً ساجدا *** منیب الله له حامدا يا من إلی زلته عائدا *** أرغب لمولاك وكن راشدا واعلم بأن العز في خدمته وجالس العالم تحظی به *** ولا تعن ظالم فتبلی به واسلك طريق العلم من بابه *** واتل كتاب الله تهدی به واتبع الشرع على سنته واقنع بماقل وما قد أتى *** واصبر على الحر وبرد الشتا ولا تقول الرزق يأتي متى *** لا تحرصن فالحرص يزري الفتى ويذهب الرونق من بهجته واصبر على ما نلت من نيلة *** واعلم بأن الدهر ذو ميلة ولا تحل يوماً ولا ليلة *** فالرزق لا يجلبه حيلة فلا يخاف المرء من فوتته دع ما مضى واعمل على المبتدأ *** واقصد لمولاك هو المقصدا واقنع من الوبل بسقط الندى *** ما فاتك اليوم سيأتي غدا ما في الذي قدّر من حيلته وارع جناب الحق في حقه *** القابض الباسط في رزقه إن أسعد العبد فمن يشقه *** قضاؤه المحتوم في خلقه وحكمه النافذ مع قدرته فسلم الأمر إلى ناقد *** يرزق من يسعى ومن راقد ولا تكن تقنط كالجاحد *** فالرزق مضمون على واحد مفاتح الأرزاق في قبضته کم جاهل يخطر في عزه *** وعالم والقوت لم يجزه يموت موت الدود في قزه *** قد يرزق العاجز مع عجزه ويحرم الكيس مع فطنته فامدح لمن ذم وصف وانعتا *** فالله يمحو ما يشا أثبتا وان تريد الخير ياذا الفتى *** لا تنهر المسكين يوماً أتى فقد نهاك الله عن نهرته واحسن له دوماً وكن ناصرا *** واجبر إذا كنت له كاسرا واعف إذا كنت له قادرا *** إن عضك الدهر فكن صابرا على الذي نالك من عضته وقل لنفسك اظهري صبركي *** واعتبري السالف من قبلكي ثم احذري يا نفس أن تهلكي *** إن مسك الضر فلا تشتكي إلا لمن يطمع في رحمته وابعد عن الكذاب من خلقه *** فالمرء محمود علی صدقه والجار لا تقذف في حقه *** لسانك احفظه وصن نطقه واحذر على نفسك من عشرته واعتقد العقل فهو المعتقد *** ولتترك الشر ودع من حقد ولتك بين الناس كالمفتقد *** فالصمت زين ووقار وقد يؤتى على الإنان من لفظته فقيّد اللفظ على قلة *** فللقضا لا بد من غفلة وامهل ولا تضجر من مهلة *** من أطلق القول على عجلة لا شك أن يعثر في عجلته لسانك الجاني غدا حاكما *** عليك فاحذر حاكما ظالما فكفه لا ترتجع نادما *** من لزم الصمت نجا سالما لا يندم المرء على سكتته فمن أراد الفوز من شره *** لا يظهر المخفي من سره ومن صبر يجز على صبره *** من أظهر الناس على سره يستوجب الكي على مقلته واجتنب المزح ومعقوبه *** واعلم بأن الشر ينمو به واحذر من المزاح تعنو به *** من مازح الناس استخفوا به وكان مذموماً على مزحته واهجر ذوي المزح وذا مهزل *** وعش خلي البال في منزل يا دائراً ادور من مغزل *** كن عن جميع الناس في معزل قد يسلم المعزول في عزلته من مسه الضر وقد حله *** فليجعل الله طبيباً له الكافي الشافي لمن عله *** من جعل الخمر شفاء له فلا شفاه الله من علته والملك الجائر في عصره *** أوصيك لا تحضر في حضره فلست محتاجاً إلى نصره *** من نازع السلطان في قصره أضحى طريح الرأس عن جثته واعلم بأن الموت في كفه *** وبين ايديه ومن خلفه ما فاز من عاداه في خلفه *** من لاعب الثعبان في كهفه هيهات أن يسلم من لدغته لا تصحب الجاهل كالواله *** لو أنه يعطيك من ماله يؤذيك لا شك بأفعاله *** من عاشر الأحمق في حاله كان هو الأحمق في عشرته قد ينسب المرء لأنابه *** فلينظر المرء لأصحابه ياذا الذي للنصح أولى به *** لا تصحب النذل فتردی به لا خير في النذل ولا صحبته واحذر على نفسك من نفسه *** واستغن بالوحدة عن أنسه فأصله ينجيك عن غرسه *** إن اعتراك الشك في جنسه وحاله فانظر إلى سيمته فالمرء كالجوهر والبهرج *** ينبيك عن جوهره المبهج كالشوك لا ظل له يلتجي *** من غرس الحنظل لا يرتجي أن يجتني السكر من غرسته فاجتن للخير وكن ذاكرا *** لأنعم الله إذا شاكرا وأبعد عن الباطل فيما ترى *** من جعل الحق له ناصرا أيده الله على نصرته وكن على الحق ومن أهله *** یحبك الله على فعله واعدل كما تؤمر في عدله *** واقنع بما أعطاك من فضله واشكر لمولاك على نعمته ما دام شيء قط على حاله *** فدع لمن غرّ بآماله واترك أخا الجهل لأفعاله *** وانظر إلى الحر وأحواله واجلسه بين الناس في رتبته الناس بالناس ذوي ملجأ *** فخذ صفاء الود ممن صفا الخير بالخیر فكن مبدا *** لا بارك الله العلي في امرىء يلدغ كالعقرب في لدغته لا تبذل الوجه إلى فاجر *** مستحدث النعمة أو حائر واقصد جناب الطيب الطاهر *** لا تطلب الإحسان من غادر يروغ كالشعلب في روغته والجار أكرم کل وقت یکن *** وكل صعب وعزيز يهن إن أمنك يوماً له لا تخن *** لا خير في الجار إذا لم يكن ذا عفة يؤثر في عفته تهدي الهدايا لذوي حشمة *** وترغب الخلق لذي حرمة فاستمعوا ما قيل من حكمة *** الناس خدام لذي نعمة وكلهم يرغب في خدمته وكل نفس نحوه اجلبت *** وفي قضا حاجاته أرغبت إن بعدت منه وإن قربت *** حتى إذا نعمته أسلبت ولو أخلوه أخا حرقته فهكذا الدهر يوق الشقا *** فلا تكن يوماً به واثقا واحذر من النسوان طول البقا *** وإن تزوجت فكن حاذقا واسأل عن الغصن وعن منبته وقبل ما تشبك في حبلهم *** فسل عن القوم وعن أصلهم واستخبر الجيران عن فعلهم *** وابحث عن الأصهار مع شغلهم من عنصر الحي ومن قربته واحذر من الأحداث أي هيئة *** للمرد في الصحبة والعشرة وخف وقوع الفحش والفتنة *** لا بد للامرد من لحية تسلب بديع الحسن من وجنته ولازم التوبة واعنو بها *** ثم ازجر النفس لتهدي بها واحذر بأن تظهر معيوبها *** من كشف العورة يزنو بها يخاف أن يكشف عن صورته قد فاز من عدل فيما حكم *** ومن ظلم يهلك مع من ظلم فاسمع لما قالوه أهل الحكم *** يا حافر الحفرة أقصر فكم من حافر يصرع في حفرته يا ويل للظالم ياويله *** يمسكه المظلوم من ذيله يا ظالماً دام على ميله *** احذر دعا المظلوم في ليله فربما يقبل في دعوته وكن على المسكين ذا رأفة *** واستر لمن أعوز من خرقة وارحم غريباً ذل في غربة *** سيما إذا كان أخا حرقة وبات يسقى الدمع من عبرته غريب عن منزله قد خلا *** وذاق ما مر وما قد حلا إن رمت أن ترقى مراقي العلا *** فاكرم غريب الدار واعمل على راحته ما دام في غربته ما منح الرحمن من منحة *** أحسن من وجد ومن صحة فاسمح وكن في الناس ذا سمحة *** فمن یکن بالمال ذا شحة تذمه الناس على شحته قد ساد عبد زانه حلمه *** وحاكم عدله حكمه فقل لمن أنكره علمه *** يا ظالماقد غره ظلمه أي عزيز دام في عزته لو عمر الإنسان عمر القرى *** لا بد أن يدفن تحت الثرى يا من عصي ارجع وخل المرا *** فالموت محتوم لكل الورى لا بد أن تجرع من غصته یا من تلاشی عمره وانقضى *** رواعظ الشيب له حرضا اسمع كفاك الله شر القضا *** معنی قصید لابن موسى الرضا فافهم نظام الدر من حكمته فالدر قد اصدره صونه *** والنيل يصفر به لونه والكون قد أحكمه کونه *** فاسألك يا رب تكن عونه وارحمه ياذا العرش في غربته واغفر لمن خمسها بعده *** يرجو من الله بها سعده فالعبد قد أحرقه بعده *** یا کافیا یا شافيا عبده آنس لإبراهيم في وحدته واغفر لنا يا غافرا ذنبنا *** وجازنا بالعفو يا ربنا أسألك مولاي تزل كربنا *** وصل يا رب على قطبنا نبینا الطيب في تربته محمد المختار خير الأمم *** وهاديا للنور بعد الظلم والآل والأصحاب أهل الكرم *** والتابعين الغر أهل الشیم ما دام ذكر الله في أمته

ص: 536

ص: 537

ص: 538

ص: 539

قافية الدال

ليس لي ذنب

و قال علیه السلام:

لَيْسَ لِي ذَنْبٌ وَلاَ ذَنْبَ لِمَنْ *** قَالَ لِي يَا عَبْدُ أَوْيَا أَسْوَدُ

إِنَّمَا الذَّنْبُ لِمَنْ أَلْبَسَنِي *** ظُلمَةٌ وَهُوَ الَّذِي لاَ يُحْمَدُ(1)

زفر جديد

وقال علیه السلام:

لآلِ مُحَمَّدِ فِي كُلِّ عَصْرِ *** تَجَدَّدَ فِي أَذَى زَفر جَدِيدُ

ص: 540


1- نور الأبصار للشبلنجي ص 157

إِذَا زَفرٌ مَضَى زَفرٌ تَوَلَّى *** يَشِيبُ نَواصياً طَفْلٌ وَلِيدُ(1)

قافية السين

السراج السليط

وقال علیه السلام:

تُضِيءُ كَضَوْءِ السَّرَاحِ السَّلِيطِ(2) *** لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحَاسِاً(3) (4)

ثوب الغنى

وقال علیه السلام:

لَبِسْتُ بِالعِفْةِ ثَوْبَ الغِنَى *** وَصِرْتُ أَمْشِي(5) شَامِخَ الراسِ

لَسْتُ إِلى النَّسْنَاسِ(6) مُسْتَأْنِساً *** لكِنَّنِي آنسُ بِالنَّاسِ

إذَا رَأَيْتُ النية مِنْ ذِي الغِنَى *** تِهْتُ عَلَى النَّائِهِ بِاليَاسِ(7)

ما إِنْ تَفَاخَرْتُ عَلَى مُعْدَمٍ *** وَلَا تَضَعْضَعْتُ لإِفْلاَسِ(8) (9)

ص: 541


1- الصراط المستقيم 26/3
2- السليط: الزيت الجيد، كل دهن عصر من حب
3- النحاس: النار الدخان
4- مناقب ابن شهر آشوب 338/4
5- في منتهى الآمال «أمسي»
6- في منتهى الآمال «الناس»
7- تاه يتيه تبهاً: تكبر. وعن أمير المؤمنين علیه السلام: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، وأحسن منه تبه الفقراء على الأغنياء اتكالاً على الله»
8- المعدم الفقير
9- مناقب آل أبي طالب 390/4 - 391، منتهى الأمال 481/2

قافية اللام

ظل زائل

وقال علیه السلام:

كُلْنَا نَامَلُ مَداً فِي الأَجَلُ *** وَالمَنَايَا هُنَّ آفَاتُ الأمل

لاَ تَغُرَّنَك أَبَاطِيلُ المُنَى *** وَالزَمُ القَصْدَ وَدَعْ عَنْكَ العِلَلَ

إِنَّمَا الدُّنْيَا كَفِلِ زَائِلِ *** حَلَّ فِيهِ رَاكِبٌ ثُمَّ رَحَلَ(1)

عند التّجمّل

وقال علیه السلام:

وَذِي غُلَّةٍ سَالَمْتُهُ فَقَهَرْتُهُ *** فَأَوْقَرْتُهُ مِنِّي لِعَفْوِ التَّجَمُّل

وَمَنْ لا يُدَافِعُ سَيِّئَاتِ عَدُوِّهِ *** بِإِحْسَانِهِ لَمْ يَأْخُذِ الطَّوْلَ مِنْ عَلِ

وَلَمْ أَرَ فِي الأَشْيَاءِ أَسْرَعُ مَهْلَكاً *** لِغَمْرِ قَدِيمٍ مِنْ ودادٍ مُعَجَّلِ(2)

ص: 542


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 7/177/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي؛ قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد، قال: حدثني عمي، قال: سمعت الرضا علیه السلام يوماً ينشد وقليلاً ما كان ينشد شعراً: الأبيات. إحقاق الحق 399/12، بحار الأنوار 78/95/70 «باب 122 حب الدنيا وذمها»، منتهى الأمال 361/2 - 362
2- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1/175/2 باب 143، مناقب آل أبي طالب 402/4 بهذا النص: وذي غيلة سالمته فقهرته *** فاوقرته مني بعفو التحمل ولم أر للأشياء أسرع مهلكاً *** لغمر قدیم من وداد معجل وبحار الأنوار /13/177/7 «باب 11 فضل الصديق وحد الصداقة» قالها علیه السلام بعد أن المأمون أن ينشده أحسن ما رواه في استجلاب العدو حتى يكون صديقاً طلب فقال علیه السلام: الأبيات

حق التقدم

وقال علیه السلام:

إِذَا كَانَ دُونِي مَنْ بُلِيتُ بِجَهْلِهِ *** أَبَيْتُ لِنَفْسِي أَنْ تُقَابَلَ بِالجَهْلِ

وَإِنْ كَانَ مِثْلِي فِي مَحَلِّي مِنَ النُّهَى *** أخَذْتُ بِحِلْمِي كَيْ أجل عَنِ المِثْلِ

وإِن كُنتُ أَدْنَى مِنْهُ فِي الفَضْلِ وَالحِجَى *** عَرَفْتُ لَهُ حَقَّ التَّقَدُّمِ وَالفَضْلِ(1)

المَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً

وقال علیه السلام:

إنَّكَ فِي دَارِ لَهَا مُدَّةٌ *** يُقْبَلُ فِيهَا عَمَلُ العَامِلِ

ألاَ تَرَى المَوْتَ مُحيطاً بِهَا *** يَكذِبُ فِيهَا أَمَلُ الأمِلِ؟

تُعَجِّلُ الذَّنْبُ لِمَا تَشْتَهِي *** وَتَأمَلُ التَّوْبَةَ فِي قَابِلِ

ص: 543


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 1/174/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا محمد بن موسى المتوكل رضي الله عنه ومحمد بن محمد بن عصام الكليني وأبو محمد الحسن بن أحمد المؤدب وعلي بن عبد الوراق وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم العلوي الجواني، عن موسى بن محمد المحاربي؛ عن رجل ذكر اسمه عن أبي الحسن الرضا علیه السلام أن المأمون قال له هل رويت من الشعر شيئاً فقال: قد رويت منه الكثير فقال أنشدني احسن ما رويته في الحلم فقال علیه السلام: الأبيات. ومناقب آل أبي طالب 402/4 بهذا النص: إذا كان من دوني بليت بجهله *** أبيت لنفسي أن أقابل بالجهل وإن كان مثلي في محلي من النهى *** أخذت بحلمي كي أجلّ من المثل وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى *** عرفت له حق التقدم والفضل وبحار الأنوار 54/420/68، ودار السلام 404/3 وفيهما: ابن المتوكّل وابن عصام والمكتّب والورّاق والدقّاق جميعا عن الكلينيّ، عن عليّ بن إبراهيم العلويّ، عن موسى ابن محمد المحاربيّ، عن رجل ذكر اسمه، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام أنّ المأمون قال له: هل رويت من الشعر شيئاً؟ فقال: قد رويت منه الكثير، فقال: أنشدني أحسن ما رويته في الحلم فقال علیه السلام: إذا كان دوني من بليت بجهله *** أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل... الأبيات

والمَوْتُ يَأْتِي أَهْلَهُ بَغْتَةً *** مَا ذَاكَ فِعْلُ الحَازِمِ العَاقِلِ؟(1)

قافية الميم

اللهمّ سلّم وتمّم

وقال علیه السلام:

إِذَا كُنْتَ فِي خَيْرٍ فَلَا تَغْتَرِرْ بِهِ *** وَلكِنْ قُلْ اللَّهُمَّ سَلّمْ وَتَمِّم(2)

أهدت لنا الأیام

وقال علیه السلام:

أَهْدَتْ لَنَا الأَيَّامُ بِطَّيخَةً *** مِنْ حللِ الأَرْضِ وَدَارِ السَّلامِ

تجمعُ أَوْصافاً عِظاماً وَقَدْ *** عَدَّدتها مَوْصُوفَةٌ بِالنّظامِ

كَذَاكَ قَالَ المُصْطَفَى المُجْتَبى *** مُحَمَّدٌ جَدِّي عَلَيْهِ السَّلامِ

مَاءٌ وَحَلْوَاءٌ وَرَيْحَانَةٌ *** فَاكِهَةٌ عُرض طَعَامِ إِدَامِ

تُنَقِّي المَثَانَة وَتُصَفِّي الوُجُوهَ *** تُطيُّب النّكْهَةَ عَشْرَ تَمَامِ(3)

ص: 544


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 3/176/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد بن المغيرة، قال: سمعت أبا الحسن الرضا علیه السلام يقول: الأبيات. الاختصاص ص 95، بحار الأنوار 77/95/70 «باب 122 حب الدنيا وذمها» وفيه: ما ذاك فعل الحازم العامل، في رحاب أئمة أهل البيت علیه السلام 4/ 150
2- عيون أخبار الرضا 178/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال حدثني محمد بن يحيى الصولي. قال: حدثنا أبو ذكوان، قال: حدثنا إبراهيم بن العباس، قال: كان الرضا علیه السلام ينشد كثيراً: الأبيات. كشف الغمة 328/2، منتهى الأمال 361/2، المجالس السنية 381/5
3- مكارم الأخلاق ص 188، بحار الأنوار 8/194/63، مسند الإمام الرضا علیه السلام 345/2

ما للطليق وللتراث

وقال علیه السلام:

أَنَّى يَكُونُ وَلَيْسَ ذَاكَ بِكَائِنِ *** للمُشْرِكِينَ دَعَائِمُ الإسْلاَمِ

لبَنِي البَنَاتِ نَصِيبُهُمْ مِنْ جَدِّهِمْ *** والعَمُّ مَتْرُوكٌ بِغَيْرِ سِهَامِ

ما للطِليقِ وَللتُّراثِ؟ وَإِنَّمَا *** سَجَدَ الطَّلِيقُ مَخَافَةَ الصَّمْصَام(1)

قَدْ كَانَ أَخْبَرَكَ القُرانُ بِفَضْلِهِ *** فَمَضَى القَضَاءُ بِهِ مِنَ الحُكّام(2)

إِنَّ ابْنَ فَاطِمَةَ المُنَوَّهِ بِاسْمِهِ *** حَازَ الوِرَاثَةَ عَنْ بَنِي الأَعْمَام

وَبَقَى ابْنُ نَتْلَةَ وَاقِعاً مُتَرَدِداً *** يبْكِي وَيُسْعِدُهُ ذَوُو الأَرْحَامِ(3) عيون اخبار الرضا علیه السلام 175/2 - 2/176 «باب 43» بهذا الإسناد:

حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي؛ عن سهل بن زياد الآدمي؛ عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: حدثني معمر بن خلاد وجماعة، قالوا: دخلنا على الرضا علیه السلام فقال له بعضنا: جعلنا الله فداك مالي أراك متغير الوجه؟! فقال علیه السلام: إني بقيت ليلتي ساهراً متفكراً في قول مروان بن أبي حفصة:

أنى يكون وليس ذاك بسكائن *** لبني البنات وراثة الأعمام

ثم نمت فإذا أنا بقائل قد أخذ بعضادة الباب وهو يقول: الأبيات.

ودار السلام 91/1 - 92. وأيضاً نسبت الأبيات للإمام موسى بن جعفر علیه السلام مع اختلاف يسير وقد ذكر ذلك تحت عنوان أنى يكون

قافية النون

الضغن بعد الضغن

وقال علیه السلام:

وَإِنَّ الضَّعْنَ بَعْدَ الضَّغْنِ يَفْشُو *** عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا(4)

ص: 545


1- المراد بالطليق العباس. الصمصام: السيف الصارم
2- الضمير في «بفضله» يرجع إلى علي علیه السلام
3- والمراد بابن نثلة العباس. وفي بعض النسخ «يرثى» بدل «يبكي»
4- مناقب آل أبي طالب 363/4، منتهى الآمال 358/2 وفيه: بعد الضغن يغشو

لو نطق الزمان

وقال علیه السلام:

يَعِيبُ النَّاسُ كُلُّهُمُ زَمَانا *** وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانا

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا *** وَلَوْ نَطَقَ الزَّمانُ بِنَا هَجَانَا

وَإِنَّ الذُّنْبَ يَتْرُكَ لَحْمَ ذِئْبٍ *** وَيَأكُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً عِياناً

لَبِسْنَا للخِدَاعِ مُسُوكَ طِيبِ *** وَوَيْلٌ لِلغَرِيبِ إِذَا أَتَانَا(1)

ص: 546


1- عيون أخبار الرضا علیه السلام 5/177/2 «باب 43» بهذا الإسناد: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبیه، الريان بن الصلت، قال: أنشدني الرضا علیه السلام العبد المطلب: الأبيات. وأعلام الورى 2 / 69، كشف الغمة 119/3، بحار الأنوار 15/ 125 - 64/126 وفيه: وأن الذئب يترك لهم ذئبٍ...، منتهى الآمال 361/2 برواية البحار وقال: وقد زيد في بعض المواضع على الابيات الثلاثة المتقدمة هذا البيت: لبسنا للخداع مسوك طيبٍ *** فويل للغريب إذا أتانا

الإمام محمد بن علي محمد بن علي الجواد علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم وأمه أم ولد ويقال إنها سبيكة، وكانت نوبيّة وقيل أيضاً أن اسمها خيزران وروي أنها كانت من أهل بيت مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلی الله علیه وآله، وقيل: ريحانة وتكنى ام الحسن.

ولادته علیه السلام: ولد علیه السلام في يوم الجمعة في 10 رجب المرجب سنة 195 ه في المدينة المنورة وقيل ولد ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ويقال للنصف من شهر رمضان سنة 195 ه، كان السادسة في من عمره حينما خرج والده الإمام الرضا علیه السلام من المدينة إلى خراسان سنة 200 ه وقد يكون فوق هذا السن.

كنيته علیه السلام: أبو جعفر، والخاص أبو علي.

ألقابه علیه السلام: المختار، المرضي، المتوكل، المتقي، الزكي، التقي، المنتجب، المرتضى، القانع، الجواد، العالم، الرباني، ظاهر المعاني، قليل التواني، المعروف بأبي جعفر الثاني.

صفاته علیه السلام: كان علیه السلام أبيض معتدلاً.

زوجاته علیه السلام: تزوج من أم الفضل بنت المأمون وسمانة المغربية.

أولاده علیه السلام: الإمام علي الهادي علیه السلام، موسى، فاطمة، اُمامة.

ص: 547

حياته مع أبيه ومدة ولايته: مدة ولايته علیه السلام سبع عشرة سنة، ويقال أقام مع أبيه سبع سنين وأربعة أشهر ويومين، وبعده ثماني عشرة سنة إلا عشرين يوماً وهي مدة إمامته علیه السلام.

الخلفاء الذين عاصرهم: كان في سني إمامته بقية ملك المأمون، ثم المعتصم والواثق، واستشهد أيام ملك الواثق.

وروده علیه السلام إلى بغداد: سبب وروده إلى بغداد إشخاص المعتصم له من المدينة المنورة، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة 220 ه وأقام بها حتى توفي علیه السلام.

الإمام الجواد علیه السلام يعود إلى المدينة: تذكر الروايات أن الإمام الجواد علیه السلام بعد أن تزوج من ابنة المأمون العباسي، رجع إلى المدينة المنورة ومعه زوجته أم الفضل، ولم يحدد الرواة السنة التي خرج فيها عائداً إلى المدينة مع زوجته أم الفضل.

أصحابه علیه السلام والرواة عنه: جران الخادم القراطيسي(1)، علي بن مهزيار الأهوازي، علي بن أسباط بن سالم، ويكنى بأبي الحسن المقري، الحسين بن سعيد الأهوازي، شاذان بن خليل النيسابوري، نوح بن شعيب البغدادي، محمد بن أحمد المحمودي، أبو يحيى الجرجاني، هارون بن الحسن بن محبوب، إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، أحمد بن إبراهيم المراغي، محمد بن الحسن بن شمون، وغيرهم كثير.

شعراؤه علیه السلام: حماد، داود بن القاسم الجعفري.

بوابه علیه السلام: عمر بن الفرات، عثمان بن سعيد السمان.

نقش خاتمه علیه السلام: نعم القادر الله.

بعض من أقواله علیه السلام: قال علیه السلام لا تعاد أحداً تعرف الذي بينه وبين تعالى، فإن كان محسناً فإنه لا يسلمه إليك، وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيه فلا تعاده، ولا تكن ولياً الله في العلانية وعدواً له في السر.

ص: 548


1- نسبة إلى القراطيس، كان يصنعها ويتاجر فيها، والقرطاس: الصحيفة

و قال علیه السلام: تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على الله هلكة، والإصرار على الذنب أمن لمكر الله، ولا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون.

و قال علیه السلام: العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء، وإن يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم، وإن العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام في يوم الثلاثاء آخر ذي القعدة الحرام سنة 220 ه وقبض وهو ابن خمس وعشرين سنة وفي رواية أن وفاته علیه السلام كانت في أواخر شهر ذي الحجة وقيل إنها كانت سنة 225 ه.

ولما رجع الإمام الجواد علیه السلام إلى بغداد بطلب من المعتصم لم يزل أي المعتصم - وجعفر بن المأمون وأعوانهما يدبرون لقتل الإمام علیه السلام وفي بعض الروايات أنهم استطاعوا إغواء زوجته أم الفضل بنت المأمون ودفعها على ذلك فوضعت له السم في العنب، لكن الشيخ المفيد في بعض رواياته أفاد بأن الإمام الجواد علیه السلام بقي في المدينة حتى أواخر شهر المحرم من سنة 220 وتوفي في ذي القعدة في تلك السنة.

دفن علیه السلام في مقابر قريش إلى جانب جده أبي الحسن موسى بن جعفر.

ص: 549

ص: 550

قافية السين

يا قبر طوس

قال علیه السلام:

یَا قَبْر طُوسٍ سَقَاكَ اللهُ رَحْمَتَهُ *** مَاذَا ضَمِنْتَ مِنَ الخَيْرَاتِ يا طُوسُ

طَابَتْ بِقَاعُكَ في الدُّنْيا وَطَابَ بها *** شَخْصٌ ثَوَىٰ بِسَنا آبادَ مَرْمُوسُ

شَخْصٌ عَزِيزٌ عَلَى الإسلام مَصْرَعُهُ *** في رَحْمَةِ اللَّهِ مَعْمُورُ وَمَغْمُوسُ

يَا قَبْرُهُ أَنتَ قَبْرٌ قَد تَضَمَّنَهُ *** حِلْمٌ وَعِلْمٌ وَتَطْهِيرٌ وَتَقْدِيسُ

فخراً بأنَّكَ مَغْبُوطٌ بِجُثَّتِهِ *** وَبِالمَلائِكَةِ الأَطهَارِ مَحْرُوسُ

فِي كُلِّ عَصْرٍ لَنَا مِنْكُمْ إِمَامُ هُدىً *** فَرَبْعُهُ آهِلٌ مِنْكُمْ وَمَأنُوسُ

أَمْسَتْ نُجُومُ سَمَاءِ الدِّينِ آفِلَةً *** وظل أُسْدُ الثَّرَى قَدْ ضَمَّها الخيسُ

غَابَتْ ثمانيةٌ مِنْكُمْ وَأَرْبَعَةٌ *** تُرْجِي مَطَالِعُهَا مَا حنّتِ العِيسُ

حَتَّى مَتى يَزْهَدُ الحَقُّ المنيرُ بِكُمْ *** فَالحَقُّ في غيركُمْ دَاجٍ ومَطْمُوسُ(1)

ص: 551


1- هذه الأبيات المنسوبة للإمام الجواد علیه السلام عثرنا عليها في بحار الأنوار ج 99 ص 52 ح 11 ضمن زيارة للإمام الرضا علیه السلام مروية عن الإمام الجواد علیه السلام ومطلع الزيارة السلام عليك يا ولي الله.. وقد ذكر في مستدرك الوسائل ج 10، ص 360، ص 360، ح 12183 نقلاً عن البحار

قافية الفاء

أطوف ببابكم

قال علیه السلام:

أَطُوفُ بِبَابِكُمْ فِي كُلِّ حِينِ *** كَأَنَّ بِبَابِكُمْ جُعِلَ الطَّوَافُ(1)

قافية الميم

بسبعة أباؤهم

قال علیه السلام:

بِسَبْعَةِ آبَاؤُهُمْ مَا هُمُ *** هُمْ أفْضَلُ مَنْ يَشْرَبُ صَوْبَ الغَمام(2)

ص: 552


1- هذا البيت المنسوب للإمام الجواد علیه السلام عثرنا عليه في بحار الأنوار ج 99، ص 52، ح 11، ضمن زيارة للإمام الرضا علیه السلام مروية عن الإمام الجواد علیه السلام ومطلع الزيارة: السلام عليك يا ولي الله.. وقد ذكر في مستدرك الوسائل ج 10، ص 360، ح 12183 نقلاً عن البحار
2- هذا البيت المنسوب للإمام الجواد علیه السلام عثرنا عليه في بحار الأنوار ج 99، ص 52، ح 11، ضمن زيارة للإمام الرضا علیه السلام مروية عن الإمام الجواد علیه السلام ومطلع الزيارة: السلام عليك يا ولي الله.. وقد ذكر في مستدرك الوسائل ج 10، ص 360، 12183 نقلاً عن البحار

الإمام علي بن محمد الهادي علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) ابن هاشم... وأمه أم ولد ويقال لها سمّانة المغربية.

ولادته علیه السلام: ولد علیه السلام يوم الجمعة في 3 رجب المرجب سنة 212 ه في المدينة المنورة وقيل كانت ولادته يوم الثلاثاء الخامس من رجب سنة 214 ه وقيل في النصف من ذي الحجة سنة 212 ه وكانت ولادته في ضاحية من ضواحي المدينة في ضيعة تدعى صربا على ثلاثة أميال من المدينة.

كنيته علیه السلام: أبو الحسن.

القابه علیه السلام: النجيب، المرتضى، الهادي، النقي، العالم، الفقيه، الأمين، المؤتمن، الطيب، المتوكل، العسكري، الناصح، ويقال له أبو الحسن الثالث، والفقيه العسكري.

صفاته علیه السلام: كان أطيب الناس بهجة وأصدقهم لهجة، وأملهم من قريب وأكملهم من بعيد، إذا صمت عليه هيبة الوقار، وإذا تكلم سيماء البهاء، وهو من بيت الرسالة والإمامة، ومقر الوصية والخلافة، وشعبة من دوحة النبوة منتضاة مرتضاة، وثمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتباة.

ص: 553

زوجاته علیه السلام: سليل وقيل أم ولد ويقال لها حديثة، وقيل سوسن، وقيل أم ولد ويقال لها حريبة.

أولاده علیه السلام: خلف سلام الله عليه من الأولاد: الإمام أبو محمد: الحسن، والحسين، ومحمداً وجعفراً (جعفر الكذاب) وعائشة وقيل عليّة.

حياته مع أبيه ومدة إمامته: أقام مع أبيه علیه السلام ست سنين وخمسة أشهر، وبعده ثلاثة وثلاثين سنة، وقيل ثلاث وثلاثون وتسعة أشهر وهى مدة إمامته علیه السلام، وتوفي والده وله من العمر ست سنوات أو ثمان وقيل أكثر من ذلك. وتولى الإمامة وهو صبي في التاسعة من عمره أو في مطلع شبابه على أبعد تقدير، في وقت استأنف حكام العباسيين عداءهم لأهل البيت والتنكيل بالعلويين بعد فترات من الراحة والأمن، بقي في المدينة يمارس مهمات الإمامة تحت الرقابة إلى أن تجاوز العشرين من عمره حتى أصبح منهلاً عذباً لرواد العلم من مختلف البلاد والمناطق حتى اتسعت شهرته إليه القريب والبعيد في الدين وجميع المشاكل، وقد كانت له مواقف واضحة في محاربة الغلو والغلاة.

الخلفاء الذين عاصرهم: عاصر علیه السلام من خلفاء بني العباس بقية ملك المعتصم وهارون بن محمد بن هارون الملقب بالواثق وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر، وجعفر بن محمد بن هارون الملقب بالمتوكل وحكم أربعة عشر عاماً، والمنتصر محمد بن جعفر وحكم ستة أشهر، وأحمد بن محمد بن المعتصم وحكم ثلاث سنين وثمانية أشهر، واعتزل الخلافة وسلمها إلى الزبير بن جعفر الملقب بالمعتز وحكم نحواً من أربع سنين وأشهر خلع نفسه من الخلافة. وكانت وفاة الإمام الهادي علیه السلام في عهده.

رحلته إلى سامراء: وفي السنة الثالثة من استيلاء جعفر بن محمد بن هارون المعروف بالمتوكل في سنة 233 ه سعى به زبانية المتوكل بأنه يجمع السلاح والرجال، فأرسل إليه المتوكل يستدعيه إلى سامراء، فرحل إلى سامراء وبقي فيها طيلة حكم المتوكل والمنتصر، وأحمد بن محمد بن المعتصم الملقب بالمستعين بالله، والزبير بن جعفر المتوكل المعروف بالمعتز حتى وفاته.

ص: 554

دور الإمام الهادي علیه السلام في التشريع: انصرف الإمام الهادي علیه السلام كآبائه علیه السلام إلى الدفاع عن أُصول الإسلام وفروعه، فناظر علیه السلام المشككين والملحدين، ورد على أسئلتهم بأسلوبه الرصين والهادىء المدعم بالبراهين والحجج، فكان المشككون والملحدون يخرجون من عنده مؤمنين قائلين: الله أعلم حيث يجعل رسالته. وفيما يعود إلى التشريع، كان العلماء والرواة يعودون إليه فيما يشتبه عليهم عن طريق المراسلة.

تبرأ علیه السلام كما آباؤه علیهم السلام من الغلو والغلاة وأعلن كفرهم وإلحادهم.

شعراؤه علیه السلام: العوفي، الديلمي، محمد بن إسماعيل الصيمري، أبو تمام الطائي، أبو الغوث أسلم بن مهوز المنجبي، أبو هاشم الجعفري الحماني.

بوابه علیه السلام: عثمان بن سعيد، وابنه محمد بن عثمان.

نقش خاتمه علیه السلام: الله ربي وهو عصمتي من خلقه.

من أقواله ومواعظه علیه السلام: من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن أمن مكر الله أخذه تكبّر حتى يحل به قضاؤه ونافذ أمره، ومن كان على بيّنة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا ولو قرض ونشر.

وقال علیه السلام: الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر، لأن النعم متاع، والشكر نعم وعقبى.

وقال علیه السلام: إن الظالم الحالم يكاد أن يعفي على ظلمه بحلمه، وأن المحق السفيه يكاد أن يطفىء نور حقه بسفهه.

وقال علیه السلام: ابقوا النعم بحسن مجاورتها، والتمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها.

قال علیه السلام: لمن ذم إليه ولدا له: العقوق ثكل من لم يثكل، والعتاب خیر من الحقد.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام يوم الإثنين في 3 رجب المرجب سنة 254 ه في زمن الخليفة المعتز في سامراء، وقيل كانت وفاته في 4 جمادى الآخرة

ص: 555

وله من العمر اثنان وأربعون، وفي بعض كتب التاريخ والسيرة أنه علیه السلام مات مسموماً على يد المعتمد العباسي، وإن صح خبر موته مسموماً فلا بد وأن يكون من سمّه من الخلفاء العباسيين هو المعتز لأنه علیه السلام توفي أيام حكمه.

ص: 556

قافية اللام

قلل الأجبال

قال علیه السلام:

بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ *** غُلبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَنْفَعُهُمُ القُلَلُ

وَاسْتُنْزِلُوا بَعْدَ عِزّ مِنْ مَعَاقِلِهم *** وَأَوْدَعُوا حُفَراً يَا بِئْسَمَا نَزَلُوا

نَادَاهُمُ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِمَا رَحَلُوا *** أَيْنَ الأَسِرَّةُ والتِيجَانُ والحُلَلُ

أَيْنَ الوُجُوهُ الَّتِي كَانَتْ مُحَجَّبَةٌ *** مِنْ دُونِهَا تُضْرَبُ الأَسْتَارُ وَالكِلَلُ

فَأَفْصَحَ القَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ *** تِلْكَ الوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ يَقْتَتِلُ

يَا طَالَمَا أَكَلُوا يَوْماً وَمَا شَرِبُوا *** فَأَصْبَحُوا بَعْدَ ذَلِكَ الأكل قَدْ أُكِلُوا(1)

ص: 557


1- نور الأبصار للشبلنجي ص 165 - 166 وفيه: أنه سعي إلى المتوكل بأن في منزله سلاحاً وكتباً من شيعته وأنه يطلب الأمر لنفسه فبعث إلى جماعته فهجموا عليه في منزله فوجدوه على الأرض مستقبل القبلة يقرأ القرآن فحملوه على حاله إلى المتوكل والمتوكل يشرب فأطعمه وأجله وقال أنشدني فقال إني قليل الرواية للشعر فقال لا بد فأنشده: الأبيات. وفي ذيله: قال فبكى المتوكل والحاضرون وقال له المتوكل يا أبا الحسن هل عليك دين قال نعم أربعة آلاف درهم فأمر له بها وصرفه معظماً مكرماً وهذه الأبيات من قصيدة وجدت على قصر سيف ذي يزن الحميري وكان يسمى عمدان وكان سيف من الملوك العادلة وكانت مكتوبة بالقلم المسند فعربت فإذا هي أبيات جليلة وموعظة بليغة وأولها: أنظر لماذا ترى يا أيها الرجل *** وكن على حذر من قبل تنتقل وقدم الزاد من خير تسر به *** فکل ساکن دار سوف يرتحل وانظر إلى معشر باتوا على دعة *** فأصبحوا في الثرى رهناً بما عملوا بنوا فلم ينفع البنيان وادخروا *** مالاً فلم يغنهم لما انقضى الأجل بانوا على قلل الأجيال تحرسهم *** الأبيات، انتهی. ووجد مكتوباً على قصره أيضاً هذه الأبيات الثلاثة وهي: من كان لا يطأ التراب برجله *** وطأ التراب بصفحة الخد من كان بينك في التراب وبينه *** شیران کان بغاية البعد لو بعثر الناس الشرى ورأوهم *** لم يعرف المولى من العبد وروى الأبيات أيضاً المسعودي في مروج الذهب 93/4 - 94، وابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 323، والدميري في كتابه حياة الحيوان 340/1، الأنوار النعمانية 2/ 205، تاريخ الأحمدي ص 354، الأنوار البهية ص 148 اختلاف يسير وزيادة هذه الأبيات فيه: وطالما عَمَروا دوراً لِتُحصِنَهم *** ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا وطالما كنزوا الأموال وادّخروا *** فخلّفوها على الأعداء وارتحلوا أضحت منازلهم قَفْراً معطّلة *** وساكنوها إلى الأحداث قد رحلوا

قافية الميم

ابن فاطمة

وقال علیه السلام:

قَدْ كَانَ إِذْ نَزَلَ الكِتَابُ بِفَضْلِهِ *** وَمَضَى القَضَاءُ بِهِ مِنَ الْأَحْكَامِ

إِنَّ ابْنَ فَاطِمَةَ المُنَوَّةَ بِاسْمِهِ *** حَازَ الوِراثَةَ عَنْ بَنِي الأَعْمَامَ

وبَقَى ابْنُ نَخْلَةَ وَاقِفَاً مُتَخَيْراً *** يَبْكِي وَيُسْعِدُهُ ذَوُو الْأَرْحَامِ(1)

قافية النون

دخلنا كارهين

قال علیه السلام:

دَخَلْنَا كَارِهِينَ لَهَا فَلَمّا *** أَلِفْنَاهَا خَرَجْنَا مُكْرَهِينَا(2)

ص: 558


1- الفصول المختارة للشيخ المفيد ص 96 بهذا الإسناد: عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن سعيد بن جناح عن سليمان بن جعفر قال: قال لي أبو الحسن العسكري: نمت وأنا أفكر في بيت ابن أبي حفصة: أنّى يكون وليس ذاك بكائن *** لبني البنات وراثة الأعمام فإذا إنسان يقول لي: الأبيات. وقريبة منها مذكور في أشعار الإمام الرضا علیه السلام تحت عنوان ما للطليق وللتراث وأيضاً منسوب للإمام موسى بن جعفر علیه السلام تحت عنوان أني يكون
2- مناقب آل أبي طالب، ج 4 ص 417

الإمام الحسن بن علي العسكري علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام الحسن العسكري بن علي الهادي بن علي الهادي بن محمد الجواد ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأمه سليل وكانت من العارفات الصالحات، وفي بعض الروايات أن أمه أم ولد ويقال لها حديثة، وقيل أم ولد ويقال لها حريبة، ويقال إنها سوسن، وقيل حديث.

ولادته علیه السلام: ولد علیه السلام في المدينة المنورة يوم الجمعة في 8 ربيع الثاني سنة 232 ه وقيل مولده في سنة 231 ه، وفي بعض الروايات أنه ولد في يوم الرابع من ربيع الثاني يوم الإثنين، وقيل ولد في سرّ من رأى سنة 232 ه.

کنيته علیه السلام: أبو محمد.

ألقابه علیه السلام: الصامت، الهادي، الرّفيق، الزكي، النقيّ، المضيء، الشافي، السراج، والعسكري وكان أبوه وجده علیه السلام كل منهم يعرف في زمانه بأبي الرضا.

صفته علیه السلام: بين السمرة والبياض، وقيل كان أسمراً، أعيناً، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، له جلالة وهيبة.

وصفه أحمد بن عبيد الله بن خاقان بالرغم من أنه كان يحقد عليه

ص: 559

ويسعى للوقيعة به كما في سيرة الأئمة الاثني عشر للسيد هاشم معروف الحسني ج 1 ص 502: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ولا سمعت بمثله في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر، وكذلك القُواد والكتاب وعوام الناس.

زوجته علیه السلام: نرجس أو مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمها من ولد الحواريين، تنسب إلى وصي المسيح علیه السلام شمعون.

أولاده علیه السلام: ولده: القائم الحجة (عج).

حياته علیه السلام مع أبيه ومدة إمامته: انتقل مع أبيه علیه السلام إلى سامراء بعد أن استدعاه المتوكل إليها وكان له من العمر يومئذ سنتان على أشهر الروايات، وبقي مع أبيه علیه السلام ثلاثاً وعشرين سنة، وبعد أبيه ست سنين وفي بعض الروايات خمس سنين وشهوراً وهي فترة إمامته علیه السلام.

الخلفاء الذين عاصرهم: كان في سني إمامته بقية أيام المعتز العباسي ملك أشهراً، ثم ملك المهتدي، والمعتمد، وبعد مضي خمس سنين من المعتمد قبض عليه علیه السلام.

شاعره علیه السلام: ابن الرومي.

بوابه علیه لسلام: عثمان بن سعيد العمري، وابنه محمد بن عثمان.

نقش خاتمه علیه السلام: سبحان من له مقاليد السموات والأرض، وفي بعض الروايات: أنا الله شهيد.

آثاره علیه السلام: كتاب التفسير.

من بعض أقواله ومواعظه: قال علیه السلام البعض أصحابه: لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض، ومن تعدى في طهوره كان كناقضه، وما ترك الحق عزيز إلا ذل، ولا أخذ به ذليل إلاّ عز.

ص: 560

و قال علیه السلام: خصلتان ليس فوقهما شيء، الإيمان بالله ونفع الإخوان.

وقال علیه السلام: من وعظ أخاه سراً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.

وفاته علیه السلام: توفي علیه السلام يوم الجمعة في 8 ربيع الأول سنة 260 ه بعد أن مرض في أول شهر ربيع الأول ودفن في سامراء وكان عمره علیه السلام عند وفاته 28 سنة، وذهبت بعض الروايات إلى أنه مات مسموماً على يد المعتمد العباسي.

ص: 561

ص: 562

قافية الدال

ليست له عضد

قال علیه السلام:

مَنْ كَانَ ذَا عَضْدِ يُدْرِكْ ظَلامَتَهُ *** إِنَّ الذُّلِيلَ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ عَضْدُ(1)(2)

إرحم الفرد يا فرد

قال علیه السلام:

غَفِلْتُ وَحَادِي المَوتِ فِي أَثْرِيَ يَحْدُو *** وَإذْ لَمْ أَرُخ يَوْماً وَلا بُدَّ أنْ أغْدُو

أَنَعِّمُّ جِسْمِي بِاللِّبَاسِ وَلینهِ *** وَلَیْسَ لجِسْمِيَ مِنْ لِبَاسِ البِلی بُدُّ

ص: 563


1- نسب ابن قتيبة هذا البيت في عيون الأخبار 5/3 إلى عمرو بن حبيب الثقفي وأضاف إليه: تنبو يداه إذا ما قل ناصره *** ويأنف الضيم إن أثرى له عدد (تنبو أي تضعف) وأوردهما ابن عبد ربه في العقد الفريد 440/2
2- الخرائج والجرائح 478/1، كشف الغمة 307/3، الفصول المهمة ص 288، إحقاق الحق 468/12، مدينة المعاجز 629/7، نور الأبصار للشبلنجي ص 167، الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 156، منتهى الآمال 522/2، الإمام المهدي من المهد إلى الظهور ص 92، منتخب الأثر ص 234، وفيهما: عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عيسى بن صبيح قال: دخل الحسن العسكري علیه السلام علينا الحبس، وكنت به عارفاً، فقال لي: لك خمس وستّون سنة، وشهر، ويومان. وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي، وإنّي نظرت فيه فكان كما قال. وقال: هل رزقت ولداً؟ قلت: لا. فقال: اللهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً، فنعم العضد الولد. ثم تمثّل علیه السلام: البيت

كَأَنِّي بِهِ قَدْ مَرَّ فِي بَرْزَخ البِلا *** وَمَنْ فَوْقِهِ رَدْمٌ وَمِنْ تَحْتِهِ لَحْدُ

وَقَدْ ذَهَبَتْ عَنّي المَحَاسِنُ وَأَنْمَحَتْ *** وَلَمْ يَبْقَ فَوْقَ العَظمِ لَحْمٌ وَلا جِلْدُ

أَرَى العُمْرَ قَدْ وَلَى وَلَمْ أُدْرِكِ المُنَى *** وَلَيْسَ مَعِي زَادٌ وَفِي سَفَرِي بُعْدُ

وَقَدْ كُنْتُ جَاهَرْتُ المُهَيْمِنَ عَامِياً *** وَأَحْدَثْتُ أحداثاً وَلَيْسَ لهَا ودُّ

وَأرْخَيْتُ دُونَ النَّاسِ سِراً من الحَيَا *** وما خِفْتُ مَن سِرّي غداً عِنْدَهُ يَبْدُو

بَلَى خِفْتُهُ لكن وَيُقْتُ بِحلْمِهِ *** وَانْ لَيْسَ يَعْفُو غَيْرُه فلهُ الحَمْدُ

فَلَوْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ سِوى المَوْتِ وَالبِلى *** وَلَمْ يَكُ مِنْ رَبِّي وَعِيدٌ وَلا وَعْدُ

لكانَ لنَا فِي المَوْتِ شُغْلٌ وَفِي البِلى *** عَنِ اللَّهْوِ لكِنْ زَالَ عَن رَأيِنا الرُّشْدِ

عَسَى غَافِرُ الزَّلَاتِ يَغْفِرُ زَلَّتِي *** فَقَدْ يَغْفِرُ المولى إذا أَذْنَبَ العَبْدُ

أَنَا عَبْدُ سُوء خِنْتُ مَولاي عَهَدَهُ *** كَذَلِكَ عَبْدُ السُّوءَ لَيْسَ لَهُ عَهْدُ

فَكَيْفَ إِذا أُخْرِقَتْ النَّارُ جُنَّتِي *** وَنَارُكَ لا يَقْوَىٰ لَهَا الحَجَرُ الصَّلْدُ

أنا الفردُ عِنْدَ المَوْتِ وَالفَرْدُ فِي البلى *** وأبعثُ فَرْداً فَارْحَم الفَرْدُ يَا فَرْدُ(1)

الأسود اللوابد

وقال علیه السلام:

لَعَلَّكَ يَوْماً إِنْ تَرَانِي كَأَنَّمَا *** بَنَى حَوالي الأُسوُد اللَّوَابِدُ(2)

ص: 564


1- قادتنا كيف نعرفهم، ص 119، حياة الإمام الحسن العسكري
2- اللابد: الأسد، جمعها: اللوابد. «القاموس المحيط 335/1 (البد)»

فَإِنَّ تَمِيماً(1) قَبْلَ أَنْ يَلِدَ(2) الحَصَى(3)

أَقَامَ زَمَاناً وَهُوَ فِي النَّاسِ وَاحِدُ(4)

قافية القاف

فلا الدنيا بباقية

قال علیه السلام:

أَرَى الدُّنْيَا تُجهَرُ بِانْطِلَاقِ *** مشمّرة على قَدَمٍ وَسَاقِ

فلا الدُّنْيَا بِبَاقِيةٍ لِحَيِّ *** وَلا حَيٌّ عَلى الدُّنْيَا بِبَاقِ

كَأَنَّ المَوْتَ والحدثان فيها *** إلى نَفْسِ الفَتَى فَرَسَا سِبَاقِ

فيا مَغْرُورُ بالدُّنْيَا رُوَيْداً *** ومِنْهَا خُذْ لِنَفْسِكَ بِالوَثَاقِ(5)

ص: 565


1- المراد بتميم هنا هو تميم بن مر بن أد، وحيث تنسب إليه واحدة من أكبر القبائل العربية، قال ابن حزم الأندلسي في جمهرة أنساب العرب: 207: بنو تميم بن مر بن أد هم قاعدة من أكبر قواعد العرب
2- في كشف الغمة والفصول المهمة ومنتخب الأثر «تلد»
3- الحصى: العدد الكثير، تشبيهاً بالحصى من الحجارة في الكثر، قال الأعشى: ولست بالأكثر منهم حصى *** وإنما العزة للكاثر ويقال: نحن أكثر منهم حصى، أي عدداً السان العرب 183/14 (حصى)
4- الخرائج والجرائح 478/1 - 479، كشف الغمة 307/3، الفصول المهمة ص 288، مدينة المعاجز 630/7، الأنوار البهية ص 156، منتهى الآمال 522/2، الإمام المهدي من المهد إلى الظهور ص 92، منتخب الأثر ص 235، وفيهما: عن سعيد بن صبيح قال للإمام الحسن العسكري علیه السلام ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فأما الآن فلا. ثم تمثل: الأبيات
5- إحقاق الحق ج 12 ص 473 وقع لبهلول (معه الحسن بن علي علیه السلام) أنه رأي وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما في أيديهم فقال: أشتري لك ما تلعب به، فقال: يا قليل العقل ما للعب خلقنا، فقال له: فلماذا خلقنا؟ قال: للعلم والعبادة. فقال له: من أين لك ذلك، فقال: من قول الله عز وجل: «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون» ثم سأله أن يعظه فوعظه بأبيات (الأبيات مذكورة في قادتنا كيف نعرفهم قسم الإمام الحسن العسكري علیه السلام ص 119)

ص: 566

الإمام الحجة بن الحسن علیه السلام

نسبه علیه السلام: الإمام محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب (شيبة الحمد) بن هاشم... وأمه نرجس أو مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وهي من ولد الحواريين، ومن أسمائها سوسن، صقيل، أو صُقيل، حديثة، حكيمة، مليكة، ريحانة، وخَمْط.

ولادته علیه السلام: ولد علیه السلام في يوم الجمعة 15 شعبان المعظم سنة 255 ه في سامراء المقدسة.

كنيته علیه السلام: أبو القاسم.

القابه علیه السلام: المهدي لأنه يهدي إلى كل أمر خفيّ، أو لأن الله تعالى يهديه ويرشده إلى الأمور الخفية التي لا يطلع عليها أحد. القائم: لأنه يقوم بعدما يموت (يزعم الناس موته) يقوم بأمر عظيم أو لأنه يقوم بعد موت ذِكره لأنه يقوم بأعظم قيام عرفه البشر ويقوم بالحق. والمنتظر، وسمّي بذلك لأن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون، صاحب الزمان، الحجة، الخاتم، صاحب الدار، صاحب الأمر.

صفاته علیه السلام: شاب مربوع القامة، حسن الوجه، والشعر يسيل على منكبيه، أقنى الأنف، أجلى الجبهة، ناصح اللون، واضح الجبين، مسنون الخد، كان وجهه كوكب دري،، في خده الأيمن خال أسود كأنه فاتة مسك

ص: 567

على بياض الفضة، برأسه وفرة سمحاء سبطة تطالع شحمة أُذنه، له سمت، ما رأت العيون أقصد منه ولا أعرف حسناً وحياءً، وجهه يتلألأ كالقمر الدري.

غيبته الأولى علیه السلام: وتسمى الصغرى وكانت مدتها تسع وستون سنة نصّب فيها أربعة سفراء، كان (عج) يتصل بشيعته ومواليه من خلالهم ويعالج المسائل الفقهية والمالية بل والقضايا الشخصية أيضاً عن طريقهم.

سفراؤه علیه السلام:

1 - أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن عمرو الأسدي العسكري، كان يلقب بالسمّان والزيات.

2 - أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد المتوفى سنة 304 ه، كان يلقّب بالعمري والزيّات والعسكري.

3 - أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي المتوفى سنة 326 ه، كان يلقّب بالنوبختي.

4 - أبو الحسن علي بن محمد السمري المتوفى سنة 329 ه، كان يلقب بالسمري.

ولقد اختلف المحدثون حول بداية الغيبة الصغرى وهل بدأت أوائل عمره الشريف في عهد والده أم بدأت من وفاة والده علیه السلام العسكري علیه السلام، ولعل الصحيح أن الاختفاء كان ملازماً لحياة الإمام علیه السلام منذ أوائل عمره.

وكلاؤه علیه السلام: كان لسفرائه علیه السلام الوكلاء في كثير من البلاد الإسلامية، يقومون بدور كبير في تسهيل مهمة السفراء وهؤلاء الوكلاء هم:

1 - حاجز بن يزيد الملقّب بالوشاء.

2 - إبراهيم بن مهزيار.

3 - محمد بن إبراهيم بن مهزيار.

4 - أحمد بن إسحاق الأشعري القمي.

5 - محمد بن جعفر الأسدي.

ص: 568

6 - القاسم بن العلاء.

7 - الحسن بن القاسم بن العلاء.

8 - محمد بن شاذان.

وهناك آخرون لم تشتهر وكالتهم بين المحدثين أو لم تثبت وكالتهم أصلاً.

الغيبة الثانية الكبرى: انتهت الغيبة الصغرى وبدأت الغيبة الكبرى للإمام المهدي المنتظر (عج) بوفاة سفيره الرابع السمري والممتدة حتى يومنا هذا وقد صدر توقيع من الإمام (عج) إلى السمري قبل وفاته بستة أيام جاء فيها:

«بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري: أعظم الله أجر أخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك، ولا توصي إلى أحد، فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً...». وتستمر الغيبة الكبرى حتى ظهور الإمام (عج) الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً وسيكون خروجه في مكة المكرمة، وبيعته بين الركن والمقام، وأنصاره علیه السلام 313 رجلاً من خواص أصحابه، ويستمر ملكه على أكثر الروايات أقل من عشر سنين.

ما ورد عن الرسول صلی الله علیه وآله والأئمة في المهدي وإمامته وغيبته: عن رسول الله صلی الله علیه علیه وآله قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي.

عن الأصبغ بن نباته قال: أتيت أمير المؤمنين علیه السلام فوجدته متفكراً ينكث الأرض، فقلت: ما لي أراك متفكراً يا أمير المؤمنين، تنكث في الأرض أرغبت فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكني فكرت في مولود من نسلي يكون الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، تكون له حيرة وغيبة تضل فيها أقوام ويهتدي بها آخرون. فقلت: يا أمير المؤمنين، وإنّ هذا لكائن؟

ص: 569

فقال: نعم كما أنه مخلوق، وأنّى لكم بالعلم بهذا يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة، قلت: ما يكون بعد ذلك؟ فقال: يفعل الله ما يشاء.

والروايات التي تتحدث عن الإمام المنتظر (عج) كثيرة عند محدثي السنة والشيعة، فقد روى أحاديث المهدي إضافة إلى محدثي الشيعة جماعة من محدثي السنة في صحاحهم المشهورة، كالترمذي، وأبو داود، والحاكم، وابن ماجة مسندة إلى خيار الصحابة لعلي علیه السلام وابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وطلحة، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة وغيرهم.

نقش خاتمه علیه السلام: أنا حجته وخاصته، أو: أنا حجة الله.

ص: 570

قافية الراءِ

بيت الأحزان

قال علیه السلام:

لاَ تَرَانِي اتَّخَذْتُ لا وَعُلاها *** بعْدَ بَيْتِ الأَحْزَانِ بَيْتَ سُرُور(1)

ص: 571


1- نقل السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه الإمام زين العابدين علیه السلام» ص 254 وهذا نص ما نقل في الكتاب المذكور: (ويرى العلامة الجليل السيد باقر بن آية الله الحجة السيد محمد الهندي المتوفي سنة 1329 مولانا إمام العصر الحجة المنتظر عجل الله فرجه فيما يراه النائم ليلة الغدير، وهو كتيب حزين مفكر، فيقول له السيد باقر بعد أن وقع عليه يقبل يديه وقدميه: مالي أراك مفكراً مهموماً وهذه أيام فرح وسرور بيوم الغدير، فأجابه الإمام علیه السلام ذكرت أمي الزهراء وحزنها وما جرى عليها، ثم أنشأ علیه السلام: لا تراني اتخذت لا وعلاها *** بعد بيت الأحزان بيت سرور فانتبه السيد يحفظ البيت، ونظم قصيدة على وزنه تتضمن حادثة الغدير وما جرى على أمير المؤمنين والزهراء علیها السلام وضمنها هذا البيت) وأنا أنقل القصيدة التي قالها السيد باقر الهندي: كل غدر وقول إنك وزور *** هو فرع من جحد نص الغدير فتبصّر تبصر هداك إلى الحق *** فليس الأعمى به كالبصير ليس تعمى العيون لكنما تعمى *** القلوب التي انطوت في الصدور يوم أوحى الجليل يأمر طه *** وهو سار أن مر بترك المسير حط رحل السرى على غير ماء *** وكلا في الفلا وحر الهجير ثم بلغهم وإلا فما بلغت *** وحياً عن اللطيف الخبير أقم المرتضى إماماً على الخلق *** ونوراً يجلو دجى الديجور فرقی آخذاً بكف علي *** منبراً یجلو دجی الدیجور ودعا والملا حضور جمیعاً *** غیب الله رشدهم من حضور إن هذا أميركم وولي *** الأمر بعدي ووارثي ووزيري هو مولى لكل من كنت مولا *** ه من الله في جميع الأمور فأجابوا بألن تظهر الطا *** عة والغدر مضمر في الصدور بايعوه وبعدها طلبوا البيعة *** منه الله رب الدهور أسرعوا حين غاب أحمد للغدر *** وخافوا عواقب التأخير نبذوا العهد والكتاب وما *** جاء به والوصي خلف الظهور خالفوا كل ما به جاه طه *** وهو إذ ذاك ليس بالمقبور عدلوا عن أبي الهداة الميامین إلى بيعة الأثيم الكفور قدموا الرجس بالولاية للأمر *** على أهل آية التطهير لست تدري لم أحرقوا الباب *** بالنار أرادوا إطفاء ذاك النور لست تدري ما صدر فاطم *** ما المسمار ما حال ضلعها المكسور ما سقوط الجنين ما حمرة العين *** وما بال قرطها المنشور دخلوا الدار وهي حسرى بمرأى *** من علي ذاك الأبي الغيور واستداروا بغياً على أسد الله *** فاضحي يقاد قود البعير والبتول الزهراء في أثرهم تعثر *** في ذيل بردها المجرور بأنين أورى القلوب ضراماً *** وحنين أذاب صم اذاب صم الصخور ودعتهم خلّوا ابن عمي علياً *** أو لأشكو إلى السميع البصير ما رعوها بل روعوها ومروا *** بعلي ملبباً كالأسير بعض هذا يريك ممن تولى *** بارز الكفر ليس بالمستور كيف حق البتول ضاع عناداً *** مثل ما ضاع قبرها في القبور قابلوا حقها المبين بتزوير *** وهل عندهم سوى التزوير ورروا عن محمد خبرلم *** يك فيه محمد بخبير وعلي يرى ويسمع والسيف *** رهيف والباع غير قصير قيدته وصية من أخيه *** حملته ما ليس بالمقدور أفصبراً يا صاحب الأمر والخطب *** جليل يذيب قلب الصبور كم مصاب بطول فيه بياني *** قد عرى الطهر في الزمان القصير كيف من بعد حمرة العين منها *** یا بن طه تهنی بطرف قریر فابك وازفر لها فإن عداها *** منعوها من البكا والزفير وكأني به يقول ويبكي *** بلو نزر ودمع غزير (لا تراني اتخذت لا وعلاها *** بعد بيت الأحزان بيت السرور) فمتی یا ابن فاطم تنشر الطا *** غوت والجبت قبل يوم النشور فتدارك منا بقایا نفوس *** قد أذيبت بنار غيظ الصدور

ص: 572

قافية الصاد

فضّل علیّاً

و قال علیه السلام:

يَقُولُونَ لِي فَضَّلْ عَلِيّاً عَلَيْهما *** فَلَسْتُ أَقُولُ التَّبْرَ أَعْلَى مِنَ الحَصَى

إِذَا أَنَا فَضَّلْتُ الإِمَامَ عَلَيْهما *** أكُنْ بالَّذِي فَضَّلْتُهُ مُتَنَقِّصاً

ألَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْف يُزرِي بِحَدَّه *** مَقَالَةُ هَذا السَّيْف أَمْضَى مِنَ العَصَا(1)

ص: 573


1- النجم الثاقب 2 / 250 - 253 «الحكاية 58» وفيه: قال العالم الفاضل الخبير الميرزا عبد 250/2 الله الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي في الفصل الثاني من خاتمة القسم الأول - كتاب رياض العلماء: الشيخ أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي: الفاضل العالم الكالم المعروف بالحاسمي. وكان من أكابر مشايخ أصحابنا، والظاهر أنّه الأصحاب. قال الأمير السيد حسين العاملي المعروف بالمجتهد المعاصر للسلطان شاه عباس الماضي الصفوي في أواخر رسالته المعمولة في أحوال أهل الخلاف في النشأتين عند ذكر بعض المناظرات الواقعة بين الشيعة وأهل السنة هكذا: وثانيهما حكاية غريبة وقعت في بلدة طيبة همذان بين شيعي اثني عشري وبين سني، رأيت في كتاب قديم يحتمل أن يمضي من تاريخ كتابته ثلاثمائة سنة نظراً إلى العادة، وكان المسطور في الكتاب المذكور أنّه وقع بين بعض من علماء الشيعة الاثني عشرية اسمه أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي وبين بعض من علماء أهل السنة رفيع الدين حسين مصادقة ومصاحبة قديمة ومشاركة في الأموال، ويتخالطان في أكثر الأحوال والأسفار، وكل واحد منهما لا يخفي مذهبه وعقيدته عن الآخر. وعلى سبيل الهزل ينسب أبو القاسم رفيع الدين إلى الناصبي وينسب رفيع الدين أبا القاسم إلى الرافضي، وبينهما في هذه المصاحبة لا يقع مباحثة في المذهب، إلى أن وقع الاتّفاق في مسجد بلدة طيبة همذان یسمی ذلك المسجد بالمسجد العتيق، وفي أثناء المكالمة فضّل رفيع الدين حسين أبا بكر وعمر على أمير المؤمنين عليّ علیه السلام وردّ أبو القاسم على رفيع الدين وفضّل عليًّا علیه السلام على أبي بكر وعمر، وأبو القاسم استدلّ على مدّعاه بآيات عظيمة وأحاديث منزلة، وذكر كرامات ومقامات ومعجزات وقعت منه علیه السلام، ورفيع الدين يعكس القضية واستدلّ على تفضيل أبي بكر على عليّ علیه السلام بمخالطته ومصاحبته في الغار ومخاطبته بخطاب الصدّيق الأكبر من بين المهاجرين والأنصار. وأيضاً قال: إنّ أبا بكر مخصوص من بين المهاجرين والأنصار بالمصاهرة والخلافة والإمامة. وأيضاً قال رفيع الدين: الحديثان عن النبي واقعان في شأن أبي بكر أحدهما «أنت بمنزلة القميص منّي» الحديث. وثانيهما: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر». وأبو القاسم الشيعي بعد استماع هذه المقال من رفيع الدين قال لرفيع الدين: لأي وجه وسبب تفضّل أبا بكر على سيد الأوصياء وسند الأولياء وحامل اللواء وعلى إمام الإنس والجانّ وقسيم الجنة والنار، والحال أنك تعلم أنّه علیه السلام الصديق الأكبر والفاروق الأزهر أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وزوج البتول، وتعلم أيضاً أنه علیه السلام وقت فرار الرسول إلى الغار من الظلمة وفجرة الكفار ضاجع [اضطجع] على فراشه، وشاركه - علي - في حال العسر والفقر. وسد رسول الله أبواب الصحابة من المسجد إلاۀ بابه وحمل عليّاً على كتفه لأجل كسر الأصنام في أول الإسلام، وزوّج الحق جلّ وعلا فاطمة بعليّ في الملأ الأعلى، وقاتل علیه السلام مع عمرو بن عبد ود، وفتح خيبر، ولا أشرك بالله تعالى طرفة عين بخلاف الثلاثة، وشبه صلی الله علیه وآله علياً بالأنبياء الأربعة حيث قال: «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في بطشه وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب». ومع وجود هذه الفضائل والكمالات الظاهرة الباهرة، ومع قرابته علیه السلام للرسول، وردّ الشمس له، كيف يعقل ويجوز تفضيل أبي بكر على عليّ؟! ولما سمع رفيع الدين هذه المقالة من أبي القاسم من تفضيله علياً علیه السلام على أبي بكر انهدم بناء خصوصيته لأبي القاسم، وبعد اللتيا والتي، قال رفيع الدين لأبي القاسم: كل رجل يجيء إلى المسجد فأي شيء يحكم من مذهبي او مذهبك نطيع، ولما كان عقيدة أهل همذان على أبي القاسم ظاهراً كان خائفاً هذا الشرط الذي وقع بينه وبين رفيع الدين. لكن لكثرة المجادلة والمباحثة قبل أبو القاسم الشرط المذكور ورضي به كرهاً. وبعد قرار الشرط المذكور بلا فصل جاء إلى المسجد فتى ظهر من بشرته آثار الجلالة والنجابة، ومن أحواله لاح المجيء من السفر ودخل في المسجد وطاف، ولمّا جاء بعد الطواف عندهما، قام رفیع الدين على كمال الاضطراب والسرعة، وبعد السلام على الفتى المذكور سأله وعرض الأمر المقرر بينه وبين أبي القاسم، وبالغ مبالغة كثيرة في إظهار عقيدة الفتى وأکّد بالقسم وأقسمه بأن يظهر عقيدته على ما هو الواقع، والفتى المذكور بلا توقّف أنشأ هذين البيتين: متى أقل مولاي أفضل منهما *** أكن للذي فضلته متنقّصا ألم ترَ أنّ السيف يزري بحده *** مقالك هذا السيف أحد من العصا ولمّا فرغ الفتى من إنشاء هذين البيتين كان أبو القاسم مع رفيع الدين قد تحيّرا من فصاحته وبلاغته، ولمّا أرادا تفتيش حال الفتى غاب عن نظرهما ولم يظهر أثره، ورفيع الدين لمّا شاهد هذا الأمر الغريب العجيب ترك مذهبه الباطل واعتقد المذهب الحق الاثني عشري». وقال صاحب الرياض بعد أن نقل هذه القصة من الكتاب المذكور: «الظاهر أنّ ذلك الفتى هو القائم علیه السلام». ويؤيد هذا الكلام ما سوف نقوله في الباب التاسع. وأما البيتان المذكوران فهما موجودان في كتب العلماء مع تفسير وزيادة بهذا النحو: الأبيات.

ص: 574

قافية الميم

صَوَّتَ النَّاعِي

وقال علیه السلام:

لاَ صَوَّتَ النَّاعِي بِفَقْدِكَ إِنَّهُ *** يَوْمٌ عَلَى آلِ الرَّسُولِ عَظِيمُ

إنْ كُنْتَ قَدْ غُيُبْتَ فِي جَدَثِ الثَّرَى *** فالعِلْمُ وَالتَّوْحِيدُ فِيكَ مُقِيمُ

والقَائِمُ المَهْدِيُّ يَفْرَحُ كُلَّمَا *** تُلِيْتَ عَلَيْكَ مِنَ الدُّرُوسِ عُلُومُ(1)

لنا أوبة

وقال علیه السلام:

لَنَا أَوْبَةٌ مِنْ بَعْدِ غَيْبَتِنَا العُظْمَى *** فَنَمْلَؤُهَا قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلما

وَجَدِّي وَآبَائِي وَعَقدُ وَلَائِنَا *** لَقَدْ كَانَ ذَا حَقًّا عَلَى رَبِّنَا حَتْما(2)

ص: 575


1- لؤلؤة البحرين ص 363، النجم الثاقب 244/2 وفيه: هذه عدة أبيات منسوبة إلى صاحب الأمر علیه السلام قالها في رثاء جناب الشيخ المفيد وجدت مكتوبة على قبره
2- ظرافة الأحلام ص 832 وفيه: أخبر الشيخ الجليل الفاضل التقي الشيخ محمد طه ابن الشيخ مهدي النجفي المتوفى سنة 1323 عن الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن آل قفطان الأديب الأصم المتوفى سنة 1306 أنه رأى ذات ليلة في منامه الإمام المهدي علیه السلام فشكا إليه الحال فأنشده علیه السلام قوله: لنا أوية من بعد غيبتنا العظمى *** فنملؤها قسطاً كما ملئت ظلما وجدي وآبائي وعقد ولائنا *** لقد كان ذا حقاً على ربنا حتما

ص: 576

فهرس الأبيات الشعرية

البیت - عنوان القصيدة - عدد الأبيات - القائل - الصفحة

قافية الهمزة

تَظَلَّ جيادُنا متَمطَّراتٍ یلطَّمهن بالخُّمَرِ النّساءُ - جيادنا متمطرات - 1 - النبي صلی الله علیه وآله - 23

أراد رسولاي الوقوف فراوحا يداً بيد ثمَّ أسهما لي على السواء - أسهما لي - 1 - الأمیر علیه السلام - 35

فكيف به أنّى أُدَاوِي جراحَه فيَدْوَى فلا مُلّ الدواءٌ ولا الداء - أنّى أداوي جراحه - 1 - الأمیر علیه السلام - 36

دع ذكرَهُنَّ فما لهن وفاءُ ريحُ الصبا وعهودُهُنَّ سواءُ - دع ذكرهن - 2 - الأمیر علیه السلام - 37

نقشنا ود إخوان الصفاء بأقلام الهياء على الهواء - كلهم ذباب - 2 - الأمیر علیه السلام - 37

تحرز من الدنيا فإن فناءها محل فَناء لا محلُّ بقاء - تحرز من الدنيا - 2 - الأمیر علیه السلام - 37

حياتُك أنفاس تُعَدُّ فكلما مضى نَفَسٌ انقصت به جزءا - حياتك أنفاس - 3 - الأمیر علیه السلام - 37

إذا عقد القضاء عليك أمراً فليس يحله إلا القضاء - تبلّغ باليسير - 3 - الأمیر علیه السلام - 38

ص: 577

نصَرْنا رسول الله لما تدابروا وثابَ إليه المسلمون ذوو الحِجي - نصَرْنا رسول الله - 3 - الأمیر علیه السلام - 38

هي حالان شدة ورخاء وسجالان نعمة وبلاء - هي حالان - 4 - الأمیر علیه السلام - 38

وكم ساعٍ ليُثري لم ينله وآخر ما سعى لخلق الثراء - يزري بالفتى الإعدام - 5 - الأمیر علیه السلام - 38

الناس من جهة التمثال أكفاءُ أبوهم آدم والأم حواءُ - الناس أكفاء - 6 - الأمیر علیه السلام - 39

أرى الأحد المَبارك يَوم سَعدٍ لغرس العود يصلح والبناء - أيام الأسبوع - 8 - الأمیر علیه السلام - 39

تغیرت المودةُ والإخاءُ وقلّ الصدقُ وانقطع الرجاءُ - تغيرت المودةُ والإخاءُ - 11 - الأمیر علیه السلام - 40

نصرنا رسول الله لما تدابروا وثاب إليه المسللمون ذوو الحجي - نصرنا رسول الله - 3 - الأمیر علیه السلام - 42

أمِنْ بعدِ تكفين النبي ودفنه نعيشُ بآلاء ونجنحُ للسلوى - رُزئنا رسول الله - 12 - الأمیر علیه السلام - 42

أنت التي غرك مني الحسنى باعيش إن القوم أعدا - الخفض خير - 1 - الأمیر علیه السلام - 43

اليوم ذا أرضي به محمداً والله أرضية والله الرضي - أرضي به محمداً - 4 - الأمیر علیه السلام - 43

قلَّ صبري وبان عني عزائي بعد فقدي لخاتم الأنبياء - قل صبري - 9 - الزهراء علیها السلام - 317

أنا ابن الذي قد تعلمون مكانه وليس على الحق المبين طحاء - أنا البدر - المجتبي علیه السلام - 335

خذل الله خاذليه ولا أغمد عن قاتليه سيف الفناء - خذل الله خاذليه - 1 - المجتبي علیه السلام - 335

ص: 578

قدّم لنفسك ما استطعت من التقى إن المنية نازل بك يا فتى - قدم لنفسك - 2 - المجتبی علیه السلام - 335

أحق الناس أن يُبكى عليه فتیٌ أبكي الحسين بكربلاء - ابکَی الحسین - 3 - الشهید علیه السلام - 355

إذا استنصر المرء امرئاً لا يداً له فناصره والخاذلون سواء - رسول الله جدي - 7 - الشهید علیه السلام - 355

تَبارَك ذُو العُلا والکِبْریاء تفرَّدَ بالجَلالِ وَبِالبَقاء - تبارك ذو العُلی - 5 - الشهید علیه السلام - 357

ناديتُ سكّان القبور فاسكتوا وأجابني عن صمتِهم تُرْبَ الحَصى - مزقت لحمهم - 5 - الشهید علیه السلام - 358

ألَم تسمع بِفَضلِكَ يا ملائي بِفَضلِكَ دُعاء من ضعيفٍ مبتلائي - التضرُّع كل يوم - 11 - السجاد علیه السلام - 445

إلى جدنا نشكو عداة تحكموا ونالوا بنا والله كل مناء - خذ حقنا يا جدنا - 15 - السجاد علیه السلام - 445

علم المحجة واضح لمريده وأرى القلوب عن المحجة في عمى - علم المحجة - 2 - الصادق علیه السلام - 503

وإني لأنسى السر كي لا أذيعه فيا من رای سراٌ يصان بأن ينسى - أنسى السرّ - 3 - الرضا علیه السلام

قافية الباء

أنا النّبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطّلب - أنا النبي - 1 - النبي صلی الله علیه وآله - 24

أرديت عمراً إذ طغى بمهند صافي الحديد مجرّب قضّاب - أرديت عمراً - 1 - الأمیر علیه السلام - 45

يا رب ثبِّت لي قدمي وقلبي سبحانك اللَّهم أنت حسبي - يا رب ثبِّت - 1 - الأمیر علیه السلام - 45

ستندم ستندم ايا صاحبي ستدخل جهنم أيا ضاربي - ستندم - الأمیر علیه السلام - 45

ص: 579

فارق تجد عوضاً عما تفارقه فانصب فإن لذيذ العيش في النصب - فارِق - 2 - الأمیر علیه السلام - 45

أبى الله إلا أن صفين دارُنا و دارُكم ما لاح في الأفق كوكبُ - أبى الله - 2 - الأمیر علیه السلام - 46

لعمرُك ما الإنسان إلا بدينِه فلا تتْرك التقوى اتكالاً على النسب - ما الإنسان إلا بدينِه - 2 - الأمیر علیه السلام - 46

وما الدهر والأيام إلا كما ترى رزيةُ مال أو فراقُ حبيب - الدهر كما ترى - 2 - الأمیر علیه السلام - 46

إذا جاءت الدنيا عليك فجد بها على الناس طراً إنها تتقلب - جُد بها - 2 - الأمیر علیه السلام - 47

يُغطي عيوبَ المرء كثرةُ ماله يُصدَّقُ فيما قاله وهو كذوبُ - يغطي العيوب - 2 - الأمیر علیه السلام - 47

إذا كانت الستون عمرك لم يكن لدائك إلاّ أن تموت طبيب - الستون عمرك - 3 - الأمیر علیه السلام - 47

كم فرحة مطوية لك بين أثناء النوائب - كم فرحة - 2 - الأمیر علیه السلام - 47

ناديتُ هَمْدان والأبوابُ مُغلقة ومِثلُ هَمْدان سنَّى فَتْحةً البابِ - ناديتُ هَمْدان - 2 - الأمیر علیه السلام - 48

هذا لكم من الغلام الغالب من ضرب صدق وقضاء الواجب - الغلام الغالب - 2 - الأمیر علیه السلام - 48

فلو كانت الدنيا تنال بفطنة وفضل وعقل نلت أعلى المراتب - حظ وقسمة - 2 - الأمیر علیه السلام - 48

الدهر يخنق أحياناً قلادته عليك لا تضطرب فيه ولا تشب - لا تضطرب - 2 - الأمیر علیه السلام - 49

ص: 580

إذا ضاق الزمان عليك فاصبر ولا تيأس مِنَ الفَرَجِ القَرِيبِ - لا تیأس - 2 - الأمیر علیه السلام - 49

حبیب ليس بعدي حبيبٌ وما لسواه في قلبي نصيب - لا يغيب - 2 - الأمیر علیه السلام - 49

إلى الله أشكو لا إلى الناس أشتكي أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب - إلى الله أشكو - 2 - الأمیر علیه السلام - 49

شیئان لو بكت الدماءَ عليهما عيناي حتى تأذنا بذهابِ - فقد الشباب وفرقة الأحباب - 2 - الأمیر علیه السلام - 50

ذهبَ الوفاءُ ذهاب أمس الذاهب فالناسُ بينَ مخاتلٍ وموارِبِ - ذهبَ الوفاءُ - 2 - الأمیر علیه السلام - 50

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب - غيرك أولى بالنبي - 2 - الأمیر علیه السلام - 50

فإنْ تَسأَلينِي كيفَ أنتَ فإنني جَلِيدٌ على عَض الزَّمان صَلِيبُ - جَلِيدٌ على الزَّمان - 2 - الأمیر علیه السلام - 50

أنا علي وابن عبد المطلب مهذب ذو سطوة وذو حسب - أنا علي - 2 - الأمیر علیه السلام - 51

أنا علي وابن عبد المطلب أحمي ذماري وأذب عن حسب - الموت خير للفتى - 2 - الأمیر علیه السلام - 51

أنا ابن الحوضين عبد المطلب وهاشم المطعم في العام السغَب - أوفي بميعادي - 1 - الأمیر علیه السلام - 51

إذا رمت أن تُعلى فزر متواتراً إن شئت أن تزداد حباً فزر غباً - إذا رمت أن تُعلى - 2 - الأمیر علیه السلام - 52

وذي سفهٍ يواجهني بجهل وأكره أَن أَكون له مجيباً - زاد بالإحراق طيبا - 2 - الأمیر علیه السلام - 52

حلفتُ بربَ الرَّاقصاتِ عَشيّةً غَدَوْنَ خفاقاً فابتدرن المحصّبا - رهط ابن يعمر - 2 - الأمیر علیه السلام - 53

ص: 581

سليمُ العرض مَن حَذرِ الجوابا و من دارى الرجال فقد أَصابا - سلیم العرض - 2 - الأمیر علیه السلام - 53

تبَّا وتعساً لك يا ابن عُتبةْ أسقيك من كاس المنايا شربَه - تعاً لك يا بن عتبة - 1 - الأمیر علیه السلام - 53

علمي غزير وأخلاقي مهذبة ومن تهذب یروي عن مهذبه - علمی غزیر - 1 - الأمیر علیه السلام - 54

غالبت کل شدیدة فغلبتها والفقر غالبني فأصبح غالبي - الفقر غالبني - 2 - الأمیر علیه السلام - 54

ولو أنني جاوبته لأَمضه نوافذ قولي واحتضار جوابي - أغضي على مضض - 2 - الأمیر علیه السلام - 54

أَنا علي بن عبدالمطلب مهذب ذو سطوة وذو غضب - من بيت عز - 3 - الأمیر علیه السلام - 55

أنا الغلام العربي المنتسب - من خير عود في مُصاص المطلب - من خير عود - 3 - الأمیر علیه السلام - 55

إيّاي تدعو في الوغا يابن الارب وفي يميني صارم يبدي اللهب - إيّاي تدعو - 3 - الأمیر علیه السلام - 55

هذا لكم معاشر الأحزاب من فالق الهامات والرقاب - هذا لكم - 3 - الأمیر علیه السلام - 56

يا أيها السائل عن أصحابي إن كنت تبغي خير الصواب - أنبئك عنهم - 3 - الأمیر علیه السلام - 56

ضربى ثُبِى الأبطال في الْمَشَاعب ضربُ الغلام البطلِ المُلاعِبِ - الحمد للعواقب - 3 - الأمیر علیه السلام - 56

ليس البليَّةُ في أيامنا عجباً بل السلامة فيها أعجب العجبُ - السلامة فیها أعجب - 3 - الأمیر علیه السلام - 57

لا تطلُبنَّ معيشةَ بمذلةٍ واربا بنفسك عن دنيَّ المطلَب - الغنی عن کل دنس - 3 - الأمیر علیه السلام - 58

ص: 582

إنّي أقولُ لنفسي وهْيَ ضيّقةً وقد أناخَ عليها الدَّهرُ بالعَجَبِ - صبراً على شدة الأيام - 3 - الأمیر علیه السلام - 58

الليلُ هولٌ يرهب المهيبا ويُذهل المشجع اللبيبا - لست أخشى الروع - 3 - الأمیر علیه السلام - 58

ما غاض دمعي عند نازلةٍ إلا جعلتك للبكا سببا - إذا ذكرتك ميتاً - 3 - الأمیر علیه السلام - 58

البَسُ أخاك على عُيوبه واسْتُر وغَطّ على ذُنوبه - البَسْ أخاك - 3 - الأمیر علیه السلام - 59

فلم أَرَ كالدنيا بها اغتر أَهلها ولا كاليقين استأنس الدهر صاحبه - أغتر أهلها - 3 - الأمیر علیه السلام - 60

ألم ترَ قومي إذ دعاهم أخوهُم أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا - حفظوا غيبي - 3 - الأمیر علیه السلام - 60

إذا اشتدّ شوقي زرت قبرك باكيا أنوح وأشكو لا أراك مجاوبي - إذا اشتدّ شوقي - 3 - الأمیر علیه السلام - 60

أنا علي وأعلى الناس في النسب بعد النبيّ الهاشميّ المصطفى العربي - أعلى الناس في النسب - 3 - الأمیر علیه السلام - 61

كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محموده عن النسب - 3 - الأمیر علیه السلام - 61

إذا كنت تعلم أن الفراق فراق الحياة قريب قريب - أمرك عجيب - 4 - الأمیر علیه السلام - 61

فرض على الناس أن يتوبوا لكن ترك الذنوب أوجب - فرض على الناس - 4 - الأمیر علیه السلام - 62

عجبت لجازع باك مصاب بأهل أَو حميم ذي اكتئاب - عجبت الجازع - 4 - الأمیر علیه السلام - 62

أدبت نفسي فما وجدت لها بغیر تقوى الإله من أدب - أدّبت نفسي - 4 - الأمیر علیه السلام - 62

ص: 583

ستشهد لي بالكر والطعن راية حياني بها الطهر النبيّ المهذّب - ليث هموس - 4 - الأمیر علیه السلام - 63

أيها الفاخر جهلاً بالنسب إنما الناس لأم ولأب - إنما الفخر لقعل - 4 - الأمیر علیه السلام - 63

توب ربِّ الورى واجب عليهم وتركهم للذّنوب أوجب - ترك الذنوب أوجب - 4 - الأمیر علیه السلام - 63

أنا عليٌّ وابن عبد المطَّلبْ نحنُ لَعمر الله أولى بالكتبْ - نحن أولی بالکتب - الأمیر علیه السلام - 64

نَصَر الحِجارة من سَفاهةِ رأيهِ وَنَصَرْتُ ربَّ محمدٍ بصَوابِي - نصرت ربّ محمد - 4 - الأمیر علیه السلام - 65

إذا اشتَمَلتْ على الیأس القلوبُ وضاق لما به الصدر الرحيبُ - فرج قريب - 5 - الأمیر علیه السلام - 67

أقصروا الهزل بيننا والخطابا لست ممن يخاف أو أن يهابا - سناني فيه المنايا - 5 - الأمیر علیه السلام - 68

وأفضلُ قسم الله للمرء عقلُه فليس من الخيرات شيءٌ يقاربُه - أفضل قسم الله - 3 - الأمیر علیه السلام - 68

مالي وقفت على القبور مسلماً قبرَ الحبيب فلم يرد جوابي - قبر الحبیب - 5 - الأمیر علیه السلام - 69

أبا لهبٍ نبتْ يداك أبا لهب وتبت يداها تلك حمالةِ الحطبْ - تبّت یداك - 6 - الأمیر علیه السلام - 69

أنّا عليّ وابن عبد المطلب أخو النبي المصطفى المنتجب - صافي الأدیم - 5 - الأمیر علیه السلام - 70

لو صيغ من فضة نفسٌ على قدر لعاد من فضله لما صفا ذهبا - اکتسب أدباً - 6 - الأمیر علیه السلام - 70

سيكفيني المليك وحدُّ سيفٍ لدى الهيجاء يحسبه شهابا - سیکفیني الملیك - 6 - الأمیر علیه السلام - 71

ص: 584

أعلي تقتحم الفوارس هكذا عني وعنهم حدّثوا أصحابي - أعليّ تقتحم الفوارس؟ - 6 - الأمیر علیه السلام - 71

يهددني بالعظيم الوليد فقلت أنا ابن أبي طالب - أنا ابن المبجل - 7 - الأمیر علیه السلام - 73

قريح القلب من وجع الذنوب نحيل الجسم يشهق بالنحيب - قريح القلب - 7 - الأمیر علیه السلام - 73

تردَّ رداءَ الصبر عند النوائبِ تنل من جميل الصبر حُسْن العواقب - تردَّ رداءَ الصبر - 9 - الأمیر علیه السلام - 74

الأزدُ سيفي على الأعداء كلهم وسيف أحمدَ من دانت له العرب - الأزدُ سيفي - 21 - الأمیر علیه السلام - 74

أحسين إني واعظ ومؤدب فافهم فأنت العاقل المتأدب - إني واعظ ومؤدب - 30 - الأمیر علیه السلام - 76

صرَمت حبالك بعد وصلك زينب والدهر فيه تصرُّم وتقلُّب - صرَمت حبالك - 66 - الأمیر علیه السلام - 78

حسين إذا كنت في بلدة غريباً فعاشر بآدابها - مدرك الثأر يا حسين - 20 - الأمیر علیه السلام - 81

إذا اشتدّ شوقي زرت قبرك باكياً انوح وأشكو لا أراك مجاوبي - لا أراك مجاوبي - 3 - الزهراء علیها السلام - 318

قد كان بعدك أنباء وهنيئة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب - إنا فقدناك - 9 - الزهراء علیها السلام - 318

الحَقُّ ابلَجُ لا تَزِيعُ سَبيلُهُ والحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوو الألباب - الحق أبلجُ - 1 - المجتبی علیه السلام - 336

قل للمقيم بغير دار إقامة حان الرحيل فودّع الأحبابا - حان الرحيل - 2 - المجتبی علیه السلام - 336

ذري كدر الأيام إن صفاءها تولى بأيام السرور الذواهب - كدر الأيام - 2 - المجتبی علیه السلام - 336

ص: 585

أين من كان لعلم المصطفى في الناس بابا - إذا نودي في الحرب - 4 - المجتبی علیه السلام - 337

لعمرك إنني لأحب داراً تحل بها سیكنة والرباب - سكينة والرباب - 2 - الشهید علیه السلام - 360

أنا الحسين بن على أحمي عيالات أبي - على دين النبي - 2 - الشهید علیه السلام - 360

إذا المرء لم يحم بنيهِ وعرسه و عترته كان اللثيمَ المسببا - يخوض بحار الموت - 3 - الشهید علیه السلام - 361

أنا الحسين بن علي بن أبي طالب البدر بأرض العرب - البدر بأرض العرب - 4 - الشهید علیه السلام - 361

يحول عن قريب من قصور مزخرفة إلى بيت التراب - لقد آن التزوُّد - 5 - الشهید علیه السلام - 362

أأدهن رأسي أم أطيب محاسني ورأسك معفور وأنت تريب - من وارى أخاه - 8 - الشهید علیه السلام - 362

ذهب الذين أحبهم وبقيت فيمن لا أحبه - حسبي بربي کافیاً - 10 - الشهید علیه السلام - 364

ساد العلوج فما ترضى بذا العرب وصار يقدم رأس الأمة الذنب - ساد العلوج - 3 - السجاد علیه السلام - 446

ومن شرّف الأقوام يوماً برأية فإن علياً شرّفته المناقب - إنك مني يا علي - 5 - السجاد علیه السلام - 447

هو الزمان فلا تفنى عجائبه عن الكرام ولا تهدى مصائبه - هو الزمان - 5 - السجاد علیه السلام - 447

لا تجزعن من المداد فإنه عطر الرجال وحلية الآداب - عطر الرجال - 1 - الصادق علیه السلام - 503

ما عادانا بيت إلا خرب وما بنسجنا كلب إلا جرب - من عادانا - 1 - الصادق علیه السلام -503

ص: 586

ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب فالناس بين مخاتل ومؤارب - ذهب الوفاء - 2 - الصادق علیه السلام - 504

عطيّته إذا أعطى سرور وإن أخذ الّذي أعطى أثابا - أيّ النعمتين - 3 - الصادق علیه السلام - 504

زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغلب الغلاب - زعمت سخینة - 1 - الکاظم علیه السلام - 519

نعى نفسي إلى نفسي المشيب وعند الشيب يتعظ اللبيب - يتّعظ اللّبيب - 8 - الرضا علیه السلام - 529

إنّي ليهجرني الصديق تجنّباً فأُريه أنّ لهجره أسبابا - هجرني الصديق - 4 - الرضا علیه السلام - 530

اعذر أخاك على ذنوبه واستر وغط على عيوبه - أعذر أخاك - 3 - الرضا علیه السلام - 531

قافية التاء

هل أنت إلاّ إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت - في سبيل الله - 1 - النبي صلی الله علیه السلام - 25

وعائدةٍ تعودُ لغير ودّ تود لو أنّ ذا دَنفٍ يموتُ - لغير ودّ - 1 - الأمیر علیه السلام - 82

صبرتُ عن الملذات لما تولت والزمتُ نفسي صبرَها فاستمرت - صبرتُ عن الملذات - الأمیر علیه السلام - 82

ادفع الدُّنيا بما اندفعت واقطع الدُّنيا بما انقطعت - ادفع الدُّنيا - 2 - الأمیر علیه السلام - 83

الم ترَ أَن الدهر يومٌ وليلةٌ يكرَّان من سبت جديد إلى سبت - الدهر يوم وليلة - 2 - الأمیر علیه السلام - 83

أقول لعيني احبسي اللحظات ولا تنظري يا عين بالسرقات - لا تنظري يا عين - 2 - الأمیر علیه السلام - 83

نصول على الأعادي حين تعشي وتلقى جمعهم بالمرهفات - نصول على الأعادي - 4 - الأمیر علیه السلام - 83

ص: 587

قد کنت میتاً فصرت حياً وعن قليل تصير ميتاً - تصير میتاً - الأمیر علیه السلام - 84

با جامعاً لشمله ساعاته ودنت منيّته وحان وفاته - حان وفاته - 2 - الأمیر علیه السلام - 85

نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات - لا خير بعدك - 2 - الأمیر علیه السلام - 86

قد رأيت القرون كيف تفانت دُرِسَتْ ثم قيل كانَ وكانت - هوّنتها فهانت - 3 - الأمیر علیه السلام - 86

خليليَّ لا والله ما من مُلمَّةٍ تدومُ على حي وإن هي جلّتِ - ما من ملمّة تدوم - 3 - الأمیر علیه السلام - 86

إن القليل من الكلام بأهله حسَنٌ وإنَّ كثيره ممقوتُ - الصمت درّ - 3 - الأمیر علیه السلام - 86

حقيق بالتواضع من يموت ويكفي المرء من دنياه قوت - سترحل عن قريب - 4 - الأمیر علیه السلام - 87

إنما الدنيا فناء ليس للدنيا ثبوت - إنما الدنيا فناء - 4 - الأمیر علیه السلام - 87

من عاش مات فلا يرجى إنابته حتى القيامة لما قيل قد مات - من عاش مات - 4 - الأمیر علیه السلام - 88

دُبوا دبيبَ النمل لا تفوتوا وأصبحوا بحربكم وبيتوا - لا تفوتوا - 3 - الأمیر علیه السلام - 88

هل يدفع الدرع الحصين منيّةً يوماً إذا حضرت لوقت مماتي - الموت حق - 5 - الأمیر علیه السلام - 88

نعت نفسك الدنيا واسرعت ونادت الاجدّ الرحال وودّعت - نعت نفسك الدنيا - 1 - الزهراء علیه السلام - 320

نفسي على زفراتها محبوسةٌ ياليْتها خَرَجت مع الزّفرات - لا خير بعدك - 2 - الزهراء علیه السلام - 320

ص: 588

إن لم أمت أسفاً عليك فقد أصبحت مشتاقاً إلى الموت - أسفاً عليك - الشهید علیه السلام - 366

إذا جاءت الدنيا عليك فجد بها على الناس طراً قبل أن تتفلت - إذا جاءت الدنيا - 2 - الشهید علیه السلام - 366

فعُقْبى كلّ شيءٍ نحنُ فيه منَ الجمْعِ الكَثيف إلى شَئات - تنسانا الأحبّة - 5 - الشهید علیه السلام - 367

تراع إذا الجنائز قابلتنا - ونلهو حين تقصى ذاهبات - إذا الجنائز قابلتنا - 2 - السجاد علیه السلام - 449

إليك يا رب قد وجّهت حاجاتي وجئت بابك يا ربّ بحاجاتي - اقض الحوائج لي - 11 - السجاد علیه السلام - 449

بلغت الأربعين فصرت كهلاً و شارفت المقابر والوفاتا - بلغت الأربعين - 4 - السجاد علیه السلام - 450

ألا أيّها المقصود في كلّ حاجتي شكوت إليك الضرّ فارحم شكايتي - يا غاية المنى - 4 - السجاد علیه السلام - 450

مَن جدُّه خالُه ووالِدُه وأمَّهُ أُخته وعمّتُه - یبغض الوصيّ - 2 - الصادق علیه السلام - 504

وقبرٌ بطوسٍ يالها من مصيبةٍ توقَّد في الأحشاءِ بالحرقاتِ - قبر بطوس - 2 - الرضا علیه السلام - 532

واعجباً للمرء في لذته يجرُّ ذيل التيه في خطرته - ارغب لمولاك - 33 - الرضا علیه السلام - 533

قافية الثاء

لِمَن يَا أَيُّها المغرورُ تحوي مِنَ المالِ المُوفَّر والأثاث - ستمضي غير محمود - 5 - الشهید علیه السلام - 368

قافية الجيم

إذا النائباتُ بلغْنَ المَدى وكادت تذوب لهنَّ المُهَجُ - عند التناهي الفرج - 2 - الأمیر علیه السلام - 89

ص: 589

لئن كنت محتاجاً إلى الحلم إنني إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج - ما كنت أرضى الجهل - 5 - الأمیر علیه السلام - 89

قرّبي ذا الفقار فاطم منّي فأخي السيف كلّ يوم هياج - سوف أرضي المليك - 7 - الأمیر علیه السلام - 90

تُعالج بالتَّطَبب كلّ داءٍ وليس لداءِ ذنبِكَ من علاج - إلى الرحمن - 5 - الشهید علیه السلام - 369

ليت شعري هل عاقل في الدياجي بات من فجعة الزمان بناجي - حقي ضائع - 2 - السجاد علیه السلام - 452

قافية الحاء

قد عَلِم القومُ لدى الصَباح أنّي في الهَيْجاء ذو نِصاح - ذو نصاح - 1 - الأمیر علیه السلام - 91

الرفق يمنٌ والأناة سعادةٌ فتأن في أمرٍ تلاق نجاحا - الرفق يمنٌ - 1 - الأمیر علیه السلام - 91

الليل داج والكباش تنتطح نطاح أسد ما أراها تصطلح - من نجا برأسه فقد ربح - 2 - الأمیر علیه السلام - 91

ولا تفش سرك إلا إليك فإن لكل نصیح نصیحا - لا تفش سرّك - 2 - الأمیر علیه السلام - 92

لَعمْرُك إنَّ وُشاة الرّجا لِ لا يَترُكونَ أدِيما صحيحاً - لا تبد سرك - 2 - الأمیر علیه السلام - 92

كم خليل لك خاللته لا ترك الله له واضحه - أروغ من ثعلب - 2 - الأمیر علیه السلام - 93

قد كنت لي جبلاً الوذ بظله فاليوم تسلمني لأجرد ضاحي - مات النبي - 9 - الزهراء علیها السلام - 321

لنعم الحر حربني رياح ونعم الحر عند مختلف الرماح - حرُّبني رياح - 2 - الشهید علیه السلام - 371

ص: 590

عليكَ بظِلف نفسِكَ عن هَواها فما شيءٌ ألذُّ من الصَّلاح - تشمّر للفلاح - 5 - الشهید علیه السلام - 372

لنعم الحرُّ حرُّ بني رياح صبور عند مختلف الرِّماح - حرُّ بني رياح - 3 - السجاد علیه السلام - 452

قافية الخاء

أفلح من كانت له مزخة یزخها ثم ينام الفخة - نيام الفخة - 1 - الأمیر علیه السلام - 93

وإن صافَيْتَ أو خاللْتَ خِلاُّ ففِي الرّحمن فاجْعل من تُؤاخي - دع عنك الضلالة - 5 - الشهید علیه السلام - 373

قافية الدال

ويأتيك بالأخبار مَن لم تزوَّد - يأتيك بالأخبار - 1 - النبي صلی الله علیه وآله - 25

أمرتكم أمري بمنعرج اللوى فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد - لم تستبينوا النصح - 1 - الأمیر علیه السلام - 93

صدقته وجميع الناس في بهم من الضلالة والإشراك والنكد - صدقته - 1 - الأمیر علیه السلام - 94

اطعن بها طعن أبيك تحمد لا خير في الحرب إذا لم توقد - اطعن بها - 1 - الأمیر علیه السلام - 94

كلُّ ماض فكأن لم يكن کلُّ آت فکان قد - كان لم يكن - 1 - الأمیر علیه السلام - 95

خلوا سبيل المؤمن المجاهد آليت لا أعبد غير الواحد - لا أعبد غير الواحد - 1 - الأمیر علیه السلام - 95

وحسبك داء أن تبيت ببطنة وَحَوْلكَ أكْبادٌ تَحِنّ إلى الْقِدّ - وحسبك داء - 1 - الأمیر علیه السلام - 95

أُريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مُراد - يريد قتلي - 1 - الأمیر علیه السلام - 96

ص: 591

إذا لم يكن عون من الله للفتى فأكثر ما يجني عليه اجتهاده - عون من الله - 1 - الأمیر علیه السلام - 96

هذا علي والهدى يقوده من خير فتیان قریش عوده - من خير فتيان قريش - 1 - الأمیر علیه السلام - 96

وينصر الله من لاقاه إن له نصراً يمثل بالكفار ما عندوا - إن له نصراً - 1 - الأمیر علیه السلام - 96

هموم رجال في أُمور كثيرة وهمي من الدنيا صديق مساعدُ - صديق مساعد - 2 - الأمیر علیه السلام - 96

إذا ما المرء لم يحفظ ثلاثاً فبعه ولو بكف من رمادِ - إذا لم يحفظ ثلاثاً - 2 - الأمیر علیه السلام - 97

إن الذين بنوا فطال بناؤهم واستمتعوا بالأهل والأولاد - كانوا على ميعاد - 2 - الأمیر علیه السلام - 97

صديق عدوّي داخل في عداوتي وإِنّي لمن ودّ الصديق ودود - صديق العدو عدو - 2 - الأمیر علیه السلام - 98

أعاذلتي على إتعاب نفسي ورعبي في السرى روض السُهاد - أهون فائت - 2 - الأمیر علیه السلام - 98

أزودكم بالله عن محمد بكل سیف قاطع مهند - أذودكم بالله - 1 - الأمیر علیه السلام - 98

نحن بنو الأرض وسكانها منها خُلقنا وإليها نعود - بنو الأرض - 2 - الأمیر علیه السلام - 98

وإنّي قد حللت بدار قوم هم الأعداء والأكباد سود - ليس لهم خلود - 2 - الأمیر علیه السلام - 98

ما أكثر الناس لا بل ما أَقلَّهُم الله يعلم أني لم أقُل فَندا - لا أرى أحداً - 2 - الأمیر علیه السلام - 99

أصول بالله العزيزِ الأمجدِ وفالق الأصباح ربُّ المسجدِ - أصول بالله - 1 - الأمیر علیه السلام - 99

ص: 592

جنبي تجافى عن الوِساد خوفاً من الموت والمَعادِ - لا بد من حصاد - 3 - الأمیر علیه السلام - 99

وكانوا على الإسلام إلباً ثلاثة وقد فرّ من تحت الثلاثة واحد - كانوا على الإسلام إلباً - 3 - الأمیر علیه السلام - 99

الموت لا والداً يُبقي ولا ولداً هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا - لا والداً يُیقي ولا ولداً - 3 - الأمیر علیه السلام - 100

إن الذي قد اصطفى محمدا وأظهر الأمر به وأيدّا - سَرَّ من والى - 3 - الأمیر علیه السلام - 100

تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبیل لست فیها بأوحَدِ - تمنی رجال أن أموت - 3 - الأمیر علیه السلام - 101

لا يستويَ من يَعْمُر المساجدا ومن يبيت راكعاً وساجدا - من یعمر المساجد - 2 - الأمیر علیه السلام - 101

لو كانت الأرزاق تجري على مقدار ما يستاهلُ العبدُ - تجري على سمتها - 4 - الأمیر علیه السلام - 102

تغرَّب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد - خمس فوائد - 4 - الأمیر علیه السلام - 102

مضى أَمسك الباقي شهيداً معدلاً وأصبحت في يوم عليك شهيد - مضى أَمك - 4 - الأمیر علیه السلام - 103

يا مؤثر الدنيا على دينه والثاثه الحيران عن قصده - يا مؤثر الدنيا - 4 - الأمیر علیه السلام - 103

ما ودني أحدٌ إلا بذلت له ما ودني أحدٌ إلا بذلت له صفوَ المودَّةِ مني آخر الأبد - دعوت له الرحمن - 4 - الأمیر علیه السلام - 103

ذهب الذين عليهم وجدي وبقيت بعد فراقِهم وحدي - بقيت وحدي - 4 - الأمیر علیه السلام - 104

أنا أخو المصطفى لا شكّ في نسبي معه ربیت وسبطاء هما ولدي - أخو المصطفى - 4 - الأمیر علیه السلام - 104

ص: 593

وإنَّ حياتي منك يا بنت أحمد بإظهار ما أخفيته لشديد - لأمر الله تعنو رقابنا - 5 - الأمیر علیه السلام - 105

إنَّ الذي سمك السماء بقدرة حتى علا في عرشه فتواحد - أقبل إلى الإسلام - 5 - الأمیر علیه السلام - 105

ومن قتلتم على ما كان من عجب منا فقد صادفوا خيراً وقد سعدوا - جنان من الفردوس - 5 - الأمیر علیه السلام - 106

قريش بدتنا بالعداوة أوّلاً وجاءت لتطفي نور ربّ محمد - نور ربّ محمد - 6 - الأمیر علیه السلام - 106

أتاني أنَّ هنداً أُخت صخرٍ دعَت دركاً وبشرت الهنودا - أتاني أنَّ هند - 8 - الأمیر علیه السلام - 107

بني أحمد يابني أحمد بكت لكم عمد المسجد - بني أحمد - 6 - الأمیر علیه السلام - 107

يا شاهد الله علي فاشهد آمنت بالله ولي احمد - آمنت بالله - 1 - الأمیر علیه السلام - 108

عليك ببر الوالدين كليهما وبرَّ ذَوي القربى وبر الأباعد - بر الوالدين - 9 - الأمیر علیه السلام - 109

ما زال جمعكم في حندس عكر وفي بحار طمت مخضرة الزبد - أمين الله - 9 - الأمیر علیه السلام - 109

أرِقت لنوح آخر الليل غردا لشيخي ينعي والرئيس المسوَّدا - أرِقت لنوح - 14 - الأمیر علیه السلام - 111

إن حياً يرى الصلاح فسادا أو يرى الغي في الأمر و رشادا - أهلك سابور - 2 - الأمیر علیه السلام - 112

الله حي قديمٌ قادر صمد فليس يشركه في مُلكهِ أحَدُ - وينصر الله من والاه - 17 - الأمیر علیه السلام - 112

إذا مات قرم قل والله ذكره وذكر أبي مذمات والله أزيد - عزيت نفسي - 3 - الزهراء علیها السلام - 321

ص: 594

إن حزني عليك حزن جديد وفؤادي والله صب عنيد - حزني عليكَ - 4 - الزهراء علیها السلام - 322

فَقُل لِلَّذِي يَبْغِي خِلافَ الَّذِي مَضَى تَجَهَّز لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَانَ قَدِ - تجهز لأخرى - 2 - المجتبی علیه السلام - 337

أتامُرُ يا مُعاويَ عبدَ سَهْم بشَتْمي والمَلا منّا شُهُودُ - لا تهج منا أموراً - 8 - المجتبی علیه السلام - 338

قيم الكلام وقد سبقت مبرزاً سبق الجواد من المدى المتباعد - فيم الكلام - 2 - المجتبی علیه السلام - 338

لا ذعرت السوام في فلق الصبح مغيراً ولا دعيت يزيدا - المنايا يرصدنني - 2 - الشهید علیه السلام - 374

مضى أمسك الماضي شهيداً معدّلا وخلّفت في يوم عليك شهيد - لا ترج فعل الخير - 3 - الشهید علیه السلام - 375

تعدّیتم یا شر قوم بفعلكم و خالفت قول النبيّ محمد - نحن من نسل النبي - 4 - الشهید علیه السلام - 375

ياربّ لاتتركني وحيدا قد أظهروا الفسوق والجحودا - أنت بالمرصاد - 2 - الشهید علیه السلام - 376

أيا شمر خاف الله واحفظ قرابتي منع الجد منسوباً إلى القائم المهدي - أيا شمر خاف الله - 8 - الشهید علیه السلام - 377

أخِي قد طال لُبْئُكَ في الفساد وبئِس الزّاد زادُك للمعاد - مشيب رأسك - 5 - الشهید علیه السلام - 378

الحمد الله العلي الواحد نحمده في سائر الشدائد - فأصله یا رب نار سرمد - 3 - الشهید علیه السلام - 378

لنحن على الحوض ذواده نذوق ونسقي ورّاده - على الحوض - 4 - السجاد علیه السلام - 452

ذهب الذين يعاش في أكنافهم لم يبق إلاّ شامت أو حاسد - ذهب الأعزة - 1 - الباقر علیه السلام - 493

ص: 595

أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا - أقلّوا عليهم - 2 - الباقر علیه السلام - 493

نحن نذود ون على الحوض رواده نذود ونسعد وراده - على الحوض - 4 - الباقر علیه السلام - 494

لآل المصطفى في كل عام تجدد بالأذى زفر جديد - زفر جديد - 1 - الصادق علیه السلام - 505

عوِّد لسانَكَ قولَ الخيرِ تحظ به إنَّ اللَّسان لما عَوَّدت يَعتاد - قول الخير - 2 - الصادق علیه السلام - 505

أخوك الذي لو جئت بالسيف عامداً لتضربه لم يستغشك في الود - أخوك - 2 - الصادق علیه السلام - 506

قالوا بمكة بيت مال داثر وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد - بادرت أمراً - 3 - الصادق علیه السلام - 506

إذا ما طلبت خصال الندى وقد عضك الدهر من جهده - أهل العلى - 4 - الصادق علیه السلام - 506

لا تجزعن لوحدة وتفرد ومن التفرد في زمانك فازدد - فسد الإخاء - 4 - الصادق علیه السلام - 507

تنح عن القبيح ولا ترده ومن أوليته حسناً فزده - كان العدو - 2 - الکاظم علیه السلام - 520

ليس لي ذنب ولا ذنب لمن قال لي يا عبد أو يا أسود - ليس لي ذنب - 2 - الرضا علیه السلام - 540

لآل محمد في كلّ عصر تجدّد في أذى زفر جديد - زفر جديد - 2 - الرضا علیه السلام - 540

من كان ذا عضد يدرك ظلامته إنّ الذّليل الّذي ليست له عضد - ليست له عضد - 1 - العسکري علیه السلام - 563

غفلت وحادي الموت في أثري يحدو وإن لم أرح يوماً ولا بد أن أغدو - إرحم الفرد يا فرد - 14 - العسکري علیه السلام - 563

ص: 596

لعلك يوماً إن تراني كأنما بنی حوالي الأسود اللوابد - الأسود اللوابد - 2 - العسکري علیه السلام - 564

قافية الذال

غُضَّ عيناً على القذى وتصَبَّرْ على الأذى - تصبّر على الأذى - 2 - الأمیر علیه السلام - 113

ودُنياك الّتي غرّتك منها زَخارِفُها تصيرُ إلى انْجِذاذ - الحذر منها - 5 - الشهید علیه السلام - 379

قافية الراء

هذا الجَمالُ لا جَمَالُ خَيْبَرُ هذا أَیَرُّ ربَّنا وأطْهَرُ - هذا أبرّ ربّنا - 1 - النبي صلی الله علیه وآله - 26

جندب وما جندب الأقطع زيد الخير - جندب والأقطع - 1 - النبي صلی الله علیه وآله - 26

اللهمَّ إِنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فَاغْفِر للأَنْصارِ والمُهاجِرَه - اغفر للأنصار - 2 - النبي صلی الله علیه وآله - 27

إذا كنت لا تدري ولَم تكُ سائلاً عن العلم من يدري جهلت ولم تدر - جهلت ولم تدر - 1 - الأمیر علیه السلام - 114

أَلم تر أَن الفقر يُرجى له الغنى وأن الغنى يُخشى عليه من الفقر - يُرجى له الغنى - 1 - الأمیر علیه السلام - 114

أَلم تر أنَّ البحر ينضب ماؤه ويأتي على حيتانه نوب الدهر - نوب الدهر - 1 - الأمیر علیه السلام - 114

ابيضُي واصفرّي وغرّي غيري إنّي من الله بكُل خَيْرِ - غرّي غيري - 1 - الأمیر علیه السلام - 114

فتىّ كان يُدنيه الغني من صديقه إذا ما هو استغنى ويُبعده الفقر - يدنيه الغنى - 1 - الأمیر علیه السلام - 114

صبرت على مر الأمور كراهةٌ فهان علينا كل صعبٍ من الأمر - هان علينا - 1 - الأمیر علیه السلام - 114

ص: 597

هم أوردوه في الغرور وغرّروا أرادوا نجاة لا نجاة ولا عذر - هم أوردوه - 1 - الأمیر علیه السلام - 115

مساكين أهل الفقر حتى قبورهم عليها تراب الذل بين المقابر - أهل الفقر - 1 - الأمیر علیه السلام - 115

وحميدُ ما يرجوه ذو أملٍ فرجٌ يعجّله له صبر - يعجله الصبر - 1 - الأمیر علیه السلام - 115

ولا خير في الشكوى إلى غير مشتكي ولا بدَّ من شكوى إذا لم يكن صبر - لا بد من شكوى - 1 - الأمیر علیه السلام - 115

لما رأيت الأمر أمراً منكراً أضرمتُ ناري ودعوتُ قنبرا - أضرمتُ ناري - 1 - الأمیر علیه السلام - 116

أردت به نصر الإله تبتّلاَ وأضمرته حتى أُوسّد في قبري - نصر الإله - 1 - الأمیر علیه السلام - 117

ما إن تأوهّت من شيء رزيت به كما تأوّهت للأطفال في الصغر - تأوّهت للأطفال - 2 - الأمیر علیه السلام - 117

جميع فوائد الدنيا غرور ولا يبقى لمسرورٍ سرور - فوائد الدنيا غرور - 2 - الأمیر علیه السلام - 118

عاجلتنا فأتاك عاجل برِّنا فلا ولو أمهلتنا لم تقتر - عاجل برّنا - 2 - الأمیر علیه السلام - 118

لهف نفسي وقليل ما أُسر ما أَصاب الناس من خير وشرُّ - هم الساعون في الشر - 2 - الأمیر علیه السلام - 118

بلوت صروف الدهر ستين حجةً وجرَّبت حاليه من العسر واليُسر - بلوت صروف الدهر - 2 - الأمیر علیه السلام - 119

کنت الواد لناظري فیکی عليك الناظر - كنت السواد لناظري - 2 - الأمیر علیه السلام - 119

فلقد قبرتك وانصرفت مودعا بأبي ونفسي جسمك المقبور - الديار قبور - 2 - الأمیر علیه السلام - 119

ص: 598

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار - تفنى اللذاذة - 2 - الأمیر علیه السلام - 119

أَبُنيَّ إِنَّ من الرجال بهيمَة في صورة الرجل السميع المبصر - من الرجال بهيمة - 2 - الأمیر علیه السلام - 120

خاطر بنفسك لا تقعد بمعجزة فليس حرُ على عجز بمغدورٍ - خاطر بنفسك - 2 - الأمیر علیه السلام - 120

يعزونني قوم براء من الصبر وفي الصبرِ أَشياء أمرُّ من الصبر - في أحر من الجمر - 2 - الأمیر علیه السلام - 120

ينصرني ربّي خير ناصرٍ آمنت بالله بقلب شاکرٍ - ربي خير ناصر - 2 - الأمیر علیه السلام - 121

أحسَنْت ظنك بالأيام إذ حسنَتْ ولم تخفْ سوء ما يأتي به القَدَرُ - اغتررتَ بها - 2 - الأمیر علیه السلام - 121

أي يومي من الموت أفر يوم لا يقدر أو يوم قدر - لا ينجي الحذر - 2 - الأمیر علیه السلام - 121

إني رأيت وفي الأيام تجربة للصبر عاقبة محمودة الأثر - فاز بالظفر - 2 - الأمیر علیه السلام - 122

لئن ساءني دهر عزمت تصبُّراً فكل بلاءٍ لا يدوم يسيرُ -عزمت تصبّراً - 2 - الأمیر علیه السلام - 123

اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمرٍ له وقت و تدبير - بعد العسر تيسير - 2 - الأمیر علیه السلام - 123

رأيت الدهر مختلفاً يدورُ فلا حزنٌ يدوم ولا سرور - لم تبق الملوك - 2 - الأمیر علیه السلام - 123

وفي الجهل قبل الموت موت لأَهله وأجسادهم قبل القبور قبور- لم يحي بالعلم - 2 - الأمیر علیه السلام - 124

تكثر من الإخوان ما استطعت إنهم عماد إذا ما استنجدوا وظهور - تكثر من الإخوان - 2 - الأمیر علیه السلام - 124

ص: 599

دواؤكَ فيك وما تشعرُ وداؤكَ منك وما تُبصِر - العالم الأكبر - 2 - الأمیر علیه السلام - 124

لئن ساءني دهرٌ لقد سرَّني دهرُ وإن مسني عسرٌ فقد مسني يسرُ - لكل من الأيام عادة - 2 - الأمیر علیه السلام - 125

زَلَلْت فيكم زَلَّةً فَأَعْتَذِرُ سوف أكِيسُ بعدها وأَنْشمرْ - زَلَلْت فيكم - 1 - الأمیر علیه السلام - 125

دبّوا دبيب النمل قد آن الظفر لا تنكروا فالحرب ترمي بالشرر - قد آن الظفر - 1 - الأمیر علیه السلام - 126

وما ظبيةٌ تسبي القلوب بطرفها إذا التفتت خِلنا بأجفانها سِحرا - كلل السيف وجهه - 2 - الأمیر علیه السلام - 126

إلى كم يكون العدْل في كلّ ليلة لما لا تملّين القطيعة والهجرا - انتظري الدهرا - 2 - الأمیر علیه السلام - 126

ذَنْبٌ لَعَمْرِي شُرْبُكَ المَحْضَ خَالِصَاً وأَكْلُكَ بِالزُّبْدِ الْمُقَشَّرَة البُجْرَا - نحن وهبناك العلاء - 2 - الأمیر علیه السلام - 126

تلاقينَ قَيساً وأشباعَهُ فَیُوقد لِلحَرْب ناراً فَنَارَا - یوقد لِلحَرْب ناراً - 2 - الأمیر علیه السلام - 127

أَنَا الذي سمَّتني أُمِّي حَيْدَرَةْ أكيلُكم بالسيفِ كيْل السنْدَرَة - أنا حيدرة - 1 - الأمیر علیه السلام - 128

سبحان رب العباد يا وبره ورازق المتقين والفَجَرة - سبحان رب العباد - 2 - الأمیر علیه السلام - 131

أفلح من كانت له قوصرة يأكل منها كل يوم مرة - أفلح من كانت له قوصرة - 1 - الأمیر علیه السلام - 131

صبرت على مر الأمور كراهة وأبقيت في ذاك الصواب من الأمر - جهلت ولم تدر - 2 - الأمیر علیه السلام - 131

يا نفس قومي فقد قام الورى إن ينم الناس فذو العرش يرى - ذو العرش يرى - 2 - الأمیر علیه السلام - 131

ص: 600

ما هذه الدنيا لطالبها إلا عناء وهو لا يدري - عناء وهو لا يدري - 2 - الأمیر علیه السلام - 132

دليلك أَن الفقر خير من الغنى وأَن القليل المال خيرٌ من المثُري - دليلك أن الفقر - 2 - الأمیر علیه السلام - 132

إليك أشكو عجري وبُجري ومعشراً غشُّوا عليَّ بصري - إليك أشكو - 2 - الأمیر علیه السلام - 132

ما فيك خير ولا مير يعدّله قضيت منك لباناتي وأوطاري - ما فيك خير - 2 - الأمیر علیه السلام - 133

أُريدُ بذاكم أَن تهشُّوا لطلقتي وأن تكثروا بعدي الدعاء على قبري - الدعاء على قبري - 2 - الأمیر علیه السلام - 133

ألم تر أني في الحروب مظفر هزبر الوغى في حومة الموت حيدر - في الحروب مظفر - 3 - الأمیر علیه السلام - 133

الشيب سیب عنوان المنية وهو تاريخ الكبر - الحذر الحذر - 3 - الأمیر علیه السلام - 134

إذا شئت أن تستقرض المال منفقاً على شهوات النفس في زمن العُسر - سل نفسك - 3 - الأمیر علیه السلام - 132

أيا من ليس لي منهُ مجير بعفوك من عقابك أستجير - أنت به جدير - 3 - الأمیر علیه السلام - 134

إني عجزت عجزة لا أعتذر سوف أكيس بعدها وأستمر - سوف أكيس بعدها - 3 - الأمیر علیه السلام - 134

غني النفس يكفي النفس حتى يكفّها وإن أعسرت حتى يضرّ بها الفقر - فاصبر لها - 3 - الأمیر علیه السلام - 135

ذهب الرجال المُقتدى بفعالهم والمُنكرون لكل أَمر منكَر - متنكبين عن الطريق الأكبر - 3 - الأمیر علیه السلام - 136

النار أهون من ركوب العار والعار یدخل أهله في النار - يدخل أهله النار - 3 - الأمیر علیه السلام - 136

ص: 601

أرى الحسين قتيلاً قبل مصرعهِ علماً يقيناً بأن يبلى بأشرارِ - أری الحسین قتیلاً - 3 - الأمیر علیه السلام - 136

يا ذا الذي يطلب مني الوترا إن كنت تبغي أن تزور القبرا - يطلب مني الوترا - 2 - الأمیر علیه السلام - 137

فإنَّ للحرب عُراماً شزراً إن عليها سائقاً عشنزرا - للحرب عرام - 2 - الأمیر علیه السلام - 137

سيروا أبابيل وحثوا السيرا كي نلحق التيمي والزبيرا - حثوا السيرا - 2 - الأمیر علیه السلام - 138

تؤمل في الدنيا طويلاً ولا تدري إذا حنَّ ليل هل تعيش إلى الفجر - تؤمل في الدنيا - 3 - الأمیر علیه السلام - 138

وفي الصدر لبانات إذا ضاق لها صدري - في الصدر لبانات - 3 - الأمیر علیه السلام - 138

أغمض عيني في أُمورٍ كثيرةٍ وإني على ترك الغموض قديرُ - اصبر نفسي - 4 - الأمیر علیه السلام - 139

يا طالب الصفو في الدنيا بلا كَدرٍ طلبت معدومة فايأس من الظفر - يا طالب الصفو - 4 - الأمیر علیه السلام - 139

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر - وطنت نفسي على القتل - 4 - الأمیر علیه السلام - 139

يعيبُ رجال زماناً مضى وما لزمانٍ مضى منْ غيَرْ - ظلمتَ الزمان - 4 - الأمیر علیه السلام - 141

اصبر من تعب الادلاج والسهر وبالرواح على الحاجات والبكَر - محمودة الأثر - 4 - الأمیر علیه السلام - 142

لست أرى ما بيننا حاكماً إلاّ الَّذي بالكفّ تبّار - ديننا صادق - 4 - الأمیر علیه السلام - 142

إذا ذكر القلب رهط النبيّ وسبي النساء وهتك الستر - يا قلب صبراً - 4 - الأمیر علیه السلام - 143

ص: 602

أنا علي فاسألوني تخبروا سيفي حسام وسناني يزهرُ - اسألوني تخبروا - 4 - الأمیر علیه السلام - 143

أنا عليّ البطل المظفّرُ غشمشم القلب بذاك أُذكرُ - غشمشم القلب - 4 - الأمیر علیه السلام - 144

عسى منهلٌ يصفو فيروي ظمية أطال صداها المنهل المتكدر - لا تيأس من الله - 4 - الأمیر علیه السلام - 144

واسأل العرف إن سألت كريما لم يزل يعرف الغنى واليسارا - العار أن تجل الصغار - 4 - الأمیر علیه السلام - 145

كُدَّ كدَّ العبد إن أَحببت أن تصبح حراً - كُدَّ كدَّ العبد - 4 - الأمیر علیه السلام - 145

والله لو عاش الفتى من دهرِه ألفاً من الأعوام مالك أمره - أول ليلة في قبره - 4 - الأمیر علیه السلام - 145

قد يعلم أنَّا خيرهُم نَسبا ونحن أَفخرهم بيتاً إذا فخروا - نحن أفخرهم بيتاً - 4 - الأمیر علیه السلام - 146

حرَّض بنيك على الآداب في الصغر كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر - الناس اثنان - 5 - الأمیر علیه السلام - 146

المرء في زمن الإقبال كالشجرة وحولها الناس ما دامت بها الثمرة - لا تحمدن امرءاً حتى تجربه - 5 - الأمیر علیه السلام - 147

إن عضك الدهر فانتظر فرجاً فإنه نازلٌ بمنتظرهِ - انتظر فرجاً - 5 - الأمیر علیه السلام - 147

إذا شئت تعلم خير الفتى أدر لحظ طرفك في منظره - كل يعود إلى عنصره - 4 - الأمیر علیه السلام - 148

تبّاً وتعساً لك يا بن الكافر أنا عليّ هازم العساكر - هازم العساكر - 4 - الأمیر علیه السلام - 148

للناس حرص على الدنيا بتدبير وصفوُها لك ممزوجٌ بتكدير - لم يرزقوها بعقل - 6 - الأمیر علیه السلام - 148

ص: 603

یا عجباً لقد سمعت منكراً كذباً على الله يشيب الشعرا - قدّم لوائي - 6 - الأمیر علیه السلام - 149

تلكم قريشُ تمناني لتقتلني فلا وربك ما برُّوا وما ظفِروا - وماكروني بالأعداء - 6 - الأمیر علیه السلام - 150

أنا عليّ وما إن خفت في نسبي فما على ذا القول من عار - رسول الله أمرني - 6 - الأمیر علیه السلام - 151

إذا المشكلات تصدين لي كشفت حقائقها بالنظر - كشفت حقائقها - 7 - الأمیر علیه السلام - 152

إذا ما كنت ملتمساً لرزق ونجح القصد من عبد وحر - فاتحة الكتاب - 12 - الأمیر علیه السلام - 154

إذا مات ميّت قلّ ذكره وذكر أبي مذ مات والله أكثر - ذِكرُ أبي - 1 - الزهراء علیها السلام - 322

کنت السواد لمقتلي تبكي عليك الناظر - كنت السواد لمقلتي - 2 - الزهرا علیها السلام - 322

وَلاَ عَنْ قِلىّ فارقتُ دارَ مَعاشري هم المانعون حَوْزتي وذِمارِي - دار معاشري - 1 - المجتبی علیه السلام - 339

عاجلتنا فأتاك وابل برّنا طلاً ولو أمهلتنا لم تقصر - لم نشتر - 2 - المجتبی علیه السلام - 339

لئن ساءني دهر عزمت تصبراً وكل بلاء لا يدوم يسير - عزمت تصبراً - 2 - المجتبی علیه السلام - 340

بغاث الطير أكثرها فراخاً وأم الصقر مقلاة نزور - أم الصقر - 1 - الشهید علیه السلام - 380

الموت خير من ركوب العار والعار خير من دخول النار - الله جاري - 1 - الشهید علیه السلام - 380

یا قبر سیدنا المجن سماحة صلى عليك الله يا قبر - یا قبر - 2 - الشهید علیه السلام - 381

ص: 604

وما هم بقوم يغلبون ابن غالب ولكن يعلم الغيب قد قدر الأمر - قد قدر الأمر - 1 - الشهید علیه السلام - 381

إن عادت العقرب عدنا لها وكانت النعل لها حاضره - النعل لها - 2 - الشهید علیه السلام - 382

الله يعلم أن ما يدي يزيد لغيره - ما بیدي یزید - 4 - الشهید علیه السلام - 382

أنا ابن علي الخير من آل هاشم كفاني بهذا مفخراً حين أفخر - نحن سراج الله - 7 - الشهید علیه السلام - 382

هل الدُّنيا وما فيها جميعاً سوَى ظلُّ يزول مع النَهار - كأن لم يخلقوا - 5 - الشهید علیه السلام - 385

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها محاسنها فيها بوالي دواثر - تحت التراب - 3 - السجاد علیه السلام - 453

وأنت على الدنيا مكب منافس لخطابها فيها حريص مكاثر - على خطر تمسي - 3 - السجاد علیه السلام - 454

وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى عن اللهو واللذات للمرء زاجر - الموت والقبر - 3 - السجاد علیه السلام - 454

وأضحوا رميماً في التراب واقفرت مجالس منهم عطلت ومقاصر - سكان القبور - 3 - السجاد علیه السلام - 455

فما صرفت كف المنية إذ أنت مبادرة تهوي إليه الذخائر - كف المنية - 3 - السجاد علیه السلام - 455

مليك عزيز لا يرد قضاؤه علیم حكيم نافذ الأمر قاهر - لا يرد قضاؤه - 3 - السجاد علیه السلام - 456

وفي دون ما عاينت من فجعاتها إلى دفعها داع وبالزهد آمر - لا تطلب الدنيا - 4 - السجاد علیه السلام - 456

ألا لا ولكنا نغر نفوسنا وتشغلنا اللذات عما تحاذر - يوم تبلي السرائر - 3 - السجاد علیه السلام - 457

ص: 605

أما قد ترى في كل يوم وليلة يروح علينا صرفها وبباكر - آفاتها وهمومها - 3 - السجاد علیه السلام - 457

بلى أوردته بعد عز ومنعة موارد سوء مالهن مصادر - هو الموت - 3 - السجاد علیه السلام - 458

أحاطت به أحزانه وهمومه وأبلس لما أعجزته المعاذر - أعجزته المعاذر - 3 - السجاد علیه السلام - 458

فكم موجع يبكي عليه تفجعاً مستنجد صبراً وما هو صابر - كم موجع - 3 - السجاد علیه السلام - 458

وظل أحب القوم كان بقربه يحث على تجهيزه ويبادر - كُفن في ثوبين - 3 - السجاد علیه السلام - 459

لعاينت من قبح المنية منظراً يهال لمرآه ويرتاع ناظر - قبح المنية - 3 - السجاد علیه السلام - 459

قولوا علیه معولين وكلهم لمثل الذي لاقى أخوه محاذر - ربعت ولم ترتع - 3 - السجاد علیه السلام - 460

ثوی مفرداً في لحده وتوزعت مواريثه أولاده والأصاهر - تدور الدوائر - 3 - السجاد علیه السلام - 460

ولم تتزود للرحيل وقد دنا وأنت على حال وشيك مسافر - دنا الرحيل - 3 - السجاد علیه السلام - 460

تخرب ما يبقي وتعمر فانياً فلا ذاك معمور ولا ذاك عامر - تخرب ما يبقى - 3 - السجاد علیه السلام - 461

لباسي للدنيا التجمل والصبر ولبسي للأخرى البشاشة والبشر - كذا الدهر - 7 - السجاد علیه السلام - 461

أقادُ ذليلاً في دمشق كأنّني من الزنج عبدٌ غاب عنه نصيرُه - في دمشق - 3 - السجاد علیه السلام - 463

عجبت من معجب بصورته وكان من قبل نطفة مذره - نطفة مذرة - 3 - الباقر علیه السلام - 494

ص: 606

لكل أناس دولة يرقبونها ودولتنا في آخر الدهر تظهر - دولتنا - 1 - الصادق علیه السلام - 507

إن عادت العقرب عُدْنا لها وكانت النعل لها حاضرة - النعل لها - 1 - الصادق علیه السلام - 508

محال وجود النار في بيت ظلمة وأن يهتدي في ظل حيران حائر - أهل البصائر - 2 - الصادق علیه السلام - 508

لا تراني اتخذت لا وعلاها بعد بیت الاحزان بيت سرورِ - بيت الأحزان - 1 - المهدي (عج) - 571

قافية الزاي

لا تَعَجلنَّ فقد أَتَاك مجيبُ صَوْتك غير عاجزْ - لا تَعَجِلنَّ - 4 - الأمیر علیه السلام - 154

أيعتَزُّ الفتى بالمالِ زَهْواً وما فيها يَفوتُ عنِ اعتِزاز - لا لبث فيها - 5 - الشهید علیه السلام - 386

قافية السين

يا بني الزهراء والنور الذي ظن موسى أنها نار قبس - بني الزهراء - 2 - النبي صلی الله علیه وآله - 28

ألا تراني كَيّساً مكيّساً بنیت بعد نافع مخيّساً - ألا تراني كيّساً - 1 - الأمیر علیه السلام - 156

السيف والخنجر ريحاننا أفُّ على النرجس والآس - من دم أعدائنا - 2 - الأمیر علیه السلام - 157

أسأت إذ احسنت ظني بكم والحزم سوء الظن بالناس - الحزم سوء الظن - 2 - الأمیر علیه السلام - 157

سوف يرى الجمع ضراب الفاتك الحلابس وطعنة قد شدّها لكبوة الفوارس - اليوم أضرم نارها - 2 - الأمیر علیه السلام - 157

لا تتهم ربك فيما قضى وهوِّن الأمر على النفس - لکل هم فرج - 2 - الأمیر علیه السلام - 158

ص: 607

سلام على أهل القبور الدوارس كأنهم لم يجلسوا في المجالس - سلام على أهل القبور - 3 - الأمیر علیه السلام - 158

إنّي أنا الليث الهزبر الأشوش والأسد المستأسد المعرّس - أنا الليث الهزير - 2 - الأمیر علیه السلام - 158

لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ولو تمنعت بالحجاب والحرس - لا تأمن الموت - 4 - الأمیر علیه السلام - 159

الحمد لله لا شريك له دأبي في صبحه وفي غلسه - لم يبق لي مؤنس - 4 - الأمیر علیه السلام - 159

أَيحسبُ أولاد الجهالة أَننا على الخيل لسنا مثلهم في الفوارس - رسول الله كالبدر - 5 - الأمیر علیه السلام - 160

العلم زين فكن للعلم مكتسباً وكن له طالباً ما عشت مقتبساً - العلم زين - 6 - الأمیر علیه السلام - 160

فيمَ الكلامُ وقدْ سَبقْتُ مُبَرِّزاً سَبْقَ الجَوَادِ من المَدَى والمِقْوَسِ - سبقت مبرزاً - 1 - المجتبی علیه السلام

أفي السّبخات يا مغبونُ تبني وما أبقى السَّباخُ على الأساس - حُفظت عليك - 5 - الشهید - 386

قومٌ إذا نودوا لدفع ملمةٍ والقومُ بين مدعس ومكردسِ - لبسوا القلوب - 3 - الشهید - 387

تضيء كضوء السراج السليط لم يجعل الله فيه نحاساً - السراج السليط - 1 - الرضا علیه السلام - 541

لیست بالعفة ثوب الغنى وصرت أمشي شامخ الراس - ثوب الغنى - 4 - الرضا علیه السلام - 541

یا قبر طوس سقاك الله رحمته ماذا ضمنت من الخيرات يا طوس - یا قبر طوس - 9 - الجواد علیه السلام - 551

قافية الشين

عظيمٌ هوله والنّاس فيه حَیاری مثل مَبْثوث الفراش - عيبك ظاهرٌ - 5 - الشهید علیه السلام - 388

ص: 608

يا نفس صبراً فالمنى بعد العطش وإن روحي في الجهاد منكمش - يا نفس صبراً - 2 - الشهید علیه السلام - 389

قافية الصاد

أتمَّ الناس أعرفُهم بنقصه وأقمعُهم لشهوته وحرصِه - أتمّ الناس - 4 - الأمیر علیه السلام - 161

لأُوردَنَّ العاصيَ بن الْعَاصي سَبْعين ألفاً عاقِدِي النَّوَاصِي - أُسُود غيل - 2 - الأمیر علیه السلام - 161

عليكَ من الأُمور بما يؤدّي إلى سنَنِ السّلامة والخلاص - تطهير النفوس - 5 - الشهید علیه السلام - 389

يقولون لي فضِّل عليّاً عليهما فلست أقول التبر أعلى من الحصى - فضّل عليّاً - 3 - المهدی (عج) - 573

قافية الضاد

لا تَفسدنَّ سابق إحسانٍ مضى والله لا يُغلَبُ فيما قد مضى - الله لا يُغلب - 1 - الأمیر علیه السلام - 162

إذا أذنَ الله في حاجةٍ أتاك النجاح بها يركض - إذا أذن الله - 2 - الأمیر علیه السلام - 162

إن كنت ذا علم بما الله قضى فائبت أُصادقك وسيفي منتضى - إن كنت ذا علم - 2 - الأمیر علیه السلام - 163

سأمنح مالي كلَّ من جاء طالباً وأجعله وقفاً على القرض والفرض - وأجعله وقفاً - 2 - الأمیر علیه السلام - 163

لنا ما تدَّعون بغير حقٍ إذا ميز الصحاح من المراض - لنا ما تدَّعون - 3 - الأمیر علیه السلام - 163

أيّها العينان فيضا واستهلاّ لاتغيضا - أيّها العينان فيضا - 3 - الزهراء علیها السلام - 323

وأصلُ الحزمِ أن تُضْحِي وتمسي وربّك عنكَ في الحالات راضي - حظّ النفس - 5 - الشهید علیه السلام - 390

ص: 609

لكم ما تدّعون بغير حق إذا مِيز الصحاحُ من المراض - قاضينا الإله - 3 - السجاد علیه السلام - 464

قافية الطاء

نحن نؤمُّ النَمط الأوسطا لسنا كمن قصَّر أو أفَرطا - النمط الأوسط - 1 - الأمیر علیه السلام - 163

اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ فلا ترى غير ما في الدهر مخطوط - اصبر على الدهر - 2 - الأمیر علیه السلام - 164

كَفَى بالمرءِ عاراً أن تراهُ منَ الشّأن الرّفيع إلى انحطاط - خاب الشقيّ - 5 - الشهید علیه السلام - 391

قافية الظاء

نوم امریءٍ خیرٌ له من يقظةٍ لم يُرض فيها الكاتبين الحفظة - خير من يقظة - 1 - الأمیر علیه السلام - 164

إذا الإنسانُ خانَ النّفس منه فما یرجوه راجٍ للحِفاظ - الفرار من الشواظ - 5 - الشهید علیه السلام - 392

قافية العين

ومن یَصحب الدنيا مثل قابض على الماء خانته فروج الأصابع - قابض على الماء - 1 - الأمیر علیه السلام - 164

ولم أر مثل ذاك اليوم يوماً ولم أر مثله حقاً أُضيعا - مثل ذاك اليوم - 1 - الأمیر علیه السلام - 164

فإنّك إنْ أَعْطَيْتَ بَطْنَكَ سُؤلَهُ وَفَرْجَكَ نَالَا مُنْتَهَى الذَّمّ أَجْمَعًا - منتهى الذمّ - 1 - الأمیر علیه السلام - 166

لا تضع المعروف في ساقط فذاك صنع ساقط ضائع - ضعه في كريم - 2 - الأمیر علیه السلام - 166

لك الحمد إما على نعمةٍ وإما على نقمة تُدفُع - لك الحمد - 2 - الأمیر علیه السلام - 166

ص: 610

هل يقرع الصخر من ماء ومن مطر هل يلحق الريح بالآمال والطمع - أبو السبطين مقتدر - 2 - الأمیر علیه السلام - 167

وداوِ عدواً داءه لا تداره فإِنَّ مداراة العدى ليس تنفعُ - لا تداره - 2 - الأمیر علیه السلام - 167

تجوّع فإن الجوع من عمل التقي وإِنَّ طويل الجوع يوماً سيشبع - تجانب صغار الذنب - 2 - الأمیر علیه السلام - 167

هلموا إليَّ حقاً لتنظروا فتى ليس من أمثالكم هو يجزع - ليس من أمثالكم - 2 - الأمیر علیه السلام - 167

لا تجزعنّ إذا نابَتْك نائبةٌ واصبر ففي الصبر عند الضيق مُتسع - إذا نابتك نائبة - 2 - الأمیر علیه السلام - 168

مات الوفاءُ فلا رفد ولا طمع في الناس لم يبق إلا اليأس والجزع - الله أكرم - 2 - الأمیر علیه السلام - 168

وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى فإنك لاقٍ ما عملت وسامع - معدناً للحلم - 3 - الأمیر علیه السلام - 168

ومن البلاء وللبلاء علامة أن لا يرى لك عن هواك نزوع - للبلاء علامة - 3 - الأمیر علیه السلام - 169

ألم تعلم أبا سمعان أنا برد الشيخ مثلك ذا الصداع - ما بك من دفاع - 3 - الأمیر علیه السلام - 169

دعا حكيم دعوة الزماع حل بها منزلة النزاع - دعا حكيم - 1 - الأمیر علیه السلام - 169

رأیت العقل عقلين فمطبوع ومسموع - العقل عقلين - 3 - الأمیر علیه السلام - 169

أتأمرني بالصبر في نصر أحمد ووالله ما قلت الذي قلت جازعا - لم أزل طائعاً - 3 - الأمیر علیه السلام - 170

أفادتني القناعة كل عزٍ وهل عز أعز من القناعة - أفادتني القناعة - 3 - الأمیر علیه السلام - 171

ص: 611

يا لهف نفسي قتلت ربيعة ربيعة السامعة المطيعة - قتلت ربيعة - 3 - الأمیر علیه السلام - 171

ذنوبي إن فكرت بها كثيرة ورحمة ربي من ذنوبي أوسع - رحمة ربي أوسع - 4 - الأمیر علیه السلام - 172

أودى بأغشم دهر كان يأمله فخرّ منجدلاً في الأرض مصروعاً - للإله مطيع - 4 - الأمیر علیه السلام - 172

دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمعْ - دع الحرص - 5 - الأمیر علیه السلام - 172

قَصرُ الجديد إلى بلى والوصل في الدنيا انقطاعُه - يا بؤس للدهر - 6 - الأمیر علیه السلام - 173

يا عمرو قد حمي الوطيس وأضرمت نار عليك وهاج أمر مفظعٌ - يا عمرو قد الوطيس - 7 - الأمیر علیه السلام - 173

الفضل من كرم الطبيعة والمنّ مفسدةُ الصنيعة - لا تلتطخ بوقيعة - 7 - الأمیر علیه السلام - 174

قدم لنفسك في الحياة تزوداً فلقد تفارقُها وأنت مودَّع - اهتم للسفر القريب - 16 - الأمیر علیه السلام - 174

لك الحمد ياذا الجودِ والمجدِ والعلا تبارکت تُعطي من تشاء وتمنع - لك الحمد - 27 - الأمیر علیه السلام - 175

والصلح تأخذ منه ما رضيت به والحرب يكفيك من أنفاسها جرع - الصلح والحرب - 1 - المجتبی علیه السلام - 341

فما ساءني شيء كما ساءني أخي ولم أرض لله الذي كان صانعا - ولو حُز أنفي - 5 - الشهید علیه السلام - 394

لكلّ تفرُّق الدنيا اجتماع فما بعدَ المنون من اجتماع - فراق فاصل - 5 - الشهید علیه السلام - 394

ومن يصحب الدنيا يكن مثل قابض على الماء جاثتهُ فروج الأصابع - قابض على الماء - 1 - السجاد علیه السلام - 465

ص: 612

أناديك يا جداه یا خیر مُرسل حبيبك مقتولٌ ونسلك ضائعُ - یا خیر مرسل - 2 - السجد علیه السلام - 465

تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في الفعال بديع - هذا محال - 2 - الصادق علیه السلام - 508

لا اليسر يطرقنا يوماً فيبطرنا ولا لأزمة دهر نظهر الجزعا - مثل النجوم - 3 - الصادق علیه السلام - 508

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامة يا مربع - زعم الفرزدق

قافية الغين - 1 - الکاظم علیه السلام - 520

أرى المرء والدنيا كمال وحاسب يضم عليك الكف والكف فارغ - المرء والدنيا - 1 - الأمیر علیه السلام - 178

ولم يطلُب علوّ القدرِ فيها وعزّ النفس إلاّ كلُّ طاغي - لا يغين الملك باغ - 5 - الشهید علیه السلام - 395

قافية الفاء

يا حبذا مقامنا بالكوفة أَرض سواء سهلة معروفة - مقامنا بالكوفة - 2 - الأمیر علیه السلام - 178

يا لهف نفسي على الغطريق المدعي البأس وبذل الريف - المدعي البأس - 2 - الأمیر علیه السلام - 178

أَلا صاحب الذنب لا تقنطن فإنَّ الإله رؤوفٌ رؤوف - لا تقنطن - 2 - الأمیر علیه السلام - 179

جزى الله عنا الموت خيراً فإنه أَبرُّ بنا من كل شيء وأرافُ - جزى الله عنا الموت - 2 - الأمیر علیه السلام - 179

لا تبخلن بدنيا وهي مقبلة فلن ينقصها التبذير والسرف - لا تبخلن بدنيا - 2 - الأمیر علیه السلام - 179

ص: 613

ما لي على فوت فائت أسف ولا تراني عليه ألتهف - ما قدّر الله لي - 4 - الأمیر علیه السلام - 180

ولم يزل سيدي بالحمد معروفا ولم يزل سيّدي بالجود موصوفاً - بالحمد معروف - 8 - الأمیر علیه السلام - 180

عرفتُ ومن يعتذل يَعْرف وأيقنتُ حقاً ولم أَصْدفِ - عزيز المقامة والموقف - 15 - الأمیر علیه السلام - 181

أأقصد بالملامة قصد غيري وأمري كله بادي الخلاف - آثار العفاف - 5 - الشهید علیه السلام - 396

أطوف ببابكم في كل حين كأن ببابكم جعل الطواف - أطوف ببابكم - 1 - الجواد علیه السلام - 552

قافية القاف

ماتركت بدر لنا صديقاً ولا لنا من خلفنا طريقا - ما تركت بدر - 1 - الأمیر علیه السلام - 184

إنَّ على كُلِّ رئيس حَقاً أَنْ يُرْوِيَ الصَعْدة أوْ تُدَقّا - كلّ رئيس - 1 - الأمیر علیه السلام - 184

تراب على رأس الزمان فإنّه زمان عقوق لا زمان حقوق - زمان عقوق - 2 - الأمیر علیه السلام - 185

سمعتُك تبني مسجداً من خيانةٍ وأنت بحمد الله غير موفَّق - تبني من خيانة - 2 - الأمیر علیه السلام - 185

أرى حرباً مغيبة وسِلْما وعهداً ليس بالعهد الوثيق - ليس بالعهد الوثيق - 2 - الأمیر علیه السلام - 185

علمي معي أينما قد كنت يتبعني قلبي وعاء له لا جوف صندوق - علمي معي - 2 - الأمیر علیه السلام - 186

أرى الدنيا ستؤذن بانطلاق مشمَّرة على قدمٍ وساق - ستؤذن بانطلاق - 2 - الأمیر علیه السلام - 186

تغربتُ أَسأَلُ من عنَّ لي من الناس هل من صديق صدوق - صديق صدوق - 2 - الأمیر علیه السلام - 186

ص: 614

دونكها مترعة دهاقاً كاساً فارغاً مزجت زعاقاً - مُزجت زعاقاً - 2 - الأمیر علیه السلام - 187

أَفِّ على الدنيا وأسبابها فإنها للحزنِ مخلوقة - أَفِّ علی الدنیا - 2 - الأمیر علیه السلام - 187

رضيت بما قسم الله لي وفوّضت أَمري إلى خالقي - رضيت - 2 - الأمیر علیه السلام - 187

لو كان بالحيَل الغنى لوجدتَني بنجومِ أقطار السماء تعلُّقي - ضدان مفترقان - 2 - الأمیر علیه السلام - 188

اغن عن المخلوق بالخالق واغن عن الكاذب بالصادق - استرزق الرحمن - 4 - الأمیر علیه السلام - 188

أهل الدنيا خلوا الدنيا مهلاً مهلاً رفقاً رفقا - خلوا الدنیا - 5 - الأمیر علیه السلام - 188

ابكني إن بكيت يا خير هادي واسبل الدَّمع فهو يوم الفراق - إيكني - 4 - الزهراء علیها السلام - 323

حزقة حزقة ترقعین بقة - حزقة حزقة - 1 - الزهراء علیها السلام - 324

يا أهل لذاتِ دنياً لا بقاءَ لها إن المقامَ بظلٍ زائل حُمْقُ - دنيا لا بقاء لها - 1 - المجتبی علیه السلام - 341

إغن عن المخلوق بالخالق تغن عن الكاذب والصادق - إغن عن المخلوق - 3 - المجتبی علیه اسلام - 342

يا أهل لذّة دنياً لا بقاء لها إنَّ اغتراراً بظلِّ زائلٍ حمق - لا بقاء لها - 1 - الشهید علیه السلام - 397

اغن عن المخلوق بالخالق تغن عن الكاذب والصادق - استرزق الرحمن - 4 - الشهید علیه السلام - 397

إذا ما عضك الدهر فلاتجنح إلى الخلق - قاسم الرزق - 4 - الشهید علیه السلام - 398

ص: 615

أخي يا نور عيني يا شقيقي فلي قد كنت كالركن الوثيق - يا قمراً منيراً - 5 - الشهید علیه السلام - 399

ألا إنّ السّباق سباق زُهدِ وما في غير ذلك من سباق - يوم المساق - 5 - الشهید علیه السلام - 400

خذها فإني إليك معتذر واعلم بأني عليك ذو شفقه - إليك معتذر - 3 - الشهید علیه السلام - 401

وفيم وحتى م الشكاية والردى جموح لآجال البرية لاحق - هالك وابن هالك - 3 - السجاد علیه السلام - 466

فإنك مأخوذ بما قد جنيته وإنك مطلوب بما أنت سارق - اتق الله وحده - 3 - السجاد علیه السلام - 466

طلابك أمراً لا يتم سروره وجهدك باستصحاب من لا يوافق - وينسج آمالاً - 3 - السجاد علیه السلام - 467

لقد شقيت نفسٌ تتابع غيّها وتصدف عن إرشادها وتفارق - نفسٌ تتابع غيّها - 3 - السجاد علیه السلام

فعالك هذي غرة وجهالة و تحسب يا ذا الجهل أنك حاذق - يا ذا الجهل - 3 - السجاد علیه السلام - 467

وأنت على الدنيا حريص مكاثر كأنك منها بالسلامة واثق - تحدثك الأطماع - 3 - السجاد علیه السلام - 468

سیندم فعال على سوء فعله ويزداد منه عند ذاك التشاهق - سوء فعله - 3 - السجاد علیه السلام - 468

تخرمهم ريب المنون فلم تكن لتنفعهم جناتهم والحدايق - ريب المنون - 3 - السجاد علیه السلام - 469

وتلك لمن يهوى هواها مليكة تعبده افعالها والطرائق - إذا عدلت جارت - 3 - السجاد علیه السلام - 469

أترجو نجاة من حياة سقيمة وسهم المنايا للخليقة راشق - غرور وباطل - 3 - السجاد علیه السلام - 469

ص: 616

فمن صاحب الأيام سبعين حجة فلذاتها لا شك منه طوالق - من صاحب الأيام - 3 - السجاد علیه السلام - 470

إذا كان هذا نهج من كان قبلنا فإنّا على آثارهم نتلاحق - على آثارهم - 3 - السجاد علیه السلام - 470

فسوف تلاقي حاكماً ليس عنده سوى العدل لا يخفى عليه المنافق - يميز أفعال العباد - 3 - السجاد علیه السلام - 470

كأن لم يكونوا أهل عز ومنعة ولا رفعت أعلامهم والمناجق - صاروا قبوراً - 3 - السجاد علیه السلام - 471

إذا نصب الميزان للفصل والقضا وأبلس محجاج وأخرس ناطق - وقُطعت الأسباب - 3 - السجاد علیه السلام - 471

سيقفر بيت كنت فرخاً لأهله ويهجر مثواك الصديق المصادق - على ذا مضى الناس - 3 - السجاد علیه السلام - 471

تعز فكل للمنية ذائق وكل ابن أنثى للحياة مفارق - كل للمنية ذائق - 3 - السجاد علیه السلام - 472

ستندم عند الموت شر ندامة إذا ضم أعضاك الثرى والمطابق - ستندم عند الموت - 3 - السجاد علیه السلام - 472

من عرف الربّ فلم تغنه معرفة الرب فذاك الشقي - العز للمتقي - 3 - السجاد علیه السلام - 473

نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق - من لا يستحق - 1 - الکاظم علیه السلام - 520

أرى الدنيا تجهز بانطلاق مشمرة على قدم وساق - فلا الدنيا بباقية - 4 - العسکري علیه السلام - 565

قافية الكاف

وليس إلا الله فارفع ظنكا يكفيك رب الناس ما أهمكا - يكفيك رب الناس - 1 - الأمیر علیه السلام - 189

قد حمل القوم فبركاً بركا لا يدخل القوم على ما شكّا - حمل القوم - 1 - الأمیر علیه السلام - 189

ص: 617

لن يأكلوا التمر بظهر مكّة من بعدها حتّى تكون الركّة - لن يأكلوا التمر - 1 - الأمیر علیه السلام - 190

العجزُ عن دركِ الإِدراك إدراك والبحث عن سرّ ذات السمر إشراك - سرّ ذات السر - 2 - الأمیر علیه السلام - 190

إنَّ أخاك الحق مَنْ كان معك ومن يضرّ نفسه لينفعكْ - من كان معك - 2 - الأمیر علیه السلام - 190

قومي إذا اش إذا اشتبك القنا جعلوا الصدور لها مسالك - اللابون دروعهم - 2 - الأمیر علیه السلام - 190

أيها الكاتب ماتكتب مكتوب عليك - اجعل المكتوب خيراً - 2 - الأمیر علیه السلام - 191

أشدد حيازيمك للموت إذا حلّ بوادیکا - اشدد حيازيمك للموت - 2 - الأمیر علیه السلام - 193

من لم یکن جده مساعده فحنفه أَن یجد في الحرکة - جده مساعده - 2 - الأمیر علیه السلام - 193

إليك ربي لا إلى سواكا أَقبلت عمداً ابتغي رضاكا - بارك لي في لقاك - 3 - الأمیر علیه السلام - 193

تركت الخلق طرّاً في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا - حنّ الفؤاد - 2 - الشهید علیه السلام - 403

عجِبْتُ لذِي التجارب كيفَ يسهِو ويتلُو اللهوَ بعدَ الاحتِباكِ - حين تفجوه المنايا - 5 - الشهید علیه السلام - 403

قافية اللام

ألا كل شيء ما سوى الله باطل وکل نعيم لا محالة زائل - لا محالة زائل - 1 النبي صلی الله علیه وآله - 28

أوردها سعد وسعد مشتمل يا سعد ما تروي على هذا الإبل - أوردها سعد - 1 - الأمیر علیه السلام - 194

ولم أر مثل الحلم خيراً لصاحبي ولا صاحباً للمرء شر من الجهل - الحلم - 1 - الأمیر علیه السلام - 194

ص: 618

وما تدري وإنْ أزمعت أمراً بأيِّ الأرضِ يُدركُكَ المقيلُ - ما تدري - 1 - الأمیر علیه السلام - 194

صَيْدُ الملوكِ أرانبٌ وثعالبٌ فإذا رَكِبتُ فصِيدِيَ الأَبطالُ - صيدي الأبطال - 1 - الأمیر علیه السلام - 195

يا مرحباً بالقائِلينَ عَدْلاً وبالصلاة مَرْحباً وأَهْلاً - بالصلاة مرحباً - 1 - الأمیر علیه السلام - 195

لا ينقص الكامل من كماله ما جَرْ من نفع إلى عياله - الكامل - 1 - الأمیر علیه السلام - 196

ألا أيها الموت الذي ليس تاركي أرحني فقد أفنيت كل خليل - ألا أيها الموت - 2 - الأمیر علیه السلام - 196

لكلَّ اجتماعٍ من خليلين فرقة وكلُّ الذي دون المماتِ قليل - لا يدوم خليل - 2 - الأمیر علیه السلام - 196

الحرب إن باشرتها فلا یكن منك الفشل - اصبر على أهوالها - الأمیر علیه السلام - 200

خلقت الخلايق في قدرة فمنهم سخي ومنهم بخيل - السخي في راحة - 2 - الأمیر علیه السلام - 200

ودع التجبر والتكبر يا أخي إن التكبر للعبيد وبيل - دع التكبر - 2 - الأمیر علیه السلام - 200

رضينا قسمة الجبار فينا لنا عِلمٌ وللجُهَّال مال - العلم باق - 2 - الأمیر علیه السلام - 201

محبّك يرعى هواك فهل تعود ليال بضد الأمل - يرعى هواك - 2 - الأمیر علیه السلام - 201

لو كان هذا العلم يحصل بالمُنى ما كان يبقى في البرية جاهل - اجهد ولا تكسل - 2 - الأمیر علیه السلام - 201

يا من بدنياه اشتغل وغرَّه طول الأمل - صندوق العمل - 2 - الأمیر علیه السلام - 202

ص: 619

إنما الدنيا كظل زائل أو كضيف بات ليلاً فارتحل - کظل زائل - 2 - الأمیر علیه السلام - 202

إنَّ يومي من الزبير من طلحة فيما يسوءني لطويل - ظلماني - 2 - الأمیر علیه السلام - 202

إذا ما عرى خطب من الدهر فاصطبر فإن الليالي بالخطوب حوامل - لما هو زائل - 2 - الأمیر علیه السلام - 202

أحمد ربي على خصال خص بها سادة الرجال - سادة الرجال - 2 - الأمیر علیه السلام - 202

سمحت بأمر لا يطاق حفيظة وصدقاً وإخوان الحِفاظ قليل - وفت يداك - 2 - الأمیر علیه السلام - 203

أَصبحت مني يا ابن حرب جاهلاً إن لم نرام منكم الكواهلا - يا بن حرب - 2 - الأمیر علیه السلام - 203

أعوذ بالرحمن أن أميلا من عزف جن أظهروا تهويلا - أوقدت نيرانها - 2 - الأمیر علیه السلام - 203

صبر الفتى لفقره يجلُّه وبذلْه لوجهه يذلُّه - بذله لوجهه يذلّه - 2 - الأمیر علیه السلام - 204

هب الدنيا تساق إليك عفواً أليس مصير ذاك إلى الزوال - إلى الزوال - 2 - الأمیر علیه السلام - 204

تعلّم أبا بكر ولا تك جاهلاً بأنّ علياً خير حاف وناعل - أوصى بحقه - 3 - الأمیر علیه السلام - 204

فداري مناخٌ لمن قد نزل وزادي مُباحٌ لمن قد أَكل - داري مناخ - 3 - الأمیر علیه السلام - 205

فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقتِه وأدمن على الصمت المزيَّن للعقل - الصمت المزيّن للعقل - 3 - الأمیر علیه السلام - 205

بانكَدِ طائرٍ وبِشَرٌ فالِ لأَبعَدِ غاية وأَخَسّ حالِ - غريباً تمتعي قدميك - 3 - الأمیر علیه السلام - 205

ص: 620

كآساد غيل وأشبال خيس غداة الخميس ببيض صقال - الضراب وحز الرقاب - 3 - الأمیر علیه السلام - 206

لقد كان ذا جَدَّ وجِدَّ بكُفره فقيدَ إلينا في المجامع يَعْتَلِ - إلى قعر الجحيم - 3 - الأمیر علیه السلام - 206

خوفني منجم أخو خبل تراجع المرّيخ في بيت حمل - أكاذيب الحيل - 3 - الأمیر علیه السلام - 207

قد علمت ذات القرون الميل والخصر والأنامل الطفول - بنصل السيف خنشليل - 2 - الأمیر علیه السلام - 207

يقول قلبي لطرفي اأنت كنت الدليلا - ترکتماني قتیلا - 3 - الأمیر علیه السلام - 207

أنا الصقر الذي حدثت عنه عناق الطير تنجدل انجدالا - أنا ابن سبع - 3 - الأمیر علیه السلام - 207

فأهلاً وسهلاً بضيف نزَلْ راستودع الله إلفاً رحل - نعم البدل - 4 - الأمیر علیه السلام - 208

اخسأ عليك اللّعن من جاهد يابن لعين لاح بالأرذل - كالبرق في المخلولق - 4 - الأمیر علیه السلام - 208

وكم قد تركنا في دمشق وأهلها من أشمط موتور وشمطاء ثاكل - في دمشق - 4 - الأمیر علیه السلام - 208

فلا تجزع إذا أعرت يوماً فقد أيرت في دهر طويل - العسر يتبعه يسار - 4 - الأمیر علیه السلام - 209

فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسةً فإنَّ ثواب الله أعلى وأنبل - ثواب الله أعلى - 4 - الأمیر علیه السلام - 209

قد طال ليلي والحزين موكّل لحذار يوم عاجل ومؤجّل - طال ليلي - 4 - الأمیر علیه السلام - 209

ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله عوضاً ولو نال المنى بسؤال - ابذله للمتكرم - 4 - الأمیر علیه السلام - 210

ص: 621

هذا مقامي معرضٌ مبذولُ من يلق سيفي فله العويل - هذا مقامي - 3 - الأمیر علیه السلام - 210

يا طلح إن كنت كما تقول ينصره لكم خيول ولنا نصول - ينصره القاهر والرسول - 3 - الأمیر علیه السلام - 211

أعينيَّ جودا بارك الله فيكما على هالكين لا ترى لهما مثلا - أعينيَّ جودا - 4 - الأمیر علیه السلام - 211

غیر جهولٌ أَمله یموت من جا أَجله - يصحبه في القبر عمله - 4 - الأمیر علیه السلام - 211

إِنَّ المنيَّة شربة مورودة لا تجزعن وشد للترحيل - شربة مورودة - 4 - الأمیر علیه السلام - 212

مضى الدّهر والأيام والذنب حاصلٌ وجاء رسول الموت والقلب غافلٌ - الدنيا كمنزل راكب - 5 - الأمیر علیه السلام - 213

إذا اجتمع الآفات فالبخلُ شرها وشرُّ من البخل المواعيد والمطل - الإنسان عمد لعقله - 5 - الأمیر علیه السلام - 213

لنقلُ الصخرِ من قُلَل الجبالِ أَحبُّ إليَّ من منن الرجال - مقالات الرجال - 5 - الأمیر علیه السلام - 213

إن عبداً أطاع رباً جليلاً وقفا الداعي النبي الرسولا - الله عصمة لأموري - 5 - الأمیر علیه السلام - 214

بنيَّ إذا ما جاشت الترك فانتظر ولاية مهديّ يقوم فيعدل - القائم الحق - 5 - الأمیر علیه السلام - 214

إذا عاش امرؤٌ ستّين عاما فنصف العمر تمحقه الليالي - على هذا النوال - 5 - الأمیر علیه السلام - 215

الحمد الله الجميل المفضل المسبغ المولي العطاء المجزل - الله الجميل المفضل - 6 - الأمیر علیه السلام -215

يمثل ذو العقل في نفسه مصائبه قبل أَن تنزلا - ذو العقل - 6 - الأمیر علیه السلام - 215

ص: 622

یا جار همدان من يمُت يرني من مؤمن أو منافق قبلا - من يمت يرني - 6 - الأمیر علیه السلام - 216

ألا باعد الله أهل النفاق وأهل الأراجيف والباطل - كهارون موسى - 7 - الأمیر علیه السلام - 218

صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالماً والقول فيك جميل - صن النفس - 7 - الأمیر علیه السلام - 218

إنّي امرؤ بالله عزّي كلّه ورث المكارم آخري من أوّلي - بالله عزي کله - 7 - الأمیر علیه السلام - 219

أَقيك بنفسي أيها المصطفى الذي هدانا به الرحمن من غُمّة الجهل - لك الفضل - 6 - الأمیر علیه السلام - 219

رأيت المشركين بغوا علينا ولجُّوا في الغواية والضّلال - بغوا علينا - 8 - الأمیر علیه السلام - 220

ألا من ذا يبلّغ ما أقول فإنَّ القول يبلغه الرسول - أبلغ معاوية - 9 - الأمیر علیه السلام - 221

لقد خاب من غرته دنيا دنية وما هي إن غرت قروناً بباطل - عزوف عن الدنيا - 9 - الأمیر علیه السلام - 221

ألم تر أنّ الله أبْلی رسوله بلاءَ عَزيزٍ ذي اقتدار وذي فضل - قد عز نصره - 15 - الأمیر علیه السلام - 223

طوفان آل محد في الأرض غرق جهلها - آل محمد - 3 - الأمیر علیه السلام - 225

تخذتكم درعاً حصيناً لتدفعوا سهام العدى عني فكنتم نصالها - لا عليها ولا لها - 3 - الأمیر علیه السلام - 226

من لم يواس الناس من فضله عرض للإدبار إقبالها - يضعف بالحبة - 3 - الأمیر علیه السلام - 226

نسود أعلاها وتأبى أصولها فليت الذي يسودُّ منها هو الأصل - نسوّد أعلاها - 1 - المجتبی علیه السلام - 342

ص: 623

خلقت الخلائق من قدرة فمنهم سخيّ ومنهم بخيل - حزن طويل - 2 - المجتبی علیه السلام - 342

إذا ما أتاني سائل قلت مرحبا يمن فضله فرض عليَّ معجل - أفضل أيام الفتى - 2 - المجتبی علیه السلام - 342

ومارست هذا الدَّهر خمسين حجّة و خمساً أُرجّي قابلاً بعد قابل - موت معاجل - 3 - المجتبی علیه السلام - 343

نحنُ أناسٌ نوالنا خضل يرتع فيه الرجاء والأمل - نوالنا فضل - 3 - المجتبی علیه السلام - 343

ما غبيّاً سالت وابن غبي بل فقيهاً إذاً وأنت الجهولُ - شفاء الجهل - 3 - المجتبی علیه السلام - 344

يا من بدنیاه اشتغل وغره طول الأمل - صندوق العمل - 2 - الشهید علیه السلام - 404

كلما زید صاحب المال مالاً زيد في همّه وفي الاشتغال - قد عرفناك - 3 - الشهید علیه السلام - 404

یا دهرُ أفَّ لك من خليل كم لك في الإشراق والأصيل - أف لك من خليل - 3 - الشهید علیه السلام - 405

من کان یبای بجد فإن جدي الرسول - بما يطاع الجليل - 3 - الشهید علیه السلام - 405

لئن كانت الأفعال يوماً لأهلها كمالاً فحسن الخلق أبهى وأكمل - حسن الخلق أبهى - 5 - الشهید علیه السلام - 407

فإن تكن الدنيا تعد نفيسة فدار ثواب الله أعلى وأنبل - وما بالقتل عار على الفتى - 5 - الشهید علیه السلام - 408

فإنّ سدورَه أمسى غروراً وحلَّ به ملمّات الزّوال - تخلى عن مورثه - 5 - الشهید علیه السلام - 411

أبي عليّ وجدّي خاتم الرّسل والمرتضون لدين الله من قبلي - ورثت رسول الله - 8 - الشهید علیه السلام - 412

ص: 624

اذل الحياة وذلٌ الممات وكلاً أراه طعاما وبيلا - سيري إلى الموت - 2 - الشهید علیه السلام - 413

يُبدِّرُ ما أصاب ولا يبالي اسُحناً كان ذلك أم حلالا - لا تغتر بالدنيا - 5 - الشهید علیه السلام - 414

با نكبات الدهر دولي دولي واقصري إن شئت أو أطيلي - حسبي الرحمن - 7 - الشهید علیه السلام - 415

أهل العراق مالكم خليل وما بكم في جمعكم فضيل - مالكم خليل - 3 - الشهید علیه السلام - 416

أيا جدنا أما الرجالُ فذبحوا أيا جدنا أما النساءُ أراملُ - أبا جدّنا - 2 - السجاد علیه السلام - 474

عتبت على الدنيا فقلت إلى متى أكابد همّا بؤسه ليس ينجلي - حين طلقني علي علیه السلام - 3 - السجاد علیه السلام - 474

فلا تجزع إذا أعسرتَ يوماً فكم أرضاك باليسر الطّويل - اليأس كفر - 3 - الصادق علیه السلام - 509

عتبت على الدنيا وقلت إلى متى تجورين بالهم الذي ليس ينجلي - عتبت على الدنيا - 3 - الصادق علیه السلام - 509

كلنا نأمل مداً في الأجل والمنايا هن آفات الأمل - ظل زائل - 3 - الرضا علیه السلام - 542

وذي غلّة سالمته فقهرته فاوقرته منّي لعفو التجمّل - عند التّجمّل - 3 - الرضا علیه السلام - 542

إذا كان دوني من بليت بجهله أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل - حق التقدم - 3 - الرضا علیه السلام - 543

إنك في دار لها مدة يقبل فيها عمل العامل - الموت يأتي بغتة - 4 - الرضا علیه السلام - 543

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم غلب الرجال فلم تنفعهم القلل - قلل الأجبال - 6 - الهادي علیه السلام - 557

ص: 625

قافية الميم

أتيناكم أتيناكم فحیّانا وحيّاكم - أتیناکم - 1 - النبي صلی الله علیه وآله - 28

وصحت على شبام فلم تجيني يعزّ عليّ مالقيت شبام - ما لقيت شبام - 1 - الأمیر علیه السلام - 226

كيفَ أصبحت كيف أمْيت ممَّا يُنبتُ الوُدّ في فُؤاد الكَرِيم - فؤاد الكريم - 1 - الأمیر علیه السلام - 227

متى تجمع القلب الزكي وصارما وأنفاً حميا تجتنبك المظالم - تجتنبك المظالم - 1 - الأمیر علیه السلام - 227

وأوجب لي الولاء معاً عليكم خليلي يوم دوح غدیر خم - غدیر خم - 1 - الأمیر علیه السلام - 227

فيا رب زدني اليوم حلماً فإنني أرى الحلم لم يندم عليه حليم - زدني اليوم حلما - 1 - الأمیر علیه السلام - 228

أقسمت سمت بالله العلي العالم لا أنثني إلا برد الراغم - لا أنثي - 1 - الأمیر علیه السلام - 228

أجد اليوم وما ترك الناس دما - أجد الیوم - 1 - الأمیر علیه السلام - 228

أصبحت بين الهمومِ والهمَم هموم عجز وهمّة الكرم - بين الهموم والهمم - 2 - الأمیر علیه السلام - 228

هب البعث لم تأتنا رسله وجاحمة النار لم تضرم - حياء العباد - 2 - الأمیر علیه السلام - 229

لا تودع السر إلا عند ذي كرم والسر عند كرام الناس مكتوم - البيت مختوم - 2 - الأمیر علیه السلام - 229

لِهَمْدَان أخلاقٌ ودينٌ يَزينهم وأنسٌ إذا لاقَوْا وحُسْنُ كلامِ - ادخلوا بسلام - 2 - الأمیر علیه السلام - 229

أخٌ طاهر الأخلاق عذب كأنه جنا النحل ممزوجاً بماء غمام - طاهر الأخلاق - 2 - الأمیر علیه السلام - 229

ص: 626

أفاطم هاك السيف غير ذميم فلست بر عديد ولا بلئيم - أعذرت في نصر أحمد - 2 - الأمیر علیه السلام - 230

جزى الله خيراً عصبة أسلمية حسان الوجوه صرعوا حول هاشم - عصبة أسلمية - 2 - الأمیر علیه السلام - 232

لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً فالظلم مرتعة يفضي إلى الندم - لا تظلمن - 2 - الأمیر علیه السلام - 233

فلو أني أطعت عصبت قومي إلى ركن اليمامة أو شآم - آراء الطعام - 2 - الأمیر علیه السلام - 233

ما الدهر إلا يقظة ونوم وليلة بينهما ويوم - يقظة ونوم - 2 - الأمیر علیه السلام - 234

كم من أديبِ فطن عالمِ مستكمل العقل مُقلٍ عديم - تقدير العزيز - 2 - الأمیر علیه السلام - 234

اتصبر للبلوى عزاء وحسبة فتؤجر أم تسلو سلوَّ البهائم - للتجلد والأسى - 2 - الأمیر علیه السلام - 234

وإذا طلبت إلى كريم حاجةً فلقاؤه يكفيك والتسليم - لقاؤه يكفيك - 2 - الأمیر علیه السلام - 235

أنا عليّ ولدتني هاشمٌ ليث حروب للرجال قاصمٌ - للرجال قاصم - 2 - الأمیر علیه السلام - 235

آليت بالله ربي أقسم قسم حق ليس فيه مأتم

ليبك على الإسلام من كان باكيا فقد تُرِكَت أركانه ومعالمه - ذهب الإسلام - 2 - الأمیر علیه السلام - 235

أنا بالدهر عليم وأبو الدهر وأمه - بالدهر عليم - 2 - الأمیر علیه السلام - 236

زعم المنجّم والطّبيب کلاهما أن لا معاد فقلت ذاك إليكما - زعم المنجم والطبیب - 2 - الأمیر علیه السلام - 236

ص: 627

فكم من بهيّ قد يروق رواحه ويهجر في النادي إذا ما تكلّما - ما هو محسن - 2 - الأمیر علیه السلام - 236

أخوك الذي إنْ أَحْرِضَتْكَ مُلِمَّةٌ من الدَّهرِ لم يبرح لِبَئِّك واجما - أخوك - 2 - الأمیر علیه السلام - 236

أطلب العذر من قومي وإن جهلوا فرض الكتاب وناولوا كلّ ما حرما - حبل الإمامة لي - 4 - الأمیر علیه السلام - 237

فکم آمن عاش في نعمة فما حس بالفقر حتى هجم - المعاصي تزيل النعم - 3 - الأمیر علیه السلام - 237

لا تعجلنّ واسمعن كلامي إنّي ورب الرُّكّع الصيام - حمل الأسد الضرغام - 3 - الأمیر علیه السلام - 238

لقد حزت علم الأولين وانني ظنين بعلم الآخرين كتوم - أسرار الغيوب بأسرها - 3 - الأمیر علیه السلام - 238

فوارس من همدان ليسوا بعزل غداة الوغى من شاكر وشبام - سهام العدى - 3 - الأمیر علیه السلام - 240

فلله در من إمام صميدع يذل جيوش المشركين بصارم - إمام صميدع - 3 - الأمیر علیه السلام - 241

عش موسراً إن شئت أو معسراً لا بد في الدنيا من الغم - بالأحزان مقرونة - 3 - الأمیر علیه السلام - 241

فإن تك جاسم هلكت فإني بما فعلت بنو عبد بن ضجم - مطيع في الهواجر - 2 - الأمیر علیه السلام - 241

ما علتي وأنا جلدٌ حازمٌ وفي يميني ذو غرار صارم - ما علّتي - 3 - الأمیر علیه السلام - 242

أبا طالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلم - كنت خير عم - 3 - الأمیر علیه السلام - 242

هذا لكم من الغلام الهاشميّ من ضرب صدق في ذرى الكمائم - من الغلام الهاشمي - 3 - الأمیر علیه السلام - 243

ص: 628

فما نُوبُ الحوادثِ باقياتٌ ولا البؤسى تدوم ولا النعيم - لا تدوم - 3 - الأمیر علیه السلام - 243

فرض الإمامة لي من بعد أحمدنا كالدلو علقت التكريب والوذما - فرض الإمامة لي - 3 - الأمیر علیه السلام - 243

لاقیت قرناً حدثاً وضيغما ليئاً شديداً في الوغا غشمشما - سأبير خثعما - 2 - الأمیر علیه السلام - 244

مهلاً فقد أصبحت فيها آثما لك الصلاة قاعداً وقائما - أصبحت فيها آثماً - 3 - الأمیر علیه السلام - 244

لا هُمَّ إن الحارث بن الصّمةْ كان وفياً ربنا ذا ذِمّةْ - الحارث بن الصمّه - 3 - الأمیر علیه السلام - 245

أنا عليّ صاحب الصمصامة وصاحب الحوض لدى القيامة - صاحب الصمصامة - 3 - الأمیر علیه السلام - 245

اثبت لحاك الله إن لم تسلم لوقع سيف عجرفيّ خضرم - اثبت لحا الله - 4 - الأمیر علیه السلام - 246

تنام ولم تنم عنك المنايا تنبّه للمنية يانووم - تنبّه للمنية - 4 - الأمیر علیه السلام - 246

دعوتُ فلبَّاني من القومِ عصبةٌ فوارسُ من هَمْدَان غيرُ لنامِ - فوارس من همدان - 4 - الأمیر علیه السلام - 247

أجد الشياب إذا اكتسبت فإنها زين الرجال بها تعز وتكرم - أجد الشياب - 4 - الأمیر علیه السلام - 248

كيفية المرء ليس المرء يدركها فكيف كيفية الجبار في القدم - كيفية الجبار - 2 - الأمیر علیه السلام - 248

وأبعد من حلم وأقرب من خنا وأخمد نيراناً وأخمل أنجما - موالي اياد - 4 - الأمیر علیه السلام - 248

توق مدى الأيام ادخال مطعم على مطعم من قبل هضم المطاعم - إياك - 5 - الأمیر علیه السلام - 249

ص: 629

سل الأيام عن أمم تقضت ستخبرك المعالم والرسوم - سل الأيام - 5 - الأمیر علیه السلام - 249

أما والله إنَّ الظلم شؤمُ ولا زال المسيء هو المظلوم - الظلم شؤم - 5 - الأمیر علیه السلام - 249

أنا علّى المرتجى دون العلم مرتهن للحين موفٍ بالذمم - علي المرتجى - 4 - الأمیر علیه السلام - 250

ضربته بالسيف فوق الهامة بضربةٍ صارمة هدامة - معدن الكرامة - 5 - الأمیر علیه السلام - 250

محامدك اليوم مذمومة فلاتكسب الحمد إلا بذم - الإله سريع النقم - 6 - الأمیر علیه السلام - 251

قد سمع القاضي ومن ربّي فهمْ المالُ للشيخ جزءاً بالنعمْ - جزاءُ بالنعم - 3 - الأمیر علیه السلام - 252

محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي - سبقتكم إلى الإسلام طراً - 6 - الأمیر علیه السلام - 253

یا عمرو قد لاقیت فارس همة عند اللقاء معاود الاقدام - فارس همة - 7 - الأمیر علیه السلام - 257

تنزه عن مجالسة اللثام وألمم بالكرام بني الكرام - ألمم بالكرام - 8 - الأمیر علیه السلام - 257

إذا كنت ذا نعمة فارعها فإنَّ المعاصي تزيل النَّعم - حافظ عليها - 9 - الأمیر علیه السلام - 258

الله أكرمنا بنصر نبيّه وبنا أقام دعائم الإسلام - الله أكرمنا - 10 - الأمیر علیه السلام - 258

لنا الراية الحمراء يخفق ظلُّها إذا قيل قدمها حضين تقدَّما - الراية الحمراء - 13 - الأمیر علیه السلام - 260

ولما رأيت الخيل تقرع بالقنا فوارسها حُمرُ العيون دوامي - تیممت همدان - 17 - الأمیر علیه السلام - 263

ص: 630

إنّي علي من سلالة هاشم ترى الذكر يكتبها في الملاحم - قلعت باب خیبر - 23 - الأمیر علیه السلام - 264

یا سامع الدّعاء، ويا رافع السماء ويا دائم البقاء، ويا واسع العطاء - تقدّست من عليم - 29 - الأمیر علیه السلام - 265

أمسى بخدي للدموع رسوم أسفاً عليك وفي الفؤاد كلوم - أسفاً عليك - 3 - الزهراء علیها السلام - 324

بأبي المقتول غمّا بالظما ماله ريّ سوى فيض الدما - بأبي المقتول غمّا - 2 - الزهراء علیها السلام - 324

لا دينهم ديني ولا أنا منهم حتس أسير إلى طمار شمام - لا دينهم ديني - 1 - المجتبی علیه السلام - 345

إن السخاء على العباد فريضة لله يقرأ في كتاب محكم - العباد الأسخياء - 3 - المجتبی علیه السلام - 345

ولم يمرُر به يومٌ فظيع أشدّ عليه من يومِ الحِمام - تعالى الله - 5 - الشهید علیه السلام - 416

لقد كان القطاءُ بأرض نجدٍ قرير العين لم يجد الغراما - لو ترك القطا - 2 - الشهید علیه السلام - 417

سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلما - إن عشت لم أندم - 3 - الشهید علیه السلام - 419

سبقتُ العالمين إلى المعالي بحسن خليقة وعلوّهمّة - سبقتُ العالمين - 3 - الشهید علیه السلام - 419

أتقنلهم ظلماً وترجو ودادنا فذي خطة ليست لنا بملائمة - استعد لحربنا - 4 - الشهید علیه السلام - 420

ماذا تقولون إذا قال النبي لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم - ماذا فعلتم بعترتي - 2 - السجاد علیه السلام - 474

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم - فمن يجود على العاصين - 4 - السجاد علیه السلام - 475

ص: 631

يا من يحبّ أنين العبد في النّدم يا من إليه دواءَ الدّاء في السّقم - إن الكريم كثير العفو - 5 - السجاد علیه السلام - 475

إذا ذكرت أياديك التي سلفت مع سوء فعلي وزلاتي ومحترمي - إنك مجبول على الكرم - 2 - السجاد علیه السلام - 476

لا غرو إن قتل الحسين وشيخه قد كان خيراً من حسين وأكرما - نفسي فداؤه - 3 - السجاد علیه السلام - 476

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا وما علم الإنسان إلاّ ليعلما - ذي الحلم - 1 - الباقر علیه السلام - 495

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداء له وخصوم - حسدوا الفتى - 2 - الباقر علیه السلام - 495

وإذا بليت بعسرة فاصبر لها فإن ذلك أحزم - صبر الكريم - 2 - الصادق علیه السلام - 510

ألا إنَّ النساء خلقن شتَّی فمنهنّ الغنيمة والغرام - خلقن شتی - 3 - الصادق علیه السلام - 510

أنت ربي إذا ظمئت من الماء وقوتي إذا أردت الطعاما - إذا ظمئت - 1 - الکاظم علیه السلام - 521

أنّى يكون ولا يكون ولم يكن لمشركين دعائم الإسلام - أنّى يكون - 5 - الکاظم علیه السلام - 522

أنا ابن منى والمشعرين وزمزم ومكة والبيت العتيق المعظم - أنا العلوي الفاطمي - 10 - الکاظم علیه السلام - 522

إذا كنت في خير فلا تغترر به ولكن قل اللهم سلَّم وتمّم - اللهمّ سلّم وتمّم - 1 - الرضا علیه السلام - 544

أهدت لنا الأيّام بطّيخة من حلل الأرض ودار السلام - أهدت لنا الأيام - 5 - الرضا علیه السلام - 544

أنى يكون وليس ذاك بكائن للمشركين دعائم الإسلام - ما للطليق وللتراث - 6 - الرضا علیه السلام - 545

ص: 632

بسبعة آباؤهم ما هم هم أفضل من يشرب صوب الغمام - بسبعة آباؤهم - 1 - الجواد علیه السلام - 552

قد كان إذ نزل الكتاب بفضله ومضى القضاء به من الأحكام - ابن فاطمة - 3 - الهادي علیه السلام - 558

لا صوت الناعي بفقدك إنه يوم على آل الرسول عظيم - صوت الناعي - 3 - المهدي (عج) - 575

لنا أوبة بعد غيبتنا العظمى فنملؤها قسطاً كما ملئت ظلما - لنا أوبة - 2 - المهدي (عج) - 575

قافية النون

باسم الله ويه هدينا ولو عَبَدْنا غيرَه شَقِينا - به هدينا - 1 - النبي صلی الله علیه وآله - 29

أصبحت هُزءاً لراعي الضأن أتبعُه ماذا يَرِيبك مني راعيَ الضّأن! - أصبحت هُزءاً - 1 - الأمیر علیه السلام - 270

أبو الحسين فاعلمن والحسن قد جاء يقتاد العنان والرسن - ابو الحسين - 1 - الأمیر علیه السلام - 270

يا أَيهذا المبتغي أَبا الحسن إلیك فانظر أيُّنا يلقى الغبن - إليك فانظر - 1 - الأمیر علیه السلام - 270

أسد على أسد يطول بصارم عضب يمان في يمين يمان - أسد على أسد - 1 - الأمیر علیه السلام - 271

وعلْمنا الحربَ آباؤنا وسوف نعلّم أيضاً بنينا - نعلّم أيضاً بنينا - 1 - الأمیر علیه السلام - 271

اقحم فلن تنالك الأسنّة وإنّ للموت عليك جُنّة - اقحم - 1 - الأمیر علیه السلام - 272

إن كنت تبغي أن ترى أبا حسن وكنت ترميه بإيثار الفتن - بالضرب والطعن - 2 - الأمیر علیه السلام - 272

تنكّر لي دهري ولم يدري أَنني أَعز وروعات الخطوب تهون - تنكّر لي دهري - 2 - الأمیر علیه السلام - 272

ص: 633

ألا لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن مجموعها ببيان - تنال العلم بستة - 2 - الأمیر علیه السلام - 272

أتاني يهدّدني بالنجوم وما هو من شره كائن - من شرّها آمن - 2 - الأمیر علیه السلام - 273

ألا احذروا في حربكم أبا الحسن فلا تروموه فذا منّ الغبن - احذروا أبا الحسن - 2 - الأمیر علیه السلام - 273

إذا هبّت رياحك فاغتنمها فعقبی کل خافقة سكون - اغتنمها - 2 - الأمیر علیه السلام - 273

إنا نعزيك لا إنا على ثقة من الحياة ولكن سنّة الدين سنّة الدین - سنّة الدین - 2 - الأمیر علیه السلام - 273

دنيا تحول بأهلِها في كل يوم مرتين - تحول بأهلها - 2 - الأمیر علیه السلام - 274

نحن الكرام بنو الکرام وطفلنا في المهديكنی - نحن الکرام - 2 - الأمیر علیه السلام - 274

لولا الذين لهم ورد يقومونا وآخرين لهم سرد يصومونا - لولا الذين - 2 - الأمیر علیه السلام - 274

قد قيل إن الإله ذو ولدٍ وقيل إن الرسول قد كهنا - فکِف أنا - 2 - الأمیر علیه السلام - 274

لا تكره المكروه عند نزولهِ إن المكاره لم تزل متباينه - لا تكره المكروه - 2 - الأمیر علیه السلام - 275

الدّهر أدبني واليأس أّغناني والقوت أَقنعني والصبر رباني - الدّهر أَدبني - 2 - الأمیر علیه السلام - 275

إلهي أَنت ذو فضل ومنٌ وإني ذو خطايا فاعف عني - اعف عني - 2 - الأمیر علیه السلام - 275

ولو أني بليت بهاشمي خؤولته بنو عبد المدان - تعالوا فانظروا - 2 - الأمیر علیه السلام - 275

ص: 634

اليوم أبلو حسبي وديني بصارم تحمله يميني - أبلو حسبي وديني - 1 - الأمیر علیه السلام - 276

إذا الخيل جالت في الفتى وتكشّفت عوابس لا يسألن غير طعان - يلاقي القرن بصدره - 3 - الأمیر علیه السلام - 277

ما لا يكون فلا يكون بحيلة أبداً وما هو كائن سيكون - سيكون ما هو كائن - 3 - الأمیر علیه السلام - 278

الصبر مفتاح ما يُرجَّى وکل خیر به یکون - ربما نيل باصطبار - 3 - الأمیر علیه السلام - 278

لا تأمننَّ من النساء ولو أخاً ما في الرجال على النساء أمينُ - القبور حصون - 3 - الأمیر علیه السلام - 278

هوِّن الأمر تعش في راحة كل ما هوَّنت إلا سيهون - هوِّن الأمر - 3 - الأمیر علیه السلام - 278

تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن عليك شجى في الصدر حين تبين - لا ينقض النأي عهدها - 3 - الأمیر علیه السلام - 278

أنا الغلام القرشيّ المؤتمن الماجد الأبيض ليث كالشطن - الغلام المؤتن - 2 - الأمیر علیه السلام - 279

إذا المرء لم يرض ما أمكنه ولم يات من أَمره أَزينه - يبكي سنة - 3 - الأمیر علیه السلام - 279

سيف رسول الله في يميني وفي يساري قاطع الوتينِ - في يميني - 3 - الأمیر علیه السلام - 280

امضوا الآن فاحتفروا أساس قبلتكم تفضوا إلى حزن - ابنتا تبع - 4 - الأمیر علیه السلام - 280

قد عرف الحرب العوان أَني بازل عامين حديث سنِّ - لمثل هذا ولدتني أمي - 4 - الأمیر علیه السلام - 281

ادفعهم بالراح دفعاً عني ثلثان من حي وثلث مني - ادفعهم بالراح - 1 - الأمیر علیه السلام - 281

ص: 635

ومن کرمت طبائعه تحلى بآدابٍ مفصلة حان - كن محمود المعاني - 6 - الأمیر علیه السلام - 281

هذا زمان ليس إخوانه يا أَيها المرء بإخوان - لا تأنس بإنسان - 7 - الأمیر علیه السلام - 282

لا تخضعنَّ لمخلوقٍ على طمع فإنَّ ذلك ومن منك في الدين - لا تخضعنَّ لمخلوقٍ - 7 - الأمیر علیه السلام - 282

إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني - إلهي لا تعذبني - 7 - الأمیر علیه السلام - 283

معاوي دع عنك ما لا يكونا وقتلة عثمان إذ تدعونا - ولي الحميد المجيد - 10 - الأمیر علیه السلام - 284

أمن تذكّر قوم غير ملعون أصبحت مكتئباً تبكي كمحزون - اقوام ذوي سفه - 12 - الأمیر علیه السلام - 285

أشبه أباك يا حسن واخلع عن الحقُ الرّسن - أشبه أباك - 2 - الزهراء علیها السلام - 325

اغبر آفاق البلاد وكورت شمس النهار وأظلم العصران - نفسي فداؤك - 4 - الزهراء علیها السلام - 325

حاشا بني فاطمة كلهم من خسة يعرض أو من خنا - حاشا بني فاطمة - 6 - الزهراء علیها السلام - 326

لكسرة من خسيس الخبز تشبعني وشربة من قراح الماء تكفيني - خسيس الخبز - 2 - المجتبی علیه السلام - 346

خيرة الله من الخلق أبي بعد جدي وأنا ابن الخيرتين - ابن الخيرتين - 2 - المجتبی علیه السلام - 347

أنزل الله في الكتاب علينا في على وفي الوليد قرآنا - يجزى هوانا - 5 - المجتبی علیه السلام - 347

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي منك البكاء إذا الحمام دهاني - يا خيرة النسوان - 3 - الشهید علیه السلام - 420

ص: 636

إلهٌ لا إله لنا سواه رؤوفٌ بالبريةِ ذو امتنان - إليه أتوب - 5 - الشهید علیه السلام - 421

فإن نهزم فهزامون قدما وإن نغلب فغیر مغلبینا - هزامون قدما - 6 - الشهید علیه السلام - 422

شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني - كيف أستقي لطفلي - 10 - الشهید علیه السلام - 424

ما يحفظ الله يصن مايضع الله يهن - الموعد الله - 20 - الشهید علیه السلام - 425

كفر القوم وقدماً رغبوا كفر القوم عن ثواب الله ربّ الثقلين - کفر القوم - 21 - الشهید علیه السلام - 427

إني لأكتم من علمي جواهره كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا - لو أبوح به - 4 - السجاد علیه السلام - 478

إن كنت تطلب راحة وسعادة ومن الأمور الصالحات تمكن - يا كريم يا رحيم - 5 - السجاد علیه السلام - 478

نحن بنو المصطفى ذوو فصص يجرعها في الأنام كاظمنا - أعيادنا مآتمنا - 6 - السجاد علیه السلام - 478

يا أمّة السوء لا سقياً لربعكم يا أمّة لم تراع جدُنا فينا - جدّي رسول الله - 7 - السجاد علیه السلام - 479

إن الزمان الذي قد كان يضحكنا بقربهم صار بالتفريق يبكينا - خلت لفقدهم أيامنا - 7 - السجاد علیه السلام - 480

لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا - الله یعلم - 2 - السجاد علیه السلام - 481

ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمم - ظني بالله - 2 - الباقر علیه السلام - 459

إن اليهود لحبهم لنبيهم أمنوا بوائق حادث الأزمان - حب آل محمد 3 - الباقر علیه السلام - 496

ص: 637

اعمل على مهل فإنّك ميّت واختر لنفسك أيّها الإنسان - اختر لنفسك - 2 - الصادق علیه السلام - 510

أثامن بالنفس النفيسة ربها فليس لها في الخلق كلهم ثمن - النفس النفيسة - 3 - الصادق علیه السلام - 511

کنا نجوماً يستضاء بنا وللبرية نحن اليوم برهان - مساكن القدس - 4 - الصادق علیه السلام - 511

هب الدنيا تؤاتينا سنينا فتکدر تارة وتلذ حينا - لأنتقمنّ منكم - 5 - الکاظم علیه السلام - 523

وإن الضغن بعد الضغن يفشو عليك ويخرج الداء الدفينا - الضغن بعد الضغن - 1 - الرضا علیه السلام - 545

يعيب الناس كلهم زمانا وما لزماننا عيب سوانا - لو نطق الزمان - 4 - الرضا علیه السلام - 546

دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا - دخلنا کارهین - 1 - الهادي علیه السلام - 558

قافية الهاء

هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه - هذا جناي - 1 - الأمیر علیه السلام - 286

وما ميتة إن منها غير عاجز بعار إذا ما غالت النفس غولها - غير عاجز - 1 - الأمیر علیه السلام - 287

عجباً للزمان في حالتيه وبلاء ذهبت منه اليه - بكيت عليه - 2 - الأمیر علیه السلام - 288

لقد أتاكم كاشراً عن نابه يهمط الناس على اغترابه - كاشراً عن نابه - 1 - الأمیر علیه السلام - 288

والخيل جالت يومها غضابها بمربط سربالها ترابها - الخيل جالت - 2 - الأمیر علیه السلام - 288

النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خير من غنى يطغيها - غنى النفوس هو الكفاف - 2 - الأمیر علیه السلام - 288

ص: 638

من أحب الدنيا تخير فيها واكتسى عقله التباساً وتيها - قنع النفس بالكفاف - 5 - الأمیر علیه السلام - 289

طلّق الدنيا ثلاثاً واتّخذ زوجاً سواها - زوجة سوء - 2 - الأمیر علیه السلام - 289

فمن يحمد الدنيا لعيش يسره فسوف لعمري عن قليل يلومها - كثير همومها - 2 - الأمیر علیه السلام - 289

وهوِّن عليك فإن الأمر وبكف الإِله مقاديرها - بكف الإله مقاديرها - 2 - الأمیر علیه السلام - 289

نحن بنو الحرب بنا سعيرها حرب عوانٍ حرّها نذیرها - نحن بنو الحرب - 1 - الأمیر علیه السلام - 290

اقدع النفس بالعفاف وإلا طلبت منك فوق ما يكفيها - اقدع النفس بالعفاف - 3 - الأمیر علیه السلام - 290

عد من نفسك الحياة فصُنها وتوقَّ الدنيا ولا تامننها - أي أحدوثة تحب - 3 - الأمیر علیه السلام - 290

دنیا تخادعني كأنّي لست أعرف حالها - رددتها - 3 - الأمیر علیه السلام - 291

إذا اجتمعت عليا معد ومذحج بمعركةٍ فإني أميرها - إني أميرها - 3 - الأمیر علیه السلام - 291

كن للمكاره بالعزاء مقطعاً فلعل يوماً لاترى ما تكره - ولربما ابتسم الوقور - 4 - الأمیر علیه السلام - 291

الغنى في النفوس والفقر فيها إن تجزَّت فقلَّ ما يجزيها - علّل النفس بالقنوع - 4 - الأمیر علیه السلام - 292

من جاور النعمة بالشكر لم يجسر على النعمة مغتالها - جاور النعمة بالشكر - 4 - الأمیر علیه السلام - 292

إن المكارم أَخلاق مطهرة الأمير فالدين أَولها والعقل ثانيها - المكارم اخلاق - 4 - الأمیر علیه السلام - 292

ص: 639

لو كان في صخرة في البحر راسية صمّاء ملمومة ملس نواحيها - في اللوح خطّ له - 4 - الأمیر علیه السلام - 293

فلا تصحب أَخا الجهل وإياك وإياه - أخا الجهل - 6 - الأمیر علیه السلام - 293

أصمُّ عن الكلم المحفظات وأحلم والحلم بي أشبه - الحلم بي أشبه - 6 - الأمیر علیه السلام - 294

يا أَكرم الخلق على الله والمصطفى بالشرف الباهي - اندب له حيدر - 6 - الأمیر علیه السلام - 295

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أنّ السلامة فيها ترك ما فيها - ترك ما فيها - 8 - الأمیر علیه السلام - 295

ما أَحسن الدنيا وإقبالها إذا أَطاع الله من نالها - إذا أطاع الله - 8 - الأمیر علیه السلام - 296

إذا قربت ساعة يالها وزلزلت الأرض زلزالها - وزلزلت الأرض زلزالها - 11 - الأمیر علیه السلام - 297

أنا للحرب اليها وبنفسي أتقيها - فخري برسول الله - 13 - الأمیر علیه السلام - 297

لا تعتبنَّ على العباد فإنما يأتيك رزقُك حين يؤذن فيه - لا تعتبنَّ على العباد - 5 - الأمیر علیه السلام - 298

أبي وا أبتاه أجاب ربّاً دعاه - الفردوس مأواه - 2 - الزهراء علیه السلام - 327

أجامل أقواماً حياء ولا أرى قلوبهم تغلي عليّ مراضها - أجامل أقواماً - 1 - المجتبي علیه السلام - 348

غلام كرم الرحمن بالتطهير جديه كساه القمر القمقام من نور سنائيه - كرم الرحمن - 2 - المجتبي علیه السلام - 348

وقعنا في الخطايا والبلايا وفي زمن انتقاضٍ واشتباه - صار الحر عبداً - 5 - الشهید علیه السلام - 434

ص: 640

يا رب يا رب أنت مولاء فارحم عُبيداً إلیك ملجاه - يا ذا المعالي - 6 - الشهید علیه السلام - 434

فما رسم سجا فيه محى آية رسميه - نجيح الرعد - 9 - الشهید علیه السلام - 435

غريبون عن أوطانهم وديارهم تنوح عليهم في البراري وُحوشها - غريبون - 3 - الشهید علیه السلام - 437

أين الملوك التي عن حفظها غفلت حتى سقاها بكأس الموت ساقيها - أين الملوك - 3 - الشهید علیه السلام - 437

فقد قرعتُ بي بابِ فضلك فاقةٌ بحدّ سنانٍ نال قلبي فُتوقها - باب فضلك - 1 - السجاد علیه السلام - 482

وكي لا ألاقي نكبةً وفجيعةً وكأس مراراتٍ ذُعافاً أذوقُها - كأس مراراتٍ - 1 - السجاد علیه السلام - 482

وهنّ المنايا أي واد سلكنه عليها طريقي أو على طريقها - هُنّ المنايا - 1 - السجاد علیه السلام - 482

فقد آذنتني بانقطاعٍ وفرقةٍ وأومض لي من كلّ أفقٍ بروقُها - انقطاع وفرقة - 1 - السجاد علیه السلام - 483

فما عيشه إلا تزيد مرارة ولا ضيقة إلا ويزداد ضيقها - يزداد ضيقها - 1 - السجاد علیه السلام - 483

وترمي قساواتِ القلوبِ بأسهمٍ وجمر فراقٍ لا يبوخ حريقُها - قساوات القلوب - 1 - السجاد علیه السلام - 483

وكم عالمٍ أفنَت فلم تبكِ شجوَهُ ولا بدّ أن تفنى سريعاً لحوقُها - لم تبكِ شجوَهُ - 1 - السجاد علیه السلام - 484

فتِلك مغانيهم وهذي قبورُهم توارثها إعصارها وحريقها - توارثها إعصارها - 1 - السجاد علیه السلام - 484

وآليتُ لا تُبقي اللّيالي بشاشةٌ ولا جدةٌ إلا سريعاً خُلوقها - لا تُبقي الليالي - 1 - السجاد علیه السلام - 484

ص: 641

سِوى أنّهم كانوا فيانوا وأنّني على جددٍ قصدٍ سريعاً لحوقُها - كانوا فيانوا - 1 - السجاد علیه السلام - 485

وهل هي إلّا لوعةٌ من ورائها جوىّ قاتلٌ أو حتفُ نفسٍ يسوقُها - لوعة وراؤها جوىٌ - 1 - السجاد علیه السلام - 485

وإن أبكهِم أجرُض وكيف تجلّدي وفي القلب مني لوعة لا أطبقُها - كيف تجلدّي - 1 - السجاد علیه السلام - 486

فلو رجعَت تلك الليالي كعهدِها رأت أهلَها في صورةٍ لا تروقُها - صورة لا تروقها - 1 - السجاد علیه السلام - 486

حيارى وليلُ القوم داجٍ نجومُه طوامس لا تجري بطيءٌ خفوقُها - بطيء خفوقها - 1 - السجاد علیه السلام - 486

ولا تحرز السبقَ الرّزايا وإن جرت ولا يبلغ الغايات الاّسَبوقُها - لا تحرز السبق - 1 - السجاد علیه السلام - 487

هم العروة الوثقى وهم معدن التقى وخير حبال العالمين وثيقها - العروة الوثقى - 1 - السجاد علیه السلام - 487

وأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغاً لنايبة الشجاع لصمها - إطراق الشجاع - 1 - الباقر علیه السلام - 497

متى تلق بنت العشر قد نط نهدها كلؤلؤة الغواص يهتز جيدها - سنّ المرأة - 10 - الباقر علیه السلام - 497

توق سبعة أيام قد اطردت في كل شهر هلالي مناحسها - سبعة أيام - 3 - الصادق علیه السلام - 511

أنتَ في غفلةٍ وقَلبُك ساهي نَفِدَ العُمرُ والذُّنُوبُ كَما هي - قلبك ساهي - 5 - الصادق علیه السلام - 512

كن للمكاره بالعزاء مدافعاً فلعل يوماً لاترى ما تكره - كن بالعزاء مدافعاً - 4 - الکاظم علیه السلام - 523

لم تخل أفعالنا اللاتي نُذم بها إحدى ثلاث خصال حين نبديها - إحدى ثلاث - 4 - الکاظم علیه السلام - 524

ص: 642

قافية الواو

أرى حُمراً ترعى وتأكل ما تهوى وأسداً جياعاً تظما الدهر ما تروى - الدهر الخؤون - 4 - الأمیر علیه السلام - 299

فإنّ الله توّاب رحیم وليّ قبول توبةِ كلّ غاوي - تواب رحیم - 5 - الشهید علیه السلام

قافية الياء

لو ان قومي طاوعتني سراتهم أمرتهم أمراً يدع الأعاديا - لو طاوعتني - 1 - الأمیر علیه السلام - 299

يا لهف نفسي فاتني معاوية فوق طمر كالعقاب الضارية - يا لهف نفسي - 1 - الأمیر علیه السلام - 299

ولو أنا إذا متنا تُركنا لكان الوت راحة كل حي - نُسأل عن كل شيء - 2 - الأمیر علیه السلام - 300

بازل عامين حديث سنيّ سنحنح اللّيل كانّي جنّي - لمثل هذا ولدتني أمي - 1 - الأمیر علیه السلام - 300

إذا ما شئت أن تحيا حياة حلوة المحيا - لا تحرص على الدنيا - 2 - الأمیر علیه السلام - 301

ليت أمّي لم تلدني ليتني متّ صبياً - ليني متّ صبياً - 2 - الأمیر علیه السلام - 301

يا أَيهذا المبتغي علياً إني أراك جاهلاً شقيّاً - هلمّ فابرز - 2 - الأمیر علیه السلام - 301

يا طالباً في حربه عليّا يمنعه أبيض مشرفيّا - مهذباً سميدعاً - 2 - الأمیر علیه السلام - 302

ماذا على من شمَّ تربة أَحمد أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا - تربة أحمد - 2 - الأمیر علیه السلام - 302

أَضربهم ولا أَرى معاوية الأَبرج العين العظيم الحاوية - الأبرج العين - 2 - الأمیر علیه السلام - 302

ص: 643

أنا مذ كنت صبیّاً ثابت العقل حريّاً - أقتل الأبطال قهراً - 3 - الأمیر علیه السلام - 303

إذا أظمأتك أَكَفُّ الرجال كفتك القناعة شبعاً وريا - كن رجلاً - 4 - الأمیر علیه السلام - 303

ألا يا رسول الله كنت رجائيا وكنت بنا برّاً ولم تك جافيا - كنت رجائيا - 6 - الأمیر علیه السلام - 303

وكم لله من لطفٍ خفيَّ یدق خفاه عق فهم الذكي - كم لله من لطف خفيّ - 6 - الأمیر علیه السلام - 304

ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني وأرقني لما استهلَّ مُناديا - لا أنساك أحمد - 10 - الأمیر علیه السلام - 304

و محترس من نفسه خوف ذلة تكون عليه حجَّة هي ما هيا - نفاً كريمة - 10 - الأمیر علیه السلام - 305

أنت شبیه بابي لست شبيهاً بعلي - شبيه بابي - 1 - الزهراء علیها السلام - 328

قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي وندائيا - صبت عليّ مصائب - 7 - الزهراء علیها السلام - 328

أناعي قتلى الطف لا زلت ناعيا تهيج على طول الليالي البواكيا - أناعي قتلى الطف - 2 - الزهراء علیها السلام - 329

خل العيون وما أردن من البكاء على علي - قالَ العيون - 4 - المجتبی علیه السلام - 348

هذا غلام كرّم الرحمن بالتطهير جديه - هذا غلام - 4 - المجتبی علیه السلام - 349

وكُن بشّاً قريباً ذا نشاطٍ وفيمن يرتجيك جَميل رأيٍ - وكُن بشّاً - 5 - الشهید علیه السلام - 438

فما رسم شجاني قد محت آیات رسمیه - فما رسم شجاني - 9 - الشهید علیه السلام - 438

ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل شيء - إذا متنا بعثنا - 2 - الصادق علیه السلام

ص: 644

مصادر

القرآن الكريم

- أ -

أئمتنا

الاتحاف بحب الأشراف

إثبات الوصية للحي

الاثني عشرية

الاحتجاج

إحقاق الحق

الأخبار الطوال

الأخبار الموفقيات

الاختصاص

الأخلاق الإسلامية

آداب النفس

أدب الدنيا والدين

الأربعون للبهائي

الإرشاد

إرشاد القلوب

الاستيعاب

أسرار الشهادة

الإصابة

أطيب البيان

الأعلام

أعلام الدين

أعلام الورى

أعيان الشيعة

الأغاني

أمالي الصدوق

الأمالي الصغرى

أمالي الطوسي

أمالي المرتضى

الإمام الحسين علیه السلام ملتقى الكرامات

الإمام زين العابدين علیه السلام للمقرم

الإمام الصادق لدخيل

الإمام علي من حبه عنوان الصحيفة

الإمام علي من المهد إلى اللحد

الإمام المهدي من المهد إلى الظهور

الإمام موسى بن جعفر لدخيل

ص: 645

أنساب الأشراف

الأنوار البهية

الأنوار النعمانية

- ب -

بحار الأنوار

البدء والتاريخ

البداية والنهاية

بستان الواعظين

بشارة المصطفى

بطل العلقمي

بلاغة الإمام علي بن الحسين علیه السلام 293

بلغة الظرفاء

البيان الجلي

بيت الأحزان

- ت -

تاریخ الأحمدي

تاريخ بغلبك

تاریخ بغداد

تاريخ الخلفاء للسيوطي

تاريخ الخميس

تاريخ الطبري

تاريخ الكوفة

تاريخ مدينة دمشق

تاريخ اليعقوبي التذكرة الحمدونية

تذكرة الخواص

ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من تاريخ دمشق

ترجمة الإمام زين العابدين علیه السلام من تاریخ دمشق

ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق

تسهيل النظر

التشريف بالمنن

تفسير الصافي

تفسیر فرات

التكامل في الإسلام

تنبيه الخواطر

تهذیب ابن عساکر

التوحيد

- ث -

الثغور الباسمة

- ج -

جامع الأحاديث

جلاء العيون

جمال الخواطر في عجائب الكون

الجمل

جمهرة الأنساب

جمهرة الخطب

جواهر الأدب

ص: 646

- ح -

الحماسة للسیوطي

حیاة الإمام الحسن علیه السلام للقرشي

حياة الإمام الحسين علیه السلام للقرشي

حياة الإمام موسى بن جعفر علیه السلام للقرشي

حياة الحيوان للدميري

- خ -

الخرائج والجرائح

خزينة الأسرار

خصائص أمير المؤمنين علیه السلام للرضي

الخصائص الحسينية

خصائص الوحي المبين

الخصال

- د -

دار السلام

الدر المنثور

الدر النظيم

دعائم الإسلام

دلائل الإمامة

ديوان الإمام الحسين علیه السلام

ديوان الإمام علي علیه السلام

- ذ -

الذريعة

ذکری الشیعة

- ر -

رجال الكشي

رغبة الأمل

الروائع المختارة

روح المعاني

روضة الواعظين

- ز -

زاد المعاد

زهر الربيع

الزهرة للنابغة

- س -

سراج الملوك

السيرة النبوية لابن كثير

السيرة النبوية لابن هشام

- ش -

شرح الأخبار للنعماني

شرح الحماسة للتبريزي

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد

شعر أبي طالب وأخباره

شمس المعارف الكبرى

شواهد التنزيل

- ص -

الصحيفة الحسينية

الصحيفة العلوية

ص: 647

الصحيفة الكاظمية

الصراط المستقيم

الصواعق المحرقة

- ع -

عجائب أحكام أمير المؤمنين علیه السلام

العقد الفريد

عقيلة بني هاشم

العمدة

علي والخلفاء

عوالم العلوم الإمام الحسن علیه السلام

عوالم العلوم الإمام الحسين علیه السلام

عوالم العلوم الإمام علي بن الحسین علیه السلام

عوالم العلوم النصوص علی الأئمة علیهم السلام

عيون الأخبار لابن قتيبة

عيون أخبار الرضا

عیون المعجزات

- غ -

الغدیر

غرر الخصائص الواضحة

- ف -

فاطمة الزهراء علیها السلام بهجة قلب المصطفی

فاطمة الزهراء علیها السلام من المهد إلى اللحد

الفتوح لابن أعثم

فرائد السمطين

الفرج بعد الشدة

الفصول المختارة

الفصول المهمة لابن الصباغ

الفضائل لابن شاذان

في رحاب أئمة أهل البيت علیهم السلام

- ق -

القاموس المحيط

قصص الأنبياء للجزائري

قضاء أمير المؤمنين علیه السلام

القلائد الجوهرية

قمقام زخار

- ك -

الكامل للمبرد

كامل الزيارات

الكامل في التاريخ

الكبريت الأحمر

كشف الأستار

كشف الغمة

كفاية الطالب

الكلام الجلي

كلمة الإمام الحسن علیه السلام

كمال الدين

ص: 648

الکنی والألقاب

کنز الفوائد

الکوکب الدري

- ل -

اللئالي المنثورة

لباب الآداب

لسان العرب

لؤلؤه البحرین

- م -

مأساة الزهراء علیها السلام

مثير الأحزان

المجالس السنية

مجاني الأدب

المجتبى

مجمع البيان

مجموعة المعاني

المحاسن

المحاسن والأضداد للجاحظ

المحاسن والمساؤیء للبیهقي

المحاضرات

المحجة

المحجة البيضاء

مختصر تاريخ العرب

مدينة المعاجز

مرآة الرشاد

مروج الذهب

مستدرك الوسائل

المستطرف

مسكن الفؤاد

مسند أحمد

مسند الإمام الرضا علیه السلام

مسند الرسول الأعظم صلی الله علیه وآله

مشارق أنوار اليقين

مشكاة الأدب

المصباح للكفعمي

مصباح الشریعة

المعارف

معالي السبطین

معجم الأدباء

المعجم الوسیط

المغازي

مفاتيح الجنان

مقاتل الطالبيين

مقتل أبي مخنف

مقتل الخوارزمي

مقتل المقرم

مكارم الأخلاق

الملهوف

مناقب ابن المغازلي

مناقب آل أبي طالب

مناقب الخوارزمي

المنتخب

منتخب الأثر

ص: 649

منتهی الآمال

منتهی المطلب

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي

منهاج السنة

ميزان الاعتدال

- ن -

ناسخ التواريخ

النجاة في القيامة

النجم الثاقب

نزل الأبرار

نزهة المجالس

نزهة الناظر

النعال في اللغة

النهاية لابن الأثير

نهاية الارب للنويري نور

الأبصار لجماعة من العلماء

نور الأبصار للشبلنجي

النور الساطع

- و -

الوسائل إلى مسامرة الأوائل

وسائل الشيعة

وسيلة الدارين

وفاة الحسن علیه السلام

وفيات الأعيان

وقعة صفين

- ي -

ينابيع المعاجز

ينابيع المودة

ص: 650

فهرس الكتاب

المقدمة...5

النبي محمد صلی الله علیه وآله...13

الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام...31

السيدة فاطمة الزهراء علیها السلام...313

الإمام الحسن بن علي المجتبى علیه السلام...331

الإمام الحسين بن علي الشهيد علیه السلام...351

الإمام علي بن الحسين السجاد علیه السلام...441

الإمام محمد بن علي الباقر علیه السلام...489

الإمام جعفر بن محمد الصادق علیه السلام...499

الإمام موسى بن جعفر الكاظم علیه السلام...515

الإمام علي بن موسى الرضا علیه السلام...525

الإمام محمد بن علي الجواد علیه السلام...547

الإمام علي بن محمد الهادي علیه السلام...553

الإمام الحسن بن علي العسكري علیه السلام...559

الإمام الحجة بن الحسن المهدي علیه السلام...567

فهرس الأبيات الشعرية...577

المصادر...645

فهرس الكتاب...651

ص: 651

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.